التنوير شرح الجامع الصغير

الصنعاني

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ الأَوَّلُ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ الأَوَّلُ

(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمَّد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 5 - 6701 - 00 - 603 - 978 (ج 1) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب- العنوان ... ديوي 23206 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 5 - 6701 - 00 - 603 - 978 (ج 1) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

المقدمة

مقدمة سماحة الشيخ/ صالح بن محمَّد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الهادي من شاء من عباده لسبيل المتقين السالك بهم صراط الذين أنعم عليهم من أوليائه وأنصار دينه وبعد، فإن أشرف ما اشتغل به طالب العلم من بحثٍ ومراجعةٍ بعد كتاب الله الذي هو حبله المتين الهادي للتي هي أقوم مذاكرة كلام رسوله صلى الله عليه وسلم واستنباط الأحكام منه والاستدلال به على المحجة البيضاء واعتماده لحل مشاكل الحياة المبهمات، وقد قام حملة كنوز الشريعة وحماة الملة بعنايةٍ فائقة وجهودٍ عظيمة يذودون عن الملة ويبَصِّرون التائه بمنار الطريق فخدموا سنة رسول الله جمعًا وتنسيقا واستنباطاً، وإيضاح ما قد يشكل وكشف ما قد يوهم فتركوا لنا ثروةً علمية عظيمة نفيسة نسأل الله أن يحسن جزاءهم ويعلي قدرهم ويصل من جاء بعدهم من أهل العلم بمنظومتهم الكريمة، لقد قاموا بتهيئة كنوز السنة وتقريبها للراغبين فيها ما بين إفراد أبواب من أبواب العلم بالتصنيف أو جمع لما أمكن جمعه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسند الصحيح فاحصوا ودونوا كل ما قاله رسول الله أو علم به فاقره ثم جاء حملة تراثهم فصنفوا في ذلك ما قد يسر على الراغبين بالسنة السبيل، وممن اعتنى بذلك وأسهب بالتطويل أو جمع باختصار الحافظ جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، فألف كتابه "الجامع الكبير" الذي يعد أوسع كتاب جمع الأحاديث القولية والفعلية وألف بعده كتابه "الجامع الصغير" ثم زيادة الجامع الصغير. وألف في المتواترات إلى غير ذلك مما يجده من يريد معرفة مؤلفات السيوطي. وقد اعتنى الناس بكتاب الجامع

الصغير للسيوطي وألفت عليه شروح عدة وتعقيبات عليه أو دفاع عنه وأوسع ما تداولته الأيدي من شروحه كتاب: (فيض القدير شرح الجامع الصغير) للعلامة محمَّد عبد الرؤوف المناوي وغيره. وممن تصدى لشرحه بعد الألف ومئة من الهجرة العلامة محمَّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني أحد كبار علماء اليمن في وقته المتوفى عام اثنين وثمانين ومئة بعد الألف من هجرة سيد المرسلين بشرح سماه (التنوير) شرح الجامع الصغير وقد بقي مخطوطاً رغم عناية أهل العلم بمؤلفات البدو الصنعاني رحمه الله لما له من مكانة بين علماء اليمن وغيرهم فبقي كتابه في أحشاء المكتبات لا يطَّلع عليه إِلا من لديه مخطوطة الكتاب ثم يسَّر الله خروجه من خزانة المكتبة فتلقاه الباحث المهتم بكنوز السنة أحد منسوبي جامعة الإِمام محمَّد بن سعود الإِسلامية تلك الجامعة الجديرة باحتضان العلم والعلماء ولها مكانتها وآثارها في نشر العلم وهي إحدى مناراة العلم والباحث المقصود هو الدكتور المعتني بالحديث الحامل لشهادة الدكتوراه فيه/ محمَّد إسحاق بن محمَّد إبراهيم وله أعمال كريمة وعنده رغبة في تتبع مكتبات أهل الحديث لعلمه بعظيم أثر ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حل مشاكل المسلمين خاصة والبشرية عامة فقام جزاه الله خيراً بتحقيق هذا الشرح واجتهد في الدلالة على مواضع الأحاديث من مصادرها التي عزاها إليها السيوطي رحمه الله فكان لعمله في هذا الكتاب أثرٌ كبير في تسهيل المرجع إلى مواقع هذه الأحاديث من الكتب المخرجة منها والاطلاع على ما يمكن من شروحها وفي ذلك خدمة كبيرة للعلم

والعلماء فله منا الشكر والدعاء بالتوفيق لإبراز ما يمكن من كنوز السنة، بارك الله فيه وزادنا وإياه من البر والتقوى. وقد اطلعت على كثيرٍ من عمله في هذا الكتاب وقابلت كثيرًا من الشرح في التنوير على ما في فيض القدير للمناوي ولذا فإن اجتماع الكتابين عند طالب العلم مفيد جدًّا وإن كان بينهما تفاوت في بعض المواضع طولًا أو قصرًا والصنعاني رحمه الله ألف شرحه وأتمه قبل وفاته بحوالي ثمان وعشرين سنة ولهذا قد يجد القارئ بعض مواقف يجزم فيها القارئ أن الإمام الصنعاني لو راجعه قبل وفاته بعشر سنوات أو أكثر لربما تجنب بعض ما كتب أو زاد على بعض ما كتب رحمه الله رحمة واسعة ولكن الكمال لا يحوزه أحد بعد الأنبياء وبحر علمه ودفاعه عن السنة وانتصاره لأئمة السنة أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية لا يخفى على أهل العلم كما أن ما أضافه إليه فضيلة الدكتور محمد إسحاق من تعليقات ونقل تصحيح بعض الأحاديث التي أشار إليها السيوطي بالضعف أو نقل تضعيف بعض الأحاديث التي صححها السيوطي مما يجعل هذا الشرح مفيدًا وكريمًا، كما أن الدكتور محمد إسحاق وضع فهرسًا لأطراف أحاديث الجامع الصغير .. وقد رغب فضيلته إلى أن أكتب له كلمةً بشأن هذا الكتاب فوجدته كتابًا مفيدًا أتى بجل ميزات فيض القدير وسلم من كثيرٍ من الأفكار الصوفية أو ما يخالف مسلك أهل السنة في الأسماء والصفات وربما وجد القارئ بعض التفاوت في تعداد الأحاديث فعلى سبيل المثال وأظنه مع المثال بالندرة أيضًا فمثلًا (لا نكاح إلا بولي .. الخ) في الفيض عددها ثلاثة وفي التنوير أربعة. هذه كلمة أكتبها إجابةً لرغبة الشيخ الدكتور محمد إسحاق وعسى أن يترحم علينا جميعاً من يقرأ في هذا الشرح فيعمنا مع السيوطي والصنعاني ومحقق كتاب التنوير هذا بالدعاء والله الموفق وأسأل الله أن يغفر لنا وللإمام السيوطي وشراح كتابه ويغفر لمحقق الكتاب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية صالح بن محمد اللحيدان 14/ 5/ 1430 هـ

مقدمة فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان المدرس بالمسجد النبوي الشريف ورئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

مقدمة فضيلة الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان المدرس بالمسجد النبوي الشريف ورئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة الحمد لله رب العالمين، يهدي من يشاء بفضله ويضل من يشاء بعدله وهو العليم الحكيم وصلى الله وسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمَّد وعلى آله الطيبين وصحابته الغراء الميامين .. أما بعد: فإن محمَّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني من العلماء المشاهير في اليمن وغيره وقد انتشرت مؤلفاته أو كثير منها فانتفع بها خلق كثير حيث إنه فيها حريص على التقيد بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وإطراح الآراء المخالفة للكتاب والسنة ونبذ تقاليد الأسلاف والآباء وبذل النصح للمسلمين وتحذيرهم عن الشرك ومخالفة كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وما عليه صحابته - رضي الله عنهم - كما في كتابه: "تطهير الاعتقاد"، وكتابه: "إيقاظ الفكرة" و"إرشاد النقاد إلى تيسر الاجتهاد" وغيرها من كتبه الكثيرة وقصائده التي يدعو فيها إلى مجانبة البدع والتعلق بالقبور والمعظمين من العباد واتباع الأهواء والتقاليد التي سار عليها كثير من الناس كما يقول في قصيدة: فللعمل الإخلاص شرط إذا أتى ... وقد وافقته سنة وكتاب وقد صين عن كل ابتداع وكيف ذا ... وقد طبق الآفاق منه عباب طغى الماء من بحر ابتداع على الورى ... فلم ينج منه مركب وركاب وطوفان نوح كان في الفلك أهله ... فأنجاهم والكافرون تباب فأنى لنا فلك ينجي وليته ... يطير بنا عما نراه غراب وأين إلى أين المطار وكلما ... على ظهرها يأتيك منه عجاب وقال من قصيدته في الثناء على إمام دعوة التوحيد محمَّد بن عبد الوهاب

رحمه الله تعالى: وما كل قول بالقبول مقابل ... ولا كل قول واجب الرد والطرد سوى ما أتى عن ربنا ورسوله ... فذلك قول جل قدرًا عن الرَّدِّ وأما أقاويل الرجال فإنها ... تدور على قدر الأدلة في النقدِ وأما أقواله في كتبه تدل على اجتهاده في طلب الحق وكراهة للتعصب لأحد غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونهيه عن البدع فهو كثير كقوله في: "إرشاد النقاد": "فمن تعصب لواحد معين غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويرى أن قوله هو الصواب الذي يجب اتباعه دون الأئمة الآخرين فهو ضال جاهل، بل قد يكون كافرًا يستتاب فإن تاب وإلا قتل فإنه متى اعتقد أنه يجب على الناس اتباع واحد معين من هؤلاء الأئمة - رضي الله عنهم - دون الآخرين فقد جعله بمنزلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك كفر" [إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد ص 145]. وفيه أيضًا قوله: "وهذه القاعدة (¬1) لو أخذت كلية لم يبق لنا عدل إلا الرسل، فإنه ما سلم فاضل من طعن لا من الخلفاء الراشدين وأحد من أئمة الدين" [ص 112]. وفيه أيضًا قوله: "فليحذر المؤمن المؤثر للحق على الخلق عن هذه الاعتقادات ورد الأحاديث والآيات إلى مثل تأويل الفرقة الباطنية وكل هذا من قبائح الاعتقادات المذهبية، وإني لأخاف على من حرف الآيات والأحاديث لتوافق اعتقاده أن يقلب فؤاده وقلبه فلا يوفق لمعرفة الحق كما فعل الله تعالى فيمن رد براهين الرسل وكذب بها" [ص 168]. وفي أيضًا قوله: "ثم من المعلوم أن أحدًا منهم (¬2) لم يكن يدع السنة بقول أي ¬

_ (¬1) يعني تقديم الجرح على التعديل. (¬2) يعني الخلفاء الراشدين.

قائل ثم إن سنة الخلفاء الراشدين وطريقتهم اتباع الكتاب والسنة، والأخذ بسنتهم اتباع السنة النبوية والقرآن" [ص 177]. وقال في كتابه: "إيقاظ الفكر" لما ذكر أقسام الناس في دياناتهم، قال: "القسم الرابع وهم الأعز من كل عزيز والأقل من كل قليل من عرف الحق ونبذ تقليد الآباء واتبع الكتاب والسنة حين كانا وسار بسيرهما متوجهًا إلى باب الهدى قارعًا له بإخلاص النية وتوطين النفس على اتباع الحق حيث كان والدوران مع الكتاب والسنة حيث دارا مقدمًا بين يدي مطلوبه {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99]، {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [الشعراء: 83] طالبًا للهداية ممن عليه الهدى مكتفيًا بالتسمي بالمؤمن والمسلم عوضًا عن الحنفي والشافعي مذهبًا أو غير ذلك والأشعري اعتقادًا أو العدلي أو نحو ذلك باذلًا لنصح المسلمين داعيًا إلى الكتاب والسنة، فهؤلاء هم ورثة الأنبياء وهم حجج الله على خلقه وهم الذين قال فيهم أمير المؤمنين كرم الله وجهه "وا شوقاه إليهم" في كلامه المشهور لكميل بن زياد كما أخرجه أبو نعيم وغيره" [ص 58]. هذا كله يدل على اتباع للحق وحرصه على التزام ما دل عليه كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ونبذه التعصب. وإن من كتبه النافعة المفيدة "التنوير بشرح الجامع الصغير" للسيوطي رحمه الله. وقد قام بتحقيقه الأخ محمَّد إسحاق آل إبراهيم وهو أهل لتحقيق الكتب النافعة فله جهود في هذا المجال فقام بتحقيق عدد من الكتب الجيدة مثل: "كشف المناهج والتناقيح" و"الأجوبة المرضية" للسخاوي، و"مراقي الصعود إلى سنن أبي داود" وله غيرها من الكتب والتحقيقات وله معرفة في الكتب وخاصة كتب الحديث ورجاله ورسالته في الماجستير في "الأصول الستة

روايتها ونسخها" وقد أثنى على عمله فيها المناقشون. ومنذ كان طالبًا في الجامعة الإِسلامية وهو يشتغل في هذا المجال فقدم في بحثه في كلية الدعوة وأصول الدين تحقيق "الغماز على اللماز في الأحاديث المشتهرة" فهو حري بجودة التحقيق وإتقان عمله أسأل الله تعالى لنا وله التوفيق والسداد وإصلاح النية وإخلاص العمل لله تعالى. وقد عرض علي ما وجده للصنعاني رحمه الله في كتابه هذا مما يخالف الحق ومعتقد أهل السنة من دعوى الوصية من الرسول - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وكلامه على أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - وقد رد عليه المحقق بما فيه الكفاية، ولا شك أن ما ذهب إليه من إثبات وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى علي أنه باطل ومن وضع أعداء الله ورسوله ولكن البيئة التي يعيش فيه المرء تؤثر عليه وما يتلقاه من أبويه ومجتمعه يرسخ في عقيدته ولهذا قص الله تعالى علينا ما تلقته الرسل من أممها كلهم يقولون لهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)} [الزخرف: 23]، مع ما تأتيهم به الرسل من البراهين القاطعة والآيات الواضحة وكنت أظن أن ذلك من عمل النسّاخ ولكن لما ذكر محقق الكتاب ذلك عنه في مواضع متعددة في أثناء شرحه تبين أن ذلك من عمله ومما ترسب لديه من عقيدة الزيدية الباطلة ومثل ذلك يقال في لعنه أمير المؤمنين معاوية - رضي الله عنه - عنه فهو جرم وظلم غير أننا لا نظن أنه قال ذلك اتباعًا للهوى ولكن قام لديه بعض الشبه، وقد تؤثر عليه كثرة الأحاديث الموضوعة والواهية التي يروجها أهل الباطل ولو رجع إلى رشده لعلم قطعًا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يوصِ إلى أحد وأنه أمر أبا بكر أن يؤم الناس كما أمر أن تسد الخوخات إلى المسجد بما فيها خوخة علي إلا أبا بكر وأنه أثنى على أبي بكر في مرضه وقال: "لو كنت متخذًا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً" وقال: "إن أمنَّ الناس علي في ماله ونفسه أبو بكر" وغير ذلك من الإشارة الواضحة في أن أبا بكر هو خليفته وأنه لم يوصِ إلى علي ولا

غيره، ثم القول بالوصية يلزم منها القدح بالرسول - صلى الله عليه وسلم - حيث إنه لم يبلغ ذلك الناس حتى يعلم، ويلزم منه القدح بالصحابة بما فيهم علي رضي الله عنهم أجمعين، كما بين ذلك شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" بيانًا لا يدع مجالًا للشك في بطلان هذه الدعوى. وعلى كل لا تؤثر هذه الدعوى الباطلة على الاستفادة من الكتاب وقلّ من العلماء من يسلم من العثرات والزلّات وإذا كان الخطأ واضحًا فالأمر أيسر وأسهل فالكتاب فيه فائدة كبيرة ولكن ما وقع فيه الصنعاني رحمه الله وغيره يدل على آيات الله وقدرته وأن العبد مهما أوتي من العلم والذكاء فإنه لا يستطيع أن يهتدي إلا إذا هداه الله تعالى كما قال إمام الدعوة شيخ الإِسلام محمَّد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: "من آيات الله ما يصنعه ابن حجر في فتح الباري" يقصد رحمه الله أنه يذكر قول أهل السنة ثم يذكر قول أهل البدع مع ظهور بطلان قول أهل البدع، وهذا مثل ذلك وقد ذكر المحقق عنه قوله: "اعلم أن المختار عندي والذي أذهب إليه وأدين به في هذه الأبحاث ونحوها هو ما درج عليه سلف الأمة ولزموه من اتباع السنة والبعد عن الابتداع والخوض فيها إلا لردّها" وذكر أيضًا عنه أنه قال: "قال لي شيخنا في مكة وكان من الأبرار الصالحين رحمه الله وأنا أقرأ عليه شرح العمدة لابن دقيق العيد. وقد جرى ذكر تعظيم الزيدية للغدير (¬1) هذا شيء مبتدع لا يحسن فعله أو نحو هذا اللفظ، فقلت: نعم وهو نظير هذا المولد الذي يفعلونه في مكة، فقال: هذا فيه تعظيم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: لو كان فيه خير لكان أحق الناس بفعله الصحابة والصالحين من السلف فهم كانوا أشد تعظيمًا له - صلى الله عليه وسلم - فسكت" اهـ. فيقال ما تزعمه من الوصية ولعنك أحد صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعظم بكثير من بدعة المولد ولكن الهداية بيد الله ¬

_ (¬1) يعني غدير خم.

تعالى كما أن ما ذكرت من أنك تختاره وتدين به يصادمه تمامًا دعواك هذا وفعلك نحو صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وعلى كل كما سبق الظن فيه أنه مجتهد في طلب الحق وأنه قام لديه بعض الشبه ولم يجعل الله تعالى له نورًا في ذلك فضلّ فيها والله تعالى يعفو عنا وعنه وعن كل من أراد الحق فأخطأه من علماء المسلمين. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمَّد وآله وصحبه أجمعين. قاله وكتبه الفقير إلى ربه عبد الله بن محمَّد الغنيمان في 14/ 10/ 1431 هـ.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمَّد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإن علم الحديث من أشرف علوم الإِسلام قدراً وهو مما خص الله به هذه الأمة وشرفها على غيرها من الأمم. قال محمَّد بن عيسى الزجاج (¬1): سمعت أبا عاصم يقول: من طلب الحديث فقد طلب أعلى الأمور، فيجب أن يكون خير الناس. وقال إبراهيم الحربي (¬2): لا أعلم عصابة خيراً من أصحاب الحديث ... وقال الإِمام الشافعي (¬3): إذا رأيتُ رجلاً من أصحاب الحديث فكأني رأيت رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - جزاهم الله خيراً، هم حفظوا لنا الأصل، فلهم علينا الفضل. ومن هنا يظهر تميز أهل الحديث والسنة على سائر الطوائف. لهذا تضافرت جهود المحدثين لخدمة السنة النبوية واهتموا بحفظها وتدوينها اهتماما بالغاً. وجهود الحافظ السيوطي في جمع السنة النبوية كثيرة، وقد ألف في هذا الباب مؤلفاتٍ نفيسةً، ومن أنفس ما جمعه "الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير" صلى الله عليه وعلى آله بلا انتهاء ولا زوال. وهو من أكثر كتبه شيوعاً وأعمها نفعاً وأقربها تناولا وأسهلها ترتيبًا، فلا يستغني عنه المحدث فضلاً عن الفقيه والواعظ، ولهذا نال الكتاب من الحظوظ لدى العلماء وطلاب العلم ما لم ينله كتاب من كتب الحديث لدى المتأخرين. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء (4/ 263). (¬2) سير أعلام النبلاء (13/ 358). (¬3) سير أعلام النبلاء (10/ 59 - 60).

ولما كان كتاب "الجامع الصغير" كتابًا ليس له في جمعه نظير مشتملاً من الأحاديث النبوية على الجم الغفير، كان حقيقًا بأن يَصْرِف العالمُ إليه عنان العناية، فإنه لا يستغني عنه وإن بلغ الغاية، لتقريبه البحثَ عن متون الألفاظ النبوية وتسهيله. ومن ثَمَّ اعتنى العلماء بشرحه وتهذيبه وترتيبه وتمييز صحيحه من ضعيفه. ومن الذين شرحوه العلامة محمَّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله ويعتبر شرحه إضافة جديدة إلى المكتبة الإِسلامية وسيصبح عمدة العلماء، ومع هذه الأهمية الكبرى للكتاب فإنه لا يزال محتجباً عن القراء، بانزوائه في زوايا المكتبات، فاستعنت الله على إخراجه والعناية به، ورحت أنقب عن نسخه الخطية فاهتديت إلى نسخة خطية نسخت في حياة المؤلف بعنايته ومعونة ابنه، وعليها قراءات وبلاغات مثبتة على هوامش النسخة ومختتمة بها، وعليها خط المؤلف في أماكن متعددة، وصنعتُ له مقدمة تكلمت فيها على المؤلف والشارح وعلقت عليه بإيجاز ودقة وختمت ذلك بعدة فهارس تيسر الانتفاع منه. هذا العمل حصيلة بحث دؤوب عميق استغرق أكثر من أربع سنوات متواصلة. وإني أشكر الله تعالى على فضله حيث أتاح لي إنجاز هذا العمل بتوفيقه فله الحمد أولاً وآخراً. ثم أشكر سماحة الوالد الشيخ/ صالح بن محمَّد اللحيدان/ رئيس مجلس القضاء الأعلى وعضو هيئة كبار العلماء الذي لم يدّخر جهداً في مساعدتي خاصة كما هي عادته مع طلبة العلم عامة، فقد كان يحثّني على القراءة والبحث، ويرغّبني في المثابرة ومتابعة الجهد، ويقوّي عزيمتي في ذلك فله من الله الأجر، ومني كل تقدير، حفظه الله ومتّعه بالصحة والعافية. وأشكر فضيلة الشيخ/ عبد الله الغنيمان رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإِسلامية بالمدينة النبوية سابقا على مراجعته للمسائل العقدية فجزاه الله خيرًا.

كما أشكر الأخ السيد/ محمَّد هاشم البطاح الهاشمي من اليمن العزيزة الذي تفضّل بتصوير المخطوط من مكتبة الأحقاف على سي دي (CD) (¬1) فجزاه الله خير الجزاء. كما أشكر فضيلة الدكتور/ محمود ميرة الذي ساعدني كثيراً في تقويم بعض الكلمات غير المنقوطة التي صعب عليّ قراءتها فجزاه الله عني خير الجزاء. كما أشكر الأخ عبد الله بن عبد العزيز اللحيدان الذي كان واسطة في تسهيل حصولي على مصورته، والأخ الشيخ/ عبد العزيز الطريفي الذي رغّبني في تحقيق هذا الكتاب وإخراجه، فإلى هؤلاء جميعاً وغيرهم من الزملاء أقدم شكري وأسأل الله أن يجزيهم عني خير الجزاء. وقبل ذلك وبعده أتقدم بالدعاء لوالديّ الكريمين بأن يغفر الله لهما، ويحفظهما بجميل حفظه، ويرزقني برّهما، ويقرّ أعينهما، كما أتقدم بالشكر والتقدير إلى عائلتي وأهل بيتي الذين وجدت منهم كل عون وتشجيع. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم وبارك على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه محمَّد إسحاق محمَّد آل إبراهيم حي الريان، الرياض البريد الإلكتروني: [email protected] ¬

_ (¬1) لأن النسخة نفسها لها صورة في جامعة الإِمام بالرياض فصوّرتها منها فكانت عكوسها غير واضحة فاضطررت لإعادة تصويرها من الأصل المحفوظ بمكتبة الأحقاف، ويرجع الفضل إلى تسهيل ذلك إلى الأخ الكريم الشيخ عبد الله اللحيدان أبي محمَّد فجزى الله الجميع خيرًا.

المقدمة

المقدمة أولاً: مؤلف الجامع الصغير (السيوطي): عصره: كانت المئة الثامنة والتاسعة من أغنى حقب تاريخ الحضارة الإِسلامية ثراءً بالأعلام العظماء، الذين بنوا حضارة سامية، وتركوا آثاراً جليلة في شتى الميادين الحضارية والمعرفية، برز ذلك في الحكم والإدارة، والعمران، والعلوم، والثقافة، والآداب، والفنون، والاقتصاد، وغير ذلك من فنون النشاط المعرفي الإنساني. ونبغ في هذين القرنين -الثامن والتاسع- علماء أغنوا المكتبة العربية الإِسلامية بما أنتجته قرائحهم من معارف الإنسان من ناحية، وبما وظفوه من التراث الفكري المكتوب الذي ورثوه من أسلافهم بالشرح، والاختيار، والاختصار، والجمع، والتحشية، والنقد وما إلى ذلك من ناحية أخرى، فزخرت المكتبة العربية بعشرات الآلاف من كتب تناولت فنون المعارف الإنسانية كلّها في حضارة المسلمين من رجال القرنين الثامن والتاسع، اضطلع بذلك مفسرون، وحفاظ، ومحدثون، وقراء، وفقهاء، ولغويون، ونحاة، ومؤرخون، وجغرافيون، ورياضيون، وعلماء في العلوم التطبيقية من هندسة، وطب، وفلك، وما إلى ذلك من الفنون. وثمة ظاهرة في هذين القرنين وهي تنامي الاتجاهات المعرفية الموسوعية عند كثير ممن نبغ في تلك الحقبة من الزمان، كان منهم في المئة الثامنة، كان من أعلامها: تقي الدين، شيخ الإِسلام أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني الدمشقي، توفي سنة: (728 هـ) وهو مكثر من التصنيف، ومن تصانيفه: "مجموع فتاواه" وطبعت في الرياض في 35 مجلدًا، "ومنهاج السنة" و"درء تعارض العقل والنقل" وغيرها من الدواوين.

من تصانيفه

وشمس الدين، أبو عبد الله محمَّد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزُّرَعي، الدمشقي، الحنبلي، المعروف بابن قيم الجوزية. توفي سنة (751 هـ)، فقيه، أصولي، مجتهد، مفسر، محدث، مكثر من التصنيف. تتلمذ على شيخ الإِسلام ابن تيمية، حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، وهو الذي هذب كتبه، ونشر علمه، وسجن معه في قلعة دمشق. من تصانيفه: " إعلام الموقعين عن رب العالمين"، و"زاد المعاد في هدي خير العباد"، و"الطرق الحكمية في السياسة الشرعية"، و"شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل". و"مفتاح السعادة"، و"أحكام أهل الذمة"، وغيرها. وشمس الدين محمَّد بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمَّد بن قدامة المقدسي الحنبلي، الإِمام المحدث الحافظ الحاذق الفقيه البارع المقرئ النحوي اللغوي ذو الفنون، (توفي سنة 744 هـ) أحد الأذكياء، قال الصفدي: لو عاش لكان آية كنت إذا لقيته سألته عن مسائل أدبية وفوائد عربية فينحدر كالسيل وكنت أراه يوافق المزي في أسماء الرجال ويرد عليه فيقبل منه، وقال ابن كثير: كان حافظاً علامة ناقدا حصل من العلوم ما لا يبلغه الشيوخ ولا الأكابر وبرع في الفنون وكان جبلا في العلل والطرق والرجال، حسن الفهم جدًّا صحيح الذهن، قال المزي: ما لقيته إلا واستفدت منه، وكذا قال الذهبي أيضًا، وصنف شرحًا على "التسهيل"، و"الأحكام في الفقه"، والرد على السبكي في مسألة الزيارة سماه "الصارم المنكي" و"المحرر في اختصار الإلمام" و"الكلام على أحاديث مختصر ابن الحاجب" و"العلل" على ترتيب كتب الفقه و"التفسير المسند" لم يتمه واختصر التعليق لابن الجوزي وزاد عليه. وشمس الدين أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني ثم الدمشقي المقرئ الذهبي الإِمام الحافظ محدث العصر وخاتمة الحفاظ ومؤرخ

الإِسلام وفرد الدهر والقائم بأعباء هذه الصناعة (توفي سنة: 748 هـ)، حكي عن شيخ الإِسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ، ولي تدريس الحديث بتربة أم الصالح وغيرها، وله من التصانيف: "تاريخ الإِسلام" و"التاريخ الأوسط"، و"الصغير" و"سير أعلام النبلاء" و"تذكرة الحفاظ" و"طبقات القراء" و"مختصر تهذيب الكمال" و"الكاشف" و"الميزان في الضعفاء" و"المغني في الضعفاء" و"مشتبه النسبة" و"مختصر سنن البيهقي" وغير ذلك والمحدثون عيال في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي والذهبي والعراقي وابن حجر. وجمال الدين أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر الإِمام العلامة الحافظ الكبير المزي الشافعي (توفي سنة: 742 هـ) قال ابن قاضي شهبة: شيخ المحدثين عمدة الحفاظ أعجوبة الزمان الدمشقي المزي وسمع الكثير ورحل ومشيخته نحو الألف وبرع في فنون الحديث وأقر له الحفاظ من مشايخه وغيرهم بالتقدم وحدث بالكثير نحو خمسين سنة فسمع منه الكبار والحفاظ، وقال الذهبي: شيخنا الإِمام العلامة الحافظ الناقد المحقق المفيد محدث الشام وإليه المنتهى في معرفة الرجال وطبقاتهم ومن نظر في كتابه "تهذيب الكمال" علم محله من الحفظ فما رأيت مثله ولا رأى هو مثل نفسه في معناه وصنف كتبا، منها: "تهذيب الكمال في أسماء الرجال" طبع في 35 مجلدًا، و"تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" في الحديث. طبع في 14 مجلداً، قال ابن طولون: ومن المعلوم أن المحدثين بعده عيال على هذين الكتابين. وعماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن درع القرشي، الدمشقي،: حافظ مؤرخ فقيه .. وتوفي سنة (774 هـ) بدمشق. من كتبه "البداية والنهاية" طبع في 21 مجلدًا في التاريخ و"شرح صحيح

البخاري" لم يكمله، و"تفسير القرآن الكريم"، وغيرها من الدواوين كجامع المسانيد. وزين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، المعروف بالحافظ العراقي: بحاثة، من كبار حفاظ الحديث. وقام برحلة إلى الحجاز والشام وفلسطين، وعاد إلى مصر، وتوفي في القاهرة عام 806 هـ. من كتبه: "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار - ط" في تخريج أحاديث الإحياء، و"الألفية - ط" في مصطلح الحديث و"التحرير - خ" في أصول الفقه، و"القُرَب في محبة العرب - ط"، و"تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد - ط" و"التقييد والإيضاح - ط" في مصطلح الحديث، و"طرح التثريب في شرح التقريب - ط" و"شرح سنن الترمذي - خ". ونور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صلح الهيثمي القاهري الشافعي الحافظ ويعرف بالهيثمي توفي سنة 807 هـ له كتب وتخاريج في الحديث، منها "مجمع الزوائد ومنبع والفوائد" عشرة أجزاء، و"ترتيب الثقات لابن حبان - خ" و"تقريب البغية في ترتيب أحاديث الحلية - خ" و"مجمع البحرين في زوائد المعجمين - ط" و"المقصد العلي، في زوائد أبي يعلى الموصلي" و"موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان" و"غاية المقصد في زوائد أحمد". وغيرها. والنويري شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب المتوفى في (سنة 733 هـ)، العالم البحاثة غزير العلم، صاحب كتاب "نهاية الأرب في فنون الأدب" وهو أشبه بدائرة معارف لما وصل إليه العلم عند العرب في عصره. والسبكي، تقي الدين علي بن عبد الكافي بن علي الأنصاري، المتوفى في سنة 756هـ، أحد الحفاظ المناظرين، صاحب التصانيف الكثيرة متعددة الفنون،

وله الطبقات الكبرى في تراجم الشافعية، مطبوع في 10 أجزاء. والصفدي صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله المتوفى في سنة: 764، صاحب المؤلفات الكبيرة في فنون مختلفة، صاحب "الوافي في الوفيات". وبعدهم العلامة ابن خلدون ولي الدين عبد الرحمن بن محمَّد بن خلدون الحضرمي الإشبيلي الذي عاش معظم عمره في المئة الثامنة وتوفي في سنة: (808 هـ)، وترك للمكتبة العربية موسوعته التاريخية مع المقدمة. واستمرت ظاهرة الاتجاهات المعرفية الموسوعية تتسع في المئة التاسعة، وتنافس من نبغ فيها من العلماء، في الإحاطة بفنون العلوم والمعارف، ونبه من هؤلاء طبقة عالية، جلَّى فيها القلقشندي شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد المصري المتوفى في سنة: (821 هـ)، وهو الأديب المؤرخ البحاثة صاحب موسوعة "صبح الأعشى في كتابة الإنشاء". ثم جاء المقريزي تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المتوفى في سنة: 845هـ، وهو المؤرخ متعدد المواهب موسوعي المعارف صاحب "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، و"السلوك في معرفة دول الملوك"، وغيرهما من المصنفات الكثيرة في فنون متنوعة. وتلاه الحافظ ابن حجر شهاب الدين أحمد بن علي بن محمَّد الكناني العسقلاني المتوفى في سنة: (852 هـ)، وهو من أئمة الحديث والتاريخ والأدب والشعر، وناهزت مصنفاته التي وضعها في فنون مختلفة (132)، اثنين وثلاثين ومئة كتاب. وابن عربشاه شهاب الدين أحمد بن محمَّد بن عبد الله الدمشقي المتوفى في سنة: 854هـ، المؤرخ الرحالة الأديب المتقين للغات العربية والفارسية والتركية، وصاحب التصانيف الكثيرة. وابن تغري بردي جمال الدين يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري المصري المتوفى سنة: (874 هـ). وهو المؤرخ البحاثة الأديب صاحب كتاب

اسمه ونسبه

"النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، و"المنهل الصافي والمستوفي بعد الوافي"، وغيرهما من الكتب الحافلة الضخام في فنون شتى. والكافيجي، محيي الدين محمَّد بن سليمان بن سعد الرومي المصري، المتوفى في سنة: (879 هـ)، شيخ جلال الدين السيوطي، ومن كبار العلماء بالمعقولات والنحو، ومن المؤرخين وصاحب التصانيف متنوعة الفنون. والنكشاري محيي الدين محمَّد بن إبراهيم بن حسن، الرومي الحنفي المتوفى في سنة: (901 هـ). الإِمام العالم بالعلوم الشرعية والعقلية والعربية والماهر في علوم الرياضيات، ونحوها من معارف أهل عصره. والسخاوي شمس الدين محمَّد بن عبد الرحمن بن محمَّد المصري المتوفى في سنة: (902 هـ)، رصيف الجلال السيوطي، الحافظ الحجة، المؤرخ، الأديب، المحدث، المفسر، صاحب التصانيف الكثيرة التي من أشهرها كتابه القيم "الضوء اللامع لأهل القرن التاسع"، وغيره من الكتب المتنوعة في علوم مختلفة. وغيرهم من العلماء الأفذاذ. في هذا الوسط ذي المعارف متعددة الألوان والعلوم، نشأ الإِمام السيوطي. اسمه ونسبه: هو الحافظ جلال الدين، عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمَّد بن أبي بكر بن عمر الجلال السيوطي الأصل الطولوني الشافعي، الإِمام الكبير صاحب التصانيف (¬1). مولده: ولد في أول ليلة مستهل رجب من سنة 849 هـ تسع وأربعين وثمانمائة من الهجرة. ¬

_ (¬1) انظر: مقال الدكتور/ عدنان درويش، بعنوان: اتهام الجلال السيوطي بين التبرئة والإدانة، نشر في مجلة التراث العربي - العدد (51) نيسان (1993) ص: (90) وما بعدها، وانظر كذلك: معجم المؤلفين (5/ 128)، وجلال الدين السيوطي للأستاذ/ محمَّد عبد المنعم خاطر صـ (14).

نشأته

نشأته: وكان سليل أسرة اشتهرت بالعلم والتدين، وكان أبوه من العلماء الصالحين ذوي المكانة العلمية الرفيعة التي جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يديه. وقد توفي والد السيوطي ولابنه من العمر ست سنوات، فنشأ يتيمًا، واتجه إلى حفظ القرآن الكريم، فأتم حفظه وهو دون الثامنة، ثم حفظ بعض الكتب في تلك السنن المبكرة مثل العمدة، ومنهاج الفقه، والأصول، وألفية ابن مالك، فاتسعت مداركه وزادت معارفه. وكان السيوطي محل العناية والرعاية من عدد من العلماء من رفاق أبيه، وتولى بعضهم أمر الوصاية عليه، ومنهم "الكمال بن الهمام الحنفي" أحد كبار فقهاء عصره، وتأثر به الفتى تأثرًا كبيرًا خاصة في ابتعاده عن السلاطين وأرباب الدولة. ذكر في كتاب المنح البادية -مخطوط- أنه كان يلقب بابن الكتب لأن أباه طلب من أمه أن تأتيه بكتاب ففاجأها المخاض، فولدته وهو بين الكتب (¬1). شيوخه: عاش السيوطي في عصر كثر فيه العلماء الأعلام الذين نبغوا في علوم الدين على تعدد ميادينها، وكان منهج السيوطي في الجلوس إلى المشايخ هو أنه يختار شيخاً واحداً يجلس إليه، فإذا ما توفي انتقل إلى غيره، وكان عمدة شيوخه (محيي الدين الكافيجي) الذي لازمه السيوطي أربعة عشر عامًا كاملة وأخذ منه أغلب علمه، وأطلق عليه لقب (أستاذ الوجود)، ومن شيوخه (شرف الدين المناوي) وأخذ عنه القرآن والفقه، و (تقي الدين الشبلي) وأخذ عنه الحديث ¬

_ (¬1) راجع مقال الدكتور عدنان درويش، والأعلام للزركلي (3/ 101)، الكواكب السائرة (1/ 226)، شذرات الذهب (8/ 51).

رحلاته

أربع سنين فلما مات لزم (الكافيجي) أربعة عشر عامًا وأخذ عنه التفسير والأصول والعربية والمعاني، وأخذ العلم -أيضًا- عن شيخ الحنفية (الأقصرائي) و (العز الحنبلي)، و (المرزباني) و (جلال الدين المحلي) و (تقي الدين الشمني) وغيرهم كثير، حيث أخذ علم الحديث فقط عن (150) شيخ من النابهين في هذا العلم. ولم يقتصر تلقي السيوطي على الشيوخ من العلماء الرجال، بل كان له شيوخ من النساء اللاتي بلغن الغاية في العلم، منهن (آسية بنت جار الله بن صالح)، و (كمالية بنت محمَّد الهاشمية) و (أم هانئ بنت أبي الحسن الهرويني)، و (أم الفضل بنت محمَّد المقدسي) وغيرهن كثير (¬1). رحلاته: كانت الرحلات -وما تزال- طريقًا للتعلم، إلا أنها كانت فيما مضى من ألزم الطرق للعالم الذي يريد أن يتبحر في علمه، وكان السيوطي ممن سافر في رحلات علمية ليلتقي بكبار العلماء، فسافر إلى عدد من الأقاليم في مصر كالفيوم ودمياط والمحلة وغيرها، وسافر إلى الشام واليمن والهند والمغرب والتكرور (تشاد حاليًا) ورحل إلى الحجاز وجاور بها سنة كاملة، وشرب من ماء زمزم ليصل في الفقه إلى رتبة سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر العسقلاني. ولما اكتملت أدوات السيوطي جلس للإفتاء في سنة [871 هـ - 1466م] وأملى الحديث في العام التالي، وكان واسع العلم غزير المعرفة، يقول عن نفسه: "رُزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع"، بالإضافة إلى أصول الفقه والجدل، والقراءات التي تعلمها ¬

_ (¬1) جلال الدين السيوطي للأستاذ محمَّد عبد العظيم خاطر (ص 19)، والمصادر السابقة.

ثناء العلماء عليه

بنفسه، والطب، غير أنه لم يقترب من علمي الحساب والمنطق. ويقول: "وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد الله تعالى، أقول ذلك تحدثاً بنعمة الله تعالى لا فخرًا. وأي شيء في الدنيا حتى يطلب تحصيلها في الفخر؟! ". وكانت الحلقات العلمية التي يعقدها السيوطي يقبل عليها الطلاب، فقد عُيّن -في أول الأمر- مدرسًا للفقه بالشيخونية، وهي المدرسة التي كان يلقي فيها أبوه دروسه من قبل، ثم جلس لإملاء الحديث والإفتاء بجامع ابن طولون، ثم تولى مشيخة الخانقاه البيبرسية التي كانت تمتلئ برجال الصوفية. وقد نشب خلاف بين السيوطي وهؤلاء المتصوفة، وكاد هؤلاء المتصوفة يقتلون الرجل، حينئذ قرر أن يترك الخانقاه البيبرسية، ويعتزل الناس ومجتمعاتهم ويتفرغ للتأليف والعبادة (¬1). ثناء العلماء عليه: لقد برز السيوطي في الفنون جميعها وفاق الأقران واشتهر ذكره، وبعد صيته، وصنف التصانيف المفيدة كالجامعين في الحديث، والدر المنثور في التفسير، والإتقان في علوم القرآن وتصانيفه في كل فن مقبولة قد سارت في الأقطار مسير النهار، ولكنه لم يسلم من حاسد وجاحد لمناقبه، فإن السخاوي المتوفى في سنة (902 هـ)، في كتابه الضوء اللامع، -وهو من أقرانه- ترجمه ترجمة مظلمة غالبها ثلب فظيع وسب شنيع وانتقاص وغمط لمناقبه تصريحاً وتلويحاً، وقد تنافس هو والسيوطي منافسة أوجبت تأليف السيوطي لرسالة سماها "الكاوي لدماغ السخاوي"، فليعرف المطلع على ترجمة هذا الفاضل في الضوء اللامع أنها من خصم غير مقبول عليه، وهذا دأب الناس مع من بلغ إلى تلك الرتبة، ولكن جرت ¬

_ (¬1) جلال الدين السيوطي للأستاذ محمَّد عبد العظيم خاطر (ص 20).

حياته العلمية

عادة الله سبحانه كما يدل عليه الاستقراء برفع شأن من عودي لسبب علمه وتصريحه بالحق وانتفاع الناس بعلمه، وهكذا كان أمر السيوطي، فإن مؤلفاته انتشرت في الأقطار وسارت بها الركبان إلى الأنجاد والأغوار ورفع الله له من الذكر الحسن والثناء الجميل ما لم يكن لأحد من معاصريه والعاقبة للمتقين (¬1). حياته العلمية: لم ينصرف السيوطي إلى تدريس اللغة العربية على ما يظهر، بل باشر تدريس الفقه بالجامع الشيخوني الذي لم تنقطع عنه وظيفته حتى ناهز الأربعين، وكان تعيينه هناك بسفارة شيخه البلقيني في سنة 1465م، ثم تصدى السيوطي للإفتاء وإملاء الحديث، ووظف الإسماع بالخانقاه الشيخونية في سنة 1472م بمساعدة الأمير إينال الأشقر، كما تولى مشيخة التصوف بتربة برقوق نائب الشام، التي بباب القرافة الحالية، بعناية بلديه أبي الطيب، وبقي السيوطي متولياً تلك الوظائف كلها حتى ناهز الأربعين، ثم انتقل عنها إلى مشيخة الخانقاه البيبرسية في سنة 1486م وهي أكبر خوانق القاهرة وأوسعها أوقافاً في عصره، ومن ثم انقطع عن التدريس والإفتاء والإملاء والإسماع، وأخذ في التجرد للعبادة وشرع السيوطي منذئذ في تحرير مؤلفاته (¬2). مؤلفاته: كان السيوطي غزير التصنيف مكثراً من التأليف، وأجمع من جاء بعده -ممَّن ترجم له- على أن تصانيفه كانت كثيرة، واختلفوا في عدد ما أخرج من الكتب والرسائل، قال ابن إياس: "وبلغت عدد مصنفاته نحواً من ستمئة تأليف". وقال النجم الغزي: "وألّف المؤلفات الحافلة، الكثيرة الكاملة، الجامعة، ¬

_ (¬1) البدر الطالع (1/ 238). (¬2) المؤرخون في القرن الخامس عشر د/ محمَّد مصطفى زيادة (ص 59، 60)، جلال الدين السيوطي للأستاذ محمَّد عبد العظيم خاطر صـ (21).

النافعة، المتقنة، المحررة المعتمدة، المعتبرة، نيّفت عدتها على خمسمئة مؤلف". وقال الشمس ابن طولون: "بلغت عدة مصنفاته نحو ستمئة". وقال الشرف موسى بن أيوب الأنصاري: "وتصانيفه كثيرة، قال بعضهم: إنها بلغت الألف". وبعد أن ذكر عدداً من أشهرها، قال: "وكل مصنفاته مليحة مشهورة بين الناس، ولا يحتاج إلى تعدادها لشهرتها وجودتها، وفضائله كثيرة، رحمه الله تعالى". وجمعها صاحب "هدية العارفين" فبلغت ثمانية وثمانين وخمسمئة كتاب. وقد ذكر السيوطي نفسه في "حسن المحاضرة"، أنه أحصى مؤلفاته فبلغت ثمانية وثمانين ومئتي كتاب. وقال في كتابه "التحدث بنعمة الله": إنه صنف أربعين وثلاثمئة مؤلف، وألحقها باسم ثلاثة وثمانين مؤلفاً قال فيها: "إنه شرع فيها وفتر العزم عنها". وعدّ مُؤَلِّفَيْ كتاب: "دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها"، فبلغ ما أحصياه (981 واحداً وثمانين وتسعمئة كتاب). وقد تبيّن لي بعد الحصر أن للسيوطي (1194) عنوانًا، طُبع منها (331) عنوانا) و (431) عنوانا ما زال مخطوطاً، والباقي وقدره (432) عنوانًا ما زال مفقوداً أو مجهول المكان، ولعلّ ظُهور فهارس للمخطوطات جديدة ترشدنا إلى مكان وجود بعضها (¬1). واستقامت له في فترة تكونه العلمي أسباب التلقي والأخذ من فنون تلك المعارف، المبتدعة منها والموروثة، حتى إذا ما آنسَ في نفسه القدرة على العطاء، وعندما صارت لديه ملكة التصنيف والتأليف دخل إلى حلبة العلماء الموسوعيين يجاريهم منذ أن كان في السنة السابعة عشرة من عمره، يقول: ¬

_ (¬1) نشر بعض الإخوة أسماء مؤلفاته في موقع: ملتقى أهل الحديث، ورجعت إليها في هذا الموضوع.

تهمة وردها

"وقد ألفت في هذه السنة -أي السنة: 866هـ- فكان أول شيء ألفته "شرح الاستعاذة والبسملة" وأوقفت عليه شيخنا شيخ الإِسلام علم الدين البلقيني، فكتب عليه تقريظاً" وكان انصراف السيوطي إلى الاشتغال بالتأليف والتصنيف، بعد أن استقامت له آلة البحث وتوفرت لديه أداة التأليف، واكتملت له البراعة، والحذق في علوم شتى كثيرة صنفها هو نفسه، من حيث تبحره فيها، وإتقانه لها، أو معرفته بها، فقال: "رزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان والبديع". وقال: "والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم الستة سوى الفقه والنقول، التي اطلعت عليها لم يصل إليها أحد من أشياخي فضلاً عمن دونهم". وقال: "ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه، والجدل، والصرف. ودونها: الإنشاء، والترسل، والفرائض. ودونها: القراءات، ولم آخذها من شيخ. ودونها: الطب. وأما الحساب: فأعسر شيء عليَّ وأبعده من ذهني". وراح يطلق قلمه للتأليف والكتابة في هذه الفنون كلها، وفي غيرها مما يعرض في خاطره من موضوعات حملتها أسفار المكتبة العربية الإِسلامية وقد يتناول ذلك كله وهو على الثقة (¬1). تهمة وردّها: لقد اتهم السيوطي بأنه اختلس كثيراً من تصانيف ابن تيمية وابن حجر العسقلاني وأبي الخير السخاوي وغيرهم، وبشيء من التمحيص يمكن رد هذه التهمة: 1 - فعصر السيوطي كان عصر الجمع والتلخيص والشرح؛ فلقد أسهم الرجل في ذلك كلّه. أ- لقد أكمل تفسير القرآن للشيخ جلال الدين المحلي في أربعين يومًا. ¬

_ (¬1) راجع مقال درويش والمصادر السابقة.

ب- وكتاب طبقات الحفاظ، وهو تلخيص وتكملة لكتاب الذهبي "تذكرة الحفاظ". ج- وكتاب لب الألباب في تحرير الإنساب، وهو اختصار لكتاب عز الدين بن الأثير، واستغرق في إنجازه عشرة أيام. 2 - يضاف إلى هذا أن السيوطي عاش غضوبا تكلفه الغضبة الواحدة رسالة أو أكثر يكتبها في يوم أو ليلة ليرد على من أغضبه. 3 - وكان السيوطي يعتقد في نفسه أنه بلغ درجة الاجتهاد المطلق، وأنه المبعوث على رأس المائة التاسعة للهجرة، وأنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وخاطبه في اليقظة والمنام خمسين مرة، وله من الكتب في ذلك. أ- إرشاد المهتدين في نصرة المجتهدين. ب- كتاب الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض. ج- كتاب التنبئة ممن يبعثه الله على رأس كل مائة. د- كتاب تنوير الحلك في إمكان رؤية النبي والملك. 4 - ولقد أحب التسلي بموضوعات واهية تافهة مثل: أ- كتاب الإسفار عن قلم الأظفار. ب- كتاب بلوغ المآرب في قص الشوارب. ج- كتاب الوديك في فضل الديك. د- كتاب مسألة ضربي زيداً قائماً (¬1). 5 - وللسيوطي كتب أخرى ظهرت فيها شخصيته العلمية مثل: أ- الإتقان في علوم القرآن -ط-. ب- الدر المنثور في التفسير بالمأثور - ط1 - ستة أجزاء. ¬

_ (¬1) المؤرخون في القرن الخامس عشر الميلادي د/ محمَّد مصطفى زيادة (ص 63).

ج- لباب العقول في أسباب النزول -ط-. د- مفحمات الأقران في مبهمات القرآن. ط هـ- كشف المغطا في شرح الموطأ. ط و- التوشيح على الجامع الصحيح. ط 6 - ونلاحظ أنه كان يضيق بالعلوم العقلية ويحارب المشتغلين بالفلسفة والمنطق، وأنه كان من أولئك الذين يعتمدون على ظاهر الدين حتى لا يضلوا في العقيدة شأنه شأن كثير من علماء عصره. وله كتب تؤيد هذه الملاحظة مثل: أ- القول المشرق في تحريم الاشتغال بالمنطق. ب- فصل الكلام في ذم الكلام. ج- صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام. د- تنبيه الغبي بتنبئة ابن عربي. هـ- قمع العارض بنصرة ابن الفارض. 7 - أما كتبه التاريخية فقليلة بالنسبة لكتبه الأخرى نذكر منها: أ- حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، جزأين -ط-. ب- كتاب تاريخ السلطان الأشرف قايتباي. د- كتاب المنتقى من تاريخ ابن عساكر. هـ- كتاب تاريخ أسيوط. و- تأييد الحقيقة العلمية وتشييد الطريقة الشاذلية. 8 - وله كتب كثيرة في التراجم والطبقات (¬1). ¬

_ (¬1) جلال الدين السيوطي للأستاذ محمَّد عبد العظيم خاطر صـ 32. يُراجَع لمؤلفات السيوطي: 1 - مؤلَّفا السيوطي اللذان ذكر فيهما عناوين كتبه وهما "حسنُ المحاضرةِ في أخبارِ مصرَ والقاهرة" في ترجمته (1/ 335)، وكتاب "التحدّث بنعمة الله" وهو ترجمة ذاتية له.=

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

= 2 - كتاب تلميذه عبد القادر الشاذلي "بهجةُ العابدينَ بترجمة حافظ العصر جلال الدين"، حيث خصّص الباب الثالث لأسماء المصنفات التي اختارها السيوطي وأبقاها إلى الممات، وعدّتها (524) عنواناً. 3 - فهرس مؤلفات السيوطي المنسوخ في عام (903 هـ)، دراسة وتحقيق الأستاذ الدكتور يحيى محمود الساعاتي، نشر في مجلة "عالم الكتب" السعودية، في العدد الثاني من المجلد الثاني عشر، وفيه (460) عنوان. 4 - مكتبة الجلال السيوطي، تأليف أحمد الشرقاوي إقبال، طبع في الرباط في عام (1397 هـ - 1977م)، أورد فيه (725) عنوان. 5 - دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها، إعداد أحمد الخازندار ومحمد إبراهيم الشيباني، والطبعة الأولى (1430هـ - 1983م) في مكتبة ابن تيمية بالكويت. أوردا فيه (981) عنواناً للسيوطي ما بين مخطوط ومطبوع ومجهول المكان أو مفقود فهو دليل لمؤلفاته لا لمخطوطاته -فحسب-، وهذا الرقم فيه كثير من المكررات التي خفيت عليهما؛ لكونهما كانا يجمعان لا يحقّقان. 6 - تاريخ الأدب العربي (الطبعة العربية) لكارل برولكمان، القسم السادس، الجزء (10 - 11) ترجمته السيوطي. 7 - فهرس مؤلفات السيوطي المطبوعة منسَّقة على الحروف. صنعة الدكتور عبد الإله نبهان، نشر في مجلة "عالم الكتب" المجلد الثاني عشر، العدد الأول (1411 هـ)، وفيه ذكر (250) عنواناً. 8 - مناقشات وتعقيبات على فهرس مؤلفات السيوطي المطبوعة، لمحمد خير رمضان يوسف مجلة "عالم الكتب"، المجلد الثاني عشر، العدد الثالث (1413 هـ)، أورد الباحث مناقشة لثلاثة وتسعين كتاباً، ما بين عناوين يوردها البحث السابق وطبعات أهملها. 9 - المستدرك الثاني على فهرس مؤلفات السيوطي المطبوعة، أعدّه الدكتور بديع السيّد اللحام، ونشر في مجلة "عالم الكتب" المجلد الرابع عشر، العدد الثالث (1413 هـ)، وقد عالج فيه مئة وثلاثة عشر عنواناً كمنهج سابقه. 10 - المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع، جمع وإعداد وتحرير الدكتور محمَّد عيسى صالحية، نشر معهد المخطوطات العربية بالقاهرة في عام (1993م)، حيث أورد فيه (233) عنواناً مما طبع للسيوطي. 11 - فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، للسيد عبد الحي الكتّاني (2/ 1010)، الطبعة الثانية (1402 هـ) باعتناء الدكتور إحسان عباس، ترجمة السيوطي. من موقع: ملتقى أهل الحديث.

وفاته

وزادت مؤلفات السيوطي على الثلاثمائة كتاب ورسالة، عدّ له بروكلمان (415) مؤلفاً، وأحصى له حاجي خليفة في كتابه "كشف الظنون" حوالي (576) مؤلفاً، ووصل بها بعضهم -كابن إياس- إلى (600) مؤلف. وفاته: توفي السيوطي بعد آذان الفجر المسفر صباحه يوم الجمعة تاسع عشر جمادى الأولى من سنة 911 هـ إحدى عشرة وتسعمائة ودفن في حوش قوصون خارج باب القرافة (¬1) (¬2)، هذا والله أعلى وأعلم. ¬

_ (¬1) معجم المؤلفين (5/ 128). (¬2) مترجمو السيوطي والدفاع عنه: وترك لنا السخاوي في (ضوئه اللامع) ترجمة للسيوطي مبسوطة، ولم يذكر شيئاً من الوجوه المشرقة في حياة هذا الرجل وجاء بعد السخاوي جماعة من المؤرخين ترجموا للسيوطي، نذكر ستة منهم وهم أشهرهم، اثنان منهم معاصران للسيوطي: أولهما: تلميذه ابن إياس محمَّد بن أحمد بن أياس الحنفي. (ولد 852 - وتوفي نحو 930 هـ) ترجمه في كتابه "بدائع الزهور في وقائع الدهور" (ص: 40) ترجمة اتسمت بالإيجاز الشديد إذ لم تتجاوز الصفحة من الكتاب. وثانيهما: ابن طولون شمس الدين محمَّد بن علي بن طولون الدمشقي، (ولد 880 وتوفي 953 هـ) تناول في كتابه "مفاكهة الخلان في حوادث الزمان" ترجمة السيوطي بإيجاز. ثم تلا هذين المؤرخين أربعة: أولهم: شرف الدين موسى بن يوسف بن أيوب الأنصاري، (ولد 946 وتوفي نحو 1002 هـ) وترجم للسيوطي في كتابه الذي لما يزل مخطوطاً "الروض العاطر فيما تيسر من أخبار القرن السابع إلى ختام القرن العاشر". ثانيهم: نجم الدين الغزي محمَّد بن محمَّد بن محمَّد العامري القرشي الدمشقي، (ولد 977، وتوفي في عام 1061 هـ) وأفرد للسيوطي في كتابه "الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشر" ترجمة موسعة. الثالث: ابن العماد عبد الحي بن أحمد بن محمَّد بن العماد الحنبلي، (ولد 1032 وتوفي 1089 هـ) ترجم السيوطي في كتابه "شذرات الذهب في أخبار من ذهب" ترجمة مبسوطة. الرابع: الإِمام الشوكاني، محمَّد بن علي بن محمَّد الشوكاني الصنعاني العلامة المجتهد، (ولد 1173 وتوفي 1250 هـ)، اهتم بالسيوطي، فبسط ترجمته في كتابه "البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع".=

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ¬

= هؤلاء المؤرخون هم الذين ترجموا للجلال، سواء منهم من اقتصد في الترجمة، أو بسط، لم يتعرض أحد منهم إلى مثلبة من مثالب السيوطي كما صنع السخاوي، بل بالغوا كلهم بإطرائه والثناء عليه إماماً، علامة، مجتهداً، مصنفاً، ونحو ذلك، بل منهم من نسب إليه خوارق الكرامات كما فعل النجم الغزي في (كواكبه)، وتابعه عليه ابن العماد (في شذراته)، وبالجملة فيكاد يتفق من ترجم للسيوطي من المؤرخين أنه يأتي في مقدمة الطبقة الأولى من علماء رأس المئة التاسعة. الرسائل العلمية حول الحافظ السيوطي: جلال الدين السيوطي وآراؤه الاعتقادية: عرض ونقد على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة/ سعيد إبراهيم مرعي خليفه-: دكتوراه. موقف الإِمام السيوطي من الإلهيات والنبوات: دراسة ونقد/ طلعت جبر محمَّد المجدلاوي. الإِمام جلال الدين السيوطي وجهوده في التفسير وعلوم القرآن/ عبد الفتاح خليفه الفرنواني. الإِمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن والتفسير/ الحسن بن سوردي-: ماجستير. الإِمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن/ محمَّد يوسف الشربجي-: دكتوراه طبعت في مجلد واحد - الناشر: دار المكتبي - سوريا، الطبعة الأولى 1421 هـ. الإِمام السيوطي وجهوده في علم الحديث/ عبد الغاني ايت-: ماجستير. الحافظ جلال الدين السيوطي: جهوده في الحديث وعلومه/ عبد الحكيم السيد علي-: دكتوراه. الإِمام جلال الدين السيوطي وأهم آثاره الفقهية/ جمعه قناوي محسب قناوي. جلال الدين السيوطي (... - 911 هـ) وجهوده البلاغية/ عمر راشد حسن خليل-: دكتوراه. الجهود البلاغية لجلال الدين السيوطي/ عبد الرازق محمَّد محمود فضل. السيوطي وجهوده في الدراسات اللغوية/ محمد يعقوب تركستاني-: ماجستير. جلال الدين السيوطي وجهوده في اللغة/ محمد الدسوقي الزغبي-: ماجستير. السيوطي اللغوي/ طاهر سليمان حموده-: دكتوراه. منهج البحث اللغوي عند السيوطي/ حمد كامل عجاج:- ماجستير. منهج السيوطي في النحو/ سعاد محمَّد محجوب-: دكتوراه. السيوطي وأثره في الدراسات النحوية/ محمَّد جميل-: دكتوراه. السيوطي النحوي/ عدنان محمَّد سليمان-: دكتوراه. المصادر الأندلسية في مؤلفات السيوطي النحوية: جمع وتوثيق ودراسة/ عزت الجريتلي: ماجستير. الإمام جلال الدين السيوطي أديبًا/ عبد الله محمود حسن-: ماجستير. السيوطي وجهوده في إثراء الحركة التاريخية/ عبد العظيم السيد حسن عاشور. الفكر التربوي عند الإمام السيوطي/ زكريا أحمد عبد الرحيم ربابعة-: ماجستير.

ثانيا: ترجمة الصنعاني

ثانياً: ترجمة الصنعاني: عصر الصنعاني: عاش الصنعاني في اليمن، في القرن الثاني عشر، وقد اتسم عصره بكثرة الاضطرابات، والقلاقل، والثورات، وحوادث التمرد، لدرجة ثورة الابن علي أبيه، والأخ على أخيه، ذلك كلُّه من أجل الإمارة، ولعل السبب في كثرة هذه الثورات ما ينادي به المذهب الزيدي من أن الإِمام لا يكون إمامًا حتى يخرج داعياً إلى نفسه، ولا يقوم بالتقية، وأن يكون فاطمياً، وجامعاً لعلوم الاجتهاد. وقد عاصر الصنعاني ستة من الأئمة الذين تولوا حكم اليمن، تشابهت أسماؤهم وأنسابهم وألقابهم، وهم: 1 - محمَّد بن أحمد بن الحسن بن الإِمام القاسم بن محمَّد، صاحب المواهب. 2 - المنصور بالله: الحسين بن القاسم بن المؤيد بالله، محمَّد بن الإِمام القاسم. 3 - المتوكل على الله: القاسم بن الحسين بن أحمد بن الحسين. 4 - الناصر: محمَّد بن إسحاق بن الإِمام المهدي، أحمد بن الحسن بن الإِمام القاسم. 5 - المنصور بالله: الحسين بن المتوكل على الله: القاسم بن الحسين. 6 - المهدي لدين الله: العباس بن الإِمام المنصور بالله، الحسين بن الإِمام المتوكل على الله. وقد أنكر الصنعاني المنكرات التي كانت تحيط به في أيام المهدي صاحب المواهب فقال: "ولقد استرسل أهل الأمر في هذه الأعصار في أخذ الأموال في العقوبة استرسالاً ينكره العقل والشرع، وصارت تناط الولايات بجهال لا يعرفون من الشرع شيئاً، ولا من الدين أمراً، فليس همهم إلا قبض المال من كل

مَنْ لهم عليه ولاية، يسمونه أدباً وتأديباً، ويصرفونه في حاجاتهم وأقواتهم .. فإنا لله وإنا إليه راجعون .. ومنهم من يضيع حد السرقة أو شرب المسكر، ويقبض عليه مالاً، ومتهم من يجمع بينهما، فيقيم الحد ويقبض المال، وكل ذلك محرم ضرورة دينية، لكنه شاب عليه الكبير، وشب عليه الصغير، وترك العلماء النكير، فزاد الشر في الأمر الخطير" (¬1). وقد استمر التنازع على الإمارة ونشوب نار الفتنة، وهو السمة البارزة في عصر الصنعاني، حتى ختم عصره بالإمام المهدي لدين الله: العباس الذي سار في رعيته سيرة الأئمة المهديين العدول، حتى عدّت دولته من محاسن اليمن، بل الزمن، يقول الشوكاني في وصفه: "وكان إمامًا فطناً، ذكياً عادلاً، قوي التدبير، عالي الهمة، منقاداً إلى الخير، مائلاً إلى أهل العلم، محباً للعدل، منصفاً للمظلوم، مطلعاً على أحوال رعيته ... " (¬2). وقد كان للصنعاني تأثير كبير وبارز في أحداث عصره ومجرياته، وقد قام الصنعاني بالصلح بين الخليفة المتوكل والمولى محمَّد بن إسحاق، وقد حصل التوفيق بينهما وخمدت -بسعي الصنعاني- نار الفتنة (¬3). وتوجد -أيضاً- مواقف بارزة ومضيئة للصنعاني منها: 1 - لما زيّن للإمام المهدي العباس، بعض وزرائه شراء أموال الوقف التي بوادي شعوب، شمالي صنعاء بالمعاوضة، وهذا يعني إخراجها من الوقفية إلى الملكية، وهو تبديل لحكم الله تعالى ورسوله؛ لأن مال الوقف لا يباع ولا يوهب ولا يورث، أرسل الصنعاني خطاباً مطولاً إلى الخليفة المهدي المذكور في ذي الحجة من سنة 1180هـ، بدأه ببيان بعض محاسن اليمن في عهده، ثم ¬

_ (¬1) انظر: سبل السلام (2/ 256) رقم (565)، وقد قال مثله الشوكاني في البدر الطالع (2/ 98). (¬2) البدر الطالع (1/ 310 - 311) (ت: 220). (¬3) وألف الصنعاني رسالة بديعة في ذلك وهي: "تنبيه ذوي الفطنة على السعي لإطفاء نار الفتنة".

ثنى بترهيبه من الإقدام على شراء الوقف، وكانت نصيحة الصنعاني سبباً في ترك الخليفة مال وقف وادي شعوب وقفاً كما هو (¬1). 2 - ومن ذلك نعيه على انتشار النذور والذبح على القبور والقباب والمشاهد، وذلك حيث يقول: "أما النذور المعروفة في هذه الأزمنة على القبور والمشاهد والأموات، فلا كلام في تحريمها؛ لأن الناذر يعتقد في صاحب القبر أنه ينفع ويضر، ويجلب الخير ويدفع الشر، ويعافي الأليم ويشفي السقيم، وهذا هو الذي كان يفعله عباد الأوثان بعينه، فيحرم كما يحرم النذر على الوثن، ويحرم قبضه لأنه تقرير على الشرك، ويجب النهي عنه، إنه من أعظم المحرمات، وإنه الذي كان يفعله عُبَّاد الأصنام، لكن طال الأمد حتى صار المعروف منكراً والمنكر معروفاً، وصارت تعقد اللواءات لقباض النذور على الأموات، ويجعل للقادمين إلى محل الميت الضيافات، وينحر في بابه النحائر من الأنعام، وهذا هو بعينه الذي كان عليه عُبَّاد الأصنام" (¬2). وغيرها من المواقف المضيئة للصنعاني، ومن ذلك -أيضًا-: نعيه على الهادوية تحريم نكاح الفاطمية إلا من فاطمي، وتقريره أن المعتبر في الكفاءة هو الدين، وقرر أنه ليس مذهباً للإمام الهادي وإنما نشأ هذا القول -من بعده- في أيام الإِمام أحمد بن سليمان ... (¬3). وهكذا نرى أن العصر الذي عاش فيه الصنعاني كان عصراً مضطرباً من الناحية السياسية والثورات الطائفية، وكان للصنعاني الأثر الكبير في العمل على إصلاح عصره. ¬

_ (¬1) انظر: نشر العرف (2/ 21 - 24). (¬2) انظر: سبل السلام (4/ 212 - 213). (¬3) انظر: سبل السلام (3/ 274 - 275).

اسمه ونسبه وكنيته ولقبه

اسمه ونسبه وكنيته ولقبه: هو محمَّد بن إسماعيل بن صلاح بن محمَّد بن علي، وينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم - ويكنى (بأبي إبراهيم) وإبراهيم هو أكبر أولاده، وقد تزوج الصنعاني بابنة شيخه السيد هاشم بن يحيى الشامي، وقد تزوجها الصنعاني في شوال من عام 1317 هـ (¬1)، وهي أم ولده إبراهيم، ويلقب (بالمؤيد بالله)، وقد ذكر ذلك صديق خان (¬2) والزركلي (¬3)، وهو غير مشهور به بين أهل العلم كلقبه الثاني وهو: (البدر) (¬4) وقد اشتهر به شهرة واسعة. كما اشتهر الصنعاني أيضًا (بالأمير)، وهو يطلق عليه وعلى أجداده، كما يطلق على أحفاده، ولكن إطلاقه عليه أشهر، وقد قال الشوكاني (¬5) بعد سياقه لنسبه: "المعروف بالأمير"، والأمير نسبة إلى الأمير الكبير الشهير: (يحيى بن حمزة بن سليمان ت 636 هـ) (¬6) ولهذا يقال للصنعاني: "الأمير"، ويقال أيضًا: "ابن الأمير". مولده ونشأته: ولد محمَّد بن إسماعيل ليلة الجمعة منتصف جمادى الآخرة من عام 1099 هـ بمدينة "كحلان"، وإليها ينسب، فيقال: الكحلاني، ثم انتقل مع والده وأهله إلى مدينة "صنعاء" في عام 1107 هـ كما ذكر الشوكاني، وقد أقام الصنعاني - رحمه الله- بصنعاء ونشأ بها، وتعهده أبوه بالتربية والتعليم، ثم أسلمه إلى النحارير من أهل العلم حتى تخرج عالماً فاضلاً يشار إليه بالبنان (¬7)، ولم يخرج ¬

_ (¬1) نشر العرف (3/ 31). (¬2) أبجد العلوم (3/ 191). (¬3) الأعلام للزركلي (6/ 263). (¬4) نشر العرف (3/ 29). (¬5) انظر: البدر الطالع (2/ 133). (¬6) نشر العرف (3/ 29). (¬7) انظر: البدر الطالع (2/ 133).

منها إلا لتلقي العلم. وقد أتم الصنعاني حفظ القرآن عن ظهر قلب بعد دخوله صنعاء، ونشأ في بيئة علمية، فجده كان عالماً فاضلاً وأبوه كان من العلماء المحققين في معظم الفنون، يقول عنه حفيده إبراهيم: "حقق الفقه والفرائض، ودرس، ونقل، ونظم، واشتهر بالعلم والفضل، والزهد، والورع، والتقوى، وحسن الخلق، ولطف الطبع، والتقشف الباهر، ولين الجانب، ومجانبة الدول وأربابها ... "، وهكذا ذكر عنه صديق خان والمؤرخ زبارة. وقد تأثر الصنعاني بالجو العلمي المحيط به، فبعد حفظ القرآن عن ظهر قلب، بدأ بالطلب وهو صغير السن، فدرس الفقه، والنحو، والبيان، وأصول الدين، والحديث وتفوق في ذلك، حتى أعجب به مشايخه، ولعل الباعث لهجرة والد الصنعاني من "كحلان" إلى "صنعاء" رغبته في تلقي العلم له ولأولاده على علماء صنعاء، وقد رجح ذلك مؤلف كتاب "ابن الأمير وعصره" فعاش رحمه الله حياته مكبا على العلم ونشره والدعوة إليه، ولم يطلب جاهاً أو سلطاناً. وقد أحب الصنعاني العلم والبحث، وتطلع إليهما، فاستهان المشاق في سبيل الطلب، فقد روي عنه أنه كان يكتب "زاد المعاد" لابن القيم، وكتاب "بهجة المحافل" على ضوء القمر لعدم توفر السراج. وأما أولاده فيقول عنهم صاحب "نشر العرف": خلف السيد محمَّد بن إسماعيل الأمير ثلاثة أولاد تقاسموا فضائله: فإبراهيم المتوفى بمكة في سنة 1213هـ: أحرز براعة والده وفصاحته وقوة استنباطه للأحكام من الأدلة، وعبد الله المتوفى بالروضة من أعمال صنعاء في سنة 1242 هـ. أحرز من صفاته: اشتغاله بالحديث وفنونه وحفظه وحيازة علومه المتنوعة، وقاسم المتوفى بالروضة في سنة 1246هـ: أحرز تحقيقه علم الآلات ونسكه وعبادته وعلمه بالمعقول وامتيازه على من سواه (¬1). ¬

_ (¬1) انظر: نشر العرف (2/ 68).

شيوخه وتلاميذه

شيوخه وتلاميذه: أولاً: شيوخه: أخذ الصنعاني عن جملة من علماء بلده وبخاصةٍ فيما يتعلق بعلم البيان واللغة والفقه والأصول وغير ذلك، وقد ذكر الشوكاني أربعة من شيوخه -فقط-، ولعل هؤلاء هم أشهر مشايخه في بلده، ولكن الصنعاني رحل إلى مكة والمدينة والتقى بعلماء هذه الديار، وأخذ عنهم علم الحديث، ولقد كان تلقي العلم -وبخاصة علم الحديث- من البواعث على السفر إلى أرض الحرمين مع تأدية فريضة الحج، ولقد صرح الصنعاني بذلك فقال: "ولما ألقى الله -وله الحمد- الولوع بهذا الشأن -أي دراسة الحديث ومعرفته- وكان علماء الحديث لا وجود لهم بهذه الأوطان، وكان مشايخنا -رحمهم الله- وأنزلهم غرف الجنان الذين أخذنا عنهم علوم الآلات من نحو وتصريف وميزان، وأصول فقه ومعانٍ وبيان، ليس لهم إلى هذا الشأن نزوع، وإنما يدرسون فيما تجرد عن الأدلة من الفروع، ووقفت على قول بعض أئمة الحديث شعرًا: إن علم الحديث علم رجال ... تركوا الابتداع للإتباع إلى أن قال: ثم مَنَّ الله -وله الحمد- بالبقاء في مكة، والاجتماع بأئمة من علماء الحرمين ومصر، وإملاء كثير من الصحيحين وغيرهما، وأخذ الإجازة من عدة علماء -والحمد لله-"، وبهذا القول يتبين لنا نوعية المادة العلمية التي حصَّلها الصنعاني، ولاشك أنها أثَّرت في تكوينه العلمي الذي فاق به على غيره، ولم يذكر لنا الصنعاني مشايخه هؤلاء، ولكن وقفت على كثير منهم، أذكرهم هنا، مع ذكر ترجمة موجزة عن كل علم مع ذكر العلوم التي أخذها الصنعاني عنهم: 1 - والده إسماعيل بن صلاح الأمير (ت 1146 هـ) بصنعاء، كان آية في الذكاء، وحقق الفقه والفرائض ودرّس واشتهر بالعلم وأخذ عنه ابنه الفقه والنحو والبيان. 2 - الشيخ المقرئ الحسن بن حسين شاجور، قرأ عليه الصنعاني في علم التجويد في أثناء تأديته للحج في المرة الثالثة.

3 - زيد بن محمَّد بن الحسن بن القاسم (ت 1123 هـ). قال عنه الشوكاني: المحقق الكبير شيخ مشايخ صنعاء في عصره في العلوم الآلية بأسرها (¬1). 4 - سالم بن عبد الله بن سالم البصري (ت 1134 هـ). أحد علماء الحرمين في عصره. أخذ عنه مسند أحمد وصحيح مسلم وإحياء علوم الدين. 5 - صلاح بن الحسين الأخفش الصنعاني (ت 1142هـ). قال عنه الشوكاني: "العالم المحقق الزاهد المشهور المتقشف المتعفف، برع في النحو والصرف والمعاني والبيان وأصول الفقه، وكان لا يخاف في الله لومة لائم" أخذ عنه شرح الأزهار (¬2). 6 - أبو طاهر إبراهيم بن حسن الكردي المدني. أخذ عنه في حجته الأولى. 7 - عبد الله بن علي بن أحمد بن محمَّد الوزير (ت 1147 هـ وقيل: 1144هـ). برع في العلوم الآلية والتفسير (¬3). 8 - عبد الرحمن بن أسلم. أحد علماء الحرمين التقى به الصنعاني في أثناء تأدية الحج للمرة الثالثة. 9 - عبد الرحمن بن أبي الغيث -خطيب المسجد النبوي- أخذ عنه أوائل الصحيحين وغيرهما، وأجازه إجازة عامة. 10 - عبد الخالق بن زيد الزجاجي (ت 1152 هـ)، بصنعاء. 11 - علي بن محمَّد بن أحمد العنسي الصنعاني (ت 139 أهـ) كان شاعراً بليغاً وقاضياً مشهوراً، أخذ العلم عن جماعة من أعيان عصره، وقد أخذ الصنعاني عنه النحو والمنطق والفقه (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: البدر الطالع (1/ 253). (¬2) انظر: المصدر نفسه (1/ 296). (¬3) انظر: المصدر نفسه (1/ 388). (¬4) انظر: المصدر نفسه (1/ 475).

ثانيا: تلاميذه

12 - أبو الحسن الحافظ محمَّد بن عبد الهادي السندي (ت 1138 هـ) أحد علماء المدينة المنورة في عصره، وقد التقى به في حجته الثانية، وقد وصفه الصنعاني بأنه شيخ علامة، وحامل لواء السنة في البقاع المقدسة. 13 - محمَّد بن أحمد الأسدي شيخ علامة، التقى به الصنعاني في حجته الثالثة في عام (1134 هـ)، وقرأ عليه شرح عمدة الأحكام، وشرع في تأليف حاشيته المسماة "العدة في شرح العمدة". 14 - هاشم بن يحيى الشامي (ت 1158هـ) أحد العلماء المشاهير الأدباء برع في العلوم جميعها وفاق الأقران، ودرَّس للطلبة وانتفع به أهل صنعاء، وقد أخذ الصنعاني عنه علم الجدل. ولم يذكر الشوكاني من مشايخه غير أربعة، لعله اقتصر على أشهر مشايخه أو أوائل من تلقى العلم عنهم. ثانيًا: تلاميذه: لقد كان للصنعاني نشاط بارز وأثر ملموس في نشر العلم وتدريسه وبخاصة في صنعاء، ويصف المؤرخ زبارة نشاط الصنعاني في نشر العلم بين أبناء عصره، ومدى تأثيره فيهم فيقول: "واستمر البدر الأمير على نشر العلم والسنة والدعاء إلى العمل بها حتى انتشرت كتب الحديث، واشتغل الناس بها، وتنافسوا فيها ... ". وقد ذكر الشوكاني بعضًا من تلاميذه ووصفهم بأنهم نبلاء وعلماء مجتهدون وهم كما يلي: 1 - شيخ الشوكاني العلامة عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر بن الناصر (ت 1207هـ) قال عنه الشوكاني: "شيخنا الإِمام المحدث الحافظ المسند المجتهد المطلق" (¬1). 2 - القاضي العلامة أحمد بن محمَّد بن عبد الهادي بن صالح قاطن ¬

_ (¬1) انظر: المصدر نفسه (1/ 360 - 368).

(ت 1199هـ) كان له شغف بالعلم، وله عرفان تام بفنون الاجتهاد، وكانت له عناية كاملة بعلم السنة ويد طولى في حفظها، وهو عامل باجتهاد نفسه لا يقلد أحداً، وقال عنه زبارة: "أخذ عن السيد الحافظ محمَّد بن إسماعيل الأمير، وحضر دروسه العامة في علم الحديث" (¬1). 3 - القاضي العلامة أحمد بن صالح بن محمَّد المعروف بابن أبي الرجال (ت 1191 هـ) قال عنه الشوكاني: "برع في كثير من المعارف ... ، وهو من العلماء المشاركين في فنون عدة، وله أبحاث ورسائل وقفت عليها وهي نفيسة ممتعة، ونظمه ونثره في رتبة متوسطة" (¬2). 4 - العلامة الحسن بن إسحاق المهدي (ت1160هـ). فاق في غالب العلوم، وصنف التصانيف، منها "منظومة الهدي النبوي"، وهي نظم لكتاب زاد المعاد في الهدي النبوي لابن القيم، ثم شرحها شرحاً نفيساً، وله أشعار فائقة، منها قصيدة مدح فيها شيخه العلامة محمَّد بن إسماعيل الأمير، وقد قرأ على الصنعاني في البحر الزخار وضوء النهار وغيرهما. 5 - العلامة محمَّد بن إسحاق بن الإِمام المهدي (ت 1167 هـ) كان من أئمة العلم المجمع على جلالتهم ونباهتهم وإحاطتهم بعلوم الاجتهاد (¬3). 6 - الحسين بن عبد القادر بن الناصر (ت: 1112هـ) قال عنه الشوكاني: "الشاعر المشهور المجيد المكثر المبدع الفائق في الأدب، أشعاره كلها غرر، وكلماته جميعها درر، وهو من محاسن اليمن، ومفاخر الزمن" (¬4). قلت: ومن تلاميذه أيضاً أبناؤه الثلاثة. قال زبارة: "كان يقول بعض ¬

_ (¬1) انظر: المصدر نفسه (1/ 114). (¬2) انظر: المصدر نفسه (1/ 61 - 62). (¬3) انظر: المصدر نفسه (2/ 127 - 128). (¬4) انظر: المصدر نفسه (1/ 221 - 222).

رحلاته في طلب العلم

الأكابر خلف السيد محمَّد بن إسماعيل الأمير ثلاثة أولاد وتقسموا فضائله" وهم كما يلي: 7 - إبراهيم بن محمَّد بن إسماعيل (ت 1213 هـ). قال عنه الشوكاني: "هو من أعيان العلماء وأكابر الفضلاء، عارف بفنون من العلم، لا سيما الحديث والتفسير"، ووصفه زبارة بقوله: "أحرز براعة والده وفصاحته وقوة استنباطه للأحكام من الأدلة الشرعية" (¬1). 8 - عبد الله بن محمَّد بن إسماعيل (ت 1241هـ). قال عنه الشوكاني: "برع في النحو والصرف والمعاني والبيان والأصول والحديث والتفسير، وهو أحد علماء العصر المفيدين العاملين بالأدلة الراغبين عن التقليد، ولا شغل له بغير العلم والإكباب على كتب الحديث" (¬2). 9 - القاسم بن محمَّد بن إسماعيل (1246 هـ). قال عنه الشوكاني: "ابن العلامة الكبير البدر ... برع في علوم الاجتهاد وعمل بالأدلة، وقال: الحاصل إنه من حسنات الزمان في جميع خصاله" (¬3). وللصنعاني تلاميذ غير هؤلاء كانوا يقصدونه من خارج صنعاء للاستفادة والطلب، ومنهم العلامة أحمد بن صالح الرومي الذي قدم من قسطنطينية لما بلغته أخبار البدر، وعرض على الصنعاني مشكلات عرضت له في مسائل، وكذلك وصل إليه السيد لطف الرومي وقرأ عليه في البخاري. رحلاته في طلب العلم: للرحلة في طلب العلم مكانة كبيرة بين العلماء والمحققين، وعند علماء الحديث بوجه أخص، وقد بدأت الرحلة منذ عصر الصحابة -رضوان الله ¬

_ (¬1) انظر: المصدر نفسه (1/ 273). (¬2) انظر: نفس المصدر (1/ 396 - 397). (¬3) انظر: نفس المصدر (2/ 52 - 53).

عليهم- فجابر بن عبد الله رضي الله عنهما يرحل من المدينة إلى الشام ليقف على حديث واحد. ولقد سار على هذا النهج الأمير الصنعاني، فرحل إلى أرض الحرمين الشريفين ليؤدي نسكه ويلتقي بالعلماء والمحققين ويأخذ العلم عنهم، ولقد حج أربع مرات، كان يلتقي في كل مرة بالمشايخ ويستفيد منهم ويلازمهم، وكانت رحلته الأولى في عام 1124 هـ كما ذكر ذلك صاحب كتاب: "نفحات العنبر"، وقد أخذ الصنعاني في هذه الرحلة عن ابن أبي الغيث أوائل الصحيحين وغيرهما، وأجازه إجازة عامة، كما أخذ عن الشيخ طاهر بن إبراهيم الكردي، ثم ذهب إلى الحج للمرة الثانية في عام 1132هـ، وزار المدينة النبوية واجتمع فيها بالشيخ الحافظ أبي الحسن ابن عبد الهادي السندي، وكانت بينهما مباحثة ومراسلة علمية، ولم يرجع إلا في ربيع الأول من عام 1133هـ، ثم حج الحجة الثالثة في عام 1134هـ، واجتمع في الحجاز بالشيخ العلامة الأشبولي، والشيخ عبد الرحمن بن أسلم وغيرهما، وقرأ على الشيخ العلامة محمَّد بن أحمد الأسدي شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد، وشرع في تأليف حاشيته المسماة: "العدة على شرح العمدة" وقرأ في علم التجويد على الشيخ المقرئ الحسن بن حسين شاجور، وأخذ عن الشيخ سالم بن عبد الله البصري في مسند الإِمام أحمد بن حنبل، وفي صحيح مسلم وإحياء علوم الدين، ثم رجع إلى صنعاء وأحيا السنن واستمر على التدريس والفتيا والتأليف أما الحجة الرابعة والأخيرة فكانت في عام 1139هـ، وفيها اجتمع ببعض العلماء المحققين، وأقام مدة في الطائف بعد الحج، ثم رجع عن طريق الحجاز، ولما وصل إلى مدينة (صعدة) بلغه أن أمر الخلافة قد استقر للإمام الناصر (محمَّد بن إسحاق)، فاجتمع به في (شبام)، ومنها عزم إلى (شهارة) في ذي القعدة من عام 1140هـ، ولازم التدريس والإفادة والفتيا بها، وبقي فيها حتى صفر من عام 1148هـ، ثم رجع إلى صنعاء

ثناء العلماء عليه

وعكف فيها على التدريس والتأليف، ولم يذهب إلى مكان آخر خارج القطر اليماني إلا هذه الأماكن المذكورة في رحلاته الأربع. وقد رحل إلى مدينة (كحلان)، وهي المدينة التي ولد فيها ليتلقى العلم على يد الشيخ: صلاح بن الحسين الكحلاني، وكان ذلك في عام 1128هـ تقريبا وقرأ عليه هناك في شرح الأزهار. ثناء العلماء عليه: قال عنه صارم الدين الحوثي (ت: 1223 هـ): "الإِمام العلامة، المجتهد المتقين المتفنن المحدث الحافظ الضابط خاتمة المحققين، سلطان الجهابذة، وأستاذ الأساتذة، صاحب المصنفات المشهورة، مفتي الزمان، سيد العلماء، قدوة العاملين، فخر المتأخرين، المعروف بالبدر الأمير" (¬1). وقال عنه الشوكاني: الإِمام الكبير المجتهد المطلق صاحب التصانيف، رحل إلى مكة، وقرأ الحديث على أكابر علمائها وعلماء المدينة، وبرع في جميع العلوم، وفاق الأقران، وتفرد برئاسة العلم في صنعاء، وتظهر بالاجتهاد، وعمل بالأدلة، ونفر عن التقليد، وزيّف ما لا دليل عليه من الآراء الفقهية، وجرت له مع أهل عصره خطوب ومحن (¬2). وقال صديق خان: "كان إماماً في الزهد والورع. حكى بعض أولاده أنه قرأ في صلاة الصبح وهو يصلي بالناس {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} فبكى وغُشي عليه (¬3). وقال الآلوسي: "محمَّد بن إسماعيل الأمير مجدد القرن، ومجتهد ذلك العصر، وكان من أكابر أهل السنة" (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: نفحات العنبر بفضلاء اليمن الذين في القرن الثاني عشر (3/ 52/ ب). (¬2) انظر: البدر الطالع (2/ 133 - 138). (¬3) انظر: أبجد العلوم (3/ 191). (¬4) انظر: المسك الإذفر (خ)

مؤلفاته

وقال الشيخ عثمان بن بشر: " ... فريد عصره في قطره، عالم صنعاء وأديبها الشيخ المحقق محمَّد بن إسماعيل -رحمه الله تعالى- وكان ذا معرفة في العلوم الأصلية والفرعية، صنف عدة كتب في الرد على المشركين المعتقدين في الأشجار والأحجار والرد على أهل وحدة الوجود وغير ذلك من الكتب النافعة ... " (¬1). مؤلفاته: الصنعاني إمام مجتهد، له باع طويل في العلم، وخلَّف تراثاً ضخماً تجاوز الثلاثمائة مؤلف ما بين كتاب كبير ورسالة صغيرة، منها: 1 - سبل السلام شرح بلوغ المرام. 2 - منحة الغفار على ضوء النهار. 3 - العدة شرح العمدة. 4 - التنوير شرح الجامع الصغير. 5 - قصب السكر نظم نخبة الفكر. 6 - تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد. 7 - إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة. وقد اعتنى غير واحد بجمع مؤلفات الصنعاني رحمه الله، منهم الدكتور عبد الله شاكر الجنيدي في تحقيقه لكتاب (إيقاظ الفكرة ...) وبلغ عدة ما ذكر (229) مؤلفاً. وفاته: توفي - رحمه الله- في يوم الثلاثاء ثالث شهر شعبان من سنة (1182هـ)، وغفر الله له، وأسكنه الجنة، وجزاه عن الإِسلام والمسلمين خير الجزاء. ¬

_ (¬1) عنوان المجد (1/ 53).

ثالثا: منهج الصنعاني في (التنوير شرح الجامع الصغير)

ثالثاً: منهج الصنعاني في (التنوير شرح الجامع الصغير): التنوير كتاب شرح فيه (الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير) للإمام السيوطي المتوفى (911 هـ). تسميته، وإثبات نسبته إليه: لا خلاف بين أهل العلم الذين ترجموا للصنعاني بأنه سمى شرحه هذا بـ "التنوير شرح الجامع الصغير" فلا سجع ولا تطويل لعنوانه كما هو الحال عند بعض المؤلفين. وقد أجمع العلماء الذين ترجموا له على أن هذا الشرح هو من عمل الصنعاني، وعناوين النسخ قد اتفقت على نسبة هذا الشرح للصنعاني. وكذلك أحال فيه إلى مؤلفاته الأخرى كثيراً، ومنها: "الروضة الندية شرح التحفة العلوية" (¬1)، "رسالة الإسبال" (¬2)، "المسائل المهمة فيما يعم به البلوى وحال الأمة" (¬3)، "حواشي شرح العمدة" (¬4)، "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة" (¬5)، "الصارم الباتر في عين الصابر والشاكر" (¬6)، "اليواقيت في المواقيت" (¬7)، "شرحه على تنقيح الأنظار" (¬8)، "انباه الأبناء على عدم شرطية عدالة إمام الصلاة" (¬9)، وغيرها. وهذه النقول والإحالات موجودة فيه بنصها. ¬

_ (¬1) جاء ذكره تحت حديث رقم (104). (¬2) جاء ذكره تحت حديث رقم (116). (¬3) جاء ذكره تحت حديث رقم (122). (¬4) جاء ذكره تحت حديث رقم (164، 122) وقد طبع الكتاب. (¬5) جاء ذكره تحت حديث رقم (137، و 375 و 807 و 1305). (¬6) جاء ذكره تحت حديث: "الصبر عند الصدمة الأولى". (¬7) جاء ذكره تحت حديث رقم (583 و 738). (¬8) جاء ذكره تحت حديث: "إن الغضب من الشيطان ... ". (¬9) جاء ذكره تحت حديث رقم (186).

ما هي نسخ "الجامع الصغير" التي اعتمد عليها في شرحه

ما هي نسخ "الجامع الصغير" التي اعتمد عليها في شرحه: لم ينص الصنعاني في مقدمة كتابه هذا على الأصل أو الأصول للجامع الصغير التي اعتمد عليها في شرحه له، إلا أنه أثناء الشرح أفاد أنه اعتمد على نسخ متعددة، منها نسخة المؤلف (السيوطي) وأنه يرجّح فيما بينها وبين شرح المناوي عند الاختلاف، بل يعيب على الشارح (المناوي) اعتماده على نسخ رديئة من الجامع الصغير، وإليك بعض الأمثلة: فقال تحت حديث رقم (3808) "الحسن والحسين شنفا (¬1) العرش، وليسا بمعلقين": إن الشارح (المناوي) شرح على هذا اللفظ، ثم قال: وما ذكر من أن الرواية بالشين المعجمة هو ما في نسخ وهو الموجود في نسخ الفردوس وغيره، لكن اطلعت على نسخة المصنف التي بخطه فرأيته كتبها بالسين المهملة، قلت (الصنعاني): وفي نسخة قوبلت عليها كذلك بالياء المثناة من تحت تثنية سيف. وقال بعد حديث رقم (2455) "إن من اقتراب الساعة أن يصلي خمسون نفساً لا تقبل لأحد منهم صلاة": هذا الحديث لا يوجد في كثير من نسخ الجامع إلا أنه في نسخة الشارح. -يعني المناوي-. وقال تحت حديث رقم (2742) "انهشوا اللحم نهشا، فإنه أشهى وأهنأ، وأمرأ": (نهشًا) بالمعجمة أيضًا بخط المصنف، وقال العراقي: بالمهملة ولعلها روايتان. وقال تحت حديث (2754): "أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر، وأهل الجنة الضعفاء المغلبون": (المغلبون) بالمعجمة وتشديد اللام الذين يلعبون كثيراً وهؤلاء هم أتباع الرسل لهم هذه الأخلاق وفي رواية: "المغلوبون" ¬

_ (¬1) جاء هكذا في المطبوع بشين معجمة ونون من التيسير شرح الجامع الصغير (3824) وقال المناوي: والشنف: القرط المعلق بالأذن، يعني بمنزلة الشنفين من الوجه، والمراد: أن أحدهما عن يمين العرش، والآخر عن يساره.

والأولى نسخة الشارح والثانية ثابتة فيما قوبل على خط المصنف. وقال تحت حديث (1717): "إن الله تعالى جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها (هب) عن طلحة بن عبيد الله ... هكذا في صحيح نسخ الجامع عبيد الله بالتصغير قال في الشرح: وطلحة الصحابي بن عبد الله بالتكبير. وقال الصنعاني تحت حديث (1197): "اعملوا فكل ميسر لما خلق له" رمز المصنف لضعفه فيما رأيناه مقابلاً على خطه وقال الشارح -المناوي-: لصحته لأننا تتبعنا ما ينقله الشارح من ذلك فوجدناه غير مطابق لما قوبل على خط المصنف وكأنه اتكل على نسخة فيها رموز الصحة ونحوها لم يقابل فقد رأينا اختلافاً كثيراً في النسخ في ذلك. وقال تحت حديث برقم (1387): "أكثر الصلاة في بيتك يكثر خير بيتك وسلم على من لقيت من أمتي تكثر حسناتك (هب) ابن عباس". ... (هب عن أنس) هكذا في نسخ الجامع الصحيحة وشرح الشارح -أي المناوي- على نسخة فيها (هب عن ابن عباس) فقال: والذي وقفت عليه في الشعب عن أنس. وفيه ما يرشدك إلى ما قد أشرنا إليه أنه شرح على أصل غير معتمد ولذا فإنه ذكر أنه رمز المصنف بكذا وكذا أشياء ما رأيناها. وقال أيضاً تحت حديث (1389): "أكثر ذكر الموت يسليك عما سواه" (ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن سفيان عن شيخ مرسلاً) ". ... (ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن سفيان) هو الثوري عن شيخ مجهول وهكذا نسخ الجامع كلها عن شيخ وشرح المناوي على لفظ شريح فقال: بضم المعجمة، القاضي تابعي كبير ولاه عمر قضاء الكوفة انتهى. فالله أعلم كيف شرح على أم -يعني أصلاً- كثيرة الغلط؟. قال تحت حديث (1410): "أكرم الناس أتقاهم (ق عن أبي هريرة) ".

مقارنة النسخ التي اعتمد عليها المؤلف والنسخ التي اعتمد عليها المناوي واهتمامه ببيان بعض الفروقات

(ق عن أبي هريرة) ورمز له الشارح في شرحه الصغير -يعني التيسير- انظر: (1/ 406)، رمز البخاري فقط ثم قال: وفيه ضعف واضطراب انتهى. وهذا من ضعف أصله الذي شرح عليه واضطرابه. وقال أيضاً تحت حديث (1419): "أكرموا الخبز فإن الله أنزله من بركات السماء، وأخرجه من بركات الأرض الحكيم عن الحجاج بن علاط، وابن منده عن عبد الله بن بريدة عن أبيه (ض) ". ... وشرح المناوي في شرحه الصغير (¬1) على لفظ عبد الله بن بريدة فقال: تصغير بردة انتهى. وهو مما نبهناك أنه شرح على أصل غير صحيح فإنه في نسخ الجامع الكبير والصغير عبد الله بن زيد من الزيادة. وفي حديث برقم (2455): "إن من اقتراب الساعة أن يصلي خمسون نفساً لا تقبل لأحد منهم صلاة". ... هذا الحديث لا يوجد في كثير من نسخ الجامع إلا إنه في نسخة الشارح. وقال تحت حديث (9579): "همة العلماء الرعاية، وهمة السفهاء الرواية. (همة العلماء الرعاية) بكسر الراء المراعاة للأعمال على وفق الأقوال والعمل على العلم ... هكذا في النسخ الصحيحة، الرعاية بالراء وشرح الشارح على الوعاية بالواو. وهناك أمثلة أخرى كثيرة. مقارنة النسخ التي اعتمد عليها المؤلف والنسخ التي اعتمد عليها المناوي واهتمامه ببيان بعض الفروقات: قد قام الصنعاني بالمقارنة بين نسخ الجامع الصغير المتوفرة لديه وبين شرحي الجامع الصغير فيض القدير والتيسير للمناوي وفيما يلي ذِكْرُ بعض الأمثلة: ¬

_ (¬1) انظر: التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 579).

قال الصنعاني تحت حديث (4999) "صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً، ولا تتخذوا بيتي عيدا، وصلوا علي وسلموا فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم". (صحـ). رمز المصنف لحسنه وفي نسخة رمز له بالصحة لكنه قال الهيثمي: فيه عبد الله بن نافع وهو ضعيف. وقال الصنعاني تحت حديث (5003): "صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة ". (ض). قال: في نسخة صحيحة قوبلت على نسخة المصنف رمز المصنف رمز الصحة وفي أخرى رمز الضعف عليه وليس كما قال، فقد قال الحافظ الهيثمي: فيه الحجاج بن أرطأة وفيه مقال. قلت: الفرق واسع والبون شاسع، هذا كله من اشتباه الحروف ببعضها لذلك وقع مثل هذا التحريف. وقال تحت حديث (7185) "لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة (د) عن أنس (ح) ". (من بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة) أي من (ولد إسماعيل) قال الشارح -بعد أن صدر كلام المصنف برمته-: إن الذي وقف عليه "أربعة" في أصول صحيحة المصابيح وغيرها. قلت (أي الصنعاني): وهو كذلك فيما رأيناه من نسخ الجامع أيضاً فلعل ما شرح عليه نسخة غير مقابلة على أصل صحيح. وقال تحت حديث (4203): "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم". (د) عن رجل (صح).

موقفه من المناوي

"كذا في أصول متعددة وفي مسند الفردوس: أنه أخرجه أبو داود عن ابن عمر. وقال تحت حديث (1898): "إن الله تعالى يدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر ومثله مما ينفع المسكين ... ": (وقبضة التمر) بالضاد المعجمة ما يقبضه الإنسان بيده وقال الشارح: بالصاد المهملة وهو خلاف ما رأيناه فيما قوبل على خط المصنف. هذه الأمثلة وغيرها -كثير- وهي تدل على اعتماد الصنعاني على أكثر من نسخة صحيحة مقابلة للجامع الصغير وألزم نفسه بمقابلتها ومقارنتها ثم الترجيح ما يراه راجحا. وهذا جهد بالغ وحرص نافع سلكه ليريح من يقرأ كتابه. موقفه من المناوي: لم يكتف الصنعاني بتعقب المناوي في بعض الرموز بل تعقبه في بعض النقول، فهذا رأى نقلا أو كلاماً يحتاج إلى تعليق أو توضيح أو نقد فعل ذلك وأجاد. نقده للنقول: نقد الصنعاني للمناوي في شرح بعض الأحاديث فمن أمثلة ذلك: قال الصنعاني تحت حديث رقم (7440): "لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون في النار": قال الشارح: نبّه به على أن الجنة باقية وكذا النار، وقد زلّت قدم ابن القيم: فذهب إلى فناء النار تمسكا بمثل خبر البزار عن ابن عمرو موقوفاً "يأتي على النار زمن تخفق أبوابها ليس فيها أحد" وهذا خلل بين، فإن المراد من الموحدين، كما بينته رواية ابن عدي عن أنس مرفوعاً: "ليأتين على جهنم يوم تصفق أبوابها ما فيها من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أحد" انتهى. قلت (الصنعاني): هذا عدم إنصاف منه في نقل كلام ابن القيم فإنه لم يقتصر

نقد الصنعاني لبعض الكتب

في الدليل على هذه المسألة على حديث ابن عمرو، بل أطال الاستدلال وبسط في المقال أودعه كتابه حادي الأرواح في الباب السابع والستين منه (¬1). وفي كلامه ما يحتمل الرد وقد كتبنا عليه في هوامشه تنبيهات، فليس هو كلام باطل من كل وجه كما أفاده الشارح، ومن عجائب الشارح أن له على حديث الكتاب تحرف سوى ما نقلناه، ثم نقل كلام الزمخشري على حديث ابن عمر وهو معروف في الكشاف (¬2). نقد الصنعاني لبعض الكتب: نقده لكتاب "خلق أفعال العباد" للبخاري: ذكر الصنعاني ذلك في شرح حديث (1741) وقال: قال بعض المحققين: "ليته ما ألفه؛ فإنه خاص في فن المتكلمين، وما هو شأن أئمة الحديث، فإنها طريقة مبتدعة مذمومة، لم يكن عليها سلف الأمة ولا خاضوا فيها". ولقد حارب الصنعاني علم الكلام وبيَّن فساد منهج المتكلمين في غير موطن، وقد قال عنهم في كتابه "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة": "فإذا نظرت مبادئ كلامهم في علم الكلام وكتب الحكمة في الزمان والمكان، رأيت محارات يُظلم منها القلب الحي، ولا يقف منها على شيء، ولكنهم خَفوا عند رؤية كلام الفلاسفة وجعلوه عنواناً لأصول الدين". وكان يمتاز بتقديم النقل على العقل واتباع النصوص في مسائل العقائد وغيرها. يقول في ذلك -رحمه الله-: "اعلم أن المختار عندي، والذي أذهب إليه، وأدين به في هذه الأبحاث ونحوها، هو ما درج عليه سلف الأمة ولزموه من اتباع السنة، والبعد عن الابتداع، والخوض فيها، إلا لردها على لزوم مناهج ¬

_ (¬1) انظر: حادي الأرواح (ص: 591. ط. بتحقيق/ محمَّد الزغلي)، وشفاء العليل (ص: 257 - 260). (¬2) انظر: الكشاف (1/ 564).

ثناء العلماء على الكتاب

الأنبياء، وكيف ترد الأقوى إلى الأضعف". وأعلن الصنعاني مخالفته للمعتزلة والأشاعرة، وإن تأثر بالمعتزلة في خلق أفعال العباد، إلا أنه انتقد المعتزلة كثيرًا، وكذلك الأشاعرة ووصفهم بالابتداع، ومن أقواله في ذلك: "إنما قدمت هذا لئلا يظن الناظر أني أذهب إلى قول فريق من الفريقين المعتزلة والأشاعرة، فإن الكل قد ابتدعوا في هذا الفن الذي خاضوا فيه". قلت: إن كتاب "خلق أفعال العباد" يتركز موضوعه على ثلاث مسائل مهمة هي: 1 - الكلام على أن القرآن -كلام الله- منزّل غير مخلوق والرد على الجهمية القائلين بأن القرآن مخلوق. 2 - الكلام حول أفعال العباد وأنها مخلوقة. 3 - بيان القول الفصل في تلفظ العبد وتلاوته للقرآن الكريم هل هي مخلوقة أو لا؟ وقد قرَّر البخاري - رحمه الله- أن التلفظ والتلاوة -إن قُصِدَ- بها عمل العبد وأداؤه، فهو مخلوق، وإن قُصِدَ بها المتلو الذي هو القرآن فإنه غير مخلوق. ثناء العلماء على الكتاب: عدَّ شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله - هذا الكتاب من الكتب التي بيَّنت عقيدة السلف. انظر: كتابي "الإبانة"، و"الشريعة". أهمية الكتاب: ترجع أهميته إلى الأمور التالية: 1 - أنه مصدر من المصادر الرئيسة في إثبات مذهب السلف. 2 - اعتماده على أعلى المصادر قوة، وأقواها دلالة. 3 - أنه مرجع لمن جاء بعده من كتب السلف.

رده على الصوفية

4 - قطعه للنزاع في مسألة التلفظ والتلاوة. 5 - ردّه على من حرّف آيات القرآن وأحاديث الرسول (¬1). ردّه على الصوفية: قال رحمه الله في شرح حديث قدسي (1746): "من عادى لي ولياً" وأما اصطلاح الصوفية وغلوهم وجعلهم الولي من اتصف بصفات جمعوها وبلوغهم به إلى فوق رتبة النبوة فمن الهوس والأباطيل. وقال تحت حديث 2641): "إن أردت اللحوق بي فليكفيك ... ": الخبر: "أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده": وكذا ما يراه حمقى الصوفية وجهلتهم من تقطيع الثياب الجدد ثم ترقيعها ظنًا أنه هذا زي الصوفية وهو غرور محرم لأنه إضاعة مال وثياب شهرة. ومن نقده للمنكرات والبدع قوله تحت حديث (6088): "قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، وإن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الفطر ويوم النحر" ... قال: قال المجد (¬2) ابن تيمية: أفاد الحديث حرمة التشبه بهم في أعيادهم لأنه لم ينفها على العيدين الجاهليين ولا يتركهم يلعبون فيهما على العادة، وقال: أبدلكم والإبدال يقتضي ترك المبدل منه، وقال المظهر: فيه دليل على أن يوم النيروز والمهرجان منهي عنهما. قلت (الصنعاني): وفيه دليل على أنه لا يعظم غير يومي العيدين وأما ما ينفق في الجهات من تعظيم أيام انفقت فيها واقعات من ميلاده - صلى الله عليه وسلم - الذي يعظمه أهل مكة ويجعلونه عيدا ولو كان ذلك عيداً لكان أحق الناس بتعظيمه الصحابة ¬

_ (¬1) فائدة: قال مصطفى بن عبد الله كاتب جلبي في "كشف الظنون" (1/ 722): "صنفه -يعني "خلق أفعال العباد"- بسبب ما وقع بينه وبين الذهلي، ويرويه عنه يوسف بن ريحان بن عبد الصمد والفربري -أيضاً، وهو من تصانيفه الموجودة قاله ابن حجر العسقلاني". (¬2) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 184).

نقده للمجتمع في وقته

والتابعين وكذلك تعظيمهم أياماً يسمونها بالأعياد مثل عيد العيدروس ونحوه مما لا يكاد يمر شهر واحد إلا وفيه أعياد لديهم ومثل أيام الزيارات في البهائم وغيرها مما يعظمونه أكثر من تعظيم الأعياد وينفقون فيه من الأموال بالإسراف ما يحرمه الله ورسوله ولا ينهاهم أحد لأن هم من إليه الأمر والنهي قبض المال لا غير، قال لي شيخنا في مكة، وكان من الأبرار الصالحين رحمه الله وأنا أقرأ عليه شرح العمدة لابن دقيق العيد وقد جرى ذكر تعظيم الزيدية للغدير هذا شيء مبتدع لا يحسن فعله أو نحو هذا اللفظ فقلت له: نعم وهو نظير هذا المولد الذي يفعلونه في مكة فقال: هذا فيه تعظيم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: لو كان فيه خيراً لكان أحق الناس بفعله الصحابة والصالحين من السلف فهم كانوا أشد تعظيما له - صلى الله عليه وسلم - فسكت، وكان هذا الحديث وأهل مكة في عيد لمولد أو ذاك ولقد شاهدناهم عقيب هذا يفعلون فيه من المنكرات مالا يحيط به الوصف مع أنهم تلك السنة يزعمون أنه نهى الذي وصل من الأروام عن كثير من البدع. نقده للمجتمع في وقته: قال الصنعاني عند حديث (2459): "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد". (حم ق ت ن هـ) عن أنس (صح). ... (ويظهر الجهل) أي يكون له الدولة وبه الأحكام ولقد صرنا في طرف من ذلك فإن جهات اليمن جميع بواديها وبعض قراها لا يحكمون إلا بالطاغوت يرون المعروف منكرًا والمنكر معروفاً. وعند حديث (2461): "إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد لا يجدون أحداً يصلى بهم". (إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد) أي يدفع بعضهم بعضا

نقده للسيوطي

ليؤمهم. (لا يجدون أحداً يصلي بهم) لأن كل واحد يدفع غيره، وغيره يدفعه لجهلهم بالإمامة وشرائطها أو لكثرة ابتداعهم وتعمقهم في فرائضها وشرائط من يؤمهم كما يقع كثيراً في الجبال من اليمن. نقده للسيوطي: تعرض الصنعاني - رحمه الله - في الشرح إلى تساهل السيوطي وتوسعه في التصحيح؛ ومخالفة شرطه الذي اشترطه على نفسه في المقدمة، فكان يعلّق على بعض الأحاديث ناقداً له ومنها ما يلي: - حديث (4905): "الشاة بركة، والبئر بركة، والتنور بركة، والقداحة بركة". (خط) عن أنس (ض). والمصنف رمز لضعفه وكان الأولى حذفه؛ لأن فيه وضاعا وقد قال في الديباجة: أنه قد جرَّده عن أحاديث الوضّاعين. - حديث (165): "اثنان يكرههما ابن آدم: الموت، والموت خير له من الفتنة، ويكره قلَّة المال، وقلَّة المال أقل للحساب (ص حم) عن محمود بن لبيد (صح) ". ... (ص حم عن محمود (¬1) بن لبيد) هو أنصاري من بني عبد الأشهل، قال في الخلاصة: إنه من أولاد الصَّحابة، لا يصح له سماع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وثَّقه ابن سعد، مات سنة (92). قلتُ (الصنعاني): فكان على المصنف أن يقول مرسلاً. ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور كما في الجامع الكبير (1/ 19)، وأحمد (5/ 427)، وقال المنذري (4/ 73) رواه أحمد بإسنادين رواة أحدهما تحتج بهم في الصحيح، ومحمود له رؤية ولم يصح له سماع فيما أرى، وأما قوله: أنه مرسل فهذا قد بين رد هذه الدعوة ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1378) (2347)، وانظر حاشية الكاشف للشيخ محمَّد عوامة (2/ 246 - 247)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (139)، والسلسلة الصحيحة 813).

قال الصنعاني

- حديث (2405): "إن لكل شيء شرفاً وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة". (طب ك) عن ابن عباس". .. قال الصنعاني: قال ابن حبان: إنه خبر موضوع تفرد به هشام بن زياد وهو متروك وفي الطريق الأخرى محمَّد بن معاوية النيسابوري كذبه الدارقطني وغيره، نعم في الباب حديث جيد حسن رواه الطبراني عن أبي هريرة مرفوعاً: "إن لكل شيء سيداً وإن سيد المجالس قبالة القبلة" (¬1)، قال الهيثمي والمنذري وغيرهما: إسناده حسن، فأعجب للمصنف آثر ما جزموا بوضعه على ما جزموا بحسنه. - حديث (1070) قال: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له (طب) عن ابن عباس وعن عمران بن حصين (صح) ". هو قطعة من حديث أخرجه الخمسة (¬2) إلا النسائي من حديث علي - رضي الله عنه - ... وأخرجه مسلم (¬3) من حديث جابر وفيه: "اعملوا فكل ميسر لما خُلق له". والعجب من اقتصار المصنف على نسبته إلى الطبراني ثم تضعيفه وكأنه أراد هذه الرواية الواردة بهذا اللفظ فقط. - حديث (1450): "اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (عن بسر) ". (عن بسر) (¬4) بالموحدة فمهملة فراء بزنة قفل هو (ابن أرطأة) وهو الذي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (2354) وقال الهيثمي في "المجمع (8/ 114): إسناده حسن. (¬2) أخرجه البخاري (6231)، ومسلم (2647)، وأبو داود (4709)، والترمذي (2136)، وابن ماجه (78). (¬3) أخرجه مسلم (2648). (¬4) الاستيعاب (1/ 48)، وسير أعلام النبلاء (3/ 409)، والإصابة (1/ 98).

حكم الصنعاني على الأحاديث

فعل الأفاعيل، قال الذهبي في الميزان (¬1): اختلف هل له صحبة أم لا؟ وقال ابن معين: كان رجل سوء، وقال ابن حبان: تفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه. انتهى. وفيه كلام كثير والعجب من المصنف حيث أوهم أنه صحابي ولم يقل مرسلاً كعادته في روايته عن التابعين. حكم الصنعاني على الأحاديث: لا يسكت الصنعاني عند إيراد الأسانيد والمتون، بل تظهر ملكته النقدية في نقد الروايات، فمما انتقده على سبيل المثال: حديث رقم (87) قال الصنعاني: "فهو حديث حسن". حديث رقم (115) قال: و"إسناده ضعيف". حديث رقم (295) قال: "رمز المصنف لضعفه، إلا أن له شواهد تحسنه". حديث رقم (1184) قال الصنعاني: "وسنده حسن". حديث رقم (1022) قال: "سكت عليه المصنف، وإسناده ضعيف". حديث رقم (1023) قال: وفي إسناده مقال. حديث رقم (783) قال: "وإسناده ضعيف". حديث رقم (238) قال: "من زوائد الصغير على الكبير". حديث رقم (1388) قال: رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: في الشرح الصغير بإسناد صحيح. نقد الصنعاني للسيوطي في منهجه ورموزه: قد اختصر السيوطي أسماء الكتب والمؤلفين والحكم على الحديث في كتابه فاستعمل الرموز اختصاراً فرمز على أحاديث الجامع الصغير بالرموز كـ (صح) للصحيح و (ح) للحسن و (ض) للضعيف، لكن هذا أحدث التباساً وقد ¬

_ (¬1) ميزان الاعتدال (1/ 309).

وفيما يلي نقد الصنعاني للسيوطي في هذه الرموز

تصحفت بعض الرموز فصار من الواجب عدم الاعتماد عليها، وقد نبّه على ذلك كثير من العلماء، فعلى طالب العلم التأكد من صحتها، وهذا هو رأي الصنعاني فيها كما هو رأي أكثر العلماء، وقد بيّن الصنعاني منهج السيوطي وهدفه منها بقوله تحت حديث (5464) "علموا رجالكم سورة المائدة ... ": واعلم أن هذه الرموز قد صار يكتفي بها المصنف عن ذكر علة الحديث لأن بيان الإعلال نافع لذكر الإسناد وبنى كتابه على حذفه والشارح (المناوي) صار يعترضه في كل حديث ذي علة بأنه ما علله وبعد أن اكتفتى به بالرمز لا يرد عليه ذلك وقد أشرنا إلى هذا فيما سبق إلا أنه كثر من الشارح ذكره فنبهنا عليه. وقال كذلك تحت حديث (3399): "التيمم ضربتان ضربة للوجه ... ": قال الشارح (المناوي): وبذلك يعرف أن رمز المصنف لصحته غير صواب، قلت (الصنعاني): بل أكثر الرموز غير صحيحة، وما عرفنا أنها للمصنف إلا من كلام الشارح، وإلا فقد ترددنا في الجزء الأول قبل الوقوف على الشرح. وفيما يلي نقد الصنعاني للسيوطي في هذه الرموز: فقال تحت حديث (9726) "لا تجعلوا على العاقلة من قول .. ": قال الشارح: رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه الحارث بن نبهان وهو منكر الحديث. قلت (الصنعاني): ومن هذا وأمثاله لا يوثق برموز المصنف رحمه الله. وقال تحت حديث (5721): "العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه" (عد) عن ابن عمر (ض) ". .. (عد (¬1) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه مع أنه لم يسكت عليه مخرجه ابن عدي بل أورده في ترجمة مسلمة بن أبي الخشني وقال: عامة أحاديثه غير ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدى في الكامل (6/ 316)، وانظر الميزان (6/ 425)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3898)، والضعيفة (151): موضوع.

محفوظة، وفي الميزان: هو شامي واه تركوه، وقال النسائي: متروك، والبخاري: منكر الحديث، وعدم تعرض المصنف للرمز عليه يدل على أنه لم ينقل أحاديث الجامع من أصوله بعينها بل من كتب أخر قد نقلت إليها متون الحديث والله أعلم. وقال تحت حديث (5647) "العباس وصيي ووارثي". (خط) عن ابن عباس (ض) ". ... (خط (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وتبعه على ذلك المصنف ساكتاً عنه فالعجب إيراد هنا مع تصريحه في الخطبة أنه جرَّده عن الموضوعات. وقوله عند حديث (287) "اختلاف أمتي رحمة" ... ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا". قال الصنعاني: وكأنه سقط من قلم المصنف ولم يذكر هذا الحديث أصلاً في الكبير، وهذا الحديث مع عدم صحة طرقه مخالف للآيات القرآنية الدالة على ذم الاختلاف والتفرق فإن الاختلاف منشأ كل بلاءً وشرّ في الدنيا والدين، والتفرقة بين الاختلاف في الفروع والأصول فيما لا دليل عليه بل الكل مذموم، فالحديث لو ثبت لتأول وكيف ولم يثبت، وقول المصنف ولعله قد خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا، كلام لا يليق بسعة اطلاعه، كيف وقد ذكر في خطبة الجامع الكبير أنه جمع فيه الأحاديث النبوية بأسرها وقد ترجم الإِمام أبو عبد الله البخاري في صحيحه "باب كراهة الاختلاف"، فلو كان رحمة لكان محبوبًا لا مكروهًا، والأحاديث النبوية الواسعة دالة على ذم الاختلاف ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 137)، وانظر الموضوعات (1/ 232)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3843)، والضعيفة (787): موضوع.

وهؤلاء الأئمة الذين ذكروه قد أوردوه بغير إسناد بل ما أنهوه إلى صحابي يكون إليه الاستناد فهو منقطع .... - وقال عند حديث (4688): "سلوا الله لي الوسيلة فإنه لا يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة". (ش طس) عن ابن عباس (صح) ". .. (ش طس) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وليس كما ظن بل هو حسن لأن في سنده من فيه خلاف. - وقال تحت حديث (4687): "سلوا الله لي الوسيلة، أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون أنا هو" (ت) عن أبي هريرة (صح) ". .. (ت) (¬2) عن أبي هريرة) وقال: غريب إسناده ليس بالقوي وكعب غير معروف انتهى. فرمز المصنف لصحته غير صحيح. - وعند حديث (4692) "سلوا الله كل شيء حتى الشسع، فإن الله إن لم ييسره لم يتيسر". (ع) عن عائشة". قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه [ليس عليه أي رمز في المطبوع]. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن عبد الله بن المنادى وهو ثقة انتهى. فالعجب من المصنف تضعيف ما ليس بضعيف وتصحيح ما ليس بصحيح وتحسين ما ليس بحسن. - وعند حديث (4735) "سيد القوم خادمهم". عن أبي قتادة (خط) عن ابن عباس (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (29590)، والطبراني في الأوسط (633)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3637). (¬2) أخرجه الترمذي (3612)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3636).

(عن أبي قتادة) واعلم أنه لم يرمز المصنف لمخرجه في نسخته وعزاه المصنف في الدرر المنتثرة (¬1) لابن ماجه عن أبي قتادة فلا يبعد أنه سقط رمزه من نسخة الجامع سهوا لخفائه وعزاه في در ابن النجار للترمذي وقد ثبت في نسخة الجامع، (خط) (¬2) عن ابن عباس) قال في المواهب: وفي سنده ضعف وانقطاع. - وعند حديث (5101) "صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ... (ت هـ حب) عن أبي قتادة (صح) ". قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته، قال الشارح: ظاهره أنه لم يخرجه من الأربعة إلا هذان وليس كذلك بل خرجه الجماعة جميعاً إلا البخاري. وعجيب من المصنف كيف خفي عليه حديث ثابت في مسلم (¬3). - وعند حديث (5242) "طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام اليوم الثالث سمعة، ومن سمّع سمّع الله به". (ت) عن ابن مسعود (صح) ". .. (ت (¬4) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وليس كما قال فقد ضعفه مخرجه الترمذي صريحاً وقال: لم يرفعه إلا زياد بن عبد الله [3/ 38] وهو ضعيف كثير المناكير والغرائب انتهى، وتبعه عبد الحق جازماً به، وأعله ابن القطان بعطاء بن السائب فإنه اختلط، قال الحافظ ابن حجر: وزياد لم يسمع منه إلا بعد الاختلاط. ¬

_ (¬1) انظر: الدرر المنتثرة (ص: 272). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 187)، وانظر: المقاصد الحسنة (ص: 395)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3323)، والضعيفة (1502). (¬3) أشار إليه ما أخرجه مسلم (1162). (¬4) أخرجه الترمذي (1097)، وانظر فتح الباري (9/ 243)، وبيان الوهم والإيهام (816)، والتلخيص الحبير (3/ 195)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3616).

وفيما يلي بعض الأمثلة على الرموز وعدم مطابقتها لما في المطبوع مفردا أو مع شرحي المناوي

وقد أشار الصنعاني إلى القاعدة التي سار عليها السيوطي في الحكم على أحاديث الجامع الصغير فقال تحت حديث (8261) "من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فلا يرفع صوته على أحد الخصمين ما لا يرفع على الآخر. (طب هق) عن أم سلمة (ض) ". .. قال الصنعاني: قال الشارح: إنه رمز لحسنه ثم قال: وليس كما قال، فقد قال مخرجه البيهقي عقيب تخريجه: محمَّد بن العلاء أي أحد رجاله ليس بالقوي (¬1) انتهى. قلت (الصنعاني): الذي رأيناه في نسخة قوبلت على خط المصنف الرمز عليه بالضعف وهو الذي يوافق قاعدته الإشارة بالرمز إلى ما قاله مخرجه كما هنا. - وعند حديث (5436) "على الوالي خمس خصال: جمع الفيء من حقه ... ". (عق) عن واثلة (ض) ". قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه جعفر بن مرزوق المدائني قال في الميزان: عن العقيلي أحاديثه مناكير لا يتابع على شيء منها ثم ساق هذا الخبر. وكان على المصنف أن يذكر أن مخرجه أعلّه وإن كان هذا ليس من قاعدته في هذا الجامع وكأنه يكتفي بالرمز. وفيما يلي بعض الأمثلة على الرموز وعدم مطابقتها لما في المطبوع مفرداً أو مع شرحي المناوي: - حديث رقم (923) "أربع أفضل الكلام، ولا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (5) عن سمرة (صح) ". قال الصنعاني: جزم الشارح أنه ابن جندب وزعم أنه رمز المصنف لضعفه والذي رأيناه فيما قوبل على خط المصنف الرمز لصحته. ¬

_ (¬1) انظر: لسان الميزان (5/ 289).

- حديث رقم (954): "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس (هـ طب ك هب) عن سهل بن سعد (صح) ". قال الصنعاني: صححه الحاكم، قيل: ورمز المصنف لصحته ولم أره فيما قوبل على خطه إلا أنه تعقبه البيهقي بقوله فيه خالد بن عمرو ضعيف وكذلك تعقب الذهبي الحاكم في تصحيحه له بأن فيه خالد بن عمرو وضاع وأعله بغيره. - حديث رقم (1038): "اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على القوم ولدا ليس منهم، يطلع على عوراتهم، ويشركهم في أموالهم البزار عن ابن عمر (ض) ". قال الصنعاني: رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: فيه إبراهيم بن يزيد وهو ضعيف ولذلك رمز المصنف لضعفه لكن الذي رأيناه فيما قوبل على خط المصنف الرمز لحسنه. - حديث رقم (1128) "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن ... (حل) عن زيد بن أرقم (ح) ". ... قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه، وقال الشارح: لحسنه، وهو خلاف ما رأيناه فيما قوبل على خطه. - حديث رقم (1210) "اغدوا في طلب العلم، فإن الغدو بركة (خط) عن عائشة (ض) ". قال الصنعاني: سكت عليه المصنف فيما قوبل على خطه وقال الشارح: إنه رمز لضعفه. - حديث رقم (1224) "أفشوا السلام فإنه لله تعالى رضا (طس عد) عن ابن عمر (ض) ".

قال الصنعاني: قال الشارح: إنه رمز المصنف لحسنه وهو ضعيف والذي رأيناه فيما قوبل على خطه أنه لا رمز عليه. - حديث رقم (5731) "العين وِكاءُ السَّهِ، فمن نام فليتوضأ". (حم هـ) عن علي (ض) ". قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: رمز لحسنه وليس كما قال، فقد قال عبد الحق: حديث علي هذا ليس بمتصل، قال ابن القطان (¬1): وهو كما قال، وقال الساجي: حديث منكر، وقال ابن حجر: أعله أبو حاتم بالانقطاع بين علي التابعي. - حديث رقم (5732) "العين وِكَاءُ السَّهِ، فإذا نامت العين .. ". (هق) عن معاوية (صح) ". (العين وِكَاءُ السَّهِ) يكنى بالعين عن اليقظة لأن النائم لا عين له تبصر. (فإذا نامت العين استطلق قال الصنعاني: سكت عليه المصنف فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: رمز لصحته وهو زلل فقد تعقبه البيهقي نفسه فقال: أبو بكر ضعيف يريد ابن أبي مريم، وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف جداً؛ لأنه ساقه من طريقه، وقال ابن عبد البر: حديث علي ومعاوية ضعيفان لا حجة فيهما من جهة النقل، وقال مغلطاي: حديث علي أثبت. - حديث رقم (8381): "من استجد قميصاً فلبسه فقال حين بلغ عورته: الحمد لله الذي كسانى ما أواري به .. (حم) عن عمر (ح) ". قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه فيما رأيناه في النسخة المقابلة على خطه؛ وقال الشارح: إنه رمز لحسنه ويؤيد الأول ما قاله ابن الجوزى: حديث لا يصح ¬

_ (¬1) انظر: بيان الوهم والإيهام (644).

وفيه أصبع بن زيد (¬1)، قال ابن عدى: له أحاديث غير محفوظة، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، ورواه أصبع عن أبي العلاء الشامي (¬2)، قال الدارقطنى: إنه مجهول، قال: والحديث غير ثابت فهذا يؤيد رمز المصنف لضعفه، ولأن ذلك الرمز فيما قوبل على خطه والشارح كثيراً ما يذكر رموزاً مخالفة لذلك ويحتمل أنه غلط في نسخة الشارح والذي رأيناه منها كثيرة الغلط. - حديث رقم (7647) "ليس لي أن أدخل بيتا مُزَوَّقاً. (حم طب) عن سفينة (ح) ". قال الصنعاني: رمز المصنف لحسنه كما قال الشارح، ولم نره فيما قوبل على خط المصنف وتعقبه بأن فيه سعيد بن جهمان (¬3) فيه كلام إلا أنه صححه الحاكم وأقره الذهبي. - حديث رقم (7908) "ما صيد صيد ولا قطعت شجرة إلا بتضييع من التسبيح. (حل) عن أبي هريرة (ض) ". قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه فيما قُوبل على خطه، وقال الشارح: إنه رمز لحسنه وليس بصواب لأن فيه محمَّد بن عبد الرحمن القشيري أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) وقد لا يعرف ثم قال: بل هو كذاب. - حديث رقم (4487) "الربا ثلاثة وسبعون باباً". (هـ) عن ابن مسعود (ض). قال الصنعاني: قال الحافظ العراقي: إسناده صحيح انتهى، وفيما قوبل على ¬

_ (¬1) انظر الكامل (1/ 408)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 126). (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 235). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 315)، والكامل في الضعفاء لابن عدى (2/ 105). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (2/ 606)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 74).

نسخة المصنف رمز لضعفه. - حديث رقم (6204) "كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق: ""رحمتي سبقت غضبي"". (هـ) عن أبي هريرة (صح) ". رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه وقال الشارح لحسنه. - حديث رقم (6528) "كان إذا أراد أن يبول فأتى عزازاً من الأرض .. ". (د) عن في مراسله والحارث عن طلحة بن أبي قنان مرسلاً (ض) ". .. قال الصنعاني: (طلحة بن أبي قنان) بفتح القاف والنون وبعد الألف نون العبدري مولاهم الدمشقي قال في التقريب (¬1): مجهول أرسل حديثاً يريد هذا (مرسلاً)، قال ابن القطان (¬2): طلحة لا يعرف بغير هذا وقال في الميزان طلحة لا يدرى من هو وتفرد عنه الوليد بن سلمان، قلت: والعجب أن المصنف رمز عليه بالصحة فيما رأيناه فيما قوبل على خطه. - حديث رقم (6889) "كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث". ابن سعد عن عائشة (ح) ". قال الصنعاني: قال الشارح: إنه رمز المصنف لحسنه ولم أره فيما قوبل على خطه. - حديث رقم (7015) "كان يركع قبل الجمعة أربعاً، وبعدها أربعاً، لا يفصل في شيء منهن". (هـ) عن ابن عباس (ض) ". رمز المصنف لضعفه فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: إنه سكت عليه فأوهم سلامته من العلل وليس كما أوهم، فإن ابن ماجه رواه عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطأة عن عطية العوفي عن ابن عباس، قال الزيلعي: مبشر ¬

_ (¬1) انظر التقريب (1/ 283). (¬2) بيان الوهم والإيهام (693).

معدود من الوضاعين وحجاج وعطية ضعيفان، ... - حديث رقم (6022): "قال الله تعالى: أيما عبد من عبادي يخرج مجاهدا في سبيلي ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه ... " (حم ن) عن ابن عمر (صح) ". قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: إنه رمز لحسنه. - حديث رقم (696) "إذا سمعتم بقوم قد خسف بهم ها هنا قريبا فقد أظلت الساعة". قال: رمز المصنف لضعفه، فيما رأيناه مقابلا على خطه، قال الشارح: "إنه رمز لحسنه "، واستحسنه. - حديث رقم (6601): "كان إذا تهجد يسلم بين الركعتين". ابن نصر عن أبي أيوب (ض) ". قال الصنعاني: قال الشارح: إنه رمز لحسنه ولم نره فيما قوبل على خطه. - حديث (1224): "أفشوا السلام فإنه لله تعالى رضا (طس عد) عن ابن عمر (ض) ". قال الصنعاني: قال الشارح: إنه رمز المصنف لحسنه وهو ضعيف (¬1)، والذي رأيناه فيما قوبل على خطه أنه لا رمز عليه. - حديث (1320): "اقتلوا الوَزَغ ولو في جوف الكعبة (الطبراني عن ابن عباس) ". رمز المصنف لحسنه وفيه راوٍ ضعيفٌ. - حديث رقم (123): قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته. قلت: مع أنه ليس عليه أي رمز. - حديث رقم (125): قال الصنعاني: "رمز المصنف لضعفه". قلت: مع أنه ¬

_ (¬1) وفي المطبوع من فيض القدير (2/ 30): فرمز المصنف لحسنه غير مرضي.

ليس عليه أي رمز". - حديث رقم (127): قال الصنعاني: "رمز المصنف لحسنه". قلت: مع أنه ليس عليه أي رمز. - حديث رقم (131): قال الصنعاني: "رمز المصنف لحسنه". قلت: مع أنه ليس عليه أي رمز. - حديث رقم (137): قال الصنعاني: "رمز المصنف لضعفه". قلت: وليس عليه أي رمز". - حديث رقم (140): قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته، فيما رأيناه من النسخة المقابلة على خطه"، وقال الشارح: "رمز لضعفه، وهو كما قال. قلت: وفي المطبوع عليه رمز صح". - حديث: "أحبوا العرب لثلاث ... " رمز المصنف لصحته. وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي، وهو متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال أبو حاتم: هذا حديث كذب، وقال الذهبي في الميزان: العلاء بن عمرو الحنفي الكوفي متروك، ثم ساق له هذا الحديث عن ابن عباس ثم قال الذهبي: هذا موضوعٌ، وقال أبو حاتم: هذا كذب. انتهى. قلت (الصنعاني): وبه يُعرف ما في رمز المصنف لصحته؟ وُيعرف أنَّ قوله في خطبة الكتاب أن صانه عما تفرَّد به وضَّاع أو كذَّاب ليس بصحيح وسيأتي، وقد سلف بشأن كثير من الأحاديث التي لها هذا الحكم وأنه ما كان ينبغي ضمها إلى هذا الكتاب فقد شرط مصنفه في خطبته أنه صانه عن الوضاعين والكذابين إذا تفردوا بالحديث. - حديث رقم (452): قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه فله شواهد. - حديث رقم (456): قال الصنعاني: "رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه بقية بن الوليد، لكن له شواهد".

- حديث رقم (80): قال الصنعاني: "كتب عليه المصنف ضعيف". كما أشار الصنعاني إلى أن السيوطي قد رمز على بعض مخرجي الحديث ويعني بهذا أن الحديث الذي أخرجه المرموز عليه صحيح أو حسن أو ضعيف حسب الرمز. وإليك بعض الأمثلة للأحاديث التي أخرجها أكثر من واحد وكان رمز الحكم على أحد هؤلاء: - حديث رقم (2867) "ألا أعلمك كلمات من يرد الله به خيراً يعلمهن إياه، ثم لا ينسيه أبداً؟ قل: اللهم إني ضعيف فقوني رضاك ضعفي ... ". قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته على الحاكم". قلت: مع أن عليه رموزاً أخرى: (طب ع ك). - حديث (2868) "ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته؟ صلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات". رمز المصنف على الطبراني بالصحة عن ابن عباس. قلت: مع أن عليه رموزاً (ت طب ك) ". - حديث (2871) "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب، والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ ذكر الله". قال الصنعاني: رمز المصنف على ابن ماجه بالصحة. قلت: مع أن عليه رموزاً (هـ ك) عن أبي الدرداء. (ت هـ ك) عن أبي الدرداء. - حديث رقم (2894) "إياكم والغلو في الدين ... " قال الصنعاني: رمز المصنف على النسائي بالصحة عن ابن عباس مع أن عليه رموزاً هي (حم ن هـ ك). - حديث رقم (2913) "إياكم والكبر، فإن الكبر يكون في الرجل". قال الهيثمي: رجاله ثقات، وقال الصنعاني: فالعجب من المصنف حيث أفرده عن الرمز بالحسن والصحة.

- حديث (2929) "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق -من غير ما بأس- فحرام عليها رائحة الجنة". قال الصنعاني: رمز المصنف بالصحة على ابن حبان، وقال الترمذي حسن غريب وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي وابن حجر وصححه ابن خزيمة وابن حبان. ورموزه (حم د هـ ت حب ك) عن ثوبان. - حديث رقم (2932) "أيما إهاب دبغ فقد طهر". قال الصنعاني: رمز المصنف على الترمذي بالصحة وهذا الحديث في مسلم وهو مما انفرد به عن صاحبه.، ورموزه (حم ت ن هـ) عن ابن عباس. - حديث رقم (2955) "أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها، خرق الله -عز وجل- عنها ستره". قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته على الطبراني ورموزه (حم طب ك هب) عن أم سلمة. - حديث رقم (2956) "أيما امرأة استعطرت، ثم خرجت، فمرت على قوم ليجدوا ريحها؛ فهي زانية، وكل عين زانية" (حم ن ك) عن أبي موسى. رمز المصنف لصحته على النسائي. وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. - حديث رقم (3058) "الأكل في السوق دناءة". (طب) عن أبي أمامة (خط) عن أبي هريرة". قال الصنعاني: مما أغفله المصنف عن الرمز. مع أن عليه ض. - حديث رقم (2815) "أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي، ثم الأقرب فالأقرب من قريش، ثم الأنصار -ثم من آمن بي واتبعني من اليمن، ثم من سائر العرب ثم الأعاجم، ومن أشفع له أولاً أفضل". (طب) عن ابن عمر". قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: "فيه مَنْ لم أعرفهم".

ثم قال الصنعاني: "فالعجب تصحيح المصنف له، وله نحو هذا كثير. مع أن في المطبوع ض". - حديث رقم (2829) "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن كان أتمها؛ كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته؟ ثم الزكاة -كذلك- ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك". (حم د هـ ك) عن تميم الداري". قال الصنعاني: رمز المصنف على ابن ماجه بالصحة مع أن في المطبوع صح. - حديث رقم (2842) "ألا أخبركم بخيركم من شرُّكم؟ خيرُكم من يرجى خيرُه ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره" (حم ت حب) عن أبي هريرة". قال الصنعاني رمز المصنف بالصحة على أحمد، قال الذهبي في المهذب: سنده جيد. - حديث رقم (2846) "ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرّج عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". (ابن أبي الدنيا في الفرج ك) عن سعد". قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته على الحاكم. مع أن في آخره صح. - حديث رقم (2851) "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة". (حم د ت) عن أبي الدرداء. قال الصنعاني: رمز المصنف بالصحة على أبي داود، وصححه الترمذي. - حديث رقم (2856) "ألا أدلك على غراس هو خير من هذا؟ تقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر؛ يغرس لك بكل كلمة منها شجرة في الجنة".

قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته على الحاكم، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. مع أن عليه رمز (هـ ك) عن أبي هريرة. - حديث رقم (2861) "ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل؟ تقول: بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء يأتيك {مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} ترقي بها ثلاث مرات". (هـ ك) عن أبي هريرة". قال الصنعاني: رمز المصنف على الحاكم بالصحة. مع أن في المطبوع صح. - حديث رقم (2863) "ألا أعلمِّك كلمات لو كان عليك مثل جبل صَبير دَيناً أدّاه الله عنك؟ قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك". (حم ت ك) عن علي. رمز المصنف لصحته على الحاكم مع أن في المطبوع ح. - حديث رقم (2814) "أول ما يهراق من دم الشهيد، يغفر له ذنبه كله إلا الدين". (طب ك) عن سهل بن حنيف". رمز عليه المصنف بالصحة على الحاكم. - قال في حديث رقم (3124) "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم ... ". قال الصنعاني: قال ابن الجوزي: موضوع علي بن قتيبة يروي عن الثقات الأباطيل انتهى. وقال: "وفي نسخة مقابلة على خط المصنف رمز الصحيح على رمز الطبراني؛ مع أنه في المطبوع ليس عليه أي رمز". - قال في حديث رقم (3125) "بركة الطعام الوضوء قبله ... ". قال الصنعاني: قال الترمذي: "لا نعرفه إلا من حديث قيس بن الربيع وهو مضعف، والعجب أنه رمز بعلامة الصحيح على رمز الترمذي في نسخة قوبلت على خط المصنف وهذه الرموز لا يوثق بها، ففيها خلاف وأوهام. (عليه رمز "ح" في المطبوع (حم د ت ك).

وضع رمز الحكم على رمز الكتاب

وضع رمز الحكم على رمز الكتاب: فلقد وضع رمز الحكم على رمز الكتاب في مواضع متعددة منها ما يلي: - في حديث رقم (2491): "إن ناركم هذه جزء من سبعين" (حم ك) ووضع (صح) على (حم). قال الصنعاني: قال الحاكم: صحيح، وعليه رمز المصنف بالصحة. - في حديث رقم (2499): "إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بحقه" (حم ق ت ن) ووضع (صح) على (ق). - في حديث رقم (2508): "إنا لا نقبل شيئاً من المشركين" (حم ك) ووضع (صح) على (حم). - في حديث رقم (2514): "إنا -آل محمَّد- لا تحل لنا الصدقة" (حم حب) ووضع رمز (صح) على (حب). - في حديث رقم (2515): "إنا نهينا أن تُرى عوراتنا" رمز (ك) ووضع عليه (صح). - في حديث رقم (2519): "إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها" رمز (حم ت هـ ك) ووضع (صح) على (ك). قال الصنعاني: رمز المصنف على أحمد بالصحة. - في حديث رقم (2530): "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم". قال الصنعاني: وقد رواه أبو يعلى، والمصنف صحح على رمز الحاكم، وقال العلائي: وهو حسن. - في حديث رقم (2742): "انهشوا اللحم ... ". قال الصنعاني: وجزم الحافظ العراقي بضعف سنده والمصنف رمز على الحاكم بالصحة.

نقده للمناوي ولنسخته التي اعتمد عليها من الجامع الصغير

- في حديث رقم (2747): "أهل الجنة عشرون ومائة صف .. " (حم ت هـ حب ك). قال الصنعاني: رمز المصنف بالصحة على رمز ابن حبان. - في حديث رقم (2751): "أهل الشام سوط الله في الأرض". قال الصنعاني: ورمز المصنف بالصحة على أحمد. نقده للمناوي ولنسخته التي اعتمد عليها من الجامع الصغير: ألف المناوي -رحمه الله- "فيض القدير" شرح فيه الجامع الصغير للسيوطي وأطال النفس في ذلك، ثم ألّف كتاباً مختصراً في شرحه للجامع الصغير سماه: "التيسير" وهو مختصر مفيد يتميز بالحكم الصريح على الحديث، وهما مطبوعان. وله في كلا الكتابين أوهام وتساهل يدركه من عانى القراءة فيهما والاستفادة منهما (¬1). ولكن مؤلفنا الصنعاني كان منصفاً في تعقباته وتنبيهاته مع كثرتهما وإليك نماذج من ذلك: 1 - قوله تحت حديث رقم (4285) "الدين يسر ولن يغالب الدين أحد إلا غلبه". قال الصنعاني: (أحدٌ إلا غلبه) أحد فاعل يغالب، ونقل الشارح عن ابن حجر: إنه أضمر الفاعل للعلم به وكأنها رواية سقط فيها لفظ أحد والذي شرح ¬

_ (¬1) وقد تعقب الشيخ أحمد الغماري السيوطي في كتاب سماه "المغير" في الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير ردّ فيه على تصريح السيوطي بأنه سيجنب كتابه الجامع الأحاديث الموضوعة، وهو مطبوع في جزء وسط وعدة الأحاديث فيه: وقد قسا الغماري على السيوطي في العنوان والتعليق، ثم ألف الغماري كتابا سماه "المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي كان حاد اللسان، وقد أكثر من التهجم عليهما -رحمهما الله-.

عليه الشارح ورأيناه في ما قوبل على خط المصنف بإثبات أحد والشارح حاطب ليل يجمع الكلام ولا يفصل ما في المقام. 2 - قوله عند حديث رقم (6283) "كل خلق الله تعالى حسن": فسّره الشارح: أي أخلاقه المخزونة عنده التي هي مائة وسبعة عشر كلها حسن. قلت: (الصنعاني): ولا أعلم ما أراد بهذه العدة إذ المعروف أن لله تسعة وتسعين اسما كما سلف وتقدم الكلام عليها، فلا أدري ما أراد بالمائة وسبعة عشر؟ ويحتمل أنه غلط من الناسخ، فإن هذا الشرح أعني شرح المناوي الكبير لا يكاد يسلم من الغلط. 3 - قوله عند حديث رقم (8381): "من استجد قميصاً فلبسه فقال حين بلغ عورته: الحمد لله الذي كساني ... ". قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه فيما رأيناه في النسخة المقابلة على خطه، وقال الشارح: إنه رمز لحسنه، ويؤيد الأول ما قاله ابن الجوزي: حديث لا يصح، قال: فهذا يؤيد رمز المصنف لضعفه، ولا نر ذلك الرمز فيما قوبل على خطه. والشارح كثيراً ما يذكر رموزاً مخالفة لذلك، ويحتمل أنه غلط في نسخة الشارح والذي رأينا منها كثيرة الغلط. 4 - قوله عند حديث: رقم (2263) "إن خيار عباد الله الموفون المطيبون". قال الصنعاني: (المطيبون) بفتح المثناة التحتية وكسرها، أي: الذين طيب الله أوصافهم، أو الذين طيبوا أنفسهم، وأبعد الشارح ففسره: بالذين تحالفوا في الجاهلية بالحلف المسمى حلف المطيبين، وقال: لعلهم أسلموا، وهو بعيد جدًا. 5 - عند قوله - صلى الله عليه وسلم - برقم (2332): "إن قبر إسماعيل في الحجر". قال الصنعاني: "قال الشارح: إن قبور الأنبياء لا يُكره الصلاة عندها ولم يذكر

عقيدة الصنعاني

عليه دليلاً، والأدلة قاضية للعموم". 6 - عند قوله - صلى الله عليه وسلم - برقم (1638): "امسحوا على الخفين". قال الصنعاني: في النهاية: أراد به العمامة لأن الرجل يغطي بها رأسه .. قال: "وهو تأويل قاد إليه المذهب؛ وإلا فظاهره المسح على العمامة مطلقاً، وعليه حديث المغيرة وغيره من الأحاديث الصحيحة". 7 - قال في الحديث رقم (1385): "أكثر من السجود فإنه ليس من مسلم يسجد لله تعالى سجدة إلا ... (ابن سعد حم عن أبي فاطمة) (2) هو صحابي ليثي قال المصنف في الكبير الليثي قال الصنعاني: ومن غرائب الشارح أنه شرح على أصل فيه عن فاطمة بسقوط لفظ "أبي" فقال الشارح: الزهراء، وهو غلط صريح فاعجب؟؟. 8 - قال في الحديث رقم (1387): "أكثر الصلاة في بيتك يكثر خير بيتك ... " هب عن أنس. هكذا في نسخ الجامع "الصحيحة" وشرح الشارح (المناوي) على نسخة فيها "هب عن ابن عباس"، فقال: "والذي وقفت عليه في الشعب عن أنس. وفيه ما يرشدك إلى ما قد أشرنا إليه من أنه شرح على أصل غير معتمد؛ لذا فإنه ذكر أنه رمز المصنف بكذا وكذا أشياء ما رأيناها". عقيدة الصنعاني: من أراد معرفة عقيدة الصنعاني فلينظر في كتابه: "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد"، حيث قرر فيه عقيدة السلف فقد قال رحمه الله في مقدمته: "هذا تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد، وجب علي تأليفه، وتعين عليّ ترصيفه، لما رأيته وعلمته، من اتخاذ العبادِ الأندادَ، وهو الاعتقاد في القبور، وفي الأحياء ممن يدعي العلم بالمغيبات والمكاشفات وهو من أهل الفجور". وكذلك يراجع ما كُتِبَ عنه في هذا الباب، مثل: "الصنعاني وكتابه توضيح

1 - موقفه من أن الإيمان قول وعمل

الأفكار" للعليمي، وكتاب: "مسائل الاعتقاد عند الأمير الصنعاني" لعبد الله المطيري، رسالة مقدمة في جامعة القاهرة بمصر لنيل درجة الماجستير في قسم الفلسفة الإِسلامية عام 2001 م وغيرها من الكتب المؤلفة حول هذا الموضوع. اتبع الصنعاني في مسائل العقيدة منهج أهل السنة والجماعة. وفيما يلي بعض مواقفه من مسائل العقيدة من خلال كتابه "التنوير": 1 - موقفه من أن الإيمان قول وعمل: الإيمان حقيقته عند أهل السنة والجماعة هو: "اعتقاد القلب، وقول اللسان، وعمل الجوارح" وهو في هذا موافق لمنهج أهل السنة والجماعة. وقال تحت حديث رقم (9962): "لا يقبل إيمان بلا عمل ... " فالإيمان اعتقاد وقول وعمل لا يقبل أحدهما بدون الآخر. 2 - مخالفته للمعتزلة والأشاعرة والروافض ورميهم بالابتداع: أعلن الصنعاني مخالفته للمعتزلة والأشاعرة، وإن تأثر بالمعتزلة في خلق أفعال العباد إلا أنه انتقد المعتزلة كثيراً، وكذلك الأشاعرة ووصفهم بالابتداع، ومن أقواله في ذلك: "إنما قدمت هذا لئلا يظن الناظر أني أذهب إلى قول فريق من الفريقين المعتزلة والأشاعرة، فإن الكل قد ابتدعوا في هذا الفن الذي خاضوا فيه" (¬1). فقال الصنعاني: تحت حديث رقم (5650): "العبد مع من أحب ... ": .. المراد المحبة الشرعية فلا تدخل محبة عيسى من النصارى ولا محبة علي من الروافض ولا غيرهم. وقال تحت حديث رقم (1496) "اللهم لك أسلمت ... ": وللمعتزلة فيه وفي نظايره تأويلات وتكلّفات وللأشعرية شيء من ذلك تبعاً للمذهب. ¬

_ (¬1) انظر: ثمرات النظر لابن الأمير (ص: 53 - 56).

3 - موقفه من الأسماء والصفات

3 - موقفه من الأسماء والصفات: مذهب السلف رحمة الله عليهم الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه التي وصف بها نفسه في كتابه أو على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تأويل ولا تفويض ومن غير زيادة عليها ولا نقص منها .. : و"قد عُلِمَ من الدين ضرورة أن لله أوصافًا كلها كمال، قال جل جلاله: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، فالإيمان بها واجب على جميع العباد، والنكير متعين على من جحدها، أو ادعى أن فيها اسم ذم لله تعالى، ومنها ما ثبت في الأحاديث، فمن عرف صحة الحديث المفيد لذلك وجب عليه الإيمان به" (¬1). وقال الصنعاني تحت حديث رقم (7174): "لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم .. ": وقد سلف لنا ما هو الأولى في مثل ذلك غير مرة نعني سلوك طريقة السلف، وهو الإيمان بما ورد في مثل ذلك كتابا وسنة من غير تأويل ولا تشبيه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}. وقال تحت حديث رقم (1471): "اللهم إني أسألك رحمة من عندك ... " (حديث طويل). بعد أن ذكر كلام العز بن عبد السلام وغيره وفيه تأويل قال الصنعاني: وقد قدمنا لك أن الإيمان بما ورد من صفاته تعالى بغير تأويل الكيفية هو الأولى. وقال تحت حديث رقم (2080): "إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله": إن أحاديث الصفات يجب الإيمان بها، والأولى السكوت عن تأويلها ونكل ¬

_ (¬1) انظر: عقيدة السلف للصابوني (ص: 4) ومنهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات (26)، وصفات الله عَزَّ وَجَلَّ الواردة في الكتاب والسنة لعلوي السقاف (ص: 20).

4 - ثناؤه على أئمة أهل السنة والجماعة

علمها إليه. وقال تحت حديث رقم (1854): "إن الله تعالى يتجلى لأهل الجنة": اعلم أن هذا التجلي وذكر الكرسي والقعود عليه مما ثبت، يجب الإيمان به ولا نكيف بل ننزه الرب عن مشابهة المخلوقات، ونؤمن بما جاء عنه وعن رسوله، ونوكل بيان معناه إليه تعالى كما في الآيات المتشابهة، وقد قدمنا أن هذا أحد الوجوه، وهو أسلمها، وفي الناس من يتأول ذلك. وكثيراً ما ينقل كلام بعض العلماء المؤوِّلين ثم يعقب عليه كقوله تحت حديث رقم (1935): "إن الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر ... " نقل كلام ابن الأثير وفيه تأويل فعلق عليه بقوله: وهذا على رأي، وأما غيرهم فيقولون نؤمن به ولا نكيفه ولا نؤوّله، وهو أولى. وقال تحت حديث رقم (1745): "إن الله تعالى غيور يحب الغيور ... ": والسكوت عن التأويل في إطلاقه (غيور) عليه تعالى أسلم من الخوض في تأويله. وقال تحت حديث رقم (1746): "من عادى لي ولياً ... " بعد أن نقل كلام أحد العلماء في التأويل تعقبه بقوله: وطريقة عدم التأويل أسلم. 4 - ثناؤه على أئمة أهل السنة والجماعة: من المعلوم أن من أمارة أهل البدع الوقيعة في أهل السنة وتنقيصهم ورميهم بما ليس فيهم حقدًا وبغضًا، وهذا شأن المبتدعة في كل زمان ومكان. وأهل الحق والهدى يعرفون لسلف هذه الأمة والسائرين على منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم - فضلهم ومكانتهم، ومن هنا نجد الصنعاني يثني كثيراً على ابن تيمية وابن القيم، كما يدافع عنهما كثيراً. فقد قال تحت حديث رقم (3023): "الأبدال من الموالي": قال الشارح: وإنما خالف المصنف عادته باستبعاد هذه الطرق إشارة إلى بطلان زعم ابن

وكان يثني على السلف ويذم ويحذر من أهل البدع والضلال

تيمية أنه لم يرد لفظ الأبدال في خبر صحيح ولا ضعيف ولا في خبر منقطع وقد أبانت هذه الدعوى تهوره ومجازفته ولأنه نفى الرواية بل نفى الوجود وكذّب من ادعى الورود انتهى. قلت (الصنعاني): لعله ما نفاه إلا بالنظر إلى ما اطلع عليه وأنه يريد ما ورد فيما أعلمه وقد صرح الحافظ ابن حجر: بأن قول الحافظ: هذا الخبر صحيح أو باطل صار بذا، لا بالنسبة إلى ما عرفه هذا معنى كلامه فكذلك مثل هذا، والتأويل خير من التجهيل، وقد رماه الشارح بعد هذا بالعنت والعناد ولا غرو فابن تيمية ينكر على ابن عربي ومن حذا حذوه كالشارح ويحكم عليهم بالتضليل فكأنه أراد الشارح مكافأته، وربك يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. وكان يثني على السلف ويذم ويحذر من أهل البدع والضلال: فقال تحت حديث رقم (5640): "العالم سلطان الله في الأرض، فمن وقع فيه فقد هلك": فمن وقع فيه بذم وإهانة وأذية، فقد هلك لأن الله ناصره وخاذل من عاداه وذمه، كما قيل: لحوم أهل العلم مسمومة، ومن يعاديهم سريع الهلاك، وقال: وفيه الأمر بطاعة العلماء والتحذير من الوقيعة فيهم. وبعد: فها هي نماذج من الأصول والقواعد وغيرها التي التزمها الصنعاني ودعا إليها وسار عليها من خلال ما سطره في أكثر كتبه، فأين نضع الرجل بعد ذلك؟ لا يمكن أن يكون إلا من أهل السنة والجماعة الذين كانوا على عقيدة السلف وساروا عليها، وجاهدوا فيها، وحوربوا من أجل التمسك بها في عصر لا يعرف إلا الجهل والخرافة. وقد يقول قائل: للصنعاني بعض المخالفات للسلف كما سبقت الإشارة إلى ذلك في الصفات وكمسألة خلق أفعال العباد. أقول: الصنعاني حاول جاهدًا تحرير هذه المسألة، ولكنه لم يتمكن وهو

5 - موقفه من المبتدعة واعتماده المذهب الصحيح في الرد عليهم

وسط هذا الجو الخانق من معرفة الحق فيها، ومع هذا فهو رجح ما ترجح عنده دون متابعة لفرقة معينة أو مذهب معين، وقد سبق بيان عدم متابعته للمعتزلة والأشاعرة، وأحيانًا تقوم بالعالم شبهات لا يتمكن من التخلص منها، لعدم الموجه الصادق أثناء الطلب، ولعدم توفر كتب السلف والعاملين بها كما في بيئة الصنعاني. وانطلق الصنعاني رحمه الله في علومه ومؤلفاته يأخذ ما يؤيده الدليل ويترك ما سواه، ويناقش ويرجح ويجمع ما أمكن بين الأدلة كعالم مجتهد له مكانته ومنزلته، وإن كتابه "سبل السلام" وكتابنا هذا "التنوير" لخير شاهد على ما قلناه. 5 - موقفه من المبتدعة واعتماده المذهب الصحيح في الرد عليهم: قال تحت حديث رقم (9783): "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ... ": وقد خالف الناس هذا النهي فما يزالون في شدٍّ للرحال إلى القبور والمشاهد، واجتماعٍ لذلك على المحرمات لا تحل، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وقال تحت حديث رقم (9980): "يجزئ من الوضوء رطلان من ماء": أي يكفي هذا القدر لمن أراد الوضوء الشرعي وهذه التحديدات الشريفة كما علمه - صلى الله عليه وسلم - بيّن أنه يأتي أقوام يعتدون في الطهارات كزماننا هذا صار هَمُّ الفقيه كثرةَ الماء وانتقاءه ودلك أعضائه حتى يخرج وقت صلاته ويترك الجماعة ونحوها فإنا لله وإنا إليه راجعون. وقال تحت حديث رقم (7710): "ليلة أسري بي ... ": هي ليلة غير معينة لم يرد بتعيينها سنة صحيحة وفيها ثلاثة أقوال: ... وقد شاع في الناس أنها ليلة سابع وعشرين من رجب، ويخصونها بأنواع من القرب وهي من البدع التي شاعت كغيرها. وقال كذلك تحت حديث رقم (3905): "خفف على داود القرآن فكان يأمر

6 - موقفه من الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان

بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن من قبل أن تسرج دوابه". قال الشارح: فقد دل الحديث على أنه سبحانه يطوي الزمان لمن يشاء من عباده كما يطوي لهم المكان. قلت: ما هنا طي زمان بل توسعة فيه عليه فقط ولا دلالة في الحديث على أنه يسر عليه جريانَ الحروف على فمه والكيفية مجهولة لنا ولهذا كان هذا الفعل من معجزاته ثم نقل عن ابن أبي شريف أن أبا طاهر المقدسي كان يقرأ في اليوم والليلة خمس عشرة ختمة انتهى. قلت (الصنعاني): هذا أمر لا يذعِنُ به العقل، ولا ورد به عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم - النقل، فهذا النقل مبني على تهوكات صوفية وأمور ذوقية لا نؤمن بها ولا نقبل إلا ما جاء عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من الأخبار في الخوارق ولو كان هذا صحيحا لكان أحق الناس به الصحابة ليتسع حفظ كتاب الله تعالى وينتشر على كل لسان، وما ورد إلا أنه كان يأخذ الواحد فيهم الآيات الثلاث ويحزبون القرآن أحزاباً وكان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يعارضه جبريل عليه السلام كل رمضان مرة، وفي عام قَبَضَهُ عارضه مرتين لكن الشارح يصدق عن المتصوفة كل خارقة ويصغي سمعه لهم إلى كل ناعقة. 6 - موقفه من الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان: لا شك أن الاعتقاد بعدالة كافة الصحابة هو قول كافة علماء أهل السنة والجماعة وعليه سلف الأمة وجماهير الخلف من أمثال الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وكافة المحدثين كالبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي والترمذي وابن ماجه وابن معين وابن المديني وأبي زرعة وأبي حاتم وابن حبان وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من السلف والخلف. وخالف الأمة الإِسلامية طوائف من المعتزلة والخوارج وأهل الرفض. قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: 100]. وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق

مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه". فالصحابة جميعاً عدول بتعديل الله ورسوله لهم. وقد حاول المؤلف في شرحه هذا للجامع أن يحكم على بعض الصحابة بأحكام خالفت منهج السلف الصالح فزعم أن معاوية بن أبي سفيان في النار. ولا يسلم له ذلك؛ لأن أهل السنة والجماعة لا يشهدون لأحد بجنة ولا بنار إلا بنص قطعي من الكتاب والسنة. يقول القاضى أبو بكر بن العربي، مبيناً ما اجتمع في معاوية من خصال الخير إجمالاً قال: "معاوية اجتمعت فيه خصال: وهي أن عمر جمع له الشامات (¬1) كلها وأفرده بها، لما رأى من حسن سيرته، وقيامه بحماية البيضة وسد الثغور، وإصلاح الجند، والظهور على العدو، وسياسة الخَلْق. وقد جاءت نصوص صحيحة صريحة تطلق عليه وصف الصحبة وتصفه بالفقه والفهم، فقد روى البخاري في صحيحه بسنده عن ابن أبي مليكه قال: "أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: دعه؛ فإنه صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفي رواية أخرى قيل لابن عباس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؛ فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: إنه فقيه (¬2). ... يقول ابن العربي: "وشهد بخلافته في حديث أم حرام -رضي الله عنها- فيما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نام عند أم حرام القيلولة ثم استيقظ وهو يضحك؛ فقد رأى في منامه ناساً من أمته غزاة في سبيل الله يركبون ثبج ¬

_ (¬1) الشامات: قال السيوطي في حاشيته على سنن النسائي (5752): كأنه جمع على إرادة البلاد الشامية. (¬2) أخرجه البخاري (بشرح فتح البارى) كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر معاوية الله (7/ 130) رقمى (3764، 3765)، وانظر: كتاب مروان بن الحكم إلى معاوية بن أبي سفيان يستفتيه في مجنون قتل رجلاً. أخرجه مالك في الموطأ كتاب العقول، باب ما جاء في دية العمد إذا قبلت وجناية المجنون 2/ 648 رقم 3، وانظر: أسد الغابة (5/ 202 رقم 4984).

البحر -أي وسطه ومعظمه- ملوكاً على الأسرة. ثم وضع رأسه فنام واستيقظ وقد رأى مثل الرؤيا الأولى فقالت له أم حرام: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال، أنت من الأولين"، فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية فصرعت عن في دابتها حين خرجت من البحر. فهلكت (¬1). قال الحافظ ابن كثير: يعني بالأول جيش معاوية حين غزا قبرص ففتحها سنة 27 أيام عثمان ابن عفان، بقيادة معاوية، عقب إنشائه الأسطول الإِسلامي الأول في التاريخ، وكانت معهم أم حرام في صحبة زوجها عبادة بن الصامت. ومعهم من الصحابة أبو الدرداء وأبو ذر وغيرهما. واستشهدت أم حرام موقوصة وقبرها بقبرص إلى اليوم. قال ابن كثير: ثم كان أمير الجيش الثاني يزيد بن معاوية في غزوة القسطنطينية. قال: وهذا من أعظم دلائل النبوة (¬2) في الشهادة لسيدنا معاوية، وابنه يزيد بالفضل، والمغفرة والجنة كما جاء في حديث أم حرام مرفوعاً: "أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا (¬3). وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم". فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: "لا" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (بشرح البارى) كتاب الجهاد السير، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء (6/ 13 رقم 2788، 2789)، ومسلم (بشرح النووي) كتاب الإمارة، باب فضل الغزو في البحر (7/ 65 رقم 1912). (¬2) البداية والنهاية (8/ 229)، وانظر: النهاية في الفتن والملاحم (1/ 17)، وفتح البارى (6/ 23، 120 بأرقام 2799، 2800، 2924). (¬3) "قد أوجبوا" قال ابن حجر: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة، قال المهلب وفي الحديث: منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر، ومنقبه لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر. انظر: فتح البارى (6/ 120 - 121 رقم 2924). (¬4) أخرجه البخاري (بشرح فتح الباري) كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في قتال الروم (6/ 120 رقم 2924).

يقول الإِمام ابن تيمية: "لم يكن من ملوك المسلمين ملك خيراً من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمن معاوية، إذا نسبت أيامه إلى أيام من بعده، وإذا نسبت إلى أيام أبى بكر وعمر ظهر التفاضل. ... وقد روى أبو بكر بن الأثرم - ورواه ابن بطة من طريقه عن قتادة قال: "لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم: هذا المهدي". وروى ابن بطة بإسناده الثابت من وجهين عن الأعمش عن مجاهد قال: لو أدركتم معاوية لقلتم هذا المهدي ومن فضله (¬1). وروى الأثرم عن أبي هريرة المكتب قال: كنا عند الأعمش فذكروا عمر بن عبد العزيز وعدله، فقال الأعمش، فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله (¬2). وعن أبي إسحاق السبيعي أنه ذكر معاوية فقال: لو أدركتموه أو أدركتم أيامه لقلتم: كان المهدي (¬3). ... وهذه الشهادة من هؤلاء الأئمة الأعلام لأمير المؤمنين معاوية تحقق مدى استجابة الله عَزَّ وَجَلَّ دعاء نبيه - صلى الله عليه وسلم - لهذا الخليفة الصالح يوم قال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم اجعله هادياً، مهدياً، واهد به" (¬4). ... وقبل أن ننهى الكلام على شهادات الصحابة، والتابعين، وآراء العلماء، في معاوية، ننقل رأياً طريفاً للمؤرخ العلامة ابن خلدون في اعتبار معاوية من الخلفاء الراشدين قال: "إن دولة معاوية وأخباره كان ينبغى أن تلحق بدول ¬

_ (¬1) رواه الخلال في السنة (2/ 438) والبغوي في المعجم (5/ 368) وابن بطة: منهاج السنة (6/ 233) وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 172). (¬2) رواه الأثرم في منهاج السنة (6/ 233) ومن طريقه الخلال في السنة (2/ 437). (¬3) رواه الخلال في السنة (2/ 439). (¬4) أخرجه الترمذي في سننه كتاب المناقب، باب مناقب لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما (5/ 645 رقم 3842) من حديث عبد الرحمن بن عميرة - رضي الله عنه -، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وانظر: منهاج السنة (3/ 185)، والبداية والنهاية (8/ 124 - 125).

الخلفاء الراشدين وأخيارهم فهو تاليهم في الفضل والعدالة والصحبة" (¬1). وبالنسبة لموقف الصنعاني من معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - وولده يزيد، فقد ورد عنه في أكثر من موضع بأن معاوية بن أبي سفيان من الظلمة البغاة (¬2)، وقد ورد عنه في بضع مواضع من التنوير لعن معاوية ويزيد ابنه (غفر الله له). فقال تحت حديث رقم (2291): "إن عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى في بني إسرائيل". قال الصنعاني: وهم اثنا عشر نقيبًا كما حكاه الله في القرآن، والمراد من الخلفاء الذين هذا عددهم هم أئمة الهدى والحق والعدل، والتنصيص على أعيانهم، لا مجال للعقل فيه إلا أن يأتي فيه توقيف عنه - صلى الله عليه وسلم - وقد تخيلت الإمامية التنصيص على جماعة من أعيان آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بلا هدى ولا كتاب منير ثم بنوا على ذلك عصمتهم وأنهم حجة الله على عباده وبَنَوا على هذا من الخيالات ما يصدق عليه قول من قال: وللخيالات أحكام مسلطة ... على العقول التي ضلت عن الفكر نعم ربما يدعي أن منهم الخلفاء الأربعة، وأما حديث: "الخلافة ثلاثون ثم تكون ملكًا عضوضًا" (¬3) ونحوه بألفاظ عدة فالمراد: الخلافة التي تكون عقب النبوة بلا فصل، وإلا فقد تأتي خلافة حق تكون بعد الملك العضوض كما وقع لخلافة عمر بن عبد العزيز بعد الملوك الجورة الخونة. ونقل كلام بعض العلماء في جواز لعن يزيد بن معاوية على رضاه بقتل الحسين وإهانته أهل بيته، وذلك تحت حديث رقم (2796): "أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا الجنة". ¬

_ (¬1) تاريخ ابن خلدون (2/ 458). (¬2) انظر: سبل السلام (3/ 524 - 525). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 220)، وابن حبان (6657)، والطبراني في الكبير (1/ 55) رقم (13) بدون "عضوضًا"، وانظر: السلسلة الصحيحة (459).

وقال كذلك تحت حديث رقم (9620): "ويح الفراخ فراخ آل محمَّد من خليفة مستخلف مترف" قال الصنعاني: قيل: أريد به يزيد بن معاوية. ثم قال: بل يتعين أنه هو فإنه صادق عليه ما ذكروا أنه الذي قتل الحسين وقال ذريته أسارى وفعل الأفاعيل التي تقشعر منها الجلود، فيوجب له النار ذات الخلود والغضب من الرب المعبود. وأما كون معاوية من البغاة فاستند الصنعاني فيه إلى حديث أم سلمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لعمار - رضي الله عنه -: "تقتلك الفئة الباغية" (¬1) وهو حديث ثابت، رواه مسلم، وقد أشار ابن الأمير نفسه إلى جملة طرقه في "توضيح الأفكار" (¬2)، وشرحه في كتابه "سبل السلام" (¬3)، وتكلم عن مسألة قتال البغاة وأنه إجماع لقوله تعالى: {فَقَاتِلُواْ الَّتِي تَبْغِي}. وإذا كان كلامه (رحمه الله) من باب الكلام في قتال البغاة، كما قال تحت حديث رقم (4654): "ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم ... " قال: قال القسطلاني: المراد الاختلاف الواقع بين أهل الإِسلام بسبب اجترائهم على الإِمام ولا يكون الحق فيها معلوما بخلاف زمان علي عليه السلام ومعاوية، انتهى. قال الصنعاني: يريد فإن الحق فيها معلوم للإجماع من الطوائف كلها أن معاوية باغي لحديث عمار وغيره. فهذا قد يقال فيه: إنه من باب الاجتهاد، ومن باب وقوع الاختلاف في المسألة، أما تعيينه بأن رأس البغاة ورأس النواصب معاوية ومعه ابنه يزيد، فهذا مما كان ينبغي له عدم الخوض فيه، وكان الأولى به (غفر الله له) القول بقول الله ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2915)، قال النووي في شرحه لمسلم (18/ 56): قال العلماء: هذا الحديث ظاهره في أن علياً - رضي الله عنه - كان محقاً مصيباً، والطائفة الأخرى بغاة لكنهم مجتهدون فلا إثم عليهم لذلك. (¬2) انظر: توضيح الأفكار (2/ 448 - 453). (¬3) انظر: سبل السلام (3/ 523 - 524).

7 - موقفه من يزيد بن معاوية

تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10] وقد قيل: وأوِّل التشاجر الذي ورد ... إن خصت فيه واجتنب داء الحسد والعمل بما قرره هو نفسه في مواضع من تحريم سب الأموات أو لعنهم أو النيل منهم حيث قال في الحديث رقم (9763) الذي روته عائشة رضي الله عنها: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (¬1). قال: ظاهره العموم للمسلم والكافر. 7 - موقفه من يزيد بن معاوية: نقل الصنعاني (¬2) عن العلماء لعن يزيد أكثر من مرة. فقد سئل حجة الإِسلام أبو حامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية، هل يحكم بفسقه أم لا؟ وهل كان راضيا بقتل الحسين بن علي أم لا؟ وهل يسوغ الترحم عليه أم لا؟ فلينعم بالجواب مثابًا. فأجاب: لا يجوز لعن المسلم أصلاً، ومن لعن مسلما فهو الملعون، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المسلم ليس بلعان" (¬3). فإذا كان لعن البهائم منهياً عنه فهل يجوز لعن المسلم؟ فقد جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عمران بن حصين قال: بَيْنَمَا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَامْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: "خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا فَإنَّهَا مَلْعُونَةٌ". قَالَ عِمْرَانُ فَكَأَنِّي أَرَاهَا الآنَ تَمْشِي في النَّاسِ مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1329) وانظر: فتح الباري (3/ 260). (¬2) كما سيأتي. (¬3) المسند (1/ 405) والصحيحة (1/ 634) وصحيح سنن الترمذي (2/ 189). (¬4) أخرجه مسلم برقم (6769)، وأبو داود (2561) والدارمي (2/ 288) والبيهقي (5/ 254) =

وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بالنص فقد ورد أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما نظر يومًا إلى الكعبة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة منك (¬1). وهو حديث حسن (¬2). وقد صح إسلام يزيد بن معاوية وما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضرا حين قُتِل، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز أن يظن ذلك به، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام وقد قال الله تعالى: {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات/ 12]. ومن زعم أن يزيد أمر بقتل الحسين أو رضي به، فينبغي أن يعلم أن به غاية الحمق، فإن من كان من الأكابر والوزراء، والسلاطين في عصره لو أراد أن يعلم حقيقة من الذي أمر بقتله ومن الذي رضي به ومن الذي كرهه لم يقدر على ذلك، وإن كان الذي قد قتل في جواره وزمانه وهو يشاهده، فكيف لو كان في بلد بعيد، وزمن قديم قد انقضى، فكيف نعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد، وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تعلم حقيقته أصلاً، وإذا لم يعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به. ومع هذا فلو ثبت على مسلم أنه قتل مسلما فمذهب أهل الحق أنه ليس بكافر، والقتل ليس بكفر، بل هو معصية، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة والكافر لو تاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن قتل .. ولم يعرف أن قاتل الحسين مات قبل التوبة وقد قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ ¬

_ = وأحمد (4/ 429 و 431) من طريق أبي المهلب عنه. وانظر: جمع الفوائد (3/ 353). (¬1) أخرجه ابن ماجه (2/ 1297، رقم 3932). (¬2) انظر: غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للشيخ الألباني (ص 197).

عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [الشورى: 25]. فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين بعينه لم يرد به النص، ومن لعنه كان فاسقًا عاصيًا لله تعالى. ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصيًا بالإجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يقال له يوم القيامة: لم لم تلعن إبليس؟ ويقال للاعن: لم لعنت ومن أين عرفت أنه مطرود ملعون، والملعون هو المبعد من الله تعالى وذلك من علوم الغيب، وأما الترحم عليه فجائز، بل مستحب، بل هو داخل في قولنا: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، فإنه كان مؤمنا والله أعلم بالصواب أ. هـ (¬1). وقد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال: لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين - رضي الله عنه - والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك، وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين، وإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ: "إن لعن المؤمن كقتاله" (¬2)، وقاتل الحسين لا يكفر بذلك، وإنما ارتكب إثما، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. والناس في يزيد على ثلاث فرق، فرقة تحبه وتتولاه، وفرقة تسبه وتلعنه وفرقة متوسطة في ذلك، لا تتولاه ولا تلعنه وتسلك به سبيل سائر ملوك الإِسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه، وهذه هي التي أصابت الحق مذهبها هو اللائق لمن يعرف سِيَرَ الماضين ويعلم قواعد الشريعة الظاهرة (¬3). وسئل شيخ الإِسلام عن يزيد أيضاً فقال: افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان ووسط، فأحد الطرفين قالوا: إنه كان كافرا منافقا، ¬

_ (¬1) قيد الشريد من أخبار يزيد (ص 57 - 59). (¬2) البخاري مع الفتح (10/ 479). (¬3) قيد الشريد (ص 59 - 60).

وفاة يزيد بن معاوية

وإنه سعى في قتل سبط رسول الله تشفيا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانتقاما منه وأخذا بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد علي بن أبي طالب وغيره يوم بدر وغيرها، وقالوا تلك أحقاد بدرية وآثار جاهلية. وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان، فتكفير يزيد أسهل بكثير. والطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صالحًا صالحاً وإمامَ عَدْلٍ وأنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وحمله بيده وبرك عليه وربما فضله بعضهم على أبي بكر وعمر، وربما جعله بعضهم نبيًّا .. وهذا قول غالية العدوية والأكراد ونحوهم من الضلال. والقول الثالث: أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافرا ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صحابيا ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. ثم افترقوا ثلاث فرق، فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هو المنصوص عن الإمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين (¬1). وفاة يزيد بن معاوية: في أثناء حصار مكة جاءت الأخبار بوفاة يزيد بن معاوية رحمه الله والبيعة لابنه معاوية. وكان ذلك لعشر خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين، وكانت وفاته بحوران وقيل حوارين من أرض الشام، قال عبد الرحمن بن أبي مذعور: حدثني ¬

_ (¬1) انظر: مجموع فتاوى ابن تيمية (4/ 481 - 484) والخلاصة في بيان رأي شيخ الإِسلام ابن تيمية في الرافضة للشيخ علي شحود (ص 148).

بعض أهل العلم قال: آخر ما تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه ولم أرده (¬1). يزيد رحمه الله قد شوهت سيرته كما قلت تشويهًا عجيبًا، فنسبوا إليه شرب الخمر والفجور وترك الصلاة وتحميله أخطاء غيره دونما دليل، فيطعنون فيه وفي دينه، فقط لأجل أن يشوهوا ويثبتوا أنه لا يستحق الخلافة ولا شك أنه مفضول وأن الحسين وغيره من الصحابة كانوا أفضل منه بدرجات ولهم صحبة وسابقية في الإِسلام، لكن الطعن في دينه أمر غير ثابت، بدلالة ما رواه البلاذري أن محمَّد بن علي بن أبي طالب -المعروف بابن الحنفية- دخل يوماً على يزيد بن معاوية بدمشق ليودعه بعد أن قضى عنده فترة من الوقت، فقال له يزيد، وكان له مكرماً: يا أبا القاسم، إن كنت رأيت مني خُلُقاً تنكره نَزَعت عنه، وأتيت الذي تُشير به علي؟ فقال: والله لو رأيت منكراً ما وسعني إلاّ أن أنهاك عنه، وأخبرك بالحق لله فيه، لما أخذ الله على أهل العلم عن أن يبينوه للناس ولا يكتموه، وما رأيت منك إلاّ خيراً (¬2). وهناك قول مشابه لابن عباس يثبت فيه أن يزيد براء من هذه الأقوال التي يقولونها فيه، وهو أنه لما قدم ابن عباس وافدا على معاوية - رضي الله عنه -، أمر معاويةُ ابنه يزيد أن يأتيه -أي أن يأتي ابن عباس-، فأتاه في منزله، فرحب به ابن عباس وحدثه، فلما خرج، قال ابن عباس: إذا ذهب بنو حرب ذهب علماء الناس (¬3). يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6] فأبو مخنف هذا وأمثاله من الرواة الكذابين الغالين ممن ينطبق عليهم لفظ الفاسق، فلا يقبل لهم قول خاصة ¬

_ (¬1) قيد الشريد (ص 50). (¬2) أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 17). (¬3) البداية والنهاية (8/ 228 - 229) وتاريخ دمشق (65/ 403 - 404).

إذا كان فيه طعن في أحد من المسلمين، فما بالك إذا كان هذا المطعون فيه وفي دينه خليفة المسلمين وإمامهم؟! فهذا من باب أولى أن يرد ويرفض. أما ما لفقوه وألصقوه بيزيد من أن له يدا في قتل الحسين، وأنهم فسروا كلامه لعبيد الله بن زياد بأن يمنع الحسين من دخول الكوفة وأن يأتيه به، يعني اقتله وائتني برأسه، فهذا لم يقل به أحد وإنما هو من تلبيس الشيطان على الناس وإتباعهم للهوى والتصديق بكل ما يرويه الرافضة من روايات باطلة تقدح في يزيد ومعاوية، وأن أهل العراق والأعراب هم الذين خذلوا الحسين وقتلوه - رضي الله عنه - كما قال بذلك العلماء. ويشهد لذلك ما رواه البخاري عن شعبة عن محمَّد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي نعيم: أن رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب؟ فقال ابن عمر: انظر إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا" (¬1). أما قول الإِمام الذهبي في سِيَرِه عن يزيد بأنه ممن لا نسبه ولا نحبه وأنه كان ناصبيا فظا غليظا جلفا متناول المسكر ويفعل المنكر (¬2). هذا الإنصاف الذي يتمتع به الذهبي رحمه الله جعله لا يكتفي بسرد تاريخ المترجم له دون التعليق -غالبا- على ما يراه ضروريا لإنصافه؛ وذلك نحو الحكم على حكايته ألصقت به وهي غاضة من شأنه، أو ذكر مبرر لعمل ظنه الناس شيئًا وهو يحتمل أوجها أخرى، أو نقد لتصرفاته نقدا شرعيا، ثم يحاول أن يخرج بحكم عام على المترجم له مقرونا بالإنصاف. ¬

_ (¬1) الفتح (10/ 440) وصحيح سنن الترمذي (3/ 224). (¬2) سير أعلام النبلاء (4/ 36).

وهذا العمل -أي الإنصاف في الحكم على الأشخاص- يعطي ضوءا كاشفا تستطيع أن تستفيد منه الصحوة المباركة، فهي صحوة توشك أن تعطي ثمارها لولا ما يكدرها من تصرفات بعض ذوي النظرات القاتمة الذين يرمون العلماء والدعاة بالفسق والابتداع والميل عن مذهب السلف لأي زلة، لا يعذرون أحدًا، ولا يتقون الله في ظن مرجوح. وهناك بعض آخر لا يستطيع العيش إلا بالطعن على المخالف، ونسيان محاسنه وكتمانها، فهؤلاء وأمثالهم تكفل الإِمام الذهبي بالرد عليهم في سِفْرِهِ العظيم سير أعلام النبلاء. وقلت أيضاً: هذا قول وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأما عن تناوله المسكر وغيرها من الأمور، هذه الأوصاف لا تمثل الواقع الحقيقي لما كانت عليه حياة يزيد بن معاوية، فقد بذل معاوية الجهود في تنشئته وتأديبه، إضافة إلى ذلك نجد رواية في مصادرنا التاريخية تساعدنا في دحض مثل تلك الآراء. كما أسلفت رأي ابن الحنفية. كما أنه شهد له بحسن السيرة والسلوك حينما أراده بعض أهل المدينة على خلعه والخروج معهم ضده، فيروي ابن كثير أن عبد الله بن مطيع -كان داعية لابن الزبير- مشى من المدينة هو وأصحابه إلى محمَّد ابن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب، فقال محمَّد ما رأيت منه ما تذكرون، قد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: ذلك كان منه تصنعاً لك، قال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع؛ ثم أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر، فلئن كان أطلعكم على ذلك فإنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا، قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم نكن رأيناه، فقال لهم: أبى الله

ذلك على أهل الشهادة، ولست من أمركم في شيء ... الخ (¬1). وهذه شهادة ممن قاتل معاوية مع أبيه، فأحرى به أن يكون عدوا له كارها لملكه وولده-. وهذا لا يحل إلا بشاهدين، فمن شهد بذلك؟ وقد شهد العدل بعدالته، روى يحيى بن بكير عن الليث بن سعد (ت 147 هـ) قال الليث: توفي أمير المؤمنين يزيد في تاريخ كذا، فسماه الليث أمير المؤمنين بعد ذهاب ملكهم وانقراض دولتهم، ولولا كونه عنده كذلك ما قال: إلا توفي يزيد (¬2). وهذا الإِمام أحمد بن حنبل رحمه الله على تقشفه وعظم منزلته في الدين وورعه قد روى عن يزيد بن معاوية في كتابه "الزهد" أنه كان يقول في خطبته: إذا مرض أحدكم مرضا فأشفى ثم تماثل، فلينظر إلى أفضل عمل عنده فليلزمْه ولينظر إلى أسوأ عمل عنده فليدعه (¬3). وهذا لا يتعارض مع ما قاله شيخ الإِسلام ابن تيمية نقلا عن الإِمام أحمد عندما سئل أتكتب الحديث عن يزيد، قال: لا، ولا كرامة، أو ليس هو الذي فعل بأهل المدينة ما فعل (¬4). ورفض الإِمام أحمد رواية حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه ليس دليلاً على فسقه، وليس كل مجروح في رواية الحديث لا تقبل أقواله، فهناك عشرات من القضاة والفقهاء ردت أحاديثهم وهم حجة في باب الفقه (¬5). ¬

_ (¬1) البداية والنهاية (8/ 233) وتاريخ الإِسلام، حوادث سنة (61 - 80 هـ) (ص 274) وحسن محمَّد الشيباني إسناده، في: مواقف المعارضة من خلافة يزيد بن معاوية (ص 384). (¬2) العواصم من القواصم (ص 232 - 234). (¬3) أنظر: العواصم من القواصم (ص 245). (¬4) سؤال في يزيد (ص 27). (¬5) في أصول تاريخ العرب الإِسلامي، محمَّد محمَّد حسن شراب (ص 152).

وهذا يدل على عظم منزلته -أي يزيد بن معاوية- عنده حتى يدخله في جملة الزهاد من الصحابة والتابعين الذين يقتدى بقولهم ويستفاد من وعظهم، وما أدخله إلا في جملة الصحابة قبل أن يخرج إلى ذكر التابعين، فأين هذا من ذكر المؤرخين له في شربه الخمر وارتكابه أنواع الفجور، ألا يستحيون؟! وإذا سلبهم الله المروءة والحياء، ألا ترعوون أنتم وتزدجرون وتقتدون بفضلاء الأمة، وترفضون الملحدة والمجان من المنتمين إلى الملة (¬1). وقد اتفق أهل العلم والعقل والسنة والجماعة على أن يزيد كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وله سيئات ولم يكن صحابيا ولم يكن كافرًا. والمؤمن الحق يعرف جيدا أن الله تعالى غير سائله عما حصل بين علي ومعاوية أو بين يزيد والحسين أو الذين جاءوا من بعدهم إنما العبد يسئل عما قدم لنفسه. وأخيرًا فالعبد المتقي الخفي لا ينشغل بذنوب العباد وينسى نفسه كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "يُبْصِرُ أَحَدُكُمُ الْقَذَاةَ في عَيْنِ أَخِيهِ، وَيَنْسَى الْجِذْلَ، أَوِ الْجِذْعَ في عَيْنِهِ" (¬2). قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْجِذْلُ: الْخَشَبَةُ الْعَالِيَةُ الْكَبِيرَةُ (¬3). وأما الذين سوغوا محبته أو أحبوه، كالغزالي، والدستي فلهم مأخذان: أحدهما: أنه مسلم ولي أمر الأمة على عهد الصحابة وتابعه بقاياهم، وكانت فيه خصال محمودة وكان متأولا فيما ينكر عليه من أمر الحرة وغيره، فيقولون: هو مجتهد مخطئ، ويقولون: إن أهل الحرة هم نقضوا بيعته أولا وأنكر ذلك عليهم ابن عمر وغيره، وأما قتل الحسين فلم يأمر به ولم يرض به، بل ظهر منه ¬

_ (¬1) العواصم من القواصم (ص 246). (¬2) أخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان) رقم 5761)، والبخاري في الأدب المفرد برقم (592). (¬3) انظر: السلسلة الصحيحة (1/ 74).

التألم لقتله، وذم من قتله ولم يحمل الرأس إليه، وإنما حمل إلى ابن زياد. والمأخذ الثاني: أنه قد ثبت في صحيح البخاري (برقم (2924) عن ابن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا ... مغفور له". وأول جيش غزى القسطنطينية كان أميره يزيد. والتحقيق أن هذين القولين يسوغ فيهما الاجتهاد، وكذلك محبة من يعمل حسنات وسيئات، بل لا يتنافى عندنا -أي عند شيخ الإِسلام- أن يجتمع في الرجل الحمد والذم، والثواب والعقاب، كذلك لا يتنافى أن يصلى عليه ويدعى له وأن يلعن ويشتم أيضاً باعتبار وجهين. فإن أهل السنة متفقون على أن فساق أهل الملة وإن دخلوا النار، أو استحقوا دخولها فإنهم لا بد أن يدخلوا الجنة، فيجتمع فيهم الثواب والعقاب، ولكن الخوارج والمعتزلة تنكر ذلك، وترى أن من استحق الثواب لا يستحق العقاب ومن استحق العقاب لا يستحق الثواب (¬1). وأما جواز الدعاء للرجل وعليه ... فإن موتى المسلمين يصلى عليهم، برهم وفاجرهم، وإن لعن الفاجر مع ذلك بعينه أو بنوعه، لكن الحال الأول أوسط وأعدل، وبذلك أجاب ابن تيمية - رحمه الله - مقدم المغول بولاي، لما قدموا دمشق في الفتنة الكبيرة وجرت بينهما وبين غيره مخاطبات، فسأل ابن تيمية: ما تقولون في يزيد؟ فقلت: لا نسبه ولا نحبه، فإنه لم يكن رجلاً صالحا فنحبه ونحن لا نسب أحدا من المسلمين بعينه فقال أفلا تلعنونه؟ أما كان ظالمًا؟ أما قتل الحسين؟ فقلت له: نحن إذا ذكر الظالمون -كالحجاج بن يوسف وأمثاله- نقول كما قال الله في القرآن: {أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18)} [هود: 18]، ولا نحب أن نلعن أحداً بعينه، وقد لعنه قوم من العلماء، وهذا مذهب يسوغ فيه الاجتهاد، ¬

_ (¬1) مجموع الفتاوى (4/ 297).

خلاصة القول

لكن هذا القول أحب إلينا وأحسن وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله، أو رضي بذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. قال: أفما تحبون أهل البيت؟ قلت محبتهم عندنا فرض واجب يؤجر عليه، فإنه قد ثبت عندنا في صحيح مسلم برقم (6378) عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغدير يدعى خما، بين مكة والمدينة فقال: "أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله". فذكر كتاب الله وحض عليه، ثم قال: "وعترتي أهل بيتي" (¬1). قال ابن تيمية لمقدم المغول: ونحن نقول في صلاتنا كل يوم: اللهم صلّ على محمَّد، وعلى آل محمَّد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمَّد، وعلى آل محمَّد، كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد. قال مقدم المغول: فمن يبغض أهل البيت؟ قال: من أبغضهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ولا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلاً. ثم قال ابن تيمية للوزير المغولي: لأي شيء قال عن يزيد وهذا تتري؟ قال: قد قالوا له: إن أهل دمشق نواصب، قال ابن تيمية بصوت عال: يكذب الذي قال هذا، ومن قال هذا، فعليه لعنة الله، والله ما في أهل دمشق نواصب، وما علمت فيهم ناصبيا ولو تنقص أحد عليا بدمشق لقام المسلمون عليه (¬2). وعلينا أن نعرف أن لعن يزيد لم ينتشر إلا بعد أن قامت الدولة العباسية وأفسحت المجال للنيل من بني أمية (¬3). خلاصة القول: يزيد لم يأمر بقتل الحسين، ولا حُمِلَ رأسه إليه ليوضع بين يديه، ولا نكت بالقضيب ثناياه بل الذي جرى منه ذلك هو عبيد الله بن زياد كما ثبت في صحيح ¬

_ (¬1) رواه مسلم برقم (6378)، وأحمد في مسنده (4/ 367). (¬2) الفتاوى (4/ 297، 298). (¬3) انظر: "مواقف المعارضة" (ص 501).

8 - ومما يؤخذ على الصنعاني إطلاقه على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لفظ (الوصي)

البخاري، ولا طيف برأسه في الدنيا، ولا سُبي أحدٌ من أهل الحسين؛ بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه، فأشار عليه أهل العلم والنُّصح بأن لا يقبل منهم، فأرسل ابن عمه مسلم بن عقيل، فرجع أكثرهم عن كتبهم، حتى قُتل ابن عمه، ثم خرج منهم عسكرٌ مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلومًا شهيدًا أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين. ونحن لا نقول في يزيد إلا كما قاله شيخ الإِسلام ابن تيمية: كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافراً ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. 8 - ومما يؤخذ على الصنعاني إطلاقه على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لفظ (الوصي): وهذا ثابت عن الصنعاني في مواضع من كتابه هذا، فقد قاله في شرح حديث برقم (1687): "إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي". وقالها تحت حديث برقم (5647) "العباس وصيي": كأنه أمر خاص وإلا فقد ثبت أن علياً كرم الله وجهه وصيه كما حققناه في الروضة الندية. (مع أن الحديث المذكور موضوع). وتحت حديث رقم (9366) "نهى عن المراثي": والمراد به النهي عن النياحة وأما المراثي في العرف وهي التحزن على الميت بالأشعار فهذا قد فعله حسَّانُ والبتولُ رضي الله عنهما وغيرهما من السلف في زمانه - صلى الله عليه وسلم - وما زال الناس عليه وفعله الوصي. وكذلك تحت حديث رقم (8947) "من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله" قال الصنعاني: كما هو رأي الوصي. وقال تحت حديث رقم (8981) "من كنت مولاه فعلي مولاه": وما فيه من

شرف الوصي وفضله ... وقال تحت حديث رقم (4132) "الخوارج كلاب النار": سئل الوصي كرم الله وجهه عنهم هل هم كفار؟. وغيرها من مواضع. وفي مواضع من مؤلفاته الأخرى. وهذا اللفظ من إطلاقات الرافضة، حيث يزعمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصَّى بالخلافة لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، يُفهم من هذه الإطلاقات أنه يذهب مذهب الشيعة الإمامية والزيدية في إثبات وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - (بالخلافة) لعلي - رضي الله عنه - وقد وضع الشيعة أحاديث في هذا الأمر، وقد أشار الشوكاني أن أحاديث وصايا علي بن أبي طالب كلها موضوعة. وهذا الغلو في علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يعد مصداقاً لما جاء في كتاب السنة لابن أبي عاصم حيث أخرج من طريق علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال: "ليحبني قوم حتى يدخلوا النار فيّ، وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي". قال الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني رحمه الله: وإسناده صحيح على شرط الشيخين. إن إطلاق لقب (وصي) على من يخلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تصريف شؤون المسلمين لم يعرف عند المسلمين، فمن المعلوم أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - هو الذي تولى أمور المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم ينقل عن أحد منهم أنه أطلق عليه لقب (وصي رسول الله) حتى من الذين قالوا بالنص على خلافته، ثم أتى بعده عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وقد كان أوصى إليه أبو بكر بالخلافة قبل وفاته، ومع هذا لم يطلق عليه لقب (وصي) بل كان يطلق عليه (خليفة خليفة رسول الله) ثم أطلق عليه فيما بعد لقب (أمير المؤمنين) وذلك للاختصار، ثم أطلق هذا اللقب على عثمان - رضي الله عنه - ولم يوجد أحد من المسلمين أطلق لقب (وصي) على أحد من الخلفاء الثلاثة، إلا ما كان من ابن سبأ وممن غرر بهم من عوام الناس، عندما أحدث القول بالوصية، وزعم أن عليا وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكان ذلك في زمن عثمان بن

عفان - رضي الله عنه - فبهذا يتضح أن أصل لقب (وصي) يهودي صرف، انتقل إلى الشيعة عن طريق ابن سبأ. فالشيعة أحدثوا "عقيدة الوصي" وحشدوا لها عشرات الأدلة التي لا تنص عليها مباشرة ولا يُفهم منها ما يريدون إلا بتكلف وهم قد قرروا أنَّ الإمامة ثبتت بالنص فلمَّا لم يجدوا نصًّا صريحًا اتهموا سيد البشر صلوات الله وسلامه عليه لأنَّه لم يحقق مطلبهم وليس مطلب الله. فقد تأثرت الشيعة بدعوة عبد الله بن سبأ اليهودي وأصبح عندهم من أصول دينهم إثبات الإمامة والوصية والولاية لعلي بن أبي طالب بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتبرءُ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتكفيرهم والحكم بضلالهم لما فعلوه في علي بن أبي طالب وأخذهم الخلافة منه كما يزعمون. ومن بعض الأحاديث التي يستدل بها الرافضة على الوصي من كتب أهل السنة منها: حديث بريدة بن الحُصَيب الأسلمي (¬1). عن محمَّد بن حميد، نا: علي بن مجاهد، نا: محمَّد بن إسحاق، عن شريك بن عبد الله، عن أبي ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لكل نبيٍ وصيٌّ، وإنّ علياً وصيي ووارثي". قلت: هذا إسنادٌ ضعيفٌ جداً فيه: 1 - علي بن مجاهد الرازي، قال الحافظ ابن حجر: (متروك وليس في شيوخ أحمد أضعف منه). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو القاسم البغوي في: معجم الصحابة (4/ 363)، والحافظ الجورقاني في الأباطيل والمناكير (2/ 150)، والموفق بن أحمد الخوارزمي في المناقب (رقم 74)، والحافظ ابن عساكر (42/ 392) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 281) من طريق البغوي وعنه الذهبي: في تلخيص كتاب الموضوعات (ص 125).

2 - محمَّد بن حميد الرازي، واهي الحديث وقد تُكُلّم فيه بشدة، وكذَّبه بعضهم، وأمَّا ما جاء من ثناء الإِمام أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبي زرعة، وغيرهم عليه، فذاك قبل أن ينكشف أمره، ويتبين حاله. قال الحافظ الذهبي في أحاديث مختارة ص: 65 علي بن مجاهد كذاب كذبه جماعة وابن حميد قال خ: فيه نظر. وقال في تلخيص كتاب الموضوعات ص 125: ويروى من وجه آخر عن سلمة الأبرش، عن محمَّد بن إسحاق مثله، وهو منكر من القول). وقد توبع علي بن مجاهد. قلت: أخرجه ابن عدي (4/ 14)، وابن المغازلي في: (مناقب علي)، عن محمَّد بن حميد، ثنا: سلمة، حدثني: محمَّد بن إسحاق، عن شريك بن عبد الله، عن أبي ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه، إنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكل نبي وصي، ووارث، وإنَّ علياً وصيي ووارثي". قلت: ضعيف جداً وفي إسناده آفات: 1 - محمَّد بن حميد الرازي، متروك ويتلقن. 2 - وسلمة بن الفضل، ضعيف الحديث. قال الحافظ ابن حجر: (صدوق كثير الخطأ). قال الحافظ ابن حجر في: فتح الباري (8/ 150). ومن طريق أبي ربيعة الإيادي عن ابن بريدة عن أبيه رفعه لكل نبي وصي وإن عليا وصيي وولي ومن طريق عبد الله بن السائب عن أبي ذر رفعه أنا خاتم النبيين وعلي خاتم الأوصياء وهذه الأحاديث أوردها وغيرها ابن الجوزي في الموضوعات. وتوبع ابن حُمَيد عليه إلا أنها متابعة كالعدم. فروى ابن الجوزي في: (الموضوعات)، قال: أنبأنا زاهر بن طاهر، قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي، قال: أنبأنا الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، قال: أنبأنا

محمود بن محمَّد أبو محمَّد المطوّعي، قال: حدثنا أبو جعفر محمَّد بن أحمد بن راذبه، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله الفِرْيانَانِي، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمَّد بن إسحاق، عن شريك بن عبد الله، عن أبي ربيعة الإيادي، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ لكل نبيٍّ وصياً، ووارثاً، فإنَّ وصيي ووارثي علي بن أبي طالب". قلت: أحمد بن عبد الله بن حكيم أبو عبد الرحمن الفِرْيانَانِي، كان متروك الحديث، ليس بثقة، وقال أبو نعيم: (كان وضاعاً، مشهوراً بالوضع) فهذه متابعة لا تثبت. دعوى النص على إمامة علي - رضي الله عنه - وأنه الوصي بعهد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعوى تزعمهم جميع الشيعة الإمامية بما في ذلك المذهب الزيدي، وإن كان الإِمام زيد على خلاف ذلك، كما يفيد قوله الذي جاء في مجموع الإِمام زيد بن علي عن أبي خالد الواسطي، ما لفظه: "قال سألت زيد بن علي عليه السلام عن الإمامة؟ فقال: هي من جميع قريش، ولا تنعقد الإمامة إلا ببيعة المسلمين، فإذا بايع المسلمون، وكان الإِمام براً تقياً عالماً بالحلال والحرام فقد وجبت طاعته على المسلمين (¬1). الخلاف بين الزيدية والاثنى عشرية إنما هو في وضوح النص وخفائه، فالزيدية قالت: بأن النص خفي، والرافضة قالت: بأن النص جلي، وأن الصحابة قد تواطؤ على كتمانه وإنكاره. قال الحسن بن بدر الدين أحد أئمة الزيدية (ت: 670 هـ): "اختلف الناس في الإِمام بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب الزيدية الجارودية والإمامية إلى أن الإِمام بعده بلا فصل هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وأن طريق إمامته النص، ثم اختلف هؤلاء: ¬

_ (¬1) تتمة الروض النضير (ص 11) للسيد العباس بن أحمد بن إبراهيم.

فقالت الإمامية: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - نص عليه نصاً جلياً، يعلم كل واحد ممن سمعه قصد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه ضرورة. ومالت الزيدية الجارودية بأن النص على إمامة علي - رضي الله عنه - مما يحتاج في معرفة المراد إلى تأمل ونظر ... (¬1). وقال الأمير الحسين، صنو الحسن بن بدر الدين في كتابه (شفاء الأوام المميز بين الحلال والحرام) ما لفظه: "الذي نختاره إن النص الوارد في علي - رضي الله عنه - وقع على وجه يحتاج في معرفة المراد به إلى تأمل، ولا نكفر من دافعه، ولا نفسقه وتخطئة من تقدمه يحتمل أن تكون صغيرة؛ لأن لمن تقدم عليه من المشايخ -يعني أبا بكر وعمر وعثمان- أعمالاً حسنة، وأفعالاً زكية صالحة، وقد قال علي - رضي الله عنه -: لأن أخطئ في العفو أحب إليّ من أن أخطىء في العقوبة، ونقول كما قال الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْألونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة:141] (¬2). وقال الديلمي في كتاب "عقائد آل محمَّد" ما لفظه: "اعلم أن مذهب سادات الزيدية من العترة الزكية بل مذهب جميع الطهرة من الذرية وأتباعهم وأشياعهم دون من تسمى باسمهم، وليس منهم التوقف في أمر الشيخين لوجوه ذكروها في كتبهم، خصوصاً ما ذكره المؤيد بالله والإمام المنصور بالله، وما ذكره الشيخ أحمد الكنّي، والقاضي جعفر وغيرهم من العلماء ... " ثم قال: "قال: من طعن فيهم ممن سبهم، وتسمى باسم الزيدية فقد أخطأ الخطأ العظيم، وجاوز في أمره الصراط المستقيم، ولعل ذلك منه لما سمع من خرافات الرافضة من الإمامية وغيرهم من الإسماعيلية، ولا يغتر مسلم عاقل بذلك؛ لأنه طعن في أصل ¬

_ (¬1) انظر: الإيضاح لما خفا من الاتفاق على تعظيم صحابة المصطفى لعلامة اليمن يحيى بن الحسين (ص: 212 - 213). (¬2) انظر: شفاء الأوام (3/ 495 - 497) نقلاً عن: الإيضاح لما خفا (ص: 214).

الإِسلام، وتحصل بسببه قدح في سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وإذا انتهى الأمر إلى الحد الذي تذكره الإمامية وغيرهم، وصححنا قولهم لم يبق من أخبار الصحابة ورواياتهم شيء بخروجهم عن الإِسلام، ويلزم إبطال الشريعة بالكلية؛ لأنها مروية عن جميعهم، منقولة من سندهم، وكيف وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - من سب أصحابه؟!! وأما الهادي فإنه جلد من سب أبا بكر وعمر". انتهى ما ذكره (¬1). فالخلاف بين الفرقتين كبير لا يمكن إنكاره بعد أن وصل إلى تكفير كل جانب للآخر، فالرافضة روت أخبار كثيرة في كتبهم عن أئمة البيت في تكفير الزيدية حتى قال إمامهم المجلسي: "كتب أخبارنا مشحونة بالأخبار الدالة على كفر الزيدية وأمثالهم من الفطحية والواقفة" (¬2). هذه خلاصة لمذهب الشيعة في الوصاية لعلي - رضي الله عنه -، والحقيقة أنه لا نص لوصاية علي - رضي الله عنه - لا خفي ولا جلي وإنما هي أوهام ودعاوي!! بل جاء عن الحسن بن الحسن بن علي - رضي الله عنه - إنكاره للنص. " ... وَسَألَهُ رَجُلٌ: أَلمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كنْتُ مَوْلاهُ فَإِنَّ عَلِيًّا مَوْلَاهُ"، قَالَ: بَلَى، أَمَا وَاللهِ لَوْ يَعْنِي بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - الإِمَارَةَ وَالسُّلْطَانَ لأَفْصَحَ لَهُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَنْصَحَ لِلْمُسْلِمِينَ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَقَالَ لَهُمْ: أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هَذَا وَلِيُّ أَمْرِكُمْ، وَالْقَائِمُ لَكُمْ مِنْ بَعْدِي فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا، واللهِ مَا كَانَ وَرَاءَ هَذَا شَيْءٌ، وَاللهِ إِنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ اخْتَارَا عَلِيًّا لِهَذَا الأَمْرِ وَالْقِيَامِ لِلْمُسْلِمِينَ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ تَرَكَ عَلِيٌّ مَا اخْتَارَ اللهُ لَهُ وَرَسُولُهُ أَنْ يَقُومَ بِهِ حَتَّى يُعْذَرَ فِيهِ إِلَى الْمُسْلِمِينَ إِنْ كَانَ أَحَدٌ أَعْظَمَ ذَنْبًا وَلاَ خَطِيَّةً مِنْ عَلِيٍّ إِذْ تَرَكَ مَا اخْتَارَ اللهُ لَهُ وَرَسُولُهُ حَتَّى يَقُومَ فِيهِ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ" (¬3). ¬

_ (¬1) انظر: الإيضاح لما خفا (ص: 215 - 216). (¬2) بحار الأنوار (37/ 34). (¬3) أخرجه الخلال في السنة برقم 465، والبيهقي في الاعتقاد (ص: 355 - 356)، واللالكائي في شرح=

9 - ويوجه إلى الصنعاني الانتقاد

وقال الشوكاني رحمه الله تعالى: "والواجب علينا الإيمان بأنه -أي عليا- عليه السلام وصي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يلزمنا التعرض للتفاصيل الموصى بها، فقد ثبت -أنه أمره بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وعين له علاماتهم وأودعه جملاً من العلوم وأمره بأمور خاصة كما سلف، فجعل الموصى بها فرداً منها ليس من دأب المنصفين". فالشوكاني رحمه الله تعالى، يثبت أن علياً - رضي الله عنه - وصي للرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه يرى أن هذه الوصية يجب ألا تخصص في شيء من الأشياء، فهي تشمل كل ما أوصى به - صلى الله عليه وسلم -، لعلي بن أبي طالب. مع أنه رحمه الله تعالى أورد في رسالته من وصايا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، لعلي بن أبي طالب قوله: "هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا" وأيضاً: "ألا أرضيك يا علي؟ أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي" فعلي - رضي الله عنه - على رأي الإِمام الشوكاني أنه منجز الوعد، وقاضي الدين، ووارثه، ووزيره، وخليفته في الصحابة من بعده - صلى الله عليه وسلم - (¬1). 9 - ويوجه إلى الصنعاني الانتقاد: قوله بعد ذكر اسم علي بن أبي طالب "عليه السلام" قال العليمي: والمتأمل لهذا الأمر يرى أن الصنعاني رحمه الله قال: واختلفوا أيضاً في السلام على غير الأنبياء بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحي، فقيل: يشرع مطلقاً، وقيل: تبعاً ولا يفرد بواحد لكونه صار شعاراً للرافضة، ونقله النووي عن الشيخ محمَّد الجويني، (الأذكار (ص 100) وردّ عليه الصنعاني: قلت -أي ابن ¬

_ =أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (7/ 1400). انظر: تاريخ مدينة دمشق (13/ 69). وجزء محمَّد بن عاصم الثقفي الأصبهاني (رقم: 42). وقال محققه: إسناده من صحيح الأسانيد وأعلاها. (¬1) العقد الثمين في إثبات وصاية أمير المؤمنين (8 - 9) للشوكاني، طبع ضمن مجموعة الرسائل اليمنية (الرسالة الثانية) - المطبعة المنيرية القاهرة - 1348 هـ.

خلاصة القول

الأمير-: هذا التعليل بكونه صار شعاراً لا ينهض على المنع؛ والسلام على الموتى قد شرعه الله على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين". سبل السلام (4/ 215). قال ابن كثير في "تفسيره" (11/ 238) في مَعرِض حديثه عن الصلاة والسلام على غير الأنبياء: وقد غَلَبَ هذا في عبارةِ كثيرٍ من النُّسَّاخِ للكُتُبِ، أنْ يُفرِدَ عليّ - رضي الله عنه - بأنْ يقال: "عليه السلام" مِن دون سائرِ الصَّحَابة، أو: "كرَّمَ الله وجهَه"؛ وهذا وإنْ كان معناهُ صَحِيحاً، لكنْ يَنبغي أن يُسَاوَى بَينَ الصَّحَابةِ في ذلك؛ فإنَّ هذا مِنْ بَاب التعظيم والتكريم، فالشَّيخَانُ وأميرُ المؤمنين عثمان، أولى بذلك منه -رضي الله عنهم أجمعين-. وفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 100، 402): لا أصلَ لتخصيص ذلك بعليٍّ - رضي الله عنه - وإنما هُو مِنْ غُلُوِّ المتشيِّعَةِ فيه. قال العليمي: إن قول الصنعاني "عليه السلام" بعد ذكر علي لا تعني أكثر من معناها الذي تدل عليه اللغة، ولا ينبغي تحميلها أكثر من ذلك؛ لأن الصنعاني وغيره كابن الوزير لم يستعملاها لعلي فقط، بل يطلقانها على غيره والأمر كما قال العليمي لا ينبغي إعطاؤها أكثر من حجمها، والله أعلم (¬1). خلاصة القول: وعلى العموم فإن الصنعاني مع هذه الزلات التي ربما كانت في فترة سابقة من حياته، فإنه يترضى عن جميع الصحابة، ويقدم أبا بكر وعمر ويترضى عنهم، إضافة إلى أنه يرى ترتيب الخلفاء الأربعة فقد قال تحت حديث رقم (2853) وفيه: "ألا أخبركم بأفضل الملائكة ... وأفضل النساء مريم بنت عمران" قال التفتازاني: أفضل الأمة بعد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الخلفاء الأربعة، ورتبهم على ترتيب الخلافة. ¬

_ (¬1) انظر في المسألة: جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام لابن القيم ص 259، فتح الباري 13/ 424، المواهب اللدنية للقسطلاني 3/ 355. "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي (ص 100) (رقم 42)، و"غذاء الألباب" للسفَّاريني (1/ 33) و"معجم المناهي اللفظية" للشيخ: بكر أبو زيد (ص 348) و (ص 454).

بل قال تحت حديث رقم 5580 "علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه" قال: قد سبق أن لفظ "مولى" مشترك بين معان، وأبعد من قال: المراد هنا يتولى من كنت أتولاه، بل ظاهره أن المراد أن ما ثبت لي من الولاية فهو لعلي إلا ما خصه لاختصاص النبوة. ولا يمكن نسبته إلى الغلو في التشيع ولا إلى انحيازه إلى الاعتزال لهناتٍ قليلة صدرت عنه في مواضع قليلة نادرة، ولعل هذا ما استقر في قلبه قديماً قبل أن يتوسع أفقه وتتسع مداركه؛ لأنه صدر عنه ما يدل على اعتداله وانصافه، كما قال تحت حديث: "المرء مع من أحب": ثم ليعلم أن المراد بالحب المأذون فيه شرعاً، فمن أحب عيسى عليه السلام وجعله لله ولداً فما أحبه ولا هو معه، وكذلك من أحب علياً عليه السلام حب الغلاة. وقال أيضاً تحت حديث (رقم: 5579) "علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي" قال: إنما قال ذلك تحذيراً مما وقع فيه قوم موسى من الغلو كغلاة الروافض فإنهم زعموا أنه نبي يوحى إليه. وقال تحت حديث "عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب" قال الصنعاني: والمراد الحب الذي لا إفراط فيه كالغلاة. ولا شك بأن الصنعاني يرى. والصنعاني معذور في سلوكه لهذا المنهج خاصة لمن نظر وتتبع حالة المجتمع الإِسلامي وما وصل إليه من خرافة وتقليد في زمنه، وبيئته وسيطرة كاملة من الزيدية في بلده فإذا ظهر رجل في وسط هذا المجتمع بهذا الفكر النيّر، وهذه الدعوة التي ترد كل شيء إلى الكتاب والسنة في الأصول والفروع، كان هذا دليلاً على صحة مذهبه ودعوته، وقد يكون ذكر ذلك تورية ليتجنب شر هؤلاء، وكذلك كان تأليفه لهذا الكتاب متقدما في شبابه فقد عاش بعده 27 عامًا فلعله قد تراجع عنها. نسأل الله له العفو والعافية (¬1). ¬

_ (¬1) وقد نبّهت على ذلك عند وروده، واكتفيت بما ذكرته هنا فإذا تكرر ذلك وسهوت عنه ففيما ذكرته كفاية.

رابعا: الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير للسيوطي

رابعاً: الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير للسيوطي: عدد الأحاديث: نقل الكتاني أن عدد الأحاديث: عشرة آلاف حديث وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثًا، وقال مثله الصنعاني في آخر المجلد الرابع، لكن عند العد والحصر لها -كما جاء في النسخة المطبوعة المرقمة (10031) - هى عشرة آلاف وواحد وثلاثون حديثاً. وبلغ عدد الأحاديث في "التنوير شرح الجامع الصغير" (10013) ويرجع ذلك إلى اختلاف النسخ وسقوط بعض الأحاديث من الشرح كما نبّهت عليها في مكانها. سبب التسمية: يرجع سبب التسمية إلى أن السيوطي -حينما ألف كتابه المسمى بجمع الجوامع أو الجامع الكبير- قسمه إلى أحاديث قولية وأحاديث فعلية، ثم انتقى من الأحاديث القولية أحاديث صحيحة مختصرة، وقد زاد عليها بعض الزيادات، وجمع ذلك كله في كتاب سماه "الجامع الصغير من حديث البشير النذير"؛ لأنه مستل من الجامع الكبير. وقد قام السيوطي في الجامع الصغير -أيضاً- بتلخيص قسم الأفعال بطريقة تسمح بسهولة الكشف، فوضع باباً لـ (كان)، وهي شمائله الشريفة - صلى الله عليه وسلم - في حرف الكاف، أورد فيه (721) حديثاً، وبابًا للمناهي في حرف النون، أورد فيه (228) حديثاً، ومجموعهما (949) حديثاً. ترتيب الكتاب: رتّب السيوطي أحاديثه بحسب حروف المعجم، مراعياً أول الحديث فما بعده تسهيلاً على الطلاب. فقد بدأ بالأحاديث التي أولها همزة، ثم التي أولها باء، ثم التي أولها تاء ... وثاء. وجيم وهكذا، وفي داخل كل حرف من هذه الحروف يمرر الحرف مع حروف المعجم كلها. وقد يخالف الترتيب أحياناً لنكتة، ككون الحديث شاهداً لما قبله أو فيه تتمة له، أو مرتبط المعنى به، أو وقع منه ذلك -على سبيل السهو-

وقدم حديث "إنما الأعمال بالنيات"، وصدر به أول الكتاب، ولم يجعله ضمن الترتيب الذي نهجه تبركاً به وتصحيحاً لنيته، وهذا صنيع أكثر المحدثين، كالإمام البخاري وغيره. وفي حرف الباء قدّم حديث "بسم الله الرحمن الرحيم مفتاح كل كتاب" (4) ولم يراع الترتيب الذي نهجه لشرف الآية وتقديمها على غيرها، ثم راعى الترتيب بعد هذا الحديث. ومن جهة أخرى، فقد جمع السيوطي -في حرف الألف من الجامع الكبير- فصلاً واسعًا للمحلى ب (ال) من الحروف جميعاً، بينما فرقه في الجامع الصغير، وتبعه المناوي في الجامع الأزهر، وكنوز الحقائق، والنبهاني في الفتح الكبير على الحروف، فمثلاً نجد طرف الحديث البادئ بـ: الصلاة ... في جمع الجوامع في فصل المحلى ب (ال) من حرف الألف، بينما نجده في الجامع الصغير والجامع الأزهر، وكنوز الحقائق في آخر حرف الصاد. وهكذا. وفي طريقة السيوطي في الجامع الصغير لاحظنا أنه جعل المحلى بال في فصل على حده آخر كل حرف، لكونه أسهل على مطالع الكتاب. لقد وصفه مؤلفه -في مقدمته- بوصف جامع مستوعب موجز إذ يقول: "هذا كتاب أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفًا، ومن الحكم المصطفوية صنوفاً، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة، ولخصت فيه من معادن الأثر إبريزه، وبالغت في تحرير التخريج؛ فتركت القشر، وأخذت اللباب، وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب، ففاق بذلك الكتب المؤلفة في هذا النوع كالفائق والشهاب، وحوى من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب، ورتبته على حروف المعجم، مراعياً أول الحديث فما بعده تسهيلاً على الطلاب". وهو يعتبر من أجمع كتب الحديث مادةً وأغزرها فائدةً، وأقربها تناولًا وترتيبًا.

رموزه

رموزه (¬1): (خ) البخاري، (م) مسلم، (ق) لهما، (د) أبو داود، (ت) الترمذي، (ن) النسائي، (هـ) ابن ماجه، (4) لهؤلاء الأربعة، (3) لهم إلا ابن ماجة، (حم) لأحمد في المسند، (عم) لابنه في زوائده، (ك) للحاكم فإن كان في المستدرك أطلق وإلا بينه، (خد) البخاري في الأدب، (تخ) له في التاريخ، (حب) ابن حبان في صحيحه، (طب) للطبراني في الكبير، (طس) له في الأوسط، (طص) له في الصغير، (ص) لسعيد بن منصور في سننه، (لش) لابن أبي شيبة، (عب) لعبد الرزاق في الجامع، (ع) لأبي يعلى في مسنده، (قط) للدارقطني فإن كان في سننه أطلق وإلا بينه، (فر) للديلمي في الفردوس، (حل) لأبي نعيم في الحلية (هب) ¬

_ (¬1) استعمل لفظ (الرمز) في كتب المحدثين في وقت متأخر بمعنى حرف أو أكثر يدل على معنى محدد. ولم نجد أحدًا استعمل هذا المصطلح بهذا المعنى قبل ابن الصلاح (643 هـ)، وإن كانت (الرموز) في الواقع العملي مستخدمة قبل ذلك. فقد استخدم هذه الرموز بعض المحدثين لاختصار بعض الألفاظ التي تتكرر كثيرًا في كلامهم نحو (نا) و (أنا) بمعنى حدثنا أو أخبرنا، ونحو (ق) بمعنى (قال) فقد وجد أشياء من ذلك في مؤلفات الخطيب البغدادي (463 هـ) بل وجد منه في الإِمام مسلم (256 هـ) فقد استعمل الرمز (ح) للتحويل، أي من سند إلى آخر. واستعمل ابن الأثير صاحب جامع الأصول (606 هـ) رموزاً لأسماء كتب الحديث، وسماها (العلائم) نحو (خ) للبخاري، و (ت) للترمذي، واستعملها أخوه صاحب (أسد الغابة) (630 هـ) وسماها (العلائم) كذلك. وقد كان مصطلح (العلامة) لمثل هذا مستخدمًا من قبل، فقد استعمل الشيخ أبو حامد الغزالي (505) في كتابه (الوسيط) في الفقه الشافعي (رموزًا) سماها (العلامات)، نحو (ح) لأبي حنيفة، و [[(ع)]] لقول من أقوال الشافعي. والذي ابتدأه ابن الصلاح، فيما يظهر، هو استعمال لفظ (الرمز) لمثل هذا، ولم يستعمله في أسماء الكتب الحديثية، وإنما استعمله في اختصار ألفاظ الرواية للحديث كما تقدم. أما رموز أسماء كتب الحديث فقد استمر تسميتها باسم (العلامات) في القرون التالية فظهر هذا اللفط في مؤلفات المزي (742 هـ) وابن حجر (852 هـ) إلى أن جاء السيوطي (911 هـ) واستخدم كلمة (الرمز) فانتشرت بعده وغلبت.

نسخ الكتاب في البوسنة والهرسك

للبيهقي في شعب الإيمان، (هق) له في السنن، (عد) لابن عدي في الكامل، (عق) للعقيلي في الضعفاء، (خط) للخطيب، فإن كان في التاريخ أطلق، وإلا بينه، وذكر في آخره أنه فرغ من تأليفه في 18 ربيع الأول سنة 907 هـ سبع وتسعمائة، وربما أورد فيه الأحاديث الضعيفة والمدخولة، ثم ذيله في مجلد آخر وسماه زيادة الجامع الصغير، رموزه كرموزه وترتيبه كترتيبه، وحجمه كحجمه. وهو كتاب مطبوعٌ -نُشر لأول مرة في مرسيليا، سنة 1268 هـ-، ثم طبع في المطبعة الأميرية بالقاهرة في سنة 1286هـ، وبعد ذلك كثرت طبعاته. وهو كتابٌ جامع، جمع فيه الإِمام السيوطي الأحاديث النبوية القولية، مرتبةً على حروف المعجم، وقد بلغ عدد الأحاديث التي جمعها، عشرة آلافٍ وواحداً وثلاثين حديثاً، ثمَّ أضاف إليها زيادة أخرى من الأحاديث فأتت عليه، بلغ عددها أربعة آلافٍ وأربعمئة وأربعين حديثاً، ورمز السيوطي لكل حديث منها بما يبين درجته، من حيث الصحة أو الضعف. وللكتاب في البوسنة والهرسك ست نسخ خطية، فيما يلي وصفها: النسخة الأولى: وهي نسخة كاملة، تقع في (215) ورقة، مكتوبة بخط نسخي قديم، ولا يُعرف اسم كاتبها، ولا مكان نسخها، ولا تاريخه على وجه الدقة، غير أنَّها قد تكون ممَّا كتب في زمن المؤلِّف - رحمه الله -، حيث جاء في آخرها ما يفيد ذلك، وهو قول الناسخ: " ... هذا آخر كتاب الجامع الصغير من حديث البشير النذير، وهو عشرة آلاف حديث، مرتبةً على حروف المعجم، تأليف سيدنا ومولانا ... أبي الفضل السيوطي الشافعي، فسح الله تعالى في مدته، ونفعنا والمسلمين بعلومه وبركته". وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (377/ 557)، وقد نُقلت إليها من مكتبة شهدي أفندي.

النسخة الثانية

النسخة الثانية: وهي نسخة كاملة، تقع في (238) ورقة مكتوبة بخط نسخي، كتبها الناسخ عبد الرازق بن عبَّاس العبادي الشافعي الأزهري، في سنة 968 هـ/ 1561 م. وعلى هذه النسخة ما يفيد ملكيتها للقاضي معروف بمصر في سنة 969 هـ/ 1562م، ثمَّ لابنه محمَّد بن معروف، بالقدس الشريف، في سنة 972 هـ / 1565م. وهي من أوقاف الحاج محمَّد بيجاكجيتش بن فضل الله، من أهالي سراييفو على مكتب عيني بيك، في سنة 1254 هـ / 1838م، وتحفظ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسروبيك بسراييفو تحت رقم: (377/ 558). النسخة الثالثة: وهي نسخة كاملة، تقع في (238) ورقة، مكتوبة بخط نسخي دقيق، وجميل، كتبها الناسخ محمَّد بن إبراهيم السروري المقدسي الغانمي، في سنة 1128 هـ /1716م. وهي من أوقاف هرموزاده. وتحفظ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسروبيك بسراييفو تحت رقم: (723/ 559). النسخة الرابعة: وهي نسخة كاملة، تقع في (358) ورقة، مكتوبة بخط نسخي واضح، كتبها الناسخ علي بن محمَّد المؤذن في سنة 1098 هـ/ 1687 م. وعلى هذه النسخة ما يفيد أنها من ممتلكات الشيخ محمَّد الخانجي (خانجيتش) وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو تحت رقم: (1340/ 560).

النسخة الخامسة

النسخة الخامسة: وهي نسخة كاملة، تقع في (241) ورقة، مكتوبة بخط نسخي، لا يُعرف اسم ناسخها، ولا تاريخ نسخها. وهي من أوقاف علي غالب باشا، على مكتبته بموستار، في سنة 1257 هـ/ 1841م. وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (3840/ 561)، وقد نُقلت إليها من مكتبة قركوز. النسخة السادسة: وهي نسخة كاملة، تقع في (470) ورقة، وهي مكتوبة بخط نسخي، ولا يُعرف اسم كاتبها، ولا مكان نسخها أو تاريخه، وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو تحت رقم: (3902/ 562) وقد نُقلت إليها من مكتبة قركوز. شروح الجامع الصغير: 1 - الكوكب المنير شرح الجامع الصغير (¬1). تأليف شمس الدين محمَّد بن عبد الرحمن بن علي العلقمي الكوكبي (ت نحو: 963 هـ / 1556م) (¬2). ¬

_ (¬1) ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون (1/ 560)، وهو مطبوع سنة (1329 هـ/ 1911 م)، بمطبعة الجمالية بالقاهرة، بهامش فيض القدير شرح الجامع الصغير. (¬2) العلقمي الكوكبي، هو: شمس الدين، الإِمام العلامة، الفقيه الشافعي، ولد سنة (897 هـ/ 1492م)، وهو تلميذ الجلال السيوطي، درّس بالأزهر، قال ابن العماد الحنبلي: (له حاشية حافلة على الجامع الصغير للسيوطي، وكتاب سماه: ملتقى البحرين، وكان متضلعاً من العلوم العقلية والنقلية، قوّالاً بالحق، ناهياً عن المنكر). انظر ترجمته في: الكواكب السائرة للغزي (2/ 41)، شذرات الذهب (10/ 490 - 491)، هديّة العارفين (2/ 244)، الأعلام للزركلي (6/ 195)، معجم المؤلِّفين لعمر رضا كحالة (10/ 144).

النسخة الأولى

وله في البوسنة نسختان اثنتان خطيتان فيما يلي وصفهما: النسخة الأولى: وهي ناقصة من بدايتها ومن نهايتها، وينتهي القدر الموجود منها بحديث من كتاب التوبة، وتقع في (447) ورقة، مكتوبة في سنة (1000 هـ/ 1592م)، بخط نسخي، يتخلله بعض التعليق، ولا يُعرف اسم كاتبها، ولا مكان نسخها. وهي محفوظةٌ حالياً في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو تحت رقم: (129/ 563)، وقد نُقلت إليها من مكتبة هل هي بيك الموستاري. النسخة الثانية: وهي ناقصة من بدايتها ومن نهايتها، وأول الموجود من الكتاب هو حديث: "إنَّ الله نظيف يحبُّ النظافة" (3)، وتقع في (277) ورقة، وهي مكتوبة بخط نسخي في سنة (1000 هـ/ 1592 م)، ولا يعرف اسم ناسخها أو مكان نسخها، وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (3359/ 564)، وقد نُقلت إليها من مكتبة قركوز. 2 - السراج المنير بشرح الجامع الصغير (¬1). تأليف علي بن أحمد بن محمَّد بن إبراهيم العزيزي (ت: 1070هـ/ 1660م) (¬2). ¬

_ (¬1) (4) وهو مطبوع بالقاهرة سنة (1357 هـ/ 1938م)، بمطبعة مصطفى الحلبي في ثلاث مجلدات. (¬2) العزيزي: نسبة إلى العزيزية من الشرقية بمصر، وهو: نور الدين، البولاقي، الشافعي، قال المحبي: (كان إماماً، فقيهاً محدثاً، حافظاً متقناً، ذكياً، سريع الحفظ، بعيد النسيان) وبالغ في الثناء عليه، إلى أن قال: (وله مؤلفات كثيرة، نقله فيها يزيد على تصرفه، منها شرح على الجامع الصغير للسيوطي في مجلدات). توفي ببولاق في مصر. انظر ترجمته في: خلاصة الأثر (3/ 201)، هديّة العارفين (1/ 760)، معجم المؤلِّفين (7/ 24).

النسخة الأولى

وله في البوسنة نسختان خطيتان فيما يلي وصفهما: النسخة الأولى: وهي ناقصة من آخرها، ويقع القدر الموجود منها في (193) ورقة، مكتوبة بخط نسخي، ولا يُعرف اسم كاتبها، ولا مكان نسخها أو تاريخه. وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو تحت رقم: (1399/ 568)، وقد نُقلت إليها من مكتبة شهدي أفندي. النسخة الثانية: وهي ناقصة من أوَّلها، ويقع القدر الموجود منها في (288) ورقة، يبدأ. بحديث: "إنَّ الودَّ يورث والعداوة تورث"، وينتهي بحديث: "الحمى من كير جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار"، وخط هذه النسخة نسخي سيئ، ولا يُعرف اسم كاتبها، ولا مكان نسخها أو تاريخه. وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو تحت رقم: (784/ 569). 3 - شرح الشيخ شهاب الدين أبي العباس أحمد بن محمَّد المتبولي الشافعي، المتوفى في سنة 1003هـ وسماه (بالاستدراك النضير على الجامع الصغير) أوله: الحمد لله شارح صدور أهل السنة ... إلخ، ذكر فيه أن ابن العلقمي أطال فيما لا يحتاج إليه، واختصر فيما يحتاج، بل ترك أحاديث، فشرحها مفصلاً، وقدّم مقدمة في أصول الحديث في مجلد. 4 - شرح الشيخ شمس الدين محمَّد بن زيد الدين المدعو بعبد الرؤوف المناوي الشافعي، المتوفى في سنة 1031 هـ إحدى وثلاثين وألف، شرحه أولاً بالقول، كابن العلقمي، فاستحسنه المغاربة، فالتمسوا منه أن يخرجه، فاستأنف العمل، وصنف شرحاً كبيراً مخرجاً في مجلدات وسماه (فيض القدير) أوله:

5 - شرح ملا نور الدين علي القاري نزيل مكة المكرمة، المتوفى في سنة 1014 هـ

الحمد لله الذي جعل الإنسان هو الجامع الصغير ... إلخ (¬1). قال: "ويليق أن يدعى بالبدر المنير، وذكر أن مراده من القاضي هو البيضاوي، ومن العراقي هو الزين، ومن جدي هو القاضي يحيى المناوي". ثم اختصره وسماه (التيسير) وأوله: الحمد لله الذي علّمنا من تأويل الحديث .... إلخ. وهناك رسالة ماجستير مقدمة من الطالب عبد الرحمن عمري الصاعدي بعنوان "منهج الحافظ المناوي في كتابه فيض القدير" من جامعة أم القرى بمكة المكرمة بتاريخ 19/ 3/ 2007. 5 - شرح ملا نور الدين علي القاري نزيل مكة المكرمة (¬2)، المتوفى في سنة 1014 هـ 6 - شرح للعلامة محمَّد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، المتوفى في سنة 1182 هـ وسماه "التنوير شرح الجامع الصغير"، في أربع مجلدات مخطوطة، وهو الذي نحن بصدد خدمته. ¬

_ (¬1) وقد تعقبه الشيخ أحمد الغماري في كتاب المداوي لعلل المناوي وفي تعقباته كان حادا في نقده حتى وصل لحد الاسفاف والسخف وقد هول أخوه عبد الله الغماري عن الكتاب تهويلاً عجيباً مبالغاً فيه حين قال: من أراد صناعة الحديث فعليه بالمداوي. وقد علق الشيخ الألباني رحمه الله على ذلك القول في السلسلة الضعيفة (3/ 175) بقوله: وأنا أقول لوجه الله من أراد أن يطلع على نوع جديد من التدليس على القراء فعليه بالمداوي. ولقد بالغ الغماري في تصحيح الأحاديث بمجموع الطرق كما أنه لا يعتد بكلام الأئمة السابقين المتقدمين فيأتي على الأحاديث الشاذة والعجيبة ويصححها. ولا يترك فرصة إلا ويكيل في كلامه لكل من شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله وكذلك الإِمام الذهبي بكلام سخيف وهو معروف بعدائه الشديد لهم ويتهمهم بالنصب ويبالغ في ذلك. وإن أصاب الرجل في مواضع وكانت بين يديه كتب نادرة قل أن تقع بين طلبة العلم وهي فائدة يعرف منها الإنسان طرقاً جديدة. وقد استفدت منه فيما يوافق الصنعة الحديثية وغير ذلك أعرضت عنه خشية الإطالة. (¬2) كشف الظنون (1/ 560، 561).

مختصرات الجامع الصغير

مختصرات الجامع الصغير: وإضافةً إلى أصل الكتاب وشروحه يوجد في مكتبات البوسنة ثماني نسخ خطية تحمل العنوان ذاته، وهو: مختصر الجامع الصغير للإمام السيوطي، ولا تحمل أيٌّ منها أسماء المُختَصِرين، وفيما يلي وصفها: النسخة الأولى: تقع في (136) ورقة مكتوبة بخط نستعليق، لا يُعرف اسم كاتبها، ولا مكان النسخ أو تاريخه. وهي من أوقاف أحمد عاصم بن محمَّد متوليتش على مدرسة المغازي خسرو بيك بسراييفو. وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (715/ 2189). النسخة الثانية: تقع في (57) ورقة، وقد كتبها بخط نسخي الناسخ إبراهيم الموستاري، المعروف باسم سباهي. وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، ضمن مجموع تحت رقم: (3594، 8/ 2188)، وقد نُقلت إليها من مكتبة قركوز بيك. النسخة الثالثة: تقع في (204) ورقة، مكتوبة بخط نسخي، ولا يُعرف اسم كاتبها، ولا مكان نسخها أو تاريخه. وهي محفوظة -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (1345/ 2190). النسخة الرابعة: تقع في (195) ورقة، مكتوبة بخط نستعليق، ولا يُعرف اسم كاتبها، ولا

النسخة الخامسة

مكان نسخها أو تاريخه. وعليها ما يفيد ملكيتها للحافظ سابت أحمد عبد الصمد، في سنة 1282 هـ/ 1866 م. وهي من أوقاف سالم أفندي مفتيتش. وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (1360/ 2191). النسخة الخامسة: تقع في (134) ورقة، مكتوبة بخط نستعليق، ولا يُعرف اسم كاتبها، ولا مكان نسخها أو تاريخه. وهي محفوظةٌ - حالياً - في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (1626/ 2191)، وقد نُقلت إليها من مكتبة ألجي إبراهيم باشا (الفيروزيَّة) بترافنيك. النسخة السادسة: تقع في (199) ورقة مكتوبة بخط نسخي غالباً، تعليقي أحياناً، كتبها الناسخ يحيى بن صالح، ولم يُذكر مكان نسخها أو تاريخه. وعليها ما يفيد ملكيتها لسليمان بن مراد، في سنة 1223 هـ/ 1808 م. وهي من أوقاف إبراهيم بييفو، على مكتبة جامع السلطان بسراييفو في سنة 1232 هـ/ 1887 م. وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (1887/ 2194)، وقد نُقلت إليها من مكتبة شهدي أفندي. النسخة السابعة: تقع في (118) ورقة مكتوبة بخط تعليقي، يرجع إلى سنة 980 هـ/ 1572 م، ولا يُعرف اسم كاتبها ولا مكان النسخ.

النسخة الثامنة

وقد جاء في آخر المخطوط، بخط الشيخ محمَّد الخانجي ما نصُّه: " ... فُرغ من قراءته وتدريسه لأصحابه فقير رحمة ربه، وأسير وسمة ذنبه، محمَّد بن محمَّد بن محمَّد بن صالح بن محمَّد الخانجي البوسنوي، عفا الله عنه وعن والديه وأجداده، وغفر له ولهم بمنه وكرمه، في أواسط ذي الحجة الشريفة من سنة إحدى وستين وثلاثمئة وألف، في مدينة سراي بوسنة، صانها الله تعالى وجعلها دار أمن وإيمان ومأوى للإسلام وأهله إلى يوم القيامة، إنه وليُّ الإِسلام وأهله. قاله بلسانه وكتبه ببنانه، الفقير إلى الله تعالى محمَّد بن محمَّد الخانجي ... ". وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (2271/ 2195)، وقد نُقلت إليها من مكتبة الشيخ محمَّد الخانجي (خانجيتش). النسخة الثامنة: تقع في (164) ورقة مكتوبة بخط تعليقي دقيق، ولا يُعرف اسم كاتبها، ولا مكان نسخها أو تاريخه. وهي محفوظةٌ حالياً في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك بسراييفو، تحت رقم: (1973). جزء من الكتاب: كما يوجد جزء مستخرج من كتاب "الجامع الصغير من حديث البشير النذير". للسيوطي، جمَعَ أحاديث الشمائل من "الجامع الصغير" في تسع وعشرين ورقة (101 - 130)، مكتوبة بخطِّ نسخيٍّ، كتبها الناسخ علي بن بيري بن يوسف، في سنة 1034 هـ/ 1625 م، في حصن (بدرنش)، وهي من أوقاف ألجي إبراهيم باشا، محافظ البوسنة في زمنه. وهي محفوظةٌ -حالياً- في خزانة مخطوطات مكتبة المغازي خسرو بيك

تساهل السيوطي

بسراييفو، ضمن مجموعٍ تحت رقم: (881/ 6) وقد نُقلت إليها من مكتبة ألجي إبراهيم باشا) الفيروزيَّة (بترافنيك). * وذكر الإِمام محمَّد بن جعفر الكتاني في الرسالة المستطرفة صـ 182 أن الجوامع الثلاثة للسيوطي، وهي الصغير، وفيه -على ما قيل- عشرة آلاف حديث وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثاً، في مجلد وسط وذيله المسمى بزيادة الجامع وهو قريب من حجمه، والكبير وهو المسمى بجمع الجوامع، قصد فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها، والمشاهدة تمنع ذلك على أنه توفي قبل إكماله، وهي مرتبة على الحروف، عدا القسم الثاني من الكبير، وهو قسم الأفعال؛ فإنه مرتب على المسانيد، ذاكراً -عقب كل حديث- مَنْ أخرجه من الأئمة، واسم الصحابي الذي خرج عنه، وقد رتب الثلاثة على الأبواب الفقهية الشيخ علاء الدين علي، الشهير بالمتقي حسام الدين عبد الملك بن تاخي خان الهندي، ثم المدني القادري الشاذلي الجشتي المتوفى بمكة في سنة 975 هـ. تساهل السيوطي: أما بالنسبة لتصحيحات السيوطي ورموزه في الجامع الصغير، فإن من اطلع على النسخ خطية للجامع الصغير، وجد اختلافاً كبيراً بين النسخ الخطية مع بعضها بعضاً، وبين النسخ الخطية والمطبوع، ولو قارنت بين النسخ المحققة والمطبوعة؛ لوجدت اختلافاً أيضاً في رموز التصحيح والتضعيف، مما يدلك على أن هذه الرموز إما أن تكون من غير السيوطي إلا بعضها فمن وضع السيوطي وهذا فيما اتفقت عليه النسخ، أو جزم المناوي في شرحه أنها من رمز السيوطي -أو أن يكون النساخ للجامع الصغير قد تصرفوا في الرموز، فسبق نظرهم إلى حديث، فوضعوا رمزه لحديث آخر و .. و .. الخ. ثم إن المقصد من الجامع الصغير أن ينفع الخطباء والوعاظ والفقهاء، ومعلوم عند المحدثين أن الاستدلال بالحديث الضعيف -في فضائل الأعمال-

جائز، ووجود بعض الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة جداً لا ينزل من مقام الكتاب ولا صاحبه شيئاً، إذ أنها قليلة مقابل عدد الأحاديث الموجودة في الجامع الصغير ولا تشكل -نسبياً- شيئاً، فقد استدرك ابن الجوزي على مسند الإِمام أحمد - رحمه الله- أحاديث رآها موضوعة، وتتبعه ابن حجر والسيوطي، ولم يضر ذلك المسند شيئاً؛ لأن الأحاديث المستدركة عليه قليلة جداً -والله أعلم-. قال المناوي في تعقباته على السيوطي في شرحه للجامع الصغير (1/ 40): " ... وقد أكثر المؤلّف في هذا (الجامع الصغير) من الأحاديث الضعيفة". وقال: "على أنه كان ينبغي له -أي المؤلف- أن يعقب كل حديث بالإشارة بحاله بلفظ صحيح أو حسن أو ضعيف في كل حديث، فلو فعل ذلك؛ كان أنفع وأصنع، ولم يزد الكتاب بها إلا وريقات لا يطول بها". وأما ما يوجد في بعض النسخ من الرمز إلى الصحيح والحسن والضعيف بصورة رأس صاد وحاء وضاد، فلا ينبغي الوثوق به لغلبة تحريف النسَّاخ على أنه وقع له ذلك في بعض دون بعض -كما رأيته بخطه- فكان المتعين ذكر كتابة صحيح أو حسن أو ضعيف في كل حديث. قال الحافظ العلائي على من ذكر حديثاً اشتمل سنده على من فيه ضعف أن يوضح حاله خروجاً عن عهدته، وبراءة من ضعفه. انتهى. وقال الغماري في المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير عن السيوطي: "ومنها أحاديث لم يَظن هو أنها موضوعة؛ لأنه متساهلٌ في ذلك غاية التساهل، فلا يكاد يحكم على حديثٍ بالوضع إلا إذا دعته الضرورة إلى ذلك وما عدا ذلك فإنه يتساهل في إيراد الحديث الموضوع، بل وفي الاحتجاج به أيضاً". وقال الألوسي رحمه الله تعالى في كتابه "غاية الأماني" (1/ 51) ناقلاً عن الشيخ بدر الدين الحلبي في كتابه "الإرشاد والتعليم":

وفي تنوير الحوالك لجلال الدين السيوطي، الذي رد به على منكري رؤيته - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته في اليقظة طرف من ذلك [أي من القصص التي فيها التقاء بعض الناس بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بعد موته]، وكل ما أتى به لا دليل فيه، وأطال الكلام في ذلك ثم قال: وقد ذكر عن السلف والخلف وهلم جرا ممن كانوا رأوه في النوم، فرأوه بعد ذلك في اليقظة، وسألوه عن أشياء كانوا منها متشوشين، فأخبرهم بتفريجها، ونص لهم على الوجوه التي منها فرجها، فجاء الأمر كذلك بلا زيادة ولا نقص، انتهى المراد منه. وليت شعري لم كان عثمان يطلب شاهديْن من كل مَنْ أتاه بآية يشهدان على أنها من القرآن، وهلا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقظة وسأله عن تلك الآية، وهو -وسائر الصحابة- أحق ممن ذكر بهذه الفضيلة. وقد وقع بينهم من الاختلاف ما لم يره أحد منهم ويدفع إشكاله! والسيوطي رحمه الله كان فيما ألفه من الكتب حاطب ليل، في كل كتاب له مذهب ومشرب، وما أتى به في كتابه هذا لا يعول عليه، كما سيرد عليك مردودا وذكر الشيخ الألباني في كتابه "تمام المنة" ص: 29. أن السيوطي معروف بتساهله في التصحيح والتضعيف، فالأحاديث التي صححها أو حسنها، وفيها قسم كبير قد ردها عليه الشارح المناوي، وهي تبلغ المئات، إن لم نقل أكثر من ذلك، وكذلك وقع فيه أحاديث كثيرة موضوعة، مع أنه قال في مقدمته: وصنته عما تفرد به وضاع أو كذَّاب، وقد تتبعتها بصورة سريعة، وهي تبلغ الألف -تزيد قليلاً أو تنقص كذلك- وأرجو أن أوفق لإعادة النظر فيها وإجراء قلم التحقيق عليها، وإخراجها للناس. ومن الغريب أن قسماً غير قليل فيها شهد السيوطي نفسه بوضعها في غير هذا الكتاب، فهذا كله يجعل الثقة به ضيقة، نسأل الله العصمة، ثم يسر الله -تبارك وتعالى- فجعلت "الجامع الصغير وزياداته" المسمى بـ "الفتح الكبير في ضم الزيادة إلى الجامع الصغير"

قسمين: "صحيح الجامع ... " و"ضعيف الجامع ... " وعدد أحاديث "صحيح الجامع" (6469) حديث والموضوع منها (980) حديث على وجه التقريب وهو مطبوع -كالصحيح والحمد لله تعالى-. وقال أبو الحسنات، محمَّد عبد الحيّ اللكنوي (ت: 1304 هـ) (¬1): "أما السيوطي: فهو الحافظ المطلع الجمّاع المنقطع النظير، وهو أوسع العلماء الأجلّة الذين ذكرتهم، تساهلاً في إيراد الحديث الضعيف، والتالف، والموضوع وشبهه في كتبه ورسائله. وإن كان قد عزم - رحمه الله تعالى- أن يصون كتابه الخيِّر: "الجامع الصغير من حديث البشير النذير" عن الحديث الموضوع حيث قال في فاتحته: " ... وصنته عما تفرد به وضّاع أو كذّاب". فإن هذا العزم لم يتم له الوفاء به، فقد وقع منه في: "الجامع الصغير" نفسه -وفي غيره من كتبه أيضاً- أحاديث كثيرة هي من الحديث الموضوع، كما نبّه عليها شراحه، كالشيخ المناوي في شرحه: "فيض القدير شرح الجامع الصغير". وأضاف اللكنوي: "والأحاديث الموضوعة التي وقعت للحافظ السيوطي -رحمه الله- في "الجامع الصغير" كثيرة غير قليلة -كما سيأتي بيان عددها- وبعضها قد حكم السيوطي نفسه بوضعه في كتابه: "ذيل اللآلئ". ونبّه اللكنوي إلى عيب قائل في مؤلف: "الجامع الصغير" بقوله (ص 127): "وأما ما يوجد في بعض النسخ من الرمز إلى "الصحيح"، و"الحسن"، و"الضعيف"، بصورة رأس: (ص)، و (ح)، و (ض): فلا ينبغي الوثوق به، لغلبة تحريف النُّسّاخ! ". وقد عدّ الغماري عدد الأحاديث الموضوعة المتبادرة الوضع؛ فبلغت عنده 456 رواية، بدون تقصٍّ. قال المعلق: "وهي أكثر من ذلك بكثير لمن رام ¬

_ (¬1) في كتابه: "الأجوبة الفاضلة للأسئلة العشرة الكاملة" (ص 126 ط). أولى: (1384 هـ/ 1964م)، بعناية عبد الفتاح أبي غدّة نشر مكتب المطبوعات الإِسلامية حلب، سوريا.

الاستقصاء بشروط النقد الموضوعي الصارم المتعددة التخصصات، على ما دأبنا على انتهاجه في غير ما مؤلف من مؤلفاتنا في مثل هذه الموضوعات" (¬1). لذلك يجب عدم الاعتماد على الرموز التي يوردها السيوطي في كتابه "الجامع الصغير" أو أقواله -عامة- في الموضوع للعوار الذي يعتريها من هذين الجانبين: جانب الحكم على الأخبار، وجانب تصحيفات النساخ وتحريفاتهم. وإيرادنا لها إنما هو استئناس لنحكم عليها -نحن- بما تستحقه فعلاً. فالسيوطي إذن: له منهج يستقل به مخالف لمنهج الأئمة المتقدمين المعتدلين، فحينما يرى حديثاً فيه ضعف شديد -وهو الذي فيه راوٍ متروك، وما إلى ذلك- يقول: يمكن أن يرتفع ضعفه بتعدد طرقه، وهذا منهج السيوطي وقد صرح به في ألفيته وفي "التدريب". لهذا تداولته أيدي العلماء والطلاب في كل زمان ومكان، على اختلاف درجاتهم، وتباين مشاربهم، وتباعد اختصاصاتهم، فلا يكاد يستغني عنه المحدّث، فضلا عن الفقيه والخطيب والأديب. إلا أن المؤلف ذكر فيه من الأحاديث الضعيفة والمنكرة بل الموضوعة والباطلة، فلذلك كان لا بد لأهل العلم أن يتداركوا إشاعة تلك الأحاديث على الناس، ولهذا كان كتاب "الجامع الصغير" بحاجة إلى العناية ببيان درجات الأحاديث؛ لأن ثقة الجماهير وتداولهم للكتاب جعلهم يعتمدون على رمز السيوطي في آخر الحديث بما يستحقه من صحة أو حسن أو ضعف؛ لأن الرموز المشار إليها لا يجوز الاعتماد عليها؛ لأنها قد طرأ عليها التحريف والتغيير من النساخ أو الطباع، وقد ترك المؤلف كتيراً من الأحاديث بدون رموز (¬2). ¬

_ (¬1) وانظر للمزيد "الأجوبة الفاضلة ... "، ص 128 - 129). (¬2) استفدت في هذا الموضوع من موقع: ملتقى أهل الحديث، حيث كتب بعض الإخوة حول هذا الموضوع، فجزاهم الله خيرًا.

كتابنا "التنوير شرح الجامع الصغير" للإمام الصنعاني

كتابنا "التنوير شرح الجامع الصغير" للإمام الصنعاني: إن كتب شروح الأحاديث كثيرة إلا أن غالب مَنْ يتكلم على الأحاديث، إنما يتكلم عليها من حيث إعرابها والمفهوم من ظاهرها، وليس في ذلك كل الفائدة، إنما الشأن في معرفة مقصوده - صلى الله عليه وسلم - وبيان ما تضمنه كلامه من الحكم والأسرار بياناً تعضده أصول الشريعة، هذا ما فعله الصنعاني في شرحه هذا، كما أنه لم يكثر من نقل الأقاويل والاختلافات، إنما بيّن المراد بعبارة وجيزة مختصرة، وفيما يلي بعض محاسنه: 1 - اغترَّ كثير من العلماء برموز السيوطي في الجامع الصغير (ص) للصحيح (ح) للحسن (ض) للضعيف، وهذه الرموز لا يُوثق بها ولا يُعتمد عليها، وذلك للأسباب التالية: أ- قد طرأ عليها التحريف والتغيير من النساخ. ب- سقطت بعض رموز أحاديث الكتاب من الناسخ؛ فلم تُذكر -خلافاً- لنسخة المؤلف وبعض أحاديثه إذ وقع الرمز لها مختلفاً عما في الأصل، وذلك لقرب تشابه الحروف. وسواء كان هذا أو ذاك، فهو مما يضعف الوثوق بهذه الرموز ويوقع المستفيد في اللبس. ولهذا وأمثاله -مما فيه فائدة- جاء الصنعاني - رحمه الله - فخدم الكتاب خدمة مميزة واعتمد على عدة نسخ من الجامع الصغير منها نسخة السيوطي نفسه، فقد صرّح في مواضع كثيرة عن ذلك، إذ قال الصنعاني: "ومن غرائب الشارح أنه شرح على أصل فيه عن "فاطمة" بسقوط لفظ "أبي" فقال: الزهراء، وهو غلط صريح فاعجب". وقال في موضع آخر: "هب عن أنس": هكذا في نسخ الجامع الصحيحة ... وهو شرح على أصل غير معتمد لذا فإنه ذكر أنه رمز المصنف بكذا وكذا أشياء ما رأيناها.

وقال أيضاً: فالله أعلم، كيف شرح على أُمّ كثيرة الغلط. وقال: وهذا من ضعف أصله الذي شرح عليه. وقال: "وهو مما نبهناك أنه شرح على أصل غير صحيح ... "، وقال في موضع آخر: "رمز المصنف لضعفه فيما رأيناه مقابلاً على خطه"، وقال الشارح (المناوي): "رمز لصحته؛ لأننا تتبعنا ما ينقله الشارح من ذلك، فوجدناه غير مطابق لما قوبل، فقد رأينا اختلافاً كثيراً في النسخ في ذلك". فيمكن الاعتماد على الرموز التي أثبتها الصنعاني؛ لأنه اعتمد على نسخة المؤلف، ونسخ أخرى مقابلة على نسخة المؤلف، فهذه ميزة عظيمة لهذا الكتاب. 2 - يتميز الصنعاني بعقيدة صحيحة صافية، عقيدة أهل السنة والجماعة، وبخاصة في الأسماء والصفات، فلا يُرى التأويل والتفويض وقد رد كثيراً على المؤولين والمفوضين. 3 - وقد اعتنى الصنعاني -كثيراً- بكشف علل الأحاديث، حيث تكلم على علل الأحاديث كثيراً، ومنها: الاختلاف على الراوي، والاختلاف بين الرواة في الضبط والحفظ، والاختلاف في الرفع والوقف، وغيرها من أنواع العلل. 4 - حكم الصنعاني -غالباً- على الأحاديث، أو نقل عن المناوي أو عن غيره الأحاديث التي لم يرمز لها السيوطي تصحيحاً أو تحسيناً أو تضعيفاً. 5 - نقد الصنعاني صاحب الجامع الصغير كثيراً، فالأحاديث التي رمز لها السيوطي بالصحة أو الحسن أو الضعف وهي في نقد الصنعاني معلة أو فيها ضعف، فقد بيّن ذلك، فأجاد وأفاد. 6 - تكلم على الرواة بذكر ما لهم وما عليهم، وضبط أسماءهم -إن كانت تحتاج إلى ضبط- وذكر مَنْ عدَّلهم أو جرحهم، وكشف حال من احتاج إلى ذلك، ثم بعد ذلك حكم على الحديث بما يليق به.

عملي في الكتاب

7 - اعتنى بشرح الألفاظ الغريبة الواردة في الأحاديث التي تحتاج إلى شرح، وضبطها. 8 - يذكر -غالباً- الأحكام الفقهية والعقدية المستنبطة من هذا الحديث، ويذكر -أيضًا- فوائد مهمة وتنبيهات جديدة، على التحقيق والتدقيق، وبيان الراجح. 9 - يبيّن الأوهام التي وقع فيها من سبقه، سواء كانت في الشرح أم الضبط أم الإبدال أم الخطأ في عزو الأحاديث. 10 - أطال في شرح بعض الأحاديث وأجاد، وأتى في شرحه بنوادر ودرر. 11 - هو -فيما- أرى أفضل شرح من الشروح المعروفة للجامع الصغير، من حيث غزارة مادته، وسهولة ترتيبه، واشتماله على أحاديث في كل باب، هذه الميزات كلها قد جعلته كتاباً قيماً يحتاج إليه المتخصص وغيره. عملي في الكتاب: الكتاب مخطوط كان حبيس أدراج بعض المكتبات، لم ير النور، فصوّرته ونسخته ثم حققته. - ضبطت نصَّه. - وحددت مكان كلِّ حديث -في مصدره- بالدقة والتفصيل. - وقمت بتوضيح كلِّ غامض. - وتوثيق كل نقل، وعزو كل قول إلى قائله، فعلت ذلك كله على سبيل التفصيل والتحقيق. - وعلقت على بعض ما يحتاج إلى تعليق. - قمت بعزو الأحاديث كلها إلى مظانها من كتب الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد والأجزاء والمشيخات وغيرها، التي يرمز إليها السيوطي ويضيفها الصنعاني، وقمت بذكر رقم الحديث فقط، ورقم الجزء والصفحة -إن لم يوجد له رقم-.

- قمت بعزو النصوص والاقتباسات إلى الكتب التي نقل منها المؤلف، بخاصة عند تصريح المؤلف بالمصدر الذي نقل منه، فإن لم يصرح اجتهدت في معرفة ذلك. - ترجمت للرواة الواردين في النص -أحياناً- إن كان الواقع يقتضي ذلك، فإن كانوا من رجال الكتب الستة؛ فالاعتماد في ذلك على "تقريب التهذيب" للحافظ ابن حجر -غالباً-، وأضيف إليه "تهذيب الكمال" -أحياناً-، وإن لم يكونوا من رجال الكتب الستة، فإنني أنقل أقوال العلماء فيهم من كتب الجرح والتعديل التي بين يدي. - قمت بتخريج الأحاديث التي ذكرها الشارح عَرَضاً في أثناء النص. وحكمت عليها، وقد يفوتني تخريج بعضها أو الحكم على بعضها، إما لتكرارها وأكون قد خرّجتها وحكمت عليها في مكان واعتمدت على هذا، أو لسهو أو نسيان، أسأل الله تعالى أن يغفر لي ما قصّرت فيه. - وقد اعتمدت في الحكم على الأحاديث على كل من خدم الجامع الصغير شرحاً أو حكماً فكل من وجدت عنده فائدة استفدت منها، وقد أسهو ذكر مصدر الحكم. بالنسبة لأحاديث الجامع الصغير، قام الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - بتقسيمها إلى صحيح وضعيف، وقد ذكرت حكمه على الأحاديث جميعها معتمداً على الكتابين: صحيح الجامع الصغير وضعيف الجامع الصغير، وأضفت ما في سلسلتيه -إن كان الأمر يحتاج إلى ذلك-. إضافة إلى حكم المناوي في كتابيه: فيض القدير والتيسير شرح الجامع الصغير. - أضفت ما كان من زيادة ضرورية في النص، مما أراه ساقطاً من الأصل، وجعلته بين معقوفتين. - قمت بضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط بالشكل. - تعقبت المؤلف فيما سها عنه من تأويلات بعض النصوص العقدية التي لا يحسن السكوت عليها، وتعقبته فيما شطح فيه، مبيناً وجه الحق والصواب من أقوال علماء السلف بإيجاز.

وصف النسخة المعتمدة في التحقيق

والكتاب ديوان عظيم، برز فيه الجهد والجد الذي يتميز به المؤلف -رحمه اللَّه- وظهرت فيه شخصيته من خلال كثرة أحكامه على الأحاديث، أو الرواة أو المسائل الفقهية أو العقدية الكثيرة. واعتنى عناية كبيرة في بيان الفروق بين النسخ من الجامع الصغير وبين شرحي المناوي، وذكر الرموز التي رمز بها السيوطي على الأحاديث لبيان حكم الحديث. وصف النسخة المعتمدة في التحقيق: لمَّا كان من المسلّم به اهتمام كل محقق بجمع النسخ الخطية للكتاب المراد تحقيقه؛ للاطلاع عليها، واختيار ما يصلح للاعتماد، ليخرج النص سليماً قويماً؛ فقد سعيت ببذل جهدي للوصول إلى ما يمكن من نسخ هذا الكتاب. وبعد جولة في فهارس المكتبات، وجدت أن للكتاب المراد تحقيقه نسخةً واحدةً، وهي الوحيدة الكاملة التي جعلتها أصلاً للتحقيق، وهي التي أملاها المؤلف على ابنه، ثم قرئت على المؤلف غير مرة؛ لأنه ورد في مواضع: "بلغ المواجهة الرابعة"، وأضاف بعض التعليقات عند تلك المراجعات -ذكرتُها كلها في الحاشية، وهي محفوظة في مكتبة الأحقاف/ مجموعة الكاف برقم: 17 حديث. وإليك وصف النسخة المعتمدة: الجزء الأول: نسخة مجدولة نسخت بقلم نسخي مهمل النقط أحيانا، نسخها بعناية المؤلف ابنه في سنة 1158هـ، والنسخة مقابلة، وكتب المتن بالحمرة، وبها آثار الرطوبة، وعليها تملك/ عمر بن إبراهيم بن مؤسس السندي من عام 1249 هـ. عدد أوراقها: 246 ورقة، 32 سطراً، ومقاس الصفحة 22 × 31 سم، وجاء في صفحة العنوان: هذا السفر العظيم لديّ عارية لسيدي مولاي العلامة الأورع الدرة الثمينة من أبناء البطين/ محمَّد بن إسماعيل الأمير حفظه الله تعالى، بتاريخ شهر ربيع آخر 1170هـ، وكتبه الفقير إلى الله تعالى / محمَّد بن عز الدين محسن النعمي لطف الله به.

الجزء الثاني

وكذلك على الصفحة الأولى من المجلد الأول: من شعر المولى العلامة محمَّد بن زيد بن المتوكل كان الله له، ثم أجاب عنها المؤلف وكتب بخطه: الجواب لكاتبه محمَّد بن إسماعيل الأمير عفى الله عنهما، وكتب 19 بيتاً. الجزء الثاني: نسخة بخط رقعة مهمل النقط. وفي آخر هذا الجزء تغير خطها إلى تعليق، والنسخة مجدولة ومقابلة، والمتن كتب بالحمرة وبها أثر رطوبة، وليس لهذا الجزء خاتمة كما لغيره من الأجزاء، عدد أوراقها: 341 ورقة، 32 سطراً، ومقاس الصفحة 22 × 31 سم. الجزء الثالث: نسخة بقلم معتاد مهمل النقط أحياناً، وفرغ من رقم الجزء التالث وكتبها بعناية المؤلف ابنه في سنة 1157 هـ، والنسخة مقابلة، وفي آخره قراءة: وفرغ من قراءة هذا الربع يوم الربوع 20 ربيع آخر 1297 على يد الفقير سالم بن محمَّد بن عبد الرحمن بن شيخ الحبشي لطف به. وعدد أوراقها: 192 ورقة، 32 سطراً، ومقاس الصفحة 22 × 31 سم. الجزء الرابع: نسخة بقلم نسخي مهمل النقط أحيانا كتبها بعناية المؤلف ابنه في سنة 1158 هـ، والنسخة مقابلة، وكتب المتن بالحمرة، عدد أوراقها: 213 ورقة، 32 سطراً، ومقاس الصفحة 22 × 31 سم. وجاء في آخر المجلد الرابع قال مؤلف الأصل الإِمام الحافظ السيوطي رحمه الله: فرغت منه يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وتسعمائة فجزاه الله خيرًا وأسكنه في غرف الجنات، وعدة ما اشتملت عليه من الأحاديث النبوية: عشرة آلاف حديث وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثاً. قال في الأم المنقول منها هذا: وفرغت من كتابة هذا الشرح المسمى بالتنوير في وقت الضحى من يوم الاثنين سادس شهر الحجة الحرام المنتظم في شهور سنة أربعة وخمسين ومائة وألف ختمها الله وما بعدها من الأعوام بكل خير وإنعام وسلامة وحسن ختام، وصلى الله على سيد الأنام محمد بن عبد الله وعلى آله الأئمة الأعلام، بمحروس صنعاء حرسها الله.

وكتب الفقير إلى الله سبحانه محمَّد بن إسماعيل بن صلاح الأمير عمر الله قلبه بتقواه وأصلح له أولاه وأخراه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وتم نقل هذا الشرح المبارك ضحوة يوم الأحد (¬1) تاسع عشر شهر محرم الحرام سنة ثمانية وخمسين ومائة وألف سنة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. بعناية سيدي الوالد العلامة عز الإِسلام والدين محمَّد بن إسماعيل الأمير حفظه الله وبلغه من الدارين ما يهواه وغفر لنا وإياه ما أسلفنا من الذنوب اجترحناه ووالدينا والمسلمين أجمعين بحق سيد المرسلين محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (¬2) وآله أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبي وكفى ونعم الوكيل. هذا وأسأل الله -تعالى- بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن ينفعني بعملي هذا حياً وميتاً، وأن ينفع به عباده، إنه سميع مجيب، وصلى الله على خير خلقه محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين. كتبه محمَّد إسحاق آل إبراهيم الرياض - حي الريان المملكة العربية السعودية ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: بلغ بحمد الله سبحانه وتعالى قراءة وتصحيحا والحمد لله رب العالمين. (¬2) لا يَجُوزُ أَن يُسْأَل اللهُ تَعَالَى بِمَخْلُوقٍ، لَا بِحَقِّ الْأَنْبِيَاءِ، وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ.

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الجامع لصفات المجد والكمال، والواهب لمن يشاء من عباده تهذيب الأخلاق والإكمال، والصَّلاة والسَّلام على من فاض من بحار معارفه الدر المنثور من الأقوال والأفعال، وعلى آله الذين حبهم ذخائر العقبى وهم لقوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] سبب الإنزال، وعلى أصحابه الذين هم معالم التنزيل بلا مقال، وبحميد سعيهم ظهر فتح الباري عن قلوب المعاندين الأقفال، وهم المنهاج لسلسة رفع الأحاديث والإرسال. وبعد: فإنَّ الله سبحانه شرف هذه الملة بحفظ دينها بأئمة الرجال، ولم يزل تعالى يظهر في كل عصر قومًا يطلعون البدور السافرة بعد أن صارت شمس المعارف من قبل في هيئة الهلال فيهتدي بضوئها الساري كل من له من فتح الودود بعض منال، منهم الإِمام الذي جعله الله تعالى تذكرة الحفاظ للنبلاء فرجح بعلومه ميزان الاعتدال، الحافظ الذي كان إيجاده إحياء لعلوم الدين، بعد أن صارت خلاصته من حملة الأطلال من لا يحتاج إلى ما ناله من الإصابة والتقريب والإتقان إلى برهان واستدلال، إذ مصنفاته مصباح الزجاجة للناظرين وقوت المغتذي، ومرقاة الصعود إلى بلوغ الكمال، وهو العلامة فخر الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي لا زال في رضوان ذي الجلال، وألف مؤلفات نفيسة وإن من أنفس ما جمعه "الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير" صلى الله عليه وعلى آله بلا انتهاء ولا زوال. فإنَّه سألني بعض الإخوان من العلماء المزين لعلمه بصالح الأعمال، وقد أخذ عنِّي من الجامع الصَّغير شطرًا صالحًا أن أكتب عليه ما أرجو أن يكون به ميزان الحسنات عند الله راجحًا، فاعتذرت لما أعلمه من نفسي من القصور عن هذا المجال، ثم إنها اتفقت فتراه في الجامع احتيج معها إلى البحث عما لا بد منه في توضيح المقال، وضبط بعض ألفاظه

التي لا يتضح معناها حتى يزال عنها الإشكال. ولم يكن عند حصول المذاكرة لدينا شيء من شروح هذا الجامع التي حلَّت عن ألفاظه ومعانيه كل عقال، فكتبت من ذلك المطلوب شيئًا لنفسي أرجع إليه في بعض الأحوال، ثم يسر الله الوقوف على شرحه الذي قد بلغ الغاية في بسط الأقوال، فالتقطت من درره ما ضممته إلى ما جمعته من المقال؛ لأنفع به نفسي أولاً ومن شاء الله من الناظرين في هذا الكتاب، راجيًا من الله تعالى جزيل الثواب، طالبًا منه العفو عما ليس بصواب. ولما كان هذا الجامع الصغير كتابًا ليس له في جمعه نظير مشتملاً من الأحاديث النبوية على الجم الغفير، كان حقيقًا بأن يصرف العالم إليه عنان العناية، فإنه لا يستغنى عنه وإن بلغ الغاية، لتقريبه للبحث عن متون الألفاظ النبوية وتسهيله، كما قاله مؤلفه لطلاب الآثار الرسولية، وقد سميت هذا الشرح بـ "التنوير على الجامع الصغير"، سائلاً من الله تعالى أن ينفع به الناظرين وأن يجعل أجره ذخرةً ليوم الدين. قال المصنف رحمه الله: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد) من الثناء بالجميل على الجميل الاختياري من إنعام كان أو غيره (لله) هو علم للذات الواجب الوجود المستجمع لجميع المحامد (الذي بعث على رأس كل مائة سنة من يُجَدِّدُ لهذه الأمة أمر دينها) البعثة: الإرسال وهي فيمن أرسله من أنبيائه عليهم السلام، وأطلقت على غيرهم كحديث: "إنما بعثتم ميسِّرين، (¬1) ونحوه، ¬

_ (¬1) هذا جزء من حديث أبي هريرة قال: قام أعرابي في المسجد فبال، فتناوله الناس، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه وأهريقوا على بوله دلوًا من ماء، فإنما بعثتم ميسِّرين ولم تُبعثوا معسِّرين" أخرجه أحمد (2/ 282)، والبخاري في الصحيح رقم (220) و (6128) والنسائي (1/ 48)، وأبو داود (380) والترمذي (147)، وابن خزيمة (297)، والبيهقي في السنن (2/ 428)، وابن حبان (برقم 1399، 1400) والبغوي في شرح السنة (291).

والمذكور هنا من ذلك، فإن هذا من المصنف اقتباس من حديث: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يُجَدِّدُ لها أمر دينها"، يأتي وأنه أخرجه الحاكم والبيهقي وأبو داود (¬1)، قال المصنف في المرقاة (¬2): اتفق العلماء على تصحيحه، منهم الحاكم والبيهقي، ونص على صحته من المتأخرين الحافظ أبو الفضل ابن الحجر (¬3)، وقد اختلف في معناه على أقوال، وألف فيه المصنف رحمه الله مؤلفًا سماه: (التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة) وقد أشار بأن المراد ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4291) وقال أبو داود: "رواه عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني، لم يجز به شراحيل". والحاكم في المستدرك (4/ 567)، والبيهقي في معرفة السنن (422) وفي مناقب الشافعي (1/ 53)، والطبراني في الأوسط (6527) والخطيب البغدادي في تاريخ (2/ 61) والداني في السنن الواردة في الفتن (364) والهروي في ذم الكلام (1098)، وابن عساكر في تنبيه كذب المفتري (ص 51 - 52) وابن كثير في مناقب الشافعي (ص 135) في البداية والنهاية (10/ 253). والحديث صحيح، وقد صرح بصحته عدد من الأئمة وممن نص على صحته أبو الفضل العراقي وابن حجر، والحاكم وقال السخاوي: سند صحيح، رجاله كلهم ثقات، انظر: توالي التأسيس لمعالي محمَّد بن إدريس لابن حجر (ص 45 - 49)، وقال: "فكان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الأولى، وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى". والمقاصد الحسنة (ص 203) وفيض القدير للمناوي (2/ 282)، وأورده الشيخ الألباني في الصحيحة (2/ 150 رقم 599) وحكم عليه بالصحة، وقال: "رجاله ثقات، رجال مسلم". وقال صاحب عون المعبود (11/ 267) (العلمية): ومعنى كلام أبي داود: أي لم يجاوز بهذا الحديث على شراحيل، فعبد الرحمن قد أعضل هذا الحديث وأسقط أبا علقمة وأبا هريرة، والحديث المعضل: هو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر بشرط التوالي الحاصل أن الحديث مروي من وجهين، من وجه متصل ومن وجه معضل، أما قول أبي علقمة فيما أعلم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال المنذري: الراوي لم يجزم برفعه، وعقب عليه صاحب عون المعبود بقوله: نعم، لكن مثل ذلك لا يقال من قبل الرأي، إنما هو من شأن النبوة فتعين كونه مرفوعًا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) انظر مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود (4/ 440) بتحقيقنا، وقال السيوطي: قد أفردت في شرح هذا الحديث تأليفاً مستقلاً سميته "التنبئة بمن يبعثه الله على رأس كل مائة" وأنا ألخص فوائده هنا فأقول: ... ثم سردها من (440 إلى 452). (¬3) انظر: توالي التأسيس لابن حجر (ص: 45 - 49).

بالمجدد: العالم المجتهد، وقد صرح به في مؤلفاته وأنه مجدد المائة التاسعة التي كان فيها (¬1) وقد استوفينا الكلام عليه في (إنّ الله) حيث ذكره المصنف في حرف الهمزة مع النون، كما يأتي إن شاء الله، (وأقام في كل عصر) العصر هنا: الدهر وأراد به مجرد الزمان فإنه لا يخلو عن (من يحوط) بالحاء المهملة أي يحفظ (هذه الملة الدين بتشييد أركانها) التشييد: رفع البناء، وأركان الملة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وفي الكلام استعارة مكنية وتخييلية، (وتأييد) تقوية (سننها) طرقها، (وتبيينها) إيضاحها وإظهارها، ولا يخفى إنما ذكره مما علق الحمد به من أعظم النعم وأجلها، وتعليق الحمد بها هنا من غاية المناسبة لأنه افتتح به التأليف الذي هو من أركان الدين (وأشهد أن لا إله إلا وحده) حال مؤكدة، (لا شريك له)، تأكيد أيضاً لما قبلها، مبالغة في إثبات الوحدانية له تعالى، "شهادة" مصدر نوعي لأنه وصفها بقوله: (يزيح) أي نوعًا من الشهادة له هذه الصفة، وتزيح: بالزاي والحاء المهملة من الإزاحة وهي الإبعاد والإزالة، (ظلام الشكوك) الشك: الريبة والتركيب من باب لجُين الماء أي الشك الذي كالظلام في إيقاع صاحبه في الحيرة وعدم الهداية إلى مراده، وكذلك قوله: (صبح يقينها) أي اليقين الذي هو كالصبح في الإشراق والإنارة، والاهتداء إلى كل مراد، وكان الأحسن أن يقول: نور يقينها، ليتم له لطيفة الطباق بين النور والظلام كما أنه طابق لفظ الشكوك باليقين، (وأشهد أن سيدنا محمدًا) عطف بيان (عبده ورسوله) خبر أن (المبعوث لرفع كلمة الإِسلام) وهي كلمتا الشهادة (ومُشيِّدِها) رفعها على كل كلمة سواها، وهو عطف تفسيري لقوله: رفع كلمة الإِسلام (وخفض كلمة الكفر) المراد بها: كل كلمة تنافي الإيمان والتوحيد، (وتوهينها) تضعيفها (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ليوث ¬

_ (¬1) قد طبع هذا الكتاب عام 1410 هـ بتحقيق: عبد الحميد شانوخة.

الغابة) جمع ليث (¬1) وهو الأسد، والغابة: بالغين المعجمة والباء الموحدة هي الأجمة، والشجر الملتف تألفه الأسود قاله في الضياء (وأسد عرينها) بالعين المهملة والراء بمثناة تحتية فنون: مأوى الأسد وهذه الأربعة الألفاظ مترادفة، ولما كانت شجاعة الآل والأصحاب بها قامت قناة الدين وسيوفهم طحنت هامات المعاندين، ومدحهم الله بذلك في كتابه، خص المصنف رحمه الله من صفاتهم الشريفة، هذه الصفات ولمناسبتها ما علق به الحمد من بعثه المجددين والحائيطين. (هذا كتاب) قد علم أن اسم الإشارة موضوع للإشارة إلى ما هو محسوس، فاستعماله في غيره مجاز، وهذا منه؛ لأنه إشارة إلى ما في الذهن من المعاني المرتبة والألفاظ المتخيلة التي يراد إبرازها في التأليف، سواء ألف الكتاب قبل الخطبة أو بعدها، إن كانت الإشارة إلى المدلولات، وإن كانت إلى الدوال وهي صور الألفاظ ونقوش الكتابة، فإن كانت الإشارة بعد تأليفها فهي إشارة إليها حقيقة، ولفظ الكتاب يطلق على الصور الخطية وإن كان مجازًا. (أودعت فيه) بالدال والعين المهملات من أودعته مالاً دفعته إليه يكون وديعة عنده، والمراد أنه جعل ما ذكر وديعة في النقوش والأوراق، (من الكلم) بكسر اللام، قال في القاموس (¬2): أنه جمع كلمة (النبوية) النسبة إلى النبي (ألوفًا) جمع ألف، وقد حصر بعض من اعتنى بهذا الكتاب الجليل أحاديثه فكانت عشرة آلاف وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثًا (¬3) (ومن الحكم المصطفوية صنوفًا) ¬

_ (¬1) انظر: القاموس المحيط (ص: 502). (¬2) انظر القاموس (ص: 1491). (¬3) قال النبهاني: ذكر شرّاح "الجامِع الصغير" أن عدة ما اشتمل عليه من الأحاديث عشرة آلاف وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثاً، ولم أر من عَدَّ الزيادة، وقد عددت "الجامع الصغير" فوجدته عشرة آلاف حديث يزيد قليلاً نحو العشرة، وبين ذلك وبين ما ذكروه من العدد فرق كبير،=

جمع حكمة قال في النهاية (¬1): الحكمة عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم، ولا شك أن أفضل الأشياء ما جاءت به الرسل، وأفضل العلوم ما دلت عليه شرائعهم، والصنوف: جمع صنف وهو النوع وأراد أنه أتى فيه بأنواع من العلوم من ترغيب وترهيب، ووعد ووعيد وغير ذلك، فلم يكن في نوع واحد (اقتصرت فيه على الأحاديث) جمع حديث, الذي القاموس (¬2): جمع حديث على أحاديث شاذ، وفي الكشاف (¬3): أنه اسم جمع لا جمع، وتعقب بأنه لم يأت مثله في أوزان أسماء المجموع، (الوجيزة) من أوجز في كلامه، قلله واختصره ولم يطله يعني أنه اختار من الأحاديث في هذا الكتاب ما قل لفظه [ص:2]. وكأنه أراد الأغلبية، وإلا فإنه أتى فيه بأحاديث مطولة جدًّا كحديث صلاة الحفظ، وحديث إني رأتيت البارحة عجبًا، يأتيان في حرف الهمزه، وغيرهما في غيره (ولخصت فيه من معادن الأثر إبريزه) التلخيص: التضييق، والتشديد في الأمر كما في القاموس (¬4)، والمعادن: جمع معدن بزنة مجلس منبت الجواهر من ذهب وغيره، والآثار: جمع الأثر، وهو الحديث أيضًا، وقيل: إنه أعم, لأنه يقال للمرفوع والموقوف، والحديث اللأول فقط، لكنه لا يصح هنا أن يراد به الأعم، ¬

_ =والظاهر أن جميعهم قلَّدوا المناوي، وهو لم يعده بنفسه, فذكر ما ذكره من ذلك العدد من غير تحقيق، والصحيح ما ذكر هنا لأني عددته بنفسي، فوجدته كما ذكرت. الفتح الكبير للنبهاني (1/ 6) وعلق على كلام النبهاني السابق الشيخ الألباني رحمه الله فقال: "قلت: هذا قريب جدًّا من الترقيم الذي رقمت به نسخة "الجامع الصغير" التي عليها شرح المناوي، فآخر حديث فيها رقمه (10031)، انظر: ضعيف الجامع الصغير للألباني (1/ 35 - 36)، ويبدو مؤلفنا كذلك اعتمد على المناوي، فذكر هذا العدد. (¬1) انظر: النهاية (1/ 419). (¬2) انظر القاموس (ص: 214). (¬3) الكشاف (1/ 572). (¬4) انظر: القاموس (ص: 813).

لأنه بصدد وصف الكلم النبوية، والمراد المرفوعة، ويحتمل أن يراد به الأعم، والمعنى: أن معادن الأحاديث تجمع الموقوف والمرفوع، وأنه أخرج إلى هذا الباب المرفوع وترك غيره، ولذا شبهه بالإِبْرِيز وهو خالص الذهب، فقد شبه الآثار بالمعدن ثم صنع فيه ما صنع في لجين الماء، واستعار الإبْريز للأحاديث استعارة مصرحة، واستعمل التلخيص في معنى الاستخراج، والمعنى: واستخرجت من الآثار التي هي كالمعدن للأحاديث التي كالإبريز، والمعدن ترشيح للاستعارة (وبالغت في تحرير التخريج) ناهيت في الاجتهاد في إخراج الأحاديث التي أودعتها فيه من كتب الأئمة (فتركت القشر) بكسر القاف هو غطاء الشيء (وأخذت اللباب) قيل مراده: تجنبت الأحاديث الموضوعة، وأثبت بالصحيح والحسن، ويحتمل أن مراده حذفت الأسانيد وأثبت باللفظ النبوي الذي هو لبابها ويدل له قوله: (وصنته عما تفرد به وضَّاع) أي حفظته عن حديثما تفرد بروايته من عرف بوضع الأحاديث واختلاقها، وقد جعل أئمة الحديث الحديث الموضوع: ما طعن فيه بكذب راويه (¬1)، فقوله: (أو كذاب) عطف تفسيري بناء على أنه يأتي بأو، كما يأتي بالواو، وهذه الجمل على التفسير الأخير للجملة الأولى وقعت كما لاحتراز عما يوهمه حذفه إسناد الحديث، من أن يقال قد يكون فيمن حذفه من رجال الأحاديث التي تضمنها كتابه كذاب، فدفع ذلك بأنه قد صانه عن من في رجاله وضّاع أو كذّاب، وعلى التفسير الأول تكون الجملة تأكيدًا لما قبلها، والتأسيس خير من التأكيد، (ففاق) هذا الكتاب (بذلك) بجمعه لما ذكر على تلك الصفات (الكتب المؤلفة في هذا النوع) وهو إيراد متون الأحاديث مجردة عن الأسانيد مختصرة الألفاظ جامعة لأصناف ¬

_ (¬1) انظر: مقدمة ابن الصلاح (ص: 98)، والنكت على كتاب ابن الصلاح لابن حجر (2/ 838)، وفتح المغيث (1/ 294).

عديدة، سالمة عن أحاديث الوضاعين والكذابين ومن قال: إن المراد هذا مع ترتيبها على الحروف لم يصب؛ لأنه لم يتقدم وصف هذا المؤلف ولا تلك بهذه الصفة (كالفائق) كتاب ألفه العلامة بن غنام، جمع فيه الرقائق: وسماه: (الفائق في اللفظ الرائق) (¬1) ولا يخفى ما في فاق والفائق من جناس الاستنفاق، (والشهاب) كتاب جمع فيه متونًا من الأحاديث، القاضي أبو عبد الله القضاعي (¬2)، فإن هذين الكتابين وإن جمعا من الأحاديث الرائقة المختصرة المفيدة أنواعًا، فإنهما ما خليا عن حديث وضّاع أو كذّاب، واعلم أن المصنف رحمه الله قد صرح أن كتابه هذا خلا عن أحاديث من ذكر من أهل الوضع والكذب، وهذه الشريطة ما تم مفاده بها، كما ستقف عليه إن شاء الله تعالى، ولأنه قال في خطبة الجامع الكبير (¬3): إنما كان من الأحاديث منسوبًا للبيهقي في "الضعفاء" ولابن عدي في الكامل، وللخطيب في تاريخه، ولابن عساكر في تاريخه، وللحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وللحاكم في تاريخه، ولابن الجارود في تاريخه، أو للديلمي في مسند الفردوس، فهو ضعيف وأنه سيغني بالعزو إليها أو إلى بعضها عن بيان ضعفه، هذا معنى كلامه. والضعيف يشمل الموضوع شمول الأعم للأخص. ثم اعلم أنها توجد رموز على رموز الكتب المخرجة منها الأحاديث: رمز الصحيح والحسن والضعيف وهي من المصنف كما صرح به شارحه ويوجد ¬

_ (¬1) وهو للعلامة جمال الدين عبد الله بن علي بن محمد بن سليمان ابن غنائم (ت: 744 هـ) جمع منه أحاديث الرقائق، مجردة عن الأسانيد، مرتبة على الحروف، انظر: كشف الظنون (2/ 1217)، والرسالة المستطرفة (ص181)، انظر عن نسخ الكتاب: فهرس آل البيت (2/ 1141). (¬2) هو: مسند الشهاب، للقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي (ت: 454 هـ)، طبع في مجلدين بتحقيق: حمدي عبد المجيد السلفي، في (عام 1405 هـ) في مؤسسة الرسالة. (¬3) انظر: الجامع الكبير (1/ 14) نسخة مصورة عن مخطوطة دار الكتب المصرية (رقم 95).

في نسخ: الرمز للموضوع بلفظ (ضع)، إلا أنها تتعين أنه ألحقها غير المصنف من الناظرين في كتابه الذين وجدوا الحديث فيه موضوعًا، إذ من البعيد أن يصرح في الخطبة أنه جرَّده عن أحاديث الوضَّاعين ثم يرمز لبعض أحاديثه أنه موضوع. ثم اعلم أنا وجدنا كثيراً مما يحكم له المصنف برمز الصحة أو الحسن أو الضعف ليس كما قاله وستمر بك كثير من ذلك [ص: 4] في هذا الشرح إن شاء الله تعالى، (وحوى) بالحاء المهملة جمع (من نفائس الصناعة الحديثية ما لم يودع قبله في كتاب) من ذلك عزو الحديث إلى موضعه من كتب الأئمة، وذكر صحابيه الراوي له، والغنية عن التصريح باسم المخرج للاكتفاء برمزه ويعدد الرمز إذ تعدد المؤلف اسم مفعول مع اتحاد المؤلف اسم فاعل كما في رموز البخاري والطبراني بألطف عبارة وأوضح رمز مع استطراد ذكر الغرابة أو نحوها من الوقف والإرسال والإعضال ونحو ذلك، وكالتصحيح والتحسين والتضعيف. (ورتبته على حروف المعجم) أي جعلت منازل الأحاديث منزلة على منازل حروف المعجم الأول فالأول، وفي القاموس: المعجم كالمُدْخل أي من شأنه أن يُعْجم، يقال: أعجم فلان الكتاب أي نقطه، يريد أن همزته للسلب، وسمّيت جميعها حروف المعجم لأن فيها ما يعجم فالتسمية تغليب، وحروف المعجم قد جمعها العلامة المقري في بيت أراد تقريب البحث للناظرين في القاموس، فقال: جمعت حروفًا رتب الشيخ سفره ... عليهن في بيت من الشعر محكم أبت ثجح خد ذرز شمص منط ... ظغ عفق كلم نوهي فاعلم (مراعيًا) حال من فاعل رتبت مراعيًا في الترتيب (أول الحديث فما بعده) أي ما بعد الأول فإذا كان أوله همزه فألف قدمه، كما في آخر أو همزه فباء موحدة كان بعد الهمزة فالألف، وإذا كان بعدها باء مثناة كانت بعدها، ثم كذلك إلى

آخر الحروف، ولقد قربه بهذا أتم تقريب فجزاه الله خيرًا. (تسهيلاً على الطلاب) نصب على أنه مفعول له، وهو علة لقوله رتبته، ويحتمل أنه علة لجميع ما سلف من قوله أودعت فيه إلى آخره، إذ الكل تسهيل للآخذين والناظرين فيه، وسميته: (الجامع الصغير من حديث البشير النذير) صفتان لموصوف يُعينه المقام، وهو محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ووجه التسمية بذلك ما عللها به من قوله: (لأنه مقتضب) اسم مفعول من اقتضبته إذا اقتطعته فهو مقتطع (من الكتاب الكبير الذي سميته جمع الجوامع) لأنه جمع كل جامع قبله. (وقصدت فيه جمع الأحاديث النبوية بأسرها) بجميعها، وهذا بحسب ما اطلع عليه المصنف رحمه الله لا بحسب ما في نفس الأمر، إلا أنه قد جمع فيه فأوعى، وما فاته إلا ما هو خاف نادر، قال في خطبة (الكبير) (¬1): هذا كتاب شريف حافل، ولباب منيف رافل بجميع الأحاديث النبوية كافل، قصدت فيه إلى استيعاب الأحاديث النبوية، وأرصدته مفتاحًا لأبواب المسانيد العلية، ثم قسمته إلى قسمين قسم في الأقوال، وقسم في الأفعال، فهذا الكتاب تلخيص للقسم الأول منه، (وهذه رموزه) أي الكتاب، أو الجامع الصغير, وأضافها إليه لنفعها بمعية إلا فإنها رموز لمن جعلت علامة لاسمه من الأئمة، وهي جمع رمزة بسكون الميم، وقد يحرك ويفتح أوله وقد يضم وهي الإشارة أو الإيماء بالشفتين أو العينين أو الحاجبين أو الفم أو اليد أو اللسان، أفاده القاموس (¬2)، وقد نقل هنا إلى الإشارة ببعض حروف الكلمة إليها، فيقرأ المملي الاسم المرموز إليه به لا الرمز؛ لأنه غير مراد لنفسه، بل للدلالة والإشارة إلى غيره، مثاله أن ينتهي إلى صورة ق فيقرأ متفق عليه. ¬

_ (¬1) انظر: (1/ 13) نسخة مصورة عن مخطوطة دار الكتب المصرية الهيئة المصرية العامة للكتاب. (¬2) انظر: القاموس (ص: 659).

واعلم أن المصنف رحمه الله نقل في كتابه هذا عن اثنين وعشرين إمامًا، من أئمة السنة النبوية، أعني الذين جعل لهم الرموز، وإلا فقد نقل فيه عن عالم لا يحصون، إلا أن هؤلاء هم العمدة فيه، ولا غنى للناظرين عن معرفتهم بذكر تراجمهم وسطرًا من أحوالهم، فإن معرفة من أخرج هذه الأحاديث ونقلها ثم تبعه المصنف في الأخذ من كتابه مكتفياً فيه بالنسبة إليه مع حذفه لأسانيدها مما يبعث الناظر إلى البحث عن مؤلفها، وقد ذكر ابن الأثير في كتابه (جامع الأصول) (¬1) تراجم الأئمة الستة الذين جمع كتابه من كتبهم في صدر كتابه، وتبعه على ذلك الحافظ ابن الديبع في كتابه (تيسير الوصول) (¬2). فلنسرد رموزهم أولاً ثم تراجمهم ثانيا، معتمدًا في نقل تراجمهم على (التذكرة) لأبي عبد الله الذهبي، أمَّا الرموز فإنها التى ساقها المصنف: (خ: للبخاري) هو الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي صاحب كتاب (الصحيح) شيخ الإسلام، وإمام هذا الشأن المقتدى به فيه، في جميع البلدان [ص: 5]. ولد في شوَّال سنة أربع وتسعين ومائة، وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين، صنَّف وحدَّث، وما كان في وجهه شعرة، وكان رأسًا في الذكاء، رأسًا في العلم، رأسًا في الورع والتعبد، رحل في طلب الحديث إلى سائر محدثي الأمصار، وقال: كتبت عن أكثر من ألف رجل، قال البخاري: لما بلغت ثماني ¬

_ (¬1) انظر: جامع الأصول (1/ 179 - 195). (¬2) هو: عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني الزبيدي الشافعي، وجيه الدين، المعروف بابن الديبع: مؤرخ محدث من أهل زبيد (في اليمن) مولده ووفاته فيها. مات أبوه في الهند، ولم يره. ورباه جده لامه. توفي سنة (944 هـ) وله مؤلفات كثيرة منها: تيسير الأصول إلى جامع الأصول من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وبغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد وغيرها. انظر لترجمته: شذرات الذهب (8/ 255)، البدر الطالع للشوكاني (1/ 366)، الضوء اللامع للسخاوي (4/ 104).

عشرة سنة جعلت أصنِّف وصايا الصَّحابة وأقاويلهم، وحينئذ صنف التاريخ عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الليالي المقمرة، وروي عنه أنه قال: أخرجتُ هذا الكتاب -أعني الصحيح- من زهاء ست مائة ألف حديث، وقال الفربري: قال لي البخاري: ما وضعت في الكتاب الصحيح حديثًا إلا اغتسلت قبل ذلك وصلَّيت ركعتين (¬1). مات رحمه الله ليلة الفطر ودفن من الغد بعد صلاة الظهر يوم السبت غرة شوال سنة ست وخمسين ومائتين. (م: لمسلم) هو الإمام الحافظ الحجة أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ولد سنة أربع ومائتين، وأوَّل سماعه سنة سبع عشرة ومائتين، سمع عن خلق لا يحصون، رُوي عنه أنه قال: صنفت هذا الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، قال أحمد بن سلمة: كنت مع مسلم في تأليف "صحيحه" خمس عشرة سنة، وهو اثنا عشر ألف حديث مسموعة, قال ابن الشرقي: سمعت مسلمًا يقول: ما وضعت شيئًا في كتابي هذا المسند إلا بحجة، وما أسقطت منه شيئًا إلا بحجة. مات مسلم في رجب سنة إحدى وستين ومائتين (¬2). (ق: لهما) أي إذ اتفقا على إخراج الحديث. (د: لأبي داود) هو الإمام المثبت سيد الحفاظ سليمان بن الأشعث أحد من رحل وطوّف وجمع وصنف، وكتب عن العراقيين، والخراسانيين والشاميين والمصريين والحجازيين وغيرهم، ولد سنة اثنين ومائتين وسمع عن خلائق، ¬

_ (¬1) انظر ترجمة الإمام البخاري - رحمه الله - في المصادر الآتية: الجرح والتعديل (7/ 191)، تاريخ بغداد (2/ 4)، وفيات الأعيان (4/ 188)، تهذيب الكمال (24/ 430)، جامع الأصول (1/ 186)، سير أعلام النبلاء (12/ 391)، وتذكرة الحفاظ (2/ 555)، طبقات الشافعية للسبكي (2/ 212)، ومقدمات كتب البخاري -رحمه الله-. (¬2) انظر ترجمة الإمام مسلم في المصادر الآتية: الجرح والتعديل (8/ 182)، تاريخ بغداد (13/ 100) جامع الأصول (1/ 187)، وفيات الأعيان (5/ 194)، تهذيب الكمال (27/ 499)، تذكرة الحفاظ (2/ 588)، سير أعلام النبلاء (2/ 557).

وعنه خلائق، قال أبو بكر بن داسه: سمعتُ أبا داود يقول: كتبتُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس مائة ألف حديث، انتخبتُ منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني كتاب السنن, جمعتُ فيه أربعة آلاف حديث وثمانمائة حديث، ذكرتُ الصحيح ومقاربه، قال ابن حبان: أبو داود أحد أئمة الدنيا فقهًا وعلمًا وحفظًا ونسكًا وورعًا وإتقانًا، مات في شوال سنة خمس وسبعين ومائتين (¬1). (ت: للترمذي) هو: الإمام الحافظ أبو عيسي محمد بن عيسى الحافظ الضرير، مصنف الجامع وكتاب العلل، قال ابن حبان في كتاب "الثقات" (¬2): كان أبو عيسي ممن جمع وصنف، وضبط فأكثر، قال أبو عيسي: صنفتُ هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به، ومن كان في بيته هذا الكتاب يعني الجامع فكأنما في بيته نبي يتكلم، قال الحاكم: سمعت عمر بن عدي يقول: مات البخاري ولم يخلف بخراسان مثل أبي عيسي في الحفظ والعلم والورع والتزهد، بكى حتى بقي ضريرًا، مات في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، ولم يذكر الذهبي مولده، وقال الذهبي: قال شيخنا ابن دقيق العيد: ترمذ بالكسر مستفيض على الألسنة كالمتواتر وقيل هو بضم التاء (¬3). (ن: النسائي) هو: الإمام الحافظ شيخ الإِسلام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني صاحب السنن, ولد سنة إحدى وخمسين ومائتين، سمع من خلائق، وبرع في هذا الشأن، وتفرد بالمعرفة والإتقان وعلو الإسناد، قال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي ¬

_ (¬1) انظر لترجمته: الجرح والتعديل (4/ 101)، تاريخ بغداد (9/ 55)، طبقات الحنابلة (1/ 159)، وفيات الأعيان (2/ 404)، تذكرة الحفاظ (2/ 591)، سير أعلام النبلاء (13/ 203)، تهذيب الكمال (26/ 250). (¬2) الثقات لابن حبان (1/ 153)، وفي المطبوع: وحفظ وذاكر. (¬3) انظر لترجمته: وفيات الأعيان (4/ 278)، تهذيب الكمال (1/ 328)، سير أعلام النبلاء (13/ 270).

بالعبادة في الليل والنهار، وأنه خرج إلى الفدى مع أمير مصر، فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثوره في فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه، وعدم الانبساط في المأكل، وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج، قال أبو عبد الله بن منده عن حمزة العَقبي المصري وغيره: أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها عن معاوية وما جاء في فضائله؟ فقال: ألا يرضى رأسًا برأس حتى تُفضَّل؟ فما زالوا يَدْفَعُون في حِضْنَيْهِ حتى أخرج من المسجد، وحمل إلى مكة وتوفي بها، وقيل بالرملة، وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلائمائة (¬1). [ص: 6]. قلت: ونسبته إلى نسا بفتح النون وفتح السين المهملة وبعدها همزة وهي مدينة بخراسان خرج منها جماعة من الأعيان قاله ابن خلكان (¬2). (هـ: لابن ماجه) هو: الحافظ الكبير المفسر أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني ابن ماجة، صاحب السنن والتفسير والتاريخ، ومحدث تلك الديار، ولد سنة سبع ومائتين، وسمع من عالم، وعنه خلائق، قال ابن ماجة: عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيه وقال: أظن أنه إن وقع في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها، ثم قال: لعل لا تكون تمام ثلاثين حديثًا مما في إسناده ضعف، قال أبو يعلى الخليلي: ابن ماجة ثقة كبير، متفق على ثقته، يحتج به، له معرفة وحفظ، ارتحل إلى العراق ومكة والشام ومصر، قال أبو الحسن القطان: في السنن ألف وخمسمائة باب، وجملة ما فيه: أربعة آلاف حديث، قال الحافظ الذهبي قلت (¬3): سنن أبي عبد الله كتاب حسن، لولا ما ¬

_ (¬1) انظر لترجمته: تهذيب الكمال (1/ 23)، طبقات الشافعية للسبكي (3/ 14)، سير أعلام النبلاء (14/ 125). (¬2) وفيات الأعيان (1/ 77 - 78). (¬3) قاله الذهبي في تذكرة الحفاظ وقال الذي سير أعلام النبلاء (13/ 278): قد كان ابن ماجه حافظاً=

كدّره بأحاديث واهيه ليست بالكثيرة، وفاته لثمان بقين من رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين، والقزويني: بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو وسكون الياء المثناه من تحت، وبعدها نون، نسبةْ إلى قزوين وهو أشهر المدن بعراق العجم، خرج منها جماعة من العلماء (¬1). واعلم أن من أئمة الحديث من جعل سادس الأمهات (الموطأ) لمالك كما فعل ذلك ابن الأثير في (جامع الأصول) ومعه من أخذ من كتابه، ومنهم من جعل السادس سنن ابن ماجة كالمجد ابن تيمية في المنتقى، وصنيع المصنف هذا أشعر بذلك فإنه لم يضم الموطأ مع الخمسة، وضم سنن ابن ماجه، وسينقل عن الموطأ كما ينقل عن غيره من كتب الحديث مما لم يجعل له رمزًا (¬2) (4: لهؤلاء الأربعة) إذا اجتمعوا على إخراج حديث، وهم أهل السنن من عدى الشيخين (3: لهم إلا ابن ماجة) إذا انفردوا بإخراج الحديث، ولم يخرجه ابن ماجه. (حم: لأحمد في مسنده) هو: الإمام الحجة، شيخ الحفَّاظ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الذهلي الشيباني، ولد سنة أربع وستين ومائة، أخذ عن عوالم، وعنه خلائق، منهم الأئمة: البخاري ومسلم وأبو داود وأبو زرعة وعبد الله ابنه، وخلائق لا يحصون، قال عبد الله ابنه: سمعتُ أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ¬

_ =ناقداً صادقاً، واسع العلم، وإنما غض من رتبة "سننه" ما في الكتاب من المناكير، وقليل من "الموضوعات" وقول أبي زرعة: -إن صح- فإنما عني بثلاثين حديثاً، الأحاديث المطرحة الساقطة، وأما الأحاديث التي لا تقوم بها حجة، فكثيرة، لعلها نحو الألف. أهـ. وقول أبي زرعة هو: قال ابن ماجه: عرضت هذه "السنن" على أبي زرعة الرازي، فنظر فيه، وقال: أظن إن وقع هذا في أيدي الناس تعطّلت هذه الجوامع، أو أكثرها، ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثاً مما في إسناده ضعف، أو نحو ذا. (¬1) انظر ترجمته في: المنتظم (5/ 90)، وفيات الأعيان (4/ 279)، تهذيب الكمال (27/ 40)، تذكرة الحفاظ (2/ 637). سير أعلام النبلاء (13/ 277)، الوافي بالوفيات (5/ 220). (¬2) مقدمة جامع الأصول (1/ 62 - 63).

ألف ألف حديث ذاكر به الأبواب، وقال إبراهيم الحربي: رأيتُ أحمد كان أمة قد جمع له علم الأولين والآخرين، وقد أفردت سيرته في مؤلفات أفردها البيهقي وابن الجوزي (¬1)، مات يوم الجمعة ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائتين وله سبع وسبعون سنة، رحمه الله (¬2). قلتُ: قال المصنف في خطبة (الجامع الكبير): أن كل ما كان من مسند أحمد فهو مقبول فإن الضعيف منه يقرب من الحسن. (عم: لابنه في زوائده) هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الرحمن، محدث العراق، ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين، وسمع من أبيه فأكثر، ومن عوالم، قال الخطيب: كان ثقة تقيًّا فهمًا، قال إسماعيل بن محمد بن حاجب: سمعتُ صهيب بن سليم يقول: سألتُ عبد الله بن أحمد، قلت: كم سمعت من أبيك؟ قال: مائة ألف وبضع عشرة ألفاً، مات عبد الله في شهر جمادى الآخر سنة تسعين ومائتين (¬3). (ك: للحاكم) هو: الحافظ الكبير، إمام المحدثين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه النيسابوري، المعروف بابن البيّع، صاحب التصانيف، ولد سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، في ربيع الأول، طلب الحديث من الصغر فسمع سنة ثلاثين، ورحل إلى العراق ابن عشرين، ثم جال في خراسان وما وراء ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في: طبقات ابن سعد (7/ 354)، التاريخ الكبير (2/ 5)، تاريخ بغداد (4/ 412)، طبقات الحنابلة (1/ 4 - 20)، وفيات الأعيان (1/ 63)، تذكرة الحفاظ (2/ 431)، سير أعلام النبلاء (11/ 177)، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي. (¬2) انظر ترجمته في المصادر الآتية: طبقات ابن سعد (7/ 354)، والتاريخ الكبير (2/ 5)، تاريخ بغداد (4/ 412)، وفيات الأعيان (1/ 63)، تهذيب الكمال (1/ 437)، تذكرة الحفاظ (2/ 331)، سير أعلام النبلاء (11/ 177). (¬3) انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (5/ 7)، تاريخ بغداد (9/ 375)، المنتظم (6/ 39)، تذكرة الحفاظ (2/ 665)، سير أعلام النبلاء (13/ 516).

النهر وسمع بالبلاد من ألفي شيخ أو نحو ذلك، قال الخليل بن عبد الله الحافظ: هو ثقة، واسع العلم، بلغت تصانيفه قريبًا من خمسمائة جزء، وقال غيره: اتفق له من التصانيف في العلم يبلغ ألف جزء، وألَّف (تاريخ نيسابور) الذي لم يسبقه إليه أحدٌ، وقد أطنب الأئمة في حقه ما لا يجمعه المقام، تُوفي الحاكم سنة خمس وأربعمائة، دخل الحمام واغتسل وخرج، وقال: آوه وقبض روحه، وهو يلبس قميصه، وحمدويه: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وضم الدال المهملة وسكون الواو وفتح الياء المثناة من تحت بعدها هاء [ص: 7]. والبيّع: بفتح الباء الموحدة وبكسر الياء المثناة من تحتها وتشديدها وبعدها عين مهملة وإنما عرف بالحاكم لتقلّده القضاء، قاله ابن خلكان (¬1). (فإن كان في مستدركه) الذي ألفه يستدرك على الصحيحين ما فاتهما مما هو على شرطهما، أو شرط أحدهما، قال المصنف في خطبة (الكبير): إن ما كان في المستدرك فإنه صحيح (¬2)، والعزو إليه معلم بالصحة إلا فيما انتقد عليه. قلت: وسنقف كثيراً على ما انتقد عليه في هذا الشرح إن شاء الله (أطلقت وإلا بينته) بالتصريح باسم الكتاب الذي نقل الحديث منه. (خد: للبخاري في الأدب) أي هو رمز ما ينقل من كتابه الذي سماه (الأدب المفرد)، (تخ: له في التاريخ) أي هذا رمز ما ننقله عنه من تاريخه الكبير المشهور، وله ثلاثة تاريخ إلا أنه إذا أطلق كما هاهنا فالمراد الكبير. (حب: لابن حبان) هو: الحافظ العلامة أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ ¬

_ (¬1) انظر ترجمته مفصلاً في: تاريخ بغداد (5/ 473)، الأنساب (2/ 370)، تبيين كذب المفتري (227)، المنتظم (7/ 274)، وفيات الأعيان (4/ 280)، تذكرة الحفاظ، (3/ 1039)، سير أعلام النبلاء (7/ 162)، طبقات السبكي (4/ 155). (¬2) وهذا غير دقيق فإن كثيراً من أحاديث المستدرك لم يتكلم عليها ولم يتعقبها الذهبي في التلخيص فإن فيها الضعيفة والواهية انظر: "تنبيه الواهم على ما جاء في مستدرك الحاكم".

التميمي البستي صاحب التصانيف، سمع على عدة من الحفاظ، وعنه عدة، وحدث عنه الحاكم وغيره، قال أبو سعيد الإدريسي: كان على قضاء سمرقند زمانًا، وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار، عالمًا بالطب والنجوم وفنون العلم، صنف المسند والصحيح والتاريخ وكتاب الضعفاء وفقَّه الناس بسمرقند، وقال الحاكم: كان ابن حبان من أوعية العلم في الفقه واللغة والحديث والوعظ، ومن عقلاء الرجال، وقال الخطيب: كان ثقة نبيلاً فهمًا، قال ابن حبان في كتابه (الأنواع): لعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألفي شيخ، مات أبو حاتم ابن حبان في شوال سنة أربع وخمسين وثلاثمائة رحمه الله (¬1)، (في صحيحه) هو المسمى بالتقاسيم والأنواع، قال المصنف في خطبة (الجامع): ما كان في صحيح ابن حبان فإنه صحيح، والعزو إليه معلم بالصحة. (طب: للطبراني) هو: الإمام العلامة الحجة بقية الحفاظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مُطَيْر الشامي الطبراني، مسند الدنيا, ولد سنة ستين ومائتين، سمع بمدائن الشام والحرمين ومصر وبغداد والكوفة والبصرة وأصبهان والجزيرة وغير ذلك، حدَّث عن ألف شيخ أو يزيدون، وصنَّف (المعجم الكبير)، وهو المسند، قال الحافظ ابن منده: هو مائتي جزء، والمعجم الأوسط، في ست مجلدات كبار في معجم شيوخه، يأتي عن كل شيخ ماله من العجائب والغرائب، بيَّن فيه فضيلته وسَعة روايتهِ، وكان يقول: هذا الكتاب رُوحي، فإنه تعب فيه، وصنَّف (المعجم الصغير) وهو عن كل شيخ له حديث، وصنف أشياء كثيرة، وهو من فرسان هذا الشأن مع الصدق والأمانة، وقد عدَّ الحافظ ابن منده تآليفه قريبة من ستين تأليفاً، قال الأستاذ ابن العميد: ¬

_ (¬1) انظر: الأنساب (2/ 209)، تذكرة الحفاظ (3/ 920)، سير أعلام النبلاء (16/ 92)، طبقات السبكي (3/ 131) , هدية العارفين (2/ 44).

ما كنت أظن أن في الدنيا كحلاوة الوزارة والرئاسة التي أنا فيها، حتى شاهدت مذاكرة الطبراني وأبي بكر الجعابي بحضرتي، فكان الطبراني يغلبه بكثرة حفظه، وكان أبو بكر يغلبه بفطنته، حتى ارتفعت أصواتهما إلى أن قال الجعابي: عندي حديث ليس في الدنيا إلا عندي، فقال: هات! فقال: ثنا أبو خليفة ثنا سليمان بن أيوب وحدث الحديث، فقال الطبراني: أنا سليمان بن أيوب ومني سمعه أبو خليفة فأسمعه مني عاليًا فخجل الجعابي، فوددت أن الوزارة لم تكن، وكنت أنا الطبراني وفرحت كفرحه. توفي الطبراني ليلة الإثنين من ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة، قال الذهبي: قلت: استكمل الطبراني مائة عام وعشرة أشهر، وحديثه قد ملأ الدنيا، والطبراني: بفتح الطاء المهملة والباء الموحدة والراء وبعد الألف نون نسبة إلى طبرية، والطبري نسبة إلى طبرستان (¬1)، وعرفت المراد من قول المصنف في (الكبير). و (طس) له في الأوسط، وطص له في الصغير. (ص: لسعيد بن منصور) هو العالم الحجة الإِمام أبو عثمان المروزي ويقال الطالقاني، صاحب السنن، سمع مالكًا وطبقته وعنه الأثرم، ومسلم وأبو داود وخلق، قال سلمة بن شبيب: ذكرت سعيد بن منصور لأحمد بن حنبل فأحسن الثناء عليه، وفخم أمره، وقال أبو حاتم: ثقة من المتقنين الأثبات، ممن جمع وصنف، وقال حرب الكرماني. أملى علينا نحواً من عشرة آلاف حديث من حفظه، مات سعيد بمكة في رمضان سنة سبع وعشرين ومائة (¬2). (ش: لابن أبي شيبة) هو أبو بكر بن أبي شيبة الحافظ العديم النظير، الثبت ¬

_ (¬1) انظر: الأنساب (8/ 199)، المنتظم (7/ 54)، وفيات الأعيان (2/ 407)، تذكرة الحفاظ (3/ 912)، سير أعلام النبلاء (16/ 119). (¬2) انظر: طبقات ابن سعد (5/ 502)، التاريخ الكبير (3/ 516)، الجرح والتعديل (4/ 64)، تذكرة الحفاظ (2/ 416)، سير أعلام النبلاء (10/ 586).

النحرير عبد الله بن محمد بن أبي شيبة صاحب المسند والمصنف، وغير ذلك، سمع من شريك القاضي وطبقته وعنه البخاري ومسلم [ص 8] وأبو داود وابن ماجة وخلائق، قال العجلي: ثقة حافظ، وقال الفلاس: ما رأيت أحفظ من أبي بكر بن أبي شيبة، قال الخطيب: كان أبو بكر متقنًا حافظًا صنف المسند والأحكام، قال البخاري: مات في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين (¬1). (عب: لعبد الرزاق في الجامع) هو بن همام بن نافع الحافظ الكبير أبو بكر الصنعاني صاحب التصانيف، أخذ عن أمم، وعنه عالم، منهم: أحمد وإسحاق وابن معين، وكان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر، قال الذهبي: قلت: وثقه غير واحد، وحديثه مخرج في الصحيح، مات سنة إحدى عشرة ومائتين في نصف شوَّال، رحمه الله (¬2). (ع: لأبي يعلي في مسنده) هو أبو يعلى الموصلي الحافظ الثقة محدث الجزيرة أحمد بن علي بن المثنى صاحب المسند الكبير سمع من يحيى بن معين وعلي بن الجعد وعوالم، وحدث عنه: ابن حبان وخلق، قال الأزدي: كان أبو يعلى من أهل الأمانة والصدق والدين والحلم، وثقه ابن حبان ووصفه بالدين والإتقان. قال الحاكم: ثقة مأمون، مولده في شوال سنة عشر ومائتين، ومات سنة سبع وثلاثمائة (¬3). (قط: للدارقطني) هو الإمام شيخ الإسلام حافظ الزمان أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد البغدادي الحافظ الشهير، صاحب السنن, مولده سنة ست ¬

_ (¬1) انظر: طبقات خليفة (ص: 173)، الجرح والتعديل (5/ 160)، تاريخ بغداد (10/ 66)، تذكرة الحفاظ (2/ 432)، سير أعلام النبلاء (11/ 122). (¬2) انظر: طبقات ابن سعد (5/ 548)، التاريخ الكبير (6/ 130)، وفيات الأعيان (3/ 216)، تذكرة الحفاظ (1/ 364)، سير أعلام النبلاء (9/ 563). (¬3) انظر: تذكرة الحفاظ 2/ 707)، وسير أعلام النبلاء (14/ 174)، الوافي بالوفيات (7/ 214)، النجوم الزاهرة (3/ 197).

وثلاثمائة، سمع عن خلائق، وعنه خلائق، منهم: الحاكم وغيره من الأئمة، وصنف التصانيف الفائقة، قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد أهل عصره في اللهم والحفظ والورع، وإمامًا في النحويين والقراء، قال الخطيب: كان فريد عصره وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بالعلل، وأسماء الرجال مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والأخذ من العلوم. قال الخطيب: وحدثني الأزهري قال: بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار وقعد ينسخ والصفار يملي، فقال رجل: لا يصح سماعك، وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي الإملاء خلاف فهمك، أتحفظ كم أملى الشيخ؟ قال: لا، قال: أملى ثمانية عشر حديثًا، الحديث الأول: عن فلان عن فلان، ومتنه كذا وكذا، والحديث الثاني: عن فلان عن فلان، ومتنه كذا وكذا، ومر على ذلك حتى أتى على الأحاديث، فتعجب الناس منه، قال أبو ذر الحافظ: قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ قال: هو لم ير مثل نفسه فكيف أنا! قال الحافظ الذهبي: وإذا شئت أن تعرف براعة هذا الإمام الفرد، فطالع العلل له فإنك تندهش ويطول تعجبك. مات الدارقطني ثاني ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة رحمه الله ودفن ببغداد، وصلى عليه أبو حامد الإسفراييني العلامة المعروف، والدارقطني: بفتح الدال المهملة وبعد الألف راء مفتوحة ثم قاف مضمومة وبعدها طاء مهملة هذه نسبة إلى دار القطن وكانت محلة ببغداد. (فإن كان) الحديث المنسوب إليه (في السنن أطلقت وإلا) يكن الحديث فيها بل في غيرها من مؤلفاته كالإفراد والعلل (بينته). (فر: للديلمي) هو الحافظ مفيد همدان، شيرويه بن شهردار بن شيرويه مصنف (مسند الفردوس) و (تاريخ همدان)، سمع عن جماعه ببغداد وقزوين

وأماكن، قال ابن منده: هو شاب كيّس، حسن الخلق، ذكي القلب، صلب في السنة، قليل الكلام، أخذ عنه جماعة: ابنه شهردار ومحمد بن الفضل الإسفرايني، ومن مشايخه: ابن منده، وطبقته بأصفهان وأبو منصور عبد الباقي بن محمد العطار وغيرهم، وممن أخذ عنه أيضًا: أبو موسى المديني الحافظ، توفي الديلمي تاسع عشر شهر رجب سنة تسع وخمسمائة -رحمه الله- (¬1). (حل: لأبي نعيم في الحلية) أي كتاب "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء"، وأبو نعيم هو: الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله الأصفهاني ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وأجاز له مشايخ الدنيا وهو وابن ست سنين، أخذ عن خلائق، وارتحل الحفاظ إليه بعلمه وحفظه، قال الخطيب: لم أر أحدًا يطلق عليه اسم الحافظ غير أبي نعيم، وأبي حازم العبدُوي (¬2)، قال السلفي: لم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء وكانوا يقولون لما صنف كتابه الحلية حمل الكتاب في حياته إلى نيسابور فاشتروه بأربعمائة دينار، وقال ابن مَرْدَويه: كان أبو نعيم مرحولاً إليه، اجتمع حفاظ الدنيا [ص:9] عنده في كل يوم لكل منهم نوبة يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره، ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزءٌ، وكان لا يَضْجَر، لم يكن له غداء سوى التسميع والتصنيف، مات أبو نعيم في العشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة - رحمه الله- (¬3). ¬

_ (¬1) انظر لترجمته: تاريخ بغداد (12/ 34)، الأنساب (5/ 245)، المنتظم (7/ 183)، وفيات الأعيان (3/ 297)، تذكرة الحفاظ (3/ 991)، سير أعلام النبلاء (16/ 449). (¬2) انظر: طبقات السبكي (5/ 301)، سير أعلام النبلاء (17/ 335 و458)، وتذكرة الحفاظ (3/ 1072). (¬3) انظر لترجمة أبي نعيم: المنتظم (1/ 210)، ووفيات الأعيان (1/ 91)، تذكرة الحفاظ (3/ 1092 - 1098)، وطبقات السبكي (4/ 18 - 26) وسير أعلام النبلاء (17/ 453 - 464)، والنجوم الزاهرة (5/ 30).

(هب: للبيهقي) وهو: الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي صاحب التصانيف، ولد سنة أربع وثمانين وثلاثمائة في شعبان، سمع على عوالم، منهم: الحاكم، وبورك في علمه بحسن قصده وقوة فهمه وحفظه، وعمل كتبًا لم يسبق إلى تحريرها، منها: الأسماء والصفات مجلدان، ومنها: السنن الكبرى عشر مجلدات، وشعب الإيمان مجلدان، ودلائل النبوة ثلاث مجلدات، وكتب عديدة، قال أبو الحسين عبد الغفار في ذيل تاريخ نيسابور: أبو بكر البيهقي الفقيه الحافظ الأصولي الديّن الورع، واحد أهل زمانه في الحفظ، وأفرد أقرانه في الإتقان والضبط، من كبار أصحاب الحاكم، ويزيد عليه بأنواع من العلوم، كتب الحديث وحفظه من صباه وتفقه وبرع وأخذ في الأصول، وارتحل إلى العراق والحجاز، ثم صنَّف، وتآليفه يقارب ألف جزء، مما لم يسبق إليه أحد، وكان على سيرة العلماء، قانعًا باليسير توفي رحمه الله في جماد سنة سبع وخمسين وأربعمائة، ودفن ببيهق من أعمال نيسابور على مرحلتين منها (¬1). (هق: له في السنن الكبرى) قال السبكي: لم يؤلف أحد مثله. (عد: لابن عدي) هو الإمام الحافظ الكبير أبو أحمد عبد الله بن عدي بن محمد الجرجاني ويعرف أيضًا بابن القصار، صاحب كتاب (الكامل في الجرح والتعديل)، كان أحد الأعلام، ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، سمع على خلائق، وعنه خلائق، منهم: الحافظ الكبير ابن عقدة، قال الحافظ ابن عساكر: كان ثقة على لحن فيه، قال الخليلي: كان عديم النظير حفظًا وجلالة، سألت عبد الله بن محمد الحافظ؟ قال: زر قميص ابن عدي أحفظ من عبد الباقي بن قانع، ¬

_ (¬1) انظر لترجمته: الأنساب (2/ 381)، المنتظم (8/ 242)، تذكرة الحفاظ (2/ 1132)، وطبقات السبكي (4/- 16)، وسير أعلام النبلاء (18/ 163 - 170)، النجوم الزاهرة (5/ 77 - 78).

قال السهمي: سألت الدارقطني أن يصنف في الضعفاء؟ قال: أليس عندك كتاب ابن عدي؟ قلت: بلى، قال: فيه كفاية لا يزاد عليه، توفي ابن عدي في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وثلاثمائة (¬1). (عق: للعقيلي في الضعفاء) في كتابه الذي ألفه فيهم، والعقيلي هو: الحافظ الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي صاحب كتاب (الضعفاء الكبير) سمع من كثيرين، وعنه كثيرون، قال مسلمة بن القاسم: كان العقيلي جليل القدر، عظيم الخطر، ما رأيت مثله، وكان كثير التصانيف، وكان من جاءه من المحدثين، قال: اقرأ من كتابك، ولا يخرج أصله، فتكلمنا في ذلك، وقلنا: إما أن يكون من أحفظ الناس، وإما أن يكون من أكذب الناس، فاجتمعنا واتفقنا على أن نكتب له أحاديث من روايته، ونزيد فيها وننقص، فأتيناه لنمتحنه، فقال لي: اقرأ، فقرأتها عليه، فلما أتيت بالزيادة والنقص، فطِن لذلك، فأخذ مني الكتاب، فأخذ القلم فأصلحها من حفظه، فانصرفنا من عنده، وقد طابت أنفسنا، وعلمنا أنه من أحفظ الناس، قال أبو الحسن القطان: أبو جعفر ثقة، جليل القدر، عالم في الحديث، مقدم في الحفظ، توفي سنة اثنين وعشرين ومائتين -رحمه الله- (¬2). (خط: للخطيب فإن كان في التاريخ أطلقت وإلا بينته) هو: الحافظ الكبير الإمام محدث الشام والعراق، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، صاحب التآليف، ولد سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، طلب هذا الشأن، ورحل إلى ¬

_ (¬1) انظر: تاريخ جرجان (ص: 225)، الأنساب (3/ 221)، تذكرة الحفاظ (3/ 940)، سير أعلام النبلاء (16/ 154)، طبقات السبكي (3/ 315). (¬2) انظر ترجمته: تذكرة الحفاظ (3/ 833 - 834)، وسير أعلام النبلاء (5/ 236 - 239)، والوافي بالوفيات (4/ 219).

الأقاليم، وبرع وصنف، بلغت مصنفاته ستة وخمسين مصنفاً، قال ابن ماكولا: كان الخطيب آخر الأعيان ممن شاهدناه معرفة وحفظًا وإتقانًا وضبطًا للحديث وتفننًا في علله وأسانيده، ومعرفة صحيحه وغريبه، وفرده ومنكره، ومطروحه، قال: ولم يكن للبغداديين -بعد الدارقطني- مثله، قال أبو سعيد (¬1) السمعاني: كان الخطيب مهيبًا وقورًا ثبتًا ثقة متحريًّا، حجة، حسن الحفظ، كثيرَ الضبط، فصيحًا، خُتِمَ به الحفاظ، قال ابن عمرو النَّسوي: كنت بجامع صور عند الخطيب، فدخل عليه علوي وفي كُمه دنانير، فقال: هذا الذهب تصرفه في مُهمَّاتك فغضب، وقال: لا حاجة لي فيه، فقال [ص:10]: كأنك تَسْتَقِلُّه، ونفض كمه على سجادة الخطيب، وقال: هي ثلاثمائة دينار، فخجل الخطيب، وقام وأخذ سجادته وراح، فما أنسى عز خروج الخطيب، وذل العلوي وهو يجمع الدنانير، ومن شعر الخطيب - رحمه الله-: إِنْ كُنْتَ تَبْغِي الرَّشَادَ مَحْضًا ... لأَمرِ دُنْيَاكَ وَالْمَعَادِ فَخَالِفِ النَّفْسَ فِي هَوَاهَا ... إِنَّ الْهَوَى دَاعِي الْفَسَادِ (¬2) فهذه نبذ من أحوال هؤلاء الأئمة تبصّر الناظر بأحوالهم، ويقر خاطره بحسن صفاتهم، وحفظهم، وتقواهم، وورعهم، وإعانتهم في الدين، وحفظهم لأحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، (والله) منصوب على المفعولية، قدم ليقدر الاختصاص أي الله ¬

_ (¬1) وقع في الأصل هكذا والصحيح أنه أبو سعد والله أعلم. (¬2) انظر البيتان في تاريخ ابن عساكر (6/ 348) والبداية والنهاية (10/ 144)، وسير أعلام النبلاء (18/ 295 - 296)، وفيه: "إن الهوى جامع الفساد"، وانظر ترجمته في الأنساب (5/ 15)، المنتظم (8/ 265)، وفيات الأعيان (1/ 92)، سير أعلام النبلاء (18/ 270 - 278)، وتذكرة الحفاظ (3/ 1135)، طبقات السبكي (4/ 29)، النجوم الزاهرة (5/ 87)، وموارد الخطيب للعمري (ص:11 - 84).

أسأل لا غيره. (أسأل أن يمنَّ بقبوله وأن يجعلنا) كأنه أتي بالنون إرادة لكل الأئمة المذكورين وأن الدعاء عام (عنده من حزبه) بكسر الحاء المهملة جنده، وخاصته (المفلحين) الفائزين بكل خير (وحزب رسوله) من أتباعه وأنصار دينه (آمين) يمد ويقصر أي استجيب.

حرف الألف

باب: حرف الألف بسم الله الرحمن الرحيم 1 - " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه (ق4) عن عمر بن الخطاب، (حل قط) في غرائب مالك عن أبي سعيد، بن عساكر في أماليه عن أنس، الرشيد العطار في جزء من تخريجه عن أبي هريرة". (إنما الأعمال بالنيات) قدَّمه المصنف وإن لم يكن محله، بالنظر إلى ترتيبه، فإن محله الهمزة مع النون، تبركًا به، واقتداءً بإمام المحدثين أبي عبد الله البخاري رحمه الله على رواية الإسماعيلي، فإنَّه رواه قبل الترجمة، قال ابن منده: إنما أورده البخاري للتبرك، وكذا نقول: ها هنا أورده المصنف رحمه الله تبركًا بذلك، وبيانًا لحسن مقصده، وقد قدَّمه على حرف الهمزة، واكتفى بإيراده هنا عن إعادته في محلِّه، فلا غنى عن التكلم هنا على معناه: فإنه حديث شريف مفيد حتى قال أبو عبد الله (¬1): ليس في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم شيء أجمع وأغنى وأكثر فائدة من هذا الحديث، واتفق ابن مهدي والشافعي وابن المديني وأحمد وأبو داود والدارقطني على أنه: ثلث الإسلام، ومن الناس من قال: ربعه، ووجه القول الأول: أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية أحد الثلاثة، وأرجحها، وقال أحمد بن حنبل: بل لأنَّه ثلث القواعد الثلاث التي ترد إليها الأحكام، والثلثان الآخران حديث: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ"، ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 11) دار المعرفة.

وحديث:"الحلال بيّن والحرام بين" (¬1)، وأما من قال: أنه ربعه، فقد ضبطه مع الثلاثة الأرباع، من قاله عمدة الخير عندنا كلمات: أربع قالهنَّ خير البرية: "اتقوا الشبهات وازهد، ودع ما ليس يعنيك، واعملن بنية". وقد أفرد الكلام على هذا الحديث جماعة من الأئمة بالتأليف، منهم: شيخ شيخنا الشيخ إبراهيم الكردي الكوراني (¬2) أفرده بتأليف سماه: (إعمال الفكر والروايات في حديث إنما الأعمال بالنيات) سمعناه على شيخنا عبد الرحمن بن أبي الغيث، خطيب المدينة في المدينة المنورة. وكلمة (إنما) تفيد الحصر أي إثبات الحكم للمذكور، ونفيه عما سواه و (الأعمال) تتناول أفعال الجوارح ومنها اللسان فتدخل الأقوال، قال ابن دقيق العيد في شرح العمدة (¬3): وأخرج بعضهم الأقوال وهو بعيد، يريد أنه قال بعض العلماء أن الأقوال خارجة من الحديث، وهو قول بعيد، بل الأقرب دخولها فيه، فإنَّها من الأعمال، قال الحافظ ابن حجر (¬4): التحقيق أن القول لا يدخل في العمل حقيقة ويدخل فيها مجازًا، وأما التروك فلا يتناولها العمل، وأما عمل القلب كالنية فلا يشملها العمل لئلا يلزم التسلسل وقد أطال الشيخ إبراهيم القول في التروك وأراد إدخالها، وقد نقلنا كلامه وتعقبناه في (حواشي شرح العمدة) (¬5) (والباء) في قوله (بالنيات) للمصاحبة أي الأعمال معتبرة بمصاحبة النيات، فيؤخذ منه اشتراط أن لا يخلف النية عن أوله، وهي جمع نية وجمعها ¬

_ (¬1) سيأتي تخريجهما. (¬2) هو إبراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكوراني الشافعي الإمام نزيل المدينة ودفن بالبقيع. (1025 - 1101)، انظر: البدر الطالع (1/ 12). (¬3) انظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 9). (¬4) انظر: فتح الباري (1/ 13). (¬5) انظر: العُدة حاشية العلامة السيد محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني على إحكام الأحكام (1/ 56 - 60).

لمراوحة الأعمال، وقد رويت مفردة نظرًا إلى الجنس، والنية: هي القصد إلى الفعل والعزم عليه، ومحلها القلب، ولا تعلق لها باللسان أصلاً، ولذلك لم ينقل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من أصحابه، تلفظ بها في حال من الأحوال، قال الشيخ أبو محمد المقدسي: وهذه العبارات التي عند افتتاح الطهارة والصلاة قد جعلها الشيطان معتركًا لأهل الوسواس يحبسهم عندها، ويعذبهم بها ويوفقهم في طلب تصحيحها فترى أحدهم يكررها ويجهد نفسه في التلفظ بها، وليست من الصَّلاة في شيء، هذا والظرف [ص: 11] متعلق بمقدر، واختلف في تعيينه، فقيل: يقدر تعتبر، وقيل: يكمل، وقيل: يصح، وقيل: يحسن، وقيل: يستقر، قال الطيبي: كلام الشارع محمول على بيان الشرع, لأن المخاطبين هم أهل اللسان، فكأنهم خوطبوا بما ليس لهم به علم، إلا من قبل الشارع، فيتعين الحمل على ما يفيد الحكم الشرعي، قال ابن دقيق العيد: تقدير صحة الأعمال أرجح؛ لأنَّ الصحة أكثر لزومًا للحقيقة من الكمال، فالحمل عليها أولى انتهى، وقد أطلنا البحث في حواشي شرح العمدة في الأرجح من الأقوال. (وإنما لكل امرئ ما نوى) جملة تفيد أن كل عامل لا يحصل له إلا ما نواه، والأولى أفادت أن العمل تبع للنية وهما غيران، وقال ابن عبد السَّلام: والجملة الأولى: لبيان ما يعتبر من الأعمال، والثانية: لبيان ما يترتب عليها من الثواب (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله) الفاء فصيحة أي إذا عرف أنَّ الأعمال تعتبر بالنيات، والهجرة الترك، وإلى الشيء الانتقال إليه عن غيره، وفي الشرع: عبارة عن ترك ما نهى الله عنه، ووقعت في الإسلام على وجهين: الأولى: الهجرة من دار الخوف إلى دار الأمن. كهجرة الحبشة، وكذا الهجرة من مكة إلى المدينة، والثانية: الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان، وذلك بعد استقرار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، (فهجرته إلى الله ورسوله) هو من باب أنت أنت أي الصديق الخالص أو أنه أقام السبب مقام المسبب والمراد بالثاني فقد استحق

الثواب العظيم، وعلى التقديرين فلا يرد أن الشرط والجزاء قد اتحدا، فإن قيل: كان مقتضى الظاهر فهجرته إليهما، إذ وضع الظاهر موضع المضمر خلاف الأصل، وأجيب: أنه وضع كذلك لوجهين: الاستلذاذ بإعادة ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولذا لم يعد ذكر الدنيا، والمرأة في الجملة الآتية، عبر عنهما بغيرهما، إذ لا التذاذ بذكرهما، والثاني: لئلا يجمع بين ضمير الرب ورسوله، وقد قال صلى الله عليه وسلم لمن جمع بين الضميرين:"بئس خطيب القوم أنت" (¬1)، وفي هذا الأخير نص لأنه قد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قد جمع بينهما في كلامه، وأجيب: بأن ذلك جائز له دون غيره، وأنه هنا لو جمع بينهما لكان جائزًا، فالوجه هو الأولى (ومن كانت هجرته إلى دنيا) مقصور غير منون، وروي تنوينها، وهي من الدنو، وهو القرب سميت بذلك لقربها من الآخرة أو لقربها من الزوال، واختلف في حقيقتها فقيل: هي ما على الأرض من الثرى والجو، وقيل: كل المخلوقات من الجواهر والأعراض، ويطلق على كل جزء منها مجازًا، (يصيبها) يحصلها (أو امرأة ينكحها) من عطف الأخص على الأعم، إذ هي من الدنيا ولفظ دنيا وإن كان نكره فإنه في سياق الشرط وهو يعم، وإنما خص المرأة لأنها سبب الحديث، قال ابن دقيق العيد (¬2): نقلوا أن رجلاً هاجر من مكة ليتزوج امرأة بالمدينة، لا يريد بذلك فضيلة الهجرة، وإنما هاجر ليتزوج، والمرأة تسمى: أم قيس، فلذا خص في الحديث ذكر المرأة دون سائر ما ينوى به، ولأنه زيادة في التحذير من فتنة النساء؛ لأن الفتنة بهن من أشد فتن الدنيا, ولذا قدمهن الله في قوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ...} الآية. [آل عمران: 14] , وقول ابن مالك بأن عطف ¬

_ (¬1) إن رجلاً خطب عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيبُ أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله" أخرجه مسلم (870)، وانظر: فتح الباري (1/ 61). (¬2) انظر: إحكام الأحكام (1/ 11).

الخاص على العام يختص بالواو غير مسلّم، وقد نازع فيه جماعة، وعلى تسليمه فأو للتقسيم، والنكتة جارية هنا، فإن جعل المرأة قسمًا للدنيا تعظيمًا لشأن فتنتها (فهجرته إلى ما هاجر إليه) ليس له إلا ما نواه، ولم يقل إليهما؛ لأنَّه أريد إفادة ... من المرأة وغيرها فأتي بلفظ الموصول العام لكل فرد يراد به، قال الحافظ ابن حجر (¬1): استدل بالحديث على أنه لا يجوز الإقدام على العمل قبل معرفة الحكم؛ لأن فيه أن العمل يكون منتفياً إذا خلا عن النية، ولا يصح فعل الشيء إلا بعد معرفة حكمه، وعلى أن الغافل لا تكليف عليه لأن القصد يستلزم [ص: 12] العلم المقصود. وعلى أن من صام تطوعاً بنيته قبل الزوال لا يحصل له الأجر إلا من وقت النية، وهو مقتضى الحديث، إلا أنه تمسك من قال بالانعطاف بدليل آخر، ونظيره حديث: (من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدركها) (¬2)، أي فضيلة الجماعة والوقت، وذلك بالانعطاف الذي اقتضاه وصل الله (حم ق4) قدمنا أنه يقرأ الاسم الذي هذه الحروف رمز إليه، ويقرأ مرفوعًا؛ لأنه فاعل فعل محذوف تقديره: أخرجه أحمد والشيخان (¬3) وأصحاب السنن عن عمر بن الخطاب أحد العشرة، من السابقين إلى الإسلام، أسلم سنة ست من النبوة، وقيل: خمس، وشهد المشاهد كلها، وهو أول خليفة دعي بأمير المؤمنين، طعنه أبو لؤلؤة غلام المغيرة يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، ودفن غرة المحرم سنة أربع وعشرين، كانت خلافته بين عشر سنين ونصف، ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 14). (¬2) أخرجه الإمام مالك (1/ 10) دار المعرفة، والبخاري (580) ومسلم (607) والنسائي (1/ 274)، والترمذي (524)، وأبو داود (1121)، وابن ماجه (1122). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 25) والبخاري (1) ومسلم (1907)، وأبو داود (2210)، والترمذي (1647)، والنسائي (1/ 58).

وأحواله معروفة، وآثاره في الإِسلام موصوفة (¬1) (حل (¬2) قط في غرائب مالك) في غرائب مالك يتعلق بالعامل في الدارقطني لأنه الذي له غرائب مالك، وكأنه يريد بها خارج الموطأ أي ما روي عنه ولم يكن في الموطأة؛ لذا يقول تارة خارج الموطأ. ومالك هو: الإمام الشهير أحد أئمة الإسلام وعلمائهم أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي المدني الفقيه إمام دار الهجرة، حدث عن جماعة، وعنه خلائق لا يحصون، قال ابن مهدي: لا يقدّم على مالك أحد، وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وهو من أثبت الناس في الزهري، قال الذهبي (¬3): قد كنت أفردت ترجمة مالك في جزء وطولتها في تاريخي الكبير (¬4)، واجتمعت لمالك مناقب ما علمتها لغيره، أحدها: طول العمر وعلو الرواية، وثانيها: الذهن الثاقب وسعة العلم، ثالثها: اتفاق الأئمَّة على أنه حجة، صحيح الرواية، رابعها: إجماعهم على دينه وورعه واتباعه السنن، خامسها: تقدمه في الفقه والفتوي وصحة قواعده، عاش ستًّا وثمانين سنة، أصح الأقوال أنه مات سنة مائة وسبعة وتسعين (*) - رحمه الله -. (عن أبي سعيد) هو: سعيد بن مالك بن سنان الأنصاري الخدري نسبة إلى ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (4/ 588). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 342). (¬3) تذكرة الحفاظ (1/ 212). (¬4) انظر ترجمة الإمام مالك: طبقات ابن سعد (7/ 192)، التاريخ الكبير للبخاري (7/ 310)، الجرح والتعديل (8/ 204)، والثقات لابن حبان (7/ 459)، وترتيب المدارك (1/ 102، 254)، وحلية الأولياء (6/ 316 - 355)، ووفيات الأعيان (4/ 135)، وتذكرة الحفاظ (1/ 207)، وتاريخ الإسلام للذهبي (وفيات 171 - 180) (ص: 316 - 332)، وسير أعلام النبلاء (8/ 43 - 121)، والنجوم الزاهرة (2/ 96). (*) ورد في الأصل سبعة وسبعين وهو خطأ.

بني خُدره بضم الخاء المعجمة وسكون الدال المهملة حي من الأنصار، وتوفي سنة أربع وسبعين ودفن بالبقيع (¬1)، (ابن عساكر) أي أخرجه ابن عساكر وهذه الرموز مفيدة مجملاً أثبتنا فيه، هكذا جرت قاعدة المصنف - رحمه الله - بسرد المخرجين من غير حرف عطف، وربما أتى به نادرًا في غير أهل الرموز، وأما ميم فلم يأت به أصلاً، هذا وابن عساكر بالعين والسين مهملتين هو الحافظ محدث الشام أبو القاسم علي بن الحسين صاحب التصانيف والتاريخ الكبير لدمشق في ثمانين مجلدًا، عدد شيوخه ألف وثلاثمائة شيخ، ونيف وثمانون امرأة، عدَّ له الذهبي زيادة على أربعين مؤلفًا، وفاته في رجب سنة خمس وتسعين وخمسمائة (¬2) في (أماليه عن أنس) هو: ابن مالك أبو حمزة النجَّاري الخزرجي خادم النبي صلى الله عليه وسلم، قدم المدينة وهو ابن عشر سنين، وقيل: ابن تسع، وقيل: ابن ثمان، وخدم النبي صلى الله عليه وسلم عشرًا، ثم انتقل إلى البصرة في خلافة عمر ليفقه الناس بها، وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة سنة إحدى وتسعين، وقيل: اثنتين، وقيل: ثلاث، وله من العمر مائة وثلاث سنين، وقيل: غير ذلك (¬3) (الرشيد العطار في جزء من تخريجه) وضعفوا إسناده، والرشيد هو: الإمام الحافظ المحمود الثقة، رشيد الدين أبو الحسن يحيى بن علي العطار، مولده سنة أربع وثمانين وخمسمائة، كان ثقة مأمونًا متقنًا حافظًا حسن التخريج، مات بمصر سنة اثنتين وستين وستمائة - رحمه الله - (¬4). (عن أبي هريرة) هو أبو هريرة اليماني ¬

_ (¬1) انظر المنتظم (10/ 261)، وفيات الأعيان (3/ 309)، تذكرة الحفاظ (4/ 1328)، طبقات السبكي (7/ 251)، سير أعلام النبلاء (20/ 554)، وجهود الحافظ ابن عساكر الحديثية من خلال تاريخ دمشق عرض ونقد للمحقق. (¬2) انظر: الإصابة (3/ 78). (¬3) انظر: تذكرة الحفاظ (4/ 1367). (¬4) انظر: طبقات الحفاظ (1/ 505)، شذرات الذهب (5/ 311).

الحافظ الفقيه الصحابي الشهير، اسمه عبد الرحمن بن صخر على أشهر الأقوال، قال: كنَّاني أبي بأبي هريرة، فإني كنت أرعى غنمًا فوجدت أولاد هرة وحشيه، فلما أبصرهن وسمع أصواتهن أخبرته، قال: أنت أبو هريرة، مات بالمدينة سنة سبع، وقيل: ثمان، وقيل: تسع وخمسين من الهجرة، وكان إسلامه عام خيبر، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم كان من أوعية العلم لخصائص اختص بها في ذلك (¬1)، وهذا الحديث حديث: (إنما الأعمال) قال الحافظ ابن حجر (¬2): أنه متفق على صحته، أخرجه الأئمة المشهورون إلا الموطأ، وقال النووي وغيره: هو من أفراد الصحيح لم يصح [ص:13] عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث عمر ولا عن عمر إلا من رواية علقمة ولا عن علقمة إلا من رواية التيمي ولا عن التيمي إلا من رواية يحيي بن سعيد، ومداره عليه، وأما من رواية يحيى فقد رواه عنه أكثر من مائتي إنسان كلهم أئمة. ¬

_ (¬1) انظر: الطبقات الكبرى (2/ 362)، والإصابة (7/ 425). (¬2) فتح الباري (1/ 11).

حرف الهمزة

حرف الهمزة 2 - " آتي باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك. (حم م) عن أنس (صح) ". أي هذا حرف الهمزة أو حرف الهمزة هذا أو أنه على سبيل التعداد، ولم يقصد به التركيب، فلا إعراب له، (آتي) بالمد على أنها همزة فألف؛ لأنه مضارع، أتي مقصورًا بمعنى جاء (باب الجنة) أجيء إليه من الموقف بعد فصل القضاء (فأستفتح) أطلب فتحه، فالسين للطلب، وذلك بقرع الباب، كما أفاده حديث: "أنا أوَّل من يدق باب الجنة فلم تسمع الأذان أحسن من طنين تلك الحِلَق على تلك المصاريع" سيأتي وفيه: أنه صلى الله عليه وسلم يأتي والباب مغلق، ويأتي بحث في ذلك في هذا الحرف، ووجه الجمع بينه وبين آية الزمر الدالة على أن أبواب الجنة مفتحة قبل مجيء أهلها إليها، (فيقول الخازن: من أنت؟) لم يقتصر على من؛ لأنه يريد تعيين الذي قرع ليفتح له، أو يرده، ولو اقتصر عليها لقيل: افتح، فيقال: ومن أتيت، فأتى الخازن بعبارة تفيد المراد من أول الأمر، ومن قال أتى بالاستفهام وأكده بالخطاب تلذذًا بمناجاته فليس بسديد؛ لأنه لو أراد ذلك لأتي بمن أولاً ليجاب ثم ومن أنت فيجاب متلذذاً بالمناجاة مرتين. ولأن التلذذ يتوقف على علم الخازن بأن الذي استفتح هو محمد صلى الله عليه وسلم والدليل عليه. (فأقول: محمد) أي أنا محمد، حذف لقرينة السؤال، وأتى باسمه العلم ولم يقل: رسول الله، وأنه يفيد النص عليه بخلاف ما لو جاء بلفظ الرسول لاحتيج إلى طلب تعيينه، ولا يقال: اسمه العلم مشترك، فلا يعرف أي المحمدين؛ لأننا نقول: قد عرف في الملأ الأعلى به، كما أفاده سياق حديث الإسراء، وأنه يقول أهل كل سماء لجبريل، ومن معك؟ فيقول: محمد، فقد كان معلومًا عندهم، أنه قد أرسله الله إلى العباد؛ لأنه لم يُسر به إلا بعد مدة من البعثة، ومعلوم أنه لا يخفى ذلك على الملائكة،

فقولهم في حديث الإسراء: قد بعث الله، أي للإسراء، فلا يقال ما قد كانوا عرفوا أنه رسول الله، حتى يقول لهم جبريل ذلك جوابًا عن سؤالهم (فيقول: بك) يتعلق بقوله (أمرت)، قدّم عليه إفادة للحصر، والباء سببية وكأنها صلة للفعل (أن لا أفتح لأحد قبلك) على الأول هو مفعول الأمر الثاني، نزع عنه الخافض أي بأن لا أفتح، وهو يحذف قياساً مع أن، وعلى الثاني بدل من الكاف أي أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك. والحديث فيه فضيلة واضحة له صلى الله عليه وسلم لما فيه من تعظيمه، وأنه تعالى قد قدم الأمر إلى الخازن قبل مجيء محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يفتحَ له، ولا يفتح لأحد قبله، وأنه أول من يفتح له، كما أنه أول من تنشق عنه الأرض، كما أنه أول شافع ومشفّع، وجزم الشارح أن الخازن رضوان، فيحتمل أنه لحديث ورد بذلك، ويحتمل: أنه لما كان أعظم الخزنة ومقدمهم لا ينبغي أن يتلقى أعظم الرسل ومقدمهم إلا أعظم الخزنة، وقد ورد في لفظ ولا أقوم لأحد بعدك، ومعلوم أن غيره من الخزنة يقومون يتلقون المؤمنين، ثم لا يخفى لطف افتتاح المصنف بهذا الحديث لهذا الحرف لما فيه من الاستفتاح والفتح (حم م عن أنس) (¬1) واعلم أن المصنف إذا نسب الحديث للشيخين أو لأحدهما، اكتفى عن الرمز بالتصحيح بالنسبة إلى الصحيح وقد أسلفنا كلامه في ذلك، وإن عزاه إلى غيرهم فالأغلب أنه يرمز للحديث بأحد صفاته وسننبه على ذلك. 3 - "آخر من يدخل الجنة رجل يقال له "جهينة" فيقول أهل الجنة: عند جهينة الخبر اليقين (خط) في رواة مالك عن ابن عمر". (آخر) بفتح الهمزة وكسر الخاء ضد الأول، وبفتحها بمعنى المغاير، والمراد هنا الأوَّل (من يدخل الجنة) من أهل التوحيد (رجل يقال له جُهينة) أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 136)، ومسلم (197).

يدعى ويسمى، وهو بضم الجيم وهاء مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة بعدها نون (فيقول أهل الجنة) السابقون بالنزول فيها (عند جهينة الخبر اليقين) يحتمل أن المراد عنه أهل النار، ويدل له رواية الخطيب: آخر من يدخل الجنة رجل من جهينة الخبر اليقين سلوه هل بقي أحد من الخلائق يعذب؟ فيقول: لا، ومثله للدارقطني وهكذا أورده عنه المصنف في الكبير (¬1) [ص:13]. ثم قال: قال الدارقطني: باطل، وأقره عليه، ويحتمل أن المراد عنه أهل المحشر وأنه يقول له ذلك من تقدم دخوله الجنة. واعلم أن هذا اللفظ من الأمثال تضرب فيمن يترقب عنه خبر مستغرب وسببه أنه خرج رجلان من العرب أحدهما من جهينة يقال له الأخنس، والآخر من كلاب يقال له حصين فنزلا منزلاً، فقتل الجهيني خبيره، وأخذ ماله، وكانت أخته تبكيه في المواسم، فقال الأخنس: تسأل عن حصين كل حي وعند جهينة الخبر اليقين، فصار مثلاً قال المعري (¬2): طلبت يقينًا يا جهينة عنهُم ... ولن تخبريني يا جُهين سوَى ظني ومن الغرائب اتفاقه لمن يقال له في الآخرة ذلك، وفيه: أن أهل الجنة يسألون عن أهل النار كما أنهم ينادونهم ويتحاورون، وقد ذكر الله ذلك في القرآن كثيراً (خط في رواة مالك) أي في كتاب أسماء من روى عن مالك (عن ابن عمر) (¬3) أخرجه من وجهين وسكت عليه المصنف وهو ضعيف، ورواه ¬

_ (¬1) انظر: الجامع الكبير (1/ 2). (¬2) أبو العلاء المعري أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري (363 - 449). انظر: لسان الميزان (7/ 83)، وانظر أيضاً: مجمع الأمثال للميداني (2/ 319). (¬3) أخرجه الدارقطني في غرائب مالك كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 459)، من طريق عبد الملك بن الحكم وهو واه عن مالك عن نافع عن ابن عمر، وأورده محمد بن المظفر في غرائب مالك (ص 161 رقم 186)، وأورده في اللسان (2/ 93)، وقال: قال الدارقطني: باطلٌ، وجامع بن سوادة ضعيف كذلك، وأورده الذهبي في الميزان (8/ 151) في ترجمة عبد الملك بن=

الدارقطني في غرائب مالك من الوجهين، ثم قال: هذا حديثٌ باطلٌ، فيه جامع بن سوادة وكذا عبد الملك بن الحكم انتهى. ورواه العقيلي عن أنس من طريق ضعيف (¬1). وابن عمر حيث أطلق فهو: الصحابي الجليل عبد الله ابن عمر بن الخطاب، كان من أعيان الصحابة وأحرصهم على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مات بمكة سنة ثلاث وسبعين رحمه الله (¬2). 4 - " آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة (ت) عن أبي هريرة". (آخر قرية) بفتح القاف وتكسر المصر الجامع إخبار أن الله قد كتب على دار الدنيا الخراب فأخرها (خراب المدينة) وهي من مدن، إذا أقام وهي الحصين مبني أصطمة، وغلبت عند الإطلاق على مدينته صلى الله عليه وآله وسلم، ودار هجرته، والنسبة إليها مدني وإلى غيرها من المدن مديني، قال النووي (¬3): يكون خرابها عند قيام الساعة، وأخرج أحمد بإسناد حسن: "ليسيرن الراكب في جنب وادي المدينة فيقول: لقد كان في هذه مره حاضرة من المؤمنين" (¬4) وأخرج ابن أبي شبة (¬5) بسند صحيح: (والله لتذرنها مذللة للعوافي) أتدرون ما العوافي؟ الطير والسباع، وبذلك (¬6) الإسناد: "لا تقوم الساعة حتى يجيء الثعلب فيربض على ¬

_ =الحكم وأقره عليه العراقي في ذيل الميزان (ص: 343، ترجمته 551). وقال الشيخ الألباني - رحمه الله -: موضوع، انظر: السلسلة الضعيفة (377)، وضعيف الجامع (6 و1019). (¬1) لم أجده في المطبوع. (¬2) انظر: الإصابة (4/ 181). (¬3) انظر: المنهاج (9/ 160) ونقله عنه الحافظ في فتح الباري (4/ 90). (¬4) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (3/ 341). (¬5) أخرجه ابن شبة في أخبار المدينة (619) من رواية أبي هريرة وقال ابن حجر في الفتح (4/ 90): إسناده صحيح. (¬6) أخرجه ابن شبة في أخبار المدينة (627) من رواية أبي هريرة. وذكره السمهودي في خلاصة الوفاء (1/ 278).

قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا ينهنهه أحد"، وقد تكلم السمهودي (في خلاصة (¬1) الوفا) في الفصل التاسع من الباب الأول، بما يفيد من يريد الاستيفاء، والأحاديث تفيد أن ذلك قبل قيام الساعة لا عنده كما قال الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ...} الآية. [الإسراء: 58]، وعلى هذا فالمدينة آخر القرى الإسلامية خرابًا، ويبقى بعدها من البادية محلات كما يدل له قول الراكب: (ت عن أبي هريرة) (¬2) سكت عليه المصنف، وقال: مخرجه الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث جنادة بن مسلم، وقال في العلل (¬3): أنه سأل البخاري عنه فلم يعرفه، وجعل يتعجب منه، وقال: كنت أرى أن جنادة هذا مقارب الحديث. انتهى. 5 - " آخر من يحشر راعيان من مزينة، يريدان المدينة, ينعقان بغنمهما فيجدانها وحوشا، حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (آخر من يحشر) أي من يساق إلى المدينة للموت لا أنهما آخر من يساق إلى أرض الحشر بعد البعث (راعيان من مزينة) بالزاي مثناة تحتية بزنة جهينة قبيلة معروفة (يريدان المدينة) يقصدان دخولها (ينعقان بغنمهما) بالعين المهملة مكسورة والقاف من نعق كمنع وضرب صاح بغنمه وزجرها (فيجدانها) أي الغنم أو المدينة (وحوشًا) جمع، بزنة فلوس أي تنقلب ذات الغنم وتوحش من ¬

_ (¬1) انظر: خلاصة الوفاء للسمهودي (1/ 277)، ومعنى "لا ينهنهه" أي ما يخيفه وما يفزعه وما يردعه. (¬2) أخرجه الترمذي (3919)، وفي علله الكبير (703)، وابن حبان (6776)، وانظر: الضعيفة (1300). (¬3) انظر: علل الترمذي الكبير (2/ 945 رقم 423)، وفيض القدير للمناوي (1/ 41) وجنادة بن مسلم قال أبو حاتم الرازي: ضعيف، وكذلك قال أبو زرعة ضعيف الحديث. انظر: الضعفاء لابن الجوزي (1/ 176).

صوتهما على الأول، وعلى الثاني يجدان المدينة قد سكنتها الوحوش لخلوها عن أهلها، قال النووي: وهو الصحيح، وتعقبه الحافظ ابن حجر (¬1) أن قوله: (حتى إذا بلغا ثنية الوداع) يريد الأول؛ لأن ذلك قبل دخولهما المدينة, وثنية الوداع: بفتح الثاء، جبل شامي المدينة قرب سلع، قال في القاموس (¬2): سميت بذلك؛ لأنَّ من سافر إلى مكة كان يودع ثم ويشيع إليها (خَرَّا على وجوههما) سقطا ميّتين قيل بالصعقة الأولى، ويحتمل أنه بغيرها، وجمع الوجه مع أنهما اثنان لما تقرر في العربية من كراهتهم جمع تثنيتين في كلمة واحدة ولذا قال تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} بعد قوله: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ} [التحريم: 4] [ص:15]. (ك عن أبي هريرة) (¬3) رمز له المصنف بالصحة، وقال الحاكم: على شرطهما، وأقره الذهبي، وهو قطعة من حديث رواه الشيخان ولفظ البخاري: "يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي، وآخر من يحشر ... " (¬4) إلى آخره ما هنا بنصه، وبه يعرف أن استدراك الحاكم له غير صحيح. 6 - " آخر ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى "إذا لم تستح فاصنع ما شئت" ابن عساكر في تاريخه عن أبي مسعود البدري". (آخر ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى) يحتمل أنها أريد بها المتقدمة مطلقًا قريبة أو بعيدة، ويحتمل أنه أريد بها الأولى حقيقة، وهي نبوة آدم عليه السلام: (إذا لم تستح) هو خبر قوله: آخر ما أدرك الناس، يقال: استحي استحياء، ¬

_ (¬1) انظر: المنهاج (9/ 161 - 162)، وفتح الباري (4/ 90 - 91). (¬2) القاموس المحيط (ص 994). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 565)، وقد وهم الحاكم في استدراكه على الشيخين فقد أخرجه البخاري (1874)، ومسلم (1389). (¬4) أخرجه البخاري (1874)، ومسلم (1389).

يستحي واستحياء، يستحي والأول أعلى وأكثر، وهو من الحياء بالمد، وفسروه بأنه. تغير وانكسار يلحق بالمرء من خوف ما يعاب به، أو يذم، وله تفاسير أخرى (فاصنع ما شئت) فيه معنيان مشهوران: أي إذا لم تستح من العيب ولم تخش العار مما تفعله فافعل ما تحدثك به نفسك من إعراضها حسنًا كان أو قبيحًا، فلفظه: أمر ومعناه تهديد وتوبيخ، وفي معناه قيل: إذا لم تصن عرضاً ولم تخش خالقًا وتستحي مخلوقًا فما شئت فاصنع، وهذا الأول، والثاني أن معناه: إذا لم يكن فيما تأتيه عيب ولا نكارة تستحي من إتيانه فاصنعه، فجعل الحياء معيارًا وميزانًا لما يباح للإنسان فعله، وقيل: معناه الإخبار أن من لم يستح فهو يصنع ما يشاء، وفيه: أن الكلام متوارث من النبوة الأولى، يتواصي به الأمم، وينقله الأبناء عن الآباء لعظم مقدار صفة الحياء عند العقلاء، ويحتمل: أنه من كلام الله الذي أوحاه في أهل عصر تلك النبوة، وفيه: تعظيم لقدر صفة الحياء، وأنه الذي يردع من ارتكاب القبيح، وذلك معلوم عند العقلاء، ولذلك قيل: إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستحي فاصنع ما تشاء فلا وأبيك ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء (ابن عساكر في تاريخه عن أبي مسعود البدري (¬1)) اسمه: عقبة بن عامر الأنصاري ونسب إلى بدر لأنه نزل بها لا أنه شهد وقعة بدر مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو أنصاري خزرجي صحابي جليل توفي بالكوفة سنة إحدى أو اثنتين وأربعين (¬2)، وسكت المصنف عليه، وإسناده ضعيف لضعف فتح المصري أحد رواته (¬3)، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (53/ 119) وفي إسناده سويد بن سعيد وهو الحدثاني، قال الحافظ في "التقريب" (2690) صدوق في نفسه إلا أنه عمى فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول. (¬2) انظر: الإصابة (4/ 521). (¬3) هو: فتح بن نصر المصري الفارسي، قال الدارقطني: ضعيف متروك. انظر: ميزان الاعتدال (4/ 411) ط العليمة، لسان الميزان (6/ 317).

إلا أنه شهد له ما رواه البيهقي في (الشعب) (¬1) عن أبي مسعود المذكور ولفظه: (أن آخر ما بقي من النبوة الأولى) إلى آخر ما هنا، بل رواه البخاري (¬2) عن أبي مسعود أيضًا بلفظ إن آخر ما أدرك الناس. آخره. 7 - " آخر ما تكلم به إبراهيم حين ألقي في النار "حسبي الله ونعم الوكيل" (خط) عن أبي هريرة، وقال: غريب. والمحفوظ عن ابن عباس موقوفاً". (آخر ما تكلَّم به إبراهيم) خليل الله (حين ألقي في النار) التي أعدها له نمرود وقومه؛ ليحرقوه ورموه في المنجنيق (حسبي الله) كافيني عن ناركم وغيرها (ونعم الوكيل) الموكول إليه، والحسب الكافي، والوكيل الكفيل، بأرزاق العباد، وحقيقته أنه المستقل بأمور الموكول إليه، قاله في (النهاية) (¬3)، وحذف مخصوص نعم، وهو يحذف كثيراً، وما قيل أنه من عطف الإنشاء على الأخبار، ففيه أجوبة كثيرة، أقربها: أن التقدير وهو نعم الوكيل على أنها جملة اسمية خبرية، حذف صدرها، فهو من عطف الأخبار على الأخبار، وهاتان الكلمتان هما كلمتا التفويض إلى من بيده كل خير، وهما اللتان قالهما المؤمنون حين قيل لهم: {إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [آل عمران: 173]، ثم أخبر الله تعالى أنهم انقلبوا بنعمة من الله وفضل، كما انقلب الخليل بنعمة من الله وفضل سالمًا من نار عدوه، فهو إرشاد منه صلى الله عليه وسلم إلى أنه بقولهما من وقع في مهم من الأمور كما قالها الخليل: (خط (¬4) عن أبي هريرة، وقال الخطيب: غريب) الغريب في عرف المحدثين: ما تفرد به من يجمع حديثه لعدالته وضبطه كحديث الزهري إذا انفرد، وقسموه إلى صحيح وغير صحيح (والمحفوظ عن ابن عباس) هو حيث ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7736). (¬2) أخرجه البخاري (3484). (¬3) النهاية (5/ 220). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 118). وانظر: زوائد تاريخ بغداد (6/ 603).

أطلق بحر الأمة وترجمان القرآن، وهو: أبو العباس عبد الله بن عباس بن عم المصطفى صلى الله عليه وسلم، توفي صلى الله عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة، وقيل: عشر، كان خير هذه الأمة وعالمها، ودعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - بالحكمة والفقه والتأويل، [ص: 16] كف بصره آخر عمره، ومات بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن سبعين سنة، وصلَّى عليه محمد بن الحنفية (¬1) (موقوف) الموقوف في عرفهم أيضًا، ما روي عن الصحابي من قول أو فعل متصلاً كان أو منقطعًا, وليس بحجة إن كان للاجتهاد، فيه مسرح وإلا فهو حجة على الأصح، وهو هنا كذلك، إذ لا يقال مثله بالرأي، وهذا الموقوف صحيح فقد أخرجه البخاري في صحيحه عنه بلفظ: (كان آخر قول إبراهيم (¬2) ...). 8 - " آخر أربعاء في الشهر يومُ نَحْسٍ مستمر (وكيع في الغرر، وابن مردويه في التفسير، (خط) عن ابن عباس". (آخر أربعاء) تثليث الموحدة وبالمد (في الشهر يوم نحس) بالإضافة وعدمها أي شؤم وبلاء (مستمر) يحتمل أنه آخر كل شهر، والمراد أنه تعالى قدر شؤمه بما ينزل فيه من العقوبة على العصاة والعتاة، وأنه المراد بشؤمه كما أنه تعالى قدر نزول البركات في ليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، وقدر قيام الساعة أي: القيامة في يوم الجمعة ونحو ذلك، فهو يوم نحس على العصاة تحل بهم العقوبة فيه، أو تحل قريبًا من دارهم، لا أنه يوم يتشاءم به، ويتطير به، ويترك فيه الأعمال كما يصنعه كثير من أهل مكة وجدة، في آخر أربعاء من شهر صفر يتعطلون فيه عن الأعمال، ويبقون كالمحابيس، ولا ندري ما مستندهم وما وجه تخصيص هذا الأربعاء عن نظائره، ويحتمل أنه ورد في قوم عاد، والأخبار أنهما أرسلت عليهم الريح العقيم في يوم الأربعاء في آخر الشهر كما في كتب ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (4/ 141). (¬2) أخرجه البخاري (4564).

التفسير، وأنه عليهم يوم نحس مستمر هلكوا فيه، وشمل صغيرهم وكبيرهم بالعقوبة والنحس، ويكون الحديث واردًا بيانًا لكلامه، وتفسيرًا لها؛ كأنه قال صلى الله عليه وسلم يوم النحس الذي حكاه الله هو آخر أربعاء في الشهر، والأول أقرب (وكيع) بفتح الواو وآخره مهملة, ابن الجراح هو الإمام المثبت محدث العراق، قال الذهبي: وثقوه، إلا أنه كان يشرب النبيذ وأطال الثناء عليه، مات سنة سبع وتسعين ومائة (¬1) (وابنَ مرْدُويه) بفتح الميم وسكون الراء وفتح الدال المهملة، هو الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى صاحب التاريخ والتفسير وغير ذلك، كان عالمًا بهذا الشأن، بصيراً بالرجال، طويل الباع مليح التصانيف، ولد سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، ومات سنة عشر وأربعمائة رحمه الله (¬2)، (في التفسير خط عن ابن عباس) سكت عنه المصنف، وفيه مسلمة بن الصلت، قال أبو حاتم: متروكٌ، وجزم ابن الجوزي بوضعه، وقال ابن رجب: حديث لا يصح، ورواه الطبراني من طريق آخر عن ابن عباس موقوفاً، قال السخاوي: طرقه كلها واهية (¬3). ¬

_ (¬1) انظر: تهذيب الكمال (30/ 462) تاريخ بغداد (13/ 466)، تذكرة الحفاظ (1/ 306)، سير أعلام النبلاء (9/ 140)، وتهذيب التهذيب (11/ 109) وقد وهم المؤلف هنا؛ لأن "الغرر من الأخبار" ليس لوكيع بن الجراح، إنما لمحمد بن خلف بن حيَّان الضَّبي البغدادي، أبو بكر، لقبه: وكيع، (ت: 306) ونبّه عليه المناوي في الفيض، انظر ترجمته في: تاريخ بغداد (5/ 236)، والمنتظم لابن الجوزي (6/ 152)، وسير أعلام النبلاء (14/ 237). (¬2) انظر: تهذيب الكمال (1/ 473) وتهذيب التهذيب (1/ 66). (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (14/ 405)، وابن الجوزي في الموضوعات برقم (917، 918)، وانظر اللآلئ المصنوعة للسيوطي (1/ 485)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 54). وقال الذهبي في ترتيب الموضوعات (38/ ب): فيه مسلمة بن الصلت متروكٌ، وقال ابن حجر في اللسان (6/ 34): ورأيت له حديثًا منكراً وذكر هذا الحديث. أما الموقوف، فأخرجه الطيوري في الطيوريات, كما قال ابن عراق (2/ 55) وفيه: الأبزاري الحسن أو الحسين بن عبيد الله وهو كذاب قليل الحياء كما في الميزان (2/ 250) ت: 1885.=

9 - " آدم في السماء الدنيا تعرض عليه أعمال ذريته، ويوسف في السماء الثانية، وابنا الخالة يحيى وعيسى في السماء الثالثة، وإدريس في السماء الرابعة، وهارون في السماء الخامسة، وموسى في السماء السادسة، وإبراهيم في السماء السابعة (ابن مردويه عن أبي سعيد". (آدم في السماء الدنيا) إخبار عن محل آدم وغيره من الأنبياء عليهم السلام في السماوات والدنيا القربى من الأرض (تعرض عليه أعمال ذريته) حسنها وقبيحها كما يقتضيه اللفظ العام، وكأنه يعرض عليه كتاب الأعمال، فلا حاجة إلى القول بأنها تشكّل بأشكال يخصها، وإلا فهي أعراض، ولعل الحكمة في عرضها عليه سروره برؤية حسنها، وسؤاله لمن أتي بالقبيح منه الهداية والتوفيق، وهل ذلك كل يوم أو نحوه، لا دليل على تعيين شيء من ذلك (ويوسف في السماء الثانية) في رواية الشيخين بحديث الإسراء (¬1) أنَّ يوسف في الثالثة، وفي الثانية يحيى وعيسى عليهم السلام، والظاهر أن هذا الإخبار عن رؤيته صلى الله عليه وسلم إياهم ليلة الإسراء، فإن هؤلاء الثمانية من الرسل عليهم السلام هم المذكورون هنالك كما هنا، والترتيب الترتيب إلا في هذا وجميع روايات الإسراء مخالفة؛ فلينظر في ذلك، (وابنا الخالة يحيى وعيسى) كل واحد منهما ابن خالة الآخر، وذلك لأن أم يحيى إيشاع بنت عمران أخت مريم، (في السماء ¬

_ =انظر في المقاصد الحسنة (ص: 479 - 480)، والدر المنثور (7/ 677). ويروى الحديث من طريق جابر أخرجه الطبراني في الأوسط (797) (6422)، والبيهقي في السنن (10/ 170)، وابن عدي في الكامل (1/ 238) وابن حبان في المجروحين (1/ 103)، ومدارها على إبراهيم بن أبي حبَّة، روى مناكير وأوابد. والحديث طرقه كلها واهية كما قال السخاوي، وانظر: الفيض (1/ 47). وكشف الخفاء (1/ 12) وقد نقل قول ابن رجب. وقال الألباني في ضعيف الجامع (5) والسلسلة الضعيفة (887): موضوع. (¬1) أخرجه البخاري (3207) ومسلم (264/ 265) من رواية أنس.

الثالثة) قيل: والحكمة في أنهما أسكنا في سماء واحدة بخلاف سائر السماوات فما فيهما إلا نبي واحد، أنه لابدَّ من نزول عيسى إلى الدنيا آخر الزمان فيبقي يحيى لئلا تخلو سماء من نبي (وإدريس في السماء الرابعة) وبه فسر تعالى {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57] وتلاها صلى الله عليه وسلم بعد هذا في بعض روايات الإسراء عند أحمد ومسلم كالمفسر للآية (¬1) [ص:17]. وهذا يعارض ما رواه ابن مردويه والطبراني من رواية ابن عباس أنه في السماء السادسة إلا أنَّ هذا أرجح لموافقتها رواية الإسراء: "وهارون في السماء الخامسة, وموسى في السماء السادسة، وإبراهيم في السماء السابعة" في هذا دليل على تفضيل الله لرسله بعضهم على بعض وأن خليله إبراهيم أرفع الأنبياء مقامًا، وزاد في حديث الإسراء مسندًا ظهره إلى البيت المعمور وأنه يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لا يعودون إليه. إن قلت: هل هذا إخبار عن مستقر أرواح الرسل عليهم السلام، أو عن أبدانهم معها؟ الأول: لا يناسبه ما في الروايات من أنه رأى يوسف قد أعطي شطر الحسن، ومن أنه بكى موسى حين رآه، ومن إسناد الخليل ظهره, ومن خطابهم له صلى الله عليه وسلم وترحيبهم، فإن هذه هيئات الأجساد، التي فيها الأرواح. والثاني: يأباه ما ثبت من أنهم في قبورهم أحياء يصلون، ولذلك شرعت لهم الزيارة، ورد السلام والذي في القبور الأبدان بلا كلام، وأيضًا فقد ثبت أنه لا ¬

_ (¬1) انظر: الإسراء والمعراج للشيخ الألباني -رحمه الله- وكنت قد كتبت بحثاً بعنوان: أحاديث الإسراء والمعراج -جمعاً ودراسةً- وشاركت به في مسابقة ثقافية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وكنت استفدت فيه شفهياً من فضيلة الشيخ الألباني - رحمه الله - ثم رأيت له رسالة صغيرة في "الإسراء والمعراج" وتحدث عنه الصالحي في سبل الهدى والرشاد بإسهاب (3/ 11 - 248)، وكما جمع ابن كثير في تفسيره أكثر الأحاديث في مقدمة سورة الإسراء.

موت إلا الموتة الأولى إلا من استثناه ربه فيلزم لهم موتة أخرى، وهذا السؤال ليس بخاص بهذا، بل يرد في نظائر، مثل كون الخليل عليه السلام يكفل أطفال المسلمين، وأنَّهم أحياء وأشباه ذلك. قلت: الجواب عن هذا: ما أفاده ابن القيم (¬1) في كتاب (الروح) ما حاصله: أن للأرواح شأنًا آخر تكون في الرفيق الأعلى في أعلى عليين، ولها اتصال بالبدن بحيث إذا سلم المسلم على الميت رد الله عليه روحه فيرد عليه السلام، وهي في الملأ الأعلى، وإنما يغلط أكثر الناس في هذا الموضع، حيث يعتقد أن الروح من جنس ما يعهد في الأجسام الذي إذا أشغلت مكانًا لم يكن أن تكون في غيره، فالروح في السموات وترد إلى القبر وتتصل به وتعرف الزائر، وترد عليه السلام وهي في أعلى عليين، نحو روح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرفيق الأعلى، وإنما يردها الله سبحانه إلى القبر فيرد السلام على من سلم عليه، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - موسى عليه السلام قائمًا يصلي في قبره، ورآه في السماء السادسة أو السابعة، فإما أن تكون سريعة الانتقال والحركة كلمح البصر، وإما أن يكون المتصل منها بالقبر وفنائه بمنزلة شعاع الشمس وجرمها في السماء، وبهذا ندفع ما توهمه السائل من التعارض بين كونهم في القبر وفي السماوات، ويظهر أن الرؤية ليلة الإسراء والإخبار بأنَّ هؤلاء الرسل في السماء إنما هو للأرواح دون الأبدان، وأن الأرواح تكيف بكيفية يُدركها الرائي عليها، كالحسن ليوسف، والاستناد لإبراهيم، ويتضح هذا بما ذكره ابن القيم (¬2) أيضًا من أن الأرواح حيّة لا تذوق الموت، وأن موت الأرواح هو خروجها من الأبدان، وأن كل روح متميزة عن الأخرى تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها، وأنَّ الحق أن الأرواح أجسام نورانية، فهذه ¬

_ (¬1) الروح (ص101). (¬2) الروح (ص 44).

ثلاثة أطراف قد عقد في كتاب الروح بكل طرف منها مسألة واستدل له بما لا مدفع له، وحينئذ فعرفت أن رؤيته صلى الله عليه وسلم كانت لهذه الأرواح متميزةً بما أخذت كل روح من صفات أجسامها ما به تعرف، وأنها هي التي رحبت به وخاطبته، وأن إسناد الظهر ونحوه هو لتلك الأجسام النورانية، وإنها لا تموت الأرواح إلا بخروجها من الأبدان، وليس إلا مرة واحدة, وإذا عرفت هذا التحقيق، عرفت اجتماع تشمل الأحاديث وأنها تصدق بعضها بعضًا، ولله الحمد، وإذا قدرت مقدار هذا البحث نفعك في كثير مما يأتي وقد استوفيناه هنا ولعلنا لا نعيده (¬1). واعلم أن رؤيته صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأنبياء عليهم السلام وإخباره عنهم بخصوصهم، ولم يذكر إسماعيل ولا داود ولا غيرهم من سائر رسل الله [ص:18]، مع أن مستقرهم الجميع السماوات العُلا، إما إنهم الذي واقف من ورائهم في مسراه، أو خصوصية جعلها الله لهم بلقائه صلوات الله عليهم أجمعين، (ابن مردويه عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف، وإسناده (¬2) ضعيف، لكن المتن صحيح، فإنه قطعة من حديث الإسراء المتفق عليه من حديث أنس كما سبقت الإشارة إليه، إنما بينه وبين هذا اختلاف في الترتيب وبعض الألفاظ (¬3). 10 - "آفة الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السماحة المن، وآفة الجمال الخيلاء، وآفة العبادة الفترة وآفة الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة الحسب الفخر، وآفة الجود السرف (هب) وضعفه عن علي". ¬

_ (¬1) قد ألف البيهقي كتاباً سمّاه: "حياة الأنبياء بعد وفاتهم" وقد طبع هذا الكتاب. (¬2) أخرجه ابن مردويه في التفسير كما عزاه إليه ابن كثير (3/ 14)، والبيهقي في دلائل النبوة (2/ 390) وفيه أبو هارون العبدي متروك الحديث كما قال الغماري في المداوى (1/ 29)، وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2427) هـ العلمية. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (7)، والسلسلة الضعيفة (1485). (¬3) انظر: فتح الباري (7/ 210)، تحت حديث رقم 3787).

(آفة) الآفة العاهة أو عرض مفسد لما أصابه (الظرف) بفتح الظاء وسكون الراء هو الكياسة، (الصلف) بفتح المهملة والسلام: التكلم بما يكرهه صاحبك، والتمدح بما ليس عندك، أو مجاوزة حد الظرف والإدعاء فوق ذلك تكثرًا، وهو تحذير من إفساد ما أوتيه الظرف بهذه الآفة (وآفة الشجاعة) وهي: قوة القلب، وثباته البغي أي العاهة التي تفسد الشجاعة (البغي) وهو: تجاوز الحد والتعدي والظلم (وآفة السماحة) الجود والكرم (المن) تعديد النعم على المنعم عليه فانفسد به صفة الجود (وآفة الجمال) الحسن في الخَلق والخُلق (الخيلاء) بضم الخاء المعجمة والمد العجب والكبر والتيه (وآفة العبادة الفترة) بكسر الفاء مصدر فتر فتورًا، سكن بعد حدة، ولان بعد شدة، وهذه الآفة لا تلحق الملائكة لقوله تعالى: {لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء: 20]، (وآفة الحديث) ما يتحدث به وينقل (الكذب) الإعلام بالشيء على خلاف ما هو عليه، فإنه يفسد الحديث لأنه لا يوثق به (وآفة العلم) وهو حصول صورة الشيء عند العقل (النسيان) هو زوال صورة الشيء عن الحافظة فإنه يفسد العلم (وآفة الحلم) وهو الوقار أي: عدم العجلة والإثارة من غير إفراط ولا تفريط (السفه) الخفة والطيش (وآفة الحسب) بفتح المهملتين هو ما يعده الإنسان من المآثر، وقيل: إنه الشرف في الآباء وما يعده الإنسان من مفاخرهم (الفخر) إدعاء العظم والتمدح (وآفة الجود السرف) التبذير والإنفاق في غير طاعة وتجاوز المقاصد الشرعية، ولا يخفى أن الجود والسماحة أخوان، وإن اختلفا باعتبار ما فذكرهما لأن مفسدة المن عائده على العطية بعد إطلاق اليد بها، وإخراجها، ومفسدة السرف عائدة إلى المال المنفق منه. واعلم أنه صلى الله عليه وسلم عدَّ هذه العشر الآفات لهذه العشر الشريفة من الصفات، وليس المراد مجرد الإخبار بأن هذه تفسد هذه فقط، بل المقصود الحث على تجنب المفسدات المذكورة والتخلق بهذه الصفات المحمودة، وتكميل ما وهبه الله

منها لعبده، كالجمال يصونه عمَّا يفسده من الخيلاء ونحوه من الخصال المذكورة يكمل بالتنزه عن أضدادها، (هب وضعفه) (¬1) قال السخاوي (¬2): وفيه مع ضعفه انقطاع (عن علي) (¬3) هو أبو الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه، وأمه فاطمة بنت أسد، أسلمت وهاجرت، وهو أوَّل من أسلم من المذكور في أكثر الأقوال، وصفاته الشريفة وخلاله المنيفة شهيرة معروفة، ومن أراد استيفاء أحواله فقد أودعنا من ذلك الكثير الطيب في (الروضة الندية شرح التحفة العَلَوية) (¬4) استشهد صبيحة الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان سنة أربعين من الهجرة، وسِنُّه ثلاث وستون سنة، وقيل: أكثر، وخلافته أربع سنين وتسعة أشهر وأيامًا, وليس في الصحابة من سمي عليًّا إلا أربعة ليس منهم علي بن أبي طالب سواه، وإذا أطلق في الكتب الحديثية فهو المراد كما أطلق هنا، وهذا الحديث قد أخرجه الطبراني بتقديم وتأخير من حديث علي أيضًا، قال الهيثمي: فيه أبو رجاء كذَّابٌ. 11 - " آفة الدين ثلاثة: فقيه فاجر، وإمام جائر، ومجتهد جاهل (فر) عن ابن عباس". (آفة الدين) أي العاهة التي توهن أمر الدين وتضعفه ثلاثة، أجمل أولاً ثم فصل ثانيا إعلامًا بعظمة ما يلقيه إلى السامع (فقيه فاجر) الفجور الانبعاث في المعاصي، وذلك لأنه يقتدي بفجوره العامي وغيره، فيسرى فساده في العامة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4648) وقال: تفرد به الحبطي وليس بالقوي، والطبراني في الكبير (3/ 69)، وفي إسناده أبو رجاء وهو كذاب، كما قال الهيثمي في المجمع (10/ 283)، والقضاعي في مسند الشهاب (836). (¬2) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 5) لفظه يختلف عما هنا، وقال: وسنده ضعيف، لكنه صحيح المعنى. (¬3) انظر: الإصابة (4/ 564). (¬4) لم يطبع الكتاب.

والخاصة بل غالب فساد أبناء الملوك من فقهاء الفجور ولذا قدم على قوله (وإمام جائر) مائل عن نهج الاستقامة، وذلك أن الإمام [ص: 19] إذا حاد أفسد أمر الدين، وغيَّر شرائع سيد المرسلين وتابعه على جوره في الرعايا أعوانه، فاتسع خرق الفساد ومجتهد في العبادة والطاعة جاهل بل يجتهد في طاعته خبطًا وجزافًا، وإفساد للدين لأنه يراه من يعتز به فيقتدي به، ويمل ميلته فيكون من الذين ضلوا وأضلوا، وملئوا الدنيا بما يبتدعونه، وهل أفسد دين الإِسلام إلا جهلة الصوفية وأئمة الفجور وفقهاء السوء، وأشار إلى ذلك من قال، وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها، وقد أفاد صلى الله عليه وسلم إلى أن العلم والرئاسة والعبادة قد تكون مفاسد للدين إذا صحبها الجور والفجور والجهل، فهؤلاء الثلاثة بإفسادهم الأديان يحملون أوزارهم وأوزارًا مع أوزارهم (فر عن عبد الله بن عباس) (¬1) سكت عليه المصنف، وهو حديث ضعيف؛ لأنه من رواية نهشل بن سعيد عن الضحاك، ونهشل قال الذهبي في الضعفاء: قال ابن راهويه: كان كذَّابًا، والضحَّاك لم يلق ابن عباس. 12 - " آفة العلم النسيان، وإضاعته أن تحدث به غير أهله (ش) عن الأعمش مرفوعاً معضلا وأخرج صدره فقط عن ابن مسعود موقوفًا". (آفة العلم النسيان) تقدم، وهل يرادفه السهو؟ قيل: هما مثلان، وقيل: بينهما تغاير (وإضاعته أن تحدث به غير أهله) هم الذين لا يلقون له سمعًا ولا يرفعون له رأسًا ولا يعملون به إن عرفوه، فإن أهل العلم هم العاملون به، الحراص على سماعه، وكتبه والدعاء إليه، وإذا عرفت أن هذه إضاعته وهو أنفس من المال ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (76)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 238)، وفي إسناده نهشل بن سعيد بن وردان وهو كذاب، انظر: الضعفاء والمتروكين (6673)، وتهذيب الكمال (30/ 32 رقم 6483)، وقال الحافظ: متروك وكذّبه إسحاق بن راهويه انظر: التقريب (7198). وقال الألباني في ضعيف الجامع (8) والسلسلة الضعيفة (819): موضوع.

وإضاعة المال منهي عنها كما يأتي فالنهي عن إضاعة العلم أولى وآكد، فحقيق على من علمه أن لا يضيعه ويحرم عليه إضاعته، وأما حديث: "يبلغ الشاهد الغائب"، وحديث: "من كتم علمًا" فالمراد بهما عن أهله وإلى أهله، أو المراد مما يجب إبلاغه لإقامة الحجة على سامعه، فقد كانت الرسل تحدث من لا يقبله ولا يعد من أهله؛ لإقامة الحجة عليهم (ش عن الأعمش) (¬1) بالعين المهملة والسين المعجمة، هو: الحافظ الثقة شيخ الإسلام أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش، الإمام المشهور، كان ثقة عالمًا فاضلاً، أدرك من الصحابة أنس بن مالك ولم يأخذ عنه شيئًا, ولد سنة ستين من الهجرة، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة (مرفوعًا) (¬2) هو في الاصطلاح: ما رُفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث صحيحًا كان أو غير صحيح، ويقابله الموقوف، ونُصِب على أنه حال من ضمير المفعول الذي حذف مع عامله، إذ الأصل أخرجه مرفوعًا، وكذلك نُصِب على الحالية (معضلاً) وهو بضم الميم وفتح الصاد المعجمة وهو في الاصطلاح: ما سقط من إسناده اثنان على التوالي (وأخرج ابن أبي شيبة صدره) إلى قوله: "آفة العلم النسيان" (عن ابن مسعود) هو حيث أطلق عبد الله بن مسعود العالم الرباني الصحابي المعروف، أحد العبادلة، كنيته أبو عبد الرحمن، كان سادس من أسلم، كان من خواص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب سره وسواكه ونعله وطهوره في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 286) رقم (26139)، والدارمي (624) عن الأعمش معضلاً أو مرسلاً، وأخرج صدره ابن أبي شيبة (26140)، والدارمي (622) عن ابن مسعود موقوفاً، وأخرجه الدارمي (621)، والبيهقي في المدخل (433) عن الزهري من قوله. أما حديث الأعمش فإسناده ضعيف لأنه معضل الأعمش لم يسمع سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأما حديث ابن مسعود فإسناده ضعيف أيضاً لانقطاعه لأن القاسم بن عبد الرحمن لم يسمع عبد الله بن مسعود، وأما حديث الزهري فإسناده ضعيف لأن فيه الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن، وانظر ما جاء في كشف الخفاء (1/ 16)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (10) والسلسلة الضعيفة (1303). (¬2) انظر: تهذيب الكمال (12/ 76)، تهذيب التهذيب (4/ 195).

السفر، هاجر إلى الحبشة، وشهد بدرًا وما بعدها، وكان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله، مات بالمدينة، ودُفن بالبقيع، وله بضع وستون سنة (¬1) (موقوفًا) تقدم بيانه وللحديث طرق يتقوى بتعددها. 13 - " آكل الربا، وموكله, وكاتبه، وشاهداه، إذا لمسوا ذلك، والواشمة، والموشومة للحسن، ولاوي الصدقة، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة، ملعونون على لسان محمد يوم القيامة (ن) عن ابن مسعود (صح) ". (آكل الربا) هو اسم فاعل من أكل، والربا: في الأصل الزيادة، ربا الماء يربوا إذ ازداد وارتفع، والاسم الربا مقصور، وهو في الشرع الزيادة على أصل المال من غير عقد تبايع، أفاده ابن الأثير (¬2). والمراد بالأكل مطلق الانتفاع، وإنما عبر به لأنه أكثر ما يستنفع به في الاستهلاكات، والتعبير بذلك في القرآن كثيراً {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ} [النساء: 29] , ونحوه (وموكله) اسم فاعل أيضًا من المزيد مثل مخرج من أخرج من أكله الشيء أطعمه إياه، والمراد الممكن منه غيره، وفيه دليل على: ما حرم أخذه حرم إعطاؤه، وقد عدها الفقهاء من القواعد وفرعوا عليها كثيراً من الأحكام، ولكنهم استثنوا منها مسائل، مثل الرشوة للحاكم ليصل إلى حقه، وفك الأسير، وإعطاء الشيء لمن يخاف هجوه، وكاتبه: كاتب الربابين المرابين (إذا علموا ذلك) قيد للثلاثة؛ لأنه لا إثم مع الجهل، ويأتي زيادة الشاهد (1). والواشمة اسم الفاعل من وشم بالمعجمة، يقال: وشم يشم إذا غرز الإبرة في البدن، وذر الكحل عليه ليبقى أثره، والموشومة المفعول بها ذلك الوشم للحسن قيد واقع، إذ لا يكون الوشم إلا لذلك، وما في حديث ابن مسعود في ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (4/ 233)، والطبقات الكبرى (3/ 150). (¬2) النهاية (2/ 192).

ذلك زيادة المغيرات خلق الله، وقد استشكل هذا الشيخ عز الدين بن عبد السلام بالحناء، وقال: إنه صبغ للبدن كصبغ الوشم وتغيير لخلق الله أيضًا, ولم يجب عنه, قلت: ولك أن تجيب عنه بالتفرفة بأن الحناء والاختضاب به ما هو إلا كلبس ثياب الزينة يعلو وثم يزول، فلا تغيير فيه لخلق الله بخلاف الوشم، فإنه لا يزول من البدن أبدًا, ولأنه لا يحصل إلا بالإسلام الشديد، وإن كان الحديث لم يتعرض للتعليل به فمعلوم أنه منهي عنه إلا لحاجة إصلاح البدن بإزالة ما يؤذيه بقاؤه كالحجامة (ولاوي الصدقة) اسم فاعل من لوي يلوي إذا منع أي مانع صدقة الفرض؛ لأنها المراد عند الإطلاق (والمرتد أعرابيًّا بعد الهجرة) بالعين المهملة والراء نسبة إلى الأعراب، وهم سكان البادية، وفي النهاية (¬1): أن التعريب بعد الهجرة هو أن يعود إلى البادية، ويقيم مع الأعراب بعد أن كان مهاجرًا، وكان من رجع بعد الهجرة إلى موضعه من غير عذر يعدونه كالمرتد (ملعونون على لسان محمد يوم القيامة) هو خبر أكل الربا وما عطف عليه، أي مبعدون عن رحمة الله في يوم القيامة، وهو وعيد شديد، فإنَّ يوم القيامة يرجى فيه الرحمة، ويكون لله تعالى فيه تسعة وتسعون رحمة، فإذا لعنوا في ذلك اليوم فهو أشد الوعيد، وهو يحتمل أنه أريد بلعنه هو صلى الله عليه وسلم لهم، أو بأنه يخبر أن الله تعالى لعنهم، ويأتي الاحتمالان في قوله تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ ...} الآية. [المائدة: 78]. قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: يحتمل هذا وأمثاله مثل قوله: "لعن الله السارق" (¬2)،"لعن الله من غيَّر منار الأرض" (¬3)، على أن ذلك ليس دعاء منه صلى الله عليه وسلم بالإبعاد، بل إخبار بأنَّ الله تعالى لعن هؤلاء؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يبعث لعَّانًا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 202). (¬2) سيأتي برقم (7242). (¬3) سيأتي برقم (7264).

"المؤمن لا يكون لعانًا" (¬1). قلت: ولأنه صلى الله عليه وسلم قد سأل الله أن من دعا عليه أن يجعل دعاءه عليه رحمةً له، فيلزم لو كان هذا إنشاء منه صلى الله عليه وسلم أن يكون دعاء للمذكورين بالرحمة ومعلوم أنه غير مراد (ن عن ابن مسعود (¬2)) رمز لصحته، وقد رواه عبد الله بن أحمد والبيهقي وأبو يعلى والطبراني وابن حبان وابن خزيمة كلهم من حديث الحارث الأعور عن ابن مسعود، والحارث ضعيفٌ وقد وثق. قلت: قد بينا كلامهم في الحارث المذكور وما عليه من رسالتنا (ثمرات النظر في علم الأثر) (¬3) بما يقتضي توثيقه، وقد رواه ابن خزيمة عن مسروق عن ابن مسعود فإسناده صحيح. 14 - " آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد ابن سعد عن عائشة" ح. (آكل) مضارع أكل كما يأكل العبد أي (كما يأكل العبد) الذي ليس له صفة إلا العبودية، فلا آكل أكل المترفين، وملوك الدنيا, ولا أقعد قِعْدتهم وقت الأكل، وقد بينها بقوله فيما يأتي: (أما أنا فلا آكل متكئًا)، ويحتمل أن المراد بأكل العبد المأكول نفسه أي يأكل ما وجد ولا يتطلب ما يعدوه وكانت هذه صفته صلى الله عليه وسلم في الأمرين: الهيئة والمأكول، (وأجلس كما يجلس العبد) متواضعًا متخشعًا، وصدر الحديث أنه قال صلى الله عليه وسلم لعائشة: "يا عائشةُ لو شئت لسارت معي جبال ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (1314) عن مجاهد مرسلاً. (¬2) أخرجه النسائي (8/ 147)، وكذلك أحمد (1/ 393، 402)، والبيهقي في السنن (9/ 19)، وابن حبان (3252)، وابن خزيمة (2250)، وأبو يعلى (5241)، والطبراني في مسند الشاميين (1338)، وإسناده صحيح بطريق ابن خزيمة من رواية مسروق عن ابن مسعود. كما قال المؤلف. وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزياداته (5)، وانظر للتفصيل: إرواء الغليل (5/ 185). (¬3) انظر: ثمرات النظر في علم الأثر (ص: 124)، وانظر: المنهاج شرح مسلم للنووي (1/ 98 - 99).

الذهب، أتاني ملك وإن حجرته تساوي الكعبة فقال: إن ربَّك يقرئك السلام، ويقول لك: إن شئت نبيًّا ملكًا" [ص: 21]، وإن شئتَ نبينًا عبدًا، فأشار إليَّ جبريل، ضع نفسك، فقلتُ: نبيًّا عبدًا)، قالت: فكان بعد ذلك لا يأكل متكئًا، ويقول: (آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد) (ابن سعد) (¬1) هو الحافظ العلامة عبد الله بن سعد البصري مولى بني هاشم، مؤلف الطبقات الكبرى والصغير, ومصنف التاريخ، ويعرف بكاتب الواقدي، وكان كثير العلم، كتب الكثير: كتب الفقه والحديث والغريب، توفي في جمادى سنة ثلاثين ومائة رحمه الله (¬2)، (عن عائشة) هي بالهمز، وقراءتها بالمثناة التحتية لحن، وهي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق كانت فقيهةً عالمةً فاضلةً، يرجع إليها الصحابة، وهي كثيرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عارفة بأيام العرب وأشعارها، خطبها النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها بمكة في شوال سنة عشر من النبوة، ولها ست سنين وأعرس بها في المدينة في شوال سنة اثنتين من الهجرة، ولها تسع سنين، وروى عنها عددٌ كثيرٌ من الصحابة وغيرهم، ماتت بالمدينة سنة سبع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة، وكان خليفة مروان على المدينة في أيام معاوية (¬3). والحديث رمز المصنف لحسنه، ورواه البيهقي عن يحيى بن أبي كثير ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 381) وأبو يعلى (4920) قال الهيثمي (9/ 19): رواه أبو يعلى وإسناده حسن، والبيهقي في الشعب (5975) مرسلاً وهناد في الزهد (800) وابن عساكر (4/ 74) وحسّن سنده العجلوني في كشف الخفاء (1/ 17) عن عمرو بن مرة. وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (7) والسلسلة الصحيحة (544). (¬2) هكذا أورد في المخطوط، والصواب في اسمه أنه: محمد بن سعد بن منع الهاشمي مولاهم، أبو عبد الله البصري، المعروف بابن سعد وبكاتب الواقدي لكونه لازم شيخه محمد بن عمر الواقدي زمناً طويلاً، وكتب له، انظر لترجمته: تاريخ بغداد (5/ 321)، وفيات الأعيان (4/ 351)، تذكرة الحفاظ للذهبي (2/ 425)، وسير أعلام النبلاء (10/ 664)، النجوم الزاهرة (2/ 258). (¬3) انظر: الطبقات الكبرى (8/ 58)، الإصابة (8/ 16).

مرسلاً، ورواه هناد عن عمرو بن مرة, وزاد: "فوالذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء". 15 - " آل محمد كل تقي (طس) عن أنس (ض) ". (آل محمد كل تقي) أصله أهل قلبت الهاء همزة على قول، وآل الرجل: أهله وأولياؤه، وأتباعه، كما في القاموس (¬1): فيحتمل أنه يريد بهم هنا أتباعه، وأن أتباعه حقيقة هم الأتقياء، ويحتمل أن يراد بهم أهله، وأن المراد أن آله هم الأتقياء، فإنهم المستحقون لهذه الإضافة، وهذا الشرف فإنه من لم يكن منهم تقيًّا ليس جديرًا بأن يعد من آله، ويضاف إلى كماله، وإن كان من آله لغة، ويرشد إلى هذا قوله تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46] على أحد الوجهين (طس) (¬2) وكذا في الصغير (عن أنس) رمز المصنف لضعفه، ورواه ابن لال، وتمام، والعقيلي، والبيهقي، والحاكم في (تاريخه) قال الهيثمي: وفيه نوح بن أبي مريم ضعيف جدًّا، وقال البيهقي: لا يحل الاحتجاج به، وقال ابن حجر: سنده واه جدًّا، وقال السخاوي: أسانيده كلها ضعيفة. 16 - " آل القرآن آل الله (خط) في رواة مالك عن أنس" (ض). (آل القرآن) أهله، وهم حفظته العاملون به، المتقيدون لأوامره ونواهيه الناظرين في حقائقه ومعانيه (آل الله) أي أولياؤه أضيفوا إلى القرآن تشريفًا لهم، ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (1245). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3332)، وفي الصغير (318)، والديلمي في الفردوس (1692) وتمام في فوائده (1567)، والبيهقي (2/ 152) وقال: فيه نافع السلمي أبو هرمز كذبه يحيي بن معين وضَعَّفه أحمد وغيرهما من الحفاظ. وفي إسناده نوح بن أبي مريم وهو ضعيف كما في المجمع (10/ 269)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 161): سنده واهٍ جدًّا، وأورده الحافظ الذهبي في الميزان (7/ 8) في ترجمة نافع بن هرمز. وانظر المداوي (1/ 44) والمقاصد الحسنة (1/ 40).

وأضيفوا إلى الله تعظيمًا لهم وتكريمًا، (خط في رواة مالك عن أنس (¬1)) رمز المصنف لضعفه، وذلك لأنه من رواية أحمد بن بزيغ عن مالك عن الزهري عن أنس وابن بزيغ مجهولٌ. 17 - " آمروا النساء في بناتهن (د هق) عن ابن عمر (ح) ". (آمروا) بالمد وميم مخففة مكسورة (النساء في بناتهن) قال في النهاية (¬2): شاورُهن في تزويجهن؛ لأن في ذلك استطابة أنفسهن، وهو أدعى إلى الألفة بين الزوجين، ودفعًا لما يترقب من الوحشة بينهما إذا لم يكن الزواج عن رضا الأم، إذ البنات إلى الأمهات أميل، ولأن الأم ربما علمت من حال ابنتها أمرًا لا يصلح معه النكاح يجهله الأب، والأمر للإرشاد والندب كما في النهاية, ويحتمل: الوجوب وهو الأصل (د هق عن ابن عمر (¬3)) رمز المصنف لحسنه. 18 - " آمروا النساء في أنفسهن، فإن الثيب تعرب عن نفسها. وإذن البكر صمتها (طب هق) عن العرس بن عميرة" (ح). (أمروا) هو بزنة الأول، والخطاب للأولياء (النساء) أي المكلفات (في ¬

_ (¬1) أورده العجلوني في كشف الخفاء (1/ 17) رواه الخطيب في رواة مالك عن أنس، قال في الميزان: هو خبر باطل، وأقول لكن يشهد له ما أخرجه أبو عبيدة والبزار (7369) وابن ماجه (215) وأحمد (3/ 127) والدارمي (3326) والحاكم (1/ 156) من طريق بديل بن ميسرة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تعالى أهلين من الناس، قيل من هم يا رسول الله؟ قال أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته". وعزاه السيوطي كما في الجامع الكبير إلى الخطيب في رواة مالك. قال الذهبي في الميزان (6/ 78) في ترجمة محمد بن بزيغ عن مالك بخبر باطل عن الزهري عن أنس مرفوعاً، قال الخطيب: مجهول ووافقه الحافظ في اللسان (5/ 93). وقال الألباني في ضعيف الجامع (11) والسلسلة الضعيفة (1582): موضوع. (¬2) النهاية (1/ 66). (¬3) أخرجه أبو داود (2095) والبيهقي في السنن (7/ 115) وكذلك أحمد (2/ 34). عن ابن عمر وفي إسناده رجل مجهول كما قال المنذري. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (14) والسلسلة الضعيفة (1486).

أنفسهن) أي شاوروهن في تزويجهن (فإن الثيب) من ثاب إذا رجع لرجوعها عن الزوج الأول، أو لأنها ترجع إلى الزواج مرة أخرى (تعرب) بالعين المهملة مخففة من الإعراب، الإبانة أي تبين وتوضح، قال في النهاية (¬1): قال أبو عبيد: الصواب تعرّب بالتشديد عربت عن القوم إذا تكلمت عنهم، قال ابن قتيبة: الصواب بالتخفيف وكلا القولين لغتان مستويتان (عن نفسها) لعدم غلبة الحياء عليها لما سبق لها من مخالطة الرجال (وإذن البكر) هي التي لم يوطأ في قُبلها (صمتها) شبه بالإذن، ثم جعل إذنًا شرعًا وأفاد أن الولي لا يزوج المرأة إلا بإذنها، الثيب بنطقها، والبكر بصمتها، فإن نطقت بالإذن كان أبلغ، قال أبو محمد بن حزم (¬2): لا يصح أن تزوج إلا بالصمات، قال ابن القيم (¬3): وهذا هو اللائق بظاهريته، (¬4) (طب (¬5) هق عن العرس) بفتح العين المهملة وسكون الراء (¬6) آخره سين مهملة، وفي جامع الأصول (¬7): أنه بضم العين (ابن عميرة) (¬8) بفتح المهملة وسكون الراء، وتاء تأنيث، وهو صحابي لم يذكر ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 200). (¬2) انظر: المحلى لابن حزم (9/ 471). (¬3) زاد المعاد (5/ 100). (¬4) جاء في الهامش: قوله لا يصح أن تزوج إلا بالصمات، هذا خطأ وخروج عن الشرع لأنها إذا نطقت كان نطقها أبلغ في إذنها ولأن الغالب على البكر الحياء فلأجل ذا لم تستطع غالباً النطق في شدة حياءها، وفي غير الغالب قد تنطق، فالحديث لا يقتضي ظاهره أن صحة الزواج متوقفة على الصمت كما قاله أبو محمد بن حزم ووافقه بن القيم، وإنما لسوء فهمهما لحديث النبي صلى الله عليه وسلم اعتقدا صحة الزواج في الإذن بالصمت فلا قائل به, والله أعلم. (¬5) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (4/ 279)، وكذلك البيهقي في السنن الكبرى (7/ 123). صحَّحه الألباني في صحيح الجامع (13) والإرواء (1836). (¬6) هكذا في المخطوط وصوابه وفتح الراء. (¬7) انظر: جامع الأصول (2/ 605) ط. دار الفكر. (¬8) انظر: الإصابة (4/ 484).

ابن الأثير (¬1) من أحواله شيئًا، والمصنف رمز بحسن الحديث، وقال الهيثمي: بعد عزوه للطبراني رجاله ثقات. 19 - " آمن شعر أمية بن أبي الصلت وكفر قلبه أبو بكر بن الأنباري في المصاحف، (خط) وابن عساكر عن ابن عباس (ض) ". (آمن شعر أمية بن أبي الصلت) الإيمان: التصديق وهو من أفعال القلب، فإسناده إلى القول مجاز، والمعنى أنه أتى في شعره بما هو إيمان، أي بقول من آمن، وقلبه غير مصدق، وفيه دلالة على أنه لا يعتد بالألفاظ إذا لم تصدر عن الاعتقاد، وأمية تصغير أمة، واسمه: عبد الله بن أبي الصلت بالصاد المهملة، ثقفي جاهلي كان شاعرًا، كان قد تنبأ أوَّل زمانه، وكان أول دهره على الإيمان, ثم زاغ عنه، وهو الذي استنشد النبي صلى الله عليه وسلم شعره من الشريد بن سويد كما في صحيح مسلم من حديث الشريد قال: ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيء؟ "فأنشدته بيتًا، قال: "هيه"، ثم أنشدته بيتًا، قال: "هيه" حتى أنشدته مائة بيت، فقال: "إن كاد ليسلم"وفي لفظ: "فلقد كاد ليسلم في شعره" (¬2) و (كفر قلبه) لاعتقاده ما ينافي الإيمان من إنكار البعث، وغيره قال في الأغاني: إنه لما أنشد صلى الله عليه وسلم قول أمية: الحَمْدُ لله مُمسَانَا ومُصْبَحَنا ... بِالخَيْرِ صَبَّحْنَا ربِّي ومَسَّانَا أَلا نبيّ لنَا مِنَّا فيخبّرنَا ... مَا بَعدَ غَايَتِنَا مِن بعد مَجْرَانَا بينا يربّينَا آبَاؤُنَا هَلَكُوا ... وَبَيْنمَا نَقْتَنِي الأوْلاد أَفْنَانَا وَقَدْ عَلِمْنَا لَوْ أنَّ العِلْمَ يَنْفَعُنَا ... أَنَّ سَوْفَ يَلْحَقُ أُخْرَانَا بِأُوْلَانَا ¬

_ (¬1) انظر: أسد الغابة لابن الأثير (4/ 21)، وانظر: ترجمة العُرس بن عميرة في تهذيب الكمال (19/ 552). (¬2) أخرجه مسلم (2255)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (869)، وابن أبي شيبة (26012).

يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِي كَافِرًا أبدًا ... وَاجْعَلْ سَرِيرَةَ قَلْبِي الدَّهْر إِيْمَانَا (1) (*) فقال صلى الله عليه وسلم: (آمن شعره, وكفر قلبه) وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن به، ومات كافرًا، وكان من أهل العيافة وزجر الطير، صاح غراب، وهو عند ندمةٍ، له من الطائف فتطير به، فقيل له ما قال؟ قال: إنه قال: إني أشرب كأسًا فأموت، ثم صاح أخرى فقال: إنه يقول: أنه تقع على هذه الحربه فينشر عظمًا فيصعق فيموت، فكان كما قال، ومات كافرًا (أبو بكر ابن الأنباري) بفتح الهمزة نسبة إلى الأنبار محل معروف، هو العلامة الحافظ شيخ الأدب أبو بكر محمَّد بن القاسم، سمع من القاضي إسماعيل وتغلب وغيرهما، وصنف تصانيف كثيرة، كان من أفراد دهره في سعة الحفظ مع الصدق واليقين، قال الخطيب: كان صدوقًا دينًا من أهل السنة، قال أبو علي القالي: كان شيخنا أبو بكر يحفظ كما قيل ثلاثمائة بيت شاهدًا في القرآن، روي عنه أنه قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقًا، مات ليلة النحر ببغداد سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، في المصاحف كتاب له (¬2) (خط وابن عساكر عن ابن عباس) (¬3) رمز المصنف لضعفه، وإسناده ضعيف، وسبب الحديث أن الفارعة بنت أبي الصلت أخت أمية أتت النبي صلى الله عليه وسلم فأنشدته من شعر أمية فذكره. 20 - " آمين خاتم رب العالمين على لسان عباده المؤمنين (عد طب) في الدعاء عن أبي هريرة (ض) ". (آمين) فيها لغتان المد والقصر من الأول، قوله: ويرحم الله عبدًا قال آمينا، ¬

_ = (1) شعر أبي أمية بن أبي الصلت قصيدة عدد أبياتها (20 بيتاً) من البحر البسيط. (*) انظر: الوافي بالوفيات (9/ 228)، الأغاني (4/ 129)، ولسان العرب (15/ 218). (¬2) انظر: تاريخ بغداد (3/ 182). (¬3) أخرجه ابن عساكر (9/ 272) وأورده الحافظ في الإصابة (8/ 51)، وأورده الفاكهي في أخبار مكة (3/ 202) وقال العجلوني في كشف الخفاء (1/ 20): قال المناوي: وسند الحديث ضعيف. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (15) والسلسلة الضعيفة (1546).

ومن الثاني قوله: أمين فزاد الله ما بيننا بعدًا، وهي اسم فعل بمعنى استجيب، وروى الثعلبي من حديث ابن عباس: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن معنى آمين؟ فقال: (اجعل)، قال الحافظ ابن حجر: إسناده واهٍ (¬1)، (خاتم) بفتح المثناة الفوقية وكسرها، وفي رب تسع لغات (رب العالمين) في نِهاية (¬2) ابن الأثير: (قوله: خاتم رب العالمين، أي: خاتم دعاء رب العالمين، بمعنى أنه يمنع الدعاء من فساد الحسبة والرد كان أن الطابع على الكتاب يمنع فساد ظهور ما فيه على العير قيل: معناه طابعه وعلامته التي يدفع بها عنهم الآفات والأمراض، لأن خاتم الكتاب يصونه، ويمنع الناظر عما في باطنه. قلت: ويحتمل أن المراد خاتمه الذي يقضي به حوائجهم، ويستجيب دعواتهم المختومة به؛ لأنه كان لا يمضي الكتاب ويقبل إلا إذا كان عليه خاتم، ولذا اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخاتم لما قيل له أنهم لا يقرؤن كتابًا ليس عليه خاتم (على لسان عباده المؤمنين، عد: طب في الدعاء) (¬3) قيد للطبراني، لعله يريد في كتاب الدعاء من المعجم الكبير، فإن طب رمز المعجم الكبير ولكنها قاعدة لم يلتزمها فإنه لا يذكر الكتب والأبواب التي في معاجم الطبراني، وإن أريد أنه في كتاب ألفه في الدعاء غير المعاجم فلا يحسن أن يرمز له بطب (عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال المصنف في حاشيته على البيضاوي: إنه ضعيف لضعف مؤمل الثقفي. ¬

_ (¬1) أخرجه الثعلبي في تفسيره وعزاه الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار (1/ 27) إلى الثعلبي وضعفه الحافظ ابن حجر لأن في إسناده الكلبي وهو كذابٌ. (¬2) النهاية (1/ 72). (¬3) أخرجه الطبراني في الدعاء (219)، وابن عدي في الكامل (6/ 440) في ترجمة مؤمل بن عبد الرحمن أبو أمية بن يعلى الثقفي، وقال: عامة أحاديثه غير محفوظة, وقال الذهبي في المغني (7311) ضعفه الدارقطني. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (16) وفي السلسلة الضعيفة (1487).

21 - " آية الكرسي ربع القرآن أبو الشيخ في الثواب عن أنس (ح) ". (آية الكرسي) الآية، في كتاب الله جماعة حروف وكلمات من قولهم خرج القوم بآيتهم، أي بجماعتهم، لم يَدَعوا ورآهم شيئًا، والآية في غير هذا العلامة، وفي الكشاف: الآية هي الطائفة الموسومة منه بفاصله فترة قصراً التي أقلها ستة أحرف نحو الرحمن، وأضيفت إلى الكرسي لذكره فيها (ربع القرآن) قيل: المراد بمثل هذا أنها ربعه في الثواب، وأنها تعدل ربعه، وضعّف هذا القول ابن عقيل، وقال: إنه لا يجوز القول بذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات" وقال ابن عبد البر (¬1): إن السكوت في مثل هذه المسألة أفضل وأسلم، وأسند عن أحمد بن حنبل أنه سئل عن مثل ذلك، فقيل له: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن؟ ما وجهه؟ فلم يجب، وأسند عن ابن إسحاق أن معناه: أن الله لما فضل كلامه على سائر الكلام جعل لبعضه أيضًا فضلاً في الثَّواب لمن قرأه تحريضًا على تعليمه، لا أنّ من {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثلاث مرَّات كان كمن قرأ القرآن جميعه، هذا لا يستقيم ولو قرأها مائة مرَّة. قلت: أما دليل بن عقيل فلا يدفع القول بأن ثوابها يعدل ثلث القرآن؛ لأن ذلك حكم عام للقرآن كله، وهذا حكم خاص لهذه السورة وأمثالها، مما ورد فيه نحو هذا، والخاص مقدَّم على العام فلا مانع من تفضيل الله تعالى لبعض كلامه على بعض، قال المصنف: العدل في الثواب هو ظاهر الأحاديث، ونعم ما قال، وقيل: أنها تعدل ربع القرآن فيما اشتمل عليه من المقاصد، قال الغزالي (¬2): إن القصد من القرآن كله تقرير أمور أربعة: الإلهيات، والمعاد، والنبوات، وإثبات القضاء والقدر لله سبحانه، وقال: إنَّ آية الكرسي اشتملت على ذات الله ¬

_ (¬1) انظر: التمهيد (7/ 254 - 259). (¬2) انظر: جواهر القرآن للغزالي (ص: 73 - 74)، ط. دار إحياء العلوم، بيروت.

سبحانه وصفاته وأفعاله فقط، ليس فيها غير ذلك، ومعرفة ذلك هو المقصد الأقصى في العلوم، وما عداه تابع له، ولذا سميت آية الكرسي سيدة الآيات؛ لأن السيد اسم للمتبوع المقدم، قال: فقوله: {اللَّهُ} إشارة إلى الذات، وقوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} إشارة إلى توحيد الذات، وقوله: {الْحَىُّ الْقَيُّومُ} إشارة إلى صفة الذات، وجلاله، فإن معنى {الْقَيُّومُ} هو الذي يقوم بنفسه، ولا يقوم به غيره، وذلك غاية الجلال والعظمة، وقوله: {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} تنزيه وتقديس له تعالى عما يستحيل عليه من أوصاف الحوادث، والتقديس عما يستحيل أحد أقسام المعرفة، وقوله: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} إشارة إلى الأفعال كلها، وأنها منه تعالى وإليه، وقوله: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} إشارة إلى انفراده بالملك والحكم والأمر، وإنما يملك الشفاعة من يملكها لتشريفه إياه، والإذن، فيها وهذا نفي الشركة عنه في الأمر والملك، وقوله: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} إشارة إلى صفة العلم وتفضيل بعض المعلومات على بعض، والانفراد بالعلم حتى لا علم لغيره إلا ما أعطاه على قدر مشيئته، وإرادته، قوله: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} إشارة إلى عظمة ملكه وكمال قدرته، وقوله: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا} إشارة إلى صفة القدرة وتنزيهها عن الضعف والنقصان [ص: 24]، وقوله: {وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} إشارة إلى أصلين عظيمين في الصفات, فإذا تأملت هذه المعاني ثم تلوت جميع آي القرآن لم تجد جملتها مجموعة في آية واحدة انتهى كلامه. قلت: ولعظمة هذه الآية وما اشتملت عليه قال صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب، وقد قال له: "أي آية أعظم عندك في كتاب الله؟ " قال: آية الكرسي، "ليهنك العلم أبا المنذر" (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في صحيحه (810)، وأحمد (5/ 141)، والحاكم في المستدرك (3/ 344).

وسيأتي أحاديث في هذه الآية في هذا الكتاب (جمعه أبو الشيخ) (¬1) هو حافظ أصبهان ومسند زمانه محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان الأصبهاني، صاحب التصانيف السائرة, يعرف بأبي الشيخ، ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، كتب العالي والسافل، ولقي الكبار، كان مع سعة علمه وغزارة حفظه خيرًا صالحًا قانتًا لله، صدوقًا، حدث عنه أبو نعيم وابن مردويه وغيرهما، قال أبو نعيم: كان أحد الأعلام صنَّف التفسير والأحكام، توفي في المحرم سنه تسع وستين وثلاثمائة رحمه الله. (في الثواب عن أنس) (¬2) رمز المصنف لحسنه، وكأنه لاعتضاده بشواهد، وإلا ففيه ابن أبي فديك عن سلمة بن وردان، وسلمة ضعيفٌ. 22 - " آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم (تخ هـ ك) عن ابن عباس (صح) ". (آية ما بيننا وبين المنافقين) علامة الفرق بين أهل الإيمان, وأهل النفاق، ويأتي تفسير المنافق أنهم أي المنافقين (لا يتضلعون) بالضاد المعجمة وتشديد اللام، في القاموس (¬3): تضلع امتلأ شبعًا، وريًّا؛ حتى بلغ الماء أضلاعه، وذلك لأنه لا يمتلئ ويستكثر من زمزم إلا المؤمن؛ لأنه يرغب فيما يحبه الله ورسوله، والمنافق على الضد من ذلك، وذلك لأن ماء زمزم فيه شيء من الملوحة، فلا يحمل على التضلع منه إلا الإيمان, ولما كانت هذه العلامة من الأمور المحسوسة، المشاهدة، نص عليها صلى الله عليه وسلم ويأتي للمنافق علامات أُخر (تخ 5 ك ¬

_ (¬1) ينظر: تذكرة الحفاظ (3/ 945)، ومقدمات كتبه المطبوعة خاصة مقدمة كتاب "العظمة". (¬2) أخرجه أبو الشيخ في الثواب كما في الكنز (2536)، والذهبي في السير من طريق أبي الشيخ (16/ 280) وفي إسناده سلمة بن وردان وهو ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (2514). قال الهيثمي في المجمع (7/ 147): رواه الترمذي باختصار. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (20) والسلسلة الضعيفة (1548). (¬3) القاموس المحيط (ص959).

عن ابن عباس (¬1)) ورمز المصنف لصحته وهو من رواية عثمان بن الأسود قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: من أين جئت؟ فقال: من مكة، قال: شربت من زمزم؟ قال: شربت إلى أن قال: فذكره، قال الحاكم: إن كان عثمان سمع من ابن عباس فالحديث على شرطهما، وتعقَّبه الذهبي: بأنَّه لم يُدرك ابن عباس، وقال ابن حجر: حديث حسن. 23 - " آية العز "الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً" الآية (حم طب) عن معاذ بن أنس (ح) ". (آية العز) العز في الأصل القوة والغلبة والشدَّة، قاله في النهاية (¬2): الحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا كما زعمته اليهود والنصارى، والقائلون الملائكة بنات الله، الآية منصوب بفعل محذوف أي اقرأ الآية، وإنما يجد قوته اختصارا ومثله البيت والحديث، والآية هي قوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} [الفرقان: 2] كما زعمه من اتخذ مع الله إلهًا آخر، ولم يكن له ولي من الذل، أي لم يوالي أحداً يمتنع به من المذلة، وكبره تكبيرًا، عظمه ومجَّده تعظيمًا كثيراً، وإن كنت لا تبلغ ثناء عليه فهذه الآية الكريمة أثبتت الحمد لله، ودلت على اختصاصه به، ونفت عنه الولد والشريك في الملك، والولي من الذل، وأمرت بتكبيره وتعظيمه، وكذلك أفادت أن من تفرد بهذه الصفات فهو القوي الذي لا يغالب، والعزيز ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 57) وابن ماجه (3061) والطبراني في المعجم الكبير (11/ 124) رقم (11268) والحاكم في المستدرك (1/ 472) والبيهقي في السنن (5/ 147)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إن كان عثمان بن الأسود سمع من ابن عباس، وقال البوصيري (3/ 208): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وقال المناوي (1/ 61) قال الحافظ: حديث حسن والحاصل أن بعض أسانيده رجالها ثقات لكن فيه انقطاع بين عثمان بن الأسود وابن عباس عند الحاكم فقط أما عند الباقين فالحديث متصل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (22) والإرواء (1125). (¬2) النهاية (3/ 228).

الغالب، والمعنى أن علامة العز تفرده تعالى بالملك والحمد والكبرياء مع عدم اتخاذه الولد، ونفي الشريك عنه، والولي، والمراد: الآية الدالة على عزة الله من القرآن هذه الآية، ومن قال أن المراد الملازم على تلاوتها يصير قويًّا شديدًا، فمعلوم أنه غير المراد، وأن المقصود بيان ما دلت عليه لا بيان ما يحصل لتاليها، ثم ملازمة التلاوة شيء لم تدل عليه عبارة الحديث؛ ولأن هذا المعنى مما لا تساق له الأحاديث في الآيات، (حم طب عن معاذ بن أنس (¬1)) رمز المصنف لحسنه، وقال الزين العراقي: سنده ضعيف، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني من طريقين في أحدهما: رشدين بن سعد وهو ضعيف، وفي الأخرى ابن لهيعة وهو أصلح منه. 24 - " آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار (حم ق ن) عن أنس (صح) ". (آية الإيمان) أي علامته الواضحة [ص:25]، حب الأنصار من إضافة المصدر إلى المفعول، أي حب المؤمن الأنصار: جمع ناصر من نصره أعانه، غلب على الأوس والخزرج الذين نصروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآووه وقد سماهم الله تعالى بهذا الاسم في كتابه الكريم في عدة آيات، وقال حسان: سماهم الله أنصارًا لنصرهم دين الإله ونار الحرب تستعر. وقيل: الإضافة في حب الأنصار إلى الفاعل، وأن من أحبه الأنصار فهو علامة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 439)، والطبراني في المعجم الكبير (20/ 192) رقم (429)، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 52): رواه أحمد من طريقين في إحداهما رشدين بن سعد وهو ضعيف، وفي الأخرى ابن لهيعة وهو أصلح منه وكذلك الطبراني، وقال في (10/ 96): رواه أحمد ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم. وانظر تخريج أحاديث الإحياء (1/ 306)، وفي الإسناد رشدين بن سعد وهو ضعيف، "التقريب" (1942). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (19) والسلسلة الضعيفة (1547).

إيمانه، إذ لا يحبون إلا المؤمنين، والأول أقرب لما يأتي من التوصية بالأنصار، وتحري الوجهان في قوله: (وآية النفاق بغض الأنصار) ووجه الجميع أنه لا يحصل حب الأنصار إلا لمن أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم الذين أحبوا الدين وبذلوا النفوس والأموال في نصرة الرسول الأمين، وهذا مثل ما ورد في أمير المؤمنين كرَّم الله وجهه: "أنه لا يحبه إلا مؤمنٌ ولا يبغضه إلا منافقٌ" (¬1). (حم ق ن عن أنس (¬2)) كلما أخرجه الشيخان أو أحدهما فإنه يرمز له المصنف بالصحة، وقد اكتفينا لهذا هنا ولم نذكر بعد ذلك في رمزهما أنه رمز لصحته المصنف. 25 - " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان (ق ت ن) عن أبي هريرة (صح) ". (آية المنافق) في النهاية (¬3): قد تكرر ذكر النفاق اسما وفعلاً، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وهو الذي يستر كفره ويظهر إيمانه، وإن كان أصله في اللغة معروفاً، يقال: نافق ينافق منافقة، وهو مأخوذ من النافقا، أحد بأبي جحر اليربوع، إذا طلب من واحد هرب إلى الآخر، وخرج منه، وقيل: من النفق وهو السرب الذي يستتر فيه لستره كفره انتهى. (ثلاث) مفهومه غير مراد لما يأتي من حديث ابن عمر: "وأربع من كن فيه كان منافقًا" عد هذه الثلاث، وزاد: "وإذا خاصم فجر"، فالأربع علامة أن من اجتمعن فيه خالص النفاق، ومن كانت فيه واحدة منهن كان فيه شعبة من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 292) والترمذي (3717) وأبو يعلى (6931) والطبراني في المعجم الكبير (23/ 375) رقم (19838) وفي إسناده: مساور الحميري مجهول، يروى عن أمه ولا يعرف حالها انظر التقريب (6587) و (8770). (¬2) أخرجه البخاري (17)، ومسلم (74)، وأحمد (3/ 130)، والنسائي (8/ 116). (¬3) النهاية (5/ 97).

النفاق، كما سيصرح به في الحديث الآتي، أن من كان فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق (إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) أمانته، وأصله، أأتمن بهمزة مكسورة بعدها ساكنة، قلبت الساكنة ياء؛ لما علم في التصريف، وقد استشكل هذا الحديث على تقدير كون اللام جنسية لا عهدية، وهو أن هذه الخصال قد توجد في المسلم ولا يحكم بكفره بالإجماع، وقد أجيب عنه بأجوبة خمسة ستأتي في شرح حديث: "أربع من كن فيه"، وأحسنها جواب الكرماني أن المراد: وإذا حدَّث في كل أحاديثه كما يدل لإرادة العموم حذف المفعول، وكذا إذا وعد وإذا ائتمن معناه: إذا حدث كل حديث، كذب أو يكون الفعل ينزله منزلة اللازم، أي إذا وجد ماهية التحديث كذب، وارتضاه الحافظ ابن حجر (¬1) وحسنه، فليس في المسلمين من يتصف بهذا. قلت: ولابد من تقييد هذا العموم، بأن يراد إذا حدث عن صحة إيمانه وحبه لله ولرسوله، إذ من المعلوم أنه لا بد وأن يجري الصدق على لسانه في شيء من أخبار دنياه، وتضم الثلاث: من قال: آية من نافق فيما روى الحفاظ عن أصدق من ينطق، إذا وعد أخلف، أو ائتمن خان، وإن حدث لا يصدق، (ق ت ن (¬2) عن أبي هريرة) وفي الباب أبي بكر وغيره. 26 - " آية بيننا وبين المنافقين شهود العشاء والصبح، لا يستطيعونهما (ص) عن سعيد بن المسيب مرسلاً". (آية) بتنوين آية، (بيننا وبين المنافقين) علامة فارقة (شهود العشاء والصبح) أي حضور صلاتهما فالشهود مصدر شهد إذا حضر فهو مضاف إلى مفعوله، (لا يستطيعونهما) أي ليس لهم إيمان يحملهم على حضورهما فعبَّر بالمسبب عن ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 90). (¬2) أخرجه البخاري (33)، ومسلم (59)، والترمذي (2631).

السبب لا أن المراد نفي الاستطاعة التي هي شرط التكليف. واعلم أنه لا تنافي بين هذه العلامات المذكورة في هذه الأحاديث الثلاثة بل هي إخبار بأن أيها حصل فهي علامة النفاق (ص عن سعيد ابن المسيب (¬1) مرسلاً) [ص:26]، سعيد بن المسيب هو شيخ الإسلام فقيه المدينة أجل التابعين ولد في زمن عمر بن الخطاب وسمع منه شيئًا وهو يخطب، قال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علمًا من سعيد هو عندي أجل التابعين، قال العجلي: كان لا يقبل جوائز السلطان، وله أربعمائة دينار يتجر بها في الزيت، أفرد الذهبي سيرته في مؤلف، مات سنة 94 (¬2) على أحد الأقوال، والمسيب بفتح الياء المثناة التحتية المشددة، ورُوي عنه أنه كان يقوله بكسر الياء ويقول: سيّبَ الله من سيب أبي، والمرسل اسم مفعول من أرسله، وهو في عرف المحدثين: قول التابعي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا، أو فعل كذا، وفي قبوله ورده خلاف مفصل في كتب الأصول. 27 - " آيتان هما قرآن، وهما يشفيان، وهما مما يحبهما الله، الآيتان من آخر سورة البقرة (فر) عن أبي هريرة". (آيتان هما قرآن) في النهاية (¬3): الأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي به القرآن؛ لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في سننه كما في الكنز (448)، وأخرجه البيهقي في الشعب (2856)، وقال المناوي (1/ 64) إسناده صحيح، وأخرجه مالك في الموطأ (1/ 130) رقم (292) دون قوله: "آية"، قال ابن عبد البر في التمهيد (20/ 11) لم يختلف عن مالك في إسناده هذا الحديث وإرساله ولا يحفظ هذا اللفظ عن النبي -عليه الصلاة السلام - مسنداً ومعناه محفوظ من وجوه ثابتة, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (21). (¬2) انظر: الطبقات الكبرى (2/ 379) وتهذيب الكمال (11/ 66) وتهذيب التهذيب (4/ 74) والتقريب (2396). (¬3) النهاية (4/ 30).

والوعيد، والآيات المرسلة والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران والكفران. انتهى. قلت: والإخبار عنهما هنا بأنهما قرآن، تشريف لهما وإعلام بفضلهما، وإلا فكل ما اشتمل عليه دفتا المصحف من الآيات والسور فإنه قرآن وكذا قوله، (وهما يشفيان) فإن كل القرآن شفاء كما هو الحق في أنَّ {مِن} في قوله: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ} [الإسراء: 82] للبيان لا للتبعيض، وسيأتي الكلام على خاصية القرآن في كونه شفاء (وهما مما يحبهما الله الآيتان من آخر البقرة) بيان بعد الإبهام، فيه دلالة على شرفهما وتنويه بشأنهما، وهما من قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُول} إلى آخر السورة، أخرج أبو عبيد في (فضائله) (¬1) عن كعب قال: إن محمدًا صلى الله عليه وسلم أعطي أربع آيات لم يعطهن موسى، ثم فسرها قال: والآيات التي أعطيها محمَّد صلى الله عليه وسلم {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} حتى ختم السورة. انتهى. وهذه هي خواتيم البقرة الذي سيأتي أنه أعطيها صلى الله عليه وسلم من كنز من تحت العرش، فيحتمل إنما ذكره هنا خاص بآيتين منها، ويحتمل: أنه أطلق الآيتان على الأكثر منها، وأريد بالتنبيه عين معناها على مطلق التعدد، من باب فارجع البصر كرتين، وقوله: من آخر البقرة دليل على جواز هذا الإطلاق على السورة، خلافاً لمن زعم أنه لا يقال إن السورة التي يذكر فيها البقرة، (فر عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف؛ لضعف إبراهيم بن يحيى (¬2). ¬

_ (¬1) انظر: فضائل القرآن لأبي عبيد (ص: 123 رقم 17 - 34). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1671)، وفي الإسناد محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني الكيال وقال الذهبي في الميزان: 6/ 39) صدوق، ووقع في مختصر الديلمي وفيه: إبراهيم بن يحيى وهو متروك كما قال الحافظ في التقريب (268)، ورجّح الغماري في المداوي (1/ 54) أنه إبراهيم بن جعفر اليزدي وليس الكيالي فإذا كان الكيالي فهو وضاع، وإن كان اليزدي فهو صدوق. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (18) والسلسلة الضعيفة (1545).

28 - " ائت المعروف، واجتنب المنكر، وانظر ما يعجب أذنك أن يقول لك القوم إذا قمت من عندهم فأته، وانظر الذي تكره أن يقول لك القوم إذا قمت من عندهم فاجتنبه (خد) وابن سعد، والبغوي في معجمه, والباوردي في المعرفة, (هب) عن حرملة بن عبد الله بن أوس، وما له [حديث]-غيره (ح) ". (إئت) بالياء الساكنة بعد الهمزة وأصلها همزة ساكنة، قلبت ياء لما عرف في التصريف (المعروف) في النهاية (¬1): المعروف: حسن الصحبة والنصيفة مع الأهل وغيرهم، والمنكر: ضد ذلك (واجتنب المنكر) قال المناوي: المنكر ما ليس فيه رضي الله تعالى من قول أو فعل، والمعروف ضده (وانظر ما يعجب أذنك) نسبة الإعجاب إلى الأذن مجاز، وإلا فالمعجب الإنسان، إلا أنه لما كان السمع سبب إهدائه الإعجاب، نسبت إليه، أو من باب إطلاق الجزء على الكل، ويحتمل أن قوله (أن يقول) هو الفاعل فيكون المجاز في الأول في الإيقاع (الك القوم) الحاضرون (إذا قمت من عندهم) أي فارقتهم، والمراد ما يقولونه مع غيبته عنهم، فأته بفتح الهمزة مقصورًا أي الفعل الذي مدحت به، ولا ملامة عليك في إتيانه وإعجاب أذنك بما قالوه منه، (وانظر الذي تكره أن يقول لك القوم إذا قمت من عندهم فاجتنبه) فهو حث على أنه لا يأتي إلا بما يمدح به، وأن يجتنب ما يذم به، وفيه مراعاة الإنسان لأقوال جلسائه، وأنه لا يأتي إلا ما يمدح به (خد وابن سعد (¬2) والبغوي) هو الحافظ الكبير مسند العالم أبو القاسم ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 216). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (222)، وابن سعد في الطبقات (1/ 320) والبغوي في معجم الصحابة والبارودي في المعرفة، وكذلك المزي في تهذيب الكمال (5/ 542)، والبيهقي في الشعب (11130)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 210) وحَسّن إسناده الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 51)، وفي إسناده عبد الله بن رجاء وهو الغداني، انظر ترجمته في المغني في الضعفاء (1/ 316)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (23) والسلسلة الضعيفة (1489).

عبد الله بن محمد البغوي الأصل البغدادي، سمع من عالم، وحدث عنه خلائق، وألّف معجم الصحابة [ص:27] والجعديات، وطال عمره وتفرد في الدنيا، مولده سنة 314، قال الذهبي: احتج به عامة من خرج الصحيح كالإسماعيلي والدارقطني والبرقاني عاش، 104، ومات سنة 317، ليلة عيد الفطر (¬1). قلت: فقوله: في معجمه أي معجم الصحابة، وهذا غير البغوي مؤلف معالم التنزيل، وشرح السنة والمصابيح، والتهذيب، فإن اسم ذلك أبو الحسين محمد بن الحسين بن مسعود وفاته سنة 519 هـ في شوال (¬2)، والبغوي بالموحدة فغين معجمة نسبة إلى بغوان بلد من أعمال نيسابور، أو إلى بغثور، قال في القاموس: البغوي الأخير منسوب إليها, ولم يذكر الأول، والباوردي: بفتح الموحدة وسكون الراء وآخره، دال مهملة نسبة إلى بلدة بناحية خراسان، وهو أبو منصور، (في المعرفة) كتاب له في معرفة الصحابة (هب عن حرملة) بالحاء المهملة مفتوحة وراء ساكنة فميم مفتوحة فلام ابن عبد الله بن أوس وماله حديث يرويه غيره، غير هذا الحديث، قال: قلت: يا رسول الله ما تأمرني به أعمل؟ فذكره، رمز المصنف بحسنه، وفيه عبد الله بن رجا، قال الفلاس: كثير الغلط، والتصحيف، ليس بحجة، وقال أبو حاتم: ثقة، لكن قال الحافظ ابن حجر: حديثه يعني حرملة في الأدب المفرد للبخاري، ومسند الطيالسي، وغيرهما بإسناد حسن، قلت: ولذا رمز المصنف عليه بالحسن. 29 - " ائت حرثك أنى شئت، وأطعمها إذا طعمت، واكسها إذا اكتسيت، ولا تقبح الوجه، ولا تضرب (د) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده (ح) ". ¬

_ (¬1) تذكرة الحفاظ (2/ 737)، ومقدمة محقق كتاب "معجم شيوخ" للبغوي. (¬2) انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ (4/ 1257)، وهو: أبو محمد الحسين بن مسعود بن مسعود بن محمد البغوي.

(ائت حرثك) أي أهلك، لأنهم محل الحرث أي النسل، قال تعالى: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]، أنَّى (شئت) أي من أي مكان شئت، من قُبل أو دُبر إذا كان المأتي موضع الحرث وهو القبل، والحديث مشتق من الآية (وأطعمها إذا طعمت) ليس ذلك شرطًا في إطعامها، وأنه لا يطعمها إلا إذا طعم بل ذلك مبالغة في الإيجاب، وأنه كما يطعم نفسه يطعمها، ومثله قوله: (واكسها) من الكسوة (إذا اكتسيت) (ولا تقبح الوجه) لا تدع عليها بذلك فتقول: قبح الله وجهك أو لا تصفها بقبح الوجه، وتقول يا قبيحة الوجه لما فيه من سوء العشرة، (ولا تضرب) أي الوجه على تقدير المفعول، وأنه حذف بدلالة الأول، عليه وذلك لأنه قد ثبت النهي عن ضرب الوجه، لا أنه نهي عن الضرب مطلقًا فقد ثبت إباحته في القرآن، ويحتمل أنه نهي إرشاد عن مطلق الضرب لما يأتي من حديث: "اضربوهن ولا يضرب إلا شراركم" (¬1) إلا أن في لفظ أبي داود: "ولا تضرب الوجه" وهو يؤيد الاحتمال الأول، (د عن بهز) (¬2) بالموحدة مفتوحة وهاء ساكنة آخره زاي (بن حكيم عن أبيه) حكيم المذكور، عن جَدِّه معاوية بن حيدة بالحاء المهملة فمثناة تحتية ساكنه القشيري وهو صحابي أعني معاوية -قال الذهبي: بهز صدوق فيه لين، وحديثه حسن، وثقه ابن المديني وابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وسئل ابن معين عن بهز عن أبيه عن جده؟ فقال: إسناد صحيح إذا كان من دون بهز ثقة، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/ 204) عن القاسم بن محمد مرسلاً وأخرجه البزار كما في المجمع (4/ 332) عن عائشة بلفظ: "اضربوهن ولن يضرب -أحسبه قال- خياركم" وفي إسناده علي بن الفضل وهو متروكٌ. (¬2) أخرجه أبو داود (2143)، وكذلك أحمد في المسند (5/ 3)، والنسائي في الكبرى (9110)، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (4/ 431)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (17) والسلسلة الصحيحة (687).

والمصنف رمز هنا لحسن الحديث. 30 - " ائتوا المساجد حسرًا ومعصبين، فإن العمائم تيجان المسلمين (عد) عن علي (ض) ". (ائتوا) من الإتيان وهو القصد (المساجد) للصلاة (حُسرًا) بضمِّ الحاء المهملة وفتح السين المهملة المشددة آخره راء، جمع حاسر قال في (النهاية) (¬1): حسرت العمامة عن رأسي، والثوب عن بدني كشفتهما والمراد هنا بغير عمائم (ومعصبين) بالعين والصاد المهملة جمع معصب وهو المعمم والعمامة يقال لهما العصابة، (فإن العمائم تيجان المسلمين) بكسر المثناة الفوقية جمع تاج، وهو ما يصاغ للملوك من الذهب والجواهر وأراد - صلى الله عليه وسلم - أن العمائم للمسلمين بمنزلة التيجان للملوك لأنهم أكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤس، وبالقلانس والعمائم فيهم قليل، والحديث إعلام بأنهم يقصدون المساجد على أية هيئة، وفيه حث على العمامة لقوله تيجان المسلمين، (عد (¬2) عن علي) هو حيث أطلق ابن أبي طالب، أمير المؤمنين عليًّا كما سلف [ص:28]، ورمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه مبشر بن عبيد متروك، إلا أنه يشهد له ما رواه ابن عساكر (¬3) بلفظ: "ائتوا المساجد حسرًا ومعتمين فإن ذلك من سيماء المسلمين". 31 - " ائتوا الدعوة إذا دعيتم (م) عن ابن عمر (صح) ". (ائتوا الدعوة) بفتح الدال وغلط نغلب وقطرب القائلين بالضم، وأما دعوة النسب فبالكسر، والمراد: إجابة المسلم إلى الطعام، ويأتي فيها أحاديث، ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 383). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 419) في ترجمة مبشر بن عبيد وهو متروك، وانظر ترجمته في: "المغني في الضعفاء" (51687) والميزان (6/ 17) وقال الألباني في ضعيف الجامع (26) موضوع وكذلك في السلسلة الضعيفة (1296). (¬3) انظر: تاريخ دمشق (36/ 265).

والإجابة من جملة حقوق المسلم على المسلم (إذا دعيتم) شرط للأمر بالإجابة، ومفهومه مراد، فإنه لا يجوز مع عدمها لحديث ابن عمر: من دخل على غير دعوة دخل سارقًا وخرج مغيرًا (م عن ابن عمر) (¬1). 32 - " ائتدموا بالزيت، وادهنوا به، فإنه يخرج من شجرة مباركة (هـ ك هب) عن عمرو (صح) ". (ائتدموا) أمر للندب والإباحة والإرشاد (بالزيت) هو دهن الزيتون ذكره الله في القرآن، وهو حار رطب يسخن باعتدال وينفع من السموم ويطلق البطن ويخرج الدود، وفوائده كثيرة (وادهنوا به فإنه يخرج من شجرة مباركة) فتبركوا به أكلا ودهنًا للبدن والشعر، وذلك لأن الله وصفها بالبركة، وقيل: لأنَّها تنبت في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين (5 ك هب عن عمرو (¬2)) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما. 33 - " ائتدموا ولو بالماء (طس) عن ابن عمر (ض]). (ائتدموا) أي أصلحوا الخبز بالإدام، فإن أكله بغير إدام ضار، (ولو بالماء) فإن لم تجدوا إدامًا فإن الماء يقوم مقام الإدام في إصلاح الخبز، (طس (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن الجوزي: لا يصح. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1429) وكذلك البخاري (5173) فعزوه لمسلم قصور من المصنف رحمه الله. (¬2) أخرجه ابن ماجه (3319) والحاكم (4/ 122)، والبيهقي في الشعب (5939)، وقال الترمذي في العلل: (1/ 306) سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: هو حديث مرسل، قلت له: رواه أحمد عن زيد بن أسلم غير معمر، قال: لا أعلمه، وانظر مسند البزار (275)، وقد ضعفه العقيلي في الضعفاء (3/ 401)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (18)، والسلسلة الصحيحة (379). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (1572)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا عفيف تفرد به غزيل أهـ. وكذا أخرجه تمام في فوائده (1094)، والخطيب في تاريخه (7/ 430)، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية: (10803)، هذا حديث لا يصح أما غزيل فهو رجل مجهول)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (24) والسلسلة الضعيفة (1711).

34 - " ائتدموا من هذه الشجرة، يعني الزيت، ومن عرض عليه طيب فليصب منه (طس) عن ابن عباس" (ض). (ائتدموا) من هذه الشجرة، يعني الزيت وهذا التفسير لعله مدرج، وهو على تقدير مضاف أي من دهنها (ومن عرض) مبني للمجهول، (عليه طيب) بالإهداء ونحوه (فليصب منه) أي يأخذ منه؛ لأنه خفيف المؤنة يقوي الأعضاء، ويحبه الله تعالى وهو مما حبب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والأمر للندب (طس عن ابن عباس) (¬1) وهو حيث أطلق عبد الله صحابي جليل، رمز المصنف لضعفه وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، فيه مجهولٌ وآخر ضعيفٌ. 35 - " ائتزروا كما رأيت الملائكة تأتزر عند ربها إلى أنصاف سوقها (فر) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده". (ائتزروا) البسوا الإزار، وهو إرشاد إلى كيفية لبسها لقوله: (كما رأيت الملائكة تأتزز عند ربها) أي في محل كرامته وإجلاله على جهة التمثيل كما ذكره أئمة التفسير في قوله: {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ} الآية. [الأعراف: 206]، (إلى أنصاف سوقها)، وسيأتي في ذلك أحاديث مبينة أنها إلى نصف الساق، وفيما بينه وبين الكعبين، وأنها يحرم من تحت الكعبين، وفيه دلالة على أن الملائكة تلبس الثياب كلبسه بني آدم وهم أصناف، كان هؤلاء صنف منهم (فر (¬2) عن عمرو بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8340)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن ليث عن مجاهد إلا سويد أبو حاتم وقال الهيثمي في المجمع (5/ 43): فيه عبد الله بن طاهر وهو ضعيف، وقال في (5/ 157): رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه موسى بن زكريا وهو متروك. وانظر: العلل المتناهية (1083، 1084)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (19)، والسلسلة الصحيحة (379) وقال: وجملة القول أن الحديث بمجموع طريقي عمر وطريق أبي سعيد يرتقي إلى درجة الحسن لغيره على أقل الأحوال، والله أعلم. (¬2) أخرجه الديلمي كما في الفردوس (288)، وكذلك الطبراني في الأوسط (7807)، وفي إسناده=

شعيب عن أبيه عن جده) هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص، وللناس في قبول روايته وردها كلام كثير، ذكره الذَّهبي في النُّبلاء (¬1)، وأختار توثيقه سكت عليه المصنف، وهو من حديث عمران القطان ضعَّفه الذَّهبي (¬2). 36 - " ائذنوا للنساء أن يصلين بالليل في المسجد الطيالسي عن ابن عمر (ح) ". (ائذنوا للنساء) إذا لم تخافوا عليهن الفتنة كذا قيده الشارح (أن يصلين بالليل في المسجد) فيه جواز خروج المرأة إلى الصلاة في المساجد في الليل للجماعة، ويأتي أحاديث في ذلك وأنها لا تخرج إلا غير متطيبة، والأمر يحتمل الإباحة والندب، والتقييد بالليل، إما لأنه محل للستر أو لأنه كان مظنة منعهن لما فيه من انتشار أهل الريبة، فعلى الأول لا يؤذن لهن بالنهار، وعلى الثاني يؤذن لهن (الطيالسي) (¬3) نسبة إلى الطيلسان، إقليم واسع، من نواحي الديلم (¬4) ويأتي أبو داود الطيالسي وهو هذا (عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 37 - " ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد (حم م د ت) عن ابن عمر (صح) ". (ائذنوا للنساء بالليل) أي لتأدية الصلاة جماعة (إلى المساجد) (حم م د ت ¬

_ =عمران القطان وهو عمران بن داود وهو صدوق ضعفه يحيى والنسائي، وانظر: المغني في الضعفاء (4596)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (25) وفي السلسلة الضعيفة (1653). (¬1) انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 165). (¬2) هو عمران بن داوَرْ أبو العوَّام، قال الذهبي في الكاشف (4264): ضعّفه النسائي ومشّاه أحمد وغيره، وقال الحافظ في التقريب (5154): صدوق يهم، ورُمي برأي الخوارج. وانظر: الضعفاء والمتروكين (502). (¬3) انظر معجم البلدان (4/ 56). (¬4) أخرجه الطيالسي في مسنده (1892)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (21).

عن ابن عمر) (¬1). 38 - " أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة (طب) والضياء في المختارة عن أنس (صح) ". (أبى الله) الإباء أشد الامتناع، والمراد أن حكمته تعالى وعدله وإنصافه منع من (أن يجعل لقاتل المؤمن) عمدًا (توبة) وإنما قيدنا بالعمد لأنه المراد لتقييد الآية له في قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} [النساء: 93] وقد ذهب ابن عباس وآخرون إلى هذا وأنه لا توبة [ص: 29] لقاتل المؤمن عمدًا، وأن عمومات عدم قبول التوبة مخصصة بالقاتل، وقيل: إن كان يفتي من يظن أنه سيقتل بعدم التوبة، ويفتي من قتل بالتوبة، وقال ابن القيم: هما روايتان عن أحمد، واستدل من منع من قبول التوبة بأنه حق لآدمي لم يستوفه في دار الدنيا، وخرج بظلامته فلابدَّ أن يستوفيه في دار العدل، قالوا: والذي استوفاه الوارث حقه الذي خيره الله بين استيفائه والعفو عنه، وما ينفع المقتول من استيفاء وارثه، وأي استدراك لظلامته حصل باستيفاء وارثه واستدل من قال بالقبول أن التوبة تمحو أثر الشرك والسحر وما هو أعظم إثمًا من القتل، فكيف تقصر عن محو أثر القتل، وقد قبل الله توبة الكفار الذين قتلوا أولياءه، وجعلهم من خيار عباده، ثم قال ابن القيم (¬2) بعد نقله لأدلة الفريقين: والتحقيق في هذه المسألة أن القتل يتعلق به ثلاثة حقوق: حق لله، وحق للمقتول، وحق للولي، فإذا سلم القاتل نفسه طوعًا واختيارًا إلى الولي وندمًا على ما فعل وخوفاً من الله عَزَّ وَجَلَّ وتوبة نصوحًا، سقط حق الله بالتوبة، وحق الولي بالاستيفاء أو العفو، وبقي حق المقتول يعوضه الله سبحانه يوم القيامة, عن عبده التائب المحسن، ويصلح بينه وبينه ولا يذهب ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (442) وأبو داود (568)، والترمذي (570)، وأحمد (2/ 145). (¬2) الجواب الكافي (ص 102).

ولا يبطل حق هذا ولا يذهب دمه هدراً انتهى. فكأنه حمل عدم قبول التوبة على عدم سقوط حق المقتول بتوبة القاتل (طب (¬1) والضياء في المختارة عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال في الفردوس: صحيح. والضياء هو الإمام الحجة محدث الشام شيخ السنة ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد السعدي المقدسي الصالحى الحنبلي صاحب التصانيف النافعة ولد سنة 569 سمع ما لا يوصف كثرة، وحصل أصولاً كثيرة ونَسَخَ وصنَّف وجرَّح وعدَّل، وكان الرجوع إليه في هذا الشأن، كان مجتهدًا في العبادة كثير الذكر منقطعًا متواضعًا، قال ابن النجار: حافظ متقن، عالم بالرجال ورع، مات سنة 643 (¬2)، والمختارة: كتاب صنَّفه في مختار الأحاديث التي ليست في الصحيحين إلا أنَّه لم يتمه, قال ابن كثير الشافعي: إنه أرجح من المستدرك للحاكم (¬3). 39 - " أبى الله أن يرزقَ عبده المؤمن إلا من حيث لا يحتسب (فر) عن أبي هريرة (هب) عن علي" (ض). (أبى الله أن يرزق عبده المؤمن) قيل: الكامل الإيمان (إلا من حيث لا يحتسب) أي من جهة لا يظنها ولا يخطر بباله أنه منها ليكون ذلك أتم لسروره، وأكمل في زيادة يقينه. فإن قلت: كثيراً ما يأتي رزق المؤمن من جهة يقدرها ويحتسب رزقه منها كزراعته وتجارته وحرفته؟ ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء في المختارة (2164)، وقال: إسناده حسن، والدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (855)، والطبراني في المعجم الكبير (17/ 355) رقم). (980)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (33) والسلسلة الصحيحة (689). (¬2) انظر: سير أعلام النبلاء (23/ 128)، والمقصد الأرشد (2/ 451). (¬3) قال الذهبي في السير: (23/ 126): ولد سنة (569) بالدير المبارك بقاسيون.

قلت: المراد جهة خاصة فإنه قد يقدر التاجر رزقه في سلعة معينة فيأتيه من سلعة أخرى لا يقدر فيها ذلك، وقد جرّب كثير من هذا، ويحتمل: أنه أريد بالمؤمن من رسخت فيه الثقة بالله والانقطاع إلى الله تعالى، ويدل لهذا خبر الطبراني (¬1): "من انقطع إلى الله كفاه كل مؤنه, رزقه من حيث لا يحتسب، ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها"، والحديث يفسر بعضه بعضًا. (فر (¬2) عن أبي هريرة) لكنه قال: من حيث لا يعلم، ورمز المصنف لضعفه لأنه فيه عمر بن راشد عن عبد الرحمن بن حرملة، قال الذهبي: عمر مجهول، منكر الحديث، وابن حرملة ضعيف. (هب عن علي) وتعقبه بقوله: لا أحفظه بهذا الإسناد، وهو ضعيف بمره. 40 - " أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته (5) وابن أبي عاصم في السنة عن ابن عباس (ح) ". (أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة) في القاموس (¬3) البدعة بالكسر، الحدث في الدين بعد الإكمال، وما استحدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأهواء والأعمال، وفي النهاية (¬4): أنها نوعان بدعة هدى وبدعة ضلالة، فما كانت في خلاف ما أنزل الله به ورسوله فهي في حيز الذم [ص:30] والإنكار، وما كان واقعًا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه، أو رسوله فهي في حيّز المدح انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3359) وفي الصغير (321)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 303): فيه إبراهيم بن الأشعث صاحب الفضيل وهو ضعيف. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1714) عن أبي هريرة، والبيهقي في الشعب (1197) وقال: ضعيف بمرة، والقضاعي عن علي في "الشهاب" (585)، وانظر طرقه وتضعيفه في "فتح الوهاب بتخريج أحاديث الشهاب" (1/ 415 - 418)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (28) وفي السلسلة الضعيفة (1490). (¬3) القاموس المحيط (ص 908). (¬4) النهاية (1/ 106).

والحديث يراد به بدعة الضلال، والعمل هنا عام لكل عمل ابتدع فيه أو بكل عمل عمله مبتدع، ولو كان على سنة فلا يقبل لابتداعه في غيره، ويدل لهذا حديث حذيفة مرفوعًا: "لا يقبل الله لصاحب بدعةٍ صلاة ولا صوماً ولا صدقةً ولا حجاً ولا صرفاً ولا عدلاً" أخرجه ابن ماجة (¬1) (حتى) يدع (يترك) بدعته ونفي القبول نفى الإثابة أو للإجزاء سيأتي فيه التحقيق، وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن الابتداع, ولقد عم الابتداع في كل ذرة من ذرات الدين، ولا يزال كل يوم في مزيد، فإن لله وإن إليه راجعون (5 بن أبي عاصم في السنة عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لحسنه على رمز ابن ماجة، إلا أنه من رواته بشر بن الحناط عن أبي زيد عن المغيرة عن بن عباس قال في (الميزان) (¬3): أبو زيد والمغيرة لا يعرفان انتهى. قلت: ورمز المصنف خلاف الصواب. وابن أبي عاصم هو ابن الحافظ الكبير الإمام أبو عمر بن النبيل بن أبي عاصم الشيباني الزاهد قاضي أصبهان، سمع من خلائق وله الرحلة الواسعة والتصانيف النافعة، قال ابن أبي حاتم: صدوق ذهبت كتبه في البصرة في فتنة الزنج، فأعاد من حفظه خمسين ألف ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (49)، وفيه محمد بن محصن كذاب كما قال ابن معين وأبو حاتم وقال البخاري: منكر الحديث وقال الدارقطني يضع الحديث. انظر ميزان الاعتدال (6/ 63) وقال الحافظ في التقريب (6268)، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (1494): موضوع. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 10) هذا إسناد ضعيف فيه محمد بن محصن، وقد اتفقوا على ضعفه. (¬2) أخرجه ابن ماجه (50) وابن أبي عاصم في السنة (39) والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 185)، وقال البوصيري في الزوائد (1/ 11)، هذا إسناد ورجاله كلهم مجهولون قاله الذهبي في الكاشف، وقال أبو زرعة لا أعرف أبا زيد ولا المغيرة، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 145) هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه مجاهيل وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (29) وفي السلسلة الضعيفة (2/ 149). (¬3) انظر: ميزان الاعتدال (7/ 439)، وذكر هذا الحديث، ونقل عن ابن أبي زرعة قال: لا أعرف أبا زيد ولا شيخه ولا بشرًا، وانظر الجرح والتعديل (9/ 439).

حديث، وكان ظاهري المذهب مات سنة 387 (¬1). 41 - " أبى الله أن يجعل للبلاء سلطاناً على بدن عبده المؤمن (فر) عن أنس (ض) ". (أبى الله أن يجعل للبلايا) بالكسر والقصر وهو التألم والمشقة سلطانًا تسلطًا (على بدن عبده المؤمن) أي تسلطًا يدوم ويستمر، وإن اتفق ذلك لزيادة في أجره أحيانًا كذا قال الشارح. قلت: هذا ذكره الشارح أيضًا فتدبر، ويحتمل أن يكون من بلي الثوب إذا تلاشى وذهب، وأنَّ المراد أنَّه لا يبتلي العبد المؤمن في قبره الذي هو بيت النبلاء كما قال الجريري، وإهالة بيت النبلاء ويكون خاصًا بالعلماء والشهداء الذين ورد أنها لا تأكلهم الأرض، وأما الأول فيرده أو يبعده ما في الأحاديث من أن المؤمن كخامة الزرع لا يزال النبلاء يصيبه وما لا يأتي عليه العد من الأحاديث في هذا الباب، ويؤيد ما حملناه عليه ذكر البدن (فر عن أنس) (¬2) رمز المصنف لضعفه لأن فيه القاسم بن إبراهيم الملطي كذاب، له عجائب من الأباطيل. قلت: وهذا مما يخالف شرط المصنف الذي ذكره في الخطبة. 42 - " ابتدروا الأذان، ولا تبتدروا الإمامة (ش) عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً". (ابتدروا) بكسر الهمزة، أي يبادر بعضكم بعضًا مسارعة (الأذان) أي الإعلام بدخول وقت الصلاة، والمراد بادروا وسارعوا، والأذان لغة: الإعلام، وفي الشرع: الإعلام بألفاظ مخصوصة على أمر مخصوص، وهذا يصلح له كل ¬

_ (¬1) انظر: سير أعلام النبلاء (13/ 430)، وفي قوله ظاهري المذهب: قال الذهبي: في هذا نظر: فإنه ضعف كتاباً على داود الظاهري أربعين خبراً ثابتاً مما نفى داود صحتها. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1715)، وفي إسناده القاسم بن إبراهيم قال الدارقطني: كذاب، انظر: "المغني في الضعفاء" وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (27)، والسلسلة الضعيفة (471) (4977).

مؤمن، (ولا تبتدروا الإمامة) لأنه ما يصلح إمامة كل مؤمن، بل قد اعتبر الشارع لمن يؤمّ شرائط وأوصاف: من كونه أقرأهم ونحوها مما يأتي، ولأن ابتدار الأذان لا مفسدة فيه بخلاف بابتدار الإمامة، فإنه قد يتقدم من ليس بأهل على من هو أهل لها, ولأن ابتدار الأذان لا خلل فيه، ولا تفريق لجماعة المسلمين بخلاف ابتدار الإمامة (ش عن يحيى (¬1) بن أبي كثير مرسلاً) وهو ابن منصور اليمامي أحد الأعلام العباد أرسل عن أنس وغيره، وله شواهد. 43 - " ابتغوا الرفعة عند الله: تحلم عمن جهل عليك، وتعطي من حرمك (عد) عن ابن عمر" (ض). (ابتغوا) هو بالغين المعجمة اطلبوا (الرفعة) بكسر الراء هي علو الدرجة (عند الله) وفي الكبير: أنه لما قال صلى الله عليه وسلم الرفعة، قالوا: وما هي يا رسول الله، قال: (تحلم) بضم اللام من الحِلم بكسر الحاء المهملة وهي جملة استئنافية، وقعت جوابًا عن السؤال، فهو مرفوع لا مجزوم، لأنَّه ليس جوابًا للأمر ولذا عطف عليه، وتعطي مرفوعًا، والحلم العقل، والمراد هنا لازمه وهو الوقار وأنه لا يستفزه الغضب (عمن جهل عليك وتعطي من حرمك) مقابلة للسيئة بالحسنة، وذلك مما يوجب الرفعة عند الله في الدارين (عد عن ابن (¬2) عمر) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 358) رقم (4116)، وعبد الرزاق (1/ 488) رقم (1877). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (30) والسلسلة الضعيفة (1491) وقال: وهذا إسناد ضعيف؛ فإنه وإن كان رجاله كلهم ثقاتا رجال الشيخين، فإنه معضل، وليس بمرسل كما قال السيوطي وأقره المناوي؛ فإن يحيى بن أبي كثير، إنما له رؤية لأنس، ولم يسمع منه، ولا من صحابي آخر كما فى "التهذيب" عن ابن حبان وغيره. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 96) في ترجمة الوازع بن نافع عن أبي أيوب، وقال ابن عبد البر: منكر الحديث، يروي عن أبي سلمة وسالم أحاديث لا تعرف إلا به ولا يتابع عليها. انظر: الاستيعاب (1/ 639)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 195)، وضعفه الألباني في ضعيف=

لضعفه [ص31] لأن فيه الوازع بن نافع متروك. 44 - " ابتغوا الخير عند حسان الوجوه (قط) في الأفراد عن أبي هريرة". (ابتغوا الخير) اطلبوه (عند حسان الوجوه) المراد بها جمالها وثيابها وذلك أنها لما كانت الصورة الظاهرة عنواناً للصورة الباطنة والأخلاق تبع الخلق أرشد صلى الله عليه وسلم إلى أن من كمل الله صورته فهو مظنة للخير، ومحل لقضاء ما يراد منه من الحاجات على يديه، وقد كان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه إذا بردوا إليه بريداً أن يجعلوه حسن الوجه؛ ويأتي ذلك، ولذلك، يقول الإنسان في قبره لقرينه الصالح فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير، ولقرينه السيئ فوجهك الوجه الذي يأتي بالشر، كما ثبت في الأحاديث، وفي هذا الحديث إرشاد إلى القيافة والاستدلال بالصور إلى أثارها وهو علم مأثور له شأن متبع، ومن حمله على حسن الخلق فقد أبعد وقد روى عن ابن عباس (قط في الأفراد عن أبي هريرة) (¬1) سكت عليه المصنف، وهو من رواية محمد بن جعفر بن عبد الله الغفاري عن يزيد بن عبد الملك عن عمران بن إياس عنه، قال ابن الجوزي: موضوع، وتعقبه المصنف في مختصر الموضوعات، بأنَّ ابن أبي الدنيا أخرجه عن مجاهد بن موسى عن معن عن يزيد بن عبد الملك فزالت تهمة الغفاري. 45 - " أبد المودة لمن وادك فإنها أثبت، الحارث بن أبي أسامة (طب) عن أبي حميد الساعدي" (ح). (أبد) بفتح الهمز وسكون الباء والدال مكسورة، وتحذف ياء الأمر، وفي ¬

_ =الجامع (32) وفي السلسلة الضعيفة (1575). (¬1) أخرجه الدارقطني كما في أطراف الأفراد (5382)، وقال: تفرد به يزيد بن عبد الملك الزركلي عن عمران، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1064) وتعقبه السيوطي في اللآلي (2/ 80) بأن ابن أبي الدنيا رواه كما في قضاء الحوائج (52) ومحمد بن جعفر مجهول كما في المغني في الضعفاء: (5359) وقال الألباني في ضعيف الجامع (31) وفي السلسلة الضعيفة (1585): موضوع.

بعض النسخ بألف بعد الدال، وهو غلط، يوهم أنه من المهموز وليس كذلك فإنه من بدا يبدوا إذا ظهر، لا من بدأ مهموز لأنه لا معنى له هنا، ولأن النسخ الصحيحة بإسقاط الألف والمعنى أظهر (المودة) وهي المحبة أي مودتك (لمن وادك) فإنها أي هذه الخصلة هي إبداك المودة لمن وادك (أثبت) لإدامة الود بينكما ويأتي المعنى هذا باسط (الحارث) هو ابن محمد (بن أبي أسامة) الإمام أبو محمد التميمي البغدادي الحافظ صاحب المسند ومسنده لم يرتبه، ولد سنة 176 وسمع عن خلائق، وعنه خلائق، وثقه ابن حبان، وقال الدارقطني: صدوق، وأما أخذه على الرواية فكان فقيرًا كثير البنات، وضعفه الأزدي وابن حزم، مات سنة 276 (¬1) (طب عن أبي حميد) (¬2) بضم المهملة (الساعدي) بالمهملات نسبة إلى بني ساعدة بطن من الخزرج واسم أبي حميد منذر وقيل عبد الرحمن من فقهاء الصحابة توفي أول خلافة معاوية (¬3)، وقد رمز المصنف لحسن الحديث، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 46 - " ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فَضَلَ شيء فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك، فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا (ن) عن جابر (ح) ". (ابدأ) هذا من المهموز بمعنى ابتدأ الشيء وفعله أولاً (بنفسك فتصدق عليها) بالإنفاق فإن الإنفاق على النفس صدقة، والأمر للندب أو للإباحة ¬

_ (¬1) انظر: لسان الميزان (2/ 157)، وجاءت وفاته سنة اثنتين وثمانين وقال: وهو الصواب وتاريخ بغداد (8/ 218) وجزم كذلك أنه مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين. (¬2) أخرجه الحارث في مسنده (915 - زوائد) والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (10/ 282) وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم، وكذلك ابن أبي الدنيا في الإخوان (66). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (34). (¬3) انظر: الإصابة (7/ 94) وقال توفي في آخر خلافة معاوية أو أول خلافة يزيد بن معاوية.

والإيثار فضيلة (فإن فضل) زاد (شيء) من الذي ينفق منه (فلأهلك) وفيه أن نفقة الأهل بعد كفاية النفس، والمراد بالأهل الزوجة، (فإن فضل عن أهلك شيء فلذي قرابتك) الأولاد ونحوهم إن أريد بالأول الزوجة، وإن أريد أعم منها فالقرابة يراد بهم الأعم من الأولاد (فإن فضل عن ذي قرابتك شيء فهكذا وهكذا) أي بين يديك وعن يمينك وشمالك، وهو كناية عن كثرة عدد الإنفاق، وأصل كذا كناية عن العدد، ويجيء من الخبر قليلاً (ت عن جابر) قال: اعتق رجل عبدًا لله له عن دبر، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله فقال: (ألك مال غيره؟) قال: لا، فقال: (من يشتريه مني؟) فاشتراه نعيم العدوي، بثمانمائة درهم فجاء بها النبي صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه، ثم ذكره، رمز المصنف لحسنه، وقد رواه مسلم (¬1). 47 - " ابدأ بمن تعول (طب) عن حكيم بن حزام (صح) ". (ابدأ بمن تعول) في النهاية (¬2): من تمونه وتلزمك نفقته من عيالك، يقال: عال الرجل عياله يعولهم، إذا قام بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة ونحوها. قلت: وهو مقيد بما قبله أي بعد كفاية نفسك، وتبين أن المراد بالأصل فيه من يلزم نفقتهم (طب (¬3) عن حكيم) بزنة أمير (بن حزام) (¬4) بالمهملة مكسورة فزاي صحابي جليل ابن أخي خديجة أم المؤمنين، مات سنة 54، قال البخاري: عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإِسلام ستين سنة، قال: سألت ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (997)، والنسائي (5/ 69). (¬2) النهاية (3/ 321). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 200) رقم (3129)، وقد أورده ابن أبي الدنيا في العيال (3)، وفي إسناده أبو صالح مولى حكيم قال الهيثمي في المجمع (3/ 116) لم أجده، وأورده الذهبي في الميزان (7/ 383)، وقال: وعنه أبو الزبير لا يعرف وذكر الحديث، والحديث ثابت في الصحيح عن حكيم وغيره من الصحابة. (¬4) انظر: الإصابة (2/ 112) وقول البخاري في التاريخ الكبير (3/ 11).

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الصدقة أفضل؟ فذكره، ورمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه أبو صالح مولى حكيم لم أجد من ترجمه. 48 - " ابدؤا بما بدأ الله به (قط) عن جابر (صح) ". (ابدأوا) أي في السعي بين الصفا والمروة، ثبتت الرواية لهذا اللفظ بصيغة المضارع عند أحمد ومالك وجماعة من الأئمة (بما بدأ الله به) قاله صلى الله عليه وسلم خطاباً لأصحابه عند طوافه بين الصفا والمروة مشيرًا بذلك إلى الآية، ثم بدأ صلى الله عليه وسلم بالصفا، وذلك لأنه لا يبتدئ المتكلم إلا بما هو الأهم الأقدم عنده، لا لأن الواو تفيد الترتيب كما استدل به من ذهب إلى ذلك قال سيبويه ما معناه أن الواو لا تفيد الترتيب، لكنهم يقدمون ما هم بشأنه أعني وببيانه أهم وظاهر الأمر الوجوب (قط (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وجابر هو بن عبد الله صحابي جليل إذا أطلق المحدثون اسمه فهو المراد، وفي الصحابة ممن اسمه جابر عشرون، ولا يذكر أحد منهم إلا مقيدًا باسم أبيه أو صفة، مات جابر بالمدينة سنة 78 وعمره 94 (¬2). 49 - " أبردوا بالظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم (خ هـ) عن أبي سعيد (حم ك) عن صفوان بن مخرمة (ن) عن أبي موسى (طب) عن ابن مسعود (عد) عن جابر (هـ) عن المغيرة بن شعبة" (صح). (أبردوا) في النهاية: (¬3) الإبراد: انكسار الوهج والحر، وهو من الإبراد ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 254)، ورواه كذلك النسائي (5/ 236) وابن الجارود (419)، وصححه النووي في شرحه لصحيح مسلم (8/ 177) وابن حزم في المحلى (2/ 48)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (36)، وفي الإرواء (1120) لأن لفظ "ابدؤوا" شاذ لا يثبت لتفرد الثوري وسليمان به مخالفين فيه سائر الثقات. (¬2) الإصابة (1/ 434). (¬3) النهاية (1/ 114).

الدخول في البرد، وقيل: معناه صلوها في أول وقتها من برد النهار، هو أوله وفي القاموس (¬1): أبرد دخل في آخر النهار، وقوله: (بالظهر) أي بصلاته فإن الظهر اسم للوقت وهو ساعة الزوال، كما في القاموس (¬2): أيضاً (فإن شدة الحرِّ من فيح جهنم) بالفاء مفتوحة فمثناه تحتية فحاء مهملة، قال في النهاية (¬3): سطوع الحرِّ وفورانه، ويقال: بالواو وفاحت القدر يفيح ويفوح إذا غلت، وقد أخرجه مخرج التشبيه والتمثيل أي كأنه نار جهنم في حرها انتهى. والمراد: تأخير الظهر عن أول وقتها حتى يعتدل حر الظهيرة، ذلك لأنه مع شدة الحرِّ لا تُقبل القلوب على الصلاة لشغلها بالمؤذي من شدة الحر، كما نهي عن الصلاة عند حضور الطعام، وعند مدافعة الأخبثين، وهذا الحديث دال على الأمر بتأخير صلاة الظهر أيام الحر، وهو حديث صحيح، وقال المصنف: هو متواتر رواه بضعه عشر (¬4) صحابيًّا. قلت: إلا أنه قد عارضه حديث خبَّاب بن الأرت: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حر الرمضاء في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا أخرجه مسلم (¬5)، في رواية البيهقي: فما أشكانا (¬6)، وقال: "إذا زالت الشمس فصلوا"، وقال الحافظ ابن حجر (¬7): مال ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 341). (¬2) القاموس المحيط (ص 557). (¬3) النهاية (3/ 484). (¬4) انظر: قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة (ص: 75 - 77) وذكر الكتاني في نظم المتواتر، الحديث رقم (62)، وبلغ عدد رواته عنده تسعة عشر صحابياً .. (¬5) أخرجه مسلم (619) وليس فيه "جباهنا وأكفنا"، ونسبها الحافظ المسلم في الفتح وفي التلخيص، وفي تنقيح أحاديث التعليق (1/ 405) وقال رواه مسلم وليس فيه جباهنا وأكفنا ونفاها كذلك ابن الملقن كما في خلاصة البدر المنير (429) .. (¬6) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 438). (¬7) انظر كلام الحافظ ابن حجر في الفتح (2/ 16 - 17).

الطحاوي إلى نسخ حديث خبَّاب هذا، وحمل بعضهم حديث الإبراد على ما إذا صار الظل فيئًا، وحديث خبَّاب على ما إذا كان الحصا لم تبرد؛ لأنه لا تبرد حتى تصفر الشمس فلذلك رخص صلى الله عليه وسلم: في الإبراد ولم يرخص في التأخير إلى خروج الوقت انتهى. قلت: يأتي هذا التأويل في قوله صلى الله عليه وسلم: (فصلوا إذا زالت الشمس) وقد، بحثنا عن هذا في رسالتنا المسماة اليواقيت في المواقيت (خ 5 عن أبي سعيد (¬1) /حم ك عن صفوان بن مخرمة الزهري ن عن أبي موسى) هو حيث أطلق الأشعري اسمه عبد الله بن قيس صحابي معروف وفاته سنة 44 وقيل: سنة 50 (¬2) (طب عن ابن مسعود/ عد عن جابر/ 5 عن المغيرة) بضم الميم وبكسر بعدها غين معجمة فمثناه تحتيه (بن شعبة) بضم المعجمة فعين مهملة فموحدة والمغيرة صحابي معروف مات سنة خمسين وفي الصحابة ستة يسمون بالمغيرة (¬3). 50 - "أبردوا بالطعام فإن الحار لا بركة فيه (فر) عن ابن عمر (ك) عن جابر، وعن أسماء، مسدد عن أبي يحيى (طس) عن أبي هريرة (حل) عن أنس". (أبردوا) أمر إرشاد وندب (بالطعام الحار) أخروه حتى يبرد (فإن الحار لا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (538)، وابن ماجه (679) عن أبي سعيد. والطبراني (8/ 71) رقم (7399) عن صفوان الزهري، الطبراني، والطبراني (20/ 400)، وابن ماجه (680) عن المغيرة بن شعبة. والنسائي (1/ 249) عن أبي موسى، ومسلم (617) (615)، وأبو داود (402) والترمذي (157) والنسائي (1/ 248)، عن أبي هريرة, وابن ماجه (681)، عن ابن عمر، والبخاري (535)، ومسلم (616) والترمذي (158)، وأبو داود (401)، والبزار (280) عن عمر بن الخطاب, وابن خزيمة (331) عن عائشة, والطبراني في مسند الشاميين (1401) عن عمرو بن عبسة, وابن عدي في الكامل (2/ 292) عن جابر، الإصابة (4/ 294) عن عبد الرحمن بن جارية، والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 307) عن ابن مسعود. (¬2) انظر: الإصابة (4/ 211)، والطبقات الكبرى (4/ 105). (¬3) انظر: الإصابة (6/ 197).

بركة فيه) أي لا نماء ولا خير وقد ذكر الأطباء ردأة الحار من الطعام، ويأتي النهي عنه، ويأتي في هذا الحرف وعليكم بالبارد فإنه أهنأ وأكثر بركة، (فر عن ابن عمر (¬1) ك عن جابر وعن أسماء) بفتح الهمزة وسين مهملة [ص:33] ممدودة، وهي إذا أطلقت بنت أبي بكر زوج الزبير والدة عبد الله بن الزبير ذات النطاقين، توفيت بمكة سنة 73، قال الذهبي: هي آخر المهاجرات وفاة (¬2) (مسدد) في القاموس كمعظم وهي بالمهملات بن مسرهد بن مجرهد، محدث، قال الذهبي: هو أبو الحسن الأسدي سمع من عوالم، وعنه البخاري وأبو زرعة وأبو داود وخلق، قال الذهبي: هو ثقة، وقال أبو حاتم: أحاديثه عن العطار عن عبيد الله عمر كالدنانير كأنه سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم. قال الذهبي: قلت لمسددٍ: مسند سمعتُ بعضه، مات سنة 228 رحمه الله (¬3)، (عن أبي يحيى) اسمه شيبان صحابي له هذا الحديث الواحد (¬4) (طس عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه عبد الله بن يزيد البكري ضعفه أبو حاتم (¬5) ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (327) والطبراني في الأوسط (6029) عن أبي هريرة (قلت لم يخرجه الديلمي عن ابن عمر)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 20) رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن يزيد البكري وقد ضعفه أبو حاتم. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 132) عن جابر، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 25) عن أنس، وأخرجه بنحوه أحمد (6/ 350) وعبد بن حميد (1575) والدارمي (2047) وابن حبان (5207) والطبراني في الكبير (24/ 84) رقم (20247) والحاكم في المستدرك (4/ 131) والبيهقي في السنن (7/ 280)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 19) رواه أحمد بإسنادين أحدهما منقطع وفي الآخر ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف، ورواه الطبراني وفيه قرة بن عبد الرحمن وثقه ابن حبان وغيره وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (37) والضعيفة (1587). (¬2) انظر: الإصابة (7/ 476). (¬3) انظر: تهذيب الكمال (27/ 443) تهذيب التهذيب (10/ 98)، الكاشف (5388). (¬4) انظر: الثقات لابن حبان (3/ 188)، وأسماء من يعرف بكنيته للأزدي (ص: 71). (¬5) انظر: الجرح والتعديل (5/ 201)، والكامل في الضعفاء (3/ 81)، والضعفاء لابن الجوزي=

(حل عن أنس) قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة تفور، فقال: "إن الله لم يُطعمنا نارًا فذكره" (¬1). 51 - " أبشروا وبشروا من وراءكم أنَّه من شهد أن لا إله إلا الله صادقًا بها دخل الجنة (حم طب) عن أبي موسى (صح) ". (أبشروا) خطاب لكل من يصلح له الخطاب من باب {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ} [السجدة: 12]، فيحتمل أن يراد الحاضرون السامعون والبشرى أول خبر سار (وبشروا من ورائكم) وهو يؤيد أن الخطاب للسامعين إنه أي بأنه المبشّر لا يتعدى إلى المبشر به بنفسه إلا أن يحذف الجار مع أن قياسًا مطرداً (أنه من شهد أن لا إله إلا الله صادقًا بها) أي قائمًا به الصدق بمضمونها والاعتقاد بأنها حق؛ لأن كلمة الشهادة صادقة بلا ريب؛ لأنها مطابقة لما في نفس الأمر، ولو صدرت عمن يعتقد كذبها كالمنافق، بأن صادقته الكلام لا يلزمها صادقته المتكلم، فإنه لا يتصف بالصدق حتى يقوم به بأن يعتقده بخلاف صادقته الكلام، فهي مطابقته للواقع سوى صدر عمن يعتقده أولاً وشهد له قوله تعالى: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} فوصفهم بما قام بهم من الكذب مع صادقته ما قالوه وهو الشهادة بأنه رسول الله، وإذا عرفت هذا عرفت ملازمة صدق المتكلم لصدق الكلام، وعرفت ما في كلام الجمهور وخلاف الجاحظ من عدم التحرير، وهذا القيد في الحديث أخرج المنافق فإنه يقولها بلسانه غير صادق بها. ثم هذا الحديث مقيد للأحاديث الواردة في فضل هذه الكلمة بهذا القيد، ¬

_ = (2/ 149)، وتعجيل المنفعة (1/ 241)، ولسان العرب (3/ 379). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7012)، وفي الصغير (934)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 13): فيه عبد الله بن يزيد البكري وهو ضعيف.

وهو الصدق بها، وهو أيضًا مقيد بالأحاديث الدالة على إن مات على ذلك التصديق دخل الجنة. واعلم أنها لما وردت الأحاديث في فضل هذه الشهادة أنها تدخل قائلها الجنة، وقد علم يقينًا أن للإسلام فرائض من أخلّ بها أو بشيء منها لم يكن من أهل الجنة، كما وردت النصوص بذلك تأول النَّاس أحاديث كلمة الشهادة فمنهم من قال: إنها منسوخة، ومنهم من قال بغير ذلك، قال الحافظ المنذري (¬1): وقد ذهب جماعة من أساطين أهل العلم إلى أن مثل هذه الإطلاقات التي وردت فيمن قال لا إله إلا الله دخل الجنة. أو حرمت عليه النار، أو نحو ذلك، إنما كانت في ابتداء الإِسلام حين كانت الدعوة إلى مجرد الإقرار بالتوحيد، فلما فرضت الفرائض وحدت الحدود نسخ ذلك، والدلائل على هذا كثيرة متظاهرة ثم قال: وإلى هذا القول ذهب الضحاك والزهري وسفيان الثوري وغيرهم، وقالت طائفة أخرى: لا احتياج إلى ادعاء النسخ في ذلك، فإن كل ما هو من أركان الدين وفرائض الإسلام هو من لوازم الإقرار بالشهادتين، ومتمماته، فإذا أقر ثم امتنع عن شيء جاحدًا ومتهاونًا على تفاصيل في ذلك، وخلاف حكمنا عليه بالكفر، وعدم دخول الجنة والنجاة من النار، وهذا القول قريب، وقالت طائفة: التلفظ بكلمة التوحيد سبب يقتضي دخول الجنة والنجاة من النار: بشرط أن يأتي بالفرائض ويجتنب الكبائر وهذا قريب من الذي قبله انتهى. قلت: أما النسخ فرده الإمام الحافظ مؤلف العواصم ما هو مبسوط في الجزء الثالث منها، وقد تأولت أيضًا بتقييدها بالموت على التوبة, وضعف بأنه لا ينبغي للمبشر بكلمة التوحيد [ص:34] فضيلة أو بأنها مقيدة بعفو الله أو شفاعته صلى الله عليه وسلم أو يبعد الخروج من النار كما يدل له حديث: "نفعته يومًا من دهره ¬

_ (¬1) الترغيب والترهيب (2/ 266).

يصيبه قبل ذلك ما أصابه) وسيأتي (¬1). ثم المراد: من قال لا إله إلا الله مع الإقرار بأنَّ محمدًا رسول الله؛ لأنه علم من ضرورة دينه صلى الله عليه وآله وسلم وجوب الإقرار برسالته بكلمة التوحيد، حيث وردت مقيدة بما علم من الدين ضرورة، وأنها لا تتم إفادتها إلا مع قرينتها، فإن اليهود تقولها وتعتقدها مع أنهم في النار خالدين، فمثل: "من كان آخر قوله من الدنيا لا إله إلا الله" (¬2) أي مع اعتقاد الرسالة ثم الأظهر أن هذه البشرى مثل قوله تعالى: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، وإن من كان من أهلها ولم يقم بحقها داخل تحت المشيئة وهذا أقرب التأويل (حم (¬3) طب عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله ثقات وله طرق. 52 - " أبعد الناس من الله يوم القيامة القاص الذي يخالف إلى غير ما أمر به (فر) عن أبي هريرة". (أبعد الناس من الله يوم القيامة) أي من رحمته (القاص) بقاف وآخره صاد مهملة ثقيلة وهو الذي يأتي بالقصة على وجهها ويحض الناس ويخوفهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ثم يخالف قوله فعله كما قال (الذي يخالف) أي يأتي مخالفًا في فعله (إلى غير ما أمر به) وقد ذمَّ الله من هذا شأنه حيث قال: {لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2]، {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} الآية. [البقرة: 44]، وذمَّه العقلاء قال (¬4): ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3486) وفي الصغير (العروض الداني) (393)، والبيهقي في الشعب (97)، وأوله: "من قال لا إله إلا الله ... ". (¬2) أخرجه أبو داود (3116)، والترمذي (977)، وقال الشيخ الألباني: صحيح. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 411)، والطبراني كما في مجمع الزوائد (1/ 16)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (35) والسلسلة الصحيحفة (716). (¬4) البيت منسوب إلى أبي الأسود الدؤلي (ق. هـ 69)، وهو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني.

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم وتأتي في معناه عدة أحاديث (فر عن (¬1) أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وهو ضعيف، لضعف راويه عمرو السكسكي. 53 - " أبغض الحلال إلى الله الطلاق (د هـ ك) عن ابن عمر (صح) ". (أبغض الحلال إلى الله) البغض خلاف المحبة، وهو كراهة القول والفعل أو الشخص وهو هنا للأول (الطلاق) لما فيه من كسر النفس وحل عقدة الألفة التي يحبها الله تعالى ولأنه قد تفوت العفة الحاصلة بالنكاح للمرأة والرجل، وفيه أن كراهة الله تعالى للفعل لا ينافي حِلّه. إن قلت: قد طلَّق صلى الله عليه وسلم وأمرنا بالطلاق، بل وأمر الله تعالى به فكيف يكون مبغوضًا إليه؟ قلت: ليس المراد هنا إلا الطلاق الذي لم يأمر به الشارع، ولا أذن فيه، وذلك الذي لا يكون له سبب إلا التشهي والتنقل في الحريم والرجال، فالمرأة تطلب الطلاق شهوة في غير من هي تحته وهو يفارق أهله ليذوق غيرها، ويأتي ذم الذواقين من الرجال والذواقات. وأما ما كان لسوء عشرتها ومخافة أن لا يقيما حدود الله، فإنه محبوب إلى الله لأنه خلوص عن معصيته يحب الله الخلوص منها، فقد نهى الله تعالى عن الإمساك ضرارًا. واعلم أن (أبغض) اسم التفضيل من بغض الثلاثي وهو هنا مبني للمفعول أي أشد الخلق مبغوضيةً والأكبر أنه يبني للفاعل إلا أنه في هذا الخمسة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (14984)، وانظر: المداوي للغماري (1/ 77 - 78). وقد أورده ابن عدي في الكامل (5/ 146) في ترجمة عمرو بن بكر السكسكي وقال: ولعمرو بن بكر هذا أحاديث مناكير عن الثقات. وقال الألباني في ضعيف الجامع (42)، والسلسلة الضعيفة (2019) ضعيف جدًّا.

الأحاديث مبني للمفعول (د هـ ك عن ابن عمر (¬1)) رمز المصنف لصحته، وقد روي مرسلاً قال الحافظ ابن حجر (¬2): رجح أبو حاتم والدارقطني تصحيح المرسل. 54 - " أبغض الخلق إلى الله من آمن، ثم كفر، تمام عن معاذ" (ح). (أبغض الخلق إلى الله) أي شر الخلق عنده وأشدهم عذابًا لديه (من آمن ثم كفر) ومات كافرًا لأنه عرف الحق ثم خرج عنه بعد الدخول فيه، فبدل نعمة الله كفرًا، فهو أشد كفرًا وعذابًا من الكافر الأصلي (تمام) (¬3) بالمثناة الفوقية وتشديد الميم، هو الحافظ الإمام أبو جعفر محمد بن غالب الضبي البصري نزيل بغداد سمع من خلائق، وصنف وجمع، قال الدارقطني: ثقة محمود، وقال أيضًا: ثقة مأمون، إلا أنه يخطئ، مات سنة 273 (¬4) (عن معاذ) وهو بضم الميم ثم مهملة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2178) وابن ماجه (2018) والحاكم (2/ 196) وكذلك البيهقي (7/ 322)، وانظر العلل لابن أبي حاتم (1/ 431) , وأورد أبو داود في مراسيله (2177)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 638) وقال: هذا حديث لا يصح، قال يحيى: الوصافي ليس بشيء، وقال الفلاس والنسائي: متروك الحديث، وقال البيهقي (7/ 322): وهو مرسل وفي رواية ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر موصولاً ولا أراه حفظه، وضعفه ابن القيم في حاشية السنن (6/ 160) بعد عزوه للدارقطني (4/ 35)، من رواية معاذ بن جبل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (44) والإرواء (2040)، وأخرجه الحاكم في طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة موصولاً بلفظ: "ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق"، وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي، وزاد بأنه على شرط مسلم. المستدرك (2/ 196)، قال ابن التركماني: فهذا يقتضي ترجيح الوصل؛ لأنه زيادة، وقد جاء في وجوه، ولهذا رمز السيوطي في الجامع الصغير إلى الحديث بالصحة، انظر الجوهر النقي مع السنن الكبرى للبيهقي (7/ 227). (¬2) فتح الباري (9/ 356). (¬3) أخرجه تمام في الفوائد (1598)، وكذلك الطبراني في المعجم الكبير (20/ 114) رقم (226)، وكذلك البزار (2656)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 156)، وفي الإسناد صدقة بن عبد الله السمين وهو ضعيف، انظر: التقريب (2913)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (45). (¬4) انظر: لسان الميزان (5/ 337) و"الثقات" (9/ 151).

آخره معجمة، إذا أطلق منه وابن جَبَل بالجيم والموحدة مفتوحتين صحابي جليل أحد من تشتاق إليه الجنة (¬1)، ورمز المصنف لحسنه ورواه الطبراني وفيه صدقة بن عبد الله السمين ضعَّفه أحمد ووثَّقه أبو حاتم، قال الهيثمي: بقية رجاله ثقات. 55 - " أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم (ق حم ت ن) عن عائشة (صح) ". (أبغض الرجال إلى الله) أشدهم مبغوضية إليه (الألد) بفتح الهمزة آخره دال مهملة وهو الذي لا يرجع إلى الحق (الخصم) بالخاء المعجمة فصاد مهملة بزنه فرح هو المخاصم من خاصم إذا جادل وما راء وهو الذي [ص:35] يلح في الخصومة ولا ينفك والمراد: أنه أبغض الخلق في الخصومة (ق حم ت ن عن عائشة) (¬2) بالعين المهملة وستين معجمة هي: أم المؤمنين وأعلم أزواج سيد المرسلين، روت ألفاً ومائتي حديث عنه صلى الله عليه وسلم. 56 - " أبغض العباد إلى الله من كان ثوباه خيرًا من عمله: أن تكونَ ثيابه ثياب الأنبياء، وعمله عمل الجبارين (عق فر) عن عائشة". (أبغض العباد) أشدهم مبغوضية من حيث اللباس، فكأنه قال: أشد اللابسين بغضًا عند الله فلا يعارض ما تقَّدم (إلى الله من كان ثوباه) الإزار والرداء، إذ هما غالب ملبوس أهل ذلك العصر (خيرًا من عمله) قد فسرت الإبدال منه بقوله: (أن يكون ثيابه ثياب الأنبياء) في الهيئة والخشونة, (وعمله عمل الجبارين) جمع جبار وهو المتمرد العاتي كما في النهاية (¬3)، وشدة بغض الله ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (6/ 136)، الطبقات الكبرى (2/ 347). (¬2) أخرجه البخاري (2457)، ومسلم (2668)، وأحمد (6/ 55)، والترمذي (2976)، والنسائي (8/ 247). (¬3) النهاية (1/ 235).

له؛ لأنه كالمستهزئ بالله بتواضعه في اللباس وتجبره في الأفعال أو لتدليسه على الناس وإيهامه أنه من الزهاد، ولكن الزهد في الملبوس وإن كان خير مطلقاً لكان عارضه ما صيره شرًّا محضًا (عق فر عن عائشة) (¬1) سكت عليه المصنف، وقال العقيلي: منكر، وفيه أبو صالح كاتب الليث وفيه مقال، عن سليم بن عيسى وهو متروك، وفيه أيضًا جعفر بن زبرقان ولا يحتج به، وجزم ابن الجوزي بوضعه، وقال الذهبي: باطل. وقال المصنف في الكبير: أنه أورده ابن الجوزي في الموضوعات ولم يتعقبه، فالعجب من إتيانه به هنا مع ما قاله في الخطبة. 57 - " أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية, ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه (خ) عن ابن عباس (صح) ". (أبغض الناس إلى الله أشدهم) مبغوضية لديه (ثلاثة) فسَّرهم بقوله: (ملحد في الحرم) بالحاء والدال المهملتين قال في القاموس (¬2): ألحد في الحرم ترك القصد فيما أمر به أو أشرك بالله أو ظلم أو احتكر الطعام (ومبتغ) من بغي بالموحدة والغين المعجمة طالب (في الإسلام سنة الجاهلية) طريقها وسيرتها وذلك شامل لكل ما كانت عليه الجاهلية من الطرائق والسير (ومطلب) أصله متطلب أدغمت التاء في الطاء بعد قلبها إليها (دم امرئ) لم يبح الشرع قتله كما أفاده بغير حق (ليهريق) أصله أراق أبدلت الهمزة هاء (دمه) الضمير فيه لامرئ ويحتمل أنه لمتطلب أي ليهريق دم نفسه، فإنه إذا قتل قُتل، والمعنى أن أشد ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي (2/ 162)، وقال منكر، والديلمي في الفردوس (1418)، وفي إسناده سليم بن عيسى الكوفي قال الذهبي في الميزان (3/ 324): هذا باطل أ. هـ وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1448)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (46) والسلسلة الضعيفية (807) موضوع. (¬2) القاموس المحيط (ص 404).

أهل السيئات من الناس هؤلاء الثلاثة أما هم فيما بينهم فلا دلالة فيه على أن أحدهم أشد بغضًا من الآخر إلا أن ترتب الذكر يدل على أن المقدم أعرق في المبغوضية ثم ما يليه وقد يقال: صيغة الترقي تقتضي العكس، ولكل وجهه (خ عن ابن عباس) (¬1) ولم يخرجه مسلم وزاد في الكبير عن ابن ماجه. 58 - " ابغوني الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم (حم 3) عن أبي الدرداء". (ابغوني) يقال أيضًا: بغيني كذا بهمزة الوصل أي أطلب لي أو أبغني بهمزة القطع أي أعني على الطلب، فالحديث يحتملهما والمراد، اطلبوا لي (الضعفاء) يصحبونني أو أعيونني على طلبهم فإني طالب لهم (فإنما ترزقون وتنصرون) على أعدائكم (بضعفائكم) بسببهم فلا يغتر الأقوياء بقوَّتهم، وهذا قاله صلى الله عليه وسلم عند الخروج للجهاد، ويأتي حديث: "إذا بعثت سريةً فلا تنتقهم من الانتقاء" واقتطعهم فإن الله ينصر القوم بأضعفهم (حم 3 عن أبي الدرداء) (¬2) بدالين مهملتين بينهما راء ثم آخره همزة ممدودة، اسمه عويمر مصغَّر ابن زيد، ويقال بن عبد الله صحابي جليل عرف بكنيته, والدَردَاء ذهاب الأسنان، والدرداء ابنته توفي بدمشق سنة 32 وقيل غيرها (¬3)، سكت عليه المصنف وقد صحَّحه الحاكم وأقرَّه الذَّهبي وفي الرياض سنده جيد. 59 - "أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فمن أبلغ سلطانًا حاجة من لا يستطيع إبلاغها، ثبَّت الله تعالى قدميه على الصراط يوم القيامة (طب) عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6882)، قلت: ولم يخرجه مسلم ولا ابن ماجه بل وهو مما انفرد به البخاري. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 198)، وأبو داود (594) والترمذي (1702)، وقال: حسن صحيح. والنسائي (6/ 45)، والحاكم (2/ 106)، وقال النووي في رياض الصالحين (272) إسناده جيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (40). (¬3) انظر: الإصابة (4/ 747).

أبي الدرداء (ح) ". (أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته) هو أمر لذي الوجاهة والقبول عنده، وعند السلاطين. وقيل: وهو أمر ندب؛ لأنه قرن بفعله الأجر، ولم يقرن بتركه الوعيد، وقد يقال: إنه للوجوب في شيء من الحاجات وللندب في شيء على حسب الأحوال (فمن أبلغ سلطانًا حاجة من لا يستطيع إبلاغها) لعدم قدرته على الاتصال به, ولعدم وجاهته عند السلطان (ثبَّت الله قدميه على الصراط) قد فسَّره الحديث أنَّه جسر على جهنم يعبر عليه الخلائق، فمنهم هالك، ومنهم ناجٍ، وتثبيت القدم كناية عن النَّجاة (يوم القيامة طب (¬1) عن أبي الدرداء) ورمز المصنف لحسنه وفي سنده إدريس بن يوسف الحراني، قال في "اللسان": لا يعرف حاله، قال الشارح: تبع المؤلف في عزوه للطبراني الديلمي، قال السخاوي (¬2): وهو وهم، فإن لفظه عنده: "رفعه الله إلى الدرجات العلى في الجنة" وأما لفظه الذي هنا فإنَّه رواه البيهقي عن علي وفيه من لم يسم. 60 - " ابنوا المساجد واتخذوها جُمًّا (ش هق) عن أنس (ح) ". (ابنوا المساجد) أمر للندب (واتخذوها جُما) بضم الجيم وتشديد الميم بزنة خمر جمع أجم قال في "النهاية" (¬3) لا شرف لها شبه الشرف بالقرون انتهى. وكان ذلك لئلا تعرف المساجد بأعقابها فيقصدها المشركون بالأذى، أو كأنه لأنها بيوت الله، ولا يحسن فيها فعل ما لا يحتاج إليه، أو لأنه زينه لظاهرها، وقد نهى ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (5/ 210) وقال المناوي في فيض القدير (1/ 83) وفيه إدريس بن يوسف الحراني. قال في اللسان عن ذيل الميزان: لا يعرف حاله. ثم إن المؤلف تبع في عزوه للطبراني الديلمي. قال السخاوي: وهو وهم والذي فيه عنه بلفظ: "رفعه الله في الدرجات العلى في الجنة" وأما لفظ الترجمة فرواه البيهقي في الدلائل عن علي وفيه من لم يسم انتهى. فكان الصواب عزوه للبيهقي عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (48) والسلسلة الضعيفة (1954). (¬2) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 13)، وكشف الخفاء (1/ 30). (¬3) النهاية (1/ 300).

عن تزيين باطنها فظاهرها كذلك (ش هق (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وفيه ليث ابن أبي سليم ضعيفٌ، وفيه انقطاعٌ كما صرَّح مخرجه البيهقي. 61 - " ابنوا مساجدكم جُمًّا، وابنوا مدائنكم مشرفة (ش ق) عن ابن عباس (ح) ". (ابنوا مساجدكم جُمًّا، وابنوا مدائنكم مشرفة" ذات شرف بتشريف بيوتها أو سورها، وكأنه لأنها أهيب في صدور الأعداء أو لغير ذلك (ش هق عن (¬2) ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 62 - " ابنوا المساجد، وأخرجوا القمامة منها: فمن بنى لله بيتًا بنى الله بيتًا في الجنة، وإخراج القمامة منها مهور الحور العين (طب) والضياء في المختارة عن أبي قرصافة". (ابنوا المساجد وأخرجوا القمامة منها) بضم القاف وتخفيف الميم، الكناسة (فمن بنى لله بيتًا) مسجدًا ويأتي ولو مثل مفحص قطاه (بنى الله تعالى له بيتًا في الجنة) في الكبير زيادة فيه قيل: يا رسول الله، وهذه المساجد التي تبنى في الطرق، قال: "نعم" (وإخراج القمامة منها مهور) جمع مهر وهو صداق المرأة، (الحور) بضم الحاء المهملة وسكون الواو جمع حوراء من الحور، وهو أن يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها ويستدير حدوقها وترق جفونها وتبيض ما حواليها أو شدة بياضها وسوادها في بياض الجسد وسواد العين كلها كالطائر، ولا يكون في بني آدم بل يستعار لها، قاله في القاموس (¬3)، (والعين) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 274) رقم (3152) والبيهقي في السنن (2/ 439) وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2/ 502) ولم يتابع ليث بن أبي سليم على هذا وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (54) والسلسلة الضعيفة (1674). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 274) رقم (3151)، والبيهقي في السنن (2/ 439)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (54)، وفي السلسلة الضعيفة (1731) لجهالة الرجل الذي لم يسم. (¬3) القاموس المحيط (ص 486).

بكسر المهملة جمع عين وهي بجلاء العين من النحل بالتحريك، وهو سعة العين، والحديث حثَّ على الأمرين: بناء بيوت الله، وتنظيفها (طب (¬1) والضياء في المختاره عن أبي قرصافه) بكسر القاف وبالراء والصاد المهملة وفي اسمه خلافٌ، قيل: جندل، وقيل: جندرة، وكذلك في اسم أبيه، وهو صحابي (¬2)، سكت عليه المصنف، وضعَّفه المنذري وأعلَّه العراقي بأن في سنده جهالة، ومثله قال الهيثمي. 63 - " أبِنِ القدح عن فِيكَ ثم تنفَّس (سمويه في فوائده (هب) عن أبي سعيد". (ابن) من الإبانة الإزالة (القدح عن فيك) أزله عنه (ثم تنفَّس) أطلق نفسك من الفم، بعد إبانة الإناء الذي تشرب فيه عنه؛ لأَنه ينتن القدح إذا اتصل به النفس، فيفسده على نفسه أو على غيره، وهذا من آداب الشُّرب، ويأتي أنَّه يتنفَّس عنده ثلاثاً ويأتي الكلام فيه (سمويه) بفتح السين المهملة وتشديد الميم وضمها وفتح الواو وبعدها مثناة تحتية مفتوحة، هو الحافظ المتقين الطوّاف أبو بشر إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدري الأصبهاني سمع عن عوالم، وعنه خلق، قال أبو الشيخ: كان حافظًا متقنًا مذاكرًا بالحديث، وقال أبو نعيم الحافظ: كان من الحفاظ والفقهاء، وقال ابن أبي حاتم: ثقة صدوق، قال الذهبي: قلت: من تأمل فوائده المروية عنه، علم اعتناءه بهذا الشأن توفي سنة 293 (¬3) (في فوائده هب عن (¬4) أبي سعيد) سكت عليه المصنف، وقد أخرجه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 19) رقم (2521)، وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 9) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (52)، والسلسلة الضعيفة (1775). (¬2) الإصابة (5/ 146 - 150). (¬3) انظر: تذكرة الحفاظ (2/ 566) تاريخ دمشق (8/ 422). (¬4) أخرجه مالك في الموطأ (2/ 925) رقم (1650)، والترمذي (1887)، والبيهقي في الشعب (1650)، وسموية في فوائده, وصححه الألباني في صحيح الجامع (46)، والسلسلة الصحيحة (380).

مالك في الموطأ، وفيه زيادة في أوله، أخرجه الترمذي وصححه وأقره الحفاظ، ورواه البيهقي في الشعب. 64 - " ابن آدم، أطع ربك تسمى عاقلا، ولا تعصه فتسمى جاهلاً (حل) عن أبي هريرة وأبي سعيد". (ابن آدم) خطاب عام لكل بني آدم من المذكور والإناث والصبيان وغيرهم، والعقلاء والمجانين، إلا أنه خص العقلاء المكلفين لأدلة أخرى، وهو منادي، والمطلوب استمالة قلب السامع للإصغاء إلى ما يلقى إليه من قوله (أطع ربك) والطاعة الانقياد له في كل ما أمر به ونهى عنه، والتعيين بالرب مع إضافته إلى المخاطب إيقاظ له بأنه مملوك، وأن من شأن المملوك، طاعة مالكه، سيما إذا كان مفيضًا عليه إحسانه مسبلاً عليه امتنانه، مبتدئًا بإيجاده فضلاً وبإبقائه له، وإدرار نعمه عليه (تسمَّى عاقلاً)، لم يجزمه في جواب الأمر؛ لأنه لم يقصد السببية؛ لأنها لا يناسب هنا؛ لأنها تقضي بأنه ليس بعاقل إن لم يطع ربه، مع أنه عاقل أطاع أو عصى إذ هو مكلف إلا أنه لما كان عاصيًا كان كأنه غير مستحق؛ لأن يسمي عاقلاً فإنَّ العاقل من عقله غفلة عن معاصيه وحجزه عن مناهيه (ولا تعصه فتسمي جاهلاً) لأنه مع العصيان لا يستحق أن يسمي عاقلاً؛ لأنه اسم تشريف وتكريم لا يستحقه إلا من قام بمعناه؛ لأن من غمره مولاه ومالكه بالنعم وأفاض عليه من جوده ما لا يحيط به الإحصاء إذا عصاه كان من الجهل في رتبة هي أعظم رتب الجهل، ولا يستحق أن يكون من ذوي العقل ولذا جعلهم الله كالأنعام بل أضلّ، وخصّ تعالى الخطاب في القرآن بذوي الألباب تعريضًا بأن من لا لب له ينتفع به كالبهائم، ويأتي حديث أفلح من رزق لبًّا، وقال الفقهاء: وأعقل الناس أزهدهم؛ لأنه لا يزهد في الدنيا إلا أرغب الناس في طاعة مولاه ويأتي حديث: "الكيس من عمل لما بعد

الموت" (حل عن (¬1) أبي هريرة وأبي سعيد) سكت عليه المصنف وقال مخرجه: غريب. 65 - " ابن آدم، عندك ما يكفيك، وأنت تطلب ما يطغيك. ابن آدم، لا بقليل تقنع، ولا بكثير تشبع. ابن آدم، إذا أصبحت معافى في جسدك، آمنا في سربك، عندك قوت يومك، فعلى الدنيا العفاء (عد هب) عن ابن عمر". (ابن آدم عندك ما يكفيك) بما ضمنه تعالى من الكفاية، أليس الله بكاف عبده، ولم يكتف به العبد (وأنت تطلب ما يطغيك) من الغنى والزيادة في الدنيا، اللذين هما أسباب الطغيان {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7]، (ابن آدم لا بقليل) من المال ونحوه (تقنع) تكتفي وترضى (ولا من كثير تشبع) هذا كالتفسير لصدر الحديث (ابن آدم إذا أصبحت معافى في جسدك) من الأسقام والآلام وأراد الشارح والآثام وليس بمراده من الحديث، وإن كان لا عافية إلا بالسلامة في الدين، إلا أن الحديث مسوق لغير ذلك (آمنا في سربك) بكسر المهملة وسكون الراء نفس الإنسان، يقال: فلان واسع السرب أي رخى البال، ويروى بالفتح لها وهو المسلك والطريق، يقال: خلاله سربه أي طريقه، (عندك قوت يومك فعلى الدنيا) ليس جواب الشرط (العفاء) بالمهملة والفاء ممدودة بزنة سما، كما في النهاية (¬2): أي الدروس وذهاب الأثر، وقيل: التراب، والمعنى: إذا أصبح عندي العافية في الجسد والقوت، والأمن, فهو يغنيك عن الدنيا، فإذا درست وذهب أثرها؛ فإنه لا يضرك ذلك، وقد عرفت أن جواب الشرط ما قدرناه أقيم مقامه قوله، فعلى الدنيا أو المراد: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 345)، وكذلك الحارث في مسنده (841) زوائد، وفي إسناده عبد العزيز بن أبي رجاء قال الذهبي في الميزان (4/ 363) عن الدارقطني: متروك، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (41)، والسلسة الضعيفة (1714). (¬2) النهاية (3/ 266).

فقل أنت ذلك تحقيرًا لشأنها وإبعادًا لها فحذف القول، وبقي المقول وليس دعاء على الدنيا بالذهاب والدروس بل إظهارًا؛ لعدم المبالاة بها إن ذهبت (عد هب عن (¬1) ابن عمر) سكت عليه المصنف، وفيه أبو بكر الداهري أحد رجاله كذاب متروك، وقال الذهبي: متهم بالوضع، وذكر نحوه الحافظ ابن حجر. 66 - " ابن أخت القوم منهم (حم ق ت ن) عن أنس (د) عن أبي موسى (طب) عن جبير بن مطعم، وعن ابن عباس، وعن أبي مالك الأشعري (صح) ". (ابن أخت القوم منهم) هو قطعه من حديث فيه قصَّة واللفظ النبوي هو الذي في الكتاب، وسبب حديث أنس هو ما أخرجه ابن أبي شيبة عن أنس (¬2) قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وعيينة بن حصن مائةً من الإبل، فقال ناس من الأنصار: يعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائمنا ناسًا تقطر سيوفنا من دمائهم، أو تقطر سيوفهم من دمائنا، فبلغ رسولَ الله فأرسل إليهم، فجاءوا فقال: فيكم غيركم؟ فقالوا: لا، إلا ابن أختنا، فقال: "ابن أخت القوم منهم". وأما حديث أبي موسى فله خبر آخر وذلك ما أخرجه أحمد وغيره من حديث أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على باب فيه نفر من قريش وأخذ بعضادتي الباب وقال: هل في البيت إلا قرشي، قال: فقيل: يا رسول الله غير فلان ابن أختنا، فقال: "ابن أخت القوم منهم" (¬3)، والمراد: أنه متصل بهم بما له عليهم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 140)، والبيهقي في الشعب (10360) وكذلك الخطيب (12/ 71) وابن عساكر (16/ 212) والقضاعي (1/ 361) من رواية ابن عمر، وفي إسناده أبو بكر الداهري متهم بالوضع، وانظر: المغني في الضعفاء (3144)، وقال الحافظ: أبو بكر الداهري هو: عبد الله بن حكيم ليس بثقة ولا مأمون. انظر: اللسان (7/ 15). (¬2) انظر: المصنف لابن أبي شيبة (7/ 418) رقم (36995)، وابن حبان (7268). (¬3) رواه أحمد (4/ 396) والدولابي في الكنى (2/ 49) والطبراني في الأوسط (3/ 83 رقم 2563) ,والصغير (الروض الوافي) برقم (216) عن أبي سعيد الخدري.

من الخولة والاتصال بهم، ولا تنافيه أنه من آبائه نسباً، فإن المراد هنا: أنه ليس غيرًا لهم، كما دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: هل فيكم غيركم (حم ق ت ن (¬1) عن أنس د عن أبي موسى طب عن جُبَيْر) بضم الجيم وباء موحدة فمثناه تحتية آخره راء (ابنِ مُطعِم) اسم فاعل من أطعم، وجبير صحابي جليل قرشي نوفلي، توفي سنة تسع أو ثمان وخمسين بالمدينة (¬2)، (وعن ابن عباس وعن أبي مالك الأشعري) صحابي جليل. 67 - " ابن السبيل أول شارب يعني من زمزم (طص) عن أبي هريرة (ح) ". (ابن السبيل) في النهاية (¬3): أنه المسافر الكثير السفر سمي ابناً لها لكثرة ملازمته لها، والمراد به هنا: الوافد إلى مكة من قصَّادها (أوَّل شارب) أول مستحق، وأقدم بالشرب، فلا يقدم عليه غيره، وقوله (يعني من زمزم) مدرج في الحديث، ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم، وفي حديث أخرجه البيهقي (¬4): "ابن السبيل أحق بالماء، والظل من الباني عليه"، قال ابن الأثير (¬5): يعني إذا مرَّ بقوم مقيمين على الماء فهو أحق. انتهى. قلت: وهذا في كل ظل، وما لا يختص بمكة كما خصصه من فسر ذلك، والأولى بقاء الحديث الذي في الكتاب على عمومه إلا أن يكون الذي أدرج ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 171) والبخاري (3528)، ومسلم (1059)، والترمذي (3901)، وأبو داود (5122) رواية أبي موسى والنسائي (5/ 106)، والطبراني في المعجم الكبير (2/ 136) رقم (1576). وأحمد (5/ 342) عن أبي مالك الأشعري وله طريق آخر في حديث رفاعة بن رافع في حديث رواه البخاري في الأدب المفرد (42)، والحاكم في المستدرك (4/ 73). (¬2) انظر: الإصابة (1/ 462). (¬3) النهاية (2/ 339). (¬4) السنن الكبرى للبيهقي (10/ 4) لكن في إسناده كثير بن عبد الله المزني، وهو ضعيف، التقريب (5617). (¬5) النهاية (1/ 198).

التفسير الصحابي فإنه يقدم تفسيره لمعرفته بموقع الخطاب والسياق (طص (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 68 - " أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين (حم ت هـ) عن علي (هـ) عن أبي جحيفة (ع) والضياء في المختارة عن أنس (طص) عن جابر، وعن أبي سعيد". (أبو بكر) اسمه عبد الله أو عتيق إلا أنه غلب عليه كنيته (وعمر) هو ابن الخطاب (سيدا كهول أهل الجنة) (¬2) السياد هنا الرفعة عند الله تعالى والأفضلية والكهل كفلس جمعه كهول هو من وخطه الشيب، أو من جاوز الثلاثين أو أربعًا وثلاثين إلى إحدى وخمسين، قاله في القاموس (¬3) وقريب منه في النهاية (¬4)، وقيل: أراد بالكهل هنا الحليم العاقل، فإن أريد به الأول ورد أن الجنة لا كهل فيها، بل كلهم في سن واحدة أبناء ثلاث وثلاثين، كما جاءت به الأحاديث، ويدفع الإيراد بأن المراد هنا سيدا من أكهل في الدنيا، وهو من أهل الجنة، فلا ينافيه حديث: "الحسنين سيدا شباب أهل الجنة" وحديث: "لا يبلي شبابهم" سيأتي، وحينئذ فالحسنان أفضل أهل الجنة إلا الأنبياء، وإلا أباهما فهو خير منهما. لما يأتي، وإن أريد بالكهل المعنى الثاني، والمراد: سيدا أهل الحلم والعقل في الجنة، عارضه حديث: "الحسنان سيدا شباب أهل الجنة" لأن أهلها كلهم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (252) وقال تفرد به أحمد بن سعيد الجمال والخطيب في تاريخ بغداد (6/ 132)، وقول الهيثمي في المجمع (3/ 286)، ولكن الحافظ ابن حجر أورده في اللسان (1/ 177) في ترجمة أحمد بن سعيد الجمال، وقال: تفرد بحديث منكر وذكره. وكذلك الذهبي في الميزان (1/ 100)، وانظر: المداوي (1/ 94). (¬2) أخرجه الترمذي (3781) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل، وقال الشيخ الألباني: صحيح، وابن ماجه (118)، وأحمد (3/ 3) وابن حبان (6959) وغيرهم، وسيأتي. (¬3) القاموس المحيط (1362). (¬4) النهاية (4/ 213).

شباب حلماء عقلاء، فيكون دالاً على أفضلية الشيخين على من عداهما إلا الحسنين، ومن استثني وحديث الحسنين دال على أفضليتهما إلا على الشيخين، فالحديثان لا يدلان إلا على أفضلية من ذكر فيهما من حسنين على من عداهما إلا الشيخين ومن استثنى، وحديث الكتاب هذا دال على أفضلية الشيخين على من عداهما إلا الحسنين ومن استثني، ونظيره أن يقال: زيد أفضل أهل البلد إلا عمرًا، وعمر أفضل أهل البلد إلا زيدًا، فإنه يدل على أفضلية كل واحد منهما على أهل البلد، إلا من استثنى، وأما أفضلية زيد على عُمَر وعكسه فإنه لا دليل عليه من هذا التركيب، ويأت لهذا نظائر في الحديث (من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين) في هذا العطف دليل على مغايرة الرسول للنبي، خلافاً لمن زعم ترادفهما، ويأتي هذا مبسوطًا إن شاء الله تعالى (حم ت 5 عن علي) قال الصدر المناوي سنده سند البخاري (¬1) (5 عن أبي جحيفة) مصغَّر جحفة بالجيم والحاء المهملة والفاء صحابي جليل من صغار الصحابة، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبلغ الحلم، وشهد مع علي على المشاهد كلها، ومات سنة 74 بالكوفة (¬2) (ع والضياء في المختارة عن أنس (¬3) طص عن جابر وعن أبي سعيد). 69 - " أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر من الرأس (ع) عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده، قال ابن عبد البر (¬4): وما له [حديث]- ¬

_ (¬1) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح برقم (4889). (¬2) انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (4/ 1619). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 80) والترمذي (3665)، وابن ماجه (95)، وقال الترمذي: حديث غريب من هذا الوجه وأخرجه ابن ماجه (100) وابن حبان (6904) والطبراني في الكبير (22/ 104) رقم (257) عن أبي جحيفة، والضياء في المختارة (6/ 244) (2260) وابن عساكر في تاريخ (7/ 118) عن أنس، والطبراني في الأوسط عن جابر (8808)، وعن أبي سعيد (4431). وصححه الألباني في صحيح الجامع (59) والصحيحة (814). (¬4) انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (1/ 119)، وقال: إسناده ضعيف.

غيره (حل) عن ابن عباس (خط) عن جابر" (ح). (أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر) لمكانهما ومحلهما في الانتفاع بهما، والاستعانة بهما، أو بتلك المنزلة، في القرب والمحبة، أو في وجوب إكرامهما والصيانة لهما، ثم إنه يحتمل أن المراد: كل واحد منهما بمنزلة الحاستين، ويحتمل أنه أراد أن كل واحد منهما بمنزلة حاسة واحدة من الحاستين، لاحتمال أنَّ قوله: (بمنزلة السمع والبصر)، خبر عنهما معًا وأنه خبر عن الأول حذف خبر الثاني، لدلالته عليه، ويأتي الكلام على حديث: "أن عليًّا منه صلى الله عليه وسلم بمنزلة الرأس من الجسد" في حرف العين (ع عن المطلب) بضم الميم وتشديد الطاء (بن عبد الله بن حنطب) بالحاء المهملة المفتوحة فنون ساكنة وفتح الطاء بعدها موحدة تابعي وجده صحابي، ووقع في الموطأ حويطب، وقال الحفاظ أنه غلط وأن الصواب ما ذكرناه (¬1)، وكان المطلب تابعيًّا، من وجوه قريش، سمع عمر بن الخطاب وأبا هريرة، وعن أبيه عبد الله وعن جده حنطب (¬2)، (قال ابن عبد البر) هو الحافظ الكبير عالم الغرب مولده 368، سمع الكثير وساد أهل زمانه في حفظه، وإتقانه، له تآليف لا مثيل لها في جميع معانيها، وكتاب الاستيعاب في الصحابة ليس لأحد مثله، والتمهيد والاستذكار، وعدة مؤلفات، كان ديِّنا صينًا ثقة صاحب سنة، توفي سنة 463 (¬3) (وماله غيره) أي ليس لحنطب غير هذا الحديث يرويه، سكت عليه المصنف، وفي سنده اختلاف كثير قاله في الإصابة، وقال في أسد الغابة (¬4): سنده ¬

_ (¬1) وقع ذلك في رواية يحيى الليثي حديث رقم 1786 في كتاب الغيبة، إلا أن المحقق قد صححه ولم بنبّه عليه, كما جاء في حاشية الموطأ برواية محمد بن الحسن. (¬2) انظر: الإصابة (4/ 64)، والاستيعاب (1/ 119). وقال الحافظ: صدوق كثير التدليس والإرسال، من الرابعة, انظر: التقريب (6756). وانظر للتفصيل: تهذيب الكمال (28/ 84081). (¬3) انظر: تذكرة الحفاظ (3/ 1128). (¬4) انظر أسد الغابة (1/ 288).

ضعيف، (حل عن ابن عباس) (¬1)، وسكت عليه المصنف، وفيه الوليد بن الفضل عن عبد الله بن إدريس قال الذهبي: مجهول واه، (خط عن جابر) رمز المصنف لحسنه إلا أن لفظه عند الخطيب: "أبو بكر وعمر من هذا الدين بمنزلة السمع والبصر من الروس"، ورواه الطبراني أيضًا، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 70 - " أبو بكر خير الناس؛ إلا أن يكون نبي (طب عد) عن سلمة بن الأكوع" (ض). (أبو بكر خير الناس) الخيرية هنا مطلقة، قال الشارح: سقط من قلم المصنف لفظ بعدي، بعد قوله: "خير الناس". قلت: وهو ثابت في الجامع الكبير. (إلا أن يكون) أي يوجد (نبي) فكان تامة الحجة إلا أن لا يوجد بعده صلى الله عليه وسلم نبي، وفيه: فضيلة لأبي بكر (طب عد عن سلمة) بسين مهملة مفتوحة ولام مفتوحة، صحابي جليل من شجعان الصحابة، وفي الصحابة أربعون رجلاً يسمون بهذا الاسم (¬2) وهذا (ابن الأكوع) بفتح الهمزة آخره عين مهملة، والمصنف رمز لضعفه لأن فيه عكرمة بن عمار، ومن طريقه أخرجه ابن عدي والخطيب، قال ابن عدي: هذا الحديث مما أنكر على عكرمة, وقال الهيثمي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (7345) وكذلك الترمذي (3671) عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه عن جده، وأبو نعيم في الحلية (4/ 73) عن ابن عباس، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (7/ 1318) والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 460)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 886)، وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 401) وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 67). وعزاه الحافظ في الإصابة (1/ 358) للباوردي وقال: اختلف في إسناده اخلافاً كثيراً. وعزاه المناوي (1/ 89) لأبي يعلى والحاكم في تاريخه. وانظر: ترجمة الوليد بن فضل في الجرح والتعديل (9/ 13). وقول الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 724 رقم 6878) وفي المطبوع: مجهول، واتهمه ابن حبان. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (59) والسلسلة الصحيحة (814). (¬2) انظر: الإصابة (3/ 151).

بعد عزوه للطبراني: فيه إسماعيل بن زياد الأُبُلِّي (¬1) ضعيف (¬2). 71 - " أبو بكر صاحبي ومؤنسي في الغار، سدوا كل خوخة في المسجد غير خوخة أبى بكر (عم) عن ابن عباس". (أبو بكر صاحبي) هذه صحبة خاصة له، وقد سماه الله صاحبه، {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ} والإخبار بأنه صاحبه تنويه بشأنه، وإبانة لفضله، إلا أنه اختار لإفادة الحكم، أو لازمه (ومؤنسي في الغار) وهو غار ثور الذي اختفيا فيه، لما هاجرا، والقصة معروفة، ويحتمل أنه أراده - صلى الله عليه وسلم - تفسير الصاحب في الآية وبيان أنه المراد فيكون الإخبار لإفادة الحكم وهو الظاهر، وقوله في الغار قيد للأمرين (سدوا كل خوخة في المسجد) هي بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو ثم آخره معجمة أيضًا باب صغير كالنافذة الكبيرة يكون بين بيتين ينصب عليهما باب، غير خوخة أبي بكر، قال السمهودي في "خلاصة الوفا" (¬3): وبوب البخاري لقوله سدوا الأبواب إلا باب أبي بكر، وساق حديثًا عن ابن عباس، وفيه: "لا يبقينَّ باب إلا سُدَّ، إلا باب أبي بكر" (¬4)، وفي رواية مسلم (¬5): "إلا خوخة أبي بكر"، قال: والخوخة: طاقة تفتح في الجدار للضوء، وحيث تكون سفلاً يمكن ¬

_ (¬1) ذكر الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (2/ 127) هذا الحديث وقال: تفرد به إسماعيل هذا. فإن لم يكن هو وضعه، فالآفة ممن دونه، مع أن معنى الحديث حق. انتهى. وانظر ترجمة إسماعيل هذا في تاريخ بغداد (6/ 274)، وتهذيب التهذيب (1/ 300)، وانظر كذلك: ميزان الاعتدل (1/ 231). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (9/ 44)، وابن عدي في الكامل (5/ 276)، وقول الهيثمي في المجمع (9/ 44)، وأخرجه ابن عساكر من طريق ابن عدي (30/ 212). ورواه الخطيب في تاريخه (5/ 253) في ترجمة داود القنطري، من حديث أبي هريرة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (55)، والسلسلة الضعيفة (1676). (¬3) انظر: خلاصة الوفا (2/ 79). (¬4) أخرجه البخاري (3654). (¬5) أخرجه مسلم (2382).

الاستطراق منها، وهو المراد هنا، لذا أطلق اسم الباب عليها (¬1) قال الحافظ ابن حجر (¬2) في حديث: "سدوا الأبواب" ما يخالف ظاهره ما سبق، كحديث سعد بن أبي وقاص أمر رسول الله كما صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي أخرجه أحمد والنسائي وسنده قوي (¬3)، زاد الطبراني في الأوسط (¬4): قالوا: يا رسول الله، سددت أبوابنا، قال: "ما أنا سددتها ولكن الله سدها"، ورجاله ثقات، وذكر في المعنى أحاديث، ثم قال الحافظ: هذه الأحاديث تقوي بعضها بعضًا، وكل حديث منها صالح للاحتجاج به، وقد أورده يعني سدوا الأبواب إلا باب علي ابن الجوزي في الموضوعات (¬5)، وقد أخطأ في ذلك خطأ شنيعًا، لرده الأحاديث الصحيحة، بتَوَهُّم المعارض يريد حديث خوخة أبي بكر، مع إمكان الجمع، وقال البزار (¬6): الجمع ما دل عليه حديث أبي سعيد يريد الذي في الترمذي مرفوعًا (¬7): "لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنبًا غيري وغيرك" يريد علي بن أبي طالب عليه السلام؛ لأن الخطاب له، والمعنى أن باب علي ¬

_ (¬1) انظر: خلاصة الوفا (2/ 79 - 80). (¬2) انظر: فتح الباري (7/ 14). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 175)، والنسائي في الخصائص (41)، وللحافظ ابن حجر كلام طويل في هذا الحديث. انظر القول المسدد (ص: 5 - 6 و 17 - 23)، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 366)، من طريق أحمد، وقال أحمد شاكر في حاشية المسند برقم (1511): إسناده ضعيف. وانظر: منهاج السنة لشيخ الإِسلام ابن تيمية (5/ 34 - 36). أخرجه الإِمام أحمد أيضاً من حديث زيد بن أرقم (4/ 369) وإسناده ضعيف أيضاً. (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (3930). (¬5) الموضوعات رقم (684) عن سعد بن مالك، ورقم (686) عن ابن عمر، ورقم (690) عن جابر، ورقم (687) و (688) عن ابن عباس و (689) عن زيد بن أرقم و (692) عن أنس. (¬6) أخرجه البزار في المسند برقم (1197) وقال: وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. ولا نعلم روى عن خارجة بن سعيد إلا الحسن بن زيد هذا. (¬7) أخرجه الترمذي (3727) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وسمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث فاستغربه. وقال الشيخ الألباني: ضعيف.

عليه السلام كان لجهة المسجد، ولم يكن له باب غيره، فلذلك لم يؤمر بسده بخلاف أبي بكر، فإنه كان له باب من خارج المسجد، وخوخة إلى المسجد، كما صرح به الكلاباذي، ويقال: وهو الأصح أنهم أمروا بسدِّ الأبواب، إلا باب علي فسدوها، ثم أحدثوا خوخًا يستقربون الدخول منها، بعد الاستئذان فيه فأمروا أخرى سدها غير خوخة أبي بكر، وقد أطال السمهودي في خلاصته بما هذا خلاصته (¬1). واعلم أنه سقط عن قلم المصنف ما هو ثابت في الجامع الكبير بعد قوله: في الغار، فاعرفوا ذلك له، فلو كنت متخذا خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، سدوا إلى آخره (عم عن ابن عباس) (¬2) سكت عليه المصنف، وقال في الفتح (¬3): رجاله ثقات، وكذا رواه الديلمي وابن مردويه. 72 - " أبو بكر مني وأنا منه, وأبو بكر أخي في الدنيا والآخرة (فر) عن عائشة (ض) ". (أبو بكر مني) قال في الكشاف: قولهم: فلان مني كأنه بعضه لاختلاطهما واتحادهما، والمراد: هو يختلط ويتصل بي، وأنا كذلك فعرفت معنى قوله: (وأنا منه وأبو بكر أخي في الدنيا والآخرة) هذه أخوة خاصة غير أخوة الإيمان العامة، وليست هي المؤاخاة التي عقدها صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فإنه عقد الأخوة بين ¬

_ (¬1) انظر: خلاصة الوفاء (2/ 79 - 85). (¬2) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 270) وفي فضائل الصحابة برقم (603)، والقطيعي في جزء الألف دينار (294)، وكذلك أبو نعيم في الحلية (4/ 303) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (4/ 202) إلى ابن مردويه وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 42): رواه عبد الله ورجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (56) وقال في السلسلة الضعيفة (2584): موضوع بلفظ "مؤنسي" ولكن سائره صحيح مشهور. وانظر كلامه هناك مفصلا. والسلسلة الضعيفة (2084). (¬3) فتح الباري (7/ 10).

أبي بكر وعمر فواخى بينهما كما ذكره المصنف في الجامع الكبير في مسند زيد بن أبي أوفى، ولأنه صلى الله عليه وسلم عقد الأخوة بينه وبين علي عليه السلام كما أخرجه أحمد في كتاب مناقب عليه السلام من حديث ابن أبي أوفى أيضًا قال: لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال علي: لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليَّ ذلك العقبى والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي بعثني بالحق نبيًّا ما أخَّرتك إلا لنفسي، أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي .. " (¬1) الحديث. وفي الباب أحاديث كثيرة أودعناها "الروضة الندبة" في شرح قوله: واخي قال له خير الورى ... وهو أمر ظاهر ليس خفيًّا وحينئذ فلا تعارض بين إخائه صلى الله عليه وسلم عليه السلام، وإخباره بأن أبا بكر أخوه في الدنيا والآخرة؛ لأن رتب الأخوة ودرجاتها متفاوتة وقد قال صلى الله عليه وسلم لعمر لما ودَّعه وهو خارج إلى مكة: "لا تنسانا يا أخي من دعائك" (¬2) (فر عن (¬3) عائشة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال الذهبي في الضعفاء: كذبوه، وفي الميزان عن ابن أبي حاتم: كان يكذب، وعن الدارقطني: كان يضع. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة برقم (1085)، وإسناده ضعيف. وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2707)، والطبراني في الكبير (5/ 230) رقم (5146) وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 219) هذا حديث لا يصح عن رسول صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم الرازي عبد المؤمن ضعيف. (¬2) أخرجه أبو داود (1498)، وابن ماجه (2894)، وأحمد (1/ 29)، والبيهقي في الشعب (9059)، وفي السنن الكبرى (5/ 251)، وقال الشيخ الألباني: ضعيف. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (1780)، وعبد الرحمن بن عمرو بن جبلة كذاب، انظر: المغني في الضعفاء (3607)، وميزان الاعتدال (2/ 580). وقال الألباني في ضعيف الجامع (57) والسلسلة الضعيفة (2090): موضوع.

73 - " أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة (حم) والضياء عن سعيد بن زيد (ت) عن عبد الرحمن بن عوف". (أبو بكر في الجنة) محكوم له وهو في دار الدنيا بأنه في الجنة، أو إخبار باعتبار ما يؤول إليه، وهؤلاء المذكورون هم العشرة الذين أخبر صلى الله عليه وسلم بأنهم في الجنة (وعمر في الجنة) هو حيث يطلق: ابن الخطاب (وعثمان) هو ابن عفان (في الجنة وعلي) هو ابن أبي طالب (في الجنة، وطلحة) هو ابن عبد الله، أسلم على يد أبي بكر قديماً (¬1) (في الجنة والزبير) هو أبو عبد الله هو: ابن العوام زهري قرشي (¬2) (في الجنة وعبد الرحمن بن عوف) العوف: بفتح المهملة الشأن أو الذكر والجد واسم طائر وكأنه نقل من أحد هذه الأسماء، وهو زهري، وكان اسمه: عبد عمر فسمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، أسلم بمكة قديمًا على يد أبي بكر (¬3) (في الجنة وسعد) هو أبو إسحاق هو ابن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن وهيب زهري قرشي أسلم قديمًا على يد أبي بكر (¬4) (في الجنة وسعيد) هو أبو الأعور، (بن زيد) بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي (¬5)، (في الجنة وأبو عبيدة) اسمه عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي (¬6) (في الجنة) فهؤلاء هم العشرة المبشرون بالجنة نظّمهم السيد الحافظ محمد بن إبراهيم بن الوزير ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (3/ 529). (¬2) انظر: الإصابة (2/ 553). (¬3) انظر: الإصابة (4/ 346). (¬4) انظر: الإصابة (3/ 73). (¬5) انظر: الإصابة (3/ 103). (¬6) انظر: الإصابة (3/ 586).

رحمه الله تعالى: للمصطفي خير صحبٍ نص أنهم ... في جنَّة الخلد نصًّا زادهم شرفاً هم طلحة وابن عوف والزبير ... مع أبي عبيدة والسعدان والخلفاء ونظم عددهم جماعة من أئمة الحديث، واعلم أن الإخبار بأنهم في الجنة، المراد: أنهم داخلون الجنة في أول الأمر من دون أن يصيبهم بعذاب، فلا يرد أن كل من مات على الإيمان يدخل الجنة، وفيه فضيلة لهم ليست لغيرهم، إلا من شهد له صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك (حم والضياء عن سعيد بن زيد ت عن عبد الرحمن بن عوف (¬1). 74 - " أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة، ابن سعد (ك) عن عروة مرسلاً". (أبو سفيان) في سببه الثلاث حركات (بن الحارث) هو ابن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم أبو سفيان عام الفتح، وحسن إسلامه (سيد فتيان أهل الجنَّة) الفتيان بكسر الفاء جمع فتى، وهو الشباب السخي الكريم، قاله في القاموس (¬2)، وهذه السيادة أخص من سيادة الحسين والعمرين، كما لا يخفى واسم أبي سفيان المغيرة، (ابن سعد ك عن عروة) بضم المهملة وهو إذا أطلق فهو عروة بن الزبير ليس له صحبة؛ لأنه ولد سنة 29 وهو أحد الفقهاء السبعة وهو ثقة مأمون (¬3) (مرسلاً) (¬4) ورواه ابن سعد عنه بلفظه، وروى الحاكم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 187) والضياء في المختارة (3/ 282) رقم (1083)، وابن أبي شيبة (6/ 350) وابن أبي عاصم (1428) وأبو نعيم في الحلية (1/ 95) عن سعيد بن يزيد، والترمذي (3747)، وأحمد (1/ 193) وأبو نعيم في المعرفة (1/ 20) وابن عساكر (21/ 78). عن عبد الرحمن بن عوف وقال أبو نعيم في المعرفة: حديث سعيد بن زيد هو الأصح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5). (¬2) القاموس المحيط (ص 1702). (¬3) انظر: الطبقات في الكبرى (5/ 178) وتهذيب الكمال (20/ 11). (¬4) أخرجه الحاكم (3/ 255)، وابن سعد (4/ 53)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (61) =

والطبراني موصولاً بلفظ أبو سفيان بن الحارث خير أهلي، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي (¬1). 75 - " أتاكم أهل اليمن، وهم أضعف قلوبًا، وأرق أفئدة، الفقه يمان، والحكمة يمانية (ق ت) عن أبي هريرة (صح) ". (أتاكم أهل اليمن) هو إخبار لأصحابه صلى الله عليه وسلم عند قدوم أهل اليمن كما تقتضيه أتاكم، وفي شرح مسلم (¬2) أنه قد صرف هذا اللفظ عن ظاهره، فقيل: المراد باليمن مكة والمدينة، وقيل: أراد مكة فقط، وقيل: أراد الأنصار لأنهم يمانيون في الأصل، قال: وقال ابن الصلاح: لا منع عن إجراء الكلام على ظاهره، وحمله على أهل اليمن حقيقة؛ لأن من اتصف بشيء وقوي قيامه به، وتأكد إطلاعه منه نسب ذلك الشيء إليه إشعارًا بتميزه به، وكمال حاله فيه وهكذا كان حال أهل اليمن حينئذ في الإيمان وحال الوافدين منه في حياته صلى الله عليه وسلم وفي أعقاب موته كأويس القرني وأبي إدريس الخولاني وشبههما ممن أسلم قلبه وقوي إيمانه فكانت نسبة الإيمان إليهم بذلك إشعارًا بكمال إيمانهم من غير أن يكون في ذلك نفي له عن غيرهم، ثم قال: والمراد بذلك الموجودون منهم، حينئذٍ لا كل أهل اليمن في كل زمان، فإن اللفظ لا يقتضيه، هذا هو الحق على ذلك، ونشكر الله على هذا، انتهى. قلت: ونعم ما قال أن الحق، أن المراد أهل اليمن حقيقة، وأما قوله: أنه لم ¬

_ =والسلسلة الضعيفة (1743) وقال: هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، ولكنه مرسل. وهو بظاهره مخالف لقوله صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين سيدا شباب ... ". وهو مخرج في "الصحيحة" (796)، ورواية الطبراني في الكبير (22/ 327) رقم (824)، وحسن إسنادها الهيثمي في المجمع (9/ 274). (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 285)، وقال: على شرط مسلم. (¬2) المنهاج شرح مسلم (2/ 32).

يرد إلا الموجودين، ففيه نظر، فإن ظاهر الممادح الواردة في أهل البقاع مثل قوله: "أهل الشام سوط الله في الأرض" (¬1)، الحديث، ونحوه ما أريد بها الموجودون بل أهل ذلك المحل، في أي زمان، بل لا يصح في حديث أهل الشام إرادة الموجودين، فإنه صلى الله عليه وسلم تكلّم بهذا قبل إسلام أهل الشام، وما هذه من الشيخ أبي عمرو إلا نعته مذهبيه كأنه رأى أهل اليمن في عصره ليسوا من أهل المذاهب الأربعة فحمل الحديث على الموجودين علمًا أن الموجودين، عند تكلّمه - صلى الله عليه وسلم - بالحديث لم يكن الأكثر منهم قد أسلم، فإنه ذكر في شرح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم تكلَّم بهذا الحديث وهو في تبوك، ولم يكن حينئذ كل أهل اليمن قد أسلموا، بل البعض منهم، فلو حمل الحديث على الجماعة الذين أتوه صلى الله عليه وسلم من أهل اليمن لكان أوفق وأنسب لقوله: "أتاكم"، على أن هذه الأحاديث الواردة في الفضائل لقبيلة أو بلدة ليست عامةً للأفراد، بل هي خاصة في نوع من وردت فيه فلا ينافيها خروج أفراد عن تلك الفضيلة، والحق أن أهل اليمن في كل الأعصار منهم الأخيار، والأشرار ولا تنافي الحديث، كما أن أهل الشام كذلك فهي فضيلة للنوع لا للأفراد، وهي قاضية بأن الأخيار أغلب من الأشرار (أضعف قلوباً وأرق أفئدة) المشهور أن الفؤاد هو القلب وقيل: الفؤاد، عين القلب، وقيل: باطن القلب، وقيل: غشاء القلب ووصفها بالضعف والرقة إعلام بأنها سريعة الخشوع، والاستكانة والتأثر عند سماع القوارع سالمة من الغلظ والشدة والقسوة التي وصف بها صلى الله عليه وسلم قلوب أهل المشرق حيث قال: "رأس الكفر المشرق" وفي لفظ: "غلظ القلوب [ص: 42] والجفاء في المشرق" والإيمان في أهل الحجاز، (الفقه) المراد به الفهم في الدين (يمان) أصله يمني فعوضت ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 288)، وأحمد في المسند (3/ 499)، والطبراني في الكبير (4/ 209)، رقم (4163).

الألف عن ياء النسبة، ولذا لا يجمع بينهما فلا يقال: يماني بالتشديد إلا أنه قد حكى المبرد والجوهري أنه قد جاء بالتشديد (والحكمة) اختلف فيها على أقوال في شرح مسلم (¬1) أن الحكمة عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتمل على المعرفة بالله المصحوب بنفاذ البصيرة، وتهذيب النفس وتحقيق الحق والعمل به، والصد عن اتباع الهوى، والباطل، والحكيم كل من له ذلك (يمانية) هو بتخفيف الياء عند جماعة أهل العربية، لما عرفت من أن الألف المزيدة عوض عن ياء النسبة، فلا يجمع بينهما وقد جاء التشديد كما سلف، والحديث فضيلة لأهل اليمن (ق ت عن أبي هريرة) (¬2). 76 - " أتاني جبريل بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمى بالمدينة، وأرسلت الطاعون إلى الشام. فالطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم، ورجس على الكافرين (حم) وابن سعد عن أبي عسيب (صح) ". (أتاني جبريل بالحمى) الحمى حرارة، غريزية، تشتعل في القلب وينبث منه بتوسط الروح والدم في الشرايين والعروق إلى جميع البدن فيشتعل منه اشتعالاً يضر بالأفعال الطبيعية (والطاعون) المرض العام والوباء الذي يفسد الهواء، فتفسد الأمزجة قاله في القاموس (¬3)، ومثله في النهاية (¬4)، وقال ابن القيم (¬5): التحقيق أن بين الوباء والطاعون عمومًا وخصوصًا، فكل طاعون وباء وليس كل وباء طاعوناً، وكذلك الأمراض العامة أعم من الطاعون فإنه واحد منها، والطاعون خراجات وقروح وأورام رديئة حادثه في المواضع المتقدم ذكرها، ¬

_ (¬1) انظر: المنهاج شرح مسلم للنووي (2/ 33). (¬2) أخرجه البخاري (4388)، ومسلم (52)، والترمذي (3935). (¬3) القاموس المحيط (1/ 69). (¬4) النهاية (3/ 127). (¬5) زاد المعاد (4/ 38).

قال: وهي اللحوم الرخوة وجه وخلف الأذان والأرنبة (فأمسكت الحمى بالمدينة) وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم دخل المدينة وهي وبيئة، وكانت كذلك في الجاهلية، وروى البيهقي عن هشام بن عروة قال (¬1): كان وباء المدينة معروفاً في الجاهلية، وكان إذا كان الوادي وبيئًا وأشرف عليه الإنسان، قيل له: أنهق نهيق الحمار، فكان إذا فعل ذلك لم يضره وباء ذلك الوادي، انتهى (¬2). وهاجر إليها صلى الله عليه وسلم وهي وبيئة ومرض فيها أصحابه، فدعا صلى الله عليه وسلم أن يُنقل إلى الجحفة، فنقل إليها (¬3)، فكان الطير يمر بالجحفة فتقع ميتًا، فهذه الحمى التي نزل بها جبريل غير تلك، ولعلها أخف من التي نقلت منها، (وأرسلت الطاعون إلى الشام) وإنما أمسك صلى الله عليه وسلم الحمى وأرسل الطاعون؛ لأنَّ الحمى أخف ألماً، لأنَّ الطاعون يعم، ويهلك في أسرع الوقت، قال السيد نور الدين (¬4): المشاهد عدم خلو المدينة عن الحمّى بخلاف الطاعون فإنها محفوظة منه، وكأنه صلى الله عليه وسلم أرسل الطاعون إلى الشام، ثم استمر، وأنه تعالى أخبره أنه لا بد في هذه الأمة من الطاعون والحمَّى وأنه يختار لبلديه أيهما أخف، فاختار الأخف، وأرسل الآخر إلى الشام لأنه لا يخلو عن كافر، فيكون عليه رجسًا، بخلاف أهل المدينة فإنهم مؤمنون لا يسكنها كافر (فالطاعون شهادة لأمتي) أي المصاب به يكون له أجر شهيد إن مات به (ورحمة لهم) لأنه يكون به لهم أجر الشهداء أو لأنه يسرع بهم إلى رحمة الله (ورجس) بكسر الراء وسكون الجيم آخره مهملة هو العذاب (على الكافرين) لأنهم لا يؤجرون على ألم، ولأنه يسرع بهم إلى عذاب الله (حم وابن ¬

_ (¬1) انظر: دلائل النبوة للبيهقي (2/ 568)، والبداية والنهاية لابن كثير (3/ 223). (¬2) فتح الباري (7/ 262). (¬3) قال الخطابي وغيره: كان ساكنو الجحفة في ذلك الوقت يهوداً. (¬4) انظر: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى لنور الدين السمهودي (1/ 61).

سعد (¬1) عن أبي عسيب) بفتح العين المهملة وكسر السين المهملة بعدها مثناه تحتية آخره موحدة، هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال: عصيب (¬2)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. 77 - " أتاني جبريل فقال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة. قلت: يا جبريل وإن سرق وإن زنى، قال: نعم، قلت: وإن سرق وإن زنى، قال: نعم، قلت: وإن سرق وإن زنى، قال: نعم وإن شرب الخمر (حم ت ن حب) عن أبي ذر (صح) ". (أتاني جبريل فقال: بشر أمتك) أمة الإجابة (أنه) هو المبشر به (من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة) والمراد أنه لا يشرك، وقد صدق بكل ما جاءت به الرسل فإنه لا يدخله الجنة مجرد عدم الإشراك، (قلت: يا جبريل وإن سرق وإن زنا؟ قال: نعم) يدخلها، وإن سرق وإن زنى (قلت: وإن سرق وإن زنا؟ قال: نعم) يدخلها (قلت: وإن سرق وإن زنا؟ قال: نعم)، كرّر صلى الله عليه وسلم الاستفهام استثباتًا واستعظامًا للأمر، وأنه يدخل الجنة من أتى القبائح، ثم زاد جبريل قوله، (وإن شرب الخمر) إبانة لكونه أعظم من الزنا والسرقة, لأنه أم الآثام. واعلم أن الحديث ورد بألفاظ أخرى، في بعضها: لأنَّ أبا ذر قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أخبره بصدر الحديث، وإن زنا وإن سرق سائلاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل هذه البشرى تعم من أتى القبائح هذه؟ فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: "وإن زنا وإن سرق"، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 81) وابن سعد في الطبقات (7/ 61)، والطبراني في المعجم الكبير (22/ 391)، رقم (9749) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1016)، وقول الهيثمي في المجمع (2/ 310)، وقال المنذري (2/ 220): رواة أحمد ثقات مشهورون، وصححه الألباني في صحيح الجامع (60) والسلسلة الصحيحة (761). (¬2) انظر: الإصابة (7/ 275).

كرر السؤال والجواب ثلاثًا، وقال صلى الله عليه وسلم: على رغم أنف أبي ذر، ونسبها في "تيسير الأصول" (¬1) إلى الشيخين، وكأنه ورد الحديث بهذا اللفظ الذي في الجامع، وأنه أخبره جبريل أولاً فسأله كما سأله أبو ذر، وأجابه بما أجاب به صلى الله عليه وسلم أبا ذر فروى أبو ذر القصتين، قال التاج السبكي (¬2) في طبقاته: ولقد تأملت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإن سرق وإن زنى"، وجمعه بين الزنا والسرقة، دون سائر المعاصي، فوقع لي أن الإشارة إلى أنه يتجاوز عن المعاصي المتعلقة بحق الله تعالى بعد الكفر كالزنا والمتعلقة بحق المخلوقين كالسرقة، فجمع من أوتي جوامع الكلم بين حق الله وحق المخلوقين يشير إلى أن دخول الجنة لا يتوقف على شيء منها انتهى. قلت: وأما ما ثبت أن الذنوب ثلاثة، ذنب لا يتركه الله، وهو حقوق المخلوقين، وحديث "الدواوين ثلاثة" (¬3)، فلا تنافى هذا لأنه تعالى يرضى صاحب السرقة في الآخرة من فضله، ما يغنيه عن سرقته وعن مطالبة من سرقه كما يأتي أحاديث تعضد هذا، وأن المسروق عليه العفو عمّن سرق ويحتمل أن المراد به دخول من مات غير مشرك الجنة بعد العقاب على الذنوب وإن كان يبعده قول جبريل نعم فإنه صلى الله عليه وسلم قد علم أنه يدخل الجنة من مات غير مشرك، ولو بعد الخروج من النار إلا أن يقال: أنه صلى الله عليه وسلم ما كان قد علم ذلك إلا بعد ورود هذا الحديث، وإلا فإنه كان الحكم عنده أنه من مات على معصية فلا يدخل الجنة ¬

_ (¬1) انظر تيسير الأصول للمناوي (1/ 64 رقم 78). (¬2) طبقات الشافعية الكبرى (1/ 56). (¬3) أخرج حديث: "الدواوين ثلاثة" أحمد (6/ 240)، والحاكم في المستدرك (4/ 575)، وقال: حديث صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: صدقة -بن موسى- ضعفوه, ويزيد بن بابنوس فيه جهالة، وقال العراقي في تخريج الإحياء (4/ 5): فيه صدقة بن موسى ضعفه ابن معين وغيره، وله شاهد من حديث سلمان، رواه الطبراني. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3022).

أصلاً، والحاصل: أن قوله: دخل الجنة إن أريد قبل العقاب، وأنه يدخل مع السابقين، كان للاستفهام وجه واضح وإن أريد يدخل الجنة بعد العقاب فلا يتم الاستفهام إلا بناء على أنه صلى الله عليه وسلم كان حاكمًا بأنه لا يدخل الجنة من أتي الكبائر، ومات ولم يتب عنها، ويتعين حمله على هذا الأخير، إذ لو حمل على الأول وأنه يدخل الجنة مع الأولين لكان دليلاً لأهل الرَّجاء الأكبر القائلين بأنه لا يضرّ مع الإيمان معصية، مع أنه قول مرذول مردود، ولا بعد في أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتقد أنه من مات على الكبائر يخلد في النار لعظمة ما أتاه في حق الله، وهتكه لحجاب الأمر والنهي، ثم أعلمه الله سعة رحمته، وإن كان يعكر عليه أنه صلى الله عليه وسلم قال لعمه أبي طالب عند السياق: "قل لا إله إلا الله أحاج لك بها عند الله" (¬1)، فإنه يدل على أنه يعلم أن لهذه الكلمة نفعًا في الآخرة، وإن مات صاحبها على الكبائر، إلا أن يقال أراد من أبي طالب التوبة من كل كبيرة، والله أعلم بمراده تعالى ومراد رسوله، والحديث فيه بشرى عظيمة، وقد روي أيضاً عن أبي الدرداء، أخرجه عنه أحمد والطبراني والذهبي في ترجمة عطاء بن أبي يسار في الميزان ورجال الذهبي رجال الصحيحين، قال السيد محمد بن إبراهيم مشيراً إلى الحديثين: برغم أبي الدرداء أو رغم أبي ذر، تواترت البشرى وصرح بالسر وخلده الحفاظ في كل مسند، وصارت به الركبان في البر والبحر فإنه ورد بلفظ: "على رغم أبي ذر" أخرجه الشيخان، وورد بلفظ: "على رغم أبي الدرداء" أخرجه من ذكرناه آنفا (حم ت ن حب عن أبي ذر) (¬2) بفتح المعجمة بعدها راء اسمه جُندب بضم الجيم فنون ساكنة، فقال مهملة مفتوحة، آخره موحدة، ابن جُنادة ¬

_ (¬1) أخرج هذا الحديث بطوله: البخاري (3884)، والنسائي (4/ 90)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 42)، والطبراني في المعجم الكبير (20/ 349)، ومسند الشاميين (4/ 173). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 161) والبخاري (6443) ومسلم (94) والترمذي (2644)، وابن حبان (169، 170)، والنسائي في الكبرى (10955). وهو في الجمع بين الصحيحين للحميدي (356).

بضم الجيم فنون بعد الألف قال مهملة، صحابي جليل مات بالربذة سنة 32 في خلافة عثمان (¬1)، ورمز المصنف لصحة الحديث، وصحَّحه الترمذي. 78 - " أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، فقلت: وإن زنى وإن سرق، قال: وإن زنى وإن سرق (ق) عن أبي ذر" (ح). (أتاني جبريل فبشرني) أي وأمرني أن أبشَّر أمتي كما سلف إن كان الحديث واحداً (أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئًا) أي وهو مصدق بالشرائع (دخل الجنة) قال الشارح: إما ابتداء إن عفى عنه، أو بعد دخوله النار، فأتى بالاحتمالين اللذين ذكرناهما قبل وقوفنا على كلامه، إلا أنه لا يتم إلا بناء على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن قد علم أن الله يعفو عن الكبائر وأن الحديث قبل نزول آيتي النساء، وعلى أنه كان يعتقد أن من مات على كبيرة لا يدخل الجنة أصلاً كما هو مذهب الوعيدية، فيصح ما وقع منه من الاستفهام بقوله (قلت: يا جبريل وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق، ق عن أبي ذر) (¬2) وفي الباب غيره. 79 - " أتاني جبريل فقال: يا محمد كن عجاجًا ثجاجًا (حم) والضياء عن السائب بن خلاد" (صح). (أتاني جبريل فقال: يا محمد كن عجَّاجًا) كأنه أتاه في الحج وهو بالعين المهملة وجيمين، قال في النهاية (¬3)، العج رفع الصوت بالتلبية، وعج يعج عجا فهو عاج وعجاج (ثجاجًا) بالمثلثة وجيمين بزنة الأول، في النهاية (¬4): الثج سيلان دم الهدي والأضاحي انتهى. ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (7/ 125). (¬2) أخرجه البخاري (6443) ومسلم (94). (¬3) النهاية (3/ 184). (¬4) النهاية (1/ 207).

ويأتي حديث: "أفضل الحج: العج والثج" فهو أمر له صلى الله عليه وسلم برفع صوته بالتلبية وبنحر الهدي والأضاحي (حم والضياء عن السائب) (¬1) بالمهملة آخره موحدة (بن خلاَّد) بالخاء المعجية وتشديد اللام آخره قال مهملة، وهو: ابن سويد بن ثعلبة خزرجي كنيته أبو سهله (¬2)، ورمز المصنف لصحته، وفيه ابن إسحاق ثقة لكنه مدلس. 80 - " أتاني جبريل فقال: يا محمد كن عجَّاجا بالتلبية. ثجَّاجا بنحر البدن القاضي عبد الجبار في أماليه عن ابن عمر" (ضعيف). (أتاني جبريل فقال: يا محمد كن عجَّاجًا بالتلبية) هي مصدر لبَّى قال: لبيك، مأخوذة من ألب بالمكان أقام به، أي أنا مقيم على طاعتك (ثجاجًا بنحر البدن) بضم الموحدة وضم الدال المهملة وسكونها جمع بدنه، وهي من الإبل والبقر كالأضحية من الغنم، قاله في القاموس (¬3) (القاضي عبد الجبار) ابن أحمد الهمداني ولي القضاء في قزوين، وكان شافعي الفروع معتزلي الأصول، أملى عدة أحاديث، وله كتاب في التفسير، وله كتب أخر (في أماليه) (¬4) جمع إملاء بكسر الهمزة، وهو ما يلقيه العالم على أصحابه (عن ابن عمر) كتب عليه المصنف ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 56) والضياء في المختارة (4/ 65) (1289)، وفي إسناده ابن إسحاق، قال الهيثمي في المجمع: (3/ 224)، ثقة ولكنه مدلس. (¬2) الإصابة (3/ 21). (¬3) القاموس المحيط (1522). (¬4) أخرجه القاضي عبد الجبار في أماليه عن ابن عمر كما في الكنز (11880)، وأورده الرافعي من طريق عبد الجبار بن أحمد (3/ 337)، وقال المناوي (1/ 97): القاضي عبد الجبار بن أحمد الهمداني قال عنه الخليلي: كان ثقة في حديثه لكنه داع إلى البدعة لا تحل الرواية عنه. وبه ضعف الحديث في أماليه الحديثية, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (76).

81 - " أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية (حم 4 حب ك هق) عن السائب بن خلاد (صح) ". (أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي ومن معي) في سفر الحج، ولا يقال في مع ما قبله من أمره صلى الله عليه وسلم بأن يكون عجَّاجًا ثجَّاجًا، دليل على عدم التأسي، وإلا فكان يكفي أمره صلى الله عليه وسلم بذلك، والأمة تقتدي به تأسيًا لا ما يقول، لا مانع من تعدد الأدلة، فالتأسّي دليل، وأردفه دليل الأمر لأصحابه خاصة، عناية بهذا الشأن وهو قوله (أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية) فإنها لا تشرع إلا جهرًا، وظاهر الأمر الوجوب وفيه أن الصحبة لا يكفي فيها مجرد الرؤية (حم 4 حب ك هق عن السائب بن خلاد) (¬1) ورمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح. 82 - " أتاني جبريل فقال لي: إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، فإنها من شعائر الحج (حم هـ حب ك) عن زيد بن خالد (صح) ". (أتاني جبريل فقال لي: إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك) ظاهر الأمرين الوجوب فيكون المذكور من قوله (أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية) واجبًا وتعليله بقوله (فإنها) أي التلبية التي يرفع بها الصوت (من شعائر الحج) بكسر الشين المعجمة أي من مناسكه كما في القاموس (¬2)، والمراد والعمرة لكنه اقتصر على الحج؛ لأنه الأمر الأعظم (حم 5 حب ك عن زيد بن خالد) هو الجهني (¬3)، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 55) وأبو داود (1814)، والترمذي (829) وقال: حسن صحيح، والنسائي (5/ 162) وابن ماجه (2922)، وابن حبان (3802)، والحاكم (1/ 450)، والبيهقي (5/ 42) وقال: هذه الأسانيد كلها جيدة, وصححه الألباني في صحيح الجامع (62)، وقال بعد أن ذكر له عدة طرق: هذه الأسانيد كلها صحيحة وليس يعلل واحد منها الآخر. (¬2) القاموس المحيط (ص53). (¬3) الطبقات الكبرى (4/ 344) والإصابة (2/ 603).

وليس في الأمهات من اسمه زيد بن خالد سواه، ورمز المصنف لصحته (¬1). 83 - " أتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول لك: تدري كيف رفعت ذكرك؟ قلت: الله أعلم، قال: لا أذكر إلا ذكرت معي (ع حب) والضياء في المختارة عن أبي سعيد (صح) ". (أتاني جبريل: فقال: إن ربي وربك) الإتيان بهذه الجملة وتأكيدها بأن، واسمية الجملة، وذكر الربَّ وتكريره، ولم يقل إن ربنا (يقول لك: تدري كيف رفعت ذكرك) فيه استفهامه عن كيفية رفعه لذكره الذي أخبره في قوله له {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)} [الشرح: 4] فيه تعظيم لشأن ما يلقيه إليه، وتنويه وتفخيم لأمره، وأنه لا يقدر قدره، وأي فضيلة توازيها، فإنها أفضل الفضائل وأعظمها. (قلت: الله أعلم، قال: ألا أذكر إلا ذكرت معي) وذلك في كلمة الشهادة التي لا يدخل باب الإيمان إلا منها، وقرن طاعته في طاعته في غالب آيات الذكر، مراده: لا ذكر في كلمة الشهادة أو في القرآن غالبًا. فلا يرد أن بعض الأذكار لا يذكر فيها معه تعالى، كالحمد له والبسملة والحولقة ويحتمل: أن المراد لا أذكر من أي [ص: 45] ذاكر في الأرض، أو في الملأ الأعلى إلا ذكرت معي، وإطلاق العبارة دليل عليه، ويحتمل: أن يراد لا أذكر بلسان كافر ولا مؤمن إلا ذكرت معي بلسان الملائكة في الملأ الأعلى فيكون تعالى قد جعل ملائكته تذكره صلى الله عليه وسلم عند ذكر أي ذاكرٍ له تعالى بالصلاة عليه (إن الله وملائكته يصلون على النبي) وترشد إليه تغيير الصيغة، ثم المراد بالذكر له صلى الله عليه وسلم تعظيمه وتشريفه والثناء عليه، أي لا يثنى عليَّ إلا أثني عليك، ويحتمل: لا أذكر إلا ذكرت عندي؛ لأن المعية والعندية متقاربان، وذلك أنه يصعد إلى الله تعالى الكلم الطيب، وذكر الذاكرين فيكتب أجره، ويكتب له صلى الله عليه وسلم مثله من الأجر، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 192) وابن ماجه (2923)، وابن حبان (3803)، والحاكم (1/ 450).

لأنه الذي سنَّ كل سنة حسنة وكل ذكر جميل، ومثل هذا القِرَان الذكري، القِرَان الخطي كما في حديث: توبة آدم أبي البشر أنه رآه مكتوبًا على ساق العرش مقرونًا اسمه صلى الله عليه وسلم أخرجه الحاكم (¬1) وغيره. كما قرن تعالى ذكره بذكره، قرن اسمه باسمه خطًّا، واعلم أن هذه مزية لا توازي، وفضيلة لا أجلّ منها حيث يقرن مالك السماوات والأرض، ومن فيها، ذكر عبده بذكره، ويضمه إليه فأيُّ رفعة أشرف منها، أن يضم المملوك وينوِّه به، ويقرن اسمه لفظًا وخطًا باسم مالكه، ولذا جاء بلفظ الربِّ في قوله: إن ربي وربك: إعلام بأن المالك قد رفع شأن مملوكه رفعة تقصر عنها العبارات ولا تقي توصيغها كل الكلمات، ولم يقل: أن الله كما قال في الحديث الأول، فللَّه در الكلام النبوي ما أعلاه قدرًا، وأبلغه لفظًا ومعنىً وما أشرف هذا الرسول عند مولاه، وما أستاه لديه وأعلاه (ع حب والضياء في المختاره عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (¬2). 84 - " أتاني جبريل في خضر تعلق به الدر (قط) في الأفراد عن ابن مسعود". (أتاني جبريل في خضر) بفتح الخاء المعجمة وكسر الضاد المعجمة أيضًا، أي في لباس أخضر (تعلق) بسكون العين المهملة وفتح اللام أي يتصل (به الدر) بضم الدال المهملة كبار اللؤلؤ، وفيه دليل على لباس الملائكة للثياب كما تقدم، وكان هذه أحد هيئات جبريل في إتيانه إليه صلى الله عليه وسلم (قط في الإفراد عن ابن مسعود (¬3)) زاد في الكبير، وأبو الشيخ في العظمة. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 615) وقال صحيح الإسناد، وقال الذهبي: بل موضوع وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم واهٍ. (¬2) أخرجه أبو يعلى (1380) وابن حبان (3382) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 254) إسناده حسن. (¬3) أخرجه الدارقطني كما في أطراف الغرائب (3944)، وأبو الشيخ في العظمة (11) وكذلك أحمد في المسند (1/ 407)، والطبراني في الأوسط (1901)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن حصين إلا=

85 - " أتاني جبريل فقال: إذا توضأت فخلل لحيتك، (ش) عن أنس (ح) ". (أتاني جبريل فقال: إذا توضأت فخلل) بالخاء المعجمة، قال في النهاية (¬1): التخليل: تفريق شعر اللحية، وأصابع اليدين والرجلين، في الوضوء، وأصله من إدخال الشيء في خلال الشيء وهو وسطه (لحيتك) بكسر اللام فقط، وقد اختلف أئمة الحديث هل خلِّل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحيته في وضوئه؟ فصحح الترمذي (¬2) وغيره أنه صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته، وقال أحمد وأبو زرعة: لا يثبت في تخليل اللحية حديث، وقال ابن القيم (¬3): كان يخلّل صلى الله عليه وسلم لحيته أحيانًا، ودليل من نفى ذلك أنه لم يورده أحد ممن ضبط صفة وضوئه مثل علي وعثمان وغيرهما، ولا ذكره صلى الله عليه وسلم للأعرابي والمسيء صلاته، بل قال له: "توضأ كما أمرك الله" (¬4) إلا أنه لا يخفى أن ذلك لا يقاوم ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم، وإن المثبت مقدّم على النافي (ش عن أنس (¬5)) رمز المصنف لحسنه. 86 - " أتاني جبريل بقدر فأكلت منها، فأعطيت قوة أربعين رجلاً في الجماع، ابن سعد عن صفوان بن سليم مرسلاً". ¬

_ = الحسين بن واقد تفرد به زيد بن الحباب وعزاه ابن كثير (4/ 252) لأحمد وقال: وإسناده جيد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (80) ثم تراجع وصححه في الصحيحة (3485). (¬1) النهاية: (2/ 73). (¬2) أخرجه الترمذي (29، 30) (31)، وانظر حاشية ابن القيم مع سنن أبي داود (1/ 167 - 171). (¬3) زاد المعاد (1/ 198). (¬4) أخرجه أبو داود (861)، والترمذي (302)، وابن خزيمة (545)، والبيهقي (2/ 380). وقال الألباني في: صحيح. (¬5) أخرجه ابن أبي شيبة كما في المصنف (1/ 20) رقم (114)، (7/ 318) (114)، وأوردد ابن عدي في الكامل (7/ 102)، وأعله بالهيثم بن جماذ وهو ضعيف قال الحافظ في الدراسة (1/ 22 رقم 11) في إسناده ضعف شديد. وقال الألباني في ضعيف الجامع (63) والسلسلة الضعيفة (1685): ضعيف جداً.

(أتاني جبريل بقدر) بكسر القاف وسكون الدال المهملة آخره راء، وقد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفيت، في رواية جابر ولفظه: "أتاني جبريل بقدر يقال له: الكفيت" (¬1) والمراد: أنه قدر من الجنة، كما ورد أيضًا، قال في النهاية (¬2): يقال للقدر الصغير: الكفيت، بالكسر ومنه حديث (¬3) الحسن: أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفيت، قيل للحسن: وما الكفيت؟ قال: البضاع، وفي القاموس (¬4): الكفيت: بالضم القدر الصغيرة، ويكسر، والذي في النهاية والقاموس: كفت، وفي الحديث كفيت بالمثناة التحتية بعد الفاء وكأنه لغة، أو أنه مصغر الكفت إلا أنه ضبط بفتح الكاف، (فأكلت منها) ورد في حديث عند الدارقطني (¬5): أن الطعام كأنه هريسة لكنه ضعيف جداً (فأعطيت قوة أربعين رجلاً في الجماع) وروى به ابن سعد، وابن أبي أسامة عن طاووس ومجاهد قالا: أعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم قوة بضع وأربعين رجلاً، كل رجل من أهل الجنة (¬6)، وروى الإمام أحمد (¬7) بن حنبل والنسائي عنه صلى الله عليه وسلم: "أن الرجل من أهل الجنة ليعطي قوة مائة رجل، في المأكل والمشرب والجماع"، وروى الترمذي (¬8) وصحَّحه عن أنس مرفوعاً: "يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا في الجماع" قلتُ: يا رسول الله! أو يطيق ذلك، قال: "يعطى قوة مائة" انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 376). (¬2) النهاية (4/ 185). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7492). (¬4) القاموس المحيط (ص 203). (¬5) الدارقطني في أطراف الغرائب (1979)، وهو عند الخطيب في تاريخه (2/ 279)، وفي الميزان للذهبي (6/ 101) في ترجمة محمد بن الحجاج. (¬6) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده انظر: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (2/ 878 رقم 944)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (1/ 374). (¬7) أخرجه أحمد (4/ 367)، والنسائي في السنن الكبرى (11478). (¬8) أخرجه الترمذي (2536)، وقال: حديث صحيح غريب. والطيالسي (2012)، وابن حبان (7400).

قال الحافظ محمد الشامي (¬1) تلميذ المصنف في سيرته بعد نقل هذه الأحاديث: فإذا ضربنا أربعين في مائة كانت بأربعة آلاف وبهذا يندفع ما استشكل من أنه صلى الله عليه وسلم أعطي قوة أربعين فقط, وأعطي سليمان بن داود قوة مائة رجل أو ألف على ما ورد. انتهى. قال ابن العربي (¬2) "في العارضة": قد أتى الله رسوله صلى الله عليه وسلم خصيصة عظمى، وهي قلة الأكل، والقدرة في الجماع، فكان أقنع الناس في الغذاء، وأقواهم في الوطء، وقال القاضي عياض: النكاح متفق على التمدح بكثرته، والفخر بوفوره شرعًا وعادة، فإنه دليل الكمال وصحة الذكورية، ولم يزل التفاخر بكثرته عادة معروفة، والمتمدح به سيرة مرضية، وقال الحافظ (¬3) ابن حجر في "فتح الباري": قالوا: كل من كان أتقى لله كان أشد شهوة، واعلم أن هذه الخاصية له صلى الله عليه وسلم قد ظهر أثرها في أنه صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في اليوم الواحد، وهن تسع، وقد صحَّ ذلك عنه، وأنه كان أحيانًا يغتسل عند كل واحدة، وأحيانًا يغتسل بعد طوافه على الجميع غسلًا واحداً، واعلم أيضًا أن الأنبياء عليهم السلام فضلوا بذلك على الناس، قال الحكيم (¬4) الترمذي في "نوادر الأصول": الأنبياء زيدوا في النكاح لفضل تنورهم وذلك أن النور إذا امتلأ به الصدر منه وفاض في العروق التذت النفس والعروق فأثارت الشهوة، وروي عن سعيد بن المسيب قال: إن الأنبياء عليهم السلام يفضلون بكثرة الجماع على الناس، وذلك لما فيه من اللذة (ابن سعد (¬5) عن صفوان بن سليم) بفتح الصاد المهملة وسكون الفاء، وسليم بضم ¬

_ (¬1) انظر: الشفا للقاضي عياض (1/ 87). (¬2) عارضة الأحوذي. (¬3) فتح الباري (1/ 379). (¬4) نوادر الأصول (ص 255). (¬5) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 374) مرسلاً، ووصله أبو نعيم في الحلية (8/ 376)، وقال: =

السين المهملة مصغرًا هو الزهري مولاهم المدني، من خيار التابعين، قال أحمد بن حنبل: ثقة من خيار عباد الله الصالحين، يستشفى بحديثه، وينزل القطر من السماء بذكره (¬1)، (مرسلاً) ووصله أبو نعيم والديلمي من حديث صفوان عن عطاء عن أبي هريرة يرفعه، ورواه الخطيب وابن السني في الطب مرفوعًا عن حذيفة، ثم إن فيه سفيان بن وكيع متهم بالكذب، ولذلك أورد الحديث ابن الجوزي في الموضوعات، وتعقب بأن له شواهد. 87 - " أتاني جبريل في أول ما أوحي إليَّ فعلمني الوضوء والصلاة، فلما فرغ الوضوء أخذ غرفة من الماء فنضح بها فرجه (حم قط ك) عن أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة". (أتاني جبريل في أول ما أوحي إليَّ فعلمني الوضوء) بفتح الواو اسم للماء المتوضئ به، وبضمها للفعل وهو المراد هنا (والصلاة) فيه أن شرعية الوضوء والصلاة قديمة في أول البعثة، وأما أحاديث أنها إنما فرضت الصلاة ليلة الإسراء، فيحتمل: أن المراد فرضها على الأمة، ويحتمل: أن هذه الصلاة التي كانت في أول البعثة لم تكن فرضًا، ويحتمل: أنها كانت صلاة واحدة فرضت أولاً، ثم فرضت الخمس ليلة الإسراء، ويحتمل: أن يراد أول ما أوحي إلى في شأن الصلاة، لا مطلق الوحي، ويراد به ليلة الإسراء، أو أنها فرضت عليه، وأتاه جبريل بعد ذلك بتفاصيلها وكيفياتها وشرائطها، كما ثبت أنه أمَّه عند البيت في تعليمه له المواقيت. وفيه دليل على مشروعية الوضوء من أول مشروعية الصلاة، وإن آيتين التي ¬

_ =غريب من حديث صفوان تفرد به وكيع. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1375) وتعقبه السيوطي في اللآلي (5/ 236 - 237) وقال الحافظ أحمد الغماري في المغير ص8: موضوع، وقال الألباني في ضعيف الجامع (63)، والسلسلة الضعيفة (1685): موضوع. (¬1) سير أعلام النبلاء (5/ 365) وطبقة الحفاظ للسيوطي (ص 61).

في سورة النساء [ص:47] والمائدة من الآيات التي تأخر لفظها عن حكمها لتأخر نزولها، وقد ذكرهما المصنف رحمه الله مثالاً لما تأخر لفظه وتقدم حكمه (فلما فرغ الوضوء) أي أكمله وأتمه (أخذ) جبريل (غرفة) بفتح الغين المعجمة، المرة من غرف الماء أخذه بيده من الماء (فنضح) بالضاد المعجمة والحاء المهملة أو الخاء المعجمة هو الرش، وهما متقاربان في المعنى (بها) فرجه الفرج: العورة، كما في القاموس (¬1)، والظاهر: أن المراد هنا القبل، قيل: والحكمة فيه أنه لدفع الوسواس والشك في الوضوء إذا أدرك بللاً، والظاهر أنه من آخر أعمال الوضوء، وأنه بعد الاستمان، وهذه سنة تركها الناس، وقلَّ من تعرَّض لها من الفقهاء في كتبهم، وحديثها مصحّح أو محسّن فلا عذر عنها، وكان العذر عندهم عدم ذكرها في أحاديث التعليم وليس ذلك بعذر مع صحة الحديث أو حسنه كما يأتي (حم قط ك عن أسامة) (¬2) بضم الهمزة وسين مهملة، هو حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن مولاه، وهو زيد وأبوه من نبلاء الصحابة، والحديث رواية صحابي عن صحابي فإنه رواه أسامة عن أبيه (بن زيد عن أبيه) زيد بن حارثة، سكت عليه المصنف، وأورده ابن الجوزي في العلل من طريقين، في أحدهما رشدين وفي الأخرى ابن لهيعة، وقال: ضعيفان، قال: والحديث باطل انتهى. وقال مخرجه الدارقطني: فيه ابن لهيعة ضعفوه، وتابعه رشدين وهو ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 257). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (4/ 161)، والدارقطني (1/ 111)، والحاكم (3/ 217)، وكذلك البزار (1332)، والطبراني في المعجم الكبير (5/ 85)، وانظر: العلل المتناهية (1/ 355)، وقال ابن أبي حاتم في العلل: (1/ 46)، قال أبي: هذا حديث كذب باطل. والرواية التي استشهد بها عند ابن ماجه (462) وهي (كلها طرق) ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (76) وفي السلسلة الصحيحة (841) وانظر هناك تصحيحه للحديث.

ضعيف، ولكن يقويه وروده من طريق ابن ماجه، بمعناه وورد نحوه عن البراء وابن عباس فهو حديث حسن. 88 - " أتاني جبريل في ثلاث بقين من ذي القعدة فقال: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة (طب) عن ابن عباس، قلت: هذا أصل في التاريخ (صح) ". (أتاني جبريل في ثلاث بقين من ذي القعدة) بفتح القاف وكسرها ولم يبين صلى الله عليه وسلم السنة التي أتى فيها. وكأنها سنة حجه وهي العاشرة من هجرته (فقال: دخلت العمرة في الحج) في النهاية (¬1): معناه سقط فرضها بوجوب الحج ودخلت فيه، هذا تأويل من لم يرها واجبة وأما من أوجبها فقال: معناه أن عمل العمرة قد دخل في عمل الحج، فلا يرى على القارن أكثر من إحرام واحد وسعي وطواف، وقيل: معناه أنها قد دخلت في وقت الحج وشهوره، لأنَّهم كانوا لا يعتمرون في أشهر الحج فأبطل الإسلام ذلك (إلى يوم القيامة) مثل هذا القيد إعلام بأنه قد أعلم صلى الله عليه وسلم أنه لا نسخ ولا تبديل لهذا الحكم، وهو من كلام جبريل فهو إعلام له صلى الله عليه وسلم منه بذلك (طب عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لصحته. (قلت: هذا أصل في التاريخ) أي دليل على شرعية تقييد الحوادث والكائنات بزمان صدورها. قلت: ولا يخفى أن في التاريخ بذلك إيماء إلى أن المراد بدخول العمرة في الحج دخول فعلها في وقته، وزمانه، وهذا التأويل الأخير من تأويل النهاية. 89 - " أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به, واعلم أن شرف المؤمن ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 108). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 228) رقم (12961) في إسناده عمرو بن عبيد بن باب المعتزلي قال ابن حجر في التقريب (5071): اتهمه جماعة مع أنه كان عابدًا. أما الشطر الثاني من الحديث فصحيح ثابت من حديث جابر الطويل في "مسلم" رقم (1218). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (79) وفي السلسلة الضعيفة (1317).

قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس الشيرازي في الألقاب (ك هب) عن سهل بن سعد (هب) عن جابر (حل) عن علي (صح) ". (أتاني جبريل فقال: يا محمد عش ما شئت) العيش: الحياة، من عاش يعيش عيشًا ومعيشة والمراد بالأمر قدر في نفسك أي غاية تريدها في الحياة (فإنك ميت) وإذا كان لا بد من الموت فطويل الحياة وقصيرها سواء، كما قيل: كل عمر يكون آخره الموت ... سواء طويله والقصير وليس المراد بأن الإخبار بأن بعد الحياة موتًا، فإنه معلوم، بل المراد الاستعداد لأخذ الزاد والإرشاد إلى ذلك (وأحبب من أحببت فإنك مفارقه) إرشاد إلى قطع العلائق عن محبة كل من غاية حبه الفراق، ودلالة على محبة الإنسان لمن يلازمه، حيث كان في الدنيا في اليقظة والمنام والصحة والسقام، والغنى والإعدام، والشدة والرخاء، والممات والمحيا، فهو معه في لحده وقبره وحشره ونشره، وذلك مولاه الذي أوجده من العدم وغمره بما لا يحصيه من النعم، وهو الذي ينجيه من كل كرب وهم وغم وهو الذي يشفيه إن مسَّه السقم، كما قال الخليل: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} [الشعراء: 79 - 82]، (واعمل ما شئت) من خير وشر من باب قوله تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40] , (فإنَّك ملاقيه) أي: ملاق جزاءه إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر [ص:48]. وأعلم: الأمر بهذه الصيغة، لا يأتي إلا إذا كان بعده أمر عظيم له شأن وخطَر، وهو هنا قوله (إنَّ شرف المؤمن قيامه بالليل) والشرف: بتحريك فائه وعينه الغلو، وهو عند الناس معروف في شرف الدنيا، بمال أو جاء أو نسب فأخبر صلى الله عليه وسلم ونبه بهذه الصيغة على خطأ اعتقاد أن الشرف فيما ذكر بل هو في قيام الليل، والمراد: شرفه عند الله فإنه الشرف الحقيقي، وقيام الليل مراد به القيام بالعبادة

من تلاوة وصلاة وذكر لله (وعِزّه استغناؤُه عن الناس) العز: القوة والشدة والغلبة كما في النهاية (¬1)، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن عز المؤمن غير هذا بل هو استغناؤه وعدم إنزاله لحاجاته بالناس، ومنه استغن عمن شئت تكن نظيره فإنه لا يستغنى عنهم إلا من كملت ثقته بالله تعالى. واعلم أن مثل هذه الاستعمال النبوية لمثل هذه الألفاظ اللغوية الموضوعة فيها لمعان غير ما استعملها فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مثل العز والشرف هنا، ومثل قوله: أتدرون من المفلس من أمتي؟ ثم فسره بمن يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام، "ويأتي قد شتم هذا وسفك دم هذا ... " (¬2) الحديث. ذكره المصنف في الذيل، ومثل قوله: "ليس الشديد بالصرعة, بل الذي يملك نفسه عند الغضب" (¬3) ومثل قوله: "ليس المسكين بالطوَّاف الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكنه الذي لا يسأل الناس ولا يفطن له" (¬4)، ونظائر لهذه الأحاديث كثيرة، يراد بها إيقاظ السامعين وتنبيههم على أن هذه الأسماء وغيرها قد وضعت لمسميات باعتبار معانيها، وهي بهذه المعاني أجدر وأحق وأكثر مناسبة, لأن المعاني هذه بها أحق وأوفق وأليق وليس هذا قادحًا في حكمة الواضع؛ لأنه قد وضعها لمعان هي فيها صحيحه ما خلت عن الحكمة، هذا ويحتمل أن هذه حقائق شرعية نقلها إليها الشارع في عرفة، مع بقائها باعتبار معناها اللغوي غير مهجورة أيضاً، ويحتمل أن المراد أن عنده تعالى هذه الألفاظ لهذه المعاني أي أنكم تسمون مثلاً المفلس من وجد فيه تلك الصفة، والمفلس عنده تعالى من ذكر وقد، نبه ابن القيم على شيء من نحو هذا، إلا أنه ¬

_ (¬1) انظر: النهاية (3/ 465). (¬2) أخرجه مسلم (2581)، والترمذي (2418)، وأحمد (2/ 371)، وابن حبان (4411). (¬3) أخرجه البخاري (6114)، ومسلم (2909). (¬4) أخرجه البخاري (1479)، ومسلم (1039).

لم يحضرني نصه فأنقله (¬1). (الشيرازي) الشيرازي هو الإمام الحافظ الجوَّال أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الفارسي صاحب كتاب "الألقاب" سمع بالبصرة وواسط وشيراز وعدة مدائن، وروى عنه جماعات، كان صدوقًا حافظًا، قال المستغفري: كان يفهم ويحفظ، كتبت عنه مات سنة 407 (¬2) (في الألقاب) جمع لقب وهو النَّبْزُ، وأريد به هنا أسماء الرواة، وهو فن من فنون علوم الحديث (ك هب عن سهل بن سعد، هب عن جابر حل عن علي) (¬3) رمز المصنف لصحته, ونقل الشارح في الكبير عن الحافظ ابن حجر: اختلاف الحفاظ فيه، وأن منهم: من صححه، ومنهم: من ضعفه, ثم قال ابن حجر: والحق أنه لا يحكم عليه بصحة ولا وضع، قال: وجزم العراقي بحسنه. 90 - " أتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة. وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً (حم) عن أبي موسى (ت حب) عن عوف بن مالك الأشجعي". (أتاني آت من عند ربي) يحتمل أنه جبريل؛ لأنه السفير بينه صلى الله عليه وسلم وبين ربه بالوحي، ويحتمل أنه غيره، وهو ظاهر الإبهام، وقد ثبت أن غير جبريل من ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد لابن القيم (1/ 376). (¬2) انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ (3/ 1066) والسير (17/ 142). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 325) والبيهقي في الشعب (10541) وكذا الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 10) وابن عساكر (23/ 216) وابن الجوزي في الموضوعات (982)، والعلل المتناهية (2/ 886)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 25313) عن سهل بن سعد، والبيهقي في الشعب (10540)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 281) عن جابر، وأبو نعيم في الحلية (3/ 2029) عن علي، وحسّن إسناده المنذري في الترغيب (1/ 243) والهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 253)، وانظر: كلام المناوي في فيض القدير (1/ 102)، وكلام العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 56)، وحسّنه كذلك الألباني في صحيح الجامع (73)، والسلسلة الصحيحة (831).

الملائكة عليهم السلام جاءه صلى الله عليه وسلم (فخيَّرني) أي ربي على لسان الآتي، أو الآتي عن ربي أي جعل الخيرة إليَّ (بين أن يدخل نصف أمتي الجنة) المراد من الذين يستحقون العذاب، إذ الذين لا يستحقونه داخلون الجنة، وسكت عن النصف الثاني، والظاهر أنهم يعذبون ولا شفاعة لهم، ويحتمل: أنهم موكولون إلى رحمة الله, وعفوه، وإنما سيق الحديث لإفادة تخييره صلى الله عليه وسلم أن يدخل الله الجنة نصف أمته، أو لا تبقى له شفاعة (وبين الشفاعة) والشفاعة: هي سؤال التجاوز عن الذنوب والجرائم قاله في النهاية (¬1) (فاخترت الشفاعة) دليل أنها أوسع في شمولها من النصف، وأنها تشمل أمة الإجابة أجمعين، كما دل له قوله (وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئًا) فإنه عام لكل أمة الإجابة، ولفظه شامل لمن مات مصرًا على الكبائر مستوجبًا للنار، ولمن تساوت حسناته وسيئاته فلم يستوجب أحد الدارين، وشامل لمن لم يستحق في الجنة رفع درجاته, ولمن أدخل النار بذنوبه، وشفع في التحقيق عنه فإنه يصدق على الكل إنه مات غير مشرك بالله، وأدلة ثبوت الشفاعة لهذه الأنواع ثابتة واسعة، ويأتي منها الكثير الطيب في هذا الكتاب، وإن كان ظاهر الحديث إنما هو في الإنقاذ من النار، إلا أن اللفظ عام والمعنى يحتمله. وأما حديث شفاعتي (¬2) لأهل الكبائر من أمتي، فإنه نص في بعض أفراد هذا العام، ولا يبطل العام، وإنما فيه بيان أنهم أحق الناس بشفاعته، وكذلك حديث: فإن شفاعتي للهالكين (¬3) من أمتي، سيأتي، واعلم أن هذه الشفاعة التي خيَّر صلى الله عليه وسلم ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 485). (¬2) أخرجه أبو داود (4739) والترمذي (2435)، من روايات أنس وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (369/ 23) (872)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد=

فيها غير الشفاعة العظمى، في فصل القضاء بين العباد (حم عن أبي موسى/ ت حب عن عوف بن مالك الأشجعي) (¬1) بالشين المعجمة والجيم ثم عين مهملة نسبة إلى أشجع بن ريث بن غطفان، وعوف صحابي معروف، كانت معه راية أشجع يوم فتح مكة (¬2). 91 - " أتاني آت من عند ربي عز وجل فقال: من صلى عليك من أمتك صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، ورد عليه مثلها (حم) عن أبي طلحة (صح) ". (أتاني آتٍ) في الجامع الكبير من رواية أبي طلحة التصريح بأنه جبريل، وإن كان في ألفاظه اختلاف يسير (من ربي عزَّ وجلَّ فقال: من صلَّى عليك من أمتك صلاة)، واحدة في لفظها، وقد علّم صلى الله عليه وسلم أصحابه كيف يصلون عليه (كتب الله له) أمر الملك كاتب الحسنات (بها) بسبب قوله إياها (عشر حسنات) جزاءًا مضاعفاً (ومحا عنه عشر سيئات) محاها من صحائفه أو غفرها، وأغفلها حتى كأن لم يكن، والمراد بها من الصغائر لما تقرر عندهم من أن الكبائر لا يمحوها إلا التوبة (ورفع له عشر درجات) في الجنة، والدرجة رتبه من رتب الإثابة أو مرقاة حقيقة يصعد عليها غرف الجنة، فرفع الدرجة كناية عن رفع غرفته (ورد) أي الله (عليه مثلها) بلسان الملك كما يفسره حديث الطبراني عن طلحة ¬

_ = (10/ 378): فيه عمرو بن مخرم وهو ضعيف وأورده ابن عدي في الكامل (5/ 152) في ترجمة عمرو بن مخرم. (¬1) أخرجه أحمد (5/ 232)، والطبراني في الصغير (784) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 369): رواه أحمد والطبراني واحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات عن أبي موسى والترمذي (2441) وابن حبان (7207)، وهناد في الزهد (181)، والطبراني في الكبير (18/ 72) رقم (133) عن عوف بن مالك. وصححه الألباني في صحيح الجامع (56). (¬2) ينظر: الإصابة (4/ 742).

في هذا الحديث، فإنه زاد بعد قوله: عشر درجات، وقال له الملك مثل ما قال: قلت: يا جبريل وما قال الملك؟ قال: إن الله وكَّل بك ملكًا من لدن خلقك إلى أن يبعثك لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا قال: وأنت صلى الله عليه انتهى. فكأن بعض الرواة اختصر الحديث، أو أن الصَّحابي كان ينشط تارة فيروي الحديث بطوله، ويفقد النشاط تارة فيروي بعضه، فكل سامع روى ما سمع وقد زيد في رواية عنه وعرضت عليه يوم القيامة، واعلم أن هذا من تشريفه صلى الله عليه وسلم بما هو غاية الشرف، يجعل جزاء المصلي عليه هذه الثلاثين الخلة الشريفة المذكورة مع صلاته عليه، وفيه أنها من أعظم الحسنات أجرًا؛ لأنَّ الأصل في جزاء الحسنة عشر أمثالها من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها والمضاعفة فضل من الله سبحانه إلى سبعمائة إلى أضعاف كثيرة, وهنا جعل تعالى جزاء هذه الحسنة ما سمعت فهي أبلغ من مطلق الحسنات، ويأتي أحاديث جمة في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وآله كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون (حم عن أبي طلحة) (¬1) اسمه زيد بن سهل نجاري أنصاري شهد بدرًا والمشاهد كلها وكان من فقهاء الأنصار مات سنة 34 وصلى عليه عثمان (¬2) ورمز المصنف لصحته. 92 - " أتاني ملك برسالة من الله عز وجل, ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء والأخرى في الأرض لم يرفعها (طس) عن أبي هريرة" (ض). (أتاني ملك) يحتمل أنه جبريل، فقد رأه صلى الله عليه وسلم وقد سد الأفق، ويحتمل: أنه غيره إلا أن في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة عند الطبراني في الأوسط وهي هذه بعينها زيادة، وهي: لم ينزل إلى الأرض قبلها قط انتهى، وهي صريحة أنه غير جبريل لتكرر نزوله على الأنبياء عليهم السلام، ونزل إلى الأرض ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 29) عن أبي طلحة، وحسنه المناوي في فيض القدير (1/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (57). (¬2) انظر: الإصابة (2/ 607)، تهذيب الكمال (10/ 76).

قبل خلق آدم كما في أحاديث خلق آدم (برسالة من الله عز وجل) لم يأت بيانها في الحديث (ثم رفع رجله) كأن المراد للصعود إلى السماء (فوضعها فوق السماء) والرجل (الأخرى في الأرض لم يرفعها) والحديث مسوق لبيان عظمة خلق الله تعالى (طس عن أبي هريرة) وأخرجه أبو الشيخ في (¬1) العظمة ورمز المصنف لضعفه. 93 - " أتاني ملك فسلم علي، نزل من السماء لم ينزل قبلها، فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة, وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ابن عساكر عن حذيفة". (أتاني ملك فسلّم عليَّ) الظاهر أن كل ملك يأتيه يسلم عليه، فهو بيان للواقع (نزل من السماء لم ينزل قبلها) فيه بيان عظمة ما نزل به، والمراد قبل هذه النزلة أو المرة (فبشرني أن الحسن والحسين) سبطيه صلى الله عليه وسلم (سيدا شباب أهل الجنة) هو مخصص بما عدا الأنبياء، وأبيهما، ويأتي الكلام على سيادة الحسنين وتقدم شيء من ذلك قريباً، (و) بشرني (أن فاطمة) الزهراء ابنته صلى الله عليه وسلم (سيدة نساء أهل الجنة) سيأتي تقييد سيادة فاطمة بما عدا مريم بنت عمران (ابن عساكر عن حذيفة) بضم الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة ومثناة تحتية ساكنة فتاء تأنيث وهو إذا أطلق منه وابن اليمان، واسم حذيفة حسيل بمهملتين مصغرًا يكنى أبا عبد الله، هو صحابي جليل صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، توفي بالمدينة سنة 34 بعد قتل عثمان بأربعين ليلة (¬2)، والحديث سكت عليه المصنف، ورواه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 6) رقم (6689)، وأبو الشيخ في العظمة (7)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 80): فيه صدقة بن عبد الله السمين أبو معاوية، الأكثر على تضعيفه وقد وثقه يحيى بن معين ودحيم، قال الحافظ: ضعيف. انظر: التقريب (2929)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (81) والسلسة الضعيفة (6689). (¬2) الإصابة (2/ 44).

النسائي والحاكم (¬1) وأقره الذهبي، وفي نسخة قوبلت على خط المصنف ما لفظه: متنه صحيح. 94 - " اتبعوا العلماء فإنهم سرج الدنيا ومصابيح الآخرة (فر) عن أنس (ض) ". (اتبعوا) من الإتباع (العلماء) اتبعوا أمرهم واقتدوا بهم، وامشوا على هداهم، (فإنهم سرج الدنيا) ومن اهتدى بضوء السرج لم يخبط في الظلمات، وفيه أن الجاهل في ظلمة من جهله، لا إضاء له إلا بالعلم، (و) هم أيضًا (مصابيح الآخرة) لاهتداء الناس بأنوارهم فيها، وشفاعتهم كما يأتي، أن لهم شفاعة فمن اتبع بنور علومهم في الدنيا، استضاء بمصابيح علومهم في الآخرة (فر عن (¬2) أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه القاسم بن إبراهيم الملطي، قال الدارقطني: كذاب، وجزم المصنف في زيادات الموضوعات، بوضعه فما كان يحسن منه إيراده هنا لأنه على خلاف شرطه. 95 - " أتتكم المنية راتبة لازمة. إما بشقاوة, وإما بسعادة، ابن أبي الدنيا في ذكر الموت (هب) عن زيد السلمي مرسلاً (ض) ". (أتتكم المنية) هي الموت جمعها منايا (راتبة) بالراء فمثناة فوقية من الرتوب، وهو اللزوم، وقوله: (لازمة) تأكيدًا بالمعنى لا أنه معنوي على الاصطلاح المعروف أو المراد مترتبة بأحد الناس الأول فالأول وهي لازمة لكل إنسان (إما بشقاوة وإما بسعادة) تقسيم لحال من تأتيه, وأنه إما إنه شقي أو سعيد كما قسم الله أهل المحشر في كتابه، وقدَّم الشقي لأنه الأكثر وهو حث لعباده أن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (4/ 135)، والحاكم (3/ 166 - 167)، والنسائي في الكبرى (8527)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (79) والسلسة الصحيحة (796). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (209)، وفي إسناده القاسم بن إبراهيم الملطي قال الدارقطني: كذاب انظر: "المغني في الضعفاء" (4977)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (82) وفي السلسلة الضعيفة (378): موضوع.

يكونوا من السعداء، وأن يستعدوا للمنية (ابن أبي الدنيا) هو المحدِّث الكبير الصدوق أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي الدنيا القرشي الأموي البغدادي صاحب التصانيف، ولد سنة 208 سمع من خلائق، وعنه عوالم، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو صدوق مات سنة 281 رحمه الله (¬1) (في كتاب ذكر الموت هب عن زيد السلمي (¬2) مرسلاً) رمز المصنف لضعفه، إلا أنه يقويه مرسل آخر عند البيهقي عن الوضين بن عطاء بمعناه. 96 - " أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟ ارحم اليتيم، وامسح رأسه، وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك (طب) عن أبي الدرداء" (ض). (أتحب) خطاب لكل من يصلح له الخطاب (أن يلين قلبك) ولين القلب مطلوب للمؤمن لأنه قد استعاذ صلى الله عليه وسلم مِنْ قلب لا يخشع، وذلك لقسوته، والقلوب القاسية مذمومة في القرآن (وتدرك حاجتك) تنال مطلوبك من الحوائج (ارحم اليتيم) استئناف كأنه قيل نعم أحب ذلك فما أصنع؟ فقيل: ارحم إلى آخره، واليتيم كما في النهاية (¬3): أنه في الناس فَقْد الصبي أباه قبل البلوغ، وفي الدواب فقد الأم، وأصل اليتم بالضم والفتح الانفراد انتهى. ورحمته الإشفاق عليه واللطف به (وامسح رأسه) يحتمل: أن المراد بالدهن أو لطفاً به وإظهار البر به (وأطعمه من طعامك) أعطه منه (يلين قلبك) لم يجزم في جواب الأمر وكان الظاهر جزمه، وكأنه لعدم إرادة السببية وكأنه للإشارة إلى أنه يكون ¬

_ (¬1) انظر لترجمته: تاريخ بغداد (10/ 89). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذكر الموت" برقم (69)، وفي "قصر الأمل" وابن أبي الدنيا أيضاً برقم (117)، والبيهقي مرسلاً في الشعب و (10568) وكذلك أبو نعيم في الحلية (7/ 304)، وعزاه الحافظ في الإصابة (2/ 552) في ترجمة زيد السلمي إلى العدني في مسنده, ورواية الوضين بن عطاء عند البيهقيِ في الشعب وهو فيه برقم (10561)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (85). (¬3) النهاية (5/ 290).

الإطعام وما ذكر معه الله تعالى لا لقصد هذه الفائدة فإنها حاصلة بعد ذلك، فإنه لو جعل لقصدها لكان عملاً لغرض غير وجه الله (وتدرك حاجتك) فالإحسان إلى هذا النوع من الآدميين محصل لهذا المطلوب (طب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه بقية وهو مدلس، وفيه راوٍ آخر لم يسم، وروى أحمد بسند صحيح (¬2): أن رجلاً شكى إليه صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: امسح رأس اليتيم وأطعم المسكين. 97 - " اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة (طس) عن أنس (صح) ". (اتجروا) هو أمر للأولياء بالاتجار في أموال اليتامى (لا تأكلها الزكاة) لا يستهلك واجب الزكاة مال اليتيم، وفيه دليل على وجوب الزكاة في أموال الأيتام وعلى وجوبها في المال وإن لم يتجر فيه بل كان كنزًا، وفي الكل خلاف، والأكل مجاز عن الاستهلاك (طس عن أنس) (¬3) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: أخبرني شيخي -يريد العراقي- أن سنده صحيح، واقتصر الحافظ ابن حجر على تحسينه وقال: الصحيح خبر البيهقي عن ابن المسيب عن ابن عمر موقوفاً. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (8/ 160) وفي إسناده من لم يسم، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (11/ 96) رقم (20029) والبيهقي في الشعب (11034)، وفي السنن الكبرى (4/ 60). وصححه، الألباني في صحيح الجامع (81) وفي الصحيحة (854). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (2/ 263)، (2/ 387) عن أبي هريرة، الأولى: ضعيف لجهالة الراوي عنه. والثاني: إسناده ضعيف لانقطاعه. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4152)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 67) وقال: سنده صحيح، وقد صحح البيهقي الموقوف على عمر كما في نصب الراية (2/ 333)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (87) والإرواء (788)، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (2/ 158): آكده الشافعي بعموم الأحاديث الصحيحة في إيجاب الزكاة مطلقاً ... وروى البيهقي من حديث سعيد بن المسيب عن عمر موقوفاً عليه مثله وقال: إسناده صحيح.

98 - " اتخذ الله إبراهيم خليلاً، وموسى نجيًّا، واتخذني حبيباً ثمَّ قال: وعزتي وجلالي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجيي (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (اتخذ الله إبراهيم خليلاً) هو اقتباس من الآية، ودليل على جواز هذا الإطلاق، وفي النهاية، الخليل: الصديق، (و) اتخذ الله (موسى نجيًّا) في النهاية (¬1): أنه المناجي أي المخاطب للإنسان، يقال ناجاه يناجيه مناجاة، والنجي فعيل منه، وفي القرآن: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] (واتخذني حبيبًا) هو المحبوب، وللناس كلام طويل في التفرقة بين الحبيب والخليل وأنهما أعظم منزلة [ص:51]، وقد أودع ذلك القاضي عياض في الشفاء (¬2) قال: وأصل المحبة الميل إلى ما يوافق المحب لكن هذا في حق من يصح الميل منه والانتفاع بالموافق، وهي درجة المخلوق، فأما الخالق -جل جلاله- فمنزَّه عن الأعراض فمحبته لعبده تمكينه من سعادته وعصمته وتوفيقه وتهيئته للقرب، وإفاضة رحمته عليه وقصواها كشف الحجب عن قلبه حتى يراه بقلبه ويبصره ببصيرته، فيكون كما قال في الحديث: "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به, وبصره الذي يبصر به, ولسانه الذي ينطق به" (¬3)، ولا ينبغي أن يفهم من هذا سوى التجرد والانقطاع إليه، والإعراض عن غير الله، وصفاء القلب لله، وإخلاص الحركات لله، وفي الحديث دليل أن رتبة الحبيب أرفع من رتبة الخليل والنجي. فإن قلت: قد نهى صلى الله عليه وسلم عن تفضيله على يونس بن متى، وقال: "لا تفاضلوا (¬4) ¬

_ (¬1) النهاية: (5/ 24). (¬2) الشفاء (1/ 162). (¬3) أخرجه البخاري (6137 بغا)، وابن حبان (347)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 346) و (10/ 219). (¬4) أخرجه البخاري (6518) ومسلم (2373) من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة=

بين الأنبياء" وأخذ من ذلك العلماء النهي عن تفضيله صلى الله عليه وسلم على معين وهذا الحديث يدل على فضله على من ذكر فإن قوله (ثم قال) أي الله تعالى (وعِزَّتي وجلالي لأوثرن حبيبي على خليلي ونجي) دال على تفضيله عليهما. قلت: لعله كان النهي قبل إعلام الله له أنه سيد ولد آدم، أو أنه نهى عن التفضيل إذا كان يؤدي إلى الانتقاص بالمفضول، أو أنه نهى عن التفضيل في حق النبوة والرسالة، فإن رسل الله في ذلك على حد سواء، وإنما التفضيل في زيادة الأحوال والكرامات والخصوصيات والرتب، وأمور زائدة، ولذلك كان منهم الرسل، وأولوا العزم، ومنهم من رفعه الله مكانًا عليًّا، أفاده القاضي عياض (¬1). قلت: وهذا منه صلى الله عليه وسلم إخبار للأمة بأن الله تعالى فضله على من ذكره تحدثا بنعمة الله التي أمره الله أن يحدث بها، ويجوز لنا التفضيل بهذا الدليل، وهو دليل للجواب الأول. (هب (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه تعقبه مخرجه البيهقي، وقال: تفرد به مسلمة الخشني وهو متروك، والحمل فيه عليه، وجزم ابن الجوزي بوضعه، وتعقب بأن مجرد الضعف والترك لا يوجب الحكم بالوضع. ¬

_ =وروي من طرق مختلفة مطولة ومختصرة، بلفظ "لا تفضّلوا .. ". انظر: العلل للدارقطني (8/ 67) وفتح الباري (13/ 414) , وراجع شرح العقيدة الطحاوية (1/ 171)، بتحقيق الألباني. (¬1) انظر الشفا (1/ 174). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (1494)، وقال: ومسلمة بن علي هذا ضعيف عند أهل الحديث، وقال الحافظ في التقريب (6662): متروك. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (550)، وقال المناوي (1/ 109) حكم ابن الجوزي بوضعه وقال: تفرد به مسلمة الخشني وهو متروك كما قال الحافظ في التقريب (6662) والحمل فيه عليه ونوزع بأن مجرد الضعف أو الترك لا يوجب الحكم بوضعه أهـ. وتعقبه أحمد الغماري في "المداوي" (1/ 119)، وقال: ومع كونه انفرد به -مسلمة- فإنه اضطرب في إسناده فمرة قال: كما سبق ومرة قال: عن زيد بن واقد، وقال الألباني في ضعيف الجامع (90) والسلسلة الضعيفة: (1605) موضوع.

99 - " اتخذوا السراويلات فإنَّها من أستر ثيابكم، وحصنوا بها نساءكم إذا خرجن (عق عد) والبيهقي في الآداب عن علي (ض) ". (اتخذوا) أمر يعم الأمة (السراويلات) في القاموس (¬1): السراويل بالكسر فارسية معربة، وقد يذكر جمعها سراويلات انتهى. وهو لباس معروف (فإنها من أستر ثيابكم) أشدها سترة للعورات، وذكر ابن القيم (¬2) أنها اتخذت له صلى الله عليه وسلم ومات ولم يلبسها و (حصنوا) بالمهملتين والنون امنعوا (بها نساؤكم) اجعلوها كالمحصون لمنع عوراتهن إذا خرجن من منازلكم، وسببه أن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم راكبة على حمار، فسقطت فأعرض عنها بوجهه فقالوا: إنها متسرولة، فقال: "اللهم اغفر للمتسرولات، يا أيها الناس اتخذوا ... " الحديث. (عق عد والبيهقي في الأدب عن علي) (¬3) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجاه العقيلي وابن عدي: أن فيه محمد بن زكريا العجلي، وأنه لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به، وقال أبو حاتم: حديثه منكر، وقال ابن عدي: يحدث بالبواطل، وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع، لكن تعقبه الحافظ ابن حجر: بأن البزار والمحاملي والدارقطني رووه من طريق آخر به، قال: فهو ضعيف لا ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (1211). (¬2) انظر: زاد المعاد (1/ 134). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 54)، وابن عدي في الكامل (1/ 256)، والبزار في مسنده (898)، وقال: وإبراهيم بن زكريا لم يتابع على هذا الحديث وهو منكر الحديث، والبيهقي في الآداب (ص:272 رقم 694)، وابن عساكر في تاريخه (8/ 222)، وابن الجوزي في الموضوع (1438)، وقال ابن أبي حاتم في العلل (4/ 348): هذا حديث منكر. وإبراهيم مجهول. وانظر كذلك الجرح والتعديل (2/ 101). وضعفه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 272)، وانظر الإصابة (3/ 64)، وذكره السيوطي في اللآلي وقال: وبمجموع هذه الطرق يرتقى الحديث إلى درجة الحسن. انظر: اللآلي المصنوعة (2/ 260). والفوائد المجموعة للشوكاني (ص 189)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 272)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (92)، وفي السلسلة الضعيفة (601) وقال موضوع.

موضوع، وتابعه المصنف. 100 - " اتخذوا السودان؛ فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة: لقمان الحكيم، والنجاشي، وبلال المؤذن (حب) في الضعفاء (طب) عن ابن عباس" (ض). (اتخذوا السودان) هم أولاد حام، والمراد: تملكوا منهم، ويأتي النهي عن اتخاذ الزنج فهو عام مخصص وقوله (فإن ثلاثة منهم من سادات أهل الجنة) تعليل للأمر باتخاذهم، وإعلام بأنهم مظنة للخير، وأبان الثلاثة بالإبدال منه بقوله (لقمان الحكيم) لقمان وهو ابن باعورا بن أخت أيوب عليه السلام، وقيل: ابن خالته، عمِّر ألف سنة، وأدرك داود، [ص 52] وأخذ عنه العلم، وقيل: كان قاضيا في بني إسرائيل، وأكثر الأقاويل أنه كان حكيمًا, ولم يكن نبيًّا، وقد قص الله بعض حكمته في القرآن في خطابه لابنه (والنجاشي) هو أصحمة بمهملتين، ابن الحركان من أعلم الناس بالإنجيل، أسلم وحسن إسلامه وصلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم مات بالمدينة، وموته بالحبشة (¬1)، (وبلال) هو ابن رباح مولى أبي بكر أسلم قديمًا بمكة، وعُذِّب في الله، وكان المؤذن له صلى الله عليه وسلم (¬2) (حب في الضعفاء طب عن ابن عباس) (¬3) رمز المؤلف لضعفه، قال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: فيه أبين بن سفيان ضعيف (¬4)، وقال غيره: فيه أيضًا أحمد بن عبد الرحمن الحرَّاني ¬

_ (¬1) انظر: أسد الغابة (1/ 62)، والإصابة (1/ 205). (¬2) انظر: الاستيعاب (1/ 254)، أسد الغابة (1/ 129)، الإصابة (1/ 326). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 981) رقم 11482) وقول الهيثمي في المجمع (4/ 236) وابن حبان في المجروحين (1/ 179) وقال: هذا متن باطل لا أصل له. وابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 462). وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1197) وقال الألباني في ضعيف الجامع (93) والسلسلة الضعيفة (687): ضعيف. (¬4) انظر: ميزان الاعتدال (1/ 78).

عدّه الذهبي في الضعفاء، قال: أبو عروبة ليس بمؤتمن على دينه (¬1)، وجزم ابن الجوزي بوضعه، فإن سلم عن الوضع فهو ضعيف شديد الضعف. 101 - " اتخذوا الديك الأبيض؛ فإن دارا فيها ديك أبيض لا يقربها شيطان، ولا ساحر، ولا الدويرات حولها (طس) عن أنس (ض) ". (اتخذوا الديك الأبيض) بكسر المهملة يجمع على ديوك، وأدياك، وديكة كقردة، وقد يطلق على الدجاجة ويأتي فيه أحاديث (فإن دارًا فيها ديك أبيض لا يقرّبها شيطان ولا ساحر) أي لا يضر أهلها سحره، ولا يقربها أصلاً (ولا الدويرات حولها) كأن المراد إلى أربعين جارًا كما في الجار، ويحتمل: ما حولها منتهى سماع صوت الديك، وقد أخرج أبو القاسم علي بن أحمد بن عبد القدوس الكوفي في "فوائده" عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: أخبرني واقد أنَّ جنيًّا عشق جارية لا أعلمه إلا قال منهم، أو من آل عمر، قال: وكان في دارهم ديكًا فكلما جاءها صاح الديك فهرب، فتمثل في صورة إنسان ثم خرج، فلقي بعض شياطين الإنس، فقال: له اذهب فاشتري لي ديك بني فلان، بما كان وائت به في مكان كذا، فذهب الرجل فأغلاهم في الديك، فباعوه، فلما رآه الديك صاح، فهرب وهو يقول: اخنقه فخنقه حتى صرع الديك، فجاءه فحز رأسه فلم يلبثوا إلا يسيرًا حتى صرعت الجارية، وروى ابن الجوزي في كتاب العرائس ما يناظرها. فائدة: ذكر بعض الحفاظ أن أهل التجربة ذكروا أن الديك الأبيض الأفرق إذا ذبح لم يزل الرجل ينكت في ماله. واعلم أن الحديث دال على أن للسحر حقيقة، وإليه ذهب أئمة التحقيق، وخالف فيه جماعة، وقالوا: لا حقيقة له، قال القرافي (¬2): السحر اسم وقع على ¬

_ (¬1) انظر: ميزان الاعتدال (1/ 116). (¬2) هو أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن (626 - 684) هـ. أبو العباس شهاب الدين القرافي: أصله من=

حقائق مختلفة، وهي السميا والهيميا، وخواص الحقائق من الحيوانات وغيرها، والطلمسيات والأوفاق، والرقي والعزائم، والاستخدامات، فالسميا عبارة عما ركب من خواص أرضيه كدهن خاص، أو كلمات خاصة توجب تخيلات خاصة، وإدراك الخواص الخمس أو بعضها لحقائق من المأكولات والمشمومات والمبصرات والمسموعات، وقد يكون لذلك وجود يخلقه الله إذ ذاك، وقد يكون لا حقيقة له بل هي تخيلات. والهيميا تمتاز عن السميا أن أثارها الصادرة عنها تضاف للأثار السماوية من الاتصالات الفلكية وغيرها، والخواص للحيوانات وغيرها كثيرة، وليست مما يذكره الأطباء من خواص النباتات وغيرها يزيد، بل هي أمور مجموعة من أشياء يعتني بها السحرة وقد ذكر لها أمثلة، لا يتسع لها هذه الكلمات، وأراد بالحيوانات، قال: والطلسميات نقش أشياء خاصة لها تعلق بالأفلاك والكواكب، على زعم أهل هذا العلم في الأجسام من المعادن وغيرها، على قوة نفس صالحة لهذه الأعمال فليس كل النفوس مجبولة على ذلك، والأوفاق ترجع إلى مناسبات الأعداء، وجعلها على شكل مخصوص، وكان الغزالي يعتمده كثيراً حتى نسب إليه، وأما الرقى فهي ألفاظ خاصة فإن حدث عنها الشفاء فهي رقى، وإن حدث عنها ضرّ فهي سحر، والعزائم: كلمات يزعم أهل العلم أن سليمان عليه السلام وجد الجن يعبثون بالناس في الأسواق ويخطفونهم [ص 53] في الطرقات، فسأل الله أن يولي على كل قبيلة من الجن ملكًا يضبطهم، فولى الله على كل قبيلة ملكًا من الملائكة، فإذا عتا بعض الجن وأفسد ذكر المعزم كلمات يعظمها الملك، ويزعمون أن لكل ¬

= ضهاجة وهو فقيه مالكي مصري المولد والمنشأ والوفاة انتهت إليه دراسة الفقه على مذهب مالك من تصانيفه "الفروق"و"الذخيرة" وشرح "تنقيح الفصول في الأصول" ينظر: الديباج المذهب (ص 62 - 67) شجرة النور (ص 188).

ملك من الملوك أسماء يعظمونها، ومتى أقسم عليه بها أطاعته وأجابته، وفعلت ما يريد المعزم، وأما الاستخدامات فهي قسمان: للكواكب والجن، ويزعمون أنَّ للكواكب إدراكات فهذا كلام القرافي فيه إبانة لما يسأل عنه من هذه الأمور (طس عن أنس) (¬1) رمز المصنف لضفعه. 102 - " اتخذوا هذه الحمام المقاصيص في بيوتكم؛ فإنها تلهي الجن عن صبيانكم الشيرازي في الألقاب (خط فر) عن ابن عباس (عد) عن أنس (ض) ". (اتخذوا هذه الحمام المقاصيص) بقاف وصادين مهملتين أي التي قصت ريشها فلا تطير ولزمت البيوت (فإنها تلهي الجن) تشغلهم (عن صبيانكم) فلا يتعرض لهم بأذى، وفيه دليل على جواز قصّ الحمام واتخاذها، وأما حبسها في الأقفاص، فقد أفتى الشيخ عز الدين بن عبد السلام بعدم جوازه أو كراهته، وفيه: دليل على أن للجن تسلطًا على الصبيان ابتلاءًا وامتحانًا (الشيرازي في الألقاب خط (¬2) فر عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، فإن فيه محمد بن زياد كذاب يضع الحديث، قال ابن حجر: كذبوه، وقال الذهبي: وضّاع، وساق له في "الميزان" هذا الحديث، (عد عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عثمان بن زفر، قال الذهبي: يروي الموضوعات عن الأثبات، وساق له هذا الحديث. 103 - " اتخذوا الغنم فإنها بركة (طب خط) عن أم هانئ، وروى (هـ) بلفظ "اتخذي غنما فإنها بركة". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (677)، وفي مسند الشاميين (10)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 117): فيه محمد بن محصن العكاشي وهو كذاب، وقال الألباني في ضعيف الجامع والسلسلة الضعيفة (1695): موضوع. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ (5/ 279)، والديلمي في الفردوس (260)، وابن عدي في الكامل (6/ 130)، وابن الجوزي في الموضوعات (1313) وقال: حديث موضوع عن أنس في إسناده محمد بن زياد كذاب انظر: "ميزان الاعتدال" (6/ 154)، والتقريب (5890)، واللسان (5/ 171). وقال الألباني في ضعيف الجامع (95) وفي السلسلة الضعيفة (18): موضوع.

(اتخذوا الغنم فإنها بركة) أي نماء وزيادة، وبركتها درها ونسلها وصوفها، ولكونها من دواب الجنة، وجعلها نفس البركة مبالغة، وبركتها مشاهدة، وقد اتخذها صلى الله عليه وسلم كما أخرج الشافعي وأحمد وأبو داود (¬1) أنه كان له صلى الله عليه وسلم مائة من الغنم، ولفظه عنه صلى الله عليه وسلم: "لنا غنم مائة لا نريد أن تزيد فإذا ولد الراعي بهمه ذبحنا مكانها شاة" (طب خط عن أم هانئ) هي بنت أبي طالب أخت علي عليه السلام واسمها فاختة، وقال أحمد: هند أسلمت يوم الفتح، وقيل: قبله (وروى (¬2) 5) أي ابن ماجه (بلفظ اتخذي) خطابا لأم هانئ الراوية (غنما فإن فيها بركة). 104 - " اتخذوا عند الفقراء أيادي؛ فإن لهم دولة يوم القيامة (حل) عن الحسين بن علي (ض) ". (اتخذوا عند الفقراء أيادي) جمع يد بمعنى النعمة، وجمعها بمعنى الجارحة أيدي، وذلك بالإحسان إليهم، (فإن لهم دولة) الدال المهملة (يوم القيامة) شفاعة وقبولاً عند الله، وذكر المصنف في ذيل الجامع من حديث أنس عند ابن ماجة: "يصف الناس يوم القيامة صفوفاً فيمر الرجل من أهل النار، على الرجل من أهل الجنة فيقول: يا فلان! أما تذكر يوم استسقيت فسقيتك شربة فيشفع له .. " الحديث (¬3). (حل عن (¬4) الحسين بن علي) هو سبط رسول الله صلى الله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (142) والشافعي (1/ 15) وأحمد (4/ 211). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2304) والخطيب في التاريخ (7/ 11) والطبراني في الكبير (24/ 426) رقم (1039) قال البوصيري في الزوائد (3/ 40): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (82) والسلسلة الصحيحة (773). (¬3) أخرجه ابن ماجه (3685)، وأبو يعلى في مسنده (3490). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 71) من قول ابن منبه ولم أقف عليه من قول الحسين بن علي وعزاه الطرفي وفي إسناده أصرم بن حوشب وهو كذاب، وأورده ابن تيمية في الفتاوى (2/ 196)، وقال: كذب لا يعرف في شيء من كتب المسلمين، وأورده ابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 19) من رواية ابن عباس وقال: حديث منكر، وكذلك ابن الجوزي في العلل (2/ 516)، وضعفه العراقي=

عليه وآله وسلم شهيد كربلاء رضى الله عنه, وقد ذكرنا شطرًا صالحًا من أحواله في "الروضة الندية شرح التحفة العلوية" والحديث رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ ابن حجر: أنه باطل، وقال السخاوي: بعد إيراده وإيراد عدة أحاديث في معناه: كل هذا باطل، وسبقهما إلى ذلك، ابن تيميه والذهبي، قالوا: إنه مقطوع بوضع هذا الحديث. 105 - " اتخذه من ورق ولا تتمه مثقالا، يعني الخاتم (3) عن بريدة (ح) ". (اتخذه) الضمير يعود على الخاتم المذكور في صدر الحديث، ولفظه عن بريدة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم عليه خاتم من حديد، فقال: "مالي أرى عليك حلية أهل النار"، ثم جاءه وعليه خاتم من صفر، وفي رواية: من تشبّه فقال: "مالي أجد فيك ريح الأصنام" ثم جاءه وعليه خاتم من ذهب، فقال: "مالي أرى عليك حلية أهل الجنة"، فقال: من أي شيء أتخذه يا رسول الله قال: "اتخذه من ورق" بفتح الواو وكسر الراء الفضة، وفيه كراهة التحلي بالحديد، والشبه: وهو بفتح المعجمة الموحدة نوع من النحاس وهو الصفر، وكراهته بالذهب، وإباحة اتخاذه من الفضَّة، قال الخطابي (¬1): قوله "مالي أرى عليك حلية أهل النار" أي زي الكفار، وهم أهل النار، يقال: إنما كرهه لذلك، وقيل: لزهومة ريحه، وقد عارض هذه الكراهة حديث معيقيب: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم من حديد ملوي عليه (¬2) فضة، وهذا أجود إسنادًا مما قبله، لا سيما وقد عضده حديث: ¬

_ =في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 89)، وانظر قول الحافظ ابن حجر والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص:16) وفتاوى ابن حجر برقم (217)، وكشف الخفاء (1/ 36). وقد أجاب السخاوي عن هذا الحديث بالتفصيل في الأجوبة المرضية (2/ 748 - 750) بتحقيقنا، وقال الألباني في ضعيف الجامع (94) والسلسة الضعيفة (3/ 161): موضوع. (¬1) عون المعبود (10/ 190). (¬2) أخرجه أبو داود (4224)، والنسائي و (8/ 175).

"التمس ولو خاتمًا من حديد" (¬1)، فلو كان مكروهًا لم يأذن فيه، قال البيهقي (¬2): وهذا لأنه بالفضة التي لويت عليه لا توجد منه رائحة الحديد، [ص: 54] فيشبه أن ترتفع الكراهة انتهى. قال الحافظ ابن حجر (¬3): إن كان الحديث الأول محفوظًا حمل المنع على ما كان حديدًا صرفاً، وأما الشبه فإنما كرهه صلى الله عليه وسلم لأنها كانت تتخذ الأصنام منه. فائدة: للعلماء في لبس الخاتم ثلاثة أقوال: الإباحة, إلا عند قصد الزينة، الكراهة: إلا لذي سلطان، الإباحة مطلقًا. قال الحافظ ابن حجر: الصواب الأول، فإنه لبسه صلى الله عليه وسلم ولبسه أصحابه. ولم ينكر. قلت: ولو قيل الصواب الآخر، فإن كراهة الزينة لا دليل عليها، بل قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ} [الأعراف: 31] عام لإباحة كل زينة، ما لم يرد النهي عنه كالتشبه بالنساء (ولا تتمه مثقالاً) كأنه لأنه عبث إذ يحصل الخاتم من أقل من ذلك (يعني الخاتم) مدرج من الراوي تفسير للضمائر (3 عن (¬4) بريدة) بضم الموحدة فراء فمثناه تحتية فدال مهملة صحابي جليل أخر من مات من الصحابة بخراسان، وهو ابن الحصيب ولم يقيده باسم أبيه لأنه ليس في الصحابة من له هذا الاسم غيره (¬5)، رمز المصنف لحسنه، وضعفه النووي في شرح مسلم، وتابعه على ذلك جماعة. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4741 بفا)، ومسلم (1425)، وأبو داود (211)، والنسائي (3200)، وابن ماجه (1889). (¬2) شعب الإيمان (5/ 199). (¬3) فتح الباري (10/ 323). (¬4) أخرجه أبو داود (4223)، والترمذي (1785)، وقال: غريب، والنسائي (8/ 172) وقال النسائي في السنن (8/ 172) وفي الكبرى (9508): هذا حديث منكر، وابن حبان (5488)، وضعفه النووي في شرح مسلم (14/ 70)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (96). (¬5) الإصابة (1/ 286) قال ابن سعد: مات سنة ثلاث وستين.

106 - " أتدرون ما العَضَه؟ نقل الحديث من بعض الناس إلى بعض ليفسدوا بينهم (خد هق) عن أنس" (ح). (أتدرون ما العضة) جاء في كتب اللغة (¬1)، العضة: بكسر العين وفتح الضاد، وقال الزمخشري (¬2): أصلها العضهة فعلة من العِضة، وهو البهت حذفت لامُه، كما حذفت من السنة انتهى. ويأتي: إياكم والعضه النميمة بين الناس، وقد أفاده قوله (نقل الحديث من بعض الناس إلى بعض) أي نقل قبيح ما يقوله الرجل في الآخر لا مطلق ما يقوله فيه، كما يدلس لذلك قوله (ليفسدوا بينهم) فإنهم لا إفساد إلا بنقل ما يكره الذي قيل فيه الحديث المنقول، وفي احتراز لو أراد الناقل بالنقل النصيحة للمنقول إليه مثل {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ} فيحترز على نفسه، وقد بحثنا عليه في "العدة حاشية شرح العمدة" (¬3) في كلام على حديث: "أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة" (¬4) (خد هق (¬5) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وفي سنان بن سعد ضعيف، وكأنه حسنه المصنف لغيره. 157 - " أترعوا الطسوس، وخالفوا المجوس (هب خط فر) عن ابن عمر". (اترعوا) الإتراع الإملاء (الطسوس) بضم الطاء وسينين مهملتين جمع طس لغة في الطست (وخالفوا المجوس) في هذا؛ لأن مخالفة المشركين في كل أمر ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 254). (¬2) الفائق (الفائق (2/ 443). (¬3) انظر: (1/ 264 - 275). (¬4) أخرجه البخاري (218)، ومسلم (292/ 111). (¬5) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (425)، والبيهقي في السنن (10/ 246) عن أنس، وقال المناوي في الفيض (1/ 114): أعله الذهبي في المهذب متعقباً على البيهقي فقال: فيه سنان بن سعد وهو ضعيف، انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير للذهبي (8/ 4267)، وسنان بن سعد قال الحافظ: صدوق له أفراد، التقريب (2238). وصححه الألباني في صحيح الجامع (85) وفي السلسلة الصحيحة (845).

مدعو إليها ومنها، أنَّ المشابهة في الأفعال تسرق الطبع إلى من يشابهه، وهذا من التنبيه بالأدنى على الأعلى لأنه إذا نهي عن مشابهتهم في هذا، علم أن النهي في غيره بالأولى (¬1) (هب خط (¬2) فر عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وضعفه البيهقي وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 108 - " أَتَرْعَونَ عن ذكر الفاجر أن تذكروه؟ فاذكروه يعرفه الناس (خط) في رواة مالك عن أبي هريرة". (أترعوون) من ورع يرع كوعد يعد أي اتقي من الورع، محرك الراء، وهو التقوى والمعنى أتتورعون (عن ذكر الفاجر) بوصف فجوره تحذيرًا منه، ونصيحة للناس إذا تورعتم (أن تذكروه) فمتى يعرف فجوره الناس فيحذروه (فاذكروه) أي الفاجر، أمر بذكر فجور الفاجر للتحذير منه كما دل له ما يأتي في الأحاديث (يعرفه الناس) مجزوم جواب الأمر أي فلا يغتر به الجاهل بحاله، ومن هنا اتفق الناس على القدح في رواة الأخبار، وفي الشهود، وبنيت عليه كتب التخريج، فمن عرف فاجرًا وجب عليه ذكر فجوره، لئلا يغتر به الناس في شيء من الأمور التي لا يقبل فيها، فإذا كان قد عرف فجوره فلا فائدة في ذكره ولا في التفكه بعرضه والامتلاء من لحمه (خط في رواية (¬3) مالك عن أبي هريرة) سكت ¬

_ (¬1) قلت: والمراد: أجمعوا الماء الذي تغسولن به أيديكم في إناء واحد تميلئ فإن ذلك مستحب ولا تريتوه قبل امتلائه كما تفعل المجوس. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (5820) وقال: إسناد ضعيف، والخطيب في تاريخه (5/ 9) وكذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 325)، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 668)، هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر رواته ضعفاء ومجاهيل، قال المناوي (1/ 115) قال العراقي: إسناده لا بأس به .. وقال الألباني في ضعيف الجامع (102) والسلسلة الضعيفة (1552): ضعيف جدًّا. (¬3) أخرجه الخطيب في الجامع (1/ 328)، وأخرجه البيهقي في السنن (10/ 210)، وقال: فهذا حديث يعرف بالجارود بن يزيد النيسابوري وأنكره عليه أهل العلم بالحديث، وكذلك أبو بكر=

عليه المصنف، وقال مخرجه الخطيب: تفرد به الجارود، وهو منكر الحديث. 109 - " أترعون عن ذكر الفاجر؟ متى يعرفه الناس؟ اذكروا الفاجر بما فيه يحذره الناس ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة، والحكيم في نوادر الأصول، والحاكم في الكنى، والشيرازي في الألقاب، (عد طب هق خط) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده" (ض). (أترعون عن ذكر الفاجر متى يعرفه الناس) أن تروعتم عن ذكر فجوره (اذكروا الفاجر بما فيه) من دون زيادة (يحذره الناس) فإن نصح الناس واجب فذكر الفاجر واجب للتحذير كما سلف (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة والحكيم في نوادر الأصول) هو الإمام أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحكيم الترمذي، صاحب التصانيف أخذ عن عالَم وعنه عالَم، ثم نفي من ترمذ بسبب تأليف "كتاب ختم الولاية" وكتاب "عدل الشريعة" قالوا: زعم أن للأولياء خاتمًا، وأنه يفضل الولاية على النبوة، فنفوه من ترمذ إلى بلخ وهو غير الترمذي صاحب الرمز (¬1) (والحاكم) هو غير الحاكم أبي عبد الله الذي قدمنا ذكره في أهل الرموز، ولذا ذكره المصنف هنا بلفظه، وهو أبو أحمد محدث خراسان الإمام الحافظ محمد بن محمد بن أحمد الإمام النيسابوري، صاحب التصانيف، الحاكم الكبير، مؤلف كتاب "الكنى" سمع من ابن خزيمة والباغندي والبغوي وطبقتهم، وروى عنه الحاكم أبو عبد الله المتقدم ذكره وخلائق، قال الحاكم: هو إمام عصره في هذه الصنعة كثير التأليف، مقدّم في معرفة شروط الصحيح ¬

_ =الإسماعيلي في معجم شيوخه (رقم 262)، وأورده ابن حبان في المجروحين (1/ 220) في ترجمة الجارود بن يزيد العامري. وأورده الذهبي في الميزان (1/ 239 ت 400) في ترجمة أحمد بن سليمان الحراني: حديث موضوع ووافقه الحافظ في اللسان (1/ 181). وقال الألباني في ضعيف الجامع (103) وقال: ضعيف جدًّا. (¬1) انظر: لسان الميزان (5/ 308).

والأسامي والكنى، وقال أيضًا: كان من الصالحين الثابتين على سنن السلف، ومن المنصفين فيما يعتقده في أهل البيت والصحابة، توفي سنة 378 رحمه الله (¬1)، (في الكنى) بضم الكاف جمع كنية وهي الإسم المصدر بلفظ أب أو أم، وهو كتاب في أسماء الرواة، وهو نظير الألقاب للشيرازي وهو نوع من علوم الحديث (والشيرازي في الألقاب، عد طب هق خط عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده) (¬2) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي بعد إخراجه: ليس بشيء، وقال غيره من مخرجيه: هذا غير صحيح، وكلهم رووه من حديث الجارود، وهو واه، قال أحمد: حديثه منكر، وقال ابن عدي: لا أصل له، قال: وكل من روى هذا الحديث فهو ضعيف، وقال الدارقطني: هو من وضع الجارود. ¬

_ (¬1) انظر: لسان الميزان (7/ 5) وتاريخ دمشق (55/ 154)، سير أعلام النبلاء (16/ 370) وتذكرة الحفاظ (3/ 976). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في الغيبة والنميمة برقم (83)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 202)، والمحاملي في أماليه برقم (262)، والحكيم في نوادر الأصول (2/ 257)، وأبو أحمد الحاكم في الكنى (1/ 414 رقم 360) وابن عدي (3/ 289)، والطبراني في الكبير (19/ 418)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 210)، وشعب الإيمان برقم (9666) وبرقم (9667)، والخطيب في تاريخه (1/ 382 و 3/ 188) وقال العقيلي في الضعفاء (1/ 202) ليس له من حديث بهز أصل ولا من حديث غيره ولا يتابع عليه. وقال البيهقي في السنن الكبرى (10/ 210) حديث يعرف بالجارود بن يزيد النيسابوري وأنكره عليه أهل العلم بالحديث سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة يقول كان أبو بكر الجارودي إذا مر بقبر جده في مقبرة الحسين بن معاذ يقول يا أبة لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك. وقال وقد سرقه عنه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم ولم يصح فيه شيء. وقال في الشعب: هذا حديث يعد في إفراد الجارود بن يزيد عن بهز وقد روى عن غيره وليس بشيء وهو إن صح. قلت: الجارود بن يزيد تفرد به: كذبه أبو أسامة وقال يحيى ليس بشيء وقال أبو داود غير ثقة وقال النسائي والدارقطني متروك وقال أبو حاتم كذاب. انظر ميزان الاعتدال (2/ 108) ت (1430) ولسان الميزان (2/ 90) ت (371)، ذكره الألباني في الضعيفة برقم (583 و2632) وقال: موضوع.

110 - "اتركوا الترك ما تركوكم؛ فإن أول من يسلب أمتي ملكهم وما خولهم الله بنو قنطوراء (طب) عن ابن مسعود" (ض). (اتركوا الترك) بضم الفوقية المثناة وسكون الراء جيل من الناس، (ما تركوكم) لا تتعرضوا لهم ما لم يتعرضوا لكم (فإن أول من يسلب) من باب قتل يقتل (أمتي ملكهم وما خولهم الله) بالخاء المعجمة (أعطاهم بنو قنطوراء) بفتح القاف وسكون النون وضم الطاء المهملة وألف مقصورة قال المصنف "في مرقاة الصعود حاشية سنن أبي داود" يقال: إنها اسم جارية كانت لإبراهيم عليه السلام والترك من نسلها، وقيل: أراد بهم يأجوج ومأجوج (طب عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه مروان بن سالم متروك، وقال السمهودي: قد أخرجه الطبراني في الأوسط والصغير بإسناد حسن، ولم يصب ابن الجوزي حيث جزم بوضعه، وقد جمع فيه الضياء جزءًا (¬1). 111 - " اتركوا الحبشة ما تركوكم؛ فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبش (دك) عن ابن عمر". (اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة) الكنز: المال المدفون، ولم يذكر هنا ما هو المراد به، فيحتمل: أنه قال مدفون في جوفها، فإنه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 181 رقم 10389) وفي الأوسط (5634) وقال الهيثمي في المجمع (7/ 312)، فيه عثمان بن يحيى القرقساني ولم أعرفه, وبقية رجاله رجال الصحيح، وانظر الموضوعات لابن الجوزي (2/ 235)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (105) وفي السلسلة الضعيفة (1747) موضوع؛ لأن فيه ثلاث علل: الأول: مروان بن سالم الجزري قال البخاري منكر الحديث (التاريخ الكبير 8/ 373) وقال أبو عروبة الحراني يضع الحديث (ميزان الاعتدال 6/ 397) ت (8431). الثاني: عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، مختلف فيه, وفي "التقريب" (4160): صدوق يخطئ، وكان مرجئا، أفرط ابن حبان فقال: متروك. الثالثة: عثمان بن يحيى القرقساني، لم أجد له ترجمة.

ثبت أنه صلى الله عليه وسلم بعث، وفيها أموال من النذور ولم يتعرض لها، وأراد عمر إخراجها والانتفاع بها في الجهاد، فشاور الصحابة في ذلك فأشار عليه علي عليه السلام بتركه، ويحتمل: أنه أراد به الحجر الأسود فسماه كنزًا تشبيها واستعارة بجامعها لنفاسته (إلا ذو السويقتين من الحبشة) في النهاية (¬1): أنه تصغير الساق وظهرت التا لأنها مؤنثة وإنما صغّرها لأن الغالب على سوق الحبشة الدقة والحموشة انتهي. وذكر الحليمي (¬2) وغيره عن كعب: أن ظهور ذو السويقتين في زمن عيسي عليه السلام وذلك بعد هلاك يأجوج ومأجوج، ويبعث إليه عيسى عليه السلام طليعة ما بين السبعمائة والثمانمائة, فبينا هم يسيرون إذ بعث الله ريحًا يقبض فيها روح كل مؤمن انتهى. وأخرج أحمد والبخاري: "كأني أنظر إليه أسود أفحج ينقضها حجرًا حجرًا" (¬3) يعني الكعبة، فيحتمل أن يراد بالكنز الكعبة نفسها، وباستخراجها هدمها، وإذا كان تعالى قدر خروج الحبشة آخر الزمان كما قال كعب فالأمر بتركهم يشعر أنهم إذا حركوا قبل ذلك كان سببًا لظهورهم قبل ذلك. (د ك عن ابن عمر) (¬4) وصححه الحاكم ولكن أعله عبد الحق بأن فيه زهير بن محمَّد شيخ أبي داود سيء الحفظ لا يحتج به. ¬

_ (¬1) النهاية: (2/ 423). (¬2) قول الحليمي أورده صاحب عون المعبود (11/ 258)، وعزاه إلى السيوطي وقال: قلت: لابد لهذا من سند صحيح وإلا فالله تعالى أعلم بوقت خروجه. (¬3) أخرجه البخاري (1518)، وأحمد في المسند (1/ 228)، وابن حيان (6752). (¬4) أخرجه أبو داود (4309)، والحاكم (4/ 453)، والبيهقي (9/ 176) وكذلك البزار (2355) والخطيب (12/ 403) وقال المناوي (1/ 118): أعله عبد الحق بأن زهير بن محمد شيخ أبي داود كان سيئ الحفظ لا يحتج بحديثه انظر: التقريب (2049)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (90) وفي السلسلة الصحيحة (772).

112 - " اتركوا الدنيا لأهلها؛ فإنه من أخذ منها فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر (فر) عن أنس" (ض). (اتركوا الدنيا لأهلها) الذين رضوا بها واطمأنوا إليها، فحقهم أن ينسبوا إليها ويكونوا أهلها وأن تضاف إليهم (فإنه) أي الشأن (من أخذ منها فوق ما يكفيه) فإنه قد اقبح منها الكفاية [ص:56] وخلقت الأرض وما فيها لذلك، فمن جاوز الكفاية في أخذه منها (أخذ من حتفه) ضبط بالحاء المهملة بعدها مثناة فوقية من هلاكه فإنها تهلكه في أخراه، بل ربما هلك بها في دنياه، وبالجيم فمثناة تحتية أي هي كالجيفة في الآخرة، لتضرر صاحبها بها أو في الدنيا يتكالب الناس عليها تكالب الكلاب على الجيف، كما قال الشافعي (¬1) رحمه الله: وما هي إلا جيفة مستحيلة، عليها كلاب همهن اجتذابها، فإن تجتنبها كنت سلمًا لأهلها، وإن تجتذبها نازعتك كلابها، وقوله (وهو لا يشعر) لجهله بعاقبتها (فر (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وذلك لأن في سنده من لا يعرف، إلا أن له شواهد تصيره حسنًا، كذا قاله الشارح. 113 - " اتق الله فيما تعلم (تخ ت) عن زيد بن سلمة الجعفي". (اتق الله فيما تعلم) في القاموس (¬3): اتقيت الشيء وتقيته اتقاء وتقية وتقاء، ككساء: حَذِرته، والاسم: التقوى، انتهى. والحديث في الترمذي عن يزيد بن سلمة بلفظ: قلت: يا رسول الله! سمعت حديثًا كبيرًا أخاف أن يُنْسِينى آخره أوله، فحدثني بكلمة تكون جماعًا، قال: "اتق الله فيما تعلم وادرز واعمل به" ¬

_ (¬1) ابن العماد في شذرات الذهب (2/ 10)، والعجلوني في كشف الخفاء (4/ 40) وعزاه للشافعي رضى الله عنه. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (363)، وقال المناوي (1/ 119): فيه من لا يعرف لكن فيه شواهد تصيره حسناً لغيره. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (106)، والسلسلة الضعيفة (1691). (¬3) القاموس (ص 1732).

واعلم أن هذا من جوامع كلمة صلى الله عليه وسلم، ومعناه: اتق الله فيما تعلم أنه سائلك عنه إن فعلته، لم فعلته؟ وإن تركته، لم تركته؟ فأت ما أمرك به، واجتنب ما نهاك عنه، ودع ما لا علم لك به (تخ ت عن يزيد بن سلمة) (¬1)، بفتح المهملة والسلام (الجعفي) بضم الجيم وسكون العين المهملة صحابي كوفي، له حديث، منسوب إلى جعفي ككُرسي، ابن سعد العشيره أبو حي من اليمن كما في القاموس (¬2). 114 - " اتق الله في عسرك ويسرك أبو قرة الزبيدي في سننه عن طليب بن عرفة". (اتق الله في عسرك وشرك) أي على أي صفة كنت من شدة أو رخاء لا ينسينك الفقر، ولا يطغيك الغنى، بل طاعته وتقواه لازمة لك في جميع أحوالك، والمراد: اتق الله في عسرك بالصبر عليه, والعفة عمَّا لا يحل، وفي يسرك بالصدقة، والإحسان والشكر (أبو قرة) (¬3) بضم القاف وتشديد الراء اسمه: موسى بن طارق، قال ابن حبان: كان ممن جمع وصنف وذاكر وتفقه (¬4)، (الزبيدي) بفتح الزاي نسبة إلى زبيد (في سننه عن طليب) (¬5) مصغر آخره موحدة (بن عرفة) بفتح العين المهملة وسكون الراء ففاء، وطليب له وفاده ولم يرو عنه إلا ابنه كليب، وكلاهما مجهولان ذكره الذهبي وابن الأثير. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2683)، والبخاري في "التاريخ"، وعبد بن حميد (1/ 162)، وكذلك هناد في الزهد (936) والطبراني (22/ 242) (633)، والبيهقي في الزهد الكبير (2/ 333) رقم 894)، قال الترمذي في العلل (1/ 341): سألت محمداً فقال: سعيد بن أشوع لم يسمع عندي من يزيد بن سلمة وهو عندي حديث مرسل، وقال كذلك الحافظ في الإصابة (6/ 660): وهو منقطع .. وانظر: ضعيف الترمذي للألباني (554) والضعيفة (1696). (¬2) القاموس (ص 1029). (¬3) ينظر: تهذيب الكمال (29/ 80). (¬4) الثقات (9/ 159). (¬5) أورده الحافظ في الإصابة (3/ 539)، وابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 772)، وقال: لم يرو عنه غير ابنه كليب بن طليب وكليب ابنه مجهول، وانظر: أسد الغابة (1/ 547)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (107).

115 - " اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن (حم ت ك هب) عن أبي ذر (ح) (حم ت هب) عن معاذ ابن عساكر عن أنس". (اتق الله حيثما كنت) في أي مكان نزلت وأي جهة حللت، فلا يخص بالتقوى مكانًا دون مكان؛ لأنك بمرأى منه تعالى، ولأن الأماكن بالنسبة إلى علمه بعملك سوى (وأتبع السيئة الحسنة تمحها) تمح إثمها، وتذهب أثره، وهو مشتق من قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] (وخالق الناس بخلق حسن) هو ملكة نفسانية تسهّل على المتصف بها الإتيان بالأفعال الجميلة والآداب المرضية، فتصير ذلك كالخلقة في صاحبه، فيدخل فيه التحرر من البخل والشح والكذب وغير ذلك من الصفات المذمومة، ويدخل فيه التحبب إلى الناس بالقول والفعل، والبذل وطلاقة الوجه مع الأقارب والأجانب، والتساهل في الأمور، والتسامح وما يلزم من الحقوق، وترك التقاطع والتهاجر، واحتمال الأذى مع الأعلى والأدنى، مع طلاقة الوجه وإدامة البشر. فهذه الخصال تجمع محاسن الخلق ومكارم الأفعال، ولقد كان جميع ذلك وأضعافه من أخلاقه - صلى الله عليه وسلم -، وبه وصفه الله بأنه على خلق عظيم، وجَمَع من قال: طلاقة الوجه وكفُّ الأذى ... وبذلك المعروف حسن الخلق هذه أمهات مكارم الأخلاق، وفي عطفه على التقوى ما يشعرك بعلو شأن الخلق الحسن وفي قوله: الناس، إعلام بأنه يحسن خلقه مع كل مؤمن وكافر قال الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83] (حم ت ك هب عن أبي (¬1) ذر) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 153)، والترمذي (1987) وقال: حسن صحيح، والحاكم (1/ 54) وقال: صحيح على الشيخين، والبيهقي في الشعب (8026) عن أبي ذر، وأحمد (5/ 236)، والترمذي (1987)، والبيهقي في الشعب (8025)، وكذا الطبراني في الكبير (20/ 1459 رقم (297). عن=

رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح (حم ت هب عن معاذ) وحسنه الترمذي (ابن عساكر عن أنس) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف. 116 - " اتَّق الله، ولا تَحْقِرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تقرغَ من دلوك في إناء المستسقي، وأن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الإزار فإن إسبال الإزار من المخيلة ولا يحبها الله، وإن امرؤ شتمك وعيرك بأمر ليس هو فيك فلا تعيره بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه وأجره لك، ولا تسبنَّ أحدًا الطيالسي، (حب) عن جابر بن سليم الهجيمي" (صح). (اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئًا) لا تعدّن بأي شيء من المعروف حقيرًا، فتزهد فيه لحقارته، وقد تصدقت عائشة بحبةٍ من عنب، فقيل لها في ذلك، فقالت: كم فيها من مثقال ذرة (¬1) (ولو بأن تفرغ) تصب (من دلوك في إناء المستسقي) فإن هذا معروف، يعد حقيرًا فلا تحتقره فتتركه (و) لو (أن تلق أخاك) في الدين (ووجهك إليه منبسط) جملة حالية، وانبساط الوجه طلاقته، وظهور البشر عليه، (وإياك) إيا صفته ضمير منصوب لحقه كاف الخطاب، وناصبه مقدر محذوف وجوبًا، من باب التحذير أي احذر، (وإسبال الإزار) منصوب لأنه المحذر منه، معطوف على المحذر، والإسبال مجاوزة الإزار الكعبين، لحديث: "ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار" (¬2)، وحديث: "إزرة المؤمن إلى نصف الساق، ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين" (¬3)، ¬

_ = معاذ، وابن عساكر (61/ 314) عن أنس، انظر: العلل للدارقطني (6/ 72)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (97). (¬1) انظر: الزهد للإمام أحمد (ص: 212). (¬2) أخرجه البخاري (5450) والنسائي (8/ 207)، وأحمد (2/ 461). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ (2/ 914)، وابن ماجه (3537)، وأحمد (3/ 5)، وابن حبان (5446)،=

والحكم شامل للقميص والعباءة ونحوهما، إلا أنه قد قيد الحديث بقوله (فإن إسبال الإزار من المخيلة) فإن حمل على أنه العلة المظنة حرم مطلقًا، وإن أريد بها المس لم يحرم، إلا لمن حصلت له المخيلة، وهو ظاهر حديث أبي بكر حيث قال: يا رسول الله! إن إزاري يسترخي أو نحوه فقال رسول الله: "إنك لست ممن يفعل ذلك مخيلة" (¬1) أو نحو هذا اللفظ، والمخيلة: بفتح الميم وكسر الخاء المعجمة هي الكبر، أي الإسبال من دلائلها وذرائعها وقررنا في "رسالة الإسبال" تحريم ذلك لكل حال، لما أقمناه من الأدلة التي ليس فيها مقال (ولا يحبها الله) بل يبغضها كما يدل له أحاديث أخرى (وإن امرؤٌ) مرفوع على أنه فاعل فعل محذوف وجوبًا أي إن شتمك امرؤ (شتمك) هو الذم (وعيرك) من العار بالمهملة وهو كل شيء لزم به عيب، وعيره الأمر ولا يقال بالأمر كما في القاموس (¬2)، فعليه قوله (بأمرٍ) يتعلق بشتم على رأي الكوفيين (هو فيك) أنت متصف به، ويفهم منه أنه إذا لم يكن فيه أنه ينتصر لنفسه، وتبين أنه ليس فيه، ويحتمل إنه يدعه أيضًا بالأولى؛ لأنّ الوبال على الشاتم فيه أكثر لأنه بهت وكذب (فلا تعيّره) شاتمًا له بأمر (هو فيه) نهي للتنزيه وإلا فهو جائز بدليل {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيهمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى: 41] وقوله (ودعه يكون وباله) إثم الشتم والتعيير (عليه، وأجره لك) يدل لذلك، وإلا لعلَّله بأنه إثم (ولا تسبن أحدًا) نهي للتحريم مؤكد بالنون، وأدلته واسعه، وفيه أن المنتصف لا ¬

_ = والطبراني في مسند الشاميين (4/ 51 رقم 2704)، والأوسط (412). قال الألباني: صحيح. انظر: صحيح الجامع الصغير رقم (919). وصحيح الترغيب رقم (2031). (¬1) أخرجه البخاري (5447) وأبو داود (4085) والنسائي (8/ 208)، وأحمد (2/ 136)، وابن حبان (5444)، والطبراني في المعجم الكبير (12/ 301) رقم (1317). (¬2) القاموس المحيط (ص 574).

يسمى سبابًا (الطيالسي) (¬1) هو أبو داود الحافظ الكبير سليمان بن داود الفارسي الأصل، سمع عن خلائق، وعنه خلائق، منهم أحمد وبندار ومن في طبقتهم، قال الفلاس: ما رأيت أحفظ منه، وقال عمر بن شيبة: كتبوا عن أبي داود من حفظه أربعين ألف حديثًا، قال الذهبي: قلت قد كان يتكل على حفظه فغلط في أحاديث، توفي سنة 204 (¬2) (حب عن جابر بن سليم) بالمهملة مصغرًا، ويقال فيه سليم بن جابر وهو أبو جزي بالجيم مصغرًا (الهجيمي) بضم الهاء فجيم نسبة إلى هجيم بطن جابر بن سليم، رمز المصنف لصحته وقد رواه أحمد وأبو داود والنسائي. 117 - " اتق الله يا أبا الوليد، لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة لها ثواج (طب) عن عبادة بن الصامت" (ح). (اتق الله يا أبا الوليد) نادى - صلى الله عليه وسلم - المخاطب استمالة لقلبه، وطلبًا لإصغائه سمعه لما يلقيه إليه وهو كنية عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي راوي الحديث، والخطاب له، وهو عام في حق غيره (لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله له رغاء) بضم الراء وغين معجمة ممدودة بزنة غراب صوت الإبل (أو بقرة لها خوار) بالخاء المعجمة وراء بزنة الأول صوت البقر (أو شاةٍ لها ثؤاج) بمثلثة مضمومة آخره جيم بزنة أجوف، وهو صوت الغنم والحديث مسوق للنهي عن غلول الصدقة، {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161]، وفيه: دليل على حشر الحيوانات وأن الغال يحشر حاملاً لما غلَّه، وتمام الحديث: فقال: عبادة يا رسول الله ذلك كذلك، قال: أي والذي نفسي بيده إلا من رحم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 63)، والطيالسي (1208)، وابن حبان (521) (522)، وأبو داود (4084)، والنسائي في السنن الكبرى (9691)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (98)، والصحيحة (770). (¬2) انظر: تهذيب الكمال (11/ 401)، والتقريب ت (2550) والكاشف ت (2082).

الله، قال: والذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين (طب عن عبادة) (¬1) بضم العين المهملة بعدها موحدة حقيقة آخره دال مهملة فتاء تأنيث هو أبو الوليد عبادة بن الصامت الأنصاري الخزرجي صحابي جليل شهد العقبتين (¬2) (بن الصامت) رمز المصنف لحسنه. 118 - " اتق المحارم تكن أعبد الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب (حم ت هب) عن أبي هريرة" ض). (اتق المحارم) أول الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يأخذ مني هذه الكلمات فيعمل بهن، أو يعلّم من يعمل بهن"، قال أبو هريرة: قلت: أنا يا رسول الله، فأخذ بيده فعد خمسًا، والمحارم ما حرّمه الله، كما في القاموس (¬3) (تكن أعبد الناس) اسم تفضيل من العبادة، وهي غاية الخضوع والتذلل، والمراد إذا ترك المحارم وأتى بالواجبات، تكن أعبد الناس، لا أنه بتركه المحارم فقط يكون كذلك، أو يراد يكون من أعبدهم بالنسبة إلى تركه المحارم [ص:58] لا أعبدهم مطلقًا. إن قلت: أي ذلة في ترك المحارم حين سمي عبادة؟ قلت: تركك ما تهواه النفس وتحبه امتثالاً للنهي وزيادة للنفس عنه نهاية الإذلال لها. (وارض بما قسم الله) من الأرزاق (تكن أغنى الناس) الغنى: ضد الفقر، ومن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (3/ 86) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وكذلك الحميدي في مسنده (895)، والبيهقي في السنن (4/ 158)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 192). وصححه الألباني في صحيح الجامع (99) والسلسلة الصحيحة (857). (¬2) انظر: الإصابة (3/ 624) والطبقات الكبرى (3/ 546). (¬3) القاموس المحيط (9/ 1412).

رضي بالقسمة، وعلم أنها جارية على وفق الحكمة لم يأسف على ما فاته من حظوظ الدنيا، ولم يحزنه ما ناله أهلها منها فصار أغنى الناس بقلبه، فإن الغنى غنى القلب كما يأتي. قيل: إِنَّ الغَنِي هُو الغَنِي بِنَفسه ... ولو أَنه عاري المَناكب حافِ (¬1) (وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً) يأتي حديث أن الجوار أربعون (¬2) دارًا، والله قد وصَّى في الجار، والحديث فيه لا يحصى والعقل قاضي بحسن الإحسان إليه، فقد تطابق العقل والشرع على ذلك، وقد استوفى الغزالي في الإحياء (¬3) حقوق الجار، وقد كانت الجاهلية تعرف ذلك كما قال الحماسي: وَاعرِف لجارِكَ حَقَّه ... والحقُّ يَعرِفُهُ الكَريمُ (¬4) وفيه أن من لم يحسن إلى الجار لا يتصف بالإيمان فكيف من يؤذيه. (وأحبّ للناس) المؤمنين أو ذلهم وأرتض لهم ما تريده، وترتضيه لنفسك من أمور الدنيا والآخرة (ما تحب لنفسك تكن مسلماً)، والمراد: مثل ما يحبه لنفسه، لا أنه يحب له أن تكون زوجته لغيره وولده ونحوه، ويحتمل أن لفظ الناس على عمومه، وأنه يحب للكافر الإيمان، وللفاجر الطاعة، وفيه أنه لا يتحقق فيه صفة الإِسلام حتى يتصف بهذا، ولما كان الإحسان إلى الجار أرفع رتبة من مجرد المحبة، كان المترتب عليه الاتصاف بكمال الإيمان، ولما كانت المحبة كالجزء منه ناسب أن يرتب عليها الاتصاف بالإِسلام الذي هو كالجزء من الإيمان، إذ الإيمان لا يكون إلا بعد الاستسلام (ولا تكثر الضحك فإن كثرة ¬

_ (¬1) البيت منسوب إلى أبي فراس الحمداني. (¬2) أخرجه أبو يعلى (5982) من رواية أبي هريرة وقال الحافظ في التلخيص الحبير (3/ 92) وفي إسناده عبد السلام بن أبي الجنوب وهو متروك. (¬3) انظر: الإحياء (2/ 212). (¬4) البيت منسوب إلى يزيد بن الحكم الثقفي (105 هـ).

الضحك يميت القلب) يخرجه عن حياته، وذلك لأن حياة القلب في استعماله لما خلق له من معرفة الله، والإقبال عليه، والسكون إلى ذكره، والتلذذ بمناجاته، فلا حياة له ولا إنارة إلا بهذا، وكثرة الضحك لا تنشأ إلا عن الإعجاب بالأمور الدنيوية، والسرور بها، ووفور محبتها، والرغبة فيها، والقلب لا يتسع إلا لمحبوب واحد، فموت القلب هو خلوه عن ذكر الله، وإنارته بحبه وتعظيمه وخوفه ورجائه، ولما كان البشر لا يخلو عن إعجاب يتولد عنه ضحكه عفى الله عن قليله لطفاً منه بعباده، فلم يجعله مميتًا للقلب (حم ت (¬1) هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب، وقال المنذري: وبقية إسناده فيه ضعيف. 119 - " اتق دعوة المظلوم؛ فإنما يسأل الله تعالى حقه، وإن الله تعالى لن يمنع ذا حق حقه (خط) عن علي (ض) ". (اتق دعوة المظلوم) هذا نهي عن المسبب، والمراد النهي عن السبب وهو الظلم، إلا أنه أقيم المسبب مقام سببه مجازًا، والنكتة في إيثاره على الحقيقة، ولم يقل: اتق الظلم للإشارة إلى أن المظلوم له ناصر يجيبه إذا دعاه، ويلبيه إذا ناداه، ويغيثه إذا استغاث به، ويأتي أن دعوة المظلوم لا ترد، ولو كان كافرًا (فإنما يسأل الله حقه) وهو إنصافه من ظالمه (وأن الله تعالى لن يمنع ذا حق حقه) أفاد أن دعوته مجابة وأنه طالب لحقه الذي لا يمنع عنه (خط (¬2) عن علي) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 310)، والترمذي (2305): وقال: غريب، وابن ماجه (1410)، والبيهقي في الشعب (9543)، و (11128)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 244). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (100)، وفي الصحيحة (930). وقال: حسن لغيره في صحيح الترغيب (2349) (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 302)، وفي إسناده صالح بن حسان انظر: التاريخ الكبير (4/ 275). والعلل ومعرفة الرجال لأحمد (1/ 540)، وتهذيب الكمال (13/ 28) وقال في التقريب (2849): متروك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (110)، والسلسلة الضعيفة (1697).

لضعفه؛ لأنه أخرجه الخطيب في ترجمة صالح بن حسان وقال: قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: أنه منكر الحديث. 120 - " اتقوا الله في البهائم المعجمة: فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة (حم د) وابن خزيمة (حب) عن سهل بن الحنظلية" (صح). (اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة) هي كل ذات أربع (فاركبوها صالحة) للركوب قوية عليه، وسببه أنه مر - صلى الله عليه وسلم - على بعير قد لجيء بطنه بظهره، فقال: اتقوا الله فلا يحل تحميلها إلا ما تطيق، ولا ركوبها إلا على حسب ما تقوى عليه (وكلوها صالحة) للأكل لا تتركوها حتى يهلكها الهزال من الجوع أو المرض (حم (¬1) د وابن خزيمة) بالخاء مضمومة وزاي، هو الإمام الكبير الثبت إمام الأئمة شيخ الإسلام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ولد سنه 223، وعني بهذا الشأن في الحداثة، سمع فأكثر، وجوّد وصنف، واشتهر اسمه، وإليه انتهت الإمامة والرئاسة، والحفظ في زمانه بخراسان، حدّث عنه الشيخان خارج الصحيحين [ص:59] وخلائق، سئل من أين أوتيت العلم؟ قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ماء زمزم لما شرب له" (¬2) وأنا لما شربت ماء زمزم سألت الله علمًا نافعًا، قال الدارقطني: كان ابن خزيمة إمامًا ثبتًا معدوم النظير، وقال أبو حاتم ابن حبان: ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ويحفظ ألفاظها الصحاح وزيادتها حتى كأن السنن بين عينيه إلا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (4/ 181) وأبو داود (3548)، وابن خزيمة في صحيحه (2545)، وابن حبان (545)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 96) وقال: رجال أحمد رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (104)، والسلسلة الصحيحة (33). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3062) وأحمد في المسند (3/ 357)، والطبراني في الأوسط (849)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 148) وفي الشعب (4128) عن جابر، وأخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس (1/ 646، والدارقطني (2/ 289)، راجع للتفصيل: إرواء الغليل (4/ 320) ففيه فوائد جمّة. وأفرد الحافظ ابن حجر فيه جزءاً وقد طبع.

قال الحاكم: وفضائل ابن خزيمة مجموعة عندي في أوراق كثيرة ومؤلفاته تزيد على مائة وأربعين كتابًا غير المسائل، والمسائل مائة جزء، وأثنى عليه الأئمة بما لا يتسع له هذا المقام، مات سنة 311 (¬1) (حب عن سهل بن الحنظلية) بالحاء المهملة فنون بعد اللام ياء النسبة، وهي أمه واسم أبيه الربيع بن عمر وسهل صحابي جليل من الأنصار، قال البخاري: بايع تحت الشجرة (¬2)، والمصنف رمز لصحة الحديث، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 121 - " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم (ق) عن النعمان بن بشير" (صح). (اتقوا الله) يحتمل أن اتقوا منزل هنا منزلة اللازم أي أوجدوا التقوى، فلا يقدّر له مفعول، ويحتمل تقديره عامًا أي في كل شيء فيكون عطف (واعدلوا في أولادكم) من التخصيص بعد التعميم، إبانة لزيادة التوصية في ذلك وهكذا في نظائره الآتية، وعلى الأول فهو عطف على اتقوا جعل بديلاً له، وقسيمًا بيانًا لذلك أيضًا، والعدل هو القسط، والتوسط في الأمور بين طرفي ذمها الإفراط والتفريط، والمراد هنا عدم الميل بإيثار أحد الأولاد بالإحسان إليه دون غيره، إما بهبة أو إكرام أو نحو ذلك، بل يجعلهم في كل أمر على حد سواء (ق عن النعمان بن (¬3) بشير) نعمان بزنة لقمان وبشير بموحدة فمعجمة بزنة كريم، والنعمان أنصاري خزرجي صحابي بن صحابي أول مولود أنصاري بعد الهجرة ولي الكوفة ودمشق وقتل بالشام سنة 64. (¬4) 122 - " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم (طب) عنه [أي النعمان بن بشير]- (صح) ". (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم) هو صفة لمصدر ¬

_ (¬1) ينظر: تذكرة الحفاظ (2/ 720). (¬2) انظر: الطبقات الكبرى (7/ 401) والإصابة (3/ 196)، والتاريخ الكبير (4/ 98). (¬3) أخرجه البخاري (2587)، ومسلم (1623). (¬4) انظر: الطبقات الكبرى (6/ 53) الإصابة (6/ 440).

محذوف تقديره: اعدلوا بينهم عدلاً مشابهًا لمحبتكم برهم، أي كما أنكم تحبون أن يكونوا في برهم بكم على نهج واحد، بالغ أحسن درجات البر، كذلك اعدلوا بينهم عدلًا واحداً، وعاملوهم معاملةً يحبون أن يعاملوكم بها، فإنكم إذا فضلتم أحدهم انكسرت نفس المفضل عليه، وأحرجتم صدره فكما لا يرضيكم صدور مثل هذا عن أحد منهم إليكم، كذلك لا يصدر منكم إليهم، ويحتمل أن الكاف للتعليل أي اعدلوا لأجل أنكم تحبون أن يبروكم أي العدل بينهم سبب لبرهم بكم، فبالعدل يحصل ما تريدون من برهم، وعدم العدل سبب للقطيعة والعقوق ويناسبه ما يأتي من حديث: "رحم الله من أعان ولده على بره" (¬1) وسبب الحديث: أن بشيرًا والد النعمان أنحله غلامًا ثم جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشهده على ذلك فقال له: "أكل ولدك نحلته" قال: لا، قال: "أما أنا لا أشهد على جور" وله ألفاظ عديدة قد استوفيناها "في المسائل المهمة فيما يعم به البلوى وحال الأمة"، وبينا أن الحديث دليل على تحريم تخصيص بعض الأولاد بالهبة دون بعض، وقد بسطنا القول في ذلك وقررناه في حواشي شرح العمدة وحواشي ضوء النهار (طب (¬2) عنه) أي عن النعمان، رمز المصنف لصحته. 123 - " اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم؛ فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة (ع ك) عن أنس" (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (5/ 219)، وذكره الألباني في الضعيفة برقم (1946). (¬2) لم أجده عند الطبراني، وعزاه المناوي (1/ 127) (224) والعجلوني في كشف الخفاء (1/ 43) والحسيني في البيان والتعريف (1/ 23) للطبراني، وقد أورده أسلم الواسطي في تاريخ واسط (ص 125)، لفظه وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (121) ثم تراجع وصححه في الصحيحة (3946)، وهو في الصحيحين بدون لفظ: "كما تحبون أن يبروكم".

(اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم) قال جار الله -رحمه الله- في الكشاف (¬1): فإن قلت: ما حقيقة ذات بينكم؟ قلت: أحوال بينكم يعني ما بينكم من الأحوال، حتى تكون أحوال إلفة ومحبة، واتفاق، كقوله: {بِذَاتِ الصُّدُورِ}، وهي مضمراتها، لما كانت الأحوال ملابسة للبين، قيل لها ذات البين، كقولهم: اسقني ذا إنائك يريدون ما في الإناء من الشراب (فإن الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة) علة للأمر، والمراد إذا كان الله تعالى يصلح بين عباده وقد ورد "تخلقوا بأخلاق الله" (¬2)، فيحسن منكم ويليق بكم إصلاح ذات البين بين العباد وقد نص الله على الحث على الإصلاح في كتابه الكريم {أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114] وندب إلى بعث الحكمين بالإصلاح بين الزوجين، بل أباح لأهل الإيمان مصالحة عُباد الأوثان، وبالجملة فالألفة وعدم الفرقة محبوبة لله كما أن ضدها مكروه مذموم، وإصلاح الله بين العباد يوم القيامة، قد أرشد إليه ما في صدر هذا الحديث الذي أورد المصنف آخره ولفظه: فيما أخرجه الحاكم عن أنس مرفوعًا بلفظ: "رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما: يا ربِّ خذ لي، يا ربِّ خذ لي مظلمتي من أخي، فقال الله عَزَّ وَجَلَّ: كيف نصنع بأخيك؟ ولم يبق من حسناته شيء؟ قال يا ربِّ فليحمل من أوزاري؛ لأن ذلك اليوم عظيم يحتاج الناس أن يحمل عنهم من أوزارهم، فقال الله للطالب: ارفع بصرك فانظر، فرفع رأسه فقال: يا ربِّ أرى مدائن من ذهب وقصور من ذهب مكلَّلة باللؤلؤ، لأيِّ نبي هذا؟ أو لأيِّ صديق هذا؟ أو لأي شهيد هذا؟ قال: هذا لمن أعطي الثمن، قال: يا ربِّ ومن يملك ذلك؟ قال: أنت تملكه، قال: بماذا؟ قال: بعفوك عن أخيك، قال: يا ربِّ، فإني قد عفوت عنه، فقال الله: فخذ بيد أخيك فأدخله الجنة، اتقوا الله ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف للزمخشري (1/ 445). (¬2) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (1/ 113)، وذكره الألباني في الضعيفة برقم (2822) وقال: لا أصل له.

وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المسلمين يوم القيامة"، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (ع ك عن أنس) (¬1) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وردَّه الذهبي بأن فيه عباد بن الحبطي ضعيف وشيخه سعيد بن أنس لا يعرف. 124 - " اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم (خد) عن علي (صح) ". (اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم) قيل: المراد التوصية بالأرقاء والمماليك من الدواب وغيرها، وقيل: الزكاة، ولا يبعد أن يراد الجميع، ويأتي بيان حقوق المماليك (خد عن (¬2) علي) رمز المصنف لصحته وهذا الحديث من آخر ما تكلم به - صلى الله عليه وسلم - قال علي - عليه السلام - كان آخر ما تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاة، الصلاة، اتقوا الله ... " الحديث. 125 - " اتقوا الله في الصلاة وما ملكت أيمانكم (خط) عن أم سلمة" (ض) ". (اتقوا الله في الصلاة) أي في أمرها وشأنها، والمراد احذروا عقابه بسبب تركها، أو عدم الإتيان بها على وجهها الكامل فإنها أعظم أركان الإِسلام، ولأنها تكرر كل يوم خمس مرات فكانت مظنة التساهل والإخلال بها (وما ملكت أيمانكم) سلف فيه الاحتمالان، وإرادة الزكاة أظهر لأنها قرينة الصلاة في القرآن، ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 576)، وقال: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي في التلخيص، والبيهقي في الشعب (11084)، وابن أبي الدنيا في حسن الظن (118). والخرائطي في مكارم الأخلاق، وذكره في ضعيف الترغيب والترهيب (1469) وقال: ضعيف جدًّا. وعزاه الحافظ في المطالب العالية (18/ 622) (4590) وإتحاف الخيرة (10/ 414) رقم (10238) وقال البوصيري في إتحاف الخيرة: رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف سعيد بن أنس وعباد بن شيبة. وقال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (2/ 74): عباد بن شيبة الحبطي، قال ابن لبان: يروي عن سعيد بن أنس لا يجوز الاحتجاج بأفراده. انظر: المجروحين (2/ 171)، وانظر كذلك لسان الميزان (3/ 230). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (120). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (158) وصححه الألباني في صحيح الجامع (106) والإرواء (2178).

لا يكاد تذكر إلا ذكرت معها (خط (¬1) عن أم سلمة) هي أم المؤمنين واسمها هند، وقيل: رملة بنت أبي أميَّة سهيل، ويسمى زاد الراكب لجوده، ورمز المصنف لضعفه. 126 - " اتقوا الله في الضعيفين: المملوك والمرأة. ابن عساكر عن ابن عمر (ض) ". (اتقوا الله في الضعيفين: المملوك، والمرأة) سماهما ضعيفين لأنهما في أسر المالك، والزوج إن أريد بالمرأة ذات الزوج، وإن أريد مطلق المرأة فلأن ضعفها واضح لنقصان عقلها ودينها، وفي الحديث من علم البيان التوسع من باب يشيب المرء ويشيب معه خصلتان الحرص وطول الأمل (ابن عساكر عن ابن (¬2) عمر) رمز المصنف لضعفه. 127 - "اتقوا الله في الصلاة، اتقوا الله في الصلاة، اتقوا الله في الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم، اتقوا الله في الضعيفين: المرأة الأرملة. والصبي اليتيم (هب) عن أنس" (ص). (اتقوا الله في الصلاة) تقدم وكرر ذكره تأكيدًا بشأن الصلاة، فقال: (اتقوا الله في الصلاة، اتقوا الله في الصلاة) تأكيد على تأكيد (اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم) نسب الملك إلى اليمين؛ لأنه يكون التصرف بها غالبًا في كل ما ملكت، وإلا فالمالك ذو اليمين كما ينسب الأعمال إلى الأيدي {وذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} [الحج: 10] (اتقوا الله في الضعيفين المرأة الأرملة) في النهاية (¬3): يقال: رجل أرمل ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في التاريخ (10/ 169)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (105)، والسلسلة الصحيحة (868). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 38) في ترجمة محمَّد بن إسحاق بن يعقوب بن إبراهيم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (119). (¬3) النهاية: (2/ 645).

للذي ماتت زوجته، وامرأة أرملة للذي مات زوجها، سواء كانا غنيين أو فقيرين. والمرأة هنا المسكينة التي لا كافل لها، وقد يقيد به ما سلف قريبًا، والأظهر أن المرأة مطلقًا موصّى فيها بتقوى الله، وإن خصَّت امرأة كما هنا فهو لزيادة تأكيد في بعض الأفراد (واتقوا الله في الصبي اليتيم) هو من لا أب له ولم يبلغ سن التكليف (هب (¬1) عن أنس) قال: كنا عند رسول - صلى الله عليه وسلم - حين حضرته الوفاة، فقال لنا: "اتقوا الله ... " إلى آخره، وفيه بشر بن منصور الحناط أورده الذهبي في الضعفاء والمصنف رمز لحسنه. 128 - " اتقوا الله، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ذا أمركم؛ تدخلوا جنة ربكم (ت حب ك) عن أبي أما مة (صح) ". (اتقوا الله وصلوا خمسكم) عطف على مقدر أي اتقوه في كل شيء، وصلوا تخصيص بعد التعميم، ويحتمل أنه استئناف ونسبها إليهم لتعلق الوجوب بهم، وملابسة الإتيان بها منهم (وصوموا شهركم) أراد به رمضان، ونسبه إليهم لذلك، وأطلقه للعلم به، (وأدوا زكاة أموالكم) اشتمل الحديث على الثلاثة من أركان الإِسلام، ولم يذكر الحج كأنه قبل فرضه، أو لأن هذه الأمور لتكررها كل يوم، وكل عام تثقل أداؤها، فخصّها بالأمر والتوصية [ص: 61] وقد ذكر الحج في رواية أخرى، ورواه الخلعي في فوائده بلفظ: "وحجوا بيت ربكم"، وأما الشهادتان فهذه الأمور فروعها لا يتم إلا فيمن يأتي بها أولاً (وأطيعوا ذا أمركم) صاحب الأمر فيكم، والمراد به السلطان والأمر بطاعته فيما هو طاعة، وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما قيدته الأحاديث الكثيرة (تدخلوا جنة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (11053)، وفي إسناده بشر بن منصور الحناط قال الذهبي في "المغني" (924): شيخ لأبي سعيد الأشج فيه جهالة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (118).

ربكم) جزم في جواب الأمر أي إن فعلتم ذلك دخلتم الجنة التي لربكم، ولا حق لكم فيها، ولذا أضافها الله تعالى، ويأتي أن دخول الجنة لا يكون بمجرّد العمل كما يفيده هذا الحديث، وأمثاله، ويأتي أيضًا أن العدة بدخول الجنة لا ينافيها العقاب على الذنوب قبل ذلك (ت حب ك عن أبي أمامة) (¬1) هو الأنصاري الحارثي اسمه إياس بن ثعلبة أو عبد الله بن ثعلبة صحابي (¬2)، والحديث رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح. 129 - " اتقوا الله وصلوا أرحامكم، ابن عساكر عن ابن مسعود (ض) ". (اتقوا الله وصلوا أرحامكم) في النهاية (¬3): يقال وصل رحمه يصلها وصلاً صلة كأنه بالإحسان إليهم، قد وصل ما بينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر، وصلة الرحم كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار، والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم، وكذلك إن تعدوا أو اساؤا أو قطعوا الرحم عاملهم بضد ذلك كله، وتحقيق الرحم يأتي (ابن عساكر (¬4) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وقال الشارح: سنده ضعيف، إلا أنه ساق أحاديث في معناه ثم قال وبذاك يصير حسناً. 130 - " اتقوا الله، فإن أَخْوَنَكم عندنا من طَلَب العمل (طب) عن أبي موسى (ح) ". (اتقوا الله فإن أخونكم عندنا) اسم تفضيل من الخيانة بالمعجمة ضد الأمانة ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (616) وقال: حسنٌ صحيحٌ، وابن حبان (4563)، والحاكم (1/ 389) وقال: صحيحٌ على شرط مسلم، وكذلك أحمد (5/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (109)، والسلسلة الصحيحة (867). (¬2) الإصابة (7/ 19). (¬3) النهاية: (5/ 191). (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 317)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (108) وفي السلسلة الصحيحة (869).

أي أشدكم خيانة (من طلب) أي من الأمر (العمل) على الصدقات ونحوها من الولايات، وهو وعيد شديد، وزجر عن طلب الولايات والأعمال من السلطان، ويأتي أن من طلب القضاء وسأل فيه الشفعاء وكّله الله إلى نفسه. إن قلت: قد طلب يوسف الصديق الولاية وقال: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ} [يوسف: 55]؟ قلت: لأنه أحق بها من ولاية الكافر، إذ لا ولاية للكافر، وإنما هو غاصب لمنصب غيره، فما طلبه لها إلا توصلاً إلى إنكار المنكر، ومثله خروج أئمة الحق على سلاطين الجور، فإنه طلب للإمارة لكنه واجب لما فيه من إنكار المنكر ونزع الأمر من غاصبه، إلا أنه انقلب الحال وصار ملوك الأرض لا يولون أمرًا من أمورهم إلا لمن طلبه، وبالغ فيه، وسأل الشفعاء وبذل الرشاء، فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون (طب عن أبي موسى) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 131 - " اتقوا البول: فإنه أول ما يحاسب به العبد في القبر (طب) عن أبي أمامة" (ح). (اتقوا البول) أي احذروا إصابته لأبدانكم وثيابكم فتجردوا عنه (فإنه) أي البول أو ذنب أصابته والألف واللام في البول لجنس بول الإنسان، بول نفسه أو بول غيره، القول بأنه يضم الأبوال من كل حيوان فلأنه الظاهر، ولأن التعليل بأن أول ما يحاسب به العبد في قبره يناسب بول الإنسان لحديث صاحبي القبرين وأن في لفظه أن "أحدهما كان لا يستبرأ من بوله". (أول ما يحاسب) ليعاقب عليه (به العبد في القبر) وقد ثبت أن عامة عذاب القبر من البول، وثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - مر بقبرين فقال: "إنهما ليعذبان" وأخبره أن عذاب أحدهما لأنه كان لا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير كما في الكنز (14983)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (103) ثم تراجع وضعفه في الضعيفة (3642).

يتنزه من البول (¬1)، وكأن الحكمة في تعجيل عقوبته أنه سهل الاحتراز عنه، فحيث تساهل فيه مع سهولته عجلت عقوبته في أول منازل الآخرة (طب عن أبي أمامة) (¬2) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: إسناده لا بأس به وقال الهيثمي: رجاله موثقون. 132 - " اتقوا الحجر الحرام في البنيان، فإنه أساس الخراب (هب) عن ابن عمر (ض) ". (اتقوا الحجر الحرام في البنيان) احذروا البناية، وجعله في الأبنية (فإنه أساس الخراب) الأساس أصل البناء واستعماله في الخراب من جعل لازم أحد الضدين لازمًا للآخر، وفيه نوع من التهكم والإشارة إلى أن فاعل ذلك ساع في ضدِّ ما يريد، وظاهره أن الحجر الواحد من الحرام لو خالط ألوفاً من الحلال لغلب خبثه طيب الحلال، وهذا شيء قد شاهده كل من له فكر في أحوال العالم ومثله الدرهم الحرام بين الحلال، ويحتمل أنه أريد بالحجر ما ينفق في البنيان، فالفضة والذهب يطلق عليهما الحجر والأول أوضح (هب عن (¬3) ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح لكن له طرق وشواهد، وممن رواه الخطيب والديلمي والبيهقي وابن عساكر والقضاعي. ¬

_ (¬1) سبق تخريجه. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم (8/ 133) رقم (7605)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (112)، وفي السلسلة الضعيفة (1782). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10722)، وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (664)، والديلمي في الفردوس (300)، والخطيب في تاريخه (5/ 106)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 296)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1749)، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 786) رقم (1313): لا يصح، وفي الإسناد معاوية بن يحيى وهو ضعيف كما في التقريب (6772)، وحسان بن عطية لم يسمع من عبد الله بن عمر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (113)، والسلسلة الضعيفة (1699).

133 - " اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم: فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده في النار (حم ت) عن ابن عباس (ح) ". (اتقوا الحديث عني) أي التحديث (إلا ما علمتم) أي أنه عني، والمراد بالعلم: ما يشمل الظن لأنه غالب الأحاديث لا يخبر المخبر إلا ومعه ظن أنها عنه - صلى الله عليه وسلم -، وقد ثبت الدليل على العمل بمعناها، وهو فرع روايتها وقبولها (فمن كذب على متعمدًا) أي تقوَّل عليَّ ما لم أقله، أو نسب إليَّ فعل ما لم أفعله أو تقرير ما لم أقرره، فإنه ليس المراد بالكذب اختلاق القول فقط، فإن الفعل والتقرير كالقول في علة النهي لأن فعله - صلى الله عليه وسلم - وتقريره تشريع كالقول، إلا أنه لما كان غالب الكذب في الأقوال اقتصر عليها. وقوله: (فليتبوأ) التبوأ النزول قال تعالى: {يَتبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ} [يوسف: 56] مقعده بفتح الميم اسم مكان من القعود أي ينزل مكانه الذي أعد له (من النار) وأمره بنزوله وإضافته إليه دليل أنه مكان معين قد أعده الله له واهبه وهيَّأَه وصار أمرًا مفروغًا منه (ومن قال في القرآن برأيه) أي من فسر منه بما لا يعلم إلا التوقيف من علم قصصه، وأسباب نزوله ومغيباته ونحوها (فليتبوأ مقعده من النار) وأما حل تراكيبه وبيان معانيها اللغوية وبيان وجوه إعرابه، وإبراز خفيات أسراره، واستخراج أحكامه وما دلت عليه ألفاظه من أوامره ونواهيه، فإن هذا مأمور به وهو من فوائد تدبره الذي أمر الله به، وجعله وجه الحكمة لإنزاله حيث قال: {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص: 29] وهذا مجمع على جوازه كما دل عليه فعل الصحابة، ومن معهم إلى الآن، وقد قسَّم المصنف رحمه الله التفسير (¬1) في "الإتقان" إلى أربعة أقسام: الرابج: التفسير بالمقتضى من كلام العرب، ومعنى ¬

_ (¬1) الإتقان في علوم القرآن (ص 474).

الكلام والمقتضب من وجوه الشرع، وهذا هو الذي دعا به النبي - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس حيث قال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" (¬1) والذي عناه علي - عليه السلام - بقوله: إلا فهم يؤتاه رجل في القرآن (¬2)، ومن ها هنا اختلف الصحابة في معنى الآية، فأخذ كل برأيه على مقتضى نظره ولا يجوز تفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد، من غير أصل قال الله: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْم} [لإسراء: 36] وقال: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 169] وقال: {لِتُبيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] فأضاف البيان إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. انتهى. وأما حديث: "من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ" أبو داود والترمذي والنسائي (¬3)، قال البيهقي: إذا صح، فإنما أراد -والله أعلم- الرأي الذي يغلب من غير دليل تام، وأما الذي شيده البرهان فالقول به جائز، وقال الماوردي (¬4): قد حمل بعض المتورعة هذا الحديث على ظاهره، ومنع أن يستنبط معاني القرآن باجتهاده، ولو صحبها الشواهد ولم يعارض شواهدها نص صريح، وهذا عدول عما تعبدنا بمعرفته من النظر في القرآن، واستنباط الأحكام منه قال الله تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83] ولو صح ما ذهب إليه لم يعلم شيء بالاستنباط، ولما فهم الأكثر من كتاب الله شيئًا، وإن صح الحديث فتأويله أن من تكلم في القرآن بمجرد رأيه ولم يعرج على سواء لفظه، وأصاب الحق فقد أخطأ الطريق، وإصابته اتفاق إذ الغرض أنه مجرد رأي لا شاهد له، وفي الحديث: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 266)، والبخاري (75، 117)، ومسلم (2477). (¬2) انظر: روح المعاني (1/ 6). (¬3) أخرجه أبو داود (3652)، والترمذي (2952)، والنسائي في فضائل القرآن (111)، وأبو يعلى (1520)، والطبراني في الكبير (1672)، وفي الأوسط (5097)، وانظر: ضعيف الترمذي للألباني (571)، وقول البيهقي في المدخل: في هذا الحديث نظر. (¬4) الإتقان في علوم القرآن (5/ 475).

"القرآن ذلول ذو وجوه فأحملوه على أحسن وجوهه"، أخرجه أبو نعيم (¬1) وغيره من حديث ابن عباس، فقوله: "ذلول" يحتمل معنيين: أحدهما: أنه مطيع لحامليه، تنطق به ألسنتهم، والثاني: أنه موضح لمعانيه، حتى لا يقصر عنه إفهام المجتهدين، وقوله: "ذو وجوه" يحتمل: أن من ألفاظه ما يحتمل وجوهاً من التأويل، أو أنه قد جمع وجوهًا من الأوامر والنواهي والترغيب والترهيب والتحليل والتحريم، وقوله: "فأحملوه على أحسن وجوهه" هكذا عبارته، وكأنه يحتمل أحد معنيين: أحدهما: الحمل على أحسن معانيه، والثاني: أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص، والعفو دون الانتقام، وفيه دلالة ظاهرة على جواز الاستنباط والاجتهاد في كتاب الله انتهى. (حم ت (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: رمز المصنف لحسنة اغتراراً بالترمذي، وقال ابن القطان: ينبغي أن يضعف، فإن فيه سفيان بن وكيع، قال أبو زرعة: متهم بالكذب [ص:63] لكن ابن أبي شيبة رواه بسند صحيح، قال ابن القطان (¬3): فالحديث صحيح من هذا الطريق لا من الطريق الأول. انتهى. 134 - " اتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن إبليس طَلَّاع رَصَّاد حَصَّاد. وما هو بشيء من فُخُوخه بأوثق لصيده في الأتقياء من فُخُوخة النساء (فر) عن معاذ (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 144). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 323)، والترمذي (2951) وقال: حسنٌ، وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (5/ 252) وينبغي أن يقال فيه: ضعيف إذ فيه سفيان بن وكيع، قال أبو زرعة: متهم بالكذب. وكذلك في إسناده عبد الأعلى الثعلبي وهو ضعيف. انظر ميزان الاعتدال (4/ 235) ت (47113) والتقريب (3731)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (114)، وفي السلسلة الضعيفة (1783). (¬3) بيان الوهم والإيهام (4/ 668).

(اتقوا الدنيا) الاغترار بها، وقد حذّرت عنها الآيات والأحاديث (واتقوا النساء) عطف خاص على عام إذ النساء من الدنيا كما سلف في شرح أول أحاديث في الكتاب (فإن إبليس طلاع) بزنة صراب مشدَّدا، في القاموس (¬1): رجل طلاع الثنايا، والأنجد كشداد مجرب للأمور ممارس ركاب لها يعلوها ويقهرها بمعرفته وتجاربه وجودة رأيه (رصَّاد) برايته بالمهملتين، في القاموس (¬2): رصَّاد من رَصده رَصْدًا ورَصدَا راقبه، والمعنى: احذروا فتنة الدنيا والنساء، فإن إبليس خابر للأمور التي بها إضلالكم وفتنتكم، ومن أين يأتيكم ومع ذلك فهو مرتقب عريكم ناظر لمواقيت غفلتكم (وما هو بشيء من فخوخه) بالفاء ومعجمتين بزنة فلوس جمع فخ، والفخ المصيدة تجمع على فخاخ وفخوخ (بأوثق لصيده في الأتقياء) قيده به إعلامًا بأنَّه أعدَّ الفتنة من النساء لأبعد الناس عن الاغترار به، وهم الأتقياء فكيف بغيرهم (فر عن (¬3) معاذ) رمز المصنف لضعفه لأن فيه هشام بن عمار، قال أبو حاتم: صدوق تغيّر وكان يلقن الحديث، وفيه غيره ممن اتهم بالوضع. 135 - " اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة (حم طب هب) عن ابن عمر (صح) ". (اتقوا الظلم) الظلم هو الجور ومجاوزة الحد، والمعنى احذروا عقوبة الظلم (فإن الظلم) لصاحبه (ظلمات يوم القيامة) يحتمل أن الله تعالى يجعل المعنى جسمًا فيكون الظلم ظلمة حقيقية تعم صاحبها من جميع جهاته، يوم ¬

_ (¬1) القاموس (ص 961). (¬2) القاموس: (ص 361). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (1302)، وفي إسناده سعيد بن سنان قال في التقريب (2333): متروك رماه الدارقطني وغيره بالوضع. وقال الألباني في ضعيف الجامع (116)، والسلسلة الضعيفة (2065): موضوع.

يسعى نور المؤمنين يوم القيامة بين أيديهم ومن خلفهم، وللنشأة الآخرة أحكام ليست لهذه الدار، فإن الله يجعل الموت كبشًا ينحر (حم طب هب عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته (¬1). 136 - " اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، وحملهم على أن سَفَكُوا دماءهم واستحلوا محارمهم (حم خدم) عن جابر (صح) ". (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح) بضم المعجمة، في النهاية (¬2): الشح أشد البخل وهو أبلغ في المنع من البخل، وقيل: هو البخل مع حرص، وقيل: البخل، في أفراد الأمور وأحادها، والشح عام، وقيل: البخل بالمال، والشح بالمال والمعروف. انتهي. (فإن الشح أهلك من كان قبلكم) كان سببًا في هلاكهم حرصوا على الدنيا (حملهم على أن سفكوا دماءهم) سفك الدم صبّه، (واستحلوا محارمهم) صيَّروا ما حرم الله عليهم حلالاً. إن قلت: ما هو الشح الذي حذر عنه - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: بيَّنه حديث: "بريء من الشح من أدى الزكاة، وقرى الضيف وأعطى في الناببة" أخرجه ابن عدي، والطبراني (¬3)، وفي حديث ابن مسعود (¬4): "والشح أن تأخذ مال أخيك بغير حقه" (حم خدم عن جابر) رمز المصنف لصحته (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 92)، والطبراني في المعجم كما في المجمع (5/ 235) وقال الهيثمي: فيه عطاء بن السائب وقد اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح، والبيهقي في الشعب (7459)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (171) وفي السلسلة الصحيحة (858). (¬2) النهاية: 2/ 448). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 188) رقم (4096)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 68): فيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (5/ 332) رقم (26611). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 323)، والبخاري في الأدب المفرد (483)، ومسلم (2315).

137 - " اتقوا القدر، فإنه شعبة من النصرانية، ابن أبي عاصم (طب عد) عن ابن عباس" (ض). (اتقوا القَدَر) بفتح المهملة والقاف، في النهاية (¬1): قد تكرر ذكر القدر في الحديث، وهو عبارة عما قضاه الله، وحكم به من الأمور، وهو مصدر قَدَر يقدر قدرًا، وقد سكّن داله (فإنه شعبة) بضم المعجمة الطائفة من كل شيء، والقطعة منه (من النصرانية) من دينها الذي أمرت الأمة باجتنابه والإيمان به، وفي أحاديث النهي هذا، واعلم أنها قد طفحت الأحاديث في الإيمان بالقدر والنهي عن الخوض فيه، وسيأتي من الأمرين شطر واسع في الكتاب، وكأنه تعالى أعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتشعب الناس فيه، فأكد النهي عنه، ولقد خاضوا في القدر وركبوا فيه كل صعب وذلول وخبطوا خبط عشواء، وضللت كل طائفة من خالفها، قالت المعتزلة: لم يقدر تعالى الأشياء توهما منهم أن التقدير يقتضي الجبر، وعدم الاختيار، وهو وهم فاحش، فإنه ليس فيه شيء من ذلك وما هو إلا كسبق العلم وكان يلزمهم نفي سبق العلم؛ لأن التقدير نوع منه، وقالت الأشاعرة: بل قدر الله الأشياء كلها ثم جاءوا بالطامة الكبرى وهي نفيهم الاختيار، بناء على أن التقدير ينافي الاختيار ثم تفرع من ذلك ترامي الفريقين الأحاديث الواردة في ذم القدرية، فالمعتزلة تقول القدرية القائلون بالقدر، فالذم يتوجه إليهم، والأشعرية يقولون القدري من نفى القدر، وكلا الطائفتين غالط على نفسه، وعلى خصمه، والحق ما قاله غيرهما من المحققين وهو: أن كل حادث فله عند الله تعالى ثلاثة أمور: علمه تعالى المحيط بكل كائن أنه واقع قبل وقوعه، ثم تنزيله لكل جزئي على ما سيوقعه الفاعل المختار، فالإيقاع مع تفصيل العلم بالجزئيات، هو المسمى بالتقدير، ثم إنه تعالى قد كتب على كل جزء على أي ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 22).

صفة وقع، فالكتب قد تضمن التقدير قطعًا، وحينئذ تعلم أن الكتب والتقدير على حسب العلم، والعلم على حسب ما الحقائق عليه، والحقائق متابعة للاختيار، فالتقدير كالتحديد، وتواتر شرعًا تقدير الله لجميع الأشياء، ولو لم يرد ذلك في الشرع لكان في إدراك العقل كفاية كما ذكرنا، لكنه بفضل الله تعالى بإرداف الحجة العقلية بالشرعية، وإذا حققت هذا علمت أنه لا ينبغي أن يختلف في القدر بهذا المعنى المذكور، ولا نعلم فيه بهذا المعنى مخالف إلا ما يحكى عن بعض القدماء أنهم يقولون الأمر أنف أي أنه تعالى عما يقولون لا يعلم الشيء إلا حال وقوعه، وبنفيهم العلم نفوا القدر، ولذا قال الشافعي - صلى الله عليه وسلم - (¬1) إذا أثبتوا العلم فقد حجوا أنفسهم، قالوا: وقد انقرض القائل بأن الأمر أنف قبل عصر الشافعي - رضي الله عنه - وبهذا نعلم إثبات الفريقين للقدر؛ لأنهم أثبتوا العلم إلا أنهم اختبطوا فيه بعد ذلك، وقالوا: إذا كان الله قد قدَّر الحقائق على ما علم أنها ستكون فلا يمكن فيها تقديم ولا تأخير، وكذلك قالوا في العلم إلا أنه اشتهر عنهم ذلك في القدر، وله جوابه فيه أكثر مع أنهما من واد واحد ثم أخذتها الأشعرية دليلاً على الجبر وحين لهجت بالقدر زاعمة أنه دليل لها على الجبر ونفي الاختيار، قائلهم المعتزلة بنفيه مساعدة لهم على معناه، وفرارًا عما التزمته الأشعرية، وقد [[ثبَّته]] المحققون منهم، لهذا قال السيد الشريف الجرجاني: لو كان سبق العلم مستلزمًا لجبر ونفي الاختيار للزم أن الرب تعالى وتنزَّه مجبور في أفعاله غير مختار فيها؛ لأنه قد سبق علمه بها كسبق علمه بأفعال عباده. قلت: ونعم ما قال، وهذا القدر كاف في هذا المقام بل فيه زيادة على قدره، والمسألة مبسوطة في كتب المقالات، وقد بسطنا بعض البسط في كتابنا: "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة" ولعلنا لا نعيد البحث في هذا عند سياق أحاديث القدر ¬

_ (¬1) أورده ابن حجر في الفتح (3/ 247).

فليرجع إليه (ابن أبي عاصم طب (¬1) عد عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه نزار بن جيان ضعيف. 138 - " اتقوا اللاعنين: الذي يتخلى في طريق الناس، أو في ظلهم (حم م د) عن أبي هريرة (صح) ". (اتقوا اللاعنين) بصيغة التثنية، لاعن اسم فاعل من لعنه أي الأمرين الجالبين للعن الباعثين عليه سماهما لاعنا مجازًا، إسنادًا إلى السبب، وجعل التخلي لاعنًا لأنه تسبب لذلك من باب ينزع عنهما لباسهما، وبينهما بالإبدال منهما الأقل (الذي يتخلى) بالخاء المعجمة أي يتبرز ويتغوط في طريق الناس التي يسلكونها، والثاني: قوله (أو في ظلهم) أي المحل الذي يعتادون التظلل تحته، من شجرة أو جدار، وظاهر هذا ونحوه من الأحاديث تحريم ذلك، وهو قول جماعة، وقال آخرون: يكره تنزيهًا (حم م د عن (¬2) أبي هريرة). 139 - " اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل (د هـ ك هق) عن معاذ (صح) ". (اتقوا الملاعن الثلاث) بفتح الميم وكسر العين جمع ملعن بزنة مقعد، اسم مكان أي احذروا المواضع التي يلعن فيها من تبرُّز فيها (البراز) بكسر الموحدة، رواية المحدثين، وقيل: بزنة سحاب اسم للفضاء الواسع، كني به عن قضاء الحاجة، كما كنوا عنه بالخلاء؛ لأنهم كانوا يتبرزون في الأمكنة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 262)، (11680)، وابن أبي عاصم في السنة (332)، وابن عدي في الكامل (5/ 194) وأورده ابن حبان في الضعفاء (3/ 56) وقال: نزار بن حبان وهو منكر الحديث، وأورده الذهبي "في الميزان" (7/ 18) في ترجمة نزار بن حبان أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 159) وقال: حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (117) والسلسلة الضعيفة (1786). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 372)، ومسلم (269)، وأبو داود (25).

الخالية من الناس، قال الخطابي (¬1): المحدثون يروونه بالكسر وهو خطأ لأنه بالكسر مصدر من المبارزة في الحرب، وقال الجوهري: بخلافه (في الموارد) جمع مورد هو من ورد يرد وهو محل الورود للماء (وقارعة الطريق) بالقاف وكسر الراء وسطه لأنه يقرعها المارة، وقيل: أعلاه، والمراد هنا نفس الطريق (والظل) هو كل ما يستظل تحته كما سلف، وفيه الإرشاد إلى اجتناب كل ما فيه أذية للعباد، ويكون سببًا لذم فاعله. فإن قلت: هل فيه دليل على جواز لعن فاعل ذلك في هذه المواضع؟ قلت: يحتمل ذلك؛ لأنه لو كان غير جائز لنهى - صلى الله عليه وسلم - عنه، ويحتمل: عدم الجواز إلا أن الاحتمال الأوَّل أقوى أو متعين؛ لأنه قد ورد بلفظ الأمر باللعن لمن فعل ذلك (د هـ ك هق عن (¬2) معاذ) رمز المصنف لصحته، لكن جزم أبو داود أنه منقطع، وبيَّن عبد الحق انقطاعه فإن أبا سعيد الحميري لم يدرك معاذًا، وأبو سعيد هذا مجهول، كما قاله الذهبي وغيره، لكنه حسَّن الحديث النووي (¬3)، قال الولي العراقي: ولعله لشواهده. 140 - " اتقوا الملاعن الثلاث: أن يقعد أحدكم في ظل يستظل فيه، أو في طريق، أو في نقع ماء (حم) عن ابن عباس (صح) ". (اتقوا الملاعن الثلاث) بيَّنهَا بقوله (أن يقعد أحدكم) متبرزًا بما علم يقينًا ¬

_ (¬1) انظر: معالم السنن (1/ 9) وقال الحافظ في الفتح (1/ 249) من فتح أراد الفضاء فإن أطلقه على الخارج فهو من إطلاق اسم المحل على الحال كما تقدم قبله في الغائط ومن كسر أراد نفس الخارج أ. هـ. (¬2) أخرجه أبو داود (26) وابن ماجه (328)، والحاكم (67111)، والبيهقي (1/ 97)، وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 105): وصححه ابن السكن والحاكم وفيه نظر لأن أبا سعيد لم يسمع من معاذ ولا يعرف هذا الحديث بغير هذا الإسناد. (¬3) خلاصة الأحكام (1/ 155) رقم (340).

من جواز التظليل (في ظل يستظل به) بتعيين الصيغة تعم كل مستظل من مسلم وكافر، (أو في طريق) قيَّده آنفًا بقارعة الطريق، فيحتمل أن يقيد به هذا الإطلاق، ويحتمل أنه خرج هنالك للغالب (أو في نقع ماء) بفتح النون وسكون القاف آخره عين مهملة، هو الماء المتجمع وهو غير المورد، فإن هذا نهي عن التبرز في نفس الماء، والأول عن محل الورود وحول الماء (حم عن ابن (¬1) عباس) رمز المصنف لصحته فيما رأيناه من النسخة المقابلة على خطه، وقال الشارح رمز لضعفه، وهو كما قال، فقد بيَّن مغلطاى أنَّ أحمد رواه من حديث ابن المبارك عن ابن لهيعة، ثم قال: لكن لا يقدح ذلك في إيراده شاهدًا لما قبله. 141 - " اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد (تخ) عن أبي هريرة" (صح). (اتقوا المجذوم) هو من تهافتت أطرافه من الجذام، وهو داء معروف، قال الجوهري (¬2): جذم الرجل بضم الجيم فهو مجذوم، ولا يقال للمجذوم أجذم. إن قلت: إنه لا عدوى كما يأتي، فما وجه الأمر بالحذر من المجذوم. قلت: ليس فيه أنه نهى عنه وحذر منه لأجل العدوى، بل لحكمة لا نعلمها أو لدفع ذريعة الوهم، فإنه قد ثبت أن للوهم أثرًا، كما ذكره الأطباء، وضربوا بذلك مثلاً، وهو الماشي على جذع منصوب على هواه، فإن وهمه وتخيله السقوط يقتضي سقوطه مع أن مشيه عليه وهو كذلك كمشيه عليه وهو ملقى على الأرض لا فرق بينهما إلا الوهم والخوف والإشفاق والحذر، أو أنه تحذير من قربانه لمن ضعف توكله، ويأتي زيادة على هذا (كما يتقى الأسد) بالفرار عنه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 299)، وضعفه المنذري (1/ 80)، وابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 308) لأجل ابن لهيعة والراوي عن ابن عباس المبهم، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 204) فيه ابن لهيعة ورجل لم يسم. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 113)، والإرواء (62). (¬2) انظر: الصحاح (5/ 1884).

(تخ عن أبي (¬1) هريرة) رمز المصنف لصحته، ولم يتعقبه الشارح. 142 - " اتقوا صاحب الجذام كما يتقى السبع، إذا هبط وادياً فاهبطوا غيره، ابن سعد عن عبد الله بن جعفر" (ض). (اتقوا صاحب الجذام كما يتقى السبع) هو حيث أطلق اسم للأسد (إذا هبط) المجذوم (واديًا) نزل بواد (فاهطبوا غيره) غير واديه، وفيه إعلام بالإبعاد عنه، بحيث لا يجمعهما بقعة، وكأنه مبالغة بالتحذير وإلا فالذي اعتاده الناس إخراجه عن البلد إلى قريب منها. إن قلت: هل يجوز إخراجه من بيته وبلده كما يفعله الناس؟ قلت: النهي عن قربانه الناس يقتضي نهيه أن يخالطهم، ويكفي بقاؤه في منزله بحيث لا يخرج عنه، وتجب كفايته على بيت المال (ابن سعد عن (¬2) عبد الله بن جعفر) أي ابن أبي طالب، وجعفر هو الطيار في الجنة شهيد مؤته، ويأتي ذكره في قوله أسمح وكان مولده في الحبشة في هجرة أبيه إليها، وتوفي في المدينة سنة ثمانين، وكان يسمَّى بحر الجود (¬3)، والحديث رمز المصنف لضعفه. 143 - " اتقوا النار ولو بشق تمرة (ق ن) عن عدي بن حاتم (حم) عن عائشة (طس) والضياء عن أنس، البزار عن النعمان بن بشير، وعن أبي هريرة (طب) عن ابن عباس، وعن أبي أمامة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 138)، والبيهقي في السنن (7/ 218)، وابن عدي في الكامل (6/ 356)، والخطيب في تاريخ بغداد (2/ 307)، قال الذهبي في السير (8/ 167): هذا خبر منكر. وانظر: العلل للدارقطني (10/ 307). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 117)، وأورده ابن عبد البر في التمهيد (1/ 53)، وقال: ... محمود بن لبيد: فلقيت عبد الله بن جعفر فقلت له: يا أبا جعفر ما حديث حدثه عنك أهل جرس ثم حدثته الحديث فقال: كذبوا والله ما حدثتهم ... أ. هـ وقال الألباني في ضعيف الجامع (126): موضوع أ. هـ (¬3) انظر: الإصابة (4/ 41).

(اتقوا النار ولو بشق تمرة) بكسر الشين المعجمة، قال في النهاية (¬1): أي نصف تمرة، وهو حث على التصدق ولو بالقليل، وإن عذاب النار يدفع بالصدقة (ق ن عن (¬2) عدي) بالمهملتين صحابي جليل، وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع وأكرمه، وألقى إليه وسادة كانت تحته - صلى الله عليه وسلم - ليجلس عليها، وشهد مع علي عليه السلام المشاهد كلها وفقيت عينه يوم الجمل، عاش مائة وعشرين سنة وهو من الشجعان الأجواد (¬3) (بن حاتم) هو الجواد الذي به تضرب الأمثال (حم عن عائشة البزار) بفتح الموحدة وتشديد الزاي آخره راء، هو الحافظ العلامة الشهير أبو بكر أحمد ابن عمرو بن عبد الخالق البصري، صاحب المسند الكبير ذكره الدارقطني وأثنى عليه، وقال: ثقة يخطئ ويتّكل على حفظه، مات بالرملة سنة اثنين وتسعين ومائتين (¬4) (طس والضياء عن أنس البزار، عن النعمان بن بشير وأبي هريرة، طب عن ابن عبَّاس وعن أبي أمامة). 144 - " اتقوا الدنيا، فوالذي نفسي بيده إنها لأسحر من هاروت وماروت الحكيم عن عبد الله بن بسر المازني" (صح). (اتقوا الدنيا) احذروها (فوالذي نفسي) أي روحي (بيده) في قبضته، يقبضه متى شاء ويرسله متى شاء، وكان هذا قسمه - صلى الله عليه وسلم -، والإقسام هنا ليس لرد إنكار المخاطب بل لعظمة شأن الخبر وتحقيق صدقه، وحقيقته ونشاط المخبر في إخباره، وأما إطلاق اليد على الله فهو إطلاق قرآني {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] ونحوه، ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 491). (¬2) أخرجه البخاري (1413)، ومسلم (1016)، والنسائي (5/ 74)، وكذا أحمد (4/ 258) عن عدي وأحمد (6/ 137) عن عائشة والطبراني في الأوسط (3644)، والضياء في المختارة (2048) (2049) عن أنس والطبراني في الكبير (12/ 163) رقم (8017) عن أبي أمامة. (¬3) انظر: الإصابة (4/ 469). (¬4) تذكرة الحفاظ (2/ 653).

ويأتي الكلام على أمثال هذه العبارات (أنها) أي الدنيا (لأسحر) في النهاية (¬1): السحر في كلامهم صرف الشيء عن وجهه، وفي الكشاف، علم السحر مزاولة النفوس الخبيثة لأقوال وأفعال ترتب عليها أمور خارقة للعادة، وقد قدمنا عن القرافي في تحقيق أنواع السحر، والمراد أن الدنيا أشد أسحر به (من هاروت وماروت) وهما الملكان المذكور في القرآن شأنهما، وذلك لأن حبها والتهالك عليها، والشغف بها يصير الإنسان يتصرف في تحصيلها على كل وجه من التصرف، ويخرج الأمور على غير وجهها كما يفعله الساحر ليتم له مراده، والمراد أن حب الدنيا يعلّمه أنواع التحيل لجلبها وتحصيلها أشد مما يعلمه الملكان، والإسناد إليها مجازًا، فهو تحذير عن الدنيا لئلا تعلمه السحر، ويحتمل أن المعني أنها تسحر الناس ويخرجهم عن الوجه الذي خلقوا له من عبادة الله والقيام بواجبه، بما تزينه لأهلها من زخارفها وشهواتها، والأول يرجحه التفضيل على الملكين فإنهما يعلمان كما قال الله، لا يسحران إلا أن يقال: من علم السحر فقد سحر (الحكيم عن عبد الله بن بسر) (¬2) بضم الموحدة فمهملة وعبد الله وأبوه صحابيان، وعبد الله آخر من مات من الصحابة بالشام (المازني) نسبة إلى مازن قبيلة معروفة (¬3) وإسناد الحديث ضعيف، والمصنف رمز لصحته. 145 - " اتقوا بيتاً يقال له "الحمام" فمن دخله فليستتر (طب ك هب) عن ابن عباس" (صح). (اتقوا) احذروا (بيتًا) أي تدخلوه بدليل قوله: فمن دخله (يقال له الحمام) وذلك لأنه محل كشف العورات، ورفع الأصوات، وهو نهي تنزيه بدليل قوله (فمن دخله فليستتر) وجوبًا، وفيه الإذن بدخول الحمام، وإيجاب ستر العورة، ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 346). (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي (ص 130)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (115). (¬3) الإصابة (4/ 23)، وأسد الغابة (1/ 585).

(طب ك هب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وتعقب. 146 - " اتقوا زَلَّة العالم، وانتظروا فَيْئَته، (الحلواني (عد هق) عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده" (ض). (اتقوا) احذروا (زلَّة العالم) خطيئته فلا تتابعوه فيها (وانتظروا فيئته) رجوعه عنها بالتوبة، فإنه بما عنده من العلم يرجع إلى الحق والتوبة، فإياكم والاقتداء به في زلته وتظنون أنهما جائزة، لما صدرت عنه لما عنده من العلم فتقتدوا به فتأثموا وارتقبوا رجوعه (الحلواني) بضم المهملة نسبة إلى اسم بلده، ويأتي قريبًا بيان حاله (عد هق (¬2) عن كثير) بفتح الكاف والمثلثة تابعي، قال في الكاشف (¬3): واه وقال أبو داود: كذاب، وقال الشافعي: ركن من أركان الكذب، (بن عبد الله بن عمرو عن أبيه عن جده) عمرو بن عوف، وهو صحابي رمز المصنف لضعف الحديث لما عرفت. 147 - " اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 288) وقال: صحيح على شرط مسلم، والطبراني في الكبير (11/ 27) رقم (10932)، والبيهقي في الشعب (7766) وقال: فذكره بنحوه مرسلاً وهو المحفوظ، وانظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 240) وقال: إنما يروونه عن طاوس عن النبي مرسلاً. أ. هـ والمرسل أخرجه عبد الرزاق (1/ 290) وانظر: "المداوي" (1/ 171 - 173)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (116). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 211)، وابن عدي في الكامل (6/ 60)، وأورده الذهبي في الميزان (5/ 492)، وقال المناوي (1/ 141): فيه كثير المزني وهو متروك، متهم بالكذب، وقال الألباني في ضعيف الجامع (125)، والسلسلة الضعيفة (1700): ضعيفة جدًّا. (¬3) انظر: الكاشف للذهبي (2/ 145 رقم 4637)، وقال الحافظ في الفتح (4/ 451): "البخاري ومن تبعه كالترمذي وابن خزيمة يُقوُّون أمره". وقال في التقريب (5617): ضعيف، أفرط في نسبه إلى الكذب. وانظر: "الإِمام الترمذي والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين" للدكتور/ نور الدين عتر، (ص: 268 - 280).

وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين (طب) والضياء عن خزيمة بن ثابت" (صح). (اتقوا دعوة المظلوم) احذروها بترك ظلمه (فإنها تحمل على الغمام) هو السحابة البيضاء حتى تنتهي إلى حيث يشاء الله (يقول الله: وعزتي) غلبتي (وجلالي) عظمتي، وفي الإقسام بهاتين الصفتين عند الإخبار بنصرة المظلوم أتم مناسبة؛ لأنه لا ينصر إلا الغالب العظيم، وفي الإقسام دليل غضب شديد على الظالم (لأنصرنك ولو بعد حين) لأنها قد تقتضي الحكمة تأخير النصر فيكون أبلغ وأتم (طب والضياء (¬1) عن خزيمة) بضم الخاء المعجمة فزاي فمثناة تحتية (بن ثابت) اسم فاعل من الثبوت، وخزيمة صحابي جليل أنصاري خطمي، وهو ذو الشهادتين شهد بدرًا وغيرها، وقتل بصفين مع أمير المؤمنين علي كرَّم الله وجهه (¬2)، رمز المصنف لصحة الحديث، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. 148 - " اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة (ك) عن ابن عمر (صح) ". (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنَّها شرارة) في سرعة صعودها أو لأنَّها خرجت من قلب يلهب بنار القهر والظُّلم، وأنها في خرقها للحجب كأَنَّها شرارة في أثرها، وفي هذا التشبيه نكتة شريفة هي الإشارة إلى أن الجزاء من جنس الفعل، كما جرت به سنته تعالى، فمن ألهب قلب المظلوم وملأه بالقهر وظلمه، فليرتقب لنار الجزاء في الدارين (ك عن ابن (¬3) عمر) رمز المصنف لصحته وهو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 84) رقم (3718)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 186)، وقال المنذري (3/ 130): لا بأس بإسناده في المتابعات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (118) والسلسلة الصحيحة (870). (¬2) الإصابة (2/ 278). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 29) وقال: رواة هذا الحديث متفق على الاحتجاج بهم، وكذلك قال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 130) وزاد: إلا عاصم بن كليب فاحتج به مسلم وحده وفي إسناده عاصم بن كليب، انظر: ترجمته في "المغني" (2992)، والميزان (4/ 12)، وصححه الألباني في=

من رواية عاصم بن كليب، قال الحاكم: احتج به مسلم وأقره الذهبي في التلخيص لكنه أورده في الضعفاء، وقال: قال ابن المديني لا يحتج بما انفرد به غيره ممن تكلم فيه. 149 - " اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرًا، فإنها ليس دونها حجاب (حم ع) والضياء عن أنس (صح) ". (اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرًا) فإن الله حرَّم ظلمه وأنه ينتقم له كما ينتقم منه (فإنه ليس دونه) دون دعائه (حجاب)، فلا يظن أن كفره وقبائح أفعاله يحجب دعاءه من القبول، فإن حجاب الدعوة كناية عن عدم قبولها، فإنه إنما يطلب حقه، وهذا من عظيم إنصاف الربّ تبارك وتعالى حيث ينتصف له، وما أنصف هو ربه بطاعته (حم ع والضياء (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 150 - " اتقوا فراسة المؤمن، فإنَّه ينظر بنور الله عزَّ وجلَّ (تخ ت) عن أبي سعيد الحكيم الترمذي وسمويه، (طب عد) عن أبي أمامة ابن جرير عن ابن عمر" (ض). (اتقوا فراسة المؤمن) في النهاية (¬2): الفراسة تقال بمعنيين: أحدهما: ما دل له ظاهر هذا الحديث، وهو ما يلقيه الله في قلوب أوليائه، فيعرفون به أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات، وإصابة الظن والحدس. والثاني: نوع يتعلم بالتجارب والدلائل والخلق والأخلاق، فيعرف به أحوال الناس وللناس فيه تصانيف كثيرة قديمة وحديثة انتهى. ¬

_ =صحيح الجامع (118)، والسلسلة الصحيحة (871). (¬1) أخرجه أحمد (3/ 153) وأبو يعلى (6762)، (7492)، والضياء في المختارة (7/ 293) (2748)، والطبراني في الدعاء (1321). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (119) وفي السلسلة الصحيحة (767). (¬2) النهاية (3/ 428).

قلت: والمراد هنا هو الأوَّل لقوله (فإنَّه ينظر بنور الله) ولقوله: "المؤمن فإن التعلمي" يعرفه المؤمن والكافر، والمعنى: احذروا إتيان ما تكرهون أن يعرفه المؤمن من أفعالكم، وفي كلام "نهج البلاغة": اتقوا ظنون المؤمنين فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم. فإن قلت: فهل يعمل بالفراسة في الأحكام الشرعية؟ قلت: قد حققنا في الجزء الأول من التحبير شرح التيسير أنَّه لا يعمل به، وانَّما هو من القرائن واللوث ونحو ذلك يكون سببًا للبحث وفي كلام بعض السلف: ظن المؤمن كهانة، وفي شعر أوس بن حجر (¬1): الألمعي الذي يظن لك الظن ... كأن قد رأى وقد سمعا وفي شعر أبي الطيب (¬2): ذكي تظنيه طليعة عينة ... يرى قلبه في يومه ما ترى غدا (تخ ت عن (¬3) أبي سعيد) وتمامه عند الترمذي: ثم قرأ {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: 75] قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، رمز المصنف لضعفه، وكأنه لما قاله الترمذي فإنه قال بعد إخراجه: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه، وقد روي عن بعض أهل العلم في تفسير هذه الآية {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} قال: للمتفرسين انتهى بلفظه (¬4). ¬

_ (¬1) أوس بن حجر شاعر تميم في الجاهلية (95 - 2 ق. هـ). (¬2) أبو الطيب المتنبي (303 - 354 هـ). (¬3) أخرجه الترمذي (3127)، والبخاري في التاريخ الكبير (1529) عن أبي سعيد وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 102) رقم (7497)، وابن عدي في الكامل (4/ 207) عن أبي أمامة، وابن جرير في التفسير (14/ 46) عن ابن عمر، والحكيم في نوادر الأصول (2/ 221). وأورده ابن أبي الدنيا في الحلم (ص 61) رقم (88، 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (127)، وفي السلسلة الضعيفة (1821). (¬4) أخرجه ابن جرير في تفسيره (7/ 527) وزاد السيوطي في الدر المنثور (5/ 90) نسبته إلى ابن المنذر.

(الترمذي الحكيم) زاد قوله: الحكيم ليتميز عن صاحب السنن، ولم يكن محتاجًا إليه لأنه، يتميز بأن ذلك جعل له رمزًا، وهذا بلفظه (وسمويه طب عد عن أبي أمامه، بن جرير) بالجيم والرائين هو الإِمام الكبير محمَّد بن جرير بن يزيد بن كثير الإِمام الفرد الحافظ أبو جعفر أحد الأعلام وصاحب التصانيف من أهل طبرستان أكثر التطواف وسمع من أمم وعنه خلائق، قال الخطيب: كان الأئمة ترجع إليه، وتحكم بقوله، وترجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، جمع من العلوم ما لم يشاركه أحد من أهل عصره، قال تلميذه أبو محمَّد الفرغاني: حسبت تلامذته أبا جعفر منذ احتلامه إلى أنَّ مات، فقسموا على المدة مصنفاته فصار لكل أربعة عشر ورقة، قيل: مكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة، له تاريخ العالم أملاه في نحو ثلاث آلاف ورقة وله التفسير الذي ليس له نظير، توفي سنة إحدى وثلاثمائة (¬1) (عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وفيه مؤمل بن سعيد الرحبي، أورده الذهبي في المتروكين، وقال أبو حاتم: منكر الحديث (¬2). 151 - " اتقوا محاش النساء سموية (عد) عن جابر (ض) ". (اتقوا محاش النساء) بالحاء المهملة والشين المعجمة، وفتح أوله في النهاية (¬3): أنه جمع محشة وهي الدبر، قال الأزهري (¬4): ويقال أيضاً بالمهملة كني بالمحاش عن الأدبار كما يكنى بالحشوش عن موضع الغائط، والحديث: "نهى عن إتيان الزوجة في الدبر"، وفي الباب عدة أحاديث كحديث أبي هريرة في ¬

_ (¬1) ينظر: لسان الميزان (5/ 100)، وتاريخ بغداد (2/ 162). (¬2) انظر: الجرح والتعديل (8/ 49)، والمغني للذهبي (6548)، ولسان الميزان (6/ 137)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 31). (¬3) النهاية (1/ 391). (¬4) انظر: تهذيب اللغة (2/ 15).

السنن: "ملعون من أتى امرأته في دبرها" (¬1) [ص:68] وحديث عمر (¬2) عند وكيع، قال: قال رسول الله: "إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أعجازهن" وقال مرَّة: "في أدبارهن"، وحديث طلق بن علي عند الترمذي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تأتوا النساء في أدبارهن إن الله لا يستحيي من الحق" (¬3) وفي الباب عدة أحاديث. قال ابن القيم (¬4) في الهدي: قد دلَّت الأحاديث على تحريم الوطء في أدبار النساء؛ لأنه تعالى أباح إتيانها في الحرث وهو موضع الولادة، لا في الحشس، الذي هو موضع الأذى، وموضع الحرث هو المراد من قوله: {مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ} [البقرة: 222] وإذا كان الله حرَّم الوطء في الفرج لأجل الأذى العارض وهو الحيض، فما الظن بالحشس الذي هو موضع الأذى اللازم مع زيادة المفسدة بالتعرض لانقطاع النسل، والذريعة القريبة جدًا من أدبار النساء إلى أدبار الصبيان وأيضًا فإن ذلك مضر بالرجل فلذا نهى عنه عقلاء الأطباء من الفلاسفة وغيرهم؛ لأن للفرج خاصَّته في اجتذاب الماء المتحقن وإراحة الرجل منه والوطء في الدبر لا يتعين على اجتذاب جميع الماء، ولا يخرج كل المتحقن لمخالفته الأمر الطبيعي، وأيضًا فإنه يضر بالمرأة جدًا لأنه دار غريب بعيد عن الطبائع منافر لها غاية المنافرة، وأيضًا فإنه يُحدث الهم والغم والنفرة عند الفاعل والمفعول، وأيضًا فإنه يسود الوجه، ويظلم الصدر ويطمس نور القلب ويكسب الوجه وحشة ويصير كالسيها عليه يعرفه من له أدنى فراسة، ثم ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2162)، وابن ماجة (1923)، والنسائي في السنن الكبرى (9015)، وأحمد (2/ 444). قال الشيخ الألباني: صحيح في صحيح الجامع (5889). (¬2) حديث عمر لم أقف عليه وكذلك قال مثله المباركفوري في التحفة (4/ 275). (¬3) أخرجه الترمذي (1164)، وأبو داود (205). (¬4) زاد المعاد (4/ 262).

عدَّ له عدة مفاسد لا يتسع لها هذا المقام. (سمويه عد (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، وفيه علي بن أبي على الهاشمي قال في "الميزان" عن أبي حاتم والنسائي: متروك وعن أحمد: له مناكير، ثم أورد فيها هذا الخبر. 152 - " اتقوا هذه المذابح، يعني المحاريب (طب هق) عن ابن عمرو" ح. (اتقوا هذه المذبح) جمع مذبح بالذال المعجمة والحاء المهملة، وفسَّره بقوله (يعني المحاريب) وهو مدرج وهي جمع محراب، وهو الموضع العالي المشرف وهو صدر المجلس أيضًا، ومنه سمي محراب المسجد، وهو صدره وأشرف موضع فيه، قاله ابن الأثير (¬2)، والمراد هنا: احذروا صدور المجالس والتصدر فيها، وذلك لما تجده النفس من الكبر والترفع على من دونه، وفي حديث أنس: كان يكره المحاريب أي لم يكن يجلس في صدور المجالس ويترفع على الناس (¬3) (طب هق (¬4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه، وبحث ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 185)، وأورده الذهبي في الميزان (5/ 178) في ترجمة علي بن أبي علي اللهبي، وقال الألباني في ضعيف الجامع (127) وفي السلسلة الضعيفة (1995): ضعيف جداً. (¬2) النهاية (1/ 359). (¬3) راجع الثمر المستطاب في فقه السنة والكتاب للألباني (ص: 475 - 476). (¬4) أخرجه الطبراني انظر القطعة المفقود (برقم 939) و (2/ 439) من الكبير كما في مجمع الزوائد (8/ 60)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 439)، وتعقبه الذهبي في "المهذب" قال: قلت: هذا خبر منكر تفرد به عبد الرحمن مفراء وليس بحجة أ. هـ وقد تعقب الغماري المناوي في المداوى (1/ 180 - 183) على تفسير كلامه الذي نقله الصنعاني فراجعه فإنه مهم. وراجع رسالة السيوطي بعنوان: " إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب". وصححه الألباني في صحيح الجامع (120) وفي الضعيفة (2/ 25) وحسّنه وتكلم عليه وجاء بطرق أخرى في السلسلة الضعيفة (488). وقال الأزهري: المذابح: المقاصير، ويقال: هي المحاريب ونحوها. تهذيب اللغة (2/ 89).

الشارع فيه بما لا يقدح في حسنه. 153 - " اتموا الركوع والسجود، فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من وراء ظهري إذا ركعتم وإذا سجدتم (حم ق ن) عن أنس (صح) ". (أتموا الركوع والسجود) هو خطاب لمن يصلي خلفه مؤتمًا به، كما يرشد إليه قوله (فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من وراء ظهري) قال الحافظ ابن حجر: الأحاديث الواردة في ذلك مقيدة بحال الصَّلاة، وبذلك يجمع بينها وبين قوله: "لا أعلم ما وراء جداري هذا" انتهى (¬1). قلت: ويدل له قوله: (إذا ركعتم وإذا سجدتم) واعلم أنه اختلف العلماء هل يرى ذلك بعينين له في ظهره أو بمعنى يخلقه الله فيه، ولا دليل إلا أنه كان يراهم من ورائه، والله أعلم بماذا كانت تلك الرؤية، وفي اختصاص هذه الرؤية بحال الصلاة دليل على عظمة شأن الصلاة، وإنما لم يقل: فإن الله يراكم؛ لأنَّ سبب الحديث أنه قال رجل: لأفعل في صلاتي كذا انظر هل يعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك أم لا؟ فذكره، وقيل: النكتة غير ذلك (حم ق ن (¬2) عن أنس). 154 - " أتموا الصفوف، فإني أراكم خلف ظهري (م) عن أنس (صح) ". (أتموا الصفوف) قد فسَّر إتمامها الحديث الثاني، أعني قوله المقدم: "ثم الذي يلي"، وفيه دليل على أنه لا يصف صف آخر إلا إذا لم يبق في الأول متسع، والأصل في الأمر الوجوب، ما لم يقم دليل على خلافه، وهذا مما تساهل الناس فيه، نرى في المسجد أربعة أو خمسة صفوف لو انضم بعضهم إلى بعض لكانوا ¬

_ (¬1) فتح الباري (1/ 514). قال المناوي في الفيض (1/ 189): قال الحافظ ابن حجر: وأما ما اشتهر من خبر "لا أعلم ما وراء جداري" فلا أصل له وبفرض وروده فالمراد به أنه لا يعلم الغيب إلا بإطلاعه تعالى. ونقل عنه هذا الكلام السخاوي في المقاصد (ص: 571). وانظر: الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث (409). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 135)، والبخاري (6644) ومسلم (425)، والنسائي (2/ 92).

صفًا واحداً (فإني أراكم خلف ظهري) هو كما سلف (م عن (¬1) أنس) وأخرجه غيره. 155 - " أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه. فما كان من نقص فليكن من الصف المؤخر (حم د ن حب) وابن خزيمة والضياء عن أنس" (صح). (أتموا الصف المقدم ثم الذي يليه) هذا يؤكد الإيجاب (فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر) فلا يصف صف إلا بعد أن يضيق الذي قبله، ويمتلئ بحيث لا يتسع لأحد، والأمر ظاهر في الوجوب (حم د ن (¬2) حب وابن خزيمة والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته. 156 - " أتموا الوضوء، ويل للأعقاب من النار (هـ) عن خالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة (صح) ". (أتموا الوضوء) أي أبلغوه مبالغه التي أمر الله بها (ولي للأعقاب) جمع عقب (من النار) قال الحافظ ابن حجر (¬3) جاز الابتداء بالنكرة لكونه دعاء أو جاءت مرة فيما أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد مرفوعًا: "ويل واد في جهنم" (¬4) وفيه أقوال أخرى. قلت: فالابتداء به حينئذ لكونه علمًا لا لكونه دعاء، وكأنه أراد ذلك على أحد الأقوال قال البغوي (¬5): معناه ويل لأصحاب الأعقاب المقصّرين في غسلها، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (434). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 132)، أبو داود (671)، والنسائي (2/ 93)، وابن خزيمة 1546، 1547)، والضياء في المختارة (2379) وابن حبان (2155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (122). (¬3) فتح الباري (1/ 158). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 75)، وعبد بن حميد (924)، والترمذي (3164) وقال: غريب. وأبو يعلى (1383)، وابن حبان (7467)، والحاكم (4/ 639) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: ابن المبارك (334)، والديلمي (7164). (¬5) انظر: شرح السنة للبغوي (1/ 429)، وفتح الباري (1/ 266).

وهو دليل على وجوب إمساس أعضاء الوضوء الماء كلها ولا يعفي عن شيء منها (5 عن خالد (¬1) بن الوليد) هو الصحابي المعروف سيف الله على المشركين (ويزيد) هو منقول من مضارع زاد (بن أبي سفيان) صحابي أخ لمعاوية (وشرحبيل) بمعجمة فراء مهملة بزنة خزعبيل (بن حسنة) بالمهملتين مفتوحات وهو ابن عبد الله وعرف بابن حسنة، وهي أمه، والحديث صحيح وقد رمز المصنف لصحته. 157 - " أتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق، جاءني به جبريل عليه قطيفة من سندس (حم حب) والضياء عن جابر (صح) ". (أُتيت) معبر الصيغة أي أتاني الملك (بمقاليد الدنيا) في الكشاف (¬2): هي المفاتيح لا واحد لها من لفظها، وقيل: مقليد، ويقال إقليد وأقاليد والكلمة أصلها فارسية (على فرس أبلق) هو ما كان لونه بين السواد والبياض (جاءني به) بالفرس (جبريل) هو بيان لفاعل أتيت (عليه) أي الفرس (قطيفة) هي الدثار المحمل (من سندس) هو رقيق الديباج معرب بلا خلاف، قاله في القاموس (¬3)، والحديث تبشير للأمة أنهم يفتحون الأقطار ويملكونها، وقد جاء هذا البشير بأوضح من هذا، وقد وقع كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - وهذا الإتيان والمقاليد والفرس ظاهرها أنها حقائق لا مجاز فيها، والكيفية غير معلومة لنا ويحتمل التمثيل والمجاز (حم حب (¬4) والضياء عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (455) عن خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشربيل بن حسنة وعمرو بن العاص، كل هؤلاء سمعوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال البوصيري في الزوائد (1/ 66): هذا إسناد حسن ما علمت في رجاله ضعفًا. وصححه الألباني في صحيح الجامع (124) والسلسلة الصحيحة (782). (¬2) الكشاف (1/ 1116). (¬3) القاموس المحيط (صـ 710). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 327)، وابن حبان (6364)، وعن جابر، وقول الهيثمي في المجمع (9/ 20)،=

أحمد رجال الصحيح. 158 - " أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي ولأصحابي (عد فر) عن علي (ض) ". (أثبتكم على الصراط) عند الجواز عليه وقد تقدم تفسيره (أشدكم حبًّا لأهل بيتي ولأصحابي) لما علم - صلى الله عليه وسلم - بإعلام الله له أن الأمة تحزب بعده أحزابًا، وتفرق شيعًا فتكون فرقة منهم تحب الآل كما هو الواجب الذي دلت عليه الآيات والآثار، ولكنها تقصّر في حق الصحابة، وتقابلهم فرقة أخرى تحب الصحابة وتقصّر في حق الآل، فلا ترى لهم حقًّا، وتبالغ في حق الصحابة، وهذا داء قد ملأ وجه البسيطة، وعمّت به البلوى، إلا من عصمه الله، أخبر - صلى الله عليه وسلم - عليه أن أثبت العباد على الصراط من عرف حق هؤلاء وهؤلاء، وأحب الآل لشرفهم وقرابتهم، وأحب الأصحاب لصحبتهم له - صلى الله عليه وسلم - ومناصرتهم إياه، وذكر الأشدّية في حتى الفريقين مبنية على غيره، ذلك لأن غالب من اشتدَّ حبه لفريق الغلو في حقه حتى يقصر في حق غيره، وفي جعل الجزاء على ذلك الأثبتيّة على الصراط مجازاةً من جنس الفعل؛ لأنه لما ثبت في حب من أمر الله بحبه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - كان جزاءه الأثبتية على الصراط، ومن ثبت عليه فقد نجا، والخطاب في أثبتكم للآل والأصحاب وغيرهم من الموجودين في حال الخطاب، وهو في حال من سيوجد لحقه فيمن وجد من الأمة كسائر الخطابات الشرعية (عد فر (¬1) عن ¬

_ = وعده الذهبي في الميزان (2/ 308) من مناكيره -الحسين بن واقد- وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 179). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (132)، وفي السلسلة الضعيفة (1720). (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 302) في ترجمة محمَّد بن محمَّد بن الأشعث، قال وعامة أحاديثه مناكير أو كلها. وعزاه الغماري في المداوى إلى الديلمي (1/ 183 رقم 159)، وقال: موضوع. وقال الألباني في ضعيف الجامع (134)، وفي السلسلة الضعيفة (1996): موضوع.

علي) رمز المصنف لضعفه. 159 - " أثردوا ولو بالماء (طس هب) عن أنس" (ض). (أثردوا) أي الطعام (ولو بالماء) الثريد هو الخبز المأدوم باللحم كما قال: إذا ما الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد فتسمية الذي يثرد بالماء ثريدًا مجاز، وهو حث على تليين الخبز بالإدام لأنه أنفع وألين، وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - بعث ليعلم الأمور الدينية والبدنية (طس (¬1) هب عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 160 - " اثنان فما فوقهما جماعة (هـ) عن أبي موسى (حم طب عد) عن أبي أمامة (قط) عن ابن عمر، وابن سعد، والبغوي والماوردي عن الحكم بن عمير" ض. (اثنان فما فوقهما جماعة) أي في الصلاة فهو إعلام بأنها تحصل فضيلة الجماعة بالاثنين، ودفع لما يتوهم من أن لفظ الجماعة لا يصدق إلا على الثلاثة، فالجماعة تتم بالاثنين، وهما خير من الواحد، كما يأتي، وهذا الحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى رجلاً يصلي وحده، فقال: "ألا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه" فقام إليه رجل فصلَّى معه فذكره (هـ عن أبي موسى حم طب عد (¬2) عن أبي أمامة قط عن ابن عُمر، وابن سعد والبغوي والماوردي عن الحكم) بفتح المهملة والكاف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1110) (7147) والبيهقي في الشعب (5923)، وفي إسناده عباد بن كثير الرملي ضعيف كما في التقريب (3140). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (135) والسلسلة الضعيفة (1790). (¬2) أخرجه ابن عدي (5/ 250) وابن سعد (7/ 415)، والبغوي (482) عن الحكم بن عمير والدارقطني (1/ 281) عن ابن عمر وابن ماجة (972)، والبيهقي في الشعب (3/ 69) والدارقطني (1/ 280) وابن عدي (3/ 128) عن أبي موسى قال البوصيري (1/ 119): إسناده ضعيف، وأحمد (5/ 254)، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 248 رقم 7974)، والأوسط (6624) وابن عدي (6/ 315) عن أبي أمامة، وقال الهيثمي (2/ 45) فيه مسلمة بن علي وهو ضعيف. وانظر نصب الراية (2/ 198).

(بن عمير) بالمهملة مصغر عمر، رمز المصنف لضعفه، وقال الزيلعي: هذه كلها ضعيفة [ص: 70]. 161 - " اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة: قاطع الرحم، وجار السوء (فر) عن أنس" (ض). (اثنان لا ينظر الله إليهما يوم القيامة) هو كناية عن الاستهانة بهما والسخط عليهما يقال: فلان لا ينظر إلى فلان والمراد نفي اعتداده به وإحسانه إليه، قال: فمن لي بالعين التي كتب مرَّة إلى بها في سالف الدَّهر تنظر وبيَّنهما بقوله: (قاطع رحم وجار السوء) بفتح المهملة وضمها وهو من الإساءة ضد الإحسان، والمصدر بمعنى الفاعل أي الجار السيئ وإنما استحق من ذكر هذا الوعيد؛ لأنه قطع ما أمر الله به أن يُوصل فقطع تعالى عنهما أعظم بره، والحديث فيه من البديع التوسيع ومرّ نظيره، ويأتي كثيرًا وفائدته: الإيهام أولاً، ثم التفسير ثانيًا؛ ليكون أوقع في النفس (فر عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬1). 162 - " اثنان خيرٌ من واحدٍ، وثلاثةٌ خيرٌ من اثنين، وأربعةٌ خيرٌ من ثلاثةٍ، فعليكم بالجماعة فإنَّ الله لن يجمعَ أمَّتي إلا على هدىً (حم) عن أبي ذر (صح) ". (اثنان) في الصلاة (خيرٌ من واحد) في الأجر (وثلاثة خير من اثنين، وأربعة خير من ثلاثة فعليكم بالجماعة) في صلاة وغيرها (فإنَّ الله لن يجمع أمتي إلا على هدىً) حثَّ على عدم الانفراد لا في صلاة ولا في رأي ولا مبايعة واقتداء فهو عام للإجماع في المسائل الدينية وملازمة السلاطين وعدم الخروج عليهم ونحو ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (1674)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (138) والسلسلة الضعيفة (1917): موضوع فيه: أبان بن أبي عياش قال ابن حجر في التقريب (142) متروك. وفيه: مهدي بن هلال البصري: قال يحيى بن سعيد كذاب وقال ابن معين كذاب وقال مرة من المعروفين بالكذب ووضع الحديث وقال النسائي والأزدي والدارقطني: متروك وقال ابن حبان يروي الموضوعات عن الأثبات. وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 143).

ذلك، وقوله إلا على هدى تصريح بأنه إذا وقع الإجماع من الأمة كان على الحق فهو أصرح من أحاديث (لن يجمع الله أمتي على ضلالة) إذ ليس في هذا أنها تجمع على هدىً، وقد بحث بعض المحققين على استدلال أهل الأصول بأحاديث "لن يجمع الله أمتي على ضلالة" (¬1) حيث جعلوا دليلاً لحقية الإجماع فقال: لا دليلَ فيه إلا على عدم ضلالها (¬2) وليس هو المدعي فهذا الحديث المذكور في الكتاب يبين المراد (حم عن أبي ذر) (¬3) رمز المصنف لصحته وتعقبه الشارح وقال: ليس بصحيح، فإنه من رواية ابن عياش عن أبي البختري قال الهيثمي: إن أبا البختري ضعيف. 163 - " اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبدٌ أبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتَّى ترجع (ك) عن ابن عمر" (صح). (اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤسهما) وهو من جاوز المكان إذا تعداه وقد علم إنما قبل من الأعمال صعد به إلى السماء {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر: 10] فالمقبول مرفوعٌ، والمردود موضوعٌ، فقوله: (لا تجاوز) كناية عدم القبول أو عدم إسقاط الواجب إلا أنه ذهب العلماء إلى أنهما ¬

_ (¬1) رواه الترمذي (2167) والحاكم: 1/ 115 من حديث ابن عمر، ورواه أبو داود (4253) وأحمد في "مسنده" 6/ 397 من حديث أبي بصرة الغفاري، ورواه ابن ماجه (3950) والحاكم: 1/ 116 من حديث أنس، ورواه أحمد: 5/ 145 من حديث أبي ذر، ورواه الحاكم: 1/ 116 من حديث ابن عباس، وفي كلها مقال، لكن يتقوى بها الحديث. انظر: المقاصد الحسنة (ص 460). قال الشيخ الألباني عن رواية الترمذي: صحيح. انظر: صحيح الجامع (1848). (¬2) ورد في الحاشية الآتي: يقال: هو ملازم للحق؛ لأن الحق والضلال ضدان، فإذا لم يكونوا على ضلالة فهم على الحق فليتأمل. (¬3) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 145) وقال الهيثمي (1/ 177): فيه البختري بن عبيد بن سلمان وهو ضعيف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (136)، والسلسلة الضعيفة (1797): موضوع.

لا يؤمران بالقضاء فدل أنها تجزئ ولا يثاب عليها، وقد بحثنا على هذا في حواشي شرح العمدة بحثًا نفيسًا، وبيَّنهما بقوله: (عبد آبق) اسم فاعل من أبق العبد يأبق ويابق إذا هرب من مواليه، (وامرأة عصت زوجها) بنشوز أو غيره (حتى ترجع) إليه وقد اكتفى به عن غاية الأول فحذف لدلالة هذا عليه فإنَّه لا يقبل للعبد الآبق صلاة حتى يرجع (ك عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته؛ لأنَّه صحَّحه الحاكم وتعقبه الذهبي بأنَّه من حديث بكر بن بكار وهو ضعيف (¬1). 164 - " اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في الأنساب والنياحة على الميت (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (اثنتان) من الخصال (في الناس) كائنة فيهم (هما بهم كفر) أي من خصال أهل الكفر (الطَّعن في الأنساب) من طَعَن يطعن بفتح عين مضارعه وضمها إذا قدح في صحة نسبه (والنِّياحة) بكسر النون وحاء مهملة، وهي تعديد محاسن الميت، والحديث إخبار بأنَّ هاتين الخصلتين من خصال الكفَّار لا أن فاعلهما كافر، ويأتي أربع من خصال الجاهلية يضم إلى هاتين غيرهما يأتي في أربع وهو دال على تحريم الأمرين (حم م عن أبي هريرة) (¬2). 165 - " اثنان يكرههما ابن آدم: الموت، والموت خير له من الفتنة، ويكره قلَّة المال، وقلَّة المال أقل للحساب (ص حم) عن محمود بن لبيد". (اثنان يكرهما بن آدم) عام بكل آدمي، أي ينفر عنهما (يكره الموت) بالطبع ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 172)، ولم يتعقبه الذهبي في المطبوع، وكذلك الطبراني في الأوسط (3628)، ليس فيه بكر بن بكار، علة الحديث، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 313): رجاله ثقات، وقال المنذري (3/ 18) إسناده جيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (136)، والسلسلة الصحيحة (288). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 496)، ومسلم (67).

والجبلة (والموت خير له من الفتنة) هي الامتحان والاختبار، وقد كثر استعمالها فاستعملت في معنى الإثم والكبر والقتال والإحراق والإزالة والصرف عن الشيء كما أفاده في النهاية (¬1) ولا شكَّ أنَّ الحياة لا تخلو عن مسمَّى الفتنة، وأنه لا يزال الحي مفتونًا فلذا خيَّر - صلى الله عليه وسلم - الموت على الفتنة اللازمة للحياة وفي كلام النهج: لا يقولنَّ أحدكم: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة لأنَّه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاَّت الفتن. اهـ (ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحيات)؛ لأنه لابدَّ منه وإذا كان أقل فهو خير له من الكثرة، والحديث تزهيد في محبة الحياة ومحبة كثرة المال (ص حم عن محمود (¬2) بن لبيد) هو أنصاري من بني عبد الأشهل، قال في الخلاصة (¬3): إنه من أولاد الصَّحابة، لا يصح له سماع من النبي - صلى الله عليه وسلم - وثَّقه ابن سعد، مات سنة (96). قلتُ: فكان على المصنف أن يقول مرسلاً. 166 - " اثنان يعجّلهما الله في الدنيا: البغي، وعقوق الوالدين (تخ طب) عن أبي بكرة". (اثنان) من المعاصي (يعجلهما الله في الدنيا) يعجل عقوبتهما فيها (البغي) بالموحدة فالمعجمة من بغا عليه بغيًا وعلا وطلب وعدل المراء واستطال ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 411). (¬2) أخرجه سعيد بن منصور كما في الجامع الكبير (1/ 19)، وأحمد (5/ 427)، وقال المنذري (4/ 73) رواه أحمد بإسنادين رواة أحدهما تحتج بهم في الصحيح، ومحمود له رؤية ولم يصح له سماع فيما أرى، وأما قوله: أنه مرسل فهذا قد بين رد هذه الدعوة ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1378) (2347)، وانظر حاشية الكاشف للشيخ محمَّد عوامة (2/ 246 - 247)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (139)، والسلسلة الصحيحة 813). (¬3) انظر: خلاصة تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال للخزرجي (ص: 371).

وكذب كما في القاموس (¬1)، وفي النهاية (¬2): أصل البغي مجاوزة الحد (وعقوق الوالدين) وكأن المراد أو واحد منهما في النهاية (¬3)، يقال عق والده يعقه عقوقًا فهو عاق إذا آذاه وعصاه وخرج عليه وهو ضد البر وأصله من العق القطع أي الشقّ وإنما عجَّل الله عقوبة ذلك لعظمته عنده تعالى، والحديث من أعلام النبوة، فإنَّه واقع مشاهد، وهل يعاقبان على ذلك أيضًا في دار الآخرة؟ الظاهر ذلك إذا لم يتوبا ويحتمل خلافه وأن الله لا يجمع لهما عقوبتين والأول أوضح (تخ طب عن أبي (¬4) بكرة) بفتح الموحدة وبسكون الكاف فراء بعدها تاء تأنيث اسمه نفيع، مصغَّر نافع، وكني بأبي بكرة؛ لأَنَّه نزل من حصن الطائف على بكرة وهم محاصرون فأسلم وهو صحابي معروف (¬5). 167 - " أثيبوا أخاكم، ادعوا له بالبركة، فإنَّ الرَّجل إذا أكل طعامه وشرب شرابه، ثمَّ دعى له بالبركة فذلك ثوابه منهم (د هب) عن جابر (ح) ". (أثيبوا) من الإثابة يقال أثابه يثيبه إثابة إذا جازاه والاسم الثواب ويكون في الشر والخير إلا أنه في الخير أكثر استعمالاً (أخاكم) في الله قيل فكأنه قيل بما أثيبه فقال (ادعوا له بالبركة) فهي جملة استئنافية (فإن الرجل) والمرأة كذلك (إذا أكل طعامه) بعبر ضيفه أي أكله الأضياف (وشرب شرابه ثم دعى له بالبركة فذاك ثوابه منهم) من الآكلين والشاربين، فيه دليل أنَّه إذا دعى الآكل والشَّارب لمن أحسن إليه بهما، فقد كافأه وكأن المراد به إذا لم يجد جزاء؛ لأنه قيَّده في ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1631). (¬2) النهاية (1/ 143). (¬3) النهاية (3/ 277). (¬4) أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 166)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 131)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (137) وفي السلسلة الصحيحة (1120). (¬5) انظر: أسد الغابة (1/ 1075)، وتهذيب الكمال (30/ 5) رقم (6465).

بعض الأحاديث بقوله: "إذا لم يجد مكافأة" سيأتي (د هب (¬1) عن جابر) قال جابر: صنع أبو الهيثم طعامًا، ودعى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فلمَّا فرغوا ذكره، رمز المصنف لحسنه قال الشارح: وفيه فليح بن سليمان المدني أورده الذَّهبيُّ في الضعفاء والمتروكين، وقال ابن معين، والنسائي: غير قويٍّ وكأنَّه حسنه لشواهده. 168 - " اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله، يبارك لكم فيه (حم د هـ حب ك) عن وحشي بن حرب". (اجتمعوا على) أكل (طعامكم واذكروا اسم الله) تعالى عليه (يبارك لكم فيه) أي يحصل فيه النماء والزيادة بسبب الاجتماع، وصدر الحديث عن وحشي بن حرب أن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع قال: "لعلكم تفترقون" قالوا: نعم، قال: "فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه"، فأفاد أن الاجتماع سبب البركة ويدلُّ عليه: "طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة" (¬2) وهل البركة تكون بالاجتماع أو بالتسمية أو بهما ظاهر جواب الشكوى أنَّها تحصل بالاجتماع ثمَّ أرشدهم إلى زيادة التسمية لزيادة البركة، وقد ورد تعليل الأمر بالتسمية بأنه يدفع مشاركة الشيطان ولا شكَّ أنَّه بمشاركته لهم ترتفع البركة ثمَّ قوله (واذكروا اسم الله) هل هو أمر لكل فرد أو للجماعة وأنَّه إذا سمَّى البعض أجزأ عن الجميع قال ابن القيم (¬3): وهاهنا مسألة تدعو الحاجة إليها وهي أن الآكلين إذا كانوا جماعة فسمَّى ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3853)، والبيهقي في الشعب (4605)، وقال المنذري: فيه رجل مجهول وفيه يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد المعروف بالدالاني وقد وثقه غير واحد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (139)، والسلسلة الضعيفة (1928). (¬2) أخرجه البخاري (5077)، ومسلم (2058، 2059)، والترمذي (1082)، وابن ماجه (3255). (¬3) زاد المعاد (2/ 398).

أحدهم هل تزول مشاركة الشيطان لهم في الطعام بتسميته وحده؟ أو لا تزول إلا بتسمية الجميع؟ فنصَّ الشَّافعيُّ رحمه الله على إجزاء تسمية الواحد وجعله أصحابه كتشميت العاطس ورد السَّلام وقد يقال: لا ترتفع مشاركة الشيطان للآكل إلا بتسمية الآكل نفسه ولا يكفيه تسمية غيره ولهذا جاء في حديث حذيفة: إنا حضرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدها، ثمَّ جاء أعرابيٌّ فأخذ يده، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه وأنه جاء بهذه الجارية ليستحلَّ بها فأخذتُ بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحلَّ به فأخذتُ بيده فوالذي نفسي بيده إن يده لفي يدي مع يديهما" (¬1)، ثمَّ ذكر اسم الله فأكل، فلو كانت تسمية الواحد تكفي لما وضع الشَّيطان يده في ذلك الطَّعام، وقد يُجاب عن هذا، بأنَّه لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد سمَّى بعد، ولكن الجارية ابتدأت بالوضع من غير تسمية وكذلك الأعرابي فشاركهما الشيطان فمن أين لكم أنَّ الشيطان شارك من لم يسمِّ بعد تسمية غيره، فهذا مما يمكن أن يقال، لكن قد روى الترمذي (¬2) وصحَّحه من حديث عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل الطَّعام في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما إنه لو سمى لكفاكم"، ومن المعلوم أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأولئك الستة سموا فلمَّا جاء هذا الأعرابي فأكل ولم يسمِّ شاركه الشَّيطان في أكله فأكل الطَّعام بلقمتين ولو سمَّى لكفى الجميع. اهـ قلت: قوله في حديث حذيفة: ثم ذكر اسم الله وأكل، يدل أنَّه - صلى الله عليه وسلم - اكتفى بتسميته ولم يأمر الأعرابي ولا الجارية أن يسميا دليل على ما قاله الشافعي إلا أنه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2017) وأبو داود (3666) وأحمد (5/ 382، 397)، والبيهقي في شعب الإيمان (5/ 74 رقم 5830). (¬2) أخرجه الترمذي (1858) وكذلك أبو داود (3717)، وابن ماجه (3264).

قد عارضه حديث عائشة الدال على أنه لا يكفي تسمية بعض الآكلين قال بعض الأذكياء من المتأخرين: يمكن الجمع بينهما بأن يقال: إذا كان الآكلون حضروا معًا وشرعوا دفعة فسمَّى أحدهم فتسميته كافية إذ الكل كالأكل الواحد، وأما إذا كان البعض منهم متأخرًا ولم يحضر وقت التسمية فلا يكفي تسمية من قد سمَّى كما هو نص الحديث الآخر وأما ما قيل معنى في الجمع بين الحديثين أنهما قد تكون عدم تسمية الآكل سببًا لنزع البركة وإن كان غيره قد سمى كما في حديث عائشة ولا يلزم أن تنزع البركة بسبب مشاركة الشيطان وعدم التسمية رأسًا بسبب استحلال الشيطان الطعام. وحاصله أن هنا أمرين استحلال الشيطان للطعام ونزع البركة قبل عدم التسمية رأسًا يحصل الأول ومن عدم تسمية الآكل نفسه يحصل الثاني ففيه تأمل لأنه يلزم أنه - صلى الله عليه وسلم - أهمل أمر الأعرابي والجارية بالتسمية التي مع عدمها يحصل سلب البركة وأكل طعامًا غير مبارك فيه وهو - صلى الله عليه وسلم - شديد المحافظة على الأمر المبارك فيه (حم د هـ حب ك (¬1) عن وحشي بن حرب) بفتح الواو وسكون الحاء المهملة ثم شين معجمة آخره مثناة تحتية وحرب بالحاء المهملة والراء آخره موحدة ووحشي هو قاتل حمزة عم رسول - صلى الله عليه وسلم - وأسلم بعد ذلك وحسن إسلامه وقتل شر خلق الله مسيلمة الكذاب، فالمصنف سكت على الحديث، قال الشارح: إن الحديث من رواية وحشي بن حرب بن وحشي عن أبيه عن جده، ووحشي هذا قال فيه المزي والذهبي: لين. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 105)، وأبو داود (3764)، وابن ماجه (3286)، وابن حبَّان (5224)، والحاكم (2/ 103)، وانظر ترجمة وحشي في المغني في الضعفاء (6830)، والميزان (7/ 21)، وقال العجلوني في كشف الخفاء (1/ 48): سنده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (143)، والسلسة الصحيحة (884).

169 - " اجتنب الغضب (ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغضب، وابن عساكر عن رجل من الصحابة". (اجتنب الغضب) سببه أنَّ رجلاً قال: يا رسول الله، علِّمني كلماتٍ أعيش بهنَّ ولا تكثر عليَّ فذكره، والغضب محركه ضد الرضا قاله في القاموس (¬1)، وفي النهاية (¬2): قد تكرَّر ذكر الغضب في الحديث من الله ومن الناس، أما غضب الله فهو إنكاره على من عصاه وسخطه عليه وإعراضه عنه ومعاقبته له، وأما من المخلوق فمنه محمودٌ ومذمومٌ، فالمحمود ما كان في جانب الدين، والحق والمذموم ما كان خلافه. اشهى. قلت: والمراد هنا المذموم، ثمَّ لا يخفى أنَّ الغضب أمرٌ وجدانيٌّ عند وجود سببه لا يمكن دفعه والأمر موجه إلى اجتناب أسبابه التي تثيره حتَّى لا يقع، أو إلى اجتناب ما يتفرَّع عنه بعد وقوعه وإلى استعمال ما يذهبه وتأتي أحاديث في أدويته، منها: الاستعاذة، ومنها: التحول من الحالة التي هو عليها إلى ضدها، ومنها: الوضوء، ويأتي ذلك وتحقيقه في حرف العين المهملة -إن شاء الله تعالى- وقد كثر التحذير من الغضب، قال جعفر بن محمَّد: الغضب مفتاح كلِّ شرٍّ، وقال الحسن: يا ابن آدم، كلَّما عصيت وثبت توشك أن تثب وثبة إلى النار (ابن أبي الدنيا في كتاب الغضب وابن عساكر (¬3) عن رجل من الصحابة) لا يقال هو مجهول العين، فكيف يروى عنه لأنَّا نقول: لا تضر جهالة العين لما تقرَّر عند المحدثين من أنَّ الصَّحابة كلُّهم عدولٌ، فجهالة العين غير ضارة؛ لعدم جهالة الصفة وما يذكر العين إلا لأجل الصفة. ¬

_ (¬1) القاموس (ص 154). (¬2) النهاية (4/ 370). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 408) وابن عساكر (64/ 46)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (143)، والسلسلة الصحيحة (884).

170 - " اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسِّحر، وقتل النَّفس التي حرَّم الله إلا بالحقِّ، وأكل الرِّبا، وأكل مال اليتيم، والتَّولِّي يوم الزَّحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات (ق د ن) عن أبي هريرة (صح) ". (اجتنبوا السبع الموبقات) في النهاية (¬1): أي الذنوب الموبقات يقال: ويوبق إذا هلك (الشرك بالله) منصوبٌ على البدلية، ويصح رفعه على الاستئناف، وكذا ما بعده، في النهاية (¬2): أشرك بالله فهو مشرك، إذا جعل له شريكًا (والسحر) سلف تحقيقه (وقتل النفس التي حرم الله) النفس الجسد واشتهرت في الإنسان (إلا بالحق) هو القتل الذي أذن الله به (وأكل الربا) تقدم تحقيقه (وأكل مال اليتيم والتولي) الفرار (يوم الزحف) تقدم تفسيره وضبطه (وقذف) القذف الرمي، والمراد رمي (المحصنات) العفائف من الفاحشة (المؤمنات) المتصفات بالإيمان بما يجب (الغافلات) عن الفاحشة التي لا تخطر ببالهنَّ واعلم أن مفهوم العدد هنا غير معتبر؛ لأنَّه قد عدَّ غير هذه من الموبقات إلا أن يقال أنواع الهلاك مختلفة، فهذه أعظمها إيقاعًا في الهلاك، ثم المراد أنَّ كل واحدة منها موبقة ولذا جمعها لأنها تشترك كلها في الإهلاك، واحتمال أنَّه صفة للمجموع من حيث هو بعيد (ق د ن عن أبي هريرة) (¬3). 171 - " اجتنبوا الخمر: فإنَّها مفتاح كلِّ شرٍّ (هـ ك هب) عن ابن عباس (صح) ". (اجتنبوا الخمر) أي شربها وهو الأظهر وإلا فإنه محرَّم أيضًا بيعها ويحتمل أن يراد كلاهما ملابسة لها (فإنَّها مفتاح كل شر) وقد عد بعض شرورها في قوله - صلى الله عليه وسلم - من شرها ترك الصلاة، ووقع على أمه وخالته وعمته (هـ ك هب (¬4) عن ابن ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 145). (¬2) النهاية (2/ 1144). (¬3) أخرجه البخاري (6857)، ومسلم (89)، وأبو داود (2874)، والنسائي (6/ 257). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 145) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في=

عباس) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي وتعقبه الشارح بأن فيه محمَّد بن إسحاق ولا يضر لأنه قد تقرر ثقة محمَّد بن إسحاق. 172 - " اجتنبوا الوجوه لا تضربوها (عد) عن أبي سعيد". (اجتنبوا الوجوه) من أي حيوان (لا تضربوها) فهو نهي عن ضرب الوجه مما أبيح ضربه من خادم وزوجة وولد في تأديب، أو إقامة حد أو نحو ذلك، ويأتي تعليله (عد عن أبي سعيد) (¬1) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إنه حديث ضعيف. 173 - " اجتنبوا التكبر، فإنَّ العبد لا يزال يتكبَّر حتى يقول الله تعالى: اكتبوا عبدي هذا في الجبارين، أبو بكر بن لال في مكارم الأخلاق، وعبد الغني بن سعيد في إيضاح الإشكال (عد) عن أبي أمامة" (ض). (اجتنبوا الكبر) بكسر الكاف وسكون الباء هو العظمة وصار من آدابه اعتقاد الإنسان في نفسه أنه عظيم بحيث يستحقر غيره وفي شرح العيني (¬2) على البخاري، الكبر والتكبر والاستكبار متقارب، والكبر هو الحالة التي يختص بها الإنسان من إعجابه بنفسه، وذلك أنه يرى نفسه أكبر من غيره وأعظم من ذلك أن من يتكبر على ربه بأن يمتنع عن قبول الحق. اهـ. قلت: ويأتي تفسير الكبر في كلامه - صلى الله عليه وسلم -: "أنَّه بطر الحق وغمص الناس" (¬3)، فبطر الحق أن يجعل ما جعله الله حقًّا من توحيده وعبادته باطلاً، وقيل: هو أن ¬

_ =التلخيص، والبيهقي في الشعب (588) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (142) والسلسلة (1812) وقال في صحيح الترغيب والترهيب (2368) حسن لغيره. (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 439)، في ترجمة مخول بن إبراهيم وقال: وقد روى أحاديث لا يرويها غيره وهو في جملة متشيعي أهل الكوفة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (143). (¬2) عمدة القاري (22/ 140). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ (3/ 445) برواية محمَّد بن الحسن، والترمذي (1999)، وابن حبان (5466) والحاكم في المستدرك (4/ 201).

يتكبر على الحق فلا يراه حقًّا، وقيل: هو أن يتكبر على الحقِّ فلا يقبله، وغمص الناس بالغين المعجمة والصاد المهملة احتقارهم وعدم الاعتداد بهم (فإن العبد لا يزال يتكبر) يساعد نفسه على التعاظم ويسترسل ولا يفتقد عينها، ويغسل عنها درنها بتذكر الحق وأسباب الكبر (حتَّى يقول الله: اكتبوا عبدي هذا في الجبارين) وقد أطال العلماء الكلامَ في الكبر وأسبابه وأدويته، وهو حقيق بذلك وأطولهم فيه نفسًا الغزالي في الإحياء (¬1)، ويأتي فيه عدَّة أحاديث في الكتاب -إن شاء الله تعالى- والتعبير بالعبد في الموضعين، ولم يقل الإنسان أو ابن آدم إشارة إلى أن معه ذل العبودية لا تفارقه فماله وللكبر (أبو بكر بن لال) اسمه أحمد بن علي (في مكارم الأخلاق)، عبد الغني بن سعيد) وهو الحافظ الإِمام المتقين الأزدي المصري مفيد تلك الديار روى عن خلائق وعنه عوالم، مولده سنة 333 قال البرقاني: ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني المصري، قال منصور بن علي: لما أراد الدارقطني الخروج من مصر خرجنا نودِّعه وبكينا، فقال: أتبكون وعندكم عبد الغني بن سعيد وفيه الخلف، مات سنة 409 فكان له جنازة عظيمة يحدث الناس بها، ونودي: "هذا نافي الكذب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2) (في إيضاح الإشكال عد عن أبي أمامة) (¬3) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عثمان بن أبي عاتكة وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) انظر: الإحياء (3/ 363 - 394). (¬2) انظر: تاريخ بغداد (4/ 318). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 165) في ترجمة عثمان بن أبي العاتكة قال ابن معين: ليس بشيء، وقال المناوي في فيض القدير (1/ 154) وفيه عثمان بن أبي عاتكة ضعفه النسائي وغيره وهو علي ابن يزيد الالهاني قال في التقريب ضعيف والقاسم بن عبد الرحمن صدوق لكنه يغرب كثيراً، وقال الألباني في ضعيف الجامع (141)، والسلسلة الضعيفة (2101): ضعيف جدًّا وعزاه إلى الديلمي (1/ 1/ 40).

174 - " اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله تعالى عنها، فمن ألَمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله، فإنه من يبد لنا صفحته نُقم عليه كتاب الله (ك هق) عن عمر (صح) ". (اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها) في النهاية (¬1): القاذورة هنا الفعل القبيح والقول السيء (فمن ألم بشيء منها) ألم به: نزل به (فليستتر بستر الله) والتوبة عنها كما دل له (وَلْيتُبْ إلى الله) يرجع إليه نادمًا عن قبيح ما أتى (فإنه من يبدِ) من أبدا أي يظهر (لنا صفحته) بالصاد والحاء المهملتين الوجه وصفحة كل شيء وجهه وناحيته والمعنى من أظهر لنا ما أتاه من القبيح عبر عنه بإبداء الوجه لأنه لا يظهر إلا بإبدائه (نقم عليه كتاب الله) أي حكمه الذي أنزل في كتابه أو كتبه على عباده (ك هق عن عمر) (¬2) قال: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد رجم الأسلمي فذكره، رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما وتعقَّبه الذهبي فقال: غريب جدًّا لكنَّه قال في المهذب (¬3): قال: إسناده جيدٌ، وصحَّحه ابن السكن. 175 - " اجتنبوا مجالس العشيرة (ص) عن أبان بن عثمان مرسلاً". (اجتنبوا مجالس العشيرة) بالشين المعجمة القبيلة، وعشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون، وكأن النهي هنا؛ لأنه لا تخلو مجالسهم عمَّا لا يحل من القيل والقال والمنكر والباطل واللغو (ص عن أبان بن عثمان) (¬4) هو تابعي ثقة كما قال ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 28). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 244)، والبيهقي في السنن (8/ 330)، (329)، لكن الذي في تلخيص الذهبي ليس فيه قوله: غريب جداً. قال الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 57)، وصحَّحه ابن السكن وذكره الدارقطني في العلل وقال: روي عن عبد الله بن دينار مسندًا، ومرسلاً والمرسل أشبه وصححه الألباني في صحيح الجامع (149)، والصحيحة (162). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (7/ رقم 10372). (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في سننه كما في الكنز (2538) مرسلاً. وقد ضعَّفه الألباني: في ضعيف=

العجلي ولذا قال (مرسلاً). 176 - " اجتنبوا الكبائر، وسددوا، وأبشروا (ابن جرير عن قتادة مرسلاً) ". (اجتنبوا الكبائر) في النهاية (¬1): واحدها كبيرة، وهي الفعلة القبيحة المنهي عنها من الذنوب شرعًا لعظم أمرها؛ كالقتل والزنا والفرار من الزحف وغير ذلك، وهي من الصفات العالية. اهـ ويأتي الكلام فيها في قوله: "أكبر الكبائر" في حرف الهمزة مع الكاف (وسددوا) (¬2) بالمهملات من السداد القصد في الأمر والعدل فيه (وأبشروا) أي بغفران الله وعفوه، فإنه قد وعد من اجتنب الكبائر بتكفير ذنبه (ابن جرير عن قتادة مرسلاً) وقتادة بالقاف المثناة فوقية ودال مهملة هو: ابن دعامة بفتح الدال المهملة وعين مهملة، تابعيٌّ جليلٌ أحد الأعلام، احتج به أهل الصحاح. 177 - " اجتنبوا دعوة المظلوم، ما بينها وبين الله حجاب ((ع) عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً" (صح). (اجتنبوا دعوة المظلوم) بترك ظلمه (ما بينها وبين الله حجاب) فهي مجابةٌ لا محالة وتقدَّم قريبًا (ع عن أبي سعيد وأبي هريرة معًا) (¬3) رمز المصنف لصحته. 178 - " اجتنبوا كل مسكر (طب) عن عبد الله بن مغفل (صح) ". (اجتنبوا كل مسكر) أي شربه أو كل ملابسة منهي عنها فيه، سواء كان ¬

_ = الجامع (145). (¬1) النهاية (4/ 142). (¬2) أخرجه ابن جرير مرسلاً (5/ 45)، وأخرجه مرفوعاً من حديث جابر أحمد (3/ 394)، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع (146) والسلسلة الصحيحة (885). (¬3) أخرجه أبو يعلى (1337)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (144) والسلسلة الضعيفة (2127) لأن في إسناده عطية بن سعد بن جنادة العوفي الكوفي أبو الحسن صدوق يخطئ كثيرا وكان شيعيا مدلساً. كما في التقريب (4616).

مصنوعًا كالخمر أو خلقيًا، فالنبيذ إذا أسكر قد شمله النص إلا أنه مقيس (طب عن عبد الله بن مغفل) (¬1) هو اسم مفعول من مضاعف العين المعجمة بزنة معظم، وعبد الله صحابي معروف، بايع تحت الشجرة، وقال الحسن: كان من بقايا الصحابة، مات سنة 57 (¬2)، والحديث رمز المصنف لصحته فيما رأيناه مقابلاً على خط المصنف، وقال الشارح: إنَّه رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ ابن حجر: إسناده لين، ولكن رواه أحمد بسند حسن بلفظ: "اجتنبوا المسكر" وله طرق كثيرة. 179 - " اجتنبوا ما أسكر (الحلواني عن علي (صح) ". (اجتنبوا ما أسكر) هو كما سلف (الحلواني) تقدم ضبط لفظه (عن علي) (¬3) والحلواني هو: الإِمام الحافظ أبو محمَّد الحسن بن محمَّد بن علي الحلواني محدث مكة، حدَّث عن خلائق، ورحل إلى عبد الرزاق فأكثر، وصنَّف وتعب في هذا العلم، قال أبو داود: كان عالمًا بالرجال، وقال يعقوب بن شيبة: كان ثقة متقنًا، مات سنة 242 (¬4)، والحديث رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: فيه علي بن زيد بن جدعان لينه الدارقطني وغيره، وقال الحافظ ابن حجر: في الباب عن نحو ثلاثين صحابيًا وأكثر الأحاديث عنهم جياد ومضمونها: أن المسكر لا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 82) (4648) وفي الأوسط (880)، وأحمد (4/ 87) وابن أبي حاتم في العلل (1/ 311) عن عبد الله بن مغفل، وذكر رواية ابن مغفل ابن حجر في الفتح (10/ 44) وحسنها. وصححه الألباني في صحيح الجامع (147) والسلسلة الصحيحة (886). (¬2) انظر الإصابة (4/ 242). (¬3) أخرجه أبو داود (3701) والدارقطني (4/ 258) والبيهقي (8/ 310) عن عبد الله بن عمرو وأحمد (1/ 145) عن علي، وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 44). وصحّحه الألباني في صحيح الجامع (148) والصحيحة (886). (¬4) انظر: تهذيب الكمال (6/ 259) وتهذيب التهذيب (2/ 262) وتذكرة الحفاظ (2/ 522).

يحل تناوله بحال، قال ابن المبارك: لا يصح في حل النبيذ الذي يسكر كثيره عن الصحابة شيء ولا عن التابعين إلا عن النخعي. 180 - " اجثوا على الركب، ثم قولوا: يا ربِّ يا ربِّ أبو عوانة والبغوي عن سعد (صح) ". (اجثوا على الركب) عند الدعاء (ثم قولوا يا ربِّ، يا ربِّ) وسببه أن قومًا شكوا إليه - صلى الله عليه وسلم - قحط المطر فقال: (اجثوا ...) الحديث، بتمامه ففعلوا فمُطروا، والرَّب: السيد والمالك وهو المراد هنا، وفيه الحثُّ على قعدة الاستكانة وتكرير نداء الرب عند طلب الحاجات (أبو عوانة) بفتح المهملة هو الحافظ الفقيه الكبير يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري الأصل، صاحب الصحيح والمسند المخرج على صحيح مسلم وله فيه زيادات عدة، طوف البلاد وعني بهذا الشأن وسمع من خلائق، قال الحاكم: أبو عوانة من علماء الحديث وثقاتهم (¬1) (والبغوي عن (¬2) سعد) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: إنه من حديث عامر بن خارجة بن سعد عن أبيه عن جده وعامر هذا قال البخاري: فيه نظر، ثم ساق له هذا الخبر. 181 - " أجرؤكم على قسم الجد أجرؤكم على النار (ص) عن سعيد بن المسيب مرسلاً) (ض). (أجرأكم) هو اسم تفضيل من الجرأة كالجرعة الشجاعة أي أشجعكم (على قسم الجد) على الإفتاء فيه وبيان مقدار ما يستحقه الجد من ميراث فرعه والقسم بكسر القاف النصيب بالفتح المصدر والمعنى هنا على الأول وميراث الجد من مشاهير مسائل الخلاف بين السلف والخلف (أجرؤكم على النار) أي أشجعكم ¬

_ (¬1) انظر: تاريخ جرجان (ص 490)، تذكرة الحفاظ (3/ 77). (¬2) أخرجه أبو عوانة (2530) والعقيلي في الضعفاء (3/ 308)، والطبراني في الأوسط (5981) عن سعد وفي إسناده عامر بن خارجة قال البخاري في التاريخ الكبير (6/ 457): في إسناده نظر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (146)، والسلسلة الضعيفة: (1813).

عليها فإن كان الحديث مرفوعًا كما هو الظاهر، فلعله يقال لم يبين - صلى الله عليه وسلم - قسم الجد كما بين غيره لحكمه وأبقاه الله على نظر عباده ليجتهدوا وإن كان موقوفًا فكأنه وقع في نظر الصحابي إشكاله وعلى كل تقدير فهو للتحذير عن المسارعة إليه مع إشكاله والمجتهد لا إثم عليه لأنه مأمور بما أدى إليه نظره فهو تحذير للمقلد وتثبيت للمجتهد عن المسارعة (ص عن سعيد بن المسيب (¬1) مرسلاً) رمز المصنف لضعفه. 182 - " أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار، الدارمي عن عبيد الله بن أبى جعفر مرسلًا". (أجرأكم على الفتيا) في النهاية (¬2) يقال: أفتاه في المسألة يفتيه إذا أجابه، والاسم الفتوى، وفي القاموس (¬3): أفتاه في الأمر أبان له والفتيا والفتوى وتفتح ما أفتى به الفقيه (أجرؤكم على النار) لشدة خطر الفتيا لأنها إخبار بأن هذا حكم الله وفيه خطارة عظيمة إلا لمن قام الدليل له ولا يعارضه حديث: "من سئل عن علم فكتمه لجمه الله بلجام من نار" (¬4) سيأتي فإنه خاص بعلم وهو ما كان عن دليل وذلك يكون للمجتهد، والتحذير من الفتيا بالرأي أو فيما لا يلزم بعلمه ويأتي تحقيقه هنالك (الدارمي (¬5)) بالدال المهملة مفتوحة فراء نسبه إلى دارم اسم جد له، وهو عبد الله بن عبد الرحمن التيمي الإِمام الحافظ شيخ ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (55) مرسلاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (146)، وقال في الإرواء (1685) إسناده عن سعيد جيد لولا إرساله. (¬2) النهاية (3/ 411). (¬3) القاموس المحيط (ص 1702). (¬4) أخرجه أبو داود (3658)، والترمذي (2649)، وابن ماجه (264)، وأحمد (2/ 305)، والحاكم (1/ 182)، وابن حبان (95). (¬5) انظر ترجمته في: تهذيب الكمال (15/ 214) وتهذيب التهذيب (5/ 258).

الإِسلام أبو محمَّد السمرقندي، أحد الأئمة الأعلام، ولد سنة 181 صنف المسند العالي، وحدث عنه خلائق منهم: مسلم، وأبو داود، والترمذي، وخلائق قال ابن نمير: غلبنا عبد الله بن عبد الرحمن بالحفظ والورع، قال ابن أبي حاتم عن أبيه عبد الله بن عبد الرحمن: إمام أهل زمانه، وقال ابن حبان: كان من الحفَّاظ المتقنين ممن جمع وتفقه وصنَّف وأظهر السنة في بلده ودعا إليها وذبَّ عنها من خالفها، توفي سنة 255 (عن عبيد الله (¬1) بن أبي جعفر مرسلاً) عبيد الله مصغَّر هو: الكناني مولاهم أبو بكر المصري الفقيه أحد الأعلام وثَّقه ابن أبي حاتم، وقال ابن سعد: هو فقيه أهل زمانه، وقال ابن يونس: كان عالمًا عابدًا زاهدًا مات سنة 133 (¬2). 183 - " اجعل بين أذانك وإقامتك نفسًا حتى يقضيَ المتوضئ حاجته في مهل، ويفرغ الأكل من طعامه في مهل (عم) عن أبي، أبو الشيخ في الأذان عن سلمان، وعن أبي هريرة" (ح). (اجعل) لبلال المؤذن كما صرَّح به في رواية البيهقي (بين أذانك) ندائك (للصَّلاة وإقامتك لها نفسًا) بالتحريك للفاء سعة وفسحة (حتى يقضيَ المتوضئ) من يريد الوضوء (حاجته) التي يتم بها صلاته في مهل بفتح الميم والهاء وتسكن المهملة (ويفرغ الآكل من طعامه في مهل) هو أمر للمؤذن أن يجعل بين أذانه وإقامته فرجة وسعة حتى يدرك السامع حضور الصلاة فإن النداء دعاء إليها لمن هو غير حاضر فلا يدرك الصلاة إلا إذا تأخرت الإقامة ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي مرسلاً (157) عن عبيد الله بن أبي جعفر وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (147)، والسلسلة الضعيفة: (1814) وهذا إسناد ضعيف لإعضاله، فإن عبيد الله هذا من أتباع التابعين، مات سنة 136، فبينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - واسطتان أو أكثر. (¬2) انظر ترجمته في تهذيب الكمال (19/ 18)، وتهذيب التهذيب (7/ 6)، وتدكرة الحفاظ (1/ 136). والتقريب (4281).

وهذا من باب التعاون على البر والتقوى، وهو يفيد أن من سمع النداء وهو على طعام فلا يقوم حتَّى يفرغَ من قضاء وطره منه فإنْ فاتته الجماعة كان التفريط من المؤذِّن (عم عن أُبي) (¬1) بضم الهمزة وتشديد المثناه من تحت هو: ابن كعب أبو المنذر الأنصاري الخزرجي النجاري أحد أئمة الصحابة وسيد القرَّاء شهد بدرًا والمشاهد كلها، توفي سنة 22 رحمه الله (¬2) (أبو الشيخ في الأذان عن سلمان وعن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: إنه حسَّنه لشواهده وإلا ففيه جماعة ضعفاء. 184 - " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا (ق د) عن ابن عمر (صح) ". (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا) بكسر الواو وسكون المثناة الفوقية ويأتي الكلام عليه في شرح قوله: "أوتروا فإن الله يحب الوتر" (ق د عن ابن عمر) (¬3). 185 - " اجعلوا أئمتكم خياركم؛ فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم (قط هق) عن ابن عمر (ض) ". (اجعلوا أئمتكم في الصلاة خياركم) جمع خير بالتشديد ككيس وهو الكثير الخير وقد بينه - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ... " (¬4) الحديث. ويأتي: خيارهم علمائهم (فإنهم) أي (الأئمة وفدكم) في النهاية (¬5) قد تكرَّر ذكر الوفد في الحديث وهم القوم يجتمعون ويردون البلاد، واحدهم وافد وكذلك الذين ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 143) وقال الهيثمي (2/ 4) من رواية أبي الجوزاء عن أبي وأبو الجوزاء لم يسمع من أبي وحديث أبي هريرة أخرجه أيضاً البيهقي من طريق أبي الشيخ (1/ 428) وقال: ليس بالمعروف، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع (150) والصحيحة (887). (¬2) انظر: الإصابة (1/ 27). (¬3) أخرجه البخاري (998) ومسلم (749)، وأبو داود (1438). (¬4) أخرجه مسلم (673)، أبو داود (582)، والترمذي (235)، والنسائي (2/ 77)، وابن ماجه (980)، وأحمد (4/ 118). (¬5) النهاية (5/ 208).

يقصدون الأمراء للزيارة والاسترفاد والانتجاع. انتهى. فقد شبَّه - صلى الله عليه وسلم - الأئمَّة بالوفد على الأمراء وكان لا يفد على الأمراء من القوم إلا أشرافهم وخيارهم، وفيه دليل على أنَّ ذلك هو الأولى والواجب، ولا دليل فيه على عدم صحة إمامة الفاسق في الصلاة غايته أنهم يكونون بتقديمه تاركين الواجب أو الأفضل فيأثمون وقد بينا ذلك في رسالة سميناها "إنباه الأنباء على عدم شرطية عدالة إمام الصلاة" (قط (¬1) هق عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الشارح: إسناده مظلم. 186 - " اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورا (حم ق د) عن ابن عمر (ع) والروياني والضياء عن زيد بن خالد، ومحمد بن نصر في الصلاة عن عائشة" (صح). (اجعلوا من صلاتكم) أراد بها النوافل كما يدل له حديث: "أفضل صلاة المرء صلاته في بيته إلا المكتوبة" (¬2) ولذا جاء بحرف التبعيض أي اجعلوا بعض صلاتكم (في بيوتكم ولا تتخذوها) أي بيوتكم (قبورًا) أي كالقبور التي ليست منازل أعمال بل منازل جزاء ويحتمل: لا تجعلوها كالقبور مظلمة لعدم تنويرها بالطاعات فإن الطاعات تنور القلوب والوجوه والبيوت وأعظم الطاعات الصلاة (حم ق د عن بن عمر ع والروياني) (¬3) بضم الراء وسكون الواو ثم مثناة ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 87)، والبيهقي (3/ 90) وقال: إسناد هذا الحديث ضعيف، وقال الذهبي في الميزان (8/ 82): علته سليمان بن سليم وعمرو بن فائد فهما ضعيفان جداً، وقال ابن القطان الحسين بن نصر لا يعرف وقال الذهبي في التنقيح (3/ 282) سنده مظلم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (150)، والسلسلة الضعيفة (1882). (¬2) أخرجه البخاري (698 و 5752) ومسلم (781)، وأبو داود (1044)، والنسائي (3/ 197)، وأحمد (5/ 182)، وابن خزيمة (1203)، وابن حبان (2491). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 16)، والبخاري (1187)، ومسلم (777) وأبو داود (1043). عن ابن عمر، وأبو يعلى (4867)، والضياء عن الحسن بن علي كما في كنز العمال (41506).

ثم نون آخره مثناة هو الإِمام الحافظ أبو بكر محمَّد بن هارون صاحب المسند المشهور سمع عن جماعة وعنه جماعة، ووثقه أبو يعلى الخليلي، وجمعت الرحلة بينه وبين محمَّد بن جرير ومحمد بن نصر ومحمد بن خزيمة بمصر فنفد ما عندهم وجاعوا قالوا: نقترع فمن خرجت عليه القرعة خرج يسأل فاقترعوا فخرجت على ابن خزيمة فقال: أمهلوني حتى أصلي، فقام قال: فإذا هم بشمعة وخصي من قبل أمير مصر ففتحوا له فقال: أيكم محمَّد بن نصر فقيل: هذا، فأخرج له صرَّة فيها خمسون دينارًا فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمَّد بن جرير فأعطاه مثلها، ثم قال: أيكم محمَّد بن خزيمة، ثم كذلك بالروياني، ثم حدَّثهم أنَّ الأمير كان قائلاً فرأى في النوم أن المحامدة جياعٌ قد طووا فأنفذ إليكم هذه الصرر وأقسم عليكم إذا نفدت فعرفوني، مات الروياني سنة 307 رحمه الله، وهو غير الروياني الفقيه الشافعي (¬1)، (والضياء روياه عن زيد بن خالد) ورواه (محمَّد بن نصر (¬2)) بالنون فصاد مهملة فراء هو الإِمام الشيخ شيخ الإِسلام أبو عبد الله المرزوي الفقيه، ولد سنة 202، سمع من جماعة وبرز في هذا الشأن وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة قال أبو بكر الصبغي: أبو بكر إمام وما رأيت أحسن صلاة منه وأثنى عليه ابن حزم ثناءً عجيبًا، وبالجملة فهو إمام بلا نزاع، قال السليماني: الحافظ محمَّد بن نصر: إمام موفق من السماء له كتاب تعظيم الصلاة وهو الذي أشار إليه المصنف بقوله (في الصلاة) مات سنة 294 (عن عائشة). 187 - " اجعلوا بينكم وبين الحرام سترة من الحلال، من فعل ذلك استبراءً لعرضه ودينه، ومن أرتع فيه كان كالمرتع إلى جنب الحمى يوشك أن يقع فيه. ¬

_ (¬1) انظر ترجمة الروياني في سير أعلام النبلاء (14/ 508)، وتذكرة الحفاظ (2/ 752). (¬2) انظر ترجمته في تذكرة الحفاظ (2/ 652) وتاريخ بغداد (3/ 315).

وإن لكل ملك حمى وإن حِمى الله في الأرض مَحَارِمُه (حم طب) عن النعمان بن بشير (صح) ". (اجعلوا بينكم وبين الحرام سترًا من الحلال) الستر ما يستتر به، أي اجعلوا اتخاذ ما أحله الله لكم من الطيبات سترًا لكم عمَّا حرَّمه، فأعدوا من النساء الزوجات ومن الإماء ما يستركم من الزنا، ومن المكاسب الحلال ما يستركم من الحرام ويقرب منه حديث: "إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأتِ أهله فإن معها مثل الذي معها" سيأتي (¬1) ويحتمل: أنَّ المرادَ أنكم تجتنبوا الحرام وبعدوا عنه أنفسكم حتى كان بينكم وبينه سترًا يمنع عن ملابسته والاتصال به والدنو منه والأوَّل أقرب وهذا بآخر الحديث أنسب أعني قوله (من فعل ذلك استبرأ لعرضه ودينه) هو من استبرأ ذكره استبقاه من البول وفي التعبير بهذه العبارة إشارة إلى أنَّ المعاصي والحرام كالبول في قذارته والنهي عنه وأضراره بالأديان والأبدان (ومن ارتع فيه كان كالمرتع إلى جنب الحمى) يفال: رتع وارتع ورتعت الماشية أكلت ما شاءت، قال الزمخشري (¬2): ومن المجاز رتع القوم أكلوا ما شاءوا في رغد وخصب، والحمى بكسر المهملة من حميت المكان فهو محمي إذا جعلته حمى وهذا شيء حمي أي محضور لا يقرب (يوشك) بزنة يسرع ومعناه (أن يقع فيه) يؤخذ منه تحريم ذرائع الحرام (أن لكل ملك) من ملوك الدنيا (حمى) قيلت: كان الشريف من العرب إذا نزل أرضًا حية استعوى كلبًا فحمى مَدَّ عوى الكتب لا يشركه فيه غيره (¬3) فشبه - صلى الله عليه وسلم - ما حماه الله تعالى بذلك الحمى الذي يمنع فيه كل أحد (وأن حمى الله في الأرض محارمه) أي ما حرَّمه فإنه ¬

_ (¬1) برقم (620). (¬2) الفائق (2/ 12). (¬3) النهاية (1/ 447).

قد حمى العباد عن قربانه والدنو إليه (حب طب (¬1) عن النعمان) بن بشير، رمز المصنف لصحته فيما رأيناه مقابلاً على خطه، قال الشارح: لم يرمز له المصنف وفيه كما قال الهيثمي: المقدام بن داود شيخ الطبراني وثق على ضعف فيه وبقية رجاله رجال الصحيح. 188 - " اجعلوا بينكم وبين النار حجاباً، ولو بشق تمرة (طب) عن فضالة بن عبيد (ح) ". (اجعلوا بينكم وبين النار حجابًا) شيئًا يحجبها عنكم لئلا تقعوا فيها من الصدقة كما دلَّ له قوله (ولو بشق تمرة) وتقدَّم "اتقوا النار ولو بشق تمره" (طب (¬2) عن فضالة) بالفاء والضاد المعجمة بزنة سحابة (بن عبيد الله) التصغير لعبد، وفضالة أنصاري أوسي شهد بيعة الرضوان وولي قضاء دمشق والحديث رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة إلا أنه شهد له ما أخرجه أحمد، قال في الفتح (¬3): سنده حسنٌ "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمره" (¬4) فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان. 189 - " اجلوا الله يغفر لكم (حم ع طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (أجلوا الله) الإجلال الإعظام أي عظموه بترك معاصيه وباتباع أوامره (يغفر لكم) ما وطئتم فيه من المخالفات وهذا على رواية الجيم ولذا أدخله المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (5569)، والطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (10/ 293)، وفي المعجم الأوسط (9003)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (152)، والسلسلة الصحيحة (796). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 303) رقم (777) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 106)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (153)، والسلسلة الصحيحة (897). (¬3) فتح الباري (3/ 248). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 79) وقال الهيثمي (3/ 105): فيه أبو هلال وفيه بعض كلام وهو ثقة. وقال الشيخ الألباني: حسن لغيره. انظر: صحيح الترغيب (865).

هنا وفي النهاية (¬1) ذكره في الحاء المهملة وفسره بقوله: أسلموا، ثم قال: كذا فسر الحديث، قال الخطابي (¬2): معناه الخروج من حظر الشرك إلى حل الإِسلام وسعته من أحل الرجل إذا خرج من الحرم إلى الحل، قال: ويروى بالجيم وهذا الحديث عند الأكثر من كلام أبي الدرداء (حم ع طب عن أبي (¬3) الدرداء) رمز المصنف لحسنه، وقال الشارح: فيه أبو العذراء مجهول (¬4)، وبقية رجال أحمد وثقوا. 190 - " أجملوا في طلب الدنيا: فإنَّ كُلاًّ مُيَسَّر لما كُتِبَ له منها (هـ ك طب هق) عن أبي حميد الساعدي" (صح). (أجملوا في طلب الدنيا) في القاموس (¬5): أجمل في الطلب أتاه واعتدل ولم يفرط (فإن كلاً) التنوين بدلٌ من المضاف إليه، أي كل مخلوق أو واحد أو إنسان (ميسر لما كتب له منها) أي مستهل له ما سبق به الكتاب من حظوظ الدنيا فلا يأتي الاجتهاد بزيادة ما سبق به الكتاب ففيه بدئية الطلب أو وجوبه والنهي عن الاجتهاد والكد ومن هنا يعلم بطلان قول من قال: أنه لا يحسن الطلب لأنه إن قد كتب له الرزق وقدره فهو سائقه إليه لا محالة وإن لم يكتبه ضاع السعي والطلب. والجواب: أنه تعالى قد قدَّر الرزق وكتبه وقدر له سببًا هو الطلب بالإجمال، فمن فعل السبب أتاه المسبب ومن لا فلا، وكل أعمال الدنيا والآخرة منوطة ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 1035). (¬2) غريب الحديث (1/ 689). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 199) وأبو نعيم في الحلية (1/ 266)، والطبراني في الكبير كما في المجمع (1/ 31)، وفي الأوسط (6798)، وفي مسند الشاميين (221). وابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 86)، وأبو يعلى كما في إتحاف الخيرة المهرة (130). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (153) والسلسلة الضعيفة (1810). (¬4) انظر: تعجيل المنفعة (1/ 504)، ولسان الميزان (7/ 81) وقال عنه فيهما: مجهول. (¬5) القاموس المحيط (ص 1266).

مسبباتها بأسبابها (هـ ك هب (¬1) هق عن بن حميد الساعدي) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما، وأقرَّه الذهبي، قال الشارح: وفيه هشام بن عمار أورده في الضعفاء، وقال: صدوق تغير، قال الذهبي: هشام بن عمار خطيب دمشق ومقرئها، ثقة مكثر، له ما ينكر، وإسماعيل بن عياش أورده في الضعفاء أيضًا وقال مختلف فيه. 191 - " أجوعُ الناس طالبُ العلم، وأشبعُهم الذي لا يبتغيه (أبو نعيم في كتاب العلم (فر) عن ابن عمر" (ض). (أجوع الناس) هو اسم تفضيل من جاع يجوع وهو ضد الشبع أي أجوعكم (طالب العلم) أشدهم إليه رغبةً وفاقةً واستعير الجوع للعلم وهو للطعام إشارة إلى أنه صار من شدة رغبة طالبه فيه كأنه قوام بدنه الذي لا يعيش إلا به وإلى أنه كالأغذية الحسية (وأشبعهم) عن العلم (الذي لا يبتغيه) من بغى الشيء بالمعجمة طلبه ويحتمل أن المراد أشد الناس طلبًا لمطلوب وأشبع الناس أقلهم طلباً لمطلوب الذي مطلوبه غير، العلم وهذا أتم نحو العبارة النبوية وفي معناه حديث أبي سعيد عند الترمذي (¬2): "لن يشبع مؤمن من خير سمعه حتى يكون منتهاه الجنة" (أبو نعيم) هو صاحب الرمز إلا أنه صرَّح باسمه؛ لأنَّ الرمز إنما هو لما يخرجه في كتاب الحلية وهذا أخرجه (في كتاب العلم فر عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2142) والحاكم (2/ 3)، والبيهقي في السنن (5/ 264)، وفي الشعب (11085)، وفي إسناده هشام بن عمار قال الحافظ: صدوق، مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح (التقريب 7303) وكذلك إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده -حمصي- مخلط في غيرهم (التقريب 473). وصحّحه الألباني في صحيح الجامع (157)، والسلسلة الصحيحة (798). وانظر: ترجمة هشام بن عمار في المغني في الضعفاء (2/ رقم 6755). وترجمة إسماعيل بن عيّاش (1/ رقم 697) وقال الذهبي فيه: عالم أهل حمص، صدوق في حديث أهل الشام، مضطرب جداً في حديث أهل الحجاز. (¬2) أخرجه الترمذي (2686) وقال: حسن غريبٌ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4783).

عمر) (¬1) رمز المصنف لضعفه؛ لأنَّ فيه الحسن بن الفضل، قال فيه الذهبي: ضعيفٌ مزقوا حديثه، وقال ابن حجر في اللسان: قال ابن حزم: مجهول. 192 - " أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم لها (ق) عن ابن عمر" (صح). (أجيبوا هذه الدعوة) بضم الدال المهملة وهي دعوة وليمة العرس، والأمر للوجوب كما يأتي إذا كملت شروطها (إذا دعيتم لها) وإذا لم يدعى حرم عليه الحضور (ق عن ابن عمر) (¬2) وتمام الحديث في البخاري أنه كان عبد الله بن عمر يأتي الدعوة في العرس وهو صائم. 193 - " أجيبوا الدعوة، ولا تردوا الهدي، ولا تضربوا المسلمين (حم خد طب هب) عن ابن عمر" ح. (أجيبوا الدعوة (¬3) ولا تردوا الهدية) بزنة غنية وهي ما يتحف به يأتي أنه من شمائله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه كان يقبل الهدية (¬4) ويثيب عليها وقد أمر بها في قوله: "تهادوا تحابوا، وذلك؛ لأنه يحصل بها ما يريده الله تعالى من ألفة القلوب وميل بعضها إلى بعض (ولا تضربوا المسلمين). فإن قلت: ما الجامع في عطف الضرب على الهدية؟ قلت: التضاد فإن ذلك إحسان وهذا إساءة وذلك سببًا للتحاب وهذا سبب للتباغض. (حم خد طب هب عن ابن عمر) (¬5) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 310)، والديلمي في الفردوس (1/ 1/ 85) وقد أورده ابن حبان في المجروحين (2/ 264) وفي إسناده الحسن بن الفضل بن السَّمْح، انظر ترجمته في: المغني في الضعفاء (1464) وفيه: أُتُّهِمَ، فرقوا حديثه. واللسان (2/ 244). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (154)، وفي السلسلة الضعيفة (820). (¬2) أخرجه البخاري (5179)، ومسلم (1429). (¬3) في المطبوعة من الجامع الصغير (الداعى). (¬4) أخرجه البخاري (2585)، وأبو داود (3526)، والترمذي (1953). (¬5) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (157) وأحمد (1/ 404)، والطبراني في الكبير (10/ 197) رقم=

وحقه الرمز لصحته، فقد قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 194 - " أجيفوا أبوابكم، وأكفىوا آنيتكم، وأوكئوا أسقيتكم، وأطفئوا سرجكم فإنهم لم يؤذن لهم بالتسور عليكم (حم) عن أبي أمامة" (ح). (أجيفوا) بالفاء بعد المثناة التحتية (أبوابكم) يقال: أجفت الباب أي رددته أفاده في القاموس (¬1) (وأكفئوا آنيتكم) وهو من كفأت القدر إذا كفيته وحولته وظاهره أنه عام للآنية التي فيها طعام وشراب والخالية إلا أنه يأتي: "خمروا الطعام والشراب ولو بعود يعرض عليه" (¬2) فهذا الحديث خاص بإكفاء الآنية الخالية ولأنَّ إكفاء ما فيه طعام أو شراب إتلاف له وإضاعة، وهو منهي عنه (وأوكئوا أسقيتكم) أي شدوا رؤوسها بالوكاء لئلا يدخلها حيوان، يقال: أوكيت السقاء أوكيه إيكاءًا فهو موكي، والوكاء الخيط الذي يشد به فم القربة (وأطفئوا سرجكم) كل هذه الآداب عند إرادة النوم (فإنهم) أي الشياطين ومردة الجن، المدلول عليهم بالسياق (لم يؤذن لهم بالتسور عليكم) بالسين المهملة من تسور عليه حائطه إذا دخل عليه والمراد أنهم لا يضرونكم إذا جعلتم ذلك وهذا تعليل لتغليق الأبواب ويأتي تعليل إطفاء السرج بأن الفويسقة ربما جَرّت الفتيلة فأحرقت أهل البيت (حم عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات (¬3). ¬

_ = (10444)، والبيهقي في الشعب (5359)، وقول الهيثمي في المجمع (4/ 52) وصححه الألباني في صحيح الجامع (158) والإرواء (1616). (¬1) القاموس المحيط (ص 1031). (¬2) أخرجه البخاري (5301، 5938)، وأحمد (3/ 374)، وابن حبان (1274). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (5/ 262)، وقال الهيثمي (8/ 111)، ورجاله ثقات، غير الفرج بن فضالة وقد وثق. قلت: والفرج بن فضالة قال الحافظ في "التقريب" (5383): ضعيف. وقد ضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (155) والسلسلة الضعيفة (1831).

حرف الهمزة مع الحاء المهملة

حرف الهمزة مع الحاء المهملة 195 - " أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله (حم ق د ن) عن ابن مسعود (صح) ". (أحب الأعمال) أي أعمال أهل الإيمان فلا يرد أن الإيمان أحب (إلى الله) حب الله للعمل إثابته عليه وقبوله له ومحبته لفاعله (الصلاة) المفروضة كما دل له قوله (لوقتها) فإنها ذات الأوقات، ولأنها الفرد الكامل إذا أطلقت فهي المتبادرة، فلا يرد أن من النوافل ما له وقت كالضحى أو نحوها، وقد قيَّد إطلاقه ما في رواية لحديث ابن مسعود هذا، وحديث أم فروة بلفظ: "لأول وقتها" (¬1) ويأتي حديث عند الطبراني بلفظ: "لأول وقتها" وفيه راوٍ ضعيف، ولكنه شهد له مداومته - صلى الله عليه وسلم - عليه كما قال الشافعي، ولأنه يشعر به التفضيل فإنه أريد أفضلية الصلاة الواقعة في الوقت على التي تقع خارج الوقت فالتي تقع خارج الوقت لا فضيلة لها فضلاً عن كونها مفضلاً، عليها ويدل له حديث: "أول الوقت رضوان الله، وآخر الوقت عفو الله"، يأتي (¬2)، وإذا كان آخر الوقت عفو الله فالصَّلاة في غير وقتها غير مقبولة، ويأتي البحث بأطول من هذا، وبيان أن التفضيل حقيقي وأن اللام في الأعمال للاستغراق في أثناء الوقت لا على التي تقع (ثم بر الوالدين) طاعتهما والإحسان إليهما وإن كان بر الأم أفضل من برِّ الأب كما يأتي (ثمَّ الجهاد في سبيل الله) يستفاد منه لعطفه بثم أنه لا يخرج الولد مجاهدًا إلا برضا الوالدين، إذ رضاهما بخروجه من برهما، وكذلك لا يخرج ¬

_ (¬1) حديث أم فروة أخرجه أبو داود (426)، وأحمد (6/ 374)، والبيهقي (1/ 232)، والطبراني في الكبير (25/ 82 رقم 210)، وفي الأوسط (860). (¬2) برقم (2792).

للحجِّ إلا بإذنهما، ومثله خروجه لطلب العلم. وتقديم الصَّلاة يدلُّ أنَّه يؤديها أول وقتها وإن كرهًا (حم ق د ن عن ابن مسعود) (¬1) زاد في رموز الكبير رمز ابن حبان وحذف رمز أبي داود. 196 - " أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها وإن قل (ق) عن عائشة" (صح). (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ) هذه الأحبية للعمل باعتبار صفة الدوام فيكون أعم من الأول باعتبار الصفة، فالصلاة المداوم عليها أوَّل وقتها أحبُّ إلى الله من صلاة أوَّل الوقت لا يداوم عليها فالعمل المداوم عليه أفضل من عمل لا يداوم عليه من حيث صفة الدوام وإن كان ذلك أفضل باعتبار ذاته ويحتمل أنَّه أُريدَ بهذا فرائض الطاعات؛ لأَنَّها دائمة متكررةٌ، فكأَنَّه قال: أحب الأعمال إلى الله الفرائض لدوامها في كل يوم كالصلاة أو في كل عام كالحجِّ والزَّكاة والصَّوم إلا أن قوله: "وإن قل" لا يناسب هذا (ق عن عائشة) (¬2). 197 - " أحب الأعمال إلى الله أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله (حب) وابن السني في عمل يوم وليلة (طب هب) عن معاذ" (صح). (أحب الأعمال إلى الله أن تموت) خطاب لغير معين لكلِّ من يصلح للخطاب (ولسانك رطب من ذكر الله) أي قريب عهد بالذكر، جعل الذكر للسان بمثابة الماء وذلك لأن بالذكر حياة القلب كما أن بالماء حياة الأرض، فأثبت له الرطوبة كما هي ثابتة بالماء أو لأن بالذكر يجري ماء اللسان بخلافه مع السكوت، كما قال الزمخشري، ومن المجاز رطب لساني بذكرك وهذه الأحبية باعتبار الذكر وبالنظر إليه أي أحب الذكر إلى الله هذا النوع منه وهو ما يتصل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 421) والبخاري (504)، ومسلم (85) والنسائي (1/ 292)، صحيح ابن حبان (1477) ولم أقف عليه عند أبي داود من حديث ابن مسعود. (¬2) أخرجه البخاري (6100) ومسلم (783).

بحالة الموت ويحتمل أنه إشارة إلى حديث: "من كان آخر قوله من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة" (¬1) (حب وابن السني) (¬2) بضم المهملة فنون فتحتية مثناة هو الإِمام الحافظ الثقة أبو بكر أحمد بن محمَّد بن إسحاق بن إبراهيم من موالي جعفر بن أبي طالب الهاشمي، عرف بابن السني صاحب كتاب "عمل يوم وليلة" وراوي سنن النسائي عنه، سمع النسائي وغيره أكثر الترحال وسمع عنه جماعات، قال الذهبي: كان دينًا خيرًا صدوقًا، اختصر السنن وسمَّاه "المجتبى" عاش بضعًا وثمانين سنة، مات سنة 384 (¬3) في عمل يوم وليلة كتاب ألفه في ذلك. (طب هب عن معاذ) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: إنه تبع ابن حبَّان في تصحيحه، قال الهيثمي في رواية الطبراني: فيه خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك ضعَّفه جمعٌ ووثَّقه أبو زرعة وبقية رجاله ثقاتٌ. 198 - " أحب الأعمال إلى من أطعم مسكينًا من جوع، أو دفع عنه مغرما أو كشف عنه كربا (طب) عن الحكم بن عمير (ض) ". (أحبُّ الأعمال إلى الله من أطعم مسكينًا) في النهاية (¬4) قد تكرَّر ذكر المسكين والمساكين والمسكنة والتمسكن وكلها يدرو بمعناها على الخضوع والذلَّة وقلَّة المال والحال السيئة واستكان إذا خضع والمسكين الذي لا شيء له وقيل: هو ¬

_ (¬1) ذكره الترمذي تحت حديث رقم (977). (¬2) أخرجه ابن حبان (818) وابن السني (2) والطبراني (20/ 93) رقم (181) (20/ 106) رقم (208) (20/ 107) رقم (212)، وقال الهيثمي (10/ 74): رواه الطبراني بأسانيد وفي أحدها: خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك ضعفه جماعة وثقة أبو زرعة الدمشقي وغيره وبقية رجاله ثقات، ورواه البزار وإسناده حسن، والبيهقي في الشعب (516)، وكذلك البخاري في خلق أفعال العباد (1/ 72) والطبراني في مسند الشاميين (191). (¬3) ينظر: تذكرة الحفاظ (3/ 939) وتاريخ دمشق (5/ 214). والنسائي نفسه مختصر السنن وسمّاه "المجتبى" انظر كتابي: "الأصول الستة رواياتها ونسخها". (¬4) النهاية (2/ 385).

الذي له بعض الشيء. انتهى. وإطعام المسكين من أشرف أنواع البر وناهيك أنه تعالى جعل عدم الحضِّ على إطعامه قرينًا للتكذيب بيوم الدين (من جوع أو دفع عنه مغرمًا) بفتح ميمه وسكون المعجمة من الغرامة وهي ما يلزم أداؤه (أو كشف عنه كربًا) الكشف الإزالة والكرب بفتح أوَّله وسكون ثانيه الذي يأخذ النفس والكربة بالضم مثله ويأتي الحث على هذه الأنواع من البر في حق غير المسكين أيضًا، وهذه الأحبية بالنظر إلى الإحسان إلى العباد فلا ينافي ما سلف لاختلاف جهات التفضيل (طب عن الحكم بن عمير) (¬1) رمز المصنف لضعفه قال الشارح: لكن له شواهد. 199 - " أحب الأعمال إلى الله، بعد أداء الفرائض، إدخال السرور على المسلم (طب) عن ابن عباس" (ض). (أحبُّ الأعمال إلى الله) أي الأعمال النفل كما دلَّ له قوله (بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم) بفعل أو قول فهو أعم من حديث الحكم في المدخل عليه ويؤخذ منه أن أبغضها إليه تعالى إدخال الحزن على المسلم (طب عن ابن (¬2) عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه إسماعيل بن عمر البجلي (¬3) وثَّقه ابن حبَّان وضعفه غيره. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 245) رقم (3187) قال الهيثمي (3/ 116): فيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو ضعيف. قال الذهبي: تركه أبو حاتم، المغني في الضعفاء برقم (2593). وقال الألباني في ضعيف الجامع (161) والسلسلة الضعيفة (1861) ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 71) رقم (11079)، وفي الأوسط (7911)، وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 193) وفي إسناده إسماعيل بن عمرو البجلي، قال المناوي في الفيض (1/ 167)، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيفٌ وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (158) والسلسلة الضعيفة (2162). (¬3) وإسماعيل بن عمرو الجبلى انظر ترجمته في الميزان (1/ 399).

200 - " أحب الأعمال إلى الله حفظ اللسان (هب) عن أبي جحيفة (ض) ". (أحب الأعمال) المتروكة (إلى الله حفظ اللسان) عن النطق فيما لا ينفع وهذه الأحبية باعتبار الترك والأولات باعتبار الفعل وتأتي في حفظ اللسان أحاديث ويأتي زيادة في الكلام عليها (هب (¬1) عن أبي جحيفة) رمز المصنف لضعفه. 201 - " أحب الأعمال إلى الله الحبُّ في الله، والبغض في الله (حم) عن أبي ذر (ح) ". (أحب الأعمال إلى الله الحب في الله والبغض في الله) كلمة في للتعليل، مثلها في حديث: "أن امرأة دخلت النار في هرة" (¬2) أي الحب لأجل الله وهو أن يحب من يحبه الله وهم أهل طاعته وتبغض من يبغضه الله وهم أهل معصيته فتحب أنبياءه وصالحي عباده وتبغض أعداءه وأعداء رسله كالكفار والفساق وتأتي أحاديث يحصر فيها الإيمان على ذلك (حم عن أبي ذر) (¬3) رمز المصنف لحسنه. 202 - " أحب أهلي إليَّ فاطمة (ت ك) عن أسامة ". (أحب أهليَّ إلى فاطمة) أي من النساء فاطمة ابنته - صلى الله عليه وسلم - فلا ينافيه حديث الحسنين الآتي (ت ك عن أسامة بن زيد) (¬4) سكت عليه المصنف وقد حسَّنه ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4950) قال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 337) رواه أبو الشيخ ابن حبان والبيهقي وفي إسناده من لا يحضرني الآن حاله. وفي إسناده أيضاً: عمرو بن محمَّد البصري قال ابن حجر في التقريب (5107) صدوق ربما أخطأ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (165) والسلسلة الضعيفة (1115). (¬2) أخرجه مسلم (2619). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 146). وأبو داود (4599)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 90) رواه أحمد وفيه رجل لم يسم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (157) والسلسلة الضعيفة (1310). (¬4) أخرجه الترمذي (3819) وقال: حسنٌ صحيحٌ، والحاكم (2/ 417) وقال: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي قال فيه عمر بن أبي سلمة ضعيفٌ وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (167) والسلسلة الضعيفة (1844).

الترمذي وصحَّحه الحاكم. 203 - " أحب أهل بيتي إلى الحسن والحسين (ت) عن أنس) " (ح). (أحب أهل بيتي) أي من الرجال والنساء (إليّ الحسن والحسين) فهما أحب إليه من فاطمة إن حمل على عموم أهله الذي تفيده الإضافة، ويحتمل أنَّ المراد ما عدا فاطمة لما قدَّمناه فيكون الحسنان أحبُّ أهله إليه إلا أمَّهما وهي أحب أهله إليه إلا ابناها فلا تفيد أحبية أحد الفريقين إليه على الآخر (ت عن أنس) (¬1) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: فيه أبو شيبة، قال أبو حاتم: ضعيف. 204 - " أحبّ النساء إليَّ عائشة، ومن الرجال أبوها (ق ت) عن عمرو بن العاص (ت هـ) عن أنس (صح) ". (أحب النساء (¬2) إليَّ) من الزوجات الموجودات حال التكلم فلا تدخل خديجة ولا فاطمة (عائشة ومن الرجال) عطف على مقدر كأنَّه قال: أحب النَّاس إليَّ من النساء ومن الرجال (أبوها) كأنَّ المراد من الرجال غير أهل بيته فلا ينافيه حديث الحسنين ويأتي فيه الاحتمال الآخر (ق ت عن عمرو بن العاص ت عن أنس) (¬3). 205 - " أحب الأسماء إلى الله: عبد الله، وعبد الرحمن (م د ت هـ) عن ابن عمر" (صح). (أحب الأسماء إلى الله) ما سمِّي به العبد (عبد الله وعبد الرحمن) لشرف في ما ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3772) وقال: غريب وكذا أبو يعلى (4294) والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 377) وابن عدي (7/ 166) في ترجمة يوسف بن إبراهيم التميمي أبو شيبة وقال الحافظ ضعيف، التقريب (7855) وقال: صاحب عجائب. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (166) والسلسلة الضعيفة (1843). (¬2) في المطبوعة (الناس). (¬3) أخرجه البخاري (3662) ومسلم (2384)، والترمذي (3885) وحديث أنس أخرجه الترمذي (3890) وابن ماجه (101).

أضيف إليه لفظ "عبد" فإنهما اسمان مختصان بالله تعالى وهو حث على التسمية بهما (م د ت هـ (¬1) عن ابن عمر). 206 - " أحب الأسماء إلى الله ما تعبد له، وأصدق الأسماء همام وحارث، الشيرازي في الألقاب (طب) عن ابن مسعود" (ض). (أحب الأسماء إلى الله) التي تسمى به العباد فلا تدخل فيها أسماؤه الحسنى (ما تعبد) بضم المثناة وتشديد المُوحدة (له) أي ما دلَّ على العبودية لله من كل لفظ عبد أضيف إلى اسم من أسمائه الحسنى وظاهره استوائها في الأحبية إلا أن إفراد عبد الله وعبد الرحمن يدل على أنهما أحبّ الأحب وأما هما فلا دليل على أحبية أحدهما على الآخر، ويحتمل: أن عبد الله أحب من عبد الرحمن لتقديم ذكره، أو وجه أحبية ما أضيف إلى اسم من أسمائه الحسنى أنها محبوبة إليه قد اختارها لنفسه وأمر عباده أن يدعوه بها فأحب ما أضيف إليها واكتسب الأحبية منها وهذه سراية معنوية من المضاف إليه إلى المضاف، أشرف من السرايات اللفظية كاكتسابه منه تعريفًا وتأنيثاً (وأصدق الأسماء حارث وهمام) (¬2) كلاهما اسم فاعل من "حرث وهم" إلا أن الثاني جاء على صيغة المبالغة، قال في النهاية (¬3): الحارث الكاسب والإنسان لا يخلو من الكسب قطعاً، ومنها همام فعال من هم بالأمر يهم إذا عزم عليه وإنما كان أصدق لأن ما من أحد إلا وهو يهم بأمر كان خيرًا أو شرًا. انتهى. إن قلت: عبد الله وعبد الرحمن من أصدق الأسماء لتحقيق العبودية فيهما، فلم كان حارث وهمام أصدق منهما. قلت: إنهما وإن كانا صادقين باعتبار العبودية وتحققها فيهما لكن القيام بحقها لا يفي به المسمى، فإنَّ حق العبد أن ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2132)، وأبو داود (4949)، والترمذي (2833). (¬2) في المطبوعة: (همام وحارث). (¬3) النهاية (1/ 360).

لا يخالف مولاه في كل ما أمر به ونهاه عنه، ومن ذا يقوم بذلك من العباد وكل بني آدم خطاءون كما قاله - صلى الله عليه وسلم - (¬1) فهما اسمان من أحب الأسماء وأصدقهما باعتبار لفظهما لا باعتبار مطابقة المسمى لمعناها بخلاف حارث وهمام فكل من المسمى بهما قائم بمدلوله أتم قيام فكانا أصدق الأسماء (الشيرازي في الألقاب طب عن ابن مسعود) (¬2) رمز المصنف لضعفه وجزم في الدرر بضعفه؛ لأنَّ فيه محمَّد بن محصن العكاشي متروك. 207 - " أحب الأديان إلى الله الحنيفية السمحة (حم خد طب) عن ابن عباس (صح) ". (أحب الأديان إلى الله الحنيفية) في النهاية (¬3): الحنيفية عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه السلام وأصل الحنف الميل وفيها (السمحة) السهلة التي ليس فيها شيء من الأصار والأغلال التي كانت في شرائع الأنبياء عليهم السلام ولما كانت أحب الأديان إليه اختارها لأحب رسله - صلى الله عليه وسلم - إليه وأمته {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} (حم خد طب عن بن عباس) (¬4) رمز المصنف ¬

_ (¬1) يشير بذلك إلى حديث: "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون". أخرجه الترمذي (2499)، وابن ماجه (4251) وأحمد (3/ 198)، والحاكم في المستدرك (4/ 272). وأبو يعلى (2922). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 73) رقم (9992) والأوسط (694) وفي إسناده محمَّد بن محصن العكاشي وهو متروك كما في المجمع (8/ 50). وانظر: تهذيب الكمال (29/ 372) وقال الحافظ: كذبوه، التقريب (6268). وقال الحافظ في الفتح (10/ 570) والقاري في الموضوعات الكبرى (452): سنده ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (156) والسلسلة الضعيفة (408): موضوع. (¬3) النهاية: (1/ 451). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 236)، والبخاري في الأدب المفرد (287)، والطبراني في الكبير (11/ 227) (1157)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 94): وصله أحمد بن حنبل وغيره من طريق محمَّد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس وإسناده حسن، حسنه الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (2/ 41)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (110)، والسلسلة الصحيحة (881).

لصحته وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري منكر الحديث، وقال العلائي: له طرق لا تنزل عن درجة الحسن بانضمامها، قال ابن حجر: له شاهد مرسل عند ابن سعد وقال في المختصر: إسناده حسن. 208 - " أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها (م) عن أبي هريرة (حم ك) عن جبير بن مطعم" (صح). (أحب البلاد إلى الله مساجدها) لأنَّها بيوت طاعته وكفاها شرفًا أنها بيوت الله تضاف إليه ولأنها محل أوليائه وأحبابه وإليها تنزل ملالكته ومنها بالأعمال الصالحات تصعد إلى سماواته (وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) لأنها محل الشياطين وموضع الكذب والأيمان الفاجرة والفحش والتفحش والمعاملات الباطلة، وحبه تعالى للبقاع وبغضه لها حبه لأهلها والساكنين بها وبغضه لهم ولمن يلازمها (م عن أبي هريرة (¬1) حم ك عن جبير بن مطعم). 209 - " أحب الجهاد إلى الله كلمة حق تقال لإمام جائر (حم طب) عن أبي أمامة (ح) ". (أحب الجهاد إلى الله كلمة حق تقال لإمام جائر) إنما كان هذا أحب إلى الله لما فيه من الإعلان بالحق والصدوع به وإيثار مرضاة الله على مرضاة عباده والمخاطرة بالنفس لإعلاء كلمته وإنما كان أحب من القتال وملاقة الأقران؛ لأنَّ ذلك فيه مظنة الظفر والغلبة والسلب وقوة النفس في الدفع عن دمها بخلاف المتكلم عند الجائر فليس فيه شيء من ذلك بل ما هو إلا مخاطرة بالنفس لا غير، وفيه أن أحب الأعمال إلى الله أشقها على فاعلها، وفيه: أن التعرض للشهادة مع القطع بعدم الغلبة جائز وأنه لا يشترط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمان على النفس لأنَّ هذه المواقف مظنة عدم السلامة ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (671) عن أبي هريرة وأحمد (4/ 81)، والحاكم (2/ 7).

ويحتمل: أن المراد أحب الجهاد اللساني؛ لأنَّ الجهاد نوعان جهاد بالسنان وجهاد باللسان كما ذكره أئمة التفسير في قوله تعالى: {جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ} أن جهاد الكفار بالسنان وجهاد المنافقين باللسان (حم طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، ورواه النسائي بلفظ "أفضل" وسيأتي، وإسناده صحيح فيؤخذ منه أنَّ الأحب هو الأفضل وأنه يرادفه. 210 - " أحب الحديث إليّ أصدقه (حم خ) عن المسور بن مخرمة ومروان معا (صح) ". (أحب الحديث إليّ أصدقه) لا يخفى أن الصدق مطابقة الواقع والصادق من قام به الصدق، وإذا كان كذلك ورد السؤال عن المراد بالأصدق فإنها لا تفاوت رتب المطابقة، والجواب: المراد أنه يراد أحد الأمرين إما أنه أراد بأصدق الكلام ما طابق الواقع وزاد باشتماله على موعظة وترغيب في الخير وزجر عن الشر وكما يرشد إليه ما يأتي من حديث: أصدق كلمة قالتها العرب: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، ويحتمل: أنه أراد بأصدق الحديث القرآن لحديث البيهقي وابن عساكر وغيرهما: "أصدق الحديث كتاب الله" (¬2) ذكره المصنف في الذيل فيكون المعنى: أحب الحديث إليّ كتاب الله والقرآن سمي حديثًا لقوله: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} (حم خ عن المسور (¬3)) بكسر ميمه وسكون السين المهملة وفتح الواو وآخره راء مهملة (بن مخرمة) بفتح الميم وسكون ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 251) والطبراني في المعجم الكبير (8/ 281) رقم (8080)، والنسائي (7/ 161)، والبيهقي (10/ 91)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (168). (¬2) أخرجه النسائي (3/ 188) وأحمد (3/ 310)، وابن خزيمة (3/ 143). والبيهقي في الشعب (4786)، وابن عساكر في تاريخه (51/ 228 و 240). وانظر علل الدرافطني (5/ 323 رقم 916). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 326)، والبخاري (2184)، وأخرجه أيضاً أبو داود (2693).

الخاء المعجمة فراء فميم آخر تاء تأنيث والمسور صحابي معروف من بني زهرة أمه الشفاء أخت عبد الرحمن بن عوف (¬1) (ومروان معًا) أي أخرجه كل منهما عنهما رمز المصنف لصحته. 211 - " أحب الصيام إلى الله صيام داود، كان يصوم يوما ويفطر يوما، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه (حم ق د ن) عن ابن عمرو (صح) ". (أحب الصيام إلى الله) أي أفضله إليه كما صرح به حديث آخر (¬2)، وهذه الأحبية للصيام والصلاة باعتبار الزمانين التي وقعت هذه العبادة فيهما فهما أحب الفعل إليه باعتبار زمانهما وذلك لأنهما في غاية العدل والله يحب العدل كله فإنه جعل للعبد لنفسه حقًّا ولربه حقًّا وقام بالحقين فأتى بالعبادة على وجهها من الكمال والنشاط والرغبة فامتاز عمن أغفل حق الله وآثر حق نفسه وراحتها وعمن أوغل في عبادة الله وأفرط حتى مل وكرهها إلى النفس كما يأتي عدة أحاديث في النهي عن ذلك وعن الإيغال في العبادة وقد أبان ذلك بقوله (صيام داود) أي ما كان على صفته في الزمان لا أنه مجرد إخبار عن أحبية (صيام داود) فقط وكأنه قيل: وكيف كان: قال (كان يصوم يومًا ويفطر يومًا) فقام بحق الله وحق نفسه فهذا الأفضل منه (وأحب الصلاة) من نوافل الليل إلى الله تعالى (صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه) من أول النصف الثاني وهو بعد أخذه حظًّا لنفسه من النوم فيقبل على الطاعة برغبة ونشاط (وينام سدسه) الأخير ليأتي بصلاة الصبح وقد أخذت النفس راحتها من النوم والراحة والعبادة وفيه أن هذا أفضل النوافل صيامًا وصلاة. ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (6/ 119) والطبقات الكبرى (1/ 15). (¬2) أخرجه البخاري (1976) ومسلم (1159).

إن قلت: قد تحت أن أحب الأوقات وأفضلها ثلث الليل الأخير وهنا قد جعل محلاً للنوم. قلت: يحتمل أن ذلك في هذه الشريعة، ويحتمل أنه لمن لم يقم النصف الآخر أو أنه أطلق السدس على جزء منه فلا يفوت به كل الثلث الآخر (حم ق د ن عن بن عمرو) (¬1). 212 - " أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي (ع حب هب) والضياء عن جابر (صح) ". (أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي) لأنه يدل على صحة النفوس وانشراح الصدور وكرم طباع الآكلين ولأنه الطعام الذي يبارك فيه كما سلف (ع حب هب (¬2) والضياء عن جابر) رمز المصنف لصحته. 213 - " أحب الكلام إلى الله تعالى أن يقول العبد "سبحان الله وبحمده" (حم م ت) عن أبي ذر" (صح). (أحب الكلام إلى الله تعالى أن يقول العبد: سبحان الله) أنزِّه الله عن كلِّ قبيح (وبحمده) عطف على الجملة الفعلية المفادة سبحان الله؛ لأنَّه مصدر منصوب بفعل محذوف وجوبًا أي أسبِّح الله تسبيحًا ثم وضع سبحان موضع التسبيح وصار علمًا له ويحتمل أنها حالية أي أسبّحه متلبسًا بحمده والمعنى أسبح الله وأتلبس بحمده والإضافة في بحمده تفيد الحمد اللائق بجلاله الذي يستحق ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 160) والبخاري (3238)، ومسلم (1159)، وأبو داود (2448)، والنسائي (3/ 214)، وابن ماجه (1712). (¬2) أخرجه أبو يعلى (2045) والطبراني في الأوسط (7317)، والبيهقي في الشعب (9620)، قال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 98) والهيثمي (5/ 21) وقال: فيه عبد المجيد بن أبي رواد وهو ثقة وقال الإِمام أحمد: ثقة ليس به بأس، انظر: تهذيب الكمال (18/ 217). قال المناوي (1/ 172) قال الزين العراقي: إسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (31)، والسلسلة الصحيحة (895).

إضافته إليه فالياء للملابسة ووجه أحبيته هاتين الكلمتين أنهما اشتملتا على تنزيه الله مقرونًا به تحميده فأفادتا صفتي السلب والإيجاب فسلبت الأولى كل نقص عنه تعالى وأثبت الثانية صفة الثناء المتضمنة كل صفة كمال ووقفنا على أحسن ترتيب حيث تقدمت التخلية بالخاء المعجمة على التحلية بالحاء المهملة وهو الترتيب العقلي الوضعي والمراد أحب الكلام الثنائي فلا يرد أن الكلام المشتمل عليهما وعلى غيرهما أحب إليه تعالى كما يأتي قريبًا وكما يأتي في حديث: "أربع أفضل الكلام" (حم م ت عن أبي ذر) (¬1) رمز المصنف لصحته على القاعدة أنه إذا كان في الرموز الشيخان أو أحدهما رمز لصحته. 214 - " أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" لا يضرك بأيهن بدأت (حم م) عن سمرة بن جندب (صح) ". (أحب الكلام) أي كلام العباد فلا يرد القرآن وإن كانت هي من القرآن أيضًا (إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) لأنها جمعت أنواع الثناء والتحميد والكبرياء (لا يضرك بأيهن بدأت) أي لا ينقص أجرها بالبداية بأيها لأنه لا ترتيب فيها (حم م (¬2) عن سَمُرَة) بفتح المهملة وضم الميم آخره راء بعدها تاء التأنيث بن جُنْدب بضم الجيم وفتح الدال المهملة وضمها رمز المصنف لصحته. 215 - " أحب اللهو إلى الله تعالى إجراء الخيل والرمي (عد) عن ابن عمر (ح) ". (أحب اللهو) في النهاية (¬3): اللهو اللعب يقال لهوت بالشيء لهوًا وتلهيت به إذا لعبت به وتشاغلت به وغفلت عن غيره. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 161)، ومسلم (2731)، والترمذي (3593). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 10)، ومسلم (2137). (¬3) النهاية (4/ 282).

قلت: وريحوه بأنها ترويح النفس بما تقتضيه الحكمة (إلى الله تعالى إجراء الخيل) تأديبها واللهو بها ويأتي أنه لا سبق إلا في ثلاث وذلك لما فيه من التدريب في الفراسة ومراوغة الأقران ويأتي استيفاء الكلام عليه هنالك ويأتي ضم ثالث إليهما ورابع وهو ملاعبة الرجل أهله (والرمي) بالنشاب والعلة العلة (عد (¬1) عن بن عمر) رمز المصنف لحسنه وكأنه لشواهده، قال الشارح: كل أسانيده ضعيفة. 216 - " أحب العباد إلى الله تعالى أنفعهم لعياله (عبد الله في زوائد الزهد عن الحسن مرسلاً". (أحب العباد إلى الله تعالى) أكثرهم ثوابًا (أنفعهم لعياله) لعيال الله في القاموس (¬2): عيال ككتاب من يتكفل به الرجل من عالة، والعباد عيال الله؛ لأنه المتكفل بهم في جميع أحوالهم والأنفع شامل لنفع الدين والدنيا (عبد الله) هو ابن أحمد بن حنبل، أحد أهل الرموز، ولم يأت هنا برمزه؛ لأنه إنما جعله لروايته في رواية المسند وهنا رواه (في زوائد الزهد) والزهد كتاب لأحمد (عن الحسن) وهو حيث يطلق الإِمام الكبير أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، تابعيٌّ جليلٌ (مرسلاً) سكت عليه (¬3) المصنف، وقال الشارح: إسناده ضعيفٌ. 217 - " أحبُّ عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا (طب) عن أسامة بن شريك (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 177) في ترجمة محمَّد بن الحارث بن زياد وقال: أحاديثه منكرة متروك الحديث، وقال الألباني في ضعيف الجامع (165) والسلسلة الضعيفة (1835): ضعيف جداً. (¬2) القاموس المحيط (ص 1695). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 86) رقم (10033)، وعبد الله في الزوائد عن الحسن مرسلاً (44953)، قال المناوي (1/ 174): مرسل، وإسناده ضعيف لكن شواهده كثيرة، وحسنه الألباني في الجامع (172).

(أحب عباد الله إليه أحسنهم خلقًا) تقدَّم حسن الخلق ويأتي فيه عدَّة أحاديث ويجمعه، أي يجمع أصول كما سلف قوله: "طلاقة الوجه، وكف الأذى" وبذلك المعروف حسن الخلق (طب عن أسامة بن شَرِيك) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 218 - " أحب بيوتكم إلى الله بيت فيه يتيم مكرم (هب) عن عمر" (ض). (أحب بيوتكم إلى الله بيت فيه يتيم) تقدَّم من هو (مكرم) يكرمه أهل البيت؛ لأنه لانفراده عن أبيه صار أحقُّ الناس بالإكرام ولصغر سنه (هب عن عمر) (¬2) رمز المصنف لضعفه. 219 - " أحب الله تعالى عبدًا سمحًا إذا باع، وسمحًا إذا اشترى، وسمحًا إذا قضى، وسمحًا إذا اقتضى (هب) عن أبي هريرة" (ح). (أحب الله) فعل ماض إخبار أنه تعالى أحب (عبدًا سمحًا إذا باع) المسامحة المساهلة في الأمور وعدم المشاحة فيها (وسمحًا إذا اشترى وسمحًا إذا قضى) غريمه دينًا (وسمحًا إذا اقتضى) من غرمائه والسماحة في هذه الأربعة دليل على السخاء وسماحة النفس والله تعالى يحب ذلك (هب عن أبي هريرة) (¬3) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وفيه الواقدي وفيه كلام. 220 - " أحبكم إلى الله أقلكم طعما وأخفكم بدنًا (فر) عن ابن عباس (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 181) رقم (471)، وقال المنذري (3/ 274): رواته يحتج بهم في الصحيح وقال الهيثمي (8/ 24): رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (179) وفي السلسلة الصحيحة (432). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (11037)، وكذلك الطبراني في الكبير (12/ 388) رقم (13434) وابن عدي في الكامل (1/ 341) في ترجمة إسحاق بن إبراهيم الحنفي قال البخاري: في حديثه نظر. قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 171): هذا حديث منكر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (169) والسلسلة الضعيفة (1636). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (11253)، وفي إسناده محمَّد بن عمر الواقدي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (164).

(أحبكم إلى الله أقلكم طُعْمًا) بضم الطاء الأكل على وقته وبالفتح هو ما يؤديه ذوق الشيء من حلاوة ومرارة أفاده في النهاية (¬1) (وأخفكم) بالخاء المعجمة ففاء من الخفة (بدنًا) نصب على التمييز كالأولى وخفة البدن من عدم امتلائه سمنًا، وذلك لأن قلَّة الطعام سبب للنشاط للعبادة ولقلة النوم ولقلة دواعي الشهوة، ومفاسد الأكل كثيرة، وآفاته عديدة، وقد عدَّه الأطباء من آفات الأبدان كما أنها من آفات الأديان، ولذا قيل: فإن الداء أكثر ما تراه يكون من الطعام أو الشراب وخفة البدن من ثمرات قلة الأكل وفوائده فوائده (فر عن ابن (¬2) عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنَّ فيه أبا بكر بن عياش، قال الذهبي: ضعَّفه ابن نمير. واعلم أنَّ هذه ثلاثة وعشرون حديثًا وردت بصيغة اسم التفضيل والأصل فيه أن يجيء للفاعل، فنقول: زيدًا أفضل من عمرو أو من الناس، أي أزيدهم فاضلية على غيره، وجاء قليلاً للمفعول، نحو: أشغل الناس أي أكثرهم مشغولية، وهذه الأحاديث جميعًا وردت على الأقل، إذ المراد بأحب الأعمال إلى الله أزيدها محبوبية وكذلك ما بعده وهو استعمال صحيح فصيح وإن كان أقل من الأوَّل، ثمَّ اعلم أنه أشكل إيراد هذه الصيغة التفضيلية في كلِّ ما ذكر لدلالتها على أن كلَّ ما ذكر بعدها أحب من كل ما عداها، وقد تعدَّدت وأنه يؤدِّي إلى التناقض، وقد ذكر المصنِّف نظير هذا في الإتقان في آيات {ومن أظلم ممن ...} كذا [ومن أظلم ممن ...] كذا بمعنى صلته. ثم قال: وأجيب بأوجه، منها تخصيص كل موضع. قلت: وقد أشرنا في كثير مما مضى إلى شيء من هذا ولم يجر في كلها إلا ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 125). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1/ 86)، وضعفه الغماري في المداوى (1/ 205) من طريق الحاكم. قال المناوي (1/ 176): أخرجه الحاكم في تاريخه وفيه أبو بكر بن عياش قال الذهبي: ضعفه ابن نمير وهو ثفة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (172) والسلسلة الضعيفة (1918).

بتكلف وذكر المصنف أجوبة لا تجرى ها هنا، وأقول: إذا تعذَّر التَّوجيه فلا ضير في أن يرادَ في أنَّ هذه المذكورة في نفسها هي أحب الأشياء إليه تعالى، وأما هي فيما بينها فمسكوت عن بيان أكثر محبوبية منها. 221 - " أحب للناس ما تحب لتفسك (تخ ع طب ك هب) عن يزيد بن أسيد (صح) ". (أحب للناس) المسلمين (ما تحب لنفسك) قد تقدَّم. إن قلت: المحبة فعل قلبي غير اختياري، ولذا فسَّروا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهمَّ هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" (¬1) بالمحبة. قلت: المراد أنَّك تأتي إلى الناس ما تحب أن يأتوا إليك، فعبر بالمحبة عن لازمها وما يتسبب عنها إذا أراد بذكر أسباب المحبة من تذكرك أن الله يحب منك أن تحب أخاك ويأمرك بذلك ويأجرك عليه ومن فعل ما هو من أسبابها كالمهاداة كما أرشد إليه حديث: "تهادوا تحابوا" أو المراد: أرد به لهم ما تريد لنفسك (تخ ع طب ك هب عن يزيد (¬2) بن أسد) بفتح الهمزة وسكون المهملة آخره مهملة، رمز المصنف لصحته. 222 - " أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما (ت هب) عن أبي هريرةً (ح) ". (أحبب حبيبك هونًا ما) في النهاية (¬3): حبًا مقتصدًا لا إفراط فيه وإضافة ما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2134)، والترمذي (1140)، والنسائي (7/ 75)، وابن ماجه (9711). وأخرجه أحمد (6/ 144)، والدارمي في مسنده (2253)، وابن حبان في صحيحه (4205). روي موصولا ومرسلا، وهو ضعيف لإرساله إلا أن الرواية المرسلة رجحها الترمذي. (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 317)، وأبو يعلى (911)، والطبراني في الكبير (22/ 238) رقم (625)، والحاكم في المستدرك (4/ 168)، والبيهقي في الشعب (11130)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (180) والسلسلة الصحيحة (72). (¬3) النهاية (5/ 283).

إليه مفيد التقليل بمعنى لا تسرف في الحب والبغض (عسى أن يكون بغيضك يومًا ما) وعسى هنا للإشفاق (وأبغض بغيضك بغضًا) ما مثل ما سلف (عسى أن يكون حبيبك يومًا ما) وعسى للترجي كلعل، والحديث إرشاد إلى الاعتدال في الأمور وعدم المبالغة والغلو في الحب والبغض، وأن كلا طرفي قصد الأمور ذميم، والأمر هنا للندب، والم بمعنى الحديث من قال: واحبب إذا أحببت حبًّا مقاربًا ... فإنَّك لا تدري متى أنت رافع وأبغض إذا ابغضت غير مباين ... فإنك لا تدري متى أنت راجع (ت هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 223 - " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي (ت ك) عن ابن عباس (صح) ". (أحبوا الله) وجوبًا (لما يغذوكم به) في القاموس (¬2): الغذاء بالكسر ككساء ما به نماء الجسم غذاه يغذوه غذواً، أي لأجل ما يسديه إليكم من نعمة جمع نعمة وكلمة من للتبعيض إعلامًا بأن بعض نعمه تعالى توجب محبته ويحتمل أنها للبيان وكل نعمة من الله نعمة الإيجاد من العدم والإمداد من النعم وهو حث على حب الله بتذكر نعمه وإلا فأسباب محبته لا تنحصر فإنه تعالى محبوب بكماله الذاتي وإفاضته لأنواع عجائب مخلوقاته وبدائع ملكوته وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - هذا؛ لأنه السبب اللازم للإنسان وحب المنعم واجب عقلاً كشكره (وأحبوني) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1997)، وقال: حديث غريب والبيهقي في الشعب (6595)، وقال هو وهم. وانظر علل الترمذي (1/ 150)، والعلل المتناهية (2/ 735)، وعلل الدارقطني (4/ 33)، وقال ابن حبان في الضعفاء بعد أن ذكر الحديث عن أبي هريرة (1/ 351): هذا الحديث ليس من حديث أبي هريرة وإنما هو قول على بي أبي طالب فقط ورفعه عن علي خطأ فاحش. وصححه الألباني في صحيح الجامع (178). (¬2) القاموس المحيط (ص 1698).

وجوبًا أيضاً (لحب الله) لأجل حبكم لله فمن أحب الله أحب رسله أو لأجل حبه إياي أو لأجل حب الله له ولذلك قيل: حبيت إلى قلبي حبيب حبيبتي، وقالوا: الأحباب ثلاثة: حبيبك، وحبيب حبيبك، والثالث: عدو عدوك، وهذا من أسباب حبه - صلى الله عليه وسلم - وإلا فإنه نعمة ورحمة فهو يحب لكونه نعمة فاضت بواسطته خيرات الدارين على العباد نالوا باتباعه كل ما يقر به العين فيه نالوا كل خير وبه دفع عنهم كل بؤس وضير وحبه طبعي فإن النعمة محبوبة طبعًا إلا أنه - صلى الله عليه وسلم - أشار إلى سبب المحبة الشرعي، (وأحبوا أهل بيتي) وجوبًا أيضًا (لحبي) لحبكم إياي فإنَّ من أحبه أحب آله؛ لذلك قيل: ويكرم ألف للحبيب المكرم، أو لحبي إياهم أو لحبي إياكم أيها الأمة فإني أحبكم فأسوق إليكم كل خير فأحبوا أهل بيتي مكافأة لي على محبتي إياكم (ت ك عن ابن (¬1) عباس) رمز المصنف لصحته، وصححه الحاكم والذهبي، وقول ابن الجوزي: هو غير صحيح وهموه فيه، نعم فيه عبد الله بن سليمان النوفلي أورده في الميزان، وقال: فيه جهالة ثم أورد له هذا الحديث. 224 - " أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي (عق طب ك هب) عن ابن عباس (صح) ". (أحبوا العرب) اسم لهذا الجيل من الناس سواء أقام بالبادية أو لا، ولا واحد له من لفظه (لثلاث لأني عربي) أي لأنَّ لساني ولغتي عربية كما في قرينتيه أو لأني واحد من العرب نسبي ونسبهم واحد أو للأمرين (ولأن القرآن عربي) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3789) والحاكم (3/ 150)، وقال الترمذي: حسن غريب، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 183)، والخطيب في تاريخه (4/ 159). وانظر العلل المتناهية (1/ 367)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (176). وانظر ترجمة عبد الله بن سليمان النوفلي في الميزان (2/ 432).

أي فصاحته وبلاغته وأسلوبه (وكلام أهل الجنة عربي) من الحور العين المنشأة بها ومن الأولين والآخرين النازلين بها وحين كانت هذه الثلاث خاصة بالعرب تعينت محبتهم وظاهره عموم كافرهم ومؤمنهم ويحتمل أنه أريد به أهل الإيمان منهم وان أريد به الأعم فهو يحب الكافر لبلاغته وبيانه وفصاحته وإن كان مبغوضًا لكفره وإن أريد المؤمن فإنه يفيد أن لمؤمن العرب زيادة خصوصية في المحبة على المؤمنين من غيرهم وإلا فإن أهل الإيمان مأمور بمحبتهم مطلقًا (عق طب ك هب عن ابن (¬1) عباس) رمز المصنف لصحته. وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي، وهو متروك، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، وقال أبو حاتم: هذا حديث كذب، وقال الذهبي في الميزان: العلاء بن عمرو الحنفي الكوفي متروك، ثم ساق له هذا الحديث عن ابن عباس ثم قال الذهبي: هذا موضوعٌ، وقال أبو حاتم: هذا كذب. انتهى. قلت: وبه يُعرف ما في رمز المصنف لصحته ويُعرف أنَّ قوله في خطبة الكتاب أنه صانه عما تفرَّد به وضَّاع أو كذَّاب ليس بصحيح وسيأتي، وقد سلف بشأن كثير من الأحاديث التي لها هذا الحكم وأنه ما كان ينبغي ضمها إلى هذا الكتاب فقد شرط مصنفه في خطبته أنه صانه عن الوضاعين والكذابين إذا تفردوا بالحديث. 225 - " أحبوا قريشًا فإنه من أحبهم أحبه الله (طب) عن سهل بن سعد (ض) ". (أحبوا قريشًا) ذكر في القاموس (¬2) وجوهًا في تسمية قريش بهذا الاسم أنه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 185) رقم (11441)، والحاكم (4/ 87)، والبيهقي في الشعب (1610)، قال الذهبي في التلخيص: وأظن الحديث موضوعًا أهـ والميزان (5/ 127)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 348) وقال: منكر لا أصل له. وقال الهيثمي (10/ 52): فيه العلاء بن عمرو الحنفي وهو مجمع على ضعفه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (859) قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 375): سمعت أبي يقول: هذا حديث كذب. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (173)، والسلسلة الضعيفة (160). (¬2) القاموس المحيط (ص 7769).

لتجمعهم إلى الحرم، أو لأنهم كانوا يتقرشون البياعات يشترونه، أو لأن النضر بن كنانة تجمّع في ثوبه يومًا فقالوا تقرش إلى أن قال: وسميت بمصغر القرش وهو دابة بحرية (فإنه من أحبهم أحبه الله) والأظهر أنَّ المراد أهل الإيمان منهم وكأن - صلى الله عليه وسلم - أمر بحبهم حثًّا للعباد على ذلك؛ لأنه قد جرى منهم في صدر الإِسلام ما جرى من تكذيبه - صلى الله عليه وسلم - ورميه بمثل السحر والكهانة وأذيته مما يوجب نفرة القلوب عنهم فإن آل - صلى الله عليه وسلم - ذلك بالأمر بحبهم وأخبر أن حبهم يتسبب عنه حب الله لمن أحبهم (طب عن سهل بن سعد) (¬1) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف. 226 - " أحبوا الفقراء وجالسوهم، وأحب العرب من قلبك، وليردك عن الناس ما تعلم من نفسك (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (أحبوا الفقراء وجالسوهم) لأن ذلك يبعد عنكم الكبر ويلين القلوب ويهضم النفس (وأحب العرب من قلبك) كما سلف وإنما قيد به لئلا يكون حبهم تقية من غير القلب (وليردك عن الناس) عن الخوض فيهم والاعتراض عليهم (ما تعلم من نفسك) من العيوب فإنك إن نظرت إلى عيوبك استحييت أن تذكر غيرك بما هو فيك وهو مثل قوله: "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس" (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 123) رقم (5709)، وقول الهيثمي في المجمع (10/ 27)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (179) وفي السلسلة الضعيفة (650): ضعيف جدًّا. وقال الحافظ عبد المهيمن بن عباس: ضعيف. التقريب (4235)، وانظر تهذيب التهذيب (6/ 432). (¬2) جزء من حديث طويل أخرجه البزار (6237) وقال: وهذا الحديث لاَ نعلمُهُ يُرْوَى بهذا اللفظ، عَن أنس إلاَّ مِن هذا الوجه ووجه آخر ضعيف رواه أَبَان بن أبي عياش، عَن أنس. والبيهقي في شعب الإيمان (10563)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 203)، ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 178) وفي العلل المتناهية (1385)، وقال الحافظ في بلوغ المرام (1510): رواه البزار بإسناد حسن. وقال الشيخ الألباني: ضعيف جداً. انظر: الضعيفة (8/ 299)، وضعيف الجامع (3644). تحريم آلات الطرب للألباني (ص: 74).

وأحسن من قال: في عيوب النفس شغل شاغل ... عن عيوب الناس إن كنت عليمًا فإذا فهمت بشيء فيهم ... فاذكرن نفسك إن كنت حليمًا وفي معناه عدة أحاديث كحديث ابن عباس: "إذا أردت أن تذكر عيوب الناس فاذكر عيب نفسك" (¬1). (ك عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 227 - " احبسوا صبيانكم حتى تذهب فَوْعةُ العشاء، فإنها ساعة تخترق فيها الشياطين (ك) عن جابر (صح) ". (احبسوا صبيانكم) امنعوهم من الخروج من المنازل (حتى تذهب فوعة العشاء) بالفاء والواو بزنة فورة في النهاية (¬3): أوله كفورته، وفوعة الطيب أول ما يفوح ويروى بالغين المعجمة لغة فيه (فإنها ساعة تخترق) بالخاء والراء والقاف من الاختراق قطع المفازة (فيها الشياطين) والحديث نهى عن إطلاق الصبيان أول وقت العشاء؛ لأنه مع انتشار الشياطين قد يصيبونهم بشر، وفيه دليل أنَّه قد يصاب الصبي بأذى من الشَّياطين فإذا احترس لم ينالوه بسوء (ك عن جابر) (¬4) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقرَّه الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (328)، والبيهقي في الشعب (6758) بلفظ: "إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك". في إسناده: أبو يحيى القتات: لين الحديث كما في التقريب (8444)، وقال الشيخ الألباني: ضعيف. (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 332) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه إن كان عمر الرياحي سمع من حجاج بن الأسود، ووافقه الذهبي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (175) والسلسلة الضعيفة (1838) وانظر تضعيفه للحديث في الضعيفة. (¬3) النهاية (3/ 479). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 284) وقال: صحيح على شرط مسلم، وأحمد (3/ 362) وصححه الألباني في صحيح الجامع (182)، والسلسلة الصحيحة (905).

228 - " احبسوا على المؤمنين ضالتهم: العلم (فر) وابن النجار في تاريخه عن أنس (ض) ". (احبسوا على المؤمنين ضالتهم) في النهاية (¬1): قد تكرَّر ذكر الضالة في الحديث وهي الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره يقال: ضل الشيء إذا ضاع (العلم) بدل من ضالتهم وسماه ضالة؛ لأن العبد يطلبه ويفتش عنه كما يطلب الضالة وفي هذه التسمية والإبدال تنويه بشأن العلم ورفع من قدره وحثَّ على حفظه والخطاب للصحابة - رضي الله عنهم - أن يحفظوا علومه - صلى الله عليه وسلم - إلى من يأتي بعدهم، ثم هي وصية لأهل كل قرن من القرون بحفظ العلم ومن حفظه كتابته وتأليفه، ونشره بالتعليم وغير ذلك (فر وابن النجار) (¬2) ابن النجار هو: الإِمام الحافظ الكبير البارع مؤرخ العصر مفيد العراق محب الدين أبو عبد الله محمَّد بن محمود النجار البغدادي، صاحب التصانيف ولد سنة 578 سمع من خلائق وجمع فأوعى وكتب العالي والسافل وخرج لغير واحد وجمع تاريخ مدينة السلام ذيل به واستدرك على الخطيب وهو ثلاثمائة جزء، وكان من أعيان الحفاظ الثقات مع الدين والصيانة والنسك والفهم وسعة الرواية قال ابن الشاعر: كانت رحلة ابن النجار سبعة وعشرين سنة واشتملت مشيخته على ثلاثة آلاف شيخ وألف كتاب "القمر المنير في المسند الكبير" ذكر كل صحابي وما له من الحديث. قلت: سرد الذهبي (¬3) مؤلفاته خمسة عشر مؤلفًا وأثنى عليه، وفاته 643 (في ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 98). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1/ 320) وقال: وفيه زياد بن أبي حسان وفيه أيضاً بكر بن خنيس وعمرو بن حكام متروكان، وعزاه ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 278) للديلمي. وقال الألباني في ضعيف الجامع (180) والسلسلة الضعيفة (821): موضوع. (¬3) انظر سير أعلام النبلاء (23/ 133) وتذكرة الحفاظ (4/ 1428).

تاريخه عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه إبراهيم بن هانئ أورده الذهبي (¬1) في الضعفاء، وقال: مجهول يأتي بالبواطل عن شيوخ متروكين كما نبه الشارح. 229 - " احتجموا لخمس عشرة، أو لسبع عشرة، أو لتسع عشرة، أو إحدى وعشرين، لا يتبيَّغْ بكم الدم فيقتُلَكم، البزار وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس" (ض). (احتجموا) أمر إرشاد (لخمس عشرة أو لسبع عشرة أو لتسع عشرة) اللام للوقت وليست مثلها في قوله: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق:1] قال بعض المحققين: هذه الأحاديث في الأيام المعينة المذكورة موافقة لما أجمع عليه الأطباء من أنَّ الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من أرباعه أنفع له من أوله وآخره ثم هذه الأوقات تختار إذا كانت الحجامة على سبيل الاحتياط والتحرز من الأذى وحفظ الصحة وأما في مداواة الأمراض فحيث ما وجد الاحتياج إليها (أو إحدى وعشرين) حذفت اللام والمعنى عليها كأنه لدلالة ما قبلها (لا يتبيغ) بمثناة تحتية ومثناة فوقية فموحدة فمثناة تحتية مشددة آخره غين معجمة قاله في النهاية (¬2) يقال: تبيَّغ به الدم إذا احترق وتحير في مجراه ومنه يتبيَّغَ الماء إذا تحير وتردد في مجراه، ويقال فيه: تبوّغ بالواو، وقيل: إنه من المقلوب أي لا يَبْغي عليه الدم فيقتله من البغي: مجاوزة الحد والأول أوجه. انتهى. قلت: ولعل هذا مقيد بما لم تكن هذه الأيام أربعًا أو سبتًا؛ لحديث أبي هريرة عند الحاكم والبيهقي (¬3) مرفوعًا: "من احتجم يوم الأربعاء ويوم السبت فرأى في ¬

_ (¬1) انظر لسان الميزان (1/ 118)، والميزان (1/ 199). (¬2) النهاية (1/ 174). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 454) والبيهقي في السنن (1/ 240)، وفي إسناده سليمان بن أرقم وهو ضعيف. انظر: التقريب (2532).

جسده وضحًا فلا يلومنَّ إلا نفسه" (بكم الدم فيقتلكم) وهذا تعليم منه - صلى الله عليه وسلم - لما يصلح به الأبدان؛ لأنه بعث لما يصلح العباد للأديان والأبدان. وقد ألَّف أبو نعيم كتابًا في الطب النبوي، وذكر ابن القيم في الهدي (¬1) من الطب النبوي شطرًا نفيسًا (البزار وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم ثقة لكنه مدلس، وقال العراقي: روى بسند حسن موقوفًا ورفعه الترمذي. 230 - " احترسوا من الناس بسوء الظن (طس عد) عن أنس". (احترسوا من النَّاس بسوء الظنِّ) في القاموس (¬3): الاحتراس الاحتياط والمعنى تحفظوا من مكائد الناس وأذاهم بسوء الظن فيهم؛ لئلا يطلعوا على سرائركم وشركم وذلك أنه قد يحسن الإنسان ظنه بأحد الناس فيطلعه على سره ويبثه ما لديه من خفي أمره فيضره ويؤذيه، ولذا قال: أسأت إذ أحسنت ظني بكم والحزم سوء الظن بالناس. إن قلت قد نهى - صلى الله عليه وسلم - عن سوء الظن، ويأتي فيه أحاديث كحديث: "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث" (¬4). قلت: يحتمل أنه أراد هنا الاحتراس عمن يظن شره ويجوز فيه أن يظن ¬

_ (¬1) انظر زاد المعاد (4/ 52 - 53). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3/ 389) ورقم (3023) وقول الهيثمي في المجمع (5/ 93) وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 70) رقم (1071) وكذلك الديلمي (1/ 89) رقم (284) والسهمي في تاريخ جرجان (1/ 326) والرافعي في التدوين (3/ 246). وتخريج أحاديث الإحياء (4/ 132)، وليث بن أبي سليم قال عنه الحافظ: صدوق اختلط جداً، ولم يتميز حديثه فترك، انظر: التقريب (5685). وقال الألباني في ضعيف الجامع (181)، والضعيفة (1863): ضعيف. وقد صححه من فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - دون قوله: "لا يتبيّغ" في الصحيحة برقم (908) و (2747). وكذلك في صحيح ابن ماجه (2808) من رواية أنس بن مالك. (¬3) القاموس المحيط (ص 692). (¬4) أخرجه البخاري (5144)، ومسلم (2563).

الإنسان إحسان ظنه فيه مما يلوح عليه من عدم رعايته لحرمة الناس وهتكه الأسرار والأعراض وفي قوله: احترسوا إشارة إلى ذلك؛ لأن الاحتراس والتحفظ إنما يكون عمن يخاف شره بخلاف من يؤمن شره فهو منهي عن إساءة الظن به، وقد أشار قوله تعالى: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12] إلى أن بعضه غير إثم وإن كان هذا في الظن نفسه لا في الإساءة، ويحتمل: أن أحاديث النهي عن إساءة الظن في باب الديانات فالحمل فيها على السلامة ويحترس منهم فيما يخاف من الاطلاع عليه شرهم فيعاملهم معاملة من يحسن الظن فيهم في باب الدين ومعاملة من يحترس عنهم في غيره (طس عد (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه بقية بن الوليد مدلس إلا أنه قال المصنف في الكبير: أنه حسن قال الشارح: وهو ممنوع فإن فيه بقية بن الوليد رواه بالعنعنة عن معاوية بن يحيى وهو ضعيف فله علتان. 231 - " احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه (د) عن يعلى بن أمية". (احتكار الطعام) في النهاية (¬2): من احتكر طعامًا أي اشتراه وحبسه ليقل فيغلوا (إلحاد في الحرم) في النهاية (¬3): إلحاد في الحرم أي ظلم فيه وعدوان ويأتي حديث عام للحرم وغيره بلفظ: "من احتكر على أمتي طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس" (¬4)، والحرم أريد به هنا مكة كما صرح به الحديث الثاني ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (598)، وابن عدي في الكامل (6/ 401)، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 89): فيه بقية بن الوليد وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. وانظر الفتح (10/ 531)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (182) والسلسلة الضعيفة (156): ضعيف جدًّا. ومعاوية بن يحيى قال الحافظ: صدوق له أوهام. التقريب (6773)، وانظر تهذيب الكمال (28/ 224). (¬2) النهاية (1/ 417). (¬3) النهاية: (4/ 236). (¬4) أخرجه ابن ماجه (2155)، وأحمد (1/ 21)، وأبو يعلى (55)، والبيهقي في الشعب (11217).=

وخص الحرم لأن مكة أحوج البقاع إلى الطعام؛ لأنها واد غير ذي زرع كما قاله الخليل فطعامها مجلوب فالاحتكار فيها دناءه إضرار على الاحتكار في غيرها وقد قال تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج: 25] الآية فتوعد على إرادة الإلحاد فيه فكيف وقوعه (د عن يعلى (¬1) بن أمية) يعلى بالعين المهملة منقول من مضارع علاه وهو من مسلمة الفتح شهد حنينًا والطائف وقد ينسب إلى أمه فيقال فيه بن منية كما يأتي للمصنف وسكت المصنف عليه وعد الشارح من رواته ثلاثة مجاهيل وعد الذهبي هذا الحديث من مناكير بعض رواته عن يعلى. 232 - " احتكار الطعام بمكة إلحاد (طس) عن ابن عمر" (ح). (احتكار الطعام بمكة إلحاد) وهو مقيد بحديث الحرم فيحتمل: أنه نص على بعض مسمياته لزيادة خصوصية والأول باق على شموله لما يصدق عليه لفظ الحرم (طس عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن المؤمل (¬3) وثقه ابن حبان وغيره وضعّفه جمع. 233 - " احثوا التراب في وجوه المداحين (ت) عن أبي هريرة (عد حل) عن ابن عمر" (صح). (أحثوا التراب في وجوه المداحين) في النهاية (¬4) أي ارموا، يقال: حثا يحثو ¬

_ =قال الحافظ في الفتح (4/ 348): رواه بن ماجه وإسناده حسن. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (5351) وضعيف ابن ماجه (472). (¬1) أخرجه أبو داود (2020)، وفي إسناده جعفر بن يحيى بن ثوبان وهو مجهول وكذلك عمه عمارة لين، وعده الذهبي في الميزان (2/ 151) من مناكيره وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (184). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1485) والبيهقي في الشعب (11221) وفي إسناده عبد الله بن المؤمل ضعيف، التقريب (3648) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (183) وقال في ضعيف الترغيب (1107): منكر (¬3) انظر مجمع الزوائد (4/ 101). (¬4) النهاية (1/ 339).

وحثي حَثْيًا يريد به الخيبة وأن لا يعطوا شيئًا، عليه ومنهم من يُجريه على ظاهره فيرمي فيها التراب. انتهى. والمداحين جمع مدَّاح اسم فاعل للمبالغة من مدحه كمنعه مدحًا أحسن الثناء عليه، وظاهره في كل مدح إلا ما خصصه الشارع كالمزكي للشاهد والراوي ومنه تراجم العلماء في كتب التاريخ والرجال إن حمل المدح على العموم وإلا فإن الظاهر أنه أريد به المدح في الوجه ومواجهة الممدوح، ويحتمل: أنه أريد بالمداح الجاهل لمدحه مكتسبًا لحاجة كما يقتضيه تفسير النهاية وذلك كشعراء الأمراء ويحتمل أن يراد به المبالغون في المدح والإطراء كما تقتضيه صيغة فعّال، أو المراد بالمداحين الذين يمدحون من لا يستحق ذلك كما يقضي به تقريره - صلى الله عليه وسلم - لعمه العباس ولكعب بن زهير على مدحهما له ولم يقل لهما إلا خيرًا إما لأنهما لم يقولا إلا حقًّ وما بالغا في المدح بل ما بلغا ما يستحقه من الثناء أو لأنهما لم يطلبا عليه مكافأة. فإن قلت: قد مدح - صلى الله عليه وسلم - جماعة من أصحابه معينين. قلت: لا يدخل في ذلك لأنه إخبار عن مقاماتهم عند الله والذي يقوي عند النظر أنه لم يرد - صلى الله عليه وسلم - إلا المرتزقة بالمدح والثناء المبالغين في الإطراء كشعراء الملوك الذين ملأوا الدنيا زورًا وكذبًا ونفاقًا (ت (¬1) عن أبي هريرة) واستغربه الترمذي (عد حل عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه وقال الشارح: لم يرمز له المصنف بشيء. 234 - " احثوا في أفواه المداحين التراب (هـ) عن المقداد بن عمر (حب) عن ابن عمرو، ابن عساكر عن عبادة بن الصامت (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2394) عن أبي هريرة وابن عدي في الكامل (7/ 84)، في ترجمة سالم بن عبد الله الخياط وأبو نعيم في الحلية (6/ 99)، وأورده العقيلي في الضعفاء (3/ 415) في ترجمة الفضل بن صالح وقال: حديثه غير محفوظ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (168)، والسلسلة الصحيحة (912).

(أحثوا في أفواه المداحين التراب) هو كما سلف والتعبير هنا بالأفواه وفي الأول بالوجوه إما لتعدد صدور الحديث منه - صلى الله عليه وسلم - فاختلاف العبارات تفننا وإعلامًا بأن المراد مقابلتهم بالخيبة، وإما تعبيراً من بعض الرواة لما ظن أن أحد اللفظين في معنى الآخر (هـ عن المقداد بن عمرو حب عن ابن عمر (¬1) ابن عساكر عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته. 235 " أحد يا سعد (حم) عن أنس (صح) ". (أَحِّد) بفتح الهمزة وكسر الحاء المهملة مشددة ثم مهملة فعل أمر من الوحدة فالهمزة بدل من الواو (يا سعد) في النهاية (¬2): وفي حديث سعد في الدعاء أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال لسعد وكان يشير في دعائه بأصبعين: "أحد أحد" أي أشر بأصبع واحدة لأن الذي يدعوه واحد هو الله تعالى. انتهى. قال المصنف في الكبير: عن سعد بن أبي وقاص قال: مرّ بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أدعوا بأصبعي فقال: "أحد أحد" وأشار بالسبابة (حم (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح إلا أنه لم يسم تابعيه. 236 - " أحد، أحد (د ن ك) عن سعد (ت ن ك) عن أبي هريرة (صح) ". (أحد أحد) هو بصيغة الأول كرره تأكيدًا لفظيًا والخطاب لسعد والقصَّة القصة وكأنه اختلف اللفظ لاختلاف الرواة (د ن ك عن سعد ق ن ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وصححه الترمذي وغربه وصححه الحاكم وأقره الذهبي (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3742) عن المقداد بن عمرو، وابن حبان (5769) عن ابن عمر، وأخرجه بن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 196) عن عبادة بن الصامت. (¬2) النهاية (1/ 27). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 183) وقول الهيثمي في المجمع (10/ 117)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (190). (¬4) أخرجه أبو داود (1499)، والنسائي (3/ 38)، والحاكم (1/ 536) وقال: صحيح الإسناد عن سعد، والترمذي (3557)، والنسائي (3/ 38)، والحاكم (1/ 536) وقال: صحيح الإسناد=

237 - " أُحد جبل يحبنا ونحبه (خ) عن سهل بن سعد (ت) عن أنس (حم طب) والضياء عن سويد بن عامر الأنصاري، وأبو القاسم بن بشران في أماليه عن أبي هريرة (صح) ". (أُحد) بضم الهمزة والحاء المهملة اسم الجبل المعروف قرب المدينة فيه قبور الشهداء والوقعة المعروفة (يحبنا ونحبه) في النهاية (¬1): أنه محمول على المجاز والمراد يحبنا أهله ونحبهم وهم الأنصار، ويجوز أن يكون من المجاز الصريح أن نحب الجبل نفسه لأنه في أرض من نحب. قلت: كأنه يريد من مجاز الحذف أو من المجاز العقلي في الإيقاع على المكان أو من المرسل وعلى الأخير. ومن مذهبي حب الديار لأهلها ... وللناس فيما يعشقون مذاهب وبعضهم يحمل محبة الجبل له - صلى الله عليه وسلم - على حقيقة، قلت: إذ لا مانع بأن يخلق الله فيه إدراكًا يحب به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كانت الأحجار تسلِّم عليه، وقال: "إني لأعرف حجرًا (¬2) سلَّم عليَّ قبل أن أبعث" على أنه لو احتيج إلى الحمل على المجاز في يحبّنا فأي حامل على هذا في نحبّه، فإن المحبة تقع على الجمادات كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "حبب إلي من دنياكم الطيب ... " (¬3)، و {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} [آل عمران: 14] وقال - صلى الله عليه وسلم - في مكة: "والله إنك لأحب البقاع إلي" (خ عن سهل بن سعد (¬4) ت عن أنس حم طب والضياء عن عقبة بن سويد بن عامر ¬

_ = وكذلك أخرجه أحمد (2/ 420) عن أبي هريرة وصححه الألباني في صحيح الجامع (181). (¬1) النهاية (1/ 327). (¬2) أخرجه مسلم (2277)، من رواية جابر بن سمرة. (¬3) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 78). (¬4) أخرجه البخاري (1481) عن سهل والبخاري (4084، 7333)، ومسلم (1345)، والترمذي (3922) عن أنس، وأحمد (3/ 443) والطبراني في الكبير (7/ 90) رقم (6467) عن عقبة بن=

الأنصاري) زاد المصنف في الكبير عن أبيه فروايته هنا مرسلة وما له غيره قال أبو القاسم بن بشر أن في "أماليه" عن أبي هريرة، ولم يذكر في الكبير رواية أبي القاسم فهذه من زوائد الصغير على الكبير. 238 - " أُحد جبل يحبنا ونحبه، فإذا جئتموه فكلوا من شجره، ولو من عضاهه (طس) عن أنس (ض) ". (أُحد جبل يحبنا ونحبه فإذا جئتموه فكلوا من شجره) فإن من أحبه - صلى الله عليه وسلم - كان الخير فيه وفيما حصل منه والأكل من شجره كالإكرام له والتبرك بما فيه من سرَّ المحبة (ولو من عضاهه) جمع عضة وقيل: عضاهة، وهي كل شجرة عظيمة ذات شوك، وفيه دليل على أن المحبة لنفس البقعة (طس عن (¬1) أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه كثير ابن زيد وثَّقه أحمد وفيه كلام. 239 - " أحد ركن من أركان الجنة (ع طب) عن سهل بن سعد (ض) ". (أُحد ركن من أركان الجنة) جانب عظيم من جوانبها (ع طب (¬2) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عبد الله بن جعفر والد علي بن ¬

_ =سويد بن عامر، وابن البشران في أماله برقم (1257) عن أبي هريرة. وقال الهيثمي (4/ 13): رواه أحمد والطبراني في الكبير وعقبة ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحًا وبقية رجاله رجال الصحيح، قال الحافظ في الإصابة (3/ 231)، ورواه أحمد والبخاري في تاريخه ورواه البغوي وابن أبي عاصم وابن شاهين وأبو نعيم. (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1905)، وأورده ابن عدي في الكامل (6/ 59)، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (186)، والسلسلة الضعيفة (1869). انظر: خلاصة الوفاء للسمهودي (2/ 399 - 402) وكثير بن زيد قال عنه الحافظ: صدوق يخطئ التقريب (5611). (¬2) أخرجه أبو يعلى (7516)، والطبراني في المعجم الكبير (6/ 151) رقم (5813) عن سهل بن سعد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (187) والسلسلة الضعيفة (1819).

المديني ضعيف قال ابنه علي: أبي ضعيف. 240 - " أُحد هذا جبل يحبنا ونحبه، على باب من أبواب الجنة، وهذا عَيْر يبغضنا ونبغضه وإنه على باب من أبواب النار (طس) عن أبي عبس بن جبر (ض) ". (أُحد هذا جبل يحبنا ونحبه وهو على باب من أبواب الجنة) لا ينافي أنه ركن من أركانها لاحتمال أنه ركن قريب من بابها، وهذا عير: بالمهملة فمثناة تحتية فراء جبل بالمدينة وهو أحد ما في المدينة وهما عير وثور لحديث علي - صلى الله عليه وسلم -: المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ذكره في "خلاصة الوفا" (¬1)، يبغضنا ونبغضه هذا مما يرد تأويل النهاية (¬2) أن المراد يحبنا أهله إذ أهل الجبلين واحد وهم الأنصار فلا يتم ذلك (وهو على باب من أبواب النار) قال في خلاصة الوفا (¬3): عير على ترعة من ترع النار ضعيف. فإن قلت: الجبال تنسف نسفًا وتكون قاعًا صفصفًا فكيف تكون هذه الجبال من جبال الجنة والنار؟ قلت: يحتمل أنهما يخصصان بعدم النسف، ويحتمل أنهما ينسفان ثم يعادان كما يعود الحي بعد وفاته (طس (¬4) عن أبي عبس) بالمهملتين بينهما موحدة ساكنة اسمه عبد الرحمن بن جبر بالجيم فموحدة فراء بزنه عبس وأبو عبس صحابي بدري جليل (¬5) ورمز المصنف لضعف الحديث، قال الهيثمي: فيه عبد المجيد بن أبي عبس لينه أبو حاتم (¬6) وفيه أيضًا من لم أعرف. ¬

_ (¬1) انظر: خلاصة الوفاء (1/ 203 - 205) و (399 - 402). (¬2) النهاية (1/ 869). (¬3) المصدر السابق (2/ 684)، وفيه: وما روي أن عيرًا على ترعة من ترع النار، واهٍ. (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (6505)، وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 13). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (188) والسلسلة الضعيفة (1618). (¬5) انظر: أسد الغابة (1/ 689)، والإصابة (4/ 295). (¬6) انظر: لسان الميزان (4/ 55).

241 - " أحد أبوي بلقيس كان جنيًّا، أبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه في التفسير وابن عساكر عن أبي هريرة" (ض). (أحد أبوا بلقيس) التي حكى الله قصتها في القرآن (كان جنيًّا) لم يبين من هو؟ هل الأب أو الأم؟ ذكر المصنف في الدر المنثور رواية عن مجاهد قال: صاحبة سبأ أمها جنية، وكذلك ذكر روايات أخرى في ذلك، وذكر عن الحسن البصري إنكار ذلك. فإن قيل: قوله تعالى: {خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [الروم: 21] يقضي بأنه لا تناكح بين الإنس والجن. قلت: الآية إخبار امتنان من الله تعالى على عباده فيها، فيكون ذلك باعتبار الأغلب ولا ينافيه الأقل، ويحتمل أنه أريد خلق لأبيكم آدم زوجًا من نفسه وأخرجها منه نظير قوله: (وجعل منها زوجها) (أبو الشيخ في العظمة وابن مردويه (¬1) في التفسير وابن عساكر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سعيد بن بشير ضعيف، وبشير بن نهيك قال أبو حاتم: لا يحتج به ووثَّقه النسائي. 242 - " احذروا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله، وينطق بتوفيق الله ابن جرير عن ثوبان (ض) ". (احذروا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) تقدَّم الكلام عليه في "اتقوا" (وينطق بتوفيق الله) بتسديده وتأييده فلا ينطق إلا عن خبر صادق وشيء واقع (ابن جرير (¬2) عن ثوبان) بالمثلثة تثنية ثوب وهو مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو عبد الله أو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (1096)، وابن عساكر (69/ 67)، وابن عدي في الكامل (3/ 369) في ترجمة سعيد بن بشير، وأورده الذهبي في الميزان (3/ 189) في ترجمة سعيد بن بشير وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (185)، والسلسلة الضعيفة (1818). وانظر ترجمة بشير بن نهيك في تهذيب الكمال (4/ 181) وقال الحافظ: ثقة، التقريب (726). (¬2) أخرجه ابن جرير (34/ 32) وأبو نعيم في الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية (1/ 94) =

أبو عبد الرحمن لازم النبي - صلى الله عليه وسلم - سفرًا وحضرًا ونزل الشام، رمز المصنف لضعفه. 243 - " احذروا زلة العالم، فإن زلته تكبكبه في النار (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (احذروا زلة العالم فإن زلته تكبه) هو تكرير الكب جعل التكرير في اللفظ دليلاً على التكرير في المعنى كأنه إذا ألقي في النار يكب مرة بعد أخرى حتى يستقر في قعرها قاله في الكشاف (¬1) وتقدم الكلام عليه في: "اتقوا زلة العالم". (في النار) قال تعالى: {فكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ} [الشعراء: 94] (فر عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لضعفه. 244 - " احذروا الدنيا، فإنها أسحر من هاروت وماروت، ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (هب) عن أبي الدرداء (ض) ". (احذروا الدنيا فإنها أسحر من هاروت وماروت) تقدم الكلام على ما فيه في قوله: "اتقوا الدنيا ... " الحديث ولا زيادة فيه على ما سلف (ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الدنيا هب عن أبي الدرداء) رمز المصنف (¬3) لضعفه. ¬

_ = رقم (55) وفي الحلية (4/ 81) وقال تفرد به مؤمل عن أسد. قلت مؤمل بن سعيد بن يوسف قال البخاري: منكر الحديث (التاريخ الكبير 8/ 49). (¬1) انظر: الكشاف (1/ 884). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (307)، قال الغماري في المداوى (1/ 219): ضعيف، وقال المناوي (1/ 187): ضعيف؛ لأن فيه محمَّد بن ثابت البناني قال الذهبي: ضعفه غير واحد، ومحمد بن عجلان أورده في الضعفاء وقال صدوق ذكره البخاري في الضعفاء وقال الحاكم سيء الحفظ عن أبيه عجلان وهو مجهول. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (194). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا (70) والبيهقي في الشعب (10504)، وقال المناوي (1/ 188): ضعيف لأن فيه هشام بن عمار قال أبو حاتم صدوق وقد تغير وكان كلما لقن يتلقن وقال أبو داود: حدث بأرجح من أربعمائة حديث لا أصل لها. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (191) والسلسلة الضعيفة (34).

245 - " احذروا الدنيا، فإنها خضرة حلوة (حم) في الزهد عن مصعب بن سعد مرسلاً". (احذروا الدنيا فإنها خَضِرة) بالخاء المعجمة مفتوحة والضاد المعجمة مكسورة حُلوة بالحاء المهملة مفتوحة ومضمومة قال في النهاية (¬1): أي غضة ناعمة طرية والحلوة من النساء من تستخف وتستحلى (حم في الزهد عن مصعب) (¬2) بضم الميم صاد وعين مهملات (ابن سعد) ابن أبي وقاص قال فيه: ابن سعد: كثير الحديث ثقة (مرسلاً) لأنه تابعي توفي سنة 103. 246 - " احذروا الشهوة الخفية: العالم يحب أن يجلس إليه (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (احذروا الشهوة الخفية) في النهاية (¬3): قيل: هي كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه وإن لم يعمله، وقيل: هي أن يرى الجارية حسنة فيغض عنها طرفه ثم ينظر بقلبه كما كان ينظر بعينه. انتهى. قلت: أما هنا فقد فسرها الإبدال منها بقوله (العالم يحب أن يجلس إليه) ويصح أن يكون هذا استئنافًا كأنه قيل: وما هي؟ قال: العالم وهو تحذير للناس عن العالم الذي يحب الجلوس إليه إما لأنهم يعينونه على معصية محبته الشهرة بالعلم والتأكل به أو لأنه لا يوثق بعلمه لأنه بمحبته الجلوس إليه يتصنع لهم ويروي لهم ما لم يكن ويكره أن يرد إلى الصواب، ويحتمل أنه تحذير للعلماء أي احذروا أيها العلماء الشهوة التي تخفى عليكم وهي محبتكم أن يجلس ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 41). (¬2) أخرجه أحمد في الزهد (ص 12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (192)، والسلسلة الصحيحة (910). وانظر ترجمة مصعب في تهذيب الكمال (28/ 24)، وقال الحافظ في التقريب (6688): ثقة من الثالثة. (¬3) النهاية (2/ 516).

إليكم وإنما جعلها خفية؛ لأنها تخفى عليهم ويظنونها خيرًا وللنفس إلى الشهرة وعلو الذكر نزوع لا يدفعه إلا من وفقه الله لجهاد نفسه. إن قلت: قد يجد الإنسان محبة أن يجلس إليه من يأخذ عنه العلم. قلت: إن أحب ذلك لكونه نشرًا للعلم وإفادة المسلمين ودعاء إلى الخير ورجاء للأجر فهذا حسن وطاعة من الطاعات وإن أحبه ليظهر اسمه ويرتفع ذكره فهو المنهي عنه والأعمال بالنيات (فر عن (¬1) أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه إبراهيم بن محمَّد الأسلمي متروك. 247 - " احذروا الشهرتين: الصوف، والخز، أبو عبد الرحمن السلمي في سنن الصوفية (فر) عن عائشة (ض) ". (احذروا الشهرتين) تثنية شهرة وهي ما يشتهر به صاحبه بمخالفته الناس والمراد هنا في اللباس كما بين ذلك الأبدال بقوله (الصوف والخز) بالخاء المعجمة والزاي قال في النهاية (¬2): الخز المعروف ثياب تنسج من صوف وإبريسم وهي مباحة وقد لبسها الصحابة والتابعون فيكون النهي عنها لأجل التشبه بالعجم وزي المترفين وإن أريد بالخز النوع الآخر وهو المعروف الآن فهو حرام لأنه كله معمول من الإبريسم. انتهى. والحديث يحتمل: أن يراد الأول فالنهي للتنزيه، ويحتمل: أن يراد الثاني فهو للتحريم وقِرانه بالصوف يرشد إلى الأول وهو تحذير عن اللبس بما يضر لابسه مشتهراً بلبسه من خشونة أو ضدها أو طول أو قصر كما في حديث أبي هريرة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (28965)، وفي المداوى للغماري (1/ 221) وقول المناوي (1/ 188)، وفي إسناده إبراهيم بن محمَّد بن أبي يحيى الأسلمي أبو إسحاق متروك (التقريب: 241). ورد في المخطوط: محمَّد بن إبراهيم الأسلمي، أظن الصواب كما ذكرت. وقال الألباني في ضعيف الجامع (193)، وفي السلسلة الضعيفة (2001): ضعيف جدًّا. (¬2) النهاية (2/ 28).

الآتي: "نهي عن الشهرتين رقة الثياب وغلظها ولينها وخشونتها وطولها وقصرها ولكن سددوا فيما بين ذلك (أبو عبد الرحمن السلمي) هو العالم الحافظ الزاهد شيخ المشايخ محمَّد بن حسين النيسابوري الصوفي جمع العالي والنازل وصنف وجمع وسارت بتصانيفه الركبان وصنف للصوفية سننًا هي المراد بقول المصنف (في سنن الصوفية) وألف تفسيراً قال الذهبي (¬1): ألف حقائق التفسير فأتى فيه بمصائب وتأويلات الباطنية فنسأل الله العافية، قال الخطيب: قال القطان: كان السلمي غير ثقة يضع للصوفية الأحاديث (¬2). (فر عن عائشة) (¬3) رمز المصنف لضعفه وقال في الكبير بعد سرده: وضعف. 248 - " احذروا صُفْر الوجوه، فإنه إن لم يكن من علة أو سهر فإنه من غل في قلوبهم للمسلمين (فر) عن ابن عباس (ض) ". (احذروا صفر الوجوه فإنه إن لم يكن من علة أو سهر فإنه من غل) بكسر الغين المعجمة الغش وخبث القلب وعدم سلامته وذلك أن سليم القلب يلوح عليه سيما الإيمان ويشرف على وجهه أنوار سلامة صدره، وفي الحديث إرشاد إلى علم القيافة (في قلوبهم للمسلمين) فالوجه صحيفة القلب وعنوانه يلوح عليه ما فيه من خير وشر (فر (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء (13/ 442). (¬2) انظر: لسان الميزان (5/ 140)، تذكرة الحفاظ (3/ 1046). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (258)، وقال الغماري في المداوي (1/ 222) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي وقال المناوي (1/ 189): فيه أحمد بن الحسين الصفار كذبوه، وقال الألباني في ضعيف الجامع (195) وفي السلسلة الضعيفة (2067): موضوعٌ. (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (1020) وفي المداوي للغماري (1/ 222) وأورده القاري في الموضوعات الكبرى (154) عن ابن عباس، وفيه رجاء بن نوح البلخي كذاب. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (195) والسلسلة الضعيفة (2097).

249 - " احذروا البغي، فإنه ليس من عقوبة هي أحضر من عقوبة البغي (عد) وابن النجار عن علي (ض) ". (احذروا البغي) تقدم أنه مجاوزة الحد (فإنه) أي الشأن (ليس عقوبة أحضر من عقوبة البغي) بالحاء المهملة والضاد المعجمة من الحضور أي أشد حضورًا أي قربًا وتقدَّم أنه والعقوق مما تعجل عقوبتهما في الدنيا (عد وابن النجار (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 250 - " احرثوا فإن الحرث مبارك، وأكثروا فيه من الجماجم (د) في مراسيله عن علي بن الحسين مرسلاً". (احرثوا فإن الحرث مبارك وأكثروا فيه من الجماجم) بالجيمين قال في النهاية (¬2): هي الخشبة التي يكون في رأسها سكة الحرث ذكره في الجيم وفي القاموس في الخاء المعجمة الخمة بالضم الكتاب فإن ثبتت الرواية بالمعجمة فكان هذا جمعها وهو الأوفق والأنسب للإكثار وفي الشرح أنه البدر أو العظام التي تعلق على الزرع لدفع الطير ويدل للثاني ما في خبر منقطع عند (¬3) البيهقي أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بالجماجم أن يجعل في الزرع من أجل العين (د في مراسيله عن علي (¬4) بن الحسين مرسلاً) كان يغني عنه قوله في مراسيله فإنها ليس فيها إلا المرسل. 251 - "أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله (محمَّد بن نصر في كتاب الصلاة (هب خط) عن ابن عباس، السجزي في الإبانة (خط) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 138) في ترجمة محمَّد بن الفرات وقال: قال أبو بكر بن أبي شيبة شيخ كذاب، وقال ابن عدي: الضعف بين علي ما يرويه، وابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 81)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (190) وفي السلسلة الضعيفة (1871). (¬2) النهاية (1/ 299). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 138) عن علي بن أبي طالب وقال: هذا منقطع. (¬4) أخرجه أبو داود في المراسيل (540)، والبيهقي (6/ 138) وقال: مرسل. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (190).

عمر (فر) عن عائشة (ض) ". (أحسن الناس قراءة الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله) يخافه فيرق قلبه عند قراءة كتاب ربه وكأن المراد أحسنهم أجرًا وثوابًا إلا أنه يأتي التصريح أن المراد أحسنهم صوتًا (محمَّد بن نصر في كتاب الصلاة هب خط عن ابن (¬1) عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنَّ فيه إسماعيل بن عمرو البجلي قال الذهبي: ضعَّفوه (السجزي) بكسر المهملة فجيم ساكنة فزاي فياء النسبة إلى سجستان الإقليم المعروف أفاده في القاموس (¬2) والسجزي هو الإِمام الحافظ علم السنة أبو نصر عبد الله بن سعيد السجزي نزيل الحرم ومصر (في الإنابة) كتاب كبير له سماه الإنابة الكبرى في مسألة القرآن وهو كتاب دال على اطلاعه وخبرته بالرجال والطرق مات في مكة سنة 444 (¬3) (خط عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه قال الشارح: فيه حماد بن حماد يحدث عن الثقات بالمناكير (فر عن عائشة) رمز المصنف لضعفه قال الشارح: فيه يحيى بن عثمان بن صالح، قال ابن أبي حاتم: تكلموا فيه لكن يتقوى بتعدد الطرق فيصير حسنًا، وقد أخرج البزار بسند قال فيه الهيثمي: رجاله رجال الصحيح من حديث جابر مرفوعًا بلفظ: أحسن الناس صوتًا بالقرآن الذي إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2145)، والدارمي (3489)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 19)، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 208)، والطبراني في الأوسط (207)، وابن عدي في الكامل (2/ 772) عن ابن عمر، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 170): فيه حميد بن حماد وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ، وابن المبارك في الزهد (9/ 38) رقم (114). صححه الألباني في صحيح الجامع (194)، وفي السلسلة الصحيحة (1583)، وفي سنن ابن ماجه (1339) عن جابر -مرفوعاً-: إن أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله. وقال الشيخ الألباني: صحيح. (¬2) القاموس المحيط (ص 660). (¬3) انظر: تذكرة الحفاظ (3/ 118).

252 - "أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به (طب) عن ابن عباس" (ض). (أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن) يتكلف الحزن ويتطلبه وإن لم يكن حزن كما دل له صيغة تفعل ويدل له حديث: "فإن لم تبكوا فتباكوا" (¬1) ويأتي اقرؤوا القرآن بالحزن (به) بسبب ما فيه من القوارع والزواجر والتخويف من غضب الله وسخطه وما أنزله بالعصاة من العقوبة وما أحل بهم من النقم (طب عن ابن (¬2) عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف، قال الحافظ ابن حجر: ابن لهيعة صدوق اختلط بعد احتراق كتبه. 253 - "أحسنوا إذا وليتم، واعفوا عما ملكتم، الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي سعيد". (أحسنوا إذا وليتم) بفتح أوله مخففًا ويجوز ضمه مثقلًا وفي نسخ فيما أوليتم (واعفوا عما ملكتم) فيه الحث على الإحسان على من ولي أمر أحد إليه وعلى العفو عن المماليك وهو من عطف الخاص على العام فإن العفو عن المملوك من الإحسان إلى من ولي الإنسان أمره (الخرائطي (¬3) في مكارم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1337) و (4196)، والبزار في مسنده (1235)، وأبو يعلى في مسنده (689) والبيهقي في السنن (10/ 231)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 157) هذا إسناد فيه أبو رافع واسمه إسماعيل بن رافع ضعيف متروك، وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه (281) و (918) وفي ضعيف الترغيب (877). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 7) رقم (10852) وقال الهيثمي في المجمع (7/ 170): وفيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف وأخرجه كذلك أبو نعيم في الحلية (4/ 19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (200) والسلسلة الضعيفة (1882). (¬3) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (374) وكذلك القضاعي في مسند الشهاب (712) من طريق الخرائطي وفي إسناده عطية العوفي وهو ضعيفٌ وقال الغمارى في المداوي (1/ 228) =

الأخلاق) اسم كتاب ألفه (عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف، قال الشارح: فيه ضعف. 254 - " أحسنوا جوار نعم الله لا تُنفِّرُوها، فقلما زالت عن قوم فعادت إليهم (ع عد) عن أنس (هب) عن عائشة (ض) ". (أحسنوا جوار نعم الله) جمع نعمة ونعمه تعالى لا تحصى، وإحسان جوارها شكرها والمواساة منها وإعطاء كل ذي حق حقه هذا في النعم المالية وفي النعم البدنية كنعمة النظر فشكرها استعمالها فيما خلقت له من النظر بها في ملكوت الله وتسريحها في عجائب صنع الله ليزداد إيمانًا ويقينًا وطاعة وكذلك سائر الجوارح والأعضاء وهو باب واسع فإن أنواع نعم الله لا تحصى فضلاً عن أفرادها وكذلك شكرها، وقوله (لا تنفروها) أي بكفرها فإنه سبب لنفورها كما أن شكرها سبب لبقائها وزيادتها كما أفاده قوله: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] فإذا أفادها الشكر الزيادة فإفادته لبقائها بالأولى، وفي كلام نهج البلاغة: إذا وصلت إليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر (فقلما زالت عن قوم فعادت إليهم) فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (ع عد (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه فيه عثمان بن ثابت قال البيهقي: ضعيف وضعَّفه الهيثمي (هب عن عائشة) قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى كسرة ملقاة فأخذها ومسحها وأكلها ثم ذكره وفيه محمَّد الموقري ضعَّفه البيهقي. ¬

_ =والألباني في ضعيف الجامع (202) والسلسلة الضعيفة (1873): موضوع. (¬1) أخرجه أبو يعلى (3405) وابن عدي في الكامل (5/ 162) عن أنس وقال الهيثمي (8/ 357): فيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف، وكما في التقريب (4519)، والبيهقي في الشعب (4557) والطبراني في الأوسط (6451) (7889) عن عائشة وقال الهيثمي: الموقري ضعيف، والعسكري كما في الأجوبة المرضية للسخاوي (2/ 496) بتحقيقنا، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (204)، وفي الإرواء (1961). وقد أخرجه ابن ماجه (3353)، وابن أبي الدنيا في كتاب الشكر رقم (2).

255 - " أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة (حم حب) عن أبي هريرة (صح) ". (أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة) تسويتها وتراصها وإتمامها الأول فالأول ص 93 وتأتي عدة أحاديث في ذلك، والأصل في الأمر الإيجاب (حم حب (¬1) عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 256 - " أحسنوا لباسكم، وأصلحوا رحالكم، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس (ك) عن سهل بن الحنظلية". (أحسنوا لباسكم) فيه الأمر بإحسان اللباس والمراد لا تكونون على هيئة غير مقبولة بل تحسنون الهيئة في الملبوس وفي اللباس (وأصلحوا رحالكم) بكسر الراء وحاء مهملة جمع راحلة وهي من الإبل البعير القوي على الأسفار والأحمال والذكر والأنثى فيه سواء والياء للمبالغة وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت قاله في النهاية (¬3) (حتى تكونوا كأنكم شامة) في النهاية (¬4): هي الخال في الجسد معروف أراد كونوا في أحسن زي وهيئة حتى تنظروا الناس وينظروا إليكم وكما تظهر الشامة وينظر إليها دون باقي الجسد (في الناس) فيه حث على تحسين الهيئة وإصلاح المركوب وانتخابه بحيث يكون علامة في الناس في هيئته ومركوبه وإن ذلك لا ينافي الزهادة في الدنيا (ك عن سهل (¬5) بن الحنظلية) ¬

_ (¬1) في الأصل (هب). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 485) وابن حبان (2179)، وقال الهيثمي في المجمع (2/ 89) وقال: رجاله رجال الصحيح. وكذا المنذري (1/ 189)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (195). (¬3) النهاية (2/ 209). (¬4) النهاية (1/ 31). (¬5) أخرجه الحاكم (4/ 183)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (206) والسلسلة الضعيفة (2082).

وقد روي مطولاً بلفظ إنكم قادمون على إخوانكم فأحسنوا. 257 - " أحسنوا الأصوات بالقرآن (طب) عن ابن عباس (ض) ". (أحسنوا الأصوات بالقرآن) قد فسَّر هذا الإحسان ما يأتي من قوله اقرءوا القرآن بلحون العرب وإياكم ولحون أهل الكتابين وهذا الحديث تأديب في كيفية التلفظ به والأولان في صدوره عن قلب حزين خاشع (طب عن ابن (¬1) عباس) رمز المصنف لضعفه كما رأيناه في النسخة التي قوبلت على خطه وقال الشارح: إنه لم يرمز له المصنف بشيء قال: ومن زعم أنه رمز لضعفه فقد وهم والحديث كما قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما راوٍ ضعَّفه البخاري وبقية رجاله رجال الصحيح. 258 - " أحسنوا إلى محسن الأنصار، واعفوا عن مسيئهم (طب) عن سهل بن سعد وعبد الله بن جعفر معًا (صح) ". (أحسنوا إلى محسن الأنصار واعفوا عن مسيئهم) هو توصية للأمة بالأنصار أو للأئمة على الأول فالأئمة أعرف وأحق بذلك (طب عن سهل (¬2) بن سعد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 118) رقم (12643)، وابن عدي في الكامل (3/ 385) بلفظ "زينوا" وقال: وأبو سعد البقال كوفي حدث عنه شعبة والثوري وابن عيينة وهم وغيرهم من ثقات الناس وله غير ما ذكرت من الحديث شيء صالح وهو في جملة ضعفاء الكوفة الذي يجمع حديثهم ولا يترك وكان قاسم المطرز قد جمع حديثه يمليه علينا. وفي إسناده أيضاً عبد الله بن خراش قال البخاري في التاريخ الكبير (5/ 80) منكر الحديث، وفي التقريب (3293): ضعيف وأطلق عليه بن عمار الكذب. وقال الذهبي في الكاشف ت (2703) ضعفوه، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 170): رواه الطبراني بإسنادين وفي أحدهما عبد الله بن خراش، وثّقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ ووثقه البخاري وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال الألباني في ضعيف الجامع (203) والسلسلة الضعيفة (1881): ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 208) رقم (6028) وفي الأوسط (835)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 36)، رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط والكبير بأسانيد في أحدها عبد الله بن مصعب وفي الآخر عبد المهيمن بن عباس وكلاهما ضعيف. وصححه الألباني في صحيح الجامع =

وعبد الله بن جعفر معًا) رمز المصنف لصحته قال الشارح: فيه عبد المهيمن بن عباس ابن سهل وهو ضعيف. 259 - " أحصوا هلال شعبان لرمضان (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (أحصوا هلال شعبان لرمضان) الهلال غرة القمر والإحصاء هنا من الحفظ من قولك أحصيت الشيء إذا حفظته أي احفظوا ليلة رؤيته لتعرفوا أول رمضان بيقين أو من الإحصاء وهو التعداد أي أحصوا عدة شعبان وذلك بعد معرفة ليلة هلاله. ويناسبه حديث: "أحصوا عدة شعبان لرمضان" أخرجه الدارقطني من رواية رافع بن خديج (¬1) وذلك ليدخل في صوم رمضان بيقين لا بظن، وفيه مأخذ لعدم شرعية صوم الشك (ت ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه رواه الترمذي من طريق مسلم صاحب الصحيح وصحَّحه الحاكم ورجاله رجال الصَّحيح إلا محمَّد بن عمرو فإنه لم يخرج له الشيخان. 260 - " احضروا الجمعة؛ وادنوا من الإِمام؛ فإنَّ الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها (حم دك هق) عن سمرة (صح) ". (احضروا الجمعة) أي صلاتها (وادنوا من الإِمام) اقربوا مثله من دنى يدنو إذا قرب (فإن العبد لا يزال) إشارة إلى أن ذلك فيمن اعتاد التأخر لا لو اتفق له نادرًا أو لم يجد مكانًا لتأخره (يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها) أي في درجاتها وفيه مجازاة من جنس الفعل لما تأخَّر عن موقف الطاعة أخر عن موقف ¬

_ = (196)، والسلسلة الصحيحة (916). (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 163) رقم (30). (¬2) أخرجه الترمذي (687) وقال: لا نعرفه إلا من حديث أبي معاوية، والحاكم (1/ 425)، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وتعقبه الشارح بأن محمَّد بن عمرو الليثي لم يخرج له الشيخان شيئاً، وقال الحافظ في التقريب (6188): صدوق له أوهام. وصححه ابن العربي في العارضة (3/ 203)، وحسَّنه الألباني في الجامع (198) والسلسلة الصحيحة (565).

الجزاء، فأما لو تأخر لعذر كمنكر يراه في الصفوف الأولى أو يسمعه فإنه لا حرج عليه في التأخر بل لعله يكون مأجور ببعده عن المنكر ونحوه (وإن دخلها) فإن درجته متأخرة (حم د ك هق (¬1) عن سمرة) رمز المصنف لصحته. 261 - " احفظ لسانك، ابن عساكر عن مالك بن يخامر". (احفظ لسانك) تقدم فيه الكلام، وفي التعبير بالحفظ إشارة إلى أنه سريع التقلب وأنه كالكلب العقور الضاري وفي كلام النهج: اللسان سبع إذا خلي عنه عقر، والمراد حفظها عن الشر (ابن عساكر عن مالك بن يخامر) (¬2) بمثناة تحتية مضمومة فخاء معجمة مفتوحة وكسر الميم وهو السكسكي الحمصي قال أبو نعيم: ذكر في الصحابة ولا يثبت (¬3). قلت: كان على المصنف أن يقول مرسلاً. 262 - " احفظ ما بين لحييك، وما بين رجليك (ع) وابن قانع، وابن منده، والضياء عن صعصعة المجاشعي (صح) ". (احفظ ما بين لحييك) بفتح اللام تثنية لحى وهو أحد جانبي الفم والذي بينهما اللسان عن الكلام وعن أكل الحرام وعن الاستهزاء بإخراجه على الناس إن كان من عرف ذلك الزمان (وما بين رجليك) وهو الذكر في حق الرجل وفرج المرأة وهذا كناية وليست نسبة ولا صفة والمراد حفظهما عما حرمه الله وفي التعبير بالحفظ إشارة إلى ما سلف وقد جمع الله بين التوصية بحفظ ما بين الجارحتين في قوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 10)، وأبو داود (1018)، والحاكم (1/ 289)، والبيهقي (2/ 238)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (200) والسلسلة الصحيحة (365). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 271) رقم (743) من رواية عقبة بن عامر ورواية ابن عساكر لم أقف عليها، ترجمته في تاريخ دمشق (56/ 522). وصححه الألباني في صحيح الجامع (204) والسلسلة الصحيحة (1122). (¬3) انظر: الإصابة (5/ 579) وتهديب الكمال (27/ 166)، والثقات (5/ 383).

فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهمْ حَافِظُونَ} [المؤمنون: 3 - 5] (¬1) (ع وابن قانع وابن مندة) بميم مفتوحة فنون ساكنة فدال مهملة فهاء هو الإِمام الحافظ الجوّال أبو عبد الله محمَّد ابن إسحاق بن محمَّد بن يحيى بن منده له رحلة طويلة وتصانيف كثيرة قال ابنه عبد الرحمن: سمعت أبي يقول: كتبت عن ألف شيخ وسبعمائة شيخ، قال أبو نعيم: كان ابن منده جبلاً من الجبال، وقال المستغفري: ما رأيت أحدًا أحفظ من أبي عبد الله ابن منده، وله كتاب معرفة الصحابة، قال الحافظ ابن عساكر: فيه أوهام كثيرة (¬2)، وفاته سنة 395 (¬3). قلت: وبنو منده أربعة أئمة حفاظ إلا أنه إذا أطلق فالمراد من ذكرنا ويدل لذلك أن المصنف يقول تارة في معرفة الصحابة وهو كتاب المذكور (والضياء عن صعصعة المجاشعي) بالجيم ومعجمة بعد الألف ثم مهملة نسبة إلى مجاشع اسم قبيلة ورمز المصنف لصحته. 263 - " احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك، قيل: إذا كان القوم بعضهم في البعض، قال إن استطعت إن لا يرينها أحد فلا يرينها، قيل: إذا كان أحدنا خاليا. قال: الله أحق أن يستحيا منه من الناس (حم 4 ك هق) عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده" (صح). (احفظ عورتك) صدر الحديث أنه قال راويه: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى كما في كنز العمال (7853) والبيان والتعريف (1/ 37) وابن قانع (777) والضياء في المختارة (8/ 16) رقم (6) وابن عساكر (40/ 480). ولم أقف عند أبي يعلى من حديث صعصة وما وقفت عليه عنده من حديث أبي موسى قال: كنت أنا وأبو الدراء عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من حفظ ما بين فكيه ورجليه دخل الجنة" وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (209) والضعيفة (2102) وقال: هذا إسناد ضعيف مظلم. (¬2) انظر: تاريخ دمشق (52/ 33). (¬3) انظر: الكواكب المنيرات (رقم 60).

منها وما نذر فذكره وفي النهاية (¬1): العورة هي كل ما يستحيا منه إذا ظهر وهي من الرجل ما بين السرة إلى الركبة ومن المرأة الحرة جميع جسدها إلا الوجه واليدين إلى الكوعين وفي أخمصها خلاف ومن الأمة مثل الرجل وما يبدو منها في حال الخدمة كالرأس والرقبة والساعد فليس بعورة. انتهى. (إلا من زوجتك وما ملكت يمينك) فإنه يجوز لكل منهما رؤية عورة الآخر قيل: يحتمل أن القائل هو السائل أولاً أو غيره (إذا كان القوم بعضهم في البعض) خص السائل هذه الحالة لأنها مظنة انكشاف العورة للازدحام وضيق الأماكن وعدم السراويل كما كانت عليه العرب (قال: إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها) فجعل ذلك بالاستطاعة إما لإرادة التسهيل في مثل تلك المواقف لتعذر الاحتراز ويحتمل أنه أراد أن ذلك مستطاع على كل حال من الأحوال (قال: إذا كان أحدنا خاليًا قال: الله أحق أن يستحى منه من الناس) متعلق بأحق يحتمل أنَّ المراد أنَّه تعالى لا يفارقك بحال فلا تكشف عورتك أصلًا ويحتمل أنَّ الملائكة لا تفارقك فلا تبرز عورتك وأنت خال وعلى كل حال فهو إرشاد إلى حفظ العورة في جميع الأحوال (حم 4 ك هق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وصححه الترمذي (¬2). 264 - " احفظ ود أبيك، لا تقطعه فيطفئ الله نورك (خد طس هب) عن ابن عمر (خ) ". (احفظ ود أبيك) هو بالضم مصدر وده إذا أحبّه وبالكسر الصديق قال ابن ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 319). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 3) والترمذي (2769) وأبو داود (4017) والنسائي في السنن الكبرى (8972)، وابن ماجه (1920)، والحاكم (4/ 180) والبيهقي (1/ 199) وكذلك الطبراني في الكبير (19/ 413) رقم (962). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (303).

الأثير (¬1): فعلى الضم فيه حذف. قلت: تقديره احفظ أهل ود أبيك وعلى الكسر لا تقدير والأول الأولى لما يأتي من حديث: "أن من البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه"، ولأنه الذي صرح به ابن عمر وذلك أنه مر في سفره بأعرابي فقال له: ألست فلانًا؟ فقال: نعم، فأعطاه حمارًا كان يتعقبه ونزع عمامته فأعطاه إياها فقال من معه: أما يكفيه درهمان فقال له: كان أبوه صديقًا لعمر وقد قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث (لا تقطعه فيطفئ الله نورك) أي النور الذي ينال من بركات بر أبيك وهو حث على البر بأحباء الآباء وذلك بعد وفاة الآباء كما يأتي التقييد به أي أنه يكون بعده آكد (خد طس هب عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وقال العراقي: إسناده جيد، وقال الهيثمي: إسناده حسن (¬2). 265 - " احفظوني في العباس؛ فإنه عمي وصنو أبي (عد) وابن عساكر عن علي" (ض). (احفظوني) احفظوا وصيتي وأمري (في العباس) في إكرامه أو احفظوني بحفظه فإنكم إذا حفظتم حقه وقمتم بما يجب له فقد حفظتموني (فإنه عمي) علة للوصية بحفظه يقول قد أمرتم بالقيام بحق قرابتي فالعباس أقرب قريب من أصولي الباقين، كما أرشد إليه حديث الحسن عند الطبراني في الأوسط: "احفظوني في العباس فإنه بقية آبائي" (وصنو أبي) الصنو بكسر الصاد المهملة المثل وأصله أن تطلع نخلتان من أصل واحد أي أن أصل العباس وأصل أبي ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 164). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8633) والبيهقي في الشعب (7898) والبخاري في الأدب المفرد (40) وحسنه الهيثمي في المجمع (8/ 148)، وقال المناوي (1/ 196) قال العراقي: إسناده جيد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (210) والسلسلة الضعيفة (2089) لأن في إسناده عبد الله بن صالح كاتب الليث صدوق كثير الغلط وكانت فيه غفلة كما في التقريب (3388).

واحد، وهو مثل أبي قاله في النهاية (¬1)، وزيادة هذا بعد قوله فإنه عمّي زيادة في الحث وإزالة ما يتوهم من المعاني التي يطلق عليها لفظ العم وإن لم يكن في ذلك الزمان فليس بشيء منها إلا أنه خطاب باق على مر الدهور فقد سمعه من لا يعرف أن العباس صنو أبيه، وهذه التوصية تخصي - صلى الله عليه وسلم - للعباس من بين القرابة مع ثبوت التوصية بهم أجمعين، ووجه تخصيصه بذلك ما أخرجه الترمذي (¬2) وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ عن المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب قال: دخل العبّاس على رسول الله فقال: ما أغضبك؟ فقال: يا رسول الله ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مستبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك قال: فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى احمر وجهه ثم قال: "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله" ثم قال: "أيها الناس من أذاني في عمّي فقد آذاني فإن عمّ الرجل صنو أبيه" وفي معناه أحاديث باعثة على تخصيصه بالوصية (عد وابن عساكر عن علي (¬3)) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: ورواه الطبراني في الأوسط وذكر اللفظ الذي ذكرناه، ثم قال: وفيه من لم أعرفهم. 266 - "احفظوني في أصحابي وأصهاري، فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة، ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه، ومن تخلى الله منه أوشك أن يأخذه البغوي (طب) وأبو نعيم في المعرفة، وابن عساكر عن عياض الأنصاري" (ض). ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 57). (¬2) أخرجه الترمذي (3758). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4209) وفي الصغير (572) وابن عدي في الكامل (2/ 358)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 313) وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة في المصنف (32212). وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 269)، قال ابن عدي: وللحسين بن عبد الله بن ضميرة من الحديث غير ما ذكرت وهو ضعيف منكر الحديث وضعفه بين علي حديثه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (15).

(احفظوني في أصحابي وأصهاري) في النهاية (¬1): الصهر حرمة التزويج والفرق بينه وبين النسب أن النسب ما يرفع إلى ولادة قريبة من جهة الآباء والصهر ما كان من خلطه يشبه القرابة يحدثها التزويج (فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة) جزاء من جنس الفعل فيحفظه في الدنيا من شرورها ويحفظه في الآخرة عن أهوالها (ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه) بالخاء المعجمة مشدد اللام أي تركه وأعرض عنه قال في القاموس: تخلى عنه ومنه تركه والمراد من رحمته وغفرانه (ومن تخلى الله عنه أوشك) قرب وأسرع (أن يأخذه) فيه التوصية بحفظ الأصحاب والأصهار بمعرفة حقهم والثناء عليهم والدعاء لهم لمن غاب عنهم (البغوي طب وأبو (¬2) نعيم في المعرفة وابن عساكر عن عياض) بكسر المهملة فمثناة تحتية آخره ضاد معجمة هو ابن حمار صحابي تميمي بصري، ورمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه ضعفاء وقد وثقوا، وقال شيخه العراقي: سنده ضعيف. 267 - " احفوا الشوارب وأعفوا اللحى (م ت ن) عن ابن عمر (عد) عن أبي هريرة" (صح). (أحفوا الشوارب) قال النووي (¬3): هو بقطع الهمزة ووصلها من أحفى شاربه وحفاه استأصله والمراد هنا أخذ ما طال على الشفة حتى تبدي الشفة ولا تحفيه من أصله (وأعفوا اللحى) بالقطع والوصل أيضًا والمراد توفير اللحية ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 63). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 369) رقم (1012)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 104) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 2186) رقم (5439)، والحافظ في الإصابة (4/ 759) وقال: سنده ضعيف، وضعّفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (3/ 125). وقال الألباني في ضعيف الجامع (212) وفي السلسلة الضعيفة (2104): موضوع. (¬3) شرح مسلم للنووي (3/ 150).

خلاف عادة الفرس. انتهى. وفي النهاية (¬1): إحفاء الشوارب المبالغة في قصّها فأفاد إذا استقصائها، ومثله في القاموس (¬2)، وللعلماء خلاف طويل في المسئلة وقد بسطناه في حاشية شرح العمدة واللحى بضم اللام وكسرها جمع لحية (م ت ن (¬3) عن ابن عمر عد عن أبي هريرة). 268 - " احفوا الشوارب، وأعفوا اللحى، ولا تشبهوا باليهود، الطحاوي عن أنس". (أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى، ولا تشبهوا باليهود) وفي لفظ لابن حبان بدل اليهود المجوس، وفي رواية: المشركين، وفي أخرى بكسرى، قال العراقي: والمشهور أن كثرة الأخذ من اللحية من فعل المجوس (الطحاوي) هو الإِمام العلامة صاحب التصانيف البديعة أبو جعفر أحمد بن محمَّد بن سلامة المصري الطحاوي الحنفي وطحا قرية من قرى مصر ولد سنة 239 أخذ عن عوالم وكان فقيهًا ثبتًا ثقة عاملاً لم يخلف مثله، كان أولاً يقرى على المزني فقال له: والله لا جاء منك شيء فغضب من ذلك وانتقل إلى ابن أبي عمران وهو قاضي مصر حنفي جليل فلما صنف مختصره قال رحمه الله: أبا إبراهيم لو كان حيًّا لكفّر عن يمينه، قال الذهبي: صنف أبو جعفر في اختلاف العلماء وفي الشروط وفي أحكام القرآن وكتاب معاني الآثار وهو ابن أحب المزني مات في القعدة سنة 321 (¬4) (عن أنس) لم يرمز له المصنف بشيء قال الشارح: ووهم من قال أنه رمز لصحته (¬5). ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 410). (¬2) القاموس المحيط (ص 447). (¬3) أخرجه مسلم (259) والترمذي (2763) والنسائي (1/ 16) عن ابن عمر وابن عدي في الكامل (5/ 39) عن أبي هريرة. (¬4) انظر: تاريخ دمشق (5/ 367) ولسان الميزان (1/ 274). (¬5) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 230)، وقال العجلوني (1/ 59): رواه الطحاوي عن أنس بسند ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (217) وفي السلسلة الضعيفة (2107) =

269 - " احفوا الشوارب، وأعفوا اللحى، وانتفوا الشعر الذي في الآناف (عد هب) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" (ض). (أحفوا الشوارب واعفوا اللحى وانتفوا الشعر الذي في الأناف) أي الذي في باطن الأنف (عد هب (¬1) عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده) رمز المصنف لضعفه قال مخرجه البيهقي: قال الإِمام أحمد: هذا اللفظ الأخير غريبٌ وفي ثبوته نظر. 270 - " أحق ما صليتم على أطفالكم (الطحاوي (هق) عن البراء (صح) ". (أحق ما صليتم على أطفالكم) جمع طفل وهو المولود وفيه مشروعيّة الصلاة عليه، والمراد صلاة الجنازة واسم التفضيل مجرد عن الزيادة، والمراد حقيق عليكم الصلاة عليهم، وفي الإضافة إليهم دليل على أنه لا صلاة على أطفال الكفار ويحتمل أن اسم التفضيل على بابه والأحقية سببها عدم تلوثهم بالذنوب والآثام ويحتمل أن المراد من الصلاة الدعاء للأطفال بأن الله يتم قواهم ويقودهم إلى هداهم (الطحاوي هق عن البراء (¬2)) بموحدة مفتوحة وراء وهمزة، ممدود، هو إذا أطلق ابن عازب بالمهملة وراء بعد الألف فموحدة، أنصاري أوسي صحابي جليل رمز المصنف لصحته وتعقب بأن فيه ليث عن عاصم وليث لين وعاصم لا يعرف. ¬

_ = لأن في إسناده أبو جعفر هذا هو عبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي ابن المديني، وهو ضعيف كما جزم به الحافظ في التقريب (3255). (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2764) وقال: غريب وفي ثبوته نظر، وابن عدي في الكامل (2/ 392) في ترجمة حفص بن واقد وذكر له عدة أحاديث منها هذا الحديث. (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 9) الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 508) وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف، والبخاري في الكنى (1/ 10) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/ 339) ت (1500) قال الذهبي في المهذب (3/ 1353) رقم (6030): فيه ليث بن أبي سليم وهو لين وعاصم لا يعرف. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (2119).

271 - " أُحِلَّ الذهب والحرير لإناث أمتي، وحُرّم على ذكورها (حم ن) عن أبي موسى (صح) ". (أحل) معبر الصيغة للعلم بالفاعل فإن الله هو الذي يحلل ويحرم (الذهب والحرير) أي لبسهما وهذا الحديث خصص حديث علي عند الشيخين (¬1) من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة بالرجال لقوله (لإناث أمتي) إلا أنه قد عارض هذا حديث أسماء بنت يزيد عند أبي داود (¬2) بلفظ: "أيما امرأة تقلدت قلادة من ذهب قلدت في عنقها مثلها من النار" والأحاديث في التحليل والتحريم قد تعارضت بلا مرية، وقد اختلف الناس في العمل بها فمنهم من ذهب إلى أن أحاديث التحريم منسوخة، وادعى الدميري الإجماع على حل لبس الذهب للنساء وذهب آخرون إلى خلاف ذلك وأولوا أدلة التحليل، وذهب آخرون على أن أدلة التحريم يراد بها الكراهة والتنزه عن زينة الدنيا، ولبسط المسئلة محل آخر (وحرم) فعبر الصيغة كالأول والنكتة النكتة (على ذكورها) وقد أبيح لهم للضرورة كالحكة فإنه أبيح لأجلها لبس الحرير كما هو معروف في الحديث (حم ن عن أبي موسى (¬3)) ورواه الترمذي وصححه ورمز المصنف لصحته. 272 - " أحلت لنا ميتتان ودمان: فأما الميتتان فالحوت والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال (هـ ك هق) عن ابن عمر (صح) ". (أحلت لنا ميتتان ودمان) فيه الإبهام أولاً ثم التفسير بثانياً إشارة إلى عظم المنة بذلك (فأما الميتتان فالحوت والجراد) أي ميتة الحوت وميتة الجراد (وأما الدمان فالكبد والطحال) بزنة كتاب معروف وتسميتهما دمًا باعتبار ما كانا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5832) ومسلم (2073). (¬2) أخرجه أبو داود (4238) قال في عون المعبود: نقل الحافظ عبد الحق عن ابن المديني أنه قال: حديث حسن ورجاله معروفون والله أعلم. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 392) والنسائي (8/ 116)، والترمذي (1720) وقال: حديث حسن صحيح.

عليه وإلا فإنهما لا يؤكلان إلا وقد صارا لحمًا، وفي الحديث دليل على أن العام إذا ورد عمل به على عمومه ولا يبحث عن مخصصه، وهي مسألة خلافية في الأصول فإن قوله أحلت لنا ميتتان ودمان يدل أنها كانت قد دخلت تحت قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ} [المائدة: 3] وقول الزمخشري (¬1): أنهما محمولان على المعنى العرفي ولا يتناولان السمك والجراد والكبد والطحال لا حاجة إليه، نعم يتم ذلك في الكبد والطحال لأنهما لا يسميان دمًا إلا مجازًا والإطلاق لا يتناول إلا الحقيقة إلا أن الزمخشري جعل قوله: {أَوْ دَماً مَسْفُوحاً} [الأنعام: 145] قيداً يخرج الكبد والطحال فنقض كلامه في البقرة كلامه في الأنعام، وفيه دليل على تخصيص الكتاب بالسنة (5 ك هق عن ابن (¬2) عمر) رمز المصنف لصحته إلا أنه نقل الشارح كلامًا عن الحافظ العراقي أن الصحيح أنه موقوف على ابن عمر، وقال البيهقي بعد تخريجه: هذا إسناد صحيح وهو في معنى المسند انتهى. وكأنه يريد أن له حكم الرفع إذ لا يقال من قبيل الرأي كما قاله النووي (¬3). ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف (1/ 107). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 97) وابن ماجه (3314) قال البوصيري (4/ 21): هذا إسناد ضعيف، والبيهقي في السنن (1/ 254) وقال: وروي موقوفاً على ابن عمر وهو الصحيح، وقد استنكر الإِمام أحمد المرفوع كما في "العلل ومعرفة الرجال" (رقم 1795) وقال أبو زرعة الرازي: الموقوف أصح (2/ 17) رقم (1524)، انظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 17)، والعلل للدارقطني (11/ 266)، والتنقيح (3/ 383 - 384) والتلخيص الحبير (1/ 26). قال الحافظ ابن حجر: الرواية الموقوفة التي صححها أبو حاتم وغيره هي في حكم المرفوع؛ لأن قول الصحابي أحل لنا وحرم علينا كذا مثل قوله: أمرنا بكذا أو نهينا عن كذا فيحصل الاستدلال بهذه الرواي لأنها في معنى المرفوع والله أعلم. وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (210) وفي السلسلة الصحيحة (1118). (¬3) انظر: تدريب الراوي (1/ 213).

273 - " احلفوا بالله وبروا واصدقوا، فإن الله يحب أن يحلف به (حل) عن ابن عمر (ض) ". (احلفوا بالله وبروا واصدقوا) في النهاية (¬1): الحلف اليمين، حلف يحلف حلفًا وأصلها العقد بالعزم والنية. انتهى. والحلف بالشيء تعظيم له ولذا نهى عن الحلف بغير الله كما يأتي: "من حلف فليحف بالله" (¬2) والبر خلاف الفجور، والمراد الوفاء بما حلف به من فعل أو ترك وهذا مقيد بحديث أبي هريرة "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الذي هو خير" (¬3) سيأتي (فإن الله يحب أن يحلف به) لأنه تعظيم له وأما قوله: {وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لأَيْمَانِكُمْ} [البقرة 224] فلا ينافيه؛ لأنه نهي عن الحلف به ما أمر به أن يوصل وجعل القسم معترضًا بين فعل الخير والوفاء به أو نهي عن كثرة الحلف أي لا تجعلوا الله معرضًا} لأيمانكم فتبتذلوه بكثرة الحلف به ولذلك ذم تعالى {كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ} [لقلم: 10] (حل عن ابن عمر) (¬4) رمز المصنف لضعفه، قال مخرجه: تفرد به مسعر بن وَبْره، ومسعر ضعيف، قال البخاري: لا يصح حديثه. 274 - " احلقوه كله، أو اتركوه كله (د ن) عن ابن عمر (صح) ". (احلقوه) من حلق يحلق كضرب يضرب فهو بكسر اللام والضمير عائد إلى الرأس فإن سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لمن رآه قد حلق رأسه وترك بعضه، فلا ينافيه ما ثبت من أنه - صلى الله عليه وسلم - حلق رأسه في النسك، والحلق نفسه للرأس مباح في غير الحج والعمرة فإنه فيهما نسك على الأصح (كله) تأكيد للضمير (أو اتركوه كله) ففيه ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 425). (¬2) أخرجه البخاري (5757) ومسلم (1646). (¬3) أخرجه مسلم (1650) وأبو داود (3247)، والترمذي (1530)، والنسائي (7/ 10). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 267)، والديلمي (333)، والجرجاني في تاريخه (1/ 329)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (211) وفي السلسلة الصحيحة (1119).

كراهة حلق بعض الرأس وتبقية بعضه (د ن عن ابن عمر) (¬1) قال: رأى النبي - صلى الله عليهو سلم - رجلاً حلق رأسه وترك بعضه فذكره، رمز المصنف لصحته وقد أخرجه مسلم بالسند الذي أخرجه به أبو داود. 275 - " احملوا النساء على أهوائهن (عد) عن ابن عمر (ض) ". (احملوا النساء على أهوائهن) احتملوهن على ما بهن من الهوى لما تكرهونه وقد كثرت التوصية بالاحتمال والاغتفار لهن، ويحتمل أن المراد احملوهن على ترك ما يهوين (وهن) عنه أو ساعدوهن على التزويج بمن يهوين فإنه أدوم للمودة. وبهذا الاحتمال جزم الشارح (عد عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لضعفه. هذا آخر الهمزة مع الحاء المهملة وتتبعه الهمزة مع الخاء المعجمة. 276 - " أخاف على أمتي ثلاثاً: زلة عالم، وجدال منافق بالقرآن، والتكذيب بالقدر (طب) عن أبي الدرداء" (ض). (أخاف على أمتي ثلاثًا زلة عالم) خطيئته لأنه يقتدي بها غيره، فيعظم النبلاء أو لأنه يعاقب عليها فيعم عقابه من لا ذنب له (وجدال منافق بالقرآن) الجدال اللدد في الخصومة والقدرة عليها وذلك أن القرآن ذو وجوه محتملة فيأتي المنافق ويتبع من وجوهه ما هو متشابه ويجادل به فيضل ويضل من لا رسوخ له في العلم وفي كلام علي - رضي الله عنه - مخاطبًا لمن يخوض مع الخوارج: لا تناظروهم بالقرآن فإنه حمّال ذو وجوه أي يحمّل كل تأويل فيحتمله وذو وجوه أي معان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 88) وأبو داود (4195)، والنسائي (8/ 103) ومسلم (2120). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 177) في ترجمة محمَّد بن الحارث بن زياد وقال يحيى بن معين: متروك الحديث، وقال عمرو بن علي: روى عن ابن البيليماني أحاديث منكرة متروك الحديث، وأورده الذهبي في الميزان (6/ 97). وقال الألباني في ضعيف الجامع (219) وفي السلسلة الضعيفة (2068): موضوع.

مختلفة (والتكذيب بالقدر) تقدم الكلام فيه مستوفى (طب) (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف. 277 - " أخاف على أمتي من بعدي ثلاثاً: ضلالة الأهواء: واتباع الشهوات في البطون والفروج، والغفلة بعد المعرفة الحكيم والبغوي، وابن منده وابن قانع، وابن شاهين، وأبو نعيم، الخمسة في كتب الصحابة عن أفلح" (سنده ضعيف). (أخاف على أمتي من بعدي ثلاثًا) أخافها على دينهم أن يفسدها عليهم (ضلالة الأهواء) أي الأهواء الضالة عن الحق والرشد والصواب ونسبة الضلال إلى الهوى إشارة إلى أنه قد صار الحكم للهوى وأنه قد تصرف في المتصف به حتى صار له الحكم والأفعال الصادرة عنه (واتباع الشهوات) إضافة للمصدر إلى مفعوله أي اتباع الأمة الشهوات (في البطون والفروج) وهي أمهات الشهوات وأصلها وتأتي في ذلك أحاديث عديدة (والغفلة بعد المعرفة) الغفلة عن الله وعما يجب له بعد معرفته وذلك لأنه ضلال بعد هدى وهو أشد من ضلال قبله لأنه نكوص عن الحق موجب لسلب نور القلب، هذا ولا يخفى أن مفهوم العدد في قوله ثلاث غير مراد هنا كما أنه في الأول كذلك كما أنه غير مراد في الآتي وإنما أتي به حثًا على حفظ المذكورات (الحكيم (¬2) والبغوي وابن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (7/ 203) وفي الكبير (20/ 138 رقم 282) عن معاذ بن جبل. وقال: فيه معاوية بن يحيى وهو ضعيف، وما رواه عنه إسحاق بن سليمان الرازي أضعف وهذا منه. وأورده الطبراني أيضاً في مسند الشاميين (2220) عن أبي الدرداء، وفي الإسناد: معاوية بن يحيى، وأبو نعيم في الحلية (1/ 219)، والبزار (3071 كشف الأستار)، وقال المناوي (1/ 222): قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (220). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 249) وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 46)، والبغوي في معجم الصحابة (1/ 235) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 335)، وأورده الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 100) وعزاه إلى ابن منده وابن شاهين وقال: ومداره على يوسف بن خالد وهو =

منده وابن قانع وابن شاهين وأبو نعيم الخمسة في كتب الصحابة) أي في كتبهم التي ألفوها في أسماء الصحابة وتقدمت تراجم من ذكر من الأئمة غير ابن شاهين: هو الإِمام العالم المفيد محدث العراق أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ صاحب التصانيف ولد سنة 297 وسمع من خلائق وعنه خلائق قال ابن ماكولا: ثقة مأمون سمع بالشام وفارس والبصرة وجمع الأبواب والتراجم وصنف (شيئاً كثيراً) له التفسير الكبير ألف جزء وله المسند ألف وثلاثمائة جزء والتاريخ مائة وخمسون جزء والزهد مائة جزء مات سنة 385 (¬1) (عن أفلح) بفتح الهمزة ففاء ساكنة ولام مفتوحة آخره حاء مهملة هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: إنه مولى أم سلمة قال المصنف في الأصل: وسنده ضعيف. 278 - " أخاف على أمتي من بعدي ثلاثاً: حيفَ الأئمة، وإيماناً بالنجوم، وتكذيباً بالقدر، ابن عساكر عن أبي محجن". (أخاف على أمتي من بعدي ثلاًثا حيف) بالحاء المهملة فمثناه تحتية ففاء الجور والظلم (الأئمة) وذلك أن الإِمام إذا جار صلت الأمة بجوره وتابعته على حكمه وعمتهم العقوب؛ لأنهم بين معين له وساكت على ظلمه ومعرض عن نصرة المظلوم والكل آثمون، ولأنه بظلمه يختلط الحلال بالحرام ويضاع الشرائع وتظهر البدع وتنتفي البركة في الأموال وتظلم القلوب بالشبهات ويترتب عليه من المنكرات ما لا ينحصر (وإيمانًا بالنجوم) تصديقًا بأن لها تأثيراً في العالم من سعادة ونحاسة وذلك نوع من الشرك كما دلَّ عليه حديث: "من أتى ¬

_ = السمتي وهو متروك الحديث. وقال الألباني في ضعيف الجامع (221) وفي السلسلة الضعيفة (2071): موضوع. (¬1) انظر: لسان الميزان (4/ 283)، تاريخ دمشق (43/ 531).

كاهنًا أو منجمًا فصدقه فيما قال فقد كفر بما أنزل على محمد" (¬1) (وتكذيبًا بالقدر) لما كان في غاية التضاد أن تصدق تأثير النجوم وهي جمادات ما تحس ولا تعقل ويكذب بقدر الله جمع بينهما لأن بينهما كمال الانقطاع (ابن عساكر عن أبي (¬2) محجن) بكسر الميم فحاء مهملة ساكنة فجيم مفتوحة آخره نون اسمه عمر بن حبيب أو عبد الله صحابي ثقفي كان شاعرًا مجيدًا وفارسًا جوادًا لكنه منهمك في الشرب، جلده عمر ثلاث مرات في الشرب أو ثمانياً (¬3)، سكت عليه المصنف وقال في الكبير: ضعيف وقال العراقي: سنده ضعيف. 279 - " أخاف على أمتي بعدي خصلتين: تكذيبا بالقدر، وتصديقا بالنجوم (ع عد خط) في كتاب النجوم عن أنس (ض) ". (أخاف على أمتي بعدي خصلتين) يحتمل أن هذا هو حديث أبي محجن وأنهما سمعاه معًا فحفظ أحدهما الثلاث وسقطت الثالثة على الآخر أو على من روى عنه ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - ذكر الثلاث مرة والاثنتَين مرة فحفظ كل ما سمع (تكذيبًا بالقدر وتصديقًا بالنجوم) فيه من البديع الطباق ومن البيان التوشيع (ع عد (¬4) خط في كتاب النجوم) متعلق بالخطيب أي بالفعل المسند إليه المقدر ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3904)، والطيالسي (382)، وأحمد (2/ 429)، والبزار (5/ 256)، والبيهقي (7/ 198)، كلهم بدون ذكر "منجما". (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (58/ 401)، والرافعي في التدوين (2/ 390) وقال الحافظ في الإصابة (7/ 360)، وضعفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 29) في: إسناده أبو سعد البقال واسمه سعيد بن المرزبان وهو ضعيف مدلس وعلي بن يزيد الصدائي فيه لين. وصححه الألباني بشواهده الكثيرة في صحيح الجامع (214) وفي السلسلة الصحيحة (1127). (¬3) انظر: الإصابة (7/ 360). (¬4) أخرجه أبو يعلى (4135) قال الهيثمي (7/ 203): فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وابن عدي في الكامل (4/ 34)، والخطيب في كتاب النجوم المطبوع باسم: القول في علم النجوم (ص: 163). وابن عساكر (23/ 207)، قال المناوي في الفيض (1/ 204) حسنٌ لغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع (215) والسلسلة الصحيحة (1127).

وهو أخرج فإن الكتاب له خاصة (عن أنس) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: هو حسن لغيره. 280 - " أخبرني جبريل أن حسيناً يقتل بشاطئ الفرات ابن سعد عن علي" (خ). (أخبرني جبريل أن حسينًا) هو ابن علي سبطه - صلى الله عليه وسلم - (يقتل بشاطئ الفرات) جانبه وفي الطبراني (¬1) عن عائشة يقتل بأرض الطف وهو ساحل البحر، فلا منافاة، وقد وقع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر وهو من أعلام نبوته - صلى الله عليه وسلم - وإخبار جبريل له تبشيرًا له بأن سبطه من الشهداء ومن أهل الدرجة التي لا تنال إلا من يحب صلال السيوف وهي درجة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا (ابن سعد (¬2) عن علي) دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم وعيناه تفيضان قال: فذكره وروى أحمد نحوه في المسند وفيه يحيى بن زكريا عن رجل عن الشعبي عن علي ويحيى ضعفه الدارقطني وغيره ورمز المصنف لحسنه قال الشارح: ولعله لاعتضاده بغيره وساق أحاديث بمعناه. 281 - " أخبروني بشجرة شبه الرجل المسلم لا يتحات ورقها، ولا، ولا، ولا، تؤتي أكلها كل حين، هي النخلة (خ) عن ابن عمر" (صح). (أخبروني بشجرة شبه الرجل المسلم) فيه دليل على جواز إلقاء المسائل على الجلساء لاستخراج أفهامهم ولا ينافيه النهي عن الأغاليط لأن ذلك فيما يراد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 107) رقم (2814) وقال الهيثمي في المجمع (9/ 188) في إسناده ابن لهيعة. (¬2) أخرجه ابن سعد في الجزء المطبوع من الطبقات الكبرى (مكتبة الصديق 1/ 429 رقم 417) في الطبعة الخامسة، وهو عند أحمد في المسند (1/ 85) عن علي وكذلك في الطبراني في المعجم الكبير (3/ 107) رقم (2814) من رواية عائشة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (219) وفي السلسلة الصحيحة (1171).

به تغليط المسئول (لا يتحات ورقها) لا تساقط (ولا ولا) اكتفاء قد بينه حديث: "لا يأكل إلا طيبًا ولا تضع إلا طيبًا ... " وتمام الحديث في البخاري قال عبد الله: فوقع في نفسي أنهما النخلة فأردت أن أقول: هي النخلة، فإذا أنا أصغر القوم وثمة أبو بكر وعمر فلما لم يتكلما بشيء قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هي النخلة". انتهى، وقوله: "لا يتحات ورقها ولا ولا" هو وجه الشبه وتمامه (تؤتى كلها كل حين) فإن بركة النخلة عامة في جميع أحيانها وأحوالها من حين تطلع إلى أن تبسر توكل أنواعها ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها حتى بالنوى علفًا للدواب وكذلك بركة المسلم عامة في جميع أقواله ونفعه مستمر له ولغيره حتى بعد وفاته وهذا عند أئمة البيان من التشبيه المفصل وفي الحديث تحريض على العلم وبوَّب البخاري على هذا الحديث بقوله باب الفهم في العلم (هي النخلة) قاله - صلى الله عليه وسلم - لما لم يقله غيره وفيه ضرب الأمثال والأشباه في تصوير المعاني لترسيخ في الذهن ولتجديد النظر (خ عن ابن (¬1) عمر) ولم يخرجه مسلم. 282 - " أخبر تقله (ع طب عد حل) عن أبي الدرداء" (ض). (أخبر تقله) بفتح اللام لأنه مجزوم لحقه الضمير ففتح وقال الشارح: إنه بكسر اللام أو ضمها من القلي وهو البغض الشديد أي أخبر الناس وجوبهم ببغضهم وذلك لأن الخبرة محك الرجال يعرف بها رديئهم من جيدهم وهو في معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة" (¬2) فإن عدم الوجدان لا يكون إلا بعد الخبرة وفي معناه قال (¬3): ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4698)، ومسلم (2811). (¬2) أخرجه البخاري (6498) ومسلم (2547). (¬3) نسبت هذه الأبيات إلى المعتصم أبو يحيى بن معن كما في المغرب (2/ 196)، وعزاه إليه الصفدي كما في الوافي بالوفيات (5/ 30) وابن خلكان في وفيات الأعيان (5/ 40).

وزهَّدني في الناس معرفتي بهم ... وطُول اختباري صاحبًا بعد صاحب فلم تُرِني الأيامُ خِلًّا يسرُّني ... بواديه إلا ساءني في العواقب والمعنى على الإخبار أن اختبار الناس سبب لبغضهم وإن كان لفظه لفظ الأمر فمعناه على الإخبار إذ قد علم أنه ينهى عن بغض الناس فالمراد النهي عن التعرض لفعل سببه وهو البحت والتفتيش والاختبار بل يدعهم على ظاهر حالهم ويحتمل أن الأمر على ظاهره كحديث: "احترسوا عن الناس بسوء الظن" (¬1) (ع طب عد (¬2) حل عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف قال ابن الجوزي: لا يصح، وقال السخاوي: طرقه كلها ضعيفة لكن شاهده في الصحيحين: "الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة" (¬3). 283 - " اختتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (اختتن إبراهيم) في القاموس (¬4): ختن الولد يَخْتِنُه فهو ختين ومختون قطع غُرْلَتَه (وهو ابن ثمانين سنة بالقدوم) قرية بالشام ويروى بغير ألف ولام وقيل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (598)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 210)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 129). (¬2) أخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالية (2723)، والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (8/ 90) والبزار كما في كشف الأستار (189)، وابن عدي في الكامل (2/ 38)، وكذلك الطبراني في مسند الشاميين (1493)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 236)، وأورده الذهبي في الميزان (4/ 497). وفي إسناده أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف وأطال السخاوي في ذكر طرق هذا الحديث في المقاصد الحسنة (ص: 25 - 26). وقال: كلها ضعيفة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (222) والسلسلة الضعيفة (2110). (¬3) أخرجه البخاري (6133) ومسلم (2547). (¬4) القاموس المحيط (ص 1540).

القدوم بالتخفيف والتشديد آلة النجارة قاله ابن الأثير (¬1): وفي رواية ابن عساكر عن أبي هريرة أنه اختتن وهو ابن مائة وعشرين سنة ثم عاش ثمانين بعد ذلك، ذكره المصنف في الذيل ورواية الكتاب أرجح؛ لأنها من رواية الشيخين وابن عساكر قد ضعف المصنف في ديباجة الكبير ما يسنده إليه، والحديث مسوق للحث على الاختتان وبيان أنه من شرع إبراهيم ولعله لم يفعله إلا في هذه السنن العالية؛ لأنه لم يؤمر به قبل ذلك ويؤخذ منه أنه لا يترك الختان وإن علت السنن وأما كونه واجبًا أو سنة فقد أشبعنا الكلام في ذلك في حاشية العمدة (حم ق عن أبي هريرة) (¬2). 284 - " اختضبوا بالحناء فإنه طيب الريح، يسكن الروع (ع) والحاكم في الكنى عن أنس" (ض). (اختضبوا بالحناء) هو من خضبه يخضبه إذا لونه أي لونوا أشعاركم أو أبدانكم والظاهر أن المراد الأول (فإنه طيب الريح) أي فإن نوره وهو الفاغية طيب الريح وتقدير المضاف يدل له حديث عائشة عند أحمد والنسائي (¬3) أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكره ريح الحناء، ويأتي حديث أنس أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه الفاغية ولا يقال تنتفي في فائدة التعليل بطيب الرائحة إذ يكون أجنبيًا لأنا نقول المراد أن منه استفاد رائحة طيبة في الجملة ترغيبًا للنفوس، ويحتمل أنه تعليل بما يجده غيره - صلى الله عليه وسلم - وإن غيره سيطيب ريحه فلا تقدير ح ويأتي التعليل في الحديث الثاني ما يلازمه من زيادة الجمال والشباب والنكاح وإذهاب الشروع (ويسكن الشروع) بفتح الراء هو الفزع، هذا والأحاديث هنا عامة لخطب ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 27). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 322) والبخاري (3356) ومسلم (2370). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 210) والنسائي (8/ 142).

الأطراف وغيرها إلا أنه قد حمل البعض على خضاب الشيب وأيده أنه قد - صلى الله عليه وسلم - بتغيير لون الشيب، وقال بحرمة خضب الأطراف وكراهته، واستدل له أنه - صلى الله عليه وسلم - نفى المخنّث حين رآه مختضبًا وقال: "ما شأن هذا؟ ما له يشبه بالنساء" فنفاه، وأجيب بأنه نفاه لكونه مخنثًا لا لإختضابه، كيف وفي سنن أبي داود وتاريخ البخاري (¬1) أنه ما شكى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحد وجع في رجليه إلا قال له اختضب بالحناء، وفي الترمذي عن سلمى أم رافع خادم النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان لا يصيب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرجة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء. قلت: وفي هذين تأمل؛ لأنه يقال إما للحاجة والتداوي فقد يباح، والكلام فيما إذا قصد به الزينة وسيأتي أنه من سنن المرسلين (ع والحاكم في الكنى عن أنس) (¬2) رمز المصنف لضعفه لأن فيه الحسن بن دعامة عن عمر بن شريك وهما كما قال الذهبي مجهولان. 285 - " اختضبوا بالحناءة فإنه يزيد في شبابكم، وجالكم، ونكاحكم (البزار، وأبو نعيم في الطب عن أنس، أبو نعيم في المعرفة عن درهم". (اختضبوا بالحناء فإنه يزيد في شبابكم) هذا إذن للشباب لأن الزيادة تكون مع تفويت المزيد (وجمالكم ونكاحكم) والزيادة في هذه الثلاثة مدعو إليها شرعًا يأذن فيما يبقيها أو يزيد فيها (البزار وأبو نعيم (¬3) في الطب عن أنس) قال ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2054) وابن ماجه (3502) وأبو داود (3858) وفي التاريخ الكبير (1/ 411). (¬2) أخرجه أبو يعلى (3621) ولم أجده في الكنى للحاكم المطبوع بل عزاه إليه أيضاً في الكنز (17303)، وأخرجه كذلك تمام في فوائده (1/ 256)، وذكره الحافظ في المطالب العالية (2446) من طريق أبي يعلى. وفي الإسناد الحسن بن دعامة وعمر بن شريك وهما مجهولان، انظر: المغني في الضعفاء (1398) والميزان (2/ 234). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (227) وفي السلسلة الضعيفة (1505). (¬3) أخرجه البزار (2978) كشف، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 160): فيه يحيى بن ميمون التمار وهو متروك، وأخرجه أبو نعيم في المعرفة (2589)، والحافظ في الإصابة (2/ 386) في ترجمة=

المصنف في الكبير بعد سرد مخرجيه: وضعف، وقال العراقي: إسناده ضعيف، قال الهيثمي بعد عزوه للبزار: وفيه يحيى بن ميمون التمار متروك (أبو نعيم في المعرفة عن درهم) بكسر الدال المهملة وسكون الراء وفتح الهاء وفي الصحابة رجلان بهذا الاسم كان عليه بيان الراوي منهما زيادة في الإفادة وإلا فيكفي كونه صحابيًا وأفاد الشارح أن هذا هو أبو زياد والآخر هو أبو معاوية وأن هذا رواه عن أبيه عن جده قال: ولم يوجد في التهذيب ولا في ثقات ابن حبان (¬1). 286 - " اختضبوا، أو افرقوا، وخالفوا اليهود (عد) عن ابن عمر" (ض). (اختضبوا وأفرقوا) بالفاء فالراء فقاف من الفرق وهو طريق الشعر في الرأس ولا تجمعوه وقد بين في شمائل الترمذي في باب مستقل حكم ذلك (¬2) (وخالفوا اليهود) فإنهم لا يخضبون ولا يفرقون ومخالفتهم مراده لله تعالى فالأمر محتمل للوجوب وقد ذهب إلى وجوب الخضاب جماعة وقد أطال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (¬3) كلامه في ذلك (عد عن بن عمر (¬4)) رمز المصنف لضعفه؛ لأنَّ فيه الحارث بن عمران الجعفري قال ابن حبان: وضَّاع، وقال ابن عدي: الضعف على روايته بيّن. ¬

_ = درهم وقال: رواه أبو نعيم، وأورده الذهبي في الميزان (7/ 223 ت 9648) في ترجمة يحيى بن ميمون بن عطاء. وقال الألباني في ضعيف الجامع (228) والسلسلة الضعيفة (2072): موضوعٌ. (¬1) انظر: الإصابة (2/ 386)، وأورد الحافظ في ترجمته هذا الحديث. (¬2) انظر: الشمائل المحمدية للترمذي (30). (¬3) انظر: فتح الباري (6/ 572) و 10/ 354 - 355). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 195) في ترجمة الحارث بن عمران الجعفري (ت 382) وقال: وللحارث أحاديث غير ما ذكرت عن جعفر بن محمَّد وعن غيره والضعف بين على رواياته، وانظر: المجروحين (1/ 225). وقال الألباني في ضعيف الجامع (229) والسلسلة الضعيفة (213): موضوعٌ.

287 - " اختلاف أمتي رحمة (نصر المقدسي في الحجة. والبيهقي في الرسالة الأشعرية بغير سند، وأورده الحليمي والقاضي حسين وإمام الحرمين وغيرهم، ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا". (اختلاف أمتي رحمة) فيه زيادة "للناس" عند من نسبه المصنف إليهم وكأنه سقط من قلم المصنف ولم يذكر هذا الحديث أصلاً في الكبير، وهذا الحديث مع عدم صحة طرقه مخالف للآيات القرآنية الدالة على ذم الاختلاف والتفرق فإن الاختلاف منشأ كل بلاءً وشرّ في الدنيا والدين، والتفرقة بين الاختلاف في الفروع والأصول فيما لا دليل عليه بل الكل مذموم، فالحديث لو ثبت لتأول وكيف ولم يثبت، وقول المصنف ولعله قد خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا، كلام لا يليق بسعة اطلاعه، كيف وقد ذكر في خطبة الجامع الكبير أنه جمع فيه الأحاديث النبوية بأسرها وقد ترجم الإِمام أبو عبد الله البخاري في صحيحه "باب كراهة الاختلاف، فلو كان رحمة لكان محبوبًا لا مكروهًا، والأحاديث النبوية الواسعة دالة على ذم الاختلاف وهؤلاء الأئمة الذين ذكروه قد أوردوه بغير إسناد بل ما أنهوه إلى صحابي يكون إليه الاستناد فهو منقطع، ثم من هؤلاء الأئمة من ليس من فرسان هذا الشأن قال الذهبي في حق الحليمي بعد الثناء عليه: وهو ما في فرسان هذا الشأن مع أن له فيه عملاً جيدًا، وأما إمام الحرمين فقد كثر توهيم الحافظ ابن حجر له في "تلخيص الحبير" ومثله القاضي حسين وقد قال بعضهم: معناه أن اختلافهم في الحِرَف والصنائع رحمة بهم يقوم لصالح الأمة، وردّه السبكي وقال: المناسب على هذا أن يقال: اختلاف الناس رحمة إذ لا خصوصية للأمة في ذلك، فإن كل الأمم مختلفون في الحِرَف والصنائع، فلابد من خصوصية قال: وما ذكره إمام الحرمين كالحليمي من أن المراد اختلافهم في المناصب والدرجات فلا ينساق الذهن إليه من لفظ

الاختلاف (نصر (¬1) المقدسي في الحجة والبيهقي في الرسالة الأشعرية بغير سند) لعله متعلق بذكره المقدر أي ذكره نصر وذكره البيهقي (وأورده الحليمي) هو بفتح الحاء المهملة نسبةً إلى جدٍّ له سمي حليمًا والحليمي هو العلامة البارع رئيس أهل الحديث بما وراء النهر القاضي أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمَّد بن محمَّد الحليمي البخاري الشافعي أخذ عن القفال وغيره وله وجوه حسان في المذهب ولد سنة 338 وتوفى سنة 403 وله تآليف حسان وروى عنه الحاكم (¬2) (والقاضي حسين) هو بن محمَّد المروزي صاحب التعليقة في الفقه كان إمامًا كبيرًا صاحب وجوه في المذهب ينقل عنه الغزالي وإمام الحرمين وإذا أطلق القاضي فهو المراد لا غيره أخذ من القفال وغيره مات سنة 462 (¬3) (وإمام الحرمين وغيرهم ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا) فيه أن الكل أوردوه بغير تخريج. فقوله: نصر المقدسي ليس فعله المحذوف أخرجه بل ذكره كما قدمناه؛ لأن لفظ أخرجه لا يطلق عرفًا إلا على من ذكر الحديث بطرقه والتعبير من الحليمي ومن بعده بأورده تفننًا في العبارة وإلا فالكل ذكروه من غير إسناد، وقد عدّ الشارح أحاديث شواهد له كلها ضعيفة. 288 - " أخذ الأمير الهدية سُحت، وقَبُول القاضي الرِّشوة كفر (حم) في الزهد عن علي (ح) ". (أخذ الأمير الهدية سحت) بضم السين المهملة وفتحها فسكون الحاء ¬

_ (¬1) أخرجه نصر المقدسي والبيهقي في الرسالة الأشعرية (ص 90 ضمن تبيين كذب المفترى) بغير سند وأورده الحليمي، وقال السخاوي في المقاصد (1/ 70) زعم كثير من الأئمة أنه لا أصل له، وقال الألباني في ضعيف الجامع (230) والضعيفة (57): موضوعٌ. (¬2) انظر: تذكرة الحفاظ (3/ 1030)، تاريخ جرجان (1/ 198). (¬3) انظر: سير أعلام النبلاء (18/ 260).

المهملة قال في النهاية (¬1): السحت الحرام الذي لا يحلّ كسبه لأنه يسحت البركة أي يذهبها قلت: أو لأنه يسحت صاحبه في عذاب الله من قوله تعالى: {فَيُسْحِتكُمْ بِعَذَابِ} [طه: 61] وذلك لأن الأمير ما يهدى إليه إلا لأجل منصبه لدفع شره أو جلبَ خيره وهو مخاطب بذلك وواجب عليه وله قام (وقبول القاضي الرشوة) في النهاية (¬2): أنها بتثليث الراء الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأصلها من الرشا الذي يوصل به إلى الماء (كفر) الكفر صنفان أحدهما الكفر بأصل الإيمان وهو ضده والآخر بفرع من فروع الإيمان ولا يخرج عن أصل الإيمان وقيل الكفر على أربعة أنحاء: كفر إنكار بأن لا يعرف الله أصلاً ولا يعترف به، وكفر جحود ككفر إبليس يعرف الله بقلبه ولا يقر بلسانه، وكفر عناد وهو أن يعرف بقلبه ويعترف بلسانه ولا يدين به حسدًا وبغيًا ككفر أبي جهل وأضرابه، وكفر نفاق وهو أن يُقرّ بلسانه ولا يعتقد بقلبه، أفاده في النهاية (¬3). وإطلاق الكفر هنا على الرشوة إما لأنها من خصال الكفار، وحكّام الطاغوت، فهي خصلة كفر وإن لم يكن صاحبها كافراً بالمعنى المعتاد كما قال الأزهري (¬4) سئل الهروي عمن يقول بخلق القرآن أتسمّيه كافرًا؟ قال: لا الذي يقوله كفر، فأعيد عليه السؤال ثلاثًا فيقول مثل ما قال ثم قال في الآخر: وقد يقول المسلم كُفرًا، أو لأنها كفران نعمة العلم فإن من حقه أن لا يشتروا به ثمنًا قليلاً أو لأنه يتسبب عن قبضها حكمه بغير ما أنزل الله ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون على أحد الأوجه وإنما فرق - صلى الله عليه وسلم - بين ما يأخذه الأمير وما يأخذه الحاكم؛ لأن الأمير يقبض ما يقبضه في مقابلة حكمه بل لدفع سطوته وشره بخلاف الحاكم ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 345). (¬2) النهاية (2/ 226). (¬3) النهاية (4/ 340). (¬4) لسان العرب (5/ 144).

فإنه يأخذ ذلك في مقابل الإخبار عن حكم الله والإمضاء لشرعه وهو واجب عليه أو للحكم بغير ما أنزل الله مع إيهامه أنه حكم الله فهو أضل، والحديث واضح في حرمة الهدية للأمير والرشوة للقاضي مطلقًا حكم بالحق أو بخلافه (حم في الزهد عن علي (¬1)) رمز المصنف لحسنه. 289 - " أخذنا فألك من فيك (د) عن أبي هريرة وأبو نعيم معافي الطب عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده (فر) عن ابن عمر (ح) ". (أخذنا فالك من فيك) أصل الحديث عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سمع حديثًا يعجبه قال: "أخذنا فالك من فيك" قال في القاموس (¬2): الفأل ضد الطيرة كأن يسمع مريض يا سالم أو طالب حاجته يا واجد ويستعمل في الخير والشر وفي النهاية (¬3) الفأل مهموز فيما يَسُرُّ ويسوء وقد أولع الناس بترك الهمزة. انتهى. ويأتي فيه كلام بسيط (د عن أبي هريرة (¬4)) رمز المصنف لحسنه (ابن السني وأبو نعيم معًا في الطب عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده) جد كثير هو عمر وابن عوف المزني وكثير ضعيف، قال فيه الشافعي وأبو داود: ركن من أركان الكذب (فر عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 290 - " أُخِّر الكلامُ في القدر لشِرار أمتي في آخر الزمان (طس ك) عن أبي هريرة (صح) ". (أخر) معبر الصيغة (الكلام في القدر لشرار أمتي) كأنه جعل الخوض فيه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في الزهد كما في الكنز (15069). (¬2) القاموس المحيط (ص 1245). (¬3) النهاية (3/ 766). (¬4) أخرجه أبو داود (3917) وابن السني في عمل اليوم والليلة (292) عن أبي هريرة وأخرجه ابن السني (291) وأبو نعيم في الطب من رواية عمرو بن عوف وفيه كثير بن عبد الله وفيه ضعف قال الحافظ: ضعيف، أفرط في نسبه إلى الكذب التقريب (5617) .. وصححه الألباني في صحيح الجامع (225) والسلسلة الصحيحة (726).

عقوبة للأشرار وفيه أنهما عقوبة في الدين وكأن هذا التهاوش عين طائفتي المعتزلة والأشعرية من ذلك (في آخر الزمان) تقدم الكلام في القدر وتحقيقه ولم يكن الخوض فيه إلا من بعد القرن الأول فالحديث من أعلام النبوة (طس (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 291 - " أخِّروا الأحمال، فإن الأيدي مُغْلقة، والأرجل مُوثقة ((د) في مراسيله عن الزهري، ووصله البزار (ع طس) عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة نحوه (ح) ". (أخروا الأحمال) بالحاء المهملة جمع حمل (فإن الأيدي) لدى الجمال التي سيكون عليها الشداد (مغلقة) بضم الميم وسكون المعجمة أي مثقلة بالحمل فكأنه شبه مثقل العمل لمنعه الإبل من إحسان السير بالباب المغلق لمنعه من الدخول والخروج، ومنه قولهم استعلوا عليه الكلام إذا ارتج (والأرجل) أرجل الإبل (موثقة) قاله - صلى الله عليه وسلم -: لمن أراد أن يشد على إبل معقلة وقيل: هو إرشاد لهم بأن يجعلوا العمل على وسط ظهر الدابة وإنما أمر بالتأخير فقط لأنه رأى بعيرًا قد أطل قدم عليه حمله فأمر بالتأخير وأشار إلى مقابلة بقوله والأرجل موثقه له لا يبالغ في التأخير (د في (¬2) مراسيله عن الزهري ووصله البزار) أي ساقه متصلاً إلى ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5909)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا عنبسة بن مهدي الحداد والحاكم في المستدرك (2/ 473) وقال: صحيح على شرط البخاري وقال الذهبي: عنبسة ثقة لكن لم يرويا له، والبزار كما في الكشف (2178)، وأورده ابن عدي في الكامل في ترجمة عنبسة (5/ 263) وقال: لا أعرف له غير هذا الحديث. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (226) والسلسلة الصحيحة (1124). (¬2) أخرجه أبو داود في المراسيل (294) والبيهقي في السنن (6/ 122) عن الزهري وقد وصله البزار وأبو يعلى (5852) والطبراني في الأوسط (4508) من رواية أبي هريرة. وقال الترمذي في العلل (رقم 706) سألت محمدًا عن هذا الحديث فلم يعرفه وقال: أنا لا أكتب حديث قيس بن الربيع ولا أروي عنه وقد ضعفه البيهقي في السنن (6/ 122)، وانظر: علل الدارقطني (9/ 180). =

الصحابي وكأنه وصله إلى أبي هريرة (ع طس) عنه عن الزهري بضم الزاي وبعد الهاء راء هو محمَّد بن شهاب تابعي جليل (عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة نحوه) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: لعلَّه لتعدد طرقه وإلا ففيه قيس بن الربيع الأزدي ضعفه كثيرون. 292 - " أخْرِجُوا منديل الغَمر من بيوتكم، فإنه مَبِيت الخبيث ومجلسه (فر) عن جابر" (ض). (أخرجوا منديل الغمر) بالمعجمة وفتحها وفتح الميم، والمنديل بكسر الميم وفتحها هو الذي يتمسح به من آثار الدسم والزهومة وهو الغمر (فإنه مبيت الخبيث) هو الشيطان (ومجلسه) أي اخرجو ما تمسحون به أيديكم من آثار الدسم والزهومة من منازلكم ليلاً فإنه يبيت فيه إبليس ونهارًا فإنه مجلسه، وهذا إذا لم يغسل وأما إذا غسل فهو كغيره من الثياب، ويأتي حديث: "من بات وفي يده غمر فلا يلومن إلا نفسه" (¬1) وفي الحديث دليل على جواز مسح اليد بالمنديل (فر عن (¬2) جابر) رمز المصنف لضعفه. 293 - " أخسر الناس صفقة رجل أخلق يديه في آماله، ولم تساعده الأيام على أمنيته فخرج من الدنيا بغير زاد، وقدم على الله تعالى بغير حجة، ابن النجار في تاريخه عن عامر بن ربيعة، وهو مما بيض له الديلمي. ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (228) وفي السلسلة الصحيحة (1130). (¬1) في سنن أبي داود (3852) بلفظ: "من نام وفي يده غَمَر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه" وكذلك عند أحمد (2/ 263) بنفس اللفظ. أما لفظ: "من بات ... "، فأخرجه الإِمام أحمد (2/ 344)، وابن حبان (5521)، والحاكم (4/ 152). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (343) وابن عدي في الكامل (2/ 447) وقال: ولحرام بن عثمان أحاديث صالحة تشاكل ما قد ذكرته وعامة حديثه مناكير، وفي إسناده حرام بن عثمان قال الشافعي: "كل حديث عن حرام حرام"، انظر الكامل في الضعفاء (2/ 444)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (236) والسلسلة الضعيفة (2075): ضعيف جدًّا.

(أخسر الناس صفقة) هو البيعة وهي المرة من التصفيق باليدين وذلك لأن المتتابعين يلصق أحدهما يده بيد الآخر فاستعير (رجل أخلق) بالخاء المعجمة والقاف أبلى (بدنه؟ في آماله ولم تساعده الأيام على أمنيته) هذه حقيقة عرفية يقال أسعده الدهر وخدمته الأيام والمراد لم يصل إلى مطلوبه ومناه فإن الأمنية بضم الهمزة وتشديد المثناة التحتية هي ما يطلبه الإنسان ويتمناه (فخرج من الدنيا بغير زاد) الزاد هو ما يتزوده المسافر ونحوه لسفره وزاد الآخرة التقوى كما قال تعالى: {وَتزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197] (وقدم على الله تعالى بغير حجة) الحجة البرهان الذي يفلح به المخاصم خصمه وينتصر به عليه والمراد هنا بغير عمل يكون له كالحجة في دفع العذاب عنه وينجو به صاحبه كما ينجو به صاحب الحجة وإلا فلا حجة للعبد على ربه وإنما جعله أخسر الناس صفقة لأنه أضاع عمره في طلب مناه من الدنيا ولم تنله ففاتته الدنيا والآخرة، ومن أنفق عمره في طلب مناه وناله فهو خاسر الصفقة ولكن ما فاته الدارين أخسر صفقة منه فإنه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين (ابن النجار (¬1) في تاريخه عن عامر بن ربيعة) هو: ابن كعب بن مالك بن ربيعة أسلم قديمًا وهاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة وشهد بدرًا والمشاهد كلها (¬2) (وهو مما بيض له الديلمي) صاحب مسند الفردوس أي لم يذكر له إسنادًا. 294 - " أخشى ما خشيت على أمتي كبر البطن، ومداومة النوم، والكسل، وضعف اليقين (قط) في الأفراد عن جابر" (ض). (أخشى ما خشيت على أمتي كبر البطن) بكسر الكاف وفتح الموحدة هو ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (1457) قال المناوي (1/ 251) وهو مما بيض له الديلمي لعدم وقوفه له على سند، وابن النجار في تاريخه وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (237). (¬2) انظر: الإصابة (3/ 579).

كناية عن التوسع في الدنيا والاستكثار منها وعدم القنوع من طلبها كما أن كبير البطن لا يشبع من مأكول ولا يقنع منه ويحتمل أن يراد الحقيقة أي كبر البطن لما يتسع له من الطعام كما يومئ إليه قوله (ومداومة النوم والكسل) فإنهما من فروع التوسع في المأكول، وليس الأمر في الحقيقة موجه إلى سعة خلقه إذ لا اختيار فيه بل إلى إعطاء الإنسان لنفسه شهواتها وتوسعه في المأكولات فإنه يتولد عنه كل داء وزيادة داعي الشهوات ومن الكسل عن الطاعات ومن النوم الذي هو ضياع للأوقات عن عمل الدنيا والآخرة (وضعف اليقين) فإنه يكون لضعف الإيمان في القلب (قط (¬1) في الإفراد عن جابر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن القاسم الأزدي كذبه أحمد والدارقطني. 295 - " اخضبوا لحاكم، فإن الملائكة تستبشر بخضاب المؤمن (عد) عن ابن عباس" (ض). (اخضبوا لحاكم) أمر إرشاد وقيل إيجاب وهو عام لكل خضاب إلا أنه يأتي النهي عن السواد فالمراد بالصفرة ونحوها (فإن الملائكة تستبشر بخضاب المؤمن) وذلك لما فيه من إظهار القوة والجلد والإغاضة لأعداء الله (عد عن ابن عباس (¬2)) رمز المصنف لضعفه إلا أن له شواهد تحسنه. 296 - " اخفضي ولا تنهكي، فإنه أنضر للوجه، وأحظى عند الزوج (طب ك) عن الضحاك بن قيس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في أطراف بن طاهر (2/ 431 رقم 1838) في الكنز (7434)، والديلمي (88)، وفي إسناده محمَّد بن القاسم الأزدي كذبه أحمد والدارقطني انظر: المغني في الضعفاء (5915)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (238) والسلسلة الضعيفة (2158): موضوع. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 365) في ترجمة سعيد بن زربي وقال: ما يروى عنه بأشياء لا يتابعه عليه أحد وعامة حديثه على ذلك، وقال الألباني في ضعيف الجامع (239) والسلسلة الضعيفة (2109): موضوع.

(اخفضي) بالفاء بعدها ضاد معجمة أمر للمؤنث من الخفض وهو للنساء كالختان للرجال قاله في النهاية (¬1)، والمخاطبة أم عطية كانت تختن الجواري بالمدينة (ولا تنهكي) لا تبالغي من نهك إذا بالغ (فإنه أنضر) أي عدم الإنهاك والنضارة بالنون وضاد معجمة هو الحسن والنعومة (وأحظى عند الزوج) من الحظ وهو الجد والبحث (طب ك عن الضحاك) (¬2) اسم فاعل للمبالغة من الضحك (بن قيس) قيل ولد الضحاك قبل وفاته - صلى الله عليه وسلم - بست سنين شهد فتح دمشق وتغلب عليها بعد موت يزيد بن معاوية فالتقى هو ومروان وقتله مروان سنة 64 والحديث رمز المصنف لصحته وتعقب بأن العراقي ضعفه وقال الحافظ ابن حجر: له طريقان كلاهما ضعيف، وقال ابن المنذر: ليس في الختان خبر يعوّل عليه ولا سنة تتبع. 297 - " أخلص دينك يكفك القليل من العمل (ابن أبي الدنيا في الإخلاص (ك) عن معاذ (صح) ". (أخلص دينك) نزهه من رياء وغيره من قوله: {أَلَا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3] (يكفك القليل من العمل) فإن الله لا يقبل إلا ما كان خالصًا فالقليل الخالص كاف لفاعله في دفع العقاب وجلب الثواب (ابن أبي الدنيا في الإخلاص ك عن معاذ (¬3)) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، وردَّه الذهبي. ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 54). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 299) (8137) والحاكم (3/ 525) وأبو نعيم في المعرفة (3/ 1537) رقم (3798)، وقول العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 142)، وانظر تلخيص الحبير (4/ 83)، وضعفه ابن الملقن كما في خلاصة البدر المنير (2477)، وذكر ابن الملقن طرق الحديث في كتابه القيم البدر المنير (8/ 745 - 750)، وأحد طرقه قد أخرجه أبو داود (5229). وصححه الألباني في صحيح الجامع (236) والسلسلة الصحيحة (722). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخلاص والحاكم في المستدرك (4/ 306) وردَّه الذهبي بقوله: لا. وأخرجه البيهقي في الشعب (6859) من طريق ابن أبي الدنيا، وقال المناوي (1/ 217): قال =

298 - " أخلصوا أعمالكم لله فإن الله لا يقبل إلا ما خلص له ((قط) عن الضحاك بن قيس (ض) ". (أخلصوا أعمالكم لله فإن الله لا يقبل إلا ما خلص له) إذ ما شورك فيه تركه فإنه من أغنى الشركاء عن الشرك كما في الحديث (قط عن الضحاك بن قيس (¬1)) رمز المصنف لضعفه. 299 - " أخلصوا عبادة الله تعالى، وأقيموا خمسكم، وأدوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم، وصوموا شهركم، وحجوا بيتكم، تدخلوا جنة ربكم (طب) عن أبي الدرداء (ض) ". (أخلصوا عبادة الله تعالى وأقيموا خمسكم) الصلوات الخمس وهو تفصيل لعبادة الله وإقامة الصلاة هو الإتيان بها على الوجه الشرعي وقتًا وطهارة وقراءة وأذكارًا وأركانًا وخشوعًا وإقبالاً (وأدَّوا زكاة أموالكم طيبة بها أنفسكم) هو حال من فاعل أدوا أي اخرجوها حال كون النفوس طيبة راضية لا كاره راغبة في الثواب واثقة بالخلف والمراد جهاد الأنفس في السماحة بها لأن الأموال عزيزة على النفوس (وصوموا شهركم) هو رمضان أضافه إليهم كإضافة الخمس الصلوات تشريفًا لهم به. (وحجوا بيتكم) هو بيت الله وأضيف إليهم لما سلف ولكونه قبلتهم أحياء وأمواتًا ولأن فيه منافعهم وحذف منه شرط ¬

_ =العراقي: رواه الديلمي وإسناده منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (240) والسلسلة الضعيفة (2159). (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 51)، وكذلك الضياء في المختارة (8/ 90 رقم 92)، قال المنذري في الترغيب (1/ 23) رواه البزار بإسناد لا بأس به والبيهقي، قال الحافظ لكن الضحاك بن قيس مختلف في صحبته، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 221) رواه البزار عن شيخه إبراهيم بن محشر وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (241) والسلسلة الضعيفة (2188) ثم تراجع وصححه لغيره في صحيح الترغيب (7).

الاستطاعة للعلم به من الآية (تدخلوا جنة ربكم) تقدم الكلام على معنى الحديث (طب عن أبي الدرداء (¬1)) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه يزيد بن فرقد (ص 104) ولم يسمع من أبي الدرداء. 300 - " اخلعوا نعالكم عند الطعام، فإنها سنة جميلة (ك) عن أبي عبس بن جبر (ض) ". (اخلعوا نعالكم) بكسر النون جمع نعل بفتحها وهو ما يلبس للمشي عليها وهي مؤنثة (عند الطعام) عند أكلكم إياه (فإنها) أي هذه الصفة (سنة جميلة) طريقة حسنة، ويأتي: "إذا أكلتم الطعام فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لأقدامكم" (¬2) وهي علة أخرى ففيه ندب ذلك (ك عن أبي عبس بن جبر (¬3)) رمز المصنف هنا لضعفه وقال في الكبير: عقب ذكره: وتعقب وقال الشارح: لم يروه الحاكم عن أبي عبس كما أفاده المصنف بل رواه عن أنس ولفظه عن يحيى بن العلاء عن موسى بن محمَّد التيمي عن أبيه عن أنس قال: دعا أبو عبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى طعام صنعه له فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اخلعوا ... " فذكره وقال الذهبي فيه يحيى وشيخه مجهولان وإسناده مظلم. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 45) وفي مسند الشاميين (659) وأبو نعيم في الحلية (5/ 166) وابن عساكر (65/ 373) وفيه يزيد بن مرثد ولم يسمع من أبي الدرداء. والوضين بن عطاء صدوق سيء الحفظ ورمي بالقدر كما في التقريب (7408). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (242) وفي الضعيفة (2161). (¬2) أخرجه الدارمي (2080)، وأبو يعلى (4188)، والحاكم (4/ 132) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد لم يخرجاه. وعقبه الذهبي بقوله: أحسبه موضوعاً وإسناده مظلم. والطبراني في الأوسط (3202). وقال الألباني في ضعيف الجامع (396): ضعيف جداً. وسيأتي الحديث. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 351) وقال الذهبي: في التلخيص: يحيى -بن العلاء- وشيخه -سلمان بن النعمان- متروكان، وكما قال المؤلف رواه الحاكم عن أنس، وقال الألباني في ضعيف الجامع (243) والسلسلة الضعيفة (2159): موضوع.

301 - " اخلفوني في أهل بيتي (طس) عن ابن عمر (ض) ". (اخلفوني في أهل بيتي) يقال خلفت الرجل في أهله إذا قمت بعده فيهم وقمت عنه بما كان يفعله قاله في النهاية (¬1) وهذا توصية منه - صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته للأمة والأئمة بالمحبة والموالاة والإحسان والاغتفار مما يأتون به مما لا يغتفر لغيرهم (طس عن ابن عمر (¬2)) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. 3002 - " أخنع الأسماء عند الله يوم القيامة رجل تسمى "ملك الأملاك" لا مالك إلا الله (ق د ت) عن أبي هريرة (صح) ". (أخنع الأسماء عند الله) بالنون بعد المعجمة فعين مهملة في النهاية (¬3) أي أذلها وأوضعها والخانع الذليل الخاضع (يوم القيامة رجل تسمى ملك الأملاك) فإنها تسمية كاذبة مع ما فيها من الكبرياء فإنه لا يصدق ذلك إلا عليه تعالى ولذلك قال (لا مالك إلا الله) أي لا مالك لشيء من الأشياء حقيقة إلا الله وكل ما سواه مملوك، أو المراد أخنع المسميات كما دل له قوله رجل وقد ألحق به قاضي القضاة إلا أنه قال العيني (¬4): إن أوَّل من سمي بذلك أبو يوسف وكان في زمن أساطين الفقهاء والمحدثين ولم ينقل عن أحد منهم إنكار ذلك، وهذا فيه نظر، وكأنه نسب الذلة إلى الاسم إعلامًا بأنه قد حكم بأذلته اللفظ فالمتسمى بالأول (¬5) (ق د ت (1) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) (النهاية (2/ 66). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3860)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 163) وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. وانظر التقريب (3065)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (244). (¬3) النهاية (1/ 922). (¬4) عمدة القاري (22/ 215). (¬5) وقد أطال الحافظ ابن حجر حول هذا الحديث وذكر خلاف العلماء فيمن يُسمّى بهذه الأسامي انظر: فتح الباري (10/ 590 - 591).

303 - " إخوانُكُمْ خَوَلُكُمْ، جعلهم الله قنية تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه، ولْيُلبسه من لِبَاسه، ولا يُكلفه ما يَغْلبُه، فإن كلَّفه ما يغلبه فَلْيُعنْه (حم ق د ت هـ) عن أبي ذر (صح) ". (إخوانكم خولكم) بالمعجمة وخول الرجل حشمه وأتباعه قال في القاموس (¬2): الخول -محرَّكَةً- العبيد والإماء وغيرهم من الحاشية للواحد والجمع والذكر والأنثى ويقال للواحد: خائل. انتهى. والتعبير عنهم بالإخوان مع الإضافة طلبًا لرقة الملاك لهم وإعلامًا لهم بأن لولا منة الله عليهم لما جعلهم أرقاء تحت أيديهم فيشكرون هذه النعمة حيث جعلهم مالكين لم يجعلهم مملوكين (جعلهم الله قنية) بكسر القاف وضمها ما اكتسب قاله القاموس، وفي النهاية (¬3) قال الزمخشري: يقال قنوت الغنم ونحوها قِنوة وقُنوة وقنيت أيضًا قُنية وقنية إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة (تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه) ظاهر الأمر الإيجاب (ولا يكلفه) من الأعمال (ما يغلبه) يغلب قوته وقدرته (فإن كلفه ما يغلبه فليعنه) ويأتي التوصية بحسن الملكة وهذا تفصيلها (حم ق د (¬4) ت 5 عن أبي ذر) وفي الحديث قصة. 304 - " أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان (عد) عن ابن عمر" (ض). (أخوف ما أخاف على أمتي) في إفساد دينها (كل منافق عليم اللسان) هو ¬

_ = (1) أخرجه البخاري (6206) ومسلم (2143) والترمذي (2837) وأبو داود (4961). (¬2) القاموس المحيط (ص 1287). (¬3) النهاية (4/ 117) وانظر: الفائق للزمخشري (2/ 379). (¬4) أخرجه البخاري (30) ومسلم (1661) والترمذي (1945)، وأبو داود (5108)، وابن ماجه (3690)، وأحمد (5/ 158).

منشأ الأخوفية والمراد به بليغ القول فيما تستميل به القلوب حلو العبارة قويم الحجة فيضل به العباد ونسبة العلم إلى اللسان مع أنَّ العلم حصول صور الشيء في العقل أو عنده لأنه فارغ القلب عن العلم واعتقاد الحق بل قلبه مملوء بالضلالات واعتقاد الكفريات فعلمه ليس إلا في لسانه (عد (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قد أخرجه أحمد والطبراني في الكبير قال السيد السمهودي (¬2): ورواته يعني أحمد محتج بهم في الصحيح. 305 - " أخوف ما أخاف على أمتي الهوى وطول الأمل (عد) عن جابر (ض) ". (أخوف ما أخاف على أمتي الهوى) بالقصر وهو في الأصل إرادة النفس وأريد به هنا أراد بها الباطل ومخالفتها الحق (وطول الأمل) بزنة جبل وهو الرَّجاء والمذموم طوله لا مجرد الأمل فلا بد منه في قيام الدين والدنيا قيل وطول الأمل مذموم لجميع الناس إلا للعلماء فلولا أملهم وطوله لما صنفوا الكتب العلمية والفوها قال ابن الجوزي: وآمال الرجال لهم فضوح ... سوى أمل المصنف ذي العلوم قلت: ومثله كل أمل في الخير من عبادة وجهاد، قيل: والفرق بين الأمل والتمني أن الأمل ما تقدم له سبب والتمني خلافه، وفي كلام النهج: من أطال الأمل أساء العمل وقد روي مرفوعًا (عد (¬3) عن جابر) رمز المصنف لضعفه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 104)، وأحمد (1/ 22) والفريابي في صفة المنافق (24) والبزار (168 - كشف)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 187) رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله رجال الصحيح عن عمر، والطبراني في الكبير (18/ 237) (593) وابن حبان (80)، والهيثمي في بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (1/ 523) من رواية عمران بن حصين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (239). (¬2) انظر: كلام الإِمام السمهودي في البيان والتعريف للإمام الحسيني (1/ 41). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 185) في ترجمة علي بن أبي علي اللهبي، قال أحمد: منكر الحديث =

قال العراقي: ورواه الحاكم بهذا اللفظ عنه، وقال زاد: أما الهوى فيصد عن الحق وأما الأمل فينسي الآخرة. 306 - " أخوك البكري، ولا تأمنه (طس) عن عمر بن الخطاب (د) عن عمرو بن الفعواء". (أخوك البكري (¬1) ولا تأمنه) أصل الحديث في سنن أبي داود عن عمرو الخزاعي قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان يقسمه في قريش بعد الفتح فقال: التمس صاحبًا فجاءني عمرو بن أمية الضمري فقال: بلغني أنك تريد الخروج إلى مكة وأنك تلتمس صاحبًا قلت: أجل، قال: فإني لك صاحب فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: إذا هبطت بلاد قومه فاحذره فإنه قد قال القائل: أخوك البكري ولا تأمنه، فخرجنا حتى إذا كنا بالأبواء قال: إن لي حاجة بقومي يودَّ أن تلبث لي. قلت: راشدًا فلما ولى ذكرت قول النبي - صلى الله عليه وسلم - فشدت على بعيري حتى إذا كنت بالأصافر إذ هو يعارضني في رهط قال فما وضعت على بعيري فلما رآني قد فته انصرفوا وجاءني ومضينا حتى أتينا مكة ودفعت المال إلى أبي سفيان. انتهى، قال الخطابي (¬2): فيه الحذر واستعمال إساءة الظن إذا كان على وجهة الاتقاء من شر الناس. قلت: وفيه العمل بالأمثال والأقوال السائرة، وفيه معجزة نبوية لصدق ما قاله - صلى الله عليه وسلم - (طس عن عمر بن الخطاب) زيادة ذكر أبيه خلاف قاعدته (د عن عمرو ¬

_ = وقال النسائي: متروك، وأورده البيهقي في الشعب (7/ 106)، وقال: انفرد به اللهبي وليس بالقوي وقال الألباني في ضعيف الجامع (246) والسلسلة الضعيفة (21707) (¬1) قوله البكري بكسر الباء الموحدة هو أول ولد لأبوين والمثنى أخوك الذي هو شقيقك كن على حذر منه ولا تأمنه والأجنبي من باب أولى. (¬2) انظر: معالم السنن (4/ 110).

بن الفعواء) (¬1) بفتح الفاء فعين مهملة ساكنة آخره همزة ممدودة ويقال ابن أبي الفعواء خزاعي صحابي (¬2) سكت عليه المصنف وذكر الشارح أنَّ في رواية عمر ضعيفين وفي رواية ابن أبي الفعواء فيه عبد الله ابنه قال ابن حبان: مستور، وقال الدميري: تابعي مجهول، وقال في الضعفاء: لا يعرف. 307 - " أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك (تخ د ت ك) عن أبي هريرة (قط ك) والضياء عن أنس (طب) عن أبي أمامة (د) عن رجل من الصحابة (قط) عن أبي بن كعب" (صح). (أد) من أداه تأدية أوصله كما في القاموس (¬3) (الأمانة) في النهاية (¬4): الأمانة تقع على الطاعات في العبادة والوديعة والثقة والأمان وقد جاء في كل منها حديث (إلى من ائتمنك) والحديث مأخوذ من الآية الكريمة: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58] (ولا تخن من خانك) الخيانة ضد الأمانة وهو أن يؤتمن الإنسان فلا ينصح وهو نهي عن خيانة الإنسان لمن خانه، وأنه لا يقابل الإساءة بالإساءة فبالأولى أن يحرم عليه خيانة من لم يخنه (تخ د ت ك عن أبي هريرة) (¬5) قال الترمذي: حديث حسنٌ غريبٌ، وقال ابن الجوزي: فيه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3774) عن عمر بن الخطاب، وأورده البزار (291)، وقال: وفيه رجلان لين حديثهما أحدهما: زيد بن عبد الرحمن، والآخر: عبد الرحمن بن زيد، وهو منكر الحديث جدًا أهـ وقال الهيثمي (3/ 215) من طريق زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه وكلاهما ضعيف وأخرجه أبو الشيخ في الأمثال (118)، وأورده العقيلي في الضعفاء (516) في ترجمة زيد بن عبد الرحمن، وأبو داود (4861) وأحمد (5/ 289)، وأبو الشيخ في الأمثال (119) عن عمرو بن الفعواء، وقال الألباني في ضعيف الجامع (247) والسلسلة الضعيفة (1255): ضعيف جداً. (¬2) انظر الإصابة (4/ 670) قال: أخرج له أبو داود حديثاً في ترجمة أخيه علقمة، وتهذيب التهذيب (778). (¬3) القاموس المحيط (ص 1624). (¬4) النهاية (1/ 71). (¬5) أخرجه أبو داود (3535) والترمذي (1264) والحاكم (2/ 46) والبخاري في التاريخ الكبير =

شريك قال: ما زال مختلطًا (قط ك والضياء عن أنس) سكت عليه المصنف، قال الدارقطني: فيه أيوب ابن سويد ضعفه أحمد وجمع (طب أبي أمامة) سكت عليه أيضاً قال الهيثمي: فيه يحيى بن عثمان المصري قال ابن أبي حاتم: يتكلمون فيه (قط عن أبي بن كعب) سكت عليه أيضاً قال ابن الجوزي: فيه محمَّد بن ميمون قال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا لا يحل الاحتجاج به (د عن رجل من الصحابة) رمز المصنف لصحته. 308 - " أد ما افترض الله تعالى عليك تكن من أعبد الناس، واجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس، وارض بما قسمه الله لك تكن من أغنى الناس (عد) عن ابن مسعود (ض) ". (أد ما افترض الله عليك) ما أوجبه من الحقوق البدنية والمالية (تكن من أعبد الناس) بعضًا من أكثرهم عبادة، وتقدم: "اتق المحارم تكن أعبد الناس بدون "من" وفيه تنبيه على أن الاجتناب للمحارم أشد وأعز من أداء الفرائض وأفضل عند الله ولذا كان دفع المفاسد أهم من جلب المصالح والأول: عليه دارت المناهي، والثاني: عليه دارت الأوامر (واجتنب ما حرم الله تكن من أورع الناس) الوَرع محركة في الأصل الكف عن المحارم ثم استعير للكف عن المباح والحلال أفاده في النهاية (¬1) وإنما قيل في الأول من أعبد الناس، وفي الثاني ¬

_ = (4/ 360) من رواية أبي هريرة وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 127) رقم (7580) عن أبي أمامة. وأبو داود (3534) عن رجل من الصحابة، والدارقطني (3/ 35) عن أبي بن كعب، والدارقطني (3/ 35) عن أنس. أيضاً. انظر العلل المتناهية (2/ 593)، وقال الإمام أحمد: حديثٌ باطلٌ لا أعرفه من وجه يصح وقد بينها ابن الملقن في البدر المنير (7/ 297)، وقال: له طرق ستة كلها ضعاف. وصححه الألباني في صحيح الجامع (240) وفي السلسلة الصحيحة (424)، وقد بيّن طُرقه ردًّا على الشيخ الألباني عبد الفتاح محمود سرور كما في النصيحة (361 - 368). (¬1) النهاية (5/ 173).

من أورع الناس؛ لأن التذلل وظهور العبودية والانقياد للشارع في أداء الفرائض أظهر فسمي تأديتها عباد؛ لأن العبادة هي غاية التذلل والخضوع وأما الاجتناب فهو أنسب بالورع لأنه ترك والورع كف فالمناسبة كاملة هذا سر يلاحظ في اختلاف العبارات النبوية والقرآنية إلا فقد تقدم: اتق المحارم تكن أعبد الناس" على أن هناك أريد: اتق المحارم وأت بالفرائض ضرورة أنه لا يكون أعبد الناس إلا بذلك فإن من اجتنب المحارم ولم يأت بالفرائض لم يكن عابدًا فكيف يكون من أعبد الناس فعبر هناك بتلك العبارة للرمز إلى هذا وأما هنا فلما أفرد ذكر الأمر بالعبادة ناسبه تلك العبارة فتأمل (وارض بما قسمه الله لك تكن من أغنى الناس)، اقنع بما قسمه الله لك ولا تسخطه تصير بالرضا داخلاً في عداد أغنى الناس، فإن الغنى بالقناعة والرضا بالقسمة أروح من الغنى بالمال، ويأتي: أن الغنى ليس بكثرة العرض بل الغنى غنى النفس وقال: ما كل ما فوق البسيطة كافيًا ... فإذا قنعت فبعض شيء كاف (¬1) وقال: وإن الغنى والفقر في مذهب الفتى ... لسيان بل أعفى من الثروة العدم وما نلت مالاً قط إلا ومال بي ... ولا درهمًا إلا ودر بي الهم (¬2) والمراد الفقر مع القناعة وهذا الحديث الشريف اشتمل على التوصية بما ينال به خير الدنيا والآخر؛ لأن بتأدية الفرائض واجتناب المحارم ينال خير الآخرة وبالرضا بالقسمة ينال خير الدنيا (عد عن ابن (¬3) مسعود) رمز المصنف ¬

_ (¬1) البيت منسوب لأبي الفراس الحمداني. (¬2) الأبيات منسوبة لأبي العلا المعري. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 220) مرفوعاً، والبيهقي في الشعب (201) وابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 177) موقوفاً، وفي إسناده العلاء بن خالد الأسدي وقد رماه يحيى القطان وابن معين وغيرهما بالكذب كما في الكامل لابن عدي (5/ 220)،=

لضعفه قال ابن الجوزي: رفعه وهم والصواب وقفه. 309 - " أدبني ربي فأحسن تأديبي ابن السمعاني في أدب الإملاء عن ابن مسعود (ض) ". (أدبني ربي فأحسن تأديبي) في القاموس (¬1): الأدب: الظَّرْف وحُسن التناول والحديث إخبار منه - صلى الله عليه وسلم - بأن الله أدبه أي علمه الأدب وأحسن أخلاقه وكماله فيحتمل أنه خلقه كذلك غير محتاج إلى تأديب ويحتمل أنه ما زال يعلمه آداب الدنيا والدين، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - من أكمل خلق الله أدبًا في أفعاله وأقواله ومعاملاته كما حكت ذلك عن صفاته كتب شمائله (ابن السمعاني) السمعاني بفتح السين المهملة كما في القاموس (¬2) وهو الإِمام الحافظ البارع العلامة تاج الإِسلام أبو سعد عبد الكريم بن تاج الإِسلام معين الدين بن بكر بن محمَّد بن العلامة المجتهد بن المظفر منصور وُلد في شعبان سنة (506) وأخذ عن عوالم قال ابن النجار (¬3): من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ، وهذا شيء لم يبلغه أحد وكان مليح التصانيف وكان ذكيًا فهمًا سريع الكتابة مليحها درس وأفتى ووعظ وأملى وكتب عمن دب ودرج وعدّ له الحافظ الذهبي خمسة وعشرين مؤلفًا وفاته في ربيع الأول سنة (562) وهو وأبوه وجده من أئمة الحديث وهو أكثر تأليفًا (¬4) (في أدب الإملاء عن (¬5) ابن مسعود) في الحديث زيادة عند مخرجه على ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (253)، وفي السلسلة الضعيفة (2191). (¬1) القاموس المحيط (ص 75). (¬2) القاموس المحيط (ص 943). (¬3) انظر: المستفاد من تاريخ بغداد (ص: 173)، وطبقات الشافعية للسبكي (7/ 180). (¬4) تذكرة الحفاظ (4/ 1316). وسير أعلام النبلاء (20/ 456)، وترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 447). (¬5) أخرجه السمعاني في أدب الإملاء (ص 1)، وقال ابن حجر في الإمتاع بالأربعين المتبانية بشرط السماع (ص 97): أخرجه العسكري في الأمثال في أول حديث وسنده غريب وقد سُئل عنه بعض=

ما ساقه المصنف وهي: وأمرني بمكارم الأخلاق فقال: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199] والمصنف رمز لضعفه قال الزركشي: حديث أدبني ربي لم يأت من طريق صحيح. 310 - " أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم، وحب أهل بيته، وقراءة القرآن، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه، أبو نصر عبد الكريم الشيرازي في فوائده (فر) وابن النجار عن علي (ض) ". (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال) عُدِّي أدب بعلى لأنه ضمنه معنى احملوهم على هذه الخصال والخصال جمع خصلة بالخاء المعجمة والصاد المهملة قال في القاموس (¬1): هي الخلة والرذيلة والفضيلة وقد غلبت على الفضيلة (على حب نبيكم) بدل من ثلاث بإعادة العامل والمراد به أبو القاسم محمَّد بن عبد الله لأن الإضافة عهدية وهو حينئذ المعهود للمخاطبين وتحبيبه إلى أولادهم أن يذكروا لهم صفاته الشريفة ونعوته العالية المنيفة والإخبار لهم بأن كل خير من خير الدنيا والآخرة نالوه بواسطته وإعلامهم بما أجراه الله على يديه من المعجزات وبما فتحه لهم من البلاد المقفلات وما قاده له من عتاة عباده وبلاده وإيجابه محبته (وحب أهل بيته) تذكر ما خصهم الله به من قرابته وما أعطاهم من شرائف الخصال وما أوجبه من حبه وأنه لا يتم حبه - صلى الله عليه وسلم - وآله إلا بحبهم. (وقراءة القرآن) لما فيه من الآداب النافعة والعلوم الواسعة والأجور التي هي لأهلها في الدرجات رافعة وأنه الدال على سعادة الدارين وعلى الظفر ¬

_ = الأئمة فأنكر وجوده، وقال ابن الجوزي في العلل (1/ 178): لا يصح: فيه مجهولون وضعفاء، وذكره السخاوي في المقاصد (رقم 45)، [[قول]] الزركشي فهو في الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (ص: 11). وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (249) وفي السلسلة الضعيفة (72). (¬1) القاموس المحيط (ص 1283).

بما يقر به كل عين (فإن حملة القرآن) جمع حامل وهو الحافظ له أو العارف بمعانيه كأنه قد حمله الله معارفه وخص - صلى الله عليه وسلم - هذا الأخير بالتعليل من بين أخوته لأنه أعظم كلفة ومشقة لما في حمل القرآن من ذلك تنشيطاً للعباد على تحمله وإتعاب النفس في حفظه وتعرف معانيه (في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله) في النهاية: في ظل عرشه أو ظل رحمته والظرف مضاف إلى الجملة وكلمة لا لنفي الجنس، وظل مبني على الفتح وظله مرفوع من باب لا سيف إلا ذو الفقار (مع أنبيائه وأصفيائه) من عطف العام على الخاص فالأصفياء تعم الأنبياء وغيرهم (أبو نصر عبد الكريم الشيرازي في فوائده فر وابن النجار عن علي) (¬1) رمز المصنف لضعفه قال الشارح: فيه صالح بن أبي الأسود له مناكير (¬2). 311 - " أدخل الله الجنة رجلاً كان سهلاً: مشترياً، وبائعاً، وقاضياً، ومقتضياً (حم د هب) عن عثمان بن عفان (صح) ". (أدخل الله الجنة) أي أخبر تعالى أنه من أهله وحكم بذلك وإلا فإنه لا دخول للمكلفين إلى الجنة إلا بعد بعث الأمم وحشرها وأول من يدخلها نبينا - صلى الله عليه وسلم - هذا إن جعل إخبارًا عن ذلك الشخص المعين ويؤيده ما أخرج النسائي وابن حبان والحاكم (¬3) من حديث أبي هريرة أنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أدخل الله الجنة رجلاً ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نصر عبد الكريم الشيرازي في "فوائده" والديلمي في "الفردوس" وابن النجار عن علي كما في الكنز (45409)، وفي إسناده صالح بن أبي الأسود واه قال ابن عدي ليست أحاديثه بمستقيمة وليس بالمعروف. انظر الميزان (3/ 396)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (251) وفي السلسلة الضعيفة (2161). (¬2) في الأصل: سويد بن أبي الأسود، ولعل الصواب ما أثبتناه، ومثله ورد في الشرح (1/ 225). والله أعلم. (¬3) أخرجه ابن حبان (5043) والنسائي (7/ 318). والحاكم (2/ 33) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وعقب عليه الذهبي بقوله: على شرط مسلم.

لم يعمل خيرًا قط، وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر واترك ما تعسر وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا، قال الله قد تجاوزتُ عنك" ويحتمل أنه دعاء بلفظ الإخبار من باب رحم الله فلانًا (رجلاً كان سهلاً بائعًا ومشتريًا وقاضيًا ومقتضيًا) فإن ذلك دليل السماحة والله عَزَّ وَجَلَّ يحب السماحة والجود (حم د هب عن عثمان بن عفان) (¬1) رمز المصنف لصحته. 312 - " ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله: فإن الإِمام لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة (ش ت ك هق) عن عائشة (صح) ". (ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم) أي ادفعوا الحدود وهي بالمهملات جمع حد قال في القاموس (¬2): هو تأديب المذنب بما يمنعه، وغيره من الذنب أي ادفعوا ذلك ويأتي أن الدفع يكون بالشبهات لا أنه يترك تساهلاً وقد دل على ذلك قوله (فإن وجدتم للمسلم مخرجًا (¬3)) عن إقامة الحدّ وذلك بشبهة من الشبهات والحديث خطاب للأمراء ويحتمل أنه خطاب للأمة وأنهم يدفعونها بستر الفاعل وعدم رفع أمره إلى السلطان كما يرشد إليه ما يأتي من حديث ابن عمر: "تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني فقد وجب" (¬4). آخر الحديث يدل للأول لقوله (فإن الإِمام لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 67) والنسائي (7/ 318) في السنن الكبرى (6295)، وابن ماجه (2202) قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، والبيهقي في الشعب (11256)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (243) والسلسلة الصحيحة (1181). (¬2) القاموس المحيط (ص 352). (¬3) في المطبوع: فخلوا سبيله. (¬4) أخرجه أبو داود (4376)، والنسائي (8/ 70)، والدارقطني في السنن (3/ 113)، والحاكم (4/ 424) والبيهقي في السنن (8/ 331).

العقوبة) وخطاؤه في العفو عمَّن أمر الشارع بالعقوبة له فيما جعله إلى اجتهاد الإِمام من عقوبات من لم يعين حده لا أن المراد العفو عن حد قد قامت بينته وبين الشارع عقوبته فلا ينافيه أنه لا إقالة في حَدّ (ش ت ك هق (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي في التلخيص بأن فيه يزيد بن زياد الشامي متروكٌ، وقال في المهذب (¬2) هو واهٍ ووثَّقه النسائي. 313 - " ادرأوا الحدود بالشبهات، وأقيلوا الكرام عثراتهم، إلا في حد من حدود الله تعالى (عد) في جزء له من حديث أهل مصر والجزيرة عن ابن عباس، وروى صدره أبو مسلم الكجي، وابن السمعاني في الذيل عن عمر بن عبد العزيز مرسلاً، ومسدد في مسنده عن ابن مسعود موقوفاً". (ادرءوا الحدود بالشبهات) بضم الشين المعجمة والموحدة جمع شبهة قال في القاموس (¬3): الشبهة الالتباس فالمراد: ادفعوها إذا التبس عليكم ولم يتضح أنه أتى على وجه يستحق به العقوبة عالمًا متعمدًا عارفًا بالتحريم غير مكره ونحو ذلك (وأقيلوا الكرام عثراتهم) يأتي في النص تفسير الكرام أنه التقوى، فالمراد أقيلوا الأتقياء ما يعثرون فيه من الزلات ويأتونه من جهة العثرة والزلّة (إلا في حد من حدود الله) فلا تقيلوا فيه أحدًا فإنه لا يقال فيه شريف ولا وضيع ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 384) وقال: صحيح، وتعقبه الذهبي قائلاً: قال النسائي: يزيد بن زياد شامي متروك وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (259) والسلسلة الضعيفة (2196)، والبيهقي في السنن (8/ 238) وابن أبي شيبة (5/ 512) رقم (28502) والترمذي (1424) قال الترمذي: سألت محمدًا -يعني البخاري- فقال: يزيد بن زياد الدمشقي منكر الحديث ذاهب. (¬2) انظر: المهذّب في اختصار السنن الكبير (7/ 3374): والذي فيه: تركه النسائي، المهذّب ولم أجد فيه ما نقله عنه المؤلف؛ لأن يزيد بن زياد الدمشقي قال الذهبي في الميزان: متروك الحديث، وقال مثله في المغني، انظر: تهذيب الكمال (32/ 134)، والميزان (4/ 425)، والمغني (2/ رقم 7102). (¬3) القاموس المحيط (ص 1610).

ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتها" (¬1). وهي من أشرف خلق الله (عد في جزء له من حديث أهل مصر والجزيرة) وقد عرفت أنه جعل عد رمزًا لما أخرجه في كتابه الكامل فكان يتعين أن يصرح هنا باسمه لا يرمزه كما يصنعه في غيره (¬2) (عن ابن عباس) قال الشارح: إنه رواه من حديث ابن لهيعة قال: فإن كان من بين ابن عدي وابن لهيعة مقبولين فالحديث حسن والمصنف سكت عليه، (وروى صدره أبو مسلم الكجي) ضبط بالجيم مشدّدة وفتح الكاف والكج الجص لقب به؛ لأنه كان كثير ما يبني به وهو الحافظ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم صاحب كتاب السنن سمع من خلائق وعنه خلائق وثَّقه الدارقطني وغيره وكان سريًا نبيلًا عارفًا بالحديث قال أحمد بن جعفر الختلي: لمَّا قدم أبو مسلم الكجي بغداد أملى في رحبة غسان وكان في مجلسه سبعة يستملون يبلغ كل واحد منهم إلى الآخر ويكتب الناس عنه ثم مسحت الرحبة وحسب من حضر بمحبرة فبلغ ذلك نيفًا وأربعين ألف محبرة سوى النظارة وهي حكاية ثابتة رواها الخطيب في تاريخه مات ببغداد سنة 292 وحمل إلى البصرة (¬3) (وابن السمعاني في الذيل عن عمر عبد العزيز مرسلًا) هو الخليفة العادل البار المعروف بالمعروف، قال الشارح: وفي سنده من لا يعرف والمصنف سكت عليه (ومسدّد في مسنده عن ابن مسعود موقوفًا) سكت عليه ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (8/ 72)، وفي السنن الكبرى (7382)، وأحمد (6/ 41). وأصله في الصحيحين، أخرجه البخاري (6406) ومسلم (1688)، وهو في الجمع بين الصحيحين للحميدي (3172). (¬2) أخرجه ابن عدي في جزء له كما في الكنز (12951، 12972) وقول المناوي في الفيض (1/ 227)، وحديث ابن مسعود الموقوف: أخرجه مسدّد كما في المطالب العالية (9/ 55) رقم (1857) وأخرجه أيضًا: البيهقي (8/ 238) وقال: منقطع وموقوف، وضعفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (3/ 244). وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (258) والسلسلة الضعيفة (2196). وقال في الإرواء (8/ 25): "هو ضعيف مرفوعًا وموقوفًا". (¬3) انظر: تذكرة الحفاظ (2/ 620) سير أعلام النبلاء (13/ 423)، وتاريخ بغداد (6/ 120 - 122).

المصنف وقال الحافظ ابن حجر: هو موقوف حسن. انتهى. وبه يرد قول السخاوي: طرقه كلها ضعيفة (¬1)، وإطلاق الذهبي عليه الضعف مراده المرفوع. 314 - " ادرأوا الحدود، ولا ينبغي للإمام تعطيل الحدود (قط هق) عن علي (ح) ". (ادرءوا الحدود ولا ينبغي) هذه الكلمة ترد في الحث على فعل المندوب والواجب وعدم إهمالهما وترد أيضًا في الحث على ترك المكروه والمحرم وهو هنا في الواجب (للإمام تعطيل الحدود) تضييعها بل يجب عليه إقامتها، والإتيان بهذه الجملة بعد قوله: "ادرءوا الحدود" كالاحتراس عما توهمه من التساهل فيها (قط هق (¬2) عن علي) رمز المصنف لحسنه وقال السخاوي: فيه المختار بن نافع البخاري منكر الحديث. لكنه حسن لشواهده. 315 - " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه (ت ك) عن أبي هريرة". (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة) لأن الإيقان بها من حسن الظن بالرب تعالى وقد ثبت أنه عند حسن ظن عبده به (واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافلٍ لاهٍ) عن معنى ما قاله أو غافل لاه عن الطاعات أو عن الله أو عن رجائه الإجابة والمراد الحث على حضور القلب والإقبال عليه تعالى بالكلية عند الدعاء، ويأتي أن لإجابة الدعاء شروطًا (ت ك عن (¬3) أبي هريرة) سكت ¬

_ (¬1) انظر التلخيص الحبير (4/ 104)، والقاصد الحسنة (ص: 30 - 31). (¬2) أخرجه الدارقطني (3/ 84) والبيهقي (8/ 238) وقال البيهقي: قال البخاري: المختار بن نافع منكر الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (260) وفي الإرواء (2305). وانظر قول السخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 31). (¬3) أخرجه الترمذي (3479) وقال: حديث غريب، والحاكم (1/ 493) وكذلك الطبراني في الأوسط (5109) وتفرد به صالح بن بشير المري وهو ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (2845) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (245) وفي السلسلة الصحيحة (564).

عليه المصنف وقال الترمذي: غريبٌ حسنٌ. 316 - " ادفعوا الحدود عن عباد الله ما وجدتم لها مدفعًا (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (ادفعوا الحدود عن عباد الله ما وجدتم لها) للحد الدال عليه الحدود (مدفعًا 5 عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه (¬1). 317 - " ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين، فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء (حل) عن أبي هريرة (ض) ". (ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين) بفتح السين المهملة في وسط وسكونها بينهم (فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء كما يتأذى الحي) وذلك أن القبور منازل الأموات كما أن البيوت منازل الأحياء، فالميت يتأذى من جار السوء كتأذي الحي من جاره إما بناء على الأبدان لا تأكلها الأرض كما سلف، أو أن التأذي قبل فنائها أو على أن المتأذي الأرواح فإنها تتصل بعد فناء الأجسام وتلاشيها بالقبور كما تتصل بها قبل ذلك، وأذية جار القبر عمله القبيح الذي يتأذى به فيتأذى من عقابه جاره، وفيه، إشارة إلى تجنيب الفاجر عن قبور الصالحين لئلا يتأذى سكانها، وإلى جواز نقل الصالح عن مقابر الفجار وإن كان قد دفن بها وقد صدق هذا الحديث منامات كثيرة رآها الصالحون للأموات وهم يشكون بأذيتهم من جيرانهم، ذكر كثيرًا منها العلامة ابن القيم في كتاب الروح، وحكى قصصًا كثيرة فليراجعه من أراده، ولما دفن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2545) وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، وأورده ابن عدي في الكامل (1/ 230 - 231) في ترجمة إبراهيم بن الفضل وهو منكر الحديث، وعد هذا الحديث من منكراته وقال: هذا رجل اتهمه سفيان الثوري. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (261) وفي الإرواء (2356).

الرشيد بجنب قبر علي بن موسى - رضي الله عنه - بطوس قال دعبل بن علي الخزاعي (¬1): أَربع بطوس على قَبر الزكيّ بها ... إن كُنت تَربع من دين على وطر قبران في طوس خير الناس كلهم ... وقبرُ شَرهِمُ هذا من العبر ما ينفع الرجس من قُرب الزكى وما ... على الزكي بقرب الرجس من ضرر هيهات كل امرئ رهن بما كسبت ... له يداه فخذ ما شئت أو فذر والحديث يرد ما قاله وإن كان لم يسقه إلا لوم الرشيد فإنه لا ينفعه قربه من الزكي ولعله يقال كما أنه يؤذى الرجل الصالح جار السوء فقد ينال من الصالح خيرًا أو يخفف عنه ولم أقف في هذا على كلام ولا دليل، نعم وقفت بعد أيام على الشرح فرأيته ذكر أن في بعض الروايات زيادة وهي أنهم قالوا: يا رسول الله وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة؟ قال: "هل ينفع في الدنيا؟ " قالوا: نعم، قال: "كذلك ينفع في الآخرة" (حل عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لضعفه لأنه من حديث محمد بن عمر بن الجنيد وساقه من طريق سليمان بن عيسى قال في اللسان: إن سليمان ابن عيسى هالك، قال أبو حاتم: كذاب، وقال ابن عدي: وضاع، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن له شاهدًا لكن حاله كحاله. 318 - " ادفنوا القتلى في مصارعهم (4) عن جابر (صح) ". (ادفنوا القتلى في مصارعهم) جمع مصرع اسم مكان كمقتل من صرعه والمراد موضع قتلهم قاله - صلى الله عليه وسلم - في يوم أحد ومضت السنة أن يدفن القتيل في موضع قتله (4 ¬

_ (¬1) انظر ترجمة دعبل (148 - 246هـ) في تاريخ دمشق (17/ 255 - 259). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 354) والرافعي التدوين (2/ 200) والديلمي (337). وفي إسناده سليمان بن عيسى بن نجيح وهو كذاب. انظر: لسان الميزان (3/ 99) والموضوعات (1781). وقال الألباني في ضعيف الجامع (263) وفي السلسلة الضعيفة (563): موضوعٌ.

عن جابر) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ (¬1). 319 - " إدمان في إناء: لا آكله ولا أحرمه (طس ك) عن أنس (صح) ". (إدمان) تثنية إدام وهو ما يؤدم به الطعام وسبب الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - أتى بقعب فيه عسل ولبن فقاله (في إناء لا آكله) بعدًا منه - صلى الله عليه وسلم - على التوسع في لذات الدنيا (ولا أحرمه) زاده دفعًا لتوهم تحريمه (طس ك عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬2). 320 - " أدْنِ العظم من فيك؛ فإنه أهنأ وأمرأ (د) عن صفوان بن أمية (ح) ". (ادن) من الإدناء التقريب أي قرب (العظم) عند الأكل من فيك (فإنه أهنأ) بالهمز من هنأني الطعام يَهْنؤُني إذا تهنَّأت به وكلُّ أمرٍ يأتيك من غير تعب فهو هَنيئ قاله في النهاية (¬3) (وأمرأ) هو من أمرأني بي الطعام ومرأني إذا لم يثقل على المعدة وانحدر عنها طيبًا قال الفراء: يقال هنّأ في الطعام ومَرَأني بغير ألف فإذا أفردوها عن هَنَّأني قالوا: أمرأَني ذكره في النهاية (¬4) (د عن صفوان بن أمية (¬5)) رمز المصنف لحسنه وقال الحافظ ابن حجر: فيه انقطاع. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 308) وأبو داود (3165) والترمذي (1717) والنسائي (4/ 79) وابن ماجه (1516)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (249). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 122) والطبراني في الأوسط (7404)، وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وتعقَّبه الذهبي بقوله: بل منكرٌ، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 34): فيه محمد بن عبد الكريم بن شعيب ولم أعرفه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (265) وفي السلسلة الضعيفة (2193). (¬3) النهاية (5/ 276). (¬4) النهاية (4/ 314). (¬5) أخرجه أبو داود (3779) وقال: عثمان لم يسمع من صفوان وهو مرسل وأخرجه أحمد (3/ 401) و (6/ 466)، والحاكم (4/ 126)، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 49، 7333)، والبيهقي في الشعب (5900)، وفي السنن الكبرى (7/ 280) وقال العراقي: منقطع في تخريج أحاديث الإحياء (2/ 294)، وفي بعضها بلفظ: "ادن اللحم ... " وقال المنذري: عثمان لم يسمع من صفوان فهو منقطع وفي إسناده أيضًا من فيه مقال. انظر: مختصر سنن أبي داود (5/ 305). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (265) والسلسلة الضعيفة (2193).

321 - " أدنى ما تقطع فيه يد السارق ثمن المجن (الطحاوي عن أيمن الحبشي" (خ). (أدني ما يقطع فيه يد السارق) أي أقل ما يقطع فيه إذا سرق، وهو بيان لما أجمل في الآية (ثمن مجن) هو بكسر الميم الترس كما في النهاية (¬1) لأنه يواري حامله أي يستره والميم زائدة. انتهى واختلف في ثمن المجن في عصره - صلى الله عليه وسلم - فعن ابن عمر أنه - صلى الله عليه وسلم - قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم، وعليه حديث: أنه يقطع في ربع دينار لا فيما دونه وهي في البخاري ومسلم وعند النسائي (¬2) وابن ماجه وغيرهما، وكان الدينار في عصره - صلى الله عليه وسلم - اثني عشر درهمًا ولهذا أخذ الأكثر لكن أخرج النسائي من حديث عطاء مرسلاً ومن حديث ابن عباس أن ثمن المجن كان في زمنه - صلى الله عليه وسلم - عشرة دراهم (¬3) والرواية الأولى أشهر وأكثر وقد رجح البعض العمل برواية عطاء وابن عباس لأنه أحوط والحدود تدفع بالشبهات فكأن هذه الروايات شبهة في العمل بما دونها (الطحاوي عن أيمن (¬4)) بفتح الهمزة ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 308). (¬2) أخرجه البخاري (6795)، ومسلم (1686)، وأبو داود (4385)، والترمذي (1446)، والنسائي (8/ 76) وابن ماجه (2584). (¬3) أخرجه النسائي (8/ 83، 84). وقال الألباني: ضعيف مقطوع مخالف للمرفوع. وأخرجه أيضًا: الدارقطني (3/ 191، 192)، وأبو يعلى (2495). (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح الآثار (3/ 163) والطبراني في الكبير (1/ 289) رقم (489) عن معاوية بن هشام عن سفيان عن منصور عن مجاهد وعطاء عن أيمن الحبشي مرفوعًا، ومعاوية بن هشام صدوق له أوهام كما في التقريب (6771). ومن طريقه أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 341) رقم (7429) إلا أنه قال عن مجاهد عن عطاء ... ولفظه عن أيمن قال: "لم يقطع النبي - صلى الله عليه وسلم - السارق إلا في ثمن المجن، وثمن المجن يومئذ دينار"، وتابع معاوية عنده عبد الرحمن (4/ 341) رقم (7430) عن سفيان عن منصور عن مجاهد به، ومحمد بن يوسف رقم (7431) عن سفيان عن منصور عن الحكم عن مجاهد به وتابعه علي بن صالح (4/ 341) رقم (7432) والحسن بن حي رقم (7433) عن منصور عن مجاهد وعطاء به وخالفهم شريك في (4/ 342) رقم (7434) فقال عن منصور به إلا أنه قال: أيمن بن أم أيمن رفعه قال: لا قطع إلا في المجن =

وسكون المثناة التحتية وفتح الميم آخره نون (الحبشي) بفتح الحاء المهملة وفتح الموحدة وستين معجمة مكسورة نسبة إلى الحبشة جيل من السودان وقد اختلف فيه، فقال ابن عبد البر: أيمن بن عبيد الحبشي وهو أخو أسامة بن زيد استشهد يوم حنين وحديثه فيه اختلاف وانقطاع لأن مجاهدًا لم يدركه وروى عنه عطاء وفيه اختلاف أيضًا، وقيل: أيمن الذي روى عنه مجاهد في قطع اليد هو غير هذا، وفي الخلاصة: أيمن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في السرقة وعنه عطاء ومجاهد قيل: هو المخزومي وهو الأشبه وقيل: هو مولى ابن الزبير وقيل: هو ابن أم أيمن وهو خطأ (¬1). انتهى. فعلمت ما فيه من الاضطراب والمصنف رمز لحسنه. 322 - " أدنى أهل النار عذابًا ينتعل بنعلين من نار يغلي دماغه من حرارة نعليه (م) عن أبي سعيد (صح) ". (أدنى أهل النار عذابًا) هو اسم تفضيل من الدنو، أي أقربهم إلى خفة العذاب وأقلهم (ينتعل بنعلين من نار) إنهما نعلان حقيقة مخلقان من نار كنعل الجلد كما قال تعالى في الثياب: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19] ويحتمل أن المراد يكون في نار يبلغ منه محل النعلين من أقدامه كما في قوله في أبي طالب أنه في ضحضاح من نار يغلى منه أم رأسه (يغلي دماغه من حرارة نعليه) هو من غلي القدر يغلي، والدماغ أبعد عضو من البدن فلا يغلي إلا وقد غلى البدن كله ¬

_ = وثمنه يومئذ دينار. وشريك بن عبد الله النخعي صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه كما في التقريب (2787). وقال النسائي (4/ 343) وأيمن الذي تقدم ذكرنا لحديثه قد روى عنه عطاء حديثا آخر ولا أحسب أن له صحبة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (268) والضعيفة (2197). (¬1) انظر: الثقات (4/ 47) وتاريخ دمشق (4/ 257). وانظر للتفصيل: الاستيعاب لابن عبد البر (1/ 40)، والإصابة (1/ 170، 264).

ويألم أشد تألم -اللهم أجرنا من أدنى عذابك وأعلاه ووفقنا لما ترضاه- ثم يحتمل أن هذا أخف الكفار عذابًا ويحتمل أنه أخف الموحدين وأخرج الحكيم في نوادر الأصول من حديث أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم -: إنما الشفاعة لمن عمل الكبائر ثم ماتوا عليها فهم في الباب الأول من جهنم لا تسود وجوههم ولا تزرق أعينهم ولا يغلون بالأغلال ولا يقرنون بالشياطين ولا يضربون بالمقامع ولا يطرحون في الدرك الأسفل (¬1)، وهو يؤيد الأول وأن المراد من قوله: "من أهل النار" الذين هم أهلها حقيقة (م (¬2) عن أبي سعيد). 323 - " أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وتنصب له فيه من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء (حم ت حب) والضياء عن أبي سعيد (صح) ". (أدنى أهل الجنة) أي نعيمًا وملكًا (من له ثمانون ألف خادم) والخادم القائم لخدمة من يخدمه وإذا كان له هذا العدد من الخدم فقد أفاد أن له من النعم ما لا يحيط به عباده فإنه لا يكون الخادم إلا لمن اتسع حاله فذكره - صلى الله عليه وسلم - لعدة الخدم إشارة إلى أن نعمه التي يعطاها تقاصر عنها العبارات وهذا تنبيه بأدنى نعم الله على أعلاها وبأدنى أهل الجنة على أعلاهم (وثنتان وأربعون زوجة) من الحور العين (وينصب له قبة) في النهاية (¬3): القبة من الخيام بيت صغير مستدير (من لؤلؤ وزبرجد) بفتح الزاي وفتح الموحدة وسكون الراء وفتح الجيم آخره مهملة: جوهر معروف وياقوت من نفيس الجواهر وهو إخبار بأن هذه أجزاء القبة (كما ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 156)، وأورده ابن رجب الحنبلي في التخويف من النار (ص: 256) وذكره السيوطي من طريق الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في الدرر المنثور (8/ 626). (¬2) أخرجه مسلم (210). (¬3) النهاية (4/ 3).

بين الجابية) بالجيم بعد الألف موحدة فمثناة تحتية قرية بدمشق وباب الجابية من أبوابها (وصنعاء) مدينة معروفة باليمن وبين هذه القرية وبين صنعاء ستون مرحلة تقريبًا وهو إعلام بسعة القبة ولم يذكر ما فيها من سرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة (حم (¬1) ت حب والضياء عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 324 - " أدنى جَبَذَات الموت بمنزلة مائة ضربة بالسيف (ابن أبي الدنيا ذكر الموت عن الضحاك بن حمزة مرسلاً). (أدنى جبذات الموت) بالجيم فموحدة فذال معجمة، جمع جبذة وهي الأخذة وهي التي عبر عنها - صلى الله عليه وسلم - بالسكرات في قوله: إن للموت سكرات وقال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} [ق: 19]. (بمنزلة مائة ضربة بالسيف) فإذا كان هذا أدناها فكيف أعلاها وكيف يكررها، اللهم هوّن علينا سكرات الموت (بن أبي الدنيا في ذكر الموت عن الضحاك (¬2) بن حمرة مرسلاً) حمرة بضم الحاء المهملة وسكون الميم فراء فتاء تأنيث الأملوكي الواسطي، والضحاك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 76) والترمذي (2562) وابن حبان (7401) والضياء في صفة ضياء الجنة (1/ 32). وأبو يعلى (1404)، وقال الترمذي: غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث رشدين، ورشدين بن سعد ضعيف رجح أبو حاتم عليه ابن لهيعة وقال ابن يونس كان صالحا في دينه فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث. انظر التقريب (1942). وفي إسناده كذلك دراج أبو السمح قال أحمد أحاديثه مناكير ولينه وقال النسائي منكر الحديث وقال مرة ليس بالقوي وقال أبو حاتم ضعيف وقد ساق له ابن عدي أحاديث وقال لا يتابع عليه. انظر الميزان (3/ 40). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (266). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في "ذكر الموت" كما في الكنز (42208) والضحَّاك بن حُمرة قال النسائي: ليس بثقة وقال يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: منكر الحديث، انظر: تاريخ ابن معين (رقم 4877)، وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 484)، وميزان الاعتدال (3/ 442) وتهذيب الكمال (13/ 259)، وقال الحافظ في التقريب (2966): ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (267).

قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة ووثَّقه ابن حبان. 325 - " أدوا صاعًا من طعام في الفطر (حل هق) عن ابن عباس (ض) ". (أدوا صاعًا من طعام في الفطر) هو بيان ما أوجبه الله من الفطرة الواجبة وأنه صاع والصاع أربعة أمداد كل مد رطل وثلث قال الداوودي: معياره الذي لا يختلف به أربع حفنات بكف الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا صغيرها قال مسجد الدين في القاموس بعد حكايته لكلام الداوودي: وجربت ذلك فوجدته صحيحًا والطعام (¬1) قال في القاموس: هو البر، وسيأتي أنه يخرج من الحنطة نصف صاع فكأن هذا كان في الابتداء الأمر ثم خفف الله بعد ذلك أو أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد بالطعام غير الحنطة؛ لأنه يطلق على ما يؤكل فأراد به ما يؤكل مطلقًا ثم خص الحنطة بإخراج نصف الصاع منها (حل هق عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لضعفه وقال مخرجه أبو نعيم: غريبٌ لا نعلمه إلا من حديث عبد الله بن الجراح وقال غيره: سنده ضعيفٌ لكن له شواهد. 326 - " أدوا حق المجالس: اذكروا الله كثيرًا، وارشدوا السبيل، وغُضوا الأبصار (طب) عن سهل بن حنيف (ح) ". (أدوا حق المجالس) أي التي على الطرقات كما يأتي صريحًا ويدل له سبب الحديث كما يأتي قريبًا وبيّن حقها بقوله (اذكروا الله كثيرًا وأرشدوا السبيل) دلوا على الطريق من لا يعرفها أو يراد به أعم من ذلك (وغضوا الأبصار) كفوا أبصاركم عن المارين لا يحل النظر إليه وسيأتي حقوق الوقوف على الطرقات ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 955). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 262) والرافعي في التدوين (3/ 216)، والبيهقي في السنن (4/ 167) وفي إسناده عبد الله بن الجراح وهو ثقة كما قال النسائي، وقال أبو زرعة: صدوق فاختلف فيه فحديثه حسن، انظر: الكاشف (2662)، والتقريب (3248)، وتهذيب التهذيب (5/ 148). وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (242) والسلسلة الصحيحة (1179).

أكثر مما ذكر (طب عن (¬1) سهل بن حنيف) بضم الحاء المهملة فنون مفتوحة فمثناة تحتية ففاء وسهل أنصاري بدري من عمال علي رضي الله عنه وشهد معه صفين ومات بالكوفة وصلى عليه علي رضي الله عنه 37 (¬2) وسبب الحديث عن سهل قال: قال أهل العالية: لا بد لنا من مجالسنا يا رسول الله فذكره قال الهيثمي: فيه أبو بكر بن عبد الرحمن الأنصاري لم أعرفه وبقية رجاله ثقات، والمصنف رمز لحسنه. 327 - " أدوا العزائم، واقبلوا الرُّخَص، ودعوا الناس فقد كُفِيتُمُوهم (خط) عن ابن عمر (ض) ". (أدوا العزائم) بالعين المهملة والزاي جمع عزيمة وهي الفرائض التي فرضها الله على عباده (واقبلوا الرخص) بضم الراء وفتح الخاء المعجمة فصاد مهملة جمع رخصة وهي ما لم يعزم الله فيه على المكلف ويأتي: أنه تعالى يحب أن تؤتى رُخَصه (ودَعوا الناس) أي الكفار ولا تخافوهم بل حافظوا على ما أمرتم به (فقد كفيتموهم) مغير صيغة أي كفاكم الله شرهم بنصركم عليهم فاشتغلوا بما أمرتم به ولا يشغلكم العدو عنه (خط عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه (¬3). 328 - (أديموا الحج والعمرة) فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد (قط) في الأفراد (طس) عن جابر (ض) ". (أديموا الحج والعمرة) الإدامة أن يكررا في كل عام وهو نظير ما يأتي من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 87) (5592)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 62): فيه أبو بكر بن عبد الرحمن تابعي لم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (255). (¬2) انظر: الإصابة (3/ 198). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 203)، وضعف إسناده المناوي في الفيض (1/ 234) وقال لكن له شواهد يأتي بعضها، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (254).

قوله: تابعوا بين الحج والعمرة (فإنهما) أي كل واحد منهما ويحتمل أن الحكم لهما معًا وهو قوله (ينفيان الفقر والذنوب) يذهبانهما (كما ينفى الكير) بكسر الكاف في النهاية (¬1): هو كير الحداد وهو المبني من الطِّين وقيل: الرق ينفخ فيه والمبني: الكور (خبث الحديد) بفتح الخاء المعجمة وفتح الموحدة فمثلثة هو ما تلقيه النار من وسخ الحديد والذهب والفضة إذا أذيبت (¬2) وفيه أنه لا بأس أن يقصد بالعبادة طلب الرزق كالأجر (قط في الأفراد طس عن جابر) (¬3) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عبد الملك بن محمد بن عقيل فيه كلام ومع ذلك حديثه حسن. ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 407). (¬2) المصدر السابق (2/ 7). (¬3) أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في الكنز (11788) وفي أطراف ابن طاهر (1569)، والطبراني في الأوسط (4977) وقال: لم يرو هذا الحديث عن ابن عقيل إلا يزيد ولا أبو بكر تفرد به إبراهيم بن يوسف. وقول الهيثمي في المجمع (5/ 170). وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (253) والسلسلة الصحيحة (1085).

الهمزة مع الذال المعجمة

الهمزة مع الذال المعجمة 329 - " إذا آتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته (3 ك) عن والد أبي الأحوص". (إذا) هي ظرف زمان فيها معنى الشرطية وهي للاستقبال وقد يأتي لمجرد الظرفية والعامل فيها شرطها وقيل: جزاؤها وقيل: هما (أتاك الله) أي أعطاك الله فهو ممدود (مالاً فلير أثر نعمة الله) عبر صيغة يرى لتعم كل راء والأثر العلامة ووضع الظاهر موضع المضمر ولم يقل نعمته لإفادة أن نعمة هذا المنعم العظيم ينبغي إظهارها لما فيها من الإعلان بالشكر واستعظام المنة وإعلام بلسان الحال أن الملك الجليل تفضل على عبده الحقير (وكرامته) إكرامه لعبد هو. وسبب الحديث عن أبي الأحوص قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليَّ ثوبٌ دون قال: "ألك مال؟ " قلت: نعم، قال: "من أي المال؟ " قلت: من كل المال قد أعطاني الله تعالى، قال: "فإذا أتاك الله مالاً فلير أثر نعمة الله عليك" هذا أحد ألفاظه وسيأتي عدة أحاديث في معناه ومنها: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله ومشربه" وحديث الكتاب في اللباس (3 ك عن والد أبي الأحوص (¬1)) في نسخة من الجامع والد ابن الأحوص وهو غلط، ووالد أبي الأحوص هو مالك بن نضلة ويقال: ابن عوف بن نضلة من بني بكر بن هوزان الجشمي صحابي روى عنه ابنه أبو الأحوص لا غير، واسم أبي الأحوص عوف بن مالك والأحوص بالحاء والصاد المهملات ونضلة بفتح النون والضاد المعجمة (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 137)، وأبو داود (4063) والنسائي (8/ 180) والحاكم (4/ 181) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقال ابن عدي في الكامل (7/ 225): حديث أبي الأحوص محفوظ. وصححه الألباني في صحيح الجامع (54). (¬2) انظر: الإصابة (5/ 752).

والحديث سكت عليه المصنف قال العراقي في آماليه: إنه صحيحٌ (¬1). 330 - " إذا آتاك الله مالاً فلير عليك، فإن الله يحب أن يرى أثره على عبده حسنًا، ولا يحب البؤس ولا التباؤس (تخ) والضياء عن زهير بن أبي علقمة (صح) ". (إذا أتاك الله مالاً فلير عليك) برؤية أثره (فإن الله يحب أن يُرى أثره على عبده حسنًا) فإن ذلك من شكر نعم الله تعالى وظاهر الأمر الوجوب، وتعليله بمحبة الله لرؤيته قد يقضي بندب ذلك؛ لأنه لا يجب فعل كل محبوب وإلا لوجب المندوب (ولا يحب البؤس) وهو من بئس كسمع إذا اشتدت حاجته أي لا يحب إظهار الحاجة (ولا التباؤس) تكلف إظهار الفاقه برثاثة الملبس وانكسار النفس بل يحب تعالى العفيف المتعفف كما يأتي، وفي كلام النهج: العفاف زينة الفقر والكبر زينة الغنى وظاهره أنه لا يحب ذلك من غني ولا فقير (تخ والضياء عن زهير بن أبي علقمة (¬2)) رمز المصنف لصحته وزهير مصغر وهو بالزاي أوله والراء آخره قال البخاري: لا صحبة له وقال غيره: له صحبة والحديث على الأول مرسل. 331 - " إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن: اسمه واسم أبيه، وممن هو؛ فإنه أوصل للمودة ابن سعد (تخ ت) عن يزيد بن نعامة الضبي". (إذا آخى) من أخاه يواخيه إذا اتخذه أخا واختص بصداقته زيادة خصوصية (الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو) من أي قبيلة هو (فإنه) أي السؤال المذكور (أوصل للمودة) أتم اتصالاً لها بينهما ويأتي في الحديث: ثلاث ¬

_ (¬1) انظر: المداوي (1/ 260) والمستخرج على مسند الشهاب. (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 426)، والطبراني في المعجم الكبير (5/ 273) رقم (5308)، وقال الهيثمي (5/ 132) رجاله ثقات. والرافعي في التدوين (1/ 323)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 118)، وقال: مشهور من حديث الثوري، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (255) والسلسلة الصحيحية (1290) (320).

فوائد لهذا السؤال غير ما ذكر (ابن سعد تخ ت عن يزيد بن نعامة (¬1)) بفتح النون وعين مهملة (الضبي) نسبة إلى الضب بضاد معجمة. 332 - " إذا آخيت رجلاً فسله عن اسمه، واسم أبيه، فإن كان غائبا حفظته، وإن كان مريضا عدته وإن مات شهدته (هب) عن ابن عمر (ض) ". (إذا آخيت رجلاً فاسأله عن اسمه واسم أبيه) زاد في الأول وممن هو وكأنه إذا لم يستغن شهرة اسمه واسم أبيه سأل عن قبيلته أو كأنه تقيد هذا بذلك (فإن كان غائبًا حفظته) حفظت وده بتعهده والسؤال عنه والدعاء له وحفظت أهله وحفظ الود مع الغيبة آكد عند أهل الوفاء منه مع الحضور ولذا قيل: وإذا الفتى كملت مودته ... في القرب ضاعفها مع البعد ويحتمل أن يراد بالغيبة أعم من غيبته حيًّا وميتًا فحفظ الحي بما ذكر وحفظ الميت بالدعاء له والاستغفار والسعي في تبرئة ذمته مما يلزمه (وإن كان مريضًا عدته) هذا من حق المسلم على المسلم وهي في حق من واخاه الإنسان آكد (وإن مات شهدته) شهود الجنازة أيضًا من الحقوق العامة لأهل الإيمان وهي في حق من ذكر آكد، وإنما أرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى من ذكر من السؤال لأنه لا يتم الوفاء بهذه الحقوق إلا لمن عرفه الإنسان (هب عن ابن عمر (¬2)) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد (6/ 65)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 313)، والترمذي (2392) وقال: هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه ولا نعرف ليزيد بن نعامة سماعًا من النبي - صلى الله عليه وسلم - ويروى عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو هذا ولا يصح إسناده. انظر كذلك العلل للترمذي (1/ 330). وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (269) والسلسلة الضعيفة (1726). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (9023) وفي إسناده مسلمة بن علي بن خلف الخشني قال الدارقطني: متروكٌ وقال العجلوني (1/ 76): لا يصح إسناده، ينظر: تهذيب التهذيب (10/ 133)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (270) والسلسلة الضعيفة (1725).

لضعفه، قال مخرجه البيهقي: تفرَّد به مسلمة بن علي عن عبيد الله (¬1) وليس بالقوي. انتهى. وقال الذهبي: قال الدارقطني: إنه متروكٌ. 333 - " إذا آمنك الرجل على دمه فلا تقتله (حم 5) عن سليمان بن صرد (صح) ". (إذا آمنك الرجل على دمه فلا تقتله) تقدم أن القتل أحد الموبقات وكأن المراد إذا أمنك من قد وجب عليه القتل بِقَوْدٍ أو غيره فإنه لا يحل لك الغدر به فالحديث نهى عن نقض الأمان والغدر (حم 5 عن سليمان بن صرد (¬2)) بضم الصاد المهملة (ص 113) وفتح الراء آخره قال مهملة سليمان صحابي جليل خزاعي شهد مع علي -عليه السلام- صفين ثم خرج يطلب بدم الحسين فقتل بعين الورد سنة 65 رحمه الله كان خيرًا صالحًا (¬3) ورمز المصنف لصحته. 334 - " إذا ابتغيتم المعروف فاطلبوه عند حسان الوجوه (عد هب) عن عبد الله بن جراد" (ض). (إذا ابتغيتم المعروف) هو اسم جامع لكل ما أردت من طاعة الله والتقرب إليه والإحسان إلى الناس وكلما ندب الشرع إليه ونهى عنه من المحسنات والمقبحات وهو من الصفات الغالية أي أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه والمعروف أيضًا النصيحة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم والمنكر ضدّ ذلك (فاطلبوه عند حسان الوجوه) تقدم الكلام عليه في قوله: ابتغوا وقال: من يطلب المعروف فليلمسن ... طلابه عند حسان الوجوه ¬

_ (¬1) وقع في الأصل: سلمة بن عبيد الله بن علي، والصواب ما أثبتناه. والله أعلم. (¬2) أخرجه ابن ماجه (2689)، قال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، وأحمد (6/ 394) وفي إسناده أبو ليلى وهو عبد الله بن ميسرة وهو ذاهب الحديث، انظر: الكامل (4/ 171)، والميزان (4/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (271) والسلسلة الضعيفة (2200) .. (¬3) انظر: أسد الغابة (1/ 476). الإصابة (2/ 172).

فخَلّقه دل على خُلّقه وهو ... حديث حسن خرجوه ويأتي: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه". (عد هب عن عبد الله بن جراد (¬1)) بالجيم والراء كاسم الحيوان المعروف ورمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه البيهقي عقيبه: هذا إسناد ضعيف. 335 - " إذا ابتلي أحدكم بالقضاء بين المسلمين فلا يقض وهو غضبان، وَلْيُسَوِّ بينهم في النظر، والمجلس والإشارة (ع) عن أم سلمة" (ض). (إذا ابتلي أحدكم) الابتلاء الامتحان والاختبار (بالقضاء) جعل توليته ابتلاءً لأنها محل اختبار دين الرجل وورعه وفقهه (بين المسلمين) خرج على الغالب وإلا فإن أهل الذمة كذلك (فلا يقضِ وهو غضبان) جملة حالية نهى عن القضاء حال غضبه، وذلك لأن الغضب يحول بينه وبين معرفة الحق، ويشوش فكره وقد ألحق به كل ما في معناه مما يشغل الفكر كالجوع والعطش (وَلْيُسَوِّ) وجوبًا (بينهم) بين المسلمين الغرماء الدال عليهم القضاء لدلالته على المقضي بينهم (في النظر) أي الملاحظة بالعين كما هو الظاهر وعليه يدل حديث أم سلمة الآتي فليسوا بينهم في لحظة فلا يديم النظر إلى أحدهما دون الآخر ولا ينظر أحدهم بعين المحبة والآخر بدونها ويحتمل أن يراد بالنظر التأمل في كلام الخصمين والفهم له على سواء (والمجلس) فلا يرفع أحدهما على الآخر ولا يجلس أحدهما على الفراش والآخر على غيره وهذا فيما إذا لم يكن أحد الخصمين من أهل الذمة كما في حديث علي عليه السلام المعروف وقد عرفناك ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 287) والدارقطني، انظر: أطراف الغرائب والأفراد (4025)، والبيهقي في الشعب (10876) وقال: هذا إسناد ضعيف، وفي إسناده يعلى بن الأشدق قال ابن عدي: يروي عن عمه عبد الله بن جراد أحاديث مناكير. انظر: الكامل (7/ 287)، لسان الميزان (6/ 312)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (273).

أن الحديث شامل لهم (والإشارة) باليد والعين (ع (¬1) عن أم سلمة) بفتح السين المهملة وفتح اللام هي أم المؤمنين زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عباد بن كثير الثقفي وهو ضعيف. 336 - " إذا أبردتم إلي بريدا فابعثوه حسن الوجه، حسن الاسم البزار عن بريدة (ح) ". (إذا أبردتم) يقال برد وأبرد (إلي بريدًا) أي أرسلتم إلى رسولاً (فابعثوه حسن الوجه حسن الاسم) لأنه يستبشر برؤيته قبل معرفة ما عنده لما تقدم من أن الخير عند حسان الوجوه وكذلك الاسم فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الاسم الحسن ويتفاءل به ويغير الاسم القبيح ويأتي شطر صالح من هذا المعنى (البزار عن بريدة (¬2)) رمز المصنف لحسنه. قال الهيثمي: طرق البزار كلها ضعيفة إلا أنه قال الشارح: أن الرمز لحسنه لاعتضاده بشواهد. 337 - " إذا أبق العبد لم تقبل له صلاة (م) عن جرير (صح) ". (إذا أبق العبد) تقدم أن المراد إذا هرب عن مواليه (لم يقبل له صلاة) نفي القبول، قد يراد به عدم الصحة والإجزاء مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يقبل الله صلاة بغير ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى في مسنده (5867)، والطبراني في الكبير (23/ 284) رقم (622) وقال الهيثمي (4/ 194): عن أم سلمة وفيه عباد بن كثير وهو ضعيف، وأخرجه إسحاق بن راهوية في مسنده (1846). وقال محققه: في إسناده من لم أعرفه. انظر: المغني في الضعفاء (3050)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (274) والسلسلة الضعيفة (2194). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (1985)، وذكره الحافظ في مختصره (1700) وقال: صحيحٌ. ومجمع الزوائد (8/ 47) وقال: طرق البزار كلها ضعيفة، وأخرجه الطبراني في الأوسط (7747) عن أبي هريرة وقال: لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عمر بن راشد. وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (259) والسلسلة الصحيحة (1186).

طهور" والقبول هو ثمرة وقوع الطاعة مجزية رافعة لما في الذمة وإطلاقه على عدم الصحة مجاز من إطلاق المسبب على السبب أو الغاية على المبدأ وقد ينفي ويراد به حقيقته وهو نفي الثمرة التي هي الإثابة لا الإجزاء لأنه قد يصح العمل ويتخلف القبول عنه لمانع ولذلك قال ابن عمر: لأن يقبل الله لي صلاة واحدة أحب إلى من جميع الدنيا. ومثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى كاهنًا أو منجمًا لم يقبل الله له صلاة" (¬1)، يراد به نفي ثمرة الطاعة وهي الإثابة لا الإجزاء ومثله حديث الآبق هنا للإجماع على عدم أمرهم بإعادة الصلاة، هذا كلام الأكثر وقد بحثنا فيه في حواشي شرح العمدة (م عن جرير) (¬2) هو ابن عبد الله البجلي حيث أطلق. 338 - " إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ (حم م 4) عن أبي سعيد، زاد (حب ك هق) "فإنه أنشط للعود" (صح). (إذا أتى أحدكم أهله) أي إذا جامع حليلته أو أمته فإتيان الأهل عبارة وكناية عن ذلك (ثم أراد أن يعود) لجماعها قبل غسله (فليتوضأ) هو حيث أطلق وضوء الصلاة المعروف وأنه الأصل في عرف الشارع ولأنه صرح به في حديث البيهقي: "فتوضأ وضوءك للصلاة" ولا ينافيه مما في رواية أخرى: "فليغسل فرجه"؛ لأنه بكمال الوضوء يحصل كمال السنة وبغسل الفرج يحصل أصلها؛ لأنه وضوء لغوي كذا قيل، وعلّله كما يأتي بأنه أنشط للعود، وإرشاد إلى كمال اللذة وفيه أنه للندب وقد ثبت: أنه - صلى الله عليه وسلم - مر على نسائه جميعًا بغسل واحد ولم ينقل عنه أنه توضأ بين كل فعلين إلا أن يقال: هذا فيما إذا كانت الزوجة واحدة وأراد العود عليها بخلاف فعله - صلى الله عليه وسلم - فإنه في كل مرة يأتي غير من أتاها أولاً (حم م 4 ¬

_ (¬1) بهذا اللفظ لم أقف عليه وإنما ورد "من أتى كاهنا أو عرافًا" أخرجه أبو داود (3904) وأحمد (2/ 429). (¬2) أخرجه مسلم (70).

عن (¬1) أبي سعيد زاد حب ك هق) أي في رواية أبي سعيد (فإنه أنشط للعود) وهل يندب ذلك للمرأة لم أجد فيه كلامًا. 339 - " إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ولا يتجردان تجرد العيرين (ش طب هق) عن ابن مسعود (هـ) عن عتبة بن عبد (ن) عن عبد الله بن سرجس (طب) عن أبي أمامة (ح) ". (إذا أتى أحدكم أهله فليستتر) الرجل والمرأة كذلك كما يدل له (ولا يتجردان تجرد العيرين) بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية وراء وهو الحمار وغلب على الوحشي وفي حديث أبي هريرة عند الطبراني (¬2) وغيره ذكر حكمة الأمر بالاستتار بقوله: فإنه إذا لم يستتر استحيت الملائكة وخرجت وحضر الشيطان فإذا كان بينهما ولد كان للشيطان فيه شريكًا، والمراد ستر العورة لحديث: فليلق على عجزه وعجزها ثوبًا أخرجه الطبراني (¬3) ذكره المصنف في الكبير (ش طب هق (¬4) عن بن مسعود) رمز المصنف لحسنه وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 28)، ومسلم (308)، وأبو داود (220)، والنسائي في السنن الكبرى (9038)، والترمذي (141)، وابن ماجه (587)، عن أبي سعيد وابن حبان (1211)، والحاكم (1/ 152)، والبيهقي (1/ 203، 204). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (176)، وانظر نصب الراية (4/ 315). (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9029) ونصب الراية (4/ 315). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (17792) وفي السنن (7/ 193)، والطبراني في المعجم الكبير (10/ 196) (10443) وعن أبي شيبة ابن في المسند كما في المطالب العالية (8/ 229) رقم (1624)، والبزار (1703)، والشاشي في مسنده (593) قال الهيثمي (4/ 293): فيه مندل بن علي وهو ضعيف، وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 426) قال أبو زرعة: أخطأ فيه مندل. وأخرجه النسائي في الكبرى (9029) وابن عدي في الكامل (3/ 222) (4/ 75) عن ابن سرجس. وابن ماجه (1921) عن عتبة بن عبد السلمي، وقال الحافظ البوصيري: هذا إسناد ضعيف، وابن أبي شيبة (4/ 45) رقم (17625) مرسلاً عن أبي قلابة وإسناده ضعيف، انظر: نصب الراية (4/ 246)، الدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 228) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (279) والإرواء (2009).

الهيثمي: في إسناد الطبراني لهذا الحديث علة راو مجهول (5 عن عتبة بن عبدان عن عبد الله بن سرجس) بسين مهملة مفتوحة فراء ساكنة فجيم مكسورة فسين مهملة هو المزني حليف بني مخزوم البصري (¬1) (الصحابي) (طب عن أبي أمامة) إلا أن لفظه عنده إذا أتى أحدكم أهله فليستتر عليه وعلى أهله ولا يتعريان تعري الحمير قال الهيثمي: فيه عفير بن معدان ضعيف. انتهى. فرمز المصنف لحسنه إنما هو لتقويته بغيره. 340 - " إذا أتى الرجل القوم فقالوا له: مرحبًا، فمرحبًا به يوم القيامة يوم يلقى ربه وإذا أتى الرجل القوم فقالوا له: قحطًا فقحطًا له يوم القيامة (طب ك) عن الضحاك بن قيس (صح) ". (إذا أتى الرجل القوم فقالوا: مرحبًا) في النهاية (¬2): لقيت رُحبًا وسَعة وقيل: معناه: رحب الله بك مرحبًا فجعل الرحب موضع الترحيب (فمرحبًا به يوم القيامة يوم يلقى ربه) أي إذا كان الرجل عند إتيانه القوم يقال له القول الحسن ويحب لقائه إذا أتى فهو كذلك يوم القيامة عند ربه، فإنه لا يحب الناس ويقولون القول الحسن إلا لمن يحبه الله ربه وسلم المسلمون من يده ولسانه، كما شهد له حديث: "أنتم شهداء الله في أرضه" (¬3)، ويأتي: إن الله إذا أحب عبدًا حببه إلى عباده، "وإذا أتى الرجل القوم فقالوا له قحطًا فقحطًا له يوم القيامة) بالقاف فحاء مهملة وطاء في النهاية (¬4): أي إذا كان ممن يقول الناس عند قدومه هذا القول فإنه يقال له مثل ذلك يوم القيامة يعني إذا كان مبغضًا مكروهًا يقال ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (4/ 106) وتهذيب الكمال (15/ 13). (¬2) النهاية (2/ 207). (¬3) أخرجه البخاري (1301) ومسلم (949). (¬4) النهاية (4/ 17).

له القول القبيح عند لقائه فإنه كذلك عند الله، لما يأتي: "من أن الله تعالى إذا أبغض عبدًا ألقى بغضه في القلوب، والمراد إذا كان الغالب عليه عند الناس أي الأمرين، وإلا فإنه لا يخلو الصالح عن كاره له ولا يعدم الطالح محبًا أو أن المراد بالقوم أهل الإيمان الخلص ومن لهم فراسة صادقة ونظر بنور الله أو أن المراد بهم جيرانه، لما يأتي من حديث: "إذا أثنى عليك جيرانك فإنك محسن فأنت محسن" (¬1) (طب ك عن الضحاك بن قيس) (¬2) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرط مسلم وأقرَّه الذهبي. 341 - " إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة، ولا يولها ظهره ولكن شرقوا أو غربوا (حم ق 4) عن أبي أيوب (صح) ". (إذا أتى أحدكم الغائط) بالغين المعجمة هو المطمئن من الأرض ويقال لموضع قضاء الحاج؛ لأن العادة أنها تقضى في مطمئن من الأرض حيث هو أستر ثم اتسع فيه حتى صار يطلق على النَّجْو بنفسه، قاله في النهاية (¬3) (فلا يستقبل القبلة ولا يولها ظهره) وظاهر النهي التحريم وحمله على الكراهة أقوام واختلف هل عام للعمران والصحارى أو لا والمسئلة مستوفاة في غير هذا، وقد وفّى البحث شارح العمدة المحقق ابن دقيق العيد (¬4) وزدناه تحقيقًا في حواشيها ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (525)، والبزار (1675)، والحاكم (1/ 534)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (277) وفي الصحيحة (1327). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 298) رقم (8136) وفي الأوسط (2514) وقال الهيثمي (10/ 272) رجاله رجال الصحيح غير أبي عمر الضرير الأكبر وهو ثقة. والحاكم في المستدرك (3/ 525) في المطبوع سكت عليه. وصححه الألباني في صحيح الجامع (226) والسلسلة الصحيحة (1189). (¬3) النهاية (3/ 395). (¬4) عمدة الأحكام لابن دقيق العيد (1/ 227 - 247).

(ولكن شرقوا أو غربوا) فيه إبطال للقول بالكراهة لاستقبال القمرين أو استدبارهما؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يأمر بمكروه وقد ورد فيهما حديث ضعيف (¬1) وصحة هذا الحديث تزيده ضعفًا (حم ق 4 عن أبي أيوب) (¬2) وهو الصحابي الجليل اسمه خالد بن زيد شهد بدرًا والعقبة وعليه نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل المدينة وفضائله جمة مات بأرض الروم غازيًا سنة 53 (¬3). 342 - " إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علمًا يقربني إلى الله تعالى فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم (طس عد حل) عن عائشة (ض) ". (إذا أتى علي يومًا لا أزداد فيه علمًا) الجملة صفة ليوم (يقربني إلى الله تعالى) الجملة صفة لعلم إبانة أنه لا يريد مطلق العلم بل علم هذه صفته (فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم) قد أمره الله بسؤال زيادة العلم وقال: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] والعلم المقرب إلى الله هو العلم بمعارفه وشريف صفاته وعجائب ملكوته وتسريح طرف الفكر في عجائب مخلوقاته وبدائعها وما يوحيه الله إليه كل حين من أنوار وحيه، فإذا وجد يومًا لا يفاض فيه عليه علوم نافعة فعدم بركته مقصودة وقصر ساعاته محبوبة وإنما قال: "في طلوع شمس ذلك اليوم" إشارة إلى أن هذا النور الذي يملأ الأكوان إذا لم يطلع على قلبي فيه زيادة أنوار المعارف الذي هو النور الحقيقي النافع فلا بورك في ذلك النور ¬

_ (¬1) انظر: السلسلة الضعيفة (944) وقال الألباني: باطل. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 421) والبخاري (144) ومسلم (264)، وأبو داود (9) والترمذي (8)، والنسائي (1/ 22)، وابن ماجه (318). قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 103) روى في كتاب المناهي مرفوعًا: "نهى أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس ونهى أن يبول وفرجه باد للقمر"، وهو حديث باطل لا يعرف وكتاب المناهي رواه محمد بن علي الحكيم الترمذي في جزء مفرد. (¬3) انظر: الاستيعاب (1/ 510)، والإصابة (2/ 234).

الحسي حيث لم أستفد النور المعنوي من طلوعها واختار - صلى الله عليه وسلم - التعبير بشمس ذلك اليوم لأن الشيء بالشيء يذكر. واعلم أن هذه الشرطية فرضية وإلا فما من يوم بل من ساعة إلا يزداد فيها علمًا بل كان يومه علومًا ومعارف يوحى إليه فيه وكان حق هذه الفرضية أن يؤتى فيها بكلمة "إن" دون "إذا" إلا أنه أتى بإذا إشارة إلى أن لو تحقق وقوع ما ذكر لقطع بوقوع ما يترتب عليه من الدعاء. وفيه إرشاد إلى أنه لا ينبغي لعبد من العبيد أن يفوت يومًا من أيام عمره إلا في علم تكتسبه (طس عد حل عن عائشة) (¬1) رمز المصنف لضعفه وقد ذكر الشارح عدة من الضعفاء في أسانيده وعدّه ابن الجوزي من الموضوعات وتعقبه المؤلف بأن له شاهدًا عند الطبراني (¬2) وهو حديث من معادن التقوى تعلمك إلى ما علمت ما لم تعلم قال الشارح: ولا يخفاك بعد ما بين الشاهد والمشهود له. 343 - " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه علاجه ودخانه فليجلسه معه، فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين (ق د ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا أتى أحدكم خادمه) هو أعم من المملوك وغيره من الذكر وغيره (بطعامه) أي المصنوع المطبوخ كما دل له (قد كفاه علاجه ودخانه فليجلسه معه) للمشاركة في الأكل (فإن لم يجلسه معه فليناوله أكله أو أكلتين) يريد لقمة أو لقمتين ومعناهما، ولفظ رواية البخاري: "لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين" فقيل: العطف للشك من الراوي هل قال - صلى الله عليه وسلم - هذا أو هذا، وقيل: إنه من عطف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6636) وقال: تفرَّد به بقيه وقال الهيثمي (1/ 136) فيه الحكم بن عبد الله قال أبو حاتم: كذاب، وابن عدي في الكامل (2/ 79) في ترجمة بقية بن الوليد وأبو نعيم في الحلية (8/ 188) وقال: غريب من حديث الزهري تفرد به الحكم -بن عبد الله- وأورده ابن الجوزي (460). وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (285) والسلسلة الضعيفة (379). (¬2) انظر: المعجم الأوسط للطبراني (2492)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا ياسين.

أحد المترادفين على الآخر وقد أجازه جماعة (ق د ت 5 عن أبي هريرة) (¬1). 344 - " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه (5) عن ابن عمر، البزار وابن خزيمة (طب عد هب) عن جرير البزار عن أبي هريرة (عد) عن معاذ، وأبي قتادة (ك) عن جابر (طب) عن ابن عباس، وعن عبد الله بن ضمرة بن عساكر عن أنس، وعن عدي بن حاتم الدولابي في "الكنى" وابن عساكر عن أبي راشد عبد الرحمن بن عبد الله بلفظ شريف قومه (صح) ". (إذا أتاكم) مقصور أي جاءكم (كريم قوم) شريف في قومه (فأكرموه) في النهاية (¬2): أنه قدم عليه - صلى الله عليه وسلم - جرير بن عبد الله فبسط له رداءه وعممه بيده وقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. انتهى. فهذا إرشاد للأمراء إلى إكرام من يفد عليهم من أعيان العشائر والإحسان إليهم وتألفهم؛ لأنه قد يكون عدم إكرامهم سببًا إلى فساد أديانهم وموالاتهم (5 عن ابن عمر (¬3)) رمز المصنف لصحته (البزار ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2557)، ومسلم (1663) وأبو داود (3846) وابن ماجه (3289، 3290) والترمذي (1853). (¬2) النهاية (4/ 167). (¬3) أخرجه ابن ماجه (3712) قال البوصيري (4/ 111) وهذا إسناد ضعيف، وحسّنه الألباني في صحيح ابن ماجه، (2991). وابن عدي في الكامل (3/ 379) عن ابن عمر، والطبراني في الأوسط (5261) (6290) وفي المعجم الكبير (2/ 304) (2266) (2/ 325) (2358). والبيهقي في الشعب (10997) وابن عدي في الكامل (2/ 456) عن أبي هريرة. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 292) عن جابر، والطبراني في المعجم الكبير (11/ 304) (1181) وفي الأوسط (5582) وانظر مجمع الزوائد (8/ 16) عن ابن عباس. والطبراني في المعجم الكبير (17/ 160) رقم (422) عن عيينة بن بدر الفزاري، والطبراني في الكبير (20/ 140) و (202) عن معاذ بن جبل، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 16) رواه الطبراني وشهر لم يدرك معاذ وعبد الله بن خراش ضعيف. وابن عساكر (22/ 184) عن عائشة. ذكره الحافظ ابن حجر هذا الحديث في الإصابة (4/ 135) وقال: قال ابن منده: عبد الله بن ضمرة عداده في أهل البصرة وإسناده مجهول. وابن عساكر (40/ 77) والضاعي (760)، عن عدي بن حاتم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (269)، والسلسلة الصحيحة (1205) ..

وابن خزيمة طب عد هب عن جرير) وهو سبب الحديث (البزار عن أبي هريرة عد عن معاذ وأبي قتادة) بقاف فمثناة فوقية بعد الألف قال مهملة هو بزنة سحابة اسمه الحارث بن ربعي وهو فارس (¬1) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صحابي جليل شهد أحدًا والمواقف بعدها (¬2) (ك عن جابر طب عن بن عباس وعن عبد الله بن ضمرة) بفتح الضاد المعجمة وسكون الميم هو السلولي تابعي روى عن أبي هريرة وكعب وثقه العجلي (¬3) وظاهر كلام المصنف أنه صحابي إذ لم يقيده بقوله مرسلاً (بن عساكر عن أنس وعن عدي بن حاتم الدولابي) بضم الدال المهملة نسبة إلى الدولاب وهو الحافظ المتقين أبو جعفر محمد بن الصباح البزار مصنف السنن سمع من جماعة وعنه جماعة منهم أحمد وابنه عبد الله وأئمة وحديثه في كتب السنة ومسند أحمد قال أبو حاتم: ثقة حجة، قال ابن حبان: ولد بقرية دولاب من الري، قال ابن سعد: مات بالكرخ سنة 228 (¬4) والدولابي أيضًا حافظ عالم هو أبو بشر محمد بن أحمد الدولابي الشيرازي مصنف التصانيف روى عنه ابن أبي حاتم وابن عدي قال الدارقطني: تكلموا فيه وما تبين من أمره إلا خيرًا مات سنة 310 (¬5). قلت: ولا أدري لمن كتاب الكنى منهم إذ لم يذكره في التذكرة لأحدهما ولا ذكره الشارح والأقرب أنه للأخير إذ هذه المؤلفات في هذه الأنواع إنما اهتم بها المتأخرون من الأئمة (في الكنى وابن عساكر عن أبي راشد عبد الرحمن بن عبد) ¬

_ (¬1) وقع في "حارس" والصواب "فارس" كما أثبتناه من كتب الرجال. (¬2) انظر: الاستيعاب (1/ 86 و 1/ 556)، والإصابة (7/ 327). (¬3) انظر: الاستيعاب (1/ 282)، والإصابة (4/ 135). (¬4) انظر: الثقات لابن حبان (9/ 78)، تهذيب الكمال (25/ 288) وتذكرة الحفاظ (2/ 441). (¬5) انظر: تاريخ دمشق (15/ 29)، تذكرة الحفاظ (2/ 759) وسير أعلام النبلاء (14/ 309)، وكتاب الكنى ليس للأول محمد بن الصباح البزار وإنما هو للثاني محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم أبو بشر الأنطاكي الوراق الحافظ المعروف بالدولابي.

بالتنوين غير مضاف (بلفظ شريف قوم) بدل كريم. 345 - " إذا أتاكم الزائر فأكرموه (5) عن أنس". (إذا أتاكم الزائر فأكرموه) هذا أعم من حديث جرير لأن الأول خطاب للأمراء وهذا خطاب لكل مزور من أمير وغيره (5 عن أنس (¬1)) قال العراقي: هذا منكر قاله ابن أبي حاتم. 346 - " إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض (ت هـ ك) عن أبي هريرة (عد) عن ابن عمر (ت هق) عن أبي حاتم المزني، وما له [حديث] غيره (صح) ". (إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه) أي خاطبًا كما يشعر به (فزوجوه) ظاهره الإيجاب، والاقتصار على الخلق والدين دليل على أنه لا يشترط في الكفاءة غيرهما من نسب أو لشيب وإن لم يكن فيه حصر فالمقام مقام البيان (إلا تفعلوه) التزويج لمن هذه صفته (تكن فتنة في الأرض) أي ابتلاء وامتحان بالعقوبة على ذلك (وفساد عريض) منتشر مستطيل ووصفه بالعرض كوصفه في الآية بالكبير وفيه أن من لم نرض خلقه ولا دينه فإنه لا بأس في رده إن جاء خاطبًا (ت 5 ك عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لصحته وفيه عبد الحميد بن سليمان أخو فليح ¬

_ (¬1) لم أقف عليه عند ابن ماجه وقد أخرجه الديلمي في الفردوس (1351) والخرائطي في مكارم الأخلاق (326)، وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 342) قال أبي: وذكره قال: هذا حديث منكر. وعزاه الغماري في المداوي (1/ 339) رقم (546) للديلمي، وقال الألباني في ضعيف الجامع (286): ضعيف جدًا. وقول العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (2/ 9) قد عزاه فقط للخرائطي. (¬2) أخرجه الترمذي (1084)، وقال: قد خولف عبد الحميد بن سليمان في هذا الحديث ورواه الليث بن سعد عن ابن عجلان عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً ثم قال الترمذي: قال محمد: وحديث الليث أشبه ولم يعد حديث عبد الحميد محفوظًا، وابن ماجه (1967)، والطبراني في الأوسط (446)، والحاكم في المستدرك (2/ 165) عن أبي هريرة وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي بأن فيه قال أبو داود: كان غير ثقة ووثيمة لا يعرف. وعبد الحميد بن سليمان وضعيف =

قال أبو داود: غير ثقة (عد عن ابن عمر ت هق عن أبي حاتم المزني) في صحبته خلاف قاله البخاري وغيره (¬1): (وماله غيره): أي لا يعرف له حديث سوى هذا. 347 - " إذا أتاكم السائل فضعوا في يده ولو ظلفًا محرقًا (عد) عن جابر". (إذا أتاكم السائل فضعوا في يده ولو ظلفًا محرقًا) بالظاء المعجمة مكسورة فلام ففاء منصوب بمحذوف تقديره ولو تضعون أو وضعتم والظلف للبقرة والشاة والظباء بمنزلة القدم قاله في القاموس (¬2) وهو مبالغة في إعطاء السائل ولو حقر ما يعطى فهو من باب "من بني مسجدًا ولو مثل مفحص قطاة"، ويحتمل أن يراد الحقيقة وأنه ينفع السائل الظلف المحرق وفي كلام النهج: لا تستحي من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه، قال: ومتى تفعل الكثير من الخير ... إذا كنت تاركًا لأقله (عد، بن جابر) وسنده ضعيف والمصنف سكت عليه (¬3). ¬

_ = انظر: المجروحين (2/ 141)، والتقريب (3764). وأورده الدارقطني في الغرائب، انظر أطراف الغرائب والأفراد (5/ 277) رقم (5418). وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 72) عن ابن عمر في ترجمة عمار بن مطر وهو متروك، وقال بعد أن ذكر هذا الحديث وغيره: هذه الأحاديث بهذه الأسانيد بواطيل ليس هي بمحفوظة، وانظر: اللسان (4/ 275) والميزان (5/ 204)، وأخرجه الترمذي (1085) والبيهقي (7/ 82) عن أبي حاتم المزني وحسنه الألباني في صحيح الجامع (270) والسلسلة الصحيحة (1022). (¬1) بل في المطبوع من التاريخ الكبير (9/ 26) جزم البخاري بصحبته. كما جزم بصحبته ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 1155)، وذكره الحافظ في الإصابة (7/ 81) وقال: وأورده أبو داود حديثه في المراسيل فهو عنده تابعي، وقال: ونقل ابن أبي حاتم عن أبي زرعة قال: لا أعرف له صحبة، ولا أعرف له إلا هذا الحديث. والله أعلم. (¬2) القاموس (ص: 1078). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 97) وفي إسناده وازع بن نافع العقيلي وقال: قال النسائي: متروك الحديث. وللحديث شواهد منها ما أخرجه الشيخان من رواية أبي هريرة أخرجه البخاري (2566)، ومسلم (1030)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/ 267).

348 - " إذا اتسع الثوب فتعطف به على منكبيك ثم صل، وإن ضاق عن ذلك فشد به حقوك ثم صل بغير رداء (حم) والطحاوي عن جابر (صح) ". (إذا اتسع الثوب فتعطف به على منكبيك) في القاموس (¬1): المنكب مجمع رأس الكتف والعضد (ثم صل وإن ضاق عن ذلك) بأن لا يلتقي طرفاه على المنكبين (فشد به حقوك) بفتح الحاء المهملة معقد الإزار وفيه جواز الصلاة في الثوب الواحد فإن اتسع ستر منكبيه وإن ضاق اقتصر على العورة وفيه أنه لا بأس بالصلاة بغير رداء كما قال (ثم صل بغير رداء) فإن الصلاة صحيحة (حم والطحاوي عن جابر) رمز المصنف لصحته (¬2). 349 - " إذا أثنى عليك جيرانك أنك محسن فأنت محسن، وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء فأنت مسيء ابن عساكر عن ابن مسعود (ض) ". (إذا أثنى عليك جيرانك أنك محسن فأنت محسن) أي عند الله وفي حكمه فإنه جعل معرفة أحبائك أنك محسن يجري على لسان جيرانك (وإذا أثنى عليك جيرانك أنك مسيء) فيه أن الثناء يطلق على المدح والذم وإن كان قد يخص الذم بالنثاء بتقدم النون على المثلثة (فأنت مسيء) سببه أنه جاء رجل (ص 117) إليه - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله متى أكون محسنًا ومتى أكون مسيئًا؟ فذكره (ابن عساكر عن بن مسعود) رمز المصنف لضعفه (¬3). ¬

_ (¬1) القاموس (صـ 179). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 335) والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 382) وفي إسناده شرحبيل بن سعد قال ابن عدي (4/ 41): وهو إلى الضعف أقرب. وصححه الألباني في صحيح الجامع (271). وأخرج الحاكم (1/ 534) عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملت به دخلت الجنة قال: كن محسنًا. قال: كيف أعلم أني محسن؟ قال: سل جيرانك فإن قالوا إنك محسن فأنت محسن وإن قالوا: إنك مسيء فأنت مسيء وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأخرجه أيضًا البيهقي في شعب الإيمان (8278). (¬3) أخرجه بن عساكر (53/ 94) وكذلك ابن حبان (525) والبزار (1675).

350 - " إذا اجتمع الداعيان فأجب أقربهما بابًا، فإن أقربهما بابًا أقربهما جوارًا، وإن سبق أحدهما فأجب الذي سبق (حم د) عن رجل له صحبة". (إذا اجتمع الداعيان) أي إلى الطعام وقد ثبت أن من حقوق المسلم على المسلم إجابة دعوته فأفاد هنا أن الأحق بالإجابة هو ما أفاده قوله (فأجب أقربهما بابًا فإن أقربهما بابًا أقربهما جوارًا) هذا إذا اجتمع الداعيان في حين واحد وإلا فإن ترتبا فالأقدم الأول كما أفاده (وإن سبق أحدهما فأجب الذي سبق (حم د (¬1) عن رجل له صحبة) فلا يضر إبهامه إذ الصحابة كلهم عدول عند المحدثين. 351 - " إذا اجتمع العالم والعابد عن الصراط قيل للعابد: أدخل الجنة، وتنعم بعبادتك، وقيل للعالم: قف هنا فاشفع لمن أحببت فإنك لا تشفع لأحد إلا شفعت، فقام مقام الأنبياء أبو الشيخ في الثواب (فر) عن ابن عباس (ض) ". (إذا اجتمع العالم والعابد على الصراط قيل للعابد) تقول له الملائكة عن أمر الله (ادخل الجنة وتنعم بعبادتك) بسببها من باب قوله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32] (وقيل للعالم) العامل (قف هنا) ظاهره على نفس الصراط (فاشفع لمن أحببت) لما كان العالم في الدنيا نفعه متعديًا وبركة عدمه فائضة على غيره كان في الآخرة كذلك نفعه عامًا، ولما كان العابد نفعه خاصًّا به وسعيه لنفسه أعطي ما سعى له، ولذا ورد ما تقدم "أن العلماء سُرُج الدنيا ومصابيح الآخرة" ولأنهم يهدون بأنوار علومهم وينفعون العباد في الدارين والمراد بهم علماء السنة والكتاب (فإنك لا تشفع لأحد إلا شفعت) الظاهر أن هذا من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 408) وأبو داود (3756) والبيهقي (7/ 275) وإسحاق بن راهويه (1368) وإسناده ضعيف فيه يزيد بن عبد الرحمن الدالاني وقال الحافظ: في التلخيص (3/ 196): إسناده ضعيف. وقال في التقريب (8072): صدوق يخطئ كثيرًا، وكان يدلس. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (290) والإرواء (1951).

حكايته ما يقال له وقوله (فقام مقام الأنبياء) لعله من كلامه - صلى الله عليه وسلم - لا من القول المحكي (أبو الشيخ في الثواب) رمز المصنف لضعفه (فر عن ابن عباس) (¬1). 352 - " إذا أحب الله عبدًا ابتلاه ليسمع تضرعه (هب فر) عن أبي هريرة (هب) عن ابن مسعود وكردوس موقوفًا عليهما" (ض). (إذا أحب الله عبدًا) تقدم بيان المراد من محبة الله عبده (ابتلاه) بأي أنواع الابتلاء (ليسمع تضرعه) في النهاية (¬2): التضرع من الضراعة يقال: ضرع يضرع بالفتح والكسر إذا خضع وذلّ، والتضرع: التذلل والمبالغة في السؤال والرغبة فيه وذلك أن الدعاء عبادة كما سماه بذلك في كتابه فيبتلي من يحبه ليحصل له هذه العبادة التي يحبها، وفيه دليل على أن دعاء العبد ربه وتضرعه إليه محبوب مطلوب لله ومن زعم أن الدعاء ينافي العبودية فقد أُبْعِدَ عن الاتباع وأوغل في الابتداع كما قال ابن عطاء الله: طلبك فيه اتهام له بالعدة. انتهى. قلت: بل يقال طلبك منه سبب؛ لأن ينال منه المطلوب فإنه تعالى رتب الإجابة على الطلب حيث قال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] وهو سنة الأنبياء قال يعقوب: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 86] وقال أيوب: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [الأنبياء: 83] (هب فر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (هب عن ابن مسعود (¬3) وكردوس) بضم الكاف فدال فراء مهملة بزنة عصفور ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (1293) عن ابن عباس وإسناده فيه عثمان بن موسى أورده الذهبي في الضعفاء (4068) وقال: له حديث لا يعرف إلا به وفي الميزان (5/ 74) قال: له حديث منكر. وأخرجه البيهقي في الشعب (1717) من رواية جابر وفي إسناده بقية، ومقاتل بن سليمان وقد تفرد به كما قال البيهقي وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (291) والسلسلة الضعيفة (2204). (¬2) النهاية (3/ 85). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (9786) وابن الجعد (79) والطبراني في الأوسط (1246) عن ابن مسعود، وقال: لم يرو هذا الحديث عن شعبة إلا أبو جابر تفرَّد به أبو حاتم وأبو حاتم هو محمد بن =

لم أره في الخلاصة (¬1) (موقوفًا عليهما) قال العراقي: إنه يتقوى بكثرة طرقه (¬2). 353 - " إذا أحب الله قوما ابتلاهم (طب هب) والضياء عن أنس (صح) ". (إذا أحب الله قومًا ابتلاهم) الابتلاء يكون بالخير والشر كما قال: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35] {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ ...} [الفجر: 15] وهو في الشر أشهر فهو عز وجل يبتلي العباد بإدرار شآبيب الخير لينظر يكفرون أم يشكرون كما قال سليمان: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} [النمل: 40]. وقد يكون بإنزال التفسير ليسمع تضرعهم ويدل للآخر رواية أحمد وفيها: "فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع" (¬3) (طب هب والضياء عن أنس (¬4)) رمز المصنف لصحته. 354 - " إذا أحبَّ الله عبدًا حماه من الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه الماء (ت ك هب) عن قتادة بن النعمان (صح) ". (إذا أحبَّ الله عبدًا حماه (¬5) الدنيا) منعه منها وهذا ابتلاء خاص صيانة للعبد ¬

_ = عبد الملك قال أبو حاتم ليس بالقوي، وأخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء (39) والبيهقي في الشعب (9788) عن أبي هريرة وفي إسناده يحيى بن عبيد الله بن موهب، انظر المجروحين (3/ 122)، وقال: يروي عن أبيه ما لا أصل له، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (295) والسلسلة الضعيفة (2202). (¬1) انظر: تهذيب الكمال (24/ 169)، والإصابة (5/ 580). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 258). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 427)، وإسناده جيد. (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (3228) وقال الهيثمي (2/ 291) فيه ابن لهيعة، والبيهقي في الشعب (9782) والضياء في المختارة (2350) وقال: في إسناده من لم أعرفه، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (285) والسلسلة الصحيحة (146). (¬5) هكذا في الأصل بدون "من".

عن حلالها وحسابه وحرامها وعقابه فهو دفع له عن ضررها ولذا قال (كما يحمي أحدكم سقيمه الماء) فإنه إنما يمنعه صيانة له عن ضرر الماء فهو فيمن تفسده الدنيا ويبطره الغنى فلا ينافيه حديث: إن من أمتي من لا يصلحه إلا الغنى ونحوه (ت ك هب عن قتادة بن النعمان (¬1)) رمز المصنف لصحته وقال في الكبير عن الترمذي أنه (ص 118) حسن غريب. 355 - " إذا أحب الله عبدًا قذفَ حبه في قلوب الملائكة، وإذا أبغض الله عبدًا قذف بغضه في قلوب الملائكة ثم يقذفه في قلوب الآدميين (حل) عن أنس (ض) ". (إذا أحب الله عبدًا قذف حبه) القذف بالقاف فذال معجمة هو الدفع بقوة {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ} [الأنبياء: 18] {إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ} [سبأ: 48] (في قلوب الملائكة) والمراد ألقاه في قلوبهم دفعة واحدة (وإذا أبغض عبدًا قذف بغضه في قلوب الملائكة) فيبغض في السماء أولاً إن أريد ملائكتها فقط أو في قلوب جميع الملائكة سكان السماء والأرض (ثم يقذفه) أي الحب والبغض وإن كان الضمير للأقرب إلا أنه تدل لعمومه أحاديث أخرى (في قلوب الأدميين) فلا يبغضه ولا يحبه أهل الأرض إلا وقد أبغضه أو أحبه أهل السماء وعلى الأول: وإذا أحب الله يومًا عبده ... ألقى عليه محبة في الناس والمراد أنهم يحبونه لا لعرض من أعراض الدنيا من قرابة أو صداقة أو رجاء خير أو دفع ضرّ بل يجدون محبته في القلب لا لسبب وعليه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [مريم: 96] وكذلك البغض (حل ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2036) والحاكم (4/ 207)، والبيهقي في الشعب (10448) والطبراني في المعجم الكبير (19/ 12) (17) وابن حبان (669) عن قتادة بن النعمان، وقال الترمذي: حسنٌ غريب، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (282).

عن أنس (¬1)) رمز المصنف لضعفه وفيه يوسف بن عطية الوراق كذبه الفلاس. 356 - " إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه (حم خد دت حب ك) عن المقداد بن معد يكرب (حب) عن أنس (خد) عن رجل من الصحابة (صح) ". (إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبه) قيده في الثاني بقوله لله وبين علته في الثالث بأنه بالإعلام يجد له مثل الذي يجد له وفيه دليل على طلب محبة الغير وأنه ينبغي التحبب إلى العباد (خد دت حب ك عن المقداد بن معد يكرب) المقداد وأبوه صحابيان ورمز المصنف لصحته (حب عن أنس خد عن رجل من الصحابة) (¬2). 357 - " إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله (حم) والضياء عن أبي ذر (صح) ". (إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه لله) قيده بقيدين أن يكون الإخبار في منزله وأن يبين أن الحب لله لا لغرض آخر (حم والضياء عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: إسناده حسن (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 77) وفي إسناده يوسف بن عطية الوراق أو الصغار وكلاهما ضعيف، قال النسائي: متروك، وقال الفلاس: لكن الوراق أكذب، انظر: التقريب (7873) والمغني في الضعفاء (7244) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (298) والسلسلة الضعيفة (2207). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (542)، والترمذي (2392) وأبو داود (5124)، وابن حبان (570)، والحاكم (4/ 171) وأحمد (4/ 130) عن المقداد بن معد يكرب، وأخرجه ابن حبان (571) عن أنس وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (543) عن رجل عن الصحابة. وانظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 349) وصححه الألباني في صحيح الجامع (279) وفي السلسلة الصحيحة (418) (797). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 145) والضياء في المختارة كما في الكنز (24749) عن أبي ذر وكذلك ابن المبارك في الزهد (712) وابن قدامة المقدسي في كتاب المتحابين في الله (142) وحسنه الهيثمي=

358 - " إذا أحب أحدكم عبدًا فليخبره فإنه يجد مثل الذي يجد له (هب) عن ابن عمر (ض) ". (إذا أحب أحدكم عبدًا) تفنّن في العبارة فقال تارة أخاه وأخرى صاحبه وأخرى عبدًا (فليخبره فإنه يجد له) اتخذ في قلبه له من المحبة لمن أخبره (مثل الذي يجد له) فإنَّ الله جعل القلوب تحاذي كما قيل (¬1): قس فؤادي على فؤادك في الودِّ ... فإن الوداد علم قياسي (هب عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه (¬2). 359 - " إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه فليقرأ القرآن (خط فر) عن أنس (ض) ". (إذا أحب أحدكم أن يحدث ربه) يخاطبه ويناجيه (فليقرأ القرآن) فإن بتلاوته كتابه كأنه تعالى يخبره بما قصه فيه ويأمره وينهاه وفيه أنه ينبغي إحضار حواسه عند تلاوة كتاب الله؛ لأنه يناجيه فلا يغفل عنه (خط فر عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬3). 360 - " إذا أحببت رجلاً فلا تماره، ولا تشاره، ولا تسأل عنه أحدًا، فعسى أن تُوفي له عدوًّا، فيخبرك بما ليس فيه، فيفرق بينك وبينه (حل) عن معاذ (ض) ". ¬

_ = في مجمع الزوائد (10/ 281 - 282)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (281) والسلسلة الصحيحة (418) (797). (¬1) البيت منسوب إلى صفي الدين العلي (675 - 750 هـ). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (9010)، وفي إسناده عبد الله بن أبي مرة تابعي مجهول: انظر المغني في الضعفاء (3365) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (294) وانظر السلسلة الصحيحة (417). (¬3) أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/ 239) والديلمي في الفردوس (1195)، وفي إسناده الحسين بن زيد وهو ضعيف، انظر: المغني في الضعفاء (1406) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (293) وفي السلسلة الضعيفة (1842).

(إذا أحببت رجلاً فلا تماره) المماراة المجادلة على جهة الشك والريبة ويقال للمناظرة مماراه لأن كل واحد منهما سيخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمتر الحالب من الضرع وذلك لأن المراد داع إلى الشر قال: وإياك إياك المراء فإنه ... إلى الشر دعّا وللشر جالب (ولا تشاره) بالشين المعجمة هو الفاعل من الشر أي لا يفعل به شرًا يحوجه أن يفعل بك مثله ويروى بالتخفيف من البيع والشراء أي لا يعامله، ذكره الديلمي (ولا تسأل عنه أحدًا) قد علله بقوله (فعسى) هي للإشفاق هنا (توافي) توافق عند السؤال (له عدوًّا فيخبرك بما ليس فيه فيفرق بينك وبينه) أن لا تفتش عن باطن أمره ودخيلة سرّه فإنه لا يخلو الإنسان عن باغض فينقل ما ينفرك عنه ويكون سببًا للفرقة وفيه الإرشاد إلى حمل الأحباء على ظاهرهم وأن لا يتبع عوراتهم وعلى المحافظة على الإخاء وإدامة الصحبة (حل عن معاذ) رمز المصنف لضعفه لأن فيه معاوية بن صالح أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ثقة وقال أبو حاتم: لا يحتج به (¬1). 361 - " إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عند ربه، فانظروا ما يتبعه من الثناء ابن عساكر عن علي ومالك عن كعب موقوفًا". (إذا أحببتم أن تعرفوا (¬2) ما للعبد عند ربه) من إكرام أو ضده (فانظروا ما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 136) وابن السني في عمل اليوم والليلة (199) وزادا فيه "ولا تجاره" وقال أبو نعيم عقبه: غريب من حديث جبير بن نفير عن معاذ متصلا وأرسله غير ابن وهب عن معاوية، قال المناوي في الفيض (1/ 248) وفي إسناده معاوية بن صالح أورده الذهبي في الضعفاء وقال ثقة وقال أبو حاتم لا يحتج به. وقال الحافظ فيه: صدوق له أوهام. انظر التقريب (6726). قال الألباني في ضعيف الجامع (299) موضوع وقال في الضعيفة (1420) منكر. قلت وقد أخرجه البخاري في الأدب المفرد (545) بلفظ "أخا" بدلا من "رجلا" من طريق معاوية بن صالح وقال الألباني صحيح الإسناد موقوفًا على معاذ وقد روي مرفوعًا. (¬2) هكذا في الأصل بدل "تعلموا".

يتبعه من الثناء) هو الذكر الحسن والمراد ما يقوله الناس بعد وفاته من الذكر الحسن أو الذكر السيء لما تقدم من أن الثناء يطلق عليهما وإنما حملناه على الميت؛ لقوله يتبعه ويحتمل أن المراد حيًا وميتًا، والمراد بما يتبع الحي ما يقال فيه إذا غاب من حضرة القائلين وذلك أن الله يلقي على ألسنة العباد أي الأمرين من الخير أو الشر. وقد ورد أن الملائكة تتكلم على ألسنة بني آدم بما في العبد من الخير أو الشر ويأتي حديث: "أنتم شهداء الله في أرضه" (¬1) وحديث: "أنه مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرًا وبأخرى فأثنوا عليها شرًا ... " (¬2) الحديث. (ابن عساكر عن علي (¬3)) سكت عليه المصنف وقال في الكبير عقب ذكره ما لفظه: وفيه عبد الله بن سلمة متروك (مالك عن كعب) هو إذا أطلق كعب بن مالك الصحابي، وقال الشارح: المراد به كعب الأحبار. قلت: يرده قوله (موقوفًا) فإنه لو أراد كعب الأحبار لقال مرسلاً (¬4). 362 - " إذا أحدث أحدكم في صلاته، فليأخذ بأنفه، ثم لينصرف (هـ ك حب هق) عن عائشة (صح) ". (إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه) أي فليمسك بأنف نفسه إيهامًا أنه أصابه رعاف لئلا يُستهجن منه، إذا كان الحدث غير ذلك وفيه إرشاد إلى ¬

_ (¬1) سبق تخريجه، وسيأتي إن شاء الله. (¬2) هذا جزء من حديث: "أنتم شهداء الله في أرضه". أخرجه ابن ماجه (1491)، وأحمد (2/ 528)، وابن حبان (3025)، والبزار (312) وغيرهم. (¬3) أخرجه ابن عساكر (13/ 374) تهذيب عن علي، وفي الإسناد عبد الله بن سلمة البصري انظر: لسان الميزان (3/ 292). (¬4) قلت: بل هو كعب الأحبار كما جاء في الموطأ (2/ 904) رقم (1606) وفي الزهد الكبير للبيهقي (810) وكذلك أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1598)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 5). وقال الألباني في ضعيف الجامع (300) والسلسلة الضعيفة (1620): ضعيف جدًا.

المعاريض الفعلية وأنه يحسن فعلها كالمعاريض القولية وإرشاد إلى أنه يحسن من الإنسان كتم ما يحدث معه مما يستهجن عند الناس وإن كان مما لا اختيار له فيه (ثم لينصرف) لأنها قد بطلت صلاته فلا يجوز له المرور فيها (5 ك حب هق عن (¬1) عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما. 363 - " إذا أحسن الرجل الصلاة فأتمَّ ركوعها وسجودها قالت الصلاة: حفظك الله كما حفظتني، فترفع، وإذا أساء الصلاة فلم يتم ركوعها وسجودها قالت الصلاة: ضيعك الله كما ضيعتني، فتلف كما يلف الثوب الخلق، فيضرب بها وجهه (الطيالسي عن عبادة بن الصامت (صح)) ". (إذا أحسن الرجل الصلاة فأتم ركوعها وسجودها) وإتمامها بما يليه حديث المسيء صلاته وغيره من الاطمئنان والتسبيح ثم المراد وقد أتم القيام والقراءة وسائر أركانها وأذكارها، وإنما خص الركوع والسجود؛ لأن غالب الإساءة فيهما (قالت الصلاة) أي الملائكة الموكلون بها فالإسناد إليها مجاز عقلي للملابسة والمسببية لأنها سبب القول ويحتمل أن المراد أنها قالت الصلاة نفسها في النشأة الأخرى حيث يجعل الله المعاني أجسامًا أو في دار الدنيا قولاً لا نعلم كيفيته (حفظك الله) أي من شرور الأديان والأبدان (كما حفظتني) فإن حفظها الإتيان بها على وجهها الذي شرعت عليه وإضاعتها عدم ذلك وهذا الدعاء مجاب لأن الله الذي أمرها به (فترفع) هو كناية عن قبولها (وإذا أساء الصلاة فلم يتم ركوعها ولا سجودها قالت الصلاة ضيعك الله كما ضيعتني) فهي أمانة عنده إن حفظها حُفظ وإن ضيعها ضاع (فتلف كما يلف الثوب الخلق ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1114) وابن ماجه (1222) والحاكم (1/ 184) وابن حبان (2238) والبيهقي (3/ 223) والدارقطني (1/ 158) وابن خزيمة (1019) وقال الحاكم: صحيح على شرطهما، وقال الترمذي في العلل (ص 99 رقم 170) قال: هشام بن عروة عن أبيه أصح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (286).

فيضرب بها وجهه) فتلك ترفع وهذه يضرب بها وجهه وظاهره أنه حقيقة وإن لم يدرك ذلك: ويحتمل المجاز، قيل وهذا المصلي هذه الصلاة أشر حالاً من تاركها رأسًا (الطيالسي عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته (¬1) قال الشارح: وليس كما قال ففيه محمد بن مسلم بن أبي وضّاح قال في الكاشف: وثقه جمع وتكلم فيه البخاري (¬2). 364 - " إذا اختلفتم في الطريق، فاجعلوه سبعة أذرع (حم م دت هـ) عن أبي هريرة (حم هـ هق) عن ابن عباس (صح) ". (إذا اختلفتم في الطريق) أي إذا أراد الملاك إحداث طريق بين أملاكٍ لهم (فاجعلوهما سبعة أذرع) قدر الذراع من الوسطى من الأصابع إلى المرفق وظاهره أنه قدر لكل طريق، والفقهاء يخصونه بالتي تمر بها المحامل (حم م د ت 5 عن أبي هريرة حم 5 هق عن بن عباس) رمز المصنف لصحته (¬3). 365 - " إذا أخذ المؤذن في أذانه وضع الرب يده فوق رأسه، فلا يزال كذلك حتى يفرغ من أذانه، وإنه ليغفر له مد صوته، فإذا فرغ قال الرب: صدق عبدي، وشهدت بشهادة الحق، فأبشر (ك) في التاريخ (فر) عن أنس (ض) ". (إذا أخذ المؤذن في آذانه وضع الرب يده) اليد كناية عن الحفظ والدفاع فهو ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (585) والبزار (2691) (2708)، مسند الشاميين (427) وإسناده ضعيف فيه الأحوص بن حكيم قال العقيلي في الضعفاء (1/ 120): قال يحيى بن معين: ليس بشيء، وأورده في ترجمته، وقال ابن المديني عنه لا يكتب حديث مع انظر: الميزان (1/ 315) وضعفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 100) كما ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (301). (¬2) وكلام الذهبي في الكاشف (5154): وثقه جماعة وتكلم فيه البخاري ولم يشركه. وقال الحافظ في التقريب (6298): صدوق يهم. (¬3) أخرجه مسلم (1613)، والترمذي (1356)، وابن ماجه (2338) وأحمد (2/ 429) وابن الجارود (1017) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (1/ 317) وابن ماجه (2339) وقال البوصيري (3/ 47): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات عن ابن عباس.

في كنف الله تعالى ووقايته (¬1) (فوق رأسه فلا يزال كذلك حتى يفرغ من أذانه وإنه ليغفر له مد صوته) هو بالتشديد للدال المهملة وفي رواية الطبراني مدّا بالألف وتخفيف المهملة وأنكر بعضهم مدّ بالشديد وليس كذلك، فإنهما لغتان ثابتتان إلا أن مدّا بالألف أشهر وهو منصوب على الظرفية المكانية في النهاية (¬2): المد القدر يريد به قدر الذنوب أي يغفر له ذلك إلى قدر منتهى صوته وهو تمثيل لسعة مغفرة الله له (فإذا فرغ من آذانه قال الرب صدق عبدي) في هذه الإضافة نهاية التشريف (وشهدت) التفات من الغيبة إلى الخطاب تعظيمًا للعبد وإقبالاً على خطابه وإلا فإنه كان مقتضى الحال. (شهادة الحق) خصها من بين كلمات الأذان لشرفها وهي مصدر نوعي فيحتمل أنه من باب جرد قطيفة أي الشهادة، الحق أي الثابتة ويحتمل أن الحق اسمه تعالى أي شهادة الله فإنه تعالى شهد أنه لا إله إلا هو وأن محمدًا رسوله إن كانت الإضافة إلى الفاعل أو شهادتك لله الحق إن كانت إلى المفعول ثم هذا تخصيص لكلمتي الشهادة بعد التعميم بالتصديق رفعًا من شأنهما لأنهما أعظم الكلمات وعليهما سفكت الدماء وسبيت الذرية ويحتمل أنه عائد إلى الجميع أيضًا تغليبًا كما وصفها بالصدق (فأبشر) بجزاء ما أعده لمن شهد بالحق والفاء للتفريع وحذف مفعول البشرى إفادة للتعمم من باب {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: 25] أي أبشر بكل نوع من أنواع الإكرام ولعظمة شأن الأذان تنافس فيه السلف حتى قال عمر وهو خليفة لولا الخلافة لأذنت فقيل: أراد لولا الشغلة بأمور الخلافة لأذنت وقيل ¬

_ (¬1) هذا تأويل، واتفق أهل السنة على نفي مماثلة الله لخقله في شيء من صفاته لا اليد ولا غيرها، بل يثبتونها لله سبحانه على الوجه اللائق به مع نفي التمثيل والتشبيه والتحريف ووقع ذكر اليد في القرآن والسنة مضافًا إلى الله تعالى، فلا تصرف عن ظاهرها، وهو المعنى المتبادر لليد إلى معنى كالقدرة والنعمة وغيرها. (¬2) النهاية (4/ 308).

يريد لولا النهي عن أن يكون الإِمام مؤذنًا فإنه قد ورد نهي عن ذلك كما في "الجامع الكبير" (ك في التاريخ فر عن أنس (¬1)) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمد بن يعلى السلمي ضعفه الذهبي وغيره. 366 - "إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك (حم دت ك هب) عن نوفل بن معاوية (ن) والبغوي، وابن قانع، والضياء عن جبلة بن حارثة (صح) ". (إذا أخذت مضجعك من الليل) أي إذا أردت أو إذا اضطجعت (فاقرأ) في {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} هو أي السورة المسماة بهذه الجملة لا هذا اللفظ وحده كما يصرح به قوله (ثم نم على خاتمتها) أي اجعلها آخر أذكار المنام (فإنها براءة من الشرك) أنث الضمير؛ لأنه أراد بياأيها الكافرون السورة لا هذا اللفظ إما لأنه قد صار علمًا لها أو لأنه اقتصر عليه، والمراد به السورة للعلم بذلك، والمراد أنها تبري قائلها من الشرك لأنها اشتملت على نفي عبادة ما يعبده المشركون بأبلغ عبارة وأوفى تأكيد فإنه نفى عبادته لما يعبدونه بالجملة الفعلية المضارعية ليفيد الحال والاستقبال فقال: {لَا أَعْبُدُ} أي في الحال والاستقبال ثم نفاه بالجملة الاسمية لما عبدوه فيما مضى فقال: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ} كما نفى عبادتهم لما يعبده بالجملة الاسمية في الطرفين ما يعبدونه في الحال والاستقبال وفي هذه السورة مباحث شريفة ذكرها الإِمام ابن قيم الجوزية في كتابه "بدائع الفوائد" (¬2) ولما كان النوم أخًا للموت حسن النوم على أكمل براءة من الشرك ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في تاريخه كما في الكنز (20892)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان، وأخرجه الديلمي في الفردوس (1265) عن ابن عمر وأنس وفي إسناده محمد بن يعلى السلمي متروك، انظر الميزان (6/ 373 - 374)، وكذلك عمر بن صبح يضع الحديث، وزيد العمي ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (306) وفي السلسلة الضعيفة (3/ 22). (¬2) بدائع الفوائد (1/ 145).

(حم دت ك هب عن نوفل بن معاوية (¬1)) كذا في نسخ الجامع وقال الشارح: لعله سبق قلم من المؤلف وإنما هو نوفل بن فروة الأشجعي فإن ابن الأثير ترجم نوفل بن فروة ثم قال حديثه في {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} مضطرب الإسناد. انتهى (¬2). قلت: والمصنف رمز لصحته (ن والبغوي وابن قانع) بالقاف والنون والمهملة اسم فاعل من قنع وهو الحافظ المصنف أبو الحسين الأموي مولاهم البغدادي صاحب "معجم الصحابة" واسمه: عبد الباقي بن قانع سمع خلائق وكان واسع الرحلة كثير الحديث، وروى عنه خلائق منهم الدارقطني وغيره، قال البرقاني: البغداديون يوثقونه وهو عندي ضعيف، وقال الدارقطني: كان يحفظ ولكنه يخطئ ويصر (¬3) والضياء عن جبلة بالجيم الموحدة مفتوحات ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 456) وأبو داود (5055) والترمذي (3403) والحاكم (1/ 565) والبيهقي في الشعب (2520) عن نوفل بن فروة الأشجعي وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (10637) والبغوي كما في الكنز (41253، 41296)، وحديث جبلة بن حارثة: أخرجه النسائي في الكبرى (1063) وابن قانع (1/ 162) والطبراني في الأوسط (888) وقال الحافظ في الإصابة (1/ 456): حديث متصل، صحيح الإسناد. انظر: تاريخ ابن معين رواية الدوري (3/ 573) والعلل لابن أبي حاتم (3/ 237)، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (5/ 366): وزعم ابن عبد البر "في الاستيعاب 2/ 419" بأنه حديث مضطرب وليس كما قال، بل الرواية التي فيها "عن أبيه" أرجح وهي الموصولة رواته ثقات فلا يضره مخالفة من أرسله، وقال الحافظ في "نتائج الأفكار": حديث حسن، وفي سنده اختلاف كثير على أبي إسحاق السبيعي انظر: الفتوحات الربانية (3/ 156). وانظر كذلك: إتحاف المهرة للحافظ ابن حجر (4/ 103 رقم 4008) في ترجمة الحارث بن جبلة. (¬2) انظر: أسد الغابة (1/ 1081) وفيه: وهو مضطرب الإسناد لا يثبت. وراجع فيض القدير (1/ 251). (¬3) انظر: لسان الميزان (3/ 383)، تاريخ بغداد (11/ 88)، تذكرة الحفاظ (3/ 883)، الكواكب النيرات (ت 46).

(بن حارثة) وهو أخو زيد بن حارثة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 367 - " إذا أدخل الله الموحدين النار أماتهم فيها إماتة، فإذا أراد أن يخرجهم منها أمسهم ألم العذاب تلك الساعة (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا أدخل الله الموحدين) الذين وحدوا الله ولم يجعلوا له شريكًا وهم المؤمنون قد صار هذا اللفظ علمًا لهم (النار) بالكبائر التي ماتوا على غير توبة عنها (أماتهم فيها) سلب أرواحهم فلا يدركون ألم العذاب فلا يقال قد ثبت عذاب القبر للموتى لأنا نقول يبقي الله لهم إدراكًا في القبور ويرد عليهم أرواحهم. فإن قلت: قوله تعالى: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} [فاطر: 36] وقوله: {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [الأعلى: 13] ينافي هذا. قلت: الحديث يقضي بأن تلك في الكفار ويدل له قوله قبلها: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)} [الليل: 15، 16] وما بعد الأخرى: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [فاطر: 36] وهذا الحديث في الموحدين وظاهره أنه عام لهم أجمعين إلا أنه قد ثبت عند ابن ماجه من حديث أبي هريرة: "تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود" (¬1) فحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود إلا أن يقال قد تأكلهم النار وهم نيام لا يحسون فإنه إنما نفى في هذا إدراك العذاب عنهم ولكنه قد أخرج الحكيم في نوادر الأصول (¬2) من حديث أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أراد الله إخراج الموحدين من النار قذف في قلوب أهل الأديان فقالوا: كنا نحن وأنتم في الدنيا جميعًا فآمنتم وكفرنا وصدقتم وكذّبنا وأقررتم وجحدنا فما أغنى ذلك عنكم نحن فيها جميعًا سواء تعذبون كما نعذب وتجلدون كما نجلد فيغضب الله من ذلك غضبًا لم يغضب في شيء مما مضى ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4326). وذكره الألباني في صحيح ابن ماجه (3492). والحديث أخرجه البخاري (7437 و 7438) ومسلم (182، 299). (¬2) نوادر الأصول (ص 36).

ولا يغضب في شيء مما بقي مثله فيخرج أهل التوحيد منها: الحديث. فهذا يدل أن من الموحدين من أهل النار من يعذب كالكفار فيخص حديث الأمانة وسيأتي حديث أبي سعيد: أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحييون .. الحديث، أو يخص أيضًا بحديث أبي هريرة بأن الموحدين منهم من يموت ومنهم من لا يموت (فإذا أراد أن يخرجهم منها أمسهم ألم العذاب تلك الساعة) يأتي أنهم بهذه الإمساس يصيرون فحمًا ثم يثبتون على باب الجنة إلا أن يحمل هذا على غير أولئك فإن جمعهم كونهم موحدين ولا بد من هذا لأنه أخبر - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث أن ذلك الإمساس في ساعة الإخراج لأن الله تعالى يميتهم لئلا يمسهم ألم العذاب، وحديث أبي سعيد فيه أنه أماتهم من العذاب وصاروا فيها فحمًا وسيأتي (فر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 368 - " إذا ادهن أحدكم فليبدأ بحاجبيه، فإنه يذهب بالصدل (ابن السني، وأبو نعيم في الطب، وابن عساكر عن قتادة مرسلاً (فر) عنه [أي عن قتادة] عن أنس (ض) ". (إذا ادهن أحدكم) دهن بدنه أو رأسه (فليبدأ بحاجبيه فإنه يذهب بالصداع) كغراب وجع الرأى وهذه فائدة طبية وفيه شرعية الإدهان (ابن السني وأبو نعيم في الطب وابن عساكر عن قتادة مرسلاً (¬2) فر عنه) عن قتادة (عن أنس) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (976) وفي إسناده الحسن بن علي بن راشد، قال الحافظ في التقريب: (1258): صدوق رمي بشيء من التدليس. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (308) والسلسلة الضعيفة (2038). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (175) عن قتادة مرسلاً وكذلك ابن الجعد (1025)، وفي الإسناد خليد بن دَعلج ضعيف، وحديث أنس قال المناوي (1/ 252) سنده ضعيف لأن فيه بقية وخليد بن دَعلج ضعفه أحمد والدارقطني. انظر: المجروحين (310) والمغني في الضعفاء (1947) وقال: ليس بقوي وقال: ليس بقوي والميزان (3/ 136). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (311) والسلسلة الضعيفة (2211).

المصنف لضعفه وقال في الكبير بعد ذكره: ضعيف. 369 - " إذا أدى العبد حق الله وحق مواليه كان له أجران (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا أدى العبد) المملوك ذكرًا كان أو أنثى (حق الله) من طاعته الواجبة (وحق مواليه) سادته أو سيده وهي طاعتهم وخدمتهم (كان له أجران) ليس المراد أجر طاعة ربه وأجر طاعة مواليه فإنه معلوم أن الله لا يضيع عمل عامل بل المراد يضاعف له أجر كل عمل نظير قوله تعالى: {نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} [الأحزاب: 31] (حم م عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري (¬1). 370 - " إذا أديت زكاة مالك، فقد قضيت ما عليك (ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا أديت زكاة مالك فقد أديت ما عليك) فيه دليل لمن يقول إنه لا حق في المال سوى الزكاة ويأتي حديث فاطمة بنت قيس: ليس في المال حق سوى الزكاة ويأتي الكلام عليه هنالك إن شاء الله تعالى (ت) قال في الكبير: حسن غريب (5 ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وفيه الحسن بن علي بن راشد رمي بالتدليس قاله ابن حجر وأورده الذهبي في الضعفاء (¬3). 371 - " إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره ابن خزيمة (ك) عن جابر (صح) ". (إذا أديت زكاة مالك فقد أذهبت عنك شره) أي الشر الذي ينشأ عنه وينسب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 252)، ومسلم (1666). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 390) وابن ماجه (1788) وكذلك الترمذي (618)، وضعفه الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 160) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (312). (¬3) قال الحافظ في التقريب (1258): صدوق رمي بشيء من التدليس، وانظر: المغني للذهبي (1433) وقال: ثقة ضعفه عباس العنبري، وقال ابن عدي (2/ 331): ولم أر بأحاديثه بأسًا.

إليه وهو عائد على مالك وهو عقوبته الدنيوية بإذهاب بركته والأخروية بالعقاب عليه الآتي بيانه وأنه يكوى به وأنه يبسط لأنعامه فتمر عليه بإحقافها وأظلافها وأنه يمثل له ثعبانًا أقرع يأتي ذلك كله إن شاء الله تعالى (ابن خزيمة ك عن جابر (¬1)) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي قال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح ولكن رجح أبو زرعة وقفه. 372 - " إذا أذن في قرية آمنها الله من عذاب ذلك اليوم (طس) عن أنس (ض) ". (إذا أذن) نودي للصلاة بألفاظه المعروفة المشروعة (في قرية أمنها الله من عذاب (¬2) ذلك اليوم) إن قيل: لكَمْ من قرية أذن فيها فأتاها ما يكره بياتًا أو هم قائلون قلت: ليس كل آذان مقبولاً فإنه لا يقبل إلا ما كان عن قلب غير غافل ولا لاه لأنه دعاء وتقدم أنه لا يقبل إلا إذا صدر عن قلب كذلك ولأن المراد بالعذاب نوع خاص سماوي كما يرشد إليه إضافته إليه تعالى (طس عن أنس) (¬3) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه عبد الرحمن بن سعد ضعفه ابن معين. 373 - " إذا أذن المؤذن يوم الجمعة حرم العمل (فر) عن أنس (ض) ". (إذا أذن المؤذن يوم الجمعة حرم العمل) أي الشاغل عن إجابة النداء لأنه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة (2258، 2470) والحاكم (1/ 390) وقال: صحيح على شرط مسلم، والبيهقي في السنن (4/ 84) والخطيب في تاريخ بغداد (5/ 106) وقول الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 272) وقال في التلخيص الحبير (2/ 160) وله شاهد صحيح عن أبي هريرة، ولذا تراجع الألباني عن تضعيفه بعد أن كان أورده في السلسلة (2219). (¬2) المطبوعة (من عذابه). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 257 رقم 746) وفي الأوسط (3671) وقال الهيثمي (1/ 328) فيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار ضعفه ابن معين، انظر: تهذيب الكمال (17/ 132)، قال الحافظ في التقريب (3873): ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (316) والسلسلة الضعيفة (2206).

تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] فالعامل تارك للسعي المأمور به فهو فاعل بمنهي عنه باللزوم ولذا ذهب جماعة إلى عدم صحة البيع حال الصلاة والحديث دال على تحريم العمل من بعد النداء (فر عن أنس) (¬1) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه عبد الجبار القاضي قال الذهبي من علماء المعتزلة، وفي الضعفاء: داعية إلى الاعتزال، وفيه سعيد بن ميسرة قال ابن حبان: يروي الموضوع. 374 - " إذا أراد الله بعبد خيرًا جعل صنائعه ومعروفه في أهل الحفاظ، وإذا أراد الله بعبد شرًّا جعل صنائعه ومعروفه في غير أهل الحفاظ (فر) عن جابر (ض) ". (إذا أراد الله بعبد خيرًا) إرادته تعالى الخير بعبده تفضل منه وإحسان جزاء على عمل صالح أسلفه العبد أو نية حسنة أو هو محض فضل منه تعالى فإرادته الخير من باب تيسير اليسرى الذي أفاده قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)} [الليل: 5 - 7] فإرادته الخير لعبده كزيادة الهدى لمن اهتدى {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17] فكل ما في هذه الأحاديث من إرادته الخير فهي من باب تيسير اليسرى كما في الآيات {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}، {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء: 28] إرادته تعالى بعبده الشرّ لا يكون إلا عقوبةً له على قبيح أسلفه وهو تيسيرًا لعسرى التي أفادها قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} [الليل: 8 - 10] وأفادها قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة: 41] ومثل: {يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي كما في الكنز (21101) وقال الغماري في المداوي (1/ 276): علته الرئيسة سعيد بن ميسرة فراجعه غير مأمور، وانظر ترجمته في: المجروحين (1/ 316) والمغني (1458)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (314) والضعيفة (2205) موضوع.

{الْآخِرَةِ} [آل عمران: 176] ونحو هذه الآيات التي يفسرها المعتزلي بالخذلان وهو الإضلال واعلم أنه تعالى لا ييسر عبدًا للعسرى إلا عقوبة على سالف إساءته كما قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110] وكقوله: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 59] فجعل علة التقلب والطبع عدم انقيادهم لرسله وذلك أنه تعالى قد فطر عباده على الهدى فمن بقي على الفطرة وقبل ما جاءت به الرسل زاده هدى ولطفًا وتوفيقًا ومن غير الفطرة وكذب الرسل يسر للعسرى وخذله ثم اعلم أن إرادته تعالى الخير بعباده وإرادته الشر لا يستلزم وقوع المراد منهم ضرورة أنه أراد ذلك منهم مع بقائهم مختارين كما أراد الإيمان منهم فهو أراد وقوع الخير منهم وهم مختارون فقد يقع ما أراده تعالى منهم وقد يتخلف وهذا بخلاف ما يريده تعالى من أفعاله فإنه لا يتخلف عن إرادته وقوع مراده مثل قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40] بخلاف الأول ومنه: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء: 27] فإن المراد يريد منكم أن تتوبوا فيتوب عليكم أي يتقبل توبتكم إلا أن مع إرادته تعالى الخير بعبده يكون أقرب إلى فعل ما أراده منه لأنه من اللطف وعكسه إرادته بعبده الشر إذا عرفت هذا فاجعل هذا البحث نصب عينيك فقد زلت بجهله عوالم وقد تهاوش حوله طوائف ولم يقع لهم محررًا مقررًا ولعلنا لا نكرره وقد بسطناه في إيقاظ الفكرة بسطا شافيًا (جعل صنائعه ومعروفه) الصنعة بالمهملات هي الإحسان والمعروف العطف للمعروف وعليها تفسيري (في أهل الحفاظ) بزنة كرام مصدر والمراد بهم أهل الدين والأمانة الذين يحفظون المعروف ولا يضيعونه ويكافئون عليه بالدعاء والثناء ونحوهما فتربوا صنائعه عند الله بالدعاء لفاعلها وعند العباد بحسن الذكر

والمكافأة وأما من جعلها في غير أهلها فإنه يضيعها ولا يكافئ عليها ثناءًا ولا دعاءًا وإن لم يضع عند الكيل، وفيه دلالة على حسن المكافأة وحفظ الصنيعة (وإذا أراد الله بعبد شرًا) تقدم تحقيق هذه الإرادة (جعل صنائعه ومعروفه في غير أهل الحفاظ) فلا ييسر له موضعًا لمعروفه ولا محلاً لإحسانه إلا عرض لا يحفظ معروفًا ولا يكافئ في صنيعه فيذهب ماله في غير محله فهذه عقوبة مالية (فر عن جابر) رمز المصنف (¬1) لضعفه؛ لأن فيه خلف بن يحيى عن ابن أبي حاتم كذاب. 375 - " إذا أراد الله بعبد خيرًا جعل غناه في نفسه، وتقاه في قلبه، وإذا أراد الله بعبد شرا جعل فقره بين عينيه الحكيم (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا أراد الله بعبد خيرًا جعل غناه في نفسه) أي جعل نفسه غنية قانعة راضية عن الله فالقناعة هي الغنى كما يقال: "الغنى غنى النفس" وذلك أن أغنى الناس أقلهم حاجة ويقال من سد فقره بالمقتنات فما في إنسدادها مطمع وما ذلك إلا كمن يرقع الخرق بالخرق ومن سده بالقناعة والاقتصار على تناول ما لا بد منه فهو الغنى المقرب إلى الله وأما حديث: "لو كان لابن آدم وادٍ من ذهب لابتغى إليه ثانيًا ... " الحديث عند الشيخين (¬2) فلا ينافي هذا لأنه إخبار عن جبلة الإنسان وأصل طبعه وقد يخرج عنه بما يجعله الله من القناعة في قلبه أو يقال: حب المال لا ينافي غنى النفس وإنما ينافيه جعله نصب عينيه وغاية مرامه كما يشعر به قوله في مقابلة وإذا أراد إلى الآخرة (وجعل تقاه في قلبه) أي جعل قلبه تقيًا مراقبًا لله يتنوع عن القيام بحقوق الله فإن التقوى محله القلب وهو المضغة التي ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (936) وفي إسناده خلف بن يحيى قال أبو حاتم: متروك الحديث كان كذابًا لا يشتغل به انظر: الجرح والتعديل (3/ 372)، وقال الغماري في المداوي (1/ 277) رقم (377): موضوع، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (328) والسلسلة الضعيفة (2221). (¬2) أخرجه البخاري (6439) ومسلم (1048).

إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، فإن الإنسان هو القلب حقيقة فما اتصف به القلب فاضت صفاته على الأعضاء و (إذا أراد به شرًا جعل فقره بين عينيه) أي متصورًا له لا يفارق حدقتيه يشغل قلبه وقالبه أينما دارت عيناه رآه وإن كثر ماله فلا يزداد إلا فقرًا (الحكيم فر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 376 - " إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين، وزهده في الدنيا، وبصره عيوبه (هب) عن أنس وعن محمد بن كعب القرظي مرسلاً (ض) ". (إذا أراد الله بعبد خيرًا فقهه في الدين) الفقه الفهم والدين الإِسلام أي فهمه معانيه وعرفه وجه شرعه فإن الفقه في الدين فيه خير الدارين وقد دعا - صلى الله عليه وسلم - لابن عباس بقوله: "اللهم فقهه في الدين" (وزهده في الدنيا) يأتي حقيقة الزهد في الحديث النبوي في حرف الزاي (وبصره عيوبه) عرفه عيوب نفسه فأحسها وأصلح نفسه وطهرها وشغله عيبه عن عيوب الناس (هب عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬2) (وعن محمد بن كعب القرظي) بضم القاف والظاء المعجمة نسبة إلى بني قريظة أحد الأعلام وروى عن جماعة من الصحابة قال ابن عوف: ما رأيت أحدًا أعلم بتأويل القرآن من القرظي، قال ابن سعد: وكان ثقة ورعًا ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم (2/ 214)، والديلمي في مسند الفردوس (940)، وابن حبان (6217)، قال المناوي (1/ 255): كتب الحافظ ابن حجر على هامش الفردوس بخطه: ينظر في هذا الإسناد أهـ. في إسناده دراج أبو السمح، قال الحافظ في التقريب (1824): القاص، صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (329) والسلسلة الضعيفة (2222). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10535) وإسناده ضعيف في إسناده موسى بن عبيدة وهو الربذي ضعيف. والديلمي في مسند الفردوس (935) وابن أبي شيبة (7/ 193) موقوفًا على محمد بن كعب. قال المناوي في الفيض (1/ 256) وإسناده ضعيف جدًّا وقال غيره واهٍ، وأورده الألباني في السلسلة الضعيفة (2220)، وقد ضعفه في ضعيف الجامع (335) أيضًا.

كثير الحديث مات سنة 109 رحمه الله (¬1) (مرسلاً) ورواه الديلمي عن أنس قال العراقي: وإسناده ضعيف جدًا (¬2). 377 - " إذا أراد الله بعبد خيرًا جعل له واعظًا من نفسه: يأمره وينهاه (فر) عن أم سلمة (ض) ". (إذا أراد الله بعبد خيرًا جعل له واعظًا) في القاموس (¬3): وعظه يعظه وعظًا وموعظة ذكره قايلين قلبه من الثواب والعقاب فقوله (من نفسه) بيان للواعظ وهو ما يلقيه الله من الإلهام للعبد إلى ترك ما يوجب عقابه وفعل ما يقتضي ثوابه (يأمره) بفعل الخير و (ينهاه) عن الشر وهذا الواعظ من النفس أبلغ من الواعظ من الغير ولذا قيل (¬4): لا تنته الأنفس عن غيها ... ما لم يكن منها لها زاجر (فر عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه وقال الحافظ العراقي وغيره: إسناده جيد (¬5). ¬

_ (¬1) هو تابعي مشهور، انظر: الإصابة (6/ 345). (¬2) وفي المطبوع من تخريج أحاديث الإحياء (4/ 157): إسناده ضعيف. (¬3) القاموس (ص 903). (¬4) ذكره ابن الجوزي في المنتظم (10/ 19) إلى أبي نواس وكذا ابن عساكر (13/ 442) تاريخ دمشق وأورده ابن خلكان في ترجمة أبي نواس في وفيات الأعيان (2/ 95 - 102). (¬5) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (30762 الكنز)، وكذا هناد (1/ 290) رقم (506)، وقال الحافظ العراقي في "المغني" رقم (2590) (3/ 11): إسناده جيد. وقد روى عن ابن سيرين مرسلاً أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 264) وأحمد في الزهد (1/ 36) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (330) لأن فيه القاسم بن أبي صالح فيه كلام أورده الحافظ في اللسان (4/ 460) وسما أباه: بندار بن إسحاق بن أحمد الزرار الحذاء. قال صالح بن أحمد: "كان صدوقًا متقنًا لحديثه، وكتبه صحاح بخطه، فلما وقعت الفتنة، ذهبت عنه كتبته، فكان يقرأ من كتب الناس، وكف بصره، وسماع المتقدمين عنه أصح. وقال عبد الرحمن الأنماطي: "كنت أتهمه بالميل إلى التشيع".

378 - " إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا عسله، قيل: وما عسله؟ قال: يفتح له عملاً صالحًا قبل موته، ثم يقبضه عليه (حم طب) عن أبي عنبة (ح) ". (إذا أراد الله بعبد خيرًا عسله) بفتح العين والسين المهملتين مخففًا ويُشدّد في النهاية (¬1): أي طيب ثناؤه فيهم مأخوذ من العسل يقال عسل الطعام إذا جعل فيه العسل شبه ما رزقه الله من العمل الصالح الذي طاب به ذكره بالعسل الذي يجعل بين الطعام فيحلوا به ويطيب. انتهى. (قيل) يا رسول الله (وما عسله) كأن المخاطبين ما كانوا عارفين بمعنى هذا اللفظ فقالوا ما معنى عسله؟ (قال: يفتح له عملاً صالحًا قبل موته ثم يقبضه عليه) فيكون ذلك حسن الختام ولا يخفى أنه ليس في الحديث دليل على ما قاله ابن الأثير من طيب الثناء بل قد فسر - صلى الله عليه وسلم - عسله بغير ذلك إلا أن يقال فسره ابن الأثير باللازم إذ من لازم من صلح حاله طاب الثناء عليه (حم طب عن أبي عنبة (¬2)) بكسر العين المهملة وفتح النون والموحدة فتاء تأنيث اسمه عبد الله بن عنبة له حديث فيه تصريحه بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال ابن الأثير: قد اختلف في صحبته، توفي أيام عبد الملك بن مروان ورمز المصنف لحسن الحديث وقال الهيثمي: إسناده جيد وفيه بقية مدلس وقد صرح بالسماعِ. 379 - " إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، قيل: وما استعماله؟ قال: يفتح له عملاً صالحا بين يدي موته، حتى يرضى عنه من حوله (حم ك) عن عمرو بن ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 237). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 200)، والطبراني كما في مجمع الزوائد (7/ 251) وفي مسند الشاميين (839) والقضاعي (1389) عن أبي عنبة والطبراني في المعجم الكبير (8/ 110) رقم (7522) والقضاعي (1388) عن أبي أمامة، وفي المعجم الأوسط (4656) عن عائشة وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 215). وصححه الألباني في صحيح الجامع (307) والصحيحة (1114).

الحمق (صح) ". (إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله) قيل: وما استعماله؟ قال: يفتح له عملاً صالحًا بين يدي موته) استعارة جعل للموت يدًا ثم أثبت لها البينية التي لليد الحقيقية والمراد عمل يتصل بموته فيموت عليه وهذا من حسن الخاتمة أيضًا والتوفيق (حتى يرضى عنه من حوله) من أهله وجيرانه ومعارفه وغيرهم فيثنون عليه خيرًا فيتقبل الله شهادتهم وتزكيتهم وهذا قرينة لتفسير عسله بطيب الثناء (حم ك (¬1) عن ابن عمرو بن الحمق) بفتح الحاء المهملة وكسر الميم آخره قاف هو الخزاعي صحابي هاجر بعد الحديبية وشهد مع علي عليه السلام حروبه الجمل وصفين والنهروان وقتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي وبعث برأسه إلى معاوية وهو أول رأس بعث به في الإِسلام، والحديث رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 380 - " إذا أراد الله بعبد خيرًا استعمله، قيل: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت، ثم يقبضه عليه (حم ت حب ك) عن أنس (صح) ". (إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا استعمله قيل كيف يستعمله؟) سؤال عن الكيفية وفي الأول عن معنى الاستعمال والمآل واحد وكأنها كانت تختلف المواقف أو أن الرواة تصرفوا في الألفاظ فعبر كل واحد بلفظ يقارب معنى اللفظ الآخر (قال: يوفقه لعمل صالح قبل الموت ثم يقبضه عليه) وقد لزم ما ذكره في الحديث الأول من أنه يرضي عنه من حوله (حم ت حب ك عن أنس (¬2)) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 224)، والبزار (2155 - كشف)، والحاكم في المستدرك (1/ 340) وابن حبان (342) وقال الهيثمي (7/ 214) ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح، وصححه الألباني في الجامع (304) والسلسلة الصحيحة (114). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 106) والترمذي (2142) وقال: حسن صحيح، وابن حبان (341) والحاكم في المستدرك (1/ 340) وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه=

لصحته وقال في الكبير عن الترمذي: صحيح. 381 - "إذا أراد الله بعبد خيرًا طَهّره قبل موته، قالوا: وما طهور العبد؟ قال: عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (إذا أراد الله بعبد خيرًا طهره قبل موته قالوا وما طهور العبد) بضم الطاء وفتحها (قال عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه) الإلهام أن يلقي الله في النفس أمرًا يبعثه على الفعل أو الترك (طب عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 382 - "إذا أراد الشر بعبد خيرًا صيّر حوائج الناس إليه (فر) عن أنس" (ض). (إذا أراد الله بعبد خيرًا صيّر حوائج الناس إليه) فتقضى على يديه فيؤجر فينال خيرًا وأجرًا وهو تصريح ونصّ على بعض العمل الصالح الذي سلف في الأحاديث الأول وهو عسل له وتطهير فيصدق تلك الأحاديث عليه (فر عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬2). وقال العراقي: فيه يحيى بن شيبة ضعفه بن حبان وقال الذهبي عن بن حبان لا يحتج به (¬3). 383 - "إذا أراد الله بعبد خيرًا عاتبه في منامه (فر) عن أنس". (إذا أراد الله بعبد خيرًا عاتبه في منامه) في النهاية (¬4): العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة المَوْجِدة انتهى. والمراد من عتابه له تعالى أنه يريه في منامه ما يرشده ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (305). (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 230) رقم (7900)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 215): وفي إحدى طرقه بقية بن الوليد وقد صرح بالسماع وبقية رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (306). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (938) وفي إسناده يحيى بن شيبة ترجم له الذهبي في الميزان (7/ 189) وساق له ثلاث أحاديث باطلة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (331) والسلسلة الضعيفة (2224). (¬3) ورد قول العراقي في الأصل في نهاية الحديث الآتي، مع أنه يتعلق بهذا الحديث، فقدمته هنا. (¬4) النهاية (3/ 175).

إلى تدارك ما فرّط فيه من حسن أو ترك ما أتاه من قبيح ويريه ما يدله على ذلك من الأمثال، وباب الرؤيا باب واسع وجزء من أجزاء النبوة وكم تائب تاب لمنام رآه ولا يزال الرب يعاتب عبده في منامه ما لم يعرض عن الخير ويقبل على الشر فإنه يخذله وقد يريه أنه على صواب خذلانًا وإضلالاً وقد يكون العتاب بالخطاب على لسان ملك أو نحوه يسمعه في منامه رأيت في بعض المجاميع أن رجلاً كان له ورد من القرآن فتركه في بعض أيامه فرأى قائلاً في منامه (¬1): إن كنت تزعم حبي فلم جفوت كتابي ... أما تأملت فيه لطائفًا من عتابي (فر عن أنس) سكت عليه المصنف (¬2). 384 - " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا؛ وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة (ت ك) عن أنس (طب ك هب) عن عبد الله بن مغفل (طب) عن عمار بن ياسر (عد) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة) على ذنوبه (في الدنيا) حتى يلقى الله وقد نقاه من الذنوب (وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه) أي أمسك عنه العقوبات فلا يطلقها عليه بسبب ما ارتكبه من الذنب (حتى يوافي) يأتي (به) بذنبه (يوم القيامة) فينزل به عقوبة الذنب ففيه أنه لا يعجل الله عقوبة الذنب في الدنيا إلا لمن أراد به الخير لأن عقوبات الدنيا زائلة ذاهبة وإذا أراد به خلاف ذلك أمسك عليه العقوبات ليوافي القيامة بجناياته فيعاقب عليها (ت ك عن ¬

_ (¬1) أورده ابن العديم في "بغية الطلب" (2/ 609) من قول وحكاية عن أحمد بن جعفر الارتاحي في ترجمته وأوردها الغزالي في الإحياء (4/ 332) حكايته وكذا ابن رجب في جامع العلوم. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (943) وفي إسناده وهب بن راشد وهو متروك انظر: المجروحين (3/ 75) والميزان (7/ 147) ضرار بن عمرو: متروك انظر المغني في الضعفاء (2920) ويزيد الرقاشي ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (332) والسلسلة الضعيفة (2226).

أنس) (¬1) رمز المصنف لصحته وفي الكبير أنه حسن غريب (طب ك هب عن عبد الله بن مغفل طب عن عمار بن ياسر) إسناده جيد (عد عن أبي هريرة). 385 - " إذا أراد الله بعبد خيرًا فقهه في الدين، وألهمه رشده. البزار عن ابن مسعود (ح) ". (إذا أراد الله بعبد خيرًا فقهه في الدين) تقدم (وألهمه رشده) تقدم تفسير الإلهام، والرشد: من رشد كنصر وفرح رَشدًا ورَشِدًا ورشادًا اهتدى، نكتة: قال ابن السبكي في الطبقات الكبرى (¬2): أنه قرأ الشيخ شهاب الدين بن المُرَحِّل على الحافظ جمال الدين المزي حديث: "من يطع الله ورسوله فجرى على لسانه رشِد بكسر الشين فرد عليه المزي فقد رشد بالفتح وقال له: قال الله تعالى: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186] مراده أن يفعل إنما يكون مضارع الفعل وهو المدعي هنا قال ابن المرحل وكذلك قال الله تعالى: {فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} [الجن: 14] فسكت المزي يعني أن فعلاً بالتحريك إنما يكون لفعل بالكسر كفرح فرحًا ثم رجّح ابن السبكي ما قاله المزي وقال: إنه مشهور في اللغة ونقله المصنف في المرقاة (¬3) وسكت عليه. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2396) والحاكم (4/ 106) وقال الترمذي: حديث حسن غريب والطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (10/ 191)، والحاكم (1/ 349) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والبيهقي في شعب الإيمان (9817) عن ابن مغفل، وعزاه في مجمع الزوائد (10/ 192) للطبراني في معجمه الكبير عن عمار بن ياسر، وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 355) عن أنس. وقد صححه الألباني في صحيح الجامع (308) والسلسلة الصحيحة (1220). (¬2) طبقات الشافعية الكبرى (10/ 429) وجاء فيها: قرأ عليه الشيخ شهاب الدين بن المرحِّل النحوي أستاذُ صاحبنا الشيخ جمال الدين عبد الله بن هشام في النحو، كتاب "سيرة ابن هشام" فمرت به لفظة رشد، فجرى على لسانه: رشِد بكسر الشين، فرد عليه الشيخ رشَد بالفتح ... (¬3) يعني كتابه: مرقاة الصعود لشرح سنن أبي داود طبع الكتاب بتحقيقنا والحمد لله على توفيقه سبحانه.

قلت: وقد سمعت عن القاموس أنه جاء من باب فعل يفعل وعليه قوله: {لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186] ومن باب فرح يفرح وعليه قوله: {تَحَرَّوْا رَشَدًا} [الجن: 14] فقراءة الحديث رشِد بالكسر صحيحة وبالفتح كذلك وقول ابن السبكي: بأشهرية إحداهما لا دليل عليه، وحديث الكتاب يصح فيه الأمران. (البزار عن ابن مسعود) (¬1) رمز المصنف لحسنه وقال المنذري: إسناده لا بأس به وقال الهيمثي: رجاله موثقون. 386 - " إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له قُفْلَ قلبه، وجعل فيه اليقين والصدق، وجعل قلبه واعيا لما سلك فيه، وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعة، وعينه بصيرة أبو الشيخ عن أبي ذر". (إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له قفل قلبه) هو استعارة مأخوذه من قوله تعالى: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24] شبه القلب بذي القفل كالصندوق ثم أثبت له القفل تخييلاً ثم الفتح ترشيحًا وفسر ثمرة الفتح بقوله (وجعل فيه اليقين) هو خلاف الشك، والمراد جعل فيه اليقين بالإيمان والتصديق بما جاء عن الله وعن رسوله وعمل بمقتضاه وأيقن بالوعد فعمل طلبًا للثواب وأيقن بالوعيد فترك المنهي عنه فإنه لا يقين لمن لا عمل له (والصدق) أي جعله مصدقًا لما يلقى إليه من كلام الله ولكلام رسله (وجعل قلبه واعيًا) حافظًا (لما يسلك فيه) السلك الإدخال أي جعل قلبه حافظًا لما دخل إليه من الخير (وجعل قلبه ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1700) وكذا الطبراني (10/ 197) رقم (10445) وقال المنذري (1/ 50): إسناده لا بأس به وقال الهيثمي في المجمع (1/ 121): رجاله موثقون. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (334) في إسناده أحمد بن محمد بن أيوب صدوق كانت فيه غفلة كما في التقريب (93) وقال ابن عدي في ترجمته (1/ 174) وأنكرت عليه وحدث عن أبي بكر بن عياش بالمناكير. ثم قال بعد أن ساق له عدة أحاديث: وأحمد بن محمد هذا أثنى عليه أحمد وعلي وتكلم فيه يحيى وهو مع هذا كله صالح الحديث ليس بمتروك.

سليمًا) سالمًا عن كل ما لا يرضاه الله من اعتقاد النفاق والكفر والحسد والحقد وحب غير الله وهو الذي أراده الخليل بقوله: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89] (ولسانه صادقًا) لا ينطق إلا به (وخليقته مستقيمة) في القاموس (¬1): الخليقة الطبيعة أي جعل طبيعته منقادة للحق منفعلة للخير مجتنبة للشر منجذبة لكل ما يحبه الله ورسوله (وجعل أذنه سميعة) سامعة لكل نافع من الأقوال وليست كالصمغ الذي يأتي ويل لإجماع القول بل هو يورد ما تلقته إلى قلبه يتأمله ويتفكر فيه (وعينه بصيرة) منتفعة بما تنظره مطلقة للنظر في ملكوت السماوات والأرض للاعتبار لا نظر الغافل. واعلم أن هذه الحواس المذكورة هي عمدة الإنسان وهي جواسيس القلب التي تجلب له الخير أو الشر ويستمد منها ولهذا يذكرها الله تعالى مقترنًا بعضها ببعض: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ} [النحل: 78]، {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء] {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة: 7] والحديث قد اشتمل على ما اشتملت عليه الآيات وزاد مقدمة هي جعل اليقين والتصديق بساطًا لقبول ما يرد عليه ويسلك فيه أما من علوم الأنبياء والرسل وهي التي طريقها السمع وأما علوم الملكوت التي بثها الله على صفحات الأكوان أدلة عليه وعلى قدرته وحكمته وعلى صفاته وهي التي طريقها البصر، وهذه مواد الإيمان ووسيلة الفوز بالسعادة الأبدية، والقلب لا يكون واعيًا حتى يكون مصدقًا ولا يجعل سليمًا إلا إذا وعى، واللسان هى مغرفة القلب فيظهر شره وخيره منها فإذا كان سليمًا كانت صادقة، والخليقة هي خلاصة ما في القلب وفيض ما اشتمل عليه فإذا استقام استقامت فليتأمل ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1137).

قدر هذا الحديث فإنه من الجوامع النبوية ويعلم منه أن مشكاة الكتاب والسنة من الفيض الرحماني متساوية متقاربة ذرية بعضها من بعض (أبو الشيخ عن أبي ذر (¬1)) سكت عليه المصنف وفيه جماعة ضعفاء ذكرهم الشارح. 387 - " إذا أراد الله بأهل بيت خيرًا فقههم في الدين، ووقر صغيرهم كبيرهم، ورزقهم الرفق في معيشتهم، والقصد في نفقاتهم، وبصرهم عيوبهم فيتوبوا منها؛ وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملاً (قط) في الأفراد عن أنس (ض) ". (إذا أراد الله بأهل بيت خيرًا فقهم في الدين ووقر صغيرهم كبيرهم) من التوقير التعظيم وقد جعل الله للكبير حقًا على الصغير، ويأتي حديث: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا" (ورزقهم الرفق في معيشتهم) الرفق اللطف واللين في القول وفي الفعل الأخذ بالسهل منه ويأتي حديث: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه" وحديث: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله" (والقصد في نفقاتهم) بفتح القاف وسكون الصاد المهملة هو العدل والتوسط في الأمور كلها والمراد رزقهم الله التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط وهما الإسراف والتقتير كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} الآية. [الفرقان: 67] وهي الحسنة بين السيئتين كما قال عمر بن عبد العزيز وفي كلام النهج (¬2): ما عال من اقتصد أي ما افتقر. (وبصرهم عيوبهم فيتوبوا منها) هكذا في نسخ الجامع بحذف النون ولم يتقدمه شيء من الأمور الستة التي هي شرط في نصب ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في الثواب كما في الكنز (30768)، والديلمي (1/ 9411) من طريق أبي الشيخ كما في المداوي (1/ 713) رقم (387)، وفي إسناده سعد بن إبراهيم مجهول وهو، وشرحبيل بن الحكم عن عامر بن نائل قال ابن خزيمة في "التوحيد": أنا أبرأ من عهدتهما: انظر: المغني في الضعفاء (2754) والميزان (3/ 368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (333) وفي السلسلة الضعيفة (2226). (¬2) انظر: نهج البلاغة (ص: 712).

الفاء وكأنه لوحظ في بصر معنى الأمر أو على لغة: والحق بالحجاز واستريحا (وإذا أراد بهم غير ذلك تركتهم هملاً) بفتح الهاء والميم هي الإبل لا راعي لها وقيل: السدى المتروك ليلًا ونهارًا والمراد أهملهم عن جميع ما ذكر (قط في الإفراد (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وقال مخرجه الدارقطني: غريب تفرد به ابن المنكدر عنه ولم يروه غير موسى بن محمد بن عطاء وهو متروك. 388 - " إذا أراد الله بقوم خيرًا: أكثر فقهاءهم، وأقل جهالهم؛ فإذا تكلم الفقيه وجد أعوانا، وإذا تكلم الجاهل قهر. وإذا أراد الله بقوم شرًّا: أكثر جهالهم، وأقل فقهاءهم؛ فإذا تكلم الجاهل وجد أعوانا، وإذا تكلم الفقيه قهر أبو نصر السجزي في الإبانة عن حيان بن أبي جبلة، (فر) عن ابن عمر (ض) ". (إذا أراد الله بقوم خيرًا أكثر فقهاءهم) هو أعم من الأول فإن القوم أعم من أهل بيت عرفًا وإن كان قد يكون أهل بيت قومًا كما أن الأول أعم من حديث إذا أراد الله بعبد خيرًا فقهه في الدين (وأقل جهالهم فإذا تكلم الفقيه وجد أعوانًا وإذا تكلم الجاهل قهر) بمضمون كلامه وفيه أن أهل العلم أعوان بعضهم لبعض على الخير وعليه حديث الشيخين (¬2): "المؤمنون كالبنيان يشد بعضه بعضًا" والمراد بالفقهاء العاملون المتعاونون على الخير والبر والتقوى الدعاة إلى ما فيه رضا الله وإقامة شعائر دينه فيا حسرتا من زمان أصبح المسمى بالفقيه فيه عونًا للجهال فإذا تكلم العالم قهره الفقهاء وأغروا به السفهاء وإذا تكلم الجاهل أعانه الفقهاء فإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أرشد الأمة أجمعين إلى ما ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (956) والدارقطني في الأفراد كما في الكنز (28691) وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 78) وقال: قال الدارقطني: غريب، وابن عدي في الكامل (6/ 347)، وقال: منكر بهذا الإسناد وموسى بن محمد منكر الحديث ويسرق الحديث. (¬2) أخرجه البخاري (481) ومسلم (2585).

فيه رضاك يا رب العالمين. (وإذا أراد بقوم شرًّا أكثر جهالهم وأقل فقهاءهم فإذا تكلَّم الجاهل وجد أعوانًا) لأن أكثر الناس على الجهل وفيه أن فشو الجهل سبب لظهور أهل الباطل على أهل الحق (وإذا تكلم الفقيه قهر) لعدم الأعوان (أبو نصر السجزي في الإبانة عن حَيَّان) بفتح الحاء المهملة بعدها مثناة تحتية (ابن أبي جَبَلة) بالجيم مفتوحة وفتح الموحدة تابعي ثقة فكان على المصنف أن يقول مرسلاً (فر عن ابن عمر (¬1)) رمز المصنف لضعفه لأن فيه الحسن بن علي التميمي قال في الميزان: عن الخطيب ليس بحجة. 389 - " إذا أراد الله بقوم خيرًا مدَّ لهم في العمر، وألهمهم الشكر (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا أراد الله بقوم خيرًا أمد) طَوَّل (لهم في العمر) بضم المهملة وسكون الميم وضمها مدة الحياة (وألهمهم الشكر) ألقى في قلوبهم شكر النعم فيكون طول العمر زيادة في الطاعة والتقوى (فر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬2). 390 - " إذا أراد الله بقوم خيرًا: ولّى عليهم حلماءهم، وقضى بينهم علماؤهم، وجعل المال في سمحائهم. وإذا أراد بقوم شرا: ولّى عليهم سفهاءهم، وقضى بينهم جهالهم، وجعل المال في بخلائهم (فر) عن مهران (ض) ". (إذا أراد الله بقوم خيرًا ولى عليهم حلماءهم) جمع حليم والحلم التثبت ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (952) من رواية ابن عمر وقال المناوي (1/ 261): الحسن بن علي التميمي قال في الميزان (2/ 262) عن الخطيب: ليس بحجة، وأبو نصر السجزي في الإبانة كما في الكنز (28692)، وأخرجه الخطيب في الفقيه والمتفقه (صـ 42)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (340) وفي السلسلة الضعيفة (2220). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (953) والبيهقي في الزهد (630) وفي إسناده عنبسة بن سعيد ضعفه الدارقطني وتركه الفلاس. انظر: "ميزان الاعتدال" (5/ 360). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (342) وفي السلسلة الضعيفة (2099).

والأناة وعدم المسارعة إلى المعاقبة بالذنب وذلك أن الحليم لا يأتي منه إلا كل خير، الرفق بالرعايا واللطف بهم فتكون ولايته من الألطاف للعباد القائدة لهم إلى كل خير (وقضى بينهم علماؤهم) أي جعل الحكم وفصل القضايا إلى العلماء لأنهم الذين بأنوارهم يُهتدى والمراد بهم العاملون لما يأتي من حديث ابن عمر: "أن القضاة ثلاثة ثم عد منهم من عرف الحق وحكم بغيره فهذا عالم قاض إلا أنه لا خير في قضائه". (وجعل المال في سُمَحائهم) لأنهم الذين يبذلون المال ويفيض من أيديهم على من سواهم ويخرجون الواجبات وينالها الفقراء ويصلون الرحم ويساهلون الناس في البيع والشراء والقضاء والاقتضاء. (وإذا أراد بقوم شرًا ولّى عليهم سفهاءهم) في القاموس (¬1): السفه: محرَّكَ خِفَّةُ الحلم أو نقيضه أو الجهل (وقضى بينهم جُهّالهم) فضلّوا وأضلّوا والمراد الذين لا يحكمون بالحق وإن كانوا به عالمين كما تقدم وقد سمى الله العالمال في لا يعمل جاهلاً في القرآن (وجعل المال في بخلائهم) لضد ما سلف من الفوائد الجارية على أيدي أهل السماحة (فر عن مهْران (¬2)) بكسر الميم وسكون الهاء فراء آخره ألف ونون هو مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورمز المصنف لضعفه وقال في مسند الفردوس: إسناده جيد. 391 - " إذا أراد الله بقوم نماء رزقهم السماحة والعفاف، وإذا أراد بقوم اقتطاعا فتح عليهم باب خيانة (طب) وابن عساكر عن عبادة بن الصامت (ض) ". (إذا أراد الله بقوم نماءًا) النماء: الزيادة والكثرة وهو عام هنا في المال والولد ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص: 1609). (¬2) أخرجه الديلمي من طريق ابن لال كما في المداوى للغماري (1/ 268) رقم (212) وقال المناوي (1/ 262): وإسناده جيد، وابن عساكر في تاريخ دمشق (68/ 129)، وحديث الحسن مرسل أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الحلم (75) والعقوبات (31)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (343).

رزقهم السماحة) المساهلة في الأمور الدنيوية (والعفاف) الكف عما لا يحل وعن سؤال الناس تكثرًا (وإذا أراد بقوم اقتطاعًا) أخذًا وذهابًا بما فيه من النعمة (فتح عليهم باب خيانة) ضد الأمانة أي جعلهم خونة لأمانات الله وهي التكاليف الشرعية فلا يأتون بها، وأمانات العباد فلا يفون بها فيحق عليهم العقاب وفيه أنه تعالى لا يعاقب أحدًا إلا بعمله فإنهم لما استحقوا تيسير العسرى ساقها إليهم ثم أخذوا بذنوبهم وهو نظير قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا} الآية [الإسراء: 16] (طب وابن عساكر عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لضعفه (¬1). 392 - " إذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق (حم تخ هب) عن عائشة البزار عن جابر". (إذا أراد الله بأهل بيت خيرًا أدخل عليهم الرفق) هو لين الجانب واللطف في الفعل والأخذ بالأسهل قال الزمخشري (¬2): ومن المجاز: هذا الأمر رافق بك وعليك ورفيق: نافع وهذا أرفق بك (حم تخ هب عن عائشة (¬3)) رمز المصنف لحسنه (البزار عن جابر) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في التاريخ (40/ 165) والديلمي في الفردوس (955)، والطبراني في مسند الشاميين (1/ 34) رقم (19) وقال: إبراهيم بن أبي عبلة لم يسمع من عبادة، وفي إسناده عراك بن خالد، انظر: المغني في الضعفاء (4087) و"الميزان" (5/ 80). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (347). (¬2) أساس البلاغة (1/ 177). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 71) والبخاري في التاريخ (1/ 416) وابن عدي (4/ 592)، والبيهقي في الشعب (6560) عن عائشة وأخرجه البزار (1700 كشف) عن جابر، قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: سنده ضعيف، وقول الهيثمي في المجمع (8/ 43)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (303) وفي السلسلة الصحيحة (1219).

393 - " إذا أراد الله بعبيد خيرًا رزقهم الرفق في معايشهم، وإذا أراد بهم شرًّا رزقهم الخرق في معايشهم (هب) عن عائشة (ض) ". (إذا أراد الله بعبيد خيرًا رزقهم الرفق في معاشهم) هو ضد العنف والمراد بمعاشهم مكاسبهم التي يعيشون فيها (وإذا أراد بهم شرًا رزقهم الخُرق) بضم الخاء المعجمة ضد الرفق والمراد الإسراف (في معاشهم) والمراد أنه إذا أراد بأحدٍ خيرًا رزقه ما يستغني به مدة حياته، ولينه في تصرفه مع الناس وألهمه القناعة، وإذا أراد به شرًا ابتلاه بضد ذلك (هب عن عائشة (¬1)) رمز المصنف لضعفه. 394 - " إذا أراد الله برجل من أمتي خيرًا ألقى حب أصحابي في قلبه (فر) عن أنس (ض) ". (إذا أراد الله برجل من أمتي خيرًا ألقى حب أصحابي في قلبه) فيه أن الحب من الله كما قدمناه وفيه {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ} [الحجرات: 7]، فهو من تيسير اليسرى لأن حب الصحابة من الإيمان لما لهم من الحق على العباد من السبق بالإيمان والجهاد ولصحبتهم سيّد ولد آدم - صلى الله عليه وسلم - وهو يحب صاحب الحبيب للحبيب ولذا قيل: حبيب إلى قلبي حبيب حبيبي ... ويكرم الصديق للصديق قال: ويكرم ألف للحبيب المكرم. (فر عن أنس (¬2)) رمز المصنف لضعفه قال الشارح: هو ضعيف لكن له شواهد. 395 - "إذا أراد الله بالأمير خيرًا جعل له وزير صدق: إن نسى ذكره، وإن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6561) وفي إسناده سويد بن سعيد وهو الحدثاني قال الحافظ ابن حجر: صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه فأفحش فيه ابن معين القول (التقريب 2690)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (338). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1/ 1/ 98)، كما في السلسلة الضعيفة، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 41)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (327) وفي السلسلة الضعيفة (1630).

ذكر أعانه. وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء: إن نسى لم يذكره، وإن ذكر لم يعنه (د هب) عن عائشة (ح) ". (إذا أراد الله بالأمير) هو ذو الإمارة والولاية ولو على أهله كما يدل له حديث الشمائل (خيرًا جعل له وزير صدق) في الكشاف (¬1): الوزير من الوزر لأنه يتحمل عن الملك أوزاره ومؤنه أو من الوزر لأن الملك يعتصم برأيه ويلجئ إليه أموره أو من المؤازرة وهي المعاونة انتهى، وقوله صدق بمعنى صادق فالمصدر في معنى اسم الفاعل أي وزيرًا صادقًا وضع موضعه مبالغة (إن نسي ذكره) ما نسيه من مصالح العباد (وإن ذكر أعانه) على مرضات الله برأيه ولسانه وبدنه (وإن أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي لم يذكره) مع كون الوزير ذاكرًا لما نسيه الأمير ويحتمل أنهما ينسيان جميعًا خذلانًا لهما فيفوت بالنسيان الخير والمصلحة (وإن ذكر لم يعنه) فلا يتم له مراده وفيه أن الوزير هو القائد للأمير إلى الخير والشر (د هب) ورواه ابن الأثير في جامع الأصول والنسائي (عن عائشة (¬2)) رمز المصنف لحسنه وقال في الرياض: رواه أبو داود على شرط مسلم لكن جرى العراقي على ضعفه وقال ضعفه ابن عدي وغيره ولعله من غير طريق أبي داود. 396 - " إذا أراد الله بعبد شرًّا خَضَّرَ له في اللبن والطين؛ حتى يبني (طب خط) عن جابر (ض) ". ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف (1/ 753). (¬2) أخرجه أبو داود (2932) والنسائي في المجتبى (7/ 159) وفي الكبرى (8752)، والبيهقي في السنن (10/ 111) وفي "الشعب" (7402)، وفي الأسماء والصفات (304)، وكذلك ابن حبان (4494) وأحمد (6/ 70) وقال النووي في رياض الصالحين (679) وإسناده جيد على شرط مسلم وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 221) في ترجمة زهير بن محمد العنبري، والدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (6268). وصححه الألباني في صحيح الجامع (302).

(إذا أراد الله بعبد شرًا خَضَّرَ) بالخاء والضاد المعجمتين قال في النهاية (¬1): حقيقته أن يجعل حالته خضراء والمعنى أنه يزيد له (في اللبن) بفتح اللام وكسر الموحدة جمع لبنة القطعة من التراب (والطين حتى يبني) فينفق ماله فيما لا يؤجر فيه لحديث: كل نفقة ينفقها المسلم يؤجر عليها إلا في البناء" ويأتي: "كل نفقة ينفقها المسلم يؤجر عليها إلا البنيان"، ولابد من استثناء بناء المساجد لما يأتي من حديث: "كل بناء وبال على صاحبه يوم القيامة إلا مسجد" وكذلك ما لا بد منه لحديث إلا مالاً ويلحق بالمسجد ما فيه نفع عام من العمارات المسبلة فهو مقيد لحديث الكتاب ووجه ذلك كراهته تعالى للدنيا وعمارتها لأن لغيرها خلق العباد طب (خط عن جابر) رمز المصنف لضعفه وقال المنذري: إسناده جيد (¬2). 397 - " إذا أراد الله بعبد هوانا أنفق ماله في البنيان، والماء، والطين البغوي (هب) عن محمد بن بشير الأنصاري، وما له أحديث، نحيره (عد) عن أنس (ض) ". (إذا أراد الله بعبد هوانًا) بأن لا يجعل له حظًا من الثواب في نفقته (أنفق ماله في البنيان والماء والطين) فينفق أمواله وساعاته في ذلك وشغله عما خلق له من عبادة الله ويحبب إليه الدنيا وهذا في غير ما لا بد منه (البغوي هب عن محمد بن ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 42). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 185) رقم (1755) وفي الأوسط (9369)، وقال الهيثمي (4/ 69): رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني ولم أجد من ضعفه، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 381) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 13): إسناده جيد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (336) وفي السلسلة الضعيفة (2294)، لأن في إسناده هارون بن سليمان المصري، فلم أجد من وثقه، وليس له في "الأوسط" إلا هذا الحديث، مما يشعر أنه ليس بمشهور، وقد توبع، فرواه الخطيب من طريق علي بن الحسين بن خلف المخرمي قال: أخبرني محمد بن هارون الأنصاري: حدثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي: حدثنا يوسف بن عدي به. لكن محمد بن هارون الأنصاري؛ قال الذهبي في المغني (6054): "كان يتهم"، فلا قيمة لهذه المتابعة. على أن علة الحديث من فوق، وهي عنعنة أبي الزبير، فإنه كان يدلس.

بشير الأنصاري (¬1) وماله غيره رمز المصنف لضعفه (عد عن أنس) سكت عليه المصنف وقد ضعفه مخرجه وقال: فيه الوقاد يضع الحديث. 398 - " إذا أراد الله بقوم سوءًا جعل أمرهم إلى مترفيهم (فر) عن علي (ض) ". (إذا أراد الله بقوم) قال بعض أهل اللغة هم الذين يقومون بالأمر حق القيام ويستعمل بعرف العرب لأهل النجدة والقوة حتى يقاتلوا بينه وبين النساء كما قال: ولا أدري ولست أخال أدري ... أقوم أهل منه أم نساءُ (سوءًا جعل أمرهم إلى مترفيهم) جمع مترف وهو المتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهواتها ومنه حديث: "أوّه لفراخ آل محمد من خليفة يُستَخْلف عتريف مترف" (¬2) قال في النهاية (¬3): وذلك أنه بإترافه يجتاح أموال رعاياه ويعرض شغلته بلذته عن نظام أمورهم وإنصاف ضعيفهم من قويهم (فر عن علي) رمز المصنف لضعفه (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10720) وكذلك الطبراني في الأوسط (8939) وابن أبي الدنيا في قصر الأمل (233)، وقال ابن حبان في الثقات (5/ 366) في ترجمة محمد بن بشير الأنصاري يروى المراسيل وقال: هذا مرسل وليس بمسند. وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 216) عن أنس، وقال: باطلٌ في إسناده زكري ابن يحيى أبو يحيى الوقار يضع الحديث، وعزاه الحافظ في الإصابة (6/ 6) ت (7765) للبغوي وابن شاهين وابن يونس وابن منده وقال: شك في صحبته ابن يونس فقال: يقال له صحبة وقد ذكر في أهل مصر وليس هو بالمعروف فيهم وله بمصر حديث -وذكر الحديث- وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (337) وفي السلسلة الضعيفة (2294). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 38 رقم 56). (¬3) النهاية (1/ 187). و (1/ 82، 3/ 178). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (960)، وفي إسناده حفص بن مسلم السمرقندي قال الذهبي: متروك، انظر: المغني في الضعفاء رقم (1614) قال المناوي (1/ 265): فيه حفص بن مسلم قال الذهبي: متروك، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (344) والسلسلة الضعيفة (2296).

399 - " إذا أراد الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم (ق) عن ابن عمر (صح) ". (إذا أراد الله بقوم عذابًا أصاب العذاب من كان فيهم) ممن لا يستحق العذاب وهو نظير أحد الوجوه في قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] ويأتي أحاديث: أنه يهلك الصالحون مع غيرهم ويبعثون على نياتهم وهذا خاص بمن عدا المهلكين من الأمم التي فيهم رسل الله فإنه تعالى ينجي رسله كما أنجى موسى وقومه حين أغرق فرعون وقومه وأنجى لوطًا وأهله إلا امرأته وأنجى نوحًا ومن آمن معه إكرامًا لرسله وإبانة لحقية ما بعثوا به وأما مثل قوله تعالى: {وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ ....} إلى قوله: {... لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا} الآية. [الفتح: 25] فإنه دال على أنه تعالى صرف العذاب لوجود من لا يستحقه منهم فإنه خاص بأولئك الأقوام دون غيرهم، أو أن هذا في عذاب السيف وأما ما يأتي من حديث: "إذا أراد الله بقوم نقمة مات الأطفال وعقم النساء فينزل العذاب وليس فيهم مرحوم"، فلا ينافي هذا لأنه يراد هنا من كان فيهم المكلفون كما يدل له قوله (ثم بعثوا على أعمالهم) فإن الأعمال إنما تضاف إلى المكلفين (ق عن ابن عمر) (¬1). 400 - " إذا أراد الله بقوم عاهة نظر إلى المساجد فصرف عنهم (عد فر) عن أنس (ض) ". (إذا أراد الله بقوم عاهة) آفة أو بلية (نظر إلى أهل المساجد) نظر رحمة بهم (فصرف عنهم) أي عن القوم لا عن أهل المساجد خاصة ويحتمله إلا أن الأول هو الأصح والمراد الملازمون للطاعات فيها والإقبال على الخير (عد فر عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7108)، ومسلم (2879).

أنس (¬1)) رمز المصنف لضعفه وفيه مكرم بن حكيم ضعَّفه الذهبي وقال ابن عدي: لا يتابع على حديثه. 401 - " إذا أراد الله بقرية هلاكًا أظهر فيهم الزنا (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا أراد الله بقوم هلاكًا أظهر فيهم الزنا) روى بالراء والباء وبالزاي والنون أي ظهر فيهم أي الأمرين بلا نكير (فر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬2). 402 - " إذا أراد الله أن يخلق خلقًا للخلافة مسح ناصيته بيده (عق عد خط فر) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا أراد الله أن يخلق خلقًا للخلافة) إنسانًا يجعله خليفة قال الزمخشري (¬3): أراد بالخلافة الملك والتسليط ويعقب بأن القصر على ذلك يحكم إذ هو يشمل العلماء أيضًا الناشرين لأحكام الله والذابين عن دينه بالردود على الملاحدة وأهل الباطل (مسح ناصيته بيده) المراد جعل له حالة يختص بها من دون العباد مما يلقى عليه المحبة والقبول حتى كأنه مسح ناصيته بيده أو أمر الملك بمسحها ويأتي أنها لا تقع عليه عين إلا أحبته (عق عد خط فر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (961)، كما في المداوى (1/ 292) رقم (220) وابن عدي في الكامل (3/ 233) ت (725) وأخرجه أيضًا أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 159) وعزاه ابن كثير في التفسير (2/ 341) للدارقطني في الأفراد، وفي إسناده مكرم بن حكيم قال الذهبي: قال الأزدي: ليس حديثه بشيء المغني في الضعفاء (6406) وقال في الميزان (6/ 509) روى خبرًا باطلاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (345). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (962) وكما في الضعيفة (2228)، وفي إسناده الحسن وهو البصري مدلس وقد عنعن، قال المناوي (1/ 266): فيه حفص بن غياث فإن كان النخعي ففي الكاشف: ثبت إذا حدث من كتابه، وإن كان الراوي عن ميمون، مجهول، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (339) وفي السلسلة الضعيفة و (2228). (¬3) انظر: الكشاف (1/ 921) عند قوله: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ}. (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (959) وابن عدي في الكامل (6/ 364) في ترجمة مصعب بن عبد=

403 - " إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له فيها حاجة (حم طب حل) عن أبي عزة (صح) ". (إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة) هو فرد من أفراد وقوع ما قدره الله من أفعال العباد باختيارهم فإنه تعالى قدر وفاة زيد بالأرض الفلانية مثلاً فمشى إليها مختارًا كان ما قدره الله تعالى فلا منافاة بين تقديره تعالى واختيار عبده (حم طب حل عن أبي عَزّة (¬1)) بفتح العين المهملة والزاي مشددة اسمه يسار ابن عبد الهذلي البصري صحابي (¬2) رمز المصنف لصحة الحديث. 404 - " إذا أراد الله أن يوتغ عبدا عمى عليه الحيل (طس) عن عثمان (ض) ". (إذا أراد الله أن يزيغ (¬3) عبدًا) بالزاي آخره معجمة بينهما مثناة تحتية من الإزاغة الإمالة من قوله تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] وفي نسخ الجامع يوقع بالواو والقاف إلا أنه قال الشارح: إن الذي رواه في معجم الطبراني يزيغ كما ضبطناه (أعمى عليه الحيل) جمع حيله وهي الأمر الذي به يخلص العبد من ورطة في دينه أو دنيا والمراد جعل قلبه أعمى لا يهتدي لصواب (طس عن عثمان (¬4)) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه محمد بن عيسى ¬

_ = الله النوفلي وقال: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 147)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 198) ت (1777) في ترجمة مصعب وقال: عن أبي ذئب مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ ولا يتابع عليه. وذكر هذا الحديث. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1534). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (324) وفي السلسلة الضعيفة (2217). (¬1) أخرجه أحمد (3/ 429) وأبو نعيم في الحلية (8/ 374) والطبراني في الكبير (22/ 276) رقم (706)، وفي الأوسط (8412)، والبخاري في الأدب المفرد (780)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (311) والسلسلة الصحيحة (1221). (¬2) انظر: الاستيعاب (1/ 502)، والإصابة (7/ 273). (¬3) في المطبوعة: يرتغ وفي أخرى يوقع وفي الأصل كما أثبت "يُزيغ". (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (3914) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 210): في إسناده محمد=

الطرسوسي ضعيف (¬1) وفيه غيره من الضعفاء. 405 - " إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذو العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره، فإذا مضى أمره، رد إليهم عقولهم، ووقعت الندامة (فر) عن أنس، وعلي" (ض). (إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذي العقول عقولهم) أي سلبهم الانتفاع بها والاهتداء إلى وجه الخلوص عما نزل بهم وأعمى الحيل عليهم وشتت أراءهم وفرق كلمتهم وردوا رأي ذي الرأي منهم وكانوا تبعًا لمن لا رأي له كما قال دريد بن الصمة (¬2): وما أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد فهذا المراد من سلب العقول؛ لا أنها تذهب حتى يبقوا كالمجانين، وهذا من نفي الشيء لعدم الانتفاع وهذا الأمر قد جربه كل أحد بل الفرد من بني آدم لا يخلو عنه، ومن سرح فكره في تقلب الدنيا بأهلها وانقلابها على ملوكها وإزالة أقوام آخرين رأي كل العجب فإنك ترى الرجل الكامل بينما رأيه لهدم القرى العامرة وسلب الأرواح إذ دار عليه القدر فعجز عن تدبير نفسه وهو المسمى بالإدبار وفي النهج، تذل الأمور للمقادير حتى يكون الحيف في التدبير (حتى ينفذ فيهم قضاؤه وقدره) في الدر المنثور (¬3) أنه قال ابن عباس: إن الهدهد يرى ¬

_ = بن عيسى الطرسوسي وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (325). (¬1) قال الحافظ في اللسان (5/ 335): محدث رجال، قال ابن عدي: هو في عداد من يسرق الحديث. وعامة ما يرويه لا يتابعونه عليه، وقال الحافظ: رأيت له أثرًا منكرًا. انظر: الكامل لابن عدي (6/ 283) وتاريخ دمشق (55/ 70) وميزان الاعتدال (3/ 679) وسير أعلام النبلاء (13/ 164). (¬2) عزاه في لسان العرب (15/ 125) إلى دريد بن الصمة، وقال: وابن غزية من شعراء هذيل. (¬3) أورده السيوطي في الدر المنثور (6/ 349)، وعزاه إلى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم.

الماء من فوق الأرض أي الماء الذي تحت الأرض فقال له قائل: فلم لا يرى الفخ حين ينصب له فقال: إذا نزل القدر عمي البصر. حكى الصولي قال: اجتمع عند يحيى بن خالد (¬1) في آخر دولتهم البرامكة وهم يومئذ عشرة فأداروا بينهم الرأي في أمر فلم يصح لهم فيه رأي فقال يحيى: إنا لله ذهبت والله دولتنا كنا في إقبال دولتنا يبرم الواحد منا عشرة أراء مشكلة في وقت واحد واليوم نحن عشرة في غير مشكل ولم يصح لنا فيه رأي نسأل الله حسن الخاتمة (فإذا مضى أمره رد إليهم عقولهم ووقعت الندامة) حيث لا تنفع ولا تزيدهم إلا حسرة (فر عن أنس وعلي (¬2)) رمز المصنف لضعفه وفيه سعيد بن سماك كذاب متروك وفي الميزان خبر منكر وذكر المؤلف في الدرر أنه أخرجه الطبراني والبيهقي من حديث ابن عباس بإسناد ضعيف. 406 - " إذا أراد الله خلق شيء لم يمنعه شيء (م) عن أبي سعيد (صح) ". (إذا أراد الله خلق شيء) قاله - صلى الله عليه وسلم - لمن سأل عن العزل من النساء فقال: إذا أراد الله خلق شيء أي أي نسمة يريد خلقها (لم يمنعه شيء) إخبار عن نفوذ مراده وأنه لا مانع له عما يريد {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)} [يس: 82]. وفيه أن من حملت ومن هي تحته يعزل عنها فإنه يلحقه من حملت به (م عن أبي سعيد) (¬3). ¬

_ (¬1) يحيى بن خالد البرمكي توفي في سجن الرشيد وله سبعون سنة سنة 190، انظر: العبر في خبر من مخبر (1/ 306)، والمنتظم (9/ 188). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (966) عن ابن عمر. وكذلك القضاعي في مسند الشهاب (1408) وأورده الذهبي في الميزان (6/ 325) في ترجمة محمد بن محمد بن سعيد المؤدب وقال: وأتى بخبر منكر، وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 342)، والخطيب (4/ 99)، وضعفه الألباني كما في السلسلة (2215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (322) وفي السلسلة الضعيفة (2212). (¬3) أخرجه مسلم (1438).

407 - " إذا أراد الله بقوم قحطا نادى مناد من السماء: يا معي اتسعى، ويا عين لا تشبعي ويا بركة ارتفعي ابن النجار في تاريخه عن أنس، وهو مما بيض له الديلمي [أي لم يذكر سنده، تركه "أبيضا"، لعدم وقوفه على سنده] (ض) ". (إذا أراد الله بقوم قحطًا) القحط انحباس الغيث وأريد به هنا لازمه (نادى مناد من السماء يا معي) بكسر الميم مقصورًا واحد الأمعاء وهي المصارين كما في النهاية (¬1): (اتسعي) انفتحي وتوسعي لكل طعام حتى لا يسد جوعتك شيء (ويا عين لا تشبعي) استحقري كل شيء حتى لا يشبع النفس شيء فإن العين تهدي إلى النفس ما تراه من كثير فتستكثره ومن قليل فتستقله، وهنا يوحي إليها أن لا تري الكثير إلا قليلاً (ويا بركة ارتفعي) البركة، النماء والزيادة فتؤمر بالارتفاع عن المأكولات وظاهره أنه نداء حقيقي لهذه الأمور وهو أمر مجرب في الأزمات لا يشبع قوم من طعام وإن كثر نسأل الله البركة، فهذه الأحاديث قد دلت أنه تعالى قد يريد الخير أو الشر من أفراد العباد أو بأهل بيت أو بالأمير أو بالقوم أو بجميع العالم نسأل الله أن يجعل إرادته بنا خيرًا في جميع أحوالنا (ابن النجار في تاريخه عن أنس وهو مما بيض له الديلمي (¬2)) لعدم وقوفه على سنده ورمز المصنف لضعفه. 408 - " إذا أراد أحدكم أن يبول، فليرتد لبوله (د هب) عن أبي موسى". (إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله) من الارتياد وهو الطلب فليطلب له مكانًا لينًا حتى لا يرجع إليه رشاش بوله، يقال راد وارتاد واستراد، وهو أمر ندب وإن لم يجد إلا أرضًا صلبة لينها بنحو عود (د هب (¬3) ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 344). (¬2) أخرجه ابن النجار في ذيله على تاريخ بغداد كما في الكنز (21594)، والديلمي (962)، وانظر فيض القدير (1/ 268) عن أنس وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (246). (¬3) في المطبوعة: (هق).

عن أبي موسى (¬1)) لم يرمز له المصنف وقال النووي: ضعيف وتبعه العراقي. 409 - " إذا أراد أحدكم أن يذهب إلى الخلاء، وأقيمت الصلاة فليذهب إلى الخلاء (حم د ن هـ حب ك) عن عبد الله بن الأرقم (صح) ". (أن يذهب إلى الخلاء، وأقيمت الصلاة فليذهب إلى الخلاء) بالمعجمة ممدود التخلي لقضاء الحاجة، ليقضي حاجته، لئلا يصلي وهو يدافع الأخبثين، فظاهر الأمر الوجوب، فلو صلى وهو يدافع الأخبثين هل تصح صلاته ويأثم أو لا تصح؟ بحث فيه ابن دقيق العيد. (حم د ن هـ حب ك عن عبد الله بن الأرقم) (¬2). 410 - " إذا أراد أحدكم أن يبيع عقاره فليعرضه على جاره (ع عد) عن ابن عباس (ض) ". (إذا أراد أحدكم أن يبيع عقاره) بفتح العين المهملة، الضيعة والنخل والأرض ونحو ذلك، قاله في النهاية (¬3). وفيه الأمر بعرض البايع ما يريد بيعه من أرضه على جاره، لأن له حقا كما أفاده حديث: "جار الدار أحق بالدار" (¬4) وكذلك عرض العقار كالدار أولى، وهذه من الأمور التي هجرها الناس بل يبالغون في الطي عن الجار يبالغون في الحيل التي تسقط حقه الثابت له بالجوار ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3) والبيهقي في السنن (1/ 93) وكذلك أحمد (4/ 396) وفي إسناده مجهول وضعفه النووي في الخلاصة (1/ 149)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (319) والسلسلة الضعيفة (2320). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 483)، وأبو داود (88)، والنسائي (2/ 110)، وابن ماجه (616)، وابن حبان (2071)، والحاكم في المستدرك (1/ 168)، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (229). (¬3) انظر: النهاية (3/ 274). (¬4) أخرجه أبو داود (7/ 35)، والترمذي (1368)، وقال: حسن صحيح.

(ع عد عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لضعفه وفيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وثقه ابن معين ونقل الذهبي عن أحمد أنه كان يكذب جهارًا. 411 - " إذا أراد أحدكم سفرا فليسلم على إخوانه، فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرا. (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا أراد أحدكم سفرا فليسلم على إخوانه)، سلام وداع، (فإنهم يزيدونه بدعائهم)، بسبب دعائهم له فإنه يندب لهم أن يدعوا له بما ورد من الأدعية التي وردت مثل: زودك الله التقوى ورزقك الخير حيث كنت، ونحوها من الأدعية المأثورة (إلى دعائه خيرًا) أي دعائه الذي يندب له أن يقوله، وقد وردت به ألفاظ مأثورة كثيرة (طس عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لضعفه ففيه محمد بن جابر اليمامي. 412 - " إذا أراد أحدكم من امرأته حاجته، فليأتها وإن كانت على تنور (حم طب) عن طلق بن علي". (إذا أراد أحدكم من امرأته) زوجته أو أمته (حاجته) أي قضاء حاجته وهو جماعها كنى بها عنه صونا للسان عن التصريح بما لا يحسن التصريح به وإن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 18)، وأبو يعلى (1458)، وفي إسناده يحيى بن عبد الحميد الحماني قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (7006): منكر الحديث، وقد وثقه ابن معين وغيره وقال أحمد بن حنبل: كان يكذب جهارًا وقال النسائي: ضعيفه انظر لترجمته تهذيب الكمال (31/ 419)، تقريب التهذيب (7591)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (320). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2842)، وكذا أبو يعلى (6686)، وفي إسناده: يحيى بن العلاء البجلي وهو ضعيف كما قال الهيثمي في المجمع (3/ 210) وفيه أيضًا عمرو بن الحصين، وهو متروك؛ كما قال الحافظ في التقريب (5012)، وقال الشيخ الألباني: في ضعيف الجامع (321) والسلسلة الضعيفة (2213): موضوع. أما قول المؤلف: بأن فيه محمد بن جابر فلا أدري في أي إسناد؟. وهذا الكلام يبدو يتعلق بالحديث التالي؛ لأنه في الإسناد محمد بن جابر اليمامي وقال الهيثمي (4/ 395): وهو ضعيف.

صرح به أحيانا فللحاجة إلى التصريح كقوله لمن أقر بالزنا: أنكحتها؟. (فليأتها وإن كانت على تنور) فيه أنه لا يدافع شهوته فإنه قد يتولد عنه مضرة وتفوق نفسه إلى معصية، وإذ لم يكن إلا تشوش خاطره واختلاط فكره، وفيه أنه يأتها على أي حال كانت وفي أي وقت أراد (حم (¬1) طب عن طلق) بفتح الطاء وإسكان اللام ثم قاف بن علي بن المنذر بن قيس السهمي وقد قديما وبنى في المسجد. 413 - " إذا أردت أن تفعل أمرًا فتدبر عاقبته: فإن كان خيرًا فأمضه، وإن كان شرًّا فانته، ابن المبارك في الزهد عن أبي جعفر عبد الله بن مسور الهاشمي مرسلاً (ض) ". (إذا أردت أن تفعل أمرًا فتدبر عاقبته)، انظر ما يكون عقباه من خير أو شر ولا تغتر بمناديه، فقد يكون ينادي الشر خيرًا وينادي الخير شرًا ولذا يقال: وإياك والأمر الذي إن تراحبت موارده ضاقت عليك مصادره، (فإن كان خيرًا فافعله) إذا كان غير منهي عنه شرعا فانفذ فيه (وإن كان شرًا فاتته) عنه ولا تغتر بمناديه، وفيه أن على العبد أن لا يقدم على أمر حتى ينظر ماذا يكون عاقبته (ابن المبارك) هو الإمام الحافظ العلامة فخر المجاهدين وقدوة الزاهدين أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الحنظلي التركي الأب الخوارزمي الأم، الإمام صاحب التآليف النافعة والرحلات الشاسعة ولد سنة 118 وأفنى عمره في الأسفار حاجًا أو مجاهدًا وتاجرًا، حدث عن قوم لا يحصون من أهل الأقاليم فإنه من صباه ما فتر عن السفر، منهم: أحمد ويحيى بن معين وابن مهدي، قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (4/ 22)، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 330 رقم: 8235) وفي إسناده محمد بن جابر اليمامي وهو ضعيف، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (301) وفي السلسلة الصحيحة (1202).

الفزاري: ابن المبارك إمام المسلمين، وأطنب الذهبي في وصفه في التذكرة وأحال على تاريخ مصر وتاريخ نيسابور والحلية مات سنة 181 رحمه الله (¬1) (في الزهد عن أبي جعفر عبد الله بن مسور) (¬2) بكسر الميم وسكون السين المهملة (الهاشمي مرسلاً) رمز المصنف لضعفه، وقال في المغني: أحاديثه موضوعة. 414 - " إذا أردت أن تبزق فلا تبزق عن يمينك، ولكن عن يسارك إن كان فارغا، فإن لم يكن فارغا فتحت قدمك البزار عن طارق بن عبد الله" (إذا أراد أن تبزق) بالزاي والقاف أي تطرح الريق عن فيك، والظاهر أن المراد: وأنت في الصلاة (فلا تبزق عن يمينك) تنزيها لجانب اليمين لشرفه (ولكن عن يسارك إن كان فارغًا) أي لا تؤذي فيه أحدًا (فإن لم يكن فارغًا فتحت قدمك) أي اليسرى كما قيده الحديث الآخر (البزار (¬3) عن طارق بن عبد الله) هو المحاربي صحابي معروف، وهو حديث صحيح، قال العراقي: رجاله رجال الصحيح. 415 - " إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسًا أغر محجلاً مطلق اليد اليمنى، فإنك تسلم وتغنم (طب ك هق) عن عقبة بن عامر (صح) ". (إذا أردت أن تغزو فاشتر فرسًا) إن لم يكن عندك، والفرس يقع على الذكر والأنثى (أغر) بالمعجمة أبيض الجبهة (محجّلاً) التحجيل: بياض في قوائم ¬

_ (¬1) انظر: تذكرة الحفاظ (1/ 275). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (41)، وفي إسناده عبد الله بن المسور بن عون بن جعفر المعروف بالمدائني قال الذهبي في المغني (3370)، قال أحمد وغيره: أحاديثه موضوعة وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (351) وفي السلسلة الضعيفة (2308). (¬3) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 447 رقم 2079) والحافظ في مختصر الزوائد (2/ 231) رقم 1716) وقال: صحيح، انظر: "المجمع (8/ 114) وقال: رجاله رجال الصحيح، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (312)، والسلسلة الصحيحة (1223) ..

الفرس كلها ويكون في الرجلين فقط ولا يكون في اليد خاصة إلا مع الرجلين ولا في يد واحدة دون الأخرى إلا مع الرجلين، أفاده القاموس (¬1)، (مطلق اليمين) أي عن التحجيل (فإنك تسلم) من القتل (وتغنم) من أموال العدو وهذا سرّ أودعه الله في هذا النوع من الخيل، وأما حديث عروة البارقي مرفوعًا: "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة" (¬2)، فإما أن يكون خاصًّا بهذا النوع أو عاما في نوع الخيل ولا يلزم إطراده أو يطرد في النوع الذي بهذه الصفة أو أن ما كان بهذه الصفة يحصل به الأمران: السلامة والغنيمة، بخلاف غيرها، فأما السلامة أو الأجر كما يرشد إليه الاقتصار عليهما في حديث عروة (طب (¬3) ك هق عن عقبة) بضم المهملة وسكون القاف (ابن عامر) الجهني صحابي، رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: إنه على شرط مسلم وأقره الذهبي. 416 - " إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة حتى يريك الله منه المخرج (خد هب) عن رجل من بلي (ح) ". (إذا أردت أمرا فعليك بالتؤدة) بضم المثناة الفوقية فهمزة مفتوحة بزنة الهمز من أناد في الأمر وهي الأناة (حتى يريك الله منه المخرج) ففيه أن التأني سبب لإراءة الله العبد مخرجه من الأمر الذي أراده وهذا في الأمور التي لم يعين الشارع أوقاتها (خد (¬4) هب عن رجل من بلي). ¬

_ (¬1) انظر القاموس (ص: 1270). (¬2) أخرجه البخاري (3644) ومسلم (1871). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 293) رقم (809)، والحاكم في المستدرك (2/ 92) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 262): وفي إسناده عبيد بن الصباح وهو ضعيف، انظر: المغني (3966)، ضعفه أبو حاتم كما ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (350). (¬4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (888)، والبيهقي في الشعب (1178)، والحارث في مسنده (678 - زوائد) والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 389)، وفي إسناده سعد بن سعيد وهو ابن قيس بن عمرو النصاري قال الحافظ في التقريب: صدوق سيء الحفظ (2237)، وضعفه الشيخ=

بفتح الموحدة وكسر اللام بعدها مثناة تحتية مشددة قبيلة من قضاعة، رمز المصنف لحسنه لشواهده وإلا ففيه سعد بن سعيد ضعفه أحمد والذهبي. 417 - " إذا أردت أن يحبك الشر فابغض الدنيا، وإذا أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم (خط) عن ربعي بن حراش مرسلاً (ض) ". (إذا أردت أن يحبك الله) تقدم بيان المراد من محبة الله لعبده (فابغض الدنيا)، فإن حبها رأس كل خطيئة كما في الحديث الحسن عند البيهقي: (¬1) "فمن أبغض الدنيا فقد ترك رأس كل خطيئة فلعله لا يقارف خطيئة بعد تركه لرأسها فيكون محبوبًا لله تعالى" (وإذا أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها) بالضم جمع فضل وهو ما فضل وزاد على الحاجة، فيه دليل على إمساك ما يحتاج إليه وإن الأمر في قوله (فانبذه إليهم) إنما هو في نبذ ما يستغنى عنه، والنبذ الإلقاء أي ألق إليهم فضول ما لديك يحبوك وذلك لأن القلوب جبلت حب من أحسن إليها كما يأتي في حديث ابن مسعود (خط عن ربعي) بكسر الراء وسكون الموحدة بعين مهملة فمثناة تحتية (ابن حراش) بكسر الحاء المهملة فراء آخره شين معجمة (مرسلاً) وربعي مخضرم قال العجلي: من خيار الناس لم يكذب كذبة قط، رمز المصنف لضعفه (¬2). 418 - " إذا أردت أن تذكر عيوب غيرك فاذكر عيوب نفسك الرافعي في تاريخ قزوين عن ابن عباس". ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (348)، والسلسلة الضعيفة (2309). (¬1) أخرجه البيهقي عن الحسن مرسلا في الشعب برقم (10501) وفي الزهد الكبير (247) وجعله من كلام عيسى بن مريم وكذا أبو نعيم في الحلية (6/ 388) وسيأتي تخريجه كاملاً في حرف الحاء الله. (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (7/ 270)، وابن عساكر في تاريخه (6/ 290)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (352)، وفي السلسلة الضعيفة (2297) وانظر تضعيفه للحديث فيها.

(إذا أردت أن تذكر عيوب غيرك) ذكر عيوب الناس وجاء في الأديان قلما يخلو عنه إنسان فأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى دواء هذا الداء بقوله (فاذكر عيوب نفسك) لأن ذكره عيب نفسه يردعه عن ذكر عيب غيره ويرشده إلى الخروج عنه والتوبة إلى الله، ويستحي لنفسه أن يعيب الناس بعيب هو فيه أو فيه ما هو أعظم منه كما قيل: كيف (¬1) يعيب العور من هو أعور. ويقال: في عيوب النفس شغل شاغل عن عيوب الناس إن كنت حليمًا (الرافعي (¬2) في تاريخ قزوين عن ابن عباس) ورواه البخاري في الأدب المفرد عنه موقوفًا والبيهقي في الشعب. 419 - " إذا أسأت فأحسن (ك هب) عن ابن عمرو" (صح). (إذا أسأت فأحسن) إذا وقعت الإساءة إلى ربك ومالك نفعك وضرك فتدارك الإساء بالإحسان فإنه يقول تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114] وأتى بالفاء لتفيد التعقيب فإن تراخي الحسنة ينشأ عنه الإنس بالسيئة والخذلان، وكذلك إذا أسأت في حق العباد فأتبعها بالإحسان إليهم كما قيل: إن العداوة تستحيل مودة ... يتدارك الهفوات بالحسنات ولابد من التعقيب وإلا تولدت الوحشة كما قيل: أسأت إلي فاستوحشت منّي ... ولو أحسنت أنسك الجميل ¬

_ (¬1) أورده ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 265) في ترجمة محمد بن إدريس أبو الحسن الأصبهاني. (¬2) أخرجه أحمد في الزهد (189) والبخاري في الأدب المفرد (328) والبيهقي في الشعب (1178) والرافعي في التدوين (3/ 39) بلفظ "عيوب صاحبك". وضعفه الألباني في الجامع (349) وقال في الضعيفة (6975): منكر. لأن في إسناده: أبو يحيى القتات: لين الحديث كما في التقريب (8444).

هذه الآداب النبوية لقد اشتملت على تهذيب هذا النوع البشري الذي هو كله ذنوب وعيوب ويأتي إذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها (ك هب عن ابن عمرو) (¬1) رمز المصنف لصحته. 420 - " إذا استأجر أحدكم أجيرًا فليعلمه أجره (قط) في الأفراد عن ابن مسعود (ض) ". (إذا استأجر أحدكم أجيرًا فليعلمه أجره) ظاهر الأمر الوجوب وقد ذهب الفقهاء إلى خلافه وسموه الإجارة الفاسدة وإعلامه قدر أجره فيه طيبة نفسه وإقناعه وسد باب التشاجر بعد ذلك (قط في الإفراد عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه (¬2). 421 - " إذا استأذن أحدكم ثلاثًا فلم يؤذن له، فليرجع. مالك (حم ق) عن أبي موسى وأبي سعيد معا (طب) والضياء عن جندب البجلي (صح) ". (إذا استأذن أحدكم ثلاثًا) الاستئذان استفعال من الإذن أي طلب الدخول على الغير وقد أدَّب الله عباده في ذلك حيث قال: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27] قال الثعلبي (¬3): حتى تسأذنوا قال ابن عباس: إنما هو يستأذنوا وإنما أخطأ الكتاب وكان ابن عباس وأبيّ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 54) والبيهقي في الشعب (8027) والطبراني في الأوسط (8747) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (317) والسلسلة الصحيحة (1228). (¬2) أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في أطراف ابن طاهر (4/ 106 رقم (3723) وكما في الكنز برقم (9124) وقد حكم عليه البيهقي بالضعف كما في السنن الكبرى (6/ 120) من رواية أبي هريرة وقال: وقيل من وجه آخر ضعيف عن ابن مسعود. وأخرجه الديلمي في الفردوس برقم (1214)، وانظر: نصب الراية (4/ 131)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (345) والضعيفة (2316): ضعيف جدًا؛ لأن فيه أبو مسعود الجرار اسمه عبد الأعلي بن أبي المساور الزهري قال الحافظ في التقريب (3737): متروك. (¬3) انظر تفسير الثعالبي (3/ 155).

والأعمش يقرأوها كذلك تستأذنوا والاستئذان أي يكون بتنحنح، أخرج الطبراني عن مجاهد حتى تستأنسوا تنحنحوا وتنخموا وجاء في حديث التعليم أنه يقول: السلام عليكم أأدخل (¬1) (أخرجه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود والنسائي وله قصة ولله در جار الله حيث قال في الكشاف بعد إشباعه الكلام على آية الاستئذان ثم قال: وكم من باب من أبواب الذي هو عند الناس من الشريعة المنسوخة قد تركوا العمل به، وباب الاستئذان من ذلك بينما أنت في بيتك إذ أغلق عليك الباب بواحد من غير استئذان ولا تحية وتحايا إسلام ولا جاهلية وهو ممن سمع ما أنزل الله عز وجل وما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن أين الأذن الواعية) والآن أطلقت العدد وقيده في الحديث بالثلاث وبين وجه العدد حديث قتادة عن الطبراني (¬2) قال: الأولى: تسمع أهل البيت، والثانية: ليتأهبوا، والثالثة: إن شاءوا أذنوا. فإن قلت: فهل له أن يزيد على الثلاث. قلت: ذهب الجمهور إلى أنه لا يزيد على الثالث وأما إذا ظن أنهم لم يسمعوه فالظاهر أن له الزيادة؛ لأنه ما أتى بالثالث التي أذن له بها في ظنه فإنه من أذن له فيما يسمعونه (فلم يؤذن له فليرجع) ولا يدخل إلا بإذن وأما إذا قيل له: ارجع فالنص القرآني أنه يجب عليه الرجوع (مالك حم ق عن أبي موسى وأبي (¬3) سعيد معًا) أي أخرجه كل من ذكر عنهما (طب والضياء عن جندب البجلي). 422 - " إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها (حم ق ن) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) ما بين القوسين من الهامش (¬2) عزاه في الفتح (11/ 8) إلى الطبري. (¬3) أخرجه البخاري (2062، 6245) ومسلم (2153) وأبو داود (5180)، وأحمد (4/ 403). وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 168) رقم (1687) والضياء في المختارة كما في الكنز (25204).

(إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد) لتأدية فريضة (فلا يمنعها) وفيه دليل على أنه لا يمنعها من النوافل فإن إتيان الجماعة سنة إلا ما نصه الدليل كالصوم لما في حديث أبي هريرة عند الخمسة: "لا تصم المرأة وزوجها شاهد إلا بإذنه" (¬1) (حم ق ن عن بن عمر) (¬2). 423 - " إذا استجمر أحدكم فليوتر (حم م) عن جابر (صح) ". (إذا استجمر أحدكم) الاستجمار بالجمار وهي الأحجار الصغار قاله في النهاية (¬3) وقوله (فليوتر) مطلق يحتمل الواحدة والثلاث والخمس وما فوقها إلا أنه قد بين ذلك حديث ابن عمر عند الطبراني وغيره: "من استجمر فليستجمر ثلاثًا" (¬4)، وقيل: الاستجمار مراد به استعمال البخور للطيب من المجمرة واختلف فيه فقيل بأن يأخذ من البخور ثلاث مرات أو يأخذ ثلاث قطع قال في المشارق (¬5): وكان مالك يقول بالأول، ثم رجع إلى الثاني وأن المراد ثلاث قطع، وقال العراقي: يمكن حمل المشترك على معنييه وقد كان ابن عمر يفعله فيستجمر بالأحجار وترًا ويجمر ببابه وترًا (حم م ن عن جابر) (¬6). 424 - " إذا استشار أحدكم أخاه فليشر عليه (5) عن جابر". (إذا استشار أحدكم أخاه) أي طلب من أخيه أن يعرفه برأيه فيما يطلبه من فيه رأيه (فليشر عليه) يبزل له ما لديه من وجه الصواب ولا يعمي عليه وإلا فقد ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5195) والدارمي (1720) والترمذي (782)، والنسائي (2921)، وابن ماجه (1761). (¬2) أخرجه البخاري (5238) ومسلم (442)، وأحمد (2/ 7). (¬3) النهاية (1/ 292). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 400)، وابن خزيمة (76)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 103). (¬5) المشارق (1/ 152). (¬6) أخرجه أحمد (3/ 400) ومسلم (239).

خانه كما في خبرٍ رواه الخرائطي وقد جعل التشاور من صفات المؤمنين قال تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38] وأمر به رسوله فقال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159] وإنما ندب الإشارة والاستشار؛ لأن في تعاضد الآراء ويساندها ويعاونها ظهور لوجه الصواب وإزاحة لنوائب الارتياب وقد أشار إلى بعض فوائدها من قال (¬1): شاور سواك إذا نابتك نائبة ... يومًا وإن كنت من أهل المشورات فالعين تنظر منها ما دنى ونأى ... ولا ترى نفسها إلا بمرآة وقد ذهب قوم من ذوي الكبرياء إلى قبح أخذ المشورة قال عبد الله بن طاهر لأن أخطئ مع الاستبداد ألف خطأ أحب إلي من أن أستشير وأرى بعض النقص والحاجة ويقال الاستشارة إذاعة للشر ومخاطرة بالأمر فرب مستشار أذاع منك ما كان فيه فساد تدبيرك وإلى رد قول هؤلاء أشار بشار في قوله (¬2): ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فإن الخوافي عدة للقوادم (5 عن جابر) (¬3). 425 - " إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان (حم طب) عن عطية السعدي (ح) ". (إذا استشاط السلطان) هو بالطاء المعجمة إذا احتد في غضبه والتهب ¬

_ (¬1) ينسب البيت إلى فتيان الشاغوري (533 - 615 هـ). وإلى ناصح الدين الأرجاني (460 - 544هـ). (¬2) بشار بن البُرد العقلي (95 - 167هـ) قال عنه الزركلي: أصله من طخارستان نشأ بالبصرة وقدم بغداد اتهم بالزندقة فمات ضربًا بالسياط ودفن بالبصرة. (¬3) أخرجه ابن ماجه (3747). قال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 120): هذا إسناد ضعيف لضعف ابن أبي ليلى واسمه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبوه عبد الرحمن بن عبد الرحمن الأنصاري القاضي وهو ضعيف أهـ. قال الحافظ في تغليق التعليق (3/ 253): إسناده صالح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (356) والسلسلة الضعيفة (2318).

وتحرق من شدة الغضب (تسلط الشيطان) أي غلب عليه وإن كان يتغلب على كل غضبان لكنه خص السلطان؛ لأن في غضبه هلاك أمم وهو زجر للسلطان عن الغضب وتحذير له من الوقوع فيه (حم طب عن عطية (¬1)) كان يحسن بيانه بلقبه؛ لأن المسمى بهذا الاسم من الصحابة كثيرون قال الشارح: أنه عطية بن عروة السعدي له رؤية ورواية ورمز المصنف لحسن هذا الحديث قال الهيثمي: رجاله ثقات وذكره في موضع آخر وقال: فيه من لم أعرفه. 426 - " إذا استطاب أحدكم فلا يستطب بيمينه، ليستنج بشماله (5) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا استطاب أحدكم) استفعل من طاب أي إذا أراد أن يطيب نفسه من قذر البراز (فلا يستطب بيمينه) لا يأخذ بها الأحجار ولا يتمسح بها (ليستنج) يزيل النجو من فرجيه (بشماله). وظاهر الأمر الوجوب والنهي التحريم (5 عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬2). 427 - " إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها، فهي زانية (3) عن أبي موسى (ح) ". (إذا استعطرت المرأة) استفعل هنا بمعنى فعل أي تعطرت أو هو على بابه أي إذا طلبت العطر فتعطرت فحذف لدلالة السياق عليه (فمرت بالقوم) ولو برجل واحد (ليجدوا ريحها) ظاهره أنه لا بد من قصدها لذلك (فهي زانية) آثمة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 226) والطبراني في المعجم الكبير (17/ 167) رقم (444) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 194) وقال في (8/ 71): رجاله ثقات، والشهاب في "مسنده" (1399) وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 220) وفي إسناده أمية بن شبل قال الذهبي: له حديث منكر: الميزان (1/ 444) وقال العراقي: أمية بن شبل لم يلق عروة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (355) والسلسلة الضعيفة (2317). (¬2) أخرجه ابن ماجه (312) وأحمد (2/ 250) وصححه الألباني في صحيح الجامع (322).

إثم الزانية لأن العطر يثير شهوة الجماع وفيه دليل على أن ذريعة الحرام في الشرع كالحرام ويلحق به إظهار ثياب الزينة وتبرجها وتحسين مشيتها (3 عن أبي موسى (¬1)) رمز المصنف لحسنه. 428 - " إذا استقبلتك المرأتان فلا تمر بينهما، خذ يمنة أو يسرة (هب) عن ابن عمر (ض) ". (إذا استقبلتك المرأتان فلا تمر بينهما) وذلك لما ثبت عند مسلم من: "أن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان" والوقوع بين شيطانين يعرض للشر ومظنة الوقوع فيه، ولما ثبت من: أن النساء حبائل الشيطان والوقوع في طرفي الحبالة مظنة الوقوع فيها (خذ يمنة أو يسرة) وهذا من باب سد الذرائع والبعد عن الوقوع في الشر. (هب عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وقال: سنده ضعيف (¬2). 429 - " إذا استكتم فاستاكوا عرضا (ص) عن عطاء مرسلاً". (إذا استكتم فاستاكوا عرضًا) إرشاد، قيل: الحكمة فيه مخالفة اليهود فإنهم يستاكون طولاً، وقيل: صيانة اللثة والأسنان (ص عن عطاء مرسلاً) (¬3) عطاء إذا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4173) والنسائي (8/ 153)، والترمذي (2786) وكذلك ابن حبان (4424) وابن خزيمة (1681)، وقال الترمذي حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (323). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (5447) وقال: تفرَّد به داود -بن أبي صالح- وإسناده ضعيف وأورده ابن عدي في الكامل (3/ 83) في ترجمة داود بن أبي صالح وقال: هذا الحديث رواه ابن أبي صالح ولا أعرف له إلا هذا الحديث وبه يعرف، وأورده البخاري في التاريخ الأوسط (2/ 154) رقم (2131) وقال: لا يتابع في حديثه، وقال المناوي (1/ 276): إسناده ضعيف، وانظر: تهذيب التهذيب (3/ 163) والضعفاء للعقيلي (2/ 33). (¬3) أخرجه سعيد بن منصور كما في الكنز (26197) وكذلك والبيهقي في السنن (1/ 40) وأبو داود في المراسيل (5) عن عطاء مرسلاً، قال ابن الملقن في البدر المنير (1/ 723) ومحمد بن خالد هذا لا يعرف حاله ولا يعرف روى عنه (غير) هشيم، قاله ابن القطان في "الوهم والإيهام" وضعفه=

أطلق فهو ابن أبي رباح نزيل مكة أحد الفقهاء قال ابن سعد: كان ثقة عالمًا كبير الحديث انتهت إليه الفتوى في مكة أكثر من سبعين حجة توفي سنة 114 رحمه الله. 430 - " إذا استلج أحدكم في اليمين، فإنه آثم له عند الله من الكفارة التي أمر بها (هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا استلج أحدكم في يمينه) استلج بالمهملة فمثناة فوقية آخره جيم استفعل من اللجاج ومعناه أن يحلف على شيء ويرى أن غيره خير منه فيقيم على يمينه ولا يحنث فيكفر وقد جاء في بعض الطرق استلجج بإظهار الإدغام، وهي لغة قريش يظهرونه مع الجزم (فإنه آثم) بالمد اسم تفضيل أكثر إثمًا وفي المصابيح: والله لإن ثلج أحدكم بيمينه أهله أتم له من أن يعطي الكفارة التي افترض الله عليه (له عند الله من الكفارة التي أمر بها) والمراد إذا رأى أنه صادق فيها بر ولا يكفرها وفي الإتيان باسم التفضيل دليل على أنه أيضًا مع التكفير أثم، وكأنه لأجل التبرع بالحلف والتهاون به، وقد دلَّ لمعنى الحديث حديث: "إذا حلف أحدكم على شيء فرأى غيره خيرٌ منه فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه" (¬1) (5 عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لصحته ورواه عنه الحاكم وقال: على شرطهما وأقرَّه الذهبي. 431 - " إذا استلقى أحدكم على قفاه فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى (ت) عن البراء (حم) عن جابر، البراز عن ابن عباس (صح) ". ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (316) وفي السلسلة الضعيفة (940). (¬1) أخرجه مسلم (1650)، والنسائي (7/ 10)، وابن ماجه (2108)، وأحمد (4/ 257)، وابن حبان (4345). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2114) وأخرجه أحمد (2/ 278، 317) والبخاري (6625) ومسلم (1655)، والحاكم (4/ 335)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (325) والسلسلة الصحيحة (1229).

(إذا استلقى أحدكم على قفاه) في مسجد أو غيره (فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى) حمل ابن سيرين هذا النهي على الكراهة وبمثله قال مجاهد، وقال الحسن والشعبي: لا كراهة لحديث عبد الله بن زيد عند البخاري (¬1): رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مستلقيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى، فقيل: إنه ناسخ لحديث النهي وقيل: النهي إذا خيف انكشاف العورة والجواز مع عدم ذلك وهذا الجمع بين الحديثين أولى ويؤيده أنه كان اللباس يومئذ المئازر وهي مظنة الانكشاف عند ارتفاع إحدى الرجلين على الأخرى (ت عن البراء) (¬2) رمز المصنف لصحته وتقدم أنه إذا أطلق البراء فالمراد به ابن عازب وفي الصحابة أربعون يسمون بهذا الاسم (حم عن جابر البزار عن ابن عباس) قال الهيثمي: الحديث رجاله رجال الصحيح غير خراش العبدي وهو ثقة. 432 - " إذا استنشقت فانتثر، وإذا استجمرت فأوتر (طب) عن سلمة بن قيس (صح) ". (إذا استنشقت فانتثر) الاستنشاق جذب الماء إلى الأنف والاستنثار دفعه هذا هو الصحيح في تفسيره وفي القاموس (¬3): الاستنثار: استنشاق الماء ثم استخراج ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (475) ومسلم (2100). (¬2) أخرجه الترمذي (2766) وقال: حديث رواه غير واحد عن سليمان التيمي ولا يعرف خداش هذا من هو وقد روى له سليمان التيمي غير حديث، ورواه أحمد (3/ 299) عن جابر، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 445 رقم 2072) عن ابن عباس وأما قول الهيثمي: خراش العبدي ثقة فقد أورد الذهبي في الميزان (8/ 90) خراش بن عبد الله لا يصح قاله الموصلي وذكر له هذا الحديث وكذلك ذكره الحافظ في اللسان (2/ 396). وذكر له هذا الحديث، ونقل عن الأزدي قوله: لا يصح. وقال ابن عدي: مجهول، وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به، ولا يكتب حديثه إلا للاعتبار. انظر: الضعفاء لابن الجوزي (1/ 253)، والمجروحين (1/ 288). ثم أن عزو الحديث للبراء عند الترمذي غير صحيح، وأشار إلى ذلك الألباني في الصحيحة (3/ 254 رقم 1255)، انظر صحيح الجامع (326) والسلسلة الصحيحة (1255). (¬3) القاموس المحيط (صـ 887).

ذلك بنفس الأنف فجعل الاستنثار لفظًا يفيد الأمرين الجذب والدفع وجمعه - صلى الله عليه وسلم - بينهما كما هنا يفيد تغايرهما وهذا الذي اختاره ابن دقيق العيد في شرح العمدة (¬1) وفي كلام النهاية (¬2) ما يلاقي كلام شرح العمدة وقيل: استنثر إذا انفرد عن استنشق أفاد جذب الماء ودفعه وإذا ذكر معه أفاد دفع الماء (وإذا استجمرت فأوتر) تقدم الكلام فيه قريبًا (طب عن سلمة بن قيس (¬3)) ورمز المصنف لصحته. 433 - " إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ أهله وصليا ركعتين، كتبًا من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات (د ن هـ حب ك) عن أبي هريرة وأبي سعيد معًا (صح) ". (إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ أهله) فيه دليل جواز إيقاظ النائم للنافلة (وصليا ركعتين كتبا) كتب كل واحد منهما فالرجل يكتب (من الذاكرين الله كثيرًا و) المرأة التي هي المراد بقوله أهله تكتب في (الذاكرات) وفيه فضيلة عظيمة لنافلة الليل فإن هذا الفعل يسير عُدَابها من أهل هذه الفضيلة العظيمة لعظمة قيام الليل وفضيلته وللأوقات مزايا في الأعمال وخص الرجل بالإيقاظ؛ لأن الأغلب أن الرجال أحرص على الطاعات وإلا فلو أيقظته المرأة لكان الأمر ما ذكر فأما لو قام ولم ينبه أهله هل له ذلك الأجر أو دونه محتمل (د ن 5 حب ك عن أبي هريرة وأبي سعيد معًا) رمز المصنف لصحته (¬4). ¬

_ (¬1) انظر: العُدة حاشية على أحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 106 و 384). (¬2) النهاية (5/ 37). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 37) رقم (6307) وكذا ابن حبان (1436) وابن ماجه (406) والترمذي (27) والنسائي (1/ 41) (1/ 67) وكان الأولى عزوه إلى أصحاب السنن وصححه الألباني في صحيح الجامع (327). (¬4) أخرجه أبو داود (1451) والنسائي في السنن الكبرى (1310)، وابن ماجه (1335) وابن حبان (2568) والحاكم (2/ 416) وقال النووي في الخلاصة (1994): إسناده صحيح. وصحَّحه إلألباني في صحيح الجامع (333).

434 - " إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثًا فإنَّ أحدكم لا يدري أين باتت يده مالك والشافعي (حم ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا استيقظ أحدكم من نومه) حمله جماعة العلماء على مطلق النوم في ليل أو نهار وذهب آخرون إلى أن المراد نوم الليل لقوله "أين باتت" والبيتوتة لا تكون إلا في الليل، ودفعه الأولون بأن ذكر البيتوتة خرج مخرج الأغلب (فلا يدخل يده) المراد الكف لا كل يده اتفاقًا (في الإناء) خرجت البرك والحياض الواسعة والمياه الجارية (حتى يغسلها ثلاثًا) قال بإيجاب الغسل ابن حنبل لظاهر الأمر وقال غيره: أنه للندب لأنه علل بأمر يقتضي الشك وهو لا يقتضي الوجوب فليستصحب الأصل وهو عدم الوجوب واستدلوا بوضوئه - صلى الله عليه وسلم - عند قيامه من نوم الليل من الشن المعلق كما في حديث ابن عباس ولم يذكر أنه غسل يديه أولاً وبأن قوله ثلاثًا يدل على الندبية لأن التقييد بالعدد في غير العينية دليل على الندبية وقد بسطنا الكلام في حاشية العمدة (¬1) (فإن أحدكم لا يدري أين باتت يداه) يريد أنها لاقت نجاسة ورطوبة بجولانها وهو نائم فيفسد الماء إن أدخلها قبل غسلها بنجاستها ومفهومه أن من دري أين باتت يده كمن لفها في خرقة مثلاً وانتبه وهي على حالها أنه لا يغسلها لانتفاء العلة (مالك والشافعي حم ق 4 عن أبي هريرة) (¬2). 435 - " إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ، فليستنثر ثلاث مرات، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه (ق ن) عن أبي هريرة" (صح). (إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ) أراد الوضوء (فليستنثر ثلاث مرات) ¬

_ (¬1) انظر: العدة حاشية على أحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام للمؤلف (1/ 106 - 107). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 21) رقم (37)، والشافعي (1/ 11)، وأحمد (2/ 214)، والبخاري (162)، ومسلم (278) وأبو داود (105) والترمذي (24) والنسائي (1/ 7) وابن ماجه (393).

فيه دليل على ما أسلفناه أنه إذا أفرد كان للدفع والجذب وعليه محمل كلام القاموس وإن كانت عبارته عامة ولك أن تقول إنما اقتصر عليه؛ لأنه لا يكون الدفع إلا بعد الجذب فعبر باللازم قال ابن حجر (¬1) في فتح الباري: الاستنثار من النثر بالنون والمثلثة هو طرح الماء الذي يستنشقه المتوضئ أي يجذبه بريح أنفه سواء كان بإعانة يده أولاً، وعن مالك كراهة فعله بغير اليد؛ لأنه شبَّه فعل الدابة والمشهور عدم الكراهة وظاهر الأمر الوجوب للاستنثار وقد ذهب إليه أئمة، وأما وجوب الاستنشاق فالأكثر أنه يجب وقال آخرون: لا يجب؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال للأعرابي: "توضأ كما أمرك الله" وليس ذلك في الآية وأجيب بأن لفظ أمرك الله ليس خاصًا بما في الآية فإنَّ الله قد أمرك باتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم - وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - ما توضأ إلا وتمضمض واستنشق ولأن في بعض روايات حديث الأعرابي ذكر الاستنشاق كما في جامع الأصول وأما هذا المأمور به هنا فقد علله بعلة خاصة هي قوله (فإن الشيطان يبيت على خياشيمه) في القاموس (¬2): الخياشم غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ أو عروق في باطن الأنف انتهى. ومبيت الشيطان محمول على الحقيقة ولا مانع من ذلك أو على المجاز وأن المراد أنه يخذله ويكسله عن الطاعة حتى كأنه جاثم على خياشمه وهذا دليل مستقل على وجوب الاستنثار عند الوضوء بعد النوم (ق ن عن أبي هريرة) (¬3). 436 - " إذا استيقظ أحدكم فليقل: "الحمد لله الذي رد عليّ روحي وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره" ابن السني عن أبي هريرة (ح) ". (إذا استيقظ أحدكم فليقل الحمد لله الذي رد علي روحي) لما كان النوم أحد الوفاتين كما قال الله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ ¬

_ (¬1) فتح الباري (1/ 262). (¬2) القاموس (صـ 1424). وفي الأصل: غظاريف، وفي القاموس المطبوع كما أثبته. (¬3) أخرجه البخاري (3295)، ومسلم (238)، والنسائي (1/ 67).

فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42] {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} [الأنعام: 60] وفي الحديث حين ناموا في الوادي: أن أرواحنا بيد الله يقبضها متى شاء ويرسلها متى شاء فإذا هب العبد من منامه فقد ردّ الله عليه روحه فاستحب له الحمد على هذه النعمة فلذا علق الحمد عليها ولما كان الليل مظنة الأسقام، وفيه يرد على الأبدان الآلام كما قيل في الحمى (¬1): وزائرتي كأن بها حياء ... فليس تزور إلا في الظلام شرع للقائم أن يضم إلى الحمد على رد روحه، قوله (وعافاني في جسدي) وقوله (وأذن لي بذكره) أي أقدرني عليه أو أمرني به من قوله: {وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [إبراهيم: 11] (ابن السني عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لحسنه ورواه الترمذي والنسائي قال النووي في الرياض (¬3): سنده صحيح وقال ابن حجر (¬4): حسن فقط لتفرد محمد بن عجلان به وهو سيء الحفظ. 437 - " إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها، وكان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها (خ ت) عن أبي سعيد (صح) ". (إذا أسلم العبد فحسن إسلامه) قام بفرائضه وانتهى عن نواهيه (يكفر الله عنه كل سيئة كان أزلفها) أزلفها بالزاي وفاء بعد اللام أي قدمها وأسلفها قبل إسلامه وهذا زيادة على ما في الآية من قوله: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ ¬

_ (¬1) البيت منسوب إلى المتنبي. (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (9)، وقد رواه الترمذي (3401) وقال: حديث حسنٌ، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (329). (¬3) وأما قوله: النووي في الرياض فلم أجده في رياض الصالحين إنما ذكره في الأذكار (صـ 44) وعزاه لابن السني وحده وقال: "بإسناد صحيح". (¬4) قال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 110) هذا حديث حسن، وقال ... وأما قوله: (يعني النووي) أنه صحيح الإسناد ففيه نظر أهـ.

لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38] إذ ظاهر الآية أن الانتهاء عن الكفر محصل المغفرة وظاهر الحديث أنه لا بد مع حصولها من حسن الإِسلام (وكان ذلك بعد القصاص، الحسنة) بدل من القصاص ويحتمل أنه مبتدأ (بعشر أمثالها) خبر قيل وهو أولاً لما قيل من أن المثلية معتبرة في القصاص وإنما يكون المراد بقوله القصاص، قوله السيئة بمثلها، وذكر الحسنة إلى آخره استطراد توطئة لذكر السيئة ذكر معناه الطيبي (إلى سبعمائة ضعف) الضعف يطلق على المثل وعلى المثلين وقد جاء الحسنة بعشر أمثالها وإلى سبعمائة وبغير حساب وإلى أضعاف كثيرة كل ذلك فضل من الله (والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها) من عدله تعالى ألا يضاعف عقاب السيئات بل جزاءًا وفاقًا أو يتفضل بعفوه عنها (خ ت عن أبي سعيد (¬1)) ظاهر صنيع المصنف أن البخاري أسنده وليس كذلك فإنما قال مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي سعيد يرفعه انتهى قال ابن حجر: ولم يوصله في موضع من الكتاب وصله أبو ذر. انتهى. فليحمل صنيع المصنف على رواية أبي ذر الهروي. 438 - " إذا أشار الرجل على أخيه بالسلاح فهما على حرف جهنم، فإذا قتله وقعا فيها جميعًا الطيالسي عن أبي بكرة (صح) ". (إذا أشار الرجل على أخيه بالسلاح) هو كل ما اعتد للحرب من آلة الحديد بما يقاتل به والسيف وحده يسمى سلاحًا (¬2) (فهما على جرف جهنم) بالجيم وضم الراء وسكونها وبحاء مهملة وسكون الراء جانبها لأنه ليس بينه وبينه إلا وضع السلاح في أخيه (فإذا قتله وقعا فيها جميعًا) القاتل والمقتول أما القاتل فلقتل أخيه وأما المقتول فلأنه كان حريصًا على قتل أخيه كما علله به النص فيما ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري معلقًا (41) وقال الحافظ ابن حجر في تغليق التعليق (2/ 44) وقد وصله الحافظ أبو ذر الهروي في روايته للصحيح وقد وصله النسائي أيضًا في المجتبى (8/ 105). (¬2) وكأنه خرج مخرج الغالب وإلا فالإشارة بما يقتل كالحجر ونحوه له هذا الحكم.

يأتي أو لأنه ترك الفرار والمدافعة على القول بوجوبها (الطيالسي (¬1) عن أبي بكرة) رمز المصنف لصحته (¬2). 439 - " إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة: فإن شدة الحر من فيح جهنم (حم ق 4) عن أبي هريرة (حم ق د ت) عن أبي ذر (ق) عن ابن عمر (صح) ". (إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة) تقدم الكلام عليه في حرف الباء الموحدة مع الهمزة في أبردوا (فإن شدة الحر من فيح جهنم) تقدم اللفظ وبيان معناه هنالك (حم ق 4 عن أبي هريرة حم ق د ت عن أبي ذر ق عن ابن عمر (¬3)) وتقدم هنالك عن ستة من الصحابة منهم اثنان ممن هنا. 440 - " إذا اشتد كلب الجوع فعليك برغيف وجر من ماء القراح، وقيل: "على الدنيا وأهلها مني الدمار" (عد هب) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا اشتد كلب الجوع) بفتح اللام هو الأكل الكثير بلا شبع فالإضافة بيانية أي الكلب الذي هو الجوع ويحتمل أنه أريد به الداء الذي يسمى كلبًا استعير للجوع أي إذا اشتد الجوع الذي يشبه الكلب في ضره (فعليك برغيف وجر) بفتح الجيم وتشديد الراء الجر والجرار جمع جرة الإناء المعروف من الفخار (من ماء القراح) بزنة سحاب الماء الذي لا يخالطه تفل من سويق أو غيره أو الخالص كما في القاموس (¬4) وإنما خص هذه الحالة بهذا المطعوم الزهيد؛ لأنها ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (صـ 301). (¬2) أخرجه الطيالسي (884) والنسائي (7/ 124)، وكذلك أخرجه عن طريق ربعي بن حراش عن أبي بكرة أخرجه مسلم (2888) وابن ماجه (3965) وانظر طرقه في فتح الباري (13/ 33). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 266) والبخاري (534) ومسلم (615) وأبو داود (402) وابن ماجه (677) والترمذي (157) والنسائي (1/ 248) من رواية أبي هريرة، والبخاري (535) ومسلم (616) وأبو داود (401) والترمذي (157) وأحمد (5/ 176). وقد تقدم تخريجه مفصلاً. (¬4) القاموس المحيط (صـ 301).

حالة يلتذ صاحبها بزهيد العيش أتم لذة من غيرها وإلا فالزهيد من العيش مندوب إليه في كل حال (وقل على الدنيا مني وأهلها الدمار) بفتح الدال المهملة أي الهلاك يقول ذلك بلسان حاله أو مقاله وليس المراد الدعاء على الدنيا وأهلها بل المراد استخفافه بها واحتقاره لها (عد هب عن أبي هريرة (¬1)) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه الحسين بن عبد الغفار قال الدارقطني: متروك وقال الذهبي: متهم وأبو يحيى الوقاد قال الذهبي: كذَّاب. 441 - " إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيغ الدم بأحدكم فيقتله (ك) عن أنس (صح) ". (إذا اشتد الحر) أي حر الزمان وذلك في زمن القيض وقد اتفق الأطباء على أن استفراغ الدم في نيسان من أشهر القيض محمود ويحتمل أن يراد الحر في البدن فإنه يكون عن الدم (فاستعينوا بالحجامة) على دفع مضرة شدته وتقدم ضبطه (لا يتبيغ الدم) في قوله احتجموا (بأحدكم فيقتله) بنصب اللام بالفاء لكمال شرط نصبها (ك عن أنس) رمز المصنف لصحته وصحَّحه الحاكم وأقرَّه الذَّهبي (¬2). 442 - " إذا اشترى أحدكم بعيرًا فليأخذ بذروة سنامه، وليتعوذ بالله من الشيطان (د) عن ابن عمر (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10366)، وابن عدي في الكامل (6/ 432) في ترجمة ماضي بن محمد أبو مسعود الغافقي وقال: منكر الحديث، وفي الإسناد الحسين بن عبد الغفار قال الدارقطني: متروك وقال ابن عدي له مناكير، انظر: الميزان (2/ 295) وأبو يحيى الوقاد كذبه الذهبي، انظر: المغني في الضعفاء (2204) وأورده الغماري في المداوي (1/ 305) وقال: موضوع. وكذلك قال الألباني في ضعيف الجامع (368) والسلسلة الضعيفة (489). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 212) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وابن حبان في الضعفاء (2/ 212) رقم (986). وفي إسناده محمد بن القاسم الأسدي قال أحمد: والدارقطني: كذَّاب انظر: المغني في الضعفاء (5915)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (367) والسلسلة الضعيفة (2331).

(إذا اشترى أحدكم بعيرًا) في القاموس (¬1): البعير وبكسر الجمل البازل والجذع وقد يكون للأنثى والحمار وكل ما يحمل وهاتان عن ابن خالويه (فليأخذ بذروة سنامه) بضم الذال المعجمة وتكسر أعلاه كما في النهاية (¬2) والذروة من كل شيء أعلاه (وليتعوذ بالله من الشيطان) وذلك لما يأتي من حديث أبي هريرة عند الحاكم "على ذروة كل بعير شيطان" (¬3) والأقرب أن المراد هنا الإبل خاصة لأن البقر لا يحمل عليها وغيرها من الدواب وإن حمل عليها فلا سنام لها هذا على كلام ابن خالويه (د عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 443 - " إذا اشترى أحدكم لحمًا فليكثر مرقته، فإن لم يصب أحدكم لحما أصاب مرقا، وهو أحد اللحمين (ت ك هب) عن عبد الله المزني (صح) ". (إذا اشترى أحدكم لحمًا فليكثر مرقته) ندبًا وإرشادًا إلى عموم النفع (فإن لم يصب أحدكم لحمًا) لقلته وكثرة (الأكلة أصاب مرقًا وهو أحد اللحمين) تسميه المرق لحمًا مجاز تغليبًا، وفيه الإرشاد إلى الاجتزاء من الدنيا بأدنى شيء (ت ك هب عن عبد الله (¬4) المزني) قال في الكبير بعد رمز الترمذي: غريب، وبعد رمز ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 449). (¬2) النهاية (2/ 159) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 612). (¬3) أخرجه أبو داود كما في الكنز (24955) عن ابن عمر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (370). وقد أخرجه أبو داود (2160) وابن ماجه (2252) والنسائي في السنن الكبرى (10069) والبيهقي في السنن (7/ 148) من حديث عبد الله بن عمرو: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا تزوج أحدكم امرأة أو اشترى خادما فليقل اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه وإذا اشترى بعيرا فليأخذ بذروة سنامه وليقل مثل ذلك" وحسنه الألباني في صحيح الجامع (341). (¬4) في المطبوع حديث: "إذا اشترى أحدكم الجارية فليكن أول ما يطعمها الحلو، فإنه أطيب لنفسها (طس) عن معاذ" أخرجه الترمذي (1832) والحاكم في المستدرك (4/ 130) وتعقبه الذهبي في التلخيص: محمد -بن فضاء- ضعفه ابن معين، والبيهقي في الشعب (5920) وقال: تفرد به=

الحاكم: وصححه وتعقب، وبعد رمز البيهقي: وضعفه. وهنا رمز لصحته، وزاد: " وليغرف لجيرانه". 444 - " إذا اشتريت نعلا فاستجدها، وإذا اشتريت ثوبا فاستجده (طس) عن أبي هريرة، وعن ابن عمر بزيادة: "وإذا اشتريت دابة فاستفرهها، وإن كانت عندك كريمة قوم فأكرمها"، (ض) ". (إذا اشتريت نعلاً فاستجدها) بسكون الدال أي خذها جيدة من الجودة (وإذا اشتريت ثوبًا فاستجده) هو أيضًا من الجودة كالأول وهو إرشاد إلى أخذ الجيد لدوام نفعه وكمال جماله (طس عن أبي هريرة (¬1)) رمز المصنف لضعفه (وعن ابن عمر بزيادة وإذا اشتريت دابة فاستفرهها) اتخذها فارهة جادة قوية (وإذا كانت عندك كريمة قوم) شريفة النسب أو مكرمة من قومها وهي توصية بالزوجة التي بهذه الصفة خاصة وقد وصى - صلى الله عليه وسلم - بالنساء مطلقًا (فأكرمها) زيادة على غيرها رعاية لمنصبها. 445 - " إذا اشتكى المؤمن أخلصه من الذنوب كما يخلص الكبير خبث الحديد (خد طس حب) عن عائشة" (صح). (إذا اشتكى) من الشكاية وهي المرض (المؤمن أخلصه) المرض الدال عليه الشكوى والتعبير عنه بالشكاية مجاز تعبير باللازم على ملزومه إلا أن في ¬

_ = محمد بن فضاء وليس بالقوي وأورده ابن عدي في الكامل (6/ 169) في ترجمة محمد بن فضاء بن خالد الجهضمي وهو ضعيف. انظر: الميزان (6/ 295 - 296) وعلل الترمذي (1/ 305) رقم (568) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (317) والسلسلة الضعيفة (2341). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (785) عن أبي هريرة والطبراني في الأوسط (8295) من رواية ابن عمر قال: لم يرو هذا الحديث عن نافع إلا أبو أمية بن يعلى تفرد به حاتم بن سالم، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 109): فيه أبو أمية بن يعلى وهو متروك، انظر: المغني في الضعفاء (7311). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (372) والسلسلة الضعيفة (2227).

القاموس (¬1): الشكوى والشكاة والشكا المرض. انتهى إلا أنه مشهور لخلطه الحقائق بالمجازات (من الذنوب كما يخلص الكبير خبث الحديد) ففيه أن الأمراض مكفرات للذنوب وهل التكفير لألم المرض أو للصبر عليه فيه ما يأتي (خد طس حب عن عائشة) رمز المصنف لصحته (¬2). 446 - " إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي، ثم قل: "بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا" ثم ارفع يدك، ثم أعد ذلك وترًا (ت ك) عن أنس (صح) ". (إذا اشتكيت فضع يدك) الظاهر منها عند الإطلاق اليمنى (حيث تشتكي ثم قل بسم الله أعوذ) التجأ واثقًا (بعزة الله) بغلبته على كل شيء (وقدرته) قوته على كل شيء وفيه التعوذ بصفته تعالى الملائمة للالتجاء إليه فإنه إذا كان غالبًا لكل شيء قادرًا عليه فإنه يدفع شره عمن لاذ به وعاذ (من شر ما أجد من وجعي هذا) بدل من قوله من شر ما أجد بإعادة الخافض (ثم ارفع يدك) عن موضع الشكاية التي وضعتها عليه (ثم أعد ذلك وترًا) الأقرب أن المراد به ثلاث لأنه غالب ما يريه الشارع عند إطلاق الوتر ويحتمل سبعًا لأن هذا العدد بخصوصه قد اعتبر في الأدوية النبوية وقد وقع ثلاثًا في رواية وسبعًا في أخرى كما قال الشارح (ت ك عن أنس (¬3)) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ. ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (صـ 1677). (¬2) أخرجه ابن حبان (2936) والطبراني في الأوسط (1900) (4123) (5351)، وقال الهيثمي (2/ 302) رجاله ثقات إلا أني لم أعرف شيخ الطبراني، وكذلك البخاري في الأدب المفرد (497) وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (90). وصححه الألباني في صحيح الجامع (344) والسلسلة الصحيحة (1257). (¬3) أخرجه الترمذي (3088) والحاكم (4/ 219) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وصححه الألباني في صحيح الجامع (346) والسلسلة الصحيحة (1258).

447 - " إذا اشتهى مريض أحدكم شيئًا فليطعمه (هـ) عن ابن عباس (ض) ". (إذا اشتهى مريض أحدكم شيئًا فليطعمه) سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - عاد رجلاً من الأنصار فقال: أتشتهي شيئًا؟ قال: نعم خبز بر قال: من كان عنده شيئًا فليأت به فجاء رجل بكسرة فأطعمها إياه ثم ذكره - صلى الله عليه وسلم - وفيه أنه يعطى المريض ما يطلب من الأغذية فإن إعطاعه شهوته قد تقوي طبيعته وتنعش قواه وحرارته الغريزية فيكون فيها عافيته وقد اتفق لجماعة من الأمراض أنه أعطى شهوته فكان منها شفاؤه من الألم (5 عن (¬1) ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه صفوان بن هبيرة ضعفه الذهبي وقال: شيخ بصري لا يعرف. 448 - " إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم عندك أحتسب مصيبتي فأجرني فيها، وأبدلني بها خيرا منها" (دك) عن أم سلمة (ت هـ) عن أبي سلمة (صح) ". (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون) كما أمر الله والحديث مسبق من الآية ولفظ مصيبة صادق على ما يصيب الإنسان مما يكره حتى الشوكة يشاكها كما يأتي في حديث عائشة وفي كتب التفسير: إذا انطفأ المصباح فهي مصيبة ومعنى إنا لله أي مملوكون له فهو إقرار بأنه المالك يتضمن أن ما أخذه منا فهو ملكه فلا نسخط ولا نأسف وأن كل ما في أيدينا من الأموال والأولاد عارية عندنا والعارية مردودة ومعنى إنا إليه راجعون الإقرار والإخبار عن الاعتقاد بأن أنفسنا وما ملكت من الأموال إليه صائرة وعائدة إلى ما قضاه وإلى دار جزائه ولقائه متضمن أنه لا فوات لما فات لأنا ذاهبون وإلى ما أخذ منا تابعون وفي هاتين الجملتين من الإقرار بالعبودية ما ترى ولذا جعل الله ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2440) وإسناده ضعيف فيه صفوان بن هبيرة، انظر: المغني (2890)، الميزان (3/ 434)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (373).

جزاء قائلها الصلوات منه والرحمة والهداية فسبحان من وهب ثم سلب ثم علمه ما يقال ثم جعل له الأجر الجزيل فالكل منه وله وبه (اللهم عندك أحتسب) أي اعتدوا والاعتداد من العدد والاحتساب من الحسب لثواب ما أصيب به في النهاية وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله احتسبه لأن له حينئذ أن يعتد عمله في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به (مصيبتي فأجرني) بفتح همزته وضم الجيم مقصورًا وممدودًا من أجره كرمه أو أجره يأجره كنصره ينصره أي اثبني وجازه من الأجر وهو الجزاء (وأبدلني بها خيرًا منها) أي من مصيبتي في أهل أو مال وفي المسند (¬1) عنه - صلى الله عليه وسلم -: "ما من أحد يصيبه مصيبة فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها إلا آجره في مصيبته وأخلفه خيرًا منها" فأفاد الإخبار بإجابته لدعوته (د ك عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته (ت 5 عن أبي سلمة) وقال في الكبير: حسنٌ غريبٌ (¬2). 449 - " إذا أصاب أحدكم هم أو لأواء فليقل: "الله، الله ربي لا أشرك به شيئًا" (طس) عن عائشة (صح) ". (إذا أصاب أحدكم هم) الهم هو الحزن من خوف ما يتوقع (أو لأواء): اللأواه الشدة وضيق المعيشة وهي بلام مفتوحة وهمزة مفتوحة وواو مفتوحة آخره همزة ممدودة (فليقل الله الله ربي لا أشرك به شيئًا) لما كان القلب مخلوقًا لمعرفة فاطره وخالقه ومحييه والإيمان به والإنس به والسرور والابتهاج ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (6/ 309) وكذلك مسلم (918) والترمذي (977) وأبو داود (3119) وابن ماجه (1447) والنسائي (4/ 4). (¬2) أخرجه أبو داود (3119) والحاكم (4/ 18) وأحمد (6/ 17) عن أم سلمة وفي إسناده ابن عمر بن أبي سلمة وهو مجهول كما قال الذهبي في الميزان (7/ 454)، وأخرجه الترمذي (3511) وابن ماجه (1598)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (386) وفي السلسلة الضعيفة (2382). وهو بلفظ مقارب عند مسلم (918).

بالإقبال عليه والرضاء عنه والتوكل عليه، والحب والبغض فيه ودوام ذكره وأن يكون أحب إليه من كل شيء سواه، ولا حياة له ولا نعيم ولا لذة إلا به، كانت الأحزان والهموم التي هي آلام القلوب إذا فقد هذه الأمور التي هي بمنزلة عداه وصحته وحياته متسارعة إليه من كل صوب واردة عليه من كل جهة تثيرها الشرك بالله والغفلة عنه والاستهانة بمحابه ومراضيه وترك التفويض إليه والاعتماد عليه والشك في وعده ووعيده فدواء هذا الهم هو إفراغ التوحيد عليه وغسل درن همه وغمه وهذه الكلمات الشريفة التي أرشد إليها - صلى الله عليه وسلم - طبيب القلوب ورسول علام الغيوب هي الأدوية النافعة والمراهم القاطعة الناجعة قد اشتملت على التوحيد وإثبات الربوبية والتحقق بالعبودية والتأكيد للكلمة الشريفة بقلع شجرة الغفلة من أصلها وتجثيث شجرته الخبيثة من ارض القلب، وتأتي أدوية أخرى في دواء هذا الداء كلها عائدة إلى معنى ما ذكرنا (طس عن عائشة (¬1)) رمز المصنف لصحته فيما رأينا مقابلاً على خطه وقال الشارح: رمز لحسنه وكأنه لشواهد وإلا ففيه محمد بن موسى البربري قال في الميزان عن الدارقطني: غير قوي، وفي اللسان: ما أحد جمع من العلم ما جمع، وما كان يحفظ إلا حديثين (¬2). 450 - " إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي؛ فإنها من أعظم المصائب (عد هب) عن ابن عباس (طب) عن سابط الجمحي (ض) ". (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي) فإن كل مؤمن من المتقدمين والمتأخرين مصاب بفقده - صلى الله عليه وسلم - وفقد الوحي الذي كان يأتيه بخير الدارين ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5290) عن عائشة (6119) عن أسماء بنت عميس وانظر: الميزان (6/ 350)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (348). (¬2) انظر: الميزان (4/ 51)، واللسان (5/ 400).

فليتأسى كل مصاب بفراقه - صلى الله عليه وسلم - فتخف عليه المصائب (فإنها من أعظم المصائب) قيل: من زائدة فإنها أعظم المصائب وقيل: لا زائدة فيها فإن بعض أفراد الأعظم قد يكون أعظم أفراده ولا شك أنه ما أصيب المسلمون بل ولا الكافرون بمثل فقده - صلى الله عليه وسلم - فإنه مفتاح دار السعادة ومعلم خير الدنيا والآخرة ونبي الأمة وهاديها ومهديها فذهابه ذهاب لكل خير إذ هو بدرها وسراجها المنير ورحمة الله ونعمته على العالمين عليه تنزل ملائكة السماوات ومن بحر علومه تفجرت العلوم النافعات فأي مصيبة أصيب بها العباد أعظم من فقده - صلى الله عليه وسلم - ولذا قال أنس - رضي الله عنه - لما مات رسول الله تنكرت علينا الأرض فما هي بالأرض التي نعرفها، وأنكرنا قلوبنا وكيف وبوجوده - صلى الله عليه وسلم - أمن الله الكفار من عذابه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] فكل مصيبة بعده هيئة وهو فرط لكل مؤمن لحديث عائشة عند أحمد والترمذي (¬1): "ومن لم يكن له فرط فأنا له فرط". وما فقد الماضون مثل محمد ... ولا مثله حتى القيامة يفقد من مراثي حسان (¬2) فيه، وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - عند الوقوف على قبره - صلى الله عليه وسلم - ساعة دفنه: إن الصبر لجميل إلا عنك وإن الجزع لقبيح إلا عليك والمصاب بك لجليل، وإنه بعدك لقليل (¬3)، ويروى أنه قال لما مات - صلى الله عليه وسلم - منشدًا: كنت السواد لناظري فبكى عليك الناظر ... من شاء بعدك فليمت فعليك كنت أحاذر وفيه ندب التأسي في المصائب وهو التسلي للمصاب بمصاب غيره ففيه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1062) وقال: حديث حسن غريب، وأحمد (1/ 334). (¬2) البداية والنهاية (5/ 281). (¬3) انظر: نهج البلاغة (748) وفيه: وإنه قبلك وبعدك لجَلَلٌ.

ترويح للمكروب قالت الخنساء (¬1): ولولا كثرة الباكين حولي ... على إخوانهم لقتلت نفسي (عد هب عن ابن عباس (¬2)) رمز المصنف لضعفه. (طب عن سابط) بالسين المهملة فموحدة فطاء مهملة (¬3) (الجمحي) بضم الجيم والحديث وإن رمز المصنف لضعفه فله شواهد. 451 - "إذا أصبحت آمنا في سربك، معافى في بدنك، عندك قوت يومك، فعلى الدنيا وأهلها العفاء (طب) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا أصبحت آمنًا في سربك) بكسر المهملة وسكون الراء النفس آمن في سربه بالكسر في نفسه، وفلان واسع السرب أي رخي البال، ويروى بالفتح وهو المسلك والطريق وقد تقدم الحديث بألفاظه وتقدم شرحه في الهمزة مع الباء الموحدة في قوله: "ابن آدم وعندك ما يكفيك". (معافًى في بدنك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء) تقدم ضبطه وما أحسن ما أنشده في تذكرة الحفاظ للحافظ الحجة أبي محمد الأزدي (¬4): يا بؤس للدنيا وتغريرها ... كم شابت الصفو بتكديرها إن امرئ في سربه آمن ... ولم ينله سوء مقدورها وكان في عافية جسمه ... من سوء بلواها وتغييرها ¬

_ (¬1) الإصابة (7/ 616). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 174)، والبيهقي في الشعب (10152) عن ابن عباس والطبراني في المعجم الكبير (7/ 167) رقم (1718). وكذلك أخرجه الدارمي (84) مرسلاً، وصححه الألباني في صحيح الجامع (347) والسلسلة الصحيحة (1106). (¬3) وقع في الأصل: بالصاد بدل السين، والتصحيح من المعجم الكبير وكتب التخريج. وسابط الجمحي له صحبة كما قال المزي في تهذيب الكمال (17/ 123). وانظر الجرح والتعديل (4/ 320) وقد ذكر هذا الحديث. (¬4) تذكرة الحفاظ للذهبي (4/ 1350) رقم (1100).

وعنده بلغة يوم فقد ... حيزت إليه بحذافيرها (طب عن أبي هريرة (¬1)) رمز المصنف لضعفه لكن له شواهد في الأدب المفرد عند البخاري (¬2). 452 - " إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا (ت) وابن خزيمة (هب) عن أبي سعيد (صح) ". (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان) في القاموس (¬3): العضو بالكسر والضم كل لحم وافر بعظمه، وقوله: تكفر اللسان في النهاية (¬4): أي تذل وتخضع، والتكفير أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريبًا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم أحد. انتهى. قلت: ولا يلائمه قوله (فتقول اتق الله فينا) فإنه ورد كالتفسير للتكفير والأقرب أنه من التكفير التغطية أي الأعضاء تغطي ستر اللسان بما تعظها به من قولها اتق الله وظاهره أنه قول حقيقي ولا مانع منه وإن لم نعلمه، ويحتمل التمثيل وإن الأعضاء لما كانت متابعة للسان في الخير والشر وفي الاستقامة والاعوجاج كانت بمثابة من يناصح من أمره بيده (فإنما نحن بك) الفاء للتعليل ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10361)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (379) والسلسلة الضعيفة (6978): ضعيف جدًا. وبين فيها علل الحديث منها. 1 - إسماعيل بن رافع ضعيف كما في التقريب (442). 2 - سلام الطويل متروك. وقال ابن حبان يروي عن الثقات الموضوعات كأنه المتعمد لها انظر المغني (2496) والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 6). 3 - عصمة بن سليمان قال البيهقي في المعرفة لا يحتج به. انظر لسان الميزان (4/ 196). (¬2) انظر: الأدب المفرد (300) وحكم الشيخ الألباني على بعضها بأنه حديث حسن. (¬3) القاموس المحيط (ص 1692). (¬4) النهاية (4/ 188).

والباء للسببية أي إنما نعاقب ونثاب بسببك (فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا) وفائدة الخبر النبوي إعلام الإنسان إنه لا يأتيه الخير والشر إلا من قبل لسانه فليحذرها (ت (¬1) وابن خزيمة هب عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 453 - " إذا أصبحتم فقولوا: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت، وإليك المصير" (هـ) وابن السني عن أبي هريرة (ح) ". (إذا أصبحتم) إذا دخلتم في الصباح وهو من طلوع الفجر (فقولوا: اللهم بك أصبحنا) قدم المتعلق لإفادة الحصر أي دخلنا في الصباح بقدرتك لا بقدرة غيرك وبسبب إنعامك علينا وإيجادك الصباح وإدخالك لنا فيه ولو شئت لجعلت الليل سرمدًا إلى يوم القيامة كما قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ} [القصص: 71] فهو تعالى فالق الإصباح وجاعل الليل سكنًا (وبك أمسينا) بسبب قدرتك وإنعامك دخلنا في المساء كما سلف في الصباح (وبك نحيا) بقدرتك لا بغيرها نحيى الحياة الصغرى وهي القيام من النوم {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ ...} الآية إلى قوله: {ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ} [الأنعام: 60] (وبك نموت) الميتة الصغرى أو يحتمل أن يراد الحياة الكبرى وهي الإيجاد من العدم فإن الله تعالى قد سماه حياة {وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [الحج: 66] وبالموت الموت الأكبر وهو الخروج من هذه الدار فإن هذه الحياة الصغرى والموت الأصغر ذكرًا بالموت الأكبر والحياة الكبرى ويحتمل أن يراد الجميع ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2407) والبيهقي في الشعب (4645) وفي الآداب (397)، وابن الدنيا في الصمت (12) والطيالسي (2323)، ولم أقف عليه في ابن خزيمة لا في الصحيح ولا التوحيد، ولم يعزه إليه الحافظ ابن حجر كعادته في إتحاف المهرة وإنما عزاه لأحمد فقط برقم (5256)، وأبو يعلى (1185) وأحمد (3/ 95)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (301).

(وإليك المصير) أي المرجع والمآب إليك لا إلى غيرك (5 ابن السني (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقد ورد من قوله - صلى الله عليه وسلم - وأنه كان يقوله بزيادة فيه كما أخرجه أبو داود والترمذي. 454 - " إذا اصطحب رجلان مسلمان فحال بينهما شجر أو حجر أو مدر، فليسلم أحدهما على الآخر، ويتباذلوا السلام (هب) عن أبي الدرداء (ض) ". (إذا اصطحب رجلان) الصحبة درجات كثيرة والمراد هنا إذا جمع بينهما طريق (مسلمان) إذ السلام من شعار أهل الإِسلام (فحال بينهما شجر) في القاموس (¬2): هو ما قام على ساق أو ما سما بنفسه دق أو جل قاوم الشتاء أو عجز عنه الواحدة بهاء (أو حجر أو مدر) بالدال المهملة المفتوحة الطين المتماسك أو بلدة الإنسان فإنها مدرته (فليسلم أحدهما على الآخر) فإن بالحيلولة قد تجدّد بعد افتراق وباللقاء بعده اتفاق فيشرع التسليم (ويتباذلوا السلام) بالذال المعجمة من البذل وهو الإعطاء أي يبذل كل واحد سلامه للآخر (هب عن أبي الدرداء (¬3)) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه بقية بن الوليد لكن له شواهد. 455 - " إذا اضطجعت فقل: "بسم الله، أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه، وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون" (أبو نصر السجزي في الإبانة عن ابن عمرو". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3868) وابن السني (34) عن أبي هريرة ورواية أبي داود (5068) والترمذي (3391) وفيها: "وإذا أمسى .. "، وصححه الألباني في صحيح الجامع (354) والسلسلة الصحيحة (263). (¬2) القاموس (1/ 520). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (8860) وفي إسناده بقية بن الوليد وفيه ضعف ولكن له شواهد يرتقي بها إلى درجة الحسن. وقد حسنه الألباني في صحيح الجامع (355).

(إذا اضطجعت) أخذت مضجعك وهو مكان النوم ويحتمل أن المراد إذا أردت وظاهره في ليل أو نهار (فقل بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة) هو صفة للجمع ويجوز إفراد وصفه وجمعه وفي القرآن: {أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة: 80] و {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184] ووجهه أن الجمع لما كان بمعنى جماعة جاز إفراد وصفه قيل أو لأن جمع السلامة من جموع القلة وهي أقرب إلى الإفراد ولذا أعاد إليها الضمير ضمير إفراد من قوله: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا} [المؤمنون: 21] وفي النهاية (¬1): التامة قيل هي القرآن وإنما وصفت بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شيء من كلامه نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس وقيل معنى التمام هنا إنما ينفع المتعوذ بها ويحفظه من الآفات ويكفيه (من غضبه) في النهاية (¬2) أيضًا غضب الله إنكاره على من عصاه وسخطه عليه وإعراضه عنه ومعاقبته له. قلت: فيكون عطف قوله: (وعقابه) عليه من عطف الجزء على الكل والنكتة فيه هي النكتة في عطف الخاص على العام (ومن شر عباده) عام لإنسهم وجنهم (ومن همزات الشياطين) جمع همزة، الهمزة من الهمز وهو النخس والشياطين يحثون العباد على المعاصي ويجروهم إليها كما يهم الرابض الدابة حثًا بها للسير (وأن يحضرون) يحومون حولي ويتصلون بي وهو مأخوذ من الآية: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} [المؤمنون: 97، 98] ولا يخفى أن المصائب الواردة على العبد إما من غضب مولاه وفاطره أو من عقابه أو من شر الثقلين من العباد أو من قبل النفس بواسطة وساوس الشياطين وحثهم للعباد على القبائح. ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 198). (¬2) النهاية (3/ 690).

والحديث قد اشتمل على الاستعاذة من شر الجميع (أبو نصر السجزي (¬1) في الإبانة عن ابن عمرو) وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. 456 - " إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً (حم ق) عن جابر (صح) ". (إذا طال أحدكم الغيبة فلا يطرق أهله ليلاً) الطرق هو إتيان الليل كما في القاموس (¬2) فذكر الليل مبني على تجريده عنه من باب قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} [الإسراء: 1] فإن الإسراء لا يكون إلا في الليل، وأهل الرجل: عشيرته وذوو قرابته، إلا أنه أريد هنا امرأته بدليل التعليل في الحديث الآخر أعني قوله: "حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة" (¬3) فهو في حق من له زوج وأطال الغيبة (حم ق عن جابر (¬4)). 457 - " إذا اطمأن الرجل إلى الرجل، ثم قتله بعد ما اطمأن إليه نصب له يوم القيامة لواء غدر (ك) عن عمرو بن الحمق". (إذا اطمأن الرجل إلى الرجل) اطمأن إليه أي سكن إليه وأنس به وأمنه (ثم قتله بعد ما اطمأن إليه نصب له يوم القيامة لواء غدر) في النهاية (¬5): لواء غدر علامة يشتهر بها بين الناس لأن موضع اللواء شهرة مكان الرئيس (ك عن عمرو (¬6) بن الحمق) بالحاء المهملة فميم مكسورة فقاف. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نصر السجزي في الإبانة كما في الكنز (41276)، وكذلك أحمد (2/ 181) وأبو داود (3893)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (382) وفي الكلم الطيب (48). (¬2) القاموس (ص: 1166). (¬3) أخرجه البخاري (5247) وقد بوب البخاري بعنوان: باب تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة ومسلم (715)، وأحمد (3/ 303). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 396) والبخاري (5243) ومسلم (715). (¬5) النهاية (4/ 279). (¬6) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 353) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، وصحَّحه الألباني في=

458 - " إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته (حم م) عن جابر بن سمرة (صح) ". (إذا أعطى الله أحدكم خيرًا فليبدأ بنفسه) هو من بدأ المهموز لا المقصور وتقدم الحديث عليه في حديث: "ابدأ بنفسك فتصدق عليها فإن فضل شيء فلأهلك". (وأهل بيته) أي بعد أن يفضل عن نفسه وهذا الأمر الجائز وأما الأفضل فالإيثار على النفس، والأمر هنا للإباحة أو للندب لجواز تفاوت رتب المندوب وإن كان الإيثار هو الأفضل وهو مندوب (حم م (¬1) عن جابر بن سمرة). 459 - " إذا أعطي أحدكم الريحان فلا يرده. فإنه خرج من الجنة (د) في مراسيله (ت) عن أبي عثمان النهدي مرسلاً". (إذا أعطى أحدكم الريحان) في النهاية (¬2): أنه كل نبت طيب الرائحة من أنواع المشموم (فلا يرده فإنه خرج من الجنة) علة للنهي عن الرد لأن الجنة غاية، مطلوب كل مؤمن فلا يرد ما خرج منها وهو محمول على الحقيقة، وأنه تعالى أخرجه من الجنة تشويقًا للعباد إلى نعيمها وقد ضبط. (ص 143) ابن سيد الناس اليعمري ما ورد قبوله وعدم رده في قوله: قد كان من سنة خير الورى ... صلى الله عليه طول الزمن أن لا يرد الطيب والمسكا ... واللحم والحلوى كذاك اللبن (¬3) وللمصنف (¬4) رحمه الله وزاد عليه وفاته بعض ما نظمه ابن سيد الناس فإنه ¬

_ =صحيح الجامع (357) والسلسلة الصحيحة (441). (¬1) أخرجه أحمد (5/ 86) ومسلم (1822). (¬2) النهاية (2/ 288). (¬3) عزاه في النور السافر (247) إلى الحسين بن الصديق اليمني. (¬4) عزاه في النور السافر (54) إلى السيوطي.

فاته اللحم إلا أن يدخل تحت الرزق: عن المصطفى سبع يرقبوا لها ... إذا ما بها قد أتحف المرء خلان حلو وألبان ودهن وسادة ... ورزق لمحتاج وطيب وريحان (د في مراسيله عن ابن (¬1) عثمان النهدي (¬2)) بفتح النون وسكون الفاء ودال مهملة نسبة إلى نهد قبيلة معروفة واسمه عبد الرحمن بن مل بتثليث الميم وتشديد اللام من كبار التابعين (¬3) (مرسلاً). 460 - " إذا أعطيت شيئًا من غير أن تسأل، فكل وتصدق م (د ن) عن عمر (صح) ". (إذا أعطيت شيئًا من غير أن تسأل) أي فأقبله؛ لأن قوله (فكل وتصدّق) قال عليه، فيه الأمر بقبول ما ساقه الله إليه من رزقه وقد علله في حديث آخر بقوله: "فإنه رزق ساقه الله" هذا إذا لم يعلم كونه حرامًا أو شبهة فالأول يحرم والثاني صفة المؤمن الوقف عنده، وقد قيد في غير هذا بعدم استشراف النفس إليه أي تطلعها إلى إتيانه (م د ن عن عمر (¬4)) قال: استعملني رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على عماله فأديتها فأمر لي بعمالتي فقلت: إنما عملت لله فذكره. 461 - " إذا أعطيتم الزكاة فلا تنسوا ثوابها أن تقولوا: "اللهم اجعلها مغنما، ولا تجعلها مغرما" (هـ ع) عن أبي هريرة (ض) ". ¬

_ (¬1) في المطبوعة (أبي). (¬2) أخرجه أبو داود في المراسيل (530) والترمذي (2791) وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ولا نعرف حنانا إلا في هذا الحديث وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مل وقد أدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره ولم يسمع منه. وفي إسناده: حنان الأسدي في عداد المجهولين وفيه الإرساله. انظر ميزان الاعتدال (2/ 394). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (385) والسلسلة الضعيفة (764). (¬3) انظر: الاستيعاب (1/ 258، 549) وهو أسلم على عهده - صلى الله عليه وسلم - ولم يلقه. والإصابة (5/ 108)، وتهذيب الكمال (6/ 249). (¬4) أخرجه مسلم (1045) وأبو داود (1647) والنسائي (5/ 102).

(إذا أعطيتم) بصيغة المعلوم خطابًا للذين يخرجون (الزكاة فلا تنسوا ثوابها) أمرها الذي يطلبونه من الله سبحانه وتعالى أي لا تنسوا طلبه (أن تقولوا اللهم اجعلها مغنمًا) أن تقولوا إلى آخره بدل من الثواب أي لا تنسوا هذا القول فإنه أجرها أي سبب أجرها والمغنم بزنة مفعل هو ما يناله الإنسان من الأشياء من غير مشقة أي اجعلها عند قلبي في السماحة بها والرضى والسرور بإخراجها كالمغنم الذي أحوزه وأحرزه فلا تتبعها نفسي أو اجعلها في الأجر كأجر الغانمين وهم المجاهدون لأني جاهدت نفسي في إخراجها والسماحة بها (ولا تجعلها مغرمًا) هو بدينه وهو ما يؤخذ من الإنسان مما يلزمه أداؤه كرهًا فيسلمه غير طيبة به نفسه ولا طالب به مرضاة الله تعالى وهي صفة للمنافقين كما حكاه الله عنهم في سورة التوبة (5 ع عن أبي هريرة (¬1)) رمز المصنف لضعفه وقال في الكبير بعد ذكره: وضعف انتهى. ووجه ضعفه أن فيه سويد بن سعيد قال أحمد. متروكٌ (¬2). 462 - "إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فليفطر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1797) وأبو يعلى (3775)، وقال البوصيري في الزوائد (2/ 88) هذا إسناد ضعيف البحتري متفق على تضعيفه والوليد مدلس. وفي إسناده أيضًا: سويد بن سعيد الحدثاني قال أحمد متروك وقال النسائي ليس بثقة وقال البخاري عمى فكان يقبل التلقين وقال أبو حاتم صدوق. انظر المغني في الضعفاء (2706)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (386) والسلسلة الضعيفة (1096) موضوع. (¬2) لم أقف على قول الإِمام أحمد هذا، إلا عند ابن الجوزي فهو نقل عنه هذا القول، وروى الميموني عن أحمد قال: ما علمت إلا خيرًا، وفي التهذيب (4/ 272)، قال عبد الله: عرضت على أبي أحاديث سويد عن ضمام بن إسماعيل، فقال: اكبها كلها، فإنه صالح، أو قال: ثقة، باختصار سويد بن سعيد الحدثاني أبو محمد، تكلم فيه بعضهم ووثقه الآخرون، وحاصل كلامهم أن كتابه ونسخته صحيحة، وأما ما حدث من حفظه ففيه ضعف. انظر: بحر الدم (ص: 417)، وميزان الاعتدال (2/ 248)، والتقريب (290).

على الماء، فإنه طهور (حم 4) وابن خزيمة (حب) عن سلمان بن عامر الضبي (صح) ". (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمرٍ فإنه بركة) زيادة ونماء في دين العبد أو في بدنه أو في معاشه (فإن لم يجد تمرًا فليفطر على الماء فإنه طهور) أي مطهر للقلب وهو بفتح الطاء (حم 4 وابن خزيمة حب عن سلمان (¬1)) في الكبير (عامر ابن الضبي) بفتح المعجمة وكسر الموحدة وهو صحابي سكن البصرة (¬2) والحديث رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح. 463 - " إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم (ق د ت) عن عمر (صح) ". (إذا أقبل الليل من ها هنا) هنا اسم مكان وحرف ها حرف تنبيه وهو إشارة إلى جهة المشرق لأن منه يقبل الليل كما أن منه يقبل النهار وإقبال الليل إقبال ظلمته (فأدبر النهار من ها هنا) إشارة إلى جهة المغرب لأن منه يدبر الليل بإدبار الشمس (وغربت الشمس) بيان لإدبار النهار (فقد أفطر الصائم) أي دخل في زمن الفطر أو أفطر شرعًا؛ لأنه لا حكم للإمساك عن المفطرات ليلاً عند الشارع قال المصنف في المرقاة (¬3): اتفقت واقعة ببغداد بين الشيخين أبي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 17) وأبو داود (2355) والترمذي (658) والنسائي في السنن الكبرى (3319) و (3320) وقال: هذا الحرف "فإنه بركة" لا نعلم أن أحدا ذكره غير ابن عيينة ولا أحسبه محفوظًا، وابن ماجه (1699) وابن خزيمة (2067) وابن حبان (3514) وقال الترمذي: حسن صحيح وانظر علل ابن أبي حاتم (3/ م 687)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (389)؛ لجهالة الرباب الضبية وهي بنت صليع أم الرائح فقد تفردت بالرواية عنها حفصة بنت سيرين وقد صحح الشيخ الألباني أن يكون هذا من فعله - صلى الله عليه وسلم -. انظر السلسلة الضعيفة (6383). (¬2) انظر: الاستيعاب (1/ 191)، والثقات لابن حبان (3/ 158). (¬3) انظر: مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود (لوحة 107).

إسحاق الشيرازي وابن الصباغ. رجل قال لامرأته إن أفطرت على حار أو بارد فأنت طالق فغربت الشمس فقال ابن الصباغ تطلق وقال أبو إسحاق لا تطلق لهذا الحديث لأنها أفطرت على غير هذين انتهى. قلت: وكأن ابن الصباغ فهم أنه أراد الرجل بقوله حار أو بارد الإفطار مطلقًا ومنه دخول الليل وأبو إسحاق نظر إلى أنها لم تفطر بواحد من الأمرين فجزم بأنها لم تفطر بأيهما فلا طلاق مع الحكم بأنها أفطرت بدخول الليل فما بين الرجلين خلاف في أنه أريد بالحديث الحكم بالإفطار لا دخول الليل فهما متفقان على معناه على أن فتواهما تحثا هو أن الأيمان في باب الطلاق وغيره يحمل على العرف والعرف أنه لا يسمى دخول الليل إفطارًا فلو علل أبو إسحاق فتواه بهذا لكان وجيهًا وجعل بن الصباغ الحار والبارد بمعنى المفطر فحكم بالطلاق بدخول الليل لأنها قد أفطرت وجعله بمعنى المفطر لا يشمل إلا المأكول والمشروب عرفًا فتأمل. في القاموس (¬1) فطر الصائم أكل وشرب كأفطر انتهى. ولم يجعل من معانيه دخل في وقت الفطر فيكون معنى الحديث فقد حكم له بجواز الأكل والشرب (ق د ت عن عمر (¬2)). 464 - " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا الرجل المسلم تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا (ق هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا اقترب الزمان) قال المصنف في المرقاة: قيل: المراد اقترب زمن الساعة ودنو وقتها، وقيل: المراد اعتداله واستوى الليل والنهار، وقال الفارسي: في مجمع الغرائب، قيل: إنه عبارة عن قرب الأجل وهو أن يطعن المؤمن في السنن ويبلغ أوان الكهولة والشيب فإن رؤياه تصدق؛ لأنه يستكمل تمام الحلم والأناة ¬

_ (¬1) القاموس (ص: 587). (¬2) أخرجه البخاري (1954) ومسلم (1100) وأبو داود (2351) والترمذي (968).

(لم تكد رؤيا الرجل المسلم تكذب وأصدقهم) أي الرجال الدال عليهم ذكر الرجل (رؤيا أصدقهم حديثًا) في اليقظة وهذا من فوائد الصدق في الحديث جعله سببًا لصدق الرؤيا وظاهره أن هذا حكم لمن يصدق في حديثه أن تصدق رؤياه سواء قرب الزمان أو لا (ق 5 عن أبي هريرة) (¬1). 465 - " إذا أقرض أحدكم أخاه قرضًا، فأهدى إليه طبقا فلا يقبله، أو حمله على دابته فلا يركبها، إلا أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك (ص هـ هق) عن أنس (ح) ". (إذا أقرض أحدكم أخاه قرضًا) القرض ما يعطيه الرجل ليقضاه كما في القاموس (¬2) (فأعطاه طبقًا) محرك الموحدة بالفتح هو عطاء كل شيء وقيل ما يحمله عليه أو فيه وأريد به هنا مثلًا والمراد الهدية من المقترض مطلقًا (فلا يقبله) لأنه ما أعطاه إلا في مقابلة ما أقرضه فهو زيادة لا يقابلها شيء والنهي ظاهر به التحريم (أو حمله على دابة فلا يركبها) هذا نهي عن قبول المنفعة من المقترض والأول نهي عن قبول المال ووجه النهي أنه من القرض الذي يجر منفعة وقد نهى عنه فقد أخرج الحارث في "مسنده" (¬3) من حديث علي - رضي الله عنه -: "نهى عن كل قرض جر منفعة" إن قلت قد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - قضى من أقرضه خيرًا مما أعطاه وقال: "خيركم أحسنكم قضاء" (¬4). قلت: يحمل النهي أنه إذا كان الزيادة مشروطة بينهما كما يرشد إليه نهي عن قرض يجر منفعة أي لأجلها وفي معناه الإهداء والحمل على الدابة ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7017)، ومسلم (2263) وابن ماجه (3917). (¬2) القاموس المحيط (صـ 841). (¬3) أخرجه الحارث في مسنده (437 زوائد). (¬4) أخرجه البخاري (2305) ومسلم (1601).

(إلا أن يكون جرى بينه وبينه قبل ذلك) فإنه لا يكون من أجل الإقراض (ص 5 هق عن أنس) رمز المصنف لحسنه (¬1). 466 - " إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كما يتحات عن الشجرة البالية ورقها سمويه (طب) عن العباس (ض) ". (إذا اقشعر) تقبض وتجمع (جلد العبد من خشية الله) بسبب خوفه منه تعالى وهذا لا يكون إلا عند شدة الخوف منه تعالى وقد يجعل كناية عن شدة الخوف وإن لم تقع الحقيقة (تحاتت عنه خطاياه) تساقطت عنه كأنه حامل لها (كما يتحات عن الشجرة البالية) بالباء الموحدة والسلام من بلى الشيء إذا خلق وفي نسخة اليابسة (ورقها) تشبيهًا للمقول بالمحسوس إبراز التصوير ذهابها (سمويه طب عن العباس) رمز المصنف لضعفه (¬2). 467 - " إذا أقل الرجل الطعم ملئ جوفه نورًا (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا أقل الرجل الطعم ملأ) الله (جوفه نورًا) الطعم بضم الطاء وسكون العين الأكل وأما بفتحها فهو ذوق الشيء بما يجده اللسان منه وتقدم الكلام في ذلك (فر عن أبي هريرة (¬3)) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه علان الكرخي متهم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2432)، قال البوصيري (3/ 70): هذا إسناد فيه مقال. والبيهقي في السنن (5/ 350)، وقال ابن عبد الهادي في التنقيح (3/ 8): وإسناد هذا الحديث غير قوي على كل حال، فإن ابن عياش متكلم فيه وحديث أنس الموقوف أخرجه البيهقي في الشعب (5532). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (390) والسلسلة الضعيفة (1163). (¬2) أخرجه البزار (1322) والبيهقي في الشعب (803) وتاريخ بغداد (4/ 56) وقال المنذري في الترغيب والترهيب/ (4/ 117) رواه أبو الشيخ ابن حيان في الثواب وقال الهيثمي في المجمع: (10/ 310) فيه أم كلثوم بنت العباس ولم أعرفها وبقية رجاله ثقات. وأورده الحافظ في الإصابة (8/ 295) وعزاه لسمويه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (319) وفي السلسلة الضعيفة (2343) لجهالة أم كلثوم ابنة العباس، وفي إسناده أيضًا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال الحافظ في التقريب (7591) اتهموه بسرقة الحديث. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (1138) وفي إسناده محمد بن إبراهيم بن العلاء بن السائح أورده=

بالوضع وفيه غيره ممن رمي بذلك. 468 - " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة (م 4) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة) أي نفلاً أو مطلق؟ (إلا المكتوبة) أي إلا الصلاة التي أقيمت وعبر عنها بالمكتوبة زيادة في بيان أنه لا يقدم عليها غيرها ولا يشتغل بسواها وظاهره أنه يخرج مما هو فيه فإن حمل النفي على النافلة والفرض فهو دليل على سقوط الترتيب بين الفرائض إذا أقيمت إحداهما جماعة فمن أراد أن يصلي الظهر مثلاً فرادى فأقيمت العصر جماعة فلا يصلي إلا العصر ومسقط الترتيب بينه وبين الظهر هذا إن أريد بالمكتوبة المقامة ويحتمل أنه أريد بالمكتوبة غيرها والمراد فلا صلاة نافلة لكن المكتوبة تصلى والاستثناء منقطع فلا سقوط للترتيب (م 4 عن أبي هريرة (¬1)). 469 - " إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون، وائتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا (حم ق 4) عن أبي هريرة " (صح). (إذا أقيمت الصلاة) أخذ في إقامتها وإنما خص هذه الحالة إشارة إلى ما سواها؛ لأنه إذ نهى عن إتيانها سعيًا في حال الإقامة مع خوفه فوات بعضها فقبل الإقامة أولى وآكد (فلا تأتوها وأنتم تسعون) النهي موجه إلى القيد أعني الجملة ¬

_ = الذهبي في الضعفاء وقال ابن حبان والدارقطني كذاب. انظر المغني (5207). وفيه إبراهيم بن مهدي الأيلي قال الذهبي: يضع الحديث وقال الحافظ: كذبوه. انظر المغني (182) والتقريب (257). وقال الألباني في ضعيف الجامع (392) والضعيفة (2342) موضوع. (¬1) أخرجه مسلم (710) وأبو داود (1266) والترمذي (421) والنسائي (2/ 116) وابن ماجه (1151).

الحالية وهي وأنتم تسعون، فالنهي عن إتيانها سعيًا، والسعي قد يكون مشيًا وقد يكون عملًا وتصرفًا ويكون قصدًا وقد تكرَّر في الحديث فإذا كان بمعنى المضي عدي بإلى وإذا كان بمعنى العمل عدي باللام والمراد به هنا العدو في المشي كما يرشد إليه قوله (وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة) إن قلت: قد يعارضه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا} [الجمعة: 9]. قلت: قال جار الله (¬1) في الآية: السعي القصد دون العدو والسعي التصرف في كل عمل ومنه قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39] وعن الحسن ليس السعي على الأقدام ولكن على النيات والقلوب. انتهى (فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) أي ولكم أجر من أدركها جماعة كما أفادته أحاديث أخرى منها آخر هذا الحديث ففي رواية في مسلم: "فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة"، وقال العلماء: والحكمة في إتيانها بسكينة والنهي عن السعي أن الذاهب إلى الصلاة عامل في تحصيلها ومتوصل إليها فينبغي أن يكون متأدبا بآدابها وعلى أكمل الأحوال، قاله في شرح مسلم (¬2). وأما كون ما أدركه مع الإِمام أول صلاته أو آخرها فقد حققناه في حواشي ضوء النهار تحقيقًا شافيًا بحمد الله وأنه أول صلاته (حم (¬3) ق 4 عن أبي هريرة). 470 - "إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني (حم ق د ن) عن أبي قتادة زاد (3) "قد خرجت إليكم" (صح). ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف (1/ 1257). (¬2) انظر: المنهاج للنووي (5/ 99). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 270)، والبخاري (908)، ومسلم (602)، وأبو داود (572) والترمذي (327)، والنسائي (2/ 14) وابن ماجه (775).

(إذا أقيمت الصلاة) أي أخذ في إقامتها وشرع فيها (فلا تقوموا إليها حتى تروني) فإنها كانت تقام الصلاة أي يأخذ المؤذن في إقامتها وهو - صلى الله عليه وسلم - في منزله لم يخرج فنهاهم عن القيام إليها حتى يروه قد خرج من منزله، كما أفاده قوله قد خرجت في الزيادة الآتية، وفيه لا بأس بالأخذ في إقامة الصلاة قبل دخول الإِمام المسجد إذا علم أنه داخل مدرك للصلاة وفي رواية أبي هريرة: "أقيمت الصلاة، وقمنا فعدّلنا الصفوف قبل أن يخرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية في مسلم فأخذ الناس مصافهم قبل خروجه قال النووي (¬1) في شرحه: لعله كان مرة أو مرتين أو نحوهما لبيان الجواز أو لعذر ولعل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فلا تقوموا حتى تروني" كان بعد ذلك. (حم ق د ن عن أبي قتادة زاد 3 قد (¬2) خرجت إليكم) وهي تفيده الرواية الأول مفهومًا إذ لا يرونه إلا وقد خرج إليهم. 471 - " إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدأوا بالعشاء (حم ق ت ن هـ) عن أنس (ق هـ) عن ابن عمر (خ هـ) عن عائشة (حم طب) عن سلمة بن الأكوع (طب) عن ابن عباس (صح) ". (إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء) في النهاية (¬3): العشاء بالفتح الطعام الذي يؤكل عند العشاء وأراد بالصلاة صلاة المغرب (فابدءوا بالعشاء) بطعام العشاء وإنما شرع تقديم العشاء لئلا يدخل في الصلاة وهو مشوش البال مشغول لشغل قلبه: وظاهر الأمر الإيجاب، والجمهور أنه لو صلى بحضرة الطعام كانت صلاته مكروهة إذا كان في الوقت سعة فإن خاف خروج الوقت لو أكل لم يجز ¬

_ (¬1) المنهاج (5/ 103). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 304) والبخاري (637) ومسلم (604) وأبو داود (539) والنسائي (2/ 31) والترمذي (592). (¬3) النهاية (3/ 242).

له تأخيرها وعن بعض الشافعية أنه لا يصلي بحالٍ ونقل القاضى عياض (¬1) عن الظاهرية أنها باطلة (حم ق ت ن 5 عن أنس (¬2) ق 5 عن ابن عمر خ 5 عن عائشة حم طب عن سلمة بن الأكوع طب عن ابن عباس) وأما حديث إذا حضر العشاء والعشاء فابدءوا بالعشاء قال الحافظ العراقي: إنه لا أصل له بهذا اللفظ (¬3). 472 - " إذا اكتحل أحدكم فليكتحل وترا، وإذا استجمر فليستجمر وترًا (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا اكتحل أحدكم فليكتحل وترًا) قد بينته رواية فعله أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكتحل في كل عين ثلاثًا فهو المراد بالوتر هنا ويأتي تحقيق في بحث الشمائل في باب كان (وإذا استجمر) أحدكم (فليستجمر وترًا) تقدم (حم عن أبي هريرة (¬4)) رمز المصنف لصحته. 473 - " إذا أكفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما (م) عن ابن عمر (صح) ". (إذا أكفر الرجل أخاه) أي قال له يا كافر كما في حديث أبي هريرة: إذا قال الرجل لأخيه يا كافر سيأتي (فقد باء) بالهمز ممدود في النهاية (¬5): "فقد باءه أي ¬

_ (¬1) انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 494). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 110) والبخاري (672) ومسلم (557) والترمذي (353) والنسائي (2/ 853) وابن ماجه (933) من رواية أنس. وأخرجه البخاري (671)، ومسلم (559) وابن ماجه (934) عن ابن عمر. وأخرجه البخاري (671) ومسلم (558) وابن ماجه (935) عن عائشة. وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 20) رقم (6250) عن سلمة بن الأكوع. (¬3) ذكره السخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 38) وقال: قال العراقي في شرح الترمذي: لا أصل له في كتب الحديث بهذا اللفظ وانظر: الفوائد المجموعة (ص:157)، وكشف الخفاء (1/ 89). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 351)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (375) والسلسلة الصحيحة (1260). (¬5) النهاية (1/ 159).

التزمه ورجع به وكأنه في رواية بتذكير الضمير وهي للكفر أو للقول وأنثه هنا حيث قال (بها) أي بالكلمة (أحدهما) قال في النهاية (¬1): لأنه إما أن يَصْدُق عليه وإما أن يَكْذِب فإن صَدَق فهو كما قال وإن كذب عاد عليه الكفر بتكفيره أخاه المسلم. انتهى. وليس المراد أنه يصير كافرًا بقوله له ذلك خارجًا عن ملة الإِسلام كالمرتد وإنما المراد أنه يأثم بتلك الكلمة ويرجع عليه وبالها وتقدم كلام النهاية (¬2) أن الكفر على أنحاء أربعة (م (¬3) عن عمر). 474 - " إذا أكل أحدكم طعامًا فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: "بسم الله على أوله وآخره" (د ت ك عن عائشة (صح) ". (إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل (¬4) بسم الله) تقدم الكلام عليه مستوفى (فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: بسم الله على أوله وآخره) فيه بيان أنه إذا أطلق الأمر بذكر اسم الله يراد به هذا اللفظ فقط وفيه أن بركة التسمية تنعطف على أول الطعام الناسي إذا ذكرها إذ هي فائدة قوله أوله مع أنه قد نفد وتقدم الكلام في التسمية موسعًا (د ت (¬5) ك عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ وصحَّحه الحاكم. 475 - "إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: "اللهم بارك لنا فيه، وأبدلنا خيرا منه" وإذا شرب لبنا فليقل: "اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه" فإنه ليس بشيء ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 340). (¬2) النهاية (4/ 186). (¬3) أخرجه مسلم (60). (¬4) في المطبوعة: (فليذكر اسم الله). (¬5) أخرجه أبو داود (3767) والترمذي (1858) وقال: حسن صحيحٌ، والحاكم (4/ 180) وقال: صحيح الإسناد. وأحمد (1/ 265) والنسائي في السنن الكبرى (10112). وصححه الألباني في صحيح الجامع (380) وفي الإرواء (1965).

يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن (حم دت هـ هب) عن ابن عباس (ح) ". (إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل) عند أكله أو بعد الفراغ منه (اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرًا منه) فيه أنه لا بأس بطلب الأعلى من الطعام (وإذا شرب لبنًا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه) فيه أنه لا خير من اللبن في المشروب فيسأل إنما يطلب الزيادة منه وقد بين - صلى الله عليه وسلم - أخيريته بإغنائه أي إجزائه عن الطعام والشراب فدل أن الخيرية في النفع والكفاية لا في التلذذ والرفاهية (فإنه ليس شيء يجزئ من الطعام والشراب إلا اللبن) والأصل أن هذا من الحديث إلا أنه مدرج من كلام مسدد كما قاله الخطابي والصدر المناوي (¬1) (حم د ت 5 هب عن بن عباس (¬2)) رمز المصنف لحسنه. 476 - " إذا أكل أحدكم طعاما فلا يمسح يده بالمنديل، حتى يلعقها أو يلعقها (حم ق د هـ) عن ابن عباس (حم م ن هـ) عن جابر بزيادة "فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة" (صح) ". (إذا أكل أحدكم طعامًا فلا يمسح يده بالمنديل) في القاموس (¬3) بالفتح والكسر كمِنْبَر وفيه دليل على جواز ذلك وعلى عدم تعين الغسل (حتى يلعقها) بفتح أوله من الثلاثي) مبني للمعلوم وفاعله الأكل في القاموس (¬4): لعقه كسمعه يلعقه ويضم: لحسه (أو يلعقها) بضم أوله أي يمكن غيره من لعقها وفيه دليل على عدم كراهة أوصال اليد فم الغير ثم المراد باليد الأصابع التي فيها أثر ¬

_ (¬1) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح لصدر الدين المناوي (3/ رقم 3429) بتحقيقنا. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 784) وأبو داود (3730) والترمذي (3455) وحسنه، وابن ماجه (3322) والبيهقي في الشعب (6041)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (381). (¬3) القاموس المحيط (صـ 66). (¬4) القاموس المحيط (ص: 1190).

الطعام بدليل حديث أبي هريرة: "فيلعق أصابعه" وفيما زاده جابر ذكر علة ذلك وهو أنه لا يدري من أي طعامه البركة فقد يمسح بالمنديل ما فيه البركة، وفيه أنه لا يترك الساقط من الطعام لهذه العلة وإن كان سيأتي فيه حديث مستقل (حم ق د هـ عن بن عباس (¬1) حم م ن 5 عن جابر بزيادة فإنه لا يدري في أي طعامه البركة) وهي مطلوبه فلا تفوتها وفيه أنه لا يغسلها أيضًا حتى يلعقها أو يُلعقها. 477 - " إذا أكل أحدكم طعاما فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة (حم م ت) عن أبي هريرة (طب) عن زيد بن ثابت (طس) عن أنس (صح) ". (إذا أكل أحدكم طعامًا فليلعق أصابعه) أي التي أكل بها (فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة) النماء والزيادة وظاهر الأوامر الوجوب إلا أنه يأتي فيه من البحث ما سلف في حديث الاستيقاظ وأنه علل بأمر يقتضي الشك وهو لا يقتضي الإيجاب على أنا قد بحثنا في ذلك في حواشي شرح العمدة بحثًا نفيسًا لم يسبق إليه (¬2) (حم م ت عن أبي (¬3) هريرة/ طب عن زيد بن ثابت طس عن أنس). 478 - " إذا أكل أحدكم طعاما فليغسل يده من وضر اللحم (عد) عن ابن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5456)، ومسلم (2031)، وأبو داود (3847)، وابن ماجه (3269)، وأحمد (1/ 346) عن ابن عباس، وأحمد (3/ 331)، ومسلم (2033)، والنسائي في السنن الكبرى (6777)، وابن ماجه (3270) عن جابر. وأحمد (3/ 310) عن جابر بزيادة: "فإنه لا يدري في". (¬2) انظر: العدة حاشية المؤلف على شرح العمدة (1/ 109 - 111). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 341) ومسلم (2035) والترمذي (1801) عن أبي هريرة، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 152) رقم (4918) عن زيد بن ثابت، أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3596) عن أنس.

(إذا أكل أحدكم طعامًا) أريد به ما فيه اللحم لا مطلقًا بدليل قوله (فليغسل يده من وضر اللحم) وهو بالضاد المعجمة مفتوحة والراء في القاموس (¬1) الوضر محرك وسخ الدسم واللبن. انتهى. وفيه شرعية غسل اليد من اللحم ويلحق به ما فيه دسومة من الأطعمة ويأتي علة ذلك في حديث: "من بات وفي يده غمر فلا يلومن إلا نفسه" (¬2) (عد عن ابن عمر (¬3)) رمز المصنف لضعفه. 479 - " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله (حم م د) عن ابن عمر (ن) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا أكل أحدكم) حذف المفعول ليعم كل مأكول (فليأكل بيمينه) والأمر للإيجاب (¬4) لما يأتي من علة ذلك مع كون الأصل في الأمر ذلك وكذلك قوله (وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله) والمؤمن مأمور بأن لا يتصف بصفة الشيطان في شيء وإذا حرم التشبه باليهود بل تشبه الرجال بالنساء وعكسه فالتشبيه بالشيطان أشد تحريمًا (حم م د عن ابن عمرن عن أبي هريرة) (¬5). ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (صـ 633). (¬2) أخرجه أبو داود (3852)، وابن الجعد في مسنده (2837)، وأحمد (2/ 263)، وابن حبان (5521)، والحاكم (4/ 152) وقال: هذه الأسانيد كلها صحيحة ولم يخرجاه. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 95) في ترجمة وازع بن نافع العقيلي وهو ليس بثقة وضعفه المناوي (1/ 398)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (395). (¬4) قوله للإيجاب هذا مخالف لما درج عليه الأئمة. (¬5) أخرجه أحمد (2/ 8)، ومسلم (2020) وأبو داود (3776) عن ابن عمر والنسائي في السنن الكبرى (6745) عن أبي هريرة.

480 - " إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وليشرب بيمينمه، وليأخذ بيمينه، وليعط بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويأخذ بشماله، ويعطي بشماله الحسن بن سفيان في مسنده عن أبي هريرة (ح) ". (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه وليأخذ) كل متناول (بيمينه وليعط) كل عطاء من صدقة وغيرها وفيه تأييد لما قيل من انقلاب حديث حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله وأنه انقلب على بعض الرواة وأصله حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه إذ الإنفاق لها (بيمينه) وحاصله كل عمل شريف فإنه باليمين كما قالت عائشة: كان - صلى الله عليه وسلم - يحب التيامن ما استطاع في طهوره وتنعله وترجله وفي شأنه كله (¬1) (فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ويعطي بشماله ويأخذ بشماله) ومخالفته مراده لله تعالى. (الحسن بن سفيان) هو الحافظ الحسن بن عامر شيخ خراسان صاحب المسند الكبير والأربعين سمع من خلائق وأخذ منه عوالم منهم بن خزيمة وغيره من الأكابر قال الحاكم: كان محدث خراسان في عصره مقدمًا في التثبيت والكثرة والفهم وقال ابن حبان: كان الحسن ممن رحل وحدث وصنف مع تيقظ وصحة ديانة وصلابة في السنة توفي في رمضان سنة 303 بقرية على ثلاث مراحل من نسأ قال ابن حبان: حضرت دفنه (¬2) (في مسنده عن أبي (¬3) هريرة) رمز المصنف لحسنه. 481 - " إذا أكل أحدكم طعاما فسقطت لقمته فليمط ما رابه منها، ثم ليطعمها، ولا يدعها للشيطان (ت) عن جابر (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 202)، والنسائي (1/ 78). (¬2) انظر: تذكرة الحفاظ (2/ 703)، تاريخ دمشق (13/ 99). (¬3) أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده كما في الكنز (40666)، ولكن عزوه إليه فقط قصور لأنه أخرجه ابن ماجه (3266) وصححه البوصيري في الزوائد (4/ 10) وكذلك الطبراني في الأوسط (6775) وصححه الألباني في صحيح الجامع (384) والسلسلة الصحيحة (1236).

إذا أكل أحدكم طعامًا (¬1) فسقطت لقمته) في الإضافة إلى ضمير الأكل ما يدل على أنه لا يلقط لقمة غيره إن سقطت إلا أن قوله ولا يدعها للشيطان يدل على أنها وإن سقطت من الغير ولم يلتقطها فإنه يتعين على غيره التقاطها أو يندب له لعلة ألا يلتقطها الشيطان. (فليمط) من الإماطة الإزالة (ما رابه) الريب الشك أي ما شككه من تراب ونحوه ويزيله بما يزال به نَجِسًا والأمر ظاهر في الوجوب، وزيادة النهي تأكيد فأن النهي للتحريم لأنه مأمور بعدم إطعام الشيطان (ثم ليطعمها ولا يدعها للشيطان) فيه أن الشيطان يأكل ما تساقط من الطعام وإن كان قد سمى عليه الأكل وإن التسمية إنما تمنعه من الأكل من الطعام في إنائه ويجري هنا أيضًا علة لعق الأصابع وأنه لا يدري في أي طعامه البركة والحكم الواحد قد تعدد علله (ت عن جابر (¬2)) رمز المصنف لحسنه. 482 - " إذا أكلتم الطعام فاخلعوا نعالكم، فإنه أروح لأقدامكم (طس ع ك) عن أنس (صح) ". (إذا أكلتم الطعام فاخلعوا نعالكم) من الأقدام (فإنه أروح لأقدامكم) تقدم اخلعوا نعالكم عند الطعام فإنها سنة جميلة وهنا علله بإراحة الأقدام وفيه أن لأعضاء الإنسان عليه حقًا (طس ع ك عن أنس (¬3)) رمز المصنف لصحته في ¬

_ (¬1) ويلحق بالطعام الفواكه وغيرها للعلة وهو أنه لا يدعها للشيطان. (¬2) أخرجه الترمذي (1802) وكذا أحمد (3/ 294)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (378) وفي الإرواء (1971). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (3202) وأبو يعلى (4188)، وفي معجم شيوخه (302)، والحاكم في المستدرك (4/ 119)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وفيه تعقيب الذهبي كما نقل المؤلف والدرمي (2125)، والبزار "كشف الأستار" (2867). قال الهيثمي في المجمع (5/ 23) ورجاله ثقات إلا أن عقبة بن خالد السكوني لم أجد له من محمد بن الحارث سماعًا. وفي إسناده موسى بن محمد قال الدارقطني: متروك، التقريب (7006) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (396) وفي السلسلة الضعيفة (980).

الكبير وتعقب، قال الذهبي: أحسبه موضوعًا وإسناده مظلم. انتهى بلفظه وكأن رمزه بالصحة متابعة للحاكم ولكن ما كان يحسن منه وقد ذكر الذهبي بأنه تعقب، وكأن المصنف ما وقف على كلام الذهبي. 483 - " إذا التقى المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه، فالقاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه (حم ق د ن) عن أبي بكرة (هـ) عن أبي موسى (صح) ". (إذا التقى المسلمان بسيفيهما) مثلاً أو أي آلة ولو بالحجارة (فقتل أحدهما صاحبه) من التوسع في اسم الصحبة وإلا فإنه هنا عدوه (فالقاتل والمقتول في النار) هذا العموم مخصوص بقتال البغاة والدفاع عن النفس والمال والأهل لأدلته المعروفة قال ابن حجر (¬1): فيه دليل أنه لا يخرج المؤمن بالمعاصي عن الإيمان فسماهما مسلمين مع التوعد بالنار. انتهى. قلت: هو مبني على ترادف الإيمان والإِسلام (قيل يا رسول الله هذا القاتل) أي يستحق النار لقتله صاحبه (فما بال المقتول قال أنه كان حريصًا على قتل صاحبه) فيه دليل على أن العزم الصادق على فعل المعصية كفعلها في الإثم والعقوبة (حم ق د ن عن أبي بكرة 5 عن أبي موسى (¬2)) تقدم بيان اسميهما. 484 - " إذا التقى المسلمان فتصافحا وحمدا الله واستغفرا غفر لهما (د) عن البراء (ح) ". (إذا التقى المسلمان فتصافحا) في القاموس (¬3): المصافحة الأخذ باليد ¬

_ (¬1) فتح الباري (1/ 85). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 43) والبخاري (31) ومسلم (2888) وأبو داود (4268) والنسائي (7/ 124) عن أبي بكرة. والنسائي في السنن (7/ 124) عن أبي موسى. (¬3) القاموس المحيط (صـ 292).

كالتصافح وفي النهاية (¬1): المصافحة مفاعلة من إلصاق صفح الكف بالكف وإقبال الوجه بالوجه. انتهى. قلت: وذلك بعد رد السلام لما يأتي من حديث عائشة: "كان إذا لقيه أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم". (وحمدا الله واستغفرا غفر لهما) بسبب المصافحة والحمد والاستغفار، وهذه فائدة جليلة في ملاقاة المسلمين لمن فعلها، وأما تقبيل اليد فليس من مسمى المصافحة (د عن البراء) ابن عازب (¬2) رمز المصنف لحسنه وقال المنذري: إسناده مضطرب. وفي إسناده ضعف. 485 - "إذا التقى المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا بصاحبه، فإذا تصافحا أنزل الله عليهما مائة رحمة للبادئ تسعون، وللمصافح عشرة الحكيم، وأبو الشيخ عن عمر (ض) ". (إذا التقى المسلمان فسلم أحدهما على صاحبه كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرًا) بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة أي طلاقة وبشاشة (بصاحبه فإذا تصافحا) فيه دليل على تقديم السلام على المصافحة (أنزل الله عليهما مائة رحمة للبادي) بالسلام أو المصافحة أو أيهما (تسعون) لفضل بدايته (وللمصافح) بفتح الفاء ويصح كسرها وفيه أنه أريد بالبادي بالمصافحة (عشرة) لم يذكر التمييز فيهما وكأن المراد حسنه أو درجة أو جزاء والأول أظهرها (الحكيم وأبو الشيخ عن عمر) رمز المصنف لضعفه (¬3). ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 34). (¬2) أخرجه أبو داود (5211)، وقول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 290) وفي الإسناد أبو بلج -واسمه يحيى بن سليم- ويقال أبو صالح قال ابن معين ثقة وقال البخاري فيه نظر وضعفه الأمام أحمد وقال وروى حديثًا منكرًا، انظر الميزان (7/ 188) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (397) وفي السلسلة الضعيفة (2344). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (3/ 12) وأبو الشيخ كما في الكنز (25245) وكذلك البزار=

486 - " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل (هـ) عن عائشة وعن ابن عمرو (صح) ". (إذا التقى الختانان) أي من الرجل والمرأة، والختان موضع القطع من ذكر الغلام وفرج الجارية وهو خرج بهم على الغالب وإلا فهو يجب أن توارت الحشفة في دبر أو فرج حيوان من بهيمة ونحوها (فقد وجب الغسل) بضم الغين المعجية وسكون السين المهملة أي الاغتسال وهذا الحديث قد عارضه مفهوم حديث: "إنما الماء من الماء" وسيأتي بأن مفهوم الحصر المفاد لكلمة إنما ولتعريف المسند والمسند إليه يقضي أنه لا غسل إلا من الإنزال، وقد أجيب عنه بأن هذا الحديث مطلق يقيده هذا الحديث أي حديث: "إذا التقى الختانان ونزل الماء"، وقيل: بل حديث: "إنما الماء": منسوخ مفهومه، لأنه كان ذلك في صدر الإِسلام ثم نسخ بإيجاب الغسل من التقاء الختانين كما يدل له حديث أبي بن كعب عند أحمد وأبي داود (¬1) قال: إن الفتيا التي كانوا يقولون إنما الماء من الماء رخصة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخص بها في أول الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعدها، وبوب المحدثون باب إيجاب الغسل وحديث: إنما الماء في عدم إيجابه، والمنطوق أقوى دلالة وقد يقال الحصر في حديث إنما الماء من ¬

_ = (308) وقال: ولم يتابع عمر بن عمران على هذا الحديث. والبيهقي في الشعب (8052) والإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 454) رقم (109)، وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 505) وفي إسناده نظر. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 37): فيه من لم أعرفهم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (398) وفي السلسلة الضعيفة (3385) في إسناده: عمر بن عامر أبو حفص السعدي التمار اتهمه الذهبي بروايته حديثا باطلا وساقه وقال عقبه: قلت: العجب من الخطيب كيف روى هذا، وعنده عدة أحاديث من نمطه، ولا يبين سقوطها في تصانيفه؟! انظر ميزان الاعتدال (5/ 251). (¬1) أخرجه أحمد (5/ 115) وأبو داود (215).

الماء ادعاء لأنه غالب ما يكون ذلك إلا أنه قد وقع في رواية زيادة في حديث: "إذا التقى الختانان"، وهي وإن لم يحصل إنزال (5 عن عائشة (¬1) وعن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال ابن حجر: رجاله ثقات. 487 - " إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها (حم هـ ك هق) عن محمد بن مسلمة (صح) ". (إذا ألقى الله في قلب امرئ خطبة امرأة) بكسر الخاء المعجمة أي طلب التزويج من الولي (فلا بأس أن ينظر إليها) أي لا حرج ولا منع شرعًا وهذا قال به جماهير العلماء إلا أنه قال الخطابي: أنه ليس له النظر إلا إلى الوجه والكفين. قلت: هو خلاف الإطلاق، والوجه والكفان النظر إليهما جائز شرعًا إن لم يقارنه شهوة عند الأكثر (حم 5 ك هق (¬2) عن محمد بن مسلمة) بفتح الميم واللام هو الأوسي الحارثي الصحابي الجليل رمز المصنف لصحته قال الحاكم: والحديث غريب فيه إبراهيم بن صرمة ليس من شرط الكتاب وقد ضعف إبراهيم بن صرمة الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (608) وكذلك ابن حبان (1183) وإسحاق (1044)، عن عائشة و (611) عن ابن عمرو، وقال البوصيري (1/ 82): هذا إسناد ضعيف لضعف حجاج وهو ابن أرطأة وتدليسه وقد رواه بالعنعنة، وانظر التلخيص الحبير (1/ 134)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (385) وفي السلسلة الصحيحة (1261). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 225) وابن ماجه (1864) والحاكم (3/ 434) والبيهقي (7/ 85) وقال البيهقي: هذا الحديث إسناده مختلف فيه ومداره على الحجاج بن أرطأة وتعقبه البوصيري فقال في الزوائد (2/ 99): "قلت كم ينفرد به الحجاج بن أرطأة، فقد رواه ابن حبان في صحيحه عن أبي يعلى عن أبي خيثمة ... " انظر موارد الظمآن في زوائد ابن حبان (1235). وهو في الإحسان (4031) وسند أحمد والحاكم فيه إبراهيم بن صرمة وقد تعقبه الذهبي في التلخيص، انظر فتح الباري (9/ 181)، وانظر ترجمة إبراهيم بن صِرمة، المغني في الضعفاء للذهبي (101). وصححه الألباني في صحيح الجامع (389) والسلسلة الصحيحة (98).

488 - " إذا أم أحدكم الناس فليخفف، فإن فيهم الصغير، والكبير، "والضعيف، والمريض، وذا الحاجة. وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء (حم ق ت) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا أم أحدكم الناس فليخفف) صلاته والمراد تخفيف في تمام لما في حديث جابر عند مسلم: "إذا أممت الناس فاقرأ بهم الليل والشمس وضحاها وسبح اسم ربك الأعلى"، وكذلك فيما عينه لمعاذ وقد قال: "أفتان أنت يا معاذ" (¬1) وأما الركوع والسجود فإنما تبع للقراءة كما ثبت في صلاته - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أطال القراءة أطال الركوع والسجود وأنها كانت صلاته سواء أو كالسوى وهذا الحديث قد تعلق به النقارون المخالفون لهديه - صلى الله عليه وسلم - ولا قرة عين لهم فيه فإن التخفيف أمر نسبي ملاحظ به قراءة معاذ للبقرة، وفيه دليل أن المرضى ومن ذكر معهم يخففون صلاتهم لأنفسهم لقوله (فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض وذا الحاجة) فإنه إذا أمر بالتخفيف لأجلهم فبالأولى لأنفسهم إذا انفردوا (وإذا صلى لنفسه) أي منفردًا (فليطول ما شاء) وفيه إرشاد إلى أن من ولي أمرًا من أمور المسلمين فإنه يلاحظ من تحت يده لا حال نفسه (حم ق ت عن أبي هريرة) (¬2). (ص150) 489 - " إذا أمن الإِمام فأمنوا، فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه مالك (حم ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا أمن الإمام) عقيب قراءته ولا الضالين والمراد إذا أخذ في التأمين لا إذا فرغ منه كما يدل له حديث أبي هريرة وغيره ذكره المصنف في الذيل بلفظ: "إذا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5755)، ومسلم (465). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 256) والبخاري (703) ومسلم (467) والترمذي (236).

الرمز بالصحة ورواه ابن ماجه بهذا اللفظ. 617 - " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه (م ده) عن جابر" (صح). (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً) وفي رواية فلينفث وهذا في حال نومه وذلك لأن الرؤيا القبيحة يفزع لها الإنسان غالبًا كما يرشد إليه قوله (ثلاثًا) تحقيرًا للشيطان وإهانة له؛ لأنه لا يحضر الرؤيا المكروهة ولذا قال. (وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا) بلفظ أعوذ بالله وما يفيد معناه. (وليتحول عن جنبه الذي كان عليه) تفاؤلاً بأن الله يحول ما رآه من الأمر المكروه فأفاد الحديث أن لدفع الرؤيا المكروهة ثلاثة أنواع وفي حديث أبي قتادة الآتي الأولان فيحتمل أن يقيد بالثالث ويزاد فيه وهو التحول ويحتمل أنه مخير وفي حديث أبي هريرة الآتي زيادة "وليقم فيصلي ركعتين" فينبغي الجمع بين هذه الأفعال كلها (م د هـ عن جابر) (¬1). (¬2) 618 - " (¬3) إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق (ع طب ك) عن عامر بن ربيعة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2262) وأبو داود (5022) وابن ماجه (3908). (¬2) "إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول، وليتفل عن يساره ثلاثاً، وليسأل الله من خيرها، وليتعوذ بالله من شرها (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". سقط هذا الحديث من الأصل. أخرجه ابن ماجه (3910) وقال البوصيري (4/ 156): إسناده ضعيف لضعف العمري وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي قتادة وفي مسلم وغيره من حديث جابر. وصححه الألباني في صحيح الجامع (554) والسلسلة الصحيحة (1311). (¬3) "إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره (حم خ ت) عن أبي سعيد". سقط هذا الحديث من الأصل أخرجه أحمد (3/ 8) والبخاري (7045) والترمذي (3453).

أخبر بها - صلى الله عليه وسلم - وقد سقنا بعض أحاديثها في الروضة الندية شرح التحفة العلوية وغيرها من الفتن التي اتصلت بها كفتنة الحرة (حل عن سهل بن أبي حثمة) (¬1) بالحاء المهملة والمثلثة الساكنة هو عامر بن ساعدة الأنصاري الحارثي صحابي صغير قال أبو حاتم بايع تحت الشجرة قال الذهبي: أظنه توفي في زمن معاوية (¬2) والحديث رمز المصنف لضعفه لأن فيه سليم بن ميمون ضعيف لغفلته. 491 - " إذا انتاط غزوكم، وكثرت العزائم، واستحلت الغنائم، فخير جهادكم الرباط (طب) وابن منده (خط) عن عتيبة بن الندر (ض) ". (إذا انتاط) بفتح الهمزة وسكون النون فمثناة فوقية فألف فطاء مهملة أي بعد والمراد إذا اتسع نطاق الإِسلام وبعدت الديار التي يعرفونها (غزوكم وكثرة العزائم) هي بالعين المهملة والزاي جمع عزيمة أي كثرة عزائم الأمراء على الناس بالخروج للغزو إلى الأقطار البعيدة (واستحلت الغنائم) صارت حلالاً لأخذها من أيدي الكفار (فخير جهادكم الرباط) بكسر الراء المرابطة وهي ملازمة الثغور كما تقدم ويأتي (طب وابن منده خط عن عتبة بن الندر) (¬3) بضم العين المهملة وسكون المثناة الفوقية ثم موحدة والنُّذُر بضم النون وفتح الذال ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 280) وفي إسناده مسلم بن ميمون الخواص أورده ابن حبان في المجروحين (1/ 345)، وابن حجر في اللسان (3/ 66) وقال: اتهمه ابن حبان. وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (318) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (400) والسلسلة الضعيفة (2384). (¬2) انظر: الاستيعاب (1/ 199)، وتهذيب الكمال (12/ 178)، والإصابة (3/ 195). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 135) رقم (334) قال الهيثمي (5/ 290) فيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك، والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 135) وكذلك ابن حبان (4856) وأبو نعيم في المعرفة (4/ 2135)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1921).

المعجمة المشددة صحابي سلمي له في الأمهات حديثان (¬1)، رمز المصنف لضعفه. 492 - " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان (حم 4) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) نفلاً ولا قضاءًا لظاهر الإطلاق (حتى يكون رمضان) يكون تامة لا خبر لها، وهو مقيد بحديث: "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل يصوم صومًا فليصمه" (¬2)، وقد عارضه أحاديث واسعة منها حديث أم سلمة عند الخمسة: "لم يكن - صلى الله عليه وسلم - يصوم من السنة شهرًا تامًّا إلا شعبان يصل به رمضان" (¬3) وحديث عائشة: "لم يكن - صلى الله عليه وسلم - يصوم شهرًا أكثر من شعبان فإنه كان يصومه كله" (¬4)، وجمع بين الأحاديث بأنها توجه النهي إلى من لم يكن يصوم من أوله شيئًا قبل انتصافه وأما من صام من أوله أو صامه كله فإنه لا نهي عنه كما يرشد إليه صيامه - صلى الله عليه وسلم - ويرشد إليه لا تتقدمن (حم 4 عن أبي هريرة (¬5)) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح وتعقب بأنه قال أحمد: إنه غير محفوظ. ¬

_ (¬1) الاستيعاب (1/ 317)، وأسد الغابة (1/ 743)، والإصابة (4/ 441) والتقريب (4443)، وضبطه الحافظ: بضم النون، وتشديد الدال المفتوحة. كلهم ذكروه بالدال وليس بالدال. (¬2) أخرجه البخاري (1914)، ومسلم (1082). (¬3) أخرجه أبو داود (2336)، والترمذي (736)، والنسائي (4/ 200)، وفي الكبرى (2662)، وابن ماجه (1648)، وأحمد (6/ 311)، والدارمي (1739)، والبيهقي (4/ 210) وهو حديث صحيح. انظر صحيح أبي داود (2048). (¬4) أخرجه أبو داود (2434)، والترمذي (736)، والنسائي (4/ 15)، وأحمد (6/ 84)، وابن حبان (3516). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 442) وأبو داود (2337) والترمذي (738) والنسائي في الكبرى (2911) وابن ماجه (1651) وقال أبو داود: قال أحمد بن حنبل: هذا حديث منكر قال وكان عبد الرحمن لا يحدث به، وانظر حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (6/ 331)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (397).

493 - "إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا خلع فليبدأ باليسرى، لتكن اليمنى أولهما تنعل، وآخرهما تنزع (حم م د ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى) من أقدامه تشريفًا لها كما شرفت اليد اليمنى كما سلف ومثله الخف ونحوه وإنما ذكر النعل إخراجًا على غالب ما يلبسه المخاطبون (وإذا خلع فليبدأ باليسرى) فيخلعها (لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع) هذا زيادة في البيان وإلا فإنه قد أغنى الشرطتان الأوليان عن ذلك (حم م د ت 5 عن أبي هريرة (¬1)). 494 - " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فإن وسع له فليجلس، وإلا فلينظر إلى أوسع مكان يراه فليجلس فيه البغوي (طب هب) عن شيبة بن عثمان (ح) ". (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس) أي الذي فيه القوم كما يدل له (فإن وسع له فليجلس) أي حيث وسع له كما يدل له حديث أبي سعيد: "فإنما هي كرامة من الله أكرمه بها أخوه المسلم" سيأتي (وإلا فلينظر إلى أوسع مكان يراه فليجلس فيه) ولا تزاحم الجلساء ولا تتخير وهذا الأوسع هو حيث ينتهي به المجلس وفيه أنه إذا أكرمه فليستكرم ولا يمتنع من القعود حيث وسع له (البغوي طب هب عن شيبة (¬2)) بشين معجمة فمثناة تحتية فموحدة هو الحجبي العبدري صاحب سدانة البيت الحرام (ابن عثمان) رمز المصنف لحسنه. 495 - " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة (حم د ت حب) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 233) وأخرجه مسلم (2097) وأبو داود (4139) والترمذي (1779) وابن ماجه (3616). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7197) والبيهقي في الشعب (8243) وابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 249)، وحسن إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 59)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (399) والسلسلة الصحيحة (1321).

عن أبي هريرة (صح) ". (إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم) على من فيه (فإن بدا له) غير مهموز أي ظهر له (أن يجلس فليجلس) فلا يتوهم أن السلام إنما شرع لمن يريد الجلوس (ثم إذا قام فليسلم فليست الأولى) أي اللفظة أو التحية أو الكلمة (بأحق من الآخرة) بل هما مثلان في الندبية وإن كانت العبارة إنما أفادت نفي عدم أحقية أحدهما وهو يحتمل أن الآخرة أحق (حم د ت حب عن أبي هريرة (¬1)) رمز المصنف لصحته على رمز أبي داود وعلى رمز ابن حبان وقال النووي في الأذكار: أسانيده جيدة. 496 - " إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة (حم ق ن) عن أبي مسعود (صح) ". (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها) يطلب بها وجه الله وتقدَّم تفسير الاحتساب عن النهاية (¬2) (كانت له صدقة) وتقدم أنه يبدأ بنفسه ثم بمن يعول والعمدة الاحتساب عند الله (حم ق ن عن أبي مسعود) (¬3). 497 - " إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب، وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئًا (ق 4) عن عائشة (صح) ". (إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها) ظاهره أو إن كان الإنفاق عن غير أمر زوجها إلا أنه يأتي تقييد ذلك بأنه إذا كان عن غير أمره كان لها نصف الأجر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 230) وأبو داود (5208) والترمذي (2706) وابن حبان (493) وقال النووي في الأذكار (638) إسناده جيد، وانظر علل الدارقطني (10/ 389)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (399) والسلسلة الصحيحة (1321). (¬2) انظر: النهاية (1/ 955). (¬3) أخرجه البخاري (55) ومسلم (1002) والنسائي في (5/ 254) وأحمد (4/ 120).

فالمراد هنا الإيقاف عن أمره لأن الظاهر أن يراد بالأجر الأجر الكامل (غير مفسدة) حال من فاعل أنفقت أي أنفقت حال كونها غير مفسدة بالإنفاق ماله بأن يحتاجه بذلك الإنفاق (كان لها أجرها بما أنفقت) بسبب الإنفاق وإن لم يكن لها ملك في المال (ولزوجها أجره بها كسبت) (¬1) من المال الذي حصل منه الإنفاق (وللخازن مثل ذلك) مثل أجر واحد منهما لا مثل الأجرين (لا ينقص بعضهم من أجر بعض شيئًا) وهذا فضل واسع وقد أتى في الحديث الآخر وللخادم الذي يعطي الفقير (ق 4 عن عائشة) (¬2). 498 - " إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها عن غير أمره فلها نصف أجره (ق د) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا أنفقت الزوجة (¬3) من بيت زوجها عن غير أمره) المراد بالإنفاق هنا وفيما سلف الصدقة (فلها نصف أجره) فيه دليل على جواز إنفاق الزوجة من غير أمر الزوج إلا أنه قد عارضه حديث أبي أمامة عند الترمذي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته عام حجة الوداع: "لا تنفق امرأة شيئًا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها" قيل: يا رسول الله ولا الإطعام قال: "ذلك أفضل أموالنا" (¬4) وقد يجمع بينهما بأن المرأة إذا علمت من زوجها عدم كراهية الإنفاق جاز لها من غير رأيه ولها نصف الأجر وإن لم تظن سماحته حرم عليها الإنفاق كما يرشد إليه حديث أسماء قالت: قلت: يا رسول الله ما لي مال إلا ما ¬

_ (¬1) في المطبوع "كسب". (¬2) أخرجه البخاري (1437) ومسلم (1024) وأبو داود (1685) والنسائي (5/ 65) والترمذي (671) وابن ماجه (2294). (¬3) في المطبوع "المرأة" بدل "الزوجة". (¬4) أخرجه ابن ماجه (2295) وأحمد (5/ 367) والترمذي (670) وإسناده حسن كما قال الترمذي.

أدخل على الزبير أفأتصدق؟ قال: "تصدقي ولا توعي فيوعي عليك" (¬1) وسيأتي ولعله - صلى الله عليه وسلم - ما أمرها بذلك إلا لما علمه من سماحة الزبير فقد كان شهيرًا بالسماحة أو يقال حديث الكتاب وحديث أسماء منسوخان لأن حديث أبي أمامة مؤرخ بعام حجة الوداع وهو من آخر أيامه - صلى الله عليه وسلم - (ق د (¬2) عن أبي هريرة). 499 - " إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: "يا عباد الله احبسوا علي دابتي"، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم (ع) وابن السني (طب) عن ابن مسعود" (ض). (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة) الانفلات التخلص من الشيء فجأة من غير مكث، والفلاة المفازة لا ماء فيها أو الصحراء الواسعة (فليناد يا عباد الله احبسوا عليَّ) أمسكوا علي دابتي وإن لم ير أحدًا (فإن لله في الأرض حاضرًا) الحاضر القوم النازلون على ما يقفون ولا يرحلون عنه قاله في النهاية (¬3) وكأنهم من الملائكة أو من صالحي الجن أو من مطاليحهم سخرهم الله لذلك (سيحبسه) أي المنفلت (عليكم) (ع وابن السني (¬4) طب عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه قال ابن حجر: حديثٌ غريبٌ، فيه معروف بن حسان قال ابن حجر أيضًا قالوا: ومعروف: منكر الحديث وقد تفرَّد به (¬5)، وفيه انقطاع بين ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2590)، ومسلم (1029) والنسائي في الكبرى (9193)، وأحمد (6/ 353)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 187). (¬2) أخرجه البخاري (5360) ومسلم (1026) وأبو داود (1687). (¬3) النهاية (1/ 399). (¬4) أخرجه أبو يعلى (5269) وابن السني (509) والطبراني في المعجم الكبير (10/ 217) رقم (10518) قال الهيثمي (10/ 132) فيه معروف بن حسان وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (404) والسلسلة الضعيفة (655). (¬5) هو معروف بن حسان أبو معاذ قال ابن عدي: منكر الحديث، وقد روى عن عمر بن ذر نسخة=

بريدة وابن مسعود. 500 - " إذا انقطع شسع نعل أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها (خد م ن) عن أبي هريرة (طب) عن شداد بن أوس" (صح). (إذا انقطع شسع نعل أحدكم) بالشين المعجمة مكسورة فسين مهملة فعين مهملة قال في النهاية (¬1): هو أحد سيور النعل وهو الذي يدخل بين الأصبعين ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدود الزمام والزمام السير الذي يعقد به الشسع (فلا يمشي في الأخرى) من نعليه وهي التي لم تنقطع (حتى يصلحها) قال في النهاية (¬2): إنما نهى عن المشي في نعل واحدة لئلا تكون أحد الرجلين أرفع من الأخرى فتؤدي إلى العِثار ويقبح في المنظر ويعاب فاعله (خد (¬3) م ن عن أبي هريرة طب عن شداد بن أوس) بالسين المعجمة ودالين مهملات بزنة فعال للمبالغة وأوس بفتح الهمزة آخره سين مهملة هو ابن أخي حسان بن ثابت (¬4). 501 - " إذا انقطع شسع نعل أحدكم فليسترجع، فإنها من المصائب، البزار عن أبي هريرة". (إذا انقطع شسع أحدكم فليسترجع) يقول إنا لله وإنا إليه راجعون الكلمة ¬

_ = طويلة كلها غير محفوظة، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه مجهول. انظر: الجرح والتعديل (8/ 322)، والكامل بابن عدي (6/ 325). (¬1) النهاية (2/ 472). (¬2) النهاية (2/ 472). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (956) ومسلم (2098) والنسائي (8/ 217) عن أبي هريرة والطبراني (7/ 280) رقم (7137) عن شداد. (¬4) انظر: الاستيعاب (1/ 209)، الإصابة (3/ 319).

التي جعلها الله علامة أهل الإيمان عند المصائب (فإنها) أي هذه الحادثة (من المصائب) التي يسترجع عندها (البزار عن أبي هريرة (¬1)). 502 - " إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم ليضطجع على شقه الأيمن، ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين (ق د) عن أبي هريرة" (صح). (إذا أوى) بالقصر لازم وبالمد متعد أي إذا دخل (أحدكم) مفضيًا (إلى فراشه) لينام عليه (فلينفضه بداخلة إزاره) أي طرفه وحاشيته من داخل إنما أمره بداخلته دون خارجيته لأن المؤتزر يأخذ إزاره بيمينه وشماله فيلزق ما بشماله على جسده وهي داخلة إزاره ثم يضع ما بيمينه فوق داخلته فمتى عاجله أمر وخشي سقوط إزاره أمسكه بشماله ودفع عن نفسه بيمينه فإذا صار إلى فراشه فحل إزاره فإنما يحل بيمينه خارجة الإزار ويبقى الداخلة معلقة فبها يقع النفض لأنها غير مشغولة باليد كذا في النهاية (¬2) (فإنه لا يدري ما خلفه عليه) على فراشه من حيوان يؤذي ونحوه (ثم ليضطجع على شقه الأيمن) لأنه أقرب إلى عدم استغراق النوم له (ثم ليقل باسمك ربي) أي يا ربي (وضعت جنبي وبك أرفعه) أي ببركة اسمك الوضع والرفع وإن لم يقل باسم الله (إن أمسكت نفسي فارحمها) إن قضيت بإمساكها لديك وعدم ردها إلى البدن وقضيت بالإماتة الكبرى والمراد بها الروح (وإن أرسلتها) رددتها إلى بدنها (فاحفظها بما تحفظ به ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (8/ 400) رقم (3475)، وقال في المجمع (2/ 331) وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف، وابن عدي في الكامل (7/ 202) في ترجمة يحيى بن عبيد الله بن موهب قال ابن معين: ليس بشيء، وابن حبان في المجروحين (3/ 121) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (405). (¬2) النهاية (2/ 108).

عبادك الصالحين) والمراد إن رددتها فاحفظها عند الرد وبعده من كل آفة من آفات الأبدان، والحديث مشتق من الآية: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42] الآية. وتقدم من أذكار النوم بعض (ق د عن أبي هريرة (¬1)). 503 - " إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح (حم ق) عن أبي هريرة" (صح). (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها) مع طلبه ذلك منها والمراد بها الزوجة ويدخل معها في حكمها الأمة (لعنتها الملائكة حتى تصبح) لأنها مأمورة بطاعته وعدم مخالفته فإنها محل قضاء شهوته فلا يحل لها خلافه (حم ق عن أبي هريرة (¬2)) ويأتي في معناه عدة أحاديث. 504 - " إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه، وإذا دخل الخلاء فلا يتمسح بيمينه، وإذا شرب فلا يتنفس في الإناء (حم ق 4) عن أبي قتادة (صح) ". (إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه) إكرامًا لها وتشريفًا لذلك والأصل في النهي التحريم (وإذا دخل الخلاء) بالخاء المعجمة والمد وهو الفضاء في الأصل استعمل في محل قضاء الحاجة كما استعمل الغائط (فلا يتمسح بيمينه) الأول نهي عن مس الذكر بها وهذا نهي عن مسح الدبر أو القبل بها وذكر الخطابي (¬3) بحثًا ويحتج به وحاصله أنه إذا أراد المستجمر أن يستجمر بيساره استلزم مس ذكره بيمينه ومتى أمسكه بيساره استلزم استجماره بيمينه وكلاهما قد شمله النهي عنه ومحصل الجواب الذي قاله أن يقصد الأشياء الضخمة التي ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7393) ومسلم (2714) وأبو داود (5050). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 386) والبخاري (5194) ومسلم (1436). (¬3) انظر: معالم السنن (1/ 21) ط. دار الكتب العلمية.

لا تزول بالحركة كالجدار ونحوه من الأشياء البارزة فيستجمر بها بيساره فإن لم يجد فليلصق مقعدته بالأرض ويمسك ما يستجمر به بين عقبيه وإبهامي رجليه ويستجمر بشماله فلا يكون متصرفًا في شيء من ذلك بيمينه قال الحافظ ابن حجر (¬1): هذه هيئة منكرة بل يتعذر فعلها في غالب الأوقات والصواب في الصورة التي أوردها الخطابي ما قاله إمام الحرمين ومن بعده كالغزالي في الوسيط أنه يمر العضو على شيء يمسكه بيمينه وهي قارة غير متحركة فلا يعد مستجمرًا باليمين ولا ماسًا بها ومن ادعى في هذه الحالة أنه يكون مستجمرًا بها فقد غلط وإنما هو كمن يصب بيمينه الماء على يساره. انتهى (80/ ب). قلت: وأيسر من هذا كله أن يمسك الحجر بأصابع يده اليسرى ويضع الحجر في راحته ويأخذ ذكره برؤوس أصابعه، وهذا أمر يسير لا يتصل باليمين أصلاً. (وإذا شرب) ماء أو غيره كاللبن (فلا يتنفس) يخرج نفسه (في الإناء) الذي شرب منه، والنهي متوجه إلى الطرق أعني في الإناء لا إلى النفس فإنه غير منهي عنه بل يأتي أنه مأمور به وأنه يكون ثلاثًا، وحكمة النهي أنه يقدر الإناء إذا تنفس فيه على نفسه وعلى غيره كما قدمناه، والجامع في هذه المتعاطفات في الحديث واضح، أما بين البول ودخول الخلاء فالسببية والمسببية وأما بين البول والشرب فالتضاد بين ذلك إذ الأول إخراج والآخر إدخال بناء على أن العطف على الأول (حم ق 4 عن أبي قتادة (¬2)) الحارث أو النعمان الأنصاري. سقط هذا الحديث "إذا بال أحدكم فليرتد لبوله مكانا لينا" د عن أبي موسى. ¬

_ (¬1) فتح الباري (1/ 254). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 300) والبخاري (153) ومسلم (267) والترمذي (15) وأبو داود (31) وابن ماجه (310) والنسائي (1/ 43).

505 - [" إذا بال أحدكم فليرتد لبوله مكانا لينا (¬1) (د) عن أبي موسى (ح) "]. 506 - " إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث نترات (حم د) في مراسيله عن يزداد" (صح). (إذا بال أحدكم فلينتر) من النتر بالنون ثم فوقية مثناة والنثر بالمثناة للذكر وبالمثلثة للأنف يقال: نثر أنفه إذا استنثره منه (ذكره ثلاث نترات) أي يجذبه بقوة ثلاثًا ليستخرج ما لعله بقي في القضيب والأصل في الأمر الوجوب (حم د في مراسيله (¬2)) يتعلق بالعامل في أبي داود فقط (عن يزداد) بالزاي ثم دالين مهملات قال المصنف في الكبير ويقال فيه ازداد. قلت: ومثله في التقريب (¬3) وزاد إنه يماني مختلف في صحبته وقال أبو حاتم: مجهول. انتهى. والمصنف رمز لصحته وتقدم الحديث في: "إذا أراد .. " ورمز المصنف هناك لحسنه. 507 - " إذا بال أحدكم فلا يستقبل الريح ببوله فترده عليه، ولا يستنجي بيمينه (ع) وابن قانع عن حضرمي بن عامر، وهو مما بيض له الديلمي". (إذا بال أحدكم فلا يستقبل الريح ببوله) ظاهر النهي التحريم (فيرده عليه) فينجسه وهو مأمور بتجنب النجاسات وهو من باب سد الذرائع (ولا يستنجى بيمينه) كما سلف قريبًا (ع وابن قانع عن الحضرمي) بالحاء المهملة ومعجمة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3) وكذلك البيهقي (1/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (412) والضعيفة (2320) لجهالة شيخ أبي التياح الذي لم يسم. (¬2) أخرجه أحمد في المسند (4/ 347) وقال الهيثمي: 1/ 207) فيه عيسى بن يزداد تكلم فيه أنه مجهول، وأبو داود في المراسيل (4) وأورده ابن عدي في الكامل (5/ 254) في ترجمة عيسى بن يزداد وقال: منكر الحديث، والذهبي في المزان (5/ 394). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (413) والسلسلة الضعيفة (1621). (¬3) التقريب (5338).

ساكنة بلفظ النسبة قال في التقريب (¬1): أنه ابن عجلان مولى الجارود مقبول من السابعة ولم يذكر غيره إلا ابن لاحق والمصنف قال ابن عامر (وهو) أي هذا الحديث (مما بيض لسنده الديلمي (¬2)) وقال ابن حجر: إسناده ضعيف. 508 - " إذا بعثت سرية فلا تنتقهم، واقتطعهم؛ فإن الله ينصر القوم بأضعفهم الحارث في مسنده عن ابن عباس (ض) ". (إذا بعثت سرية) طائفة من الجيش أقصاها أربعمائة (فلا تنتقهم) هو من انتقاه وانتقاه اختاره أي لا يخترهم ويميز القوي عن غيره (واقتطعهم) خذهم قطعة واحدة غير مفرق بين ضعيف ولا قوي ولا صغير ولا كبير (فإن الله ينصر القوم بأضعفهم) وهذه العلة تقتضي اختيار الأضعف إذ النصر به، وتقدم أبغوني في ضعفائكم (الحارث) بن أبي أسامة (في مسنده عن ابن عباس (¬3)) سكت عليه المصنف وفي نسخة قوبلت على خطه ضعيف وقال الشارح: سنده ضعيف لكن له شواهد. 509 - " إذا بعثتم إلي رجلاً فابعثوه حسن الوجه، حسن الاسم البزار (طس) عن أبي هريرة (ح) ". (إذا بعثتم إلي رجلاً) وفي لفظ رسولاً وفي آخر بريدًا (فابعثوه حسن الوجه) ¬

_ (¬1) التقريب (1395). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1209) وأخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالية (3/ 164) رقم رقم (38) وإتحاف الخيرة المهرة (1/ 358) رقم (651) وابن قانع كما في الكنز (26374) وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 51) وقال يوسف بن خالد: كان يحيى بن معين يقول: يكذب وضعفه جدًّا الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 107). (¬3) أخرجه الحارث في مسنده (664 - زوائد)، وأورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (9/ 333) (1972)، والبوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (6/ 289) رقم (5912)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (417) والضعيفة (6980) لجهالة الرجل المدني مع إرساله إياه، أو إعضاله، وهذا هو الأقرب؛ لأن ابن عيينة لم يدرك التابعين.

إذ الخير عند حسان الوجوه وهو عنوان الرجل (حسن الاسم) لأجل التفاؤل فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحب الفأل (البزار طس عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 510 - " إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث (حم 3 حب قط ك هق) عن ابن عمر (صح) ". (إذا بلغ الماء) اللام للجنس (قلتين) تثنية قلة قال في النهاية (¬2): القلة الجب العظيم والجمع قلال وهي معروفة بالحجاز. انتهى. قال ابن حجر في التلخيص (¬3): روى الدارقطني (¬4) بسند صحيح عن عاصم بن المنذر أحد رواة الحديث أنه قال: القلال هي الخوابي العظام، قال إسحاق بن راهويه: الجابية تسع ثلاث قرب وعن هشيم: القلتان الجرتان الكبيرتان، وعن الأوزاعي: القلة ما تقله اليد أي ترفعه، ونقل أقوالاً كثيرة في تقديرها (لم تحمل) الماء (الخبث) قال في النهاية (¬5): أي لم يُظْهِره ولم يغلب الخبث عليه من قولهم فلان يحمل غَضَبه أي لا يُظهره، والمعنى أن الماء لا ينجس بوقوع الخبث فيه، وقيل: معنى لا يحمل الخبث لا يدفعه عن نفسه كما يقال: فلان لا يحمل الضَّيْم إذا كان يَأْباه ويدفعه عن نفسه، وقيل: معناه إذا كان قلتين لم يحتمل أن تقع فيه نجاسة لأنه ينجس بوقوع الخَبَث فيه فيكون على الأول قد قصد أول مقادير المياه التي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7747) والبزار في كشف الأستار (2/ 412) رقم (1986)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 47)، رواه البزار والطبراني في الأوسط وفي إسناده الطبراني عمر بن راشد وثقه العجلي وضعفه جمهور الأئمة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (413) والسلسلة الصحيحة (1186). (¬2) النهاية (4/ 104). (¬3) التلخيص الحبير (1/ 20). (¬4) ورد في الأصل: "الطبراني" وفي التلخيص: الدارقطني كما أثبت، والنص في سنن الدارقطني (1/ 24). (¬5) النهاية (1/ 444).

لا تنجس بوقوع النجاسة فيها وهو ما بلغ القلتين فصاعدًا، وعلى الثاني قصد آخر المياه التي تنجس بوقوع النجاسة فيها وهو ما انتهى في القلة إلى القلتين. والأول هو القول وإليه مال من ذهب إلى تحديد الماء بالقلتين، وأما الثاني فلا. انتهى. قلت: يؤيد الأول ما أخرجه الدارقطني (¬1) من حديث أبي هريرة بلفظ إذا بلغ الماء قلتين فما فوق ذلك لم ينجسه شيء إلا أنه يعكر على الكل، حديث جابر (¬2) عند ابن عدي والعقيلي والدارقطني: إذا بلغ الماء أربعين قلة لم يحمل الخبث فإن مفهومه دال أن ما لم يبلغ الأربعين يحمل الخبث فينافي حديث القلتين، ولا يقال أنه مفهوم العدد فلا اعتداد به لأنه مفهوم شرط، كما أن حديث القلتين مفهوم شرط أيضًا، إلا أن يقال حديث القلتين في مياه الثانية، وحديث الأربعين في مياه البرك والأحواض الكبار الذي تنوبه السباع ونحوها، وقد حققنا البحث في رسالة مستقلة وبينا فيها أن أحاديث التقادير غير ناهضة، وأن الحق أنه لا تقدير بذلك بل الماء طهور ما لم يغير بعض أوصافه بالنجاسة التي تقع فيه (حم 3 حب قط ك هق عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته (¬3). 511 - " إذا تاب العبد أنسى الله الحفظة ذنوبه، وأنسى ذلك جوارحه، ومعالمه من الأرض، حتى يلقى الله وليس عليه شاهد من الله بذنب ابن عساكر عن أنس (ض) ". (إذا تاب العبد أنسى الله الحفظة) جمع حافظ وهم الكتبة للأعمال الذين قال تعالى فيهم: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10)} [الانفطار: 10] الآية (ذنوبه) ويلزم أنها ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (1/ 21). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 26) وابن عدي في الكامل (6/ 34) والعقيلي في الضعفاء (3/ 473). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 38)، وأبو داود (63) والترمذي (67) والنسائي (1/ 175) وابن حبان (1249) والدارقطني (1/ 21)، والحاكم (1/ 134) والبيهقي (1/ 262) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (416) والإرواء (23).

تمحى من صحائفه (وأنسى ذلك جوارحه) جمع جارحة وهي أعضاء الإنسان والمراد بها الأيدي والأرجل والألسن فإنها الشاهدة على العبد كما قال تعالى: {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ} [النور: 24] الآية وغيرها من الآيات فإنها التي حكى الله أنها تشهد (ومعالمه) جمع معلم بزنة مقبل اسم مكان من علم يعلم كشرب يشرب والمراد مكانه التي عملت به معاصيه لما ورد من أن الأرض تشهد على كل إنسان بما عمل على ظهرها من خير أو شر وإنساؤه تعالى الأرض لئلا تشهد عليه وكذلك إنساؤه الملائكة كأنه بالمحو لها من صحائفهم وبإنسائهم شهادتهم فإنه يحتمل أنهم يشهدون بأعمال العباد التي كتبوها زيادة تأكيد على العباد، وقيل: إنهم حفظة يشهدون الأعمال غير حفظة الأعمال (حتى يلقى الله وليس عليه شاهد من الله) من قبله تعالى (بذنب) فإنه لا يطلب به ولا يحاسب ولا يقام عليه الشهود (ابن عساكر عن أنس (¬1)) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري. 512 - " إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه، حتى ترجعوا إلى دينكم (د) عن ابن عمر (ح) ". (إذا تبايعتم بالعينة) بكسر المهملة فتحتية ساكنة مثناة فنون فتاء تأنيث في النهاية (¬2): هي أن يبيع من الرجل سلعة بثمن معلوم إلى أجل مسمى ثم يشتريها منه [نقدًا (¬3)] بأقل من الثمن الذي باعها به، وهذا مكروه وسميت عينه لحصول ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 17)، وكذلك الأصبهاني في الترغيب والترهيب (751) وضعفه المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 48)، وانظر: العلل للدارقطني (7/ 269)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (421) والضعيفة (2419) وقال: هذا إسناد ضعيف مظلم. (¬2) النهاية (3/ 625). (¬3) زيادة من النهاية.

النقد لصاحب العينة لأن العين هو المال الحاضر من النقد، والمشتري إنما يشتريها ليبيعها بعين حاضرة تصل إليه مُعَجَّلة. انتهى. قلت: والأظهر فيها التحريم (وأخذتم أذناب البقر) هو كناية عن الاشتغال بالزراعة والحرث (ورضيتم بالزرع) أي رضيتم به بدلاً (عن الجهاد) كما دل له قوله (وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً) يأتي إذا ترك قوم الجهاد فتح الله عليهم باب ذلة فلا يغلقه حتى يراجعوا ما تركوه كما في قوله هنا (لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) جعل الجهاد الدين وأن الذلة لازمة لمن تركه. قلت: وفي جمعه - صلى الله عليه وسلم - بين الزرع والاشتغال به وبين هذا النوع من البيوع نكتة شريفة هي الإشارة إلى أن (المتعلقين) بالزرع هم الذين يلابسون هذا النوع من البيع ويضطرون إليه وهو مشاهد معلوم (د (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وكأنه حسنه لغيره وسكت عليه في الكبير، وقد عدَّوه من مناكير أبي إسحاق الخراساني واسمه إسحاق قال الذهبي: هذا هو إسحاق بن أسيد سكن مصر روى عنه هذا الحديث حيوة بن شريح قال ابن أبي حاتم: ليس هو بالمشهور وقال أبو حاتم: لا يشتغل به (¬2). 513 - " إذا تبعتم الجنازة فلا تجلسوا حتى توضع (م) عن أبي سعيد" (صح). (إذا اتبعتم الجنازة) مشيتم معها (فلا تقعدوا (¬3) حتى توضع) في شفير القبر، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3462) وكذلك أبو نعيم في الحلية (5/ 209)، وقول الذهبي في الميزان (7/ 393): وصححه ابن القيم في "حاشية السنن" (9/ 245) وكذلك صححه ابن القطان في "بيان الوهم والإبهام" (5/ 294 - 295) وقد ضعفه البيهقي في السنن (5/ 316)، والحديث صحيح بمجموع طرقه كما في السلسلة الصحيحة (11) وصححه الألباني في صحيح الجامع (423). (¬2) قال الذهبي عن إسحاق بن أسيد: ضعيف، وقال الحافظ ابن حجر: فيه ضعف. انظر: الكاشف (287) والتقريب (342). (¬3) في المطبوعة: "إذا تبعتم" و"فلا تجلسوا".

وفيه نهي عن القعود قبل وضعها وذلك لأن الميت المتبوع فلا يقعد التابع قبله (م عن أبي سعيد) (¬1). 514 - " إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه؛ فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب (حم ق د) عن أبي سعيد" (صح). (إذا تثائب أحدكم فليضع يده) كفه (على فيه) حال التثاؤب وهذا عام لحال الصلاة وغيرها، بل هو فيها آكد للعلة المذكورة وهي قوله: (فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب) والصلاة أحق شيء بإبعاده عنها (حم ق د عن أبي سعيد) (¬2). 515 - " إذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال "ها" ضحك منه الشيطان (خ) عن أبي هريرة" (صح). (إذا تثاءب أحدكم فليرده) أي إذا بدره التثاؤب دافعه .. (ما استطاع) أي يدفع التصويت به كما دل له قوله (فإن أحدكم إذا قال "هما" ضحك منه الشيطان) وذلك لأنه يسره إذ هو مما يكرهه الله تعالى، وهو يحب ما يكره فلا يفعل العبد ما يسر الشيطان. (خ عن أبي هريرة) (¬3). 516 - " إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه، ولا يَعْوِي؛ فإن الشيطان يضحك منه (هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه) تقدم تعليله ووجه الحكمة فيه (ولا يعوي) بمثناة تحتية وعين مهملة وواو مكسورة أي لا يصوت والعوي يختص بصوت الكلب ففي التعبير بهذه العبارة هنا تنفير عن ذلك وأنه كصوت الكلب ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (959). (¬2) أخرجه البخاري (6226) ومسلم (2994) وأبو داود (5028) وأحمد (3/ 93). (¬3) أخرجه البخاري (3289).

المكروه من أصواته (فإن الشيطان يضحك منه) كما سلف (5 (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 517 - " إذا تجشأ أحدكم أو عطس فلا يرفع بهما الصوت؛ فإن الشيطان يحب أن يرفع بهما الصوت (هب) عن عبادة بن الصامت وعن شداد بن أوس، وواثلة (د) في مراسيله عن يزيد بن مرثد" (ض). (إذا تجشأ أحدكم) من الجشاء وهو صوت يخرج من الفم مع ريح عند الشبع (أو عطس) مفتوح الطاء ومضارعه فيه الوجهان الفتح والكسر (فلا يرفع بهما الصوت فإن الشيطان يحب أن يرفع بهما الصوت) كأنه يسره تصويت الإنسان بمثل هذه الأمور (هب عن عبادة بن الصامت وشداد بن أوس وواثلة ((¬2) (57/ أ) رمز المصنف لضعفه (د في مراسيله عن يزيد) مضارع زاد (بن مرثد) بفتح الميم وسكون الراء ثم مثلثة. 518 - " إذا تخففت أمتي بالخفاف ذات المناقب، الرجال والنساء، وخصفوا نعالهم، تخلى الله عنهم (طب) عن ابن عباس (ض) ". (إذا تخففت أمتي) لبست متزينة (بالخفاف) بكسر الخاء جمع خف بضمها (ذات المناقب) في القاموس (¬3): نَقَب في الأرض: ذهب كأنقب ونقّب عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (968) وقال في الزوائد (1/ 118): فيه عبد الله بن سعيد متفق على تضعيفه، ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (424). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (9355)، وفيه ثلاثة ضعفاء: أحمد بن الفرج. (ميزان الاعتدال 1/ 271) وبقية بن الوليد (الميزان 2/ 46، التقريب (734)) والوضين بن عطاء (الميزان 7/ 124)، وأخرجه أبو داود في المراسيل (553) من حديث يزيد بن مرشد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (425) وفي السلسلة الضعيفة (2253). (¬3) القاموس المحيط (صـ 178). وفيه أيضًا: نقب الخف: رقّعه. وقال المناوي في الفيض: ويظهر أن المراد هنا: جعلوها براقة لامعة متلونة [[لقصد]] الزينة والمباهاة. وقال: وفي الميزان من حديث أبي هريرة: "أربع خصال من خصال آل قارون لباس الخفاف المتلونة ولباس الأرجوان ... " وقال:=

الأخبار بحث عنها، ونَقِب الخفُّ كفَرِح. تَخرّق. انتهى. ولا أدري ما المراد من الحديث ولا ذكره ابن الأثير في النهاية ولم يذكر له الشارح معنى (الرجال والنساء) بدل من أمتي فيحتمل أن المراد استوى الرجال والنساء في نوع من الخفاف (وخصفوا نعالهم) في القاموس (¬1): خصف النعل خرزها وكأن المراد هنا خرزها بشيء محرم كالحرير (تخلى الله عنهم) بالخاء المعجمة وتشديد اللام تركهم هملاً وسلبهم الطاعة ويسرهم للعسرى (طب عن بن عباس (¬2)) رمز المصنف لضعفه لضعف عثمان الشامي أحد رواته. 519 - " إذا تزوج أحدكم فليقل له: "بارك الله لك، وبارك عليك" الحرث، (طب) عن عقيل بن أبي طالب (ح) ". (إذا تزوج أحدكم فليقل له) مبني للمفعول أي يقل له من يهنيه بالزواج (بارك الله لك) أي فيما أتاك من الأهل (وبارك عليك) أثيب عليك ما أولاك وفي شرح العيني (¬3) على البخاري: أي اختص لك وارتفع عليك (الحارث طب عن عقيل بن أبي طالب (¬4)) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ = فلعل الإشارة بالخفاف في الحديث المشروح إلى ذلك وقضيته أن المراد بالنعال هنا نعال السيوف، وفيه النهي عن لبس الخفاف المزينة الملونة، والنعال المذكورة ونحوها مما ظهر بعده من البدع والتحذير منه وأنه علامة على حصول الوبال والنكال، أما لبس الخفاف الخالية عن ذلك فمباح بل مندوب (1/ 315). (¬1) القاموس المحيط (ص 1040). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 190) رقم (11457) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 139)، فيه عثمان بن عبد الله الشامي ضعيف، قال ابن عدي في الكامل (5/ 177) في ترجمة عثمان بن عبد الله الشامي: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال الألباني في ضعيف الجامع (426) والسلسلة الضعيفة (2421): موضوع. (¬3) عمدة القاري (20/ 145)، ولم أجد فيه هذا اللفظ. (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 192) (512) وابن عساكر (6141) والحارث في مسنده كما في الكنز (44521)، قال المناوي (1/ 316): فيه أبو هلال قال في اللسان: لا يعرف وذكره=

520 - " إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها، كان فيها سدادا من عوز الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس وعن علي (ض) ". (إذا تزوج الرجل المرأة لدينها) لأجل دينها وتقواها (رجالها) ولأجله فمنه تعليل الحكم الواحد بعلتين (كان منها سداد من عوز) السداد بكسر المهملة كل شيء سددت به خللاً، وبه سُمِّي الثغر والقارورة، والسُّد بالفتح والضم: الردم والعوز بالمهملة مفتوحة والواو محركة والزاي هو العدم وسوء الحال قاله في النهاية (¬1) وفي القاموس (¬2): العوز الحاجة والمراد أن من تزوج المرأة لدينها وجمالها كانت سدادًا لخلته. فائدة: في ترجمة النضر بن شميل في تاريخ ابن خلكان (¬3) قال النضر: كنت أدخل على المأمون في سَمره فساق القصة .. حتى قال المأمون: حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سَداد من عَوز" بفتح السين فقال له النضر: صدق هشيم يا أمير المؤمنين حدثنا عوف عن أبي حميد عن الحسن بن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سِدادٌ من عَوز وكان المأمون متكئًا فاستوى" قال: يا نضر وكيف قلت؟: قلت: سداد من عوز قال: أو تُلحِّنني؟ قلت: لا إنما لحن هشيم وكان لحّانة فتبع أمير المؤمنين لفظه قال: فما الفرق بينهما؟ قلت: السداد بالفتح القصد والسبيل، ¬

_ = البخاري في الضعفاء وسماه عميرًا وقال: لا يتابع على حديثه وصححه الألباني في صحيح الجامع (428). (¬1) انظر: النهاية (2/ 894، 3/ 604). (¬2) القاموس المحيط (صـ 667). (¬3) وفيات الأعيان (5/ 398) وكذلك ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/ 294).

والسِداد بالكسر البلغة وكلما سددت به شيئًا فهو سداد، قال: أو تعرف العرب ذلك؟ قلت: نعم، هذا العَرْجي يقول: أضاعوني وأي فتى أضاعوا ... ليوم كريهة وسِداد ثَغْر فقال المأمون: قبح الله من لا أدب لَه، ثم أمر المأمون للنضر بخمسين ألف درهم وأمر له الفضل بن سهل بثلاثين ألف درهم فاستفاد بهذه اللفظة ثمانين ألف درهم (الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس وعن علي (¬1)) رمز المصنف لضعفه وفيه هشيم بن بشير أورده الذهبي في الضعفاء وقال: حجة حافظ مدلس (¬2). 521 - " إذا تزين القوم بالآخرة، وتجملوا للدنيا، فالنار مأواهم (عد) عن أبي هريرة، وهو مما بيض له الديلمي (ض) ". (إذا تزين القوم بالآخرة) جعلوا الأعمال للصالحات زينة لهم في الدنيا ينالون بها من الناس الإكرام كما يناله من تزين وتجمل بالزينة الدنيوية (وتجملوا للدنيا) هو كالتفسير للتزين بالآخرة (فالنار مأواهم) مكانهم الذي يأوون إليه في الآخرة ويدخلونه (عد (¬3) عن أبي هريرة وهو مما بيض له الديلمي) والمصنف رمز له بالضعف. 522 - " إذا تسارعتم إلى الخير فامشوا حفاة؛ فإن الله يضاعف أجره على المنتعل (طس خط) عن ابن عباس (ض) ". (إذا تسارعتم إلى الخير) إلى المشي إليه من عيادة مريض أو تشييع جنازة أو ¬

_ (¬1) أخرجه الشيرزاي في الألقاب كما في الكنز (44520) وهيثم بن بشير أورده الذهبي في الضعفاء (6765) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (428) والسلسلة الضعيفة (2401). (¬2) انظر: ديوان الضعفاء للذهبي (4479) وفيه: ثقة حافظ مدلس، وهو في الزهري: لبن. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 125) في ترجمة هارون بن هارون بن عبد الله قال البخاري: ليس بذاك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (430) والسلسلة الضعيفة (243) موضوع.

نصرة مظلوم أو نحو ذلك (فامشوا حفاة) جمع حاف أي غير منتعلين لأنه أشق في المشي فهو أوفر في الأجر ويروى عن علي أمير المؤمنين -عليه السلام- أنه كان يمشي حافيًا في مواضع جمعها بعض شيوخنا رحمه الله فقال: علي كان يمشي حافيًا فاتبع شرعه ... إذا شيع أو عاد وفي العيدين والجمعة قلت: لو قال فاتبع صنعه كان أولى إذ الشرع في العرف لا يطلق عرفًا إلا على ما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم (فإن الله يضاعف أجره) الماشي حافيًا (على المنتعل) وفيه أن الأجور على قدر المشقات (¬1) (طس خط (¬2) عن بن عباس) رمز المصنف لضعفه. 523 - " إذا تسميتم بي فلا تكنوا بي (ت) عن جابر (ح) ". (إذا تسميتم بي) أي باسمي والمراد من أسمائه هنا محمد لا أحمد لأنه أشهر أسمائه فهو المعهود والإضافة موضوعة للعهد كما صرح به نجم الدين وغيره من أئمة البيان (فلا تكنوا بكنيتي) الكنية في اللغة هي ما صدر بأب أو أم وكانت كنيته التي اشتهر بها أبو القاسم وهذا النهي قد نسخ بما ثبت من إذنه - صلى الله عليه وسلم - لعلي عليه السلام أن يسمي باسمه ويكني بكنيته وإنما كان ذلك في صدر الإسلام وقيل مدة حياته لأنه كان يتأذى - صلى الله عليه وسلم - (ت عن (¬3) جابر) رمز المصنف لحسنه وقال في الكبير: حسن غريب. ¬

_ (¬1) وفي الهامش وفيه بحث أودعناه حواشينا على شرح العمدة. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4183) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 133) وفيه سليمان بن عيسى العطار كذاب، والخطيب في التاريخ (11/ 378)، وأورده الذهبي في الميزان (3/ 309) في ترجمة سليمان بن عيسى، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (432، 433) وقال الألباني في ضعيف الجامع (430) والسلسلة الضعيفة (2438) موضوع. (¬3) أخرجه الترمذي (2842) وقال: حسنٌ غريبٌ.

524 - " إذا تصافح المسلمان لم تفرق أكفهما حتى يغفر لهما (طب) عن أبي أمامة" (ض). (إذا تصافح المسلمان لم تفرق أكفهما حتى يغفر لهما) تقدم بزيادة وحمدا الله واستغفرا فيحتمل أنه مقيد بذلك وفيه شرعية المصافحة (طب عن أبي أمامة (¬1)) رمز المصنف لضعفه. 525 - " إذا تصدقت فأمضها (حم تخ) عن ابن عمرو (ح) ". (إذا تصدقت) أردت إخراج الصدقة نفلاً أو وجوبًا (فامضها) أي أنفذها ولا تؤخرها فإن للتأخير آفات وإن الشيطان يخذلك عن إخراجها ويعدك الفقر ويحتمل أن المراد إذا أخرجت الصدقة فلا تتبعها نفسك ندامة وحسرة عليها وعلى إخراجها أو لا تتبعها مِنَّةً على من أعطيته وتصدقت على الأول مجاز من باب: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ} [النحل: 98] وعلى الباقي حقيقة (حم تخ عن ابن عمرو (¬2)) رمز المصنف لحسنه. 526 - " إذا تطيبت المرأة لغير زوجها، فإنما هو نار وشنار (طس) عن أنس" (ض). (إذا تطيبت المرأة لغير زوجها فإنما هو) أي الطيب (نار وشنار) بالمعجمة والنون أي عيب لأنه من سيما الزواني، وفيه تحريم الطيب على من لا زوج لها وعلى ذات الزوج لغير زوجها فإن قوله: "نار" مشعر بالوعيد ولا وعيد إلا على ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 280) رقم (8076)، وقال الهيثمي (8/ 37): وفيه مهلب بن العلاء ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (433) والصحيحة (525). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 173) قال الهيثمي (4/ 166): فيه رشدين بن سعد وهو ضعف، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 156) وانظر: العلل لابن أبي حاتم (1/ 318) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (432) والسلسلة الضعيفة (4239).

محرم، وذلك لأنه من أعظم دواعي النكاح ومن المهيجات للباءة، وهذا التحريم من باب سد الذرائع (طس عن (¬1) أنس) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه امرأتان لم أعرفهما وبقية رجاله ثقات. 527 - " إذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان؛ فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا تغولت لكم الغيلان) جمع غول وهو من جنس الشياطين والجن كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراء للناس فتغول تغولاً أي تلون في صور شتى وتغولهم عن الطريق تضلهم عنها وتهلكهم فأقر الشارع ذلك وأرشد الأمة إلى دفع هذا الشر بقوله (فنادوا بالأذان فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص) بضم الحاء المهملة وبالصاد المهملة مكررة قيل: هو شدة العَدْو وحِدّته، وقيل: إن يَمْصَغ بذَنَبه وَيصُر بأُذُنيه وَيَعدُو، وقيل: هو الضُّراط (¬2). إن قلت سيأتي حديث أبي هريرة عند أبي داود (¬3): لا غول، فإنه يقضي أنه لا وجود له وهذا يقضي بخلافه. قلت: في النهاية (¬4): أنه ليس نفيًا لعين الغول ووجوده وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله، فالمراد بقوله لا غول نفي إضلالها لأحد من المشاة كما يشهد له الحديث الآخر "لا غول ولكن السَّعالي"، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7405)، وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 157) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (433). (¬2) انظر: النهاية (1/ 980). (¬3) أخرجه أبو داود (3913)، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح. (¬4) النهاية (3/ 396).

والسعالي: سحرة الجن، الذين لهم تلبيس وتخييل. قلت: فالمراد بقوله إذا تغولت أي إذا رأيتم السَّعالي التي يزعمون أنها غيلان تصور لكم ويأتي وجه فرار الشيطان من الأذان (طس (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه عدي بن الفضل وهو متروك. 528 - " إذا تم فجور العبد ملك عينيه فبكى بهما متى شاء (عد) عن عقبة بن عامر (ض) ". (إذا تم فجور العبد) الفجور الانبعاث إلى المعاصي والمحارم كما في النهاية (¬2) (ملك عينيه) أي قدر على التصرف الخاص بهما وإلا فإنه مالك لهما (فبكى بهما متى شاء) كأنه تعالى جعل ذلك عقوبة له فإنه يوهم غيره أنه على هدى وصلاح وقبول للمواعظ وهذا من الخذلان (عد عن عقبة (¬3) بن عامر) رمز المصنف لضعفه وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 529 - " إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى؛ فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته (حم خد هب) عن أبي هريرة (ح) ". (إذا تمنى أحدكم) أي طلب وسأل من الله أمنيته فالتمني نوع من السؤال ولذا قال في الحديث الآخر: فإنما يسأل ربه، (فلينظر ما يتمنى فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته) أي لا يطلب إلا ما يحب حصوله فإنه قد يوافق ساعة إجابة كما يرشد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7436) وقول الهيثمي في المجمع (10/ 134) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (436) والسلسلة الضعيفة (1130). (¬2) النهاية (3/ 413). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 150)، وفي إسناده حجاج بن سليمان المعروف بابن القمري وكذلك ابن لهيعة، وانظر كذلك لسان الميزان (2/ 177). وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 819) وقال: وابن لهيعة ذاهب الحديث أصلاً.

إليه حديث جابر (¬1) عند مسلم وأبي داود: "لا تدعوا على أولادكم ولا إخوانكم، لا توافقوا من الله ساعة إجابة يسأل فيها فيستجيب لكم (حم خد هب عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 530 - " إذا تمنى أحدكم فليكثر؛ فإنما يسأل ربه (طمس) عن عائشة" (ح). (إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه) أي يطلب كثيرًا من الخير فإنه إنما يسأل من بيده خزائن السماوات والأرض، وفيه الندب إلى استكثار الخير منه تعالى وفي حديث عائشة عند ابن حبان بلفظ: "إذا سأل أحدكم .. " إلى آخره (طمس عن عائشة (¬3)) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: وغيره: رجاله رجال الصحيح. 531 - " إذا تناول أحدكم عن أخيه شيئًا فليره إياه (د) في مراسيله عن ابن شهاب [الزهري] (قط) في الأفراد عنه [أي عن الزهري] عن أنس بلفظ "إذا نزع". (إذا تناول أحدكم عن أخيه شيئًا) أخذ من ثوبه أو بدنه ما يؤذيه من شعر أو بشر أو هامة (فليره إياه) أي ليقر عينه وليدع له، ويحمد الله على إزالة ما يؤذيه ولئلا يذهب وهمه أمرًا خلاف ما وقع، وأمطت عن بعض علماء ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (3009) وأبو داود (1532). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 357) والبخاري في الأدب المفرد (794) والبيهقي في الشعب (7274) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 151) وأورده ابن عدي في الكامل (5/ 39) في ترجمة عمر بن أبي سلمة وقال: ليس بقوي في الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (438) وفي السلسلة الضعيفة (2254). (¬3) أخرجه ابن حبان (889) والطبراني في الأوسط (2040) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 150) ورجاله رجال الصحيح. والموقوف أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 48)، رقم (29369)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (437) والسلسلة الصحيحة (1266).

مكة شيئًا فقال: أماط الله عنكم كل آفة ... كتنوين المضاف لدى الإضافة (د في مراسيله عن ابن شهاب (¬1) قط في الإفراد) عنه عن ابن شهاب (عن أنس بلفظ إذا نزع) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إسناده ضعيف لكن انجبر المرسل بالمسند فصار متماسكًا. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في المراسيل (525) عن ابن شهاب والدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (1128)، من غريب حديث عبد الله بن أبي بكر الزهري تفرد به أبو مريم عبد الغفار بن القاسم عنه الموقري -الوليد بن محمَّد-، وقال البخاري في التاريخ الكبير (8/ 155): الموقري: عن الزهري في حديثه مناكير ومن هنا تعلم معنى قول المناوي (الشارح) أن المرسل انجبر بالمسند! وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 728) رقم (1213). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (439).

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المجلدُ الثَّاني العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بسم الله الرحمن الرحيم

التَّنْويْرُ شَرحُ الجَامِع الصَّغِيْر المجلَّدُ الثَّاني

(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمَّد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 2 - 6702 - 00 - 603 - 978 (ج 2) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب- العنوان ... ديوي 23206 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 2 - 6702 - 00 - 603 - 978 (ج 2) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

532 - " إذا تنخم أحدكم وهو في المسجد فليغيب نخامته، لا تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه (حم ع) وابن خزيمة (هب) والضياء عن سعد (صح) ". (إذا تنخم أحدكم وهو في المسجد فليغيب نخامته) بدفنها أو حكها في ثوبه أو نعله وبالجملة لا يبقي لها أثر يُرى (لا تصيب جلد مؤمن أو ثوبه فتؤذيه) وهو منهي عن أذيته وفيه أن يتجنب كل ما يؤدي وإن لم يقصد أذاه، وفيه جواز التنخم في المسجد إلا أنه قد ثبت عند مسلم: "البصاق في المسجد خطيئة"، ويأتي عند الشيخين (¬1): "البزاق خطيئة وكفارتها دفنها"، وعند مسلم (¬2): "رأيت أعمال أمتي فوجدت في مساوئ أعمالها النخامة تكون في المسجد لا تدفن" فيكون حديث الكتاب أمرًا لفاعل هذه المعصية أن يغيبها فلا يكون فيه دليل على الجواز بل يكون كالإخبار بأن من أتى المعاصي فليستتر، والتعليل بأذية المؤمن لا ينافي كونها غير جائزة في المسجد لجواز تعدد العلل للحكم الواحد والاقتصار على بعضها في محل وعلى الآخر في غيره وإلا فالمراد لئلا يؤدي مؤمنًا ولئلا يبقيها في المسجد (حم ع وابن خزيمة (¬3) هب والضياء عن سعد) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله موثقون. 533 - " إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا ينزعه إلا الصلاة، لم تزل رجله اليسرى تمحو عنه سيئة وتكتب له اليمنى حسنة حتى يدخل المسجد، ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا (طب ك هب) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (415) ومسلم (552). (¬2) أخرجه مسلم (553). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 179) وأبو يعلى (808) وابن خزيمة (1311) والبيهقي في الشعب (1179) والضياء في المختارة (3/ 196) رقم (991) والبزار (1127) وحسّن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 512) وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (439) والسلسلة الصحيحة (1265).

(إذا توضأ أحدكم فأحسن) الوضوء بضم واوه لأن المراد الفعل، وإحسانه هو إسباغه وهو إتمامه وإكماله (ثم خرج إلى المسجد لا ينزعه) لا يخرجه ويهمه (إلا الصلاة) ففيه إخلاص الحركة لأجلها إلا أنها تكون تبعًا لغيرها (فلم تزل رجله اليسرى تمحو عنه سيئة) قدم القدم اليسرى لأن أثرها وهو المحو أقدم لأنه تخلية وأثر اليمنى تحلية والأول أقدم من الثاني ونسب المحو إلى نفس القدم مجاز لأنها سبب المحو كما نسب الكتب في قوله (وتكتب له اليمنى حسنه حتى يدخل المسجد) وجعل الأشرف وهو إثبات الخير للأشرف وهي اليمنى ومحو الشر لليسرى (ولو يعلم الناس ما في العتمة) هي صلاة العشاء والعتمة، ظلمة الليل أطلقت على الصلاة كما أطلق (الصبح) وهو اسم للصباح على صلاة الفجر أي لو يعلمون ما فيهما من الأجر (لأتوهما) إلى المساجد على كل من الأحوال (ولو) كان الإتيان (حُبوًا) بضم المهملة والموحدة مصدر حبا الرجل حبوًا كسموٍ مشا على يديه وبطنه وحبى الصبي حبوًا كسهو مشى على إسته وأشرف بصدره أفاده القاموس (¬1) والمراد هنا الأول، إن قلت قد ورد في فسلم (¬2) النهي عن تسمية صلاة العشاء بالعتمة وقال: لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنه في كتاب الله العشاء وهم يعتمون بحلاب الإبل، وفي معناه أحاديث أخر. قلت: في النهاية (¬3) أنه نهاهم عن الاقتداء بالعرب في تسمية العشاء عتمة واستحب لهم التمسك بالاسم الناطق به لسان الشريعة وقيل: المراد لا يغلبنكم فعلهم هذا فتؤخروا صلاتكم و [لكن] صلوها إذا حان وقتها. انتهى. قلت: ولا يخفى أن الوجه الآخر لا يطابق حديث أبي هريرة عند ابن ماجه وفيه: إنما تقولون عتمة لإعتامهم بالإبل فإنه ظاهر في النهي عن التسمية فأولى ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (صـ 1642). (¬2) أخرجه مسلم (644). (¬3) النهاية (3/ 180).

أن يقال في حديث الكتاب أنه أراد بقوله ما في العتمة ما في هذا الوقت لأجل الصلاة وهي صلاة العشاء فإطلاقه العتمة على الوقت نفسه لا على الصلاة والنهي إنما هو عن تسمية الصلاة كما أشرنا إليه، وإنما حث على نفس الوقت لأنه أبلغ من الحث على الواقع فيه؛ لأنه ما عظم الزمان إلا لعظمة ما يقع فيه، نظير ما ذكره الأئمة في قوله عذاب يوم عظيم حيث جعل صفة العظم لليوم لا للعذاب لأنه أبلغ من جعله صفة للعذاب لأنه إذا وصف الزمان بالعظم لعظمة ما يقع فيه دل على إنما عظم لأجله لا يكتبه عنه عظمته وذهب مالك وغيره إلى أنه لا كراهة في تسمية العشاء عتمة، فإنه لما روي هذا الحديث يعني حديث الكتاب قال عبد الرزاق فقلت لمالك: أما تكره أن تقول العتمة قال: هكذا قال الذي حدثني كما في رواية أحمد ذكره ابن تيمية في المنتقى (¬1) وبوَّب على جواز تسميتها بذلك مستدلاً بما ذكر (طب (¬2) ك هب عن بن عمر) رمز المصنف لصحته وصحَّحه الحاكم، وأقرّه الذهبي وقال الهيثمي: رجاله موثقون. 534 - " إذا توضأ أحدكم في بيته، ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع، فلا يقل هكذا، وشبك بين أصابعه (ك) عن أبي هريرة" (صح). (إذا توضأ أحدكم في بيته) كأنه خرج على العادة والأغلب وإلا فلو توضأ في المسجد كهذه الأزمنة لكان له الأجر المذكور ويحتمل اختصاص ما ذكر لمن توضأ في منزله (ثم أتى المسجد كان في صلاة حتى يرجع) من صلاته (فلا يقل هكذا) وهذا آخر الحديث وقوله (وشبك بين أصابعه) من كلام الراوي بيانًا بما أراهم - صلى الله عليه وسلم - من الهيئة التي نهى عنها والمراد به إدخال الأصابع بعضها في بعض ¬

_ (¬1) المنتقى (1/ 223) رقم (469). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 355) (13328) والحاكم في المستدرك (1/ 217) والبيهقي في الشعب (2884) وقول الهيثمي في المجمع (2/ 29) وصححه الألباني في صحيح الجامع (441) والسلسلة الصحيحة (1296).

وهو المراد من قوله في الحديث الآتي بين يديه، فهذا نهي عن تشبيك الأصابع في المسجد لقوله ثم أتى المسجد كأنه في صلاة إلا أنه أفاد الحديث الثاني أنه لا يشبك بينهما في طريقه وفيه بالأولى والعلة واحدة وهي كونه في صلاة، فالمراد بقوله ثم أتى المسجد ثم أراد إتيانه كما دل له الحديث الثاني، والحكمة في النهي عنه لمنتظر الصلاة أنه يحدث النوم وهو من مظان الحدث، وقيل: أنه صورته تشبه صورة الاختلاف فكره ذلك لمن هو في حكم الصلاة حتى لا يقع في النهي وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم" (¬1) قاله للمصلين (ك عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما، وأقرَّه الذَّهبي. 535 - " إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدًا إلى المسجد، فلا يشبكن بين يديه، فإنه في صلاة (حم د ت) عن كعب بن عجرة" (صح). (إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج عامدًا إلى المسجد فلا يشبكن بين يديه فإنه في صلاة) وقد عورضت أحاديث النهي بما عند البخاري (¬3) من حديث أبي موسى أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان" وشبَّك بين أصابعه وبما في البخاري (¬4) من حديث ابن عمر قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - محتبيًا بفناء الكعبة بيديه زاد البيهقي، وشبَّك بين أصابعه، وما عند الشيخين (¬5) من حديثه أيضًا أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى إحدى صلاتي العشاء فقام إلى خشبة معروضة في المسجد فاتكأ عليها كأنه غضبان ووضع يده اليمنى على يده اليسرى وشبك بين أصابعه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (664)، وقال الشيخ الألباني: صحيح، والطبراني في المعجم الكبير (7/ رقم 732). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 206)، وكذلك ابن خزيمة (439). وصححه الألباني في صحيح الجامع (445) والسلسلة الصحيحة (2194). (¬3) البخاري (481) ومسلم (2585). (¬4) أخرجه البخاري (6272) والبيهقي (3/ 235). (¬5) أخرجه البخاري (482)، ومسلم (573).

والجواب ما قاله ابن منير (¬1) أنه ليس بين الأحاديث تعارض إذ النهي عن فعله على وجه العبث. وقال الإسماعيلي: أن النهي مقيد بما إذا كان في صلاة أو قاصدًا إليها أو منتظرًا لها فإنه في حكم المصلي، ورخص فيه في الصلاة ابن عمر وسالم ابنه وكانا يشبكان أصابعهما في الصلاة، وقال ابن بطال: إن حديث النهي غير مساوي لهذه الأحاديث في الصحة، وقال الأكثر: حديث النهي مخصوص بحال الصلاة وهو قول مالك روي عنه أنه قال: أنتم تنكرون تشبيك الأصابع في المسجد ما به بأس وإنما يكره في الصلاة، وقال مغلطاي: التحقيق أنه ليس بين حديث النهي عن التشبيك في الصلاة وبين تشبيكه - صلى الله عليه وسلم - بين أصابعه معارضة؛ لأن النهي إنما ورد فعله في الصلاة أو في المضي إليها، وفعله - صلى الله عليه وسلم - ليس في الصلاة ولا في المضي إليها فلا معارضة، إذًا وبقي كل حديث على حاله. قلت: وهذا هو الحق وأما ما روي عن ابن عمر فمشكل إلا أن يدعي أنه ما بلغه النهي أو بأنه تأوله في غير الصلاة، وهو في غاية من البعد وكأنهما كانا يشبكان عند وضع الكفين على الصدر إذ لا يجتمع الكفان في غيره (حم د ت عن كعب بن (¬2) عجرة) رمز المصنف لصحته. 536 - " إذا توضأ أحدكم فلا يغسل أسفل رجليه بيده اليمنى (عد) عن أبي هريرة، وهو مما بيض له الديلمي (ض) ". (إذا توضأ أحدكم فلا يغسل أسفل رجليه بيده اليمنى) وذلك لأن أسفل الرجلين مظنة الأوساخ وقد شرفت اليمنى عن ذلك، ولذا نهى عن الاستجمار بها وإن صح فالنهى للتنزيه (عد عن أبي هريرة وهو مما بيض له الديلمى (¬3)) ¬

_ (¬1) المتوارى لابن المنيّر الإسكندراني (صـ 90) وانظر فتح الباري (1/ 566). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 442) وأبو داود (5629 والترمذي (386) وصححه الألباني في صحيح الجامع (242) والإرواء (379). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 254) والديلمي (1221)، وسليمان بن أرقم قال الحافظ=

ورمز المصنف لضعفه قال الشارح: لأن فيه سليمان بن أرقم متروكٌ. 537 - " إذا توضأتم فابدأوا بميامنكم (هـ) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا توضأتم فابدأوا بميامنكم) عوض من الأعضاء أيمن من اليدين والرجلين وبكل جانب أيمن من الأعضاء في غسله ومسحه إلا أنه ما رُوي عنه - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك في الوجه والرأس وإن كان القول كافيًا في ذلك وهو هذا الحديث وقد أفاد البيان لإجمال آية الوضوء في الأيدي والأرجل (5 عن (¬1) أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال الشارح: وليس كذلك فقد رواه عنه أحمد وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان والطبراني والبيهقي وغيرهم، قال ابن دقيق العيد (¬2): وهو خليق بأن يصحح، وصحَّحه ابن خزيمة، وارتضاه ابن حجر، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجه: صحيحٌ. 538 - " إذا توضأت فانتضح (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (إذا توضأت فانتضح) بالضاد المعجمة والحاء المهملة أو المعجمة فمعناهما متقارب كما قدمناه، والمراد هنا أن يأخذ قليلاً من الماء فيرش به مذاكيره بعد الوضوء لينتفي عنه الوسواس، وتقدم في حديث: أتاني جبريل الأمر بذلك أيضًا (5 عن (¬3) أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقال مغلطاي في شرح ¬

_ = ضعيف، انظر: التقريب (2532). وفتح الباري (3/ 247). قال المناوي (1/ 322)، والحسن عن أبي هريرة وهو لم يصح سماعه منه وأبو إبراهيم محمَّد بن القاسم الكوفي كذبه أحمد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (441) وفي السلسلة الضعيفة (1525). (¬1) أخرجه ابن ماجه (402) وكذلك أخرجه ابن حبان (1090) وأحمد (2/ 354) وأبو داود (4141) (178)، وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 88) قال ابن دقيق العيد: هو حقيق بأن يصحح. (¬2) انظر كلام ابن دقيق العيد في الإِمام في معرفة أحاديث الأحكام (1/ 528)، وفيه فوائد كثيرة وروايات مختلفة حول البداءة باليمنى. (¬3) أخرجه ابن ماجه (463) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (443).

ابن ماجه: إن الترمذي (¬1) سأل البخاري عنه فقال: حسن بن علي الهاشمي أحد رواته منكر الحديث. وقال ابن حبان (¬2): هذا حديث باطلٌ، وقال العقيلي (¬3): لا يتابع عليه الهاشمي، وقال عبد الحق: سنده ضعيفٌ، ثم قال مغلطاي: له إسناد عن غير ابن ماجه صالحٌ فلعلَّ رمز المصنف لحسنه لذلك. 539 - " إذا توفي أحدكم فوجد شيئاً فليكفن في ثوب حبرة (د) والضياء عن جابر (صح) ". (إذا توفي أحدكم فوجد شيئًا) أي كان موسرًا (فليكن في ثوب حبره) بالمهملة فموحدة فراء بزنة عنبة وهو برد يماني وكان في أكفانه - صلى الله عليه وسلم - ويقرأ هذا اللفظ بالإضافة والتوصيف (¬4) (د والضياء عن جابر (¬5)) رمز المصنف لصحته إلا أنه تعقب بأن فيه إسماعيل بن عبد الكريم الأنصاري لا يصح الحديث لأجله. 540 - " إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل مالك (ق ن) عن ابن عمر (صح) ". (إذا جاء أحدكم الجمعة) أي صلاتها المعروفة (فليغتسل) والأمر للوجوب إلا أنه ادَّعى الأكثرون أنها قامت أدلة تصرفه عنه إلى الندب (مالك ق ن عن ابن عمر) (¬6). ¬

_ (¬1) سنن الترمذي (1/ 71). (¬2) المجرحين (1/ 234). (¬3) الضعفاء (1/ 234). (¬4) قال النووي: الحبرة بكسر الحاء وفتح الباء وهي ثياب من كتان أو قطن محبرة أو مزينة، والتحبير التزيين والتحسين، والحبرة مفرد والجمع حبر وحبرات كعنبة وعنب وعنبات ويقال: ثوب حبير على الوصف. (¬5) أخرجه أبو داود (3150) وكذلك البيهقي (3/ 403)، وحسّن إسناده الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 108)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (455) وأحكام الجنائز (63). وإسماعيل بن عبد الكريم قال الحافظ: صدوق. ولم يذكر المزي ولا الحافظ بأنه الأنصاري بل ذكروا بأنه الصنعاني انظر: تهذيب الكمال (3/ 138)، والتقريب (464). (¬6) أخرجه مالك (1/ 102) رقم (231) والبخاري (877) ومسلم (844) والنسائي (3/ 93).

541 - " إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصل ركعتين، وليتجوز فيهما (حم ق د ن هـ) عن جابر" (صح). (إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب) أي إذا دخل المسجد والإمام في حال الخطبة (فليصل ركعتين وليتجوز فيهما) أي يخففهما قراءة وركوعًا وسجودًا وهما تحيتا المسجد وكأنه أطلق عن التقييد به لأنَّ غالب إقامة الجمعة فيه فلو أقيمت في الفلاة فلا يسن للآتي كذلك وذلك، هذا والأمر ظاهر في وجوب التحية ولا سيما وقد أمر بها في هذه الحالة التي نهى فيها عن الكلام والأدلة على وجوبها كثيرة (حم ق د ن 5 عن جابر) (¬1). 542 - " إذا جاء أحدكم فأوسع له أخوه فإنما هي كرامة أكرمه الله بها (تخ (صح) هب) عن مصعب بن شيبة (ح) ". (إذا جاء أحدكم) أي مكان (فأوسع له أخوه فإنما هي) أي التوسعة الدال عليها ذكر أوسع (كرامة أكرمه الله بها) فيحمد الله الذي ألقى في قلب أخيه إكرامه ويقبل ذلك الإكرام (تخ هب عن مصعب بن شيبة (¬2)) رمز المصنف على الأول بالصحة وعلى الثاني بالحسن، ومصعب بضم الميم وسكون المهملة وفتح الثانية قال الذهبي كابن الأثير: أنه مختلف في صحبته وفي سند الحديث عبد الملك بن عمير أورده الذهبي في الضعفاء، قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: مختلط لكنَّه اعتضد بغيره. 543 - " إذا جاء الموت لطالب العلم، وهو على هذه الحالة، مات وهو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 317) والبخاري (1170) ومسلم (564) وأبو داود (1116) والنسائي (3/ 103) وابن ماجه (1114). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 352) والبيهقي في الشعب (8775) وفي إسناده عبد الملك بن عمير: انظر المغني في الضعفاء (3833). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (463) والسلسلة الصحيحة (1321).

شهيد البزار عن أبي ذر، وأبي هريرة (ض) ". (إذا جاء الموت لطالب العلم وهو على هذه الحالة) أي حالة الطلب المدلول عليها بالسياق بعد تنزيل المعلوم منزلة المحسوس (مات وهو شهيد) في أجره ومنزلته؛ لأنه مجاهد لنفسه على إتعابها في الطلب بما هو أشرف مطلوب عند الله (البزار عن أبي ذر وأبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 544 - " إذا جاءكم الزائر فأكرموه الخرائطي في مكارم الأخلاق (فر) عن أنس (ض) ". (إذا جاءكم الزائر) لكم من مؤمن وغيره (فأكرموه) بما هو أهله وكل على حسبه من الزائر والمزور والإكرام بحسب العرف والأمر للإرشاد (الخرائطي في مكارم الأخلاق فر عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬2). 545 - " إذا جاءكم الأكفاء فأنكحوهن، ولا تربصوا بهن الحدثان (فر) عن ابن عمر". (إذا جاءكم الأكفاء) جمع كفوء وتقدم أنه من يرضى خلقه ودينه (فانكحوهن ولا تربصوا بهن) التربص الانتظار (الحدثان) بكسر الحاء المهملة وسكون الدال المهملة ثم مثلثة آخره نون بعد الألف أي نوائب الدهر أفاده القاموس (¬3) (فر عن ابن عمر (¬4)) وفيه معلي بن هلال قال الذهبي: يضع الحديث. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (1/ 84 رقم 138)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 124): فيه هلال بن عبد الرحمن الحنفي وهو متروك والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 247)، وضعفه المنذري (1/ 54)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (445) والسلسلة الضعيفة (2126) ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1351) والخرائطي في مكارم الأخلاق (326) وكذلك القضاعي في مسند الشهاب (763) وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 342) قال أبي: هذا حديث منكر، وقال الألباني في ضعيف الجامع (448) والسلسلة الضعيفة (1205) ضعيف جداً. (¬3) القاموس المحيط (ص: 214). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (44693) والمداوي (1/ 339) رقم (547)، وفي=

546 - " إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها؛ فإن سبقها فلا يعجلها (ع) عن أنس (ض) ". (إذا جامع أحدكم أهلَه) يطلق على الزوجة وعلى أعم من ذلك، والقرينة هي الدالة على المراد والزوجة هي المراد هنا لقرينة الأهل وتدخل الأمة قياسًا إذا صح أنها لا تسمى أهلاً (فليصدقها) في الشرح أنه بفتح المثناه وضم الدال المهملة من الصدق والود والنصح فليجامعها بشدة وقوة وحسن فعل. انتهى. قلت: وليس هو من الصدق الذي هو ضد الكذب بل من الصدق بمعنى الشدة قال في القاموس (¬1): والصدق بالكسر الشدة (فإن سبقها) أي بالإنزال (فلا يعجلها) لا يحملها على أن تعجل فلا تقضي شهوتها بل يتأنى بها حتى تقضي وطرها وهو إرشاد إلى حسن العشرة وإدامة الوداد (ع عن أنس (¬2)) رمز المصنف لضعفه لأن فيه راويًا مجهولاً. 547 - " إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها، ثم إذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها (عب ع) عن أنس" (ض). (إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها، ثم إذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها) هو تفسير للحديث الأول وبيان لمعنى سبقها فيه (فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها) بالإنزال عب ع عن أنس، رمز المصنف لضعفه (¬3). 548 - "إذا جامع أحدكم امرأته فلا يتنحى حتى تقضي حَاجتَها كما يحب أن ¬

_ = إسناده يعلي بن هلال قال الذهبي: يضع الحديث، انظر: المغني (6362)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (447) والسلسلة الضعيفة (2502) موضوع. (¬1) القاموس المحيط (صـ 1162). (¬2) أخرجه أبو يعلى (4200، 4270) وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (4/ 19) هذا إسناد ضعيف لجهالة التابعي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (451). (¬3) أخرجه أبو يعلى (4201) وقال الهيثمي في المجمع (4/ 295) رواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (450) والإرواء (2010).

يقضي حاجته (عد) عن طلق (ض) ". (إذا جامع أحدكم امرأته) تطلق على الزوجة دون الأمة فيحتمل أن مفهومها مراد وأنه يقيد مطلق ما قبله، ووجهه أن الأمة لا حق لها في الوطء، ولذا قالوا يجوز العزل عنها وإن لم ترض بخلاف الزوجة فلا يجوز إلا برضاها على قول من يرى ذلك (فلا يتنحى) أي ينزل عنها وهو تفسير لقوله فلا يعجلها (حتى تقضي حاجتها كما يحب أن يقضي حاجته) وفيه مأخذ للقول بأن لها حقًا في الوطء وهو الحق وبأنه لا يعزل عنها فهو يؤكد أحاديث النهي عن العزل (عد عن طلق) رمز المصنف لضعفه (¬1). 549 - " إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها؛ فإن ذلك يورث العمى بقي بن مخلد (عد) عن ابن عباس (ض) قال ابن الصلاح: جيد الإسناد". (إذا جامع أحدكم زوجته) فيه أنه يستعمل مع التاء وإن كان الأفصح حذفها فيقال زوج، وقوله (أو جاريته) يدل على عدم دخولها في مسمى الزوجة (فلا ينظر إلى فرجها) لا حال الجماع إن تصور ذلك ولا قبله ولا بعده وإنما ذكر الجماع لأنه حال كشف العورة إلا أنه يأتي حديث: "إن الله جعلها لك لباسًا وجعلك لها لباسًا وأهلي يرون عورتي وأنا أرى منهم ذلك". فيحتمل أن النهي مقيد بحال الجماع وتلك الرؤية في غيره (فإن ذلك يورث العمى) فالنهي لفائدة طبية (بقي) بالموحدة مفتوحة فقاف ساكنة فمثناة تحتية مشددة بزنة تقي فاعله (بن مخلد) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح اللام بزنة مَقْعَد، وبقي هو الإِمام أبو عبد الرحمن القرطبي الحافظ صاحب المسند الكبير والتفسير، قال فيه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 150) في ترجمة محمَّد بن جابر أبو عمد الله اليمامي وفيه قال يحيى: ليس بشيء. قال المناوي (1/ 326) فيه عباد بن كثير وهو الرملي ضعيف أو متروك، وقال الحافظ: ضعيف، التقريب (3140)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (449) والإرواء (2010).

ابن حزم: ما صنف تفسير مثله أصلاً مولده في رمضان سنة (201) وسمع من عوالم وطوف الشرق والغرب وشيوخه مائتان وثمانون ونيف، منهم ابن أبي شيبة كان عالمًا مجتهدًا إمامًا قدوة لا يقلد أحدًا بغير حجة صالحًا عابدًا أواهًا (¬1) مَشّاءً عدم النظير في زمانه قال أبو يزيد الفَرَضي ملأ الأندلس حديثًا وعن بقي قال: لقد غرست للمسلمين بالأندلس غرسًا لا يقلع إلا بخروج الدجال، وكان مجاب الدعوة قيل كان يختم القرآن كل ليلة في ثلاث عشرة ركعة وسرد الصوم وحضر سبعين غزوة وكان متواضعًا ملازمًا حضور الجنائز مات سنة ست وسبعين (عد عن ابن عباس (¬2)) رمز المصنف لضعفه (قال ابن الصلاح) بالمهملات هو شيخ الإِسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان بن المفتي صلاح الدين الكردي صاحب كتاب علوم الحديث ولد سنة 577 وسمع من جماعة وتفقه ودرس بالمدرسة الصلاحية ببيت المقدس ثم درس بدمشق ثم ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية وأفتى وصنف وتخرج به الأصحاب وكان من أعلام الدين مات سنة 643 (¬3) (جيد الإسناد) أي هذا الحديث، وأراد المصنف بنقل كلامه دفع قول ابن الجوزي أنه موضوع. 550 - " إذا جامع أحدكم فلا ينظر إلى الفرج؛ فإنه يورث العمى، ولا يكثر الكلام؛ فإنه يورث الخرس الأزدي في الضعفاء والخليلي في مشيخته (فر) عن أبي هريرة ". ¬

_ (¬1) انظر: تاريخ دمشق (10/ 354) وسير أعلام النبلاء (13/ 285)، وتذكرة الحفاظ (2/ 629)، والوافي بالوفيات (10/ 182). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 75) في ترجمة بقية بن الوليد وكذلك الذهبي في الميزان (2/ 47). وانظر المجروحين لابن حبان (1/ 202) والعلل لابن حاتم (2/ 295)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (452) والسلسلة الضعيفة (195). (¬3) انظر سير الأعلام (23/ 140) مرآة الجنان (4/ 109)، وانظر: النظر في أحكام النظر بحاسّة البصر رقم (201)، وآداب الزفاف للشيخ الألباني (ص: 35).

(إذا جامع أحدكم) أي زوجته أو أمته (فلا ينظر إلى الفرج) قبل الجماع أو بعده إذ النظر إليه حال الجماع لا يتصور مع المباشرة إلا بأن ينزع ثم يرجع والخطاب للرجل ولعل المرأة مثله في فرجه فإن ذلك (يورث العمى) للناظر أو للولد (ولا يكثر الكلام) أي حال الجماع وفيه لا بأس بالقليل منه (فإن ذلك يورث الخرس) أي في المكثر من الكلام أو في الولد. (الأزدي) بفتح الهمزة وسكون الزاي وكسر الدال المهملة فياء النسبة إلى أزد قبيلة وهو الحافظ أبو الشيخ محمَّد بن الحسين الموصلي نزيل بغداد حدث عن أبي يعلى الموصلي وابن جرير وغيرهم وعنه أبو نعيم الحافظ وجماعة، قال الخطيب: كان حافظًا، صنف في علوم الحديث وسألت عنه البرقاني فضعفه، وكان أهل الموصل يوهنونه ولا يعدونه شيئًا، قال الذهبي: قلت: له مصنف كبير في الضعفاء وهو قوي النفس في الجرح وهّى جماعة بلا مستند طائل (¬1). انتهى. قلت: وهذا الكتاب الذي أراده المصنف بقوله (في الضعفاء، والخليلي) بالخاء المعجمة بعد اللام مثناة تحتية هو القاضي الحافظ أبو يعلى الخليلي، ابن عبد الله بن أحمد القزويني مصنف كتاب "الإرشاد في معرفة المحدثين"، كان ثقة حافظًا عارفًا بكثير من علل الحديث كبير المقدار قال الذهبي: ومن نظر في كتابه عرف جلالته (في مشيخته فر عن أبي هريرة (¬2)) وضعفه ابن حجر. 551 - " إذا جعلت إصبعيك في أذنيك سمعت خرير الكوثر (قط) عن ¬

_ (¬1) انظر: تاريخ بغداد (2/ 243) وتذكرة الحفاظ (3/ 967). (¬2) أخرجه الأزدي كما في الموضوعات (1279) كما في الكنز (44841) والرافعي في التدوين (2/ 181) من طريق الخليلي في ترجمة أحمد بن سهل بن السري وقال الخليلي: لم يروه عن مسعر إلا محمَّد بن عبد الرحمن -القشيري -وهو شامي يأتي بمناكير عن مسعر وغيره. وأورده السيوطي في اللآلي المصنوعة (2/ 170). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (453) والسلسلة الضعيفة (196).

عائشة (صح) ". (إذا جعلت أصبعيك في أذنيك) عني بهما سبابتي اليدين والمراد الأنملة فهو نظير: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ في آذَانِهمْ} [البقرة: 19] (سمعت خرير) بالخاء المعجمة وراء بعدها مثناة تحتية بعدها راء أي صوت (الكوثر) هو في الأصل الخير الكثير وأريد به هنا الحوض الذي وعد الله به رسوله في الآخرة وظاهر العبارة أن الكوثر اسم للماء نفسه، ويحتمل أنه اسم للحوض على حذف مضاف والمراد به سمع مثل صوت خريره (قط عن عائشة (¬1)) رمز المصنف لصحته فيما رأيناه مقابلاً على خطه وقال الشارح: من زعم أنه رمز لصحته أو حسنه فقد وهم وقد بين السخاوي وغيره أن فيه رفعًا وانقطاعًا، لكن يعضده ما رواه الدارقطني عن عائشة أيضًا "أن الله أعطاني نهرًا في الجنة لا يدخل أحد أصبعيه في أذنيه إلا سمع خريره ... " الحديث. 552 - " إذا جلستم فاخلعوا نعالكم تستريح أقدامكم البزار عن أنس (ض) ". (إذا جلستم فاخلعوا نعالكم) انزعوها من أرجلكم، وتقدم: "اخلعوا نعالكم عند الطعام" فإنها سنة وهنا أعم من حال الأكل وغيره (تستريح أقدامكم) بيان لوجه الأمر فهو للإرشاد والمراد بالنعل المتعارف فلا يدخل الخف في الأمر (البزار عن أنس (¬2)) رمز المصنف لضعفه؛ لأنَّ فيه موسى بن محمَّد التيمي وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) عزاه في كشف الخفاء (1/ 111) إلى الدارقطني، قال المناوي (1/ 327) رواه الدارقطني عن عائشة وبين السخاوي وغيره، أن فيه وقفًا وانقطاعاً لكن يعضده ما رواه الدارقطني أيضاً عن عائشة: "إن الله أعطاني نهراً في الجنة لا يدخل أحد أصبعيه سمع خريره .. " وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (454). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3/ 367) رقم (2960) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 140): فيه موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي وهو ضعيف، انظر: الضعفاء الصغير (347) والسلسلة الضعيفة (2541)، وقال: ضعيف جداً، وانظر كذلك ضعيف الجامع (457).

553 - " إذا جلست في صلاتك فلا تتركن الصلاة علي، فإنها زكاة الصلاة (قط) عن بريدة (ض) ". (إذا جلست في صلاتك) يحتمل بين السجودين أو حال التشهدين أو في كل ذلك إلا أنها دلت الأدلة على أن المراد به جلوس التشهد والجمهور على أنه خاص بالأخير بأدلة عرفت في محل بسطها (فلا تتركن الصلاة علي) أي باللفظ الذي علمهم - صلى الله عليه وسلم - كيفيته الثابت في الصحيحين وغيرهما فإنه لا يجزئ سواه عند البعض أو لأنه الأفضل اتفاقًا، فإن الجمهور يقولون تجزئ الصلاة عليه في الصلاة بأي لفظ والأفضل ما علمه - صلى الله عليه وسلم - أمته (فإنها زكاة الصلاة) أي التي تنمو بها الصلاة ويزيد أجرها وقد يستدل به على وجوبها فيها للنهي فإن الأصل فيه التحريم وإذا حرم تركها وجب فعلها ولتشبيهها بالزكاة وهي واجبة، وفي المسألة خلاف طويل بين العلماء والأحوط فعلها (قط عن بريدة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 554 - " إذا جمرتم الميت فأوتروا (حب ك) عن جابر" (صح). (إذا جمرتم الميت) أي بخرتم أكفانه أو بدنه أو هما (فأوتروا) أي جمروه ثلاثًا لحديث أحمد والبزار: "إذا جمرتم الميت فجمروه ثلاثًا" (¬2)، وفيه مشروعية تجمير الميت بأي شيء من الأطياب لإطلاقه هنا (حب ك عن جابر (¬3)) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 555 - " إذا جُهِلَ على أحدِكم وهو صائم فليقل "أعوذ بالله منك إني صائم" ابن السني عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (1/ 355) وفي إسناده عمرو بن شمر قال البخاري: منكر الحديث. انظر: الميزان (5/ 324)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (465) والسلسلة الضعيفة (2540). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 331) لفظه: إذا أجمرتم الميت فأجمروه ثلاثاً، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (278). (¬3) أخرجه ابن حبان (3031) والحاكم (1/ 355)، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (481) وفي أحكام الجنائز (64).

(إذا جهل) بالبناء للمفعول أي وقع عليه جهل (على أحدكم) فعل معه فعل الجاهلين من الشتم ونحوه (وهو صائم) جملة حالية من المفعول (فليقل أعوذ بالله منك) ألتجئ إليه من شرك أيها الجاهل يقوله في نفسه لئلا يهيج عليه شره (إني صائم) يقوله أيضًا في نفسه وقيل: يجهر به ليكف عنه شره (ابن السني عن أبي هريرة (¬1)) رمز المصنف لصحته وأصله في الصحيح. 556 - " إذا حال في نفسك شيء فدعه (حم حب ك) عن أبي أمامة" (صح). (إذا حال في نفسك شيء) بالحاء المهملة يقال حال هذا الأمر في نفسي إذا لم ينشرح الصدر له، ووقع فيه منه ريبة وشك، وفي معناه أحاديث واسعة (فدعه) فإنه تعالى قد فطر العباد على عدم سكون قلوبهم إلى ما فيه إثم ونحوه وإن ذلك علامة ما لا يرضاه الله منه، كما أنه إذا انشرح صدره وسكن إلى أمر دل على أنه يرضاه وهذا في القرآن بمعناه كثير، ويأتي أنه يقدمه على فتوى من أفتاه وهذا من الواعظ الذي يجعله الله تعالى في قلب عبده، ويحتمل أنه يختص بالمؤمن لأن الكافر قد طبع على قلبه بل قد يرى قلبه مطمئنًا إلى الكفر والمعاصي، يدل له ما سلف من حديث: "إذا أراد الله بعبد خيرًا جعل له واعظًا من نفسه". (حم حب (¬2) ك عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وقول ابن معين: إن فيه انقطاعًا قد أجيب عنه بأنه في بعض طرقه. 557 - " إذا حج الرجل بمال من غير حله فقال: "لبيك اللهم لبيك" قال الله: "لا لبيك ولا سعديك، هذا مردود عليك" (عد فر) عن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (434). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (459) وفي السلسلة الضعيفة (2542). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 255) وابن حبان (176) والحاكم (4/ 99) وقال: صحيح، وقال المنذري (2/ 352): إسناده صحيح، وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 25): إسناده جيد على شرط مسلم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (484) والسلسلة الصحيحة (550).

(إذا حج رجل بمال من غير حلّه) ذكر الرجل والحج على الأغلب وإلا فالمرأة والعمرة مثل الرجل والحج (فقال: لبيك اللهم لبيك) عند الإحرام فإنها من أذكاره (قال الله: لا لبيك ولا سعديك) لا يلبيك ولا يسعدك إلى قبول الحج والعمرة (هذا مردود عليك) أي غير مقبول منك ولا ثواب لك عليه وفي هذا دليل على أنه لا يجزئ الحج بمال من غير حله، فإن صح في إجزائه إجماع فلا بدَّ من تأويل الحديث بإرادة الإثابة الكاملة وأحسن من قال (¬1): إذا حججت بمال أصله سُحت ... فما حججت ولكن حجَّت العِيرُ ما يقبل الله إلا كل صالحة ... ما كُلّ من حَجَّ بيت الله مبرور (عد فر عن عمر (¬2)) رمز المصنف لصحته قال الشارح: إسناده ضعيفٌ لكن له شواهد. 558 - " إذا حج الرجل عن والديه تقبل منه ومنهما، واستبشر به أرواحهما في السماء (قط) عن زيد بن أرقم (ض) ". (إذا حج الرجل عن والديه) أو عن أحدهما بإيصائهما أو من دونه سواء قد حجا أو لا (قبل منه) أثيب عليه (ومنهما) وصلهما أجره (واستبشر به أرواحهما في السماء) فيه دليل لحوق أعمال الأولاد للآباء من القرب حجًا كان أو غيره لعدم الفارق، وفيه أن أرواح الموتى في السماء وأنها تعرف ما يفعله لها الأحياء (قط عن زيد بن (¬3) أرقم) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه خالد الأحمر وأبو سعد ¬

_ (¬1) البيت ينسب إلى مروان بن محمَّد (112 - 200 هـ). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 106) وفي إسناده دجين بن ثابت والديلمي في الفردوس (1166)، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 76 رقم 930): هذا لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: قال ابن مهدي: لا يعتد بدجين، وقال يحيى: ليس حديثه بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (460) والسلسلة الضعيفة (1433). (¬3) أخرجه الدارقطني (2/ 259) وفي إسناده أبو سعد البقال -سعيد بن المرزبان- قال ابن معين: لا يكتب حديثه وقال أبو زرعة صدوق مدلس، انظر: المغني في الضعفاء (2453) وكذلك فيه=

البقال فيهما مقال. 559 - " إذا حُرم أحدُكم الزوجة والولد فعليه بالجهاد (طب) عن محمَّد بن حاطب" (ض). (إذا حُرِم) بالبناء للمفعول (أحدكم الزوجة والولد) إذا لم يرزقه الله ذلك وفاته أجر التكسب على الأهل والأولاد (فعليه بالجهاد) ففي أجره ما يغنيه عن ذلك ويحتمل أن المراد أنه إذا لم يرزق الزوجة لافتقاره وقلة ذات يده فعليه بالجهاد فإنه من مفاتيح أبواب الرزق، وإذا رزق الزوجة رزق الولد (طب (¬1) عن محمَّد بن حاطب) رمز المصنف لضعفه. 560 - " إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت فهي أمانة (حم د ت) والضياء عن جابر (صح) (ع) عن أنس". (إذا حدث الرجل) أو المرأة (ثم التفت) متحرزًا ممن يقرب من السماع لكلامه (فهي) أي المقالة التي حدث بها (أمانة) فلا يجوز إفشاؤها فإن التفاته قرينة على إرادته أن لا يطلع عليها أحد وفيه العمل بالقرائن (حم د ت والضياء عن جابر (¬2)) رمز المصنف لصحته، وقال المنذري بعد عزوه لأبي داود: فيه عبد الرحمن بن عطاء المدني (ع عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه جبارة بن المغلس ضعيف وبقية رجاله ثقات. ¬

_ = خالد الأحمر وهو ثقة مشهور وقال ابن معين: صدوق ليس حجة، انظر المغني (2572). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (461) والسلسلة الضعيفة (1434). (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 242) رقم (543) قال الهيثمي (5/ 278): وفي إسناده موسى بن محمَّد بن حاطب ولم أعرفه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (464). (¬2) أخرجه أبو داود (4868) والترمذي (1959) وقال: هذا حديث حسن وأحمد (3/ 352) والضياء في المختارة كما في الكنز (25428) من رواية جابر، وأخرجه أبو يعلى (4158) من رواية أنس وقول الهيثمي في المجمع (8/ 98). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (486) والسلسلة الصحيحة (1090).

561 - " إذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا (عد) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا حسدتم) الحسد هو تمني زوال النعمة التي يراها على غيره وصيرورتها إليه أي إذا وجدتم هذا الأمر في أنفسكم (فلا تبغوا) لا تعدوا على من حسدتم وتحاولوا زوال نعمته بل يجب على من وجد ذلك من نفسه أن يدافع نفسه ويذكرها قبح ما وجدت، وفيه أن وقوع الحسد وخطوره على البال لا إثم فيه إنما الإثم إذا بغى (وإذا ظننتم) أي وقع لكم ظن بأحد فإن أوائل الظنون خواطر لا يمكن دفعها فلا تكليف بها كما قاله الخطابي (¬1): إنما يكلف بما أفاده قوله (فلا تحققوا) بأن ترتبوا عليه ما يرتب على العلم، فإن بعض الظن إثم وهذا في الظن به شرًّا، وأما ظن الخير فهو من أحسن الظن بالناس مأمور به لا ينهى عنه قال الخطابي وغيره: ليس المراد ترك العمل بالظن الذي تناط به الأحكام غالبًا بل المراد ترك تحقيق الظن الذي يضر بالمظنون وكذا ما يقع في القلب بغير دليل وقال القرطبي (¬2): المراد بالظن هنا التهمة التي لا سبب لها كمن يتهم رجلاً بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها (وإذا تطيرتم) تشاءمتم من أمر أخذ اللفظ من الطير وذلك أنه كان في الجاهلية، إذا أراد أحدًا أمرًا أثار طائرًا أو ضبيًا أو نحوهما فإن جاء عن اليمين ويسمونه السانح بالسين المهملة وبعد ألفه نون وآخره حاء مهملة مضى بحاجته وإن جاء عن اليسار، ويسمونه البارح تطير به وقعد عن حاجته فنفاه الشارع وأخبرهم أنه إذا وقع ذلك في الخاطر النفساني فلا يردهم عما يريدونه وقال (فامضوا) لحاجتكم ولا يردنكم عنها ما تجدونه وسيأتي أحاديث عدة في الثلاثة المذكورة كحديث: "ثلاث لا يسلم منها أحد الحسد والطيرة والظن ... "، الحديث، وقد كان بعض الجاهلية لا يرى رأي ¬

_ (¬1) غريب الحديث للخطابي (1/ 84). (¬2) فتح الباري (10/ 481).

المتطيرين (¬1) كما قال: ولقد غدوت وكنت لا ... أغدوا وعلى واق وحاتم فإذا الأشائم كالأيامن ... والأيامن كالأشائم (وعلى الله) لا غيره (فتوكلوا) فإنه من توكل عليه فهو حسبه فالحديث أفاد هذه العلل الثلاث الواردة على الخواطر وأفاد دواءها (عد عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لضعفه قال عبد الحق: إسناده غير قوي. قلت: له شواهد عدة ستأتي ترفعه عن الضعف وترقيه إلى درجة الحسن. 562 - "إذا حضرتم موتاكم فأغمضوا البصر، فإن البصر يتبع الروح، وقولوا خيرًا فإن الملائكة تؤمن على ما يقول أهل البيت (حم هـ ك) عن شداد بن أوس" (صح). (إذا حضرتم موتاكم) حال نزول الموت بهم (فأغمضوا البصر) أي بصر الميت وبيّن حكمة ذلك بقوله (فإن البصر يتبع الروح) يبقى شاخصًا نحو جهته فيتشوه وجه الميت أو أنه يتبعه في أنه يموت بموته فأغمضوه فإنه كالتكفين له (وقولوا خيرًا) وذلك في الاسترجاع والحمد والدعاء للميت بالمغفرة والرحمة (فإن الملائكة تؤمن على دعاء أهل الميت) فيكون مجابًا فلا تدعوا بشر فيجاب فيه (حم 5 ك عن شداد بن أوس) (¬3) رمز المصنف لصحته وقال ابن حجر: فيه ¬

_ (¬1) نسبه ابن عبد البر في التمهيد (9/ 287) إلى المرقش الأكبر وهو عوف بن سعد بن مالك بن ضبعية بن قيس من بني بكر بن وائل (؟ -72 ق. هـ). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 314) في ترجمة عبد الرحمن بن سعد بن عمار قال ابن القطان (الوهم والإيهام) (3/ 489) رقم (1258)، فيه عبد الرحمن بن سعد مدني ضعفه ابن معين وعبد الله المقبري متروك، وقال المناوي (1/ 330) قال عبد الحق: إسناده غير قوي. وقال الألباني في ضعيف الجامع (465) والسلسلة الضعيفة (2493) ضعيف جداً. ثم تراجع وصححه في الصحيحة (3942). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1455) وقال البوصيري: هذا إسناد حسن، وأحمد (4/ 125) والحاكم=

قزعة بن سويد. وروى الشطر الثاني منه الجماعة جميعًا إلا البخاري عن أم سلمة بلفظ: "إذا حضرتم المريض والميت فقولوا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون" (¬1). 563 - " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد (حم ق د ن هـ عن عمرو بن العاص حم ق 4) عن أبي هريرة) (صح). (إذا حكم الحاكم) إذا أراد الحكم (فاجتهد) تحرى الصواب بقدر ما عنده (فأصاب) وافق حكمه الحق الذي يريده الله (فله أجران) أجر الاجتهاد وأجر الإصابة (وإذا حكم) أي أراد الحكم لقوله (فاجتهد) فإن الاجتهاد قبل الحكم (فأخطأ فله أجر واحد) هو أجر الاجتهاد وتتبع الحق وبذل الوسع والخطأ معفو عنه بعد ذلك، وفيه دليل على العفو عن الخطأ وعلى أن الحق مع واحد وعلى بطلان قولهم: كل مجتهد مصيب أي من الإصابة لمراد الله، وأن حكمه تعالى تابع لمراد المجتهد (حم ق د ن هـ عن عمرو بن العاص حم ق 4 عن (¬2) أبي هريرة). 564 - " إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، فإن الله محسن يحب المحسنين (طس) عن أنس (ض) ". (إذا حكمتم فاعدلوا) أي وليتم الأحكام فتحروا العدل فيها وهو التوسط في ¬

_ = (1/ 325) وقال: حديث صحيح الإسناد وقال الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 105) فيه قزعة بن سعيد وأورده ابن حبان في المجروحين (2/ 216) في ترجمة قزعة، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (492) والسلسلة الصحيحة (1092). (¬1) أخرجه مسلم (919)، وأبو داود (3115)، والترمذي (977)، والنسائي (4/ 4)، وابن ماجه (1447). (¬2) أخرجه البخاري (7352) ومسلم (1716) وأبو داود (3574) وابن ماجه (2314) والنسائي في السنن الكبرى (5918) عن عمرو بن العاص وأخرجه البخاري (7352) ومسلم (1716) وأبو داود (3574) والترمذي (1326) والنسائي (8/ 223) وابن ماجه (2314) وأحمد (4/ 204) عن أبي هريرة.

الأمور أي لا تميلوا إلى الجور ولا تغلوا في الحق بل احكموا بالأمر الأوسط وهو ما شرعه الله من غير زيادة ولا نقصان عنه (وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة) كما جاء مصرحًا به غير ماثلين ولا معذبين لخلق الله، وفي الأمر بالإحسان للقتلة إرشاد إلى أن الإحسان في غيرها بالأولى لأنه إذا أمر به فيه وهو إساءة ظاهرًا فكيف بغيره وهو من التنبيه بالأعلى على الأدنى وهو كثير سنة وكتابًا (فإن الله محسن يحب المحسنين) هو تعليل للطرفين فإن العدل إحسان إلى المقضي إليه وإلى النفس (¬1) ويأتي إن من إحسان القتل تحديد الشفرة (طس عن أنس) (¬2) رمز المصنف لضعفه وفي الشرح: رجاله ثقات. 565 - " إذا حَلَم أحدكم فلا يُحدث الناسَ بتلعب الشيطانِ في المنام (م هـ) عن جابر" (صح). (إذا حلم أحدكم) بفتح اللام وهو ما يراه النائم في منامه من خير أو شر إلا أنه غلب على ما يراه من الشر وغلبت الرؤيا على ما يراه من الخير ويدل له حديث أبي قتادة (¬3) عند الشيخين وغيرهما: "الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان"، وقد تستعمل كل واحد منهما موضع الآخر (فلا يحدث الناس بتلعب الشيطان) به (في المنام) نهى عن الإخبار بما يراه من المكروه وإعلام أنه من الشيطان ويأتي بيان ما يدفع به الرؤيا المكروهة (م 5 عن جابر بن عبد الله) (¬4). 566 - " إذا حم أحدكم فليسن عليه الماء البارد ثلاث ليال من السحر (ن ع ك) والضياء عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) ورد في الهامش وحب الله لعباده إجزال مثوبته لهم والرضى عنهم. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5735). وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 197) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (494) وفي السلسلة الصحيحة (470). (¬3) أخرجه البخاري (3292) ومسلم (2261). (¬4) أخرجه مسلم (2268) وابن ماجه (3913).

(إذا حمّ أحدكم) أصابته الحمى (فليشن) بشين معجمة وقيل مهملة (عليه الماء البارد ثلاث ليالي من السحر) قد ثبت في الصحيحين: "أن الحمى من فيح (¬1) جهنم" فحديث الكتاب فيه تعيين الوقت وكيفية استعمال الماء وكمية الزمان وقد استشكل هذا جماعة وقالوا: إن الماء مما ينافي علاج الحمى، وقد أشبع الرد عليهم ابن القيم (¬2) في زاد المعاد بما حاصله أنه خطابه - صلى الله عليه وسلم - قد يكون عامًا لأهل الأرض وقد يكون خاصًا ببعضهم، فهذا الحديث من الخاص بأهل الحجاز وما والاهم ممن أكثر حماهم من الحمى اليومية العرضية الحادثة عن حرارة الشمس وهذه ينفعها الماء شربًا واغتسالاً، فيجوز أن يكون مراد الحديث؛ لأنها مجرد كيفية حارة متعلقة بالروح فيكفي في زوالها مجرد وصول كيفية باردة تسكنها وتخمد لهيبها من غير حاجة إلى استفراغ مادة أو انتظار نضج، ويجوز أن يراد جميع الجهات وقد ذكر ذلك الأطباء. انتهى. وقيل: المراد به ماء زمزم (ن ع ك والضياء عن أنس (¬3)) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي وسكت عليه عبد الحق. 567 - "إذا خاف الله العبد أخاف الله منه كل شيء، وإذا لم يخف العبد الله أخافه الله من كل شيء (عق) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا خاف الله العبدُ أخاف منه كل شيء) إذا خاف بطش ربه وعقابه وسطوته ألقى الله المهابة في كل شيء له من آدمي وغيره، وهذه مجازاة من جنس الفعل ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3264) ومسلم (2209). (¬2) زاد المعاد (4/ 23). (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7612) وأبو يعلى (3794) والحاكم (4/ 200) وكذلك المقدسي في المختارة (2043) وسكت عليه عبد الحق (2/ 363) في الأحكام الوسطى (8/ 2) وقال أبو حاتم في العلل (2/ 337) من طريق حماد بن سلمة عن حميد عن أنس وقال: الصواب إنما هو حميد عن الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد صححه الألباني في صحيح الجامع (497) والسلسلة الصحيحة (1310).

وهي كثيرة كتابًا وسنة {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] والمراد إذا أفرد الله بالخيفة ولم يخف سواه كما يقضي به تقديم المفعول ومعونة المقام (وإن لم يخف الله العبد أخافه من كل شيء) لأنه أضاع مخافة أقدر القادرين عليه فجازاه بإخافته من كل شيء وخوف العبد من ربه من لازمه اجتناب ما نهى عنه والإتيان بما أمر به (عق عن أبي هريرة (¬1)) رمز المصنف لضعفه وقيل: إنه موضوع. 568 - " إذا ختم العبد القرآن صلى عليه عند ختمه ستون ألف ملك (فر) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (ض) ". (إذا ختم العبد القرآن) أي انتهى إلى آخره مبتدئًا من أوله (صلى عليه) دعا له واستغفر له (عند ختمه ستون ألف ملك) ويحتمل أنهم يحضرون عند ختمه أو أنهم يدعون له وإن لم يحضروا عند ختمه (فر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده (¬2)) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه شيبان بن فروخ قال الذهبي: في ذيل الضعفاء ثقة يرى القدر. 569 - " إذا ختم أحدكم فليقل: "اللهم آنس وحشتي في قبري (فر) عن أبي أمامة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 274) في ترجمة عمرو بن زياد الثوباني وقال: قال أبو زرعة: كذاب، وكذا قال أبو حاتم كما في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 226) وقال الدارقطني وغيره: يضع الحديث (المغني 4658) وساق له الذهبي في الميزان (5/ 314) عدة أحاديث من وضعه، وقال الألباني في ضعيف الجامع (467) والسلسلة الضعيفة (2546) موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الفوائد المجموعة (2/ 965) وفي إسناده عبد الشك بن سمعان وهو كذاب، ينظر: الكامل (4/ 125) والتقريب (3326)، والحسين بن علي بن زكريا: أحد المشهورين بالوضع، انظر المجروحين (1/ 241) والميزان (2/ 257) واللسان (2/ 229) وقال الألباني في ضعيف الجامع (469) والسلسلة الضعيفة (2550) موضوع، وانظر كلام الذهبي في شيبان بن فروخ في المغني في الضعفاء (2805).

(إذا ختم أحدكم القرآن فليقل عقب ختمه اللهم آنس وحشتي) غربتي ووحدتي كما جاء في حديث العرباض بن سارية عند الطبراني وغيره مرفوعًا: "من ختم القرآن فله دعوة مستجابة" (¬1) وفي الشعب مرفوعًا: "ومع كل ختمة دعوة مستجابة" (¬2) وغيره في معناه مما سرده المصنف في الإتقان (¬3) (في قبري) فإن القرآن نور يونس به الوحشة في الدنيا والآخرة، وللخاتم دعوة مقبولة وأحق ما يدعو به ما ينفعه بعد الموت ويأتي حديث: "من ختم القرآن أوَّل النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي ومن ختمه آخر النهار صلت عليه الملائكة حتى يصبح قيل إنهم هؤلاء أو غيرهم" (فر عن أبي أمامة (¬4)) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه ليث بن محمَّد قال النسائي: متروك، وسالم الخياط قال يحيى: ليس بشيء. 570 - " إذا خرج أحدكم إلى سفر فليودع إخوانه، فإن الله جاعل له في دعائهم البركة ابن عساكر (فر) عن زيد بن أرقم (ض) ". (إذا خرج أحدكم إلى سفر) أي سفر (فليودّع إخوانه) تقدم: "إذا أراد أحدكم سفرًا فليسلم على إخوانه ... " الحديث. (فإن الله جاعل له في دعائهم البركة) وتقدم فإنهم يزيدونه بدعائهم إلى دعائه خيرًا ففيه سنة الوداع للمسافر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (7/ 172) وعزاه للعرباض بن سارية وقال: فيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (2086) من رواية أنس وقال: في إسناده ضعف. (¬3) انظر: الإتقان للسيوطي (1/ 294 - 295). (¬4) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (الفوائد المجموعة (2/ 965) وفي إسناده ليث بن محمَّد قال النسائي: متروك انظر: اللسان (1575) وسالم الخياط قال يحيى: ليس بشيء انظر: الكامل (3/ 344) وقال الألباني في ضعيف الجامع (468) والسلسلة الضعيفة (2548) موضوع. وفي إسناده أيضًا: أحمد بن عبد الله بن خالد وهو الجويباري أحد المشهورين بوضع الحديث. انظر ميزان الاعتدال (1/ 245).

ويأتي كيفية الدعاء له منهم وما يقوله عند وداعهم (ابن عساكر فر عن زيد (¬1) بن أرقم) رمز المصنف لضعفه لأن فيه نافع بن الحارث قال البخاري: لا يصح حديثه. 571 - " إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم (د) والضياء عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد (صح) ". (إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا) يجعلوا (أحدهم) أميرًا عليهم يمتثلون له وتجب طاعته عليهم ويجب عليه حياطتهم ونصحهم والإثنان كالثلاثة ويحتمل أنه خاص بالثلاثة وأما ما فوقها فبالأولى إلا أنه اقتصر على الثلاثة لأنه غالب الرفقة وقد كان السلف يفعلون ذلك ويقولون هذا أمير أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حكى أن عبد الله المروزي صحبه أبو علي الرباطي فقال له أبو علي على أن تكون أنت أميرًا أو أنا قال بل أنت فلم يزل يحمل الزاد لنفسه ولأبي علي على ظهره فأمطرت السماء ذات ليلة فقام عبد الله طول الليل على رأس أبي علي رفيقه وفي يده كساء يمنع المطر عنه وكلما قال له الله الله لا تفعل يقول: ألم تقل إن الإمارة مسلمة فلا تتحكم علي ولا ترجع عن قولك حتى قال أبو علي وددت أني مت ولم أقل له أنت الأمير، وهكذا فليكن نصح الأمير للرعية (¬2) (د (¬3) والضياء عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 372)، والديلمي في الفردوس (1118)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (470) والسلسلة الضعيفة (1623) موضوع. أما نافع فهو نفيع بن الحارث أبو داود قال الحافظ: ويقال له نافع: متروك وقد كذّبه ابن معين، وقال البخاري في تاريخه: قاص يتكلمون فيه. انظر: التاريخ الكبير (8/ 114). والتقريب (7181) وفي إسناده أيضاً: أيوب بن خوط قال البخاري: تركه ابن المبارك وغيره. وقال يحيى: لا يكتب حديثه. وقال النسائي والدارقطني وجماعة: متروك. وقال الأزدي: كذاب. انظر ميزان الاعتدال (1/ 455). (¬2) أورده الغزالي في "الإحياء" (2/ 252). (¬3) أخرجه أبو داود (2609) عن أبي هريرة وأبو يعلى (1054) وأبو داود (2608) عن أبي سعيد. وحسنه النووي في رياض الصالحين (960) وصححه الألباني في صحيح الجامع (500) وفي السلسلة الصحيحة (1322).

أبي هريرة وأبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال النووي: بعد عزوه لأبي داود وإسناده حسن ورواه أبو يعلى والبيهقي. 572 - " إذا خرج أحدكم من الخلاء فليقل: "الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني، وأمسك علي ما ينفعني" (ش قط) عن طاوس مرسلاً". (إذا خرج أحدكم من الخلاء) بعد تأذيه (فليقل الحمد لله الذي أذهب عني ما يؤذيني) من الغائط والبول وظاهر الفاء أنه يقول ذلك عقب الخروج قبل التطهر ولا يؤخره حتى يتوضأ (وأمسك علي ما ينفعني) فإنه بقدرته تعالى جعل الطبيعة دافعة لما فيه الأذى مما وصل إلى الجوف ممسكة ما فيه النفع فأي نعمة أجل من هذه، فلذا ندب له الحمد لله على هاتين النعمتين (ش قط عن طاوس مرسلاً (¬1)) قال الولي العراقي: هذا الحديث وغيره من أحاديث الذكر المقول عند الخروج من الخلاء لا يخلو من ضعف ولا يعرف في الباب إلا حديث عائشة الآتي في الكاف. انتهى. قلت: أراد بحديث عائشة حديث: "كان إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك" يأتي. 573 - " إذا خرجت المرأة إلى المسجد فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة (ن) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا خرجت المرأة) إذا أرادت الخروج عبر بالمسبب عن السبب (إلى ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 115) رقم (29908) والدارقطني (1/ 57) عن طاوس مرسلاً، وكذا أخرجه البيهقي في السنن (1/ 111) هكذا رواه بن وهب ووكيع وغيرهم عن زمعة ورواه أحمد بن الحسن المضري وهو كذاب متروك عن أبي عاصم عن زمعة ورواه سفيان بن عيينة عن سلمة عن طاوس عن بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا يصح وصله ولا رفعه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (471) وقال في السلسلة الضعيفة (5659): منكرة لإرساله ولضعف زمعة بن صالح كما في التقريب (2035).

المسجد فلتغتسل من الطيب كما تغتسل من الجنابة) لئلا تفتن برائحتها من تمر بهم، وفيه الأمر بسد ذرائع الحرام، وظاهره الوجوب ويجب عليها أن لا تمس طيبًا إن خرجت إلى غير المسجد كخروجها إلى بيت الجيران إذا كانت تمر بالناس وتزاحمهم قياسًا على المسجد والعلة العلة، ويحتمل أنه خاص بالخروج إلى المسجد لأنه محل تطهير القلوب وبرائحة الطيب تفتن القلوب ولأنها تستقر معهم في الصفوف بخلاف مرورها في الطرقات إلا أنه يؤيد الأول حديث: "إذا استعطرت المرأة ... "، تقدم، وتشبيهه بغسل الجنابة إما في الإيجاب أو في الكيفية (ن عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 574 - " إذا خرجت من منزلك فصل ركعتين تمنعانك مخرج السوء، وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين تمنعانك مدخل السوء البزار (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا خرجت من منزلك) إلى أي محل ويحتمل اختصاصه بالخروج للسفر ونحوه (فصل ركعتين) فيه (فإنهما تمنعانك مخرج السوء) بفتح الميم مصدر ميمي أي خروج السوء ومثله مدخل أي تدفعان عنك ما يسوؤك (وإذا دخلت إلى منزلك) في أي ساعة غير أوقات الكراهة عند من يقول بأنه لا يصلى فيها شيء ولو ذوات الأسباب ومثله ساعة الخروج (فصل ركعتين) كأن المراد خارج المنزل لقوله (فإنهما تمنعانك مدخل السوء) ويحتمل أنهما يفعلان في المنزل عند ابتداء الدخول إليه (البزار هب عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (8/ 153) وصححه الألباني في صحيح الجامع (503) وفي السلسلة الصحيحة (1031). (¬2) أخرجه البزار كما كشف الأستار (1/ 357 رقم 746) في المجمع (2/ 284) وقال: رجاله موثقون، والبيهقي في الشعب (3078) وقال المناوي (1/ 334) قال ابن حجر: حديث حسن، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (505) وفي السلسلة الصحيحة (1323).

لضعفه وقال الشارح: إسناده حسن. 575 - " إذا خرجتم من بيوتكم بالليل فأغلقوا أبوابها (طب) عن وحشي (صح). (إذا خرجتم من بيوتكم بالليل فأغلقوا أبوابها) لتمنع الشياطين فإنه لا يؤذن لهم أن يفتحوا بابًا مغلقًا وتمنع شياطين الإنس عن السرقة ونحوها (طب (¬1) عن وحشي) هو ابن حرب قاتل حمزة، رمز المصنف لصحته وقال الشارح: رجاله ثقات. 576 - " إذا خطب أحدكم المرأة فلا جناح عليه أن ينظر إليها إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته، وإن كانت لا تعلم (حم طب) عن أبي حميد الساعدي (ح) ". (إذا خطب أحدكم المرأة) أراد أن يخطبها (فلا جناح عليه) لا إثم ولا حرج (أن ينظر إليها) إلى وجهها وكفيها وقيل: بل إلى أي محل من بدنها ما عدا الفرج (إذا كان إنما ينظر إليها لخطبته) إياها أي لا لغير ذلك فلا يحل له رؤيتها (وإن كانت لا تعلم) أنه ينظر إليها (حم طب عن أبي حميد الساعدي) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: هو أعلى من ذلك (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 137) (364) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 112): رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (475) وقال في السلسلة الضعيفة (6351) منكر؛ لأن في إسناده: وحشي بن حرب بن وحشي مستور كما قال الحافظ في التقريب (7399) وقال الذهبي في الكاشف (6043) لين. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 424) وكذلك الطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 14) والبزار كما في الكشف (2/ 159) رقم (1418). والطبراني في الكبير كما في المجمع (4/ 276) وفي الأوسط (911)، قال الهيثمي في المجمع (4/ 276) رواه أحمد إلا أن زهيرًا شك فقال عن أبي حميد، أو أبي حميدة. والبزار من غير شك. والطبراني في الأوسط والكبير ورجال أحمد رجال الصحيح، وقال الحافظ في الإصابة (7/ 95) أبو حميد أو أبو حميدة على الشك، ذكره البلاذري في الصحابة وأخرج حديثه الإِمام أحمد في مسنده في تضاعف حديث أبي حميد الساعدي واستدركه ابن فتحون والظاهر أنه غير الساعدي إذ لو كان هو لم يشك زهير بن معاوية فيه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (507) =

577 - " إذا خطب أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها، كما يسأل عن جمالها، فإن الشعر أحد الجمالين (فر) عن علي" (ض). (إذا خطب أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها) عن صفته من سقوطه أو جعودته وطول وقصر وسواد وخلافه (فإن الشعر أحد الجمالين) فيسأل عنه (كما يسأل عن جمالها) ليزيد رغبة فيها أو يرجع عنها وفيه أنه لا بأس بالسؤال عن الأجنبية وعن صفاتها لإرادة خطبتها لا غير (فر عن علي (¬1)) رمز المصنف لضعفه وأورده المصنف في الموضوعات وقال: فيه إسحاق بن بشر الكاهلي كذاب. قلت: فالعجب من إيراده في كتابه هذا بعد تصريحه في الخطبة أنه جَرّده مما تفرد به كذاب أو وضاع. 578 - " إذا خطب أحدكم المرأة وهو يخضب بالسواد فليعلمها أنه يخضب (فر) عن عائشة (ض) ". (إذا خطب أحدكم المرأة وهو يخضب) شيبه (بالسواد) فيه دليل على جواز الخضاب به، ويحتمل عدم الجواز، بل إعلام بأنه إذا فعل هذا الذي نهي فلا يضيف إليه التدليس أو أنه أريد إذا خضب به لعذر الجهاد ونحوه (فليعلمها) يعلم المرأة أنه يخضب لئلا تظنه سواد الشباب وفيه النهي عن التدليس (فر عن عائشة) رمز المصنف لضعفه لضعف عيسى بن ميمون أحد رجاله (¬2). ¬

_ =وصححه الألباني في صحيح الجامع (507) وفي السلسلة الصحيحة (97). (¬1) أخرجه الدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (5620) وذكره السيوطي في اللآلي (1870) في إسناده إسحاق بن بشر الكاهلي كذبه موسى بن هارون وأبو زرعة وقال الفلاس وغيره متروك وقال الدارقطني هو في عداد من يضع من الحديث. انظر لسان الميزان (1/ 355). وقال الألباني في ضعيف الجامع (477) وفي السلسلة الضعيفة (1611): موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (1173) وإسناده فيه عيسى بن ميمون قال البيهقي وقال الذهبي تركوه، وقال الحافظ في التقريب (5335): ضعيف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (478) والسلسلة الضعيفة (2553) موضوع.=

579 - " إذا خفيت الخطيئة لا تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت فلم تغير ضرت العامة (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا خفيت الخطيئة) إذا ارتكبت في خفية (لا تضر عقوبتها) في الدنيا والآخرة (إلا صاحبها وإذا ظهرت ولم تغير) بالإنكار باليد أو اللسان أو القلب (ضرت) عقوبتها (العامة) وتعدت إليهم لإثمهم بعدم تغييرها (طس عن أبي هريرة (¬1)) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: فيه ضعيف. 580 - " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي وليقل: "اللهم افتح لي أبواب رحمتك" وإذا خرج فليسلم على النبي، وليقل: "اللهم أسألك من فضلك" (د) عن أبي حميد، أو أبي أسيد (هـ) عن أبي حميد (ح) ". (إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي) اللام للعهد أي محمَّد وفي المسجد للجنس وقد بين كيفية السلام في حديث فاطمة الزهراء قالت (¬2): كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل المسجد قال: "بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك"، وإذا خرج قال كذلك وأبدل مكان رحمتك "فضلك"، أخرجه ابن ماجه (وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي وليقل: اللهم إني أسألك من فضلك) وقد عرف ما بين اللفظين من الزيادة والنقص (د عن أبي حميد) الساعدي (أو أبي أسيد) ¬

_ =في إسناده عيسى بن ميمون قال عبد الرحمن بن مهدي: استعديت عليه وقلت: ما هذه الأحاديث التي تروي عن القاسم عن عائشة؟! فقال: لا أعود. وقال البخاري: منكر، وقال ابن حبان: يروي أحاديث كلها موضوعات، انظر ميزان الاعتدال (5/ 392). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4770) وقال: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا مروان بن سالم تفرد به أبو همام. قلت: أورده الهيثمي في المجمع (7/ 268) وقال: وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (480) والسلسلة الضعيفة (1612) موضوع. (¬2) أخرجه ابن ماجه (771) وكذلك الترمذي (314).

رمز (¬1) المصنف لحسنه (5 عن أبي حميد) إلا أن لفظه عند ابن ماجه غير هذا اللفظ الذي عند أبي داود. 581 - " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين (حم ق 4) عن أبي قتادة (هـ) عن أبي هريرة" (صح). (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) عام لكل وقت إلا أن أوقات الكراهة أتى لفظ حديثها: "نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وبعد العصر حتى تغرب" وكذلك في وقت الزوال، وحاصله: أنه قد تعارض عمومان وفيه بحث أودعناه رسالتنا اليواقيت في المواقيت، وقوله فلا يجلس يفيد أنه إذا دخل والناس في صلاة فانضم إليهم سقطت عنه التحية وإذا جلس سقطت أيضًا عنه وقد بحثنا في حواشي ضوء النهار بما يقتضى وجوب هاتين الركعتين (حم ق 4 عن أبي قتادة 5 عن أبي هريرة) (¬2). 582 - " إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه من طعامه فليأكل، ولا يسأل عنه، وإن سقاه من شرابه فليشرب، ولا يسأل عنه (طس ك هب) عن أبي هريرة " (صح). (إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأطعمه من طعامه فليأكل ولا يسأل عنه) حلال هو أم حرام أو من أين حصل له لأن ذلك يوحشه وهو مأمور بإحسان الظن بأهل الإِسلام ومثله قوله (وإن سقاه من شرابه فليشرب ولا يسأل عنه) فيه إباحة ما في أيدي أهل الإِسلام حتى يعلم خلاف ذلك (طس ك هب عن أبي هريرة (¬3)) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: بعد عزوه لأحمد ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (713) وأبو داود (465) وابن ماجه (772) عن أبي حميد أو أبي أسيد. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 311) والبخاري (444) ومسلم (714) وأبو داود (467) والترمذي (316) والنسائي (2/ 53) وابن ماجه (1013) عن أبي قتادة، وابن ماجه (1012) عن أبي هريرة. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 399) والطبراني في الأوسط (2440) (ورد في الأصل: طص ويبدو الصحيح=

والطبراني فيه مسلم بن خالد الزنجي تفرد به، والجمهور ضعفوه وقد وثق، وبقية رجاله رجال الصحيح. 583 - " إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأراد أن يفطر فليفطر إلا أن يكون صومه رمضان، أو قضاء رمضان، أو نذراً (طب) عن ابن عمر (ح) ". (إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأراد) المدخول عليه (أن يُفطر) الداخل عليه (فليفطر) إسعادًا لأخيه وتأنيسًا له، وفيه أنه أفضل من الصوم؛ لأنه لا يؤمر أن يعدل إلى المفضول عن الأفضل (إلا أن يكون صومه) ذلك (رمضان أو قضاء رمضان أو نذرًا) فإنه لا يفطر إلا إذا كان متنفلاً ويحتمل أن المراد: فأراد الداخل أن يفطّر المدخول عليه جاز له ذلك وندب له (طب عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه (¬1). 584 - " إذا دخل أحدكم إلى القوم فأوسع له فليجلس؛ فإنما هي كرامة من الله أكرمه بها أخوه المسلم فإن لم يوسع له فلينظر أوسعها مكانا فليجلس فيه الحرث عن أبي شيبة الخدري" (ح). (إذا دخل أحدكم) أي أحدٍ كان من شريف أو وضيع (على القوم) أي مجلس من بيت أو مسجد (فأوسع له) بالبناء للمجهول (فليجلس) في المحل الذي وسع له وهو أمر إرشاد (فإنما هي) أي التوسعة (كرامة من الله أكرمه بها ¬

_ = طس)، والحاكم (4/ 126) والبيهقي في الشعب (5801) وقول الهيثمي في المجمع (8/ 180) وانظر: علل الدارقطني (10/ 391) وقال عبد الجبار بن العلاء: بهذا الإسناد رواية وقفه غيرهما عن ابن عيينة والموقوف أصوب وقال عبد الحق كما في فيض القدير (1/ 337) أسنده جمع وأوقفه آخرون والوقف أصح والله أعلم. وصححه الألباني في صحيح الجامع (518) والسلسلة الصحيحة (627). (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 3792) رقم (13406) قال الهيثمي في المجمع (3/ 201) وفي إسناده بقية بن الوليد وهو مدلس. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (482) والسلسلة الضعيفة (2560).

أخوه المسلم) فيه أن المراد بالقوم المسلمين وأنه لا ترد كرامة الله ممن يكرم فليستكرم (فإن لم يوسع له فلينظر أوسعها) المجالس أو البقعة (مكانًا فليجلس فيه) ولا يتخير ولا يطلب صدر المجلس فإن ذلك من سوء الأدب ومن الكبر، واعتقاد استحقاق الرفعة وهذا ما بلي به كثير من أهل العلم والرئاسة (الحارث) بن أبي أسامة تقدم (عن أبي شيبة الخدري (¬1)) هو أخو أبي سعيد، والمصنف رمز لحسنه، وقال الشارح: إسناده جيد. 585 - " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين، وإذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين؛ فإن الله جاعل له من ركعتيه في بيته خيرًا (هق عد هب) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين) إلا المسجد الحرام فإن تحيته الطواف به، فإنه - صلى الله عليه وسلم - لما دخل إليه في كل أوقات قدومه حاجًا ومعتمرًا ما بدأ إلا بالطواف وتقدم قريبًا (وإذا دخل أحدكم بيته فلا يجلس حتى يركع ركعتين) تقدم أنهما يمنعان مدخل السوء وهنا علله بقوله: (فإن الله جاعل له من ركعتيه في بيته خيرًا) ولا مانع من اجتماع الأمرين (عق عد هب عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لضعفه ولكن له شواهد مر بعضها. ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في بغية الحارث (199 - زوائد الهيثمي) وأورده الحافظ في الإصابة (6/ 109) في ترجمة مسلم بن شيبة وعزاه للخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (273)، وله شاهد من رواية ابن عمر قال الذهبي: رواه الدارقطني في غرائب مالك عن محمَّد بن علي بن الحسن النقاش عنه وقال لم يروه غير هذا الشيخ -أحمد بن جعفر بن محمَّد- عن مجاهد بن موسى ولعله شبه عليه وهذا غير محفوظ بهذا الإسناد وقيل لي: إن الشيخ لم يكن به بأس انظر الميزان (8/ 29) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (517) والسلسلة الصحيحة 1321). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 72) وقال: في حديثه وهم وغلط، وابن عدي في الكامل (1/ 251) وقال: وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، والبيهقي في الشعب (3079) وقال: أنكره البخاري وابن الجوزي في الموضوعات (1495)، وأورده ابن حجر في اللسان (1/ 124) في ترجمة إبراهيم بن يزيد بن قديد وقال: له عن الأوزاعي مناكير. =

586 - " إذا دخل أحدكم على أخيه فهو أمير عليه حتى يخرج من عنده (عد) عن أبي أمامة (ض) ". (إذا دخل أحدكم على أخيه فهو) أي المدخول عليه (أمير عليه حتى يخرج من عنده) على الداخل تجب عليه طاعته وإقامة الصلاة في منزله حق له ولا يخرج إلا بإذنه (عد عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 587 - " إذا دخل الضيف على القوم دخل برزقه، وإذا خرج، خرج بمغفرة ذنوبهم (فر) عن أنس (ض) ". (إذا دخل الضيف) يقال على الواحد والاثنين والجماعة (دخل برزقه) وذلك ببركة طعام من دخل عليه والإخلاف عليه (وإذا خرج خرج بمغفرة ذنوبهم) إكرامًا منه تعالى لما أكرموا عبده وهذه فضيلة عظيمة ينالها المضيف وأجاد من قال: لم لا أحب الضيف أو ... أرتاح من طرب إليه والضيف يأكل رزقه ... عندي ويحمدني عليه (¬2) قلت: ولو قال ويغفر لي عليه أتم بمعنى الحديث وأتى بما هو أشرف من حمد عليه (فر (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وله شاهد عند أبي الشيخ عن ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (483) والسلسلة الضعيفة (1424). (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 136) في ترجمة جعفر بن الزبير الشامي وقال: عامة أحاديثه مما لا يتابع عليه والضعف على حديثه بيّن. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (483) والسلسلة الضعيفة (1444). (¬2) أورده ابن خلكان في وفيات الأعيان (7/ 242) إلى قول أبي الحسن جعفر بن إبراهيم بن الحاج اللورقي. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (25836) وعزاه السخاوي في الجواهر المجموعة (صـ 313 رقم 733) للديلمي وقال المناوي (1/ 339) قال السخاوي: سنده ضعيف؛ لأن في إسناده الحسن البصري كان يرسل كثيرًا ويدلس وقد عنعن. انظر التقريب (1227). وفيه أيضاً=

أبي قرصافة مرفوعًا. 588 - " إذا دخل عليكم السائل بغير إذن فلا تطعموه ابن النجار عن عائشة وهو مما بيض له الديلمي". (إذا دخل عليكم السائل بغير إذن) من صاحب المنزل (فلا تطعموه) عقوبة له بدخوله له بغير إذن ومخالفته أداب الكتاب العزيز قال الله تعالى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27] وكذلك غير الإطعام من قضى حاجته ونحوها (ابن النجار عن عائشة وهو مما بيّض له الديلمي (¬1)) في مسند الفردوس لعدم وجدانه لسنده. 589 - " إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئاً (م ن هـ) عن أم سلمة" (صح). (إذا دخل العشر) أي عشر ذي الحجة والقرينة قوله (وأراد أحدكم أن يضحي) يذبح ضحية (فلا يمس من شعره) بالحلق أو القصر (ولا بشره) بالافتصاد والاحتجام ونحوها لعموم النكرة وهي قوله (شيئًا) في سياق النفي وهو ظاهر في التحريم لأنه الأصل في النهي وعليه ابن حزم فإنه جزم بتحريمه (م ن 5 عن أم سلمة (¬2)). 590 - " إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين (حم ق) عن أبي هريرة" (صح). ¬

_ = معروف بن حسان قال ابن عدي منكر الحديث. انظر ميزان الاعتدال (6/ 467). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (486) والسلسلة الضعيفة (2547). (¬1) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (21652) والديلمي في الفردوس (1259) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (489). (¬2) أخرجه مسلم (977) والنسائي (7/ 212) وابن ماجه (3149) وقول ابن حزم في المحلى (7/ 355 - 356).

(إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة) وذلك لكثرة الأعمال الصالحة فيه كأنها تزين وتوهب لأهل الطاعة، والمراد من فتحها سعة رحمة الله (وغلقت أبواب جهنم) لكثرة عفو الله عن العصاة (وتسلسلت الشياطين) جعلت في سلسلة وهي داير من حديد يحيط بالعنق وذلك ليقل شرهم وإغوائهم للعباد ولا يلزم منه أنه لا يوجد عاص بل المراد أنه يقل شرهم ويتوفر الناس على الطاعات وهذا أمر معلوم فإن كثيراً من العصاة يقبل على الطاعة في شهر رمضان أو المراد أنه تعالى يتجاوز عن العصاة فلا يضرهم إغواء الشياطين لهم إذ بعفوه لهم ما كأنهم أغووهم ويحتمل أن السلسة مجاز وأن المراد منعهم عن إغوائهم حتى كأنهم مسلسلين وفيه فضيلة رمضان (حم ق عن أبي هريرة) (¬1). 591 - " إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل؛ فإن ذلك لا يرد شيئاً، وهو يطيب بنفس المريض (ت هـ) عن أبي سعيد" (ض). (إذا دخلتم على المريض فنفسّوا له في الأجل) وسعوا له فيه بأن يقال أنت إلى خير وعافية وقد مرض جماعة من هذا المرض ومنّ الله عليهم بالعافية وهو إرشاد إلى إدخال السرور عليه وإلى نوع من العلاج شريف وذلك أن المريض إذا قويت نفسه وطمعت في العافية قويت طبيعته وانبعثت حرارته الغريزية وتساعد على دفع العلة أو تقليلها الذي هو غاية نفع الطبيب ولإدخال السرور على المريض وتفريج نفسه ونشط خاطره تأثير عجيب في شفاء علته أو تخفيفها فإن الأرواح تقوى بذلك وتساعد الطبيعة على دفع الألم أو تخفيفه وقد شاهد الناس جماعة من المرضى تنتعش قواهم بعيادة من يحبونه ويعظمونه وتسرهم رؤيته ويلتذون بخطابه وهو أحد فوائد عيادة المريض، وقد أشار إليه قوله صلى الله عليه وآله وسلم (فإن ذلك لا يرد شيئًا) أي من القدر (وهو يطيب نفس ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1898) ومسلم (1079)، وأحمد (2/ 218).

المريض) وذلك من مقتضيات العيادة (ت 5 عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه (¬1). 592 - " إذا دخلتم بيتا فسلموا على أهله، فإذا خرجتم فأودعوا أهله بسلام (هب) عن أبي قتادة مرسلاً". (إذا دخلتم بيتًا فسلموا على أهله) إذا كانوا فيه وهو مأخوذ من الآية: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27] فإن لم يكن فيها أحد سلم على نفسه للآية (فإذا خرجتم فأودعوا أهله بسلام) فيه سنية السلام عند الخروج من عند القوم وفيه أحاديث أخرى (هب عن أبي قتادة مرسلاً (¬2)) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إسناده جيد. 593 - " إذا دخلت على مريض فمره يدعو لك، فإن دعاءه كدعاء الملائكة (هـ) عن عمر (ض) ". (إذا دخلت على مريض فمره) أي أطلب منه (يدعوا لك) هذا إذا كان عنده نشاط وقدرة على ذلك وإلا فإن التثقيل على المريض منهي عنه (فإن دعاؤه كدعاء الملائكة) مقبول لأنهم معصومون ولأنهم لا يدعون إلا لمن أذن لهم بالدعاء له ولا يؤذن لهم إلا بدعاء مجاب (5 عن عمر) رمز المصنف لضعفه (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2087) وقال: حديث غريب وقال في العلل (1/ 318) سألت محمداً: يعني الإِمام البخاري عن هذا الحديث فقال: موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي منكر الحديث وأبوه صحيح الحديث. وابن ماجه (1438)، وقال ابن حجر في الفتح (10/ 121) في سنده لين. قلت: في إسناده موسى بن محمَّد بن إبراهيم وهو منكر الحديث قاله الحافظ في التقريب (7006)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (487) والسلسلة الضعيفة (1004). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (8845) مرسلاً وكذلك عبد الرزاق وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (526). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1441) وقال البوصيري (2/ 21): هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، وقال المنذري: (4/ 166) رواته ثقات مشهورون إلا أن ميمون بن مهران لم يسمع من عمر، قال العلائي في المراسيل والمزي في التهذيب: إن رواية ميمون بن مهران عن عمر مرسلة، وقال ابن=

594 - " إذا دخلت مسجداً فصل مع الناس وإن كنت قد صليت (ص) عن محجن الديلي (ح) ". (إذا دخلت مسجدًا) أي وأهله يصلون (فصل مع الناس) أي صلاة كانت فإنه ينضم إليهم (وإن كنت قد صليت منفردًا) (¬1) أو في جماعة إلا أن لفظ رواية محجن هذه عند أحمد (¬2) قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد فحضرت الصلاة فصلى ولم أصل فقال لي: "أصليت؟ " قلت: يا رسول الله إني صلَّيت في الرحل ثم أتيتك قال: "فإذا جئت فصل معهم واجعلها نافلة". انتهى. والظاهر أن صلاته في الرحل فرادى وقد يقال عدم الاستفصال ينزل منزلة العموم في المقال فيفيد التعميم لما صلاه فرادى أو جماعة، وفيه دليل أن الأولى هي الفريضة وأما حديث يزيد بن عامر عند الدارقطني وليجعل التي في بيته نافلة فقد قال الدارقطني (¬3): إنها رواية شاذة مخالفة لما عليه الحفاظ، وأما من قال إن كانت الأولى جماعة فهي الفريضة وإن كانت فرادى فالثانية الفريضة فليس عليه دليل ناهض. واعلم أنه قد عورض الحديث بحديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "لا تصلوا صلاة في يوم مرتين" (¬4) وعمل به ابن عمر فكان لا يصلي مع القوم إن كان قد صلى ووجه الجمع بينهما أن المراد لا تعدونهما فريضتين، ¬

_ = الجوزي في العلل (2/ 868) رقم (455): لا يصح. وقال الحافظ في الفتح (10/ 122): إسناده منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (487) وفي السلسلة الضعيفة (1004). (¬1) في المطبوعة بدون منفردًا. (¬2) أخرجه أحمد في المسند (4/ 338). (¬3) أخرجه الدارقطني (1/ 414) وانظر: نصب الراية (2/ 150) والتلخيص الحبير (2/ 30). (¬4) أخرجه النسائي (2/ 114)، وابن حبان (2396)، وابن خزيمة (1641) والدارقطني (1/ 415) وأحمد (2/ 19).

ولذا قال: واجعلها نافلة، ويدل له حديث أبي سعيد عند أبي داود وأحمد والترمذي (¬1) أن رجلاً دخل وقد صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه فقال: "من يتصدق على ذا ويصلي معه؟ "، فقام رجل من القوم فصلى معه، فإنه نص في ذلك لأن هذا المصلي من القوم كان قد صلى الفرض فإنه رجل من القوم الذين قد صلوا معه - صلى الله عليه وسلم - وإلا لما قال: من يتصدق، فقد صلى في يومه صلاتين فعلم أن النهي عنه صلاة الفريضة بنيّة كونها فريضة في يوم مرتين (ص عن محجن (¬2)) بكسر الميم بعدها حاء مهملة ثم جيم مكسورة ثم نون (الديلي) بكسر الدال المهملة نسبة إلى ديل اسم قبيلة وهو محجن بن أبي محجن رمز المصنف لحسنه، وقال الذهبي: إنه من رواية بسر بن محجن وبسر لا يكاد يعرف. 595 - " إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقل "اللهم إن شئت فأعطني" فإن الله لا مستكره له (حم ق ن) عن أنس" (صح). (إذا دعا أحدكم) أي ربه سبحانه بدعاء (فليعزم المسألة) أي يطلب طلبًا جازمًا لا يشك فيه ويعزم قلبه على القطع بما يريد حصوله وبين ذلك بقوله (ولا يقل اللهم إن شئت فاعطني) فيقيد الطلب بالمشيئة فإنه تعالى لا يعطيه إلا ما يشاء وهذا مثال وفي حديث أبي هريرة عند البخاري (¬3): "اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت" والكل أمثلة (فإن الله لا مستكره له) بزنة مستخرج أي ليس أحد يكرهه بل هو الفعال لما يريد، قال ابن عبد البر: لا يجوز لأحد أن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (574) ولم أجده عند الترمذي وأحمد (3/ 5) وابن حبان (2397) والدارمي (1368) وصححه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 142). (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في سننه، ومالك في الموطأ (1/ 132) والدارقطني (1/ 415)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (527) والسلسلة الصحيحة (1337). قال الحافظ ابن حجر في التقريب (668): بسر بن محجن الديلي: صدوق، وقال في لسان الميزان: (7/ 183) وانظر: ميزان الاعتدال (1167). (¬3) أخرجه البخاري (6339) وكذلك مسلم (3679).

يقول اللهم اغفر لي إن شئت وغير ذلك من أمور الدين والدنيا لأنه كلام مستحيل لا وجه له لأنه لا يفعل إلا ما يشاء. وهذا حمل للنهي على التحريم قال الحافظ ابن حجر (¬1): وهو الظاهر وحمل النووي النهي في ذلك على كراهة التنزيه قال ابن حجر: وهو أولى ويؤيده ما سيأتي في حديث الاستخارة قال ابن بطال: في الحديث أنه ينبغي للداعي أن يجتهد في الدعاء ويكون على رجاء الإجابة ولا يقنط من الإجابة فإنه يدعو كريمًا (حم ق ن عن أنس) (¬2). 596 - " إذا دعا أحدكم فليؤمن على دعاء نفسه (عد) عن أبي هريرة وهو مما بيض له الديلمي (ض) ". (إذا دعا أحدكم فليؤمن على دعاء نفسه) سواء دعا لنفسه أو لغيره فإنه إذا أمن أمنت معه الملائكة ودعاءهم مجاب ومعنى آمين استجيب وتقدم أن آمين خاتم رب العالمين على لسان عباده (عد عن أبي هريرة وبيض له الديلمي (¬3)) ورمز المصنف لضعفه وذكر تبييض الديلمي له تضعيف السند. 597 - " إذا دعا الغائب لغائب قال له الملك: "ولك مثل ذلك" (عد) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا دعا الغائب لغائب قال له الملك) يحتمل أنه الموكل به أو غيره (ولك مثل ذلك) يقول مخبرًا عن الله أنه جعل له من الخير مثل ما دعا أو قال الملك سائلاً منه أن يجعل له مثل دعائه، ويأتي في دعوة الغائب لغائب عدة من الأحاديث وفيه أنه ينبغي أن يدعو الإنسان لأخيه الغائب ويؤثره على دعائه لنفسه لأجل يدعو له الملك وهو مجاب الدعوة مأمور بها ولا يؤمر إلا بما ¬

_ (¬1) فتح الباري (11/ 140). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 10) والبخاري (6338) ومسلم (3678). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (1250) وفي إسناده حلمة بن عمرو الحضرمي أورده ابن عدي في الكامل (4/ 107) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (490) وفي السلسلة الضعيفة (1804).

يجاب (عد عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 598 - " إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته، وإن كانت على التنور (ت ن) عن طلق بن علي (ح) ". (إذا دعا الرجل زوجته) أو أمته بالأولى (لحاجته) وهو البضاع (فلتأته) على أي حال (وإن كانت على التنور) أي في أشغل أحوالها وتقدم الحديث في إذا أراد أحدكم من زوجته حاجته فليأتها وإن كانت على تنور، فهو مأمور أن لا يدافع نفسه بل يقضي حاجته منها عند حصولها وهي مأمورة ألا تمنع نفسها عنه بحال من الأحوال (ت ن عن طلق بن علي (¬2)) رمز المصنف لصحته وقال في الكبير: حسن صحيح. 599 - " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجب، وإن كانت على ظهر قتب البزار عن زيد بن أرقم (صح) ". (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه) أي لبضاعها أو نحوه (فلتجب) والأمر للوجوب (وإن كانت على ظهر قتب) بالقاف فمثناة فوقية فموحدة بزنة حمل وهو للبعير كالأكاف لغيره والحديث كالأول حث لها على مساعدة زوجها إذا دعاها (البزار عن زيد بن أرقم (¬3)) رمز المصنف لصحته وفي الكبير: وصُحح. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 428) في ترجمة حبان بن علي أبو علي العنزي وقال: وله أحاديث صالحة وعامة حديثه إفرادات وغرائب وهو ممن يحتمل حديثه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (535) وفي السلسلة الصحيحة (1339). (¬2) أخرجه الترمذي (1160) والنسائي في الكبرى (8971) وأخرجه ابن حبان (4165) وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (534) والصحيحة (1202). (¬3) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 180) رقم (1472)، الطبراني في المعجم الكبير (5/ 200) (5084)، (5/ 208) (5117) وقال الهيثمي (4/ 312): رجاله رجال الصحيح خلا محمَّد بن ثعلبة بن سواد وقد روى عنه جماعة ولم يضعفه أحد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (533) والسلسلة الصحيحة (1203).

600 - " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح (حم ق د) عن أبي هريرة" (صح). (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت) امتنعت عن إسعاده (فبات غضبان عليها) هذا يقيد ما مضى من حديث: "إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها" (¬1)، (لعنتها الملائكة) بالإغضاب له، والملائكة يحتمل أنهم الموكلون بها أو غيرهم أو هم وغيرهم وفيه أن هجر المرأة لزوجها وإغضابه كبيرة (حتى تصبح) كان مقتضى المعصية حتى يرضى عنها زوجها وكأنه قيد بالإصباح لأنه في الغالب يذهب غضب الزوج عنده (حم ق د عن أبي هريرة) (¬2). 601 - " إذا دعا العبد بدعوة فلم يستجب له كتبت له حسنة (خط) عن هلال بن يساف مرسلاً". (إذا دعا العبد) أي المسلم فإنه الذي يكتب له الحسنات (فلم يستحب له) لم يظهر له إجابتها (كتبت له) الدعوة (حسنة) لأن الدعاء عبادة فإن لم يجب فقد أثيب وإن أجيب فقد أثيب إلا أنه يحتمل أن إثابة الداعي إجابته إن أجيب ولذا جعل كتب الحسنة عوضًا عن الإجابة فكأنه ليس له إلا أحد الأمرين الإجابة أو الإثابة، وقد ثبت في أحاديث أخر أنه إذا لم يجب ادخر له في الآخرة أو عوض بخير مما دعا هو يصدق على كتب الحسنة (خط عن هلال بن يساف) بفتح التحتية المثناة آخره فاء روى عن جماعة من الصحابة وثقه ابن معين (¬3) (مرسلاً) (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4898) ومسلم (1436). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 439) والبخاري (5193) ومسلم (1436) وأبو داود (2141). (¬3) قال الحافظ ابن حجر في التقريب (7352): ثقة. (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 205). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (491) والسلسلة الضعيفة (2597) إسناده ضعيف مرسل هلال بن يساف وعمرو بن أيوب؛ ساق له الخطيب هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا، وأشار الذهبي إلى جهالته بقوله: "ما روى عنه سوى عباس بهذا". انظر ميزان الاعتدال (5/ 299).

602 - " إذا دعوت الله فادع الله ببطن كفيك، ولا تدع بظهورهما فإذا فرغت فامسح بهما وجهك (هـ) عن ابن عباس (ح) ". (إذا دعوت الله) عام لطلب الخير ولدفع التفسير (فادع الله ببطن كفيك) إلا أنه يأتي أنه يكون في الاستعاذة بظهر الكف وأنه السنة (ولا تدع بظهورهما) أي لا تبسطهما على الظهر لأن المعتاد هو مدّ الكف وبسطها عند السؤال للعباد فأولى عند سؤال رب العباد (فإذا فرغت فامسح بهما وجهك) ولم يذكر رفع اليدين وسيأتي من حديث ابن عباس المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك (5 عن بن عباس (¬1)) رمز المصنف لحسنه وفي الشرح: فيه صالح بن حسان متروك، وقال ابن حبان: يروي الموضوع لكن له شاهد. انتهى. قلت: كأن المصنف حسنه لشاهده. 603 - " إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى فقولوا: "أكثر الله مالك وولدك" (عد) وابن عساكر عن ابن عمر (ض) ". (إذا دعوتم لأحد من اليهود والنصارى) فيه جواز الدعاء لهم لكن لا مطلقًا بل بنحو قوله (فقولوا: أكثر الله مالك وولدك) وذلك أنه دعاء يعود نفعه على أهل الإِسلام؛ لأنه يتوفر ما يأخذونه منهم ولأنه دعاء عليهم بالفتنة {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَة} [التغابن: 15]، {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [التوبة: 55] وقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخادمه أنس بكثرة المال والولد فلا يقال: إن ذلك خاص بمن ذكر (عد وابن عساكر عن ابن عمر (¬2)) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبد الله بن جعفر بن نجيح متفق ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1181) وقال البوصيري (1/ 141): هذا إسناد ضعيف، وفي إسناده صالح بن حسان متروك قال الحافظ في التقريب (2849). وانظر: المجروجين (1/ 368) وكذلك ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 840)، وقال: لا يصلح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (492). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 178)، وابن عساكر (55/ 208) وفي إسناده عبد الله بن جعفر بن=

على ضعفه كما في الميزان وغيره. 604 - " إذا دعى أحدكم إلى وليمة عرس فليجب (م هـ) عن ابن عمر" (صح). (إذا دعى أحدكم) في تغيير الصيغة إعلام بإجابة عموم من دعا من مؤمن وفاسق (إلى وليمة عرس) بضم المهملة والراء هو طعام الوليمة والوليمة طعام العرس أو كل طعام صنع لدعوة أفاده القاموس (¬1). قوله: عرس، بدل من الوليمة بدل بعض أو كل وتخصيصها هنا يدل أن إجابة الدعوة مقيدة بها ويحتمل أن وجه التخصيص لوجوبه كما أشرنا إليه، قيل وإلى وجوب الإجابة ذهبت الشافعية فلا مرية في قوله (فليجب) أنه للوجوب وللوعيد في ترك الإجابة كما في حديث أبي هريرة: "من دُعي ولم يجب فقد عصى الله ورسوله" متفق عليه وفي معناه أحاديث ذكرها الحافظ في التلخيص (م 5 عن بن عمر (¬2)). 605 - " إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطراً فليأكل، وإن كان صائما فليصل (حم م د ت هـ) عن أبي هريرة" (صح). (إذا دعي أحدكم إلى طعام) هذا أعم من الوليمة ويحتمل أنه مقيد بما سلف (فليجب فإن كان مفطرًا فليأكل) ندبًا لما فيه من تأنيس من دعاه أو أنه للإباحة وفي حديث مسلم: "إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء أكل وإن شاء ترك" (¬3) ويأتي معناه قريبًا (وإن كان صائمًا فليصل) أي يدعو وقد عين هذا الدعاء الطبراني الآتي فليدع بالبركة، فالصوم ليس عذرًا عن الإجابة، وأما في حديث ¬

_ =نجيح: انظر المجروحين (2/ 14) ت (539). والميزان (4/ 74). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (493) وفي السلسلة الضعيفة (2559). (¬1) القاموس المحيط (صـ 718). (¬2) أخرجه البخاري (5173) ومسلم (1429) وابن ماجه (1914). وانظر: تلخيص الحبير (3/ 194). (¬3) أخرجه مسلم (1430).

مسلم من قوله: فليقل إني صائم فالمراد بقوله عذرًا عن الأكل لا عن الإجابة ويحتمل أن يقول ذلك عذرًا عن الإجابة إلا أنه يؤيد الأول ما في حديث أبي أيوب الآتي فليجب وإن كان صائمًا. وقد صحَّحه المصنف (حم م د ت هـ عن أبي هريرة (¬1)). 606 - " إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل "إني صائم" (م د ت 5) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا دعي أحدكم إلى طعام وهو صائم فليقل: إني صائم) أي بعد الإجابة كما سلف (م د ت 5 عن أبي هريرة (¬2)). 607 - " إذا دعي أحدكم إلى وليمة فليجب، وإن كان صائماً (ابن منيع عن أبي أيوب (صح) ". (إذا دعي أحدكم) أي إلى طعام (فليجب وإن كان صائمًا) ليدعو لهم فينالوا بركة الدعوة وينال أجر الإجابة فإنها من حقوق المسلم على المسلم (ابن منيع عن أبي أيوب) رمز المصنف لصحته (¬3). 608 - " إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرا فليأكل، وإن كان صائما فليدع بالبركة (طب) عن ابن مسعود (صح) ". (إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان مفطرًا كل وإن كان صائمًا فليدع بالبركة) كما سلف (طب عن ابن مسعود (¬4)) رمز المصنف لصحته وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 507) ومسلم (1150)، وأبو داود (2460) والترمذي (780) وابن ماجه (1750). (¬2) أخرجه مسلم (1150، 1431) وأبو داود (2461) وابن ماجه (1750) والترمذي (781). (¬3) أخرجه ابن منيع كما في المطالب العالية (20/ 777) رقم (2423) وإتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (7/ 320) رقم (6933)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (542) والإرواء (1953). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 231) برقم (105631) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد=

الهيثمي: رجاله ثقات. 609 - " إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن شاء طعم، وإن شاء لم يطعم (م د) عن جابر" (صح). (إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن شاء) بعد الإجابة (طعم) أكل من الطعام (وإن شاء لم يطعم) فإن الذي عليه الإجابة للأكل وسواء كان صائمًا أم مفطرًا (م د عن جابر) (¬1). 610 - " إذا دعي أحدكم فجاء مع الرسول فإن ذلك له إذن (خد د هب) عن أبي هريرة (ح) ". (إذا دعي أحدكم) إلى منزل غيره لطعام أو غيره (فجاء مع الرسول فإن ذلك له إذن) أي مجيئه مع الرسول إذن له بالدخول فلا يحتاج إلى استئذان (خد دهب عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه (¬2). 611 - " إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا (م) عن ابن عمر" (صح). (إذا دعيتم إلى كراع) بالراء والعين المهملة بزنة غراب وهو ما دون الركبة من الساق والمراد به أخف الطعام وأقله وكراع هرشي موضع بين مكة والمدينة ويحتمل أنه المراد والأول أظهر (فأجيبوا) ولا تستحقروا ما دعيتم إليه (م عن ابن عمر) (¬3). 612 - " إذا ذبح أحدكم فليجهز (هـ عد هب) عن ابن عمر (ح) ". (إذا ذبح أحدكم) حيوانًا ولو آدميًا استحق الذبح (فليجهز) ليسرع بقطع ما ¬

_ = (4/ 52)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (538) والإرواء (1153). (¬1) أخرجه مسلم (1430) وأبو داود (3740). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1075) وأبو داود (5190) والبيهقي في الشعب (8831) وفي السنن (8/ 340)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (543) والإرواء (1955). (¬3) أخرجه مسلم (1429).

يريح الذبيحة بسرعة الموت ولا يعذّبها (5 عد هب عن بن عمر) رمز المصنف لحسنه (¬1). 613 - " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القدر فأمسكوا (طب) عن ابن مسعود وعن ثوبان (عد) عن عمر (ح) ". (إذا ذكر أصحابي) أي ذكر ما شجر بينهم من الاختلافات (فأمسكوا) عن الخوض في ذلك فإنه ينشأ عنه ما لا يحمد من الخوض (وإذا ذكرت النجوم) أي ذكرت أحكامها وما يدل عليه من السعادة والنحاسة (فأمسكوا) عن الخوض في ذلك؛ لأنه شيء كاذب (وإذا ذكر القدر) سلف تحقيقه (فأمسكوا) لما تقدَّم من أن الخوض فيه لشرار الأمة ولأنَّ الخوض في هذه الثلاثة الأشياء يفتح باب الشر والجدال والعصبية وربما أثار الخوض فيها شكوكًا وشبهات يمرض القلوب التي لم يكمل فيها اليقين فالسلامة في الإعراض عن الخوض في ذلك كما قيل (¬2): إن السَّلامة من سلمى وجارتها ... أن لا تحرم على حال بواديها (طب عن ابن مسعود وعن ثوبان) رمز المصنف لحسنه (عد عن عمر (¬3)). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3172) قال البوصيري (3/ 233) ضعيف، وابن عدي في الكامل (4/ 148) والبيهقي في الشعب (11074) وكذلك أحمد (2/ 108) والبيهقي في السنن (9/ 280) وفي إسناده ابن لهيعة وهو ضعيف. قال الزيلعي في نصب الراية (4/ 188) وكذلك رواه الدارقطني في سننه والطبراني في معجمه وابن عدي وأعله بابن لهيعة، ذكره عبد الحق في أحكامه وقال: الصحيح في هذا عن الزهري مرسلاً والذي أسنده لا يحتج به أهـ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (494). (¬2) الأبيات منسوبة إلى حمدون بن الحجاج السلمي (1174 - 1232 هـ). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 198) رقم (10448). عن ابن مسعود وقال الهيثمي (7/ 202) فيه مسهر بن عبد الملك وثقه ابن حبان وغيره وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح=

614 - " إذا ذكرتم بالله فانتهوا البزار عن أبي سعيد المقبري مرسلاً". (إذا ذكرتم) بالبناء للمجهول أي ذكركم الغير (بالله) بعظمته وعقابه وخوفكم به عند إقدامكم على ما لا يرضاه (فانتهوا) عما أردتم حياء من الله تعالى وخوفًا منه ولا تكونوا كالذي إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فتجمعوا بين قبيحين إتيان القبيح وعدم التذكر بالله إذا ذكرتم (البزار عن أبي سعيد المقبري مرسلاً (¬1)) وقد رواه البزار مرفوعًا إلا أن أبا سعيد لم يجزم برفعه بل قال أحسبه رفعه. انتهى. قال الهيثمي: وفيه عبد الله ابن سعيد بن أبي سعيد ضعيف. 615 - " إذا ذلت العرب ذل الإِسلام (ع) عن جابر (ض) ". (إذا ذلت العرب ذل الإِسلام (¬2)) لأن بهم قام الإِسلام وبسيوفهم فتحت ممالك اليمن والشام فإذا ذلوا ذل الإِسلام. (ع عن جابر) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: إنه قال العراقي: إنه صحيح قال: وفيه ما فيه. 616 - " إذا رأى أحدكم الرؤيا الحسنة فليفسرها، وليخبر بها، وإذا رأى الرؤيا القبيحة فلا يفسرها، ولا يخبر بها (ت) عن أبي هريرة (ح) ". ¬

_ = وابن عدي في الكامل (7/ 24) عنه. وعن ثوبان وكذلك الطبراني في المعجم الكبير (2/ 96) رقم (1427) قال الهيثمي (7/ 202) فيه يزيد بن ربيعة وهو ضعيف، وابن عدي في الكامل (6/ 162) عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (545) وفي السلسلة الصحيحة (34). (¬1) أخرجه البزار كما في المجمع (10/ 226) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 226). وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (546) والسلسلة الصحيحة (1319). (¬2) أخرجه أبو يعلى (1881) (2096) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/ 340)، وفي إسناده محمَّد بن الخطاب البصري قال الأزدي منكر الحديث. وقال أبو حاتم: لا أعرفه، انظر: الميزان (6/ 134) وقال ابن أبي حاتم في رقم (2642): سألت أبي عن حديث -ذكره- فسمعت أبي يقول: هذا حديثٌ باطل، ليس له أصل. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (495) والسلسلة الضعيفة (163).

(إذا رأى أحدكم) في منامه. (الرؤيا الحسنة) التي يظهر له حسنها وإلا فإن من المرأي ما لا يعرف معناه إلا بالتعبير. (فليفسرها) يطلب تفسيرها إن لم يعلمه (وليخبر بها) سيأتي تقييد الإخبار بأنه يخبر من يحب فإنه يأتي من حديث أبي قتادة ولا يخبر بها إلا من يحب. (وإذا رأى الرؤيا القبيحة) أي التي يظن قبحها وإلا فرب رؤيا يظن حسنها تكون قبيحة في التعبير والعكس إلا أن الحديث خرج مخرج الغالب وأنه لا يخفى ذلك على الرائي. (فلا يفسرها ولا يخبر بها) إن قلت: قد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى قبل وقعة أحد تلك الرؤيا وفيها أنه رأى بقرًا يذبح وثلمة في سيفه ثم أولها بذبح جماعة من أصحابه وإصابة أحد قرابته (¬1)، فكان كما قال، وأخبر بها أصحابه [1/ 176] فهذه رؤيا قبيحة قد فسرها وأخبر بها. قلت: رؤياه - صلى الله عليه وسلم - وحي، وليست من قبيل الأحلام البشرية بل هي نوع من الوحي وإخبار بما قضاه الله تعالى والإخبار إخبار بما لا بد من وقوعه والفائدة التي في طي الإخبار بالرؤيا المكروهة وعدم الإخبار بها إنما هو لدفع شرها وهذه الفائدة لم تبق في رؤياه - صلى الله عليه وسلم - وكذلك إخباره أنه رأى رسول - صلى الله عليه وسلم - سوارين من ذهب فأهمه شأنهما فنفخهما (¬2) أخبر بها وفسرها بالكذابين الأسود العنسي مسيلمة ومن هذا القبيل على أن رؤياه التي أخبر بها في قصة أحد اشتملت على بشرى هي أنه أدخل يده درعًا حصينة وكذلك الرواية الأخرى اشتملت على البشرى على أنه نفخهما (ت عن أبي هريرة (¬3)) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: حقه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 2271) والحاكم (2/ 411)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 41). (¬2) أخرجه البخاري (3621)، (4375)، (7037)، ومسلم (2274). (¬3) لم أقف عليه عند الترمذي من رواية أبي هريرة وهي عنده من رواية أبي سعيد الخدري (3453) ورواية ابن ماجه (3910) بلفظ: إذا رأى أحدكم رؤيًا يكرهها فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثًا وليسأل الله من خيرها وليتعوذ من شرها وذكره ابن عبد البر في التمهيد (1/ 288) وعزاه في كنز العمال (41392) إلى النسائي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (548) والسلسلة الصحيحة (1340).

الرمز بالصحة ورواه ابن ماجه بهذا اللفظ. 617 - " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه (م ده) عن جابر" (صح). (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً) وفي رواية فلينفث وهذا في حال نومه وذلك لأن الرؤيا القبيحة يفزع لها الإنسان غالبًا كما يرشد إليه قوله (ثلاثًا) تحقيرًا للشيطان وإهانة له؛ لأنه لا يحضر الرؤيا المكروهة ولذا قال. (وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثًا) بلفظ أعوذ بالله وما يفيد معناه. (وليتحول عن جنبه الذي كان عليه) تفاؤلاً بأن الله يحول ما رآه من الأمر المكروه فأفاد الحديث أن لدفع الرؤيا المكروهة ثلاثة أنواع وفي حديث أبي قتادة الآتي الأولان فيحتمل أن يقيد بالثالث ويزاد فيه وهو التحول ويحتمل أنه مخير وفي حديث أبي هريرة الآتي زيادة "وليقم فيصلي ركعتين" فينبغي الجمع بين هذه الأفعال كلها (م د هـ عن جابر) (¬1). (¬2) 618 - " (¬3) إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة، فإن العين حق (ع طب ك) عن عامر بن ربيعة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2262) وأبو داود (5022) وابن ماجه (3908). (¬2) "إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول، وليتفل عن يساره ثلاثاً، وليسأل الله من خيرها، وليتعوذ بالله من شرها (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". سقط هذا الحديث من الأصل. أخرجه ابن ماجه (3910) وقال البوصيري (4/ 156): إسناده ضعيف لضعف العمري وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي قتادة وفي مسلم وغيره من حديث جابر. وصححه الألباني في صحيح الجامع (554) والسلسلة الصحيحة (1311). (¬3) "إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره (حم خ ت) عن أبي سعيد". سقط هذا الحديث من الأصل أخرجه أحمد (3/ 8) والبخاري (7045) والترمذي (3453).

(إذا رأى أحدكم من نفسه أو أهله أو ماله أو من أخيه ما يعجبه) ما يستحسنه ويرضاه (فليدع له بالبركة) وذلك؛ لأن الإعجاب قد تتولد عنه العين فيجب عليه دفع ضررها بأن يقول بارك الله لي أو لك في نفسك وأهلك ومالك فإن العين حق سيأتي الكلام عليها من حرف العين وفيه: أن الإنسان قد يعين نفسه أو أهله أو ماله وأن الدعاء بالبركة يدفع ضررها (ع طب ك عن عامر بن ربيعة) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقرَّه الذَّهبي (¬1). 619 - " إذا رأى أحدكم مبتلى فقال "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني عليك، وعلى كثير من عباده تفضيلًا" كان شكر تلك النعمة (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا رأى أحدكم مبتلى) بأي بلية في البدن أو الدنيا أو الدين (فقال) عقب رؤيته يقوله في نفسه أو بحيث لا يسمعه كما يأتي لئلا يكون شامتًا به (الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني عليك) بالسلامة من الابتلاء (وعلى كثير من عباده تفضيلاً) ودعوى الطيبى أنه فيمن ابتلى بمعصية وأنه يسمعه ذلك ليزجره عنها خلاف الظاهر (كان) قوله هذا (شكر تلك النعمة) أي نعمة العافية من الابتلاء والسلامة (هب عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سهيل بن أبي غير [صالح] قوي. 620 - " إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأت أهله، فإن البضع واحد، ومعها مثل الذي معها (خط) عن عمر" (ض). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (17195) والطبراني في المعجم الكبير (6/ 81) رقم (5579) والحاكم في مستدركه (4/ 215) وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وصححه الألباني في صحيح الجامع (556). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4443) والطبراني في الصغير (675)، وفي إسناده سهيل بن أبي صالح قال ابن معين: غير قوي. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (555).

(إذا رأى أحدكم امرأة حسناء فأعجبته فليأت أهله) لدفع ما هيجه الاستحسان وهذا دواء من له أهل فمن لا أهل له فليصبر (فإن البضع) بضم الموحدة وسكون المعجمة آخره المهملة الجماع أو الفرج (واحد) أي اللذة متحدة أو نوع البضع واحد (ومعها) أي أهله وأثبت الضمير لأنه أريد به الزوجة (مثل الذي معها) أي التي استحسنها فهذا إرشاد إلى دفع الشهوة التي تهيج عن الاستحسان (خط عن عمر (¬1)) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي بألفاظ متقاربة. 621 - " إذا رأى أحدكم بأخيه بلاءً فليحمد الله، ولا يسمعه ذلك ابن النجار عن جابر" (ض). (إذا رأى أحدكم بأخيه بلاءً فليحمد الله) على سلامة نفسه من البلاء. (ولا يسمعه ذلك) [1/ 178] لما سلف والتقييد بأخيه لإخراج ما لو رأى بكافر بلاء فإنه يحمد الله أيضًا لكن أخرج مخرج الغالب وهل يسمع الكافر الحمد الظاهر أنه يسمعه ما لم يخف هيجان شرهٍ (ابن النجار عن جابر) رمز المصنف (¬2) لضعفه. 622 - " إذا رأيت الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا، وشبك بين أنامله، فالزم بيتك، وأملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 16) عن عمر وفي إسناده الحسين بن أحمد يعرف بابن القادسي قال الخطيب: كان يملي العجائب من الأحاديث الموضوعة في الطعن علي السلف. وأخرجه مسلم (1403) وأبو داود (2151) والترمذي (1158) من رواية جابر بلفظ: إذا رأى أحدكم امرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه. (¬2) أخرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (3/ 347) عن جابر وفي إسناده يوسف بن محمَّد بن المنكدر وهو متروك الحديث قاله النسائي. انظر: الميزان (7/ 305) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (497) وفي السلسلة الضعيفة (4525).

ودع ما تنكر، وعليك بخاصة أمر نفسك، وح عنك أمر العامة (ك) عن ابن عمرو" (صح). (إذا رأيت الناس قد مرجت) بفتح الميم وكسر الراء ثم جيم هو الاضطراب والقلق والاختلاط أي فسدت (عهودهم) فلم يبق لهم عهد يوثق به (وخفت أماناتهم) بالمعجمة والفاء أي قلت من قولهم خف القوم إذا قلوا (وكانوا هكذا وشبك أنامله) مشتبكين متشابهين لما أشار إليه - صلى الله عليه وسلم - من دخول الأصابع بعضها في بعض أي اختلط بعضهم في بعض حتى لا يتميز الخبيث من الطيب (فالزم بيتك) تسلم من شر لقائهم (وأمسك عليك لسانك) عن الخوض بها مما يخوضون (وخذ ما تعرف من الخير، ودع ما تنكر) وظاهره سقوط إنكار المنكر ويؤيده قوله (وعليك بخاصة أمر نفسك) {لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105]. (ودع عنك أمر العامة) وفيه دليل أنه لا يجب عليه الإنكار مع ذلك لعدم نفعه أو لما يخاف من شر العامة (ك عن ابن عمر (¬1)) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي. 623 - " إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول له "إنك ظالم" فقد تودع منهم (حم طب ك هب) عن ابن عمرو (طس) عن جابر (صح) ". (إذا رأيت أمتي تهاب الظالم أن تقول إنك ظالم فقد تودع منهم) في النهاية (¬2): أي أسلموا إلى ما استحقوه من النكير عليهم وتركوا ما استحبُّوه من المعاصي حتى يكثروا فيها فيستوجبوا العقوبة وهو من المجاز لأن المعتنى بإصلاح حال ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 28) عن ابن عمر وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال المنذري: (3/ 298) رواه أبو داود، والنسائي بإسناد حسن، وقد صححه الألباني في صحيح الجامع (563) وفي السلسلة الصحيحة (205). (¬2) النهاية (5/ 165).

الرجل إذا يئس من صلاحه تركه واستراح من معاناة النصب معه، ويجوز أن يكون من قولهم: تودّعت الشيء أي صنته في مِيدَعٍ أي قد صاروا بحيث يتحفظ منهم وَيَتصوّن كما يُتَوقّى من شرار الناس. انتهى وفي حواشيها قال الصاغاني: فقد تودع منهم أي استريح منهم وخذلوا وخلى بينهم وبين ما يرتكبون، وفيه دليل أنه لا يترك الإنكار مهابة للظالم بل تنكر عليه وإن هيبة شره دليل خذلان الله لهم (حم طب ك هب عن ابن عمرو (¬1)) رمز المصنف لصحته وأقره الذهبي وقال الهيثمي: أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح (طس عن جابر). 624 - " إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة فاعلم أنه لص (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا رأيت العالم يخالط السلطان مخالطة كثيرة) قيد بها؛ لأنه قد يخالطه مخالطة قليلة لخير يجره لغيره أو شر يدفعه عنه أو عن غيره بخلاف كثرة المخالطة فما هي إلا لما في يديه ولذا قال (فاعلم أنه لص) واللص: السارق وقد طفحت الآثار بالنهي للعلماء عن مخالطة السلاطين، وألف المصنف في ذلك رسالة فإذا خالطهم كثيراً فإنه كاللص في الإثم يتحيل لأخذه ما في أيديهم وأيدي الناس بواسطتهم وهل يكون هذا الإخبار منه - صلى الله عليه وسلم - عن كونه لصًا جرحًا في عدالته ولا تقبل روايته ولا فتواه يحتمل ذلك. (فر عن أبي هريرة (¬2)) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 190) والطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (7/ 262) والحاكم (4/ 96) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقال الذهبي: صحيح. والبيهقي في الشعب (4546) والطبراني في المعجم الأوسط (7825) والبزار (2375)، وقال الترمذي في العلل (صـ 382): سألت محمدًا عن هذا الحديث، قلت له: أبو الزبير سمع من عبد الله بن عمرو قال: قد روى عنه ولا أعرف له سماعًا منه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (501) والسلسلة الضعيفة (1264). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1077) وأورده القاري في المصنوع (صـ 19) وهو من قول سفيان الثوري قال المناوي (1/ 354): إسناده جيد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (500) وفي =

المصنف لضعفه وقال الشارح: إسناده جيد. 625 - " إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب، وهو مقيم على معاصيه، فإنما ذلك منه استدراج (حم طب هب) عن عقبة بن عامر (ح) ". (إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا ما يحبه وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك) أي الإعطاء (استدراج) مأخوذ من الدرجة يعني الاستصعاد والاستنزال درجة بعد درجة والمراد أخذه على التدريج درجة بعد درجة أي قليلاً قليلاً وذلك لأن العبد معتقد بإدرار نعم الله عليه أنه لكرامته على الله ورضاه عنه فلا يزال في غيه مطلقًا وسنه في ضلاله حتى يأتيه حمامه فإن قيل: في هذا الاستدراج منه تعالى لعبده إيهام رضاه عنه وهو سبب إصراره على القبيح أجيب عنه بأن المكلف إذا كان عالمًا بقبح القبيح أو متمكنًا من العلم به ثم رأى نعم الله عليه تتوالى وهو مقيم على عصيانه كان ترادفها كالمنبه له على الحذر [1/ 179] فلا قبح حينئذ وفي كلام نهج البلاغة: ابن آدم إذا رأيت ربك يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره (حم طب هب عن عقبة بن عامر (¬1)) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: تبع [المصنف] العراقي، وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه الوليد بن العباس المصري وهو ضعيف وفي الحديث زيادة قال عقبة: ثمَّ تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا} الآية [الأنعام: 44]. ¬

_ = السلسلة الضعيفة (2526)، وقال: بيض له الحافظ. ومن دون فضيل بن عياض لم أجد من ترجمهما؛ وشيخه ساقط من الأصل، ففي مكانه بياض .. (¬1) أخرجه أحمد (4/ 145) والطبراني في المعجم الكبير (17/ 330) رقم (913) وفي الأوسط (9272) والبيهقي في الشعب (4540) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 20) وقال المناوي (1/ 355) قال العراقي: إسناده حسن. وصححه الألباني في صحيح الجامع (561) وفي السلسلة الصحيحة (414).

626 - " إذا رأيت من أخيك ثلاث خصال فارجه: الحياء، والأمانة، والصدق، وإذا لم ترها فلا ترجه (عد فر) عن ابن عباس (ض) ". (إذا رأيت من أخيك في الدين ثلاث خصال) يتصف بها (فارجه) من الرجوى أي أرج له الخير والفوز وحسن الحال في الدارين وبينها بقوله: (الحياء) تقدم الكلام عليه في أول حرف (والأمانة) في الأموال والأقوال والأفعال في حق الله وحق العباد. (والصدق) وذلك؛ لأن هذه أمهات الخير من أحرزها أحرز كل خير (وإذا لم ترها) كلها (فلا ترجه) لأنه إذا فاته مفاتيح الخير فلا يرجى له دخول بابه (عد فر عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه (¬1). 627 - " إذا رأيت كلما طلبت شيئًا من أمر الآخرة وابتغيته يسر لك، وإذا أردت شيئاً من أمر الدنيا وابتغيته عُسِّر عليك، فاعلم أنك على حال حسنة: وإذا رأيت كلما طلبت شيئاً من أمر الآخرة وابتغيته عُسِّر عليك، وإذا طلبت من أمر الدنيا وابتغيته يسر لك، فأنت على حال قبيحة، ابن المبارك في الزهد عن سعيد بن أبي سعيد مرسلاً (هب) عن عمر بن الخطاب" (ح). (إذا رأيت كلما طلبت شيئًا من أمر الآخرة) الذي يقربك إلى الفوز فيها (وابتغيته) هو تفسير لطلبت (يُسر لك) سُهل وسيق إليك (وإذا رأيت كلما طلبت من أمر الدنيا وابتغيته عسر عليك فاعلم أنك) عند الله. (على حال حسنه) فإنه جمال الدنيا ويسر لك الأخرى فأعطاك ما يحب تعالى ومنعك ما يبعض وهذا هو التيسير لليسرى فالحديث مشتق من الآية. (وإذا رأيت كلما طلبت شيئًا من أمر الآخرة وابتغيته عسِّر عليك) وعاقبك عنه الأشغال (وإذا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 148) وفي إسناده رشدين بن كريب وقال: لرشدين بن كريب أحاديثه مقاربه ولم أر منها حديثًا مَنكراً جدًا وهو على ضعفه يكتب حديثه وقال المناوي (1/ 355) قال العلائي: فيه عبد الرحمن بن صغراء وثقه أبو زرعة وطعن فيه غيره وشيخه رشدين بن كريب ضعيف، انظر الميزان (3/ 78)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (516).

طلبتَ شيئًا من أمر الدنيا وابتغيته يسِّر لك فاعلم أنك) عند الله (على حال قبيحه) وأنه تعالى غير راض عنك هذا هو التيسير للعسرى وهو مشتق من قوله: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى} الآية. [الليل: 8] والحديث إيقاظ للعبد أنه ينظر لماذا يسر فينسه (ابن المبارك في الزهد عن سعيد بن أبي سعيد مرسلاً) (¬1) أرسل عن أبي هريرة وغيره قال أحمد: لا بأس به ورمز المصنف لحسنه (هب عن عمر بن الخطاب) تصريحه باسم أبيه خلاف عادته سكت عليه المصنف وقال مخرجه البيهقي: هكذا جاء منقطعًا. 628 - " إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: "لا أربح الله تجارتك" وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: "لا رد الله عليك ضالتك" (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع) يشتري (في المسجد فقولوا) وجوبًا لظاهر الأمر وهو فرض كفاية. (لا أربح الله تجارتك) عقوبة له على ذلك وظاهره أنه يشافه بهذا وجعل هذا الدعاء نيابة عن الإنكار عليه؛ لأنه إنكار وزيادة وإذا كان هذا فيمن يشتغل في المسجد بالتجارة التي هي مكسب حلال فكيف بمن يتخذه منزلاً لأحاديثه الباطلة (وإذا رأيتم من ينشد) من نشد ينشد كقبل يقبل أي يطلب (فيه ضالة) هي ضالة الحيوان قال الشارح: وهو أي شيء ضاع. قلت: وفي النهاية (¬2): الضالة الضائعة من كل ما يقتني من الحيوان، يقال: ضل الشيء إذا ضاع. انتهى. قلت: ويحتمل أنه خاص هنا بضالة الحيوان كما يرشد إليه ما في بعض طرقه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (88) عن سعيد بن أبي سعيد. والبيهقي في الشعب (10454) عن عمر بن الخطاب وقال: هكذا جاء منقطعاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (502) والسلسلة الضعيفة (2527). (¬2) النهاية (3/ 98).

أنه قاله - صلى الله عليه وسلم - لما سمع من يقول في المسجد من رأى لي الجمل الفلاني وإن كان العام لا يقصر على سببه (فقولوا: لا رد الله عليك) أي ضالتك عقوبة على ما فعل ولقد تساهل الناس في هذا حتى أنه يتفق في الحرم أشرف مساجد الدنيا أن يبسط أهل الكتب البائعون لها في الحرم في أيام الحج ويباع هنالك ويشتري فيصير سوقًا لذلك من غير نكير من أحد، والمنكرات في المسجد الحرام كبيرة جدًا فإنا لله وإنا إليه راجعون [1/ 180] (ت ك عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لصحته قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 629 - " إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا (حم ت) عن أبي (صح) ". (إذا رأيتم الرجل يتعزى) بالعين المهملة فراء مشددة هو الانتماء والانتساب إلى القوم يقال عزيت الشيء وعزوته إذا أسندته إلى أحد (بعزاء الجاهلية) يدعو بدعواهم والعزوة اسم لدعوى المستغيث كأن يقول يالفلان ياللأنصار ياللمهاجرين كما في النهاية (¬2) (فأعضوه) بالعين المهملة والضاد المعجمة أي اشتموه صريحًا من العضيهة يقال بينهم عضه قبيحة من العضيهة والبهت قاله في النهاية (¬3) الهن بفتح الهاء الفرج ولا تكنوا (بهن أبيه) وقد بين - صلى الله عليه وسلم - كيفية الإعضاض في حديث آخر بقوله: عض إير أبيك أي قولوا له أعضض أير أبيك (ولا تكنوا) عن الأير بهن تنكيلاً وتأديبًا، ووجه النهي أنه بذلك يبين حمية الجاهلية ويهيج النفوس إلى الشر والعصبية فيقع من الشر ما لا يتدارك وقد ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1321) والحاكم في المستدرك (2/ 56) وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ، وابن حبان (1650) وصححه الألباني في صحيح الجامع (673) وفي الإرواء (1295). (¬2) النهاية (3/ 233). (¬3) النهاية (3/ 233).

تكرر النهي منه - صلى الله عليه وسلم - عن هذا وأبى الناس سيما سكان البادية إلا خلافه ولا تزال هذه الدعوى بينهم واعلم أن في ذكر إير أبيه والخطاب به بأن يعض به نكتة شريفة هي الإشارة إلى أن ليس لك أصل تنتمي إليه وتهتف به إلا هذا الذي هو مخرجك وليس لك فيه شيء من النصرة ولا من إجابة نداءك إلا أن نسد به فاك حتى لا تنطق بما يكرهه الله ورسوله وفيه كسر قسورة معينة ورد لجماح عصبيته (حم ت (¬1) عن أبي) وهو ابن كعب حيث أطلق، رمز المصنف لصحته، ورواه عنه الطبراني قال الهيثمي: رجاله ثقات. 630 - " إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان (حم ت هـ) وابن خزيمة (حب ك ن هق) عن أبي سعيد (صح) ". (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد) للطاعات ويكون قلبه معلقًا بها منذ يخرج إلى أن يعود إليها شديد الحب بها والملازمة للجماعة وليس معناه دوام القعود فيها (فاشهدوا له بالإيمان) فإن ذلك من أقوى قرائن إيمانه ويأتي في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم القيامة، أن أحدهم رجل قلبه معلق بالمساجد، وفي الحديث دليل على العمل بالقرائن والشهادة بها وأنه يكفي مثل هذا في التزكية ويؤخذ منه أن من لا يعتاد المساجد لا يشهد له بحقيقة الإيمان (حم ت 5 وابن خزيمة حب ك هق عق عن أبي سعيد (¬2)) رمز المصنف لصحته على رمز أحمد ثم على رمز ابن حبان وقال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه دراج وهو كثير المناكير وقال مغلطاي في شرح ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 31) ولم أجده عند الترمذي، وهذا الحديث قد تفرد به أحمد وأما النسائي فقد أخرجه في السنن الكبرى (8865) وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 198) رقم (532) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 3): ورجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (567). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 68) والترمذي (3093) وابن ماجه (802) وابن خزيمة (1502) وابن حبان (1721) والبيهقي (3/ 66) وابن عدي في الكامل (3/ 114) وإسناده ضعيف لأن فيه دراج وهو كثير المناكير، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (509).

ابن ماجه: إنه حديث ضعيف وبقية الحديث عند الترمذي والحاكم فإن الله يقول: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 18]. 631 - " إذا رأيتم الرجل قد أُعْطِي زُهْدًا في الدنيا، وَقِلّةَ مَنْطِق؛ فاقتربوا منه، فإنه يُلَقَّى الحكمة (هـ حل هب) عن أبي خلاد (حل هب) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا رأيتم الرجل قد أعطي زهدًا في الدنيا) تكرر ذكر الزهد مرارًا وقد أطال أرباب الرقائق الكلام في الزهد وأقسامه ودرجاته ومن أطولهم في ذلك نفسًا الغزالي في الإحياء وحقيقة الزهد عند أكثر عدم اشتغال القلب بالدنيا ولا ينافي الغنى هذا المعنى، ويأتي تفسيره منصوصًا في حرف الزاي بأن لا يكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله وأن يكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها بقيت لك. (وقلة المنطق فاقتربوا منه فإنه يلقي الحكمة) تقدم تفسيرها عن النهاية: أنها معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم واعلم أنه لما كان القلب إناء يشتغل بما ملي به كان خلوه عن الاشتغال بالدنيا وعن فضول الحديث سببًا بأن يملأ الله تعالى بالحكمة فيلقيها من لسانه فإنها مغرفة جنانه وفيه إبانة لفضيلة الزهد وقلة الكلام إرشاد إلى تعلم الحكمة والدنو من أهلها. (حل (¬1) هب عن أبي خلاد) بالخاء المعجمة وتشديد اللام آخره مهملة [1/ 81] صحابي يروي عنه أبو قرة (حل هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه هشام بن عمار قال الذهبي عن أبي حاتم: ثقة تغير عن الحكم بن هشام لا يحتج به، وقال العراقي: في حديث أبي هريرة حديث ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4101) والطبراني في الكبير (22/ 392) (975) والبيهقي في الشعب (10529) وأبو نعيم في الحلية (10/ 405)، وأبو حاتم في المراسيل (944) عن أبي خلاد وأخرجه أبو نعيم (7/ 317) والبيهقي في الشعب (4985) عن أبي هريرة وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 302) وقال: فيه أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (508) والضعيفة (1923).

632 - " إذا رأيتم الرجل يقتل صبرا؛ فلا تحضروا مكانه، فلعله يقتل ظلما فتنزل السخطة فتصيبكم ابن سعد (طب) عن خرشة (ح) ". (إذا رأيتم الرجل يقتل صبرًا) نصب على المصدر أي يقتل قتل صبر فحذف وأقيم مقام المصدر من صبره يصبره حبسه وصبر الإنسان وغيره على القتل أن يحبس ويرمى حتى يموت قاله القاموس وفي النهاية (¬1): هو أن يحبس من ذوات الأرواح شيء حتى يموت (فلا تحضروا مكانه) هو مكان قتله (فإنه لعله يقتل ظلمًا) فتجويز قتله ظلمًا يوجب عدم حضور قتله (فتنزل السخطة) من الله تعالى بسبب قتله ظلمًا (فتصيبكم) فإنها تشمل من حضر ولو كارهًا على ظاهره وفيه النهي عن حضور مواقف المعاصي لما يخاف من عقوبة الدنيا قبل عقوبة الآخرة. (ابن سعد طب عن خرشة (¬2)) بضم الخاء المعجمة وسكون الراء بعدها سين معجمة فنون فتاء التأنيث وهو بن الحر بضم الحاء المهملة رمز المصنف لحسنه. 633 - " إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا "لعنة الله على شَرَّكم" (ت) عن ابن عمر (ض) ". (إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا: لعنة الله على شَرَّكم) هو من الكلام المنصف نظير قوله تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [سبأ: 24] واسم التفضيل مسلوب على الزيادة كما في قوله: فخير كما لشركما فداء والحديث من أعلام النبوة ولذا جيئ فيه بإذا لإفادتها تحقق وقوعه. ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 8) والقاموس (صـ 541). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 501)، والطبراني في المعجم الكبير (4/ 218) رقم (4181) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 284) رواه أحمد والطبراني وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف. وأشار إليه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 132)، وانظر الإصابة (2/ 273)، وذكر هذا الحديث، وورد في الأصل خرشنة ويبدوا أنه خطأ بل هو خرشة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (510) والسلسلة الضعيفة (2505).

فإن قلت: لمن الخطاب بقوله رأيتم فإن الكل أصحاب. قلت: قال الكرماني على حديث: "لا تسبوا أصحابي" الخطاب لغيرهم من المسلمين المعروفين في العقل وكذا يقول هنا في رأيتم وقال ابن السبكي: المراد بأصحابي من أسلم قبل الفتح ويرشد إليه قوله: "لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا" مع قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَل} [الحديد: 10] انتهى. (ت عن بن عمر (¬1)) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: فيه سيف ابن عمرو متروك. 634 - " إذا رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تُخَلِّفكُمْ أو توضع (حم ق 4) عن عامر بن ربيعة" (صح). (إذا رأيتم الجنازة) في النهاية (¬2) بالكسر الميت بسريره وقيل: بالكسر السرير وبالفتح الميت وقوله (فقوموا لها) قال النووي (¬3): هذا منسوخ عند الجمهور، ثم اختار عدم النسخ وأنه يستحب وقيل: إنه في حق من شيعها ورده حديث الشيخين: إذا رأى أحدكم الجنازة فإن لم يكن ماشيًا معها فليقم حتى تخلفه (حتى تخلفكم) بضم المثناة الفوقية وكسر اللام المشددة حتى تصيروا وراءها أو توضع (حم ق 4 عن عامر بن ربيعة (¬4)). 635 - " إذا رأيتم آية فاسجدوا (د ت) عن ابن عباس (ح) ". (إذا رأيتم آية) هي العلامة والمراد علامة حادثة من الحوادث وفسرت هنا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3866) وقال: هذا حديث منكر لا نعرفه من حديث عبيد الله بن عمر إلا من هذا الوجه والنضر مجهول وسيف مجهول وكذلك الطبراني في الأوسط (8/ 191)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (513). (¬2) النهاية (1/ 306). (¬3) المنهاج شرح مسلم (7/ 37). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 446) والبخاري (1307) ومسلم (958) وأبو داود (3172) والترمذي (3042) والنسائي (4/ 44) وابن ماجه (1542).

بالكسوف (فاسجدوا) وفسروا السجود بصلاته، والحديث أعم من ذلك وأخبر بعض الصحابة وهو ابن عباس بوفاة بعض أمهات المؤمنين فسجد فقيل له في ذلك فقال: أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا رأيتم آية فاسجدوا، فأخذه عامًا (د ت عن ابن عباس (¬1)) رمز المصنف لحسنه وقال في الكبير: حسنٌ غريبٌ. 636 - " إذا رأيتم الأمر لا تستطيعون تغييره فاصبروا؛ حتى يكون الله هو الذي يغيره (عد هب) عن أبي أمامة (ض) ". (إذا رأيتم الأمر) أي المنكر بدليل قوله (لا تستطيعون تغييره) لأنه المأمور بتغييره في حديث ابن مسعود: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ... " الحديث. والمراد هنا عدم استطاعة في تغيير المنكر وأنه يسقط الأمر بتغييره عند فقدها، وهل يجوز تغيير باليد أو بها وباللسان لا بالقلب فإنه مستطاع للتغيير به وفيه دليل على شرط الاستطاعة مع عدمها ظاهر قوله (فاصبروا حتى يكون الله هو الذي يغيره) أنه لا يفعل بل يصبر وقد بحثنا فيه في رسالة بحثاً مستقلاً (عد هب عن أبي أمامة (¬2)) رمز المصنف لضعفه [1/ 182]. 637 - " إذا رأيتم الحريق فكبروا، فإن التكبير يطفئه ابن السني (عد) وابن عساكر عن ابن عمرو (ض) ". (إذا رأيتم الحريق فكبروا) أي قولوا الله أكبر (فإن التكبير يطفئه) وذلك لأنها لما كانت النار مادة الشيطان ومنها خلق وبها أفتخر وقد ثبت أنه إذا سمع الأذان أدبر فكذلك مادته وأصله يقهر سلطانه التكبير وذكر كبرياء الله تعالى كما أن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1197) والترمذي (3891). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 164) رقم (7685) وقال الهيثمي (7/ 275): فيه عفير بن معدان وهو ضعيف. والبيهقي في الشعب (9802) وابن عدي في الكامل (5/ 381) في ترجمة عفير بن معدان وقال: عامة رواياته غير محفوظة، وكذلك الذهبي في الميزان (5/ 104) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (503).

الغيلان ينفي شرها التكبير كما مضى قريبًا قال ابن القيم (¬1): لما كان الشيطان مادته النار التي خلق منها وكان فيها من الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله كان للشيطان إعانة عليه وتنفيذ له، وكانت النار يطلب بطبعها العلو والفساد وهذان أمران هما هدى الشيطان وإليهما يدعو وبهما يهلك ابن آدم فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد وكبرياء الرب يقمع الشيطان وفعله فلهذا كان تكبير الله عَزَّ وَجَلَّ له أثر في إطفاء الحريق ثم هل المراد من التكبير الأذان أو مجرد ذكر الله تعالى بصفات الكبرياء فيه احتمال الآخر الأقرب وهذا من الأدوية المجربة وقد شاهد الناس له في ذلك تأثيرًا عجيبًا قال في المواهب اللدنية: ولقد جربت ذلك بطيبة سنة خمس وتسعين وثمان مائة فوجدت له تأثيرًا عجيبًا لم أجده لغيره. (ابن السني عد وابن عساكر عن ابن عمرو (¬2)) ورمز المصنف لضعفه لأنه من رواية ابن لهيعة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وابن لهيعة حاله معروف قال الشارح بعد هذا: لكن له شواهد وساق منها (¬3). 638 - " إذا رأيتم العبد ألم الله به الفقر والمرض؛ فإن الله يريد أن يصافيه (فر) عن علي" (ض). (إذا رأيتم العبد ألم الله به) أي أنزل به والتصق به (الفقر والمرض فإن الله يريد) بامتحانه بالأمرين (أن يصافيه) من صافاه اتخذه صفيًا أي يجعله صفوه له ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 212). (¬2) أخرجه ابن السني (295) وابن عدي في الكامل (4/ 151) وابن عساكر (32/ 151)، وأورده الذهبي في "الميزان" (4/ 173) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (504) والسلسلة (2603). (¬3) سقط هذا الحديث من الأصل: "إذا رأيتم الحريق فكبروا؛ فإنه يطفئ النار (عد) عن ابن عباس (خ) " أخرجه ابن عدي (5/ 112) في ترجمة عمرو بن جميع وقال: رواياته عن من روى ليس بمحفوظة وعامتها مناكير وكان يتهم بوضعها. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (505) والسلسلة الضعيفة (2603).

مختارًا عنده (فر عن علي) رمز المصنف لضعفه (¬1). 639 - " إذا رأيتم اللاتي ألقين على رؤوسهن مثل أسنمة البُعير، فأعلموهن أنه لا تقبل لهن صلاة (طب) عن أبي شقرة" (ض). (إذا رأيتم اللاتي ألقين على رؤوسهن مثل أسنمة البعر) بضم الموحدة وفتح العين المهملة جمع بعير قال في النهاية (¬2) هن اللاتي يتعممن بالمقانع على رؤوسهن يكبرنها بها وهي من شعار المغنيات (فأعلموهن أنه) أي الشأن العظيم (لا يقبل لهن صلاة) هو كنفي قبول صلاة العبد السابق وتقدم البحث فيه (طب عن أبي شقرة) (¬3) بفتح الشين المعجمة وسكون القاف رمز المصنف لضعفه. 640 - " إذا رأيتم عمودا أحمر من قبل المشرق في شهر رمضان فادخروا طعام سنتكم فإنها سنة جوع (طب) عن عبادة بن الصامت (ض) ". (إذا رأيتم عمودًا أحمر) العمود بالمهملة أوله وآخره الخشبة التي يقوم عليها البيت قاله في النهاية (¬4) والمراد هنا ما يشبه العمود في هيئته سواء كانت الرؤية ليلاً أو نهارًا (من قبل المشرق) من جهته وناحيته (في شهر رمضان فادخروا طعام سَنتكم) المقبلة (فإنها سنة جوع) وفيه جواز إدخار الطعام وأنه لا ينافي الثقة بالله وجواز الاستدلال بالعلامات على الخصب والشدة وجواز الإخبار ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في "الفردوس" (1015)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (511) وفي السلسلة الضعيفة (2506). (¬2) النهاية (2/ 409). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 370) رقم (928) وقال: ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 1689) أبو شقرة روى عنه مخلد بن عقبة، فيه نظر. وقال الألباني في ضعيف الجامع (511) والسلسلة الضعيفة (2506) موضوع. في إسناده موسى بن إبراهيم المروزي قال الذهبي: كذبه يحيى، وقال الدارقطني وغيره: متروك. انظر ميزان الاعتدال (6/ 535). (¬4) النهاية (3/ 296).

بذلك ولكنه إنما يوثق بالأخبار الصادقة والمنامات الصالحة لا بأخبار الكهان والمنجمين (طب عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لضعفه (¬1). 641 - " إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب (حم خدم د ت) عن المقداد بن الأسود، (طب هب) عن ابن عمر، (طب) عن ابن عمرو، الحاكم في الكنى عن أنس (صح) ". (إذا رأيتم المداحين) جمع مداح المبالغ في مدح الناس بالباطل وتقدم تحقيق ذلك في: احثوا في وجوه المداحين التراب. (فاحثوا في وجوههم التراب) تقدم في أفواههم وتقدم تحقيقه (حم خدم د ت عن المقداد بن الأسود طب هب عن ابن عمر طب عن ابن عمرو والحاكم في الكنى عن أنس (¬2)) قال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح. 642 - " إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي؛ فليمسك عن شعره وأظفاره (م) عن أم سلمة" (صح). (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي) فيه مأخذ أن الضحية ليست بواجبة (فليمسك عن شعره) تقدم بلفظ بشره (وأظفاره) فلا يأخذ شيئًا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 370) رقم (928) بلفظ "أسنمة البقر"، قال الهيثمي في المجمع (5/ 137): فيه حماد بن يزيد عن مخلد بن عقبة ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات، وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 1689) أبو شقرة روى عنه مخلد بن عقبة فيه نظر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (512). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 5)، والبخاري في الأدب المفرد (339) ومسلم (3002)، وأبو داود (4804) والترمذي (2393) عن المقداد بن الأسود وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 434) رقم (13589) والبيهقي في الشعب (4865) والطبراني كما في مجمع الزوائد (8/ 118) قال الهيثمي: أحد إسناديه حسن عن ابن عمرو وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (8/ 118) عن ابن عمرو وأخرجه الحاكم في الكنى (2/ 383) رقم (919) والطبراني في الأوسط (3977) قال الهيثمي (8/ 117): فيه أحمد بن محمَّد بن القاسم بن أبي بزة، ولم أعرفه وهو حسن الإسناد لو سلم من هذا.

منهما ندبًا لا وجوبًا وقد قدمنا قريباً القول بوجوبه وأدلته عن ابن حزم. (م عن أم سلمة (¬1) طب عن ابن عمر). 643 - " إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها؛ فإن فيها خليفة الله المهدي (حم ك) عن ثوبان (صح) ". (إذا رأيتم الرايات) جمع راية وهي العلم يعقده الأمير للجيش (السود قد جاءت من قبل) بكسر القاف وفتح الموحدة. (خراسان) من جهته وهم بضم الخاء المعجمة إقليم معروف (فأتوها) خطاب للمسلمين. (فإن فيها) [1/ 183] أي في الجيش التي فيه تلك الرايات. (خليفة الله المهدي) قد ثبت ثبوتًا لا مرية فيه خروج المهدي وتواتر ذلك. وفي حديث أم سلمة عند أبي داود "أنه يبايع بين الركن والمقام" في حديث (¬2) طويل. وأنه يلبث سبع سنين وقيل تسع فقوله من خراسان يحتمل أنه بعض جنوده أو أنه يبايع هنالك بيعة خفية ويبايع بيعة ظاهرة في مكة أو أنه يخرج من خراسان قبل أن يبايع، وقد ألف العلماء في خروج المهدي وصفاته كتبًا ومن جملة من ألف في ذلك المصنف رحمه الله. (حم ك عن ثوبان (¬3)) رمز المصنف لصحته وفيه علي بن زيد بن جدعان نقل في الميزان عن أحمد وغيره تضعيفه وقال الذهبي: أراه حديثًا منكرًا، وأورده ابن الجوزي في الموضوع قال ابن حجر: ولم يصب فليس فيه متهم بالكذب. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1977)، والطبراني في الكبير (23/ رقم 925) ورقم (557) عن أم سلمة أيضًا. (¬2) أخرجه أبو داود (4286). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (5/ 277) والحاكم في المستدرك (4/ 502) وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف، انظر ميزان الاعتدال (5/ 156)، وأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (853) عن ابن مسعود. وقول الحافظ ابن حجر في القول المسدد (صـ 42)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (506).

644 - " إذا رأيتم الرجل أصفر الوجه من غير مرض ولا علة فذلك من غش للإسلام في قلبه (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس (ض) ". (إذا رأيتم الرجل أصفر الوجه من غير مرض ولا علة) عطف تفسيري وأخص على أعم وتقدم في: احذروا بلفظ من علة ولا سهر، فيراد بالعلة هنا السهر ويحتمل الأعم. (فذلك) الإصفرار (من غش الإِسلام في قلبه) تقدم فيه الكلام هنالك (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس) وهو مما بيّض له الديلمي ورمز المصنف لضعفه (¬1). 645 - " إذا رجف قلب المؤمن في سبيل الله تحاتت خطاياه كما يتحات عذق النخلة (طب حل) عن سلمان (ح) ". (إذا رجف) بالجيم والفاء. (قلب المؤمن) من الرجف وهو الحركة والاضطراب (في سبيل الله) السبيل الطريق يذكر ويؤنث والتأنيث أغلب عليه وهو عام يقع على كل عمل صالح يسلك به طريق التقرب إلى الله تعالى من الفرائض والنوافل وأنواع القربات، وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه أفاده في النهاية (¬2) فهو هنا يحتمل أن يراد به الجهاد والمراد حركة القلب عند ملاقاة العدو والتحام الحرب ويشهد له قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ ...} الآية. [التوبة: 120] وهذا الأقرب ويحتمل أن يراد به مطلق الطاعة وحركة القلب من خشية ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي: في الفردوس (1013) وأبو نعيم في الطب وابن السني كما في الكنز (846) قال المناوي (1/ 364): قال ابن حجر: لا أصل له. وقال الألباني في ضعيف الجامع (507) والسلسلة الضعيفة (6576) موضوع. في إسناده السري بن إسماعيل قال يحيى استبان لي كذبه في مجلس واحد وقال النسائي متروك وقال غيره ليس بشيء وقال أحمد ترك الناس حديثه. انظر ميزان الاعتدال (3/ 173) وفيه أيضاً رجل لم يسم. (¬2) النهاية (2/ 339).

الله وخوفه (تحاتت خطاياه) تساقط (كما يتحات عذق النخلة) بالعين المهمة والذال المعجمة وبالفتح لعينه النخلة وبكسرها العرجون بما فيه من الشماريخ والمراد هذا وهذا من شبيه المعقول بالمحسوس (طب حل عن سلمان) (¬1) رمز المصنف لحسنه وقد أعله الهيثمي بأن فيه عمرو بن الحصين وهو ضعيف، قال الذهبي: عمرو متروك وقد تفرد به عن عبد العزيز بن مسلم وفيه جهالة. 646 - " إذا رددت على السائل ثلاثًا فلم يذهب فلا بأس أن تزبره (قط) في الأفراد عن ابن عباس (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا رددت على السائل) الطالب للصدقة (ثلاثًا فلم يذهب) أي ردًّا جميلاً (فلا بأس) لا حرج ولا إثم وهو اسم لا حذف خبره (أن تزبره) بفتح المثناة الفوقية وسكون الزاي وضم الموحدة فراء من زبره يزبره كقبله يقبله أي ينهره ويغلظ له القول في الرد والحديث مقيد قوله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} [الضحى: 10] بأن المراد في الثلاث لا فيما بعدها. (قط في الأفراد عن ابن عباس (طس عن أبي هريرة (¬2)) رمز المصنف لضعفه. 647 - "إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على ملاذه، فإن الله تعالى يحمل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 235) رقم (6086) وفي الأوسط (8345) وقول الهيثمي في المجمع (5/ 276). وقال الألباني في ضعيف الجامع (518) والسلسلة الضعيفة (2612) موضوع. في إسناده عمرو بن الحصين: قال أبو حاتم ذاهب الحديث وقال أبو زرعة واه وقال الدارقطني متروك وقال ابن عدي حدث عن الثقات بغير حديث منكر. وقال الحافظ: متروك. انظر ميزان الاعتدال (5/ 306) والتقريب (5012). (¬2) أخرجه الدارقطني في الأفراد، كما في أطراف ابن طاهر (3/ 261 رقم 2599) وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1043) وقال: قال الدارقطني: تفرد به الوليد بن الفضل العمري وقال: قال ابن حبان: يرو في المناكير. والطبراني في الأوسط (4833) وقال الهيثمي في المجمع: (3/ 99): فيه ضرار بن ورد وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (520) والسلسلة الضعيفة (2507).

على القوي والضعيف (قط) في الأفراد عن عمرو بن العاص (ض) ". (إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على ملاذه) بالذال المعجمة مشددة جمع ملذ اسم لموضع اللذة قال في النهاية (¬1): أي يجريها في السهولة لا في الحزُونة. انتهى. وسيأتي: "إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على ملاذها"، فيذكر الضمير على إرادة ما تركب (فإن الله يحمل على القوي والضعيف) تعليل لذلك فيحمل على القوي في السهول والحزونة إذ هما لذته مثلان، لقوته ويحمل [1/ 184] على الضعيف في السهولة إذ هي لذته وفيه الأمر بالرفق بالدابة، وقيل: المراد اعتمد على الله وسيَّر الدابة سيرًا وسطًا في سهولة ولا تغتر بقوتها فتركب العسف في تسييرها فإنه لا قوة لمخلوق إلا بالله ولا تنظر إلى ضعفها فتترك الحج والجهاد بل اعتمد على الله فهو الحامل والمعين (قط في الإفراد عن عمرو بن (¬2) العاص) رمز المصنف لضعفه. 648 - " إذا ركبتم هذه البهائم العجم فانجوا عليها، فإذا كانت سنة فانجوا، وعليكم بالدلجة فإنما يطويها الله (طب) عن عبد الله بن مغفل (ض) ". (إذا ركبتم هذه البهائم العجم) جمع أعجم أو عجمًا وفي الإتيان بهذه الصيغة ترقيقًا وإشفاقًا عليها وتذكيرًا لهم بأنها لا تنطق ولا تخبر بما يضرها فيتعين الإشفاق عليها. (فانجوا عليها) بالجيم أسرعوا يقال نجا ينجو نجا إذا أسرع. (فإذا كانت سنة) أي شدة فإن السنة صارت علمًا للشدة. (فانجو عليها وعليكم بالدلجة) بضم الدال المهملة وفتحها وهي سير الليل يقال أدلج بالتخفيف إذا سار من أول الليل ودلج بالتشديد إذا سار من آخره والاسم منهما الدلجة ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 247). (¬2) أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في الكنز (24952) وأروده الخطابي في غريب الحديث (1/ 606) وفي إسناده جعفر بن محمَّد بن نوح وهو مجهول كما في اللسان (2/ 127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (523)، وفي السلسلة الضعيفة (2530).

بالضم والفتح ومنهم من يجعل الإدلاج الليل كله وكأنه المراد من هذا الحديث لقوله في الحديث الآخر فانه الأرض تطوى بالليل. (فإنما يطويها) أي السبيل المدلول عليها بالسياق. (الله) وأنشدوا لعلي - رضي الله عنه - (¬1): اصبر على السير في الإدلاج والسحر ... وفي الرواح على الحاجات والبكر وليس طيه تعالى خاصًا بالليل بل هو يطويها في الليل والنهار إلا أنه في الليل أقوى وأظهر لأثره وفي دعاء السفر: اللهم اطوي لنا البعد. (طب عن عبد الله بن مغفل (¬2)) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: رجاله ثقات. 649 - " إذا ركبتم هذه الدواب فأعطوها حظها من المنازل، ولا تكونوا عليها شياطين (قط) في الأفراد عن أبي هريرة (ض) ". (إذا ركبتم هذه الدواب فأعطوها حقها من المنازل) أي من منازل المسافرين المعتادين نزولها ولا تطووا بها المراحل مطابقين لها طاردين لها طردًا واحداً (ولا تكونوا عليها) على الدواب (كالشياطين) أي كالشياطين الذين نزعت الرحمة والرفق من قلوبهم فلا يأتي منهم إلا كل شر أو حظها من المنازل التي يعتاد الناس النزول عن ظهور الدواب رفقًا بها لصعوبة المحل أو من الأمرين معًا (قط في الإفراد عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال الدارقطني مخرجه فيه خارجة بن مصعب أحد رواته ضعيف وقال الذهبي: واهٍ (¬3). 650 - " إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومن حتى يستأذنه (فر) عن ابن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) أورده البيهقي في الشعب (10093) وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (42/ 529). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير في المجمع (3/ 213)، والدارقطني في جزء أبي الطاهر (48). وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (576) والصحبة (681). (¬3) أخرجه الدارقطني في أطراف ابن طاهر في الغرائب والأفراد (5202)، قال: تفرد به خارجة بن مصعب. انظر: الميزان (2/ 402). وضعفه الألباني في ضعيف الطامع (524) والسلسلة الضعيفة (2529).

(إذا زار أحدكم أخاه) في الله للإكرام له ونحوه (فجلس عنده فلا يقومن) من محله (حتى يستأذنه) في القيام عنه لأنه قد يحب بقاءه فلا يخالفه ولأن صاحب المنزل الأمير كما يأتي، أن له الحق في الصلاة، والنهي للتنزيه (فر عن ابن عمر (¬1)) رمز المصنف لضعفه. 651 - " إذا زار أحدكم أخاه فألقى له شيئاً يقيه من التراب، وقاه الله عذاب النار (طب) عن سلمان (ض) ". (إذا زار أحدكم أخاه فألقى) المزور (له) للزائر (شيئًا) عليه (يقيه من التراب) كائنًا ما كان (وقاه الله عذاب النار) دعاء له بذلك لإكرامه أخاه أو إخبار أنه تعالى كافأه بذلك جزاء وفاقًا، وفيه الحث على إكرام الزائر (طب عن سلمان (¬2)) رمز المصنف لضعفه. 652 - " إذا زار أحدكم قومًا فلا يصل بهم، وليصل بهم رجل منهم (حم 3) عن مالك بن الحويرث (ح) ". (إذا زار أحدكم قومًا) ظاهره أنه لو زار واحداً لم يجز فيه قوله (فلا يصل بهم) أي لا يكون إمامًا لهم وظاهره ولو كان أقرأهم لكتاب الله فيخص به حديث: "وأحقهم بالإمامة أقرأهم لكتاب الله" (¬3)، ويأتي الكلام عليه، وكذلك ظاهره ولو أذنوا له إلا أنه ذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا بأس بإمامته لهم إذا أذنوا ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (1200) وأبو نعيم في طبقات المحدثين (152). وصححه الألباني في صحيح الجامع (583) والسلسلة الصحيحة (182). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 271) رقم (6188)، وقال المناوي (1/ 366): فيه سويد بن عبد العزيز، وقال الألباني في ضعيف الجامع (528) ضعيف جدًّا. في إسناده سويد بن عبد العزيز الدمشقي قال البخاري: في حديثه نظر لا يحتمل وقال أحمد متروك الحديث وقال غيره ضعيف. انظر المغني في الضعفاء (2708). (¬3) أخرجه مسلم (673) من حديث أبي مسعود الأنصاري.

لحديث ابن مسعود "إلا بإذنه" (¬1) أي إذن رب المنزل (وليصل بهم رجل منهم) من القوم المزورين والأحق بها منهم صاحب المنزل (حم 3 (¬2) عن مالك بن الحويرث) مصغّر حارث وهو الليثي أبو سليمان له خمسة عشر حديثًا اتفقا على حديثين منها رمز المصنف لحسنه [1/ 158]، وقال الترمذي: إنه حسن صحيح. 653 - " إذا زخرفتم مساجدكم، وحليتم مصاحفكم، فالدمار عليكم الحكيم عن أبي الدرداء (ض) ". (إذا زخرفتم) بالخاء المعجمة من الزخرف بالضم وهو الذهب أي إذا جعلتم الذهب تزينوا به (مساجدكم وحليتم) من الحلية (مصاحفكم) بالذهب والفضة أي كتبتم القرآن بذلك أو رششتم الورق بها أو جلدها (فالدمار عليكم) بفتح الدال المهملة الهلاك وذلك أنه من علامات التوسع في الدنيا والاشتغال بها ومن العلو المنهي عنه، وهذان الأمران قد وقعا من أيام ملوك الجور، ثم صار المنكر معروفًا (الحكيم عن أبي الدرداء (¬3)) رمز المصنف لضعفه. 654 - " {إِذَا زُلْزِلَتِ} تعدل نصف القرآن، و {قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن (ت ك هب) عن ابن عباس (صح) ". ({إِذَا زُلْزِلَتِ} أي السورة المعروفة بهذا الاسم (تعدل) من العدل بفتح ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (673) من حديث أبي مسعود الأنصاري .. (¬2) أخرجه أخرجه أحمد (3/ 436) وأبو داود (596) والترمذي (356) وقال: حسن صحيح، والنسائي (2/ 80). وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (584). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (3/ 256) وابن المبارك في الزهد (797)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 383) وسعيد بن منصور (165) وإسناده ضعيف وقد حسنه الألباني في صحيح الجامع (585) ويراجع سنن سعيد بن منصور تحت رقم (165).

المهملة وكسرها المثل أي تماثل (نصف القرآن) قيل في وجهه لأنها تشتمل على أحكام الآخرة وقيل بل في ثواب تلاوتها ووجه الحكمة مجهول لنا ولا بد منه في نفس الأمر لما تقرر من حكمة الله تعالى وتكلف وجه آية لهذه التخصيصات تكلف ما لا دليل عليه، وفيه دلالة على أن هذه الجمل من نحو {إِذَا زُلْزِلَتِ} و (قل) ونحوه قد صارت أسماء للسور المذكورة لأنه من المعلوم أنه ليس المراد هذه الألفاظ بخصوصها لها هذا الحكم وأنها تعدل في معناها (و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن) ووجهه مما سلف (و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن)، وحديث: "أيعجز أحدكم أن يقرأ القرآن في ليلة قيل: ومن يطيق ذلك؟ ... " (¬1) الحديث يدل على أن المراد بالعدل في ثواب التلاوة وقيل: لأن علوم القرآن ثلاثة: علم التوحيد وعلم الشرائع وعلم تهذيب الإِسلام وهي مشتملة على الأول (ت ك هب عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لصحته لأن الحاكم قال: صحيح، وتعقَّبه الذهبي في التلخيص. 655 - " إذا زنى العبد خرج منه الإيمان، فكان على رأسه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظلة) الظلة: ما يظل الإنسان كالسحابة، والإيمان نور في قلب المؤمن يزيده طاعته حتى يصير أبيض لا يضره فتنة ما دامت السماوات والأرض كما في حديث حذيفة عند مسلم (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4727) عن أبي سعيد الخدري بألفاظ متقاربة ومسلم (811) عن أبي الدرداء بلفظ مقارب .. (¬2) أخرجه الترمذي (2894) والحاكم (1/ 566) والبيهقي في الشعب (2514) وقال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي بقوله: بل يمان ضعفوه. وقال المناوي: وهذا حديث منكر، وتصحيح الحاكم مردود. انظر: التيسير شرح الجامع الصغير رقم (659). وضعفه الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 62). (¬3) أخرجه مسلم (144).

وغيره، ولما كان الزنا من أقبح الفواحش خرج الإيمان من القلب ولم يبق فيه إذ لا تجتمع ظلمة المعصية ونور الإيمان والخروج محمول على حقيقته كما في حديث عكرمة عن ابن عباس. قلت: كيف ينزع منه الإيمان قال: هكذا وشبك بين أصابعه ثم أخرجها فإن تاب عاد الله عليه هكذا وشبك بين أصابعه رواه البخاري (¬1) إذا الخروج باعتبار عالم المثال كما رأيته في بعض المجاميع عمن قارف هذه المعصية أنه رأى قبل إتيانه لها أنه ترك فانوسًا منيرًا إنارة عجيبة كان معه ففارقه فكان منه بعد ذلك ما كان ثم تاب (فإذا أقلع) بالتوبة الصادقة (رجع) ذلك النور (إليه) إن قلت فهل يصير كافرًا لما ثبت من حديث: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" (¬2)؟ قلت: أخرج الطبراني في الصغير أن عليًّا - رضي الله عنه - قال في خطبة: "لا يزني الزاني وهو مؤمن ... " الحديث فقام إليه رجل فقال: من زنا فقد كفر؟ فقال علي - رضي الله عنه -: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأمرنا أن يهم أحاديث الرخص، "لا يزني الزاني وهو مؤمن" أن ذلك الزنا حلال فإن من آمن به أنه حلال فقد كفر .. الحديث، قال المصنف: في الكبير (¬3) بعد أن سرده: وفيه إسماعيل بن يحيى هو متروك متهم. انتهى. (د ك عن أبي هريرة) (¬4) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 656 - " إذا سأل أحدكم الرزق فليسأل الحلال (عد) عن أبي سعيد". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6809). (¬2) أخرجه البخاري (2343)، ومسلم (57). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (906)، وقال البيهقي في مجمع الزوائد (1/ 101) قال: فيه إسماعيل بن يحيى التيمي كذاب لا تحل الرواية عنه. (¬4) أخرجه أبو داود (4690) والحاكم (1/ 22). وصححه الألباني في صحيح الجامع (586) والسلسلة الصحيحة (509).

(إذا سأل أحدكم الرزق من الله تعالى فليسأل الحلال) فيه مأخذ أن الحرام سمي رزقًا وليس المراد أنه يقيد سؤال بذلك لأن الله تعالى لا يعطيه [1/ 186] إلا الحلال فإنه قد منعه من الحرام ونهاه عنه فكيف يعطيه إياه بل المراد أن لا يسأل الحرام فيكون عاصيًا بنفس السؤال معتديًا في الطلب ويحتمل أنه يقيده بذلك إظهارًا للرعية فيما تحبه وقد ورد التقييد به في بعض الأدعية فيدل الآخر (عد عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف (¬1) (¬2). 657 - " إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس، فإنه سر الجنة (طب) عن العرباض" (ح). (إذا سألتم الله) الجنة (فاسألوه الفردوس) منها (فإنه سُر الجنة) بضم السين المهملة خيارها وأوسطها ومثل هذا سأله الغرفات الدرجات العلا من الجنة وفيه أنه يحسن من العبد أن يسأل من الله تعالى أشرف الأشياء لأنه الكريم الذي لا يبخل (طب عن العرباض) (¬3) بكسر العين المهملة وسكون الراء فموحدة آخره ضاد معجمة (ابن سارية) بالسين المهملة بعد الألف راء فمثناه تحتية وهو صحابي جليل والحديث رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: ورجاله موثقون. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 116 - 117) في ترجمة طريف بن شهاب وقال: روى عنه الثقات وإنما أنكر عليه في متون الأحاديث أشياء لم يأت بها غيره وأما أسانيده فهي مستقيمة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (535) والسلسلة الضعيفة (2562) في إسناده طريف بن شهاب أبو سفيان ضعيف كما في التقريب (3013). (¬2) سقط هذا الحديث من الأصل "إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الإجابة فليقل: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ومن أبطأ عنه ذلك فليقل: الحمد لله على كل حال" البيهقي في الدعوات عن أبي هريرة (ض) " أخرجه البيهقي في الدعوات (2/ 85) رقم (324) قال المناوي (1/ 368) قال العراقي: إسناده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (537) والسلسلة الضعيفة (1340). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 254) رقم (635)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (10/ 171): وقال ورجاله وثقوا، وصححه الألباني في صحيح الجامع (592).

658 - " إذا سألتم الله تعالى فاسألوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها (د) عن مالك بن يسار السكوني (هـ طب ك) عن ابن عباس، (صح) وزاد "وامسحوا بها وجوهكم"". (إذا سألتم الله) أي مطلوب (فاسألوه ببطون أكفكم) ابسطوها عند طلب الحاجات إليه (ولا تسألوه بظهورها) وتقدم في: "إذا دعوت الله" وفيه زيادة (د عن مالك بن يسار) (¬1) بفتح المثناة التحتية فسين مهملة آخره راء (السكوني) بفتح السين المهملة آخره نون بعدها ياء النسبة، قال ابن الأثير: اختلف في صحبته وفي المنار: أنه لا يعرف له غير هذا الحديث كما قاله ابن السكن إلا أنه ثقة (¬2) ورمز المصنف لصحته (هـ طب ك عن ابن عباس وزاد: وامسحوا بها) أي الأكف (وجوهكم) أي عند الفراغ من الدعاء (¬3). ولم يرمز المصنف على هذه الرواية الأخرى، وقال الشارح: أنه رمز والحاكم صحَّحه ورده الذهبي. 659 - " إذا سأل أحدكم ربه مسألة فتعرف الإجابة فليقل: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ومن أبطأ عنه ذلك فليقل: الحمد لله على كل حال" (ض). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1486) عن مالك بن يسار وأخرجه ابن ماجه (3866) والحاكم (1/ 536) والطبراني في المعجم الكبير (10/ 319) رقم (10779) والبيهقي في السنن (2/ 212) من رواية ابن عباس وزاد: وامسحوا بها وجوهكم .. وقد قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 351): سألت أبي فقال: هذا حديث منكر. وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" (2/ 351)، قال أبو داود: روي من طرق كلها واهية وهذا أمثلها وهو ضعيف وصححه الألباني في صحيح الجامع (593) والسلسلة الصحيحة (595). وانظر: البدر المنير (3/ 638). (¬2) انظر: أسد الغابة (1/ 970)، والإصابة (5/ 759). (¬3) قال البيهقي في السنن (1/ 212): لست أحفظ في مسح الوجه -هنا- عن أحد من السلف شيئاً، وإن كان يروى عن بعضهم في الدعاء خارج الصلاة، وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث فيه ضعف، وهو مستعمل عند بعضهم خارج الصلاة، فأما في الصلاة فهو عمل لم يثبت فيه أثر ولا خبر ولا قياس، والأولى أن لا يفعله ويقتصر على ما فعله السلف - رضي الله عنهم - من رفع اليدين دون مسحهما بالوجه في الصلاة.

(إذا سأل أحدكم ربه فتعرف) تفعَّل هنا بمعنى فقل أي عرفها (الإجابة) لسؤاله (فليقل) شكرًا لتلك النعمة (الحمد لله الذي بنعمته) بسبب إنعامه (تتم الصالحات) أي الأمور كلها من الأقوال والأفعال (ومن أبطأ عنه ذلك) أي الإجابة أو تعرفها (فليقل الحمد لله على كل حال) وإنما شرع له الحمد مع عدم الإجابة لأنه تعالى لا يؤخرها إلا لما هو خير منها لعلمه بمصالح عباده (البيهقي في الدعوات عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 660 - " إذا سئل أحدكم أمؤمن هو؟ فلا يشك في إيمانه (طب) عن عبد الله بن زيد الأنصاري (ض) ". (إذا سئل أحدكم أمؤمن هو فلا يشك في إيمانه) بل يخبر جازمًا بأنه مؤمن لا يحل له الشك لأنه لا إيمان للشاك وهنا مسألة اشتغل بها فريقان من العلماء فريق قالوا: لا يصح أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله قالوا لأن من قام به الإيمان فهو مؤمن كما أن من قامت به الحياة فهو حي -كما لا يصح أن يقول-: أنا حي إن شاء الله كذلك أنا مؤمن إن شاء الله لأن الاستثناء إنما يلحق من يشك في المآل أو في معدوم خطر الوجود لا فيما هو ثابت في الحال قطعًا، والفريق الثاني قالوا: يصح لما روي عن ابن مسعود (¬2) أنه كان يقول: أنا مؤمن إن شاء الله، وهذا القول للشافعي ولجماعة وأجيب بأنه محمول على التبرك لا الاستثناء، نظير قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [الفتح: 27] فإنه للتبرك لاستحالة الشك عليه تعالى أو أنه يحمل على الشك في المآل لا في الحال ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الدعوات (2/ 85) رقم (324) وقال المناوي (1/ 368): قال العراقي: إسناده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (537) والسلسلة الضعيفة (1340) في إسناده محصن بن علي الفهري قال ابن القطان مجهول. انظر الميزان (6/ 30). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6/ 165) رقم (30377) والبيهقي في الشعب (71).

لأن الإيمان المنتفع به هو الثاني عند الموت قيل وحرف المسألة أن من قال: الأعمال من الإيمان قال: يصح حصول الشك في العمل [1/ 187]، فيحصل الشك في الإيمان وهذا للشافعي ومن قال: ليست الأعمال فيه بل هو التصديق بما جاء به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يصح دخوله فيه لأنه أمر واحد قائم بالذات لا يمكن تطرق الشك إليه والمسألة مبسوطة في غير هذا وهذه إشارة إليها اقتضاها ذكر الشك في الحديث (طب عن (¬1) عبد الله بن زيد الأنصاري) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: إسناده حسن. 661 - " إذا سافرتم فليؤمكم أقرؤكم، وإن كان أصغركم، وإذا أمكم فهو أميركم، البزار عن أبي هريرة (ح) ". (إذا سافرتم) تصدق على الثلاثة فما فوقهم وهل يدخل فيه الاثنان الظاهر دخولهما في الحكم الآتي (فليؤمكم أقرؤكم) أكثركم حفظًا للقرآن (وإن كان أصغركم) سنًّا (وإذا أمكم فهو أميركم) لأنه يندب التأمير في السفر والأمير هو الذي له إمامة الصلاة ففيه إعلام بأنهم يؤمِّرون أكثرهم حفظًا للقرآن (البزار عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لحسنه وقال في المطامح (¬3): حديثٌ حسنٌ لا بأس برواته. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 55) وقال: وفي إسناده أحمد بن بديل وثقه النسائي وأبو حاتم وضعفه آخرون وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 238) وقال: تفرد برفعه أحمد بن بديل عن أبي معاوية وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (536) وفي السلسلة الضعيفة (4643). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (1/ 229) رقم (466) وقال الهيثمي في المجمع (2/ 64): إسناده حسن، وقال في (5/ 465): رواه البزار وفيه من لم أعرفه، وضعفه الدارقطني وقال في العلل (9/ 126) بعد أن حكى الاختلاف عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقال عن أبي سلمة مرسلاً وهو الصواف وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (534). (¬3) المطامح: لم أقف عليه لمن ولكن ذكره المناوي في فيض القدير وعزى له 120 قولاً.

662 - " إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض، وإذا سافرتم في السنة فأسرعوا عليه السير، وإذا عرستم بالليل فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب، ومأوى الهوام بالليل (م د ت) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا سافرتم في الخصب) بكسر الخاء المعجمة وإذا صحبه في اللفظ الجدب فتحت خائه من كثرة النبات وسعة الخير والمراد السفر في زمن الريف (فأعطوا الإبل حظها من الأرض) بأن تخلوا بينها وبين المرعى وزاده بيانًا حديث جابر عند أحمد وغيره: "إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب من أسنانها ولا تجاوزوا المنازل" (¬1) وتخصيص الإبل لأنها غالب مركوبهم ولأنها غالب ما يأكل بنفسه من الأرض من غير علافة (وإذا سافرتم في السنة) بالفتح الجدب وزمن القحط (فأسرعوا عليها السير) فإنه أروح لها لتقطع المسافة (وإذا عرستم) بالراء مشددة من التعريس وهو الاستراحة (بالليل) التعريس لا يكون إلا في الليل فذكره زيادة بيان (فاجتنبوا) بالتعريس (الطريق فإنها طرق الدواب) فلا تمنعوها عن طرقها (ومأوى الهوام) فتؤذيكم إذا نزلتم ما تأوي إليه (م د ت عن أبي هريرة) (¬2). 663 - " إذا سبب الله تعالى لأحدكم رزقا من وجه فلا يدعه حتى يتغير له (حم هـ) عن عائشة (ح) ". (إذا سبب الله تعالى لأحدكم رزقًا من وجه) أي جعل ذلك الوجه من حرفة ونحوها سببًا لحصول رزقه (فلا يدعه) فيلزمه (حتى يتغير له) وفي معناه حديث البيهقي (¬3) عن عائشة: "إذا قسم لأحدكم رزق فلا يدعه حتى يتغير له"، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 305) .. (¬2) أخرجه مسلم (1926)، وأبو داود (2569) والترمذي (2858). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (1244) وإسناده ضعيف، فيه مخلد والد أبي عاصم الضحاك بن مخلد وأورده الذهبي في "الميزان" (6/ 391) وذكره.

والحديثان حث على لزوم الجهة التي أجرى الله لعبده رزقه منها فإنه تعالى قد قسم بين العباد الأسباب والمسببات فلا يترك سببًا قد فتح الله له رزقه منه فيكون كالكافر بنعمة الله (حم (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وقال العراقي: إسناده فيه جهالة، وقال السخاوي: ضعيف. 664 - " إذا سبقت للعبد من الله تعالى منزلة لم ينلها بعمله، ابتلاه الله في جسده، وفي أهله وماله، ثم صبره على ذلك حتى يناله المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل (تخ د) في رواية ابن داسة وابن سعد (ع) عن محمَّد بن خالد السلمي عن أبيه عن جده (ح) ". (إذا سبقت للعبد من الله تعالى منزلة) أي درجة رفيعة عنده تعالى وكرامة علية متصفة بأنه (لم ينلها بعمله) لتقصيره فيه (ابتلاه في جسده وفي أهله وماله) فلا تزال به البلايا في ذلك (ثم صبّره) رزقه الصبر (على ذلك) النبلاء (حتى ينال) بأجر صبره على الحوادث (المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل) وفيه دليل أن الدرجات تنال بالأعمال لا بمحض الإفضال وإلا فإنه تعالى قادر على إعطائه تلك المنزلة فضلاً لكن قضت حكمته بإناطة الأسباب بالمسببات (تخ د في رواية ابن داسة) بالدال والسين مهملتين وهو قيد لأبي داود فقط لا للبخاري في التاريخ ولا لهما وابن داسة أحد من يُسند سنن أبي داود (¬2) (ابن سعد ع عن محمَّد بن خالد السلمي (¬3) عن أبيه عن جده) اسمه عبد الرحمن [1/ 188] ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 246) وابن ماجه (2148) وقال البوصيري (3/ 9): هذا إسناد فيه مقال. وفيه مخلد والد أبي عاصم وقد سبق، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3/ 9)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء للعراقي (2/ 285)، والمقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 210) .. (¬2) ابن داسة هو: محمَّد بن بكر بن محمَّد بن عبد الرزاق التمار المعروف بابن داسة وهو آخر من حدث بالسنن كاملاً، عن أبي داود، وآخر من روى عن ابن داسة بالإجازة الحافظ أبو نعيم الأصبهاني. توفي سنة (346 هـ). انظر: سير أعلام النبلاء (15/ 539). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 73). وأحمد (5/ 272) وأبو داود (3090)، وأبو يعلى=

حباب السلمي ورمز المصنف لحسنه قال ابن الأثير: لجده صحبة وقال في الخلاصة: إنه مجهول (¬1) وليس له في الأمهات غير هذا الحديث. 665 - " إذا سبك رجل بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلم منه، فيكون أجر ذلك لك ووباله عليه ابن منيع عن ابن عمر (ح) ". (إذا سبك رجل بما يعلم منك) إذا ذكرك بمكروه تعلم من نفسك أنك متصف به (فلا تسبه) مجازاة له (بما تعلمه منه فيكون أجر ذلك) وهو سبه إياك (لك و) يكون (وباله عليه) بخلاف إذا سببته فلا أجر لك وإن بقي على البادئ إثم ابتدائه وفيه ثبوت الأجور على ما تنال من الأعراض إن صبر من نيل عرضه وإن كان ما قيل فيه حق، والحديث حث على الأفضل وإلا فإنه يجوز الانتصار {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ} [الشورى: 41] الآية قيل للحسن: ذكرك الحجاج بسوء فقال: علم ما في نفسي فنطق عن ضميري وكل امرئ بما كسب رهين (ابن منيع (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 666 - " إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: وجهه، وكفاه وركبتاه، وقدماه (حم م 4) عن العباس، عبد بن حميد عن سعد (صح) ". (إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب) جمع أرب بسكون رائه وتكسر وهو العضو وقد فسر السبعة والإبدال منها بقوله (وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه) ويأتي زيادة الأنف. ¬

_ = (923) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1416) وابن سعد في الطبقات الكبرى (7/ 477) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 292): رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأحمد، ومحمد بن خالد وأبوه لم أعرفها والتسمية أعلم. (¬1) خلاصة تذهيب تهذيب الكمال (ص 334). (¬2) أخرجه أحمد بن منيع كما في إتحاف الخيرة المهرة (7/ 413) رقم (7180). وأخرجه أحمد (5/ 63) عن جابر بن سلم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (594).

فإن قلت: كيف صحة هذا الكلام فإن العبد هو الساجد والآراب هي نفس العبد؟ قلت: يسجد هنا يعني أراد كما تقدم نظيره غير مرة وقوله: يسجد معه إخبار معناه الأمر أي يسجد معه نظير قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتربَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ} [البقرة 228] وجعلت الأعضاء كأنها مأمورة بالسجود إظهارًا لكمال طلب ذلك من العبد حتى كآن جوارحه مأمورة بذلك (حم م 4 عن العباس (عبد بن حميد عن سعد) (¬1). 667 - " إذا سجد العبد طهر سجوده ما تحت جبهته إلى سبع أرضين (طس) عن عائشة (ض) ". (إذا سجد العبد طهَّر سجُوده ما تحت جبهته إلى سبع أرضين) أي طهرها عن أدران بني آدم وأوزارهم الواقعة على ظهرها حتى تكون تلك البقعة كأنه لم يكن عليها ذنب لأن المراد تطهيرها عن النجاسات الحسية إلا أن سببه يدل على ذلك وهو أن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي في الموضع الذي يبول فيه الحسن والحسين فقلت: ألا تخص لك موضعًا فذكره (¬2)، وخص الجبهة لأنها أشرف الأعضاء ويحتمل أن ما يحب غيرها من الأعضاء مثلها، وفيه دليل أن الأرض سبع (طس عن عائشة) (¬3) رمز المصنف لضعفه لأن فيه متهما بالوضع وجزم ابن الجوزي بوضعه وجزم آخرون به أيضًا. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 206) ومسلم (491) وأبو داود (891) والترمذي (272) والنسائي (2/ 210) وابن ماجه (885)، ورواية عبد بن حميد (156) في إسناده محمَّد بن عمر هو الواقدي ضعيف جدًا إلا أنه لم يتفرد به. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4951)، وابن عدي في الكامل (2/ 59). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (4951) وفي إسناده بزيع اتهم بالوضع كما في "مجمع الزوائد" (2/ 7) وقال البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة (1/ 708) فقال: شبيه بالموضوع، وانظر ترجمته في: الكامل (2/ 59) والمجروحين (1/ 199)، الميزان (2/ 15).

668 - " إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه (د ن) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه) هذا الحديث انقلب على راويه كما قاله ابن القيم (¬1) في الهدي وغيره فإن وضع اليدين قبل الركبتين هو هيئة البعير عند أن يبرك فقد خالف آخر الحديث أوله وقد أطال ابن القيم في ذلك قال: وقد رواه ابن أبي شيبة (¬2) من حديث أبي هريرة بلفظ: "فليبدأ بيديه قبل ركبتيه ولا يبرك بروك الفحل" (د ن (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وهو معلول بيحيى بن سليم بن كهيل قال النسائي: متروك وابن حبان منكر جدًا، وأعله البخاري والترمذي والدارقطني بمحمد بن عبد الله بن الحسن وغيره. انتهى. قلت: يريد النفس الزكية والإعلال به عليل فورعه وتقواه وعلمه لا يحتاج إلى بينة. 669 - " إذا سجد أحدكم فليباشر بكفيه الأرض، عسى الله تعالى أن يفك عنه الغل يوم القيامة (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا سجد أحدكم فليباشر بكفيه الأرض) لا يجعل بينها وبينه حائلاً من سجادة أو نحوها، وفيه دليل على جوازه، خلاف (¬4) (عسى الله أن يفك عنه ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 227 - 230). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 294). (¬3) أخرجه أبو داود (840) والنسائي (4/ 207) وقد أطال ابن القيم في الزاد (1/ 227 - 230) وقال: وقع فيه وهم منه لبعض الرواة وأوله يخالف آخره، ثم إن في الحديث يحيى بن سلمة بن كهيل لا يحتج به وقال النسائي: متروك وأعله البخاري وانظر: تنقيح تحقيق أحاديث التعليق (1/ 400) وقد صححه عبد الحق في الأحكام الكبرى وابن حجر في بلوغ المرام (308) وصححه الألباني في صحيح الجامع (595) والإرواء (357). (¬4) العبارة غير واضحة، وجاء في فيض القدير (1/ 373): أي من فعل ذلك يرجى أن يغفر الله له ما فرط من الذنوب الموجبة لجعل الغل في عنقه يوم القيامة؛ لأنه لما أطلعه يريه وبسطهما في السجود جوزي بإطلاقهما يوم المعاد جزاء وفاقاً.

الغل) بضم المعجمة هو الحديد الذي يجعل في العنق ويضم إليه اليدان ويقال له الجامعة (يوم القيامة) إن غل بذنوبه (طس (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبيد بن محمَّد المحاربي قال ابن عدي: له مناكير، وقال الهيثمي: هذا منها. 670 - " إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب (حم ت هـ) وابن خزيمة، والضياء عن جابر". (إذا سجد أحدكم فليعتدل) بوضع كفيه على الأرض [1/ 189] ورفع مرفقيه وجنبيه عنها (ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب) وقد فسر ذلك حديث البراء الآتي بقوله: "فضع كفيك وارفع مرفقيك" (¬2) فإنه تفسير لهذا الاعتدال وأما الكلب فإنه يضع يديه على الأرض وذراعيه باسطًا لها فنهى عن هيئته وقد نهى الشارع عن هيئات حيوانات في الصلاة افتراش الكلب، التفات الثعلب كأذناب خيل شمس، نقر الغراب بروك البعير (حم ت هـ وابن خزيمة والضياء عن جابر) (¬3). 671 - " إذا سجدت فضع كفيك، وارفع مرفقيك (حم م) عن البراء" (صح). (إذا سجدت فضع كفيك) على الأرض (وارفع مرفقيك) عنها وهذا بيان الاعتدال المأمور به آنفًا والأمر ظاهر في الوجوب (حم م عن البراء) (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5786) وقال: لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا ابن أبي ذئب تفرد به عبيد النحاس اهـ. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 126) فيه عبيد الله بن محمَّد المحاربي قال ابن عدي: له مناكير عن ابن أبي ذئب. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (542) وفي السلسلة الضعيفة (2624). (¬2) أخرجه مسلم (494). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 315) والترمذي (275) وقال: حسنٌ صحيحٌ، وابن ماجه (891) وابن خزيمة (644)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (596). (¬4) أخرجه مسلم (494) وأحمد (4/ 283).

672 - " إذا سرتك حسنتك، وساءتك سيئتك، فأنت مؤمن (حم حب طب ك هب) والضياء عن أبي أمامة (صح) ". (إذا سرتك حسنتك) أي لكونها محبوبة لله وكونها مأمورًا بها وموجواً عليها الإثابة (وساءتك سيئتك) لكونها منهيًا عنها يخاف عليها العقوبة (فأنت مؤمن) أي هذه من علامات تصديقك بالله وبوعده ووعيده، وفيه أن الإيمان لا ينافيه اقتراف السيئات (حم طب ك هب والضياء عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي (¬1). 673 - " إذا سرتم في أرض خصبة فأعطوا الدواب حظها، وإذا سرتم في أرض مجدبة فانجوا عليها، وإذا عرستم فلا تعرسوا على قارعة الطريق؛ فإنها مأوى كل دابة البزار عن أنس (ح) ". (إذا سرتم في أرض خصبة) ذات ريف وكلأ (فأعطوا الدواب حقها) تقدم بلفظ الإبل وهذه أعم ولذا قدمنا أن ذلك التخصيص لها بالذكر لكونها أغلب ما يركبونه وتقدم بيان حظها (وإذا سرتم في أرض مجدبة) بالجيم والدال المهملة فموحدة وهي ضد الخصبة (فانجوا عليها) بسرعة السير (وإذا عرستم فلا تعرسوا على قارعة الطريق) وهي وسطها التي تقرعها أقدام المارة وتقدم الحديث مرارًا (فإنها مأوى كل دابة) فلا تؤذوها ولا تؤذيكم فاجتنبوا شرها وجنبوها شركم (البزار عن أنس) رمز المصنف لحسنه (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 252) والطبراني في المعجم الكبير (8/ 117) رقم (7540) والحاكم في المستدرك (1/ 13، 14) والبيهقي في الشعب (6990) والضياء كما في الكنز ((699) وابن حبان (176) وقال العراقي في "أماليه": حديث صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (600) والسسلة الصحيحة (550). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 275 رقم 1694) والضياء في المختارة (2118) عن أنس وقال الهيثمي (5/ 257) رجاله ثقات، وله شاهد عند مسلم (1926)، وأبو داود (2569) والترمذي (2858) وأحمد (2/ 337)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 256) من رواية أبي=

674 - " إذا سرق المملوك فبعه ولو بنش (حم خد د) عن أبي هريرة (ح) ". (إذا سرق المملوك) أو المملوكة (فبعه) ظاهره الإيجاب إبعادًا لشره (ولو بنش) بفتح النون فشين معجمة وهو نصف أوقية من الفضة وقيل: القربة البالية والمراد بأدنى ثمن ونظيره: "إذا زنت الأمة فبعها ولو بضفير" (¬1) وفيه دليل على تجنب من فيه عيب وجواز بيع المعيب (حم خد د عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: كأنه لتعدد طرقه وإلا ففيه عمرو بن أبي سلمة قال النسائي: غير قوي، وقال في المنار: سنده ضعيف. 675 - " إذا سقى الرجلُ امرأته الماء أُجِرَ (خط تخ طب) عن العرباض (ح) ". (إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر) كتب له على ذلك أجر وإن كان عملاً خفيفًا وكان أمرًا واجبًا وللنفس فيه حظ (خط (¬3) تخ طب عن العرباض) تقدم ضبطه وذكر أبيه ورمز المصنف لحسنه (¬4). 676 - " إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما بها من الأذى وليأكلها، ولا يدعها ¬

_ = هريرة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (599) والسلسلة الصحيحة (1357). (¬1) أخرجه الخطيب في الفصل للوصل المدرج (1/ 508). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 337) والبخاري في الأدب المفرد (165) وأبو داود (4412) وفي إسناده عمرو بن أبي سلمة قال أبو داود: ليس بالقوي في الحديث. وكذلك ابن ماجه (2589) والنسائي (8/ 91)، وأورده ابن عدي في الكامل (5/ 39) في ترجمة عمر بن أبي سلمة وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (546). (¬3) هكذا في المخطوطة. (¬4) أخرجه البخاري في التاريخ في الكبير (3/ 178) في ترجمة خالد بن يزيد وأورده الطبراني في المعجم الكبير (18/ 258) رقم (646) وأورده العقيلي في الضعفاء (2/ 6) في ترجمة خالد بن شريك وأورده الحافظ ابن حجر في "اللسان" (2/ 377) في ترجمة خالد بن شريك وقال: ولا يثبت سماعه من العرباض ثم رأيت كلام العقيلي فقال: لا يتايع على حديثه ولا يحفظ له غيره ولا يبين السماع منه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (602) والسلسلة الضعيفة (2651).

للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة (حم م ن هـ) عن جابر" (صح). (إذا سقطت لقمة أحدكم) من طعامه فوقعت على الأرض (فليمط) يزل (ما بها من الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان) وظاهر ذلك الإيجاب (ولا يمسح يده) عند فراغه من الطعام (بالمنديل) فيه جواز ذلك (حتى يلعقها) بنفسه (أو يلعقها) غيره (فإنه لا يدري في أي طعامه البركة) فقد يكون فيما بقي في يده وقد يكون في اللقمة الساقطة وإن كان سبق التعليل بأنه لا يدعها للشيطان فلا مانع لتعدد العلل وليس مرادنا أنهما هنا علة لذلك بل أنه يصلح تعليل ذلك بهذه العلة أي والحرص على ما فيه البركة مطلوب (حم م ن 5 عن جابر) (¬1). 677 - " إذا سل أحدكم سيفًا لينظر إليه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم يناوله إياه (حم طب ك) عن أبي بكرة (صح) ". (إذا سل) بتشديد اللام: جرد (أحدكم سيفًا) من غمده (ينظر إليه فأراد أن يناوله آخاه فليُغمده) ولا يناوله وهو مجرد له وهو بالغين المعجمة والدال المهملة بخلاف السيف (ثم يناوله إياه) كل ذلك خشية من إصابته أو إصابة من لديه به فهو إرشاد إلى سد ذريعة الإضرار (حم طب ك عن أبي بكرة) (¬2) رمز المصنف لصحته قال [1/ 190] راويه: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم يتعاطون سيفًا مسلولاً فقال: لعن الله من فعل هذا أوليس قد نهيت عنه ثم ذكره (¬3) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 331) ومسلم (2033) والنسائي في الكبرى (6765) وكذلك ابن ماجه (3279). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (5/ 41) والطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (7/ 290) والحاكم (4/ 290) عن أبي بكرة وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 25): إسناده جيد، والطبراني في الأوسط (2570) عن بَنّة الجهني. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (604). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 41) وابن حبان (13/ 272) (5943)، والحاكم (4/ 323).

678 - " إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا "وعليكم" (حم ق ت هـ) عن أنس (صح) ". (إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا وعليكم) الرواية هثا ثابتة بالواو وظاهره في أنه لا يزيد على هذا اللفظ. وقال ابن القيم (¬1): قد اختلف في إثبات الواو في هذا الحديث على ثلاثة أوجه: إحداها إثبات الواو كما هنا، وكذلك رواه مالك عن عبد الله بن دينار ورواه الثوري عن عبد الله بن دينار فقال فيه: وعليكم، ورواه النسائي (¬2) من حديث ابن عيينة عن عبد الله بن دينار بإسقاط الواو، وفي لفظ مسلم: "فقل عليك" بغير واو، وقال الخطابي (¬3): عامة المحدثين يروونه بغير واو وكان سفيان بن عيينة يرويه بغير واو وهو الصواب، وذلك أنه إذا حذف الواو صار قولهم الذي قالوه مردوداً عليهم وبإدخال الواو يحصل الاشتراك معهم والدخول فيما قالوه لأن الواو حرف للعطف والاجتماع بين الشيئين. انتهى. وما ذكروه من أمر الواو ليس مشكلاً فإنَّ السام الأكثر على أنه الموت والمسلم والمسلم عليه مشتركون فيه فيكون في الإتيان بالواو بيان لعدم الاختصاص وإثبات المشاركة، وفي حذفها إشعار بأن المسلم اسم فاعل أحق به وأولى من المسلم عليه وعلى هذا يكون الإتيان بالواو هو الصواب، وهو أحسن من حذفها كما رواه مالك وغيره، ومن فسر السام بالسآمة وهو الملالة وسآمه الدين قالوا: وعلى هذا فالوجه حذفها ولابد، ولكن هذا خلاف المعروف من هذه اللفظة في اللغة، قال: وقد ذهب بعض المتحذلقين إلى أنه يرد عليه: "وعليكم السلام" بكسر السين وهي الحجارة جمع سلمة، ورد هذا الرد ¬

_ (¬1) بدائع الفوائد (2/ 665)، وزاد المعاد (2/ 383) .. (¬2) في عمل اليوم والليلة رقم (381) من حديث عائشة رضي الله عنها. (¬3) في معالم السنن (8/ 75) بهامش مختصر المنذري، وانظر قول ابن القيم هناك أيضًا.

متعين. انتهى (¬1). وذكر في شرح الكشاف لسعد الدين جوابًا على من قال: إن الصواب حذف الواو ما معناه وقال: نعم الواو تفيد الاشتراك لكنها تستجاب دعوة المسلم على الكافر دون العكس فقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها لما قالت عائشة في جواب رهط من اليهود: بل عليكم السامة واللعنة قال: لا تكوني فاحشة قالت: ألم تسمع ما قالوا: قال: رددت عليهم فيستجاب لي منهم ولا يستجاب لهم في (¬2). انتهى. وظاهر الأمر بالإجابة الوجوب قال ابن القيم (¬3): اختلفوا في وجوبه فالجمهور على وجوبه وهو الصواب، وقالت طائفة: لا يجب عليهم الرد، كما لا يجب الرد على أهل البدع، والصواب الأول والفرق أنا مأمورون بهجر أهل البدع تعزيرًا لهم وتحذيرًا منهم بخلاف أهل الذمة وهذا في الجواب عليهم وأما الابتداء فقد ثبت في صحيح مسلم (¬4) من حديث أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تبدؤهم بالسلام" يعني اليهود والنصارى واختلف الناس بعد هذا في ذلك، فقال قوم: يجوز ابتداؤهم بالسلام ولكن بلفظ: السلام عليك، من غير ذكر الرحمة وبلفظ الإفراد، قالوا قياسًا على الإجابة، وقالت طائفة: يجوز لمصلحة راجحة أو خوف من أذية أو قرابة أو سبب يقتضي ذلك (حم ق ت هـ عن أنس) (¬5). 679 - " إذا سلم الإِمام فردوا عليه (هـ) عن سمرة (ض) ". (إذا سلم الإِمام) في صلاة الجماعة (فردوا) أيها المؤتمون (عليه) شركوه في سلامكم وأزيدوه، وفيه أنه ينبغي للإمام أن ينوي المأمومين لأنه لا رد عليه إلا ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (2/ 383)، وتهذيب السنن لابن القيم (8/ 75 - 77). (¬2) رواه مسلم (2165). (¬3) انظر: بدائع الفوائد (2/ 665)، وتهذيب السنن (8/ 74 - 75)، وزاد المعاد (2/ 383، 388). (¬4) أخرجه مسلم (2167). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 99) والبخاري (6258) ومسلم (2163) والترمذي (3301) وابن ماجه (3697).

إذا سلم عليهم (5 عن سمرة) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأن في إسناده [1/ 191] ضعيفين إسماعيل بن عياش وأبو بكر الليثي. 680 - " إذَا سلِمت الجمعة سلمت الأيام، وإذا سَلِمَ رمضان سلمت السنةُ (قط) في الأفراد (عد حل هب) عن عائشة (ض) ". (إذا سلمت) بكسر اللام من السلامة (الجمعة) يومها من ارتكاب الذنوب أو صلاتها من إضاعتها والتفريط في حضورها (سلمت الأيام) أيام أسبوعها من ارتكاب الآثام فتكون سلامة الجمعة لطفًا في سلامة غيرها (وإذا سلم رمضان) من إتيان المعاصي (سلمت السنة) منها لكون صومه لطفًا في سائر السنة وفيه أن من لم تسلم جمعته ولا شهر رمضان لم يسلم وعده ولا عامه من ارتكاب الآثام (قط في الأفراد) رمز المصنف لضعفه (عد حل هب (¬2) عن عائشة) قال البيهقي: بعد إخراجه لا يصح، وقال ابن الجوزي: إنه موضوع وتعقبه المصنف بأنه ورد من طرق ولكنه لا يخلو شيء منها عن كذاب أو متهم بالوضع. 681 - " إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه (حم د ك) عن أبي هريرة (صح). (إذا سمع أحدكم النداء) بضم النون وكسرها هو الصوت كما في القاموس (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (921)، قال المناوي (1/ 377): قال مغلطاي في شرح ابن ماجه: حديث ضعيف في سنده ضعيفان: إسماعيل بن عياش وأبو بكر الهذلي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (548) والسلسلة الضعيفة (2564). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3708) وأبو نعيم في الحلية (7/ 140) وابن عدي في الكامل (5/ 288) والدارقطني في أطراف الغرائب والأفراد (6167) وقال: تفرد به إبراهيم بن سعيد الجوهر عن أبي خالد عبد العزيز بن أبان، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1138) وتعقبه المصنف في اللآلي (2/ 104). وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (549) والضعيفة (2565). (¬3) القاموس (ص 1516).

وقد صار في لسان الشرع: عبارة عن صوت مخصوص هو الدعاء إلى الصلاة بألفاظ مخصوصة، وأريد به هنا الإقامة ويحتمل أنه أريد به الأذان نفسه وأن المراد به لا يجيب الإجابة المسنونة إلا بعد فراغه (والإناء) إناء الطعام أو الشراب (على يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه) وهو نظير: "إذا حضر العشاء والعشاء" (¬1) تقدم ويحتمل أن الخطاب للصائمين وأنه إذا سمع أحدهم أذان الصبح وبهذا جزم الرافعي وغيره (حم د ك عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي إلا أنه قال: إنه مشكوك في رفعه. 682 - " إذا سمعت الرجل يقول "هلك الناس" فهو أهلكهم مالك (حم خد م د) عن عثمان (صح) ". (إذا سمعت الرجل يقول هلك الناس) إعجابًا بنفسه وأنه السالم من ذلك (فهو أهلكهم) يعني من حكم على الناس بالهلاك فهو أشدهم هلاكًا لإقراره على نفسه بالهلاك من جملتهم ولأنه تجارى بتهليك من لم يعلم هلاكه إذ رب مستور ناج لا يعرفه ولأن هذه الكلمات غالبًا لا تصدر إلا عمن تعجبه نفسه ويرى لها الحق على الناس وأنه ناج مما يخاف على غيره يزكي نفسه والله أعلم بمن اتقى وهذا على رواية ضم الكاف. ويروى بفتحها أي فهو صيّرهم هالكين بايقاع ذلك عليهم وتقنيطهم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5147)، ومسلم (557) بمعناه. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 510) وأبو داود (2350) والحاكم في المستدرك (1/ 203)، والبيهقي في السنن (4/ 218)، وقال الحاكم: على شرط مسلم. قلت: وفي إسناده محمَّد بن عمرو فإنه لم يخرج له إلا متابعة ولم يحتج به، وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ رقم 340) (3/ رقم 675): سألت أبي وذكر الحديث .. وحديث آخر عن روح بن عبادة عن حماد عن عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة، قال أبي: هذان الحديثان ليس بصحيحين، أما حديث عمار: فعن أبي هريرة موقوف. وذكر ابن حزم: أن الذي زاد هذه الزيادة هو عمار بن أبي عمار من قوله، انظر المحلى (6/ 232). وصححه الألباني في صحيح الجامع (607) والصحيحة (1394).

من رحمة الله فعليه إثم من أهلك الناس جميعًا (حم خد م د عن عثمان (¬1)) (¬2). 683 - " إذا سمعت جيرانك يقولون "قد أحسنت" فقد أحسنت، وإذا سمعتهم يقولون "قد أسأت" فقد أسأت (حم هـ طب) عن ابن مسعود (هـ) عن كلثوم الخزاعي (ح) ". (إذا سمعت جيرانك يقولون قد أحسنت فقد أحسنت) أي في نفس الأمر وعند الله تعالى (وإذا سمعتهم يقولون قد أسأت فقد أسأت) عند الله وفي نفس الأمر وقد تقدم الكلام على معناه مرارًا وأنه تعالى جعل ما يجري على ألسن العباد دليلاً لما عنده من حال عبده ويحتمل أنه خص جيرانه هنا بالذكر وأنه إذا أحسن إليهم اغتفرت إساءته في غير ذلك لعظمة حق الجار وإذا أساء إليهم لم يعتد بإحسانه إلى غيرهم (حم 5 طب عن ابن مسعود) (¬3) رمز المصنف لحسنه (5 عن كلثوم) هو بضم الكاف بعد لامه مثلثة (الخزاعي) نسبه إلى قبيلة معروفة بضم الخاء المعجمة فزاي وهو كلثوم بن علقمة بن ناجية بن المصطلق صحابي، قيل له وفادة، قال الشارح: والأصح أنه غير صحابي وإنما الصحبة لأبيه كما قال الذهبي وأبو نعيم، وقال ابن عبد البر: لا تصح صحبته (¬4)، فحديثه مرسل والمصنف رمز لحسنه. 684 - " إذا سمعت النداء فأجب داعي الله (طب) عن كعب بن عجرة (ح) ". ¬

_ (¬1) في المطبوعة: (عن أبي هريرة). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 465) والبخاري في الأدب المفرد (759) ومسلم (2623) وأبو داود (4983) عن أبي هريرة. (¬3) أخرجه أحمد (1/ 402) وابن ماجه (4223) وقال البوصيري (4/ 242): هذا إسناد صحيح. والطبراني في المعجم الكبير (10/ 193) رقم (10433) وابن حبان (526) عن ابن مسعود وابن ماجه (4222) عن كلثوم الخزاعي وهو مرسل كما ورد في الفيض. وصححه الألباني في صحيح الجامع (610) والسلسلة الصحيحة (1327). (¬4) انظر: أسد الغابة (1/ 914)، والإصابة (5/ 618).

(إذا سمعت النداء فأجب) هو عام لكل نداء للصلاة أو نداء للجهاد والأول هو الأقرب وقوله (داعي الله) أحث للإجابة إذا علم أن الله هو الداعي تعينت إجابته وتقدم نظيره (طب عن كعب بن عجرة) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 685 - " إذا سمعت النداء فأجب وعليك السكينة، فإن أصبت فرجة فتقدم إليها، وإلا فلا تضيق على أخيك، وأقرأ ما تسمع أذنك، ولا تؤد جارك، وصل صلاة مودع أبو نصر السجزي في الإبانة، وابن عساكر عن أنس (ض) ". (إذا سمعت النداء) للصلاة (فأجب) وجوبًا (و) الحال أن (عليك) [1/ 191] ظاهر (السكينة) الوقار والتأدة (فإن أصبت فرجة) بزنة غرفة في صفوف الصلاة أي فانضم إليهم حذف لوضوحه من الكلام (وإلا) تجد فرجة (فلا تضيق على أخيك) مكانه وتزاحمه وصل في صف آخر إن كان وإلا جذبت إليك من الصف من تنضم إليه ويصل جناحك وليس المراد والأفضل منفردًا كما أفاده حديث علي بن شبيان (¬2) عند أحمد أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يصلي خلف الصف فوقف حتى انصرف فقال: استقبل صلاتك فلا صلاة لفذ خلف الصف ورواه ابن ماجه ويدل لانجذاب غيره له من الصف ما عند أبي داود (¬3) في المراسيل عنه - صلى الله عليه وسلم -: "إذا جاء رجل لم يجد أحدًا فليلج إليه رجل من الصف فما ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 138) رقم (304) وكذلك الدارقطني (2/ 87)، وفي إسناده محمَّد بن سليمان بن أبي داود الحراني عن أبيه قال ابن أبي حاتم في العلل (2/ رقم 449): سألت أبي عن حديث -ذكره- قال هذا حديث منكر [يعني بهذا الإسناد لأن الحديث أخرجه مسلم (653) من حديث أبي هريرة] ومحمد بن سليمان منكر الحديث وأبوه ضعيف جدًا وصححه الألباني في صحيح الجامع (609)، والسلسلة الصحيحة (1354). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1003) وأحمد (4/ 23) وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 122) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. (¬3) أخرجه أبو داود في المراسيل (83).

أعظم أجر المختلج" وفي الطبراني (¬1) عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الآتي وقد امتلأت الصفوف بأن يجذب إليه رجلاً يقيمه جنبه، وإن كان في إسناده مقال (واقرأ) في الصلاة (ما تسمع) بضم حرف المضارعة من أسمع (أذنك) وفيه بيان لكمية الإسرار لأن الكلام في الصلاة خلف الإِمام والأظهر خلفه بل قد نهى عنه وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما لي أنازع القرآن" (¬2) فالقراءة المأمور بها هنا إذا جاء في الأخريتين مثلاً أو في قراءة فاتحة الكتاب في أي ركعة أو في سائر السريات، وفيه رد على من يقول يتحمل الإِمام في سرية وجهرية (ولا تؤذ جارك) في صلاتك بأي أذية ولو بخبث الرائحة والزحام (وصل صلاة مودع) صلاة من يرى أنها آخر صلاة يأتي بها فيقبل كل الإقبال بقلبه وجوارحه وخشوعه وتدبر معاني قراءته وأنه إذا صلى متخيلاً أنها آخر صلاة يصليها أقبل عليها والإنسان لا يدري متى تنزل به منيته وربما كانت آخر صلاته حقيقة فإنه ما من ساعة إلا وهو يجوز فيها نزول منيته (وأبو نصر السجزي في الإبانة وابن عساكر عن أنس) (¬3) رمز المصنف لضعفه لأن فيه الربيع بن صبيح قال الذهبي: ضعيف لكن قال أبو حاتم: صدوق. 686 - " إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول، (حم ق 4 عن أبي سعيد" (صح). (إذا سمعتم النداء فقولوا) ظاهر الأمر الإيجاب وبه قالت الحنفية ووافقهم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8416)، وقال ابن حجر في تلخيص الحبير (2/ 34): فيه السري بن إسماعيل وهو متروك. (¬2) أخرجه أبو داود (827)، والترمذي (312)، والنسائي (1/ 319)، وابن ماجه (848). (¬3) أخرجه أبو نصر السجزي في الإبانة كما في الكنز (20996) وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 171) وأبو نعيم في الحلية (6/ 307) وفي إسناده الربيع بن صبيح قال أبو زرعة: صدوق وضعفه النسائي وابن معين انظر: المغني في الضعفاء (2099)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (500) والسلسلة الضعيفة (2569).

ابن وهب من المالكية وقالت الشافعية الإجابة مندوبة والقرينة على ذلك الإجماع على عدم وجوب الأصل. قلت: الإجماع غير صحيح ولو صح ففي الاستدلال به نظر (مثل ما يقول المؤذن) ظاهره سواء قد صلى السامع تلك الصلاة التي ينادي لها أم لا وسواء قد أجاب نداء مناد آخر أو لا وذهب البعض إلى أنه إذا كان قد صلى فلا تشرع له المتابعة لأن الأذان مراد به الصلاة وقد أتى بها وكذا إذا كان قد أجاب مناديًا أول وقيل تنزل المسألة على الخلاف في أن الأمر هل يقتضي التكرار أو لا فمن قال يقتضي قال: يجيب الأول والثاني والثالث ما تكرر النداء ومن قال لا يقتضيه قال: لا يجيب غير الأول فلو تعددوا في ساعة واحدة أجاب الأول منهم وتابعه، وظاهر قوله مثل ما يقول المتابعة في كل ألفاظ الأذان لأن كلمة "ما" من ألفاظ العموم أو مقيدة له هنا سواء كانت موصولة قد حذف عائدها أي مثل الذي يقوله، أو قلنا هي مصدرية أي مثل قوله لأن المصدر المضاف من ألفاظ العموم أيضًا إلا أنه قد ثبت من حديث عمر في كلمة الحيعلة أنه إذا قال حي على الصلاة قال متابعه لا حول ولا قوة إلا بالله وكذلك بقية كلماتها وهو عند مسلم وأبي داود تخصيص هذا العام ولا يقال يجمع بينهما فيحيعل ويحوقل لأنا نقول قال ابن القيم (¬1): لم يصح [1/ 193] عنه - صلى الله عليه وسلم - الجمع بينهما ولا الاقتصار على الحيعلة وهديه الحوقلة، قال: وهذا يقتضي الحكمة المطابق لحال المؤذن والسامع فإن كلمات الأذان أذكار فليس للسامع أن يحولها، وكلمة الحيعلة دعاء إلى الصلاة لمن سمعه فسُنّ للسامع أن يستعين على هذه الدعوة بكلمة الإعانة وهي لا حول ولا قوة إلا بالله. انتهى. ثم ظاهر قوله مثل ما يقول ¬

_ (¬1) زاد المعاد (2/ 319).

المقارنة بين القولين للإتيان بالفعل المضارع إلا أنه قد بيّن أن المراد غير ظاهره، كما في حديث عمر (¬1) فإن فيه: إذا قال الله أكبر فقال أحدكم الله أكبر إلى آخره، فذكر قول المجيب عقيب قول المؤذن كما تفيده الفاء ويأتي أنه يسن للمجيب بعد الفراغ الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - وسؤال الوسيلة وغيرها (¬2) (حم ق 4 عن أبى سعيد) (¬3). 687 - " إذا سمعتم النداء فقوموا، فإنها عزمة من الله (حل) عن عثمان". (إذا سمعتم النداء فقوموا للصلاة فإنها) أي القصة وأنثه لأن الخبر مؤنث (عزمة من الله) حق واجب عزمه عليكم (حل عن عثمان) سكت عليه المصنف قال الشارح: وفيه كذاب (¬4). 688 - " إذا سمعتم الرعد فاذكروا الله؛ فإنه لا يصيب ذاكرا (طب) عن ابن عباس (ض) ". (إذا سمعتم الرعد) في القاموس (¬5) الرعد: صوت السحاب أو أنه ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي الإبل انتهى. والمراد به الذي يظن منه وقوع الصاعقة (فاذكروا الله) بأن تقولوا سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته أو نحو ذلك من الذكر (فإنه) أي الرعد (لا يصيب) ما يرسله الله معه من ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (385)، وأبو داود (527)، وابن حزيمة (417)، والبيهقي في السنن (1/ 408). (¬2) في المطبوعة زاد: (مالك). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 67) رقم (148) وأحمد (3/ 6) والبخاري (641) ومسلم (383) وأبو داود (522) والترمذي (280) والنسائي (2/ 23) وابن ماجه (720). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 174) فيه الوليد بن سلمة قال الذهبي كذبه دحيم انظر: المغني في الضعفاء (6857). وقال الألباني في ضعيف الجامع (554)، والسلسلة الضعيفة (711): موضوع. (¬5) القاموس المحيط (ص 361).

الصواعق (ذاكرًا) لله (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 689 - " إذا سمعتم الرعد فسبحوا ولا تكبروا (د) في مراسيله عن عبيد الله بن أبي جعفر". (إذا سمعتم الرعد فسبحوا) هو بيان لنوع الذكر المأمور به في الأول (ولا تكبروا) حكمة النهي هنا مجهولة لنا مع أنه كان يناسب إطفاء النار بالتكبير كما مضى قريبًا فإن الصاعقة من النار ولذا قال في القاموس: (¬2) الصاعقة نار تنزل من السحاب، وفي الكشاف (¬3) أنها قصفة رعد تنقض معها شقة من نار قالوا تنقدح من السحاب إذا اصطكت أجزاؤه وهي نار جديدة لطيفة لا تمر على شيء إلا أتت عليه إلا أنها مع حدتها سريعة الخمود جدًا ثم إنه هل يتعين التسبيح فلا يأتي بغيره من الأذكار كتلاوة القرآن ونحوها وإنما خص التكبير لأنه كثيراً ما يصحب التسبيح ويحتمل أن النهي عن التكبير فقط وأما غيره من الأذكار فلا بأس بها والأول أوضح (أبو داود في مراسيله عن عبيد الله بن جعفر) (¬4) مصغر وتقدم ذكره قال ابن سعد: هو فقيه زمانه كان عالمًا زاهدًا عابدًا توفي سنة 136. 690 - " إذا سمعتم أصوات الديكة فسلوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنها رأت شيطانا (حم ق د ت) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 164) رقم (11371) وفي إسناده يحيى بن كثير أبو النضر وهو متروك، انظر الضعفاء (7033) والمجروحين (3/ 103)، قال المناوي (1/ 280) قال الحافظ: ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (551) والسلسلة الضعيفة (2568) ضعيف جدًّا. وفي إسناده أيضاً: عبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف كما قال الذهبي في المغني (3784). (¬2) القاموس المحيط (ص 953). (¬3) الكشاف (1/ 50). (¬4) أخرجه أبو داود في المراسيل (531) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (552).

(إذا سمعتم أصوات الديكة) بكسر المهملة وفتح المثناة التحتية جمع ديك (فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكًا) فيه أنه يستحب الدعاء عند رؤية راء للملك وذلك مثل ساعة احتضار الميت فإنه قد ثبت بالأخبار النبوية أنه يشاهد الملائكة كما ثبت أن الديكة تشاهدها (وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانًا) فيه استحباب الاستعاذة في محلات الشياطين كالأسواق والحمامات وأنه برؤية الشياطين يخاف شرهم فيدفع بالاستعاذة، وفيه أنه تعالى جعل لبعض الحيوانات من الإدراكات بالحاسة ما لا يدركه الإنسان ولذا ثبت أن البهائم تسمع عذاب القبر (حم ق د ت عن أبي هريرة) قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ (¬1). 691 - " إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا، وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا؛ فإنه يصير إلى ما جبل عليه (حم) عن أبي الدرداء" (صح). (إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا) فإن قدرة الله على ذلك كائنة (وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه) تغير عنها وتبدل بها غيرها (فلا تصدقوا) ذلك (فإنه يصير) يعود (إلى ما جبل) بالضم بناء للمجهول أي طبع وخلق (عليه) وفيه دليل أن الخلق جبلة كالخلق ويدل له حديث: "يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخبانة والكذب" أخرجه البيهقي (¬2) من حديث ابن عمر وفي معناه قيل: وأسرع مفعول فعلت بعيرًا ... يكلف شيء في طباعك ضده فإن قيل: إذا كانت الأخلاق كالخلق غير اختيارية للإنسان فأي ملامة تلحق ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 306) والبخاري (3303) ومسلم (2729) وأبو داود (5102) والترمذي (3459). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 197) وفي الشعب (4809) وقال الحافظ في الفتح (10/ 508) وسنده قوي وذكر الدارقطني في العلل (4/ 329) أن الأشبه أنه موقوف أهـ. وانظر علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 328).

المسيء حتى يذم على سوء خلقه هل هو إلا كذمه على قبح وجهه وأي أجر ومدح لمن حسنت أخلاقه وهل هو إلا كإثابة والثناء على حسن الصورة. قلت: المدح والذم إنما هما على الأحوال الاختيارية الناشئة عن الأمرين فإن من جبل على البخل مثلاً أو على العجلة والقلق فاختياره بخلافهما باق بتكليفه لنفسه الخروج عن صفة البخل بالبذل وعن غيرها من قبيح الصفات بخلافها وذلك نظير ما سلف من أن الحسد قد يرد على القلب بلا اختيار إلا أنه يجب دفع ما يترتب عليه وكذلك سوء الظن ونحوه بالتعليم والتدرب والتكلف يعود كالجبلة له والحكايات في ذلك كثيرة، وهذه الحيوانات العجم تترك بالتدريب والتعليم كثيرًا من طباعها التي جبلت عليها وقد يكون من قصر نفسه على الخير حتى ألفه أعظم ممن جبل عليه، ونظيره أن الإنسان جبل على حب الشهوات والملاذ فقد يكف نفسه عن إتباعها هواها وما ألفته وطبعت عليه حتى تصير طبيعة له. وخلاصته: أن الجبلة في الأخلاق لا تنافي التعلم والخروج عنها فالحديث خرج مخرج الغالب فإن غالب كل إنسان أن لا يخالف طبعه بل يضيف إلى قبائح طبعه قبائح أخرى وأن يكلف الخروج عنه فلا بد من بقية فيه وإياه يراد من الحديث (حم عن أبي الدرداء) (¬1) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن الزهري لم يدرك أبا الدرداء، وقال السخاوي: حديث منقطع. 692 - " إذا سمعتم من يعتزي بعزاء الجاهلية فأعضوه، ولا تكنوا (حم ن حب طب) والضياء عن أبي". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 443) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 196) وقال المناوي (1/ 381) قال السخاوي في المقاصد الحسنة (73): حديث منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (555) والسلسلة الضعيفة (135).

(إذا سمعتم من يتعزى بعزاء الجاهلية) يدعو بدعوتهم يالفلان وتقدم (فأعضوه) بالعين المهملة والضاد المعجمة أي قولوا له اعضض بإير أبيك (ولا تكنوا) عن الإير الهن مثلاً تأدبًا بل صرحوا به له وفيه زجر شديد (حم ن حب طب والضياء عن أُبي) بضم الهمزة هو ابن كعب (¬1). 693 - " إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل، فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنهن يرين ما لا ترون وأقلوا الخروج إذا هدأت الرجل، فإن الله عز وجل يبث في ليله من خلقه ما يشاء، وأجيفوا الأبواب، واذكروا اسم الله عليها؛ فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف، وذكر اسم الله عليه وغطوا الجرار وأوكئوا القرب، وأكفئوا الآنية (حم خد د حب ك) عن جابر (صح) ". (إذا سمعتم نباح الكلب) بضم النون بزنة صراخ (ونهيق الحمير بالليل) الأصل أن القيد عائد إلى المعطوف والمعطوف عليه عند الجمهور (فتعوذوا بالله من الشيطان فإنهن يرين ما لا ترون) يحتمل أنه ما مضى في نهيق الحمير وأنه يرى شيطانًا ويحتمل غير ذلك وأنه ذكر في الأول بعض ما يرين (وأقلوا الخروج) من المنازل (إذا هدأت) بالهمز من الهدوء وهو السكون عن الحركات (الرجل) أي بعد سكون الناس عن المشي والاختلاف (فإن الله عز وجل يبث في ليله) بالضمير العائد إليه تعالى (من خلقه ما يشاء وأجيفوا الأبواب) أغلقوها وتقدم الكلام (واذكروا اسم الله) عند إجافتها (عليها فإن الشيطان لا يفتح بابًا أجيف وذكر اسم الله عليه وغطوا) بالغين المعجمة من التغطية (الجرار) بكسر الجيم جمع جرة وبفتحها وهي الإناء المعروف من الفخار (وأوكئوا القرب) شدوا على أفواهها ما توكأ به (وأكفئوا الآنية) تعميم بعد التخصيص كأنه أريد بالجرار ما فيها من الماء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 136) والنسائي في السنن الكبرى (8865) وابن حبان (3153) والطبراني في المعجم الكبير (1/ 198) رقم (532) والضياء في المختارة، والبخاري في الأدب المفرد (963).

فلا يكفأ بل يغطى وبالآنية ما هي خالية عن ذلك فتكفى تقلب على أفواهها والمراد أنه لا يبقى شيء مفتوحًا من باب ولا قربة ولا جرة ولا إناء (حم خد د حب ك عن جابر) (¬1) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح [1/ 195] على شرط مسلم وأقره الذهبي. 694 - " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب؛ فأنا أولاكم به؛ وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه بعيد منك فأنا أبعدكم منه (حم ع) عن أبي أسيد أو أبي حميد (ض) ". (إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم) تقبله وتعلم أنه من كلامي وطريقتي وتقبل ما فيه من المعاني وأنها من هديي (وتلين له أشعاركم وأبشاركم) تنشط له ولا تقشعر منه ولا تأباه وتنفر عنه (وترون أنه منكم قريب) ترون ما فيه من أمر ونهي وترغيب وتزهيد مما تأتون به وتنتهون عنه (فأنا أولاكم به) واعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - بعث متمما لمكارم الأخلاق داعيًا إلى دار السلام مذكرًا للمؤمنين منذرًا للعاصين مزهدًا في الدنيا مرغبًا في الأخرى واصفًا لربه بأشرف الصفات وأتمها وأكملها مخبرًا برسله بتصديق بعضهم بعضًا في دعاء الخلق إلى الله تعالى آمرًا بكل معروف ناهيًا عن كل منكر فكل حديث أفاد هذه المعاني تعرف القلوب أنه من كلامه - صلى الله عليه وسلم - وأنه هديه وطريقته وينبسط له الشعر والبشر وكل حديث وارد في خلاف هذه المعاني من الترغيب إلى الدنيا وتحبيبها إلى العباد ومن ذكر صفات له تعالى ليست على أكمل الكمال ونحو ذلك من كل ما خالف هديه وطريقته يميّز بها بين كلامه وكلام غيره، وهذا واضح للقلوب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 306) والبخاري في الأدب المفرد (1233) وأبو داود (1503) وابن حبان (5517) والحاكم (4/ 284) وصححه الألباني في صحيح الجامع (620).

العارفة بالله ورسله وقلوب العلماء الممارسين لكلامه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بعض علماء السنة إني لأعرف نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلامه كما يعرف الشعراء من مارس كلامهم نفس بعضهم من بعض وهذا ما أفاده قوله: (وإذا سمعتم الحديث) ينقل لكم (عني تنكره قلوبكم وتنفر عنه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه بعيد منكم) تقدم تفسير قربه منهم فالبعيد ضده (فأنا أبعدكم منه) فهذا تبعيد للعلماء العارفين وأئمة الدين فيما يسمعونه من الأحاديث ومعيار صادق في ذلك (حم ع عن أبي أسيد) (¬1) بضم الهمزة عن خط المصنف قال والصواب خلافه وهو الساعدي صحابي معروف (وأبي حميد) تقدم الكلام عليه رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 695 - " إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه (حم ت ن) عن عبد الرحمن (ن) عن أسامة بن زيد (صح) ". (إذا سمعتم بالطاعون) تقدم تحقيقه (بأرض فلا تدخلوا عليه) تلك الأرض بعدًا عنه (وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارًا منه) استشكل ذلك بأنه مثل التداوي والفرار من الأسد والثعبان ومن الجدار المشرف على الانهدام ونحوه وأجيب عنه بأن أهل الطب قد صرحوا بأنه يجب على كل متحرز من الوباء أن يخرج من بطنه الرطوبات الفضلية ويقلل الغذاء ويميل إلى تبريد البدن من كل وجه إلا الرياضة والحمام فإنهما مما يجب أن يحذر منهما لأن الإنسان لا يخلو غالبًا عن فضل رديء كامن فيه فتثيره الرياضة والحمام وذلك يجلب علة عظيمة قالوا: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (5/ 425) وأبو يعلى كما في إتحاف الخيرة المهرة (1/ 291) رقم (57) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 149): رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح، وكذلك ابن حبان (63) والبزار (8/ 37) وضعفه ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/ 104 - 105)، وانظر كتاب التاريخ الكبير (5/ 415 - 416)، والعلل لابن أبي حاتم (2/ 310). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (612) والسلسلة الصحيحة (732).

بل يجب عند وقوع الطاعون السكون والدعة وتسكين هيجان الأخلاط قالوا: ولا يمكن السفر من بلاد الوباء إلا بحركة شديدة وهي مضرة جدًا وليس المراد أن أهل بلدة الوباء يسكنون ويكونون كالجمادات بل المراد التقليل من الحركة بحسب الإمكان فالفرار منه ما يحصل بفراره إلا مجرد الفرار منه وسكونه أنفع لنفسه وبدنه أفاده ابن القيم (¬1) (حم ت ن عن أسامة (¬2) بن زيد) (¬3). 696 - " إذا سمعتم بقوم قد خسف بهم ها هنا قريبا فقد أظلت الساعة (حم) والحاكم في الكنى (طب) عن بقيرة الهلالية (ح) ". (إذا سمعتم بقوم) في نسخة: "بركب" (قد خسف بهم) الخسف الذهاب في الأرض من خسف المكان يخسف خسوفًا ذهب في الأرض أفاده القاموس (¬4) [1/ 196] (ها هنا) إشارة إلى مكان قريب من مكان التكلم (قريبًا) زيادة في إفادة بيان قربه (فقد أظلت الساعة) جواب إذا وهو بالظاء المعجمة أي أقبلت عليكم ودنت منكم كأنه ألقى عليهم ظلها قاله في النهاية (¬5) (حم والحاكم (¬6) في الكنى عن بقيرة) بضم الموحدة فقاف مصغر بقرة (الهلالية) نسبة إلى بني هلال ورمز المصنف لضعفه فيما رأيناه مقابلاً على خطه وقال الشارح: أنه رمز لحسنه واستحسنه. ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 39). (¬2) في المطبوعة حم ق ن عن عبد الرحمن عن أسامة بن زيد. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 208) والبخاري (5728) ومسلم (2218)، والنسائي في الكبرى (7525) عن أسامة بن زيد وأخرجه أحمد (1/ 194) ومسلم (2218) والبخاري (5728)، والنسائي في الكبرى (7521) عن عبد الرحمن بن عوف. (¬4) القاموس المحيط (ص 1039). (¬5) النهاية (3/ 356). (¬6) أخرجه أحمد في المسند (6/ 378) (6/ 379)، والحاكم في الكنى كما في الكنز (28427) والطبراني في المعجم الكبير (24/ 203) رقم (522). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (618) والسلسلة الصحيحة (1355).

697 - " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة (حم م 3) عن ابن عمرو (صح) ". (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول) تقدم قريبًا (ثم صلوا علي) أتى بثم لإفادة أنها تراخي عن إجابتها فتكون بعد فراغه ويأتي في هذا الحرف كيفية الصلاة عليه (فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً) أي جعل له أجر من صلى عشر صلوات أو أمر ملائكته أن يصلوا عليه أي يدعو له عشراً (ثم سلوا الله لي الوسيلة) هي في الأصل ما يتوسل به إلى الشيء ويتقرب به وجمعها وسائل وقد فسرها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله) تنكير عبد للتعظيم (وأرجو أن كون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة) قال في النهاية (¬1): أي غشيته ونزلت به (حم م 3 عن ابن عمرو) (¬2). 698 - " إذا سميتم فعبّدوا، الحسن بن سفيان، والحاكم في الكنى (طب) عن أبي زهير الثقفي". (إذا سميتم) أي أولادكم (فعبدوا) أي اجعلوهم عبيداً بإضافتهم إلى مالكهم حقيقة وتقدم أن أحب الأسماء إليه عبد الله وعبد الرحمن وإطلاقه هنا يحتمل ذلك التقييد ويحتمل الأعم وأن المراد الإضافة إلى أي اسم من أسمائه تعالى (الحسن بن سفيان) هو السري الحافظ ثقة تفقه على أبي ثور وكان يفتي على مذهبه قال ابن حجر: (¬3) كان عدم النظير (والحاكم في الكنى طب عن أبي زهير ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 432). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 168) ومسلم (384)، وأبو داود (523) والنسائي (2/ 25) والترمذي (3614) عن عبد الله بن عمرو بن العاص. (¬3) انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ (2/ 705)، وسير أعلام النبلاء (14/ 157)، وطبقات السبكي=

الثقفي) (¬1) سكت عليه المصنف وفيه راو مجهول وجزم العراقي وابن حجر بضعفه. 699 - " إذا سميتم فكبروا، يعني على الذبيحة (طس) عن أنس (ض) ". (إذا سميتم) أردتم ذكر اسم الله (فكبروا) أي خصوا هذا الذكر في هذا المحل بالتكبير ويحتمل أن يراد إذا قلتم بسم الله فاتبعوه التكبير بأن تقولوا بسم الله والله أكبر ووجه خصوصية التكبير هنا أنه يناسب إزهاق الأرواح ولذا كان شعار علي - رضي الله عنه - إذا قتل قتيلاً كبر بل كان شعار الصدر الأول ولذا قال بعض أكابر السلف (¬2) في مرثاة الحسين - رضي الله عنه -: ويكبرون بأن قتلت وإنما ... قتلوا بك التكبير والتهليلا وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل بساحة قوم قال: "الله أكبر خرب مكان فلان، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين" (¬3) وقوله (يعني على الذبيحة) مدرج من كلام الراوي تفسيرًا لمحل التكبير (طس عن أنس) (¬4) رمز المصنف لضعفه قال المصنف: فيه عثمان القرشي وهو ضعيف. 700 - " إذا سميتم محمدًا فلا تضربوه ولا تحرموه البزار عن أبي رافع". ¬

_ = (3/ 265)، وقول الحافظ في لسان الميزان (1/ 390). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 179) رقم (383) وعزاه في الكنز (45196) للحسن بن سفيان والحاكم في "الكنى" وقال الهيثمي في المجمع (8/ 50) فيه أبو أمية بن يعلى وهو ضعيف وضعفه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 570) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (558). (¬2) عزاه المزي في تهذيب الكمال (6/ 448) إلى الحاكم أبو عبد الله الحافظ في مجلس الأستاذ أبي منصور الحمشازي على حجرته في قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما. (¬3) أخرجه البخاري (364)، ومسلم (1365). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (8348) وقال الهيثمي في المجمع (4/ 30): فيه عثمان بن عبد الرحمن القرشي وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (559) والسلسلة الضعيفة (2572).

(إذا سمتيم) الولد (محمدًا فلا تضربوه) إن جنى إن إكرامًا لاسمه - صلى الله عليه وسلم - (ولا تحرموه) من البر والإحسان فهو أهل له لشرف اسمه (البزار عن أبي رافع) مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إسناده ضعيف (¬1). 701 - " إذا سميتم الولد محمدًا فأكرموه وأوسعوا له في المجلس، ولا تقبحوا له وجهاً (خط) عن علي". (إذا سميتم محمدًا فأكرموه) أي بكل أنواع الإكرام كما دل له الإطلاق وقد خص فيه بعضه بقوله (وأوسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجهًا) فيعلم منه النهي عما هو أولى منه من الفعل وهذه تكرمة لاسمه الشريف فإنه يكرم من سمي تعظيمًا لاسمه وقد ورد أنه لا يدخل النار من سمي به [1/ 197] إكرامًا منه تعالى له - صلى الله عليه وسلم - ولذا قال بعض العلماء: لي باسمه وبحبه وبقربه ... ذمم عظام قد شددت بها يدي وقال صاحب البردة: فإن لي ذمة منه بتسميتي ... محمدًا وهو أوفى الناس بالذمم (خط عن علي) (¬2). 702 - " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه، ولا يتمسح بيمينه (خ ت) عن أبي قتادة (ض) ". (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء) تقدم وذلك لأنه منتنة (وإذا أتى ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في المسند (3883) وفي إسناده غسان بن عبيد قال الهيثمي في المجمع (8/ 48): وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (560) وفي السلسلة الضعيفة (2649). (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ (3/ 91). وقال الألباني في ضعيف الجامع (557) والسلسلة الضعيفة (2573) ضعيف جداً. في إسناده: أحمد بن عامر اتهمه الذهبي؛ فقال في ترجمة ابنه عبد الله بن أحمد بن عامر: عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه. انظر ميزان الاعتدال (4/ 59).

الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بيمينه) لا يمسح قبله فيكون تخصيصًا بعد التعميم ولا يمسح ذكره ولا دبره تقدم الكلام على كل جملة (ت عن قتادة) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 703 - " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، فإذا أراد أن يعود فلينح الإناء ثم ليعد إن كان يريد (هـ) عن أبي هريرة". (إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء فإذا أراد أن يعود فلينح الإناء ثم ليعد إن كان يريد (5) عن أبي هريرة) (¬2). 704 - " إذا شرب أحدكم فليمص مصا، ولا يعب عبا، فإن الكباد من العب (ص) وابن السني، وأبو نعيم في الطب، (هب) عن ابن أبي حسين مرسلاً". (إذا شرب أحدكم فليمص مصا ولا يعب عبًا) بالعين المهملة والموحدة من باب صب يصب وهو الشرب بلا نفس (فإن الكباد) من بزنة غراب وجع الكبد (منه) قال ابن القيم (¬3): قد علم بالتجربة أن ورود الماء دفعة واحدة على الكبد يؤلمها ويضعف حرارتها وسبب ذلك المضادة التي بين حرارتها وبين ما ورد عليها من كيفية المبرد وكميته ولو ورد بالتدريج شيئًا فشيئًا لم يضاد حرارتها ولم يضعفها وهذا مثاله: صب الماء البارد على القدر وهي تفور فإنه لا يضره قليلاً قليلاً (ص ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5630) والترمذي (1889) عن أبي قتادة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (625)، والحديث أخرجه الستة البخاري أيضًا برقم (153)، ومسلم (267)، وأبو داود (31)، والترمذي (15) أيضاً، والنسائي (/ 43)، وابن ماجه (310)، وأخرجه كذلك ابن حبان (5228)، وأحمد (4/ 383)، وينظر: كشف المناهج والتناقيح (232)، وحرف "ض" إن ثبت في الأصل فهي محرفة عن "صح". (¬2) أخرجه ابن ماجه (3427)، وقال البوصيري في الزجاجة (4/ 47): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وحسنه الألباني في صحيح الجامع (624) والسلسلة الصحيحة (386). (¬3) زاد المعاد (4/ 231).

وابن السني وأبو نعيم في الطب هب عن أبي حسين مرسلاً) هو عبد الله بن عبد الرحمن (¬1). 705 - " إذا شربتم الماء فاشربوه مصا، ولا تشربوه عبا، فإن العب يورث الكباد (فر) عن علي (ض) ". (إذا شربتم الماء فاشربوه مصًا ولا تشربوه عبًا) فإن العب يورث الكباد تقدم آنفًا (فر (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 706 - " إذا شربتم فاشربوا مصا، وإذا استكتم فاستاكوا عرضا (د) في مراسيله عن عطاء بن أبي رباح مرسلاً ". (إذا شربتم فاشربوا مصًا وإذا استكتم) استعملتم السواك (فاستاكوا عرضًا) في عرض الأسنان ويكره طولاً فإنه يدمي اللثة وقيل لأنه فعل أهل الكتاب (د في مراسيله عن عطاء بن أبي رباح مرسلاً) وفيه مع إرساله ضعف لكنه منجبراً (¬3). 707 - " إذا شربتم اللبن فتمضمضوا منه، فإن له دسما (هـ) عن أم سلمة". (إذا شربتم اللبن فتمضمضوا منه) بعد شربه (فإن له دسمًا) فيه شرعية التمضمض من كل ذي دسم وإن لم يكن مصنوعًا للنص على العلة فقدل الطيبي: ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6012) وفي السنن (7/ 284) وقال: هذا مرسل. وسعيد بن منصور وأبو نعيم وابن السني كما في الكنز (41057)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (561) وفي السلسلة الضعيفة (2576) لإرساله وإعضاله فإن ابن أبي حسين -واسمه عبد الله بن عبد الرحمن- تابعي صغير ثقة. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1070) وفي إسناده محمَّد بن خلف فيه لين كما قال المناوي (1/ 387) وكما في المغني في الضعفاء (5474) ولسان الميزان (5/ 156)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (562) والسلسلة الضعيفة (2323): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه أبو داود في المراسيل (5)، والبيهقي في السنن (1/ 40)، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 65): وفيه محمَّد بن خالد القرشي قال ابن القطان لا يعرف، قلت: وثقه ابن معين وابن حبان، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (513) وفي السلسلة الضعيفة (940).

أنه يقاس عليه كل ذي دسم صحيح للنص على العلة (5 عن أم سلمة) (¬1) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إنَّ إسناده حسنٌ بل صحيحٌ. 708 - " إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيبا (حم م ن) عن زينب الثقفية (صح) ". (إذا شهدت إحداكن العشاء) هي صلاته في جماعة في مساجد المسلمين (فلا تمس) قبل خروجها "طيبًا" وتقدم أنها تغتسل منه كغسلها من الجنابة إذا خرجت فقوله شهدت أي أرادت (حم م ن عن زينب الثقفية) (¬2) رمز المصنف لصحته. 709 - " إذا شهدت أمة من الأمم، وهم أربعون فصاعدا، أجاز الله تعالى شهادتهم (طب) والضياء عن والد أبي المليح (صح) ". (إذا شهدت أمة من الأمم) هي لغة جماعة من الناس وأريد بها هنا عدد مخصوص أفاده قوله (وهم أربعون فصاعدًا) فأكثر من أربعين أي لميت با لخير وأثنوا عليه (أجاز الله شهادتهم) قبلها وأمضاها من قولهم أجاز البيع متى أمضاه وحذف المشهود عليه وهو صلاح الميت ونفاه للعلم به ووجهه ما تقدم غير مرة أن من أثنى عليه خيرًا فهو كما قالوا أو شرًا فكذلك إلا أن الظاهر في الحديث أنه في الشهادة على الخير ويحتمل أن الشهادة من الشهود والحضور أي إذا حضر جنازته والصلاة عليه هذا العدد قبل الله شهادتهم لما يأتي من حديث الربيع: "إذا صلوا على جنازة فأثنوا خيرًا يقول الرب أجزت شهادتهم" (¬3) الحديث. يأتي قريبًا والمراد إذا قالوا ذلك من أنفسهم لما يعلمونه من صلاح ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (499) وقال: إسناد رجاله ثقات وهو في الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس وصححه الألباني في صحيح الجامع (628) والصحيحة (1361). وانظر: التيسير شرح الجامع الصغير (1/ 312). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 363) ومسلم (443) والنسائي (8/ 254). (¬3) البخاري في التاريخ الكبير (3/ 168).

الميت لا إذا قالوه فيمن يجهلون حاله كما يفعله أهل مكة (طب والضياء عن والد أبي المليح) (¬1) بالحاء المهملة وأبو مليح هو الهذلي اسمه عامر بن أسامة وهو صحابي رمز المصنف لصحته وقال الشارح: فيه صالح بن هلال مجهول. 710 - " إذا شهر المسلم على أخيه سلاحا فلا تزال ملائكة الله تعالى تلعنه حتى يشيمه عنه البزار عن أبي بكرة (ح) ". (إذا شهر) بفتح الهاء في القاموس (¬2): شهر سيفه كمنع انتضاه فرفعه [1/ 198] على الناس (المسلم على أخيه) في الدين (سلاحًا) أي سلاح (فلا تزال ملائكة الله تلعنه) لترويعه لأخيه (حتى يشيمه) بفتح أوله والشين المعجمة من شام السيف أدخله في غمده وهو من الأضداد إذ يقال عن السل والإغماد (البزار عن أبي بكرة) (¬3) رمز المصنف لحسنه. 711 - " إذا صلى أحدكم فليصل صلاة مودع، صلاة من لا يظن أنه يرجع إليها أبدًا (فر) عن أم سلمة (ض) ". (إذا صلى أحدكم فليصل صلاة مودع) فسرها بقوله (صلاة من يظن أنه لا يرجع إليها أبدًا) تقدم قريبًا (فر عن أم سلمة) (¬4) رمز المصنف لضعفه لضعف أحمد ابن الصلت من رواته وغيره. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 190) رقم (502) والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 113) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 153) وفيه صالح بن هلال وهو مجهول على قاعدة ابن أبي حاتم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (564) والسلسلة الضعيفة (2664). (¬2) القاموس المحيط (ص 967). (¬3) أخرجه البزار (3641) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 291): سويد بن إبراهيم ضعفه النسائي ووثقه أبو زرعة وهو لين. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (635). (¬4) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (3742) وقال الألباني في ضعيف الجامع (570) والسلسلة الضعيفة (2575) ضعيف جدًّا. في إسناده: خالد بن إلياس وهو متروك كما قال الحافظ في التقريب (1617).

712 - " إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله تعالى والثناء عليه، ثم ليصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم ليدع بعد بما شاء (د ت حب ك هق) عن فضالة بن عبيد (صح) ". (إذا صلى أحدكم) أي أراد أن يدعو كما دل له قوله (فليبدأ بتحميد الله) من إضافة المصدر إلى المفعول أي بتحميد الله وهو استعمال للفظ الصلاة في معناها اللغوي فالحمد (والثناء عليه) هو عطف أعم على أخص من الثناء وهو حث على الثناء قبل الدعاء (ثم ليصل على النبي) يريد به محمدًا فإنه إذا أطلق فهو المراد إذ اللام للعهد الخارجي (ثم ليدعو بعد) ذلك المذكور من الحمد والثناء (بما يشاء) مما أذن له الشارع بالدعاء به ولا يسأل ما نهى عنه فيكون معتديًا ونسخ الجامع كلها هكذا ليدعو بالواو وقياس العربية حذفها إلا أنه قد جاء قليلاً. ألم تأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد واعلم أن الشارح شرح الحديث على أن المراد بالصلاة الشرعية وفيه بعد إنما قوي إرادت ذلك السبب كما قال راويه أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل على النبي فقال عجل هذا ثم دعاه فذكره (¬1) وعلى هذا قال الحافظ ابن حجر (¬2): إن الحديث من أقوى ما يستدل به على وجوب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد (د ت حب ك هق عن فضالة) بالفاء فضاد معجمة بزنة سحابة (بن عبيد) (¬3) مصغر عبد رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: صحيح. 713 - " إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة، وليدن من سترته، لا يقطع الشيطان عليه صلاته (حم د ن حب ك) عن سهيل بن أبي حثمة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة (709)، والبيهقي في السنن الصغرى (1/ 287). (¬2) فتح الباري (11/ 163). (¬3) أخرجه أبو داود (4811) والترمذي (3477)، وابن حبان (1960) والحاكم في المستدرك (1/ 230) وقال: صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (648).

(إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة) بضم السين المهملة وسكون المثناة الفوقية ما يستتر به عن المار وقد فسرها ما عند الشافعي وأبي داود والبيهقي: "إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئًا فإن لم يجد فلينصب عصا فإن لم يكن معه عصا فليخط خطًا" (¬1) (وليدن من سترته) قد قدر الدنو منها حديث الشيخين وغيرهما عن سهل بن سعد أنه كان بين مصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين الجدار ممر شاة (¬2) وقوله (لا يقطع الشيطان عليه صلاته) أي لئلا يقطع فإنه إذا لم يستتر قطع الشيطان أو كانت السترة لكنه لم يدن منها، وقطع الصلاة تقليل أجرها لا إبطالها وظاهر الأمر الوجوب باتخاذ السترة والدنو منها وحمله الجمهور على الندب كأنهم يقولون أنه علل بزيادة الأجر وهو لا يجب وظاهره اتخاذها في الفضاء والعمران وحملوه على الفضاء (حم د ن ك عن سهل بن أبي حثمة) (¬3) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما، وأقره الذهبي. 714 - " إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على جنبه الأيمن (د ت حب) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر) نافلته (فليضطجع على جنبه الأيمن) بين النافلة والفريضة قد ثبت هذا من فعله - صلى الله عليه وسلم - وهنا من قوله وهذا الحديث قال فيه الترمذي: صحيح، وقال ابن تيمية: باطلٌ، وقال ابن حزم: هذه الضجعة واجبة وأنها تبطل صلاة الفجر ممن لم يضطجع هذه الضجعة، وهذا مما خالف فيه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (689)، ابن ماجه (943)، وأحمد (2/ 249) .. (¬2) أخرجه البخاري (474)، ومسلم (8/ 5). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 2) وأبو داود (698) والنسائي (2/ 62) وابن حبان (2373) والحاكم (1/ 251)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (650) والسلسلة الصحيحة (1373).

الأمة قال ابن القيم (¬1): لقد رأيت كتابًا في نصرة ما ذهب إليه ابن حزم ومن وافقه أما غيره فمنهم [1/ 199] من قال: تسن ومنهم من قال: تكره ومنهم خص سنيتهما بمن يتهجد الليل (د ت حب عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لصحته. 715 - " إذا صلى أحدكم الجمعة فلا يصل بعدها شيئاً حتى يتكلم أو يخرج (طب) عن عصمة بن مالك (ض) ". (إذا صلى أحدكم الجمعة فلا يصل بعدها شيئًا) من النوافل ويأتي أنه يصلي بعدها أربعاً (حتى يتكلم أو يخرج) لئلا يظن من يراه أن الجمعة أربع (طب عن عصمة بن مالك) رمز المصنف لضعفه (¬3). 716 - " إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه، أو ليخلعهما بين رجليه، ولا يؤذ بهما غيره (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا صلى أحدكم) في مسجده (فليلبس نعليه) ويصلي فيهما فإنها سنة (أو ليجعلهما بين رجليه) من قدميه المراد ويجعلهما إذا كان فيهما ما يريبه وإلا فحديث شداد عند الطبراني: "صلوا في نعالكم ولا تشبهوا باليهود" (¬4) يقتضي أن السنة الصلاة فيهما ويحتمل أن يراد أنه يجعلهما لا لريبة فيهما بل له ذلك وإن كان خلاف الأولى (ولا يؤدي بهما غيره) حال لبسه أو خلعه (ك (¬5) عن أبي ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 318). (¬2) أخرجه أبو داود (1261) والترمذي (420) وقال: حسنٌ صحيحٌ غريبٌ، وابن حبان (2468) والبيهقي (3/ 45)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (642). راجع المجموع للنووي (4/ 28). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 181) رقم (4819) وفيه الفضل بن المختار وهو ضعيف كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 195) وصححه الألباني في صحيح الجامع (639). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 290) رقم (7164). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 259)، وقال: صحيح على شرط مسلم وكذلك ابن خزيمة (1009) وابن حبان (2183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (653).

هريرة) رمز المصنف لصحته. 717 - " إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعًا (حم م ن) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعًا) بعد كلام أو خروج وقد أطال العلماء الكلام في هذه الأربع ولابن القيم في الهدي (¬1) عليها كلام كثير وعلى الأربع قبل الجمعة (حم م ن عن أبي هريرة) (¬2). 718 - " إذا صلى أحدكم فأحدث فليمسك على أنفه ثم لينصرف (هـ) عن عائشة (ح) " (¬3). (إذا صلى أحدكم فأحدث) في صلاته، (فليمسك على أنفه) إيهاماً فعلياً بأنه يرعف (ثم لينصرف) عن صلاته، وتقدم في: "إذا أحدث" (هـ عن عائشة) رمز المصنف لحسنه والذي تقدم عنها عند أربعة من المخرجين ورمز هناك لصحته. 719 - " إذا صلى أحدكم في بيته ثم دخل المسجد والقوم يصلون؛ فليصل معهم تكون له نافلة (طب) عن عبد الله بن سرجس (ح) ". (إذا صلى أحدكم في بيته) أي الفريضة في بيته، فيه دليل على عدم وجوب الجماعة فإن غالب صلاة البيوت فرادى (ثم دخل المسجد والقوم يصلون) جماعة (فليصل معهم تكون له) هذه الأخرى معهم (نافلة) والفريضة هي الأولى وتقدم تحقيقه قريبًا (طب عن عبد الله بن سرجس) تقدم ضبطه وأنه بزنة نرجس ورمز المصنف لحسنه. وقال الهيثمي: فيه إبراهيم بن زكريا فإن كان العجلي ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (1/ 411). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 499) ومسلم (881) والنسائي (3/ 113). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1222) وإسناده ضعيف في إسناده عمر بن قيس وهو ضعيف، انظر ميزان الاعتدال (5/ 263)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (566) والسلسلة الضعيفة (2576).

فضعيف وإن كان غيره فلم أعرفه (¬1). 720 - " إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها؛ دخلت الجنة البزار عن أنس (حم) عن عبد الرحمن الزهري (طب) عن عبد الرحمن بن حسنة (صح) ". (إذا صلت المرأة خمسها) التي فرضت عليها (وصامت شهرها) الذي أوجب عليها (وحفظت فرجها) عن كل محرم (وأطاعت زوجها) وفيه أن طاعته مؤخرة عن تلك الواجبات (دخلت الجنة) لأن هذه الخلال أمهات أفعال الخير وأسباب دخول الجنة فإذا وفيت بها وقيت شر ما عداها، ولم يذكر الزكاة لأن غالب النسك عدم وجوبها عليهن ولا الحج لذلك ولأنهما قد ذكرا في أحاديث أخرى (البزار عن أنس حم عن عبد الرحمن بن عوف طب عن عبد الرحمن بن حسنة) رمز المصنف لصحته على رمز أحمد ثم على رمز الطبراني (¬2). 721 - " إذا صلوا على جنازة، فأثنوا خيرا، يقول الرب "أجزت شهادتهم فيما يعلمون، وأكفر له ما لا يعلمون" (تخ) عن الربيع بنت معوذ (ح) ". (إذا صلوا) أهل الإِسلام وتقدم ذكر الأربعين (على جنازة فأثنوا) عليها (خيرًا يقول الرب قد أجزت شهادتهم فيما يعلمون) مما يظهر للأعين ويطلع عليه العباد (وغفرت له ما لا يعلمون) من الذنوب والاعتقادات (تخ عن الربيع) (¬3) بضم الراء آخره عين مهملة مصغر ربيع (بنت معوذ) بزنة وهو بعين ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في "مجمع الزوائد" (2/ 44). وصححه الألباني في صحيح الجامع (654) والإرواء (734). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 191)، والطبراني كما في مجمع الزوائد (4/ 306) وقال الهيثمي: وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع (661). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 168) وفي إسناده خالد بن كيسان قال البخاري في حديثه نظر انظر: لسان الميزان (2/ 385)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (662) والصحيحة (1364).

مهملة وآخره ذال معجمة رمز المصنف لحسنه. 722 - " إذا صليت فلا تبزقن بين يديك، ولا عن يمينك، ولكن ابزق تلقاء شمالك إن كان فارغا، وإلا فتحت قدمك اليسرى، وادلكه (حم 4 حب ك) عن طارق بن عبد الله المحاربي (صح) ". (إذا صليت فلا تبزقن بين يديك) لأنها قبلته وهو مواجه لربه (ولا عن يمينك) تشريفًا لها وقد وقع في رواية زيادة: "بأن عن يمينك ملكًا" قيل أن المراد به الملك الذي يحضر المصلي لتأييده وإلهامه والتأمين على دعائه حال صلاته ويحتمل أنه الملك الموكل يكتب الحسنات وأن الملك الموكل يكتب السيئات يتنحى عنه (ولكن ابزق تلقاء شمالك إن كان فارغًا) عن المصلين ونحوهم (وإلا) يكن فارغًا (فتحت قدمك اليسرى وادلكه) بها وفيه جواز البزق في حال صلاته (حم 4 حب ك عن طارق بن عبد الله المحاربي) (¬1) بضم الميم فحاء مهملة بعد الألف راء نسبة إلى محارب قبيلة رمز المصنف لصحته. 723 - " إذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلَّم أحدًا من الناس "اللهم أجرني من النار" سبع مرات، فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوارًا من النار، وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدًا من الناس "اللهم أجرني من النار" سبع مرات، فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارًا من النار (حم د ن حب) عن الحارث التميمي (صح) ". (إذا صليت الصبح) هي صلاة الفجر (فقل قبل أن تكلم أحداً من الناس) فيه أنه لو قدم ذكرًا [1/ 200] كان وقت هذا القول الآتي ثانيًا فيقدم التهليل الآتي في حديث أبي ذر (اللهم أجرني من النار) قل ذلك سبع مرات (فإنك إن مت من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 396) وأبو داود (478) والترمذي (571) والنسائي (2/ 52) وابن ماجه (1021) وابن حبان (2271)، والحاكم في المستدرك (1/ 256) وصححه الألباني في صحيح الجامع (664) والصحيحة (1223).

يومك ذلك كتب الله لك جوارًا) بكسر الجيم آخره راء قال في القاموس (¬1) هو أن تعطي الرجل ذمة يكون بها جارة فتجيره (من النار وإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدًا من الناس) وظاهره قبل راتبة المغرب (اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارًا من النار حم د ن (¬2) حب عن الحارث التيمي) رمز المصنف لصحته. 724 - " إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء (د هـ حب) عن أبي هريرة (صح). (إذا صليتم على الميت) صلاة الجنازة (فأخلصوا له الدعاء) أو إذا دعوتم له في صلاة أو غيرها وهو من أخلص في عمله إذا جرده عن الرياء والمراد هنا الإقبال على الله في طلب الرحمة له والمغفرة (د هـ حب عن أبي هريرة) (¬3) رمز المصنف لصحته وفيه محمَّد بن إسحاق قال الحافظ ابن حجر وقد عنعن لكنه أخرجه ابن حبان عنه من طريقين مصرحًا بالسماع. 725 - " إذا صليتم خلف أئمتكم فأحسنوا طهوركم، فإنما يرتج على القارئ قراءته بسوء طهر المصلي خلفه (فر) عن حذيفة (ض) ". (إذا صليتم خلف أئمتكم فأحسنوا طهوركم) بالضم للطاء التطهر وبالفتح الماء الذي يتطهر به والمراد الأوَّل وهو كالوَضُوء والوُضوء والسُّحور والسَّحور (فإنما يرتج) بالمثناة التحتية مضمومة والراء بعدها مثناة فوقية فجيم ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص: 471). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (4/ 234) وأبو داود (5079) والنسائي في السنن الكبرى (9939)، وابن حبان (2022) وانظر كلام الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 309)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (571) والسلسلة الضعيفة (1624). (¬3) أخرجه أبو داود (3199) وابن ماجه (1497) وابن حبان (3076)، وقول ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 122)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (699) والإرواء (732).

يقال ارتج الباب أغلقه أي أن سوء طهارة المؤتم يلحق شومها الإِمام فيغلق عليه قراءته يقال ارتج (على القارئ) إذا استغلقت عليه (قراءته) والمراد بالقارئ هنا الإِمام لقوله (بسوء طهارة من خلفه) من المصلين (فر عن حذيفة) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 726 - " إذا صليتم فائتزروا، وارتدوا، ولا تشبهوا باليهود (عد) عن ابن عمر (ض) ". (إذا صليتم فائتزروا) البسوا المئزر (وارتدوا) ضعوا عليكم الرداء (ولا تشبهوا باليهود) فإنهم يسدلون أرديتهم ويأتي النهي عن السدل وهذا في حق من له ثوبان وإلا فالصلاة في الثوب الواحد جائزة ويجعله مئزرًا قال الطحاوي: إن الصلاة في الثوب الواحد لا تكره إلا لمن وجد غيره (عد عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لضعفه قال عبد الحق: فيه نصر بن حماد متروك، وإنما هو موقوف على ابن عمر وقال ابن القطان لا أعرف له طريقًا جيدًا. 727 - " إذا صليتم الفجر فلا تناموا عن طلب أرزاقكم (طب) عن ابن عباس (ض) ". (إذا صليتم الفجر فلا تناموا) بعده (عن طلب أرزاقكم) قال ابن القيم (¬3): ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (1032) وفي إسناده محمَّد بن الفُرُّحان، قال الخطيب (3/ 167): كان غير ثقة، وقال الذهبي في الميزان (6/ 295): خبر كذب وعبد الله بن ميمون، وانظر: فيض القدير (1/ 394). وقال الألباني في ضعيف الجامع (574) والسلسلة الضعيفة (2629): موضوع. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 38) في ترجمة نصر بن حماد، وقال عن أحاديثه كلها غير محفوظة. قال عبد الحق في الأحكام الوسطى (1/ 312) وقول ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (5/ 283) رقم (2471) في المطبوع من "بيان الوهم" (بدون لا)، قال: وهذا الحديث أعرف له طريقاً جيداً ذكره أبو بكر بن المنذر .. وصححه الألباني في صحيح الجامع (671). (¬3) زاد المعاد (4/ 219).

نومة الصبح تمنع الرزق لأن ذلك وقت تطلب فيه الخليقة أرزاقها وهو وقت قسمة الأرزاق فنومه حرمان رزق وهو أيضًا يضر بالبدن لإرخائه البدن وإفساده الفضلات الذي ينبغي تحليلها بالرياضة فتحدث تكسرًا وضعفًا وعيا وإن كان قبل التبرز والحركة والرياضة وإشغال المعدة بشيء فذلك الداء العضال المولد لأنواع من الأدواء انتهى (طب عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 728 - " إذا صليتم فارفعوا سبلكم فإن كل شيء أصاب الأرض من سبلكم فهو في النار (تخ طب هب) عن ابن عباس (ح) ". (إذا صليتم فارفعوا سبلكم) بضم السين المهملة وضم الموحدة: الثياب المسبلة كالرسل في المرسلة واليسر في المسورة وفي الشرح أنها بالفتح وقيل: إنها أغلظ ما يكون من الثياب تتخذ من مشاق الكتان قاله في النهاية (¬2) وهذا نهي عن إسبال الثياب في الصلاة (فإن كل شيء أصاب الأرض من سبلكم فهو في النار) أي صاحبه أو هو حقيقة يعذب به صاحبه وهذا يدل على تحريم إرخاء الثياب التي فوق المصلي عند الصلاة بحيث تصيب الأرض وأعظمها هذه الأعبئة المعروفة فإن غالبها أو كلها تصيب الأرض عند الصلاة (تخ طب هب عن بن عباس) (¬3) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: فيه عيسى بن قرطاس قال الهيثمي: ضعيف جدًا وقال النسائي: متروك وابن معين غير ثقة وعن العقيلي: من غلاة الرفض (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير كما في الكنز (9299) عن ابن عباس ولم أقف عليه عند الطبراني ولا في المجمع. وأخرجه الديلمي عن أنس (7380) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (573). (¬2) النهاية (2/ 340). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ (6/ 400) والطبراني في المعجم الكبير (11/ 261) رقم (11677) والبيهقي في الشعب (6130)، وقول الهيثمي في المجمع (2/ 50)، وابن عدي في الكامل (5/ 251)، وابن حبان في الضعفاء (2/ 118) والعقيلي في الضعفاء (3/ 396)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (577) والسلسلة الضعيفة (1626): موضوع. (¬4) انظر لترجمته: تهذيب الكمال (23/ 22 رقم 4651)، وقال الحافظ في التقريب (5320): متروك=

729 - "إذا صليتم صلاة الفرض فقولوا في عقب كل صلاة عشر مرات "لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير" يكتب له من الأجر كأنما أعتق رقبة الرافعي في تاريخه عن البراء" (ض). (إذا صليتم [1/ 201] صلاة الفرض فقولوا في عقب) في القاموس (¬1) العقب ككتف وبضم وبضمتين العاقبة ومن كل شيء آخره والمراد هنا بعدها للأفضل لا فيها نفسها وقوله (كل صلاة) عام للفرائض والنوافل ولكنها عند الإطلاق لا يتبادر منها إلا الفرائض ويدل هنا له قوله أولاً صلاة الفرض (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات) من غير زيادة ولا نقصان فلهذه الأعداد سر لا يعلمه إلا الله (يكتب له) أي قائل ذلك (من الأجر كأنما أعتق رقبة) وهذا عام في الصلوات الخمس وقد ورد تخصيص الفجر والمغرب بهذا الذكر كما في الترمذي وابن ماجه (¬2) من حديث أبي ذر: "من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثاني رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب له عشر حسنات ومحيت عنه عشر سيئات ورفعت له عشر درجات وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه وحرس من الشيطان ولم ينبغ لذنب أن يدركه ذلك اليوم إلا الشرك بالله عز وجل" ففيه الزيادة في اللفظ بقوله: يحيي ويميت: والزيادة في الأجر، ويحتمل أن عتق الرقبة يقوم في أجره مقام ما ذكر وفي المغرب عند الترمذي (¬3) من حديث عمارة أن من قال ذلك بعث الله ¬

_ = وقد كذّبه الساجي. (¬1) القاموس المحيط (ص 108). (¬2) أخرجه الترمذي (3474) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. (¬3) أخرجه الترمذي (3534) قال أبو عيسى: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث ليث ابن سعد ولا نعرف لعمارة سماعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - والنسائي في الكبرى (10413).

ملائكة يحفظونه من الشياطين حتى يصبح وكتب له بها عشر حسنات موجبات ومحي عنه عشر سيئات موبقات وكانت له بعدل عشر رقاب مؤمنات فيحتمل أن ذلك الأجر بعينه أعني المذكور هنا في الكتاب لقائل ذلك عقيب كل صلاة ومنها المغرب والفجر وهذا المذكور بخصوص ألفاظه وأجره فيهما أيضًا فيجمع الإنسان بين الذكرين في هاتين الصلاتين فيحصل له الأجران ويخير بين تقديم أيهما شاء لأن وقتهما دبر الصلاة وعقب الصلاة وهو واحد ويحتمل في ذكر المغرب والفجر هو هذا اللفظ الذي فيه الزيادة يحيي ويميت ويكون مخصصًا لهما من هذه الكلية المذكورة هنا لزيادة الذكر والأجر فيقتصر عليه فيهما وهذا الأقرب أو المتعين (الرافعي في تاريخه عن البراء) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 730 - "إذا صمت من الشهر ثلاثا فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة (حم ت ن حب) عن أبي ذر (صح) ". (إذا صمت من الشهر ثلاثًا) صيام ثلاثة أيام (فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة) هذا يعين ما عند أحمد والترمذي (¬2) من حديث أبي ذر "من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله" (حم ت ن حب عن أبي ذر) (¬3) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حديث حسن، وصحَّحه المصنف تبعًا لابن حبان. 731 - "إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي؛ فإنه ليس من ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين (2/ 119)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (575) والسلسلة الضعيفة (3276) وقال: ذكره الرافعي في ترجمة إبراهيم بن علي بن أحمد الجرجاني. قلت: ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً كغالب عادته، فهو مجهول. ومثله محمَّد بن أحمد الجرجاني وأبوه. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 145)، والترمذي (761)، والنسائي في الكبرى (2/ 134). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 162) والترمذي (761) والنسائي (4/ 222) وابن حبان (3655)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (673).

صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورا بين عينيه يوم القيامة (طب قط) عن خباب (ض) ". (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة) أي فيما قبل الزوال (ولا تستاكوا بالعشي) في النهاية (¬1) أنه من بعد الزوال إلى الغروب انتهى. وقد ذهب قوم إلى كراهة السواك للصائم من بعد الزوال لهذا، ولأنه يذهب الخلوف، وقال قوم: لا يكره لحديث عامر بن ربيعة (¬2) رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا أحصي يتسوك وهو صائم أخرجه أصحاب السنن، ولحديث (¬3): "خير خصال الصائم السواك" وأصرح من الجميع حديث أنس عند ابن حبان (¬4) "يستاك الصائم أول النهار وآخره برطب السواك ويابسه" وقد ضعف، وله شاهد من حديث معاذ وأما ما قيل أنه يكره لإزالته الخلوف الذي ثبت أنه عند الله أطيب من ريح المسك فضعف لأن الخلوف يحصل [1/ 201] من خلو المعدة ولا يزيله السواك وإنما يزيل وسخ الأسنان وقد ذكره في الحديث هذا وجه علة النهي عن السواك بعد الزوال بقوله (فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورًا بين عينيه يوم القيامة طب قط (¬5) عن خباب) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه الدارقطني: فيه كيسان ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 242). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (3/ 445) والترمذي (725) وأبو داود (4/ 236) وابن خزيمة (2007) وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 68) وعلقه البخاري وفيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف انظر التقريب (3065) أهـ. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 226). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1677) والبيهقي في السنن (4/ 372) والدارقطني (2/ 203) وإسناده ضعيف فيه مجالد بن سعيد، وضعفه الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 68). (¬4) ابن حبان في المجروحين (1/ 102) في ترجمة إبراهيم بن بيطار أبو إسحاق الخوارزمي وقال: يروى عن عاصم الأحول المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بما يرو بها على قلة شهرته بالعدالة. (¬5) الطبراني (4/ 78) رقم (3696)، الدارقطني (2/ 204) قال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 165): فيه كيسان أبو عمر وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وأورده الذهبي في الميزان=

القصاب غير قوي ويزيد بن بلال غير معروف (¬1). 732 - "إذا ضحى أحدكم فليأكل من أضحيته (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا ضحى أحدكم فليأكل) ندبًا (من أضحيته) فالأكل منها مندوب (حم عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬2). 733 - "إذا ضرب أحدكم خادمه فذكر الله فارفعوا أيديكم (ت) عن أبي سعيد (ض) ". (إذا ضرب أحدكم خادمه) فيه جواز ذلك تأديبًا (فذكر) الخادم (الله) أي ذكر أو المراد استعاذ به واستجار (فارفعوا أيديكم) عن ضربه إكرامًا لذكره لله تعالى (ت عن أبي سعيد) (¬3) رمز المصنف لضعفه. 734 - "إذا ضرب أحدكم خادمه فليتق الوجه (د) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا ضرب أحدكم خادمه) أو عدوه في الحرب ونحوه من حيوان غير إنسان كما يفيده العموم ويرشد إليه النهي عن وسم الدابة في وجهها كما يأتي (فليتق الوجه) أي ضربه فليضربه فيما عداه ويأتي تعليله (د عن أبي هريرة) (¬4) رمز ¬

_ = (5/ 405) في ترجمة كيسان، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (581) والسلسلة الضعيفة (2632). (¬1) انظر: كلام الدارقطني في السنن (2/ 204). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 391)، وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 38، 41) قال: لا يقول فيه أبو هريرة وهو عن عطاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسل أهـ. قال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 27) أخرجه أبو الشيخ في كتاب الأضاحي من طريق عطاء بن يسار عن أبي هريرة ورجاله ثقات، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 52) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (581) ثم تراجع وصححه في الصحيحة (2563). (¬3) أخرجه الترمذي (1950) وفي إسناده هارون العبدي وهو عمارة بن جوين ضعيف وأورده الذهبي في الميزان (5/ 209) في ترجمة عمارة بن جوين. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (582) والسلسلة الضعيفة (1441). (¬4) أخرجه أبو داود (4493) وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (674)، والصحيحة (862).

المصنف لصحته. 735 - "إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، وتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله؛ أدخل الله تعالى عليهم ذلا لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم (حم طب هب) عن ابن عمر (صح) ". (إذا ضن) بالضاد المعجمة من الضنة البخل (الناس بالدنيار والدرهم وتبايعوا بالعينة) بكسر المهملة فمثناة تحتية فنون وتقدم تحقيقه في إذا تبايعتم بالعينة كما في قوله (وتبعوا أذناب البقر) إلا أنه سبق بلفظ وأخذتم كما تقدم (وتركوا الجهاد) بلفظ تركتم (في سبيل الله) كما تقدم (أدخل الله تعالى عليهم ذلاً) بلفظ سلط الله كما تقدم (لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم) بلفظ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم وتقدم بيانه (حم طب هب عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لصحته والذي تقدم أخرجه أبو داود وعن ابن عمر أيضًا. 736 - "إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق؛ فإنه أوسع، وأبلغ للجيران (ش) عن جابر (ح) ". (إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق) عليه (فإنه) أي إكثاره (أوسع وأبلغ للجيران) ضبط بلفظ الأمر كأنه يريد يعمهم به ولم يصرح به كأنه أمر معروف عندهم (ش عن جابر) (¬2) رمز المصنف لحسنه. 737 - "إذا طلب أحدكم من أخيه حاجة فلا يبدأه بالماخ فيقطع ظهره ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 28) والطبراني في الكبير (12/ 433) رقم (13583) والبيهقي في الشعب (4224)، وصححه ابن القيم في حاشية أبي داود (9/ 245) وقال: إسناده صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (675) والسلسلة الصحيحة (11). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 377) والبزار كما في المجمع (5/ 19) وقال الهيثمي: ورجال البزار فيهم عبد الرحمن بن مضراء وثقه أبو زرعة وجماعة وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله رجال الصحيح. ولكن فيه الأعمش لم يسمع من جابر ولكن له شاهد عند مسلم وعزاه العجلوني (1/ 109) لابن أبي شيبة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (677) والسلسلة الصحيحة (1368).

لال الذي مكارم الأخلاق عن ابن مسعود". (إذا طلب أحدكم من أخيه) في الدين (حاجة فلا يبدأه) يبدأ الطلب (بالمدحة) بكسر الميم مصدر من مدحه مدحًا ومدحة (فتقطع ظهره) هو خلاف البطن والمال الكثير ويحتمل أنه كناية كأنه يأخذه لنفسه من ماله قطع ظهره أبانه من قطع الشيء أبانه وهو نهي عن تقديم المدح قبل طلب الحاجة فإنه ربما اهتز الممدوح وطرب لمدحه فأعطى الكثير من ماله لمادحه لولا مدحه لما أعطاه ذلك فيكون أخذه من يده كالأخذ من يد السكران وكالأخذ بوجه الحياء وقد ذكر ابن القيم (¬1) في بعض كتبه أن من دقيق الورع أن لا يأخذ الإنسان من أحد عطية عند فرط ارتياحه ونهاية مسرته لأنه ربما كانت كعطية السكران ودليله الحديث ومن هنا قيل إن من البيان لسحرًا وقد روى البيهقي هذا الحديث وذكر هذا اللفظ في أوله إن من البيان لسحراً فإذا طلب الحديث (ابن لال في مكارم الأخلاق عن ابن مسعود) (¬2) سكت المصنف عليه وفيه محمَّد بن عيسى بن حبان ضعفه الدارقطني وقال الحاكم: متروك. 738 - "إذا طلع الفجر فلا صلاة إلا ركعتي الفجر (طس) عن أبي هريرة (ح) ". (إذا طلع الفجر) ظهر ووضح (فلا صلاة) نفلاً (إلا ركعتي الفجر) نافلته، فيه النهي عن النافلة بعد طلوع الفجر ويحتمل أن المراد إذا طلع الفجر وصليت الفريضة فلا نفل بعدها إلا ركعتي الفجر فإنها تصلى بعد صلاة الفريضة ¬

_ (¬1) بدائع الفوائد (3/ 655). (¬2) أخرجه ابن لال في مكارم الأخلاق كما في الكنز (16797) والطبراني في المعجم الكبير (9/ 155) رقم (8780) والبيهقي في الشعب (4874)، وكذلك البخاري في الأدب المفرد (779) وقال المناوي (1/ 398) فيه محمَّد بن عيسى بن حبان، قال الدارقطني ضعيف متروك وقال الحاكم متروك. انظر لسان الميزان (5/ 333). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (583) وفي السلسلة الضعيفة (2415).

لما ثبت من تقريره - صلى الله عليه وسلم - لمن صلاهما بعد الفريضة وقد كان استنكره - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إنهما ركعتا الفجر فأقره وغيره من الأحاديث في معناه ويكون هذا مقيدًا لما عند الشيخين (¬1) وغيرهما من حديث أبي سعيد بلفظ لا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وغيره [1/ 202] من الأحاديث في معناه وقد سقناها في رسالتنا اليواقيت في المواقيت (طس عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لحسنه ولعله لشواهده وإلا فإنه قد أعل هذا الحديث بأن فيه إسماعيل بن قيس ضعيف. 739 - "إذا طلعت الثريا أمن الزرع من العاهة (طص) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا طلعت الثريا أمن الزرع من العاهة) الثريا تصغير ثَرْوى وهي المرآة المتموَّلة سميت بذلك لكثرة كواكبها مع ضيق المحل أفاده القاموس (¬3) والعاهة الآفة التي تلحق الزرع والثمار في فصل الشتاء وصدر فصل الخريف فيحصل الأمن منها عند طلوع الثريا في الوقت المذكور والمراد من طلوعها طلوعها عند الصبح وذلك في العشر الأوائل من أيار وسقوطها في العشر الأواسط من تشرين وبين طلوعها وغروبها آفات وعاهات وأمراض في الناس والثمار والإبل ومدة غيبتها بحيث لا تبصر نيف وخمسون ليلة لأنها تخفى لقربها من الشمس قبلها وبعدها فإذا بعدت ظهرت وقت الصبح. قال الحربي: إنما أراد بهذا الحديث بلاد الحجاز لأن في إيَّار يقع الحصاد ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1197) ومسلم (827). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (816) وقال: لم يرو هذين الحديثين عن يحيى بن سعيد إلا إسماعيل بن قيس تفرد بهما أحمد بن عبد الصمد. وقال الهيثمي (2/ 218): فيه إسماعيل بن قيس وهو ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (678) وكذلك في الإرواء (478). (¬3) القاموس المحيط (ص 1635).

فيها وتدرك الثمار وحينئذ تباع؛ لأنه قد أمن عليها من العاهة أفاده في النهاية (¬1). قلت: فالحديث سيق لبيان أنه مع طلوعها لا نهي عن بيع الثمار لأمنها العاهة لأنه منهي عن بيعها حتى تنجو من العاهة لما يأتي من حديث زيد بن ثابت: "نهى عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة"، فكأنه قيل: ومتى تنجو من العاهة؟ فقال: إذا طلعت الثريا (طص عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لضعفه وبين الشارح أن فيه ضعيفين. 740 - "إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني، وليصل علي، وليقل "ذكر الله من ذكرني بخير" الحكيم وابن السني (عق طب عد) عن أبي رافع (ض) ". (إذا طنت أذن أحدكم) الطنين صوت الأذن المعروف (فليذكرني وليصلي علي) أمر إرشاد وندب (وليقل ذكر الله من ذكرني بخير) فيه أنها لا تطن إلا من ذكر إنسان له بخير فلذا أمر بمكافأته والدعاء له بعد الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - ليكون دعاؤه مقبولاً، وفيه أنه تعالى جعل حركات الجوارح من غير سبب من صاحبها تكون عن أسباب خارجية، وفيه مأخذ لما قيل من اختلاج الأعضاء عضوًا عضوًا وقد جرب الناس من ذلك شيئًا كثيراً (الحكيم وابن السني طب عق عد عن أبي رافع) (¬3) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: إسناد الطبراني حسن، ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 324). (¬2) أخرجه الطبراني في الصغير (104) وقال المناوي (1/ 399): فيه شعيب بن أيوب الصريفيني أورده الذهبي في الضعفاء وقال أبو دود: أخاف الله في الرواية عنه، انظر المغني في الضعفاء (2772)، وميزان الاعتدال (7/ 37)، وفيه أيضاً النعمان بن ثابت أورده الذهبي في الضعفاء. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (585) والسلسلة الضعيفة (397). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (9222) وقال تفرد به معمر بن محمَّد وفي الصغير (1104) وفي المعجم الكبير (958) والبزار (3884) وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 138) وابن عدي في الكامل (6/ 113) (6/ 450) والعقيلي في الضعفاء (4/ 104) (4/ 261)، وقد عزاه الزيلعي في تخريج الكشاف (3/ 517) إلى ابن خزيمة، وقال ابن كثير: إسناده غريب وفي ثبوته نظر. وأورده الألباني في ضعيف الجامع (586) والسلسلة الضعيفة (2631)، وقال: موضوع. وذكره الشوكاني =

قال (¬1): وأقول: المتن صحيح فقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه فزعم من ضعفه أو حكم بوضعه باطل. 741 - "إذا ظلم أهل الذمة كانت الدولة دولة العدو، وإذا كثر الزنا كثر السباء، وإذا كثر اللوطية رفع الله تعالى يده عن الخلق، ولا يبالي في أي واد هلكوا (طب) عن جابر (ض) ". (إذا ظلم أهل الذمة) هم من جعل لهم المسلمون أمانًا وذمة من أعدائهم كاليهود والنصارى (كانت الدولة دولة العدو) بتثليث الدال المهملة هي الغلبة والظفر والانتقال عن حال الشدة إلى الرخاء وأريد هنا الأول أي إذا ظلم المسلمون من تحتهم من أهل الذمة جعل الله عقوبتهم نصر عدوهم عليهم وغلبتهم لهم جزاءًا وفاقًا (وإذا كثر الربا) بكسر الراء (كثر السباء) بزنة مهموز ممدود يتصدر سبي العدو سباه أسره والمراد إذا كثر ربا المسلمين في التجارات كثر سبا العدو منهم جزاءً وفاقًا فإنهم قصدوا تكثير الأموال بما لا يحله الله فأقل الله منهم الأنفس التي هي أعز من المال (وإذا كثرت اللوطية) العمل بعمل قوم لوط (رفع الله تعالى يده عن الخلق) كناية عن عدم الحفظ لهم والرعاية لهم كما أرشد إليه قوله (ولا يبالي بهم في أي واد هلكوا) في القاموس (¬2) ما أبالي بالة وبلاءً مبالاة أي ما أكترث انتهى [1/ 204]. والمراد عدم الملاحظة لشيء يدفع به عذابه عنهم وفيه بيان أن العقوبات أسبابها النسيان (طب عن جابر) (¬3) ¬

_ = في الفوائد المجموعة (ص: 224). (¬1) هذا ليس قول الهيثمي، بل هو قول المناوي في الفيض (1/ 399). (¬2) القاموس المحيط (ص 1632). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 184) رقم (1752) وفي مسند الشاميين (1193) وقال الهيثمي في المجمع (6/ 255): وفيه عبد الخالق بن زيد بن واقد وهو ضعيف وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (587) وفي السلسلة الضعيفة (1272).

رمز المصنف لضعفه. 742 - "إذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا تطيرتم فامضوا، وعلى الله فتوكلوا، وإذا وزنتم فأرجحوا (5) عن جابر". (إذا ظننتم فلا تحققوا وإذا حسدتم فلا تبغوا وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا) تقدم الكلام على كل جملة من هذه الجمل في إذا حسدتم إلا قوله (وإذا وزنتم فأرجحوا) وهو رجحان الميزان مثلثة رجوحًا ورجحانًا وأرجح له أعطاه وافيًا راجحًا كاملاً (¬1) (5 عن جابر) (¬2). 743 - " إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله (طب ك) عن ابن عباس (صح) ". (إذا ظهر الزنا) بالزاي والنون (والربا) بالراء والباء (في قرية) أو مدينة أو نحوهما (أو نحوهما فقد أحلوا) بالحاء المهملة أي أنزلوا (بأنفسهم عذاب الله) في إضافته إليه تفظيع لشأنه وتعظيم لقدره وفيه تعظيم لأمر هاتين المعصيتين (طب ك عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي (¬3). 744 - " إذا ظهرت الحية في المسكن فقولوا لها "إنا نسألك بعهد نوح، وبعهد سليمان بن داود، أن لا تؤذينا" فإن عادت فاقتلوها (ت) عن ابن أبي ليلى (ح) ". (إذا ظهرت الحية في المسكن فقولوا لها إنا نسألك بعهد نوح وبعهد سليمان بن داود لا تؤذينا) كأنه أخذ عليها هذان النبيان عهدًا أن لا تؤذي أحدًا (فإن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 300) الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 204)، والعقيلي في الضعفاء (/ 169)، وقال ابن حجر في الدراية (1/ 186): إسناده ضعيف. (¬2) القاموس (ص: 279). (¬3) أخرجه الطبراني في الجامع الكبير (1/ 178) رقم (460)، والحاكم في المستدرك (2/ 77) وقال صحيح الإسناد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (679).

عادت) إلى الظهور (فاقتلوها) هذا في حيّات البيوت فلا يعارضه حديث ابن عباس: "اقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في الصلاة" (¬1) فالمراد غير حية المسكن أو حية المسكن بعد المناشدة أيضًا، وفيه دليل أن للحية إدراكًا فلذا أمر مناشدتها وإن لجوارها حقًا فلذا أمهلت ثلاثة أيام كما يدل له ما يأتي فإذا لم تعمل بالمناشدة لم يبق لها حق ولا حرمة فتقتل بعد ذلك وإن لم يخف شرها وأنها لا تقتل مثل ذلك كما أخرج مسلم (¬2) في حديث طويل وفيه أن رجلاً استأذن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يأتي أهله فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها ليطعنها بالرمح وأصابته غيرة فقالت: اكفف عنك رمحك وادخل البيت حتى تنظر الذي أخرجني فدخل البيت فإذا فيه حية عظيمة مبطونة على الفرالش فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به ثم خرج فركزه في الدار فاضطربت عليه فما يدري أيهما كان أسبق موتًا الحية أو الفتى؟ فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا له ذلك، وقلنا: ادع الله أن يحييه فقال: "استغفروا لصاحبكم" ثم قال: "إن بالمدينة جنًّا قد أسلموا فإذا رأيتموهم فأذنوهم ثلاثة أيام فإذا بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان". فدلَّ أنه يُقتل بعد المناشدة وإن لم يخف شره وهذا مقيد لمطلق المناشدة هنا، نعم قد ادعى البعض أن هذه الأحاديث منسوخة بحديث ابن مسعود: "اقتلوا الحيات كلَّهن من خاف ثأرهن فليس منا" قال الحافظ الكبير عبد العظيم المنذري (¬3): ذهب جماعة من أهل العلم إلى قتل الحيات أجمع في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2222) منه قوله - صلى الله عليه وسلم -: وإذا وزنتم فأرجحوا، وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 313) في ترجمة عبد الرحمن بن سعد بن عمار قال ابن حجر في الفتح (10/ 213) سنده لين، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (588). (¬2) أخرجه مسلم (2236). (¬3) أورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 384)، وأخرجه أبو داود (5249)، والنسائي في المجتبى (6/ 51) وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 46) وقال: رجاله ثقات.

الصحاري والبيوت بالمدينة وغيرها ولم يثتثنوا من ذلك نوعًا ولا جنسًا ولا موضعًا واحتجوا على ذلك بأحاديث عامة كحديث ابن مسعود المتقدم وأبي هريرة وابن عباس، وقالت طائفة بقتل الحيات أجمع إلا سواكن البيوت بالمدينة وغيرها فإنها لا تقتل لما جاء في حديث أبي لبابة وزيد بن الخطاب من النهي عن قتلهن بعد الأمر بقتل الحيات وقالت طائفة بإنذار سواكن البيوت بالمدينة وغيرها فإن بدين بعد الإنذار قتلن وما وجد منهن في غير البيوت قتلن من غير إنذار وقال مالك: يقتل ما وجد منها في المساجد ثم إنه اختار البعض أن يقال في التخريج ما ذكر وقال بعضهم: أنه يقال أخرج بالله عليك واليوم الآخر أن لا تبدوا لنا ولا تؤذينا، وقال بعضهم: يقال لها: أنت في خرج إن عدت إلينا [1/ 205] فلا تلومينا أن تضيق عليك بالطرد والتتبع، وقالت طائفة: لا تنذر إلا حيات المدينة فقط لما في حديث أبي سعيد من إسلام طائفة من الجن بالمدينة وأما حيات غير المدينة في جميع الأرض والبيوت فتقتل من غير إنذار ثم إنا لا نتحقق وجود المسلمين من الجن ثم ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "خمس من الفواسق تُقتل في الحل والحرم" (¬1) وذكر منها الحيات، وقالت طائفة: يُقتل الأبتر وذو الطفيتين، قال الحافظ المنذري (¬2): ولكل هذه الأقوال وجه قوي ودليله ظاهر (ت (¬3) عن أبي ليلى) هو أبو ليلى الأنصاري اسمه بلال أو داود بن بلال (¬4) صحابي شهد بدرًا وأُحدًا وما بعدها نزل الكوفة، يقال أنه قتل بصفين ورمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3136)، ومسلم (1198). (¬2) انظر الترغيب والترهيب (3/ 384). (¬3) أخرجه الترمذي (1485) وقال حسن غريب لا نعرفه من حديث ثابت البناني إلا من هذا الوجه من حديث بن أبي ليلى والطبراني (7/ 79) رقم (6428)، في إسناده محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي قال الحافظ في التقريب (6081) صدوق سيء الحفظ، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (590) والسلسلة الضعيفة (1508). (¬4) انظر الإصابة (7/ 352).

745 - " إذا ظهرت الفاحشة كانت الرجفة، وإذا جار الحكام قل المطر، وإذا غدر بأهل الذمة ظهر العدو (فر) عن ابن عمر (ض) ". (إذا ظهرت الفاحشة) هي كل ما يشتد قبحه من الذنوب والمعاصي وكثيرًا ما يراد بها الزنا أفاده في النهاية (¬1). قلت: والمراد هنا الزنا بدليل حديث ابن عباس الماضي: "إذا ظهر الزنا ... " الحديث. وأظهر منه حديث أبي هريرة: "إذا أراد الله بقرية هلاكًا أظهر فيهم الزنا" (¬2). (كانت الرجفة) أي وجدت ووقعت فهي تامة والرجف أصله الحركة والاضطراب كما تقدم والمراد هنا حركة الأرض بأهلها وهذا يفسر الإهلاك الماضي في حديث أبي هريرة أنه الرجفة أو أنه تعيين لنوع من أنواع الهلاك مع الإهلاك بأنواع أخر، ولعله الأقرب لأنه هنالك قرن الربا بالزنا فيحتمل أنهما معًا سببان للإهلاك فلا يتم ما قلناه هنا، ويحتمل أن لكل واحد سبب للإهلاك فيتم وهذا الحديث دالّ على أنَّ الزنا وحده سبب للإهلاك ويحتمل أن المراد هنا رجفة لا هلاك فيها بل تخويف (وإذا جار الحكام) الجور خلاف العدل وهو مجاوزة الحد فعلًا وذلك بالإفراد كالزيادة على ما قدره الشارع من الحدود مثلًا ويكون ذلك بالتفريط وذلك بالتضييع لما أمر به الشارع وكلاهما مذمومان وإطلاقه على الأول هو الأشهر ويدل عليه تسمية الثاني ظلمًا كما في حديث الوضوء: "فمن زاد أو نقص فقد أساء وظلم"، فسمي النقص ظلمًا وإن كانت هذه الزيادة قد تكلم فيها فالإطلاق لغوي صحيح ولو بطريق التغليب وإن كان لا يتم به هنا الدليل (قل المطر) فالجور سبب لقلة الأمطار. ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 415). (¬2) أخرجه الديلمي كما في فيض القدير (1/ 266) وقال: فيه حفص بن غياث فإن كان النخعي في الكاشف ثبت وإذا حدث من كتابه وإن كان الراوي عن ميمون فمجهول.

(وإذا غدر بأهل الذمة ظهر العدو) وغلب وتم له النصر على أهل الإِسلام وقد سلف قريبًا ويأتي حديث ابن عباس أشمل من هذه: "خمس بخمس .. " الحديث وعبر فيه عن جور الحكام أن يحكموا بغير ما أنزل الله وعن قلة المطر بالفقر (فر عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأن فيه يحيى بن يزيد النوفلي قال الذهبي: مجمع على ضعفه. لكن للحديث شواهد. 746 - " إذا ظهرت البدع، ولعن آخر هذه الأمة أولها، فمن كان عنده علم فلينشره فإن كاتم العلم يومئذ ككاتم ما أنزل الله على محمَّد. ابن عساكر عن معاذ (ض) ". (إذا ظهرت البدع) جمع بدعة وتقدم تفسيرها (ولعن آخر هذه الأمة أولها) كما وقع من لعن الرافضة للمشايخ والخوارج لعلي - رضي الله عنه - وغير ذلك (فمن كان عنده علم) يبطل به البدع ويدفع بها لعن السلف (فلينشره) يظهره ويبرزه (فإن كاتم العلم يومئذ) يوم إذ تصدر هذه القبائح (ككاتم ما أنزل على محمَّد) من الوحي والحديث من أعلام النبوة فقد وقع الأمران ولم يسمع من العالم منقول ولا مثل علمه فينشر فإنا لله وانا إليه راجعون. ويأتي حديث ابن ماجه (¬2): "من كتم حديثًا فقد كتم ما أنزل الله" (ابن عساكر عن معاذ) (¬3) رمز المصنف لضعفه ورواه ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (1310) وأخرجه ابن عدي (7/ 247) في ترجمة يحيى بن يزيد وقال: وهو ضعيف ووالده يزيد ضعيف والضعف على أحاديثه التي أمليت والذي لم أمله بين وعامتها غير محفوظة وقال الذهبي: قال أبو حاتم: منكر الحديث، لا أدري منه أو من أبيه، وقال: قلت: وأبوه مجمع على ضعفه. انظر: ميزان الاعتدال (4/ 414). (¬2) أخرجه ابن ماجه (283) وقال في الزوائد: في الإسناد الحسن بن أبي السري وهو كذاب، وعبد الله بن السري ضعيف، وقال الشيخ الألباني: ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (2711) وأبو عمر الداني في السنن (287) وابن عساكر (54/ 80)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (589) وقال في السلسلة الضعيفة (1506) منكر رجاله ثقات غير ابن رمل هذا، ترجمة ابن عساكر، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.

الديلمي عن معاذ أيضًا بلفظ: "إذا ظهرت البدع من أمتي وشتم أصحابي فليظهر العالم علمه وإلا فعليه لعنة الله" (¬1) [1/ 206]. 747 - " إذا عاد أحدكم مريضا فليقل: "اللهم اشف عبدك، ينكأ لك عدوًّا، أو يمشي لك إلى صلاة" (ك) عن ابن عمر (صح) ". (إذا عاد أحدكم مريضًا) من مرضى أهل الإِسلام (فليقل اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا) بقوله أو فعله (أو يمشي لك) لأجل أمرك (إلى صلاة) والفعلان غير مجزومين لأنه لم يقصد السببية (ك ابن عمر) ورمز المصنف لصحته وصححه الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي (¬2). 748 - " إذا عاد أحدكم مريضا فلا يأكل عنده شيئاً، فإنه حظه من عيادته (فر) عن أبي أمامة (ض) ". (إذا عاد أحدكم مريضًا فلا يأكل عنده شيئًا) ولا يشرب ولا يمس طيبًا ويحتمل الأول لا غير (فإنه) أي الأكل (حظه) العائد أي أجره وثوابه (من عيادته) وهذا إذا لم يتضرر بترك الأكل عنده وأحب أن يأكل أو يشرب عنده فالأولى موافقته لأن المراد من العيادة تطييب خاطره وإراحة نفسه (فر عن أبي أمامة) (¬3) رمز المصنف لضعفه لأن فيه موسى بن وردان ذكره الذهبي في الضعفاء. 749 - " إذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة (د هق) عن رجل من ¬

_ (¬1) أورده السيوطي في مفتاح الجنة (1/ 66). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 344) وكذلك أبو داود (3107)، ابن حبان (2974)، وفي الإسناد حي بن عبد الله المعافري ضعيف قال البخاري: فيه نظر، انظر الضعفاء الكبير (1/ 319) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (681) والسلسلة الصحيحة (1365)! (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (1202) وفي إسناده موسى بن وردان أورده الذهبي في المغني في الضعفاء (6544)، وضعفه الألباني في الجامع (592) والسلسلة الضعيفة (2287).

الصحابة (ح) ". (إذا عرف الغلام) ميز (يمينه من شماله) والجارية مثله لأن النساء تبع للرجال في الأحكام فالجواري أيضًا تبع للغلمان (فمروه بالصلاة) ويأتي حديث ابن عمرو: "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر" (¬1) ولكن التمييز المذكور قد يكون قبل بلوغ السبع فكان هذا الأمر الأول يكون أخف من أمرهم لسبع (د هق عن رجل من الصحابة) (¬2) تقدم أنها لا تضر جهالة عينه لأن الصحابة كلهم عدول عند أئمة الحديث والمصنف رمز لحسنه. 750 - " إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه، وليخفض صوته (ك هب) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا عطس أحدكم فليضع كفيه على وجهه) تقدم في التثاؤب وضع اليد على الفم لئلا يدخل الشيطان وأما هنا فالأمر بذلك لئلا ينظر منه الحاضرون هيئة منكرة تستقبح لأنه يتكيف الوجه عند العطاس بكيفية منكرة ويحتمل أنه يراد بالوجه الفم من إطلاق الكل على جزئه ويؤيده حديث أبي هريرة: "كان رسول ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (495). (¬2) أخرجه أبو داود (497) والبيهقي في السنن (3/ 84) هشام بن سعد حدثني معاذ بن عبد الله بن حبيب الجهني قال: دخلنا عليه فقال لامرأته متى يصلي الصبي؟ فقالت كان رجل منا يذكر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن ذلك فقال "إذا عرف يمينه من شماله فمروه بالصلاة". قال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 184) قال ابن القطان لا تعرف هذه المرأة ولا الرجل الذي روت عنه. وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير (274) والأوسط (3019) عن عبد الله بن خبيب الجهني به، وقال لا يروى عن عبد الله بن خبيب وله صحبة إلا بهذا الإسناد تفرد به عبد الله بن نافع عن هشام بن سعد. قال ابن الملقن في البدر المنير (3/ 242) قلت: وهو (عبد الله بن نافع) ثقة وإن لينه بعضهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (594).

الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه" أخرجه أبو داود (¬1) فالثوب يقوم مقام اليد (وليخفض بها صوته) لما تقدم أن الشيطان يرفع صوته بالجشاء والعطاس ومخالفته مطلوبة للشارع (ك هب (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي. 751 - " إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه وإذا لم يحمد الله فلا تشمتوه (حم خدم) عن أبي موسى (صح) ". (إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه) في النهاية (¬3) أنه بالشين المعجمة والسين المهملة الدعاء بالخير والبركة والمعجمة أعلاهما يقال شمت فلانًا وشمت عليه تشميتًا فهو مُشَمِّت وهو من الشوامت وهي القوائم كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله وقيل معناه أبعدك الله من الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك انتهى. والحديث أفاد أنه لا يشمت إلا من حمد الله وظاهره وجوب التشميت لمن حمد الله (وإذا لم يحمد الله فلا تشمتوه) ويأتي أنه من حقوق المسلم الستة وصفة الحمد قد صرح بها الحديث الآتي عن ابن مسعود وعن سالم وعن زيد قيل أنه يقول العاطس لمن يشمته يغفر الله لنا ولكم، والحديث في كل عاطس حامد ويأتي تقييده بأنه لا يشمته بعد الثلاث ويأتي أن الحامد إذا وصف الله برب العالمين شمتته الملائكة فينبغي أن يحرص على ذلك لتدعو له الملائكة فاستفدنا من الجميع أربع سنن للعاطس، الأولى: تغطية وجهه بكفيه. الثانية: خفض صوته، الثالثة: قوله الحمد لله رب العالمين، الرابعة: إجابته لمن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5029) والترمذي (2745) وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ وفي إسناده محمَّد بن عجلانه قال ابن حجر: صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. التقريب (6236). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 264) والبيهقي في الشعب (9353)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (685). (¬3) النهاية (2/ 499).

يشمته بالدعاء له ولنفسه بالمغفرة وللسامعين سنة واحدة وهي الدعاء له فائدة: إنما شرع الحمد للعاطس لأنه يخرج من الدماغ أدواء قال ابن القيم (¬1): ولما كان العاطس قد حصل له بالعطاس نعمة ومنفعة بخروج الأبخرة من دماغه الذي لو بقيت فيه أحدثت [1/ 207] له أدواء عسرة شرع له الحمد على هذه النعمة مع بقاء أعضائه على التئامها وهيئتها بعد هذه الزلزلة للبدن كزلزلة الأرض. قال (¬2): واختلف في مسألتين أحدهما أن العاطس إذا حمد الله فسمعه بعض الحاضرين دون بعض هل يسن لمن لم يسمعه تشميته؟ فيه قولان، الأظهر: أنه يشمته إذا تحقق أنه حمد الله، وليس المقصود سماع المشمت نفسه، وإذا ترك الحمد هل يستحب لمن حضره أن يذكره؟ قال ابن العربي: لا يذكر، قال وهذا جهل من فاعله قال ابن القيم: ظاهر السنة يقوي قول ابن العربي؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يشمت الذي عطس عنده ولم يحمد الله ولم يذكره انتهى. (حم خد م عن أبي موسى) (¬3). 752 - " إذا عطس أحدكم فليقل "الحمد لله رب العالمين" وليقل له "يرحمك الله" وليقل هو "يغفر الله لنا ولكم" (طب ك هب) عن ابن مسعود (حم 3 ك هب) عن سالم بن عبيد الأشجعي (صح) ". (إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين) هذا بيان كيفية الحمد (وليقل له) أي يقول من سمعه (يرحمك الله وليقل) إجابة لهم (يغفر الله لنا ولكم) فيه أنه يندب تقديم الدعاء للنفس عند الدعاء للغير (طب ك هب عن ابن ¬

_ (¬1) زاد المعاد (2/ 438). (¬2) زاد المعاد (2/ 442). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 412) والبخاري في الأدب المفرد (941)، ومسلم (2992).

مسعود) (¬1) رمز المصنف لصحته (حم 3 ك هب عن سالم بن عبيد الأشجعي). 753 - " إذا عطس أحدكم فقال "الحمد لله" قالت الملائكة "رب العالمين" فإذا قال "رب العالمين" قالت الملائكة "رحمك الله" (طب) عن ابن عباس (ض) ". (إذا عطس أحدكم فقال الحمد لله قالت الملائكة رب العالمين) يحتمل أنه ملكاه أو كل ملك سامع (إذا قال) العاطس (رب العالمين قالت الملائكة يرحمك الله) شمتته لما وصف ربه بربوبيته العالم وإجابته للدعاء بالمغفرة شاملة لهم ويحتمل أنه لا يشرع له الإجابة بالدعاء إلا لمن سمعه شمته (طب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه (¬2). 754 - " إذا عطس أحدكم أي وحمد الله فليشمته جليسه، فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم، ولا يشمت بعد ثلاث (د) عن أبي هريرة (ح) ". (إذا عطس أحدكم) أو حمد الله (فليشمته جليسه) فيه أن غير الجليس كالمار به السامع لعطاسه وحمده لا يشرع له تشميته (فإن زاد) العاطس (على ثلاث) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 162) رقم (10326)، والحاكم (4/ 266) والبيهقي في الشعب (9346)، وقال الحاكم: هذا حديث لم يرفعه عن عبد الله بن مسعود غير عطاء بن السائب وتفرد بروايته عن جعفر بن سليمان الضبعي وأبيض بن أبان القرشي، انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 63). أهـ. وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 243) قال أبي: هذا خطأ، الناس يروونه عن عبد الله، موقوفاً، منهم جعفر بن سليمان (انظر التقريب 942)، وغيره، وأبيض: شيخ، وعطاء بن السائب: اختلط بآخرة. (انظر التقريب 4592). وأخرجه أحمد بن حنبل (6/ 7) وأبو داود (5031) والترمذي (2740) والحاكم في المستدرك (4/ 266) والبيهقي في الشعب (9342). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 453) رقم (12284) والطبراني في الأوسط (3371) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 57) فيه عطاء بن السائب وقد اختلط انظر التقريب (4592) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (595) والضعيفة (2577).

عطسات (فهو مزكوم) فإن قيل فإن كان مزكوم فهو أولى أن يدعى له ممن لا علة به قيل نعم يدعى له كما يدعى للمريض ومن به علة ووجع ولا يدعى له بدعوة العطاس الذي يحبه الله وهو دليل خفة البدن بخروج الأبخرة المتحقنة وإنما يكون إلى تمام الثلاث ثم يدعى لصاحبه بالعافية (ولا يشمت بعد ثلاث) قد عورض بمعارضتين الأولى: أنه عطس عنده - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال له - صلى الله عليه وسلم -: يرحمك الله ثم عطس أخرى فقال: الرجل مزكوم، هذا لفظ مسلم (¬1) أنه قاله في الثانية ورواه الترمذي (¬2) عن سلمة: عطس رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا شاهد فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يرحمك الله" ثم عطس الثانية والثالثة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا مزكوم" قال الترمذي: وهذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، قيل: فترجح هذه الرواية على رواية مسلم لموافقة أحاديث القول، منها حديث الكتاب ومنها ما عند أبي داود (¬3) عن سعيد بن أبي سعيد من حديث أبي هريرة موقوفًا عليه شمت أخاك ثلاثًا فما زاد فهو زكام، وفي رواية عن سعيد قال لا أعلمه إلا رفع الحديث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. والثانية معارضة النهي بحديث أبي داود (¬4) عن عبيد بن رفاعة الزرقي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يشمت العاطس ثلاثًا فإن زاد فإن شئت شمته وإن شئت فكف، إلا أنه قال ابن القيم (¬5): له علتان أحدهما: إرساله فإن عبيدًا هذا ليس له صحبة، والثانية: أن فيه يزيد بن عبد الرحمن الدالاني وقد تكلم فيه. انتهى. قلت: قال الذهبي (¬6): فيه يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني مشهور ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2993). (¬2) أخرجه الترمذي (2743). (¬3) أخرجه أبو داود (5034). (¬4) أخرجه أبو داود (5036). (¬5) زاد المعاد (2/ 441). وانظر: الجرح والتعديل (5/ 406). (¬6) المغني في الضعفاء (7122).

حسن الحديث، قال أحمد: لا بأس به، وقال ابن حبان: فاحش الوهم فلا يجوز الاحتجاج به. انتهى (د عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه (¬1). [1/ 208] 755 - " إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة الإِسلام، وإذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي، وإذا تسابت أمتي سقطت من عين الله الحكيم عن أبي هريرة (ض) ". (إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت منها هيبة الإِسلام) أي الهيبة التي جعلها الله لأهل الإِسلام في قلوب أعدائه فالإضافة إلى فاعل المصدر على حذف المضاف أي هيبة الأمة نفسها للإسلام أي لا تحتفل بأحكامه وما أمر الله به ونهى عنه ولا تعظمه ولا تهاب مخالفة الله لما نهى عن مخالفته ويحتمل أن المراد هيبة عدو أهل الإِسلام لأهل الإِسلام أي نزع عنهم مخافتهم وسلطوا عليهم (وإذا تركت الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي) الذي بين يديها من كتاب الله تعالى الذي أنزله كتابًا مباركًا ونورًا وهدى فتحرم هذه البركات فلا تنتفع به ولا يستشفى به من أدواء الجهالة في قلوبها وأبدانها ولا ترحم من الله تعالى ببركته (وإذا تسابب أمتي) سب بعضها بعض كما نراه من هذه الطوائف التي يحزب كل منهم لفريق واشتغل بمساوئ غيره وتلاعنت وكفر بعضها بعضا وأصله كله وسببه الاختلاف في الدين (سقطت من عين الله) كناية عن إهماله تعالى لها وعدم عنايته بأمرها فلا ينظر إليها برحمته (الحكيم عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لضعفه قال العراقي ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5034) وصححه الألباني في صحيح الجامع (684) والسلسلة الصحيحة (1330). (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (270) من رواية أبي هريرة وفي إسناده البختري بن عبيد وهو ضعيف جدًّا وكذبه الأزدي وأبوه مجهول ينظر: الكامل (2/ 57) والمجروحين (1/ 202) والميزان (2/ 6) وأخرجه ابن أبي الدنيا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برقم =

بالمعروف من حديث الفضيل. 756 - " إذا علم العالم فلم يعمل كان كالمصباح يضيء للناس ويحرق نفسه ابن قانع في معجمه عن سليك الغطفاني (ض) ". (إذا علم العالم فلم يعمل) بما علم (كان كالمصباح) أبان وجه الشبه بقوله (يضي للناس ويحرق نفسه) فهو من التشبيه المفصل كقوله: وأدمعي في صفاء ... وثغرة كاليالي كما علم في علم البيان، إن قلت سبق أن العلماء سرج الدنيا ومصابيح الآخرة وهو تشبيه مفيد للرفع من شأنهم والإعظام وهنا سيق للذم والمشبه به واحد وهو السراج؟ قلت: هناك وجه الشبه مجرد نفع العباد في الدارين، في الدنيا بعلومهم وفي الآخرة بشفاعتهم ومثل هذا جائز وهو أن يشبه شيء بشيء بصفتين حاصلتين فيه كما هنا وتشبيه ذلك الشيء بعينه في صفة من صفاته، ونظيره أن يشبه زيدًا بالأسد في الشجاعة والفخر وفيه أن العلم بلا عمل مجرد ضر لحامله (ابن قانع (¬1) في معجمه عن سليك) (¬2) بضم السين المهملة بعد لامه مثناة تحتية (الغطفاني) بفتح الغين المعجمة والفاء نسبة إلى قبيلة، ورمز المصنف لضعفه. ¬

_ = (70) وفي ذم الدنيا (322) عن الفضيل وفي العقوبات (37). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (597) وفي السلسلة الضعيفة (2578). (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة برقم (395) وأخرجه الخطيب البغدادي في "اقتضاء العلم والعمل" (69). وقال الألباني في ضعيف الجامع (589) والسلسلة الضعيفة (2633) موضوع. في إسناده أبو داود النخعي واسمه سليمان بن عمرو قال أحمد كذاب وسئل مرة أخرى أيضع الحديث قال نعم كان أبو داود النخعي يضع الحديث وقال يحيى هو من يعرف بالكذب ووضع الحديث وقال البخاري هو معروف بالكذب وقال النسائي والدارقطني متروك. انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 22) والمغني في الضعفاء (2610). (¬2) انظر الإصابة (3/ 165) (3432)

757 - " إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه، فإنه مما يسلي بنفس المصاب ابن سعد عن عطاء مرسلا". (إذا عمل أحدكم عملاً) يحتمل أن المراد به الدنيوي أو الأخروي ويحتمل أنه أريد الآخرة، فقط وهو الذي يناسب قوله (فليتقنه) يحكمه ويفعله على أكمل حالاته (فإنه) أي الإتقان للعمل (مما يسلي بنفس المصاب) فإن الأعمال الأخروية هي التي يسلو بها نفس المصاب وما في حديث: "إن الله يحب من العبد إذا عمل عملاً أن يتقنه" (¬1) بإحكام العمل له علتان: تسلية نفس المصاب ومحبة الله تعالى له (ابن سعد عن عطاء) ممدود وتقدم غير مرة وهو إذا أطلق (ابن أبي رباحٍ) (¬2) تابعي جليل مشهور ورباح بفتح الراء فموحدة بعد الألف فحاء مهملة (مرسلاً) (¬3). 758 - " إذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة: السر بالسر، والعلانية بالعلانية (حم) في الزهد عن عطاء مرسلاً". (إذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة) ندامة واستغفارًا وعزمًا على أن لا يعاودها (السر بالسر) إن كانت الأشياء سرًا فالتوبة سر (والعلانية بالعلانية) فمن ارتكب فاحشة ظاهره فعليه إظهار التوبة منها ليزيل عمن علم عصيانه ظن بقائه عليها (حم في الزهد عن عطاء بن يسار مرسلاً) (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (4386)، والطبراني في الأوسط (897) وقال الهيثمي في المجمع: فيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه جماعة (4/ 98). (¬2) انظر التقريب (4591). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 141) وقال الألباني في ضعيف الجامع (599) والسلسلة الضعيفة (2647) ضعيف جداً. في إسناده طلحة بن عمرو الحضرمي قال الحافظ في التقريب (3030) متروك. ثم هو مرسل. (¬4) أخرجه أحمد في الزهد (ص 26)، قال المناوي (1/ 406) قال العراقي: فيه انقطاع. وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2/ 1003) رواه البيهقي في الشعب من حديث معاذ وفيه رجل لم=

759 - " إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها (حم) عن أبي ذر (صح) ". (إذا عملت سيئة فاتبعها حسنة تمحها) قال تعالى: {إِن الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} [هود: 114] وفيه أن الحسنات تمحو شؤم السيئات (حم عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته (¬1). 760 - " إذا عملت عشر سيئات فأعمل حسنة تحدرهن بها" ابن عساكر عن عمرو بن الأسود مرسلاً (ض) ". (إذا عملت عشر سيئات فأعمل حسنة تحدرهن بها [1/ 209] هو بمثناة فوقية فحاء مهملة فدال مهملة مضمومة فراء من الحدر وهو ضد الصعود أي يردهن بها فلا تصعد بها الملائكة وهو مثلما سلف (ابن عساكر عن عمرو بن الأسود) (¬2) تابعي جليل أحد زهاد الشام قال أحمد بن حنبل: من أراد أن ينظر إلى هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود (مرسلاً) (¬3) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ = يسم ورواه الطبراني في الكبير (20/ 159) رقم (10788) من رواية عطاء بن يسار عن معاذ ولم يلقه بلفظ "وما عملت من سوء فأحدث لله فيه توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية" وقال المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 48) رواه الطبراني بإسناد حسن إلا أن عطاء لم يدرك معاذا ورواه البيهقي فأدخل بينهما رجلاً لم يسم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (600). (¬1) أخرجه أحمد (5/ 169)، وقال الهيثمي (10/ 81) رجاله ثقات إلا أن شمر بن عطية حدث به عن أشياخه عن أبي ذر ولم يسم أحداً منهم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (690) والسلسلة الصحيحة (1373). (¬2) أخرجه ابن عساكر (45/ 274) مرسلاً وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (601) والسلسلة الضعيفة (7145) في إسناده مجاهيل: أبو علقمة نصر بن خزيمة: ذكره برواية واحد ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ولم يورده ابن حبان في "ثقاته". ونحوه أبوه -وهو: (خزيمة بن جنادة بن محفوظ بن علقمة) -: ذكره المزي في الرواة عن (نصر بن علقمة)، وقال: "له عنه نسخة كبيرة". ولم يذكره ابن حبان في "الثقات" أيضا؛ فهو مجهول. (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 274 - 275)، وانظر: تهذيب الكمال (21/ 543) والنص جاء في التهذيب وقال ضمرة بن حبيب: مر عمرو بن الأسود على عمر بن الخطاب فقال=

761 - " إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها (د) عن العرس بن عميرة (صح) ". (إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها) من حضرها من الشهود وهو الحضور (فكرهها) لبغض الرب تعالى لها (كمن غاب عنها) في أنه لا إثم عليه ولا عقاب وهذا حيث لم يمكنه إنكارها باليد ولا باللسان وإنما أنكرها بالقلب كراهة لها (ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها) أي حضرها وشاهدها غير منكر لها ولا كاره أي يكون برضائه بها ومحبته في الإثم والذنب مثلاً لهم لأن الرضى بالقبيح قبيح وفيه دليل أن أعمال القلوب كأعمال الجوارح في الإثم وعدمه وحديث: "يحشر المرء مع من أحب" (¬1) يؤيد هذا (د عن العرس) (¬2) بضم العين المهملة وسكون الراء بعدها سين مهملة صحابي تقدم ذكره إلا أنه ضبط فيما تقدم بفتح المهملة نقلاً عن الخلاصة وهنا بضمها نقلاً عن هامش خط المصنف وضبطه وكذلك ضبطه الشارح (بن عميرة) (¬3) بالمهملة بزنة التصغير هي أمه واسم أبيه قيس بن سعيد بن الأرقم قال المناوي: رمز المصنف لصحته. 762 - " إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم، فإنها ساعة ينشر فيها الشياطين (طب) عن ابن عباس (ح) ". ¬

_ = من سره أن ينظر إلى هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلينظر إلى هدي عمرو بن الأسود. ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (601). (¬1) أخرجه البخاري (586)، ومسلم (2640). (¬2) أخرجه أبو داود (4345)، وكذلك الطبراني في الكبير (17/ 139) رقم (345)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (689). (¬3) انظر الاستيعاب (3/ 1062).

(إذا غربت الشمس فكفوا صبيانكم) من الخروج عن المنازل (فإنها ساعة تنتشر فيها الشياطين) فيخاف من إصابة الصبيان من شر منهم وكأن تسليطهم على الصبيان لا على المكلفين وتقدم الحديث (طب عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 763 - " إذا غضب أحدكم فليسكت" (حم) عن ابن عباس (ح) ". (إذا غضب أحدكم فليسكت) عن كلام يزيد به الغضب لا أنه يسكت عن كل شيء فإن من أدوية الغضب التكلم بالاستعاذة كما في حديث أبي هريرة الآتي ويأتي أدوية أخرى لهذا كالجلوس والاضطجاع (حم عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لحسنه. 764 - " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب، وإلا فليضطجع (حم د حب) عن أبي ذر (ح) ". (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس) يتحول عن حالته التي كان عليها ليتحول عليه عن صفات الغضب (فإن ذهب عنه الغضب) بالجلوس (وإلا فليضطجع) والمطلوب تحوله عن حالة غضبه وهل إذا غضب قاعداً فليقم أو لا يصح يتحول إلى القيام إذ قد يثير غضبه لأنه وثوب إلى زيادة الشر (حم د حب عن أبي ذر) رمز. المصنف لحسنه (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 76) (11094) وقال الهيثمي (8/ 111): وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات وصححه الألباني في صحيح الجامع (692) وفي السلسلة الصحيحة (1366). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 239) وكذلك البخاري في الأدب المفرد (245) وصححه الألباني في صحيح الجامع (693) والسلسلة الصحيحة (1375). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 152) وأبو داود (4782) وابن حبان (5688) وصححه الألباني في صحيح الجامع (695).

765 - " إذا غضب الرجل فقال: "أعوذ بالله" سكن غضبه (عد) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله من الشيطان) زاد في رواية: الرجيم (سكن غضبه) لأن الغضب من أعوان الشيطان على الإنسان فإذا التجأ إلى مولاه كان سلاحًا يدفع به شر غضبه (عد عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 766 - " إذا فاءت الأفياء، وهبت الأرواح فاذكروا حوائجكم؛ فإنَّها ساعة الأوابين (عب) عن أبي سفيان مرسلاً (حل) عن ابن أبي أوفى (ض) ". (إذا فاءت) مهموز بمعنى رجع (الأفياء) جمع فيء وهو الظل أي إذا رجع الظل، وفي رواية البيهقي عن علي "إذا زالت" (¬2) فالمراد رجوع الظل إلى المشرق بعد زوال الشمس عن كبد السماء (وهبت الأرواح) جمع ريح لأن أصلها الواو ويجمع على أرياح قليلاً (فاذكروا حوائجكم) اطلبوها من الله تعالى في تلك الساعة (فإنها ساعة الأوابين) جمع أواب من آب إذا رجع أي كثير الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة، وقيل: هو المطيع، وقيل: هو المسبح وهذه هي الساعة التي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فيها أربعاً لا يفصل بينهن بتسليم ويقول: "إن أبواب السماء تفتح إذا زالت الشمس" ويأتي في حديث عائشة ويأتي أيضًا من حديث أبي أيوب: "أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لها أبواب السماء" (¬3) وفي الحديث أن هذه الساعة من ساعات الإجابة (عب) عن أبي (¬4) سفيان مرسلاً ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 256) في ترجمة عيسى بن سليمان بن دينار وأورده الحافظ ابن حجر في اللسان (4/ 396) وقال: قال ابن عدي: هذا حديثٌ منكرٌ بهذا الإسناد وصححه الألباني في صحيح الجامع (695) وفي السلسلة الصحيحة (1376). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (373). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1157)، وأحمد (5/ 419). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (4818) عن أبي سفيان مرسلاً وأبو نعيم في الحلية (7/ 222) عن ابن أبي أوفى، وقال غريب من حديث مسعر لم نكتبه إلا عنه.=

(حل) عن ابن أبي أوفى) بفتح الهمزة والواو والفاء مقصور صحابي اسمه علقمة بن مالك الأسلمي (¬1) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح [1/ 210] بكثرة طرقه ارتقى إلى درجة الحسن. 767 - " إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا؛ فإن لهم ذمة ورحما (طب ك) عن كعب بن مالك (صح) ". (إذا فتحت مصر) فتحها المسلمون وأخذوها من يد الكفار وصارت دار إسلام وهذا من أعلام النبوة فإنها فتحت في زمن عمر بن الخطاب (فاستوصوا بالقبط) بكسر القاف وسكون الموحدة هم أهل مصر كما في القاموس (¬2) (خيرًا) هو خطاب للأمراء واستوصوا بمعنى استوصوا بهم خيرًا (فإن لهم ذمة ورحمًا) يريد كنف القرابة وهي أنهم أخوال العرب فإن هاجر أم إسماعيل قبطية فلهم على ولد إسماعيل - عليه السلام - رحامة الخؤولة وكذلك إبراهيم بن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمه قبطية مارية القبطية فيحتمل أنه أريد أن لهم عليكم رحامًا من حيث أن ابن نبيكم منهم فيستحقون الرعاية ويحتمل للأمرين وفيه رعاية حق الرحم وإن بعدت (طب ك عن كعب بن مالك) (¬3) رمز المصنف لصحته. ¬

_ = ومسعر بن كدام ثقة كما قال الحافظ في التقريب (6605) لكن شيخه: إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي صدوق ضعيف الحفظ كما قال الحافظ في التقريب (204) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (602) والسلسلة الضعيفة (2636). (¬1) وفي الإصابة: "علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد" (55014) رقم (5671). (¬2) القاموس المحيط (ص 88). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 61) رقم (111) والحاكم في المستدرك (2/ 553) وقال صحيح على شرط الشيخين، قال الهيثمي في المجمع (10/ 63): رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (698) وفي السلسلة الصحيحة (1374).

768 - " إذا فتح على العبد الدعاء فليدع ربه، فإن الله يستجيب له (ت) عن ابن عمر، الحكيم عن أنس (ض) ". (إذا فتح على العبد الدعاء) أي تيسر له وانطلقت به لسانه وخشعت له جوارحه (فليدع ربه فإن الله يستجيب له) فإن حصول ذلك من علامات الإجابة (ت عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لضعفه (الحكيم عن أنس). 769 - " إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة حل بها النبلاء: إذا كان المغنم دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعق أمه، وبر صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شره، وشربت الخمور، ولبس الحرير، واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها؛ فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء، أو خسفًا أو مسخًا (ت) عن علي (ض) ". (إذا فعلت أمتي) ليس المراد كل فرد بل الغالب والأكثر (خمس عشرة خصلة) ليس المراد أنه يفعلها واحد بل بلغت مجموع الخمس عشرة خصلة من مجموع الأمة (حل بها النبلاء) وعم العقاب لما جرت به سنة الله من عموم العقاب لمن أذنب وغيره إذ أنزل النبلاء وقد سرد عددها في الحديث بقوله (إذا المغنم) هو بفتح الميم وسكون العين المعجمة الفيء الذي يغنم من أموال الكفار الذي بين تعالى مصارفه في سورة الأنفال (دولاً) بضم الدال المهملة في النهاية (¬2): أنه جمع ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3548) عن ابن بلفظ "من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة ... " وقال هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي وهو ضعيف في الحديث ضعفه بعض أهل العلم من قبل حفظه. وانظر التقريب (3812). وأخرجه الديلمي (1340) عن أنس بلفظه، وقال الحافظ في الفتح (11/ 141) بسند لين، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (603). (¬2) النهاية (2/ 140).

دولة بالضم هو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم وفي كتب التفسير في قوله تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} [الحشر: 7] مثل ما في النهاية، وقيل: دولة جاهلية أي متداولًا بينهم من غلب أخذه واستأثر به والمراد أن لا يعطى مصارفه وأن يستاثر به من ليس منهم أو يأخذ فوق حقه من كان منهم (والأمانة مغنمًا) غنيمة يتخذها ويجحدها أو يخون فيها (والزكاة مغرمًا) بزنة مغنمًا أي يتخذها صاحبها ومخرجها لازمة له لزوم الغرم غير مريد بها وجه الله تعالى بحيث لولا خيفة الناس ما أخرجها (وأطاع الرجل زوجته) ليس الذم لطاعته زوجته بل مأمور به خيركم خيركم لأهله بل الذم لما عطف عليه من قوله (وعن أمه) فالمراد أنه أطاعها طاعة تولد عنها عقوق أمه فالذم لما سبب عن الطاعة لها وإنما عطفه عليه إشارة إلى أنه السبب فإن غالب من يطيع زوجته يعق أمه لما تقرر في العادة من غلبة عدم اتحاد حال أم الزوج وزوجة ابنها وإن كان كذلك فطاعة الأم أقدم لما يأتي من حديث: "أعظم الناس حقًا على الرجل أمه" (¬1) ومثل هذا قوله (وبر صديقه وجفا أباه) فإن الذم من حيث تولد عن بر الصديق جفوة الأب (وارتفعت الأصوات في المساجد) أي بغير ذكر الله (وكان زعيم القوم) الكفيل بأمور الناس (أرذلهم) الأرذل من كل شيء هو الردئ منه (وأُكْرِم الرجل مخافة شره) أي يكثر به الأشرار وتكون لهم الشوكة والدولة فيكرمون اتقاء لشرهم ويعدم من ينتصف للناس منهم (وشُرِبت الخمور) عم شربها الأكثر ولذا غير صيغة الفعل ومثله (ولبس الحرير واتخذت القينات) بفتح القاف فتحتية مثناة ساكنة فنون جمع قينة قال في النهاية (¬2): [1/ 211] هي الأمة غنت أو لم تغن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 167، 193)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. (¬2) النهاية (4/ 135).

والماشطة وكثيرًا ما تطلق على المغنية من الإماء وجمعها قينات (والمعازف) بالعين المهملة فزاي هو الدفوف وغيرها مما يضرب به وقيل كل لعب عزف كما في النهاية (¬1) والمراد من اتخاذها اللعب بها والاشتغال (ولعن آخر هذه الأمة أولها) كما تقدم اتفق ذلك في كثير من الطوائف (فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء) التي لا تأتي إلا بالشر لا يلقح شجر ولا ينشأ مطراً كما قال تعالى: {والرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذريات: 41] ووصفها بالحيراء كناية عن شدتها وقبح أثرها وشر عاقبتها وهم يصفون بذلك كل أمر شديد فظيع كقولهم الموت الأحمر ويحتمل أنها حمراء حقيقة فإنها كانت العرب لا تراها تأتي بخير كما في كتب التفسير في قصة عاد أنه تعالى أنشأ لهم ثلاث سحائب لما استسقوا بيضاء وحمراء وسوداء فاختاروا السوءاء (أو خسفًا) تقدم أنه انقلاب الأرض بهم أو التغيير كما في خسف النيرين (أو مسخًا) هو التبديل وأعلم أنها تقدمت الإشارة إلى أن هذا الوعيد لمن فعل هذه أو رضيها أو ترك إنكارها من الأمة كلها ثم المراد أن تتصف كل الأمة بفعلها أعني فعل الجميع منها أو نحوه لا أن يفعل كل فرد من الأمة هذه القبائح لأن غالب أحاديث الوعيد وردت مرادا بها ذلك ثم الظاهر أنه لم يرد الأمة كلها بل الطائفة العظيمة وأهل المصر الواسع. واعلم أن بر الصديق وطاعة الزوجة حسن محبوب لله لكنه قبحه ما تفرع عنه من عقوق الأم وجفوة الأب فإنه لو جفا أباه وصديقه وعق أمه وأساء إلى زوجته لكان أشد مقتًا عند الله إلا أنه نص الشارع على هذا النوع من الإساءة والإحسان لما فيه من النكارة. واعلم أن الوعيد على مجموع هذه الخصال لا يدل ظاهره على حرمة كل واحدة منها على انفرادها لأنه لم تستقل الواحدة بخصوصها باعثة على الوعيد والعقاب ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 230).

والاستدلال على حرمة رفع الأصوات مثلاً والمعازف به على انفراده محل تردد، والأقرب أن يقال فيه دليل على تحريم كل فرد فرد مما ذكر لأنه قد جعل جزء سبب لهذه العقوبة ولا عقاب إلا على محرم، فهذا محرم نعم العقوبة المذكورة بخصوصها لا دليل في الحديث إلا على أنها للمجموع من الأسباب المذكورة ولا يلزم من ذلك أنه لا عقوبة على الأفراد غيرها من هذه العقوبة المعينة. واعلم أن هذا الحديث من أعلام النبوة وقد اتفق ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - من فعل هذه الأمة ومن وقوع ما يوعدون به عليها ومن وقف على كتب التاريخ رأى من ذلك العجب. قال الذهبي في النبلاء (¬1) في ترجمة المتوكل: إن في سنة اثنين وأربعين ومائتين وقعت زلزلة بقومس والدامغان والري وطبرستان ونيسابور وأصبهان وهلك فيها بضع وأربعون ألف وانهد نصف مدينة الدامغان وفي سنة خمس وأربعين ومائتين عمت الزلزلة الدنيا ومات فيها خلائق. انتهى. وقد علم أن أزمنة العباسية سيما المتوكل كانت أزمنة هذه القبائح وغيرها (ت عن علي) رمز المصنف لضعفه لأنه من رواية فرج بن فضالة قال البرقاني: سألت الدارقطني عنه فقال: باطل قلت: من جهة الفرج قال: نعم. قال الترمذي: هذا حديثٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه (¬2). ¬

_ (¬1) سير أعلام النبلاء (12/ 37). (¬2) أخرجه الترمذي (2210) وقال: غريبٌ، وابن حبان في المجروحين (2/ 206)، والطبراني في الأوسط (1/ رقم 472)، وقول البرقاني للدارقطني: أورده المزي في تهذيب الكمال (23/ 160) في ترجمة الفرج بن فضالة وهو فيه كالآتي: سألت الدارقطني عنه فقال: ضعيف، فقلت: حديثه عن يحيى بن سعيد الأنصاري ... ذكر هذا الحديث، قال: هذا باطل، قلت: من جهة الفرج قال: نعم، قلت: تخرج هذا الحديث قال: لا .... وكذا أورده ابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 267) والخطيب في تاريخ بغداد (12/ 396)، والحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (8/ 235)، راجع سؤالات أبي بكر البرقاني للإمام الدارقطني (ص: 217).

770 - " إذا قال الرجل لأخيه "جزاك الله خيراً" فقد أبلغ في الثناء" ابن منيع (خط) عن أبي هريرة (خط) عن ابن عمر (ض) ". (إذا قال الرجل لأخيه) [1/ 212] في مقابلة بره وإحسانه إليه (جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء) بالمثلثة والنون المدح قاله في النهاية (¬1) وفي القاموس (¬2) زيادة أو الذم والمراد هنا الأول، فإن قيل: هذا ليس بثناء بل دعاء. قيل: هذا قد اشتمل على الدعاء والثناء لأن طلب الجزاء من الله يدل على أنه قد أسدى إليه إنعامًا وأنه قد اعترف به وطلب من الله تعالى أن يكافئه لأنه ليس في قدرته مكافأته، ونكر الخير لإفادة التعظيم فقد أبلغ في الثناء (ابن منيع خط عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (خط عن ابن عمر) (¬3). ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 224). (¬2) القاموس (ص: 1637). (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 202) من رواية أبي هريرة. كذلك في (12/ 396) من رواية أسامة بن زيد أخرجها الترمذي (2035)، وقال: حديث حسن جيد غريب لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه, وأخرجها البزار في مسنده (2601)، والنسائي في الكبرى (10008)، وابن حبان في صحيحه (3413)، والبيهقي في الشعب (3/ 87) , والضياء في المختارة (321) بلفظ "من صنع إليه معروفاً فقال: .... ". وقد روي عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله وسألت محمداً فلم يعرفه. وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 45). وقال الحافظ: وقد أسقط من بعض نسخ الترمذي. وأورده النووي في رياض الصالحين (1496) وقال: رواه الترمذي وقال: حديثٌ صحيحٌ. قلت: أما رواية أبي هريرة عند الخطيب البغدادي ففي إسنادها عمر بن زرارة الطرسوسي وهو شيخ مغفل. انظر ميزن الاعتدال (8/ 163)، وموسى بن عبيدة الربذي ضعفوه انظر ميزان الاعتدال (6/ 551) والتقريب (6989). ورواية الترمذي ذكرها في العلل (1/ 316)، سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: هذا منكرٌ وسُعير ابن الخمس كان قليل الحديث ويروون عنه مناكير، وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 236): سألت أبي عن حديث -وذكره- فقال: هذا حديث عندي موضوع بهذا الإسناد، وقد قال الترمذي في السنن تحت رقم (2609) عن سعير بن الخمس: ثقة عند أهل الحديث.=

671 - " إذا قال الرجل لأخيه: "يا كافر" فقد باء بها أحدهما (خ) عن أبي هريرة (حم خ) عن ابن عمر (صح) ". (إذا قال الرجل لأخيه: يا كافر فقد باء) مهموز أي رجع (بها) أي بهذه الكلمة القبيحة (أحدهما) المقولة فيه إن كان كما قال أو رجعت عليه إن لم يكن كما قال عقوبة له على ما رمى به أخاه (خ عن أبي هريرة حم عن ابن عمر) (¬1) وقد تقدم الحديث. 772 - " إذا قال العبد "يا رب" قال الله "لبيك، عبدي سل تعط" ابن أبي الدنيا في الدعاء عن عائشة (ض) ". (إذا قال العبد) عند سؤال ربه تعالى (يا رب يا رب) تكرر النداء زيادة في تضرعه (قال الله لبيك عبدي) تقدم هذا اللفظ، في النهاية (¬2) من التلبية وهي إجابة المنادي، مأخوذ من لَبَّ بالمكان ألبّ به إذا أقام به وألبّ على كذا لم يفارقه ولم يرد إلا على لفظ التثنية يراد بها التكرير أي إجابةً بعد إجابة وهو منصوب على المصدر بعامل مضمر لا يظهر كأنك قلت: ألب إلبابًا بعد إلباب، والتلبية من لبيك كالتهليل من لا إله إلا الله (سل تعط) وهذا من أعظم كرمه ¬

_ =وقال في موضع آخر (2/ 350): هذا حديث منكر بهذا الإسناد. قلت: ولعل المقصود بالنكارة هنا التفرد فقد ذكر الدارقطني في "الأفراد" كما في شرح الأذكار (5/ 249) أن الحديث لم يروه عن سليمان إلا سُعير تفرد به أبو الجوّاب [وهو: أحوص بن جَوّاب]. وأما حديث ابن عمر، فقد أخرجه الخطيب (10/ 282) وفي إسناده عبد الرحمن بن قريش الهروي وهو متهم بالوضع انظر: الميزان (4/ 308) واللسان (3/ 425). والحديث حكم بصحته الحافظ النووي وابن حجر كما في تخريج الأذكار، والألباني في صحيح الجامع (6368). (¬1) أخرجه البخاري (6103) عن أبي هريرة. وأخرجه أحمد في المسند (2/ 47) عن ابن عمر. وكذلك أخرجه البخاري (6104) من رواية ابن عمر. (¬2) النهاية (4/ 222).

تعالى أن يلبي عبده ويأمره أن يسأله فإنه يعطيه (ابن أبي الدنيا في الدعاء عن عائشة) (¬1) رمز المصنف لضعفه لكن له ما يقويه عند البزار. 773 - " إذا قال الرجل للمنافق "يا سيدي" فقد أغضب ربه (ك هب) عن بريدة (صح) ". (إذا قال الرجل للمنافق يا سيد) في النهاية (¬2): أنه مأخوذ من السؤدد يطلق على الرب والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم ومتحمل الأذى عن قومه والزوج والرئيس والمقدم وأصله من ساد يسود فهو سَيْوِد قلبت الواو ياء لأجل الياء الساكنة قبلها ثم أدغمت (فقد أغضب ربه) قد علل في النهاية لا تقولوا للمنافق يا سيد فإنه إن كان سيدكم وهو منافق فحالكم دون حاله والله لا يرضى لكم، ذلك وأما حديث: "كل بني آدم سيد فالرجل سيد أهل بيته والمرأة سيدة أهل بيتها" (¬3) فلا يعارضه إلا أن المراد أن كلاً حكمه حكم السيد والراعي فيه أنه مسئول عمن تحت يده نظير كلكم راع سيأتي فقد أغضب ربه حيث دعى من يبغضه الله بالإسم الشريف الذي لا يستحقه وفيه ما يدل على تحريم ذلك فإنه لا يغضب الرب إلا من ارتكاب محرم إلا أن النفاق أمر قلبي لا يعلم إلا بإخباره عن نفسه (ك هب عن بريدة) رمز المصنف لصحته وصحَّحه الحاكم ورده الذهبي بأن فيه عقبة الاسم وقد ضعَّفوه (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا كما في الكنز (2/ 3132) وعزاه إليه الحافظ في الفتح (11/ 225) وكذا أخرجه البزار كما في (كشف الأستار (4/ 411) رقم (3145) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 159): فيه الحكم بن سعيد وهو ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث. انظر ميزان الاعتدال (2/ 335) وقال الألباني في ضعيف الجامع (611) والسلسلة الضعيفة (2693) ضعيف جداً. (¬2) النهاية (2/ 418). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4781)، وابن عدي في الكامل (20414) وقال الذهبي في التذكرة (50412): رواته ثقات. (¬4) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 311) والبيهقي في الشعب (884).=

774 - " إذا قالت المرأة لزوجها "ما رأيت منك خيرًا قط" فقد حبط عملها (عد) وابن عساكر عن عائشة (ض) ". (إذا قالت المرأة لزوجها ما رأيت منك خيرًا قط فقد حبط عملها) قال في النهاية (¬1): أي بطل ثوابه يقال حبط عمله يحبط وأحبطه غيره وهو من قولهم حبطت الدابة حبطًا -بالتحريك - إذا أصابت مرعى طيبًا فأفرطت في الأكل حتى تنتفخ فتموت ووجهه أن كلامها هذا جمع أنواعًا من المساوئ منها الكذب الذي لا مرية فيه فإنه لا يخلو الزوج عن الخير أبدًا ثم مواجهته بالقبيح ثم كسر نفس الزوج الواجبة طاعته. والظاهر أن المراد بعملها العمل الذي يتعلق بطاعة الزوج فإن هذه الكلمة تبطل الثواب المتحصل من جهة طاعته لا أنها تبطل ثواب الطاعات كلها من طاعات الله تعالى ويحتمل ذلك لعظمة حق الزوج [1/ 213] (عد وابن عساكر عن عائشة) (¬2) رمز المصنف لضعفه وفي سنده يوسف السلمي قال ابن حبان لا يحتج به. 775 - " إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليستك، فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته وضع ملك فاه على فيه ولا يخرج من فيه شيء إلا دخل فم الملك (هب) وتمام، والضياء، عن جابر (صح) ". (إذا قام أحدكم يصلي من الليل فليستك) يستعمل السواك وأقله بأصبعه ¬

_ =قلت: وعقبه هو ابن عبد الله الأصم من أهل البصرة، يروى عن عطاء وابن بريدة وكان ممن ينفرد بالمناكير عن الثقات المشاهير، انظر: المجروحين (2/ 199) والميزان (5/ 107) والكاشف (3840). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (711) والسلسلة الصحيحة (371) (1389). (¬1) النهاية (1/ 331). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 166)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 84)، وفي إسناده يوسف بن إبراهيم التميمي. ينظر: الميزان (7/ 219).

(فإن أحدكم إذا قرأ في صلاته) أي من الليل إذ السياق فيه (وضع ملك) نكرة كأنه غير الحفظة وأنه وكل بذلك (فاه على فيه) وقد بين في حديث ابن شهاب عند محمَّد بن نصر سيأتي: أنه إذا لم يستك طاف به ولا يضع فيه على فيه، وورد بزيادة على ذلك وهو أنه يوافق الملك يوم القيامة شاهدًا له بذلك (ولا يخرج من فيه شيء) من قراءة وذكر لعموم النكرة في سياق النفي وإن كان السياق في القراءة ويحتمل شيء من القرآن تخصيصًا بالسياق (إلا دخل في فم الملك) وفيه حث على السواك وأن الملك تؤذيه الرائحة الكريهة (هب وتمام والضياء عن جابر) رمز المصنف لصحته (¬1). 776 - " إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع (حم م د هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا قام أحدكم من الليل) لصلاة نفل أو تلاوة قرآن (فاستعجم القرآن على لسانه) في النهاية (¬2): ارتج عليه فلم يقدر أن يقرأ كأنه صار به عجمة (فلم يدر ما يقول فليضطجع) أي ينام ولا يصلي وهو على تلك الحال أو يستلقي حتى تراجعه قراءته (حم م د 5 عن أبي هريرة) (¬3). 777 - " إذا قام أحدكم من الليل فليفتح صلاته بركعتين خفيفتين (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته) التي يريد أن يصليها (بركعتين ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2117) وتمام في فوائده (935) والضياء في المختارة (1/ 201) عن جابر قال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 68): ورواته ثقات قاله ابن دقيق العيد. وأخرجه البيهقي في الشعب (2116) وفي السنن (1/ 38) والضياء في المختارة (2/ 197) والبزار في مسنده (603) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 1 - 2): إسناده جيد. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1213). (¬2) النهاية (3/ 187). (¬3) أخرجه مسلم (787)، وأبو داود (1311) وابن ماجه (1372) وأحمد في المسند (2/ 318).

خفيفتين) وقد ثبت ذلك من فعله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الليل ووجهه أن النفس تقوم غير نشيطة فإذا دخلت في الطاعة على التدريج وألقى إليها الأخف فالأخف نشطت وحصلت لها الرغبة (حم م عن أبي هريرة) (¬1). 778 - " إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليسكن أطرافه، ولا يتميل كما يتميل اليهود؛ فإن تسكين الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة الحكيم (عد حل) عن أبي بكرة". (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليسكن أطرافه) يديه ورجله عند الانتصاب (ولا يتميل) ضبط بالجزم على النهي وبالضم على النفي (كما يتميل اليهود) فإنه مناف للخشوع (فإن تسكين الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة) وتمامها واجب فيجب التسكين للأطرف (الحكيم عد حل عن أبي بكرة) (¬2) وإسناده ضعيف. 779 - " إذا قام الرجل من مجلسه، ثم رجع إليه فهو أحق به (حم خد م د هـ) عن أبي هريرة (حم) عن وهب بن حذيفة (صح) ". (إذا قام الرجل من مجلسه) الظاهر من المسجد والمراد الذي قد استحقه ونسب إليه وتقدم له لبث به بدليل قام لا الذي يتحجزه بوضع نبات فيه فإنه لا يستحقه أو وضع سجادة كما يفعل كثير في اليمن في يوم الجمعة وغيرها (ثم رجع إليه فهو أحق به) لتقدم بقائه فيه ويحتمل أنه أعم من المسجد وأنه كل موضع يباح فيه الجلوس (حم خد م د هـ عن أبي هريرة حم عن وهب بن حذيفة) ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (768) وأحمد في المسند (2/ 279) وأبو داود (1323). (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 171) وأبو نعيم في الحلية (9/ 304) وابن عدي في الكامل (2/ 203) وفي بإسناده الحكم بن عبد الله بن سعد بن عبد الله الأيلي قال ابن عدي قال: يحيى ابن معين ليس بثقة ولا مأمون وقال أبو حاتم كذاب وقال أحمد أحاديثه كلها موضوعة. انظر ميزان الاعتدال (2/ 337) وقال الذهبي: متروك متهم. انظر المغني في الضعفاء (1675)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (614) والسلسلة الضعيفة (2691) موضوع.

الغفاري ويقال له المزني (¬1). 780 - " إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يغمض عينيه (طب عد) عن ابن عباس (ض) ". (إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يغمض عينيه) ذهب أحمد (¬2) وغيره إلى كراهة تغميضها في الصلاة وقال إنه فعل اليهود وأباحه جماعة ولم يكرهوه وقالوا قد يكون أقرب إلى تحصيل الخشوع الذي هو سر الصلاة وروحها ومقصودها قال ابن القيم (¬3): الصواب إن كان فتح العين لا يخل بالخشوع فهو أفضل وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما يراه في قبلته من الزخرفة فهنالك لا يكره التغميض والقول باستحبابه في هذا القول أقرب إلى أصول الشرع انتهى. قلت: لو ثبت الحديث لكان العمل عليه (طب عد عن ابن عباس) (¬4) رمز المصنف لضعفه لضعف المصيصي. 781 - " إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه، فلا يمسح الحصا (حم 4 حب) عن أبي ذر (ص ح) ". (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى) حال صلاته لأنه ينافي الخشوع (حم 4 حب عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 263) والبخاري في الأدب المفرد (1138) ومسلم (2179) وأبو داود (4853) وابن ماجه (3717) عن أبي هريرة وأخرجه أحمد (3/ 422) عن وهب بن حذيفة. (¬2) ذكره ابن قدامة في المغني (1/ 370). (¬3) انظر: زاد المعاد (1/ 283). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 34) رقم (10956)، وفي الأوسط (2218) وفي الصغير (24) وابن عدي في الكامل (6/ 364)، وقال ابن قدامة في المغني (1/ 370) رواه الطبراني في معجمه وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: هذا حديث منكر والمصيصي هو مصعب بن سعيد وقال ابن عدي (6/ 364): والضعف على حديثه بين، وذكره الذهبي في الميزان (6/ 42). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (617). (¬5) أخرجه أحمد (5/ 150)، وأبو داود (945) والترمذي (379) والنسائي (3/ 6)، وابن ماجه=

782 - " إذا قام العبد في صلاته ذر البر على رأسه حتى يركع، فإذا ركع علته رحمة الله حتى يسجد، والساجد يسجد على قدمي الله تعالى، فليسأل وليرغب (ص) عن أبي عمار مرسلاً". (إذا قام العبد في صلاته ذر) بضم الذال المعجمة والراء هو الصب برفق (البر) بكسر الموحدة الإحسان (على رأسه) أي أنزل عليه الإحسان [1/ 214] وهو قائم (حتى يركع فإذا ركع علته) ارتفعت عليه (رحمة الله حتى يسجد) يستمر عليه إلى حال سجوده فيدخل القيام بعد الركوع (والساجد يسجد على قدمي) بالتشديد للمثناة على التثنية وهي لمطلق التكثير، والقدم كلما قدمت من خير أو شر وتقدمت لفلان قدم أي يقدم في خير أو شر فالساجد يسجد على قدمي (الله) أي على ما قدمه الله من الخير الذي وفق العبد لفعله ومنه الحديث في صفة النار: "حتى يضع الجبار فيها قدمه" (¬1) أي ما قدم لها من شرار خلقه وعلى قدم الله حال من فعل يسجد وفيه حث على الدعاء حال السجود كما دل له قوله (فليسأل) الله ¬

_ = (1027)، وابن خزيمة (913) وابن حبان (2273) (2274)، قال الترمذي: حديثٌ صحيحٌ. قلت: في الإسناد أبو الأحوص مجهولٌ، لم يرو عنه إلا الزهري وحده وكذلك لم يتابع أبا الأحوص وقد خولف فيه فإن ذلك يزيد حديثه وهناً، فقد ذكره ابن خزيمة بعد تخريجه للحديث في صحيحه (2/ 59) بعد رقم (914). باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أباح مسح الحصى في الصلاة مرة واحدة قال: قد أمليت فيما مضى خبر معيقيب عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن كنت فاعلاً فواحدة ... " أهـ. فابن خزيمة بهذا القول منه يعلل حديث ابن الأحوص هذا، فقد خالفه عبد الرحمن بن أبي ليلى فرواه عن أبي ذر قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل شيء حتى سألته عن مسح الحصى في الصلاة فقال: واحدة أودع، أخرجه أحمد (5/ 163) وابن خزيمة (914)، وفي الإسناد محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى تكلموا في حفظه، فبمثل هذه المخالفة مع جهالة أبي الأحوص يضعف الحديث. وقد ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (613). (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (7599)، والدارقطني في الصفات (1/ 15)، والخطيب في تاريخه (5/ 127).

(وليرغب) فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد كما ثبت في غيره (ص عن أبي عمار مرسلاً) واسمه قيس وفيه لين كما في التقريب (¬1). 783 - " إذا قام صاحب القرآن فقرأ بالليل والنهار، ذكره؛ وإن لم يقم به, نسيه محمد بن نصر في الصلاة عن ابن عمر (ض) ". (إذا قام صاحب القرآن) حافظه وحامله (فقرأ بالليل والنهار ذكره) ليس المراد إذاً قد ذكره في كل أوقاته بل على نحو ما قدره - صلى الله عليه وسلم - لليالي من أربعين إلى الثلاث وسيأتي (وإن لم تقم به نسيه) والقيام به تلاوته (محمَّد بن نصر في الصلاة عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه (¬2). 784 - " إذا قدم أحدكم على أهله من سفر فليهد لأهله, فليطرفهم ولو كان حجارة (هب) عن عائشة (ض) ". (إذا قدم أحدكم على أهله من سفر فليهد لأهله فليطرفهم) بضم الطاء من الطارف وهو المستجد من المال والاسم الطرفة وأطرف إذا جاء بطرفة قاله في حاشية النهاية (¬3) (ولو كان) ما يهديه (حجارة) كأنه من باب المبالغة كقوله ولو كمفحص قطاة (هب (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في سننه كما في الكنز (7/ 18924)، وفي الإسناد أبي عمار واسمه قيس مولى الأنصار فيه لين من السابقة مات قبل الستين (التقريب 5598). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (622). (¬2) عزاه إلى محمَّد بن نصر في كتاب الصلاة كما في الكنز (2785) والحديث أصله في مسلم (789) من رواية ابن عمر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (623) وصححه في السلسلة الصحيحة (597) وقال: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين. (¬3) انظر مختار الصحاح (ص: 164). (¬4) وفي المخطوطة (ابن عساكر عن عائشة). (¬5) أخرجه البيهقي في الشعب (4204) وكذلك الدارقطني في السنن (2/ 300) وفي إسناده محمَّد بن المنذر بن عبيد الله قال ابن حبان كان ممن يروى عن الأثبات الأشياء الموضوعات لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، انظر المجروحين (2/ 259) وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية=

785 - " إذا قدم أحدكم من سفر فليقدم معه بهدية ولو يلقي في مخلاته حجرًا -ابن عساكر- عن أبي الدرداء" (¬1) (ض). (إذا قدم أحدكم من سفر فليقدم معه بهدية) ندباً لا وجوباً، (ولو يلقى في مخلاته حجراً) وقيدها الشارح بحجر الزناد، فإنه يتحفهم بأدنى شيء يقدم به فهدية القادم لأهله من مندوبات القادم ومن محاسن أخلاقه، (ابن عساكر عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه. 786 - " إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول "يا ويله، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار" (حم م هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا قرأ ابن آدم السجدة) أي الآية التي هي سبب السجدة فهو من إطلاق المسبب على السبب (فسجد اعتزل الشيطان يبكي) على ما فاز به ابن آدم في الامتثال حال كونه (يقول يا ويله) في النهاية: الويل الحزن والهلاك والمشقة والعذاب وكل من وقع في هلكة دعا بالويل. ومعنى النداء فيه يا حزني ويا هلاكي ويا عذابي احضر فهذا وقتك وأوانك فكأنه نادى الويل أن يحضره لما عرض له من الأمر الفظيع وهو الندم على ترك السجود لآدم، وأضاف الويل إلى ضمير الغائب حملاً على المعنى وعدل عن [حكاية] قول إبليس يا ويلي كراهة أن يضيف الويل إلى نفسه (¬2) انتهى. (أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة) هي ¬

_ = (2/ 587) رقم (964): لا يصح. وقال الألباني في ضعيف الجامع (625) والسلسلة الضعيفة (1436): ضعيف جداً. (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 230) في إسناده غياث بن إبراهيم قال الذهبي: تركوه واتهم بالوضع. انظر المغني في الضعفاء (4880) وقال الألباني في ضعيف الجامع (627) والسلسلة الضعيفة (1437): موضوعٌ. (¬2) النهاية (5/ 235).

جملة استئنافية بيانية تفيد وجه نداء الويل والهلاك (وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار) لم يسلك بقوله: "فلي مسلك" قوله يا ويله في الإتيان بدعائنا مع أن النكث في العدول حاصلة هنا أيضًا لأنه عارضها هنا إبهام عوده إلى ابن آدم ولو جاء بدعائنا فكان الإتيان به على صيغة المتكلم على وفق الحكاية أولى، وفيه فضيلة سجود التلاوة وأنه إغاظة لعدو الله (حم م 5 عن أبي هريرة) (¬1). 787 - " إذا قرأ القارئ فأخطأ أو لحن أو كان أعجميا كتبه الملك كما أنزل (فر) عن ابن عباس (ض) ". (إذا قرأ القارئ) للقرآن (فأخطأ) بإبدال لفظ بآخر (أو لحن) بتغيير الإعراب إذ اللحن الخطأ في الإعراب ويطلق على النحو واللغة فهو من الأضداد كما أفاده في النهاية (¬2) (أو كان) القارئ (أعجميًا كتبه الملك كما أنزل) أي كتب ثواب قراءته كذلك، وفيه دليل على جواز قراءة اللاحن ويحتمل أن المراد أنه يكتب ما يخرج من فيه غير صحيح صحيحًا لا أنه يكتبه كما يلفظ به القارئ [1/ 215] فإنه يكتب ما يلفظ به العبد فكأن ما يلفظ به يكتبه كما لفظ به إلا القرآن فيكتب كما أنزل لا كما قرأ وأما هل له ثواب أو لا فمسكوت عنه وسيأتي حديث أبي هريرة: "أعربوا القرآن" (¬3) وهو أمر بتعلم الإعراب إذا لم يحسن إعرابه (فر عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه هشيم بن بشير قال الذهبي: حافظ حجة مدلس (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (81) وأحمد (2/ 443) وابن ماجه (1052). (¬2) النهاية (4/ 241). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 477)، وقال: صحيح الإسناد على مذهب جماعة من أئمتنا ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأبو يعلى (6560). وقال الهيثمي في المجمع (7/ 162): فيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك. (¬4) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (1144)، وفي إسناده هشيم بن بشير قال الذهبي إمام ثقة=

788 - " إذا قرأ الإِمام فأنصتوا (م) عن أبي موسى (صح) ". (إذا قرأ الإِمام) أي إمام الصلاة الجهرية (فأنصتوا) أمر من يسمع قراءته بأن يسكت ويسمع ولا ينازع الإِمام قراءته ولا ينافيه حديث الأمر بقراءة الفاتحة خلفه لأنه مخصص لهذا الأمر الذي دل له الأمر بالإنصات وهو لقراءته فإنه مقدر (م عن أبي موسى) (¬1) رمز المصنف على صحته على قاعدته فيما أخرجه الشيخان أو أحدهما وقال الشارح: قال أبو داود وجمع: حديثه غير محفوظ، وطعن فيه البخاري [في جزء القراءة] قال البيهقي: واجتماع هؤلاء الحفاظ على تضعيفه مقدم على تصحيح مسلم. 789 - " إذا قرأ الرجل القرآن، واحتشى من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانت هناك غريزة, كان خليفة من خلفاء الأنبياء الرافعي في تاريخه عن أبي أمامة (ض) ". (إذا قرأ القرآن الرجل واحتشى) بالمهملة فمثناة فوقية فشين معجمة أي ملأ أحشاءَه وهو ما انضم عليه ضلوعه (من أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي امتلأ منها كما يمتلئ من الطعام (وكانت هناك غريزة) بالغين المعجمة فالراء فمثناة تحتية فزاي هي الطبيعة والخليقة رديئة كانت أو صالحة والمراد هنا الصالحة (كان خليفة) هو من يخلف غيره في أي أمر (من خلفاء الأنبياء) وخليفة الأنبياء من خلفهم في الإرشاد إلى النجاة والتبعيد من الهلاك والدعاء إلى الله تعالى فمن ¬

_ =مدلس. انظر الكاشف (5979)، وقد عنعن في الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (630) وفي السلسلة الضعيفة (2193). (¬1) أخرجه مسلم (404) وابن ماجه (847) عن أبي موسى، وانظر: علل الحديث لابن عمار الشهيد (ص73) وصيانة صحيح مسلم (ص 75). وقول البيهقي في السنن الكبرى (2/ 156) وفيه زيادة: لا سيما ولم يروها مسندة في صحيحه. انظر: شرح النووي (4/ 123)، عون المعبود (2/ 457)، وإرواء الغليل (2/ 120 - 121).

اتصف بالصفات الثلاث كان خليفة للأنبياء (الرافعي في تاريخه) لقزوين عن أبي أمامة رمز المصنف لضعفه (¬1). 790 - " إذا قرب لأحدكم طعامه وفي رجليه نعل فلينزع نعليه؛ فإنه أروح للقدمين، وهو من السنة (ع) عن أنس (ض) ". (إذا قرب إلى أحدكم طعامه وفي رجليه نعلان فلينزع) عن رجليه (نعليه فإنه) أي نزعهما (أروح للقدمين) ولأعضائه عليه حق يجب أن يراعيه (وهو من السنة) من الطريقة المرضية وتقدم مرتين بمعناه (ع عن أنس) رمز المصنف لضعفه ولكن لعله بشواهده لا يقصر عن الحسن (¬2). 791 - " إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله تعالى بالهم (حم) في الزهد عن الحكم مرسلاً ". (إذا قصر) بالتشديد للصاد المهملة (العبد في العمل) الصالح (ابتلاه الله تعالى بالهم) وهو من أعظم الالام للقلب والقلب هو الإنسان في الحقيقة فجعلت عقوبة التقصير أعظم الآلام لأشرف الأعضاء وفي كلام النهج: من قصّر في العمل ابتلي بالهم قيل وهذا يختص بأصحاب اليقين والاعتقاد الصحيح وأما غيرهم من المسرفين على أنفسهم وأولي الاعتقاد الفاسد فإنه لا ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين في أخبار قزين (1/ 127) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (628) وقال في السلسلة الضعيفة (6995) موضوع. في إسناده منصور بن عبد الحميد الجزري أبو رياح قال ابن حبان في المجروحين (3/ 39) شيخ يروي عن أبي أمامة الباهلي أخبرنا محمَّد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا عبد الله بن موسى الخاني عنه عن أبي أمامة بنسخة شبيها بثلاثمائة حديث أكثرها موضوعة لا أصول لها لا يحل الرواية عنه، وإنما ذكرته ليعرف. وقال أبو نعيم في الضعفاء (1/ 149) حدث عن أنس وأبي أمامة بالأباطيل: لا شيء. (¬2) أخرجه أبو يعلى في مسنده (4188) وفي إسناده معاذ بن سعد وهو مجهول وداود بن الزبرقان قال أبو داود: متروك، والبخاري مقارب. انظر فيض القدير (1/ 417) والمغني في الضعفاء (1990)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (632).

تعتريهم هم وإن قصروا في العمل وفي حديث عائشة: "إذا كثرت ذنوب العبد ابتلاه الله بالحزن" (¬1) (حم في الزهد عن الحكم مرسلاً) قال في الميزان: معضل، قال الشارح: وفيه مع ذلك راوٍ لا يعرف (¬2). 792 - " إذا قضى الله تعالى لعبد أن يموت بأرض جعل الله له إليها حاجة (ت ك) عن مطر بن عكامس (ت) عن أبي عزة". (إذا قضى الله تعالى) القضاء في اللغة على وجوه مرجعها إلى انقطاع الشيء وتمامه وكلما أحكم علمه أو حتم أو أدى أو وجب فقد قضي (لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة) تقدم بلفظ: "إذا أراد الله" (ت ك عن مطر بن عُكامِس) بضم العين المهملة وتخفيف الكاف وكسر الميم بعدها مهملة، ومطر بلفظ المطر الذي هو الغيث وهو صحابي (¬3) وضبط في الخلاصة اسم أبيه بفتح أوله (ت عن أبي عزة) بفتح المهملة فزاي مشددة (¬4). 793 - " إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرجوع إلى أهله؛ فإنه أعظم لأجره (ك هق) عن عائشة (صح) ". (إذا قضى أحدكم حجه فليعجل الرجوع إلى أهله فإنه أعظم لأجره) لعله ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 157)، والديلمي في الفردوس (1325)، وابن حبان في المجروحين (2/ 232)، وقال البيهقي في المجمع (2/ 291): فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. (¬2) أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص 10) والخطيب في تاريخ (7/ 111) وابن بطة في التقييد (1/ 234) عن الحكم مرسلاً وقال الذهبي في الميزان (2/ 74) معضل وبيان بن الحكم لا يعرف. قلت: وحكم عليه ابن حجر كذلك في اللسان (2/ 69) بالإعضال. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (634). (¬3) انظر الإصابة (7/ 273). (¬4) أخرجه الترمذي (2146) وأحمد (5/ 227) عن مطر بن عكاس والحاكم في المستدرك (1/ 42) والطبراني في الكبير (20/ 343) الأوسط (2596)، وأخرجه الترمذي (2147) عن أبي عزة وصححه الألباني في صحيح الجامع (735).

خطاب لمن كان قد هاجر من مكة لأنه لم يأذن - صلى الله عليه وسلم - للمهاجرين بالإقامة بها أو لمن يضيع من خلفه بإقامته في مكة وإلا فإنه قد ورد الحث على الإقامة بمكة [1/ 216] (ك هق عن عائشة) (¬1). رمز المصنف لصحته وقال الذهبي في المهذب (¬2): سنده قوي. 794 - " إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا من صلاته, فإن الله تعالى جاعل في بيته من صلاته خيرا (حم م هـ) عن جابر (قط) في الأفراد عن أنس (صح) ". (إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده) أي صلاة الفريضة (فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته) بأن يؤدي فيها راتبة الفريضة (فإن الله تعالى جاعل في بيته من صلاته خيرًا) فيه حث على صلاة النوافل في البيوت وتقدم (حم م 5 عن جابر قط في الإفراد عن أنس) (¬3). 795 - " إذا قعد أحدكم إلى أخيه فليسأله تفقهًا, ولا يسأله تعنتا (فر) عن علي (ض) ". (إذا قعد أحدكم إلى أخيه في الدين فليسأله تفقهًا) طلبًا للفقه والفهم من أخيه (ولا يسأل له تعنتًا) بفتح المثناة الفوقية فعين مهملة وضم النون منصوب ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 477) والبيهقي في السنن (5/ 259) وفي إسناده أبو مروان العثماني لم يخرج له الشيخان شيئًا وفيه كلام يسير قال الذهبي عنه في الضعفاء: ثقة له عن أبيه مناكير وقال الحافظ في التقريب: صدوق يخطي، انظر: المغني في الضعفاء (5808)، التقريب (6128)، وقال ابن عدي في الكامل (6/ 282) وهذا يعرف بأبي مروان العثماني عن أنس بن عياض سرقه منه محمَّد بن يزيد وقال: "إذا قضى أحدكم حجة وإنما هو إذا قضى أحدكم سفره" اهـ. وخرجه ابن عدي من طريق محمَّد بن يزيد عن أنس بن عياض ... به، وقال ابن يزيد هذا: "يسرق الحديث ويزيد فيها ويضع" أهـ. وقد حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (1379). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4/ 2022) وفيه زيادة: ولم يخرجوه. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 315) ومسلم (778) عن جابر وابن ماجه (1376) عن جابر، قلت: ورواية ابن ماجه عن أبي سعيد قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 8): إسناده صحيح.

على أنه مفعول له وهو مأخوذ من العنت وهو المشقة فهذا نهي عن التعنت بالسؤال وأمر بالسؤال للتفقه (فر عن علي) رمز المصنف لضعفه وفيه المسيب بن شريك قال الذهبي تركوه (¬1). 796 - " إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة "أنصت" فقد لغوت مالك (حم ق د ن هـ) عن أبي هريرة" (صح). (إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت) هو من لغى يلغو ويلغي إذا تكلم بالمطرح من القول وما لا معنى له أفاده في النهاية (¬2) وقال الحافظ المنذري (¬3): معنى لغوت خبت من الأجر وقيل تكلمت وقيل أخطأت وقيل بطلت فضيلة جمعتك وقيل صارت جمعتك ظهرًا، فقوله قد لغوت أي وقد ثبت أن من لغى لا جمعة له كما في حديث علي في مسند أحمد وغيره فحديث الكتاب بيان أنه قد أريد باللغو غير معناه اللغوي وأنه أريد به مطلق التلفظ فإن قول القائل أنصت ليس لغوًا في اللغة لأنه أمر له بالسكوت فلولا هذا الحديث لما دل أن أنصت من اللغو لأنها ليست منه لغة فباجتماع الحديثين علم أنه أريد باللغو التكلم بأي كلام وإنما أطلق عليه اللغو لأن ما نهى عنه الشارع فهو من سقط القول وطرحه وفيه أنه لا ينهى من تكلم وإن كان فاعلاً للمنكر وذلك أنه ما يتم نهيه إلا بارتكاب ما نهى عنه وهو ما يفوته من معنى السكوت وفضيلته أكثر مما يناله من مصلحة النهي فلو أمكنه النهي بالإشارة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (1183) من رواية علي وأخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (ص 359) عن أبي الدرداء، قال المناوي (1/ 418): فيه المسيب بن شريك قال الذهبي متروك. ذكره الألباني في ضعيف الجامع (637) والسلسلة الضعيفة (2665) وقال: ضعيف جدًّا. والمسيب بن شريك: تركوه. انظر المجروحين (3/ 24) والكامل (6/ 386) الميزان (6/ 429). (¬2) النهاية (4/ 257). (¬3) الترغيب والترهيب (1/ 291).

إليه لتعين (مالك حم ق د ن 5 عن أبي هريرة) (¬1). 797 - " إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه, وأجمع الإياس مما في أيدي الناس (حم هـ) عن أبي أيوب (صح) ". (إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع) تقدم (ولا تكلم بكلام يعتذر منه) أي لقبحه وعدم مطابقته أو لما فيه من الإثم والعقاب فالاعتذار إما إلى الله بالتوبة لأن ترك الذنب خير من طلب المغفرة أو من الناس فالمراد لا يأتي بما يعتذر منه بل لا يتكلم إلا بكلام لا يعتذر منه وعطفه على قوله: صلى صلاة مودع يعني أنه لا ينبغي له أن يقدر وقتًا يبقى فيه بعد صلاته بل كأنه آخر زمانه وكذلك لا يأتي بما يعتذر منه حتى يقدر وقتًا يعتذر فيه من قبيح ما أتاه بل يفعل ويقول وهو مقدر أنه لا وقت بعد ذلك يتقاه فلا يأتي بما يعتذر منه (واجمع اليأس) أي أعزم وصمم على قطع الأمل (عما في أيدي الناس) عما في يد غيرك من العباد من متاع الدنيا فإنك إن فعلت ذلك استراح قلبك ولا يتم إلا بتقصير الأمل وتقدير أنه لا زمان تعيش فيه وتؤمله من الأوقات المستقبلة واليأس ضد الطمع (حم 5 عن أبي أيوب) (¬2) رمز المصنف لصحته. (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 103) رقم (232) وأحمد (2/ 272) والبخاري (934) ومسلم (851) وأبو داود (1112) والنسائي (3/ 104). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 412) وابن ماجه (4171) قال البوصيري (3/ 285): هذا إسناد ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (742) وفي السلسلة الصحيحة (401). (¬3) سقط هذا الحديث من الأصل وهو في المطبوع "إذا كان يوم القيامة أتي بالموت كالكبش الأملح، فيوقف بين الجنة والنار فيذبح وهم ينظرون. فلو أن أحدًا مات فرحًا لمات أهل الجنة، ولو أن أحدا مات حزنًا لمات أهل النار (ت) عن أبي سعيد (ح) " أخرجه الترمذي (2558) وقال: حسنٌ صحيحٌ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (659) والسلسلة الضعيفة (2996) في إسناده: عطية بن سعد العوفي قال الحافظ في التقريب (4116) صدوق يخطئ كثيرا وكان شيعيًا مدلسا، وقال الذهبي في المغني (4139) مجمع على ضعفه. وفيه أيضاً: سفيان بن وكيع قال الحافظ في التقريب (2456) كان صدوق إلا أنه ابتلي بوراقه فأدخل=

798 - " إذا كان يوم الجمعة كان على باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على قدر منازلهم، الأول فالأول، فإذا جلس الإِمام طووا الصحف، وجاءوا يستمعون الذكر، ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة, ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي كبش، ثم كالذي يهدي الدجاجة، ثم كالذي يهدي البيضة (ق ن هـ) عن أبي هريرة" (صح). (¬1) (إذا كان يوم الجمعة) إذا وجد (كان على كل باب من أبواب المسجد) للجنس (ملائكة يكتبون الناس) أي الداخلين إلى المسجد (على قدر منازلهم) حال من الناس أماكن نزولهم من الدنو من الإِمام أو التأخر عنه أو مقدار نزولهم عند الله على ترتيب نزولهم من مهجر وغيره [1/ 217] (الأول فالأول) بدل من الناس يكتبون الأول أي الذي ليس قبله داخل فالأول أي الذي قبله غيره فالأول الأول حقيقي والثاني إضافي وسكت عن الآخر الذي ليس بعده أحد لأنه غير داخل في الإضافي فسكوته عنه إما لأنه ليس حقيقاً بالذكر ولا بالكتابة لتأخره أو لأن في الكلام حذفًا وتقديره إلى آخر داخل (فإذا جلس الإِمام) أي على المنبر كما يرشد إليه قوله يسمعون الذكر (طووا الصحف) التي كتبوا فيها أسماء الداخلين (وجاءوا يستمعون الذكر) تحميد الله والثناء عليه وتسبيحه وتهليله والمراد به الخطبة لأنها تشتمل على ذلك (ومثل) بسكون المثلثة وفتحها مع كسر ميمه والثاني مع فتحها أي شأن (المهجر) اسم فاعل من هجر إذا مشى في الهاجرة وهي حين اشتداد الحر وهي نصف النهار وهي التي عبر عنها في الحديث الآخر بقوله في الساعة الأولى الذي في الصحيحين بلفظ: ¬

_ =عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه, وقال الذهبي في المغني (2489) ضعف وكان يتهم بالكذب. (¬1) سقط حديث: "إذا كان يوم القيامة أتى بالموت .... ".

"من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً" (¬1) هذا عند مالك واختاره بعض الشافعية وقالوا إن الساعة الأولى أجرأ من الساعة السادسة بعد الزوال محتجين بلفظ الرواح وأنه لا يكون إلا بعد الزوال لأنه يقابل الغدو الذي لا يكون إلا قبل الزوال وكذلك التهجير وإليه ذهب من المتأخرين المقبلي وهجن على من قال أنها من أول النهار كما هو رأي أحمد والمعروف من مذهب الشافعي وقال: إنهم حملوا الساعات في لفظ الحديث على اصطلاح الفلكيين والساعة في اللغة للوقت القليل وكرر هذا في مؤلفات: الإتحاف والأبحاث والمنار، وذهب ابن القيم (¬2) إلى نصرة مذهب أحمد بتكلف وتعسف والحق هو الأول (كمثل الذي يهدي بدنة) الهدي ما هدي إلى البيت الحرام والبدنة تقع على الجمل والناقة والبقر وهي بالإبل أشبه سميت بدنة لسمنها وعظمها أفاده في النهاية (¬3). قلت: وليس المراد هنا إلا من الإبل لقرينة ما بعده (ثم كالذي يهدي بقرة) هو مثال الآتي في الثانية (ثم كالذي يهدي الكبش) مثال الآتي في الساعة الثالثة والكبش الفحل من الغنم وتسميته هديًا من باب مجاز المشاكلة لما عرفته في النهاية (¬4) من اختصاص الهدي بالإبل ثم البقر. (ثم كالذي يهدي دجاجة) هو الآتي في الساعة الرابعة وهو أيضًا من المشاكلة مثل قوله (ثم كالذي يهدي بيضة) فإن الدجاجة والبيضة لا يكونان هديًا وهو الآتي في الساعة الخامسة وقيل الجميع يسمى هديًا والكاف في قوله كمثل زائدة أي مثله مثل الذي يهدي ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (841)، ومسلم (805). (¬2) زاد المعاد (1/ 399). (¬3) النهاية (1/ 108). (¬4) النهاية (1/ 108).

ويحتمل أن هذه الأمثال بيان للمنازل وأنه يكتب الأول كالمهدي بدنة في الأجر ثم كذلك ويكون آخر الحديث تفسيراً لأوله، ولا يخفى أنه أفاد أنه يسن للإمام التأخر عن أول ساعة ليجتمع الناس فلا يكون أول من يبكر وله أجر الأولين، ولأنه اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان لا يأتي المسجد حتى يتتام الناس، ويحتمل أنه يسن له التبكير ويقعد في المسجد فإذا أريد إقامة الصلاة قام لها، وانقطاع كتابة الداخدين إنما هو [1/ 218] عند قعوده على المنبر لا عند دخوله المسجد (ق ن 5 عن أبي هريرة) (¬1). 799 - " إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقا، وأوكئوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليه شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم (حم ق د ن هـ) عن جابر (صح) ". (إذا كان جنح) بكسر الجيم وضمها (الليل) أوله وتقدم إذا غابت الشمس (فكفوا صبيانكم) فالذي تقدم بيان للمراد بالجنح وفي القاموس (¬2): جنوح الليل إقباله وكفهم منعهم عن الخروج (فإن الشياطين تنتشر حينئذ) فيخاف عليهم من شرهم وتقدم عليه الكلام (فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم) فإنه لا مخافة عليهم (وأغلقوا الأبواب) على المنازل في جنح الليل (واذكروا) عند تغليقها (اسم الله فإن الشياطين لا تفتح بابًا مغلقًا) كأن المراد ذكر عليه اسم الله (وأوكئوا قربكم) جمع قربة أي شدوا رؤسها بالوكاء لئلا يدخل عليها حيوان (واذكروا) عند إيكائها (اسم الله وخَمِّروا) بالخاء المعجمة من التخمير التغطية (آنيتكم) ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (881) ومسلم (850)، والنسائي (3/ 1384)، وابن ماجه (1092). (¬2) القاموس المحيط (ص 276).

جمع إناء بكسر الهمزة والمد الوعاء (واذكروا) عند التخمير (اسم الله ولو أن تعرضوا) تضعوا عليها عرضًا وإن لم يستر جميعها (عليه شيئًا) وقد ورد تعليل ذلك في حديث آخر وهو: "أن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بالإناء ليس عليه وكاء إلا وقع فيه منه" (¬1) وفي عرض العود سر هو أن يعتاد تغطيته ولا ينساه ويتقي ما يريد أن يدب عليه، وهذه الليلة قال الليث: إن الأعاجم يتقونها في السنة في كانون الأول (وأطفئوا مصابيحكم) أي واذكروا اسم الله ويأتي تعليله بأن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت (حم ق د ن 5 عن جابر) (¬2). 800 - " إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يجهل، فإن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل "إني صائم" مالك (ق د هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث) بالراء والفاء والمثلثة من رفث كبصر وفرح وكرم قال الأزهري (¬3): الرفث كلمة جامعة لكل ما يراد من المرأة، وفي القاموس (¬4) أنه الجماع والفحش (ولا يجهل) تقدم معناه (فإن امرؤ) فاعل فعل محذوف دل عليه قوله (شاتمه أو قاتله فليقل) لنفسه زاجرًا لها عن المشاتمة والمقاتلة (إني صائم إني صائم) والظاهر أن هذا في غير الجهاد وأما في الجهاد فيجب مقاتلة من قاتله وفيه أن قوله تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40] تختص بمن ليس بصائم أو أنه هنا حث على الأفضل وفي الآية شأن الجواز (مالك ق 5 عن أبي هريرة) (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2014). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 319) والبخاري (3280) ومسلم (2012) وأبو داود (3733) وابن ماجه (3177)، والنسائي في السنن الكبرى (10581). (¬3) تهذيب اللغة (5/ 90). (¬4) القاموس المحيط (ص 218). (¬5) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 310) رقم (682) والبخاري (1904) ومسلم (1151) وأبو داود (2363) وابن ماجه (1691).

801 - " إذا كان آخر الزمان واختلفت الأهواء فعليكم بدين أهل البادية والنساء (حب) في الضعفاء (فر) عن ابن عمر (ض) ". (إذا كان آخر الزمان واختلفت الأهواء) مال كل في اعتقاده إلى هواه (فعليكم) الزموا (بدين أهل البادية والنساء) الذين يعرفون جمل الإِسلام ويؤمنون بما جاء من الأحكام ومن حلال وحرام من دون توغل في الكلام وهذا إشارة إلى ما قد علمه - صلى الله عليه وسلم - بإعلام الله له من الابتداع والاختلاف في الأمور الدينيات وتضليل الناس بعضهم بعضًا حتى صاروا أحزابًا وفرقًا وكل طائفة تزعم أنها على الحق وأن مخالفها على غير هدى وعمت البلوى واتسع نطاق الخلاف حتى قاتل المسلمون بعضهم بعضًا على ذلك فالحديث من أعلام النبوة وأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى أن لهذا الداء دواء هو الإيمان بالله وبرسوله وبما جاء به رسله والإتيان بالفرائض فإن هذا هو الذي عليه سكان البادية والنساء وترك التعمق والخوض مع الخائضين ولقد طارت نار هذا الاختلاف في الأصول والفروع وصار الدين أهواء لا يتبع كل أحد إلا مذهب أبائه وأهل بلده أول أرض مس جلده ترابها وصارت كل جمعة تختص بمذهب أصولاً وفروعًا [1/ 219] حتى كأنه طبع للجهات وكأن المذاهب ملل مختلفات ولذا قال أبو القاسم الكعبي في العامة هينئًا لهم السلامة هنيئًا لهم السلامة وإلى كلامه هذا أشار الإِمام العلامة السيد محمَّد بن إبراهيم رحمه الله في أبيات له: وإمام بغداد تودد أنه ... لم يعرف التحقيق أي تودد وقال العلامة ابن دقيق العيد: تجاوزت حد المكثرين إلى العلى ... وسافرت واستبقيتهم في المراكب وخضت بحارًا ليس يدرك قعرها ... وألقيت نفسي في فسح المفاوز ولججت في الأفكار حتى تراجع ... اختياري وإلى استحسان دين العجائز

وللمحققين في هذا كلام طويل وقد بسطنا في الإيقاظ (حب في الضعفاء فر عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لضعفه وقال المصنف في الدرر: سنده واهٍ وقال الصغاني: موضوع. 802 - " إذا كان الجهاد على باب أحدكم فلا يخرج إلا بإذن أبويه (عد) عن ابن عمر (ض) ". (إذا كان الجهاد على باب أحدكم فلا يخرج إليه إلا بإذن أبويه) فيه سقوط فرض الجهاد إذا لم يأذن الأبوان وأنه يقدم طلب الإذن منهما وإلا فإن بقاءَه عندهما كالجهاد في الأجر ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الآخر "ففيهما فجاهد" (¬2) وأحد الأبوين مثلهما (عد عن ابن (¬3) عمر) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قد ورد عند الطبراني بسند صحيح كما قاله الشارح (¬4). 803 - " إذا كان لأحدكم شعر فليكرمه (د) عن أبي هريرة (هب) عن عائشة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 264) والديلمي في الفردوس (996) وفي إسناده محمد بن عبد الرحمن البيلماني يروى عن أبيه بنسخة كلها موضوعة لا يجوز الاحتاج به انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 75) وقال ابن الجوزي في الموضوعات (527): لا يصح عن رسول الله, وقال القاري في المصنوع (199) وفي الموضوعات الكبرى (622) وقال الزركشي: سنده واهٍ، وقال الألباني في ضعيف الجامع (638) وفي السلسلة الضعيفة (54): موضوع. وانظر: المقاصد الحسنة (290)، والدرر برقم (301) والفوائد للشوكاني (505). (¬2) أخرجه البخاري (2842)، ومسلم (2549). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 336) عن ابن عمر في ترجمة عباد بن كثير الرملي قال البخاري: فيه نظر وقال النسائي ليس بثقة، انظر: تهذيب الكمال (14/ 151 - 152). وأخرجه الطبراني في الصغير (1/ 182) بلفظ: "إذا كان الغزو على باب البيت فلا تذهب إليه ... "، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 582): رواه الطبراني في الصغير ورجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني أسامة بن علي بن سعيد وهو ثقة ثبت كما هو في تاريخ مصر. وانظر كذلك فيض القدير (1/ 424)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (641). (¬4) انظر فيض القدير للمناوي (1/ 424).

(إذا كان لأحدكم شعر) في رأسه أو لحيته (فليكرمه) وإكرامه بالترجيل والدهن والخضاب وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يرجل شعره ويدهنه ويأمر بدهن الشعر غبًّا (د عن أبي هريرة هب عن عائشة) (¬1) رمز المصنف لصحته وتعقبه الشارح (¬2) بأن فيه عند أبي داود سهيل بن أبي صالح قال في الكاشف: (¬3) ليس بحجة ووثقه بعضهم وفيه عند البيهقي ابن إسحاق وعمارة بن غزية وفيهما خلاف. 804 - " إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه الظل وصار بعضه في الظل وبعضه في الشمس فليقم (د) عن أبي هريرة (ح) ". (إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه الظل) هو من قلص يقلص مثل ضرب يضرب قلص الظل عني: انقبض قاله في القاموس (¬4) وفي النهاية (¬5) قلص الدمع ارتفع وذهب انتهى. فلابد من تقدير مضاف إلى فيء ظل الشمس (وصار بعضه في الظل وبعضه في الشمس فليقم) إلى ظل خالص أو شمس خالصة ووجه الأمر بالقيام أن البقاء فيما كان كذلك يولد ألمًا في البدن، قيل إنه يولد الوضح وقيل إنه مجلس الشيطان لما عند أحمد (¬6) وقال: مجلس الشيطان وأخذ مفهوم الشرط بعض فقال: إنه إذا كان قعوده في ظل وشمس ابتداء فلا نهي ولا يخفى أنه لا يناسبه التعليل بأنه مجلس الشيطان فإن ظاهره أن مجلسه ما كان ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4163) والبيهقي في الشعب (6455) عن أبي هريرة وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 368). وأخرجه البيهقي في الشعب (6456) من رواية عائشة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (770) وفي السلسلة الصحيحة (500). (¬2) انظر: فيض القدير للمناوي (1/ 425). (¬3) انظر الكاشف (1/ 471) (2183). (¬4) القاموس (ص 810). (¬5) النهاية (4/ 100). (¬6) أخرجه أحمد في المسند (3/ 413).

ظلاً وشمسًا قال المصنف في المرقاة: قال البيهقي يحتمل أن يكون أراد كيلا يتأذى لحرارة الشمس كما في حديث قيس عن أبيه قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدًا في فناء الكعبة بعضه في الظل وبعضه في الشمس" وأخرج من طريق عبد الرزاق عن إبراهيم بن إسماعيل قال: سمعت ابن المنكدر يحدث هذا الحديث عن أبي هريرة وقال: وكنت جالسًا في الشمس وبعض في الظل فقمت حين سمعته فقال لي ابن المنكدر لا بأس عليك إنك هكذا جلست قال البيهقي (¬1) في ذلك جمع بين الحديثين وتأكيد ما أردنا (د عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لحسنه. 805 - " إذا كان لرجل على رجل حق فأخره إلى أجله كان له صدقة؛ فإن آخره بعد أجله كان له بكل يوم صدقة (طب) عن عمران بن حصين (ض) ". (إذا كان لرجل على رجل حق فأخره إلى أجله) الأجل الوقت المضروب في المستقبل أي إذا كان لأحد حق فعجل فأخره إلى زمان معين (كان له صدقة) في ذلك (فإن أخره بعد أجله كان له بكل يوم صدقة) وذلك لأن له كل يوم مطالبته [1/ 220] فكل ما ترك ما هو له من المطالبة استحق الأجر ولما كان في الأول ليس له إلا أجر المطالبة مرة واحدة استحق أجرًا واحداً هو أجر إمهاله له في الابتداء وهذا ظاهر في الفقير والغني إلا أن يقال إن الفقير لما كان قد أمهله الله فلا يستحق مطالبته فلا أجر له في إمهاله (طب عن عمران بن حصين) (¬3) رمز ¬

_ (¬1) البيهقي في السنن (3/ 237). (¬2) أخرجه أبو داود (4821). والبيهقي في السنن (3/ 236)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (748) والسلسلة الصحيحة (737). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 240) رقم (603) وقال الهيثمي في المجمع (4/ 135)، فيه أبو داود الأعمى وهو كذاب، التقريب (7181) وقال الألباني في ضعيف الجامع (651): موضوع.

المصنف لضعفه لأن فيه راو اختلف فيه. 806 - " إذا كان في آخر الزمان لا بد للناس فيها من الدراهم والدنانير يقيم الرجل بها دينه ودنياه (طب) عن المقدام (ض) ". (إذا كان في آخر الزمان) اسم كان ضمير يعود إلى الرجل مثلاً وهو معلوم من السياق وهي تامة أي إذا وجد الرجل (لابد) لا فراق ولا محالة (للناس فيها) في أيام آخر الزمان أو سنينا بالمدلول عليهما بالزمان (من الدراهم والدنانير يقيم الرجل بها دينه) من إعفاف فرجه وستر عورته وصلة رحمه (ودنياه) من دفع شرور الأشرار بالصلة وإضافة من يستضيفه ومكافأة من أحسن إليه ونحوه إن قيل هذا لا بد منه في أول الزمان فإن الإنسان مدني بالطبع أول زمانه وآخره فما وجه تخصيص آخره؟ قلت: إن آخر الزمان يتوسع الناس فيه وتلزم بالأعراف ما لا يتم صيانة الدين والعرض إلا به وهذا معلوم الآن فليس الناس الآن أن في حالهم كما كانوا من قبل فإنه ليس الآن من الأغنياء من يجعل صداق زواجه نواة من ذهب كما فعله عبد الرحمن بن عوف من أغنياء الصحابة ولا من يقال له من الفقر: "التمس ولو خاتمًا من حديد" صداق لزواجه ولا ينكر أحد اتساع الناس من زمان إلى زمان فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه في هذا الزمان لا بد من تحصيل الدرهم والدينار ولا تتم الدنيا والدين إلا به والمراد تحصيلهما من الوجوه التي أباحها الشارع أو لأنه في آخر الزمان يعسر التحصيل بغلبة الشح واستيلاء ملوك الدنيا على حقوق الله ولا يقال هذا ترغيب منه - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا لأنا نقول حاشاه بل ترغيب في الآخرة لأنه ما أمر بذلك إلا ليصلح أمر الآخرة (طب عن المقدام) (¬1) رمز المصنف لضعفه قال الشارح هكذا ورد من عدة طرق قال الهيثمي: ومدارها ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 279) رقم (660) عن المقدام وقال الهيثمي في المجمع (4/ 65): ومدار طرقه كلها على أبي بكر بن أبي مريم وقد اختلط. وانظر: (التقريب 7974).

على أبى بكر بن أبي مريم وقد اختلط. 807 - " إذا كان اثنان يتناجيان فلا تدخل بينهما ابن عساكر عن ابن عمر" (ض). (إذا كان اثنان يتناجيان) بالجيم من ناجاه مناجاة إذا ساره أي إذا تسار اثنان (فلا يدخل بينهما) لأنهما يكرهان اطلاع أحد على سرهما وهو نهي عن تتبع الأسرار وقد نهى - صلى الله عليه وسلم - أن يتناجا اثنان وعندهما ثالث وعلله بأن ذلك يحزنه فهما منهيان عن التناجي بحضرته كما نهي هو عن إدخال نفسه بينهما (ابن عساكر عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لضعفه ولكن له شواهد. 808 - " إذا كان أحدكم فقيرًا فليبدأ بنفسه، فإن كان فضل فعلى عياله، فإن كان فضل فعلى ذي قرابته، فإن كان فضل فهاهنا وهاهنا (حم م د ن) عن جابر (صح) ". (إذا كان أحدكم فقيرًا فليبدأ بنفسه) بالهمزة وتقدم عليه الكلام في ابدأ بنفسك (فإن كان) في المال (فضل) زيادة على ما ينفقه لنفسه (فعلى عياله) تقدم وهو من يعوله (فإن كان فضل فعلى قرابته) فهم الأقدم بإحسانه (فإن كان فضل فهاهنا وهاهنا) هو نظير قوله فيما سلف فهكذا وهكذا والمراد أي جهة شاء لأنه لم يبق بعد القرابة خصوصية لأحد فاجعله لمن شئت وأتى في هذا الحديث بلفظ القرابة وفيما سلف بلفظ الأهل ثم عمم والمعنى واحد إلا أنه أفاد هنا أن الأهل مقدمون على غيرهم من القرابة (حم م د ن عن جابر) (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 280) قلت: ومن شواهده ما رواه أحمد (2/ 114) بلفظ: إذا تناجى اثنان فلا تجلس إليها حتى تستأذنهما، وذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 70) وسكت عنه وصححه الألباني في صحيح الجامع (744) والسلسلة الصحيحة (1395). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (3/ 305) ومسلم (997) وأبو داود (3957) والنسائي (7/ 304)، وكذلك ابن خزيمة (2445) وابن حبان (3342).

809 - " إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه، فإن الله قبل وجهه إذا صلى مالك (ق ن) عن ابن عمر (صح) ". (إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه) بكسر القاف وفتح الموحدة ما استقبل (فإن الله قبل وجهه إذا صلى) أي ملائكته ورحمته تعالى مقابلة له أو أن قبلة الله أي بيته الكريم أو لأنه [1/ 221] يناجى ربه كما في حديث أبي هريرة: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبزق أمامه فإنما يناجي الله" الحديث (¬1) والمناجي يكون تلقاء وجه من يناجيه فأمر بصيانة الجهة كما لو كان يناجي مخلوق (مالك ق ن عن ابن عمر) (¬2). 810 - " إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين، وخطيبهم، وصاحب شفاعتهم؛ غير فخر (حم ت هـ ك) عن أبي [بن كعب] ". (إذا كان يوم القيامة كنت إمام النبيين) يأتي معناه مرارًا ويأت الكلام عليه (وخطيبهم) عند الله (وصاحب شفاعتهم) في الشفاعة العظمى (غير فخر) تنصب غير على الحالية أقول هذا حال كوني غير مفتخر به أو غير فخر من تلقاء نفسي بل هو من الله أعطانيه الله أو غير فخر فوق هذا الفخر وفيه إرشاد إلى أن من تحدث بنعمة الله عليه يحسن منه إزالة تهمة أنه افتخر بذلك على غيره لئلا يوهم السامعين (حم ت 5 ك عن أبي هو ابن كعب حيث أطلق) (¬3). 811 - " إذا كان يوم القيامة نودي "أين أبناء الستين؟ " أو هو العمر الذي قال ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (478) وعبد الرزاق (1686). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 194) رقم (457) والبخاري (406) ومسلم (547) والنسائي (2/ 51). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (5/ 137) والترمذي (3613) وابن ماجه (4314) والحاكم (1/ 71) وكذلك ابن المبارك في الزهد (7/ 16) قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ، وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد.

الله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} الحكيم (طب هب) عن ابن عباس (ض) ". (إذا كان يوم القيامة) وجد وحدث (نودي) من قبل الله تعالى (أين أبناء الستين) أي الذي بلغ بهم العمر ستين سنة وحذف المنادي له كأنه يقال أولم نعمركم الدال عليه قوله (وهو العمر الذي قال الله تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} أي: فما صنعتم كما يرشد إليه حديث سهل بن سعد عند عبد بن حميد (¬1) بلفظ: "إذا بلغ العبد ستين سنة فقد أعذر إليه وأبلغ إليه في العمر" وفي كلام النهج: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة لا يسوغ لابن آدم أن يعتذر فيه لأن قبل الستين أيام صبا وشباب وكهولة فقد يعذر العبد فيها لغلبة الشهوة فإذا دخل في الستين دخل في سن الشيخوخة فلا عذر له في اللهو. ويروى لأبي نواس: وإذا تكامل للفتى من عمره ... ستون وهو إلى التقى لا يحتج عكفت عليه المحرمات فماله ... متأخر عنها ولا متزحزح وإذا رأى إبليس غرة وجهه ... حياء وقال فديت من لا يفلح (الحكيم طب هب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وفيه إبراهيم بن الفضل المخزومي قال الذهبي واه (¬2). 812 - " إذا كان يوم القيامة نادى مناد "لا يرفعن أحد من هذه الأمة كتابه ¬

_ (¬1) لم أقف عليه عند عبد بن حميد في المنتخب وأخرجه من رواية سهل بن سعد الطبراني في المعجم الكبير (6/ 183) رقم (5933) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 206): رجاله رجال الصحيح. (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ص 156) والطبراني في المعجم الكبير (11/ 177) رقم (11415) والبيهقي في السنن (3/ 370) وفي الشعب (10254) وانظر: الميزان (1/ 176) التقريب (228) في ترجمة إبراهيم بن الفضل المخزومي. وقال الألباني في ضعيف الجامع (668) والضعيفة (2584): ضعيف جداً.

قبل أبي بكر وعمر" ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف (ض) ". (إذا كان يوم القيامة ينادي مناد لا يرفعن كتابه) كتاب حسناته وسيئاته (أحد قبل أبي بكر وعمر) كأنه يعطي كل واحد (كتابه) ثم يحضر لعرضه فأول من يعرض كتابه الشيخان (ابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأن فيه الفضل بن جبير الوراق عن داود بن الزبرقان، تركه أبو داود، وقال الجوزقاني: كذاب، وقال البخاري: مقارب. 813 - " إذا كان يوم القيامة دعا الله تعالى بعبد من عبيده فيقف بين يديه، فيسأله عن جاهه كما يسأل عن ماله تمام (خط) عن ابن عمر (ض) ". (إذا كان يوم القيامة دعا الله بعبد) التنكير فيه للتعظيم أي عظيم جاهه أو للتحقير أي له جاء حقير فإنه يسأل عنه فيا ويل من له جاء عظيم وهذا أقرب بدليل عموم السؤال في الآخرة عن القليل والكثير ولأنه شبهه بالمال وهو مسئول عن قليله وكثيره (من عبيده فيقف بين يديه فيسأله عن جاهه) الجاه هو القبول عند الناس والتقدم عندهم وإنما يسأل عنه العبد لأنه من رحمة الله تعالى التي أعطاها إياه ولذا وصف عيسى - عليه السلام - بقوله وجيهًا في الدنيا والآخرة (كما يسأله عن ماله) أي هل بخل به عن ذي الحاجة أو أنفقه في غير رضاه أو في سخطه تعالى قال الشافعي رحمه الله (¬2): واعط زكاة الجاه يومًا فإنها ... كمثل زكاة المال تم نصابها (تمام خط عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه قال مخرجه الخطيب: غريب ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 159) وإسناده ضعيف فيه الفضل بن جبير الوراق، قال العقيلي لا يتابع على حديثه انظر: ميزان الاعتدال (5/ 425). وكذلك داود بن الزبرقان الرقاشي نزيل بغداد متروك، (التقريب 1785) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (664). (¬2) أورده ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب (3/ 1244) لأبي عبد الله بن شرف الشاعر.

جدًا لا يثبت بوجه من الوجوه [1/ 222] وقال ابن عدي لا أصل له (¬1). 814 - " إذا كان يوم القيامة بعث الله تعالى إلى كل مؤمن ملكا؛ معه كافر، فيقول الملك للمؤمن يا مؤمن هاك هذا الكافر، فهذا فداؤك من النار (طب) والحاكم في الكنى عن أبي موسى (ح) ". (إذا كان يوم القيامة بعث الله تعالى) أرسل (إلى كل مؤمن) من هذه الأمة أو من كل أمم الرسل الأولين أيضاً (ملكًا معه كافر يقول الملك للمؤمن يا مؤمن هاك) أي: خذ هذا الكافر (فهذا فداؤك) بكسر الفاء والمد وبفتحها مع القصر فكاك الأسير يقال فداه يفديه فداء [وفدى] وفاداه يفاديه مفاداة إذا أعطاه فداه وأنقذه قاله في النهاية (¬2) (من النار) أي من دخولها ولعل هذه لبعض المؤمنين لأنه قد ثبت أنه لا بد من دخول بعضهم النار أو أنه لمن يدخل النار ثم يفدى ويخرج منها أو أنه للكل من دخل ومن لم يدخل ممن قضت حكمته ورحمته بعدم دخوله النار وهو أقرب إلى اللفظ العام هنا وأتم في البشرى. فإن قيل: هذا يقضي بأن عذاب الكافر لنجاة المؤمن وحمل وزره عليه وهو خلاف الثابت من عدل الله وإخباره {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]. قيل: يحتمل أن هؤلاء من الكفار الذين آذوا المؤمنين وسبوهم وحاربوهم فطرح عليهم من ذنوب المؤمنين ما كان عليهم. ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في فوائده (104) والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 99) والذي في المطبوع من كلام الخطيب: هذا الحديث غريب جدًا لا أعلمه يروى إلا بهذا الإسناد تفرد به أحمد بن خليد وابن عدي في الكامل (7/ 171) في ترجمة يوسف بن يونس أبو يعقوب أخو أبي مسلم الأفطس وقال: وهذا عن سلمان بهذا الإسناد منكر لا يرويه عنه الأفطس وأورده ابن حبان في المجروحين (3/ 137) في ترجمة يوسف بن يونس وأعل الحديث به وقال: وهذا لا أصل له من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأورده ابن حجر في الميزان (6/ 330) في ترجمة يوسف بن يونس وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (661) وفي السلسلة الضعيفة (2690). (¬2) النهاية (3/ 421).

قلت: يضعف هذا أنه حكم ثابت بين المسلمين بعضهم مع بعض فإنها إذا نفدت حسنات المؤمن وبقيت عليه تبعات للعباد طرح عليه من ذنب من عنده له الحق لا يسمى فداء وقيل بل الفداء مجاز والمراد أن ينزل الكافر في النار في المنازل التي كانت معدة لعصاة المؤمنين لو كانوا من أهلها ويحتمل أن المراد خذ هذا الكافر فألقه في النار فإن إلقاءك له فيها فكاك لك منها ومن عذابها بأن يجعل عقوبة المؤمن نفس إلقائه الكافر في النار أو خذه فقبضه الزبانية وهذا جيد وفيه أيضًا شفاء صدور المؤمنين من أعدائهم بإلقائهم في العذاب الدائم (طب والحاكم في الكنى عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه (¬1). 815 - " إذا كان يوم القيامة أعطى الله تعالى كل رجل من هذه الأمة رجلاً من الكفار، فيقال له: هذا فداؤك من النار (م) عن أبي موسى" (صح). (إذا كان يوم القيامة أعطى الله تعالى كل رجل من هذه الأمة) هذا تخصيص بعد عموم كل مؤمن في الحديث الآخر (رجلاً من الكفار) الظاهر وكل امرأة مؤمنةٍ امرأة من الكفار (فيقال له) يقوله الملك كما سبق (هذا فداؤك من النار م عن أبي موسى) (¬2). 816 - " إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجب "يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمَّد حتى تمر" تمام (ك) عن علي (صح) ". (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجب) جمع حجاب (يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمَّد حتى تمر) تمام الحديث: فتمر ومعها ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (3/ 403) رقم (2554) وفي الأوسط (1) والحاكم في الكنى كما في الكنز (1/ 288) وابن عساكر في تاريخ دمشق (65/ 199) قال: قال ابن شاهين تفرد بهذا الحديث يزيد بن سعيد عن عبد الملك وهو حديث غريب من هذا الوجه ويزيد هذا من أهل الشام ثقة، وصححه الألباني في الجامع (779) والسلسلة الصحيحة (1381). (¬2) أخرجه مسلم (2767) وكذا أحمد في المسند (4/ 302).

سبعون ألف خادم من الحور العين كالبارق واللامع، أخرجه النقاش وذكره المحب في ذخائره، وهذه كرامة لبنت سيد الرسل - صلى الله عليه وسلم - لا يبلغ عنه قدرها منها النداء من وراء الحجب ولا يعلم ما ورائها إلا الله - عز وجل - ثم نداء الأولين والآخرين من الخلائق أجمعين تشريفًا وتعظيمًا لها وتنويهًا بذكرها وإعلامًا للخلائق بمرورها وإلا فهم في طموح الأبصار في شغل شاغل وهول هائل، ثم ظاهره أنه قبل كل حساب ونظر في أمور العباد بل عناية بشأنها واهتمامًا بمرورها على كل شأن فهم في ذلك اليوم المجموع له الناس وظاهره أنه مرورها إلى الجنة وأنه يتلقاها خدم الجنة زين معها. (تمام ك عن علي) (¬1) رمز المصنف لصحته وتعقبه الذهبي بأنه: موضوع. وقال في الميزان: إنه من رواية العباس بن بكار الضبي قال الدارقطني: إنه كذاب وساق الرواية وحكم ابن الجوزي بوضعه [/ 223] وتعقبه المصنف قال الشارح: ولم يأت بشيء سوى أن له شاهدًا. قلت: وجود الشاهد يخرجه عن الوضع. 817 - " إذا كان يوم القيامة نادى مناد "من عمل عملا لغير الله فليطلب ثوابه ممن عمله له" ابن سعد عن أبي سعد بن أبي فضالة (ض) ". (إذا كان يوم القيامة نادى مناد من عمل عملا لغير الله) أي رياء وسمعة (فليطلب ثوابه ممن عمل له) هذا تهكم وسخرية إلهاماً بالقلب المرائي وأراه لقبح ما صنعه وما كان عليه وبطلان سعيه وأنه لا يغني عنه شيئًا وهو وعيد بالغ ¬

_ (¬1) أخرجه تمام (414) والحاكم في المستدرك (3/ 153) وقال: صحيح على شرط الشيخين وتعقبه الذهبي: لا والله بل موضوع. وقول الذهبي في الميزان (4/ 48) في ترجمة العباس بن بكار الضبي انظر: الموضوعات لابن الجوزي (229) والعلل المتناهية (1/ 262) وذكره الألباني في ضعيف الجامع (667) وفي السلسلة الضعيفة (2688) وقال: موضوع.

(ابن سعد عن أبي سعيد بن أبي فضالة) (¬1) بالفاء والضاد المعجمة بزنة سحابة، صحابي نجارى أنصاري مدني ورمز المصنف لضعفه (¬2). 818 - " إذا كانت الفتنة بين المسلمين فاتخذ سيفًا من خشب (هـ) عن أهبان". (إذا كانت الفتنة) القتال (بين المسلمين فاتخذ سيفًا من خشب) يحتمل الحقيقة وأنه إذا ألجئ إلى حضور الفتنة اتخذ ذلك ويحتمل الكناية عن عدم الحضور للفتنة والمراد إذا كانت الفتنة على ما لا يرضاه الله، لا لو كانت إحداهما باغية فقتالها واجب لقوله تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات: 9] الآية فالمراد إذا كانت كل طائفة طالبة بقتالها الدنيا والترأس كحال ملوك الدنيا فهاهنا يكون المؤمن كما قال في النهج: كن في الفتنة كابن اللبون لا ضرع فيحلب ولا ظهر فيركب (5 عن أهبان) (¬3) بضم الهمزة وسكون الهاء بعدها باء موحدة فألف ونون وهو ابن أوس الأسلمي أبو صفية الأسلمي بايع تحت الشجرة وقال الواقدي: هو الذي كلمه الذئب (¬4) وفي الصحابة رجلان بهذا الاسم إلا أنه إذا أطلق فالظاهر أنه من ذكرنا وجزم الشارح بأنه أهبان بن صيفي الغفاري قال: ¬

_ (¬1) انظر الإصابة (7/ 172). (¬2) أخرجه ابن سعد كما في الكنز (7476) وكذا أخرجه ابن حبان (404) (7345) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث محمَّد بن بكر وأحمد (3/ 466)، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (7/ 172): قال علي بن المديني: سنده صالح، وقال المزي به في تهذيب الكمال (33/ 343): وحسنه الألباني في صحيح الجامع (782). (¬3) أخرجه ابن ماجه (3960) وكذلك الترمذي (2203) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن عبيد، وأحمد في المسند (5/ 69) والطبراي في الأوسط (5521) وفي المعجم الكبير (867). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (760) والسلسلة الصحيحة (380). (¬4) أهبان بن أوس الأسلمي له صحبة قال البخاري في التاريخ الكبير (2/ 44) (... عن أهبان بن أوس كنت في غنم لي فكلمه الذئب فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسلم ويقال أهبان أبو مسلم قال أبو عبد الله وإسناده ليس بالقوي أهـ. وقال ابن حجر في الإصابة (1/ 141). قال البخاري: إسناده ليس بالقوي قلت: لأن فيه عبد الله بن عامر الأسلمي وهو ضعيف.

روى حديثاً واحداً وهو هذا وحسنه الترمذي وتبعه المصنف وسببه أنه دخل عليه علي - رضي الله عنه - فسأله الإعانة فقال لجاريته أخرجي سيفي فإذا كله خشب فقال لعلي - رضي الله عنه -: إن ابن عمك عهد إلى فذكره. 819 - " إذا كانت أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأموركم شورى بينكم، فظهر الأرض خير لكم من بطنها؛ وإذا كانت أمراؤكم أشراركم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأموركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها (ت) عن أبي هريرة". (إذا كان أمراؤكم خياركم) هم حلماؤهم كما دل له حديث: "إذا أراد الله بقوم خيراً ولى عليهم حكماؤهم" تقدم، فإن حلماء الناس خيارهم لأنه يكون الحليم تقيا عارفا ما له وما عليه (وأغنياؤكم سمعاؤكم) تقدم في ذلك الحديث: "وجعل المال في سمحائهم ... " وتقدم الكلام (وأمركم شورى بينكم) أي يتشاورون فيه ولا يخلفون أمرهم الذي يعمهم ضره ونفعه عن تشاور (فظهر الأرض خير لكم من بطنها) هو جواب الشرط أي الحياة خير من الموت عبر باللازم عن الملزوم إذ من لازم الحي يكون على ظهر الأرض وإنما كانت الحياة خير لهم لأن هذه الثلاثة الأمور تدل على إرادة الله تعالى بهم الخير كما دل عليه الحديث المتقدم في: "إذا أراد الله .. " لأنه يزداد كل أحد خيراً في دينه ودنياه (وإذا كانت أمراؤكم شراركم) وهو حيث يريد الله بقوم شراً والشرار هم السفهاء كما سلف في ذلك الحديث (وأغنياؤكم بخلائكم) تقدم أيضاً: وجعل المال في بخلائهم، (وأمركم إلى نسائكم) وأنه لا يصلح قوم ولو أمرهم امرأة وقابل به قوله "وأمركم شورى بينكم" لأنه لا يكون الأمر إلى المرأة إلا وقد أضاعوا المشاورة بينهم إذ لو تشاوروا في أمرهم ما ولوا عليهم امرأة (فبطن الأرض خير لكم من ظهرها) أي الموت خير من الحياة لأنه أمارة إرادة الله

تعالى بعباده شرا كما سلف في حديث مهران (ت عن أبي هريرة) (¬1) قال الترمذي بعد سياقه له: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من رواية صالح المري وصالح في حديثه غرائب لا يتابع عليها وهو رجل [1/ 224] صالح. 820 - " إذا كانت عند الرجل امرأتان فلم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا كانت عند الرجل امرأتان) زوجتان أو أكثر وإنما اقتصر على الأقل لأنه يعلم في الأكثر أن الحكم واحد (فلم يعدل بينهما) لم يساو بينهما فيما يملكه من الكسوة والنفقة والمبيت لا المحبة فلا يملكها العبد ولذا كان يقول - صلى الله عليه وسلم -: "هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك" (¬2) أو معنى كلامه وقد علم الله ذلك من عباده فقال: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ} [النساء: 129] (جاء يوم القيامة وشقه ساقط) جانبه منفصل عن بدنه لأنه لما مال بفعله أمال الله ذاته ويحتمل أنه كناية عن بطلان عمله لأنه من بطل عمله فقد سقط شقه الذي ينجو به (ت ك عن أبي هريرة) (¬3) رمز المصنف لصحته وقال عبد الحق: حديث ثابت وأعله ابن حجر في تخريج الرافعي ولكنه قال في تخريج الهداية: رجاله ثقات. 821 - " إذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث مالك (ق) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2266)، قلت: وصالح بن يشير المري ضعيف (التقريب 2845)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (646). (¬2) أخرجه أبو داود (2134)، والترمذي (1140)، والنسائي (5/ 281)، وابن ماجه (1971). (¬3) أخرجه الترمذي (1141) والحاكم في المستدرك (2/ 186) وقال الترمذي: لا نعرف هذا الحديث مرفوعًا إلا من حديث همام بن يحيى وهمام ثقة حافظ وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال الحافظ ابن حجر في الدراية (2/ 66): ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان والحاكم إلا أن البخاري صوب أنه من رواية حماد عن أيوب عن أبي قلاب مرسلاً وصححه الألباني في صحيح الجامع (761 والسلسلة الصحيحة (2077).

(إذا كانوا) أي الجلساء أو الخلطاء لدلالة السياق (ثلاثة فلا يتناجى) من المناجاة بالجيم أي يتسارر (اثنان دون الثالث) أي متجاوزين عنه ويأتي تعليله بأن ذلك يحزنه ومفهوم العدد مراد هنا لأنه إذا كان معه غيرهما فإنه لا يحزنه تناجيهما لأن عنده من يخاطبه ولا يحزنه إلا تجردهما عنه لأنه يفهمه أنه ممن يطوى عنه الأسرار أو أن التناجي فيما يضره (مالك ق عن ابن عمر) (¬1) من حديث أبي صالح قال قلت لابن عمر فالأربعة؟ قال: لا يضره. 822 - " إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم (حم م ن) عن أبي سعيد (صح) ". (إذا كانوا ثلاثة) مفهوم العدد غير مراد لما تقدم من حديث أبي موسى الاثنان جماعة والحكم المذكور من إمامة الأقرأ ثابت في الاثنين كما أفاده حديث مالك بن الحويرث قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أنا وصاحب لي فلما أردنا الإقفال من عنده قال لنا: "إذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما ويؤمكما أكبركما" (¬2)، ولأحمد ومسلم وكنا متقاربين في القراءة (¬3) (فليؤمهم أحدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم لكتاب الله) المراد بالأقرأ أكثرهم حفظاً للآيات والسور كما تفيده أحاديث أخرى (حم م ن عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (¬4). 823 - " إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرؤهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأكبرهم سنا، فإن كانوا في السنن سواء فأحسنهم وجهاً (هق) عن أبي زيد الأنصاري (ض) ". (إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أقرأهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ (2/ 989) رقم (1790) والبخاري (6288) ومسلم (2183). (¬2) أخرجه البخاري (604، 627)، ومسلم (674). (¬3) أخرجه مسلم (675)، وأحمد (3/ 436). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 24) ومسلم (672) والنسائي (2/ 77).

فأكبرهم سنًّا) هذا الحديث يقتضي بأنه يؤم المستويين في القراءة أكبرهم سنًا أي عمراً (فإن كانوا في السنن سواء فأحسنهم وجهاً) وفي حديث عقبة عند أحمد ومسلم (¬1): "أنهم إذا استووا في القراءة كان الأحق أعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا" وفي بعض ألفاظه: "ولا يؤمن الرجل في سلطانه" ويأتي حديث مالك بن الحويرث عند أحمد وغيره: "من زار قوماً فلا يؤمهم، وليؤمهم رجل منهم"، إذا عرفت هذا فلا بد من الجمع بين الأحاديث يحمل حديث الكتاب على أن المراد إذا كانوا في القراءة ومعرفة السنة والهجرة سواء فأكبرهم سنًا لأن أحقية المتقدم بالسن الرتبة الرابعة في حديث عقبة فقد طوى في حديث الكتاب ما هو مفصل في حديث عقبة فهو مفصل لما أجمل في هذا كما أنه حذف من حديث عقبة: "الأحسن وجهاً" فيقيد حديث عقبة بحديث الكتاب كما بين بحديث عقبة وأما السلطان فقد نهى أن يؤمه أحد بعد ذكر رتب الأحقية فدل على أنه أحق من الكل وإن لم يكن له شيء من وجوه الأحقية لأن كونه سلطانا مقدم له على الكل ممن له حق سواه [1/ 225] وكذلك حكم المزور حكم السلطان في كونه صاحب المنزل أحق بالإمامة من كل من ينزل عليه وإن خلا عن وجوه الأحقية الأربعة واتصف بها الزائر وهي الفضل في القراءة والأعلمية بالسنة والأسنية والأحسنية في الوجه وقد ذهب ابن الجوزي (¬2) إلى أن حديث الأحسن وجهاً موضوع، ولكنه قال الشارح: إنه تهور منه فقد قال في المهذب (¬3): إنه روى مسلم حديثًا بهذا السند، وقد زيد خامس وهو الأشرف نسباً .. الحديث. قدموا قريشاً، يأتي، وبقي النظر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 118) ومسلم (673). (¬2) انظر: الموضوعات (1/ 100)، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (608): موضوع. (¬3) قال الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبرى (2/ 1053): وهو خبر منكر، فقد روى مسلم حديثاً بهذا الإسناد.

في السلطان والمزور إذا زار السلطان رجلاً فهل يؤم من زاره لأجل سلطانه أو يؤمه صاحب المنزل لأنه منهي عن إمامة الزائر له فإن حديثهما متعارضان لأن كل واحد متصف بصفة علقت الأحقية بها ونهى غير المتصف بها أن يؤم غيره ولا مرجح لأحدهما إلا أن يقال حديث أبي أمامة المتقدم بلفظ: "إذا دخل أحدكم على أخيه فهو أمير عليه حتى يخرج من بيته". يقضي على أن رب المنزل قد صار أميراً على زائره ولو سلطاناً فبطل حق السلطان على زائره في الإمامة ويتم لرب المنزل الاتصاف بالأمرين كونه مزوراً وكونه أميراً فهذا محل تأمل للناظر وقد ضعف حديث أبي أمامة وقيل: إنه موضوع واعلم أن المراد بالسلطان ذو الولاية سواء كان الأعظم أو من ولاه كما أفاده تقديم الحسين السبط لسعيد بن العاص في صلاة الجنازة على الحسن السبط وقال: لولا أنه السنة لما قدمتك (¬1) (هق عن أبي زيد الأنصاري) رمز المصنف لضعفه (¬2). 824 - " إذا كبر العبد سترت تكبيرته ما بين السماء والأرض من شيء (خط) عن أبي الدرداء". (إذا كبر العبد) قال: الله أكبر فهو بتشديد الموحدة وسواء كان في صلاة أو لا (سترت تكبيرته) الستر التغطية وأراد ستر ثوابها أو الملائكة الكاتبون لها أو هي نفسها فإنه تعالى قد يجعل الأعراض أجساماً ويحتمل أنه من وصف الأعراض بصفات الأجسام وأن المراد أنها لو كانت جسما لسترت (ما بين السماء والأرض من شيء) عام لكل ما سمى شيئًا (خط عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 136) رقم (2912) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 31) رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجاله موثقون. (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 121) وأورده الذهبي في الميزان (8/ 150) في ترجمة عبد العزيز بن معاوية وذكر له هذا الحديث وقال: قال ابن حبان: هذا حديث منكر لا أصل له ولعله أدخل عليه فحدث به. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (656) والسلسلة الضعيفة (2398).

وفي سنده كذاب (¬1). 825 - " إذا كتب أحدكم كتاباً فليتربه، فإنه أنجح لحاجته (ت) عن جابر". (إذا كتب أحدكم كتاباً فليتربه) من ترب بتشديد رائه أي جعل فيه التراب، قال في النهاية (¬2) يقال: تربت الشيء إذا جعلت فيه التراب (فإنه أنجح لحاجته) بتقديم الجيم على الحاء أسرع لقضائها من النجح إذا أصاب وهذا من الأسرار الإلهية التي لا تستفاد إلا من مشكاة النبوة (ت عن جابر) (¬3) سكت عليه المصنف وقد تعقبه مخرجه الترمذي بأنه: حديث منكر وأفاد الزركشي: بأن أحمد رواه وقال: منكر (¬4). 826 - " إذا كتب أحدكم إلى أحد فليبدأ بنفسه (طب) عن النعمان بن بشير (ض) ". (إذا كتب أحدكم إلى أخيه فليبدأ) من بدأ المهموز (بنفسه) أي يجعلها مبتدأ بها في الذكر وعلى ذلك كانت كتبه - صلى الله عليه وسلم - من محمَّد بن عبد الله ورسوله إلى هرقل الحديث، وكتابه إلى شرحبيل بن عبد كلال من محمَّد النبي الحديث، وكذلك ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 86) وفي إسناده عبد الرحيم بن حبيب بن عمر قال الخطيب: يقع في أحاديثه بعض المناكير. وقال المناوي (1/ 431): فيه إسحاق الملطي قال الذهبي: كذاب انظر ميزان الاعتدال (1/ 354) والمغني في الضعفاء (588). وقال الألباني في ضعيف الجامع (670) والسلسلة الضعيفة (1826) موضوع .. (¬2) انظر: النهاية (1/ 184). (¬3) أخرجه الترمذي (3/ 27) وقال حديث منكر: لا نعرفه عن أبي الزبير إلا من هذا الوجه, وحمزة هو عندي ابن عمرو النصيبي هو ضعيف في الحديث. وأورد طرقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 92) وقال: لا تصح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (674) والسلسلة الضعيفة (1738). (¬4) هذا كلام المناوي في الفيض (1/ 432)، وقال السخاوي في المقاصد (ص: 24): قال أبو طالب: سألت أحمد يعني عنه فقال: هذا حديث منكر، ولم يذكر أنه رواه أحمد. وراجع أجوبة الحافظ ابن حجر على أحاديث المشكاة, والنقد الصريح للعلائي.

كتب الخلفاء من بعده والمراد إذا كتب كتاباً يرفع به خبراً أو يطلب فيه أمراً وأما إن كان في غير ذلك ككتابه - صلى الله عليه وسلم - للعداء بن خالد بن هوذة فإنه بعد البسملة بلفظ: هذا ما اشترى العداء بن خالد بن هوذة من محمَّد رسول الله الحديث أخرجه الترمذي وابن ماجة (¬1) عن العداء (طب عن النعمان بن بشير) [1/ 226] رمز المصنف لضعفه (¬2). 827 - " إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه، وإذا كتب فليترب كتابه فهو أنجح (طس) عن أبي الدرداء (ض) ". (إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه) هو كما سلف آنفاً (وإذا كتب فليترب كتابه فهو أنجح) أي حاجته كما سلف (طس عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه (¬3). 828 - " إذا كتب أحدكم "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، فليمد "الرحمن" (خط) في الجامع (فر) عن أنس (ض) ". (إذا كتب أحدكم بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فليمد الرحمن) أي يمد حروفه في الخط ويحتمل أن يراد مد ما اعتاده الكتاب من حروفه كالميم والنون وكأن اختصاص هذا اللفظ بالمد لأنه مما أنكره المشركون قالوا وما الرحمن فزيد في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2251) والترمذي (1216) وقال: حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في الفتح (12/ 350). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 34) مجمع) وقال الهيثمي (10/ 34): فيه أبان بن بشير بن النعمان ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (671) والسلسلة الضعيفة (1740). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (2347) عن أبي الدرداء. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 99): فيه سليما ابن سلمة الخبائري وهو متروك. وأخرجه ابن عساكر (51/ 107)، انظر: الميزان (3/ 297) واللسان (3/ 93) وقال الألباني في ضعيف الجامع (672) والسلسلة الضعيفة (2702) موضوع ..

صورة خطه إغاظة لهم وفي الحديث وقوله فيما يأتي بين السين دلالة على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعرف صور الحروف ولا ينافي ذلك كونه أميًا كما أنه كان يستنشد الشعر ويعرف معانيه ويدعو لقائله ولا يحسن قوله ولا يتم ما ينشد (خط في الجامع لا في التاريخ فر عن أنس) رمز المصنف لضعفه قال الذهبي: فيه كذاب (¬1). 829 - " إذا كتبت "بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" فبين السين فيه (خط) وابن عساكر عن زيد (ض) ". (إذا كتبت بسم الله الرحمن الرحيم فبين السين فيه) ظاهر صورة نقشها وكأنه أمر بذلك لئلا تلتبس بالموحدة والمثناة والمثلثة وتعظيمًا لما أُضيف إلى اسمه تعالى (خط وابن عساكر عن زيد بن ثابت) رمز المصنف لضعفه (¬2). 830 - " إذا كتبت فضع قلمك على أذنك فإنه أذكر لك ابن عساكر عن أنس (ض) ". (إذا كتبت) أردت الكتابة (فضع قلمك على أذنك) يحتمل اليمنى لأنها الأقرب إلى كفه التي يكتب بها (فإنه أذكر لك) أشد ذكراً لما تكتبه من إملائك أو ترقمه بالقلم والأمر للإرشاد (ابن عساكر عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬3). 831 - " إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناد, فإن يك حقًّا كنتم شركاء في ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 267) رقم (558) والديلمي في مسند الفردوس (1168) وقال المناوي (1/ 433) قال الذهبي: فيه كذاب. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (673) والسلسلة الضعيفة (2699)، وقال: موضوع. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 340) وابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 6) وفي إسناده الفضل بن سهل ولم يذكر فيه جرحاً وتعديلاً. وأورده الألباني في ضعيف الجامع (675) وفي السلسلة الضعيفة (1737). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 455). وأخرجه أيضًا ابن عدي (5/ 134) في ترجمة عمرو بن الأزهر) قال الذهبي في المغني (4629): كذاب، وقال أحمد وغيره يضع الحديث. وقال الألباني في ضعيف الجامع (677) والسلسلة الضعيفة (822): موضوع.

الأجر، وإن يك باطلا كان وزره عليه (ك) في علوم الحديث، وأبو نعيم، وابن عساكر، عن علي (صح) ". (إذا كتبتم الحديث) هو الخبر سواء كان عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو عن غيره وشاع فيما كان عنه - صلى الله عليه وسلم - فيحتمل أنه المراد هنا (فاكتبوه بإسناده) بذكر رواته حتى يبلغوا به من رواه وعزاه لقائله والرواية مثل الكتابة أيضاً إلا أنه خص الكتابة لأن الرواية فرعها في الغالب (فإن يك) الحديث (حقاً) صدقاً (كنتم شركاء في الأجر) لأن راوي الصدق مأجور وهذا يدل على أن المراد بالحديث ما كان عنه - صلى الله عليه وسلم - أو عن صحابته وعلى الجملة ما كان في روايته أجراً وليس كل حق مأجوراً راويه (وإن يك باطلاً) كذباً (كان وزره عليه) على من انتهى إليه إسناده، وفيه أن المرسِل يشارك من أرسل عنه إذا كان كاذبا ولا مشاركة في الأجر إن كان صادقاً ووجه إثمه إيهامه بروايته بلا إسناد أنه ثابت عنده لأنه يقول من في المائة الثانية مثلا قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيأخذه سامعه عنه ويسنده إليه - صلى الله عليه وسلم - فقد يحمل عهدته بخلاف ما إذا أسنده فإنه يقول ما قالوه بلا إتهام منه بل أخبر بما سمعه واكلا لصحته أو عدمها على رواته وليس مثل قوله قال - صلى الله عليه وسلم - لأنه جزم أنه قاله أما إذا حذف رواته ما عدى الصحابة كهذا الكتاب وأشباهه من المجاميع التي رويت لحفظ متون الأحاديث فهل هي مما يحمل مؤلفوها العهدة وصارت كالمراسيل بحذفه ما بينه وبين الصحابي أو يقال قد بقي من رجال السند من نسب إليه الحديث وهو الصحابي فيتمكن الناظر من البحث عن رجاله وعن حال الحديث لأنها قد جمعت مسانيد الصحابة أو لأنه لما عزاه إلى الكتب التي نقل منها فقد أحال عليها فلا عهدة عليه في ذلك ولا يكون مرسلاً، نعم هذا الصنيع الذي وقع للمصنف رحمه الله ولغيره فيه تبعيد من البحث عن الأسانيد تقريب للبحث عن المتن وعلى كل تقدير يصدق عليها أنهما مما لم يكتب فيه الحديث بإسناده وهذا الحديث [1/ 227] زاجر عن رواية المرسل والمراد به

ما سماه أهل الأصول مرسلاً وتحته أنواع من المعل والمعضل ونحوهما إلا مرسل التابعي عن الصحابة إن قيل من أرسل الحديث إن كان يرى أن في رجاله من يقدح فيه ثم أرسله فلا كلام أنه آثم لأن راوي الكذب أحد الكذابين وإن كان لا يعلم فيهم بمقدوح فلا إثم، وإن كان الحديث في نفس الأمر باطلاً. قلت: قد يحذف من يراه غيره مجروحاً فبحذفه ضيّق على الناظر البحث عن حال الحديث وألجأه إلى أحد أمرين: إما أن يقلده كما صار الآن دأب من يقصر نظره عن البحث عن حال الحديث: يقول إن العهدة على المؤلف وهو كلام باطل ليس تحته طائل فإن من روى من الفقهاء حديثًا في كتب الفروع غير مسند له ولا عزاه إلى كتاب بل يجزم أنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو سئل عنه لما عرف من رواه ولا من أخرجه ولا إلى أين يأوي وهذا واقع في كل الطوائف ولقد تجرم الحافظ ابن حجر من الغزالي ومن إمام الحرمين مراراً من روايتهم لما لا يعرف في كتبهم الفقهي، وإما أن يطرح الحديث وهو ثابت في نفس الأمر هذا ولا يتوهم الناظر أنا نريد بالمرسل ما أرسل التابعي عن الصحابي فإنه لا يأثم كاتبه بذلك لأنه لم يسقط من سنده مجهول بل الصحابي وهو غير مجهول ولأنه مقبول بالاتفاق، قال العلامة محمَّد بن جرير الطبري: إنه لم يقع الخلاف فيه إلا من بعد المائتين وإلا فقد وقع الإجماع على قبوله كما نبهنا عليه. والحاصل أن الأحاديث التي عند الناس إما في الكتب المسندة كالأمهات الست ونحوها فهذه جمعت رواتها ودونت في كتب يطلع الناظر فيها على حال الرواة من جرح وتعديل وقد ألفت مطولة ومختصرة حتى كأن الناظر فيها لاقى الرواة وعرف حالهم فيأخذ ما يرتضيه ويترك ما لا يرتضيه وأما في الكتب التي جردت لجمع فنون الأحاديث كهذا الكتاب مع عزوها إلى كتبها المسندة متن فيها فهذا قرب لك طريق المتن وبعد عليك طريق الإسناد وأبقى لك بالعزو إلى مسنداتها فسحة في البحث مع صعوبة ذلك. وأما في كثير من كتب اللغة

والتفسير والرقائق والمواعظ والزهد ونحوها مجزوماً برفعه إليه - صلى الله عليه وسلم - غير مذكور لها إسناد ولا معزو إلى كتاب فهذا هو الناقة التي لا خطام لها ولا زمام المجان المحيرة بين الإقدام والإحجام (ك في علوم الحديث) لا في مستدركه (وأبو نعيم وابن عساكر عن علي) (¬1) رمز المصنف لصحته وقال الذهبي في الميزان: في ترجمة مسعدة بن صدفة أن هذا الحديث أي إذا كتبتم إلى آخره حديث موضوع لأنه من رواية مسعدة وقد قال الدارقطني: إنه متروك وقد عرفت أن المصنف قال في الديباجة: أنه جرده عن حديث الكذابين والوضاعين. 832 - " إذا كثرت ذنوب العبد فلم يكن له من العمل ما يكفرها، ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه (حم) عن عائشة (ح) ". (إذا كثرت ذنوب العبد ولم يكن له من العمل الصالح ما يكفرها) فإن الحسنات يذهبن السيئات (ابتلاه الله بالحزن) تقدم ابتلاه الله بالهم. واعلم أن الهم والحزن من أعظم الآلام للقلب لأن الهم اشتغال القلب بما يأتي والحزن اشتغاله بما مضى وقد تعوذ - صلى الله عليه وسلم -[1/ 228] منهما في كثير من الأحاديث: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن .. " وسيأتي وعلق أهل الجنة حمدهم فيها على إذهاب الحزن {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34] وبشر الله به عباده الأولياء {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]، فالابتلاء به من إرادة الله الخير لعبده لأنه يكفر به عنه ¬

_ (¬1) لم أجده في علوم الحديث، بل وجدته في النكت على مقدمة ابن الصلاح للزركشي وقد عزاه إلى الحاكم (2/ 324). وأورده السمعاني في أدب الإملاء والاستملاء إلى الحاكم في المدخل، وكذلك الزركشي في الزركشي على مقدمة ابن الصلاح. وابن عساكر (36/ 390) من طريق الحاكم، والسمعاني في أدب الإملاء والاستملاء (ص 4) والرافعي في التدوين (2/ 262) وأورده الذهبي في الميزان (6/ 408) في ترجمة مسعدة بن صدقة, وقال: موضوع، وكذلك ابن حجر في لسان الميزان (6/ 22). وأورده الألباني في ضعيف الجامع (676) والسلسلة الضعيفة (862) وقال موضوع.

ذنوبه كما أفاده قوله (ليكفرها) أي الأمور التي لم تكفر بالأعمال (عنه). إن قلت فيه تكفير الذنب فلم استعاذ منه - صلى الله عليه وسلم - وهو من جوانب الخير؟ قلت: ذلك مثل تعوذه من الأسقام والأمراض مع أنها مكفرة للذنوب رافعات للدرجات ولأنه عقوبة على ذنب فالاستعاذة منه استعاذة من الذنب وقد كتبنا رسالة على سؤال حققنا فيه البحث ولله الحمد (حم عن عائشة) رمز المصنف لحسنه (¬1). 833 - " إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء تتناثر كما يتناثر الورق من الشجر في الريح العاصف (خط) عن أنس (ض) ". (إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء) على حاجته أو على نفس المنهل لما سيأتي من أن: أفضل الصدقة سقي الماء، ولعل الحكمة فيه أنها لما كانت الآثام والذنوب تحرق القلب في الدنيا وتلهبه لشؤمها وتحرق البدن في الآخرة ناسب أن يطفئ بالصدقة بالماء لأنه يضادها فيبرد عطش الأكباد ويطفي لهيبها من الظمأ فيجازي بإذهاب لهب المعاصي وإذهاب حرارتها جزاءً وفاقًا (تناثر كما يتناثر الورق من الشجر في الريح العاصف) في القاموس (¬2) عصفت الريح تعصف عصفا وعُصوفا: اشتدت فهي عاصفة (خط عن أنس) (¬3) رمز لضعفه لأن فيه هبة الله بن موسى الموصلي قال الذهبي: لا يعرف. 834 - " إذا كذب العبد كذبة تباعد عنه الملك ميلا من نتن ما جاء به (ت ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 157) وفي إسناده ليث بن أبي سليم وهو ضعيف انظر الكاشف (4692) والتقريب (5685)، وقال المنذري (4/ 146): رواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (678) والسلسلة الضعيفة (2695). (¬2) القاموس (ص: 1083). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 403) في إسناده هبة الله بن موسى قال الذهبي في الميزان: (7/ 73) والحافظ في اللسان (6/ 19): لا يعرف، وذكر الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (679) والسلسلة الضعيفة (1827).

حل) عن ابن عمر (ح) ". (إذا كذب العبد كذبة) بزنة تمرة للواحدة أي كذبة واحدة فكيف بأكثر منها (تباعد عنه الملك) المراد به الجنس أو ملك اليمين والشمال (ميلاً من نتن) بفتح المثناة من فوق هو ضد الفَوح بالجيم يقال منه نَتُنَ الشيء ككَرُم وضرب فهو مُنتن ومِنْتِن بضمتين وبكسرتين أفاده في القاموس (¬1) وهو يحتمل الحقيقة ولا يقال إنما يكون النتن عرضا لجسم وأنه لو كان لأدركناه لأنا نقول لا مانع أن يجد الملك رائحة خبيثة عند نطقه بالكذب منفرة عن قربه منه لأنه يدرك ما لا ندرك ويحتمل أنه مجاز عن قبح (ما جاء به) من الكذب وأنه كالجيفة التي ينفر عنها (ت حل عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لحسنه وقال الترمذي: حديث حسن جيد غريب تفرد به عبد الرحيم بن هارون انتهى، وعبد الرحيم قال الدارقطني: متروكُ الحديث يكذب، وذكر له ابن عدي مناكير. 835 - " إذا كنتم في سفر فأقلوا المكث في المنازل أبو نعيم عن ابن عباس". (إذا كنتم في سفر فأقلوا المكث) مثلث الميم (في المنازل) جمع منزل اسم مكان من نزل ينزل أي لا تلبثون فيما تنزلون فيه فإن ذلك مما يفوت عليهم الرفقة وتبعد عنهم الشقة (أبو نعيم عن ابن عباس) (¬3) سكت عليه المصنف وفيه ¬

_ (¬1) القاموس (ص 1596). (¬2) أخرجه الترمذي (1972) وقال: حسن جيد غريب وفي إسناده عبد العزيز بن أبي رواد انظر: المجروحين لابن حبان (2/ 136) وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 774): لا يصح، وعبد العزيز يروى نسخة موضوعة منها هذا الحديث كان يحدث بها توهمًا لا تعمدًا فسقط الاحتجاج به وكذلك فيه عبد الرحيم بن هارون قال الدارقطني: يكذب (المغني 3828) وأورده الألباني في ضعيف الجامع (680) وقال: ضعيف جداً، والسلسلة الضعيفة (1828) وقال: منكر. (¬3) أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 52). وفي إسناده الحسن بن علي الأهوازي، انظر الميزان (2/ 264)، وفي إسناده أيضاً: المعلي بن هلال الطحان قال الحافظ في اللسان (6/ 62) والتقريب (6807) اتفق النقاد على تكذيبه. وقال الذهبي في المغني (6362) كذاب وضاع باتفاق. وأورده الألباني في ضعيف الجامع (685) والسلسلة الضعيفة (2618) وقال: موضوع.

الحسن بن علي الأهوازي اتهمه وكذبه ابن عساكر. 836 - " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، فإن ذلك يحزنه (حم ق ت هـ) عن ابن مسعود (صح) ". (إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث حتى تختلطوا بالناس فإن ذلك يحزنه) تقدم الكلام عليه قريباً هذا في التناجي المباح وأما قوله: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ} [المجادلة: 10] فإنه في المحرم وهو تناجي المنافقين (حم ق ت 5 عن ابن مسعود) (¬1). 837 - " إذا لبستم، وإذا توضأتم، فابدؤا بميامنكم (د حب) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا لبستم وإذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم) بفتح الهمزة جمع أيمان جمع يمين مثل أنعام وأناعيم في نعم والتنصيص في اللبس والوضوء زيادة في الحث عليه فيهما وإلا فإنه قد ثبت أنه كان يحب التيامن في شأنه كله وثبت أن يساره لخلائه [1/ 229] (د حب عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬2). 838 - " إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس (م هـ) عن جابر (صح) ". (إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه) أصل الحديث: أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قطع فضحك ثم قال إذا لعب: فذكره واعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قد قسم الرؤيا ثلاثة أقسام: من الله تعالى، وحديث النفس، وتخويف من الشيطان فالمراد هنا ما فيه تخويف من الشيطان، ورؤية ما يكره ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 431) والبخاري (6290) ومسلم (2184) والترمذي (2825) وابن ماجه (3775) وكذلك أبي داود (4851). (¬2) أخرجه أبو داود (4141) وابن حبان (1090) وكذلك ابن خزيمة (178)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (787).

الرائي (فلا يحدث به الناس) وقد أرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى أدوية رؤية ما يكره وتقدم الكلام في ذلك، وهنا نهى بقوله فلا يحدث الناس به أي بما رآه فإنه لم يرد بالناس إلا جنس المحدث فيشمل بحديث الواحد وذلك لئلا يفسرها السامع بما يريده مما يكره الرائي (م 5 عن جابر) (¬1) تقدم سببه. 839 - "إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثاً فقد كتم ما أنزل الله عَزَّ وَجَلَّ علي (هـ) عن جابر (ض) ". (إذا لعن آخر هذه الأمة أولها) سلفها خلفها وكأن المراد بالأول الأول الحقيقي وهم الصحابة من السابقين الأولين وبآخرها مطلق المتأخر ويحتمل أن يراد كل سلف وخلف (فمن كتم حديثاً) في الذب والزجر عن اللعن، ونحوه (فقد كتم ما أنزل الله علي) أي يأثم بكتمه حديثًا يدفع به اللعن إثم من كتم كل ما أنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكاتم ذلك يلجم بلجام من نار كما يأتي وقد سلف الحديث قريبًا (5 عن جابر) (¬2) رمز المصنف لضعفه وضعفه الحافظ المنذري. 840 - "إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة، أو حائط، أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه (د هـ هب) عن أبي هريرة (ح) ". (إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه) ندباً مؤكدا والوجوب أصل الأمر فلا يحمل على خلافه إلا بدليل (فإن حالت) حجزت (بينهما شجرة أو حائط أو حجر ثم لقيه فليسلم عليه) وإن تكرر ذلك وتقدم قريبًا وأنه حث على السلام ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2268) وابن ماجه (3912). (¬2) أخرجه ابن ماجه (263) وكذلك الطبراني في الأوسط (431) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 71) رواه ابن ماجه وفيه انقطاع. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 39) هذا إسناد فيه الحسين بن أبي السري كذاب وعبد الله بن السري ضعيف. وذكر المزي في الأطراف أن عبد الله بن السري لم يدرك محمَّد بن المنكدر، وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 212) والعقيلي في الضعفاء (2/ 264) في ترجمة بن السري. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (687) والسلسلة الضعيفة (1507).

عند تغير كل حال (د 5 هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه (¬1). 841 - "إذا لقيت الحاج فسلم عليه، وصافحه ومره أن يستغفر لك قبل أن يدخل بيته, فإنه مغفور له (حم) عن ابن عمر (ح) ". (إذا لقيت الحاج) هو من قد قضى حجه وعاد منه بعد تمامه (فسلم عليه) رد - عليه السلام - (وصافحه) ضع يدك اليمنى على يده (ومره أن يستغفر لك) لأنه مغفور له كما صرح به (قبل أن يدخل بيته فإنه مغفور له) وكأنه قبل دخول منزله باق له حكم السفر فإذا دخل منزله فقد خرج عن ذلك، فالمراد الحاج قبل خلوصه من سفره وإن لقيه على باب الحرم (حم عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وجزم الهيثمي بضعفه كما نقله عنه الشارح (¬2). 842 - "إذا لم يبارك للرجل في ماله في الماء والطين (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا لم يبارك للرجل) أي إذا لم يرد الله له البركة (في ماله جعله) أنفقه (في المال والطين) في البنيان بهما وهذا إذا لم يكن فيه قربة كالمسجد ونحوه ولا حاجة ضرورية إليه (هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬3). 843 - " إذا مات الميت تقول الملائكة "ما قدم؟ " وتقول الناس "ما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5200) وانفرد به البيهقي في الشعب (8858) وصححه الألباني في صحيح الجامع (789) والسلسلة الصحيحة (186). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 69) وفي إسناده محمَّد بن البيلماني وهو ضعيف كما قال الهيثمي في المجمع (4/ 16): وأورده ابن حبان في المجروحين (2/ 264) وقال: محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني: حدث عن أبيه بنسخة كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (689) والسلسلة الضعيفة (2411). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10719) وفي إسناده عبد الأعلى بن أبي المساور تركه أبو داود وكذبه ابن معين انظر: التقريب (3737)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (689) والسلسلة الضعيفة (2411).

خلف؟ " (هب) عن أبي هريرة". (إذا مات الميت) هو مجاز من باب من قتل قتيلاً (تقول الملائكة) أي الذين يمشون خلف الجنازة (ما قدم) يستفهم بعضهم بعضًا أي من العمل الصَّالح أو غيره ويحتمل أنه تعجب من كثرة ما قدمه من عمل صالح أو غيره. وفيه أن الملائكة يسألون عن أحوال بني آدم كما يسأل بنو آدم عن أحوال بعضهم بعضًا وأن ذلك ليس من التعرض لما لا يعني بل إن كان عمله صالحاً استبشرت به الملائكة وإن كان غير صالح استغفروا له (ويقول الناس ما خلف) إخبار بالواقع وليس فيه دليل على جوازه. والحديث إعلام بأن همّ بني آدم الأموال وهمّ الملائكة الأعمال (هب عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إنه ضعيف (¬1). 844 - " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له (خد م 3) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا مات الإنسان) من ذكر أو أنثى [1/ 230] (انقطع عمله) انقطع الأجر عما فعله من الأعمال (إلا من ثلاث) فإنَّ أجرها يجري له كما كان حيًّا (إلا من صدقة جارية) بدل بإعادة العامل وحمل الأئمة الصدقة الجارية على الوقف (أو علم ينتفع به) يشمل التأليف والتعليم والكتابة. قال السبكي: والتأليف أقوى لطول بقائه على ممر الزمان وارتضاه المصنف، والنافع علم السنة والكتاب وما هو وسيلة إليهما (أو ولد صالح يدعو له) وفيه أنه لا يقبل إلا دعاء الصالح قيل: وفائدة تقييده بالولد مع أنَّ دعاء غيره ينفعه تحريض للولد على الدعاء وورد في أحاديث أخر زيادة على الثلاثة وتتبعها ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10475) وفي إسناده يحيى بن سليمان الجعفي قال النسائي: ليس بثقة وعبد الرحمن المحاربي: له مناكير، المغني في الضعفاء (6983) ولعبد الرحمن بن محمَّد المحاربي انظر: التقريب (3999).

المصنف فبلغت إحدى عشر ونظمها في أبيات خمسة ستأتي في الجزء الثاني (خد م 3 عن أبي هريرة) (¬1). 845 - " إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده بالغداة والعشي: إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال له: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة (ق ت هـ) عن ابن عمر (صح) ". (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده) محل قعوده (من الجنة أو النار) وفيه أن الجنة والنار مخلوقتان، وأدلة ذلك شمس ظهيرة (بالغداة والعشي) وهل يُعاد الروح إلى الجسد (كل غداة وعشي) والعرض على الروح، يحتمل ذلك، وهل المراد بالغداة والعشي الوقتان المعروفان أو مطلق الوقت يحتمل الأمرين (إن كان) الميت (من أهل الجنة فمن أهل الجنة) تقدم نظيره في جعل الجزاء هو الشرط في أول الكتاب في حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ما فيه من التأويل بما أسلفناه هناك كما يأتي في قوله (وإن كان من أهل النار فمن أهل النار) وفي هذا العرض تبشير المؤمن وتخويف الكافر حيث (يقال: هذا مقعدك) الذي أعد لك (حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة) فإنه وعد للمؤمن ووعيد لغيره فإن قيل: إذا علم المؤمن مقعده من الجنة فماذا الإشفاق والخوف في الحشر من العذاب حتى يخاف الرسل كما ثبت ذلك في أحاديث الشفاعة وأشار إليه بعض الآل في قوله: إذا خاف الخليل وخاف موسى ... وآدم والمسيح وخاف نوح ولم يستشفعوا للخلق طرا ... فما لي لا أخاف ولا أنوح قلت: ذلك لأن هول الموقف يذهل عن كل شيء يذهل المرضعة عما ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1631) وأبو داود (2880) والترمذي (1376)، والنسائي في سننه (6/ 251)، والبخاري في الأدب المفرد (38).

أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ويجعل الولدان شيبا فتعتري البشر من الأهوال وما يشاهده من جمع الأولين والآخرين ما لا تبقى معه ذكر لسابقه وإن ذكره جواز أن مقعده بعد الخروج من النار ومن العذاب له ومناقشته في الحساب (ق ت 5 عن ابن عمر) (¬1). 846 - " إذا مات صاحبكم فدعوه, لا تقعوا فيه (د) عن عائشة (صح) ". (إذا مات صاحبكم) أي من أهل الإيمان ويحتمل الأعم من ذلك فإن الكافر يسمى للمؤمن صاحباً {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ} [الكهف: 37]، {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [التكوير: 22] والمخاطب الكفار (فدعوه لا تقعوا فيه) من الوقيعة وهي غيبة الناس كما في القاموس (¬2) وقد تكرر النهي عن سب الأموات والوقيعة فيهم وعلل في الأحاديث بأنه يؤدي الأحياء وهذا يؤيد عموم الصاحب فإنه ورد فيمن سب ميتا كافراً، وعلل بأنهم قد أفضوا إلى ما قدموا، وسيأتي، وأما ذكر محاسن الأموات فإنه يأتي فيها حديث ابن عمر عند أبي داود وغيره: "اذكروا محاسن موتاكم". وقد قرر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنة حاتم لما ذكرت محاسن أبيها وعليه عمدة كتب التاريخ والقصص والسير، وأما كتب الجرح [1/ 231] فكأنها خصصت بالإجماع من النهي كأن سند الإجماع التحذير من الاغترار بهم وإبراز قبائحهم لئلا يغتر بهم فيعمل بروايتهم (د عن عائشة) رمز المصنف لصحته وإسناده جيد (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1379) ومسلم (2866) والترمذي (1072) وابن ماجه (4270). (¬2) القاموس (ص: 998). (¬3) أخرجه أبو داود (4899) وكذلك الترمذي (3895) وفيه زيادة, وابن حبان (3018)، وقال المناوي (1/ 439): قال العراقي: إسناده جيد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (794) والسلسلة الصحيحة (482).

847 - " إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإِسلام فتح (خط فر) عن أنس (ض) ". (إذا مات صاحب بدعة) داع إليها وعامل بها وتقدم بيان البدعة المذمومة نقلاً عن النهاية (¬1) (فقد فتح في الإِسلام فتح) الفتح النصر ولما كان المبتدع مضاد للإسلام ببدعته كان موته نصراً لأهل الإِسلام سواء ماتت بدعته بموته أم لم تمت (خط فر عن أنس) (¬2) رمز المصنف لضعفه وقال مخرجه الخطيب: إسناده جيد والمتن منكر. 848 - " إذا مات ولد العبد قال الله تعالى لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه بيت الحمد (ت) عن أبي موسى (ح) ". (إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته) أي القابضين للأرواح (قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده) في النهاية (¬3): قيل للولد ثمرة الفؤاد لأن الئمرة ما تنتجه الشجرة والولد ينتجه الأب وهذه الجملة بدل من الجملة الأولى (فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي فيقولون حمدك واسترجع) طلب للرجوع بقوله إنا لله وإنا إليه راجعون سمى هذا القول استرجاعاً مع أنه طلب الرجوع لأنه إقرار وإخبار بأنه - صلى الله عليه وسلم - وأنه إليه راجع فكأنه بذلك الإقرار طلب ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 106). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 158) وقال: الإسناد صحيح، والمتن منكر. والديلمي في مسند الفردوس (1118). وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 146): هذا حديثٌ لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. في إسناده محمَّد بن السري التمار يروي المناكير والبلايا ليس بشيء، له الدارقطني حديثًا فخبط فقال لعل هذا الشيخ دخل عليه حديث في حديث. وانظر السلسلة الضعيفة. ذكره الألباني في ضعيف الجامع (693) وفي السلسلة الضعيفة (2706) وقال: موضوع. (¬3) النهاية (1/ 221).

الرجوع إلى مولاه وفي سؤاله تعالى لملائكته وتكرير السؤال مع أنه تعالى أعلم به منهم تنويه وتعظيم لشأن عبده الصابر لقضائه الحامد عند بلائه المحتسب لأمره المولوع بذكره وزاده تعظيما بإضافته إليه ووضع الظاهر موضع المضمر فيقول الله تعالى (ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد) وفي هذا الأمر ببناء البيت نكتة شريفة هي الإشارة إلى أنه تعالى يجازيه بالمسكن والساكن وأن الولد متقدم إلى المنزل الذي قد أعد لأبيه الذي لا يخرب ولا يموت ساكنه ففي هذا النوع من الجزاء نكتة عظيمة (ت عن أبي موسى) (¬1) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريبٌ ورواه أيضًا أحمد وابن حبان وأبو نعيم والبيهقي. 849 - " إذا مدح المؤمن في وجهه ربا الإِسلام في قلبه (طب ك) عن أسامة بن زيد (صح) ". (إذا مدح المؤمن) أي أثنى عليه أحد (في وجهه ربا) من ربا يربوا إذا زاد أي زاد (الإيمان في قلبه) وهذا في المدح الجائز من التزكية ونحوها كقول عمر: "نعم العبد صهيب" (¬2) وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد ملئ عمار إيماناً من قمته إلى مشاش قدميه" (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1021) وقال: حسن غريب، وأحمد (4/ 415) وابن حبان (2948) والبيهقي في السنن (4/ 68) وفي الشعب (9699) ولم أجده عند ابن ماجه. وإسناده ضعيف فيه أبو سنان وهو عيسى بن سنان لين الحديث التقريب 5295، وكذلك فيه الضحاك بن عبد الرحمن -وهو ابن عرزب- قال أبو حاتم: روى عن أبي موسى الأشعري مرسل، وقال الحافظ في إتحاف المهرة (10/ 32) يقال: لم يسمع منه, وحسنه الألباني في صحيح الجامع (795) والسلسلة الصحيحة (1408). (¬2) أخرجه الهروي في المصنوع (1/ 202) وقال: حديث لا أصل له، والسيوطي في تدريب الراوي (2/ 175)، والعجلوني في كشف الخفاء (2/ 429). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 170) رقم (424) والحاكم في المستدرك (3/ 597)، وضعفه الهيثمي في المجمع (8/ 169) وقال: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله وثقوا، قال الحافظ في التقريب (3563) في ترجمة ابن لهيعة صدوق خلط بعد احتراق كتبه. وقال الذهبي في المغني (3317) ضعيف. وشيخه صالح بن أبي عريب قال ابن القطان لا يعرف حاله. انظر ميزان=

ونحوها ولا ينافيه النهي عن المدح إذ ذلك فيما لا تدع إليه حاجة من تزكية أو إظهار كرامته أو النهي متوجه إلى ما لم يتصف به الممدوح (طب ك عن أسامة بن زيد) (¬1) لا حاجة إليه لأنه إذ لم يقيده باسم أبيه لا يتبادر منه إلا ابن زيد وهو يطلقه المصنف مراراً عن التقييد وله نظائر في نظائره ورمز المصنف لصحته وقال العراقي: سنده ضعيف. 850 - " إذا مدح الفاسق غضب الرب، واهتز لذلك العرش ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (ع هب) عن أنس (عد) عن بريدة". (إذا مدح الفاسق) قيل أنه أريد به الكافر بدليل رواية: "إذا قال الرجل للمنافق يا سيد أغضب ربه". وهنا قال (أغضب الرب) فاتحاد الجزاء منهما قريبه إنه المراد ويحتمل أن يراد بما يعمه والمسلمين وقوله (واهتز لذلك العرش) في النهاية (¬2): الهز في الأرض الحركة واهتز الشيء إذا تحرك انتهى ويحتمل أن العرش يتحرك لغضب الرب تعالى ويحتمل أن حملة العرش يغضبون [1/ 232] حتى يهتز العرش وأما اهتزاز العرش بموت سعد بن معاذ الذي أشار إليه من قال (¬3): وما اهتز عرش الله من موت هالك ... سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو فإنه كناية عن ارتياحه بقدوم روح سعد واستبشاره به لكرامته على الله تعالى ¬

_ =الاعتدال (3/ 409)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (695) والسلسلة الضعيفة (1638)، وقول العراقي في تخريج الإحياء (719). (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 443)، النسائي في السنن الكبرى (6/ 532)، وابن ماجة (147)، وانظر: السلسلة الصحيحة (807). (¬2) النهاية (3/ 160). (¬3) البيت منسوب إلى حسان بن ثابت. انظر: السيرة النبوية لابن هشام (4/ 2213) وسير أعلام النبلاء (1/ 294).

وقيل: أريد فرح أهل العرش بموته وقيل أريد بالعرش سريره الذي حمل عليه أفاده في النهاية (¬1). قلت: وهذا الآخر بعيد جدًّا والحديث هنا مسوق للزجر عن مدح الفساق وقد استرسل في ذلك فريقان من الناس الشعراء والكتاب مع ما يضمون إليه من الكذب والجمع بين القبيحين (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة ع هب عن أنس عد عن بريدة) (¬2) وسكت عليه المصنف وفيه أبو خلف قال يحيى: كذاب وقال أبو حاتم: منكر الحديث. 851 - " إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها، إنَّما السلطان ظل الله ورمحه في الأرض (هب) عن أنس (ض) ". (إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها) لأنك تظلم فيها فلا تجد عونا ولا ناصرا (إنما السلطان ظل الله في أرضه) في النهاية (¬3): لأنه يدفع الأذى عن الناس كما يدفع الظل حر الشمس (ورمحه في الأرض) في النهاية أيضاً يريد بظل الله ورمحه نوعي ما على الراعي للرعية أحدهما الانتصار من الظالم والإعانة لأن الظل يلجأ إليه من الحرارة والشدة ولذا قال في تمامه: يأوي إليه كل مظلوم والآخر إرهاب العدو ليرتدع عن قصد الرعية وإذاهم فيأمنوا بمكانه من الشر، والعرب تجعل الرمح كناية به عن الدفع والمنع انتهى. ولا شك أن البلدة التي ¬

_ (¬1) انظر النهاية (5/ 206). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في الغيبة (92، 93) وفي الصمت (229) والبيهقي في شعب الإيمان (4886) وابن عدي في الكامل (3/ 466) (5/ 279) والخطيب في تاريخ بغداد (7/ 297) (8/ 428) وابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 4) وضعفه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 478) وفيه أبو خلف وهو حازم بن أبي عطاء قال ابن حبان في المجروحين (1/ 267): منكر الحديث، على قلته يأتي بأشياء لا تشبه حديث الأثبات قال المناوي (1/ 441): قال العراقي: وسنده ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (694) والضعيفة (596، 1399). (¬3) النهاية (2/ 94).

فيها السلطان يقل طمع الطامع في أهلها وإن كان السلطان ظالماً ولذا قال ابن المبارك: لولا الخلافة لم تأمن لنا سبل ... وكان أضعفنا نهبًا لأقوانا (هب عن أنس) (¬1) رمز المصنف لضعفه وفيه الربيع بن الصبيح ضعيف. 852 - " إذا مررتم بأهل الشرة فسلموا عليهم تطفأ عنكم شرتهم ونائرتهم". (هب) عن أنس (ض) ". (إذا مررتم بأهل الشرة) بكسر الشين وتشديد الراء (فسلموا عليهم) وإن كانوا فساقا (يطفئ) بضم المثناة التحتية من أطفأ وفاعله السلام ويحتمل أنه بفتح المثناة الفوقانية وفاعله الشرة (عنكم شرفهم ونايرتهم) بالنون فمثناة تحتية بعد الألف فراء هو الشر أيضًا وفيه أنه يفعل هذا السلام لهذا الغرض وإن كانوا أهلاً للهجر (هب عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬2). 853 - " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر (حم ت هب) عن أنس (ح) ". (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا) في النهاية (¬3): الرتع الاتساع في الخصب وكل مخصب مرتع فشبه الخوض في ذكره تعالى بالرتع في الخصب انتهى. قلت: وسماها رياض الجنة لأنها سبب لسكونها أو لأنه يحصل لحاضرها ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7375) وفي السنن الكبرى (8/ 162) كما أورده الذهبي في السير (8/ 414) وفي إسناده الربيع بن الصبيح قال ابن معين والنسائي ضعيف. انظر المجروحين (1/ 296) وميزان الاعتدال (3/ 64) والكاشف (1535) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (696) والسلسلة الضعيفة (2504). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (8901) عن أنس وفي إسناده: أبان بن أبي عياش، قال أحمد: متروك، انظر: التقريب (142)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (698)، والسلسلة الضعيفة (2723) وقال: موضوع. (¬3) النهاية (2/ 193).

والمقيم بها من الارتياح وانتشاط القلب واطمأنانه به ما يحصل لأهل رياض الجنة كما قال بعض الصالحين إنها لتمر بي ساعات، أقول إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي عيش طيب (قالوا وما رياض الجنة قال حلق) بكسر الحاء المهملة وفتح اللام وعن الأصمعي كسرها (الذكر) وفيه الحث للمار بهم أن يقف معهم وإن لم يكن منهم كما قيل (¬1): تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاح (حم ت هب عن أنس) رمز المصنف لحسنه (¬2). 854 - " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال: مجالس العلم (طب) عن ابن عباس". (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة قال مجالس العلم طب عن ابن عباس) (¬3). 855 - " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قيل: وما رياض الجنة؟ قال: المساجد، قيل: وما الرتع؟ قال: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (ت) عن أبي هريرة" (صح). (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة قال: المساجد) ¬

_ (¬1) عزاه في معجم الأدباء (5/ 615) إلى السهروردي. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 150) والترمذي (3510) والبيهقي في الشعب (529) وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ وابن عدي في الكامل (6/ 136) وقال الكامل في الضعفاء - (6/ 136) وهذه الأحاديث مع غيرها مما لم أذكرها عامتها مما لا يتابع محمَّد بن ثابت عليه. ومحمد بن ثابت البناني قال البخاري فيه نظر وقال النسائي ضعيف. انظر المغني (5344) والتقريب (5767). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (699) وفي السلسلة الضعيفة (1150) ثم تراجع وحسنه في الصحيحة (2562) وصحيح الترغيب (1511). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 95) رقم (11158) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (701).

فسرها هنا بأخص من الماضي ولذا قالوا (وما الرتع) سألوا عنه ما هو في المساجد (قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) أي هذا القول هو الرتع في المساجد والتوسع في خصبها (ت عن أبي هريرة) [1/ 233] رمز المصنف لضعفه وفي الكبير: حسن غريب (¬1). 856 - " إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل فليمسك على نصالها بكفه, لا يعقر مسلمًا (ق د هـ) عن أبي موسى (صح) ". (إذا مر أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا) أراد كل مسجد وكل سوق (ومعه نبل) بفتح النون وسكون الموحدة هي السهام ولا واحد لها من لفظها فلا يقال نبله وإنما يقال سهم ونُشَّابَة أفاده في النهاية (¬2) (فليمسك على نصالها) بكسر النون وصاد مهملة من نصلت السهم نصلا إذا جعلت له نصلا وإذا نزعت نصله فهو من الأضداد والنصل حديدة السهم والرمح والسيف ما لم يكن له مقبض قاله في القاموس (¬3) والمراد هنا حفظها في النصال (بكفه لا يعقر مسلمًا) العقر القطع والحديث لإفادة سد الذرائع عن أذية المسلمين والتحفظ عما يجوز منه ضررهم وخص المسجد والسوق لأنهما غالب مجامع الناس وإلا فغيرهما كالطرقات ومجالس الناس مثلهما وخص النبل لأنهم كانوا أكثر ملابسة لها من غيرها وإلا فغيرها مثلها مما يخاف ضرره (ق د هـ عن أبي موسى) (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3509) وقال: حسن غريب، قلت: في إسناده حميد المكي وهو مجهول، التقريب (1568). قال المنذري (2/ 284): وهو مع غرابته حسن الإسناد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (701) وفي السلسلة الضعيفة (2710). (¬2) النهاية (5/ 9). (¬3) القاموس (ص 1373). (¬4) أخرجه البخاري (7075)، ومسلم (2615)، وأبو داود (2587) وابن ماجه (3778).

857 - " إذا مر رجال بقوم، فسلم رجل من الذين مروا على الجلوس، ورد من هؤلاء واحد، أجزأ عن هؤلاء وعن هؤلاء (حل) عن أبي سعيد". (إذا مر رجال بقوم فسلم رجل من الذين مروا على الجلوس) أي مثلاً وإلا فالقيام مثلهم (ورد من هؤلاء) الجلوس (واحد أجزاء عن هؤلاء وعن هؤلاء) أي عن المارين وعن المرور يهم وهذا دليل على أن الابتداء بالسلام كفاية يقوم به واحد عن الكل والرد كذلك وأما الفرضية فيهما معاً على قول، وفي الآخر عند الجمهور فمن أدلة أخرى (حل عن أبي سعيد) (¬1). 858 - " إذا مرض العبد أو سافر كتب الله تعالى له من الأجر مثل ما كان يعمل صحيحا مقيمًا (حم خ) عن أبي موسى (صح) ". (إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له من الأجر مثلما كان يعمل صحيحاً مقيمًا) هو لف ونشر مرتب الأول للأول والثاني للثاني وهو دليل على أنه تعالى يكتب لعبده أجر أعماله الصالحة التي ما منعه عنها إلا مانع لولاه ما تركها وفيه حثما للمقيم والصحيح على الاجتهاد في الطاعات وفيه فضيلة للمريض برفع السيئات وكتابة الحسنات وللمسافر بالأخير منهما (حم خ عن أبي موسى) (¬2). 859 - " إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (طس) وأبو الشيخ عن أنس (ض) ". (إذا مرض العبد ثلاثة أيام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) فيه دليل على مغفرة الكبائر والصغائر وحقوق الله وحقوق العباد لكن غيره من الأحاديث الصحيحة تعارضه (طس وأبو الشيخ عن أنس) (¬3) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 251) وقال: غريب، وصححه الألباني في صحيح الجامع (798) والسلسلة الصحيحة (1412). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 410) والبخاري (2996). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (519) وفي الأوسط (مجمع الزوائد 2/ 297) وابن أبي الدنيا في=

860 - " إذا مرض العبد يقال لصاحب الشمال: ارفع عنه القلم، ويقال لصاحب اليمين: اكتب له أحسن ما كان يعمل، فإني أعلم به وأنا قيدته ابن عساكر عن مكحول مرسلاً". (إذا مرض العبد يقال لصاحب الشمال) كاتب السيئات (ارفع عنه القلم) لا تكتب عليه سيئة (ويقال لصاحب اليمين) كاتب الحسنات (اكتب له أحسن ما كان يعمل) في حال صحته (فإني أعلم به) أي أعلم أنه لولا مرضه لأتى بأحسن ما كان يعمل (وأنا قيدته) عن الطاعات بالمرض (ابن عساكر عن مكحول مرسلاً) (¬1). 861 - " إذا مشت أمتي المطيطا، وخدمها أبناء الملوك، أبناء فارس والروم، سلط شرارها على خيارها (ت) عن ابن عمر (ض) ". (إذا مشت أمتي المطيطاء) بضم الميم وفتح الطاء وتخفيف المثناة التحتية بالمد والقصر مشية فيها تبختر ومد اليدين يقال فيها مطوت ومطيت وهي من المصغّرات التي لم يسمع لها مكبَّر قاله في النهاية (¬2) (وخدمهما أبناء الملوك) أبهمه ثم أبانه بالإبدال منه بقوله (أبناء فارس والروم) وهو كناية عن توسعهم في الدنيا وفتح البلاد عليهم (سلط شرارها على خيارها) لأنَّ النعمة تخرجهم عن حد العبودية فإنهم لا يمشون تلك المشية إلا وقد تكبروا وعتوا ويصاب ¬

_ =المرض والكفارات (61). وقال الهيثمي في المجمع (2/ 297): في إسناده إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو ضعيف. انظر: التقريب (166). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (702) والسلسلة الضعيفة (2712). (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (الكنز 6685) مرسلاً وأخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (14) موقوفًا عن أبي هريرة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (703)، وفي السلسلة الضعيفة (2711). (¬2) النهاية (4/ 340).

الأخيار بذنوب الأشرار (ت عن ابن عمر) (¬1) [1/ 234] رمز المصنف لضعفه وقال الترمذي غريب. 862 - " إذا نادى المنادي، فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء (ع ك) عن أبي أمامة (صح) ". 862 - (إذا نادى المنادي) تقدم أنه غلب في الشرع على الدعاء إلى الصلاة بألفاظ مخصوصة (فتحت أبواب السماء) يحتمل الحقيقة ويحتمل أنه كناية (واستجيب الدعاء) فحالة النداء حالة إجابة للدعاء وإن كان المشروع للسامع أن يقول كما يقوله المنادي ثم يدعو عقب ذلك (ع ك عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته (¬2). 863 - " إذا نزل الرجل بقوم فلا يصم إلا بإذنهم (5) عن عائشة (ض) ". (إذا نزل الرجل بقوم) كان ضيفاً لهم (فلا يصم) تطوعاً أو قضاء (إلا بإذنهم) وتقدم حديث ابن عمر: "إذا دخل أحدكم على أخيه المسلم فأراد أن يفطر فليفطر إلا أن يكون صومه ذلك رمضان أو قضاء أو نذر"، فيحتمل هنا إدخال القضاء والنذر في التطوع وأنه لا يصومهما إلا بإذنه ويحتمل إلحاقهما بالفرض وأنه يصومهما بغير إذنه إذ الظاهر أنه لا فرق بين ابتداء الصوم والإفطار (5 عن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2261) وقال: غريب عن ابن عمر، وابن المبارك (187)، وفي إسناده موسى بن عبيدة وهو ضعيف، وقال الذهبي في الميزان (6/ 136): الحديث لم يصح. وأخرجه ابن حبان من رواية خولة بنت قيس (6716)، والطبراني في الأوسط (132) والكبير (238) الجزء المفقود من رواية أبي هريرة وحسّن إسناده الهيثمي في المجمع (10/ 237). انظر العلل للدارقطني (11/ 173)، وقد صححه الألباني في صحيح الجامع (801) والسلسلة الصحيحة (956). (¬2) أخرجه أبو يعلى وابن منيع كما في المطالب العالية (3/ 106) رقم (242) والحاكم (1/ 546) وابن السني (96) وأبو نعيم في الحلية (10/ 213) قال المنذري (1/ 119): رواه الحاكم من رواية عفير بن معدان وهو واهٍ. وصححه الألباني في صحيح الجامع (803) والسلسلة الصحيحة (1413).

عائشة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 864 - " إذا نزل أحدكم منزلاً فقال فيه فلا يرحل حتى يصلي ركعتين (عد) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا نزل أحدكم منزلاً فقال فيه) من القيلولة وهي الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن فيها نوم (فلا يرحل حتى يصلي ركعتين) في المنزل الذي قال فيه ووجهه أنه لا يحسن منه أن يخص نفسه بحظها من القيلولة ولا يجعل لله طاعة يكون بها شاكراً لنعمة القيلولة (عد عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬2). 865 - " إذا نزل بكم كرب أو جهد أو بلاءً فقولوا: "الله الله ربنا لا شريك له" (هب) عن ابن عباس (ح) ". (إذا نزل بكم كرب) بسكون عينه هو الحزن يأخذ بالنفس (أو جهد) بفتح الجيم المشقة (أو بلاءً) من البلوى الامتحان والاختبار (فقولوا: الله الله ربنا لا شريك له) في حديث أسماء بنت عميس (¬3) عند الخطيب تقييد القول بأن يكون ثلاث مرات وفي رواية: سبع مرات، فيحتمل أن هذه الرواية مقيدة بتلك الأعداد وأنه - صلى الله عليه وسلم - قيدها تارة بسبع وتارة بثلاث وتارة أطلقها وكل روى ما سمع والكل نافع كما أن الأدعية لدواء هذا الداء قد تنوعت أيضاً وتعددت ويأتي بعضها وقد عدها بعض أئمة الحديث خمسة عشر دعاء، واعلم أن في هذه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1763) وفي إسناده عبد الله بن حكيم أبو بكر الداهري قال أحمد: ليس بشيء وقال ابن المديني وابن معين: ليس بثقة وكذا قال النسائي انظر: لسان الميزان (3/ 277) والمجروحين (2/ 21)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (706) والسلسلة الضعيفة (2714) وقال: ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 289) في ترجمة سليمان بن عيسى بن نجيح السجزي وهو كذاب. قال: يضع الحديث. وقال الألباني في ضعيف الجامع (708) والسلسلة الضعيفة (1556) موضوع .. (¬3) تاريخ بغداد (5/ 408).

الجملة التي أمر - صلى الله عليه وسلم - أن تقال عند الكرب توحيد الربوبية والاعتراف بالعبودية وتوحيد الألوهية ونفي الشريك والله تعالى خالق لكل جارحة كمالا فإن اشتغلت عنه ابتليت بخلاف ما يصلحها ولا شك أن القلب ملك الجوارح ورئيسها والبضعة التي إن صلحت صلح الجسد، وإن فسدت فسد الجسد كله، ولا كمال للقلب إلا في ذكره لخالقه وفاطره وإلهه فإذا غفل عن ذلك وثبت عليه جيوش الهموم والغموم والأحزان وبث الشيطان جنود الوساوس إليه من كل وجهة فإذا فرغ إلى الاستنصار بالتوحيد والإقرار بالألوهية لمولاه والعبودية لنفسه هزم جيش عدوه وكسر مقانب الأحزان، وهذا شيء تدركه القلوب التي تطمئن بذكر الله التي بقيت فيها حياة لا القلوب الميتة فإنه ما لجرح بميت إيلام، وتقدم حديث عائشة بلفظ: "الله الله ربي لا أشرك به شيئًا" (هب عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: فيه صالح بن عبد الله أبو يحيى ضعيف. 866 - " إذا نزل أحدكم منزلا فليقل: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل عنه (م) عن خولة بنت حكيم (صح) ". (إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل أعوذ) في النهاية (¬2): عذت به أعوذ عوذًا أو معاذاً أي لجأت إليه، (بكلمات الله التامات) وفيها أيضًا وصف كلمات الله التامات [1/ 235] بالتمام لأنه لا يجوز أن يكون في شيء منها نقص أو عيب كما يكون في كلام الناس وقيل معنى التمام هنا أنها تنفع المتعوذ بها وتحفظه من الآفات وتكفيه (من شر ما خلق) هو المتعوذ منه وهو عام لكل شيء مخلوق، ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10230) والطبراني في المعجم الكبير (12/ 170) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 137): فيه صالح بن عبد الله أبو يحيى وهو ضعيف، انظر ميزان الاعتدال (3/ 406)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (708) والسلسلة الضعيفة (2714): ضعيف جداً. (¬2) النهاية (3/ 318).

فإنه أي القائل أو الشأن (لا يضره شيء حتى يرتحل منه) من المنزل الذي نزل به وهو عام لكل منزل (م عن خولة بنت حكيم) (¬1) صحابية معروفة وهي امرأة عثمان بن مظعون (¬2). 867 - " إذا نسي أحدكم اسم الله على طعامه فليقل، إذا ذكر، "بسم الله أوله وآخره" (ع) عن امرأة (ح) ". (إذا نسي أحدكم اسم الله على طعامه) فإنه قد سلف مشروعية ذكر اسم الله على أول الطعام (فليقل إذا ذكر بسم الله أوله) بالفتح فيه وفي قوله (آخره) على الظرفية أي في أوله وفي آخره بتنزيلهما منزلة ظروف الزمان أو أنه نصب بنزع الخافض والتقدير على أوله وعلى آخره وفيه أنها تنعطف بركة التسمية على أوله وهل يسن هذا للتارك عمداً الظاهر أنه إذا ذكره ثانيًا عن تفريطه أجزأه وقد سلف الكلام في التسمية على الطعام (ع عن امرأة من الصحابة) ورمز المصنف لحسنه وقال الشارح: أنه صحيح (¬3). 868 - " إذا نصر القوم بسلاحهم وأنفسهم، فألسنتهم أحق (ابن سعد عن ابن عوف (م) عن محمَّد مرسلاً". (إذا نصر) بالبناء للمفعول وهو (القوم بسلاحهم وأنفسهم) حذف المنصوب وكأن المراد إذا نصروا الله - عز وجل - ورسوله ونبه بذلك (فألسنتهم أحق) أي فنصرهم بألسنتهم أحق من نصرهم باليد وذلك بالذب عمن نصروه والارتجاز عند ملاقاة الأعداء كما كان ذلك دأب سلف الأمة وبالمنافحة عن أعراضهم كما كان من حسان وغيره، ومن النصر باللسان جدال أهل الباطل ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2708). (¬2) انظر: الإصابة (7/ 621). (¬3) أخرجه أبو يعلى (7153) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 22): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (806) والإرواء (1965).

وإبطال ما يتمسكون به من الشبه وإقامة أدلة الحق وعليه تأليف أئمة الإِسلام في الرد على المبطلين من الضلال (ابن سعد عن ابن عوف (¬1) عن محمَّد) مرسلاً (¬2). 869 - " إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق) بفتح الخاء وسكون اللام وهو تناسب الشكل والهيئة قضت حكمة الله بعدم المساواة بين العباد كما قال (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض) ولما كانت النفوس لا تقنع بما أعطيت وكان هذا داء يوجب استحقار النعم والتفريط في شكرها أشار - صلى الله عليه وسلم - إلى دواء هذا الداء بقوله (فلينظر إلى من هو أسفل منه) أي من هو دونه فيهما فإنه إذا نظر إلى من هو دونه عرف عظمة نعمة الله عليه، وهذا من الأدوية المجربة لدفع المكروه نظير أمره - صلى الله عليه وسلم -: "من رأى امرأة فأعجبته بإتيانه أهله" (¬3) وقيده في الحديث بالمال والخلق للاحتراز إلى من ينظر من هو فوقه في العلم والدين، وتكميل الأخلاق فإنه لا ينظر إلى من هو دونه منها لئلا يحصل له إعجاب بنفسه ويقصو عن لحاق أهل الكمالات الدينية فيما فضلوا به في الدين وليزجر نفسه ويلومها في تأخرها عن اللحوق بالصالحين وإعراضها عن ادخار ما فيه حظها الأخروي (حم ق عن أبي هريرة) (¬4). 870 - " إذا نظر الوالد إلى ولده نظرة، كان للولد عدل عتق نسمة ["نظر ... نظرة": أي نظر نظرة رضي] (طب) عن ابن عباس (ض) ". ¬

_ (¬1) في المخطوط (م عن محمَّد). (¬2) أخرجه ابن سعد كما في الكنز (11292)، وكذا أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 405) من طريق ابن عون عن محمَّد مرسلاً. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (710). (¬3) أخرجه مسلم (1403). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 314). والبخاري (6490) ومسلم (2963).

(إذا نظر الوالد إلى ولده نظرة) أي نظرة محبة وسرور به لما هو عليه من كمال في الدين (كان للولد بنظرة) أبيه إليه بإدخاله المسرة عليه [1/ 236] (عدل) بفتح المهملة وسكون الدال هو المثل (نسمه) هو الروح والنفس وفيه حث للأولاد على إدخال المسرة على الآباء ويحتمل أن المراد إذا نظر نظر رحمة وشفقة (طب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه (¬1). 871 - " إذا نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه مالك (ق ت هـ) عن عائشة (صح) ". (إذا نعس أحدكم وهو يصلي) أي حال تلبسه بالصلاة (فليرقد) وجوبًا على ظاهر الأمر ولو كان في فرض وخاف خروج الوقت (حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم) علة للأمر بالرقود (إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر) يريد الاستغفار (فيسب نفسه). قيل: يشكل بأنه حال النوم مرفوع عنه القلم فلا حكم لسبه نفسه فلم نهي عنه؟ ويجاب عنه بأنه لم ينه عنه لأنه يعاقب على ذلك بل لعله يسخر منه الشيطان ويضحك عليه نظير النهي عن رفع الصوت بالتثاؤب لأنه يضحك منه الشيطان. قيل يعارضه حديث: "إذا نام العبد وهو ساجد باهى الله به ملائكته يقول انظروا إلى عبدي روحه عندي وهو ساجد بين يدي" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 239) رقم (11608) وفي الأوسط (8646) والبيهقي في الشعب (7857)، وقال الهيثمي (8/ 156): وإسناده حسن وفيه إبراهيم بن أعين، قلت: وإبراهيم بن أعين هو العجلي وهو ضعيف (التقريب (154). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (711) والسلسلة الضعيفة (2716). (¬2) أخرجه تمام في فوائده (1670) عن أنس وفي إسناده داود بن الزبرقان وهو ضعيف وذكر طرقه=

وأجيب عنه بأن هذا الحديث فيما إذا غلبه النوم بالكلية كما يفيده "روحه عندي" والأول فيما إذا بقي له بعض الإدراك والشعور كما أفاده قوله لعله يذهب، وقوله نعس، ويتخرج منه جواب ثان عن الإشكال الأول وهو أنه بقي له بعض إدراك فلم يرفع عنه القلم فيؤخذ بسبه لنفسه فلهذا أمر بالرقاد (ممالك ق ت 5 عن عائشة) (¬1). 872 - " إذا نعس أحدكم وهو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره (د ت) عن ابن عمر (صح) ". (إذا نعس أحدكم وهو في المسجد فليتحول) ينتقل (من مجلسه ذلك إلى غيره) لأنه بتحوله يحصل له نشاط وقد ورد هذا في يوم الجمعة بخصوصه (د ت عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته (¬2). 873 - " إذا نمتم فأطفئوا المصباح؛ فإن الفأرة تأخذ الفتيلة فتحرق أهل البيت، وأغلقوا الأبواب، وأوكئوا الأسقية, وخمروا الشراب (طب ك) عن عبد الله بن سرجس". (إذا نمتم) أردتم النوم ليلاً (فأطفئوا المصباح) تقدم وذكر هنا علته بقوله (فإن الفأرة تأخذ الفتيلة) من المصباح (فتحرق) الفأرة إسناد إلى السبب أو الفتيلة إلى الحقيقة مراداً بها نارها (أهل البيت) الذي فيه المصباح (وأغلقوا الأبواب) تقدم بعلته (وأوكئوا الأسقية) كذلك (وخمروا الشراب) تقدم بلفظ ¬

_ =ورواياته الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 120). (¬1) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 119) رقم (257) والبخاري (212) ومسلم (786) وأبو داود (1310) والترمذي (355) وابن ماجه (1370) عن عائشة. (¬2) أخرجه أبو داود (1119) والترمذي (526) وقال: حسن صحيح وكذلك أحمد (2/ 22) والحاكم (1/ 291) وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (809) والسلسلة الصحيحة (468).

الآنية: وهذا يبين أن المراد بها ما فيه شراب أو طعام للإتحاد في العلة وسلفت الإشارة إليها (طب ك عن عبد الله بن سرجس) تقدم ضبطه وبيانه (¬1). 874 - " إذا نهق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم (طب) عن صهيب" (¬2). 875 - " إذا نودي للصلاة فتحت أبواب السماء، واستجيب الدعاء الطيالسي (ع) والضياء عن أنس (ح). (إذا نودي بالصلاة) أذن لها (فتحت أبواب السماء واستجيب الدعاء) تقدم في هذا الحرف بلفظ: إذا نادى، من حديث أبي أمامة. (الطيالسي والضياء عن أنس) رمز المصنف لحسنه (¬3). 876 - " إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك، فإن الخيرة فيه ابن السني في عمل يوم وليلة (فر) عن أنس (ض). (إذا هممت بأمر) أردت فعله أو تركه (فاستخر ربك فيه) اطلب خيرته أي ما يختاره لك (سبع مرات) وذلك بالإتيان بصلاة الخيرة التي علمها - صلى الله عليه وسلم - أمته (ثم انظر إلى الذي سبق إلى قلبك) أي انظر إلى الذي ينشرح له صدرك فافعله (فإن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 111 مجمع الزوائد) والحاكم في المستدرك (1/ 186) وكذلك أحمد (5/ 82)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (815). (¬2) ورد هذا الحديث بدون شرح، أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 39) (7312)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 145): في إسناده إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك، وقال ابن القطان شبه لا شيء وقال ابن معين لا يكتب حديثه وقال أحمد والنسائي متروك الحديث وقال البخاري يتكلمون في حفظه انظر ميزان الاعتدال (1/ 360) والمغني في الضعفاء (596). وصححه الألباني في صحيح الجامع (810). (¬3) أخرجه الطيالسي (2106) والمقدسي في المختارة (2169) والنسائي في عمل اليوم والليلة (72)، والنسائي في السنن الكبرى (9900) والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 204)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (818)، وحسّنه في السلسلة الصحيحة (1413).

الخيرة فيه) وتقدم أنه يفعل ذلك وتراً فهذا بيان أنه أريد بالوتر السبع (ابن السني (¬1) في عمل يوم وليلة) رمز المصنف لضعفه (¬2). 877 - " إذا وجد أحدكم ألمًا فليضع يده حيث يجد ألمه، وليقل سبع مرات: "أعوذ بعزة الله وقدرته على كل شيء من شر ما أجد" (حم طب) عن كعب بن مالك (ح). (إذا وجد أحدكم ألمًا) في بدنه (فليضع يده) هي إذا أطلقت يراد بها اليمنى (حيث يجد ألمه وليقل سبع مرات) وهو واضع يده على ألمه (أعوذ بعزة الله وقدرته على كل شيء) [1/ 237] العزة والقدرة يتنازعان فيه (من شر ما أجد) فإنه يبرأ مع حسن الاعتقاد، وتقدم نظيره (حم طب عن كعب بن مالك) رمز المصنف لحسنه (¬3). 878 - " إذا وجد أحدكم لأخيه نصحًا في نفسه فليذكره له (عد) عن أبي هريرة (ض) ". (إذا وجد أحدكم لأخيه) في الدين (نصحًا في نفسه) هو مصدر نصحه، قال في النهاية (¬4): كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح وليس يمكن أن يعبر ¬

_ (¬1) في المطبوعة (- فر عن أنس). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (8451) وابن السني في عمل اليوم والليلة (603)، قال النووي في الأذكار (ص 278) رقم (305): إسناده غريب فيه من لا أعرفهم، قال الشوكاني في نيل الأوطار (3/ 90): "قال العراقي كلهم معرفون ولكن بعضهم معروف بالضعف الشديد وهو إبراهيم بن البراء بن النضر بن أنس بن مالك وقد ذكره في الضعفاء العقيلي وابن حبان وابن عدي والأزدي وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطيل وكذا قال ابن عدي" وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 187): سنده واهٍ جدًّا. وذكره في الفتوحات (3/ 257). وقال الألباني في ضعيف الجامع (735) والسلسلة الضعيفة (6908) ضعيف جداً. (¬3) أخرجه أحمد (6/ 390) والطبراني في المعجم الكبير (19/ 92) رقم (179) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 114): فيه أبو معشر نجيح وقد وثق على أن جماعة كثيرة ضعفوه وتوثيقه لين وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (820). (¬4) انظر: النهاية (5/ 142) ومختار الصحاح (1/ 276)، وأخرجه ابن أبي شيبة (23553)، وابن ماجة=

عن هذا المعنى بكلمة واحدة يجمع معناها غيرها وأصل النصح الخلوص انتهى. (فليذكره له) فيه دليل أن ينصح أخاه وإن لم يستنصحه ومعه يتأكد الندب لأنه من حقوق المسلم ففي الحديث: "وإذا استنصحك نصحته"، ويأتي حديث أبي هريرة عند البخاري وغيره (عد عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لضعفه والحديث تعقبه مخرجه ابن عدي: بأن فيه إبراهيم بن ثابت عامة أحاديثه مناكير. 879 - " إذا وجد أحدكم عقربا وهو يصلي فليقتلها بنعله اليسرى (د) في مراسيله عن رجل من الصحابة (ض) ". (إذا وجد أحدكم عقرباً وهو يصلي) في حال صلاته (فليقتلها بنعله اليسرى) استدل به على جواز الفعل في الصلاة وأنه لا يبطلها لأن الشارع لا يأمر بإفساد العبادة وظاهره في المسجد وغيره، وسواء خشي ضررها أو لا، وقيل بل إذا خشي ضررها جاز له قتلها وإلا فلا لأنه - صلى الله عليه وسلم - أمر المصلي بلف القملة من ثوبه ولا يقتلها حال الصلاة فالمخصص للعقرب خشية ضررها, ولا يقال حديث ابن مسعود عند ابن أبي شيبة وغيره بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فسجد فلدغته عقرب في أصبعه فقال: "لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره .. " الحديث يدل على تخصيص المسجد عن الأمر بقتلها إذ لم يقتلها - صلى الله عليه وسلم - لأنا نقول لا دليل فيه على أنها لم تقتل مع إمكان قتلها بعد لدغها له أو أنه لم يدركها على أنه ليس في حديث ابن مسعود أنه كان في المسجد (د في مراسيله عن رجل من الصحابة) (¬2) رمز ¬

_ = (1246)، والبيهقي في الشعب (2575) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 111): إسناده حسن. (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 251) في ترجمة إبراهيم بن محمَّد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، منكر الحديث وزاد ابن عدي: ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (715) والسلسلة الضعيفة (2719). (¬2) أخرجه أبو داود في مراسيله (48) وقال الحافظ في الدراية (1/ 186) والتلخيص الحبير (1/ 284): إسناده منقطع، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (714).

المصنف لضعفه وقال الحافظ ابن حجر: رجاله ثقات إلا أنه منقطع. 880 - " إذا وجدت القملة في المسجد فلفها في ثوبك حتى تخرج منه (ص) عن رجل من بني خطمة (ض) ". (إذا وجدت القملة في المسجد) في بدنك أو ملقاة فيه (فلفها في ثوبك حتى تخرج) ثم تقتلها وذلك صيانة للمسجد عن قتلها مع عدم مخافة ضررها (ص عن رجل من بني خطمة) (¬1) رمز المصنف لضعفه. وخطمة بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء بطن من الأنصار. 881 - " إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (إذا وسد) بضم الواو وكسر السين المهملة (الأمر) أي أسند أمر الأمة أي جعل (إلى غير أهله) أي إذا سُوِّد وشُرِّف غير المستحق للسيادة والشرافة وقيل: هو من الوسادة أي إذا وضعت وسادة الأمر والنهي لغير أهلها وتكون إلى بمعنى اللام أفاده في النهاية (¬2) (فانتظروا الساعة) إن قلت: هذا قد وقع من بعد خلافة النبوة التي قدرها - صلى الله عليه وسلم - أنها تكون ثلاثين كما يأتي في حديث سفينة. قلت: ليس المراد من قوله: فانتظروا الساعة قرب قيامها بحيث لا تتأخر بل هذا من الأشراط فإن من الأشراط بعثته - صلى الله عليه وسلم - كما ذكره أئمة التفسير في قوله: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا} [محمد: 18] ولا يلزم وقوعها عند وجودها أو المراد بغير أهله غير قريش فإنهم أهل هذا الأمر بارهم لبار الأمة وفاجرهم [1/ 238] ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في المسند (5/ 410) وقال محققه: رجاله ثقات إلا أن الحضرمي بن لاحق لا يروي إلا عن التابعين ولم يثبت له لقاء أحد من الصحابة فإن كان الرجل الأنصاري صحابيًا فهو منقطع وإلا فهو مرسل. وسعيد بن منصور في سننه (20856 - الكنز) وأبو داود في مراسيله (16)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 294)، والحارث في مسنده (135 - زوائد) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (716) والسلسلة الضعيفة (2717). (¬2) النهاية (5/ 181).

لفاجرها كما جاء في حديث أبي بكر: "قريش ولاة هذا الأمر بين الناس بارهم تبع لبارهم وفاجرهم تبع لفاجرهم" (¬1). فهم المراد بأهل الأمر. فإذا خرج الأمر من قريش انتظر قيام الساعة (خ عن أبي هريرة) (¬2). 882 - " إذا وضع السيف في أمتي لم يرتفع عنه إلى يوم القيامة (ت) عن ثوبان (صح) ". (إذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة) إخبار منه - صلى الله عليه وسلم - بأن الفتنة إذا وقعت بين الأمة استمرت لما اختاره الله من أن هذه الأمة عذابها بالسيف في دنياها وإذاقة بعضها بأس بعض كما في حديث عبد الله بن يزيد عند الحاكم (¬3): "عذاب هذه الأمة جعل بأيديها في دنياها". وقد وقع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - فما زالت الفتنة بين الأمة منذ قتل عثمان وما برحت دماؤهم تقطر على الظبا ونفوسهم تسيل على القنا ولم يزل ذلك إلى الآن وهي أحد المسائل الثلاث التي سألها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ربه فأعطاه اثنتين ومنعه الثالثة وهي هذه كما في حديث سعد عند أحمد ومسلم (¬4): "سألت ربي ثلاثًا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة, سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطاني، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطاني وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها". وفي بعض ألفاظه عد الثانية أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم يجتاحهم (ت عن ثوبان) رمز المصنف لصحته وقال مخرجه الترمذي: صحيح (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 5) وهو مرسل. (¬2) أخرجه البخاري (59). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 254). (¬4) أخرجه مسلم (2890) وأحمد (1/ 181). (¬5) أخرجه الترمذي (2202) وكذلك أبو داود (4252) وابن ماجه (3952) وأحمد (5/ 278) وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ. وصححه الألباني في صحيح الجامع (828).

883 - " إذا وضع الطعام فاخلعوا نعالكم، فإنه أروح لأقدامكم الدارمي (ك) عن أنس (صح) ". (إذا وضع الطعام) أي للأكل لما تقدم بلفظ: "إذا أكلتم" الحديث ومثله الفاكهة للمشاركة في العلة (فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لأقدامكم) تقدَّم الحديث (الدارمي ك عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬1). 884 - " إذا وضع الطعام فليبدأ أمير القوم، أو صاحب الطعام، أو خير القوم ابن عساكر عن أبي إدريس الخولاني مرسلاً". (إذا وضع الطعام فليبدأ) بالأكل (أمير القوم أو صاحب الطعام أو خير القوم) يحتمل أنه للتنويع أو أنه شك من الراوي فعلى الأول يكون الأحق بالبداية الأمير إذا حضر وإلا فالمضيف وإلا فالأفضل فإن اجتمعوا فالأولى الأمير (ابن عساكر عن أبي إدريس الخولاني مرسلاً) (¬2). 885 - " إذا وضع الطعام فخذوا من حافته، وذروا وسطه، فإن البركة تنزل في ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (2080) والحاكم في المستدرك (4/ 119) وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي: أحسبه موضوعًا وإسناده مظلم، والبزار في مسنده (7568) والطبراني في الأوسط (3202) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 23) رواه البزار وأبو يعلى والطبراني ورجال الطبراني ثقات إلا أن عقبة بن خالد السكوني لم أجد له من محمَّد بن الحرث سماعًا. وقال في (5/ 140) رواه البزار وفيه موسى بن محمَّد بن إبراهيم التيمي وهو ضعيف. وموسى -بن محمَّد بن إبراهيم- تركه الدارقطني، وقال الألباني في ضعيف الجامع (719) والسلسلة الضعيفة (980) ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 141) عن أبي إدريس مرسلاً أورده ابن عساكر في ترجمة ثابت بن معبد أخو عطية بن معبد المحاربي؛ وقال: سمع أبا أمامة الباهلي وروى عن تميم الداري مرسلاً وأبي إدريس الخولاني وجابر المحاربي، روى عنه الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز وكان واليا على الساحل. ولم يذكر فيه توثيقًا ولا تجريحًا. وقال أبو حاتم فيه: لا أعرفه (الجرح والتعديل 2/ 457) قلت إسناده ضعيف لإرساله وجهالة ثابت هذا. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (720) والسلسلة الضعيفة (2718).

وسطه (هـ) عن ابن عباس". (إذا وضع الطعام) وأردتم أكله (فلا تأكلوا من وسطه وكلوا (¬1) من حافته وذروا وسطه فإن البركة تنزل في وسطه) تقدم بجميع ألفاظه وتقدم شرحها (5 عن ابن عباس) (¬2). 886 - " إذا وضعت جنبك على الفراش وقرأت فاتحة الكتاب و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقد أمنت من كل شيء إلا الموت، البزار عن أنس". (إذا وضعت جنبك على الفراش) أي لأجل النوم فإنه كناية عن ذلك إذ هو من لازمه (وقرأت فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء إلا الموت) وتقدم أنه يقرأ عند النوم الكافرون وينام على خاتمتها وحينئذ فيبدأ بفاتحة الكتاب ثم الإخلاص ثم الكافرون، وهذا الحديث يفسر حديث شداد بن أوس: "إذا أخذ أحدكم مضجعه فليقرأ بفاتحة الكتاب وسورة فإن الله يوكل ملكا يهب معه إذا هب" ويحتمل بقاءه على إطلاقه لاختلاف العدتين إلا أنه يصدق على من قرأ ما ذكر هنا أنه قرأ فاتحة الكتاب وسورة فيجتمع له العدتان (البزار عن أنس) (¬3) سكت عليه المصنف قال الهيثمي: فيه غسان بن عبيد ضعيف، ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح. 887 - " إذا وضعتم موتاكم في قبورهم فقولوا: "بسم الله، وعلى سنة رسول الله" (حم طب هب ك هق) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) في المطبوعة (فخذوا). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3277) وكذلك ابن حبان (5245) وصححه الألباني في صحيح الجامع (829). (¬3) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (4/ 26 رقم 3109) (10/ 121 مجمع) عن أنس وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 235): ورجاله رجال الصحيح إلا غسان بن عبيد وكذا الهيثمي (10/ 121) وقال العجلوني (2/ 107) رواه البزار وإسناده ضعيف. وانظر: ترجمة غسان بن عبيد في الميزان (5/ 404) اللسان (4/ 418).

(إذا وضعتم موتاكم في قبورهم فقولوا) عند الوضع (بسم الله وعلى سنة رسول الله) أي نضعكم متلبسين باسمه تعالى وجاعلين [1/ 239] لكم في الوضع على سنة رسوله فإنه الذي علمنا كيفية الوضع (حم طب هب ك هق عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته (¬1). 888 - " إذا وعد الرجل أخاه ومن نيته أن يفي له فلم يف ولم يجيء للميعاد، فلا إثم عليه (د ت) عن زيد بن أرقم (ض) ". (إذا وعد الرجل أخاه) يعده (ومن نيته) عند الوعد (أن يفي له فلم يف ولم يجيء للميعاد) لم يأت بالموعود له ولو إتيانه بنفسه إن وعد به (فلا إثم عليه) فيه أن خلف الوعد المعدود من صفات المنافقين هو وعد من وعد وفي نيته الإخلاف لا من وعد ناوياً للوفاء ومنعه عنه مانع، فأما لو لم يمنعه مانع وتركه اختياراً فالظاهر أنه آثم أيضاً. فائدة: الوعد تستعمل في الخير والشر يقال وعدته خيراً ووعدته شراً فإذا أسقطوا الخير والشر قالوا في الخير الوعد والعدة في الشر الإيعاد والوعيد (د ت عن زيد بن أرقم) (¬2) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب ليس سنده بالقوي انتهى. قال الشارح: اشتمل سنده على مجهولين. 889 - "إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، ثم لينزعه: فإن في إحدى جناحيه داء، وفي الأخرى شفاء (خ) عن أبي هريرة (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 27) والطبراني في المعجم الكبير (3/ 44) والحاكم (1/ 366) وكذلك ابن الجارود في المنتقى (548) والبيهقي في السنن (4/ 55) وصححه الألباني في صحيح الجامع (832) والإرواء (747). (¬2) أخرجه الترمذي (2633) وقال: غريب وليس إسناده بالقوي علي بن عبد الأعلى ثقة ولا يعرف أبو النعمان ولا أبو وقاص وهما مجهولان, وأبو داود (995). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (783).

(إذا وقع الذباب في شراب أحدكم) أو طعامه (فليغمسه) ندباً والأصل الوجوب والعلة تدل عليه (ثم لينزعه) بعد غمسه (فإن في إحدى جناحيه داء) أي سمية). وقوله: (وفي الأخرى شفاء) وزيد في هذا الحديث عند ابن حبان وأبي داود (¬1) بلفظ: فإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء، وفي رواية أبي سعيد (¬2) عند أحمد والحاكم والنسائي وأنه يقدم السم ويؤخر الشفاء قال ابن القيم (¬3): حاصله فيه أمران: فقهي وطبي، فأما الفقهي: فهو دليل ظاهر الدلالة جداً على أن الذباب إذا مات في ماء أو مائع فإنه لا ينجسه وهو قول جمهور العلماء ولا يعرف في السلف مخالف فيه ووجه الاستدلال أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر بمقله وهو غمسه في الطعام ومعلوم أنه يموت من ذلك ولا سيما إذ كان الطعام حاراً فلو كان ينجسه لكان أمراً بإفساد الطعام وهو - صلى الله عليه وسلم - إنما أمر بإصلاحه. والأمر الثاني الطبي: أفاده أن في الذباب سمية قوية ويدل عليها الورم والحكة الصادرة عن لسعته وهو بمنزلة السلاح فإذا سقط فيما يؤذى به اتقى بسلاحه فأمر - صلى الله عليه وسلم - أن يقابل تلك السمية بما أودعه الله سبحانه في جانبه الآخر من الشفاء فيغمس كله في الماء والطعام فيقابل مادته السمية مادته النافعة فيزول ضررها وهذا طب لا يهتدي إليه كبار الأطباء وأئمتهم بل هو خارج من مشكاة النبوة، وفيه دلالة على أن للذباب إدراكاً يهتدي به إلى تقديم ما فيه الداء. قلت: ودلالة على أنه يعلم الجناح الذي فيه ذلك إلا أنه ذكر بعضهم أنه تأمله يتقي بالأيسر فالشفاء في الأيمن كما ذكره في المواهب اللدنية عن غيره ثم قال وللذي فيه من مادة الشفاء قال غير واحد من الأطباء أن لسعة الزنبور والعقرب ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (1246) وأبو داود (3844). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 67) وابن ماجه (3504). (¬3) زاد المعاد (4/ 112).

إن دُلك موضعه بالذباب نفع نفعاً بيناً (خ عن أبي هريرة) (¬1) وأخرج أبو يعلى عن ابن عمر مرفوعاً: عمر الذباب أربعون ليلة والذباب كله في النار إلا النحل وسنده لا بأس به (¬2) وكونه في النار لا لتعذيبه بل ليعذب به أهلها ومبتدأ خلقه من العفونة ثم يتوالد ومن عجاب أمره أن رحيقه على اللون الأبيض أسود وعكسه وهو أكثر الطير سِفاداً ربما أو ما بقى عامة النهار على الأنثى. 890 - إذا وقعت في وُرطة فقل: "بسم الله الرحمن الرحيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" فإن الله تعالى يصرف بها ما شاء من أنواع البلاء ابن السني في عمل يوم وليلة عن علي (ض). (إذا وقعت في ورطة) بضم الواو وسكون الراء قال في النهاية (¬3): الورطة الهوة في الأرض العميقة ثم استعير للواقع في بلية يعسر المخرج منها وتقدم وجه تأثير هذه الكلمات الإلهية في النفع من شر كل بلية (فقل بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإن الله تعالى يصرف بها) بفضل هذه الكلمات شرها (ما شاء من أنواع البلاء) [1/ 240] ولعل منه الورطة التي فيها وقعت وهذا دواء لكل بلية من البلايا (ابن السني في عمل يوم وليلة عن علي) رمز المصنف لضعفه (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5782). (¬2) أخرجه أبو يعلى (4231) من رواية أنس، وفي إسناده سكين بن عبد العزيز قال النسائي: ليس بالقوي انظر: الكامل (3/ 462) والمغني (2492) وقد عزاه ابن حجر في الفتح (10/ 250) إلى ابن عمر وقال: سنده لا بأس به. (¬3) النهاية (5/ 173). (¬4) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (338) والرافعي في التدوين (1/ 237) والطبراني في الدعاء (1961)، وفي إسناده عمرو بن شمرو قال ابن حبان رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات وقال البخاري منكر الحديث وقال الجوزجاني زائغ كذاب وقال يحيي لا يكتب حديثه. انظر ميزان الاعتدال (5/ 324) والمجروحين (2/ 75)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (727) والسلسلة الضعيفة (2721) موضوع ..

891 - "إذا وقعتم في الأمر العظيم فقولوا: "حسبنا الله، ونعم الوكيل" ابن مردويه عن أبي هريرة (ض) ". (إذا وقعتم في الأمر العظيم) الذي يعظم عليكم علاجه (فقولوا) استعانة عليه ودفعا لشره (حسبنا الله ونعم الوكيل) تقدم بيان شرفها في آخر ما تكلم إبراهيم وأنه قالها حين وقع في أعظم الأمور وهو إلقاؤه في النار (ابن مردويه عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 892 - "إذا وقع في الرجل وأنت في ملأ فكن للرجل ناصرًا, وللقوم زاجرًا، وقم عنهم ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أنس (ض) ". (إذا وقع) مغير الصيغة أي إذا وقع واقع (في الرجل) أي في عرضه لأنه من الوقيعة ولا مفهوم له وتقدم قريبًا أنها الغيبة (وأنت في ملأ) جملة حالية والخطاب لغير معين بل لكل حاضر والملأ: الجماعة كأنه بناء على الأغلب وإلا فإنه لو ذم رجل رجلاً واغتابه وليس عنده إلا رجل واحد وجب عليه النصر المذكور في قوله (فكن للرجل) الذي اغتيب (ناصراً) بالذب عن عرضه والتكلم بما يحب على من اغتابه (وللقوم) السامعين له (زاجراً) بذكر ما ورد في إثم الغيبة وكان هذا دأب السلف الصالح كما قال معاذ - رضي الله عنه - لمن طعن في كعب بن مالك في حضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بئس والله ما قلت، والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيراً وهذا فيما إذا كانت الغيبة تفكها بالأعراض واستجلاء للذم لا لو كانت من المواضع التي أذن الشارع فيها كما أشرنا إليه فيما مر، وفي حديث أبي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن مردويه (2/ 148 ابن كثير) وقال: غريب من هذا الوجه, وقال الألباني في ضعيف الجامع (729) والسلسلة الضعيفة (7002) ضعيف جداً. في إسناده مصعب بن سعيد أبو خيثمة قال ابن عدي (6/ 364) يحدث عن الثقات بالمناكير ويصحف، والضعف على روايته بيّن. ثم ساق له أحاديث مما أنكر عليه، فقال الذهبي في الميزان (6/ 436) وما هذه إلا مناكير وبلايا، وأقره الحافظ في اللسان (6/ 43).

الدرداء: "من رد عن عرض أخيه رد الله النار عن وجهه يوم القيامة" (¬1). (وقم عنهم) بعد زجرهم وفيه الأمر بالقيام من موقف الغيبة بعد الذب والزجر (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬2). 893 - "إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه (حم م د ن) عن جابر (ت هـ) عن أبي قتادة (صح) ". (إذا ولي أحدكم أخاه) أي تولى تجهيزه للموت وهو غسله وتكفينه ودفنه (فليحسن كفنه) بأن يجعله من حلال فائضاً ساتراً لبدنه من غير إسراف ويأتي تعليله قريبًا (حم م د ن عن جابر ت 5 عن أبي قتادة) (¬3). 894 - "إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه، فإنهم يبعثون في أكفانهم، ويتزاورون في أكفانهم سمويه (عق خط) عن الحرث عن جابر (ض) ". (إذا ولي أحدكم أخاه) في تجهيزه (فليحسن كفنه فإنهم) أي الموتى الدال عليهم السياق (يبعثون في أكفانهم) عند أبي داود من حديث أبي سعيد: أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد ثم لبسها ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الميت يبعث في ثيابه (¬4) التي يموت فيها" قال الخطابي (¬5): استعمل أبو سعيد الحديث على ظاهره وقد رُوي في تحسين الكفن أحاديث وقد تأول ذلك بعضهم على خلاف ظاهره، وقال: المراد بالثياب العمل، والعرب تقول فلان ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1931)، وأحمد (6/ 449). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (107) وأخرجه أيضاً في الصمت (242)، عن أنس وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (730) والسلسلة الضعيفة (7003) في إسناده شيخ بصري لم يسم فهو مجهول وأبو المجبر الحمصي لم يذكروه في الكنى. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 371) ومسلم (943)، وأبو داود (1348) والنسائي (4/ 33) عن جابر والترمذي (995) وابن ماجه (1417) عن أبي قتادة. (¬4) أخرجه أبو داود (3114) وابن حبان (7317) وصححه. (¬5) انظر كلام الخطابي في: معالم السنن (3/ 485) المطبوع مع سنن أبي داود.

طاهر الثوب إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من العيب واستدل على التأويل بأحاديث: "إنهم يبعثون حفاة عراة"، وقال بعضهم: البعث غير الحشر فقد يجوز أن يبعثوا بالثياب ويحشروا بغير ذلك انتهى. قلت: وحديث الكتاب يبعد حمله على العمل لقوله: "إذا ولي" وقوله: "فليحسن كفنه" فإنه يحمل على توسيع الثوب نفسه، كما حمله عليه الترمذي على أنه يحتمل أن يراد بالبعثة البعثة في القبر عند سؤال الملكين له (ويتزاورون في أكفانهم) فيه دليل واضح أنها تزاور الأجسام إذ هي التي تكون عليها الثياب دون مجرد الأرواح وتزاورهم في البرزخ ثابت كما يتزاور الأحياء [1/ 141] في الدنيا وفي مصنف ابن أبي شيبة (¬1) أن ابن سيرين كان يحب تحسين الكفن ويقول إنهم يتزاورون في أكفانهم (سمويه عق خط عن أنس (¬2)) (¬3) رمز المصنف لضعفه وأخرجه الخطيب أيضاً من حديث أنس وجابر قال العقيلي: إسناد جابر (¬4) صالح وأما حديث أنس فضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. وهذا آخر كلمة إذا الشرطية. 895 - "اذبحوا لله في أي شهر كان، وبروا لله، وأطعموا (د ن هـ ك) عن نبيشة". (اذبحوا لله في أي شهر كان وبروا لله وأطعموا) الحديث طرف من حديث نبيشة ولفظه عنه قال: نادى رجل يا رسول الله كنا نعتر في الجاهلية في رجب فما ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 468) رقم (11131). (¬2) في المطبوعة (عن الحارث عن جابر). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 55) والخطيب في تاريخ بغداد (9/ 80) (4/ 160) وابن الجوزي في الموضوعات (1788) من رواية أنس. والخطيب في تاريخه (9/ 52) من رواية جابر. (¬4) قول العقيلي في الضعفاء (2/ 55) وقال: وهذا الحديث حدثناه ابن أبي مسرة وفي هذا رواية بإسناد جيد من غير الوجه عن جابر وغيره.

تأمرنا؟ فقال: "اذبحوا لله" (¬1) الحديث. وفيه سنية الذبح والإطعام وأن لا يخص به شهر وأنه لا خصوصية لرجب بذلك وهذا معارض بحديث مخنف بن سليم عند أبي داود والنسائي والترمذي (¬2) وغربه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "أيها الناس إن على كل بيت في كل عام أضحية وعتيرة ألا وإن العتيرة هي التي يسمونها الرجبية" وبحديث لقيط بن عامر كنا في الجاهلية نذبح ذبائح في رجب فنأكل ونطعم من جاءنا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا بأس به" (¬3). وبحديث عمرو بن شعيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الفرع حق والعتيرة (¬4) حق" وأجيب عنها بأن حديث مخنف قد غربه الترمذي، وقال النووي: رواه عن مخنف أبو رملة قال الخطابي: أبو رملة مجهولٌ (¬5). وأما حديث لقيط فلا ينافي حديث نبيشة فإنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا بأس"، وقال في حديث نبيشة: "اذبحوا لله في أي شهر". وأما حديث عمرو بن شعيب فقد عارضه حديث أبي هريرة عند الجماعة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا فرع ولا عتيرة" (¬6) وأجيب عن حديث أبي هريرة بأن النفي للوجوب أو أنه لما كان يفعله المشركون من ذبح الفرع للأوثان والطواغيت وذبح العتيرة تعظيما لرجب وأما حديث عمرو فما فيه إلا أنهما حق أي غير ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2830)، والنسائي في المجتبى (7/ 169)، وابن ماجة (3167)، وأحمد (5/ 76). (¬2) أخرجه أبو داود (2788) وابن ماجه (3125) والترمذي (1518) قال الحافظ في الفتح (9/ 597): ضعفه الخطابي لكن حسنه الترمذي. (¬3) أخرجه الدارمي (21965)، وأحمد (4/ 12). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (2/ 187). وانظر المسألة وشرحها في فتح الباري (9/ 597). (¬5) انظر للتفصيل: شرح النووي على مسلم (13/ 137). (¬6) أخرجه البخاري (5156)، ومسلم (1976)، وأبو داود (2831)، والترمذي (1512)، والنسائي في الكبرى (3/ 78)، وابن ماجة (3168).

باطل وذلك إذا ذبحت لغير الطواغيت وغير رجب فهي كسائر الذبائح، وضمن بروا معنى اتقي فعداه بنفسه، والمراد اتقوا الله بارين في ذبحكم بجعله لوجهه فإنه {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 37] دماؤها ولكن يناله التقوى منكم (د ن 5 ك عن نبيشة) (¬1) بنون فموحدة فمثناة تحتية فشين معجمة بزنة التصغير وهو ابن عبد الله الهذلي ويقال له نبيشة الخير صحابي قليل الحديث (¬2)، وقال الحاكم: صحيحٌ واستدركه الذهبي بأن له علة. 896 - "اذكر الله فإنه عون لك على ما تطلب ابن عساكر عن عطاء بن أبي مسلم مرسلاً". (اذكروا الله فإنه) أي الذكر أو المذكور تعالى (عون لك) معين عبر عنه بالمصدر مبالغة (على ما تطلب) عام لكل مطلوب لعموم كلمة ما (ابن عساكر عن عطاء بن أبي مسلم مرسلاً) (¬3). 897 - "اذكروا الله ذكرا يقول المنافقون إنكم تراؤون (طب) عن ابن عباس (ض) " (اذكروا الله ذكراً (متصفًا بقوله (يقول السامعون) (¬4) الذي لا يذكرون الله إلا قليلاً (إنكم تراءون) بذكر الله وهو أمر بذكر الله على كل من الأحوال سراً ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2830) والنسائي (7/ 169) وابن ماجه (3167) والحاكم (4/ 235) وأما استدراك الذهبي فإنني لم أجده في التلخيص المطبوع مع المستدرك! وصححه الألباني في الجامع (848) والإرواء (1156). (¬2) الإصابة (6/ 421). (¬3) أخرجه ابن عساكر (28/ 120)، والواقدي في المغازي (صـ 759)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (736) وقال في السلسلة الضعيفة (7140) ضعيف جداً. في إسناده محمَّد بن عمر الواقدي قال الحافظ في التقريب (6175) متروك، وشيخه أبو القاسم أو أبو البسام مجهول، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني صدوق يهم كثير ويرسل ويدلس كما قال الحافظ في التقريب (4600). (¬4) في المطبوعة (المنافقون).

وعلانية مجتمعا بالناس ومنفرداً عنهم قائماً وقاعداً ومضطجعًا فإنه الذي يتطرق إليه كلام المنافقين (طب عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 898 - "اذكروا الله ذكرًا خاملاً، قيل: وما الذكر الخامل؟ قال الذكر الخفي ابن المبارك في الزهد عن ضمرة بن حبيب مرسلاً". (اذكروا الله ذكراً خاملا) بالخاء المعجمة (قيل وما الذكر الخامل؟ قال: الذكر الخفي) [1/ 242] هو الذي لا يفطن له الغير وفيه دلالة على فضيلة السر على الجهر. ويدل له حديث عائشة عند البيهقي (¬2) "الذكر الذي لا يسمعه الحفظة يزيد على الذكر الذي يسمعه الحفظة سبعين ضعفاً" وهذا فيما لا يشرع فيه الجهر كالأذان ونحوه وأما تلاوة القرآن فهي من الذكر فيكون الإسرار به أفضل إلا أن يكون التدبر مع الجهر أكثر فهو أفضل لأنه تعالى أمر بتدبر آياته وقد قرر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر على الإسرار وصوبه, وقرر عمر على الجهر وصوبه, إذ علل كل واحد منهما بعلة تدل على صلاح النية فيما فعله كما أخرجه أحمد والبيهقي (¬3) وغيرهما من حديث علي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان أبو بكر يخافت بصوته إذا قرأ وكان عمر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 169) رقم (12786) وقال الهيثمي (10/ 76): فيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وهو ضعيف انظر (التقريب 1222) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (738) وفي السلسلة الضعيفة (515). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (555) وفي إسناده: إبراهيم بن المختار التميمي صدوق، ضعيف الحفظ (التقريب 245) ومحمد بن حميد بن حبان قال الحافظ ابن حجر: حافظ ضعيف وكان ابن معين حسن الرأي فيه (التقريب 5834). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (1/ 109) والبيهقي في الشعب (2307) ورجال الإسناد ثقات لكن فيه: أبو إسحاق السبيعي وقد اختلط وقد سمع منه زكريا بن أبي زائدة بعد اختلاطه. وكذلك فيه هانئ بن هانئ لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي قال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حيان في "الثقات" وقال ابن المديني مجهول وقال حرملة عن الشافعي لا يعرف وأهل العلم بالحديث لا ينسبون حديثه لجهالة حاله وقال الحافظ في التقريب (7264): مستور.

يجهر بقراءته فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: "لم تخافت بقراءتك"؟ قال: إني لأسمع من أناجي، وقال لعمر: "لم تجهر بقراءتك" قال: أقرع الشيطان وأوقظ الوسنان .. الحديث. (ابن المبارك في الزهد عن ضمرة بن حبيب مرسلاً) (¬1). 899 - "اذكروا محاسن موتاكم، وكفوا عن مساويهم (د ت ع ك هق) عن ابن عمر (صح) ". (اذكروا محاسن موتاكم) قيل: الأمر فيه للندب وذلك للترحم عليهم ويستغفر لهم ويقتدي بهم السامع (وكفوا عن مساوئهم) وفي هذا للإيجاب لما سلف (د ت ع ك هق عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته (¬2). 900 - "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة (د) والضياء عن جابر (صح) ". (أذن لي) قدم - صلى الله عليه وسلم - هذه الجملة قبل التحديث لأنه قد ثبت عنه الأمر بأن يحدث الناس بما يعرفون، ويأتي من حديث علي - رضي الله عنه - فأخبرهم - صلى الله عليه وسلم - قبل التحديث بالأمر المستغرب بأن الله تعالى أذن له أن يحدثهم بهذا الخلق العجيب وليلقوا أسماعهم إلى ما يحدثهم عنه (أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (737) والسلسلة الضعيفة (2722) إسناده مرسل ضعيف: ضمرة بن حبيب تابعي من الرابعة كما قال الحافظ (التقريب 2986). وأبو بكر بن أبي مريم الغساني قال الحافظ في التقريب (7974) ضعيف وكان قد سُرق بيته فاختلط .. (¬2) أخرجه أبو داود (4900) والترمذي (1019) وقال: غريب سمعت محمدًا يقول عمران بن أنس المكي منكر هذا الحديث، والحاكم (1/ 385) والبيهقي (4/ 75) وكذلك ابن حبان (3020)، عن ابن عمر وضعف النووي إسناده في خلاصة الأحكام (2/ 944). في إسناده عمران بن أنس قال البخاري منكر الحديث. وهو (أي البخاري) القائل: كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه. انظر بيان الوهم والإيهام (4/ 213) وميزان الاعتدال (5/ 283)، وقال الحافظ في التقريب (5144) ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (739).

ما بين شحمة أذنيه) موضع خرق القُرط وهو ما لانَ من أسفلها قاله في النهاية (¬1) (إلى عاتقه) هو موضع الرداء من المنكب أو بين المنكب والعاتق كما في القاموس (¬2) (مسيرة سبعمائة سنة) ومن حديث أنس عند الطبراني في الأوسط (¬3): أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام (يقول ذلك سبحانك حيث كنت) يحتمل أنه بفتح الضمير خطاباً له تعالى أي حيث كان علمك وقدرتك بتعلم كل ذرة من ذرات الكون ويحتمل أنه بضمها أي حيث كنت أنا أي أنزهك في أي محل حللت فيحتمل أنه هذا الملك وإنما أجمله - صلى الله عليه وسلم - في رواية وفسره في أخرى أو أنه حفظ بعض الرواة بعض الحديث وحفظه الآخر برمته ويحتمل أنه غيره من حملة العرش (د والضياء عن جابر) (¬4) رمز المصنف لصحته وسكت عليه أبو داود. 901 - "أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليه فتقسو قلوبكم (طس عد) وابن السني وأبو نعيم في الطب (هب) عن عائشة (ض) ". (أذيبوا) من الإذابة (طعامكم بذكر الله) بعد أكله (والصلاة ولا تناموا عليه) قبل إذابته بهذين الهاضمين (فتقسوا قلوبكم) فإن النوم على الامتلاء يقسى القلب ويولد عللاً في البدن لكنه - صلى الله عليه وسلم - خص أعظم أدوائه وهي قسوة القلب ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 449). (¬2) القاموس (ص: 1171). (¬3) المعجم الأوسط (6503). (¬4) أخرجه أبو داود (4727)، وكذا الطبراني في الأوسط (1709) وقال: لم يرو هذا الحديث عن موسى إلا إبراهيم وقال ابن كثير (4/ 415): هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8/ 665): إسناده على شرط الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (854) والسلسلة الصحيحة (151).

[1/ 243] (طس عد وابن السني وأبو نعيم في الطب هب عن عائشة) (¬1) ورمز المصنف لضعفه لأنه قال البيهقي بعد تخريجه: هذا منكر تفرد به بزيع الخصاف وكان ضعيفاً انتهى. وقال الهيثمي: فيه بزيع متروك. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4952) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 30) فيه بزيغ أبو الخليل وهو ضعيف، ولم يقل متروك كما قال الشارح. وابن عدي في الكامل (1/ 405) في ترجمة أصرم بن حوشب. وهذا الحديث يعرف ببزيع أبو الخليل عن هشام بن عروة فلعل أصرم بن حوشب هذا سرقه منه، وأخرجه ابن عدي في (2/ 59). وابن حبان في المجروحين (1/ 198) في ترجمة بزيع وابن السني في عمل اليوم والليلة (488) والبيهقي في شعب الإيمان (6044): وقال: منكر تفرد به بزيغ وكان ضعيفاً. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1482)، في إسناده بزيغ أبو الخليل قال الذهبي في الميزان (2/ 15) متهم قال ابن حبان كان يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة كأنه المتعمد لها (المجروحين 1/ 198)، وفي اللسان (2/ 11) قال البرقاني عن الدارقطني متروك قلت: له عن هشام عجائب، قال: هي بواطيل، ثم قال: كل شيء له باطل. وقال الحاكم يروي أحاديث موضوعة ويرويها عن الثقات. لسان الميزان (2/ 11) وقال ابن عدي (2/ 59) بعد أن ساق له أحاديث أخرى وهذه الأحاديث مناكير كلها لا يتابعه عليها أحد. وفي إسناده أيضاً أصرم بن حوشب قال يحيى كذاب خبيث وقال البخاري ومسلم والنسائي متروك وقال الدارقطني منكر الحديث وقال ابن حبان يضع الحديث. انظر الميزان (1/ 437) والمجروحين (1/ 181). وقال ابن عدي (1/ 405) بعد أن ساق له أحاديث أخرى عامة رواياته غير محفوظة وهو بين الضعف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (742) والسلسلة الضعيفة (115) موضوع.

الهمزة مع الراء

الهمزة مع الراء 902 - " أرأف أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي، وأفرضهم زيد بن ثابت, وأقرؤهم أبي، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أمة أمينا وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجرل (ع) عن ابن عمر (ض) ". (أرأف أمتي) في النهاية (¬1): الرأفة أرق من الرحمة ولا تكاد تقع في الكراهة والرحمة قد تقع في الكراهة لمصلحة انتهى. (بأمتي أبو بكر وأشدهم) الشدة القوة (في دين الله عمر) وشدته معلومة من أحواله (وأصدقهم حياء عثمان) الصدق والكذب في الأصل من صفات الأقوال وأطلق على الصفات والأفعال لأنه يراد به لازمه وهو الحق والباطل فقيل: حياء صادق أي واقع لا باطل واقع في محله, ومنه: "صدق الله وكذب بطن أخيك" (¬2) (وأقضاهم على) القضاء الحكم والفصل وكان على كذلك يدعو به له - صلى الله عليه وسلم - لما بعثه قاضياً إلى اليمن وفي الأمثال: قضية ولا أبا حسن لها (وأفرضهم زيد بن ثابت) الفرض في الأصل القطع وفرض الله شيء أوجبه والمراد هنا ما فرضه الله من سهام المواريث (وأقرأهم) أبي هو ابن كعب أي أعلمهم بالقراءة وأحسنهم قراءة وأحفظهم للقرآن (وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل) قد ورد في الحديث: "أنه يحشر يوم القيامة أمام العلماء بقذفة" (¬3) حجر (ألا) حرف تنبيه (وإن لكل أمة أمينا) هو صفة مشبهة من الأمانة وتقدم تفسيرها (وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 176). (¬2) أخرجه البخاري (5336)، ومسلم (2217). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 29، 40)، والصغير (556).

الجراح) لما كان شأن الأمانة عظيمًا قدم عند الإخبار من اتصف بها كلمة التنبيه ثم حرف التأكيد ثم الإبهام ثم التفسير لأن الأمانة عظيمة الشأن ولأنها أول ما ترفع. واعلم أن هؤلاء الثمانية من رؤوس الصحابة وأعيانهم وقد خص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل واحد منهم بأنه رأس في خصلة من خصال الخير وخصال الكمال المذكورة مع مشاركته للباقين فيما اختصوا به فمثلا اختص أبو بكر بزيادة الرأفة وشارك الباقين فيما اختصوا به ولهذا جيء باسم التفضيل فكل واحد من الثمانية يختص بالصفات الثمان إلا أنه فيما خص به أزيد من غيره في الاتصاف بتلك الصفة وهو في الاتصاف بما خص به غيره أنقص ونظيره وصف الرب تعالى لبعض رسله بصفة شريفة اختص بها كقوله في الذبيح - عليه السلام - أنه كان (صادق الوعد) مع أن سائر رسله كذلك إلا أنه خص الذبيح باختباره فيها فتميز بها وكوصفه أيوب - عليه السلام - بأنه وجده صابراً مع أن الرسل كلهم عليهم السلام كانوا من أهل الصبر على أذى قومهم وغيره لكنه لما اختبره تعالى ببلائه تميز بتلك الصفة وصار الفرد الكامل فيها ومن هذا تخصيص أبي عبيدة بن الجراح بأنه أمين هذه الأمة فهو أوحدي في هذه الصفة وإن كان غيره أمينًا أيضًا (ع عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأن فيه ابن البيلماني وحاله معروف ولكن قد ورد عن أنس وجابر وغيرهما عند الترمذي وابن حبان وابن ماجه والحاكم وغيرهم لكن بلفظ روايتهم "أرحم" بدل "أرأف" وقال الترمذي: حسن [1/ 244] صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وتعقب (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (5763) وابن البيلماني سبق الكلام عليه, والحاكم (3/ 535) وسكت عليه وقال الذهبي: كوثر [بن حكيم] ساقط وأورده ابن عدي في الكامل (6/ 77) في ترجمة كوثر بن حكيم. وصححه الألباني في صحيح الجامع (868)، والسلسلة الصحيحة (1224). (¬2) أما رواية أنس: أخرجه ابن حبان (7131) وابن ماجه (154) والترمذي (3791) وأحمد=

وقال الحافظ في الفتح (¬1): هذا الحديث أورده الترمذي وابن حبان من حديث عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء مطولاً وأوله أرحم وإسناده صحيح إلا أن الحافظ قال: إن الصواب في أوله الإرسال والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري. 903 - "أراكم ستشرفون مساجدكم بعدي كما شرفت اليهود كنائسها، وكما شرفت النصارى بيعها (هـ) عن ابن عباس (ض).". (أراكم) من الرؤية إن كانت الرواية بفتح الهمزة كأنه كشف له - صلى الله عليه وسلم - كلما يكون بعده حتى أنه يشاهدهم عياناً أو من الرؤية بمعنى الظن إن كانت الراوية بضمها (ستشرفون مساجدكم بعدي) تجعلون فيها شرافات وقد تقدم الأمر ببنائها جماً (كما شرفت اليهود كنائسها) جمع كنيسة وهي متعبد اليهود (وكما شرفت النصارى بيعها) بكسر الموحدة وفتح المثناة التحتية، جمع بين بيعة وهي متعبد النصارى، وهذا من أعلام النبوة فإنه قد وقع ذلك كما قاله - صلى الله عليه وسلم - وهذا التشبيه يفيد تحريم تشريفها لأنه شبه بمن حرم التشبه بهم وحديث الأمر ببنائها جماً يفيد ذلك. [وفي شرح المناوي أنه مكروه، وقال: وأخذ بذلك الشافعية، فكرهوا نقش المسجد وتزويقه واتخاذ شرافات له] (5 عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ = (3/ 281) والحاكم (3/ 422) (4/ 335) أما رواية جابر: أخرجه الطبراني في الصغير (556) وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 13). (¬1) الفتح (8/ 167). (¬2) أخرجه ابن ماجه (740) وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 94) هذا إسناد ضعيف فيه ليث وهو ابن أبي سليم انظر ميزان الاعتدال (5/ 509) ضعيف وجبارة بن المغلس وهو كذاب، انظر ميزان الاعتدال (2/ 111) والمغني (1087) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (743) والسلسلة الضعيفة (2733).

904 - "أربى الربا شتم الأعراض، وأشد الشتم الهجاء، والراوية أحد الشاتمين (عب هب) عن عمرو بن عثمان مرسلاً". (أربى الربا) هو لغة الزيادة وفي الشرع الزيادة على أصل المال من غير عقد (شتم) بالشين المعجمة ومثناة فوقية السب و (الأعراض) جمع عرض قال في النهاية (¬1): هو موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره وقيل هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عليه أن ينتقص ويثلب قال ابن قتيبة: عرض الرجل نفسه وبدنه لا غير (وأشد الشتم الهجاء) بالمد هو الشتم بالشعر وذلك لأنه يبقى ويحفظ ويتناقله الناس (والراوية) أي للشتم سواء كان رواية للهجاء أو للشتم الذي لم ينظم فإنه (أحد الشاتمين) بالتثنية وبالجمع. كما ورد أن راوي الكذب أحد الكاذبين فرواية الشتم محرمة نظماً ونثراً وهو شريك الشاتم في الإثم وإنما سمى الشتم ربا لما يأتي في الحديث الثاني فهو يفصل بما أجمل هنا (عد هب عن عمرو بن عثمان) (¬2) هو من التابعين عظيم الشأن (¬3) (مرسلاً) قال الشارح وفيه مع إرساله انقطاع. 905 - "أربى الربا تفضيل المرء على أخيه بالشتم ابن أبي الدنيا في الصمت عن أبي نجيح مرسلاً". (أربى الربا تفضيل المرء على أخيه بالشتم) أن يفضل عليه ويزيد على شتمه له إن شتمه أخوه شتمة شتمه اثنتين وقد جاء بيانه في حديث أخر: السبتين ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 214). (¬2) أخرجه عبد الرزاق (11/ 176) (20252) والبيهقي في الشعب (5092) مرسلاً، قال المناوي: (1/ 461) قال الذهبي في المهذب: منقطع. وضعف الألباني زيادة "وأشد الشتم الهجاء والراوية أحد الشاتمين" عن عمرو بن بن عثمان لأنه منقطع ومرسل. وصحح أوله "أربى الربا شتم الأعراض" وانظر السلسلة الصحيحة (1433) (¬3) انظر: التقريب (5077).

بالسبه فسمى زيادة المجيب أربى الربا وهذا لمن انتصر بعد ظلمه وأما غيره فأشد إثما (ابن أبي الدنيا في الصمت عن ابن أبي نجيح مرسلاً) (¬1) بالنون مفتوحة فالجيم فمثناة تحتية فحاء مهملة تابعي واسم ابن أبي نجيح عبد الله (¬2) واسم أبي نجيح يسار. 906 - "أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: صدق الحديث، وحفظ الأمانة, وحسن الخلق، وعفة مطعم (حم طب ك هب) عن ابن عمر (طب) عن ابن عمرو (عد) وابن عساكر عن ابن عباس (ح) ". (أربع) التأنيث باعتبار موصوف مقدر أي خلال أو صفات (إذا كن فيك) إذا اتصفت بهن (فلا عليك) حذف اسم لا أي فلا فائت عليك (ما فاتك) كلمة لا موصولة الذي فاتك وهو فاعل اسم الفاعل الموصوف أي فائت المقدر الذي هو اسم لا أي إذا اتصفت بهذه الخصال فلا فائت عليك الذي فاتك (من الدنيا) أو من خلال الكمال أو نحوه ذلك أي ليس فاتك حقيقة وإن كان فائتاً صورة لأنه بإحرازه هذه الصفات يكمل له [1/ 245] الدين والدنيا فلا يفوته إلا ما لا يعد فائتا (صدق الحديث) إضافة إلى المفعول مع حذف الفاعل أي صدقك الحديث أي ما حدثت به غيرك والمواد في كل حديث كما يفيده إضافة المصدر وتعريف الحديث ولأنه لا كمال إلا في ذلك لا في غيره فإنه قد يصدق الكذوب (وحفظ الأمانة) حفظك إياها كما سلف في جميع ما ذكر (وحسن الخلق) تقدم تحقيقه (وعفة مطعم) بفتح المهملة مصدر عف يعف عما وعفافًا وعفافة وعفة قاله القاموس (¬3) وفسره النهاية (¬4) بالكف ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (174) عن أبي نجيح مرسلاً وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (744). (¬2) انظر: التقريب (3662)، والطبقات الكبرى (5/ 482). (¬3) القاموس المحيط (ص 1084). (¬4) النهايه (3/ 264).

عن الحرام والسؤال من الناس انتهى، وخص - صلى الله عليه وسلم - المطعم لأنه أعظم ما يطلبه الناس وحاجتهم إليه دائمة متصلة وإلا فالعفة مطلوبة في كل شيء (حم طب ك هب عن ابن عمر طب عن ابن عمرو عد وابن عساكر عن ابن عباس) (¬1) رمز [المصنف] لحسنه. 907 - "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة (م) عن أبي مالك الأشعري (ص ح) ". (أربع في أمتي من أمر الجاهلية) من خصالهم المذمومة (لا يتركونها) إخبار بما يقع مع ذمهم على ذلك كما أفاده أنهما من أمر الجاهلية (الفخر في الأحساب) في النهاية (¬2): الفخر إدعاء العظم والكبر والشرف والحسب في الأصل الشرف في الآباء وما يعده الإنسان من مفاخرهم، وقيل: الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف انتهى. وكلمة في سببية أي سبب الأحساب (والطعن) يقال طعن فيه وعليه يطعن بالضم للعين وفتحها إذا عابه (في الأنساب) القدح فيها (والاستسقاء بالنجوم) برقته عيدها واعتقاد أنه من جهتها كما كانوا يقولون مطرنا بنؤ كذا وكذا كما يأتي (والنياحة) من ناحت المرأة زوجها وعليه نوحاً والاسم النياحة بالكسر للنون كما في القاموس (¬3) ويأتي من حديث جنادة الإخبار بأنها لا تدعها الأمة وعد ثلاثاً من هذه الأربع وترك الفخر بالأحساب فمفهوم العدد غير مراد وهو كما أسلفناه أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بالأقل قبل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 177) والطبراني في الكبير (13/ 57) رقم (141)، والحاكم (4/ 314) والبيهقي في الشعب (5257) عن ابن عمر والطبراني في المعجم الكبير (4/ 145) والبيهقي في الشعب (4801) عن ابن عمرو وحسّن إسنادهما المنذري (2/ 345) والهيثمي (4/ 145) وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 160) من رواية ابن عباس. (¬2) النهاية (3/ 218). (¬3) القاموس (ص 314).

إعلام الله له بالأكثر وهذا من أعلام النبوة فإن هذه الأمور واقعة في الأمة. واعلم أن بناء هذه الأحاديث على هذا الأسلوب من ذكر العدد أولاً مجملاً ثم المعدود مفصلاً لزيادة البيان وحسن الموقع عند السامع لتعلمها علماً إجمالياً ثم تفصيليًا وعلمان خير من علم، وسبق حديث أبي هريرة أن الطعن في الأنساب والنياحة كفر (م عن أبي مالك الأشعري) (¬1). 908 - "أربع حق على الله تعالى عونهم: المغازي، والمتزوج، والمكاتب، والحاج (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (أربع) أي أنفس فأنث باعتباره وإلا فالمذكور مذكر (حق على الله عونهم) أي واجب الإنجاز بوعد الله كما أفاده في النهاية (¬2) والعون: الإعانة أي هؤلاء الأربعة ثابت بوعد الله إعانتهم منه تعالى لأن كلاً منهم مريد لأمر قد ندب الله تعالى إليه وحث على فعله وهو الذي يعين عباده على ما أمرهم به (المغازي في سبيل الله والمتزوج) لإعفاف فرجه (والمكاتب) لمولاه على تخليص رقبته من الرق (والحاج) يريد بيت الله لفرضه أو لنفله لعموم لفظه (حم عن أبي هريرة) (¬3) رمز المصنف لصحته. 909 - "أربع دعوات لا ترد: دعوة الحاج حتى يرجع، ودعوة الغازي حتى يصدر، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب. وأسرع هذه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (934). (¬2) النهاية (2/ 150). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (2/ 251) من رواية أبي هريرة بلفظ: "ثلاث كلهم حق على الله عونه: المجاهد في سبيل الله والناكح المستعفف والمكاتب يريد الأداء". وأما لفظ المصنف فإنني لم أقف عليه في المسند وأما رواية أحمد هذه فقد رواها ابن الجارود (979) (980) والحاكم (2/ 160) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم، قلت: وليس كذلك فإن في إسناده محمَّد بن عجلان إنما روى له مسلم في الشواهد ولم يحتج به. انظر الميزان (6/ 256) والتقريب (6136)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (749).

الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب (فر) عن ابن عباس (ض) ". (أربع دعوات لا ترد) بل تجاب فهو كناية عن إجابتها [1/ 246] ومفهوم العدد غير مراد لأنه ثبت أن دعوة المظلوم لا ترد (دعوة الحاج حتى يرجع) ظاهره من يوم خروجه من وطنه اجتمع فيه سببا الإجابة الحج والسفر (ودعوة الغازي) في سبيل الله (حتى يصدر) من غزوه (ودعوة المريض حتى يبرأ) من مرضه (ودعوة الأخ) في الدين (لأخيه بظهر الغيب) حال كونه غائبا عنه (وأسرع هؤلاء الدعوات إجابة) أقربها إليها (دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب) ويأتي أن الملك يقول: ولك مثله فيدعو له الملك، فينبغي إذا أراد أن يدعو لنفسه أن يدعو لأخيه فيدعو له الملك (فر عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبد الرحيم بن زيد الحواري قال البخاري: تركوه. 910 - "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف, وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر (حم ق 3) عن ابن عمرو (صح) ". (أربع) من الخصال والصفات (من كن فيه) متصفًا بهن (كان منافقا خالصاً) في نفاقه (ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها) يتركها وتقدم حديث أبي هريرة عند الشيخين: "آية المنافق ثلاث" وعدَّ منها الأولين هنا وهي (إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف) وأبدل قوله (وإذا عاهد غدر بقوله) وإذا ائتمن خان (وإذا خاصم فجر) قال النووي (¬2): حصل من مجموع الحديثين خمس خصال لأنهما تواردا على الكذب في الحديث، والخلف ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس كما في (الكنز 3304) عن ابن عباس وفي إسناد عبد الرحيم بن زيد الحواري متروك، انظر: الكاشف (3355) والتقريب (4055) وقال الألباني في ضعيف الجامع (751) والسلسلة الضعيفة (2533) موضوع. (¬2) شرح مسلم (2/ 47).

في الوعد وزاد الأول إذا ائتمن خان والتاني إذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر، قال الحافظ (¬1) ابن حجر في الفتح: قلت: في رواية مسلم الثاني بدل "الغدر في المعاهدة" "الخلف في الوعد" كما في الأول فيكون بعض الرواة تصرف في لفظه بأن معناهما قد يتحد وعلى هذا فالمراد خصلة واحدة وهي الفجور في الخصومة، والفجور الميل عن الحق والاحتيال في رده وهذا قد يندرج في الخصلة الأولى وهي الكذب في الحديث انتهى فحينئذ تعود إلى الثلاث وإنما جعلها - صلى الله عليه وسلم - آية المنافق لأنها منبهة على ما عداها إذ أصل العبادة منحصر في ثلاث: القول والعمل والنية، على فساد الأقوال بالكذب وعلى فساد الأفعال بالخيانة وعلى فساد النية بالخلف لأن خلف الوعد لا يقدح إلا مع العزم عليه مقارن للوعد كما سبق. واعلم أنه قد استشكل الحديث بأن هذه الخصال قد توجد في المسلم والإجماع منعقد على عدم الحكم بكفره؟ وأجيب عنه بأجوبة: الأول: أن هذه الخصال نفاق وصاحبها شبيه بالمنافقين في هذه الخصال متخلق بأخلاقهم، فالمعنى أن صاحب هذه الخصال كالمنافق فيكون مجازاً وهذا على أن المراد بالنفاق نفاق الكفر. والثاني: أن المراد بالنفاق هنا نفاق العمل لا نفاق الكفر وارتضاه القرطبي والحافظ ابن حجر. والثالث: أنه أطلق النفاق على صاحبها للتحذير والإنذار عن ارتكابها وأن الظاهر غير مراد ومال إليه الخطابي. الرابع: أن يراد أنه يتصف بذلك من اعتادها وصارت له ديدنا ودل بذلك التعبير بإذا فإنها تدل على تكرار الفعل، كذا قاله الخطابي، وقال الحافظ ابن ¬

_ (¬1) الفتح (1/ 90).

حجر بعد نقله الأقوال: والأولى ما قاله [1/ 247] الكرماني أنه حذف المفعول من حدث فدل على العموم أي إذا حدث في كل شيء كذب فيه أو يصير لازماً أي أنه إذا أوجد ماهية التحديث كذب. قلت: يريد أنه نزل منزلة اللازم فلا يلاحظ له مفعول أصلاً. قلت: ولابد من تقييد هذا بأن يراد إذا حدث في أمور الدين مثلاً فإنه قد يصدق في حديثه عن نفسه وعن ولده وعن خاصته فإن قوله تعالى حكايته عن المنافقين إنهم {وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ} [البقرة: 14] كلام صادق قد حدثوا به عن أنفسهم. الخامس: أنه محمول على من غلبت عليه هذه الخصال تهاوناً واستخفافاً بها وبأمرها فإن من كان كذلك كان فاسد الاعتقاد في الغالب. قلت: وهذا قريب واعلم أن هذا الإشكال وارد على تقدير كون اللام في المنافق جنسية وقيل هي عهدية وأنها في معنى أو في منافقي عصره - صلى الله عليه وسلم - وتمسك القائل بهذا بأحاديث ضعيفة جاءت في ذلك قال الحافظ ابن حجر: لا يثبت منها شيء يتعين المصير إليه (¬1) (حم ق 3 عن ابن عمرو بن العاص) (¬2). 911 - "أربع من كن فيه حرمه الله تعالى على النار، وعصمه من الشيطان: من ملك نفسه حين يرغب وحين يرهب, وحين يشتهي، وحين يغضب. وأربع من كن فيه نشر الله تعالى عليه رحمته وأدخله الجنة: من آوى مسكيناً، ورحم الضعيف، ورفق بالمملوك، وأنفق على الوالدين الحكيم عن أبي هريرة (ض) ". (أربع من كن فيه حرمه الله على النار) أي جعله ممنوعاً منها وتحريم النار ¬

_ (¬1) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتب مسلم للقرطبي (1/ 249 - 251)، وفتح الباري (1/ 90 - 91) و (5/ 376). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 198)، والبخاري (34) ومسلم (58) وأبو داود (4688) والترمذي (2632) والنسائي (8/ 116) عن ابن عمرو.

استعارة بنعته من المنع كما يمنع المحرم من المحرم عليه وفيه "فقد حرم الله عليه الجنة" (وعصمه من الشيطان) العصمة المنع أي منعه من متابعته (من ملك نفسه) هو من ملك الشيء احتواه قادراً على الاستبداد به، والمراد قدر على نفسه فصرفها بالمنع (حين يرغب) فيما نهى الله عنه من الشر وهو من رغب فيه كسمع إذا أراده (وحين يرهب) من رهب كعلم خاف أي وملكها حين يخاف من فعل المأمور به في الخير كالجهاد وبذل المال ونحوه وملكها (وحين يشتهى) فالقاموس (¬1) اشتهى الشيء أحبه ورغب فيه وعليه فالمشتهى أخص من المرغوب فيه لتفسيره رغب بأراد فهو من ذكر الخاص بعد العام ملكها (حين يغضب) والغضب حركة النفس لإرادة الانتقام فمن ملك نفسه عند ذلك ومنعها عما منع عنه الشارع فقد أحرز أشرف خصاله وتقدم في الغضب أحاديث ويأتي فيه أيضاً (وأربع) من الصفات (من كن فيه نشر الله عليه رحمته وأدخله الجنة) وعدها بقوله (من آوى) يقصر ويمد بمعنى واحد يقال أوى إليه إذا أنزله (مسكينًا ورحم الضعيف) ظاهره وإن لم يفعل شيئاً غير الرحمة بقلبه (ورفق بالمملوك) الرفق ضد العنف وهو أن لا يكلف المملوك فوق طاقته وأن يحسن مخالقته ويلطف به (وأنفق على الوالدين) له (الحكيم عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬2). 912 - "أربع من أعطيهن فقد أعطى خير الدنيا والآخرة: لسان ذاكر، وقلب شاكر، وبدن على البلاء صابر وزوجة لا تبغيه خونا في نفسها ولا ماله (طب هب) عن ابن عباس (ح) ". (أربع) أي عطايا كما يرشد إليه قوله (من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1678). (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (4/ 50)، قال المناوي (1/ 465): إسناده ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (761) والسلسلة الضعيفة (7004) في إسناده من لا يعرف.

والآخرة) أي يكون سبباً لنيل خير الدارين (لسان ذاكر) لله تعالى ونسب الذكر إليه لأنه فعله مثل نسبة الكتب إلى الأيدي في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: 79] والمشي إلى الأقدام ومثله قوله (وقلب شاكر) في نسبة الشكر إلى القلب وإلا فإن الشكر موارده القلب واللسان والأركان كما عرف في محله إلا أن القلب هو الرئيس الذي تكون طاعة الجوارح [1/ 248] متابعة له ومثله نسبة الصبر إلى البدن في قوله (وبدن على البلاء) من الأسقام ونحوها (صابر) وإلا فإن الصبر من متعلقات القلب (وزوجة لا تبغيه) في القاموس (¬1) بغية أبغيه بغى وبغاءً وبغية بضمتين وبغيته بالكسر طلبته والمراد لا تطلبه (خونا في نفسها ولا في ماله) وذلك بأن تخونه فيهما فإذا خانته فقد طلبت منه أن يجعلها خائنة مبالغة في تقبيح ما تأتيه وإنما كانت هذه الخصال مشتملة على خير الدنيا والآخرة لأن من اتصف بالثلاث الخلال الأول الخاصة به كان متلقيا لكل واردة ترد عليه بالرضا وفي الرضا قرة العين في الدارين وبالزوجة التي اتصفت بما ذكر يكمل له حال منزله ومعاشه فتعينه على دينه ودنياه (طب هب عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لحسنه. 913 - "أربع من سنن المرسلين: الحياء، والتعطر، والنكاح، والسواك (حم هب) عن أبي أيوب (ح) ". (أربع من سنن المرسلين) جمع سنة وهي الطريقة وإذا كانت من طرائقهم ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1631). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 134) رقم (11275) وفي الأوسط (7212) والبيهقي في شعب الإيمان (4429) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 256): إسناده جيد. وقال الهيثمي (4/ 272): رجال الأوسط رجال الصحيح. قلت في إسناده مؤمل بن إسماعيل قال أبو حاتم صدوق شديد في السنة كثير الخطأ وقال البخاري منكر الحديث وقال أبو زرعة في حديثه خطأ كثير. انظر الميزان (6/ 571)، وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع (756) والسلسلة الضعيفة (1066).

وقد أمر نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن يقتدى بهم قال تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90] وقد أمرنا باتباعه - صلى الله عليه وسلم - {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} [الحشر: 7] فإخبارنا بأنها من سننهم حث لنا على فعلها والإتيان بها (الحياء) ضبط بالمهملة والنون وهو المناسب لقرينة وضبط بالمثناة التحتية معها وقد ورد في الحياء عدة أحاديث وتقدم تفسيره بأنه تغير وانكسار يلحق الإنسان من خوف ما يعاب به وقد قيل: إنه اكتسابي وكيفية اكتسابه أن الإنسان إذا هم بأمر فمن حقه أن يتصور أقل من في نفسه أن يطلع على عيبه وكذلك لا يستحي الإنسان من الحيوان غير الناطق ولا من الأطفال الذين لا يميزون ويستحي من العالم أكثر من الجاهل. قلت: ويرشد إلى هذا التصوير قوله - صلى الله عليه وسلم -: "استحي من الله استحياك من رجلين صالحي عشيرتك" أخرجه ابن عدي (¬1) عن أبي أمامة وعلى أنه أريد به الأول أعني بالنون بعد المهملة فالمراد خضب الشيب بالحناء. وقد اختلف العلماء في خضب غير الشيب بالحناء كاليدين والرجلين لغير ضرورة فقال العجلي من أصحاب الشافعي أنه حرام وتبعه النووي (قال التمازى رحمه الله: قال شيخنا في كتابه وكلام صاحب البيان والماوردي والرافعي وغيرهم يقتضي الحل وهو المختار انتهى. قلت: وقد أورد المرعي شارح التنبيه عدة أحاديث في (إباحيته بل في استحبابه ولكنها ضعيفة إلا أن الأصل الجواز والتحريم لم يقم عليه دليل وما ذكره المانعون من التشبه بالنساء ممنوع. (والتعطر) وهو استعمال الطيب وقد حبب إليه - صلى الله عليه وسلم - كما حبب إليه الثالث وهو (النكاح) فإنه من سنن المرسلين وإن كان منهم من لم ينكح كيحيى وعيسى عليهما السلام (والسواك) فإنه مما كان ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 136) وقال: فيه جعفر بن المزيد عن القاسم وعامة أحاديثه مما لا يتابع عليها والضعف على حديثه بيّن.

يحبه - صلى الله عليه وسلم - وكثرت منه الأحاديث والحديث حث على هذه الأربعة (حم هب عن أبي أيوب) رمز المصنف لحسنه (¬1). 914 - "أربع من سعادة المرء: أن تكون زوجته صالحة، وأولاده أبرارا، وخلطاؤه صالحين، وأن يكون رزقه في بلده ابن عساكر (فر) عن علي وابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده (ض) ". (أربع من سعادة المرء) السعادة ضد الشقاوة والمراد سعادته في الدارين (أن تكون زوجته صالحة) هي التي تقدمت بأنها لا تبغيه خونا في نفسها ولا ماله أو التي يأتي الحديث فيها بقوله: "خير نسائكم الودود الولود المواسية المواتية إذا اتقين الله" (وأولاده أبرار) جمع بر وهو ضد العاق (وخلطاؤه) من يختلط به (صالحين) يعينونه على دينه ودنياه فإن القرين الصالح زينة لمن يخالطه ومعين له (وأن يكون رزقه في بلده) فلا يخرج لطلبه فيكفي مؤونة مشقة الأسفار ومقاساة الأخطار والتعرض للمتالف من الدين والدنيا ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - في دعائه: "اللهم إني أسألك الرزق المقيم بأهله" (¬2) على أحد التأويلين ولأن السفر قطعة من العذاب يمنع الإنسان طعامه وشرابه ونومه كما جاء بهذا اللفظ في حديث أبي هريرة عند الشيخين (ابن عساكر فر عن علي) (¬3) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سهل بن عامر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 421) والبيهقي في الشعب (7719) والترمذي (1080) وقال الترمذي: حسن غريب عن أبي أيوب وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي: في تحسين الترمذي لهذا الحديث نظر فإنه قد تفرد به أبو الشمال وقد عرفت أنه مجهول تحفة الأحوذي (4/ 168) وأورده الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (12/ 140) في ترجمة أبي الشمال وقال: قال أبو زرعة: لا أعرف اسمه ولا أعرفه إلا في هذا الحديث أهـ (¬2) لم أقف عليه بهذا اللفظ فيما بين يدي من مصادر. راجع: جامع البيان للطبري (14/ 308). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (53)، وابن عساكر (54/ 178) وقال: غريبٌ جدًّا، والديلمي في مسند الفردوس والرافعي (2/ 389) قال المناوي (1/ 466) فيه سهل بن عامر البجلي قال الذهبي في المغني في الضعفاء (2677): كذبه أبو حاتم من رواية علي (كشف الخفاء 1/ 117) =

كذبه أبو حاتم البلخي وهو صدوق [1/ 249] (ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن عبد الله بن الحكم عن أبيه عن جده) هو ابن أبي زائدة وهو صدوق. 915 - "أربع من الشقاء: جود العين، وقسوة القلب، والحرص، وطول الأمل (عد حل) عن أنس". (أربع من الشقاء جمود العين) هو كناية عن بخلها بالدموع من قولهم سنة جماد إذا كانت لا تمطر المراد بخلها بالدمع من خشية الله وعند تلاوة كتابه وقد استعاذ - صلى الله عليه وسلم - من عين لا تدمع وذلك لما يفوتها من وعد الله تعالى بأنه لا تمسها النار أبداً وبأنها لا ترى النار وبأنها لا تصيبها النار كما ثبت ذلك في أحاديث ستأتي (وقسوة القلب) هي غلظته وعدم لينه وإعراضه عن الله تعالى وهذا هو القلب الذي ذم الله أصحابه في قوله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} [البقرة: 74] وقد عاقب تعالى بني إسرائيل بقسوة قلوبهم كما قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} [المائدة: 13] والقلب القاسي هو الذي يفتنه الشيطان ويتسلط عليه كما قال تعالى: {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} [الحج: 53] وهو القلب الذي لا يرق لوعظ ولا يعتبر لآية تمر به ولا يتفكر في آيات الله كما قال تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} [الحج: 46] وهو القلب الذي شبهه - صلى الله عليه وسلم - بالكوز مجخياً أسود مرباداً كما في حديث حذيفة عند مسلم (¬1) وسيأتي، وضده القلب الذي إذا ذكر الله - عز وجل -: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ ¬

_ =وقال ابن أبي حاتم في العلل: سئل أبو زرعة عن حديث رواه بقية عن إسحاق بن أبي يعقوب المدني عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده قال -فذكره- قال أبو زرعة: هذا حديث منكر أهـ. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (759) وقال: ضعيف جداً، وقال في السلسلة الضعيفة (1148): موضوعٌ. وقد ورد في الأصل: عبد الله بن الحكم بدل عبد الله بن الحسن، وهو خطأ. (¬1) أخرجه مسلم (144).

قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2] والقلب الذي يلين لذكر الله {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الزمر: 23] والقلب الذي يطمئن بذكر الله {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] (والحرص وطول الأمل) فهما من أمهات خصال الشر تدعوان إلى الشقاوة (عد حل عن أنس) (¬1) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: فيه ضعيف جداً وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وأقره المصنف في مختصر الموضوعات. 916 - "أربع لا يشبعن من أربع: عين من نظر، وأرض من مطر، وأنثى من ذكر، وعالم من علم (حل) عن أبي هريرة (عد خط) عن عائشة (ض) ". (أربع) من المخلوقات أو الموجودات أو الكائنات (لا يشبعن من أربع) أي لا يزلن مستدعيات لما ذكر استدعاء الجائع للطعام (عين من نظر وأرض من مطر وأنثى من ذكر وعالم من علم) في معناه حديث أنس: "منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا" (¬2) وتقدم حديث ابن عمر: "أجوع الناس طالب العلم" (¬3) إن قيل قد زيد في حديث أنس خامساً وهو طالب الدنيا فمفهوم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 248) وقال: حديثٌ موضوعٌ وضعه سليمان بن عمرو علي إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة, وأبو نعيم في الحلية (6/ 175)، وأما قول الهيثمي في المجمع (10/ 226) فإنه قال فيه هانئ بن المتوكل وهو ضعيفٌ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1590)، والحافظ ابن حجر في لسان الميزان (1/ 186) وقال: هذا حديث منكر وقال الشوكاني في الفوائد (51): في إسناده وضاعان. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (758) والسلسلة الضعيفة (1522). (¬2) أخرجه الدارمي (331)، والحاكم (1/ 169) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (¬3) ذكره الألباني في ضعيف الجامع (154) وقال: ضعيف، وقال في السلسلة الضعيفة (820): موضوع، في إسناده محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني قال الذهبي في المغني (5727) ضعفوه, وقال البخاري منكر الحديث وقال الدارقطني وغيره ضعيف، وقال ابن عدي كل ما يرويه ابن البيلماني فإن البلاء فيه منه ومحمد بن الحارث أيضاً ضعيف، انظر الميزان (6/ 224) وقال ابن حبان حدث عن أبيه بنسخة شبيها بمائتي حديث كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به. انظر المجروحين المجروحين (2/ 266).

العدد غير مراد، قيل: يحتمل ذلك ويحتمل أن هذه الأربعة أشد مما سواها في أنها لا تشبع فالمفهوم يعتبر، وحديث أنس وإن قرن فيه بين طالب العلم وطالب الدنيا فإنه لا يدل على استوائهما في أنهما لا يشبعان بل في حديث ابن عمر دلالة في أنه لا يساوي طالب العلم غيره لا يقال فيشكل هنا جعله مساويًا لقرائنه لأنا نقول لا دلالة على الاستواء في الحكم المذكور بل إنما فيه دلالة على الاشتراك فيه فقط لا على المساواة بل تأخيره عنها يدل على أنه الأعرف في الحكم حيث ساقه مساق الترقي من الأدنى إلى الأعلى (حل عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لضعفه (عد خط عن عائشة) وعده ابن الجوزي من الموضوعات (¬2). 917 - "أربع من قبل الظهر ليس فيهن تسليم تفتح لهن أبواب السماء (د ت في الشائمل 5 وابن خزيمة عن أبي أيوب) " (صح). (أربع) من الركعات (قبل الظهر) [1/ 250] قبل صلاته بعد دخول وقته كما يفيده حديث عبد الله بن السائب عند أحمد (¬3) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي أربعاً بعد زوال الشمس وقال: إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح وهذه هي الأربع التي كان لا يدعها - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث عائشة عند البخاري: "أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدع أربعاً قبل الظهر ... " (¬4)، وفي الترمذي من حديث علي - رضي الله عنه -: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي قبل الظهر أربعاً يطيل فيهن القيام ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلبة (2/ 218) والعقيلي في الضعفاء (2/ 296) عن أبي هريرة وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 330) وابن عساكر (11/ 91) (36/ 211) (45/ 400) والطبراني في الأوسط (8266) والرافعي في التدوين (3/ 494) وإسناده موضوع، فيه الحسين بن علوان الكلبي كذاب كما في الميزان (2/ 298) وقال الألباني في ضعيف الجامع (763) والسلسلة الضعيفة (766): موضوع. (¬2) الموضوعات (64). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (3/ 411). (¬4) أخرجه البخاري (1127).

ويحسن فيهن الركوع" (¬1) وهذه ساعة الأوابين التي تقدم فيها حديث أبي سفيان وابن أبي أوفى "إذا فأت الأفياء وهبت الأرواح فاذكروا حوائجكم فإنها ساعة الأوابين" (¬2) (ليس فيهن تسليم) أي بينهن بل تكون رباعية وهذا مخصص لحديث ابن عمر عند أحمد والأربعة: "صلاة الليل والنهار مثنى" (¬3) وهل يقعد بين الركعتين للتشهد الأوسط أم يصلي الأربع قال الشارح عن بعض العلماء: إن المراد بالتسليم التشهد وقال الطيبي: عبر عن التسليم بالتشهد لاعتباره فيه انتهى. قلت: ولا يتم هذا التأويل إلا بعد قيام الدليل أنه يتشهد فيها التشهد الأوسط حتى يتوجه النهي إلى التسليم دونه إلا أنه يأتي حديث: "أنه كان يصلي قبل الظهر أربعاً لا يفصل بينهن بتسليم" فيكون قرينة التأويل لما هنا ولكنه إذا لم يفصل لا يدل على أنه يقعد للتشهد الأوسط (يفتح لهن أبواب السماء) كناية عن صعودهن وقبولهن (د ت في الشمائل 5 وابن خزيمة عن أبي أيوب) (¬4) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (424). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4818)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 227)، والبيهقي في الشعب (2937). (¬3) أخرجه أبو داود (1295)، والترمذي (597)، والنسائي في الكبرى (1/ 179)، وابن ماجه (1322). (¬4) أخرجه أبو داود (1270) والترمذي في الشمائل (226) وابن ماجه (1157)، وابن خزيمة (1214) والبيهقي في السنن (2/ 488)، وتمام في الفوائد (380) الروض البسّام. وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ رقم 382): سمعت أبي يقول: أما حديث أبي أيوب -ذكره- قال أبي: إنما رواه عبيدة الضبي عن إبراهيم عن سهم بن منجاب عن قزعة عن قرثع عن أبي أيوب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال أبي: يرويه بكير بن عامر عن إبراهيم عن أبي أيوب مرسلاً وليس بقوي. وقال ابن عبد الهادي في تنقيح تحقيق أحاديث التعليق (1/ 499): إن هذا الحديث ضعيف أما عبيدة بن متعب، قال يحيى: ليس بشيء وقال أحمد: ترك الناس حديثه وقال محمَّد بن سعد كان ضعيفاً جدًّا وقال الفلاس: متروك. وذكره ابن خزيمة في صحيحه (1214) بإسناده ثم ضعفه وقال: عبيدة بن متعب ليس ممن يجوز الاحتجاج بخبره عند من له معرفة برواة الأخبار أهـ. قال مسلم في مقدمته (1/ 27): الحسن بن عيسى يقول: قال لي ابن المبارك: إذا قدمت على جرير=

لصحته وقال الشارح: فيه عبيدة بن معتب الضبي الكوفي ضعفه أبو داود وقال المنذري: لا يحتج بحديثه وقال ابن القطان وغيره: الحديث ضعيف وقال المنذري: في موضع آخر في إسناد أبي داود احتمال للتحسين. 918 - "أربع قبل الظهر كعدلهن بعد العشاء، وأربع بعد العشاء كعدلهن من ليلة القدر (طس) عن أنس (ح) ". (أربع قبل الظهر كعدلهن بعد العشاء) يماثلن أربع ركعات تفعل بعد العشاء (وأربع بعد العشاء كعدلهن من ليلة القدر) يماثلن أربعاً في ليلة القدر فهذه الأربع أفضل من الأربع قبل الظهر لأنها شبهت بهذه المشبه بعدلها من ليلة القدر وهل هذه التي بعد العشاء لا يفصل فيها بتسليم الحديث أطلقها عن ذلك القيد فهي باقية في عموم حديث ابن عمر: "صلاة الليل مثنى"، وهل هذه هي الصلاة أول الليل التي في حديث عائشة: "ما صلى رسول - صلى الله عليه وسلم - العشاء قط فدخل علي إلا صلى أربع ركعات أو ست ركعات ثم يأوي إلى فراشه" (¬1) (طس عن أنس) (¬2) رمز المصنف لحسنه. 919 - "أربع لا يصبن إلا بعجب: الصمت, وهو أول العبادة، والتواضع، وذكر الله، وقلة الشيء (طب ك هب) عن أنس". (أربع) من الخصال وصفات الخير (لا يصبن إلا بعجب) لا يبطل ثوابهن ¬

_ =فاكتب علمه كله إلا حديث: "ثلاثة لا تكتب" حديث عبيدة بن معتب والسري بن إسماعيل ومحمد بن سالم. وقال البيهقي: وعبيدة بن متعب ضعيف، لا يحتج بخبره. وانظر: الضعفاء والمتروكين للنسائي (405)، والكامل (5/ 353) والمجروحين (2/ 173)، والعلل للدارقطني (6/ 128)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (885). (¬1) أخرجه أبو داود (1303). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2733) وفي إسناده: يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وهو ضعيف جدًّا كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 230) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (755) والسلسلة الضعيفة (2739).

وكمال الاتصاف بهن إلا بعجب هو بضم العين وسكون الجيم الزهو والكبر أي لا يبطل ثوابهن إلا ذلك وقال الشارح: أنها بفتح العين والجيم أي لا توجد وتجتمع في إنسان في آن واحد إلا على وجه عظيم يتعجب منه لعظم موقعه إذ قل أن تجتمع انتهى. ولا يخفى أن الأول هو الأقرب [1/ 251] إذ إخبار الشارع بما يبطل الأجور وبما يحصلها هو الذي بعث له الإخبار بأن من تكمل فيه خصال الخير قليل يتعجب من وجوده وإن كان هذا قد جاء عنه: "مثل الناس كإبل مائة لا تجد فيها راحلة" (¬1) إلا أن حمله على الأول أولى ليفيد النهي عن العجب إلا أن تثبت رواية بالضبط فهي العمدة (الصمت) عما لا خير فيه (وهو أول العبادة) العبادة هي التذلل فالصمت ليس منها إلا أنه من مبادئها فإن من صمت فتحت له أبواب العبادة لأنه يشرب قلبه ويمتلئ بالخشوع فلذا جمع الله بين الإعراض عن اللغو والخشوع في قوله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 1 - 3] إشارة إلى أنهما متلازمان ويلقي الحكمة فيحسن الاقتراب منه وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً: "إذا رأيتم الرجل قد أعطى زهداً في الدنيا وقلة منطق فاقتربوا منه فإنه يلقي الحكمة" (¬2) كما تقدَّم (والتواضع) بأن لا يتكبر على أحد من العباد هو من تواضع إذا تذلل وتخاشع كما في القاموس (¬3) (وذكر الله) هو قرينة ما أشرنا إليه من أن المراد بالصمت عن اللغو وما لا خير فيه من الأقوال (وقلة الشيء) هو عبارة عن قلة ذات اليد فإنه علامة على أن الله يريد أن يصافيه كما تقدم من ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2547). (¬2) أخرجه ابن ماجه (4101) والطبراني في المعجم الكبير (22/ 392) (975) والمراسيل لابن أبي حاتم (254). (¬3) القاموس (997).

حديث علي - رضي الله عنه -: "إذا رأيتم العبد ألم به الفقر والمرض فإن الله يريد أن يصافيه" (¬1) والمراد مع الصبر على ذلك وعدم الشكوى وقد فضل الفقر على الغنى بهذا الحديث وأمثاله وبأن الغنى سبب الطغيان كما قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6 - 7] وقال: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ} [الإسراء: 23] الآية وقال الشاعر: الفقر خير فاقتنع واقتصد ... إن من العصمة أن لا تجد كم واجد أطلق وجدانه ... عنانه في بعض ما لم يرد ومدمن للخمر غاد على ... سماع عود وغناء غرد لو لم يجد خمراً ولا مسمعا ... برّد بالماء غليل الكبد (¬2) والفقر شعار الصالحين والناس الأتقياء وسيأتي كلام في تفضيل الغنى على الفقر (طب ك هب عن أنس) (¬3) سكت المصنف عليه وهو بغفلة عن تضعيف المنذري والذهبي والحافظ العراقي له وتعجب الذهبي في الميزان من إخراج الحاكم له وقد عده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه المصنف وقال ابن حبان: فيه العوام بن حوريه يروى الموضوعات وذكر له هذا الحديث. 920 - "أربع لا يقبلن في أربعة: نفقة من خيانة أو سرقة أو غلول أو مال يتيم، في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صدقة (ص) عن مكحول مرسلاً (عد) عن ابن عمر (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (9790)، في إسناده: موسى بن إبراهيم أبو عمران المروزي قال الذهبي كذبه يحيى، وقال الدارقطني وغيره متروك، ذكره الألباني في ضعيف الجامع (511) والسلسلة الضعيفة (2506) وقال: موضوع. (¬2) أورده محمود بن محمَّد الوراق المتوفى 220 هو من الشعراء العباسيين، انظر: الأعلام (7/ ....). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 256) (741) (4/ 311) والبيهقي في شعب (4982)، قال المنذري: في إسناده العوام وهو ابن جويرية وقال ابن حبان: كان يروي الموضوعات وقد عد هذا الحديث من مناكيره (3/ 342)، وانظر الميزان (5/ 365)، والمجروحين (2/ 196).

(أربع) أي نفقات أو صدقات (لا يقبلن في أربع نفقة من خيانة) بدل من الأربع بدل بعض (أو سرقة أو غلول) بضم المعجمة هو الخيانة في المغنم فعطفه على السرقة عطف عام على خاص (أو قال يتيم) فإن هذه الأربع لا تقبل (في حج) إن أنفقت فيه (ولا عمرة) وإن قبلتا منه فإنه آثم بالإنفاق (ولا جهاد ولا صدقة) لأن الله لا يقبل إلا طيبا والحرام خبيث وإذا لم يقبل في هذه التي هي أم خصال الخير ففي غيرها أولى (ص عن مكحول مرسلاً عد عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لحسنه وفيه كوثر بن الحكيم قال الترمذي: تركوه وضعفوه. 921 - "أربع أنزلن من كنز تحت العرش: أم الكتاب, وآية الكرسي، وخواتيم البقرة, والكوثر (طب) وأبو الشيخ والضياء عن أبي أمامة (صح) ". (أربع) من الآيات والمراد بها العلامة الدالة على الرب لا معنى الآية [1/ 252] الواحدة من القرآن أو أربع من الجمل أو آيات وسور؛ لأنه عد سورتين وآيات مجموعها أربع (أنزلن من كنز) بالنون والزاي وهو المعدن في الأصل وأريد به هنا معدن خير الأقوال أي نزلن من شيء مكنوز (تحت العرش) في أشرف محل والمراد به أنه شيء ما أعطاه الله أحداً قبله - صلى الله عليه وسلم - كما صرح به حديث حذيفة في خواتيم البقرة أنه لم يعطها نبي قبله - صلى الله عليه وسلم - ويأتي على هذا زيادة (أم الكتاب) في القاموس (¬2): أم الكتاب أصله أو اللوح المحفوظ أو الفاتحة أو القرآن جميعه انتهى ولا يخفى أن المراد هو الثالث كما يرشد إليه حديث معقل: ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (1518) وابن عدي في الكامل (6/ 78) في ترجمة الكوثر وقال آخره وعامة ما يرويه غير محفوظ. وابن حبان في المجروحين (2/ 228)، في ترجمة الكوثر بن حكيم وقال كان ممن يروي المناكير عن المشاهير ويأتي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات. وفي الميزان (5/ 404) قال أبو زرعة ضعيف وقال ابن معين ليس بشيء وقال أحمد أحاديثه بواطيل ليس بشيء وقال الدارقطني وغيره متروك، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (765) والسلسلة الضعيفة (2741). (¬2) القاموس المحيط (1391).

"أعطيت فاتحة الكتاب من كنز تحت العرش"، سيأتي ولا يصح إرادة الرابع بل العطف يرشد إلى إرادة الثالث أيضاً وإرادة الرابع والقول أنه من عطف الخاص على العام مفيد جداً لأن الأحاديث إنما سيقت للتحدث بما أنعم الله به عليه من إعطائه آيات وسور مخصوصة لا في إعطائه القرآن جميعه (وآية الكرسي) قد سلف في أول هذا الحرف في آية الكرسي أنها ربع القرآن ووجه تفضيلها وبيان ما اشتملت عليه (وخواتيم البقرة) وهي من قوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] إلى آخر السورة أو من قوله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة: 285] (والكوثر) أي السورة المسماة به لذكره فيه وهو نهر في الجنة كما ثبت في الأحاديث (طب أبو الشيخ والضياء عن أبي أمامة) (¬1) رمز المصنف لصحته وفيه عبد الرحمن بن الحسن أورده الذهبي في الضعفاء وقال أبو حاتم: لا يحتج به والوليد بن جميل عن القاسم قال أبو حاتم: روى عن القاسم أحاديث منكره. 922 - "أربع حق على الله تعالى أن لا يدخلهم الجنة، ولا يذيقهم نعيمها: مدمن خمر، وآكل الربا، وآكل مال اليتيم بغير حق، والعاق لوالديه (ك هب) عن أبي هريرة ة (صح) ". (أربع) أي أنفس (حق على الله) أي ثابت عليه لعدله ووعيده ومفهوم عدده غير مراد فكم متوعد بهذا ثم المراد أن هذه حق عدله ووعيده لا حق فضله وعفوه فلا ينافيه ما تقدم من حديث أبي موسى عند أحمد: "أبشروا وبشروا من ورائكم من شهد أن لا إله إلا الله صادقاً بها قلبه دخل الجنة" (¬2)، وحديث عبادة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 235) رقم (7920) وفي إسناده عبد الرحمن بن الحسن، ولا يحتج به كما في الضعفاء (3553) والوليد بن جميل روى عن القاسم أحاديث منكرة كما في الضعفاء (6847). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (747)، والسلسلة الضعيفة (2735). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 402)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 16): رجاله ثقات.

عند أحمد: "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حرم الله عليه النار" (¬1) ويحتمل أن المراد حق على الله (أن لا يدخلهم الجنة) حتى يدخلهم النار، كما ترشد إليه أحاديث وتقدم هنالك كلام بأبسط من هذا إلا أن قوله (ولا يذيقهم نعيمها) يشعر بعدم دخولهم إليها أبداً، وقد يحتمل على أن المراد لا يذيقهم مع السابقين الأولين (مدمن خمر) هو اسم فاعل من أدمن الشيء أدامه قاله في القاموس، ويأتي أن مدمن خمر كعابد وثن (وأكل الربا) تقدم ذكره مراراً (وأكل مال اليتيم بغير حق) فيه دليل على جواز أكل القائم بمال اليتيم منه كما أفاده قوله تعالى {وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 6] والمسألة مبسوطة في محلها (والعاق لوالديه) تقدم تفسير العقوق وعقوق أحدهما كعقوقهما في الإثم وإن نقص عنه قليلاً لأن معصيتين أشد من معصية وذكرهما جميعاً بناء على الأغلب فإن الغالب أن العاق يعق أبويه معا وإنما قلنا أن عقوق أحدهما كعقوقهما لحديث: "من أدرك أبويه [1/ 253] أو أحدهما" وفي حديث أحمد: "والديه فمات فدخل النار فأبعده الله" (¬2). الحديث عند الطبراني وغيره من حديث جابر (ك هب عن أبي هريرة) (¬3) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي والمنذري بأن فيه متروكًا. 923 - "أربع أفضل الكلام، ولا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (هـ) عن سمرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 318). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 344)، والطبراني في الكبير (2/ 243) (2033). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 37) والبيهقي في الشعب (5530) وقال الذهبي في التلخيص: (قلت: إبراهيم قال النسائي: متروك أهـ. وقال المنذري في الترغيب (3/ 4) إبراهيم بن خثْيم بن عراك متروك. انظر ترجمته في: الجرح والتعديل (2/ 98)، والمغني (1/ 12)، واللسان (1/ 53)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (748) ضعيفٌ جدًّا.

(أربع أفضل الكلام) تقدم حديث سمرة أنها أحب الكلام إلى الله من رواية أحمد ومسلم وهنا نسبه أيضاً لسمرة إلا أنه لم يسم أباه وفي الصحابة جماعة بهذا الاسم فإن كان هذا هو ابن جندب كما هو الظاهر عند الإطلاق فالحديث واحد إلا أنه عبر تارةً "بأحب" وتارةً "بأفضل" وقدّم وأخّر إما لاختلاف رواياته أو رواته عنه وإن كان غيره فظاهر ويأتي من حديث أبي هريرة أنها خير الكلام فقد ثبت لهذه الأربع الأحبية والأفضلية والأخيرية وقد فسرت الباقيات الصالحات بهذه الكلمات (لا يضرك بأيهن بدأت) أي أنه لا ترتيب بين جملها (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) ووجه أشرفيتها على أشرف المطالب من تنزيه الرب تعالى وإثبات الحمد له وقهره عليه ونفي الشريك عنه وإثبات صفة الكبرياء وهذه هي أمهات الصفات والتوحيد قال بعض المحققين: إن صلاة التسبيح إنما فضلت وبلغت الرتبة التي وصفها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بها إلا لأنها اشتملت على هذه الكلمات وترديدها فيها وهل هذا محمول على عمومه أعني قوله أفضل الكلام فيراد أنها أفضل كل كلام حتى القرآن أو المراد وما عداه يحتمل وحديث: "فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن على سائر خلقه" (¬1) يدل على أن المراد ما عدا القرآن وأن مراده خير كلام المخلوقين يدل له ما في غيره أن الله اختار من الكلام أربعاً ليس القرآن وهي من القرآن وذلك أن قوله ليس القرآن استثناء من اختار لكم والاختيار لا يكون إلا للأفضل فكأنه قال اختار لكم هذا الأفضل على كل كلام إلا القرآن فإن صحت هذه الرواية وهي في الطبراني عن أبي الدرداء دلت على أنها أفضل الكلام غير القرآن. وهل يعارضه حديث: "أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله" (¬2) وقد ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى في معجمه (294)، والبيهقي في الشعب (2208). (¬2) أخرجه الترمذي (3585)، ومالك في الموطأ (500).

تدفع المعارضة بأن أفضل في هذا الحديث وورد: "أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة" و"أفضل ما قلت .. " الحديث، فيكون ذلك أفضل في يوم عرفة ويبقى أفضلية هذه الكلمات فيما عداه ويحتمل أن المراد أفضل ما قلت من الكلام المشتمل على توحيد الله بخلاف تلك الكلمات فإنها تشتمل عليه وعلى غيره ويحتمل أن أفضل تلك الكلمات لاشتمالها على كلمة التوحيد فلا تعارض حينئذ وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - ولا يضرك بأيهن بدأت دلالة على أن سائر الأذكار التي علمها أمته مرتبة على حسبما ألقاه - صلى الله عليه وسلم - بخلاف هذه الأربع (5 عن سمرة) (¬1) جزم الشارح أنه ابن جندب وزعم أنه رمز المصنف لضعفه والذي رأيناه فيما قوبل على خط المصنف الرمز لصحته. 924 - "أربع دعوتهم مستجابة: الإِمام العادل، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، ودعوة المظلوم، ورجل يدعو لوالديه (حل) عن واثلة (ض) ". (أربعة) من الذين يدعون الله (دعوتهم مستجابة) [1/ 254] أي لا ترد وتقدم حديث: "أربع دعوات لا ترد" (¬2) وعد منه بعض ما هنا فمفهوم عدده غير مراد (الإِمام العادل) هو الذي يتوقف على الشريعة فعلاً وتركاً وهو أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله (والرجل) أو المرأة (يدعو لأخيه بظهر الغيب) وتقدم أنه أسرع من ذكر معه هناك إجابة (ودعوة المظلوم) سلف أنها تجاب وإن كان كافراً (ورجل يدعو لوالديه) قد أطلقه هنا وقيده فيما سلف أو ولد صالح وإن كان ذلك في الدعاء بعد الموت فالحكم واحد ومفهوم الرجل غير مراد إلا أنه أطرد في الكتاب والسنة تعليق الأحكام بالذكور مع أن النساء كذلك فيها (حل عن (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3811) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (874). (¬2) ذكره الألباني في السلسلة الضعيفة (2533)، وقال: موضوع. (¬3) أخرجه أبو نعيم في المعرفة (5/ 2716) رقم (6487) قال المناوي (1/ 470): فيه مخلد بن جعفر قال الذهبي: ضعيف كما في المغني في الضعفاء (6133) وفيه محمَّد بن حنيفة الواسطي=

واثلة) هو ابن الأسقع رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن جعفر ضعفه الذهبي وفيه غيره. 925 - "أربعة لا ينظر الله تعالى إليهم يوم القيامة: عاق، ومنان، ومدمن خمر، ومكذب بالقدر (طب عد) عن أبي أمامة (ض) ". (أربعة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة) أي نظر رحمة وهو لفظ قرآني (عاق لوالديه) أو لأحدهما كما يقتضيه إطلاقه (ومنان) بعطيته (ومدمن خمر) سلف معناه قريبا (ومكذب بالقدر) تقدم تحقيقه أيضاً (طب عد عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه, قال الهيثمي: أخرجه الطبراني بإسنادين في أحدهما متروكٌ وفي الآخر ضعيف (¬1). 926 - "أربعة يبغضهم الله: البياع الخلاف، والفقير المختال، والشيخ الزاني، والإمام الجائر (ن هب) عن أبي هريرة (صح) ". (أربعة يبغضهم الله) تعالى (البياع الحلّاف) كلاهما صيغة مبالغة وهي غير مراده فإن الوعيد صادق وإن لم يحصل منه على جهتها إذ المراد المنفق سلعته بالأيمان كما في حديث أبي ذر: "والمنفق سلعته بالحلف" (¬2) وذلك أنه يجمع بين القبائح الكذب والتهاون بالله وغرر المشتري (والفقير المختال) بالخاء المعجمة من الاختيال وهو التكبر وهو منهي عنه وخص الفقير مع أنه محرم على الغني أيضاً إلا أنه من الفقير أقبح إذ الفقر يقتضي الانكسار والذلة ¬

_ =قال في الميزان: قال الدارقطني: غير قوي، وأحمد بن الفرج أورده الذهبي في الضعفاء. وقال الألباني في ضعيف الجامع (752) والسلسلة الضعيفة (2738) ضعيفٌ جدًّا. (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 240) رقم (4922) وابن عدي في الكامل (2/ 7) في ترجمة بشر بن نمير قال يحيى: ليس بثقة، وقول الهيثمي في المجمع (7/ 206)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (868) والسلسلة الضعيفة (2740): ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه مسلم (106).

والمسكنة فالتكبر منه أقبح من الغني كما في قوله (والشيخ الزاني) وهو من استبانت فيه السن أو من خمسين أو إحدى وخمسين كما في القاموس (¬1) فصدور الزنا منه أقبح من صدوره من الشباب لأنه في سن قد انكسرت معها منه قوة الشهوة ودنت منه المنية وقارب وفاته الرقاب وذهب منه الشباب الذي هو شعبة من الجنون كما يأتي في حديث زيد بن خالد الجهني (والإمام الجائر) لأن الجور منه أقبح من غيره لأنه مع تمكنه وبسط يده في الأقطار يجب معاملة ذلك بالعدل (ن هب عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لصحته. 927 - "أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: من مات مرابطا في سبيل الله، ومن علم علماً أجري له عمله ما عمل به, ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدت، ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له (حم طب) عن أبي أمامة (ح) ". (أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت) أجور أعمالهم كما كانت تجري وهم يعملونها أحياء (من مات مرابطا) في النهاية (¬3) الرباط الإقامة على جهاد العدو بالحرب والرباط الخيل وإعدادها (في سبيل الله) في النهاية (¬4) أيضًا سبيل الله عام يقع في كل عمل خالص يسلك به طريق التقرب إلى الله بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات وإذا أطلق فهو واقع على الجهاد حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه (ومن علم) مشدد اللام علّم غيره (علماً أجرى له ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 325). (¬2) أخرجه النسائي (5/ 86) والبيهقي في الشعب (4853) (7365) قال المناوي (1/ 471) قال الحافظ العراقي: سنده جيد، وقال الذهبي في الكبائر عقب عزوه للنسائي: إسناده صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (880) والسلسلة الصحيحة (363). (¬3) النهاية (2/ 185). (¬4) النهاية (2/ 338).

عمله) أي أجر علمه لقرينة أجورهم (ما عمل به) أي مدة ما عمل العاملون به بعده وتقدم حديث أبي هريرة أو علم ينتفع به ويأتي في حديث الضياء علماً نشره فيقيد النشر بالانتفاع به ويحتمل أن يراد من شأنه أن ينتفع به سواء وقع الانتفاع أم لا ويحمل عليه ما هنا من العمل أن المراد من شأنه ذلك. واعلم أن المراد بالعلم حيث أطلق في السنة والكتاب هو ما في حديث أبي داود: "العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة" وسيأتي. وما كان من العلوم وسيلة إلى هذه الثلاثة فله حكمها وتعليم العلم يشمل التأليف والتدريس والنسخ وتصحيح كتب أهل الإِسلام (ومن تصدق بصدقة) قيد في حديث أبي هريرة بجارية وأغنى عنه قوله هنا (فأجرها يجري له ما وجدت) فإنه تلازم الجريان إذ لا يجري إلا ما وجدت (ورجل) أي عبد ذكراً كان أو أنثى كما أتى في بعض إنسان وفي بعض المؤمن وفي بعض العبد كما أن المراد من الولد في قوله (ترك ولداً صالحاً) أعم من الذكر والأنثى (فهو يدعو له حم طب عن أبي أمامة) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 928 - "أربعة يؤتون أجورهم مرتين: أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومن أسلم من أهل الكتاب، ورجل كانت عنده أمة فأعجبته فأعتقها ثم تزوجها، وعبد مملوك أدى حق الله تعالى وحق سادته (طب) عن أبي أمامة (ح) ". (أربعة يؤتون أجرهم) أجر كل عمل عملوه (مرتين) يثابون على كل طاعة إثابتين كما يثاب من أتى بطاعتين (أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -) اللام للعهد أي أزواجه - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل للجنس أي كل نبي وهو بعيد وقد ثبت ذلك بنص الله "في كتابه" {نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ} [الأحزاب: 31]، قال جار الله: إنَّما ضوعف أجرهن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 269) والطبراني في الكبير (8/ 205) رقم (7831) قال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 69): وهو صحيح مفرقاً من حديث غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم وقال الهيثمي (1/ 167): فيه ابن لهيعة، ورجل لم يسم، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع (877).

لطلبهنَّ رضا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحسن الخلق وطيب المعاشرة والقناعة وتوفرهن على عبادة الله والتقوى (ومن أسلم من أهل الكتاب) هو ثابت بالنص القرآني قال تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} إلى قوله: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ} [القصص: 52 - 54] وعلل ذلك بصبرهم فقيل على الإيمان بالتوراة والإيمان بالقرآن أو على الإيمان بالقرآن قبل نزوله وبعد نزوله أو بصبرهم على أذى أهل الكتاب والمشركين كلها وجوه في التفسير إن قيل: قد ثبت هذا للمؤمنين من غير أهل الكتاب قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} [الحديد: 28]. قلت: الآية واردة في أهل الكتاب أيضاً والمعنى يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى أو الذين آمنوا بعيسى آمنوا بمحمد كما ترشد إليه آمنوا إخباراً وآمنوا أمراً ولأن السياق مبنى على ذلك وحينئذ فهي كالأولى وهذا أحد احتمالين في التفسير ويحتيل أن المراد: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله واثبتوا على الإيمان برسوله يؤتكم مثل ما أتى أهل الكتاب من الأجر ومفهوم العدد غير مرادٍ إذ قد روي مضاعفة الأجر مرتين على كثير من الأعمال وقد صنف فيه المصنف كتاباً مستقلاً عد فيه نحوًا من أربعين (ورجلاً كانت عنده أمة) جارية (فأعجبته فأعتقها ثم تزوجها) والظاهر أنه يضاعف له أجر هذا العمل بخصوصه لأنه أحسن إليها بالإعتاق ثم بالإعفاف والكفالة لها ويحتمل أنه بسبب هذه الحسنة يضاعف له كل عمل بعد وهذا أقرب لعموم قوله أجورهم (وعبد مملوك أدى حق الله - عز وجل - وحق سادته) قام بما أوجبه الله من طاعته وما أوجبه من طاعة سادته ووجه المضاعفة أنه قام بحقين حق الله [1/ 256] وحق سادته ولما أعتق أبو رافع بكى وقال: كان لي أجران فذهب أحدهما (طب عن أبي أمامة) (¬1) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 212) رقم (7856) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 260) في=

المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه علي بن يزيد الألهاني فيه ضعف وقد وثق. 929 - "أربعة من كنز الجنة: إخفاء الصدقة، وكتمان المصيبة، وصلة الرحم، وقول "لا حول ولا قوة إلا بالله" (خط) عن علي". (أربعة من كنز الجنة) أي أجرها مدخر لفاعلها كادخار الكنوز إلا أنه يفارق الكنوز كونه من كنوز الدار التي لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (إخفاء الصدقة) ظاهره للمفروضة والنافلة وقوله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 271] يؤيد ذلك إلا أنه صرح أئمة التفسير أن ذلك في صدقة النفل وأما الفرض فيعلن بها لما في حديث ابن عباس (¬1): "صدقات السر في التطوع تفضل علانيتها سبعين ضعفًا وصدقة الفريضة علانيتها أفضل من سرها بخمسة وعشرين ضعفًا" وعلل ذلك برفع التهمة وأنه لو كان لا يعرف باليسار فالإخفاء أفضل وكذلك إن اقتدى به فالإبداء أفضل (وكتمان المصيبة) عدم شكواها وهي تعم كل ما أصيب به حتى الشوكة يشاكها والمراد عن كل أحد يفوت ذلك بالشكاية على الطبيب والصديق والقريب يحتمل أن يفوت كونها من كنوز الجنة وإن بقي الأجر ويحتمل أن لا يفوت لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد شكا مرضه وقال لعائشة في مرض موته: "بل أنا وا رأساه" (¬2) وغيره ويحتمل أن يُراد بالكتمان عدم الشكاية على جهة التبرم والتحرم لا لاستيفاء دواء واستجلاب دعاء فإنه قد أمر الشارع بالدواء ومن ¬

_ =إسناده علي بن زيد الألهاني قال البخاري منكر الحديث وقال النسائي ليس بثقة وقال أبو زرعة ليس بقوي وقال الدارقطني متروك. انظر الميزان (5/ 196) وقال الحافظ في التقريب (4817) ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (769). (¬1) أخرجه الطبري في التفسير (3/ 92) من رواية علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. (¬2) أخرجه ابن الجوزي في تحقيق أحاديث الخلاف (2/ 5)، والطبراني في الرياض النضرة (2/ 43).

لازمه ذكر الألم أو لأجل تأسيه بمصاب آخر فإنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "بل أنا وا رأساه" لما شكت إليه عائشة وجع رأسها فأما ما كان على جهة الشكاية إلى المخلوقين فإنه يفوت هذا الوصف بلا شك ولذا قال يعقوب - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} [يوسف: 86] وقد كان دأب الصالحين أن لا يذكروا بلواهم وثبت أن عمران بن الحصين كانت تسلم عليه الملائكة عياناً لجراحة كانت به لم يشكها إلى أحد فلما شكاها انقطع تسليمهم عليه فخبره - صلى الله عليه وسلم - أنه انقطع لشكاية ألمه (¬1) وفي النبلاء للذهبي (¬2) عن إبراهيم الحربي أنه قال لي: عشرون سنة أبصر بفرد عين ما أخبرت به أحداً (وصلة الرحم) تقدم الكلام عليها مراراً (وقول لا حول ولا قوة إلا بالله) تقدم ذكرها مراراً ولم نتكلم على معناها فنقول قال في النهاية (¬3): الحول ها هنا الحركة يقال حال الشخص يحول إذا تحرك والمعنى لا حركة ولا قوة إلا بمشيئة الله وقيل: الحول الحيلة والأول أشبه، ومنه الحديث (¬4): "اللهم بك أصول وبك أجول" أي أتحول، وقيل احتال، وقيل: أدفع وأمنع من حال بين الشيئين إذا منع. قلت: وتقدير المشيئة هنا يناسب مذهب الأشاعرة من أن الله تعالى يشاكل كائنه ويزيدها وهي مسألة كلامية معروفة لا تليق بمن يشتغل بكلام الله وكلام رسوله الاشتغال بها والذي تفهمه هذه الكلمة الشريفة أنه لا حركة ولا قدرة على شيء إلا بإقدار الله تعالى وهذا قدر متفق عليه بين أهل المذاهب أن الله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3865) بلفظ: عن عمران بن حصين قال: "نهى رسول الله عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا ولا نجحنا قال أبو داود: وكان يسمع تسليم الملائكة فلما اكتوى انقطع عنه فلما ترك رجع إليه" قال الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 155) وسنده قوي. (¬2) "سير أعلام النبلاء" (13/ 367). (¬3) النهاية (1/ 462). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 150) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 130) رجاله ثقات.

تعالى خالق العبد [1/ 257] وخالق قدرته وإنما خلافهم هل هذه القدرة متقدمة على الفعل أو مقارنة له كما هو معروف ولما كانت هذه الكلمة مشتملة على الإقرار بخلق الله للعبد فإن الإقرار بخلق القدرة يتضمن خلق العبد والإقرار به وعلى قدرته على ما يريده وعلى حصر ذلك على أنه لا قدرة ولا حول إلا بإقداره كانت من كنوز الجنة لأن هذا الإقرار مطلوب لله من عباده كما احتج به عليهم في قوله: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [النحل: 17] وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} [الحج: 73] وبقوله: {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ} [الرعد: 16] وقوله: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} [فاطر: 3] وبهذه الآيات يتضح لك أن التقدير إلا بإقدار الله أولى من التقدير إلا بمشيئة الله لأنه تعالى في جميع هذه الآيات يمدح بكونه خالقاً لا بكونه مريدا فكذلك تقدير ما يحتاج إليه من الخلق للعبد وقدرته ويأتي تفسير نبوي لهذه الكلمة الشريفة في خطابه - صلى الله عليه وسلم - لابن مسعود (خط عن علي) (¬1). 930 - "أربعون خصلة أعلاهن منحة العنز، لا يعمل عبد بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله تعالى بها الجنة (خ د) عن ابن عمرو (صح) ". (أربعون خصلة) في القاموس (¬2) الخصلة الخلة والفضيلة والرذيلة وقد غلب على الفضيلة (أعلاهن منحة العنز) هو من منحه كضربه ومنعه والاسم المنحة ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 186) وقال الغماري في المداوي (1/ 503): موضوع، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (766) وقال في السلسلة الضعيفة (2737) ضعيف جداً. في إسناده الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني قال الحافظ كذبه الشعبي في رأيه ورمي بالرفض وفي حديثه ضعف. انظر التقريب (1029) وفي إسناده أيضاً أبو إسحاق السبيعي قال الحافظ ثقة مكثر عابد من الثالثة اختلط. انظر التقريب (5065). (¬2) القاموس المحيط (ص 1283).

قاله في القاموس (¬1) وفي النهاية (¬2) أنها تطلق على الهبة والقرضة والعارية والظاهر أن المراد هنا هبة لبنها لحديث أو منحة لبن سيأتي والإضافة بيانية أي منحة هي عنز وهذه جملة اعتراضية بين المبتدأ والخبر مستأنفه استأنافًا بيانيا كأنه قيل: وما هي؟ قال: أعلاهنَّ ولم يأت هنا تعيين شيء من الأربعين غير هذه (لا يعمل عبد بخصلة منها رجاء ثوابها) إضافة للمصدر إلى المفعول أي لرجائه ثوابها (وتصديق موعدها) هو مثل الأول وهما مفعول لأجله حذف لامه لتكامل شروطه (إلا أدخله الله بها الجنة) وفيه أن الأعمال معتبرة بالنيات إلا أنه طوى بساط تفصيل هذه الخصال. فإن قلت: الإبهام للخصال التي وعد الأجر على فعلها يقلل فائدة الحديث إذ هو حث على أمر مجهول. قلت: قد عين الأعلى منها واستفيد من ذلك أن الملاحظ يقع على العباد فيتبع العبد كل ما فيه أدنى نفع لتصدق عليه أنه منها كإعطاء جرعة الماء وإقباس النار وإعطاء كسر الخبز وإعارة الفأس وما لا يأتي عليه العد من إرشاد الضال والنكتة في إبهامها في الحديث أن يجتهد العبد في كل نفع رجاء موافقة سائر الخصال وقوله: "عبد" عام للكافر والمؤمن إلا أنه خرج الكافر من العلة فإنه لا يرجوا ثواباً ولا يصدق موعوداً وظاهر الحديث أنه تعالى يدخل الجنة بهذه الخصال ويكون سائر طاعاته زيادة له وراء ذلك. وفيه دلالة واضحة على صحة فعل الطاعة رجاء ثوابها وهل هذه الأربعون من شعب الإيمان البضع والسبعون التي أدناها إماطة الأذى من الطريق وأعلاها قول لا إله إلا الله عند مسلم وغيره (¬3) لا يبعد أن هذه الأربعون منها ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 310). (¬2) النهاية (4/ 364). (¬3) أخرجه البخاري (9)، ومسلم (35).

ويحتمل أنَّها غيرها وعلى الأول هل يتعين أن أدنى الأربعين إماطة الأذى كما هو أدنى البضع والسبعون، الظاهر أنه يتعين ذلك لأنها أدنى البضع والسبعون [1/ 258] التي فيها الأربعون فيكون أدنى الأربعين إذ لو ثبت لها أدنى غير إماطة الأذى لما صح أنه أدنى البضع والسبعين التي منها الأربعون بخلاف الأعلى فيصح اختلافه ولذا كان أعلى تلك قول لا إله إلا الله وأعلى هذه منحة العنز، ثم هل هذه الخصال خاصة بما فيه نفع للعباد فلا تدخل فيها العبادات الخاصة بفاعلها أو يعم ظاهر ذكر أعلاها والاقتصار عليه الأول ويدل عليه أنه لما أراد الأعم في الشعب مثل له بما يخص فاعله وهي قول لا إله إلا الله وبما فيه نفع للعباد من إماطة الأذى (خ د عن ابن عمرو) (¬1) ورمز المصنف لصحته. 931 - "أربعون رجلاً أمة، ولم يخلص أربعون رجلاً في الدعاء لميتهم إلا وهبه الله تعالى لهم، وغفر له الخليلي في مشيخته عن ابن مسعود". (أربعون رجلاً أمة) الأمة تقال لكل جيل من الناس والحيوان أمه وقد يطلق على الواحد كما في قوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: 120] وكما في حديث قس بن ساعدة أنه يبعث أمة وتقدم إذا شهدت أمة من الأمم هم الأربعون فصاعداً (ولم يخلص أربعون رجلاً في الدعاء لميتهم إلا وهبه الله لهم وغفر له) تقدم معناه مراراً والمراد الدعاء في الصلاة عليه كما أرشد إليه: "إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء" تقدم. وحديث: "إذا شهدت" فإنه ظاهر في شهودها الصلاة عليه ويحتمل أن يراد في الصلاة أو خارجها كما شهد له حديث: "إذا صلوا على الميت فأثنوا عليه خيراً يقول الرب أجزت شهادتهم فيما يعلمون" (¬2) الحديث. فإنه يحتمل الثناء في الصلاة عند الدعاء إلا أنه في خارجها أظهر وقد ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2631) وأبو داود (1683). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (574).

أفاد مجموع الأحاديث أن شهادة الأربعين في الصلاة عليه أو الشهادة بالثناء خيرًا أو إخلاص الدعاء له سبب للغفران له فينبغي أن يتحرى في الإتقان بها جميعاً لعل الله أن يغفر له وإطلاق الهبة والغفران ظاهره عموم كل ذنب حتى التبعات إلا أن يخص بأحاديث أخر (الخليلي في مشيخته) (¬1) عن ابن مسعود مشيخة بزنة مسبحة جمع شيخ أو اسم مكان أي في مكان ذكر شيوخه وتقدم ذكر الخليلي، والحديث سكت عليه المصنف فيما رأيناه على خطه. 932 - "أربعون دارا جار (د) في مراسيله عن الزهري مرسلاً". (أربعون داراً جار) كأن الظاهر جيران ليطابق المبتدأ وإن لم يكن من ألفاظ المجموع ففيه معناها وكأنه لما كان اسم جنس صح إيقاعه خبرا عن الأربعين أو لأول في تأويل كل واحد جاراً ولتأويل الأربعين بهذا العدد أو لمطابقة المميز وعلى كل تقدير ففي إفراده إشارة إلى أن لكل من الجيران حق واحد وأن الأبعد والأقرب في حق الجوار ورعايته في الجملة سواء، وإن كان الإهداء أو الإجابة إذا دعاه جيران في حين واحد لأقربهم بابًا لأن ذلك لا ينفي استواء الجيران فيما عدا ذلك واعلم أن الحديث ورد بياناً للجار الموصى به سنة وكتاباً وأن الأربعين معتبرة في كل من الجهات الأربع لأنه لا وجه للتخصيص ويحتمل أن يراد بالأربعين من الجهات الأربع فيصير من كل جهة عشرة دور وتمام الحديث عند أبي داود: "قلت للزهري كيف أربعون داراً جاراً؟ قال: أربعون عن يمينه وشماله وخلفه وأمامه"، فيحتمل أيضاً وهذا في حق رعاية الجار وأما ¬

_ (¬1) أخرجه الخليلي في مشيخته عن ابن مسعود كما في الكنز (2738) وأورده الرافعي في التدوين من طريق الخليل الحافظ في مشيخته (1/ 278). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (772) وقال في السلسلة الضعيفة (3257) موضوع. في إسناده عبد الملك بن هارون بن عنترة قال ابن حبان كان ممن يضع الحديث لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة الاعتبار. انظر المجروحين (2/ 133) وقال يحيي كذاب وقال أبو حاتم متروك ذاهب الحديث. انظر لسان الميزان (4/ 71).

حديث: "جار الدار أحق بالدار" (¬1) فالمراد به الملاصق كما دل له حديث: "الجار أحق بصقبه"، فإن الصقب القرب والملاصق وفيه بعض تأمل [1/ 259] (د في مراسيله عن الزهري (¬2) مرسلاً) قال الزركشي صحيح، وقال الحافظ ابن حجر: رجاله ثقات. 933 - "ارجعن مأزورات غير مأجورات (5) عن علي (ع) عن أنس (صح) ". (ارجعن) خطاب لجماعة النساء (مأزورات) من الوزر الذنب والإثم (غير مأجورات) في النهاية (¬3) قياسه موزورات يقال وزره فهو موزور وإنما قال مأزورات للازدواج لمأجورات انتهى. إلا أنه رواه فيها مأجورات غير مأزورات وكأنه رواية أو أنه لما كان كلامه في شأن الألفاظ لا الرواية فساق على التقديم والتأخير والحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لنسوة خرجن يشيعن جنازة فقال لهن ذلك وكأنه قد كان نهاهن أولا إذ لا وزر على جاهل (5 عن علي) (¬4) رمز المصنف لصحته وقال ابن الجوزي: جيد الإسناد (ع عن أنس) سكت عليه المصنف وقال فيه الذهبي: ضعيف. 934 - "أرحامكم أرحامكم (حب) عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1368)، وأحمد (5/ 8). (¬2) أخرجه أبو داود في المراسيل (350) وقال الزيلعي في نصب الراية (4/ 114) إبراهيم بن مروان هو ابن محمَّد الطاهري: صدوق، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (3/ 93): سند رجاله ثقات. قال المناوي (1/ 473): قال الزركشي: سنده صحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (771) والسلسلة الضعيفة (277). (¬3) النهاية (5/ 179). (¬4) أخرجه ابن ماجه (1578) عن علي وقال البوصيري (2/ 44): هذا إسناد مختلف فيه من أجل دينار وإسماعيل بن سليمان. وأبو يعلى في المسند (4056) عن أنس، وقال الهيثمي (3/ 28): الحارث بن زياد قال الذهبي: ضعيف، وانظر العلل المتناهية (2/ 902) حيث قال في طريق علي: جيد الإسناد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (773) والأحاديث الضعيفة (2742).

(أرحامكم أرحامكم) بالنصب على الإغراء حذف الناصب للإغناء بفعل التكرير عنه أي الزموا أرحامكم أي الإحسان إليهم أو على التحذير احذروا أرحامكم والإساءة إليهم والقطيعة (حب عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬1). 935 - "ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء (طس) عن جابر، (طب ك) عن ابن مسعود (صح) ". (ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء) أي يجازيك بالرحمة على الرحمة جزاء وفاقا وهو من جزى الشيء بمثله وهو كثير كتاباً وسنة ونبهنا عليه مراراً وقوله في السماء يؤل عند بعض العلماء مما أول به قوله تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} [الملك: 16] الآية. {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ} [الزخرف: 84] وقال ابن الصلاح في إملائه: في هذا الحديث وأشباهه ثلاث فرق: فرقة تأول وأخرى تشبه وفرقة ترى أنه لم يطلق الشارع مثل هذه اللفظة إلا وإطلاقها سائغ حسن فيطلقها كما قال مع التنزيه والتقديس مع التبري من التحذير والتشبيه ونكل علمها إلى من أحاط بها وبكل شيء خبراً وعلى هذه الطريقة مضى صدر هذه الأمة وساداتها وإياها اختار أئمة الفقهاء وإليها ذهب أئمة الحديث (طس عن جابر (¬2) طب ك عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته. 936 - "ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم، ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون (حم خد هب) عن ابن عمرو (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (436) وصححه الألباني في صحيح الجامع (894) والسلسلة الصحيحة (1538). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 356) رقم (2502) عن جرير وقال الهيثمي (8/ 187): رجاله رجال الصحيح، والطبراني في الكبير أيضاً (10/ 149) رقم (10277) والحاكم (4/ 248) عن ابن مسعود وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وقال الهيثمي (8/ 187: رجاله رجال الصحيح إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه فهو مرسل. وقال ابن حجر في الفتح: (10/ 440) ورواته ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (896) والصحيحة (925). ولم أجده عن جابر في الأوسط.

(ارحموا) أطلقه يعني المفعول تعميما للمرحوم وأنه كل شيء إلا ما خصه الله من مثل قوله: {وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ} [النور: 2] (ترحموا) أي يرحمكم من في السماء ويلقي لكم الرحمة في قلوب العباد (واغفروا) كذلك أطلق لما سلف (يغفر لكم) فإن الله يحب من خلقه التخلق بصفاته وهو الغفور الرحيم (ويل لأقماع القول) بالقاف والعين المهملة في النهاية (¬1) جمع قِمع كضلع وأضلاع وهو الإناء الذي يترك في رؤوس الطروق لتملأ من المائعات من الأشربة والأدهان شبه إسماع الذين يستمعون القول ولا يحفظونه ولا يعملون به بالأقماع التي لا تعي شيئًا مما يفرغ فيها وكأنه يمر عليها القول مجتازًا كما يمر الشراب في الأقماع اجتيازاً والويل الهلاك والحزن والمشقة كما مر قريباً (ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا) هو من أصر على الأمر عزم عليه، والمراد الذين فعلوا القبيح ثم عزموا على معاودته (وهم يعلمون) قبحه والوعيد عليه، وقيد المصرين بالعالمين لأن من لا يعلم قبح الذنب لا عقاب عليه والمراد بأقماع القول الذين لا يعملون بما يعلمون لأن الحفظ والعلم المراد بهما العمل ولذا قال: وهم يعلمون [1/ 260] (حم خد هب عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: إسناده جيد (¬2). 937 - "أردية الغزاة السيوف (عب) عن الحسن مرسلاً". (أردية الغزاة) جمع غاز والأردية جمع رداء وهو ملحفة معروفة كما في ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 109). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 165) والبخاري في الأدب المفرد (380) والبيهقي في الشعب (7236) (11052) وقال الهيثمي (10/ 191): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبان بن يزيد الشرعبي ووثقه ابن حبان ورواه الطبراني كذلك. وقال المناوي (1/ 475) قال الزين العراقي والمنذري: إسناده جيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (897) والسلسلة الصحيحة (482).

القاموس (¬1) (السيوف) استعار الرداء استعارة مصرحة وذكر السيوف لا ينافي الاستعارة لأنه لا ينافيها إلا إذا كان على وجه يشعر بالتشبيه كما قاله السكاكي (¬2) كما في مثل: قد زر إزراره على القمر كما عرف في فن البيان وقد اشتهر هذا الإطلاق حتى سرده القاموس في الحقيقة وإن كانت قاعدته خلط المجاز بالحقيقة وجهلها عيب كناية ومن استعارة الرداء للسيف قول الشاعر: ينازعني ردائي عبد عمرو ... رويدك يا أخا عمرو بن بكر لي الشطر الذي ملكت يمينى ... ودونك فاعتجر منه بشطر قال جار الله في الكشاف: أراد به سيفه ثم قال فاعتجر منه بشطر فنظر إلى المستعار في لفظ الاعتجار انتهى (¬3). قلت: يريد أنه فاعتجر منه بشطر ترشيح الاستعارة لأنه من لوازم لفظ الرد الحقيقي وهذا الإخبار منه - صلى الله عليه وسلم - فيه الحث للغزاة على ملازمة حمل السيوف وأن تكون لهم كالأردية (عب عن الحسن البصري مرسلاً) (¬4). 938 - "إرضخي ما استطعت، ولا توعي فيوعي الله عليك (م ن) عن أسماء بنت أبي بكر (صح) ". (إرضخي) بكسر الهمزة والراء والضاد المعجمة من الرضخ وهو العطية القليلة (ما استطعت) هو خطاب لمؤنث أمر بالإعطاء حسب الاستطاعة وفيه إرشاد إلى أنها لا تبسط كل البسط (ولا توعي) من الإيعاء بكسر الهمزة والعين ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1661). (¬2) والسكاكي هو فخر الدين سراج الدين يوسف بن أبي بكر بن محمَّد السكاكي الخوارزمي (معجم الأدباء ص 5264). (¬3) انظر: نهاية الأرب في فنون الأدب (ص 4390). معاهد التنصيص على شواهد التلخيص (ص 979). (¬4) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (9700) مرسلاً عن الحسن وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (777) والسلسلة الضعيفة (7007) لإرسال الحسن البصري وفيه رجل لم يسم ولعنعنة ابن جريج وهو مدلس.

المهملة للإمساك (فيوعي الله عليك) لا تمسكي عن الإنفاق فيمسك الله عليك الأرزاق والحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لما قالت له أسماء بنت أبي بكر: يا رسول الله ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير أفأتصدق وفي رواية: أنها قالت: يا نبي الله ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير فهل علي جناح أن أرضخ مما يدخل علي؟ وفيه دليل على جواز إنفاق الزوجة من مال زوجها إلا أن يقال إنه مقيد بحديث أبي أمامة: "لا تنفق امرأة شيئاً من بيت زوجها إلا بإذن زوجها"، وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، أخرجه الترمذي (¬1) (م (¬2) عن أسماء بنت أبي بكر) (¬3) زوج الزبير ووالدة عبد الله. 939 - "أرضوا مصدقيكم (حم م د ن) عن جرير (صح) ". (ارضوا) خطاب للأغنياء (مصدقيكم) جمع مصدق بكسر الدال المهملة وهو العامل الذي يأخذ الزكاة من أربابها بأمر الإِمام أي أعطوهم ما يرضون به والحديث شبيه أنه شكى إليه - صلى الله عليه وسلم - أن المصدقين يجورون عليهم فقاله وتمامه: "فإن ذلك من تمام صدقتكم"، وفي معناه حديث جابر بن عتيك (¬4) عنه - صلى الله عليه وسلم -: "سيأتيكم ركيب مبغضون فإن جاءوكم فرحبوا بهم وخلوا بينهم وبين ما يبتغون فإن عدلوا فلأنفسهم وإن ظلموا فعليهم وأرضوهم فإن تمام زكاتهم رضاهم وليدعوا لكم" أخرجه أبو داود، واستدل به على إضافة المصدق وأنها لازمة لمن يأخذون منهم زكاتهم لقوله فرحبوا بهم (حم م د ن عن جابر) (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1960). (¬2) في المطبوعة من الجامع الصغير (م ن). (¬3) أخرجه البخاري (1434) ومسلم (1029) والنسائي في الكبرى (9195). (¬4) أخرجه أبو داود (1588)، في إسناده عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله قال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (2/ 131) لا يحتج به" وفيه أيضاً أبو الغصن ثابت بن قيس بن غصن قال ابن حبان كان قليل الحديث كثير الوهم فيما يرويه. انظر المجروحين (1/ 206) وقال الألباني في ضعيف الجامع (3297): ضعيف. (¬5) أخرجه أحمد (4/ 362) ومسلم (989) وأبو داود (1589) والنسائي (5/ 31).

940 - "ارفع إزارك، واتق الله (طب) عن الشريد بن سويد (ض) ". (ارفع إزارك) تقدم في الحديث أن منتهى رفعه إلى نصف الساق وأنه إزرة الملائكة عند ربها تعالى وأدناه إلى الكعبين فالأمر بالرفع يحتمل أنه أسفل الكعبين وهو الظاهر ويحتمل أنه عما فوقها تعليماً له (واتق الله) يحتمل أنه [1/ 261] مقدر مفعوله خاص أي في هذا القرينة السياق ويحتمل العموم أي في كل شيء فيدخل هذا بالأولى وقد تقدم هذا مرارا (طب عن الشريد) (¬1) بالمعجمة المفتوحة (ابن سويد) مصغر أسود وتصغير الترخيم ورمز المصنف لضعفه. 941 - "ارفع إزارك فإنه أنقى لثوبك، وأتقى لربك ابن سعد (حم هب) عن الأشعث بن سليم عن عمته عن عمها (صح) ". (ارفع إزارك) فإنه أي الرفع (أنقى) بالنون والقاف من النقاء ويحتمل أنه بالموحدة من البقاء أنزه له عن القاذورات (¬2) (لثوبك وأتقى) بالمثناة الفوقية والقاف من التقوى (لربك) والتعليل أنه أبقى على رواية الموحدة يدل على محافظة الشارع لحفظ المال في جميع الأحوال وأن صيانة الثياب مندوب إليه والرواية المشهورة بالنون حث على التنزه عن الأوساخ وفي الحديث من البديع الجناس (ابن سعد (¬3) حم هب عن الأشعث بن سليم عن عمته عن عمها) رمز المصنف لصحته. 942 - "ارفع البنيان إلى السماء واسأل الله السعة (طب) عن خالد بن الوليد". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 316) رقم (7241) وصححه الألباني في صحيح الجامع (952) والسلسلة الصحيحة (1141). (¬2) انظر: مشارق الأنوار (1/ 99). (¬3) أخرجه ابن سعد (6/ 42) وأحمد (5/ 364)، والبيهقي في الشعب (6145، 6146) في إسناده عمة الأشعث اسمها رهم بنت الأسود قال الحافظ في التقريب (8593) لا تعرف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (9/ 77) والسلسلة الضعيفة (1857).

(ارفع البنيان إلى السماء واسأل الله السعة) يعارضه حديث أنس: "من بني فوق عشرة أذرع ناداه مناد من السماء يا عدو الله إلى أين تريد" (¬1) وحديثه الآخر عند أبي نعيم في الحلية (¬2): "إذا بنى الرجل سبعة أذرع ناداه مناد من السماء إلى أين تذهب يا أفسق الفاسقين". ووجه الجمع بينهما أن حديث أنس فيما إذا كان لغير حاجة كما يرشد إليه حديث ابن مسعود عند البيهقي: "من بنى فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة أن يحمله على عنقه" (¬3)، وحديث أنس: "من بنى أكثر مما يحتاج إليه كان عليه وبالاً يوم القيامة" (¬4)، وحديث خالد: "هذا مبني على البناء للحاجة والأمر فيه للإباحة وفي أمره أن يسأل الله السعة إرشاد إلى أن يجمع بين التوسيع في بنائه وسؤال الله السعة يجمع بين المباح والمندوب، وفيه مام بأن الشيء بالشيء يذكر نظير قوله لعلي: "أسأل الله السداد واذكر تسديدك السهم" (¬5) (طب عن خالد بن الوليد) (¬6) قال: شكوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضيق في مسكني فذكره، قال ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5721)، وقال المناوي في فيض القدير (6/ 97): أغفل المصنف من خرجه وعزاه في الدرر إلى الطبراني عن أنس وفيه الربيع بن سليمان الجيزي أورده الذهبي في ذيل الضعفاء (2094)، وقيل: كان فقيهاً ديناً لم يتقن السماع من ابن وهب. وقال الألباني في ضعيف الجامع (5507): ضعيف. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 75) وقال: تفرد به الوليد بن موسى القرشي وهو ضعيف ليس كالوليد بن مسلم الدمشقي. (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10711)، والطبراني في الكبير (10/ 151) رقم (10287)، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 70): فيه المسيب بن واضح وثقه النسائي وضعفه جماعة. (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (10710)، وقال المناوي في الفيض (6/ 97) فيه بقية بن الوليد والكلام فيه مشهور والضحاك بن حمزة قال الذهبي في الضعفاء: قال النسائي: غير ثقة. (¬5) أخرجه أحمد (1/ 13411)، والطيالسي (161)، والبيهقي في الشعب (6359). (¬6) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 117) رقم (3842) قال الهيثمي في المجمع (10/ 169): رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن اهـ. وانظر: الفيض للمناوي (1/ 476) وكذلك أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (3/ 296) وابن عساكر (60/ 68) عن اليسع بن=

الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن والمصنف سكت عليه قال الشارح المناوي: والذي رأيته في المعجم: ارفع يديك إلى السماء ولفظ: "ارفع البنيان" هو ما في خط المصنف. 943 - "ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين، وإذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيرًا (طب) عن سهل بن سعد (ح) ". (ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين) أي عن ذمهم وأذيتهم (وإذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيراً) هذا الأمر للندب وتقدم أن الثناء عليه خيراً سبب لغفران الله له وظاهره وإن لم يكن من أهل الخير فإنه يتطلب له من صفات الخير ويحتمل أن المراد من له خير ظاهر (طب عن سهل بن سعد) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 944 - "أرقاءكم أرقاءكم، فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، وإن جاءوا بذنب لا تريدون أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم (حم) وابن سعد عن زيد بن الخطاب (ح) ". (أرقاءكم أرقاءكم) نصب على الإغراء أو التحذير كما سلف في أرحامكم والتكرير أغنى عن إعادة العامل وهو جمع رقيق وفي النهاية (¬2): الرقيق المملوك فعيل بمعنى مفعول. قلت: وجمعه على أفعلاء خلاف بابه وإنما أفعلاء جمع فعيل بمعنى فاعل مثل أصدقاء، وأما بمعنى مفعول فبابه فعلى وكأنه لما غلب اسماً جمع جمعها الأسماء ¬

_ =المغيرة به وقال الخطيب: في اليسع نظر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (779) والسلسلة الضعيفة (1185). (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 104) رقم (5640) وقال عن سهل بن مالك: وكذا جاء في تاريخ دمشق عن سهل بن مالك (21/ 81)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 157): فيه جماعة لم أعرفهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (780). (¬2) النهاية (2/ 251).

كما في أنصباء جمع نصيب (فأطعموهم) تفصيل التوصية المتضمن لها التحذير (مما تأكلون) والأمر فيه للإيجاب لأنه الأصل فيه وقد زاده هنا أصالة تقديم التحذير فلا يقال حديث: "إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه" (¬1) وفيه فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين، [1/ 262] يدل على أنه لا يجب إطعامه من عين ما يأكله مولاه لأنا نقول ليس في ذلك الحديث الإتيان أنه يجوز أن لا يأكله معه في قصعته لا أنه يأكل من نوع طعام مولاه فإن قام على صرفه عن الوجوب دليل وإلا فهو الأصل ومثله الكلام في قوله (وألبسوهم مما تلبسون وإن جاءوا) الأرقاء (بذنب لا تريدون أن تغفروه) لعظمته ولا تطاوعكم أنفسكم على غفرانه (فبيعوا) أخرجوهم عن ملككم سداً للذريعة إلى التعذيب وفي قوله (عباد الله) ترقيق وتخويف للملاك بإضافتهم إلى من الكل تحت ملكه وعبيده وإشارة إلى إن أنتم وهم عبيد لمالك واحد منصف لهم منكم ولا يجعل لكم عليهم مزية إن أسأتم الملكة وعذبتم ما خولكم الله كما قال (ولا تعذبوهم) فلله در الكلام النبوي فإنه أضافهم إليهم لما أمرهم بالإحسان إليهم في ضمير التحذير ليكونوا أقبل لذلك ويكون أدعى لهم على الامتثال والإحسان ولما نهاهم عن تعذيبهم أضافهم إلى الاسم الكريم فلينتبه الفطن لمواقع الكلمات النبوية، والمراد بالتعذيب ما يخرج عن حد التأديب الذي أذن فيه فإنه جائز وتقدم حديث: "إذا ضرب أحدكم خادمه" وحديث: "إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه" ولذا سماه هنا تعذيبًا لخروجه عن الجائز قال الإِمام الغزالي (¬2): جملة حقوق المملوك أن يشركه في طعمته وكسوته ولا يكلفه فوق ما يطيقه ولا ينظر إليه بعين الكبر والازدراء وأن يعفو عن زلته ويتفكر عند غضبه عليه جنايته في حق الله. في ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2418). (¬2) إحياء علوم الدين (2/ 61).

تقصيره عن طاعته في أن قدرة الله عليه فوق قدرته (حم وابن سعد عن زيد بن الخطاب) (¬1) هو أخو عمر بن الخطاب قتل شهيدا يوم اليمامة (¬2) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: "أرقاءكم ... " الحديث رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي بعد عزوه لأحمد والطبراني: فيه عاصم بن عبد الله ضعيف. 945 - "أرقاؤكم إخوانكم، فأحسنوا إليهم، استعينوهم على ما غلبكم، وأعينوهم على ما غلبهم (حم خد) عن رجل (ح) ". (أرقاؤكم) مبتدأ خبره (أخوانكم) في الدين (فأحسنوا إليهم) إذ ذلك من حق الأخ لأخيه (استعينوهم على ما غلبكم) بالغين المعجمة والموحدة وكذا ما في آخره أي ما شق عليكم من الأعمال (وأعينوهم على ما غلبهم) فلا تكلفوهم ما لا طاقة لهم به (حم خد (¬3) عن رجل) رمز المصنف لحسنه. 946 - "أرقي ما لم يكن شرك بالله (ك) عن الشفاء بنت عبد الله". (أرقى) بفتح الهمزة فعل الأمر من الرقية قاله - صلى الله عليه وسلم - للشفاء بنت عبد الله كانت ترقى في الجاهلية من النملة فلما هاجرت وكانت قد بايعته - صلى الله عليه وسلم - بمكة قالت: يا رسول الله إني كنت أرقى في الجاهلية من النملة وأريد أن أعرض ذلك عليك فذكره (ما لم يكن شرك بالله) والرقية بالضم العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات، والحديث دل على جواز الرقية وقد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 45) وابن سعد في الطبقات (2/ 185) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 236). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (905) والصحيحة (740). (¬2) انظر الإصابة (2/ 704). (¬3) أحمد في المسند (5/ 58) والبخاري في الأدب المفرد (190) عن رجل وقال الهيثمي في المجمع (4/ 236): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (781) والسلسلة الضعيفة (1641) في إسناده سلام بن عمرو اليشكري قال الذهبي: ما علمت حدث عنه سوى أبي بشر بن أبي وحشية. انظر الميزان (3/ 258) وقال الحافظ في التقريب (2708) مقبول، وفكره ابن حبان في الثقات (4/ 332) على قاعدته.

عارضه حديث ابن مسعود عند مالك وغيره: "نهى عن الرقى" ونحوه ويأتي مفرقًا وأجاب ابن الأثير (¬1) عن التعارض وقال: وجه الجمع أن الرقى تكره منها ما كان بغير اللسان العربي وغير أسماء الله وصفاته وكلامه في كتبه المنزلة وأن يعتقد أن الرقى نافعة لا محالة فيتكل عليها وإياها أراد لقوله: "ما توكل من استرقى" (¬2) ولا يكره منها ما كان بخلاف ذلك كالتعوذ بالقرآن وبأسماء الله تعالى، والرقى المروية ولذلك قال [1/ 263] للذي رقى بالقرآن وأخذ عليه أجراً: "من أخذ برقية باطل فقد أخذت برقية حق" (¬3) وكذلك قوله في حديث جابر: "اعرضوها علي" فعرضناها فقال: "لا بأس بها إنما هي مواثيق" (¬4) كأنه خاف أن يقع فيها شيء مما كانوا يتلفظون به ويعتقدونه من الشرك في الجاهلية وما كان بغير اللسان العربي مما لا يعرف له ترجمة ولا يمكن الوقوف عليه فلا يجوز استعماله انتهى. قلت: هذا الحديث فيه الإذن بالرقية من النملة وهي قروح تخرج في الجنبين ويسمى نملة لأن صاحبه يحيى كأنه يدب عليه نمل ويعضه وهو داء معروف. وقد عارضه وعارض الأحاديث سواه حديث مسلم: "لا رقية إلا من عين أو حمة" (¬5). وسيأتي وقد جمع بينها ابن الأثير أيضاً بأن قال: وأما قوله: "لا رقية إلا من عين أو حمة" فمعناه لا رقية أوفى وأنفع كما قيل: "لا فتى إلا علي". قلت: أو يكون القصر إدعائياً أي لا رقية في الوجود كأنه لا اعتداد بما عداها وهو أولى من تقدير الخاص أي أنفع وأوفى وقد ظهر من كلامه - صلى الله عليه وسلم - أن الأمر ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 255). (¬2) جزء من حديث طويل أخرجه أحمد (4/ 251). (¬3) أخرجه أبو داود (3420)، والنسائي (4/ 365). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 393) وابن ماجة (3515) وصححه الألباني. (¬5) أخرجه مسلم (220).

بالرقية للإباحة لا للندب حيث قال: ولا يكره منها ما كان خلاف ذلك والأقرب أنه للندب بل الأصل فيه الوجوب إلا لصارف وقد تكرر الأمر به كما هنا وحديث: "استرقوا لها" (¬1) وقد كان يأمر بالرقية ويفعلها ويعلمهم التعوذات وبأقل من ذاك يثبت الندب إلا أنه يشكل عليه أنه - صلى الله عليه وسلم - لما وصف السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب بأنهم لا يرقون (¬2) ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون فإنه يفهم منه أن فعل الرقى مباح وإن ترك المندوب لا يفضل على فعله. ولعله يجاب بأن فضيلة الصبر على الألم والتجرع بمرارة السقم والرضا بما نزل من الألم رتبة تربو على فضيلة فعل المندوب ولا يبلغ كنهها ولا يدنو إليها فالمتداوي فاعل للمندوب فيثاب على فعله، والصابر على الألم القارس لذلك أكثر ثوابًا وأعلى رتبة من حيث الصبر والرضا لا من حيث ترك المندوب أو لأن حظ النفوس في التداوي وطلبها للعافية لا يكاد يتمحص فيه قصد الندب، وقال ابن الأثير (¬3): إنما ترك في الحديث صفة الأولياء المعرضين عن أسباب الدنيا الذين لا يلتفتون إلى شيء من علائقها وتلك درجة الخواص لا يبلغها أحد غيرهم وأما العوام فرخص لهم في التداوي والمعالجات ومن صبر على البلاء وانتظر الفرج من الله بالدعاء كان من جملة الخواص والأولياء ومن لم يصبر رُخّص له في الرقية والدواء والعلاج. قلت: ولا يقال يرد عليه أنه كيف يقول التداوي والاسترقاء طريقة العوام وقد ثبت أنه تداوى سيد البشر وداوى ورقى لأنا نقول الكلام في الحديث في الأمة لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "يدخل من أمتي" الحديث، أو لأن التداوي في حقه - صلى الله عليه وسلم - واجب لأنه مأمور بما لا يتم إلا بالعافية من تبليغ أحكام الله والجهاد لأعدائه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5407). (¬2) وفي قوله ولا يرقون كلام لابن تيمية. (¬3) النهاية (2/ 62).

وتعليم شرائعه فإذا ترك التداوي وصبر على الألم عجز عن هذه الواجبات التي لأجلها بعث ولها خلقت السماوات والأرض ومن فيهما وما لا يتم الواجب إلا به [1/ 264] يجب فالتداوي في حقه أفضل أو لأنه كان مأمورًا من الله تعالى بخصوصيته بالتداوي لما ثبت من أنه لما سحر أتاه جبريل - عليه السلام - وأمره أن يأمر من يستخرج السحر من البئر (ك عن الشفاء) (¬1) بكسر الشين المعجمة وبالفاء والمد (بنت عبد الله) بن عبد شمس قرشية عدوية قيل: اسمها ليلى والشفاء بنت لها، أسلمت قبل الهجرة وهي من المهاجرات الأولات وهي من عقلاء النساء وفضلاهن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتي منزلها ويقيل عندها في بيتها (¬2). 947 - "اركبوا هذه الدواب سالمة. واتدعوها سالمة، ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق، فرب مركوبة خير من راكبها، وأكثر ذكرا لله منه (حم ع طب ك) عن معاذ بن أنس (صح) ". (اركبوا هذه الدواب سالمة) غير عليلة ولا مشقوق عليها بالحمل (وابتدعوها سالمة) في النهاية (¬3): يقال ابدعت الناقة إذا انقطعت عن السير بكلال أو ظَلْع انتهى وبكسر الهمزة بالباء الموحدة والمثناة الفوقية والعين المهملة المعنى: اقطعوها عن السير سالمة قبل أن ينقطع بإتلافكم لها (ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق) ولا تجعلوها كالكراسي التي تحدثون عليها فهو نهي عن التحدث عليها واتخاذها لذلك وقد ثبت النهى عن التحدث على ظهور الدواب وأن تركب لذلك في عدة أحاديث إلا إذا وقع ذلك تبعا ولذا عبر بالإتحاد والتقييد بالطرق والأسواق لأنه غالب المواضع ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 57) وقال المناوي (1/ 478): إسناده صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (906) والسلسلة الصحيحة (178). (¬2) الإصابة (7/ 727). (¬3) النهاية (1/ 107).

للأحاديث لكثرة ملاقاة الناس فيها إن أريد بها أزقة المدن وإن أريد المطلق على سبيل الأسفار فواضح. واعلم أن المراد ما يعتاده الناس من المفاكهات والإخبار عن أحوالهم لا ما فيه إفادة علم أو قضاء حاجة فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحدث أصحابه في أسفاره وهو راكب ويستحدثهم وقد خطب على ناقته لأجل إسماعهم وكذلك كان يخاطب بعضهم بعضاً وهو يشاهدهم (فرب مركوبة) صفة لدابة (خير من راكبها وأكثر ذكراً لله منه) سيقت لتعليل النهي ورب للتقليل كما هو الأصل فيها أي قليل من الدواب خير من راكبها وإذا كانت خيراً منه فلا يتخذها كرسيا لحديثه ولغوه فإنه قبيح عند العقلاء إهانة من هو خير من مهينة ولأنه خلاف ما خلقت له وإذا كان فيها من هو خير من راكبه اجتنبت الأحاديث عليها كلها احتياطاً، وإن جاز أن راكبها خير منها ويحتمل أن رب للتكثير أي كثير من المركوبات خير من راكبها ويناسب هذا قوله تعالى: {أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} [الحج: 18] فإنه تعالى أخبر بسجود جميع الدواب له ولم يخبر إلا عن سجود كثير من الناس له، فدل على أن المنقاد من الناس بعضهم له ومن الدواب جميعهم والأخيرية من حيث أنها أكثر لله ذكراً كما أفاده الحديث وفيه دلالة على أن الدواب تذكر الله كما يذكره العباد والناس فريقان في مثل هذا المعنى الذي يفيده الحديث والآيات مثل {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] وهو كثير سنة وكتاباً فالمتكلمون والمفسرون منهم على تأويل ذلك وحمله على خلاف ظاهره وأئمة الحديث وجماعة من المحققين على حمله على ظاهره [1/ 265] وعدم تأويله والإيمان به مع الإقرار بعدم معرفة كيفيته لأنه تعالى لم يجعل لنا على الإطلاع عليه سبيلاً وقد قال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] وقال: {وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] وهذا هو الحق وقد أشبعنا الكلام عليه في غير هذا وأما أنها مكلفة وأن إليها

رسلاً منها وغير ذلك فكما تكلفه من ذهب إليه فهو من البحث عما لم يجعل لنا عليه دليلاً وإتيانه بالعمومات مثل {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} إلى قوله: {أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: 38] مما لا يطمئن للقلب إليه لاحتمال الآية لتأويلات كثيرة فنقف على ما اتضح لنا (حم ع طب ك عن معاذ بن أنس) (¬1) هو صحابي جهني معدود في أهل مصر (¬2) والحديث رمز المصنف لصحته. 948 - "اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم: السبحة بعد المغرب (هـ) عن رافع بن خديج (ح) ". (اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم السبحة بعد المغرب) بضم السين المهملة وسكون الموحدة فحاء مهملة قال في النهاية (¬3): يقال لصلاة النافلة سبحة يقال قضيت سبحتي، والسبحة من التسبيح كالسحرة من التسحير وإنما خصت النافلة بالسبحة وإن شاركتها الفريضة في معنى التسبيح لأن التسبيحات في الفرائض نوافل فقيل لصلاة النافلة سبحة لأنها نافلة كالتسبيحات والأذكار في أنها غير واجبة انتهى. والمراد بها الركعتان بعد صلاة المغرب وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يصليها إلا في بيته وقد ثبت أن النفل في البيت أفضل إلا أن في هذه زيادة حث على أداء هذه في البيوت. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 439) والطبراني في الكبير (20/ 193) رقم (431) وأبو يعلى كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (4/ 21) قال البوصيري: رجاله ثقات وابن عساكر كما في تاريخ دمشق (9/ 388). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 140): إسناده حسن. وانظر كلام الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 134). وصحح الألباني في صحيح الجامع (908) والسلسلة الصحيحة (21) الجزء الأول منه "اركبوا هذه الدواب سالمة وابتدعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي" وضعف الجزء الثاني منه في ضعيف الجامع (783) .. (¬2) الإصابة (6/ 136). (¬3) النهاية (2/ 331).

قال بعض أئمة الحديث: إنه لم ينقل عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه صلاها في المسجد البتة، وقال السائب بن يزيد: لقد رأيت الناس في زمن عمر بن الخطاب إذا انصرفوا من المغرب انصرفوا جميعاً حتى لا يبقى في المسجد أحد كأنهم لا يصلون بعد المغرب حتى يصيروا إلى أهليهم وذهب البعض إلى أنها لو صليت في المسجد ما أجزأت، قال عبد الله بن أحمد: راوية عن أبيه أنه قال: بلغني عن رجل سماه أنه قال: لو أن رجلاً صلى الركعتين بعد المغرب في المسجد ما أجزأته فقال ما أحسن ما قال هذا الرجل وما أجود ما انتزع. قلت: كأنه حمل الأمر على الوجوب وأيده فعله - صلى الله عليه وسلم - لها دائما في بيته (5 عن (¬1) رافع بن خديج) رمز المصنف لحسنه. 949 - "ارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا. كل شيء يلهو به الرجل باطل، إلا رمي الرجل بقوسه، أو تأديبه فرسه، أو ملاعبته امرأته، فإنهن من الحق، ومن ترك الرمي بعد ما علمه فقد كفر الذي علمه (حم ت هب) عن عقبة بن عامر (ح) ". (ارموا) بالنبل (واركبوا) على الخيل وهو أمر بالتدرب في الأمرين لأن بهما نكاية العدو (وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا) لأنه أشد نكاية وأخف مؤنه وأنفع في حزن وسهل وأسرع عند الغارة والتقاء الجيش (كل شيء يلهو به الرجل باطل) في النهاية (¬2): اللهو اللعب يقال لهوت بالشيء ألهو به وتلهيت به إذا لعبت به وتشاغلت وغفلت عن غيره (إلا رمى الرجل بقوسه أو تأديبه فرسه) هو إزالة تشمسه وتعليمه مراوغة العدو والسباق وكان - صلى الله عليه وسلم - يسابق بين الخيل (أو ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1165) قال البوصيري (1/ 140): هذا إسناد ضعيف، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (909). (¬2) النهاية (4/ 282).

ملاعبته امرأته) فإنه من تمام حسن العشرة وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "هلا بكراً تلاعبها وتلاعبك" لما أخبره أنه تزوج ثيباً ولأن في ملاعبة الزوجة كف النفس عن الحرام وإقناعها بالحلال (فإنهن من الحق) وتقدم حديث: "أحب اللهو إلى الله إجراء الخيل والرمي"، وتكررت الأحاديث في إباحة هذه الثلاثة [1/ 266] ويأتي حديث: "اللهو في ثلاث تأديبك فرسك ورميك بقوسك وملاعبتك أهلك"، (ومن ترك الرمي بعد ما علمه فقد كفر الذي علمه) الكفر هنا تغطية هذه النعمة التي أتاه الله إياها من الحذاقة بالرمي فخص ترك هذه من بين الثلاث؛ لأن تأديب الفرس مما تتوق إليه النفوس ولا يكاد يتركه من عرفه ولأن يتركه لا تفوت الحذاقة فيه بخلاف الرمي فإن الغفلة عنه يفوت الحذاقة فيه والجودة في الإصابة فإنه يخونه عند الحاجة إليه وملاعبة الزوجة أمر يدعو إليه الطبع (حم ت هب عن عقبة بن عامر) (¬1) رمز المصنف لحسنه وأخرجه الطيالسي والشافعي. 950 - "ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف (حم) وابن خزيمة، والضياء عن رجل من الصحابة (صح) ". (ارموا الجمرة) هو للجنس فيشمل الثلاث (بمثل حصى الخذف) هو معروف وهو نهي عن الغلو في الدين والرمي بدونها وبأكبر منها لا يجزئ (حم وابن خزيمة والضياء عن رجل من الصحابة) (¬2) رمز المصنف لصحته. 951 - "إرهقوا القبلة البزار (هب) وابن عساكر عن عائشة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 144) والترمذي (1637) والبيهقي في الشعب (6496) وكذلك الطيالسي (1007). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (784) في إسناده عبد الله الأزرق مجهول. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 343) وابن خزيمة (2874) والبيهقي (5/ 127) عن رجل من الصحابة وصححه الألباني في صحيح الجامع (910) والسلسلة الصحيحة (1477).

(إرهقوا القبلة) هو من رهق كفرح كما في القاموس (¬1) وفي النهاية (¬2): أي ادنوا منها، ومنه غلام مراهق مقارب للحلم انتهى. وهو أمر بالدنو من الجدار والسترة واختلف في أقل ذلك فقال ابن بطال: أقله أن يكون بين المصلي وسترته قدر ممر الشاة، وقيل: أقله ثلاثة أذرع لحديث بلال: "أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى في الكعبة وبينه وبين الجدار ثلاثة أذرع" أخرجه البخاري (¬3) والحكمة في الأمر بالدنو ما رواه أبو داود (¬4) عن سهل بن أبي حثمة مرفوعاً: "إذا صلى أحدكم إلى سترة فليدن لا يقطع الشيطان عليه صلاته" كما في فتح الباري (¬5) (البزار هب وابن عساكر عن عائشة) (¬6) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه بشر بن السري ضعفه الذهبي. 952 - "أريت ما تلقى أمتي من بعدي، وسفك بعضهم دماء بعض، وكان ذلك سابقا من الله كما سبق في الأمم قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل (حم طس ك) عن أم حبيبة (صح) ". (أريت) بضم الهمزة أي شاهدت وأرنيه الله تعالى (ما تلقى أمتي من بعدي) وقد فسر هذه الإراءة حديث ابن عمر عند الطبراني وغيره بلفظ (¬7): "إن الله قد رفع لي الدنيا فأنا أنظر إلى ما هو كائن منها إلى يوم القيامة" الحديث. وأما كيفية ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1148). (¬2) النهاية (2/ 282) وانظر: تصحيحات المحدثين (1/ 317). (¬3) أخرجه البخاري (492). (¬4) أخرجه أبو داود (695). (¬5) فتح الباري (1/ 575). (¬6) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (1/ 283) قال الهيثمي في المجمع (2/ 59): رواه أبو يعلى والبزار ورجاله موثقون، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (2/ 254) بعد عزوه لأبي يعلى: هذا إسناد ضعيف، وأخرجه البيهقي في الشعب (5312) وابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 128)، وبشر بن السري أورده الذهبي في "المغني في "الضعفاء" (902). (¬7) أخرجه الطبراني كما في المجمع (8/ 287) وقال: رجاله وُثِّقوا على ضعف كثير في سعد بن سنان الرهاوي، وأبو نعيم في الحلية (6/ 101).

الإراءة وهل هي بخلق الله لكل كائن فرآه - صلى الله عليه وسلم - أو مثل له ذلك أو نحو ذلك فلا دليل عليها (وسفك) بالنصب على الإبدال من ما (بعضهم دماء بعض) وقد وقع كما أريه - صلى الله عليه وسلم - (وكان ذلك سابقًا من الله كما سبق في الأمم قبلهم) تصديقًا لما قالته الملائكة: {وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30] وكأن الملائكة كانت علمت ذلك من سبق القدرية (فسألته أن يوليني شفاعة فيهم يوم القيامة ففعل) هي غير الشفاعة العظمى فإنَّ تلك في فصل القضاء بين الأمم وهذه شفاعة لهؤلاء العصاة بأعيانهم في ذنوب سفك الدماء ولا ينافيها ما تقدم من حديث: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار". لاحتمال أن هذه الشفاعة بعد دخولهم النار أو بعد الحكم عليهما بأنهما من أهلها قبل الدخول، وفيه دليل أن الشفاعة ثابتة لأهل الكبائر ويأتي فيه عدة أحاديث (حم طس ك عن أم حبيبة) (¬1) بالحاء المهملة مفتوحة فموحدة هي بنت أبي سفيان (¬2) إحدى أمهات المؤمنين قيل: اسمها رملة، وقيل: هند، قال ابن الأثير (¬3): والأول أصح والحديث رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 427، 428)، والطبراني في الأوسط (4648)، وفي الكبير (23/ 222) رقم (410) وقال الهيثمي: (7/ 224): رجالها رجال الصحيح. وذكره المنذري (4/ 233) وقال: رواه البيهقي في الشعب وصحح إسناده, والحاكم (1/ 68) وصححه الألباني في صحيح الجامع (918) والسلسلة الصحيحة (1440). (¬2) الإصابة (7/ 651). (¬3) أسد الغابة (1/ 1431).

الهمزة مع الزاي المعجمة

الهمزة مع الزاي المعجمة 953 - " إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه (ن) عن أبي هريرة، وأبي سعيد وابن عمر، والضياء عن أنس (صح) ". (إزرة المؤمن) في النهاية (¬1): الإزرة بالكسر الحالة وهيئة الائتزار مثل الركبة والجلسة [1/ 267] (إلى أنصاف ساقيه) وتمام الحديث عند الطبراني: "لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين" (ن عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عمر) رمز المصنف لصحته (الضياء عن أنس) (¬2) كل ما كان من الضياء فهو كناية عن كتابه المختارة تارة يقيده به المصنف وتارة يطلقه للعلم به. (حقيقة الزهد) 954 - " ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس (5 طب ك هب) عن سهل بن سعد (صح) ". (إزهد في الدنيا) واختلف الناس في حقيقة الزهد قيل: وأحسن ما قيل فيه هو أن لا تكون الدنيا بمنزلة من القلب واختلف أيضاً في حقيقة الدنيا وأحسن ما قيل فيها أنها كل لذة قبل الموت لا أثر لها بعده بمعنى أثر خير، وسئل الزهري (¬3) عن الزهد في الدنيا فقال: هو أن لا تغلب الحلال شكره ولا الحرام ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 44). (¬2) أخرجه الضياء في المختارة (6/ 38) رقم (2000)، والنسائي في السنن الكبرى (9712) من رواية أبي هريرة و (9715) من رواية أبي سعيد الخدري و (9718) من رواية ابن عمر. وقد صحح ابن عدي في الكامل (5/ 218) رواية أبي سعيد وكذلك في الميزان (5/ 126) وانظر العلل للدارقطني (11/ 277). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 371) والبيهقي في الشعب (4553) والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 304).

صبره قال في النهاية (¬1): أراد أن لا يعجز ولا يقصر شكره على ما رزقه الله من الحلال ولا صبره عن ترك الحرام وفي الفتح: الزهد بين كلمتين في القرآن {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23] فمن لم ييأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه. قلت: قد فسر الزهد حديث أبي ذر عند الترمذي وابن ماجه: "الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله وأن يكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب منك في ثوابها لو بقيت لك" (يحبك الله) وإنما كان الزهد في الدنيا سببا لمحبة الله لأن الدنيا عنده تعالى غير محبوبة ولا نظر إليها منذ خلقها فمن زهد فيها فقد زهد فيما لا يحبه الله فأحبه الله ولأنها هي التي تلهي العبد عن مولاه وتقطع عليه طريق سيره إلى الله ولأن الغالب أنه لا يزهد في الدنيا إلا من يرغب فيما عند الله (وازهد فيما في أيد الناس يحبك الناس) الزهادة عما في أيديهم يكون بترك التشوق إلى ما في أيديهم والتذلل لما عندهم وعدم الطمع في أموالهم وهذا من أعظم أسباب محبة العباد فإن طبع بني آدم محبة من لم يطمع فيما عندهم ولا يتشوق لأخذه منهم ولأنه بذلك يفارق أبناء جنسه فيعظم عندهم ويحبونه ومن رغب فيما عندهم أبغضوه وملوه ولذا قيل: وأخو الحوائج وجهه مملول .. (¬2). ولمحبة المال قد تغير الصديق على صديقه إذا استرفده مما في يده، كما قيل: وصاحب كان لي وكنت له ... أشفق من والد على ولد كنا كساق تسعى بها قدم ... أو كذراع نيطت إلى عضد ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 321). (¬2) أورده البيهقي في الشعب (3/ 276).

وكان لي مؤنسا وكنت له ... ليست بنا حاجة إلى أحد حتى إذا استرفدت يدي يده ... كنت كمسترفد يد الأسد وأزورّ عني وكان ينظر من ... عيني ويرمي بساعدي ويدي (1) واعلم أن في هذا الكلام النبوي ترغيباً بليغاً في الزهد وحثًّا عليه إلى الغاية فإن أعظم المطالب السنية للعبد أن يكون محبوبا لخالقه ومولاه فإن محبته تعالى لعبده هي غاية كل مطلوب ومحط رحال كل محبوب والرتبة التي يطلبها كل من سمت به همته في المطالب العلية [1/ 268] فهذه الفائدة بالنسبة إلى ما يناله من مولاه وفاطره والفائدة الثانية ما يناله من العباد من محبتهم له فإن أحب شيء إلى الإنسان أن يكون عند الناس محبوبا خفيف الروح مقبول غير مستثقل ولا مملول وأكثر الناس ينفق الأموال في طلب ذلك ويتكلف شريف الخصال في تحصيل ما هنالك وهي نعمة عظيمة امتن الله بها على موسى كليمه بقوله تعالى: {وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي} [طه: 39] ومن لازم محبة الله لعبده محبة الناس له كما أسلفناه وكما قيل: وإذا أحب الله يوما عبده ... ألقى عليه محبة من الناس واقتصر - صلى الله عليه وسلم - على هاتين الفائدتين مع أن للزهد فوائد أخر لأنهما أعظم فوائده، ومن فوائده ما في حديث طاووس عند أحمد (¬2) وغيره: "الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن والرغبة في الدنيا تطيل الهم والحزن"، (هـ طب ك هب عن ¬

_ = (1) أورده ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف (ص 268) رقم (345) قال: أنشدني سليمان بن أبي الشيخ الرجل من خزامة. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10536) وقال: هذا مرسل. وقد ورد مرفوعًا عن أبي هريرة أخرجه الطبراني في الأوسط (6120) وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 803): لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

سهل (¬1) ابن سعد" صححه الحاكم، قيل: ورمز المصنف لصحته ولم أره فيما قوبل على خطه إلا أنه تعقبه البيهقي بقوله فيه خالد بن عمرو ضعيف وكذلك تعقب الذهبي الحاكم في تصحيحه له بأن فيه خالد بن عمرو وضاع وأعله بغيره. 955 - "أزهد الناس في العالم أهله وجيرانه (حل) عن أبي الدرداء (عد) عن جابر (ض) ". (أزهد الناس في العالم) اسم فاعل من العلم أقلهم رغبة فيه وفي متابعة أقواله والإقتداء بأفعاله (أهله وجيرانه) وكل من بعد عنه كان فيه أرغب وله أحب وهو من أعلام النبوة (حل عن أبي الدرداء عد عن جابر) (¬2) رمز المصنف لضعفه. 956 - "أزهد الناس في الأنبياء وأشدهم عليهم الأقربون، ابن عساكر عن أبي الدرداء (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4102) قال البوصيري (4/ 210): هذا إسناد ضعيفٌ والطبراني في الكبير (6/ 193) رقم (5972) والحاكم في المستدرك (4/ 313) والبيهقي في الشعب (10522) وفي إسناده خالد بن عمرو وضّاع وقال المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 75): وقد حسن بعض مشايخنا إسناده، وفيه بعد لأنه من رواية خالد بن عمرو القرشي الأموي السعيدي عن سفيان الثوري عن أبي حازم عن سهل وخالد هذا قد ترك واتهم ولم أر من وثقه أهـ. وصححه الألباني في صحيح الجامع (919)! (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية كما في كنز العمال (44093) وأخرجه كذلك ابن عساكر (37/ 291) عن أبي الدراء، وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 367) عن جابر بن عبد الله، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (469) وتعقبه السيوطي في اللآلئ (1/ 212)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (796) والسلسلة الضعيفة (2750) موضوع. أما حديث أبي الدرداء ففي إسناده عمرو بن شمر قال يحيى ليس بشيء وقال الجوزجاني زائغ كذاب وقال ابن حبان رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات وقال البخاري منكر الحديث وقال يحيي لا يكتب حديثه. انظر الميزان (5/ 324) والمجروحين (2/ 75) وأما حديث جابر ففي إسناده المنذر بن زياد قال الفلاس كان كذابا، وقال الدارقطني متروك، وذكر له الحافظ في اللسان بعض موضوعاته. انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 139) والميزان (6/ 514) واللسان (6/ 89).

(أزهد الناس في الأنبياء وأشدهم عليهم) في الأذية (الأقربون) منهم وكفاء بما حكاه الله عن آزر أبي خليله - عليه السلام -: {يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [إبراهيم: 46] وعن امرأة نوح ولوط وناهيك بما لقيه خاتم الرسل - عليه السلام - من قرابته من عمه أبي لهب وكان أشد ما لقي من قريش وكفاك أنه فارقها من آذاهم وهي أحب أرض الله فرارًا من شرهم. وسلوه وجزء جذع إليه ... وقلوه ووده الغرباء (¬1) حتى سعد السعداء بنصرته وشقي القريب بمحاربته والسر في ذلك التعاسة والحسد لمن اختصه الله بوحيه والجحد لنعمة الله على بعض عباده والحسد في القرابة أكثر فإنهم معدن حسد بعضهم لبعض ولما كان العلماء ورثة الأنبياء كان أحسد الناس في العالم أهله وجيرانه (ابن عساكر عن أبي الدرداء) (¬2) رمز المصنف لضعفه. 957 - "أزهد الناس من لم ينس القبر والبلاء، وترك أفضل زينة الدنيا، وآثر ما يبقى على ما ينفني، ولم يعد غدًا من أيامه, وعد نفسه في الموتى (هب) عن الضحاك مرسلاً". (أزهد الناس من لم ينس القبر والبلى) المراد تقدم نسيانه الاشتغال بالعمل الصالح لحلوله والتذكر لنزوله وتصويره للنفس كل حين لترغب فيما يؤنسها فيه وترغب عما يوحشها في نواحيه فإن ذكر القبر إذا لم يكن لذلك كان قليل الجدوى عدم الفائدة بل ربما جعله الخليع ذريعة إلى قضاء شهوته كما قيل: زودينا من حسن وجهك ما دام ... فحسن الوجوه حال يحول ¬

_ (¬1) أورده البوصيري في البردة (رقم 65). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (37/ 291) وقال الألباني في ضعيف الجامع (795) والسلسلة الضعيفة (2750): موضوعٌ في إسناده عمرو بن شمر وقد تقدم الكلام عليه في الحديث السابق.

صلينا نصلك في هذه الدنيا ... فإن المقام فيها قليل (1) وكقوله: خذوا من نصيب من نعيم ولذة ... فكل وإن طال المدى ينصرم (وترك أفضل زينة الدنيا) وهذا يتفرع على ذكر القبر والبلى لأن من جعل القبر نصب عينيه لم يطمح نفسه إلى غير ما يسد الجوعة ويواري العورة (وآثر ما يبقى) وهي الدار الآخرة (على ما يفني) وهي الدار الدنيا (ولم يعد غداً من أيامه) فيقل أمله ويحسن عمله [1/ 269] ويريح خاطره ويقر ناظره (وعد نفسه في الموتى) نزل ما لا بد من وقوعه كأنه قد وقع على نفسه في من لا حاجة له إلى الدنيا وهذه المعطوفات على الأول كالتفسير له (هب عن الضحاك مرسلاً) (¬2). ¬

_ = (1) الأبيات للمتنبي. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10565)، عن الضحاك بن مزاحم مرسلاً قال الحافظ في التقريب (2978) صدوق كثير الإرسال. وسليمان بن فروخ أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 135) وقال روى عنه أبو معاوية وقريش بن حبان العجلي، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (797) والسلسلة الضعيفة (1292).

الهمزة مع السين المهملة

الهمزة مع السين المهملة 958 - " أسامة أحب الناس إلي (حم طب) عن ابن عمر (صح) ". (أسامة) هو ابن زيد مولاه - صلى الله عليه وسلم - بن مولاه (أحب الناس إلى) أكثرهم محبوبية إلى قلبي وتقدم حديث: "أحب الناس إلى عائشة ومن الرجال أبوها" فلابد من التوفيق بين الحديثين وذلك بأن يراد بالناس هنا مواليه وأسامة منهم أو يراد ما عدا أبا بكر أو يراد بما في الحديث الأول ما عدا أسامة وغايته أنه إن لم يقم على التوفيق دليل بقي حديث أسامة فقيدًا أنه أحب الناس إليه - صلى الله عليه وسلم - وحديث أبي بكر كذلك فيفيدان أحبية كل منهما إليه - صلى الله عليه وسلم - على الناس وأما هما فيما بينهما فلا دليل على أحبية أحدهما إليه على الآخر من نفس الحديثين بل من أدلة أخرى وأحب هنا من اسم التفضيل المبني للمفعول (حم طب عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي. 959 - "إسباغ الوضوء في المكاره، وإعمال الأقدام إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، يغسل الخطايا غسلاً (ع ك هب) عن علي (صح) ". (إسباغ الوضوء) بالغين المعجمة إتمامه وإكماله (في المكاره) جمع مكره وهو ما يكرهه الإنسان ويسؤه ويشق عليه والكره بالضم المشقة كالوضوء مع البرد الشديد والعلل التي يتأذى معها بإمساس الماء مع إعوازه والحاجة إلى طلبه والسعي في تحصيله وابتياعه بالثمن الغالي وما أشبه ذلك من الأسباب الشاقة قاله ابن الأثير (¬2) (وإعمال الأقدام) بكسر الهمزة أي نقلها وعبر عنه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 96) والطبراني في الكبير (1/ 159) رقم (372) والحاكم (3/ 596). وصححه الألباني في صحيح الجامع (924) والسلسلة الصحيحة (745). (¬2) النهاية (4/ 169).

بالأعمال إشارة إلى أنه عمل متكرر بنية واختيار (إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة) ظاهره انتظارها حيث صليت الأولى في مسجد أو غيره ويحتمل أن يراد توطين النفس على أدائها وإن لم يكن في مسجد (يغسل) هذه الثلاثة (الخطايا غسلاً) تأكيدا لذلك (ع ك هب عن علي) رمز المصنف لصحته (¬1). 960 - "إسباغ الوضوء شطر الإيمان، و"الحمد لله" تملأ الميزان, والتسبيح والتكبير يملأ السماوات والأرض، والصلاة نور، والزكاة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك. كل الناس يغدو: فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها (حم ن هـ حب) عن أبي مالك الأشعري (صح) ". (إسباغ الوضوء شطر الإيمان) نصفه وورد بلفظ الطهور شطر الإيمان فيعمل على المسبغ منه لهذا الحديث ومعنى كونه شطر الإيمان ما قاله في النهاية (¬2) من أن الإيمان يطهر الباطن والطهور يطهر نجاسة الظاهر (والحمد لله تملأ الميزان) أي هذا الثناء بهذا اللفظ يملأ ميزان الأعمال الصالحة في الآخرة بناء على تجسيم الأعمال في النشأة الأخرى أو على أنهما توزن صحيفة العمل أو على أن الأجر يملأها (والتسبيح والتكبير يملآن ما بين السماوات والأرض) أي في الدنيا لأنه الأظهر عند إطلاقهما أو المراد نورهما أو بركتهما تملآن الأكوان أو هما أنفسهما على كيفية لا يعلمها إلا الله أو ملائكتهما الذين يرفعونهما والأظهر أن المراد من التسبيح قول: سبحان الله، والتكبير قول: الله أكبر، ويحتمل أن يراد مطلق التنزيه والتعظيم بأي عبارة كانا أو يراد: الكلمتان الخفيفتان في اللسان الثقيلتان في الميزان (والصلاة نور) يحتمل نور لصاحبها في الدنيا لما يجعل الله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (488) (1355) والحاكم (1/ 132) والبيهقي في الشعب (2739) وابن عبد البر في التمهيد (20/ 224) وقال المناوي (1/ 484): قال الزين العراقي: رواته ثقات، وقال المنذري: إسناده صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (927). (¬2) النهاية (2/ 743).

على ذاته من الوضاءة في الوجه والنور في القلب والبصيرة فيهتدي إلى كل خير ويلتهي [1/ 270] عن كل فحشاء ويحتمل أنها نور له في الآخرة يهديه طريق النجاة في الصراط ومواقف القيامة كما يشير إليه قوله تعالى: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [الحديد: 12] الآية وأحاديث إعطاء المؤمن النور يوم القيامة على قدر إيمانه تشهد لذلك أو المراد أنها نور له في الدارين ثم المراد الفريضة والمراد منها ما أتم فاعلها أركانها وأذكارها وهي التي تقول له حفظك الله لا التي تلف ويضرب بها وجهه (والزكاة برهان) في النهاية (¬1) بلفظ: "الصدقة برهان" وفسر البرهان بالحجة والدليل في أنها حجة لطالب الأجر من أجل أنها فرض يجازي الله به وعليه انتهى. قلت: ويحتمل أن المراد أن إخراجها دليل على إيمان صاحبها فإنه لا يسمح بها إلا من وقر إيمانه وقام عليه برهان ولذا قال تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ} [فصلت: 6، 7] خصها من بين الواجبات لشدة الحامل على عدم إخراجها وهو حب المال (والصبر ضياء) الصبر حبس النفس عن فعل ما يقبح وعلى فعل ما يحسن فمن التزمه فهو ضياء له في تروكه وأفعاله والضياء أقوى من النور بحكم الوضع ولذا نسب الضياء إلى الشمس والنور إلى القمر {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} [يونس: 5] ولما كان الصبر لا بد منه في فعل كل طاعة وترك كل معصية سمي بأقوى الاسمين لا أنه أقوى من كل طاعة في الإثارة والهداية إلى الطاعات فعلا وإلى المعاصي تركا (والقرآن حجة لك) إن فعلت به (أو عليك) إن خالفته ويحتمل أن المراد حجة لك تحتج بها على الخصوم لما أودع الله فيه من الأدلة على المطالب العلية وتحتج به على نفسك وتردها بدلائله عما ترغب إليه من مخالفته أو حجة عليك احتج بها الله بما ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 122).

أقامه من دلائل توحيده وعدله وحكمته وقدرته (كل الناس يغدو) وهو من الغدو بالمعجمة وهو سير أول النهار ويريد هنا مطلق السير في أي وقت، فإن الناس كلهم في سفر إلى الآخرة (فبائع نفسها فمعتقها) ثم قسمهم قسمين فمنهم من باع نفسه من الله تعالى بأن جعل تصرفه كله على وفق ما أمره الله به فأعتقها من عذابه وغضبه أو بائع نفسه من شهواته بحظوظ دنياه فهذا بائع نفسه (موبقها) مهلكها. واعلم أن هذا الحديث الجليل اشتمل على عبادات الأبدان الفعلية والقولية والمالية وعلى أعمال القلب وأشار إلى كل شيء من ذلك بالإتيان بأشرف أفراده فأشار إلى عبادة الأبدان الفعلية بالوضوء وإلى القولية بالذكر وإلى الجمع بينهما بالصلاة وإلى أعظم الواجبات المالية بالزكاة وإلى أشرف أعمال القلب بالصبر وإلى أعظم حجة الله على عباده بالقرآن فتأمله ما أشرفه وما أجمعه لأنواع الخير (حم ن 5 حب عن أبي مالك الأشعري) (¬1) رمز المصنف لصحته. 961 - "استاكوا، وتنظفوا، وأوتروا؛ فإن الله - عز وجل - وتر يحب الوتر (ش طس) عن سليمان بن صرد (ح) ". (استاكوا وتنظفوا وأوتروا) أمر بإيتار ما ذكر من الاستياك والتنظف ويحتمل أنه أمر بصلاة الوتر وهو أن يصلى مثنى مثنى ثم يصلى في آخره ركعة مفردة أو يضيفها إلى ما قبلها من الركعات قاله ابن الأثير (¬2) (فإن الله - عز وجل - وتر يحب الوتر) في النهاية (¬3) الوتر [1/ 271] بكسر واوه الفرد وتفتح والله واحد في ذاته لا ينتقل ولا يقبل الانقسام واحد في صفاته لا شبيه له ولا مثل، واحد في أفعاله بلا معين ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (223)، وأحمد (5/ 342)، والنسائي (5/ 5)، وابن ماجه (280)، وابن حبان (844). (¬2) النهاية (5/ 319). (¬3) النهاية (5/ 146).

ويحب الوتر يثيب على فعله ويقبله من عامله (طس (¬1) عن سلمان بن صرد) (¬2) بالصاد المهملة فراء فدال مهملة بزنة عمر وهو خزاعي كوفي له صحبة (¬3) ورمز المصنف لحسنه. 962 - "استتروا في صلاتكم ولو بسهم (حم ك هق) عن الربيع بن سبرة (صح) ". (استتروا) أي اجعلوا بينكم وبين القبلة (في صلاتكم) حال الصلاة سترة (ولو بسهم) السهم في الأصل واحد السهام التي تضرب بها في الميسر وهي القداح سمي به ما يفوز به الفالح ثم كثر حتى سمي كل نصيب سهمًا قاله في النهاية (¬4) ولم يذكر الحديث، وفي القاموس: أنه يقال لمعان منها واحد النبل والأقرب أنه المراد هنا من باب ولو مثل مفحص قطاة ويحتمل أنه يجزئ السهم سترة كما يجزئ الخيط (حم هق ك عن (¬5) الربيع بن سبرة) بفتح السين المهملة وسكون الموحدة وهو ابن معبد الجهني المدني (¬6) ورمز المصنف لصحته. 963 - "استتمام المعروف أفضل من ابتدائه (طس) عن جابر (ض) ". (استتمام المعروف أفضل من ابتدائه) أي وإتمامه فالسين ليست المطلب بل ¬

_ (¬1) في المطبوعة (ش طس). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 157) رقم (1806) والطبراني في الأوسط (7442) وقال الهيثمي في المجمع (2/ 240) فيه إسماعيل بن عمرو البجلي ضعفه أبو حاتم والدارقطني وابن عدي ووثقه ابن حبان. انظر الميزان (1/ 399) والمغني (696) والثقات (8/ 100). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (800) والسلسلة الضعيفة (939). وسقط من المخطوط رمز "ش". (¬3) الإصابة (3/ 172). (¬4) النهاية (2/ 429). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 404) والحاكم (1/ 252)، وقال: على شرط مسلم، والبيهقي (2/ 270) وكذلك ابن خزيمة (810). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (801) والسلسلة الضعيفة (2760) ثم تراجع وصححه في السلسلة الصحيحة (2783). (¬6) الإصابة (3/ 280).

للتأكيد ويحتمل أنها له ويراد طلب الشفيع الحاجة للغير من الغير أفضل من ابتداء الإعانة فإنه يطلب له الحاجة بعد تعلق نفسه بها أتم تعلق فيكون إعانته على إنجازها أفضل وأوقع وإنما كان على الأول التمام أفضل من الابتداء لأن الابتداء بالإحسان قد تخف على نفس الواهب ويسمح به والإتمام قد يشق عليه وإنما الفضيلة على قدر المشقة أو لأنه بإحسانه وابتدائه به قد أنس المحسن إليه وأدخل عليه السرور فإن لم يتمه أوحشه وانقلب فرحه ترحا والناس طبقات في هذا المعنى منهم من يتمم مكارمه كما قيل: قوم إذا غرسوا استقوا وإذا بنوا ... لا يهدمون لما بنوه أساساً (¬1) وهذا قليل ومنهم من يزيد على الإتمام كما قيل: ونكرم ضيفنا ما دام فينا ... ونتبعه الكرامة حيث كانا وهذا أقل ومنهم وهو الأكثر من يتمم إحسانه. كما قيل: وما كُلُّ هاوٍ للجَميل بِفَاعلٍ ... وَلا كُلُّ فَعَّالٍ له بِمُتمّمِ (¬2) (طس عن جابر) (¬3) رمز المصنف لضعفه. 964 - "استحلوا فروج النساء بأطيب أموالكم (د) في مراسيله عن يحيى بن يعمر مرسلاً". (استحلوا) اطلبوا حلال (فروج النساء بأطيب أموالكم) وهو الحلال لأن الحرام ليس بطيب والمراد ما يعطى في الصداق وفي مؤن النكاح أو يراد بأطيب الأموال ما أمر الله به من الصداق الشرعي ويكون كناية عن العقد لأنه من لازمه ¬

_ (¬1) الأبيات لأبي نواس وكذلك للعطوي محمَّد بن عبد الرحمن العطوي الكناني (ت 250). (¬2) الأبيات للمتنبي. (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (432) ولم يعزه الهيثمي إلى الأوسط, والقضاعي في مسند الشهاب (1269) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 182): فيه عبد الرحمن بن قيس الضبي وهو متروكٌ.

وزجراً عن مهر البغي واستحلال فرجها به أي استحلوا الفروج وأطيبوا الأموال وهو المال الذي أمركم الشارع بإعطائه لا بالمال الخبيث وهو مهر البغي فإنه لا يحل به فرج وهذا أنسب بقوله استحلوا، وفي الحديث مأخذ لمن يقول لا يكون الصداق إلا مالاً (د في مراسيله عن يحيى بن يعمر) (¬1) بفتح المثناة التحتية والميم بينهما عين فمهملة ساكنة البصري قال في الكاشف: ثقة مصري وفي التقريب: ثقة (مرسلاً). 965 - "استحي من الله استحياءك من رجلين من صالحي عشيرتك (عد) عن أبي أمامة (ض) ". (استحي من الله استحيائك من رجلين من صالحي عشيرتك عد عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه (¬2). 966 - "استحيوا من الله تعالى حق الحياء؛ فإن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم (تخ) عن ابن مسعود (ح) ". (استحيوا) خطاب للأمة (من الله حق الحياء) منصوب على أنه مفعول مطلق وتقدم حقيقة الحياء وأنه تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به وفسر في الشرع بأنه خلق يبعث على اجتناب القبيح ويمنع من التقصير في حق ذي الحق وفسر أيضاً بأنه قوي نفسانية سهل على المتصف بها الإتيان بالأفعال الحميدة والآداب المرضية فيصير ذلك كالخلقة في صاحبه فإن الله تعالى (قسم بينكم أخلاقكم) تعليل للأمر بالحياء ووجهه أنه إذا كان الذي قسم بينكم ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في المراسيل (211) عن يحيى بن يعمر مرسلاً وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (803). وانظر: الكاشف (6273)، والتقريب (7678). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 136) (4/ 89). في ترجمة جعفر بن الزبير الشامي وقال: قال النسائي: متروك الحديث، قال المناوي (1/ 487): إسناده ضعيف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (804) والسلسلة الضعيفة (1500) (1642): ضعيف جدًّا.

الأخلاق (كما قسم بينكم أرزاقكم) ولا يعطي ولا يمنع [1/ 272] إلا لحكمة له في ذلك فاستحيوا منه ولا تأتوا ما لا يرضاه فليستعمل هذا الخلق الذي وهبه فيما يرضيه كما أنه لما كان قاسم الأرزاق واهبها فلا تنفق إلا فيما يرضيه، وفي الحديث دليل على أن الأخلاق عزيزة يهبها الله لمن يشاء من عباده، قال القرطبي (¬1): الخلق جبلة في نوع الإنسان وهم في ذلك متقاربون فمن غلب عليه شيء منها كان محمودا وإلا فهو مأمور بالمجاهدة حتى يصير محمودا وكذا إن كان ضعيفاً فإنه يرتاض صاحبه حتى يقوى فإن من أعطاكم الأرزاق والأخلاق هو الذي يحب الحياء من مخالفته رعاية لسابق نعمته ويأتي بيان الحياء من الله في الحديث الثاني (تخ عن ابن مسعود) (¬2) رمز المصنف لحسنه. 967 - "استحيوا من الله تعالى حق الحياء، من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء (حم ت ك هب) عن ابن مسعود (صح) ". (استحيوا من الله حق الحياء) وكأنه قيل وكيف نستحي منه تعالى حق الحياء؟ وفي رواية: قالوا يا رسول الله إنا نستحي من الله، كما في رواية الترمذي فقال: (من استحى من الله حق الحياء) من إضافة الصفة إلى الموصوف أي الحياء الحق الذي لا باطل فيه إشارة إلى أن من الحياء ما هو باطل وهو الذي يفضي بصاحبه إلى الإخلال بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ¬

_ (¬1) نقل ذلك عن المفهم للقرطبي نقله الحافظ في الفتح (10/ 459). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 313) في ترجمة صباح بن محمَّد بن أبي حازم البجلي ليس فيه "استحيوا من الله تعالى حق الحياء". وصباح بن محمَّد قال ابن حبان يروي الموضوعات. انظر الميزان (3/ 420). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (806) وفي السلسلة الضعيفة (2822).

ونحوه، هذا بيان وتفسير لحق الحياء (فليحفظ الرأسى وما وعى) والرأس قد وعى السمع والبصر واللسان والأنف وهذه هي حواسيس الخير والشر وهي الحواس فقد أرشد إلى أنه أريد بالرأس وما وعى ذلك فقابلته له بالبطن وما حوى فإنا لو لم ندخل فيه اللسان والأنف والبصر لخرجت عن الأمر بالحفظ وقد علم أنها قد طفحت الأحاديث والآيات بالتوصية بحفظ هذه الحواس وحاش كلام الشارع عن الإهمال لما هو أعظم جوارح العصيان فلا يرد أن الرأس إذا أطلق فإنه لا تشمل الوجه كما في آية الوضوء وذلك حيث يطلق وهنا قد قيد بقوله وما وعى فهم ولا يفعل ذلك للترتيب لرتبه ونحوها وحفظ. واعلم أن حفظ اللسان أن لا ينطق إلا بخير ولا يحبسها عن ذكر فرض أمر بمعروف أو نهى عن منكر وإرشاد إلى علم وأن لا يلوك بها حراما وحفظ النظر أن لا ينظر إلى ما نهى الشارع عن نظره وأن لا ينظر إلى ما أباحه إلا معتبرا مفكرا في قدرة بارئه وحفظ السمع أن يصونه عما نهى عنه الشارع وأن يصغيه إلى كلام الله ورسوله، وحفظ الأنف أن لا يشم بها ما يحرم شمه وحفظ الجبهة أن لا يسجد بها لغير الله وحفظ الرأس أن لا يخضع بها لغير الله ولا يحلق شعره للمشايخ كعبادة ذوي الجهالات وحجاج المشاهد الذين يحلقون رؤسهم لمشايخهم تعبداً وتواضعاً فإن حلق الرأس من جملة مناسك حج بيت الله ومن حفظه أن لا يخضبه فيما لا يحل من الخضاب ولا يخضب لحيته به وأن يعفيها ويحفي شاربه وغير ذلك فكله داخل تحت حفظ الرأس وما وعى (وليحفظ البطن وما حوى) كلمة جامعة كالأولى فإن البطن قد حوى أشرف مضغة في الإنسان وهي القلب فإنه معدن الخير والشر وهي المضغة التي إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد وهو مقر الإيمان والكفر والاعتقادات الحقة والباطلة ومحط رحال الوساواس وهو الملك الذي سائر الحواس له كالخدم تخبره بما تراه من

خير وشر وهي رسله وطلائع خيره ولذا سماه القائل: رائدة للقلب. وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر ولذا كان مسئولًا عما يقول الإنسان كما قال الله تعالى: {وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36] وإليه نسب الله العقل {فَتكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} [الحج: 46] وفي الحقيقة هو الإنسان ولذا قيل: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم (¬1) [1/ 273] واللسان في الحقيقة مغرفته وعنه يعبر ولذا قيل: إن الكلام لفي الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلا فالقلب جملة الإنسان وحفظه حفظ الدين وإضاعته إضاعته فمن حفظه صونه عن الاعتقادات الباطلة والأماني الكاذبة والأفكار الفاسدة وغسله عن أدران الكبر والحسد والغل وحب الدنيا وعن كل ما يخالف أمر الشارع والمحل محل بسط ولعله يأتي مفرقاً ويدخل فيما حوى البطن الفرج بمثل ما دخلت به الحواس في الرأس لأنه لو لم يدخل لفات من التوصية حفظة وهو من أهم ما وصى الشارع في حفظه {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} [المؤمنون: 5] وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من يضمن لي ما بين فكيه وما بين رجليه" (¬2) الحديث وغيره، وحفظ البطن يشمل حفظه عن الحرام والشبهات أكلا وشربا وعن امتلائه من الحلال بحيث يقويه على الطاعات (وليذكر الموت والبلى) بكسر الموحدة من بلى الثوب يبلى بَلا وبِلاء وقد كثر في الحديث التوصية بذكر الموت وبين - صلى الله عليه وسلم - فائدة ذكره بأنه يوسع على العبد صوغته ويضيق على الموسع سعيه وأنه يمحص ¬

_ (¬1) من شعر عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (العصر الأموى) ت (129هـ). (¬2) أخرجه البخاري (6109) بلفظ: "من يضمن لي ما بين لحييه ... ".

الذنوب ويزهد في الدنيا وتأتي الأحاديث في ذلك. (ومن أراد الآخرة) أي أراد نعيمها الذي أعده الله لأوليائه (ترك زينة الحياة الدنيا) هي التي ذكرها تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46] وفي قوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} [آل عمران: 14] الآية وهو المراد بقوله: ومن أراد زينة الحياة الدنيا وليس المراد أن لا يكون له أهل ولا مال فإنه قد كان للأنبياء أهل ومال إنما المراد لا يجعلها أكبر همه وجل مطلبه كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "في الدنيا اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا" (¬1) وهو المراد من قوله وآثر الآخرة على الأولى أي قدم ما ينفعه فيها على ما ينفعه في هذه الدار الدنيا (فمن فعل ذلك) إشارة إلى كل ما ذكر (فقد استحى من الله حق الحياء) فلا يتصف به إلا من اتصف بما ذكر (حم ت ك هب عن ابن مسعود) (¬2) رمز المصنف لصحته قال الشارح: لعله اغترار منه بتصحيح الحاكم وتقرير الذهبي وليس سديد، فقد تعقب بأن فيه أبان بن إسحاق قال الأزدي: تركوه لكن وثقه العجلي عن الصباح بن مرة قال في الميزان: واهٍ وقال المنذري: رواه الترمذي وقال: غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح قال المنذري: وأبان فيه مقال والصباح مختلف فيه وقيل: إنه موقوف. 968 - "استذكروا القرآن، فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها (حم ق ت ن) عن ابن مسعود (صح) ". (استذكروا) بالذال المعجمة من الذكر (القرآن) اطلبوا من نفوسكم ذكره ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3502)، وابن المبارك في الزهد (431)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (401). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 387) والترمذي (2458) وقال: إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحاق عن الصباح بن محمد، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 348): أبان والصباح مختلف فيهما وقد ضعف الصباح برفعه هذا الحديث وصوابه عن ابن مسعود موقوفاً عليه، قال المناوي (1/ 488): فيه أبان بن إسحاق قال الأزدي: تركوه لكن وثقه العجلي عن الصباح بن مرة قال فى الميزان: والصباح واهٍ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (933).

وحفظه وذلك بمعاودة تلاوته كما أتى بهذا اللفظ عند الشيخين وسيأتي (فلهو أشد تفصيا) بالفاء والصاد المهملة فمثناة تحتية في النهاية (¬1) أي أشد خروجًا يقال تفصيت عن الأمر تفصيا إذا خرجت منه وتخلصت (من صدور الرجال) التي هي محل حفظه كما قال: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت: 49] (من النعم) بفتحتين الإبل والشياه أو خاص بالإبل قاله في القاموس (¬2) والمراد هنا الأول (من عقلها) جمع عقال ككتاب وكتب وهو ما يشد به البعير والحديث أمر بتعهد القرآن وحفظه بالتلاوة وقد قدر - صلى الله عليه وسلم - مدة معلومه سيأتي أحاديثها (حم ق ت ن عن ابن مسعود) (¬3). 969 - "استرشدوا العاقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا (خط) في رواية مالك عن أبي هريرة (ض) ". (استرشدوا العاقل) أي اطلبوا [1/ 274] رشده أي ما يرشدكم إليه والرشد خلاف الغي والعاقل ذو العقل وهو على ما في القاموس (¬4) نور روحاني به تدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية وابتداء وجوده عند إحسان الولد ثم لا يزال ينمو إلى أن يكمل عند البلوغ انتهى. واعلم أنهم ذكروا للعقل خمسة أقسام. الأول: غريزي وهو في كل آدمي مؤمن وكافر. الثاني: ما يكسبه الإنسان من مخالطة العقلاء. الثالث: عقل المؤمن الذي اهتدى به إلى الإيمان. الرابع: عقل الزهاد، ولذا يقول الفقهاء: أعقل الناس أزهدهم. ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 452). (¬2) القاموس المحيط (صـ 703). (¬3) أخرجه البخاري (5032) ومسلم (790) والترمذي (2942) والنسائي (2/ 154)، وأحمد (1/ 423). (¬4) القاموس المحيط (ص 1336).

الخامس: شرفي وهو عقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه أشرف العقول. وقال مجد الدين بعد ما سبق نقله الأقوال في حقيقته وذكره كونه نور إلى آخره وهذا هو الحق في حقيقته. قلت: يؤيده ما روي عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "العقل نور في القلب يفرق بين الحق والباطل" (¬1) وفي هذا الحديث دليل أن محله القلب. ويدل له أيضاً ما أخرجه البخاري في الأدب والبيهقي في الشعب بسند جيد عن علي - رضي الله عنه -: "العقل في القلب" (¬2). ويدل له أيضًا قوله تعالى: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} [ق:37] وهذا رأي جمهور المتكلمين والشافعية وقالت الأطباء والحكماء: محله الدماغ وللمسألة محل آخر وقالت الحكماء من علامات العاقل أن لا يتكلف ما لا يطيق ولا يسعى فيما لا يدرك ولا ينظر فيما لا يعنيه ولا ينفق إلا بقدر ما يستفيد (ترشدوا) تصيروا بإرشاده ذوي رشد (ولا تعصوه) بمخالفة رأيه (فتندموا) وهو حث على طلب رأي العاقل والعمل بما يرشد إليه (خط في وواة مالك عن أبي هريرة) (¬3) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح أخرجه بسند واه. 970 - "استرقوا لها؛ فإن بها النظرة (ق) عن أم سلمة" (صح). ¬

_ (¬1) أورده الجرجاني في التعريضات (1/ 197). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (547) والبيهقي في الشعب (4662) والمزي في تهذيب الكمال (22/ 567) في ترجمة عياض بن خليفة وانظر فتح الباري (1/ 129). (¬3) أخرجه الخطيب في رواة مالك كما في الكنز (7180) والمداوي للغماري (1/ 523) رقم (975)، والقضاعي في الشهاب (722)، ورواه الحارث كما في المطالب (12/ 106) رقم (2778) وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 215) رقم (15). وقال الألباني في ضعيف الجامع (807) والسلسلة الضعيفة (617): موضوعٌ في إسناده سليمان بن عيسى بن نجيح قال الجوزجاني كذاب مصرح وقال أبو حاتم كذاب وقال ابن عدي يضع الحديث، ثم ساق له الذهبي بلايا ومنها هذا الحديث وقال غير صحيح. انظر ميزان الاعتدال (3/ 308).

(استرقوا لها فإن بها النظرة) أصله عن أم سلمة أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى في بيتها جارية في وجهها سعفة فذكره، أمر بالاسترقاء قال الفراء: والسعفة نظرة من الجن يقول بها عين أصابتها من نظر الجن أنفذ من أسنة الرماح وفي النهاية (¬1): هو بسكون العين قروح تخرج من رأس الصبي، وقيل: هو مرض يسمى داء الثعلب سقط منه الشعر انتهى. ولا يخفى أنه لا يوافق قوله أن بها النظرة إلا أن يقال إن سقوطه أخطر من النظرة والمراد الاسترقاء بالتعوذات التي أنزلها الله في كتابه الكريم (ق عن أم سلمة) (¬2). 971 - "استشفوا بما حمد الله تعالى به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح الله تعالى به نفسه "الحمد لله"، و"قل هو الله أحد" فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ابن قانع عن رجاء الغنوي" (ض). (استشفوا) اطلبوا الشفاء (بما حمد الله به نفسه) ويأتي بيانه (قبل أن يحمده خلقه) أي قبل إيجادهم (وبما مدح الله به نفسه) والفرق بين الحمد والمدح معروف وكأنه قيل بماذا حمد نفسه ومدحها فقال (الحمد لله) أي إلى آخر السورة ويحتمل أن يراد هذا اللفظ بخصوصه إلا أن قرانه بقوله (قل هو الله أحد) يرشد إلى أن المراد الأول وهو لف ونشر إذ بالأولى حمد نفسه والثانية مدحها (فمن لم يشفه القرآن) يحتمل أن المراد به ما ذكر من السورتين عبر عنهما به لأنهما منه ويحتمل أنه أراد به أعم من ذلك كما يناسبه حديث علي - رضي الله عنه - عند ابن ماجه (¬3): الدواء القرآن وقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82] على أن من للتبيين لا للتبعيض وهو أصح القولين فيها ولا شك أن ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 368)، وقال الأزهري في تهذيب اللغة (1/ 187): المسفوعة من النساء التي أصابتها سفعة وهي العين وقال: هذا هو أحسن شيء في تفسيره وهو مما رواه عن أبي عبيد عن الأموي. (¬2) أخرجه البخاري (5739) ومسلم (2197). (¬3) ابن ماجه (3533).

بعض الكلام له منافع وخواص [1/ 275] فما الظن بكلام رب العالمين الذي فضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه. قال ابن القيم (¬1): إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع فما الظن بكلام رب العالمين ثم بالفاتحة التي لم ينزل في القرآن ولا غيره من الكتب مثلها لتضمنها معاني الكتاب ثم قال: ولقد نزل بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت فيه الأطباء والدواء فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربةً من زمزم وأقرأ عليها مراراً ثم أشرب فوجدت لذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع ثم قال: وقد ثبت في الصحيحين (¬2): رقية الصحابة للديغ بالفاتحة وبرؤه من ساعته وأخذهم على ذلك قطيعًا من الغنم وقوله - صلى الله عليه وسلم - لما أخبروه: "قد أصبتم"، إلا أن الاستشفاء بهذه الرقى والتعوذات كما قال ابن القيم أيضاً تحتاج إلى قلب صادق ويقين خالص وما هي إلا كالسيف الباتر في يد الضارب فإن وجد ضارباً قوياً خبيراً بموقع الضرب ظهر أثره وإلا لم يفده فالخلل إذا لم يفد ليس من السيف بل من الضارب كذلك هذه الرقى النبوية الإلهية تنفع من طلب الشفاء بها فالخلل في اعتقاده لا فيها نفسها وقوله (فلا شفاه الله) يرشد إلى ذلك وأنه يريد لم يره شافيا ولا عده نافعاً فلا يحصل له الشفاء فاستحق أن يعاقب بالدعاء عليه لأنه لعدم اعتقاده للشفاء صار حقيقاً بالعقوبة جديراً بالدعاء عليه (ابن قانع عن رجاء) (¬3) بفتح الراء فجيم فألف ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 178). (¬2) البخاري (2156)، ومسلم (2201). (¬3) أورده الخلال في فضائل سورة الإخلاص (33) وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 215) رقم (244)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 1127) رقم (2831) قال المناوي (1/ 491): أشار الذهبي في تاريخ الصحابة إلى عدم صحة هذا الخبر فقال في ترجمة رجاء هذا: له صحبة نزل البصرة وله حديث لا يصح في فضائل القرآن. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (810) والسلسلة الضعيفة (152) وقال في السلسلة الضعيفة (152) ضعيف جداً. في إسناده أحمد بن الحارث الغساني قال =

مقصورة (الغنوي) بفتح المعجمة فنون نسبه إلى غنية اسم قبيلة ورمز المصنف لضعفه قال الذهبي في تاريخ الصحابة رجاء هذا له صحبة نزل البصرة وله حديث لا يصح في فضل القرآن قال الشارح: يشير إلى هذا الحديث (¬1). 972 - "استعتبوا الخيل تعتب (عد) وابن عساكر عن أبي أمامة". (استعتبوا) بالمثناة بعد المهملة بعدها مهملة من العتبى يقال اعتبني فلان إذا عاد إلى مرضاتي واستعتب: طلب أن يرضى عنه والعتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة بالموحدة ولفظ استعتبوا هنا يحتمل أنه بمعنى عاتبوا (الخيل) كما في الحديث الآخر عاتبوا الخيل فإنها (تعتب) قال في النهاية (¬2): أي أدبوها وروضوها للحرب والركوب فإنها تتأدب وتقبل العتاب ويحتمل أنه على بابه والسين للطلب أي اطلبوا منها أن يرضنكم وذلك بأن تأدبوها وتروضوها حتى يقبل عنكم ويرضنكم حتى يطلبون ذلك منها، فهو كناية عن تأديبها ورياضتها وهو أبلغ من الأمر بها وعرفت معنى قوله (تعتب) (عد وابن عساكر عن أبي أمامة) (¬3) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إن إسناده ضعيف. 973 - "استعد للموت قبل نزول الموت (طب ك هب) عن طارق المحاربي (صح) ". (استعد للموت) جدد العدة للقائه بالعمل الصالح فلا عدة يدفع بها كربته ¬

_ = البخاري فيه نظر، قال أبو حاتم متروك الحديث، وقال العقيلي له مناكير لا يتابع عليه. انظر التاريخ الكبير (2/ 2) والميزان (1/ 222) وضعفاء العقيلي (1/ 125). (¬1) انظر: تجريد أسماء الصحابة للذهبي (1/ 182 رقم 1885)، والإصابة (2/ 479). (¬2) النهاية (3/ 175). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 288) وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 90) وفي إسناده محمَّد بن إبراهيم بن العلاء كان يسرق الأحاديث كما قال ابن عدي وأبو أحمد الحاكم في الكنى (2/ 203) رقم (648) وأورده العراقي في ذيل الميزان (8/ 21) ترجمة (41)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (811) والسلسلة الضعيفة (2755): موضوعٌ.

وتذهب بها شدائده مثله (قبل نزول الموت) وضع الظاهر موضع المضمر للتهويل وأمر بالاستعداد قبل نزوله لأنه إذا نزل {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] فإن نزوله كخروج بعض آيات ربك في أنه لا نفع للتوبة عند الغرغرة (طب ك هب (¬1) عن طارق المحاربي) (¬2) بضم الميم وحاء مهملة ثم موحدة وياء النسبة ورمز المصنف لصحته [1/ 276]. 974 - "استعن بيمينك (ت) عن أبي هريرة، الحكيم عن ابن عباس" (ض). (استعن بيمينك) أي على حفظ العلم كما يقيده سببه وهو أنه شكى إليه - صلى الله عليه وسلم - رجل أنه سمع الحديث فيعجبه ولا يحفظه فقال له - صلى الله عليه وسلم - استعن، وفيه الأمر بالكتابة للعلم (ت عن أبي هريرة، الحكيم عن ابن عباس) (¬3) رمز المصنف لضعفه. 975 - "استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع، ومن طمع يهدي إلى غير مطمع، ومن طمع حيث لا مطمع (حم طب ك) عن معاذ بن جبل (صح) ". (استعيذوا) بالذال المعجمة من الإعاذة وهي إلجأ (بالله من طمع) هو الحرص على الشيء يقال: طمع يطمع طمعا وطمعًا وطماعة وطماعية وقيل: الطمع تعلق البال بالشيء من غير تقدم سبب له، وقيل: ترويج النفس إلى الشيء ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 314) رقم (8174) والحاكم (4/ 312) والبيهقي في الشعب (10551) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 309): فيه إسحاق بن ناصح قال أحمد: كان من أكذب الناس. (¬2) انظر الإصابة (3/ 511). (¬3) أخرجه الترمذي (2666) وابن عدي في الكامل (3/ 59) عن أبي هريرة، وقال الترمذي: هذا حديث ليس بذلك القائم وسمعت محمَّد بن إسماعيل يقول: الخليل بن مرة منكر الحديث، وانظر العلل لابن أبي حاتم وقد قال: هذا حديث منكر (2/ 339). وأخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 174) عن ابن عباس.

شهوة له، وقيل: الطمع ذل ينشأ من الحرص والبطالة والجهل لحكمة الباري (يهدي) استعمال يهدى استعارة تهكمية (إلى طبع) بفتح الموحدة في النهاية (¬1) إلى عيب وشين واستعيذوا (من طمع يهدي إلى غير مطمع) إلى شيء لا يطمع فيه لحقارته واستعيذوا بالله (من طمع حيث لا مطمع) فيطمع فيما ليس فيه مطمع أصلاً بخلاف الأول ففيه شيء حقير إلا أنه لا يطمع فيه، والحديث زجر عن الطمع وأنه يفزع في العياذ منه إلى الرب تعالى لأنه داء أصله حب الدنيا وفي كلام النهج: إرزاء بنفسك من استنفر الطمع وفي كلام الحكماء مصرع العقول تحت بروق الأطماع ويأتي أن الصفاء الزلزال الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء الطمع ويقال العبيد ثلاثة: عبد رق وعبد شهوة وعبد طمع (حم طب ك عن معاذ بن جبل) (¬2) ورمز المصنف لصحته قال الحاكم: مستقيم الإسناد وأقره الذهبي لكن قال الهيثمي: في رواية أحمد والطبراني عبد الله الأسلمي ضعيف. 976 - "استعيذوا بالله من شر جار المقام؛ فإن جار المسافر إذا شاء أن يزايل زايل (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (استعيذوا بالله من شر جار المقام) بضم الميم وفتحها الإقامة (فإن جار المسافر إن شاء أن يزايل زايل) في النهاية (¬3) زايله زيالاً ومزايلة فارقة ويأتي حديث: "اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول" وتقدم "ادفنوا موتاكم بين قوم صالحين فإن الميت يتأذى بجار ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 112). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 232) والطبراني في الكبير (20/ 93) رقم (179) وكذلك البزار (7/ 105) رقم (2662)، والحاكم (1/ 533) في إسناده عبد الله بن عامر قال الذهبي في الميزان (4/ 130) ضعفه أحمد والنسائي والدارقطني وقال يحيى ليس بشيء وقال البخاري يتكلمون في حفظه وسئل عنه ابن المديني فقال ذاك عندنا ضعيف ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (815) والسلسلة الضعيفة (1373). (¬3) القاموس المحيط (1307).

السوء"، فيحتمل أن يراد هنا بدار المقامة القبور وبالمسافر دار الحياة فإن كلا مفارقها وعلى كل حال فالجاران يستعاذ من أن يكونا من أهل السوء بما يتفرع عنهما من ضرر من جاورهما (ك عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 977 - "استعيذوا بالله من العين؛ فإن العين حق (هـ ك) عن عائشة" (صح). (استعيذوا بالله من العين) يأتي تحقيقها في حرف العين (فإن العين) إصابتها (حق) أمر ثابت لا باطل وتخيل كما قالت طائفة جهلت العقل والشرع فإنهم أنكروا أمر العين وقالوا: إن ذلك أوهام لا حقيقة لها قال بعض المحققين وهؤلاء من أجهل الناس بالعقل والسمع ومن أعظمهم حجاباً وأكثفهم طباعاً وأبعدهم عن معرفة الأرواح والنفوس وأفعالها وتأثيرها وعقلاء الأمم على اختلاف مللهم ونحلهم لا تدفع أمر العين ولا ينكره واختلفوا في وجه تأثير العين فقالت طائفة: إن العاين إذا تكيفت نفسه بكيفية رديئة انبعثت في عينه قوة سمية تفصل بالعين فيتضرر قالوا: ولا ينكر هذا كما لا يستنكر انبعاث قوة سمية من الأفعى تتصل بالإنسان فتهلكه وهذا نوع قد اشتهر من نوع الأفاعي إذا وقع بصره على الإنسان فكذلك العين وقالت فرقة أخرى لا يستبعد أن ينبعث من عين بعض الناس جواهر لطيفة غير مرئية تتصل بالمعين وتخلل مسام جسمه يتحصل بها الضرر. وقالت فرقة أخرى: قد أجرى الله العادة بخلق ما يشاء من الضرر عند مقابلة عين العائن لمن يعينه من غير أن يكون ذلك منه بسبب ولا قوة ولا تأثير أصلاً وهذا أضعف الأقوال هذا وقد نسب التأثير إلى العين ليست هي الفاعلة وإنما التأثير للأرواح [1/ 277] ولكن لشدة ارتباطها بالعين نسب الفصل إليها ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 332) وقال: صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (940) والسلسلة الصحيحة (1443).

والأرواح مختلفة في طباعها وقواها وكيفياتها وخواصها والتأثير قد يكون تارة بالاتصال وتارة بالمقابلة وتارة بالرؤية وتارة بتوجه الروح نحو من يؤثر فيه وتارة بالوهم والتخييل ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية بل قد تكون بأن يوسف الشيء للعائن فيؤثر فيه نفسه وإن لم يره وكثير من العائنين تؤثر عينه بالوصف دون رؤية فقد أرشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى دفع شر العين بالاستعاذة وعلمهم كيفية الاستعاذة وألفاظها كثيرة قد اشتملت عليها كتب السنة وظاهر الحديث أنه يكفيه أن يقول أعوذ بالله من العين. واعلم أن الاستعاذة بمنزلة الدرع على المعين فإن سهام العائن بمثابة السهام الحقيقية فإن وجد البدن حاليا والرجل غير مستعيذ يقذفه سهم نفسه الخبيثة وإن وجده خلاف ذلك لم يؤثر فيه والأصل في العين إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ويستعين في الأغلب لتنفيذ سهامها بالنظر إلى المعين، وقد يعين الرجل نفسه وقد يعين بغير اختياره وإرادته بل لطبعه وهذا أردى ما يكون من النوع الإنساني وقد ذهبت الحنابلة وغيرهم إلى أنه من عرف بذلك حبسه الإِمام وأجرى نفقته من بيت المال إلى أن يموت (5 ك عن عائشة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 978 - "استعيذوا بالله من الفقر والعيلة، ومن أن تظلموا أو تظلموا (طب) عن عبادة بن الصامت (ح) ". (استعيذوا بالله من الفقر والعيلة) بفتح المهملة فمثناة تحتية هو الفقر أيضاً فهو عطف تفسير وذلك أن الفقر يذهل العبد عن دينه وكاد أن يكون كفراً، وأما معارضة الاستعاذة من الفقر بحديث: "اللهم أحيني مسكيناً .. " فيأتي الكلام ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3508) قال البوصيري (4/ 70): هذا إسناد فيه مقال، والحاكم (4/ 215) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (938) والسلسلة الصحيحة (737).

عليه (ومن أن تظلموا) بفتح المثناة الفوقية تنزلوا الظلم بغيركم فتأثموا (أو تظلموا) بضم المثناة الفوقية مبني للمجهول بظلمكم الغير فتكونون مقهورين مذلولين والجامع في العطف التضاد لأن المظلومية من لازمها الذلة والانكسار والتهاب القلب من القهر ولذا عطفت على الفقر والظالمين من لازمها العتو والتجبر والكبرياء (طب عن عبادة بن الصامت) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 979 - "استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان؛ فإن كل ذي نعمة محسود (عق عد طب حل هب) عن معاذ بن جبل الخرائطي في اعتلال القلوب عن عمر (خط) عن ابن عباس، الخلعي في فوائده عن علي (ض) ". (استعينوا على إنجاح الحوائج) قضائها (بالكتمان) بكسر الكاف مصدر كتمه كتما وكتماناً توصية منه - صلى الله عليه وسلم - بطي الحوائج التي يراد قضاؤها وعلله (فإن كل ذي نعمة محسود) فإن الحاسد إذا علم نجاح حاجة من يحسده سعى في عدم نجاحها ولا ينافيه الأمر بالاستشارة فإنه في ابتداء طلب الحاجة أو لأن المأمور بالكتمان منه من يظن أنه حاسد كما يرشد إليه التعليل (عق عد طب حل هب) (¬2) رمز المصنف لضعفه (¬3) (عن معاذ بن جبل الخرائطي) بفتح الخاء ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (مجمع الزوائد 10/ 143 مجمع) وقال الهيثمي: يحيى بن إسحاق بن يحيى بن عبادة لم يسمع من عبادة وقال المناوي (1/ 493): فيه انقطاع. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (939) والسلسلة الصحيحة (1445). (¬2) أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب برقم (680) عن عمر بن الخطاب وبرقم (681) عن معاذ بن جبل الطبراني في الكبير (20/ 94) رقم (183) والبيهقي في الشعب (6655) وابن عدي في الكامل (2/ 360) (3/ 404) وابن حبان في المجروحين (1/ 322)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 108) عن معاذ بن جبل وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل (5/ رقم 2258) من رواية خالد بن معدان وقال: قال أبي: هذا حديث منكر، كان سبب سعيد بن سلّام -بعد القضاء- ضَعْفِه: من هذا الحديث؛ لأن هذا حديث لا يُعرف له أصل. ومراده أن هذا الحديث كان سبب تضعيف العلماء لسعيد بن سلّام. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1068)، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 195): وفيه سعيد بن سلام العطار قال العجلي: لا بأس به وكذبه أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات إلا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ، وقال الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار (2/ 362): سألت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن حديث: "استعينوا على طلب الحوائج بالكتمان" فقالا: هذا حديث موضوع وليس له أصل، ذكر ذلك ابن قدامة في المنتخب من العلل للخلال (ص 25). وأفاد المناوي في الفيض (1/ 493) أن البخاري قال: إن سعيداً يذكر بوضع الحديث وأن العراقي اقتصر على تضعيفه، انظر قول السخاوي في المقاصد (ص: 31). وصححه الألباني في صحيح الجامع (943) والسلسلة الصحيحة (453). (¬3) والجمهور على أنه موضوع.

المعجمة (في كتابه اعتلال القلوب عن عمر خط عن ابن عباس الخلعي) بكسر الخاء المعجمة وفتح اللام فعين مهملة هو الشيخ الفقيه القدوة مسند الديار المصرية القاضي أبو الحسن على ابن الحسن الموصلي المصري الشافعي صاحب الفوائد العشرين راوي السيرة النبوية ولد بمصر سنة 405 وسمع من عالم قال ابن سكرة هو فقيه له التصانيف ولي القضاء [1/ 278] بمصر وحكم يوماً واحداً واستعفى وانزوى بالقرافة قيل كان يبيع الخلع لملوك مصر وكان يعرف بقاضي الجن، أسند الذهبي في النبلاء (¬1) أنه كان يحكم بين الجن وأنهم أبطأوأ عنه قدر جمعة ثم أتوه وقالوا كان في بيتك أترج وإنا لا ندخل بيتاً فيه الأترج (في فوائده عن علي) وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وساقه من كل طرقه هذه ثم حكم بوضعه وتعقبه المصنف بأن العراقي اقتصر على تضعيفه وحديث عمر ضعفوه أيضًا قال السخاوي: يستأنس له بحديث الطبراني: "إن لأهل النعمة حساد فاحذروهم" (¬2). 980 - "استعينوا بطعام السحر على صيام النهار، وبالقيلولة على قيام الليل (هـ ك طب هب) عن ابن عباس (صح) ". ¬

_ (¬1) انظر السير (19/ 76). (¬2) الطبراني في الأوسط (7277)، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 95): فيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان.

(استعينوا بطعام السحر) المراد به السحور وقد كثرت التوصية به وسماه الغذاء المبارك وحث عليه ولو بجرعة من ماء (على صيام النهار) أضافه إلى المفعول فيه أي صيامكم في النهار ويصح بقاؤه مفعولاً به (وبالقيلولة) هي الاسم من قال يقيل وتقدم أنها الاستراحة وإن لم يكن فيها نوم (على قيام الليل) فإنه شعار الأبرار فيطلب ما يعين عليه وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم -: "أن الشيطان لا يقيل"، وبين هنا أن السحور والقيلولة ليسا مرادين لأنفسهما بل للإعانة على الصيام والقيام والإعانة على الطاعة مطلوب فالترويح على النفس بالمباح إذا أريد به التقوى على الطاعة يكون طاعة (5 ك طب هب عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لصحته. 981 - "استعينوا على الرزق بالصدقة (فر) عن عبد الله بن عمرو المزني (ض) ". (استعينوا على الرزق) على بقائه واستدامته واستجلابه (بالصدقة) بإخراجها سواء كانت نفلاً أو فرضا والآيات والأحاديث في هذا بحر واسع ويأتي الكثير الطيب، وأسرار الصدقة وفوائدها كثيرة جداً إلا أنه - صلى الله عليه وسلم - اقتصر هنا على بعض فوائدها وهو الإعانة على الرزق وخصه لأنه أدعى للنفوس إلى إخراجها فإن الله تعالى جبل عبده على حب الخير {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8] والمراد به المال في الآية. ومن أسرار الصدقة أنها تزيد في العمر، وفيها أنها تدفع ميتة السوء ومنها أنها ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1693) قال البوصيري (2/ 70): هذا إسناد فيه زمعة بن صالح وهو ضعيف، والحاكم (1/ 425) وقال: زمعة بن صالح وسلمة بن دهرام ليسا بالمتروكين اللذين لا يحتج بهما، ولكن الشيخين لم يخرجاه وهذا في غرر الحديث في الباب، غرر الحديث أي عزيز الحديث. والطبراني في الكبير (11/ 245) رقم (11625) والبيهقي في الشعب (4742) وقال الذهبي في تلخيص المستدرك: زمعة -بن صالح- وسلمة -بن وهرام- ليسا بالمتروكين. وقال ابن حجر: في سنده زمعة بن صالح وفيه ضعف، فتح الباري (11/ 70)، وانظر: البدر المنير (5/ 700)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (816) والسلسلة الضعيفة (2758).

تدفع غضب الرب، ومنها أنها تدفع سبعين نوعاً من البلاء أهونها الجذام والبرص وأنها تسد سبعين باباً من السوء ستأتي هذه في أحاديث متفرقة. وفي الحديث دليل على أنه يجوز إعطاء الصدقة طلباً لخير الدنيا وأنه لا ينافي القربة (فر عن عبد الله بن عمرو المزني) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن حسين الصوفي نسب إليه وضع الحديث ومحمد بن خالد المخزومي مجروح. 982 - "استعينوا على النساء بالعري، فإن إحداهن إذا كثرت ثيابها وأحسنت زينتها أعجبها الخروج (عد) عن أنس (ض) ". (استعينوا على النساء) على ما تريدون من حشمتهن ولزومهن البيوت (بالعري) بضم المهملة خلافاً اللُّبْس يقال عَرِيَ كرَضِيَ عُرْياً كما في القاموس (¬2) وفي قوله (فإن إحداهم إذا كثرت ثيابها) ما يدل على أنه أريد بالعري تقليل الثياب لا سيما ثياب الزينة كما يرشد إليه (وأحسنت زينتها) فلا يرد أنه كيف يؤمرن بعريهن وقد ثبت الأمر بكسوتهن (أعجبها الخروج) وهو غير مراد فيهن ولذا لم يوجب عليهن جمعة ولا جماعة كما قال تعالى: {وَقَرْنَ في بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب: 33] وهذا الأمر من باب سد الذرائع والإخبار بعدم إرادة خروج النساء من البيوت فإنهن لا يكسبن من الخروج إلا الشر ويأتي حديث: "أعرو النساء يلزمن الحجال" (¬3) (عد عن أنس) (¬4) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4254). وكما في الكنز (15961)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (818)، والسلسلة الضعيفة (2754) في إسناده محمَّد بن خالد المخزومي قال ابن الجوزي مجروح. انظر الميزان (6/ 131). (¬2) القاموس المحيط (ص 1690). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 1063). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 312) في ترجمة إسماعيل بن عباد السعدي وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، والطبراني في الأوسط (8278)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 138): رواه الطبراني عن شيخه موسى بن زكريا وهو ضعيف، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1298)،=

في الموضوعات [1/ 279] وتعقبه المصنف بأن له شاهداً عند الطبراني في الأوسط قال الهيثمي: وهو ضعيف. 983 - "استغنوا بغناء الله (عد) عن أبي هريرة (ض) ". (استغنوا بغناء الله) الظاهر أن استفعل بمعنى فاعل مثل قر واستقر والمراد: اغنوا لأن الله غني فغنى الله مصدر أضيف إلى فاعله غير مراد له مفعول والمعنى أن كون الله غنيا سبب في غنائكم عمن سواه وذلك لأنه مولاكم والقائم بأرواحكم وإذا كان مولى العبد غنيا فالعبد غني بغنى مولاه، ويحتمل أن المراد بغنى الله إياكم أي بما أغناكم وأعطاكم من رزقه تكونون به أغنياء من خلقه والحديث حث على العفة عن الناس (عد عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 984 - "استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك البزار (طب هب) عن ابن عباس (ض) ". (استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك) بالموحدة فسين معجمة وصاد مهملة بزنة فلس في النهاية (¬2): بغسالته وقيل ما بقيت منه عند السواك وفيه الأمر بالغناء عن الناس ولو بأحقر حقير وأقل قليل إذ المراد ولو كان الاستغناء بهذا اليسير حيث لا يجدون غيره (البزار طب (¬3) هب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ = وقال الألباني في ضعيف الجامع (819) والسلسلة الضعيفة (2022): ضعيف جدًّا. في إسناده إسماعيل بن عباد السعدي قال الدارقطني متروك، وقال ابن حبان لا به بحال. اللسان (1/ 412) والمجروحين (1/ 123). وفيه موسى بن زكريا تكلم فيه الدارقطني وحكى الحاكم عن الدارقطنىِ أنه متروك. المغني (6491) وانظر كذلك اللآلي المصنوعة للسيوطي (2/ 181). (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 248) في ترجمة: سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وهب أبو داود النخعي، وهو كذاب كما قال أحمد. وقال يحيى كان أكذب الناس وقال البخاري متروك. انظر الميزان (3/ 307) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (823) والسلسلة الضعيفة (2662). (¬2) النهاية (2/ 509). (¬3) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (1/ 432) رقم (913)، والطبراني في الكبير (11/ 444) رقم=

985 - "استفت نفسك وإن أفتاك المفتون (تخ) عن وابصة". (استفت نفسك) تقدم الكلام عليه وفيه دليل على أنه تعالى جعل للعبد زاجراً من نفسه وجعله حجة عليه (وان أفتاك المفتون) بخلاف ما حاك في نفسك فلا تعمل بفتواهم ويؤخذ منه أن الكافر مكاثر لنفسه كما قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ} [النمل: 14] {أَفِي الله شَكٌّ} [إبراهيم: 10] {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ] [الإسراء: 102] (تخ (¬1) عن وابصة) بفتح الواو وبعده ألف فموحدة مكسورة فصاد مهملة هو ابن معبد بكسر الميم وسكون العين المهملة صحابي (¬2). 986 - "استفرهوا ضحاياكم؛ فإنها مطاياكم على الصراط (فر) عن أبي هريرة". (استفرهوا) من فره ككرم إذا حذق (ضحاياكم) جمع ضحية معروف والمراد من استفراهها هنا أن تكون ناشطة قوية غير هزيلة ولا مريضة ولا معيبة (فإنها مطاياكم على الصراط) المطية ما يمتطى من الإبل وهي التي تنطوى في سيرها أي تجد فيه أي فكما أن خير مراكبكم في الدنيا الفاره اتخذوا مطايا الصراط فارهه وفيه دلالة واضحة على حشر الحيوانات كما يشهد له {إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ¬

_ = (12257) والبيهقي في الشعب (3527) وقال المنذري (1/ 331): رواه البزار والطبراني بإسناد جيد والبيهقي وقال الهيثمي (3/ 49): رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات. وقال الحافظ العراقي: إسناده صحيح وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 31): رجال هذا الخبر ثقات، انظر: فيض القدير (1/ 495)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (947) والسلسلة الصحيحة (1450). (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ عن وابصة بن معبد (1/ 144) وفي إسناده أيوب بن عبد الله بن مكرر قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه كما قال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 175) قال النووي في رياض الصالحين: إسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (948). (¬2) الإصابة (6/ 590).

مَا فَرَّطْنَا في الْكِتَاب مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهمْ يُحْشَرُونَ} [االأنعام: 38] {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} [التكوير: 5] وأما ما روي عن ابن عباس: أن حشرها موتها، فالله أعلم بصحته وإن صح أول، وأما هل تحمل الضحية أهل البيت الذين ذبحت عنهم أو هل يحملون على ضحية كل عام أو على ما يريده الله فلم يأت به بيان نبوي ولا يعرف إلا من طريقه - صلى الله عليه وسلم - وفيه أي دلالة على أن الصراط ممر وطريق وقد وردت صفته في حديث أبي هريرة أنه "جسر أدق من الشعر وأحد من السيف" (¬1) وهو مذهب أكثر الأئمة والأمة أعنى القول به (فر عن أبي هريرة) (¬2) سكت عليه المصنف قال في الدرر: فيه يحيى بن عبد الله ضعيف وقال السخاوي: يحيى ضعيف جداً وقال ابن العربي: ليس في فضل الأضحية حديث صحيح. 987 - "استقم، وليحسن خلقك للناس (طب ك هب) عن ابن عمرو (صح) ". (استقم) مأخوذ من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا الله ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] وقد فسر السلف الاستقامة بأنها الثبوت على الإقرار والإتيان بمقتضياته وفسروه بإخلاص العمل وفسروه بأداء الفرائض وفي حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قلت: يا رسول الله أخبرني بأمر أعتصم به قال: قل ربي الله ثم استقم (¬3) (وليحسن خلقك للناس) [1/ 280] هذا في معاملة العباد كما أن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 110)، وابن حبان في صحيحه (7377). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (267) وانظر الدرر المنتثرة (ص 66 رقم 83) والرافعي في التدوين (3/ 219) من طريق القاضي عبد الجبار، وقال العجلوني في كشف الخفاء (1/ 133): رواه الديلمي بسند ضعيف جداً عن أبي هريرة. وقول ابن العربي في شرحه للترمذي وذكر هذا الحديث (6/ 288) ط. دار إحياء. والتلخيص الحبير (4/ 138) وقول السخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 32). وقال الألباني في ضعيف الجامع (824) والسلسلة الضعيفة (2687): ضعيف جدًّا في إسناده يحيى بن عبيد الله قال الحافظ في التقريب (7599) متروك وأفحش الحاكم فرماه بالوضع. (¬3) أخرجه الترمذي (2410)، والنسائي (6/ 458)، وابن ماجه (3972).

الأول في معاملة الرب تعالى فلا بد في الاستقامة من المعاملتين (طب ك هب عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لصحته. 988 - "استقيموا، ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن (حم هـ ك هق) عن ثوبان (هـ طب) عن ابن عمرو (طب) عن سلمة بن الأكوع (صح) ". (استقيموا ولن تحصوا) بحاء مهملة ثم صاد مهملة أي تحيطوا نظير {فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] ومن باب سددوا وقاربوا، والمراد استقيموا في كل شيء أو أوجدوا إلى الاستقامة الكاملة ولا يتم ذلك لكم لأنكم جبلتم على جبلة لا يتم بها ذلك (واعلموا) الأمر بهذه الصيغة لا يأتي إلا إذا كان بعده أمر عظيم له شأن يستدعى به طلب الإصغاء من المخاطب كما جاء في القرآن {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ} [محمد: 19] ونحوها وقد وقع هنا بعد قوله (أن خير أعمالكم الصلاة) وهو عام لفرضها ونفلها والآتي بها في أول الوقت وفي غيره وقد قدمنا أن حديث ابن مسعود الماضي في: أحب، مقيد بحديث أم فروة: أن أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها، فهذا أيضاً مقيد بحديث أم فروة ومخصص له بأن المراد الفريضة فلا تعارض بين الأحاديث وفي هذه الأحاديث دلالة على أن الصلاة أفضل الأعمال قال المصنف رحمه الله في المرقاة حاشية السنن: (¬2) قال الشيخ ولي الدين أي في حديث السنن (¬3) سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصلاة لأول وقتها" ما لفظه: أفضل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 39) رقم (58) والحاكم في المستدرك (1/ 54) والبيهقي في الشعب (8027، 8028) وقال الحاكم: هذا حديثٌ صحيح الإسناد ومن رواية البصريين ولم يخرجاه. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (915) والسلسلة الصحيحة (1228). (¬2) انظر مرقاة الصعود للسيوطي بتحقيقنا، وسيطبع قريباً إن شاء الله. (¬3) انظر: سنن أبي داود (426).

الأعمال الصلاة، صرح به أكثر أصحابنا الشافعية لكنهم قيدوه بالأعمال البدنية للاحتراز عن القلبية إن كان اسم الأعمال يتناولها فإن منها الإيمان وهو أفضل الأعمال بلا شك، وروى الدارقطني (¬1) في سننه عن الضحاك بن عثمان عن القاسم بن غنام عن امرأة من المبايعات أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل أي الإيمان أفضل؟ قال: "الإيمان بالله وبرسوله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "جهاد في سبيل الله" قيل: ثم ماذا؟ قال: "حج مبرور" وأجاب بعضهم عن اختلاف الأحاديث في ذلك أنها تختلف باختلاف السائلين ومن هو في مثل حالهم فمن الناس من تكون الصلاة في حقه أفضل ومنهم من يكون الصيام في حقه أفضل ومنهم من يكون الجهاد في حقه أفضل ومنهم من يكون الذكر في حقه أفضل وكذلك سائر الأعمال وقد تحمل الأعمال المسئول عنها في هذا الحديث على الصلاة ويكون المراد أي أنواع الصلاة أفضل؟ فأجيب بأن أفضلها الصلاة التي تقع في أول وقتها فلا يكون فيه تفضيل الصلاة على غيرها من الأعمال مطلقاً ويؤيده أن ابن أبي شيبة روى هذا الحديث يريد حديث السنن في مصنفه بلفظ: أي الصلاة أفضل؟ وقال البيهقي (¬2): في الشعب نقلاً عن الإِمام الشاشي أن القائل قد يقول: خير الأشياء كذا لا يريد تفضيله في نفسه على جميع الأشياء ولكن على أنه خيرها في حال دون حال ولواحد دون الآخر كما قد يتضرر واحد بكلام في غير موضعه فيقول: ما شيء أفضل من السكوت أي حيث لا يحتاج إلى الكلام ثم إنه قد يتضرر بالسكوت مرة أخرى فيقول: لا شيء أفضل للمؤمن من أن يتكلم بما يعرفه فيجوز هذا الإطلاق كما جاز الأول ويقول القائل فلان أفضل الناس وأعقلهم يريد أنه من أفضلهم وأعقلهم وروى "خيركم خيركم لأهله" (¬3) فلم ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 247). (¬2) شعب الإيمان (4/ 10). (¬3) أخرجه الترمذي (3895)، وابن ماجة (1977).

يكن ذلك على معنى أنه من أحسن معاملة أهله [1/ 281] فهو أفضل الناس وإنما هو كلام عربي يطلق على الحال والوقت انتهى بتلخيص غير مخل. قلت: ولا يخلو كلام الشاشي عن تأمل وأما حديث الشيخين عن ابن مسعود بلفظ أحب الأعمال إلى الله الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيل الله (¬1) فإنه دال على أنها أحبية مطلقة للصلاة على ما سواها من الأعمال لا كما قال ذلك البعض من أن المراد بالأعمال أنواع الصلاة، والأحبية بمعنى أكثرها محبوبية له لا أنه للأفضلية على أنه قد روي بلفظ: "أفضل الأعمال". وأجاب ذلك البعض عن هذا وقال: قوله ثم ماذا تخرج على أنه لم يرد بحرف ثم الترتيب وإنما قيل ثم على معنى ثم ما الذي يحل محله ويحافظ عليه، وقد قال الله تعالى: {فَكُّ رَقَبَةٍ * أَوْ إِطْعَامٌ في يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ * ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ} [البلد: 13 - 17] ولم يكن ذلك على معنى تأخير الإيمان عن الإطعام وإنما كان على معنى أنه فكاك أو إطعام وكان مع ذلك من المؤمنين الذين هم أهل الصبر وأهل المرحمة. قلت: ولا يخفى ما فيه من تكلف والأولى ما قدمناه في: أحب، في أول الشرح من أن الصلاة في وقتها أفضل الأعمال على الإطلاق ما عدا الإيمان فإنه معلوم أنه لم يرده السائل فإنه إنما سأل عن أفضل أعمال الإيمان لأنه الأفضل وهذه فروعه ولا أراد المجيب - صلى الله عليه وسلم - إلا ذلك وتصريحه في بعض الأجوبة بالإيمان ليفاد أنه أفضل الأعمال كلها وأفاده لذلك، وإن كان السائل ما يريده من باب الأسلوب الحكيم وبعد الصلاة في الأفضلية بالنسبة إلى معاملة العباد: بر الوالدين وبعده بالنظر إلى نكاية الأعداء: الجهاد كما في حديث ابن مسعود فثم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7096)، ومسلم (85).

على بابها، والأحاديث الواردة في الصلاة قاضية بأن لها الفضيلة على الأعمال كلها واللام في الأعمال للاستغراق (ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) وإنما خص الوضوء لأنه خفي يقل مشاهدة فاعله فلا يداوم عليه إلا من له تصديق بالله ورسوله بخلاف الصلاة فإنه قد يحافظ عليها المنافق تظهيرا للإيمان ليعدّ من أهله فيصان ماله ودمه وينال من فيء المسلمين (حم 5 ك هق عن ثوبان) (¬1) رمز المصنف لصحته (5 طب عن ابن عمرو طب عن سلمة ابن الأكوع). 989 - "استقيموا ونعمَّا إن استقمتم، وخير أعمالكم الصلاة ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن (هـ) عن أبي أمامة (طب) عن عبادة بن الصامت (صح) ". (استقيموا ونعمَّا) بتشديد الميم أصلها نعم فأدغم وهي كلمة مدح كأنه قيل ونعم شيئًا (إن استقمتم وخير أعمالكم الصلاة) كأنه عين أعظم أنواع الاستقامة (ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) تقدم ويحتمل أن يراد بالمحافظة البقاء على الوضوء في دائم أحواله أو غالبها (هـ عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته (طب عن عبادة بن الصامت) (¬2). 990 - "استقيموا لقريش ما استقاموا لكم، فإن لم يستقيموا لكم فضعوا سيوفكم على عواتقكم ثم أبيدوا خضراءهم (حم) عن ثوبان (طب) عن النعمان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 277) وابن ماجه (277) والحاكم في المستدرك (1/ 130) والبيهقي في السنن (1/ 82) من رواية ثوبان وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، قال الذهبي في التلخيص: على شرطهما ولا علة له سوى وهم أبي بلال الأشعري، وأخرجه ابن ماجه (278) عن ابن عمرو. والطبراني في الكبير (7/ 25) رقم (6270) عن سلمة بن الأكوع وصححه الألباني في صحيح الجامع (952) والإرواء (412). (¬2) أخرجه ابن ماجه (279) قال البوصيري (1/ 42): هذا إسناد ضعيف لضعف تابعيه، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 293) رقم (8124) عن أبي أمامة وصححه الألباني في صحيح الجامع (953).

بن بشير (ح) ". (استقيموا لقريش) أي لأمراء المسلمين منهم فالمراد بقريش الأئمة الذين أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنهم من قريش وإن هذا الأمر لا يزال في قريش فهو أمر بطاعة الأمراء منهم مقيد بقوله (ما استقاموا لكم) أي مهما استقاموا لكم على طاعة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وأقاموا الصلاة كما في أحاديث أخر وفي بعض منها ما لم يرو كفرا بواحاً وفي آخر منها: أعطوهم الحق ما رضوا به [1/ 282] فإذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد وكما يفيده قوله (فإن لم يستقيموا لكم) بل خالفوا طاعة الله وطاعة رسوله (فضعوا سيوفكم) أمر بالتشمير لحربهم (على عواتقكم ثم أبيدوا كبرائهم) في النهاية (¬1) دهماؤهم وسوادهم وهو أمر بقتالهم إذا أضاعوا حدود الله وتركوا الاستقامة، وقد أوضحه حديث أنس عند ابن جرير: الأئمة من قريش ولهم عليكم حق ولكم عليهم مثل الذي لكم فإن عملوا بثلاث إن حكموا عدلوا وإن عاهدوا وفوا وإن استرحموا رحموا فمن لم يفعل ذلك فعليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (¬2) (حم عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه (طب عن النعمان بن بشير) (¬3). 991 - "استكثر من الناس من دعاء الخير لك، فإن العبد لا يدري على لسان من يستجاب له ويرحم (خط) في رواية مالك عن أبي هريرة (ض) ". (استكثر من الناس من دعاء الخير لك) السين للطلب على ما هو أصلها أي ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 42). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 129)، والنسائي في الكبرى (5942)، والبيهقي في السنن (8/ 144). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 277) عن النعمان بن بشير وقال المناوي (1/ 498): قال ابن حجر: رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعاً لأن سالم بن أبي الحسن لم يسمع من ثوبان، والطبراني في الصغير (201) وفي المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (5/ 228) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 288): فيه من لم أعرفه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (825) والسلسلة الضعيفة (1643).

أطلب الكثير من الناس من دعائهم وكلمة من الأولى ابتدائية والأخرى بيانية للمستكثر منه وفيه ندبية طلب الدعاء من العباد وقد علله بقوله (فإن العبد لا يدري على لسان من يستجاب له) فيسأل من كل ليوافق دعوة المجاب فإن الله أخفى وليه في عباده وقوله (أو يرحم) عطف على يستجاب وهو تخصيص بعد التعميم (خط في رواة مالك عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 992 - "استكثروا من الباقيات الصالحات: التسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير، و"لا حول ولا قوة إلا بالله" (حم حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (استكثروا من الباقيات الصالحات) أي أكثروا أو اطلبوا من أنفسكم الإكثار واللام فيها يحتمل أنه للعهد وأنه أريد بها ما في قوله: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ} [الكهف: 46] الآية إن قدر أن الآية متقدمة فقد فسرت بها ويحتمل أن اللام جنسية وأن هذا النوع من الباقيات الصالحات وكأنه قيل: وما هي يا رسول الله فقال (التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير) وقد بينها في غيره بأنها لفظ: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. وتقدم أنها أحب الكلام إلى الله وأنها أفضل الكلام ويأتي في حديث أبي هريرة فضيلة كل واحدة من هذه الكلمات الأربع فإن الأولى نصف الميزان والثانية ملأ الميزان والثالثة ملئ السماوات والأرض والرابعة ليس دونها ستر ولا حجاب حتى تخلص إلى ربها (ولا حول ولا قوة إلا بالله) تقدم الكلام (حم هب ك عن أبي سعيد) (¬2) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في رواة مالك عن أبي هريرة كما في الكنز (3188) وأخرجه تمام في فوائده (1661). وذكره الألباني في كما في ضعيف الجامع (826) وقال: موضوع، وفي السلسلة الضعيفة (2763) وقال: باطل فيه نصير بن أبي عتبة البالسي الدقاق وعلي بن عيسى الغساني مجهولان كما قال الخطيب والذهبي في الميزان (5/ 179) .. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 75) وابن حبان (840) والحاكم (1/ 512) والبيهقي في الشعب (605)، وفي إسناده دراج عن أبي الهيثم ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (1824) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (828).

لصحته. 993 - "استكثروا من النعال، فإن الرجل لا يزال راكباً ما دام منتعلا (حم تخ ن م ن) عن جابر (طب) عن عمران بن حصين (طس) عن ابن عمرو (صح) ". (استكثروا من النعال) هو ما يقي الرجل معروف (فإن الرجل لا يزال راكبًا) كالراكب في وقاية أقدامه عن الأرض (ما دام منتعلاً) وفيه أن ذلك ليس من الرفاهية المرغب في خلافها لأن لبدن الإنسان عليه حقاً (حم تخ ن م عن جابر، طب عن عمران بن حصين، طس عن ابن عَمْرو) (¬1). 994 - "استكثروا من "لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ فإنها تدفع تسعة وتسعين بابًا من الضر، أدناها الهم (عق) عن جابر (ض) ". (استكثروا من لا حول ولا قوة إلا بالله) أي من قولها في النهج: أنه سئل علي - رضي الله عنه - عن معناه فقال معناها أن لا نملك مع الله شيئاً ولا نملك إلا ما ملكنا فمتى ملكنا ما هو أملك كلفنا ومتى أخذه وضع عنا تكليفه قال شارح النهج: معنى هذا الكلام أنه جعل الحول عبارة عن الملكية والتصرف وجعل القوة عبارة عن التكليف كأنه يقول: لا ملك ولا تصرف إلا الله ولا تكليف لأمر من الأمور إلا بالله فنحن لا نملك مع الله شيئاً أي لا نستقل بأن نملك شيئاً لأنه لولا إقداره إيانا وخلقه لنا أحياء لم نكن مالكين ولا متصرفين فإذا ملكنا شيئاً هو أملك به أي أقدر عليه منا، صرنا مالكين له كالمال مثلاً حقيقة وكالعقل والجوارح والأعضاء مجازاً فحينئذ يكون مكلفا لنا أمراً يتعلق بما ملكنا إياه نحو أن يكلف الزكاة عند تمليك المال ويكلفنا الإيمان عند تملكنا [1/ 283] العقل ويكلفنا الجهاد والصلاة ونحو ذلك عند تمليكنا الجوارح والأعضاء وغير ذلك ومتى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 337) ومسلم (2096) والبخاري في التاريخ الكبير (4418) عن جابر والطبراني في المعجم الكبير (18/ 167) رقم (375) عن عمران بن حصين وفي الأوسط كما في المجمع (5/ 138) عن ابن عمرو.

أخذ الأعضاء والجوارح سقط التكليف بالجهاد وما يجري مجراه، وهذا تفسيره - صلى الله عليه وسلم - وأما غيره فقد فسره بشيء آخر، قال عبد الله بن جعفر بن محمَّد - رضي الله عنه -: لا حول على الطاعة ولا قوة على ترك المعاصي إلا بالله قال: والأولى في تفسير هذه اللفظة أن تحمل على ظاهرها وذاك أن الحول هو القوة والقوة هي الحول كلاهما مترادفان ولا ريب أن القوة من الله فهو الذي أقدر المؤمن على الإيمان والكافر على الكفر ولا يلزم من ذلك مخالفة قواعد العدل لأن القدرة ليست بموجبة. فإن قلت: فأي فائدة في ذلك وقد علم كل أحد أن الله تعالى خلق القدر في جميع الحيوانات. قلت: الأصل أن يراد بذلك الرد على من أثبت ثانياً غير الله كالمجوس واليهودية فإنهم قالوا بإلهين إحداهما يخلق قدرة الخير والآخر يخلق قدرة الشر انتهى. وقدمنا كلامًا في ذلك شافيًا (فإنَّها) تعليل للأمر بالاستكثار من هذه الكلمات (تدفع تسعة وتسعين بابًا من التفسير أدناها الهم) فيه التداوي بالأذكار لدفع الأكدار في هذه الدار (عق عن جابر) رمز المصنف لضعفه (¬1). 995 - "استكثروا من الإخوان، فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة ابن النجار في تاريخه عن أنس (ض) ". (استكثروا من الإخوان) هذه أخوة خاصة هي أخوة التصاحب والتصادق والاتصال كما يشهد له حديث أنس عند الديلمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 167) عن جابر وقال الذهبي في الميزان (2/ 70) والحافظ في اللسان (2/ 63) في ترجمة بلهط بن عباد لا يعرف والخبر منكر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (829) وقال في السلسلة الضعيفة (2753): منكر.

أنس كثر من الأصدقاء فإنكم شفعاء بعضكم في بعض" (¬1) لا أخوة الإيمان العامة المرادة من قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة} [الحجرات: 10] وفي قوله: "المؤمن أخو المؤمن" (¬2). (فإن لكل مؤمن) لم يقل أخ كما يقتضيه السياق إشارة إلى أن المراد بالأخ المأمور باتخاذه هو المؤمن فإنه الذي له حظ الشفاعة للغير لا لغيره وقد قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزخرف: 67] (شفاعةً يوم القيامة) وفيه أنه إنما يشفع المؤمن لمن يعرفه في دار الدنيا ويواخيه ويحتمل أنه يشفع لمن لا يعرفه إلا أن شفاعته لمن يعرفه أكثر، وفيه إثبات الشفاعة لكل فرد من أهل الإيمان وفيه أن المعارف في الدنيا سبب لإسداء العوارف في الآخرة ونظيره ما تقدم من حديث السبط - رضي الله عنه -: "اتخذوا عند الفقراء أيادي فإن لهم دولة يوم القيامة" (¬3). وهؤلاء هم الإخوان الذين أرادهم علي أمير المؤمنين -عليه السلام- في قوله: أعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان وأعجز منه من ضَيَّع من ظفر به منهم ومن الشعر المنسوب إليه: إن أخاك الصدق من كان معك ... ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك ... شتت فيه شمله ليجمعك (¬4) (ابن النجار في تاريخه عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (8450). (¬2) أخرجه مسلم (1414)، وأبو داود (4918). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 297)، وقال العجلوني في كشف الخفاء (37/ 1): سنده ضعيف وقال ابن حجر: لا أصل له. (¬4) أورده ابن عساكر في تاريخه (23/ 326) وقيل: إنه من شعر علي بن أبي طالب. (¬5) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (24642) وقال الغماري في المداوي (1/ 542): باطل موضوع، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (827).

996 - "استمتعوا من هذا البيت، فإنه قد هدم مرتين، ويرفع في الثالثة (طب ك) عن ابن عمر (صح) ". (استمتعوا من هذا البيت) تمتعوا منه ولفظ البيت من الغوالب غلب على بيت الله الحرام والمتاع كل ما ينتفع به من عروض الدنيا قليلها وكثيرها قاله في النهاية (¬1)، والمراد هنا انتفعوا به وبفضائله التي جعلها الله فيه وبركاته من أجور العاكف فيه والطائف به والوافد إليه (فإنه قد هدم مرتين) قال السهيلي: [1/ 284] إنه بني في الدهر خمس مرات: الأولى: آدم وشيث، والثانية: إبراهيم وإسماعيل على القواعد الأولى، والثالثة: قريش، والرابعة: ابن الزبير هدمها حين احترقت بشرر طار إليها من جبل أبي قبيس فوقعت في أستارها فاحترقت فهدمها وبناها على قواعد إبراهيم فلما ملك عبد الملك هدم بناء الزبير وأعادها على ما كانت عليه في عهده - صلى الله عليه وسلم - وقيل: بنيت عشر مرَّات والله أعلم إلى أيِّها يشير - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أنه أراد بقوله فقد هدمت أنها ستهدم من باب ونفخ في الصور، وأنه أراد هدم ابن الزبير وهدم عبد الملك والثالثة ما أفاده بقوله: (ويرفع في الثالثة) أن ثمة ثالثة تهدم فيها وترفع فيحتمل أنه عند أن يهدمها ذو السويقتين الحبشي فقد ثبت عند أبي داود (¬2) وغيره أنه يهدم الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليها. قال الحليمي: أن ذلك يكون في زمان عيسى - عليه السلام -، ورفعها يراد به رفع بركتها وما ينال عندها من الأجور أو يراد به ما في حديث علي - رضي الله عنه - عند الحاكم قال: قال الله تعالى: "إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته ثم أخرب الدنيا على أثره" (¬3) ويحتمل أن يراد رفع الحجر ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 293). (¬2) أخرجه أبو داود (4309). (¬3) أخرجه الهروي في المصنوع (1/ 51)، وقال العجلوني في كشف الخفا (1/ 81): قال العراقي: لا أصل له.

(طب ك عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لصحته. 997 - "استنثروا مرتين بالغتين، أو ثلاثًا (حم د هـ ك) عن ابن عباس (صح) ". (استنثروا) بالنون والمثلثة من النثر وهو دفع الماء من المنخرين بعد استنشاقه وهذا أمر بالاستنشاق فإنه لا يتم نثره إلا بعد استصعاده وهو من أدلة من يوجبه للصلاة إذ هو المراد هنا (مرتين بالغتين) كما ورد في لفظ آخر الأمر بالمبالغة في ذلك (أو ثلاثاً) وهو محمول على التخيير والواجب واحدة (حم د 5 ك عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لصحته. 998 - "استنجوا بالماء البارد، فإنه مصحة للبواسير (طس) عن عائشة (عب) عن المسور بن رفاعة القرظي". (استنجوا) أزيلوا النجس من الدبر لأنه المراد هنا بدليل التعليل (بالماء البارد فإنه مصحة) بفتح الميم وكسر الحاء المهملة بعدها هاء مهملة ساكنة اسم مكان أي محل صحة (للبواسير) جمع باسور داء معروف يكون في المقعدة (طس عن عائشة) (¬3) رمز المصنف لضعفه لأن فيه كما قال الهيثمي: عمار بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في المجمع (3/ 206)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 3) رقم (1072) وقال الهيثمي (3/ 206): رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات وابن حبان (6753) والحاكم (1/ 441) وانظر تخريج الكشاف للزيلعي (1/ 205) رقم (216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (955). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 228) وأبو داود (141) وابن ماجه (408) والحاكم (1/ 148). وصححه الألباني في صحيح الجامع (956). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4858) وقول الهيثمي في المجمع (5/ 100)، وعبد الرزاق كما في الكنز (26394) وفي إسناده عمار بن هارون قال الذهبي متروك وقال ابن عدي ضعيف كان يسرق الحديث. الميزان (5/ 207) والكامل (5/ 75) وقال الحافظ في التقريب (4835) ضعيفٌ. وشيخه أبو الربيع السمان اسمه أشعث بن سعيد قال أحمد مضطرب الحديث ليس بذاك وقال ابن معين ليس بشيء وقال النسائي لا يكتب حديثه وقال الدارقطني متروك وقال هشيم كان يكذب=

هارون متروك (عب عن المسور بن رفاعة) (¬1) تقدم ضبط المسور ورفاعة بكسر الراء بعدها فاء وعين مهملة القرظي بضم القاف نسبة إلى بني قريظة تابعي مات سنة (133) قلت: فكان على المصنف أن يقول مرسلاً. 999 - "استنزلوا الرزق بالصدقة (هب) عن علي (عد) عن جبير بن مطعم، أبو الشيخ عن أبي هريرة (ض) ". (استنزلوا) اطلبوا من الله إنزال (الرزق بالصدقة) ببذلها وهو كحديث: "إذا افتقرتم فتجاروا الله بالصدقة فالصدقة" (¬2) سبب لإنزال الرزق {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] (هب عن علي) رمز المصنف لضعفه (عد عن جبير بن مطعم أبو الشيخ عن أبي هريرة) (¬3). 1000 "استهلال الصبي العطاس البزار عن ابن عمر (صح) ". (استهلال الصبي العطاس) في النهاية (¬4): استهلال الصبي تصويته عند ولادته ¬

_ = وقال البخاري ليس بالحافظ عندهم سمع منه وكيع وليس بمتروك. انظر الميزان (1/ 427)، وقال الحافظ في التقريب (523) متروك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (830). (¬1) انظر الإصابة (2/ 490). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 73). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (1197) عن علي وقال: لا أحفظه على هذا الوجه إلا بهذا الإسناد وهو ضعيف بمرة، وابن عدي في الكامل (2/ 412) وقال عقب الحديث: ويكثر حديث حبيب عن مالك الأحاديث الذي وضعها عليه فاستغنيت بمقدار ما ذكرته من رواياته عن مالك ليستدل بهذا القليل عن الكثير وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن مالك مع غيرها من رواياته عنه كلها موضوعة. وقال بعد أن ساق أحاديث أخرى عن حبيب بن أبي حبييب موضوعة: وهذه الأحاديث مع غيرها مما روى حبيب عن هشام بن سعد كلها موضوعة وعامة حديث حبيب موضوع المتن مقلوب الإسناد ولا يحتشم حبيب في وضع الحدث على الثقات وأمره بين في الكذابين وإنما ذكرت طرفا منه ليستدل به على ما سواه. وأبو الشيخ كما في الكنز (15962) وانظر طرقه في المداوي (1/ 544)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (831) والسلسلة الضعيفة (2754). (¬4) النهاية (5/ 270).

انتهى. فالحديث إخبار بأنه إذا عطس الصبي فقد استهل فإن مات عقبه فقد ثبتت له الحياة فيورث ويصلى عليه لحديث جابر: "إذا استهل الصبي صلى عليه وورث" عند الترمذي (¬1) وغيره فهذا الحديث فسر المراد بالاستهلال وتعريف المسند ليس لإفادة الحصر الحقيقي بل لأن غالب ما استهل به الصبي العطاس وإلا فلو أنه بكى أو صاح لكان كذلك لأن المراد الدليل على أنه خرج حيا والاستهلال لغلام من العطاس [1/ 285] وفي القاموس (¬2) استهل الصبي رفع صوته بالبكاء (البزار (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 1001 - "أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك (د ت) عن ابن عمر (صح) ". (أستودع الله) مضارع مبني للمتكلم لأنه كان يقوله - صلى الله عليه وسلم - داعيًا لمن يودعه ويخرج إلى السفر والمراد: أسأل الله أن يجعل (دينك وأمانتك وخواتيمَ عملك) وديعة لديه، أسأله أن يحفظها كما يحفظ الوديعة، وهو دعاء له بالكلأة في سفره فلا يضيع شيئاً من الثلاثة والخواتيم جمع خاتم وهو ما يختم به الشيء وأريد به هنا ما يختم به العمل دعا له - صلى الله عليه وسلم - أن يحفظ الله له خاتمة عمله فيحسنها واختص هذا الموضع بهذه الدعوة لأن السفر مظنة العطب لأنه يتعرض فيه المسافر للمتالف والمهالك فقد يكون في سفره هلاكه ويأتي أدعية أخرى يقولها من يودعه وفي رواية عبد الله الخطمي عند أبي داود كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ودّع أحداً قال: "أستودع الله دينكم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1027) وكذلك ابن ماجه (2750). (¬2) القاموس المحيط (1385). (¬3) أخرجه البزار في مسنده البحر الزخار (5409)، وقال الهيثمي (4/ 225): فيه محمَّد بن عبد الرحمن بن البيلماني، وهو ضعيف. وقال الحافط في التلخيص (2/ 114): إسناده ضعيف. وقال الألباني: موضوع. انظر: السلسلة الضعيفة (2779) وضعيف الجامع (837).

وأمانتكم وخواتيم" (¬1) أعمالكم (د ت عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لصحته. 1002 - "أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه) هو مما يقال للمسافر وغيره (5 عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه (¬3). 1003 - "استوصوا بالأسارى خيرًا (طب) عن أبي عزيز (ض) ". (استوصوا) استفعل هنا للسؤال أي اسألوا الوصية (بالأسارى خيرًا) بأن يوصى بهم بعضكم بعضا وقد وصى تعالى في الأسارى وأثنى على من أطعمهم (طب عن أبي عزيز) (¬4) بفتح العين المهملة وكسر الزاي رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: إسناده حسن. 1004 - "استوصوا بالأنصار خيرًا (حم) عن أنس (ح) ". (استوصوا بالأنصار) هم الأوس والخزرج والأمر لقريش؛ لأن الإمارة فيهم وهي وصية بهم بعد الموت (خيرًا) زاد في رواية: "فإنهم كرشى وعيبتى وقد قضوا الذي عليهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم" (¬5). وهو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2601)، والحاكم (2/ 107)، وصححه الألباني في صحيح الجامع والسلسة الصحيحة (2384). (¬2) أخرجه أبو داود (2600) والترمذي (3443)، وقال: حسن غريب، والنسائي في السنن الكبرى (10340) عن ابن عمر. وصححه الألباني في صحيح الجامع (957) والصحيحة (14). (¬3) أخرجه ابن ماجه (2825) قال البوصيري (3/ 168): هذا إسناد فيه عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف لكن لم ينفرد به، وصححه الألباني في صحيح الجامع (958) والسلسة الصحيحة (16). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 393) رقم (977)، وحسنه الهيثمي في المجمع (6/ 86) وذكره ابن حجر في الإصابة (7/ 274) في ترجمة أبي عزيز بن عمير وقال قال ابن منده لما ترجم له في الصحابة روى عنه نبيه بن وهب ولا يعرف له سند. قلت هذا إسناد منقطع نبيه بن وهب لم يسمع من أبي عزيز. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (872). (¬5) أخرجه البخاري (3588)، ومسلم (2510).

كالتفسير للخير الذي أمرهم به (حم عن أنس) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 1005 - "استوصوا بالعباس خيرا؛ فإنه عمي وصنو أبي (عد) عن علي (ض) ". (استوصوا بالعباس خيرا فإنه عمي وصنو أبي) إبانة لعلة الأمر أي فكما أن لي عليكم حقا فمن حقي إعانة عمي وتقدم مثله ويأتي (عد عن علي) رمز المصنف لضعفه قال الشارح: لكن له شواهد تجبره (¬2). 1006 - "استوصوا بالنساء خيرا؛ فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (استوصوا بالنساء خيرًا) اسألوا الوصية فيهن من بعضكم لبعض بحيث يكون كل منكم يوصي غيره ويطلب منه الإحسان إليهن والصبر على شرهن واسألوا من أنفسكم ذلك لتوطنوها عليه (فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج) المراد بالمرأة هنا حواء أم البشر لأنها خلقت من ضلع آدم كما بيّنه أئمة التفسير في كلامهم على قوله تعالى: {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [النساء: 1] ولما كان أصلهن من ضلع أعوج كان له أثر في طباعهن وإلا فإن ما سوى حواء خلق من ماء كما قال تعالى: {وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45] ولأن خلق الأفراد داخل تحت خلق الأصل كما قيل في قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَكِينٍ} [المؤمنون: 12 - 13] وفيه دليل على أن ما خلق منه الإنسان له دخل في طباعه (وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه) فيه دليل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 241) وأخرجه أيضاً أبو يعلى (3998)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (959). (¬2) أخرجه ابن عدي (2/ 358) في ترجمة ابن أبي ضميرة الحميري وقال عنه: ضعيف منكر الحديث وضعفه بيّن على حديثه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (833) والسلسلة الضعيفة (1945).

على أن ثم مضافا محذوفا من قوله ضلع أي من أعلى الضلع (فإذا ذهبت تقيمه كسرته) إذا أردت تسوي اعوجاجها أدى إلى فراقها فهو ضرب مثل للطلاق (وإن تركته لم يزل أعوج) فلا سبيل إلى استقامة طباعهن (فاستوصوا بالنساء خيراً [1/ 286] كرره زيادة في التأكيد والحديث حث على الصبر على النساء وعلى عواجة طباعهن وأنه لا يطمع في استقامتهن على خلق صالح فإن الاعوجاج فيهن طبعي وأشار إلى معناه من قال: هي الضلعة العوجاء ليست تقيمها ... لأن تقويم الضلوع انكسارها ليجمعن ضعفاً واقتدارًا على الفتى ... أليس عجيباً ضعفها واقتدارها قال بعض الحكماء: أضرُّ شيءٍ بالنفس والمال والعقل والدِّين والعرض شدة الإغرام بالنساء ومن أعظم ما يبتلى به المغرم بهن أنه لا يقتصر على واحدة منهن ولو كن ألفًا إلا وتطمع نفسه إلى ما ليس له منهن. وفي كلام النهج: النساء شر كله ومن شر ما فيها أنه لا غنى عنها وقال: إن النساء كأشجار نبتن لنا ... منها المرار وبعض المر مأكول (ق عن أبي هريرة) (¬1) وأخرجه غيرهما. 1007 - "استووا، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وليليني منكم أولوا الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم (حم م ن) عن أبي مسعود (صح) ". (استووا) هو أمر للذين يصلون خلفه ولفظه: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا أي اعتدلوا في الصلاة بأن تكونوا على سمت واحد (ولا تختلفوا) لا يتقدم بعضكم على بعض في الصفوف ولا تختلفوا (فتختلف) بالنصب في جواب النهي (قلوبكم) بالتنافر والتباغض، وفيه أن اختلاف الأبدان سبب لاختلاف القلوب وذلك عقوبة من جنس المعصية كما ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5186) ومسلم (47).

هي سنة الله تعالى واختلاف القلوب منشأ كل بلاء وفتنة كما أن سلامتها سبب كل خير ونعمة ولذا امتن الله على عباده بتأليفه بين قلوبهم وأخبر أن رسوله رسول - صلى الله عليه وسلم - لو أنفق ما في الأرض جميعاً ما ألّف بين قلوبهم، وهذا الوعيد دليل وجوب تسوية الصفوف وقد عضدته عدة أحاديث (وليليني) بكسر اللامين ومثناة تحتية بعد اللام الثانية مفتوحة وتشديد النون وعدمه (منكم) أيها المصفوف (أولوا الأحلام) جمع حلم بالكسر كأنه من الحلم والأناة والتثبت في الأمور والمراد أولوا الألباب والعقول قاله في النهاية (¬1)، (والنُّهى) بضم النون جمع نهية هي العقل سميت بذلك لأنها تنهي صاحبه عن القبيح فالعطف تفسيري وإنما أمرهم - صلى الله عليه وسلم - بأن يكون الأقرب منه المذكورين لأن الصف الأول صف الملائكة فينبغي أن لا يكون فيه إلا عقلاء أصحابه وفضلاؤهم ويجوز أن يحدث الإِمام ما يوجب الاستخلاف فيجد الصالح لذلك قريباً منه (ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) كالمراهقين ثم الصبيان (حم م ن عن أبي (¬2) مسعود) أي البدري وفي نسخة ابن مسعود الصواب الأول. 1008 - "استووا تستو قلوبكم، وتماسوا تراحموا (طس حل) عن أبي مسعود (ض) ". (استووا) في الصفوف هو كما سلف وهو أمر أصله الوجوب (تستو قلوبكم) تتفق على فعل الخير والطاعة (وتماسوا) يمس منكب هذا منكب هذا (تراحموا) يرحم بعضكم بعضاً فالاستواء عائد إلى كون الصف سمتاً واحداً لا تقدم ولا تأخر فيه، والثاني أمر بالملاصقة وعدم الفرج بين المصلين (طس حل عن أبي مسعود) (¬3) البدري رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 434). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 122)، ومسلم (432)، والنسائي (2/ 90). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5121) وفيه الحارث وهو ضعيف كما في مجمع الزوائد (2/ 90)،=

1009 - "أسد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال، والإنصاف من نفسك، ومواساة الأخ في المال. ابن المبارك في الزهد وهناد والحكيم الترمذي عن أبي جعفر مرسلاً حل فر عن علي موقوفاً عليه لا مرفوعًا (ض) ". (أسد) بالمهملتين من السداد وهو الاستقامة والقصد في الأمر والعزم فيه (الأعمال) أكثرها وأزيدها استقامة وموافقة للأمر (ثلاثة) وأما الثلاثة في نفسها فتحمل أنها متساوية وأنها متقاربة وبينها بالإبدال منها (ذكر الله) في النهاية (¬1): هو تحميده وتقديسه وتسبيحه وتهليله والثناء عليه بجميع محامده، وفي غير النهاية أنه الاشتغال بما يرضاه الله من الأقوال والأفعال وفي معنى قوله (على كل حال) قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا [1/ 287] وَعَلَى جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 191] أي بالليل والنهار والسفر والحضر والصحة والمرض والغنى والفقر والسر والعلانية وقضايا الذكر قد ملأت السنة والكتاب ويأتي في هذا الكتاب الكثير الطيب (والإنصاف من نفسك). اعلم أن الإنصاف من النفس من أشرف الخصال ومن أجل الصفات ولا يتصف به إلا من خرج من صفات البشرية فقاد نفسه بزمام الإنصاف فأنصف أولاً بإيثاره الإقبال على ما يرضى به ربه من الأفعال والأقوال والإعراض عن كل ما لا يرضاه منهما والتسليم والانقياد لكل ما أمر به وترك ملاذه وشهواته لأجله ومعرفته بحقه وبكل ما له من الإنعام ومعرفة نفسه بكل مالها من صفات النقص، فإن من عرف نفسه عرف ربه كما قال الوصي - عليه السلام - (¬2): ثم يقودها ثانيًا فينصف ¬

_ =وأبو نعيم في الحلية (10/ 114)، وانظر العلل للدارقطني (3/ 181) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (835). (¬1) النهاية (2/ 163). (¬2) هذا لفظ اعتاد غلاة الرافضة إطلاقه على سيدنا علي رضي الله عنه وقد وضحنا في المقدمة مفهومه عندهم ومدلوله لديهم، وبينا أنه لا يوجد له مستند في الكتاب والسنة ولا يجوز إطلاقه على عليّ=

منها العباد ويأتي إليهم ما يحب أن يأتوه إليه ويجتنب منهم ما يحب أن يجتنبوه منه كما قال - صلى الله عليه وسلم -، فإن جرى منه ما يجري من البشر بادر إلى الإنصاف من نفسه قبل أن يطلب منه ذلك، وقد كان السلف - رضي الله عنهم - على هذا المنهاج قال ابن سعد (¬1) في الطبقات: إنه كان للعباس - رضي الله عنه - ميزاب في داره وكان يصب على المسجد وفي رواية: على بابه، فنزعه عمر - رضي الله عنه - فقال له العباس - رضي الله عنه -: والله ما شده إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عمر: والله لا تشده إلا ورجلك على عاتقي. والحكايات عن السلف رحمهم الله كثيرة قال ابن القيم (¬2) رحمه الله: الإنصاف من النفس يوجب عليك إذا حقوق الله كاملة موفرة وحقوق الناس كذلك وأن لا يطالبهم ما ليس له ولا يحملهم فوق وسعهم ويعاملهم بما يحب أن يعاملوه به ويعفيهم مما يحب أن يعفوه منه ويحكم لهم وعليهم بما يحب أن يحكم به لنفسه وعليها ويدخل في هذا إنصافه لنفسه من نفسه فلا يدعى لها ما ليس لها ولا يحقرها بتدنيسه لها وتصغيرها بمعاصي الله وينميها ويكبرها ويرفعها بطاعة الله وتوحيده وخوفه وإدامة التوكل عليه والإنابة إليه وإيثار مرضاته ومحابه على مراضي الخلق ومحابهم وينصف ربه من نفسه ففي أثر إلهي يقول الله: "يا ابن آدم ما أنصفتني، خيري إليك نازل، وشرك إليّ صاعد كم أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك وكم تتبغض إلى بالمعاصي وأنت فقير إلى ولا يزال الملك الكريم يصعد إلى بعمل قبيح منك" وفي أثر آخر: "يا ابن آدم ما أنصفتني خلقتك وتعبد غيري ورزقتك وتشكر سواي". (ومواساة الأخ في المال) الأظهر أنه الأخ الخالص الذي له صداقة وأخوة وخلة كالذي واخى بينهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ = رضي الله عنه وفق مرادهم. (¬1) الطبقات الكبرى (4/ 20)، ومختصر تاريخ دمشق (1/ 1607). (¬2) زاد المعاد (2/ 408).

وهو أخ في الله سواء كان أخاً في النسب أو لا. وقال الغزالي في الإحياء (¬1): إن عقد الأخوة رابطة بين الشخصين كعقد النكاح فإذن للأخ على أخيه حق في النفس وحق في المال ثم ذكر أن للمواساة بالمال مراتب: أحدها: أن ينزله منزلة الخادم فينفق عليه من غير سؤاله. والثانية: أن ينزله منزلة النفس فيشاركه في حاله وماله. الثالثة: أن يؤثره على نفسه ويقدم حاجته على حاجته وجاء رجل إلى أبي هريرة فقال له: إني أريد أن أؤاخيك في الله، قال: أتدري ما حق الإخاء؟ [1/ 288] قال: عرِّفني، قال: لا تكن أحق بدينارك ودرهمك مني، قال: لم أبلغ هذه الرتبة بعد قال: فاذهب عني. وقال علي بن الحسين - عليه السلام -: هل يدخل أحدكم يده في كم أخيه وكيسه فيأخذ منه ما يريد من غير إذن، قال: لا، قال: ما أنتم بإخوان. وقال ابن عمر: أهدي إلى رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأس شاة فقال أخي: فلان أحوج، فبعث به إليه، فبعث ذلك الإنسان به إلى آخر فلم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى رجع إلى الأول بعد أن تداوله تسعة. وقال عليُّ - عليه السلام -: "عشرون درهمًا أعطيتها أخًا لي في الله أحب إلي من أن أتصدق بمائة درهم على المساكين" (¬2). وقال أيضاً: "لأن أصنع صاعًا من طعام فأجمع عليه إخواني في الله أحب إلي من أعتق رقبة". ودخل محمَّد بن واسع ومالك (¬3) منزل الحسن وكان غائبًا فأخرج محمَّد من تحت سرير الحسن سلة فيها طعام، وجعل يأكل، فقال مالك: كف حتى يأتي صاحب المنزل فلم يلتفت محمَّد إلى قوله وجعل يأكل وكان أحسن منه وأبسط خلقًا، فقال: يا مالك هكذا كنا لا يحتشم بعضنا بعضًا حتى ظهرت ¬

_ (¬1) الإحياء (2/ 174). (¬2) ورد في الإحياء (2/ 174) من قول علي. (¬3) مالك هو ابن دينار كما جاء في الإحياء (2/ 175).

أنت وأصحابك أشار بهذا إلى أن الانبساط في بيوت الإخوان من الصفاء في الأخوة، كيف وقد قال تعالى: {أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقكُمْ} [النور: 61] وكان الأخ يدفع المفاتيح إلى أخيه يفوضه في كل ما يجد وهذه هي الدرجة التي وصفها الله في قوله: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الشورى: 38] أي كانوا خلطاء في الأموال لا يميز بعضهم رحله من بعض. وجاء فتح الموصلي إلى منزل أخ له وكان غائبًا فأمر أهله فأخرجت صندوقه ففتحه فأخذ حاجته فأخبرت الجارية مولاها فقال لها: إن صدقت فأنت حرة لوجه الله تعالى سروراً بما فعل. ولما آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين سعد (¬1) بن الربيع وعبد الرحمن بن عوف آثره بالمال والنفس فقال له سعد: بارك الله لك فيهما فآثره بما آثره به وكان قبله ثم آثره به، إذا عرفت هذا علمت أن للأخ أمرًا خاصًّا وحقًّا مستقلاً غير حق الأخوة العامة وأنه يراد في الحديث المواساة الخاصة لا مطلق الصدقة لعامة العباد؛ لأنه مسوق لبيان أسد الأعمال وقد ظهر أن هذا أسد من الصدقة وأفضل فهو المراد (ابن المبارك في الزهد وهناد) بفتح الهاء وتشديد النون آخره مهملة (والحكيم الترمذي عن أبي جعفر مرسلاً حل فر عن علي موقوفاً عليه لا مرفوعًا) رمز المصنف لضعفه (¬2). 1010 - "أسرع الأرض خرابًا يسراها، ثم يمناها (طس حل) عن جرير". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2239). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (744)، وهناد في الزهد (1048)، والحكيم الترمذي كما في الكنز (43267) وأبو نعيم في الحلية (3/ 83) عن أبي هريرة مرسلاً، وأبو نعيم في الحلية (1/ 85) عن علي موقوفاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (838) والسلسلة الضعيفة (1665) إسناده ضعيف لإرساله أولا وثانيا لأن فيه الحجاج بن أرطأة تركه ابن مهدي والقطان وقال أحمد لا يحتج به وقال ابن معين والنسائي ليس بالقوي وقال الدارقطني لا يحتج به وقال ابن عدي ربما أخطأ ولم يتعمد وقد وثق وقال ابن معين أيضاً صدوق يدلس. انظر المغني (1312) قلت وقد عنعن الحجاج.

(أسرع الأرض خرابًا) في رواية: الأرضين (يسراها ثم يمناها) كأنه أريد بالجهتين بالنسبة إلى البيت العتيق وبالجملة فلا أعلم ما أراده - صلى الله عليه وسلم - ولم أر فيه كلاماً فينظر، ثم رأيت الشارح جزم بأن المراد يسرى الكعبة ويمناها ولم يذكر مستندا لذلك ولما كان الأيمن أشرف من الأيسر في كل شيء خص الله الجهة اليمنى بتأخر خرابها وتقدم خراب اليسرى كما سمى الله أهل الجنة بأصحاب اليمين وأهل النار بأصحاب الشمال، وكأن هذا الخراب عند قيام الساعة (طس حل عن جرير (¬1)) سكت عليه المصنف وفي سنده حفص بن عمر بن الصباح وثقه ابن حبان وضعفه غيره [1/ 289] وبقية رجاله رجال الصحيح قال الدارقطني: الصواب وقفه على جرير. 1011 - "أسرع الخير ثوابًا البر وصلة الرحم، وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم (ت هـ) عن عائشة (ح) ". (أسرع الخير ثواباً البر) هو الإحسان وشاع البر عند الإطلاق على الإحسان إلى الوالدين وهو المراد هنا ولذا عطف عليه (وصلة الرحم) والأسرعية في الإثابة يحتمل أنها في دار الدنيا وقد ثبت أنها دار يجزى فيها العبد على بعض أعماله كزيادة المال بالصدقة وزيادة العمر بصلة الرحم وإجابة الدعوات في قضاء الحاجات كما أنها قد تعجل فيها بعض العقوبات لبعض العصاة كنقص الرزق بالربا والكذب، ومن تعجيل مثوبة البر في الدنيا بالآباء بر الأبناء بمن بر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3519) وأبو نعيم في الحلية (7/ 112) قال المناوي (1/ 505): قال الدارقطني: الصواب وقفه على جرير، وانظر علل الدراقطني (13/ 462)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 289) وفيه حفص بن عمر بن صباح الرقي وثقه ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 853) حفص ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (839) والسلسلة الضعيفة (1659).

بآبائه كما في حديث ابن عمر: "بروا آباءكم يبركم أبناؤكم" (¬1) ومثله في حديث جابر سيأتيان ومن تعجيل الإثابة الزيادة في العمر كما في حديث أبي هريرة (¬2): "بر الوالدين يزيد في العمر" وفي حديث معاذ بن أنس (¬3): "من بر والديه طوبى له زاده الله في عمره". ومن تعجيل مثوبته حسن حال البار في الدنيا ولطف الله به في أموره وإسبال ثوب سترة عليه، وهذا أمر قد شاهده الناس لا ينكره من له دراية بأحوال العالم، وفوائده في العاجلة كثيرة وفي ذلك قصص معروفة ويحتمل أنه أسرع إثابة في الدارين، وأما تعجيل إثابة صلة الرحم فكثيرة منها الزيادة في الرزق ومنها الزيادة في العمر كما في حديث أنس: "واصل الرحم يزيد الله في رزقه ويمد في أجله" (¬4). ومنها المحبة في الأهل كما في حديث عمرو بن سهل: "صلة الرحم مثراة في المال ومحبة في الأهل ومنسأة في الأجل" (¬5). ومنها تعمير الديار كما في حديث عائشة: "صلة الرحم وحسن الخلق ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1002) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 138): رجاله رجال الصحيح. (¬2) أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 295)، وابن عدي في الكامل (3/ 43) في ترجمة خالد بن إسماعيل، وقال بعد أن ذكر الحديث: وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد مناكير، ولخالد بن إسماعيل هذا غير ما ذكرت من الحديث وعامة حديثه هكذا. (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (22) والطبراني (20/ 198) رقم (447)، والحاكم (4/ 170) وقال: صحيح الإسناد ولم يُخرجاه. ووافقه الذهبي. أبو يعلى (1494). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 137): رواه أبو يعلى والطبراني وفي إسناده زبان بن فائد وثقه أبو حاتم وضعفه غيره وبقية رجال يعلى ثقات. (¬4) عزاه صاحب الكنز (43243) والألباني في السلسلة الضعيفة إلى الديلمي (2/ 62). وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (3437) ضعيف جداً. في إسناده يزيد بن أبان الرقاشي ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (7683) وفيه الهيثم بن جماز قال أحمد والنسائي متروك. انظر المغني (6793) وذكره السيوطي في تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش نقلاً عن أبي الشيخ (8). (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (7810) وقال الهيثمي (8/ 152): فيه من لم أعرفهم.

وحسن الجوار تعمر لنا الديار" (¬1) ومنها وهو أعظمها صلة الله لمن وصلها كما في حديث عائشة: "الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ... " (¬2) الحديث. وصله الله في الدارين بل في كل لحظة ولمحة عين (وأسرع الشر عقوبة) بأن يعجل في دار الدنيا (البغي) تقدم غير مرة بيانه (وقطيعة الرحم) هو خلاف صلتها والحديث ترغيب في البر وصلة الرحم وترهيب من البغي وقطيعة الرحم (ت 5 عن عائشة) (¬3) رمز المصنف لحسنه وضعفه المنذري وكأنه حسنه المصنف لشواهده. 1012 - "أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب (خد د طب) عن ابن عمرو (ح) ". (أسرع الدعاء إجابة دعوة غائب لغائب) تقدم في أربع دعوات أن أسرعها إجابة هذه (خد د طب عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه (¬4). 1013 - "أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم (حم ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 159) وقال الهيثمي (8/ 153): رجاله ثقات إلا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة. (¬2) أخرجه مسلم (2555). (¬3) أخرجه الترمذي (2511)، وابن ماجه (4212) قال البوصيري (4/ 239): هذا إسناد فيه صالح بن موسى وهو ضعيف، قلت: بل هو متروك كما قال الحافظ في التقريب (2791) وقال الذهبي ضعيف. انظر المغني (2845) وقال يحيى ليس شيء ولا يكتب حديثه وقال البخاري منكر الحديث وقال النسائي متروك وقال ابن عدي هو عندي ممن لا يتعمد الكذب. الميزان (3/ 414) وقال الألباني في ضعيف الجامع (840) والسلسلة الضعيفة (2787): ضعيف جداً. (¬4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (623) وأبو داود (1535) والترمذي (1980) عن ابن عمرو وقال: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه والإفريقي يضعف في الحديث وهو عبد الله بن زياد بن أنعم. وانظر التقريب (3862) عن ابن عمرو، والطبراني في المعجم الكبير كما في الكنز (3306) ولم أجده في الكبير ولعله من الجزء المفقود.

(أسرعوا بالجنازة) بالمشي بها إذا أخرجوها لدفنها لقوله في آخره: تضعونه عن رقابكم على إرادة الحقيقة بالوضع عن الرقبة (فإن تك) هكذا بحذف النون وهو كثير (صالحة) تقية (فخير تقدمونها إليه) وما عند الله خير للأبرار (وإن تك سوى ذلك) غير صالحة (فشر تضعونه) بالإسراع بها (عن رقابكم) أخرج ابن أبي شيبة من حديث أبي بكرة لقد رأيتنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكاد أن نرمل (¬1) بالجنازة رملاً وعنده أنه قال عمر حين حضرته الوفاة إذا خرجتم فأسرعوا في المشي (¬2). وعنده عن أبي الصديق (¬3) الناجي أنه كان الرجل ليقطع شسعه في الجنازة [1/ 290] فما يدركنا ويحتمل أن يراد الإسراع بالتجهيز والمشي كما يفيده حديث علي - رضي الله عنه - "ثلاث لا تؤخر" وعد منها الجنازة، وسيأتي وأنه لا ينتظر بميت الليل النهار ولا بميت النهار الليل، والقول بكراهة الدفن بالليل لا دليل عليه بل الدليل على خلافه، وهو دفنه - صلى الله عليه وسلم - لبعض أصحابه ليلاً كما في حديث أبي ذر، وكذلك دفن فاطمة رضي الله عنها ليلاً، ودفن الصحابة أبا بكر - رضي الله عنه - ليلاً، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: "ما علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعنا المساحي من آخر الليل ليلة الأربعاء" (¬4) (حم ق 4 عن أبي هريرة) (¬5). 1014 - "أسست السماوات السبع والأرضون السبع على {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تمام في فوائده عن أنس (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (4/ 43). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 480) رقم (11266). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 480) رقم (11268). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 62)، وإسحاق بن راهويه في مسنده برقم (993)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/ 32) رقم (11839). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 240) والبخاري (1310)، ومسلم (944) وأبو داود (3181) وابن ماجه (1477)، والنسائي (4/ 41).

(أسست) هو من الأساس مثلث أصل العمارة والبناء أي بنيت (السماوات السبعِ والأرضون) بفتح الراء (السبع) فيه أنها سبع كالسماوات (على {قُلْ هُوَ الله أحَدٌ}) أي لأجلها فعلى حرف تعليل و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} علم بسورة الصمد والمراد أنها بنيت السماوات والأرض لأجل توحيد الله وإبانة صمديته وإظهار ألوهيته وتنزيهه من الولد والوالد والشريك نظير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وحديث: "كنت (¬1) كنزاً مخفياً فخلقت خلقاً فعرفتهم بي حتى عرفوني" إلا أنه قال ابن تيمية: أنه حديث باطل، فالحديث لبيان أن حكمة خلق المسكن هي حكمة خلق الساكن وهي عبادة الله تعالى وأن الكائنات خلقت أدلة عليه كما قال: وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد (¬2) (تمام في فوائده عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬3). 1015 - "أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال "لا إله إلا الله" خالصًا مخلصا من قلبه (خ) عن أبي هريرة" (صح). (أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة) تقدم بسط الكلام في الشفاعة ويأتي (من قال لا إله إلا الله مخلصًا) حال كون القول (خالصًا من قلبه) أصل الحديث ¬

_ (¬1) قال القارئ في المصنوع (ص 141): نص الحفاظ كابن تيمية والزركشي والسخاوي على أنه لا أصل له. وقال شيخ الإِسلام: هذا ليس من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أعرف له إسناداً صحيحاً ولا ضعيفاً. انظر مجموع الفتاوى (18/ 122، 376). (¬2) قاله أبو العتاهية المتوفى سنة 211 هـ وهو من شعراء العصر العباسي. (¬3) أخرجه تمام كما في الكنز (3765) والدينوري كما في المجالسة (3458)، وفي إسناده موسى بن محمَّد بن عطاء الدمياطي كذبه أبو زرعة وأبو حاتم وقال النسائي ليس بثقة وقال الدارقطني وغيره متروك كما في الميزان (6/ 559) كما في الميزان (6/ 559) وقال الألباني في ضعيف الجامع (843) والسلسلة الضعيفة (592): موضوع.

وسببه عن أبي هريرة وقال: قلت: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال: "لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا أول منك لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي ... " فذكره هذا أحد ألفاظه، وفيه إثبات الشفاعة للمخلصين المؤمنين وذلك برفع درجاتهم وهي غير الشفاعة لأهل الكبائر التي في الحديث الآتي: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي؛ لأن ظاهر هذا الحديث أن هذه لمن مات قائلا لكلمة التوحيد مخلصاً وأنه الأسعد، وإن ثبت لغيره وذلك لأنها زيادة في درجاته لأنه زاد بها فضلا إلى فضل وعلواً إلى علو وفلاحاً إلى فلاح فهو أسعد بها ممن عداه، وأما الشفاعة لأهل الكبائر فإنهم وإن سعدوا بها وخلصوا من عذاب الله الدائم فبين النوعين بنون بعيد وفيه أن القول باللسان يشترط فيه مطابقة الجنان (خ عن أبي هريرة) (¬1). 1016 - "أسعد الناس يوم القيامة العباس، ابن عساكر عن ابن عمر (ض) ". (أسعد الناس) المراد بهم من عدا الأنبياء (يوم القيامة العباس) ويحتمل أن يراد بهم أعمامه من العام الذي يراد به الخاص وإنما كان أسعد أعمامه لأنه تجرع مرارة فراقه - صلى الله عليه وسلم - بموته وهو في الحياة والحمزة - رضي الله عنه - وإن كان أفضل الشهداء فله فضل الشهادة، وفي رواية: أن سبب الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: إن دار العباس يعني في الجنة بين داره ودار إبراهيم الخليل - صلى الله عليه وسلم -[1/ 291]. (ابن عساكر عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: إسناده ضعيف. 1017 - "أسفر بصلاة الصبح، حتى يرى القوم مواقع نبلهم، الطيالسي عن رافع بن خديج (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (990). (¬2) أخرجه ابن عساكر (26/ 343) وفي إسناده رجل مجهول عن ابن عمر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (844) والسلسلة الضعيفة (2765).

(أسفر بصلاة الصبح) هي صلاة الفجر، في النهاية (¬1): أسفر الصبح إذ انكشف وأضاء لعله يحتمل أنه حين أمرهم بتغليس صلاة الفجر أمر بتأخيرها إلى أن يطلع الفجر الثاني، ويتحقق ويؤيد ذلك أنه قال لبلال: "نور بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم" كما قال هنا (حتى يرى القوم مواقع نبلهم) ولا يرونها إلا وقد أسفر جداً وقيل: الأمر بالإسفار خاص بالليالي المقمرة لأن أول الصبح لا يتبين فيها فأمروا بالإسفار احتياطًا (الطيالسي (¬2) عن رافع بن خديج) رمز المصنف لحسنه. 1018 - "أسفروا بالفجر، فإنه أعظم للأجر (ت ن حب) عن رافع (صح) ". (أسفروا بالفجر) بصلاته أو بالنداء الثاني والحديث الأول يدل للأول (فإنه أعظم للأجر) فيه دليل على أن الإسفار ليس بواجب بل هو أفضل (ت ن حب عن (¬3) رافع) أي ابن خديج رمز المصنف لصحته. 1019 - "أسلم ثم قاتل (خ) عن البراء" (صح). (أسلم ثم قاتل) سببه أنه جاء رجل إليه - صلى الله عليه وسلم - متقنعًا بالحديد فقال: يا رسول الله أقاتل أو أسلم فقال: "أسلم ثم قاتل" فأسلم ثم قاتل فقتل فقال - صلى الله عليه وسلم -: "عمل عملاً قليلاً وأجر أجرًا كثيراً" والمتقنع المتغطي بالسلاح وقيل: المغطى رأسه قال بعض أئمة الحديث: أنه لم يدخل الجنة رجل لم يسجد لله سجدة؟ إلا هو وهو يجاب به عن سؤال أي رجل دخل الجنة ولم يسجد لله سجدة (خ عن البراء) (¬4) ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 941). (¬2) أخرجه الطيالسي (961)، قال المناوي (1/ 508): هو من رواية هرمز بن عبد الرحمن عن رافع بن خديج وقد ذكرهما ابن أبي حاتم ولم يذكر فيهما حرجاً ولا تعديلاً، وصححه الألباني في صحيح الجامع والإرواء (258). (¬3) أخرجه الترمذي (154) وقال: حسن صحيح، والنسائي (1/ 272)، وابن حبان (1490) وصححه الألباني في صحيح الجامع (970) والإرواء (258). (¬4) أخرجه البخاري (2808).

ورواه مسلم. 1020 - "أسلم وإن كنت كارها (حم ع) والضياء عن أنس (صح) ". (أسلم وإن كنت كارهاً) أي الإِسلام وسببه أنه جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أجدني كارهًا للإسلام فذكرها وفيه أنه يصح إسلام الكاره لا المكره (حم (¬1) ع والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته. 1021 - "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، أما والله ما أنا قلته، ولكن الله قاله (حم طب ك) عن سلمة بن الأكوع (م) عن أبي هريرة (صح) ". (أسلم) قبيله معروفة وقوله (سالمها الله) في النهاية (¬2) هو من المسالمة ترك الحرب ويحتمل أن يكون إخبارا أو دعاء بأن يسالمها الله أو إخبار أنه سالمها فلم يأمر بحربها (وغفار) بكسر الغين المعجمة ثم فاء وآخره راء اسم قبيلة ومنها أبو ذر الغفاري وقوله (غفر الله لها) يحتمل الأمرين أيضاً وفيهما جناس في اللفظين (أما والله ما أنا قلته) أي هذا القول (ولكن الله قاله) وهو يبين أن المراد أحد الاحتمالين وفيه فضيلة للقبيلتين (حم طب ك عن سلمة بن الأكوع) رمز المصنف لصحته (م عن أبي هريرة) (¬3). 1022 - "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وتجيب أجابوا الله (طب) عن عبد الرحمن بن سندر (ح) ". (أسلم سالمها الله) صيغة المفاعلة بمعنى فعل أي سلمها من الشرور والحروب ويحتمل أنه على بابه (وغفار غفر الله لها وتجيب) بضم المثناة الفوقية ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 109) وأبو يعلى (3879)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 305): رجالهما رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (974) والسلسلة الصحيحة (1454). (¬2) النهاية (2/ 985). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 48) والطبراني في الكبير (7/ 21) رقم (6255)، والحاكم (3/ 341) عن سلمة بن الأكوع، وأخرجه مسلم (2516) عن أبي هريرة.

والجيم ومثناة تحتية فموحدة قبيلة أيضاً وفدت عليه - صلى الله عليه وسلم - عام الوفود سنة تسع وساقوا معهم زكاتهم وكانوا من أحسن الوفود (أجابوا الله) إخبار عنهم بأنهم أطاعوا الله ورسوله وآمنوا وفيه فضيلة لهذه القبائل الثلاث والأوليان أفضل، وفيه إشارة إلى أن تحسين الأسماء من الموصلات إلى الخير وأن منها تشتق لها صفاتها فقال في الأولى: سالمها وفي الثاني: غفر لها وفي الإخبار عنهم بالإجابة وهي من أوصاف مشتقة من الأسماء (طب عن عبد الرحمن بن سندر (¬1)) بالمهملات الأولى والثانية مفتوحات بينهما نون ساكنة آخره راء [1/ 292] رمز المصنف لحسنه. 1023 - "أسلمت على ما أسلفت من خير (حم ق) عن حكيم بن حزام (صح). (أسلمت) بفتح تاء الخطاب لحكيم بن حزام (على ما أسلفت من خير) ولفظه عند مسلم عن حكيم قلت: يا رسول الله أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية من صلاة وعتاق وصدقة هل لي فيها أجر؟ قال: "أسلمت على ما أسلف لك من خير" هذا أحد ألفاظه عند الشيخين وفي رواية فقال: "أسلمت على ما أسلفت" من خير وفيه إشكال لأنه ينافي ما تقرر من أن الكافر لا قربة له قال النووي (¬2) في شرح مسلم: أما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أسلمت على ما أسلفت من خير" فاختلف في معناه فقال الإِمام أبو عبد الله المازري: ظاهره خلاف ما تقتضيه الأصول لأن الكافر لا تصح منه القرب ولا يثاب في طاعته ثم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (كما في مجمع الزوائد) (10/ 46) وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (3/ 309) رقم (2817) قال الهيثمي (10/ 46): إسنادهما حسن، وعزاه الحافظ في الإصابة (3/ 192) لأبي موسى في الذيل، وفي إسناده عبد الله بن لهيعة قال الذهبي ضعيف. المغني (3317) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (849) والسلسلة الضعيفة (2771). (¬2) شرح مسلم للنووي (2/ 142).

نقل عنه وجوها في تأويله وعن القاضي عياض ثم نقل عن ابن بطال أنه ذهب وغيره من المحققين إلى أنه على ظاهره وأنه إذا أسلم الكافر ومات على الإِسلام يثاب على ما فعله من الخير في حال الكفر واستدلوا بحديث أبي سعيد الخدري (¬1) - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها". ذكره الدارقطني في غريب حديث مالك: وروي عنه من تسع طرق وثبت فيها كلها أن الكافر إذا حسن إسلامه يكتب له في الإِسلام كل حسنة عملها في الشرك، قال ابن بطال: بعد ذكر هذا الحديث: لله أن يتفضل على عبده بما شاء لا اعتراض لأحد عليه، قال وهو كقوله - صلى الله عليه وسلم - لحكيم بن حزام: "أسلمت على ما أسلفت". قلت: ويؤيده أيضاً حديث عائشة (¬2) قالت: قلت: يا رسول الله إن ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم ويطعم المسكين فهل ذلك نافعه؟ قال: "لا ينفعه إنه لم يقل: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين" ففيه إشعار بأنه لو قالها نفعه عمله في الجاهلية قال: وأما قول الفقهاء: لا يصح من كافر عبادة ولو أسلم لم يعتد بها فمرادهم أنه لا يعتد بها في أحكام الدنيا وليس فيه تعرض لثواب الآخرة، فإن أقدم قائل على التصريح بأنه إذا أسلم لا يثاب عليها رُدّ قوله بهذه السنة الصحيحة انتهى. قلت: وكأن الفقهاء لما رأوا تقييد العمل في القرآن بوقوعه حال الإيمان جزموا بذلك كما في قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري معلقاً، باب حسن إسلام المرء، وقال الحافظ في تغليق التعليق (2/ 44): وصله الحافظ أبو ذر الهروي في روايته للصحيح ورواه الدارقطني في غرائب مالك وانظر طرقه في التغليق. (¬2) أخرجه مسلم (214).

مُؤْمِنُّ} [النحل: 97] الآية. {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنُّ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} [الأنبياء: 94] وغيرهما فدل تقييد العمل بذلك على أنه لا اعتداد بعمل صالح على غير ذلك الحال أعني حال الإيمان وقد يقال إنَّ هذا مفهوم يرد بالحديث السابق وبحديث الكتاب (حم ق عن حكيم (¬1) بن حزام) (¬2) بالحاء المهملة فيها وبعدها في الثاني زاي وحكيم صحابي جليل ولد في جوف الكعبة وعاش مائة وعشرين سنة ستين في الجاهلية وستين في الإِسلام. 1024 - "أسلمت عبد القيس طوعًا وأسلم الناس كرها فبارك الله في عبد القيس (طب) عن نافع العبدي (ض) ". (أسلمت عبد القيس طوعًا) هي قبيلة معروفة وقصة إسلامهم ووفادتهم في الصحيحين من حديث ابن عباس وأنهم قدموا عليه - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ممن القوم؟ " قالوا: من ربيعة، قال: "مرحبا بالوفد غير خزايا ولا ندامى" [1/ 293] فقالوا: يا رسول الله إن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لا نصل إليك إلا في شهر حرام فأمرنا بأمر نأخذ به ونأمر به من وراءنا وندخل به الجنة فقال - صلى الله عليه وسلم -: "آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا من المغنم الخمس، وأنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت فاحفظوهن وادعوا إليهن من وراءكم" وكان فيهم الأشج الذي قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة" (¬3) (وأسلم الناس كرها فبارك الله في عبد القيس) المراد بالناس خاص وإلا فإن من الناس ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 402) والبخاري (1436) ومسلم (123). (¬2) الإصابة (2/ 112). (¬3) أخرجه البخاري (53) ومسلم (17).

من أسلم رغبة وفيه دليل على صحة إسلام الكاره كما سلف وكإسلام المنافقين إلا أنه إسلام يصان به الدماء عن الإراقة والمال عن السلب ولا ينفع في الآخرة ما لم ينشرح به الصدر (طب عن نافع العبدي) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 1025 - "اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، في ثلاث سور من القرآن: في البقرة، وآل عمران، وطه (هـ طب ك) عن أبي أمامة (صح) ". (اسم الله الأعظم) صفة للإسم وأسماؤه تعالى عظيمة كلها شريفة جليلة وخص بعضها بالأعظمية إما لشرف معناه أو ما يدل عليه ولأمر استأثر الله بعلمه (الذي إذا دعي به أجاب) وصف كاشف ويحتمل أنه مخصص وأنه الاسم الذي يختص بسرعة الإجابة لمن توسل إلى الله تعالى به والمراد من الدعاء به نداءه تعالى به في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث" ونحوه ومن السؤال به أن يقسم به عليه في قوله: أسألك بأنك أنت الحي القيوم ولم يذكر هذه الصورة هنا وذكرها فيما يأتي كأنه اكتفى بأحد المتلازمين عن الآخر ويحتمل أن تلك خاصة بدعوة يونس (في ثلاث سور من القرآن) أي مذكورا وموجودًا يحتمل أنه في كل سورة أو أنه في مجموعها إلا أنه قال: القسم بعد رواية الحديث فالتمستها فإذا هي آية الحي القيوم فدل على الأول (في البقرة) وفي آية الكرسي وفي (آل عمران) في أولها (وطه) في {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111] ويدل له أيضًا حديث أنس عند أهل السنن وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً دعا بدعاء في آخره يا حي يا قيوم فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أتدرون ما قال؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم فقال: "والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه الأعظم .. " ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (9/ 390) وفي الأوسط (7996)، وفيه سليمان بن نافع العبدي ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وبقية رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (848) والسلسلة الضعيفة (2770).

الحديث (¬1) ويدل له أيضًا أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا اجتهد في الدعاء قال: "يا حي يا قيوم" (¬2) قال بعض المحققين: وإنما كان هذا الاسم الشريف هو الاسم الأعظم لأن الحي المطلق التام الحياة لا تفوته صفة كمال البتة والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة فالتوسل بصفة الحياة والقيومية له أثر عجيب في إنالة كل مطلوب ويحتمل أن حديث أسماء الآتي بيان لما أجمله هنا في سورة البقرة وآل عمران ويبقى مجملاً في سورة طه غير معين هنا ويكون ذلك حثًّا على التوسل بالسورة لو لم يبين أو أن الذي أجمل في آل عمران مبين أيضًا بحديث ابن عباس الآتي ويكون قد اشتملت على اسمين من أسماء الله تعالى [1/ 394] الموصوفة بالأعظمية بناء على أن الاسم العظيم متعدد كما أرشدت إليه هذه الأحاديث وتكون الأعظمية إضافية في المذكورة أو أنه في واحد حقيقي وهو غير معين (5 طب ك عن أبي أمامة) (¬3) رمز المصنف لصحته. 1026 - "اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وفاتحة آل عمران {الم * اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (حم د ت هـ) عن أسماء بنت يزيد (صح) ". (اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين) والمراد أنه أحد الألفاظ التي فيها ({وإلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} وفاتحة آل عمران) عطف على قوله في هاتين أي وفي فاتحة آل عمران {الم * اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وهو لا يدل على تعينه لأنه حكم عليه أنها فيها ولم يعينه فهو مثل قوله في ثلاث سور في عدم الدلالة على تعينه ومثله قوله في حديث ابن عباس في هذه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1495) والترمذي (3544) والنسائي (3/ 52) وابن ماجه (3858). (¬2) أخرجه الترمذي (3436). (¬3) أخرجه ابن ماجه (2856) والطبراني في المعجم الكبير (8/ 183) رقم (7758) والحاكم (1/ 505) وصححه الألباني في صحيح الجامع (979) والسلسلة الصحيحة (746).

الآية في قوله: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} [آل عمران: 26] والسر في طيه وعدم تعيينه أن يجتهد العبد في الكل ليوافقه فطيه في هذه الألفاظ كطي ليلة القدر وساعة الجمعة في الأوقات (حم د ت 5 عن أسماء بنت يزيد) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1027 - "اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، في هذه الآية {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} الآية (طب) عن ابن عباس (ض) ". (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية (قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} الآية.) بالنصب أي اقرأ الآية والمراد إلى آخرها وتقدَّم وجه الجمع بين هذه الأحاديث (طب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه (¬2). 1028 - "اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سئل به أعطى دعوة يونس بن متى ابن جرير عن سعد (ض) ". (اسم الله الأعظم) أي أعظم لأنه وصفه بما وصف به الأعظم من قوله (الذي إذا دعي به أجاب) وتقدم كيفية الدعاء به (وإذا سئل به) تقدم أيضاً به (أعطى) السائل ما طلبه والفرق بين الأمرين كأنه أريد ماذا دعي به أي طلب منه كشف كربته أو تفريج غمه وإذا سئل به طلب محبوب ويحتمل أنهما بمعنى وأنه تأكيد (دعوة) خبر اسم الله (يونس بن متى) بفتح الميم وتشديد المثناة الفوقية بعدها ألف مقصورة اسم أبيه وقيل: اسم أمه وهي التي حكاها الله تعالى في قوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] وهذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 461) وأبو داود (1496) والترمذي (3478) وابن ماجه (2855) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (980). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 171) رقم (12792) قال الهيثمي (10/ 156): رواه الطبراني في الأوسط وفيه جسر بن فرقد وهو ضعيف انظر المغني (1126) والميزان (2/ 124) وفيه ابنه جعفر بن جسر ضعيف انظر المغني (1136) والميزان (2/ 130). وفي إسناده أيضا محمد بن زكريا الغلابي قال الدارقطني يضع الحديث. انظر المغني (5512) وقال الألباني في ضعيف الجامع (852) والسلسلة الضعيفة (2772): موضوع.

إخبار بأن اسم الله الموصوف بما ذكر هو هذا اللفظ وقد أخرج الحاكم في المستدرك (¬1) اسم الله الأعظم دعاء يونس قال رجل: يا رسول الله هل كانت ليونس خاصة؟ فقال: "ألم تسمع قوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِيينَ} [الأنبياء: 88] فأي رجل دعا به في مرضه أربعين مرة فمات في مرضه ذلك إلا أعطي أجر شهيد وإن برأ برأ مغفوراً له". وأما كون هذه دعوة مع أن ظاهرها اعتراف بالدنيا وتوحيد للرب قد أشرنا سابقًا إلى أنه من أنواع الدعاء ما كان على مثال هذا التركيب، ولابن تيمية رسالة مستقلة في الكلام على هذه الآية بين فيها كونها دعاء وأطال فيها وأطاب (ابن جرير عن سعد) رمز المصنف لضعفه (¬2). 1029 - "إسماع الأصم صدقة (خط) في الجامع عن سهل بن سعد (ض) ". (إسماع الأصم) كلاماً ينفعه ولو كلمة واحدة (صدقة) في أجرها وهو داخل تحت حديث "كل معروف صدقة" (¬3) (خط في الجامع عن سهل بن سعد) (¬4) رمز المصنف لضعفه. 1030 - "أسمح أمتي جعفر المحاملي، في أماليه وابن عساكر عن أبي هريرة ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 506) وفي إسناده: عمرو بن السكسكي قال ابن عدي: له مناكير كما في المغني في الضعفاء (4634). (¬2) أخرجه ابن جرير (17/ 82) وفي إسناده: علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. انظر التقريب (4734)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (854) والسلسلة الضعيفة (2275). (¬3) أخرجه البخاري (5675)، ومسلم (1006). (¬4) أخرجه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 413) رقم (990)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (851) والسلسلة الضعيفة (1752): ضعيف جداً في إسناده ثلاث علل: 1 - إسماعيل بن قيس بن سعد قال البخاري والدارقطني منكر الحديث وقال النسائي وغيره ضعيف. التاريخ الكبير (1/ 370) والميزان (1/ 405). 2 - أحمد بن عبد الصمد ساق له الذهبي حديثا وقال لا يعرف والخبر منكر. الميزان (1/ 257) 3 - أحمد بن حبيب النهرواني لم أجد له ترجمة.

(ض) ". (أسمح أمتي جعفر) هو ابن أبي طالب - رضي الله عنه - أسلم قديماً وهاجر إلى الحبشة وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع وهو بخيبر وشرفه ظاهر وهو ذو الجناحين يطير مع الملائكة كما أخرجه الترمذي (¬1) وكان مشهوراً بالسماحة حتى كان يدعى أبا المساكين كما أخرجه الترمذي أيضاً من حديث (¬2) أبي هريرة قال: كنا ندعوا جعفر بن أبي طالب أبا المساكين كنا إذا أتيناه قرب إلينا ما حضر فأتيناه يوماً فلم نجد عنده شيئاً فأخرج جرة من عسل فكسرناها وجلعنا نلعق منها. وأخرج البغوي من حديثه أيضاً قال: كان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسميه أبا المساكين وأخرجه الترمذي أيضًا وغيره [1/ 295] وأخرج البخاري (¬3) من حديثه أيضًا وفيه: كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب وكان ينقلب بنا فيطعمنا ما في بيته حتى أنه كان يخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فيشقها فنلعق ما فيها وقد ورث منه السماحة ولده عبد الله بن جعفر قال الحافظ ابن عبد البر (¬4): كان عبد الله جواداً ظريفاً حليماً مفيضاً سخياً سمي بحر الجود يقال أنه لم يكن في الإِسلام أسخى منه (المحاملي) بفتح الميم بعدها حاء مهملة وكسر الميم الثانية نسبه إلى المحامل جمع محمل وهو القاضي العلامة الحافظ شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي البغدادي ولد سنة 235 وسمع من عوالم وصنف وجمع وروى عنه الدارقطني وعالم قال الخطيب: كان فاضلاً دينا صادقاً ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3763) وقال: هذا حديث غريب، وفي إسناده عبد الله بن جعفر والد ابن المديني وهو ضعيف. (¬2) أخرجه الترمذي (3767) من رواية أبي هريرة وقال: حسن غريب. (¬3) أخرجه البخاري (5432). (¬4) الاستيعاب (3/ 881).

شهد عند القضاة وله عشرون سنة وولي قضاء الكوفة ستين سنة وكان محموداً في ولايته توفي سنة 330 (¬1) (في أماليه وابن عساكر عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لضعفه وبيض له الديلمي. 1031 - "اسمح يسمح لك (حم طب هب) عن ابن عباس (ح) ". * (اسمح يسمح لك) المسامحة المساهلة أي سهّل يسهل عليك قاله في النهاية (¬3) والمعنى أن تسهيلك للعباد سبب تسهيل الله لك ويلين لك قلوب العباد فيسمعوا لك وفيه حديث: "السماح رباح" (¬4) وقد يكون سماحة العبد سببًا لسماحة الله له ومغفرته له ذنوبه وفوزه بأعظم خير الدارين كما في حديث أبي هريرة مرفوعاً "أن رجلاً لم يعمل خيراً قط وكان يداين الناس وكان يقول لرسوله حط ما تيسر واترك ما تعسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا قال الله تعالى: قد تجاوزتُ عنه"، أخرجه الحاكم وصححه وابن حبان والنسائي (¬5) وأخرج الشيخان (¬6) عن حذيفة وأبي مسعود: "أن رجلاً ممن كان قبلكم أتاه ملك الموت ليقبض نفسه فقال: هل عملت خيراً قط؟ قال: ما أعلم. قال له: انظر، قال: ما أعلم غير أني كنت أبايع الناس فأتجاوزهم وأتجاوز عن المعسر فأدخله الله ¬

_ (¬1) ينظر: تاريخ بغداد (8/ 19) وتذكرة الحفاظ (3/ 824). (¬2) أخرجه المحاملي في أماليه، وابن عساكر كما في الكنز (33188) قال المناوي في الفيض (1/ 512) رمز السيوطي لضعفه ولم يقف له الديلمي على سند فبيض له. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (856). (¬3) النهاية (2/ 990). (¬4) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (23)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3354): ضعيف، وفي السلسلة الضعيفة (1557): منكر في إسناده عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال الحافظ في التقريب (3199) متروك. (¬5) أخرجه النسائي في السنن (7/ 318) وابن حبان (5043) والحاكم (2/ 33). (¬6) أخرجه البخاري (2077) ومسلم (1560).

الجنة" (حم طب هب عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لحسنه وقال العراقي رجاله ثقات وقال تلميذه الهيثمي: في رواية أحمد شيخه مهدي بن جعفر فيه كلام وقد وثقه غير واحد، ورواه الطبراني في الأوسط والصغير ورجالهما رجال الصحيح. 1032 - "اسمحوا يسمح لكم (عب) عن عطاء مرسلاً (ض) ". (اسمحوا) خطاب للأمة (يسمح لكم) أي تكن سماحتكم سبباً لأن يسمح الله لكم مكافأة على المسامحة بالمسامحة كما سلف قريبًا (عب عن عطاء مرسلاً) (¬2) رمز المصنف لضعفه. 1033 - "اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي كان رأسه زبيبة (حم خ هـ) عن أنس (صح) ". (اسمعوا) أمر أمرائكم ونواهيهم (وأطيعوا) كونوا قائلين سمعنا وأطعنا لا كالذين قالوا سمعنا وعصينا (وإن استعمل) جعل عاملاً عليكم (عبد حبشي) ظاهر عمومه ولو إماماً إلا أنه خصصه حديث "الأئمة من قريش"، فيراد هنا استعمله الإِمام (كأن رأسه زبيبة) أي غير معتدل الخلقة ولا تام الصفة والمراد السمع والطاعة في غير معصية لحديث: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" (¬3) وقيل: المراد ولو كان إماماً بأن تغلب على المنصب فإنه يطاع ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 248) والطبراني في الصغير (1196) وفي الأوسط (5112) والبيهقي في الشعب (11258)، وقال المنذري (2/ 354): رجاله رجال الصحيح إلا مهدي بن جعفر وقول الهيثمي في المجمع (4/ 74): فيه مهدي بن جعفر وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح، وانظر قول العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (2/ 84 رقم 2). وصححه الألباني في الجامع (982) والسلسلة الصحيحة (1456). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 148) رقم (569) مرسلاً وانظر طرقه في تاريخ دمشق (63/ 279). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (3917)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 145).

والمسألة بتحقير الخلاف (حم خ 5 عن أنس) ابن مالك (¬1). 1034 - "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته: لا يتم ركوعها، ولا سجودها، ولا خشوعها (حم ك) عن أبي قتادة الطيالسي (حم ع) عن أبي سعيد (صح) ". (أسوأ الناس سرقة) شرهم من حيث السرقة (الذي يسرق من صلاته) وبينه بقوله (لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها) فهي جملة بيانية ولذا جُرّدت عن العاطف، والمراد بالتمام ما في حديث رفاعة وصححه الحاكم (¬2) وأخرجه الأئمة وصدره: "أنه لا يتم صلاة أحدكم -إلى أن قال:- فيركع فيضع كفيه على ركبتيه ويرفع حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يقول: [1/ 296] سمع الله لمن حمده فيستوي قائماً حتى يأخذ كل عضو مأخذه ويضع صلبه ثم يكبر فيسجد فيمكن جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله ويسترخي ثم يكبر فيرفع رأسه فيستوي قاعداً على مقعدته ويقيم صلبه ثم يكبر فيسجد حتى يمكن وجهه ويسترخي لا يتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك" انتهى. والخشوع لغة: الخضوع ويريد هنا خشية القلب والباد البصر كما قال قتادة: هو إلزامه موضع سجوده وكان الرجل إذا قام إلى الصلاة هاب الرحمن أن يشد بصره إلى شيء أو يحدث نفسه بشأن من شأن الدنيا وقيل هو جمع الهمة لها والإعراض عما سواها فإن قيل: قد ثبت في عدة من الأحاديث أن الذنوب ثلاثة: أحدها: يغفره الله وهو ما بينه وبين عبده، وثانيها: ما لا يتركه وهو ذنوب العباد فيما بينهم، وسرقة الصلاة من الأول وسرقة العباد من الثاني، فكيف جعلت سرقة الصلاة أسوأ السرقات؟ قيل: لأنها سرقة لم ينل صاحبها منها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 114) والبخاري (696) وابن ماجه (2860). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 241 - 242) وكذلك أبو داود (859) والنسائي (2/ 20، 193) والترمذي (302) وابن ماجه (460) وقال الترمذي: حديث حسن وحسّن إسناده البزار.

سوى الإثم فلا نفع له فيها البتة بخلاف سرقة المال ففيها نفع له في الدنيا فكأن له حامل على سرقته بخلاف سارق الصلاة، ولأن سارق الصلاة قد أضاع من الأجر ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وأصاب من العقوبة على سرقتها أشد من عقوبة سارق المال فإن عقوبته قطع عضو منه في دار الزوال فكان سارق الصلاة أسوأ من كل سارق سَرِقة (حم ك عن أبي قتادة) (¬1) رمز المصنف لصحته (الطيالسي حم ع عن أبي سعيد). 1035 - "أشبه من رأيت بجبريل دحية الكلبي، ابن سعد عن ابن شهاب". (أشبه من رأيت) في الخلقة (بجبريل) حين يأتي في صورة إنسان (دحية) بكسر الدال المهملة وسكون الحاء المهملة ثم مثناة تحتية كذا يرويه أئمة الحديث وقال أبو نصر ابن ماكولا (¬2): أنه بالفتح وهو دحية بن خليفة (الكلبي) رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قيصر ملك الروم وهو من أكابر الصحابة لم يشهد بدراً وشهد ما بعدها والحديث إخبار بأنه كان يأتيه جبريل في صورة الآدمي وفيه دليل على شكل الملك وقد قال الله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 17] (ابن سعد عن ابن شهاب) (¬3) هو محمد بن شهاب الزهري وكان على المصنف أن يقول مرسلاً لأن ابن شهاب تابعى. 1036 - "اشتد غضب الله على من زعم أنه ملك الأملاك، لا ملك إلا الله (حم ق) عن أبي هريرة، الحارث عن ابن عباس" (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 310) وقال الهيثمي (2/ 120): رجاله رجال الصحيح. والحاكم (1/ 229) عن أبي قتادة وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الذهبي: على شرطهما. والطيالسي (9/ 22) وأحمد (3/ 56) وأبو يعلى (1311) عن أبي سعيد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (986). (¬2) الإكمال (3/ 314)، والإصابة (2/ 384). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 250) مرسلاً.

(اشتد غضب الله) وهو إرادته الانتقام (على من زعم أنه ملك الأملاك) هو مثل حديث أبي هريرة: "أخنع اسم عند الله رجل يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا لله" قال سفيان: مثل شاهان شاه وتقدم كلام في أخنع والمراد بزعم تسمى فإنه ادعاء لنفسه رتبة ليست له (لا ملك إلا لله) هو مثل قاضي القضاة وحاكم الحكام وقد أجيز ذلك والأظهر منعه (حم ق عن أبي هريرة) و (الحارث) (¬1) هو ابن أبي أسامة (عن ابن عباس). 1037 - "اشتد غضب الله على الزناة أبو سعد الجرباذقاني في جزئه وأبو الشيخ في عواليه (فر) عن أنس (ض) ". (اشتد غضب الله على الزناة) جمع زان، عام للذكور والإناث (أبو سعد الجو باذقاني) بفتح الجيم فسكون الواو فموحدة فذال معجمة بعد الألف فقاف بعدها نون وياء نسبة إلى بلد بالعراق (¬2) (في جزئه) الذي جمعه في الحديث (وأبو الشيخ في عواليه) أحاديثه التي رواها بسند عال (فر عن أنس) (¬3) رمز المصنف لضعفه لأن فيه بقية بن عباد بن كثير فإن كان الثقفي فمتروك وإن كان الرملي فضعيف وعمران القصير عن أنس ذكره الذهبي في الضعفاء لكن قيل: تقوى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 492)، والبخاري (6205) ومسلم (2143) عن أبي هريرة، والحارث (كما في الكنز 45244) عن ابن عباس. (¬2) هو محمد بن إبراهيم بن داود الجرباذقاني، قال أبو الشيخ: شيخ ثقة أصول كثير الحديث. قدم علينا سنة إحدى عشرة وثلاثمائة. انظر طبقات المحدثين بأصبهان (4/ 94)، وورد في الأصل "الجوباذقاني" والصحيح أنه "الجرباذقاني". والله أعلم. (¬3) أخرجه أبو سعد والجرباذقاني في جزئه وأبو الشيخ في عواليه (1/ 1124) والديلمي (1/ 1/ 115) في الفردوس كما في الكنز (13001) وفي المداوي (1/ 559) رقم (511) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (858) والسلسلة الضعيفة (2776) في إسناده عباد بن كثير إن كان الثقفي البصري -وهو الأقرب- فهو متروك (التقريب 1339)، وإن كان الرملي الفلسطيني فضعيف (التقريب3140)، وإنما استقربت أنه الثقفي البصري؛ لأن شيخه (عمران القصير) وهو ابن مسلم، بصري أيضاً، والله أعلم ..

بتعدد طرقه. 1038 - "اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على القوم ولدا ليس منهم، يطلع على عوراتهم، ويشركهم في أموالهم البزار عن ابن عمر (ح) ". (اشتد غضب الله على امرأة أدخلت [1/ 297] على قوم ولداً ليس منهم) وذلك بأن تفجر فتعلق وتلد وتزعم أنه منهم (فيطلع على عوراتهم) محارمهم وما لا يحل للأجنبي نظره والإطلاع عليه (ويشاركهم في أموالهم) بالإنفاق والإرث منهم فاشتداد غضبه تعالى عليها لتعدي معصيتها إلى الغير وخلطها لأنسابهم فيكون اشتداد غضبه تعالى من جهتين من جهة الزنا ومن جهة إدخالها عليهم من ليس منهم (البزار عن ابن عمر) (¬1) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: فيه إبراهيم بن يزيد وهو ضعيف ولذلك رمز المصنف لضعفه لكن الذي رأيناه فيما قوبل على خط المصنف الرمز لحسنه. 1039 - "اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي (فر) عن أبي سعيد (ض) ". (اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي) أي بسبهم ضابط في تعليله أي أوصل إلى الأذى سبب إيذائه لعترتي، وعترة الرجل. أخص أقاربه وعترته - صلى الله عليه وسلم - بنو عبد المطلب وقيل أهل بيته الأقربون وهم بنو أولاده - صلى الله عليه وسلم - وعلي - رضي الله عنه - وأولاده وقيل عترته الأقربون والأبعدون منهم وفيه الوعيد لمن آذى قرابته - صلى الله عليه وسلم - فكيف من سفك دمائهم وأخافهم وشردهم وقد توعد الله الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات فهذا زيادة في حق من آذى العترة لقربهم منه - صلى الله عليه وسلم - (فر عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 141) رقم (1386) وقال الهيثمي: المجمع (4/ 225): فيه إبراهيم بن يزيد وهو ضعيف. وكذلك الطبراني في الأوسط (4694) عن ابن عمر وأوره ابن عدي في الكامل (1/ 225 - 227) في ترجمة إبراهيم بن يزيد الخوزي وقال: لين الحديث، وقال الألباني في ضعيف الجامع (859) والسلسلة الضعيفة (2780): ضعيف جداً.

سعيد) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأن فيه أبو إسرائيل الملائي ضعفوه. 140 - "اشتد غضب الله على من ظلم من لا يجد ناصرًا غير الله (فر) عن علي (ض) ". (اشتد غضب الله على من ظلم من لم يجد ناصراً) لضعفه وعجزه فلا ناصر له من العباد ولا يجد (غير الله) له ناصراً وذلك لأن من له ناصر قد يترك الظالم ظلمه خوفا ممن ينصره (فر عن علي) رمز المصنف لضعفه (¬2). 1041 - "اشتدي أزمة تنفرجي القضاعي (فر) عن علي (ض) ". (اشتدي أزمة تنفرجي) في النهاية (¬3): الأزمة السنة المجدبة يقال إن الشدة إذا تبالغت انفرجت وإذا توالت تولت. قلت: وفي كلام النهج: عند اشتداد الأمور يكون الفرج والأمر للأزمة بالاشتداد مجاز عقلي من باب {يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً} [المزمل: 17] وقرينته عقلية والحديث إعلام بأن شدة الأمر بعدها الفرج وأنه يتوقعه العبد عند زيادة الأمر في الشدة، وفي كلام البعض عند انسداد الفُرج يكون انفتاح الفرج (القضاعي) بضم القاف وتخفيف الضاد المعجمة نسبة إلى قضاعة قبيلة قاله ابن الأثير في الجامع (فر عن علي) (¬4) رمز المصنف لضعف ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (34143)، (1/ 1/ 116) وكما في المداوي (1/ 559) رقم (512)، وأورده ابن عدي في الكامل (6/ 301) في ترجمة محمد بن محمد بن الأشعث أبو الحسن الكوفي وقال: عامة أحاديثه مناكير وكان عنده تشيع شديد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (860) والسلسلة الضعيفة (2776). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (8080) وكذا القضاعي (1452) والطبراني في الأوسط (2207) والصغير (71) وقال الهيثمي (4/ 206): فيه مسعر بن الحجاج النهدي كذا هو في الطبراني ولم أجد إلا مسعراً بن يحيى النهدي ضعفه الذهبي بخبر ذكره له وأورده الغماري في المداوي (1/ 559) رقم (513)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (861) والسلسلة الضعيفة (2392): ضعيف جداً. (¬3) النهاية (1/ 47). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (1731) وأورده الذهبي في الميزان (2/ 293) في ترجمة الحسين بن عبد الله بن ضميرة والقضاعي (748)، قال العجلوني (1/ 141): رواه العسكري والديلمي والقضاعي=

لأنه من رواية أمية بن خالد عن الحسين بن عبد الله بن حمزة عن أبيه عن جده عن علي - رضي الله عنه -. قال في الميزان: والحسين كذبه مالك وأبو حاتم وتركه أبو زرعة، وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف ثم ساق من مناكيره هذا الحديث، وقال ابن أبي إدريس: كان يتهم بالزندقة. 1042 - "اشتروا الرقيق، وشاركوهم في أرزاقهم، وإياكم والزنج فإنهم قصيرة أعمارهم، قليلة أرزاقهم (طب) عن ابن عباس (ض) ". (اشتروا الرقيق) الأمر للإرشاد وتقدم تفسير الرقيق ويطلق على الجماعة أيضا وقوله (وشاركوهم في أرزاقهم) كالبيان لوجه الأمر وأن الله جعل لكل نفس رزقا معلوماً ورزق المملوك رزق لمالكه لأنه تعالى جعل له فيه كل تصرف (وإياكم والزنج) بفتح الزاي وسكون النون والجيم هم جيل من السودان ووجه التحذير ما أفاده قوله (فإنهم قصيرة أعمارهم) فلا يكمل الانتفاع بهم (قليلة أرزاقهم) وهو حكم أغلب لأن أفراد هذا النوع كلهم كذلك وفيه إرشاد إلى تحصيل منافع الدنيا ودفع مفاسدها (طب عن ابن عباس) (¬1) [1/ 298] رمز المصنف لضعفه. 1043 - "أشد الناس عذابًا في الدنيا أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة (حم هب) عن خالد بن الوليد (ك) عن عياض بن غنم وهشام بن حكيم (صح) ". (أشد الناس للناس عذابًا في الدنيا) أي من كان معذباً لعباد الله في الدنيا كملوك الجور وأعوانهم فإنه (أشد الناس عذابًا) أي تعذيباً (عند الله يوم القيامة) ¬

_ =بسند فيه كذاب. وقال الألباني في ضعيف الجامع (861) والسلسلة الضعيفة: ضعيف جداً. (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 287) رقم (10680) قال الهيثمي (4/ 235): فيه من لم أعرفه، وقال الألباني في ضعيف الجامع (863) والسلسلة الضعيفة (725): موضوع إسناده مظلم لا تعرف عدالة واحد من رجاله غير علي بن عبد الله بن عباس وهو ثقة كما قال الحافظ في التقريب (4761) وأما ابنه سليمان فهو كما قال ابن القطان هو مع شرفه في قومه لا يعرف حاله في الحديث وقال الحافظ مقبول. انظر تهذيب التهذيب (4/ 185) والتقريب (2596) وفيه حفص بن عمر المازني قال الحافظ في اللسان (2/ 329) لا يعرف.

جزاء على تعذيبه العباد في دار الدنيا ويؤخذ منه أن أرفق الناس بالعباد أرفعهم في الآخرة (حم هب عن خالد (¬1) بن الوليد) رمز المصنف لصحته (ك عن عياض) بكسر المهملة فتحتانية آخره ضاد معجمة (بن غنم) بفتح الغين المعجمة وسكون النون (وهشام بن حكيم). 1044 - "أشد الناس يوم القيامة عذابًا إمام جائر (ع طس حل) عن أبي سعيد (ح) ". (أشد الناس عذاباً يوم القيامة إمام جائر) تقدم الكلام في ذلك في شرح: آفة الدين، أول هذا الجزء وفيه تسميه الجائر إمامًا في لسان الشرع (ع طس حل (¬2)) عن أبي سعيد رمز المصنف لحسنه. 1045 - "أشد الناس عذابًا يوم القيامة من يُرى الناس أن فيه خيرًا ولا خير فيه أبو عبد الرحمن السلمي في الأربعين (فر) عن ابن عمر (ض) ". (أشد الناس عذابا يوم القيامة من يرى) بضم التحتية المثناة من إراءة (الناس أن فيه خيرًا ولا خير فيه) وذلك بتصنعه وإظهار التعفف والديانة مما يكون إمارة لظنهم به خيراً ويبطن خلاف ما يظهره فيأتي ما نهى عنه ويترك ما أمر به غيره ويثب على الدنيا إذا لاحت له وهذا هو الذي ورد فيه حديث أسامة بن زيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 90) والبيهقي في الشعب (7469) عن خالد بن الوليد وقال الهيثمي (5/ 234): رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح خلا خالد بن حكيم وهو ثقة والحاكم (3/ 290) عن عياض بن غنم وهشام بن حكيم وقال: حديث صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: ابن زريق واهٍ وصححه الألباني في صحيح الجامع (998) والسلسلة الصحيحة (1442). (¬2) أخرجه أبو يعلى (1088) والطبراني في الأوسط (1595) وأبو نعيم في الحلية (10/ 114) عن أبي سعيد قال الهيثمي (5/ 197): فيه عطية وهو ضعيف، وقال المناوي (1/ 517): فيه محمد بن جحادة قال الذهبي في الضعفاء كان يغلو في التشيع انظر المغني في الضعفاء (5352) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1001).

بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحا فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه" (¬1) ويحتمل أنه الذي يرائي وإن لم يأت خلاف ما يظهر ويحتمل شموله للأمرين. (أبو عبد الرحمن السلمي في الأربعين فر عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لضعفه لأن فيه الربيع بن بدر قال الذهبي: قال الدارقطني: متروك. 1046 - "أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله (حم ق ن) عن عائشة رضي الله تعالى عنها (صح) ". (أشد الناس عذابًا عند الله يوم القيامة الذي يضاهون) يشبهون (بخلق الله) والمضاهاة المشابهة وقد تهمز قاله في النهاية (¬3)، والمراد الذين يصورون صور ما خلق الله وظاهره العموم في تصوير الحيوان والجماد إلا أنه قد أجاز الفقهاء ما عدا الحيوانات لدلائل خصصت هذا العموم ويأتي في التصوير وعيد شديد وضاهى يعدي بنفسه إلا أنه هنا عدي بالباء لتضمنه يمثلون أي يضاهون ممثلين (حم ق ن عن عائشة) (¬4). 1047 - "أشد الناس عذابًا يوم القيامة عالم لم ينفعه علمه (طص عد هب) عن أبي هريرة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3267) ومسلم (2989). (¬2) أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في الأربعين في التصوف (1/ 8) باب المجاهدة في استواء السر مع الظاهر، وعزاه المناوي (1/ 517) لأبي عبد الرحمن السلمي في الأربعين والديلمي وقال: فيه الربيع بن بدر قال الذهبي قال الدارقطني وغيره متروك انظر المغني (2087) وفي إسناده أيضا أبو عبد الرحمن السلمي متهم بوضع الأحاديث للصوفية. انظر سير أعلام النبلاء (17/ 252). وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (2782) موضوع. وانظر السلسلة الضعيفة (2782). (¬3) النهاية (3/ 106). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 36) والبخاري (5954) ومسلم (2107)، والنسائي (8/ 214).

(أشد الناس عذابًا يوم القيامة) أي من العلماء (عالم لم ينفعه علمه) لم يعمل بما علمه فلم ينفعه الله بالجزاء عليه لأنه لم يعمل أو لم يوفقه للانتفاع بعلمه لعدم النظافة وقبوله لنعمة الله عليه وتقدم أن العلماء العاملين سرج الدنيا ومصابيح الآخرة وأما غير العاملين فإنه تعالى قد بين حكمهم في كتابه وضرب لهم مثلين بأخس الحيوانات الكلب والحمار {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ ...} [الجمعة: 5] الآية. {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ...} [الأعراف: 176] الآية. ووجه أشدية عذابه أنه عرف ما يضره وما ينفعه فعذب لتركه النافع من علمه به وعذاب من ارتكب الضار مع علمه مضرته وعذاب من بدل نعمة الله كفرًا (طص عد هب عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري والعراقي وذلك لأن فيه عمارة ابن مقسم قال الذهبي في الضعفاء: كذبه غير واحد وقال في الميزان: متروك، لكن للحديث أصل روى الحاكم (¬2) من حديث [1/ 299] ابن عباس في المستدرك: "أشد الناس عذابا من قتل نبيا أو قتله نبي والمصورون وعالم لم ينتفع بعلمه". 1048 - "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبْتَلَى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صُلْبًا اشتد بَلاَؤُهُ وإن كان في دينه رِقَّةٌ ابْتُلِىَ على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يَتْرُكَهُ يمشي على الأرض وما عليه خَطِيئَةٌ (حم خ ت هـ) عن سعد بن أبي وقاص) " (صح). (أشد الناس بلاء) قال القتيبي (¬3): يقال في الخير أبلاه الله وأبليته إبلاء وفي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (507) قال الهيثمي (1/ 185): فيه عثمان البري قال الفلاّس: صدوق لكنه كثير الغلط صاحب بدعة ضعفه أحمد والنسائي، وابن عدي في الكامل (5/ 158) في ترجمة عثمان البري وهو متروك وانظر الميزان (5/ 72) واللسان (4/ 155) والمجروحين (2/ 101). والبيهقي في الشعب (1778) وقال الألباني في ضعيف الجامع (868) والسلسلة الضعيفة (617): ضعيف جداً. (¬2) لم أجده في المستدرك وأخرجه البيهقي في الشعب (7888) من طريق الحاكم، وأحمد (1/ 407). (¬3) انظر: النهاية (1/ 411).

الشر بلوته وأبلوه بلاء والمعروف إن الابتلاء يكون في الخير والشر معاً ومنه قوله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35] (الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل) أي الأشرف فالأشرف والأعلى فالأعلى في الرتبة والمنزلة يقال هذا أمثل من هذا أي أفضل وأدني إلى الخير وأماثل الناس خيارهم (يبتلي الرجل) والمرأة (على حسب) قدر (دينه) وهذه جملة استئنافية بيان للأشدية وفصَّلها بقوله (فإن كان في دينه صلباً) بضم الصاد والمهملة من الصلابة الشدة (اشتد بلاؤه) زيادة له في الأجر في دار الخلود (وإن كان في دينه رقة) خلاف الصلابة وهما من صفات الأجسام إلا أنهما استعيرا للمعاني (ابتلي على قدر دينه) وقد أفيد هذا التفصيل أنه أريد بالناس المؤمنون لأنهم الذين يتصفون بالدين صلابة ورقة (فما يبرح) هو كالسبحة والتفريع على ما قبله (البلاء بالعبد) أي المؤمن (حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة) من كبيرة ولا صغيرة هذا ظاهره وإن كان الجماهير قالوا: إن الكبائر لا تكفر إلا بالتوبة وإذا قد عرفت أن الابتلاء يكون بالخير والشر فالابتلاء هنا يحتمل أن المراد بالشر فقط من الألم والفقر كما يرشد إليه حديث أبي سعيد الآتي وقد كان أحدهم يبتلي بالفقر ... الخ. ويحتمل أن المراد الأعم من الخير والشر كما قال نبي الله سليمان - عليه السلام -: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَيي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} [النمل: 40] ويدخل سليمان في عموم الأنبياء، إن قيل: في الناس من هو أشد بلاء من الأنبياء؟ قيل: لا يبلغ أحد مبلغ الأنبياء في الابتلاء فإنهم قلدوا أمراً عظيماً من التلقي عن الله والتبليغ إلى العباد والصبر على آذاهم لهم من التكذيب والسخرية ونسبة الجنون والسحر إليهم والتوعد بهم بالرجم والإخراج وغير ذلك. إن قلت: ما الحكمة في اختصاص الله سبحانه للأمثل فالأمثل بالابتلاء. قلت: أما الأنبياء فلزيادة الدرجات واليتامى بهم أتباعهم وأما الأمثل من

غيرهم فلما أشار إليه الحديث من أن الابتلاء يحط عنهم الذنوب حتى أنهم يمشون على الأرض وليس عليهم خطيئة فيقدمون عليه تعالى وقد غسلوا من أدران الذنوب وخلصوا عنها ولترفع لهم الدرجات في الجنان وقد قيل له - صلى الله عليه وسلم -: "إنك لتوعك كما يوعك رجلان، قال: "أجل" قيل له ذلك لأن لك أجرين قال: "أجل" (¬1) وقال ما معناه: أن أهل العافية يودون في الآخرة لو قرضوا في الدنيا بالمقاريض لما يرونه من أجور أهل البلاء (¬2) (حم خ ت هـ عن سعد) قال الشارح: عزا المصنف الحديث إلى البخاري تبعاً للحافظ ابن حجر في ترتيب الفردوس وإلا فقد قيل لم يوجد في البخاري انتهى. ومراده أنه لم يوجد في البخاري بهذا اللفظ فيه [1/ 300] وإلا فإنه بمعناه موجود فيه في كتاب الموصي وغيره (¬3). 1049 - "أشد الناس بلاء في الدنيا نبي أو صفي) (تخ عن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -" (ح). (أشد الناس بلاء في الدنيا نبي أو صفي) بفتح الصاد المهملة والياء بزنة غني وهو من اصطفاه الله أي اختاره فهو أعم من النبي وفيه واصطفيتك على الناس وفي القاموس (¬4): الصفي كغني الحبيب الصافي (تخ عن أزوج النبي - صلى الله عليه وسلم -) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: أي عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (37). (¬2) أخرجه الترمذي (2402)، والبيهقي في الكبرى (3/ 375). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 172)، والترمذي (2398) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (4023)، وعبد بن حميد (146)، والدارمى (2783) وابن حبان (2901)، والحاكم (1/ 100). قال الغماري في المداوى (1/ 565): هذا الحديث غير موجود عند البخاري. وصححه الألباني في صحيح الجامع (992) والسلسلة الصحيحة (143). (¬4) القاموس المحيط (ص1680) (¬5) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 115).=

1050 - "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل (طب عن فاطمة بنت اليمان) " (ح). (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون) المعروفون بالصلاح (ثم الأمثل فالأمثل) كما سلف قريباً (طب عن أخت حذيفة) بن اليمان فاطمة أو خولة (¬1) رمز المصنف لحسنه (¬2). 1051 - "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون لقد كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يُجَوِّيها فيلبسها ويبتلى بالقمل حتى يقتله ولأحدهم كان أشد فرحاً بالبلاء من أحدكم بالعطاء (هـ ع ك) عن أبي سعيد) " (صح). (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون) ثم بين بعض أحوالهم في الابتلاء (لقد كان أحدهم) الأنبياء أو الصالحون (يبتلي بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة) بالمد والهمزة (يجوبها) بالجيم والموحدة وتشديد الواو أي يقطع وسطها قال في النهاية (¬3): كل شيء قطع وسطه فهو مجوب ومنه سمي حبيب القميص يقال اجتببت القميص والظلام إذا دخلت فيهما ومنه حديث: "أتاه قوم مجتابي ¬

_ =وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (865) وقال في السلسلة الضعيفة (7013) منكر جدا. وقال البخاري: قاله أصبغ عن ابن وهب عن أبي نعيم. كذا وقع فيه: (أبي نعيم)، ويظهر أنه تحريف (ابن أنعم)؛ فقد علق عليه محققه الفاضل بقوله: من (صف)، كذا وقع فيها: عن أبي نعيم، وأراه تحريفاً، وإنما ذكر ابن أبي حاتم وابن حبان (عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي)، ويعرف بـ (ابن أنعم) -كما في ترجمته من الكتب-. والله أعلم. قلت: وبيض له البخاري وابن أبي حاتم؛ فلم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً؛ فهو في عداد المجهولين. وهو غير (نهشل بن سعيد) الراوي عن الضحاك، وعنه جماعة؛ وهو كذاب. وإنما استنكرت الحديث لضعف إسناده، ومخالفته للأحاديث الصحيحة في ابتلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل؛ لخلوها من لفظة؛ (صفي). (¬1) الإصابة (7/ 627). (¬2) أخرجه الطبراني (24/ 245، رقم 629). وصححه الألباني في صحيح الجامع (994). (¬3) النهاية (1/ 832).

النمار" (¬1) أي لابسيها (فيلبسها ويبتلي بالقمل) بكثرته (حتى يقتله ولأحدهم) عطف على القسم الأول الدال عليه لام لقد (كان أشد فرحاً بالبلاء) لما يعلمه من الأجر فيه (من أحدكم بالعطاء). إن قلت: كراهة البلاء أمر طبيعي {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 216] والفرح طبعا لا يكون إلا لمحبوب. قلت: لما عرفوا من لهم عند الله من الإكرام والإحسان صيّر ذلك محبوباً عندهم مرغوباً فيه (5 ع ك عن أبي سعيد) قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو محموم فوضعت يدي من فوق القطيفة فوجدت حرارة الحمي فقلت: ما أشد حماك يا رسول الله فذكره، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي ورمز المصنف لصحته (¬2). 1052 - "أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في الدنيا فلم يطلبه ورجل علم علماً فانتفع به من سمعه منه دونه (ابن عساكر عن أنس) " (ض). (أشد الناس حسرة) ندامةً (يوم القيامة رجل أمكنه الله طلب العلم في الدنيا) بأن حصدت عنده النعمتان اللتان غبن فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ (فلم يطلبه) وندامته لما يراه من منازل العلماء في الآخرة ومن مقاماتهم عند الله وشفاعتهم لعباده والمراد من الناس أهل الإيمان وإلا فإن الكفار أشد ندامة والمؤمنون يتحسرون على عدم استكثارهم من الخير (ورجل) عطف على قوله رجل أي وأشد الناس حسرة يوم القيامة (رجل علم علماً فانتفع به من سمعه منه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1017)، وأحمد (4/ 358)، وابن حبان (3308)، والبيهقي (4/ 176). (¬2) أخرجه ابن ماجه (4024)، قال البوصيرى (4/ 188): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات وأبو يعلى (1045)، والحاكم (3/ 343) وأبو نعيم في الحلية (1/ 370). وصححه الألباني في صحيح الجامع (995) والسلسلة الصحيحة (144).

دونه) فلم ينتفع، ووجه أشدية حسرته ظاهرة فإنه فوت أيام الدنيا في تحصيل العلم ثم انتفع به غيره فكان علمه ضرراً عليه ونفعاً لغيره فكان كالسراج آمنا لغيره وأحرق نفسه (ابن عساكر عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬1). 1053 - "أشد الناس عليكم الروم وإنما هلكتهم مع الساعة (حم عن المستورد) ". (أشد الناس عليكم) أشدهم حربا وجلاداً وتألباً عليكم وهو خطأب لأهل الإسلام (الروم) وهو من أعلام النبوة فإنهم من عصر النبوة إلى هذا العصر القرن الثاني عشر يجالدون أهل الإِسلام ويحاربونهم (وإنما هلكتهم) هلاكهم (مع) قيام (الساعة) فيه تحذير منهم وإرشاد إلى الاستعداد لهم وإبانة أنه لا هلاك لهم إلا مع قيام الساعة (حم عن المستورد) (¬2) بالمهملة بعد الميم والمهملة آخره بزنة مستخرج وهو ابن شداد قرشي فهري صحابي (¬3). 1054 - "أشد أمتي لي حبًّا قوم يكونون بعدي يود أحدهم أنه أعطى أهله وماله وأنه رآنى (حم عن أبي ذر) " (ح). (أشد أمتي) أمة إجابتي (لي حباً) قد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يؤمن عبد [1/ 301] حتى يكون - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه من نفسه ووالده وولده، وهذا إخبار بأن أشد الأمة حبًّا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (51/ 137) وقال: منكر. وقال الألباني في ضعيف الجامع (866): موضوع وقال في السلسلة الضعيفة (7142) منكر. لأن في إسناده سليمان بن عمرو الكوفي يحتمل أن يكون سيلمان بن عمرو النخعي الكذاب قلب بعضهم اسم أبيه إلى عمر مكان عمرو تدليسا وقد اتفقوا على أنه كذاب وضاع قال البخاري في التاريخ الكبير (4/ 28) سليمان بن عمرو الكوفي أبو داود النخعي معروف بالكذب قاله قتيبة وإسحاق. (¬2) انظر: الاستيعاب (1/ 463)، والإصابة (1/ 61). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 230). قال الهيثمي (6/ 212): فيه ابن لهيعة، وفيه ضعف وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح وانظر ترجمة ابن لهيعة في المغني (3317) والتقريب (3563). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (870) والسلسلة الضعيفة (2784).

له (قوم يكونون) يوجدون (بعدي) وبين أشدية حبهم إياه بقوله (يود أحدهم) أي كل واحد منهم يود هذه الودادة لا إنها لواحد منهم دون سائرهم يتصفون بالأحبية نسبية (أنه فقد أهله وماله وأنه رآني) ولا يحب رؤيته ويؤثر عليها الأهل والمال إلا وهو أشد له حباً وفيه إخبار بأنه يأتي بعده أقوام يفضلون من رآه لأن الأكثر له حبا هو الأفضل ولأنه يحشر المرء مع من أحب فكيف مع من كان أشد له حباً (حم عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه (¬1). 1055 - "أشد الحرب النساء وأبعد اللقاء الموت وأشد منهما الحاجة إلى الناس (خط عن أنس) " (ض). (أشد الحرب النساء) أي حرب النساء وقد سماهن - صلى الله عليه وسلم - فتنة في قوله: "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء" (¬2) متفق عليه وذلك لأنهن حبائل الشيطان وهي أشد في القلوب من الحرب ولذا قيل (¬3): نحن قوم تليننا الحدق النجل ... على أننا نلين الحديد وأنواع حربهن وفتنتهن لا انحصار لها وقد جمع - صلى الله عليه وسلم -بين الحرب والنساء في جواز الكذب لهما فحربهن مجاهدة النفس عنهن وعن خداعهنَّ وهذا على رواية حرباً بالراء والموحدة وهو الذي بخط المصنف، قال الشارح: وفي تاريخ الخطيب وعليه جرى ابن الجوزي أنه حزناً بضم المهملة وسكون الزاي ونون أشد الناس حزناً (وأبعد اللقاء الموت) أي ابعد لقاء المصائب لقاء الموت لأنه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 156). قال الهيثمي (10/ 66): رواه أحمد، ولم يسم التابعى، وبقية رجال إحدى الطريقين رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1003) والسلسلة الصحيحة (1418) (¬2) أخرجه البخاري (4808)، ومسلم (2740). (¬3) ينسب إلى عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق الخزاعي، بالولاء، أبو العباس. 182 - 230 هـ/ 798 - 844 م.

آخر مصائب دار الدنيا (وأشد منهما) من حرب النساء لقاء الموت (الحاجة إلى الناس) فإنه ليس على النفس الحرة أشد من ذلة السؤال وإراقة ماء المحيا للرجال ولذا يقال فإن إراقة ماء الحياه دون إراقة ماء المحيا، وفيه مرارة تجرع كأس الذلة ومرارة الاستفضال والتثقيل والمعتل على المسئول والإبرام كراهية السائل إليه ولذا قيل: ولو أني جعلت أمير قوم ... لما حاربت إلا بالسؤال لأن الناس ينحرفون عنه ... وقد ثبتوا الأطراف العوالى (خط عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬1). 1056 - "أشدكم من غلب نفسه عند الغضب وأحلمكم من عفا بعد القدرة (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن علي) " (ض). (أشدكم) حفظاً لنفسه (من غلب نفسه) عن إيقاع ما يكره (عند الغضب) حفظهما عنده عن ذلك قال الإمام الغزالي في الإحياء (¬2): الغضب شعلة نار اقتبست من نار الله الموقدة إلا أنها لا تطلع إلا على الأفئدة وإنها لمستكنة في طي الفؤاد استكنان الجمر تحت الرماد، ومستخرجها الكبر الدفين في قلب كل جبار عنيد كما يستخرج الحجار النار من الحديد وقد انكشف للناظرين بنور اليقين أن الإنسان ينزع منه عرق إلى الشيطان اللعين فمن استفزته نار الغضب فقد قربت منه قرابة الشياطين حيث قال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب (13/ 120). وأورده ابن الجوزى في العلل المتناهية (2/ 501، رقم 827) وقال: لا يصح وفيه آفات: يزيد الرقاشى متروك عندهم، انظر المغني في الضعفاء (7082) وأما عبد الله بن ضرار، فقال يحيى: ليس بشيء لا هو ولا أبوه، ولا يكتب حديثهما انظر المغني في الضعفاء (3224). وقال الألباني في ضعيف الجامع (864) وفي السلسلة الضعيفة (2781) موضوع. (¬2) الإحياء (3/ 164).

[الأعراف: 12] فإن شأن الطين السكون والوقار، وشأن النار التلظي الاشتعال والحركة والاضطراب فالغضب خلق من نار وغرز في الإنسان وعجن بطينته فمهما غضب في عرض من أعراضه ومقصد من مقاصده اشتعلت نار الغضب وفارت فوراناً يغلي به دماغ القلب وينتشر في العروق ويرتفع على أعالي البدن كما يرتفع الماء [1/ 302] الذي يغلي في القدر فلذلك ينصب إلى الوجه فيحمر الوجه والعين والبشرة لصفائها تحكي لون ما ورائها من حمرة الدم كما تحكي الزجاجة لون ما فيها كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "الغضب جمرة توقد في القلب ألم تر إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه ... " (¬1) الحديث. نعم وإذا اشتدت نار الغضب أعمت صاحبها وأصمته عن كل موعظة فإذا وعظ لم يسمع بل يزداد غضباً وإن استضاء بنور عقله وراجع نفسه لم يقدر إذ ينطفئ نور العقل في الحال وينمحي بدخان الغضب فإن معدن الفكر الدماغ ويتصاعد عند شدة الغضب دخان من القلب إلى الدماغ يظلم فيستولي على معادن الفكرة ثم تظهر آثاره على جوارحه فينطلق اللسان بالشتم والفحش الذي يستحي منه ذو العقول ويستحي منه قائله عند فتور الغضب مع تخليط في اللفظ وتنطلق الجوارح بالضرب والتهجين والقتل والجرح مع التمكن فإن فاته المغضوب عليه يرجع إلى نفسه بتمزيق ثوبه ولطم نفسه، ويتولد في القلب الحقد والحسد وإضمار السوء والشماتة بالمساءات والعزم على إفشاء السر وهتك الستر وغير ذلك، وقد أرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى أدوية يدفع بها الغضب ويكسر ثورته منها الاستعاذة كما تقدم ومنها التحول من حال إلى حال غير التي هو عليها فيجلس إن كان قائماً ويضطجع إن كان قاعداً، ومنها أن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2191)، وابن ماجه (4000)، وأحمد (3/ 19)، والحاكم في المستدرك (4/ 551)، والبيهقي في السنن (7/ 91)، ومسند أبي يعلى (1101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1240): ضعيف لأن مدار الحديث على: علي بن زيد بن جدعان ضعيف كما في التقريب (4734).

يتوضأ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا غضب أحدكم فليتوضأ" (¬1). ومنها أن يسجد كما فسَّر به قوله - صلى الله عليه وسلم -: "فليلصق بالأرض" (¬2). ومنها أن يستنشق بالماء كما روي أن عمر يوماً غضب فاستنشق وقال: إن الغضب من الشيطان وإن هذا يذهبه. ومنها أن يذكر فضيلة الحلم والعفو وما ورد في الكظم للغيظ من الأجر. ومنها أن يذكر ما يحبه الله من العفو والكظم ففي بعض الكتب: يا ابن آدم اذكرني عند الغضب أذكرك حين أغضب وقد كان السلف يتأدبون بهذه الآداب. سب رجل الشعبي فقال: إن كنت صادقاً يغفر الله لي، وإن كنت كاذباً يغفر الله لك. وقالت امرأة لمالك بن دينار: يا مرائي فقال: ما عرفني غيرك. وسبَّ رجل أبا بكر فقال: وما ستر الله عنك أكثر. واعلم أن الغضب منه ما هو محمود بل لا يكمل الإيمان إلا به وهو الغضب الله كالغضب على العصاة وعلى الكفار فلولا الغضب ما كان الجهاد على إمضاء أحكام الله كما قال تعالى في الحدود: {وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ في دِينِ الله} [النور: 2] وقال تعالى: {أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ} [الفتح: 29]. وسبب الحديث أنه مر - صلى الله عليه وسلم - هو وأصحابه فقالوا: هذه تسمى حجر الأشد أي نقلها من كان أشد القوم فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أشدكم من كان" الحديث. وهو نظير قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس الشديد بالصرعة الشديد من يملك نفسه عند الغضب" (وأحلمكم من عفا بعد القدرة) إنما يظهر سلطان الحليم عند القدرة فإن ملك النفس مع ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4784)، وأحمد (4/ 226)، والطبراني في المعجم الكبير (17/ 167) رقم (443) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1510) والسلسلة الضعيفة (582). في سنده عروة بن محمد بن عطية السعدي الجشمي وأبيه مجهولان. قال الحافظ في الأول مقبول أي عند المتابعة (التقريب 4567) وقال الذهبي في الثاني ما روى عنه سوى ولده. انظر المغني (5823). (¬2) وهو جزء من حديث طويل سبق ذكره قبل قليل وأخرجه الترمذي (2191) وابن ماجه (4000)، وأحمد (3/ 61).

عدم القدرة فقد اتصف بأشرف الصفات وأما من يحلم مع عدم القدرة فليس بحليم [1/ 303] إنما هو عجز كما قيل (¬1): كُلُّ حِلمٍ أَتى بِغَيرِ اِقتِدارٍ ... حُجَّةٌ لاجِئٌ إِلَيها اللِئامُ فيحتمل أن أفعل هنا ليس للزيادة ويحتمل أن يراد من عفا عن العقوبة في الدنيا وعن المطالبة في الآخرة فهو الأحلم ومن عفا عن المطالبة في الآخرة مع القدرة على الانتصاف في الدنيا فهو المفضل عليه (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن علي) رمز المصنف لضعفه قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف وأخرج البيهقي في الشعب: الطرف الأول مرسلاً بسند جيد (¬2). 1057 - "أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل (طب، هب) عن ابن عباس" (ض). (أشراف أمتي) في الآخرة أو في الدارين (حملة القرآن) حفاظه القائمون بحقه تلاوة وعملاً (وأصحاب الليل) أي القيام بالتهجد والتلاوة أي هؤلاء هم الأشراف عند الله قال الطيبي: إضافة الأصحاب إلى الليل لكثرة مباشرة القيام فيه كما يقال ابن السبيل لمن يواظب على سلوكه انتهى (طب هب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سعد بن سعيد الجرجاني ضعيف قال ¬

_ (¬1) الأبيات للمتنبي. (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب كما في الكنز (7697) والديلمى (850). قال المناوي (1/ 522): قال الحافظ العواقى في المغنى: سنده ضعيف. وتتمة كلامه أخرجه ابن أبي الدنيا من حديث علي بسند ضعيف والبيهقي في الشعب بالشطر الأول من رواية عبد الرحمن بن عجلان مرسلا بإسناد جيد وللبزار والطبراني في مكارم الأخلاق واللفظ له من حديث: "أشدكم أملككم لنفسه عند الغضب" وفيه عمران القطان مختلف فيه، انظر الميزان (5/ 287) والتقريب (5154). انظر تخريج الإحياء (3/ 139). وأخرج البيهقي شطره الأول في شعب الإيمان (8274). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (871).

البخاري: لا يصح حديثه. قلت: لكن له شواهد (¬1). 1058 - "أَشْرِبوا أعينكم الماء عند الوضوء ولا تنفضوا أيديكم من الماء فإنها مراوح الشيطان (ع عد) عن أبي هريرة (ض) ". (أشربوا أعينكم) أي اسقوها يقال أشربته إذا أسقيته، وفيه دليل على غسل باطن العين (من الماء عند الوضوء) إذ ليس المراد ظاهرها فإنه من الوجه، وإليه ذهب ابن عمر ويروى أنه كان يفعله حتى عمي ولم يوافقه عليه الصحابة والجمهور من الأئمة واستدلوا بالأحاديث في تعليمه - صلى الله عليه وسلم - الوضوء وفعله فإنه لم يرد في حديث واحد أنه غسل باطن عينيه وهذا الحديث لا تقوم الحجة به (ولا تنفضوا) بالفاء فضاد معجمة (أيديكم فإنها) أي الأيدي التي تنفض من الوضوء (مراوح الشيطان) يحمل أنه نهى عن نفض اليد نفسها من ماء الوضوء وعن التمسح الذي أفاده حديث: أنه أتي - صلى الله عليه وسلم - بمنديل بعد الوضوء لينشف به فرده (¬2)، فإن الانتفاض مسح ما بقي في الأعضاء من ماء الوضوء. قال في النهاية (¬3): فيه أنه أتي بمنديل فلم ينتفض به أي لم يتمسح به فمنهم من حمل هذا النهي على الكراهة واستدل بحديث عائشة: "أنه كان له - صلى الله عليه وسلم - خرقة ينشف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (12/ 125) رقم 12662)، قال الهيثمي (7/ 161): فيه سعد بن سعيد الجرجاني، وهو ضعيف والبيهقي في شعب الإيمان (2703). وأخرجه أيضاً ابن عدي في الكامل (3/ 358) في ترجمة سعد بن سعيد الجرجاني ثم قال: وكان رجلا صالحا ولم تؤت أحاديثه التي لم يتابع عليها من تعمد منه فيها أو ضعف في نفسه ورواياته إلا لغفلة كانت تدخل عليه وهكذا الصالحين. وفي الميزان (3/ 179) قال البخاري: لا يصح حديثه -يعني هذا -، وأخرجه ابن عدي في (7/ 57) في ترجمة نهشل بن سعيد بن وردان قال الحافظ في التقريب (7198) متروك وكذبه إسحاق بن راهويه. ابن عدى (7/ 57، ترجمة 1986 نهشل بن سعيد بن وردان)، والإسماعيلى في معجمه (1/ 319، رقم 320)، والخطيب في تاريخه (8/ 80). وقال الألباني في ضعيف الجامع (872) وفي السلسلة الضعيفة (2416): موضوع. (¬2) أخرجه البخاري (256)، ومسلم (317). (¬3) النهاية 5/ 206

بها بعد الوضوء" (¬1) سيأتي إلا أنه ضعفه الترمذي (ع عد عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه البختري بن عبيد والبختري ضعفه أبو حاتم وتركه غيره، قال ابن عدي يروي عن أبيه عشرين حديثاً غالبها مناكير هذا منها، وقال العراقي: سنده ضعيف (¬2). 1059 - "أشرف المجالس ما استقبل به القبلة (طب عن ابن عباس) " (ض). (أشرف المجالس) كأن المراد أحبه إلى الله أو أكثره أجراً أو أبعده من الشيطان (ما استقبل به القبلة) أي ما كان فيه الجالس مستقبلاً لها أو ما كان بابه إليها والأول أقرب والقبلة عند الإطلاق يراد به الكعبة (طب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه (¬3). 1060 - "أشرف الإيمان أن تأمنك الناس وأشرف الإِسلام أن تسلم الناس ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (53)، وقال أبو عيسى: حديث عائشة ليس بالقائم، ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب شيء. والحاكم (1/ 256)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (2099): حسن بمجموع طرقه. (¬2) أخرجه ابن عدي (2/ 57) ترجمة 290 بختري بن المختار العبدي) وقال: روى عن أبيه عن أبي هريرة قدر عشرين حديثاً عامتها مناكير. وأخرجه أيضاً: ابن حبان في المجروحين (1/ 203، ترجمة 158) وقال: لا يحل الاحتجاج به وقال ابن الملقن في البدر المنير (2/ 263) قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث منكر، والبختري ضعيف الحديث، وأبوه مجهول. وقال أبو حاتم بن حبان: البختري بن عبيد بن سلمان ضعيف الحديث ذاهب، لا يحل الاحتجاج به قال المناوي (1/ 523): قال العراقي: سنده ضعيف. قال النووي وابن الصلاح: لم نجد له أصلاً. انظر: العلل المتناهية (573)، وتلخيص الحبير (1/ 99). وقال الألباني في ضعيف الجامع (873) وفي السلسلة الضعيفة (903): موضوع. (¬3) أخرجه الطبراني (10/ 320، رقم 10781). قال الهيثمي (8/ 59): فيه هشام بن زياد أبو المقدام، وهو متروك. وأخرجه أيضاً: الحاكم (4/ 269 - 270) وأخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 106) في ترجمة هشام بن زياد وقال بعد أن ساق له أحاديث أخرى: ولهشام غير ما ذكرت وأحاديثه يشبه بعضها بعضا والضعف بين على رواياته .. قال المناوي (1/ 523): سنده ضعيف. وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (876).

من لسانك ويدك وأشرف الهجرة أن تهجر السباب وأشرف الجهاد أن تقتل ويعقر فرسك (طص عن ابن عمر. ورواه ابن النجار وزاد: وأشرف الزهد أن يسكن قلبك على ما رزقت وإن أشرف ما يسأل من الله عز وجل العافية في الدين والدنيا) " (ض). (أشرف الإيمان) أحبه إلى الله (أن يأمنك الناس) فيه دليل على أن اللام في حديث فضالة بن عبيد في قوله: "المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم"، أنه للدلالة على أن المراد الذي تحققت له صفة الإيمان وظهرت عليه علاماته كما قاله الإِمام عبد القاهر في قوله: واللام في العبد أن اللام للدالة على أن كونه عبداً أمر ظاهر وقرره السعد في المطول وأطال في تقريره ومثله يجري في قوله (أشرف الإِسلام أن يسلم الناس من لسانك ويدك) [1/ 304] وحديث جابر عند مسلم: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده" (¬1) وإذا عرفت هذا فلا يرد أن من كان على خلاف هذه الصفة لا يُسمى مؤمناً ولا مسلماً، نعم ليس أشرف إيمان ولا أشرف إسلام بل يكون متصفاً بمطلق الإيمان والإِسلام وقد لوحظ في الحديث إلى الاشتقاق ودل على أن أشرف الإيمان أعظم من أشرف الإسلام لأنه جعل حقيقة ذلك عدم أذية الناس باللسان واليد وكفهما عنهم وجعل حقيقة الأول أمانة الناس له وبينهما بون بعيد وتقدم تفسير "سلامة الناس من يده ولسانه" (وأشرف الهجرة) لغة مأخوذة من الهجر ضد الوصل ثم غلب على الخروج من أرض إلى أرض وترك الأولى للثانية لأجل الله وفضلها مملوء بها كتب السنة والتفسير فأخبر - صلى الله عليه وسلم - هنا أن أشرف الهجرة (أن تهجر السيئات) فإن من هاجر ولم يهجر السيئات لا يكمل شرف هجرته ثم ليس المراد أن أشرف الهجرة هجر السيئات مع البقاء في دار الكفر لأن الباقي في دار الكفر غير هاجر ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (41).

للسيئات (وأشرف الجهاد أن تقتل في سبيل الله وتعقر فرسك) إن قرئ معلوماً فالمراد أن يعقرها المجاهد نفسه عند خوفه أخذ العدو لها ويقويه بها فيعقرها لئلا تقوي شوكته كما فعله جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - في غزوة مؤته فإنه قاتل حتى إذا أرهقه القتال اقتحم عن فرسه فعقرها ثم قاتل حتى قتل - رضي الله عنه - وكان أول من عقر فرسه في الإسلام عند القتال (¬1)، وأصل العقر ضرب قوائم الفرس أو البعير أو الشاة بالسيف وهو قائم ويحتمل أن يُقرأ مجهولاً أي يعقرها العدو لشدة نكايته فيهم وليتمكنوا من راكبه ولفظ الحديث أقرب إلى هذا (طص عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وقال مخرجه الطبراني: تفرد به مُنبِّهُ عن ابن عمر (رواه ابن النجار) في تاريخه (وزاد: وأشرف الزهد أن يسكن قلبك) تطمئن (على ما رزقت) فلا تطلب زيادة على ذلك بل تصبر على القليل لتنال الكثير (وإن أشرف ما يسأل من الله عز وجل العافية في الدين) عن الآثام (والدنيا) عن مصايبها والأسقام (¬2). 1061 - "أَشْعَرُ كلمة تكلمت بها العرب كلمة لَبِيدٍ: أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلاَ اللهَ بَاطِلُّ (م، ت عن أبي هريرة) " (صح). (أشعر كلمة) هو من الشعور العلم بالأمر قال في القاموس (¬3): الشعر غلب ¬

_ (¬1) انظر: البداية والنهاية (2/ 25). (¬2) أخرجه الطبراني في الصغير (10) وقال: تفرد به منبه وقال المناوي في الفيض (1/ 523) وفيه عند الطبراني ومن على قدمه صدقة بن عبد الله السمين أورده الذهبي في الضعفاء وقال قال أحمد والبخاري ضعيف جدا عن الوضين ابن عطاء. قال أبو حاتم يعرف وينكر. وانظر المغني في الضعفاء (2870) وتهذيب التهذيب (4/ 365). وابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (2/ 85) ولم أجد فيه الزيادة المذكورة. وأخرجه أيضاً: الطبراني في مسند الشاميين (671). قال الهيثمي (1/ 60): رواه الطبراني في الصغير، وقال تفرد به منبه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (874). (¬3) القاموس المحيط (ص533).

على منظوم القول لشرفه بالوزن والقافية وإن كان كل علم شعر انتهى. (تكلمت بها العرب) هو من باب فعقروا الناقة (كلمة لبيد) إخبار عن أنها أزيد الأشعار في الشعرية وتقدم أنها أصدق كلمة ويحتمل أن هذا التفضيل من حيث الأصدقية أو من الأحبية أحرى (ألا كل شيء ما خلا الله باطل) بدل من كلمة لبيد أو عطف بيان لها والكلمة تطلق على القصيدة وعلى اللفظة كما في القاموس فيحتمل أن يراد القصيدة كلها لأن هذا اللفظ اسم لها فإنه كثيراً ما تسمى القصيدة بمستهلها كما في قصيدة بانت سعاد ونحوها، وفي سور القرآن سور مسماة بفواتحها ويحتمل أنه أريد هذا اللفظ الذي أبدله منها فقط (م ت عن أبي هريرة) (¬1). 1062 - "اشفع الأذان وأوتر الإقامة (خط عن أنس، قط في الأفراد عن جابر) " (ح). (اشفع الأذان) اجعل كلماته شفعا وهو مثل حديث أبي محذورة عند الشيخين وابن خزيمة وغيره وورد أنه - صلى الله عليه وسلم - أمره بشفع الآذان وبوتر الإقامة إلا الإقامة وحديث ابن عمر عند أبي داود والنسائي (¬2) كان الآذان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين مرتين [1/ 305] والإقامة مرةً مرةً غير أنه كان يقول: "قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة مثنى" ومن يرى تربيع التكبير قال: أنه حسب - صلى الله عليه وسلم - كل مرتين مرة وقد اختلفت الروايات في الأذان والإقامة، واختلف العلماء فذهب كل إلى قول من الروايات وآخرون إلى أنه من العمل المخير فيه وهو الأقرب لصحة الروايات والأقوال مبسوطة في كتب الخلاف (وأوتروا الإقامة) تقدم بيانها (خط عن أنس) رمز المصنف لحسنه (قط في الإفراد عن جابر) (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2256)، والترمذي (2849) وقال: حسن صحيح. (¬2) أخرجه أبو داود (510)، والنسائي (1/ 496). (¬3) حديث أنس: أخرجه الخطيب (4/ 434) أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله لبلال.=

1063 - "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا (ابن عساكر عن معاوية) ". (اشفعوا) خطاب لأصحابه والشفاعة السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم وفي إعانة ذوي الحاجات وفي النهاية (¬1): الشافع الجاعل الوتر شفعاً والمراد هنا الساعي في نفع غيره كأنه ضم سعيه إلى سعيه فكان شفعاً (تؤجروا) تنالوا الأجر لأن الشافع مأجور قضيت الحاجة أو لم تقض كما يفيده الحديث الآتي (ابن عساكر عن معاوية بن أبي سفيان) (¬2). 1064 - "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا وَيقْضِى الله على لسان نبيه ما شاء (ق 3 عن أبي موسى) " (صح). (اشفعوا تؤجروا) أي إلى أولي الأمر أو عام إلى كل من نزلت به الحاجة والمراد هنا الأول نصاً وغيره بالقياس لقوله (ويقضي الله) وهو استئناف له عطف على تؤجروا ولذا لم يجزم (على لسان نبيه ما شاء) فليس على الشافع قضاء الحاجات وقد حصل الأجر لسعيه ومعاونته ومقاصديه لذي الحاجة وفي كلام النهج: الشفيع جناح الطالب، وفي كلام غيره الشفيع يؤدي نار النجاح ومن كف المفيض ينتظر نور الفراح وهو محمود بكل لسان كما قيل: وَإذا اِمرُؤٌ أَسدى إِلَيكَ صَنيعَةً ... مِن جاهِهِ فَكَأَنهَّا مِن مالِهِ (¬3) والأمران في الحديثين الأصل فيهما الإيجاب ويحتمل أنه للندب ويحتمل أن ¬

_ =حديث جابر: أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في أطراف ابن طاهر (2/ 390، رقم 1713). وأخرجه أيضاً: ابن عدى (6/ 158، ترجمة 1649 محمد بن عبد الملك الأنصارى كلاهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله لبلال. وصححه الألباني في صحيح الجامع (500) والسلسلة الصحيحة (1464) (¬1) النهاية (2/ 184). (¬2) أخرجه الخرائطى في مكارم الأخلاق (ص 219، رقم 667)، وابن عساكر (59/ 56). وأخرجه أيضاً: أبو داود (5132)، والنسائي (5/ 78) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1006) والسلسلة الصحيحة (1464). (¬3) الأبيات لأبي تمام أَبو تَمّام حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. 188 - 231هـ/ 803 - 845 م.

تختلف الأحوال والمقامات والسائلين والمسئولين (ق 3 عن أبي موسي) (¬1). 1065 - "أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة (طس عن أبي سعيد) " (ض). (أشقى الخسران المبين من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة) فإنه خسر الدارين ذلك هو الخسران المبين وإليه يشير من قال (¬2): ما أَحسَنَ الدينَ وَالدُّنيا إِذا اِجتَمَعا ... وَأَقبَحَ الكُفرَ وَالإِفلاسَ بِالرَّجُلِ والناس أربع طبقات من له مال وتقوى فهذا أسعد السعداء، ومن كان له مال بلا تقوى معه فهو من سعداء الدنيا، ومن كان له تقوى بلا مال فهو من سعداء الآخرة ومن فقد الأمرين فهو من أشقي البرية (طس عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وثفه أبو زرعة وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات (¬3). 1066 - "أشقى الناس رجلان: عاقر الناقة وابن آدم الذي قتل أخاه ما سفك على الأرض من دم إلا لحقه منه شيء لأنه أول من سن القتل (ك، طب، حل عن ابن عمر) (صح) ". (أشقى الناس) الشقي ضد السعيد والشقاوة ضد السعادة (عاقر ناقة ثمود) هو قدار بن سالف وقد سماه الله أشقى ثمود في قوله: {إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا} ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 400)، والبخاري (1365). ومسلم (2627)، وأبو داود (5131)، والترمذى (2672)، والنسائى (5/ 77). (¬2) الأبيات لأبي العتاهية أبو العَتاهِيَة إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.130 - 211 هـ/ 747 - 826م. (¬3) رواه الطبراني في الأوسط بإسنادين في أحدهما خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وقد وثقه أبو زرعة وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات، وفي الأخرى أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب، وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 278) قال أبي هذا حديث باطل وماضي لا أعرفه. وقال الألباني في ضعيف الجامع (877) والسلسلة الضعيفة (139): موضوع.

[الشمس: 12] فالمراد بالناس هنا ثمود بقرينة المقام وكما دلت له الآية ويحتمل أنه أشقى الناس أجمعين والمراد بالناس الاستغراق والإضافة في الآية للتوضيح لا لكونه المفضل عليه ويرشد إليه عطف قوله (وابن آدم الذي قتل أخاه) فإن قرينة السياق تدل على أنه أريد به العموم بالنسبة فكذا بالنسبة إلى ما قبله [1/ 306] إلا أن حديث علي -رضي الله عنه - عند أحمد (¬1): "أن أشقى الأولين عاقر الناقة وأشقى الآخرين قاتله"، يشعر أنه أريد بالناس الأولون والمراد ما عدا ابن آدم وقاتل علي -رضي الله عنه - أشقى الآخرين ما عدا قاتل الناقة والإضافة في ابن آدم عهدية والمراد به قابيل الذي قص الله شأنه في كتابه وأخوه المقتول هابيل (ما سفك في الأرض) السفك الإراقة والإجراء لكل مائع يقال سفك الدم والماء والدمع وكأنه بالدم أخص قاله في النهاية (¬2): (من دم) حرام حذفت الصفة بقرينة السياق كما حذفت في قوله تعالى: {كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} [الكهف: 79] أي صحيحة (إلا لحقه منه) أي من إثم الدم على طريقة الاستخدام فإنه أريد بالدم حقيقة بدليل السفك وأريد بضميره الإثم أو أنه من مجاز الحذف أي كان عليه من إثمه وكلمة من للتبعيض تقضي بأن عليه بعض الإثم إلا أن حديث: "من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها" (¬3). يقضي بأنه يلحقه مثل إثم القاتل ولعل الأقرب في الجمع أن يجعل ضميره منه عائداً على وزر القتل مطلقاً لا وزر القاتل إذ للقتل وزر عظيم بعضه للقاتل الأول وبعضه للقاتل الثاني وكل واحد من الوزرين وزر كامل (لأنه أول من سن القتل) أي أول من أبرز هذه المعصية ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 257) بلفظ غير هذا اللفظ، والطبراني (8/ 38) رقم 7311)، وأبو يعلى (485)، والبزار (1424)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 186): رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه رشدين بن سعد وقد وثق وبقية رجاله ثقات. (¬2) النهاية (2/ 376). (¬3) أخرجه مسلم (1017)، والنسائي في السنن (5/ 75)، وابن ماجه (203).

ونبه عليها وعرف الناس بها وقد مقت الله اللوطية في عدة آيات على اللواط وعلله بأنه ما سبقهم إليه أحد من العالمين فكل من ابتكر سيئة وابتدع خطيئة يلحقه وزر من عمل بها إلى يوم القيامة وذلك لأن الطباع البشرية مجبولة على تقليد الآخر للأول وجعل ابتداع الأول حجة ولذا قالت الكفرة: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف:23] (طب ك حل عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: لفظ الطبراني: "أشقى الناس ثلاثة: عاقر .. " إلى آخره، قال الهيثمي: سقط من الأصل "الثالث" والظاهر أنه قاتل علي - رضي الله عنه - كما رواه الطبراني في خبر آخر، والحديث فيه ابن إسحاق وهو مدلس وحكيم بن جبير متروك (¬1). 1067 - "أشكر الناس لله أشكرهم للناس (حم، هب والضياء، عن الأشعث بن قيس. طب، هب عن أسامة بن زيد. عد، قط في الأفراد عن ابن مسعود) " (صح). (أشكر الناس لله أشكرهم للناس) قد جعل الله شكر المحسن معلوماً عقلاً ثم أكده وفسر علته له، ولذا لما كان أعظم الناس حقاً على الإنسان أبويه قرن الله بشكرهما شكره فقال: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14] فمن شكر للعباد إحسانهم إليه فقد عمل بمقتضى ما عزره الله من شكره في عقله المحسن إليه، وأكده شرعه فإذا شكر للناس كان شكره لله تعالى أولى وأحق عند عقله؛ لأنه تعالى الذي أفاض كل إنعام وخالق النعمة التي أسداها الله الغير وخالق الغير وملهمه الإحسان إليه فالحديث إخبار بأن من كان أكثر الناس شكراً للناس فهو أكثر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 14)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 299): فيه حكيم بن جبير، وهو متروك وضعفه الجمهور وقال أبو زرعة محله الصدق، وابن إسحاق مدلس. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 307). وأخرجه أيضاً: ابن عساكر (49/ 45).

شكرًا لله تعالى لأنه الداعي لهم إلى الإنعام عليه فشكره في الحقيقة. فطرة من إحسان الله إليه، ويأتي حديث: "من لم يشكر الناس لم يشكر الله تعالى" (¬1) وذلك لأنه إذا لم يعمل بمقتضى عقله في حق العباد ولا يعمل به في حق الله تعالى. واعلم أن للمسن حقاً إلى من أحسن إليه يجب عليه أداؤه وأقله أن يدعوا له كما في حديث: "من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء" (¬2). [1/ 307] يأتي إن شاء االله تعالى ولذلك يستجاب للمنعم دعاءه على من أنعم إليه إذا لم يشكره كما يفيده حديث ابن عباس: "من أسدى إلى قوم نعمة فلم يشكره فدعا عليهم استجيب له" (¬3). والمعروف الذي يُسمى فاعله محسناً كل ما يعد معروفاً ولو أن يلقى أخاه بوجه طليق كما يفيده حديث أبي ذر عند مسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق" (¬4) (حم طب هب والضياء عن الأشعث بن قيس) رمز المصنف لصحته وفيه محمد بن طلحة مختلف فيه، قال النسائي: ليس بقوي (طب هب عن أسامة بن زيد) رمز المصنف لصحته، وفيه عندهما ابن نعيم ضعفه الدارقطني وغيره وبه أعل الهيثمي خبر الطبراني (عد عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف وقال الشارح: أنه رمز لصحته ولعله من الصحيح لغيره ويحتمل أنه أراد الشارح بالرمز الرمزين الأولين (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1955) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد (2/ 258). (¬2) أخرجه الترمذي (2035)، وابن حبان في صحيحه (3413)، والنسائي في الكبرى (10008)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6368). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 299). (¬4) أخرجه مسلم (2626). (¬5) حديث الأشعث بن قيس: أخرجه أحمد (5/ 212)، وابن جرير في تهذيب الآثار في مسند عمر بن الخطاب (1/ 73، رقم 120) والضياء في المختارة (4/ 306، رقم 1490) وأخرجه أيضاً: البيهقي (6/ 182)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (2/ 314، رقم 2456). =

1068 - "أشهد بالله وأشهد لله لقد قال لى جبريل: يا محمد إن مدمن الخمر كعابد وثن (أبو نعيم في مسلسلاته، والشيرازى في الألقاب، والرافعي عن علي. قال أبو نعيم: صحيح ثابت) ". (أشهد بالله) أي احلف بالله كما في القاموس (¬1) (وأشهد لله) من باب شهد له أدى ما عنده من الشهادة فالمراد: أحلف بالله وأدى ما عندي من الشهادة (لقد) جواب القسم (قال لي جبريل: يا محمد إن مدمن الخمر) المدمن الذي يعاقر شرب الخمر ويلازمه ولا يفارقه والخمر: ما أسكر من عصير العنب أو عام كالخمرة والعموم أصح لأنها حرمت الخمر، وما بالمدينة خمر عنب وما كان شرابهم إلا البسر والتمر، وسميت خمراً لأنها تخمر العقل وتستره أو لأنها تركت حتى أدركت واخمرت أو لأنها تخامر العقل أي تخالطه قاله في القاموس (¬2) (كعابد وثن) الوثن بالمثلثة: الصنم وما اتخذ إلها من دون الله وقيل: الصنم ما له جسم أو صورة فإن لم يكن له جسم أو صورة فهو وثن قاله في النهاية (¬3) في الصاد المهملة وقال: في حرف الزاي (¬4) إن الوثن كل ماله جثة معمولة من جواهر الأرض أو من الخشب أو من الحجارة كصورة الآدمي وتنصب فتعبد والصنم الصورة بلا جثة. ¬

_ =حديث أسامة بن زيد: أخرجه الطبراني (1/ 171، رقم 425). قال الهيثمي (8/ 181): فيه عبد المنعم بن نعيم، وهو ضعيف، والبيهقي في شعب الإيمان (9118). وأخرجه أيضاً: الديلمى (1455)، وأورده العقيلي (3/ 111، ترجمة 1083 عبد المنعم بن نعيم) وقال: منكر الحديث حديث ابن مسعود: أخرجه ابن عدى (3/ 311، ترجمة 772 سلام بن سليمان بن سوار الثقفي)، والدارقطني في الأفراد كما في أطراف ابن طاهر (4/ 124، رقم 3793). (¬1) القاموس المحيط (ص 372). (¬2) القاموس المحيط (ص 495). (¬3) النهاية (3/ 56). (¬4) النهاية (5/ 328).

قلت: ما في كلامه وكلام القاموس يقضي بترادفهما وفي كلام الخليل -عليه السلام - في قوله: {تَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم} [الأنبياء:57] وقوله: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ أَوْثَانًا} [العنكبوت:17] ما يقضي بذلك وهذا الحديث من أشد الأحاديث زجراً عن الخمر وأعظمها تحذيراً عنه فإن فيه أنواعاً من التأكيد عديدة: إقسامه - صلى الله عليه وسلم - أولاً ثم شهادته وإعلامه بأن جبريل أخبره مخاطباً له منادياً له لتقبل على ما يلقيه إليه ثم ألقي إليه جملة اسمية مؤكدة بأن ثم زاده تأكيداً يشبهه بعابد الوثن الذي ذنبه لا يغفره الله أبداً (الشيرازي في الألقاب وأبو نعيم في مسلسلاته وقال أبو نعيم: صحيح ثابت عن علي) ورواه عنه الرافعي وقال: صحيح ثابت من طرق كثيرة بألفاظ متغايرة (¬1). 1069 - "أشهدوا هذا الحجر خيراً فإنه يوم القيامة شافع مشفع له لسان وشفتان يشهد لمن استلمه (طب عن عائشة) (ح) ". (أشهدوا هذا الحجر) المراد به حجر الركن الشريف وهو الحجر الأسود غلب عليه لفظ الحجر كما غلب البيت على بيت الله الحرام (خيراً) أي اتخذوه شاهداً لكم وأودعوه خيراً (فإنه يوم القيامة شافع) لمن أودعه خيراً (مشفع) مقبول الشفاعة (له لسان) من جنسه أو يصير حيواناً (وشفتان) كذلك وقدرة الله قابلة (يشهد لمن استلمه) فإيداع الخير استلامه وقد شرح هذا الحديث ما أخرجه الحاكم والبيهقي (¬2) وضعفه من حديث أبي سعيد الخدري قال: حججنا مع عمر بن الخطاب [1/ 208] فلما دخل الطواف استقبل الحجر ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي من طريق أبي نعيم في مسلسلاته (3/ 409) وقال: قال أبو نعيم: صحيح ثابت. وأخرجه أيضاً: أبو نعيم في الحلية (3/ 204)، وقال: صحيح ثابت روته العترة الطيبة. وذكره الحافظ في اللسان (1/ 209، في ترجمة أحمد بن عبد الله) وقال: هذا المتن بالسند المذكور أخرجه أبو نعيم في الحلية بسند له، فيه من لا يعرف حاله والمتن أورده ابن حبان في صحيحه من حديث ابن عباس وفي سنده مقال. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 2628)، والبيهقي في الشعب (4040).

فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك ثم قبله فقال له علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: يا أمير المؤمنين إنه يضر وينفع قال: بما؟ قال: بكتاب الله - عز وجل - قال: وأنّى ذلك من كتاب الله تعالى قال: قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [الأعراف: 172] إلى قوله: {بَلَى} خلق الله آدم ومسح على ظهره وقولهم بأنه الرب وإنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افتح فاك! ففتحه فألقمه ذلك الرق، وقال له: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة وإني أشهد لسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد" فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع، فقال عمر: "أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن" (¬1) وأخرجه الجندي في فضائل مكة وأبو الحسن القطان فهو يبين أن شهادة الحجر بالتوحيد (طب عن عائشة) (¬2) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: ولعله لاعتضاده وإلا فقد أعله البيهقي وغيره بأن فيه الوليد بن عباد مجهول وبقية رجاله ثقات. 1070 - "أشيدوا بالنكاح (الطبراني عن السائب بن يزيد) " (ح). (أشيدوا بالنكاح) يقال أشاده وأشاد به إذا أشاعه ورفع ذكره من أشدت البنيان فهو مشيد وشيدته إذا طولته فاستعير لرفع الصوت أفاده في النهاية (¬3) والنكاح يطلق على الوطء وعلى العقد والمراد هنا العقد لما يأتي من حديث عائشة أعلنوا ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 628)، والبيهقي في الشعب (4040)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 462): وفي إسناده أبو هارون العبدي وهو ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2971). وذكر المنذري (2/ 125) والهيثمي (3/ 242): أن رواته ثقات إلا أن الوليد بن عباد مجهول. (¬3) النهاية (2/ 517).

هذا النكاح واجعلوه في المسجد ولا يكون في المسجد إلا العقد ويحتمل أنه أريد ما يشمل الوليمة (طب عن السائب بن يزيد) رمز المصنف لحسنه (¬1). 1071 - "أشيدوا النكاح وأعلنوه (الحسن بن سفيان طب عن هبار) ". (أشيدوا النكاح وأعلنوه) عطف تفسيري إذ الإعلان والإشادة مترادفان ويصدق الإعلان حضور الشهود والولي (الحسن بن سفيان طب عن هبار) بفتح الهاء وتشديد الموحدة آخره راء (ابن الأسود) وسببه أن هبار زوج ابنته وكان عنده كير وغرابيل فسمع ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما هذا؟ " قيل: زوج هبار ابنته فذكره ثم قال: "هذا النكاح لا السفاح" فدل السبب على أنه أريد بالنكاح لوازمه (¬2). 1072 - "أصابتكم فتنة الضراء فصبرتم وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء من قبل النساء إذا تسورن الذهب ولبسن ريط الشام وعصب اليمن وأتعبن الغنى وكلفن الفقير مالًا يجد (عد عن معاذ) (ض) ". (أصابتكم فتنة الضراء فصبرتم) في النهاية (¬3): الفتنة الاختبار والامتحان، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 152، رقم 6666)، قال الهيثمي (4/ 290): فيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف، ووثقه ابن معين في رواية. (¬2) أخرجه أيضاً: الطبراني في الكبير (22/ 200، رقم 528). وقال الهيثمي في المجمع (4/ 533): رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله العربي وهو ضعيف، وأبو نعيم في المعرفة من طريق الطبراني (5/ 2767، رقم 6577). قال الحافظ في الإصابة (6/ 524، في ترجمة (8935) هبار بن الأسود): وأخرج الحسن بن سفيان في مسنده من طريقه ... وفي كل من الإسنادين (الحسن بن سفيان والطبراني) ضعف. وأخرجه البغوي من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن هبار به لكن في سنده علي بن قرين وقد نسبوه لوضع الحديث، لكن أخرج الخطيب في المؤتلف من طريق إبراهيم بن محمَّد بن أبي ثابت ووقع لنا بعلو في فوائد ابن أبي ثابت. قال السيوطي في الجامع الكبير: قال البغوي: هذا الحديث لا أصل له وفي سنده علي بن قرين كذاب)، وقال الألباني في صحيح الجامع (1011) والسلسلة الصحيحة (1463): حسن. (¬3) النهاية (3/ 411).

والضراء: الزمان والشدة والنقص في الأموال والأنفس والمخاطبون بالحديث الصحابة ولا شك أنهم أصابتهم الضراء بأنواعها وتلقوها بالجبال الراسية من الصبر (وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء) هي نقيض الضراء (من قبل النساء) أي تنشأ وتبدوا من جهتهن (إذا تسورن الذهب) لبس السوار، بزنة كتاب وهو القلب التي تلبسه المرأة في معصمها (ولبس رِيَط الشام) بالراء والمثناة التحتية بزنة عنب جمع ريطة وهي كل ملاءه لبست بلفقين، وقيل: كل ثوب رقيق ويجمع على رياط قاله في النهاية (¬1) (وعصب اليمن) بفتح المهملة الأولى وسكون المهملة الثانية هي برود يمنية تعصب غزلها أي يجمع ويشد ثم يصبغ وينسج فيأتي موشيا لبقاء ما عصب منه أبيض لم يأخذه الصبغ، وقيل: هي برود مخططة (وأتعبن الغني) بتحصيل ما يردن (وكلفن الفقير) من ذلك (ما لا يجد) فالحديث إخبار بأن هذه فتنة النساء أخوف عليهم في دينهم من فتنة الضراء؛ لأن تلك قد وقعت وقد تلقوها بالصبر وأما هذه فإنه يخاف أن يساعدوا النساء [1/ 309] بتحصيل ذلك وقد لا يتم إلا بما لا يحل ولا دليل فيه على جواز لبس النساء للذهب إنما فيه الإخبار بأنهن يلبسن ذلك (عد عن معاذ بن جبل) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن اليسع الأنطاكي قال الذهبي: ضعفوه وقواه البعض بكلام لبعض الصحابة في معناه ولا تتم تقوية المرفوع إلا بمرفوع ذكر هذا الشارح (¬2). ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 289) ومثله في القاموس (ص: 863). (¬2) أخرجه الخطيب (3/ 190) [وقد جاء رمزه في المطبوع وكذلك في صحيح الجامع "خط" وليس "عد"]. وأخرجه كذلك ابن أبي شيبة (37281)، والبيهقي في الشعب (10630)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 237)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (881) والسلسلة الضعيفة (2788) ضعيف جداً. أورده الخطيب في ترجمة محمَّد بن قيس البغدادي ولم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث فهو مجهول، ومثله أبو البقاء ومثله عبد العزيز بن سليمان الحرملي، وأما عبد الله بن محمَّد بن اليسع=

1073 - "أصب بطعامك من تحب في الله (ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن الضحاك مرسلاً) ". (أصب) بصاد مهملة بعدها موحدة من الإصابة ويروى بالضاد المعجمة والفاء من الإضافة (بطعامك من تحب في الله) هو مثل حديث: "ولا يأكل طعامك إلا تقي"؛ لأنه تقوية له على الطاعة ولأنه إحسان إلى من يحب الله الإحسان إليه (ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن الضحاك مرسلاً) ورواه ابن المبارك بلفظ أصب بطعامك من يحبك في الله (¬1). 1074 - "أصحاب البدع كلاب النار (أبو حاتم محمَّد بن عبد الواحد بن زكريا الخزاعي في جزئه عن أبي أمامة) " (ض). (أصحاب البدع) تقدم تفسيرها (كلاب النار) يحتمل أنهم بمنزلة الكلاب في الإهانة والاحتقار عند أهل النار ويحتمل أنهم يكونون في صورة الكلاب تشويها لهم وتقبيحا لصورهم مع إذاقتها العذاب وبجعل لهم صفتهما من العوي وغيره وتقدم ويأتي ذم أهل البدع، والنكتة في تغيير صورهم أنهم غيروا صورة السنة التي هي نور وهدى إلى البدعة التي هي شر وظلمة فغيرت صورهم جزاء وفاقاً (أبو حاتم الخزاعي في جزئه عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه (¬2). ¬

_ =الأنطاكي فقال الذهبي في الميزان (4/ 190) قال الأزهري: ليس بحجة ومنهم من يتهمه. (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (197) وأخرجه أيضاً: ابن المبارك (1/ 124، رقم 366). وقال الألباني في ضعيف الجامع (882): ضعيف لإرسال الضحاك بن مزاحم أبو القاسم أو أبو محمَّد الخراساني صدوق كثير الإرسال كما قال الحافظ في التقريب (2978). (¬2) أخرجه أيضاً: الرافعى من طريق أبى حاتم محمَّد بن عبد الواحد بن محمَّد بن زكريا الخزاعي (2/ 458). وعزاه الحافظ الخزاعي كذلك ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة (1/ 8). وأورده ابن الجوزى في العلل المتناهية (1/ 169، رقم 262)، وقال: قال الدارقطني: فيه إسماعيل بن أبان ليس بشيء قال أحمد: حدث بأحاديث موضوعة، وقال ابن حبان: يضع على =

1075 - "أَصْدَقُ كلمة قالها الشاعر كلمة لَبِيد أَلا كُلُّ شَيءٍ ما خَلاَ اللهَ بَاطِلٌ وكاد أُمَيَّةُ بن أَبِي الصَّلْتِ أن يُسْلِمَ (ق، هـ عن أبي هريرة) " (صح). (أصدق كلمة قالها الشاعر) فإن قلت: الصدق مطابقة الواقع فكيف يكون فيه أصدقية فإنه إن طابق كان صادقاً وإلا فلا. قلت: لا خلاف أن أصدق الحديث كلام الله لأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكلام رسوله بشهادة الله له أنه لا ينطق عن الهوى بخلاف كلام المخلوقين فإنه إنما يحكم له بالصدق باعتبار الظاهر لنا ويجوز أنه في نفس الأمر غير صادق (كلمة لبيد) وهي (ألا كل شيء ما خلا الله باطل) لما وافقت قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص 88] وقوله: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ...} [الرحمن: 26، 26] الآية، كانت أصدق ما قالته العرب من الأشعار لإتيانها بما هو من أصدق المعاني والمراد بالكلمة هذه المصراع المذكور وإن أريد كلها فقد يوصف الشيء بصفة جزئه (ق 5 عن أبي هريرة) (¬1). 1076 - "أصدق الحديث وأحسن الهدى" حم عن ابن مسعود (صح). (أصدق الحديث) كتاب الله الذي أنزله أحسن الحديث، سمى الله كتابه حديثاً، وأصدقيته؛ لأنه {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42]، و (وأحسن الهدي) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة السمت والطريقة "هدي محمَّد وشر الأمور محدثاتها كما سلف، وكل بدعة ضلالة" تقدم. (حم ¬

_ = الثقات. انظر الميزان (1/ 368) والمجروحين (1/ 128)، وأورده الغماري في المداوي (1/ 579) وقال: هذا حديث فيه تصرف من الراوي في لفظه فرواه بمعناه ... وأصل الحديث بلفظ: الخوارج كلاب أهل النار، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (885) والسلسلة الضعيفة (2792). (¬1) أخرجه البخاري (3841)، ومسلم (2256)، وابن ماجه (3757).

عن ابن مسعود) (¬1)، رمز المصنف لصحته. 1077 - "أصدق الحديث ما عطس عنده (طس عن أنس) " (ح). (أصدق الحديث) أي ما يتحدث به الناس (ما عطس عنده) وقع العطاس من المحدث أو غيره حال التحديث إلا أنه على الثاني لا يكون النائب عنده فإنه لا يكون نائبا بل يكون المصدر بالتأويل المذكور، وذلك لأنه لما كان العطاس مما يحبه الله كما في حديث أبي هريرة عند البخاري (¬2): "وكان من الله .. " كما في حديثه أيضاً عند الترمذي (¬3) والله تعالى يحبّه الصدق فأوجد عنده ما يحب (طس عن أنس) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه جعفر بن ماجد، لم أعرفه وعمار بن زيدان وثقة جمع وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات، وقال النووي: في الفتاوى أن له أصلاً أصيلاً (¬4). 1078 - "أَصْدَقُ الرُّؤْيَا بِالأسْحَارِ (حم ت ك هب عن أبي سعيد) " (صح). (أصدق الرؤيا بالأسحار) جمع سحر وهو آخر الليل قريب الصبح [1/ 310] وهو من الثلث الآخر وهو أشرف أوقات الليل فكانت رؤياه أصدق الأحلام قيل: ولأن الغالب أن الخواطر تكون مجتمعة والدواعي متوفرة والمعدة خالية (حم ت ك هب عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي (¬5). ¬

_ (¬1) هذا الحديث في بعض نسخ الجامع وأخرجه أحمد (3/ 319)، وأخرجه أيضاً النسائي (3/ 188)، وابن خزيمة (1785)، والحاكم (3/ 459)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1353). (¬2) أخرجه البخاري (5872). (¬3) أخرجه الترمذي (2746). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (3360) وقال لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا عمارة تفرد به الخضر .. انظر: الهيثمي في المجمع (8/ 59) وراجع فيض القدير (1/ 529). وقال الألباني في ضعيف الجامع (886) وقال في السلسلة الضعيفة (137) باطل. في إسناده عمارة بن زاذان يروي عن ثابت عن أنس قال الحافظ في التهذيب (7/ 365) قال أحمد يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير وهذا الحديث من روايته عن ثابت عن أنس .. (¬5) أخرجه أحمد (3/ 29) والترمذي (2274)، والحاكم (4/ 434) وقال: صحيح الإسناد. ووافقه=

1079 - "اصْرف بَصَرَك (حم م 3 عن جَرِيرٍ) " (صح). (أصرف بصرك) لفظه عن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نظر الفجاءة فقال: اصرف بصرك. وهو نظير حديث علي - رضي الله عنه - عند أحمد والترمذي وأبو داود (¬1) أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى". وقد صرح القرآن بالأمر بغض البصر: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور: 30] وغيرها وفي كلامهم: النظر سهم مسموم من سهام إبليس، ويقال: أول الخطيئة نظرة ثم خطره ثم خطوة ثم خطيئة كما قيل: كل المصائب مبدأها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر وفي كلام النهج: ليس تعصي بزنى فرجك إن غضضت بصرك (حم م 3 عن جرير) (¬2). 1080 - "اصرِم الأحمق (هب عن بشير الأنصارى) " (ض). (أصرم) بفتح الهمزة وسكون المهملة وكسر الراء (الأحمق) من الصرم بفتح المهملة وسكون الراء القطع ومنه حديث: "لا يحل لمسلم أن يصارم مسلماً فوق ثلاث" (¬3) والأحمق أفعل من الحمق قال في النهاية (¬4): وحقيقة الحمق وضع ¬

_ = الذهبي في التلخيص والبيهقي في شعب الإيمان (4768)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 313). وفي إسناده دراج أبو السمح أورده الذهبي في الضعفاء (2039) وقال قال أحمد وغيره أحاديثه مناكير ووثقه ابن معين وتركه الدارقطني. وانظر الميزان (3/ 40) ولهذا ذكر ابن عدي (3/ 115) أن هذا الحديث مما أنكر من أحاديث دراج هذا. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (887) والسلسلة الضعيفة (1732). (¬1) أخرجه أبو داود (2149)، والترمذي (2777)، وأحمد (1/ 159). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 361)، ومسلم (2159)، وأبو داود (2148). والترمذي (2776) وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى (9233). والطبرانى (2/ 337، رقم 2407). (¬3) أخرجه أبو يعلى (1556)، والطيالسي (1223). (¬4) النهاية (1/ 442).

الشيء في غير موضعه مع العلم بقبحه وهو يخصص حديث: "لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (¬1) وإنما أمر - صلى الله عليه وسلم - بقطع الأحمق لأن الخلق يكتسب بعضها من بعض، ولأنه لا يتم الوفاء له لتلونه ومن كلام النهج: الأحمق إذا حدث ذهل، وإذا حدث عجل، وإذا حمل على القبيح فعل. والمراد من صرمه عدم اتخاذه خليلاً ونديماً لا هجرته وترك خطابه والسلام عليه وغيره من حقوق الإِسلام، فإنها ثابتة لكل مسلم لا يسقطها إلا خروجه من الإِسلام وحينئذ فلا تخصيص لحديث: "لا يحل .. " كما سلف ومن كلام النهج: الصاحب كالرقعة في الثوب فاتخذه مشاكلاً. (هب عن بشير) بالموحدة والمعجمة مصغر (الأنصاري) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عمرو بن قيس الكندي قال ابن معين: لا شيء، ووثقه أبو حاتم (¬2). 1081 - "اصطفوا وليتقدمكم في الصلاة أفضلكم فإن الله يصطفى من الملائكة ومن الناس (طب عن واثلة) ". (اصطفوا) خطاب للمصلين بالاصطفاف كما قد سلف مراراً (وليتقدمكم) إماماً (أفضلكم) قد فسره حديث: "يؤم القوم أقرأهم" (¬3) الحديث، فالأفضل هو من بينه ذلك الحديث على ذلك الترتيب (فإن الله - عز وجل - يصطفي من الملائكة ومن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5718)، ومسلم (2559). (¬2) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (9468). وقال: قال أبو عبد الله الحاكم: بشير بن زيد الأنصاري مسانيده عزيزة قلت: هذا إسناد ضعيف ولا أعلم في الصحابة بشير بن زيد. وأخرجه أيضاً: البيهقي (9469) موقوفاً. وقال: هذا هو الصحيح موقوف وأورد الحافظ هذا الحديث في إتحاف المهرة (13/ 718، رقم 17341) بلفظ: "اهجر الأحمق ... " الحديث. وعزاه لابن حبان في الروضة -أي روضة العقلاء- وقال: يسير بن عمرو ليس له صحبة .. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (889). (¬3) أخرجه البخاري (659)، ومسلم (673)، وأبو داود (585)، والترمذي (235)، والنسائي (780)، وأحمد (1/ 455).

الناس) تعليل لكون فيهم فاضلاً ومفضولاً (طب عن واثلة) سكت عليه المصنف (¬1). 1082 - "أصل كل داء البردة (قط في العلل عن أنس. ابن السني، وأبو نعيم معاً في الطب عن علي. ابن السنى، وعن أبي سعيد وعن الزهري مرسلاً) ". (أصل كل دآء) يصيب الإنسان أو كل حيوان (البَرَدة) بفتح الموحدة وفتح الراء ودال مهملة وقد تسكن الراء، وهي التخمة وثقل الطعام على المعدة سميت بذلك لأنها تبرد المعدة ولا يستمرئ الطعام قاله في النهاية (¬2). قلت: وهذا الحديث من جوامع الكلم وهو إشارة إلى أحد قواعد الطب الثلاث وهي: الحمية عن المؤذي وحفظ الصحة واستفراغ المواد الفاسدة فأرشد - صلى الله عليه وسلم - بالحديث إلى حفظ الصحة بالإخبار بأن كل داء أصله التخمة، فإذا تجنبها الإنسان كان صحته محفوظة، ومن كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب: المعدة بيت الداء. وقد روي مرفوعاً (¬3)، قال ابن القيم (¬4): ولا يصح، وفي مسند أحمد (¬5) وغيره: "ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه، وحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لشرابه وثلث لطعامه وثلث لنفسه". وهذا التقدير النبوي من أنفع شيء للبدن والقلب لأن البطن إذا امتلأ [1/ 311] من الطعام ضاق عن الشراب فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (22/ 56، رقم 133). قال الهيثمي (2/ 64): فيه أيوب بن مدرك، وهو منسوب إلى الكذب انظر اللسان (1/ 488) والميزان (1/ 463) والمغني (831). وقال الألباني في ضعيف الجامع (890): موضوع. (¬2) النهاية (1/ 115). (¬3) انظر: السلسلة الضعيفة للألباني (252)، وقال: لا أصل له، وهو من كلام الحارث بن كلدة ولا يصح رفعه إلى النبي صلى الشر عليه وسلم. (¬4) زاد المعاد (4/ 94). (¬5) أخرجه أحمد (4/ 132).

النفس وعرض له الكرب والتعب بحمله وصار بمنزلة الحامل حملاً ثقيلاً هذا إلى ما يلزم من فساد القلب وقسوته وتخاذل الجوارح عن الطاعات ونحوها وانبعاثها ويحركها إلى الشهوات ولذلك قيل: فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشراب ومن كلام النهج: كثرة الطعام تميت القلب كما يميت كثرة الماء الزرع (قط في العلل عن أنس) رواه الدارقطني في العلل عن محمَّد بن جابر عن تمام بن نجيح عن الحسن البصري عن الحسن وتعقبه وقال: يروى عن الحسن موقوفاً وهو أشبه بالصواب انتهى. وقال ابن الجوزي: قال ابن حبان: تمام منكر الحديث، يروي أشياء موضوعة عن الثقات كان يتعمدها، وقال في الميزان: محمَّد هذا حلبي لعل البلاء منه (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن علي) فيه إسحاق بن نجيح الملطي كان يضع الحديث (وعن أبي سعيد وعن الزهري مرسلاً) قيد للزهري قال بعضهم: لا يصح شيء من طرقه وقال ابن عدي: باطل بهذا الإسناد وجعله في الفائق من كلام ابن مسعود (¬1). 1083 - "أصلح بين الناس ولو يعني الكذب (الطبرانى عن أبي كأهل) " ¬

_ (¬1) حديث أنس: أخرجه: الديلمي (1698) وأورده ابن حبان في المجروحين (1/ 204، ترجمة 161) وابن عدي (2/ 83، ترجمة 304) كلاهما في ترجمة تمام بن نجيح الأسدي الدمشقي. وابن الجوزى في العلل المتناهية من طريق الدارقطني (2/ 667). حديث علي: قال الغماري في المداوي (1/ 581، 582): عزا المصنف الحديث إلى ابن السنى وأبى نعيم في الطب، يبدو أنه وهم من المصنف فإن الحديث لابن عباس لا لعلى. حديث أبي سعيد: أخرجه ابن عساكر من طريق تمام (55/ 195). وأورده ابن عدي (3/ 112، ترجمة 647 دراج) وقال الحافظ في اللسان (3/ 425): باطل. وأورده السيوطي في المنهج السوي (ص 153، رقم 96، 97) وعزاه لابن السني وأبي نعيم عن أبي سعيد وعن أنس أيضاً. وانظر: الفائق (1/ 102). وقال الألباني في ضعيف الجامع (893) والسلسلة الضعيفة (2388): ضعيف جداً.

(ض). (أصلح بين الناس) قد ندب الله إلى الإصلاح بينهم في كتابه ونهى عن الإفساد بينهم وتفريق قلوبهم (ولو) كان الإصلاح (يعني بالكذب) وقد علم أن الكذب محرم عقلاً وشرعاً فأجاز الشارع منه ما فيه مصلحة تربوا على مفسدته، وذلك الإصلاح بين الناس وجمع قلوبهم المتفرقة ولم شعثهم وقد أباحه الشارع في ثلاثة مواضع هذا أحدها، والثاني: الحرب، والثالث. كذب الرجل على زوجته، وقال الحليمي: أنه لا يجوز الكذب بحال وإنما يجوز منه ما كان على سبيل التورية. قلت: إلا أن قوله: ولو أريد الكذب الصريح، إذ التورية جائزة بلا ريب ولذا فسره الراوي بقوله: يعني الكذب إلا أنه ينبغي أن لا يفعله إلا إذا تعذرت المعاريض ولم تبق عنه مندوحة كما ترشد إليه كلمة "لو"، ولا ينافيه حديث عمران بن حصين: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب (¬1). هذا وقوله (ولو يعني الكذب) بفتح المثناه التحتية وسكون العين المهملة ونون فعل مضارع من عني يعني من العناية حكى الشارح عن صاحب الفردوس: أنه يريد ولو أنك تقصد الكذب يقال عنيت فلاناً قصدته، ورواية الطبراني (¬2): "أصلح بين الناس ولو بكذا وكذا" كلمة لم أفهمها. قلت: ما عني قال عني الكذب وبه يعرف أن الحديث انتهى عند قوله ولو فهو من الاكتفاء وفسر الراوي الكلمة المقدرة بعد لو بالكذب (طب عن أبي كاهل) رمز المصنف لضعفه وأبو كاهل اسمه قيس بن عائذ وقيل: عبد الله ابن مالك صحابي (¬3) قال الهيثمي: فيه أبو داود الأعمى كذَّابٌ (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (857). (¬2) انظر: المعجم الكبير للطبراني (18/ 361) رقم (927). (¬3) انظر الإصابة (7/ 304). (¬4) أخرجه الطبراني (18/ 361، رقم 927) قول الهيثمي في المجمع (8/ 80): وقال الألباني في=

1084 - "أصلحوا دنياكم واعملوا لآخرتكم كأنكم تموتون غداً (فر عن أنس) " (ض). (أصلحوا دنياكم) أي أموركم التي لا غنى لكم عنها من طلب الحلال والإنفاق على قدر الحال ونحوه (واعملوا لآخرتكم) اجمعوا بين الأمرين لتكونوا من رجال الدارين ولا يخفى ما في التعبير بالإصلاح في أمور الدنيا من الإشارة إلى أنها دار اعوجاج وعدم استقامة ودار قلعة لا دار إقامة بخلاف الآخرة فعبر عما يقدم إليها بالعمل وقوله (كأنكم تموتون غداً) يحتمل أنه قيد للأمرين أي أصلحوا الدنيا [1/ 312] ولا تحتفلوا بها فإنكم مفارقوها غداً وراحلون عنها كما قال - صلى الله عليه وسلم - لابن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل" (¬1) الحديث، واعملوا لآخرتكم التي إليها تنقلبون، ويحتمل أنه قيد للآخر والمعنيان متقاربان (فر عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه زاهر بن طاهر الشحامي قال في الميزان: كان يخل بالصلوات فترك جمع الرواية عنه (¬2). 1085 - "اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى غير أهله فإن أصبت أهله أصبت أهله وان لم تصب أهله كنت أنت أهله (خط في رواة مالك عن ابن عمر. ابن النجار عن علي) " (ض). (اصنع المعروف) في النهاية (¬3): المعروف النَّصَفَة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم (إلى من هو أهله) تقدم في إذا أن أهل المعروف هم أهل الحفاظ (و ¬

_ = ضعيف الجامع (891): موضوع. (¬1) أخرجه البخاري (53 - 6). (¬2) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (717)، والديلمي كما في كنز العمال (42111)، وقال المناوي (1/ 533): عبد الله بن محمَّد البغوي الحافظ تكلم فيه ابن عدى وراويه عن أنس مجهول. وانظر: الميزان (2/ 64). والحديث ضعيف جدًّا كما في ضعيف الجامع (892) والسلسلة الضعيفة للألباني (2/ 266، رقم 874). (¬3) النهاية (3/ 56).

إلى غير أهله) وهم غير أهل الحفاظ (فإن أصبت أهله أصبت) أي فقد وقع في محله فلا يتوهم الاتحاد (وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله) أي تحقق فيك أهليته حيث أحسنت إلى من يحفظ حق المحسن وتميزت عمن لا يسدي إحسانه إلا إلى أهل الحفاظ فإن فاعل المعروف إلى غير أهله أشدّ اتّصافاً بأنه أهل المعروف من فاعله إلى من يحفظه لأنه لم يفعله إلا لحسنه عقلاً وشرعاً وفي كلام النهج: لا يزهدنك في المعروف ما لا يشكر ذلك، فقد يشكر عليه من لا ينتفع منه بشيء وقد يدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر والله يحب المحسنين (خط في رواية مالك عن ابن عمر، ابن النجار عن علي) رمز المصنف لضعفه (¬1). 1086 - "اصنعوا لآل جعفر طعاماً فإنه قد أتاهم ما يشغلهم (حم د ت هـ ك عن عبد الله بن جعفر" (صح). (اصنعوا) خطاب لأهله - صلى الله عليه وسلم - (لآل جعفر) هو ابن أبي طالب شهيد مؤتة (طعاماً) فقد أتاهم ما يشغلهم من خبر وفاة جعفر وأخذ منه ندبية فعل الطعام لأهل الميت (حم د ت 5 ك عن عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لصحته (¬2). 1087 - "اصنعوا ما بدا لكم فما قضى الله فهو كائن وليس من كل الماء يكون ¬

_ (¬1) حديث ابن عمر: أخرجه الرافعي من طريق ابن لال (1/ 203)، وأورده الغمارى في فتح الوهاب (2/ 32، رقم 489) وعزاه للخطيب في رواة مالك، والدارقطنى في غرائبه، وقال: قال الخطيب: لا يصح عن مالك، وقال الدارقطني: إسناده ضعيف، ورجاله مجهولون. وقال الحافظ في اللسان (2/ 35): هذا إسناد مظلم وخبر باطل. حديث على: أخرجه: القضاعى (1/ 436، رقم 747)، والدارقطنى في العلل (3/ 107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (894) والسلسلة الضعيفة (2521). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 205)، وأبو داود (3132) والترمذي (998) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (1610) والحاكم (1/ 527، رقم 1377) وقال: صحيح الإسناد. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5/ 10).

الولد (حم عن أبي سعيد) " (ح). (اصنعوا) خطاب لمن استأذنه في العزل عن النساء (ما بدا لكم) من العزل وعدمه (فما قضى الله فهو كائن) فليس العزل بمانع عن خلق الولد فليس من كل الماء يخلق الولد وليس بالعزل لا ينزل شيء من الماء، فإنه وإن عزل قد ينزل شيء من الماء يخلق منه الولد، وفي صحيح مسلم قال: سأل رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن عندي جارية وأنا أعزل عنها فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن ذلك لا يمنع شيئاً أراده الله - عز وجل -" قال: فجاء الرجل فقال: يا رسول الله إن الجارية التي كنت ذكرت لك حملت فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنا عبد الله ورسوله" (¬1). وجواز العزل عن الحرة والأمة مطلقاً مذهب جماهير، وهذه الأحاديث أدلة ذلك وذهب آخرون إلى اشتراط رضا الحرة لأن لها حقاً في الولد وذهب آخرون إلى أنه قد نسخ الجواز بحديث حذافة بنت وهب أنه سئل - صلى الله عليه وسلم - عنه فقال: "ذلك الوأد الخفي". أخرجه مسلم (¬2) وأجاب عنه الأولون بأنه محمول على التنزيه لأن الأحاديث الكبيرة الصحيحة على خلافه ودعوى النسخ تفتقر إلى تاريخ محقق يبين تأخر أحد الحديثين عن الآخر، وبأنه قد ضعف حديث حذافة وعورض أيضاً بحديث السنن أنه قال رجل: يا رسول الله إن لي جارية وأنا أعزل عنها، وأنا أكره أن تحمل إنما أريد ما يريد الرجال وأن اليهود تحدث أن العزل الموءودة الصغرى قال: "كذبت اليهود ولو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه". رواه أبو داود (¬3) من حديث رفاعة برجال ثقات قالوا: فلو طرح الحديثان لتعارضهما رجعنا إلى الأصل وهو الجواز على الإباحة الأصلية ويأتي حديث: "اعزل عنها إن شئت" ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1439). (¬2) أخرجه مسلم (1442). (¬3) أخرجه أبو داود (2171).

وحديث: "اعزلوا أو لا تعزلوا ما كتب الله من نسمة إلا وهي كائنة [1/ 313] إلى يوم القيامة" (حم عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه (¬1). 1088 - "اضربوهن ولا يضرب إلا شراركم (ابن سعد عن القاسم بن محمَّد مرسلاً) ". (اضربوهن) أي النساء إن فعلن ما يقتضي ذلك كما قال الله تعالى: (وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ ... وَاضْرِبُوهُنَّ} [النساء: 34] الآية. (ولا يضرب) النساء (إلا شراركم) لأن خياركم يعفو ويغتفر ويدفع بالتي هي أحسن (ابن سعد عن القاسم بن محمَّد مرسلاً) وأخرجه البزار عن عائشة مرفوعاً إلا أنَّ المرسل أصح وكأنه لذلك عدل إليه المصنف (¬2). 1089 - "اضمنوا لي ست خصال أضمن لكم الجنة: لا تظالموا عند قسمة مواريثكم وأنصفوا الناس من أنفسكم ولا تجبنوا عند قتال عدوكم ولا تغلوا غنائمكم وامنعوا ظالمكم من مظلومكم (طب عن أبى أمامة) ". (اضمنوا لي ست خصال) المذكور هنا خمس ولعله سقط من الراوي خصلة (أضمن لكم الجنة) أتكفل لكم بها إن قلتَ: هذه الخصال لا تكفي في دخول الجنة لأنه لم يذكر فيها أركان الإِسلام الخمسة التي لا بد لكل مسلم من الإتيان بها. قلت: هذه الضمانة منه - صلى الله عليه وسلم - لمن التزم أركان الإِسلام وأتى بها فإن هذه من فروعه أو أن المراد أن هذه من مقتضيات دخول الجنة إذا لم يقع ما يمنع من ذلك أو المراد الضمانة بدخول الجنة في الجملة وإن عذب قبل ذلك ثم بينها بقوله (لا تظالموا عند قسمة مواريثكم) فإن الله تعالى قد تولى كمية ما لكل وارث فمن ظلمه فقد عارض حكم الله (وأنصفوا الناس من أنفسكم) تقدم بيان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1016) والصحيحة (1462). (¬2) أخرجه ابن سعد (8/ 204). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (895).

الإنصاف من النفس والكلام عليه (ولا تجبنوا عند قتال عدوكم). إن قلتَ: الجبن غريزي طبعي فكيف ينهى عنه وقد عدَّ في حديث فضالة في الشهداء: رجل لقي العدو فكأنما ضرب جلده طلح من الجبن ... الحديث (¬1). قلت: ليس النهي موجهاً إلى الجبن الذي هو الأمر الغريزي بل إلى لازمه وهو الفرار والفشل وتولية الدبر والمطلوب من الجبان ترك ذلك وهو ممكن له (ولا تغلوا) من الغل الكتم والإخفاء (غنائمكم) بل تجمعونها وتأتون بها إلى الإِمام، وتقدم الغلول (وامنعوا مظلومكم من ظالمكم) انصروه عليه حتى لا يأخذ منه الباطل (طب عن أبي إمامة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه العلاء بن سليمان الرقي وهو ضعيف قال ابن عدي: منكر الحديث انتهى. وقال العلائي: في أماليه سنده جيد وله طرق هذا أمثلها (¬2). 1090 - "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا أبصاركم وكفوا أيديكم (حم حب ك هب عن عبادة بن الصامت) " (صح). (اضمنوا لي ستاً من أنفسكم) ضمن يتعدى إلى المضمون له باللام وإلى المضمون عليه بعلى وإلى المضمون به بالباء أو بغي وقد يحذفان فيتعدى بنفسه إلى المضمون به يقال: ضمنت زيد على عمرو وبكذا أو في كذا فهنا قد ضمن أضمنوا ابذلوا ونحوه أي اضمنوا لي باذلين أنفسكم (أضمن لكم الجنة) حذف المضمون عليه وهو على الله وعدى إلى المضمون به بنفسه كما حذف في الحديث الأول المضمون عليه في الطرفين (أصدقوا إذا حدثتم) فإن الكذب ليس من صفات المؤمنين (وأوفوا إذا وعدتم) فإن خلف الوعد من صفات ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1644) وقال: هذا حديث حسن غريب. لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن دينار. (¬2) أخرجه الطبراني (8/ 282، رقم 8082). قال الهيثمي (4/ 139): فيه العلاء بن سليمان الرقى، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (891) وانظر قول ابن عدي في الكامل (5/ 223).

المنافقين (وأدوا الأمانة إذا ائتمنتم) في الأموال والأقوال (واحفظوا فروجكم) عما حرمه الله (وغضوا أبصاركم) عن نظر المحرمات (وكفوا أيديكم) عن كل ما لا يحل (حم حب ك هب عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته لأنه رمز الحاكم لصحته وتعقب بأن المطلب راويه عن عبادة لم يسمع من عبادة (¬1). 1091 - "أَطِب الكلام وأفش السلام وَصِلِ الأرحام وَصَلِّ بالليل والناس نيام ثم ادْخُلِ الجنة بسلام (حب حل عن أبي هريرة) (ض) ". (أطب الكلام) كل ما فيه أجر وقد حصره الله تعالى في قوله: {لاَّ خَيْرَ في كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ} [النساء: 114] الآية (وأفش السلام) أَذعْه على من تعرفه ومن لا تعرفه (وصل الأرحام) الأقارب وتقدم (وصل بالليل والناس نيام) تهجدوا قيل: صلاة العشاء والمراد بالناس على الأخير أهل الكتابين واعلم أنه قد ورد تفسير الخصال المذكورة [1/ 314] من إطابة الكلام وإفشاء السلام وغيرهما، حديث ابن عباس أخرجه الخطيب بلفظ: إن في الجنة غرفا إذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما خارجها وإذا خرج منها لم يخف عليه ما فيها قيل: لمن هي يا رسول الله قال: "لمن أطاب الكلام وأدام الصيام وأطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام" قيل: يا رسول الله وما طيب الكلام؟ قال: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر إنها تأتي يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات" قيل: يا رسول الله فما إدامة الصيام؟ قال: "من أدرك رمضان فصامه ثم أدركه فصامه" قيل: فما إطعام الطعام؟ قال: "من قات عياله فأطعمهم" قيل: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 323)، وابن حبان (271)، والحاكم (4/ 399)، وقال: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي في التلخيص وقال: فيه إرسال. والبيهقي في شعب الإيمان (4802). وأخرجه أيضاً: البيهقي (12471). قال الهيثمي (4/ 145): رواه أحمد، والطبراني في الأوسط، ورجاله ثقات إلا أن المطلب لم يسمع من عبادة. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1018).

فما إفشاء السلام؟ قال: "مصافحة أخيك إذا لقيته وتحيته" قيل: فما الصلاة والناس نيام؟ قال: "صلاة العشاء الآخرة واليهود والنصارى نيام" (¬1). قال بعض المحققين: هذا التفسير ليس بغريب لأن هذه المعاني داخلة في أحاديث الباب المطلقة دخولا أولياً يصدق اللفظ عليها مع ظهور تقدمها في الفضل وليس الحصر عليها وإنما السؤال المطلق قد يجاب بالفرد الكامل من المسئول عنه للتمثيل به مع زيادة عناية وغاية الأمر أن الباب وضع لمن له محافظة وفضل إقبال على المعاني المذكورة على الإطلاق ولله الحمد المنعم المتفضل (ثم ادخل الجنة بسلام) سلامة عن الآفات قد عرفت أنه هنا عد أربع خصال ورتب عليها دخول الجنة ويأتي الاقتصار على بعضها وتبديل بعضها ببعض والمرتب عليه واحد هو دخول الجنة وذلك مثل حديث عبد الله بن الحارث: "أطعموا الطعام وأفشوا السلام تورثوا الجنان" (¬2). وحديث أبي هريرة: "أفشوا السلام وأطعموا الطعام واضربوا الهمام تورثوا الجنان" (¬3) فيحتمل أن مجموع الخصال سبب ويحتمل أن بعضها غير معين سبب ويحتمل أن كل واحد سبب (حب حل عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عند أبي نعيم عبد الله بن عبد الجبار قال العقيلي: شيخ مجهول (¬4). 1092 - "أَطّت السماء وحق لها أن تَئِطّ والذي نفس محمَّد بيده ما فيها موضع ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب (17814). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 509). (¬3) أخرجه الترمذي (1854). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 59) وابن حبان (508). وأخرجه أيضاً: أحمد (2/ 295) قال الهيثمي في المجمع (5/ 16): رجاله رجال الصحيح خلا أبا ميمونة وهو ثقة. وانظر قول العقيلي في الضعفاء (2/ 102). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1019) والسلسلة الصحيحة (1466).

شبر إلا فيه جبهة ملك ساجد يسبح الله بحمده (ابن مردويه عن أنس) " (ض). (أطت السماء) في النهاية (¬1) الأطيط صوت الأقتاب وأطيط الإبل أصواتها وحنينها أي إن كثرت ما فيها من الملائكة قد أثقلها حتى أطت، وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن لها أطيط وإنما هو كلام تقريب أريد به كثرة تقرير عظمة الله (وحُق) يعين صيغة أي وحقيق (لها أن تئط) بفتح المثناة الفوقية وكسر الهمز وبيان ذلك بقوله (والذي نفس محمَّد بيده) إقسام على ما يخبر به لأنه خبر عظيم لا لأن المخاطب منكر ولا يقال إنه كلام ابتداء أي ليس محلاً للقسم وقد ذكر جار الله في الكشاف (¬2) مثل هذا في قوله: (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة: 14] حاكياً عن المنافقين في مخاطبة شياطينهم ونقله السعد في المطول، ولك أن تقول: إنه كثيراً ما يجيء القسم للتبرك مثل إقسامه تعالى لرسوله إنه لمن المرسلين، وقوله: "نفس محمَّد بيده" أي روحه في قبضته وتحت تصرفه (ما فيها) جواب القسم (موضع شبر) بكسر الشين المعجمة قال في القاموس (¬3): هو ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر (إلا فيه ملك ساجد يسبح الله بحمده) سبحانه متلبساً بحمده والثناء عليه، والمراد أنه يجمع بين تنزيه الله عن النقائص [1/ 315] وإثبات الكمال له فتقدم التخلية عن النقائص على التحلية بالفضائل كما هو القضية العقلية ولذا كان الكلمتان التي تفيد هذا المعنى حبيبتين إلى الرحمن خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان. كما يأتي في حرف الكاف إن شاء الله (ابن مردويه عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬4). ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 129). (¬2) انظر الكشاف (1/ 31). (¬3) القاموس المحيط (ص 529). (¬4) أخرجه أيضاً: أبو نعيم في الحلية (6/ 269). وأورده السيوطي في الدر المنثور (4/ 183) وعزاه=

1093 - "أطع كل أمير وصل خلف كل إمام ولا تسبن أحداً من أصحابي (الطبراني عن معاذ) " (ض). (أطع كل أمير) هو نظير: "اسمعوا وأطيعوا .. " تقدم، والمراد: الطاعة في غير معصية (وصلِّ خلف كل إمام) من صالح وطالح وهو نظير ما يأتي: "صلوا خلف من قال لا إله إلا الله"، وقد عورض بحديث: "لا يَؤُمَّنكم ذو جرأةٍ في دينه" (¬1) وأجيب بأنه لم يصح كما أنه لم يصح معارضه وإذا فهمت الأحاديث من الجانبين كحديث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (¬2). رجعنا إلى الأصل وهو من صحت صلاته صحت إمامته وإن كان الأفضل أن يؤم القوم أفضلهم (¬3) (ولا تسبن أحداً من أصحابي) قد ثبت النهي عن سب المسلم لحديث: "سباب المسلم فسوق" (¬4) وغيره وأصحابه - صلى الله عليه وسلم - أحق بالرعاية والاحترام رعاية له - صلى الله عليه وسلم - وتعظيماً لحقه وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البر أن يكرم الرجل أهل ود أبيه" (¬5) فأهل ود نبينا - صلى الله عليه وسلم - أحق بالإكرام وكما يقال (1): ¬

_ = لابن مردويه كذلك. وجاء من حديث العلاء بن سعد: أخرجه ابن عساكر (52/ 381). وعن أبي ذر: أخرجه الترمذي (2312)، وابن ماجه (4190)، والبزار (3523)، وأحمد (5/ 173)، والحاكم (2/ 510)، وعن حكيم بن حزام: أخرجه الطحاوي (1134)، والطبراني (3122). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1020) والسلسلة الصحيحة (852). (¬1) أورده العظيم آبادي في عون المعبود (2/ 214)، والشوكاني في نيل الأوطار (1/ 429) وقال الشوكاني: "قد ثبت في كتب جماعة من أئمة أهل البيت؛ كأحمد بن عيسى، والمؤيد بالله، وأبي طالب، وأحمد بن سليمان، والأمير الحسين وغيرهم، عن علي عليه السلام مرفوعاً". (¬2) أخرجه الترمذي (1707)، وابن أبي شيبة (33717)، وأحمد (5/ 66). (¬3) راجع كلام المؤلف في سبل السلام (3/ 82) وقال: أحاديث كثيرة دالة على صحة الصلاة خلف كل برّ وفاجر، إلاّ أنها كلها ضعيفة، وقد عارضها حديث: "لا يؤمنكم ذو جرأة في دينه" ونحوه، وهي أيضاً ضعيفة ... ". (¬4) أخرجه البخاري (48)، ومسلم (64). (¬5) أخرجه مسلم (2552).

لعين تفدى ألف عين وتفتدى ... ويكرم ألف للحبيب المكرم (طب عن معاذ بن جبل) رمز المصنف لضعفه لأنه من حديث مكحول عن معاذ قال الهيثمي: مكحول لم يسمع من معاذ فهو منقطع وكذلك قال الذهبي في رواية البيهقي له (¬2). 1094 - "أطعموا الطعام وأطيبوا الكلام (طب عن الحسن بن علي) (ح) ". (أطعموا الطعام) للبار والفاجر ويأتي الأولي بالإطعام (وأطيبوا الكلام) تقدم (طب عن الحسن بن علي) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: إنه ضعيف (¬3). 1095 - "أطعموا الطعام وأفشوا السلام تورثوا الجنان (طب عن عبد الله بن الحارث) (ح) ". (أطعموا الطعام وأفشوا السلام تورثوا الجنان) بسبب ذلك (طب عن عبد الله بن الحارث) (¬4) صحابي صغير ورمز المصنف لحسنه وقال الشارح: إنه كذلك بل قال بعضهم: إنه صحيح (¬5). 1096 - "أطعموا طعامكم الأتقياء وأولوا معروفكم المؤمنين (ابن أبي ¬

_ = (1) جاء منسوباً لعلي بن حسن بن إبراهيم الأنكوري المصري. 1211 - 1270 هـ/ 1796 - 1853 م شاعر، أديب، مولده ووفاته في القاهرة ينظر: الأعلام (4/ 275). (¬2) أخرجه الطبراني (20/ 173، رقم 370). قول الهيثمي في المجمع (2/ 67): وأخرجه أيضاً: البيهقي (8/ 185)، وقال: منقطع بين مكحول ومعاذ. وقال المناوي (1/ 537) قال الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبرى للبيهقي (6/ 3301): هذا منقطع وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (897) والسلسلة الضعيفة (2795) (¬3) أخرجه الطبراني (3/ 94، رقم 2763). قال الهيثمي (5/ 17): فيه القاسم بن محمَّد الدلال، وهو ضعيف وصححه الألباني في صحيح الجامع (1021) والسلسلة الصحيحة (1465). (¬4) انظر الإصابة (3/ 883). (¬5) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (5/ 17) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. وأخرجه الضياء في المختارة من طريق الطبراني (9/ 223، رقم 209). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1022) والسلسلة الصحيحة (1466).

الدنيا في كتاب الإخوان عن أبي سعيد) (ح) ". (أطعموا طعامكم الأتقياء) هو إرشاد إلى الأولى وإن كان إطعام غير المتقي جائز أيضاً (وأولوا معروفكم المؤمنين) لأنهم الذين يحفظون حق المعروف ويدعون لفاعله (ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان ع عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه (¬1). 1097 - "أطفال المؤمنين في جبلٍ في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردوهم إلى آبائهم يوم القيامة (أحمد، والحاكم، والبيهقي في البعث عن أبي هريرة" (صح). (أطفال المؤمنين في جبلٍ في الجنة) أي الآن قبل قيام الساعة (يكفلهم إبراهيم وسارة) زوجة إبراهيم وفيه دليل أنهم أحياء حياة حقيقية لأن الكفالة تقتضي ذلك إذ هي القيام بحق الإنسان (حتى يردهم إلى آباءهم يوم القيامة) وقد رأى - صلى الله عليه وسلم - إبراهيم وحوله الأطفال عند الشجرة في الرؤيا الطويلة المشهورة (حم ك والبيهقي في البعث عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته لأنه صححه الحاكم (¬2). ¬

_ (¬1) أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (رقم 196). وأخرجه أيضاً: القضاعي (713). وأحمد (3/ 55) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 201) رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح غير أبي سليمان الليثي وعبد الله بن الوليد التجيبي وكلاهما ثقة. وأخرجه أيضاً أبو نعيم في الحلية (8/ 179) وقال هذا لا يعرف إلا من حديث أبي سعيد بهذا الإسناد وأبو سليمان الليثي قيل إن اسمه عمران بن عمران يشير بذلك إلى تليين هذه التسمية ولذلك لم يذكرها أحد، بل قال الحافظ في اللسان (7/ 58) وذكر الجملة الأخيرة من الحديث: ذكره الحاكم أبو أحمد في كتاب الكنى في من لا يعرف اسمه وذكر ابن حبان في الثقات وقال ابن طاهر في الكلام الذي جمعه على أحاديث الشهاب هذا الحديث غريب لا يعرف ولا نذكر إلا في هذا الإسناد. وأبو يعلى (1106). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (898). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 326). قال الهيثمي (7/ 219): فيه عبد الرحمن بن ثابت، وثقه المديني وجماعة وضعفه ابن معين وغيرها وبقية رجاله ثقات وأخرجه الحاكم (1/ 384) وقال: صحيح على=

1098 - "أطفال المشركين خدم أهل الجنة (الطبراني في الأوسط عن أنس. سعيد بن منصور عن سلمان موقوفاً) ". (أطفال المشركين خدم أهل الجنة) فيه أنهم من أهلها ووردت أحاديث أنهم يعذبون، في سنن أبي داود وغيرها والناس فريقان في ذلك متأول لها وراد لها وقائل بها ولنا في ذلك رسالة مفردة مراجعة مع الشيخ العلامة عالم المدينة النبوية أبي الحسن السندي رحمه الله (طس عن أنس ص عن سليمان موقوفاً) وأورده في الكبير عن سمرة (ورواه البخاري في تاريخه الأوسط عن سمرة) مرفوعاً (¬1). 1099 - "أَطْفِئُوا المصابيح إذا رقدتم وأغلقوا الأبواب وَأَوْكوا الأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطعام والشراب ولو بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عليه (خ عن جابر) " (صح). (أطفئوا المصابيح إذا رقدتم) تقدم معللاً بأن الفويسقة ربما جرت الفتيلة (وأغلقوا الأبواب) الجمع في هذا والذي قبله باعتبار أن المخاطب جمع (وأوكوا الأسقية) تقدم كل هذا (وخمّروا) بالخاء المعجمة (الطعام والشراب) في هذا تخصيص للآنية التي سلفت بأن المراد آنية الطعام ¬

_ = شرط الشيخين. والبيهقي في البعث (ص 155، رقم 211). وأخرجه أيضاً: ابن أبي شيبة (3/ 54، رقم 12052). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1023) والسلسلة الصحيحة (1467). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5355). وأخرجه أيضًا: البزار كما في كشف الأستار (3/ 31، رقم 2170)، وأبو يعلى (رقم 4090). قال الهيثمي (7/ 219): في إسناد أبو يعلى يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وقال فيه ابن معين: رجل صدق، ووثقه ابن عدي، وبقية رجالهما رجال الصحيح. وللحديث طرف آخر: "إنى سألت ربي أولاد المشركين". حديث سلمان الموقوف: أخرجه أيضاً: عبد الرزاق عن معمر في الجامع (20079). وأورده العجلونى (1/ 151) في كشف الخفاء وعزاه لسعيد بن منصور. وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (1024) والسلسلة الصحيحة (1468).

والشراب (ولو بعود) أي خمروه ولو بعود (تعرضه عليه) على الإناء الدال عليه ذكر الطعام والشراب وفيه أنه يكفي [1/ 316] في التغطية عرض العود وإن لم يغطي الإناء كله (خ عن جابر) (¬1). 1100 - "اطلب العافية لغيرك ترزقها في نفسك (الأصبهاني في الترغيب عن ابن عمر) (ض) ". (أطلب العافية لغيرك ترزقها في نفسك) قد ثبت أنه يقول الملك لمن يدعو للغائب ولك مثل ذلك فيحتمل هنا أنه لإجابة دعاء الملك له ويحتمل أنه يراد أنك إذا سألت العافية لغيرك جازاك الله بها وأعطاك ما تطلبه لغيرك (الأصبهاني في الترغيب عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه (¬2). 1101 - "اطلبوا الحوائج إلى ذوى الرحمة من أمتي ترزقون وتنجحوا فإن الله يقول رحمتي في ذوي الرحمة من عبادي ولا تطلبوا الرحمة عند القاسية قلوبهم فلا ترزقوا ولا تنجحوا فإن الله يقول إن سخطي فيهم (الحاكم في التاريخ، والعقيلي وضعفه، والطبراني في الأوسط، وابن عساكر عن أبي سعيد" (ض). (أطلبوا الحوائج إلى ذوي الرحمة من أمتي ترزقوا وتنجحوا) فيه أنه تعالى جعل بعض الأمة ذا رحمة وبعضهم بخلافه كما يقتضيه قوله (فإن الله يقول رحمتي في ذوي الرحمة من عبادي) فاقصدوهم (ولا تطلبوا الحوائج عند القاسية قلوبهم فلا ترزقوا ولا تنجحوا) هو نهي عن طلبها عند غير ذي الرحمة (فإن الله يقول: إن سخطي فيهم) فكيف يرجى حاجة ممن سخط الله فيه (عق طس عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5624). وأخرجه أيضاً: النسائي في الكبرى (10581)، وأبو يعلى (1837). (¬2) أخرجه الأصبهاني في الترغيب (2172). وأخرجه أيضاً: الديلمي (1756). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (899) وقال في السلسلة الضعيفة (4401) ضعيف جداً. في إسناده محمَّد بن كثير الفهري متروك كما قال الحافظ في التقريب (6255) وفيه عبد الله بن لهيعة ضعيف كما قال الذهبي في المغني (3317).

أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ورد عليه الحافظ ابن حجر بأن محمَّد بن مروان لم ينفرد به بل له فيه متابع وشاهد عند الحاكم في المستدرك من حديث علي وغيره (¬1). 1102 - "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" (تخ وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ع طب) عن عائشة (طب هب) عن ابن عباس (عد) عن ابن عمر، ابن عساكر عن أنس (طس) عن جابر، تمام (خط) في رواة مالك عن أبي هريرة، تمام عن أبي بكرة". (أطلبوا الخير عند حسان الوجوه) تقدم في ابتغوا وتقدم الكلام عليه (تخ وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، ع طب عن عائشة، طب هب عن ابن عباس، عد عن ابن عمر، ابن عساكر عن أنس، طس عن جابر تمام، خط في رواة مالك عن أبي هريرة، تمام عن أبي بكرة) وقال المؤلف فيه: حسن صحيح، وقال ابن ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 19) في ترجمة عبد العزيز بن يحيى المديني (975) بلفظ "اطلبوا الخير عند ذوي الرحمة من عبادي فإن فيهم رحمتي فتعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوها من الفسقة فإن فيهم سخطى" وقال ليس له أصل عن ثقة. وأخرجه الطبراني في الأوسط (4717) بلفظ "اطلبوا الفضل إلى الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم فإنهم ينتظرون سخطى" وقال: لم يرو هذا الحديث عن داود بن أبي هند إلا محمَّد بن مروان، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 195) وفيه محمَّد بن مروان السدي الصغير وهو متروك. وانظر ميزان الاعتدال (6/ 328) وأخرجه بلفظه ابن عساكر (43/ 5) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 491، 1051) وقال: لا يصح، وتعقبه السيوطي في اللآلئ (2/ 76) بما يفيد أن الحديث ضعيف وليس بموضوع، ونقل عن العراقي في تخريج الإحياء أن الحديث ضعيف، وقال المناوي في الفيض (1/ 539) قال العقيلي وعبد الرحمن مجهول لا يتابع على حديثه وداود لا يعرف وخبره باطل ... قال في اللسان (3/ 446) وأظن محمَّد بن مروان يكنى أبا عبد الرحمن فوقع في رواية العقيلي أن أبا عبد الرحمن سقط من عنده أبي فبقي عبد الرحمن على أن محمَّد بن مروان لم ينفرد به بل فيه متابع وشاهد من حديث علي في المستدرك (4/ 357) وغيره انتهى وأشار بذلك إلى الرد على ابن الجوزي في إيراده في الموضوعات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (900) والضعيفة (1577).

الجوزي: موضوع (¬1). ¬

_ (¬1) حديث عائشة أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 51) وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ص 57 رقم 51) وأبو يعلى (4759) وإسحاق بن راهويه (1650) والدارقطني في المؤتلف والمختلف (1/ 79) والبيهقي في الشعب (3541) والعقيلي في ضعفائه (2/ 121) وابن عدي في الكامل (2/ 204) وابن عساكر في تاريخ دمشق (22/ 184). في سنده جبرة بنت محمَّد أو خيرة وأمها مجهولتان وفي سنده عند ابن عدي الحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي قال بعد ساق جملة من أحاديثه كلها مع ما ذكرتها موضوعة وما هو منها معروف بالمتن فهو باطل بهذا الإسناد، وضعفه بين على حديثه وقال الذهبي في المغني (1657) متروك متهم، وفي سنده سليمان بن أرقم عند العقيلي قال (2/ 121) لا يسوى حديثه شيئاً. 2 - أما حديث ابن عباس فقد أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 81) رقم (11132) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 195) وفيه عبد الله بن خراش بن حوشب وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه البيهقي في الشعب (3543) وقال في هذا الإسناد ضعف، والعقيلي في ضعفائه (3/ 340) وقال عصمة بن محمَّد الأنصاري يحدث بالبواطيل عن الثقات، ليس ممن يكتب حديثه إلا على جهة الاعتبار، وسئل عنه ابن معين؟ فقال: كذاب يضع الحديث. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان (6/ 148) من طريق حفص بن عمر، وتمام في الفوائد (1/ 340) من طريق سفيان الثوري كلاهما عن طلحة بن عمرو، عن عطاء عنه، قلت طلحة بن عمرو متروك كما في التقريب (3030) وحفص بن عمر لم أعرفه. 3 - أما حديث ابن عمر أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (ص 75 رقم 52) وابن عدي في الكامل (6/ 189) وعبد بن حميد في مسنده (751) والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 295) والقضاعي في مسند الشهاب (611) والعقيلي في ضعفائه (4/ 102) وقال محمَّد بن عبد الرحمن بن المجبرة قال ابن معين: ليس بشيء، وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال الحافظ في اللسان (5/ 245) قال الفلاس ضعيف وقال أبو زرعة واه وقال النسائي وجماعة متروك. 4 - أما حديث أنس فقد أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 8) وقال هذا حديث غريب وإسناد عجيب، إنما يروى هذا الحديث عن الثوري كما ..... ثم ساقه عن محمَّد ابن خليد الخثعمي نا مالك بن أنس عن سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن جابر بن عبد الله مرفوعاً، وآفة هذه الطريق المبارك هذا فإنه مجهول، وفي ترجمته ساق ابن عساكر له هذا الحديث، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلا، وفي قوله عقبه: "حديث غريب .... " ما يشير إلى ضعفه. وشيخه ناعم بن السري؛ لم أجد له ترجمة، وهو على شرط ابن عساكر، فقد ذكر في ترجمة المبارك بن سعيد أنه الطرسوسي. والله أعلم. =

1103 - "اطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله ¬

_ = وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 226) وفي سنده خراش بن عبد الله قال الذهبي في الميزان (2/ 438): ساقط عدم، وأبو سعيد العدوي -واسمه الحسن بن علي- كذاب. انظر المغني (1448). 5 - أما حديث جابر فقد أخرجه الطبراني في الأوسط (6117) والعقيلي في الضعفاء (2/ 128) وابن عدي في الكامل (3/ 290) وأبو نعيم في الحلية (3/ 156) وقال غريب من حديث جابر لم نكتبه إلا من حديث سليمان عن عمر، وقال العقيلي: سليمان هذا الغالب على حديثه الوهم، وليس في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يثبت، وقال ابن عدي: سليمان بن كراز الطفاوي بصري يكنى أبا داود، ثم ذكر له حديثا منكرا؛ ثم قال: وعمر بن صهبان ضعيف. قلت: وأورده الذهبي في الكاشف (4075) وقال قال: الدارقطني متروك. وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان (4/ 362) من طريق خلف بن يحيى قاضي الري، قلت: ويحيى بن خلف كذبه أبو حاتم. انظر الميزان (2/ 454) 6 - أما حديث أبي هريرة فقد أخرجه الطبراني في الأوسط (3787) والعقيلي في الضعفاء في ترجمة عبد الرحمن بن إبراهيم القاص (2/ 320) قال يحيى بن معين ليس بشيء وقال في الحديث ليس له طريق يثبت. وأخرجه تمام في الفوائد (2/ 298) من طريق سفيان الثوري عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة به. قلت طلحة بن عمرو متروك كما تقدم. 7 - أما حديث أبي بكرة فقد أخرجه تمام الرازي في الفوائد (1/ 340). قلت في إسناده أبو علي محمَّد بن هارون بن شعيب احترقت كتبه وجددها كان يتهم، كما قال عبد العزيز الكتاني في ذيل مولد العلماء (1/ 160) وانظر الميزان (6/ 357)، وفيه أبو يعقوب الأفطس؛ اسمه يوسف بن يونس الطرسوسي؛ قال الذهبي في الميزان (7/ 310): ليس بثقة ولا مأمون. والمبارك بن فضالة؛ صدوق يدلس، وقد عنعنه. والحسن -وهو البصري- مدلس أيضاً. 8 - أما عبد الله بن عمرو فقد أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 221) وقال: وهذا يستغرب بهذا الإسناد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. قلت: وآفته محمَّد بن عبد الله بن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي؛ قال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك. انظر اللسان (5/ 216). وبالجملة فالحديث طرقه كلها ضعيفة وبعضها أشد في ذلك من بعض كما صرح بذلك السخاوي في المقاصد الحسنة (1/ 148). وقال الألباني في ضعيف الجامع (903) والضعيفة (2855) موضوع.

نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يُؤَمَّن روعاتكم (ابن أبي الدنيا في الفرج، والحكيم هب حل عن أنس. هب عن أبي هريرة) (ض) ". (أطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله) جمع نفحة وهي العطية من نفح الطيب إذا فاح وخرج منه رائحة كذلك العطية تخرج من المعطي وفيه الأمر بالتعرض لنيل الخير في كل حين من الأحيان فإنه قد يوافق ساعة الإجابة (فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده) فتعرضوا لها لعلها تصيبكم وأحسن الرافعي رحمه الله في قوله: أقيما على باب الكريم أقيما ... ولا تنأيا من سبوحه فتهيما وللنفحات الطيبات تعرضا ... لعلكما تستنشقن نسيما (وسلوا الله تعالى أن يستر عوراتكم) عطف على اطلبوا الخير، فيحتمل أنه تفسير له وأن من سأله ذلك فقد طلب الخير، ويحتمل أنه تخصيص بعد التعميم إفادة لأهمية ما ذكر، والعورة كل ما تستحي منه إذا ظهر (وأن يؤمن روعاتكم) جمع روعة وهي المرة من الفرع وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - هاتين الخلتين من المطلوبات لأنهما من أعظم المصائب الباطنة والظاهرة فإن كشف السوء أعظم فضائح الظاهر والفرع أعظم مصائب الباطن وذلك لأن انكشاف العورة لا يكون إلا عند انتهاء الإنسان إلى أسوأ الأحوال وأشقها ولذلك عوقب به أبو البشر آدم - عليه السلام - وزوجه كما حكى الله تعالى ونسبه إلى إبليس لما كان هو السبب، وامتن علي بني آدم بإنزال اللباس الذي هو يواري العورات فسؤال سترها سؤال اللطف فيما توجبه من أسباب العقوبات وللمغفرة إن قارف الذنوب، ويحتمل أن يراد بالعورات الخطايا وسترها مغفرتها وأنه لا يكشف فاعلها يوم العرض عند الخلائق ولا في دار الدنيا والأولى حمله على الأمرين ليشملها من باب عموم المجاز وأما سؤال تأمين الروعات فهو دعاء يدفع ما هو أعظم مصائب القلب

فإن الفزع وهو الخوف [1/ 317] أعظم ما يصاب به القلب، ولذا امتن الله على أوليائه بأنه لا خوف عليهم، وجعل الأمن من صفات سكان الجنان فقال: {وَهُمْ في الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 37] وإيقاع التأمين على الروعة مع أنه لذي الروعة مجاز عقلي ويأتي من دعائه - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم استر عورتي وآمن روعتي"، وفي الحديث: "من البديع الجناس المقلوب وجعل أئمة البديع" هذا الحديث من أمثلته (ابن أبي الدنيا) في كتاب (الفرج) له (والحكيم هب حل عن أنس هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 1104 - "اطلبوا الرزق في خبايا الأرض (طب هب عن عائشة) (ض) ". (اطلبوا الرزق في خبايا الأرض) جمع خبيئة بالخاء المعجمة كخطيئة وخطايا وهو الشيء المخبؤ يقال: خبأت الشيء أخبؤه خبوا إذا أخفيته وأراد بالخبايا الزرع لأنه إذا أودع البذر في الأرض فقد خبأه فيها قال عروة بن الزبير: ازرع، فإن العرب كانت تمثل بهذا البيت: ¬

_ (¬1) حديث أنس: أخرجه الحكيم (2/ 293)، والبيهقي في شعب الإيمان (1121)، وأبو نعيم (3/ 162)، وابن عساكر (24/ 123) ولم أقف عليه عند ابن أبي الدنيا في الفرج عن أنس والذي عنده عن أبي هريرة، وقد أشار الغماري في المداوي (1/ 602) إلى أنه قد حدث سبق قلم من الإِمام السيوطي فعزا الحديث لأنس بدل أن يعزوه لأبي هريرة. وأخرجه أيضاً: الطبراني (1/ 250) رقم (724) وفي الدعاء (26) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 231) وإسناده رجاله رجال الصحيح غير عيسى بن موسى بن إياس بن البكير وهو ثقة. القضاعي (701)، والديلمي (241). قال المناوي (1/ 541): فيه حرملة بن يحيى التجيبي، قال أبو حاتم: لا يحتج به وأورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين. حديث أبى هريرة: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1123)، وابن عساكر (24/ 123) وابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (1/ 24) رقم (27) وفي إسناده أيضاً: يحيى بن أيوب صدوق بما أخطأ كما في التقريب (7511) وشيخه عيسى بن موسى بن محمَّد بن إياس بن بكير قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/ 285) سئل أبي عنه فقال ضعيف. وذكره ابن حبان في الثقات (5/ 216). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (902) والسلسلة الضعيفة (2798).

والمسألة بتحقير الخلاف (حم خ 5 عن أنس) ابن مالك (¬1). 1034 - "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته: لا يتم ركوعها، ولا سجودها، ولا خشوعها (حم ك) عن أبي قتادة الطيالسي (حم ع) عن أبي سعيد (صح) ". (أسوأ الناس سرقة) شرهم من حيث السرقة (الذي يسرق من صلاته) وبينه بقوله (لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها) فهي جملة بيانية ولذا جُرّدت عن العاطف، والمراد بالتمام ما في حديث رفاعة وصححه الحاكم (¬2) وأخرجه الأئمة وصدره: "أنه لا يتم صلاة أحدكم -إلى أن قال:- فيركع فيضع كفيه على ركبتيه ويرفع حتى تطمئن مفاصله وتسترخي ثم يقول: [1/ 296] سمع الله لمن حمده فيستوي قائماً حتى يأخذ كل عضو مأخذه ويضع صلبه ثم يكبر فيسجد فيمكن جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله ويسترخي ثم يكبر فيرفع رأسه فيستوي قاعداً على مقعدته ويقيم صلبه ثم يكبر فيسجد حتى يمكن وجهه ويسترخي لا يتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك" انتهى. والخشوع لغة: الخضوع ويريد هنا خشية القلب والباد البصر كما قال قتادة: هو إلزامه موضع سجوده وكان الرجل إذا قام إلى الصلاة هاب الرحمن أن يشد بصره إلى شيء أو يحدث نفسه بشأن من شأن الدنيا وقيل هو جمع الهمة لها والإعراض عما سواها فإن قيل: قد ثبت في عدة من الأحاديث أن الذنوب ثلاثة: أحدها: يغفره الله وهو ما بينه وبين عبده، وثانيها: ما لا يتركه وهو ذنوب العباد فيما بينهم، وسرقة الصلاة من الأول وسرقة العباد من الثاني، فكيف جعلت سرقة الصلاة أسوأ السرقات؟ قيل: لأنها سرقة لم ينل صاحبها منها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 114) والبخاري (696) وابن ماجه (2860). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 241 - 242) وكذلك أبو داود (859) والنسائي (2/ 20، 193) والترمذي (302) وابن ماجه (460) وقال الترمذي: حديث حسن وحسّن إسناده البزار.

والبصرية يجعلونه دليل جواب محذوف، وهذه الواو الداخلة على كلمة لو اعتراضية ولا تدخل إلا إذا كان ضد الشرط المذكور أولاً بذلك المقدم الذي جعل جزاءاً أو عوضاً عنه من ذلك الشرط المذكور مثل قولك: أكرمه ولو يشتمني فان ضد الشتم وهو المدح أولى بالإكرام وأنسب وكذا الحديث: "اطلبوا العلم ولو بالصين" أي ولو في أبعد مسافة فطلبه مع قرب المسافة أولى وأنسب (عق عد هب وابن عبد البر في العلم عن أنس) رمز المصنف لضعفه وقال مخرجه بعد إخراجه: متنه مشهور وسنده ضعيف، وقد روي من وجوه كلها ضعيفة وحكم ابن الجوزي بوضعه ونوزع بقول المزي: له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن وبقول الذهبي في الواهيات روي من عدة طرق واهية وبعضها صالح (¬1). 1106 - "أطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب، ابن عبد البر عن أنس" (ض). (اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم) تقدم (إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب) قال الخطابي: يتأول على وجوه: أحدها أن يكون [1/ 318] بمعني التواضع والخشوع تعظيماً لحقه وتوقيراً لعلمه، وقيل: وضع الجناح معناه كف الطيران للنزول عنده، وقيل: ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي (2/ 230، ترجمة 777)، وابن عدى (4/ 118، ترجمة 963) كلاهما في ترجمة طريف بن سلمان أبو عاتكة وانظر ميزان الاعتدال (3/ 359) والمجروحين (1/ 382). والبيهقي في شعب الإيمان (1663)، وقال: هذا حديث متنه مشهور، وإسناده ضعيف، وقد روى من أوجه كلها ضعيفة. وزاد في المدخل (1/ 244): لا أعرف له إسناداً يثبت بمثله الحديث. وأخرجه ابن عبد البر في العلم (1/ 9). وأخرجه أيضاً: الخطيب (9/ 363)، وأورده ابن الجوزى في الموضوعات (1/ 347، رقم 428). قال العجلونى (1/ 154): ضعيف بل قال ابن حبان: باطل. وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" ورواه أبو يعلى عن أنس بلفظ: اطلبوا العلم ولو بالصين فقط، ورواه ابن عبد البر أيضاً عن أنس بسند فيه كذاب. وقال الألباني في ضعيف الجامع (906) والسلسلة الضعيفة (416): موضوع.

معناه بسط الجناح وفرشها له لتحمله عليه فتبلغه حيث يقصد من البقاع في طلبه ومعناه المعونة وتيسير السعي له في طلب العلم، وقال ابن الأثير (¬1): تضعها لتكون وطاءً له إذا مشى، وقيل: أراد ظلالهم بها وروى الحافظ عبد القادر الرهاوي بسنده إلى الطبراني قال: سمعت زكريا بن يحيي الساجي قال: كنا نمشي في بعض أزقة البصرة إلى دار بعض المحدثين وكان معنا رجل تاجر متهم في دينه فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها كالمستهزئ فما زال من موضعه حتى جفت رجلاه وسقط قال الحافظ الرهاوي: إسناد هذه الحكاية كالأخذ باليد والراحة لأن رواتها أعلام وراويها إمام (¬2) (ابن عبد البر عن أنس) رمز المصنف لضعفه وتقدم فيه الكلام (¬3). 1107 - "اطلبوا العلم في يوم الاثنين فإنه ميسر لطالبه (أبو الشيخ فرعن أنس) (ض) ". (اطلبوا العلم يوم الاثنين) كأنه والله أعلم اليوم الذي ولد فيه من فاضت عنه بحور العلوم الدينية والدنيوية وهو المصطفي - صلى الله عليه وسلم - وفيه بعث وفيه هاجر وفيه لقي الله - عز وجل - ويأتي حديث: "أغد في يوم الخميس فإني سألت الله أن يبارك لأمتي في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس"، فيؤخذ من الحديث أن اليومين أبرك الأيام لطلب العلم وأن الخميس يختص ببركة أوله (فإنه) أي طلب العلم (ميسر لطالبه) في هذا اليوم فينبغي أن يتحرى فيه ابتداء القراءات وتعليم الصبي (أبو الشيخ فر عن أنس) رمز المصنف لضعفه وفيه مغيرة بن عبد الرحمن قال ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 821). (¬2) ذكر هذه الحكاية بإسناده محمَّد بن أحمد السلفي في مشيخة ابن الخطاب (1/ 96) رقم (9). (¬3) أخرجه ابن عبد البر في العلم (1/ 9) وقال المناوي في الفيض (1/ 543) فيه يعقوب بن إسحاق العسقلاني قال في الميزان (7/ 274) يعقوب كذاب انتهى وقال النيسابوري وابن الجوزي ثم الذهبي لم يصح فيه إسناد. وقال الألباني في ضعيف الجامع (907) والسلسلة الضعيفة (416): موضوع.

الذهبي: ليس بشيء ووثقه طائفة (¬1). 1108 - "اطلبوا الحوائج بعزة النفس فإن الأمور تجرى بالمقادير (تمام، وابن عساكر عن عبد الله بن بسر المازنى) ". (أطلبوا الحوائج بعزة الأنفس) الباء للمصاحبة طلباً مصاحباً عزة الأنفس وهذا في طلبها من العباد، وفيه دليل على أن ذلك جائز وإن كان غيره أفضل وفيه أنه لا يذل نفسه عند الطلب (فإن الأمور كلها تجري بالمقادير) بما قدره الله تعالى إن قدر تمامه فإنه ليس الذل بجالب له ولا العزة بمانعٍ عنه. فإن قلت: إذا كان جارياً على المقادير فأي حاجة في الطلب إذا المقادير هي التي تسوقه لا الطلب فهلا ترك الطلب لأنها قد قدرت. قلت: هذا سؤال يورده من لا يعرف حكمة الله في ربط الأسباب بالمسببات فإنه تعالى قد جعل مجرد الطلب سببا ولم يجعل إذلال النفس سببا فإن فعل السبب المباح وقدر تعالى قضاء الحاجة قضيت وإلا فلم أذل نفسه ولا ترك ما أمر به (تمام وابن عساكر عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة (¬2). 1109 - "اطلبوا الفضل عند الرحماء من أمتي تعيشوا في أكنافهم فإن فيهم رحمتي ولا تطلبوا من القاسية قلوبهم فإنهم ينتظرون سخطي (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي سعيد) " (ض). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في السلسلة الضعيفة (2490)، والديلمي (237)، وابن عساكر (48/ 317). وأورده: ابن الجوزى في العلل المتناهية (1/ 324) وقال: لا يثبت. قال العجلونى (1/ 154): رواه الديلمى وابن عساكر وأبو الشيخ بسند فيه ضعف عن أنس. وانظر قول الذهبي في المغني (6383) وقال الحافظ في التقريب (6845): ثقة له غرائب. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (908) والسلسلة الضعيفة (2490). (¬2) أخرجه تمام (194)، وابن عساكر (53/ 70). وأخرجه أيضاً: الضياء (9/ 51، رقم 28). قال العجلونى (1/ 155): رواه تمام وابن عساكر بسند ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (901) والسلسلة الضعيفة (1390).

(اطلبوا الفضل) هو الزيادة والمراد به الإحسان (عند الرحماء) جمع رحم (من أمتي) هو نظير ما سلف: "اطلبوا الحوائج .. " الحديث، (تعيشوا في أكنافهم) جمع كنف بالتحريك وهو الجانب والناحية وهو تمثيل أي تحت ظل يعمهم وإحسانهم (فإن فيهم رحمتي) قال الشارح: لعله سقط من قلم المصنف فإن الله يقول أو نحوه إن فيهم رحمتي يريد أن المعنى على هذا اللفظ الذي ساقه فيه قلق إذ ظاهر ضمير رحمتي عليه له - صلى الله عليه وسلم - وليس كذلك قال: ثم رأيت الحافظ الذهبي وغيره ساق الخبر من هذا الوجه بلفظ: "اطلبوا الفضل عند الرحماء من عبادي" فصرح يكون الحديث قدسياً (ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإنهم ينتظرون سخطي) [1/ 319] وكيف يرجى الخير ممن ينتظر السخط (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وسببه أن فيه محمَّد بن مروان السدي قال العقيلي: لا يتابع على حديثه وقال العراقي: ضعيف جداً وقال الهيثمي: متروك ورواه الحاكم من حديث علي وقال: صحيح، قال العراقي: وليس كما قال (¬1). 1110 - "اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإنَّ اللعنة تنزل عليهم يا علي إن الله خلق المعروف وخلق له أهلاً فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله ووجه إليهم طلابه كما وجه الماء في الأرض ¬

_ (¬1) أخرجه الخرائطي في المكارم (568). وأخرجه أيضاً: الطبراني في الأوسط (4717)، والقضاعي (1/ 406، رقم 700)، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 357): رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمَّد بن مروان السدي الصغير وهو متروك. وابن حبان في الضعفاء (2/ 286) في ترجمة محمَّد بن مروان السدي، وأورده ابن الجوزى في الموضوعات (2/ 491، رقم 1051). وانظر قول العراقي في تخريج الإحياء (3/ 188)، وذكره المناوي في الأحاديث القدسية برقم (28). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (909) والسلسلة الضعيفة (1577).

الجدبة لتحيا به ويحيا به أهلها إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة (ك عن علي) (صح) ". (اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم ولا تطلبوه من القاسية قلوبهم فإن اللعنة تنزل عليهم) فويل للقاسية قلوبهم (يا علي) وهو ابن أبي طالب - رضي الله عنه - (إن الله خلق المعروف وخلق له أهلاً فحببه إليهم) وجعله محبوباً في قلوبهم (وحبب إليهم فعاله) فهم يحبونه ويحبون فعله (ووجه إليهم طلابه) ألقي في قلوب ذوي الحاجات قصدهم (كما وجه الماء في الأرض الجدبة) بفتح الجيم وسكون الدال (لتحيي) الأرض (به) بالماء (ويحي به أهلها) فالأمر كله بيد الله والخير كله منه والقلوب بيده يوجهها حيث يريد (إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) في النهاية (¬1): أي من بذل معروفه للناس في الدنيا آتاه الله جزاء معروفة في الآخرة وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفَّعه الله في أهل التوحيد في الآخرة، وروي عن ابن عباس في معناه قال: يأتي أهل المعروف في الدنيا ويغفر لهم بمعروفهم وتبقى حسناتهم جامّةً فيُعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيغفر له ويدخل الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدنيا والآخرة. انتهى. قلت: وفيهم يحسن قوله: ولو وافيتهم في الحشر تجدوا ... لأعطوك الذي صلوا وصاموا وقد أرشد آخر الحديث إلى تفسير الرحماء بأنهم الذين يفعلون المعروف وعرفوا بأنهم أهله كما أرشد أوله إلى أنهم الذين يعيش الناس في أكنافهم (ك عن علي) رمز المصنف لصحته لأنه قال الحاكم: صحيح، قال ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 216).

العراقي: وليس كما قال (¬1). 1111 - "اطلع في القبور واعتبر بالنشور (هب عن أنس) (ض) " (اطلع في القبور) انظر إليها (واعتبر) الاعتبار الاتعاظ (بالنشور) مصدر نشر الميت ينشر نشوراً إذا عاش بعد الموت أفاده في النهاية (¬2) والمراد: انظر في القبور واطلع يُعدى بعلى فعداه بغى لتضمنه معنى النظر والتأمل والاتعاظ بها وأحيا الله إياها بعد موتها وهذا إشارة إلى المقصود من زيارة القبور وفيه الإشارة إلى أن هلاك الأجسام ليس محل الاعتبار بل محله إعادتها وبعثتها (هب عن أنس) قال: شكى رجل عليه - صلى الله عليه وسلم - قسوة قلبه فذكره قال مخرجه البيهقي: هذا متن منكر انتهى. والمصنف رمز لضعفه وعده الذهبي في الميزان من مناكير محمَّد بن يونس الكديمي وقال: هو أحد المتروكين أتهم بالوضع (¬3). 1112 - "اطَّلَعْتُ في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء (حم م عن ابن عباس خ ت عن عمران بن حصين" (صح). (اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء) إن قلت: متى وقع هذا الإطلاع والرؤية ولما يدخلها أهلها بعد. قلت: الظاهر أنها رؤية حقيقية أطلعه الله على الدارين وعلى من يتنعم أو ليعذب فيهما من الهالكين واللاحقين، ويحتمل أنه أري الهالكين من أهل ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 321) وقال: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: الأصبغ بن نباتة واه وحبان بن علي ضعفوه. وقول العراقي في تخريج الإحياء (3/ 188 رقم 6). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (910) والسلسلة الضعيفة (1578) (¬2) النهاية (5/ 128). (¬3) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (9292) وقال: هذا متن منكر. والديلمي (1767). وأخرجه أيضاً: ابن حبان في المجروحين (2/ 314 رقم 1023 محمَّد بن يونس بن موسى) قال العجلونى (1/ 155): رواه البيهقي والديلمي بسند فيه متروك ومتهم بالوضع عن أنس. انظر: الميزان (2/ 157). وقال الألباني في ضعيف الجامع (912)، والسلسلة الضعيفة (2799): موضوع.

الدارين فقط وأن لفظ أهلها من العام والمراد به الخاص ويجري مثله في قوله: (واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء) وهذا غير مستنكر فقد طفحت به الآثار وثبتت به من الأخبار ما ليس له انحصار، وكم ورد من حديث رؤيته - صلى الله عليه وسلم - الجنة [1/ 320] ودخوله إليها، وسمع حس بلال وقد سبقه إليها ورأي قصور جماعة من أصحابه وأخبر عن النار وأنه رآها ورأي امرأة تعذب في هرة ورأى عمرو بن لحي يجر قصبته في النار، ورأي الجنة والنار وهو في بعض الصلوات وهمَّ بأخذ قطف من الجنة، وتأخر لما رأي النار وهذه رؤيا حقيقية وإخبار عن محسوسات ولا مانع منها وقد كان الملك يخاطبه ويلقنه الوحي بحضرة أصحابه ولا يرونه ولا يسمعونه وأخبرهم أنه شيع سعد بن معاذ كذا وكذا من الملائكة وهذا النوع كثير جدًّا وقد آمن به السلف ولم يسألوه - صلى الله عليه وسلم - عن كيفيته فنحن نؤمن به كذلك ونعلم صدقه وإن جهلنا الكيفية وقد ذهب البعض إلى أنها رؤية تمثيلية وأنه مثل له - صلى الله عليه وسلم - الجنة والنار ومن فيهما فشاهدهما على نحو مشاهدة النجوم والنيران في الماء أو على أن المراد أنه أخبره الله تعالى من ذلك خبراً صار عنده مخبره كالمشاهد والأول هو الذي ينشرح له الصدر. ويأتي تعليل كون النساء أكثر أهل النار (حم م عن ابن عباس في خ ت عن عمران بن حصين) (¬1). 1113 - "أطوعكم لله الذي يبدأ صاحبه بالسلام (الطبراني عن أبي الدرداء) " (ض). (أطوعكم لله) أشدكم له طاعة وامتثالاً (الذي يبدأ صاحبه) لصحبة الإيمان عرفه أو لم يعرفه فلا يشترط فيه الصحبة الخاصة لما عرف من الحث على إفشاء ¬

_ (¬1) حديث ابن عباس: أخرجه أحمد (1/ 234) ومسلم (2737)، والترمذي (2602). وأخرجه أيضاً: البخاري في التاريخ الكبير (4/ 181)، والنسائي في الكبرى (9261). حديث عمران بن حصين: أخرجه أحمد (4/ 429)، والبخاري (5198)، والترمذي (2603) وقال: حسن صحيح.

السلام (بالسلام) وذلك لأنه يدل على سلامة قلبه وصفاء خاطره وحسن خلقه وإطراحه لأخلاق المتكبرين كما يفيده حديث ابن مسعود: "البادئ بالسلام برئ من الكبر" (¬1) ولذا كان أجر البادئ أكثر من أجر الراد مع أنه سنة والرد فرض (طب عن) أبي الدرداء رمز المصنف لضعفه (¬2). 1114 - "أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذنون (حم عن أنس (صح) ". (أطول الناس أعناقاً) بفتح الهمزة جمع عنق (يوم القيامة المؤذنون) المنادون بالصلوات قيل: معناه أكثر الناس شوقاً إلى رحمة الله لأن المتشوق يمد عنقه ويطيلها إلى ما يتطلع إليه من كثرة الثواب وقيل: إذا ألجم الناس العرق طالت أعناقهم لئلا يلجمهم ذلك أي لئلا ينالهم ذلك الكرب وقيل إنهم يصيرون سادة رؤساء العرب يصف السادة بطول الأعناق وقيل: أكثر الناس أتباعاً أو أكثرهم أعمالاً وروي بكسر الهمزة أي إسراعاً إلى الخير من سير العَنَق ويأتي حديث: "المؤذنون أطول الناس أعناقاً" وفيه فضيلة الأذان (حم عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬3). 1115 - "اطووا ثيابكم ترجع إليها أرواحها (الطبراني في الأوسط عن جابر) " (ض). (اطووا ثيابكم) جمع ثوب والمراد الذي يلبسونه والطي خلاف النشر (ترجع إليها أرواحها) قد تكرر ذكر الروح كتابا وسنة ويطلق على معان الغالب أنها ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (25757)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 13417). (¬2) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (8/ 32) قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (914). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 169). قال الهيثمي (1/ 326): رجاله رجال الصحيح، إلا أن الأعمش قال: حدثت عن أنس. وقال في (1/ 327): رواه البزار، والأعمش لم يسمع من أنس. والحديث أصله في صحيح مسلم (387) بلفظ: "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة". وصححه الألباني في صحيح الجامع (1031).

الروح الذي به تقوم حياة الأجسام أفاده في النهاية (¬1)، وقد تقدم ولم يذكر هذا الحديث وهو استعارة من الروح الذي به تقوم الحياة كأن الثوب يعود بالطي جديداً طريا كأنه جسم عاد إليه روحه وعلله بعلة أخرى وهي (فإن الشيطان إذا وجد ثوباً مطوياً لم يلبسه) أو جواب شرط محذوف دل عليه السياق تقديره: فإذا طويت فإن الشيطان، أو فإذا رجعت إليها أرواحها فأفاد - صلى الله عليه وسلم - فائدتين: إحداهما: عود أرواحها إليها وبقاء، رونقها عليها. والثانية: صيانتها عن لبس الشيطان لها. وفيه دليل أن الشيطان يلبس الثياب وإن كان جسماً لا يدرك فإن وجده منشورا لبسه وظاهره من ليل أو نهار (طس عن جابر (¬2)) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عمرو بن موسى بن وجيه وهو وضاع، قال البخاري: سنده واه جداً [1/ 321]. 1116 - "أطيب الطيب المسك (حم م د ن عن أبي سعيد الخدري) " (صح). (أطيب الطيب المسك) هو ملك أنواع الطيب وأشرفها وأطيبها على الإطلاق وهو الذي به تضرب الأمثال ويشبه به غيره ولا يشبه هو بغيره وهو كثبان الجنة وهو مما يسر النفوس ويقويها ويقوي الأعضاء الباطنة جميعاً شرباً وشماً والظاهر إذا وضع عليها وفوائد كثيرة جداً، وقد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتطيب به وحقيقته أنه دم يجتمع في سرة الغزال إلى وقت معلوم من السنة فإذا حصل فيها مرضت له الضباء فيضربون لها أوتاداً في البرية يحبك فيها فيساقط عليها ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 271). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5702). قال الهيثمي (5/ 135): فيه عمر بن موسى بن وجيه، وهو وضاع. قال المناوى (1/ 546): قال السخاوى: إسناده واه. وبل في المطبوع من المقاصد (ص: 15): لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد وكلها واهية. ومال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (915)، والسلسلة الضعيفة (3801) إلى أنه موضوع.

فيأخذونه (حم م د ن عن أبي سعيد الخدري) (¬1). 1117 - "أطيب الكسب عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور (حم طب ك عن رافع بن خديج، طب عن ابن عمر) " (صح). (أطيب الكسب) أحله وأبركه وأكثره ثواباً (عمل الرجل بيده) ذكره لا مفهوم له (وكل بيع مبرور) وهو الذي خلا من وجوه التحريم والكراهة وفيه أن هذين النوعين مستويان في الأطيبة وأنهما أطيب الكسب. واعلم: أنه قد اختلف الناس في أطيب الكسب وأحله على ثلاثة أقوال: أحدها: أنه عمل الرجل بيده في غير الصنائع الخبيثة كالحجامة لحديث ابن مسعود: "نهى عن كسب الحجام" سيأتي فإطلاق الحديث مقيد به. وثانيها: أن أطيبها التجارة لهذا الحديث وغيره من الأدلة ولمباشرته - صلى الله عليه وسلم - لذلك وأعيان الصحابة ولحديث أبي سعيد: "التاجر الأمين الصادق مع النبيين والصديقين والشهداء"، ونحوه مما يأتي، ولا يخفى أن حديث الباب سوى بين عمل الرجل بيده وبين التجارة. ثالثها: أن أطيبه الزراعة لأحاديث وردت فيها ولعموم نفع العباد بها ووصول نفعها إلى كل أمة من الحيوان قال ابن القيم (¬2): إن أحله الكسب الذي جعل منه كسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو كسب الغانمين وما أبيح له على لسان الشرع وهذا الكسب قد جاء في القرآن مدحه أكثر من غيره، وأثنى على أهله ما لم يثن على غيرهم، ولهذا اختاره الله لخير خلقه وخاتم أنبيائه ورسله حيث يقول: "بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي في ظل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 36)، وأبو داود (3158)، والنسائي (4/ 39)، والحاكم (1/ 514). وأخرجه أيضًا: الترمذي (3/ 317)، وقال: حسن صحيح. (¬2) زاد المعاد (5/ 700).

رمحي وجعل الذل والصغار على من خالف أمري" (¬1) وهذا هو الرزق المأخوذ بعزة وشرف وقهر لأعداء الله وجعل أحب شيء إلى الله تعالى فلا يقاومه كسب غيره انتهى. قلت: ويدل له ما يأتي: "أطيب كسب المسلم سهمه في سبيل الله"، وعلى هذا فيكون التفصيل فيه حقيقي وفي غيره إضافي (حم طب ك عن رافع بن خديج) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه المسعود وهو ثقة لكنه اختلط في آخر عمره وبقية رجال أحمد رجال الصحيح، وقال ابن حجر: رجاله لا بأس بهم (طب عن ابن عمر) لم نجد عليه للمصنف رمزاً، وقال الهيثمي: رجاله ثقات (¬2). 1118 - "أطيب كسب المسلم سهمه في سبيل الله (الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس) " (ض). (أطيب كسب المسلم) قيد به هنا لأنه في الأول أراد مطلق الكسب لأي كاسب وهنا أراد بيان كسب المسلم (سهمه في سبيل الله) ولو لم يقيد به لعلم من ذكر السهم فإنه خاص بالمسلم وتقدم عن النهاية أنه يسمي كل نصيب سهماً فالمراد ما يستحقه من غنائم الكفار وتقدم قريبا تحقيق ما فيه (الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 50). (¬2) حديث رافع بن خديج: أخرجه أحمد (4/ 141)، والطبراني (4/ 276، رقم 4411)، والحاكم (2/ 10)، والبيهقي في شعب الإيمان (1229). وأخرجه أيضاً: البزار كما في كشف الأستار (2/ 83، رقم 1257)، والطبراني في الأوسط (7918). قال الهيثمي (4/ 60): رواه أحمد، والبزار، والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. حديث ابن عمر: أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (4/ 61). وأخرجه أيضاً: في الأوسط (2140). قال الهيثمي (4/ 61): رجاله ثقات، ولكن قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 391): هذا حديث باطل. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1033). (¬3) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (10516) وسعيد بن منصور في السنن (2886). =

1119 - "أطيب اللحم لحم الظهر (حم هـ ك هب) عن عبد الله بن جعفر) " (صح). (أطيب اللحم لحم الظهر) قال الأطباء: لحم [1/ 322] الظهر كثير الغذاء، يولد أدماً محموداً فالأطيبية باعتبار الأنفعية وأما حديث الصحيحين: "كان يعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحم الذراع" ويأتي حديث ابن مسعود: "كان يعجبه الذراع" (¬1) فلا ينافي هذا لأنه كان يعجبه ذلك لأمر آخر وهو كونه أخف اللحم وألذه وألطفه وأبعده عن الأذى وأسرعه إلى الانهضام فأطيبه لحم الظهر لما يولده من الغذاء وأحبيته لحم الذراع للخفة التي يريدها - صلى الله عليه وسلم - فلا يثبطه عن الطاعة ولا يثقل فلا يقال كيف حكم على هذا بالأطيبية وعدل إلى غيره (حم 5 ك هب عن عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي (¬2). 1120 - "أطيب الشراب الْحُلْوُ البارد (ت) عن الزُّهْرِىِّ مرسلاً. (حم عن ابن عباس) " (صح). (أطيب الشراب الحلو البارد) بضم الحاء المهملة والشراب إذا أطلق يراد به الماء ويأتي حديث عائشة: "كان أحب الشراب إليه الحلو البارد" فيحتمل أنه يراد به العذب كمياه العيون والآبار الحلوة فإنه كان يستعذب له الماء ويحتمل ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (914). (¬1) أخرجه أبو داود (3781)، وأحمد (6/ 8) وقال الألباني في صحيح الجامع (4981): صحيح. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 203)، وابن ماجه (3308)، والطبرانى (13/ 87، رقم 216)، والحاكم (4/ 124) وقال صحيح وأقره الذهبي. وقال: صحيح. والبيهقي في شعب الإيمان (5891)، وأخرجه أيضاً: النسائي في الكبرى (6657) والبزار (2261) والحميدي (539) وأبو نعيم في الحلية (7/ 225) قلت: مدار الحديث على الرجل الفهمي، فإن صدق ظن مسعر أن اسمه محمَّد ابن عبد الرحمن، لم يفد شيئاً لأنه لا يعرف، كما يشير إلى ذلك قول أبي نعيم عقب الحديث: محمَّد بن عبد الرحمن مدني، تفرد بالرواية (يعني لهذا الحديث) عن عبد الله بن جعفر، ولا أعلم روايا عنه غير مسعر .. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (918) والسلسلة الضعيفة (2813).

أن يراد الماء الممزوج بالعسل أو الذي يقع فيه التمر أو الزبيب وقيل: الأظهر أن يراد بأنهما جميعاً فإن أريد به الماء فقد ذكر. ولجودة الماء عشرة أوجه: اللون الصافي، وأن لا يكون له رائحة، وأن يكون طعمه حلواً، وأن يكون وزنه خفيفاً رقيق القوام، وأن يكونَ طيب المجري والمسلك، وأن يكون بعيد المنبع، وأن يكون منبعه بارزاً للشمس والريح، وأن يكون سريع الجري والحركة، وأن يكون كثيراً يدفع الفضلات المخالطة، وأن يكون مصبه آخذاً من الشمال إلى الجنوب، أو من المغرب إلى المشرق. قالوا: وهذه الصفات العشر لا توجد بكمالها إلا في الأنهار الأربعة: سيحان وجيحان والفرات والنيل وكلهما من أنهار الجنة، إطلاقه - صلى الله عليه وسلم - للحلو البارد يتضمن هذه الأوصاف فإنها لا تكمل صفات الكمال الحقيقي إلا لما جمع هذه الأوصاف وما حصل فيه البعض من الكمال بحصته (ت عن الزهري مرسلاً حم عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لصحته على رمز أحمد. 1121 - "أطيعوني ما كنت بين أظهركم، وعليكم بكتاب الله: أحلوا حلاله، وحرموا حرامه (طب) عن عوف بن مالك". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1896)، والبيهقي في شعب الإيمان (5927). وأخرجه أيضاً: عبد الرزاق عن معمر في المصنف (19583) عن الزهري مرسلاً، وقال الترمذي عقبه: وهكذا روى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً وهذا أصح من حديث ابن عيينة رحمه الله، وقد رواه ابن عدي في الكامل (3/ 231) من طريق زمعة بن صالح عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً به. وهو ضعيف لأن في إسناده العدني لم أجد له ترجمة، وزمعة بن صالح ضعيف كما في التقريب (2035) فلا يحتج بحديثه لا سيما وقد خالف الثقات معمر ويونس. حديث ابن عباس: أخرجه أحمد (1/ 338). قال الهيثمي (5/ 79): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن تابعيه لم يسم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (916) وقد صحح الألباني إرساله وضعفه رفعه. انظر السلسلة الضعيفة (2816) والسلسلة الضعيفة (2816).

(أطيعوني ما كنت بين أظهركم) هذا القيد لا مفهوم له فإن طاعته - صلى الله عليه وسلم - واجبة حياً كان أو ميتاً (وعليكم بكتاب الله) هو عند الإطلاق القرآن وهو أمر باتباعه على كل حال فإن عليكم: اسم فعل بمعنى ألزموا (أحلوا حلاله) وهو بيان للأمر باتباعه (وحرموا حرامه) أضافهما إلى الكتاب لأنه عرف حكمهما فيه وتخصيص هذين الأمرين من الكتاب مع أنه مأمور بإتباع ما فيه من مواعظ وتدبر قصصه وأمثاله ونحو ذلك مما جمعه قول مجد الدين: ألا إنما القرآن سبعة أحرف ... سيآتي في بيت شعر بلا خلل حلال حرام محكم متشابه ... بشير نذير قصة عظة مثل لأن الذي لا يعذر العبد عن معرفته حلاله وحرامه (طب عن عوف (¬1) بن مالك) سكت عليه المصنف وقال الشارح: رواته موثقون. 1122 - "أظهروا النكاح، وأخفوا الخطبة (فر) عن أم سلمة (ض) ". (أظهروا النكاح) أعلنوا به ولا تخفوه (واخفوا الخطبة) بكسر الخاء أكتموها لئلا يسعى حاسد في خلاف ما يريد الخاطب وقد تقدم حديث: "استعينوا على نجاح الحوائج بالكتمان" وتقدم الكلام في إعلان النكاح (فر عن أم سلمة) (¬2) رمز المصنف لضعفه. 1123 - "أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن) العبادة أقصى غاية الخضوع [1/ 323] ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 38) رقم (65) وأحمد (2/ 72). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1034) والسلسلة الصحيحة (1472). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (كشف الخفاء 407) وقال المناوي في الفيض (1/ 549): وفيه من لا يعرف لكن له شواهد تجبره. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (922) والسلسلة الضعيفة (2494).

والتذلل ولذلك لا يطلق إلا في الخضوع لله لأنه مولى أعظم النعم فكان الحقيق بأقصى غاية الخضوع، فإن قيل: وأي تذلل وخضوع في التلاوة؟. قلت: التعب بتلاوته والتحزن عند قراءته كما يدل له: "اقرءوا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن" (¬1) سيأتي والبكاء عند تلاوته كما يدل له حديث: "إذا قرأتم القرآن فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا" (¬2) وإتعاب الفكر عند تدبر معانيه والغوص في بحور معانيه وإمعان النظر فيما قصه الله من آياته فإن هذا هو المراد من التلاوة والتذلل والخضوع له، لا هز ألفاظه وسردها من غير تدبر ولا تأمل فإن ذلك كما قال ابن عباس: الذي يقرأ القرآن ولا يحسن تفسيره كالأعرابي يهز الشعر هذاً وكما يدل له حديث: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" (¬3). فإن قلت: فهل لهذه الكثرة مقدار أم لا؟ بل تتلو الليالي كم تشاء ولو في كل يوم ختمة. قلت: سيأتي تقدير نبوي في ذلك في شهر أو في أربعين أو في خمس أو في ثلاث وحديث ابن عمرو وعند الخمسة إلا الترمذي أنه قال له - صلى الله عليه وسلم -: "اقرأ القرآن في كل شهر" فقال: إني أطيق أفضل من ذلك قال: "فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك" (¬4) فهذا التقدير في حديثه، وفيه النهي عن قرأته في أقل من سبع، وزاد في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2902) وقال الهيثمي في المجمع (7/ 170) فيه إسماعيل بن سيف وهو ضعيف. وقال ابن عدي في الكامل (1/ 324) كان يسرق الحديث. وقال الألباني في ضعيف الجامع (2989)، والسلسلة الضعيفة (2523): ضعيف جداً .. (¬2) أخرجه ابن ماجه (1337)، وقال في الفتح السماوي (2/ 812) بعد عزوه إلى إسحاق بن راهويه والبزار فيه عبد الرحمن بن أبي مليكة وهو لين الحديث. (¬3) أخرجه أبو داود (1394)، والترمذي (2946)، والنسائي في الكبرى (5/ 25)، وابن ماجه (1347). (¬4) أخرجه البخاري (4765)، ومسلم (1159)، وأبو داود (1388)، والنسائي في الكبرى (5/ 24).

رواية أبي محمَّد بن حزم أنه قال له ابن عمرو لما قال له - صلى الله عليه وسلم - اقرأه في سبع إني أقوي من ذلك، فقال: "لا يفقه القرآن من قرأ القرآن في أقل من ثلاث" وجزم ابن حزم أنه لا يجوز أن يتم قراءته في أقل من ثلاث لهذا الحديث، ثم قال: فإن قيل: قد كان عثمان يختم القرآن في ليلة؟ قلنا: قد ذكره ذلك ابن مسعود وقد قال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [النساء: 59] وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما ذكرنا (¬1) هذا معنى كلامه. قلت: ورواية أبي محمَّد والرواية التي ستأتي قد عارضت رواية ابن عمرو من قوله - صلى الله عليه وسلم - بعد التقدير بالسبع ولا تزد على ذلك فإنه نهى عن قراءته في أقل من سبع وهي من رواية الخمسة والتي ذكرها ابن حزم لم نجدها من رواية ابن عمرو في تيسير الأصول: ليس إحداهما راجحة على الأخرى، حمل النهي على التنزيه. فلا تنافيه الإباحة (¬2) وعلى هذه التقديرات النبوية فتحمل رواية أبي هريرة عند الشيخين: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار" (¬3) على أنه يقسم ورده على ساعاتهما (فر عن أبي هريرة) (¬4) رمز ¬

_ (¬1) انظر: المحلى لابن حزم (3/ 53) (مسألة: 294). (¬2) وقال الحافظ في الفتح (9/ 97): وهذا إن كان محفوظاً احتمل في الجمع بينه وبين رواية أبي فروة تعدد القصة فلا مانع أن يتعدد قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبد الله بن عمرو ذلك تأكيداً، ويؤيده الاختلاف في السياق، وكأن النهي عن الزيادة على التحريم كما أن الأمر في جميع ذلك ليس للوجوب ... وقال النووي: أكثر العلماء على أنه لا تقدير في ذلك وإنما هو بحسب النشاط والقوة، فعلى هذا يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص والله أعلم. راجع تحفة الأحوذي (8/ 218)، وفيض القدير (6/ 105). (¬3) أخرجه البخاري (6805)، ومسلم (815). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (1/ 1/ 122). كما في السلسلة الضعيفة (2814) وقال الألباني في ضعيف الجامع (924): ضعيف جداً. وقال المناوي في الفيض (1/ 549): فيه ضعف. قلت: في إسناده الهيثم بن جماز قال ابن معين ضعيف وقال مرة ليس بذاك وقال أحمد ترك حديثه وقال النسائي متروك الحديث. انظر الميزان (7/ 105).

المصنف لضعفه. 1124 - "أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن، وأفضل العبادة الدعاء المرهبى في العلم عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً ". (أعبد الناس أكثرهم تلاوة للقرآن) كما سلف (وأفضل العبادة الدعاء) قد سمى الله تعالى العبادة دعاء في قوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] ولذا نهى الله تعالى عن سؤال غيره وأخبر - صلى الله عليه وسلم - عنه أنه ... (¬1) ولأن الداعي إذا أراد إنجاح مطلبه وقضاء حاجته قطع عن غير الله مسئلة وأزال عن الخلق رجاءه وهذا هو العبادة والغنى بالله، وسيأتي حديث النعمان بن بشير: "الدعاء هو العبادة" (¬2) وحديث أنس: "الدعاء العبادة" فحصر في الأول العبادة فيه لما عرف المسند وأتي بضمير الفضل وعرف المسند إليه أيضا وهو حصر ادعائي لأنه لما كان أفضلها كان كأنه كلها (المرهبي في العلم [1/ 324] عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً) (¬3). 1125 - اعبد الله لا تشرك به شيئاً، وأقم الصلاة المكتوبة، وأد الزكاة المفروضة، وحج، واعتمر، وصم رمضان، وانظر ما تحب للناس أن يأتوه إليك فافعله بهم؛ وما تكره أن يأتوه إليك فذرهم منه (طب) عن أبي المنتفق (ح) ". ¬

_ (¬1) 3 كلمات مطموسة تماماً في المخطوط. (¬2) أخرجه أبو داود (1479)، والترمذي (2969)، وابن ماجة (3828)، وأحمد (4/ 267). (¬3) أخرجه المرهبي في العلم عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً وقال المناوي في الفيض (1/ 549) عقبه: وأردف المؤلف المسند بهذا المرسل إشارة إلى تقويته به. وقال الألباني في ضعيف الجامع (925) والسلسلة الضعيفة (2814): ضعيفة جداً، وقال الألباني أنت ترى أن المسند هو من طريق يحيى بن أبي كثير، غاية ما في الأمر أن بعضهم أرسله خلافا للهيثم الذي وصله، ففي هذه الحالة لا يجوز تقوية الموصول بالمرسل؛ لأنه من قبيل تقوية الضعيف بنفسه، ومثل هذا لا يخفى على المناوي، ولكنه لم يقف على إسناد الموصول كما ذكرنا، فوقع في مثل هذا الخطأ، والمعصوم من عصمه الله ..

(اعبد الله لا تشرك به شيئاً) لم يأت بالعاطف لكمال الاتصال نحو قوله: أقول له ارحل لا تقيمن عندنا، فإنه أراد بالعبادة ما لا شرك فيها أي لا تتخذ لله شريكاً في عبادته وجعله تفسيراً وبياناً لها، والشرك الاسم من قولهم: شركته في الأمر أشركه شركة وشاركته إذا صرت شريكه وأشرك بالله فهو مشرك إذا جعل لي شريكاً أفاده في النهاية (¬1) (وأَقم الصلاة المكتوبة) التي أوجبها الله وكتبها على عباده (وأد الزكاة المفروضة) التي فرضها الله من الفرض وهو القطع، والمراد التي فرضها الله وعين مقاديرها (وحج واعتمر) أمر بالعمرة وهو من أدلة وجوبهما (وصم رمضان) اشتمل على ما أوجبه الله على عباده وقوله (وانظر ما تحب للناس أن يأتوه إليك فافعله بهم) سلف نظيره مراراً (وما تكره أن يأتوه إليك فذرهم) بالذال المعجمة دعهم (منه) من إتيانك به إليهم (طب (¬2) عن أبي المنتفق) بضم الميم فنون ساكنة فمثناه فوقية ففاء مكسورة فقاف رمز المصنف لحسنه. 1126 - "اعبد الله ولا تشرك به شيئًا، واعمل لله كأنك تراه واعدد نفسك في الموتى، واذكر الله تعالى عند كل حجر وكل شجر، وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة: السر بالسر، والعلانية بالعلانية (طب هب) عن معاذ بي جبل (ح) ". (اعبد الله ولا تشرك به شيئاً) بالعاطف الإتيان هنا دليل أنه أريد بالشرك المنهي عنه هو الشرك الخفي وهو الرياء وقد سماه الشارع شركاً فالعطف للتغاير لأنه غير داخل في مسمى العبادة ويرشد إلى أن المراد إخلاصها عن الرياء قوله (واعمل لله) لطاعاته (كأنك تراه) فإن هذا نهاية أقدام المخلصين ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 1144). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 210) رقم (474) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 44): وفي إسناده حجير وهو ابن الصحابي ولم أر من ذكره. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1029) والسلسلة الصحيحة (1477).

فقد أراد بالأمر بالعبادة هنا العبادة الكاملة المجردة عن اتخاذ الشريك ثم عطف عليها الأمر بالإخلاص بخلاف الحديث الأول، فإنه أراد بها التذلل والخضوع لله ثم أبان أن المراد من ذلك لا يتم إلا بنفي الشريك فلا يكون كمن يعبد الله متقرباً إليه بالشركاء قائلاً: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى} [الزمر: 39] ولذلك عطف على العبادة هناك ما هو تفصيل لها من إقامة الصلاة وغيرها (وعد نفسك في الموتى) فإنك عما قريب صائر إلى ذلك (واذكر الله عند كل حجر وكل شجر) هو مثل قوله: على كل حال، ويحتمل أن يراد الحقيقة لما ورد من شهادة البقاع لمن ذكر الله تعالى فيها فيكون أمراً بتكثير شهادة البقاع له بذلك (وإذ عملت سيئة فأعمل بجنبها حسنة) أردفها بها فإن الحسنات يذهبن السيئات (السر بالسر والعلانية بالعلانية) دليل على أن من أتى معصية ظاهرة وجب عليه إظهار التوبة ليزيل عن نفسه التهمة (طب هب (¬1) عن معاذ بن جبل) رمز المصنف لحسنه. 1127 - "اعبد الله كأنك تراه، وعد نفسك في الموتى، وإياك ودعوات المظلوم فإنهن مجابات، وعليك بصلاة الغداة، وصلاة العشاء، فاشهدهما، فلو تعلمون ما فيهما لأتيتموهما ولو حبوا (طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (اعبد الله كأنك تراه) فإنه يراك هذا هو الذي فسر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به الإحسان في سؤال جبريل له عنه حيث قال: "أخبرني عن الإحسان .. " أخرجه الخمسة إلا البخاري (¬2)، وهو حث على غاية الخضوع والتذلل والإخلاص فإن العبد يخضع لمولاه عند أن يشاهده ويراه ما لا يخضع لغيره ويراقبه أتم مراقبة وليس ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 175) رقم (374) والبيهقي في الشعب (548) عن معاذ بن جبل. وحسنه المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 48) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1040) والسلسلة الصحيحة (1475). (¬2) أخرجه مسلم (8) وأبو داود (4695) والترمذي (2610) والنسائي (8/ 97) وابن ماجه (63).

مراده من خضوعه وإقباله على خدمته إلا ليشاهد مولاه طاعته ويعلم مراعاته لحقوقه ويراه مقام رؤيته فيقبل منه مولاه ما يأتيه من طاعته فإذا كان لا يراه وهو متذلل له كأنه كالغائب عنه، فإذا كان العبد مشاهداً له كان المراد كأنه يراك وتراه ثم أفاد - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "فإن لم تكن تراه فإنه يراك" إن رؤيته إياك التي تقضي مراقبتك له في كل عبادة [1/ 325] حاصله وإن كنت لا تراه أنت فمثل أنك تراه فإنه أبداً يراك (وإياك ودعوات المظلوم) أي اتق واحذرهنَّ وذلك بتركك ظلمه (فإنهن مجابات وعليك بصلاة الغداة) صلاة الفجر (وصلاة العشاء فاشهدهما) أحضرهما مع الجماعة وقد تكررت الأحاديث في ذلك (فلو تعلمون ما فيهما) من الأجر (لأتيتهما ولو حبواً) بضم المهملة لا بفتحها كما في زحف الصبي على إسته (طب عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه وضعفه (¬1) المنذري، وكأنه حسَّنه المصنف لشواهده. 1128 - "اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، واحسب نفسك مع الموتى، واتق دعوة المظلوم فإنها مستجابة (حل) عن زيد بن أرقم (ض) ". (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك واحسب نفسك في الموتى) كما سلف (واتق دعوة المظلوم) وذلك بأن لا تظلمه (فإنها مستجابة) كما مر مراراً (حل عن زيد بن أرقم) (¬2) رمز المصنف لضعفه، وقال الشارح: لحسنه وهو خلاف ما رأيناه فيما قوبل على خطه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في "مجمع الزوائد" (2/ 40) وابن عساكر في تاريخ دمشق (68/ 112) وقال الهيثمي: الرجل الذي من النخع لم أجد من ذكره وسماه جابراً. لأن في الإسناد: وعن رجل من النخع قال: "سمعت أبا الدرداء ... "، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 164). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1038) والسلسلة الصحيحة (1474). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 202) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1037) والسلسلة الصحيحة (1474).

1129 - "اعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وزل مع القرآن أينما زال، واقبل الحق ممن جاء به: من صغير أو كبير، وإن كان بغيضا بعيداً، واردد الباطل على ما جاء به: من صغير، أو كبير، وإن كان حبيباً قريباً ابن عساكر عن ابن مسعود (ض) ". (اعبد الله ولا تشرك به شيئاً وزل) بضم الزاي (مع القرآن أينما زال) در معه حيث ما دار فيما أمرك به ونهاك ونحوه (واقبل الحق) أمر باتباع الحق (ممن جاء به من صغير أو كبير وإن كان) الآتي بالحق (بغيضاً بعيداً) أي لا ترده فلا يكون تبعة للحق إلا يكون حقاً غير ناظر إلى قائله ويقرب من ذلك قوله تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا} [المائدة: 8] الآية. (واردد الباطل على من جاء به من صغير أو كبير وإن كان حبيباً قريباً) فإنه لا يحمله حبه وقربه إلى عدم رد الباطل وقريب منه قوله تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} إلى قوله: (وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ} [النساء: 135] فإن من قام بالقسط وهو العدل. وكل باطل من أي قائل وأشمل من الآيتين قوله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا} [لأنعام: 152] فإنه لا يتم العدل إلا بقبول الحق ورد الباطل وفي كلام أمير المؤمنين - عليه السلام -: "لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال" (¬1) (ابن عساكر عن ابن مسعود) (¬2) رمز المصنف لضعفه. 1130 - "اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام؛ تدخلوا الجنة بسلام (ت) عن أبي هريرة (صح) " (اعبدوا الرحمن) فإنه لرحمته إياكم يستحق العبادة (وأطعموا الطعام) تقدم ¬

_ (¬1) ذكره السيوطي في الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة (ص: 22) وعزاه إلى ابن السمعاني في تاريخه عن علي، وكذلك في الكنز (44218). (¬2) أخرجه ابن عساكر (36/ 269) في ترجمة عبد القدوس بن حبيب قال الذهبي في "المغني" (3773): تركوه. وقال الألباني في ضعيف الجامع (923) والسلسلة الضعيفة (5/ 28) ضعيف جدًّا.

(وأفشوا السلام) أذيعوه فيما بينكم لمن عرفتم ولمن لا تعرفونه (تدخلوا الجنة بسلام) جواب ما ذكر من الأوامر أي سلامة عن شرور الآخرة (ت عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1131 - "اعتبروا الأرض بأسمائها، واعتبروا الصاحب بالصاحب (عد) عن ابن مسعود (هب) عنه موقوفاً (ض) ". (اعتبروا الأرض بأسمائها واعتبروا الصاحب بالصاحب) هذا بيت موزون وقد قال تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ} [يس: 69] والجواب ما قاله الزمخشري حيث قال: فإن قلت: قوله: "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب" وقوله: "هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت". قلت: ما هو إلا كلام من جنس كلامه الذي كان يرمي به على السليقة من غير صنعة منه ولا تكلف إلا أنه اتفق من غير قصد إلى ذاك ولا التفات منه إليه وإن جاء موزوناً كما يتفق في كثير من إنشاءات الناس في مخاطباتهم ورسائلهم ومحاوراتهم أشياء موزونة ولا يسميها أحد شعراً ولا يخطر ببال المتكلم ولا السامع أنها شعر انتهى كلامه. والاعتبار الاستدلال بالشيء على الشيء كما في النهاية (¬2) والمراد: استدلوا بالأسماء على المسميات حسناً وقبيحاً وبالصاحب على الصاحب فكل قرين بالمقارن يقتدي وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يلاحظ ذلك فإنه لما نزل المدينة وهي تسمى ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1854) بمعناه، والحديث بهذا اللفظ عند الترمذي رقم (1855) من حديث عبد الله بن عمرو. والحديث في إسناده عثمان بن عبد الرحمن الجمحي لم يوثقه أحد قال أبو حاتم ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به. واعتمده الحافظ في التقريب (4495) وانظر الجرح والتعديل (6/ 158) وقال ابن عدي (5/ 161) منكر الحديث. وقال: حديث حسن صحيح غريب. وقال الألباني في ضعيف الجامع (9221) والسلسلة الضعيفة (1324): ضعيف جداً. (¬2) النهاية (3/ 170).

"يثرب" سمَّاها "طيبة" كأنه كره ما فيها من حروف التثريب وهو اللوم وكان يسأل عن أسماء [1/ 326] البقاع في أسفاره فإن سمي له ما يحب تركه وإلا تجنبه وحوّل اسم محل كان يقال له "شعب الضلال" فسماه "شعب الهدى" وقد أمر - صلى الله عليه وسلم - به وقال: "أقبح الأسماء حرب وعفره"، وحوّل من اسمه حزن إلى سهل وغيّر من أسمه المضطجع إلى المنبعث وغير ذلك، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يأخذ من الأسماء التفاؤل كما أخذ من اسم سهيل بن عمرو لما بعثه إليه المشركون عام الحديبية تسهل الأمر فقال: "قد سهل لنا من أمرنا" وكما عبّر رؤياه بأنه في دار عقبة بن رافع فأتوا برطب من رطب بن طاب بأن لهم العاقبة في الدنيا والرفعة في الآخرة وأن الدين الذي اختاره الله تعالى لهم قد أرطب وطاب. وأخرج مالك (¬1) عن أبي سعيد أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللقحة تحلب من يحلب هذه" فقام رجل فقال: "ما اسمك؟ " قال: مرة، فقال له: "اجلس" ثم قال: "من يحلب هذه؟ " فقام رجل فقال له: "ما اسمك؟ " قال حرب، فقال له: "اجلس" ثم قال: "من يحلب هذه؟ " فقام رجل فقال: "ما اسمك؟ " قال: يعيش قال: "احلب". وبالجملة فاعتبار الأسماء بأحد معاني المسميات منها قد كان يلاحظه - صلى الله عليه وسلم - في أسماء البقاع والأناسي وغيرهم في جميع أحواله وفي تعبير الأحلام ومن لاحظ ذلك ممن له حظ وفهم أدرك عجائب وقد اتفق لأهل الفراسة والنباهة من ذلك غرائب. كما اتفق لعمر بن الخطاب فيما أخرجه مالك (¬2) عن يحيى بن سعيد أن عمر قال لرجل: ما اسمك؟ قال: جمرة، قال: ابن من؟ قال: ابن شهاب، قال: ممن؟ قال: من الحرقة، قال: أين مسكنك؟ قال: بحرة النار، قال: بأيها؟ قال: بذات ¬

_ (¬1) أخرجه في الموطأ (2/ 973) رقم (1752). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ (2/ 973) رقم (1753).

لظى، قال عمر: أدرك أهلك فقد احترقوا، فكان كما قال عمر، فعبر بفراسته وصادق فطنته من الأسماء إلى أرواحها ومن الألفاظ إلى معانيها، وفي كلام العرب إنما سميت هانئاً لتهنأ وقال الشاعر: وقلما شاهدت عيناك ذا قلب ... إلا ومعناه إن فكرت في لقبه هذا وقد أخرج ابن وهب أن عمر قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذكره لقبح بعض الأسماء ما لفظه: ما أدري أقول أم أسكت، فقال - صلى الله عليه وسلم - له: "قل"، قال: كنت نهيتنا عن التطير فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما تطيرت ولكني أمرت بالاسم الحسن" ومثل قوله اعتبر الصاحب بالصاحب، المرء على دين خليله وقال: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي (¬1) واقتبس من الحديث من قال: لا تك للجاهل خدنا فقد ... يعتبر الصاحب بالصاحب والمراد من الصاحب الجليس المخالل المتخذ أخا ونديما لا مطلق من يتصل به الإنسان لحاجة ونحوها وإن سمي لغة صاحباً ولذا قال جار الله الزمخشري: وعن صحبة الأشرار لا تسألنني ... وصحبتهم منزوعة الحب من قلبي ولكنني أصطاد رزقي بأرضهم ... ولا بد للصياد من صحبة الكلب وفي الإحياء للغزالى أن بعضهم كان يقول لا يتفق اثنان من الآدميين وغيره إلا لجامع خاص بينهما ولو في حلقة وأنه قيل في بعض الأوقات وقد رأيت حمامة مع غراب هذا ينفي ما تقوله فقال: لا بد أن بينهما جامعاً فلما طارا رأوا ¬

_ (¬1) منسوب إلى طرفة بن العبد (86 - 60 ق. هـ) شاعر جاهلي ولد في بادية البحرين وتنقل بقاع نجد.

كل واحد منهما مصاباً [1/ 327] في أحد أطرافه (عد عن ابن مسعود) (¬1) رمز المصنف لضعفه، قيل: طرقه كلها ضعيفة لكن لها شواهد كخبر الطبراني "اعتبروا الناس بإخوانهم" (¬2) (هب عنه موقوفاً). 1132 - "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب (حم ق 4) عن أنس (صح) ". (اعتدلوا في السجود) وتقدم الكلام عليه في إذا (ولا يبسط أحدكم ذراعيه) يفرشهما على الأرض (انبساط الكلب) وقد تقدم هناك أيضاً (حم ق 4 عن أنس) (¬3). 1133 - "أعتق أم إبراهيم ولدها (هـ قط ك هق) عن ابن عباس (صح) ". (أعتق أم إبراهيم) هو مفعول تقدم على فاعله وجوباً وأم إبراهيم مارية القبطية أهداها له - صلى الله عليه وسلم - صاحب مصر المقوقس فتسراها - صلى الله عليه وسلم - وأولدها إبراهيم وعاشت إلى خلافة عمر وتوفيت سنة 16 ودفنت بالبقيع وكان عمر يحشر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 163) في ترجمة الجراح بن مليح أبي وكيع ولأبي وكيع هذا أحاديث صالحة وروايات مستقيمة وحديثه لا بأس به وهو صدوق ولم أجد في حدثه منكرا فأذكره. ومن طريقه البيهقي في الشعب (9440) عن ابن مسعود موقوفاً، قال المناوى (1/ 553): قال بعضهم: طرقه كلها ضعيفة لكن له شواهد كخبر الطبراني: "اعتبروا الناس بإخوانهم"، ومع دفع ابن عدى النكارة عن الحديث فقد ذهب الحافظ أحمد الغمارى في المغير (ص 23) إلى أنه موضوع. والبيهقي في الشعب (9440) موقوفاً. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (927) والضعيفة (7021). (¬2) أورده الهيثيمي في مجمع الزوائد (8/ 90) وقال: رواه الطبراني وفيه محمَّد بن كثير بن عطاء وثقه ابن معين وغيره وفيه ضعف. وأخرجه أيضاً ابن أبي شيبة (25592). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 115) والبخاري (822) ومسلم (509) وأبو داود (897) والنسائي (2/ 213) وابن ماجه (8922).

الناس بنفسه لشهود جنازتها وصلى عليها (ولدها) هو فاعل أعتق وهو إبراهيم بن محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ولد بالمدينة سنة ثلاث من الهجرة وعاش ستة عشر شهراً، وقيل: ثمانية عشر ولم يولد له - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة أحد غيره. وفي الحديث دليل على أن أم الولد يعتقها ولدها بمجرد الولادة. وهذا الحديث قد تكلم فيه فصححه أقوام وضعفه آخرون ووقع الخلاف فيما دل عليه فذهب إلى عتق أم الولد قوم وذهب إلى خلافه آخرون (قط ك هق عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1134 - "أعتقوا عنه رقبة يعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار (د ك) عن واثلة (صح) ". (أعتقوا عنه) أي عن القائل كما يدل سبب الحديث عند أبي داود عن واثلة قال: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صاحب لنا قد أوجب أي استحق النار بالقتل فقال أعتقوا عنه (رقبةً يعتق الله بكل عضو منها عضواً من النار) قال الخطابي (¬2): كان بعض أهل العلم يستحب أن يكون العبد المعتق غير خصي لئلا يكون ناقص الأعضاء ليكون المعتق قد نال الموعود به من عتق أعضائه كلها من النار انتهى. قلت: هذا حسن يؤيده حديث أبي هريرة عند الشيخين والترمذي وفي لفظه: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2516) والدارقطني في السنن (4/ 131) والحاكم (2/ 19) والبيهقي في السنن (10/ 346) وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (3/ 97) هذا إسناد ضعيف الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس تركه ابن المديني وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره وقال البخاري إنه كان يتهم بالزندقة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (928) وفي الإرواء (1772). (¬2) انظر: معالم السنن (4/ 75).

"أيما رجل أعتق مسلماً استنقذ الله بكل عضو منه عضواً من النار" (¬1) زاد في رواية حتى فرجه بفرجه (د (¬2) ك عن واثلة) بفتح الواو ومثلثة بعد الألف مكسورة تقدم أنه صحابي رمز المصنف لصحته. 1135 - "اعتكاف عشر في رمضان كحجتين وعمرتين (طب) عن الحسين بن علي (ض) ". (اعتكاف عشر في رمضان) في النهاية (¬3): قد تكرر ذكر الاعتكاف والعكوف وهو الإقامة على الشيء في المكان ولزومها يقال عكف يعكُف ويعكف عكوفاً ولعل المراد بالعشر هي الأواخر من رمضان فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يتحراها بالاعتكاف ويخصها به (كحجتين (¬4) وعمرتين) في أجرهما (طب عن الحسين بن علي) رمز المصنف لضعفه. 1136 - "أعتموا بهذه الصلاة: فإنكم قد فضلتم بها على سائر الأمم، ولم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2381)، ومسلم (1509)، والترمذي (1541). (¬2) أخرجه أبو داود (3964) والحاكم (2/ 212) وفي إسناده الغريف بن الديلمي وهو مجهول ولم يؤثر توثيقه إلا عن ابن حبان وانظر: التقريب (5352). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (929) والسلسلة الضعيفة (907) والإرواء (2309). (¬3) النهاية (3/ 284). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 128) رقم (2888) وقال الهيثمي في المجمع (3/ 173): فيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي وهو متروك. وقال ابن أبي حاتم فيه كان يضع الحديث. انظر الجرح والتعديل (6/ 402) وميزان الاعتدال (5/ 362) والمغني (4756)، وقال ابن الملقن في البدر المنير (5/ 770) رواه الطبراني في "أكبر معاجمه" بإسناد ضعيف، بسبب الهياج بن بسطام المتروك. وأخرجه أيضاً البيهقي في الشعب (3966، 3967) وقال إسناده ضعيف ومحمد بن زاذان وهو متروك قال البخاري لا يكتب حديثه. وانظر التاريخ الكبير (1/ 87). وقال الألباني في ضعيف الجامع (930) والسلسلة الضعيفة (518): موضوع.

تصلها أمة قبلكم (د) عن معاذ بن جبل (ح) ". (أعتموا بهذه الصلاة) يريد - صلى الله عليه وسلم - صلاة العشاء الآخرة ادخلوا بها في العتمة وصلوها فيها والعتمة ظلمة الليل قال في القاموس (¬1): العتمة محركة ثلث الليل الأول بعد غيبوبة الشفق أو وقت صلاة العشاء الآخرة وأعتم وعتم صار فيها (فإنكم) أيها المخاطبون (قد فضلتم بها) فضلكم الله بفرضها في ذلك الوقت (على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم) لأنه تعالى لم يفرضها عليهم ففاتهم ما خصكم به أو لأنه فرضها فأضاعوها وهو دليل على تأخير صلاة العشاء إلى ثلث الليل وأنه أفضل من أول وقتها (د (¬2) عن معاذ بن جبل) رمز المصنف لحسنه. قال انتظرنا رسول - صلى الله عليه وسلم - حتى ظن الظان أنه ليس بخارج إذ خرج علينا فقال .. الحديث. 1137 - "اعتموا تزدادوا حلماً (طب) عن أسامة بن عمير (طب ك) عن ابن عباس (صح) ". (اعتموا) ألبسوا العمائم في القاموس (¬3) [1/ 328] العمامة: بالكسر المغفر والبيضة وما يلف على الرأس انتهى. قلت: والأظهر الأخير (تزدادوا حلماً) كأنه تعالى جعل العمامة سبباً لزيادة الحلم، والمراد يعدكم الناس حلماً أو توقروا إذا لبستم العمامة (طب عن أسامة بن عمير طب (¬4) ك عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1465). (¬2) أخرجه أبو داود (451) وأحمد في المسند (5/ 237) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1043). (¬3) القاموس (ص: 1473). (¬4) حديث أسامة بن عمير: أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 194) رقم (520) والبيهقي في الشعب (6260) وابن عدي في الكامل (6/ 61) وابن عساكر (17/ 41) من طرق عن عبيد الله بن أبي =

1138 - "اعتموا تزدادوا حلماً، والعمائم تيجان العرب (عد هب) عن أسامة بن عمير (ض) ". (اعتموا تزدادوا حلماً والعمائم تيجان العرب) بكسر المثثاة الفوقية والجيم جمع تاج وتقدم الكلام عليه (عد هب عن أسامة بن عمير) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 1139 - "اعتموا، خالفوا على الأمم قبلكم (هب) عن خالد بن معدان مرسلاً (ض) ". (اعتموا خالفوا) بلبسها (على الأمم قبلكم) فيه دليل على أن الأمم الماضية لم تكن تعتم ويحتمل أنها كانت لها عمائم على أسلوب آخر وأن الأمر هنا بالهيئة أن تكون على نوع عمامته متوسطة المقدار مرخاة الذؤابة (هب عن خالد بن (¬2) ¬

_ = حميد عن أبي المليح عن أبيه مرفوعاً به. وزاد ابن عدي وعنه البيهقي: "والعمائم تيجان العرب". وقال الهيثمي في المجمع (5/ 119) رواه الطبراني وفيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك. وقال البخاري فيه: منكر الحديث وقال مرة يروي عن أبي المليح عجائب. وقال الحافظ: متروك الحديث. انظر التاريخ الكبير (5/ 377) والميزان (5/ 6) والتقريب (4285). أما حديث ابن عباس: أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 221) رقم (12979) والحاكم في المستدرك (4/ 214) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي. وابن حبان في المجروحين في ترجمة عبيد الله بن أبي حميد (4/ 487، 488) وقال: وكان ممن يقلب الأسانيد ويأتى بالأشياء التي لا يشك من الحديث صناعته أنها مقلوبة، فاستحق الترك لما كثر في روايته وقال الهيثمي في المجمع (5/ 119) رواه البزار والطبراني وفيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك. وفي إسناد الطبراني عمران بن تمام وضعفه أبو حاتم بحديث غير هذا، وبقية رجاله ثقات. (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6260) وابن عدي في الكامل (6/ 61). وقال الألباني في ضعيف الجامع (932) والسلسلة الضعيفة (2819): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (6261) وقال: هذا منقطع. وقال الألباني في ضعيف الجامع (933) والسلسلة الضعيفة (2347): موضوع. وفي إسناده محمَّد بن يونس وهو الكديمي أحد المتروكين كما قال الذهبي، قال ابن عدي: اتهم الكديمي بالوضع، وقال ابن حبان لعله قد وضع أكثر من ألف حديث، وكذبه موسى بن هارون، انظر ميزان الاعتدال (6/ 378).

معدان) بفتح الميم وسكون المهملة (مرسلاً) رمز المصنف لضعفه وسببه أنه قال: أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثياب يقسمها وذكره، والشارح المناوي: فسر اعتموا في هذا الحديث بقوله: صلوا العشاء في العتمة وهو وهم، والسبب والترتيب ينادي على خلافه. 1140 - "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخل الناس من بخل بالسلام (طس هب) عن أبي هريرة (ح) ". (أعجز الناس) العجز ترك ما يجب فعله بالتسويف وهو عام في أمور الدين والدنيا أفاده في النهاية (¬1) (من عجز عن الدعاء) لربه تعالى فإنه لا يتركه إلا أعجز الناس إذ لا مشقة فيه ولا كلفة وهو عبادة محبوبة لله تعالى وفيه رد على من زعم أن الأولى ترك الدعاء (وأبخل الناس) بخل ككرم وكفرح (من بخل بالسلام) لأنه بخل بأسهل الأقوال وما لا ضرر عليه فيه أصلاً وإنما كان الأول أعجز لأنه عجز عن أنفع الأشياء بأسهل الأعمال، والثاني: أبخل لأنه منع أخف الأشياء عليه (طس هب عن (¬2) أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه قال مخرجه الطبراني: لا يروى إلا بهذا الإسناد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير مسروق بن المرزبان وهو ثقة. 1141 - "اعدلوا بين أولادكم في النحل، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف (طب) عن النعمان بن بشير (ض) ". (اعدلوا بين أولادكم في النحل) بكسر النون وفتح الحاء المهملة جمع نحلة بالكسر وهي العطية (كما تحبون أن يعدلوا) بينكم أيها الآباء (في اللطف ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 186). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5519) والبيهقي في الشعب (8767) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 288) وهو إسناد جيد قوي. وقول الهيثمي في المجمع (8/ 67). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1044) والسلسلة الصحيحة (601).

بكم والبر) والمراد كما تحبون أن يتساووا في البر بكم ولا يكونوا فيهم عاق ولا جاف وتقدم الكلام على ذلك وأنه دليل على وجوب التسوية بين الأولاد في العطية وحققناه تحقيقًا شافيًا في حواشي ضوء النهار (طب عن النعمان بن البشير) (¬1). رمز المصنف لضعفه لكنه في الصحيحين بألفاظ تفيد معناه. 1142 - "أعدى عدوك زوجتك التي تضاجعك؛ وما ملكت يمينك (فر) عن أبي مالك الأشعري (ض) ". (أعدى عدوك) هو من عادى وقياسه أشد الأعداء عداوة فهو من الشاذ عند أكثر (زوجتك) فيه أن استعمال زوجة بالتاء صحيح (التي تضاجعك) يحتمل أنه إخبار عن زوجة خاصة وامرأة معينة أو أراد أنها إذا عادت كانت أشد الناس عداوة لأنها أعرف بما يضر زوجها كما قيل: احذر عدوك مرَّة ... واحذر صديقك ألف مرَّة فلربما انقلب الصديق ... فكان أعرف بالمضرة (¬2) (وما ملكت يمينك) من العبيد والإماء والعلة هي العلة في الزوجة ويحتمل أنهما عدوان في صورة الصديق وإنهما لا يدعوان إلا إلى ما فيه الضرر في الدين من التوسع في الدنيا وتحقير نعم الله عليهما والتنفيل من الطاعات نحو {لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ} [المنافقون: 9] ونحو الحديث قوله تعالى: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} [التغابن: 14] والتحفظ من المملوك والزوجة عسير لأنهما خليطا الرجل وفي كلام النهج: [1/ 329] ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 338) رقم (845) وابن حبان (5104) والبيهقي في السنن (6/ 178). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1046). (¬2) منسوب إلى منصور بن إسماعيل الفقيه (ت 306 هـ) شاعر وفقيه شافعي ضرير أصله من رأس العين بالجزيرة وسكن مصر وتوفي بها له: الواجب، والمستعمل، والهداية في الفقه، وزاد المسافر.

المرأة عقرب جيدة اللسان وقيل لبقراط: أي السباع أضر؟ قال: المرأة (فر عن أبي مالك الأشعري) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 1143 - "أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (أعذر الله إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة) في النهاية (¬2): أي لم يبق فيه موضع للاعتذار حيث أمهله هذه المدة ولم يعتذر انتهى. وفي النهج: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة قال شارحه: أعذر الله فيه أي شرع لابن آدم أن يعتذر يعني لأن ما قبل الستين هي أيام الصبا والشيبة والكهولة وقد يمكن أنه يعذر الإنسان على اتباع هوى النفس وغلبة الشهوة وشَرّة الحداثة فإذا تجاوز الستين دخل في سن الشيخوخة وذهبت عنه غلو أشرّيته فلا عذر له في الجهل وقد قيل فيما قبل هذا السن: إذا ما المرء قصَّر ثم مرّت ... عليه الأربعون من الرجال ولم يلحق بصالحهم فدعه ... فليس بلاحق أخرى الليالي (¬3) (خ عن أبي هريرة) (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5248). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (934) والسلسلة الضعيفة (1820) وفي إسناد الحديث علل: 1 - الإنقطاع بين سعيد بن أبي هلال وأبى مالك الأشعري. 2 - اختلاط سعيد نفسه، رماه بذلك أحمد وغيره. انظر التقريب (2410). 3 - إبراهيم بن الجنيد وهو الرقي مجهول كما قال الحافظ في اللسان (1/ 45). 4 - أبو بكر السامري؛ لم أعرفه. (¬2) النهاية (3/ 197). (¬3) منسوب إلى الأعور الشني (ت 50)، أبو منقذ بن منقذ من بني عبد القيس اشترك في وقعة الجمل في صف علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. (¬4) أخرجه البخاري (6419).

1144 - "أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه (ش ك هب) عن أبي هريرة" (صح). (أعربوا القرآن) في معناه ما أخرجه ابن الأنباري عن أبي بكر الصديق قال: لأن أعرب آية من القرآن أحب إلى من أن أحفظ آية. وأخرج أيضاً عن رجل من الصحابة قال: لو أعلم أني إذ سافرت أربعين ليلة أعربت آية من كتاب الله لفعلت. وأخرج من طريق الشعبي قال: قال عمر: من قرأ القرآن فأعربه كان له عند الله أجر شهيد. قال المصنف في الإتقان: معنى هذه الآثار عندي إرادة البيان والتفسير لأن إطلاق الأعراب على الحكم النحوي اصطلاح حادث ولأنه كان في سليقتهم ما يحتاجون إلى تعلمه ثم رأيت ابن النقيب جنح إلى ما ذكرته قال ويجوز أن يكون المراد الإعراب الصناعي وفيه بعد وقد استدل له بما روي عن ابن عمر مرفوعاً: "أعربوا القرآن يدلكم على تأويله"، انتهى (¬1). قلت: تفسير الحديث بالاصطلاح من أشد الخطأ فالحق هو التفسير الأول وحديث ابن عمر المراد بإعرابه تبينه وإظهار معناه وجعله سبباً للدلالة على تأويله لأن القرآن يفسر بعضه بعضاً فإذا أعرب بعض معانيه دلت على تفسيره ورد بعضه إلى بعض، وأرشده إلى كيفية ذلك، والمراد: أن الاشتغال بتأويله يدل على إبرازه ويعني عليه فإنه متجاذب الأطراف يوضح بعضه بعضاً ويقيد مطلقه ويبين مجمله ويحل مقدمه من مؤخره ومن دقق النظر في ذلك انفتحت له من المعاني والنكت والأسرار أمور عجيبة (والتمسوا غرائبه) هذا مما يدل على ما قلناه وقد فسر هذه الغرائب حديث أبي هريرة عند البيهقي وأظن هذا قطعة منه وقد ذكره المصنف بطوله في ذيل الجامع، ولفظه وغرائبه فرائضه وحدوده فإن القرآن يدل ¬

_ (¬1) الإتقان في علوم القرآن (2/ 465).

على خمسة أوجه حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فاعملوا بالحلال واجتنبوا الحرام واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالأمثال فهذا التفسير النبوي، وقد فسر المصنف في الإتقان بغرائب ألفاظه التي ألفت فيها كتب الغريب حيث قال: النوع السادس (¬1) والثلاثون في معرفة غريبه، أفرده بالتصنيف خلائق لا يحصون وذكر جماعة قال: فينبغي الاعتناء به فقد أخرج وذكر هذا الحديث. قلت: التفسير الحق هو النبوي لا ما ذكره المصنف فإن الظاهر أنها لا تسمي [1/ 330] تلك الألفاظ غريبه لغة وإنما صارت غريبة لما اختل اللسان ودخل في الإِسلام من ليس من العرب العرباء، ثم لو سلم أنه يسمي غريباً لغة فهو - صلى الله عليه وسلم - لا يأمر باقتباسه واتباعه فقد كره السلف ذلك. وفي كتب التفسير أن أبا بكر سئل عن الأب من قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} [عبس: 31] فقال: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت: في كتاب الله ما لا علم لي (¬2) وعن عمر أنه قرأ هذه الآية فقال: كل هذا قد عرفناه فما الأب ثم رفع عصاً كانت بيده وقال: هذا لعمر الله التكليف وما عليك يا ابن أم عمر أن لا تدري ما الاب ثم قال: اتبعوا ما يبين لكم من هذا الكتاب وما لا فدعوه (¬3) (ش ك هب عن أبي هريرة) (¬4) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي ¬

_ (¬1) الإتقان (1/ 303). (¬2) أورده في الدر المنثور (8/ 421) وعزاه إلى ابن أبي شيبة (6/ 136) وعبد بن حميد، قال ابن كثير (1/ 6): منقطع. (¬3) أخرجه ابن جرير في التفسير (30/ 59)، وابن أبي شيبة (6/ 136) رقم (30105) وسعيد بن منصور في تفسيره (43) والحاكم (2/ 514) والبيهقي في الشعب (2084) وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (6/ 116) رقم (29912) الحاكم (2/ 477) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على مذهب جماعة من أئمتنا ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: بل أجمع على ضعفه. والبيهقي في الشعب (2292). وعزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 163) إلى أبي يعلى (6560) وقال: وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك. انظر ميزان الاعتدال (4/ 108) =

وقال: مجمع على ضعفه وقال الهيثمي: فيه ضعيف، وقال المناوي: فيه ضعيفان. 1145 - "أعربوا الكلام كي تعربوا القرآن ابن الأنباري في الوقف؛ والمرهبي في فضل العلم عن أبي جعفر معضلاً". (أعربوا الكلام) بينوا معانيه وما يدل عليه وتفهموه وهو عام لكل كلام وقوله (كي تعربوا القرآن) أي إذا تفهمتم كل كلام وبينتم معانيه كان التدرب فيه سبباً إلى معرفة معاني القرآن فإنه من جنس كلام الناس وحروفهم وألفاظهم والتدرب في الشيء يكسب الإنسان دراية بغيره، ولو حملناه على الإعراب الاصطلاحي لكان المراد: عوّدوا ألسنتكم إعراب الكلام تعربوا القرآن لأن بالتدرب على ذلك يصير الإعراب كالسليقة فيها، لكنا لا نرتضي هذا التأويل ولا تفسير كلام الرسول بالاصطلاح الحادث ونراه من أسوأ الخطأ وإن جاز على جماهير (ابن الأنباري (¬1) في الوقف والمرهي في فضل العلم عن أبي جعفر) الأنصاري التابعي (معضلاً) تقدم تفسير المعضل. 1146 - "اعرضوا حديثي على كتاب الله فإن وافقه فهو مني وأنا قلته (طب) عن ثوبان (ض) ". (أعرضوا حديثي على كتاب الله) وهو من عرض الجند على السلطان إذا نظرهم واختبر أحوالهم (فإذا وافقه فهو مني وأنا قلته) أي اعتبروا صدق حديثي بموافقة الكتاب عند عرضه عليه فإن وافقه فهو مني وإن لا يوافقه فليس مني ¬

_ = وقال الألباني في ضعيف الجامع (936) والسلسلة الضعيفة (1345): ضعيف جدًّا. (¬1) أخرجه ابن الأنباري في الوقف، والمرهبي في فضل العلم كما في الكنز (2783). وقال الألباني في ضعيف الجامع (937) ضعيف جداً، وقال في الضعيفة (1347) منكر. لأن إسناده معضلا كما صرح بذلك السيوطي نفسه، وفيه أيضاً نعيم بن حماد صدوق يخطئ كثيرا كما قال الحافظ في التقريب (7166) وفيه بقية بن الوليد صدوق كثير التدليس كما قال الحافظ في التقريب (734) وقد عنعنه.

وهذا الحديث يعرف عند الأصوليين بحديث العرض، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى العمل به وأنه لا يقبل من الأحاديث إلا ما شهد الكتاب العزيز بمعناه وذهب الجماهير إلى أنه لا اعتبار به لحديث المقدام بن معدي كرب عند أحمد وأبي داود: "ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه" (¬1) الحديث. وفي لفظ الترمذي: "ألا هل رجل يبلغه عني" الحديث، وهو متكئ على أريكته، يقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالاً استحللناه وما وجدنا فيه حراماً حرمناه وإنما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حرم الله (¬2). وما أحسن ما قال بعض العلماء أن حديث العرض يرد نفسه فإذا عرضناه على كتاب الله فما وجدنا فيه إلا خلاف معناه قال الله: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ولم نجد فيه إذا قال لكم الرسول قولاً أو سمعتم عنه حديثاً فاعرضوه على كتاب الله فقد رد الحديث نفسه. قلت: ولو أول حديث العرض بأن معناه معنى حديث: "إذا سمعتم الحديث عني فعرفه قلوبكم" الحديث، تقدم، وأن المراد بالعرض النظر في معناه فإن كان معناه مفيداً لما أفاده القرآن ودل عليه ودعا إليه من الدلالة على الصانع والترغيب في الآخرة والتزهيد في الدنيا ونحو ذلك [1/ 331] من مقاصد القرآن كما قدمناه كان وجهاً حسناً (طب عن ثوبان) (¬3) رمز المصنف لضعفه. 1147 - "اعرضوا على رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك (م د) عن عوف بن مالك" (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 130)، وأبو داود (4604). (¬2) أخرجه الترمذي (2664). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 97) رقم (1429) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 170) فيه يزيد بن ربيعة وهو متروك منكر الحديث انظر ترجمته في الميزان (7/ 238). وقال الألباني في ضعيف الجامع (937) والسلسلة الضعيفة (1347): ضعيف جداً.

(أعرضوا علي رقاكم) بضم الراء جمع رقية وهو العوذة كما في القاموس (¬1) وتقدم الكلام في الرقية في حديث الشفاء، والرقية إما بقراءة ونفث كما فعله الصحابي الذي رقى اللديغ بالفاتحة وأقره - صلى الله عليه وسلم - أو بالقراءة والأدعية بلا كتب معها أو معه أو يكتب ذلك في إناء وغسله وشربه فإنه قال الحسن ومجاهد وأبو قلابة والأوزاعي: لا بأس به وكرهه النخعي وذكره ابن القيم (¬2) عن جماعة من السلف وأفتى ابن عبد السلام بالمنع من شربه قال: لأنها تلاقيه النجاسة ونظره المصنف وأما ما تعارفه الناس من القراءة في ثوب وتقديره بذراع إليه أو السير فلا أعلمه ورد عن أحد من السلف إلا أنه يستأنس للقراءة في الثوب بقراءته - صلى الله عليه وسلم - لأبي هريرة في ثوبه ولفه وإعطائه وكان سببا لحفظه الأحاديث، الحفظ الذي امتاز به عن الصحابة أجمعين (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك) ورفع البأس لا يقتضي إلا الإباحة لا الندب إلا أن حديث: "إذا أمكن أحدكم أن ينفع أخاه فلينفعه" (¬3) أو نحو هذا اللفظ يشعر أنه مندوب للفاعل بظاهر الأمر وقد يقال أنه للإباحة (م د عن عوف (¬4) بن مالك). 1148 - "أعرضوا عن الناس، ألم تر أنك إن ابتغيت الريبة في الناس أفسدتهم، أو كدت تفسدهم (طب) عن معاوية (ض) ". (أعرضوا) بفتح الهمزة وكسر الراء (عن الناس) تغافلوا عن التفتيش عن أحوالهم والبحث عن عيوبهم والتتبع لعوارتهم والتنقيب عن معايبهم كما دل له قوله (ألم تر أنك إن ابتغيت الريبة في الناس أفسدتهم) صيرتهم فاسدين في اعتقادك لأنه لا بد أن تجد لكل إنسان عيباً يفسد به عنك حاله كما قيل: ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (1664). (¬2) زاد المعاد (4/ 358). (¬3) أخرجه مسلم (2199). (¬4) أخرجه مسلم (2200) وأبو داود (3886).

ومن ذا الذي تُرضى سجاياه كلُّها ... كفى المَرءُ نبلًا أن تُعدَّ معايبه (¬1) (أو كدت تفسدهم) قاربت ذلك ففيه حث على الإغماض عن معائب العباد والإعراض عن البحث عنها وأنه تعالى يحب من العبد أن لا يفسد اعتقاده في عباد الله وأن يكون قلبه سليما وأحسن من قال: ومن لم يغمض عينه عن صديقه ... وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب (¬2) (طب (¬3) عن معاوية) رمز المصنف لضعفه قال الشارح المناوي: إسناده حسن ورواه عنه أيضًا أبو داود والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. 1149 - "اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم، فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت، وإن كانت قريبة، ولا بعد بها إذا وصلت، وإن كانت بعيدة، الطيالسي (ك) عن ابن عباس (صح) ". (اعرفوا أنسابكم) جمع نسب في القاموس: النسب (¬4) محركة والنسبة بالضم والكسر القرابة أو في الآباء خاصةً (تصلوا أرحامكم) تقدم الكلام في ذلك، قال في القاموس: الرحم القرابة أصلها أو أسبابها وفسر القرابة بالعشيرة وقال: عشيرة الرجل بنوا أبيه الأدنون وفسر العشيرة ببني أبيه الأدنون وفسر الدناوة بالقرابة وقال: يقال هو ابن عمي أو ابن خالي أو عمتي أو خالتي أو أخي أو ¬

_ (¬1) منسوب إلى علي بن الجهم بن بدر أبو الحسن من بني سامة من لؤي بن غالب (188 - 249 هـ) من أهل بغداد كان معاصرًا لأبي تمام. (¬2) منسوب إلى كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح (40 - 105 هـ) من أهل المدينة أكثر إقامته بمصر واشتهر بحبه لعزة فعرف بها وعرفت به وهي عزة بنت حميل وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 365) رقم (859) وأبو داود (4888) وابن حبان (5760). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1049). (¬4) القاموس المحيط (1/ 176).

أختي دينًا ودنيًا هذا كلامه، فالرحم هم بنو الأب الأقربون لكنه جعل ابن العم وابن الخال من الأدنون وليسوا من بني الأب فهذا بأصلها وأسبابها النسب فأصل الإنسان أصوله من الآباء والأمهات إلا أنه لا ينفي رتبة يشار إليها معينة ولا يدخل الأبناء إلا أن يجعل أو في أو أسبابها بمعنى الواو كما أنه لا يدخل الآباء في بني الأب الأقربين إلا أن يراد بالأب معناه الأعم من الحقيقي والمجازي لكنه يرد أنه لا رتبة عليًا ولا دنيا يشار إليها يكون مبدأ ومنها وقد فسرت القرابة في آية: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] بالحسنين وأبيهما [1/ 332] وأمهما عليهم السلام إلا أن هذه خاصة شرعية بقصر بعض القرابة على من ذكر لا إبقاء اللفظ على معناه اللغوي كما فسر الآل من حرمت عليهم الصدقة من آل علي وآل عباس وآل جعفر وآل عقيل ولم يجعل منهم أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ولا أخوه نوفل بن الحارث مع أنهما في رتبة ابني عمهما علي وجعفر فهذه فضيلة خاصة لا تفسير للفظ اللغوي وفي النهاية (¬1) في تفسير: من ملك ذا رحم محرم، أن ذا الرحم الأقارب وتقع على كل من يجمع بينك وبينه نسب انتهى. وبالجملة فلا يتلخص من كلام اللغويين رتبة هي المبدأ والمنتهى. وتقدم حديث: "استوصوا بالقبط خيرًا فإن لهم رحمًا" (¬2) وفسرت بأم إسماعيل -عليه السلام- فإنها أم العرب، وهذه رحامة في غاية البعد قد لاحظها الشارع وأثبت لها حقًا إن قيل: فما الذي يتلخص من ذلك؟ قيل: الأقرب أنه أمر نسبي في مبتدأه ومنتهاه لا بحقيقي وأن من عرف الإنسان أن بينه وبينه اتصالا من أي الجهتين فله ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 210). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 602)، والطبراني في الكبير (19/ 61 رقم 111)، وانظر: السلسلة الصحيحة (1374).

حق يجب عليه رعايته لو لم يكن إلا أن يصاحبه في الدنيا معروفًا والحق مختلف فمثل الأب والأم والولد ونحوهم لهم حقوق خاصة قد أمر بها الشارع وخصصهم بها وغيرهم ممن بعد وقرب وعرف اتصال أنسابهم بنسبه اتصالاً يعرفه الناس ويعدونه قريبًا ونسيبًا فله حق عليهم أيضًا لكن لا كحق الأقرب ولا كحق عامة المسلمين بعضهم على بعض بل حق له خصوصية ومراعاة واعتبار زائد نظيره أن الله تعالى وصى في الجار غاية التوصية وجعل مقدار الجوار أربعين دارًا وأثبت للأَقرب دارا حقا زائدًا على حق الأبعد من إجابة دعوته إن اتفقت دعوتان من جارين والإهداء إليه ونحوه فهذا ما يليق في هذا البحث ذكره، والمسلمة جديرة بإفراد التكلم عليها (فإنه لأقرب للرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة) تعليل بأن العبرة بالقرب لتوصل فإذا فات ذلك فأي فائدة في قربها فنفاه لنفي لازمه كما نفى البعد في قوله (ولا بعد لها إذا وصلت وإن كانت بعيدة) فالوصل قربها (الطيالسي ك عن ابن عباس (¬1)) رمز المصنف لصحته. 1150 - "أعروا النساء يلزمن الحجال (طب) عن مسلمة بن مخلد (ض) ". (اعروا النساء) هو من العري بضم المهملة خلاف اللبس يقال عري كرضي عريا وعرية وهو أمر بإعراء النساء (يلزمن) من اللزوم (الحجال) بالحاء المهملة والجيم بزنة رحال جمع حجلة بالتحريك هو موضع يُزيَّن بالثياب والستور للعروس وأريد به مطلق المنزل وإنما عبر منه بالحجلة ترغيبًا لهن وجذبًا لنفوسهن وورد في رواية الحجاب بالباء بدل اللام ذكرها الشارح وتقدم: استعينوا على النساء بالعري والمراد العري عن ثياب الزينة كما أفاده تعليل حديث أنس المتقدم بقوله: فإن إحداهن إذا كثرت ثيابها وحسنت زينتها عزلها ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2757) والحاكم (1/ 89). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1051) والسلسلة الصحيحة (277).

الخروج والحديث: تعليم لسد ذريعة خروج النساء من المنازل وأفاده لكراهة ذلك (طب عن (¬1) مسلمة بن مخلد) بضم الميم وفتح الخاء وتشديد اللام رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال فيه شعيب بن يحيى غير معروف وقال إبراهيم: لا أصل له انتهى. وتعقبه الحافظ ابن حجر بإخراج ابن عساكر له من وجه آخر في أماليه وحسنه وقال: وبكر بن سهيل الدمياطي وإن ضعفه جمع، لكنه لم ينفرد به فالحديث إلى الحسن أقرب [1/ 333]. 1151 - "أعز أمر الله: يعزك الله (فر) عن أبي أمامة" (ض). (أعز) بالزاي من الإعزاز (أمر الله) ما أمر به بأن تفعله على وجهه (يعزك الله) جزاء من جنس الفعل وهذا المعني متكرر في الأحاديث (فر عن أبي أمامة) (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 438) رقم (1063) وفي الأوسط (3/ 256)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 242): رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مجمع بن كعب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 214)، والخطيب في تاريخه (12/ 319) وأورده الحافظ في الإصابة (6/ 116) في ترجمة مسلمة بن مخلد وذكره في القول المسدد وهو الحديث (65) (ص: 23). وقال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص 217) قال: سئل أبي عن هذا الحديث فقال: مجمع لم يدرك مسلمة .. وانظر: الموضوعات لابن الجوزي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (939) وقال في السلسلة الضعيفة (2827) ضعيفٌ جدا. في إسناده مجمع بن كعب أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 296) وقال: روى عن مسلمة بن مخلد، روى عنه جعفر بن ربيعة، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. وفيه بكر بن سهل الدمياطي قال النسائي ضعيف، وقال مسلمة بن قاسم: "تكلم الناس فيه، ووضعوه من أجل الحديث الذي حدث به عن سعيد بن كثير عن يحيى بن أيوب عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد رفعه: أعروا النساء يلزمن الحجال". انظر اللسان (2/ 51) والميزان (2/ 61). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (8416) وقال المناوي في الفيض (1/ 560) وفيه محمد بن الحسين السلمي الصوفي سبق عن الخطيب أنه وضاع والمأمون بن أحمد قال الذهبي: كذاب. وقال الحافظ في ترجمة مأمون: أتي بطامات وفضائح وقال ابن حبان كان دجالا من الدجاجلة وقال أبو نعيم: مأمون السلمي من أهل هراة خبيث وضاع يروي عن الثقات مثل هشام بن عمار ودحيم =

رمز المصنف لضعفه. 1152 - "اعزل الأذى عن طريق المسلمين (م 5) عن أبي برزة (صح) ". (اعزل) من العزل التنحية (الأذى) في النهاية (¬1): هو ما يؤذي كالشوك والحجر والنجاسة. قلت: وهو أدنى شعب الإيمان كما في حديث أبي هريرة عند مسلم وغيره (عن طريق المسلمين) خرج على الغالب وإلا فهو يعم غيرهم والأمر هنا للندب (م هـ عن أبي برزة (¬2) (¬3)) بالموحدة المفتوحة فراء ساكنة فزاي مفتوحة فهاء صحابي جليل. 1153 - "اعزل عنها إن شئت؛ فإنه سيأتيها ما قدر لها (م) عن جابر (صح) ". (اعزل عنها) أي اعزل ماءك عن رحم منكوحتك (إن شئت) فإنه لا يمنع ما قدرة الله (فإنه سيأتيها ما قدر لها) من الولادة إن أراد الله (م عن جابر) (¬4). 1154 - "اعزلوا أو لا تعزلوا، ما كتب الله تعالى من نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة (طب) عن صرمة العدوي (ح) ". (اعزلوا) بفتح الهمزة (أو لا تعزلوا) أي الماء عن الرحم وتقدم (ما كتب الله من نسمة) يخلقها (هي كائنة) في علمه تعالى (إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة) بإيجاده تعالى لها فلا ينفع العزل، ولا يدفع ما قد كتبه الله وقد أسلفنا الكلام ¬

_ = بالموضوعات. انظر المغني (5155) ولسان الميزان (5/ 7) والمجروحين (1/ 45) وكتاب الضعفاء لأبي نعيم (1/ 150). وقال الألباني في ضعيف الجامع (940) وفي الضعيفة (3240): موضوع. (¬1) النهاية (1/ 34). (¬2) انظر: الاستيعاب (4/ 161)، والإصابة (6/ 433). (¬3) أخرجه مسلم (8/ 26) وابن ماجه (3681). (¬4) أخرجه مسلم (1439).

عليه (طب (¬1) عن صرمة) (¬2) بكسر الصاد المهملة وسكون الراء وفتح الميم العدوي بمهملتين نسبة إلى قبيلة عدي رمز المصنف لحسنه. 1155 - "أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود (ش) عن بعض الصحابة (ض) ". (أعط كل سورة حظها من الركوع والسجود) هذا فيمن يصلي بالسور وهو إرشاد له أنه لا يتابع بينها في ركعة وكأنه خاص بمن يعتريه ملل وسآمة من سرد السور في ركعة وإلا فإنه قد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم الليل يتلو سورًا في ركعة واحدة وثبت أنه قيل له إن رجلا كان يؤم أصحابه ويقرأ بهم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} بعد قراءة سورة وأنه أقره - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، ويحتمل أنه خاص بالفريضة لأنه لم يرو عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ في فريضة سورتين غير الفاتحة في ركعة ويكون تقريره للقارئ الصمد مع سورة بما ذكره من محبته لها (ش عن بعض الصحابة) (¬3) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: إسناده صحيح وصححه عبد الحق وزعم ضعفه وهم كما قاله ابن القطان. 1156 - "أعطوا أعينكم حظها من العبادة: النظر في المصحف، والتفكر فيه، والاعتبار عند عجائبه الحكيم (هب) عن أبي سعيد". (أعطوا أعينكم حظها من العبادة النظر) هو يأتي مفعولي اعطوا (في المصحف) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 74) رقم (7408)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 297) فيه عبد الحميد بن سليمان وهو ضعيف. انظر المغني (3495) والتقريب (3764). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (941) وفي الضعيفة (7522). (¬2) الإصابة (3/ 467). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 324) رقم (3711) وأحمد (5/ 59)، والطبراني في الكبير (10/ 33 رقم 9856). وقال الهيثمي (2/ 114): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. وانظر: فيض القدير (5/ 284). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1054).

فيما رقم فيه من ألفاظ القرآن (والتفكر فيه) أي في معاني ما كتب فيه (والاعتبار عند عجائبه) عدهما من عبادة العين وإن كانا من أعمال القلب لأنها السبب فيهما، وفي الحديث استخدام فإن النظر للنقوش والتفكر في المعاني وجعل الاعتبار مظروفا للعجائب والتفكر تجميعه لأن الفكر لاستخراج الأحكام والمعاني وكل ألفاظه يشمل ذلك ما عدا متشابهه بخلاف الاعتبار فهو عند بعضه وهو قصصه وأمثاله. فائدة: ذكر المصنف في الإتقان (¬1) أنه لما جمع أبو بكر القرآن اختلف بأي اسم يسمى وأنه قال ابن مسعود رأيت في الحبشة كتابا يسمونه مصحفًا فسموه به، فكلامه هنا يدل على أنه ليس باسم عربي فإن ثبت هذا الحديث دل على أنه اسم عربي سماه به الرسول - صلى الله عليه وسلم - (الحكيم هب عن أبي سعيد) (¬2) سكت عليه المصنف وقال الشارح: عقّبه مخرجه البيهقي بقوله: وسنده ضعيف. 1157 - "أعطوا السائل وإن جاء على فرس (عد) (*) عن أبي هريرة". (أعطوا السائل وإن جاء على فرس) فإنه قد ثبت له حق سؤاله وهو خطاب للأمراء ويحتمل أنه لكل مسئول (عق عن أبي هريرة) (¬3) سكت عليه المصنف ¬

_ (¬1) انظر: الإتقان (1/ 146). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (3/ 254). والبيهقي في الشعب (2222) وقال: إسناده ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (9442) والسلسلة الضعيفة (1586): ضعيف جدًّا. (*) في المخطوط (عق)، والصواب كما في التخريج (عد). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 186) من طريق عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة به، ثم قال عقبه: ولعبد الله بن زيد بن أسلم من الحديث غير ما ذكرت قليل ليس بالكثير وهو مع ضعفه يكتب حديثه على أنه قد وثقه غير واحد، وقال السخاوي في المقاصد (1/ 537) وعبد الله بن زيد ضعيف. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 29) من طريق عمر بن يزيد عن عطاء عن أبي هريرة به، وقال السخاوي في المقاصد (1/ 537) عمر بن يزيد ضعيف.=

وتعقبه مخرجه بأنه منكر وقال البخاري: سنده ضعيف [1/ 334] وهو في الموطأ مرسل عن زيد بن أرقم قال ابن عبد البر: لا أعلم في إرساله خلافًا. 1158 - "أعطوا المساجد حقها: ركعتان قبل أن تجلس (ش) عن أبي قتادة (ح) ". (أعطوا المساجد حظها) أي عند الدخول إليها وكأنه قيل وما حظها قال: (ركعتان قبل أن تجلس) أيها الداخل الدال عليه السياق والأمر ظاهر في وجوب التحية للمسجد وأداء حقه كما بيناه في حواشي ضوء النهار (ش عن (¬1) أبي قتادة) رمز المصنف لحسنه. 1159 - "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه (هـ) عن ابن عمر (ع) عن أبي هريرة (طس) عن جابر: الحكيم عن أنس (ح) ". (أعطوا) أيها المتأجرون (الأجير) لأي عمل (أجره) أجر عمله (قبل أن يجف عرقه) من مزاولة العمل فيه المسارعة إلى إعطاء الأجير الأجرة وهو ظاهر في الإيجاب (5 عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لحسنه (ع عن أبي هريرة طس ¬

_ = وأخرجه مالك في الموطأ (2/ 996) رقم (1808) وعبد الرازق في المصنف رقم (20017) عن زيد بن أسلم مرسلا. وقال ابن حجر في القول المسدد (صـ 66) وبالجملة لا شك في صحته نظرا إلى مجموع طرقه والله أعلم، وأطال الحافظ في تخريجه فراجعه لزاما، وقال ابن عبد البر في الاستذكار (8/ 600) والتمهيد (5/ 294) لا أعلم في هذا الحديث خلافا وقد روي معناه من حديث حسين بن علي مرفوعا وإسناده غير قوي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (944) والضعيفة (1378). (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 299) رقم (3422). وأخرجه بن خزيمة (1824) في إسناده محمد بن إسحاق قال الحافظ في التقريب (5725) صدوق يدلس. وقد عنعنه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (945) والسلسلة الضعيفة (1540). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2443)، وقال البوصيري (3/ 75): هذا إسناد ضعيف، وأبو يعلى (6682) وابن عدي في الكامل (5/ 238). والطبراني في الصغير (34) عن جابر. وقال الهيثمي (4/ 98) =

عن جابر الحكيم) الترمذي (عن أنس). 1160 - "أعطي، ولا توكي فيوكى عليك (د) عن أسماء بنت أبي بكر (صح) ". (أعطي) أمر بالإنفاق في وجوه الخير (ولا توكي) بضم المثناة الفوقية في النهاية (¬1): أي لا تدخري وتمنعي ما في يدك (فيوكى عليك) في النهاية (¬2): تنقطع مادة الرزق عنك وتقدم الحديث وهو إعلام بأن الإنفاق سبب للإخلاف والإمساك سبب للمنع وهو في الثاني صريح (د عن أسماء بنت أبي بكر) (¬3) رمز المصنف لصحته. 1161 - "أعطيت جوامع الكلم، واختصر لي الكلام اختصارًا (ع) عن عمر (ض) ". (أعطيت جوامع الكلم) أي أعطاني الله الكلم القليلة لفظًا الكثيرة معنى في النهاية (¬4): يعني القرآن جمع الله بلطفه في الألفاظ اليسيرة فيه معاني كثيرة واحدها جامعة أي كلمة جامعة (واختصر لي الكلام اختصارًا) وجاء في صفته - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يتكلم بجوامع الكلم والجملة الأولى إخبار بإعطائه القرآن والثانية إخبار بما أعطيه - صلى الله عليه وسلم - في عبارة نفسه من اختصاره الكلام مع وفائه بمعاني للمطول من العبارات، هذا وقد علم من القواعد اللغوية أن المعرفة إذا كررت وهي الأولى وجاء خلاف ذلك نادرًا ومنه هذا الحديث فإنه أريد بالكلام الأول القرآن ¬

_ = رواه الطبراي في الأوسط وفيه شرقي بن قطامي وهو ضعيف، والحكيم الترمذي عن أنس (1/ 116)، قال المناوي (1/ 562): الحديث طرقه كلها لا تخلو من ضعيف أو متروك لكن بمجموعها يصير حسنًا. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1055) والإرواء (1498). (¬1) النهاية (5/ 222). (¬2) النهاية (5/ 222). (¬3) أخرجه أبو داود (1699). وكذلك إسحاق بن راهويه (17) وأحمد (6/ 354). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1061). (¬4) النهاية (2/ 195).

وبالكلم في الثاني السنة وقد يقال: قد تغايرا هنا لفظا فليسا مما يدخل تحت تلك القاعدة، والكلام ما كان مكتفيا بنفسه والكلم جمع الكلمة كما في القاموس (¬1) فهما متصادقان على شيء واحد (ع عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لضعفه وقد رواه البيهقي والدارقطني عن ابن عباس. 1162 - "أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة (ك هب) عن معقل بن يسار (صح) ". (أعطيت) غير الفعل للعلم بفاعله (سورة البقرة) هو دليل على جواز إطلاق هذا اللفظ عليهما، وأما حديث أنس (¬3) عند الطبراني والبيهقي مرفوعًا بلفظ: "لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء، كذلك القرآن كله ولكن قولوا السورة التي تذكر فيها البقرة" فإسناده ضعيف، بل قال ابن الجوزي وغيره: إنه موضوع قال المصنف: وقد صح إطلاق سورة البقرة وغيرها عنه - صلى الله عليه وسلم - (من الذكر الأول) يحتمل أن يراد من أول ذكر نزل على آدم فمن بعده من الرسل ويحتمل أن يراد ذكرا معينًا فهو لمطلق المتقدم، ويحتمل أن يراد من أول كلامه وأنه تعالى لم يعطه أحدًا قبله. ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 917). (¬2) أخرجه أبو يعلى (7238) وقال الهيثمي (1/ 182) فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي ضعفه أحمد وجماعة. وأخرجه البيهقي في الشعب (1436) عن عمر بن الخطاب وفي سنده محمد بن يونس الكديمي أحد المتروكين كما قال الذهبي، قال ابن عدي: اتهم الكديمي بالوضع، وقال ابن حبان لعله قد وضع أكثر من ألف حديث، وكذبه موسى بن هارون انظر ميزان الاعتدال (6/ 378). والدارقطني (4/ 144) عن ابن عباس وفي سنده زكريا بن عطية عن عثمان بن عطاء الخراساني قال أبو حاتم: منكر الحديث. انظر الميزان (3/ 109). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (949) والسلسلة الضعيفة (2864). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5755) والبيهقي في الشعب (2582) وقال: فيه عيسى بن ميمون منكر الحديث.

إن قيل: قد أمره تعالى. أن يقول: "هذا ذكر من معي وذكر من قبلي" فوصف القرآن كله بأنه ذكر من قبله فكيف خص البقرة بذلك؟ قيل: المراد هنا ذكر خاص هو توحيده تعالى وتنزيهه عن الأنداد لأنها في سياق {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} [الأنبياء: 24] الآية. (وأعطيت طه والطواسين) جمع لي طس على اللغة القليلة وفيه تغليب لأنه يريد طس وطسم إذا المراد كل السور الثلاث وكذا قوله (والحواميم) قال في القاموس (¬1): آل حاميم ذوات حاميم ولا يقال حواميم [1/ 335] وقد جاء في الشعر وقال: طس لا تجمع إلا على ذات طس ولا يقال طواسين انتهي كلامه. قلت: وقال الجوهري: وأما قول العامة: الحواميم ليس من كلام العرب منقوص يثنون بهذا الوارد عن أفصح الخلق (من ألواح موسى) يعني معانيها لا ألفاظها فتلك بلسان غير عربي إلا أنه قال المصنف في الإتقان (¬2): ما أنزل كتاب من كتب الله إلا باللسان العربي ثم يلقنه الرسول بلسانه على لغة قومه فإن صح هذا لم يبعد أن يراد ألفاظها ومعانيها من ألواح موسى، ويحتمل أن كلمة من بدلية في هذا والذي قبله وأن المراد أعطيت البقرة بدلاً من الذكر الأول وبدلاً من ألواح موسى نظير ما يأتي من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال" (¬3) والأول أنسب بالقرينة التالية فإن من فيها لا يصح أن تكون بدلية (وأعطيت فاتحة الكتاب) هي سورة الحمد لله رب العالمين، سميت بفاتحة الكتاب لأنه افتتح بها في المصحف وفي التعليم وفي التلاوة وفي الصلاة، وقيل: ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص: 1463). (¬2) الإتقان (1/ 394). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 107)، والطيالسي (1012)، والطبراني في الكبير (22/ 76 رقم 187)، والبيهقي في الشعب (2415)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1059).

لأنها أول سورة نزلت، وقيل: لأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ، وقيل: لأن الحمد فاتحة كل كلام قاله المصنف في الإتقان (¬1) قال: وقد وقفت لها على نيف وعشرين اسمًا ثم سردها هنالك (وخواتيم) جمع خاتم يقال خواتم وشبع فيقال خواتيم (سورة البقرة) وهي من قوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 284] إلى آخر السورة كما أخرجه أبو عبيد "في فضائله" (¬2) عن أبي بن كعب وسرده المصنف في الإتقان وقد كثرت الأحاديث في فضلها والإخبار أنه - صلى الله عليه وسلم - (أعطيها من تحت العرش) أي من ذلك المكان الرفيع والجناب المنيع تنويها بشأنها وإعلاما بأنها ما أنزلت على بشر قبله وكأن ذلك لما فيها من الفضيلة العامة للأمة من حظر الأمر عنها وتلقيها بالدعوات التي في آخرها ويأتي حديث حذيفة: "أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي" (¬3) (وأعطيت المفصل) في القاموس (¬4) المفصل كمعظَّم من الحجرات إلى آخره على الأصح، أو من الجاثية أو القتال أو ق عن النووي أو الصافات أو الصف وتبارك عن ابن أبي الصيف أو إنا فتحنا لك عن الدزماري أو سبح اسم ربك الأعلى عن الفِرْكاح أو الضحى عن الخطابي وسمي بذلك لكثرة الفصول بين سوره أو لقلة المنسوخ فيها انتهى. وفي الإتقان (¬5) آخر سورة سورة الناس بلا خلاف واختلف في أوله على اثني عشر قولاً غير هذه العشرة التي عدَّها القاموس، وزاد الحادي عشر الرحمن، حكاه ابن سعد في أماليه عن الموطأ، الثاني عشر الإنسان (نافلة) زيادة على ما في ¬

_ (¬1) انظر: الإتقان (1/ 148). (¬2) انظر: الإتقان (1/ 113)، وأخرجه النسائي في فضائل القرآن (48). (¬3) أخرجه مسلم (806) والنسائي في فضائل القرآن (147). (¬4) القاموس المحيط (ص 1347). (¬5) انظر: الإتقان (1/ 174).

كتب الأولين ويأتي قوله وفصلت بالمفصل. فائدة: قسم المصنف في الإتقان القرآن على قسمين: قسم أنزل على بعض الأنبياء وقسم لم ينزل على أحد قبله - صلى الله عليه وسلم - وعقد فيه نوعا هو النوع الخامس عشر من الإتقان (¬1) وذكر الفاتحة وخواتيم البقرة وآية الكرسي من القسم الآخر وهذه الأحاديث قبله وبعده تحديث بنعمة ربه الذي أمره أن يحدث بها (ك هب عن معقل بن يسار) (¬2) رمز المصنف لصحته والحديث صححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن فيه عبيد الله بن أبي حميد تركوا حديثه [1/ 336]. 1163 - "أعطيت آية الكرسي من تحت العرش (تخ) وابن الضريس عن الحسن مرسلاً". (أعطيت آية الكرسي) سميت به لذكره فيها (من تحت العرش) تفاصيل كيفية الإعطاء من ذلك المكان غيب يجب الإيمان به وهو تنويه لفضيلة هذه الآية (تخ وابن الضريس عن الحسن مرسلاً) (¬3). 1164 - "أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل لي التراب طهورًا، وجعلت ¬

_ (¬1) المصدر السابق (1/ 114). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 259) والبيهقي في الشعب (2478). وابن مردويه في التفسير كما في تفسير ابن كثير (1/ 342) وفي المداوي (1/ 633). وانظر مجمع الزوائد (1/ 170). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (950) والسلسلة الضعيفة (2886). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 249) وابن الضريس في فضائل القرآن (191) إسناده ضعيف، فإن الحسن -وهو البصري- قد أرسله، ومحمد بن نوح: مجهول. انظر اللسان (2/ 127) والميزان (6/ 357). وقد تعقب المناوي السيوطي فقال في الفيض (1/ 564): قضية صنيع المؤلف أنه لم يره مسندا، وهو عجيب، فقد رواه الديلمي مسلسلا بقوله: ما تركتها منذ سمعتها من حديث أبي أمامة عن علي كرم الله وجهه ... أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعطيت ... إلخ ... ". وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (946) والسلسلة الضعيفة (2885).

أمتي خير الأمم (حم) عن علي (صح) ". (أعطيت مما لم يعط الأنبياء قبلي) من الأمور العظيمة التي بها تم شرف نبوته وبين ذلك بالاستئناف بقوله (نصرت بالرعب) في النهاية (¬1) الرعب الخوف والفزع كأن أعداؤه قد أوقع الله في قلوبهم الخوف منه - صلى الله عليه وسلم - وبينهم وبينه مسيرة شهر فإذا كان كذلك فزعوا منه ورهبوه. قلت: ويدل له قول أبي سفيان قبل إسلامه في قصته مع هرقل أنه ليخافه ملوك بني الأصفر وقد قيد إطلاق هذا الحديث بقوله مسيرة شهر وكان غيره وإن خافه عدوه لا يبلغ هذه المسافة (وأعطيت مفاتيح الأرض) في النهاية (¬2): أراد ما يسهله الله له ولأمته من افتتاح البلدان المتعذِّرات واستخراج الكنوز والأموال المخفيات (وسميت أحمد) أي سماني الله على لسان روحه وكلمته عيسي كما قال: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] ولما كان هذا الاسم الشريف شريفًا في معناه وسماه به رب العزة يَمدح - صلى الله عليه وسلم - بالتسمية به وذلك لأنه دال على أنه أكثر الناس حامدية لربه اشتق من حمد المعلوم كما هو الأكثر في اسم التفضيل أخذه من المبني للفاعل أو أكثرهم محمودية أي يحمد الخلق حمدًا كثيرًا إن أخذ من حمد المجهول، ورجح ابن القيم (¬3) هذا الأخير فيكون معناه: كمحمد إلا أن الفرق بينهما أن محمدًا هو كثير الخصال التي يحمد عليها وأحمد هو الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره فمحمد في الكثرة والكمية وأحمد في الصفة والكيفية فيستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيره وأفضل مما يستحق غيره فيحمد أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر فالاسمان ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 233). (¬2) النهاية (3/ 407). (¬3) زاد المعاد (1/ 90 - 91).

واقعان على المفعول وهذا أبلغ في مدحه وأكمل ولو أريد معنى الفاعل يسمى الحماد الكبير الحمد فإنه - صلى الله عليه وسلم - أكثر الخلق حمدًا لربه (وجعل لي التراب طهورًا) يأتي تحقيقه في الخمس التي اختص بها وأراد به التيمم فإنه لم يكن لنبي قبله طهورا وهذه منة عظيمة لأنها تسهيل لأمور العبادة له ولأمته (وجعلت أمتي) أمة إجابته (خير الأمم) وهو لفظ مشتق سبق من قوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] وهم الشهداء على الأمم يوم القيامة ويزكيهم نبيهم - صلى الله عليه وسلم - (حم عن علي) (¬1) رمز المصنف لصحته وتعقبه الشارح بأنه حسن لا صحيح. 1165 - "أعطيت فواتح الكلام، وجوامعه، وخواتمه (ش ع طب) عن أبي موسى (ح) ". (أعطيت فواتح الكلام) لفظه في النهاية (¬2): مفاتح الكلم قال: وهو ما يسره الله له من البلاغة والفصاحة والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه ومن كان في يده مفاتيح شيء مخزون سهل عليه الوصول إليه انتهى. ويحتمل أن يراد ما يفتتح به الكلام من حمد الله والثناء عليه ونحوه (وجوامعه) تقدم تفسيره قريبًا (وخواتمه) ما يختم به الكلام ويحسن به قطعه عنده بعد وفائه بالمراد ويحتمل أن يراد بفواتح الكلام ما افتتح الله به للوحي من سمائه إلى أرضه وهو أول وحي أنزله كما يرشد إليه ما سلف من قوله أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ويراد بخواتيم ما ختم الله به وحيه إلى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 98) وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل وحديثه حسن. كما قال الهيثمي (1/ 260). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (952) وقال في الإرواء (1/ 317) أخرجه البيهقي (1/ 213 - 214) بسند فيه ضعف وفيه اضطراب بينه ابن أبي حاتم (2/ 399) وبالجملة فالحديث صحيح متواتر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانظر السلسلة الصحيحة (3939). (¬2) النهاية (3/ 407).

عباده من إنزاله كتابه الكريم وختم ديوان الرسالة والإنزال به (ش ع طب عن أبي موسى) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 1166 - "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال، وأعطيت مكان الزبور المئين، وأعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفضلت بالمفصل (طب هب) عن واثلة (ح) ". (أعطيت مكان التوراة السبع الطوال) في القاموس: طُوَل (¬2) كَصُرَد: [1/ 337] وهي من البقرة إلى الأعراف والسابعة سورة يونس والأنفال وبراءة لأنهما جميعًا سورة واحدة انتهى. قلت: وفي الإتقان (¬3) عن ابن عباس - رضي الله عنه - أن السابعة الكهف (وأعطيت مكان الزبور المئين) جمع مائة وهي كل سورة تزيد على مائة آية أو تقاربها وهي ما يلي الطوال (أعطيت مكان الإنجيل المثاني) في القاموس (¬4): المثاني من القرآن ما ثُنِّي منه مائة مرة بعد أخرى أو الحمد لله أو البقرة إلى براءة أو كل سورة دون الطوال ودون المائتين وفوق المفصل أو سورة الحج أو القصص والنمل والعنكبوت والنور والأنفال ومريم والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والملائكة وإبراهيم وص ومحمد ولقمان والغرف والزخرف والمؤمن والسجدة والأحقاف والجاثية والدخان والأحزاب انتهى. وفي الإتقان (¬5) أن المثاني ما ولي المئين لأنها تتبعها أي كانت بعدها فهي لها ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 261) رقم (2998) وأبو يعلى (7283) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 263): فيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي وهو ضعيف. وأخرجه البيهقي في الشعب (1438). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1058) والسلسلة الصحيحة (1483). (¬2) القاموس المحيط (ص 1327). (¬3) الإتقان (1/ 173). (¬4) القاموس المحيط (ص 1636). (¬5) الإتقان (1/ 173 - 174).

ثوان وهي لها أوائل، وقال الفراء: هي السور التي آيها أقل من مائة لأنها تثني أكثر مما تثني الطُوَل والمئون وقيل لتثنية الأمثال فيها للعبر والخبر حكاه النكزاوي وقال في جمال القراء (¬1): السور التي ثنيت فيها القصص وقد يطلق على القرآن كله وعلى الفاتحة كما تقدم انتهى كلامه، فقوله: مكان كذا أي عوضًا عنها وبدلاً (وفضلت بالمفصل) أي أعطيته فضيلة وزيادة على ما أعطي الأنبياء من قبلي فأفاد أنه أعطي من الوحي مثل ما أعطي كل من الأنبياء الذين ذكرت كتبهم وفضل زيادة على ما أعطوا كما سلف قريبًا قوله: نافلة وكأن المراد أنها مكانها في الإفادة وغيرها (طب هب عن واثلة) (¬2) رمز المصنف لحسنه. 1167 - "أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يعطها نبي قبلي (حم طب هب) عن حذيفة (حم) عن أبي ذر (صح) ". (أعطيت هذه الآيات) إشارة إلى المعاني الحاضرة في الذهن (من أواخر سورة البقرة) تقدم بيان ابتدائهن وانتهائهن (من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي) فهو نافلة كالمفصل (حم طب هب عن حذيفة) رمز المصنف لصحته (حم عن أبي ذر) (¬3). 1168 - "أعطيت ثلاث خصال: أعطيت صلاة في الصفوف؛ وأعطيت ¬

_ (¬1) جمال القراء للإمام علي بن محمد بن الصمد بن عطاس المعري السخاوي (559 - 643). وهو كتاب لطيف جامع في فنه جمع فيه أنواعًا من الكتب المشتملة على ما يتعلق بالقراءات والتجويد والناسخ والمنسوخ والوقف والابتداء وغير ذلك أ. هـ (كشف الظنون 1/ 593). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 75) (186) والبيهقي في الشعب (2415) وأحمد (4/ 107) وقال الهيثمي (7/ 46): فيه عمران القطان وثقه ابن حبان وغيره وضعفه النسائي وغيره وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1059) والسلسلة الصحيحة (158). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 151، 383) والطبراني كما في المعجم الكبير (3/ 169) رقم (3025) وفي الأوسط (145). والبيهقي في الشعب (2399)، عن أبي ذر. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1060) والسلسلة الصحيحة (1482).

السلام، وهو تحية أهل الجنة؛ وأعطيت "آمين" ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون، فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون، الحرث وابن مردويه عن أنس" (ض). (أعطيت ثلاث خصال) بينها بالإبدال منها (أعطيت صلاة في الصفوف) هو بدل بعض بإعادة العامل أي صلاة الجماعة والظاهر أنه قد أعطيها قبله غيره من الأنبياء وإنما لعله أعطي هيئة الصفوف وتراصها وإتمامها الأول فالأول وليس في هذا اللفظ إفادة اختصاصه بذلك (أعطيت السلام) وهي تحية أهل الجنة كما قال تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (23) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} [الرعد: 23، 24] وليس في هذا دلالة على الاختصاص به، كيف وقد حكاه الله عن إبراهيم وضيفه بل ورد أن الله تعالى بعث إلى آدم الملائكة فسلموا عليه وقالوا: هذه تحيتك وتحية أولادك فلعله أراد - صلى الله عليه وسلم - أنه أعطي ذلك بعد استبدال الناس بغيرها عنها كقولهم: "أنعم صباحًا" ونحوه أو أنه أعطي حصر تحية أهل الإِسلام بهذه دون غيرها بخلاف من كان قبله فقد كان لهم تحيات منها السلام (وأعطيت آمين) بالقصر والمد بمعنى استجيب وتقدم أنها طابع رب العالمين على لسان عباده المؤمنين والمراد أعطى قوله عقب قراءة الفاتحة أو مطلقًا (ولم يعطها أحد قبلي) وهو دليل للثاني (ممن كان قبلكم) وفيه دليل أن الخصال الأول لم يرد - صلى الله عليه وسلم - أنه اختص بها دون غيره (إلا أن يكون الله تعالى أعطاها هارون) ليس فيه جزم أنه تعالى أعطاها هارون فإن قوله (إن موسى كان يدعو ويؤمّن هارون) وإن أفاد أن هارون كان يؤمّن لكنه يحتمل [1/ 338] أنه بهذا اللفظ وهو آمين أو بلفظ آخر في معناه فأخبر - صلى الله عليه وسلم - مترددًا هل أعطيه هارون أولاً (الحارث، وابن مرديه عن أنس) رمز المصنف لضعفه (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (172 - زوائد). وأورده الحافظ في المطالب العالية (476) وقال:=

1169 - "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم، ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة (ق ت) عن جابر (صح) ". (أعطيت خمسًا) ويأتي حديث أبي هريرة: "فضلت على الأنبياء بست .. " وحديث أبي أمامة: "فضلت بأربع ... " فإما أن يقال مفهوم العدد غير مراد، أو يقال أنه اطلع أولاً على بعض ما فضل به ثم اطلع آخرًا على الآخر أفاده ابن حجر (¬1) (لم يعطهن أحد من الأنبياء) وبالأولى غير الأنبياء (قبلي) ولا مفهوم له فإنه لا نبي بعده وظاهر الحديث أنه اختص بكل واحدة من الخمس المذكورة وأنها لم تكن واحدة منها لأحد من الأنبياء قبله وأورد على ذلك أن نوحًا -عليه السلام- كان مبعوثًا إلى أهل الأرض كافة بدليل أنه دعا على أهل الأرض جميعًا فأهلكوا بالغرق إلا أهل السفينة ولو لم يكن مبعوثا إليهم لما أهلكوا بدليل قوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15] وأجيب: بأنه يجوز أن يكون غيره بعث في عصره في أثناء مدته فلم يؤمنوا به أيضًا، فدعا على كل من لم يؤمن من قومه وغيرهم فاستجاب الله له، ودفع بأنه لم ينقل أنه بعث في زمن نوح غيره، وأجيب أيضًا: بأن معنى الخصوصية لنبينا - صلى الله عليه وسلم - في بقاء شريعته إلى يوم القيامة ونوح -عليه السلام- كان بصدد أن يبعث نبي في زمنه أو بعده ينسخ شريعته. قلت: ولا يخفى أنه لا يطابق قوله - صلى الله عليه وسلم - بعثت إلى الناس عامة فلو أراد ما قاله المجيب هذا المقال بعثت بشريعة لم تنسخ، وأجيب أيضًا باحتمال أن دعاءه إلى ¬

_ = قلت: أخرجه ابن خزيمة (1586) وقال الحافظ: لم يثبت لضعف زربي مولى آل المهلب. وأورده ابن عدي في الكامل (2/ 239) في ترجمة زربي وقال بعض متون أحاديثه منكرة. وزاد في الدر المنثور (1/ 44) نسبته إلى ابن مردويه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (948). (¬1) فتح الباري (1/ 436).

التوحيد بلغ بقية الناس فتمادوا على الشرك فاستحقوا العذاب، اختاره ابن عطية، وقال: غير ممكن أن دعوته لم تبلغ البعيد والقريب لطول مدته، وأجاب ابن دقيق العيد أن الدعاء إلى توحيد الله يحتمل أن يكون عامًا في بعض حق الأنبياء وأن التزام فروع شريعته غير عام، وأجيب أيضًا باحتمال أنه لم يكن في الأرض غير قوم نوح عند دعوته فبعثته خاصة بكونها إلى قومه فقط وهي عامة في الصورة. قلت: ويناسبه قوله وكان النبي يبعث في قومه خاصة وقال الداودي: لم يعطهن أحد يعني لم يجمع لأحد قبله وأن نوحا بعث إلى كافة الناس، وأما الأربع فلم يعط أحد واحدة منهن، قيل: وهذه غفلة منه عن قوله: وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة، فإنه صريح في خصوصيته - صلى الله عليه وسلم - بهذه الخلة ثم أخذ بعد الإجمال في التفصيل فقال (نصرت بالرعب مسيرة شهر) مفهومه أنه لم يوجد لغيره النصر بالرعب، هذه المسافة ولا في أكثر منها لا دونها، وهذه الخاصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر وهل هي حاصلة لأمته قال الحافظ ابن حجر: فيه احتمال (¬1) (وجعلت لي الأرض مسجدًا) موضع سجود (وطهورًا) قيل: أن المراد مجموع جعلها مسجدًا وطهورًا هو الخاصة، وجعلت لغيره مسجدًا ولم يجعل طهورًا لأن عيسى -عليه السلام- كان يسيح في الأرض ويصلي حيث أدركته الصلاة، وقيل: بل الخصوصية في كل واحد؛ لأنه كان من قبله لا يباح لديهم الصلاة إلا في أماكن مخصوصة كالبيع والصوامع كما في حديث عمرو بن شعيب (¬2): "وكان من قبلي إنما يصلون [1/ 339] في كنائسهم"، وفي حديث ابن عباس عند البزار (¬3): "لم يكن أحد من ¬

_ (¬1) الفتح (1/ 347) وانظر لهذا المبحث الأحكام لابن حزم (5/ 171). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 333)، وقال الهيمثي في المجمع (10/ 667): رواه أحمد ورجاله ثقات. (¬3) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (8/ 258) وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم وأخرجه البخاري =

الأنبياء يصلي حتى يبلغ محرابه". قال الحافظ ابن حجر (¬1): استدل بقوله "طهورًا" على أن الطهور هو المطهر لغيره لأنه لو كان المراد به الطاهر لم يكن فيه خصوصية والحديث مسوق لإثباتها (فأيما رجل) هو مبتدأ فيه معنى الشرط، وكلمة ما زائدة وهذه صيغة عموم (من أمتي أدركته الصلاة) أي وقتها (فليصل) أستدل به على أن من لم يجد ماء ولا ترابًا ووجد شيئًا من أجزاء الأرض فإنه يتيمم به ولا يقال هذا خاص بالصلاة لأنه قد ورد في حديث أبي أمامة: "وأيما رجل من أمتي أتي الصلاة فلم يجد ماء، وجد الأرض طهورًا أو مسجدًا" (¬2). وعند أحمد: "فعنده طهوره ومسجده" (¬3) ورد هذا الاستدلال بأن عند مسلم (¬4) من حديث حذيفة بلفظ: "وجعلت تربتها لنا طهورًا إذا لم يجد الماء"، وهذا خاص فيحمل العام عليه فتختص الطهورية بالتراب. وأما من رد هذا الرد قائلاً تربة كل مكان ما فيه من تراب أو غيره، فقد أجيب عنه بأنه لو سلم، فإنه قد ورد الحديث بلفظ: "التراب" كما أخرجه ابن خزيمة وغيره: "وجعل التراب لي طهورًا" أخرجه أحمد والبيهقي (¬5) بإسناد حسن من حديث علي: (وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي) قال الخطابي (¬6): كان من تقدم على ضربين منهم من لم يؤذن له في الجهاد فلم تكن لهم مغانم، ومنهم من ¬

_ = في التاريخ الكبير (4/ 114) في ترجمة سالم أبو حماد. والبيهقي (2/ 433). (¬1) انظر فتح الباري (1/ 438). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (1/ 212)، وفتح الباري (1/ 438)، وشرح الزرقاني (1/ 159)، وسبل السلام (1/ 94)، وصححه الألباني في الإرواء (1/ 317) في صحيح الجامع (4220). (¬3) أحمد (2/ 412). (¬4) أخرجه مسلم (522). (¬5) أخرجه أحمد (1/ 98)، والبيهقي (1/ 213 - 214)، وفيه ضعف واضطراب. انظر الإرواء (رقم 285). (¬6) انظر: فتح الباري (1/ 438)، وتحفة الأحوذي (5/ 134).

أذن له فيه لكن إذا غنموا شيئا لم يحل لهم أن يأكلوا وجاءت ريح فأحرقته (وأعطيت الشفاعة) قال ابن دقيق العيد (¬1): الأقرب أن اللام للعهد والمراد الشفاعة العظمى في إراحة الناس من هول الموقف، ولا خلاف في وقوعها وقيل: الشفاعة التي اختص بها أنه لا يرد فيما سأل، وقيل الشفاعة بخروج من في قلبه مثقال ذرة من إيمان لأن شفاعة غيره لمن في قلبه أكثر من ذلك، وقيل: أن هذه مرادة مع الأولى وأن الاختصاص بهما (وكان النبي والرسول أيضا يبعث إلى قومه خاصة) تقدم الكلام فيه وذكر الفاضل المقبلي في الإتحاف حاشية الإتحاف: في سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} كلامًا على الاختصاص بهذه الخلة تلاقي كلام الداوردي الذي أسلفناه وعدوه منه غفلة وقد نقلنا كلام الإتحاف في حواشي شرح عمدة الأحكام وبينا ما فيه (¬2) (وبعثت إلى الناس عامة) كما قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] وفي الحديث كما أسلفنا مشروعية التحدث بنعم الله وبإلقاء العلم قبل سؤاله (ق ت عن جابر) (¬3). 1170 - "أعطيت سبعين ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب وجوههم كالقمر ليلة البدر، قلوبهم على قلب رجل واحد، فاستزدت ربي -عز وجل- فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا (حم) عن أبي بكر". (أعطيت سبعين ألفًا من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب) يحتمل أن هؤلاء هم الذين في حديث أنس عند البزار (¬4) بلفظ: "سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير ¬

_ (¬1) انظر: إحكام الأحكام شرح عمة الأحكام (1/ 190)، والمصدر السابق. (¬2) حواشي شرح العمة للصنعاني. (¬3) أخرجه البخاري (335) ومسلم (521). والنسائي (1/ 209). (¬4) رواية أنس عند البزار كما في مجمع الزوائد (10/ 408) وقال الهيثمي: فيه مبارك أبو سحيم وهو متروك.

حساب هم الذين لا يكتوون ولا يكوون وعلى ربهم يتوكلون "، وأخرجه مسلم (¬1) من حديث عمران بن حسين وقيل: من هم يا رسول الله! قال: "الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون"، فقال عكاشة: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "أنت منهم" فقام رجل فقال: يا نبي الله أدع الله أن يجعلني منهم فقال: "سبقك بها عكاشة". إلا أن ظاهر حديث عمران أنهم سبعون ألفًا لا غير، ومنهم عكاشة وهذا الحديث يقتضي أنهم خلائق، فيحتمل أن منعه للسائل لسر عرفه - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل أن منعه لئلا يزيد على العدة التي أخبره الله تعالى بها إلا أن آخر الحديث [1/ 340] يبعد هذا الاحتمال كما سنعرفه (وجوههم) في الإنارة والحسن (كالقمر ليلة البدر) وهي أكمل ليالي نوره وحسنه، وهذه هي الوجوه التي عليها نضرة النعيم (قلوبهم على قلب رجل واحد) أي قلوب متفقة على الخير مغسولة عن كل عيب كل إنسان يجد في قلبه لغيره ما يجد في قلبه لنفسه، وكان هذه صفتهم قبل دخول الجنة فإن أهل الجنة قد نزع ما في صدورهم من غل وصارت قلوبا تقية نقية (فاستزدت) فطلبت ربي -عز وجل- الزيادة على هذه العدة التي أعطانيها تفضلاً (فزادني مع كل واحد سبعين ألفًا) كانت الإجابة أوسع من ابتداء الإنعام وهذا دليل أنهم غير السبعين ألفًا المذكورين في حديثي أنس وعمران بن حصين فإن ظاهر ذلك أنه لا زيادة على أولئك السبعين، وهذا زيد فيه مع كل واحد ما سمعت (حم عن أبي بكر) (¬2) قال الهيثمي: فيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح. 1171 - "أعطيت أمتي شيئًا لم يعطه أحد من الأمم، أن يقولوا عند المصيبة: "إنا لله وإنا إليه راجعون" (طب) وابن مردويه عن ابن عباس (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (218). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 6) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 410) وعزاه كذلك إلى أبي يعلى. وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (1057).

(أعطيت أمتي) هذه خاصة للأمة من بين الأمم وهو - صلى الله عليه وسلم - داخل في ذلك (شيئًا) من الفضائل (لم يعطه أحد من الأمم) قبلها تشريفًا لها وبينه بعد إجماله بقوله (أن يقولوا عند المصيبة) عام لكل ما يصاب به العبد من حقير الأمور وجليلها وقد فسرها حديث أبي إدريس الخولاني عند ابن السني: "كل شيء يسئ المؤمن فهو مصيبة" (¬1) (إنا لله وإنا إليه راجعون) فإنه تعالى علمهم قول ذلك، في نهج البلاغة: أن أمير المؤمنين عليًا -عليه السلام- سمع قائلاً يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال: قولنا إنا لله إقرار على أنفسنا بالملك أراد أن اللام للملك وأن الرجوع إقرار بالبعث والنشور وعبر عنه بالملك لأنه وسيلته التي تنتهي منتهاه إليه ولما كان قائل هذا عند حلول المصيبة فازعًا إلى الله تعالى مقرًا بأنه المالك له وأن معاده إليه كان فيه غاية المناسبة عند إصابة المصيبة أنثى الله عليهم بقوله: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 157] الآية. هذا الثناء الذي هو غاية المدح لهم (طب وابن مردويه (¬2) عن ابن عباس) رمز الصنف لضعفه قال الشارح: له عاضد. 1172 - "أعطيت قريش ما لم يعط الناس: أعطوا ما أمطرت السماء، وما جرت به الأنهار، وما سالت به السيول الحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة عن حلبس". (أعطيت قريش) خاصة لبعض الأمة (ما لم يعط الناس) كأنه قيل: ماذا قال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (1/ 313) رقم (353)، وانظر فيض القدير (5/ 25) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4233) والضعيفة (4113) فيه مع إرسال أبي إدريس الخولاني صدقة وهو ابن عبد الله السمين ضعيف. انظر التقريب (2913)، والمغني (2870). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 40) رقم (12411)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 377) إلى ابن مردويه. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 330): فيه محمد بن خالد الطحان وهو ضعيف. انظر: فيض القدير (2/ 2 رقم 1176). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (947) والسلسلة الضعيفة (2824).

(اعطوا ما أمطرت السماء) فيه احتمالان: الأول أنه أريد ما جلبه الناس إلى بلده الأمين لأنهم سكانها وقد جُبِيَت إليها ثمرات كل شيء مما ينبته قطر السماء كأرض الحجاز (وما جرت به الأنهار) كأرض مصر والطائف وغيرها (وما سالت به السيول) أي ثمرات الأرض التي تغل على ما يجري إليها من السيول، أرض يقع عليها المطر كأرض التهايم وهذا إخبار بمنة الله عليهم لأنهم سكان أرض غير ذات زرع وأنه تعالى ساق إليهم من كل الثمرات ويراد بقريش أهل الحرم لأنهم أعيان قريش والثاني: أن المراد أن الله تعالى جعل إليهم الملك وولاية ما افترضه تعالى على العباد من واجبات الأراضي التي تغل هذه المياه (الحسن بن سفيان وأبو نعيم (¬1) في المعرفة عن حليس) بضم الحاء المهملة آخره مهملة يريد التصغير لحلس وقيل: بالحاء المهملة واللام وباء موحدة وسين مهملة بزنة جعفر. 1173 - "أعطي يوسف شطر الحسن (ش حم ع ك) عن أنس (صح) ". (أعطي يوسف) هو ابن يعقوب وهذه خاصة لبعض أفراد العباد (شطر الحسن) في النهاية [1/ 341] أن الشطر النصف. إن قلت: حديث أنس عند الحاكم (¬2): "أعطي يوسف وأمه شطر الحسن" وفي حديث الحسن: "أعطي يوسف وأمه ثلث حسن الدنيا وأعطي الناس ثلثين" (¬3) عند ابن جرير فكيف التوفيق؟ ¬

_ (¬1) أخرجه الحسن بن سفيان وأبو نعيم في المعرفة (2/ 902) رقم (3326) وعزاه الحافظ في الإصابة إليهما (2/ 116). وأورده نعيم بن حماد في الفتن (1188) عن أبي الزاهرية بدون حلبس. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (951) وقال في الضعيفة (2876) موضوع، في إسناده سعيدُ بن سنان، قال الذهبي في المغني (2411): متروك متهم، وقال الحافظ في التقريب (2333): متروك، ورماه الدراقطني وغيره بالوضع. (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 622). (¬3) أخرجه ابن جرير في تفسيره (12/ 207).

قلت: في القاموس (¬1) أن الشطر نصف الشيء أو جزؤه ومنه حديث الإسراء وضع عني شطرها أي جزئها فيتعين في حديث الكتاب أن المراد بالشطر الجزء ويحمل على الثلث كما بينه حديث الحسن، وأما ذكر الأم في الآخرين دون حديث الكتاب فإما أن يكون اقتصارًا من الراوي على بعض ما سمعه وهو جائز فيقيد بالحديث الآخر وإما أن يكون - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن يوسف أعطي شطر الحسن باعتبار أنه جار حسن أمه إلى حسنه وقد عرفت أنه أريد بالشطر الثلث في هذا الحديث وقيل: إنه لم يعط أحد من الحسن أكثر مما أعطي يوسف لأنه في مقام إفضاله تعالى على يوسف فالقائل أن نبينا - صلى الله عليه وسلم - أعطي أكثر مما أعطي يوسف من الحسن يحتاج إلى دليل (ش حم ع ك عن أنس) (¬2) رمز المصنف لصحته. 1174 - "أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر (حم د ك) عن عبد الله بن قرط (صح) ". (أعظم الأيام عند الله يوم النحر) في القاموس (¬3) أنه عاشر ذي الحجة (ثم يوم القر) بفتح القاف وتشديد الراء لأنهم يقرون فيه بمنى وهو ثاني يوم النحر ولفظ النهاية (¬4): أفضل الأيام عند الله فالأعظم هو الأفضل والفضل هو الزيادة وتفضيل الزمان باعتبار ما يقع فيه من أعمال البر وأن أجرها فيه أكثر من أجرها في غيره وإفضاله تعالى على عباده بالمغفرة فيه أكثر من إفضاله في غيره كما تكررت به الأحاديث. ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 533). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 42) رقم (17593)، وأحمد (3/ 148، 286) وأبو يعلى (3373) والحاكم (2/ 570). وقال: على شرط مسلم. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1062) والسلسلة الصحيحة (1481). (¬3) القاموس المحيط (ص 617). (¬4) النهاية (4/ 37).

وأما حديث أبي هريرة: "أفضل الأيام عند الله يوم الجمعة" (¬1) فالمراد أيام الأسبوع وهذان اليومان أعظم أيام السنة. والحق أن يوم الجمعة أفضل الأيام على الإطلاق كما يفيده حديث أبي لبابة الآتي في الكلام على قوله - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأيام هذا، ويوم النحر هو يوم الحج الأكبر كما يفيده حديث علي -عليه السلام- عند الترمذي (¬2): "يوم النحر هو يوم الحج الأكبر" وأما هل ليلتا هذين اليومين داخلتان في التفضيل فيكونان أفضل من كل ليالي السنة فلا دليل على ذلك من هذا الحديث (حم د ك عن عبد الله بن قرط) (¬3) بضم القاف وسكون الراء (¬4) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي. 1175 - "أعظم الخطايا اللسان الكذوب ابن لال عن ابن مسعود (عد) عن ابن عباس (ض) ". (أعظم الخطايا اللسان الكذوب) أي خطيئتها أو جعلها خطيئة مبالغة أو إطلاق المسبب على السبب وهو الكثير الكذب كما دلت له صيغة المبالغة وعظم خطيئتها بكثرة كذبها فإنه أقبح الذنوب وعنه تتولد القبائح (ابن لال عن ابن مسعود) (¬5) فيه الحسن بن عمارة متروك (عد عن ابن عباس) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (7/ 5 (2770)). (¬2) أخرجه الترمذي (958)، وصححه الألباني. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 350) وأبو داود (1765) والحاكم (4/ 221) وابن خزيمة (2866). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1064) والإرواء (2018). (¬4) هو عبد الله بن قرط الثمالي الأزدي كان اسمه في الجاهلية شيطانًا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، انظر الاستيعاب (1/ 299) وذكر له هذا الحديث. (¬5) أخرجه ابن لال كما في الكنز (8203) والمداوي للغماري (1/ 639)، وابن عدي في الكامل (1/ 41)، قال المناوي (2/ 3): فيه الحسن بن عمارة قال الذهبي في الضعفاء (1454): متروك باتفاق. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (955) والسلسلة الضعيفة (2611).

لضعفه لأنه قال مخرجه: لا أعلم يرويه عن الثوري غير أيوب بن سويد. 1176 - "أعظم العيادة أجرا أخفها البزار عن علي (ض) ". (أعظم العيادة) بالعين المهملة والتحتية المثناة ثم دال مهملة من عاد المريض زاره (أجرًا) ثوابًا (أخفهما) قعودًا عند المريض وقد ضبط بالباء الموحدة عوضًا عن المثناة التحتية وكأن المراد أخفهما في تمام ولأن الأخف تتم المداومة عليه وإدامة العبادة أحب إلى الله تعالى إلا أنه قال الشارح: إنه غلط وتصحيف لأن تمام الحديث عند مخرجيه: البزار والبيهقي [1/ 342] والتعزية مرة انتهى. يريد أن التعزية تناسب العيادة لا العبادة (البزار عن علي) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأنه منقطع. 1177 - "أعظم الغُلول عند الله يوم القيامة ذراع من الأرض: تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه ذراعا، فإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين يوم القيامة (حم طب) عن ابن مالك الأشجعي (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (663) والبيهقي في الشعب (9219) وفيه انقطاع كما قال البزار: "وأحسب أن ابن أبي فديك لم يسمع من علي بن عمر بن علي بن أبي طالب". وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 296). وقال الألباني في ضعيف الجامع (957) والسلسلة الضعيفة (2944) ضعيف جدًّا، وقد بيَّن في الضعيفة أن علي بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب روى عنه جمع وذكره ابن حبان في الثقات وقال الحافظ في التقريب (4775) مستور من الثامنة فهو من طبقة محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أو أعلى قليلاً فإنه صدوق من صغار الثامنة عند الحافظ في التقريب (5736)، فلا وجه لتردد البزار في سماعه من علي بن عمر. وقال: وإنما علة الحديث شيئان آخران: الأول: الإرسال؛ فقد عرفت أن جده عليا ليس هو علي بن أبي طالب، وإنما علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو المعروف بزين العابدين؛ تابعي ثقة. والآخر: هارون بن حاتم؛ قال النسائي: ليس بثقة. وتركه أبو زرعة وأبو حاتم. الجرح والتعديل (9/ 88) والميزان (7/ 59) واللسان (6/ 177).

(أعظم الغلول) بالضم للمعجمة في النهاية (¬1): هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة وكل من خان في شيء خفية فقد غل (عند الله يوم القيامة) فإنه يوم ظهور الجزاء (ذراع من الأرض) أي غلول قدره والأكثر أعظم (تجدون الرجلين جارين في الأرض أو في الدار) أو غيرهما (فيقتطع أحدهما من حظ صاحبه) حقه (ذراعًا) يدخله في ملكه (فإذا اقتطعه طوقه من سبع أرضين يوم القيامة) في النهاية (¬2) طوقه الله سبع أرضين هو أن يخسف به الأرض فتصير البقعة المغصوبة منها كالطوق في عنقه وقيل: هو أن يطوق حملها يوم القيامة أي يكلف فيكون من التكليف لا من طوق التقليد انتهى وفيه من التشديد ما تراه ولعله تخصيص من تبديل الأرض غير الأرض هذه البقعة المغصوبة وأنها لا تبدَّل إن كان التبديل لذاتها لا لصفتها كما هو أحد الوجهين في الآية، وقد كثر التشديد في ذلك وناهيك بما روي: أن الله تعالى عاقب نبيه داود -عليه السلام- لما هم بإدخال بيت لبعض بني إسرائيل في بيت المقدس كما حكاه ابن سعد في الطبقات (¬3) قال ما حاصله: إن المسلمين لما كثروا قال عمر بن الخطاب للعباس - رضي الله عنه -: إن المسجد قد ضاق وقد ابتعت ما حوله من المنازل ولا أجد ما أوسع به إلا دارك وحجر أمهات المؤمنين، فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها وأما دارك فإما أن تبيعني بما شئت من بيت المال وإما أن أخطك حيث شئت من المدينة وأبنيها لك وإما أن تتصدق بها على المسلمين، قال: ولا واحدة منها هي قطيعة محمد - صلى الله عليه وسلم - جعلها لي وبناها معي فاختلفا فجعلا بينهما أبي بن كعب فانطلقا إليه فقصا عليه القصة فحدثهما أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله تعالى أوحى إلى داود: ابن لي بيتًا أذكر فيه فخط له خط بيت المقدس فإذا تربيعها يزاوله بيت ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 380). (¬2) النهاية (3/ 143). (¬3) الطبقات الكبرى (4/ 21).

لبعض بني إسرائيل فسأله أن يبيعه فأبى فزاده فأضعف له الثمن فحدث داود نفسه أن يأخذه منه فأوحى الله إليه أمرتك أن تبني لي بيتًا فأردت أن تدخل فيه الغصب وليس من شأني الغصب وأن عقوبتك أن لا تبنيه قال: يا ربِّ فمن ولدي قال فمن ولدك" فأعطاه سليمان -عليه السلام- فلما قضى أبي بينهما أتى العباس فقال لعمر قد تصدقت بها على المسلمين فأما وأنت تخاصمني فلا وهذه هي الدار التي اتفقت فيها قصة الميزاب بين عمر والعباس كما قدمنا في الإنصاف من النفس والحديث، فيه دليل أن الأرضين سبع كالسماوات (حم طب عن أبي مالك الأشجعي) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 1178 - "أعظم الظلم ذراع من الأرض ينتقصه المرء من حق أخيه. ليست حصاة أخذها إلا طوقها يوم القيامة (طب) عن ابن مسعود (ح) ". (أعظم الظلم ذراع) وكذا ما دونه كالشبر والأصبع إلا أنه ذكره لأنه فما فوقه غالب ما يؤخذ (من الأرض) كأنه أعظم لتهاون العباد به (ينتقصه المرء من حق أخيه) من ملكه (ليست حصاة) من حصاة الذراع [1/ 343] أخذها (إلا طوقها يوم القيامة) كما سلف (طب عن ابن مسعود) (¬2) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 140) والطبراني في المعجم الكبير (3/ 299) رقم (3463) وحسن إسناده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 10) والهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 175). وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 105) قال الهيثمي (4/ 175) إسناده حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (958) في إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الهاشمي قال الحافظ في التقريب (3592): صدوق في حديثه لين ويقال تغير بآخرة؛ وقال الذهبي في الكاشف (2961) قال أبو وحاتم وعدة لين الحديث وقال ابن حبان لا أحتج بحديثه، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1869) حسن صحيح. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 216) رقم (10538) وأخرجه أيضًا أحمد (1/ 396) رقم (3767) وزاد في آخره "إلى قعر الأرض ولا يعلم قعرها إلا الذي خلقها" وفي إسناده عبد الله بن لهيعة قال الذهبي ضعيف. المغني (3317). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (956) والسلسلة الضعيفة (2829).

1179 - "أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإِمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام (ق) عن أبي موسى (هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (أعظم الناس أجرًا في الصلاة) الفريضة (أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم) فأنه كلما بعد ممشاه كثرت خطاه وحطت خطاياه ورفعت درجاته كما سلف غير مرة وهذا الأجر بالنظر إلى المشي فلا ينافيه أعظمية أجرها بالنظر إلى غيره إن قيل: حديث "لا صلاة لجار المسجد إلا فيه" (¬1) يعارض هذا أجيب بأن هذه فضيلة أخرى خص بها جار المسجد وثبت فضيلة صلاته في غيره فيكون هذا خاصًا في غير جار المسجد على أنه قد ضعف حديث "لا صلاة لجار المسجد" (والذي ينتظر الصلاة) يرتقب إتيانه بها في جماعة (حتى يصليها مع الإِمام الأعظم) وهو راتب المسجد لا الخليفة (أعظم أجرًا من الذي يصلي ثم ينام) وكأنه أريد بها العشاء لأنها الصلاة التي ينام بعدها وفيه أن بعد المكان تزيد به فضيلة الصلاة كما أن مشقة الانتظار تزيد به أجرها (ق عن أبي موسى 5 عن أبي هريرة) (¬2) وأخرجه غيرهم. 1180 - "أعظم الناس هما المؤمن، يهتم بأمر دنياه وبأمر آخرته (هـ) عن أنس (ض) ". (أعظم الناس همًا) في القاموس (¬3): الهم: الحزن انتهى. ولا يتم ترادفهما لحديث: "أعوذ بك من الهم والحزن .. " (¬4) والعطف قاضي بتغايرهما فالهم هو اشتغال القلب بالآتي والحزن هو جزعه على الماضي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 1373)، والبيهقي في السنن (3/ 57). (¬2) أخرجه البخاري (651) ومسلم (662) عن أبي موسى. وابن ماجه (782) عن أبي هريرة. (¬3) القاموس المحيط (ص 2/ 15). (¬4) أخرجه البخاري (6002)، ومسلم (1365)، وأبو داود (1541).

(المؤمن) كأنه قيل: لماذا كان كذلك قال: (يهتم بأمر دنياه) بكسب الحلال فيها والإنفاق على العيال وإصلاح حال المسلمين وإرشادهم ويكفي شرهم وعزل شره (وأمر آخرته) من تذكر حال الموت وما بعده. والحاصل: أن من عظمت همته في الدين زاد همه والغافل عن ذلك بارد القلب همته شهوته لا غيرها، ولذا قيل: يخلو من الهم أخلاهم من الفطن والحديث تأسية للمؤمن وإعلام له أن زيادة همه لزيادة إيمانه (5 عن أنس) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأن فيه يزيد الرقاشي متروك. 1181 - "أعظم الناس حقا على المرأة زوجها، وأعظم الناس حقا على الرجل أمه (ك) عن عائشة (صح) ". (أعظم الناس حقًا على المرأة زوجها) لما أوجبه الله عليها له من الحقوق وقد سرد الغزالي في الإحياء ذلك وأطال فيه وأطاب، (وأعظم الناس حقًا على الرجل أمه) يحتمل أن مفهوم لقبه مراد أي على الرجل لا المرأة فالأعظم حقًا عليها الزوج والمراد: ذات الزوج ويحتمل أنه غير مراد فيكون بالناس في صدر الحديث مراد بهم الرجال خاصة أي أعظم الرجال على المرأة حقا زوجها ويكون المراد بالناس في عجز الحديث ما يعم الرجل والمرأة فيفيد أن الأم أعظم حقًّا على الرجال والنساء والمراد: من الحق وجوب طاعة الزوج ووجوب طاعة الأم في غير معصية في الأمرين (ك عن عائشة) رمز المصنف لصحته وأقره الذهبي ورواه عنه أيضًا البزار وغيره (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2143) وفي إسناده: يزيد الرقاشي والحسن بن محمد بن عفان وإسماعيل بن بهرام وهم ضعفاء كما في مصباح الزجاجة (3/ 7). وقال المناوي (2/ 5): فيه يزيد الرقاشي قال في الميزان (7/ 232): عن النسائي وغيره متروك ورواه أيضًا البخاري في الضعفاء. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (961) والسلسلة الضعيفة (897). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 167، 193 طـ العلمية) وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأخرجه أيضًا =

1182 - "أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة (حم ك هب) عن عائشة (صح) ". (أعظم النساء بركة) نموًا وزيادة في كل خير (أيسرهن مؤنة) من منّ مانه، مانه إذا كفاه كالمعونة من عانه، والمراد: أيسرهن مؤنة في الزواج كما يرشد إليه حديث عقبة عند أبي داود (¬1): "خير النكاح أيسره"، وحديث: "خير الصداق أيسره"، ويحتمل أيسرهن مؤنة في داوم الصحبة بقناعتها فلا تكلف زوجها ما لا يحتمله حاله كما أرشد إليه حديث أخوف ما أخاف عليكم فتنة الشر من قبل النساء، وفيه لتتعبن الغني وكلفن الفقير. تقدم، يحتمل الأمرين (حم ك هب عن عائشة) (¬2) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم على شرط مسلم [1/ 344] وأقره الذهبي. ¬

_ = النسائي في السنن الكبرى (9148) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 34) رواه البزار والحاكم وإسناد البزار حسن، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 309) وفيه أبو عتبة ولم يحدث عنه غير مسعر، وبقية رجاله رجال الصحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (959) في إسناده أبو عتبة شيخ لمسعر بن كدام مجهول كما قال الحافظ في التقريب (8236). (¬1) أخرجه أبو داود (2117). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 82، 145) الحاكم (2/ 194) وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في التلخيص والبيهقي في الشعب (6566) وأخرجه أيضًا النسائي في السنن الكبرى (9274). وقال الهيثمي في المجمع (4/ 255): رواه أحمد والبزار وفيه ابن سخبرة يقال: اسمه عيسى بن ميمون وهو متروك. وقال الزين العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 386 طـ مكتبة طبرية): والسخاوي في المقاصد (1/ 330) والعجلوني في كشف الخفاء (1/ 164) إسناده جيد. قلت في إسناده ابن سخبرة قال الذهبي في الميزان (7/ 451) ابن سخبرة لا يعرف ويقال هو عيسى بن ميمون بن أبي سعيد ولا يعرف، قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 287) في ترجمة ابن سخبرة: روى عن القاسم بن محمد روى عنه حماد بن سلمة فسماه ابن سخبرة، ثم روى عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: استعديت على عيسى بن ميمون في هذه الأحاديث عن القاسم بن محمد في النكاح وغيره فقال: لا أعوذ. وقال ابن معين: عيسى بن ميمون صاحب القاسم عن عائشة، ليس بشيء. وقال أبي: هو متروك الحديث. وانظر لسان الميزان (4/ 407) والميزان (5/ 392). هذا وقد وقع في رواية الحاكم عمر بن طفيل بن سخبرة ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في السنن (7/ 235) لكن وقع عنده (عمرو) بالواو وسواء كان عمر أو عمرو فلم أجد من ذكره. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (962) والسلسلة الضعيفة (1117)، والإرواء (1928).

1183 - "أعظم آية في القرآن آية الكرسي، وأعدل آية في القرآن "إن الله يأمر بالعدل والإحسان -إلى آخرها" وأخوف آية في القرآن "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" وأرجى آية في القرآن "يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله" الشيرازي في الألقاب، وابن مردويه، والهروي في فضائله عن ابن مسعود (ض) ". (أعظم آية في القرآن) أكثرها أجرًا عند التلاوة أو احتمالاً للمعاني أو دلالة على الوحدانية (آية الكرسي) قال ابن العربي: إنها صارت آية الكرسي أعظم الآيات لعظم مقتضاها فإن الشيء إنما يعظم لعظم ذاته ومقتضاه ومتعلقاته وهي في آيات القرآن كسورة الإخلاص في السور، وقال ابن المنير: اشتملت آية الكرسي على ما لم تشتمل عليه آية من آيات كتاب الله وذلك أنها اشتملت على سبعة عشر موضعًا فيها اسم الله تعالى ظاهرًا في بعضها ومستكنًا في بعض وسردها، وقال الغزالي: إنما كانت سيدة آيات الله لاشتمالها على ذات الله وصفاته وأفعاله فقط ليس فيها غير ذلك ومعرفة ذلك هو القصد الأقصى في العلوم وما عداه تبعًا له وبين ذلك بما قدمناه (وأعدل آية في القرآن) العدل هو التوسط في الأمور بين الإفراط والتفريط والمراد بأعدل الآيات: ما ليس فيه تشديد الوعيد ولا رجاء الوعد ولا الإهمال عن الأوامر ولا التغليظ فيها بل أمر فيها بالعدل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90] إلى آخرها والعدل هو عام في كل شيء من أمور الدنيا والدين كما يرشد إليه حديث: "خيار الأمور أوساطها" (¬1) كما أن قرينة الإحسان تدخل في كل شيء حتى في إزهاق الروح كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله كتب الإحسان في كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة" (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (601) مقطوعًا على مطرف. (¬2) أخرجه مسلم (1955).

ونهى فيها عن الفحشاء وهو ما عظم من الفواحش وعن المنكر وهو ما تنكره العقول والشرائع وعن البغي وهو طلب التطاول بالظلم فالآية قد دخل فيها كل حسن يجب الأمر به وكل قبيح يجب النهي فقد جاءت بأحسن الأمور أمرًا ونهيًا (وأخوف آية في القرآن) أزيدها مخوفية فهو من المبني للمفعول {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} [الزلزلة: 7، 8] الذرة النملة الصغيرة، وقيل: الذرة ما يرى في شعاع الشمس من الهنا، والمثقال: مقدار من الوزن أي شيء كان من قليل أو كثير فمعنى مثقال ذرة وزن ذرة. فإن قلت: لم كانت أخوف آية وقد تساوي بين الخير والشر فيها فليس فيها تغليب جانب الشر حتى تتولد فيه الأخوفية، وهل هي إلا مثل قوله: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]؟ قلت: لما كان ما يفعله البشر من الشر أضعاف ما يفعله من الخير دلت الآية على المناقشة في الحساب رؤية كل ما قدمه من خير وشر والاستقصاء في التفتيش لا جرم كانت أخوف آية. إن قلت: إن أريد المؤمن فسيئاته الصغائر مكفرة باجتنابه الكبائر {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [النساء: 31] فلا يدخل تحت الوعيد وإن أريد الكافر فأعماله الخيرية باطلة بسبب كفرياته {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]. قلت: قيل: أريد بمن يعمل خيرًا المؤمن وبمن يعمل شرًا الكافر بدليل السياق في قوله أشتاتًا وقيل: بل الرؤية تكون بالعرض فيعفي عن سيئات المؤمن وتجعل حسنات الكافر هباءًا منثورًا، وقيل: يجوز أن تكون الرؤية في دار الدنيا فالمؤمن تصيبه المصيبة بذنوبه [1/ 345] حتى الشوكة يشاكها فما تبرح به المصائب حتى لا يبقي عليه ذنب والكافر بإنعام الدنيا من العافية وسعة

الرزق حتى يجازي بحسناته قاله في الإتحاف لطلبة الكشاف. قلت: ولا يخفى أنه يبعده كون السياق في أحوال الآخرة {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا} [الزلزلة: 6] الآية (وأرجى آية في القرآن) هو أيضًا مثل أخوف مأخوذ من المبني للمفعول وهو من الرجاء، في النهاية (¬1): أنه التوقع والأمل أنتهي والمعني أزيد آية يتوقع فيها العباد عفو الله وغفرانه هذه الآية وذلك لما فيها من خطاب العصاة المسرفين بقوله {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر: 53] فخاطبهم بعبادي مضيفًا لهم إلى نفسه وبأنهم عباده وبأن ضرهم وإسرافهم ما كان إلا على أنفسهم وما أساءوا إلا إليها فتقوى قلوبهم غاية القوة لرجاء رحمته ثم نهاهم عن القنوط من رحمته وعلل ذلك بأنه يغفر الذنوب جميعًا فعرفها باللام المفيدة للاستغراق بقرينة المقام ثم زاده تأكيدًا بالتأكيد بجميعًا ثم ختم الآية الشريفة بصفتيه الكريمتين الغفور الرحيم وأتى بهما على صيغتي المبالغة وجمع بينهما ولم يكتف بأحدهما عن الأخرى فأي بشارة يطمع العبد في الغفران أعظم من هذه البشارة؟ واعلم: أن الشرك خارج من هذا العموم بالنص {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48] وبالإجماع، وتكلف جار الله رحمه الله (¬2) فقال: التقييد بالتوبة مراد والتقدير: إن الله يغفر الذنوب جميعًا بالتوبة، ولم يرتضيه المحققون من الوعيد به الذي على رأيه قال الفاضل العلوي في الكلام عليه: والحق أن غفران الذنوب جميعًا هو الأول بكرم الله وعفوه. فائدة: قال المصنف في الإتقان (¬3): اختلف في أرجى آية في القرآن على بضعة ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 207). (¬2) في الكشاف (ص: 1114). (¬3) الإتقان (2/ 427 - 428).

عشر قولا وعد هذه الآية أول الأقوال وسرد باقيها فيه فليطالعه من أحب (الشيرازي في الألقاب) رمز المصنف لضعفه (وابن مردويه والهروي في فضائله عن ابن مسعود) (¬1). 1184 - "أعظم الناس فرية اثنان: شاعر يهجو القبيلة بأسرها، ورجل انتفى من أبيه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (هـ) عن عائشة (ض) ". (أعظم الناس فرية) بكسر الفاء وسكون الراء ثم مثناة تحتية هي الكذبة (اثنان شاعر يهجو القبيلة) الهجو الشتم بالشعر وإنما كان شاتم القبيلة (بأسرها) أعظم فرية لأنه شتم من لا ذنب له، وسب من لا يعرفه وهتك كم من عرض مصون ولأن الشتم بالشعر يستحليه اللسان ويرويه كل إنسان ويبقي على مر الأزمان (ورجل انتفى من أبيه) نفى أبوة أبيه سواء انتسب إلى غيره أم لا، وذلك لأنه كذب أولاً ثم ترتب عليه قبائح عديدة لا تنحصر من خلط النسب وعقوق الأب وقطيعة الرحم (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب 5 عن عائشة) (¬2) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عمرو بن مرة ثقة يرى الإرجاء ورواه عنه الديلمي والبيهقي وابن ماجه وسنده حسن. 1185 - "أعف الناس قتلة: أهل الإيمان (د هـ) عن ابن مسعود (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (2539) وعزاه في الدر المنثور (2/ 7) إلى ابن مردويه والشيرازي في الألقاب والهروي في فضائله. وأخرجه عبد الرزاق (6002) والطبراني (9/ 132) رقم (8658)، والبيهقي في الشعب (2391) (2392). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (954) والسلسلة الضعيفة (7025). وفي إسناده عبد الله بن كيسان قال الذهبي في المغني في الضعفاء (3315) ضعفه أبو حاتم، وقال الحافظ في التقريب (3558) صدوق يخطئ كثيرًا. (¬2) أخرجه ابن ماجه (3761) وابن أبي الدنيا في ذم الغضب كما في الكنز (3952) وقال في مصباح الزجاجة (4/ 123) هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وأخرجه كذلك البخاري في الأدب المفرد (874). وحسنه الحافظ ابن حجر في الفتح (10/ 539). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1066) والسلسلة الصحيحة (1487).

(أعف الناس) هو من العفة وهو ترك الحرام قال في القاموس (¬1): عف عما وعفافًا وعفة بالفتح وعفة بالكسر كف عما لا يحل ولا يحمل فالمراد: أكثر الناس تركًا للقتله المؤمنون وذلك لأن معهم من الإيمان ما يزجرهم عن القتل كما أفاده حديث أبي هريرة: الإيمان قيد (¬2) الفتك لا يفتك مؤمن. (قتله أهل الإيمان) يحتمل أنه بفتح القاف للمرة أي هم اعف الناس عن الواحدة من القتل كيف ما هو أكثر ويحتمل أنه بكسرها للنوع والمراد أنهم أعف الناس [1/ 346] عن نوع من القتل وهو القتل بغير حق أو قتل بالفتك كما أفاد حديث أبي هريرة: لا يفتك مؤمن؛ لأنه نوع من القتل في النهاية (¬3) الفتك أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل فيشد عليه فيقتله أو القتل بالمثلة لنهي الله عنه. (د هـ عن ابن مسعود) (¬4) رمز المصنف لحسنه ورجاله ثقات كما قاله الشارح. 1186 - "اعقلها وتوكّل (ت) عن أنس (صح) ". (اعقلها وتوكل) الضمير عائد إلى الناقة في كلام السائل وهو أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - هل يعقل ناقته أو يتوكل فقال: "اعقلها وتوكل" فهذه الكلمة الشريفة مرشدة إلى أن التوكل لا يتم إلا باتخاذ الأسباب التي جعلها الله وصلة إلى مسبباتها لأن ترك السبب ليس من شأن المتوكلين بل المتوكل من اتخذ السبب ثم توكل في حصول المسبب كتوكل الزراع في سقي الأرض وإلقاء البذور وأما تارك السبب ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1084). (¬2) أخرجه أبو داود (2769). (¬3) النهاية (3/ 409). (¬4) أخرجه أبو داود (2666) وابن ماجه (2682). وأخرجه أحمد (1/ 393) وابن الجارود (840). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (963) وفي السلسلة الضعيفة (1232) لاضطرابه وجهالته، وانظر طرقه وعلله في الضعيفة مطولاً.

فلا يسمى متوكلاً بل متكلا عاجزًا مفرطًا (ت عن أنس) (¬1) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حديثٌ غريب وحكي عن الفلاس أنه منكر وكذلك أنكره ابن القطان قال الشارح: لكن أخرجه ابن حبان من حديث عمرو بن أمية الضمري وإسناده صحيح. 1187 - "أعلم الناس من يجمع علم الناس إلى علمه، وكل صاحب علم غرثان (ع) عن جابر". (أعلم الناس) أكثرهم علمًا (من يجمع علم الناس إلى علمه) يطلب ما عند غيره ليضمه إلى ما عنده فلا يزال طالبًا للعلم أبدًا فقد جعل الله فوق كل ذي علم عليم (وكل صاحب علم غرثان) بالمعجمة فراء فمثلثة بزنة جوعان ومعناه (¬2) وتقدم أنه لا يشبع عالم من علم (ع عن جابر) (¬3) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: فيه مسعدة بن اليسع ضعيف. 1188 - "اعلم أنك لا تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة، وحط عنك بها خطيئة (حم ع حب طب) عن أبي أمامة (صح) ". (اعلم) خطاب لراويه (أنك لا تسجد لله) مخلصًا بها له (سجدة) يحتمل واحدة من السجدات فتؤخذ منه مشروعية السجدة مفردة عن الصلاة لغير ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2517) من رواية أنس. وأخرجه ابن حبان (731) من رواية عمرو بن أمية الضمري. والضياء (7/ 216) رقم (2658) قال المناوي (2/ 8) قال الزركشي: إنما أنكره القطان من حديث أنس وقال الزين العراقي: رواه ابن خزيمة والطبراني من حديث عمرو بن أمية الضمري بإسناد جيد. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1068). (¬2) انظر: النهاية (3/ 660). (¬3) أخرجه أبو يعلى (2183) والقضاعي في مسند الشهاب (205) وقول الهيثمي في المجمع (1/ 162) وفيه: وهو ضعيف جدًا وانظر الميزان (6/ 408). وأخرجه ابن حبان في الضعفاء (3/ 35). وقال الألباني في ضعيف الجامع (964) موضوع، وضعفه في السلسلة الضعيفة (1101).

التلاوة والشكر فقد علمًا من غيره ويحتمل أن يراد بها الصلاة كما قد عبر بها عنها في غيره من إطلاق الجزء على الكل (إلا رفع الله لك بها درجة) من درجات الجنة (أو حط عنك بها خطيئة) فهو حث على الإكثار من هذه العبادة (حم ع حب طب عن أبي أمامة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1189 - "اعلم يا أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام (م) عن أبي مسعود (صح) ". (اعلم يا أبا مسعود) هو البدري قال: كنت أضرب غلامًا لي بالسوط فسمعت صوتًا من خلفي يقول: "اعلم أبا مسعود" فلم أفهم الصوت من الغضب فلما دنا مني إذ هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "اعلم يا أبا مسعود اعلم أبا مسعود"، فألقيت السوط من يدي فقال: "اعلم أبا مسعود ... " الحديث، ثم قال أبو مسعود: لا أضرب مملوكا بعده أبدًا والحديث حث على العفو وإلا فضرب المملوك جائز كما تقدم ولذا لم ينهه - صلى الله عليه وسلم - بل وعظه فقال (إن الله أقدر عليك منك) مشير إلى أنه كما أنك تحب عفو الله عنك فاعف عنه لأنك إذا علمت أن الله تعالى أقدر عليك مع أنك عنه لا تخلوا عن ذنب قدرت على خادمك وهو ذو ذنب فاعف عنه يعف عنك وإخباره - صلى الله عليه وسلم - بأن الله أقدر عليه منه ليس لإفادة الحكم ولا لازمه بل لتنزيله منزلة من لا يعلم ذلك لجريه على خلاف موجب العلم إذ موجبه العفو وإقالة العثرة والاحتمال (على هذا الغلام م (¬2) عن أبي مسعود البدري) (¬3) نسبه إلى بدر وليس من أهل وقعة بدر إنما نزل بها فنسب إليها. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 255) وقال الهيثمي (3/ 182) ورجال أحمد رجال الصحيح، وأبو يعلى كما في الكنز (18899) والطبراني في الكبير (8/ 91) رقم (7463). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1069) والسلسلة الصحيحة (1488). (¬2) أخرجه مسلم (1659). (¬3) انظر الإصابة (4/ 52414).

1190 - "اعلم يا بلال أنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئًا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها، لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئًا (ت) عن عمرو بن عوف". (اعلم يا بلال) هو ابن رباح مولى أبي بكر (أنه من أحيا سنة) أشادها وعمل بها [1/ 347] (من سنتي قد أميتت من بعدي) هجرت هجر الأموات (كان له من الأجر مئل من عمل بها) أي مثل أجر العاملين بها (من غير أن ينقص) ذلك الأجر الذي لمن أحياها (من أجورهم) العاملين شيئًا وهو كحديث: "من سن سنة حسنة" (ومن ابتدع بدعة ضلالة لا يرضاها الله ورسوله) وصف كاشف (كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك أوزار الناس) العاملين بها (شيئًا) وفيه الترغيب في إحياء السنن والترهيب من ابتداع البدع (ت عن عمرو بن عوف) (¬1) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إنه حسّنه الترمذي. 1191 - "اعلموا أنه ليس منكم من أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله، مالك ما قدمت، ومال وارثك ما أخرت (ن) عن ابن مسعود". (اعلموا أنه ليس منكم أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله) وبين هذا الإخبار بقوله (مالك ما قدمت) لأنه مالك (ومال وارثك ما أخرت) هو حث على الإنفاق في وجوه الخير وترغيب فيه وتصوير لحال من يمسك المال ومن ينفقه بأن الممسك أمسك مال غيره وهو وارثه ولو قدمه كان مال نفسه فإن المال يراد للانتفاع به فما قدمه العبد فنفعه له وما آخره فنفعه لوارثه فهو مال وارثه فالممسك قد أحب مال غيره أشد من حبه مال نفسه بتوفيره له وحفظه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2677) وقال: حديث حسن، وابن ماجه (209) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 47) فيه كثير بن عبد الله متروك واه. وانظر ترجمته في المغني (5084). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (965).

عن الإنفاق وهذا الكلام النبوي في غاية الموعظة وألم به من قال: جمعت مالاً فقل هل جمعت له ... يا جامع المال أيامًا تفرقه المال عندك متروك لوارثه ... ما المال مالك إلا حين تنفقه (¬1) وجملة مالك إلى آخره استئنافية كأنه قيل لما أتي بالجملة الأولى وفيه غرابة من حيث أنه أخبر بمحبة الإنسان لمال غيره أكثر من حبه مال نفسه وكيف ذاك فقال مالك إلى آخره (ن عن ابن مسعود (¬2)) وقريب منه في الصحيحين. 1192 - "أعلنوا النكاح (حم حب طب حل ك) عن ابن الزبير (صح) ". (أعلنوا) أظهروا (النكاح) ولا تكتموه ويأتي كيفية ذلك في الثاني (حم حب طب حل ك عن ابن الزبير) (¬3) رمز المصنف لصحته. 1193 - "أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف (ت) عن عائشة". (أعلنوا هذا النكاح) إشارة إلى تعظيمه (واجعلوه) أي عقده (في المسجد) لتشهد عليه طائفة من المسلمين (واضربوا عليه بالدفوف) أي على النكاح والمراد مقدماته من الزفاف ونحوه كما يفيد حديث عائشة عند البخاري (¬4) قالت: زففنا امرأة من الأنصار فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا عائشة أما كان معكم لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو" فقد أريد بالظاهر العقد وبأحد ضميريه وبالضمير الآخر ¬

_ (¬1) منسوب إلى محمد بن عبد الرحمن الكناني من شعراء الدولة العباسية مولده ومنشأه بالبصرة (ت 250 هـ). (¬2) أخرجه النسائي (6/ 237). وأخرجه البخاري (6442). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 5) وابن حبان (4066) والطبراني (7/ 152) رقم (6666) وأبو نعيم في الحلية (8/ 328) والبزار (2214) والحاكم (2/ 183). وقال الهيثمي (4/ 289): رجال أحمد ثقات. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1072). (¬4) أخرجه البخاري (5163).

مقدماته استخدامًا وهو من الاستخدام باللفظ الحقيقي ومعناه المجازي إذ إطلاق النكاح على مقدماته مجاز من إطلاق السبب على المسبب (ت عن عائشة) (¬1) قال الترمذي: فيه عيسى بن ميمون ضعيف جدًا وجزم البيهقي بصحته وقال ابن الجوزي: ضعيف جدًا قال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف لكن توبع عند ابن ماجه. 1194 - "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك (ت) عن أبي هريرة (ع) عن أنس". (أعمار أمتي بين الستين إلى السبعين) ينتهي في هذه العشر التي سمتها العرب وفاقة الرقاب كما قيل: وإن امرأ قد صار ستين حجة ... إلى منهل من ورده لقريب ولذا ورد أنه قد أعذر الله من بلغ هذه السن، وروي أنها المراد من قوله {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّر} [فاطر: 37] وفائدة الإخبار بهذا حث من بلغ إليها أن يتزود للمعاد ويقطع عن الدنيا علائق كل مراد، وفيه رد لمن يدعي إثبات العمر الطبيعي الذي لا دليل عليه (وأقلهم من يجوز) تجاوز (ذلك). (ت عن أبي هريرة ع عن أنس) (¬2) [1/ 348] قال مخرجه الترمذي: حسن غريب لا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1089) وقال: حديث غريب حسن في هذا الباب وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعف في الحديث. وانظر التقريب (5335). وأخرجه البيهقي في السنن (7/ 290) وقال عيسى: بن ميمون: ضعيف، وانظر العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 627) والتلخيص الحبير (4/ 201) وفتح الباري (9/ 226). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (966) والسلسلة الضعيفة (978). (¬2) أخرجه الترمذي (2331) عن أبي هريرة وأبو يعلى في مسنده (2902) وقال الترمذي: حسن غريب، وقال الحافظ ابن حجر في الإقناع بالأربعين المتباينة بالسماع (ص 125) وسنده حسن وكذا في الفتح (11/ 240)، وأخرجه أبو يعلى كما في إتحاف الخيرة المهرة للبوصيري (9/ 255) قال الهيثمي في المجمع (10/ 206): فيه شيخ لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح.

يعرف إلا من هذا الوجه انتهى. وتعجب منه الحافظ ابن حجر وقال: إنه نفسه قد رواه من طريق أخرى عن أبي هريرة، وقال الهيثمي: فيه عند ابن عدي عبد الأعلى شيخ هشام وبقية رجاله رجال الصحيح. 1195 - "اعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلها (عد فر) عن أنس". (اعمل لوجه واحد) أراد بالوجه الذات أي لذات الله وأراد به إخلاص العمل أي لا لغرض غيره يكفيك الوجوه كلها لم يجزمه في جواب الأمر لأنه لم يقصد السببية لأنه تعالى كافيه عمل أو لم يعمل {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36] إن قيل: إذا لم يقصد السببية فأي فائدة في جعله جوابا وترتيبه على الطلب ذكرا وأي مرابطة بينهما؟ قيل هو مفيد لعليته للطلب لأنه استئناف كأنه قيل: لم أعمل لوجه واحد قال لأنه يكفيك أو يكون صفة لوجه والوجهان مذكوران في قوله تعالى: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم: 6] في جواب {هَبْ لِي} وأحسن من قال: خل الوساوس والهموم بمعزل ... وكل الأمور إلى الكريم المفضل ودع الهموم يعودهما واحدًا ... هم اللقاء له لكي ما تبتلي (عد فر عن أنس) (¬1) سكت عليه المصنف وقال الشارح: كان ينبغي له حذفه لأنه في غاية الضعف. 1196 - "اعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدًا، واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدًا (هق) عن ابن عمرو (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 49) في ترجمة نافع أبي هرمز، وقال: عامة ما يرويه غير محفوظ والضعف على روايته بيَّن. وذكره الحافظ في لسان الميزان (6/ 164). والذهبي في ميزان الاعتدال (7/ 8) في ترجمة نافع بن هرمز وقالا: ضعفه أحمد، وجماعة، وكذبه ابن معين مرة. وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث. وقال النسائي: ليس بثقة والديلمي كما في المداوي للغماري (2/ 22). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (969) والسلسلة الضعيفة (823).

(اعمل عمل امرئ يظن أن لا يموت أبدًا) هذا في الأعمال الصالحة العام نفعها من نشر العلم بالتأليف وطلبه والحرص عليه وعمارة المساجد وإجراء الأنهار وغرس الأشجار وارتباط الخيل وإعدادها للجهاد وتوطين النفس على الأعمال الخيرية من الحج والجهاد ونحوه والأمر بإتقان العمل والقرينة على أن ذلك المراد ما علم من آداب الشارع وديدنه وهو أمر الأمر بالأعمال الصالحة والحث عليها والنهي عن الأمل والعمل للدنيا وللبقاء فيها فإنه من لاحظ أنه ميت غدًا لم يتقن من هذه الأعمال شيئًا ولا قام بشيء من أمور المسلمين وهو خلاف مراد الله ورسوله (واحذر حذر امرئ يخشى أنه يموت غدًا) هو كالاحتراس عما تفيده الجملة الأولى من إطلاق عنان الأمل المحذر عنه في عدة من الأخبار فكأنه في قوة: كن بين الرَّجاء والخوف أرجو الحياة وأحذر الممات فاعمل للرجاء عمله وللموت عمله (هب عن ابن عمرو) (¬1) رمز المصنف لضعفه لأن في روايته مجهولا وضعيفًا. 1197 - "اعملوا فكل ميسر لما خلق له (طب) عن ابن عباس وعن عمران بن حصين (ض) ". (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) هو قطعة من حديث أخرجه الخمسة (¬2) إلا النسائي من حديث علي - رضي الله عنه - وفيه قال يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة" فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا فقال: "اعملوا فكل ميسر لما خُلق له أما من كان من أهل السعادة فيصير إلى عمل أهل السعادة وأما من كان من أهل الشقاء فيصير إلى عمل أهل الشقاء" ثم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 19). والديلمي كما في المداوي للغماري (2/ 23) وقال المناوي (2/ 12): فيه مجهول وضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (968). (¬2) أخرجه البخاري (6231)، ومسلم (2647)، وأبو داود (4709)، والترمذي (2136)، وابن ماجه (78).

قرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5)} [الليل: 5] الآية. وأخرجه مسلم (¬1) من حديث جابر وفيه: "اعملوا فكل ميسر لما خُلق له" والعجب من اقتصار المصنف على نسبته إلى الطبراني ثم تضعيفه وكأنه أراد هذه الرواية الواردة بهذا اللفظ فقط كما يرشد إخراجها عن عمران بن حصين والأمر بالعمل مع الإخبار أنه تعالى قد سبق منه كتابة كل من أهل النار وأهل الجنة دليل على أن سبق علمه تعالى لا ينافي الاختبار والطلب من العبد وإن سبق العلم لا أثر له في وقوع المعلوم على طِبْقه ووقفه ما خلق له والمراد له العبادة لأنه تعالى صرح أنها الحكمة في خلقه للعباد في قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ [1/ 349] إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] وقراءته - صلى الله عليه وسلم - تفسير للمراد لأنها وردت في تقسيم قوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل: 4] فلا متمسك لمن زعم بأن الحديث قال أنه اختبار للعبد، وقد وفينا البحث حقه في غير هذا الموضع. (طب عن ابن عباس (¬2) وعن عمران بن حصين) رمز المصنف لضعفه فيما رأيناه مقابلاً على خطة وقال الشارح: لصحته لأنا تتبعنا ما ينقله الشارح من ذلك فوجدناه غير مطابق لما قوبل على خط المصنف وكأنه اتكل على نسخة فيها رموز الصحة ونحوها لم يقابل فقد رأينا اختلافًا كثيرًا في النسخ في ذلك. 1198 - "اعملوا فكل ميسر لما يهدى له من القول (طب) عن عمران بن حصين (ض) ". (اعملوا فكل ميسر لما يهدى له) هو كالأول وكأن المراد من قوله (من القول) أي القول الذي حق عليه وسبقت به كلمة ربه تعالى (طب عن عمران بن حصين) ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2648). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 18) رقم (10899) عن ابن عباس عن عمران بن حصين (18/ 129) رقم (266)، وكذلك أحمد (4/ 431). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1074).

رمز المصنف لضعفه (¬1). 1199 - "اعملي ولا تتكلي، فإن شفاعتي للهالكين من أمتي (عد) عن أم سلمة (ض) ". (اعملي) الصالحات (ولا تتكلي) لا تعتمدي في النجاة على العمل بل على رحمة الله وهو نظير قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخل الجنة أحد بعمله" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته" (¬2) والأمر بالعمل مع النهي عن الاتكال دليل لما قاله المحققون من أنه لا ينجو أحد إلا برحمته تعالى وما أحسن ما قاله ابن القيم (¬3) في حادي الأرواح: ومما يجب التنبيه عليه هو أن الجنة إنما تدخل برحمة الله ليس عمل العبد مستقلاً بدخولها وإن كان سببًا وقد أثبت تعالى دخولها بالأعمال في قوله: {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32] ونفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخولها بالأعمال في قوله: "لن يدخل أحد منكم بعمله الجنة" ولا تنافي بين الأمرين لوجهين: أحدهما: ما قاله سفيان وغيره كانوا يقولون النجاة من النار بعفو الله ودخول الجنة برحمته وانقسام المنازل والدرجات بالأعمال وقد دل على هذا حديث أبي هريرة: "إن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا منها بفضل أعمالهم" رواه الترمذي والنسائي (¬4) أن الباء التي نفت الدخول هي باء المعاوضة التي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (18/ 130) رقم (270). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (970) والسلسلة الضعيفة (7027) وراجع تضعيفه للحديث فيها. (¬2) أخرجه مسلم (2816)، وأحمد (2/ 466)، وابن حبان في صحيحه (348). (¬3) الروح (ص 224). (¬4) أخرجه الترمذي (2549) وابن ماجه (4336)، وابن حبان (7438) قد سبق في: "إن أهل الجنة ... " وقد ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1831) في إسناده عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين، أورده الذهبي في الضعفاء (3486) وقال: كاتب الأوزاعي وثقه أحمد وضعفه دحيم. وقال الحافظ في التقريب (3757): صدوق ربما أخطأ.

يكون منه أحد العوضين مقابلاً للآخر والباء التي أثبتت الدخول هي باء المسببية التي تقضي بسببيته ما دخلت عليه لغيره وإن لم يكن مستقلاً انتهى. قلت: فهذا فصل النزاع في المسألة، وللناس فيها نزاع طويل (فإن شفاعتي للهالكين من أمتي) يحتمل أنه تعليل لما ذكره على معنى: فإن رحمته للهالكين إلا أنه عبر عنها بالشفاعة إقامة للمسبب مقام السبب فإن الشفاعة مسببة عن رحمة الله إذ لولا رحمته ما قبل شفاعة شافع، ويحتمل أنه تعليل للمحذوف تقديره ولا تأسي لأنه نهي عن الاتكال على العمل لنشأ عنه اليأس عن النجاة فنهى عنه وعلله أن شفاعته للهالكين من الأمة أي الذين لم تنفعهم الأعمال (عد عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه (¬1). 1200 - "أعينوا أولادكم على البر، من شاء استخرج العقوق من ولده (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (أعينوا أولادكم على البر) أي بحسن الخلق ولين الخطاب واغتفار ما لا يخلو عنه الولد من الأمور التي تأباها النفس من الأب فهو إرشاد للآباء على تحصيل البر من الأبناء ويأتي حديث: "رحم الله من أعان ولده على بره" (من شاء استخرج العقوق من ولده) بأن يسيء إلى ولده فإن الطبع البشري يقتضي مقابلة الإساءة بالإساءة فالاستخراج للعقوق يكون بالإساءة إلى الولد وحينئذ يكون الوالد آثمًا بالإساءة إلى ولده لأنه حمله على المعصية (طس (¬2) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 152) في ترجمة عمرو بن المخرم وقال: إنه باطل لا يرويه إلا عمرو بن مخرم عن ابن عيينة وقال: إنه باطل لا يرويه إلا عمرو بن مخرم عن ابن عيينة، والطبراني في المعجم الكبير (23/ 369) رقم (872) وقول الهيثمي في المجمع (10/ 378): وفيه عمرو بن مخرم وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (971) وفي السلسلة الضعيفة (2828). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4076) وقول الهيثمي في المجمع (8/ 146). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (973) إسناده ضعيف؛ قال الذهبي في المغني 2/ 653: محمد بن يحيى بن يسار =

هريرة) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه من لا أعرفهم [1/ 350]. 1201 - "أغبط الناس عندي مؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من صلاة، وكان رزقه كفافا فصبر عليه حتى يلقى الله، وأحسن عبادة ربه، وكان غامضًا في الناس؛ عجلت منيته، وقل تراثه، وقلت بواكيه (حم ت ك هب) عن أبي أمامة (صح) ". (أغبط الناس عندي) الغبطة حسد خاص يُقال: غبطت الرجل أغبطه غبطًا إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ما له مع دوام ما هو فيه عليه إذ مع إرادة زواله عنه يكون حسدًا وهو محرم والأول جائز (مؤمن خفيف الحاذ) بالحاء المهملة والذال المعجمة قال في النهاية (¬1) الحال والحاذ واحد وأصل الحاذ طريقة المتن وهو ما تقع عليه اللبد من ظهر الفرس أي خفيف الظهر من العيال (ذو حظ من صلاة) أي يصيب منها (وكان رزقه كفافًا) وهو بزنة سحاب وهو من الرزق ما كف الإنسان وأغنى (فصبر عليه) لم يطلب الزيادة (حتى لقي الله) بالموت (وأحسن عبادة ربه) فما فوت حظه منها وعطفه على الصلوات من عطف العام على الخاص عناية بشأن الخاص (وكان غامضا في الناس) خاملاً لا ذكر له فيهم (عجلت منيته) أي لم يطل عمره فإنه مظنة عدم الصبر على الأقدار، والمنية: الموت، ويحتمل أنه يراد سهل عليه الموت (وقل تراثة) هو ما يخلفه الرجل من ضياع وأثاث والمعنى أنه أكثر الناس مغبوطية وأحقهم بها وهو من غبط المجهول هو من لا مال له ولا ولد فيشغله عن الله فإنه تعالى يقول: {لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [المنافقون: 9] وكان ذا نصيب من ¬

_ = عن حسين بن صدقة: لا يعرف ولا شيخه، روى عنه البزي. وفي اللسان 5/ 424: نكرة كشيخه حدث عنه أحمد البزي. (¬1) النهاية (1/ 457).

الصلاة وأعطي من العيش ما يكفيه عن الناس فلم يشغل بطلب الكفاية ولا بزيادة فضول الرزق وأعطي الصبر على ذلك وأحسن عبادة ربه ولم يخلف مالًا ولا ولدًا (وقلّت بواكيه) (حم ت ك هب عن أبي أمامة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1202 - "أغبوا في العيادة، وأربعوا (ع) عن جابر". (اغبوا) بالموحدة من الغب بكسر المعجمة وهو في أوراد الإبل أن يرد يوما ويدعه يومًا ثم نقله إلى العيادة للمريض والزيارة ومنه "زر غبًا تزدد حبًا" (في العيادة) بكسر المهملة ومثناة تحتية مصدر عاد المريض (واربعوا) وهو بالموحدة من رابع والحديث أمر بالعيادة للمرضى وأن يكونَ يومًا فيومًا لأنها لو كررت كل يوم كان تثقيلاً ولو عاد مرة واحدة كان إيحاشًا وهذا الأغلب وتختلف الأحوال والأعراف (ع عن جابر) (¬2) سكت عليه المصنف وحكى الشارح أن العراقي ضعفه. 1203 - "اغتسلوا يوم الجمعة، ولو كأسا بدينار (عد) عن أنس (ش) عن أبي هريرة موقوفًا". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 252، 255) والترمذي (2347)، وابن ماجه (4117)، وقال البوصيري (4/ 215): إسناده ضعيف، والحاكم (4/ 123) وقال الحاكم: هذا إسناد للشاميين ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: قلت: لا بل إلى الضعف هو. والبيهقي في الشعب (10357) قال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 215): إسناده ضعيف لضعف أيوب بن سليمان. قال فيه أبو حاتم مجهول. وتبعه على ذلك الذهبي في الطبقات وغيرها. وصدقة بن عبد الله متفق على تضعيفه. وانظر تهذيب التهذيب (1/ 354) والميزان (1/ 456). وانظر العلل المتناهية (2/ 636). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (974). (¬2) أخرجه أبو يعلى كما في الكنز (25152) وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (212) وابن حبان في المجروحين (916) في ترجمة موسى بن محمد بن إبراهيم وقال: يأتي بالمناكير عن أبيه. وابن أبي حاتم (2/ 241) رقم (2214)، وقال: أحاديثه منكرة كأنها موضوعة وقال المناوي (2/ 15) قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (975) والسلسلة الضعيفة (1644): ضعيف جدًّا.

(اغتسلوا يوم الجمعة) لحضور صلاتها وظاهر الأمر الوجوب وهو من أدلة من ذهب إليه ويأتي التصريح بالوجوب إلا أنه صرفه من لم يقل بوجوبه بحديث سمرة عند أحمد (¬1): "وغيره من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل" ولا شك أنه من آكد السنن وزاده تأكيدًا قوله (ولو كأسًا بدينار) فإن الأمر بشراء مائه ولو بهذا الثمن من الأدلة على تأكيد سنيته وأنه لا يسقط بخروج الماء عن ثمنه المعتاد (عد) عن أنس (ش) عن أبي هريرة موقوفًا) (¬2) سكت عليه المصنف وهو ضعيف بل حكم ابن الجوزي بوضعه حكاه عنه الشارح. 1204 - "اغتسلوا يوم الجمعة، فإن من اغتسل يوم الجمعة فله كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام (طب) عن أبي أمامة". (اغتسلوا يوم الجمعة فإنه من اغتسل يوم الجمعة) ظاهره وإن لم يحضر الصلاة ولا أرادها إلا أنه قيده غيره (فله) بمجرد غسله (كفارة) في النهاية (¬3): قد تكرر ذكر الكفارة اسمًا وفعلاً مفردًا وجمعًا وهي عبارة عن الفعلة والخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة أي يسترها وتمحوها وهي فعَّالة للمبالغة كقتاله وصوابه وهي من الصفات الغالبة في باب الاسمية انتهى (ما بين الجمعة) من الخطايا إلى (الجمعة) الأخرى (وزيادة ثلاثة أيام) من التي بعدها هكذا جاء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 15)، والترمذي (497). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 389) في ترجمة حفص بن عمر بن دينار. وابن حبان في المجروحين (1/ 258) رقم (254) والديلمي كما في المداوي (2/ 31). وأخرجه ابن أبي شيبة (1/ 434) رقم (5004) عن أبي هريرة موقوفًا، وقال ابن حبان في المجروحين: يقلب الأخبار ويلزق بالأسانيد الصحيحة المتون الواهية وحكم ابن الجوزي في الموضوعات (974) بوضعها. وقال الألباني في ضعيف الجامع (978) والسلسلة الضعيفة (158): موضوع. (¬3) النهاية (4/ 189).

مصرحًا به في رواية وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها وهنا بحث وهو أن هذا التكفير والتغطية ص 351 في هذا الحديث وأمثاله هل للكبائر أو للصغائر أو لهما لا يصح أن يجعل للصغائر لأنه تعالى قد جعلها مكفرة باجتناب الكبائر في قوله: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} [النساء: 31] الآية. فيتعين أن المراد الكبائر إلا أنه يشكل عليه حديث أبي هريرة عند ابن ماجه (¬1): "الجمعة إلى الجمعة كفارة ما بينهما ما لم تغش الكبائر" فأفاد أن المكفر الصغائر مشروطًا تكفيرها بعدم غشيان الكبائر فإن حمل المطلق وهو حديث الغسل على المقيد وهو حديث الجمعة أي صلاتها واستدللنا لذلك بأنه إذا قيد المتوسل إليه وهو الصلاة فتقييد الوسيلة وهو الغسل أولى وصار المعنى: "من اغتسل يوم الجمعة فله كفارة ما اجتنبت الكبائر"، والمكفَّر الصغائر فيبقى مشكلاً لما سلف من قضاء الآية لتكفيرها بنفس الاجتناب وإذا كان كذلك لم تكن هذه الطاعات مكفرة شيئًا ولعله يقال إن الحكم على هذه الطاعات بأنها مكفرة مع التكفير بغيرها وهو الاجتناب إخبار من الشارع بأنه لو لم تكفر الصغائر بالاجتناب لكانت هذه الطاعات مكفرة لها لكنها مكفرة بالاجتناب فيبقى ثواب هذه الطاعات موفرا لفاعلها وذلك كما عبر عن الغسل بأنه مكفر وعن الصلاة بأنها مكفرة مع أنه إذا وقع التكفير بأحدهما بقي الآخر غير مكفر لشيء بل أجره باق لفاعله. والنكتة في التعبير عن أجر هذه الطاعات بالتكفير ترغيب النفوس إلى فعلها لأن النفس إلى دفع ضرر المعصية أرغب فيها إلى تحصيل المنفعة فإن دفع المفاسد عند العقل أهم من جلب المصالح فأبرز الشارع الخطاب في قالب فيه مزيد ترغيب النفوس إلى فعلها ثم رأيت بعد هذا في "الجواب الشافي" كلامًا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1086).

لابن القيم الجوزية (¬1) قال فيه: إن الأعمال المكفرة لها ثلاث درجات: أحدها: أن تقصر عن تكفير الصغائر لضعفها وضعف الإخلاص فيها والقيام بحقوقها بمنزلة الدواء الضعيف الذي ينقص عن مقاومة العلة كيفية وكمية. الثانية: أن تقاوم الصغائر ولا يرتقي إلى تكفير شيء من الكبائر. الثالثة: أن تقوى على تكفير الصغائر وتبقى فيه قوة تكفر بها بعض الكبائر فتأمل هذا فإنه ينفي عنك إشكالات كثيرة انتهى. فعلى كلامه كل حديث يبقى على ما أطلق عليه من غير تقييد إلا أنه يبقى أنه لا دليل على هذا التفصيل من الأحاديث وأنه لا يبقي للتقييد بقوله ما اجتنبت الكبائر فائدة، وكلامه قاض بأن بعض الكبائر تكفر من دون توبة وقد ادعى الإجماع أنها لا تكفر إلا بالتوبة ولنا في ذلك رسالة مستقلة (طب عن أبي أمامة) (¬2) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: فيه سويد بن عبد العزيز ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما. 1205 - "اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك (ك هب) عن ابن عباس (حم) في الزهد (حل هب) عن عمرو بن ميمون مرسلاً (صح) ". (اغتنم) من غنم وغنمانا غنيمة وهو الفوز بالشيء بلا مشقة كما في القاموس (¬3) (خمسًا قبل خمس) أجملها أولاً ثم فسرها ثانيًا ليكون أوقع في القلب ¬

_ (¬1) الجواب الكافي (ص 87). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (8/ 178) (7740) وفي الأوسط (7087)، وقال الهيثمي في المجمع (3/ 173): رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه سويد بن عبد العزيز، ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما، ووثقه دحيم وغيره وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 208) سألت أبي عن حديث رواه سويد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة -ذكر الحديث- قال أبي: رواه عمر بن عبد الواحد عن يحيى بن الحارث عن القاسم يرفع الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (977) والسلسلة الضعيفة (2848). (¬3) القاموس المحيط (ص 1476).

(حياتك) هو وما بعده، نصب على الإبدال ورفع على الابتداء (قبل موتك) فأيام الحياة غنيمة فالحياة ثوب مستعار (وصحتك قبل سقمك) فإن كل معافى صائر إلى السقم كما قيل: لعمر الفتي إن السلامة سلم ... إلى الحين والمغتر بالعيش آمله فيسلب أثواب الحياة معيرها ... ويقضي غريم الدين من هو ماطله [1/ 352] (وفراغك قبل شغلك) فإن كل فراغ يعقبه الإشغال والفراغ والعافية نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس كما ثبت بذلك الحديث، فقد أشار إلى النعمتين التي غبن فيهما الكثير من الناس (وشبابك قبل هرمك) فإن الشباب رمز النشاط وقوة الأعضاء على العبادة فليذكر سرعة زوالها وإنها نومة لا يندم إلا بعد يقظته منها. كنت في نومه الشباب فما ... استيقظت إلا ولمتي شمطاء ويذكر أنه يتعقبها ضعف القوي وتخاذل الأعضاء وأنه تعالى سيجعل من بعد قوة ضعفا وشيبة (وغناك قبل فقرك) فإن الأموال طيور طيارة معرضة للحوادث فرب غنى عاد فقرًا كما قيل: رب غن قد عاد فقرًا وكم عافية قد أصبحت عافية وإنما سمى - صلى الله عليه وسلم - الأعمال في هذه الخمس غنيمة لأنها تسير فيها الأعمال الصالحة بلا مشقة ومن كملت له هذه الخمس جميعًا فقد تيسرت له الطاعات وتوفرت الدواعي، وإن حصل البعض فكذلك. وأما الحياة والصحة فهما شرط لا تتم الطاعات إلا بهما وهذا الحديث إشارة إلى الموانع المختصة بالفاعل وفي معناه حديث أبي هريرة عند الترمذي وغيره وفيه زيادة خصلتين ويأتي في حرف الباء الموحدة، وفي الموانع التي لا تختص بالإنسان حديث عابس الغفاري "بادروا بالأعمال ستًا إمارة السفهاء وكثرة الشرط ومنع الحكم واستخفافًا بالدم وقطيعة الرحم ونشوًا يتخذون

القرآن مزامير" (¬1) الحديث يأتي في حرف الباء أيضًا فالأحاديث قد اشتملت على التوصية بالمبادرة بالأعمال واغتنامها قبل عروض الموانع عنها أما من قبل ذات الإنسان وما يطرأ له ويعتريه أو من قبل ما يطرأ عليه من الأحوال العامة المذهلة عن الطاعات والشاغلة عن اكتساب الحسنات. (ك هب عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي في التلخيص قال الشارح: إنه اغتر به المصنف فرمز لصحته وهو عجيب ففيه جعفر بن برقان أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين وقال أحمد: يخطئ في حديثه وقال ابن خزيمة: لا يحتج به (حم في الزهد (¬3) حل هب عن عمرو بن ميمون مرسلاً) قال العراقي: إسناده حسن. 1206 - "اغتنموا الدعاء عند الرقة فإنها رحمة (فر) عن أبي". (اغتنموا الدعاء عند الرقة) بالكسر الرحمة كما في القاموس (¬4) والمراد رقة قلب الداعي فإنها (رحمة) لا يقال العلة والمعلول شيء واحد لأنا نقول رقة القلوب علامة رحمة الله للعباد وإجابته للدعاء (فر عن أبي) (¬5) هو ابن كعب تقدم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 22). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 306) والبيهقي في الشعب (10248) وفي إسناده جعفر بن برقانة وهو ضعيف انظر التقريب (932). (¬3) أخرجه ابن المبارك في الزهد (2) وأبو نعيم في الحلية (4/ 148) والبيهقي في الشعب (10250) عن عمرو بن ميمون مرسلاً. وقال الحافظ في الفتح (11/ 235) أخرجه ابن المبارك في الزهد بسند صحيح مرسل، عمرو بن ميمون/ وقال المناوي (2/ 16): قال الزين العراقي: إسناده حسن. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1077). (¬4) القاموس المحيط (ص 1154). (¬5) أخرجه الديلمي من طريق ابن شاهين كما في المداوي للغماري (2/ 37)، والقضاعي في مسند الشهاب (692) وقال المناوي في الفيض (2/ 16) وفيه عمر بن أحمد أبو حفص ابن شاهين قال الذهبي قال الدارقطني: يخطئ وهو ثقة وشبابة بن سوار قال في الكاشف مرجئ صدوق وقال أبو حاتم لا يحتج به. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (979) والسلسلة الضعيفة (2512).

سكت عليه المصنف وفيه عمرو بن أحمد بن شاهين يخطئ وهو ثقة وشبابة بن سوار مرجئ وهو صدوق قال أبو حاتم لا يحتج به. 1207 - "اغتنموا دعوة المؤمن المبتلى، أبو الشيخ ابن حبان عن أبي الدرداء". (اغتنموا دعوة المؤمن) يدعو لكم (المبتلى) بأي بلاءً فهو منكسر القلب ببلائه والله عند المنكسرة قلوبهم وقد تقدم الحديث في إذا (أبو الشيخ عن أبي الدرداء) (¬1) سكت عليه المصنف وهو ضعيف. 1208 - "اغد عالمًا، أو متعلمًا، أو مستمعا، أو محبا، ولا تكن الخامسة فتهلك البزار (طس) عن أبي بكرة". (اغد) من الغدو بالضم البكرة وهي ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس (عالما) نصب على الحال وكذا ما بعده أي أدخل في هذا الوقت على هذه الأحوال أو هو خبر لأغد يعني صِر (أو متعلمًا) والمراد فيهما لعلمي السنة والكتاب وما يتعلق بهما كما أنه المراد في (أو مستمعًا) وهو من ليس بصدد [1/ 353] الطلب كالبابي بل يحضر ليسمع الخبر فالمتعلم من يتأهل لتحصيل العلم وكتبه وحفظه والمستمع من ليس كذلك لكنه يحضر حلقاته ويجتني بعض ثمراته (أو محبًا، ولا تكن الخامس فتهلك) هو المبغض للعلم أو المعرض عنه الذي لا يرفع إليه رأسًا ولا يراه أهلاً لأنه يحب أو يبغض وعبر عنه بقوله الخامس ولم يقل لا تكن معرضا أو مبغضا إبعادًا له عن الذكر وصونًا للسانه الشريفة عن التلوث به (البزار طس عن أبي بكرة) سكت عليه المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في كشف الخفاء (رقم 441) وفي المداوي (2/ 37) وقال المناوي (2/ 17): فيه الحسن بن الفرج قال الذهبي قال ابن معين: كذاب يسرق الحديث وفرات بن سليم ضعيف جدًا. وقال الألباني في ضعيف الجامع (980) والسلسلة الضعيفة (2513): ضعيف جدًا.

وصححه البيهقي وضعفه الحافظ أبو زرعة العراقي بسليم بن عطاء الخفاف (¬1). 1209 - "اغدوا في طلب العلم فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها، ويجعل ذلك يوم الخميس (طس) عن عائشة". (اغدوا في طلب العلم) وعلله بقوله (فإني سألت ربي أن يبارك لأمتي في بكورها) وذلك بما أخرجه أحمد والأربعة (¬2): "اللهم بارك لأمتي في بكورها" وكأنه في كل عمل من الأعمال وإنما خص طلب العلم لأنه أشرفها (ويجعل ذلك) المطلوب من البركة في (يوم الخميس) كأن هذا خاص بطلب العلم وأنه ينبغي طلبه في ذلك اليوم لا في سائر الحوائج لحديث: "باكروا في طلب الرزق والحوائج" سيأتي (¬3)، فأطلقه ويحتمل أنه مقيد بما هنا وأن لطلب الحوائج في يوم الخميس زيادة خصوصية في إنجاحها وأن لطلب العلم فيه زيادة خصوصية وقد اعتاد الناس ترك طلب العلم في يوم الخميس في هذه الأعصار في اليمن ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (3626) والطبراني في الأوسط (5171) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 122) رواه الطبراني في الثلاثة والبزار ورجاله موثقون، وتعقبه المناوي في الفيض (2/ 17) وهو غير مسلم فقد قال الحافظ أبو زرعة العراقي في المجلس الثالث والأربعين بعد الخمس مئة من إملائه هذا حديث فيه ضعف ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة وعطاء بن مسلم وهو الخفاف مختلف فيه وقال أبو عبيد عن أبي داود إنه ضعيف وقال غيره ليس بشيء. قلت وقال الحافظ في ترجمة عطاء: صدوق يخطئ كثيرا. (التقريب 4599). وقال البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (381) موقوفًا على أبي الدرداء وقال: وقد روي هذا من وجه آخر مرفوعًا وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (981) موضوع، وقال في السلسلة الضعيفة (2836) ضعيف. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 417) وأبو داود (2606) وابن ماجه (2236) والترمذي (1212) والسنن الكبرى للنسائي (8833) من رواية صخر الغامدي. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7250)، وابن عدي في الكامل (1/ 301) في ترجمة إسماعيل بن قيس، ثم قال: لا يرويه غير إسماعيل بن قيس، وعامة ما يرويه منكر، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 61): رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت وهو ضعيف. قلت بل قال البخاري والدارقطني منكر الحديث وقال النسائي وغيره ضعيف. انظر الميزان (1/ 405) واللسان (1/ 429) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2318) ..

(طس عن عائشة) (¬1) والحديث سكت عليه المصنف وقد أعل بأن فيه أيوب بن سويد وهو يسرق الحديث. 1210 - "اغدوا في طلب العلم، فإن الغدو بركة ونجاح (خط) عن عائشة". (اغدوا في طلب العلم) في أي يوم كان (فإن الغدو بركة ونجاح) للحوائج وهو مقيد بالأول ويحتمل الإطلاق (خط عن عائشة) (¬2) سكت عليه المصنف فيما قوبل على خطه وقال الشارح: إنه رمز لضعفه. 1211 - "اغزوا قزوين، فإنه من أعلى أبواب الجنة، ابن أبي حاتم والخليلي معا في فضائل قزوين عن بشر بن سلمان الكوفي عن رجل مرسلاً، (خط) في فضائل قزوين عن بشر بن سلمان عن أبي السري عن رجل نسي أبو السري اسمه، وأسند عن أبي زرعة قال: ليس في قزوين حديث أصح من هذا". (اغزوا قزوين) بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو من بلاد الجيل ثغر الديلم كما في القاموس (فإنه من أعلى أبواب الجنة) يحتمل أنه بعينه يجعله الله من أعلى أبوابها ويحتمل أن المراد أن أجر غزوه سبب للدخول من أعلى أبواب الجنة (ابن أبي حاتم والخليلي) بالخاء المعجمة (معًا في فضائل قزوين عن بشر (¬3) بن سليمان الكوفي عن أبي السري) بالمهملتين (عن رجل مرسلاً) والرجل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5244) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 132) أيوب بن سويد وهو يسرق الحديث انظر الكامل لابن عدي (1/ 359) والميزان (1/ 457) والتقريب (615). وضعفه الألباني في الجامع (983) والسلسلة الضعيفة (2837). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 270)، وفي إسناده معلى بن هلال قال الذهبي في المغني في الضعفاء (6362) كذاب وضاع باتفاق، وقال الحافظ في التقريب (6807) اتفق النقاد على تكذيبه. وقال الألباني في ضعيف الجامع (928) والسلسة الضعيفة (2837): موضوع. (¬3) أخرجه ابن أبي حاتم والخليل والخطيب في فضائل قزوين كما في الكنز (35088). وأخرجه الرافعي في التدوين (1/ 5) (2/ 18) وقال: قدمت هذا الحديث على إرساله ... قال أبو زرعة الرازي يقول ليس في قزوين حديث أصح من هذا وبشر بن سلمان هو أبو إسماعيل النهدي الكوفي، روى عن مجاهد وعكرمة .... وقد أخرج عنه مسلم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع =

مجهول وليس بصحابي (خط في فضائل قزوين عن بشر بن سليمان عن أبي السري عن رجل نسي أبو السري اسمه) فهو مجهول اسما وصفة (وأسند) كأنه يريد الخطيب (عن أبي زرعة قال ليس في قزوين حديث أصح من هذا). 1212 - "اغسلوا أيديكم ثم اشربوا فيها، فليس من إناء أطيب من اليد (هب) عن ابن عمر (ح) ". (اغسلوا أيديكم) تنظيفًا لها عن الدرن (ثم اشربوا فيها) إن أردتم ذلك (فليس من إناء أطيب) للشرب (من اليد) فيه أن الشرب باليد سنة (هب عن ابن عمر) (¬1) رمز الصنف لحسنه. 1213 - "اغسلوا ثيابكم وخذوا من شعوركم واستاكوا، وتزينوا، وتنظفوا فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم، ابن عساكر عن علي". (اغسلوا ثيابكم) تنظيفًا لها عن الأوساخ (وخذوا من شعوركم) مما أذن لكم بالأخذ منها كالأخذ من الشارب (واستاكوا) عند التلاوة والصلاة وغيرها من أسبابه (وتزينوا) خذوا زينتكم المندوب إليها (وتنظفوا) عام بعد خاص (فإن بني إسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك) كأن المراد كله أو الأكثر منه (فزنت نساؤهم) فعلن فاحشة الزنا وكأنه والله أعلم لما تشوهت هيئاتهم بعدم النظافة والأخذ من الشعر والاستياك كرهتهم نسائهم فرغبن في غيرهم وفيه الحث على التجمل في الذات والصفات وأنه لا يناقي حديث: "البذاذة من الإيمان" إذ المراد به عدم ¬

_ = (984) وقال في الضعيفة (3245) منكر؛ لأن إسناده ضعيف للجهالة والاضطراب، وراجع تضعيفه في السلسلة الضعيفة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (984). (¬1) أخرجه ابن ماجه (3433)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 48): إسناده ضعيف فيه ليث بن أبي سليم. والبيهقي في الشعب (6030) قال الحافظ في الفتح (10/ 77): إسناده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (986) والسلسلة الضعيفة (2845).

المبالغة في [1/ 354] التنعم في الترفه وضابطه أن خيار الأمور أوسطها (ابن عساكر (¬1) عن علي) سكت عليه المصنف وحكى الشارح أن في سنده من هو ذاهب الحديث قال: وللأمر بالتنظيف شواهد، والمنكر هنا فإن بني إسرائيل .. إلى آخره. 1214 - "اغفر، فإن عاقبت فعاقب بقدر الذنب، واتق الوجه (طب) وأبو نعيم في المعرفة عن جزء". (اغفر) لمن أساء إليك إن كان من حقوقك لا إن كان من حق الله (فإن عاقبت) من أساء إليك بقول أو فعل فإنه جائز {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ} [الشورى] الآية. (فعاقب بقدر الذنب) و"إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به (واتق) إن كان قصاصًا في ضرب أو نحوه (الوجه) فإنه ينهى عن ضربه كما يأتي (طب وأبو لأبي نعيم في المعرفة) (¬2) قيد نعيم (عن جزء) بالجيم مفتوحة والزاي الساكنة وهمزة وهو ابن قيس أخو عيينة بن حصن. 1215 - "أغنى الناس حملة القرآن ابن عساكر عن أنس". (أغنى الناس حملة القرآن) هو من الغنى ضد الفقر ومنه حديث: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" (¬3) أي من لم يستغن به عن غيره على أحد التأويلات وأصرح منه حديث أبي هريرة عثد الطبراني وأبي يعلى: "القرآن غناء (¬4) لا فقر بعده ولا غناء ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (36/ 124) وقال الذهبي في السير (18/ 259) والقيسراني. في تذكرة الحفاظ (3/ 1158): هذا لا يصح وإسناده مظلم. في إسناده عبد الله بن ميمون القداح وهو ذاهب الحديث انظر التقريب (3653). وقال الألباني في ضعيف الجامع (987): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 269) رقم (2130) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 198): رواه الطبراني وأسد لم يدرك القصة فهو مرسل ورجاله وثقوا كلهم وفيهم ضعف، وأبو نعيم في المعرفة (2/ 627) رقم (1689)، وانظر الإصابة (1/ 479). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (988) والسلسلة الضعيفة (2850). (¬3) أخرجه البخاري (4735)، (7089)، وأبو داود (1469)، وأحمد (1/ 179)، وابن حبان (120). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 255) رقم (738). أبو يعلى (2773) وإسناده ضعيف فيه يزيد بن =

دونه" والمراد بالغنى هنا غنى النفس لا الغنى بكثرة العوض لما يأتي حديث أبي هريرة عند الشيخين وغيرهما: "ليس الغنى (¬1) عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس" والمراد بحامل القرآن العامل به المتدبر لمعانيه القائم به لحديث أنس عند النسائي وابن ماجه والحاكم أهل القرآن هم أهل الله (¬2) فأتى بصيغة الحصر في ذلك ومعلوم أنه لا يكون أهل الله وخاصته إلا العاملين بأوامره المعرضين عما زهد فيه كتابه من الدنيا وزهرتها المقبلين على ما يرغب إليه من الآخرة ولذتها فهؤلاء هم الذين صاروا بكتاب الله أغنى البرية (ابن عساكر عن أنس) (¬3) سكت عليه المصنف وقال الشارح: سنده ضعيف. 1216 - "أغنى الناس حملة القرآن، من جعله الله تعالى في جوفه ابن عساكر عن أبي ذر". (أغنى الناس حملة القرآن) وبينه بالإبدال منه (من جعله الله في جوفه) يحتمل الحافظ له عن ظهر قلب لأنه في جوفه أو من يقرأه ولو في المصحف وفيه أن الحفظ في الجوف والمراد تجاويف الذات فيشتمل خزائن الدماغ ويحتمل أن يراد بالقرآن كله أو بعضه أو معظمه (ابن عساكر عن أبي ذر) سكت عليه المصنف وقال الشارح: بإسناد ضعيف (¬4). ¬

_ = أبان الرقاشي انظر التقريب (7683). (¬1) أخرجه البخاري (6446) ومسلم (1051). (¬2) سبق تخريجه. (¬3) أخرجه ابن عساكر كما في الكنز (4039). وعزاه له العجلوني في كشف الخفاء (1/ 168). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (989) والسلسلة الضعيفة (1646) في إسناده الحارث بن النعمان الليثي قال أبو حاتم: ليس بقوي وقال البخاري: منكر الحديث. وقال الحافظ: ضعيف. انظر الميزان (2/ 181) والتقرب (1052) وفي إسناده أيضًا جنادة بن مروان ضعفه أبو حاتم واتهمه بالوضع. انظر الميزان (2/ 157) واللسان (2/ 139). (¬4) أخرجه ابن عساكر (37/ 355) من طريق أبي علي الأهوازي واسمه الحسن بن علي بن إبراهيم =

1217 - "افتتحت القرى بالسيف، وافتتحت المدينة بالقرآن (هب) عن عائشة". (افتتحت القرى) التي كان أهله على الكفر (بالسيف) وكأن المراد غالبها وإلا فمنها ما أسلم أهله طوعا كاليمن ويمكن أن هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - قبل فتح اليمين (وافتتحت المدينة) هي حيث أطلقت طيبة المنورة (بالقرآن) وذلك أن أول من نزل بالمدينة ابن أم مكتوم ومصعب بن عمير أرسلهما - صلى الله عليه وسلم - إليها يعلمان الناس ويدعوانهم إلى الله فأسلم على أيديهما بشر كثير منهم أسيد بن حضير وسعد بن معاذ وأسلم بإسلامهما خلق كثير وفشا الإسلام بالمدينة وظهر ولم يزل أهلها يزدادون خيرًا حتى وافاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويسند فتحها إلى القرآن لأنهم لما سمعوه آمنوا (هب عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: ورمز لحسنه ثم تعقبه (¬1). 1218 - "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وتفرقت أمتي على ثلاث وسبعين فرقة (4) عن أبي هريرة (صح) ". (افترقت اليهود) في دينها وعقائدها (على إحدى وسبعين فرقة) ولم يأت بيان ¬

_ = وهو مقرئ مشهور، ولكنه في الحديث متهم رماه غير واحد بالكذب والوضع. انظر الميزان (2/ 263) واللسان (1/ 154). وفي إسناده أيضًا: الحارث بن النعمان وجنادة بن مروان وقد تقدم الكلام عليهما في الحديث السابق. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (990) وقال في السلسلة الضعيفة (7145) موضوع. (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1407) وأبو يعلى (173) وابن عدي في الكامل (6/ 171) في ترجمة محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي. والحافظ في اللسان (2/ 436) وقال هذا الحديث معروف بمحمد بن الحسن عن زبالة عن مالك وهو متروك متهم وكان ذؤيب إنما سمعه منه فدلسه عن مالك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (991) وقال في السلسلة الضعيفة (1847) منكر.

ماذا ذهبت إليه كل فرقة في شيء من الأحاديث، كما لم يأت ذلك في فرق النصارى الذين أخبر عنهم بقوله (وتفرقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة) زادت فرقة على من قبلها كما زادت الأمة على هذه بفرقة كما قال (وتفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة [1/ 355] وفي رواية ابن ماجه (¬1) بعد ذكر فرق اليهود واحدة في الجنة وسبعون في النار وبعد فرق النصارى واحدة وسبعون في النار وواحدة في الجنة وبعد ذكر افتراق الأمة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة ذكره المصنف في الذيل وزاد في الكبير نسبه إلى الطبراني (¬2): "قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعة". واعلم أن هذه الزيادة قد استشكلت وذلك لمنافاتها أحاديث تواترت معنى أن هذه الأمة أمة مرحومة وأنها خير الأمم فذهب البعض إلى أن المراد بالأمة أمة الدعوة لا أمة الإجابة وأن الناجية هي أمة الإجابة وهم من تبعه - صلى الله عليه وسلم -. وتعقب بأنه خلاف إطلاق - صلى الله عليه وسلم - لأمته فإنه متى استعمل لم يأت إلا في أمة الإجابة، مثل: "أمتي أمة مرحومة، أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة" (¬3)، "أمتي أمة مباركة لا يدري أولها خير أم آخرها" (¬4). وبأنه لا يناسب قرانه عن أمتي اليهود والنصارى فإن المراد بهما أمة الإجابة لموسى وعيسى عليهما السلام ولأنه خلاف ما فهمه الناس فإن كل طائفة من طوائف الإِسلام اشتغلت بتعداد الفرق الإِسلامية وبأنه - صلى الله عليه وسلم - عبر بسين الاستقبال وفي رواية: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4597)، وابن ماجه (3992). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 73) (8051). (¬3) أخرجه أبو داود (4278) وأحمد (4/ 410) وقال الصدر المناوي في كشف المناهج والتنافيح (....): فيه نظر فإن في إسناده المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله الهذلي استشهد به البخاري قال ابن حبان اختلط حديثه فاستحق الترك وقال العقيلي: فاضطرب حديثه. (¬4) أخرجه ابن عساكر (26/ 286) مرسلاً من رواية عمرو بن عثمان.

"وستفترق" فهي دالة على أنه افتراق مستقبل ولا يريد إلا فرق أهل الإِسلام إذا افترق أمة الكفر ليس في الإخبار عنها فائدة، وقال ابن حزم: أن هذه الزيادة أعني قوله كلها هالكة زيادة باطلة موضوعة وإنما المعروف في الحديث: أنها تفترق إلى نيف وسبعين فرقة لا زيادة على هذا في نقل الميقات ذكره عنه السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله وكنا سئلناه قديمًا عن هذا الإشكال وكتبنا رسالة في ذلك وبينا زوال الإشكال بوجوه أحدها: أنه لا يرد الإشكال إلا إذا كانت القضية دائمة ولا دليل على ذلك بل هي حينية بمعنى أن ثبوت الافتراق للأمة وهلاك من يهلك منها ثابت في حين من الأحيان وزمن من الأزمان كما يرشد إلى ذلك وجوه: أحدها: قوله: "وستفترق" في رواية الدال على استقبال ذلك. الثاني: قوله في حديث ابن عمرو عند الترمذي (¬1): "ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل" الحديث. وقد ذكر افتراقها وهو إخبار عن مستقبل. الثالث: قوله في بعض رواياته: "ما أنا عليه وأصحابي" فإن أصحابه من مسمى أمته بلا خلاف وقد حكم عليهم بأنهم أمة واحدة وأنهم الناجون، وأن من كان على ما هم عليه فهو الناجي، فلو جعلنا القضية دائمة من زمن التكلم بها للزم أن تكون تلك الفرق في الصحابة وهلم جرا، والحديث نفسه صريح في خلاف ذلك فظهر أن الافتراق كائن في زمن من الأزمنة وحين من الأحيان ولا يبعد أنه في آخر الزمان الذي وردت الأحاديث بالإخبار عن فساده وفشو الباطل وجفاء الحق وأن القابض على دينه كالقابض على الجمر وأنه يصبح فيه الرجل ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2641) وقال: حسن غريب وفي سنده عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو ضعيف فتحسين الترمذي له لاعتضاده بأحاديث الباب وانظر تحفة الأحوذي (7/ 334).

مؤمنا ويمسى كافرًا وهو زمان غربة الدين وإذا كان كذلك لم يلزم أن يكون الهالكون أكثر من الناجين (4 عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1219 - "افرشوا لي قطيفتي في لحدي، فإن الأرض لم تسلط على أجساد الأنبياء ابن سعد عن الحسن مرسلاً". (افرشوا لي قطيفتي) هي كساء له خمل (في لحدي) اللحد: الشقال في يعمل في جانب القبر لوضع الميت قاله في النهاية (¬2) (فإن الأرض لم تسلط على أكل أجساد الأنبياء) لم يؤذن لها في أكل أبدانهم كما تأكل غيرهم فهو مخصص لحديث: "أن الأرض أو القبر تقول يا بني آدم [1/ 356] كلوا ما شئتم فوالله لآكلن لحومكم وجلودكم" سيأتي وحديث لا يبقى إلا عَجْب الذنب وإخباره - صلى الله عليه وسلم - بأنه يلحد له من أعلام نبوته لما أخرجه الموطأ عن عروة قال: كان في المدينة رجلان أحدهما يلحد والآخر يشق فقالوا: يعني الصحابة بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - أيهما جاء عمل عمله فجاء الذي يلحد فعمل (¬3) عمله. وجاء شقران مولاه - صلى الله عليه وسلم - ووضع القطيفة في اللحد (¬4). وقوله على أجساد الأنبياء لا دلالة فيه على أنهم أحياء ولا على خلافه بل ربما يقال أنه يدل على خلافه لأنه ذكر الفرق بين أجساد الرسل وأجساد غيرهم بعد الموت وقد ثبت أنهم أحياء في قبورهم من أدلة أخرى وللمصنف رحمه الله تأليف في ذلك سماه إنباه الأذكياء بحياة الأنبياء، لم نقف عليه فينقل منه، وحينئذ فيكون المراد لم يسلط على أجساد ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4596) والترمذي (2640) وابن ماجه (3991) وعزوه للنسائي وهم كما قال الألباني في السلسلة الصحيحة (203). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1083). (¬2) النهاية (4/ 236). (¬3) الموطأ (1/ 231) رقم (546). (¬4) أخرجه الترمذي (1047) وقال: حسنٌ غريب. وانظر العلل لابن أبي حاتم (1/ 356) رقم (1054) وهدي الساري (ص 424).

الأنبياء لأنهم أحياء وقال الشيخ تقي الدين السبكي: حياة الأنبياء في قبورهم والشهداء كحياتهم في دار الدنيا ويشهد له صلاة موسى في قبره فإن الصلاة تستدعي جسدًا حيًّا ولا يلزم من كونها حياة حقيقية أن تكون الأبدان معها كما كانت في الدنيا من الاحتياج إلى الطعام والشراب. قلت: قد قدمنا أول الشرح كلامًا حسنًا عن ابن القيم إلا أنه قد أشكل على حياتهم في القبور حديث أبي هريرة عند أبي داود بلفظ: "ما من أحد يسلم علي إلا ردَّ الله روحي فأرد عليه السلام" وأجاب المصنف بخمسة عشر وجهًا يقال أقواها: أن قوله: "إلا رد الله" جملة حالية مقدرة بقد: إلا وقد رد الله علي روحي قبل ذلك، وحتى ليست للتعليل بل مجرد حرف عطف بمعنى الواو وإنما جاء الإشكال ممن ظن أن جملة: "رد الله علي روحي" بمعنى الحال أو الاستقبال وظن أن حتى للتعليل وليس كذلك، ثم قال: وبعد أن صدرت هذا الجواب استنباطًا وقررته رأيت هذا الحديث مخرجًا في كتاب حياة الأنبياء للبيهقي بلفظ إلا وقد رد الله علي روحي مصرحًا بلفظ: وقد، فحمدت الله كثيرًا وقوي أن روايه أسقطها محمولة على إضمارها وأن حذفها من تصرف الرواة انتهى. ويأتي زيادة على هذا عند التكلم على الحديث في حرف الميم (ابن سعد (¬1) عن الحسن مرسلاً) قال الشارح: إنه حديث حسن وله شواهد. 1220 - "أفرض أمتي زيد بن ثابت (ك) عن أنس (صح) ". (أفرض أمتي) أعرفها بعلم المواريث (زيد بن ثابت) تقدَّم الكلام على ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 299) عن الحسن مرسلاً. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (992) والسلسلة الضعيفة (1647) وقال فيها: وهذا إسناد صحيح، لكنه مرسل، فإن الحسن هو البصري، والشطر الثاني من الحديث صحيح له شاهد، بل شواهد.

الحديث (ك عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬1). 1221 - "أفش السلام، وابذل الطعام، واستحي من الله تعالى كما تستحيي من رجل من رهطك ذا هيئة، وليحسن خلقك، وإذا أسأت فأحسن، فإن الحسنات يذهبن السيئات (طب) عن أبي أمامة". (أفش السلام) هو من فشا خبره إذ انتشر أريد هنا نشر السلام على كل أحد كما في حديث ابن عمر عند البخاري (¬2): سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الإسلام أفضل؟ قال: "تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت وعلى من لا تعرف" وبذل السلام يتضمن التواضع وأنه لا يتكبر على أحد بل بقوله لكل كبير وصغير وشريف ووضيع من يعرف ومن لا يعرف والمتكبر بضد هذا فإنه لا يرد السلام على من سلم عليه تكبرًا فكيف يبذله وقد ثبت من أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - بذل السلام لكل أحد وأنه مر بصبيان فسلم عليهم ذكره مسلم (¬3) وذكر الترمذي أنه مر بجماعة يمشون فأومأ بيده بالتسليم فقال ابن القيم (¬4): الصواب في مسألة السلام على النساء أنه يسلم على العجائز وذوات المحارم دون غيرهن انتهى. ومن فوائد إفشاء السلام [1/ 357] ما أفادته هذه الأحاديث السبعة المسرودة من أن فيه السلامة وقد أطلقت هنا فيحمل على العموم أو يخص بالسلامة من شر المسلم عليهم بما في حديث أنس: "إذا مررتم بأهل الشِّرة فسلموا عليهم يطفئ عنكم شرهم ونارهم" (¬5) تقدم أنه هو سبب للتحاب وهو مطلوب لله من عباده ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 335) وقال: حديثٌ صحيح على شرط الشيخين، وابن عساكر (19/ 310). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1084) والسلسلة الصحيحة (1244). (¬2) أخرجه البخاري (12) ومسلم (39) من رواية ابن عمرو. (¬3) أخرجه مسلم (2168). (¬4) زاد المعاد (2/ 412). (¬5) أخرجه البيهقي في الشعب (8901) من رواية أنس وعنه أبان. وقال البيهقي أبان هذا هو ابن أبي عياش متروك.

لحديث (¬1): "لا تؤمنوا حتى تحابوا" وحديث الأمر بالتحاب يأتي: "أن أفضل الأعمال بعد الإيمان التودد إلى الناس" والسلام من جوانب المحبة وأسبابها وهذا مثل حديث: "تهادوا تحابوا" (¬2) يأتي وسبب لرضا الله وأي خير أعظم من رضائه فإنه كل المطلوب وغايته المراد والمحبوب، وأنه سبب للعلو وذلك أن في إفشاء السلام الاتصاف بمكارم الأخلاق ورضا الله ومحبة الناس له وأي علو أشرف من حيازة هذه الأمور (وابذل الطعام) تقدمت ثلاثة أحاديث في حرف الطاء في إطعام الطعام وفيه عدة من الترغيب وقد جمع فيه بعض العلماء المحدثين أربعين حديثا في شأن فضله، وفيه مع الأجر شرف الذكر في الدنيا ومحبة العباد له فإن القلوب جبلت على من أحسن إليها وعلى الثناء عليه ولذلك صار ذكر حاتم في كل مكان وضربت بجوده الأمثال كل لسان، فمطعم الطعام فائز بالأجر في الدنيا والآخرة مع إعاضة له فيما ينفقه ومغفرة الله له كما في حديث أنس الذي تقدم: "إذا دخل الضيف على القوم دخل برزقه وخرج بمغفرة ذنوبهم" (واستحي من الله كما تستحي رجلاً من رهطك ذي هيئة) تقدم شرحه (ولتحسن خلقك) تكلف تحسينها إن لم يكن كذلك في أصل الخلقة وتقدم الكلام عليه (وإذا أسأت) أتيت سيئة (فأحسن فإن الحسنات يذهبن السيئات) كما قال تعالى وهو عام في الإساءه إلى الخالق أو إلى العباد كما يقال: إن العداوة تستحيل مودة ... بتدارك الهفوات بالحسنات (طب عن أبي أمامة) (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (54). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7240). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 228) رقم (7897)، وقال الهيثمي (6/ 148) فيه علي بن يزيد (أبو عبد الملك الألهاني) وهو ضعيف. وانظر المغني (4358) والتقريب (4817) .. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (993) والسلسلة الضعيفة (2730).

1222 - "أفشوا السلام تسلموا (خد ع حب هب) عن البراء (صح) ". (أفشوا السلام تسلموا) تقدم الكلام عليه قريبا (خد ع حب هب عن البراء) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1223 - "أفشوا السلام بينكم تحابوا (ك) عن أبي موسى (صح) ". (أفشوا السلام بينكم تحابوا) يحب بعضكم بعضا وسلف أنه مراد لله تعالى (ك عن أبي موسى) (¬2) رمز المصنف لصحته. 1224 - "أفشوا السلام فإنه لله تعالى رضا (طس عد) عن ابن عمر (ح) ". (أفشوا السلام فإنه) أي الإفشاء (لله تعالى رضًا) يرضاه لكم ويرضى به عنكم ورضاؤه غاية المطلوب وكل الأمر المحبوب (طس عد عن ابن عمر) (¬3) قال الشارح: إنه رمز المصنف لحسنه وهو ضعيف والذي رأيناه فيما قوبل على خطه أنه لا رمز عليه. 1225 - "أفشوا السلام كي تعلوا (طب) عن أبي الدرداء". (أفشوا السلام كي تعلوا) فإنكم إذا أفشيتموه تحاببتم فاجتمعت كلمتكم فقهرتم عدوكم (طب عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف وقال شارحه أنه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (787) (979) وأبو يعلى (1687) وابن حبان (491) والبيهقي في الشعب (8757). وأورده العقيلي في الضعفاء (3/ 488) في ترجمة قنان بن عبد الله النهمي. وقال: والمتن معروف بغير هذا الإسناد في إفشاء السلام بأسانيد جياد أهـ. وقنان قال النسائي: ليس بالقوي انظر الميزان (5/ 475)، وتهذيب التهذيب (8/ 343). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1087) والسلسلة الصحيحة (1493). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 129) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1086). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6611)، وابن عدي في الكامل (3/ 342) وفي إسناده سالم بن عبد الأعلى (أبو الفيض) قال الذهبي في المغني (2304): تركوه، وقال بن طاهر يضع الحديث على الثقات وقال النسائي ليس بثقة، انظر الميزان (3/ 5)، وانظر المجمع للهيثمي (7/ 339)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (994) والسلسة الضعيفة (2835) ضعيف جدًا.

رمز عليه بالضعف وليس كذلك بل هو حسن جيد (¬1). 1226 - "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وكونوا إخوانًا كما أمركم الله (هـ) عن ابن عمر" (صح). (أفشوا السلام وأطعموا الطعام وكونوا إخوانًا كما أمركم الله) حيث أخبركم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] فإنه يتضمن الأمر بأن يكونوا إخوانا وفي عطفه على ما ذكر إشعار بأن ذلك سبب للأخوة في الله تعالى (ت عن ابن عمر (¬2)) رمز المصنف لصحته. 1227 - "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، واضربوا الهام، تورثوا الجنان (ت) عن أبي هريرة (ح) ". (أفشوا السلام وأطعموا الطعام واضربوا الهام) جمع هامة وهي الرأس وأريد بها هنا الجهاد في سبيل الله (ترثوا الجنان) في تسميته ميراثًا حديث مرفوعًا ذكره المصنف في الدر المنثور وهو: "أن يرث أهل الجنة مساكن أهل النار [/ 358] التي كانت أعدت لهم لو آمنوا. واعلم أنه قد ورد بما ذكر في هذه الأحاديث تفسير نبوي من حديث ابن عباس بزيادة ولفظه: "إن في الجنة لغرفًا. إذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما خارجها وإذا خرج لم يخف عليه ما فيها" قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام وصلى بالليل والناس ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما المجمع (8/ 30)، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 286) إسناد حسن وقال الهيثمي في المجمع (8/ 30): إسناده جيد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1088). (¬2) أخرجه الترمذي (1854). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (995) والسلسلة الضعيفة (1324) وفي إسناده عثمان بن عبد الرحمن الجمحي قال أبو حاتم لا يحتج به، وقال ابن عدي منكر الحديث. انظر الميزان (5/ 56).

نيام" قيل: وما طيب الكلام يا رسول الله؟ قال: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد إنها تأتي يوم القيامة ولها مقدمات ومعقبات ومجنبات" قيل: يا رسول الله فما إدامة الصيام؟ قال: "من أدرك رمضان فصامه ثم أدركه فصامه" قيل: فما إطعام الطعام؟ قال: "من قات عياله فأطعمهم" قيل: فما إفشاء السلام؟ قال: "مصافحة أخيك إذا لقيته ومحبته" قيل: فما الصلاة والناس نيام؟ قال: "صلاة العشاء الآخرة واليهود والنصاري نيام" أخرجه الخطيب (¬1). قال بعض المحققين: هذا التفسير ليس بغريب لأن المعاني داخلة في أحاديث الباب المطلقة دخولاً أوليًا لصدق اللفظ عليها مع ظهور تقدمها في الفضل وليس المراد الحصر عليها وإنما السؤال المطلق قد يجاب بالفرد الكامل من المسئول عنه للتمثيل به مع زيادة عناية انتهى وهو كلام حسن نافع في مواضع (هـ عن ابن عمر) (¬2) رمز المصنف لحسنه وقد قال الترمذي: حسن غريب. 1228 - "أفضل الأعمال الصلاة لوقتها وبر الوالدين (م) عن ابن مسعود (صح) ". (أفضل الأعمال الصلاة لوقتها) ويأتي حديث في أول وقتها فيقيد هذا الإطلاق وقد تقدم الكلام عليه باستيفاء في: "أحب العمل إلى الله .. " كما تقدم الكلام على قوله (وبر الوالدين) (¬3) (م عن ابن مسعود) وتقدم بزيادة ثم الجهاد وعطف البر بثم هنالك ونسبه إلى أحمد والشيخين وغيرهم. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 178). وأورده ابن حبان في المجروحين (1/ 259) في ترجمة حفص بن عمر بن حكيم. (¬2) أخرجه ابن ماجه (3252) قال البوصيري (4/ 5) هذا إسناد صحيح إن كان ابن جريج سمعه من سليمان بن موسى. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1089) والسلسلة الصحيحة (1501) والإرواء (777) .. (¬3) أخرجه مسلم (85).

1229 - "أفضل الأعمال الصلاة في أول وقتها (د ت ك) عن أم فروة (صح) ". (أفضل الأعمال) أكثرها أجرًا وأحبها إلى الله (الصلاة في أول وقتها) هذا المقيد لما أطلق من ذلك ولكنه قد نوزع في صحته إلا أنه يعضده محافظته - صلى الله عليه وسلم - طول عمره على الإتيان بالصلاة في أول أوقاتها إلا العشاء فقد ورد التصريح بأن تأخيرها أفضل (د ت ك عن أم فروة) (¬1) أخت أبي بكر الصديق رمز المصنف لصحته. 1230 - "أفضل الأعمال الصلاة لوقتها، وبو الوالدين، والجهاد في سبيل الله (خط) عن أنس". (أفضل الأعمال الصلاة لوقتها وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله) هذه العبارة بالنظر إلى العاطف لا يستفاد منها أي الثلاثة أفضل بل دلت اشتراكها في الأفضلية على غيرها من الأعمال إلا أنه تقرر عندهم أنهم يقدمون ما هم به أغنى وشأنه أهم وتقدم حديث ابن مسعود في الثلاثة مرتبا بالعطف بثم والأحبية والأفضلية معنى واحد وحينئذ فيقيد هذا المطلق بذلك المقيد ويقيد أن الصلاة لوقتها أو لأوله أفضل الأعمال على الإطلاق (خط عن أنس) (¬2). 1231 - "أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا، أو تقضي عنه دينا، أو تطعمه خبزًا ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (هب) عن أبي هريرة (عد) عن ابن عمر". (أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سرورًا) إن قلت قد حكم آنفًا أن أفضل الأعمال الصلاة .. الخ وهنا أنه إدخال السرور، ويأتي في هذه الصيغة أحاديث تقضي بأفضلية ما يذكر معها بأنه الأفضل فكيف التوفيق؟ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (426) والترمذي (170) والحاكم (1/ 189). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1093). (¬2) أخرجه الخطيب (10/ 286) عن أنس، وقال: غريب بهذا الإسناد جدًا، و (12/ 66) عن ابن عمر. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1095) والسلسلة الصحيحة (1489).

قلت: وجهه أن الأعمال في كل حديث مقيدة بقيد السياق ففي مثل أفضل الأعمال الصلاة إفراد الأعمال البدنية كالعبادات ومثل هذا الحديث [1/ 359] ويراد الأعمال العائدة إلى صلة الإخوان ومعاشرة أهل الإيمان ولاحظ هذا في كل الأحاديث كما سننبه عليه وتقدم حديث: "أحب الأعمال إلى الله بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم" فقيده بما ترى وفي شرح البخاري للحافظ ابن حجر أجوبة كثيرة في كتاب الإيمان (¬1) وكذلك لابن دقيق العيد في شرح العمدة وقدمنا شيئًا من ذلك وأنه يختلف باختلاف الأشخاص (أو يقضي عنه دينًا) هو من عطف الخاص على العام وقد كان السلف يبالغون في هذه الفضائل ويسارعون إليها قال الغزالي رحمه الله تعالى (¬2): روي أن مسروقًا أدان دينًا ثقيلاً وكان على أخيه خيثمة دين قال: فذهب مسروق يقضي دين خيثمة وهو لا يعلم وذهب خيثمة فقضى دين مسروق وهو لا يعلم (أو يطعمه خبزًا) ضبط بالخاء المعجمة وسكون الموحدة آخره زاي والمراد مثلا وهو من الخاص بعد العام أيضًا (ابن أبي الدنيا (¬3) في قضاء الحوائج هب عن أبي هريرة) وضعفه المنذري لكن له شواهد (عد عن ابن عمر) وضعفه مخرجه ابن عدي. 1232 - "أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس (طب) في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة". (أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله) هذا القيد لا بد منه في جميع ما ذكر تفضيله فإن ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (9/ 414، و 10/ 433). (¬2) انظر: الإحياء (3/ 58). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (112) والبيهقي في شعب الإيمان (7687) عن أبي هريرة وقال المناوي (2/ 26): فيه الوليد بن شجاع قال أبو حاتم لا يحتج به وعمار بن محمد وضعف والحاصل أنه حسن لشواهده، وابن عدي في الكامل (3/ 433) عن ابن عمر. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1096) والسلسلة الصحيحة (1494).

الإيمان أفضل الأعمال مطلقًا وكل عمل فرع من فروعه وهو يسمى عملاً قلبيًا (التودد إلى الناس) التحبب إليهم وتفعل هنا للاتخاذ أي من اتخاذ الفاعل أصل الفعل والمراد اتخاذ المحبة عند الناس باكتساب أسبابها من ملاقاتهم بالبشر والطلاقة وبذل السلام وإطابة الكلام وغير ذلك من أسباب التحبب لأنه مراد الله من عباده وتكررت فيه الأحاديث (طب في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة) (¬1) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إسناده حسن. 1233 - "أفضل الأعمال الكسب من الحلال ابن لال عن أبي سعيد". (أفضل الأعمال الكسب من الحلال) تقدم الكلام على ذلك في أطيب وقد ورد أن الكسب من الحلال فريضة بعد الفريضة (ابن لال عن أبي سعيد) قال الشارح: إسناده ضعيف (¬2). 1234 - "أفضل الأعمال الإيمان بالله وحده، ثم الجهاد، ثم حجة برة تفضل سائر الأعمال، كما بين مطلع الشمس إلى مغربها (طب) عن ماعز". (أفضل الأعمال الإيمان بالله وحده) هذا هو أفضلها على الإطلاق فإنه لا يخرج من النار قدر مثقال ذرة أو أدنى منه سواه من الأعمال (ثم الجهاد) أي في سبيل الله (ثم حجة برة) مبرورة كما في حديث: "الحج المبرور ليس له ثواب إلا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق كما في كشف الخفاء (1/ 172). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (999) والسلسلة الضعيفة (1395) وفي إسناده علتان: الأولى: علي بن زيد بن جدعان. قال البخاري لا يحتج به وقال أبو حاتم يكتب حديثه وقال الفسوي اختلط في كبره. انظر الميزان للذهبي (5/ 156). الثانية: عبيد بن عمرو الحنفي. ضعفه الأزدي وأورد له ابن عدي حديثين منكرين. انظر الميزان لابن حجر (4/ 121). (¬2) أخرجه ابن لال كما في كشف الخفاء (462)، والمداوي (2/ 57) وقال المناوي (2/ 26): فيه إسماعيل بن عمر شيخ لا يعرف وعطية العوفي أورده الذهبي في الضعفاء (4139) وقال: ضعفوه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (99) وفي السلسلة الضعيفة (2833).

الجنة" (¬1) وهي ما لم يخالطها شيء من الإثم (يفضل سائر الأعمال) السائر الباقي لا يعني الجميع كما توهم جماعات أفاده القاموس (¬2) (كما بين مطلع الشمس إلى مغربها) أي بين الأعمال وبين الحجة البرة هذا القدر في التفاوت ولم يذكر الصلاة وبر الوالدين مع أنهما مقدمان في حديث ابن مسعود وغيره كما سلف قريبًا لأنه - صلى الله عليه وسلم - في كل مقام يتكلم بما يناسب المخاطبين ويكتفي ببعض الأحاديث عن بعض أو الأعمال مخصصة في هذا الحديث بحديث ابن مسعود في الصلاة وبر الوالدين أو أنه في حق من لم يكن له والدان في الحياة ويراد بالإيمان ما يشمل الصلاة ولا يصح أن يجعل ضمير تفضل للحجة فقط لأنه ينافي الترتيب في الحديث (طب عن ماعز) (¬3) قال الشارح: ماعز في الصحابة (¬4) متعدد فينبغي تمييزه. قلت: لا حاجة إليه بعد القول بأن الصحابة كلهم عدول قال وقد أخرجه أحمد قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح. 1235 - "أفضل الأعمال العلم بالله، إن العلم ينفعك معه قليل العمل وكثيره، وإن الجهل لا ينفعك معه قليل العمل ولا كثيره الحكيم عن أنس". (أفضل الأعمال العلم بالله) أي بوحدانيته وألوهيته وإثبات صفات كماله ونفي صفات النقص عنه وأريد بالأعمال [1/ 360] العلمية فكأنه قيل أفضل العلم العلم بالله ولذا قابله بالجهل وعلله بقوله (إن العلم) بالله (ينفعك معه قليل العمل وكثيره) ولذا كان نوم العالم خير من عبادة الجاهل (وأن الجهل) غايته (لا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 246). (¬2) القاموس (ص 517). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 344) رقم (809) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 207). وأحمد (4/ 342). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1092). (¬4) الإصابة (5/ 705).

ينفعك معه قليل العمل ولا كثيره) ومن هنا فضل العلم سائر الأعمال وزاحم العلماء الملائكة في الذكر بالشهادة لله بالوحدانية والقيام بالقسط فليبذل العبد ساعاته في طلب ذلك (الحكيم عن أنس) (¬1) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف كما قاله الشارح. 1236 - "أفضل الأعمال الحب في الله، والبغض في الله (د) عن أبي ذر". (أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله تعالى) أي الحب لأجله والبغض لأجله فكلمة في تعليلية كما سلف وتقدم الكلام فيه مستوفي والمراد بالأعمال الحب والبغض كأنه قيل أفضل الحب وأفضل البغض (د عن أبي ذر) (¬2) سكت عليه المصنف وقال الشارح: فيه مجهول. 1237 - "أفضل الأيام عند الله يوم الجمعة (هب) عن أبي هريرة". (أفضل الأيام عند الله) أكثر الأعمال فيها أجرًا (يوم الجمعة) المراد أيام الأسبوع لما مر أن أعظم الأيام يوم النحر ثم يوم القر والأصح أن يوم الجمعة أفضل الأيام على الإطلاق لحديث أبي لبابة عند أحمد وابن ماجه (¬3) أن يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي (4/ 101) من رواية أنس والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (466) من رواية ابن مسعود. قال المناوي (2/ 28) قال الزين العراقي: سنده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (997) وفي السلسلة الضعيفة (7031) موضوع. وفي إسناده مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، قال الذهبي في المغني (6550) مؤمل بن عبد الرحمن ضعفه أبو حاتم، وفي إسناده أيضًا: عباد بن عبد الصمد، قال الذهبي في الميزان (4/ 31) واه وقال البخاري منكر الحديث، وانظر المغنى (3043). (¬2) أخرجه أبو داود (4599) وفي إسناده رجل مجهول روى عن أبي ذر وكذلك فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي لا يحتج بحديثه. وانظر الترغيب والترهيب (4/ 14). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (996) والسلسلة الضعيفة (1310). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1084) وأحمد (3/ 430) وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 129): هذا إسناده حسن.

الفطر (هب عن أبي هريرة) (¬1) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إسناده حسن. 1238 - "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت (طب حل) عن عبادة بن الصامت". (أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت) (¬2) في أي مكان كنت فأنت عالم أن ربك مطلع عليك لا يخفى عليه شعرة من شعرات حركاتك وسكونك ونومك ويقظتك وهذا العلم يستلزم المراقبة لمولاك في كل حال فإن من علم أن مالك ناصيته معه في كل حال راقبه في أقواله والأفعال (طب حل (¬3) عن عبادة بن الصامت) قال أبو نعيم: إنه غريب. 1239 - "أفضل الإيمان: الصبر، والسماحة (فر) عن معقل بن يسار (تخ) عن عمير الليثي". (أفضل الإيمان الصبر) على فعل المأمور وترك المحظور وما ورد من المقدور (والسماحة) الجود وسخاء النفس (فر عن معقل بن يسار) (¬4) ضعفه اليمان (تخ ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3660) عن أبي هريرة. وقال المناوي (2/ 28): إسناده حسن. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1098) والسلسلة الصحيحة (1502). (¬2) هكذا جاء في المخطوط بلفظ "أفضل الأعمال" وجاء في الجامع الصغير وكتب الأصول بلفظ "أفضل الإيمان". (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (كما في مجمع الزوائد 1/ 60) والطبراني في "الأوسط" (8796) وأبو نعيم في الحلية (6/ 124). وقال الهيثمي (1/ 60): رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال تفرد به عثمان بن كثير، قلت: ولم أرض من ذكره بثقة ولا جرح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1002) والسلسلة الضعيفة (2589) في إسناده نعيم بن حماد قال الذهبي في الميزان (7/ 41) لين في حديثه، وانظر المغني (6658). (¬4) أخرجه البخاري في التاريخ (5/ 25) عن عمير، قال المناوي (2/ 29) فيه شهر بن حوشب، وانظر علل ابن أبي حاتم (2/ 149) وابن حبان في المجروحين (3/ 136) وابن عدي في الكامل (7/ 155) عن جابر.

عن عمير) بالتصغير لعمر (الليثي) بمثناة تحتية فمثلثة ورواه البيهقي في الزهد بإسناد صحيح. 1240 - "أفضل الإيمان أن تحب لله وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله -عز وجل- وأن تحب للناس ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، وأن تقول خيرا أو تصمت (طب) عن معاذ بن أنس". (أفضل الأيمان أن تحب في الله) لأجله (وتبغض لله) كذلك وهو الدليل على أن كلمة في في الأول تعليلية (وتعمل) بالضم لحرف المضارعة من اعمل (لسانك في ذكر الله -عز وجل-) تشغلها به عن غيره (وأن تحب للناس) المؤمنين أو مطلقًا وسلف البحث فيه (ما تحب لنفسك) من أمور الخير (وتكره لهم) من الشر (ما تكره لنفسك وأن تقول خيرًا) من أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو إصلاح بين الناس أو نحو ذلك (أو تصمت) بضم الميم (طب عن معاذ (¬1) بن أنس) سكت عليه المصنف وفيه ابن لهيعة. 1241 - "أَفْضَلُ الْجِهَادِ كلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ (5 عن أبي سعيد الخدري حم 5 طب هب عن أبي أمامة حم ت هب عن طارق بن شهاب) ". (أفضل الجهاد كلمة حق) تقال (عند سلطان جائر) تقدم في أحب الجهاد وقدمنا الكلام فيه بما لا مزيد عليه (5 عن أبي سعيد الخدري حم 5 طب هب عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وقال في الدرر: إسناده لين (حم ت هب عن طارق بن شهاب) البجلي الأحمسي قال المنذري: بعد عزوه للنسائي وإسناده صحيح (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 191) رقم (425)، وقال الهيثمي (1/ 61) في إسناده ابن لهيعة قال الذهبي ضعيف. انظر المغني (3317)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1001). (¬2) حديث أبى سعيد: أخرجه ابن ماجه (4011). حديث أبي أمامة: أخرجه أحمد (5/ 251)، وابن ماجه (4012). قال البوصيري (4/ 184): هذا إسناد فيه مقال، أبو غالب مختلف فيه ضعفه ابن سعد وأبو حاتم والنسائي ووثقه الدارقطني وقال =

1242 - "أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه (ابن النجار عن أبي ذر). (أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه) اعلم أنهم ذكروا للجهاد أربع مراتب جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد الكفار وجهاد المنافقين وجهاد النفس أربع مراتب أيضًا. أحدها: أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين. الثانية: أن يجاهدها على العمل به بعد علمه وإلا فمجرد العلم من دون عمل يضرها أي [1/ 361] لم ينفعها. الثالثة: أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لم يعلم وإلا كان من {الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى} [البقرة: 159] ولا ينفعه علمه ولا ينجيه من عذاب الله. الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذية الخلق، ويحتمل ذلك كله منه فإذا استكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين فإن السلف مجمعون على أن العالم لا يستحق أن يسمى ربانيًّا حتى يعرف الحق ويعمل به ويعلمه، فمن علم وعمل وعلم بذلك يدعى عظيما في ملكوت ¬

_ = ابن عدى: لا بأس به وراشد بن سعيد قال فيه أبو حاتم صدوق وباقي رجال الإسناد ثقات. وأخرجه الطبراني (8/ 282، رقم 8081)، والبيهقي في شعب الإيمان (7581). انظر: الدرر المنتثرة للسيوطي (ص: 2). حديث طارق بن شهاب: أخرجه أحمد (18848)، والنسائي (7/ 161)، والبيهقي في شعب الإيمان (7582) وقال: هذا مرسل جيد. والضياء (8/ 110، رقم 122). وانظر: صحيح الترغيب والترهيب (2306) وفيه كلام المنذري، وقال الألباني: صحيح لغيره.

السماء أفاده ابن القيم رحمه الله (¬1). والرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر هنا أن أفضل الجهاد على الإطلاق جهاد النفس والمراد جهادها على هذه الأربع المراتب فهذا أعلى مراتب الجهاد لأنه أصل المراتب كلها فإنه لا يحصل له واحدة من تلك الرتب إلا بجهاده لنفسه على تحصيلها فالتفصيل مطلق حقيقي قال الغزالي (¬2): والمراد بالنفس الأصل الجامع للصفات المذمومة فلابد من مجاهدة النفس وكسرها وإليه الإشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك" (¬3) ويأتي إن شاء الله تقسيم النفس إلى ثلاثة: أمارة ومطمئنة ولوامة (وهواه) هو كل ما تهواه النفس وتميل إليه من مشتهياتها فيجاهدها بمخالفة ما تدعوه إليه فإنها لا تدعوه إلا إلى ما لا ينفعه عند مولاه قال يحيى بن معاذ الرازي: جاهد نفسك بأسباب الرياضة على أربعة أوجه: القليل من الطعام، والغمض من المنام، والحاجة من الكلام، وتحمل الأذى من جميع الأنام فيتولد من قل الطعام موت الشهوات ومن قل المنام صفو المرادات ومن قلة الكلام السلامة من الآفات ومن احتمال الأذى البلوغ إلى الغايات (ابن النجار عن أبي ذر) وأخرجه أبو نعيم والديلمي أيضًا من حديثه (¬4). 1243 - "أَفْضَلُ الْحَجِّ الْعَجُّ وَالثَّجُّ (ت عن ابن عمر 5 ك هق عن أبي بكر ع عن ابن مسعود) " (صح). (أفضل الحج العج) بالمهملة والجيم رفع الصوت بالتلبية (والثج) بالمثلثة ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (3/ 9). (¬2) انظر: الإحياء (3/ 4). (¬3) أخرجه البيهقي في الزهد، قال العراقي: وفيه محمد بن عبد الرحمن بن غزوان، أحد الوضاعين. (¬4) أبو نعيم في الحلية (2/ 249)، والرافعي (3/ 133)، والديلمي (1/ 1/ 127). وانظر السلسلة الصحيحة (1496).

والجيم إراقة دماء الهدي والأضاحي وتقدم الحديث في أحب (ت عن ابن عمر 5 ك هق عن أبي بكر) رمز المصنف لصحته على رمز الحاكم (ع عن ابن مسعود) (¬1). 1244 - "أفضل الحسنات تكرمة الجلساء (القضاعي عن ابن مسعود) ". (أفضل الحسنات تكرمة الجلساء القضاعي عن ابن مسعود) مثل أن يبسط له رداءه فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يبسط رداءه وكان لا يتميز على جلسائه وكان كل أحد يظن أنه أحب الخلق إليه وإلقاء الوسادة فقد ألقى عبد الله بن عمرو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوسادة (¬2). 1245 - "أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دعاء المرء لنفسه (ك عن عائشة) " (صح). (أفضل الدعاء دعاء المرء لنفسه) لما كان الدعاء أشرف من المال وقد ثبت في المال ابدأ بنفسك فبالأولى الدعاء وذلك لأن الإنسان مأمور بحفظ نفسه من شرور الدارين ولا يستجلب لها شيئًا من الأشياء بأفضل من الدعاء ولذا قدم الله في تعليم عباده الدعاء، الدعاء لأنفسهم بقوله: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا} [الحشر: 10] فالدعاء للنفس أفضل من الدعاء للغير وأما ¬

_ (¬1) حديث ابن عمر: أخرجه الترمذي (2998) وقال: لا نعرفه من حديث ابن عمر إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي وقد تكلم بعض أهل الحديث في إبراهيم بن يزيد من قبل حفظه قال المناوى (2/ 31): فيه الضحاك بن عثمان، قال أبو زرعة: ليس بقوى، ووثقه ابن معين. حديث أبى بكر: أخرجه ابن ماجه (2924)، والحاكم (1/ 620) وقال: صحيح الإسناد. والبيهقي (5/ 42). قال المناوى (2/ 31): فيه يعقوب بن محمد الزهري، أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه أبو زرعة وغير واحد، وفيه أيضًا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أورده في ذيل الضعفاء وقال: ثقة مشهور. قال ابن سعد: ليس بحجة حديث ابن مسعود: أخرجه أبو يعلى (5086)، قال الهيثمي (3/ 224): فيه رجل ضعيف. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1101) والسلسلة الصحيحة (1500). (¬2) أخرجه الديلمي (1434). وأخرجه أيضًا: القضاعي (1285). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1005) والسلسلة الضعيفة (2734): موضوع في إسناده شيخ القضاعي محمد بن منصور التستري، وقال الذهبي في المغني (6007) قال أبو إسحاق الحبال كذاب.

حديث: "إن الرجل إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال له الملك ولك بمثل ذلك" (¬1) فهذه فضيلة لدعاء الرجل للغائب ولا يرتقي إلى فضيلة دعائه لنفسه، هذا على أن يراد أن دعاؤه لنفسه أفضل من دعائه لغيره ويحتمل أن يراد دعاء العبد لنفسه لا دعاء غيره له وذلك لأنه بدعائه لنفسه يحصل التضرع والتذلل وتظهر حاجته وفقره ويعبّر عن نفسه، ويحتمل أن اللام تعليلية لا صلة للدعاء، وأن المراد دعاؤه لإنقاذ نفسه ونجاتها من العذاب أفضل من دعائه لها بغير ذلك من خير الدنيا وهذه الأفضلية بالنسبة إلى المدعو له، والحديث الثاني بالنسبة إلى المدعو به (ك عن عائشة) رمز المصنف لصحته لأنه صححه الحاكم وتعقبه الشارح بأن فيه راويًا واهيًا ولكن رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد (¬2). 1246 - "أَفْضَلُ الدُّعَاءِ أن تسأل ربك الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ثم أعطيتهما في الآخرة فقد أفلحت (حم وهناد ت 5 عن أنس) " (صح). (أفضل الدعاء) المدعو به (أن تسأل ربك العفو [1/ 362] وهو محو الذنب (والعافية) وهي السلامة من الأسقام والبلايا وهي الصحة وضدها المرض كما في النهاية (¬3) وقوله (في الدنيا والآخرة) متعلق بهما فعافية الآخرة السلامة من العذاب ومن الفزع ومن أهوال يوم القيامة، وسؤال العافية إلى الآخرة مع العفو من التأكيد وملائمة اللاحق السابق وإلا فالعفو إذا حصل فيها فقد حصلت ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2732). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3173) وقال الهيثمي (10/ 152): رواه البزار بإسنادين، أحدهما جيد. وأخرجه أيضًا: البخاري في الأدب المفرد (715)، والحاكم (1/ 727) وقال: صحيح الإسناد. وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: مبارك بن حسان واهٍ. وأخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/ 211)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1008): موضوع، وفي السلسلة الضعيفة: ضعيف. وفي إسناده مبارك بن حسان قال الذهبي في المغني (5157) قال الأزدي يرمى بالكذب. (¬3) انظر: النهاية (3/ 524).

العافية وقدم العفو لأن طلبه أهم وأقدم من العافية ولا يقال يعلق في الدنيا بالعافية وفي الآخرة بالعفو لأنا نقول العفو مطلوب في الدارين جميعًا ولأن قوله (فإنك إذا أعطيتها في الدنيا ثم أعطيتها في الآخرة فقد أفلحت) صرت مفلحًا معدودًا في زمرة المفلحين لا يناسب ذلك (حم وهناد (ت 5 عن أنس) رمز المصنف لصحته على رمز أحمد وقال الترمذي: إنما نعرفه من حديث سلمة بن داود انتهى. قال الشارح: وسلمة هذا ضعفه أحمد (¬1). 1247 - "أفضل الدنانير دينار يُنْفِقُهُ الرجل على عِيَالِهِ ودينار يُنْفِقُهُ الرجل على دَابَتَّهِ في سبيل الله ودينار يُنْفِقُهُ الرجل على أصحابه في سبيل الله (حم م ت ن 5 عن ثوبان) " (صح). (أفضل الدنانير) مثلا الذي ينفقها العبد في وجوه الخير (دينار ينفقه الرجل) أو المرأة (على عياله) وكأن المراد بعد إنفاقه على نفسه وإلا فيقدم أنه يبدأ بنفسه أو إيثاره على نفسه (ودينار ينفقه الرجل على دايته) أي دابة كانت (في سبيل الله) في مرضاته وإن لم يكن للجهاد كإنفاقه على دابة يتكسب بها على نفسه فإنه في سبيل الله أو بقرة يعود نفعها عليه فهو كذلك (ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله) في الجهاد أو في وجه مرضاته فهذه الثلاثة أفضل ما ينفقه الرجل وأما هي في نفسها فالسياق يدل أن الأول أفضلها كما أسلفناه (حم م ت ن 5 عن ثوبان) (¬2). 1248 - "أَفْضَلُ الذِّكْرِ لاَ إِلَهَ إلا اللهُ وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ (ت ن 5 حب ك عن جابر) " (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 127)، وهناد (446)، والترمذي (3594) وقال: حسن. وابن ماجه (3848). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1006) والسلسلة الضعيفة (2551) في إسناده سلمة بن وردان وهو ضعيف كما جزم الحافظ في التقريب (2514) والذهبي في الضعفاء (2594). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 284)، ومسلم (994)، والترمذي (1966) وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى (9182)، وابن ماجه (2760)، وابن حبان (4242).

(بحث في كلمة التوحيد)

(بحث في كلمة التوحيد) (أفضل الذكر لا إله إلا الله) كأن المراد بعد القرآن وإلا فإنه أفضل الذكر على الإطلاق ويوافقه حديث: "أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله" (¬1) وهذه الكلمة الشريفة هي التي أباح الله الأرواح والأنفس والأموال وصانها بها وبعث رسله أولهم وآخرهم بدعاء الخلق إليها كل رسول يقول: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59] وهي أعلى شعب الإيمان وهي باب الإِسلام فإنها نفت كل إله وأثبتت إلهيته تعالى والقصر إفرادي لأن المخاطبين كانوا يعتقدون الشريك معه في الإلهية ولذا يقول لهم تعالى: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [القصص: 62] ويحتمل القلب لمن يعتقد أن الإله سواه تعالى لكن قال البعض: ليس في فرق المشركين من ينفي الرب تعالى. واعلم أنه قد اشتهر السؤال عن الإشكال المشهور للرازي في أن القاعدة أنه إذا لم يقم دليل على تقدير الخاص قدر العام وهنا لا دليل فالتقدير لا إله موجود إلا الله ولا يتم التوحيد إلا بإحالة إله سواه تعالى لا ينفي وجوده وقد اضطرب الناس في حله، وألفت فيه رسائل قال بعض المحققين وعندي أن الإيراد ليس بالقوي لأنا لا نريد إلا (ما الجائنا ضرورة أنها الحاديات) إلى وجوب وجوده فإن قلنا: يتنافى واجبين فقد تضمن وجوده إحالة الثاني ثم إن دليل العقل والشرع دلا على تنافي واجبين فهما دليل على تقدير الخاص أعني الإمكان الذي يستلزم من فرض وجود الثاني محالاً هذا خلاصة كلامه، فأفاد أن لك أن تقدر العام ولا يلزم الإشكال لأن الدليل على تنافي واجبين أو تقدير الخاص لقيام الدليل على تقديره وأحسن منه ما قاله عصام الدين في حواشي الجامي نقلاً عن رسالة لجار الله الزمخشري: أن أصل التركيب الله اللام قدم وأخر وأدخل عليه أداة القصر ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3585) وقال: حديث غريب، ومالك في الموطأ (500).

ردًّا على المشركين [1/ 363] وأنه لا حاجة إلى التقدير أصلاً وتقدم تفسير الذكر (وأفضل الدعاء الحمد لله) فيه سؤالان: أحدهما: أن الدعاء السؤال والطلب وهذه جملة إخبارية بأن كل حمد لله. وجوابه: أن هذه الجملة لما كانت رأس الشكر ولأنها لا تقال إلا عقيب الإنعام في الأغلب كعقيب الأكل والشرب واللبس ونحو ذلك وقد قال الله تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] تضمنت طلب الزيادة فسميت دعاء لذلك وهي أيضًا ذكر فإن الذكر دعاء وزيادة ولذا قيل: إذا أثنى عليك العبد يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء وقد أجاب ابن عيينة عن سؤاله عن حديث سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعاء مع أنه بينا بهذا البيت وأما الثاني فكيف التوفيق بينه وبين ما مر آنفًا: "أفضل الدعاء سؤال العفو والعافية" فالمراد هنا كأفضل الدعاء التعريضي الصمتي وهنالك صريح السؤال والطلب (ت ن 5 حب ك عن جابر) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي (¬1). 1249 - "أفضل الرباط الصلاة ولزوم مجالس الذكر وما من عبد يصلى ثم يقعد في مصلاه إلا لم تزل الملائكة تصلي عليه حتى يحدث أو يقوم (الطيالسي عن أبي هريرة) ". (أفضل الرباط) تقدم أنه ملازمة الثغر لجهاد العدو (الصلاة) شبه المحافظ على الصلاة بملازمة العدو لما كانت جهادا للنفس أو الشيطان وجعله أفضل الرباط لأنه فيها جهاد النفس والشيطان وهما أشد نكاية للإنسان من عدوه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3383) وقال: حسن غريب. والنسائي في الكبرى (10667)، وابن ماجه (3800)، وابن حبان (846)، والحاكم (1/ 676) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: الديلمي (1414)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1104) والسلسلة الصحيحة (1497).

الظاهر {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6] {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: 168]، وأما جهاد النفس فقد سماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجهاد الأكبر (ولزوم مجالس الذكر) عام لتلاوة القرآن وغيره من أنواع الذكر وهو في التلاوة أظهر لحديث: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتدارسون بينهم كتاب الله" (¬1). الحديث، فهي مجالس الذكر المعهودة بالترغيب فيها ويحتمل أن المراد به كل طاعة يجلس لأجلها (وما من عبد يصلي) أي صلاة من الفرائض (ثم يعقد في مصلاه) ظاهر في محل صلاته نفسه وقد قيل بأنه إذا انتقل إلى ناحية أخرى كان له ما ذكر من قوله (إلا لم تزل الملائكة تصلي عليه) يحتمل أنهم حفظته أو الذين يشهدون الصلاة أو أعم من ذلك وصلاة الملائكة هي الدعاء والاستغفار للعبد وقد وردت أحاديث متكاثرة في الحث على القعود إلى طلوع الشمس بعد صلاة الفجر وإلى غروبها بعد صلاة العصر (حتى يحدث) فيخرج عن وضوءه (أو يقوم، الطيالسي عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه راو ضعيف (¬2). 1250 - "أَفْضَلُ الرِّقَابِ أَغْلاَهَا ثَمَنًا وَأنفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا (حم ق ن هـ عن أبي ذر، حم، طب عن أبي أمامة) " (صح). (أفضل الرقاب) التي تعتق في سبيل الله في النهاية (¬3): الرقبة في الأصل العنق فجعلت كناية عن جميع ذات الإنسان تسمية للشيء ببعضه فإذا قال اعتق رقبة فكأنه قال أعتق عبدًا انتهي. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2699). (¬2) أخرجه الطيالسي (2510)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1010) والسلسلة الضعيفة (2854) في إسناده محمد بن أبي حميد، ضعيف وهو المدني الملقب حماد قال الذهبي في الضعفاء (5450) ضعفوه، وقال الحافظ في التقريب (5836) ضعيف. (¬3) النهاية (2/ 249).

قلت: وقد صار حقيقة عرفية إذا اقترن بلفظ اعتق ونحوه (أغلاها) بالمهملة والمعجمة (ثمنًا) في القاموس (¬1): الثمن محركة ما يستحق به الشيء، فمن كان يريد الشراء بألف لرقاب كبيرة فوجد واحدة نفيسة بألف فهي أولى إفادة الحديث، وقال الشارح بخلافه (وأنفسها عند أهلها) أعجبها إليهم وأحبها لأن موقع ما يعطيه العبد لله باعتبار موقعه في قلبه كما قال الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] وقال: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} [الإنسان: 8] وقد ذم الله تعالى من يعطي ما لا يحبه {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ} [النحل: 62] {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] والظاهر أن غير الرقبة مثلها (حم ق ن 5 عن أبي ذر حم طب عن أبي أمامة) (¬2). (أفضل الساعات) أكثرها أجرًا لمن يأتي الطاعات فيها (جوف الليل الآخر) في النهاية (¬3) أنه ثلثه الآخر وهو الجزء الخامس من أسداس الليل (طب عن عمرو بن عنبسة) بالمهملتين مفتوحتين بينهما موحدة (¬4). 1251 - "أفضل الشهداء من سفك دمه وعقر جواده (طب عن أبي أمامة) ". (أفضل الشهداء) [1/ 364] أكثرهم أجرًا (من سفك دمه) مغير صيغه وكذلك (وعقر جواده) تقدم الكلام عليه في أشرف الجهاد والجواد الفرس ¬

_ (¬1) القاموس (ص: 1529). (¬2) حديث أبى ذر: أخرجه أحمد (5/ 171)، والبخاري (رقم 2382)، ومسلم (رقم 84)، والنسائي في الكبرى (رقم 4894)، وابن ماجه (رقم 2523)، وابن حبان (رقم 4596). وأخرجه أيضًا: البخاري (رقم 2382)، ومسلم (رقم 84)، وابن خزيمة (رقم 2910)، وأبو عوانة (رقم 178)، والبيهقي (6/ 273). حديث أبى أمامة: أخرجه أحمد (5/ 265)، والطبراني (8/ 217) رقم (7871)، قال الهيثمي (1/ 159): مداره على عليّ بن يزيد، وهو ضعيف. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1106) والسلسلة الصحيحة (551). (¬3) النهاية (1/ 316). (¬4) أخرجه الطبراني في الدعاء (128)، وفي المعجم الأوسط (6964)، بلفظ: أي الليل خير الدعاء؟ وأخرجه أحمد (4/ 385).

السابق الجيد قاله في النهاية (¬1) (طب عن أبي أسامة) سكت عليه المصنف وقال الشارح: رمز لحسنه (¬2). 1252 - "أفضل الصدقة أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيح شَحِيح تَأْمُلُ الْغِنَى وتَخْشَى الْفَقْرَ وَلاَ تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا وَلفُلاَنٍ كَذَا ألا وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ كَذَا (حم ق د ن عن أبي هريرة) " (صح). (أفضل الصدقة) بالنظر إلى حال المتصدق وصفة ذاته (أن تصدق وأنت) جملة حالية من فاعل تصدق (صحيح) وما يليه إخبار من مخبر عنه واحد وكان يجوز عطف بعضها على بعض كما جاز عدمه (شحيح) على ما يخرجه يجاهد نفسه على ذلك والشح بخل مع حرص فهو أبلغ منه (تأمل العيش) الحياة (وتخشى الفقر) والحاجة إلى ما تخرجه قيده بذلك لأن آمل العيش من غير خشية الفقر ليس مظنة لمنع الصدقة التي سيق الكلام لبيان أفضلية إخراجها مع وجود مظنة خلافه (ولا تمهل) يجوز جزمه نهيًا ورفعه نفيًا والإمهال التؤدة والتباطؤ (حتى إذا بلغت) أي النفس وإن لم يتقدم لها ذكر فقد تقدم ما يرشد إليها (الحلقوم) الحلق بلوغها إياه هو حال السياق والمراد هنا مبادئه بدليل مقابلته بصحيح (قلت لفلان) في القاموس (¬3) فلان وفلانة مضمومتين كناية عن أسمائها (كذا ولفلان كذا) هو كناية عن العدد (ألا) حرف تنبيه (وقد كان لفلان) ضمير كان للمال المدلول عليه السياق والكناية وفلان يحتمل أن الآخر هو الأول إذا كانت الوصية للوارث ويحتمل أن يراد به غيره كما هو الأصل في إعادة النكرة فعلى ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 312). (¬2) أخرجه الطبراني (8/ 217، رقم 7871). وأخرجه أيضًا: أحمد (5/ 265)، قال الهيثمي (1/ 159): مداره على عليّ بن يزيد وهو ضعيف. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1108) والسلسلة الصحيحة (1504). (¬3) القاموس المحيط (ص 1577).

الأول أنه جعل لفلان وقد جعله الله له بغير جعله وعلى الثاني أنه أوصى به لغير الوارث وقد جعله الله للوارث فكأنه تصرف في حق غيره وهذا الأخير أقرب لأنه بالزجر المراد أنسب وفي الحديث حث على الصدقة حال الصحة وجزر عنها حال المرض وفيه دليل على صحة التوصية للوارث على أحد الاحتمالين (حم ق د ن عن أبي هريرة) (¬1). 1253 - "أفضل الصدقة جهد المقل وابدأ بمن تعول (د ك) عن أبي هريرة" (صح). (أفضل الصدقة جهد) بضم الجيم وسكون الهاء الوسع والطاقة وبفتحها المشقة وقيل: المبالغة والغاية قاله في النهاية (¬2) (المقل) قليل ذات اليد (وابدأ) في إعطاء الصدقة (بمن تعول) تمونه وتقوم بكفايته شرعًا في النهاية (¬3) من تمونه وتلزمك نفقته من عيالك، يقال: عال الرجل عياله إذا قام بما يحتاجون إليه من قوت وكسوة وغيرهما انتهى. وهذه الأفضلية باعتبار ذات اليد والمراد من بدايته بمن تعول بعد كفايته نفسه كما أفاده حديث جابر: "ابدأ بنفسك فتصدق عليها" (¬4) وحديث أبي هريرة عند أبي داود والنسائي (¬5) قال أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصدقة فقال رجل يا رسول الله عندي دينار قال: "تصدق به على نفسك" الحديث (د ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 447)، والبخاري (2597)، ومسلم (1032)، وأبو داود (2865)، والنسائي (2542). (¬2) النهاية (1/ 320). (¬3) النهاية (3/ 321). (¬4) أخرجه مسلم (997). (¬5) أخرجه أبو داود (1691)، والنسائي في الكبرى (2/ 34). (¬6) أخرجه أبو داود (2/ 129)، وابن حبان (3346)، والحاكم (1/ 574) وقال: صحيح على شرط مسلم. والبيهقي (4/ 180). وأخرجه أيضًا: أحمد (2/ 358)، وابن خزيمة (4/ 102). وصححه =

1254 - "أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تَعُولُ (حم م ن عن حكيم بن حزام) " (صح). (أفضل الصدقة ما كان عن ظهر غني) في النهاية (¬1): أي ما كان عفوا قد فضل عن غنى وقيل: أراد ما فضل عن العيال والظهر قد يراد في مثل هذا اتساعًا في الكلام وتمكينًا كان صدقته مستندة إلى ظهرٍ قوي من المال وإنما كانت الصدقة عن ظهر الغنى أفضل لأنها لا تتبعها نفس المتصدق ولا يتطرق إليها المن في الغالب وهذا يعارض الذي قبله والجمع بينهما أن جهد المقل أفضل إذا كانت نفسه سمحة طيبة بالبذل فصدقته أفضل من صدقة الغني بالنسبة إلى صدقة غيره ممن لا ينطلق نفسه كلية الانطلاق بما أعطت وصدقة الفقير بتلك الصفة أي منطلق النفس بها طيبتها أفضل مطلقا أو يراد بتفضيل الصدقة عن ظهر غنى على صدقة من يخرج جميع ماله ثم يتكفف الناس بعد ذلك كما يفيده حديث جابر [1/ 365] في صاحب بيعته الذهب لأنه أتى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متصدقًا بها فلم يقبلها ثم حذفه بها وقال: "يأتي أحدكم بجميع ما يملك ثم يقول هذا صدقة ثم يقعد يتكلف الناس، خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى". إن قلت: فهذا يدل على أنه لا يتصدق الإنسان بكل ما عنده ولا يكون محبوبا عنده لأنه منهي عن ذلك وفي قوله تعالى: {عَلَى حُبِّهِ} على الوجه الراجح في أن الضمير للطعام وفي قوله: {وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ} وقوله: {مِمَّا تُحِبُّونَ} {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] ما يدل على خلافه. قلت: قد أرشد الحديث إلى وجه الجمع بقوله ثم يقعد يتكلف الناس فالنهي ¬

_ = الألباني في صحيح الجامع (1112) والسلسلة الصحيحة (566). (¬1) النهاية (3/ 165).

موجه إلى من لا ضير له أو لا سعي له في جلب الرزق إلا بالسؤال والثناء على الإيثار متوجه إلى من هو بخلاف تلك الصفة (واليد العليا) في النهاية (¬1): العليا المعطية وقيل المنفقة (خير) عند الله وأحب إليه (من اليد السفلي) في النهاية (¬2) إنها السائلة وقيل. المانعة وهو حث على الإنفاق وعلى العفة (وابدأ بمن تعول) كما سلف مرارًا (حم م ن عن حكيم بن حزام) بالحاء المهملة والزاي (¬3). 1255 - "أفضل الصدقة سقي الماء (حم د ن 5 حب ك عن سعد بن عبادة ع عن ابن عباس) " (صح). (أفضل الصدقة سقي الماء) مثله حديث ابن المسيب عند أبي داود أن سعد بن عبادة قال: يا رسول الله أيما الصدقة أعجب إليك؟ قال: "الماء" (¬4) وقد تقدم في ذلك حديث وتقدم فيه الكلام وهو الأفضلية بالنظر إلى المتصدق به (حم د ن 5 حب ك عن سعد بن عبادة) رمز المصنف لصحته (ع عن ابن عباس) (¬5). 1256 - "أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علمًا ثم يُعَلِّمَهُ أخاه المسلم (هـ عن أبي هريرة) ". (أفضل الصدقة أن يتعلم المرء المسلم علمًا) من نافع العلم (ثم يعلمه أخاه) في الدين وإنما كان أفضلها لأنه يدوم نفعه وينتفع من علمه ومن علم من علمه ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 564)، و (5/ 693). (¬2) المرجع السابق. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 434) والبخاري (1428) ومسلم (1034). (¬4) أخرجه أبو داود (1679). (¬5) حديث سعد بن عُبادة: أخرجه أحمد (5/ 284)، وأبو داود (1679)، والنسائي (6/ 254)، وابن خزيمة (2497)، وابن حبان (3348)، وابن ماجه (3684)، والطبراني (6/ 20، رقم 5379)، والحاكم (1/ 574)، والبيهقي (4/ 185). حديث ابن عباس: أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3380). وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (2673)، والطبرانى في الأوسط (1011). قال الهيثمي (3/ 131): فيه موسى بن المغيرة، وهو مجهول. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (113).

ولأن فيه الحياة الأبدية وصدقة المال للحياة الدنيوية ويدخل في التعليم التأليف ونحوه وهذا باعتبار ما فيه الفائدة من الأقوال بعد استفادتها فلا ينافي ما سلف من صدقة الأموال (5 عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: إسناده حسن (¬1). 1257 - "أفضل الصدقة الصدقة على ذي الرحم الكاشح (حم طب عن أبي أيوب وعن حكيم بن حزام خد د ت عن أبي سعيد، طب ك عن أم كلثوم بنت عقبة) ". (أفضل الصدقة على ذي الرحم) تقدم الكلام فيه (الكاشح) في النهاية (¬2): هو العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كشحه: أي باطنه والكَشْح: الخصر أو الذي يطوي عنك كَشْحَه ولا يأتيك انتهى. وهذا باعتبار المتصدق عليه من القرابات وإنما كانت أفضل لأن مكاشحتة وعداوته تقتضي المنع فبإكراه النفس على إعطائه تعظم فضل الصدقة بخلاف الموادِد المواصل فالحامل على إعطائه حاصل والنفس بإنالتِه راغبة (حم طب عن أبي أيوب وعن حكيم بن حزام) وإسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطأه وذكر ابن شاهين وابن مندة وغيرهم أنه عن أيوب بن بشير الأنصاري عن حكيم بن حزام خلاف ما قاله المصنف (خد د ت عن أبي سعيد، طب ك عن أم كلثوم بنت عقبة) وصححه الحاكم (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (243) وقال البوصيري (1/ 35): هذا إسناد ضعيف لضعف إسحاق بن إبراهيم، والحسن لم يسمع من أبي هريرة. وخالفه المنذري (1/ 54) فقال: رواه ابن ماجه بإسناد حسن من طريق الحسن عن أبي هريرة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1016). (¬2) النهاية (4/ 175). (¬3) أورده الحافظ في الإصابة (1/ 183) وعزاه للبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي وقال الغمارى في المداوي (2/ 82): ما رأيت هذا الحديث عند البخاري في الأدب ولا أبي داود ولا الترمذي ولا رأيت من عزاه إليه سوى الحافظ والله أعلم. وأخرجه الحاكم (1/ 406) وقال: هذا =

1258 - "أفضل الصدقة ما تصدق به على مملوك عند مالك سوء (طس عن أبى هريرة) ". (أفضل الصدقة ما تصدق به على مملوك) من آدمي أو بهيمة أو نحوها هو كل كبد حرًّا (عند مالك سوء) في القاموس (¬1) رجل سَوء ورجل السوء بالفتح والإضافة انتهى. وهو سيئ الملكة في معاملة من تحت يده وهذا تفضيل للصدقة على العامة ممن عدا القرابة. (طس عن أبي هريرة) فيه بشير بن ميمون ضعيف (¬2). 1259 - "أفضل الصدقة في رمضان (سليم الرازى في جزئه عن أنس) ". (أفضل الصدقة في رمضان) لأنه شهر الطاعات وقد كان - صلى الله عليه وسلم - أجود ما يكون في رمضان وهو تفضيل للصدقة باعتبار الوقت (سليم الرازي في جزئه عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه صدقة ابن موسى قال ابن معين: ليس بشيء وأخرجه عن أنس أيضًا البيهقي والخطيب وأخرجه الترمذي بلفظ: "أفضل الصدقة [1/ 366] صدقة في رمضان" (¬3). ¬

_ = حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي والطبراني في الكبير (25/ 80) رقم (204) وقال الهيثمي (3/ 116) رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1110) والإرواء (892). (¬1) القاموس المحيط (صـ 708). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7358). قال الهيثمي (3/ 130): فيه بشير بن ميمون، وهو ضعيف قلت قال البخاري: منكر الحديث وقال في موضع آخر يتهم بالوضع وقال الدارقطني وغيره متروك وقال ابن معين اجتعموا على طرح حديثه. انظر الميزان (2/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1020) والسلسلة الضعيفة (2857) ضعيف جدًا. (¬3) أخرجه سليم الرازي في جزئه كما في الكنز (16249). وأخرجه الترمذي (663)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 305)، وفي الشعب (3819)، والخطيب في تاريخه (13/ 314)، وانظر الإرواء (3/ 397). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1019) في إسناده صدقة بن موسى ضعيف، قال الذهبي في الضعفاء (2784) ضعفوه، وقال الحافظ في التقريب (2921) صدوق له أوهام ..

1260 - "أفضل الصدقة اللسان الشفاعة تفك بها الأسير وتَحْقِن بها الدم وتجر بها المعروف والإحسان إلى أخيك وتدفع عنه الكريهة (طب هب عن سمرة) ". (أفضل الصدقة اللسان الشفاعة) أي صدقة اللسان (أو جعلت اللسان نفسها) صدقة لكثرة إفاضة الخير عنها قال الشارح: الموجود في شعب الإيمان للبيهقي: "أفضل الصدقة صدقة اللسان" قالوا: وما صدقة اللسان؟ قال: "الشفاعة" (يفك بها الأسير ويحقن بها الدم ويجري بها المعروف) كلها صفات كاشفة اللسان على أن اللام للعهد الذهني وهو في حكم النكرة من باب: ولقد أمر على اللئيم يَسُبُّني ويحتمل أنها أحوال متداخلة ومترادفة وهذه فضيلة باعتبار الإنالة من الغير بواسطة الشافع ولا يعارض أفضل الصدقة أن يتعلم إلى آخره لأن ذلك فيما يستفيده من المعارف يفيده وهذا فيما يفيده من العوارف (والإحسان إلى أخيك) خاص على عام لأنه من المعروف (ويدفع عنه الكراهة) ما يكره وقوعه فيه (طب هب عن سمرة) سكت عليه المصنف قال الهيثمي: فيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف (¬1). 1261 - "أفضل الصدقة أن تشبع كبِدًا جائعًا (هب عن أنس) ". (أفضل الصدقة أن تشبع كبدًا جائعًا) كبد كل شيء وسطه قاله في النهاية (¬2)، وهذه الأفضلية بالنظر إلى نوع من المتصدق به وهو الإشباع (هب عن أنس) سكت عليه المصنف وقال الشارح: رمز لحسنه وكأنه لاعتضاده وإلا ففيه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (7/ 230، رقم 6962) وقال الهيثمي (8/ 194): فيه أبو بكر الهذلي، وهو ضعيف. وأخرجه أيضًا: القضاعي (1279)، والبيهقي في شعب الإيمان (7682)، والديلمي (1423). قال المناوي (2/ 39): فيه أبو بكر الهذلي ضعيف ضعفه أحمد وغيره وقال البخاري: فمضيت ثمة قلت: لا يعنيني ليس بالحافظ ثم أورد له هذا الخبر، وأقول فيه أيضًا عند البيهقي مروان بن جعفر السمرى أورده الذهبي في الضعفاء وقال قال الأزدي يتكلمون فيه انظر المغني (6161). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1013) والسلسلة الضعيفة (1442) ضعيف جدًا. (¬2) النهاية (4/ 139).

هشام بن حسان ضعيف (¬1). 1262 - "أفضل الصدقة إصلاح ذات البين (طب هب عن أنس بن عمرو) ". (أفضل الصدقة إصلاح ذات البين) تقدَّم تفسير هذا التركيب والإصلاح حث عليه الكتاب والسنة بما هو معروف وسماه صدقة لأنه إيصال نفع إلى الغير (طب هب عن أنس بن عمرو) سكت عليه المصنف وقال الشارح: إسناده ضعيف لضعف ابن أنعم (¬2). 1263 - "أفضل الصدقة حفظ اللسان (فر عن معاذ) ". (أفضل الصدقة حفظ اللسان) الصدقة إنما تطلق على الأعيان في الأصل ثم أطلقها الشارع على المعاني والأعراض مثل كل تسمية ومنه ما مر في هذه الأحاديث وهو مجاز كأنه شبه المعنى المنتفع به بالصدقة في النفع ثم أطلق اسمها عليه استعارة مصرحة ثم استعمل في الترك كهذا الحديث وهو ترك الكلام الذي لا خير فيه (فر عن معاذ بن جبل) قال الشارح: فيه راو كذاب (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3367). قال المنذري (2/ 36): رواه أبو الشيخ في الثواب والبيهقي والأصبهاني كلهم من رواية زربي مؤذن هشام عن أنس قلت هو زربي بن عبد الله أبو يحيى مؤذن هشام أورده الذهبي فِى المغني (2177) وقال قال: البخاري: في حديثه نظر وقال الترمذي له مناكير، وقال الحافظ في التقريب (2013) ضعيف .. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1015) والسلسلة الضعيفة (7033). (¬2) أخرجه الطبراني (13/ 20 رقم 31)، والبيهقي في شعب الإيمان (11092). وأخرجه أيضاً: عبد بن حميد (335)، والبزار كما في كشف الأستار (2/ 440، رقم 2059)، والقضاعي (2/ 244 رقم 1280). قال المنذري (3/ 321): رواه الطبراني والبزار وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وحديثه هذا حسن. وقال الهيثمي (8/ 80): رواه الطبراني والبزار، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف انظر المغني (3566) والتقريب (3862). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1012) والسلسلة الضعيفة (2839). (¬3) أخرجه الديلمي (1/ 1/ 126) قال المناوي (2/ 40): فيه خصيب بن جحدر قال الذهبي: كذبه شعبة والقطان قلت: وقال أحمد لا يكتب حديثه وقال البخاري: استعدي عليه شعبة. انظر الميزان (2/ 441). ومع هذا فقد قال العجلوني (1/ 172): رواه الديلمي عن معاذ، والحديث ضعيف،=

1264 - "أفضل الصدقة سر إلى فقير وجهد من مقل (طب عن أبي أمامة) ". (أفضل الصدقة سر) صدقة سر يدفعها (إلى فقير) فإنها أسلم عن الرياء ونحوه (وجهد من مقل) كما سلف والأفضلية بالنظر إلى صفة الإخفاء (طب عن أبي إمامة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف رواية بن زيد (1). 1265 - "أفضل الصدقة أن تمنح الدرهم أو ظهر الدابة (طب عن ابن مسعود) ". (أفضل الصدقة المنيح) بكسر النون فمثناة تحتية فحاء مهملة بزنة مليح قال في القاموس (¬2): المنيح أحد سهام المَيْسِر الثلاثة التي لا غنم لها ولا غرم عليها والمنيحة والمنحة العطية والهبة فالمنيح هنا مرخم المنحة وكأنه قيل منيحة ماذا؟ (قال أن تمنح الدرهم) يقرضه (أو ظهر الدابة) بأن تعيرها من ينتفع بها وهذه أفضلية لهذا النوع من القرضه والعارية (طب عن ابن مسعود) وأخرجه أحمد ورجاله رجال الصحيح (¬3). ¬

_ = وقال الألباني في ضعيف الجامع (1017) وفي السلسلة الضعيفة (رقم 2123): موضوع. (1) أخرجه الطبراني (8/ 217 رقم 7871). وأخرجه أيضًا: أحمد (5/ 265)، قال الهيثمي (1/ 159): مداره على علي بن يزيد الألهاني، وهو ضعيف. وانظر التقريب (4817)، وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1018). (¬2) القاموس (ص: 310)، بل هذا كلام ابن الأثير في النهاية (4/ 798). (¬3) أخرجه الطبراني (10/ 84 رقم 10029). وأخرجه أيضًا: أحمد (1/ 463)، وقال الهيثمي في المجمع (3/ 133) رواه أحمد وأبو يعلى (5121) وزاد: "الدينار أو البقرة". والبزار والطبراني في الأوسط (5326) ورجال أحمد رجال الصحيح. وقال المناوي في الفيض (2/ 40): وظاهره أن رجال الطبراني ليسوا كذلك فلو عزاه المصنف له لكان أولى، وأبو نعيم في الحلية (4/ 236). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1014) والسلسلة الضعيفة (2840) قلت: في إسناد أحمد وأبي يعلى: إبراهيم بن مسلم الهجري أورده الذهبي في المغني (175) وقال: ضعفه النسائي وغيره وتركه ابن الجنيد، وقال الحافظ في التقريب (252) لين الحديث رفع موقوفات. وفي إسناد البزار والطبراني: حفص بن جميع ضعيف كما في التقريب (1401)، وعمر بن يحيى الأبلي اتهمه ابن عدي بسرقة الحديث.

1266 - "أفضل الصدقات ظِلُّ فُسْطَاطٍ في سبيل الله -عز وجل- أو منحة خادم في سبيل الله أو طَرُوقَةُ فَحْلٍ في سبيل الله (حم ت عن أبي أمامة. ت عن عدى بن حاتم) ". (أفضل الصدقات ظل فسطاط) بضم الفاء قال الزمخشري: هو ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق قاله في النهاية (¬1): والمراد هنا مطلق ماله ظل من الأبنية (في سبيل الله) تقدم أنه الجهاد، وقد يطلق على طرق الخير مطلقًا (أو منحة خادم في سبيل الله) عاريته أو هبته (أو طروقة فحل) تفتح الطاء وهي فعوله بمعنى مفعوله أي التي يطرقها الفحل من ناقة أو فرس أي تأهلت لأن يطرقها فيعطيها (في سبيل الله حم ت عن أبي أمامة) صححه الترمذي وتعقبه عبد الحق بأن فيه القاسم بن عبد الرحمن مختلف فيه (ت عن عدي بن حاتم) (¬2). 1267 - "أفضل الصلوات عند الله تعالى صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة، (حل هب) عن ابن عمر". (أفضل الصلوات عند الله) أكثرها أجرًا لديه (صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة) لأنها أفضل الخمس واليوم أفضل الأيام والجماعة أفضل الصلوات وهذه أفضلية مطلقة فتفيد أنهما أفضل من كل فريضة إذ هو أخص من حديث أفضل الصلاة الصلاة لأول وقتها فإذا كانت في أول الوقت اجتمعت لها فضيلة ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 445)، والفائق (3/ 116). (¬2) حديث أبي أمامة: أخرجه أحمد (5/ 269)، والترمذي (1627) قال: حسن صحيح غريب. والطبراني (8/ 234، رقم 7916). وأخرجه أيضًا: الديلمي (1/ 356، رقم 1436). حديث عدي بن حاتم الطائي: أخرجه الترمذي (1626)، والطبراني (17/ 105، رقم 255)، والحاكم (2/ 100) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: الطبراني في الأوسط (3296). وقال الترمذي في العلل الكبير بترتيب القاضي (1/ 269): سألت محمدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: مرسل. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1109).

الوقت والصفة واليوم (حل هب عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وقال الشارح: رمز لضعفه (¬1). 1268 - "أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم (م 4) عن أبي هريرة، الروياني في مسنده (طب) عن جندب" (صح). (أفضل الصلاة بعد المكتوبة) التي كتب الله على العباد إيجابها (الصلاة في جوف الليل) في وسطه وتقدم بيانه عن النهاية (وأفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله) نسب إليه تعظيمًا لشأنه (المحرم) بدل منه لأنه مفتتح السنة وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يكثر صومه ليفتتح عامه بفعل الخير، وفيه دليل على أنه أفضل الصوم بعد رمضان وأنه أفضل على كل ما ورد، فيه الحث على الصوم كالست بعد رمضان ويوم عرفة وعاشوراء إلا أن الأظهر أن المراد تفضيل الشهر كله على شهر كامل لا على الأيام المعينة فيحتمل أنها بخصوصها أفضل وأما الحديث الآتي قريبا أفضل الصوم بعد رمضان شعبان فقد عارض بظاهره هذا والتوفيق ما مر في نظائره أن التفضيل بكل واحد على ما عدا الآخر وأن المعنى شعبان أفضل الأشهر ما عدا المحرم والمحرم أفضلها ما عدا شعبان فهما فيما بينهما لا دليل في هذا يقضي لأحدهما بأنه أفضل من الآخر (م 4 عن أبي هريرة الروياني) تقدم ضبطه وترجمته واسمه محمد بن هارون (في مسنده) الذي قال فيه الحافظ ابن حجر: ليس دون السنن في الرتبة (طب عن جندب) (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 207) والبيهقي في الشعب كما في الكنز (19299). وصححه الألباني في الجامع (1119). (¬2) أخرجه مسلم (1163)، وأبو داود (2429)، والترمذي (438) وقال: حسن صحيح. والنسائي (3/ 206)، وابن ماجه (1742)، وابن حبان (2563). وأخرجه أيضًا: ابن خزيمة (1134)، والبيهقي (4/ 291)، وأبو يعلى (6395). حديث جندب: أخرجه الروياني (970)، والطبرانى في =

1269 - "أفضل الصلاة طول القنوت (حم م ت 5 عن جابر طب عن أبي موسى، وعن عمرو بن عنبسة وعن عمير بن قتادة الليثي) " (صح). (أفضل الصلاة طول القنوت) هو لفظ له معان كثيرة في النهاية (¬1)، قد تكرر لفظ القنوت في الحديث ويرد لمعان متعددة كالطاعة والخشوع والصلاة والدعاء والعبادة والقيام وطول القيام والسكوت فيصرف كل واحد من هذه المعاني إلى ما يتحمله لفظ الحديث انتهى. قلت: والمراد هنا القيام منها ولهذا ذهبت طائفة إلى أفضلية القيام واستدلت على أنه أفضل من السجود بهذا الحديث وغيره وقوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] ولأن ذكره أفضل الذكر وهو القرآن فالتفضيل عندهم هنا حقيقي والصلاة هنا أعم من الفرض والنفل المطول فيها القيام على الفرض يفضل الفرض من حيثية طول القيام ولا ينافيه كون تلك أفضل منها من جهات عديدة غير هذا وذهبت طائفة إلى أن السجود أفضل مستدلين بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أقرب ما يكون العبد أقرب من ربه وهو ساجد" (¬2)، وبحديث: "ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة" (¬3)، وبأن أول سورة نزلت ختمها الله بالسجود، وبأن الساجد أذل ما يكون لربه وأخضع، وهذا هو سر العبودية هي الذل والخضوع وعلى كلامهم فالتفضيل إضافي ولما رأت طائفة تعارض الأدلة مالت إلى التفصيل وقالت: القيام بالليل أفضل وكثرة الركوع والسجود بالنهار أفضل، واحتجت على هذا التفصيل بأن صلاة الليل قد خصت بالقيام ¬

_ = الكبير (2/ 169، رقم 1695)، والبيهقي (4/ 291). (¬1) النهاية (4/ 111). (¬2) أخرجه مسلم (482). (¬3) أخرجه الترمذي (388، 389)، والنسائي في الكبرى (1/ 242)، وابن ماجة (1423).

كما قال تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ} [المزمل: 2] ولذا يقال: قيام الليل ولا يقال: قيام النهار وبقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا" (¬1)، وهكذا كان فعله - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان لا يزيد في الليل على ثلاث [1/ 368] عشرة ركعة وكان يصلي الركعة في بعض الليالي بالبقرة وآل عمران والنساء وأما بالنهار فلم يحفظ عنه شيء من ذلك قال ابن تيمية: الصواب أنهما سواء والقيام أفضل بذكره وهو القراءة والسجود أفضل من هيئة القيام وذكر القيام أفضل من ذكر السجود فعلى هذا يكون قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الصلاة طول القنوت" أي من حيث الذكر (حم م ت 5 عن جابر طب عن أبي موسى وعن عمرو بن عنبسة وعن عمير) بالتصغير (بن قتادة الليثي) بمثناة فمثلثة نسبة إلى بني ليث (¬2). 1270 - "أَفْضَلَ الصَّلاةِ صَلاةُ الْمَرْءِ في بَيْتِهِ إلا الْمَكْتُوبَةَ (ن طب عن زيد بن ثابت) ". (أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) فإنها في المسجد أفضل لأن الجماعة شرع فيها فهي محلها أفضل ومثل الفروض (الفرض) كل نفل شرع جماعة (ن طب (¬3) عن زيد بن ثابت) ورواه أيضًا الشيخان (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (37)، ومسلم (759). (¬2) جابر: أخرجه أحمد (3/ 314) ومسلم (756)، والترمذي (387) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (1421) حديث أبي موسى: أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 60) وقال الهيثمي: رجاله موثقون. وأخرجه أيضًا: الطبراني في الأوسط (2106)، والبزار (3016). حديث عمير بن قتادة: أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 48، رقم 103). وأخرجه أيضًا: في الأوسط (8123)، قال الهيثمي (1/ 58): فيه سويد أبو حاتم اختلف في ثقته وضعفه. (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 144) رقم (4896). والنسائي في السنن الكبرى (1291). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1117). (¬4) أخرجه البخاري (731) ومسلم (781).

1271 - "أفضل الصوم بعد رمضان شعبان لتعظيم رمضان وأفضل الصدقة صدقة في رمضان (هب عن أنس) ". (أفضل الصوم بعد) صوم (رمضان) صوم (شعبان لتعظيم رمضان) وذلك لأنه لما كان شعبان مقدمه بين يدي رمضان كان صومه فيه تعظيمًا له لأنه يفد رمضان وقد آنست النفس بالعبادة وألفتها ولأنه كالحريم فيحترم لاحترامه وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر الصوم فيه (وأفضل الصدقة صدقة في رمضان) كما سلف (ت هب عن أنس) سكت عليه المصنف وقال الشارح: ضعيف لضعف صدقة ابن موسى (¬1). 1272 - "أفضل الصوم صوم أخي داود كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يَفِرُّ إذا لاَقَى (ت ن عن ابن عمر) ". (أفضل الصوم صوم أخي داود) كأنه قيل وكيف كان صومه فقال (كان يصوم يوما ويفطر يومًا) فهو صوم نصف الدهر وقوله (ولا يفر) عن العدو (إذا لاقى) استطراد كالاحتراس عما يوهمه كثرة الصوم من أنه يضعف البدن عن الجهاد (ت ن عن ابن عمر) قال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ (¬2). 1273 - "أفضل العباد درجة عند الله يوم القيامة الذاكرون الله كثيرًا (حم ت عن أبي سعيد) " (صح). (أفضل العلماء (¬3)) خص العلماء لأن ذكرهم هو الذي يعتد به إذا صدر عن قلب ولسان (درجة عند الله الذاكرون الله كثيرًا) قد اختلف ماذا أكثر الذكر ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (663) وقال: هذا حديث غريب وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوي. وانظر المغني (2784) والتقريب (2921)، والبيهقي في الشعب (3819)، وفي السنن الكبرى (4/ 305)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1023)، وراجع الإرواء (889). (¬2) أخرجه الترمذي (3/ 770) وقال: حسن صحيح. والنسائي (4/ 217)، وابن خزيمة (1145). وأخرجه أيضًا: أحمد (2/ 164). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1120). (¬3) جاء في المطبوع وفي الأصول "أفضل العباد".

وذكرت فيه أقوال والأقرب أن المراد أن يكون غالب حال الشخص الذكر (حم ت عن أبي سعيد) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1274 - "أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع (طب عن ابن عمر) ". (أفضل العبادة الفقه) في النهاية (¬2): فقِه الرجل بالكسر يفقه فقهًا إذا فهم وفقُه بالضم تفقه إذا صار فقيها عالمًا فقد جعله العرف خاصًا بعلم الشريعة وتخصيصًا بالعلم بالفروع انتهى. ففي الكلام مضاف محذوف أي تعلم الفقه والمراد به علم الشريعة بجميع أنواعه وسماه عبادة لما فيه من التذلل لطلب العلم والتواضع لحملته (وأفضل الدين الورع) تقدم بيانه وفسروه بالخروج عن كل شبهة ومحاسبة النفس عند كل خطره (طب عن ابن عمر) (¬3). 1275 - "أفضل العبادة الدعاء (ك ابن عباس. عد عن أبي هريرة. ابن سعد عن النعمان بن بشير) " (صح). (أفضل العبادة الدعاء) تقدم فيه الكلام مرارًا ويأتي وفيه الكلام مرارًا ويأتي وفيه كمال التذلل والتضرع وإظهار الحاجة (ك عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته (عد عن أبي هريرة ابن سعد عن النعمان بن بشير) (¬4). 1276 - "أفضل العبادة قراءة القرآن (ابن قانع عن أسير. فر عن جابر السجزي في الإبانة عن أنس) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 75) والترمذي (3376)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1120). (¬2) النهاية (3/ 465). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (9264) وفي الصغير (1114) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 120) رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن أبي ليلى ضعفوه لسوء حفظه. انظر التقريب (6081). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1024). (¬4) حديث ابن عباس: أخرجه الحاكم (1/ 667). حديث أبى هريرة: أخرجه ابن عدى (5/ 88 ترجمة 1265 عمران بن داود أبو العوام القطان) وقال: هو ممن يكتب حديثه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1122).

(أفضل العبادة قراءة القرآن) تقدم أنه أصل العلوم والمعارف وقد سلف فيه الكلام مستوفى ولا ينافيه ما سلف من قوله ذكرُ الله لأن القراءة ذكرا لله بل هو رأسه فهو تخصيص له بعد ذلك التعميم (ابن قانع عن أسير) مصغر أسير بالسين المهملة فمثناة تحتية (فر ابن جابر، السجزي في الإبانة عن أنس) (¬1). 1277 - "أفضل العبادة انتظار الفرج (القضاعي عن أنس) ". (أفضل العبادة انتظار الفرج) هو من فرج الله الغم يفرجه كشفه قاله القاموس (¬2) ويأتي حديث انتظار الفرج بالصبر عبادة وحديث انتظار الفرج لله عبادة والمعنى: انتظار المغموم تفريج الله عنه بالصبر أفضل عبادته وذلك لدلالته على حسن ظنه بالله وعدم يأسه من روحه فهو في كل آناته وساعاته مرتقب تفريج كربته وزوال غمته وما أجدر المغموم بارتقاب تفريج الله عنه فإنه المفرج [1/ 369] لكل كربة بعد اليأس والمفعل لكل خير بعد الإبلاس فهو الذي صير النار على الخليل بردًا وسلامًا وهو الذي فرج عن يونس فأخرجه من بطن الحوت إذ ناداه في الظلمات وهو الذي أخرج الكليم من اليم وفلق له ولقومه البحر وأنجاهم من الكرب العظيم وهو الذي أخرج يوسف من الجب وأخرجه من السجن وهو الذي رفع عيسى ونجاه من القتل وهو نجا رسوله من قومه إذ يمكرون به ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه وكم وكم وبالجملة ما من بشر تحت أديم السماء إلا وقد وقع في كربة وكشفها الله تعالى وما من أحد إلا وقد جرب هذا في نفسه. ¬

_ (¬1) حديث أسير بن جابر: أخرجه ابن قانع (1/ 56). حديث أنس: أخرجه الديلمي (1415). قال المناوي (2/ 44): السجزي في الإبانة عن أنس، ورواه أيضًا أبو نعيم في فضائل القرآن عن النعمان بن بشير وأنس معًا بلفظ (أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن) قال الحافظ العراقى: وإسنادهما ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1027) والسلسلة الضعيفة (2516) في إسناده مجاهيل. (¬2) القاموس المحيط (ص 257).

وكم ليلة بت في كربة ... يكاد الرضيع لها أن يشيب فما أصبح الصبح حتى أتى ... من الله فتح ونصر قريب اللهم إنا منتظرون تفريجك عن الدين فقد هضمته أيدي المعتدين وعن ضعفاء المسلمين فقد افترسهم سباع الناعين وسائلون لك أن تفرج كربتنا وترحم غربتنا في الدين (القضاعي عن أنس) قال ابن الجوزي: هو حديث لا يثبت وعزاه المصنف في الدرر إلى البزار والبيهقي وضعفه (¬1). 1278 - "أفضل العمل النية الصادقة (الحكيم عن ابن عباس) ". (أفضل العمل النية الصادقة) هي الإرادة والقصد إلى الأعمال الصالحة ابتغاء رحمة الله ومطابقة أمره فهذا صدقها وسميت صادقة لأنها بذلك تطابق الواقع والمراد بالعمل عمل القلب ما عدا الإيمان فإنه من أعمال القلب وهو أفضل منها ويحتمل أن المراد أنها أفضل الأعمال كلها البدنية والقلبية لأنها رأس الأعمال وأصلها ومبدأ كل فضل فهي أفضل من كل عمل لأنها أصل له ولأنه ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 245) رقم (1283) والبزار في مسنده رقم (6292) وقال: وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن مالك إلا برواية بقية عنه ولعل بقية أن يكون حدثه رجل غير ثقة عن مالك فترك الرجل ورواه عن مالك ولم يقل، حدثنا مالك والحديث لا يعرف إلا عن غير مالك، عن الزهري، عن أنس. وأخرجه أيضًا البيهقي في الشعب (10005) وقال: هذا مرسل، وابن عدي في الكامل (2/ 76) وقال: حديث باطل عن مالك بهذا الإسناد لا يروي عنه غير بقية، وأخرجه أيضًا (3/ 293) في ترجمة سليمان بن سلمة، وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 155) وقال: وهم هذا الشيخ على الباغندي وعلى من فوقه في هذا الحديث وهما قبيحا لأنه لا يعرف إلا من رواية سليمان بن سلمة الخبائري عن بقية بن الوليد عن مالك. وانظر قول ابن الجوزي في العلل (2/ 864). قلت: في إسناد الحديث بقية بن الوليد وهو صدوق كثير التدليس. كما قال الحافظ في التقريب (734) ولا يغتر بتصريحه بالتحديث عند ابن عدي، لأن الراوي عنه سليمان بن سلمة -وهو الخبائري- كذاب. وقد قال الذهبي في ترجمته بعد أن ساق له حديثا آخر موضوعا من طريق مالك: وسمع منه الباغندي حديثا فأنكر عليه وهو ... ثم ذكر هذا. انظر الميزان (3/ 297). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1025) ضعيف جدًّا، وفي السلسلة الضعيفة (1572) موضوع.

يثاب العبد بسببها على العمل الصالح وإن لم يعمله كما يدل حديث: "من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشر حسنات" (¬1) (الحكيم عن ابن عباس) قال الشارح: بإسناد ضعيف (¬2). 1279 - "أفضل العيادة أجرًا سرعة القيام من عند المريض (فر عن جابر) ". (أفضل العيادة) بمثناه تحتية من عاد يعود (أجرًا) والتصريح هنا بالأجر دليل أن المراد من أفضل الأعمال كثرة أجرها وحسن موقعها هل هذا هو المراد من فضل الأشخاص؟ الظاهر هو ذلك، فإذا ورد عن الشارع إن فلانًا أفضل من فلان فالمراد أنه أكثر ثوابًا عند الله، هذا ولبعض المحققين تردد في ذلك فقال: إن أريد تفضيل زيد مثلاً على عمرو أنه أكثر ثوابًا عند الله فهو مجهول لنا وإن أريد أفعال الخير الصادرة عنه والجارية على يديه أكثر من الجارية على يد عمرو فهذا أيضًا لنا مجهول لأن مقادير الأعمال عند الله تعالى فرب قليل تراه هو كثير عند الله ورب كثير هو قليل لما يدخل في الأعمال من أنواع الإخلال فالبحث عن التفضيل فضول انتهى. قلت: لقائل أن يقول: المراد الأول وكثرة أفعال الخير دليل أن من صدرت عنه أكثر أجرًا من غيره، وقوله: إن مقادير الأعمال مجهولة لنا إلى آخره كلام صحيح لكنه لا يرد على معتقد الأفضلية لأن اعتقاده ناشئ عن قرائن صحيحة فإن صحب في نفس الأمر عنده تعالى فذاك وإلا فما هو مخاطب إلا بعلمه من صور الأعمال وقد أشار إلى هذا حديث: "لم أؤمر أن أفتش عن قلوب الناس" (¬3) لما قيل له كم من فضل بلسانه غير فضل بقلبه وأما قوله: إن التفضل من ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6126)، ومسلم (131). (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي كما في المداوى للغماري (2/ 99). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1025) والسلسلة الضعيفة (7034) وراجع التضعيف والحديث فيها. (¬3) أخرجه مسلم (1064).

الفضول ففيه أيضًا تأمل لأن مرادنا من التفضيل اعتقاد أن ذا المزايا أرفع مقامًا وأولى بالإجلال والإكرام والله تعالى قد بين الفاضل من المفضول فقال: {لَا يَسْتَوِي [1/ 370] مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا} [الحديد: 10] وقال: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ} [التوبة: 100] ثم قال: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ} [التوبة: 100] ولم يخبرنا بهذا إلا لنعرف الفاضل من المفضول فيزيد في تعظيمه وعلو منزلته (سرعة القيام من عند المريض) لأنه ربما كان طول المقام لديه زيادة في مرضه (فر عن جابر) (¬1). 1280 - "أفضل الغزاة في سبيل الله خادمهم ثم الذي يأتى بالأخبار وأخصهم منزلة عند الله الصائم ومن استقى لأصحابه قربة في سبيل الله سبقهم إلى الجنة بسبعين درجة أو سبعين عاما (طس عن أبي هريرة) ". (أفضل الغزاة) جمع غاز وهو المجاهد مطلقًا ولو في وطنه (في سبيل الله خادمهم) لأنه يقوم بكفايتهم وتموينهم ويحتمل أن يراد به سيد القوم لحديث: "سيد القوم خادمهم" (¬2) إن صح (ثم الذي يأتيهم بالأخبار) عن أعدائهم وما يتخوفونه منهم فيحترزون عن ذلك فهو في الحقيقة يصونهم عن كيد العدو فيسكن من روعهم ويبصرّهم عورات عدوهم ويعرفهم مداخل السوء عليه وينفي ما يولده المرجفون فإنها جرت عادة العباد أنها لا بد لكل عدو من صديق ولكل محب من بغيض سيما في الفرق المتحاربة فيولد كل أحد ما ينقدح في صدره فيشيعه ويذيعه وللأراجيف في القلوب موقع ولذلك مقت الله إذاعة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي (129) قال المناوي (2/ 45): فيه علي بن أحمد بن النضر، قال الذهبي في الضعفاء (4210): قال الدارقطني: ضعيف. ومحمد بن يوسف الرقى قال الذهبي في الضعفاء (6104): كذبه الخطيب وقال في الميزان (6/ 376) وضع على الطبراني حديثا باطلا في حشر العلماء بالمحابر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1031) وفي السلسلة الضعيفة (2517). (¬2) وقال الألباني في ضعيف الجامع (3323)، والضعيفة (1502): ضعيف. وعزاه إلى ابن ماجه.

الأمن والخوف {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء: 83] وفي وعيد المرجفين مع ضمه لهم إلى المنافقين والذين في قلوبهم مرض (وأخصهم عند الله منزلة) أعظمهم لديه أجرًا (الصائم) لأنه مجاهد لنفسه كاسرٌ لشهواتها مجاهدٌ لعدوه فقد جمع بين الجهادين (طس عن أبي هريرة) وللحديث بقية عند مخرجه وهي: "ومن استقاء لأصحابه قربة في سبيل الله سبقهم إلى الجنة سبعين درجة" (¬1). 1281 - "أفضل الفضائل أن تصل من قطعك وتعطى من حرمك وتصفح عمن شتمك (حم طب عن معاذ بن أنس) " (ح). (أفضل الفضائل) هو صريح إنما ذكر أفضل من كل فضيلة والمراد بالفضائل الفضائل بالنظر إلى معاملة العباد فلا يكون أفضل من الصلاة لوقتها (أن تصل من قطعك) مقابلة للإساءة بالإحسان (وتعطي من حرمك) تخصيص بعد التعميم إشارة إلى عزة المال عن النفس وشحها به وهو يلاقي قوله تعالى: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] ولشدة مشقة هذه الفضيلة على الأنفس عقبها بقوله: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35] لا يلقى هذه الفضيلة الكاملة والخلة الشريفة إلا ذلك وذلك لأن أصل النفوس شرية مجبولة على الشر إلا القليل فإذا انضاف إلى شرها الكامن من قطع غيره عنه إحسانه انضاف الشر إلى الشر وعرضة للنفس صفة تقتضي مقابلة القاطع بكل إنسان فإذا غلب نفسه وعامله بضدها كان آتيًا بأفضل الأعمال كما قال - صلى الله عليه وسلم - (وتصفح عمن ظلمك) فلا تكافئه إن قدرت عليه ولا تشكوه ولا تحرم منه وإن كان جائزًا لك فتؤثر ذلك على ما أبيح لك وهل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4993) قال الهيثمي (3/ 195): فيه عنبسة بن مهران الحداد وهو ضعيف وقال أبو حاتم منكر الحديث. انظر الميزان (5/ 364) واللسان (4/ 384). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1032) والسلسلة الضعيفة (2832).

المراد العفو عنه حتى عن المطالبة في الآخرة؟ ظاهر الحديث العموم كما هو ظاهر الآيات الدالة على ذلك مثل {وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134] (¬1) ونقل عن الشافعي أن مذهبه ترك التحلل عن الظلامات والتبعات أولى لأن صاحبها يستوفيها يوم القيامة من حساب من هي عنده أو توضح سيئاته على من هي عنده كما يشهد له الحديث الوارد في القصاص يوم القيامة وهو لا يدري هل يكون أجره على التحليل موازنًا لماله من الحسنات في الظلامات أو يزيد أو ينقص وهل يحتاج زيادات حسناته ونقصان سيئاته. ومذهب غير الشافعي أن التحليل أفضل مطلقا وأدلة هذا الأخير أوضح وقال المحقق المقبلي: أما التعليل لقول الشافعي فغير صحيح لأن جزاء الكريم على العفو [1/ 371] أكثر من الأصل لأنه يجزي بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة واختار لنفسه غير القولين وهو التفويض إليه تعالى زاعمًا أن أدلة التفويض شاملة لذلك ولم يناف أدلة العفو إذ من فوض إلى الكريم الجواد العفو الحليم فقد قام بحق العفو وحق التفويض والأدب مع سيده الحليم انتهى. وأقول: هذا الحديث صريح في أفضلية العفو والتفويض ليس بعفو ضرورة أنه لم يسقط حقه ولما ذكر الله الفريقين المنتصر والعافي نوه بذكر العافي وعظم أجره ولم يصف المنتصر إلا بأنه ليس عليه سبيل فقال: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ} [الشورى: 41] ثم قال: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [الشورى: 43] فهذا الفرقان بين الشخصين دال على أرجحية العفو أتم دلالة فإن الانتصار شامل لطلب الظلامة في الدارين وحديث المتصدق بعرضه وما ورد فيه من أدلة ذلك وهو أبو ضمضم كما أخرجه أبو داود والضياء وصحَّحه عن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبي ضمضم كان إذا خرج من ¬

_ (¬1) في هامش المخطوط عنوان بخط كبير: بحث في العفو.

منزله قال: اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك" (¬1) وأدلته كثيرة جدًا، وأما التفويض فما ذكر له دليلاً وأما الأدب مع الرب فبقبول ما أرشد إليه من العفو ودعا إليه وحث عليه ثم الحديث ظاهر أن مجموع هذه الثلاث هو أفضل الفضائل لا الواحدة منها (حم طب عن معاذ بن أنس) رمز المصنف لصحته (¬2). 1282 - "أفضل القرآن {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (ك هب) عن أنس" (صح). (أفضل القرآن الحمد لله رب العالمين) يحتمل أن المراد فاتحة الكتاب وأنه اقتصر على أولها لدلالته على بقيتها ويحتمل أنه اسم لها وأنها مسماة بهذه الجملة إلا أنه لم يعده المصنف من أسمائها مع عده لها خمسة وعشرين اسمًا ويحتمل أن هذا اللفظ وهو {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} أفضل القرآن وإن كان خلاف الظاهر والمتبادر فإنه فهم الناس أن المراد بها السورة وعدوا هذا من فضائلها منهم المصنف في الإتقان (¬3) (ك هب عن أنس) (¬4) رمز المصنف لصحته. 1283 - "أفضل القرآن سورة البقرة وأعظم آية فيه آية الكرسي وإن الشيطان ليخرج من البيت أن يسمع أن يقرأ فيه سورة البقرة (الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن نصر، وابن الضريس عن الحسن مرسلاً) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4887) والضياء في المختارة (5/ 150) رقم (1770) وقال: رجاله موثقون والصحيح أنه مرسل. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 438)، والطبراني (20/ 188، رقم 413)، وقال الهيثمي (8/ 189): فيه زبان بن فائد، وهو ضعيف. وأخرجه الخرائطي في المكارم (ص 107 رقم 295). وأخرجه أيضًا: القضاعي (2/ 248، رقم 1289)، والديلمي (1/ 356، رقم 1435). وقال المناوي (2/ 46): قال العراقي: سنده ضعيف. (¬3) انظر: الإتقان (2/ 408). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 560) والبيهقي في الشعب (2358) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1125) والسلسلة الصحيحة (1499).

(أفضل القرآن) هذا والذي قبله يدل على أن في القرآن فاضلاً ومفضولاً باعتبارات، وقد اختلف الناس في ذلك وأبانه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (سورة البقرة) باعتبار ما اشتملت عليه من الأحكام والعلوم فهي أفضل القرآن في ذلك فلا ينافي السابق فإن الفاتحة أفضل القرآن في أجر تلاوتها كما ورد أنها تعدل بثلثي القرآن ولم يرد ذلك في البقرة (وأعظم آية فيه آية الكرسي) أي في القرآن جميعًا وقد سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيدة آي القرآن وورد فيها أنها ربع القرآن وتقدم الكلام في ذلك والأعظمية هي الأفضلية (وأن الشيطان يخرج من البيت إن يسمع) أي ليلاً يسمع (تقرأ فيه سورة البقرة) كأنه لأجل آية الكرسي لما ورد من أنه لا يدخل الشيطان بيتا قرأت فيه (الحارث بن أبي أسامة وابن الضريس) بالتصغير (ومحمد بن نصر المروزي عن الحسن البصري مرسلاً) (¬1). 1284 - "أفضل الكسب بيع مبرور وعمل الرجل بيده (حم طب عن أبي بردة بن نيار) ". (أفضل الكسب بيع مبرور) هو ما ليس فيه شيء مما نهى عنه (وعمل الرجل بيده) إلا الحجامة فإنها مستثناة وإن كان من أعمال اليد فإن الشارع نص على أنها أخبث الكسب وتقدم فيه في طيب الكسب (حم طب عن أبي بردة [1/ 372] بن نيار) بكسر النون فمثناة تحتية خفيفة آخره راء (¬2). 1285 - "أفضل الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر (حم عن بعض الصحابة) " ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (2/ 738، رقم 732)، وابن الضريس في فضائل القرآن (ص 85، رقم 171) وقال الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (8/ 530 ط مؤسسة قرطبة) مرسل إسناده إلى الحسن صحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1034). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 466)، والطبرانى من طريق أحمد (22/ 197، رقم 519). قال الهيثمي (4/ 60): رواه أحمد والطبرانى في الكبير باختصار، وجمع بن عمير وثقه أبو حاتم، وقال البخاري: فيه نظر. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1126) والسلسلة الصحيحة (607).

(أفضل الكلام) كأن المراد ما عدا القرآن (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) تقدم الكلام عليها مرارًا (حم عن رجل) (¬1). 1286 - "أفضل المسلمين إسلامًا من سلم المسلمون من لسانه ويده وأفضل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله عنه وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله -عز وجل- (طب عن ابن عمرو) ". (أفضل المسلمين إسلامًا) أكملهم فيه (من سلم المسلمون) خرج على الغالب وإلا فأهل الذمة كذلك يجب كف اليد عنهم واللسان وجمع السلامة المذكر للتغليب وإلا فالمسلمات كذلك (من لسانه) خصها بالذكر لأنها المعبر عما في النفس ولم يقل من كلامه ليدخل الإشارة بها استهزاء (ويده) فإن أكثر أفعال العبد بها وتدخل فيه اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير ويستثنى من ذلك ما لم يكن بإذن الشرع كالضرب في الحدود ونحوها وتدخل الكتابة باليد لما يحرم (وأفضل المؤمنين إيمانًا) أكملهم فيه (أحسنهم خلقًا) كما سلف مرارًا (وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله عنه) فالمهاجرة في الأصل فراق دار الكفر إلى دار الإيمان فأفضلها هجر العبد ما نهي عنه فإنها ما شرعت الهجرة من دار الكفر إلا ليهجر ما نهى الله عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله -عز وجل- تقدم جهاد النفس قريبًا وأنه أصل كل طاعة (طب عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: إسناده حسن (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 36)، وقال الهيثمي (10/ 88): رجاله رجال الصحيح، وانظر فتح الباري (1/ 66). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1127) والسلسلة الصحيحة (1498). (¬2) أخرجه ابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 600، رقم 639)، وعزاه الهيثمي في المجمع (1/ 60): إلى الطبراني في المعجم الكبير. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1129) والسلسلة الصحيحة (1498).

1287 - "أفضل المؤمنين أحسنهم خُلقا (هـ ك عن ابن عمر) " (صح). (أفضل المؤمنين أحسنهم خلقًا) وهو سيد الأولين والآخرين من أثنى الله على خلقه بأنه على خلق عظيم ولكل ذي خلق حسن حصة من الأفضلية (5 ك عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته (¬1). 1288 - "أفضل المؤمنين إيمانًا الذى إذا سئل أعطي وإذا لم يعط استغنى (خط عن ابن عمرو) ". (أفضل المؤمنين إيمانًا الذي إذا سئل) غير الصيغة ليشمل كل سؤال (أعطى) ولم ينهر سائله بل يعطي ما لديه ولو كلمة طيبة (وإذا لم يعط) ما هو له من حق (استغنى) عف عن الطلب ولم يتذلل لينال ما في يد غيره (خط عن ابن عمرو) ورواه ابن ماجه بنحوه (¬2). 1298 - "أفضل المؤمنين رجل سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء سمح الاقتضاء (طس عن أبي سعيد) ". (أفضل المؤمنين) في معاملة العباد (رجل سمح البيع) السماحة الجود والكرم على ما في القاموس أو هو من قولهم عود سمح أي لا عقدة كما فيه أيضًا والمراد هنا عدم المعاسرة (سمح الشراء سمح القضاء) لغرمائه غير مشاحح ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4259) وقال البوصيرى (4/ 249): هذا إسناد ضعيف. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 333)، والحاكم (4/ 583) وقال: صحيح الإسناد. وابن عساكر (35/ 261). وأخرجه أيضًا: الطبراني في الصغير (103)، والبزار كما في كشف الأستار (1676)، وقال الهيثمي (5/ 318): رواه البزار، ورجاله ثقات. والبيهقي في شعب الإيمان (7993)، وفي الزهد (2/ 190)، وابن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 444). قال المنذرى (4/ 119): رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت، والطبرانى في الصغير بإسناد حسن. ورواه ابن ماجه مختصرًا بإسناد جيد. والبيهقي في الزهد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1128) والسلسلة الصحيحة (1374). (¬2) أخرجه الخطيب (1/ 311). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1036) وقال في السلسلة الضعيفة: منكر. وقال: وهذا إسناده ضعيف، سائر رجاله موثقون ما عدا عبد الكريم (ابن مالك الجزري) قال البخاري في التاريخ (4/ 11) منكر الحديث، وانظر الميزان للذهبي (3/ 293).

لهم فيه (سمح الاقتضاء) من غرمائه ويأتي أنه تعالى يحب من كان بهذه الصفات (طس عن أبي سعيد) ورجاله ثقات كما قال الهيثمي (¬1). 1290 - "أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ثم مؤمن في شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِى الله ويدع الناس من شره (حم ق ت ن 5 عن أبي سعيد) " (صح). (أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه) بذلالها (وماله) كذلك (ثم) بعده في الفضل (رجل في شعب من الشعاب) في طائفة من الأرض (يتقي الله ويدع) يترك (الناس من شره) إشارة إلى أنه يكون مقصده من العزلة ترك الناس من شره لا كف شرهم عنه لأن ذلك المقصد أعم لأن فيه هضمًا للنفس ولأنه لو صبر على شرهم كان مثوبًا بخلاف ما لو لم يدعهم من شر نفسه فإنه يكون آثما فليقصد الأعلى والأكمل وفيه أنه لا يخلو بشر عن شر (حم ق ت ن 5 عن أبي سعيد) (¬2). 1291 - "أفضل الناس مؤمن مُزهد (فر عن أبي هريرة) ". (أفضل الناس مؤمن مزهد) بضم فسكون وتشديد الهاء قليل المال والمراد من زهده الله في الدنيا فكان بما عند الله أوثق مما عند نفسه كما يأتي تفسير الزهد بذلك (فر عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7544). قال الهيثمي (4/ 75): رجاله ثقات. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1037) وفي السلسلة الضعيفة (2853): موضوع وفي إسناده سليمان بن داود (الشاذكوني) أورده الذهبي في المغني (2581) وقال رماه ابن معين بالكذب وقال البخاري فيه نظر. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 88)، والبخاري (2634) ومسلم (1888)، والترمذي (1660) وقال: صحيح. والنسائي (6/ 11)، وابن ماجه (3978). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (6094) وقال المناوي في الفيض (2/ 50): وفيه علي بن عبد العزيز فإن كان البغوي فثقة لكنه كان يطلب على التحديث أو الكاتب فقال الخطيب لم يكن في دينه بذاك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1023) والسلسلة الضعيفة (2520) وقال: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير الحسين بن هارون؛ فلم أعرفه.

1292 - "أفضل الناس رجل يعطى جهده (الطيالسي عن ابن عمر) " (أفضل الناس رجل يعطي جهده) قدر ما يحتمله حاله إذا كان قليل المال هو نظير أفضل الصدقة جهد المقل تقدم (الطيالسي عن ابن عمر) (¬1). 1293 - "أفضل الناس مؤمن بين كريمين (طب عن كعب بن مالك) ". (أفضل الناس مؤمن بين كريمين) في النهاية (¬2) بين أبوين مؤمنين وقيل: بين أب مؤمن هو أصله وابن مؤمن هو فرعه فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن كريم والكريم الذي كرم نفسه عن التدنيس بشيء من مخالفة ربه انتهى. زاد في (الغريبين) قال بعضهم: هما الحج والجهاد وقيل: بين فرسين يغزو عليهما ومثلهما في القاموس (¬3) [1/ 373] وزاد وبعيرين يستقى عليهما، ورواية النهاية: كريمين بالتذكير وفي القاموس بالتأنيث وأقرب المعاني الأول والمعنى: أكرم الناس حالاً من كرم طرفان وكان كريمًا في نفسه ويدل لذلك أن لفظ الحديث عند العسكري في الأمثال من حديث أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يوشك أن يكون أسعد الناس الدنيا في لكع بن لكع وأفضل الناس مؤمن بين كريمين" (طب عن كعب بن مالك) (¬4). 1294 - "أفضل أمتي الذين يعملون بالرخص (ابن لال عن عمر) ". (أفضل أمتي الذين يعملون بالرخص) جمع رخصة بضم الراء وبضمتين ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (1852) وقال أبو الفضل العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2/ 1082) سنده ضعيف. وفي سنده أبو عتبة هو إسماعيل بن عيش الحمصي أورده الذهبي في المغني في الضعفاء (697) وقال صدوق في حديث أهل الشام مضطرب جدًا في حديث أهل الحجاز قال أحمد ما روى عن الشاميين صحيح وما روى عن الحجازيين فليس بصحيح. قلت وهذه منها. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1040) والسلسلة الضعيفة (2852). (¬2) النهاية (4/ 168). (¬3) القاموس المحيط (ص 1489). (¬4) أخرجه الطبراني (19/ 82، رقم 165). قال الهيثمي (1/ 82): فيه معاوية بن يحيى أحاديثه مناكير. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1130) والسلسلة الصحيحة (1505).

ترخيص الله للعبد فيما يخففه عليه وذلك كالإفطار في السفر ونحوه ويأتي حديث ابن عمر: "إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه". (ابن لال عن عمر) فيه عبد الملك بن عبد ربه منكر الحديث (¬1). 1295 - "أفضل أيام الدنيا أيام العشر (البزار عن جابر) ". (أفضل أيام الدنيا) الأيام المختصة بها وهي أيام الدهر لأنه لا أيام للآخرة إذ اليوم عبارة عن مقدار ما بين طلوع الشمس وغروبها والآخرة لا شمس فيها (أيام العشر) فهي أفضل من كل ما عداها في السنة وهي في نفسها متفاضلة فأفضلها يوم النحر، وأما حديث: "أفضل الأيام يوم النحر ثم يوم القر" (¬2) وهو ثاني يوم النحر فإنه مشكل لأنه يقتضي بأنه أفضل من أيام العشر؛ لأنه ليس منها وهذا يقتضي بأن العشر لا يفضلها شيء من الأيام وإن فضل بعضها بعضا ويجاب بأن المراد أن أفضل الأيام يوم النحر من أيام السنة التي تقدمت قبله ويوم القر أفضل الأيام التي بعد يوم النحر من سنته ما عدا يوم النحر الآتي من سنته لا منه. والحاصل: أن يوم القر أفضل من أيام العشر غير يوم النحر فلا يلزم أن يكون أفضل من التسع قبله كما يرشد إليه العطف، وأما يوم الجمعة فتقدم أنه أفضل الأيام كلها حتى يوم النحر ويوم الفطر فالتفضيل للعشر على ما عداه ولك أن تحمل أفضل على عدم إرادة الزيادة كما قيل: إلا أنه خلاف وضعه (البزار عن جابر) وسنده حسن (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أيضًا: الديلمي (1/ 358، رقم 1443). قال المناوي (2/ 51): فيه عبد الملك بن عبد ربه قال في الميزان (4/ 402): منكر الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1044) والسلسلة الضعيفة (2514). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 28، رقم 1128) قال الهيثمي (4/ 17): رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1133). (¬3) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2407)، وابن حبان (2811).

1296 - "أفضل سور القرآن البقرة وأفضل آى البقرة آية الكرسى (البغوي في معجمه عن ربيعة الجرشى) ". (أفضل سور) جمع سورة مأخوذة من سور البلد (القرآن البقرة) فيه جواز إطلاق هذا اللفظ عليها، وفيه خلاف الأدلة على خلافه (وأفضل آي) جمع آية (القرآن آية الكرسي) فيه جواز تفضيل بعض الآيات على بعض كالسور وتقدم قريبًا بيان وجه الأفضلية (البغوي في معجمه عن ربيعة) بن عمرو الدمشقي (الجرشي) بضم الجيم وفتح الراء مختلف في صحبته (¬1). 1297 - "أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم (عق، حل عن ربيعة بن كعب) ". (أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم) هذا التفضيل ليس بمعنى كثرة الثواب بل بمعنى أنه أحسنه مأكلاً وألذه وأهنأه وأنفعه في الدارين وليس حثًا على الاستكثار منه بل تنبيه على زيادة الشكر على أكله وأنه من الطيبات (عق حل عن ربيعة بن كعب) وإسناده ضعيف (¬2). 1298 - "أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن (هب عن النعمان بن بشير) ". (أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن) مع تدبر معانيه والعمل بما فيه وتقدم (هب عن النعمان بن بشير) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف (¬3). ¬

_ (¬1) أورده الحافظ في الإصابة (2/ 471 ترجمة 2620 ربيعة الجرشي) وذكر الاختلاف في صحبته، ثم عزا الحديث للبغوي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1045). (¬2) أخرجه العقيلي (3/ 258، ترجمة 1264 عمرو بن بكر السكسكي عن أبي سنان الشيباني) ولم يذكر له حديثا غيره، وقال: حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به، ولا يثبت في هذا المتن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شىء. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 362) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 126 رقم 1340) من طريق العقيلي. قال المناوي (2/ 52) قال السخاوى: أخرجه أبو نعيم من طريق عمرو بن بكر السكسكي، وهو ضعيف جدًّا. وأورده الذهبي في المغني (4634) وقال قال ابن جريج واه وقال ابن عدي له مناكير. وقال الحافظ في التقريب (4993) متروك. وذكره الألباني في ضعيف الجامع (1046)، والضعيفة (2519) وقال: ضعيف جدًا. (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (2022) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1047) والسلسلة =

1299 - "أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن نظرًا (الحكيم عن عبادة بن الصامت) ". (أفضل عبادة أمتي قراءة القرآن نظرًا) في المصحف لحروفه لأن نظره طاعة وقد اختلف أيما الأفضل قراءته نظرًا أم وحفظًا والمختار أن المقصود من التلاوة تدبر معانيه فمع أيهما كانت أكثر كانت أفضل (الحكيم عن عبادة بن الصامت) (¬1). 1300 - "أفضل كسب الرجل ولده وكل بيع مبرور (طب عن أبي بردة بن نيار) ". (أفضل كسب الرجل ولده) أي كسب ولده أي ما كسبه ولد الرجل فهو من أفضل مال الأب كما يقتضيه عطف (وكل بيع مبرور) ويحتمل أن المراد أن الولد من أفضل ما يكسبه الرجل لأنه يعود نفعه عليه وتسمية الولد كسب للأب صحيح لأنه من سعيه وتقدم تفسير البيع المبرور (طب عن أبي بردة بن نيار) وفي إسناده مقال (¬2). 1301 - "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون (حم، طب، ك عن ابن عباس) " (صح). (أفضل نساء أهل الجنة) أي النساء من أهل الجنة أو نساء رجال الجنة (خديجة بنت خويلد) [1/ 374] أم المؤمنين أول نسائه - صلى الله عليه وسلم - وأم جميع أولاده ما عدا إبراهيم ¬

_ = الضعيفة (2515). (¬1) أخرجه الحكيم كما في الكنز (3/ 255) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1048) والسلسلة الضعيفة (2515). (¬2) أخرجه الطبراني (22/ 197، رقم 520). قال الهيثمي (4/ 154): فيه جميع بن عمير ضعفه ابن عدي، وقال البخاري: من عُتَّق الشيعة. وهو صالح الحديث. وأورده الذهبي في المغني في الضعفاء (1178) وقال رماه بعضهم بالكذب، وقال الحافظ في التقريب (968) صدوق يخطئ ويتشيع. وانظر الميزان (2/ 153) وقال الألباني في ضعيف الجامع (1049) ضعيف جدًّا.

(وفاطمة بنت محمد) بضعة المصطفي وهي أفضل من أمها لأدلة أخرى، وأما هذا الحديث فلا دلالة فيه على تفضيل بعضهن على بعض، بل ربما دل التقديم على تفضيل خديجة (ومريم بنت عمران) التي أثنى الله عليها في كتابه (وآسية) بزنة فاعله (بنت مزاحم) بالزاي ثم حاء مهملة بزنة مقاتل (امرأة فرعون) التي قالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: 11] الآية. وزاد - صلى الله عليه وسلم - هذا الإبدال منها للتوضيح لأن اسمها ليس بالمشهور كقرائنها، وفيه فضل هؤلاء الأربع على سائر نساء أهل الجنة وليس فيه ما يدل على أفضلية إحداهن على الأخرى كما عرفت إلا التقديم ذكرًا فإنه يدل على التقديم لكنه عارضه ما هو أدل منه (حم طب ك عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي (¬1). 1302 - "أفضلكم الذين إذا رؤوا ذكر الله لرؤيتهم (الحكيم عن أنس) ". (أفضلكم) أيها المخاطبون ومن يأتي من بعدكم (الذين إذا رأوا ذكر الله) يعني أن رؤيتهم وهيئتهم وسيماهم تذكر بالله لما تدل عليه صورتهم من الإقبال على الله وعلى عبادته وذكره ولذا قال (لرؤيتهم) ويحتمل أن المراد أنهم يذكّرون العباد بالله تعالى عند أن يروهم ويدلونهم عليه ويعظونهم ويناصحونهم ويعرّفونهم بواجب حقوقه فيذكر الله بسبب تذكيرهم، والأول أقرب لأنه علله بمجرد الرؤية (الحكيم عن أنس) (¬2). 1303 - "أفطر الحاجم والمحجوم (حم د ن هـ حب ك عن ثوبان) " (صح). (أفطر الحاجم) إذا حجم وهو صائم (والمحجوم) قال في النهاية (¬3): أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 316)، والطبراني (11/ 336، رقم 11928)، والحاكم (2/ 539) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: عبد بن حميد (597)، والنسائي في الكبرى (8364)، وأبو يعلى (2722)، وابن حبان (7010). قال الهيثمي (9/ 223): رواه أحمد، وأبو يعلى، والطبراني، ورجالهم رجال الصحيح. وقال الحافظ في الفتح (6/ 447): إسناده حسن. (¬2) ذكره الحكيم (2/ 41). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1050). (¬3) النهاية (1/ 347).

تعرضًا للإفطار، وقيل: جاز لهما الإفطار، وقيل: هو على جهة التغليظ لهما والدعاء عليهما. قال في الفتح (¬1): وقد ورد ذكره في رواية الحسين وأبي هريرة وثوبان ومعقل بن يسار وعلي وأسامة وورد من طريق الحسن بن شداد ورافع بن خديج وعلق الشافعي في القديم القول به على الصحة وجزم في الجديد بعدم الفطر وأول الأكثرون الحديث على أن المراد تسبب للإفطار بالحجامة الموجبة له لضعف القوة فنزل الأمر إلى الفطر، وقال ابن حزم (¬2): هو منسوخ بحديث أبي سعيد: "أرخص النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحجامة للصائم" أخرجه النسائي وابن خزيمة (¬3) وأخرجه الدارقطني (¬4) بلفظ: أصرح في النسخ ولفظه: "أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم فمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أفطر هذان" ثم رخص بعد في الحجامة للصائم، ورواته ثقات، ذهب أحمد وإسحاق وغيرهما إلى أنهما يفطران بنفس الحجامة عملاً بظاهره وذهب آخرون إلى خلافه ولكنه يكره عملاً بهذا الحديث قالوا: ووجه الكراهة ما يؤدي إليه من الضعف وفي الحاجم إعانته على ذلك، والذي حمل الأكثر مخالفتهم لظاهر الحديث حديث أبي سعيد عند الترمذي (¬5): "ثلاث لا تفطرن الصائم الحجامة والقيء والاحتلام"، وفي معناه غيره مثل حديث: "أنه أحتجم وهو صائم" وقد رده ابن ¬

_ (¬1) الفتح (4/ 177). (¬2) انظر: المحلى لابن حزم (6/ 204، 209). (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (3241) وابن خزيمة (1967)، وقال الحافظ في الفتح (4/ 178): وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به. (¬4) أخرجه الدارقطني (2/ 182)، وقال: رواته كلهم ثقات ولا أعلم له علة، والبيهقي (4/ 268)، وانظر الإرواء (4/ 72). (¬5) أخرجه الترمذي (719)، وقال: هذا حديث غير محفوظ وعبد الرحمن بن زيد الراوي يضعف في الحديث.

القيم (¬1) وقال: الثابت وهو محرم وقيل: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ذلك لما مر بهما وهما يغتابان الناس فقال ذلك زجرًا لهما، والأقرب ما ذهب إليه أحمد وحديث أبي سعيد لا يقاومه كيف وقد قال المصنف: إن هذا متواتر (حم د ن 5 حب ك عن ثوبان) مثنى ثوب رمز المصنف لصحته (¬2). 1304 - "أَفْطَرَ عِنْدَكمُ الصَّائِمُونَ وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ (5 حب عن ابن الزبير) " (صح). (أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار) هذا كان يقوله - صلى الله عليه وسلم - لمن يفطر عنده أو من أكل عنده طعامًا مطلقًا وهو دعاء لهم بإجراء الخير على أيديهم من إطعام الأبرار وما يتفرع عليه من صلاة الملائكة عليهم وورد بصيغة الإخبار تفاؤلاً كما قالوا: مات فلان رحمه الله على أحد احتمالية كما عرف في علم البيان ويحتمل أنه إخبار لهم وليس المراد الإخبار بذلك لأنهم عالمون به ولا لازم الفائدة فإنهم عالمون أنه عالم به بل الثناء عليهم وليعطف عليه ما يسبب عنه من الإخبار لهم بقوله (وصلت عليكم الملائكة) وفي غيره زيادة: وذكركم الله فيمن عنده. والأبرار جمع بار وهو يخص كثيرًا بالعبَّاد والأولياء والزهاد كما في النهاية (¬3)، إن قلت: فيه تزكية النفس وقد نهى عنها. ¬

_ (¬1) انظر: حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (6/ 365). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 276)، وأبو داود (2367)، والنسائي في الكبري (3134)، وابن ماجه (1680)، والدارمي (1731)، وابن خزيمة كما في إتحاف المهرة (3/ 36، رقم 2489)، وابن الجارود (386)، وابن حبان (3532)، والطبراني (2/ 91، رقم 1406)، وابن قانع (1/ 119)، والحاكم (1/ 590، رقم 1558) وقال: صحيح على شرط الشيخين. والبيهقي (4/ 265). وأخرجه أيضًا: عبد الرزاق (7522)، وابن أبي شيبة (2/ 307، رقم 9301)، والطحاوي (2/ 98)، والطبراني في الأوسط (4720)، وفي مسند الشاميين (208)، وابن عساكر (33/ 274). قال الحافظ في التلخيص (2/ 193): قال علي بن سعيد النسوي سمعت أحمد يقول هو أصح ما روي فيه، وكذا قال الترمذي عن البخاري. (¬3) النهاية (1/ 16).

قلت: ما هو إلا تفاؤل باتصاف آكلين طعامهم بذلك أو لأنهم بصيامهم قد فعلوا ما يفعله الأبرار وتخلقوا بخلقهم واتصفوا بما اتصفوا به كأنه قيل: من تخلق بأخلاق الأبرار وعلى احتمال أنه دعاء فهو طلب لهم أن لا يأكل طعامهم إلا الأبرار فإنهم الذين يجازى على إطعامهم أحسن جزاء لحديث: "ولا يأكل طعامك إلا تقي" تقدم (5 حب عن ابن الزبير) [1/ 375] رمز المصنف لصحته (¬1). 1305 - "أف للحَمَّامِ حجابٌ لا يستر وماء لا يُطَهّر بنيان أوشاب للمشركين ومرج الكفار ومرج الشيطان لا يحل لرجل أن يدخله إلا بمنديل مروا المسلمين لا يفتنون نساءهم الرجال قوامون على النساء علموهن القرآن ومروهن بالتسبيح (هب عن عائشة) " (ح). (أف) بضم الهمزة وفيه لغات عدها صاحب القاموس (¬2) أربعين لغة ومعناه الاستقذار وقيل: الاحتقار والاستقلال وهو صوت إذا صوت به الإنسان علم أنه متضجر (للحمام) وكأنه قيل ما سبب التضجر فقال (حجاب لا يستر وماء لا يظهر) وكأنه إخبار عن من كان يدخله بغير مئزر ولذا قال (لا يحل لرجل أن يدخله إلا بمنديل) أراد به المئزر كما ورد في غيره بلفظه (مر) خطاب لكل من يصلح للخطاب (المسلمين لا يفتنون نسائهم الرجال قوامون على النساء) هو جمع قوام وفسره أئمة التفسير في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] أي يقومون عليهن آمرين ناهين (علموهن) معالم الدين (ومروهن بالتسبيح) تخصيص بعد التعميم لشرف التسبيح أي بقول: سبحان الله أو ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1747). قال البوصيرى (2/ 79): هذا إسناد ضعيف لضعف مصعب بن ثابت بن عبد الله بن عبد العزيز بن الزبير. وأخرجه ابن حبان (5296). (¬2) القاموس المحيط (صـ 1023).

مطلوبين به الرب تعالى بأن يعلموهن أدلة تنزيهه تعالى عن القبائح (هب عن عائشة) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 1306 - "أفلح من رزق لُبًّا (تخ، طب عن قرة بن هبيرة) " (صح). (أفلح) في القاموس (¬2) الفلح محركة والفلاح الفوز والنجاة والبقاء في الخير (من رزق لبا) فيه أيضًا اللب العقل والمراد فاز ونجا من رزق عقلاً، وذلك لأن العقل يقوده إلى كل خير ويذوده عن كل ضير أو به ينظر أدلة موجده فينظر في ملكوت السماء والأرض وما اشتمل عليه الكون من عجائب صنعه تعالى فتدله دلالة مبادئه بلسان الحال أن له ربًا خالقًا عليمًا حكيمًا حقًا قديرًا سميعًا بصيرًا فالعقل حجة الله على عباده ولذا لم يكلف من لا عقل له وهو دليله إلى كل مكرمة دينية ودنيوية ولذا يخص الله بالخطاب في الكتاب أولي الألباب، ومن كلام النهج: العقل لا يجني على صاحبه قط والعلم من غير عقل يجني على صاحبه، ومن كلامه: أنفس الأعلاق عقل قرن به حظ (تخ طب عن قرة) بضم القاف وتشديد الراء (ابن هبيرة) مصغر رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات (¬3). 1307 - "أفلح من هُدِىَ إلى الإِسلام وكان عيشه كفافا وقنع به (طب، ك عن فضالة بن عبيد) " (صح). (أفلح من هدي إلى الإِسلام) هداه الله إليه ويسره لليسرى (وكان عيشه كفافًا) ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7773) وقال: هذا منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1053). (¬2) القاموس المحيط (ص 300). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 181)، والطبراني (19/ 33، رقم. 7). قال الهيثمي (9/ 401): فيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أيضًا: البيهقي في شعب الإيمان (4654). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1056).

تقدم ضبطه وتفسيره فإنه إذا كان كذلك لم يبطره الغنا ولم يحزنه الفقر بشرط القنوع ولذا قال (وقنع به) اكتفى به وشكر عليه وفسرت الحياة الطيبة في الآية بالقنوع بما أعطي (طب ك عن فضالة بن عبيد) مصغر عبد رمز المصنف لصحته (¬1). 1308 - "أَفْلَحْتَ يَا قُدَيْمُ إِنْ مُتَّ وَلَمْ تَكُنْ أَمِيرًا وَلاَ كَاتِبًا وَلاَ عَرِيفًا (د عن المقدام بن معدي كرب) " (صح). (أفلحت يا قديم) تصغير مقدام تصغير الترخيم بحذف زوائده من الميم والألف لأنه من قدم والتصغير هنا للتلطف وحسن الخطاب من باب يا بني وهو خطاب للمقدام بن معدي كرب الراوي (إن مت ولم تكن أميرًا) جملة حالية من فاعل مت أي مت والحال ما ذكر من عدم اتصافك بالإمارة والأمير من يلي أمور الناس يأمرهم وينهاهم فعيل بمعنى فاعل وإنما علق - صلى الله عليه وسلم - فلاحه بموته ولم يلي الإمارة لما فيها من الخطر الذي لا يكاد يسلم منه أحد، وفي حديث أبي هريرة عند البيهقي: "ما من أمير عشرة إلا وهو يؤتى به يوم القيامة مغلولاً حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور" (¬2) ويأتي أيضًا في حديث أبي أمامة بزيادة: أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها خزي يوم القيامة، ويأتي زجر شديد في الإمارة (ولا كاتبًا) للسلطان لما فيه من الخطر فإن كاتب الملك يده ولسانه بقلمه يراق الدماء وتؤخذ الأموال (ولا عريفًا) بعين مهملة وراء مكسورة مشددة ومثناة تحتية وألفًا في النهاية (¬3) أنه القيم بأمور القبيلة والجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم [1/ 376] فعيل بمعني فاعل انتهى. والحديث ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (18/ 306، رقم 787)، والحاكم (4/ 136، رقم 7144) وقال: صحيح الإسناد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1138). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (10/ 95)، والطبراني في الأوسط (6225)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5695). (¬3) النهاية (3/ 442).

تحذير عن الإمارة ومقارنتها بالخدمة من كتابة أو عرافة (د عن المقدام بن معدي كرب) رمز المصنف لصحته (¬1). 1309 - "أفلا استرقيتم له فإن ثلث منايا أمتي من العين (الحكيم عن أنس) ". (أفلا استرقيتم له) طلبتم له الرقية المشروعة للعين (فإن ثلث منايا) جمع منية وهي الموت (أمتي من العين) من الإصابة بها والثلث يحتمل الحقيقة ويحتمل أنه أراد به الكثرة ويأتي تحقيق رقية العين ما هي في حرف العين (الحكيم عن أنس) (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 133)، وأبو داود (2933)، وابن السني (ص 151 رقم 395)، والبيهقي (6/ 361). وأخرجه أيضًا: الطبراني في الشاميين (2/ 297 رقم 1377)، قال البخاري: فيه صالح بن يحيى فيه نظر، وقال المنذري: فيه كلام لا يقدح. قلت: وصالح هذا أورده الذهبي في المغني (2850) والكاشف (2367) وقال قال البخاري: فيه نظر. وقال الحافظ في التقريب (2894) لين. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1055) والسلسلة الضعيفة (1133). (¬2) أخرجه الحكيم (3/ 46)، وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 383): وإسناده ضعيف لكن له شاهد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1054).

الهمزة مع القاف

الهمزة مع القاف 1310 - " إِقَامَةُ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله تعالى خَيْرٌ مِنْ مَطَرِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً في بِلاَدِ الله (ابن ماجه عن ابن عمر) ". (إقامة حد من حدود الله) هو من قام بالأمر إذا شمر لأدائه ولم يكن فيه فتور ولا توان وهو أحد الوجهين في إقامة الصلاة، في النهاية (¬1) الحدود محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب وأصل الحد المنع والفصل بين الشيئين فكل حدود الشرع فصلت بين الحلال والحرام فمنه ما لا يقرب كالحدود المحرمة، ومنه {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187]، ومنه ما لا يتعدى كالمواريث المعينة وتزويج الأربع، ومنه {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} [البقرة: 229] وفي القاموس (¬2): الحد تأديب المذنب وغيره من الذنب (خير من مطر أربعين ليلة في بلاد الله) إنما خيره على المطر لأن المطر لإصلاح أهل الأرض بإخصابها وإرغادهم في معاشهم وإقامة الحد لإصلاحهم في الدنيا والدين لأنه إذا أقيم الحد كالقصاص وحد الزنا والسرقة زجر عن القتل والزنا والسرقة والقذف ونحوها وهذه كلها شرور فتركها وعدم وجودها من العباد فيها كمال صلاحهم في الدين لموافقة الله ورسوله وفي الدنيا سلامة دمائهم عن الإراقة وأنسابهم عن الاختلاط وأعراضهم عن التمزيق ولأن عدم هذه المعاصي من جوانب الأرزاق فلا جزم كان خيرًا من يحظر هذه اللذة المعينة وأما تعيين عدد الأربعين ولم يخبره على أقل منه ولا أكثر فلحكمة مجهولة أو لأن أقل الحدود حد الشرب وأقله أربعون على الأصح فلوحظ في التخيير أقل الحدود عددًا (5 ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 352). (¬2) القاموس المحيط (ص 352).

عن ابن عمر) (¬1) في سنده سعد بن سنان (¬2) ضعيف منكر الحديث لكن رواه النسائي عن جرير مرفوعًا بلفظ: الثلاثين ورواه ابن حبان بلفظ الأربعين. 1311 - "اقبلوا الكرامة وأفضل الكرامة الطيب أخفه محملاً وأطيبه ريحًا (قط في الإفراد طس عن زينب بنت جحش) أم المؤمنين". (اقبلوا الكرامة) هي ما يفعل للإنسان لإكرامه من إخوانه وسلطانه (وأفضل الكرامة الطيب) فهو الذي ينبغي أن يكون به الإكرام (أخفه محملاً وأطيبه رائحة) ففيه حث على قبول الإكرام وإرشاد إلى أن خيره الطيب (قط في الإفراد طس عن زينب بنت جحش) أم المؤمنين (¬3). 1312 - "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ (حم ت 5 عن حُذَيْفَةَ) " (صح). (اقتدوا) الاقتداء الاتباع يقال: اقتدى به إذا لازم طريقه (باللذين من بعدي أبو بكر وعمر) بدل من اللذين وبالأمر بالاقتداء بهما ذهب البعض إلى أنهما حجة في كل ما يصدر منهما وأنه يجب اتباعهما فيما صدر عنهما وأنهما كالإجماع وغيره من الأدلة وذهب الجمهور إلى خلاف ذلك وقالوا: إنما هو أمر لذوي التقليد باتباعهما كغيرهما من المجتهدين، وإنما نص عليهما تخصيصًا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2537). قال البوصيري (3/ 102): هذا إسناد ضعيف، وابن حبان في صحيحه (4398) ولفظه: حد يقام في الأرض خير من مطر أربعين صباحًا، ومثله أبو يعلى (6111)، وأخرجه أحمد (2/ 362) ولفظه: حد يقام في الأرض خير للناس في أن يمطروا ثلاثين أو أربعين صباحًا. ومثله عند الطبراني في الكبير (11/ 337 رقم 1193). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1139) والسلسلة الصحيحة (231). (¬2) قال الحافظ في التقريب (2238): صدوق له أفراد. (¬3) أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في أطراف ابن طاهر (5/ 374) رقم (5788) والطبراني في "الأوسط" (6289) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 158): فيه من لم أعرفهم. وفي إسناده أيضًا بشر بن عبيس بن مرحوم قال الحافظ في التقريب (695) صدوق يخطئ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1059) والسلسلة الضعيفة (2862).

وإلا فقد قال: "أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم" على ضعفه وأحسن منه أنه أمر باتباعهما في الأوامر والنواهي عند إمارتهما وولاية أمر الأمة وهذا أيضًا تخصيص لهما وإلا فقد أمر - صلى الله عليه وسلم - بطاعة الأمراء في غير معصية وخصصهما بها لما أجراه الله على أيديهما من الفتح والحرب لأهل الردة ونحوه (حم ت 5 عن حذيفة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1313 - "اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي من أصحابي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ واهتدوا بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن مسعود (ت عن ابن مسعود، الروياني عن حذيفة، عد عن أنس) ". (اقتدوا باللذين) بصيغة التثنية أيضًا (من بعدي) هو متعلق باقتدوا فإن في حياته القدوة به (من أصحابي أبي بكر وعمر) هو كما سلف (واهتدوا) من الاهتداء (بهدي عمار) الهدي السيرة والطريقة والهيئة كما في النهاية (¬2) وعمار هو ابن ياسر الصحابي الجليل (وتمسكوا بعهد ابن مسعود) (¬3) قال في النهاية (¬4): أي ما يأمركم به ويوصيكم، وابن مسعود هو عبد الله من نبلاء الصحابة وسابقيهم (ت عن ابن مسعود) وحسنه الترمذي (الروياني عن حذيفة) بن اليمان (عد عن أنس) (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 382)، والترمذي (3662)، وابن ماجه (97). وأخرجه أيضًا: البزار (7/ 248، رقم 2827)، والطبراني في الأوسط (3816)، والحاكم (3/ 79)، والبيهقي (5/ 212). وابن عساكر (5/ 14). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1142) والسلسلة الصحيحة (1233). (¬2) النهاية (5/ 252). (¬3) الإصابة (4/ 233). (¬4) النهاية (3/ 326). (¬5) أخرجه الترمذي (3805) وقال: حسن غريب. والطبراني (9/ 72، رقم 8426)، والحاكم (3/ 80) قال الذهبي في التلخيص: سنده واهٍ. حديث حذيفة: أخرجه الحاكم (3/ 79)، والبيهقي (8/ 153). وأخرجه أيضًا: الحميدي (449)، والطبراني في الأوسط (5503)، وابن عساكر (30/ 227). حديث أنس: أخرجه ابن عدي (2/ 249، ترجمة 424 حماد بن دليل)، وابن عساكر =

1314 - "اقتربت الساعة ولا تزداد منهم إلا قربًا (طس عن ابن مسعود) (ح) ". (اقتربت الساعة) أي قربت، والساعة جزء من أجزاء الجديدَين والوقت الحاضر والقيامة أي الوقت الذي تقوم فيه القيامة قاله في القاموس (¬1)، والمراد هنا بالقيامة وقتها (ولا تزداد منهم) من الناس وإن لم يتقدم لهم ذكر للعلم بأنهم المرادون (إلا قربًا) إخبار بأنه لا تأخير لها وأنها كائنة في كل حين تزداد قربًا إلا أنه قال الشارح: لفظ رواية الطبراني والحلية: ولا تزداد منهم إلا بعدًا، قال: ولكل منهما وجه صحيح والمعنى على الأول: كل ما مرَّ بهم زمان وهم في غفلتهم ازدادت قربًا منهم، وعلى الثاني: كلما اقتربت ودنت تناسوا قربها وعملوا عمل من أخذت الساعة في البعد عنه (طس عن ابن مسعود) (¬2) ورجاله رجال الصحيح والمصنف رمز لحسنه. 1315 - "اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصًا (ك) عن ابن مسعود". (اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصًا) على الدنيا وإمساكها بها وشحابها ولا يزدادون من الله إلا بعدًا، لأن من أثر الحرص على دنياه بعد عن الله (ك) عن ابن مسعود) (¬3). ¬

_ = (33/ 119). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1144) والسلسلة الصحيحة (1233). (¬1) القاموس المحيط (944). (¬2) أخرجه الطبراني (10/ 13، رقم 9787) وقال الهيثمي (10/ 255): رجاله رجال الصحيح. وقال في موضع آخر (10/ 311): رجاله رجال الصحيح، غير شيخ الطبراني، وهو ثقة ثبت. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 242) وقال: غريب تفرد به مخلد مرفوعًا موصولاً. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1145) والسلسلة الصحيحة (1510). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 359) انظر علل الدارقطني (5/ 115)، وحسّنه الألباني في =

1316 - "اقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في الصلاة (طب عن ابن عباس) ". (اقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في الصلاة) وظاهره ولو بفعل كثير فإنها لا تبطل الصلاة ويحتمل أن المراد: أخرجوا منها لقتلها وسواء خيف ضرهما أم لا وسواء خشي خروج وقت الصلاة أم لا وهل الأمر للوجوب أم للندب حملوه على الثاني لحديث أبي يعلى (¬1): "كان لا يرى بقتلها في الصلاة بأسًا"، (طب عن ابن عباس) (¬2) بإسناد ضعيف. 1317 - "اقْتُلُوا الأسْوَدَيْنِ في الصلاة الْحَيَّةَ وَالْعَقْرَبَ (د، ت، حب، ك عن أبي هريرة) " (صح). (اقتلوا الأسودين) هما اسمان لما ذكر على أي صفة كانا (في الصلاة) وبالأولى في غيرها (الحية والعقرب) وكذلك تقتلان في حل وحرم (د ت حب ك عن أبي هريرة) (¬3) رمز المصنف لصحته. 1318 - "اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ كُلَّهُنَّ فمن خاف ثَأْرَهُنَّ فَلَيْسَ مِنِّي (د ن عن ابن مسعود، (طب) عن جرير وعثمان بن أبي العاص) (صح) ". (اقتلوا الحيات كلهن) تعميم دفعًا لتوهم إرادة من يخاف ضرها (فمن خاف ثأرهن) الثأر طلب الدم أي من خاف طلبهن بدمه مدافعة عن أنفسهنَّ (فليس مني) ليس من الذين يتصلون بي ويتصفون بصفتي (د ن عن ابن مسعود طب عن جرير وعثمان بن أبي العاص) (¬4) رمز المصنف لصحته. ¬

_ = صحيح الجامع (1146)، والصحيحة (1510). (¬1) أخرجه أبو يعلى (4739). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 170) رقم (10355). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1151). (¬3) أخرجه أبو داود (921)، والترمذي (390) وقال: حسن صحيح. وابن حبان (2352)، والحاكم (1/ 386) وقال: صحيح. والبيهقي (2/ 266). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1147). (¬4) أخرجه أبو داود (5249) والنسائي (6/ 51). وأخرجه أيضًا: الطبراني (10/ 170، رقم =

1319 - "اقْتُلُوا الْحَيَّاتِ اقتلوا ذا الطُّفْيَتَيْنِ وَالأَبْتَرَ فإنهما يطمسان البصر وَيسْتَسْقِطَانِ الْحَبَلَ (حم ق د ت 5 عن ابن عمر) " (صح). (اقتلوا الحيات) خص نوعًا منها زيادة في الحث على (قتله اقتلوا ذا الطُّفْيتين) بضم الطاء تثنية طفية في النهاية (¬1) هي خوصة المُقْل في الأصل شَبَّه الخطين الذين على ظهر الحية بخوصتين من خُوص المُقْل (والأبتر) بالموحدة فمثناة فوقية فراء في القاموس (¬2): الحية الخبيثة، وفي المرقاة للمصنف: قال النضر بن شميل: الأبتر صنف من الحيات أزرق مقطوع الذنب لا تنظر إليها حامل إلا ألقت ما في بطنها (فإنهما يطسان البصر) يخطفانه أو يطمسانه بخاصية في طباعهما إذا وقع بصرهما على بصر الإنسان، وقيل: إنهما يفسدان البصر بالنهش واللسع (ويستقطان الحُبَل) هكذا في نسخة قوبلت على خط المصنف، وقال الشارح: إنه لفظ الصحيحين مشيرًا إلى أن نسخة الجامع: يسقطان كما هو الذي شرح عليه أي يطلبان إسقاط (الحبل) بالموحدة مصدر سمي به الجنين فهذا أمر بقتلهما لما فيهما من الضر، والحديث يحتمل أن كلا من النوعين يؤثر هذين التأثيرين أو أن كل واحد يؤثر كل واحد منهما وهذه قوة أودعها الله هذين النوعين كما أودع الإحراق في النار (حم ق د ت 5 عن ابن عمر) (¬3). ¬

_ = 10355). قال المنذري (3/ 381) رواه أبو داود والنسائي والطبراني بأسانيد رواتها ثقات إلا أن عبد الرحمن بن مسعود لم يسمع من أبيه. وقال الهيثمي (4/ 46): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1149). (¬1) النهاية (3/ 130). (¬2) القاموس (ص 547). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 9) واللفظ له، والبخاري (3297)، ومسلم (233)، وأبو داود (5252)، والترمذي (1483) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (535). وأخرجه أيضًا: الحميدي (620)، وابن حبان (5638)، والطبراني (5/ 30، رقم 4498).

1325 - "اقتلوا الوَزَغ ولو في جوف الكعبة (الطبراني عن ابن عباس) " (ح). (اقتلوا الوزغ) بالزاي مفتوحة كالواو والغين المعجمة جمع وزغة بالتحريك وهي التي يقال لها: سام أبرص [1/ 378] وتجمع على أوزاغ ووزغات قاله في النهاية (¬1)، وإنما أمر بقتلها لما ورد أنها كانت تنفخ النار على الخليل -عليه السلام-، وفي النهاية (¬2) عن عائشة: أنه لما أحرق بيت المقدس كانت تنفخه وهذه زيادة على الخمس الفواسق حكمها حكمها فمفهوم العدد منها غير معمول به، وقيل: قتل الحيات أفضل من قتل الوزغ لما سيأتي أن لقاتلها سبع حسنات ولقاتل الوزغ حسنة واحدة، ويأتي أن من قتل وزغًا كفر الله عنه سبع خطيئات (ولو في جوف الكعبة) فإنه لا حرمة لها (طب عن ابن عباس) (¬3) رمز المصنف لحسنه وفيه راوٍ ضعيفٌ. 1321 - "اقْتُلُوا شُيُوخَ الْمُشْرِكِينَ وَاسْتَبْقُوا شَرْخَهُمْ (حم د ت عن سمرة حم صح) ". (اقتلوا شيوخ المشركين) في النهاية (¬4) أراد بهم الرجال المسان أهل الجد والقوة على القتال ولم يرد الهرمى الذين إذا سيقوا لم ينتفع بهم في الجدية (واستبقوا شرخهم) بالشين المعجمة والراء ساكنة والخاء المعجمة في ¬

_ (¬1) النهاية 5/ 180. (¬2) المصدر السابق. (¬3) أخرجه الطبراني (11/ 202، رقم 11495). قال الهيثمي (3/ 229): فيه عمر بن قيس المكي، وهو ضعيف. وقال أحمد لا يساوي حديثه شيئًا وقال مرة متروك الحديث وكذلك قال النسائي والفلاس والأزدي والدارقطني وقال يحيى ليس بثقة وقال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث وقال ابن حبان يقلب الأسانيد يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، وقال الذهبي: هالك تركوا حديثه، وقال الحافظ: متروك. انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 214) والميزان (2/ 263) والمغني (4526)، والتقريب (4959) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1062) وقال في السلسلة الضعيفة (2522) ضعيف جدًّا. (¬4) النهاية (2/ 456 - 457).

النهاية (¬1) شرح الشباب أوله، وقيل: نضارته وقوته، وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين، وقيل: جمع شارخ مثل شارب وشرب انتهى. فهو أمر بقتل ذوي الجلد والقوة والنكاية لليسلمين واستبقاء من هم في أول الشباب والنضارة لينتفع بهم المسلمون إذا سبوهم (حم د ت عن سمرة) (¬2) رمز الصنف لصحته. 1322 - "اقرأ القرآن على كل حال إلا وأنت جنب (أبو الحسن بن صخر في فوائده عن علي) ". (اقرءوا القرآن على كل حال) من طهارة وحدث أصغر (إلا وأنت جنب) فلا تقرأه وهذا يفيد تحريم القراءة على الجنب وهل يلحق به الحائض وفيه الخلاف المعروف والأكثر على منعها من قراءته وللفقهاء تفاصيل في ذلك (أبو الحسن بن صخر) بالصاد المهملة والخاء المعجمة (في فوائده عن علي) قال الشارح: وهو غريب (¬3). ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 456). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 20)، وأبو داود (2670) واللفظ لهما، والترمذي (1583) وقال: حسن صحيح غريب. والطبراني في الكبير (7/ 216 رقم 6900). وأخرجه أيضًا: الديلمي (1/ 109، رقم 365). وقال ابن الملقن في البدر المنير (9/ 85) وفيه نظر فإن في إسناده سعيد بن بشير، والأكثرون على تضعيفه ... وفي إسناد أبي داود وأحمد حجاج بن أرطأة وقد ضعفوه، وقد ضعف عبد الحق في "أحكامه" الحديث بهما. فقال: بعد هذا علة أخرى وهي الخلاف في سماع الحسن من سمرة. وأورده ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (4/ 167) وقال فيه: حجاج بن أرطاة وسعيد بن بشير لا يحتج بهما. وقال الزيلعي في نصب الراية (3/ 395) والحجاج بن أرطاة غير محتج به والحسن عن سمرة منقطع في غير حديث العقيقة على ما ذكره بعض أهل العلم بالحديث انتهى، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1063). (¬3) أخرجه أبو الحسن بن صخر في فوائده كما في الكنز (2770)، وأخرجه أيضا ابن عدي في الكامل (3/ 56) في ترجمة خارجة بن مصعب. وخارجة هذا قال الحافظ في التقريب (1612) متروك وكان يدلس عن الكذابين ويقال إن ابن معين كذبه. وقال المناوي (2/ 60): وهو غريب ضعيف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1065) والسلسلة الضعيفة (2863) ضعيف جدا.

1323 - "اقرأ القرآن في كل شهر، اقرأه في عشرين ليلة، اقرأه في عشر، اقرأه في سبع، ولا على ذلك" (ق د) عن ابن عمر (ح) ". (اقرأ القرآن) جميعه (في كل شهر) بأن يجعل لكل يوم قسطا من قراءته. (اقرأه في عشرين ليلة) إن أطقت ذلك (اقرأه في عشر) من الليالي (اقرأه في سبع) وكأن هذا خطاب لمن قال: إني أطيق أقرب من شهر ومن عشرين ومن عشر فبان له إلى سبع، وكأنه قال: إني أطيق أقرب من ذلك فقال (ولا تزد على ذلك) لا تقرأه في أقل منهما وقد عارضه: "اقرأ القرآن في ثلاث إن استطعت" (¬1) والجمع أن النهي عن الزيادة لمن لم يستطع فلا يتكلف وأطلق لمن يطيق ذلك كما يرشد إليه قوله: "إن استطعت هذا" وقد ذهب إلى تحريم قراءته في أقل من ثلاث أبو محمد بن حزم كما في المحلى وشرحه (¬2) (ق د عن ابن عمرو) (¬3) وفي الحديث قصة. 1324 - "اقرأ القرآن في أربعين (ت عن ابن عمرو) " (ح). (اقرأ القرآن في أربعين) يومًا وهذا أبعد ما ورد من التقادير فلا تقرأه فيما هو أكثر منها إذ غاية ما ورد فيه هذا (ت عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه (¬4). 1325 - "اقرأ القرآن في خمس هب عن ابن عمرو". (اقرأ القرآن في خمس) هذا كله تخيير له (هب عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف وقال الشارح: رمز لضعفه (¬5). ¬

_ (¬1) انظر: المحلى لابن حزم (3/ 54). (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (5/ 25)، والطبراني في الكبير (6/ 51 رقم 5481). (¬3) أخرجه البخاري (5054)، ومسلم (1159)، وأبو داود (1388). (¬4) أخرجه الترمذي (2947) وقال: حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1154) وفي السلسلة الصحيحة (1512). (¬5) أخرجه البيهقي في الشعب (2165) والطبراني في الكبير، وأحمد (2/ 195) والطيالسي (2256). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1156) وفي السلسلة الصحيحة (1513).

1326 - "اقرأ القرآن في ثلاث إن استطعت (حم عن سعيد بن المنذر) ". (اقرأ القرآن في ثلاث إن استطعت) قيده بالاستطاعة في هذا وكأنه أخر رتب تجزئته وليس المراد كل يوم ثلاث كما قيل: بل المراد إتمامه في الثلاث على أي أسلوب كان (حم عن سعيد بن المنذر) (¬1) صحابي من أهل الصفة (¬2). 1327 - "اقرأ القرآن ما نهاك فإن لم ينهك فلست تقرؤه (فر عن ابن عمرو) ". (اقرأ القرآن ما نهاك) مدة انتهائك بنواهيه وائتمارك بأوامره فإنها داخلة في العبارة فإنه بأمره لك بالواجب يلزم نهيك عن التفريط فيه (فإذا لم ينهك فلست تقرأه) وإن قرأت ألفاظه فإنه ليس المراد فيه إلا العمل به والتدبر لمعانيه والانقياد لزواجره ونواهيه (فر عن ابن عمرو) (¬3). 1328 - "اقرءوا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن (ع طس حل عن بريدة) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد، والطبراني (6/ 51، رقم 5481). قال الهيثمي (2/ 268): رواه أحمد والطبرانى في الكبير، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام. وقال في (7/ 171): رواه أحمد وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف. وأخرجه أيضًا: ابن المبارك (1/ 452، رقم 1274)، وأبو نعيم في المعرفة (3/ 1264 رقم 3183) من طريق الحسن بن سفيان. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1155) وفي السلسلة الصحيحة (1512). (¬2) انظر الإصابة (3/ 115). (¬3) أخرجه الديلمي من طريق الطبراني (1/ 1/ 54) كما في السلسلة الضعيفة للألباني (6/ 34 رقم 2524). وأخرجه أيضًا: الطبراني في مسند الشاميين (2/ 282) (1345) والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 245) (392) بزيادة في أوله "رب حامل فقه غير فقيه ومن لم ينفعه فقهه علمه ضره جهله ... " وقال أبو الفضل العراقي في المغني عن حمل الأسفار (1/ 223) سنده ضعيف. قال المنذري (1/ 74، رقم 216): رواه الطبراني في الكبير وفيه شهر بن حوشب أورده الذهبي في المغني (2803) وقال قال أبو حاتم ما هو بدون أبي الزبير وقال النسائي وغيره ليس بالقوي. وقال الحافظ في التقريب (2830) صدوق كثير الإرسال والأوهام. وفي سنده أيضًا عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي قال الحافظ في التقريب (4111) ضعيف ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش. وصعفه الألباني في ضعيف الجامع (1066) وفي السلسلة الضعيفة (2524).

(اقرءوا القرآن بالحزن) في القاموس (¬1): القراءة بالتحزين ترقيق الصوت (فإنه نزل بالحزن) أي نزل ليحزن القلوب لما فيه من الوعيد [1/ 379] وبما فيه من الوعد لأنه يحزن إذا كان ممن يحل به الأول ويفوته الثاني وبما فيه من أخبار القرون الأولى وما حل من عقوبات الذنوب (ع طس حل عن بريدة) (¬2) قال العراقي: إسناده ضعيف لضعف إسماعيل بن سيف. 1329 - "اقرأ بِالْمُعَوِّذَاتِ في دُبُرِ كل صلاة (د ت طب عن عقبة بن عامر) (صح) ". (اقرأ المعوذات) بكسر الواو جمع معوذه اسم فاعل من عوذه، جعلها معوذه مجازا لأنه يعوذ بها والمعوذ فاعل العوذة والمراد بهما سورة الفلق وسورة الناس والجمع يطلق على الاثنين مجازًا أو بناء على أنه أقل الجمع ويحتمل أنه أطلق عليه حقيقة لأن كل آية معوذة (في دبر كل صلاة) في القاموس (¬3): الدبر بالضم وبضمتين نقيض القبل ومن كل شيء عقبه والمراد هنا عقب الصلاة وظاهره عموم الفرض والنفل وإن كانت الإضافة عهدية والفرائض هي المعهودة (د ت طب عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته وقد صححه ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1535). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3/ 193، رقم 2902)، قال الهيثمي (7/ 170): فيه إسماعيل بن سيف، وهو ضعيف. وقال الذهبي في الميزان (1/ 391): بصري يروي عنه عبدان الأهوازي، وقال: كانوا يضعفونه. وقال ابن عدي: كان يسرق الحديث، روى عن الثقات أحاديث غير محفوظة. قال الألباني: وهذا إعلال قاصر، فمن فوقه أسوأ حالاً منه، يعني (عون بن عمرو). وقال المناوي في الفيض (2/ 62) فيه أيضًا عون بن عمرو أورده الذهبي في "الضعفاء" (4778) وقال قال ابن معين: لا شيء، وقال البخاري: منكر الحديث مجهول. انظر الميزان (5/ 369) وأبو يعلى كما في المطالب العالية (14/ 369، رقم 3487)، وإتحاف الخيرة المهرة (8/ 257، رقم 8023). وأخرجه أيضًا: الديلمي (313)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 196). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1064) والسلسلة الضعيفة (2523): ضعيف جدًا. (¬3) القاموس المحيط (ص 498).

الحاكم وحسنه الترمذي ورواه النسائي (¬1). 1330 - "اقرءوا القرآن ما ائْتَلَفَتْ عليه قُلُوبُكُمْ فإذا اختلفتم فيه فقوموا (حم، ق، ن عن جندب) " (صح). (اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم) ما دامت قلوبكم ألفة لقراءته محبة لها آنسة بها (فإذا اختلفتم فيه) بأن صارت قلوبكم في فكر شيء يخرجكم عن تدبر معانيه (فقوموا عنه) فللقلوب إدبار وإقبال ويحتمل أن المراد اقرأوه مجتمعين ما دمتم غير متفرقين في معانيه أو حروف قراءته متجادلين فإذا اختلفتم وتجادلتم فقوموا عنه (حم ق ن عن جندب) (¬2). 1331 - "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه اقرءوا الزَّهْرَاوينِ البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غَمَامَتَانِ أو غَيَايتان أو كأنهما فِرْقَان من طير صوافِّ يحاجَّان عن أصحابهما اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ولا يسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ (حم م عن أبي أمامة) " (صح). (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعًا لأصحابه) هم الذين يقرأونه متدبرين له عاملين بما فيه ثم حث على قراءة سور معينة زيادة خصوصية في الشفاعة. (اقرءوا الزهراوين) تثنية زهراء بمعنى منيرة والإنارة الإضاءة الكاملة جعلتا منيرتين أما لأنهما نور لأصحابهما في الآخرة أو لما فيهما من تنوير قلب قارئهما أو من المعاني المنيرة (البقرة وآل عمران) عطف بيان لما قبلهما (فإنهما يأتيان ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1523)، والطبراني (17/ 294)، رقم (811)، وابن حبان (رقم 2004). وأخرجه أيضًا: النسائي (3/ 68)، وابن خزيمة (755)، والحاكم (1/ 383) وقال: صحيح على شرط مسلم. والبيهقي في شعب الإيمان (2565). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1159) وفي السلسلة الصحيحة (1514). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 313)، والبخاري (5060)، ومسلم (2667)، والنسائي في الكبرى (8098)، والدارمي (3360)، وأبو عوانة (3900)، وابن حبان (732).

يوم القيامة كأنهما غمامتان) هو محمول على الحقيقة وأنه تعالى يجعل المعاني في النشأة الأخرى أعيانا وأجساما كما قدمنا الإشارة إلى ذلك ومن يأبى ذلك يحمله على التمثيل والغمامة: السحابة البيضاء (أو غيايتان) بالغين المعجمة فمثناة تحتية ثم ألف ثم مثناة تحتية ثم فوقية وهي كل ما أظل الإنسان فوق رأسه من سحابة وغيرها ويحتمل أنه شك من الراوي هل قال هذا اللفظ أو هذا (أو كأنهما فرقان) بكسر الفاء وسكون الراء ثم قاف والفرق القطعة من الغنم أي كأنهما قطعتان (من طير) جمع طائر وقد يقع على الواحد وهو هنا جمع لوصفه بالجمع وهو (صواف) جمع صافة وهو الطائر الباسط جناحيه وإذا لم تكن الواو شك من الراوي في الثاني فالمراد أنهما يأتيان مشابهان لهذا وهذا وهذا (تحاجان عن أصحابهما) تجادلان عنهم بالشفاعة بدليل صدر الحديث أو تجادلان عنه عند السؤال إذا خرس لسانه وتقلصت شفتاه وضاعت معاذيره (اقرءوا سورة البقرة) تخصيص بعد تخصيص فإنه عم أولاً بقراءة القرآن ثم خصص الزهراوين ثم خص البقرة دلالة على عظم شأنها (فإن أخذها بركة) لقارئها (وتركها حسرة) يعرف العبد ذلك في الآخرة (ولا تستطيعها) أي قراءتها (البطلة) قيل: السحرة وذلك لما فيها من ذكر حديث السحر وتعليمه وقيل كل ذي باطل وعدم الاستطاعة عبارة [1/ 380] عن الخذلان وانتفاء النشاط عن تلاوتها وعدم التوفيق لذلك (حم م عن أبي أمامة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1332 - "اقرءوا القرآن واعملوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به (حم ع طب هب عن عبد الرحمن بن شبل) ". (اقرءوا القرآن واعملوا به) فإنه لذلك أنزله الله تعالى (ولا تجفوا عنه) بالمثناة الفوقية فجيم ساكنة من الجفاء وهو البعد عن الشيء أي تعاهدوه ولا تبعدوا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 249). ومسلم (804).

عن تلاوته وتقدم أن أطول مدة أذن بالبعد في إتمامه أربعون يومًا (ولا تغلوا فيه) من الغلو وهو التشدد في الشيء ومجاوزة الحد وفي معناه: "حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه"، قال في النهاية (¬1): إنما قال ذلك لأن من أخلاقه وآدابه التي أمر بها التوسط في الأمور وخير الأمور أوساطها كلا طرفي قصد الأمور ذميم انتهى. ولعل المراد بالغلو المبالغة في تلاوته والمسارعة في ختمه كما يرشد إليه الجفاء وهو البعد عنه (ولا تأكلوا به) لا تجعلونه مكسبا تأكلون به أموال الناس كما يفعله المرتزقة بتلاوته. إن قلت: حديث البخاري: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله" (¬2) يعارضه. قلت: قيل ذلك أي حديث النهي عن الأكل به فيما إذا تعين عليه تعليمه فإنه لا تحل له الأجرة لأنها على واجب وعليه يحمل حديث أبي داود عن عبادة بن الصامت: أنه علَّم رجلاً من أهل الصفة فأهدى له قوسًا فقال له - صلى الله عليه وسلم -: "إن سرك أن يطوق بها طوقًا من نار فاقبلها (¬3). وأجاب من أجاز أخذ الأجرة مطلقًا بضعف الحديث، وقيل: التعليم على ثلاثة وجوه: أحدها: للحسبة فلا يأخذ به عوضًا. الثاني: أن يعلم بالأجرة. الثالث: أن يعلم بغير شرط وإذا أهدي إليه قبل. فالأول مأجور وعليه عمل الأنبياء والرسل، والثاني مختلف فيه والأرجح الجواز. والثالث يجوز مطلقًا لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان معلمًا للخلق وكان يقبل الهدية، قال ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 281). (¬2) أخرجه البخاري (5405). (¬3) أخرجه أبو داود (3416).

المصنف في الإتقان (¬1): فائدة ما اعتاده كثير من المشايخ القراء من امتناعهم من الإجازة إلا بأخذ مال في مقابلها لا يجوز إجماعًا بل إن علم أهليته وجب عليه الإجازة أو عدمها حرم عليه وليس الإجازة فيما يقابل المال ولا يجوز أخذه عليها والأجرة عليها (ولا تستكثروا به) الأخذ (حم ع طب هب عن عبد الرحمن بن شبل) (¬2) بكسر الشين المعجمة فموحدة ساكنة ورجاله ثقات. 1333 - "اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم (طس هب عن حذيفة) ". (اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها) في النهاية (¬3): اللحون والألحان جمع لحن وهو التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة والشعر والغناء ويشبه أن يكون أراد هذا الذي يفعله قراء الزمان من اللحون التي يقرءون بها النظائر في المحافل فإن اليهود والنصارى يقرءون كتبهم نحوًا من ذلك انتهى. (وإياكم ولحون أهل الكتابين وأهل الفسق) فلحون العرب وأصواتها التي لا تكلف فيها بإخراجها عن الطبع وأما حديث: "زينوا القرآن بأصواتكم" (¬4) وفي ¬

_ (¬1) انظر: الإتقان (1/ 273). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 428)، وأبو يعلى (1518)، والطبرانى كما في مجمع الزوائد (4/ 73)، قال الهيثمي (4/ 73): رواه أحمد، ورواه الطبراني في الكبير، ورجال الجميع ثقات. وقال في موضع آخر (7/ 168): رواه أحمد، والبزار بنحوه، ورجال أحمد ثقات. وقال في موضع ثالث (8/ 36): رواه الطبراني وأحمد ورجالهما رجال الصحيح. وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2624). وقال المناوي (2/ 65): قال ابن حجر في الفتح (9/ 101): سنده قوي. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1168) والسلسلة الصحيحة (260). (¬3) النهاية (4/ 242). (¬4) أخرجه أبو داود (1468)، والنسائي (1/ 348)، وابن ماجه (1342).

لفظ: "حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنًا" (¬1) والمراد تحسين الصوت السليقي الخلقي من غير تكلف لألحان تخرجه عن طبعه (فإنه سيجيء بعدي قوم يرجعون القرآن ترجيع الغناء) قال في حال القراء: قد ابتدع الناس في قراءة القرآن أصوات الغناء، ويقال: إن أول ما غنى به من القرآن قوله تعالى: {أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا} [الكهف: 79] بعلو ذلك من تغنيهم بقول الشاعر: أما القطاة فإني سوف أنعتها ... نعتا يوافق عندي بعض ما فيها [1/ 381] (والرهبانية) هو من الرهب الخوف كانوا يترهبون بالتخلي عن أشغال الدنيا وترك ملاذها والزهد فيها والعزلة عن أهلها ويعمد مشاقها حتى أن منهم من يخصي نفسه ويضع السلسلة في عنقه وغير ذلك من التعذيب (والنوح) ينوح به (لا يجاوز حناجرهم) جمع حنجرة العلقمة حيث تراه نائيًا من خارج الحلق وهو كناية عن كون التلاوة صادرة عن اللسان لا عن القلب فلا خشوع فيها ولا طلب وجه الله بها (مفتونة قلوبهم) إذ يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم (وقلوب من يعجبهم شأنهم) لغفلتهم عن المراد من التلاوة (طس هب عن حذيفة) (¬2). قال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح ومثله قال غيره. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (3501)، وقال محققه: إسناده صحيح. والحاكم (1/ 768)، والبيهقي في الشعب (2141)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3145). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7223)، قال الهيثمي (7/ 169): فيه راو لم يسم، وبقية [يعنى بن الوليد أحد الضعفاء المدلسين] أيضًا. وأخرجه ابن عدي (2/ 78 ترجمة 302 بقية بن الوليد)، والبيهقي في شعب الإيمان (2649). وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 118): لا يصح وأبو محمد مجهول وبقية يروي عن حديث الضعفاء ويدلسهم. وقال الذهبي في الميزان (2/ 313) والحافظ في اللسان (2/ 319): تفرد به بقية ليس بمعتمد، والخبر منكر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1067).

1334 - "اقرءوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبًا وعى القرآن (تمام عن أبي أمامة) ". (اقرءوا القرآن فإن الله لا يعذب قلبًا) صاحب قلب (وعى القرآن) حفظه عاملاً به (تمام عن أبي أمامة) (¬1). 1335 - "اقرءوا القرآن وابتغوا به الله من قبل أن يأتي قوم يُقِيمُونَهُ إقامة الْقِدْحِ يَتَعَجَّلُونَهُ وَلاَ يَتَأَجَّلُونَهُ (حم د عن جابر) " (صح). (اقرءوا القرآن وابتغوا به وجه الله) فإن المراد من تلاوته المأمور بها بأن يقرأه لتدبر معانيه ولما أعد الله من الأجر لتاليه (من قبل أن يأتي قوم يقيمونه إقامة القدح) بكسر القاف وسكون الدال المهملة وحاء مهملة هو السهم الذي كان يستقيمون به وهو أحد الأزلام أو الذي يرمى به عن القوس يقال له أول ما تقطع قطع ثم نحت ثم يبري وينتهي بريًا ثم يقوم فيسمى قدحًا ثم يراش ثم يركب نصله فيسمى سهمًا. أي يقيمون ألفاظه طلبًا للعاجل من الجاه والمال (يتعجلونه ولا يتأجلونه) يأخذون به خط العاجلة دون الاجلة (حم د عن جابر) (¬2) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه تمام (1690)، وابن عساكر (62/ 7). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1068) وقال في السلسلة الضعيفة (2865) ضعيف جدًّا. في إسناده مسلمة بن علي الخشني متروك كما قال الحافظ في التقريب (6662). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 357)، وأبو داود (830)، والبيهقي في شعب الإيمان (2643). وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (2197). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1067) والسلسلة الصحيحة (259).

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ الثَّالِثُ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بسم الله الرحمن الرحيم

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ الثَّالِثُ

(ح) محمد إسحاق محمد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمد إسماعيل الصنعاني؛ محمد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 9 - 6703 - 00 - 603 - 978 (ج 3) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمد إسحاق (محقق) ب- العنوان ... ديوي 23206، 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 9 - 6703 - 00 - 603 - 978 (ج 3) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دارالسلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

1336 - "اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم ولا تجعلوها قبورًا (هب عن الصلصال بن الدلهمس) ". (اقرءوا سورة البقرة في بيوتكم) منازلكم (ولا تجعلوها قبورًا) فإن القبور ليس فيها عمل فالبيت الذي لا ذكر فيه كالقبر (ومن قرأ سورة البقرة) في بيته أو غيره (توج بتاج في الجنة) تقدم تفسير التاج وهذا زيادة على ما سلف من الأخبار بأنها تجادل عن صاحبها وتشفع له فإن ذلك قبل الدخول وهذا بعده (هب عن الصلصال) (¬1) بمهملتين مفتوحتين بينهما لام ساكنة (ابن الدلهمس) بدال مهملة بعدها لام وهاء مفتوحتين وميم ساكنة وسين مهملة قال الذهبي: له حديث غريب المتن والإسناد يشير إلى هذا. 1337 - "اقرءوا هود يوم الجمعة (هب عن كعب مرسلاً) ". (اقرءوا سورة هود يوم الجمعة) كما أمر بقراءة الكهف في ذلك اليوم لشيء لا يعلمه إلا الله (هب عن كعب مرسلاً) (¬2) قال الحافظ ابن حجر: مرسل صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2385). قال المناوي (2/ 67): الصلصال أبي الغضنفر بن الدلهمس، قال الذهبي: صحابي له حديث عجيب المتن والإسناد، وأشار به إلى هذا الحديث، ثم إن فيه أيضًا: أحمد بن عبيد، قال ابن عدي: صدوق له مناكير. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1069) وقال في ضعيف الجامع (5771) والسلسلة الضعيفة (4633): موضوع بلفظ "من قرأ سورة البقرة؛ توج بتاج في الجنة". في إسناده: محمد بن الضوء قال الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 374) ومحمد بن الضوء ليس بمحل لأن يؤخذ عنه العلم؛ لأنه كان كذابًا، وكان أحد المتهتكين المشتهرين بشرب الخمور، والمجاهرة بالفجور، قال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (3/ 72): كان كذابا مجاهرا بالفسق وقال ابن حبان روى عن أبيه مناكير ولا يجوز الاحتجاج به. (¬2) أخرجه الدارمي (3404)، وأبو داود في المراسيل (59)، والبيهقي في شعب الإيمان (2438). وعزاه أيضًا: لأبي الشيخ وابن مردويه والسيوطي في الدر المنثور (4/ 396)، والشوكاني في فتح القدير (2/ 479). قال المناوي (2/ 67): قال الحافظ ابن حجر: حديث مرسل وسنده صحيح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1070) إسناده ضعيف لأنه مرسل.

1338 - "اقرءوا على موتاكم يس (حم د 5 حب ك عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ) ". (اقرأوا على موتاكم يس) يحتمل أن المراد من حضرته الوفاة لا أن الميت يقرأ عليه وكذلك "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" وإلى هذا الاحتمال ذهب ابن حبان ورده المحب الطبري وغيره في القراءة وسلم له في التلقين، قال الحافظ في التلخيص (¬1): وفيه منسوبًا إلى مسند الفردوس من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: "ما من ميت يموت فتقرأ يس عنده إلا هون الله عليه". قلت: وقوله يموت ظاهر في قراءتها بعد موته فيتم رد المحب على ابن حبان (حم د 5 حب ك عن معقل بن يسار) (¬2) قال النووي (¬3): إسناده ضعيف. 1339 - "اقرءوا على من لقيتم من أمتي بعدي السلام الأول فالأول إلى يوم القيامة (الشيرازى في الألقاب عن ابن مسعود) " (صح). (اقرءوا على من لقيتم بعدي من أمتي السلام) قال في القاموس (¬4): قرأ عليه السلام أبلغه فأقرأه ولا يقال: أقرأه إلا إذا كان السلام مكتوبًا فالحديث أمر منه صلى الله عليه وسلم بإبلاغ أمته عنه السلام وهو أمر لكل قرن بإبلاغ من لقوه من الأمة (الأول فالأول) منصوبان على الحال والألف واللام فيها زائده كما قاله نجم الأئمة الرضى في حديث: "يذهب الصالحون أسلافًا الأول ¬

_ (¬1) التلخيص الحبير (2/ 104). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 26)، وأبو داود (3121)، وابن ماجه (1448)، وابن حبان (3002)، والطبراني (20/ 219، رقم 510)، والحاكم (1/ 565)، والبيهقي (3/ 383). وأخرجه أيضًا: الطيالسي (931)، وابن أبي شيبة (2/ 445، رقم 10853)، والنسائي في الكبرى (10913). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1072). وانظر لتفصيل الموضوع كتاب: القول المبين في ضعف حديثي التلقين و"اقرؤوا على موتاكم {يس} " لعلي بن حسن الأثري. (¬3) في الأذكار (ص 132). (¬4) القاموس (ص 62).

فالأول" (¬1) أي مترتبًا ويحتمل أن يكون من مفعول أبلغوا الأول أي حال كونكم مترتبين [1/ 382] فيبلغ كل متقدم كل متأخر أو من مفعول الثاني أي حال كونهم مترتبين فقدموا كل سابق على من يلحقه من بعده وقولنا أنه أمر لكل قرنٍ بإبلاغ دل له قوله (إلى يوم القيامة) إذ معلوم أن المخاطبين لا يبقون إلى يوم القيامة (الشيرازي في الألقاب عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته (¬2). 1340 - "أقرأني جبريل القرآن على حرف فَرَاجَعْتُهُ فلم أزل أَسْتَزِيدُهُ فيَزِيدُنِي حتى انتهى إلى سبعة أحرف (حم، ق عن ابن عباس) " (صح). (أقرأني جبريل القرآن على حرف) أي لغة (فراجعتُه فلم أزل أستزيده) أطلبه الزيادة على الحرف والاثنين والثلاثة (فيزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف) سبع لغات في النهاية (¬3) على سبع لغات من لغات العرب إلا أنها مفرقة في القرآن فبعضه بلغة قريش وبعضه بلغة هذيل وبعضه بلغة هوازن وبعضه بلغة اليمن وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه وفيها أقوال هذا أحسنها انتهى. وقد ظن قوم أن المراد بهذه السبعة الأحرف القراءات السبع الموجودة الآن وهو وهم كما قاله أبو شامة قال: ظن قوم أن المراد بهذه الأحرف القراءات السبع الموجودة الآن وهي التي أريدت بالحديث وهو خلاف إجماع أهل العلم ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (2719)، والحاكم (4/ 444). (¬2) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (2319) والبيان والتعريف للحسيني (1/ 127) والمداوي للشيخ الغماري (2/ 134). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1071) وقال في السلسلة الضعيفة (6446) وقد تكلم الغماري على إسناده كلامًا جيدًا فقال: إن هذا الحديث كذب موضوع مركب، ما حدَّث به ابن مسعود، ولا وقع شيء مما فيه أصلاً، فإن رواية الشيرازي هذه مختصرة، وأصل الخبر طويل في نحو ورقة خرّجه بطوله البزار و ... وعلامة الوضع لائحة عليه لبرودته وركاكة ألفاظه، بحيث لا يخفى بطلاته على من مارس السنة، واستطعم ألفاظها الشهية. (¬3) النهاية (1/ 367).

قاطبة وإنما يظن ذلك بعض الجهال، وقال أبو العباس بن عمار: لقد فعل مسبع هذه السبعة ما لا ينبغي له وأشكل الأمر على العامة في إيهامه كل من يجمل نظره أن هذه القراءات هي المذكورة في الخبر وليته إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ويأتي في حرف القاف زيادة على هذا (حم ق عن ابن عباس) (¬1) (صح). 1341 - "أقرب العمل إلى الله الجهاد في سبيل الله ولا يقاربه شيء (تخ عن فضالة بن عبيد الأنصاري) ". (أقرب العمل إلى الله الجهاد في سبيل الله) لأنه لدفع مفاسد الكفر والبغي وجلب مصالح التوحيد وترك الفتنة (ولا يقاربه شيء) من أعمال البر وإلا القرينة هنا كناية عن قبوله كما يقال، فلان قريب من الملك برأيه مقبول الكلمة عنده مجاب الشفاعة لديه وإن كان غير قريب المحل منه وهذا على رأي من يرى التأويل ومن يرى الإيمان بما ورد والسكوت عن تأويله لا يحتاج إلى هذا (تخ عن فضالة بن عبيد الأنصاري) (¬2). 1342 - "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء (م د ن عن أبي هريرة) " (صح). (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) هذا يدلك أنه ليس بقرب مكاني بل قرب رضا ومحبة وذلك لأن هيئة الساجد أكمل هيئة في تواضعه لمولاه (فأكثروا الدعاء) فإنه مع القرب مجاب (م د ن عن أبي هريرة) (¬3). 1343 - "أَقْرَبُ ما يكون الرَّبُّ من العبد في جَوْف اللَّيْلِ الآخِرِ فإن استطعت ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 299)، والبخاري (3047)، ومسلم (819). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 152) والحاكم في معرفة علوم الحديث (1/ 302). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1073) وصححه في السلسلة الصحيحة (3938). (¬3) أخرجه مسلم (482)، وأبو داود (875)، والنسائي (2/ 226). وأخرجه أيضًا: أحمد (2/ 421)، وابن حبان (1928).

أن تكون ممن يَذْكُرُ الله في تلك الساعة فكن (ت ن ك عن أبي أمامة عن عَمْرِو بْنِ عَنبَسَةَ) (صح) ". (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل) ثلثه (الآخر) فإنه الوقت الذي ينادي الله فيه عباده بهل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه سؤاله (فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تلك الساعة فكن له ذاكرًا) فهي ساعة قربه وإجابته (ت ن ك عن عمرو بن عنبسه) رمز المصنف لصحته وصححه الترمذي والحاكم (¬1). 1344 - "أَقِرُّوا الطَّيْرَ على مكناتها (د، ك عن أُمِّ كُرْزٍ) ". (أقروا الطير على مكناتها) بضم الكاف وكسرها أي بيضها، قاله القاموس (¬2)، وفي النهاية (¬3): المكنات في الأصل بيض الضباب واحدها مكنه بكسر الكاف، وقد يفتح يقال: مكنة الضبة وأمكنت، قال أبو عبيد (¬4): جائز في الكلام أن يستعار مكن الضباب فتجعل للطير كما قيل: مشافر الحبش وإنما المشافر للإبل وقيل المكنات في الأصل معنى الأمكنة يقال: الناس على مكناتهم وسكناتهم ومعناه: أن الرجل في الجاهلية كان إذا أراد حاجة أتى طيرًا ساقطا أو في وكره فينفّره فإن طار ذات اليمين مضى في حاجته وإن طار ذات الشمال رجع فنهوا عن ذلك أي لا تزجروها وأقروها على مواضعها التي جعل الله لها فإنها لا تضر ولا تنفع، وقيل: ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3579)، وقال: حسن صحيح غريب. والحاكم (1/ 319) وقال: صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أيضًا: ابن خزيمة (1147)، والبيهقي (3/ 4). قال المناوى (2/ 69): قال الحاكم على شرط مسلم، وأقره الذهبي، وصححه الترمذي والبغوي. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1173). (¬2) القاموس (ص 1594). (¬3) النهاية (4/ 350). (¬4) انظر جامع الأصول (7/ 501)، وعون المعبود (8/ 26).

المكنة التمكن كالطلبه والتبعه من التطلب والتتبع يقال: إن فلانًا له مكنة من السلطان أي ذو تمكن [1/ 383] أي أقروها على كل مكنة يرونها عليها ودعوا التطير بها، قال الزمخشري (¬1): يروى مكناتها جمع مكن ومكن جمع مكان كصعدات في صعد وحُمرات في حُمر انتهى. وعلى التفسير الأول فهو مخصص بالغراب والحدأة وغيرها من الفواسق فلا تقر على بيضها وكذلك على الثالث (د ك عن أم كرز) (¬2) بضم الكاف وسكون الراء ثم زاي صحابية (¬3) وصححه الحاكم وسكت عليه أبو داود وتعقب بأن فيه سباع بن ثابت قال في الميزان (¬4): لا يكاد يعرف. 1345 - "أقسم الخوف والرجاء أن لا يجتمعا في أحد من الدنيا فيرح ريح النار ولا يفترقا في أحد في الدنيا فيرح ريح الجنة (هب عق واثلة) ". (أقسم) القسم الحلف ونسبته إلى (الخوف والرجاء) (¬5) مجاز وهو خوف العبد من مولاه ورجاؤه لرحمته ورضاه (أن لا يجتمعا في أحد في الدنيا فيريح) تجد (ريح النار) كناية عن عدم قربه منها ودنوه إليها وذلك أن من خاف اجتنب المأثم حذرًا من عقوباتها ومن رجا أتى بالطاعات طمعًا في قبولها والجزاء عليها لا أنه يرجوا الغفران والرحمة مع ارتكاب كل كبيرة والإعراض عن الله فهذه أمنية ¬

_ (¬1) انظر: الفائق للزمخشري (3/ 381). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 381)، وأبو داود (2835) والحاكم (4/ 237) وقال: صحيح الإسناد والطبراني (25/ 167 رقم 407). والبيهقي (9/ 311). وأخرجه أيضًا: الطيالسي (1634) وابن حبان (6126)، قال الهيثمي (5/ 106): رواه الطبراني بأسانيد ورجال لا أحدها ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1177). (¬3) الإصابة (8/ 286). (¬4) الميزان (3/ 170). (¬5) وضع لهذا الحديث عنوان لهذا الحديث في الحاشية: مطلب في الرجاء والخوف.

لا رجاء، وما أحسن ما قاله ابن القيم في الجواب الشافي (¬1) قال: ومما ينبغي أن يعلم أن من رجا شيئًا استلزم رجاؤه أمورًا: أحدها: حبه ما يرجوه. الثاني: خوفه من فواته. الثالث: سعيه في تحصيله بحسب الإمكان وأما رجاء لا يقارنه شيء من ذلك فهو من باب الأماني والرجاء شيء آخر فكل راج خايف والسائر على الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات وهو سبحانه كما جعل الرجاء لأهل الأعمال الصالحة فكذلك جعل الخوف لأهل الأعمال السيئة فعلم أن الرجاء والخوف النافع هو ما اقترن به العمل قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)} [المؤمنون: 57 - 61]. وقد روى الترمذي في جامعه (¬2) عن عائشة قالت سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ قال: "لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويتصدقون ويخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات" وقد روي من حديث أبي هريرة والله سبحانه وصف أهل السعادة بالإحسان مع الخوف ووصف الأشقياء بالإساءة مع الأمن، ومن تأمل أحوال الصحابة وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط مع الأمن وهذا الصديق يقول: وددت أني شعرة في ¬

_ (¬1) الجواب الكافي (ص 24). (¬2) أخرجه الترمذي (3175).

جنب عبد مؤمن، ذكره أحمد (¬1) عنه، وذكر عنه أنه كان يمسك لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد وكان يبكي كثيرًا (¬2)، وكان يقول: أبكوا فإن لم تبكوا فتباكوا (¬3)، وقال: وددت والله إني هذه الشجرة تحصد وتؤكل (¬4). وهذا عمر بن الخطاب قرأ سورة ثم بلغ {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ} [الطور: 7] فبكى بكاءًا شديدًا واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه، وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء. وهذا عثمان بن عفَّان كان إذا وقف على القبر يبكي حتى تبتل لحيته، وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادًا قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير (¬5). وهذا علي بن أبي طالب وبكاؤه وخوفه وكان شديد الخوف من اثنتين من طول الأمل واتباع الهوى قال: فأما طول الأمل [1/ 384] فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق. وهذا أبو الدرداء يقول: إن أشد ما أخاف على نفسي يوم القيامة أن يقال: يا أبا الدرداء قد علمت فكيف عملت فيما علمت؟ وكان يقول: لو تعلمون ما أنتم لاقون بعد الموت لما أكلتم طعامًا على شهوة ولا دخلتم بيتًا تستظلون فيه ولخرجتم إلى الصعيد تضربون صدوركم وتبكون على أنفسكم ولوددت أني شجرة تعضد وتؤكل. وكان عبد الله بن عباس أسفل عينيه مثل الشراك البالي من الدموع. وكان أبو ذر يقول: يا ليتني كنت شجرة تعضد ووددت أني لم أخلق. وسرد شيئًا من كلام السلف في ذلك وقد تقدم الكلام في الفرق بين الرجاء والإرجاء وأن الأول محمود والثاني مذموم وكثير من الناس لا يعرف الفرق بينهما (ولا يفترقا في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 108). (¬2) أخرجه البزار (84)، وأبو يعلى (5). (¬3) أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 108). (¬4) هناد في الزهد (449). (¬5) أخرجه ابن رجب في التخويف من النار (1/ 15)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 60).

أحد في الدنيا فيريح رائحة الجنة) وذلك بأن يكون خائفًا خوف الآيس من رحمة الله وروحه {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87] فلا يأتي بطاعة يرجو قبولها أو يكون راجيا رجاء أهل الأماني الفارغة فيرتكب المعاصي واثقًا بغفرانها كما قال خليع الشعراء (¬1): تَكَثَّر ما استَطَعتَ مِنَ المعَاصِي ... فَإِنَّكَ بَالِغ رَبًّا غَفورا تَعُضُّ نَدامَةً كَفَّيكَ مِمَّا ... تَرَكتَ مخَافَةَ النارِ السُرورا (هب عن واثلة) (¬2) وأخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه (¬3) من حديث أنس بلفظ دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم - على شاب وهو في الموت فقال: "كيف تجدك؟ " قال: إني أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال: "لا يجتمعان في هذا الموطن في قلب رجل إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف". 1346 - "اقْضُوا الله فَاللهُ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ (خ عن ابن عباس) " (صح). (اقضوا الله فالله أحق بالوفاء) هو بعض من حديث أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أختي نذرت أن تحج وأنها ماتت فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان عليها دين أكنت قاضيه عنها؟ " قال: نعم، قال: "فاقض الله فهو أحق بالقضاء" وقد رُوي بألفاظ ¬

_ (¬1) منسوب إلى أبي النواس الحسن بن هانئ بن عبد الأول (146 - 198هـ). (¬2) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1004). وأخرجه أيضًا: الديلمي (1/ 403، رقم 1626). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1074) وقال في السلسلة الضعيفة (6149) منكر. في إسناده علل: 1 - الانقطاع بين واثلة وابن أبي مالك واسمه خالد بن زيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك قال الحافظ في التقريب (1688) مات سنة (185) وهو ابن ثمانين. 2 - ابن مالك أبي هذا قال الحافظ في التقريب (1688) ضعيف مع كونه كان فقيها وقد اتهمه ابن معين. 3 - أبو إسحاق الرباحي: لم أعرفه. 4 - إبراهيم بن منقذ: لم أجد له ترجمة. (¬3) أخرجه الترمذي (983)، والنسائي في الكبرى (6/ 262)، وابن ماجه (4261) عن أنس.

هذا أحدها وهو دليل على لحوق الأعمال من الأحياء للأموات وصحة التبرع عنهم في ذلك، وهل هو عام في كل قربة أو خاص بالحج والدَّين؟ للعلماء نزاع في ذلك طويل أجمع أهل السنة والفقهاء على لحوق الصدقة والحج كما اتفقوا على انتفاعهم بدعاء المسلمين واستغفارهم وأجمعوا أيضًا على أن قضاء الدين يسقطه من ذمة الميت إلا أنهم اختلفوا في الواصل في الحج هل الواصل ثواب الحج نفسه أو ثواب الإنفاق فالجمهور على الأول والأقل على الثاني. وأما العبادات البدنية كالصوم عن الميت والصلاة له وقراءة القرآن والذكر فذهب أحمد بن حنبل وجماعة من الحنفية إلى وصول ذلك أيضًا إلى الميت من الحي وعند الشافعي ومالك لا يصل، والدليل على لحوق الصدقة حديث الشيخين (¬1) عند عائشة أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت ألها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: "نعم" وفي معناه حديث سعد بن عبادة في صدقته على أمه، وقوله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أينفعها إن تصدقت عنها قال: "نعم" وهو في صحيح البخاري (¬2) من حديث ابن عباس وفي معناه حديث مسلم (¬3) عن أبي هريرة أن رجلاً قال: "يا رسول الله أبي مات ولم يوص فهل يكفي عنه إن تصدقت عنه؟ قال نعم" وغيرها، ويدل [1/ 385] على لحوق الصيام حديث عائشة عند الشيخين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من مات وعليه صوم صام عنه وليه" وفي الصحيحين (¬4) من حديث ابن عباس قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها؟ قال: "نعم فدَين الله أحق أن يقضى". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1322)، ومسلم (1004). (¬2) أخرجه البخاري (2618). (¬3) أخرجه مسلم (1630). (¬4) أخرجه البخاري (1851)، ومسلم (1147).

وفي الباب أحاديث تدل على ذلك ويدل على لحوق ثواب الحج حديث الكتاب وفي معناه أحاديث، وأما سقوط الدَّين عن ذمة الميت بقضاء الحي عنه فدليله الإجماع ومستنده حديث أبي قتادة حيث ضمن الدينارين عن الميت فلما قضاهما قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الآن بردت جلدته" (¬1) ثم قال ابن القيم (¬2): فهذه الأحاديث متضافرة على وصول ثواب الأعمال إلى الميت إذا فعلها الحي عنه وهو محض القياس فإن الثواب حق للعامل فإذا وهبه لأخيه المسلم لم يمنع من ذلك كما لم يمنع من هبة ماله في حياته وإبرائه منه له بعد موته وقد نبه - صلى الله عليه وسلم - بوصول ثواب الصوم الذي هو مجرد ترك وفيه يقوم بالقلب لا يطلع عليها إلا الله سبحانه وليس بعمل الجوارح على وصول ثواب القراءة التي هي عمل اللسان تسمعه الآذان وتراه العين بطريق الأولى يوضحه أن الصوم نية محضة وكف النفس عن المفطرات وقد أوصل الله ثوابه إلى الميت فكيف بالقراءة التي هي عمل ونية بل لا يفتقر إلى النية فوصول ثواب الصوم إلى الميت تنبيه على وصول ثواب سائر الأعمال. والعبادات قسمان: مالية وبدنية نبه الشارع في وصول ثواب الصدقة على وصول سائر العبادات المالية وأخبر بوصول الحج المركب من المالية والبدنية ونبه بوصول الصوم على وصول سائر العبادات البدنية فالأنواع الثلاثة ثابتة بالنص والاعتبار وللمانعين والمفصلين بين ما تدخله النية وما لا تدخله أدلة لا تقوى على معارضة ما سردناه ويأتي في حرف الميم من الشرح إن شاء الله تعالى (خ عن ابنَ عباس) وأخرجه غيره (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1852)، ومسلم (1148). (¬2) أخرجه أحمد بإسناد حسن والحاكم والدارقطني وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ورواه أبو داود وابن حبان في صحيحه باختصار قاله المنذري. وقال الألباني: قال الحافظ: صحيح. (¬3) أخرجه البخاري (6699)، والنسائي (5/ 116)، وأحمد (2/ 240).

1347 - "أقطفُ القومِ دابةً أميرُهم (خط عن معاوية بن قرة مرسلاً) ". (أقطف القوم دابة أميرهم) في النهاية (¬1): القطاف يقارب الخطو في سرعة من القطف وهو القطع وقد قطف يقطف قطفا وقطافًا أي أنهم يسيرون يسير دابته فيتبعونه كما يتبع الأمير انتهى. وهو إخبار بأنه ينبغي للأمير أن يكون أقطف القوم دابة ليسير الناس بسيره أو أخبار بأن من كان أقطفهم دابة فيسيروا بسيره ويجعلونه كالأمير في السير بمسيره إرشاد إلى حسن المرافقة (خط عن معاوية بن قرة مرسلاً) (¬2). 1348 - "أقل ما يوجد في أمتي في آخر الزمان درهم حلال وأخ يوثق به (ابن عدي، وابن عساكر عن ابن عمر) ". (أقل ما يوجد في أمتي في آخر الزمان) تكررت الأحاديث في ذكر آخر الزمان وفساده وفساد أحواله وهو أمر نسبي والحقيقي منه من الزمان الفاسد ما يكون بعد وفاة عيسى -عليه السلام- وإرسال الله بريح لطيفة تقبض نفس كل مؤمن والظاهر أن المراد هنا بالآخر غير ذلك بل ما بعد القرن الأول لقوله (درهم حلال) فإنه وقع اختلاط الحرام بالحلال من ذلك الزمان وعز الدرهم الحلال وما من شيء إلا فيه شبهة لاختلاط المكاسب وكثرة المغتصبين للأموال والآخذين لمال نقمة أمراء الجور من المكوس ونحوها ولا يزال كل زمن تحدث فيها أمور من أمراء الجور [1/ 386] تحيلاً وتلصصًا لأخذ أموال العباد حتى آل الأمر إلى أن كاد أن يفقد الحلال بالكلية حتى قال بعض السلف: لو وجدت رغيفًا حلالاً لاتخذته مرهما ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 84). (¬2) أخرجه الخطيب (9/ 274). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1076) والسلسلة الضعيفة (2994) إسناده ضعيف مرسل تابعي ثقة كما قال الحافظ في التقريب (6769). وشبيب بن شيبة -وهو أبو معمر البصري الخطيب البليغ- ضعيف كما قال النسائي والدارقطني. انظر الميزان (3/ 362). وفي التقريب (2740): صدوق يهم في الحديث.

أداوي به الأسقام (وأخ يوثق به) تقدم كلام لنا في الأخ وعقد الأخوة وما حق الأخ على الأخ تعرف منه فقدان الأخ الموثوق به وجمع بين فقد الأمرين من قال: وشيئان معدومان في الأرض درهم ... حلال وخل في الحقيقة ناصح وقدمنا كلاماً في ذكر الصديق وما قيل فيه والحديث حث على تحري الحلال وطلبه والاحتراس من الوثوق بالناس (عد وابن عساكر عن ابن عمر) (¬1). 1349 - "أقل أمتي أبناء السبعين (الحكيم عن أبي هريرة) ". (أقل أمتي أبناء السبعين) الابن في الأصل إنما يضاف إلى الوالدين موسى بن عمران، عيسى بن مريم ثم توسع فيه فأضيف إلى كل شيء يكثر ملابسته له كابن السبيل ولا أشد ملابسة للإنسان من زمانه حتى صار حقيقة عرفية قولهم فلان من أبناء الدهر وهو إخبار بأن أقل الأمة من يبلغ السبعين وهو من أصدق الأخبار وفائدة الإخبار به الحث على الاستعداد واتخاذ الزاد والتخلص لمن قاربها أو اتصل بها (الحكيم عن أبي هريرة) (¬2) وفيه راوٍ متروك. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي (6/ 260، ترجمة 1739 محمَّد بن يزيد بن سنان الرهاوي) وقال: وهذان الحديثان لا يرويهما بهذا الإسناد إلا يزيد بن سنان عن محمَّد بن أيوب عن ميمون عن بن عمر وقد أتي هذان الحديثان من يزيد بن سنان لا من محمَّد بن أيوب الرقي وهو عزيز الحديث ومحمد بن أيوب ليس له من الحديث إلا مقدار خمسة أو ستة ويزيد بن سنان الرهاوي يكنى أبا فروة له حديث كثير عن مشايخ يروي عنهم كثيرًا ومن حديثه صدر صالح مما لا يوافقه الثقات عليه. ففي إسناده محمَّد بن يزيد بن سنان قال الحافظ في التقريب (6399) ليس بالقوي وشيخه محمَّد بن أيوب الرقي أسوأ حالاً منه قال فيه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 197) عن أبيه ضعيف، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث. انظر لسان الميزان (5/ 88)، وابن عساكر (48/ 229) وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 722) هذا حديث لا يصح قال يحيى يزيد ليس بشيء ولا ثقة وقال النسائي والأزدي هو متروك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1078) والسلسلة الضعيفة (2867) ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه الحكيم (1/ 139). وأخرجه أيضاً: ابن عدي (4/ 163، ترجمة 983 عبد الله بن سعيد بن أبى سعيد المقبرى) قال المناوي (2/ 72): فيه محمَّد بن ربيعة أورده الذهبي في ذيل الضعفاء=

1350 - "أقل أمتي الذين يبلغون السبعين (طب عن ابن عمر.) ". (أقل أمتي الذين يبلغون) في أعمارهم (السبعين) سنة وهو كالذي سلف (طب عن ابن عمر) (¬1) وفيه سعيد السماك ضعيف. 1351 - "أقل الحيض ثلاث وأكثره عشرة (طب عن أبي أمامة) ". (أقل الحيض ثلاث) فما انقطع دونها فليس بحيض (وأكثره عشرة) فما زاد فاستحاضة وهذا دليل من ذهب إلى ذلك وهم أكثر المال وادعى فيه إجماعهم ومن ذهب إلى غيره فلضعف الحديث عنده (طب عن أبي أمامة) (¬2) وفيه أحمد بن بشير الطيالسي لينه أحمد والدارقطني وقال ابن معين: ليس بشيء، ومشَّاه غيره والعلاء بن الحارث قال البخاري: منكر الحديث. 1352 - "أَقِلَّ من الذنوب يَهُنْ عليك الموتُ وأَقِلَّ متن الدَّيْنِ تَعِشْ حرًّا (هب عن ابن عمر) ". (أقل من الذنوب يهن عليك الموت) يخف عليك لقاؤه أو يهون عليك سكراته لأنك إذا أقللت من الذنب أسبقت إلى لقاء الله فخف عليك لقاء الحمام أو لأنه تعالى لقلة الذنب يهون عليك سكرات الموت أو يراد الأمران (وأقل من ¬

_ =وقال: لا يعرف وكامل أبو العلاء جرحه ابن حبان. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1182) والسلسلة الصحيحة (1517). (¬1) حديث ابن عمر: أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 436، رقم 13594). قال الهيثمي (10/ 206): لعله "التسعين" فإن هذا من النسخة التي كتبت منها لم تقابل. والله أعلم. حديث أنس: أخرجه أيضًا: ابن عدي (2/ 53، ترجمة 287 بحر بن كنيز السقاء أبو الفضل الباهلي)، والبغوي في الجعديات (1/ 488، رقم 3396). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1183) والسلسلة الصحيحة (1517). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 129، رقم 7586). وأخرجه أيضًا: في الأوسط (1/ 189، رقم 599)، وفي مسند الشاميين (2/ 370، رقم 1515). قال الهيثمي (1/ 280): فيه عبد الملك الكوفي عن العلاء بن كثير لا ندري من هو. وينظر تهذيب الكمال (1/ 274) في ترجمة أحمد بن بشير. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1077) والسلسلة الضعيفة (1414).

الدَّين تعش حرًّا) فإن الدَّين مذلة ويجعل صاحب الحق أميرًا على الغريم كأنه قد خرج عن الحرية وصار رقًا لغريمه ويأتي حديث: "الدين هَمّ بالليل ومذلة بالنهار" (¬1) وحديث: "الدين شين الدين" (¬2) (هب عن ابن عمر) (¬3) سكت عليه المصنف وتعقبه مخرجه البيهقي بأن فيه راويًا ضعيفًا ويدله الشارح. 1353 - "أَقِلَّ الخروج بعد هَدْأَةِ الرِّجْلِ فإن لله دَوَابَّ يَبُثُّهُنَّ في الأرض في تلك الساعة (حم د ن عن جابر) (صح) ". (أقلوا من الخروج بعد هدأة الرجل) هدأة بالهمز في النهاية (¬4): الهدأة والهد والسكون من الحركات أي بعد ما يسكن الناس من المشي والاحتراك (فإن لله تعالى دواب يبثهن في الأرض) كالسباع ونحوها فإن الليل وقت خروجها فيخاف من شرها (في تلك الساعة) (حم د ن عن جابر) (¬5) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي كما في الكنز (15479) وذكره الألباني في الضعيفة (2265)، وقال: ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (31)، وأبو نعيم في المعرفة (5/ رقم 6017)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3032): ضعيف، وفي الضعيفة (472): موضوع. (¬3) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5557) وقال: في إسناده ضعف وأخرجه أيضًا ابن عدي في الكامل (6/ 178) في ترجمة محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني، والقضاعي في مسند الشهاب (1/ 370) رقم (638). وقال المناوى في فيض القدير (2/ 72): فيه محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه وقد ضعفهما الدارقطني وغيره. وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 264) حدث عن أبيه بنسخة شبيهة بمائتي حديث كلها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلا على جهة التعجب، وقال فيه البخاري والنسائي: منكر الحديث، وقال فيه ابن أبي حاتم عن أبيه منكر الحديث ضعيف مضطرب الحديث. انظر الكامل (6/ 178) والجرح والتعديل (7/ 311) وقال الألباني في ضعيف الجامع (1079) موضوع، وفي السلسلة الضعيفة (2023، 5337) ضعيف جدًّا. (¬4) النهاية (5/ 248). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 356)، وأبو داود (5104)، والنسائي في الكبرى (10778). وأخرجه أيضًا: البخاري في الأدب المفرد (1233). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1184) والسلسلة الصحيحة (1518).

1354 - "أَقِلُّوا الدخولَ على الأغنياء فإنه أحرى أن لا تزدروا نعمة الله -عز وجل- (هب) عن عبد الله بن الشخير" (صح). (أقلوا الدخول على الأغنياء) خطاب للفقراء (فإنه أحرى) أحذر وأخلق وأحق (أن لا تزدروا) بالزاي والدال المهملة فالراء وهو الاستحقار (نعم الله -عز وجل-) التي أنعم بها عليكم فيفيد أنه لا يدخل الفقير على الغني ولا الغني على الأغنياء والغني على مثله لأنه إذا رأى منعمًا عليه مثله استحقر ما هو فيه، وقال: لست مخصوصًا بالإنعام للعلة المذكورة وذلك أن الدخول على الأغنياء يتولد منه استحقار من ليس له ما لهم من النعيم لما هو فيه فيقل شكره ويضيق صدره [1/ 387] بتوسع غيره وانتقاص الدنيا عنه وهذا من سد الذرائع ولذا نهى عن مد العين إلى ما متع به أزواج من زهرة الحياة الدنيا وكذا أمر - صلى الله عليه وسلم - بمجالسة الفقراء والمساكين (هب عن عبد الله بن الشخير) (¬1) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وقال الشارح: فيه جابر بن يزيد قال أبو زرعة: لا أعرفه. 1355 - "أقلى من المعاذير (فر) عن عائشة". (أقلى من المعاذير) وهو ما يتوصل به إلى محو الإساءة فالأمر بالإقلال منها أمر بأن لا يأتي الذنب فلا يعتذر تعبيرًا بالمسبب عن السبب ويحتمل أن يراد الحقيقة وأنه لا يكرر الاعتذار عند الجناية بل يكفي اعتذار واحد كما يقال تكرير ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 312) وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي والبيهقي في شعب الإيمان من طريق الحسن بن سفيان (10287). وأخرجه أيضًا ابن عدي في الكامل (5/ 76) والعقيلي في الضعفاء (3/ 327) في ترجمة عمار بن زربي أبي المعتمر الضرير. قال فيه العقيلي الغالب على حديثه الوهم ولا يعرف إلا به، وقال الذهبي في الميزان (5/ 199) وقد سمع من عمار بن زربى عبدان الأهوازي، وتركه ورماه بالكذب. قال المناوي (2/ 73): أخرجه الحاكم وصححه وأقره الذهبي، لكن جابر بن يزيد أحد رجاله قال أبو زرعة: لا أعرفه. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1080) والسلسلة الضعيفة (2868) ضعيف جدًّا.

الاعتذار تذكير بالذنب وهو في الإساءة إلى المخلوقين (فر عن عائشة) (¬1). 1356 - "أقم الصلاة وأد الزكاة وصم رمضان وحج البيت واعتمر وبر والديك وصل رحمك وأقْرِ الضيفَ وأْمُر بالمعروف وانه عن المنكر وزل مع الحق حيث زال (تخ ك) عن ابن عباس) " (صح). (أقم الصلاة) هي إذا أطلقت المفروضة وتقدم الكلام على كل جملة من جمل هذا الحديث (وأد الزكاة) إلى من أمرك الله بأدائها إليه (وصم رمضان) فإنه أحد أركان الإِسلام (وحج البيت واعتمر) فيه دليل على وجوب العمرة وهذه حقوق الله وما يأتي حقوق مشتركة (وبر والديك) في الحياة والممات وبر الحياة معروف وبعد الموت بالدعاء لهما والاستغفار وصلة أهل ودهما (وصل رحمك) تخصيص بعد التعميم وتقدم تحقيق صلة الرحم (وأقر الضيف) أكرمه بالقرى (وأمر بالمعروف وانه عن المنكر) تقدم كل ذلك مفصلًا (وزل) بضم الزاي (مع الحق حيث زال) در معه حيث دار وانتقل معه حيث ينتقل وهي من جوامع الكلم عامة لكل حق (تخ ك عن ابن عباس) (¬2) رمز المصنف لصحته تبعًا للحاكم قد رد الذهبي تصحيح الحاكم وقال: فيه محمَّد بن سليمان ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (8635)، وقال المناوي في فيض القدير (2/ 73): فيه محمَّد بن عمار بن حفص قال الذهبي في المغني (5858) والميزان (6/ 271): لينه البخاري، وحارثة بن محمَّد تركوه، انظر الميزان (2/ 182)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1081) ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 29)، والحاكم (4/ 159) وقال: صحيح الإسناد بشيوخ اليمن. قال المناوي (2/ 74): قال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي بأن فيه محمَّد بن سليمان ضعيف انظر الجرح والتعديل (7/ 267). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1082) والسلسلة الضعيفة (2869).

1357 - "أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثراتِهِمْ إلا الْحُدُودَ (حم خد د عن عائشة) " (صح). (أقيلوا) من إقالة البيع فسخه وأعاد المبيع إلى مالكه (ذوي الهيئات) في النهاية (¬1) إنهم الذين لا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة، والهيئة: صورة الشيء وشكله وحالته ويريد ذوي الهيئات الحسنة الذين يلتزمون هيئة حسنة وسمتا ولا تختلف هيئتهم بالتنقل من هيئة إلى هيئة (عثراتهم) جمع عثرة وهي المرة من العثار من عثر إذا كبا والمعنى: اتركوا عقوبة من لم يعرف بغشيان الشر كما يترك المقيل بيع من أقاله وذلك صيانة لهم وأناة لعلهم يراجعون ما عرفوا به من عدم إتيان الشر وفي التعبير بالعثرات إشارة إلى أن الذي صدر عنهم إنما هو على طريق الكبوة والعثرة لا على جهة الولوع بالشر وقوله (إلا الحدود) استثناء متصل وتقدم تفسيرها أنهما محارم الله وعقوباته التي قرنها بالذنوب فإنها لا تقال لأحد بحال ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "لو سرقت فاطمة ابنت محمَّد لقطعتها" (¬2) وقريب منه في النهج: أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم فما يعثر منهم عاثر إلا ويده بيد الله يرفعه قال شارحه: رويت هذه الكلمة مرفوعة ذكره ابن قتيبة في عيون الأخبار (¬3) (حم خد د عن عائشة) (¬4) رمز المصنف لصحته وفي الشرح: إنه من هذه الطريق ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 284). (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 333). (¬3) انظر: عيون الأخبار (1/ 125) و (1/ 314). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 181)، والبخاري في الأدب المفرد (465)، وأبو داود (4375)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 43)، والبيهقي في شعب الإيمان (8335)، والبيهقي (8/ 161). وأخرجه أيضًا: النسائي في الكبرى (7294). قال الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 80): قال العقيلي: له طرق وليس فيها شيء يثبت. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1185) والسلسلة الصحيحة (638).

ضعيف لكن له طرق مجموعها يرتقي إلى الحسن. 1358 - "أَقِيلُوا السخي زلته فإنَّ الله آخذ بيده كلما عثر (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس) ". (أقيلوا السخي) بالسين المهملة والخاء المعجمة فعيل من السخاء صفة مشبهة قال بعض الحكماء (¬1): السخاء هيئة للإنسان داعية إلى بذل المقتنيات حصل معه البذل أو لم يحصل وذلك خلق ويقابله الشح وأما الجود فهو بذل المقتنيات ويقابله البخل وهذا هو الأصل وإن كان كل واحد منهما قد يستعمل مكان الآخر والذي يدل على صحة هذه [1/ 388] القيود والفرق أنهم جعلوا اسم الفاعل من السخاء والشح على بناء الأفعال الغريزية فقال: سخي وشحيح، كما قالوا: كريم وعفيف وحليم، وقالوا: حامد وباخل فيتوهما على فاعل كضارب وقاتل، وأما قولهم: بخيل فمصروف عن لفظ فاعل للمبالغة كقولهم في راحم: رحيم (زلته فإن الله آخذ بيده كل ما عثر) فيتجاوز عنه إن جنى فإن الله سييسره لليسرى (¬2). قيل لبعض الحكماء: أي أفعال العباد شبيه بفعل الله؟ قال: الجود وقال الأوائل: الجود على أقسام منها الجود الأعظم وهو: الجود الإلهي وهو الفيض المطلق وإنما يختلف لاختلاف المواد واستعدادها وإلا فالفيض في نفسه عام غير خاص وبعده جود الملوك: وهو الجود بجزء من المال على من تدعوهم الدواعي والأعراض على الجود عليه وبعده جود السوقة وهو بذل المال للعفاة والندامى المعاشرين والإحسان إلى الأقارب قالوا: واسم الجود مجاز إلا على الجود الإلهي العام فإنه عار عن الأعراض والدواعي أي دواعي ¬

_ (¬1) عزاه المناوي في الفيض (4/ 137) إلى الراغب. (¬2) في الحاشية عنوان: "مطلب أقسام الجود".

حاجة المعطى إلى المعطى والله هو الغني عن كل أحد (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن ابن عباس) (¬1) فيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه ورواه الطبراني وأبو نعيم من حديث ابن مسعود بنحوه بسند ضعيف، وقال الدارقطني: لا يصح في هذا شيء. 1359 - "أقيموا حدود الله تعالى في البعيد والقريب ولا تأخذكم في الله لَوْمَةُ لاَئِمٍ (هـ عن عبادة بن الصامت) ". (أقيموا حدود الله) خطاب للأئمة (في البعيد والقريب) لا يترك القريب محاباة ولا البعيد تقية (ولا تأخذكم في الله لومة لائم) بأن تتركوا الحق مخافة من ملامة من هو حكم على إقامته فالله أحق أن يخشى (5 عن عبادة بن الصامت) (¬2) سكت عليه المصنف، وقال الذهبي: واهٍ. 1360 - "أقيموا الصفوف وحاذوا المناكب وأنصتوا فإن أجر المنصت الذي لا يسمع كأجر المنصت الذي يسمع (عب عن زيد بن أسلم مرسلًا وعن عثمان بن عفان موقوفًا) ". (أقيموا الصفوف) في الصلاة بتسويتها وإكمالها الأول فالأول (وحاذوا المناكب) بالحاء المهملة والذال من المحاذاة المساواة ساووا مناكب بعضكم ببعض لتكونوا في سمت واحد (وأنصتوا) للإمام إذا قرأ (فإن أجر المنصت ¬

_ (¬1) أخرجه الخرائطي في المكارم (ص189 رقم 570) وقال أبو الفضل العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2/ 902) وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه ورواه الطبراني فيه وأبو نعيم من حديث ابن مسعود نحوه بإسناد ضعيف ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الدرقطني. قلت: ليث بن أبي سليم قال الحافظ في التقريب (5685) صدوق أختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1083) والسلسلة الضعيفة (2870). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2540)، قال البوصيري (3/ 103): هذا إسناد صحيح على شرط ابن حبان. وأخرجه البيهقي (9/ 20) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1190) والسلسلة الصحيحة (670).

الذي لا يسمع) وهذا العموم مخصوص بأحاديث إيجاب قراءة فاتحة الكتاب (كأجر المنصت الذي يسمع) وفيه دليل لمن قال: قراءة الإِمام قراءة للمأموم وإن لم يسمع (عب عن زيد بن أسلم مرسلًا وعن عثمان بن عفان موقوفًا) (¬1) وله حكم الرفع إذ لا مسرح فيه للاجتهاد. 1361 - "أَقِيمُوا الصُّفُوفَ فإنما يصفون بصفوف الملائكة وَحَاذُوا بين الْمَنَاكِبِ وَسُدُّوا الْخَلَلَ وَلِينُوا بأيدي إخوانكم ولا تَذَرُوا فُرُجَاتِ الشيطان ومن وصل صفا وصله الله ومن قطع صفا قطعه الله (حم د طب عن ابن عمر) " (صح). (أقيموا الصفوف فإنما تصفون بصفوف الملائكة) وجاء في حديث قالوا: وكيف تصف الملائكة؟ قال: "يتمون الصفوف المقدمة ويتراصون" (وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل) بفتح الخاء المعجمة والسلام وهو الفرجات (ولينوا) بكسر اللام فسكون (بأيدي إخوانكم) لا تعصوهم عن الانقياد إلى التسوية (ولا تذروا) تدعوا (فرجات للشيطان) جمع فرجه في النهاية (¬2): هي الخلل التي تكون بين المصلين في الصفوف أضافها إلى الشيطان تفظيعًا لشأنها وحملا على الاحتراز فيها وقد ورد أنها تخلل الشيطان الصفوف إذا كان فيها فرج (ومن وصل صفاً) أي من انضم إلى صف ليصله (وصله الله) برحمته وغفرانه (ومن قطع صفًا) بأن يخرج منه أو بأن يراه محتاجًا إلى الوصل فلم يصله (قطعه الله -عز وجل-) من رحمته وهذا دليل على وجوب كل ما ذكر وقد أعرض عنه الناس بالكلية (حم د طب عن ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (2/ 48، رقم 2441) إسناده ضعيف مرسل، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم أورده الذهبي في المغني في "الضعفاء" (3568) وقال ضعفه أحمد والدارقطني، وأقره الحافظ في التقريب (3865) .. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1085): ضعيف جدًّا. (¬2) النهاية (2/ 423).

ابن عمر) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وابن خزيمة (¬1). 1362 - "أَقِيمُوا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حُسن الصلاة (م عن أبي هريرة) " (صح). (أقيموا الصف) بتسويته وعدم اعوجاجه (في الصلاة) الجماعة والمراد كل صف من صفوفها (فإن إقامة الصف من حسن الصلاة) فيه مأخذ لعدم وجوب إقامته وإنها لا تبطل الصلاة بتركه وإنما يفوت حسنها ولكن قوله في الحديث الآخر أو ليخالفن الله [1/ 389] بين قلوبكم فيه من الوعيد ما يدل لوجوبه فإنه لا وعيد على ترك مندوب (م عن أبي هريرة) وأخرجه غيره عنه (¬2). 1363 - "أقيموا صفوفكم فوالله لَتُقِيمُنَّ صفوفكم أو لَيُخَالِفَنَّ الله بين قلوبكم (د عن النعمان بن بشير) (صح) ". (أقيموا صفوفكم فوالله) تأكيد للإخبار (لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم) للفرقة فلا تجتمع على خير وينشأ بينها العداوة والبغضاء وهو دليل الإيجاب (د عن النعمان بن بشير) رمز المصنف لصحته وسكت عليه أبو داود فهو صالحِ (¬3). 1364 - "أقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَترَاصُّوا فَإِنِّي أَرَاكُمْ من وراء ظهري (خ ن عن أنس) " (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 97)، وأبو داود (1/ 178)، والبيهقي (3/ 101). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1191) والصحيحة (32). (¬2) أخرجه عبد الرزاق (2/ 44، رقم 2424)، وأحمد (2/ 314، رقم 8142)، ومسلم (435)، وابن حبان (رقم 2177). وأخرجه أيضًا: أبو عوانة (1374)، والبيهقي (3/ 99). (¬3) أخرجه أبو داود (1/ 178، رقم 662)، والبيهقي (1/ 76)، وابن حبان (5/ 549، رقم 2176). وأخرجه أيضًا: أحمد (4/ 276، رقم 18453)، وابن خزيمة (1/ 82، رقم 160)، والبزار (8/ 228، رقم 3285). وقال الألباني في صحيح الجامع (1191)، والصحيحة (32): صحيح.

(أقيموا صفوفكم وتراصوا) الإقامة التسوية والتراص التزاق بعضهم إلى بعض (فإني لأراكم من وراء ظهري) تقدم الكلام عليه في أتموا (خ ن عن أنس) (¬1). 1365 - "أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَترَاصُّوا فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشياطين بين صفوفكم كأنها غنم عفر (الطيالسي عن أنس) ". (أقيموا صفوفكم وتراصوا فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشياطين بين صفوفكم) تخللها وتلح بين فرجها (كأنها غنم عفر) بالعين المهملة مضمومة والفاء بزنة حمر جمع أعفر من العفرة وهو بياض ليس بالناصح ولكن كون عفر وجه الأرض وهو وجهها قاله في النهاية (¬2): وهو نظير قوله في الحديث الآخر كأنها الحذف وهو دليل على تجسم الشياطين وتشكلهم في أشكال الحيوانات وأنهم يحضرون مواقف الطاعات لإفسادها (الطيالسي عن أنس) (¬3). 1366 - "أَقِيمُوا الركوع والسجود فَوَاللهِ إني لأرَاكمْ من بعد ظهري إذا ركعتم وإذا سجدتم (ق عن أنس) " (صح). (أقيموا الركوع والسجود) إقامتها إتمامها بالاطمئنان في الانحناء وفي القيام منه وفي الجماعة ذلك مع عدم التقدم على الإِمام (فوالله إني لا أراكم متن بعد ظهري إذا ركعتم وإذا سجدتم) فأعلم المسيء من غيره فأشهد بذلك (ق عن أنس) (¬4). 1367 - "أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا واستقيموا يستقم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (687)، والنسائي (2/ 92)، وابن حبان (2173). (¬2) النهاية (3/ 261). (¬3) أخرجه الطيالسي (2108). وأخرجه أيضًا: أبو نعيم في الحلية (6/ 309). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1194). (¬4) أخرجه البخاري (6644)، ومسلم (425).

بكم (طب عن سمرة) (صح) ". (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا واعتمروا) إذا استطعتم السبيل (واستقيموا) في كل شيء أمرتم به تقدم تفسير استقامة العباد (يستقم بكم) تعاونوا على الاستقامة وغيرها {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17] {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] (طب عن سمرة) (¬1) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 216، رقم 6897). وأخرجه أيضًا: في الأوسط (2/ 298، رقم 2034)، وفي الصغير (136). قال المنذري (1/ 301): إسناده جيد إن شاء الله تعالى عمران القطان صدوق. وقال الهيثمي (1/ 46): في إسناده عمران القطان وقد استشهد به البخاري ووثقه أحمد وابن حبان وضعفه آخرون. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1189).

الهمزة مع الكاف

الهمزة مع الكاف 1368 - " أكبر الكبائر الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وشَهَادَةُ الزُّورِ وقَوْلُ الزُّورِ (خ عن أنس) " (صح). (أكبر الكبائر) تقدم تفسيرها كما تقدم تفسير (الإشراك بالله وقتل النفس) بغير حق (وعقوق الوالدين) عصيانهما وهو من عق والده إذا آذاه أو عصاه وخرج عليه وهو ضد البر وأصله من العق والقطع كما في النهاية (¬1) وذكرهما باعتبار الأغلب وإلا فعقوق أحدهما من الكبائر ويحتمل أن الجمع بين عقوقهما من أكبر الكبائر بخلاف أحدهما فمن الكبائر (وشهادة الزور) الشهادة بالكذب. والحديث ذكر (¬2) فيه أربع من الكبائر ولا دليل فيه على أكبرية أحدها على الأخرى بل فيه إنها مشتركة في الأكبرية وإن كان التقديم له حكم في ذلك وفيه دليل على أن الكبائر أكثر من الأربع المذكورة لأنّ هذه الأربع مفضلة ولا بد من مفضل عليه غير هذه الأربع، وقد ذهب ابن مسعود إلى أنها أربع فلا بد من تأويل اسم التفضيل، وقد اختلف الناس هل للكبائر عدد يحصرها على قولين: ثم الذين قالوا بحصرها اختلفوا في عددها، فقال ابن مسعود: أربع، وقال ابن عمر: سبع، وقال ابن عمرو: تسع، وقال غيرهم: أحد عشرة، وقال آخرون: سبعون. وقال أبو طالب المكي: جمعتها من أقوال الصحابة فوجدتها أربعة في القلب: وهي الشرك، والإصرار على المعصية، والقنوط من رحمة الله، والأمن من مكر الله، وأربعة في اللسان وهي: شهادة الزور، وقذف المحصنات، واليمين الغموس، والسحر، وثلاث في البطن وهي: شرب الخمر، وأكل مال ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 277). (¬2) في الحاشية عنوان: مطلب في الكبائر.

اليتيم، وأكل الربا، واثنتان في الفرج: الزنا، واللواط، واثنتان: في اليد، وهما القتل والسرقة وواحدة في الرجلين وهو الفرار من الزحف وواحدة تعلق بجميع البدن وهي عقوق الوالدين. والذين لم يحصروها بعدد [1/ 390] منهم من قال: ما نهى الله عنه في القرآن فهو كبيرة وما نهى عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو صغيرة. ومنهم من قال: ما اقترن بالنهي عنه وعيد من لعن أو غضب أو عقوبة فهو كبيرة وما لم يقترن به شيء من ذلك فهو صغيرة. وقيل. كل ما رتب الله عليه حدًا في الدنيا أو وعيدًا في الآخرة فهو كبيرة وما لم يترتب عليه هذا ولا هذا فهو صغيرة. وقيل: كل ما اتفقت الشرائع على تحريمه فهو من الكبائر وما كان تحريمه في شريعة دون شريعة فهو صغيرة. وقيل: كل ما لعن الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فاعله فهو كبيرة. وقيل: ما ذكر من أول سورة النساء إلى قوله تعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} [النساء: 31]، الآية. وهذا كله بناء على انقسام المعاصي إلى صغائر وكبائر وقد ذهب قوم إلى أن المعاصي كلها بالنسبة إلى الجرأة على الله ومخالفته كبائر ويأتي إن شاء الله تعالى في حرف الكاف زيادة تحقيق (خ عن أنس) وأخرجه غيره (¬1). 1369 - "أكبر الكبائر حب الدنيا (فر عن ابن مسعود) ". (أكبر الكبائر حب الدنيا) هذا تفصيل حقيقي وما عداه إضافي فإن حب الدنيا أكبر الكبائر بالنسبة إلى كل ذنبا كبير فإن الإشراك الذي هو أعظم الذنوب أعظم الحوامل عليه حب الدنيا فإن المستكبرين من الكفرة. اتقوا عن الإيمان محبة لرياستهم قال فرعون: {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ} [يونس: 78]، وقالوا في نوح: {يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ} [المؤمنون: 24]، واتخذوا الأصنام للتواد والتحاب بينهم، كما قال الخليل مخاطبًا للكفار: {إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5977). وأخرجه أيضًا: مسلم (88).

اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [العنكبوت: 25]، وهذا أعظم الحوامل على الشرك ولذا يقول الله في جهنم: {فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [الزمر: 72]، في غير آية وأما الضعفاء فالحامل لهم على الشرك أيضًا محبة الدنيا لأنهم أطاعوا الكبراء لينالوا معهم الجاه والمال لذلك قالوا: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} [الأحزاب: 67]، وقال أهل النار منهم: {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} [إبراهيم: 21]، فهذا الشرك أبو كل معصية ورأسها يتفرع عن حب الدنيا وكل ذنب فما سببه إلا حبها ولذا جاء: "حب الدنيا رأس كل خطيئة" (¬1) وليس المراد من الدنيا المال بل كل ما هو من حظوظ الدنيا وليس من حظوظ الآخرة فإنه من الدنيا (فر عن ابن مسعود) (¬2). 1370 - "أكبر الكبائر سوء الظن بالله (فر) عن ابن عمر (ض) ". (أكبر الكبائر سوء الظن بالله) هو من صفات المنافقين والمشركين: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12]، وكما قال: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ} إلى قوله: {الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ} [الفتح: 6]، وقال: {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} [آل عمران: 154]، وظن السوء بالله -عز وجل- هو أن يظن به غير ما يليق بجنابه العلي وبأسمائه الحسنى وبصفاته العلى وبذاته المبرأة عن الأسوأ وأن يظن به خلاف ما يليق بحكمته وحمده وتفرده بالربوبية والإلهية وخلاف ما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه وأكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 388) من قول عيسى -عليه السلام- وأورده ابن رجب في جامع العلوم والحكم (ص: 300) من قول جندب بن عبد الله الصنعاني. (¬2) أخرجه الديلمي (1468). قال المناوي (2/ 78): فيه حمد بن أبو سهيل، قال في الميزان: طعن ابن منده في اعتقاده وقال العجلوني (1/ 200): رواه الديلمي، وهو ضعيف وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1087) والسلسلة الضعيفة (2871) وقال: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال الستة، غير أبي جعفر محمَّد بن عبد الله بن عيسى بن إبراهيم فلم أعرفه.

السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله لغيرهم ولا يسلم من ذلك إلا من عرف الله وعرف أسمائه وصفاته وعرف موجب حمده وحكمته فمن قنط من رحمة الله وأيس من روحه فقد ظن به ظن السوء، ومن ظن أنه لا يجمع عبيده بعد موتهم للإثابة والعقاب في دار يجزى فيها المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ويبين لخلقه حقيقة ما اختلفوا فيه ويظهر للعالمين كلهم صدقه وصدق رسله فقد ظن به ظن السوء وبالجملة فمن ظن به خلاف ما وصف به نفسه ووصفه به رسله [1/ 391] فقد ظن به السوء كمن ظن أن لا ينصره المحقين ولا يديل على الظالمين وأنه لم يقسم بين العباد معاشهم وحظوظهم في الحياة على وفق حكمته فقد ظن به ظن السوء وغالب بني آدم إلا من عصمه الله يعتقد أنه مبخوس الحق ناقص الحظ وأنه يستحق فوق ما أعطاه الله ولسان حاله يقول: ظلمني ومنعني ما أستحقه ونفسه تشهد عليه بذلك وهو ينكره بلسانه ولا يتجاسر على التصريح به ومن فتش نفسه وتغلغل في معرفة دفائنها وطواياها رأى ذلك كامنًا فيها كمون النار في الزناد فاقدح زناد من شئت ينبئك شراره عما في زناده ولو فتشت من فتشته لرأيت عنده تعتبًا على القدر وملامة واقتراحًا عليه خلاف ما جرى به وأنه كان ينبغي أن يكون كذا، وكذا ولو كان كذا وكذا. فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلا فإني لا أخالك ناجيا هذه فطرة من نفس قد أطاله ابن القيم في "زاد المعاد" (¬1) ولعله يكرر ذلك ونزيد منه في مواضع (فر عن ابن عمر) (¬2) قال الحافظ ابن حجر: إسناده ضعيف. 1371 - "أكبر أمتي الذين لم يعطوا فيبطروا ولم يقتر عليهم فيسألوا (تخ والبغوي وابن شاهين عن الجذع) ". ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (3/ 196). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1472). وانظر قول الحافظ في الفتح (10/ 411). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1088).

(أكبر أمتي) أعظم قدرًا عند الله (الذين لم يعطوا فيبطروا) البطر، الطغيان عند النعمة وطول الغنى كذا في النهاية (¬1)، والنفي هنا موجه إلى القيد أي الذين أعطوا فلم يبطروا وجعل النفي موجهًا إلى القيد والمقيد غير مراد أي لم يعطوا ولم يبطروا ضرورة أنه إنما ساق - صلى الله عليه وسلم - الكلام للثناء عليهم بأنهم لم يطغوا عند إنعام الله عليهم لا أنه لا نعمة ولا طغيان وبدليل المقابلة له بقوله (ولم يقتر عليهم) والتقتير التضييق من قوله تعالى: {وَلَمْ يَقْتُرُوا} [الفرقان: 67] (فيسألوا) والنفي في هذه الجملة موجه للعبد أيضًا كالأول وهذا الحديث للثناء على الغني الشاكر لأنه لا يتم نفي البطر عنه إلا إذا شكر نعمة الله لا لو لم يشكرها فإن عدم الشكر بطر للنعمة وطغيان وعلى الفقير الصابر لأنه إذا قتر عليه رزقه ولم يسأل فقد صبر على فقره والجمع بينهما في الأكبرية عنده تعالى دليل التسوية بينهما في الفضل. وقيل: المراد بهم أهل الكفاف ليسوا بأغنياء ولا فقراء إلى الغاية. وللناس في مسألة التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر نزاع طويل وخوض كبير واحتجاج من الطرفين وقد بسطناه في كتابنا: "الصارم الباتر في عين الصابر والشاكر" (تخ والبغوي وابن شاهين عن الجذع) (¬2) بفتح الجيم والذال المعجمة فعين مهملة (الأنصاري). 1372 - "اكتحلوا بالإثمد المروح فإنه يجلو البصر وينبت الشعر (حم عن النعمان الأنصاري) ". (اكتحلوا بالإثمد) بفتح الهمزة هو حجر الكحل الأسود يؤتى به من ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 135). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 433). وأخرجه أيضًا: المحاملي في الأمالي (476). والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 437). وعزاه الحافظ في الإصابة (1/ 469، رقم 1118) لابن شاهين. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1089) والسلسلة الضعيفة (2874) وقال: وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات غير ابن الجدع هذا فلم أعرفه.

أصبهان وهو أفضله وأجوده سريع التفتت الذي لفتاته بصيص وداخله أملس وليس فيه شيء من الأوساخ ومزاجه بارد يابس ينفع العين ويقويها ويشد أعضائها ويحفظ صحتها (المروَّح) بضم الميم وتشديد الواو بعد الراء ثم حاء مهملة في النهاية (¬1) أنه المطيب بالمسك كأنه جعل له رائحة تفوح بعد أن لم يكن له رائحة انتهى. والمسك يجلو بياض العين ويمسك رطوبتها وينشف الرياح فيها فلذا أرشد إليه - صلى الله عليه وسلم - وذكر فائدته بقوله (فإنه يجلو البصر) عن الأقذاء وما يتعلق بها (وينبت الشعر) شعر الأهداب الذي جعله الله وقايةً للعين وسورًا على أجفانها ويأتي حديث عائشة أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يكتحل كل ليلة ومثله حديث ابن عباس وفيه وزعم أنه - صلى الله عليه وسلم - كان له مكحله يكتحل منها كل ليلة ثلاثة في هذه (¬2) وثلاثة في هذه ذكره المنذري في الترغيب (حم عن النعمان الأنصاري) (¬3). ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 275). (¬2) أخرجه الترمذي (1757)، وقال: حديث حسن. وانظر: الترغيب والترهيب (3196). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 476) في إسناده أبو النعمان عبد الرحمن بن النعمان بن معبد عن أبيه أورده الذهبي في المغني (3646) وقال ضُعِّف وصدَّقه أبو حاتم، وقال الحافظ في التقريب (4029) صدوق ربما غلط. وأبوه النعمان بن معبد بن هوذة مجهول كما قال الحافظ في التقريب (7161). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1091) والسلسلة الضعيفة (724).

الكاف مع المثلثة

الكاف مع المثلثة 1373 - " أكثر أهل الجنة البله (البزار عن أنس) ". (أكثر أهل الجنة البله) [1/ 392] بضم الموحدة جمع أبله في النهاية (¬1) أنه الغافل عن الشر المطبوع على الخير، وقيل: هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها وأقبلوا على أخراهم فشغلوا أنفسهم بها فاستحقوا أن يكونوا أكثر أهل الجنة فأما الأبله وهو الذي لا عقل له فغير مراد بالحديث انتهى. قلت: ولا يعارضه حديث أنس: "المؤمن كيّس فَطِن" (¬2) حذر بأنه قد فسر - صلى الله عليه وسلم - الكيس بما في حديث شداد الآتي: "بأنه من دان نفسه وعمل لما بعد الموت"، وكذلك الحذر الفطن المراد بما في أمور آخرته (البزار عن أنس) وضعفه مخرجه البزار (¬3). 1374 - "أكثر خرز أهل الجنة العقيق (حل) عن عائشة (ض) ". ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 155). (¬2) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (128). (¬3) حديث أنس: أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2/ 411 رقم 1983) قال الهيثمي (10/ 264): فيه سلامة بن روح، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه غير واحد، وابن عدي (3/ 313، ترجمة 773 سلامة بن روح)، والبيهقي في شعب الإيمان (2/ 126، رقم 1368). و (1366) وقال البيهقي: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر، وأخرجه أيضًا: الديلمي (1463). قال المناوي (2/ 79): قال الزين العراقي: صححه القرطبي في التذكرة وليس كذلك فقد قال ابن عدي: إنه منكر. وسبقه له ابن الجوزي فقال: حديث لا يصح. وقال الدارقطني: تفرد به سلامة عن عقيل وهو ضعيف. وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 7). والحديث موضوع كما قال القارئ في المصنوع (ص/ 57، رقم 34)، وفي الموضوعات الكبرى (ص 62، رقم 217). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1096).

(أكثر خرز) بالخاء المعجمة المفتوحة فالراء المفتوحة فزاي جمع خرزة في القاموس (¬1) الخرزة محركة الجوهر وكل ما يُنْظَم (أهل الجنة العقيق) وهو نوع معروف ذكر أهل علم الأحجار أنه إنما انعقد ليكون ياقوتًا لكنه بعده عن ذلك وقعد به ما فاته من بعض خصائصه التي جعلها الله تعالى سببًا ليكون الجوهر وقالوا في العقيق من الخواص ثلاث: الأول: أن من تقلد بالأحمر الشديد الحمرة سكنت عنه روعة الخصام. والثانية: أنه ينقطع عمن يختم به الدم وهذا خاص بنوع من العقيق وهو الذي لونه لون ماء اللحم إذا ألقى فيه الملح. والثالثة: أن الاستياك بأي نوع منه يذهب عن الأسنان شطأها ويبيضها ويذهب الجفر ويمنع عن الأسنان خروج الدم من أصولها (حل عن عائشة) (¬2) سكت عليه المصنف وحكم ابن الجوزي بوضعه وقال السخاوي: أحاديث العقيق كلها ضعيفة. 1375 - "أكثر خطايا ابن آدم في لسانه (طب هب) عن ابن مسعود" (¬3). (أكثر خطايا ابن آدم في لسانه) (¬4) تقدم ذلك وقد عدّ الغزالي في الإحياء للسان عشرين آفة (¬5): ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 100). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 281). وأخرجه أيضًا: ابن حبان في الضعفاء (1/ 344، ترجمة 441 سلم بن عبد الله)، وقال: حديثه لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار. والديلمي (1465)، وأورده الذهبي في الميزان (3/ 264، ترجمة 3376)، والحافظ في اللسان (3/ 264، ترجمة 237) كلاهما في ترجمة سلم بن عبد الله. وانظر: الموضوعات (3/ 58)، والمقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 85). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1098) والسلسلة الضعيفة (233): موضوع. (¬3) في الحاشية عنوان على هذا الحديث: مطلب آفات اللسان. (¬4) وضع المؤلف عنوانًا لهذا الحديث في الحاشية: مطلب آفات اللسان. (¬5) إحياء علوم الدين (3/ 112).

الأولى: الكلام فيما لا يعني قال - صلى الله عليه وسلم -: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" (¬1)، وفي حديث أنس: أن امرأة من الأنصار قالت وقد قُتل ولدها معه - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته هنيئًا له الجنة: فقال - صلى الله عليه وسلم -: "وما يدريك يا أم كعب لعل كعبًا قال فيما لا يعنيه أو منع مالًا يغنيه (¬2) ويأتي" حديث أبي هريرة قريبًا: "أكثر الناس ذنوبًا يوم القيامة أكثرهم كلامًا فيما لا يعنيه". الثانية: فضول الكلام وهو مذموم وهذا شامل لما لا يعني والزيادة فيما يعني على قدر الحاجة فإن عبر عن حاجته بكلمتين وكان يعني واحدة كان آتيًا بفضول الكلام واعلم أن فضول الكلام لا ينحصر بل المتضرر محصور في كتاب الله {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114] وقال - صلى الله عليه وسلم -: "طوبى لمن أمسك الفضل من كلامه وأنفق الفضل عن ماله" (¬3). الثالثة: الخوض في الباطل وهو الكلام في المعاصي كحكاية مخالطة النساء ومجالس الخمر ومقامات الفساق وتنعم الأغنياء وتجبر الملوك وأمورهم المكروهة فإن كل ذلك مما لا يحل الخوض فيه وهو حرام، وأما الكلام فيما لا يعني أو أكثر مما يعني فهو ترك للأولى وليس بحرام قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلسائه يهوي بها في النار أبعد من الثريا" (¬4). الرابعة (¬5): المراء والمجادلة وذلك منهي عنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمار أخاك" (1) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2317)، وابن ماجة (3976). (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد (2782)، والطبراني في الكبير (5/ 17 رقم 4615)، والبيهقي في السنن (4/ 182) وفي الشعب (4944). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7157)، وقال الهيثمي (10/ 314): إسناده جيد وصححه الألباني في الصحيحة (3103). (¬4) أخرجه أحمد (40212)، وابن المبارك في الزهد (1/ 332). (¬5) وضع المؤلف لهذا الحديث عنوانًا: مطلب حقيقة المراء.

الحديث. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من ترك المراء وهو محق بني له بيت في أعلى الجنة ومن ترك المراء وهو مبطل بُني له بيت في ربض الجنة" (¬2) وحقيقية المراء كل اعتراض في كلام الغير لإظهار خلل فيه إما في اللفظ [1/ 393] وأما في المعنى، وأما في قصد المتكلم وترك المراء بترك الإنكار والاعتراض فكل كلام سمعته إن كان حقًا تصدق به وإن كان باطلًا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه فإن كان في مسألة دينية فالواجب السؤال في معرض الاستفادة لا على صفة العناد والمكابرة والتلطف في التعريف لا في معرض الطعن فإذا كان مبتدعًا تلطف في نصحه لا بطريق المجادلة لأنّ المجادلة تخيل إليه أنه يلتبس وأن ذلك صفة يجلبه بها. الخامسة (¬3): الخصومة وهي مذمومة وهي وراء المراء والجدال فإن المراء طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه من غير أن يرتبط به غرض سواء تحقير الغير وإظهار كياسته والخصومة لجاج في الكلام ليستوفي به حقًا أو مالًا وقد قالت عائشة: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أبغض الخلق إلى الله الألد الخصم" (¬4) واعلم أن الخصومة المذمومة الخصومة بغير حق أو بحق لكنه لا يقتصر على قدر الحاجة بل يظهر الزيادة في الخصومة أو يمزج بطلب حقه كلمات مؤذية أو يجادل بغير علم كالذي يخاصم بغير علم وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط الله" (¬5). السادسة: التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف السجع والتصنع فيه وقد قال ¬

_ = (1) أخرجه الترمذي (1995)، والبخاري في الآداب المفرد (394). (¬2) أخرجه الترمذي (1993)، وابن ماجه (51). (¬3) وضع المؤلف هذا العنوان في الحاشية. (¬4) أخرجه البخاري (2325)، ومسلم (2668). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 82)، والبيهقي في الشعب (6736).

(مطلب حقيقة الفحش في الكلام)

- صلى الله عليه وسلم -: "إن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسًا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون" (¬1) وقال - صلى الله عليه وسلم -: "هلك المتنطعون" ثلاث مرات (¬2)، والتنطع هو التعمق والاستقصاء، وقال عمر: "شقاشق الكلام شقائق الشيطان" (¬3) ولا باعث على ذلك إلا الرياء وإظهار الفصاحة والتميز بالبراعة". (مطلب حقيقة الفحش في الكلام) السابعة (¬4): الفحش من السب وبذاءة اللسان وهو منهي عنه مذموم ومصدره الخبث واللؤم وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش" (¬5) وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء" (¬6) وقال الأحنف بن قيس: ألا أخبركم بأدوأ الداء هو اللسان البذيء والخلق الدنيء، وحقيقة الفحش: هو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة الصحيحة وتحري أكثر ذلك في ألفاظ الوقاع وما يتعلق به ولأهل الفساد عبارات صريحة فاحشة يستعملونها وأهل الصلاح يتحاشون عنها بل يكنون عنها إذا ألجأتهم الحاجة إلى التكلم بها والباعث على الفحش إما قصد الإيذاء أو الاعتياد الحاصل من مخالطة الفساق وأهل الفساد. الثامنة: اللعن إما للحيوان أو جماد أو إنسان وذلك مذموم قال - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن ليس باللعان" (¬7)، وقال: "لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضبه ولا بجهنم" (¬8) وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 193)، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/ 299). (¬2) أخرجه مسلم (2670). (¬3) أخرجه عن عمر موقوفًا ابن أبي الدنيا في الصمت (151) وفي ذم الغيبة والنميمة (12) .. (¬4) هذا العنوان وضعه المؤلف في الحاشية. (¬5) أخرجه أبو داود (4089). (¬6) أخرجه مسلم (2670). (¬7) أخرجه أحمد (1/ 416). (¬8) أخرجه أبو داود (4906)، والترمذي (1976)، وأحمد (5/ 15).

حذيفة: "ما تلاعن قوم قط إلا حق عليهم القول" (¬1) وقال عمران بن حصين: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره إذا امرأة من الأنصار على ناقة لها فضجرت منها فلعنتها فقال - صلى الله عليه وسلم -: "خذوا ما عليها وأعروها فإنها ملعونة" (¬2) قال: فكأني أنظر إلى تلك الناقة تمشي في الناس لا يتعرض لها أحد، وقال أبو الدرداء: ما لعن أحد الأرض إلا قالت: لعن الله أعصانا لله، واللعن: عبارة عن الإبعاد والطرد من الله وذلك غير جائز إلا على من يتصف بصفة تبعده عن الله وهو الكفر والظلم. التاسعة: الغناء والشعر فالغناء قد عرفت من الأحاديث الدالة على أنه مذموم والشعر يذم منه إن كان فيه فحش أو ذم لمن لا يستحق أو نحوه وليس نظم الشعر [1/ 394] وإنشاده حرام إذ قد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حسان بهجو الكفار ومدحه كعب وسمع نشيده وكانوا ينشدون عنده فيقرهم وقد كان يستنشد أحيانًا كاستنشاده شعر أمية بن أبي الصلت. العاشر: المزاح والمجون إلا اليسير منه، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمار أخاك ولا تمازحه" (¬3) والمنهي عنه الإكثار منه وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يمزح نادرًا، ولا يقول إلا حقًا. الحادية عشرة: السخرية والاستهزاء وهو محرم قال تعالى: {لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ ...} [الحجرات:11] الآية. ومعنى السخرية الاستحقار والإهانة والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يضحك منه وقد يكون ذلك بالمحاكاة في القول والفعل وقد يكون بالإشارة والإيماء وإذا كان بحضرة المستهزأ به لم يكن غيبة وفيه معنى الغيبة. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (318)، والبيهقي في الشعب (5159). (¬2) أخرجه مسلم (2595). (¬3) سبق تخريجه قريبًا.

الثانية عشر: إفشاء السر وهو منهي عنه لما فيه من الإيذاء والتهاون بحق المعارف والأصدقاء وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا حدث الرجل بحديث فهو أمانة" (¬1) وقال الحسن: إن من الخيانة أن تحدث بسر أخيك وهو حرام إذا كان فيه إضرارًا ولؤم إذا لم يكن فيه إضرار. الثالثة عشر: الوعد الكاذب فإن اللسان سباقة إلى الوعد وربما لا تساعد النفس على الوفاء فيكون الوعد خلفا وذلك من علامات النفاق وقد قال تعالى: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة:1] وقال - صلى الله عليه وسلم -: "الوعد عطية فعلى الواعد أن يفي" (¬2) إلا أن يتعذر الوفاء فإذا وعد ونيته الإخلاف فهذا هو النفاق. الرابعة عشر: الكذب في القول واليمين وهو من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وحرمة الكذب معلومة لا تحتاج إلى سرد الدليل والتفصيل فيه معروف والمستثنى منه المجوز ثلاثة مواضع. الخامسة عشر (¬3): الغيبة وحرمتها معلومة وحقيقة الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه سواء ذكرت نقصًا في بدنه أو في نسبه أو في خلقه أو في فعله أو في دينه أو دنياه حتى في ثوبه وداره ودابته وليست خاصه باللسان وإنما هي الأصل في التعيين وإلا فالفعل كالقول والإشارة والإيماء والرمزه والكنية والحركة وكل ما يفهم المقصود به وكذا الغيبة في الكتاب فإن القلم أحد اللسانين والغيبة إنما تكون لشخص معين إما حي أو ميت إلا إذا قال بعض القوم أو قال قوم أو فعل قوم فإنه جائز كان - صلى الله عليه وسلم - إذا كره أمرًا قال: "ما بال أقوام يفعلون كذا أو يقولون كذا" (¬4) وللغيبة أسباب وحوامل يأتي ذكرها في حرف العين إن شاء الله ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8343). (¬2) لم أقف عليه. (¬3) هذا النوان وضع في الحاشية. (¬4) أخرجه مسلم (1401).

تعالى ويأتي أيضًا أنه رخص فيها في ستة أحوال. السادسة عشر (¬1): النميمة قال الله تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة: 1]، والأحاديث الدالة على تحريمها واسعة جدًّا وحقيقة النميمة نقل قول الغير إلى المقول فيه هذا غالب ما يطلق عليه وليست خاصة بالقول بل حدها كشف ما يكره كشفه سواء كره المنقول عنه أو المنقول إليه أو كره ثالث وسواء أكان الكشف بالقول أو الفعل أو الكتابة أو الرمز أو الإيماء وسواء كان المنقول من الأقوال أو الأفعال وسواء كان ذلك عيبًا أو نقصانا عن المنقول عنه أو لم يكن بل حقيقة النمامة إفشاء الستر وهتك الستر عما يكره كشفه بل كل ما رآه الإنسان من أقوال الناس فينبغي أن يسكت عنه إلا فيما في حكايته فائدة [1/ 395] لمسلم أو دفع لمعصية. والباعث على النميمة إما إرادة السوء بالمحكي أو إظهار الحب للمحكي له أو التفرح بالحديث والخوض في فضول الكلام. السابعة عشر: كلام ذي اللسانين الذي يتردد بين المتعادين ويكلم كل واحد بكلام يوافقه وقيل ما يخلو عنه من يساعد متعاديين وذلك من النفاق قال - صلى الله عليه وسلم -: "من شر عباد الله يوم القيامة ذو الوجهين الذي يأت هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه" (¬2). الثامنة عشر: المدح فإنه مذموم في بعض المواضع وقد مر الكلام فيه ويأتي فيه زيادة إن شاء الله تعالى. التاسعة عشر: إطلاق اللسان إما في العلم أو غيره مما يجوز مع الغفلة عما في فحوى الكلام من الخطأ لا سيما فيما يتعلق بصفات الله وأمور الدين وقد نبه ¬

_ (¬1) وضع عنوان: مطلب النميمة في الحاشية. (¬2) أخرجه البخاري (6757)، ومسلم (2526).

- صلى الله عليه وسلم - على الدقيق منه فقال: "لا يقول أحدكم ما شاء الله وشئت ولكن ليقل: ما شاء الله تعالى ثم شئت" (¬1)، وذلك لأنّ في العطف بالواو تسوية الشركاء. فكيف من يقول: أنا على الله وعليك، وأنا بالله وبك، ونحو ذلك من كلام تقشعر منه الجلود ويحكم عليه بالتحريم. العشرون: سؤال القوم عن صفات الله والخوض منهم في ذلك لإلقاء الدقائق والأشياء الغامضة فهذه جملة لطيفة من آفات اللسان وهي أضعاف ما ذكرنا وفيما ذكرناه معرفة أن أكثر خطايا بني آدم في اللسان (طب هب عن ابن مسعود) (¬2) سكت عليه المصنف فيما رأيناه قوبل على خطه، وقال المنذري: رواه الطبراني برجال الصحيح، وقال العراقي: إسناده حسن. 1376 - "أكثر عذاب القبر من البول (حم 5 ك عن أبي هريرة) " (صح). (أكثر عذاب القبر من البول) أي بسببه ولأجله فكلمة: "من" تعليلية والمراد من التلوث به وعدم الاستنزاه منه وإنما قال: "أكثر" لأنّ بعض عذاب القبر من غير البول وقد ثبت حديث: اللذين يعذبان في القبر أحدهما بالبول والآخر بالنميمة، قال بعض أئمة الحديث في حديث التعذيب بالبول. تنبيه: إن من ترك الصلاة إلى الاستنزاه من البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذابًا، وفي التعذيب بالنميمة تنبيه أيضًا على أن الموقع بين الناس العداوة والبغضاء بالكذب والزور والبهتان أعظم عذابًا من الذي أوقع بينهم ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (6/ 245)، وأحمد (1/ 214)، والبخاري في الأدب المفرد (783). (¬2) أخرجه الطبراني (10/ 197، رقم 10446) قال الهيثمي (10/ 300): رجاله رجال الصحيح. وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 107)، والبيهقي في شعب الإيمان (4933). وأخرجه أيضًا: الشاشي في المسند (602). وأورده ابن أبي حاتم في العلل (2/ 101، رقم 1796) وقال قال أبي: هذا حديث باطل. وقال المناوي (2/ 80): قال العراقي: إسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1/ 1201) والصحيحية (534).

ذلك بنقل كلام بعض في بعض وهو صادق (حم 5 ك عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1377 - "أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي رجل يتأول القرآن يضعه على غير موضعه ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر من غيره (طس عن عمر) (ض) ". (أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي) أي على إضلالها وتأثيمها وحصول المصائب بها وعموم العقوبة (رجل يتأول القرآن) قال المصنف في الإتقان: التأويل أصله من الأول وهو الرجوع كأنه صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني. وقيل: من الإياله وهي السياسة فكأن المؤول للكلام ساس الكلام فوضع المعنى فيه موضعه (¬2) وذكر خلافًا في الفرق بينه وبين التفسير وقوله (يضعه على غير موضعه) بيان للجهة التي يشاء منها للذم وأنه من هذه الجهة لا أنه ذم للتأويل مطلقًا فإنه قد علم أنه لا بد منه في كشف معاني القرآن وقد قسم أهل الأصول التأويل إلى أنواع منها مقبول ومنها مردود وهذا الحديث من أعلام النبوة، فقد ضلت بالتأويلات طوائف وأضلت كالباطنية وأهل وحدة الوجود من الصوفية وكل طائفة متقيدة بمذهب معين فلها من التأويل المذموم قسم موفور بردها معاني القرآن إلى رأيها وصرفه عما يعطيه لفظه وسياقه (ورجل يرى أنه أحق بهذا الأمر) أي الخلافة (من غيره) وهو أي الغير من قام بها، والحديث [1/ 396] يحتمل أنه لمجرد رأيه يخاف منه على الأمة وذلك لعظم الإثم في ذلك لأنه في حكم المتعرض على الحكمة الإلهية والمراد بلسان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 389)، وابن ماجه (348)، وقال البوصيري (1/ 51): هذا إسناد صحيح وأخرجه أيضًا: الدارقطني (1/ 128) وقال: صحيح، والحاكم (1/ 183) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة. وقال العجلوني (1/ 201): رواه الإِمام أحمد وابن ماجه وسنده حسن. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1202) والإرواء (280). (¬2) الإتقان (2/ 460).

حاله لها والمنخرم منها، وقد أسلفنا قريبا إشارة إلى هذا وأنه من قسم سوء الظن بالله ويحتمل أن المراد الذي يرى هذا ويتفرع على رؤيته المنازعة وطلب الأمر لنفسه وإراقة الدماء وانتهاك الحرم ونحو ذلك، وهذا الحديث فيمن أراد الملك وطلبه محبة للدنيا كحال ملوك الدنيا كما يرشد إليه قوله: "من يرى أنه أحق" أي ليس معه إلا مجرد رؤيته واستعظامه لنفسه لا فيمن أراد تغيير المنكر والأخذ على يد الظالم وكف كفه عن عباد الله وأموالهم ودمائهم كما كان من صالحي أئمة الآل عليهم السلام أولهم وسيدهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في قتاله للبغاة معاوية وحزبه ثم الحسين السبط ثم من لا يأتي عليه العد من الأئمة الماضين (¬1) (طس عن عمر) (¬2) رمز المصنف لضعفه وفيه راوٍ متروك. 1378 - "أكثر منافقي أمتي قراؤها (حم طب هب عن ابن عمرو) (حم طب عن عقبة بن عامر طب عد عن عصمة بن مالك) " (صح). (أكثر منافقي أمتي قراؤها) تقدم تفسير النفاق وليس المراد هنا نفاق الشرك بل نفاق العمل وهو التصنع ببعض الأعمال الدينية لنيل الدنيا وهذا واقع في ¬

_ (¬1) هذه الأمور يحسن عدم الخوض فيها وعدم الحكم على أي جهة من الجانبين ويراجع لهذا الموضوع: العواصم من القواصم لابن العربي، ورفع الملام عن أئمة الأعلام لشيخ الإِسلام ابن تيمية، والفتاوى الكبرى له أيضًا (5/ 93، 107)، وانظر كذلك الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي الفقيه. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 242، رقم 1865) وقال الهيثمي (1/ 187): فيه إسماعيل بن قيس الأنصاري، وهو متروك الحديث وقال فيه البخاري والدارقطني منكر الحديث وقال النسائي وغيره ضعيف. انظر ميزان الاعتدال (1/ 405). وفي إسناده أيضًا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أورده الذهبي في المغني في الضعفاء (3568) وقال ضعفه أحمد والدارقطني، وأقره الحافظ في التقريب (3865). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1100) ضعيف جدًا وقال في السلسلة الضعيفة (7041): موضوع.

القراء المتصلين بأهل الدنيا وملوكها الطالبين لما في أيديهم والوعيد في الأحاديث على ذلك كثير وليس المراد كل القراء (حم طب هب عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته (حم طب عن عقبة بن عامر طب عد عن عصمة بن مالك) (¬1) قال: أحد أسانيد أحمد رجاله ثقات وسند الطبراني فيه راو ضعيف. 1379 - "أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس يعني بالعين (الطيالسي، تخ، والحكيم، والبزار، والضياء عن جابر) " (صح). (أكثر من يموت من أمتي) يحتمل أنه خاص بهذه الأمة أو أنه كان في الأمم الماضية ما ذكره من قوله (بعد قضاء الله وقدره بالعين) وسلف أن ثلث منايا الأمة بالعين فلا بد من التأويل للأكثرية هنا بأنها نسبية أو أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بالثلث قبل إعلام الله له بأنه أكثر من الثلث ويعم قوله: بعد قضاء الله قيد لقوله بالعين، والباء فيه سببية أي بسبب إصابة العين بعد قضاء الله وقدره وإنما قدمه على المقيد كالاحتراس عن ذهاب الوهم إلى أن إصابة العين بغير قضائه تعالى وقدره والمراد بالقضاء والقدر ما في النهاية حيث قال (¬2): والقضاء مقرون بالقدر ¬

_ (¬1) حديث ابن عمرو: أخرجه ابن المبارك (451)، وأحمد (2/ 175)، والطبراني كما في مجمع الزوائد (6/ 230) قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات، وكذلك رجال أحد إسنادي أحمد ثقات. والبيهقي في شعب الإيمان (6959). وأخرجه أيضًا: البخاري في التاريخ الكبير (1/ 257). وقال المناوي (2/ 81): قال في الميزان: إسناده صالح. حديث عصمة بن مالك: أخرجه ابن عدي (6/ 15، ترجمة 1561 الفضل بن مختار)، والطبراني (17/ 179، رقم 471). قال الهيثمي (6/ 230): فيه الفضل بن المختار، وهو ضعيف. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1203) والسلسلة الصحيحة (750). حديث عقبة بن عامر: أخرجه أحمد (4/ 151)، والطبراني (17/ 305، رقم 841)، قال الهيثمي (6/ 229): رواه أحمد، والطبراني، وأحد أسانيد أحمد ثقات أثبات. والخطيب (1/ 357). وأخرجه أيضًا: ابن المبارك (64)، وابن عدي (4/ 148، ترجمة 977). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1203) والسلسلة الصحيحة (750). (¬2) النهاية (4/ 125).

المراد بالقدر: التقدير وبالقضاء الخلق والحديث سيق للإخبار حثا للأمة على الاحتراز عن العين بالعوذ الشرعية وتقدم شيء من ذلك (الطيالسي تخ والحكيم والبزار والضياء عن جابر) (¬1) رمز المصنف لصحته قال الشارح. صحيح. 1380 - "أكثر الناس ذنوبًا يوم القيامة أكثرهم كلامًا فيما لا يعنيه (ابن لال وابن النجار عن أبي هريرة السجزي في الإبانة عن عبد الله بن أبي أوفى، حم في الزهد عن سلمان موقوفًا) " (ض). (أكثر الناس ذنوبًا يوم القيامة أكثرهم كلامًا فيما لا يعنيه) بفتح حرف المضارعة من عناه أهمه وقصده وتقدم في آفات اللسان قريباً بيان ما لا يعني ما يغني (ابن لال وابن النجار عن أبي هريرة، السجزي في الإبانة عن عبد الله بن أبي أوفى، حم في الزهد عن سلمان موقوفًا) (¬2) رمز المصنف لضعفه وكثرة طرقه ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (1760)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 360)، والحكيم (3/ 46)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 403، رقم 3052). قال الهيثمي (5/ 106): رجاله رجال الصحيح خلا طالب بن حبيب بن عمرو وهو ثقة. وأخرجه أيضًا: الديلمي (1467)، وابن أبي عاصم (311). قال الحافظ في الفتح (10/ 200): رواه البزار بسند حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1206) والسلسلة الصحيحة (747). (¬2) حديث أبي هريرة أخرجه ابن النجار (2/ 262) والعقيلي في الضعفاء (3/ 424) رقم (1465) وابن البناء الحسن بن أحمد بن عبد الله أبي علي في الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت (1/ 58) رقم (36) من طريق عصام بن طليق عن شعيب عن أبي هريرة مرفوعًا، وقال العقيلي عصام بن طليق قال يحيى (يعني ابن معين): ليس بشيء، وشعيب مجهول بالنقل، وقد تابعه من هو دونه أو مثله. وقال البخاري: مجهول منكر الحديث. انظر الميزان (5/ 85) وقال ابن حبان: عصام بن طليق شيخ يروي عن الحسن روى عنه البصريون وأهل بغداد انتقل من البصرة إلى بغداد وسكنها كان ممن يأتي بالمعضلات عن أقوام ثقات. أما حديث عبد الله ابن أبي أوفى فقد أخرجه أبو نصر في الإبانة كما في كنز العمال رقم (8293) أما حديث سلمان: أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (1/ 150) وابن أبي شيبة (7/ 120) رقم (34659) وابن أبي الدنيا في الصمت (1/ 79) رقم (75) وأبو نعيم في الحلية (1/ 202) عن سلمان موقوفًا عليه. وقال المناوي في =

تخرجه عن الضعف وقد رواه الطبراني بإسناد جيد. 1381 - "أكثر من أكلة كل يوم سرف (هب عن عائشة) ". (أكثر من أكلة) التاء للوحدة أي أكلة واحدة وهي بفتح الهمزة وأما بضمها وهي اللقمة وتقدم في إذا (كل يوم سرف) أي تبذير وأصل الحديث عن عائشة قالت: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أكلت في يوم مرتين فقال: "يا عائشة أتحبين أن لا يكون لك شغل إلا جوفك الأكل في اليوم مرتين من الإسراف والله لا يحب المسرفين" [1/ 397] وفي رواية قال: "يا عائشة اتخذت الدنيا مطلبك أكثر من أكلة كل يوم سرف والله لا يحب المسرفين" والأكلة الواحدة منها سداً لفاقة والزيادة من فضول العيش (هب عن عائشة) (¬1). 1382 - "أكثرت عليكم في السواك" (حم خ ن عن أنس) " (صح). (أكثرت عليكم في السواك) في الأمر باتخاذه والحث على استعماله وهذا الإخبار من الحث عليه أيضًا (حم خ ن عن أنس) (¬2). ¬

_ = الفيض (2/ 81) ينجبر بتعدد طرقه كما ترى وذلك يرقيه إلى درجة الحسن بلا ريب. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1094) والسلسلة الضعيفة (2891). (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5665)، وقال المناوي في الفيض (2/ 82) وفيه ابن لهيعة. قال الذهبي في المغني (3317) ضعيف، وقال الحافظ في التقريب (3563) صدوق خلط بعد احتراق كتبه. وفي إسناده أيضًا: خالد بن نجيح المصري قال ابن أبي حاتم عن أبيه: هو كذاب يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح يتوهم أنها من فعله. انظر الجرح والتعديل (3/ 355). وفي إسناده أيضًا: العلاء بن مسلمة الرواس قال ابن حبان في المجروحين (2/ 185) يروي عن العراقيين المقلوبات وعن الثقات الموضوعات لا يحل الاحتجاج به. وقال الذهبي في المغني (4190) متهم بوضع الحديث، وقال الحافظ في التقريب (5256) متروك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1101) وقال في السلسلة الضعيفة (5362) موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 143)، والبخاري (848)، والنسائي (1/ 11).

1383 - "أَكثِرْ مِنْ أَنْ تَقُولَ سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح جللت السموات والأرض بالعزة والجبروت (ابن السني والخرائطي في مكارم الأخلاق وابن شاهين وابن عساكر عن البراء) ". (أكثر) خطاب لكل من له أهلية الخطاب وإن كان المخاطب به معينا على ما يأتي (من أن تقول سبحان الله الملك القدوس) في النهاية (¬1): هو الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص وفعول بالضم من أبنية المبالغة وقد تفتح القاف وليس بالكثير ولم يجيء منه إلا قدوس وسبوح (رب الملائكة والروح) في النهاية أيضًا قد تكرر ذكر الروح في الحديث كما تكرر في القرآن وورد على معان الغالب أن المراد به الروح الذي يقوم به الجسد وتكون به الحياة وقد أطلق على القرآن والوحي والرحمة وعلى جبريل الأمين (جللت) بالجيم مفتوحة وتشديد اللام (السماوات والأرض) التجليل التغطية فإن كان مبنيًا للمعلوم ففيه التفات وإن روى مبنيا للمجهول فلا وهو التفات من الغيبة إلى الخطاب وعكسه الإقبال على التضرع والدعاء (بالعزة) بكسر المهملة وتشديد الزاي وهي في الأصل القوة والشدة والغلبة (والجبروت) فعلوت كملكوت من الصفات الإلهية كالجبار وهو من يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي وقيل هو العالي فوق خلقه والمعنى ملأت السماوات والأرض بآثار قوتك وغلبتك وقهرك عن أمرك ونهيك حتى كأنهما مجللات مغطيات فلا يرى الراءون إلا القوة والقهر (ابن السني والخرائطي في مكارم الأخلاق وابن شاهين وابن عساكر عن البراء) قال: شكى رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحشة فقال أكثر الخ فقال الرجل فذهبت عني الوحشة ورواه أيضًا أبو الشيخ في الثواب (¬2). ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 23). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (644)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (1046)، وابن=

1384 - "أكثر من الدعاء فإن الدعاء يرد القضاء المبرم (أبو الشيخ) أنس". (أكثر من الدعاء فإن الدعاء يرد القضاء المبرم) بضم الميم وسكون الموحدة وفتح الراء المحكم من أبرم الأمر أحكمه الذي أحكمه الله وقضاه ويحتمل أنه يمحوه من صحف الملائكة أو من اللوح ويأتي الكلام عليه في الدال المهملة (أبو الشيخ عن أنس) (¬1). 1385 - "أكثر من السجود فإنه ليس من مسلم يسجد لله تعالى سجدة إلا رفعه الله بها درجة في الجنة وحط عنه بها خطيئة (ابن سعد حم) عن أبي فاطمة". (أكثر من السجود) تقدم أن المراد من نوافل الصلاة إطلاقًا للجزء على الكل ¬

_ =عساكر من طريق ابن شاهين (43/ 532) وقال: قال ابن شاهين: غريب حسن عال. وأخرجه أيضًا: الرويانى في مسنده (292) والطبراني في المعجم الكبير (2/ 24) رقم (1171) والعقيلي في الضعفاء (2/ 46) رقم (476). وفي إسناده: درمك بن عمرو قال فيه أبو حاتم مجهول (الجرح والتعديل 3/ 446)، وقال العقيلي في الضعفاء (2/ 46): لا يتابع على حديثه، وذكره الحافظ في اللسان (2/ 429) وساق الحديث ثم قال: لا يعرف إلا به وقال أبو حاتم أيضًا منكر الحديث، ولهذا قال الذهبي في المغني (2043) والميزان (3/ 43) مجهول وحديثه منكر. وفي إسناده أيضًا أبو إسحاق وهو السبيعي كان قد اختلط. انظر الميزان (5/ 326) والتقريب (5065). وفي إسناده أيضًا محمَّد بن أبان بن صالح القرشي الكوفي قال الذهبي في الميزان (6/ 41) ضعفه أبو داود وابن معين وقال البخاري ليس بالقوي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1095) وقال في السلسلة الضعيفة (2877) منكر. (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (3120) وأخرجه أيضًا الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 35)، وقال المناوي في الفيض (2/ 83) وفيه عبد الله بن عبد المجيد أورده الذهبي في الضعفاء (3936). وقال قال ابن معين ليس بشيء. وفي إسناده أيضًا: كثير بن عبد الله الأبلي المصري أبو هاشم قال ابن أبي حاتم عن أبيه: منكر ضعيف الحديث جدًا شبه المتروك، بابة زياد بن ميمون (الجرح والتعديل 7/ 154) وقال البخاري منكر الحديث وقال النسائي متروك الحديث. انظر الميزان (5/ 492). وفيه أيضًا: موسى بن محمَّد أبو هارون البكاء قال الذهبي في الميزان (6/ 561) ضعفه أحمد وقال ابن معين ليس بشيء وقال أحمد أيضًا ليس بثقة ولا أمين. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1102) والسلسلة الضعيفة (2876): ضعيف جدًا.

لأنّ السجود المجرد غير مراد ويحتمل إرادته ويكون دليلًا على شرعيته (فإنه ليس من مسلم يسجد لله سجدة) هو دليل على إرادة الحقيقة (إلا رفعه الله بها درجة) جزاء لتواضعه وتعفير وجهه لمولاه (في الجنة وحط عنه بها خطيئة) أسقطها من ديوان حفظته ومحاها (ابن سعد حم عن أبي فاطمة) (¬1) هو صحابي ليثي قال المصنف في الكبير الليثي ومن غرائب الشارح أنه شرح على أصل فيه عن فاطمة بسقوط لفظ أبي فقال الشارح: الزهراء وهو غلط صريح فاعجب؟؟ (¬2). 1386 - "أكثر الدعاء بالعافية (ك) عن ابن عباس" (صح). (أكثر الدعاء بالعافية) فإنه لا ينال خير الدنيا والآخرة إلا بها وقد تكرر الأمر بالدعاء بها وتعليم الدعاء بها ويأتي كثيرًا (ك عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته (¬3). 1387 - "أكثر الصلاة في بيتك يكثر خير بيتك وسلم على من لقيت من أمتي تكثر حسناتك (هب) عن أنس". (أكثر الصلاة) نافلة (في بيتك) لأنّ الفريضة في المساجد أفضل (يكثر خير بيتك" فإن الصلاة مجلبة لخير الدنيا والآخرة (وسلم على من لقيت من أمتي تكثر حسناتك) وذلك لأنّ رد السلام من أخف الطاعات ولقاء الناس من أكثر المنفعات فمن هنا تكثر الحسنات أو لأنّ الله تعالى يكثر سائر حسناته [1/ 398] ببذله السلام على عباده (هب عن أنس) هكذا في نسخ الجامع ¬

_ (¬1) انظر الإصابة (7/ 318). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 428). وصحح الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1204) والسلسلة الصحيحة (1519). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 529) وقال صحيح على شرط البخاري. وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1198) والسلسلة الصحيحة (1523).

الصحيحة وشرح الشارح على نسخة فيها هب عن ابن عباس فقال: والذي وقفت عليه في الشعب عن أنس وفيه ما يرشدك إلى ما قد أشرنا إليه أنه شرح على أصل غير معتمد ولذا فإنه ذكر أنه رمز المصنف بكذا وكذا أشياء ما رأيناها (¬1). 1388 - "أَكْثِرْ من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة (ع طب عن أبي أيوب) (ح) ". (أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله) يأتي تفسيرها في حديث مرفوع من حديث ابن مسعود (فإنها من كنز الجنة) أخرجت منها أو يجازى قائلها بثواب نفيس مدخر في الجنة فهو كالكنز في كونه نفيسًا مدخرًا ووجه خصوصيته في هذه الكلمة أنها اشتملت على التوحيد الخفي فحصل جزاؤها شيئًا خفيا (ع طب عن أبي أيوب) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: في الشرح الصغير بإسناد صحيح (¬2). 1389 - "أكثر ذكر الموت يسليك عما سواه (ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن سفيان عن شيخ مرسلًا) ". (أكثر ذكر الموت) ذكر نزوله بك وحلوله بذاتك (يسليك عما سواه) فإنه ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8760) في إسناده علي بن الجند قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 178): شيخ كتبت عنه بمكة، روى عن عمرو بن دينار عن أنس قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا دخلت بيتك؛ فسلم. سمعت أبي يقول: هو شيخ مجهول، وحديث موضوع. وقال أبو زرعة: وحديثه منكر. وقال الذهبي في المغني (4233) قال البخاري منكر الحديث وقال أبو حاتم خبره كذب، وعمرو بن دينار (يعني قهرمان آل الزبير بصري) أورده الذهبي في المغني (4655) وقال ضعفوه. وقال الحافظ في التقريب (5052) ضعيف. وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (1093): والسلسلة الضعيفة (7039): موضوع. (¬2) أخرجه عبد بن حميد (231)، وأبو يعلي كما في إتحاف الخيرة (8234)، والطبراني (4/ 133، رقم 3900). وقول المناوي في التيسير شرح الجامع الصغير (1/ 569)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1205).

أعظم ما ينزل بالحيوان ولا بد من نزوله وكل ما سواه هين بالنسبة إليه فهو يسلى عن كل بلاء وقع فيه العبد (ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن سفيان) هو الثوري عن شيخ مجهول وهكذا نسخ الجامع كلها عن شيخ وشرح المناوي على لفظ شريح فقال بضم المعجمة القاضي تابعي كبير ولاه عمر قضاء الكوفة انتهى فالله أعلم كيف شرح على أم كثيرة الغلط (مرسلًا) (¬1). 1390 - "أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت (ت ن 5 حب ك هب) عن أبي هريرة (ك هب) عن أبي هريرة (طس حل هب) عن أنس (حل) عن عمر) (صح) ". (أكثروا ذكر هاذم اللذات) ضبط بالذال المعجمة من الهدم القطع وبالمهملة من هدم البناء إذا نقضته وهما صحيحان في حق (الموت) وهو بدل من هاذم اللذات ويأتي تعليل الأمر بالإكثار من ذكره وسلف أيضًا (ت ن 5 حب ك هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. (طس حل هب عن أنس حل عن عمر) (¬2). 1391 - "أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون (حم ع حب ك هب عن أبي سعيد) " (صح). (أكثروا ذكر الله حتى يقولوا) أي من لا علم له بفضل الذكر (مجنون) لكثرة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت رقم (97)، وأخرجه أيضًا في الشكر (1/ 58، رقم 168) مطولًا. وأبو نعيم في الحلية (7/ 305)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1099) والسلسلة الضعيفة (7040) لانقطاعه وجهالة الرجل الذي لم يسم، ولم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-. (¬2) حديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 292)، والترمذي (2307) وقال: حسن غريب. والنسائي (4/ 4)، وابن ماجه (4258)، وابن حبان (2992)، والبيهقي في شعب الإيمان (رقم 10559) وابن أبي الدنيا في ذكر الموت (153). حديث عمر: أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 355). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1210) والإرواء (682).

لهجه بذكر الله تعالى أو يقول المنافقون لاستهزائهم بذكر الله ويدل للآخر ما يأتي من حديث حتى يقول المنافقون إنكم مراءون (حم ع حب ك هب عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال ابن حجر: حسن (¬1). 1392 - "أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مراءون (ص حم في الزهد هب عن أبي الجوزاء، مرسلًا) ". (أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون إنكم مراءون) يقولون حقيقة أو بحيث يظن أنهم يقولون ذلك وليس المراد أن غاية ذكر الله قولهم ذلك (ص حم في الزهد هب عن أبي الجوزاء) بفتح الجيم آخره زاي (مرسلًا) (¬2). 1393 - "أكثروا ذكر هَاذِمِ اللَّذَّاتِ فإنه ما كان في كثير إلا قلله ولا قليل إلا أجزأه (هب عن ابن عمر) ". (أكثروا ذكر هاذم اللذات) والمراد الذكر القلبي الذي له تأثير لا الذكر اللساني الخالي عن الاعتبار (فإنه) أي الذكر له (لا يكون في كثير) من سعة الدنيا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 68)، وعبد بن حميد (925)، وأبو يعلى (1376)، قال الهيثمي (10/ 75): رواه أحمد، وأبو يعلى، وفيه دراج وقد ضعفه جماعة، وضعفه غير واحد، وبقية رجال أحد إسنادى أحمد ثقات. وأخرجه ابن السنى (ص4، رقم 4)، وابن شاهين في الترغيب (2/ 399)، وابن حبان (817)، والحاكم (1/ 677) والبيهقي في شعب الإيمان (1/ 397 رقم 526) وأخرجه أيضًا: الديلمي (212) وابن عدي في الكامل (3/ 113) في ترجمة دراج، وقال: وعامتها مما لا يتابع عليه، وهذا الحديث مما ينكر عليه. وقال في حديث آخر له: حديث باطل. قلت ودراج هو بن سمعن أبو السمح أورده الذهبي في المغني (2039) وقال قال أحمد وغيره أحاديثه مناكير ووثقه ابن معين وتركه الدارقطني، وقال الحافظ في التقريب (1824) صدوق في حديثه عن أبي الهيثم ضعف. قلت وهذا عنه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1108) والسلسلة الضعيفة (7042). (¬2) أخرجه أحمد في الزهد (1/ 108)، والبيهقي في شعب الإيمان (527). وأخرجه أيضًا: ابن المبارك في الزهد (1022)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1107)، والضعيفة (516) لإرساله ولضعف سعيد بن زيد أورده الذهبي في المغني (2394) وقال وثقه ابن معين وضعفه القطان والدارقطني وغيرهما، وقال الحافظ في التقريب (2312) صدوق له أوهام.

(إلا قلله) صيره عند الذكر للموت قليلًا لأنّ كل ما يفارقه صاحبه قليل وإن أكثر (ولا في قليل) من العيش (إلا أجزأه) صيره مجزيا ينتفع به صاحبه. إن قلت: إما ذكره لتوسيع الضيق فوجه التعليل به واضح وهو ترويح النفس والرضا بالقليل وأما ذكره لتقليل الكثير فما وجهه؟ قلت: عدم الركون إلى الدنيا والرغبة فيها والذهول بشهواتها عن لقاء الله والسماحة بها وتقديمها للدار الآخرة. قال الإِمام الغزالي في الإحياء (¬1): واعلم أن الموت خطب هائل وخطره عظيم وغفلة الناس عنه لقلة فكرهم فيه وذكرهم له ومن يذكره ليس يذكره بقلب فارغ بل بقلب مشغول بشهوات الدنيا فلا ينجح ذكر الموت في قلبه فالطريق فيه أن يفرغ العبد قلبه عن كل شيء إلا عن ذكر الموت الذي هو بين يديه كالمسافر الذي يريد أن يسافر إلى مسافة مخطره أو يركب البحر فإنه لا يتفكر إلا فيه وإذا باشر ذكر الموت قلبه [1/ 399] أوشك أن يؤثر فيه وعند ذلك يقل فرحه وسروره بالدنيا وينكسر قلبه وأنفع طريق فيه أن يكثر ذكر أقرانه وأشكاله الذين مضوا قبله فيذكر موتهم ومصارعهم تحت التراب ويتذكر صورهم في حياتهم وأقوالهم ثم يتذكر ويتأمل كيف محى التراب الآن حسن صورهم وكيف تبددت أجزاؤهم في قبورهم وكيف رحلوا عن نسائهم وأولادهم وضيعوا أموالهم وخلت منهم مجالسهم ومساجدهم وانقطعت آثارهم فمهما تذكر رجلًا رجلًا ورحل في قلبه حاله وكيفية موته وتوهم صورته وتذكر نشاطه وأمله للعيش والبقاء ونسيانه للموت وانخداعه بمواتاة الأسباب وركونه إلى القوة والشباب وميله إلى الضحك واللهو والغفلة عما بين يديه من الموت والهلاك السريع وأنه كيف كان يتردد والآن قد تهدمت رجلاه ومفاصله وكيف كان ينطق وقد أكل الدود لسانه وكيف كان ¬

_ (¬1) الإحياء (4/ 452).

يضحك وقد أكل التراب أسنانه وأنه كيف كان يدخر لنفسه مالًا يحتاج إليه عشر سنين في وقت لم يكن بينه وبين الموت إلا شهر وهو غافل عما يراد به حتى جاءه الموت في وقت لم يحتسبه فانكشف له صورة الملك وقرع سمعه النداء إما بالجنة أو النار فبعد ذلك ينظر في نفسه أنه مثلهم وغفلته كغفلتهم وستكون عاقبته كعاقبتهم، قال أبو الدرداء: إذا ذكر الموتى قعّد نفسك كأحدهم، وقال ابن مسعود: السعيد من وعظ بغيره، وقال عمر بن عبد العزيز: ألا ترون أنكم تجهزون كل يوم غاديا أو رائحًا إلى الله عَزَّ وَجَلَّ تضعونه في صدغ من الأرض قد توسد التراب وخلف الأحباب وقطع الأسباب فملازمة هذه الأفكار ونحوها قبل حلول المقابر ومشاهدة المرضى هو الذي يجدد ذكره الموت في القلب حتى تغلب عليه بحيث يصير نصب عينيه فعند ذلك يوشك أن يستعد له ويتجافى عن دار الغرور وإلا فالذكر بعذبة اللسان وظاهر القلب قليل الجدوى في التحذير والتنبيه ومهما طاب قلبه بشيء من الدنيا ينبغي أن يتذكر في الحال أنه لا بد من مفارقته. انتهى (هب عن ابن عمر) (¬1). 1394 - "أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه (هب حب) عن أبي هريرة (البزار) عن أنس" (صح). (أكثروا من ذكر هاذم اللذات فإنه لم يذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه عليه) لأنه إذا تيقن من هو في الضيق أنه مفارقه خالص عنه هان عليه ما هو فيه لأنّ الخلوص من المكروه محبوب ولذا جاء في الحديث أنه لو قيل لأهل النار إنكم ماكثون فيها عدد أيام الدنيا لفرحوا ولو قيل ذلك لأهل الجنة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4833)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1210).

لحزنوا ولذا قيل (¬1): ما أضيقَ العيشَ ... لولا فسحةُ الأمَلِ ويحتمل أن المراد أنكم إذا ذكرتموه في شدة وسعها عليكم لأنكم تذكرون أنكم لاقون ما هو أشد منها وهو الموت فترونها متسعة فطبتم بها نفسا (ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه) لأنّ فراق المحبوب مكروه وعرفت وجه التعليل بذلك قريبا كما قيل: أَشَدُّ الغَمِّ عِندي في سُرورٍ ... تَيَقَّنَ عَنهُ صاحِبُهُ اِنتِقالا (حب هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (البزار عن أنس) (¬2). 1395 - "أكثروا ذكر الموت فإنه يمحص الذنوب ويزهد في الدنيا، فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه، وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم (ابن أبي الدنيا عن أنس) ". (أكثروا ذكر الموت فإنه يمحص الذنوب) بالحاء والصاد مهملات يزيلها لما يحصل بذكره من انكسار القلب والخوف من لقاء الله (ويزهد في الدنيا فإن ذكرتموه عند الغنى هدمه) كما سلف أن من ذكره في سعة ضيقها (وإن ذكرتموه عند الفقر أرضاكم بعيشكم) كما سلف في قوله أجزأه (ابن أبي الدنيا عن أنس) (¬3) [1/ 400] ¬

_ (¬1) والبيت لحسين بن علي الطغرائي (ت 455 - 513 هـ). (¬2) أخرجه ابن حبان (2993) والبيهقي في الشعب (10560) والبزار كما في مجمع الزوائد (10/ 308) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1211) والإرواء (682). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر الموت (48) وأخرجه أيضًا الديلمي (1/ 1/ 30) كما في السلسلة الضعيفة (6/ 412) رقم (2879)، وقال المناوي في الفيض (2/ 86) قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء (10/ 228): إسناده ضعيف جدًا، في إسناده: عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة قال الحافظ في التقريب (5206) متروك رماه أبو حاتم بالوضع، وشيخه محمَّد بن زاذان المدني قال=

1396 - "أكثروا الصلاة علي في الليلة الغراء واليوم الأزهر فإن صلاتكم تعرض علي (هب) أبي هريرة (عد) أنس (ص) الحسن وخالد بن معدان". (أكثروا الصلاة علي) (¬1) أي في الدعاء بالصلاة بنحو: اللَّهمَّ صلِّ على محمد وآله وسلّم، ونحوه من العبارات، قال في النهاية (¬2): أما قولنا: اللَّهم صلِّ على محمَّد فمعناه عظّمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته وفي الآخرة بتشفيعه لأمته وتضعيف أجره ومثوبته، وقيل: لما أمر الله بالصلاة عليه فلم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله وقلنا: اللَّهم صلِّ على محمَّد لأنك أعلم بما يليق به وهذا الدعاء قد اختلف فيه هل يجوز إطلاقه على غير النبي أو لا؟ والصحيح أنه خاص به ولا يقال لغيره، وقال الخطابي: الصلاة بمعنى التعظيم والتكريم لا يقال لغيره والتي بمعنى الدعاء والتبريك تقال لغيره، ومنه اللَّهم صل على آل أبي أوفى، أي ترحم عليهم وبارك، وقيل: إن هذا خاص به ولكنه أثر به غيره وأما غيره فلا يجوز أنه يخص به أحد انتهى. (في الليلة الغراء) أي المنيرة وهي ليلة الجمعة والغراء في الأصل الفرس ذات الغرة وهي بياض في الجبهة سميت الليلة بذلك لما فيها من الشرف عنده تعالى أو لأنّ يومها عظيم فهو غرتها (واليوم الأزهر) هو يوم الجمعة والأزهر الأبيض الحسن وقد شرف الله هذا اليوم وليلته وجعله عيد الأسبوع لأهل الإِسلام (فإن صلاتكم تعرض علي) هو علة للأمر بالإكثار من الصلاة في هذا اليوم وليلته وقد فسر هذا الغرض حديث عمار الآتي إن شاء الله تعالى أن الله ¬

_ =الحافظ في التقريب (5882) متروك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1110): ضعيف جدًا. (¬1) هذا العنوان وضع في الحاشية لهذا الحديث. (¬2) النهاية (3/ 95).

ملكًا أعطاه سمع العباد فليس من أحد يصلي عليَّ إلا بلغنيها (هب عن أبي هريرة عد عن أنس ص عن الحسن وخالد بن معدان) بفتح الميم وسكون العين المهملة بعدها مهملة (مرسلًا) ورواه الطبراني عن أبي هريرة (¬1). 1397 - "أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة، وإن أحدًا لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها"، (هـ) عن أبي الدرداء. (أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة فإنه يوم مشهود) قد فسر هذه الشهادة قوله (تشهده) تحضره. (الملائكة) والمراد من شهودها إياه تعظيمها له وحضورها في مواقف طاعاته. (وإن أحدًا لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حين يفرغ منها) وذكر هذا عند الأمر بالصلاة عليه في يوم الجمعة يدل أنها لا تعرض الصلاة عليه في غيره من الأيام إلا أن ظاهر حديث عمار الذي أشرنا إليه أنها تعرض عليه كلما صلى عليه المصلي (هـ) (¬2) عن أبي الدرداء ورجاله ثقات كما قال الشارح. 1398 - "أكثروا عليَّ من الصلاة في كل جمعة فإن صلاة أمتي تعرض علىَّ في ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3034) وقال: هذا إسناد ضعيف بمرة. وأخرجه أيضًا: الديلمي (215). وابن عدي في الكامل (3/ 100) عن أنس وعزاه في كنز العمال (1/ 2139) لسعيد بن منصور عن الحسن وخالد بن معدان مرسلًا، وأخرجه البيهقي (5790) من رواية أنس. وأخرجه الطبراني في الأوسط (241)، وقال الهيثمي في المجمع (2/ 381): وفيه عبد المنعم بن بشير الأنصاري وهو ضعيف وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 158) منكر الحديث جدًا يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال. وقال الذهبي في الميزان (4/ 419) جرحه ابن معين واتهمه. وضعفه الألباني في الضعيفة (2253). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1637)، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 328): إسناده جيد، قال ابن الملقن في البدر المنير (5/ 288) وإسناده حسن، إلا أنه غير متصل، قال البخاري في "تاريخه": زيد عن (عبادة) مرسل. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1116) ثم تراجع وقال في صحيح الترغيب والترهيب (1672) حسن لغيره.

كل جمعة فمن كان أكثرهم علىَّ صلاةً كان أقربهم مني منزلة (هب عن أبي أمامة) ". (أكثروا من الصلاة علي في كل يوم جمعة) ولعل حد الإكثار ذكره في ذلك اليوم أكثر من كل ذكر (فإن صلاة أمتي تعرض علي) أي صلاة كل فرد كما أفاده الحديث الأول (في كل يوم جمعة) ومفهومه لا في غيره إلا أن مفهومه لا يقاوم منطوق حديث عمار وحديث أبي هريرة الآتي في حرف الميم بلفظ: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام"، إلا أنه قد يقال فأي مزية بقيت ليوم الجمعة حيث صار كغيره من الأيام في إبلاغَ الصلاة عليه فيه؟، فيجاب بأن مزية الجمعة أنها تبلغ إليه الصلاة فيها في حين الفراغ من قولها كما قال حين تفرغ منها غضة طرية وفي غيره في الأيام تبلغ إليه في يومها لا في حينها وساعتها وفيه يتأمل إذ يقال أنه لم يذكر الإبلاغ في يوم الجمعة لمزيد مزية لها بل لبيان شرف ذلك اليوم على غيره من الأيام لأنه ينبغي للعباد أن يعظموا فيه من نالوا من كل خير بواسطته ويكون [1/ 401] قوله فإن صلاتكم تعرض علي ليس لتخصيص يوم الجمعة بذلك بل إفادة بعرضها عليه كعرضها في غيره (فمن كان أكثرهم علي صلاة) في الدنيا (كان أقربهم مني منزلة) في الآخرة (هب عن أبي أمامة) قال الشارح: رجاله ثقات لكن فيه انقطاع (¬1). 1399 - "أكثروا علىَّ الصلاةَ في يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن فعل ذلك كنت له شهيدا أو شافعا يوم القيامة (هب عن أنس) ". (أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة) قدمه هنا لأنه أشرف من ليلته وقدمها في الأول لأنها الأقدم وجودًا (وليلة الجمعة فمن فعل ذلك كنت له ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 249). وأخرجه أيضًا: في شعب الإيمان (3032) والديلمي (250). قال المنذري (2/ 328): رواه البيهقي بإسناد حسن إلا أن مكحولًا قيل: لم يسمع من أبي أمامة. وقال المناوي (2/ 87): أعله الذهبي في المهذب بأن مكحولًا لم يلق أبا أمامة فهو منقطع. وقال العجلوني (1/ 190): رواه البيهقي بإسناد جيد عن أبي أمامة.

شهيدًا) بما فعله من الصالحات أو من الصلاة بخصوصها (أو شفعًا) شك من الراوي (يوم القيامة) هب عن أنس ((¬1). 1400 - "أكثروا الصلاةَ عليَّ فإن صلاتكم على مغفرة لذنوبكم واطلبوا لي الدرجة والوسيلة فإن وسيلتي عند ربي شفاعة لكم (ابن عساكر عن الحسن بن علي) ". (أكثروا الصلاة علي فإن صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم) سبب لمغفرتها لما في الحديث الصحيح عن أنس: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات ورفع له عشر درجات" وسيأتي، فإذا كانت الصلاة الواحدة فيها هذه الفوائد فالإكثار منها فيه الكثير من هذه الفوائد (واطلبوا لي الدرجة الوسيلة) وقد ورد حديث في كيفية طلبها له: اللَّهم آت محمَّد الوسيلة (¬2) الحديث، وهو وإن ورد فيما يقال عند الأذان فظاهر هذا الحديث الإطلاق، وأنها تطلب له الوسيلة في أي ساعة وهذا الدعاء تعبد لينال السائل الإثابة عليه وإلا فالظاهر أنه قد علم - صلى الله عليه وسلم - أنه صاحبها وفي النهاية (¬3): الوسيلة ما يتوسل به إلى الشيء والمراد بها في الحديث: القرب من الله وقيل: هي الشفاعة يوم القيامة وقيل: هي منزلة من منازل الجنة كذا جاء في الحديث. انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (3033)، وابن عدي (3/ 102، ترجمة 636 درست بن زياد العنبري) وقال: أرجو أنه لا بأس به، وقال المناوي في الفيض (2/ 87) قال الذهبي: الأحاديث في هذا الباب عن أنس طرقها ضعيفة وفي هذا السند بخصوصه درست بن زياد وهاه أبو زرعة وغيره ويزيد الرقاشي قال النسائي وغيره متروك. وانظر ترجمة درست بن زياد في الميزان (3/ 42)، وانظر ترجمة يزيد الرقاشي في الميزان (7/ 232) والتقريب (7683). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1117). (¬2) أخرجه البخاري (4442)، وهو الدعاء حين يسمع النداء، وأبو داود (529)، وغيرهما. (¬3) النهاية (5/ 184).

قلت: وقد فسرها في هذا الحديث بقوله (فإن وسيلتي عند ربي شفاعة لكم) فأفاد أنها الشفاعة ولا مانع من أن يكون لفظًا مشتركًا بين معان متعددة فحمل في كل حديث على ما يوافقها (ابن عساكر عن الحسن بن علي) ابن أبي طالب - رضي الله عنه - (¬1). 1401 - "أكثروا من الصلاة على موسى فما رأيت أحدًا من الأنبياء أحوط على أمتي منه (ابن عساكر عن أنس) ". (أكثروا الصلاة على موسى) هو ابن عمران فيه رد على ما رُوي عن مالك أنها لا تجوز الصلاة على أحد من الأنبياء سوى محمَّد - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه قال القاضي عياض: أنه غير معروف من مذهبه كراهة الصلاة على غير الأنبياء ثم قال القاضي: والذي أميل إليه وعليه المحققون ما قاله مالك وسفيان، ورُوي عن ابن عباس واختاره غير واحد من الفقهاء أنه لا يصلى على غير الأنبياء عند ذكرهم بل هو شيء يختص به الأنبياء توقيرًا لهم وتعزيزًا كما يخص الله عند ذكره بالتنزيه والتقديس والتعظيم ولا يشاركه فيه غيره، كذلك يختص النبي -صلى الله عليه وسلم- وسائر الأنبياء بالصلاة والتسليم ولا يشاركه فيه سواهم كما أمر الله تعالى بقوله: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] ويذكر غيرهم من الأئمة بالغفران والرضوان كما قال تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10]، وقال: {وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} [التوبة: 100] انتهى. ونقل عن البعض جوازه على كل أحد ففي المسألة ثلاثة أقوال: اختصاص ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (61/ 381). وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (2252) ضعيف جدًا فيه: نائب بن عمرو الشيباني قال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: ضعيف، انظر الميزان (7/ 3)، والحديث بيض له المناوي.

الرسول بذلك أعني محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وهو المروي عن مالك وإن لم يكن معروفًا [1/ 402] من مذهبه، جوازه على كل أحد من الأنبياء وغيرهم، اختصاص الأنبياء بذلك دون غيرهم (فما رأيت أحدًا من الأنبياء أحوط) من حاطه يحوطه حوطا وحاطه إذا حفظه وصانه وذب عنه وتوفر على مصالحه وقد ظهرت حياطة موسى على الأمة ليلة الإسراء ومراجعته في فريضة الصلاة كما هو معروف في حديث ليلة الإسراء (على أمتي منه) وفي الحديث الأمر بالمكافأة على الإحسان بالدعاء والثناء (ابن عساكر عن أنس) (¬1). 1402 - "أكثروا في الجنازة قول لا إله إلا الله (الديلمي عن أنس) ". (أكثروا في الجنازة) كأن المراد في المشي خلفها (قول لا إله إلا الله) فهو أشرف الذكر وخير ما قاله العبد وفيه دليل لما يفعله أهل اليمن من قوله: خلف الميت عند المشي به فإن القول يعم الجهر والسر (فر عن أنس) بإسناد فيه مقال (¬2). 1403 - "أكثروا من قول القرينتين سبحان الله وبحمده (ك في تاريخه عن علي) (ض) ". (أكثروا من قول القرينتين) القرين الصاحب والتأنيث باعتبار الكلمة وإنما كانتا قرينتين لأنه - صلى الله عليه وسلم - علمهما كذلك فاقترنتا في التعليم أو لأنّ الأولى تفيد التنزيه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (61/ 168). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1114)، وقال في الضعيفة (2886): منكر، في إسناده سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال الحافظ في التقريب (2358) ثقة إمام سواه أحمد بالأوزاعي وقدمه أبو مسهر لكنه اختلط في آخر عمره، وشيخه يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك قال الحافظ في التقريب (7748) صدوق ربما وهم. (¬2) أخرجه الديلمى (1/ 1/ 32). وقال المناوى (2/ 88)، والعجلونى (1/ 188): رواه الديلمى بسند فيه مقال وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1113) والسلسلة الضعيفة (2881). في إسناده سعد بن سنان قال الحافظ في التقريب (2238) صدوق له أفراد، وقال الذهبي في المغني (2344) ضعفوه.

وهو تخلية بالخاء المعجمة والثانية تفيد إثبات الحمد له وهو تحلية بالحاء المهملة وهما لا يفترقان أعني التخلية والتحلية ثم بينهما بالإبدال بقوله (سبحان الله وبحمده) تقدم الكلام في هذه الواو (ك في تاريخه عن علي) رمز المصنف لضعفه (¬1). 1404 - "أكثروا من قول لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها ولقنوها موتاكم (ع عد عن أبي هريرة) ". (أكثروا قول لا إله إلا الله قبل أن يحال بينكم وبينها) بالإصمات بالموت (ولقنوها موتاكم) من هم في سياق الموت وسياق كربه فتسميتهم موتى مجاز من مجاز المشارفة والأمر بالتلقين لما ثبت من حديث: "من كان آخر قوله لا إله إلا الله دخل الجنة" (¬2) (ع عد عن أبي هريرة) (¬3). 1405 - "أكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنوز الجنة (عد) عن أبي هريرة (ض). (أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله) أي من قولها. (فإنها من كنوز الجنة) تقدم بلفظه. (عد) عن أبي هريرة (¬4). 1406 - "أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم فإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره ويكثر شره ويضيق على أهله (قط في الإفراد عن أنس وجابر) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى (249)، وهو في كنز العمال (1997)، قال المناوي في الفيض (2/ 88) فيه جماعة من رجال الشيعة كلهم متكلم فيهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1120). (¬2) أخرجه مسلم (26). (¬3) أخرجه أبو يعلى (6147) قال الهيثمي (10/ 82): رجاله رجال الصحيح غير ضمام بن إسماعيل وهو ثقة وابن عدى (4/ 103 ترجمة 953 ضمام بن إسماعيل)، والخطيب (3/ 38)، وابن عساكر (61/ 225)، والرافعي (4/ 74). وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة (467). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 248)، وقال الألباني في صحيح الجامع (1214): صحيح.

(أكثروا من تلاوة القرآن في بيوتكم فإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره) وإذا فاتته تلاوة القرآن فيه فأي خير فيه (ويكثر شره) تقدم ما يمنع عنه الشرور (ويضيق على أهله) أي يضيق نفوسهم وصدورهم ويفيد أن الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره ويقل شره ويتسع على أهله (قط في الإفراد عن أنس وجابر) سكت عليه المصنف وقال الشارح: ضعفه مخرجه الدارقطني (¬1). 1407 - "أكثروا من غرس الجنة فإنه عذب ماؤها طيب ترابها فأكثروا من غراسها لا حول ولا قوة إلا بالله (طب عن ابن عمر) " (ح). (أكثروا من غرس الجنة) بغين معجمة مفتوحة وسكون الراء مصدر غرس الشجرة أثبتها في الأرض (فإنه) أي الشأن (عذب ماؤها طيب ترابها) وبهما ينموا الغرس ويحسن (فأكثروا من غراسها) الفاء تفريع على التعليل والأولى تعليل للأمر بالإكثار من غرسها وكرر الأمر بالإكثار زيادة للحث عليه، والغراس بكسر المعجمة يحتمل أنه أحد مصدر غرس أو أنه جمع للغرس وجمعه تأكيد على تأكيد للأمر بالإكثار كأنه قال: أكثروا من غرسها ثم قال: أكثروا من الجمع نفسه وكأنه قيل: ما غراسها قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) وفي هذا الحديث من الحث على هذه الكلمة والإتيان بها ما لا يخفى، وإطلاق الغرس استعارة مصرحة سببه ما يؤتى به من هذه الكلمة الشريفة بالأسحار التي يقصد نماؤها ويطلب خيرها ويرجى نفعها وذكر التراب والماء ترسيخ ... (¬2) (طب عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أيضًا: الديلمي (246) من طريق الدارقطني وقال الهيثمي في المجمع (7/ 355): رواه البزار وقال: لم يروه إلا أنس وفيه عمر بن نبهان وهو ضعيف. انظر التقريب (4975) والمغني (4559) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3044) والسلسلة الضعيفة (2882). (¬2) هنا كلمتان مطموستان لم أستطع قراءتهما. (¬3) أخرجه الطبراني (12/ 364، رقم 13354). قال الهيثمي (10/ 98): فيه عقبة بن علي، وهو =

الكاف مع الذال المعجمة

الكاف مع الذال المعجمة 1408 - " أَكْذَبُ الناس الصَّبَّاغُونَ وَالصَّوَّاغُونَ (حم، 5، عن أبي هريرة) " (ض). (أكذب الناس الصباغون) في النهاية (¬1) صباغ الثياب (والصواغون) وفيها هم صواغون الحلى لأنهم يماطلون بالمواعيد وروي عن أبي رافع الصايغ قال: كان عمر يمازحني ويقول أكذب الناس الصواغ يقول اليوم [1/ 403] غدا وقيل: أراد الذين يصبغون الكلام ويصوغونه أي يعبرونه ويحرصون وأصل الصبغ التعبير وفائدة الإخبار تحذير أهل هذه الصنعة من هذه الصفة لأنه قد علم قبح الكذب والإخبار عنهم بكثرة الاتصاف به زجر عنه بالغ (حم 5 عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه (¬2). ¬

_ = ضعيف. وقال الذهبي في المغني (4154): إنه منكر الحديث. وفيه كذلك عبد الله بن عمر العمري وهو ضعيف، انظر التقريب (3489)، وحسّنه الألباني في صحيح الجامع (1231). (¬1) النهاية (3/ 10). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 292)، وابن ماجه (2152)، قال البوصيري (3/ 9): هذا إسناد فيه فرقد السبخى وهو ضعيف وعمرو بن هارون كذبه ابن معين وغيره. انظر ترجمة فرقد السبخي في الميزان (5/ 417) وانظر ترجمة عمر بن هارون في الميزان (5/ 275) والتقريب (4979)، والبيهقي (10/ 249). وأخرجه أيضًا: الطيالسي (2574)، وأورده ابن الجوزى في العلل المتناهية (2/ 604، رقم 994)، وقال: لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال الحافظ في الفتح (4/ 317): حديث مضطرب الإسناد. قال المناوي (2/ 89) قال السخاوي: سنده مضطرب. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1123) والسلسلة الضعيفة (144): موضوع.

الكاف مع الراء

الكاف مع الراء 1409 - " أكرم المجالس ما اسْتُقْبِلَ به القبلة (طس عد عن ابن عمر) ". (أكرم المجالس) أحبها إلى الله فإن كرم المجلس بما ينال به من الخير الأخروي ويأتي أنه سيد المجالس ثم المراد (ما استقبل به) الجالس (القبلة) أو ما كان قبليا وهو حث على استقبالها للجالس (طس عد عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وضعفه الترمذي (¬1). 1410 - "أكرم الناس أتقاهم (ق عن أبي هريرة) " (صح). (أكرم الناس أتقاهم) هو مشتق من قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، فالمراد أكرمهم عند الله (ق عن أبي هريرة) ورمز له الشارح في شرحه الصغير رمز البخاري فقط ثم قال وفيه ضعف واضطراب انتهى وهذا من ضعف أصله الذي شرح عليه واضطرابه. 1411 - "أكرم الناس يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله (ق عن أبي هريرة (طب عن ابن مسعود) ". (أكرم الناس) نسبًا وحسبًا (يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) فإنه أعلى الناس نسبا لأنه اجتمع له ثلاثة آباء أنبياء على التوالي من غير فصل ولأنه أتقى العباد فاجتمع له أكرمية النسب والعمل (ق عن أبي هريرة) قال: سئل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من أكرم الناس فذكره (طب عن ابن مسعود) (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8357)، وابن عدي في الكامل (2/ 376)، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 59) والعجلوني في كشف الخفاء (1/ 169) والسخاوي في المفاسد (1/ 142) فيه حمزة بن أبي حمزة متروك. وانظر التقريب (1519). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1124)، وقال في ضعيف الترغيب والترهيب (1803): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه البخاري (3175)، ومسلم (2378) عن أبي هريرة. وأخرجه الطبراني في الكبير =

1412 - "أَكْرِمْ شعْرَك وأحسن إليه (ت عن أبي قتادة) " (صح). (أكرم) صيغة أمر للمخاطب (شعرك) لصيانته عن الأوساخ والغبار (وأحسن إليه) بالمشط والدهن غبًا كما يأتي وهو عام لشعر البدن إلا أنه يراد به شعر الرأس لإخبار قيدته بذلك وذلك أن فيه تحسين للهيئة وقوة للبدن (ت عن أبي قتادة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1413 - "أكرموا أولادكم وأحسنوا آدابهم (هـ عن أنس) ". (أكرموا أولادكم) وفسر إكرامهم قوله (وأحسنوا أدبهم) بتعليمهم أمور الدين والدنيا (5 عن أنس) سكت عليه المصنف وقال الشارح: فيه نكارة وضعف (¬2). 1414 - "أكرموا حملة القرآن فمن أكرمهم فقد أكرم الله (فر عن ابن عمرو) ". (أكرموا حملة القرآن) حافظيه العاملين به (فمن أكرمهم فقد أكرمني) لأنه - صلى الله عليه وسلم - الذي جاءنا به من عند الله والحديث في الكبير عن ابن عمرو من رواية الديلمي: "من أكرمهم فقد أكرم الله" وتمامه فيه: "ألا فلا تنتقصوا حملة القرآن ¬

_ = (10/ 149، رقم 10278) عن ابن مسعود قال الهيثمي (8/ 202): بقية مدلس، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. (¬1) عزاه في كنز العمال للنسائي في سننه (17176)، وفي المطبوع من التيسير رمزه (ن)، وأخرجه أبو داود (4163) أيضًا، والنسائي (8/ 184). والبيهقي في الشعب (6457). حسنه الألباني في صحيح الجامع (1128). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2/ 1211، رقم 3671)، قال البوصيري (4/ 102): هذا إسناد ضعيف الحارث بن النعمان وإن ذكره ابن حبان في الثقات فقد لينه أبو حاتم وقال البخاري منكر الحديث وقال العقيلي: أحاديثه مناكير. والخطيب (8/ 288). وأخرجه أيضًا: الديلمي (1/ 67، رقم 196)، والقضاعي (1/ 389، رقم 665)، وأورده الذهبي في الميزان (2/ 181 ترجمة 1625) في ترجمة الحارث بن النعمان، وقال: قال أبو حاتم: ليس بقوى، وقال البخاري: منكر الحديث وقال الألباني في ضعيف الجامع (1132) والسلسلة الضعيفة (1649) ضعيف جدًّا.

حقوقهم فإنهم من الله بمكان كاد حملة القرآن أن يكونوا أنبياء إلا أنه لا يوحى إليهم" (فر عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف وفيه ضعفاء ومجاهيل (¬1). 1415 - "أكرموا المِعْزى، وأمسحوا برغامها، فإنها من دواب الجنة" البزار عن أبي هريرة. (أكرموا المعزى) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الزاي وألف مقصورة وتمد خلاف الضأن من الغنم وإكرامها الإحسان إليها من علفها ومغداها ومراحها وسقيها فالإشارة إلى منع الرغام تنبيه بالأدنى على الأعلى من الإكرام (وامسحوا رغامها) بالغين المعجمة والمهملة قال في النهاية (¬2) أنه رواه بعضهم بالغين المعجمة والمشور فيه والمروي بالعين المهملة هو ما سال من الأنف وفي المسح رعاية لها وإصلاح لشأنها (فإنها من دواب الجنة) أخرجت لكم منها على أحد الوجوه في تفسير وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج أو لأنها تكون في الآخرة من دواب الجنة (البزار عن أبي هريرة) (¬3) سكت عليه المصنف وفيه يزيد النوفلي ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (220)، وعزاه له المتقي الهندي في الكنز (2274) مختصرا، وفي رقم (2343) مطولًا من حديث عبد الله بن عمر، ولكن السيوطي والمناوي والسخاوي والعجلوني والألباني عزوه للديلمي من حديث عبد الله بن عمرو، قال السخاوي في المقاصد (1/ 143)، وفيه من لا يعرف وأحسبه غير صحيح، وقال المناوي في الفيض (2/ 91) وأقول فيه خلف الضرير أورده الذهبي في الضعفاء (1935) وقال قال ابن الجوزي روى حديثًا منكرًا كأنه يشير إلى هذا، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1135) موضوع، وفي السلسلة الضعيفة (2679) منكر. (¬2) النهاية (2/ 238). (¬3) أخرجه البزار (2173) وقال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن داود، عن أبي هريرة إلا يزيد بن عبد الملك النوفلي وليس هو بالحافظ، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 66) وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك. وقال الحافظ في التقريب (7751) ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1132) والضعيفة (2070).

1416 - "أكرموا المعزى وامسحوا الرغم منها وصلوا في مراحها فإنها من دواب الجنة" عبد بن حميد عن أبي سعيد. (أكرموا المعزى وامسحوا رغامها وصلوا في مراحها) بالضم للميم المحل الذي تروح إليه الماشية أي تأوي إليه ليلًا (فإنها من دواب الجنة) تقدم تفسير ذلك (عبد بن حميد عن أبي سعيد) (¬1). 1417 - "أكرموا الخبز (ك هب عن عائشة) " (صح). (أكرموا الخبز) بالخاء المعجمة مضمومة فموحدة ساكنة فزاي هو النوع المعروف من الطعام وإكرامه عدم التهاون به والشكر عليه ولف ما تساقط منه ويأتي علة الأمر بإكرامه (ك هب عن عائشة) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقره من بعده (¬2). 1418 - "أكرموا الخبز فإن الله أكرمه فمن كرم الخبز أكرمه الله (طب عن أبي سكينة) " (ح). (أكرموا الخبز فإن الله أكرمه) [1/ 404] حيث جعله قوامًا لأبدان عباده وغذاء لهم (فمن أكرم الخبز أكرمه الله) كافأه بالخير الجزيل (طب عن أبي سكينة) (¬3) بالمهملة بزنة جهينة صحابي ورمز المصنف لحسنه وقال الشارح: ضعيف لضعف خلف بن يحيى أحد رواته (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه عبد بن حميد (987). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1131) لضعف يزيد بن عبد الملك النوفلي. (¬2) أخرجه ابن عساكر (55/ 106). وأخرجه أيضًا: الحاكم (4/ 136) وقال: صحيح الإسناد وأورده القارئ في الموضوعات الكبرى (ص 65، رقم 325) وقال: له طرق كلها ضعيفة مضطربة، ثم نقل عن السخاوي قوله: ولا يتهيأ عليه الحكم بالوضع. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1219). (¬3) الإصابة (7/ 183). (¬4) أخرجه الطبراني (22/ 335، رقم 840). قال الهيثمي (5/ 34): فيه خلف بن يحيى قاضي الري =

1419 - "أكرموا الخبز فإن الله أنزله من بركات السماء وأخرجه من بركات الأرض الحكيم عن الحجاج بن علاط، وابن منده عن عبد الله ابن بريدة عن أبيه". (أكرموا الخبز فإن الله أنزله من بركات السماء) خلقه مما ينزل من مائها الموصوف في القرآن بأنه ماء مبارك (وأخرجه من بركات الأرض) من تربها الذي بارك تعالى فيه (الحكيم عن الحجاج) بالمهملة والجيم آخره جيم بصيغة المبالغة (بن علاط) (¬1) بكسر المهملة آخره طاء صحابي معروف (السلمي ابن مندة عن عبد الله بن زيد عن أبيه) وشرح المناوي في شرحه الصغير (¬2) على لفظ عبد الله بن بريدة فقال: تصغير بردة انتهى. وهو مما نبهناك أنه شرح على أصل غير صحيح فإنه في نسخ الجامع الكبير والصغير عبد الله بن زيد من الزيادة (¬3). 1420 - "أكرموا الخبز فإن الله أنزله من بركات السماء والأرض، من أكل ما سقط من السفرة غفره، طب عن عبد الله بن أم حرام". (أكرموا الخبز فإنه من بركات السماء والأرض) ثم بين بعض أنواع إكرامه بقوله فإنه (من أكل ما سقط من السفرة غفر له) وتقدم حديث جابر: "إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط ما بها من الأذى وليأكلها" وهذا فيما سقط من ¬

_ = وهو ضعيف وأبو سكينة قال ابن المديني: لا صحبة له، وقال أبو الحسن الكناني في تنزيه الشريعة (2/ 244) والحق أن أبا سكينة مختلف في صحبته. وخلف بن يحيى هذا أورده الذهبي في المغني (1944) وقال قال أبو حاتم كذاب. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1125): موضوع. (¬1) الإصابة (2/ 33). (¬2) انظر: التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 579). (¬3) أخرجه الحكيم (2/ 334). وأخرجه أيضًا: أبو نعيم في المعرفة (3029)، وابن الجوزي في الموضوعات (1315). وعزاه الحافظ في الإصابة (2/ 625، ترجمة 2951) لابن منده، وقال ابن المدينى: طلحة بن زيد كان يضع الحديث. انظر الميزان (3/ 463) وقال السخاوي في المقاصد (1/ 144) وكل هذه الطرق ضعيفة مضطربة وبعضها أشد في الضعف من بعض. وقال المناوي في الفيض (2/ 92) قال الغلابي عن ابن معين أول هذا الحديث حق وآخره باطل وأورد المؤلف الحديث في الموضوعات تبعًا لابن الجوزي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1126).

السفرة أو غيرها وإنما ذكرت للأغلب ويلحق به ما يسقط من الفاكهة وسائر الأطعمة لشمول العلة (طب عن عبد الله بن أم حرام) سكت عليه المصنف وفيه عبد الله بن عبد الرحمن الشامي وغيره من الضعفاء (¬1). 1421 - "أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء (ابن عساكر عن ابن عباس) ". (أكرموا العلماء) العاملين كما دل له قوله (فإنهم ورثة الأنبياء) وهم العلماء بالله وما يجب له وعلماء الكتاب والسنة وإكرامهم هو تعظيمهم وقبول أقوالهم وتوقيرهم وحسن الظن بهم وأحسن الحافظ العلامة محمَّد بن إبراهيم الوزير رحمه الله حيث قال: العلم ميراث النبي كذا أتى ... في النص والعلماء هم وراثه ما خلف المختار غير حديثه ... فينا فداك تراثه وأثاثه قلنا الحديث وراثة نبوية ... ولكل محدث بدعة إحداثه (ابن عساكر عن ابن عباس) (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (5/ 34). وأخرجه أيضًا: البزار كما في كشف الأستار (3/ 334، رقم 3877) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن عبد الرحمن الشامي، ولم أعرفه وصوابه عبد الملك بن عبد الرحمن الشامي، وهو ضعيف. وأخرجه أيضًا: الطبراني في مسند الشاميين (15)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 246)، وفي معرفة الصحابة من طريق الطبراني (4007)، وتمام (1/ 329، رقم 842)، وابن الجوزي في الموضوعات (1317) وقال: هذا غير صحيح قال أبو حفص الفلاس: فيه عبد الملك بن عبد الرحمن كذاب. وأورده الذهبي في الميزان (4/ 403، ترجمة 5229 عبد الملك بن عبد العزيز) وقال: قال ابن حبان: كان ممن يسرق الحديث. قال المناوي (2/ 93): طرق الحديث كلها مطعون فيها لكن صنيع الحافظ العراقي يؤذن بأنه شديد الضعف لا موضوع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1127). (¬2) أخرجه ابن عساكر (37/ 104) وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1/ 408) إسناد ضعيف لكن يقوّيه ما بعده. في إسناده أحمد بن عيسى اللخمي هو التنيسي كما في تهذيب التهذيب (1/ 57) أورده ابن حبان في المجرحين (1/ 146) وقال: يروي عن المجاهيل الأشياء المناكير، وعن المشاهير الأشياء المقلوبة، لا يجوز عندي الاحتجاج بما أنفرد به من الأخبار، ثم ذكر له =

1422 - "أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله (خط عن جابر) ". (أكرموا العلماء فإنهم ورثة الأنبياء) ورثوا علومهم (فمن أكرمهم فقد أكرم الله ورسوله) بامتثاله بما أمر تعالى به وبلغه عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم - والتعبير بالإكرام مشاكلة (خط عن جابر) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف الضحاك بن حجرة أحد رجاله (¬1). 1423 - "أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم ولا تتخذوها قبورًا (عب وابن خزيمة ك عن أنس) " (صح). (أكرموا بيوتكم ببعض صلاتكم) النافلة (ولا تتخذوها قبورًا) لا يصعد منها عمل صالح وتقدم مرارًا (عب وابن خزيمة ك عن أنس) رمز المصنف لصحته وتعقبه الشارح (¬2). ¬

_ = حديثين آخرين وقال: جميعًا موضوعان. وقال الحافظ في التهذيب: قال ابن عدي له مناكير، وقال الدارقطني ليس بالقوي وكذبه بن طاهر. وشيخه إبراهيم بن مالك هو الأنصاري ذكر له ابن عدي في الكامل (1/ 253) وساق له أحاديث وقال: وهذه الأحاديث مع أحاديث سواها لإبراهيم بن مالك موضوعة، كلها مناكير. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1129): موضوع والضعيفة (2678) موضوع. (¬1) أخرجه الخطيب (4/ 437) والديلمي في الفردوس (32)، وأورده ابن الجوزي في العلل (1/ 79) وقال: هذا حديث لا يصح قال ابن عدي الضحاك بن حجوة منكر الحديث عن الثقات رواياته مناكير إما متنا أو إسنادا وقال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به. وانظر الكامل (4/ 99) والمجروحين (1/ 379) وذكره الذهبي في الميزان (3/ 443) وقال قال الدارقطني كان يضع الحديث، ومن مصائبه هذا الحديث. وقال العجلوني في كشف الخفاء (1/ 196) رواه الخطيب والديلمي بسند ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1130) والضعيفة (2678) موضوع. (¬2) أخرجه عبد الرزاق (1534)، وابن خزيمة (1207)، والحاكم (1/ 457) والضياء (6/ 309، رقم 2330) وقال: إسناده صحيح. وأخرجه أيضًا: الديلمى (1/ 67، رقم 197). وقال المناوي الفيض (2/ 93) رمز المصنف (السيوطي) لصحته، وليس كما زعم وغره قول الحاكم ابن فروخ صدوق وما درى أن الذهبي تعقبه بقول ابن عدي إن أحاديثه غير محفوظة. قلت: قال الحافظ في =

1424 - "أكرموا الشعر (البزار عن عائشة) ". (أكرموا الشعر) بالدهن والمشط لشعر الرأس والخضب والإعفاء لشعر اللحية والقص للشارب والنتف لشعر الإبط فكل هذا داخل تحت الأمر بالإكرام (البزار عن عائشة) (¬1). 1425 - "أكرموا الشهود فإن الله تعالى يستخرج بهم الحقوق ويدفع بهم الظلم (البانياسي في جزئه خط وابن عساكر) ابن عباس". (أكرموا الشهود) الذين يتحملون لكم شهادة وذلك ما دون الأجرة على الأداء ونحوها (فإن الله سيخرج بهم الحقوق) بشهادتهم (ويدفع بهم الظلم) ولذا أمر تعالى بالإشهاد في عدة آيات فإن إيصال الحق إلى من هو له والمنع عن الظلم مراد الله فمن كان سببا لذلك استحق الإكرام، وفيه مكافأة من أسدى إلى الإنسان الإحسان بقول أو فعل (البانياسي) بالموحدة بعد الألف نون ثم مثناة تحتية ثم سين مهملة (في جزئه خط وابن عساكر عن ابن عباس) قال الخطيب [1/ 405] تفرد به عبيد الله ابن موسى وهو ضعيف (¬2). ¬

_ = التقريب (3531) صدوق يغلط. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1134) والسلسلة الضعيفة (2680). (¬1) أخرجه الديلمي (203). وأخرجه أيضًا: البزار كما في كشف الأستار (3/ 372، رقم 2974) قال الهيثمي (5/ 164): فيه خالد بن إلياس، وهو متروك. وأورده ابن عدى (3/ 5 ترجمة 571 خالد بن إلياس بن صخر أبو الهيثم القرشى العدوي) وقال: أحاديثه كأنها غرائب وإفرادات عن من يحدث عنهم ومع ضعفه يكتب حديثه. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1220)، وفي الصحيحة (666). (¬2) أخرجه عبد الملك بن أحمد البانياسى في جزئه كما في المداوى للغمارى (2/ 186)، والخطيب (10/ 300)، والديلمى (195). وأخرجه أيضًا: القضاعى (732)، وابن عساكر (36/ 242)، وأورده العقيلي (1/ 64، ترجمة 61 إبراهيم بن محمَّد العباسى) وقال: حديثه غير محفوظ. والذهبى في الميزان (4/ 355) ووافقه الحافظ في اللسان (4/ 21) وقالا: هذا منكر. والحديث موضوع كما قال القاري في الموضوعات الكبرى (ص 65، رقم 228)، وضعفه الألباني في =

1426 - "أكرموا عمتكم النخلة فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم وليس من الشجر شجرة أكرم على الله تعالى من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران فأطعموا نساءكم الولد الرطب فإن لم يكن رطب فتمر، ع وابن أبي حاتم عق عد وابن السني وأبو نعيم معًا في الطب وابن مردويه) عن علي". (أكرموا عمتكم) العمة أخت الأب ولما كانت (النخلة) فإنها أي النخلة مخلوقة من طينة الأب كما أفاده (فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم) فهي أحبه من هذه الجهة (وليس على الشجرة شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم بنت عمران) هو بيان لفضيلة أخرى لها من جهة أخرى وفيه أن مجالس الصالحين والرسل كريمة عند الله (فأطعموا نسائكم الوُلّد) بضم وتشديد اللام جمع والدة وهي الواضعة أمر لإرشادهم إلى الإطعام عند الولادة لأنه من أنفع شيء تطعمه الوالدة ولذا أمر الله تعالى مريم بأكلها منه وبهزّ جذع النخلة تساقط عليها رطبًا جنيًا (فإن لم يكن) يوجد رطب فتمر عوضًا عنه وهو مبتدأ حذف خبره أي فتمر موجود (ع وابن أبي حاتم عن عد وابن السني وأبو نعيم معًا في الطب) النبوي (وابن مردويه عن علي) أخرجوه كلهم عنه - رضي الله عنه - (¬1). ¬

_ = ضعيف الجامع (1128)، وقال في الضعيفة (2898): منكر. (¬1) أخرجه أبو يعلى (455) وقال الهيثمي (5/ 89): فيه مسرور بن سعيد التميمي، وهو ضعيف. وابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير (3/ 118) قال ابن كثير: هذا حديث منكر جدًّا. والعقيلي مختصرًا (4/ 256)، وقال العقيلي: هو غير محفوظ لا يعرف إلا بمسرور. وابن عدي (6/ 431)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 123). وأخرجه أيضًا: ابن عساكر (7/ 382)، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق أبي نعيم (385). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1136) وفي السلسلة الضعيفة (263) موضوع. في إسناده مسرور بن سعيد قال الذهبي في الميزان (6/ 407) غمزه ابن حبان فقال: يروي عن الأوزاعي المناكير الكثيرة.

الكاف مع الفاء

الكاف مع الفاء 1427 - " اكفلوا لي بست خصال وأكفل لكم بالجنة: الصلاة والزكاة والأمانة والفرج والبطن واللسان (طس عن أبي هريرة) " (ح). (اكفلوا) اضمنوا (لي ست خصال) بأنكم تفعلونها (أكفل) أضمن (لكم الجنة) وتقدم: اضمنوا لي ست خصال في حديثين ولم يذكر شيئًا منها في هذه ولا ينافي بين الأحاديث فإنه رتب ضمانه لهم بالجنة على هذه الخصال وعلى تلك فمن أتى بها فهو مضمون له والمراد ما لم يأت صارف عن الوفاء ومانع من قبل العبد كما مر وعدها فقال (الصلاة) الإتيان بها على وجهها (والزكاة) إخراجها كما أمر تعالى (والأمانة) في النهاية (¬1): تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة والمراد هنا كل ذلك أو الودائع (والفرج) {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} [المؤمنون: 6]، (والبطن) من إدخاله ما يحرم (واللسان) من كل قول وفعل مما نهى الله عنهما وقد سلف بسط ذلك (طس عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقال المنذري: لا بأس به (¬2). ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 166). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4925) يضاف بعد (4925) من طريق يحيى بن حماد الطائي عن عصمة بن زامل عن أبيه عن أبي هريرة به، وفي (8599) من طريق جميل بن يحيى بن حماد الطائي به، وهو الصواب (جميل بن حماد الطائي) فقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (2/ 519) وقال: روى عن عصمة بن زامل، وروى عنه عبد الله بن عمر بن محمَّد بن أبان بن صالح القرشي. ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. وكذلك ذكره في ترجمة عصمة بن زامل (7/ 20) ولم يذكر فيه أيضًا جرحًا ولا تعديلا. وكذا في اللسان (4/ 168) وقال الحافظ: قال البرقاني: قلت للدارقطني: جميل بن حماد عن عصمة بن زامل فذكر هذا الإسناد؟ فقال: إسناد بدوي، يخرج اعتبارا. وزامل هو ابن أوس كذا ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 270). ولم ينسبه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 617) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا. ومن هذا التحقيق يتبين أن هذا الإسناد ضعيف =

الكاف مع اللام

الكاف مع اللام 1428 - " أَكلُ اللحم يحسن الوجه ويحسن الخلق (ابن عساكر عن ابن عباس) ". (أكل اللحم) الذي أحله الله (يحسن الوجه) يحدث فيه نظاره (ويحسن الخلق) يورث فيها حسنًا وهو مراد لله والمراد من غير إسراف فيه (ابن عساكر عن ابن عباس) بإسناد ضعيف (¬1). 1429 - "أَكْلُ كُلِّ ذي ناب من السباع حرام (5 عن أبي هريرة) " (صح). (أكل كل ذي ناب) الناب السن خلف الرباعية مؤنث (من السباع) جمع سبع بفتح المهملة وضم الموحدة وفتحها وسكونها هو المفترس من الحيوان أفاده القاموس (¬2) (حرام) (5 عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬3). 1430 - "أَكْلُ الليل أمانة (أبو بكر بن أبي داود في جزء من حديثه فر عن أبي الدرداء) ". (أكل الليل أمانة) قيل: أكل الطعام أمانة لأنه لا يطلع عليه إلا الله فعليه ¬

_ = مسلسل بالمجهولين. قال المنذري (1300): إسناده لا بأس به وله شواهد كثيرة. وقال الهيثمي (1293): إسناده حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1138) والضعيفة (2899). (¬1) أخرجه ابن عساكر (49/ 323) وتمام الرازي في الفوائد (2/ 288) رقم (1768). وقال المناوي في التيسير (1/ 409) إسناده ضعيف. في إسناده محمَّد بن هارون بن شعيب الأنصاري أورده الذهبي في المغني (6054) وقال قال الكتاني: يتهم. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1142) والضعيفة (1139) موضوع. (¬2) القاموس (ص: 938). (¬3) أخرجه ابن ماجه (3233)، والبيهقي (9/ 315) وأخرجه أيضًا: مالك (رقم 1060)، وأبو عوانة (7602)، وابن حبان (5278)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1127)، وفي الإرواء (2485).

التحري في الإمساك من الفجر وعدم الهجوم على الأكل إلا أنه يتحقق بقاء الليل (أبو بكر بن أبي داود في جزء من حديثه فر عن أبي الدرداء) ضعيف لضعف بقيه وبريد بن حجير (¬1) (¬2). 1431 - "أكل السفرجل يذهب بطخاء القلب (القالي في أماليه) أنس". (أكل السفرجل يذهب بطخاء القلب) بالطاء والخاء المعجمة بزنة سماء في النهاية (¬3) هو ثقل وغشاء وفيه أن للقلب طخاء كطخاء القمر أي ما يغشيه من غير يغطي نوره، والسفرجل بارد يابس وفيه منافع وفيه أحاديث ضعيفة إلا حديثين عند النسائي وابن ماجه (¬4) عن طلحة قال: دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في جماعة من أصحابه وفي يده سفرجل يقلبها فلما جلست إليه رمى بها إلى وقال: "دونكها يا أبا ذر فإنها تشد القلب وتطيب النفس وتذهب بطخاء القلب". (القالي) بالقاف اسم فاعل من قلا وهو أبو علي إسماعيل بن القاسم البغدادي صاحب الأمالي (في أماليه عن أنس) وهو مما بيض له الديلمي وفيه ضعيف (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو بكر بن أبي داود في جزء من حديثه كما في كنز العمال (40852)، والديلمي (1/ 1/ 131). وفي إسناده مهدي بن الوليد بن عامر اليزني قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 337) روى عن أبيه عن يزيد بن خمير. روى عنه بقية سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمَّد: وروى عنه ابنه المؤمل بن مهدي. سألت أبي عنه؟ فقال: لا أعلم روى عنه غير بقية. وفيه أيضًا بقية بن الوليد صدوق كثير التدليس كما قال الحافظ في التقريب (734) وقد عنعنه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1143) والضعيفة (2900). (¬2) هكذا ورد في المخطوط وفيض القدير "يزيد بن حجير"، والصواب: يزيد بن خمير اليزني الحمصي ثقة كما في التقريب (7710)، وقال الذهبي في الميزان (7/ 238) تابعي قديم صويلح. (¬3) النهاية (3/ 117). (¬4) أخرجه ابن ماجة (3396). (¬5) أخرجه القالي في أماليه كما في الكنز (28261). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1139).

1432 - "أكل التمر أمان من القولنج) أبو نعيم في الطب) أبي هريرة". (أكل التمر) بالمثناة الفوقية الفاكهة المعروفة وقال الشارح: بالتحريك نبات معروف انتهى ولا معنى له (¬1) [1/ 406] (أمان من القولنج) بالقاف آخره الجيم ألم يعرض للأمعاء ولم يتعسر معه خروج الثقل والريح قاله القاموس (¬2)، قيل: سمي به لعروضه في الأمعاء الذي هو يقال له قولون ولما كان يتولد من البرودة والتمر حار يابس كان أكله أمانًا منه (أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف (¬3). 1433 - "اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب العمل إلى الله تعالى أدومه وإن قل (حم د ن) عن عائشة". (اكلفوا) يقال كلفت بهذا الأمر أكلف به إذا ولعت وبه وأحببته وكلفته إذا تحملته (من العمل) الصالح (ما تطيقون) هو من قوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16] (فإن الله لا يمل حتى تملوا) معناه أنه تعالى لا يمل أبدًا مللتم أو لم تملوا فجرى مجرى قولهم حتى شيب الغراب وتبيض القار وقيل معناه لا يقطع عنكم فضله حتى تملوا ¬

_ (¬1) لأنه ورد عنده: "أكل الشمر .. " بدل التمر، وورد "الشمر" كذلك عند الألباني في المصدرين السابقين. والصحيح ما ذكره المؤلف ومثله في الأصل الذي اعتمدوا عليه أبو نعيم "التمر". (¬2) القاموس المحيط (ص 259). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (828) كما في الكنز (28195) في إسناده إبراهيم بن أبي يحيى وهو الأسلمي مولاهم أبو إسحاق المدني كذاب، صرح بتكذيبه جماعات من الأئمة، منهم يحيى بن سعيد وابن معين وابن المديني وابن حبان وغيرهم. انظر الميزان (1/ 182) وصالح مولى التوأمة هو صالح بن نبهان المدني صدوق اختلط قال ابن عدي لا بأس برواية القدماء عنه كابن ذئب وابن جريج كما قال الحافظ في التقريب (2892). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1140) والضعيفة (481): موضوع.

سؤاله فسمى مللًا على طريق الازدواج في الكلام نحو {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40]، وهو باب واسع كثير في القرآن (وإن أحب العمل إلى الله) أكثره ثوابًا (أدومه وإن قل) ولذا كان عمله - صلى الله عليه وسلم - ديمة كما قالت عائشة (حم د ن عن عائشة) (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 40)، وأبو داود (1368)، والنسائي (2/ 68). وأخرجه أيضًا: الحميدي (183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1228).

الكاف مع الميم

الكاف مع الميم 1434 - " أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا (حم د حب ك عن أبي هريرة" (صح). (أكمل المؤمنين إيمانًا) هو من أدلة من يقول: الإيمان يزيد وينقص (أحسنهم خلقًا) تقدم الكلام فيه مرارًا (حم د حب ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1435 - "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخياركم خياركم لنسائهم (ت حب عن أبي هريرة) (صح) ". (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخياركم خياركم لنسائهم) يأتي حديث عائشة: "خياركم خياركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" ويأتي بمعناه أحاديث، وذكره في معرض حسن الخلق للناس أجمعين إشارة إلى أنه لا يتم حسن الخلق ويكون صاحبه خير الناس حتى يكون خيرهم لأهله لأنهم أحق الناس بحسن صحبته (ت حب عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬2). ¬

_ (¬1) حديث أبى هريرة: أخرجه أبو داود (4682)، وأحمد (2/ 250)، والدارمى (2792)، وابن حبان (2479)، والبيهقي في شعب الإيمان (7976)، والحاكم (1/ 43). وأخرجه أيضًا: ابن أبي شيبة (5/ 210، رقم 25321)، والبيهقي (10/ 192). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1230). (¬2) أخرجه الترمذي (1162) وقال: حسن صحيح. وابن حبان (4176) والبيهقي في شعب الإيمان (27). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1232).

اللام مع الهاء

اللام مع الهاء 1436 - " الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن أذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه (ت عن عبد الله بن مغفل) " (صح). (الله الله في أصحابي) منصوب على التحذير أي أحذركم الله فيهم ثم كرر وحذف فعله وجوبًا (لا تتخذوهم غرضا بعدي) بيانًا لما حذر منه وهو بفتح الغين المعجمة والراء وبالضاد المعجمة وهو الهدف يرمى فيه لا تتخذوهم هدفا ترمونهم بسهام ألسنتكم بالذم والوقيعة (فمن أحبهم فبحبي أحبهم) بسبب حبهم إياي أحبهم فمن أحب إنسانًا أحب صاحبه كما قيل: ويكرم ألف للحبيب المكرم. بل بالغ الشعراء في ذلك كما قيل في حب من لونه لون الحبيب (¬1): أحب لحبها السودان حتى ... أحب لحبها سود الكلاب (ومن أبغضهم فببغضي) أي بسبب بغضه إياي (أبغضهم) إذ لو أحبني لما أبغض أصحابي (ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله) وقد توعد الله من أذاه تعالى ومن آذى رسوله وتوعد من أذى المؤمنين فمن أذى الصحابة في حياتهم وبعد وفاتهم فقد أذى الثلاثة (ومن آذى الله) وأذيته تعالى مجاز ومشاكلة وإلا فالعبد لا يبلغ مضرة ربه بالإيذاء فالمراد من فعل ما يكرهه الله (يوشك) يشرع لفظًا ومعنى (أن يأخذه) وهذا الحديث وما بعده من اللام مع اللام فحقه التقديم على الذي قبله كما لا يخفى، وفي الجامع الكبير جعل هذا وما بعده في ¬

_ (¬1) منسوب إلى أبي الهدى الصيادي.

آخر حرف الهمزة وصدره بقوله: فصل فيما أوله: ال وبدأ بهذا الحديث وهو أولى مما فعله هنا وهذا له وجه لأنها لما كانت اللام لازمة لهذه الكلمات الآتية إلا أنه كان يلزم أن تكون من اللام مع الهاء (ت عن عبد الله بن مغفل) (¬1) رمز المصنف لحسنه وفي الكبير حم خ في تاريخه ت غريب حل هب. 1437 - "الله الله فيما ملكت أيمانكم ألبسوا ظهورهم وأشبعوا بطونهم وألينوا لهم القول ابن سعد طب عن كعب بن مالك" (صح). (الله الله فيما ملكت أيمانكم) هو عام في كل مملوك إلا أنه خصصه بالإماء [1/ 407] والعبيد قوله (ألبسوا ظهورهم) فيه إيجاب الزيادة على ستر العورة إذ إلباس الظهر كناية عن الكسوة (وأشبعوا بطونهم) وهو في قدره عائد إلى عرف كل جهة في الأمرين (وألينوا لهم القول) في الخطاب وتقدم الأمر بإعانتهم فيما يكلفونه من الأعمال (ابن سعد طب عن كعب بن مالك) رمز المصنف لصحته (¬2). 1438 - "الله الله في من ليس له ناصر إلا الله (عد) عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3862)، وأحمد (5/ 54) والبخاري في تاريخه (5/ 131)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 287)، وابن حبان (7256)، وأبو يعلى (4175)، والبيهقي في الشعب (1511)، وقال المناوي في التيسير (1/ 411) في إسناده اضطراب وغرابة، وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد لا يعرف إلا بهذه الرواية من طريق ابن أبي رائطة عنه. ولذلك قال الذهبي في الميزان (4/ 135) لا يعرف، قال البخاري: فيه نظر. وأقره الحافظ في اللسان (3/ 306) وذكر أنه اختلف في اسمه، وأنه مفسر في التهذيب (6/ 160) في ترجمة عبد الرحمن بن زياد قيل أنه أخو عبيد الله بن زياد بن أبيه وقيل عبد الله بن عبد الرحمن وقيل عبد الرحمن بن عبد الله وقيل عبد الملك بن عبد الرحمن. وهناك روى عن ابن معين أنه قال فيه: لا أعرفه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1160)، والضعيفة (2901). (¬2) أخرجه ابن سعد (2/ 254). والطبراني (19/ 41، رقم 89) وقال الهيثمي (4/ 237): فيه عبيد الله بن زحر وعلي بن يزيد وهما ضعيفان وقد وثقا. وقال العجلوني (1/ 20): رواه ابن سعد، والطبراني عن كعب بن مالك بسند ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1160).

(الله الله فيمن ليس له) أي عون ولا (ناصر) كاليتيم والضعيف والأرملة والحيوان المملوك (إلا الله) وتقدم أنه اشتد غضب الله على من ظلم من لا يجد له ناصرًا غير الله (عد عن أبي هريرة) (¬1). 1439 - "الله الطبيب بل أنت رجل رفيق طبيبها الذي خلقها د عن أبي رمثة". (الله الطبيب) أي المداوي الحقيقي لا غيره قاله لوالد أبي رمثة حين رأى خاتم النبوة فظنه سلعة فقال: إني طبيب أطبها فقاله - صلى الله عليه وسلم -، في النهاية (¬2) الطبيب في الأصل الحاذق بالأمور العارف بها وبه سمي (المطبب) الذي يعالج المرضى انتهى وفيه جواز إطلاق هذا اللفظ عليه تعالى (د عن أبي رمثة) (¬3) بكسر الراء وسكون الميم بعدها مثلثة واسمه رفاعة البلوي (¬4). 1440 - "الله مع القاضى ما لم يَجُر فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان (ت عن عبد الله ابن أبي أوفى) ". (الله مع) المراد بالمعية النصر والتوفيق والهداية فإذا جار تخلى عنه أي قطع عنه إعانته وتسديده وتوفيقه لما أحدثه من الجور انتهى من قوت المغتذي للمؤلف (القاضي) يسدده ويعينه ويثبته (ما لم يجر) في حكمه وهو أن يحكم بغير ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 155) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1162) والسلسلة الضعيفة (1460) وقال: وابن المهلب هذا لم أجد له ترجمة، والإسناد ضعيف مسندا ومرسلا، وشيخ عيسى بن إبراهيم بن مثرود (رشدين بن سعد معروف بالضعف لسوء حفظه) قال الحافظ في التقريب (1942) ضعيف رجح أبو حاتم عليه بن لهيعة وقال ابن يونس كان صالحا في دينه فأدركته غفلة الصالحين فخلط في الحديث .. (¬2) النهاية (3/ 110). (¬3) الإصابة (7/ 140). (¬4) أخرجه أبو داود (4207). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1252). وانظر ترجمة الصحابي أبي رمثة البلوي في تهذيب الكمال (33/ 316).

الحق وهذه معية خاصة غير ما في قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ} [المجادلة: 7] الآية فإنه معه سواء جار أو عدل بهذه المعية العامة (فإذا جار تخلى) بالخاء المعجمة وتشديد اللام (عنه) فوكله إلى نفسه وأعرض عنه (ولزمه الشيطان) بدلًا عن الرحمن {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف: 50]، (ت عن عبد الله بن أبي أوفى) زاد المصنف في الكبير غريب، يريد أنه غربه الترمذي وزاد رمزًا ق وهو للبيهقي في غير الشعب (¬1). 1441 - "الله ورسوله مولى من لا مولى له والخال وارث من لا وارث له (ت 5 عن عمر (صح) ". (الله ورسوله مولى من لا مولى له) في النهاية (¬2) قد تكرر في الحديث ذكر المولى وهو اسم يقع على جماعة كثيرة فهو الرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والمحب والمانع والناصر والتابع والجار وابن العم والحليف والصهر والعبد والمنعم عليه والمعتق وأكثرها قد جاء في الحديث فيضاف كل واحد إلى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه انتهى. فيحتمل أن يراد هنا ناصر من لا ناصر له ويرشد إليه الله الله فيمن ليس له إلا الله أو المالك فيما يخلفه من ماله حيث لا مالك له بالإرث من قرابته كما يرشد إليه عطف قوله (والخال وارث من لا وارث له) ويدل له أيضًا ما أخرجه البخاري (¬3) وابن جرير وغيرهما من حديث أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من مؤمن إلا أنا أولى الناس به في الدنيا والآخرة اقرءوا إن شئتم {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1330) وقال: حسن غريب وصححه ابن حبان (5062) وصححه ابن حبان، وقال الحافظ في الفتح (13/ 119) استغربه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1253). (¬2) النهاية (5/ 227). (¬3) أخرجه البخاري (4503).

فأيما رجل ترك مالًا فليرثه عصبته من كانوا فإن ترك دينا أو ضياعًا فأنا مولاه" قال بعض المحققين: فإما أن يكون إيثاره للعصبة مع استواء (الأوليتين) تكرمًا منه ولذا تحمل الدين ولم يحمله العصبة وإما أن يكون بيانًا لما شرعه الله انتهى. فيكون حديث الكتاب إخبارًا بأنه المالك لمال من لا وارث له ويكون هذا بيانًا لمفهوم قوله فليرثه عصبته أي إن كانوا وإلا فوارثه بيت المال وتقيد وراثة بيت المال بمال من لا وارث له وفيه ما يدل على تقديم ذوي الأرحام بالإرث على بيت المال (ت 5 عن عمر) رمز المصنف لصحته وفي الكبير حم ت س 5 وابن الجارود وابن أبي عاصم والشاشي عد حب ق ط عن عمر عب ك ق عن عائشة، حب عن رجل ص عن طاووس مرسلًا انتهى (¬1). 1442 - اللَّهم لا خير إلا خير الآخرة وفي لفظ لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة (حم ق 3 عن أنس حم ق عن سهل بن سعد) " (صح). (اللَّهم) أصل هذه الكلمة يا الله إلا أنه [1/ 408] لا يجوز حذف حرف ¬

_ (¬1) حديث عمر: أخرجه الترمذي (2103) وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى (6351)، وابن ماجه (2737)، وابن الجارود (964) وابن حبان من طريق أبى يعلى (6037) والدارقطني (4/ 84)، والبيهقي (6/ 214)، والضياء من طريق ابن أبي عاصم (1/ 167 رقم 74)، ومن طريق الشاشي (رقم 77). وأخرجه أيضًا: أحمد (1/ 28). حديث عائشة: أخرجه عبد الرزاق (16202)، والحاكم (4/ 383) وقال: صحيح على شرط الشيخين. والبيهقي (6/ 215) وقال: هذا هو المحفوظ من قول عائشة موقوفاً عليها وكذلك رواه عبد الرزاق، وقد كان أبو عاصم يرفعه في بعض الروايات عنه ثم شك فيه فالرفع غير محفوظ والله أعلم. وأخرجه أيضًا: إسحاق بن راهويه موقوفاً (1232)، ومرفوعًا (1234)، والدارمي موقوفاً (2977)، والدارقطني مرفوعا مرة وموقوفاً أخرى (4/ 85)، وأبو عوانة مرفوعًا (5638)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1254).

النداء منه إلا مع إبدال الميمين منه في آخره وذلك لأنّ حق ما فيه الألف واللام أن يتوصل إليه بأي أو بحرف الإشارة فلما حذفت الوصلة مع هذه اللفظة لكثرة ندائها لم يحذف الحرف لئلا يكون إجحافًا قاله نجم الدين في شرح الكافية (لا عيش إلا عيش الآخرة) وهذا كان يقوله - صلى الله عليه وسلم - في مواطن منها عند عمارة مسجده بالمدينة فإنه كان ينقل الحجارة بيده الشريفة ويقوله، وتمامه: "فاغفر للأنصار والمهاجرة". والعيش الحياة أي لا حياة إلا حياة الآخرة كما قال تعالى: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت: 64]، وهذا الإخبار توصل إلى الدعاء بالمغفرة للأنصار والمهاجرين كأنه يقول: أنا في هذا العيش الذي ليس بعيش حقيقة فإنه لا حياة إلا الحياة الآخرة فاغفر للمذكورين لمحبتهم الحياة الآخرة الطيبة (حم ق3 عن أنس حم ق عن سهل بن سعد) (¬1). 1443 - "اللَّهم اجعل رزق آل محمَّد قوتًا (م ت 5 عن أبي هريرة) " (صح). (اللَّهم اجعل رزق آل محمَّد في الدنيا قوتًا) [قال النووي (¬2): هو ما يسد الرمق، وقال القرطبي: هو ما يقوتهم ويكفيهم بحيث لا يشوشهم الجهد ولا ترهقهم الفاقة ولا تذلهم المسألة والحاجة ولا يكون في ذلك أيضًا ولا فضول فيخرج إلى السرف والتبسط في الدنيا والركون إليها والله أعلم. في القاموس: الرزق ما ينتفع به، وفي النهاية (¬3): القوت قدر ما يمسك الرمق من المطعم وهذا الدعاء صيانة لآله من الدنيا فإن السعة فيها لا تأتي إلا بالطغيان في الغالب {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 27] وقد ظهرت إجابة دعائه ¬

_ (¬1) حديث سهل بن سعد: أخرجه أحمد (5/ 332)، والبخاري (6051)، ومسلم (1804). وأخرجه أيضًا: الترمذي (3856) وقال: حسن صحيح غريب. (¬2) انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم للنووي (3/ 137). (¬3) النهاية (4/ 119).

في آله منذ أمير المؤمنين علي -عليه السلام- والبتول وما زال من بعدهم من صالحي أولادهم كذلك ممن سار سيرتهم وقد خير الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بين أن يكون عبدًا نبيًا أو نبيًا ملكًا فاختار الأول (م ت 5 عن أبي هريرة) (¬1). 1444 - "اللَّهم اغفر للمتسرولات من أمتي (هق في الأدب) علي". (اللَّهم اغفر للمتسرولات من أمتي) جمع متسرولة وهي لابسة السروال، لباس معروفه وتقدم حديث علي: "اتخذوا السراويلات ... " الحديث، والدعاء لهن هنا حثًا على لبسهن ذلك لما فيه من كمال ستر العورات وناسب الدعاء بالمغفرة لأنهن سترن عوراتهن فدعا لهن بستر عورات الذنوب (البيهقي في الأدب عن علي) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف إبراهيم بن زكريا الضرير وغيره (¬2). 1445 - "اللَّهم اغفر للحاج ولمن استغفر له الحاج (هب عن هريرة) ". (اللَّهم اغفر للحاج) فرضًا أو نفلًا (ولمن استغفر له الحاج) حين حجه وبعده وإن كان ظاهرًا في الأول، وفيه أنه يطلب الاستغفار من الحاج ليدخل في دعائه - صلى الله عليه وسلم - (هب عن أبي هريرة) وكذا أخرجه الحاكم وصححه (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1055)، والترمذي (2316)، وابن ماجه (4139). (¬2) أخرجه البيهقي في الأدب برقم (294)، وأخرجه أيضًا العقيلي في الضعفاء (1/ 54) في ترجمة إبراهيم بن زكريا الضرير، وقال: صاحب مناكير وأغاليط، ولا يعرف هذا الحديث إلا بهذا الشيخ فلا يتابع عليه، وأخرجه أيضًا ابن عدي في الكامل (1/ 256) وهذا الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا ولا أعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم حدث عن الثقات بالبواطيل. وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 492) وسأله أباه عنه فقال: هذا حديث منكر، وإبراهيم مجهول، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 45). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1178) والضعيفة (601). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 609) وقال: صحيح على شرط مسلم. والبيهقي (5/ 261). وأخرجه أيضًا: ابن خزيمة (2516)، والطبراني الأوسط (8594)، وفي الصغير (1089) وقال الهيثمي في =

1446 - "اللَّهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد نعوذ بك من النار (طب ك عن والد أبي المليح) " (صح). (اللَّهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومحمد) لما كان هؤلاء الأربعة أشرف خلق الله، فالثلاثة الأول أشرف الملائكة ومحمد أشرف البشر أو أشرف الكل على الخلاف أضاف ربوبيته تعالى إليهم عند طلبه لقوله (نعوذ بك من النار) وليس هذا من باب التوسل بالمذكورين إليه بل من باب التوسل بربوبيته لهم وملكه إياهم وأما جواز التوسل إليه بالمخلوقين وسؤاله بحقهم فهي مسألة خلاف يأتي الكلام فيها وأعاذ به والتجاء إليه تعالى عذت أعوذ عوذًا ومعاذًا (طب ك عن والد أبي المليح) (¬1) اسمه عامر بن أسامة رمز المصنف لصحته وقال الشارح: فيه مجاهيل (¬2). 1447 - "اللَّهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع وعمل لا يرفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع (حم حب ك عن أنس) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع) يحتمل أنه لا ينفع لأنه ليس من علوم الدين كعلم النجوم والفلسفة والاستعاذة من ميل النفس إلى تعلمه أي من تعلم علم لا ينفع ويحتمل لا ينفع العالم به [1/ 409] وإن كان نافعًا في نفسه كمن أتاه الله آياته فانسلخ منها فالاستعاذة متوجهة إلى المقيد في قوة أعوذ بك من ¬

_ = المجمع (3/ 270) رواه البزار والطبراني في الصغير وفيه شريك بن عبد الله النخعي وهو ثقة وفيه كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح. وفي إسناده شريك بن عبد الله المديني أورده الذهبي في المغني في الضعفاء (2763) وقال قال ابن معين والنسائي ليس بالقوي وقال ابن معين في موضع آخر لا بأس به. وقال النخعي الحافظ في التقريب (2788) صدوق يخطئ. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1177): ضعيف. (¬1) الاستيعاب (1/ 78). (¬2) أخرجه الطبراني (1/ 195، رقم 520)، والحاكم (3/ 622)، والضياء (4/ 205، رقم 1422). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1304) والسلسلة الصحيحة (1544).

عدم الانتفاع بالعلم (وعمل لا يرفع) هو كناية عن عدم قبوله لأنّ الأعمال المقبولة تصعد بها الملائكة والعمل الصالح يرفعه ويأتي: "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم"، (ودعاء لا يسمع) لا يجاب لعصيان الداعي واعتدائه في الدعاء أو لصدوره عن قلب غافل لاه (حم حب ك عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬1). 1448 - "اللَّهم أحيني مسكينًا وتوفني مسكينًا واحشرنى في زمرة المساكين فإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة (ك عن أبي سعيد) " (صح). (اللَّهم أحيني مسكينًا وتوفني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين) في النهاية (¬2): قد تكرَّر في الحديث ذكر المسكين والمساكين والمسكنة والتمسكن وكلها تدور معناها على الخضوع والذلة وقلة المال والحال السيئة، وقد اختلف الناس في الفقير والمسكين فقيل الفقير الذي لا شيء له والمسكين الذي له بعض ما يكفيه وإليه ذهب الشافعي وقيل العكس فيهما وإليه ذهب أبو حنيفة، وقد عارض هذا الحديث حديث أنس الآتي وفيه الاستعاذة من المسكنة ومن الفقر والجمع بينهما أنه يفسّر هذا الحديث أعني حديث سؤال المسكنة ما قاله ابن الأثير من أن قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم أحيني مسكينًا ... " الحديث أراد به التواضع والإخبات وأن لا يكون من الجبارين والمتكبرين هذا كلامه، قلت: إلا أنه لا يناسبه قوله (وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة) فإنه ظاهر أنه أراد الفقر نفسه وقلة الشيء فالأولى أن نصرف التأويل إلى التعوذ ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2007)، وابن أبي شيبة (6/ 18)، وأحمد (3/ 192)، وابن حبان (83)، والحاكم (1/ 185)، والضياء (6/ 346، رقم 2373). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1290). (¬2) النهاية (2/ 385).

من الفقر بأن يكون تعوذًا عما ينشأ في الغالب عنه من عدم الرضا والصبر فإنه لا يصبر عليه ويرضى به إلا القليل قال - صلى الله عليه وسلم -: "كاد الفقر أن يكون كفرًا" (¬1) ويأتي الكلام فيه (ك عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (¬2). 1449 - "اللَّهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم (الطيالسي طب عن جابر بن سمرة) " (صح). (اللَّهم إني أسألك من الخير كله) سأل يتعدى بنفسه إلى المسؤل عنه فالمسئول مثل ما يأتي: "أسألك رحمةً من عندك" فهو هنا مضمن من الخبر (ما علمت منه وما لم أعلم) بدل من الخير بزيادة التعميم بعد تأكيده بكل (وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم) فيه من التعميم للمطلوب والمستعاذ ما لا يخرج معه شيء منهما وفيه من صنعة البديع الطباق ولا يقال مقتضى الكمال تقديم الاستعاذة من الشر على طلب الخير لأنّ دفع المفسدة أهم من جلب المصلحة لأنا نقول طلبه للخير بهذه العبارة العامة المؤكدة أكمل تأكيد، قد تضمن استدفاعه الشيء لأنه لا يتم ذلك إلا بعدم الشر هما جانب الاستعاذة إلا وهي كالمتممة والمؤكدة لما أفادته الجملة الأولى كما أن الاستعاذة من الشر بهذه العبارة، قد أفادت طلب الخير ضمنا، ولما كانت النفوس أشد رغبة إلى طلب الإفضال قدم في السؤال ما هي إليه أرغب وما هو نصب عينيها وعلى هذا الأسلوب ورد قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201] (الطيالسي طب عن جابر بن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6612). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 322) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: البيهقي (7/ 13). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1261).

سمرة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1450 - "اللَّهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (حم حب ك عن بسر) " (صح). (اللَّهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها) [1/ 410] الدينية والدنيوية وهذا أعم دعاء في شموله لطلب خير الدارين (وأجرنا من خزي الدنيا) هو الذل والإهانة سمى به عذاب الدنيا وخص خزي الآخرة بقوله (وعذاب الآخرة) تبعًا لقوله تعالى ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم وهذا الدعاء من جوامع الكلم وتمامه في الجامع الكبير من كان ذلك دعاؤه مات قبل أن يصيبه البلاء (حم حب ك عن بسر) (¬2) بالموحدة فمهملة فراء بزنة قفل هو (ابن أرطأة) وهو الذي فعل الأفاعيل، قال الذهبي في الميزان (¬3): اختلف هل له صحبة أم لا؟ وقال ابن معين: كان رجل سوء، وقال ابن حبان: تفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه. انتهى. وفيه كلام كثير والعجب من المصنف حيث أوهم أنه صحابي ولم يقل مرسلًا كعادته في روايته عن التابعين على أن بسرًا ليس أهلًا لأنّ يروى عنه فإنه قاتل أولاده عبيد الله بن عباس وهما صغيران وفعل القبائح وقد رمز المصنف لصحة الحديث (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (785)، والطبراني (2/ 252، رقم 2058). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1277). (¬2) الاستيعاب (1/ 48)، وسير أعلام النبلاء (3/ 409)، والإصابة (1/ 98). (¬3) ميزان الاعتدال (1/ 309). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 181)، وابن حبان (949)، وابن قانع (1/ 84)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (859)، والطبراني (2/ 33، رقم 1196)، والحاكم (3/ 683)، وابن عدي في الكامل (2/ 5، 6). قال الهيثمي (10/ 178): رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد، وأحد أسانيد الطبراني ثقات. في إسناده محمَّد بن أيوب بن ميسرة ذكره ابن حبان في الثقات (7/ 385) وقال ابن أبي حاتم (7/ 197) عن أبيه هو صالح لا بأس به ليس بالمشهور. =

1451 - "اللَّهم بارك لأمتي في بكورها (حم 4 حب عن صخر الغامدي) (5 عن ابن عمر) (طب عن ابن عباس وابن مسعود وعن عبد الله بن سلام وعن عمران بن حصين وعن كعب بن مالك وعن النواس بن سمعان) " (صح). (اللَّهم بارك لأمتي في بكورها) بضم الموحدة والكاف مصدر بكر إليه وعليه وفيه بكورًا وبكرًا أتاه بكره وهي ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس كما في القاموس والدعاء يحتمل أنه دعاء بالبركة لنفس ذلك الوقت حتى ليتسع لما يعمل فيه أو ببركة نفس العمل فيكون العمل فيه مبروكًا وتقدم الحديث في الأمر بالغدوة في طلب العلم وهذا عام في الأعمال كلها، وحديث أبي هريرة الآتي قيده بيوم الخميس فيحتمل أن هذا تخصيص بعد التعميم وأنه خص يوم الخميس بزيادة الدعاء مع دخوله في عموم الدعاء الأول أو أنه تقييد والأول أقرب (حم 4 حب عن صخر الغامدي) بالمعجمة ثم المهملة زاد المصنف في الكبير وقاله غيره (5 عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته على رمز الأربعة (طب عن ابن عباس وابن مسعود وعن عبد الله بن سلام وعن عمران بن حصين وعن كعب بن مالك وعن النواس بن سمعان) بكسر المهملة وتقدم ضبط النواس (¬1). ¬

_ = وأبوه أيوب بن ميسرة ذكره ابن حبان في الثقات (4/ 27) وقال أبو مسهر: كان أفقه (يعني من أخيه يونس)، وكان يفتي في الحلال والحرام، وكان عامل عمر بن عبد العزيز على ديوانه؛ كما في تعجيل المنفعة (1/ 47) وقال الحافظ في اللسان (1/ 489) رأيت له ما ينكر. وفيه بسر بن أرطأة وقيل: ابن أبي أرطأة مختلف في صحبته، قال ابن عدي عقب هذا الحديث وحديث آخر ساقه: مشكوك في صحبته. وأورده الحافظ في اللسان (7/ 183) قال ابن معين رجل سوء كان أهل المدينة ينكرون صحبته. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1169). (¬1) حديث صخر الغامدي: أخرجه الطبراني (8/ 24 رقم 7277) وأحمد (3/ 431)، والدارمي (2435)، وأبو داود (2606)، والترمذي (1212) وقال: حسن. وابن حبان (4754). وأخرجه أيضًا: الطيالسي (1246)، والبيهقي (9/ 151).

1452 - "اللَّهم بارك لأمتى في بكورها يوم الخميس (هـ عن أبي هريرة) " (صح). (اللَّهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس) تقدم الكلام عليه قريبا (5 عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1453 - "اللَّهم إنك سألتنا من أنفسنا ما لا نملكه إلا بك اللَّهم فأعطنا منها ما يرضيك عنا (ابن عساكر عن أبي هريرة) ". (اللَّهم إنك سألتنا من أنفسنا) مقدم من تأخير وتقديره سألنا (ما لا نملكه إلا بك) من أنفسنا والمراد كلفتنا طاعتك التي لا نملكها ولا تنقاد لها أنفسنا ألا ¬

_ = حديث عبد الله بن سلام: أخرجه أبو يعلى (7500)، والطبراني كما في مجمع الزوائد (4/ 61) قال الهيثمي: فيه هشام بن زياد، وهو ضعيف جدًّا. وأخرجه أيضًا: ابن عساكر (29/ 98) حديث ابن عمر: أخرجه ابن ماجه (2238). وأخرجه أيضًا: الطبراني في الكبير (12/ 375، رقم 13390) وفي الأوسط (3312)، والقضاعي (1490). قال الهيثمي (4/ 62): رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمَّد بن عبد الرحمن الجدعاني، وثقه أحمد وأبو زرعة، وقال النسائي وغيره: متروك حديث ابن عباس: أخرجه الطبراني (12/ 229، رقم 12966) قال الهيثمي (8/ 194): فيه عمرو بن مساور وهو ضعيف. وأخرجه أيضًا: البيهقي في شعب الإيمان (7750)، والقضاعي (1489). حديث ابن مسعود: أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (4/ 61). وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (9/ 279 رقم 5406) قال الهيثمي (4/ 61): فيه علي بن عابس، وهو ضعيف. قال المناوى (2/ 104): قال الدارقطني: تفرد به علي بن عابس عن العلاء قال يحيى: ليس بشيء وقال ابن حبان: فحش خطؤه فاستحق الترك. حديث كعب بن مالك: أخرجه الطبراني (19/ 78، رقم 156). قال الهيثمي (4/ 62): فيه عمار بن هارون وهو متروك. حديث النواس: أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (4/ 62) قال الهيثمي: فيه عمار بن هارون، وهو متروك. وأخرجه أيضًا: أبو يعلى في المعجم (1/ 224، رقم 271). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1300). (¬1) أخرجه ابن ماجه (2237). قال البوصيرى (3/ 28): هذا إسناد ضعيف عبد الرحمن فمن دونه ضعفاء. وأخرجه أيضًا: ابن الجوزى (1/ 321، رقم 528). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1206).

بإعانتك كما قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43] {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127]، ولا شك أنه تعالى كلف العباد بالإتيان بالطاعات واجتناب المحرمات ولكنه لا يتم ذلك إلا بتوفيق الله وإعانته وتسديده وإرشاده كما قال عبد الله بن رواحة: والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا فهو الذي حبب الإيمان إلى القلوب كما قال: {حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 7]، (فأعطنا منها) من الأنفس (ما يرضيك عنا) اجعلها منقادة لأوامرك ونواهيك مطيعة [1/ 411] غير عاصية ويحتمل أن تتعلق من أنفسنا بطلبتنا أي طالبينا من هذه الأنفس المجبولة على الشر الأمارة بالسوء ما لما يملكه فيها وهو طاعتها وانقيادها إلا بتذليلك لها وتسديدك وإرشادك (ابن عساكر عن أبي هريرة) (¬1). 1454 - "اللَّهم اهد قريشًا فإن عالمها يملأ طباق الأرض علمًا اللَّهم كما أذقتهم عذابًا فأذقهم نوالًا (خط وابن عساكر عن أبي هريرة) ". (اللَّهم أهد قريشًا) أي للإسلام وهذا قبل إسلامها ويحتمل أنه بعده أي ردها هدى (فإن عالمها يملأ أطباق الأرض علمًا) هو جمع طبق من قوله إذا مضى عالمٌ بدا طَبَقْ، والطبق: القرن، قيل للعالم طبق لأنه يطبق الأرض ثم ينقرض ويأتي طبق آخر. فقوله يملأ أطباق الأرض أي قرونها أي أن علمه ينتفع به كل قرن وفسر عالم قريش بالشافعي فإنه قرشي ولا شك في سعة علمه والأقرب أنه عام لكل من اتسع علمه وظهر نفعه من قريش فيدخل فيه أئمة الآل وغيرهم وذلك لأنّ اسم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (36/ 321) في إسناده دلهاث بن جبير قال الأزدي ضعيف جدًا كما في الميزان (3/ 45) واللسان (2/ 432). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1187) والسلسلة الضعيفة (1742): ضعيف جدًا.

الجنس المضاف من ألفاظ العموم ويحتمل أنه أراد - صلى الله عليه وسلم - نفسه (اللَّهم كما أذقتهم نكالاً) هو العذاب وزنًا ومعنى وأراد به ما أصاب قريشًا من القحط والحروب (فأذقهم نوالًا) هو العطاء وقد ظهر بركة دعائه - صلى الله عليه وسلم - ففتحت لها الأقطار ونالت من الملك ما لم تنله أمة من الأمم (خط وابن عساكر عن أبي هريرة) وفيه ضعف لكن له شواهد بعضها عن البزار بإسناد صحيح (¬1). 1455 - "اللَّهم إنى أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادية يتحول (ك عن أبي هريرة) (صح) ". (اللَّهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة) بضم الميم الإقامة وتقدم حديث أبي هريرة: "استعيذوا بالله من شر جار المقام"، فإن جار المسافر إذا شاء أن يزايل زايل (فإن جار البادية يتحول) أي جار السفر وإنما عبر عنه بها لأنّ الأسفار غالبها فيها ودار المقام دار الإقامة وهو مستقر الإنسان من الأوطان بقوله في حديث أبي هريرة: "استعيذوا ... " أمر بالاستعاذة وهذا تعليم لكيفيتها ويحتمل أنه أراد بدار المقام البرزخ وتقدم حديث: "ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي" (ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬2). 1456 - "اللَّهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساءوا ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب (2/ 61)، وابن عساكر (51/ 326) وقال العجلوني في كشف الخفاء (2/ 53) في سنده راو ضعيف. قلت: في إسناد عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي أورده الذهبي في الميزان (4/ 368) وقال ضعفوه وتركه النسائي، وقال الحافظ في التقريب (4111) ضعيف .. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1205) والسلسلة الضعيفة (399): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 532)، وابن عساكر (53/ 313). وأخرجه أيضًا: ابن أبي شيبة (5/ 220، رقم 25421)، وأبو يعلى (6536). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1290) والسلسلة الصحيحة (1443).

استغفروا (5 هب عن عائشة) ". (اللَّهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا) إذا فعلوا الحسنات (استبشروا) بتيسير الله لهم فعلها فإن من صفات المؤمن أنه من سرته حسنته كما يأتي من حديث أبي موسى والاستبشار بالحسنة من حيث أنه تعالى أجراها على يديه وأهله لها ومن حيث أنه يحبها ويحب فاعلها ومن حيث أنه يجازى عليها الجزاء الأوفى ومن حيث أنه امتثل أمر مولاه وخالقه ومن حيث أنها تقربه إلى بارئه ومن حيث أنها سبب لانبعاث النفس للإتيان بغيرها بهداية الله له فمن هذه الجهات كان الاستبشار بالحسنات من المطلوبات لله تعالى (وإذا أساءوا استغفروا) قد جعل الله ذلك من صفات المتقين الذين أعد لهم جنات عرضها السماوات والأرض فقال في صفاتهم: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 135]، الآية وتقدم حديث: "إذا أسأت فأحسن" وقال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]. إن قلت: هلا سأل الله أن يعصمه من الذنب [1/ 412] حتى لا يقع فلا يفتقر إلى تداركه بالاستغفار. قلت: الدعاء تعليم للأمة وقد علم أن الله لم يعصم غير رسله وأن سائر الناس غير معصومين لقضاء حكمته تعالى بذلك فلا يجوز سؤال ما علم أنه تعالى قد قضى بخلافه فإن حكمته قد قضت بأنه يخطأ العبد تارة ويصيب أخرى وعليه حديث (¬1) "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم". وأما سؤاله - صلى الله عليه وسلم - ذلك مع أنه معصوم لا يأتي بذنب فمن باب التأدب مع ربه كاستغفاره في اليوم سبعين مرة كما في حديث: "إنه ليغان على قلبي"، سيأتي (5 ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2749).

هب عن عائشة) سكت عليه المصنف وفيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف (¬1). 1457 - "اللَّهم (¬2) اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى (ق ن عن عائشة) " (صح). (اللَّهم اغفر لي وارحمني) فيه دليل على جواز الدعاء للأنبياء بالرحمة وقد منعه البعض، قال الحافظ ابن حجر: قال ابن عبد البر في الاستذكار: رويت الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - من طرق متواترة وليس فيها وارحم محمدًا قال: ولا أحب لأحد أن يقوله ووافقه ابن العربي فبالغ في الإنكار وكذا قال النووي في الأذكار وغيره: وليس كما قالوا، ثم ذكر ابن حجر ما ورد في ذلك من حديث الصلاة وفيه ترحم على محمَّد وآل محمَّد كما ترحمت على إبراهيم، وقال بعض المحققين: أما جواز الترحم على الأنبياء فالقرآن يشهد بذلك قال تعالى: {رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} [المؤمنون: 118] والخطاب إذا لم يكن خاصا به فهو عام له وقال آدم: {وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا} [الأعراف: 23]، وقال نوح: {وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي} [هود: 47]، وقال موسى: {وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ} (وألحقني بالرفيق الأعلى) في النهاية (¬3) الرفيق الأعلى جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين وهو اسم جاء على فعيل ومعناه الجماعة كالصديق والخليل يقع على الواحد والجمع ومنه {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] رفيقًا (ق ن عن عائشة) (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3820) قال البوصيري (4/ 135): هذا إسناد فيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف انظر التقريب (4734). والبيهقي في شعب الإيمان (6992)، والخطيب (9/ 233)، وابن عساكر (4/ 62). وأخرجه أيضًا: إسحاق بن راهويه (1336)، والطيالسي (1533)، وأبو يعلى (4472). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1168). (¬2) هذا عنوان هذا الحديث، وضع في الحاشية. (¬3) أخرجه مسلم (1828). (¬4) أخرجه البخاري (4176) ومسلم (2444) والترمذي (3496). والنسائي في الكبرى=

1458 - "اللَّهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به (م عن عائشة) " (صح). (اللَّهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فشق عليهم فاشقق عليه) ظاهر في كل ولاية حتى على الصبيان في الكتاب وقد ذكر ابن تيمية (¬1): إن الوعيد على الجور شامل لذلك ولما هو أدون منه (ومن ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به) وهو شامل لكل من تحت يده من له عليه أمر كالمرأة راعية في بيت زوجها وسيأتي كلكم راع (م عن عائشة) وأخرجه غيره. 1459 - "اللَّهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل (م د ن 5 عن عائشة) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من شر ما عملت) يحتمل أن كلمة ما مصدرية أي من شر عملي الذي عملته من صالح فلا يصحبه رياء ولا سمعة ولا عدم قبوله ومن طاع فلا يعفها ولا تعفوا عنه، ويحتمل أنها موصولة حذف عائدها وهو الأنسب بقوله (ومن شر ما لم أعمل) أي أعوذ بك من شر الذي لم أعمله من الأعمال التي يكون تركها سببا للهلاك والغضب ويحتمل أن يريد شر عمل غيره من العصاة فإن عقوبته يتعدى كما قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] (م د ن 5 عن. عائشة) (¬2). 1460 - "اللَّهم أعني على غمرات الموت وسكرات الموت (ت 5 ك عن عائشة) " (صح). ¬

_ = (6/ 269). (¬1) النهاية (2/ 246). (¬2) أخرجه مسلم (2716) وأبو داود (1550)، والنسائي (3/ 56)، وابن ماجه (3839). وأخرجه أيضًا: إسحاق بن راهويه (1600)، وابن حبان (1031).

(اللَّهم أعني على غمرات الموت) جمع غمرة بالمعجمة مفتوحة وغمرة الشيء شِدَّ كما في القاموس (¬1) (وسكرات الموت) وفيه سكرة الموت والهم شدته فالعطف تفسيري مبالغة في الاستعاذة (ت 5 ك عن عائشة) وأخرجه النسائي ورمز المصنف لصحته (¬2). 1461 - "اللَّهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وأرضنا وارض عنا ت ك عن عمر" (صح). (اللَّهم زدنا) حذف مفعوله الثاني قصدا للتعميم أي من كل خير ديني ودنيوي ولما كان العبد لا يزال مفضلًا عليه [1/ 413] سأل الزيادة (ولا تنقصنا) مما أفضلت به من إنعامك علينا أو لا تنقصنا من غيرنا ممن أفضلت عليه (وأكرمنا) بطاعتك (ولا تهنا) بعصيانك فإن الطاعة سبب الإكرام في الدارين والمعصية سبب الإهانة فيهما وهو سؤال التوفيق الأعمال الصالحة وعدم الخذلان (وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا) هو من أثره يأثره إيثارًا إذا أعطاه فهو مثل أعطنا (ولا تؤثر علينا) لا تجعل غيرنا مؤثرا علينا (وأرضنا) أبلغنا ما نكون به من أهل الرضا عنك (وارض عنا) ولا تسخط علينا فيما نأتيه (ت ك عن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (¬3). ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص: 581). (¬2) أخرجه الترمذي (978) وقال: حسن غريب، وابن ماجه (1623) والحاكم (3/ 56) وأخرجه أيضًا النسائي في السنن الكبرى (7101)، وأبو يعلى (4510) وأحمد (6/ 64) وابن أبي شيبة (6/ 42) (29333). وفي سنده موسى بن سرجس مجهول الحال قال الحافظ في التقريب (6964) مدني مستور. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1176). (¬3) أخرجه الترمذي (3173) والحاكم (2/ 392) وأخرجه أيضًا أحمد (1/ 34)، والنسائي في السنن الكبرى (1439) وقال: هذا حديث منكر لا نعلم أحدا رواه غير يونس بن سليم ويونس بن سليم لا نعرفه والله أعلم. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 460) في ترجمة يونس بن سليم الصنعاني لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به. قال الحافظ في يونس بن سليم مجهول (انظر التقريب 7950) =

1462 - "اللَّهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، أعوذ بك من هؤلاء الأربع، (ت ن) عن ابن عمرو (د ن هـ ك) عن أبي هريرة عن أنس". (اللَّهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع) عند ذكرك وسماع كلامك وهو القلب القاسي وهو القلب الميت والقلب المريض وهذه صفات قلوب الكفار (ومن دعاء لا يسمع) لا يجاب ولا يقبل (ومن نفس لا تشبع) مما أعطيت (ومن علم لا ينفع) لعدم العمل به أو لأنه علم غير نافع في نفسه كما سلف قال الطيبي: أي لا يهذب الأخلاق الباطنة فيسري منها إلى الأفعال الظاهرة فيفوز بها إلى الثواب الآجل وأنشد: يا من تقاعد عن مكارم خلقه ... ليس التفاخر بالعلوم الزاخرة من لم يهذب علمه أخلاقه ... لمن ينتفع بعلومه في الآخرة انتهى. (أعوذ بك من هؤلاء الأربع) زاده تأكيدا للاستعاذة بطلبها تفصيلًا ثم جملة (ت ن عن ابن عمرو د ن 5 ك عن أبي هريرة ن عن أنس) قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ (¬1). 1463 - "اللَّهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك اللَّهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب اللَّهم وما زويت عني مما أحب فاجعله فراغا ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1208). (¬1) رواية أبي هريرة: أخرجها: أحمد (2/ 340)، وأبو داود (1548)، والنسائي (8/ 263)، وابن ماجه (3837)، والحاكم (1/ 534) وقال: صحيح. ورواية ابن عمرو: أخرجها الترمذي (3482)، والنسائي في الكبرى (7869)، ورواية أنس أخرجها: النسائي في الكبرى (7870)، والحاكم (1/ 185)، والبيهقي في الشعب (1779). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1297).

لي فيما تحب (ت) عن عبد الله ابن يزيد الخطمي". (اللَّهم ارزقني حبك وحب من ينفعني حبه عندك) وهو من أمر الله بحبه من أنبيائه ورسله وصالح المؤمنين ومحبة الخير من الأقوال والأفعال فهو شامل له ولذا قال لمن قال له: إنه يحب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} حبك إياها أدخلك الجنة (اللَّهم ما رزقتني مما أحب) هو كل ما أعطاه الله عبده من سلامة بدنه وكمال حواسه وإدرار سوابغ نعمه عليه (فاجعله قوة لي فيما تحب) هو طلب لأنّ يجعل الله كل نعمة أنعمها عليه قوة على طاعاته ومحبوباته (اللَّهم وما زويت) بالزاي قال في النهاية (¬1) أي صوفته عني ونقصته (عني مما أحب واجعله فراغًا لي فيما تحب) اجعل صوفه عني سببًا للتفرغ لفعل ما تحبه وذلك لأنّ غالب ما يعطاه العبد يشغله عن صالح أعماله وإذا زوى عنه تفرغ للعبادة (ت عن عبد الله ابن يزيد الخطمي) بفتح المعجمة وفتح المهملة قال الترمذي: حسن غريب (¬2). 1464 - "اللَّهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي فسئل عنهن فقال وهل تركن من شيء (ت) عن أبي هريرة". (اللَّهم اغفر لي ذنبي) أصل الغفر التغطية والستر أي غط ذنبي واستره بأن لا تعاقبني عليه فلا يظهر أثره حتى كأنه غطاء وستر فهما كناية عن عدم أثره ومحوه بالكلية (ووسع لي في داري) الدار تعم دار الدنيا والآخرة والبرزخ ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 320). (¬2) أخرجه الترمذي (3491) وقال: حسن غريب. وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (3/ 616) كلهم ثقة، إلا سفيان بن وكيع، فإنه متهم بالكذب. وسفيان هذا أورده الذهبي في الميزان (3/ 249) وقال قال البخاري يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها وقال أبو زرعة يتهم بالكذب، وقال الحافظ في التقريب (2456) كان صدوق إلا أنه ابتلي بوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1172).

فتوسيع دار الدنيا الرضى بها والقناعة واتساعها للضيق ويحتمل أن يراد توسيعها حقيقة بأن يوسعها تعالى كذلك ودار البرزخ يجعلها واسعة برحمته وإدخال الروح والريحان ونحوه ودار الآخرة كذلك وغيره من الزلفى (وبارك لي في رزقي) البركة الزيادة والنماء وهو مطلوب للعبد في أرزاقه وغيرها أو بالرضا به والقناعة (ت عن أبي هريرة) (¬1). 1465 - "اللَّهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك (م د ت عن ابن عمر) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك) ذهابها وأفردها طلبًا لبقاء النعمة الواحدة فبالأولى النعم الكثيرة ولأن زوالها لا يكون إلا بتسبب من العبد أن الله لا يغير [1/ 414] ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (وتحول عافيتك) إبدالها بضدها من الأسقام والآلام (وفجأة) بالضم والمد وتفتح وتقصر بغتة (نقمتك) بكسر النون غضبك (وجميع سخطك) تعميم شامل لكل ما سلف ولغيره (م د ت عن ابن عمر) (¬2). 1466 - "اللَّهم إنى أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء (ت طب ك عن عم زياد بن علاقة) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق) أي الأخلاق المنكرة وتقدم تفسير الخلق الحسن، والمنكر منه ما كان على خلافه (والأعمال والأهواء) جمع هوى مقصور وهو هوى النفس وميلها إلى شهواتها وهو عطف على منكرات لا الأخلاق حتى يكون معناه من منكرات الأهواء ومثله (والأدواء) فإنه ليس ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3500). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1265). (¬2) أخرجه مسلم (2739) وأبو داود (1545). وأخرجه أيضًا: البخاري في الأدب المفرد (685) والنسائي في الكبرى (7955).

المراد منكراتها فإن جميعها منكر وهو جمع داء ويحتمل عطفه على المضاف إليه وأن الاستعاذة من منكرات النوعين (ت طب ك عن عم زياد بن علاقة) (¬1) بالقاف هو طبقة ابن مالك قال الترمذي: حسن غريب، والمصنف رمز لصحته (¬2). 1467 - "اللَّهم متعنى بسمعى وبصرى واجعلهما الوارث مني وانصرنى على من ظلمنى وخذ منه بثأرى (ت ك عن أبي هريرة) ". (اللَّهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني) في النهاية (¬3): أبقهما صحيحين سليمين إلى أن أموت وقيل أراد بقاؤهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانية فيكون السمع والبصر وارثي سائر القوى والباقيين بعدها، وقيل: أراد بالسمع وعي ما يسمع والعمل به وبالبصر الاعتبار بما يرى انتهى. (وانصرني على من ظلمني وخذ منه بثأري) بالهمز هو طلب الدم والمراد انتصف لي كما ينتصف الطالب للدم (ت ك عن أبي هريرة) (¬4). 1468 - "اللَّهم حبب الموت إلى من يعلم أني رسولك (طب عن أبي مالك الأشعري) ". (اللَّهم حبب الموت إلى من يعلم أني رسولك) ليكون ممن يحب الله لقاؤه لحديث عائشة: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاؤه" (¬5) فهو سؤال بأن يحب الله ¬

_ (¬1) الإصابة (5/ 262). (¬2) أخرجه الترمذي (3591) وقال: حسن غريب والطبراني في الكبير (19/ 36) والحاكم (1/ 532). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1298). (¬3) النهاية (5/ 171). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 523) وقال: صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أيضًا: البخاري في الأدب المفرد (650). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1310). (¬5) أخرجه البخاري (6142)، ومسلم (2683).

لقاء من علم أنه رسول الله فأقام السبب مقام المسبب (طب عن أبي مالك الأشعري) وفيه راو ضعيف (¬1). 1469 - "اللَّهم اجعل فناء أمتي قتلًا في سبيلك بالطعن والطاعون (حم طب عن أبي بردة الأشعري) ". (اللَّهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن) هو معروف وأراد مطلق القتل بطعن أو رمي إلا أنه عبر به لأنه الغالب (والطاعون) تقدم تفسيره وأنه شهادة لكل مسلم فلذا قرنه بالطعن لأنه شهادة، وسؤاله لذلك لتنال الأمة بمصائب الدنيا مراتب الشهداء (حم طب عن أبي بردة الأشعري) هو بضم الموحدة وسكون الراء ودال مهملة اسمه الحارث أو عامر وهو ابن أبي موسى الأشعري (¬2) وثقه غير واحد، وفاته سنة ثلاث ومائة. قلت: كان على المصنف أن يقول مرسلاً (¬3). 1470 - "اللَّهم إنى أسألك غناى وغنى مولاى (طب عن أبي صرمة) ". (اللَّهم إن أسألك غناي وغنى مولاي) تقدم ما في المولى من المعاني والأقرب أن يراد هنا المحب وبالغنى غنى النفس لحديث: "ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس" سيأتي فلا ينافيه سؤال المسكنة على أحد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (3/ 297، رقم 3457). قال الهيثمي (10/ 309): فيه محمَّد بن إسماعيل بن عياش، وهو ضعيف انظر التقريب (5735) والكاشف (4726). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1207) والضعيفة (5614). (¬2) الإصابة (7/ 36). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 417)، والطبراني في الكبير (22/ رقم 793)، والأوسط (1396)، والصغير (351)، والحاكم (2/ 102)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأبو يعلى (7226). قال الهيثمي (2/ 312): رواه أحمد بأسانيد، ورجال بعضها رجال الصحيح، ورواه أبو يعلى، والبزار، والطبراني في الثلاث، وقال المنذري: رواة أحمد بإسناد حسن. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1258)، وقال في صحيح الترغيب والترهيب (1405): حسن صحيح.

الوجهين (طب عن أبي صرمة) (¬1) بكسر الصاد المهملة فراء اسمه: مالك بن قيس أو عكسه المازني شهد بدرًا وغيره (¬2). 1471 - "اللَّهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري وتلم بها شعثي وتصلح بها غائبي وترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتلهمني بها رشدي وترد بها ألفتي وتعصمني بها من كل سوء، اللَّهم أعطني إيمانًا ويقينًا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، اللَّهم إني أسألك الفوز في القضاء ونزل الشهداء وعيش السعداء والنصر على الأعداء، اللَّهم إني أنزل بك حاجتي فإن قصر رأيي وضعف عملي افتقرت إلى رحمتك فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور أن تجيوني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور ومن فتنة القبور، اللَّهم ما قصر عنه رأيي ولم تبلغه نيتي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدًا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدًا من عبادك فإني أرغب إليك فيه وأسألك برحمتك يا رب العالمين، اللَّهم يا ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود الموفين بالعهود إنك رحيم ودود وإنك تفعل ما تريد، اللَّهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين سلمًا لأوليائك وعدوًا لأعدائك نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك، اللَّهم هذا الدعاء وعليك ¬

_ (¬1) الإصابة (5/ 500). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 453)، والطبراني (22/ 329، رقم 828). قال الهيثمي (10/ 178): رواه أحمد، والطبراني، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح، وكذلك الإسناد الآخر وإسناد الطبراني غير لؤلؤة مولاة الأنصار، وهي ثقة. وأخرجه أيضًا: ابن أبي شيبة (6/ 24)، والبخاري في الأدب المفرد (662) رجال هذا الحديث ثقات غير لؤلؤة مولاة الأنصار فإنها مجهولة لم يرو عنها غير محمَّد بن يحيى بن حبان هذا. قال الحافظ في التقريب (8677) مقبولة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1197) والسلسلة الضعيفة (2912).

الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان، اللَّهم اجعل لي نورًا في قلبي ونورًا في قبري ونوراً بين يدي ونورًا من خلفي ونورًا عن يميني ونورًا عن شمالي ونورًا من فوقي ونورًا من تحتي ونورًا في سمعي ونورًا في بصري ونورًا في شعري ونورًا في بشري ونورًا في لحمي ونورًا في دمي ونورًا في عظامي، اللَّهم أعظم لي نورًا وأعطني نورًا واجعل لي نورًا سبحان الذي تعطف بالعز وقال به سبحان الذي لبس المجد وتكرم به سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له سبحان ذي الفضل والنعم سبحان ذي المجد والكرم سبحان ذي الجلال والإكرام (ت ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة طب والبيهقي في الدعوات عن ابن عباس) ". (اللَّهم إني أسألك رحمة) عظيمة كما يفيده التنكير (من عندك) من غير سبب (تهدي بها قلبي) إلى انبعاثه إلى كل خير (وتجمع بها أمري) عن الشتات والتفرق (وتلم بها شعثي) بالمعجمة فمهملة مفتوحات فمثلثة مكسورة في النهاية: تجمع بها ما تفرق من أمري فيراد هنا جمع ما تفرق وفي الأول جمع الأمر قبل تفرقه (وتصلح بها غائبي) كل ما غاب عن العيون سواء كان محصلًا في القلوب أو غير محصل كما في النهاية (¬1) فيراد هنا الأمران ما هو في القلب من الاعتقادات الخفية وإصلاحها ثبات القلب عليها ونموها فيه وما غاب عن الإنسان من أهل ومال (وترفع بها شاهدي) أي عملي الشاهد من الصلاة ونحوها ورفعها قبولها وخصها بطلب الرفع لأنها [1/ 415] مظنة عدم القبول بما يتطرق إليها من الرياء (وتزكى بها عملي) هو من زكا نفسه إذا وصفها وأثنى عليها أي تقبل عملي فإنه إذا أثنى عليه فقد قبله أو من التزكية التطهير أي يطهره عن كل ما لا يوضاه (وتلهمني بها رشدي) هو خلاف الغي أي تلهمني فعل خلاف الغي (وترد بها ألفتي) هو مصدر ألفه يألفه وأريد به هنا المفعول أي ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 399).

المألوف من إحسانك الجم وإفضالك الذي عم والمراد إدامة المألوف لكنه عبر عنها بالرد إشارة إلى أن العبد بتقصيره في حق مولاه لا يستأهل إدامة نعمه فكأنه قد انتزعه منه فسأله رده عليه (وتعصمني) تمنعني (بها من كل سوء) هو عام لأسوأ الذنوب والأدواء من أمور الأولى والأخرى وفيه دليل لجواز سؤال العبد العصمة وتقدم قصة خلاف هذا، وهذه تسع طلبات وصف بها الرحمة المطلوبة (اللَّهم أعطني إيمانا ويقينا ليس بعده كفر) يحبطه فإن القلب إذا ملأه نور اليقين خرجت عنه ظلمة الكفر والمعاصي (ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة) أي تشريفك إياي بالكرامة التي أنالها (اللهم إني أسألك الفوز) هو النجاة (في القضاء) فيما قضيته وقدرته (ونزل الشهداء) بضم النون والنزل المنزل وما هيئ للضيف وهو يحتملها هنا (وعيش السعداء) في الأولى والأخرى (والنصر على الأعداء) بالحجة في المقال والغلبة في القتال (اللَّهم إني أنزل بك حاجتي) أطلبها منك (وإن قصر رأيي) أي في النظر فيما تستحقه ذاتك المقدسة ونعمك المفاضة من العبادة (وضعف عملي) عما يجب لك (افتقرت إلى رحمتك) جواب الشرط ولا مفهوم له (فأسألك يا قاضي الأمور) القضاء الفصل أي يا فاصل أمور الخلائق من قوله: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ} [المرسلات: 38] ومنه قوله: {إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ} [يونس: 93] {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} [غافر: 20] والأمور شاملة لأمور الدنيا والآخرة (ويا شافي الصدور) من ألم الجهل بالعلم ومن ألم الشهوات بالقنوع والورع ومن ألم الاعتقادات الباطلة بالاعتقادات الحقة (كما يجير) بالجيم يجير أي يفصل (بين البحور) فلا يختلط أحدهما بالآخر ولا يمتزج به مع تلاصق المائين واتصالهما وهو إشارة إلى قوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} [الرحمن: 19، 20] قال أئمة التفسير: هما البحران المالح والعذب يتصلان لا فصل بين المائين في رأي العين وبينهما برزخ من قدرة الله لا يمتزج أحدها بالآخر أن (تجرني) تمنعي (من

عذاب السعير) هي النار كما في القاموس (¬1) (ومن دعوة الثبور) التي في قوله تعالى: {وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13] والثبور الهلاك والويل والدعوة بها من صفات سكان النار فالسؤال للإجارة من الدعوة سؤال للإجارة من سبيها وهو حلول النار (ومن فتنة القبور) من عذابها وسؤال الملكين وهذا الدعاء جرى على طريقة تقديم الأهم فالأهم لا على تقديم الواقع. (اللَّهم ما قصر عنه رأيي ولم يبلغه نيتي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحداً من خلقك أو خيرٍ أنت معطيه) ابتدأ من غير سؤال (أحدًا من عبادك فإني أرغب إليك فيه وأسألك رحمتك يا رب العالمين) هذا الفصل تعميم للسؤال لكل خير بعد التخصيص لما سلف من تلك الدعوات [1/ 416] المسئولات (اللَّهم ذا الحبل الشديد) ضبط على ما قوبل على خط المصنف بالحاء المهملة فمثناة تحتية في النهاية (¬2): إنه يرويه المحدثون بالباء الموحدة أي مع الحاء المهملة والمراد به القرآن أو الدين أو السبب ووصفه بالشدة لأنها من صفات الحبال والشدة في الدين الثبات فيه والاستقامة قال الجوهري (¬3): الصواب الحيل بالياء يريد المثناة التحتية وهو القوة يقال حيل وحول بمعنى (والأمر الرشيد) المرشد لكل أحد إلى جهة الخير (أسألك الأمن يوم الوعيد) يوم القيامة والوعيد يستعمل في الشر والوعد يقال فيهما وإضافته إلى الوعيد لأنه يوم الشدة والمشقة وهو يوم الفزع الأكبر (والجنة يومَ الخلود) من قوله: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} [ق: 34] قال جار الله: أي يوم تقدير الخلود لقوله: {فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73] أي مقدرين الخلود (مع ¬

_ (¬1) القاموس (ص: 518). (¬2) النهاية (1/ 332). (¬3) انظر: الصماح (4/ 1682).

المقربين) منه تعالى قرب تشريف لا قرب مكان (الشهود) جمع شاهد وهم الأنبياء قال تعالى: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ...} إلى قوله: {... وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ} [النحل: 84 - 89]، (الركع السجود الموفين بالعهود) بما عهد الله به إليهم من الإيمان والطاعات وترك المحرمات (إنك رحيم) صفه مشبهة من الرحمة ويوصف به غيره تعالى بخلاف رحمن فإنه يختص به تعالى (ودود) في النهاية (¬1) فعول بمعنى مفعول من الود المحبة فالله مودود أي محبوب في قلوب أوليائه أو هو فعول بمعنى فاعل أي أنه يحب عباده الصالحين أي يرضى عنهم. قلت: الأنسب بقرانه برحيم المعنى الأخير (وإنك تفعل ما تريد) ليس لك مكره على أفعالك بل قدرتك عامة واختيارك شامل (اللَّهم اجعلنا) بتوفيقك وتسديدك (هادين) لغيرنا (مهتدين) والاتصاف بكونهم مهتدين مقدم على الاتصاف بكونهم هادين لكنه قدمه في اللفظ إشارة إلى أنه ينبغي الاهتمام بحال الغير وتقديمه على شأن النفس وجرى على الأصل في قوله (غير ضالين) في أنفسنا (ولا مضلين) لغيرنا واجعلنا (سلماً) بكسر المهملة وكسر اللام مسلمين لهم غير محاربين (لأوليائك وعدوًا لأعدائك) واجعلنا (نحب بحبك) بسبب حبنا إياك (من أحبك) فحب من يحب الله من صفات المؤمنين (ونعادي بعداوتك) سبب عداوة الغير إياك (من خالفك) عصاك (اللَّهم هذا الدعاء) الذي أمرت به في قولك ادعوني (وعليك الإجابة) التي وعدت بها في قولك: {أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] (وهذا الجهد) بضم الجيم الطاقة كما تقدم (وعليك التكلان) بضم المثناة الفوقانية من التوكل وهو إظهار العجز ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 138).

والاعتماد على الغير كما في القاموس (¬1) (اللَّهم اجعل لي نورًا في قلبي) قال المصنف في المرقاة: قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: ليس المراد هنا حقيقة النور الذي يقهر الأبصار لكنه معبر عن النور بالمعارف وبالظلمات عن الجهل وذلك من مجاز التشبيه لأنّ المعارف والإيمان تبسط النفوس وتذهب عنها الغم ويستبشر بالنجاة من المعاطب تشبيهًا كما يتفق لها ذلك من النور الحقيقي وكذلك تنقص من الجهالات ويستشعر الهلاك تشبيهًا [1/ 417] كما يتفق لها ذلك في الظلمات فلما تشابها عبر بأحدهما عن الآخر إلا أنه هنا يصح جوابًا على نور القلب وأما سائر ما ذكر في الحديث فليس كذلك لأنّ المعارف مختصة بالقلب إلا أن ما عدى القلب مما ذكر في الحديث تتعلق به التكاليف (ونورًا في قبري) أما نور القبر فيحمل على الحقيقة كما يحمل عليها في قوله (ونورًا من بين يدي ونورًا من خلفي ونورًا عن يميني ونورًا عن شمالي) وأما قوله (ونورًا من فوقي ونورًا من تحتي ونورًا في سمعي ونورًا في بصري ونورًا في شعري ونورًا في بشري ونورًا في دمي ونورًا في عظامي) فالظاهر أنه مجاز يراد به انقياد هذه الأعضاء لما خلقت له من الطاعة كأنها صارت نورًا لا يأتي منه إلا كل خير وتدفع بها كلمة المعاصي والآثام (اللَّهم أعظم لي نورًا) اجعل لي نورًا عظيمًا (واجعل لي نورًا وأعطني نورًا) تعظيم طلب النور بعد تلك التخصيصات وقد سمى الله نفسه نورًا فقال: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] وفي أسمائه الحسنى النور وبعد المسألة رجع إلى الثناء فقال (سبحان الذي تعطَّف بالعزِّ) في النهاية (¬2): تعطف بالعز أي تردَّى به وهو مجاز في حق الله ¬

_ (¬1) القاموس (ص: 1381). (¬2) النهاية (3/ 228).

يراد به الاتصاف كان العزّ شَمِله شُمول الرِّداء (وقال به) في النهاية اختصه لنفسه وأحبه، وقدمنا لك أن الإيمان بما ورد من صفاته تعالى بغير تأويل الكيفية هو الأولى (سبحان الذي لبس المجد ويكرم به) سبب كونه اتصف بالمجد (سبحان الذي لا ينبغي) لا يليق ولا يجوز (التسبيح إلا له) فيحرم إطلاق لفظ التسبيح على غيره تعالى (سبحان ذي الفضل والنعم) صاحبها (سبحان ذي المجد والكرم سبحان ذي الجلال والإكرام) أي الذي أكرم عباده بما لا يحصونه من أياديه (ت) وقال حديث غريب (ومحمد بن نصر في كتاب الصلاة طب والبيهقي في الدعوات عن ابن عباس) وفي إسناده مقال (¬1). 1472 - "اللَّهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا تنزع مني صالح ما أعطيتني (البزار) ابن عمر". (اللَّهم لا تكلني إلى نفسي) تسلمني من وكل يكل استسلم إليه كما في القاموس (¬2) (طرفة عين) المراد بها ما في قوله تعالى: {قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ} [النمل: 40]، قال جار الله: أي تحريك أجفانك إذا نظرت فالمراد مقدار رد الطرف وهو مقدمة النظر كما أن النظر مقدمة الرؤية وهو مقدار من الزمان لا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3419) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن أبي ليلى من هذا الوجه. وأخرجه أيضًا ابن خزيمة (1119)، وابن عدي (3/ 90) ومحمد بن نصر في الصلاة كما في الكنز (3608) والبيهقي في الدعوات كما في الكنز (4987). في سنده محمَّد بن عمران بن أبي ليلى قال الحافظ في التقريب (6197) صدوق. وداواد بن علي أورده الذهبي في المغني (2013) وقال ليس حديثه حجة قال ابن معين أرجو أنه لا يكذب. قال الحافظ في التقريب (1802) مقبول. وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (5/ 444) في ترجمة داود بن علي مشيرا إلى هذا الحديث: له حديث طويل في الدعاء، تفرد به عنه ابن أبي ليلى وقيس، وما هو بحجة، والخبر يعد منكرا، ولم يقحم أولو النقد على تليين هذا الضرب لدولتهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1194) والسلسلة الضعيفة (2916). (¬2) القاموس المحيط (ص: 1381).

يتحرى وهو منصوب على الظرفية الزمانية (ولا تنزع) تأخذ (مني صالح ما أعطيتني) زيادة صالح إشارة إلى أن كل ما أعطاه الله صالحا فلا يتوهم أنه له مفهوما (البزار عن ابن عمر) (¬1). 1473 - "اللَّهم اجعلنى شكورًا واجعلنى صبورًا واجعلني في عيني صغيرًا وفي أعين الناس كلبيرًا (البزار عن بريدة) ". (اللَّهم اجعلني شكورًا) بفتح المعجمة مبالغة شاكر ومثله صبور ولا يقال في شيء من صفاته تعالى صيغة مبالغة فكل عبارة لا تبلغ ما يستحقه الرب من الثناء وإنما يقال ذلك باعتبار ما اتصف بها من العباد وقد وصف الرب نفسه بالشكور فيما حكاه عن أهل الجنة وأقره حيث قال: {إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 34] وأخبر أن قليلًا من عباده الشكور ووصف نوحا حيث قال: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء: 3] وصيغة المبالغة تكون تارة باعتبار كثرة المتصف بها وتارة باعتبار كثرة المفعول والأول أكثر. وحقيقة الشكر الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع وله حقائق كثيرة هذا أحدها وقد بسطنا فيه في كتابنا الصارم الباتر [1/ 418] (واجعلني صبورًا) لقوة الصبر لم يصف الله به بهذه الصيغة أحدًا بل وصف أيوب بأنه صابرًا {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} [ص: 44] ووصف جماعة من الأنبياء بأنهم من الصابرين هذا وحقيقة الصبر خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجوز وهو قوة من قوى النفس به صلاحها وقوام أمرها وله حقائق كثيرة هذا أجمعها وبسطنا الكلام فيه في ذلك الكتاب ويأتي في حرف الصاد شيء من ذلك والمراد اجعلني كثير الصبر على فعل الطاعات وعن ترك السيئات وعلى تجرع ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (10/ 181) وقال الهيثمي: فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو متروك وانظر الميزان (1/ 204). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1217) وقال في الضعيفة (7052): ضعيف جدًّا.

مصائب الدنيا التي لا بد لكل إنسان منها فإنه لا بد للعبد من الأنواع الثلاثة من الصبر صبر على أداء الأوامر من الطاعات حتى يؤديها كما أمر وصبر عن المناهي من المخالفات حتى لا يقع فيها وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها ويرجع الدين كله إلى هذه القواعد الثلاث صبر على فعل المأمور وصبر على ترك المحظور وصبر على الأمر المقدور. واعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - جمع في هذا الحديث بين الصبر والشكر كما جمع الله بينهما في أربع آيات من كتابه ووجه الجمع بينهما أنهما رضيعا لبان في التكليف ولذلك قال ابن مسعود: الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر، ووجهه أن الإيمان اسم لمجموع القول والعمل والنية وهي ترجع إلى أمرين فعل وترك فالعمل هو العمل بطاعة الله وهو حقيقة الشكر والترك هو الصبر عن المعصية والدين كله في هذين الأمرين فعل المأمور وترك المحظور فلهذا كان ضيعي لبان، وقد ذكرنا في ذلك الكتاب عشرة وجوه في وجه التصنيف، هذا أحدها، وحققنا هنالك أن الصبر والشكر يدخل كل واحد منهما في حقيقة الآخر ولا يمكن وجود أحدهما إلا بالآخر وقدم - صلى الله عليه وسلم - سؤال الشكر على الصبر لأنّ نعم الله متقدمة على التكاليف فإنها من حين ينفخ في روحه بخلاف طلب الصبر فإنما هو للإعانة على التكاليف فهو متأخر وأما في الآيات الأربع فاطرد تقديم صفة الصبر على الشكر لسر يعرفه من له ذوق من سياق الآيات (واجعلني في عيني صغيرًا) متواضعًا غير متكبر ولا رائيًا لنفسه حقًا على غيره (وفي أعين الناس كبيرًا) مكرمًا عندهم مصون العرض مشكوراً عندهم محبوبًا (البزار عن بريدة) تصغير بردة تقدم مرارًا (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في المسند (4439) وقال: وهذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه إلا عقبة الأصم وهو رجل من أهل البصرة ليس به بأس، وقال الهيثمي في المجمع=

1474 - "اللَّهم إنك لست بإله استحدثناه ولا برب ابتدعناه ولا كان لنا قبلك من إله نلجأ إليه ونذرك ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك تباركت وتعاليت" (طب، عن صهيب). (اللَّهم إنك لست بإله استحدثناه) اتخذناه حادثًا كما يتخذ المشركون من دون الله أوثانًا ويخلقون إفكًا، ويحتمل أن السين للطلب أي طلبنا إحداثه لنا من الغير كما كان المشركون يطلبون إحداث الصنم من الصائغ كما قال قوم موسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا} [الأعراف: 138] (ولا برب ابتدعناه) أي اخترعناه من قبل أنفسنا فالأول في طلب الغير أن يحدثه وهذا نفي كونهم أحدثوه اختراعًا منهم (ولا كان قبلك من إله) أي قبل عبادتنا لك وإلا فلا قبلية له تعالى هو الأول قبل كل شيء (نلجأ إليه ونذرك) ونتركك (ولا أعانك على خلقنا أحد فنشركه فيك) نجعله شريكا لك فالأول نفي لإله سواه ورب غيره والثاني نفي للشريك (تباركت) قال جار الله: البركة كثرة الخير وزيادته وفي تبارك الله معنيان تزايد خيره وتكاثر أي تزايد على كل شيء وتعالى في أفعاله وصفاته (وتعاليت) التعالي الارتفاع أي ارتفع شأنه وعظم برهانه وهذا اللفظ يختص بالله تعالى وقوله لست بإله إلى آخره، صورته صورة الخبر وليس بخبر فإنه لا يفيد الحكم ولا لازمه إذ هو خطاب لعالم الغيب والشهادة وإنما هو إقرار واعتراف بأنه تعالى الأول القديم والإله الحق الخالق للخلق المستحق للعبادة لتفرده بالإلهية والربوبية فهو مثل كلمة الشهادة (طب عن صهيب) بالمهملة ¬

_ = (10/ 181) وفيه عقبة بن عبد الله الأصم وهو ضعيف وحسن البزار حديثه. وأورده ابن أبي حاتم في العلل (2/ 162، رقم 1978) وقال: هذا منكر لا يعرف وعقبة لين الحديث، وعقبه هذا قال فيه ابن حبان في المجروحين (2/ 199) كان ممن ينفرد بالمناكير عن الثقات المشاهير، حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد لها بالوضع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1167) وقال في الضعيفة (911): منكر.

آخره موحدة مصغر (¬1). 1475 - "اللَّهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي لا يخفى عليك شيء من أمري وأنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين وابتهل إليك ابتهال المذنب الذليل وأدعوك دعاء الخائف الضرير من خضعت لك رقبته وفاضت لك عبرته وذل لك جسمه ورغم لك أنفه اللَّهم لا تجعلني بدعائك شقيًّا وكن بي رءوفاً رحيمًا يا خير المسئولين ويا خير المعطين، اللَّهم إنك تسمع كلامي وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي لا يخفى عليك شيء من أمري وأنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنبه أسألك مسألة المسكين وابتهل إليك ابتهال المذنب الذليل وأدعوك دعاء الخائف الضرير من خضعت لك رقبته وفاضت لك عبرته وذل لك جسمه ورغم لك أنفه اللَّهم لا تجعلني بدعائك شقيًّا وكن بي رءوفاً رحيمًا يا خير المسئولين ويا خير المعطين (طب عن ابن عباس) ". (اللَّهم إنك تسمع كلامي) قال الله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة:1] (وترى مكاني) قال تعالى: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} [الشعراء: 218] {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14] {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] (وتعلم سري وعلانيتي) قال الله تعالى: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ} [البقرة: 77] فهذه الجملة قرآنية كما أن قوله (لا يخفى عليك شيء من أمري) من قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ} [آل عمران: 5] ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (8/ 34، رقم 7300)، قال الهيثمى (10/ 179): فيه عمرو بن الحصين العقيلي، وهو متروك انظر التقريب (5012). وأبو نعيم في الحلية (1/ 155). وأخرجه أيضًا: الحاكم (3/ 453) وقال: صحيح الإسناد. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1188) والسلسلة الضعيفة (1153) موضوع.

(وأنا البائس) الذي اشتدت ضرورته (الفقير) المحتاج إليك في في جميع أحوالي (المستغيث) المستعين المستنصر بك (المستجير) بك من غضبك وعذابك (الوجل) الخائف (المشفق) الحذر (المقر) المعترف (بذنبه) توسل بهذه الصفات الثمان المتقاربة في معانيها تلطفًا وإظهارًا لحاجته ثم عقبها بطلب ما يريده فقال: (أسألك مسألة المسكين) الخاضع الضعيف (وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل) الذي أذلته ذنوبه وخطاياه (وأدعوك دعاء الخائف الضرير) في القاموس (¬1) أنه الذاهب البصر جمعه أضِرَّاء والمريض المهزول وهي: بهاء وكلما خالطه ضَرٌّ انتهى. والمراد هنا الأخير وهذه الصفات ناظرة إلى تلك الأربع القرائن التي وصف بها نفسه وهي ثمان عدًا وإنما وقع في الترتيب مخالفة كأنه يقول كما كنت بائسا فقيرًا فأسألك مسألة المسكين ولما كنت مذنبًا فأبتهل إليك ابتهال المذنب ولما كنت مستغيثًا مستجيرًا فأسألك سؤال الذليل إلا أنه جمع ما بين القرينتين في قرن ولما كنت وجلًا مشفقًا فأسألك سؤال الخائف (من خضعت لك رقبته) من خضع كمنع تطامن وتواضع أي المسكين الذي خضعت لك رقبته وهذه الأربع صفات ناظرة إلى الأربع الأول فهذا يناسب البائس الفقير (وفاضت لك عبرته) يناسب المستغيث المستجير (وذل لك جسمه) يناسب الوجل المشفق (ورغم لك أنفه) أي ذل والتصق بالرغام التراب وهو يناسب المقر المعترف بذنبه (اللَّهم لا تجعلني بدعائك شقيًا) غير مجاب الدعوة فإن الشقي لا يجاب له دعوة ولذلك قال زكريا: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم: 4]، (وكن بي رءوفًا رحيماً) ملتصقاً بي أثار صفة رأفتك ورحمتك (يا خير المسؤولين ويا خير ¬

_ (¬1) القاموس (ص: 550)، والنهاية (3/ 82).

المعطين) فهو تعالى خير من يطلب منه وخير من يعطى (طب عن ابن عباس) بإسناد ضعيف كما في المغني (¬1). 1476 - "اللَّهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن اللَّهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا وذرياتنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قابلين لها وأتمها علينا (طب ك عن ابن مسعود) " (صح). (اللَّهم أصلح ذات بيننا) تقدم الكلام على هذا التركيب (وألف بين قلوبنا) من الألفة أجمعها واجعلها مؤتلفة متفقة غير متفرقة ولا متباعدة وقد امتن الله تعالى بتأليفه بين قلوب أصحاب رسوله - صلى الله عليه وسلم - {هُوَ الَّذِي أيَّدَكَ بِنَصرِهِ} إلى قوله: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ} [الأنفال: 62، 63]، الآية فالجملة الأولى دعاء بإصلاح ذات البين إن وقع بين العباد ما لا يكاد يخلو عنه البشر، والثانية: بجمع القلوب وتأليفها (واهدنا سبل السلام) وفي النهاية (¬2) هدايته الطريق وإلى الطريق هداية عرفته والسبل جمع سبيل وهي الطريق والسلام في الأصل السلامة فيقال سلم سلامًا وسلامة ومنه قيل للجنة: دار السلام لأنها ذات السلامة من الآفات ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 174، رقم 1140)، والخطيب (6/ 163). وأخرجه أيضًا: الطبراني في الصغير (696)، قال الهيثمي (3/ 252): رواه الطبراني في الكبير والصغير، وفيه يحيى بن صالح الأيلي قال العقيلي: روى عنه يحيى بن بكير مناكير، وبقية رجاله رجال الصحيح. والديلمي (1803)، وابن الجوزى في العلل المتناهية (1412) وقال: لا يصح. قال الدارقطني: كان إسماعيل بن أمية يضع الحديث. قال المناوي (2/ 118): قال الحافظ العراقى في تخريج الإحياء (1/ 209): سنده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1186). ويبدو أن المؤلف يعني بالمغني: كتاب: المغني عن حمل الأسفار للعراقي كما ذكرت في العزو إليه. (¬2) النهاية (2/ 33912).

والمعنى عرفنا طريق النجاة والسلامة من شر الدارين أو عرفنا طريق الجنة والأفعال الموصلة إليها كما قال الله تعالى في صفة القرآن: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16] (ونجنا من الظلمات إلى النور) الظلمات: الشرك والمعاصي، والنور: الإيمان والطاعات كما قال تعالى: {يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [البقرة: 257] أي من الكفر إلى الإيمان أو نجنا من ظلمات الآخرة إلى النور الذي يعطيه أهل الإيمان المشار إليه [1/ 420] بقوله تعالى: {يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} [الحديد: 12] ونحوها وإطلاق النور على الإيمان والطاعات والظلمة على المعاصي والكفر إطلاق قرآني وحديثي فإما أن يكون من باب الاستعاذة وأن صاحبه يكون في نور من جميع جهاته كما سلف حديث: "اللَّهم اجعل في قلبي نورًا" والكفر يجعل صاحبه في ظلمات في جميع أحواله كما قال تعالى في صفة المنافقين: {وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17] أو باعتبار أن يكون الإيمان نورًا حقيقة في النشأة الآخرى والكفر ظلمات فيها وقد فسره قوله تعالى: {وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد: 13] بالظلمة وجمع الظلمات وأفرد النور على الأسلوب القرآني فإنه ما ورد فيه هاتان القرينتان إلا بجمع الظلمات وإفراد النور لازم مراد الجنس أو لأنه نوع واحد بخلاف الظلمة كما أفاده جار الله في تفسير سورة الأنعام، (وجنبنا) بعدنا (الفواحش) جمع فاحشة في القاموس (¬1): الفاحشة الزنا وما اشتد قبحه من الذنوب وكل ما نهى الله عنه وأريد هنا الأخير (ما ظهر منها وما بطن) مراد به ما في قوله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} [الأنعام: 120] ما أعلنتم به وما أسررتم وقيل: ما عملتم وما نويتم وقيل: الظاهر الزنا في الحوانيت والباطن الزنا في أكثر أقوال في كتب التفسير. ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 774).

(اللَّهم بارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا) هذه الثلاثة هي عمدة الإنسان وهي طرق الإيمان والكفر وهي التي سلب الله الكفار الانتفاع بها وجمع بينهما في قوله: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ} [البقرة: 7] وهي التي امتن الله في قوله: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ} [النحل: 78] الآية. وجمع الأسماع في الحديث مع إفراده في الآيات لأنه أريد به المسموع أي بارك لنا فيما نسمعه من العلوم فننتفع به ونتبع أحسنه فليس بمصدر هنا بخلاف الآيات فإنه فيها مصدر كما وجه له إفراده في كتب التفسير والبركة في الإبصار الانتفاع بالمبصرات والاعتبار بها والبركة في القلوب الانتفاع بها في النظر والاعتقادات الحقة، ويحتمل أنه أريد بارك لنا في نفس الحواس بسلامتها من الآفات نحو أحاديث: "متعنا بأسماعنا وأبصارنا واجعلها الوارث منا"، ويحتمل أنهما مرادان معًا (وأزواجنا وذرياتنا) وجمع بينهما هنا كما جمع بينهما في قوله تعالى: {هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} [الفرقان: 74] وذلك لأنه لما كان عمدة الإنسان أهله وذريته فسأل الله أن يبارك فيهما وأن يجعلهما على وفق إرادته والانقياد لأمره والإعانة له في جميع شأنه ولأنه تعالى قد أخبر أن من الأزواج والأولاد عدوًا، وحذر عنهم فسؤال البركة فيما يهم الإنسان (وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم) لفظ قرآني في القاموس (¬1) تاب عليه وفقه للتوبة أو رجع به من التشديد إلى التخفيف أو رجع عليه تفضله وقبوله، التواب: اسم فاعل مبالغة أي كثير القبول لتوبة عبده يعصيه ثم يتوب عليه ثم يعصيه، ثم يتوب عليه أو بالنظر إلى كثرة التائبين من العباد وتعليل قبوله التوبة بأنه تواب رحيم من باب التوسل إليه بصفات عفوه ورحمته (واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين) هو كالتفسير لشاكرين والثناء هو الشكر (بها) بسببها أوصلة مثنين ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 79).

(قابلين لها) متلقين لها بالقبول والرضا والشكر والإحسان إلى العباد (وأتمها علينا) لا تنزعها بسبب تقصيرنا عن شكرها (طب ك عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته (¬1). [1/ 421] 1477 - "اللَّهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتى وهواني على الناس يا أرحم الراحمين إلى من تكلني إلى عدو يتجهمني أم إلى قريب ملكته أمري إن لم تكن ساخطًا عليَّ فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع لي أعوذ بنور وجهك الكريم الذي أضاءت له السماوات وأشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل عليَّ غضبك أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك (طب عن عبد الله بن جعفر) ". (اللَّهم أشكوا إليك) هذا الدعاء قاله - صلى الله عليه وسلم - عند رجوعه من الطائف بعد أن نال من أهله ما نال من أذاهم وتقديم الظرف للحصر أي إليك لا إلى غيرك (ضعف قوتي) عن دفع الأعداء (وقلة حيلتي) احتيالي في هدايتهم (وهواني على الناس) حقارتي عندهم (يا أرحم الراحمين إلى من تكلني) تسلمني (إلى عدو يتجهمني) في القاموس (¬2): الجهم الوجه الغليظ المجتمع السمج جهم ككرم جهامة وجهومة وجهمه كمَنعَه وسَمِعَه استقبله بوجه كريه فيجهمه والمعنى إلى عدو يستقبلني بوجه قبيح (أم إلى قريب ملّكته أمري) فلا تصرُّف لي معه، وكأنه أراد بالقريب قريشًا وتمليكهم أمره أنه لم يجعل تعالى له ناصراً عليهم فكان مملكا لهم لا يطيعون له أمراً وأراد بالعدو من عداهم (إن لم تكن ساخطا علي فلا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (996)، والطبرانى (10/ 191، رقم 10426)، والحاكم (1/ 265)، وقال: صحيح على شرط مسلم. وأبو نعيم في الحلية (4/ 110). قال الهيثمي (10/ 179): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وإسناد الكبير جيد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1174). (¬2) القاموس المحيط (ص: 1409).

أبالي) أي فالعمدة رضاك عني فكل ما أصابني لا أبالي به ولا أكترث به (غير أن عافيتك أوسمع لي) استثناء منقطع أي لا أبالي ما وقع مع رضاك عني لكن عافيتك لي من أذى عبادك أوسع فأسألك إياها (أعوذ بوجهك الكريم الذي أضاءت له السماوات وأشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة) عوذ إلى الاستعاذة من غضبه تعالى ونزول سخطه والمراد بنور وجهه الأنوار الصادرة عن رضاه، والأولى ما أسلفناه من الإيمان بما ورد من غير تأويل والمستعاذ منه قوله (أن يحل على غضبك) من قوله تعالى: {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه: 81] وهو بضم المهملة وكسرها والمكسور في معنى الوجوب من حل الدين يحل إذا وجب أداؤه، والمعنى أن يجب على غضبك (أو ينزل على سخطك) هو قريب من التأكيد والتفسير للأول فإن الحلول والنزول متلاقيان والغضب والسخط كذلك فإنه فسرهما في القاموس (¬1) بضد الوضا (ولك العتبى حتى ترضى) هي بضم المهملة وسكون المثناة الفوقية فموحدة فألف مقصورة هي الترضي وهو طلب رضا الله أي لك مني أن أرضيك من نفسي حتى ترضى عني (ولا حول ولا قوة إلا بك) هو بعد قوله: "لك العتبى" كالاحتراس عما يوهمه استقلاله بإرضائه من نفسه وعدم احتياجه إلى إعانته تعالى (طب عن عبد الله بن جعفر) (¬2). 1478 - "اللَّهم واقية كواقية الوليد قال أبو يعلى يعني المولود (ع عن ابن عمر) ". ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 154). (¬2) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (6/ 35) وقال الهيثمي: فيه ابن إسحاق، وهو مدلس ثققع وبقية رجاله ثقات. وأخرجه أيضًا: ابن عدى (6/ 111، ترجمة 1623 محمَّد بن إسحاق بن يسار) وقال: هذا حديث أبى صالح الراسبي لم نسمع أن أحدا حدث بهذا الحديث غيره ولم نكتبه إلا عنه. وأخرجه الضياء في المختارة من طريق الطبراني (9/ 179، رقم 162).

(اللَّهم واقية) بالنصب مفعول وهي مصدر وقاه يقيه حفظه عما يحذر (كواقية الوليد) هو الطفل فعيل بمعنى مفعول وقيل: أراد به موسى -عليه السلام- لقوله تعالى: {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} [الشعراء: 18] أي كما وقيت موسى -عليه السلام- فرعون وهو في حجر فرعون فقني شر قومي وأنا بين أظهرهم أفاده في النهاية (¬1) (ع عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وإسناده مجهول (¬2). 1479 - "اللَّهم كما حسَّنت خَلْقي فأحسن خلقي (حم عن ابن مسعود) ". (اللَّهم كما حسنت خلقي) بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام بأن خلقتني في أحسن تقويم (فحسّن خلقي) بضم المعجمة وسكون اللام وقد يضم هي السجية والطبع والمروءة والدين قاله في القاموس (¬3) وتقدم تفسيره مرارًا وهذا توسّل بالإحسان السابق إلى طلب الإحسان اللاحق كما قال زكريا: {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا} [مريم: 4] (حم عن ابن مسعود) قال الشارح: بإسناد جيد جدًا (¬4). 1480 - اللَّهم احفظني بالإِسلام قائمًا واحفظني بالإِسلام قاعدًا واحفظني بالإِسلام راقدًا ولا تشمت بي عدوًا لي اللَّهم إني أسألك من كل خير خزائنه بيدك وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك (ك عن ابن مسعود) ". (اللَّهم احفظني بالإِسلام قائماً) أي احفظني بمصاحبة الإِسلام [1/ 422] في حال قيامي (واحفظني بالإِسلام قاعدًا) مثله (واحفظني بالإِسلام راقدًا) ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 223). (¬2) أخرجه أبو يعلى (5527). قال الهيثمي (10/ 182): فيه راو لم يسم، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1216) والسلسلة الضعيفة (686). (¬3) القاموس المحيط (1137). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 68) قال الهيثمي (10/ 173): رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1307).

واحفظني عن الأسواء في هذه الأحوال بسبب الإِسلام لك والانقياد (ولا تشمت بي) في القاموس (¬1) شمت كفرح شماتًا وشماتة فرح ببلية العدو أي لا تفرح (عدوا لي) ببلية أقع فيها (ولا حاسدًا) وهو دعاء بأن يحفظه من أن يحل به بلية (اللَّهم إني أسألك من كل خير خزائنه) مبتدأ (بيدك) خبره (وأعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك) وقد علم أن خزائن الأمر بيده تعالى فهو عام لخير الدارين (ك عن ابن مسعود) (¬2). 1481 - "اللَّهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار (ك عن ابن مسعود) ". (اللَّهم إني أسألك موجبات رحمتك) أي كلمة لا إله إلا الله وفروعها من الأعمال الصالحة، سميت موجبات لأنه توجب لصاحبها الجنة أي تثبتها له فضلًا من الله ونعمة (وعزائم مغفرتك) جمع عزيمة وقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الزكاة: عزمة من عزمات ربنا أو واجب من واجباتها، والمراد هنا موجبات المغفرة وهي التوبة والأعمال الصالحة وفي القاموس (¬3): عزائم الله فرائضه التي أوجبها ويحتمل أن يكون المراد أسألك الإعانة على الفرائض التي هي سبب مغفرتك (والسلامة من كل إثم) الإثم الذنب (والغنيمة من كل بر) من كل خير، وسماه غنيمة ما تزود به من دار الدنيا لدار الآخرة كالغنيمة التي تؤخذ من غير مال الإنسان وذاك لأنّ دار الدنيا ليست بدار حقيقية ولا مالها مال اتخاذ وبقاء فما أخذ منه فما هو إلا غنيمة (والفوز بالجنة) الفوز هو النجاة والظفر بالخير ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 898). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 525) وقال: صحيح على شرط مسلم. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1260) والسلسلة الصحيحة (1540). (¬3) القاموس المحيط (ص 1468).

(والنجاة من النار أي) الخلوص منها (ك عن ابن مسعود) (¬1). 1482 - "اللَّهم متعني بسمعي وبصري حتى تجعلهما الوارث مني، وعافني في ديني، وفي جسدي وانصرني على من ظلمني حتى تريني فيه بثأري، اللَّهم إني أسلمت نفسي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك لا ملجأ منك إلا إليك آمنت برسولك الذي أرسلت وبكتابك الذي أنزلت (ك عن علي) " (صح). (اللَّهم متعني بسمعي وبصري) في القاموس (¬2) أمتعه بكذا أبقاه وأنشأه إلى أن ينتهي شبابه كمتّعه انتهى أي متعني ببقائهما صحيحين (حتى تجعلهما الوارث مني) أي كأنهما يرثان كل قوة تضعف مني (وعافني في ديني) بالسلامة عن أسقام الآثام (وعافني في جسدي) من العلل والأسقام (وانصرني على من ظلمني حتى يريني فيه ثأري) إن قلت هلا سأل أن لا يظلمه أحد؟. قلت: جرت حكمة الله يجعل بعض البشر لبعض عدوًا فلم يسأله خلاف ما جرت به حكمته إنما سأله النصر الذي تكفل به لعباده المؤمنين (اللَّهم إن أسلمت نفسي إليك) قدرتها لك مستسلمًا لأمرك (وفوضت أمري إليك) في النهاية (¬3): يُقال فوض الأمر إليه تفويضا إذا رده إليه وجعله الحاكم فيه (وألجأت) بالهمز (ظهري إليك) فيها أيضًا لجأت إلى فلان إذا استندت إليه واعتضدت به والظهر خلاف البطن ويزاد في الكلام إشباعًا كما مر في قوله عن ظهر غنى (وخليت) بالخاء المعجمة على ضبط النسخ وفي بعضها بالجيم ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 525) وقال: صحيح على شرط مسلم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1184) والسلسلة الضعيفة (2908). (¬2) القاموس المحيط (980). (¬3) النهاية (3/ 479).

والأول واضح وجهي إليك والثاني يراد به جليته عن إرادة سواك بعبادته (لا ملجأ) بالهمز (منك) لا معقل ولا ملاذ يعصمني منك ويمنعني منك (إلا) ينتهي (إليك) ويرجع وهو نهاية التفويض (آمنت برسولك الذي أرسلت) يحتمل الإضافة العهدية وهي الأصل أي بمحمد وهو يلزم منه الإيمان بكل رسل الله أو الجنس بكل رسول أرسلته ويلزم منه ما لزم في الأول ويجري الاحتمالان في إضافة (وبكتابك الذي أنزلت) وهذه الجملة كالبيان لقوله اللَّهم إني أسلمت نفسي إليك، ولذا فضلت عنها لأنّ في ضمن هذا الإِسلام بالرسول والكتاب إسلام النفس والتفويض الأمر فإن من آمن بالرسول والكتاب كانت هذه صفاته (ك عن علي) رمز المصنف لصحته (¬1). 1483 - "اللَّهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم والقسوة والغفلة والعِيْلَة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر والفسوق والشقاق والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم والبكم والجنون والجذام والبرص وسيء الأسقام (ك) والبيهقي في الدعاء عن أنس" (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من العجز) في النهاية (¬2): هو ترك ما يجب فعله بالتسويف وهو عام في أمور الدنيا والدين (والكسل) في القاموس (¬3) وهو التثاقل عن الشيء والفتور فيه والعجز والكسل أخوان لأنّ بهما يفوت على العبد منافعه وفواتها إما من عدم قدرة وهو العجز أو من عدم إرادة وهو الكسل (والجبن والبخل) هما أخوان أيضًا لأنّ بهما يحبس الخير عن العبد والنفع ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 142) وقال: صحيح على شرط مسلم. وأخرجه أيضًا: البخاري في الأدب المفرد (650). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1269). (¬2) النهاية (3/ 186). (¬3) القاموس المحيط (ص 1360).

لنفسه لبني جنسه؛ لأنه إما أن يكون منع نفعه بيده وهو الجبن أو بماله وهو البخل ولهذا قرن في الأحاديث بين هاتين الصفتين كما قرن بين الأولتين (والهرم) وهو الكبر وهو استعاذة من أن يرد إلى أرذل العمر كما ورد بهذا اللفظ في الأحاديث الأخرى ويأتي قريبًا [1/ 423] في حديث ابن مسعود عطفه عليه تفسيرًا له به لأنه يعود في الحال ضعيف البنية، سخيف العقل قليل الفهم كما قال تعالى: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} [النحل: 70] {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ} [يس: 68] نجعله يتناقص حتى يصير في حالة شبيهة كحالة الصبي (والقسوة) قسوة القلب فقد ذم الله أهلها في الآيات وهي غلظته وصلابته (والغفلة) هي الاسم من غفل عنه يغفل تركه وفسرت بغيبة الشيء المهم عن البال وعدم تذكره والسهو عنه (والعيلة) بالمهملة ومثناة تحتية وهي الفقر من قوله: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً} [التوبة: 28] (والذلة) الهوان على الناس ونظرهم إليه بعين الاحتقار (والمسكنة) قلة المال والحال السيئة (وأعوذ بك من الفقر) فقر النفس لا ما هو المتبادر من الحاجة الضرورية (والكفر) قرن بينهما كما ورد أنه: كاد الفقر يكون كفرا (والفسوق) مصدر فسق وهو الخروج عن طاعة الله (والشقاق) بكسر الشين المعجمة وقاف وبعد الألف فقاف وهو الخلاف والعداوة بحيث يصير كل واحد من المشاقين في شقاء (والنفاق) فعل المنافقين وهو إظهار الإيمان وإبطان الكفر (والسمعة) بضم المهملة وتفتح هو إظهار العمل ليسمع (والرياء) هو كالتفسير للسمعة وكثيرًا ما يقرن بينهما أي ليسمع العمل من غاب عنه ويراه من شاهده ومنه الحديث: "إنما فعله سمعة ورياء" أي ليسمعه الناس ويروه (وأعوذ بك من الصمم) محركه انسداد الأذن وثقل السمع (والبكم) محركة الخرس (والجنون) زوال العقل (والجذام) تقدم فيه الكلام (والبرص) داء معروف (وسيئ الأسقام) عام لما سلف وغيره من

الأمراض الفاحشة مثل الاستسقاء والمرض الطويل وإنما استعاذ - صلى الله عليه وسلم - من ذلك لأنه يؤدى إلى النفرة وتشويه الخلقة قال الخطابي (¬1): يشبه أن تكون استعاذته من هذه الأسقام لأنها عاهات تفسد الخلقة وتبقى الشين وبعضها يؤثر في العقل وليست كسائر الأمراض التي لا تجري مجرى العاهات وإنما هي كفارات وليست بعقوبات ولم يقل - صلى الله عليه وسلم - من سائر الأسقام لأنّ بعضها قد يثاب عليه بالصبر وعدم القلق كالصدل والحمى والرمد. انتهى (ك والبيهقي في الدعاء عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقروه (¬2). 1484 - "اللَّهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع ومن الجوع فإنه بئس الضجيع ومن الخيانة فإنها بئست البطانة ومن الكسل والبخل والجبن ومن الهرم وأن أرد إلى أرذل العمر ومن فتنة الدجال وعذاب القبر وفتنة المحيا والممات اللَّهم إني أسألك قلوبًا أواهة مخبتة منيبة في سبيلك، اللَّهم إنا نسألك عزائم مغفرتك ومنجيات أمرك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار (الحاكم عن ابن مسعود) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع) بالنفي متوجه إلى القيد كما في قوله (وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع) تقدم الكلام على كل ما ذكر (ومن الجوع) وهو الألم الذي ينال الحيوان من خلو المعدة (فإنه بئس الضجيع) المضاجع سمى به الجوع لأنه ألصق شيء بالإنسان ولأن أثره يتصل ¬

_ (¬1) انظر: معالم السنن للخطابي (1/ 258). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 530) وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وأخرجه الطبراني في الصغير (316)، وفي الدعاء (1343)، والبيهقي في الدعوات الكبير (297)، والضياء (6/ 344، رقم 2370). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1285).

بالإنسان اتصال الضجيع ويتألم به من قمته إلى قدمه (ومن الخيانة) هو أن يؤتمن الإنسان فلا ينصح (فإنها بئست البطانة) بكسر الموحدة أي ليس الشيء الذي يبطنه الإنسان أي من أن أخون أو أخان (ومن الكسل والبخل والجبن ومن الهرم وأن أرد إلى أرذل العمر) هو تفسير للهرم (ومن فتنة الدجال) تقدم الكلام فيه (وعذاب القبر) شامل لضمته ولسؤال الملكين (وفتنة المحيا والممات) [1/ 424] عام لكل ما سبق (اللَّهم إنا نسألك قلوباً أوَّاهةً) هو المتأوه المتضرع وقيل الكثير البكاء، وقيل الكثير الدعاء (مخبتةً) بالخاء المعجمة فموحدة فمثناة فوقية والمخبت الخاشع المطيع (منيبة) من الإنابة وهي الرجوع إلى الله بالتوبة (في سبيلك) قيد لما سلف أي يكون كل ما ذكر في سبيلك (اللَّهم إنا نسألك عزائم مغفرتك) جمع عزيمة وهي ما يعزم بها تعالى على غفران الذنوب من رحمته أو الطاعات التي تكون سببا للرحمة وللمغفرة (ومنجيات أمرك) ما ينجينا من أمرك (والسلامة من كل إثم) بعصمتك لنا (والغنيمة من كل بر) بتوفيقك (والفوز بالجنة والنجاة من النار) (ك عن ابن مسعود) ورمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وقال العراقي: ليس كما قال (¬1). 1485 - "اللَّهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري (ك عن عائشة) " (صح). (اللَّهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سنين وانقطاع عمري) لأنه وقت تضعف فيه القوى عن طلب المعاش ووقت يكثر من الطبيعة تقاضيها لما يقويها من الأغذية والأكسية وعطف انقطاع العمر من التفسيري (ك عن عائشة) ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 534) وقال: صحيح الإسناد. وقال العراقي (1/ 279): وليس كما قال، إلا أنه ورد مفرقًا في أحاديث جيدة الأسانيد. وقال الذهبي: حميد متروك أهـ وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1201) والسلسلة الضعيفة (2908)

رمز المصنف لصحته (¬1). 1486 - "اللَّهم إني أسألك العفة والعافية في دنياي وديني وأهلي ومالي اللَّهم استر عوراتي وأمن روعتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك أن أغتال من تحتي (البزار عن ابن عباس) ". (اللَّهم إني أسألك العفة) بكسر العين المهملة قال في القاموس (¬2): هي الكف عما لا يحل ولا يَجْمُل (والعافية في دنياي) هي السلامة من شرور الدنيا (وديني) السلامة من شرور الدين (وأهلي ومالي) من الخاص بعد العام (اللَّهم استر عوراتي) العورة كلما ما يستحى منه إذا ظهر (وأمن روعتي) تقدم الكلام في هذا كله (واحفظني من بين يدي ومن خلفي) من جهة الأمام والوراء (وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي) من الثلاث الجهات وهي الجهات التي قال: فيها إبليس أنه يأتي بني آدم منها إلا أنه زيد هنا جهة الفوق والتحت كما قال (وأعوذ بك أن أغتال من تحتي) بالغين المعجمة والمثناة الفوقية في النهاية (¬3): يقال غاله يغول واغتاله إذا ذهب به وأهلكه انتهى. وأريد هنا الخسف ونحوه وأفرده بالاستعاذة لأنه من عذاب الله الذي يصيب به أعداؤه كما في قارون (فخسفنا به وبداره الأرض) (البزار (¬4) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف يونس (بن خباب). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 542) وقال: حسن الإسناد والمتن غريب. وأخرجه أيضًا: الطبراني في الأوسط (3611). قال الهيثمي (10/ 182): إسناده حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1255) والصحيحة (1539). (¬2) القاموس المحيط (ص 1089). (¬3) النهاية (3/ 397). (¬4) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (10/ 277) وقال: يونس بن خباب وهو ضعيف وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (1274).

1487 - "اللَّهم أسألك إيمانًا يباشر قلبي حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي ورضني من المعيشة بما قسمت لي (البزار عن ابن عمر) ". (اللَّهم إني أسألك إيمانًا يباشر قلبي) يخالطه ويتصل ببشرته وباشر المرأة إذا جامعها وصارا في ثوب واحد فباشرت بشرته وبدنه فيوصف الإيمان بصفات الأجسام لكمال المخالطة (حتى أعلم أن لا يصيبني إلا ما كتب لي) فيتم له الرضا بالقضاء كما في حديث: "أسألك الرضا بالقضاء" (¬1) ولا يتم ذلك إلا لمن كمل إيمانه (وأسألك رضا من المعشية بما قسمت لي) فإن الرضا بذلك يتم به طيب الحياة (البزار عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف سعيد بن سنان (¬2). 1488 - "اللَّهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة وأنا محمَّد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثلي ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين (ت عن علي) ". (اللَّهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك) تقدم الكلام على الخليل (دعاك لأهل مكة بالبركة) وهو دعاؤه لأهلها بأن يرزقهم من الثمرات الذي حكاه الله وفي ضمنه الدعاء بالبركة لأنه عام الرزق إذ رزق لا بركة فيه لا خير فيه (وأنا محمَّد عبدك ورسولك) قد شاركت إبراهيم في صفة العبودية والرسالة ولم يذكر - صلى الله عليه وسلم - اختصاصه بالحبيب كاختصاص إبراهيم بالخلة تواضعا وإلا فقد تقدم حديث أبي هريرة إن الله اتخذ إبراهيم خليلًا وموسى نجيا واتخذني حبيبًا وقال: وعزتي وجلالي [1/ 425] لأوثرن حبيبي على خليلي ونجي وقد ورد في حديث ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 697). (¬2) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (10/ 181) قال الهيثمي: فيه أبو مهدى سعيد بن سنان، وهو ضعيف في الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1192) وقال: ضعيف جدًا.

آخر أنه - صلى الله عليه وسلم - خليل الله (أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم) فيما يكال بهما من إطلاق المحل على الحال أو في المذكورين حتى تفيض البركة منهما وتتصل بالمكيال وفي القاموس (¬1) المد هو رطلان أو رطل وثلث أو ملء كفي الإنسان المعتدل إذا ملأهما ومد يده بهما وبه سمى مدًا وقد جربت ذلك فوجدته صحيحًا وقال الصاع أربعة أمداد كل مد رطل وثلث قال الداودي: في معياره الذي لا يختلف أربع حفنات بكفي الرجل الذي ليس بعظيم الكفين ولا صغيرهما (مثلي ما باركت) فيه (لأهل مكة مع البركة بركتين) تضاعف لأهل المدينة مع بركة أهل مكة بركتين فيكون لأهل المدينة مثلى أهل مكة مع بركة أهل مكة الذي سألها إبراهيم فيكون لأهل المدينة ثلاث بركات بركة أهل مكة المشار إليها بقوله مع البركة ومثليها المشار إليه بقوله بركتين فزيادة قوله مع البركة بركتين أفاد أن المطلوب ليس مثلى بركة مكة على الأصل المبارك فيه فقط كما هو المتبادر من قوله مثلي ما باركت بل المطلوب مثليها على المبارك مع بركة مكة فيكون مد أهل مكة بمدين من غيرها ومد المدينة بأربعة (ت عن علي) وأخرجه أحمد ورجاله رجال الصحيح (¬2). 1489 - "اللَّهم إن إبراهيم حرم مكة فجعلها حرامًا وإني حرمت المدينة حرامًا ما بين مأزميها أن لا يراق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح لقتال ولا يخبط فيها شجرة إلا لعلف، اللَّهم بارك لنا في مدينتنا اللَّهم بارك لنا في صاعنا اللَّهم بارك لنا في مدنا، اللَّهم اجعل مع البركة بركتين والذي نفسي بيده ما من المدينة شعب ولا نقب إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها (م عن أبي سعيد) " (صح). ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 407). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 115). وأخرجه أيضًا: الترمذي (3914) وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى (4270)، والضياء (543). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1272).

(اللَّهم إن إبراهيم حرم مكة) حرمها الله على لسانه أو فوض ذلك إليه (فجعلها حرمًا وإني حرمت المدينة) على أحد الوجهين ويدل للأول حديث أبي هريرة عند البخاري: "حرم ما بين لابتي المدينة على لساني حرامًا" (¬1)، (ما بين مازميها) مازم كمدين ومأزم الأرض مضايقها. قال السمهودي في الخلاصة (¬2): مأزما المدينة جبلاها كما صوَّبه النووي (¬3) وهما عَيْر وثَوْر كما في رواية مسلم: "حرم ما بين عير إلى ثور" (¬4) ولأبي داود مثله، وزاد: "لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقيطها إلا من أشاد بها ولا يصلح للرجال أن يحمل فيها سلاح لقتال ولا يقطع فيها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره" (¬5)، وللطبراني برجال ثقات: "وما بين عير وأحد حرام حرمه رسول الله". ولأحمد نحوه (¬6)، وللبخاري (¬7) عن أبي هريرة: "لو رأيت الظباء بالمدينة ما ذعرتها والأحاديث في ذلك كثيرة، قال السمهودي (¬8): وهذا مذهب الأئمة الثلاثة يعني القول بتحريمها وخالف فيه أبو حنيفة وهو مردود عليه بالأحاديث الثابتة (أن لا يراق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح لقتال) هذا كتحريم القتال في مكة (ولا تخبط منها شجرة إلا لعلف) وقد ثبت أيضًا استثناء ما يساق به الجمل وقد أباح - صلى الله عليه وسلم - سلب من وجد يفعل ذلك في حديث سعد بن أبي وقاص قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1770). (¬2) انظر: خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى (1/ 191). (¬3) في شرح صحيح مسلم (9/ 147). (¬4) انظر شرح صحيح مسلم (9/ 143). (¬5) أخرجه أبو داود (2030)، وانظر: معالم السنن (2/ 532). (¬6) أخرجه أحمد (5/ 450)، وانظر: فتح الباري (2/ 93). (¬7) أخرجه البخاري (1873)، ومسلم (1372) وانظر: فتح الباري (4/ 89) (¬8) انظر: خلاصة الوفاء (1/ 217).

يقول: "من وجد من يعضد أو يخبط شيئًا من عضاه المدينة بريدًا في بريد فله سلبه"، ولمسلم (¬1): أن سعدًا ركب إلى قصره بالعقيق فوجد عبدًا يخبط شجرة أو يقطع فسلبه فلما رجع سعد جاءه أهل العبد فسألوه أن يرد على غلامهم أو عليهم ما أخذ على غلامهم فقال معاذ الله أن أرد شيئًا فضلنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[1/ 426] وقد زيد في رواية أحمد (¬2): "لا يختلى خلاها ولا ينفر صيدها ولا يلتقط لقطتها"، (اللَّهم بارك لنا في مدينتنا اللَّهم بارك لنا في صاعنا اللَّهم بارك لنا في مدنا اللَّهم اجعل مع البركة بركتين) لأنه ليس المراد التثنية بل مطلق الزيادة من باب: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4]، (والذي نفسي بيده ما من شِعب) بكسر المعجمة في القاموس (¬3) أنه الطريق في الجبل مسيل الماء في بطن الأرض أو ما انفرج بين جبلين انتهى. فيحتمل أنه أراد كل هذه المعاني (ولا نقب) بفتح النون وسكون القاف (إلا عليه ملكان يحرسانها حتى تقدموا إليها) هذا الحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره يخبر أصحابه بأن الملائكة يحرسون المدينة عن العدو وقد ثبت مثل هذا في حفظها من الدجال (م عن أبي سعيد) (¬4). 1490 - "اللَّهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم ومن فتنة القبر وعذاب القبر ومن فتنة النار وعذاب النار ومن شر فتنة الغني وأعوذ بك من فتنة الفقر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللَّهم اغسل عني خطاياي بالماء والثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد ¬

_ (¬1) مسلم (1364). (¬2) بل وجدت هذه الزيادة كذلك عند البخاري (1984). (¬3) القاموس المحيط (ص: 130). (¬4) أخرجه مسلم (1374).

بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب (ق ت ن 5 عن عائشة) ". (اللَّهم إن أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم) مصدر وُضِع موضع الاسم ويراد به مغرم الذنوب والمعاصي ويقال المغرم كالغرم وهو الدين ويراد به ما استدين فيما يكرهه الله أو فيما يجوز ثم عجز عن أدائه فأما دين احتاج إليه وهو قادر على أدائه فالاستعاذة منه وتقدم غير هذا (ومن فتنة القبر) سؤال الملكين فهو استعاذة عن الجواب بما لا ينجو به (وعذاب القبر) خاص بعد عام إن أريد بالفتنة ما يشمل العذاب وأنه أريد ما فسرناه بها فهو عام بعد خاص أو هما غيران (ومن فتنة النار) هي المعاصي التي تأول بصاحبها إلى النار أو المراد ما يفتق به أهل النار من عذابها فيكون عطف عذاب النار كالتفسير لها (ومن شر فتنة الغني) هي الطغيان الذي أشار إليه قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق: 6، 7]، والتي أشار إليها قوله تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 27] (وأعوذ بك من فتنة الفقر) فقد كاد يكون كفرًا (وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال) سمي الدجال بالمسيح لأنّ إحدى عينيه ممسوحة يقال رجل ممسوح العين ومسيح وهو لا يبقى على أحد شقي وجهه عين ولا حاجب إلا استوى وقيل: لأنه يمسح الأرض أي يقطعها قاله في النهاية (¬1) (اللَّهم اغسل عني خطاياي بالماء والثلج والبرد) خصهما بالذكر تأكيدًا للطهارة ومبالغة فيها، قال بعض المحققين: خصهما لشدة بردهما وهو يضاد ما في المعاصي من النارية والحرارة والضد يدفعه الضد (ونق قلبي من الخطايا) خلصه عنها وفيه أن الخطايا كامنة في القلب يحتاج إلى التنقية ولذا لم يقل واجعله خالصًا عن الخطايا (كما نقيت الثوب الأبيض من ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 698).

الدنس) بمهملة مفتوحة وسين مهملة الوسخ يقال تدنس الثوب إذا اتسخ (وباعد بيني وبين خطاياي) بمغفرتك أي باعد بيني وبين جزائها ويحتمل حل بيني وبين مواقعة الذنوب بألطافك حتى لا أقربها (كما باعدت بين المشرق والمغرب) أي لا يبقى لها اتصال بي كما لا يتصل المشرق بالمغرب (ق ت ن 5 عن عائشة) (¬1) (صح). 1491 - "اللَّهم إنى أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم اللَّهم إنى أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك اللَّهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا (5 عن عائشة) ". (اللَّهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله) بدل من الخير بعد تأكيده (ما علمت منه وما لم أعلم) تأكيد بعد تأكيد (وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم) هو أجمع حديث في سؤال الخير والاستعاذة من الشر فهو من جوامع الكلم (اللَّهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك) الإضافة للعهد والمراد به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وهذا تخصيص بعد التعميم وكلمة "من" لبيان المسئول وأنه من الخير الذي سأله - صلى الله عليه وسلم - ولو حذفت [1/ 427] لأفاد إنه طلب أفضل مما طلبه - صلى الله عليه وسلم - وليس بمراد أو تبعيضية إشارة إلى أنه لا يحسن من العبد أن يسأل مثل ما سأله - صلى الله عليه وسلم - وأنه من الاعتداء المنهي عنه إذا كان الدعاء تعليما للغير كما هو المتبادر من العبارة وأما إذا كان من أدعيته - صلى الله عليه وسلم - لنفسه وأنه ¬

_ (¬1) أخرجه البخارى (6007) ومسلم (589) وأبو داود (880)، والترمذي (3495) وقال: حسن صحيح. والنسائي (5466)، وابن ماجه (3838).

وضع الظاهر موضع الضمير في عبدك ونبيك وهي لبيان المسئول أي أسألك خير ما سألتك عنه (وأعوذ بك من شر ما عاذ به) الباء في به سببيه أي ما طلب العوذ بك بسبب كراهته وليست صلة للاستعاذة لعدم مناسبته المقام كما لا يخفى (عبدك ونبيك) كذلك في الأمرين (اللَّهم إني أسألك الجنة) وأسألك فعل (ما قرب إليها من قول وعمل) ولم يذكر التروك لأنها داخلة تحت الأعمال وفي عطفه على سؤال الجنة إشارة إلى أنها لا تدخل إلا بعمل كما أن تقديم سؤال الجنة إشارة إلى أنها لا تدخل بمجرد العمل وقدمنا تحقيق ذلك (وأعوذ بك من النار وما قرب منها من قول أو عمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا) أي أعده وأراه خيرًا فأرضى به وإلا فإنه معلوم أن كل قضاء قضاه الله عز وجل فهو خير للعبد وإن كان شرًا في الظاهر، ويشهد له حديث: "عجبًا للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً" (¬1) (5 عن عائشة) ورواه أيضًا عنها أحمد وغيره (¬2). 1492 - "اللَّهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت به فرجت (5 عن عائشة) ". (اللَّهم إني أسألك) متوسلًا إليك (باسمك الطاهر) من كل دنس (الطيب) لفظه ومعناه (المبارك) الزائد خيره على كل اسم وكل أسمائه تعالى لها الطهارة والطيب والبركة لكن بعضها أكمل في ذلك من بعض إما لكمال معناه أو لسر ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2999). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3846) قال البوصيرى (4/ 141): هذا إسناد فيه مقال. وأحمد (6/ 57)، وابن حبان (869). وأخرجه أيضًا: ابن أبي شيبة (29345)، وأبو يعلى (4473). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1276).

استأثر الله به (الأحب إليك الذي إذا دعيت به أجبت) عام في استجلاب المحبوب واستدفاع المكروه (وإذا سئلت به أعطيت) خاص في الأول ويحتمل أنه لهما فدفع المكروه عطية (وإذا استرحمت به رحمت وإذا استفرجت) طلب منك الفرج متوسل به (فرّجت) كربته وهذا توسل إليه باسمه الأعظم لديه ولم يذكر المتوسل إليه والمراد ثم يدعو بما شاء (5 عن عائشة) وبوب عليه باب اسم الله الأعظم (¬1). 1493 - "اللَّهم من آمن بي وصدقني وشهد أن ما جئت به الحق فأقل ماله وولده وعجل قبضه، اللَّهم ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أن ما جئت به الحق فأكثر ماله وولده وأطل عمره (5 عن عمر بن غيلان الثقفي طب عن معاذ) ". (اللَّهم من آمن بي وصدقني) عطف تفسيري فإن الإيمان به تصديقه كما أن قوله (وعلم أنما جئت به هو الحق من عندك) قد شمله ذلك جملة (فأقلل ما لَه وولَده) لما كان كثرة المال والولد مطغاةً ملهاةً سأل الله تعالى أن يقلل مالَ من آمن به وولده لتقل فتنته في الدنيا ويتم توفره على ما فيه صلاح حاله (وحبب إليه لقاءك) فإن من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه (وعجل له القضاء) الموت لأنّ طول الحياة مظنة الفتنة (ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني ولم يعلم أنما جئت به الحق من عندك) لتعاميه وإعراضه عما دعاه الله إليه (فأكثر ماله وولده وأطل عمره) اخذله بهذه الأسباب واشغله عما ينفعه في المعاد وقد علل موسى -عليه السلام- ضلال فرعون بكثرة ما أعطاه الله من الزينة والأموال فقال: {رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ} [يونس: 88] (5 عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3859). قال البوصيري (4/ 146): هذا إسناد فيه مقال. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1193).

عمر بن غيلان الثقفي طب عن معاذ [1/ 428] سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عمرو بن واقد إلا أنه يعتضد بوروده من طرق أخر (¬1). 1494 - "اللَّهم من آمن بك وشهد أنى رسولك فحبب إليه لقاءك وسهل عليه قضاءك وأقلل له من الدنيا ومن لم يؤمن بك ولم يشهد أنى رسولك فلا تحبب إليه لقاءك ولا تسهل عليه قضاءك وأكثر له من الدنيا (طب عن فضالة) ". (اللَّهم من آمن بك وشهد أني رسولك) هذا ملزوم للأول إذ من صدق أنه رسوله تعالى فقد آمن بالله ولا عكس (فحبب إليه لقاءك) فإذا أحب لقاء الله تعالى اجتهد في الأعمال الصالحة (وسهّل عليه قضاؤك) وهو الموت المقضى به أو كل قضاء جرى به قضاؤه عليه (وأقلل له من الدنيا) ليزداد بالآخرة شغلًا (ومن لم يؤمن بك ويشهد أني رسولك فلا تحبب إليه لقاءك) خذلانًا له (ولا تسهّل عليه قضاءك) في كل أموره (وكثر له من الدنيا) حتى تشغله بها من كل شيء لتكثر عليه أسباب العقاب ولا يرد عليه أنه دعا لأنس بكثرة المال والولد لاختلاف ذلك باختلاف الأشخاص كما يفيده الحديث القدسي: "إن من عبادي من لا يصلحه إلا الغنى" (¬2) الحديث (طب عن فضالة) بزنة سحابة (بن عبيد) مصغر عبد ورجاله ثقات (¬3). 1495 - "اللَّهم إني أسألك الثبات في الأمر وأسألك عزيمة الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك لسانًا صادقًا وقلبًا سليمًا وأعوذ بك من ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4133) وابن عدى (5/ 118 ترجمة 1283 عمرو بن واقد)، والطبرانى (20/ 85، رقم 161) قال الهيثمي (10/ 285): فيه عمرو بن واقد، وهو متروك. والبيهقي في شعب الإيمان (1476). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1215). (¬2) تاريخ بغداد (6/ 14)، الفردوس بمأثور الخطاب (8098). (¬3) أخرجه الطبراني (18/ 313 رقم 808) قال الهيثمي (10/ 286): رجاله ثقات. وأخرجه أيضًا: ابن حبان (208). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1311).

شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم وأستغفرك مما تعلم إنك أنت علام الغيوب (ت ن) عن شداد بن أوس". (اللَّهم إني أسألك الثبات) هو مصدر ثبت على الشيء إذا لازمه ودام عليه (في الأمر) هو ما أمر الله به من فعل واجب أو ترك محرم أي أسألك الملازمة والدوام على فعل ما أمرت به وترك ما نهيت عنه (وأسألك عزيمة الرشد) هي مصدر عزم على الأمر إذا أراد فعله وقطع عليه أو جد في الأمر كما في القاموس (¬1) والرشد مصدر رشد كنصر وفرح رشدا بضم الراء وسكون الشين ورشدا بفتحها اهتدى أي أسألك إرادة الرشد والجد في فعله فالأول سؤال للدوام على أوامر الله والثاني سؤال على إرادة الهدى والجد في فعله (وأسألك شكر نعمتك) يحتمل أن التاء للوحدة الحقيقية أي شكر نعمة واحدة من نعمك إشارة إلى أن العبد وإن اجتهد في الشكر لم يقم على شكر نعمة واحدة مع سؤاله لمولاه الإعانة ويحتمل أنه للجنس (وحسن عبادتك) أي العبادة المتصفة بالإحسان الذي فسرها حديث: الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه"، والمراقبة لله فإن من راقب مولاه أحسن عبادته وإحسان الطاعة أن لا (يشوبها) بشيء من المخالفات لأوامر الله ولا بشيء من الرياء (وأسألك لسانا صادقًا) تقدم (وقلبًا سليماً) من أمراض الشهوات والشبهات (¬2). واعلم أن القلوب ثلاثة مريض وميت وحي وهو السليم وقد أشار الله تعالى إلى الثلاثة في آيات من القرآن في قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} إلى قوله: {لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ} [الحج: 52، 53] الآية. ثم {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [الحج: 54] ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 543). (¬2) وضع المؤلف هنا عنوانًا في الحاشية: (مطلب في تقسيم القلوب).

فجعل القلوب ثلاثة: قلبين مفتونين وقلبًا ناجيًا فالأَولان القلب الذي فيه مرض والقاسي والثالث القلب الناجي المؤمن المخبت إلى ربه وهو المطمئن له الخاضع المستسلم المنقاد (¬1) وهو القلب السليم وقد اختلف الناس في حقيقته والقول الجامع أنه الذي يسلم من كل شهوة مخالفة لأمر الله ونهيه ومن كل شبهة تخالف خبره وسلم من عبودية ما سواه وسلم من تحكيم غير مولاه ورسوله وسلم [1/ 429] من محبة غير الله معه ومن خوفه ورجاءه والتوكل عليه والإنابة إليه والذل له وإيثار مرضاته في كل حال والتباعد عن سخطه بكل طريق فهذا هو القلب السليم ولما كان القلب ملك الأعضاء والمتصرف فيها وهي جنوده لا تقدم ولا تحجم إلا عن أمره ويستعملها فيما شاء من أوامره فكلها تحتم ملكه وعبوديته وقهره تكسب منه الاستقامة والزيغ فخص الدعاء بسلامته لأنه إذا سلم سلمت جميع الجوارح عن المخالفة وإذا سلمت فكل الناس قد سلموا (وأعوذ بك من شر ما تعلم وأسألك من خير ما تعلم) رد الأمر إليه تعالى في الأمرين تفويضا وإقرارا بالعجز عن معرفة ما ينفعه وما يضره (وأستغفرك مما تعلم) من إتيان ما لا ترضاه (إنك أنت علام الغيوب) هو تعليل للثلاثة أمور (ت ن عن شداد بن أوس) (¬2). 1496 - "اللَّهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللَّهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون (م عن ابن عباس) " (صح). (اللَّهم لك أسلمت) أنقدت بما أمرت به (وبك آمنت) تقديم الطرفين للحصر كما أنه في قوله (وعليك توكلت) كذلك وفي (وإليك أنبت) وتقدم ¬

_ (¬1) عنوان آخر في الحاشية: (مطلب في القلب السليم). (¬2) أخرجه الترمذي (3407) والنسائي (3/ 54). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1190).

تفسير الكل (وبك خاصمت) بسبب الإيمان بك جادلت الكفار والمنافقين أو بقدرتك التي أقدرتني بها (اللَّهم إني أعوذ بعزتك) ألتجأ بصفة العزة التي لك فإن من التجأ إلى ذي العزة نجا (لا إله إلا أنت أن تضلني) وهو المستعاذ منه وجملة التوحيد اعتراضية والضلال ضد الاهتداء استعاذة من أسباب الإضلال من قسوة القلب بالمعاصي فتعسر الطاعة عليه وتسهل عليه المعصية كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 13] {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ} [الأنعام: 25] ونحوها وهذا أقرب ما يحمل عليه الإضلال أينما ورد مسندًا إليه تعالى وللمعتزلة فيه وفي نظائره تأويلات وتكلفات وللأشعرية شيء من ذلك تبعًا للمذهب (أنت الحي الذي لا تموت) تمسك بصفة الحياة الدائمة التي لا يشاركه فيها أحد بأن تحيي القلب عن إماتته بالإضلال (والجن والإنس يموتون) خصهما لأنهما أعظم ما يعرفه العباد وإلا فكل حيوان يموت (م عن ابن عباس) وأخرجه غيره (¬1). 1497 - "اللَّهم لك الحمد كالذي نقول وخيرًا مما نقول: اللَّهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك مآبي ولك ربِّ تراثي، اللَّهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر، اللَّهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح وأعوذ بك من شر ما تجيء به الريح (ت هب) عن علي". (اللَّهم لك الحمد) مختص بك كما نقول نحن معاشر الخلائق أي لك الحمد حمدا يشبه حمد الخلائق أجمعين كما يقتضيه المقام (وخيرًا مما نقول) معاشر العباد وهو حمد الله نفسه المشار إليه بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" (اللَّهم لك صلاتي) أي لأجل امتثال أمرك وطاعتك ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2717).

(ونسكي) عبادتي عام بعد خاص وقيل: أراد به ذبحي وقرن بين الصلاة والذبح كما في قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2] وقيل: صلاتي وحجي (ومحياي ومماتي) أي ما آتيه في مدة حياتي وأموت عليه من الإيمان والعمل الصالح أفاده في الكشاف، (وإليك مآبي) مرجعي من باب وإليه المصير وفيه الإقرار بالبعث (ولك رب تراثي) أصله وراث أبدلت الواو تاء مالي الذي أخلفه فإنه لله تعالى وهو الذي يصرف فيه [1/ 430] فعينه لمن أراده من الورثة أو المراد: لك تراثي لأنك ترث الأرض ومن عليها من قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [مريم: 40] وفي الآية تفسيران أي لا يبقى لأحد عليهما ولا عليهم ملك أو يتوفى الأرض ومن عليها من الإفناء والإهلاك توفي الوارث لإرثه (اللَّهم إني أعوذ بك من عذاب القبر) تقدم الكلام عليه مرارًا (ووسوسة الصدر) ما يلقيه إليه الشيطان من الوساوس الباطلة وإبعاد الفقر والمخافة (وشتات) تفرق (الأمر) أمر نفسه فإنه لا يلتئم له حال فيذهب ساعاته في المحال أو أمر الأمة من اختلافها وتفرقها ومصيرها شيعًا (اللَّهم إني أسألك من خير ما تجيء به الرياح) جمع ريح وتجمع على أرواح لأنّ أصلها الواو وجاء بصيغة الجمع عند سؤال خيرها كما كان يقول في دعائه إذا هاجت الرياح: "اللَّهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا" (¬1) وذلك لأنّ العرب تقول أنها لا تلقح الأشجار إلا من الرياح المختلفة وجاء بالمفرد في قوله (وأعوذ بك من شر ما تجيء به الريح) لأنها لا تأتي إلا بالعذاب كما قال تعالى: {الرِّيحَ الْعَقِيمَ} [الذاريات: 41] التي لا تنتج خيرًا (ت هب عن علي) قال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 213 رقم 11533)، وأبو يعلى في مسنده (2456)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4461)، والضعيفة (4217)، وقال: ضعيف جدًا.

الترمذي: هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي (¬1). 1498 - "اللَّهم عافني في جسدي وعافني في بصري واجعله الوارث مني لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين (ت ك) عن عائشة" (صح). (اللَّهم عافني) سلمني من الأسقام (في جسدي) وهو عام للمشاعر فعطف (وعافني في بصري) من الخاص بعد العام (واجعله) أي البصر (الوارث مني) تقدم بيان معناه فخصه دون السمع مع الجمع بينهما في عدة أحاديث إبانة لشرفه على السمع وللناس كلام طويل في بيان أي الحاستين أفضل أي أكثر نفعا (لا إله إلا الله) عاد إلى التوحيد بعد الطلب (الحليم) الذي لا يعاجل من عصاه بالعقوبة (الكريم) في النهاية (¬2): الكريم هو الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه وهو الكريم المطلق، وهذا الحديث جمع بين الدعاء والتوحيد والتنزيه بقوله (سبحان الله رب العرش العظيم) والثناء بقوله (الحمد لله رب العالمين) وقدم التنزيه على التحميد على قاعدة تقدم التخلية على التحلية وهو توسل إليه بوحدانيته وشريف صفاته إلى إجابة الدعاء على الطريق البرهاني كأنه يقول: إذا كان المتفرد بالوحدانية وصفات الكمال فمنه يرجى نيل كل خير (ت ك عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: هذا حديث غريب سمعت محمدًا يقول. حبيب بن أبي ثابت لم يسمع من عروة بن الزبير شيئًا (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3520)، والبيهقي في الشعب (3842). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1214). (¬2) النهاية (4/ 300). (¬3) أخرجه الترمذي (3480) والحاكم (1/ 530)، وأبو يعلى (4690)، وضعفه الألباني (1211)، والضعيفة (2917). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1211)

1499 - "اللَّهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا (ت ك عن ابن عمر) " (صح). (اللَّهم اقسم) اجعل (لنا من خشيتك) خوفك وهو مصدر مضاف إلى المفعول أي من خشيتنا إياك أو إلى الفاعل ويراد الخشية التي تجعلها في قلوب أوليائه وإسنادها إلى الله تعالى لأنه يؤيد بها قلوب عباده الصالحين في تجنب معاصيه (ما تحول به بيننا وبين معاصيك) فإن من خاف عذاب مولاه ترك عصيانه أي لا يتصل منا ولا يتصل بها واقسم لنا (من طاعتك ما تبلغنا به جنتك) وفيه أن بلوغ الجنة بالطاعات وقد سلف فيه الكلام واقسم لنا (من اليقين) وهو خلاف الشك والمراد به عزم القلب وعدم تردده في أن كل ما أصابه لم يكن ليخطأه وكل ما أخطأه لم يكن ليصيبه فلا يحزن على فقد فائت ولا يفرح بآت (ما تهون) ما تخفف (علينا مصيبات الدنيا) هو ناظر إلى الأهم فقد اشتمل على سؤال الإعانة على ترك المعاصي والإعانة على فعل الطاعات والإعانة على تحمل المصيبات وهذه الثلاثة لا يخلو عنها المكلف ما دام في دار الدنيا (ومتعنا) انفعنا (بأسماعنا) فنسمع ما ينفع (وأبصارنا) كذلك (وقوتنا) في الأبدان (ما أحييتنا) مدة حياتنا أو متعنا بإبقائها سالمة عن الاعتلال كما سلف [1/ 431] (واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا) تقدم لفظه ومعناه كما تقدم أيضًا قوله (وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا) فإنها هي المصيبة الحقيقية ولذا يقال: إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ... فما فاته فيها فليس بضائري

(ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا) بأن تجعل همنا سلما لنيلها أو تجعل علمنا كله هو العلم بأحوال الدنيا وبترك العلم بما يجب الله ولرسوله (ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. ت ك عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته قال ابن عمر - رضي الله عنه -: قل ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم من مجلس حتى يدعوا بهؤلاء الدعوات لأصحابه اللَّهم اقسم ... الحديث (¬1). 1500 - "اللَّهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علمًا الحمد لله على كل حال وأعوذ بالله من حال أهل النار (ت 5 عن أبي هريرة) ". (اللهم انفعني بما علمتني) بالعمل بمقتضاه وقد تضمن طلبه أن يعلمه العلم (وعلمني ما ينفعني) لما كان الدعاء بتعليمه العلم في الأول ضمنًا جاء به صريحًا ثم طلب الزيادة بقوله (وزدني علمًا، أي نافعًا (الحمد لله على كل حال) من السراء والضراء والشدة والرخاء (وأعوذ بالله من حال أهل النار) فإنه أشر الأحوال في الثلاثة الدور والاستعاذة من حالهم تضمن الطلب للتوفيق للأعمال الصالحة وللرحمة (ت 5 عن أبي هريرة) قال الترمذي: حديث غريب (¬2). 1501 - "اللَّهم اجعلني أعظم شكرك وأكثر ذكرك وأتبع نصيحتك وأحفظ وصيتك (ت - عن أبي هريرة) ". (اللَّهم اجعلني أعظم شكرك) في القاموس (¬3) عظمه فخمه وكبره وتقدم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3502) وقال: حسن غريب. والحاكم (1/ 709) وقال: صحيح على شرط البخاري. وأخرجه أيضًا: النسائي في الكبرى (10234)، والديلمى (1981). قال المناوى (2/ 133): فيه عبيد الله بن زحر ضعفوه، قال في المنار: فالحديث لأجله حسن لا صحيح. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1268) والكلم الطيب (225). (¬2) أخرجه الترمذي (3599) وقال: حسن غريب. وابن ماجه (3833)، والبيهقي في شعب الإيمان (4376). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1183). (¬3) القاموس المحيط (ص 1470).

الكلام في الشكر والمراد من تفخيم الشكر وتكبيره إعظام المشكور وإكباره (وأكثر ذكرك) (وأتبع نصيحتك) قدمنا في النهاية تفسيرها بأنها كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة المخبر للمنصوح له والمعنى نصحه الله وهو مصدر أضيف إلى فاعله أي ما نصحتنا به على لسان رسولك وكتابك وهذبت به عقولنا فقد نصحنا تعالى على لسان الأكوان حيث جعلها دلائل تدل على وحدانيته وكمال صفاته وصفات كماله بل وعلى لسان الأحلام حيث جعل الرؤيا تقدمه بين يدي الخير والشر بل وعلى لسان قلب كل إنسان حيث جعل في القلب خاطرًا واعظًا وزاجرًا كما قلت. وقد ملأ الكون الإله نصائحًا ... وقد عميت أبصارنا والبصائر عسى رحمة من لطفه تكشف العمى ... وتدركنا في يوم تبلى السرائر (وأحفظ وصيتك) في القاموس (¬1): الوصاة والوصية هو الموصى به أي احفظ ما وصيت به من القرب المقربة إليك كتوصيته تعالى بتقواه في قوله: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء: 131]، وقوله: {وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} إلى قوله: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13] وكل ما أمر به ونهى عنه فإنه وصية منه وليس المطلوب حفظ الوصية لفظًا بل مع العمل بها (ت عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه مجهول (¬2). ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1731). (¬2) أخرجه الترمذي في الدعوات كما في تحفة الأشراف (10/ 454)، وأحمد (2/ 311). قال الهيثمي (10/ 172): رواه أحمد من طريق أبى يزيد المدني، وفي رواية عن أبي سعيد الحمصى، ولم أعرفها، وبقية رجالهما ثقات. وأخرجه أيضًا: الطيالسي (2553)، والديلمى (1927). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3091). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1166).

1502 - "اللَّهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمَّد نبي الرحمة يا محمَّد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي اللَّهم فشفعه في (ت 5 ك عن عثمان) ". (اللَّهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمَّد) عطف بيان أي أتوسل إليك في طلب الحاجات به وبمقامه عندك وكرامته لديك (¬1). وقد اختلف في جواز التوسل إليه تعالى بشيء من مخلوقاته فقال أبو محمَّد بن عبد السلام في فتاويه (¬2): أنه لا يجوز التوسل إليه بشيء من مخلوقاته لا الأنبياء ولا غيرهم، وتوقف في حق نبينا - صلى الله عليه وسلم - لاعتقاده أنه ورد في ذلك حديث، وإن لم يعرف صحة الحديث وكأنه يريد هذا الحديث وقال [1/ 432] أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعوا الله إلا به، قال: وأكره أن يقال أسألك بمعاقد العز من عرشك وأكره أن يقال بحق فلان وبحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام وعن أبي الحسن قال: أما المسألة بغير الله فمنكرة في قولهم لأنه لاحق لغير الله عليه وإنما الحق لله على خلقه، وأما قوله: بمعقد العز من عرشك فكرهه أبو حنيفة ورخص فيه أبو يوسف قال: وقد روى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا بذلك، قال: ولأن معقد العز من العرش إنما يراد به القدرة التي خلق الله بها العرش مع عظمته فكأنه سأله بأوصافه أفاد ذلك ابن القيم في إغاثة اللهفان (¬3) (نبي الرحمة) صفة لمحمد - صلى الله عليه وسلم - مأخوذ من قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] فإنه تعالى رحم به الكفرة بإخراج من آمن منهم من ظلمات الكفر ¬

_ (¬1) وُضِع لهذا الموضوع عنوان: (مطلب في التوسل إلى الله بالمخلوق). (¬2) انظر هذا القول في مجموع الفتاوى لشيخ الإِسلام ابن تيمية (1/ 347)، ونقله كذلك ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/ 217). (¬3) المصدر السابق.

إلى نور الإِسلام ورحمة لمن قبله منهم بتقليل معاصيهم لو عاشوا وبأن الله لم يعذبهم وهو فيهم (يا محمَّد إني توجهت بك إلى ربي) إن قلت: لمن الخطاب؟ قلت: له - صلى الله عليه وسلم - لأنّ الداعي غيره وإنما علمه - صلى الله عليه وسلم - من يقوله في دعاءه قضاء الحاجة إن قلت: كيف يخاطبه ويناديه وهو ميت؟ قلت: تقدم في كيفية إبلاغه - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخلائق ما يعرف منه أن هذا أيضًا يبلغ إليه فيسأل - صلى الله عليه وسلم - ربه عند ذلك نجاح حاجة السائل كما يدل له آخر الحديث (في حاجتي هذه لتقضى لي) تعليل التشفع أي لأجل تقضى بجاهه - صلى الله عليه وسلم - (اللَّهم فشفعه في) بقضاء حاجتي وهو يدل أنه - صلى الله عليه وسلم - يسأل الله قضاء حاجة الداعي كما أشرنا إليه (ت 5 ك عن عثمان) بن حنيف بالحاء المهملة فنون آخره فاء مصغر رمز المصنف لصحته وسببه كما قال راويه المذكور: أنه جاء رجل ضرير إليه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ادع الله لي أن يعافيني فقال: "إن شئت أخرت لك وهو خير وإن شئت دعوت لك"، قال: فادعه فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويدعوا بهذا الدعاء قال الحاكم: صحيح (¬1). 1503 - "اللَّهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي (د ك عن شكل) ". (اللَّهم إني أعوذ بك من شر سمعي) آفات السمع لا تنحصر كسماع الغناء وما حرم الله سماعه وسماع أقوال الناس بعضهم في بعض وسماع كلام الزنادقة والدعاة إلى التشكيك في الدين وسماع الدعاة إلى الشهوات (ومن شر بصري) أفاته أيضًا لا تنحصر وهو مبدأ كل بلاء وهو رائد القلب وقدمنا فيه ما فيه غنية ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 138)، والترمذي (3578) وقال: حسن صحيح غريب. وابن ماجه (1385)، والحاكم (1/ 313) وقال: صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أيضًا: عبد بن حميد (379). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1279).

عن الإعادة كما قدمنا في قوله (ومن شر لساني) ما في اللسان من الآفات كما سبق أيضاً بيان قوله (ومن شر قلبي) فإن القلب سلطان البدن وعنه يتولد كل سوء وكل بلاء ومحنة (ومن شر مني) معروف وهو من الأدواء وهو الباعث على الزنا وعلى مقدماته من المحرمات، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - في الدلالة على دواء هذا الداء: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة" (¬1) الحديث (د ك عن شكل) بفتح الشين المعجمة وفتح الكاف في التقريب (¬2) ابن حميد العبسي الكوفي صحابي له حديث ورواه الترمذي وقال: حسن غريب عن بشير بن شكل عن أبيه [1/ 433] قال أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: علمني تعوذًا أتعوذ به، قال: فأخذ بكفي وقال: "قل اللَّهم إني أعوذ بك" الحديث (¬3). 1504 - "اللَّهم عافني في بدني اللَّهم عافني في سمعي اللَّهم عافني في بصري اللَّهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللَّهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت (د ك عن أبي بكرة) " (صح). (اللَّهم عافني في سمعي اللَّهم عافني في بصري) تقدم كل ذلك (اللَّهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر اللَّهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت) تقدمت كل جملة منه والكلام عليها (د ك عن أبي بكرة) رمز المصنف لصحته وضعفه النسائي (¬4). 1505 - "اللَّهم إنى أسألك عيشة نقية وميتة سوية ومردًا غير مخزٍ ولا فاضح ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4778)، ومسلم (1400). (¬2) التقريب (2820). (¬3) أخرجه أبو داود (1551)، والترمذي (3492) وقال: حسن غريب. والنسائي (8/ 255). والحاكم (1/ 532) وقال: صحيح الإسناد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1292). (¬4) أخرجه أبو داود (5090). والحاكم (1/ 252). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1210).

(البزار طب ك عن ابن عمرو) " (صح). (اللَّهم إني أسألك عيشة نقية) وهو من نقى كرضى نقاوة فهو نقي أي خالص فالعيشة النقية الخالصة عن كل ما يشنها في الدنيا والدين (وميتة سوية) هي من السواء وهو العدل والوسط أو من مكان سوى بمعنى مستو والمراد ميتة سهلة لا جور فيها ولا مشقة ولا شدة (ومردًا) مصدر رده أي ردا (غير مخزٍ) هو من خزى كرضى أي وقع في بلية وشهرة فذل لذلك (ولا فاضح) هو من فضحه كشف مساوئه والمعنى أسألك ردًا إليك لا أقع به في بلية اشتهر بها وأذل ولا تنكشف فيه عيوبي ومساوئي ويحتمل أن مردًا اسم زمان أي أسألك وقت رد وإيابًا إليك لا تخزيني ولا تفضحني والنسبة إليه مجاز على التقديرين (البزار طب ك عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته (¬1). 1006 - "اللَّهم إن قلوبنا وجوارحنا بيدك لم تُمِلِّكْنَا منها شيئًا فإذا فعلت ذلك بهما فكن أنت وليهما (حل عن جابر) ". (اللَّهم إن قلوبنا) في الإحياء (¬2): القلب يطلق على معنيين: أحدهما: اللحم الصنوبري الشكل المودع في الجانب الأيسر من الصدر وهو لحم مخصوص في باطنه تجويف وفي ذلك التجويف دم أسود وهو منبع الروح ومعدنه. والثاني: هو لطيفة ربانية روحانية لها بهذا القلب الجسماني تعلق وتلك اللطيفة هي حقيقة الإنسان وهي المدركة العالمة العارفة من الإنسان وهي المخاطب والمعاقب والمطالب (وجوارحنا بيدك) أنت المصرف لها ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (10/ 179)، والحاكم (1/ 541) وقال: صحيح الإسناد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1196) والسلسلة الضعيفة (2912). (¬2) الإحياء (3/ 3).

والمتصرف فيها (لم تملكنا منها شيئًا) بل هي لك وبك (فإذا فعلت ذلك بهما) جعلتهما بيدك ولم تملكنا إياها (فكن أنت وليهما) تولهما بإرشادهما إلى وجوه رضاك وإبعادهما عن مساخطك (حل عن جابر) (¬1). 1507 - "اللَّهم اجعل في قلبي نورًا وفي لساني نورًا وفي بصري نورًا وفي سمعي نورًا وعن يميني نورًا وعن يساري نورًا ومن فوقي نورًا ومن تحتي نورًا ومن أمامي نورًا ومن خلفي نورًا واجعل لي في نفسي نورًا وأعظم لي نورًا (حم ق ن ك عن ابن عباس) " (صح). (اللَّهم اجعل في قلبي نوراً) تقدم الكلام عليه (وفي لساني نورًا) فلا ينطق إلا بما ترضاه (وفي بصري نورًا وفي سمعي نورًا وعن يميني نورًا وعن يساري نورًا ومن فوقي نورًا ومن تحتي نورًا ومن أمامي نورًا ومن خلفي نورًا واجعل لي في نفسي نورًا) أعم من كل ما سلف (وأعظم لي نورًا) اجعل النور الذي تعطيني عظيمًا نفعًا (حم ق ن ك عن ابن عباس) (¬2). 1508 - "اللَّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر (م عن أبي هريرة) " (صح). (اللَّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري) العصمة المنع والعاصم المانع فمعنى: عصمة أمري المانع لكل شأن من شأني في الدنيا والآخرة عن خلاف ما ترضاه (وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي) حياتي فإنه لا يتم صلاح ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 367). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1185) والسلسلة الضعيفة (2909): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 352)، والبخاري (5957)، ومسلم (763)، والنسائي (2/ 218). والحاكم (3/ 617).

الدين المطلوب أولًا إلا بصلاح الدنيا (وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي) عودي إلى لقائك والمراد من صلاح الدارين صلاح أمورهما التي بها تطيب الحياة والممات والتحقيق أنه إذا صلح الدين فقد صلح حال الدارين (واجعل الحياة زيادة لي في كل خير) أزداد فيها من الأعمال الصالحة (واجعل الموت [1/ 434] راحة لي من كل شر) اجعله خيرًا من الحياة التي لا تخلو عن شر فلا يصيبني شر عذاب القبر وفتنته ولا شر النار فهذا دعاء جامع لأنواع الخير كلها في الدين والدنيا والآخرة والأولى (م عن أبي هريرة) (¬1). 1509 - "اللَّهم إني أسألك الهدي والتقي والعفاف والغني (م ت هـ عن ابن مسعود) " (صح). (اللَّهم إني أسألك الهدى) إلى الصراط المستقيم (والتقى) الخوف من الله وحسن معاملته (والعفاف) عن مطامع الدنيا (والغنى) غنى النفس والاستغناء عن العباد (م ت هـ عن ابن مسعود) (¬2). 1510 - "اللَّهم استر عورتي وآمن روعتي واقض ديني (طب عن خباب) ". (اللَّهم استر عوراتي) سوءتي وكل ما يسوء ظهوره فيشمل طلب ستر الذنوب بالمغفرة وستر أحوال الدنيا والآخرة (وآمن روعتي) خوفي وفزعي، والمراد: لا تنزل بي أمرًا أخافه أو أمني إن قضيت أنه لا بد منه (واقضي عني ديني) بالإعانة عليه فإنه لا يخلو عنه العبد في معاشه (طب عن خباب) بالمعجمة مفتوحة فموحدة مشددة هو ابن الأرت تقدم مرارًا سكت عليه المصنف وفيه مجاهيل (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2720). (¬2) أخرجه أحمد (3950)، ومسلم (2721)، والترمذي (3489) وقال: حسن صحيح. وابن ماجه (3832). (¬3) أخرجه الطبراني (4/ 81، رقم 3710). قال الهيثمي (10/ 180): فيه من لم أعرفه. وحسنه =

1511 - "اللَّهم اجعل حبك أحب الأشياء إليَّ واجعل خشيتك أخوف الأشياء عندي واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فأقر عيني من عبادتك (حل عن الهيثم بن مالك الطائي) ". (اللَّهم اجعل حبك) أي حبي إياك فهو مضاف إلى مفعوله (أحب الأشياء إلي) وإذا كان أحب شيء إليه حب مولاه اجتهد في تحصيل ما يرضاه: إن المحب لمن يحب مطيع، ويحتمل أن يراد حبك إياي أي أجعلني أحب حبك إياي فأجتهد فيما يحصل لي ذلك عندك لطاعاتك (واجعل خشيتك) خشيتي إياك كالأول (أخوف الأشياء) من المخوفات (عندي) فإذا خافه تجنب ما لا يرضاه (واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك) في القاموس (¬1) الشوق نزاع النفس وحركة الهوى أي اجعل حاجات الدنيا منقطعة عني فلا أهتم بها ولا أوثرها على رضاك واجعل حركة نفسي ونزوعها إلى لقائك فإن المشتاق يجتهد في طلب ما اشتاق إليه فلا يبقى همه سواه (وإذا أقررت) هو من قرت عينه إذا اقتطع بكاؤها ورأت ما كانت متشوقة إليه كما في القاموس (¬2) (أعين أهل الدنيا بدنياهم) بما أعطيتهم منها وفرحتهم به (فأقرر عيني) يحتمل الإفراد بالجنس والتشبيه (من عبادتك) اجعل فرحي وسرووي ناشئا ومبتدأ من عبادتك (حل (¬3) عن الهيثم بن مالك الطائي) الشامي الأعمى. 1512 - "اللَّهم إنى أعوذ بك من شر الأعميين السيل والبعير الصؤول (طب عن عائشة بنت قدامة) ". ¬

_ = الألباني في صحيح الجامع (1262). (¬1) القاموس المحيط (ص 1161). (¬2) القاموس المحيط (ص 592). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 282).

(اللَّهم إني أعوذ بك من شر الأعميين) وكأنه قيل: وما هما فقال: (السيل والبعير الصؤول) من الصولة وهي الحملة والوثبة في النهاية (¬1) نعوذ بالله من الأعميين هما: السيل والحريق بما يصيب من يصيبانه من الحيرة في أمره أو لأنهما إذا حدثًا ووقعًا لا يبقيان موضعا ولا يتجنبان شيئًا كالأعمى لا يدري أين يسلك فهو يمشي حيث أدته رجله انتهى. وكأنه ما وقف على هذا الحديث لأنه فسر الثاني بالبعير الصؤول (طب عن عائشة بنت قدامة) بضم القاف وتخفيف المهملة بن مظعون وهو حديث ضعيف لضعف عبد الرحمن الحاطبي (¬2). 1513 - "اللَّهم إني أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضا بالقدر اللَّهم إني أسألك الصحة والعفة والأمانة وحسن الخلق والرضا بالقدر البزار طب عن ابن عمر". (اللَّهم إني أسألك الصحة) في الأبدان والأديان (والعفة) كما سلف (والأمانة وحسن الخلق) وتقدم (والرضا) اجعلني راضيًا (بالقدر) ما قدر من خير وشر (البزار طب عن ابن عمرو) بفتح المهملتين سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم أحد رجاله (¬3). 1514 - "اللَّهم إني أعوذ بك من يوم السوء ومن ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة (طب عن عقبة بن عامر) ". ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 303). (¬2) أخرجه الطبراني (24/ 344، رقم 858). قال الهيثمي (10/ 144): فيه عبد الرحمن بن عثمان الحاطبى وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1164). (¬3) حديث ابن عمرو: أخرجه هناد (445). قال الهيثمي (10/ 173): رواه الطبراني، والبزار، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف الحديث، وقد وثق وبقية رجال أحد الإسنادين رجال الصحيح. وأخرجه أيضًا: البخاري في الأدب المفرد (307)، والبيهقي في شعب الإيمان (8540)، والديلمى (1/ 456، رقم 1852). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1191).

(اللَّهم إني أعوذ بك من يوم السوء) بضم السين المهملة وفتحها ضد الحسن من قولهم رجل سوء وأريد به اليوم الذي يأتي ما تكرهه النفوس من أيام الدنيا والآخرة ويحتمل أن يخص به يوم الحشر لأنه يأتي بأعظم الشدائد (و) مثله (ليلة السوء ومن ساعة السوء ومن صاحب السوء ومن جار السوء في دار المقامة) [1/ 435] تقدم الكلام على دار المقامة قريبًا وهو بالضم للميم المصدر وبالفتح المنزل والمكان (طب عن عقبة بن عامر) ورجاله ثقات وسكت عليه المصنف (¬1). 1515 - "اللَّهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك (م 4 عن عائشة) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ برضاك من سخطك) بصفة الرضا من صفة الغضب أي ألتجئ إلى هذه من هذه (وبمعافاتك) ألتجئ إليها (من عقوبتك) ولما كان تعالى لا ضد له يعادله ولا يعيذ منه تعالى أحد قال (وأعوذ بك منك) ألتجئ إليك خوفا منك ثم رأيت في المرقاة للخطابي (¬2) معنى ما قلناه قال: فلما صار إلى ما لا ضد له وهو الله سبحانه استعاذ به منه لا غير ومعنى ذلك الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب من حق عبادته والثناء عليه ثم نزه الذات المقدسة بالاعتراف بأنه لا يحصى الثناء عليه يريد بقوله (لا أحصي ثناء عليك) قال في النهاية (¬3): لا أحصي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (810). قال الهيثمي (10/ 144): رجاله رجال الصحيح غير بشر بن ثابت، وهو ثقة. وأخرجه أيضًا: الديلمى (1873). وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (1299)، وصححه في الصحيحة (1443). (¬2) أظنه وهم من المؤلف؛ لأنّ المرقاة للسيوطي وليس للخطابي، وقد استفاد المؤلف كثيرًا من مرقاة الصعود للسيوطي والله أعلم. (¬3) النهاية (1/ 397).

نعمك والثناء عليك ولا أبلغ الواجب مثله انتهى. قلت: وهو إقرار بأنه لا يحصيه أحد لأنه إذا لم يحصه أعرف الخلق به وأشدهم له عبادة لم يحصه غيره (أنت كما أثنيت على نفسك) أنت مثنى عليك من الخلائق أجمعين ثناء يشبه ثناءك على نفسك على أن الكاف للتشبيه وما مصدرية أو أنت الذي أثنيت على نفسك أي أنت مثنى عليه الثناء الذي أثنيته أنت على نفسك أو الثناء الذي تستحقه نثنيه لك وإن جهلنا ما تستحقه إنما نثنيه بقولنا أنت كما أثنيت على نفسك إذا كانت الكاف زائدة وما موصولة حذف عائدها ثم رأيت في المرقاة أنه سئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام كيف يشبه ذاته بثنائه وهما في غاية التباين؟ فأجاب بأن في الكلام حذفا تقديره ثناؤك المستحق كثنائك على نفسك فحذف المضاف من المبتدأ فصار الضمير المجرور مرفوعًا انتهى. وما ذكرناه أمتن في المعنى (م 4 عن عائشة) (¬1). 1516 - "اللَّهم لك الحمد شكرًا ولك المن فضلًا (طب عن كعب بن عجرة) ". (اللَّهم لك) لا لغيرك (الحمد شكرًا) لأجل الشكر لك أحمدك أي لأجل شكرك الذي أمرت به {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] (ولك السنن فضلًا) في النهاية (¬2): كثيرًا ما يرد المن في كلامهم بمعنى الإحسان إلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه انتهى فالمعنى لك الإحسان تفضلًا منك لا يطلب عليه من الإثابة والجزاء فإنك لو طلبت ذلك لما قام العبد بحق نعمة واحدة من النعم ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (486)، وأبو داود (879)، والترمذي (3493) وقال: حسن. والنسائي (1130)، وابن ماجه (3841) وأخرجه أيضًا: إسحاق بن راهويه (544)، وابن خزيمة (671)، وابن حبان (1932)، والبيهقي (1/ 127). (¬2) النهاية (4/ 365).

وذكر هذه الجملة بعد الأولى كالاحتراس عما توهمه قوله شكرًا من أن العبد قد زعم أنه قام بما يستحقه به من شكره وهيهات (طب عن كعب بن عجرة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عبد الله بن شعيب وغيره من رجاله (¬1). 1517 - "اللَّهم إني أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال وصدق التوكل عليك وحسن الظن بك (حل عن الأوزاعي مرسلًا الحكيم الترمذي عن أبي عبيدة) ". (اللَّهم إني أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال) بفتح الميم جمع محبة اسم لما يحب أو الموافقة لما يحبه من الأفعال والأقوال (وصدق التوكل عليك) التوكل الصادق فاعله الذي يطابق الجنان فيه اللسان (وحسن الظن بك) أي تجعلني محسنًا للظن بك وسلف الكلام فيه مستوفى (حل عن الأوزاعي مرسلًا الحكيم الترمذي عن أبي عبيدة) بإسناد ضعيف (¬2). 1518 - "اللَّهم افتح مسامع قلبي لذكرك وارزقني طاعتك وطاعة رسولك وعملا بكتابك (طس) علي". (اللَّهم افتح مسامع قلبي لذكرك) جمع مسمع وهو محل السمع أي المحل الذي ينتفع بفتحه بما يلقى إليه من ذكرك (وارزقني طاعتك) وفقني لها (وطاعة رسولك وعملًا بكتابك) بما فيه من الوحي أو بما كتبته [1/ 436] وفرضته علي من الفرائض والأول أشمل (طس عن علي) سكت عليه المصنف وضعفه غيره ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (19/ 144، رقم 316) قال الهيثمي (4/ 185): فيه سليمان بن سالم المدني وهو ضعيف. وأخرجه أيضًا: البيهقي في شعب الإيمان (4391). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1213). (¬2) حديث الأوزاعي: أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 224). حديث أبى هريرة: ذكره الحكيم (1/ 317). قال المناوي (2/ 140): فيه عمر بن عمرو، وفيه كلام. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1189): ضعيف.

لضعف الحارث الأعور وقد بحثنا في ذلك في رسالتنا ثمرات النظر في علم الأثر بما يعرف منه أنه لا قدح في الحارث الأعور (¬1). 1519 - "اللَّهم إني أسألك صحة إيمان وإيمانًا في خلق حسن ونجاحًا يتبعه فلاح يعني ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوانًا قال أبي وهن مرفوعة في الكتاب يتبعه فلاح ورحمة منك وعافية ومغفرة منك (طس ك عن أبي هريرة) ". (اللَّهم إني أسألك صحة في إيمان) أي إيمانًا صحيحا عن كل ما يفسده من أمراض الشهوات والشبهات (وإيمانًا في حسن خلق) يلازم حسن الخلق ملازمة المظروف لظرفه (ونجاحًا) إنجاحًا لما تريده من فعل أو ترك (يتبعه فلاح) فوز بالأجر فإنه لا نفع بنجاح لا يتبعه فلاح (ورحمة منك وعافية ومغفرة منك ورضوان) منك وعنك (طس ك عن أبي هريرة) (¬2). 1520 - "اللَّهم اجعلني أخشاك حتى كأني أراك وأسعدني بتقواك ولا تشقني بمعصيتك وخر لي في قضائك وبارك لي في قدرك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت واجعل غناي في نفسي وأمتعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على من ظلمني وأرني فيه ثأري وأقر بذلك عيني (طس عن أبي هريرة) ". (اللَّهم اجعلني أخشاك كأني أراك) قد تقدم في الإحسان أنه عبادته تعالى كأنه يراه العبد وإلا فإن الرب يراه (وأسعدني) اجعلني من السعداء الذين تقول فيهم {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ} [هود: 108] (بتقواك) تقواي إياك (ولا تشقني) تجعلني ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1286). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1180) والسلسلة الضعيفة (2506). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (9333) والحاكم (1/ 532) وكذلك أحمد (2/ 321). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1195) والسلسلة الضعيفة (2911).

من الذين شقوا الذين تقول فيهم {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ} [هود: 106] (بمعصيتك) بسبب عصياني إياك (وخر لي في قضاءك) هو من خار الله في الأمر جعل له فيه الخير اجعل لي الخير في قضائك (وبارك لي في قدرك) اجعل لي الخير في القضاء وبارك لي فيه إذ القضاء والقدر أخوان (حتى لا أحب تعجيل ما أخرت) غاية لما سأله من التقوى وما أضيف إليها (ولا تأخير ما عجلت واجعل غناي في نفسي) هو بيان لما يجمله من طلب الغنى وأنه لا يراد الغنى بالمال بل غنى النفس (أمتعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارث مني وانصرني على من ظلمني) فيه أنه لا بد من الظلم في هذه الدار وإنما يطلب النصر لا عدم وقوع الظلم (وأرني فيه ثأري وأقر بذلك عيني) بجميع ما أطلبه ويحتمل عوده على الأخير (طس عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه إبراهيم بن خيثم بن عراك ضعيف (¬1). 1521 - "اللَّهم الطف لي في تيسير كل عسير فإن تيسير كل عسير عليك يسير وأسألك اليسر والمعافاة في الدنيا والآخرة (طس عن أبي هريرة) ". (اللَّهم الطف) في النهاية (¬2): يقال لطف به وله بالفتح يلطف لطفًا إذا رفق به أي ارفق بي (في تيسير كل عسير فإن تيسير كل عسير عليك يسير) بل لا عسير بالنظر إليه تعالى بل هو كل مقدور هين عليه فالمراد العسير على العباد (وأسألك اليسر) سهولة الأمور وسرعة انقيادها (والمعافاة في الدنيا والآخرة) من شرورهما (طس عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفي إسناده مجاهيل (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5982). قال الهيثمي (10/ 178): رواه فيه إبراهيم بن خيثم بن عراك، وهو متروك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1165). (¬2) النهاية (4/ 251). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (1250). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1165).

1522 - "اللَّهم اعف عني فإنك عفو كريم (طس عن أبي سعيد) ". (اللَّهم اعف عني فإنك عفو كريم) من باب التوسل إليه بصفات عفوه إلى عفوه (طس عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف وفيه يحيى بن ميمون التمار ضعيف (¬1). 1523 - "اللَّهم طهر قلبي من النفاق وعملي من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور (الحكيم خط عن أم معبد الخزاعية) ". (اللَّهم طهر قلبي من النفاق) إظهار خلاف ما يبطنه ومحله القلب (وعملي) يشمل الأقوال (من الرياء) فإنه يبطله (ولساني من الكذب) فإنها آفاته في الدنيا والدين (وعيني من الخيانة) في النظر إلى ما يحرم (فإنك تعلم خائنة الأعين) في النهاية (¬2) ما تخون فيه من مسارقة النظر إلى ما لا يحل والخائنة بمعنى الخيانة وهو من المصادر التي جاءت على لفظ الفاعل كالعامية (وما تخفي الصدور) إقرار بعلمه تعالى بكل ظاهر وخفي وكل مكتوم لا يبدئ فهو توسل بعلمه إلى كفاية شر نفسه وعينه (الحكيم خط عن أم معبد الخزاعية) بإسناد ضعيف (¬3). 1524 - "اللَّهم ارزقنى عينين هطالتين تشفيان القلب بذروف الدموع من خشيتك قبل أن تكون الدموع دمًا والأضراس جمرًا (ابن عساكر عن ابن عمر) ". (اللَّهم ارزقني عينين هطالتين) هذا المطلوب وهو الصفة إذ الموصوف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7742). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1175). (¬2) النهاية (2/ 89). (¬3) ذكره الحكيم (2/ 227)، وأخرجه الخطيب (5/ 267)، والديلمي (1953). وأخرجه أيضًا: الرافعي (2/ 301). قال المناوي (2/ 143): قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1209).

موجود وهو من الهطل [1/ 437]، قال في القاموس (¬1) هو المطر الضعيف الدائم (تشفيان) من الشفاء بالمعجمة والفاء (القلب بذروف الدموع) في القاموس (¬2): ذرف الدمع يذرف ذروفًا سأل فهو بضم الذال المعجمة (من خشيتك) لما ورد في ذلك من الأجر ولأن القلب لا تشفيه عن أمراض شهواته وشبهاته إلا الدموع من خشية مولاه فهي الغاسلة لأدرانه (قبل أن تكون الدموع دمًا والأضراس جمرًا) وذلك في النار أعاذنا الله منها (ابن عساكر عن ابن عمر) بضم المهملة بإسناد حسن (¬3). 1525 - "اللَّهم عافني في قدرتك وأدخلني في رحمتك واقض أجلي في طاعتك واختم لي بخير عملي واجعل ثوابه الجنة (ابن عساكر عن ابن عمر) ". (اللَّهم عافني في قدرتك) بقدرتك فيما جرى به قلم قضاءك (وأدخلني في رحمتك) يحتمل دار رحمته وهي الجنة لقوله: {فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران: 107] (واقض أجلي) أجل حياتي (في طاعتك) فلا أستعمله في غيرها والأجل محركه غاية الوقت في الموت وهو المراد وله معان أخرى كما في القاموس (¬4) وإنما قلنا: هو المراد هنا لقوله (واختم لي بخير عمل) فالأمور بخواتمها (واجعل ثوابه) أي عملي (الجنة) (ابن عساكر عن ابن عمر) (¬5). 1526 - "اللَّهم أغنني بالعلم وزيني بالحلم وكرمني بالتقوى وجملني ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 138). (¬2) القاموس المحيط (ص 1948). (¬3) أخرجه ابن عساكر (11/ 120). وأخرجه أيضًا: أبو نعيم في الحلية (2/ 196)، وخيثمة (1/ 191). قال المناوي (2/ 143): قال الحافظ العراقى: إسناده حسن. وضعفه الألباني في الجامع (1173) والسلسلة الضعيفة (2905). (¬4) القاموس (ص 1241). (¬5) أخرجه ابن عساكر (27/ 64). وضعفه الألباني في الجامع (1212).

بالعافية (ابن النجار عن ابن عمر) ". (اللَّهم أغنني) اجعلني غنيًا (بالعلم) من علم الكتاب والسنة فإن الجاهل فقير وإن اتسع ماله إذ الغني بالعلم مع العمل هو الغني الحقيقي (وزيني بالحلم) فالحلم زينة للعبد وهو أشرف صفاته سيما إذا انضاف إلى العلم (وأكرمني بالتقوى) فإن {أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، (وجملني بالعافية) فإنه مهما كان العبد في عافية فهو في جمال (ابن النجار عن ابن عمر) ورواه عن الرافعي (¬1). 1527 - "اللَّهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت (طب عن ابن مسعود) ". (اللَّهم إني أسألك من فضلك ورحمتك) يحتمل أنه حذف المسؤول ويحتمل أنه الفضل والرحمة (فإنه لا يملكها إلا أنت) فلا يسألان من غير مالكهما (طب عن ابن مسعود) (¬2). 1528 - "اللَّهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة (5 عن أنس) ". (اللَّهم) اجعلها (حجة) في القاموس (¬3) الحجة بالكسر المرة الواحدة شاذ لأنّ القياس الفتح (لا رياء فيها ولا سمعة) أصل الحديث عن أنس قال: حج النبي -صلى الله عليه وسلم- على رحل رث وقطيفة خلقة تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي ثم قال: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (3663) وأخرجه الرافعي (2/ 324). وضعفه الألباني في الجامع (1179). (¬2) أخرجه الطبراني (10/ 178، رقم 10379). قال الهيثمي (10/ 159): رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن زياد البرجمى، وهو ثقة. وأخرجه أيضًا: أبو نعيم في الحلية (5/ 36). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1278). (¬3) القاموس المحيط (ص 234).

اللَّهم الحديث (5 عن أنس) (¬1). 1529 - "اللَّهم إني أعوذ بك من خليل ماكر عيناه ترياني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها (ابن النجار عن سعيد المقبري مرسلًا.) ". (اللَّهم إني أعوذ بك من خليل ماكر) من المكر وهو الخديعة أي خادع وقد فسره بقوله (عيناه ترياني وقلبه يرعاني) يراعي أذاي والخديعة لي إن رأى حسنة دفنها لم يذكرها (وإن رأى سيئة أذاعها) نشرها وأظهر خبرها وفي معناه: إن يسمعوا سبة طاروا بها فرحًا ... مني وما سمعوا من صالح دفنوا صم إذا سمعوا خيرًا ذكرت به ... وإن ذكرت بشر عندهم آذنوا (ابن النجار عن سعيد المقبري مرسلًا) أرسل عن أبي هريرة وغيره قال أحمد: لا بأس به (¬2). 1530 - "اللَّهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي كلها اللَّهم أنعشني واجبرني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدى لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت (طب عن أبي أمامة) ". (اللَّهم اغفر لي ذنوبي وخطاياي) عطف تفسيري أو أريد بأحدهما الصغائر وبالآخر الكبائر على القول أنها تغفر من غير توبة أو على أن هذا الدعاء تقارنه التوبة والتأكيد بقوله (كلها) يشعر أنه عام لهما (اللَّهم أنعشني) يقال أنعشه الله ينعشه نعشا إذا رفعه وانتعش العاثر إذا نهض (واجبرني) سد مفاقري (واهدني لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدي لصالحها) وكأنه قال: واصرف عني ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2890) قال البوصيرى (3/ 182): إسناده ضعيف. وأخرجه أيضًا: هناد (821) وابن أبي شيبة (3/ 442، رقم 15805). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1302). (¬2) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (3666)، وأخرجه أيضًا: هناد (2/ 645، رقم 1402) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1199) والسلسلة الضعيفة (2913)

سيئها ولكنه دل عليه بقوله (ولا يصرف سيئها إلا أنت) (طب عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف [1/ 438] ورجاله موثقون (¬1). 1531 - "اللَّهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا علمت الوفاة خيرًا لي، اللَّهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيمًا لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللَّهم زينًا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين (ن ك عن عمار بن ياسر) (صح) ". (اللَّهم بعلمك الغيب) أتوسل إليك والمراد بالغيب الخفي الذي لا ينفذ فيه إلا علم اللطيف الخبير ولما كان علم الغيب مما استأثر الله به خصه وإلا فهو عالم الغيب والشهادة (وبقدرتك على الخلق) على إبداع الشيء واختراعه على غير مثال سبق كما في القاموس (¬2) والخلق الناس أيضًا كما في النهاية (¬3) (أحيني ما علمت الحياة خيرًا لي) وهي الحياة التي تكون زيادة في كل خير والتوسل بالعلم والقدرة يناسب المطلوب غاية المناسبة فإن علم الحياة خير أعلم غيب وطلب الإحياء لا يسأل إلا من القادر على الخلق كما في (وتوفني) بالموت (إذا كانت الوفاة خيرًا لي) وهي الوفاة التي تكون راحة من كل شر (اللَّهم وأسألك خشيتك) خشيتي إياك (في الغيب) في ما غاب عن أعين العباد مما أفعله أو مما ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (8/ 200، رقم 7811). قال الهيثمي (10/ 112): رجاله رجال الصحيح غير الزبير بن خريق، وهو ثقة. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1266). (¬2) القاموس المحيط (1137). (¬3) (النهاية (2/ 70).

غاب في القلب من الاعتقادات الفاسدة والظنون السيئة والعزوم الضالة (والشهادة) فيما شهده الناس من الأعمال الصالحة التي يتطرق إليها الرياء ونحوه، فإذا خشيتك فيها طهرت أعمالي عما يشوبها من المبطلات له (وأسألك كلمة الإخلاص) في رواية كلمة الحق (في الرضا) حال كوني راضبًا (والغضب) مثله والمراد في الحالين معًا فمن الناس من يخرجه غضبه عن الحق وهو يعم كونه هو الغاضب والراضي أو كونه مغضوبا عليه ومرضيا عنه (وأسألك القصد) هو التوسط في الأمور والمراد هنا في النفقة لقوله (في الفقر والغنى وأسألك نعيمًا لا ينفد) لا ينقطع وهو نعيم الجنة (وأسألك قرة عين لا تنقطع) ما تقر به عيني من أمور الدنيا والدين (وأسألك الرضا بالقضاء) في رواية: بعد القضاء وعليها كلام ابن القيم أي بما قضيته لي فأتلقاه بصدر مشرح (وأسألك برد العيش بعد الموت) كناية عن طيب ما بعد الموت (وأسألك لذة النظر إلى وجهك) ولا يتم على التأويل وعلى غيره إلا للأبرار فهو سؤال أن يجعله منهم (والشوق إلى لقاءك) مقيدا بقوله (في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة) فإنه قد يشتاق إلى لقائه تعالى فيهما ولكنه ليس شوقا إليه تعالى مجردًا عن العوارض الموجبة لمحبة فراق الدنيا (اللَّهم زينا بزينة الإيمان) في القلوب (واجعلنا هداة) لغيرنا لننال أجر الهادين للأنام (مهديين) في أنفسنا. وأعلم أنه قد تكلم ابن القيم على هذا الحديث في الإغاثة (¬1) فقال: جمع في هذا الحديث الجليل القدر بين أطيب شيء في الدنيا وهو الشوق إلى لقاء الله وأطيب شيء في الآخرة وهو النظر إلى وجهه سبحانه ولما كان كمال ذلك وتمامه موقوفًا على عدم ما يضر في ¬

_ (¬1) إغاثة اللهفان (1/ 28).

الدنيا يعين في الدين قال: "في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة" ولما كان كمال العبد في أن يكون عالمًا بالحق متبعًا له معلمًا لغيره ومرشدًا له قال: اجعلنا هداة مهديين، ولما كان الرضا النافع المحصل للمطلوب هو الرضا بعد وقوع القضاء لا قبله فإن ذلك عزم على الرضا فإذا وقع القضاء انفتح ذلك العزم فينال الرضا بعده فإن القدر يكتنفه أمران الاستخارة قبل وقوعه والرضا بعد وقوعه فمن سعادة العبد أن يجمع بينهما كما في المسند (¬1) وغيره عنه - صلى الله عليه وسلم -[1/ 439] من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه بما قضى الله وأن من شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله وسخطه بما قضى الله ولما كانت خشية الله رأس كل خير في المشهد والمغيب سأله خشيته في الغيب والشهادة ولما كان أكثر الناس إنما يتكلم بالحق في رضاه فإذا غضب أخرجه غضبه إلى الباطل، سأل الله أن يوفقه لكلمة الحق في الغضب والرضا، ولذا قال بعض السلف لا تكن ممن إذا رضي أدخله رضاه في الباطل وإذا غضب أخرجه غضبه عن الحق، ولما كان الفقر والغنى محنتين وبليتين يبتلي بهما عباده ففي الغنى يبسط يده وفي الفقر يقبضها سأل الله القصد في الحالين وهو التوسط الذي ليس معه إسراف ولا تقتير ولما كان النعيم نوعين نوعا للبدن ونوعا للقلب وهو قرة العين وكماله بدوامه واستمراره جمع بينهما في قوله أسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع ولما كانت الزينة زينتين زينة البدن وزينة القلب وكانت زينة القلب أعظمها قدرًا وأجلها خطرًا وإذا حصلت حصلت زينة البدن في العقبى على أكمل الوجوه، فسأل ربه الزينة الباقية فقال: زّينا بزينة الإيمان، ولما كان العيش في هذه الدار لا يبرد لأحد كائنًا من كان بل هو محشو بالغصص والنكد ومحفوف بالآلام ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 168).

الباطنة والظاهرة سأل برد العيش بعد الموت (ن ك عن عمار بن ياسر) رمز المصنف لصحته (¬1). 1532 - "اللَّهم ربَّ جبريل وميكائيل وربَّ إسرافيل أعوذ بك من حرِّ النار ومن عذاب القبر (ن عن عائشة) ". (اللَّهم رب جبريل وميكائيل ورب إسرافيل) توسل بربوبيته تعالى لمن ذكر (أعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر) وسلف غير مرة (ن عن عائشة) ورواه عنها أحمد (¬2). 1533 - "اللَّهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء (ن ك عن ابن عمرو) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من غلبة الدين) بفتح الدال المهملة ثقله وشدته وحيث لا قدرة له على وفائه (وغلبة العدو) فإنه قهر الرجال الذي استعاذ منه - صلى الله عليه وسلم - فيما سلف (وشماتة الأعداء) فرحهم بما ينزل بعدوهم من البلايا وهو استعاذة من حلول البلاء (ن ك عن ابن عمرو) ورمز المصنف لصحته (¬3). 1534 - "اللَّهم إني أعوذ بك من غلبة الدين ومن غلبة العدو ومن بوار الأيم ومن فتنة المسيح الدجال (قط في الإفراد طب عن ابن عباس) ". (اللَّهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وبوار) بالموحدة المفتوحة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 264)، والنسائي (3/ 54)، والحاكم (1/ 705) وقال: صحيح الإسناد. وأخرجه أيضًا: ابن حبان (1971). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1301). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 61)، والنسائي (3/ 72). وأخرجه أيضًا: الطبراني في الأوسط (3858). قال الهيثمي (10/ 110): رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه علي بن سعيد الرازي، وفيه كلام لا يضر، وبقية رجاله ثقات. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 173)، والنسائي (8/ 265)، والحاكم (1/ 713) وقال: صحيح على شرط مسلم.

آخره راء (الأيم) قال في النهاية (¬1) كسادها من بارت السوق إذا كسدت والأيم التي لا زوج وهي مع ذلك لا يرغب فيها أحد (ومن فتنة المسيح الدجال) كما سلف (قط في الأفراد طب عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه عباد بن زكريا مجهول وبقية رجاله ثقات (¬2). 1535 - "اللَّهم إني أعوذ بك من التردّي، والهدم، والغَرَق، والحَرَق، وأعوذ بك أن يتخبَّطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا وأعوذ بك أن أموت لديغًا (ت ك عن أبي اليسر) (صح) ". (اللَّهم إني أعوذ بك من التردي) أي السقوط، من تردّى في البئر إذا سقط فيها (والهدم) هو من هدم البناء نقضه (والغرق والحرق) هما معروفان والمراد الاستعاذة من الوقوع في هذه الأشياء أو الهلاك فيها (وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت) في النهاية (¬3) أي يصرعني ويتلعب بي والخبط باليدين كالرمح بالرجلين انتهى، قال الخطابي: هو أن يستولي عليه عند مفارقة الدنيا فيضله ويحول بينه وبين التوبة أو يغويه من إصلاح شأنه والخروج من مظلمة مكورة قبله أو يوئسه من رحمة الله أو يكره إليه الموت ويؤسفه على حياة الدنيا [1/ 440] والرضا بما قضاه الله عليه من الفناء والنقلة إلى الدار الآخرة فيختم له بالسوء ويلقى الله وهو غاضب عليه (وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرًا) أي فارا من الزحف (وأعوذ بك أن أموت لديغًا) في النهاية (¬4): اللديغ الملدوغ ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 161). (¬2) أخرجه الطبراني (11/ 323، رقم 1182)، والخطيب (12/ 450). وأخرجه أيضًا: الطبراني في الأوسط (2142)، والديلمي (1876). قال الهيثمي (10/ 143): رواه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير، وفيه عباد بن زكريا الصريمى، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح. (¬3) النهاية (2/ 8). (¬4) النهاية (4/ 245).

فعيل بمعنى مفعول (ت ك عن أبي اليَسر) بالتحريك وإهمال السين ورمز المصنف لصحته (¬1). 1536 - "اللَّهم إني أعوذ بوجهك الكريم واسمك العظيم من الكفر والفقر (طب في السنة عن عبد الرحمن بن أبي بكر) ". (اللَّهم إني أعوذ بوجهك الكريم) أي بذاتك (واسمك العظيم) تقدم الكلام فيه وفي تعيينه قريبًا (من الكفر والفقر) (طب) في كتاب السنة (عن عبد الرحمن بن أبي بكر) وخالف المصنف قاعدته فإن كلمة طب رمز للطبراني في الكبير لا غير وإذا المروي لأحد من أهل الرموز في غير الكتاب الذي جعل له الرمز أتى باسمه صريحًا (¬2). 1537 - "اللَّهم لا يدركني زمان ولا تدركوا زمانًا لا يتبع فيه العلم ولا يستحيى فيه من الحليم قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب (حم عن سهل بن سعد ك عن أبي هريرة) " (صح). (اللَّهم لا يدركني زمان) دعاء لنفسه ودعاء لأمته المخاطبين بقوله (ولا تدركوا زمانًا) والمدعو بعدم إدراكه هو الزمان المتصف بقوله (لا يتبع فيه العليم) فيما يقوله (ولا يستحى فيه من الحليم) فلا يوقر ولا يرجع إليهما فإنه زمان الفساد (قلوبهم) أي أهل ذلك الزمان (قلوب الأعاجم) كناية عن غباوتها أو أنها قلوب كافرة (وألسنتهم ألسنة العرب) حلوة العبارة يخدعون الناس بها وهو الزمان الذي يكثر فيه الجهال ويقل فيه أهل الكمال (حم عن سهل بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 427)، وأبو داود (1552)، والنسائي (8/ 283)، والطبراني (19/ 170)، رقم 381). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1282). (¬2) أخرجه أيضًا: الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (10/ 143) قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم وانظر: إرواء الغليل (3/ 358)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1302).

سعد ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: ضعفوه (¬1). 1538 - "اللَّهم ارحم خلفائي الذين يأتون من بعدي يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس (طس عن علي) ". (اللَّهم ارحم خلفائي) كأنه قيل من هم قال (الذين يأتون من بعدي) يتصفون بأنهم (يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس) سماهم خلفاؤه لأنهم خلفوه في تبليغ أحاديثه إلى الأمة وما جاء به من الأحكام وسلكوا ما سلكه من ذلك (طس عن علي) سكت عليه المصنف قال الشارح أنه ضعيف منكر لضعف أحمد بن عيسى العلوي انتهى. قلت: إن أراد صاحب الأمالي فهو إمام جليل لا يتجه فيه قيل ولا قال (¬2). 1539 - "اللَّهم إنى أعوذ بك من فتنة النساء وأعوذ بك من عذاب القبر (الخرائطي في إعتلال القلوب عن سعد ابن أبي وقاص) ". (اللَّهم إني أعوذ بك من فتنة النساء) الابتلاء بحبهن بل كل ما يأتي من قبلهن مثل فتنة الزوجة وغيرها. فإنها من أعظم الفتن ولذا قدم الله شأنهن في قوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ} [آل عمران: 14] الآية. (وأعوذ بك من ¬

_ (¬1) حديث سهل بن سعد: أخرجه أحمد (5/ 340) قال الهيثمي (1/ 183): فيه ابن لهيعة، وهو ضعيف. وأخرجه أيضًا: الرويانى (1116)، والديلمى (1/ 493، رقم 2009). حديث أبى هريرة: أخرجه الحاكم (4/ 555) وقال: صحيح الإسناد. قال المناوي (2/ 149): قال الزين العراقى: سنده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1218). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5846). قال الهيثمي (1/ 126): فيه أحمد بن عيسى الهاشمي قال الدارقطني: كذاب. والرامهرمزي في المحدث الفاصل (1/ 163). وأخرجه أيضًا: الديلمي (1960). قال الذهبي في الميزان (1/ 270، ترجمة 508) ووافقه الحافظ في اللسان (1/ 241، ترجمة 756) كلاهما في ترجمة أحمد بن عيسى الهاشمي. قال الدارقطني: كذاب. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1171): موضوع.

عذاب القبر) (الخرائطي في اعتلال القلوب عن سعد ابن أبي وقاص) (¬1). 1540 - "اللَّهم إني أعوذ بك من الفقر والقلة والذلة وأعوذ بك من أن أَظلم أو أُظلم (د ن 5 ك عن أبي هريرة) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من الفقر) فقر النفس وعدم قنوعها (والقلة) قلة الشيء المحتاج إليه (والذلة) الهوان عند العباد (وأعوذ بك من أن أظلم) غيري فأكون من الظالمين (أو أظلم) فأكون مظلومًا مقهورًا (د ن 5 ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬2). 1541 - "اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة (د ن 5 عن أبي هريرة) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع) تقدم بلفظه (وأعوذ بك من الخيانة) للأمانة (فإنها بئس البطانة) لصاحبها في دينه ودنياه (د ن 5 عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬3). 1542 - "اللَّهم إني أعوذ بك من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق (د ن عن أبي هريرة) " (صح). (اللَّهم إني أعوذ بك من الشقاق) المشاقة بينه وبين العباد (والنفاق) إظهار خلاف ما يبطنه (وسوء الأخلاق) فإنه يأتي بشر الدنيا والدين (د ن عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1301). (¬2) أخرجه أبو داود (1544)، والنسائي (8/ 261)، وابن ماجه (3842)، والحاكم (1/ 725)، وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم. والبيهقي (7/ 12). وأخرجه أيضًا: أحمد (2/ 305)، والبخاري في الأدب المفرد (678)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1287). (¬3) أخرجه أبو داود (1547)، والنسائي (8/ 263)، وابن ماجه (2/ 1113، رقم 3354). وأخرجه أيضًا: إسحاق بن راهويه (1/ 316، رقم 299)، وأبو يعلى (11/ 297، رقم 6412)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1283).

هريرة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1543 - "اللَّهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأقدام (حم د ن عن أنس) ". (اللَّهم إني أعوذ بك من البرص) ألم معروف (والجنون والجذام) تقدم الكلام فيه (وسيئ الأسقام) عام بعد خاص (حم د ن عن أنس) وأخرجه غيرهم (¬2). 1544 - "اللَّهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة (حم ق عن أنس) " (صح). (اللَّهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة) تقدم (حم ق عن أنس) (¬3). 1545 - "اللَّهم رب الناس مذهب البأس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما (حم خ) عن أنس" (صح). (اللَّهم رب الناس) صرح جماعة من أئمة اللغة أن لفظ الناس [1/ 441] يشمل الجن وصرح به ابن خالويه، والعرب تقول: ناس من الجن ولذا جوز بعضهم أن قوله: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} بيان للناس (مذهب البأس) بهمزة ساكنة شدة المرض (اشف أنت الشافي) منزل الشفاء من الأسقام (لا شافي إلا أنت) وصريح ما أفاده مفهوم أنت الشافي فإن مفهومه الحصر (اشف شفاء لا يغادر) بالمعجمة ثم المهملتين (سقمًا) وصفه لأنه قد يحصل الشفاء ويبقى من الألم ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1546)، والنسائي (8/ 264). ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير (1198)، وضعيف أبي داود (332). (¬2) وأحمد (3/ 192)، وأبو داود (1554)، والنسائي (8/ 270)، وابن حبان (1017)، والحاكم (1/ 712) والضياء (2363). وأخرجه أيضًا: أبو يعلى (2897)، والطبراني في الصغير (316). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1281). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 142)، والبخاري (1786)، ومسلم (1369).

بقية وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - في الدعاء لمريض عند عيادته (حم خ عن أنس) (¬1). 1546 - "اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (ق عن أنس) " (صح). (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة) قال الحسن: الحسنة في الدنيا العلم والعبادة وفي الآخرة الجنة، وقال قتادة: هي في الدنيا العافية، وقال السدي: في الدنيا المال وفي الآخرة الجنة وقال محمَّد بن كعب: الزوجة الصالحة من الحسنات (¬2). (وفي الآخرة حسنة) هي السلامة من غضب الله وعقابه (وقنا عذاب النار) اصرفه عنا، وفي البخاري: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكثر من هذا الدعاء، قال عياض (¬3): إنما كان يكثر منه لجمعه ما في الدعاء كله من أمر الدنيا والآخرة (ق عن أنس) وأخرجه غيرهما (¬4). 1547 - "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال (حم ق 3 عن أنس) " (صح). (اللهم إني أعوذ بك من الهم) لما يستقبل (والحزن) على ما فات (والعجز) عن أفعال الخير (والكسل) تقدم الفرق بينهما (والبخل والجبن وضلع الدين) في النهاية (¬5) الضلع الاعوجاج أي يثقله حتى يميل صاحبه عن الاستواء والاعتدال يقال: ضلع بالكسر يضلع ضلعا بالتحريك انتهى، والمراد بالميل عدم استقامة الحال لثقل الدين (وغلبة الرجال) شدة تسلطهم بغير حق (حم ق ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5742) وأحمد (3/ 152) وأبو داود (3890) والترمذي (973) والنسائي في الكبرى (10848). (¬2) ينظر: الدر المنثور (1/ 560) أقوال السلف فيها. (¬3) انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم لعياض (8/ 190). (¬4) أخرجه البخاري (6026)، ومسلم (2690). (¬5) النهاية (3/ 97).

3 عن أنس) أخرجوه بألفاظ متقاربة (¬1). 1548 - "اللهم أحيني مسكينًا وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين (عبد بن حميد عن أبي سعيد طب والضياء عن عبادة بن الصامت) " (صح). (اللهم أحيني مسكيناً) أراد مسكنة القلب على أحد الأقوال فيه وفيما بعده (وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة) جماعة (المساكين) وقد سبق التعوذ من الفقر ولذا تأول هذا بما سلف (عبد بن حميد عن أبي سعيد طب والضياء عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته (¬2). 1549 - "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات (حم ق 3 عن أنس) " (صح). (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم) الرجوع إلى أرذل العمر (وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) تقدمت هذه مراراً (حم ق 3 عن أنس) (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري ومسلم (2706)، وأحمد (220: 3)، أبو داود (1541)، والترمذي (3484)، والنسائي (8/ 274). (¬2) حديث أبي سعيد: أخرجه عبد بن حميد (1002). وأخرجه أيضًا: ابن ماجه (4126). قال البوصيري (4/ 218): هذا إسناد ضعيف. حديث عبادة بن الصامت: أخرجه البيهقي (12930)، والضياء من طريق الطبراني (8/ 270، رقم 332)، وابن عساكر (38/ 194). وأخرجه أيضاً: الطبراني في الدعاء (1427). قال الهيثمي (10/ 262): رواه الطبراني، وفيه بقية بن الوليد، وقد وثق على ضعفه وشيخ الطبراني، وعبيد الله بن زياد الأوزاعى، لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1261) وفي السلسلة الصحيحة (308). (¬3) أحمد (3/ 214)، والبخاري (2668)، ومسلم (2706)، وأبو داود (1540)، والترمذي (3485) وقال: حسن صحيح. والنسائي (8/ 257)، وابن حبان (1009). وأخرجه أيضًا: أبو =

1550 - "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من عذاب النار وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال (خ ن عن أبي هريرة) " (صح). (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من عذاب النار) الاستعاذة من هذه استعاذة من ارتكاب أسبابها (وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) عام بعد خاص كما أن قوله " وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال) خاص بعد عام فإنه من فتنة المحيا (خ ن عن أبي هريرة) (¬1). 1551 - "اللهم إني أتخذ عندك عهدًا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأيما مؤمن آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة (ق عن أبي هريرة) " (صح). (اللهم إني أتخذ عندك عهداً) يأتي تفسيره (لن تخلفنيه) صفه للعهد (فإنما أنا بشر) هو تعليل لاتخاذ العهد (فأيما مؤمن آذيته) قال العيني في شرح البخاري (¬2): الفاء جزائية وشرطها محذوف يدل عليها السياق أي إن كنت آذيت مؤمناً (أو شتمته) هو عطف خاص على عام وفيه أنه يعطف بأو (أو جلدته أو لعنته) هو من الشتم لكنه خاص من خاص فإنه من الأذية (فاجعلها) الخصلة الصادرة مني إليه (له) للمؤمن (صلاة وزكاة) الواحدة (وقربة) أي فاجعل كل خصلة صدرت مني مجموع ما ذكر أو كل واحدة له والقربة تعم ما قبلها ووصفها بقوله (تقربه بها إليك يوم القيامة) فيه بيان تسمية القربة أنها لتقربها ¬

_ = يعلى (3074). (¬1) أخرجه البخاري (1311)، والنسائي (4/ 103). (¬2) انظر: عمدة القاري (22/ 310).

[1/ 442] فاعلها إليه تعالى قال الكرماني (¬1) إن كان مستحقاً لما ذكر لم يكن له قربة وأجيب بأن المراد غير المستحق له بدليل الروايات الأُخر الدالة عليه انتهى. قلت: أو كان ذلك أيضاً في حال الغضب كما يدل للأمرين روايات من جملة الروايات ما أخرجه مسلم وفيه: "فإنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهوراً" الحديث، ويأتي في هذا الحرف (ق عن أبي هريرة) (¬2). 1552 - "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر وفتنة الدجال، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع وصلاة لا تنفع ومن دعوة لا يستجاب لها (حم وعبد بن حميد م ن زيد عن بن أرقم) (صح). (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر وفتنة الدجال) تقدم كل ما ذكر (اللهم آت نفسي تقواها) دينها ويسرها لفعل ما يقها العذاب (وزكها) التزكية جعل الشيء زاكياً إما في ذاته أو في الاعتقاد والخبر عنه كما يقال عدلته وفسقته إذا جعلته كذلك في الخارج أو في الاعتقاد والخبر عنه بقوله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] مراد به لا تخبروا بزكاتها قائلين نحن أتقياء ونحوه وأما قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس: 9] فهو مطابق للدعاء فإن المراد من زكى الله نفسه فهو الفاعل له تعالى فالآية إخبار بأن المفلح من زكى الله نفسه، وهذا الحديث سؤال أن يزكي الله نفس الداعي ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 316)، والبخاري (6000)، ومسلم (2601).

به وهذا هو الحق في معنى الآية، فالله تعالى هو المزكي والعبد هو المتزكى وما جاء من الآيات التي فيها إسناد التزكية إلى العبد وإضافتها إليه مثل {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} [النازعات: 18] فالمراد أفلح من قبل تزكية الله له وهل لك إلى قبول تزكية الله إياك بالإيمان فالرب فاعل التزكية والعبد مطاوع (أنت وليها) سلطانها والمتصرف فيها (ومولاها) مالك أمرها فلك عليها الولايتان ولاية السلطان وولاية الملك (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع) بأن لا يكون نافعاً في نفسه كعلم النجوم والكهانة وكل ما لا ينفع في الآخرة أو يكون نافعاً لكن لا ينتفع به صاحبه (ومن قلب لا يخشع) عند التذكير فإنه ليس بقلب مؤمن (ومن نفس لا تشبع) من الدنيا وحطامها (ومن دعوة لا يستجاب لها) هو كلفظ ومن دعاء لا يسمع (حم وعبد بن حميد م ن عن زيد بن أرقم) (¬1). 1553 - "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت (ق عن أبي موسى) (¬2) (صح). (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي) قال النووي (¬3): قال ذلك تواضعاً، وقيل: أراد ما كان سهو وقيل: ما كان قبل النبوة وإلا فإنه مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فدعاؤه بهذا تواضعًا ولأن الدعاء عباده, قال العيني (¬4): قلت: هو إرشاد لأمته وتعليم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 371) , وعبد بن حميد (267) , ومسلم (2722) والنسائي (8/ 260). (¬2) أخرجه البخاري (6399) ومسلم (2719). (¬3) شرح مسلم (17/ 40). (¬4) انظر: عمدة القاري للعيني (23/ 20).

لهم وإلا فإنه معصوم عن الذنوب جميعها قبل النبوة وبعدها (وإسرافي في أمري) الإسراف مجاوزة الحد بالإفراط أو أن السؤال طلب لإدامة ما تفضل الله به على العباد من العفو عن الخطأ (وما أنت أعلم به مني) عام لما سلف وغيره (اللهم اغفر لي خطاياي) الخطأ معفو عنه فالمراد: العفو عما تسبب إليه الخطأ مما تعمده من أسبابه (وعمدي وهزلي) إن تعدى إلى ما لا يحسن (وجدّي وكل ذلك عندي) أي أنا متصف بهذه الأشياء فاغفرها وهذا اعتراف جملي بعد الاعتراف التفصيلي (أنت المقدم) تقدم من تشاء برحمتك فتوفقه لطاعتك (وأنت المؤخر) تؤخر من تشاء عن ذلك بخذلانك (وأنت على كل شيء قدير) عام بعد خاص (ق عن أبي موسى) (¬1). 1554 - "اللهم خلقت نفسي وأنت توفاها لك مماتها ومحياها إن أحييتها فاحفظها وإن أمتها فاغفر لها اللهم أسألك العافية (م عن ابن عمر) (صح). (اللهم أنت خلقت نفسي [1/ 443] وأنت تتوفاها) أي الإيجاد من الإعدام إليك لا يقدر عليه غيرك (لك مماتها ومحياها) هو مثل (وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ) [الأنعام 162] أي أنت المالك للأمرين فيها (إن أحييتها فاحفظها) عن شرور الحياة شرور الأديان والأبدان (وإن أمتها فاغفر لها) فهي بعد الموت أحوج إلى المغفرة (اللهم إني أسألك العافية) من شرور الدنيا والآخرة (م عن ابن عمر) (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7004)، ومسلم (2719). (¬2) أخرجه مسلم (2712).

الهمزة مع اللام واللام مع الموحدة على مقتضى ترتيب الحروف

الهمزة مع اللام واللام مع الموحدة على مقتضى ترتيب الحروف وكان حق هذا تقديمه على الهمزة مع اللام وأن يكون عقب الهمزة مع الكاف وقد جرى في الجامع الكبير على هذا وهنا خالفه وكأنه قدم ذلك تبركا وإن فات مراعاة الترتيب لأنه بلفظ الجلالة ولفظ اللهم. 1555 - "ألبان البقر شفاء وسمنها دواء ولحومها داء (طب عن ملكية بن عمرو) ". (ألبان البقر شفاء) هو جمع لبن واللبن مركب من مائيه وحليبه ودسومه ولبن البقر أكثر الألبان دسومة وأكثر غذاء من سائر الألبان، قال ابن القيم (¬1): هو يغذو البدن ويحصبه ويطلق البطن باعتدال وهو من أعدل الألبان وأفضلها من لبن الضأن ولبن المعز في الرقة والغلظ والدسومة وفي حديث السنن عن ابن مسعود مرفوعاً عليكم بلبن البقر فإنها تقم من كل شجرة (¬2) (وسمنها دواء) في كتاب السنن عن علي -رضي الله عنه - أنه قال: لم يستشف الناس بشيء من السمن والسمن حار رطب في الأولى وفيه جلاء ولطافة ينفع في الأبدان الناعمة ويفتح البثور والأورام التي وراء الآذان وما بين الصدر وذكر جالينوس أنه أبرأ به الأورام الحادثة وفي الأرنبة وإذا دلك به موضع الأسنان أثبت سريعاً (ولحمها ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (4/ 352). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 448)، والطبراني في الكبير (25/ 42 رقم 79)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 345)، وفي الشعب (5956). انظر تفاصيل عن تخريجه وأحكامه وشواهده ومتابعاته في الأجوبة المرضية للسخاوي بتحقيقنا (1/ 21 - 25).

داء) قال ابن القيم (¬1): لحمها بارد يابس عسير الانهضام بطيء الانحدار يولد دماً سوداوياً لا يصلح لأهل التعب الشديد والكد ويورث إدمانه الأمراض السوداوية كالبهق والجرب والقوباء والجذام وداء الفيل والسرطان والوسواس وحمى الربع وكثير من الأورام وهذا لمن يتعوده ويدفع ضره بالثوم والفلفل والدارصيني والزنجبيل ونحوه وذكره أقل برودة ويبساً، ولحم العجل ولا سيما السمين من أعدل الأغذية وأطيبها وألذها وأحمدها وهو حار رطب (طب عن ملكية بن عمرو) ورد في الكبير الجعفية (¬2). 1556 - "البس الخشن الضيق حتى لا تجد العز والفخر فيك مساغاً (ابن مندة عن أنيس بن الضحاك) ". (البس الخشن) غير الناعم (الضيق) غير الواسع أي من الثياب (حتى لا تجد العز) الترفع (والفخر) إدعاء العظم (فيك مساغاً) مدخلًا وهو نهى عن الذرائع (ابن منده عن أنيس) مصغر (بن الضحاك) ثم قال غريب فيه إرسال (¬3). 1557 - "البسوا الثياب البيض فإنها أطهر وأطيب وكفنوا فيها موتاكم (حم ت ن 5 ك عن سمرة) " (صح). (البسوا الثياب البيض) أمر ندب (فإنها أطهر) لأنه يطهر ما تعلق بها من النجاسة (وأطيب) قيل لدلالتها على التواضع وعدم الكبر (وكفنوا فيها موتاكم) ¬

_ (¬1) في زاد المعاد (4/ 240). (¬2) أخرجه الطبراني (25/ 42، رقم 79)، قال الهيثمي (5/ 90): رواه الطبراني، والمرأة لم تسم، وبقية رجاله ثقات. وأخرجه البيهقي (9/ 345). وأخرجه أيضاً: أبو داود في المراسيل (450)، والبغوي في الجعديات (2683). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1233) والسلسلة الصحيحة (1533). (¬3) أخرجه ابن منده كما في الكنز (5731). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1146).

تفاؤلاً بأن العبد يقدم على ربه وقد نقى بدنه من الأدناس وصار أبيض وأنه من الذين تبيض وجوههم ومن الذين يسعى نورهم بين أيديهم (حم ت ن 5 ك عن سمرة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح وصححه الحاكم وأقروه (¬1). 1558 - "التمس ولو خاتماً من حديد (حم ق د عن سهل بن سعد" " (صح). (التمس ولو خاتماً حديداً) الحديث عن سهل أن امرأة أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله جئت أهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم فصعّد النظرة وصوبه وطأطأ رأسه فلمَّا رأت أنَّه لم يقضِ فيها شيئًا جلستْ، فقام رجل فقال: يا رسولَ الله إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال: "هل عندك من شيء" [1/ 444] فقال: لا والله يا رسول الله فقال: "اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئاً" فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ما وجدت شيئاً فقال: "انظر ولو خاتماً من حديد" فذهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتماً من حديد ولكن هذا إزاري، قال سهل: وما له رداء غيره فلها نصفه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء وإن لبسته هي لم يكن عليك منه شيء" فجلس الرجل حتى طال مجلسه فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مولياً فأمر به فدعي فقال: "ماذا معك من القرآن" فقال: معي سورة كذا وسورة كذا أعددها فقال: "تقرأهنَّ عن ظهر قلبك" قال: نعم، قال: "اذهب فقد ملكتكها" انتهى. وفيه دليل على جواز أخذ الأجرة تعليم القرآن وعلى جواز كون الصداق ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 13)، والترمذي (2810) وقال: حسن صحيح. والنسائي (8/ 205)، وابن ماجه (3567) وابن سعد (1/ 450)، والطبراني (7/ 180، رقم 6759)، والبيهقي (3/ 402). وأخرجه أيضًا: عبد الرزاق (6199)، والطبراني في الأوسط (3919)، والحاكم (1/ 354)، وقال: صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1235) وأحكام الجنائز (63).

منفعة لا مالًا وإليه ذهب الشافعي فقال: يجوز أن يجعل تعليم القرآن للمرأة مهراً عملاً بظاهر الحديث، وقال أحمد بن حنبل: أكرهه، وقال مالك والحنفية: لا يجوز، وقال مكحول: إنه لا يجوز لأحد بعده - صلى الله عليه وسلم - (حم ق د عن سهل بن سعد" (¬1). 1559 - "التمسوا الجار قبل الدار والرفيق قبل الطريق (طب عن رافع بن خديج). (التمسوا الجار قبل الدار) ابحثوا على حسن سيرته وجواره قبل سكونكم الدار فإنه عمدة تطيب الدار بطيبه وتخبث بخبثه كما يقال: بجيرانها تغلوا الديار وترخص. (والتمسوا الرفيق) الذي يرافقكم في السفر (قبل الطريق) قبل سلوكها ولذا نهى عن سفر الإنسان وحده ويقال: ما أضيق الطريق على من ليس له رفيق (طب عن رافع بن خديج) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عثمان الطرائفي (¬2). 1560 - "التسموا الخير عند حسان الوجوه (طب عن أبي خصيفة) ". (التمسوا الخير عند حسان الوجوه) تقدم (طب عن أبي خصيفة) بفتح الخاء المعجمة فصاد مهملة فمثناة من تحت ففاء، قال الشارح: إسناده ضعيف والمصنف سكت عليه (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 336)، والبخاري (4842)، ومسلم (1425)، وأبو داود (2111). وأخرجه أيضاً: مالك (1096) والنسائي (6/ 123)، والبيهقي (7/ 236). (¬2) أخرجه الطبراني (4/ 268، رقم 4379) قال الهيثمي (8/ 164): فيه أبان بن المحبر، وهو متروك. والخطيب في الجامع لأخلاق الرأوى وآداب السامع (2/ 233). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1147) والسلسلة الضعيفة (2013): موضوع. (¬3) أخرجه الطبراني (22/ 396، رقم 983). قال الهيثمي (8/ 195): رواه الطبراني من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلى عن أبيه، وكلاهما ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف =

1561 - "التمسوا الرزق في النكاح (فر عن ابن عباس) ". (التمسوا الرزق بالنكاح) بالتزوج فإنه جالب للبركة، إن قيل: هو حث على أن يتزوج الفقير ليرزق والله تعالى: {وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا} [النور:33] قيل: ذلك من لا يجد ما ينكح به وهذا فيمن يجد ذلك لكنه لا يجد نفقة (فر عن ابن عباس) إلا أنه بإسناد ضعيف لكن له شواهد (¬1). 1562 - "التمسوا الساعة التي ترجى في يوم الجمعة بعد العصر إلى غيبوبة الشمس (ت عن أنس) ". (التمسوا الساعة التي ترجى يوم الجمعة) هي إشارة إلى الساعة (¬2) التي في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند البخاري (¬3) وغيره أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله خيراً إلا أعطاه" وقد اختلف العلماء هي باقية أو قد رفعت على قولين، حكاهما ابن عبد البر، والذين قالوا: هي باقية اختلفوا في تعيينها على قولين، هل هي في وقت معلوم من اليوم معين أو غير معين؟ والذين قالوا بعدم تعيينها اختلفوا هل هي تنقل في ساعات اليوم أم لا؟ على قولين، والذين قالوا بتعيينها اختلفوا على أحد عشر قولاً سردها ابن القيم في الهدي (¬4) وقال: أرجح الأقوال أنها بعد العصر، وقال: إنه قول أكثر السلف وعليه أكثر الأحاديث. ¬

_ = الجامع (1148) والسلسلة الضعيفة (2855) (¬1) أخرجه الديلمي (282). قال المناوي (2/ 157): فيه مسلم بن خالد قال الذهبي في الضعفاء: قال البخاري وأبو زرعة: منكر الحديد وقال السخاوي: وشيخه ضعيف لكن له شواهد عن ابن عباس. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1146) والسلسلة الضعيفة (2487). (¬2) وُضع عنوان جانبي (مطلب في ساعة الجمعة). (¬3) أخرجه البخاري (4988)، ومسلم (852). (¬4) زاد المعاد (1/ 376).

قلت: منها حديث الكتاب فإنه قال (بعد العصر إلى غيبوبة الشمس) ثم قال [1/ 445] ابن القيم: ويليه في الأرجحية أنها القول بأنها ساعة الصلاة، قال: وبقية الأقوال لا دليل عليها. قلت: إلا أنه قد يقال: أن في حديث أبي هريرة: "لا يوافقها عبد وهو قائم يصلي"، وقد نهى عن الصلاة بعد العصر. وجوابه أنه قد سُئل عنه سيد الرسل - صلى الله عليه وسلم - وأجاب بما يشفي ففي سنن ابن ماجة (¬1) عن عبد الله بن سلام قال: قلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس: إنا لنجد في كتاب الله يعني التوراة في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله -عَزَّ وَجَلَّ- فيها شيئاً إلا قضى الله حاجته، قال: عبد الله فأشار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أو بعض ساعة" قلت: صدقت يا رسول الله أو بعض ساعة. قلت: أي ساعة هي قال: "آخر ساعة من ساعات النهار" قلت: إنها ليست ساعة صلاة قال: "بلى إن العبد المؤمن إذا صلى ثم جلس لا يحبسه إلا الصلاة فهو في صلاة" انتهى. فيكون قوله: "وهو قائم يصلي" أي كالقائم في أجره والحكم له بأنه في صلاة (ت عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال في الكبير عن الترمذي: غريب ضعيف (¬2). 1563 - "التمسوا ليلة القدر في أربع وعشرين (محمَّد بن نصر في الصلاة عن ابن عباس) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1139). (¬2) أخرجه الترمذي (489) وقال: غريب. وأخرجه ابن عدى (6/ 196، ترجمة 1671 محمَّد بن أبي حميد) وقال: ولمحمد بن أبي حميد غير ما ذكرت وحديثه متقارب، وهو مع ضعفه يكتب حديثه. قال الحافظ في التلخيص الحبير (3/ 228): سنده ضعيف. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1237).

(التمسوا ليلة القدر) في النهاية (¬1) هي الليلة التي تقدر فيها الأرزاق وتقضى والحث على التماسها لما فيها من الفضل الذي نوه الله به في قوله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3] وسبب منته تعالى بها على الأمة ما في سبب نزولها كما في كتب التفسير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فتعجب المؤمنون من ذلك وتقاصرت إليهم أعمالهم فأعطوا ليلة هي خير من مدة ذلك المغازي، وقيل غير ذلك، ولما أعطوها أنسي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمانها المعين كما أخرج ابن أبي شيبة (¬2) من حديث أبي سعيد قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أريت ليلة القدر فأنسيتها -أو نسيتها- فالتمسوها في العشر الأواخر الوتر" الحديث ولهذا قال (في أربع وعشرين) وقد تعددت الأحاديث في زمن تعيينها فروي في سبع وعشرين في العشر الأواخر في الخامسة أو الثالثة في سابعة وتاسعة أخر ليلة في وتر في أحد وعشرين أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين أو سبع وعشرين أو تسع وعشرين كل هذه روايات في الجامع هذا وفي الكبير. قال بعض العلماء: الظاهر أنهما تنتقل في العشر الأواخر قال: فإننا قد رأينا علاماتها اختلفت تجدها سنة في هذه وسنة في تلك قال: والذي أظنه أنه لما أراد الله تعالى لهم الخير بعموم اهتمامهم بها في تطلبها ليكثروا من الخير وأخفاها, لذلك جاءت أحاديث الحث عليها والحوم حولها موافقة لذلك ولذا يراها أو غالبها إنما يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التمسوها في كذا وتحروها" وذكر الوتر تارة باعتبار ما مضى وأخرى باعتبار ما بقي وصار الصحابة يخبر كل منهم باعتبار ما فهم، ولجزم قوم وتردد آخرون (محمد بن ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 22). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (9527).

نصر في الصلاة عن ابن عباس) (¬1). 1564 - "التمسوا ليلة القدر في ليلة سبع وعشرين (طب عن معاوية) ". (التمسوا ليلة القدر) كأنه قيل: متى نلتمسها؟ قال [1/ 446] (ليلة سبع وعشرين) وإليه ذهب قوم (طب عن معاوية) قال الشاوح: إسناده صحيح (¬2). 1565 - "التمسوا ليلة القدرآخر ليلة من رمضان (محمد بن نصر عن معاوية) ". (التمسوا ليلة القدر آخر ليلة من رمضان) المراد ليلة تسع وعشرين لا ليلة الثلاثين كما فسرته أحاديث أخرى ولعله يقال بل يحمل الآخرية على حقيقتها بلا تأويل (ابن نصر) أي محمد (عن معاوية) (¬3). 1566 - "ألحدوا ولا تشقوا فإن اللحد لنا والشق لغيرنا (حم عن جابر) ". (ألحدوا) اللحد شق القبر وهو معروف وأصل الأمر الإيجاب وزاده تأكيداً النهي بقوله (ولا تشقوا فإن اللحد لنا) أيها الأمة (والشق) وهو شق وسط القبر وإلقاء الميت فيه (لغيرنا حم عن جابر) سكت عليه المصنف وفيه عثمان بن عمير ضعفوه (¬4). 1567 - "ألحد لآدم وغسل وتراً فقالت الملائكة هذه سنة ولد آدم من بعده ¬

_ (¬1) أخرجه ابن نصر كما في مختصر قيام الليل للمقريزى (ص 131، رقم 43) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1151). (¬2) أخرجه الطبراني (19/ 349، رقم 814). والحديث أصله عند أبى داود وغيره بطرف: "اليلة القدر ليلة سبع وعشرين". وصححه الألباني في صحيح الجامع (1240). (¬3) أخرجه ابن نصر كما في مختصر قيام الليل للمقريزى (36). وأخرجه أيضاً: ابن خزيمة (2189)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1238). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 359). قال المناوي (2/ 159): فيه عثمان بن عمير أورده الذهبي في الضعفاء. وللحديث أطراف أخرى منها: "اللحد لنا والشق لغيرنا" وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1155).

(ابن عساكر عن أبي) ". (ألحد) مغير صيغة (لآدم) الحد له أبناؤه (وغسل) بعد موته (بالماء) وتراً ثلاثاً كما دلت عليه أحاديث أخر أو خمساً كما في حديث أم عطية قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين توفيت ابنته فقال: "اغسلنها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك إن رأيتن" الحديث. فيحتمل أن الأصل الاقتصار على الثلاث فإن اقتضى الحال الزيادة زيد عليها (وقالت الملائكة هذه سنة ولد آدم من بعده) يحتمل أنها قالته لأولاد آدم على جهة التبليغ عن الله أو قالته فيما بينها لأنه تعالى أعلمها بذلك وأنه سنة لهم على لسان نبيه وفيه دليل أن هذا أول عمل اتفق لميت وقد كان هابيل قتل في حياة آدم وكأنه تولى دفنه قابيل حين رأى الغراب يبحث في الأرض فدفنه من دون لحد ولا غسل (ابن عساكر عن أبي) (¬1). 1568 - "ألحقوا الفرائض بأهلها فما بقى فهو لأولى رجل (حم ق ت عن ابن عباس) " (صح). (الحقوا الفرائض بأهلها) تقدم تفسير الفرائض عن النهاية بأنه الأنصبة المقدرة المذكورة في الكتاب والسنة، والمراد بالإلحاق اتباعها لمن جعلها الله لهم (فما بقي فهو لأولى رجل ذكر) بعد إعطاء من له سهم ونصيب نصيبه فهو أي ما بقي لأول رجل قال في التناقيح شرح المصابيح للعلامة السلمي: المراد بأولى رجل: أقرب رجل ليس المراد بأولى أحق ووصف الرجل بأنه ذكر تنبيهًا على سبب استحقاقه وهي المذكورة التي هي سبب العصوبة وسبب الترجيح في الإرث ولهذا جعل للذكر مثل حظ الأنثيين (¬2) (حم ق ت عن ابن عباس) زاد في ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي (1625)، وابن عساكر (7/ 455). وأخرجه المحاملي في الأمالي (403)، والضياء (1252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1154). (¬2) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح للمناوي بتحقيقنا (2/ 560 رقم =

الكبير: ط ص رمز الموطأ ومصنف ابن أبي شيبة (¬1). 1569 - "الزم بيتك طب عن ابن عمر". (الزم بيتك) هو أمر بلزوم العزلة والخلوة عند هيجان الفتن واضطرابها وذكر في سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - قاله لرجل استعمله على عمل فقال: خِرْ لي فذكره فالمراد التنزه عن نحو الإمارة وإشارة إلى العزلة قالوا: ينبغي للمعتزل أن ينوي بعزلته كف شره عن الناس أولاً ثم طلب السلامة من شر الأشرار ثانياً، ثم الخلاص من آفة القصور عن القيام بحقوق المسلمين ثالثاً، ثم التجرد لجمع الهمة بعبادة الله رابعاً، ثم ليكن مع خلوته مواظباً على العلم والعمل والذكر والفكر ليجتني ثمرة العزلة، وقد ألَّف السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله كتاباً في العزلة لطيفًا وفوائدها كثيرة وقد ذكرها الإِمام الغزالي وجرد لها كتاباً في الإحياء (¬2) في ربع المنجيات (طب عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وهو ضعيف لضعف الفرات (¬3). 1570 - "الزم نعليك قدميك فإن خلعتهما فاخلعهما بين رجليك ولا تجعلها عن يمينك ولا يمين صاحبك، ولا وراءك فتؤذي بها من خلفك. (5 عن أبي هريرة) ". (الزم) بكسر الزاي (نعليك قدميك) هذا حكم النع الذي المسجد [1/ 447] ¬

_ = 2261). (¬1) البخاري (6351)، ومسلم (1615)، والترمذي (2098) وقال: حسن. وابن أبي شيبة (31133)، والنسائي في الكبرى (4/ 71، رقم 6331)، وابن الجارود (955)، وأبو عوانة (3/ 436)، والطبراني (11/ 20، رقم 10904)، والدارقطني (4/ 71)، والبيهقي (6/ 234). (¬2) الإحياء (2/ 244). (¬3) أخرجه الطبراني كما في المجمع (5/ 201). وقال العراقي في تخريج الإحياء (3/ 221): وفيه الغرب بن أبي الغراب ضعفه ابن معين وابن عدي وقال أبو حاتم: صدوق. وصححه الألباني في الجامع (1247) والصحيحة (1535).

إذا السنة الصلاة فيهما كما يأتي في حرف الصاد إلا لشيء يوجب خلعهما (فإن خلعتهما فاخلعهما بين رجليك ولا تجعلهما) بعد الخلع (عن يمينك)؛ لأن اليمين جهة شريفة تصان عن ذلك (ولا عن يمين صاحبك) من يمينك (ولا وراءك فتؤذي من خلفك) (5 عن أبي هريرة) (¬1). 1571 - "الزموا هذا الدعاء اللهم إنا نسألك باسمك الأعظم ورضوانك الأكبر فإنه اسم من أسماء الله (البغوي وابن قانع طب عن حمزة بن عبد المطلب) ". (ألزموا هذا الدعاء) الدعاء به كأنه قيل: ما هو؟ قال (اللهم إني أسألك) متوسلاً (باسمك الأعظم ورضوانك الأكبر فإنه) أي ما ذكر (اسم من أسماء الله تعالى) فتوسل به إليه وأفرد الضمير لما أولناه ولفظ الاسم الأعظم ليس من أسمائه تعالى المعدودة التي يخبر عنه بها، إلا أنه لما كان صفة لاسمه الأعظم نفسه جعل كأنه صفة له والرضوان أيضًا ليس من أسمائه، إنما هو من أسماء أفعاله وهو رضاه عن عباده (البغوي وابن قانع طب عن حمزة بن عبد المطلب) سيد الشهداء وعم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وفي الكبير للمصنف عن أبي مرثد بن كنانة عن حمزة بن عبد المطلب انتهى (¬2). 1572 - "الزموا الجهاد تصحوا وتستغنوا (عد عن أبي هريرة) ". (الزموا الجهاد تصحوا) من الأسقام أو تصح قلوبكم من الشبهات والشهوات ويصح إيمانها (وتستغنوا) تصيروا أغنياء بما تغنمون من أموال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1432). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1157) والسلسلة الضعيفة (988): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن قانع (1/ 187)، والطبراني (3/ 151 رقم 2959) وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 117 رقم 237). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1159).

الكفار وقد صار السلف أغنياء بغنائمهم وما زال قتال الكفار غنى للمسلمين في كل عصر وحين وفيه جواز أن تصحب نية الأعمال الدينية مقاصد دنيوية (عد عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف (¬1). 1573 - "ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام (ت عن أنس) (حم ن ك عن ربيعة بن عامر) ". (ألِظّوا بيا ذا الجلال والإكرام) في النهاية (¬2) في الظاء المعجمة ألظوا أي ألزموا واثبتوا عليه وأكثروا من قوله والتلفظ به في دعائكم يقال: لظ بالشيء إلظاظاً إذا لازمه وثابر عليه، وفيه أن الجلال العظمة وفي الكشاف في قوله ذو الجلال والإكرام الذي يجله الموحدون عن التشبيه بخلقه وعن أفعالهم أو الذي يقال له: ما أجلك وأكرمك أو من عنده الجلال والإكرام المخلصين من عباده وهذه الصفة من أعظم صفات الله (ت عن أنس) وقال: هذا حديث غريب وقد روى هذا الحديث عن أنس من غير هذا الوجه (حم ن ك عن ربيعة بن عامر) بن بجاد الأزدي وقاله غيره (¬3). 1574 - " ألق عنك شعر الكفر ثم اختتن حم د عن أبي كليب عن أبيه عن جده". (ألق عنك شعر الكفر واختتن) قاله - صلى الله عليه وسلم - لجد عثيم بالمهملة والمثلثة فمثناة تحتية بن كليب ولفظه عن عثيم عن أبيه عن جده أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي (1/ 34). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1158) والسلسلة الضعيفة (1650): ضعيف جدًّا. (¬2) النهاية (4/ 252). (¬3) أخرجه الترمذي (3525) وابن عدي (7/ 103) عن أنس وأخرجه أحمد (4/ 177) والنسائي في الكبرى (4791) والحاكم (1/ 499) وقال: صحيح الإسناد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1250) والسلسلة الصحيحة (1536).

وفي تيسير الأصول ما لفظه عن عثيم بن كثير بن كليب عن أبيه عن جده أنه جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: قد أسلمت فقال له: "احلق واختتن" وفيه دليل لمن أوجب الختان وهو الشافعي ومن معه، وقد عورض بأحاديث أخرى، وهذا الحديث فيه كلام يتعلق بجهالة الراوي، قال ابن المنذر: ليس في الختان حديث يرجع إليه ولا سنة تتبع وقد بسطنا أدلة الفرق في ذلك في حواشينا على شرح العمدة بما ليس عليه زيادة (¬1) وأشرنا إليه في حواشي ضوء النهار (حم د عن أبي كليب عن أبيه عن جده) فالصحابي كليب وفيه انقطاع وضعف (¬2). 1575 - "ألهم إسماعيل هذا اللسان العربي إلهاما (ك هب) جابر". (ألهم) مغير صيغة أي الهم الله (إسماعيل) بن إبراهيم (هذا اللسان العريي) في القاموس (¬3): ألهمه الله خيرًا ألقنه إياه, واللسان لغة العرب سمي لساناً تسمية نالته محله أو أنه مشترك بين الجارحة واللغة (إلهاماً) [1/ 448] تأكيدا لدفع توهم المجاز وفيه رد على من قال: إن إسماعيل تعلمه من جرهم (ك هب عن جابر) قال الحاكم: على شرط مسلم واعترض، وكأنه لذلك ترك المصنف الرمز بالصحة عليه (¬4). 1576 - "الهوا والعبوا فإني أكره أن أرى في دينكم غلظة (هب عن المطلب بن عبد الله". (الهوا) تقدم الكلام على اللهو في أحب (والعبوا) والمراد هنا ما أباحه الشرع ¬

_ (¬1) انظر العدة حاشية على شرح العمدة. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 415) وأبو داود (356). وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع (1251) والإرواء (79). (¬3) القاموس (ص 1498). (¬4) أخرجه الحاكم (2/ 439) والبيهقي في الشعب (1620). وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (1220) والسلسلة الضعيفة (2919).

من ملاعبة الزوجة وتأديب الفرس والرمي وقوله: والعبوا هو كالعطف التفسيري (فإني أكره أن يرى في دينكم غلظة) فإنه تعالى قد بعثه بالحنيفية السهلة السمحة ووضع عن أمته الآصار والأغلال (هب عن المطلب بن عبد الله) المخزومي وفيه انقطاع وضعف (¬1). 1577 - "إليك انتهت الأماني يا صاحب العافية (طس هب عن أبي هريرة) ". (إليك انتهت الأماني) جمع أمنية من يمناه أراده أي انتهت المرادات والطلبات إليك (يا صاحب العافية) يا من هي في يده يرسلها على من يشاء من عباده ولا يملكها غيره ولا تنال إلا منه فهي أجل مطلوبات الدنيا والدين (طس هب عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وإسناد الطبراني حسن (¬2). 1578 - "أما إن ربك يحب المدح وفي لفظ الحمد (حم خد ن ك عن الأسود بن سريع) " (صح). (أما) بفتح الهمزة وتخفيف الميم حرف تثنية قال نجم الأئمة: وفائدته المعنوية تأكيد مضمون الجملة قال: وكأنه مركب من همزة الإنكار وحرف النفي والإنكار نفي ونفي النفي إثبات ركب الحرفان لإفادة الإثبات والتحقيق وأن لا تكون بعده إلا مكسورة الهمزة لما عرفت من أنها لا تدخل إلا على جملة (إن ربك يحب المدح) لفظه في الكبير للمصنف عن الأسود بن سريع أتيت ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6542). وقال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (1221) والسلسلة الضعيفة (2257): موضوع. (¬2) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (6542) وقال: هذا منقطع وإن صح فإنه يرجع إلى اللهو المباح. والديلمي (357). قال المناوى (2/ 161): فيه مع ذلك يحيى بن يحيى الغساني، قال الذهبي في الضعفاء: جرحه ابن حبان. وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب أورده أيضاً في الضعفاء وقال: لينه يحيى وقال أحمد: لا بأس به وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1224).

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله إني قد حمدت ربي -عَزَّ وَجَلَّ- بمحامد ومدح وإياك فقال: "إما إن ربك يحب المدح هات ما مدحت به ربك وما مدحتني فدعه" فجعل ينشده .. الحديث وفيه قصة (حم خد ن ك عن الأسود بن سريع) رمز المصنف لصحته (¬1). 1579 - "أما إن كل بناء فهو وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا (د عن أنس) ". (أما إن كل بناء وبال) سوء عقاب وطول عذاب (على صاحبه) بانيه (إلا مالا إلا مالا) قال المصنف في المرقاة قال الحافظ أبو الفضل العراقي في تخريج الإحياء، والحافظ ابن حجر في فتح الباري: إلا ما لا بد منه. انتهى. قلت: وهذا من نوع البديع سمي بالاكتفاء ولا يقال إن فيه تعمية؛ لأنه قد علم المخاطب ما أراده - صلى الله عليه وسلم - وفيه جزر شديد عن بناء ما لا حاجة إليه وتكررت به الأحاديث (د عن أنس) ورجاله موثقون (¬2). 1580 - "أما إن كل بناء فهو وبال على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان في مسجد أو أو أو (حم 5 عن أنس) ". (أما إن كل بناء فهو وبال) في النهاية (¬3) الوبال في الأصل الثقل والمكروه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 435). قال الهيثمي (10/ 95): أحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح. والبخاري في الأدب المفرد (859)، والنسائي في الكبرى (7745)، وابن سعد (7/ 41)، والطحاوي (4/ 298)، وابن قانع (1/ 18)، والطبراني (1/ 283، رقم 824)، والحاكم (3/ 712) وقال: صحيح الإسناد. والبيهقي في شعب الإيمان (4366)، والضياء (1447). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1228). (¬2) أخرجه أبو داود (5237)، وقال العراقي (4/ 119) وقال الحافظ في الفتح (11/ 93) رواته موثقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي فليس بمعروف وله شاهد عن واثلة عند الطبراني. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1230) والسلسلة الضعيفة (176). (¬3) النهاية (5/ 145).

ويريد به في الحديث العذاب في الآخرة (على صاحبه يوم القيامة إلا ما كان في مسجدٍ أو أو أو) مكرر ثلاثاً حذفت المعطوفات مع الإتيان بالعاطف للقرينة الداله عليه وقد قدر هنا بأن المراد رباط أو مسكن أو بيت للأضياف وكأنه دل على خصوص هذا المقدر السياق وهذا أعني حذف المعطوف مع بقاء عاطفة من غريب العربية لم يذكره الرضي ولا ابن هشام في المغني وفي الاكتفاء في الأول والحذف في هذا دلالة على كراهة البناء وأنه - صلى الله عليه وسلم - طوى تفاصيل ما يباح منه إبعاداً عن الإشكال به (حم 5 عن أنس) زاد في الكبير طس (¬1). 1581 - "أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك (م، د عن أبي هريرة) " (صح). (أما إنك) أيهما الرجل الذي لدغته العقرب (لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامة) تقدم تفسيرها [1/ 449] (من شر ما خلق) عام لكل ذي شر (لم يضرك) العقرب فهذه عوذة لدفع شر كل ذي شر (م د عن أبي هريرة) (¬2). 1582 - "أما إنه لو قال حين أمسى أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ما ضره لدغ عقرب حتى يصبح (5 عن أبي هريرة) ". (أما إنه لو قال) المصاب بلدغ العقرب (حين أمسى) دخل في المساء (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ما ضره لدغ) هو بالدال بعدها معجمة (عقرب حتى يصبح) تستمر حماية الله له عنها إلى الصباح والعموم في الاستعاذة قاض بالعموم في دفع كل شر لذي شر وإنما ذكرت العقرب لأنه السبب في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 220)، وابن ماجه (4161) قال البوصيرى (4/ 226): هذا إسناد فيه مقال عيسى بن عبد الأعلى لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقى رجال الإسناد ثقات. والطبراني في الأوسط (3081) قال الهيثمي (4/ 70): رجاله ثقات. والضياء (4370، رقم 1537). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1229) والسلسلة الضعيفة (176). (¬2) أخرجه مسلم (2709)، وأبو داود (3899).

الحديث (5 عن أبي هريرة) (¬1). 1583 - "أما إن التعريف يدفع في النار دفعًا (طب عن يزيد بن سيف) ". (أما إن التعريف) في القاموس (¬2): التعريف كأمير من يعرف أصحابه جمعه عرفاء والعريف رئيس القوم سمى به لأنه عرف بذلك أو النقيب وهو دون الرئيس وتقدم تفسيره عن النهاية (¬3) (يدفع في النار دفعاً) يلقى فيها ويطرح طرحاً وذلك لما في رياسته من الخطر ويأتي: العرافة حق والعرفاء في النار (طب عن يزيد بن سيف) اليربوعي وفيه مجهول (¬4). 1584 - "أما بَلَغَكُمْ أنى لعنت من وَسَمَ البهيمة في وجهها أو ضربها في وجهها (د عن جابر) ". (أما بلغكم أني لعنت من وسم البهيمة في وجهها) هو من الوسم العلامة وهو في البهائم بالكي والبهيمة كل ذات أربع ولو في الماء أو كل حي لا يميز وهذا إخبار منه - صلى الله عليه وسلم - أنه قد سبق منه اللعن عن وسم البهيمة (أو ضربها في وجهها) وكان - صلى الله عليه وسلم - يسم البهائم في جواعرها واللعن المشار إليه هو ما في خبر أبي هريرة (¬5): "لعن الله من يسم البهيمة في الوجه". وفي حديث ابن عمر (¬6): "لعن الله من مثّل بالحيوان". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3518) قال البوصيري (4/ 72): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وأخرجه أيضًا: النسائي في الكبرى (10423). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1324). (¬2) القاموس المحيط (ص: 1081). (¬3) النهاية (3/ 218). (¬4) أخرجه الطبراني (22/ 248، رقم 646). قال المنذري (1/ 322): مودود -أحد رجال الإسناد- لا أعرفه. قال الهيثمي (3/ 89): مودود وأبوه لم أجد من ترجمهما. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1226). (¬5) أخرجه الطبراني كما في فيض القدير (5/ 275). (¬6) أخرجه البخاري (5196).

وأخرج عبد الرزاق (¬1) عن جابر قال: مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بحمار قد وسم في وجهه يدخن منخراه فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لعن الله من فعل هذا لا يسمن أحد الوجه ولا يضربن الوجه" هذا وأما الوسم لعله في الوجه فالظاهر الجواز لدليله الخاص (د عن جابر) (¬2). 1585 - "أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة (ق 5 عن عمر) " (صح) (أما ترضى) يا عمر إذ الخطاب له (أن تكون لهم) ملوك الدنيا الذين ذكرهم عمر (الدنيا) يتوسعون فيها (ولنا الآخرة) وسببه أنه دخل عمر عليه - صلى الله عليه وسلم - في إيلائه من نسائه في الحديث الطويل وفيه: أنه دخل عمر عليه - صلى الله عليه وسلم - وهو في مشربة فيها حصير وأهب معلقة وقد أفضى بجنبيه إلى الحصير وأثر الحصير في جنبه وتحت رأسه وسادة من أدم محشوة ليفاً، قال عمر: فلما رأيته بكيت قال: ما يبكيك قلت: يا رسول الله فارس والروم أحدهم يضطجع في الديباج والحرير فقال: "إنها عجلت لهم طيباتهم" هذا أحد ألفاظه (ق 5 عن عمر) (¬3). 1586 - "أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملاً من زوجها وهو عنها راضٍ أن لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله وإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء والأرض ما أخفي لها من قرة أعين فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة ولم يمص من ثديها مصة إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة فإن أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل الله سلامة! تدرين من أعني بهذا؟ الممتنعات الصالحات المطيعات لأزواجهن اللواتي لا يكفرن العشير". ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (8451). (¬2) أخرجه أبو داود (2564). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1326). (¬3) أخرجه البخاري (4629)، ومسلم (1479)، وابن ماجه (4153).

(الحسن بن سفيان طس ابن عساكر) عن سلامة حاضنة السيد إبراهيم". (أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملاً من زوجها وهو عنها راض) بطاعتها له (أن لها مثل أجر الصائم) نهاره (القائم) ليله (في سبيل الله) الجامع بين جهاد النفس وحبسها عن مشتهياتها من الطعام والشراب وجهاد أعداء الله وتقدم أنه أفضل المجاهدين وهذا الأجر لها حال حملها (فإذا أصابها الطلق) بالطاء المهملة وسكون اللام وجع الولادة (فلا يعلم أهل السماء) ملائكتها وسكانها (والأرض) مثله (ما أخفي لها من قرة أعين) من أجر الطلق الذي أعد الله لها (فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة) مثلثة حسوة منه أو بالضم والفتح الاسم (ولم يمص من ثديها مصة [1/ 450] المصة المرة من مص الماء شربه شرباً رقيقاً (إلا كان لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة) فلها بالمصة أجران من حيث أنها حسوة تخرج من ثديها أجر ومن حيث أنه يمصها الصبي أجر فالتقدير بكل جرعة حسنة وبكل مصة حسنة حذف الأول لدلالة الثاني عليه ويحتمل أن الحسنة لهما جميعاً (فإن أسهرها) المولود الدال عليه السياق (ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل الله) يحتمل أن يراد به القدر المعين بين العدد ويحتمل أن يراد التكثير من غير تعيين (سلامة) هو منادى حذف حرف ندائه أي يا سلامة وهو خطاب لسلامة حاضنة إبراهيم ابنه - صلى الله عليه وسلم - ناداها إيقاظا لها ليصغى سمعها إلى ما يرد عليها من قوله (تدرين من أعني بهذا) أي من يثبت له هذا الأجر كأنها قالت من تريد قال (الممتنعات) جمع ممتنعة اسم فاعل من الامتناع أي عما حرم الله عليهن (الصالحات) القائمات بطاعة الله وطاعة أزواجهن (المطيعات) لله (ولأزواجهن اللواتي لا يكفرن العشير) في

النهاية (¬1): أي يجحدن إحسان أزواجهن، والعشير الزوج المعاشر كالمصادق في الصديق لأنها معاشرة (الحسن بن سفيان طب وابن عساكر عن سلامة حاضنة السيد إبراهيم) بن محمد - صلى الله عليه وسلم - بإسناد ضعيف بل قيل بوضعه (¬2). 1587 - "أما كان يجد هذا ما يُسَكِّنُ به رأسه أما كان يجد هذا ما يغسل به ثيابه (حم د حب عن جابر) " (صح). (أما كان يجد هذا) الشعث الذي أتاه - صلى الله عليه وسلم - وهو كذلك (ما يسكن به رأسه) أي من الدهن والترجيل فإنه سنة ويكون غباً (أما يجد هذا ما يغسل به ثيابه) فإنه رآه متسخ الثوب وفيه أن غسل الثوب سنة والله يحب النظافة (حم د حب عن جابر) رمز المصنف لصحته (¬3). 1588 - "أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل الإِمام أن يجعل الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار (ق 4 عن أبي هريرة) " (صح). (أما يخشى أحدكم) أيها المصلون في جماعة (إذا رفع رأسه) من ركوع أو سجود (قبل) رفع (الإِمام أن يجعل الله رأسَه رأسَ حِمار) وقوله: (أو يجعل الله صورته صورة حمار) شك من الراوي أي اللفظين قاله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أنه قد عرفهم - صلى الله عليه وسلم - أنه إنما جعل الإِمام ليؤتم به وأنه إذا ركع ركعوا وإذا سجد سجدوا، فهذا الوعيد بعد علمهم بوجوب المتابعة قال المصنف في (التوشيح) وفي رواية لمسلم وجه حمار وهي من تصرف الرواة والصورة بمعنى الوجه وخص الوجه والصورة والرأس بذلك؛ لأنها وقعت الجناية بها وهل المراد بهذا المجاز وهو ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 340). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6733)، قال الألباني في ضعيف الجامع (1234): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 357)، وأبو داود (4062) وأبو يعلى (2026)، وابن حبان (5483)، والحاكم (4/ 206) وقال: صحيح على شرط الشيخين. وأبو نعيم في الحلية (3/ 156). قال المناوي (2/ 166): قال العراقي: إسناده جيد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1333).

المسخ المعنوي بالبلادة والجهل أو الحقيقة وهو المسخ الحقيقي قولان قال: والراجح الثاني وإن لم يقع؛ لأنه لا يلزم من الوعيد الوقوع. قلت: قد حكا ابن حجر الهيتمي في فهرسته أنه وقع حقيقة لبعض شيوخه ولابن حبان: "أن يحول الله رأسه رأس كلب" (¬1)، وليس للاستعجال سبب غير طلب الاستعجال ودواء هذا الداء أن يعلم أنه لا يسلم قبل الإِمام فلا فائدة في الاستعجال في هذه الأفعال (ق 4 عن أبي هريرة) (¬2). 1589 - "أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه في الصلاة أن لا يرجع إليه بصره (حم م 5 عن جابر بن سمرة) " (صح). (أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه في الصلاة) إلى السماء (أن لا يرجع إليه بصره) عقوبة له على عدم خشوعه ووقاره اللذين أمر بهما في الصلاة ويأتي حديث: لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم عند الدعاء في الصلاة أو لنخطفن أبصارهم" وهذا [1/ 451] الوعيد في هذا والذي قبله دليل تحريم ما قرن به وأن فاعلها آثم (حم م 5 عن جابر بن سمرة) (¬3). 1590 - "أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض ولو أسلفني أو باعني لأديت إليه (طب عن أبي رافع) ". (أما والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض) أصله عند الطبراني وابن أبي شيبة وغيرهما عن أبي رافع قال: نزل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضيف فبعثني إلى يهودي قال: قل له إن رسول الله يقول بعني أو أسلفني إلى رجب. فأتيته فقلت له ذلك ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في صحيحه (2282). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 504)، وابن أبي شيبة (2/ 116، رقم 7147)، والبخاري (659)، ومسلم (427)، وأبو داود (623)، والنسائي (2/ 96)، وابن ماجه (961). وأخرجه أيضًا: الترمذي (582) وقال: حسن صحيح. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 90)، ومسلم (428)، وابن ماجه (1045).

فقال: والله لا أبيعه ولا أسلفه إلا برهن فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: "والله لو باعني أو أسلفني لقضيته إني لأمين في السماء أمين في الأرض اذهب بدرعي الحديد إليه" فنزلت هذه الآية تعزية له - صلى الله عليه وسلم -: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا} الآية هذا أحد ألفاظه وفيه جواز تزكية النفس لغرض ديني (طب عن أبي رافع) (¬1). 1591 - "أما علمت أن الإِسلام يهدم ما كان قبله وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله (م عن عمرو بن العاصي) ". (أما علمت) يا عمرو بن العاص إذ الخطاب له (أن الإِسلام يهدم ما كان قبله) من الذنوب لأن عُمْرًا لما جاء ليسلم قال: إني أشترط أن يغفر لي فقال له - صلى الله عليه وسلم - وزاده: (وإن الهجرة) من دار الكفر (تهدم ما كان قبلها) من الذنوب في دار الكفر ومن عدم الهجرة مع وجوبها (وأن الحج يهدم ما كان قبله) وهو ظاهر في هدم جميع ما ذكر حتى من حقوق العباد (م عن عمرو بن العاصي) ويقال العاص بدون ياء (¬2). 1592 - "أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى الموت فأكثروا ذكر هاذم اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول: أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبا وأهلا أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلى فإذ وليتك اليوم وصرت إلى فسترى صنيعي بك فيتسع له مد بصره ويفتح ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (3863)، والطبراني (1/ 331، رقم 989). قال الهيثمي (4/ 126): فيه موسى بن عبيدة الربذي، وهو ضعيف. وأخرجه أيضاً: الروياني (1/ 462، رقم 695). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1337). (¬2) أخرجه مسلم (121).

له باب إلى الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر: لا مرحباً ولا أهلاً أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلى فإذ وليتك اليوم فسترى صنيعي بك فيلتئم عليه حتى يلتقي عليه وتختلف أضلاعه ويقيض له سبعون تنيناً لو أن واحداً منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئاً ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضي به إلى الحساب إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار (ت) عن أبي سعيد". (أما إنكم لو أكثرتم ذكر هاذم اللذات) تقدم ضبطه بالمهملة والمعجمة (لشغلكم عما أرى) من الاشتغال بما لا يعود نفعه (الموت) بدل من هاذم اللذات فصل بينه وبين ما أبدل منه وهو جائز، فأكثروا ذكر هازم اللذات الموت ذكر استعداد له (فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه) أي قبر كل إنسان على انفراده وظاهره أنه كلام حقيقي ولا مانع منه، وقد حمله المتكلمون على المجاز. قالوا: لأنه لو كان حقيقة يلزم منه تجويز ما المعلوم خلافه كتجويز يا هذه الصخرة خطيبًا بلغيًا وعالمًا عاملاً وهذا الإنكار منهم لا وجه له وقد أخبر الصادق عن هذه الأشياء بما (يسند إلى العقلاء) فيجب تصديقه وإبقاؤها على ظاهرها والتجويز لا يدفع ذلك وقد أشبعنا الكلام على هذا في كتابنا إيقاظ الفكرة. (أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة) الذي يكون ساكني عن تنافيه وحيدًا لا أهل له ولا مال ولا صاحب ولا صديق (أنا بيت التراب) لا يكون فراش من يدخلني فجميع ما يحف به إلا التراب (وأنا بيت الدود) الذي يصير ساكني فيه دوداً. فإن قلت: هذا الذي يقوله القبر من الكلام أي فائدة فيه ونحن لا نسمعه حتى يكون فائدته الاعتبار والإيقاظ؟.

قلت: فائدته أن الصادق أخبرنا به لنؤمن به ونخبر به فننزجر ونتعظ ولأنه قد يكون هذا الكلام تسبيحًا للقبر فإنه تعالى يقول: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ} [الإسراء: 44] وليس المراد التنزيه فقط بل الأعم من ذلك فهو إخبار لنا بأن هذا تسبيح القبر. (فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحباً) أي أتيت محلاً رحيباً من الأرض [1/ 452] لا ضيق فيه (وأهلاً) أتيت أهلاً لا أجانب فالرحابة في المكان لما يأتي من أنه يتسع له مد بصره والأهل ما يصحبه من عمله الصالح (أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إليَّ) فإن الله جعل للمؤمن وداد محبة حتى عند الجمادات حقيقة كما أسلفنا في حديث حب جبل أحد له - صلى الله عليه وسلم - (فإذ وليتك) هو من ولي الشيء صارت له ولاية عليه وسلطان أي إذا صرت متصرفاً فيك يجعل الله ذلك إلى (اليوم وصرت إلى) نزلت بي وصرت وطنك (فسترى صنيعي بك) وذلك أنه تعالى يأمر بحسن الصنيع وهو فعل المعروف (فيتسع له مَدَّ بصره) هو تفصيل لمجمل ما قبله (ويفتح لي باب إلى الجنة) يشاهدها من قبره وقد زاد في رواية البراء أخرجها ابن أبي شيبة في حديث طويل: "فيأتيه من طيبها وروحها ويأتيه رجل حسن الوجه والثياب طيب الريح، فيقول له: أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول ومن أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح، فيقول: ربِّ أقم الساعة أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي". (وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر) لعله شك من الراوي وفي رواية ابن أبي شيبة: الكافر بغير شك (قال له القبر لا مرحباً ولا أهلاً أما إنك كنت لأبغض من يمشي على ظهري) فيه أن كل قبر قد تعين لمن هو له وقد عرف القبر ذلك (فإذا أوليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك) عبر بالصنيع مشاكلة وإلا فإنه لا

يكون إلا في فعل المعروف (فيلتئم عليه حتى تلتقي عليه ويختلف) يتنازعان في قوله (أضلاعه) فهي الملتقية والمختلفة تلتقي الأضلاع التي في الجانب الأيمن بالأضلاع التي في الجانب الأيسر ثم تختلف فتصير كل واحدة مكان الآخر أو تلتقي ثم تختلف بأن تعود كل واحدة من الجهتين مكانها وهذه هي ضغطة القبر (¬1) وقد سكت عنها في حق المؤمن، وذكرت في حق الفاجر ولكن دلت الأحاديث الآخر أنه لا ينجو منها المؤمن كما أفاده حديث المسند (¬2) عن حذيفة قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في جنازة فلما انتهينا إلى القبر قعد على ساقيه فجعل يردد بصره فيه ثم قال: يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها حمائله ويملأ على الكافر ناراً فالحمائل عروق الأنثيين وفي المسند (¬3) أيضًا من حديث جابر قال: خرجنا مع رسول - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد بن معاذ حين توفي فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووضع في قبره وسوي عليه التراب سبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسبحنا طويلاً ثم كبر فكبرنا فقيل: يا رسول الله لم سبحت ثم كبرت فقال: لقد تضايق على هذا العبد الصالح قبره حتى فرج الله عنه، فهذه دالة على ثبوتها في حق المؤمن والسكوت هنا في حديث الكتاب لا يقاوم ما ذكر، فيحتمل أن هذه التي للفاجر أشد من التي تكون في حق المؤمن فذكرت هذه وتركت تلك لأنها لا تستحق الذكر بالنظر إلى هذه فلذا أهملت ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - قد سأل الله تعالى أن يخفف عن المؤمن تلك الضغطة التي اتفقت لسعد واستجيب له وأن هذا الحديث [1/ 453] متأخر من تلك الروايتين وهذا بعيد. وأخرج الطبراني (¬4) عن أنس قال: توفيت زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه- وسلم فخرجنا ¬

_ (¬1) وضع في الحاشية عنوان: "مطلب في ضغطة القبر". (¬2) أخرجه أحمد (5/ 407). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 260). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 433 رقم 1054).

معه فرأينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهتماً شديد الحزن، وجعلنا لا نكلمه حتى انتهينا إلى المقبرة فإذا هو لم يفرغ من لحده فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقعدنا حوله، فحدث نفسه هنيهة وجعل ينظر إلى السماء ثم فرغ من القبر فنزل فيه فرأيته يزداد حزناً ثم إنه فرغ فخرج فرأيته يسري عنه وتبسم فقلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - رأيناك مهتمًا حزينًا لم نستطع أن نكلمك ثم رأيناك سري عنك فلم ذلك؟ قال: كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضعف زينب فكان ذلك يشق علي فدعوت الله أن يخفف عنها ففعل ولقد ضغطتها ضغطة سمعها ما بين الخافقين إلا الجن والإنس؛ فهذا يخبرك أنه ما سلم منها ابنة سيد الرسل - صلى الله عليه وسلم - بعد سؤاله التخفيف (ويقيض) يثبتّ ويقدر (له سبعون تنينًا) بزنة سكين حية عظيمة (لو أن واحداً منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئًا) لما في حرارة نفسه من الشدة التي تحرق الدنيا وتمنعها من الإنبات (ما بقيت الدنيا فينهشه) بالمعجمة لسعه وعضه وأخذه بأضراسه وبالمهملة أخذه بأطراف الأسنان (ويخدشه) بالمعجميتين بزنة من خدش الجلد إذا مزقه ويستمر على ذلك (حتى يفضي به إلى الحساب) إلى يوم الحساب وهو يوم القيامة (إنما القبر روضة من رياض الجنة) لأهل الإيمان (أو حفرة من حفر النار) لأهل الكفر والفجور (¬1). واعلم: أنه قد شكك بعض الملاحدة ممن لا حظ له في الإيمان في عذاب القبر ووافقهم إخوانهم من أهل الابتداع وقالوا: كل حديث يخالف مقتضى العقل والحس يقطع بتخطئة ناقليه قالوا: ونحن نرى من يصلب على خشبة مدة طويلة لا يسأل ولا يجيب ولا يتحرك ولا يتوقد جسمه ناراً، قالوا: وقد نكشف القبر فلا نجد فيه ملائكة يضربون الميت بمطارق الحديد ولا نجد هناك حيات ¬

_ (¬1) وضع في الحاشية عنوان: "مطلب في عذاب القبر والرد على من قدح فيه".

ولا ثعابين ولا نيراناً تأجج. قالوا: ومن افترسته السباع ونهشته الطيور وتفرقت أجزاؤه في أجواف السباع وحواصل الطيور وبطون الحيتان ومذارح الرياح كيف يسأل أجزاؤه مع تفرقها؟ وكيف يتصور مسألة الملكين لمن هذه صفته؟ وكيف يصير القبر عليه روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار ونحو هذا من أدلتهم الباطلة. فنقول: اعلم أن الرسل عليهم السلام لا يخبرون بما تحيله العقول وتقطع باستحالته بل خبرهم قسمان: أحدهما: ما تشهد به العقول. والثاني: ما لا تدركه بمجردها كالغيوب التي أخبروا بها من تفاصيل البرزخ، وتفاصيل الثواب والعقاب. والواجب الإيمان بما جاء به الرسول من غير غلو فيه ولا تقصير. وثانيًا: أنه تعالى جعل الدور ثلاثة: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار، وجعل لكل دار أحكامًا تختص بها، فأحكام دار الدنيا جعلها [1/ 454] على الأبدان والأرواح تبع لها وقد جعل أحكامه الشريفة مترتبة على ما يظهر من حركات اللسان والجوارح وإن أضمرت النفوس خلافها وجعل أحكام البرزخ على الأرواح والأبدان تبع لها فالأرواح في دار البرزخ التي هي تباشر العذاب والنعيم والأبدان متابعة لها تألم بألمها وتنعم بنعيمها والأرواح خفية والأبدان كالقبور لها فتجري أحاكم البرزخ على الأرواح وتسري إلى الأبدان كما في دار الدنيا تجري على الأبدان وتسري إلى أرواحها. وقد أرانا الله في الدنيا نوعاً من ذلك في النائم فإن الأمر الذي يتنعم به أو يتألم به في المنام يجري على روحه أصلاً والبدن تبع له في ذلك فقد يقوى ما ينال الروح من ذلك فتظهر على البدن ظهورًا بيناً من التألم أو المتنعم فقد يرى أنه

يضرب ويصبح وأثر الضرب في جسمه وقد يرى أنه يأكل وأثر الطعام في فمه ويذهب عنه الجوع والظمأ وقد ينام بين المستيقظين ويرى عجائب يخبر بها ولا يدرك من يشاهده من المستيقظين حوله شيئاً وذلك لأن هذا حكم يجري لروحه وهو منقطع عن بدنه انقطاعًا ما فإذا تجرد الروح عن البدن في البرزخ وانقطع عنه انقطاعًا أكمل من ذلك الانقطاع جرت عليه أحكامه من عذابه ونعيمه وسعة قبره عليه وضيقه أتم من حال النائم ولا يشاهده الأحياء فإذا حشرت الأجساد وكانت أحكام دار القرار على الروح والجسد جميعًا. وثالثًا: أن الله تعالى جعل أمر الآخرة وما يتصل بها غيبًا محجوبًا عن إدراك المكلفين في هذه الدار وذلك لحكمة جليلة يتميز من يؤمن بالغيب من غيره، فأول ذلك أنها تنزل الملائكة على المحتضر وتجلس قريبًا منه ويشاهدهم عيانًا ويتحدثون عنده وقد يسلمون عليه ويرد عليهم تارة بإشارته وتارة بلفظه وقد يخاطبهم ويرحب بهم، وقد روي من هذا أنواعًا يخرج عن الحصر وقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ} [الواقعة: 83 - 85] أي أقرب إليه بملائكتنا ورسلنا ولكنكم لا ترونهم وقال: {لَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ في غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ} [الأنعام: 193] فهذا أول الأمر وهو في دار الدنيا غير مشاهد لنا ثم يخرجون روحه ولها نور كشعاع الشمس ورائحة أطيب من رائحة المسك وذلك لا يشاهده الحاضرون. ورابعًا: أن نار البرزخ من نار الآخرة ونار الآخرة ليست مثل نار الدنيا حتى يشاهدها من يشاهد نار الدنيا فهي أشد من نار الدنيا ولا ينظرها أهل الدنيا ولا يدركونها وقد يطلع الله بعض عباده عليها وثبت في الأحاديث أنه يدركها النائم وذكر ابن أبي الدنيا عن الشعبي أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: مررت ببدر فرأيت رجلاً يخرج من الأرض فيضربه رجل بمقمعة حتى يغيب في الأرض ثم يخرج

[1/ 455] فيفعل به مثل ذلك فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة" (¬1). وذكر من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه قال: بينا أنا أسير بين مكة والمدينة على راحلة إذ مررت بمقبرة فإذا رجل خارج من قبره يلتهب ناراً وفي عنقه سلسلة يجرها فقال: يا عبد الله انضح، يا عبد الله انضح فوالله ما أدري أعرفني باسمي أم كما تدعو الناس قال: فخرج آخر فقال: يا عبد الله لا تنضح يا عبد الله لا تنضح ثم اجتذب السلسلة فأعاده إلى قبره (¬2). وقد سرد ابن أبي الدنيا في كتاب القبور من الروايات في هذا المعنى شيئًا واسعًا ونقل منه ابن القيم (¬3) في كتاب الروح شطرًا صالحًا وذكر مما روى له من شاهد ذلك روايات جمة ثم قال: وهذه الأخبار وأضعافها وأضعاف أضعافها مما لا يتسع له الكتاب مما أراه الله بعض عباده من عذاب القبر ونعيمه عيانًا، قال: وأما رؤية المنام لو ذكرنا لجاءت عشرة أسفار ومن أراد الوقوف عليها فعليه بكتاب المنامات لابن أبي الدنيا وكتاب التبيان للقيرواني وكيف ينكر هذا من يؤمن بأن جبريل عليه السلام ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويسد الأفق ولا يراه أحد غيره، وقد يتمثل له رجلاً يكلمه ولا يسمعه ولا يراه من إلى جنبه - صلى الله عليه وسلم -؟ وكيف ينكر هذا من ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في "القبور" برقم (92). وأخرجه عن طريقه البيهقي في الدلائل (3/ 89)، وابن كثير في البداية والنهاية (3/ 289)، وابن القيم في الروح (ص: 93)، وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (6/ 1214)، له شواهد يتقوى بها إن شاء الله. وانظر: الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع (ص: 77) وقال: ضعيف. (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب "القبور" برقم (93). وكذلك أخرجه في "من عاش بعد الموت" (ص: 36)، واللالكائي في السنة (6/ 1214)، وذكره ابن القيم في الروح (ص: 94) نقلاً عن ابن أبي الدنيا، وقال: محقق "القبور": وهو حسن لشواهده. (¬3) الروح (ص 70).

يؤمن بأن الملائكة تقطع ما بين السماء والأرض من المسافة في لحظة؟ وكيف ينكر هذا من يقر أن جبريل عليه السلام كان يقرئ النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدارسه القرآن والحاضرون لا يرونه؟ وكيف ينكر هذا من يؤمن بأن الملائكة نزلت تجاهد الكفار على الخيل وتضرب منهم فوق الأعناق ولا يشاهدونها؟ وكيف ينكر هذا من يؤمن بأن لديه كاتبين للحسنات والسيئات لا يفارقانه ولا يراهما؟ وكيف ينكر هذا من يؤمن بما جاءت به الرسل من الأخبار الغائبة عنا خبر من هو يشاهدها؟ وبالجملة فإن الله تعالى قد حجب عن بني آدم أشياء كثيرة لا يدركونها في دار الدنيا والله بحكمته ولطفه حجب عن العباد عذاب القبر لأنها لا تحتمله عقولهم ولا تحتمله قلوبهم وقد ظهر ذلك فيمن أطلعه الله على ذلك، فقد أخرج ابن أبي الدنيا عن هشام بن عروة عن أبيه قال: بينما راكب يسير بين مكة والمدينة إذ مر بمقبرة فإذا رجل قد خرج من قبره يلتهب نارًا مصفدًا في الحديد فقال يا عبد الله انصح، يا عبد الله انصح، قال: وخرج آخر يتلوه فقال: يا عبد الله لا تنصح، يا عبد الله لا تنصح، قال: وغشي على الراكب وعدلت به راحلته إلى العرج وأصبح وقد ابيض شعره فلما كانت قلوب بني آدم لا تحتمل ذلك طواه الله عنهم، وقد يراه بعض عباده. إذا عرفت هذا عرفت أن هذه التوسعة والإضاءة والخضرة والنار ليست من جنس ما نشاهده في الدنيا وإنما هي من أمر الآخرة الذي قد أسبل الله عليه الغطاء عن العيون [1/ 456] ليكون الإقرار به والإيمان سببًا لسعادتهم فإذا انكشف عنهم الغطاء صار عيانًا مشاهدًا وأنه لو كان الميت موضوعًا بين الناس لم يمتنع أن يأتيه الملكان فيسألانه من غير أن يشعر الحاضرون بذلك، ويضربانه ونحو ذلك ويجيبهما فإنه لا يمتنع أن يرد الله إلى المصلوب روحه وإلى الغريق روحه ويسأل ويجيب وهو كذلك وقد أخبرنا الله أنه ما من شيء إلا يسبح

بحمده وأزال عنا ما قصر إدراكه عن عقولنا بقوله: {وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44] فبهذا زال ما توهمه من جعله مجازاً عن دلالتها على صانعها فإن الدلالة مفقوهة وعرفت أنه ليس مع المنكر لعذاب القبر والمشكك فيه إلا مجرد الإباء والرد لما ثبت عن الله وعن رسوله - صلى الله عليه وسلم - (ت عن أبي سعيد) (¬1) وحسنه. 1593 - "أما أنا فلا آكل متكئاً (ت) عن أبي جحيفة (صح) ". (أما) بفتح الهمزة وتشديد الميم حرف شرط بمعنى إن حذف شرطها لكثرة استعمالها وعوض منه حرفها مما في خبرها يفصل بينها وبين فإنها وهي موضوعة لتفصيل مجمل نحو: أما زيد ففاضل، وأما عمرو فعالم، وقد تستعمل بمجرد الشرطية فلا تفصيل كما اختاره نجم الأئمة الرضي، وهذا الحديث يحتمل أنه من الأول والتقدير أما (أنا فلا آكل متكئًا) وأما غيري فيأكل متكئًا وهو ظاهر فيه ويحتمل أن المراد غير ذلك لأنه من الثاني أي: أما أنا فسنتي وطريقتي ذلك (¬2). فلا تقدير والاتكاء كما قال القاضي عياض: هو التمكن للأكل والتقعد والجلوس له كالتربع وشبهه من الجلسات التي يعتمد فيها الجالس على ما تحته قال: والجالس على هيئته يستدعي أكل ويستكثر منه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان جلوسه للأكل جلوس المستوفز مقعيًا قال: وليس معنى الحديث الاتكاء على شق عند المحققين وإنما حكى تفسيره بذلك صاحب الإكمال فخالف في هذا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في (2460) وإسناده فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي وهو واهٍ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1231). (¬2) "مطلب في تفسير الاتكاء" هذا العنوان وضع في الحاشية.

أكثر الناس وعبارة ابن الأثير (¬1) المتكئ في العربية كل من استوى قاعدًا على وطاء متمكنًا والعامة لا تعرف المتكئ إلا من مال في قعوده معتمداً على أحد شقيه. ومن فسر الاتكاء في الحديث بهذا قال: لأن الأكل كذلك مضر بالأكل فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئاته ويعوقه عن سرعة نفوذه إلى المعدة فلا تستحكم فيها الغذاء أو من فسره بالقعود على الأوطية والفرش قال: لأنه من جلوس الجبابرة ولأنه يستدعي كثرة الأكل ويناسب هذا الأخير ما أخرجه مسلم (¬2) وأبو داود وابن ماجه عن عبد الله بن بُسر قال: أهديت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فقعد على ركبتيه فأكل فقال أعرابي: ما هذه الجلسة قال: إن الله جعلني عبدًا كريمًا ولم يجعلني جبارًا عنيدًا واختلف في كراهة الأكل للمتكئ قال الحافظ ابن حجر (¬3): إذا ثبت كونه مكروهًا أو خلاف الأولى فالمستحب للآكل أن يكون جاثيًا على ركبتيه وظهور قدميه أو يجلس وينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى، قال ابن القيم (¬4) في الهدي: [1/ 457] ويذكر عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يجلس متوركًا على ركبتيه ويضع بطن قدمه اليسرى على ظهر اليمنى تواضعًا لله تعالى وأدبًا بين يديه قال: وهذه الهيئة أنفع صفات الأكل وأفضلها لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي الذي خلقه الله عليها (ت (¬5) عن أبي جحيفة) وفي الكبير: حسن صحيح وأخرجه ابن النجار عن جابر. 1594 - "أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون؛ ولكن ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 193). (¬2) أخرج أبو داود (3773) وابن ماجه (3263) (3275) ولم أجده عند مسلم. (¬3) فتح الباري (9/ 541). (¬4) زاد المعاد (4/ 221). (¬5) أخرجه الترمذي (1830) وابن حبان (5240)، وأبو داود (3769)، والبيهقي في السنن (7/ 49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1346).

ناس أصابتهم النار بذنوبهم فأماتتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر، فبثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل (حم م هـ) عن أبي سعيد (صح) ". (أما أهل النار الذين هم أهلها) وهم الكفار لأنهم الذين يستحقون الإضافة إليها لخلودهم فيها (فإنهم لا يموتون فيها) فيستريحون من عذابها (ولا يحيون) حياة يحبونها ويتلذذون بها كما قال تعالى: {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [الأعلى: 13] (ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم) هم الموحدون الذين تقدم فيهم حديث أبي هريرة بلفظ: "إذا أدخل الله الموحدين النار أماتهم فيها فإذا أراد أن يخرجهم منها أمسهم ألم العذاب تلك الساعة" فهذا الحديث كالشرح لذلك والبيان (أماتهم إماتة حتى إذا كانوا فحمًا) بالفاء والحاء المهملة في القاموس (¬1): الفحم محركة وبالفتح وكأمير الجمر الطافئ والفحمة واحدته (أذن بالشفاعة) فيهم للرسل وغيرهم على ما فصلناه في حواشي شرح العمدة (فجئ بهم ضبائر) بالضاد المعجمة والموحدة قال في النهاية (¬2): هم الجماعات في تفرقة واحدتها ضبارة مثل عمائر وعمارة وكل مجتمع ضبارة (ضبائر فبثوا) فرقوا (على أنهار الجنة ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا) من الإفاضة الصب (عليهم) أي من الماء الذي في أنهار الجنة (فينبتون نبات الحبة) بالحاء المهملة مكسورة في النهاية (¬3) بالكسر بذور البقول وحب الرياحين وقيل هي نبت صغير ينبت في الحشيش والحبة بالفتح الحنطة ونحوها (تكون في حميل السيل) بالحاء المهملة المفتوحة ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1477). (¬2) النهاية (3/ 71). (¬3) النهاية (1/ 326).

والتحتانية المثناة في النهاية (¬1): هو ما يجيء به السيل من طين أو غثاء أو غيره فعيل بمعنى مفعول وإذا أينعت فيه حبَّة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة (حم م 5 عن أبي سعيد) (¬2). 1595 - "أما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق فتحشر الناس إلى المغرب، وأما أول ما يأكل أهل الجنة فزيادة كبد الحوت، وأما شبه الولد أباه وأمه فإذا سبق ماء الرجل ماء المرأة نزع إليه الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع إليها (حم خ ن) عن أنس (صح) ". (أما أول أشراط الساعة) جمع شرط بالفتح للواو وهو العلامة أي أول علامات قيام الساعة وهي القيامة أو الوقت الذي تقوم فيه القيامة وللساعة أشراط كثيرة والحديث لبيان أولها وأنه (فنار تخرج من المشرق) هي النار التي في حديث الترمذي (¬3) عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تخرج نار من حضرموت أو من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس أيامًا أيامًا". وأخرج (¬4) البخاري ومسلم وأبي داود عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أول الآيات خروجًا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى فأيهما كانت فالأخرى على أثرها فإنه لا ينافي هذه الأولية لأن تلك أولية ظهور الآيات وهذه أولية الحشر ولذا قال: (فتحشر الناس إلى المغرب) يجمعهم إلى جهته (وأما أول ما يأكل أهل الجنة) هذا الحديث خرج على ترتيب أسئلة اليهود الذين سألوه [1/ 458]- صلى الله عليه وسلم - عن هذه الأمور (فزيادة كبد الحوت) ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 442). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 11) ومسلم (184) وابن ماجه (4309). (¬3) أخرجه الترمذي (2217) وقال: حديث حسن غريب صحيح. (¬4) أخرجه مسلم (2941). وأبو داود (4310).

قد بينه حديث آخر وأوضحه (وأما شبه الولد أباه وأمه) فإنهم سألوه عن ذلك (فإذا سبق ماء الرجل) أي إلى مستقره في الرحم (ماء المرأة نزع إليه الولد) بالنون فزاي فعين مهملة في النهاية (¬1) نزع إليه من الشبه إذا أشبهه (وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجل نزع) الولد بالشبه (إليها) ولما أجابهم بهذا صدقوه - صلى الله عليه وسلم - فهو من أعلام النبوة (حم خ ن عن أنس) (¬2). 1596 - "أما صلاة الرجل في بيته فنور، فنوروا بها بيوتكم (حم هـ) عن عمر (ح) ". (أما صلاة الرجل في بيته فنور) له ولمنزله (فنوروا بيوتكم) بالصلاة فيها لنوافلكم وتقدم الأمر بالصلاة في البيوت وأن لا تجعلوها قبورًا (حم (¬3) 5 عن عمر) وسكت عليه وقال شارحه: إنه حسن. 1597 - "أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحداً: عند الميزان حتى يعلم أيخف ميزانه أم يثقل، وعند الكتاب حين يقال: {هاؤم اقرأوا كتابيه} حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه أم في شماله أم من وراء ظهره، وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم، حافتاه كلاليب كثيرة، وحسك كثير، يحبس الله بها من يشاء من خلقه حتى يعلم أينجو أم لا (د ك) عن عائشة (صح) ". (أما في ثلاثة مواطن فلا يذكر أحد أحداً) هو جواب سؤال عائشة له - صلى الله عليه وسلم -، قالت: ذكرت النار فبكيت فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما يبكيك؟ قالت: ذكرت النار فبكيت فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فذكره (عند الميزان حتى يعلم أيخف ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 40). (¬2) أخرجه البخاري (3329) وأحمد (3/ 108) والنسائي في السنن الكبرى (8254). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 14). وابن ماجه (375)، قال البوصيري (72) هذا إسناد ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه (237)، وفي ضعيف الجامع (1244).

ميزانه) أي كفة حسناته وتثقل كفة سيئاته (أم يثقل) كفة الحسنات (وعند الكتاب حين يقال: {هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ}) أي يقول: ذلك من أعطي كتابه بيمينه ابتهاجًا وسرورًا أي خذوا أيها الحاضرون كتابي فاقرأوه تسروا بما فيه من نجاتي والهاء من كاتبه هاء السكت (حتى يعلم أين يقع كتابه أفي يمينه) فيكون من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين (أم في شماله) فيكون من أصحاب المشأمة (أو من وراء ظهره) وهذه الثلاث الجهات التي قد ثبتت في القرآن أنها جهات إعطاء الكتاب إلا أن ظاهر كلام أئمة التفسير أن الإعطاء من وراء الظهر ومن جهة الشمال واحدة، قال المحقق أبو السعود في قوله: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ} [الانشقاق: 10] أي يؤتى بشماله من وراء ظهره قيل: تغل يمينه إلى عنقه وتجعل شماله وراء ظهره فيؤتى كتابه بشماله وقيل: تخلع يده اليسرى من وراء ظهره ومثله في الكشاف، وظاهر حديث الكتاب أنها ثلاث جهات ولا مانع أن يكون منهم من يعطاه بشماله من تلقاء وجهه ومنهم من يعطاه بها من وراء ظهره (وعند الصراط إذا وضع بين ظهري جهنم) على ظهرها ويكون كالجسر عليها (حافتاه) جهة يمينه ويساره (كلاليب) جمع كلوب مثل سنور وسنانير وهي حديدة معوجة الرأس (وحسك كثيرة) بالمهملتين مفتوحتان جمع حسكة وهي شوكة صلبة معروفة (يحبس الله بها) بالمذكورة (من يشاء من خلقه) عن النفوذ على الصراط ويلقى في جهنم أو يبقى محبوسًا حتى يشفع فيه أو يتفضل الله عليه (حتى يعلم) الواقف عند الصراط (أينجو عن الكلاليب) والحسك (أم لا) من هذه الثلاثة المواطن لا يذكر أحد أحد {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 37] (د ك عن عائشة) (¬1). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4755) والحاكم في المستدرك (4/ 578) وقال: صحيح، وقال الذهبي: إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة. وضعفه الألباني في ضعيف=

1598 - "أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن أفضل الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. أتتكم الساعة بغتة، بعثت أنا والساعة هكذا، صبحتكم الساعة ومستكم. أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالاً فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي، وأنا ولي المؤمنين (حم م ن هـ) عن جابر (صح) ". (أما بعد) هو بضم الدال المهملة ظرف مبني على الضم عند قطعه عن الإضافة إن نوى المضاف إليه وإلا أعرب (فإن أصدق الحديث كتاب الله) تقدم فيه الكلام (وإن أفضل الهدي) بفتح الهاء وسكون الدال المهملة السيرة والهيئة [1/ 459] والطريقة (هدي محمد) فإنه المنعوت بخير طريقة وسيرة وهيئة (وشر الأمور محدثاتها) في النهاية (¬1): هي ما لم يكن معروفًا في كتاب ولا سنة ولا إجماع وتقدم تفسير البدعة (وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وقد قسَّم ابن الأثير (¬2) البدعة إلى بدعة هدى وبدعة ضلال وتقدم، فبدعة الضلال هي ما كان على خلاف ما أمر الله به ورسوله والضلالة واحدة الضلال وهو خلاف الحق: {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} [يونس: 32] (وكل ضلالة في النار) أي صاحبها أو هي وهو بأن تجعل جسمًا في الآخرة وتلقى هي وهو في النار (أتتكم الساعة بغتة) في النهاية (¬3): البغتة الفجأة والتعبير بالماضي من باب {وَنُفِخَ في الصُّورِ} [ق: 20] (بعثت أنا والساعة) عطف على ضمير بعثت المتصل وكذا أكده بالمنفصل أي وبعثت الساعة (هكذا) الهاء للتنبيه والكاف للتشبيه وذا اسم ¬

_ = الجامع (1245). (¬1) النهاية (1/ 351). (¬2) في النهاية: (1/ 267). (¬3) النهاية (1/ 142).

الإشارة أي تماثل وتشابه اجتماعنا أنا والساعة في البعثة وشأنها والمشار إليه هو ما فسر به الأحاديث الأُخَر من إشارته - صلى الله عليه وسلم - بالسبابة والوسطى (صبحتكم الساعة ومستكم) في أحد الوقتين وهو من البيان لقربها ودنوها (أنا أولى بكل مؤمن من نفسه) هو من قوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] والإطلاق ظاهر في أنه أولى بهم في أمور الدنيا والآخرة فيجب عليهم أن يكون أحب إليهم من أنفسهم وحكمه أنفذ عليهم من حكمها وحقه أكثر لديهم من حقوقها وشفقتهم عليه أقدم من شفقتهم على أنفسهم ثم أبان - صلى الله عليه وسلم - أنه مع هذه الأولوية والأحقية منزه نفسه عن أموالهم فقال (من ترك مالاً فلأهله) وهذا إفضال منه - صلى الله عليه وسلم - على الورثة وإلا فظاهر الأولوية أنه أحق بها وزاد - صلى الله عليه وسلم - في الإفضال والتكرم يحمل الدين عنهم كما قال (ومن ترك دينًا عليه أو ضياعًا) بفتح الضاد المعجمة عيالاً يعولهم بالنفقة (فإلي ضياعهم) أقوم بكفايتهم (وعليَّ دينهم) أقضيه، فهو لف ونشر مشوش ويحتمل أنه مرتب من ترك دينًا فإلي قضاؤه أو ضياعًا فعلي كفايتهم ويحتمل أنهما متنازعان فيهما (وأنا أولى بالمؤمنين) تأكيد لما سلف وهذا الذي له وعليه لازم للخلفاء بعده (حم م ن 5 عن جابر) (¬1). 1599 - "أما بعد، فوالله إني لأعطي الرجل وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، ولكن أعطي أقواما لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وآكل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، منهم عمرو بن تغلب (خ) عن عمرو بن تغلب (صح) ". (أما بعد فوالله) تأكيد للخبر (إني لأعطي الرجل وأدع الرجل) العطية (والذي أدع) أترك إعطاؤه (أحب إلي من الذي أعطي) فليس إعطاؤه دائرًا على ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 311) ومسلم (867) والنسائي (3/ 89) وابن ماجه (45).

مقدار الأحبية وكأنه قيل: لماذا؟ قال: (ولكني أعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع) هو أشد الجزع والضجر وهؤلاء هم المؤلفة قلوبهم (وآكل أقوامًا إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنا والخير) فلا جزع فيها ولا هلع (منهم عمرو بن تغلب) بالمثناة مفتوحة والغين المعجمة آخره موحده أي من الذين أكلهم إلى ما جعل الله في قلوبهم وفيه فضيلة لهذا الصحابي بأنه تعالى جعله من ذي القلوب الغنية المملوءة خيراً (خ عن عمرو بن تغلب) وفيه قصة (¬1). 1600 - "أما بعد، فما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله؟ ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط. قضاء الله حق، وشرط الله أوثق، وإنما الولاء لمن أعتق (ق 4) عن عائشة (صح) ". (أما بعد فما بال أقوام) [1/ 460] ما شأنهم (يشترطون شروطًا) في البيوع ونحوها (ليست في كتاب الله) في النهاية (¬2) أنها ليست على حكمه ولا على موجب قضاء كتابه ومن قضاء كتابه إتباع رسوله وقد حكم بأن الولاء لمن أعتق، وسببه أن بريرة جاءت إلى عائشة تستعينها في كتابتها ولم تكن قضت من مكاتبها شيئاً فقالت عائشة: ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابك ويكون ولاءك لي فعلت، فذكرت ذلك لأهلها فأبوا وقالوا: إن شاءت ابتياعك فعلت ويكون ولائك لنا فذكرت عائشة ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ابتاعي واعتقي فإنما الولاء لمن أعتق ثم قام خاطبًا فقال: "ما بال أقوام ... " الحديث. (ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط) فإنه لا حكم لما خالف أمر الله كثر أو قل (قضاء الله أحق وشرط الله أوثق) في النهاية (¬3): يريد ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (923). (¬2) النهاية (4/ 147). (¬3) النهاية (4/ 147).

ما بينه وأظهره من حكمه بقوله (وإنما الولاء لمن أعتق) وقيل: هو إشارة إلى قوله تعالى: {فَإِخْوَنُكُمْ في الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5] وفيها أن معنى الولاء لمن أعتق أنه إذا مات المعتَق ورثه معتِقه (ق 4 عن عائشة) وفيه القصة المذكورة ولها ألفاظ (¬1). 1601 - "أما بعد، فما بال العامل نستعمله فيأتينا فيقول: هذا من عملكم، وهذا أهدي إلى. أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فنظر هل يهدى له أم لا؟ فوالذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئاً إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه: إن كان بعيرا جاء به له رغاء، وإن كان بقرة جاء بها لها خوار، وإن كانت شاة جاء بها تيعر، فقد بلغت ["تيعر"، بفتح التاء وسكون الياء: لها صوت شديد] (حم ق د) عن أبي حميد الساعدي (صح) ". (أما بعد فما بال العامل نستعمله فيأتينا) من عمله (فيقول هذا) إشارة إلى ما قبضه من المال (من عملكم وهذا أهدي إلى) فوضحه سببه عن أبي حميد قال: استعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من الأزد يقال له: أبي اللتبية على الصدقة فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدى إلي قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد الحديث (أفلا قعد في بيت أبيه وأمه فينظر هل يهدي إليه أم لا) إعلام بأنه ما أهدي له إلا لكونه عاملاَّ ولا يستحق ما أخذه فلذا قال (فوا لذي نفس محمد بيده لا يغل) تقدم تفسير الغلول (أحدكم منها شيئًا) مما أخذه من صدقة أو هدية لأجل كونه عاملاً (إلا جاء به يوم القيامة يحمله) بعينه (على عنقه) عقوبة له وتشهيرًا بين الأولين والآخرين (إن كان) المغلول (بعيرًا جاء به) الغال على عنقه (له رغاء) بزنة غراب ليدل بصوته على إقبال الخلائق على ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2155) ومسلم (1504)، والترمذي (2124)، والنسائي (7/ 305)، وابن ماجه (2521) وأبو داود (3939).

رؤيته (وإن كانت بقرة جاء بها لها خوار) تصويت بزنة الأول (وإن كانت شاة جاء بها تيعر) بكسر العين المهملة هو صوت الشاة (فقد بلّغت) ما يجب علي أبلغه إليكم من الأحكام الذي فيها هدى، وفيه دلالة على تحريم أخذ الهدية للعامل وأنها تفسير لبيت المال (حم ق د عن أبي حميد الساعدي) (¬1). 1602 - "أما بعد، أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضل، فخذوا بكتاب الله تعالى، واستمسكوا به؛ وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي (حم) وعبد بن حميد (م) عن زيد بن أرقم" (صح). (أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر) ومن ضرورة كل بشر الموت (يوشك) بزنة يسرع ومعناه (أن يأتي رسول ربي فأجيب) وأذهب عنكم (وأنا تارك فيكم ثقلين) في النهاية (¬2): سماهما ثقلين؛ لأن الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل ويقال لكل خطير نفيس ثقل، سماهما ثقلين إعظامًا لقدرهما وتفخيمًا لشأنهما (أولهما كتاب الله) هو عند الإطلاق القرآن والأصل في الإضافة العهد ولأن كل كتاب سواه قد نسخ به (فيه الهدى) من الضلال (والنور) من ظلمات الشكوك والشبهات (من استمسك به وأخذ به) عطف أخذ بأحكامه تفسير للتمسك به وهو المقصود من باب أعجبني زيد وكرمه (كان على الهدى) كما قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] [1/ 461] وقال: {فِيهِ هُدًى وَنُورٌ} [المائدة: 46] وغيرها من الآيات (ومن أخطأه ضل) فماذا بعد الحق إلا الضلال (فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) زيادة السين للمبالغة أو للطلب أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 423)، والبخاري (6979) (7174)، ومسلم (1832)، وأبو داود (2946). (¬2) النهاية (1/ 216).

اطلبوا الاستمساك به بمعونة الله (وأهل بيتي) هذا ثاني الثقلين (أذكركم الله في أهل بيتي) أذكركم الله ما أخذه عليكم من موالاتهم ومحبتهم ووصاكم به في قوله تعالى: {قُل لَّا أَسْالكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبَى} [الشورى: 23] وغيرها من الآيات والأحاديث (أذكركم الله في أهل بيتي) أذكرك التوصية بهم لما أعلمه الله أنها ستنتهك حرمتهم وتسفك دماؤهم ويجفوهم من لا يراقب في الله إلاً ولا ذمة. (حم (¬1) وعبد بن حميد م) الكل أخرجوه (عن زيد بن أرقم). 1603 - "أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عوازمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء، وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وخير العلم ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب. واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبراً، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجراً، وأعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما وقر في القلوب اليقين، والارتياب من الكفر، والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من جثا جهنم، والكنز كي من النار، والشعر من مزامير إبليس، والخمر جماع الإثم، والنساء حبالة الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربى، وشر المأكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربع ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 367)، ومسلم (2408) وعبد بن حميد (265).

أذرع، والأمر بآخره، وملاك العمل خواتمه، وشر الروايا روايا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه [اغتيابه]-من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يتأل على الله يكذبه، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يعف يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرزية يعوضه الله، ومن يتبع السمعة يسمع الله به، ومن يصبر يضعف الله له، ومن يعص الله يعذبه الله. اللهم اغفر لي ولأمتي، اللهم اغفر لي ولأمتي، اللهم اغفر لي ولأمتي، أستغفر الله لي ولكم (البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عقبة بن عامر الجهني، أبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي الدرداء)، (ش) عن ابن مسعود موقوفاً ". (أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله) تقدم الكلام عليه (وأوثق العرى) كالسري جمع عروة وهو ما يتمسك به (كلمة التقوى) هي كلمة لا إله إلا الله كما قال تعالى: {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} [الفتح: 26] أضيفت إلى التقوى لأنها سببه وأساسه (وخير الملل) جمع ملة وهو الدين (ملة إبراهيم) وهي ملته - صلى الله عليه وسلم - {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ} [النحل: 123] (وخير السنن) جمع سنة وهي الطريقة (سنة محمد) طريقته وهديه (وأشرف الحديث ذكر الله) ذكر العبد ربه فهو من الإضافة إلى المفعول وتقدم تفسير ذكره تعالى وأنه يشمل الاشتغال بكل ما فيه قربه إليه تعالى (وأحسن القصص) مصدر قص الحديث بيّنه ومنه: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3] (هذا القرآن) الإشارة إليه تعظيمًا لي وقد سمى الله القرآن حديثًا: {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [المرسلات: 50] وسماه قصصًا: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3] فيحتمل أن الجملتين أي قوله: أشرف وأحسن يراد بهما القرآن فإنه يسمى ذكر الله بل هو رأس الذكر، ويحتمل أن يراد بالأولى مطلق الذكر فيشمل القرآن شمولاً أوليًا

(وخير الأمور عوازمها) في النهاية (¬1): أي فرائضها التي عزم الله عليه بفعلها والمعنى ذوات عزمها وقيل هي ما وكدت رأيك وعزمك عليه ووفيت بعهد الله فيه والعزم الجد والصبر ومنه: {كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 35] (وشر الأمور محدثاتها) جمع محدثة اسم مفعول وهو صفة لمحذوف أي خصلة أو فعلة وتقدم تفسيرها قريبًا (وأحسن الهدي) هو السيرة والطريقة (هدي الأنبياء وأشرف الموت) أحبه إلى الله تعالى (قتل الشهداء) مصدر أضيف إلى مفعوله وذلك لما فيه من الأجر ويحتمل أنه أحسنه لسهولته وأنه أسهل من الموت على الفراش (وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى) لأن الضلالة قبل الهدى عمى وأما بعد الهدى فإنه عمى العمى لأنه ضل أولاً ثم اهتدى ثم ضل فانضاف الثاني إلى الأول فكان ضلالاً على ضلال، ولذا قال الله في ذلك: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ} [النساء: 137] إلى قوله: {لَّمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} [النساء: 137] (وخير العلم ما ينفع) تقدم في قوله: "وأعوذ بك من علم لا ينفع" بيان النافع (وخير الهدى ما أَتبع [1/ 462] ما تبع فاعله عليه غيره فكان فاعله متبوعًا مأجورًا (وشر العمى عمى القلب) لأنه يمنع عن النظر في الدين الذي فيه نجاة الدارين فكان شرًا من عمى العين الذي لا يفوت به إلا أمر دنيوي قال تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46] (واليد العليا خير من اليد السفلى) تقدم تفسيرهما (وما قل وكفى) من الدنيا (خير مما كثر وألهى) تقدم في معناه أحاديث وكلام كثير (وشر المعذرة) الاعتذار إلى الله من التفريط (حين يحضر الموت) لأنها ساعة لا تقبل فيها توبة تائب قال تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 231).

السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ...} [النساء: 17] إلى قوله: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ...} [النساء: 18] الآية. (وشر الندامة يوم القيامة) قال الله تعالى: {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [التغابن: 9] لأنه يوم يفوز فيه من قدم الصالحات ويندم فيه من كسب السيئات (ومن الناس من لا يأتي الصلاة إلا دبرًا) بضم الدال والموحدة وهو آخر وقت الشيء لا يأتي بها إلا آخر وقتها وهو إخبار يراد به ذم فاعله (ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرًا) بضم الهاء وسكون الجيم يراد به هجران القلب وترك الإخلاص في الذكر كأن قلبه مهاجر للسانه غير مواصل له قاله في النهاية (¬1) (وأعظم الخطايا) خطايا (اللسان الكذوب) الكثير الكذب (وخير الغنى غنى النفس) كما سلف (وخير الزاد التقوى) هو لفظ قرآني (ورأس الحكمة) تقدم تفسيرها عن النهاية بأنها عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم ولا شك أن (مخالفة الله) رأس هذه المعرفة إذ من لم يخفه ما عرفه ومن لم يعرفه لا حكمة له (وخير ما وقر) يقرر (في القلب اليقين) بالله وبما أخبر به رسوله - صلى الله عليه وسلم - (والارتياب) الشك مبتدأ في الإيمان وهو خلاف اليقين (من الكفر) خبره (والنياحة من عمل الجاهلية) تقدم بيانها في أربع (والغلول) بضم الغين المعجمة (من جثا جهنم) بضم الجيم ومثلثة جمع جثوة وهو الشيء المجموع (والكنز كي من النار) ما يكنز من الأموال ولا يخرج منه واجبه من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34] الآية. (والشعر) الكلام المنظوم (من مزامير إبليس) من أصواته التي يرمز بها في القاموس (¬2) أنه جمع مزمار أو مزمور وهو من زمر إذا غنى في القصب والمراد ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 244). (¬2) القاموس المحيط (ص 513).

به ما كان في محرم من هجاء أو مدح ما ذمه الله (والخمر جماع الإثم) في القاموس (¬1): جماع كزمان وقال: كل ما يجتمع وينضم بعضه إلى بعض أو هو بزنة كتاب يقال فيه جمع الشيء جمعته قال في النهاية (¬2) أي مجمعه مظنته (والنساء حبالة الشيطان) بكسر الحاء المهملة ككتابة جمعها حبائل في النهاية (¬3): هي ما يصاد به الشيء أي هو يصطاد بها الرجال والنساء ويصيرهم من صيده وهو تحذير عنهن (والشباب شعبة من الجنون) في النهاية (¬4): جعله شعبة منه لأن الجنون يزيل العقل كذلك الشباب [1/ 463] قد يسرع إلى قلة العقل لما فيه من كثرة الميل إلى الشهوات والإقدام على المضار انتهى. وألم به من قال: قالت عهدتك مجنونًا فقلت لها ... إن الشباب جنون برؤه الكبر (¬5) (وشر المكاسب كسب الربى) قالوا: لأن الله يمحق بركته {وَمَا آتَيْتُم مِّن رِّبًا لِّيَرْبُوَ في أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِندَ اللهِ} [الروم: 39] (وشر المأكل مال اليتيم) فقد سمى الله أكله نارًا كما قال: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء: 10] (والسعيد من وعظ بغيره) من اتعظ بما يصاب به غيره من المصائب فيأهب لها قبل حلولها كمن مات جاره فاتعظ به واستعد للقاء الله (والشقي من شقي في بطن أمه) أي من علم الله أنه يختار الشقاء بعد وجوده وهو في بطن أمه فهو محكوم عليه بالشقاء وهو كذلك فلا تغني عنه الآيات والنذر (وإنما يصير أحدكم) بعد موته (إلى موضع أربع أذرع) والذراع من طرف المرفق إلى طرف ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 917). (¬2) النهاية (1/ 295). (¬3) النهاية: (1/ 333). (¬4) النهاية (2/ 477). (¬5) منسوبة لأحمد بن أبي الغنم وهو شاعر عباسي (188 - 278 هـ).

الإِصبع الوسطى وهو مؤنث وقد يذكّر وجرد اسم العدد عن التاء ملاحظة لتأنيثه والمراد القبر فإنه غاية كل حي (والأمر) عام في كل أمر (بآخره) فلا اعتبار بأوائل الأمور فقد يجري على السداد ثم ينقلب أو على خلافه ثم يصلح في أمور الدين والدنيا (وملاك) بفتح الميم وكسرها وهو قوام (العمل خواتمه) وفي النهاية (¬1): ملاك الشيء بالفتح والكسر قوامه ونظامه وما يعتمد عليه (وشر الروايا روايا الكذب) في النهاية (¬2): في حديث عبد الله: "شر الروايا روايا الكذب" هي جمع روية وهي ما يروي الإنسان في قلبه من القول والعمل أي يزور ويفكر وأصله الهمز، ويقال: روات في الأمر، وقيل: هي جمع راوية للرجل الكثير الرواية والهاء للمبالغة، وقيل: جمع رواية أي الذين يروون الكذب، أو تكثر رواياتهم فيه انتهى. (وكل ما هو آت قريب) فإن الليالي والأيام يقربان البعيد (وسباب المؤمن) بكسر السين المهملة في النهاية (¬3): السب الشتم يقال سبه سبًّا وسبابًا فهو مصدر أضيف إلى مفعوله أي سبابك المؤمن (فسوق) خروج عن الدين (وقتال المؤمن) كالأول في تركيبه (كفر) قيل: هو محمول على من سب أو قاتل مؤمنًا من غير تأويل وقيل إنما قال ذلك على جهة التغليظ وأنه يخرجه إلى الكفر والفسق ذكره في النهاية (¬4) (وأكل لحمه من معصية الله) كناية عن الاغتياب من قوله تعالى: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} [الحجرات: 12] (وحرمة ماله كحرمة دمه) فكما لا يحل دمه فإنه لا يحل ماله (ومن يتآل) من ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 358). (¬2) النهاية (2/ 279). (¬3) النهاية (2/ 330). (¬4) النهاية (3/ 830).

الآلية وهي الحلف (على الله يكذبه) في النهاية (¬1): أي من حكم عليه وحلف كقوله: والله ليدخلن الله فلانًا النار. قلت: ويصدق ذلك ما أخرج أحمد وأبو داود (¬2) عن أبي هريرة قال: "كان رجلان من بني إسرائيل متواخيان وكان أحدهما مذنبًا والآخر مجتهدًا في العبادة وكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول له: أقصر فوجده يومًا على ذنب فقال له: أقصر فقال له: خلني وربي أُبعثت عليَّ رقيبًا؟، فقال: والله لا يغفر الله لك، أو لا يدخلك الجنة [1/ 464] فقُبض روحهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: أكنتَ بي عالمًا أو كنتَ على ما في يدي قادرًا! وقال للمذنب: اذهب فأدخل الجنة وقال للآخر: اذهبوا به إلى النار". إن قلت: حديث: "رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" ونحوه حديث أنس عند البخاري والأربعة إلا الترمذي وأخرجه ابن ماجه (¬3) وفيه: "إنه من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره"، يعارض هذا. قلت: حديث الكتاب عام فيمن يتآلى وهذه خاصة في بعض العباد ولا تعارض بين خاص وعام أو المراد من يتآلى على الله سيئًا الظن به بأن لا يفعل الخير كالمغفرة لفلان وإنجاح مسعى فلان ونحو ذلك لا من يتآل عليه لإحسان ظنه به، كحديث أنس فإنه حلف لا يكسر ثنية الربيّع قصاصًا محسنًا لظنه بالله بأن يلقى في قلوب أولياء القصاص العفو فكان كذلك (ومن يغفر) زلة أخيه (يغفر الله له ومن يعف يعف الله عنه). ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 62). (¬2) أخرجه أبو داود (4951)، وأحمد (2/ 323). (¬3) أخرجه البخاري (2556)، ومسلم (1675)، وأبو داود (4595)، والترمذي (3854)، والنسائي (4/ 2222)، وابن ماجه (2649).

إن قلت: ما الفرق بين العفو والمغفرة؟ (¬1) قلت: بين مفهوميهما بحسب الوضع عموم وخصوص فإن المغفرة من الغفر وهو الستر والعفو بمعنى المحو ولا يلزم من الستر المحو وعكسه كأن يحاسبه بذنب على رؤوس الأشهاد ثم يعفو عنه أو يستره ويجازيه عليه (أما ينظر) بكرم الله فإنه إذا ستر عفا فبينهما عموم وخصوص مطلقًا أفاده في نسيم الرياض (ومن يكظم الغيظ) هو تجرع الغيظ واحتماله والصبر عليه (يأجره الله) كما في القرآن (ومن يصبر على الرزية) هي المصيبة عامة للأبدان والأموال والأولاد (يعوضه الله عنها ومن يتبع السمعة) تقدم أنها ما نوّه به ليسمع ويرائي من طلبها بعمله (يُسمّع الله به) شهره بها يوم القيامة، وقيل: من أراد بعمله الناس أسمعه الله الناس وكان ذلك ثوابه وقيل من نسب إلى نفسه عملاً لم يفعله وادعى بها خيرًا لم يصنعه فإن الله يظهر للناس كذبه (ومن يصبر) عن فعل الطاعات أو عن إتيان المنكرات أو على المصائب المقدورات (يضعف الله له) الأجر (ومن يعص الله) بالذنوب مطلقًا (يعذبه الله) بها في أحد الدور الثلاثة. (اللهم اغفر لي ولأمتي) (¬2) فيه شرعية الدعاء آخر الخطبة للنفس وللمؤمنين وفيه رد على ما حكاه الكرماني عن الغزالي أن قول القائل: اللهم اغفر لي ولجميع المسلمين دعاء بالمحال لأن صاحب الكبيرة يدخل النار ودخول النار ينافي المغفرة وقد رد عليه العيني (¬3) فقال: فيه منع ومعارضة، أما المنع: فلا نسلم بالمنافاة إذ المنافاة هو الدخول المخلد كما في الكفار والإخراج بالشفاعة ونحوها أيضاً غفران وأما المعارضة فقوله تعالى حكايته عن نوح: (رَبِّ اغْفِرْ ¬

_ (¬1) مطلب الفرق بين العفو والمغفرة هذا العنوان وُضع في الحاشية. (¬2) مطلب شرعية الدعاء للنفس وللمؤمنين، هذا عنوان هذا الحديث، وُضع على الجانب. (¬3) انظر: عمدة القاري للعيني (23/ 21)، وقد ذكر قول الكرماني.

لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28] انتهى. قلت: وأبلغ من ذلك أمر الله رسوله أن يستغفر لهم كما قال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19]. (اللهم اغفر لي ولأمتي اللهم اغفر لي وللمؤمنين) فيه مشروعية تكرار [1/ 465] طلب الحاجات إظهارًا للجأ والحاجة (أستغفر الله لي ولكم) فيه التفات إلى الدعاء للحاضرين بعد الدعاء لعامة الأمة (البيهقي (¬1) في الدلائل وابن عساكر عن عقبة بن عامر الجهني) بإسناد حسن (أبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي الدرداء ش عن ابن مسعود موقوفًا) قيد للآخر. 1604 - "أما بعد، فإن الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون. فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى: منهم من يولد مؤمناً، ويحيا مؤمناً، ويموت مؤمناً؛ ومنهم من يولد كافراً، ويحيا كافراً، ويموت كافراً؛ ومنهم من يولد مؤمناً، ويحيا مؤمناً، ويموت كافراً؛ ومنهم من يولد كافراً، ويحيا كافراً، ويموت مؤمناً. ألا إن الغضب جمرة توقد في جوف ابن آدم؛ ألا ترون إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه؟ فإذا وجد أحدكم شيئاً من ذلك فالأرض الأرض. ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الرضا؛ فإذا كان الرجل بطيء الغضب بطيء الفيء، وسريع الغضب سريع الفيء، فإنها بها. ألا إن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب، وشر التجار من كان سيء القضاء سيء الطلب؛ فإذا كان الرجل حسن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الدلائل (5/ 241) وابن عساكر (33/ 180) (51/ 241) وأبو نصر السجزي كما في الكنز (43587) وابن أبي شيبة في المصنف (7/ 6) رقم (34552). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1239) والسلسلة الضعيفة (2059).

القضاء سيء الطلب أو كان سيء القضاء حسن الطلب، فإنها بها. ألا إن لكل غادر لواء يقوم يوم القيامة بقدر غدرته؛ ألا وأكبر الغدر غدر أمير عامة. ألا لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه؛ ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر. ألا إن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها، مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه (حم ت ك هب) عن أبي سعيد (صح) ". (أما بعد فإن الدنيا خضرة) بالخاء المعجمة والضاد كذلك مكسورة فراء (حلوة) بضم الحاء المهملة وسكون اللام في النهاية (¬1): أي غضة ناعمة طرية (وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون) فيما استخلفكم ليبلوكم أيكم أحسن عملاً (فاتقوا الدنيا) أي فتنتها (واتقوا النساء) خاص بعد عام زيادة في التحذير منها (فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) يريد قتل النفس التي أمر فيها بذبح البقرة فإنه قتل بن أخيه أو عمه ليتزوج زوجته أو بنته (إلا أن بني آدم خلقوا على طبقات شتى) جمع شتيت كمرضى في مريض وأبان هذه الطبقات (منهم من يولد مؤمنًا ويحيى مؤمنًا ويموت مؤمنًا) وهذا خير طبقاتهم (ومنهم من يولد كافرًا) محكومًا بكفره وإلا فعند الولادة لا يتصف بإيمان ولا كفر (ويحيى كافرًا ويموت كافرًا) وهذا شر طبقاتهم (ومنهم من يولد مؤمنًا ويحيى مؤمنًا ويموت كافرًا) بسوء خاتمته (ومنهم من يولد كافرًا ويحيى كافرًا ويموت مؤمنًا) بتداركه الله قبيل موته للإيمان (ألا إن الغصب جمرة توقد في جوف بن آدم) كالجمرة في إلهابه للإنسان الغضبان ثم استدل لذلك بقوله (ألا ترون إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه) فإنه دليل التهاب باطنه وقدمنا كلامًا وافيًا في الغضب (فإذا وجد أحدكم شيئًا من ذلك فالأرض الأرض) منصوب على ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 41).

الإغراء فليلزم الأرض ولا يقوم والتكرار أغنى عن ذكر العامل (ألا إن خير الرجال) والنساء كذلك كما علم من غيره أنه لا مفهوم له (من كان بطئ الغضب) لا يغضبه شيء سريعًا (سريع الرضى) إن وقع منه غضب رضي بسرعة (وشر الرجال من كان سريع الغضب) يغضب من أدنى شيء (بطئ الرضى) لا يكاد يرضى بعد غضبه (فإذا كان الرجل بطئ الغضب بطئ الفيء) أي الرجوع (وسريع الغضب سريع الفيء فإنها بها) أي فإن هذه الخلة والصفة المحمودة وهي بطئ الغضب في الأول وسرعة الغضب في الثاني مقابلة ومكافئة الخلة القبيحة وهي بطئ الفيء في الأول وسرعة الرجوع في الثاني فهي بها فيهما ولا يمدح على تلك ولا يذم على هذه (ألا إن خير التجار من كان حسن القضاء حسن الطلب وشر التجار من كان سيء القضاء) لغرمائه (سيىء الطلب) لمن عنده له شيء (فإذا كان الرجل حسن القضاء سيء الطلب أو كان سيئ القضاء حسن الطلب فإنها بها) فهذا الحديث الجليل قسم الناس إلى اثنتي عشرة طبقة باعتبار ست صفات الإيمان والكفر والغضب والرضا والقضاء والطلب: فطبقتان من القسم الأول محمودتان وطبقتان مذمومتان ومن التقسيم الثاني طبقة محمودة وطبقة مذمومة وطبقتان لا يتصفان بذم ولا مدح والتقسيم الثاني كالثالث [1/ 466] في ذلك. إن قلت: قوله: يولد كافرًا يعارضه حديث الأسود بن سريع عند الطبراني (¬1) وصحح، وعند غيره بلفظ: "كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فأبواه يهودانه وينصرانه أو يمجسانه" والأحاديث في ذلك كثيرة. قلت: وجه الجمع أن يراد بقوله كافرًا أنه لا يعرف الإيمان لأنه لا يبلغ سن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 284 رقم 2329)، وأحمد (3/ 435)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 316): رجاله رجال الصحيح.

الإدراك إلا وقد اعتقد اعتقاد المشركين فكأنه ولد كافرًا ولأنه لما لم تنفعه الولادة على الفطرة لتغييره لها بخلافها كانت كأنها لم تكن وكأنه ولد كافرًا وتقدم إشارة إلى التأويل بما يتم به الجمع أيضاً (ألا إن لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته) ينصب له لواء الغدر تشهيرًا له بين الناس ويأتي أنه يعقد عند إسته (ألا وأكبر الغدر غدر أمير عامة) لأنه يتفرع عنه شر كبير ولأنه غدر عن غنى عن الغدر (ألا لا يمنعن أحدًا) مفعول والفاعل (مهابة الناس) أي مهابته الناس (أن يتكلم بالحق إذا علمه) إن قلت: قد عارضه حديث: أنه يقال لرجل مررت بمنكر فلم تغيره فنقول: إن وفق للجواب رجوتك يا رب وهبتهم هذا أو معناه. قلت: وجه الجمع أن حديث الكتاب محمول على أنه ما خاف إنزال ضرر به لإنكاره بل حصلت له الهيبة من شرهم فقط، والحديث الذي عارضه محمول على أنه خاف إنزال ضراً به (ألا إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) تقدم الكلام عليها (ألا إن مثل ما بقي من الدنيا فيما مضى منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه) في أنه قد ذهب أكثر عمرها وبقي الأقل منه وأحسن من قال: كثير حياة المرء مثل قليلها ... يزول وباقي عمره مثل ذاهبه (¬1) (حم ت ك هب عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وفيه علي بن زيد بن جدعان (¬2). 1505 - "أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرح (خ د) عن ابن عمر ¬

_ (¬1) منسوب إلى المتنبي. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 19) والترمذي (2191) والحاكم في المستدرك (4/ 505) والبيهقي في الشعب (8289). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1240) والسلسلة الضعيفة (2927).

(صح) ". (أمامكم) قدامكم في المحشر أو وراءكم (حوض كما بين جرباء) الجيم مفتوحة فراء ساكنة فباء موحدة ممدودة (وأذرح) بالذال المعجمة وراء مضمومة وحاء مهملة في النهاية (¬1) هما قريتان في الشام بينهما مسافة ثلاثة أيام وفي القاموس (¬2): جرباء قرية بجنب أذرح، وغلط من قال: بينهما ثلاثة أيام فإنما الوهم من رواة الحديث من إسقاط زيادة، ذكرها الدارقطني وهي ما بين ناحيتي حوض كما بين المدينة وجرباء وأذرح انتهى. قلت: والوهم من ابن الأثير أو ممن نقل عنه ويؤيد ما في القاموس حديث حارثة بن وهيب: "حوضي كما بين صنعاء والمدينة" (¬3) متفق عليه، وحديث ابن عمر (¬4) عندهما أيضًا بلفظ: "حوضي مسافة شهر وساسان"، وبهذا يعرف صحة ما في القاموس لأنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بأن بين المدينة وبين هذين الموضعين لا ما بينهما في أنفسهما إذ هو يناف الأحاديث الثابتة سواء كان بينهما ثلاثة أيام أو ساعة (خ د عن ابن عمر) (¬5). 1606 - "أمان أمتي من الغرق القوس، وأمان لأهل الأرض من الاختلاف الموالاة لقريش، قريش أهل الله، فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس (طب ك) عن ابن عباس (صح) ". (أمان أمتي من الغرق القوس) أي وجود قوس الله الذي في السماء ولا يقال قوس قزح فإن قزح اسم شيطان [1/ 467] (وأمان لأهل الأرض من ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 254). (¬2) القاموس المحيط (ص 279). (¬3) أخرجه البخاري (6219)، ومسلم (2298). (¬4) أخرجه البخاري (6202)، ومسلم (2292) عن ابن عمر وبنحوه. (¬5) أخرجه البخاري في (6577) ومسلم (2299)، وأبو داود (4745).

الاختلاف) فيما بينهم الذي ينشأ عنه الشر (الموالاة) منهم (لقريش) فإن قريشًا ولاة الناس والأحق بأمرهم فإذا ولَّاهم الناس سلموا شر الاختلاف (قريش أهل الله فإذا خالفتها قبيلة من العرب صاروا حزب إبليس) هو مثل حديث: "الأئمة من قريش" وهذا كله مهما استقاموا على الحق كما بين في غيره من الأحاديث، قال الحكيم: أراد بقريش أهل الهدى منهم فبنوا أمية أو أضرابهم حالهم معروف (طب ك عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وتعقب بأنه واهٍ (¬1). 1607 - "أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا البحر أن يقولوا {بسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُور رَّحِيم}، {وَمَا قَدَرُواْ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ...} الآية " (ع) وابن السني عن الحسين ". (أمان لأمتي من الغرق) في البحر (إذا ركبوا البحر) وأمان مبتدأ خبره قوله (أن يقولوا) عند ركوبه {بِسْمِ اللهِ مَجْرَايهَا وَمُرْسَاهَا ...} الآية إلى آخرها كما قاله نوح أول من ركب السفن {وَمَا قَدَرُواْ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} الآية.) إلى آخرها إلا أن في القرآن آيتان هذا صدرهما آخر أحدهما: {إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ من شَيْءٍ} [الأنعام: 91] والأخرى: {إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 74] ولعل هذه هي المرادة والثالثة {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الزمر: 67] الآية. فيحتمل أنها المراد (ع وابن السني (¬2) عن الحسين) هو عند ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 196) رقم (11479) والحاكم في المستدرك (4/ 75) رقم (11479)، وقال الذهبي في التلخيص: في إسناده ضعيفان. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1249)، والسلسلة الضعيفة (683): ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه أبو يعلى (6781) وابن السني (501) وقال الهيثمي (10/ 132): فيه جبارة بن مغلس وهو ضعيف، وأورده الذهبي في الميزان (7/ 205 ت 9599) في ترجمة يحيى بن العلاء: وقال: قال الدارقطني: متروك، وقال أحمد بن حنبل: كذاب يضع الحديث. وقال الألباني في ضعيف=

الإطلاق ابن علي سبط رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف جبارة وشيخه يحيى بن العلاء. 1608 - "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم (خ) عن أبي بكر" (صح). (أم القرآن) هو اسم للفاتحة واختلف في وجه تسميتها بذلك فقيل: لأنه يبدأ بها في المصاحف ويقرأ بها في الصلاة قبل السورة، قاله أبو عبيدة في المجاز، وجزم به البخاري في الصحيح واستشكل بأن ذلك يناسب تسميتها "فاتحة الكتاب" لا "أم الكتاب": وأجيب بأن ذلك بالنظر إلى أن الأم مبدأ الولد. وقال الماوردي: سميت بذلك لتقدمها وتأخر سواها تبعًا لأنها أمته أي تقدمته، وبذلك يقال لمقدمة الجيش أم لتقدمها واتباع الجيش لها. وقيل: أم الشيء أصله فهي أصل القرآن لانطوائها على جميع أغراض القرآن. وقيل: لأنها محكمة والمحكمات هن أم الكتاب. وقيل: لأنها أفضل السور كما يقال لرئيس القوم أم القوم وقوله (هي السبع المثاني) خبر أم الكتاب وإنما سميت سبعًا لأنها سبع آيات. وقيل: لأن فيها سبعة آداب في كل آية أدب قال المصنف: وفيه بعد. وقيل: لأنها خلت عن سبعة أحرف الثاء والجيم والخاء والزاي والشين والطاء والفاء، وهذا أضعف من الذي قبله لأن الشيء إنما يسمى بشيء وجد فيه لا بشيء فقد منه، وأما المثاني فيحتمل أنها من الثناء على الله تعالى، ويحتمل أنه من الاستثناء لأنه تعالى استثناها لهذه الأمة ويحتمل أنه من التثنية لأنها تثنى في كل ركعة ويؤيده قول عمر: السبع المثاني فاتحة الكتاب لأنها تثنى في كل ركعة وقيل غير ذلك من الوجوه، هذا والحديث تفسير للآية ولقد آتيناك سبعًا من المثاني (والقرآن العظيم) هو خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف وهي ¬

_ = الجامع (1248)، والسلسلة الضعيفة (2932): موضوع.

فالحديث أفاد أن العطف في الآية للقرآن العظيم عطف لاسم على اسم يشملهما واحد (خ عن أبي هريرة) (¬1). 1609 - "أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها عوض (قط ك) عن عبادة (صح) ". (أم القرآن عوض عن غيرها) أي في الصلاة (وليس غيرها منها عوض) لأنه لا صلاة إلا [1/ 468] بفاتحة الكتاب ولفظ عوض محذوف الألف في النسخ خطًا وقياسه إثباتها، فهو إما على لغة ربيعة وقد وقع كثيراً في الحديث، ونبّهنا عليه في مواضع من هذا الشرح، أو لأنه يقرأ ولا يثبت خطًا كما في اصطلاح المحدثين فإنه وقع كذلك كثيراً، وفيه دليل على أن التسبيح لا يجزي عن الفاتحة إلا لمن لا يحسنها كما يدل عليه غير هذا الحديث (قط ك عن عبادة) رمز المصنف لصحته لأنه صححه الحاكم واعترض (¬2). 1610 - "أم الولد حرة، وإن كان سقطا (طب) عن ابن عباس". (أم الولد) من الإماء التي ولدت لمولاها (حرة) أعتقها ولدها (وإن كان سقطًا) في القاموس (¬3): السقط مثلثة الولد لغير تمام (طب عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف الحسن بن علي الحنفي (¬4). 1611 - "أم مِلدَم تأكل اللحم، وتشرب الدم، بردها وحرها من جهنم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4704). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 322) والحاكم (1/ 238) وتعقبه الذهبي بقوله: أخرجه بغير هذا اللفظ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1274) وفي الإرواء (302). (¬3) القاموس المحيط (ص 324). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 239) رقم (1160). وقال الحافظ في التلخيص (4/ 217): إسناده ضعيف والصحيح أنه من قول ابن عمر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1275) والسلسلة الضعيفة (2938).

(طب) عن شبيب بن سعد البلوي". (أم ملدم) بكسر الميم الأولى كنية الحمى والدمت عليه الحمى أطبقت وهي بالدال المهملة وبعضهم يقرأها بالمعجمة (تأكل اللحم وتشرب الدم) هي فيمن كانت فيه ونزلت به (بردها) حين تبرد (وحرها من جهنم) الأول من الزمهرير والثاني من لهيبها ولذا كانت حظ كل مؤمن من النار (طب (¬1) عن شبيب بن سعد البلوي) وفيه بقية مدلس. 1612 - "أم أيمن، أمي بعد أمي (ابن عساكر عن سليمان بن شيخ معضلاً". (أم أيمن) هي مولاته - صلى الله عليه وسلم - ورثها من أبيه (أمي بعد أمي) لأنها كانت حاضنته بعد وفاة أمه وهي التي زوجها زيد بن حارثة مولاه وولد منها أسامة بن زيد وكانت من أكابر الصحابيات وكان يعظمها الصحابة ويزورونها إلى منزلها (ابن عساكر عن سليمان (¬2) بن شيخ معضلاً) تقدم تفسيره على اصطلاح أهل الحديث. 1613 - "أمتي يوم القيامة غر من السجود، محجلون من الوضوء (ت) عن عبد الله بن بسر ". (أمتي يوم القيامة غر) جمع أغر من الغرة بياض في الوجه (من السجود) بسببه (محجلون) في النهاية (¬3): بيض مواضع (من الوضوء) الأيدي والأقدام (ت عن عبد الله بن بسر) قال الترمذي: حسن صحيح (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 313) رقم (7233)، وفيه بقية بن الوليد وهو مدلس. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1283). (¬2) أخرجه بن عساكر (8/ 51) وهو معضل. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1276). (¬3) النهاية (3/ 354). (¬4) أخرجه الترمذي (607) وفي المطبوع: حسن صحيح غريب.

1614 - "أمتي أمة مباركة، لا يدرى أولها خير أو آخرها (ابن عساكر عن عمرو بن عثمان مرسلاً (صح) ". (أمتي أمة مباركة لا يدرى أولها خير أو آخرها) قد عارضه حديث: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ... " الحديث. وألف شيخنا (¬1) رحمه الله رسالة في الجمع بينهما نقل فيها عن المحقق التفتازاني بأن الخيرية تختلف بالاعتبارات فالقرون السابقة بنيل الشرف وقرب العهد للزوم سيرة العدل والصدق واجتناب المعاصي ونحو ذلك وإما باعتبار كثرة الثواب فلا يدري أن الأول خير لكثرة طاعاته وقلة معصيته، أم الآخر لإيمانه بالغيب طوعًا ورغبة مع بعده عن مشاهدة آثار الوحي وظهور المعجزات وبالتزامه طريق السنة مع فساد الزمان انتهى. وتعقبه شيخنا بأن قوله: "لو أنفق أحدكم ملأ الأرض ذهباً لما نال مد أحدهم ولا نصيفه" بناء على أن خيرة ذلك القرن باعتبار كثرة الثواب ثم اختار أن المواد بالآخر هو ما بعد القرن الأوسط وأنه مجزوم له بالخيرية كما هو مجزوم للقرن الأول وحينئذ فلا يدري أهو خير أم الأول؟ قال: لأنه قد جاء: "خير أمتي أولها وآخرها وفي وسطها الكذب" قال: فليكن الجمع بأن ما دل عليه خير القرون هو الجزم بخيرية القرون المذكورة فتبقى مطلقة [1/ 469] أي الأول والآخر، لكن على القرون المتوسطة دون القرن الآخر لمقتضى هذا الحديث، فكأن قوله: "ثم يفشوا الكذب" مخصص لما عدى القرن الآخر من القرون المتوسطة، فعلى هذا لا يدري أوله خير أم آخره أي لا يمكن تفضيل الأول على الآخر لاشتراكهما في الجزم بالخيرية والاستواء فيها انتهى. وأراد بالآخر المجزوم له بالخيرية القرن الذي فيه المهدي والمسيح ¬

_ (¬1) زيد بن محمد أبو الحسن قدس الله روحه (من الهامش).

الذين يقاتلون الدجال. قلت: ويؤيد هذا الحديث الآتي في حرف اللام: "ليدركن الدجال قومًا مثلكم أو خيرًا منكم ... " الحديث. أخرجه الحكيم والحاكم عن جبير بن نفير ورمز المصنف لصحتة، وخلاصته أنه صار مجموع الحديثين في قوة قوله: "خير القرون قرني إلا القرن الأخير فلا يدرى أهو خير أم قرني" (ابن عساكر عن عمرو بن عثمان مرسلاً) قال الذهبي: وهو ثقة (¬1). 1615 - "أمتي أمة مرحومة مغفور لها، يتاب عليها (الحاكم في الكنى عن أنس" .. (أمتي أمة مرحومة مغفور لها) بتوبتها ولذا قال (يتاب عليها) يوفقها الله للتوبة إذا أذنبت (الحاكم في الكنى عن أنس) قال الشارح: إنه حديث منكر (¬2). 1616 - "أمتي هذه أمة مرحومة، ليس عليها عذاب في الآخرة، إنما عذابها في الدنيا: الفتن، والزلازل، والقتل، والبلايا (د طب ك هب) عن أبي موسى". (أمتي هذه أمة مرحومة) بين ذلك بقوله (ليس عليها عذاب في الآخرة) بل يعجل لها ما يكفر عنها الذنوب كما قال (إنما عذابها في الدنيا الفتن) فيما بينها وإذاقة بعضها بأس بعض (والزلازل) التي تفزع أهلها (والقتل والبلايا) عام للمصائب كلها. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (26/ 286) عن عمرو بن عثمان مرسلاً. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1277). (¬2) أخرجه الحاكم في الكنى (1/ 158، 159). وأخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 246) رقم (1879)، وقال الهيثمي (10/ 69): فيه أحمد بن طاهر بن حرملة وهو كذاب. وقال المناوي (2/ 185): قال ابن الجوزي: قال النسائي: هذا حديث منكر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1278).

واعلم أن هذه الأحاديث وأمثالها في فضل الأمة هي للمجموع من حيث هو فلا ينافيه خروج أفراد منه، وهذا مثل أحاديث: عصمتها عن الضلال؛ فإنه للمجموع لا للأفراد وبهذا تجتمع الأحاديث المخوفة والمبشرة (د طب ك هب عن أبي موسى) (¬1) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي واعترض. 1617 - "أمثل ما تداويتم به الحجامة، والقسط البحري، (مالك م حم ت ن) عن أنس (صح) ". (أمثل) أعدل وأولى وأصوب (ما تداويتم به) للعلل الدموية (الحجامة والقسط البحري) عود هندي وعربي قال ابن القيم (¬2): هو ضربان أحدهما الأبيض الذي يقال له البحري والآخر الهندي وهو أشدهما حرًا والأبيض ألينهما، ومنافعهما كثيرة جدًا وهما حاران يابسان في الثالثة وينسفان البلغم ويقطعان الزكام وإذا شربا نفعا من ضعف الكبد والمعدة ومن بردهما ومن حمى الربع والدود وقطعا وجع الجنب ونفعا من السموم وإذا طلبي به الوجه معجونًا بالماء والعسل قلع الكلف انتهى. وفي القاموس (¬3): أنه نافع للكبد جدًا وللمعي والدود وحمى الربع شربًا والزكام والنزلات والوباء بخورًا وتقدم الكلام على الحجامة (مالك م حم ت ن عن أنس) (¬4). 1618 - "امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار (حم) عن أبي هريرة". (امرئ القيس) هو الملك الضليل الشاعر اسمه سليمان بن حجر جاهلي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4278)، والحاكم (4/ 444) والبيهقي في الشعب (9799). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1396) والسلسلة الصحيحة (959). (¬2) زاد المعاد (4/ 322). (¬3) القاموس المحيط (ص 881). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 703) والبخاري (5696)، ومسلم (1577)، والترمذي (1278)، والنسائي في الكبرى (7595).

هلك قبل مبعثه - صلى الله عليه وسلم - (صاحب لواء الشعراء إلى النار) اللواء الراية ولا يحملها إلا صاحب الجيش وهو هنا ويحتمل الحقيقة وأنه يعقد له لواء تشميتًا به تشهيرًا له ويحتمل المجاز وأنه يقودهم كما يقول صاحب اللواء والمراد بالشعراء شعراء الجاهلية الذين هم أهل النار (حم عن أبي هريرة) (¬1). 1619 - "امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار؛ لأنه أول من أحكم قوافيها (أبو عروبة في الأوائل، وابن عساكر عن أبي هريرة ". (امرئ القيس قائد الشعراء إلى النار) كأنه قيل: ولم ذلك؟ قال (لأنه أول من أحكم قوافيها) جمع قافية قال في القاموس (¬2): القافية آخر كلمة في البيت أو آخر حرف منه إلى أول ساكن يليه مع الحركة التي قبل الساكن [1/ 470] أو هي الحرف تبنى عليه القصيدة. انتهى لأنه أول من تهتك في شعره وذكر ما يستهجن التصريح به وهو أول من نقد الشعر وأول من شبه النساء بالظباء وأول من استوقف على الطلول (أبو عروبة في الأوائل) كتاب له (وابن عساكر عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف (¬3). 1620 - "امرأة ولود أحب إلى الله تعالى من امرأة حسناء لا تلد، إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. ابن قانع عن حرملة بن النعمان (ح) ". (امرأة ولود) يتزوجها العبد (أحب إلى الله تعالى من امرأة حسناء لا تلد) أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 228). وأورده ابن عدي (1/ 201) وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 138): لا يصح. وقال الهيثمي (8/ 119): رواه أحمد والبزار وفي إسناده أبو الجهم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1250) والسلسلة الضعيفة (2930). (¬2) القاموس المحيط (ص 1709). (¬3) أخرجه أبو عروبة في الدلائل كما في الكنز (7956)، وابن عساكر (9/ 235). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1235) والسلسلة الضعيفة (2930).

التزوج بها أحب إلى الله تعالى (إني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) هو بيان لوجه الأحبية لكثيرة الولادة فمن كانت من النساء ذات أولاد حصلت بها الإعانة في هذا المعنى فكانت أحب إليه تعالى ممن لم يكن لها حظ في ذلك. فإن قلت: هو تعالى الذي خلق الولود والعقيم ولو شاء جعلها ولودًا فما لها اختيار فيما به نقص حبها. قلت: جوابه أن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقد أطلنا في هذا، موضع من إيقاظ الفكرة ينفع من عرف قدره. فإن قلت: أما هذه المكاثرة من المباهاة المنهي عنها. قلت: لا لأن ذلك ليس للمباهاة المذمومة بل للاستبشار بأن من كان أكثر اتباعًا من الرسل فهو أكثر أجرًا عند الله لأن له أجر كل عامل عمل خيرًا من أمته فالمراد إني أستبشر بكثرة غلبتكم للأمة في الكثرة (ابن قانع عن حرملة بن النعمان) وأخرجه الدراقطني وغيره (¬1). 1621 - "أمر النساء إلى آبائهن، ورضاهن السكوت (طب خط) عن أبي موسى". (أمر النساء إلى آبائهن) يعني في النكاح، والمراد الأولياء إلا أن أصلهم الآباء فإذا فقدوا فإلى من جعلهم الشارع خلفاء عنهم (ورضاهن) بالزواج (السكوت) عند عرضه عليهن وفيه اعتبار رضاهن وهذا في حق البكر وأما الثيب فتعرب عن نفسها كما في الأحاديث الآخر (طب خط عن أبي موسى) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة كما في الكنز (44540). وعزاه له الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 52) ت (1672) وعزاه أيضًا في التلخيص الحبير (3/ 116) للدارقطني في المؤتلف وابن قانع وقال: وإسناده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1254).

سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف علي بن عاصم (¬1). 1622 - "أمرا بين أمرين، وخير الأمور أوساطها (هب) عن عمرو بن الحارث بلاغاً [أي قال: بلغنا ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -] ". (أمرًا) منصوب بفعل محذوف أي اقصد واتبع أمرًا (بين أمرين) أي بين الإفراط والتفريط فكلا طرفي قصد الأمور ذميم وهذا عام في أمور الدنيا والدين ولذا قال (وخير الأمور أوساطها) وهو مشتق من الآية {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} [النحل: 90] أي بالتوسط في كل أمر قصده العبد ولذا نهى عن الغلو في الدين وعن البطالة والتضييع (هب عن عمر بن الحارث بلاغًا) (¬2) قائلاً: بلغنا كذا. 1623 - "أمر الدم بما شئت، واذكر اسم الله عَزَّ وَجَلَّ (حم د هـ ك) عن عدي بن حاتم ". (إمر) بكسر الهمزة وتخفيف الراء قال الخطابي أي أسله وأجره من مرا يمري قال الخطابي: وهذا الحديث يروونه مشدد الراء وهو غلط والصواب إمر ساكن العين خفيفة الراء، وفي النهاية (¬3) قد جاء في سنن أبي داود والنسائي (¬4): "أمرر برائين مظهرين" أي اجعل الدم يمر أي يذهب فعلى هذا من رواه مشدد الراء يكون قد أدغم وليس بغلط (الدم بما شئت) من الآلات ما لم يكن سنًا أو ظفرًا كما قيده غيره (واذكر) عند إمرائه (اسم الله عَزَّ وَجَلَّ) وهذا في تذكية الصيد (حم د هـ ك عن عدي بن حاتم) قال: قلت: يا رسول الله إنا نصيد فلا نجد سكينًا إلا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (4/ 279)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 216) وقال المناوي (2/ 188): فيه علي بن عاصم قال الذهبي: قال النسائي: متروك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1256). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (6229)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1252). (¬3) النهاية (4/ 322). (¬4) أخرجه أبو داود (2824)، وابن ماجه (3177).

الطرارة أي الحجر الصلب وشق العصا أي ما شق فيها وهو محدد فذكره (¬1). 1624 - "أمرتُ أن أقاتلَ الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم، إلا بحقها، وحسابهم على الله (ق 4) عن أبي هريرة، وهو متواتر (صح) ". (أمرت) [1/ 471] حذف فاعله للعلم به فإنه لا يأمره - صلى الله عليه وسلم - إلا الله تعالى (أن أقاتل الناس) عام لكل ولد آدم (حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) فلا يتم حقن الدماء إلا بالإقرار بهما (فإذا قالوها عصموا) منعوا (مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها) أي بالحق الذي أوجبته هذه الكلمة أو هذه الشهادة وحقها طاعة الله تعالى وطاعة رسوله الله - صلى الله عليه وسلم - في كل ما جاء به فإذا خالف قائلها ما يلزم من أحكامها كالزكاة ونحوها لم يبق معصوم الدم والمال، وبهذا الحديث استدل أبو بكر في قتال مانعي الزكاة وأما اليهود فهم مخصوصون بضرب الجزية بدلاً عن دمائهم وأموالهم (وحسابهم على الله) في أعمالهم (ق 4 عن أبي هريرة وهو متواتر) معناه وإن اختلفت ألفاظه رواه خمسة عشر صحابيًا (¬2). 1625 - " أمرت بالوتر والأضحى، ولم يعزم علي (قط) عن أنس". (أمرت بالوتر والأضحى) الضحية (ولم يعزم علي) لم يفرض، وهو بهذا اللفظ عند ابن شاهين (قط عن أنس) وهو من طريق عبد الله بن محرر قال الحافظ ابن حجر: وهو متروك ثم قد عارضه حديث ابن عباس عند أحمد (¬3) بألفاظ منها: "ثلاث هن عليَّ فرائض ولكم تطوع: النحر، والوتر، وركعتا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 256) وأبو داود (2824) وابن ماجه (3177)، والحاكم (4/ 240)، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. (¬2) أخرجه البخاري (1400)، ومسلم (20)، وأبو داود (1556) الترمذي (2606)، والنسائي (6/ 6)، وابن ماجه (71، 72). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 231).

الفجر" سيأتي وإن كان ضعيفًا أيضًا (¬1). 1626 - "أمرت بيوم الأضحى عيدٍ، جعله الله لهذه الأمة (حم د ن ك) عن ابن عمرو". (أمرت بيوم الأضحى عيدٍ) بالجر بدل من يوم (جعله الله تعالى لهذه الأمة) وعرفهم ما فيه من الأحكام وفيه أنه لا عيد إلا عن أمر الله وإلا كان ابتداعًا وتعظيمًا لما لم يعظمه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - (حم د ن ك عن بن عمرو) صححه ابن حبان (¬2). 1627 - "أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي (حم) عن واثلة ". (أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي) يفرض وفيه الإشفاق من الفرائض لما في تحملها من المشقة (حم عن واثلة) بن الأسقع بإسناد حسن (¬3). 1628 - "أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني (طب) عن ابن عباس ". (أمرت بالسواك حتى خفت على أسناني) من كثرة إمراره عليها، (طب عن ابن عباس) وفيه عطاء بن السائب فيه مقال (¬4). 1629 - "أمرت بالنعلين والخاتم، الشيرازي في الألقاب (خد خط) والضياء ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (3/ 5) رقم (4572)، والدارقطني (2/ 21) وأورده الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 18)، وقال: ضعيفٌ جداً. وعبد الله بن محرر متروك قاله الحافظ في التقريب (3573) وانظر تهذيب التهذيب (5/ 390). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1360) والسلسلة الضعيفة (2937): ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 169) وأبو داود (2789) والنسائي (7/ 212) وابن حبان (9514) والحاكم 4/ 223). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1265). (¬3) أخرجه أحمد في المسند (3/ 490) وقال الهيثمي في المجمع (2/ 98): فيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة مدلس وقد عنعن. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 453) رقم (12286) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 98): فيه عطاء بن السائب. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1377) والسلسلة الصحيحة (1556).

عن أنس ". (أمرت بالنعلين) باتخاذهما صيانة للأقدام أو بالصلاة بهما كما يأتي (والخاتم) فهو سنة في حقه، (الشيرازي في الألقاب خد خط والضياء عن أنس) (¬1). 1630 - "أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب (حم حب ك) عن عبد الله بن جعفر (صح) ". (أمرت أن أبشر خديجة) هي بنت خويلد زوجه - صلى الله عليه وسلم - (ببيت في الجنة من قصب) بالقاف فصاد مهملة فباء موحدة قال في النهاية (¬2): القصب في هذا الحديث لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف والقصب من الجواهر ما استطال (لا صخب فيه) بالمهملة فالمعجمة هو اضطراب الأصوات للخصام (ولا نَصَب) هو التعب والحديث فضيلة لأم المؤمنين - رضي الله عنها - حيث بشرها به صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى ابتداء وهو الذي سألته امرأة فرعون حيث قالت: {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا في الْجَنَّةِ} [التحريم: 11] (حم حب ك عن عبد الله) بن جعفر قال الحاكم على شرط مسلم وأقروه ورمز المصنف لصحته (¬3). 1631 - "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة، واليدين، ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 448) والطبراني في الأوسط (3603) وقال الهيثمي (5/ 138) فيه عمر بن هارون البلخي وهو ضعيف وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 691) رقم (1152). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1259). (¬2) النهاية (4/ 67). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 205) وابن حبان (7005) والحاكم (3/ 184) وقال: صحيحٌ صحيح على شرط مسلم. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 223): رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1368)، والسلسلة الصحيحة (1554).

والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت الثياب ولا الشعر (ق د ن هـ) عن ابن عباس (صح) ". (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة) بدل من سبعة بإعادة العامل وأخذ منه عدم وجوب السجود على الأنف (واليدين والركبتين وأطراف القدمين ولا نكفت الثياب) في النهاية (¬1): ومنه نهينا أن نكفت الثياب في الصلاة أي نضمها ونجمعها من الانتشار أي لا يجمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود (ولا الشعر) [1/ 472] شعر الرأس (ق د ن 5 عن بن عباس) (¬2). 1632 - "أمرت بالوتر، وركعتي الضحى، ولم يكتب عليكم (حم) عن ابن عباس ". (أمرت بالوتر) بصلاته (وركعتي الضحى ولم يكتب عليكم) لم يفرض. تقدم قريباً (حم) عن ابن عباس (¬3) وفيه جابر الجعفي كذاب. 1633 - "أمرت بقرية تأكل القرى، يقولون يثرب، وهي المدينة، تنفي الناس كما ينفي الكير خبث الحديد (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (أمرت بقرية) قال المصنف: في التوشيح (¬4) أي بالهجرة إليها وسكناها والمراد المدينة (تأكل القرى) تغلبهم لأن الآكل يغلب المأكول كني به عن الغلبة وقيل يفتح بأهلها القرى فتأكل غنائمها وقيل: المراد الفضل فإن الفضائل ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 184). (¬2) أخرجه البخاري (809)، ومسلم (490) وأبو داود (889) والنسائي (2/ 209). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 234) وأخرجه أيضاً البزار كما في كشف الأستار (3/ 144) رقم (2434) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 264) وفيه جابر الجعفي وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1261)، والسلسلة الضعيفة (2937). (¬4) انظر شرح السيوطي (3/ 419) على مسلم وتنوير الحوالك له أيضاً (1/ 202)، وفتح الباري (4/ 87).

تضمحل في جنب عظيم فضلها (يقولون يثرب) في الإطلاق عليها وهو اسم مكروه لأنه من الثرب وهو الفساد أو التثريب وهو التوبيخ وكلاهما مستقبح وكان - صلى الله عليه وسلم - يحب الاسم الحسن ويكره القبيح (وهي المدينة تنفي) بالمثناة الفوقية مفتوحة فنون ساكنة ففاء فمثناة تحتية (الناس) قال عياض: هذا خاص بزمنه - صلى الله عليه وسلم - لأنه لم يكن يصبر على الهجرة والمقام معه إلا من ثبت إيمانه، وقال النووي: وليس هذا ظاهراً؛ لأن عند مسلم: "لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها" وهذا والله أعلم لا يكون إلا في زمن الدجال (¬1). (كما ينفي) روي بالفاء، وبالقاف في النهاية (¬2) الرواية المشهورة بالفاء وقد جاء في رواية بالقاف، فإن كانت مخففة وهي من إخراج المخ المستخرج خبثها وإن كانت مشددة فهي من التنقية إخراج الجيد من الرديء (كما ينفي الكبير خبث الحديد) نسبته إلى الكبير لأنه السبب الأكبر في اشتعال النار التي يقع بها التمييز (ق عن أبي هريرة) (¬3). 1634 - "أمرت الرسل أن لا تأكل إلا طيبا، ولا تعمل إلا صالحاً (ك) عن أم عبد الله بنت أخت شداد بن أوس (صح) ". (أمرت الرسل) رسل الله وكأنه يراد به ما يعم الأنبياء صلى الله عليهم وسلم (أن لا تأكل إلا طيبًا) وهو الحلال (ولا تعمل إلا صالحًا) هو من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [المؤمنون: 51] قال جار الله (¬4): الطيبات ما حل وطاب، وقيل: طيبات الرزق: حلال وصاف وقوام، ¬

_ (¬1) انظر شرح النووي على مسلم (9/ 154)، وشرح السيوطي لمسلم (3/ 417)، وانظر: كذلك فتح الباري (4/ 88)، وفيه تفصيل جيد للمسألة. (¬2) النهاية (5/ 110). (¬3) أخرجه البخاري (1871) ومسلم (1382). (¬4) انظر: تفسير الشاف لجار الله الزمخشري (1/ 818).

فالحلال: الذي لا يعصى الله فيه، والصافي: الذي لا ينسى الله عَزَّ وَجَلَّ فيه، والقوام: ما يمسك النفس ويحفظ العقل (ك عن أم عبد الله بنت أخت شداد) بن أوس رمز المصنف لصحته لأنه قال الحاكم: صحيح وردّه الذهبي (¬1). 1635 - "أمرنا بإسباغ الوضوء، الدارمي عن ابن عباس". (أمرنا بإسباغ الوضوء) إتمامه وإبلاغه مواضعه (الدارمي عن ابن عباس) وفي الباب غيره (¬2). 1636 - "أمرنا بالتسبيح في أدبار الصلوات ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، وثلاثا وثلاثين تحميدة، وأربعاً وثلاثين تكبيرة (طب) عن أبي الدرداء ". (أمرنا) نحن والأمة (بالتسبيح في أدبار الصلوات) جمع دبر بالضم وبضمتين هو من كل شيء عقبه والمراد بالصلوات الفرائض، اللام للعهد (ثلاثًا وثلاثين تسبيحة وثلاثًا وثلاثين تحميدة) عده من التسبيح تغليبًا أو لأن التسبيح يراد به التنزيه مطلقًا كما عد التكبير في قوله (وأربعًا وثلاثين تكبيرة) وهذا الأمر للندب. واعلم: أن خاصية هذه الأعداد لا يعلمها إلا الله فلا يقول القائل: أزيد عليها لأنه زيادة خير لأنا نقول ما عينه الشارع يعين وإلا لزيد في أعداد الركعات، هذا وقد وردت روايات أخر أن التكبير ثلاث وثلاثون ويختم ذلك بقول: لا إله إلا الله الخ وحينئذ فيخير العبد بين هذا وهذا (طب [1/ 473] عن أبي الدرداء) (¬3). 1637 - "أمرني جبريل أن أكبر (الحكيم (حل) عن ابن عمر ". (أمرني جبريل) أي عن الله (أن أكبر) أقول الله أكبر أو أقدم الأكبر وأوقره ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 126). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1367) والسلسلة الصحيحة (1136). (¬2) أخرجه الدارمي (700). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1380). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (15/ 101) وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين ورجالهما رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1381).

وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يفعل الأمرين (الحكيم حل عن ابن عمر) (¬1). 1638 - "امسحوا على الخفين والخمار (حم) عن بلال ". (امسحوا على الخفين) في الوضوء (والخمار) بكسر الخاء المعجمة في النهاية (¬2) أراد به العمامة لأن الرجل يغطي بها رأسه كما أن المرأة تغطيه بالخمار وذلك إذا كان قد اعتم عمة العرب فأدارها تحت الحَنَك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير كالخفين غير أنه يحتاج إلى مسح القليل من الرأس ثم يمسح على العمامة بدل الاستيعاب، وهو تأويل قاد إليه المذهب وإلا فظاهره المسح على العمامة مطلقًا وعليه حديث المغيرة وغيره من الأحاديث الصحيحة (حم عن بلال) (¬3). 1639 - "امسح رأس اليتيم هكذا، إلى مقدم رأسه، ومن له أب هكذا، إلى مؤخر رأسه (خط) وابن عساكر عن ابن عباس ". (امسح رأس اليتيم) أي بالدهن أو للتلطف به (هكذا إلى مقدم رأسه) فيبدأ من مؤخره (ومن له أب هكذا إلى مؤخر رأسه) والله أعلم بحكمة التفرقة (خط وابن عساكر عن ابن عباس) بإسناد ضعيف (¬4). 1640 - "أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك (ق 3) عن كعب بن مالك ". ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم (2/ 71) وأبو نعيم في الحلية (8/ 174). وكذلك الطبراني في الأوسط (8/ 32) والبيهقي في (1/ 40). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1382) والسلسلة الصحيحة (1555). (¬2) النهاية (1/ 297). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 12)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1270) والسلسلة الضعيفة (2935). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 291)، وابن عساكر (53/ 129). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1269) والسلسلة الضعيفة (3072): موضوع.

(أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك) قاله - صلى الله عليه وسلم - لكعب أحد الثلاثة الذين خلفوا وتاب الله عليهم فإنه لما تابا عليهم قال: يا رسول الله إن من توبتي أن أخرج من مالي لله وفي سبيله فقاله - صلى الله عليه وسلم -، وفيه أنه لا يتصدق العبد بكل ما يملك (ق 3 عن كعب بن مالك) (¬1). 1641 - "امش ميلاً عد مريضاً، امش ميلين أصلح بين اثنين، امش ثلاثة أميال زر أخاً في الله، ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن مكحول مرسلاً ". (امش ميلاً) قدره وهو ثلث الفرسخ وهو اثنا عشر ألف ذراع أو عشرة آلاف (عد مريضًا) أي هذه المسافة التي لا يسقط بدونها عيادة المريض (امش ميلين أصلح بين اثنين) فأكثر (امش ثلاثة أميال ذر أخًا في سبيل الله) وزيارة الأخ في الله أفضل المذكورات (ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن مكحول مرسلًا) ورواه البيهقي عن أبي أمامة وإسناده ضعيف (¬2). 1642 - "امشوا أمامي، خلوا ظهري للملائكة ابن سعد عن جابر ". (امشوا أمامي) خطاب لأصحابه الذين يمشون معه (خلوا ظهري للملائكة) يمشون خلفه ابن سعد عن جابر (¬3). 1643 - "أمط الأذى عن الطريق فإنه لك صدقة (خد) عن أبي برزة ". (أمط) أزل (الأذى) ما يؤدي المارين (عن الطريق فإنه لك صدقة) وتقدم فيه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2757)، ومسلم (2769). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (101) مرسلاً عن مكحول، وأخرجه ابن عدي (5/ 178) مرفوعاً من رواية أبي أمامة وفيه علي بن يزيد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1272) والسلسلة الضعيفة (2936). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 178)، وكذلك أبو نعيم في الحلية (7/ 117). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1389) والسلسلة الصحيحة (1557).

الكلام (خد عَنْ أَبِي بَرْزَةَ) اسمه نضلة بالنون بن عبيد مصغر عبد (¬1). 1644 - "أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب (حم د ت ك) عن معاوية بن حيدة (هـ) عن أبي هريرة ". (أمك ثم أمك ثم أمك) منصوب على تقدير قدم أمك في البر على أبيك ودل على المقدر قول السائل: من أبر يا رسول الله (ثم أباك ثم الأقرب فالأقرب) على منازل قربهم نسبًا (حم د ت ك عن معاوية بن حيدة 5 عن أبي هريرة) (¬2). 1645 - "أملك يدك (تخ) عن أسود بن أصرم ". (أملك يدك) أصله على ما في الكبير بعد ذكر قصة قال الأسود: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: "هل تملك لسانك"؟ قلت: فماذا أملك إذا لم أملك لساني؟! قال: "هل تملك يدك"؟ قلت: فماذا أملك إذا لم أملك يدي؟! قال: "فلا تقل بلسانك إلا معروفًا ولا تبسط يدك إلا إلى خير"، هذا لفظه وكأن ما ذكره المصنف هنا أحد ألفاظه وهو منسوب للبخاري في التاريخ كما هنا وللبغوي وقال: ولا أعلم له غيره (تخ عن الأسود بن أصرم) (¬3). 1646 - "أملك عليك لسانك ابن قانع (طب) عن الحارث بن هشام ". (أملك عليك لسانك) في النهاية (¬4): أي لا تجره إلا بما يكون لك لا عليك ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (228). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1390) والسلسلة الصحيحة (1158). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 3) وأبو داود (5139) والترمذي (1897) وقال: حديث حسن، والطبراني (19/ 404) رقم (957) والحاكم (4/ 150). وحديث أبي هريرة: أخرجه أحمد (2/ 327)، وابن ماجه (3658) قال البوصيري (4/ 98) هذا إسناد صحيح. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1399) والإرواء (837) (2163). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 444). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1393) والسلسلة الصحيحة (1560). (¬4) النهاية (4/ 358).

(ابن قانع طب عن الحارث بن هشام) بإسناد جيد (¬1). 1647 - "أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك (ت) عن عقبة بن عامر". (أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك) إشارة إلى العزلة [1/ 474] وطلب السلامة (ت عن عقبة بن عامر) قيل: صوابه عن أبي أمامة وفي إسناده مقال (¬2). 1648 - "أملكوا العجين؛ فإنه أعظم للبركة (5 عد) عن أنس". (أملكوا العجين) في النهاية (¬3): يقال ملكت العجين وأملكته إذا أنعمت عجنه وأجدته (فإنه أعظم للبركة) لأنه ينمو بحسن عجنه فيكثر خبزه (5 عد عن أنس) وهو حديث منكر (¬4). 1649 - "أمناء المسلمين على صلاتهم وسحورهم المؤذنون (هب) عن أبي محذورة ". (أمناء المسلمين على صلاتهم) بمعرفة أوقاتها (وسحورهم) وكذا فطورهم إنما لم يذكره لأنه قد دخل في الأوقات (المؤذنون) فليعرفوا قدر هذه الأمانة فإنهم مقلدون بذلك وفيه جواز تقليدهم بذلك (هب عن أبي محذورة) (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع (1/ 185). والطبراني في الكبير (3/ 260) رقم (3348، 3349) قال الهيثمي في المجمع (10/ 299) رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما جيد. (¬2) أخرجه الترمذي (2406) وقال حديث حسن وأما حديث أبي أمامة أخرجه أحمد (5/ 259). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1393) والسلسلة الصحيحة (890). (¬3) النهاية (4/ 359). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 313). وضعفه الألباني في الجامع (1273) والسلسلة الضعيفة (1825). (¬5) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 426) وأخرجه الطبراني (7/ 176) رقم (6743)، وقال الهيثمي (2/ 2): وإسناده حسنٌ. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1403) وفي الإرواء=

1650 - "أمنع الصفوف من الشيطان الصف الأول أبو الشيخ ابن حبان عن أبي هريرة ". (امنع الصفوف) أكثرها ممنوعية (من الشيطان الصف الأول) لأنه صف الملائكة فتطرد عنه الشياطين أو أشدها مانعية فإنه يمنع الشياطين من فتنة المصلين والإسناد إليه مجاز (أبو الشيخ عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف (¬1). 1651 - "أمنوا إذا قرأ "غير المغضوب عليهم ولا الضالين" ابن شاهين في السنة عن علي ". (أمِّنوا) قولوا آمين (إذا قرأ) الإِمام أضمر للعلم به (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) تقدم الكلام فيه ابن شاهين في السنة عن علي (¬2). 1652 - "أميران وليسا بأميرين؛ المرأة تحج مع القوم فتحيض قبل أن تطوف بالبيت طواف الزيارة، فليس لأصحابها أن ينفروا حتى يستأمروها، والرجل يتبع الجنازة فيصلي عليها، فليس له أن يرجع حتى يستأمر أهلها (المحاملي في أماليه عن جابر". (أميران) تثنية أمير وهو مبتدأ أو خبر مبتدأ محذوف (وليسا بأميرين) حقيقة (المرأة تحج مع القوم فتحيض قبل أن تطوف بالبيت طواف الزيارة) فإنه لا يجبرها شيء بل يجب بقاؤها حتى تأتي به (فليس لأصحابها) الذين هم في ¬

_ = (221). (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (20568)، وذكره الغماري في المداوى (2/ 216) رقم (808). قال المناوي (2/ 198): فيه محمد بن سنان قال الذهبي في الضعفاء كذبه أبو داود وابن خراش وقال الدارقطني: لا بأس. وحكيم بن يوسف قال أبو حاتم صدوق لا يحتج به. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1284) والسلسلة الضعيفة (2941): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن شاهين في السنة كما في الكنز (19175). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1401).

صحبتها (أن ينفروا) عن مكة (حتى يستأمروها) يأخذوا الأمر بالإذن لهم (والرجل يتبع الجنازة فيصلي عليها فليس له أن يرجع حتى يستأمر أهلها) ظاهر هذا أنه كالأول على وجه الإيجاب (المحاملي) بفتح الميم وحاء مهملة نسبة إلى المحامل التي تحمل الناس في السفر وهو القاضي أبو عبد الله في (أماليه عن جابر) (¬1). 1653 - "إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمناً. ثلاثاً (حم ن ك) عن عقبة بن مالك (صح) ". (إن الله أبى علي) امتنع تعالى في قبول الشفاعة (فيمن قتل مؤمنًا ثلاثًا) مرات أو شفاعات أو قاله ثلاثًا وهو نظير ما تقدم من حديث أنس: "أبى الله أن يجعل لقاتل العمد توبة" (حم ن ك عن عقبة بن مالك) بإسناد صحيح (¬2). 1354 - "إن الله أبى لي أن أتزوج أو أزوج إلا أهل الجنة (ابن عساكر عن هند بن أبي هالة ". (إن الله أبى لي أن أتزوج) من النساء (أو أزوج) من الرجال بناتي ونحوهن (إلا أهل الجنة) فيه بشارة لأزواجه وأصهاره وهل كان الأنبياء قبله يتزوجون غير المؤمنات كامرأة لوط ونوح يحتمل أنه كان جائزًا ويحتمل أنهما ما كان يعلمان بأمرهما إلا عند إعلام الله سبحانه ويبعده أنه لو كان محرمًا ما أقرهما الله ¬

_ (¬1) أخرجه المحاملي (4970) كنز) والبزار كما في كشف الأستار (2/ 36) رقم (1144) وقال الهيثمي (3/ 281) رواه البزار وقال: لا نعلمه بهذا اللفظ من وجه أحسن من هذا، وعزاه الحافظ في الفتح إلى البزار من حديث جابر والبيهقي في فوائده من حديث أبي هريرة وقال: في إسناد كل منهما ضعيفاً جداً. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1285)، والضعيفة (2942). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 110) والنسائي في الكبرى (8593) والحاكم (1/ 19) وقال المناوي في الفيض (2/ 199): قال العراقي في أماليه: حديث صحيح. وقال الذهبي في الكبائر: على شرط مسلم. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1698) والسلسلة الصحيحة (689).

عليه ولأمرهما بفراقهما ثم لعل هذا الإخبار منه - صلى الله عليه وسلم - كان متأخرًا فإنه قد زوج ابنته زينب قبل الهجرة بأبي العاص بن الربيع وكان كافرًا ثم أسلم أو المراد من قول أمره إلى أن يكون من أهل الجنة وقد كان أبو العاص كذلك وأنه أسلم وحسن إسلامه (ابن عساكر عن هند بن أبي هالة) هو ابن خديجة خال الحسنين السبطين (¬1) عليهما السلام. 1655 - "إن الله تعالى اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلاً، وإن خليلي أبو بكر (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً) والخلة له تعالى مشتركة بينهما (وإن خليلي أبو بكر) يعارضه ما يأتي من حديث ابن عباس وابن الزبير: "لو كنت متخذًا خليلاً دون ربي لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخي وصاحبي"، وقد يدفع بأن مراتب الخلة متفاوتة فالمنفية هنالك غير الذي أثبتت هنا والأرجح إلى الترجيح والخبر الآتي أرجح من هذا فإنه أخرجه أحمد وصححه المصنف وأخرجه البخاري أيضًا وهذا قد ضعفه المصنف (طب عن أبي أمامة) (¬2). 1656 - "إنَّ الله تعالى أجاركم من ثلاث خلال: أن لا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا جميعاً، وأن لا يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن لا تجتمعوا على ضلالة (د) عن أبي مالك الأشعري (صح) ". (إن الله تعالى أجاركم) أيها الأمة [1/ 475] (من ثلاث خلال) بينها بقوله (أن لا يدعو عليكم نبيكم) كما قد وقع للأنبياء على أممها (فتهلكوا جميعًا) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (69/ 149) وقال المناوي في الفيض (2/ 199): إسناده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1529) والسلسلة الضعيفة (3040). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 201) رقم (7816) قال الهيثمي في المجمع (9/ 45): فيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1531) والسلسلة الضعيفة (3035): موضوع.

والثانية (أن لا يظهر أهل الباطل) وهم الكفار (على أهل الحق) على المسلمين فلا تغلبونهم عليه وتجتاحونهم منه حتى لا يبقى لهم باقية كما فسرتها الأحاديث غير هذا (وأن لا تجتمعوا على ضلالة) بل لا يكون الإجماع والاجتماع إلا على الهدى (د عن أبي مالك الأشعري) وفيه انقطاع وضعف (¬1). 1657 - "إن الله احتجر التوبة على كل صاحب بدعة (ابن قيل طس هب) والضياء عن أنس (صح) ". (إن الله احتجر) بالحاء المهملة بعد المثناة الفوقية جيم آخره راء احتجرت الأرض إذا ضَرَبَت عليها مناراً تمنعها عن غيرك كما في النهاية (¬2) (التوبة عن كل صاحب بدعة) تمنع قبولها عنه إذا تاب وهو على بدعة أو منعه عن التوفيق للتوبة وتقدم حديث: "إن الله لا يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته" والتوبة من أشرف أعماله (ابن قيل) ضبط بالفاء والمثناة التحتية على اسم الحيوان المعروف (طس هب والضياء عن أنس) (¬3). 1658 - "إن الله تعالى إذا أحب عبدا جعل رزقه كفافاً، أبو الشيخ ابن حبان عن علي ". (إن الله إذا أحب عبدًا جعل رزقه كفافًا) تقدم تفسير الكفاف وهذا نظير حديث: "إذا أحب الله عبدًا حماه الدنيا" بأن المراد حماه ما زاد على الكفاف (أبو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4253) والطبراني في الكبير (3/ 292) رقم (2440). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1532) والسلسلة الضعيفة (1510). (¬2) النهاية (1/ 341). (¬3) أخرجه ابن فيل كما في الكنز (1105) والطبراني في الأوسط (4202) والبيهقي في الشعب (9456) والضياء (2055)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 189) رجاله رجال الصحيح غير هارون بن موسى الفروي وهو ثقة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1699) والسلسلة الصحيحة (1620).

الشيخ عن علي) بإسناد ضعيف (¬1). 1659 - "إن الله تعالى إذا أحب إنفاذ أمر سلب كل ذي لب نبه (خط) عن ابن عباس ". (إن الله إذا أحب إنفاذ أمر) إمضائه وتمامه (سلب كل ذي لب نبه) اللب بالضم هو العقل أي سلبه استعمال عقله ونظيره فيما يدفع ما نزل به من الحوادث ليتم نفاذ أمره وتقدم في: إذا أراد (خط عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه ضعف لضعف لاحق بن الحسين (¬2). 1660 - "إن الله إذا أراد إمضاء أمر نزع عقول الرجال حتى يمضي أمره، فإذا أمضاه رد إليهم عقولهم ووقعت الندامة أبو عبد الرحمن السلمي في سنن الصوفية عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ". (إن الله إذا أراد إمضاء أمر نزع عقول الرجال) عما يختص بتدبير ذلك الأمر (حتى يمضي أمره فإذا أمضاه رد عليهم عقولهم) فعرفوا ما أهملوه من وجوه التدبير (ووقعت الندامة) حيث لا تنفع (أبو عبد الرحمن السلمي في سنن الصوفية عن جعفر بن محمد عن أبيه) محمد الباقر (عن جده) علي بن الحسين زين العابدين إذا كان الضمير لجعفر أو علي بن أبي طالب إذا كان الضمير لأبيه والأول هو الأظهر ويكون منقطعًا والثاني يؤيده أنه كان سيقول مرسلاً (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في الثواب كما في الكنز (7089) وقال المناوي في الفيض (2/ 201): فيه إسماعيل بن عمرو البجلي ضعفوه وعلي بن هاشم غال في التشيع وعبيد الله بن الوليد ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1539). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 99) وابن عساكر (64/ 17) وأخرجه أيضاً أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 342)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1538) والضعيفة (3043). (¬3) أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي كما في الكنز (511) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1540) والسلسلة الضعيفة (2212).

1661 - "إن الله تعالى إذا أنزل سطواته على أهل نقمته فوافت آجال قوم صالحين فأهلكوا بهلاكهم، ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم (هب) عن عائشة (ح) ". (إن الله إذا أنزل سطواته) سطى عليه يسطو سأل وقهر بالبطش (على أهل نقمته) من يريد الانتقام منهم (فوافقت) السطوات (آجال قوم صالحين فأهلكوا بهلاكهم) مصاحبين له لا أنهم هلكوا انتقامًا (ثم يبعثون على نياتهم وأعمالهم) فقد يهلك الصالحون مع الفجار ولكن ليس عليهم من هلاكهم معهم شيء (هب عن عائشة) رمز المصنف لحسنه (¬1). 1662 - "إن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة يحب أن يرى أثر النعمة عليه، ويكره البؤس والتباؤس ويبغض السائل الملحف، ويحب الحيي العفيف المتعفف (هب) عن أبي هريرة (ح) ". (إن الله إذا أنعم على عبد نعمة) في ماله وحاله (يحب أن يُرى) مغير صيغة يرى الناس (أثر النعمة عليه) وفي رواية: "في مأكله وملبسه"، وفيه أنه يندب لذي النعمة إظهار أثرها في طعامه ولباسه إذ دلالة كونه تعالى يحب الشيء على ندبيته أقل ما يكون (ويكره البؤس) هو من بأس كسمع اشتدت حاجته (والتباؤس) هو إظهار الحاجة والتفاقر (ويبغض السائل الملحف) الملح يقال: ألحف في المسألة إذا ألح فيها (ويحب الحيي) فعيل من الحياء صفة مشبهة ككريم من الكرم (العفيف) فعيل أيضًا من عف كف عما لا يحل ولا يحمل (المتعفف) المظهر للعفة المتكلف لها بالمراد العفيف في نفسه الحامل لنفسه على العفة والكراهة منه تعالى للأمر والشيء يحتمل تحريمه له ويحتمل عدمه ومثله بغضه ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7599). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1710) والسلسلة الصحيحة (1622).

للشيء يحتمل الأمرين (هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه (¬1). 1663 - "إن الله تعالى إذا رضي عن العبد أثنى عليه بسبعة أصناف من الخير لم يعمله، وإذا سخط على العبد أثنى عليه بسبعة أصناف من الشر لم يعملها (حم حب) عن أبي سعيد (صح) ". (إن الله إذا رضي عن العبد أثنى عليه) في القاموس: الثناء وصف مدح أو ذم أو خاص بالمدح انتهى (¬2). [1/ 476] وقد استعمل في الحديث بهما الأول للمدح والثاني للذم (بسبعة أصناف من الخير) أي أن رضاه تعالى سبب لأن يثني على العبد بما لم يأت به ولذا قال (لم يعمله وإذا سخط على العبد أثنى عليه) هو للذم فإما لأنه مشترك أو مجاز المشاكلة أو تهكمًا به (بسبعة أصناف من الشر لم يعمله) وكأن المراد ألقى على ألسنة العباد الأمرين والتعبير بالسبعة كأنه لإرادة التكثير كما يستعمل السبعون لذلك وهذا سر رضا الله وسخطه يظهر على أفواه عباده. (حم حب عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (¬3). 1664 - "إن الله إذا قضى على عبد قضاء لم يكن لقضائه مرد (ابن قانع عن شرحبيل بن السمط". (إن الله إذا قضى بعبده قضاء لم يكن لقضائه مرد) لا راد لما أراد، إلا أنه قد ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6202). وكذلك أحمد (2/ 311). وقال المناوي: في الفيض (3/ 202): قال الذهبي في المهذب: إسناده جيد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1711) والسلسلة الصحيحة (1320). (¬2) القاموس المحيط (ص 1637). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 38) وابن حبان (368) وقال الهيثمي (10/ 272): رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 826) وقال: لا يصح قال أحمد: أحاديث دراج مناكير. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1548) والسلسلة الضعيفة (3046).

ثبت: "أن الدعاء يرد القضاء" وفي الحقيقة الذي رده هو الله تعالى (ابن قانع عن شرحبيل بن السمط) الكندي مختلف في صحبته (¬1). 1665 - "إن الله تعالى إذا أراد بالعباد نقمة أمات الأطفال، وعقم النساء، فتنزل بهم النقمة، وليس فيهم مرحوم (الشيرازي في الألقاب عن حذيفة، وعمار بن ياسر معا ". (إن الله إذا أراد بالعباد نقمة) نقمة عذاب يستأصلهم به عقوبة على معاصيهم (أمات الأطفال) لئلا يصابوا بذنوب غيرهم ويكون قد قدر تعالى آجالهم قصيرة وأعمالهم حقيرة أو لئلا تكون حياتهم سببًا لدفع العذاب (وأعقم النساء) وقوله (فينزل بهم النقمة وليس فيهم مرحوم) يؤيد الثاني إلا أنه كأنه أمر أغلبي وإلا فقد ثبت في الحديث الذي تقدم أنه يصاب من لا ذنب له بسبب إصابة ذي الذنب ويبعثون على نياتهم ودل له أحد الوجهين في تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاَصَّةً} [الأنفال: 25] (الشيرازي في الألقاب عن حذيفة وعمار بن ياسر معًا) زيادة معاً لدفع توهم أنه راوٍ غير واحد ولا حاجة إليها ولم يلتزمها أيضًا (¬2). 1666 - "إن الله إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا، فإذا لم تلقه إلا مقيتا ممقتا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائنا مخونا نزعت منه الرحمة، فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيماً ملعناً نزعت منه ربقة الإِسلام (هـ) عن ابن عمر". (إن الله تعالى إذا أراد أن يهلك عبدًا نزع منه الحياء) فإنه أشرف صفات ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع (409). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1550). (¬2) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (6011)، وكذلك الديلمي (1/ 245) رقم (951). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1544).

الإنسان وإنه لا يأتي إلا بخير (فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتًا) فعيل من المقت وهو البغض يقال مقته مقتًا أبغضه (ممقتًا) من مقته كقطعه أي ألقى الله في قلوب عباده البغض له فلا يلقاه إلا مبغوضًا عند الله مبغضًا إلى عباده أو فعل هنا للتشبيه يقال فسقه نسبه إلى الفسق فالمراد ممقتًا منسوبًا إلى البغض مشتهرًا به (فإذا لم تلقه إلا مقيتًا ممقتًا نزعت منه الأمانة فإذا نزعت منه الأمانة لم تلقه إلا خائنًا مخونًا) هو كما سلف (نزعت منه الرحمة) كأن المراد فإذا نزعت منه الأمانة، نزعت منه الرحمة وكأنه حذف الشرط لدلالة ما قبله عليه كما حذف قبل قوله نزعت منه ربقة الإِسلام والمراد فإذا لم تلقه إلا رحيمًا ملعنًا نزعت منه ربقة الإِسلام (فإذا نزعت منه الرحمة لم تلقه إلا رجيماً) بالجيم من الرجم اللعن والشتم والهجران ورمي بالحجارة (ملعنًا) من لعّن محمول كثر لعنه وغيرت الصيغة للإشارة إلى أنه يلعنه كل شيء (نزعت منه ربقة) بكسر الراء وسكون الموحدة فقاف (الإِسلام) والربقة في الأصل عروة في حبل تجعل في رجل الدابة وهو هنا استعارة بما لزم من حدود الإِسلام وأحكامه (5 عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وضعفه المنذري (¬1). 1667 - "إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله تعالى يبغض فلانا فأبغضوه، فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض (م) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4054) وقال البوصيري في مصباح الزجاجه (4/ 195): هذا إسناد ضعيف لضعف سعيد بن سنان والاختلاف في اسمه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1543) والسلسلة الضعيفة (3044).

هريرة (صح) ". (إن الله إذا أحب عبدًا) تقدم الكلام فيه في حرف: إذا فإنه تقدم فيه بلفظه (دعا جبريل) كأن المراد أوحى إليه تعالى (فقال: إني أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل) امتثالاً لأمر الله (ثم ينادي) جبريل (في السماء) المراد الجنس فيشمل السماوات والنداء بأمر الله تعالى. (إن الله يحب فلانًا فأحبوه) تنويهًا لشانه وتعظيمًا له (فيحبه أهل السماء ثم يرجع له القبول في الأرض) أي المحبة في قلوب العباد كما قيل: وإذا أحب الله يومًا عبده ... ألقى عليه محبة في الناس (¬1) (وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل فقال إني أبغض فلانًا فأبغضه) وهو تعالى لا يبغض العبد [/ 477] إلا لمخالفته أمره وتوثبه على ما نهى عنه (فيبغضه جبريل ثم ينادي في السماء إن الله يبغض فلانًا فيبغضونه) أهل السماوات (ثم يوضع له البغضاء في الأرض) فحب أهل الأرض للإنسان وبغضهم له يتفرع عن حب الله وبغضه (م عن أبي هريرة) ولم يخرج البخاري لفظه بل رواه بدون ذكر البغضاء (¬2). 1668 - "إن الله تعالى إذا أطعم نبيا طعمة فهي للذي يقوم من بعده (د) عن أبي بكر". (إن الله إذا أطعم نبيًا طعمة) في النهاية (¬3): الطعمة بالضم شبه الرزق يريد ما كان له من الفيء وغيره انتهى. ويأتي تفسيرها قريبًا في حديث ابن عباس إن الله جعل لكل نبي طعمة الحديث (ثم قبضه فهي للذي يقوم من بعده) أي للخليفة ¬

_ (¬1) منسوب إلى ابن عبد ربه الأندلسي المتوفى (246 - 328 هـ). (¬2) أخرجه مسلم (2637) وأخرج البخاري بعضه بدون ذكر البغضاء (7485). (¬3) النهاية (3/ 126).

القائم بأمر الأمة (د عن أبي بكر) (¬1) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف محمد بن فضيل والوليد بن جميع. 1669 - "إن الله تعالى إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي، فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكتها، حين كذبوه وعصوا أمره (م) عن أبي موسى (صح) ". (إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده) أي إمهالها وتأخيرها (قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطاً) في النهاية (¬2): يقال: فرط يفرط فهو فارط وفرط إذا تقدم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ويهيئ لهم الدِّلاء والأرشية (وسلفًا) قال: فيها هو من سلف المال كأنه قد أسلفه وجعله ثمنًا للأجر والثواب الذي نجازى به على الصبر عليه وقيل سلف الإنسان من تقدمه بالموت من آبائه وذوي قرابته ولذا سمي الصدر الأول من التابعين السلف الصالح انتهى. فالمراد الآخر (بين يديها وإذا أراد هلكة) بفتح الهاء واللام (أمة عذّبها ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر) كما وقع لنوح مع قومه وغيره من الأنبياء (فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه) فرّحه وبلغه أمنيته وذلك لأن المستبشر يخرج من عينيه ماء بارد فتقر عينه (وعصوا أمره) خالفوا ما أمرهم به (م عن أبي موسى) (¬3). 1670 - "إن الله تعالى إذا أراد أن يخلق عبدا للخلافة مسح يده على جبهته (خط) عن أنس". (إن الله إذا أراد أن يجعل عبدًا للخلافة) على أهل الأرض (مسح يده) اليد النعمة (على جبهته) جعل على جبهته نعمة القبول والحظ عند كل من رآه كما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2973) وكذلك أحمد (1/ 4). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1709). (¬2) النهاية (3/ 434). (¬3) أخرجه مسلم (1188).

يفسره ما بعده (خط عن أنس) سكت عليه المصنف وقد قال الخطيب بعد إخراجه مسرة بن عبد الله ذاهب الحديث (¬1). 1671 - "إن الله تعالى إذا أراد أن يخلق خلقا للخلافة مسح يده على ناصيته، فلا تقع عليه عين إلا أحبته (ك) عن ابن عباس (صح) ". (إن الله إذا أراد أن يخلق خلقًا) أي مخلوقًا (للخلافة مسح يده على ناصيته فلا تقع عليه عين إلا أحبته) فيتم امتثال العباد له وتقدم الحديث في: إذا (ك عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الحافظ ابن حجر: شيخ الحاكم ضعيف (¬2). 1672 - "إن الله تعالى إذا أنزل عاهة من السماء على أهل الأرض صرفت عن عمار المسجد ابن عساكر عن أنس ". (إن الله تعالى إذا أنزل عاهة) هي الآفة (من السماء على أهل الأرض صرفها عن عمار) بضم المهملة وتشديد الميم (المساجد) بالصلاة والتلاوة والذكر وتقدم في: إذا أيضًا (ابن عساكر عن أنس) (¬3). 1673 - "إن الله تعالى إذا غضب على أمة، ولم ينزل بها عذاب خسف ولا مسخ، غلت أسعارها، ويحبس عنها أمطارها، ويلي عليها أشرارها ابن عساكر ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 150)، وقال: مسرة بن عبد الله ذاهب الحديث. انظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 115) ولسان الميزان (6/ 20). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1541) والسلسلة الضعيفة (2217). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 331)، وقال ابن حجر كما قال المناوي في الفيض (2/ 207) شيخ الحاكم ضعيف وهو من الحفاظ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1542) والسلسلة الضعيفة (806). (¬3) أخرجه ابن عساكر (17/ 11) وفي إسناده كما عند ابن عدي (3/ 232) زافر بن سليمان وقال: ولزافر غير ما ذكرت وكأن أحاديثه مقلوبة الإسناد مقلوبة المتن وعامة ما يرويه لا يتابع عليه ويكتب حديثه مع ضعفه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1545).

عن علي ". (إن الله تعالى إذا غضب على أمة) بمعاصيها (لم ينزل بها عذاب خسف) في القاموس (¬1): خسف المكان يخسف خسوفًا ذهب في الأرض (ولا مسخ) فيه أيضًا مسخه حول صورته إلى أخرى وجملة لم ينزل إلى هنا صفة لأمة أي أمة موصوفة تقدم نزول خسف بها ولا مسخ لا أنه جواب إذا فإن جوابها قوله (غلت أسعارها) جمع سعر جعل عقوبتها ذلك (وتحبس عنها أمطارها) فهو من أسباب غلاء الأسعار وأتى به مضارعًا إشارة إلى أن حبس الأمطار يتجدد فصلاً وفصلاً فلا يرتقبون فصلاً إلا حبس [1/ 478] عنهم قطره ولذلك جمع المطر إرادة لأمطار كل فصل (ويلي عليها أشرارها) فتقسوا قلوبهم بالعسف والقهر والظلم (ابن عساكر عن علي) (¬2). 1674 - "إن الله أذن لي أن أحدث عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض وعنقه مثنية تحت العرش، وهو يقول: سبحانك، ما أعظمك فيرد عليه: لا يعلم ذلك من حلف بي كاذباً (أبو الشيخ ابن حبان في العظمة (طس) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله أذن لي أن أحدث) تقدم وجه تقديم هذه المقدمة قبل التحديث (عن ديك قد مرقت رجلاه الأرض) هو من مرق السهم عن الرمية إذا خرج والمراد خرجت رجلاه من تحت الأرض (وعنقه مثنية) بمثلثة فنون فمثناة تحتية من ثنى الشيء كسعا بعضه على بعض أي منعطفه (تحت العرش وهو يقول سبحانك ما أعظمك فيرد) الرب تعالى (عليه لا يعلم ذلك من حلف بي كاذبًا) ولو علم ما ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1039). (¬2) أخرجه ابن عساكر (27/ 391). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1549) والسلسلة الضعيفة (1837).

حلف به إلا صادقًا إنما جهله بعظمة مولاه أطلق لسانه لما لا يرضاه وليس المراد نفي معرفة الخالق بعظمته تعالى حتى يكون معذورًا فيما حلف به بل الإخبار أن معرفته بعظمته كجهله وإلا فإن عظمته تعالى قد عرفها كل أحد يفكر في خلق السماوات والأرض. وأخرج أبو الشيخ (¬1) في العظمة بسند جيد قوي عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن لله عَزَّ وَجَلَّ ديكًا رجلاه تحت سبع أراضين ورأسه قد جاوز سبع سماوات يصيح في إبان الصلوات فلا يبقى ديك من الديكة في الأرض إلا أجابه، فالله أعلم هل هذا هو المذكور في الحديث أم غيره (أبو الشيخ في العظمة طس عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقروه (¬2). 1675 - "إن الله تعالى استخلص هذا الدين لنفسه، ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق، ألا فزينوا دينكم بهما (طب) عن عمران بن حصين ". (إن الله تعالى استخلص هذا الدين) الإِسلام (لنفسه) ارتضاه واختاره (ولا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق) تقدم الكلام فيهما مرارًا (فزينوا دينكم بهما) بالتخلق بهما (طب عن عمران بن حصين) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عمر العقيلي أحد رجاله (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (523). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (524، 1248) والطبراني في الأوسط (7324) وقال: لم يرو هذا الحديث عن معاوية بن إسحاق إلا إسرائيل تفرد به إسحاق بن منصور، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 80): رجاله رجال الصحيح. وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 297)، وقال المنذري (2/ 389): إسناد صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1714)، والصحيحة (150). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 159) رقم (347) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 127): فيه عمرو بن الحصين العقيلي وهو متروك. وأورده أبو نعيم في الحلية (2/ 160) وقال: غريب من حديث عمران والحسن تفرد به أبو عبدة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع=

1676 - "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم (م ت) عن واثلة (صح) ". (إن الله اصطفى كنانة) بكسر الكاف وتخفيف النون وهو وابن خزيمة أبو قبيلة (من ولد إسماعيل) هو ابن إبراهيم الخليل (واصطف قريشًا) مأخوذ عن القرش وهو القطع والجمع سميت بذلك لتجمعها إلى الحرم أو بغير ذلك من وجوه سبعة عدها في القاموس (¬1) (من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم) هم أولاد هاشم بن عبد المطلب واسمه عمرو سمي هاشمًا لأنه أول من ثرد الثريد وهشمه (واصطفانى من بني هاشم م ت عن واثلة) وله طرق كثيرة وأفردت بالجمع (¬2). 1677 - "إن الله تعالى اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم (ت) عن واثلة (صح) ". (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل) وهو الذبيح على ما هو الحق (واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة) والأول ذكر كنانة فدل أن المراد كنانة وبنيه بدليل الأول وأما هذا فما دل إلا على اصطفاء بنيه دونه (واصطفى من بني كنانة قريشًا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم) وفيه جواز التحدث بتشريف النسب وهو من التحدث بنعمة الله واصطفاء الله لهذه القبائل بأن جعل إليها أمر الناس وجعلها أهل صفات الخير من الكرم والشجاعة ¬

_ = (1551) والسلسلة الضعيفة (1282). (¬1) انظر: القاموس المحيط (ص 776). (¬2) أخرجه مسلم (2276) والترمذي (3606).

والنجدة وعلو الهمة (ت عن واثلة) (¬1) وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ. [1/ 479] 1678 - "إن الله اصطفى من الكلام أربعاً: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فمن قال: "سبحان الله" كتبت له عشرون حسنة وحطت عنه عشرون سيئة، ومن قال "الله أكبر" مثل ذلك، ومن قال "لا إله إلا الله" مثل ذلك ومن قال "الحمد لله رب العالمين" من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون خطيئة (حم ك) والضياء عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً (صح) ". (إن الله اصطفى من الكلام أربعًا) أي كلمات أو جمل وإطلاق الكلمة على ما فوق الواحدة صحيح كتسمية الشهادة بكلمة، وقوله: كلمة التقوى أراد بها كلمة التوحيد وبينها بقوله (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) وتقدم في فضائلها عدة أحاديث (فمن قال سبحان الله كتبت له عشرون حسنة) يحتمل أنه كتب للكلمة الأولى عشر وللأخرى عشر وأنهما حسنتان {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160] ويحتمل أنها حسنة واحدة ضوعف أجرها (وحطت عنه عشرون سيئة) فضلاً من الله، وكأن المراد من الصغائر (ومن قال الله أكبر مثل ذلك) كتبًا وحطًا وَترك: ومن قال الحمد لله إما سهوًا من أحد الرواة أو اكتفاء بأحد القرينتين عن الأخرى (ومن قال لا إله إلا الله مثل ذلك) كتبًا وحطًا (ومن قال الحمد لله رب العالمين) زيادة على الأربع ولذا قال (من قبل نفسه) أي من دون أن يبعثه عليها باعث أو يرشده إليها مرشد (كتبت له ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3605) وقال الترمذي: حسنٌ صحيح. وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع (1553)، وقال: في صحيح الترمذي (2855): صحيح دون الاصطفاء الأول، وانظر: السلسلة الصحيحة (302).

ثلاثون حسنة) كأن زيادة العشر لزيادة وصفه الرب تعالى، فدل على أن قول: "الحمد لله" فيه عشرون حسنة كقرائنه (وحطت عنه ثلاثون خطيئة) هذا والظاهر أن هذا النوع من الجزاء لكل كلمة إنما هو مع إيضامها إلى الأخرى من قرائنها المذكورات فلو انفردت سبحان الله عنها ما كان لها إلا عشر حسنات كغيرها من الطاعات ويضاعف الله لمن يشاء ولعل إفراد جملة الحمد لله إشارة إلى أن ما ذكر من الأجر لهذه الكلمات ثابت ولو انفردت (حم ك والضياء عن أبي سعيد وأبي هريرة (¬1) معًا) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقروه. 1679 - "إن الله تعالى اصطفى موسى بالكلام، وإبراهيم بالخلة (ك) عن ابن عباس (صح) ". (إن الله تعالى اصطفى موسى بالكلام) من غير واسطة وكلم الله موسى تكليمًا (وإبراهيم بالخلة) واتخذ الله إبراهيم خليلاً (ك عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقروه (¬2). 1680 - "إن الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى اطلع على أهل بدر) على من شهدها من المسلمين وهي أول وقعة في الإِسلام انتصر فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان أهلها الذين معه ثلثمائة رجل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 310) والحاكم في المستدرك (1/ 512) وقال: صحيح على شرط مسلم. وقال الهيثمي (10/ 87): رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1718). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 575) وقال صحيح على شرط البخاري. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1554) والسلسلة الضعيفة (3045).

وثلاثة عشر رجلاً وفيها أنزل الله: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران: 123]، (فقال اعملوا ما شئتم) من الأعمال النهي عنها كما يدل له قوله (فقد غفرت لكم) كتبت لكم مغفرة ما يأتي منكم وهذا الإخبار تبشير لهم لا أمرًا بالمعاصي أو إخبار بأنهم إذا أتوا بمعصية وفقهم الله للتوبة عنها فيغفرها لهم أو المراد اعملوا ما شئتم فإني قد جعلت لكم لطفًا من عندي يقودكم إلى التوبة والرجوع أو قد غفرت لكم ما تأتونه وإن لم تتوبوا لعظم شأن هذه الطاعة التي سبقت لكم هذا ولا يتوهم من التعبير بالماضي في غفرت أن المراد غفران ماض الذنوب وأما في المستقبل {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت: 46] فإنه خلاف ما سيق له الحديث، وما فهمه الناس ولأنه - صلى الله عليه وسلم - قاله في قصة عمر مع حاطب بن أبي بلتعة وقد قال عمر: قد نافق حاطب، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك يا عمر أن الله قد اطلع على أهل ... ": الحديث [1/ 480] فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم (ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1681 - "إن الله تعالى أعطاني فيما من به علي إني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبينك نصفين ابن الضريس (هب) عن أنس". (إن الله تعالى أعطاني فيما من به علي) إذ قال لي ممتنًا علي (إني أعطيتك فاتحة الكتاب) تقدم بيان وجه التسمية وقال: (وهي من كنوز عرشي ثم قسمتها بيني وبينك نصفين) قد فسر هذه القسمة حديث أبي هريرة يقول الله تعالى: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قال ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 77). وقال: صحيح على شرط البخاري. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1719).

الله: مجَّدني عبدي وإذا قال: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله: حمدني عبدي وإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله: أثنى علي عبدي وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال الله: فوض إلى عبدي وإذا قال: {وإِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال: هذه بيني وبين عبدي وإذا قال: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} قال الله: هذه لعبدي ولعبدي ما سأل ... " الحديث سيأتي بطوله في حرف القاف في: قال الله، إن شاء الله تعالى وأطلق الصلاة على القرآن في هذا الحديث كما أطلقها عليها في قوله: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ} [الإسراء: 110] الآية. ومعنى هذا التصنيف أن بعضها ثناء على الله ورسوله وبعضها دعاء من العبد فهو له (ابن الضريس هب (¬1) عن أنس) والحديث يأتي أنه أخرجه م وغيره. 1682 - "إن الله تعالى أعطاني السبع مكان التوراة، وأعطاني الراءات إلى الطواسين مكان الإنجيل، وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور، وفضلني بالحواميم والمفصل، ما قرأهن نبي قبلي محمد بن نصر عن أنس ". (إن الله تعالى أعطاني السبع) يعني الطوال كما قيدها بذلك في حديث واثلة الذي سلف في الهمزة مع العين المهملة وقدمنا تفسيرها هنالك (مكان التوراة) عوضًا عنها (وأعطاني الراءات) جمع راء وأراد بها السور المفتتحة بالراء وهي ست متصلات أولها يونس وآخرها الحجر (إلى الطواسين) أي وأعطاني الراءات منهية العطية أو العطاء، والغاية داخلة في المغيا بقرينة السياق وهي ثلاث سور متصلات أولها الشعراء وآخرها القصص وتقدم في حديث واثلة وأعطيت المثاني مكان الإنجيل فهذا الحديث تفسير لذلك وتقدم تفسيرها والكلام فيها (مكان الإنجيل) عوضًا عنه (وأعطاني ما بين الطواسين إلى ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (ص 79) رقم (144)، والبيهقي في الشعب 23631). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1561) السلسلة الضعيفة (3051).

الحواميم) وهي من العنكبوت إلى الزمر إحدى عشرة سورة (مكان الزبور) عوضًا عنه يحتمل في الأجر لتاليها أو أنهما مشتملة على معانيها أو فيهما معًا ويجري هذا في كل ما ذكر من الأعواض (وفضلت بالحواميم) وهي سبع سور متصلات أولها حم المؤمن وآخرها الأحقاف. إن قلت: قد تقدم في حديث معقل بن يسار أنه - صلى الله عليه وسلم - أعطي الحواميم من ألواح موسى فكيف جعلها هنا من الذي فضل به وخص به وقال: ما قرأهن نبي قبلي. قلت: قد روي في كتب التفسير أن موسى حين غضب من عبادة قومه العجل كما قصه الله، ألقى الألواح وكانت سبعة فكسرت ورفعت منها ستة أسباع وهي سبع واحد وحينئذ فيكون المراد بها من ألواح موسى التي رفعت فيصدق عليها الأمران إنها من ألواح موسى وأنه ما قرأها نبي قبله (والمفصل) تقدم الخلاف في تعيينه والكلام فيه، (فأقرأهن) أي الحواميم والمفصل (نبي قبلي). إن قلت: الذي تقدم في حديث واثلة وحديث معقل أيضًا أنه - صلى الله عليه وسلم - إنما فضل بالمفصل وهنا ضم الحواميم إلى ذلك التفصيل. قلت: لا مانع أن يستوفي في محل ما فضل به [1/ 481] وخص به من إكرام الله ويقتصر في محل آخر كما ذكرنا نظير هذا في حديث جابر: "أعطيت خمسًا ... " الحديث. (محمد بن نصر عن أنس) (¬1). 1683 - "إن الله أعطى موسى الكلام، وأعطاني الرؤية، وفضلني بالمقام المحمود، والحوض المورود ابن عساكر عن جابر ". (إن الله تعالى أعطى موسى) فضيلة له (الكلام) سلف فيه الكلام (وأعطاني) ¬

_ (¬1) أخرجه محمد بن نصر في مختصر قيام الليل (ص 275) رقم (197). وفي إسناده خارجة بن مصعب وهو متروك. وقال المناوي (2/ 213): إسناده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1556) وفي السلسلة الضعيفة (3051).

فضيلة لي (الرؤية) ليلة الإسراء، وكونه رأى ربه مسألة اختلف فيها الصحابة أثبتها قوم ونفاها قوم آخرون والمسألة مستوفاة في محلها وبسطناها في إيقاظ الفكرة (وفضلني) زيادة على غيري (بالمقام المحمود) الذي يحمده فيه الأولون والآخرون وهو مقام الشفاعة العظمى في فصل القضاء بعد أن يعتذر منها كل نبي من الأنبياء ذوي القربى (والحوض المورود) تأتي صفته وهو دليل على اختصاصه به وقد ورد أن لكل نبي حوضًا فيكون الاختصاص من حيث أنه أعظمها وأعمها للخلائق (ابن عساكر (¬1) عن جابر) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف. 1684 - "إن الله تعالى افترض صوم رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه إيمانا واحتسابا ويقينا كان كفارة لما مضى (ن هب) عن عبد الرحمن بن عوف (ح) ". (إن الله تعالى افترض شهر رمضان) جعله فرضًا واجبًا على العباد (وسننت لكم قيامه) قيام ليله بالعبادة والتلاوة والذكر (فمن صامه وقامه إيمانًا) بوجوبه وتصديقًا (واحتسابًا) لأجره عند الله في النهاية (¬2): الاحتساب من الحسب كالاعتداد من العدد وإنما قيل لمن ينوي بعمله وجه الله احتسبه؛ لأن له حينئذ أن يعتد بعمله فجعل في حال مباشرة الفعل كأنه معتد به (ويقينًا) زيادة في تأكيد إيمانه (كان كفارة لما مضى) من أعمال سيئة من صغائرها وكبائرها على ظاهره وإن كان في الكبائر خلاف (ن هب عن عبد الرحمن بن عوف) وإسناده حسن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (39206) وكما في الكنز، والديلمي في الفردوس (600) وفيه بشر بن عبيد الدارمي كذاب. قاله المناوي (2/ 213). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1555) والسلسلة الضعيفة (3049). (¬2) النهاية (1/ 382).

ورمز المصنف لحسنه (¬1). 1685 - "إن الله تعالى أمرني أن أعلمكم مما علمني، وأن أؤدبكم: إذا قمتم على أبواب حجركم فاذكروا اسم الله يرجع الخبيث عن منازلكم، وإذا وضع بين يدي أحدكم طعام فليسم الله حتى لا يشارككم الخبيث في أرزاقكم، ومن اغتسل بالليل فليحاذر عن عورته، فإن لم يفعل فأصابه لمم فلا يلومن إلا نفسه، ومن بال في مغتسله فأصابه الوسواس فلا يلومن إلا نفسه، وإذا رفعتم المائدة فاكنسوا ما تحتها فإن الشياطين يلتقطون ما تحتها فلا تجعلوا لهم نصيبا في طعامكم، الحكيم، عن أبي هريرة ". (إن الله تعالى أمرني أن أعلمكم مما علمني) من العلوم والآداب (وأن أؤدبكم) ثم ذكر ما يعلمهم (إذا قمتم على أبواب حجركم) بزنة صُرَد جمع حجرة وهي الغرفة والمراد: إذا قمتم على أبوابها داخلين إليها (فاذكروا اسم الله يرجع الخبيث) أي الشيطان وقد شرح هذا حديث جابر عند مسلم (¬2) وغيره: "إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء ... " الحديث (عن منازلكم وإذا وضع بين يدي أحد منكم طعام فليسم) تقدم الكلام باستيفاء في التسمية عند الطعام (حتى لا يشارككم الخبيث في أرزاقكم ومن اغتسل بالليل فليحاذر عن عورته) لا يبرزها وكذلك في النهار إلا أنه في الليل آكد لما علله بقوله (فإن لم يفعل فأصابه لمم) في ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (4/ 158) وقال النسائي: الصواب حديث الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، والبيهقي في الشعب (3614)، وانظر العلل الواردة في الأحاديث للدارقطني (4/ 283). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1562). (¬2) أخرجه مسلم (2018)، وأحمد (3/ 346)، وابن حبان (819).

القاموس (¬1): اللمم محركة الجنون (فلا يلومن إلا نفسه) لأنه فرط فيما أمر به (ومن بال في مغتسله) محل اغتساله (فأصابه الوسواس) بفتح الواو أي الشيطان (فلا يلومنَّ إلا نفسه) في النهاية (¬2): إنما نهى عن ذلك إذا لم يكن للبول مسلك يذهب فيه البول أو كان المكان صلدًا فيتوهم المغتسل أنه أصابه منه شيء، فيحصل فيه الوسواس انتهى. قاله في كلامه على حديث الترمذي (¬3): "نهى أن يبول الرجل في مستحمه"، سيأتي. وكأنه جعل الوسواس في معنى الوسوسة وهي حديث النفس والأفكار (وإذا رفعتم المائدة) في القاموس (¬4): المائدة الطعام والخوان عليه الطعام فيراد هنا الأمران والأظهر الثاني ولعل إطلاقها على الطعام مجاز من إطلاق المحل [1/ 482] على الحال إلا أنه خلطه كما هي قاعدته (فاكنسوا ما تحتها) إن كان تحتها شيء من الطعام كما يفيده العلة بقوله (فإن الشياطين يلتقطون ما تحتها [لا تعارضه أحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الاستجمار بالعظم (والفحم) والروث، وأخبر أن الأولى طعام الجن ومنهم الشياطين والثالث بدوابهم وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنهم استطعموه فأطعمهم ذلك لأنه ليس فيه أنهم لا يأكلون إلا ذلك، وأنهم لا يأكلون الطعام، ولأنه يحتمل أن ذلك الذي أبيح لهم ولهذا يأكلونه غصبًا (فلا تجعلوا لهم نصيبًا في طعامكم) فإنهم عدو لكم فلا تجعلوا لهم حظًا في رزقكم (الحكيم عن أبي هريرة) لكنه لم يسنده بل علقه (¬5). ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1496). (¬2) النهاية (1/ 445). (¬3) أخرجه أبو داود (27)، والترمذي (21)، والنسائي (36)، وابن ماجه (304). (¬4) القاموس المحيط (ص 409). (¬5) أخرجه الحكيم (1/ 385). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (165).

1616 - "إن الله تعالى أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم: علي منهم، وأبو ذر، والمقداد، وسلمان (ت هـ ك) عن بريدة (صح) ". (إن الله تعالى أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم) من الصحابة (علي) هو ابن أبي طالب عليه السلام (منهم وأبو ذر) هو الغفاري (والمقداد) هو ابن الأسود الكندي (وسلمان) هو الفارسي وهؤلاء من أعيان الصحابة وثلاثة منهم تشتاق إليهم الجنة علي وأبو ذر والمقداد، كما أخرجه ابن عساكر من حديث ابن عباس. (ت هـ ك عن بريدة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط مسلم ورده الذهبي (¬1). 1687 - "إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي (طب) عن ابن مسعود (ح) ". (إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي) ذكر المصنف الحديث في الكبير ولفظه عن أنس قال: كنت قاعدًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فغشيه الوحي فلما سري عنه قال: يا أنس أتدري ما جاء به جبريل من عند صاحب العرش قلت: بأبي أنت وأمي ما جاءك به جبريل من عند صاحب العرش قال: "إن الله أمرني أن أزوج ... " الحديث. وهذه فضيلة اختص بها علي وفاطمة وقد كان خطبها جماعة من أعيان الصحابة ويجيب عليهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه منتظر للوحي فيها كما أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمي من حديث أنس قال: خطب أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بنته ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3718). وابن ماجه (149) والحاكم (3/ 130)، وتعقبه الذهبي بقوله: ما خرج مسلم لأبي ربيعة الأيادي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1566) والسلسلة الضعيفة (1549).

فاطمة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ينزل القضاء بعد ثم خطبها عمر مع عدة من قريش كلهم يقول له مثل قوله لأبي بكر فقيل لعلي: قد خطبت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فخليق أن يزوجكها فقال: كيف وقد خطبها أشراف قريش ولم يزوجهم، فخطبها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أمرني ربي بذلك" وقد استوفى المحب الطبري في ذخائر العقبى (¬1) صفة التزويج وما فيه من كرامات الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - ولبنته ولوصيه (¬2) وقد ذكرنا من ذلك شطرًا صالحًا في الروضة الندية شرح التحفة العلوية. (طب عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه (¬3). 1688 - "إن الله أمرني أن أسمي المدينة طيبة (طب) عن جابر بن سمرة". (إن الله تعالى أمرني أن أسمي المدينة طيبة) من الطيب وكان اسمها قبل ذلك يثرب وذلك لطيبها وطهارتها عن الشرك وحلول الطيب - صلى الله عليه وسلم - بها ولكونها تنفي خبثها وتنصع طيبها وقد عد لها السمهودي في خلاصة الوفا (¬4) في أخبار دار المصطفى - صلى الله عليه وسلم - خمسة وسبعين اسمًا وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى (طب عن جابر بن سمرة) (¬5). 1689 - "إن الله تعالى أمرني بمداراة الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض (فر) عن عائشة ". (إن الله تعالى أمرني بمداراة الناس) مدافعتهم وملاينتهم وهي غير المداهنة ¬

_ (¬1) ذخائر العقبى (ص: 30 - 31). (¬2) تكرر ذلك من المؤلف رحمه الله وهو لا يجوز إطلاقه على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، انظر المقدمة (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 156) رقم (10305) وقال الهيثمي في المجمع (9/ 204): رواه الطبراني ورجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1564) والسلسلة الضعيفة (1845) وقال: موضوع. (¬4) خلاصة الوفا (1/ 83). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 236) رقم (1987). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1723).

فإنها إضمار خلاف ما يظهر من الغش وهي محرمة فالمداراة المدافعة للشر بالخير وتلقي شدة اختلاف الناس باللين وغلظتهم باللطف (كما أمرني بإقامة الفرائض) في وجوب ذلك والمحافظة عليه (فر عن عائشة) بإسناد ضعيف (¬1). 1690 - "إن الله تعالى أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا ولا تداووا بحرام (د) عن أبي الدرداء (صح) ". (إن الله تعالى أنزل الداء والدواء) قدرهما (وجعل لكل داء دواء) ظاهره العموم وأنه بتناول الأدواء التي لا يمكن طبيباً [1/ 483] بدوائها ويكون الله تعالى قد جعل لها أدوية تبرئها ولكن علم ذلك من علمه الله وجهله من جهله (فتداووا ولا تداووا بحرام) وتأتي علة النهي وأنه تعالى لم يجعل شفائهم فيما حرم عليهم وقد خص من هذا العموم جواز لبس الحرير للحكة كما رخص فيه - صلى الله عليه وسلم - لعبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام. وفي الحديث الإرشاد إلى التداوي وأنه لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع ذا الجوع والعطش والحر والبرد بأضدادها بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا باستعمال الأسباب التي جعلها الله مقتضيات لمسبباتها قدرًا وشرعًا فإن تركها عجز ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه ودنياه وقدمنا في هذا المعنى كلامًا، وفي هذا الإخبار تقوية لنفس المريض وترويح لخاطره وحث للطبيب على التفتيش والبحث على طلب الدواء فإن المريض إذا علم أن لدائه دواء قويت طبعته وانبعثت الحرارة الغريزية (د عن أبي الدرداء) وفيه إسماعيل بن عياش فيه مقال والمصنف رمز لصحته (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (659). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1567)، والسلسلة الضعيفة (810). (¬2) أخرجه أبو داود (3874)، وقال ابن الملقن في تحفة المحتاج (2/ 9): إسناده صحيح. وكذلك=

1691 - "إن الله تعالى أنزل بركات ثلاثاً: الشاة، والنخلة، والنار (طب) عن أم هانئ ". (إن الله تعالى أنزل بركات ثلاًتا) أي مخلوقات منها البركة أو سماها بركة مبالغة كأنها نفسها (الشاة) بالنصب بدل من بركات وهي الواحدة من الغنم من الذكر والأنثى وتكون من الضأن والمعز والظباء والبقر والنعام قاله في القاموس (¬1)، والمراد هنا من الضأن والمعز والبركة في هذا النوع من أظهر الأشياء وأوضحها فإنه لا يزال المذبوح منها في كل حين في كل قطر ولا يزداد إلا كثرة ووفرة ثم إنها كلها منافع صوفها للأثاث والمتاع كما قال تعالى، وفيه البركة العجيبة فإنه في كل منزل وينتفع به كل إنسان ودرها للغذاء ولحمها وجلدها لذلك (والنخلة) بالخاء المعجمة واحدة النخل وهي الشجر المعروف وهي من أعظم الشجر وأنفعها فإن بركتها موجودة في جميع أجزائها مثمرة في جميع أحوالها من حين يطلع إلى حين تيبس توكل أنواعًا ثم بعد ذلك ينتفع بجميع أجزائها حتى النوى علف للدواب والليف للحبال وغير ذلك (والنار) هي من أبرك الأشياء وأعمها نفعًا فإن الجمرة الحقيرة ينتفع بها أهل البلاد فإنه يقتبس منها كل أحد ولا يضرها ثم نورها يهدي الخلائق والاصطلاء بها والطبخ وغير ذلك ولذا امتن الله بها في قوله: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ} [الواقعة: 71] الآية (طب عن أم هانئ) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف النضر بن حميد (¬2). ¬

_ = أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 254) رقم (649) وقال الهيثمي (5/ 86): رجاله ثقات. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1569). (¬1) القاموس المحيط (ص 1611). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 435) رقم (1065)، وقال الهيثمي في المجمع (4/ 66) فيه النضر بن حميد وهو متروك.=

1692 - "إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد (م د هـ) عن عياض بن حمار (صح) ". (إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد) يفتخر عليه بحسب ولا نسب ولا نشب (ولا يبغي أحد على أحد) تقدم الكلام في البغي مرارًا (م د 5 عن عياض بن حمار) (¬1) بزنة اسم الحيوان المعروف ولفظه (¬2). 1693 - "إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا، لا يبغي بعضكم على بعض (خد هـ) عن أنس (صح) ". (إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا ولا يبغي بعضكم على بعض خد هـ عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬3). 1694 - "إن الله تعالى أيدني بأربعة وزراء: اثنين من أهل السماء: جبريل وميكائيل، واثنين من أهل الأرض: أبي بكر وعمر (طب حل) عن ابن عباس ". (إن الله تعالى أيدني) قواني (بأربعة وزراء) أعوان وفي القاموس (¬4): الوزير حَبَأُ يحمل عن الملك ثقله ويعينه برأيه وفسر الحَبأَ أنه جليس [1/ 484] الملك وخاصته وقد ثبت أن علي بن أبي طالب عليه السلام من وزرائه - صلى الله عليه وسلم - فمفهوم العدد غير مراد قال في الهمزية: ووزيرا ابن عمه في المعالي ... ومن الأهل تسعد الوزراء (اثنين من أهل السماء جبريل وميكائيل) قد ثبت أنه ميكائيل صحبه أول البعثة أيامًا ثم لازمه جبريل (واثنين من أهل الأرض أبو بكر وعمر) تقدم ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1570). (¬1) أخرجه مسلم (2865) وأبو داود (4895) وابن ماجه (4179). (¬2) في المطبوعة هذا حديث آخر غير الأول. (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (426). وصححه الألباني صحيح الجامع (1726). (¬4) القاموس المحيط (ص 633).

الكلام في أول هذا الجزء (طب حل عن ابن عباس) ضعيف لضعف محمد بن مجيب الثقفي (¬1). 1695 - "إن الله تعالى بارك ما بين العريش والفرات، وخص فلسطين بالتقديس ابن عساكر عن زهير بن محمد بلاغاً ". (إن الله تعالى بارك ما بين العريش) بالعين المهلة فراء فمثناة تحتية فسين معجمة بلدة من أعمال مصر خربت قاله القاموس (¬2) (والفرات) بالفاء بزنة غراب نهر بالكوفة (وخص فلسطين) بفتح الفاء وكسرها كورة بالشام وموضع بالعراق (بالتقديس) بالتطهير للبقعة أو لأهلها (ابن عساكر عن زهير بن محمد بلاغًا) قال: بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3). 1696 - "إن الله تعالى بعثني رحمة مهداة، بعثت برفع قوم وخفض آخرين ابن عساكر عن ابن عمر". (إن الله تعالى بعثني رحمة) قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] (مهداة) من الهدية وهي ما يتحف به أي إن الله أتحف البشر ببعثته ليدلهم على خير الدارين (بعثت برفع قوم) علوهم وهم من اتبعه (وخفض آخرين) إذلالهم وهم أعداؤه فإن الله كتب الصغار والذلة على من خالفه إلى يوم الدين (ابن عساكر عن ابن عمر) (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 179) رقم (11422) وأبو نعيم في الحلية (8/ 160) وفي إسناده محمد بن مجيب الثقفي وهو كذاب قاله الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 51)، وقال الحافظ في اللسان (4731): متروك، كذبه يحيى بن معين، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1574) والسلسلة الضعيفة (3054): موضوع. (¬2) القاموس المحيط (ص 729). (¬3) أخرجه ابن عساكر (1/ 140) وقال: هذا منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1576). (¬4) أخرجه ابن عساكر كما في الكنز (31985). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1580) =

1697 - "إن الله تعالى بني الفردوس بيده، وحظرها عن كل مشرك، وعن كل مدمن خمر سكير (هب) وابن عساكر عن أنس ". (إن الله تعالى بني الفردوس بيده) هو من الأودية ما تنبت ضروبًا من النبات والبستان يجمع كل ما في البساتين وهي هنا جنة من جنات الآخرة (وحظرها) بالحاء المهملة من الحظر المنع (على كل مشرك وعلى كل مدمن خمر سكير) فعيل من السكر أي كثيرة (البيهقي في الشعب وابن عساكر عن أنس (¬1)) وفيه اضطراب وضعف. 1698 - "إن الله تعالى تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها، ما لم تتكلم به أو تعمل به (ق 4) عن أبي هريرة (طب) عن عمران بن حصين (صح) ". (إن الله تجاوز لأمتي) عما عنها (ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل به) فحديث النفس معفو عنه، فإذا تكلم به أو عمل عوقب، وهل يعاقب على حديث النفس والعمل؟ أو على العمل فقط؟ يحتمل ذلك. إن قلت: حديث ابن عباس عند الشيخين (¬2) وفيه: "من همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همَّ بها وعملها كتبها عنده عشر حسنات" الحديث، "وإن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها عنده حسنة كاملة، فإن عملها كتبها عنده سيئة واحدة" يقضي بالمحاسبة بحديث النفس؟ قلت: حديث الكتاب أفاد أنه تعالى تجاوز للأمة عن حديث النفس والتجاوز لا يكون إلا عن ذنب وهو غير مناف لحديث ابن عباس، إذ هو في بيان أن ترك السيئة ¬

_ = والسلسلة الضعيفة (2087). (¬1) أخرجه ابن عساكر (53/ 306)، والبيهقي في الشعب (5590). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1582)، والسلسلة الضعيفة (1719). (¬2) أخرجه البخاري (6126)، ومسلم (128).

مع الهمِّ بها حسنة وليس فيه ما ينافي هذا، بل فيه بيان ما سكت عنه في هذا من أنه ترك السيئة مع الهمِّ بها حسنة (ق 4 عن أبي هريرة طب عن عمران بن حصين) (¬1). 1699 - "إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه (هـ) عن أبي ذر (طب ك) عن ابن عباس (طب) عن ثوبان (صح) ". (إن الله تعالى تجاوز لي) لأجل إكرامي (عن أمتي الخطأ) وهو خلاف العمد أي عقوبة ما وقع من المناهي خطأ أو وقع عما ذكر من قوله (والنسيان وما استكرهوا عليه) وظاهره عموم ذلك والتجاوز عن الإثم ولا ينافيه الضمان لما أتلف والديه ونحوها فالتجاوز عن حقه تعالى الخاص به (5 عن أبي ذر طب ك عن ابن عباس رمز المصنف لصحته) وقال الحاكم: صحيح (طب عن ثوبان) وقال: ضعيف (¬2). 1700 - "إن الله تعالى تصدق بفطر رمضان على مريض أمتي ومسافرها ابن سعد عن عائشة (ض) ". (إن الله تعالى [1/ 485] تصدق بفطر رمضان) بجوازه (على مريض أمتي ومسافرها) والصدقة ما يعطى في ذات الله تعالى كما في القاموس (¬3) فإطلاقها على ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2528) ومسلم (127) وأبو داود (2209) والترمذي (1183) وابن ماجه (2040) والنسائي (6/ 156) من رواية أبي هريرة، والطبراني (18/ 216) رقم (599) وقال الهيثمي في المجمع (6/ 250): فيه المسعودي وقد اختلط وبقية رجاله رجال الصحيح. (¬2) أخرجه ابن ماجه (2043) وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 125): هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم علي ضعف أبي بكر الهذلي. وقال ابن حجر في التلخيص (1/ 282): فيه شهر بن حوشب وفي الإسناد انقطاع. ورواية ابن عباس أخرجها الطبراني في الكبير (11/ 133) (11274) والحاكم (2/ 216) رقم (2801). ورواية ثوبان أخرجها الطبراني (2/ 97) رقم (1430). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 250): فيه يزيد بن ربيعه الرحبي وهو ضعيف وقال الحافظ في التلخيص الحبير (1/ 282): في إسناده ضعف. وقد صححه الألباني في صحيح الجامع (1731) وفي الإرواء (82). (¬3) القاموس المحيط (ص 1162).

رخصة الله لعباده من حيث أنهم ينتفعون بها كانتفاع المتصدق عليه بالصدقة في وقت حاجته فإن المريض والمسافر أحوج ما يكون إلى الغذاء ليرد عليهم ما يحلله المرض والسفر من قواهم (ابن سعد عن عائشة) (¬1). 1701 - "إن الله تعالى تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم، وجعل ذلك زيادة لكم في أعمالكم (هـ) عن أبي هريرة (طب) عن معاذ، وعن أبي الدرداء ". (إن الله تعالى تصدق عليكم عند وفاتكم) قريب حلولها بكم (بثلث أموالكم) لما كان مال الميت قد جعله الله لوارثه فكان قد خرج عنه فتصدق عليه تعالى بإباحة ثلث ينفقه في وجوه الخير (زيادةً لكم في أعمالكم) في أعمال البر التي قدمتم (5 عن أبي هريرة طب عن معاذ وعن أبي الدرداء) قال ابن حجر: إسناده ضعيف، لكنه يقوى بتعدد طرقه (¬2). 1702 - "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه (حم ت) عن ابن عمر (حم د ك) عن أبي ذر (ع ك) عن أبي هريرة (طب) عن بلال، وعن معاوية ". (إن الله تعالى جعل الحق على لسان عمر) بن الخطاب (وقلبه) أي جعله موفقًا مسددًا في رأيه وما يقوله وقد ظهر صدق هذا الإخبار بما كان يراه عمر ثم نزل به القرآن، في آيات منها قوله: "لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى" فأنزل الله {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، وقصة رأيه في أسارى بدر فأنزل الله القرآن موافقًا له، ومن ذلك رأيه أن لا يصلي النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنافقين ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 122) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1585) والسلسلة الضعيفة (2195). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2709). والطبراني في الكبير (20/ 54) رقم (94) قال البوصيري في مصباح الزجاجه (3/ 143) هذا إسناد ضعيف وقال الهثيمي في مجمع الزوائد (4/ 212): فيه عقبة بن حميد الضبي وثقه ابن حبان وغيره. انظر: التلخيص الحبير (3/ 91) وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (1733) والإرواء (1641).

فأنزل الله ذلك كما رآه وغير ذلك (حم ت عن ابن عمر) وقال: حسنٌ صحيحٌ (حم د ك عن أبي ذر) قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقروه (ع ك عن أبى هريرة، طب عن بلال وعن معاوية) بإسناد فيه ضعف (¬1). 1703 - "إن الله تعالى جعل ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا (حم طب هب) عن الضحاك بن سفيان (صح) ". (إن الله تعالى جعل ما يخرج من ابن آدم مثلاً للدنيا) أصل الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال للضحاك بن سفيان: ألست تؤتى بطعامك وقد فلح وقرح ثم تشرب عليه اللبن والماء؟ قال: بلى، قال: وإلى ما يصير؟ قال: إلى ما قد علمت، قال: فإن الله عَزَّ وَجَلَّ ضرب مثل الدنيا إلى ما يصير إليه طعام ابن آدم. هذا أحد ألفاظه والمثل محركة الشبه والنظير أي أنه جعل الرجيع الخارج من الإنسان نظيراً وشبهًا لشهوات الدنيا فشهوات الدنيا في القلب كشهوة الأطعمة في المعدة وسوف يجد العبد عند الموت لشهوات الدنيا في قلبه من الكراهة والنتن والقيح ما يجده للأطعمة اللذيذة إذا انتهت في المعدة غايتها فكما أن الأطعمة إذا كانت ألذ طعمًا وأكثر دسمًا وحلاوة كان رجيعها أقذر كذلك كل شهوة كانت في النفس ألذ أقوى فالتأذي بها عند الموت أشد وكان بعض السلف يقول لأصحابه: انطلقوا أريكم الدنيا فيذهب بهم إلى مزبلة فيقول: انظروا إلى دجاجهم وعسلهم وغنمهم وسمنهم كذا قيل، ويحتمل: أن المعنى أن الدنيا كما يلتذ بها صاحبها وبما يناله من طيباتها كالتذاذه بطعامه وشرابه فإذا فارقها ورحل إلى دار القرار ورأى وبال ما كان فيه تأذى به وتألم من حسابه فهو كالعذرة كانت مأكولاً لذيذًا ثم صار رجيعًا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 95) والترمذي (3682) عن ابن عمر وأحمد (5/ 165) وأبو داود (2362) والحاكم (3/ 87) عن أبي ذر، وأبو يعلى (كما في الكنز 32714) عن أبي هريرة والطبراني في الكبير (1/ 1077) رقم (1077) عن معاوية. وصححه الألباني في صحيح الجامع (338).

قبيحًا (حم طب [1/ 486] هب عن الضحاك بن سفيان) ورجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان، وقد وثق والمصنف رمز لصحته (¬1). 1704 - "إن الله تعالى جعل الدنيا كلها قليلاً ما بقي منها إلا القليل، كالثغب شرب صفوه وبقي كدره (ك) عن ابن مسعود". (إن الله تعالى جعل الدنيا كلها قليلاً) أي مدتها من أولها إلى آخرها بالنظر إلى الآخرة والعمر في القليل أقل (وما بقي منها إلا القليل كالثغب) بالمثلثة مفتوحة وغين معجمة ساكنة وهو الموضع المطمئن من أعلى الجبل يستنقع فيه الماء من المطر (شرب صفوه وبقي كدره) إشارة إلى أنه قد ذهب من الدنيا صفوها وبقي كدرها وذلك لأنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه وفي تشبيهها بالثغب إشارة إلى أنها من أولها إلى آخرها شيء حقير مستخف به غير ملحوظ ولا محفوظ بل كحوض في جبل من الأرض وكما أنه لا يملكه أحد ولا يحتفل به كذلك الدنيا لا يملكها أحد ملكًا حقيقيًا بل ما ينال من جمعها أقصاها وأدناها إلا قدر حاجته ولا يقال عن حوض في جبل من الجبال إلا ذلك ويتركه لغيره (ك عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف وقال الحاكم: صحيح وأقروه (¬2). 1705 - "إن الله جعل هذا الشعر نسكاً، وسيجعله الظالمون نكالاً ابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز بلاغاً ". (إن الله تعالى جعل هذا الشعر) أي شعر الإنسان أي حلقه وتقصيره (نسكًا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 452) والطبراني (8/ 299) رقم (8138) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 288): رجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد بن جدعان وقد وثق. وقال المنذري في الترغيب (3/ 103) رواته رواة الصحيح إلا علي بن زيد بن جدعان. وصححه الألباني في صحيح الجامع (336). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 320). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1737) والسلسلة الصحيحة (3067).

وسيجعله الظالمون نكالاً) أي الأشعار ويكون بشق أحد جانبي سنام البعير حتى يسيل دمه فصار فعله ذلك حرامًا النكال العقوبة التي ينكل الناس أي يبتعد وينتهي عن فعل ما جعله له جزاء قاله في النهاية (¬1)، من ذلك ما فعله الجبابرة من حلق الرؤوس والقفا لمن يعاقبونه من أعدائهم وهذا أثر عنه ثبوته وقد وقع ما أخبر به. أي عبادة من عبادات الحج فأمر به ووعد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه بدخول المسجد الحرام محلقة رؤوسهم ومقصرين. (ابن عساكر عن عمر ابن عبد العزيز بلاغًا) (¬2). 1706 - "إن الله تعالى جعل لكل نبي شهوة، وإن شهوتي في قيام هذا الليل، إذا قمت فلا يصلين أحد خلفي، وإن الله تعالى جعل لكل نبي طعمة، وإن طعمتي هذا الخمس، فإذا قبضت فهو لولاة الأمر من بعدي (طب) عن ابن عباس". (إن الله تعالى جعل لكل نبي شهوة) أي مشتهى يحبه وتشتاق نفسه إليه (وإن شهوتي التي جعلها لي في قيام هذا الليل) أي في قيامي فأضيف المصدر إلى المفعول مجاز في الإيقاع من باب فكر الليل وقيامه عبارة عن إحيائه بالعبادة والتلاوة وهو نظير قوله في الحديث الآخر: "وجعلت قرة عيني في الصلاة" (إذا قمت فلا يصلين أحد خلفي) كأن وجهه ما صرح به في تركه الخروج في بعض ليالي رمضان وقد رآهم قاموا بقيامه فتخلف عنهم خشية أنه يفرض عليهم وقد اختلف هل كان قيام الليل فريضة عليه أم لا اختار المحققون أنه كان فريضة عليه ثم نسخ (وإن الله جعل لكل نبي طعمة) رزقًا خصه به (وإن طعمتي هذه الخمس) من الغنيمة والفيء (فإذا قبضت فهو لولاة الأمر من بعدي) تقدم ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 479). (¬2) أخرجه ابن عساكر (3/ 45) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1594) والسلسلة الضعيفة (3067).

قريبًا (طب عن ابن عباس) بإسناد فيه مقال (¬1). 1707 - "إن الله تعالى جعل للمعروف وجوهاً من خلقه، حبب إليهم المعروف، وحبب إليهم فعاله، ووجه طلاب المعروف إليهم، ويسر عليهم إعطاءه، كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة ليحييها ويحيى بها أهلها. وإن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف، وبغض إليهم فعاله، وحظر عليهم إعطاءه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها، وما يعفو أكثر ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد ". (إن الله تعالى جعل للمعروف وجوهًا من خلقه) لما كان الوجه أشرف عضو في الإنسان عبر به عن جملته يقال وجوه القوم ووجوه البلد أي أعيانهم (حبب إليهم المعروف) والمعروف هو النصفة وحسن الصحبة كما سلف عن النهاية (¬2) والمراد ذلك هنا وأسد الصنائع بالمال والجاه (وحبب إليهم فعاله) يفعلونه محبة له ورغبة فيه لا كمن يفعله تكلفاً ومرآءة (ووجه طلاب المعروف إليهم) ألقي في قلوبهم ذلك (ويسر) سهل (عليهم إعطاؤه) من باب تيسير اليسرى لهم (كما يسر الغيث) سهله وساقه (إلى الأرض الجدبة) بفتح الجيم وسكون الدال المهملة الأرض التي أصابها المحل لبعد عهدها بالغيث (فيحييها) يجعلها حية غضة النبات (ويحيى بها أهلها) وفي هذا التشبيه إرشاد بأن العبد الذي أجرى الله المعروف على يديه كالأرض الجدبة لا تنفع نفسها ولا تنفع أهلها وأنه لولا ما ساقه الله إليه من المعروف الذي أحياه به وأحيى به ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 84) رقم (12552). وقال الهيثمي في المجمع (2/ 217) فيه إسحاق بن عبد الله بن كيسان عن أبيه، وإسحاق لينه أبو حاتم وأبوه ووثقه ابن حبان. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1590) والسلسلة الضعيفة (3063): ضعيف جداً. (¬2) النهاية (3/ 216).

طلابه لكان لا ينفع ولا ينتفع كالأرض الجدبة فسبحان من الخير كله بيده خلق فاعل المعروف ثم حببه إليه ثم وجه إليه طلابه ثم يسر له ما يسدي به المعروف فإن تيسير إعطائه لا يكون إلا بإعطائه تعالى لما يسدونه إلى عباده من أفضاله ولذلك شبه تيسير الإعطاء بتيسير الغيث، ولك أن تجعل [1/ 487] المصدر أعني أعطاه بمعنى المفعول أي المعطى (وأن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من خلقه) يسرهم للعسرى لما علمه منهم من قبيح النيات (وبغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله وحظر) منع (عليهم إعطاؤه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها) بالجدب والقحط فلا يبقى لها ثمن ولا ثمر (ويهلك به أهلها) إخبار بأن من منع إجراء الخير على يديه قد أريد هلاكه ولذا قال (وما يعفو الله أكثر) عن عباده {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} [فاطر: 45] (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد) بإسناد ضعيف لكن له شواهد (¬1). 1708 - "إن الله تعالى جعل السلام تحية لأمتنا، وأمانا لأهل ذمتناً (طب هب) عن أبي أمامة". (إن الله تعالى جعل السلام) أي قول القائل: السلام عليكم (تحية لأمتنا) في القاموس (¬2): التحية السلام، إن قلت: كيف هذا التركيب في الحديث فإنه حمل الشيء على نفسه. قلت: التحية أعم لأنها الدعاء بالحياة والملك فقولهم: حياك الله أبقاك أو ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (4) والحاكم (4/ 321). وقال الذهبي في التلخيص: الأصبغ واهٍ وحبان. ضعفوه. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1592)، والسلسلة الضعيفة (2849): ضعيف جداً. (¬2) القاموس المحيط (ص 1649).

ملكك فأخبر الشارع أن تحية هذه الأمة هي لفظ السلام أي أنه تعالى جعل هذا اللفظ تحيتنا المشروعة وقد كان للعرب ألفاظ في التحية نحو عم صباحًا وعم مساءً (وأمانًا لأهل ذمتنا) بكسر الذال المعجمة هو العهد والضمان والحرمة والحق فشمول أهل الذمة لدخولهم في عهد المسلمين وأمانهم على ما في النهاية فإذا سلم علينا أهل الذمة بتحيتنا كان أمانًا لهم كما في قصة أسامة ونزول قوله تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا} [السناء: 94] وتحية السلام أو سلمنا عليه فإنه تأمين له وهذ ابناء على جواز ابتداء أهل الذمة بالسلام منا وقد أجازه بعض السلف ومنعه الجمهور وحملوا الحديث على حال الضرورة بأن نخاف ترتب مفسدة في دين أو دنيا إن ترك (طب هب عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف بكر بن سهل أحد رواته (¬1). 1709 - "إن الله تعالى جعل البركة في السحور، والكيل الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة". (إن الله تعالى جعل البركة) هي الزيادة والنمو (في السحور) في أكلة السحور والكيل فيما يكال فلا يدخل ولا يخرج إلا بمكيال (الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة (¬2). 1710 - "إن الله جعل عذاب هذه الأمة في الدنيا القتل (حل) عن عبد الله ابن يزيد الأنصاري". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 209) رقم (7518) والأوسط (3/ 298) رقم (3210)، والبيهقي في الشعب (8798). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1587) والسلسلة الضعيفة (3064). (¬2) أخرجه الشيرازي في الألقاب (كما في الكنز (23958)، وأخرجه أيضًا الطبراني في مسند الشاميين (724). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1735) والسلسلة الصحيحة (1291).

(إن الله جعل عذاب هذه الأمة في الدنيا) القتل وقد سلف بلفظه قريبًا والمراد الفتنة فيما بينهم (حل عن عبد الله بن يزيد الأنصاري) بإسناد ضعيف (¬1). 1711 - "إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه، وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب (طب) عن جابر (خط) عن ابن عباس (ض) ". (إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي) الذرية ولد الرجل كما في القاموس (¬2) والصلب عظم من لدن الكاهل إلى العجب قاله فيه، وهو مخرج ماء الرجل كما قال تعالى: {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} [الطارق: 7] والمراد جعل ذريته الباقين المتناسلين (في صلب علي بن أبي طالب) وإلا فقد كان له - صلى الله عليه وسلم - ذرية اثنان ذكورًا إبراهيم والقاسم درجا صغيرين ومن الإناث أربع فاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم فهؤلاء المتفق عليه من أولاده وقيل: إن له ثلاثة ذكور عبد الله والطيب والطاهر وقيل الطيب والطاهر اسمان لعبد الله فهو واحد، وقيل غير ذلك، وقد استوفى الخلاف منهم المحب الطبري في الذخائر فالمراد من الذرية الباقون المتناسلون ثم ظاهر الحديث أن كل من كان من صلب علي عليه السلام فإنه ذرية له - صلى الله عليه وسلم -[1/ 488] سواء كان من فاطمة أو من غيرها وقد كان لعلي من الولد أربعة عشرًا ذكرًا وثمانية عشر أنثى وليس من فاطمة إلا خمسة حسن وحسين ومحسن مات صغيرًا وأم كلثوم ورقية فهؤلاء أولاده من البتول والباقون من غيرها إلا أن هذا الظاهر قد قيده حديث فاطمة الزهراء -رضي اللهّ عنها- عند الطبراني (¬3) وصححه بلفظ: "كل بني آدم ينتهون إلى عصبة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 308). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1738). (¬2) القاموس المحيط (ص 507). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 423 رقم 1042).

إلا ولد فاطمة فأنا أبوهم وأنا عصبتهم"، ومثله حديث عمرو يأتيان، فالمراد جعل ذريتي في صلب علي في ولده من فاطمة ويبقى ولده من غيرها داخلون في عموم كل بني أنثى ينتمون إلى عصبة فأولاد علي من فاطمة رضي الله عنها أولاده - صلى الله عليه وسلم - حقيقة خاصة من الله له وقد عدها أهل الفقه والحديث من خواصه - صلى الله عليه وسلم - وهم أولاد علي أيضًا فإنهم عصبتان حينئذ وهذه فضيلة لعلي وفاطمة لا تغادر قدرها (طب عن جابر) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف يحيى بن العلاء (خط (¬1) عن ابن عباس) وهو ضعيف أيضًا لضعف كدر بن المرزبان، قلت: ما يأتي عن فاطمة وعمر شواهد له. 1712 - "إن الله تعالى جعلها لك لباساً وجعلك لها لباساً، وأهلي يرون عورتي، وأنا أرى ذلك منهم (ابن سعد (طب) عن سعد بن مسعود ". (إن الله تعالى جعلها) أي الزوجة أو المرأة المذكورة في سبب الحديث (لك لباسًا) وهو مأخوذ من الآية: {هُنَّ لِبَاسٌ لكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لهُنَّ} [البقرة: 187] (وجعلك لها لباسًا. وأهلي يرون عورتي وأنا أرى ذلك منهم) أي العورة. إن قلت: قد عارضه حديث عائشة: "ما رأيت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا رأى مني" (¬2). قلت: قد يقال تكون الرؤية وقعت من غير عائشة، وهذا إن ثبت الحديث وإلا فإني ما وقفت عليه إنما يذكره أهل علم البيان. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 317) وابن الجوزي في العلل المتناهة (1/ 214) رقم (338) وقال لا يصح عن رسول الله من حديث ابن عباس، والطبراني في الكبير (3/ 43) (2630)، وقال الهيثمي (9/ 172): فيه يحيى بن العلاء وهو متروك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1589) والسلسلة الضعيفة (801): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2197)، وابن عدي في الكامل (2/ 47)، وقال: فيه بركة بن محمد أحاديثه باطله وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 110): قال الدارقطني: بركة بن محمد كذاب يضع الحديث.

إن قلت: كان مقام أدبه أن يكني عن العورة كما أن عائشة حذفت مفعول الرؤية لاستهجان التصريح به. قلت: لكل مقام مقال ومقام التعليم يقتضي الإيضاح وقد صرح تعالى بذلك في قوله: {ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لكُمْ} [النور: 58] وكنى في أخرى، (ابن سعد طب عن سعد بن مسعود) الأنصاري الصحابي (¬1). 1713 - "إن الله تعالى جعلني عبداً كريما، ولم يجعلني جباراً عنيداً (د هـ) عن عبد الله بن بسر". (إن الله تعالى جعلني عبدًا كريمًا ولم يجعلني جبارًا عنيدًا د 5 عن عبد الله بن بسر) (¬2) وتقدم بلفظه وأصله عن عبد الله بن بسر قال: أهديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة فجثى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ركبتيه فأكل فقال أعرابي: ما هذه الجلسة فذكره، والجبار العاتي والعنيد الذي يخالف الحق ويرده كما في القاموس (¬3). 1714 - "إن الله تعالى جميل يحب الجمال (م ت) عن ابن مسعود (طب) عن أبي أمامة (ك) عن ابن عمر، ابن عساكر عن جابر وعن ابن عمر (صح) ". (إن الله جميل) أي حسن الأفعال كامل الأوصاف كما في النهاية (¬4)، (يحب الجمال) يحب من العباد أن يتصفوا بما يجملهم من الأفعال الشريفة والأخلاق الفاضلة من الحلم والكرم والرحمة والعفو وفي الديباج (¬5) للمصنف إن الله جميل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 301) والطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (4/ 294). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1593) والسلسلة الضعيفة (3066). (¬2) أخرجه أبو داود (3773) وابن ماجه (3263). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1740)، والإرواء (1966). (¬3) القاموس المحيط (ص 386). (¬4) النهاية (1/ 299). (¬5) الديباج شرح مسلم بن الحجاج للسيوطي (1/ 107).

أي أمره تعالى جميل فله الأسماء الحسنى وصفات الكمال والجمال، وقيل: معناه جميل الأفعال بعباده يكلف اليسير ويعين عليه ويثيب على القليل ويشكر عليه وقيل: معناه ذو النور والبهجة أي مالكهما (م ت عن ابن مسعود طب عن أبي أمامة ك عن ابن عمر وابن عساكر عن جابر وعن ابن عمر) بأسانيد كلها صحيحة (¬1). 1715 - "إن الله تعالى جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ويبغض البؤس والتباؤس (هب) عن أبي سعيد ". (إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده) كما سلف (ويبغض البؤس والتباؤس) [1/ 489] سلف أيضًا وفيه دليل أن المراد بمحبته الجمال محبته لإظهار العباد نعمهم (هب عن أبي سعيد) ضعيف لضعف السلمي الكوفي لكن له شاهد عند أبي يعلى (¬2). 1716 - "إن الله تعالى جميل يحب الجمال، سخي يحب السخاء، نظيف يحب النظافة (عد) عن ابن عمر ". (إن الله جميل يحب الجمال سخي يحب السخاء) تقدم الكلام في السخاء وهو دليل على جواز إطلاقه عليه تعالى وفيه خلاف (نظيف يحب النظافة) في النهاية (¬3): نظافة الله كناية عن تنزهه عن سمات الحدث وتعاليه في ذاته عن كل نقص والنظافة عن غيره كناية عن خلوص العقيدة ونفي الشرك ومجانبة ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (91) والترمذي (1999) عن ابن مسعود والطبراني في الكبير (8/ 203) رقم (7822)، والحاكم في المسندرك (1/ 26) عن ابن عمرو وابن مسعود وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 367) عن جابر. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (6201) وأبو يعلى (1055) عن أبي سعيد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1742) والسلسلة الصحيحة (1320، 1626). (¬3) النهاية (5/ 77).

الأهواء ثم نظافة القلب عن الغل والحقد والحسد وأمثالها ثم نظافة المطعم والملبس عن الحرام والشبه ثم نظافة الظاهر بملابسة العبادات (عد عن ابن عمر) بإسناد ضعيف (¬1). 1717 - "إن الله تعالى جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها (هب) عن طلحة بن عبيد الله (حل) عن ابن عباس ". (إن الله تعالى جواد يحب الجود) فإنه يحب للعبد الاتصاف بصفاته التي أذن له فيها لهم (ويحب معالي الأخلاق) عطف عام على خاص (ويكره سفسافها) في النهاية (¬2): السفساف الأمر الحقير الرديء من كل شيء وهو ضد المعالي والمكارم وأصله ما يطير من غبار الدقيق إذا نُخِل والتراب إذا نثر (هب عن طلحة بن عبيد الله) هكذا في صحيح نسخ الجامع عبيد الله بالتصغير قال في الشرح: وطلحة الصحابي بن عبد الله بالتكبير ثم قال: قال العراقي: هذا مرسل والمؤلف ظن أنه طلحة الصحابي فوهم انتهى كلام الشارح (حل عن ابن عباس) بإسناد لا يصح (¬3). 1718 - "إن الله تعالى حرم من الرضاع ما حرم من النسب (ت) عن علي (صح) ". (إن الله حرم من الرضاع ما حرم من النسب) وقد نص تعالى في كتابه على تحريم سبع من النسب: الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت، ونص في الرضاع على الأمهات والأخوات فألحق ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 291). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1596). (¬2) النهاية (2/ 373). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10840) عن طلحة بن عبيد الله وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 29) عن ابن عباس. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1744) السلسلة الصحيحة (1627).

- صلى الله عليه وسلم - الخمس المسكوت عنهن بهما: وهن البنات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت فهؤلاء أربع عشرة محرمات من النسب والرضاع بالنص القرآني تسع وبالسنة خمس وأما من الصهر كأخت الزوجة من الرضاعة ففيه خلاف وأبحاث استوفينا بعضه في حواشي ضوء النهار ت (عن علي) وقال: حسن صحيح ورمز المصنف لصحته (¬1). 1719 - "إن الله تعالى حرم الجنة على كل مراء (حل فر) عن أبي سعيد". (إن الله تعالى حرم الجنة) أي جعلها ممنوعة كما منع من الحرام من قوله: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72] (على كل مرائي) وتقدم أنه الشرك الخفي وكأن المراد حرمها ابتداء أو بعد دخول النار أو المراد به المنافق (حل فر عن أبي سعيد) ضعيف لضعف سليمان الحراني أحد رجاله (¬2). 1720 - "إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنعا وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال (ق) عن المغيرة بن شعبة (صح) ". (إن الله تعالى حرم عليكم عقوق) تقدم تفسير العقوق وهو مشتق من العق وهو الشق والقطع وقد فرق الجوهري بين مصدر قولهم عق عن ولده وعق والده فقال: عق عن ولده يعق عقاً إذا ذبح عنه يوم سابعه، وعق والده عقوقًا أو يعقه وهو عاق وعقق والجمع عققة مثل كفرة وظاهر كلام صاحب المحكم [1/ 490] التسوية بينهما (الأمهات) جمع أم أصلها أمهه وتخصيص الأمهات هنا لأن حقهن آكد من الآباء ولأن التوصية بهن لعجزهن وإلا فإنه قد نهى عن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1146)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1753) والإرواء (1877). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية والديلمي كما في الكنز (7487). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1598) والسلسلة الضعيفة (3068).

عقوق الآباء (ووأد البنات) في القاموس (¬1): وأد بنته يئدها وأداً إذا دفنها حية وكان هذا دأب المشركين كما قال تعالى: {وَإذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا} [النحل: 58] (¬2). يقال أن أول من فعل ذلك رجل من العرب يقال إنه الضحاك بن قيس كما في "الإسعاف" أغار عليه عدوه فسبى ابنة له ثم اتخذها لنفسه ثم تصالحا على أن تختار البنت من شاءت منهما فاختارت من سباها فكان أبوها بعد ذلك يدفن كل ولد له من بنت حية فاقتدى به العرب (ومنعًا) عن الخير وفعله (وهات) طلبًا وحرصًا على الأخذ من الناس وهي اسم فعل معناه أعط (وكره لكم قيل وقال) وقال: أي نهي عن فضول ما يتحدث به المتجالسون من قولهم قيل كذا وقال كذا وهما مبنيان على أنهما فعلان ماضيان منضمتان للضمير ويعربان على إجرائهما مجرى الأسماء خلو من جر الضمير وإدخال حرف التعريف عليهما في قولهم القيل والقال، وقيل: القيل الابتداء والقال الجواب، وهذا على كون الرواية قيل وقال على أنهما فعلان فيكون النهي عن القول بما لا يصح ولا يعلم حقيقته فيكون نظير حديث: "بئس مطية الرجل زعموا"، فأما من حكى ما يصح ويعرف حقيقته وأسنده إلى ثقة صادق فلا وجه للنهي عنه ولا ذم، وقال أبو عبيد فيه نحو وعربية وذلك أنه جعل القال مصدرًا كأنه نهى عن قيل وقول، يقال: قلت قولاً وقالاً وقيلاً وهذا التأويل على أنهما اسمان، وقيل: أراد النهي عن كثرة الكلام مبتدئًا ومجيبًا وقيل: أراد به حكاية أقوال الناس والبحث على ما لا يجدي عليه خيرًا ولا يعنيه أمره (وكثرة السؤال) في النهاية (¬3): السؤال في كتاب ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 413). (¬2) وُضع في الحاشية عنوان: مطلب أول من وأد البنات. (¬3) النهاية (2/ 328).

الله والسؤال نوعان، أحدهما: ما كان على وجه التبيين والتعليم مما تمس الحاجة إليه فهو مباح أو مندوب أو مأمور به والآخر ما كان على طريقة التكلف والتعنت فهو مكروه ومنهي، عنه فكل ما كان من هذا النوع ووقع السكوت على جوابه فإنما هو ردع وزجر للسائل، وإن وقع الجواب عنه فهو عقوبة وتغليظ، ومنه الحديث: "نهى عن كثرة السؤال" (¬1) قيل: هو من هذا، وقيل: هو سؤال الناس أموالهم من غير حاجة (وإضاعة المال) إنفاقه في غير وجهه وإنفاقه فيما يحرم والإسراف والتبذير (ق عن المغيرة بن شعبة) (¬2). 1721 - "إن الله تعالى حرم علي الصدقه وعلى أهل بيتي (ابن سعد عن الحسن بن علي) ". (إن الله تعالى حرم الصدقة علي) ظاهره العموم للفريضة والنافلة ويدل له حديث سلمان وأنه أتى إليه بصدقة فلم يأكل منها ثم أتى إليه بهدية فأكل منها وسلمان لم يكن أسلم حينئذ وهو أيضًا مملوك فهي صدقة نفل وبيناه في حواشينا على ضوء النهار عموم التحريم للنفل، ومن خص الصدقة بالفرض قال: لأنها إذا أطلقت لا يتبادر منها إلا ذلك وهي الزكاة (وعلى أهل بيتي) هم الذين فسرهم زيد (¬3) بن أرقم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس وفيهم خلاف هذا أصح الأقوال دليلا وأوضحناه في حواشي ضوء النهار (ابن سعد [1/ 491] عن الحسن بن علي) (¬4). 1722 - "إن الله تعالى حيث خلق الداء خلق الدواء فتداووا (حم) عن أنس" ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6862) و (6108) ولفظه: كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال ... "، والدارمي (2751)، والأدب المفرد (16) وابن حبان (5556). (¬2) أخرجه البخاري (5975) ومسلم (592). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (5/ 182) رقم (5025)، وابن خزيمة (2356). (¬4) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 390). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1750).

(صح). (إن الله تعالى حيث خلق الداء خلق الدواء) فما خلق داء إلا خلق له دواء فتداووا تقدم قريبًا والأصل في الأمر الإيجاب (حم عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬1). 1723 - "إن الله تعالى حيي ستير، يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر (حم د ن) عن يعلى بن أمية (صح) ". (إن الله تعالى حيي) فعيل من الحياء وهو تغير وانكسار من فعل ما يعاب به الفاعل فهو مجاز في حقه تعالى عن كراهته لما يعاب ولذلك عقبه بقوله: يحب الحياء كالتفسير (ستير) فعيل بمعنى فاعل أي من شأنه ذلك وإرادته يحب الستر والصون قاله في النهاية (¬2) (يحب الحياء والستر) فيحب لكم أن تكونوا كذلك (فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) ولا يكتشف عورته (حم د ن عن يعلى بن أمية) رمز المصنف لصحته (¬3). 1724 - "إن الله تعالى حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبين (حم د ت هـ ك) عن سلمان (صح) ". (إن الله تعالى حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه) مثلاً (يديه) سائلاً له (أن يردهما صفرًا) خلو من العطاء والإجابة خائبتين من الخيبة إلا جاب في المطلب وقد فسره غيره من الأحاديث أنه إذا سأله تعالى عبده فعنده له ثلاث ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 156). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1754). (¬2) النهاية (2/ 341). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 224) وأبو داود (4012)، والنسائي (1/ 200). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1756).

خلال إما أن يعطيه أو يدخر له ما هو خير مما سأل أو يؤخر ما طلبه (حم (¬1) د ت 5 ك عن سلمان) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن غريبٌ، وقد رواه بعضهم ولم يرفعه. 1725 - "إن الله تعالى ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش، فتعلموهن وعلموهن نساءكم وأبناءكم؛ فإنهما صلاة وقرآن ودعاء (ك) عن أبي ذر". (إن الله تعالى ختم سورة البقرة بآيتين) من قوله: {آمَنَ الرَّسُولُ ...} إلى آخرها (أعطانيها من كنزه الذي تحت العرش) تقدم بيانه (فتعلموهن) جمع باعتبار الكلمات (وعلموهن نساءكم وأبناءكم) لأنهم الأخص بالإنسان، ابدأ بنفسك ثم بمن تعول في كل خير ديني ودنيوي (فإنها صلاة) تقرأ بهما في الصلاة أطلق الصلاة على القراءة لأنها أعظم أجزائها (وقرآن) تتليان (ودعاء) بدعائهما بما اشتملتا عليه من الدعاء وتقدم أحاديث في فضلها (ك عن أبي ذر) وقال: على شرط البخاري ورد، وسكت عليه المصنف (¬2). 1726 - (إن الله تعالى خلق الجنة بيضاء) وأحب شيء إلى الله البياض البزار عن ابن عباس ". (إن الله تعالى خلق الجنة بيضاء) في لونها كثيرة الأنوار وإن كانت تربتها الزعفران وجداراتها لبنة من فضة ولبنة من ذهب وشجرها أخضر لكنها تلألأ نورًا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 438) وأبو داود (1488) والترمذي (3556) والحاكم (1/ 497) وقال: صحيح الإسناد على شرط الشيخين. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (11/ 143): إسناده جيد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1757). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 562) وقال: صحيح على شرط البخاري، وقال الذهبي في التلخيص: معاوية لم يحتج به البخاري ورواه ابن وهب عن معاوية مرسلاً. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1601).

(وأحب شيء إليه) من الألوان (البياض) ولذا أمر بلباسه وتكفين الموتى فيه البزار عن ابن عباس (¬1)) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف هشام بن زياد. 1727 - "إن الله تعالى خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور يومئذ اهتدى، ومن أخطأه ضل (حم ت ك) عن ابن عمرو". (إن الله تعالى خلق الخلق في ظلمة) في الدر المنثور: أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: ضرب الله متن آدم فخرجت كل نسمة مخلوقة للجنة (¬2) بيضاء فقال: هؤلاء أهل الجنة وخرجت كل نسمة مخلوقة للنار سوداء فقال: هؤلاء أهل النار أمثال الخردل في صور الناس فكأنه نفس هذا الحديث (فألقى عليهم من نوره) فيكون هذا ضربة لمتن آدم الضربة الأولى (فمن أصابه من ذلك النور) شيء (يومئذ اهتدى) فكان من أهل الجنة (ومن أخطأه ضل) وهذا يدل أنه خلق الكل أولاً في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فالله أعلم بمراده (حم ت ك عن ابن عمرو) قال الترمذي: هذا حديث حسن (¬3). 1728 - "إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض: جاء منهم الأحمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك؛ والسهل، والحزن، والخبيث، والطيب، وبين ذلك (حم د ت ك هق) عن أبي موسى (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في المجمع (5/ 128) وقال الهيثمي: فيه هشام بن زياد وهو متروك. وأورده ابن عدي في الكامل (7/ 105) في ترجمة هشام بن زياد. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1604) والسلسلة الضعيفة (800): موضوع. (¬2) الدر المنثور (3/ 605) وكذلك أخرجه ابن المستفاض في القدر (ص 70). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 176) والترمذي (2642) والحاكم (1/ 30) وقال الحاكم: صحيح واحتجا بجميع رواته ولا علة له. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1764) والسلسلة الصحيحة (1627).

(إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض) من طيبها وخبيثها ومختلف ألوانها (فجاء بنوا آدم على قدر الأرض) أي في الألوان كما عده في الألوان الثلاثة [1/ 492] جاء (منهم الأحمر) كالتركي (والأبيض) كالعرب (والأسود) كالحبشة (وبين ذلك) لون غير متمخض إلى أحد الثلاثة بل يأخذ من كل منها ومن أحدها وأصول الألوان عند المتكلمين خمسة هذه الثلاثة والصفرة والخضرة وكأنه ليس في ألوان الأرض من هو خالص إلى هذين اللونين فلذا لم يعدهما في الحديث بل الموجود الثلاثة (والسهل) في الطباع كسهل الأرض (والحزن) فيها وهو ما غلظ من الأرض (والخبيث) في طباعه وأحواله كالأرض الخبيثة التي لا يخرج منها إلا نكدًا (والطيب) المأخوذ من الأرض الطيبة التي يخرج نباتها بإذن ربها (وبين ذلك) من الطيب والخبيث وكان مقتضى خلق آدم منها كلها أن يكون كل من هذه الألوان والطباع فيه وفي بنيه إلا أنه كان غلب على كل نوع من بنيه لون ولا مانع من اجتماعها في آدم وإن كان غالب لونه الأدمة لكنه فيه غلب ما طاب على ما خبث لأنه عجنه بماء الجنة كما يأتي وكأنه خصه بأثر ذلك فيه وإلا فإن بنيه من طينته وماء الجنة في جبلتهم (حم د ت ك هق عن أبي موسى) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1729 - "إنَّ الله تعالى خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم، وخير الفرقتين، ثم تخير القبائل فجعلني في خير قبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني في خير بيوتهم. فأنا خيرهم نفساً وخيرهم بيتاً (ت) عن العباس بن عبد المطلب ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 406) وأبو داود (4693) والترمذي (2955) وقال: حسن صحيح والحاكم (2/ 61) وقال: صحيح الإسناد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1759) وفي السلسلة الصحيحة (630).

(إن الله تعالى خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم) جمع فرقة وهم الثلاث الفرق السابقون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال فهو من السابقين (وغير الفرقتين ثم خيّر القبائل) هو من خيّره فضله كما في القاموس (¬1) فهو على حذف مضاف أي خير أحد الفريقين (فجعلني في خير القبيلة ثم خيّر البيوت) أي أحدها (فجعلني في خير بيوتهم فأنا خيرهم نفسًا) وهو مستنتج عن شيء مطوي أي ثم خير النفوس (وخيرهم بيتًا) فهو الخيار من الخيار كما أنه صفوة الصفوة (ت عن العباس بن عبد المطلب) (¬2). 1730 - "إن الله تعالى خلق آدم من طينة الجابية، وعجنه بماء من ماء الجنة ابن مردويه عن أبي هريرة ". (إن الله تعالى خلق آدم من طين الجابية) بالجيم فموحدة فتحتية مثناة قرية بدمشق. إن قلت: يعارضه ما سلف آنفًا من أنه خلقه من جميع الأرض؟ قلت: المراد أنه جمع تربته إلى الجابية من جميع الأرض ثم خلقه منها فصح أنه خلق من الجابية (وعجنه) أي الطين (بماء من ماء الجنة) ليعتدل طبعه ويكون مركبًا من طيب كله ومما خبث وطاب (ابن مردويه عن أبي هريرة (¬3)) ورواه عنه ¬

_ (¬1) القاموس (2/ 183). (¬2) أخرجه الترمذي (3532) وقال: حديث حسنٌ، وقال الحافظ ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص 70): يزيد بن أبي زياد صدوق لكنه سيء الحفظ وقد اختلف فيه في صحابي هذا الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1605) والسلسلة الضعيفة (3073). (¬3) أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (5127) وفي إسناده إسماعيل بن رافع وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 281) في ترجمة إسماعيل ومن طريقة بن الجوزي في الموضوعات (364) وقال: هذا حديث لا يصح. وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 297): قال أبي: حديثٌ منكرٌ. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1603).

أيضًا ابن عدي وسنده ضعيف. 1731 - "إن الله تعالى خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء، صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور. لله في كل يوم ستون وثلاث مائة لحظة، يخلق ويرزق، ويميت ويحيى، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء (طب) عن ابن عباس (ح) ". (إن الله تعالى خلق لوحًا محفوظًا) عن الشياطين أو عن كل ناظر من ملك وغيره أصله (من درة) بضم الدال المهملة وهي كبار اللؤلؤ (بيضاء) هو وصف كاشف وإلا فلا يكون إلا كذلك (صفحاتها) جوانبها (ياقوتة حمراء) هو كوصف الدرة بالبيضاء (قلمه نور وكتابه) أي ما يكتب به وهو المداد (نور لله في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة) يجب الإيمان به وعدم البحث عن كيفيته (يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويدل ويفعل ما يشاء) عام بعد خاص والحديث خرج كالتفسير لقوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29]، ففي كتب التفسير أنه - صلى الله عليه وسلم - تلاها فقيل له: وما ذاك الشأن؟ قال: من شأنه أن يغفر ذنبًا ويفرج كربا ويرفع قومًا ويضع آخرين ولا تنافي كونه قد جف القلم [1/ 493] بما هو كائن فهذه شئون يبديها لا شئون يبتديها (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 1732 - "إن الله تعالى خلق الخلق، حتى إذا فرغ من خلقه قامت الرحم، فقال: مه؟ فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب. قال: فذلك لك (ق ن) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 72) رقم (12511) وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 305) وقال: غريب من حديث سعيد -بن جبير- وابنه عبد الملك لم نكتبه إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1608).

(إن الله تعالى خلق الخلق) أي المخلوق من إطلاق المصدر على اسم المفعول من باب هذا الدرهم ضرب الأمير (حتى إذا فرغ من خلقه) في عالم الذر (قامت الرحم فقال) أي الله (مه) ما استفهامية حذفت ألفها وعوض عنها الهاء للسكت أي ما سبب هذا القيام (قالت: هذا مقام العائذ) من عاذ به إذا لجأ إليه واستجار به (بك من القطيعة قال نعم أما ترضين) خطاب مؤنث لأن لفظ الرحم مؤنث معنوي، وإلا فالرحم شامل للذكر والأنثى (أن أصل) بالرحمة والإحسان (من وصلك) بما يسمى صلة (وأقطع) من رحمتي وإحساني (من قطعك) من الصلات (قالت بلى يا رب قال فذلك) المذكور من الصلة والقطيعة (لك) وهي لم تستعذ إلا من القطيعة فزادها عَزَّ وَجَلَّ أن يصل من وصلها وهذا القيام والكلام يحتمل أنه حقيقة في ذلك المقام أو أنه تمثيل (ق ن عن أبي هريرة) (¬1). 1733 - "إن الله تعالى خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بالذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى خلق الرحمة) أي رحمته لعباده وإيقاع الخلق عليها صحيح إذ هو الإيجاد (يوم خلقها مائة رحمة) هو تمثيل لسعة رحمته والتفرقة بين حال الدارين (فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة) ودخرها لعباده للآخرة (وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة) بها يتراحم بنو آدم والأنعام وغيرهم (فلو يعلم الكافر) يؤمن (بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة) ولطمع أن تشمله الرحمة فيدخل في سعة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5987) ومسلم (2554) والنسائي في السنن الكبرى (11497).

رحمته ولذا ورد أن الله تعالى يغفر يوم القيامة مغفرة حتى يطمع إبليس أن تشمله هذا أو معناه (ولو يعلم المؤمن بالذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار) ولذا يخاف كل نبي ويقول نفسي نفسي وخص في الأول الكافر لأنه الذي وعد بالعذاب وبالثاني المؤمن لأنه الذي وعد بالنجاة (ق عن أبي هريرة) (¬1). 1734 - "إن الله تعالى خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض، فجعل منها في الأرض رحمة، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والوحش والطير بعضها على بعض، وأخر تسعاً وتسعين، فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة (حم م) عن سلمان (حم هـ) عن أبي سعيد (صح) ". (إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق) بكسر القاف (ما بين السماء والأرض) الطبق من كل شيء ما ساواه وقد طابقه مطابقة وطباقًا فهو مصدر طابق أي ساوى. واعلم: أن ما ورد من هذا القبيل أعني من التقدير للمعاني بأنها تملأ الأجسام مثل الحمد لله ملأ السماوات ونحوه فهو محمول على أحد أمرين: إما على التمثيل بأنها لو كانت أجسامًا لملأت هذه الأماكن، أو على أنها في النشأة الأخرى تجعل أجسامًا محسوسة تملأ هذه الأماكن، أو أنها الآن كذلك وقدرة الله قابلة للكل وما طوى عنا أضعاف أضعاف ما علمنا (فجعل منها في الأرض رحمة) فرقها في مخلوقاته (فيها) بمصاحبتها (تعطف) تحنو (الوالدة على ولدها والوحش) في القاموس: الوحش حيوان البر (¬2) (والطير) جمع طائر وتقع على الواحد (بعضها على بعض) كبيرها على صغيرها وقويها على ضعيفها (وأخر) ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6469) ومسلم (2752). (¬2) القاموس المحيط (ص 786).

عنده تعالى (تسعًا وتسعين) رحمة (فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة) فرحم تعالى بها عباده ورحم العباد أيضًا بعضهم بعضًا فعفى المقتول عن قاتله والمظلوم عن ظالمه وغير ذلك [1/ 494] (حم م عن سلمان، حم 5 عن أبي سعيد) (¬1). 1735 - "إن الله تعالى خلق الجنة وخلق النار، فخلق لهذه أهلا ولهذه أهلاً (م) عن عائشة (صح) ". (إن الله تعالى خلق الجنة وخلق النار) هذا من أدلة أنهما مخلوقتان (فخلق لهذه أهلاً) يسرهم لليسرى (ولهذه أهلاً) يسرهم للعسرى. واعلم أنه تعالى ما خلق الخلق إلا لعبادته كما قال: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] فاللام هنا في الحديث لام الصيرورة والعاقبة لا لام العلة، مثلها في قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ} [الأعراف: 179] الآية (م عن عائشة) (¬2). 1736 - "إن الله تعالى رضي لهذه الأمة اليسر، وكره لها العسر (طب) عن محجن بن الأدرع (صح) ". (إن الله تعالى رضي لهذه الأمة اليسر) فيما فرض عليها (وكره لها العسر) هو مأخوذ من قوله تعالى: {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] (طب عن محجن) بالحاء المهملة ثم الجيم فنون بزنة درهم (بن الأدرع) بفتح الهمزة فدال مهملة والعين مهملة ورواته ثقات (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2753) وأحمد (5/ 439) عن سلمان وأخرجه أحمد (3/ 55) وابن ماجه (4294) عن أبي سعيد. (¬2) أخرجه مسلم (2662). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 298) رقم (707) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 15): رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1769) والسلسلة الصحيحة (1635).

1737 - "إن الله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف (خد د) عن عبد الله بن مغفل (5 حب) عن أبي هريرة (حم هب) عن علي (طب) عن أبي أمامة، البزار عن أنس ". (إن الله تعالى رفيق يحب الرفق) هو بكسر الراء وسكون الفاء لين الجانب وهو خلاف العنف قاله في النهاية (¬1) (ويعطي عليه) من الأجر (ما لا يعطي على العنف) ويأتي حديث عائشة: "إن الله يحب الرفق في الأمر كله" (خد د عن عبد الله بن مغفل، 5 حب عن أبي هريرة، حم هب عن علي، طب عن أبي أمامة البزار عن أنس) بأسانيد رجال بعضها ثقات (¬2). 1738 - "إن الله تعالى زوجني في الجنة مريم بنت عمران، وامرأة فرعون، وأخت موسى (طب) عن سعد بن جنادة (صح) ". (إن الله تعالى زوجني في الجنة) يحتمل أنه وقع ذلك فإنه - صلى الله عليه وسلم - دخل الجنة مرارًا كما ثبت في الأحاديث أنه من باب {وَنُفِخَ في الصورِ} [يس: 51] من تنزيل ما سيقع منزلة الواقع (مريم بنت عمران) أم عيسى (وامرأة فرعون) واسمها آسية بنت مزاحم القائلة: {رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا في الْجَنَّةِ} [التحريم: 11] (وأخت موسى) هي التي ذكرها الله تعالى في قوله حاكيًا: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ} [القصص: 11] وهي القائلة: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ} [القصص: 12] قال جار الله (¬3): كان اسمها مريم وهؤلاء الثلاث من نساء بني ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 246). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (472) وأبو داود (4857) عن عبد الله ابن مغفل ومسلم (2593) عن عائشة، وابن ماجه (3688) (3689) وابن حبان (549) عن أبي هريرة. وأحمد (1/ 112) والبيهقي في الشعب والبزار (756) (8415) عن علي والطبراني في الكبير (8/ 95) رقم (7477) عن أبي أمامة، كما في مجمع الزوائد (8/ 18) عن أنس. (¬3) انظر: الكشاف (1/ 922).

إسرائيل (طب عن سعد (¬1) بن جنادة) بضم الجيم رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: في إسناده من لا يعرف. 1739 - "إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته (ن حب) عن أنس " (صح). (إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه) في النهاية (¬2): الراعي الحافظ المؤتمن والرعية كل من شمله حفظ الراعي ونظره ويأتي: "كلكم راع ... " الحديث كأنه قيل: عن ماذا يسأله؟ قال: (أحفظ ذلك أم ضيعه؟ حتى سأل الرجل عن أهل بيته) فإنه راعيهم وهم رعيته والإخبار بذلك تحذير عمن يضيع من صاروا له رعية ن (حب عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬3). 1740 - "إن الله تعالى سمى المدينة طابة (حم م ن) عن جابر بن سمرة (صح) ". (إن الله تعالى سمى المدينة) مهاجره - صلى الله عليه وسلم - وبلدة وفاته (طابة) من الطيب في الكتب القديمة أو عند تكلمه بذلك ويقال: طيبة طابت سكناه به وهو إخبار بأنه لا يحسن أن يطلق عليها إلا ما سماها الله (حم م ن عن جابر بن سمرة) (¬4). 1741 - "إن الله تعالى صانع كل صانع وصنعته (خ) في خلق أفعال العباد (ك) والبيهقي في الأسماء عن حذيفة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 52) (5485) وابن عساكر في تاريخ دمشق (70/ 118). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 218): وفيه من لم أعرفهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1611) والسلسلة الضعيفة (812). (¬2) النهاية (2/ 236). (¬3) أخرجه النسائي (9174) وابن حبان (4492). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1774) والسلسلة الصحيحة (1636). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 94) ومسلم (1385) والنسائي في السنن الكبرى (4260).

(إن الله تعالى صانع كل صانع وصنعته) قدرته وقوته التي حصل الصنعة بها وفعلها ودليل التقدير ما تقرر في الأصول من مسألة خلق الأفعال واستوفينا ذلك في "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة" وأما البخاري فقد أدخله في كتابه الذي ألفه في خلق الأفعال قال بعض المحققين: ليته ما ألفه فإنه خاص في فن المتكلمين وما هو شأن أئمة الحديث فإنها طريقة مبتدعة مذمومة لم يكن عليها سلف الأمة ولا خاضوا فيها (خ) كان حقه أن يأتي بلفظه لا برمزه إذ رمزه ليس إلا لما يخرجه في الصحيح (في خلق أفعال العباد ك والبيهقي في الأسماء عن حذيفة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1742 - "إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم، ولا تشبهوا باليهود (ت) عن سعد (صح) ". (إن الله تعالى طيب يحب الطيب) من كل شيء ولذا حبب إليه - صلى الله عليه وسلم - الطيب (نظيف [1/ 495] يحب النظافة) في الأبدان والأثواب والأفعال (كريم يحب الكرم جواد يحب الجود) يحب من اتصف بهما (فنظفوا أفنيتكم) جمع فناء بكسر الفاء المتسع أمام الدار (ولا تشبهوا باليهود) عائد إلى التنظيف فإنهم أوسخ خلق الله أبدانًا وثيابًا ولذا تجد منهم زهومة مكروهة ومنازلهم معدن الأوساخ والأقذار بحيث تدرك لأثارهم رائحة (ت عن سعد) رمز المصنف لصحته (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (ص 46)، والحاكم في المستدرك (1/ 32). والبيهقي في الأسماء (1/ 59) وفي الشعب (190) والبزار (2837) وقال الهيثمي في المجمع (7/ 197) رجاله رجال الصحيح. وصححه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/ 498). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1777)، وفي الصحيحة (1637). (¬2) أخرجه الترمذي (2799) وقال: حديث غريب وخالد بن إلياس يضعف ويقال ابن إياس قلت: قال البخاري: فيه منكر الحديث ليس بشيء وقال النسائي: متروك وقال: مرة ليس بثقة ولا =

1743 - "إن الله تعالى عفو يحب العفو (ك) عن ابن مسعود (عد) عن عبد الله بن جعفر (صح) ". (إن الله تعالى عفو) فعول مثل غفور وصبور أي عن ذنوب عباده (يحب العفو) ويحب العافين عن الناس (ك عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته (عد عن عبد الله بن جعفر) (¬1). 1744 - "إن الله تعالى عند لسان كل قائل، فليتق الشر عبد، ولينظر ما يقول (حل) عن ابن عمر الحكيم عن ابن عباس ". (إن الله تعالى عند لسان كل قائل) يطلع على ما يقوله موكل ملائكة يكتبون ما يلفظ به (فليتق الله عبد ولينظر ما يقول حل عن ابن عمر الحكيم عن ابن عباس) (¬2). 1745 - "إن الله تعالى غيور يحب الغيور، وإن عمر غيور رستة في الإيمان عن عبد الرحمن بن رافع مرسلاً ". (إن الله غيور) فعول من المغيرة وهي الحمية والأنفة يقال رجل غيور وامرأة غيور بلا تاء لأن فعولاً يستوي فيه الذكر والمؤنث ومنه حديث أم سلمة: "إني امرأة غيور" (¬3)، والسكوت عن التأويل في إطلاقه عليه تعالى أسلم من الخوض ¬

_ = يكتب حديثه. وأورده ابن حبان في المجروحين (296) في ترجمة خالد بن إلياس. وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 99): في إسناده مقال. وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 712) وقال لا يصح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1616). (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 382) وابن عدي في الكامل (7/ 201). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1779). (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي (كنز 7842)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 160) عن ابن عمر وقال: غريب لم نكتبه متصلاً مرفوعاً إلا من حديث وهيب. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1617) والسلسلة الضعيفة (1953). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 320).

في تأويله (يحب الغيور وإن عمر غيور) فالله يحبه لاتصافه بالغيرة (رستة) بضم الراء وسكون المهملة ثم مثناة فوقية مفتوحة اسمه عبد الرحمن الأصفهاني (في الإيمان عن عبد الرحمن بن رافع مرسلاً) قال الذهبي: منكر الحديث (¬1). 1746 - "إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى قال من عادى لي ولياً) الولي هو المؤمن المتقي كما فسره الله بذلك في قوله: {أَلا إِنَّ أوْلِيَاءَ اللهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَخزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ} [يونس: 62، 63] فهذا تفسيره تعالى للولي لا يقبل غيره ويرشد إليه قوله آخر الحديث: "نفس المؤمن"، وأما اصطلاح الصوفية وغلوهم وجعلهم للولي من اتصف بصفات جمعوها وبلوغهم به إلى فوق رتبة النبوة فمن الهوس والأباطيل (فقد آذنته بالحرب) أعلمته أني محارب له وحرب الله لا تنحصر في نوع معين (وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه) بأدائه للفرائض وفيه أن فعل الواجبات أحب إليه تعالى مما سواها (ومما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل) من الطاعات (حتى أحبه) كأن المراد ويزداد حباً عندي وإلا فإنه تعالى يحب المؤمن الآتي بالواجبات لا غير، (فإذا أحببته كنت سمعه الدي يسمع به وبصره الدي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي ¬

_ (¬1) أخرجه رسته كما في الكنز (32746) عن عبيد الرحمن بن رافع مرسلاً وقول "الذهبي في المغني" في الضعفاء (3562). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1618).

يمشي بها) زاد أحمد في رواية: "وفؤاده الذي يعقل به ولسانه الذي ينطق بها" قال المصنف في (التوشيح) على الجامع الصحيح إني كنت متوليه في جميع حركاته وسكناته. قال الطولي: اتفق العلماء ممن يعتد بقوله على أنهما مجاز وكناية عن نصرة الله العبد وتأييده وإعانته حتى كأنه تعالى ينزل نفسه من عبده منزلة الآلات التي يستعين بها ولهذا وقع في رواية: "فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وفي يمشي" (وإن سألني لأعطينه) مطلوبه (ولإن استعاذ بي [1/ 496] لأعيذنه) من كل مكروه (وما ترددت في شيء) قال الخطابي (¬1): التردد في حق غيره جائز فله هنا تأويلان: أحدهما: أن العبد قد يشرف على الهلاك من داء يصيبه فيدعوا الله تعالى فيعافيه فيكون ذلك من فعله كتردد من يريد أمرًا ثم يبدو له فيتركه. والثاني: أن المراد تردد الرسل، كما رُوي في قصة موسى، قال: وحقيقة المعنى على الوجهين: عطف الله على العبيد ولطفه به وشفقته عليه انتهى. قلت: وطريقة عدم التأويل أسلم (أنا فاعله) حتمًا (ترددي عن قبض نفس المؤمن) هو من أدلة أن الولي هو المؤمن التقي، وزيادة التقى مأخوذه من الآية ومن الحديث أيضًا، إذ المراد بالمؤمن من سلف ذكره وهو من أتى بالواجبات وتقرَّب بالنَّوافل (يكره الموت) الكراهة الطبعية البشرية ولا ينافيه محبته لقاء الله (وأنا أكره مساءته) الأمر الذي يسوؤه (خ (¬2) عن أبي هريرة) قال الذهبي: ¬

_ (¬1) انظر: أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري للخطابي (3/ 22509)، وفتح الباري (11/ 345). (¬2) أخرجه البخاري (6502)، وقول الذهبي في الميزان (1/ 641) في ترجمة خالد بن مخلد القطواني وقال: فهذا حديث غريب جدًّا، لولا هيبة الجامع الصحيح لعدوّه في منكرات خالد بن مخلد، وذلك لغرابة لفظه ...

غريبٌ جدًّا، ولولا هيبة الجامع الصحيح لعدوّه من المنكرات. 1747 - "إن الله تعالى قال: لقد خلقت خلقاً ألسنتهم أحلى من العسل، وقلوبهم أمر من الصبر، فبي حلفت: لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيران. فبي يغترون أم علي يجترئون!؟ (ت) عن ابن عمر". (إن الله تعالى قال لقد خلقت خلقًا ألسنتهم أحلى من العسل) أي أقوالهم تعجب السامعين كما يعجبهم العسل ذوقًا وهو من تشبيه المعقول بالمحسوس (وقلوبهم أمر من الصبر) هم المنافقون الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ونحوهم من اتصف بصفاتهم، وقيل: أريد به الأخنس بن شريق الذي نزل فيه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [البقرة: 204] (فبي حلفت) باسمي وعزتي (لأتيحنهم) بالحاء المهملة من أتاح بفتح أي تهيأ فالمراد لأهيأ (لهم فتنة) وأقدرها (تدع الحليم منهم حيران) هو من حار نظر في الشيء فغشي عليه ولم يهتد لسبيله لا يهتدي لوجهها ولا يخلص من شرها وتنكير الفتنة للتعظيم وهي شاملة لفتنة الدنيا والدين (فبي يغترون) هو استفهام حذفت أدواته لظهوره أي بسبب إمهالي لهم وحلمي عليهم يغترون وينخدعون ويطمعون في الباطل وهو عدم مفتي لهم على ما يأتون من ذلك (أم علي يجترئون) هو دليل تقدير همزة الاستفهام أي يتشجعون على غضبي وعذابي فيأتون بأسباب ذلك وهذا وعيد شديد. ت (عن ابن عمر) قال الترمذي: غريب (¬1). 1748 - "إن الله تعالى قال: أنا خلقت الخير والشر، فطوبى لمن قدرت على يده الخير، وويل لمن قدرت على يده الشر (طب) عن ابن عباس ". (إن الله تعالى قال أنا خلقت الخير والشر فطوبى) طوبى اسم للجنة وقيل: ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2405) قال: حديث حسنٌ غريبٌ من حديث عمر لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1620).

شجرة فيها وأصلها فعلاً من الطيب فلما ضمت الفاء انقلبت الياء واوًا وهو من باب تيسير اليسرى (لمن قدرت على يديه الخير) وهو تعالى لا يخص به إلا من علم خيريته (وويل لمن قدمت على يديه الشر) تقدم تفسير الويل وأنه واد في جهنم (طب عن ابن عباس) (¬1). 1749 - "إن الله تعالى قبض أرواحكم حين شاء، وردها عليكم حين شاء، يا بلال قم فأذن الناس بالصلاة (حم خ د ن) عن أبي قتادة (صح) ". (إن الله تعالى قبض أرواحكم) بالنوم (حين شاء) قبضها (وردها عليكم) بالاستيقاظ (حين شاء) لإيقاظكم وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما ناموا في الوادي عن صلاة الصبح عند انصرافه - صلى الله عليه وسلم - راجعًا من غزوة خيبر إلى المدينة فإنه سار ليله حتى إذا كان ببعض الطريق عرس وقال لبلال: أكلأ لنا الليلة فغلبته عيناه فلم يستيقظ النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا بلال [1/ 497] ولا أحد من الصحابة حتى ضربتهم حر الشمس وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولهم استيقاظًا ففزع وقال: ما هذا (يا بلال) فقال: أخذني الذي أخذ بنفسك بأبي أنت وأمي يا رسول الله الحديث. وهذا أحد ألفاظه في الكتاب (حم خ د ن عن أبي قتادة) (¬2). 1750 - "إن الله تعالى قد حرم على النار من قال "لا إله إلا الله"، يبتغي بذلك وجه الله (ق) عن عتبان بن مالك (صح) ". (إن الله تعالى قد حرم على النار) منع عليها، والتحريم لا يكون إلا على مكلف ففي الكلام قلب تقديره: حرم على من قال لا إله إلا الله النار أي منعه من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 173) رقم (12797) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 192): فيه مالك بن يحيى النكري وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1619) والسلسلة الضعيفة (2429). (¬2) أخرجه البخاري (595) وأحمد (5/ 307) وأبو داود (439) والنسائي (2/ 105).

دخولها مثل فقد حرم الله عليه الجنة والنكتة في هذا القلب أنها جعلت هي الممنوعة منه حين لا يمكنه ولا يساعده على دخولها لو أراد ذلك وجعلت هي الموجه إليها الخطاب بالمنع عنه (من قال لا إله إلا الله) محمد رسول الله لما علم من أنها لا تقبل أحد الكلمتين إلا بالأخرى (يبتغي بذلك) القول (وجه الله) مرضاته تعالى، والمراد: قالها آتيا بما تستلزمه من الواجبات لما علم من غيره وتقدم البحث في ذلك وأقوال الناس في المسألة (ق عن عتبان بن مالك) (¬1) بكسر المهملة وسكون المثناة الفوقية فموحدة. 1751 - "إن الله تعالى قد أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم: الوتر، جعلها الله لكم فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر (حم د ت هـ قط ك) عن خارجة بن حذافة (صح) ". (إن الله قد أمدكم) في القاموس (¬2): الإمداد والإعطاء والإعانة أو في الشر مددته وفي الخبر أمددته (بصلاة هي خير لكم من حمر النعم) فإن العرب كانت تحب حمر النعم وتراها أشرف ما يعطى ثم بينها بعد الإجمال فقال (الوتر) أي صلاته قال في النهاية (¬3): الوتر هو أن يصلي مثنى مثنى في آخرها ركعة أو تضيفها إلى ما قبلها من الركعات (جعلها لكم) أي جعل وقتها (ما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر) وقد صح أنه - صلى الله عليه وسلم - أوتر من جميع أجزاء الليل أوله ووسطه وآخره وظاهره أنه إذا طلع الفجر فلا وتر، أو المراد أن المذكور وقته الذي يختار فيه فإذا طلع الفجر أجزأه الإيتار بعد طلوعه لأحاديث أخر (حم د ت 5 قط ك عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6423) ومسلم (33). (¬2) القاموس المحيط (ص 630). (¬3) النهاية (5/ 146).

خارجة بن حذافة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1752 - "إن الله تعالى قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث (هـ) عن أنس (صح) ". (إن الله تعالى قد أعطى) في آية المواريث (كل ذي حق) مستحق من مال الميت (حقَّه) الذي قدره الله بحكمته (فلا وصية لوارث) أي لا حق له في الإيصاء يجب على الموصي أن يفعله لأنه قد كان شرع في أول الإِسلام وجوب الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف بقوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ...} [البقرة:180] الآية وتسمى هذه آية الوصية ثم نسخ بهذا الحديث المتلقي بالقبول عند الأمة بل قال الحافظ في فتح الباري (¬2): أن الشافعي قال في الأم: إنه حديث متواتر قال: وجدنا أهل الفتيا ومن حفظنا عنهم من أهل العلم بالمغازي وغيرهم لا يختلفون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الفتح: "لا وصية لوارث" ويروونه عمن حفظوا عنهم من أهل العلم فكان نقل كافة عن كافة انتهى. فقد نسخ وجوبها وأما هل يحرم أو يندب بعد النسخ فإذا قام الدليل على أي الأمرين اتبع، وقيل: لم ينسخ والوارث يجمع له بين الوصية والإرث بحكم الاثنين، وقيل: لأن الحديث [1/ 498] لا يخالف آية المواريث وقد حقق أبو السعود الرومي في تفسيره (¬3) المقال في ذلك حيث قال بعد سرد هذه الأقوال: التحقيق أن الناسخ حقيقة آية المواريث وإنما الحديث مبين لجهة نسخها ببيان أنه تعالى كان قد كتب عليكم أن تؤدوا إلى الوالدين والأقربين حقوقهم بحسب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 7) وأبو داود (1418) والترمذي (452) وابن ماجه (1186) والدارقطني (2/ 30) والحاكم (1/ 306) وقال الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 16): قال ابن حبان: إسناد منقطع ومتن باطل. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1622) والإرواء (423). (¬2) فتح الباري (5/ 372). (¬3) انظر: تفسير أبي السعود (1/ 197).

استحقاقهم من غير تعيين لمراتب استحقاقهم ولا تعيين لمقادير أنصبائهم بل فوض ذلك إلى رأيكم حيث قال بالمعروف، أي بالعدل والآن قد رفع ذلك الحكم عنكم وتولي التبيين لطبقات استحقاق كل واحد منهم وتعيين مقادير حقوقهم بالذات وإعطاء كل ذي حق منهم حقه الذي يستحقه بحكم القرابة من غير نقص ولا زيادة ولم يدع شيئًا فيه مدخل لرأيكم أصلاً حيثما تعرب عند الجملة المنفية بلا النافية للجنس وتصديرها بكلمة التنبيه إذا حققت هذا ظهر لك إنما نقل من أن آية المواريث لا تعارضه بل تحققه وتؤكده من حيث أنها تدل على تقديم الوصية مطلقًا، والحديث من الآحاد وتلقي الأمة له لا يلحقه بالتواتر ولعله احترز عنه من فسر الوصية بما أوصى الله به من توريث الوالدين والأقربين بقوله: {يُوصِيكُمُ اللهُ} أو بإيصاء المختص بهم بتوفير ما أوصى الله به عليهم بمعزل عن التحقيق وكذا ما قيل من أن الوصية كانت واجبة للوارث من غير تعيين لأنصبائهم فلما نزلت آية المواريث بيانًا للأنصباء بلفظ الإيصاء بهم منها تبيين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن المراد منه هذه الوصية التي كانت واجبة بهذه الآية ولم يفوضها إليكم فكان هذا معنى النسخ لا أن فيها دلالة على رفع ذلك الحكم فإن مدلول آية الوصية حيث كان بتفويض الأمر إلى أراء المكلفين على الإطلاق ويتسنى الخروج عن عهدة التكليف بإذا ما أدى إليه أداؤهم بالمعروف فتكون آية المواريث الناطقة بمراتب الاستحقاق وتفاصيل مقادير الحقوق الناطقة بامتناع الزيادة والنقص بقوله: فريضة من الله رافعة لها ناسخة لحكمها مما لا يشتبه على أحد. انتهى (5 عن أنس) (¬1) رمز المصنف لصحته، وقد سمعت كلام الشافعي أنها متواترة. 1753 - "إن الله تعالى قد أوقع أجره على قدر نيته مالك (حم د ن هـ حب ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2714) وانظر قول الحافظ ابن حجر عن الشافعي في الفتح (5/ 372). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1788) والإرواء (1413، 1655).

ك) عن جابر بن عتيك (صح) ". (أن الله قد أوقع أجره) أي أجر عبد الله بن ثابت الذي تجهز مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للغزو ومات قبل خروجه (على قدر نينه) فإن الأعمال بالنيات (مالك حم د ن 5 حب ك عن جابر بن عتيك) بفتح المهملة فمثناة فوقية فمثناة تحتية فكاف ورمز المصنف لصحته (¬1). 1754 - "إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة (ابن أبي عاصم عن أنس ". (إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة) تقدم قريبًا (ابن أبي عاصم عن أنس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لكن له شواهد (¬2). 1755 - "إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء: فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته (حم م 4) عن شداد بن أوس (صح) ". (إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء) أي فرضه وأمر به والإحسان ضد الإساءة (فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة) ذكر من الأشياء ما يظن [1/ 499] أنه لا إحسان فيه وهو القتل والقتلة بالكسر مصدر نوعي كما في قوله (وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة) بالكسر أيضًا ثم أبان ذلك بقوله (وليحد شفرته) بفتح ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 233) رقم (554) وأحمد (5/ 446) وأبو داود (3111) والنسائي (4/ 13) وابن حبان (3189) والحاكم (1/ 352). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1791) وفي أحكام الجنائز (39). (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم (83) وأورده الذهبي في الميزان (6/ 434) والحافظ في اللسان (6/ 42) في ترجمة مصعب بن إبراهيم العيسى وقال العقيلي: في حديثه نظر وقال ابن عدي: منكر الحديث. قال الألباني في صحيح الجامع (1786): حسنٌ، وقال في الصحيحة (1331): حسن بمجموع طرفه.

المعجمة وسكون الفاء (وليرح ذبيحته) هو من أراح الله فلانًا أدخله في الراحة والمراد سرعة إزهاق الروح ولا يعذبها والذبيحة فعيلة بمعنى مفعول وسميت مذبوحة لمسارعتها إلى الذبح واستحسان قتلة الإنسان أن لا يمثل به ولا يعذبه بل يريحه (حم م 4 عن شداد بن أوس) (¬1). 1756 - "إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة. فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه (حم ق 5) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا) نصيبه منه والمراد بكتابة ذلك علمه تعالى أنه لا بد أن يفعله ولذلك قال (أدرك ذلك لا محالة) لأن ما علم الله وقوعه فإنه واقع باختيار فاعله والمحالة بالفتح بمعنى لا بد (فزنا العين النظر) إلى ما حرمه الله فهو كالزنا في حقها فإنه يستلذ به كاستلذاذ النفس بالزنا (وزنا اللسان النطق) أي الخوض فيما لا يحل مما يهواه ويحبه من ذكر الزنا ومحاسن النساء (والنفس تمني وتشتهي) ما يحرم عليها فهذا زناها بوساوسها وما تخيله في خاطرها (والفرج) الذي هو محل الزنا (يصدق ذلك) أي المذكور من النظر واللفظة والخطرة بإيقاع الزنا (أو يكذبه) وفيه إرشاد إلى أن ابتداء الزنا هو النظرة ثم اللفظة ثم الخطرة ثم الوقوع في المحظور فمن حفظ نظره سلم من ذلك كله ولذا يقال: كل المصائب مبدأها من النظر (حم ق 5 عن أبي هريرة) (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 124) ومسلم (1955)، وأبو داود (2815) والترمذي (1409) والنسائي (7/ 227) وابن ماجه (317). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 276) والبخاري (6243) ومسلم (2657)، وأبو داود (2152) والنسائي (11544).

1757 - "إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك: فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة، فإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة؛ وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، فإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى سيئة واحدة، ولا يهلك على الله إلا هالك (ق) عن ابن عباس (صح) ". (إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات) قدر جزائهما في الكتاب كما بين ذلك بقوله (ثم بين ذلك فمن هم بحسنة) الهم مبدأ الإرادة (فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة) كاملة الأجر كأنه أبرزها وأوقعها فلا نقص معها عن الكمال إنما لا مضاعفة فيها كالتي يوقعها حقيقة ومن هنا قيل: "إن نية المؤمن خير من عمله"؛ لأنه ينوي من الخير أضعاف ما يصدره ويوقعه فأجر نياته أكثر من أجر أعماله (فإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة) تقدم تفسير الضعف أنه المثل والعشر الحسنات لا بد منها في المضاعفة لكل عامل كما وعد به تعالى في قوله: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160] وأما الزيادة عليها إلى السبعمائة إلى أكثر أو أقل فهو فضل الله يؤتيه من يشاء (وإن هم بسيئة فلم يعملها) كبيرة كانت أو صغيرة (كتبها الله عنده حسنة كاملة) وظاهره أن ترك عملها سبب في كتبها حسنة كاملة سواء كان ترك العمل بلا إضراب ولا إقلاع عنها ولا خوف من الله أو لمانع عرض مع الإصرار على فعلها والعزم لأنه يصدق عليه أنه تركها، ولكن حديث الثلاثة أهل الغار، وحديث الكفل من بني إسرائيل، يدلان على أن المراد من تركها مخافة لله والعازم على إتيانها والتارك لا لمخافة الله يحتمل أنه لا يكون تركه حسنة (فإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) لقد عامل الله عباده بعدله فلا يجزئ بالسيئة إلا مثلها كما في الآيات القرآنية وعاملهم [1/ 500] بفضله

في الحسنات فأضعفها أضعافًا كثيرة وهذا الإضعاف محض الفضل. قال النووي (¬1): في دعائم الإِسلام بعد سرد هذا الحديث: انظر يا أخي وفقنا الله وإياك إلى عظم لطف الله وتأمل هذه الألفاظ، وقوله عنده إشارة إلى الاعتناء بها، وقوله كاملة للتأكيد وشدة الاعتناء بها، وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها: "كتبها الله حسنة كاملة" فأكدها بكاملة، وقال: "وإن عملها كتبها الله سيئة واحدة" فأكدها تقليلاً لها بواحدة ولم يؤكدها بكاملة، فلله الحمد والمنة سبحانه لا نحصي ثناء عليه وبالله التوفيق. انتهى (¬2). (ولا يهلك على الله إلا هالك) لا يفوت على رحمته وفضله إلا مستحق للهلاك راد لفضل الله شاذ عن طاعته ق عن ابن عباس (¬3). 1758 - "إن الله تعالى كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، هو عند العرش، وإنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليالي فيقربها شيطان (ت ن ك) عن النعمان بن بشير (صح) ". (إن الله كتب كتابًا) مكتوبًا (قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام) قال المصنف في قوت المغتذي: قال الطيبي (¬4): فإن قيل كيف الجمع بين هذا وبين حديث عبد الله بن عمرو وهو: قدَّر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة (¬5)؟ فالوجه أن يقال: اختلاف الزمانين في إثبات الأمر لا يقتضي التناقض بينهما لأن من الجائز أن لا يكون مظهر الكوائن في ¬

_ (¬1) انظر تحت الحديث السابع والثلاثين من الأربعين النووية (ص: 55). (¬2) فتح الباري (11/ 326). (¬3) أخرجه البخاري (6491) ومسلم (131). (¬4) انظر شرح الطيبي على مشكاة المصابيح (4/ 253). (¬5) أخرجه الترمذي (2156)، وأحمد (1/ 169).

اللوح دفعة واحدة بل ثبته الله شيئًا فشيئًا فيكون أمر المقادير على ما ذكر وفائدة التوقيت تعريفه - صلى الله عليه وسلم - إيانا فضل الآيتين فإن سبق الشيء بالذكر على سائر أنواعه وأجناسه يدل على فضيلة مختصة به. انتهي. وحاصله: أن المقادير في حديث ابن عمرو ليست للاستغراق بل أريد به أنه أثبت شيء من الأشياء في ذلك الوقت، وقول الطيبي: فإن سبق الشيء أي الآيتين على سائر جنسه أي القرآن وهذا ينافيه على أن القرآن جميعًا لم يدخل في لفظ المقادير في حديث ابن عمرو لأنه لو شمله كان أقدم من هاتين الآيتين ولا دليل على ذلك فالأحسن أنه يقال: لا تعارض بين الحديثين لأن حديث ابن عمرو في تقدير المقادير وحديث النعمان هذا في كتب كتاب أنزل منه هاتان الآيتان والتقدير غير الكتب كما قدمنا تحقيقه فإن الكتب هو رقم ما قدر فأي مانع عن تقديم المقادير بخمسين ألف سنة على خلق السماوات والأرض وكتب هذا الكتاب قبلها بألفي عام (وهو عند العرش) تعظيمًا لشأنه برفعة مكانه (وأنه أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يقرآن في دار ثلاثة أيام فيقربها شيطان) تقدم أنهما من قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولَ ...} إلى آخر السورة (ت ن ك عن النعمان بن بشير) رمز المصنف لصحته (¬1). 1759 - "إن الله تعالى كتب في أم الكتاب قبل أن يخلق السماوات والأرض: إنني أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته (طب) عن جرير (صح) ". (إن الله تعالى كتب في أم الكتاب) هو اللوح المحفوظ (قبل أن يخلق ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2882) والنسائي (10803) والحاكم (1/ 562). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1799).

السماوات والأرض). فإن قلت: فأين استقر اللوح قبل السماوات؟ قلت: {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85] ومن أين أنه الآن في السماوات ليس معنا إلا الإيمان بما ورد عن الله وعن رسوله [1/ 501] (إنني أنا الرحمن الرحيم خلقت الرحم) هي ما سلف تحقيقه أول الجزء (وشققت لها اسمًا من اسمي) تعظيمًا لأمرها (فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته) تقدم بيانه قريبًا (طب عن جرير) رمز المصنف لصحته (¬1). 1760 - "إن الله تعالى كتب عليكم السعي فاسعوا (طب) عن ابن عباس (ض) ". (إن الله تعالى كتب عليكم السعي فاسعوا) أي بين الصفا والمروة وفيه دليل على وجوبه وهو قول الأكثر وذهب ابن عباس وغيره إلى أنه تطوع بدليل رفع الجناح في الآية، ودليله على التخيير بين الفعل والترك مثل: {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا} [البقرة: 230] ورد بأن رفع الجناح كان بسبب تحرج المسلمين عن الطواف بينهما لأنه كان للجاهلية عليهما صنمان يتمسحون بهما فلما جاء الإِسلام بكسر الأصنام كره المسلمون الطواف بينهما لما اعتاده الجاهلية فرفع الله الجناح عنهم ثم أوجبه بهذا الأمر وبفعله - صلى الله عليه وسلم - مع قوله: "خذوا عني مناسككم" (¬2) (طب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: إنه ضعيف لضعف الفضل بن صدقة (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 355) (2496). قال الهيثمي (8/ 150) فيه الحكم بن عبد الله أبو مطيع وهو متروك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1628) وفي الضعيفة (520). (¬2) أخرجه مسلم (1297). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 184) رقم (11437) وكذلك في الأوسط (5032)، وقال =

1761 - "إن الله تعالى كتب الغيرة على النساء، والجهاد على الرجال، فمن صبر منهن إيمانا واحتسابا كان لها مثل أجر الشهيد (طب) عن ابن مسعود (صح) ". (إن الله تعالى كتب الغيرة على النساء) من غار الرجل على امرأته وهي عليه غَيرة بالفتح للغين المعجمة كما في القاموس (¬1)، وتقدم أنها الأنفة والحمية (والجهاد على الرجال) والجامع بينه وبين الغيرة حتى يعطف عليها لأنه متفرع عنها فإنه لولا الأنفة والحمية عن عبادة غير الله لما قامت نفوس أهل الإِسلام للجهاد فكل من المجاهد والمرأة قد اشتمل على هذه الصفة فالمجاهد يذلها لله ببذل نفسه والمرأة بالصبر كما قال (فمن صبر منهن إيمانًا واحتسابًا كان لها مثل أجر الشهيد) فمجاهدة نفسها بدفع غيرتها على زوجها فإن المراد منهن ذوات الأزواج والضرائر ولا يكاد يتخلف منهن عنها امرأة وفي الصحيحين (¬2) من حديث أنس: أن أم سلمة أرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعامًا في صحفة أو جفنة وهو في بيت عائشة فضربت عائشة يد الخادم فانقلبت فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلف الصحفة ثم جعل يجمع لها الطعام الذي في الصحفة ويقول: "غارت أمكم" مرتين ثم أخذ - صلى الله عليه وسلم - صحفة عائشة وبعث بها إلى أم سلمة وأعطى عائشة صحفة أم سلمة (طب عن ابن مسعود) (¬3) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: إسناده لا ¬

_ = الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 248): فيه الفضل بن صدقة وهو متروك. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1798) والإرواء (1072). (¬1) القاموس المحيط (ص 582). (¬2) أخرجه البخاري (4927). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 87) رقم (10040) وقال الهيثمي في المجمع (4/ 209): فيه عبيد بن الصباح ضعفه أبو حاتم ووثقه البزار وبقية رجاله ثقات وقال الحافظ في الفتح (9/ 325) أخرجه البزار وأشار إلى صحته. ورجاله ثقات لكن اختلف في عبيد بن الصباح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1626) والسلسلة الضعيفة (813).

بأس به. 1762 - "إن الله تعالى كره لكم ثلاثاً: اللغو عند القرآن، ورفع الصوت في الدعاء، والتخصر في الصلاة (عب) عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً ". (إن الله تعالى كره لكم) كراهته تعالى للشيء عدم رضاه به وعدم محبته وهل يدل على التحريم لما أخبر عنه أن يكرهه يحتمل (ثلاثاً اللغو) في النهاية (¬1): لغا الإنسان يلغو ولغي يلغى ولغا يلغي إذا تكلم بالمطرح من القول وما لا معنى له (عند القرآن) عند تلاوته سواء كان اللغو من قارئه أو من سامعيه وقد كان ذلك من صفة المشركين الذين قالوا: {لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ} [فصلت: 26] (ورفع الصوت في الدعاء) وقد فسر ابن جريج [1/ 502] الاعتداء الذي نهى الله عنه في قوله: {وَلاَ تَعْتَدُواْ} [البقرة: 190] برفع الصوت في الدعاء ومنه الصياح بالدعاء مكروه وقد ثبت النهي عنه في الصحيحين وقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإنكم لا تدعون أصم" (¬2) (والتخصر) بالخاء المعجمة فصاد مهملة فراء وفي رواية الاختصار (في الصلاة) وفي النهاية (¬3): هو من المخصرة وهو أن يأخذ بيده عصا يتكئ عليها وقيل معناه أن يقرأ من آخر السورة آية أو آيتين ولا يقرأ السورة بتمامها في فريضة هكذا رواه ابن سيرين عن أبي هريرة ورواه غيره مختصرًا أي يصلي واضعًا يده على خاصرته. انتهى. قال المصنف في المرقاة: وهذا القول الذي عليه المحققون والأكثرون من أهل الفقه، واختلف في المعنى الذي نهى عن الاختصار لأجله فقيل التشبه بإبليس لأنه أهبط مختصراً، وقيل: ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 257). (¬2) أخرجه البخاري (2830)، ومسلم (2704). (¬3) النهاية (2/ 98).

التشبه باليهود لأنهم يفعلونه في صلاتهم ولهذا ورد في صحيح البخاري (¬1) بلفظ: "فإنه فعل اليهود"، وقيل: إنه راحة أهل النار، وقيل: إنه شكل من شكل أهل المصائب وأنهم يضعون أيديهم في الخواصر إذا قاموا في المآتم (عب عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً) ورواه الديلمي عن جابر مرفوعًا (¬2). 1763 - "إن الله تعالى كره لكم ستاً: العبث في الصلاة، والمن في الصدقة، والرفث في الصيام، والضحك عند القبور، ودخول المساجد وأنتم جنب، وإدخال العيون البيوت بغير إذن (ص) عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً ". (إن الله تعالى كره لكم ستًا) من الخصال (العبث في الصلاة) هو اللعب والمراد هنا الإتيان في الصلاة بما ينافي الخشوع والسكون من تحريك الأطراف واللعب بالشعر كحديث: "أما هذا فلو خشع قلبه لخشعت جوارحه فيمن رآه يعبث بلحيته" (¬3) (والمن بالصدقة) هو الاعتداد بالصدقة أو ذكرها لمن أعطى على جهة إظهار الصنيعة (والرفث في الصيام) في النهاية (¬4) قال الأزهري: الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة وفي القاموس (¬5): الرفث محركة الجماع والفحش وكلام النساء في الجماع أو ما يواجهن به من الفحش (والضحك عند القبور) لأنه يدل على الغفلة وقسوة القلب (ودخول المساجد وأنتم جنب) أما هذا فقد وردت الأدلة بتحريمه إلا لعابري سبيل فذكره هنا في المكروهات دال على إن أريد بما يكرهه الله أعم من الحرام والمكروه (وإدخال ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3308)، وانظر فتح الباري (3/ 88 - 89). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (3343) وكذلك ابن المبارك في الزهد (1560)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (163) وفي السلسلة الضعيفة (3078). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (6787) وأبو نعيم في الحلية (10/ 230). (¬4) النهاية (2/ 241). (¬5) القاموس المحيط (ص 218).

العيون في البيوت بغير إذن) التطلع إلى نظر أهل البيوت من غير إذن أهلها وقد قال تعالى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النور: 27] والاستئذان إنما جعل من أجل النظر وهذا محرم ولذا أبيح فقء عين من فعل ذلك (ص عن يحيى بن أبي كثير مرسلاً) وفيه انقطاع مع إرساله (¬1). 1764 - "إن الله تعالى كره لكم البيان كل البيان (طب) عن أبي أمامة". (إن الله تعالى كره لكم البيان) هو إظهار المقصود بأبلغ لفظ وهو من الفهم وبكاء القلب وأصله الكشف والظهور وأراد هنا كراهية التعمق في النطق والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الناس لأنه نوع من الكبر والعجب (كل البيان) عطف بيان أي لا البعض منه فلا يكرهه لأنه لا بد منه ولأن أحاديث النهي عن التعمق في المنطق وأن العي من صفات أهل الإيمان (طب عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عفير [1/ 503] بن معدان (¬2). 1765 - "إن الله تعالى كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها (طب حل ك هب) عن سهل بن سعد". (إن الله تعالى كريم يحب الكرم ويحب معالي الأخلاق) عطف أعم على أخص (ويكره سفسافها) تقدم تفسيره قريبًا (طب حل ك هب عن سهل بن سعد) سكت عليه المصنف وإسناده صحيح (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في سننه كما في الكنز (44025). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1613) والسلسلة الضعيفة (3079). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 166) رقم (7695) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 116) في إسناده عفير بن معدان وهو ضعيف. وقال المناوي (2/ 251) قال الزين العراقي: رواه ابن السني في رياض المتعلمين عن أبي أمامة بسند ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1629). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 181) رقم (5928) وأبو نعيم في الحلية (8/ 133) والحاكم (1/ 48) والبيهقي في الشعب (8011)، وقال المناوي (2/ 251)، وقال الحافظ العراقي: إسناده=

1766 - "إن الله تعالى لم يبعث نبياً ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالاً؛ ومن يوق بطانة السوء فقد وقي (خد عب) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله لم يبعث نبياً) البعث الإرسال كما في القاموس (¬1)، فقوله (ولا خليفة) أي ولا استخلف خليفة من باب علفتها تبنا وماءً باردًا لأنه لا يسمى الخليفة رسولًا ولا مبعوثًا (إلا وله بطانتان) في النهاية (¬2): بطانة الرجل صاحب سره وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله (بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر) فيه أن الذي يحتاج إلى من يرشده في بعض أحواله إلى المعروف وينهاه عن المنكر (وبطانة لا تألوه خبالًا) هو من ألوت إذا قصرت والخبال في الأصل الفساد ويكون في الأفعال والأبدان والعقول والمراد لا تقصر في إفساد أحواله ومنه: {لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً} [آل عمران: 118] (ومن يوق بطانة السوء فقد وقي) الشر كفي كل سوء وحذف المفعول لإفادة التعميم (خد عب عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وهو في البخاري بزيادة ونقص (¬3). 1767 - "إن الله تعالى لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم (طب) عن أم سلمة (صح) ". (إن الله تعالى لم يجعل شفاءكم فيما حَرَّم عليكم) قال المصنف في المرقاة نقلاً ¬

_ = صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (8011) والسلسلة الصحيحة (1378، 1626). (¬1) القاموس المحيط (ص 378). (¬2) النهاية (1/ 36). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (25) والترمذي (2369) وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1805) والسلسلة الصحيحة (1641).

عن البيهقي (¬1): إن ذلك في غير حال الضرورة وأما معها فيجوز التداوي بالمحرم كما أذن - صلى الله عليه وسلم - للعرنيين شرب أبوال الإبل. قلت: هذا منه بناء على تحريم أبوال الإبل والدليل يرده ثم في تصريحه - صلى الله عليه وسلم - بنفي الدواء عن المحرم وأنه تعالى لم يجعل فيه شفاء دليل على أن الأدواء في حال الضرورة وغيرها لأنه قد نفى عنه الشفاء كما قال الشيخ تقي الدين السبكي: لا نقول كما يقول الأطباء إن في الخمر منافع بشهادة القرآن وأن ذلك كان قبل تحريمها فلما نزل التحريم والله هو الخالق لكل شيء سلبها المنافع جملة فليس فيها شيء من المنافع قال: وبهذا سقطت مسألة التداوي بالخمر فعلى هذا أنزل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها" وقد حسمنا ذلك في منحة المختار حاشية ضوء النهار (طب عن أم (¬2) سلمة) رمز المصنف لصحته ورجاله رجال الصحيح إلا أن إسناده منقطع. 1768 - "إن الله تعالى لم يفرض الزكاة إلا ليطيب بها ما بقي من أموالكم، وإنما فرض المواريث لتكون لمن بعدكم. ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة: إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته (د ك هق) عن ابن عباس (صح) ". (إن الله تعالى لم يفرض الزكاة إلا ليطيب بقية أموالكم) لذا سماها الله تعالى بطهرة للمال وهذا حكمه بالنسبة إلى من يجب عليه وبالنسبة إلى المال الحكمة في ذلك تزكيته ونماؤه الدال عليه تسميتها زكاة من الزكاة وهو النمو والحكمة بالنسبة إلى من يصير إليه مساواة الفقير ونفعه (وإنما فرض المواريث) لتكون ¬

_ (¬1) انظر: السنن الكبرى (10/ 5)، والآداب (ص: 378). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 326) رقم (749) وأبو يعلى (6966) والبيهقي في السنن (10/ 5)، قال الهيثمي (5/ 86) رجال أبي يعلى رجال الصحيح خلا حسان بن مخارق وقد وثقه ابن حبان. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1637) والسلسلة الضعيفة (1633).

الأموال (لمن بعدكم) فحكمة فرض المواريث أنه نفع من يخلفه الإنسان من قراباته (ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء) مما هو أنفع من المال (المرأة الصالحة) [1/ 504]، وفسرها بوصفها (إذا نظر إليها سرته) لحسنها وطلاقة أخلاقها (وإذا أمرها أطاعته) فيما يريد (وإذا غاب عنها حفظته) في نفسها وماله وهي التي قال فيها تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} [النساء: 34] (د ك هق عن ابن عباس) (¬1) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما واعترض. 1769 - "إن الله تعالى لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها هو فجزأها ثمانية أجزاء (د) عن زياد بن الحرث الصدائي". (إن الله تعالى لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات) أي الزكوات جمعها لتعدد أنواعها أي لم يفوض ذلك إليه - صلى الله عليه وسلم - (حتى حكم فيها) هو تعالى في كتابه (فجزأها ثمانية أجزاء) كما في آية براءة وسببه عن راويه قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته وإني رجل فقال: أعطني من الصدقة قال له - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله لم يرض ... " الحديث وتمامه: فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك، وفيه دليل قبول قول المصرف وتحريم إعطاء من ليس من الثمانية (د (¬2) عن زياد بن الحارث الصدائي) وفيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي ضعيف. 1770 - "إن الله تعالى لم يبعثني معنتا ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1664) والحاكم (1/ 804) والبيهقي (4/ 83). قال المناوي (2/ 253) قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي في التلخيص ورده في التهذيب. فقال: عثمان القطان أي أحد رجاله لا أعرفه والخبر عجيب وقال في المهذب: فيه عثمان أبو القطان ضعفوه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1643) والسلسلة الضعيفة (1319). (¬2) أخرجه أبو داود (1630) وفيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي ضعيف وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1642) والسلسلة الضعيفة (1320) وفي الإرواء (859).

(م) عن عائشة (صح) ". (إن الله تعالى لم يبعثني معنتًا) هو من عنته تعنيتًا شدد عليه وألزمه ما يصعب عليه أداؤه (ولا متعنتًا) يقال جاءه متعنتًا أي طالبًا زلته كما في القاموس (¬1)، فالمعنى أن الله تعالى لم يبعثني مشددًا على الغير ملزمًا له ما يصعب عليه أداؤه ولا طالب لزلته، والحديث ورد في سياق طلب شأن التخيير (ولكن بعثني معلمًا ميسرًا) بالمهملة بعد المثناة التحتية من اليسر ولذا كان يقول يسروا ولا تعسروا (م عن عائشة) (¬2). 1771 - "إن الله تعالى لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسو الحجارة واللبن والطين (م د) عن عائشة (صح) ". (إن الله تعالى لم يأمرنا فيما رزقنا أن نكسوا الحجارة والطين) أصله عن عائشة -رضي الله عنها - قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سفر وقد سترت على بابي درنوكًا، وفي لفظ: نمطًا فيه الخيل ذوات الأجنحة، فلما قدم رأى النمط عرفت الكراهة في وجهه حتى هتكه أو قطعه (¬3) وذكر الحديث. قالت: قطعت منه وسادتين وحشوتهما ليفاً فلم يعب - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وفيه دليل على كراهة ستر الجدار أو تحريمها إلا أن قوله لم يأمرنا يدل على الكراهة وهتكه له لأنه يكره ما يكرهه الله ولا يقال الهتك من حيث أن فيه تصاوير الخيل وذوات الأجنحة أي التحاليف لا لأجل ستر الجدار لأنا نقول قوله لم يأمرنا أن نكسوا الحجارة والطين صريح أن الكراهة لذلك لا لما فيه من التصاوير فتلك كراهة معلومة ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 200). (¬2) أخرجه مسلم (1478). (¬3) أخرجه مسلم (2107)، وأحمد (6/ 208، 281).

من غير هذا (م د عن عائشة) ورواه البخاري أيضًا (¬1). 1772 - "إن الله تعالى لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا، وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك (حم م) عن ابن مسعود (صح) ". (إن الله تعالى لم يجعل لمسيخ) بالسين المهملة والخاء المعجمة أي ممسوخ وفي النهاية (¬2): مسيخ بمعنى فعيل بمعنى مفعول من المسخ وهو قلب الخلقة من شيء إلى شيء (نسلاً) بسكون السين المهملة (ولا عقبًا) العقب بفتح المهملة وكسر القاف وسكونها وهو الولد وولد الولد فالعطف تفسيري أو أنه أريد بالأول الولد وبالثاني ولد الولد إبانة لانتفاء التوالد وإلا فإنه يلزم من انتفاء الأول انتفاء الثاني وهو عام في كل ممسوخ من الحيوانات إلا أن القرآن حكى أنه تعالى مسخ أمة [1/ 505] من بني إسرائيل الذين مسخوا قردة وخنازير ولذا قال (وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك) أي قبل أن يمسخ بني إسرائيل. فإن قلت: يعارضه حديث أبي هريرة عند الشيخين وأحمد بلفظ: "فقدت أمة من بني إسرائيل لا تدري ما فعلت وإني لأراها الفأر ... " (¬3) الحديث سيأتي في حرف الفاء، وحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في الضباب: "أن أمة من بني إسرائيل مسخت في الأرض دواب وإني أخشى أن يكون هذا يعني الضباب منها" (¬4). قلت: يمكن الجمع أن هذا شك منه - صلى الله عليه وسلم - في هذين الحديثين فقد جزم في هذا بأنه لا نسل للمسيخ فيكون ذلك الشك متقدمًا ثم أعلمه الله بأنه لا يجعل لمسيخ نسلاً أو يقال أنه أخبره: أنه لا نسل للقردة والخنازير من المسخ كما ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5611)، مسلم (2106) وأبو داود (4153) وأخرجه البخاري (3225). (¬2) النهاية (4/ 329). (¬3) أخرجه البخاري (3129)، ومسلم (1951)، وأحمد (3/ 5). (¬4) أخرجه البزار (2813).

يرشد إليه ذكرها آخر الحديث والأول أولاً مسخًا نكره في سياق النفي فهو عام وذكر بعض أفراده لا يقصره عليه (حم م عن ابن مسعود) (¬1). 1773 - "إن الله تعالى لم يجعلني لحاناً، اختار لي خير الكلام: كتابه القرآن الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة". (إن الله تعالى لم يجعلني لحانًا) بالحاء المهملة قال أبو عبيد: هو الخطأ في الكلام، والمراد لم يبعثني مخطئًا في الكلام للغة العرب والإتيان بصيغة المبالغة لا لإفادة نفي الزيادة مع ثبوت أصلها بل لإفادة نفي أصل اللحن وإنما أتى به على تلك الصيغة إشارة إلى أنه لو اتفق منه - صلى الله عليه وسلم - القليل من اللحن لكان كثيراً لأنه ينقله كل ناقل ويقتدي به كل عاقل كما هو أحد الوجوه في الإتيان بصيغة المبالغة في قوله: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46] وأغرب الشارح فقال: وأفعل التفضيل ليس هنا على بابه يوهم أن صيغة المبالغة اسم تفضيل وهو من أعجب الوهم (اختار لي خير الكلام) بينه بالإبدال منه (كتابه القرآن) وهو استدلال على أنه ليس بلحان لأن من نزل بلسانه القرآن لا يكون لحانًا (الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة) بإسناد حسن لغيره (¬2). 1774 - "إنَّ الله تعالى لم يخلق خلقاً هو أبغض إليه من الدنيا، وما نظر إليها منذ خلقها بغضاً لها (ك) في التاريخ عن أبي هريرة". (إن الله تعالى لم يخلق خلقًا هو أبغض إليه من الدنيا) إنما جعلها فتنة للعباد ليبلوهم أيهم أحسن عملاً (ما نظر إليها منذ خلقها) ما أكرمها ولا أقام لها وزنًا من قوله: {وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 77] وإنما بغضها لأنها تكون ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 433) ومسلم (2163). (¬2) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (31990) وانظر المداوى للغماري (2/ 306) رقم 856). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1638).

في الغالب مبعدة عن الله تعالى وعما يرضاه (بغضًا لها. ك في التاريخ) (¬1) لا في المستدرك وكان الأولى أن يأتي باسمه (عن أبي هريرة) وهو ضعيف لضعف داود بن المحبر. 1775 - "إن الله تعالى لم يصنع داء إلا وضع له شفاء. فعليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل الشجر (حم) عن طارق بن شهاب (صح) ". (إن الله تعالى لم يضع داء) خلقه (إلا وضع له شفاء فعليكم) الزموا (بألبان البقر فإنها ترم) بفتح المثناة الفوقية وكسر الراء وضمها من رمت ترم وترم كما في القاموس (¬2) وفي النهاية (¬3): أي تأكل وهو علة لمحذوف لأنه قيل: فعليكم بألبان البقر فإنها شفاء لأنها تأكل (من كل الشجر) وقد أودع الله في الأشجار أدوية لعدة من العلل وهي تأكل الأشجار ثم يستحيل لبنًا فهو عصارة الأشجار التي فيها النفع فتوافق عللاً يبرئها (حم عن طارق بن شهاب) (¬4) [1/ 506] رمز المصنف لصحته. 1776 - "إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم، فعليكم بألبان البقر، فإنها ترم من كل شجر (ك) عن ابن مسعود (صح) ". (إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء إلا الهرم) هو أقصى الكبر كما في ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في التاريخ كما في الكنز (6102) وأخرجه البيهقي في الشعب (10500) مرسلاً. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1641) والسلسلة الضعيفة (3080): موضوع. وانظر: المداوي للغماري (2/ 307) رقم (808). (¬2) القاموس المحيط (صـ 1435). (¬3) النهاية (2/ 268). (¬4) أخرجه أحمد في المسند (4/ 315). وانظر العلل للدارقطني (6/ 28) رقم (958). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1808) والسلسلة الصحيحة (1650).

القاموس (¬1) وجعله من الأدواء لأنه علة تولدت عن علو السنن وهو تخصيص لإطلاق الحديث الأول كما أن الثاني يخصصهما معًا (فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من كل شجر ك عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته (¬2). 1777 - "إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام وهو الموت (ك) عن أبي سعيد (صح) ". (إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه) من أراد الله أن يعلمه وأهله له وكذا في قوله (وجهله من جهله) فلا يقال إن الإسناد لاغٍ (إلا السام وهو الموت) ولعل المراد إلا مرض الموت لأن الموت نفسه لا يسمى مرضًا وهو استثناء منقطع (ك عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (¬3). 1778 - "إن الله تعالى لم يحرم حرمة إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع؛ ألا وإني ممسك بحجزكم أن تهافتوا في النار كما يتهافت الفراش والذباب (حم طب) عن ابن مسعود (صح) ". (إن الله تعالى لم يحرم حرمة) بزنة ظلمة وهي ما لا يحل انتهاكه (إلا وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع) أي يطلب الطلوع إليها والانتهاك لها وإنما سمى انتهاكها طلوعًا وفاعله مطلعًا لأنه تعالى قد خص ما حرمه بالوعيد عليه والنهي عنه فالهاتك للحرمة قد ارتقى مرتقًا صعبًا وقد جبلت النفوس على حب ما منعت منه كما قيل: أحب شيء إلى الإنسان ما منعاً (وإني ممسك بحجزكم) جمع حجزة وهي في الأصل موضع عقد الإزار ثم قيل للإزار حجزة للمجاورة ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1509). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 196)، وأخرجه كذلك البيهقي (9/ 345). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1810) والسلسلة الصحيحة (518). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 401) وعزاه السيوطي في المنهج السوي (ص 97) لابن السني وأبي نعيم في الطب. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1809) والسلسلة الصحيحة (452).

واحتجز الرجل بالإزار إذا شده على وسطه فاستعاره هنا للمبالغة في النصح والوعيد وإبلاغ كل ما أمر به وضرب الأمثال وتصوير كل كائنة حتى كأنه متعلق أخذ بحجزهم (أن تهافتوا) مخافة أو لئلا تهافتوا والهفت هو السقوط (في النار كما يتهافت الذباب والفراش) وفي تشبيههم بهما إشارة إلى أنهم كالحيوان الذي لا يعقل فيلقي نفسه في المهالك (حم (¬1) طب عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وفيه المسعودي قد اختلط. 1779 - "إن الله تعالى لم يكتب على الليل صياما، فمن صام تعنى ولا أجر له ابن قانع والشيرازي في الألقاب عن أبي سعد الخير". (إن الله تعالى لم يكتب) يفرض (على الليل صيامًا) أي عليكم في الليل فإيقاع الكتب على الليل مجاز عقلي للملابسة الزمانية (فمن صام الليل تعنى) بالمثناة الفوقية والعين المهملة أي أوقع نفسه في العناء (ولا أجر له) فإنه لا أجر فيما لا يشرع (ابن قانع والشيرازي في الألقاب عن أبي سعد الخير) بالإضافة وهو الأنماري (¬2) اسمه عامر بن سعد وفي إسناده من لا يعرف (¬3). 1780 - "إن الله تعالى لما خلق الدنيا أعرض عنها، فلم ينظر إليها من هوانها عليه ابن عساكر عن علي بن الحسين مرسلاً ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 390) والطبراني في الكبير (10/ 215) رقم (10511)، وقال الهيثمي في المجمع (7/ 210): رواه أحمد وأبو يعلى وفيه المسعودي وقد اختلط. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1639) والسلسلة الضعيفة (3082). (¬2) انظر: الإصابة (3/ 580). (¬3) أخرجه ابن قانع (173) والشيرازي في الألقاب كما في الكنز (2392)، وأخرجه الترمذي في العلل الكبير بترتيب القاضي (1/ 338) رقم (113) وقال الترمذي: سألت محمداً عن هذا الحديث فقال: أرى هذا الحديث مرسلاً وما أرى عبادة بن نسي سمع من أبي سعد الخير. وانظر العلل لابن أبي حاتم (1/ 225). وضعفه الألبان في ضعيف الجامع (164) والسلسلة الضعيفة (383).

(إن الله تعالى لما خلق الدنيا أعرض عنها فلم ينظر إليها) نظر عظمة (من هوانها عليه) هو علة نظره إليها (ابن عساكر عن علي بن الحسين) زين العابدين (مرسلاً) (¬1). 1781 - "إن الله تعالى لما خلق الدنيا نظر إليها ثم أعرض عنها، ثم قال: وعزتي وجلالي لا أنزلتك إلا في شرار خلقي ابن عساكر عن أبي هريرة". (إن الله تعالى لما خلق الدنيا نظر إليها) فحديث لم ينظر إليها مقيد بهذه (ثم أعرض عنها ثم قال وعزتي وجلالي لا أنزلتك إلا في شرار خلقي) فأريد بالدنيا هنا المال ونحوه من الحظوظ العاجلة (ابن عساكر عن أبي هريرة) (¬2). 1782 - "إن الله تعالى لما خلق الخلق كتب بيده على نفسه: إن رحمتي تغلب غضبي (ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى لما خلق الخلق) المخلوق (كتب بيده) بقدرته (على نفسه) كتب ولزم {عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} الآية. (إن رحمتي تغلب غضبي) ولذا كانت من صفاته الرحمن الرحيم الغفور أرحم الراحمين وغير ذلك ولم يأت من صفاته صفة مأخوذة من الغضب ولذا قالت الملائكة: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رحْمَةً وَعِلْمًا} و (ت 5 عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬3). 1783 - "إن الله تعالى ليؤيد الإِسلام برجال ما هم من أهله (طب) عن ابن عمرو". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (20/ 200). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1635) والسلسلة الضعيفة (3081). (¬2) أخرجه ابن عساكر (55/ 117) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1635) والسلسلة الضعيفة (3081). (¬3) أخرجه الترمذي (3543) وقال: حسن صحيح غريب. وابن ماجه (4295). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1803).

(إن الله تعالى ليؤيد الإِسلام) أي دين الإِسلام (برجال ما هم من أهله) أي ما لهم حظ فيه ولا يعدون [1/ 507] من أهله وسبب هذا الحديث والذي بعده قصة قزمان وهو رجل حضر معه - صلى الله عليه وسلم - أحدًا وكان له مع الكفار أشد جهاد وقتل منهم جماعة فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه من أهل النار فعجب أصحابه - صلى الله عليه وسلم - من ذلك مع ما يرونه من جهاده وجلادته، فلما كان آخر اليوم أثخنته الجراحة فاتكأ على سيفه حتى خرج من عرضه فقتل نفسه فعند ذلك قال - صلى الله عليه وسلم - إن الله ليؤيد هذا الدين ... (طب عن ابن عمرو) (¬1) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد. 1784 - "إن الله تعالى ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر (طب) عن عمرو بن النعمان بن مقرن ". (إن الله تعالى ليؤيد) يقوي (الدين) بجهاد أو غيره ولذا قال بعضهم: يدخل فيه العالم الفاسق والإمام الجائر (بالرجل الفاجر. طب عن عمرو بن النعمان بن مقرن) وأصله في الصحيحين (¬2). 1785 - "إن الله تعالى ليبتلي المؤمن، وما يبتليه إلا لكرامته عليه (الحاكم في الكنى عن أبي فاطمة الضمري". (إن الله تعالى ليبتلي المؤمن) بالفقر والإسقام والمخاوف ونحوها (وما يبتليه إلا لكرامته عليه) لأن البلاء خير محض للعبد إما في الدنيا فلأنها تنكسر شريته النفسانية وتخلع عنه ثوب الكبرياء ويلتذ بمقدار النعمة التي يعقب البلاء ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (13/ 28 رقم 56) وقال الهيثمي في المجمع (5/ 303) فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1647) والسلسلة الضعيفة (1649). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 39) رقم (81) عن عمرو بن النعمان بن مقرن، و (9/ 225) رقم (9094) عن عبد الله بن مسعود وأصله في الصحيحين أخرجه البخاري (3062) ومسلم (111) عن أبي هريرة.

فلولا المرض ما عرف مقدار العافية ولولا الفقر ما عرف مقدار الغنى ولولا الخوف ما عرف مقدار الأمن وكل نعيم في الكون ما عرفت نعمته إلا بضده كما قيل: وبضدها تتبين الأشياء، وأما في الآخرة فلما أعد الله لأهل البلاء من المثوبة التي يتمنى معها أهل العافية لو قرضوا بالمقاريض في الدنيا (الحاكم) هو أبو أحمد وليس من أهل الرموز (في الكنى عن أبي فاطمة الضمري) (¬1). 1786 - "إن الله تعالى ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير، وإن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا كما يحمي المريض أهله الطعام (هب) وابن عساكر عن حذيفة". (إن الله تعالى ليتعاهد عبده المؤمن) لا الفاجر فإنه يمد له مدًا (بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير) لأن البلاء خير للعبد (وإن الله ليحمي عبده المؤمن من الدنيا) من نعيمها وحظها العاجل (كما يحمي المريض أهله الطعام) وذلك أنهم يحمونه منه خشية من زيادة العلة أو تأخر برئها عن ظن منهم لذلك والرب تعالى يعلم أنه لا يأتي من الدنيا إليه إلا ضره الضر الذي لا نسبة لضر طعام المريض إليه فإنها تضر قلبه وقالبه ودنياه وآخرته فإذا أحبه حماه كما أن من أحب مريضه حماه عما يضره كما شرحه الحديث الثاني (هب وابن عساكر عن حذيفة) وفيه اليمان بن المغيرة ضعفوه (¬2). 1787 - "إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا، وهو يحبه، كما تحمون ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في الكنى كما في الكنز (6808) وابن سعد (7/ 507) والطبراني في الكبير (22/ 323) رقم (813) قال الهيثمي في المجمع (2/ 293): فيه محمَّد بن أبي حميد وهو ضعيف إلا أن ابن عدي قال: وهو مع ضعفه يكتب حديثه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1648) والسلسلة الضعيفة (1302). (¬2) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (10121) وابن عساكر (12/ 288). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1649) والسلسلة الضعيفة (1302).

مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه (حم) عن محمود بن لبيد (ك) عن أبي سعيد (صح) ". (إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه) فما حماه إياها إلا محبة له (كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه) تقدم بسط معناه (حم عن محمود بن لبيد ك عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (¬1). 1788 - "إن الله تعالى ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه البلاء (طب) عن ابن عمر". (إن الله تعالى ليدفع بالمسلم الصالح عن مائة أهل بيت من جيرانه). إن قلت: هذه الأحاديث الماضية قاضية أن (البلاء) أسرع شيء إلى العبد المؤمن فكيف يدفع به عن غيره؟. قلت: هذا البلاء هنا هو بلاءً العقوبة وحلول الغضب [1/ 508] والأول بلاءً الامتحان والاختبار ولذلك قال خليل الله لما أخبرته الملائكة أنهم يهلكوا قوم لوط: {إِنَّ فِيهَا لُوطًا} وأجيب بنجاته. فإن قلت: فلم لم يدفع عن قوم لوط بجواره؟. قلت: هذا الحديث في مسلم بين عصاة من أهل الإِسلام استحقوا العقوبة وأما المشركون مثل قوم لوط فإنه لا يحل للمسلم الإقامة بينهم فضلاً عن أن يدفع به عنهم على أنه قد أخرج من بينهم قبل حلول البلاء فلم ينزل بهم وهم جيرانه طب عن ابن (¬2) عمر سكت عليه المصنف وضعفه المنذري وغيره. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 427) والحاكم (4/ 208). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1814). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (8/ 164)، وكذلك الطبراني في الأوسط (4/ 239) رقم (4080) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 164): فيه يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1651) والسلسلة الضعيفة (815): ضعيف جداً.

1789 - "إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمد الله عليها (حم م ت ن) عن أنس (صح) ". (إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة أو يشرب الشربة فيحمده عليها) فالرضا منه تعالى يتسبب عن حمده المتسبب عن الأكلة والشربة سبحانه ما أكرمه أعطى المأكول وأقدر على أكله وجعل سائغًا وساقه إلى عبده وأوجده من العدم ثم أقدره على حمده وألهمه قوله وعلمه النطق به ثم كان سببًا لرضائه اللهم لك الحمد حمدًا يدوم بدوامك على جميع نعمائك (حم م ت ن عن أنس) (¬1). 1790 - "إن الله تعالى ليسأل العبد يوم القيامة، حتى يسأله ما منعك إذا رأيت المنكر أن تنكره؟ فإذا لقن الله العبد حجته قال: يا رب رجوتك وفرقت من الناس (حم هـ حب) عن أبي سعيد (صح) ". (إن الله تعالى ليسأل العبد يوم القيامة) أي عن كل شيء (حتى يسأله ما منعك إذ رأيت المنكر أن تنكره) فإنه فرض عليك إنكاره فلم تركت ما فرض (فإذا لقن الله) من التلقين التفهيم أي فهم (العبد حجته) برهانه في جوابه على ربه (قال يا رب رجوتك) أن تغفر لي ولا تؤاخذني بترك النكير (وفرقت) خفت لفظًا ومعنى (من الناس). إن قلت: يعارضه حديث أبي سعيد الماضي قريبًا: "ألا، لا يمنعن رجلاً مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه". قلت: لعل الأول في مهابة لا تقضي إلى شيء تنزل به وهذا في خوف حصل منه ظن إنزال المكروه به ولذا عبر هنالك بتهاب وهنا بفرق وفيه دليل على أنه لا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 100) ومسلم (2734) والترمذي (1816) والنسائي في السنن الكبرى (6899).

يسقط الإنكار مخافة شر من ينكر عليه إذ لو سقط لما سئل عنه وعوقب على تركه (حم 5 حب عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (¬1). 1791 - "إن الله تعالى ليضحك إلى ثلاثة: الصف في الصلاة، والرجل يصلي في جوف الليل، والرجل يقاتل خلف الكتيبة (هـ) عن أبي سعيد" (صح). (إن الله تعالى ليضحك إلى ثلاثة) المراد يدر رحمته ويجزل مثوبته قلت: وتعديته بإلى لتضمينه معنى يرغب، والضحك كناية عن لازمه فإن من لازم الضاحك استحسان ما يضحك منه فالمعنى ليستحسن راغبًا إلى إكرام هؤلاء (الصف في الصلاة) بدل من ثلاثة (وللرجل يصلي في جوف الليل) وسطه (وللرجل يقاتل خلف الكتيبة) هي القطعة العظيمة من الجيش أي يقاتل من خلفهم ذبًا عنهم وهو أعظم ممن يقاتل مع الكتيبة لانفراده عنها والجامع بين الثلاثة أنها مقامات كلها لرضا الله تعالى ومقامات جهاد للنفس والشيطان (5 عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته (¬2). 1792 - "إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن (هـ) عن أبي موسى". (إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان) وهي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم (فيغفر لجميع خلقه إلا الشرك) فإن الله لا يغفر أن يشرك به (أو مشاحن) هو من شحن عليه كفرح أي حقد وفسره آخرون بأهل البدع المفارقون للجماعة وليس بمعناه اللغوي إلا أن يكونوا مشاحنين حاقدين (5 ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 29) وابن ماجه (14017) وابن حبان (7368) وقال في الزوائد (4/ 185): إسناده صحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1818) والسلسلة الصحيحة (929). (¬2) أخرجه ابن ماجه (200) قال البوصيري في الزوائد (1/ 27): إسناده فيه مقال. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1656) والسلسلة الضعيفة (3103).

عن أبي موسى) (¬1) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف ابن لهيعة وللجهل بحال الضحاك [1/ 509]. 1793 - "إن الله تعالى ليعجب من الشاب ليست له صبوة (حم طب) عن عقبة بن عامر (صح) ". (إن الله تعالى ليعجب) يعظم عنده ويكبر لديه. واعلم: أنه إنما يتعجب الآدمي من الشيء إذا عظم موقعه عنده وخفي عليه سببه وقيل معنى عجيب ربك أي رضي وأثاب فسماه عجبًا مجازًا وليس بعجب في الحقيقة (من الشاب ليس له صبوة) في النهاية (¬2) أي ميل إلى الهوى وهي المرة منه انتهى. وإنما عجيب تعالى منه لأن الشباب مظنة الصبوة ومحلها ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: "الشباب شعبة من الجنون" (¬3) إن ثبت حديثًا وإلا فهو كلام صحيح (حم طب (¬4) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته. 1794 - "إن الله تعالى ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته (ق ت 5) عن أبي موسى (صح) ". (إن الله تعالى ليملي للظالم) من الإملاء الإمهال (حتى إذا أخله) بظلمه (لم يفلته ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1390) وقال البوصيري في الزوائد (2/ 10): إسناده ضعيف. وحسنه الألباني في الجامع (1819) والصحيحة (1844)، (1651). (¬2) النهاية (3/ 11). (¬3) أخرجه القضاعي في الشهاب (116)، وهناد في الزهد (497)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (2464). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 151) والطبراني في المعجم الكبير (17/ 209) رقم (853). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1658) والسلسلة الضعيفة (2426).

لم يتركه ولم يمهله إن أخذه أليم شديد (ق ت 5 عن أبي موسى الأشعري) (¬1). 1795 - "إن الله لينفع العبد بالذنب يذنبه (حل) عن ابن عمر". (إن الله تعالى لينفع العبد بالذنب يذنبه) وذلك لأنه قد يكون سببًا لندامته وإقلاعه وإقباله على الله واستغفاره من كل ذنب وإذهاب عجبه بنفسه، وفي نهج البلاغة: سيئة تسوؤك خير من حسنة تعجبك لأن الإعجاب قد يبطلها والإساءة من السيئة قد تمحوها ويأتي حديث: "لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ... " الحديث (حل عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وفيه ضعف وجهالة (¬2). 1796 - "إن الله تعالى محسن فأحسنوا (عد) عن سمرة". (إن الله تعالى محسن) إليكم بإنعامه (فأحسنوا إليه) بصالح الأعمال أو محسن إلى عباده فأحسنوا إليهم وهو أخص من الأول لأن الإحسان إلى عباده إحسان إليه تعالى (عد عن سمرة) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف (¬3). 1797 - "إن الله تعالى مع القاضي، ما لم يحف محمداً (طب) عن ابن مسعود (حم) عن معقل بن يسار". (إن الله تعالى مع القاضي) الحاكم بين المسلمين سواء سمي قاضيًا أو لا، أي يؤيده ويسدده ويثبته (ما لم يحف) يجر وغيرها عق الحق (عمدًا) لطفًا بالعباد ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4686) ومسلم (2583)، والترمذي (3110) وابن ماجه (4018). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 199) وقال العقيلي (4/ 258) ت (1858): مضر بن نوح السلمي: حديثه غير محفوظ، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 787) رقم (1135): هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومضر لا يعرف ونقل كلام العقيلي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1661) والسلسلة الضعيفة (3105). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 426). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1823) والسلسلة الصحيحة (469).

حيث لم يؤاخذهم بالخطأ (طب عن ابن مسعود (¬1) حم عن معقل بن يسار) كذا في نسخ الجامع بتقديم رمز الطبراني على رمز أحمد وهو خلاف ما عده المصنف فإنه قدم رمز أحمد حتى على رمز الشيخين لتقدمه زمنًا. 1798 - "إن الله تعالى مع القاضي ما لم يجر، فإذا جار تبرأ الله منه وألزمه الشيطان (ك هق) عن ابن أبي أوفى (صح) ". (إن الله تعالى مع القاضي ما لم يحف) من الحيف الجور ولذا قال (فإذا جار) أي عمدًا كما دل له الأول (تبرأ الله منه) فلم يكن معه بالتأييد والنصر والتسديد (وألزمه الشيطان) جعله ملازمًا له يضله ويغويه (ك هق عن ابن أبي أوفى) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقروه رواه الترمذي أيضًا (¬2). 1799 - "إن الله تعالى مع الدائن حتى يقضي دينه، ما لم يكن دينه فيما يكره الله (تخ هـ ك) عن عبد الله بن جعفر (صح) ". (إن الله تعالى مع الدائن) رجل داين ومدين ومديون ومدان ويشدد داله عليه دين كما في القاموس (¬3) أي يعينه على أداء دينه (حتى يقضي دينه ما لم يكن دينه فيما يكره الله) فإنه لا يكون معه ولا يعينه على قضاء دينه (تخ 5 ك عن عبد الله ابن جعفر) رمز المصنف لصحته (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 15) رقم (9792) عن ابن مسعود وأحمد في المسند (5/ 21) عن معقل بن يسار. وقال الهيثمي (4/ 194): فيه حفص بن سليمان القارئ وثقه أحمد وضعفه الأئمة ونسبوه إلى الكذب والوضع. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1828). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 93) والبيهقي في السنن (10/ 134) عن ابن أبي أوفى وأخرجه الترمذي (1330) وقال: حسنٌ غريب، وابن ماجه (2312). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1827). (¬3) القاموس المحيط (صـ 1475). (¬4) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 475) وابن ماجه (2409) والحاكم (2/ 23). وحسنه =

1800 - "إن الله تعالى هو الخالق القابض الباسط الرزاق المسعر. وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحد بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال (حم د ت هـ حب هق) عن أنس (صح) ". (إن الله تعالى هو الخالق) لكل موجود (القابض) في النهاية (¬1): هو الذي يمسك الرزق وغيره عن العباد بلطفه ورحمته ويقبض الأرواح عند الممات (الباسط) فيها الذي يبسط الرزق لعباده ويوسعه عليهم بجوده ورحمته ويبسط الأرواح والأجساد (الرزاق المسعر) الذي يرخص [1/ 510] الأسعار ويغليها ولا اعتراض لأحد عليه ولذلك لا يجوز التسعير (وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطالبني أحد بمظلمة) بكسر اللام هي ما يظلمه الرجل والحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لما غلت الأسعار وطلب منه أن يسعرها وفيه دليل أنه لا يجوز التسعير، وقد حققنا ذلك في حواشينا على ضوء النهار (ظلمتها إياه في دم ولا مال) فذكر الدم استطرادًا لعظمته (حم د ت 5 حب (¬2) هق عن أنس) رمز المصنف لصحته. 1801 - "إن الله تعالى وتر يحب الوتر ابن نصر عن أبي هريرة وعن ابن عمر". (إن الله تعالى وتر) تقدم الكلام عليه (يحب الوتر) يحب كل ما كان وترًا من الطاعات ونحوها كما سلف (ابن نصر (¬3) عن أبي هريرة وابن عمر) ورواه عنه ¬

_ = الحافظ ابن حجر في الفتح (5/ 54). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1825) والسلسلة الصحيحة (1000). (¬1) النهاية (4/ 6). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 156) وأبو داود (3451) والترمذي (1314) وابن ماجه (2200) وابن حبان (4935) والبيهقي (6/ 29). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1846). (¬3) أخرجه ابن نصر كما في الكنز (19532) وأحمد (2/ 109) والبزار كما في كشف الأستار (1/ 356) رقم (843) وقال الهيثمي (2/ 240): رجاله موثقون، ورواية أبي هريرة أخرجها =

أيضًا أحمد ورجاله ثقات. 1802 - "إن الله تعالى وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن (ت) عن علي (هـ) عن ابن مسعود". (إن الله تعالى وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن) (¬1) أي يا مؤمنون فإنهم أهل القرآن؛ لأنه كتابهم وفيه أحكامهم ويحتمل يا حفاظه ونقلته فيختص الوتر بهم وإليه ذهب البعض من أهل العلم (ت عن علي) وقال: حسن (5 عن ابن مسعود) وفيه إبراهيم الجوهري ضعيف (¬2). 1803 - "إن الله تعالى وضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه (هـ) عن ابن عباس". (إن الله تعالى وضع عن أمتي) هو من وضعه يضعه حطه أي حط عنها إثم الثلاثة: "الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه) لا هي نفسها فإنهم يصدرونها وقد تقدم، قال المصنف قاعدة الفقه أن الخطأ والجهل فسقط الإثم مطلقًا، أما الحكم فإن وقعا في ترك مأمور لم يسقط بل يجب تداركه ولا يحصل الثواب المرتب عليه لعدم الاختيار أو فعل منهي ليس من باب الإتلاف فلا شيء فيه أو فيه إتلاف لم يسقط الضمان فإن أوجب عقوبة كان سببه في إسقاطها وخرج عن ذلك صور نادرة (5 عن ابن (¬3) عباس) سكت عليه المصنف وضعف سنده ¬

_ = عبد الرزاق (9801) وأحمد (2/ 277) والدارمي (1580) وابن خزيمة (1071). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1831). (¬1) ويؤيد الحلال في ضوء النهار فقال إنه يختص شرعية الوتر بأهل القرآن وحفاظه. (¬2) أخرجه ابن ماجه (1170) عن ابن مسعود والترمذي (453) وقال: حديث حسنٌ عن علي. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1831). (¬3) أخرجه ابن ماجه (2045) وقال البوصيري (2/ 126): إسناده صحيح إن سلم من الانقطاع، والظاهر أنه منقطع. وأخرجه الحاكم (2/ 198) وقال: هذا حديث صحيح على شرط =

الزيلعي (¬1) ونوزع في ذلك وقال المصنف في الأشباه: أنه حسن وقال في موضع آخر: له شواهد قوته. 1804 - "إن الله تعالى وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة (حم 4) عن أنس بن مالك القشيري وما له غيره". (إن الله تعالى وضع) أسقط وحط (عن المسافر) الصوم إيجاب الإتيان به في سفره إذا سافر في رمضان (وشطر الصلاة) تقدم عن القاموس (¬2) أن الشطر نصف الشيء وجزئه والمراد جزؤه فإنه الموضوع لأن الفرائض سبع عشرة ركعة وضع منها عن المسافر ست ركعات. فإن قلت: حديث عائشة: "إن الصلاة فرضت ركعتان ركعتان، ثم أقرت في السفر وزيدت في الحضر" (¬3) يقضي أنه لا وضع. قلت: غايته أن وضع مجاز عن حتف بأن أبقى فرضه من غير زيادة (حم 4 عن أنس) بن مالك القشيري، قال الترمذي: (وما له غيره). قال العراقي: هو كما قال (¬4). 1805 - "إن الله تعالى وكل بالرحم ملكا يقول: أي رب نطفة، أي رب علقة, أي رب مضغة, فإذا أراد الله أن يقضي خلقها، قال. أي رب شقي أو ¬

_ = الشيخين، والبيهقي في الكبرى (6/ 84)، وانظر: علل ابن أبي حاتم (4/ 115) وقال بعد ذكر طرق هذا الحديث: هذه أحاديث منكرة، كأنها موضوعة وذكر ابن الملقن ثمانية طرق لهذا الحديث انظرها في البدر المنير (4/ 177 - 183). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1836) والإرواء (82). (¬1) انظر: نصب الراية (2/ 38). (¬2) القاموس المحيط (ص 533). (¬3) أخرجه البخاري (343). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 29) والترمذي (715) وأبو داود (2408) والنسائي (4/ 180) وابن ماجه (1667). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1835).

سعيد؟ ذكر أو أنثى؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه (حم ق) عن أنس (صح) ". (إن الله تعالى وكّل) جعله وكيلاً قائمًا بأمرها (بالرحم) ككتِف: بيت منبت الولد كما في القاموس (¬1) (ملكًا يقول: أي) بفتح الهمزة وسكون المثناة التحتية حرف نداء (ربّ نطفة) أي الماء المدلول عليه بالسياق فإن المراد وكل بها إذا أراد أن يخلق منها خلقًا والنطفة بالضم ماء الرجل استفهام من الملك للرب أي أهو نطفة فأكتبها؛ فإنه لا يعلم ما في الأرحام إلا الله وإنما الملك موكل بالحفظ والكتابة ومثله ما بعده من قوله (أي ربّ علقة) بتحريك اللام الدم الغليظ (أي ربّ مضغة) بالضم بضعة من لحم وقد بين حديث ابن مسعود عند الشيخين أن مدة كل واحد [1/ 511] من هذه الأطوار أربعين يومًا (فإذا أراد الله أن يقضي خلقها) أي المضغة لأنها آخر الأطوار، والمراد بالقضاء إمضاء خلقها وذلك بنفخ الروح فيها كما بينه حديث ابن مسعود أيضًا وذلك بعد مائة وعشرين يومًا (قال أي رب شقي أو سعيد) أي أهو شقي فأكتبه أو سعيد فكذلك (ذكر أو أنثى) وهو استفهام عما يكتبه كما بينه حديث ابن مسعود حيث قال بعد ذلك: ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وعمله وأجله وشقي أو سعيد وبينه آخر الحديث هنا (فما الرزق) أي قليل أو كثير (فما الأجل) طويل أم قصير (فيكتب) أي ما ذكر (كذلك) أي كما أمر الله به (في بطن أمه) حال من نائب فاعل يكتب أي يكتب حال كون الولد في بطن أمه وتمام حديث ابن مسعود: "فوالذي لا إله إلا هو إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما يكون بينها وبينه إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل عمل أهل النار فيدخلها"، وقال مثل ذلك في العامل ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1436).

بعمل أهل النار ... الحديث. ولعله يأتي (حم ق عن أنس) (¬1). 1806 - "إن الله تعالى وهب لأمتي ليلة القدر، ولم يعطها من كان قبلهم (فر) عن أنس". (إن الله تعالى وهب لأمتي ليلة القدر) المذكورة في القرآن (ولم يعطها من كان قبلهم) فهي خاصة بهذه الأمة إكرامًا منه تعالى وتقدم قريبًا وجه الاختصاص (فر (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف إسماعيل بن أبي زياد الشامي (¬3). 1807 - "إن الله تعالى وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف، ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة (حم حب ك) عن عائشة (صح) ". (إن الله تعالى وملائكته يصلون) هو نظير: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} [الأحزاب: 56]، وفيه الجمع بين الحقيقة والمجاز إن أريد يرحموكم ويستغفرون أن لكم أو يجعل من عموم المجاز كما قال الطيبي في توجيه كلام الزمخشري أن المراد من يصلون معنى الرأفة والرحمة وإطلاق هذا المعنى على الصلاتين مجاز (على الذين يصلون) من الوصل أي يلتصقون بها ليصلوها ولا يخفى الجناس بين اللفظين (الصفوق) صفوف الصلاة في الجماعة (ومن سد فرجة) في الصف وهي الانفراج بين المصلين في الصف وسدها بأن ينضم إليها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 116)، والبخاري (8/ 3) ومسلم (2646) عن أنس. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (621). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1669) والسلسلة الضعيفة (3106): موضوع. (¬3) قال الحافظ في اللسان (1/ 406): قال الدارقطني هو: إسماعيل بن مسلم متروك الحديث، وقال الخليلي: شيخ ضعيف بالمشهور. وقال ابن عدي (1/ 314): عامة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه إما إسناداً وإما متناً.

(رفعه الله بها درجة) وقد تقدم النهي عن الفرج (حم حب ك عن عائشة) (¬1) رمز المصنف لصحته. 1808 - "إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول (حم د هـ ك) عن البراء (هـ) عن عبد الرحمن بن عوف (طب) عن النعمان بن بشير، البزار عن جابر (ح) ". (إن الله وملائكته يصلون على الصف) أي على أهل الصف (الأول) في الجماعة وتقدمت فضائله (حم د هـ ك عن البراء) بن عازب، (5 عند عبد الرحمن بن عوف، طب عن النعمان بن بشير والبزار عن جابر) (¬2). 1809 - "إن الله تعالى وملائكته يصلون على ميامن الصفوف (د هـ حب) عن عائشة (صح) ". (إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف) أهل جهة يمين الإِمام من أي صف فأفادت هذه الأحاديث أنه ينبغي لداخل المسجد من الناس في صلاة جماعة مثلاً أن يقصد اليمين من الصف الأول أو يسد فرجة في أي صف أو يصل صفاً منقطعًا أو يقصد اليمين من أي صف ومن أقيمت الصلاة وهو في المسجد فيقصد أيمن الصف الأول (د 5 حب عن عائشة) [1/ 512] رمز المصنف لصحته (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 89) وابن ماجه (995) وابن حبان (216) والحاكم (1/ 214). وقال المنذري (1/ 189) رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد حسن. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1843). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 285) وأبو داود (664) وابن ماجه (999) والحاكم في المستدرك (1/ 575) وابن ماجه (997) عن عبد الرحمن بن عوف والطبراني في الكبير (8/ 174) رقم (7727) والبزار في مجمع الزوائد (2/ 92). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1938). وللحديث طرق أخرى كثيرة. (¬3) أخرجه أبو داود (676) وابن ماجه (1005) وابن حبان (2160). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1668).

1810 - "إن الله وملاتكته يصلون على المتسحرين (حب طس حل) عن ابن عمر (صح) ". (إن الله تعالى وملائكته يصلون على المتسحرين) آكلين أكلة السحر في الصوم ولو جرعة من ماء (حب طس حل عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وفيه مجهول (¬1). 1811 - "إن الله تعالى وملائكته يصلون على أصحاب العمائم يوم الجمعة (طب) عن أبي الدرداء". (إن الله وملائكته يصلون على أهل العمائم) جمع عمامة بالكسر وهي المغفر والبيضة وما يلف على الرأس كما في القاموس (¬2)، وقوله (يوم الجمعة) يخصها بما يلف على الرأس لأنها تحمل لذلك اليوم وهو يوم عيد لأهل الإِسلام (طب عن أبي الدرداء) (¬3) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف أيوب بن مدرك بل كذبوه. 1812 - "إن الله تعالى لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة, ومن شذ شذ إلى النار (ت) عن ابن عمر". (إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة) أي لا يخذلها حتى تجتمع على ذلك ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (3467) والطبراني في الأوسط (6434)، وقال الهيثمي (3/ 150) رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به يحيى بن يزيد الخولاني، قلت: ولم أجد من ترجمه وأورد ابن أبي حاتم هذا الحديث في العلل (10243) وقال: قال أبي: هذا حديث منكر. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1844) والسلسلة الصحيحة (1654). (¬2) القاموس المحيط (ص 1473). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (2/ 176) وفي إسناده أيوب بن مدرك كذاب. وأخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 115) ت (134) وابن الجوزي في الموضوعات (977). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1665) والسلسلة الضعيفة (159): موضوع.

والمراد بالضلالة الكفر فالاستدلال به وبنظائره من الوارد في عصمتها عن الضلالة لا يتم دليلاً على حقيَّة إجماعها كما في كتب الأصول الاستدلال بذلك (ويد الله على الجماعة) كناية عن حفظه لهم والدفاع عنهم (من شذ) عن الجماعة (شذ في النار) هو من شذ يشذ بكسر المعجمة وضمها أي نذر والمتفرد عن الجماعة أي جماعة المسلمين في النار والمراد من فارق الإِسلام (ت عن ابن (¬1) عمر) سكت عليه المصنف ورجال إسناده ثقات إلا أن فيه اضطرابًا. 1813 - "إن الله تعالى لا يحب الفاحش المتفحش، ولا الصياح في الأسواق (خد) عن جابر (صح) ". (إن الله لا يحب) ونفي المحبة لا تدل على إثبات البغاضة فإذا قام دليل آخر عليها عمل به كما سيأتي في هذا أن الله يبغض (الفاحش) في النهاية (¬2): ذو الفحش (والمتفحش) الذي يتكلف الفحش في كلامه وفعاله (ولا) يحب (الصياح) هو من الصياح وهو الصوت بأقصى الطاقة (في الأسواق) هو في صفاته - صلى الله عليه وسلم - في الكتب الإلهية القديمة غير صياح في الأسواق (خد (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 1814 - "إن الله تعالى لا يحب الذواقين ولا الذواقات (طب) عن عبادة بن الصامت". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2167) وأبو نعيم في الحلية (3/ 37)، والحاكم (1/ 115)، وقال الحاكم: استقر الخلاف في إسناد هذا الحديث على المعتمر بن سليمان وقد روي عنه هذا الحديث بأسانيد يصح بمثلها الحدث أهـ. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1848). (¬2) النهاية (3/ 514). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (310) وأبو يعلى كما في إتحاف الخيرة (3649) وقال المناوي (2/ 271): قال الزين العراقي: وسنده ضعيف. انظر تخريج الإحياء (3/ 78) المطبوع مع الإحياء. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1674) والإرواء (2133).

(إن الله تعالى لا يحب الذواقين) جمع ذواق (ولا الذوقات) في النهاية (¬1) أي السريعي النكاح السريعي الطلاق انتهى. وقال الزمخشري (¬2): هو استطراف النكاح وقتًا بعد وقت (طب (¬3) عن عبادة بن الصامت) سكت عليه المصنف وفيه راوٍ لم يسم وبقية رجاله ثقات. 1815 - "إن الله تعالى لا يرضى لعبده المؤمن، إذا ذهب بصفيه من أهل الأرض فصبر واحتسب, بثواب دون الجنة (ن) عن ابن عمرو". (إن الله تعالى لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيه) صفى الرجل الذي يصافيه ويخلص له الود فعيل بمعنى مفعول أو فاعل كما في النهاية (¬4) (من الأرض فصبر واحتسب) أجره عند الله (بثواب) على مصابه به (دون الجنة ن عن ابن عمر) (¬5). 1816 - "إن الله تعالى لا يستحيي من الحق, لا تأتوا النساء في أدبارهن (ن) عن خزيمة بن ثابت (صح) ". (إن الله لا يستحي من الحق) لا يترك ذكر ما ينهاكم عنه وإن كان مستهجنًا ترك من يستحي (لا تأتوا النساء في أدبارهن) فإنه محرم وتقدم الكلام فيه (ن عن خزيمة (¬6) بن ثابت) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 172). (¬2) الفائق (2/ 19). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (4/ 335). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1673). (¬4) النهاية (3/ 40). (¬5) أخرجه النسائي (4/ 23). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1185)، وأحكام الجنائز (23). (¬6) أخرجه النسائي في الكبرى (8982) وابن ماجه (1924). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1852) وآداب الزفاف (271) والإرواء (2005).

1817 - "إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة: يعطى عليها في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة. وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة بعطى بها خيراً (حم م) عن أنس (صح) ". (إن الله تعالى لا يظلم المؤمن حسنة) لا ينقصه إياها بل (يعطي عليها في الدنيا) خيرًا لو لم تكن إلا إنها تكون لطفًا له في فعل حسنة أخرى (ويثاب عليها في الآخرة) فله فيها خير الدنيا والآخرة (وأما الكافر فيطعم بحسناته في الدنيا) يوفر عليه خير الدنيا (حتى إذا أفضى) وصل (إلى الآخرة لم يكن له حسنة يعطى بها خيرًا) إن قلت: قوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23] فسر العمل بما كانوا يفعلونه من صدقة وصلة رحم فدلت الآية أنها تبطل أعمالهم في الآخرة والحديث دل على أنه لا عمل لهم يوافون به في الآخرة. قلت: الحديث [1/ 513] أفاد أنهم يعطون عليها الجزاء في الدنيا فيصدق أنهم يوافون الآخرة ولا عمل لهم وأنها تصير هباء لأنهم يؤجرون عليها في الدنيا وبهذا سقط السؤال بأنه ما وجه إبطال أعمالهم الصالحة مع أنه جور لا يجوز عليه فإنه يقال ما هنا إبطال لأعمالهم بل قد جوزوا عليها في الدنيا فأفاد الحديث أن فعل الخير من أي عامل لا بد من جزاء فالكافر يختص جزاء فعله بالدنيا والمؤمن يكافئ في الدارين (حم م عن أنس) (¬1). 1818 - "إن الله تعالى لا يعذب من عباده إلا المارد المتمرد الذي يتمرد على الله، وأبى أن يقول لا إله إلا الله (هـ) عن ابن عمر (صح) ". (إن الله لا يعذب من عباده إلا المارد) في النهاية (¬2): المارد من الرجال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 283) ومسلم (2808). (¬2) النهاية (4/ 315).

العاصي الشرير وأصله من مردة الجن والشياطين انتهى (المتمرد) المتكلف للتمرد وأبانه قوله (الذي يتمرد على الله وأبى) امتنع (أن يقول لا إله إلا الله) والمراد بنفي العذاب عذاب الخلود أي لا يعذب مخلدًا في النار إلا من امتنع عن كلمة الشهادة لأنه قد ثبت أنه يدخل النار من عصاة المسلمين من يشاء الله إدخاله فيها (¬1) (5 عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 1819 - "إن الله تعالى لا يغلب، ولا يخلب، ولا ينبأ بما لا يعلم (طب) عن معاوية". (إن الله تعالى لا يغلب) مغير صيغة لا يغلبه أحد بل هو الغالب القاهر (ولا يخلب) بالخاء المعجمة والموحدة أي لا يخدع (ولا ينبأ) من نبأه أخبره أي لا يخبره أحد (بما لا يعلم) بل هو العالم كل غيب وشهادة (طب عن (¬2) معاوية) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف يزيد الصنعاني. 1820 - "إن الله تعالى لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالا؛ فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا (حم ق ت هـ) عن ابن عمرو (صح) ". (إن الله لا يقبض العلم) يقبض بكسر الموحدة من باب ضرب يضرب (انتزاعًا ينتزعه من العباد) نصب على المصدر قائم مقام المحذوف أصله لا يقبض العلم قبض انتزاع أي هذا النوع من القبض فحذف المصدر وأقيم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4297) وقال البوصيري (4/ 258): هذا إسناد فيه إسماعيل بن يحيى وهو متهم وعبد الله ضعيف. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1676) والسلسلة الضعيفة (1309): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 369) رقم (868). وقال الهيثمي في المجمع (1/ 84): فيه يزيد بن يوسف الصنعاني وهو ضعيف متروك الحديث. وقال الألباني في ضعيف الجامع (16770): ضعيف جداً.

المضاف إليه مقامه وانتصب انتصابه مثل ضربته سوطًا أي ضرب سوط والانتزاع من نزعه من مكانه قلعه أي لا يأخذ العلم عن العباد هذا الأخذ بقلعه من الصدور مع قدرته على ذلك (ولكن يقبض العلم بقبض العلماء) وفاتهم (حتى إذا لم يبق) بضم حرف المضارعة أي الله (عالمًا اتخذ الناس رؤساء جهالاً) قال في الديباج (¬1): هو بضم الهمزة والتنوين جمع رأس وبالمد جمع رئيس كلاهما صحيح والأول أشهر وفيه تحذير من اتخاذ الجهال رؤوسًا انتهى (فسألوا) عن مسائل الدين (فأفتوا) من أفتاه في الأمر أبان له والفتيا والفتوى ما أفتى به الفقيه قاله في القاموس (¬2) (بغير علم فضلوا) أنفسهم (وأضلوا) من أفتوه لإعلامهم له بما لا يحل له فإن قلت: قد عارضه حديث (¬3): "أن الأمة لا تجتمع على ضلالة" فإن هذا يقضي بإجماعهم عليها. قلت: قد تخبط الناس في وجه الجمع بين هذين الحديثين فقيل انتزاع العلماء لا يكون إلا آخر الزمان بعد نزول عيسى صلى الله عليه وسلم ووفاته. وقيل: هذا محمول على المبالغة إذ لو بقي عالم أو أكثر ولم ينتفع به الناس كان كأنه قد قُبض كل عالم إذ المراد بالقبض قبض نفع العلماء ونفوذ أقوالهم وهذه الأجوبة مبنية على أنه لم يرد بالضلالة الكفر وقدمنا لك أنه المراد فلا يرد الإشكال فإنه وإن قبض العلماء وبقيت الرئاسة للجهال فإنه لا تجتمع الأمة على الكفر وإن أريد بالضلالة ما عدا الكفر فالجواب أن المراد [1/ 514] بالأمة في حديث: "لا تجتمع الأمة على ضلالة" المجتهدون من علماء الأمة كما قاله الأصوليون وجعلوه دليلاً لحقية الإجماع فإذا قُبض المجتهدون وبقيت ¬

_ (¬1) الديباح (6/ 43). (¬2) القاموس المحيط (ص 1702). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 200).

العامة على ضلالة لم يناف ذلك لأن المنفي إجماعهم عليها والفرض أنهم قد انقرضوا والباقون ليسوا المرادين. فإن قلت: حديث: "إنها لا تزال طائفة على الحق ظاهرين حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال" يعارض حديث الكتاب. قلت: المراد بهم المجاهدون فلا ينافي قبض العلماء المجتهدين بقاؤهم وإنما قيدنا العلماء بالمجتهدين لأنهم الذين يرادون عند الإطلاق وأما المقلِّد فليس بعالم حقيقة (حم ق ت 5 عن ابن (¬1) عمرو) قال الترمذي: حديث حسن صحيح. 1821 - "إن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره (د) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى لا يقبل صلاة رجل مسبل إزاره) أي لا يثيبه عليها وإن أسقطت عنه الواجب أو لا يسقط عنه الواجب واستوفينا هذا في حواشي شرح العمدة وإسبال الإزار ما جاوز الكعبين كما سلف غير مرة وقد قيده لمن فعل ذلك لقصد الخيلاء بحديث أبي بكر وهل تلحق بالإزار العباءة والقميص الظاهر أنه مثله (د عن أبي هريرة (¬2)) وفي إسناده مجهول لكن شواهده كثيرة. 1822 - "إن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً، وابتغي به وجهه (ن) عن أبي أمامة (صح) ". (إن الله تعالى لا يقبل) يثيب ويكتب (من العمل إلا ما كان خالصًا) غير مشوب برياء ولا سمعة (وابتغي به وجهه) قصد به فاعله ما أراده الله فلا يكون ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 162) والبخاري (100) ومسلم (2673) والترمذي (4652) وابن ماجه (52). (¬2) أخرجه أبو داود (638). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1678).

خاليًا عن النية (ن عن أبي (¬1) أمامة) رمز المصنف لصحته. 1823 - "إن الله تعالى لا يقبل صلاة من لا يصيب أنفه الأرض (طب) عن أم عطية". (إن الله تعالى لا يقبل صلاة من لا يصيب أنفه) عند السجود (الأرض) وبه استدل من أوجب ذلك ومن لم يقل به حمل الحديث على نفي كمال القبول والأول أوضح إلا أنه تقدم حديث ابن عباس: "أمرت أن أسجد على سبعة"، ولم يعد منها الأنف، ولكنه أشار إليها فلعله يقال: الإشارة أغنت عن ذكره لفظًا (طب (¬2) عن أم عطية) سكت عليه المصنف وقد ضعف لضعف سليمان الطالقاني أحد رواته. 1824 - "إن الله تعالى لا يقدس أمة لا يعطون الضعيف منهم حقه (طب) عن ابن مسعود". (إن الله تعالى لا يقدس) لا يطهرها عن أدناس الذنوب ولا يعظمها ولا يرفع لها شأناً (أمة) هي الجيل من كل حي كما في القاموس (¬3) (لا يعطون الضعيف) الذي لا ظهر له ولا قوة ولا معين ولا ناصر (منهم حقه) ما هو له عند القوي وهو مثل حديث: "لا يقدس أمة لا تنتصر لضعيفها من قويها" (¬4) ويحتمل أن يراد بالضعيف الفقير وبحقه ما فرض الله على الأغنياء وهو داخل في الأول ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (6/ 25) قال الحافظ في الفتح (6/ 28): إسناء جيد. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1856) والسلسلة الصحيحة (52). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (25/ 55) رقم (120) وقال الهيثمي (2/ 126): وفيه سليمان بن محمَّد الباقلاني وهو متروك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1679) والسلسلة الضعيفة (2112): ضعيف جداً. (¬3) القاموس المحيط (ص 1391). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (4949) عن ابن مسعود.

دخولاً أوليًا (طب (¬1) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف أبي سعيد القفال. 1825 - "إن الله تعالى لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه (م هـ) عن أبي موسى (صح) ". (إن الله تعالى لا ينام) فإن النوم من خواص ذوي الأجسام (ولا ينبغي له أن ينام) هو من ابتغاء الشيء إذا يسر وتسهَّل (يخفض) من باب ضرب يضرب (القسط) العدل أي ينزله إلى الأرض مرة (ويرفعه) أخرى كما في النهاية (¬2)، وفيها القسط الميزان سمي به القسط العدل أراد أنه تعالى يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه وأرزاقهم النازلة من عنده كما يرفع الوازن يده عند الوزن ويخفضها وهو تمثيل لما ينزله الله ويقدره وقيل: أراد بالقسط القسم من الرزق الذي هو يصيب كل مخلوق وحفظه تقليله ورفعه تكثيره انتهى (يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار) يرفع إلى خزائنه كما يقال رفع المال إلى الملك ويحفظه تعالى ليوم القيامة (وعمل النهار قبل عمل الليل) ترفعه الملائكة الذين يتعاقبون [1/ 515] فيها ينزلون في الليل والنهار ويحضرون مواقف الطاعات (حجابه النور ولو كشفها) هكذا في نسخ الجامع الصحيحة بالتأنيث، وقال الشارح: بالتذكير والتأنيث باعتبار إنه أريد بالحجاب الحجب لأنه ليس المراد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 222) رقم (10534)، والطبراني في الأوسط (5/ 162) رقم (4149)، والحاكم (3/ 256) والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 93) عن أبي سفيان. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1858 هـ). (¬2) النهاية (4/ 60).

به الحجاب الواحد ولأن النور في معنى النار فإنه ثبت في رواية: حجابه النار، ويجوز أنه تداخل على الراوي اللفظ فأفث الضمير ظنًا منه أنه أتى بلفظ النار (لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) في النهاية (¬1): سبحات الله جلاله وعظمته وهي في الأصل جمع سبحة، وقيل: أضواء وجهه، وقيل: سبحات الوجه محاسنه لأنك إذا رأيته حسن الوجه. قلت: سبحان الله، وقيل: معناه تنزيهًا له أي سبحان وجهه، وقيل: سبحات وجهه كلام يعترض بين الفعل والمفعول أي لو كشفها لأحرقت كل شيء أدركه بصره فكأنه قال: لأحرقت سبحات الله كل شيء أبصره كما يقول لو دخل البيت الملك لقتل والعياذ بالله كل من فيه وأقرب من هذا كله أن المعنى لو انكشف من أنوار الله التي يحجب العباد عنه شيء لأهلك كل من وقع عليه ذلك النور كما خر موسى صعقًا وتقطع الجبل وكالماء لما تجلى الله له (م 5 عن أبي موسى) (¬2). 1826 - "إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم (م هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم) لا يعاملكم بالنظر إليهما وفي النهاية (¬3): النظر هنا الاختبار والرحمة (ولكن إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) فيجازيكم عليها فطهروا القلوب والأعمال عما لا يرضاه (م 5 عن أبي هريرة) (¬4). 1827 - "إن الله تعالى لا ينظر إلى من يجر إزاره بطراً (م) عن أبي هريرة ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 113). (¬2) أخرجه مسلم (79) وابن ماجه (195، 196). (¬3) النهاية (5/ 76). (¬4) أخرجه مسلم (2564) وابن ماجه (4143).

(صح) ". (إن الله تعالى لا ينظر إلى من يجر رداءه بطراً) في النهاية (¬1): البطر الطغيان عند النعمة وطول الغنى (م (¬2) عن أبي هريرة). 1828 - "إن الله تعالى لا ينظر إلى مسبل إزاره (حم) عن ابن عباس (صح) ". (إن الله تعالى لا ينظر إلى مسبل إزاره) أي بطرًا كما قيده الأول (حم عن ابن عباس) (¬3) رمز المصنف لصحته. 1829 - "إن الله تعالى لا ينظر إلى من يخضب بالسواد يوم القيامة ابن سعد عن عامر مرسلاً ". (إن الله تعالى لا ينظر إلى من يخضب شعره بالسواد) بخلاف الصفرة ونحوها فإنه سنة كما تقدم: اخضبوا بالحناء، وأما الخضاب بالسواد ففيه تغرير وإيهام الشباب والغش وقال: "ليس منا من غش" وقد اختلفت الروايات هل خضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعره فروي النفي والإثبات وجمع المصنف بينهما بأن النافي أراد أنه لم يغلب الشيب عليه حتى يحتاج إلى الخضب، ولم يتيقن أنه رآه وهو مخضب ومن روى الإثبات بأن فعله لإرادة تبيين الجواز ولم يواظب عليه وقدمنا جزم أحمد بن حنبل أنه خضب (يوم القيامة) ظرف لينظر لأنه فعل ما نهي عنه فكان حقيقًا بالإعراض عنه (ابن (¬4) سعد عن عامر مرسلاً) لعله عامر ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 135). (¬2) أخرجه مسلم (2087). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 322) والنسائي (8/ 207). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1863) والسلسلة الصحيحة (1656). لا يوجد في الأصل إلا رمز أحمد وفي المطبوع من الجامع رمز النسائي كذلك. (¬4) أخرجه ابن سعد (1/ 441) عن عامر مرسلاً. ومثله قال المناوي (2/ 278) وضعفه الألباني في =

الشعبي. 1830 - "إن الله تعالى لا يهتك ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير (عد) عن أنس". (إن الله تعالى لا يهتك) لا يرفع (ستر عبد) عصاه (فيه مثقال ذرة من خير) بل يستره مهما بقي فيه ذلك (عد (¬1) عن أنس) بإسناد ضعيف. 1831 - "إن الله تعالى لا يؤاخذ المزاح الصادق في مزاحه ابن عساكر عن عائشة". (إن الله تعالى لا يؤاخذ المزاح) هو من مزح يمزح كمنع يمنع إذا داعب (الصادق في مزاحه) هو مصدر مزح يقال مزح مزحًا ومزاحًا ومزاحة الأول بفتح ميمه والآخر أن يضمها. وذلك كمزاحه - صلى الله عليه وسلم - مع بعض من سأل عن الرجل الذي في عينيه بياض لامرأة سألت عن زوجها وقوله: "لا يدخل الجنة عجوز" [1/ 516] (ابن عساكر (¬2) عن عائشة) ورواه عنها أيضًا الديلمي وإسناده ضعيف. 1832 - "إن الله تعالى يؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم (ن حب) عن أنس (حم طب) عن أبي بكرة" (صح). (إن الله تعالى يؤيد) يقوي ويشد (هذا الدين) دين الإِسلام (بأقوم لا خلاق) ¬

_ = ضعيف الجامع (1680) والسلسلة الضعيفة (3115). (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 129). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1681). (¬2) أخرجه ابن عساكر (4/ 37) من طريق يوسف بن الضحاك حدثني أبي نا خالد الخذاء عن أبي قلابة عن عائشة كذا قال ابن عساكر وليس هذا الإسناد بمتصل فإن يوسف بن الضحاك متأخر يروي عن أبي سلمة التبوذكي ومحمد بن سنان العوفي وأقرانهما وأراه سقط منه اسم شيخه الذي روى عنه عن أبيه عن خالد والله أعلم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1670) والسلسلة الضعيفة (3107).

لا نصيب (لهم) في الدين ولا حظ وتقدم (ن حب عن أنس حم طب عن أبي بكرة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1833 - "إن الله تعالى يباهي بالطائفين (حل هب) عن عائشة". (إن الله تعالى يباهي) في النهاية (¬2) المباهاة المفاخرة وقد باهى يباهي مباهاة (بالطائفين) حول الكعبة وحذف المفاخر ولعله الملائكة كما في الحديث الثاني (حل هب عن عائشة) بإسناد فيه ضعف (¬3). 1834 - "إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، يقول: انظروا إلى عبادي، أتوني شعثاً غبراً (حم طب) عن ابن عمرو (صح) ". (إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة) من بعد الزوال إلى فجر وهو تاسع ذي الحجة وإنما قلنا إلى فجر النحر لقوله (بأهل عرفة يقول انظروا عبادي أتوني شعثًا غبرًا) فإنه وقت وقوف وإتيان إلى عرفة على هذه الصفة (حم طب عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته (¬4). 1835 - "إن الله تعالى يباهي بالشاب العابد الملائكة يقول: انظروا إلى عبدي، ترك شهوته من أجلي ابن السني (فر) عن طلحة". (إن الله تعالى يباهي بالشاب العابد الملائكة يقول) هو بيان لكيفية المباهاة ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (8883) وابن حبان (4517) عن أنس وأخرجه أحمد (5/ 45) والطبراني في الصغير (1/ 97) رقم (132) عن أنس. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1866) والسلسلة الصحيحة (1649). (¬2) النهاية (1/ 169). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 216) والبيهقي في الشعب (4097). وفي إسناده عائذ بن بشير قال ابن معين: ضعيف وقد أورده ابن عدي في الكامل (5/ 354) في ترجمته. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1683) والسلسلة الضعيفة (3114). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 224) والطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (3/ 252) وفي الصغير (1/ 345) رقم (575) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1868).

(انظروا إلى عبدي ترك شهوته من أجلي) محبة لي وتجنبًا ما نهيت عنه (ابن السني عن طلحة) (¬1) هو ابن عبيد الله وهو ضعيف لضعف يحيى بن سطام وغيره. 1836 - "إن الله تعالى يبتلي عبده المؤمن بالسقم حتى يكفر عنه كل ذنب (طب) عن جبير بن مطعم (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى يبتلي عبده المؤمن بالسقم) بضم فسكون (حتى يكفر عنه كل ذنب) عام للكبائر والصغائر وهو ظاهر حديث حتى يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه والجماهير أنه خاص بالصغائر ولا يكفر الكبائر إلا بالتوبة وهذه عدة منه تعالى بتكفير الأمراض للذنوب. قال بعض العلماء: لا يجوز أن يقول المريض: اللهم اجعله أي مرضه مكفرًا للذنوب لأنه طلب شيء قد أعطاه الله إياه. ثم هل التكفير بالمرض وألمه أو بالصبر عليه فيه نزاع (طب عن (¬2) جبير بن مطعم ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 1837 - "إن الله تعالى يبتلي العبد فيما أعطاه, فإن رضي بما قسم الله له بورك له فيه ووسعه, وإن لم يرض لم يبارك له ولم يزد على ما كتب له (حم) وابن قانع (هب) عن رجل من بني سليم (صح) ". (إن الله تعالى يبتلي العبد فيما أعطاه) من مال وجاه وغيرهما (فإن رضي بما قسم الله له بورك له فيه) ووسعه فيه بسبب الرضا (وإن لم يرض لم يبارك له ولم يزد على ما كتب له) وهو في بطن أمه كما سلف أنه يكتب رزقه وهو فيه (حم وابن قانع ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (753). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1682) والسلسلة الضعيفة (3113): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 129) رقم (1548).

هب عن رجل من بني سليم) رمز المصنف لصحته ورجاله رجال الصحيح (¬1). 1838 - "إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها (م) عن أبي موسى (صح). (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار) من أوقع الإساءة بالعصيان نهارًا (ويبسط يده) قبوله (بالنهار ليتوب مسيء الليل) فباب قبول التوبة مفتوح في كل الأوقات يدخله من يتوب (حتى تطلع الشمس من مغربها) وعند ذلك لا تقبل من نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً (م عن أبي موسى الأشعري) (¬2). 1839 - "إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها (د ك) والبيهقي في المعرفة عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) قال المصنف في حاشية سنن أبي داود المسماة: "مرقاة الصعود" (¬3) ما لفظه: قد أفردت لهذا الحديث تأليفًا مستقلاً في التنبيه على من يبعثه الله على رأس كل مائة سنة، وأنا ألخص فوائده هنا ثم قال: ما حاصله وزيد به فأقول: هذا الحديث اتفق الحفاظ على تصحيحه منهم الحاكم في المستدرك (¬4) والبيهقي في المدخل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 24) وابن قانع (604) والبيهقي في الشعب (9726) قال الهيثمي في المجمع (10/ 257): رجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1869) والسلسلة الصححة (1608). (¬2) أخرجه مسلم (2759). (¬3) انظر مرقاة الصعود (189/ ب). (¬4) الحاكم (4/ 522).

وممن نص على تصحيحه من المتأخرين الحافظ أبو الفضل (¬1) ابن حجر وقد لهج المتأخرون بهذا الحديث فأخرج الحاكم في المستدرك عقب رواية هذا الحديث [1/ 517] عن أبي وهب عن يونس عن الزهري قال (¬2): فلما كان في رأس هذه المائة من الله على هذه الأمة لعمر بن عبد العزيز. قال ابن حجر: وهذا يشعر بأن هذا الحديث كان مشهورًا في ذلك العصر تقوية لمسنده مع أنه قوي لثقة رجاله انتهى. وقال أبو جعفر (¬3) النحاس في كتاب الناسخ والمنسوخ: قال سفيان بن عيينة: بلغني أنه يخرج في كل مائة بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من العلماء يقوي الله به الدين وإن يحيى بن آدم عندي منهم. وقال أبو بكر البزار (¬4): سمعت عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون يقول: كنت عند أحمد بن حنبل فجرى ذكر الشافعي فرأيت أحمد يرفعه ويقول: يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يقرر لها دينها كان عمر بن عبد العزيز على رأس المائة الأولى وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى، وأخرج أبو إسماعيل الهروي من طريق حميد بن زنجويه قال سمعت أحمد بن حنبل يقول: روي في الحديث عنه - صلى الله عليه وسلم -: "أن الله يمن على أهل دينه في رأس كل مائة سنة رجل من أهل بيتي يبين لهم أمر دينهم" (¬5) وإني نظرت في مائة سنة فإذا هو رجل من آل الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو عمر بن عبد العزيز ¬

_ (¬1) توالي التأسيس (45 - 49). (¬2) وُضع في الحاشية عنوان: "مطلب: إن الله يبعث لهذه الأمة من يجدد لها دينها". (¬3) الناسخ والمسنوخ (2/ 462) رقم (617). (¬4) انظر معرفة السنن والآثار للبيهقي (1/ 121) وفتح الباري (13/ 295) وتوالي التأسيس (45 - 49). (¬5) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 297)، وانظر عون المعبود (11/ 261).

وفي رأس الثانية فإذا هو محمَّد بن إدريس الشافعي ثم نقل عن ابن السبكي كلامًا واعترضه ليس جديرًا بالنقل وتسويد وجوه الأوراق به وكذلك المصنف أتى بكلام طويل الذيل قليل النيل قد كنا نقلناه أولاً ثم رأينا الإضراب عنه ثانيًا. وأجود ما يحمل عليه الحديث ما قاله ابن الأثير ونقله عنه المصنف أيضًا حيث قال: وذهب بعض العلماء إلى أن الأولى أن يحمل الحديث على العموم فإن قوله: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها" لا يلزم فيه أن يكون المبعوث رجلًا واحداً بل قد يكون واحدًا وقد يكون أكثر منه، فإن انتفاع الأمة بالفقهاء وإن كان انتفاعًا عامًا في أمور الدين فإن انتفاعهم بغيرهم أيضاً كبير مثل أولي الأمر وأصحاب الحديث والقراء والوعاظ وأصحاب الطبقات من الزهاد ينتفع بشيء ولا ينتفع بالآخر إذ الأصل في حفظ الدين حفظ قانون الرئاسة وبث العدل والتناصف الذي به تحقن الدماء ويتمكن من إقامة قانون الشرع وهذه وظيفة أولي الأمر وكذلك أصحاب الحديث [1/ 518] ينفعون بضبط الأحاديث التي هي أدلة الشرع والوعاظ ينفعون بالمواعظ والحث على لزوم التقوى ولزوم الزهد في الدنيا وكل أحد ينفع بما لم ينفع به الآخر فالأحسن والأجدر أن يكون الحديث إشارة إلى حدوث جماعة من الأكابر المشهورين على رأس كل مائة سنة يجددون للناس دينهم ويحفظونه عليهم في أقطار الأرض قال: لكن ينبغي أن يكون المبعوث رجلاً مشهورًا معروفاً مشارًا إليه من كل فن من هذه الفنون فإذا حمل تأويل هذا الحديث على هذا الوجه كان أولى وأشبه بالحكمة قال وقد كان قبل المائة أيضًا من يقوم بأمور الدين وإنما المراد بالذكر من انقضت المائة وهو عالم مشهور مشار إليه. انتهى كلام ابن الأثير ومثله قال الحافظ ابن كثير في البداية

والنهاية (¬1): ومثله قال الحافظ ابن حجر. ثم قال المصنف بعد نقله لجماعة من أئمة الشافعية وإيمائه أنهم مجددون كل مائة. قلت: وقد من الله تعالى وجعلني على رأس هذه المائة التاسعة وحباني منصب الاجتهاد وأتاني البراعة وطول الباع في فنون العلم ونشر تصانيفي في الشرق والغرب ولله الحمد. أقول ويتعين حمل الحديث على ما قاله ابن الأثير ومن تبعه فإن قطر الإِسلام قد اتسع نطاقه فلا يقوم واحد بتجديد الدين في كل قطر ثم إنه ليس أمر الدين دائرًا على العلم فقط بل دورانه على الجهاد أكثر ولذا قيل: قاصت شريعته بكل مجرد ماضي المضارب لا بكل مجدد. فتجديد الدين شامل لغير العلماء وهم لا شك من أنفع الناس في تجديد الدين ثم إنه لا يبعد أيضًا تعدد أفراد المجددين في كل قطر من الأقطار بل في كل قرية من القرى لا سيما والحديث أتى بكلمة من العامة وليس مقصورًا على بطن من البطون ولا شك أن آل الرسول في جميع الأقطار فيهم أئمة العلم والجهاد والزهد وغيره وقول المصنف: أنه مجدد التاسعة لا شك أنه من أئمة العلم فهو من مجدديها بتآليفه التي ملأت الدنيا وقربت كثيراً من الفنون فهو منهم لا أنه منحصر فيه ذلك، أما ابن السبكي فأتى بكلام يكاد تضحك منه الصحف والورق (د ك (¬2) والبيهقي عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقد عرفت من كلامه صحته. 1840 - "إن الله تعالى يبعث ريحا من اليمن ألين من الحرير، فلا تدع أحدًا في قلبه مثقال حبَّة من إيمان إلا قبضته (ك) عن أبي هريرة" (صح). ¬

_ (¬1) البداية والنهاية (6/ 239). (¬2) أخرجه أبو داود (4291) والحاكم (4/ 522) والبيهقي في المعرفة (ص 52) قال المناوي (2/ 282) قال الزين العراقي وغيره: سند صحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1874) والسلسلة الصحيحة (599).

(إن الله تعالى يبعث ريحًا من اليمن) وفي رواية من الشام قال النووي (¬1): ووجه الجمع أنه يحتمل أنهما ريحان يمانية وشامية أو أنها تبتدئ من أحدهما وينتشر إلى الآخر (ألين من الحرير) فيه إشارة إلى اللطف والإكرام (لا تدع أحدًا في قلبه مثقال حبَّة من إيمان إلا قبضته) قال النووي: يخالفه ظاهر: "لا يزال المؤمنين ظاهرين على الحق إلى يوم القيامة" فالمراد لا يزالون على الحق حتى تضر بهم [1/ 519] هذه الريح اللينة قرب القيامة عند تظاهر أشراطها. قلت: ويعارض الأحاديث والآيات القاضية بأن قبض الأرواح إلى ملك الموت إلا أنه قد يقال: إن الريح تحدث فيهم ما يكون سببًا لقبض أرواحهم لا أنها التي تقبضها (ك عن (¬2) أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 1841 - "إن الله تعالى يبغض السائل الملحف (حل) عن أبي هريرة ". (إن الله تعالى يبغض السائل الملحف) من ألحف في السؤال ألح فيه والمراد السائل لغير الله لا له تعالى فإن الله يحب الملحين في الدعاء (حل عن أبي هريرة) ضعيف لضعف أحد رجاله (¬3). 1442 - "إن الله تعالى يبغض الطلاق، ويحب العتاق (فر) عن معاذ بن جبل". (إن الله تعالى يبغض الطلاق) لما فيه من كسر الخاطر وفراق الغير والتعرض لعدم العفة والمراد مع حسن العشرة بين الزوجين لا مع عدمها وإلا ¬

_ (¬1) المنهاج (2/ 178). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 455). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1873) والسلسلة الصحيحة (3159). (¬3) أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 206). قال المناوي (2/ 283): رواه أبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة وفيه ورقاء فإن كان اليشكري فقد لينه ابن القطان والأسدي فقال يحيى: ما كان بالذي يعتمد عليه وقد أوردهما معا الذهبي في الضعفاء. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1876) والسلسلة الصحيحة (1320).

فقد قال تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ} [البقرة: 229] فأذن في التسريح (ويحب العتاق) لأن فيه تخليص الرق عن حقوق سيده وفيه استكماله لمنافعه (فر عن معاذ بن جبل) وفيه ضعف وانقطاع (¬1). 1843 - "إن الله تعالى يبغض البليغ من الرجال، الذي يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها (حم د ت) عن ابن عمر". (إن الله تعالى يبغض البليغ من الرجال) في القاموس (¬2): البليغ الفصيح يبلغ بعبارته كنه ضميره (الذي يتخلل) بالخاء المعجمة (بلسانه تخلل الباقرة) في القاموس (¬3) أن الباقرة اسم جمع للبقر (بلسانها) في النهاية (¬4): هو الذي يتشدق في الكلام ويقحم به لسانه ويلفه كما تلف البقرة بلسانها (حم د ت عن ابن عمر) قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ (¬5). 1844 - "إن الله تعالى يبغض البذخين الفرحين المرحين (فر) عن معاذ بن جبل". (إن الله تعالى يبغض البذخين) بالذال والخاء المعجمتين جمع بذخ وهو المتكبر وفي النهاية (¬6): أنه الفخر والتطاول، وفي القاموس (¬7): البذخ محركة الكبر (الفرحين) بما لا يحبه الله وأما الفرح بما يحبه فهو جائز {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (559). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1689) والسلسلة الضعيفة (3118). (¬2) القاموس المحيط (ص 1007). (¬3) القاموس المحيط (ص 1285). (¬4) النهاية (2/ 73). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 165) وأبو داود (5000)، والترمذي (1853). وقال: حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1875) والسلسلة الصحيحة (880). (¬6) النهاية (1/ 110). (¬7) القاموس المحيط (ص 318).

الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ} [الروم: 4، 5] (المرحين) المرح الخيلاء (فر عن معاذ بن جبل (¬1)) ضعيف لضعف إسماعيل بن أبي زياد الشامي. 1845 - "إن الله تعالى يبغض الشيخ الغربيب (عد) عن أبي هريرة". (إن الله تعالى يبغض الشيخ الغربيب) بالغين المعجمة مكسورة أي الذي لا يشيب، وقيل: الذي يخضبه بالسواد (عد عن أبي هريرة) ضعيف لضعف رشدين (¬2). 1846 - "إن الله تعالى يبغض الغني الظلوم، والشيخ الجهول، والعائل المختال (طس) عن علي". (إن الله تعالى يبغض الغني الظلوم) هو تعالى يبغض الظلوم مطلقًا لكنه إذا كان غنيًا كان أشد بغضًا له لعدم الحامل على الظلم إذ غالبه يكون للحاجات وكذلك قوله (الشيخ الجهول) فإنه يبغض الجهول شيخاً أو شابًا إلا أن الشيخ أحق وأولى لأنه قد مضى له من العمر ما يزيل بالتعلم عنه الجهل (والعائل) بالعين المهملة من العيلة الفقر (المختال) بالخاء المعجمة من الاختيال وهو التكبر المعجب بنفسه وهو يبغض من كان كذلك وإن كان غنيًا إلا أن العائل أحق بالبغض لأن عنده من الحاجة والفقر ما يكسر خيلاءه ويقصم ظهره (طس عن علي) وإسناده ضعيف (¬3). 1847 - "إن الله تعالى يبغض الفاحش المتفحش (حم) عن أسامة بن زيد ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (559) وفي إسناده إسماعيل بن زياد ويقال ابن أبي زياد الكوفي قال الحافظ ابن حجر: متروك كذَّبوه (تقريب 446). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1687) والسلسلة الضعيفة (3117): موضوعٌ. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 157)، وفيه رشدين بن سعد وهو ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (1942). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1688) والسلسلة الضعيفة (4711). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5458) وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف جداً. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1790) والسلسلة الضعيفة (1805): ضعيف جداً.

(صح) ". (إن الله تعالى يبغض الفاحش المتفحش) تقدم وتفسيره في: "إن الله لا يحب ... " (حم عن أسامة بن زيد) رمز المصنف لصحته (¬1). 1848 - "إن الله تعالى يبغض المعبس في وجوه إخوانه (فر) عن علي". (إن الله تعالى يبغض المعبس) بالمهملتين بينهما موحدة ثقيلة (في وجوه إخوانه) الذي يلقاهم عابس الوجه منقبض عنهم وفيه إشارة إلى أنه يحب من يلقاهم بالبشر والطلاقة (فر عن علي) بإسناد ضعيف (¬2). 1849 - "إن الله تعالى يبغض الوسخ والشعث (هب) عن عائشة". (إن الله تعالى يبغض الوسخ) ثيابه وبدنه وذلك [1/ 520] لأن النظافة من الإيمان (الشعث) الذي لا يأخذ من شعره فإنه من سوء الهيئة الله يحب للعبد أن يحسن هيئته. إن قلت: يعارضه حديث: "رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره" (¬3). قلت: ذلك في بعض الشعث الغبر كما يرشد إليه رُبَّ، وهو من كان متقللاً من الدنيا راغبًا في الآخرة غير متصل بالناس مختلط بهم فهذا إذا لم يحسن هيئته فهو محمود والأول فيمن تغشاه الناس ويغشاهم (هب عن عائشة) وهو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 202). قال الهيثمي (8/ 64) رواه أحمد والطبراني والأوسط بأسانيد وأحد أسانيد الطبراني رجاله ثقات، وأخرجه ابن حبان (5694)، والطبراني في الكبير (1/ 165 رقم 399)، وفي الأوسط (328). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1877) والسلسلة الصحيحة (876). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (555)، وفي إسناده محمَّد بن هارون الهاشمي وهو كذابٌ رافضي. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1692) والسلسلة الضعيفة (3119): موضوع. (¬3) تقدم تخريجه.

ضعيف لضعف محمَّد بن حسين الصوفي (¬1). 1850 - "إن الله تعالى يبغض كل عالم بالدنيا جاهل بالآخرة (ك) في تاريخه عن أبي هريرة". (إن الله تعالى يبغض كل عالم بالدنيا جاهل بالآخرة) لأنه علم ما لا يحبه الله ولا رسوله ولا ينفعه علمه وجهل ما يضره جهله وأحسن من قال (¬2): أبني إن من الرجال بهيمة ... في صورة الرجل السميع المبصر فطن بكل مصيبة في ماله ... وإذا أصيب بدينه لم يشعر (ك في تاريخه عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وإسناده حسن (¬3). 1851 - "إن الله تعالى يبغض البخيل في حياته، السخي عند موته (خط) في كتاب البخلاء عن علي". (إن الله تعالى يبغض البخيل في حياته) بمنع الواجبات (السخي عند موته) لأن سخاءه عند موته ليس بسخاء بل لما علم أنه مفارق لما له سمح به وفي الحياة حرص عليه حيث كان ينفعه نبله (خط في كتاب البخلاء عن علي) (¬4). 1852 - "إن الله تعالى يبغض المؤمن الذي لا زبر له (عق) عن أبي هريرة". (إن الله تعالى يبغض المؤمن الذي لا زبر له) بالزاي المفتوحة والموحدة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6226). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1993) والسلسلة الضعيفة (2324): موضوع. (¬2) وهو منسوب إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -. (¬3) أخرجه الحاكم في التاريخ كما في الكنز (28982). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1879) والسلسلة الصحيحة (195). (¬4) أخرجه الخطيب في كتاب البخلاء (7376) (ص 59 رقم 37). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1686): ضعيف.

والراء في النهاية (¬1) الذي لا عقل له يزبره وينهاه على الإقدام على ما لا ينبغي (عق عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف (¬2). 1853 - "إن الله تعالى يبغض ابن السبعين في أهله، ابن عشرين في مشيته ومنظره (طس) عن أنس". (إن الله تعالى يبغض ابن سبعين في أهله ابن عشرين في مشيته ومنظره) يحتمل أنه الذي بلغ تلك السن في أهله وهو في مشيته ومنظره كأنه ابن عشرين أو الذي يعامل أهله معاملة من يبلغ تلك السن فلا يقربهم ولا يغشاهم وهو ينزل أسواقهم والأول أوضح (طس عن أنس) ضعيف لضعف موسى بن محمَّد (¬3). 1854 - "إن الله تعالى يتجلى لأهل الجنة في مقدار كل يوم جمعة على كثيب كافور أبيض (خط) عن أنس ". (إن الله تعالى يتجلى لأهل الجنة في مقدار كل جمعة) في الأسبوع مرة وإنما قال: مقدار لأنه لا ليل ولا نهار ولا يوم يسمى (على كثيب كافور أبيض) الكثيب التل من الرمل والكافور يكون من شجر يختال بحر الهند والصين وخشبه أبيض هش يوجد من أجوافه الكافور وهذا اليوم يدعوه أهل الجنة يوم المزيد كما في حديث أنس (¬4) وفيه: أن جبريل قال في ذكره يوم الجمعة، ووصفه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويدعوه أهل الجنة في الآخرة يوم المزيد، قال: قلت: "يا جبريل ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 293). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 247) في ترجمة مسمع بن محمَّد الأشعري وقال: لا يتابع ولا يعرف بالنقل ولا يتابع عليه بهذا الإسناد. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1691) والسلسلة الضعيفة (1803). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5782)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 271): فيه موسى بن محمَّد بن إبراهيم بن الحارث وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1685). (¬4) أخرجه الشافعي في الأم (1/ 259)، وانظر حاشية ابن القيم (1/ 209).

وما يوم المزيد"؟ قال: ذلك أن ربك عَزَّ وَجَلَّ اتخذ في الجنة واديًا أفيح من مسك، أبيض فإذا كان يوم الجمعة نزل على كرسيه ثم حف الكرسي بمنابر من نور فيجئ النبييون حتى يجلسوا عليها ثم حف المنابر بمنابر من ذهب فيجئ الصديقون والشهداء حتى يجلسوا عليها ويجئ أهل الغرف حتى يجلسوا على الكثيب ... الحديث بطوله ذكره ابن القيم في زاد المعاد (¬1) وقال: له عدة طرق وذكره في بعض أشعاره فقال: وسلم على جنات عدن فإنها ... منازلك الأولى بها كنت نازلاً إلى أن قال: وحي على يوم المزيد بجنة ... الخلود فجد بالنفس إن كنت باذلاً [1/ 521] واعلم أن هذا التجلي وذكر الكرسي والقعود عليه مما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - وأمثاله يجب الإيمان به ولا يكيف بل ينزه الرب عن مشابهة المخلوقات ونؤمن بما جاء عنه وعن رسوله ونوكل بيان معناه إليه تعالى كما في الآيات المتشابهة وقد قدمنا أن هذا أحد الوجوه وهو أسلمها وفي الناس من يتأول ذلك (خط عن أنس) قد تقدم ما شهد له وإن قال الشارح: أنه حديث موضوع (¬2). 1855 - "إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه (هب) عن عائشة (ح) ". (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً) دينًا أو دنيويًا له تعلق بالدين (أن يتقنه) الإتقان الإحسان والتكميل أي يحسنه ويكمله (هب عن عائشة) رمز ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (1/ 395). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 220). قال المناوي (2/ 286): حكم ابن الجوزي بوضعه وقال: لا أصل له جعفر وجده وعاصم مجهولون وتبعه على ذلك المؤلف في مختصر الموضوعات فأقره ولم يتعقبه. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1694) والسلسلة الضعيفة (3120): موضوع.

المصنف لحسنه (¬1). 1856 - "إن الله تعالى يحب من العامل إذا عمل أن يحسن (هب) عن كليب". (إن الله تعالى يحب من العامل) فتسميته عاملاً من باب من قتل قتيلاً كما يدل له (إذا عمل أن يحسن) هو المحبوب له تعالى وهو كالذي قبله (هب عن كليب) الجرمي بإسناد ضعيف (¬2). 1857 - "إن الله تعالى يحب إغاثة اللهفان ابن عساكر عن أبي هريرة". (إن الله تعالى يحب إغاثة اللهفان) في القاموس (¬3) هو المظلوم المضطر يستغيث وإغاثته إعانته وإذا أحب الإغاثة أحب فاعلها (ابن عساكر عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضًا أبو يعلى والديلمي (¬4). 1858 - "إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله (خ) عن عائشة (صح) ". (إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله) وهو لين الجانب وهو ضد العنف ويفسر أيضًا باللطف (خ عن عائشة) ورواه عنها مسلم فهو متفق عليه (¬5). 1859 - "إن الله تعالى يحب السهل المطلق (الشيرازي هب) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5312)، وأخرجه أيضاً: أبو يعلى (4386)، قال الهيثمي (4/ 98): فيه مصعب بن ثابت وثقه ابن حبان وضعفه جماعة والطبراني في الأوسط (1/ 275، رقم 897) وابن عدي (6/ 361) ترجمة 1842 مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (18880) والسلسلة الصحيحة (1113). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (5315). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1891) والسلسلة الصحيحة (1113). (¬3) القاموس (4/ 210). (¬4) أخرجه ابن عساكر (52/ 159)، وأخرجه أيضًا: ابن حبان في الضعفاء (2/ 313 ترجمة 1023) محمَّد بن يونس الكديمي) وقال: كان يضع على الثقات الحديث وضعًا ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1698). (¬5) أخرجه البخاري (6032)، وأخرجه أيضاً مسلم (2165)، والترمذي (2701) وقال: حسنٌ صحيح. وابن حبان (6441)، والبيهقي (9/ 203).

هريرة ". (إن الله تعالى يحب السهل) ضد الصعب والحزن (الطليق) هو الذي وجهه منبسط مهلل ومثله الطلق وهو ضد المعبس الذي سلف (الشيرازي هب عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف (¬1). 1860 - "إن الله تعالى يحب الشاب التائب رواه أبو الشيخ ابن حبان عن أنس". (إن الله تعالى يحب الشاب التائب) لأنه تاب من قريب وفي أيام شهوته وعزبته (أبو الشيخ عن أنس) وإسناده ضعيف (¬2). 1861 - "إن الله تعالى يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله (حل) عن ابن عمر". (إن الله تعالى يحب الشاب الذي يفني شبابه في طاعة الله) لما مر قريبًا من أنه حبس نفسه عن شهواته في أشد أيام دواعيه (حل عن ابن عمر) ضعيف لضعف محمد بن الفضل عن ابن عطية (¬3). 1862 - "إن الله تعالى يحب الصمت عند ثلاث: عند تلاوة القرآن، وعند الزحف، وعند الجنازة (طب) عن زيد بن أرقم". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8055)، والخرائطي في مكام الأخلاق (144)، والديلمي (574)، وأخرجه أيضاً: ابن عدي (2/ 122، ترجمة 329 جويبر بن سعيد الأزدي الخراساني)، وقال: الضعف على حديثه ورواياته بين. والقضاعي (1083). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1700) والسلسلة الضعيفة (3124). (¬2) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (1085)، وقال المناوي (2/ 288): قال الزين العراقي: سنده ضعيف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3624): ضعيف جداً، وقال في الضعيفة (97): ضعيف. (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 360) وقال: غريب، قال المناوي (2/ 288): فيه محمَّد بن الفضل بن عطية قال الذهبي في الضعفاء: تركوه واتهمه بعضهم، وسالم الأفطس قال ابن حبان: ينفرد بالمعضلات. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1702) والسلسلة الضعيفة (98): موضوع.

(إن الله تعالى يحب الصمت عند ثلاث) الأولى (عند تلاوة القرآن) قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ} [الأعراف: 204] (وعند الزحف) في النهاية (¬1) الزحف الجيش يزحفون إلى العدو أي يمشون يقال زحف إليه زحفًا إذا مشى أي يحب الصمت عند المشي إلى العدو وذلك لأنه أعم في ثبات القلب وعدم الفشل (وعند الجنازة) عند تشييعها والمشي معها وغسلها وتكفينها وجميع ملابساتها وذلك لأنه موقف اتعاظ وذكر وتحديث للنفس ما تؤول إليه (طب عن زيد بن أرقم) سكت عليه المصنف وفيه راو لم يسم وآخر مجهول (¬2). 1863 - "إن الله تعالى يحب العبد التقي الغني الخفي (حم م) عن سعد بن أبي وقاص (صح) ". (إن الله تعالى يحب العبد المتقي الغني) غنى النفس لا غنى المال (الخفي) الذي ليس له شهرة ولا يشار إليه بالأصابع (حم م عن سعد بن أبي وقاص) (¬3). 1864 - "إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المفتن التواب (حم) عن علي (صح) ". (إن الله يحب العبد المؤمن المفتن) اسم مفعول من فتن مشدَّدًا من الفتنة والمراد به الممتحن يمتحنه الله بالذنب فيتوب ثم يعود أفاده في النهاية (¬4) ولذا قال (التَّواب) أي الكثير الامتحان بالذنب الكثير التوبة وعليه إن الله يحب التوابين. ويأتي في معناه ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 297). (¬2) أخرجه الطبراني (5/ 213، رقم 5130) قال الهيثمي (3/ 29): فيه رجل لم يسم، وأخرجه أيضًا: أبو يعلى كما في المطالب العالية (5/ 291، رقم 814)، وإتحاف الخيرة (3/ 255، رقم 2644). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1703). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 168) ومسلم (2965). (¬4) النهاية (3/ 410).

حديث: "المؤمن واهٍ راقع" (¬1) (حم عن علي) (¬2) رمز المصنف لصحته. 1865 - "إن الله تعالى يحب العطاس، ويكره التثاؤب (خ د ت) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى يحب العطاس) قال المصنف في التوشيح [1/ 522] لأنه يدل على خفة البدن وانفتاح المسام وعدم الغاية في الشبع، (ويكره التثاؤب) لأنه يدل على امتلاء البدن وكثرة الأكل والتخليط فيه، ولأن الأول يستدعي النشاط، والثاني عكسه فالمحبة والكراهة تنصرف على سببهما كما قاله الخطابي (خ د ت (عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬3). 1866 - "إن الله تعالى يحب المؤمن المتبذل، الذي لا يبالي ما يلبس (هب) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى يحب المؤمن المتبذل) بالمثناة الفوقية مفتوحة فموحدة فذال معجمة في النهاية (¬4) أن التبذل ترك التزين والتهيئ بالهيئة الحسنة الجميلة على جهة التواضع وقد فسره في الحديث بقوله (الذي لا يبالي ما لبس) فهو وصف كاشف من قوله: الألمعي الذي يظن بك الظق ... كان قد وأى وقد سمعا (¬5) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1867)، والبيهقي في الشعب (7123)، وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 17): أخرجه الطبراني والبيهقي في الشعب من حديث جابر بسند ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (12676). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 80) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 20): وفيه من لم أعرفه، وقال المناوي في الفيض (2/ 189) قال: العراقي سنده ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1705) والسلسلة الضعيفة (96). (¬3) أخرجه البخاري (3289) وأبو داود (5028) والترمذي (2747). (¬4) النهاية (1/ 111). (¬5) منسوب إلى أوس بن حجر وهو شاعر في الجاهلية من تميم توفي (2 ق. هـ). انظر.

(هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته (¬1). 1867 - "إن الله تعالى يحب العبد المؤمن المحترف الحكيم (طب هب) عن ابن عمر". (إن الله تعالى يحب المؤمن المحترف) بالحاء المهملة بعدها مثناة فوقية فراء ففاء من الحرفة الصناعة ومهنة الكف والكسب ومنه قول البعض من السلف: إني لأرى الرجل فأسأل هل له من حرفة فيقال: لا فيسقط من عيني وذلك لأن الحرفة تمنعه من سؤال الناس وبذل ماء وجهه، ولأنه يشتغل بها عن كثير من اللهو وإنفاق الساعات في الباطل، وقد كان غالب السلف له حرفة يقوم بها على عياله ومنه قول أبي بكر - رضي الله عنه - لما استخلف لقد علم قومي أن حرفتي لم تكن تعجز عن مؤنة أهلي (الحكيم طب هب عن (¬2) ابن عمر) ضعيف لضعف الربيع السمان وغيره. 1868 - "إن الله تعالى يحب المداومة على الإخاء القديم، فداوموا عليه (فر) عن جابر". (إن الله تعالى يحب المداومة على الإخاء القديم) الدوام على حفظه والقوام به والوفاء لأهله وذلك لأنه لا يكون إلا من كرم الطباع وحسن العهد (فداوموا عليه) عملاً بما يحبه الله (فر عن جابر) (¬3). 1869 - "إن الله تعالى يحب حفظ الود القديم (عد) عن عائشة". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6175) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1707) والسلسلة الضعيفة (2324). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 308) رقم (13200) والبيهقي في الشعب (1237)، وأورده ابن عدي في الكامل (1/ 378) في ترجمة أبي الربيع السمان قال يحيى: ليس بشيء وقال الدارقطني: متروك. وانظر: العلل لابن أبي حاتم (2/ 128) والعلل المتناهية (2/ 589). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3627)، والضعيفة (1301). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (563) قال في اللسان (3/ 354): هذا منكر بمرة وما أظن سفيان حدث به قط. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1708) والضعيفة (2888): ضعيف جداً.

(إن الله تعالى يحب حفظ الود القديم) هو كالأول في معناه (عد عن عائشة) (¬1). 1870 - "إن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء الحكيم (عد هب) عن عائشة". (إن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء) المكثرين فيه الملحفين وهو الذي خصص ما سلف قريبًا لأن الدعاء عبادة والعبادة محبوبة لله تعالى (الحكيم عد هب عن عائشة) ضعيف لتفرد يوسف بن السفر به عن الأوزاعي (¬2). 1871 - "إن الله تعالى يحب الرجل له الجار السوء يؤذيه فيصبر على أذاه ويحتسبه حتى يكفيه الله بحياة أو موت (خط) وابن عساكر عن أبي ذر". (إن الله تعالى يحب الرجل له الجار السوء يؤذيه فيصبر على آذاه ويحتسبه) فالمحبة على صبره واحتسابه لأنه من حسن الجوار والله يحب حسن الجوار (حتى يكفيه الله) آذاه (بحياة) ترجع في مدتها عن أذيته (أو موت) يكفي به شره (خط وابن عساكر عن أبي ذر) بإسناد ضعيف (¬3). 1872 - "إن الله تعالى يحب أن يعمل بفرائضه (عد) عن عائشة ". (إن الله تعالى يحب أن يعمل بفرائضه) فإنه ما فرضها وأوجبها إلا ليعمل بها ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 190) في ترجمة عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1721) والسلسلة الضعيفة (3125) وقال: ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 163) في ترجمة يوسف بن السفر والبيهقي في الشعب (1108) وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 199) قال أبي: هذا حديث منكر وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 95)، ويوسف بن السفر عن الأوزاعي: متروك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1710) والسلسلة الضعيفة (637) والإرواء (677): موضوعٌ. (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 133) وابن عساكر (58/ 292) وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 731): وهذا لا يصح قال يحيى: عيسى بن إبراهيم ليس بشيء. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1699): ضعيف جداً.

العباد فهو محب للعمل بها وتقدم حديث أبي هريرة: وما تقرب إلى عبدي بأحب من أداء ما افترضت عليه (عد عن عائشة) بإسنادين (¬1) ضعيفين. 1873 - "إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه (حم هق) عن ابن عمر (طب) عن ابن عباس وعن ابن مسعود". (إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه) تقدم تفسير الرخصة ومثالها كالإفطار في السفر (كما يحب أن تؤتى عزائمه) ما عزم به على العبد كالصوم في الحضر فالإفطار في السفر نظير الصوم في الحضر [1/ 523] (حم هق عن ابن عمر طب عن ابن عباس وعن ابن مسعود) والأصح أنه موقوف (¬2). 1874 - "إن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده (ت ك) عن ابن عمرو (صح) ". (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) في ملبسه ومطعمه والحديث في مأكله ومشربه وتقدم في: "إذا آتاك الله ... " (ت ك عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته (¬3). 1875 - "إن الله تعالى يحب أن تقبل رخصه، كما يحب العبد مغفرة ربه (طب) عن أبي الدرداء وواثلة وأبي أمامة وأنس". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 203). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1718) والسلسلة الضعيفة (3127): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 108) والبيهقي (3/ 104) عن ابن عمر، والطبراني في الكبير (11/ 323) رقم (11880) (11881) عن ابن عباس وابن مسعود. وقال الهيثمي (3/ 162) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه معمر بن عبد الله الأنصاري قال العقيلي: لا يتابع على رفع حديثه. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1885) والإرواء (564). (¬3) أخرجه الترمذي (2819) والحاكم (4/ 135) وقال: حديث صحيح. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1887).

(إن الله تعالى يحب أن تقبل رخصه) التي تفضل بها على عباده (كما يحب العبد مغفرة ربه) لما كانت المغفرة معناها إسقاط ذنب العبد والرخصة هي إسقاط لحق الرب من العزيمة شبهها بها (طب عن أبي الدرداء وواثلة وأبي أمامة وأنس) وسكت عليه المصنف وهو ضعيف لتفرد إسماعيل العطار به ولكن شواهده كثيرة (¬1). 1876 - "إن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعبا في طلب الحلال (فر) عن علي". (إن الله تعالى يحب أن يرى عبده تعبًا) التعب الإعياء (في طلب الحلال) من الإضافة إلى مفعول المصدر أي في طلبه وحرف في تعليل أي لأجل ذلك لأنه تعالى قد أمره بطلب الحلال فهو يتعب فيما طلبه منه أن يفعله. (فر عن علي) بإسناد ضعيف بل قيل بوضعه (¬2). 1877 - "إن الله تعالى يحب أن يعفى عن ذنب السَّري ابن أبي الدنيا في ذم الغضب، وابن لال عن عائشة". (إن الله تعالى يحب أن يعفى) مغير صيغة أن يقع العفو ممن إليه الإساءة (عن ذنب السري) بفتح السين المهملة وسكون الراء أي الشريف وقيل: السخي ذو المروءة والجمع سراة بالفتح على غير القياس وقد تضم السين، وهو نظير حديث: "أقيلوا السخي زلته ... " الحديث، ونظيره: "أقيلوا ذوي الهيئات ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 153) رقم (7661) عن أبي الدرداء. وقال الهيثمي في المجمع (3/ 163): فيه عبد الله بن يزيد ضعفه أحمد وغيرها وكذلك عن أبي الدرداء وواثلة أبي أمامة وأنس. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1713): موضوع، وفي السلسلة الضعيفة (508): باطل. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (763). وقال الألباني في ضعيف الجامع (716) والسلسلة الضعيفة (10): موضوع.

عثراتهم إلا الحدود" تقدما (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن لال) هو أبو بكر (عن عائشة) ضعيف لضعف هانئ بن المتوكل (¬1). 1878 - "إن الله تعالى يحب من عباده الغيور (طس) عن علي". (إن الله تعالى يحب من عبده الغيور) أي يحب الغيرة المحمودة من العبد الغيور فحذف مفعول المحبة لدلالة الصفة عليه وتقدم مثله (طس عن علي) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لصعف المقدام (¬2). 1879 - "إن الله تعالى يحب سمح البيع، سمح الشراء، سمح القضاء (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى يحب سمح البيع سمح الشراء) أي العبد المتصف بالسهولة والمسامحة المساهلة (سمح القضاء) فيما له وعليه وتقدم معناه وذلك لأن هذه الصفات من مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق (ت ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، وأقروه (¬3). 1880 - "إن الله تعالى يحب مَنْ يُحِب التمرَ (طب عد) عن ابن عمرو". ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (564) وابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن لال كما في الكنز (12922) قال المناوي (2/ 294): فيه هانئ بن يحيى المتوكل قال الذهبي في الضعفاء: جرحه ابن حبان ويزيد بن عياض قال النسائي وغيره: متروك. وانظر لترجمته: ميزان الاعتدال (4/ 291)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1717): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8441) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1725). (¬3) أخرجه الترمذي (1319) والحاكم (2/ 56) وقال: صحيح الإسناد. وقال الترمذي في العلل الكبير (1/ 196) رقم (349) سألت محمداً -البخاري- عن هذا الحديث فقال: هو حديث خطأ روى هذا الحديث إسماعيل بن علية عن يونس عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال محمَّد: وكنت أخرج بهذا الحديث حتى روى بعضهم هذا الحديث عن يونس عمن حدث عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. وصححه الألباني في صحيح الجامع (1888) والسلسلة الصحيحة (899).

(إن الله تعالى يُحِب مَنْ يُحب التمرَ) كأنه لدلالته على شرف طبعه حيث أحب ما كمله الله من الفواكه ويدل أنه يحب الحسن من الأشياء فهو أقرب إلى محبة الله ورسوله وما يحبه الله ورسوله ولذا عاب علي بني إسرائيل طلب الثوم والقثاء والبصل وقال: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61] وقال صاحب الهمزية (¬1): وسفيه من ساءه المن والسلوى ... وأرضاه القوم والقثاء (طب عد عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف إبراهيم بن أبي حية (¬2). 1881 - "إن الله تعالى يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال (هـ) عن عمران (صح) ". (إن الله تعالى يحب عبده المؤمن الفقير) فقر مثوبة لا فقر عقوبة قالوا: وعلامة الأول أن يحسن خلقه ويطيع ربه ولا يشكوه ويشكر الله على فقره وعلامة الثاني أن يسوء خلقه ويعصي ربه وهذا لا يحبه الله (المتعفف) هذا موضع المحبة (أبا العيال) وذلك أنه تعفف وتكلف ذلك مع شدة الداعي إليه (5 عن عمران) هو ابن حصين [1/ 524] ورمز المصنف لحته، وقيل: إنه ضعيف لكن له شواهد (¬3). ¬

_ (¬1) شرف الدين البوصيري (608 - 696) سبق التعريف به. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (13/ 69) رقم (169) وابن عدي (4/ 51) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 40) رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن أبي حية وهو متروك. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1726) والسلسلة الضعيفة (3129). (¬3) أخرجه ابن ماجه (4121) قال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 216): هذا إسناد ضعيف القاسم بن مهران لم يثبت سماعه من عمران وموسى بن عبيدة الربذي ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1722)، والسلسلة الضعيفة (51).

1882 - "إن الله تعالى يحب كل قلب حزين (طب ك) عن أبي الدرداء (صح) ". (إن الله تعالى يحب كل قلب حزين) أي من ذنوبه منكسر لبعده عن طاعة مولاه لا حزين على فقد الدنيا وما فات من لذاتها فهذا قلب مبغوض لا محبوب ويقال المؤمن سروره في وجهه وحزنه في قلبه ولذا خص القلب لأنه ينبغي للمؤمن أن يكون طلق الوجه بسام غير عَباس (طب ك عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته (¬1). 1883 - "إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها (طب) عن الحسن بن علي". (إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها) الأخلاق الشريفة والخصال الشريفة فهي معالي الأمور لاحب العلو والفساد في الأرض (ويكره سفسافها) حقيرها ورديئها يقال الإنسان يشابه الملك بقوة التفكر وحسن الإدراك ويشابه الحيوان البهيمي بما ركب فيه من الشهوة والدناءة فمن قصرت همته على أكتساب معالي الأخلاق أحبه الله وشابه الملائكة ومن صرفها إلى السفساف وردائل الأخلاق التحق بالعالم البهيمي وتتنوع في المشابهة فإما صار كالكلب وإما سترها كالخنزير أو حقود كالجمل أو متكبر كالنمر أو رواغًا كالثعلب أو جامعًا للكل كالشيطان (طب عن الحسين بن علي) السبط ورجاله موثقون وسكت عليه المصنف (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (10/ 309) وقال: إسناده حسن. وأخرجه الحاكم (4/ 315) وقال: صحيح. فتعقبه الذهبي في التلخيص: مع ضعف أبي بكر بن أبي مريم منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1723) والسلسلة الضعيفة (483). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 131) رقم (2894)، وأورده ابن عدي (3/ 5) في ترجمة خالد بن إلياس بن صخر وقال: أحاديثه كأنها غرائب وإفرادات عن من يحدث عنهم ومع ضعفه يكتب =

1884 - "إن الله تعالى يحب أبناء الثمانين ابن عساكر عن ابن عمر". (إن الله تعالى يحب أبناء الثمانين) من أهل الإيمان لأنه قد كثر منه فعل الطاعات ومرت عليه أحوال يزداد بها إيمانه وصار غريبًا بين أبناء جنسه (ابن عساكر عن ابن عمر) (¬1). 1885 - "إن الله تعالى يحب أبناء السبعين، ويستحيي من أبناء الثمانين (حل) عن علي". (إن الله تعالى يحب أبناء السبعين) لا ينافي ما سلف من محبته أبناء الثمانين فإنهما أفاد أنه يحبهما معًا (ويستحي من أبناء الثمانين) يعاملهم معاملة من يستحي منه فيغفر لهم السيئات ويتقبل منهم الحسنات، وفي مسند أنس في الجامع الكبير: "ما من عبد يعمر في الإِسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة أنواع من البلاء: الجنون، والجذام، والبرص، فإذا بلغ خمسين لين الله عليه الحساب، فإذا بلغ ستين رزقه الله الإنابة إليه بما يحب، فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين تقبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" (¬2) (حل عن علي) سكت عليه المصنف وإسناده حسن (¬3). 1886 - "إن الله تعالى يحب أن يحمد (طب) عن الأسود بن سريع". (إن الله تعالى يحب أن يُحمَدَ) تقدم أن الله تعالى يحب المدحة فهو نظيره وذلك لأنه ¬

_ = حديثه وصححه الألباني في صحيح الجامع (1890) والسلسلة الصحيحة (1378). (¬1) أخرجه ابن عساكر (7/ 22). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1695) والسلسلة الضعيفة (1920). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 217) والحاكم (3/ 544)، وأبو يعلى (4246). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 199). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1696) والسلسلة الضعيفة (3121).

حق وهو يحب الحق والحديث وحديث يحب المدحة فهو حديث واحد إنما اختلفت عبارة الرواة (طب عن الأسود بن سريع) تقدم ضبطه وأنه فعيل من السرعة (¬1). 1887 - "إن الله تعالى يحب الفضل في كل شيء، حتى في الصلاة ابن عساكر عن ابن عمر". (إن الله تعالى يحب الفضل) هو الزيادة (في كل شيء حتى في الصلاة) وهو بزيادة التلاوة فيها والذكر في محلاته وفي نوافلها لا في عدد ركعاتها ونحوه فإنه محرم والمراد أيضًا الفضل في إدخال الخير لا في التوسع في الدنيا وشهواتها فإنه لا يحبه (ابن عساكر عن ابن عمر) (¬2). 1888 - "إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته (حم حب هب) عن ابن عمر (صح) ". (إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه) كما سلف (كما يكره أن تؤتى معصيته) أي أنه يثيب على ذلك [1/ 525] كما يعاقب على هذا (حم حب هب عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته (¬3). 1889 - "إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم، حتى في القبل ابن النجار عن النعمان بن بشير". (إن الله يحب أن تعدلوا) من العدل المساواة (بين أولادكم حتى في القبل) لأنه أدعى إلى برهم بالآباء فيكون قد أعانهم على بره ويأتي حديث: "رحم الله من أعان ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 283) رقم (825) وأخرجه الضياء في المختارة (4/ 851) وقال: إسناده منقطع. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1714). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 318). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1706) والسلسلة الضعيفة (3069): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 108) وابن حبان (3568) والبيهقي في الشعب (3890). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1886) والإرواء (564).

ولده على بره"، وبالأولى في الهبة ونحوها فإنه يحبه ويحرم التفضيل فيه كما بيناه في مسألة مستقلة (ابن النجار عن النعمان بن بشير) (¬1) وأصله في الصحيح عنه. 1890 - "إن الله تعالى يحب الناسك النظيف (خط) عن جابر". (إن الله تعالى يحب الناسك) العابد (النظيف) بدنه وثوبه وفي أفعاله وأقواله ومأكله ومشربه وكل ما يلابسه كما سلف قريبًا (خط عن جابر) (¬2). 1891 - "إن الله تعالى يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل (السجزي في الإبانة عن زيد بن ثابت". (إن الله تعالى يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل) كما أنزله غضًا طريًا وذلك بتحسين قراءته وترتيبها بالصوت والخشوع والرقة حتى إذا سمعه السامع ارتاح لسماعه كأنه لم يسمعه قبل ذلك وكأنها ساعة إنزاله والتبيين لحروفه كما قالت أم سلمة في صفة قراءته - صلى الله عليه وسلم -، وفي حديث عائشة: كان يرتل آية آية، أخرجه إسحاق بن راهويه، وكذلك حديث أنس: أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ {بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يمد بسم ويمد الرحمن ويمد الرحيم، أخرجه البخاري (¬3) من حديث أنس أنه سئل كيف كان قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره وآداب قراءته - صلى الله عليه وسلم - على هذا النحو (السجزي في الإبانة عن زيد بن ثابت) (¬4). 1892 - "إن الله تعالى يحب أهل البيت الخصب ابن أبي الدنيا في قرى الضيف عن ابن جريج معضلاً". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (45350). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1712). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 11) وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 711): هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1711) والسلسلة الضعيفة (99): موضوع. (¬3) أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (7311). (¬4) أخرجه السجزي في الإبانة (3069 - كنز). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1719).

(إن الله تعالى يحب أهل البيت الخصب) بفتح الخاء المعجمة وكسر الصاد المهملة الكثير الخير وذلك لأنه ينال منه الفقير ويكرم فيه الضعيف (ابن أبي الدنيا في قرى الضيف عن ابن جريج) (¬1) بالجيمين مصغر (معضلاً) تقدم ضبطه وبيان معناه أول الكتاب. 1893 - "إن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده, في مأكله ومشربه ابن أبي الدنيا فيه عن علي بن زيد بن جدعان مرسلاً". (إن الله تعالى يحب أن يرى) بتغيير صيغة يرى (أثر نعمته على عبده) الذي أنعم عليه (في مأكله ومشربه) فيوسع فيهما كما وسع عليه وكذلك في ملبسه وهو سبب الحديث كما سلف في قوله لأبي الأحوص: "إذا أتاك الله مالاً ... " الحديث (ابن أبي الدنيا فيه) في كتاب قِرى الضيف (عن علي بن زيد بن جدعان مرسلاً) ولهم في علي بن زيد كلام وتضعيف وتقدم مرفوعًا (¬2). 1894 - "إن الله تعالى يحشر المؤذنين يوم القيامة أطول الناس أعناقا بقولهم: لا إله إلا الله (خط) عن أبي هريرة". (إن الله تعالى يحشر المؤذنين) الذين ينادون بالصلوات الخمس (أطول الناس أعناقًا) تقدم الكلام عليه في: "أطول الناس أعناقًا" في الهمزة مع الطاء وزاد هنا (بقولهم لا إله إلا الله) فأبان سبب ذلك وهذه الكلمة وإن كان كل مسلم يقولها إلا أنهم يقولونها في أوقات مخصوصة بصوت معروف ويحتمل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه "قرى الضيف" برقم (47)، وفي كتاب "العيال" (373)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3643) والضعيفة (5471). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في "قرى الضيف" (برقم 48)، وأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (2046)، ويشهد له ما أخرجه الترمذي (2819) بسند حسن مرفوعاً: "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده". وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1715).

أنه عبر بها عن الآذان من إطلاق الجزء على الكل (خط عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عمر بن عبد الرحمن الوقاصي (¬1). 1895 - "إن الله تعالى يحمي عبده المؤمن كما يحمي الراعي الشفيق غنمه عن مراتع الهلكة (هب) عن حذيفة". (إن الله تعالى يحمي) من الحماية المنع وحذف المحمي منه [1/ 226] للعلم به وهو الدنيا (عبده المؤمن) لا الفاجر فإنه يطلق له الدنيا (كما يحمي الراعي الشفيق غنمه من مراتع الهلكة) وتقدم سببه كما نبه تعالى له بحماية المريض يحميه أهله عما يشتهيه (هب عن حذيفة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف حسين الجعفي (¬2). 1896 - "إن الله تعالى يخفف على من يشاء من عباده طول يوم القيامة كوقت صلاة مكتوبة (هب) عن أبي هريرة". (إن الله تعالى يخفف على من يشاء من عباده طول يوم القيامة) الذي يفهم الآيات مثل قوله: {عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)} [المدثر: 10] وقوله: {يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر: 8] إن المؤمنين لا يعسر عليهم وأجمل هنا في الحديث فيحتمل أنهم على المؤمنين وهم الذين يشأ التخفيف عليهم والمراد بهم خلص أهل الإيمان فإنهم الذين يخفف عليهم إلى أن يصير (كوقت صلاة مكتوبة) وغيرهم من أهل الإيمان وإن خفف عليهم لا يبلغ هذه الغاية (هب عن أبي هريرة) وإسناده حسن (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/ 384). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1727) والسلسلة الضعيفة (3130). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10451). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1779). وفي السلسلة الضعيفة (3102). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (362). وقال المناوي (2/ 299): فيه نعيم بن حماد أورده الذهبي في الضعفاء وقال أحمد: ثقة وقال النسائي غير ثقة وقال ابن عدي والأزدي يضع الحديث. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1730): ضعيف.

1897 - "إن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله (حم 3) عن عقبة بن عامر (صح) ". (إن الله تعالى يدخل بالسهم الواحد) من سهام الرمي (ثلاثة نفر الجنة صانعه محتسب في صنعته الخير) يقصد بها نفع أهل الجهاد من المؤمنين (والرامي به) في سبيل الله (ومنبله) من نبله أعطاه النبل ويحتمل أن يراد بائعه أو واهبه أو مناوله الرامي الرمي (حم 3 عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته (¬1). 1898 - "إن الله تعالى يدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر، ومثله مما ينفع المسكين، ثلاثة الجنة: صاحب البيت الآمر به، والزوجة المصلحة، والخادم الذي يناول المسكين (ك) عن أبي هريرة " (صح). (إن الله تعالى يدخل بلقمة الخبز وقبضة التمر) بالضاد المعجمة ما يقبضه الإنسان بيده وقال الشارح: بالصاد المهمة وهو خلاف ما رأيناه فيما قوبل على خط المصنف (ومثله مما ينفع المسكين) قبضة الزبيب وقطعة لحم (ثلاثة) مفعول يدخل (الجنة) مفعول فيه ليدخل (صاحب البيت الآمر به) بالتصدق (والزوجة المصلحة) للطعام (والخادم الذي يناول المسكين) وقد سلف في حديث عائشة: أن الزوجة إذا أنفقت كان لها أجرها بالإنفاق ولزوجها بالكسب وهذا الحديث يقضي بأن لها بالإصلاح أجر وللزوج بالآمر به أجر ولا منع من تعدد الأجور بتعدد الفيء وفضل الله واسع (ك عن أبي هريرة) (¬2) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط مسلم وتعقبه الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 154) والترمذي (1637) وأبو داود (2513) وابن ماجه (2814) والنسائي (6/ 222). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1732). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 134)، وقال الذهبي: سويد متروك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (1833): ضعيف جداً.

1899 - "إن الله تعالى يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة: الميت، والحاج عنه, والمنفذ لذلك (عد هب) عن جابر". (إن الله تعالى يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر الجنة) وهو (الميت) الذي أوصى أو حج عنه من غير وصية إلا أن قوله (والحاج عنه والمنفذ لذلك) يناسب الأول فإن التنفيذ يكون للوصية (عد هب عن جابر) ضعيف لضعف أبي معشر (¬1). 1900 - "إن الله تعالى يدنو من خلقه فيغفر لمن استغفر إلا البغي بفرجها، والعشار (طب عد) عن عثمان بن أبي وقاص". (إن الله تعالى يدنوا من خلقه) كأن المراد في ثلث الليل الآخر كما وردت به أحاديث أو نحوه من الأوقات التي ورَد أنه تعالى يدنوا دنواً فقال: وإفضال الأقرب مكان وانتقال (فيغفر لمن استغفر) طلب غفرانه (إلا البغي بفرجها) الزانية (والعشار) المكاس في النهاية (¬2) أنه من يأخذ العشر على ما كانت عليه أهل الجاهلية انتهى. قلت: ومن يأخذه في الإِسلام مثله وهذا للاستثناء لهذين إعلام بأنه تعالى لا يقبل توبتهم واستغفارهم وهو موضع [1/ 527] لشأن الخطيئة بأنها لا تقبل عنها توبة أو إخبار بأنهما لا يتوبان حقيقة. (طب عد عن عثمان بن أبي وقاص) برجال ثقات (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي (5/ 180) وابن عدي في الكامل (1/ 342) في ترجمة إسحاق بن بشر أبو يعقوب الكاهلي وقال: قد روى غير هذه الأحاديث وهو في عداد من يضع الحديث. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1731) والسلسلة الضعيفة (1964). (¬2) النهاية (3/ 476). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 54) رقم (8371) وابن عدي في الكامل في التراجم الساقطة من الكامل (1/ 103) ترجمة سلمة بن سليمان الموصلي الأزدي. وعزاه ابن حجر في الإصابة (5/ 515) لابن عساكر وضعف سنده. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1734) والسلسلة الضعيفة (1963).

1901 - "إن الله تعالى يدني المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطى كتاب حسناته بيمينه. وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد {هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] (حم ق ن هـ) عن ابن عمر" (صح). (إن الله تعالى يدني) يقرب من أدناه إذا قربه إليه (المؤمن فيضع عليه كنفه) بفتح الكاف والنون في النهاية (¬1) أي يستره، وقيل: يرحمه ويلطف والكنف بالتحريك الجانب والناحية (ويستره من الناس) في يوم القيامة (ويقرره بذنوبه) يجعله مقرًا بها بتذكيره إياها وبين كيفية ذلك بقوله: (أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا، فيقول: نعم أي ربِّ) إقرارًا بذنبه (حتى إذا أقر بذنوبه ورأى) اعتقد وظن (في نفسه أنه قد هلك قال) الرب (فإني قد سترتها عليك في الدنيا) وفي الآخرة أيضًا فستره عن الناس عند إقراره (وأنا أغفرها لك اليوم) فيه أن الستر في الدنيا مما يؤنس ويدل على أنه من أدلة المغفرة لأن الدارين كلها وأحكامها بيده تعالى وأشار إلى ذلك من قال: ركبنا خطايانا وسترك مسبل ... وليس لستر أنت ساتره كشف (فيعطى) بعد ذلك (كتاب حسناته بيمينه وأما الكافر والمنافق فيقول الأشهاد) هم الملائكة أو الأنبياء (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) باتخاذ الشريك والولد ونحوها من قبائحهم (ألا لعنة الله على الظالمين) ليس لهم شفيع ولا رحمة وهذا الحديث من أحاديث الرَّجاء ومن أكثرها بشارة لأهل ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 375).

الإيمان (حم ق ن 5 عن ابن عمر) (¬1). 1902 - "إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا. فرضي لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم. ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثًا) يحبها ويثيبكم على فعلها (ويكره لكم ثلاثًا) قال المصنف في الديباج (¬2): يرضى في الحديث ويكره قال العلماء: الرضا والسخط والكراهة من الله تعالى المراد بها أمره ونهيه أو ثوابه وعقابه (فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا) لا أكبر ولا أصغر قال النووي (¬3): هاتان ثنتان وعندي أنهما واحدة والثالثة قوله (ولا تفرقوا) هكذا نقله المصنف وسكت عليه والظاهر أن الثانية قوله (وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا) وهو التمسك بكتابه والاتباع له وعدم الاختلاف والثالثة قوله (وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم) من الأئمة فإن النصيحة لله ولأئمة المسلمين (ويكره لكم قيل وقال) تقدم تفسيره قريبًا (وكثرة السؤال) للناس أموالهم أو المسائل العلمية التي لا حاجة إليها ولا تعني الإنسان (إضاعة المال) إنفاقه فيما لا يحل والإسراف وتقدمت هذه الثلاث قريبًا (حم م عن أبي هريرة) (¬4). 1903 - "إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما، ويضع به آخرين (م) عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 74) والبخاري (4685) ومسلم (3768) وابن ماجه (183) والنسائي في الكبرى (11242). (¬2) الديباح (4/ 318). (¬3) شرح مسلم (12/ 11). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 367) ومسلم (1715).

عمر (صح) ". (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا) القرآن وقد سماه الله كتابًا في عدة آيات والرفع به إعلاء شأن حامليه والعارفين به والمتبعين لأحكامه والرفعة تحتمل أنها في دار الدنيا فإنها كانت العزة لأهل العلم أو في الآخرة فإنه يأتي أن بين العالم والعابد مائة درجة [1/ 528] بين كل درجتين حصر الجواد المضمر سبعين سنة أو في الدارين (ويضع به آخرين) هم المكذبون به والذين اتخذوه هزواً ولعبًا (م عن عمر بن الخطاب (¬1)). 1904 - "إن الله تعالى يزيد في عمر الرجل ببره والديه ابن منيع (عد) عن جابر". (إن الله يزيد في عمر الرجل) أو المرأة (ببر والديه) أو أحدهما والظاهر أنها زيادة حقيقة وأنه يزيد في أيام عمره الذي قدره له تعالى وقيل: يكتب له من أعمار أعمال من زاد عمره وقد مضى في صلة الرحم مثله ويأتي أيضًا وهذا من المجازاة بأعمال الخير في الدنيا (ابن منيع عد عن جابر) ضعيف لضعف الكلبي (¬2). 1905 - "إن الله تعالى يسأل العبد عن فضل علمه كما يسأله عن فضل ماله (طص) عن ابن عمر (صح) ". (إن الله تعالى يسأل العبد عن فضل علمه) الفضل الزيادة والمراد ما زاد من علمه على ما يحتاجه فيسأل عنه لماذا تعلمه وفيم أنفقه (كما يسأل عن فضل ماله) من أين كسبه وفيم أنفقه وأما أصل علمه الذي لابدَّ له منه فإنه إنما يسأل ماذا علم منه وفي حديث ابن مسعود عند الترمذي: "لا تزول قدما عبد حتى ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (817) وابن ماجه (218). (¬2) أخرجه ابن منيع كما في الكنز (45467) وابن عدي في الكامل (3/ 43) وقال الألباني في ضعيف الجامع (1735): موضوع.

يسأل عن أربع ... " (¬1) (طص عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته (¬2). 1906 - "إن الله تعالى يسعر جهنم كل يوم في نصف النهار، ويخبتها في يوم الجمعة (طب) عن واثلة". (إن الله تعالى يسعر جهنم) هو من سعر النار أوقدها أي يأمر بتسعيرها (كل يوم في نصف النهار) ولذا كان حر القيظ نفس من نفس جهنم (ويخبتها) بالخاء المعجمة يطفئها من خبت النار خبواً وخبوا طفئت وسكنت (يوم الجمعة) إكراماً لذلك اليوم. قيل: ولذا لا يكره فيه النافلة ساعة الزوال من يوم الجمعة وهذا في دار الدنيا أما في الآخرة فإنها دائمة التسعير لا تنطفئ ولا يخفف من عذابها (طب عن واثلة) هو ابن الأسقع (¬3). 1907 - "إن الله تعالى يطلع في العيدين إلى الأرض، فابرزوا من المنازل تلحقكم الرحمة ابن عساكر عن أنس". (إن الله تعالى يطلع في العيدين) عيد الفطر وعيد الأضحى (إلى الأرض ما برز وأمر المنازل) إلى الجنان كما هو الأظهر ويحتمل إلى المساجد (تلحقكم) بالبرور (الرحمة) التي تفاض على العباد فإنه تعالى إنما يطلع عليهم ليرحمهم وفيه أنه لا ينال ذلك إلا بالخروج ابن عساكر عن أنس وإسناده ضعيف (¬4). 1908 - "إن الله تعالى يعافي الأميين يوم القيامة ما لا يعافي العلماء (حل) والضياء عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (539)، والطبراني في الكبير (11/ 102 رقم (11177). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (448) وإسناده فيه يوسف بن يونس الأفطس وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1736). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 60) (593). وقال الألباني في ضعيف الجامع (1737): موضوع. (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (55/ 161). وأورده الألباني في ضعيف الجامع (1714) والسلسلة الضعيفة (1806) وقال: موضوع.

(إن الله تعالى يعافي) من ألم العقاب (الأميين) جمع أمي وهو من لا يحسن الكتابة أو من على جلو الأمة لا يتعلم الكتاب باقٍ على أصل خلقته قاله القاموس (¬1) والمراد به هنا من ليس بعالم وإن كان يحسن الكتابة بدليل مفاعلته به (يوم القيامة ما لا يعافي العلماء) فإنه يتجاوز عن الجاهل بما لا يتجاوز عن العالم لأن الجاهل معذور فيما يفعله ولأن العالم يقتدي به الجاهل فيما يأتيه (حل والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته (¬2). 1909 - "إن الله تعالى يعجب من سائل يسأل غير الجنة، ومن معي يعطي لغير الله، ومن متعوذ يتعوذ من غير النار (خط) عن ابن عمر". (إن الله تعالى يعجب من سائل يسأل غير الجنة) في النهاية (¬3) تفسير عجيب الرب بأن كبر ذلك عنده وكبر عليه فالتعجب إخبار من عظمة المتعجب منه عنده تعالى؛ لأنه خلاف ما لا ينبغي وما يترقب كسؤال الله غير الجنة وكعدم صبوة الشباب كما سلف (و) يعجب (من معط) اسم فاعل من أعطى (يعطي لغير الله) لأنَّ العطاء لأجله تعالى لسبب، فالإخلاف في العاجل والأجر في الآخرة بخلاف الإعطاء لغيره فإنه إضاعة للمال وإخراج له عن يده بلا فائدة (و) يعجب (من متعوذ) اسم فاعل من استعاذ أي التجأ (يتعوذ من غير النار) لأنه كما يعلل غير النار عافية. إن قلت: قد سلف في الأدعية الماضية النبوية سؤال غير الجنة والاستعاذة من غير النار. ¬

_ (¬1) القاموس (ص 165). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 331)، (9/ 222) وقال: قال عبد الله بن أحمد قال أبي: هذا حديث منكر وما حدثني به إلا مرة وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 140) رقم (204). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1741) والسلسلة الضعيفة (3154). (¬3) النهاية (3/ 403).

قلت: من تأملها علم أنها عائدة إلى سؤال الجنة والاستعاذة من النار فإنه سؤال العافية مثلاً طلب لاقتداره لأداء الواجبات وكل قربة وقس عليه غيره وقس عليه الاستعاذة مثلاً من الجبن والبخل استعاذة من ترك واجب الجهاد وواجب المال الذي إلى النار وقس عليه غيره (خط عن ابن عمر) (¬1). 1910 - "إن الله تعالى يعذب يوم القيامة الذين يعذبون الناس في الدنيا (حم م د طب) عن هشام بن حكيم (حم هب) عن عياض بن غنم (صح) ". (إن الله تعالى يعذب يوم القيامة) أي بالنار (الذين يعذبون الناس) لغير حق بل ظلمًا وعدوانًا (في الدنيا) ولفظه عام للكفار فلا يعذبهم بل إن قتلهم أحسن القتلة (حم (¬2) م د طب عن هشام بن حكيم) بن حزام (حم هب عن عياض بن غنم) بفتح المعجمة وسكون النون وأسانيده صحيحة. انتهى رقم الجزء الأول من التنوير ولله الحمد على الإعانة يوم الخميس رابع شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين ومائة وألف سنة. بعناية مؤلفه سيدي السيد الجليل العلامة بدر الإِسلام المنير محمَّد بن إسماعيل الأمير أطال الله بقاءه وحرس ذاته وحماه وجزاه عن الإِسلام وأهله أحسن الجزاء آمين آمين. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب (9/ 267). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1741) وفي السلسلة الضعيفة (3134). (¬2) أخرجه مسلم (2613) وأحمد (3/ 403) وأبو داود (3045) والطبراني (22/ 170) رقم (437) من رواية هشام بن حكيم بن حزام وأحمد (3/ 404) والبيهقي في الشعب (5355) من رواية عياض بن غنم.

أول الجزء الثاني والله المستعان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي منه تلتمس المطالب، وبه يستعان على إبلاغ عبده المآرب، الأول الذي لا ثاني له في الوجود والإمكان، الذي بث الأدلة على وحدانيته في كل شيء وبقية مجرات الأكوان: ففي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد الفاتح لمن قرع باب المعارف، أبواباً إلى رياض يقتطف أزهارها كل عارف، الذي منّ على هذه الأمة المحمدية، بسطوع أنوار الأحاديث النبوية، وأشهد أن لا إله إلا الله الذي تفضل علينا بأن نظمنا في سلك حملة الآثار، وجعلنا من ذرية نبيه المختار، صلى الله عليه وعلى آله ما تعاقب ليل ونهار، فنحن أولاده بالإنساب، وأولى الناس بخدمة السنة والكتاب: يا أهل بيت النبي من بذلت ... في حبكم نفسه فما غبنا من جاء في بيتكم يحدثكم ... قولوا له البيت والحديث لنا فلنا من علمي الكتاب والسنة وراثة نبوية، وسهم قامر مع علماء الأمة المحمدية: فلنا الحديث وراثة نبوية ... ولكل محدث بدعة إحداثه والصلاة والسلام على رسوله أكمل الخلائق هديًا محمَّد بن عبد الله سيد أهل الأولى والأخرى وعلى آله حملة الكتاب والسنة، ومن لهم على أمته أكمل المنة. وبعد: فإن الله وله الحمد والثناء قد من بالفراغ من الجزء الأول من شرح الجامع الصغير الذي سميناه بالتنوير وهذا أوان الشروع في الجزء الثاني قد سقنا فيه ما

يسره الله من حل ألفاظه وإبانة المعاني، ونسأل الله أن ينفع به العباد ويجعله ذخيرة للنجاة في يوم المعاد. 1911 - "إن الله تعالى يعطي الدنيا على نية الآخرة، وأبى أن يعطي الآخرة على نية الدنيا". ابن المبارك عن أنس". (إن الله تعالى يعطي الدنيا على نية الآخرة) أي على نية العبد الآخرة أي لأعمالها، والمعنى أن من نوى بأعماله الآخرة أعطى الدنيا، ومن نوى بها للدنيا لم يعطها. (وأبى أن يعطي الآخرة على نية الدنيا) أي على نية العبد بأعمال الآخرة الدنيا وذلك كأن يتصدق على الفقير رجاء ثوابه تعالى وجزائه فإنه يعطيه الأجر في الآخرة ويخلف عليه في الدنيا بخلاف إذا أعطى الفقير على غير نية الآخرة فلا يعطى الأجر في الآخرة وأما الإخلاف في الدنيا فمسكوت عنه هنا، وقد أفيد من غيره أنه يعطاه. ابن المبارك (¬1) عن أنس، ورواه عنه أيضاً الديلمي بإسناد ضعيف. 1912 - "إن الله تعالى يغار للمسلم فليغر". (طس) عن ابن مسعود (صح) ". (إن الله تعالى يغار للمسلم) أي لأجله وتقدم تفسير الغيرة أنها الحمية والأنفة: أي بين متعلقها لا أنه بين معناها في حقه تعالى، يجيء فيها القولان: التسليم والتفويض أو التأويل بالحمل على المجاز فيراد بها الكراهة لأنه منه لازم الغيرة، وقد فسرت غيرته تعالى في الحديث الآتي بأنها تعلق بإتيان المؤمن ما حرم عليه. (فليغر) فليكره ما حرم الله عليه ويتجنبه ويغار على نفسه أن يراه مولاه عاصياً له. (طس) (¬2) عن ابن مسعود رمز المصنف لصحته وفيه عبد ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (549)، والديلمي في الفردوس (546)، والقضاعي في الشهاب (1108)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1744)، والضعيفة (3156). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1068)، والقضاعي في الشهاب (1091)، وانظر المجمع (4/ 327)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1745)، والضعيفة (3131).

الأعلى الثعلبي ضعيف. 1913 - "إن الله تعالى يغار وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه". (حم ق ت) عن أبي هريرة (صح). (إن الله تعالى يغار وإن المؤمن يغار) وكأنه قيل وماذا غيرة الله فقال: (وغيرة الله إن يأتي المؤمن ما حرم عليه) من معاصيه. (حم ق ت (¬1) عن أبي هريرة). 1914 - "إن الله تعالى يقبل الصدقة، ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره، حتى إن اللقمة لتصير مثل أحد". (ت) عن أبي هريرة (صح). (إن الله تعال يقبل الصدقة) عام لواجبها ونفلها قليلها وكثيرها. (ويأخذها بيمينه) في النهاية (¬2) كلما جاء في القرآن والحديث من إضافة اليد والأيدي واليمين إليه تعالى وغير ذلك من أسماء الجوارح إنما هو على سبيل المجاز والاستعارة والله تعالى منزه عن التشبيه والتجسيم. (فيربيها) ينميها. (لأحدكم) من أهل الإيمان. (كما يربي أحدكم مهره) قال في القاموس (¬3): المهر: ولد الفرس أو أول ما ينتج منه ومن غيره، ليتوفر له أجرها ويصير صغيرها كبيرًا وقليلها كثيراً. (حتى أنَّ اللقمة لتصير مثل أحد) الجبل المعروف ويحتمل أن المراد يكافئ عليها فيجعل جزاء القليل كثيراً، والأول أظهر أنها تنمو في نفسها حتى يراها العبد يوم القيامة في ميزانه. (ت) (¬4) عن أبي هريرة رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 343)، والبخاري (5223)، ومسلم (2761)، والترمذي (1168). (¬2) انظر: النهاية في غريب الحديث (5/ 301). (¬3) انظر: القاموس المحيط (2/ 137). (¬4) أخرجه الترمذي (662)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1902)، وقال في ضعيف الترمذي (106): منكر بزيادة: وتصديق ذلك ...

صحيح وزاد: وتصديق ذلك في كتاب الله عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة: 104] و {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة: 276] انتهى وظاهره أنه مرفوع. 1915 - "إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر". (حم ت هـ حب ك هب) عن ابن عمر (صح). (إن الله تعالى يقبل توية العبد) فيمحق ذنوبه في كل حين من الأحيان. (ما لم يغرغر) بغين معجمة وراء بعدهما مثلهما وكسر الغين المعجمة الثانية أي يجود بنفسه عند الموت كما في القاموس (¬1) وهي من الغررة تردد الماء في الحلق، يقال: غرر المريض إذا تردد الماء في حلقه، وعن عطاء ولو حصل قبل موته بفواق ناقة، وعن النخعي ما لم يؤخذ بكظمه وإنما لم يقبل التوبة عند الغررة لأنها توبة إلجاء فقد شاهد هول المطلع ورأى الملائكة {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 22] ولأن من شرط التوبة العزم على ألا يعود وقد فات ذلك، وقد فسر التوبة حديث ابن مسعود: "التوبة من الذنب أن لا يعود إليه أبداً" (¬2)، وحديث أُبيّ (¬3) "التوبة النصوح الندم على الذنب حين يفرط منك وتستغفر الله منه ثم أن لا يعود إليه أبداً، ويأتي حديثه والحديث مشتق من الآية {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ} الآية. [النساء: 17] (حم ت هـ حب ك هب) (¬4) عن ابن عمر رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب. ¬

_ (¬1) انظر القاموس المحيط (2/ 102). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (7035). (¬3) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5457)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2516): موضوع ومثله في الضعيفة (2250). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 153)، والترمذي (3537)، وابن ماجة (4253)، وابن حبان (628)، والحاكم (4/ 257)، والبيهقي في الشعب (7063). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1903).

1916 - "إن الله تعالى يقول: لأهون أهل النار عذاباً لو أن لك ما في الأرض من شيءٍ كنت تفتدي به؟ قال: نعم، قال: فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئًا، فأبيت إلا الشرك ". (ق) عن أنس (صح). (إن الله تعالى يقول) يوم القيامة. (لأهون أهل النار عذاباً) قد بين أهونهم عذاباً حديث النعمان بن بشير عند مسلم (¬1) بلفظ "أهون أهل النار عذاباً رجل يوضع في أخمص قدميه نعلان يغلي منهما دماغه"، ويأتي أيضاً "أن أهونهم عذابا أبو طالب وهو ينتعل النعلين من نار يغلي منهما دماغه" فيحتمل أن يراد به أبو طالب أو غيره ممن هو في مثل حاله. (لو أن لك ما في الأرض من شيءٍ) وهذا القول زيادة في عذابه وتحسيره وتنديمه. (كنت تفتدي به؟) هو جواب لو ويأتي باللام وبحذفها ومن الأول {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا} ومن الثاني {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا} [الواقعة: 70]. (قال نعم) من باب {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} قيل: الآية {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ} [المائدة: 36] وهنا وقع ما في الأرض. قلت: ذلك عام لكل كافر وهذا خاص بالأهون عذابًا وذلك في الإخبار أنه ما يتقبل منه الفداء، وهذا في أنه يعرض عليه ويخاطب به وأيضاً يحتمل أن يخاطب بهذا تارة وهذا تارة وفي التنصيص على الأهون عذاباً إفادة أن الأشد عذاباً أكبر توبيخًا وتنديماً وتحسيراً. (قال) الله. (فقد سألتك ما هو أهون من هذا وأنت في صلب آدم أن لا تشرك بي شيئاً) هو بدل من قوله أهون من هذا وهو إشارة إلى ما ثبت في أحاديث واسعة من أنه تعالى لما خلق آدم مسح ظهره وسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها تعالى إلى يوم القيامة أمثال الذر ثم أخذ عليهم الميثاق فقال: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] طائفة ¬

_ (¬1) مسلم (213) وهو في البخاري أيضًا برقم (6193).

قالوا: كارهين وطائفة طائعين والأحاديث في ذلك كثيرة قال بعض المحققين لو أدعى فيها التواتر لما بعد وقد سرد المصنف منها في الدر المنثور في تفسير الآية ما تقر به عين الناظر -وقد عارض أحاديث عالم الذر هذه أحاديث "كل مولود يولد على الفطرة" وقد جمعنا بينهما في رسالتنا: رفع الأستار في رد أدلة القائلين بعدم خلود الكفار في النار-. فقوله: وأنت في صلب آدم لأنه أعاده إليه وإلا فالسؤال كان بعد إخراجه منه. (فأبيت إلا الشرك) إشارة إلى الطائفة الذين قالوا، وهم كارهون وتأتي زيادة في الكلام في حرف الخاء المعجمة في "خلق الله آدم فضرب كتفه اليمنى" الحديث. (ق) (¬1) عن أنس. 1917 - "إن الله تعالى يقول: الصوم لي، وأنا أجزي به، إن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح، وإذا لقي الله تعالى فجزاه فرح، والذي نفس محمَّد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". (حم م ن) عن أبي هريرة وأبي سعيد معا (صح). (إن الله تعالى يقول الصوم لي) أي أنه عبادة لم يعبد بها أحد من العباد شيئاً من الآلهة التي كانوا يتعبدون لها، ويأتي زيادة كلام فيه في شرح الصوم جنة في حرف الصاد المهملة. (وأنا أجزي به) على قدر اختصاصي به وأتولى الجزاء بنفسي لا أكله إلى أحد غيري. (إن للصائم فرحتين) هما من أول الجزاء. (إذا أفطر فرح) بما أداه من طاعة مولاه وبما أنعم به عليه من نعماءه. (وإذا لقي الله تعالى فجزاه) أعطاه أجر صومه. (فرح) {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58]. (والذي نفس محمَّد بيده) وهو الله تعالى. (لخلوف) بضم الخاء المعجمة وضم اللام تغير رائحة. (فم الصائم) عند خلو المعدة. (أطيب عند الله من ريح المسك) أحب إليه تعالى من ريح المسك، يكون التطيب به ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3334)، ومسلم (2805).

قربة كالتطيب للجمعة مثلاً، نبأ على أن المراد طيب الأفواه نفسها، أو عند ملائكته أطيب من المسك عند بني آدم، وعلى هذا فهو يدل على أن الله تعالى جعل للملائكة إدراكا للرائحة كما جعله لبني آدم، وقد ثبت أنهم يتأذون من الرائحة الكريهة، وأنهم يتأذون مما يتأذى به بنوا آدم كما ورد في النهي عن دخول المسجد لمن أكل الكراث فإنه علل للأذى، وهل المراد في الدنيا أو يوم القيامة بأن تصير رائحة أفواه الصائمين أطيب من المسك محتمل وقد وقع فيه نزاع بين أئمة من أهل الحديث. (حم م ن) (¬1) عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً أي اجتمعا على روايته. 1918 - "إن الله تعالى يقول: أنا ثالث الشريكين، ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما". (د ك) عن أبي هريرة (صح). (إن الله تعالى يقول) الآن في الدنيا. (أنا ثالث الشريكين) هما كل مشتركين في أمر من الأمور متعاونين عليه فإنه تعالى ثالثهما في الإعانة على ما اشتركا فيه. (ما لم يخن) من الخيانة ضد الأمانة. (أحدهما صاحبه فإذا خانه خرجت من بينهما) تركت معونتهما وكلتهما إلى أنفسهما وأصابت عقوبة الخيانة الاثنين مع أن الخائن واحد لشؤم الخيانة: اعلم أن المعصية لا يختص شؤمها بفاعلها بل يتعدى إلى غيره وأدلته كثيرة منها هذا ومنها في صحيح البخاري "أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج ليخبر أصحابه بتعيين ليلة القدر فتلاحى رجلان" (¬2) فرفع تعيينها لتلاحي الرجلين فأصاب شؤم تلاحيهما الأمة كلها وحرمت تعيين ليلة القدر، وثبت في الأحدث أن إمام الصلاة إن تلبس عليه القراءة فيها لإساءة من خلفه المأمومين للوضوء وفي القرآن: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 232)، ومسلم (1151)، والنسائي (4/ 162). (¬2) أخرجه البخاري (49).

أُحِلَّتْ لَهُمْ} [النساء: 160]، فحرمت لأبنائهم الطيبات لشؤم ظلم الآباء وهذا المعنى كثير في الكتاب والسنة فالعاصي يظلم نفسه ويظلم لشؤم معصيته غيره ويأتي عكس هذا في أهل الطاعة فينال خيرهم غيرهم، قال الله: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33]، وفيه حث على التشارك في المكاسب ونحوها وعدم الخيانة. (د ك) (¬1) عن أبي هريرة رمز المصنف لصحته لأنه صححه الحاكم وأما أبو داود فسكت عنه فقيل الصواب أنه مرسل. 1919 - "إن الله تعالى يقول: يا ابن آدم، تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنَى، وأسد فقرك، وإن لا تفعل ملأت يديك شغلَا، ولم أسد فقرك". (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح). (إن الله تعالى يقول) ورسوله بلغه النبأ. (يا ابن آدم تفرغ لعبادتي) تجرد وتخلى لها. (أملأ صدرك غنَى) قلبك الذي في صدرك والغنى ضد الفقر كما في القاموس، قال تعالى: {الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]، إذ القلب محل الغنى والفقر والمراد من التفرغ للعبادة إيثارها على حظوظ الدنيا والإتيان بما أمر به منها فلا تلهيه عن ذكر الله لا أنه لا يفعل إلا العبادة. (وأسد فقرك) هو من سد الثلمة أصلحها ووثقها والمراد أنه لا يبقى للفقر ضرر بل يغنيه الله في نفسه ويبارك له في القليل من ماله. (وإن لا تفعل) لا تفرغ لعبادتي. (ملأت يديك شغلاً) بضم المعجمتين وتسكن الثانية. (ولم أسد فقرك) بل يبقى ملتهب القلب على الدنيا غير بالغ منها أمله وفي معناه عدة من الأحاديث وهو من الأحاديث القدسية. (حم ت هـ ك) (¬2) عن أبي هريرة رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وأقروه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2/ 52)، والحاكم (2/ 60)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1748). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 358)، والترمذي (2466)، وابن ماجة (4107)، والحاكم (2/ 443)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1914)، والصحيحة (1359).

1920 - "إن الله تعالى يقول: إذا أخذت كريمتي عبدي في الدنيا، لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة". (ت) عن أنس (ح). (إن الله تعالى يقول: إذا أخذت) سلبت. (كريمتي عبدي) في النهاية (¬1): يريد عينيه أي جارحتيه الكريمتين عليه، وكل شيء يكرم عليك فهو كريمك وكريمتك. (في الدنيا)، يتعلق بأخذت وهو ظاهر فيمن أصيب بعينيه بعد أن رزقهما وأما من ولد مسلوبهما فلا يدخل في ذلك ويجهل دخوله. (لم يكن له جزاء عندي إلا الجنة) والمراد مع الاحتساب والصبر كما قيدته به أحاديث أخر. (ت) (¬2) عن أنس رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: رجاله ثقات. 1921 - "إن الله تعالى يقول: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي". (حم م) عن أبي هريرة (صح). (إن الله تعالى يقول) يوم القيامة إذ هو يوم الجزاء. (أين المتحابون) الذين يحب كل واحد الآخر. (بجلالي) بالجيم مصدر جل جلالاً أي عظم. (اليوم أظلهم في ظلي) تقدم الكلام عليه وفي النهاية: أنه الرحمة وذلك مكافأة لهم على التحاب لأجل الله أي لأمره بالتحاب على لسان رسوله والمراد لأجل تعظيم أمري -أي أمري الخاص وسواء أمر بالتحاب، فالإضافة في أمري عهدية وهو الأمر بالتحاب الذي تقدم قريبا وفي صحيح مسلم وغيره مرفوعا والذي نفسي بيده: "لا تؤمنوا" هكذا يروى، ويروى: "لا تؤمنون حتى تحابوا ... " الحديث. فأقسم - صلى الله عليه وسلم - ألا تثبت لهم حقيقة الإيمان حتى يتحابوا، وذلك أن الله تعالى يريد من عباده أن تكون قلوبهم مجتمعة غير متفرقة، متحابة غير متباغضة والآثار في هذا واسعة جدًا وقال تعالى: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 300). (¬2) أخرجه الترمذي (2400)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1904).

قُلُوبِكُمْ} [آل عمران: 103] وانظر كيف ذم الله النمام وجعل النميمة كبيرة وجعل عقوبتها عاجلة في القبر كما في حديث القبرين الذين أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنهما يعذبان وأخبر أن أحدهما كان يمشي بالنميمة، فحرم الله النميمة وإن كانت صدقا وحقا لما فيها من إفساد القلوب وإثارة البغض والعداوة فقبح الحسن وهو الصدق وحرمه وعاقب فاعله وأباح الكذب وحسنه على صلاح بين الرجلين لما فيه من جمع القلوب وحصول الألفة فحسن هنا القبح كما قبح هناك الحسن وأثيب فاعل القبح وعوقب فاعل الحسن باعتبار إفساد القلوب وإصلاحها، تحابوا وتقدمت عدة أحاديث في الحث على الحب في الله بل تقدم حصر الإيمان عليه وعلى البغض فيه وهذا الاستفهام في ذلك المقام تنويه لشأنهم وتعظيمهم. (يوم لا ظل) مبني على الفتح اسم لا. (إلا ظلي) أي رحمتي وفيه حث على التحاب في الله. (حم م) (¬1) عن أبي هريرة. 1922 - "إن الله تعالى يقول: أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحركت بي شفتاه". (حم هـ ك) عن أبي هريرة (صح). (إن الله تعالى يقول) الآن. (أنا مع عبدي) هي معية خاصة غير المعية العامة. (ما ذكرني) مدة ذكره إياي. (وتحركت بي) بذكري. (شفتاه) قيل إن الذكر على الإطلاق اللساني ولا كمال فيه إلا مع مصاحبة القلب اللسان فقوله: "وتحركت بي شفتاه" دليل أن لا كمال في الذكر القلبي بل الأكمل هو ذكر القلب مع اللسان، وأنه أفضل من ذكر اللسان من غير ذكر القلب فهي رتب ثلاث. (حم ك هـ) (¬2) عن أبي هريرة رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 237)، ومسلم (2566). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 540)، والحاكم (1/ 496)، وابن ماجة (3792)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1906).

1923 - "إن الله تعالى يقول: إن عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه". (ت) عن عمارة بن زعكرة. (إن الله تعالى يقول) الآن في دار الدنيا. (إن عبدي كل عبدي) لفظ كل هنا صفة قال نجم الأئمة: إن من الجوامد الواقعة أوصافاً قياسيًا لفظ كل مانعاً للجنس مضافاً إلى مثل متنوعة لفظاً: ومعنى الحديث الرجل كل الرجل بمعنى كل الرجال أي أنه اجتمع فيه من خلال الخير ما يعرف في جميع الرجال، وذكر في معنى اللبيب أن من وجوه "كل" أن يكون نعتاً لنكرة أو معرفة ويدل على كماله ويجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظًا ومعنى وأشد على المعرفة قوله: "هم القوم كل القوم يا أم خالد". (الذي يذكرني وهو ملاق قرنه) بكسر القاف وسكون الراء كفؤك في الشجاعة وهذه جملة حالية من فاعل يذكر أي يكون ذكره إياي حال لقاء عدوه والقرن وإن كان لا يدل على العداوة فالسياق مرشد، إليه أي أن عبدي الكامل في العبودية من يذكرني في أشد أحواله وأعظم أهواله حال ملاقاة قرنه ونزاله، وذلك لأنه لا يثبت على الذكر في تلك الحال إلا كامل العبودية من الرجال وإلا فإنه حال إزهاق مهجته وتجرع كأس حمامه، فذكره مولاه في ذلك المقام دال على أنه ما أذهله عن ذكره ملاقاة الحمام، فهو دليل على ثبات محبته وحقيقة عبوديته ولذا يفتخر الشعراء بذكر الأحبة في موقف إزهاق الأرواح واختطاف السيوف لها والرماح، قال عنترة: ولقد ذكرتك والرياح نواهل ... مني وبيض الهند تقطر من دمي فوددت تقبيل الرماح لأنها ... لمعت كبارق ثغرك المتبسم وهو كثير في أشعار المتأخرين كقول (الطغرائي): ولقد أقول لمن يسدد سهمه ... نحوي وأطراف المنية شرع بالله فتش عن فؤادي هل ترى ... فيه لغير هوى الأحبة موضع

(ت (¬1) عن عمارة) بضم المهملة وتخفيف الميم فراء، بن زعكرة بفتح أوله والكاف بينهما عين مهملة الكندي أبو عدي الحمصي له حديث (¬2). 1924 - "إن الله تعالى يقول: إن عبداً أصححت له جسمه ووسعت عليه في معيشته، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم". (ع حب) عن أبي سعيد (صح). (إن الله تعالى يقول إن عبداً) مطلق في أي عبد. (أصححت له جسمه) فلم تنزل به علة. (ووسعت عليه في معيشته) بالزيادة على كفايته. (تمضي عليه خمسة أعوام) من بعد تكليفه أو من بعد حجه حجة الإِسلام. (ثم لا يفد) بالفاء والدال المهملة من وفد إليه وعليه يفد وفدًا ووفودًا ووفادة. (إليَّ) إلى بيتي الذي جعلت الوفادة إليه كالوفادة (إليّ لمحروم) عن خير الدنيا والآخرة لأنه ترك ما في قصده خير الدارين لغير عذر فقد أحرم نفسه الخير، والأظهر أن المراد بعد حجة الفرض، إذ حجة الفرض يخاطب بها عقب بلوغه ولا تقدر خمسة أعوام، والحديث قاض بتأكد معاودة البيت على من كملت له الصفتان. (ع حب) (¬3) عن أبي سعيد رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: ضعيف لضعف صدقه بن يزيد الخراساني، في المغني للذهبي (¬4) أنه وثق صدقة أبو زرعة، وقال ابن معين: صالح، وقال ابن حبان: لا يجوز الاشتغال بحديثه انتهى. 1925 - "إن الله تعالى يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئاً فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك بي، أنا عنه غني". الطيالسي ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3580)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1750). (¬2) ليس له غير هذا الحديث، انظر ترجمته في: الاستيعاب (1/ 353)، والإصابة (4/ 581). (¬3) أخرجه أبو يعلى (1031)، وابن حبان في موارد الظمآن (7703)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1909)، والصحيحة (1662). (¬4) انظر المغني (1/ 308).

(حم) عن شداد بن أوس. (إن الله تعالى يقول أنا خير قسيم) مقاسم. (لمن أشرك بي) بتعبير صيغته أي لمن جعله العباد لي شريكاً وبين الأخيرية بقوله: (من أشرك بي شيئاً فإن عمله قليله وكثيره) بالنصب بدل من عمله. (لشريكه الذي أشرك بي) شرك عبادة كعباد الأصنام القائلين أنها تقربهم إليه زلفى وشرك رياء (أنا عنه) عن عمله. (غني) هو تعالى غني عن العمل الخالص فبالأولى عن المشوب (الطيالسي حم) (¬1) كذا في نسخ الجامع وهو خلاف قاعدته فإنه يقدم أحمد على الشيخين لتقدمه زمنًا وعلى غيرهم كأبي نعيم والطيالسي (عن شداد بن أوس)، سكت عنه المصنف وقال الشارح: إسناده حسن. 1926 - "إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، والخير في يديك فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك؟ فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً". (حم ق ت) عن أبي سعيد (صح). (إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة) إضافتهم إليها لتشريفه لهم بها ولم يقل: يا عبادي، ولا يا أهل الإيمان؛ لأن أهل الجنة أشرف من الوصفين وأخص إذ هم المؤمنون الذين خرجوا عن الذنوب فأدخلوا الجنة (فيقولون لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك) تقدم الكلام على هذين اللفظين (فيقول هل رضيتم) إعلاماً لهم بأنه تعالى يريد رضاهم ليتم قوله في صفة أهل الجنة رضي الله عنهم ورضوا عنه. (فيقولون وما لنا لا نرضى) أيُّ أمر يوجب لنا عدم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 125)، والطيالسي (1120)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 369)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1749).

الرضى؟ (وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك) الذين لم يدخلهم الجنة (فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك) أي مما أعطيتم من دخول الجنة (فيقولون يا ربنا وأي شيء أفضل من ذلك) لم يكن في علمهم أنه يوجد شيء أفضل من ذلك. (فيقول أحل عليكم) هو من أحله المكان أنزله به والمراد أنزله مرتفعًا عليكم غامراً لكم شاملاً لجميعكم (رضواني) هو مصدر رضي عليه مضاف إلى فاعله (فلا أسخط عليكم بعده أبدًا) تفريع على إحلال الرضا بهم وأنه لا يعقبه سخط لأنهم لا يأتون في دار كرامته ما يسخطه عليهم؛ لأنه تعالى ينزع عنهم شهوات القبائح التي بسببها ينزل بهم السخط أو لأن الجنة ليست دار تكليف، والسخط من لوازم التكليف (حم ق ت (¬1) عن أبي سعيد)، قال الترمذي: هذا حديث صحيح حسن. 1927 - "إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، إن خير فخير، وإن شر فشر". (طس حل) عن واثلة. (إن الله تعالى يقول أنا عند ظن عبدي بي) أي رحمتي وغضبي موجودان عند العبد والأحاديث في حسن ظن العبد بالله قد تكررت وتكاثرت قد مضى شطر منها ويأتي كثير، وقد تكلمنا فيما مضى بما لا يخلو عن الفائدة ووردت الأحاديث بألفاظ متقاربة ولفظ الأمر نحو: ظنوا بالله أن يغفر لكم، ولفظ الخير. قال بعض المحققين من المتأخرين: فإن قلت: كيف يتحصل الظن فإنه ليس موكولاً إلى الاختيار (¬2). قلت: هو واقف على سببه والسبب واقف على اختيار العبد وذلك كما أمر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 88)، والبخاري (7518)، ومسلم (2829)، والترمذي (2555). (¬2) هنا وُضع عنوان: مطلب في أسباب حسن الظن الله.

بتحصيل العلم وليس واقفاً على الاختيار بل على سببه وهو الاستدلال والنظر وهو واقف على الاختيار وأكثر التكاليف ظنية وإنما يكلف بتحصيل أسبابها، فإن قلت فما أسباب الظن بأن الله سيغفر لي؟ قلت: منها النظر إلى سابق فضله حيث خلقك من المسلمين ووفقك للإسلام ثم ترادفت ألطافه المفضية بك إلى فعل كثير من الخير وترك الشرور وأنها لك بعد المعصية لعلك تستعتب وفتح باب التوبة، وحفظك لكتاب الله يعود عليك بركته ومواعظه بكرةً وأصيلا، وكذلك غيره من الوحي الذي بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنها كثيرة من أسمائه الحسنى، مثل الرحمن، الرحيم، الرؤوف، البر، الودود، الغفار، العفو، القريب، المجيب، ونحوها، وما تضمنته السنة من ذكر قضايا من المغفرة بأدنى شيء. ومنها: أنه واسع المغفرة ولو ضايق العبيد بعض المضايقة لهلكوا, ولكنه لا يهلك على الله إلا هالك أي شأنه الهلاك لا علاج له. ومنها: فضائل الأعمال التي أوتيت طرفاً منها مثل كلمة الشهادة وتلاوة القرآن وسائر الأذكار والصلاة والصيام والحج وغير ذلك. ومنها: أن ترزق المحافظة على ما كلفت به من فعل أو ترك، لا سيما الاستغفار والتوبة على الدوام والإسراع إلى ذلك فإنك كالملثوغ وذلك ترياقه. ومنها: أن يفتح الله عليك بذكره في قلبك ولسانك في كثير أوقاتك. ومنها: ذكر الموت ومراقبة هجومه وأي سبب ذلك للإقبال على الله والإدبار عن الدنيا، وذلك من مثيرات الظن بالله أنه يريد بك الرحمة. ومن حسن الظن: أنك تقبض على أحسن أحوالك فتصير جامعاً بين خوفك ورجائك للرب سبحانه. ومنها: أن يسرك حسنتك وتسؤك سيئتك، فإن ذلك من علامة الإيمان. ومنها: أن يرزقك حسن الظن به مع سوء ظنك بنفسك مما علمت من شرها

لأن ذلك أصلها وسبيلها فتنتهي عن الغرور. وحاصل هذا البحث أحسن ما يقال في قوله تعالى: {وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18] فإن النظر في صورة الأعمال مع عدم الوثوق بها وتحوير اختلالها لا يكاد يسكن قلب المؤمن التقي ما لم تدرج هذه الأمور المذكورة فيصير قد قدم بعد حسن الظن بالله (إن خيراً فخير) فجزاؤه خير (وإن شراً فشر) فجزاؤه شر أي إن كان ظنه في خير فجزاؤه خير ومثله قسمه ولا بد من الفرق بين حسن الظن والغرور ويأتي تحقيقه (طس حل) (¬1) عن واثلة هو ابن الأسقع. 1928 - "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟ يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي؟، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه؟ أما إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي". (م) عن أبي هريرة (صح). (إن الله تعالى يقول) معاتباً ومخاطباً (يوم القيامة يا ابن آدم) خطاب لغير معين بل لمن يصلح لذلك العتاب وحين كان الموقف موقف عتب لم يشرِّفه بالإضافة إليه تعالى بيا عبدي (مرضتُ فلم تَعدني) بفتح المثناة من العيادة تقدم تفسيرها في قوله "اغبوا في العيادة" بأنها زيارة المريض (قال يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين) كيف للسؤال عن الحال أيّ على أيّ حال وكيفية أعودك ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (401)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 306)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1905)، والصحيحة (1663).

والحال أنك الذي ليس كمثله شيء، والعيادة إنما هي بين المتجانسين، فعلى أي حال يتأتى للمربوب عيادة خالقه. إن قلت: أما كان الأهم أن يسأل عن المرض لأنه سبب عيادته ولم يسأل عن كيفية العيادة التي هي متفرعة عن تقرر المرض؟ قلت: الأمر الذي وبخ عليه العبد ووجه إليه العيب على عدم فعله له هو العيادة التي هي متفرعة عن تقرر المرض. فالأهم تقصيه عما لامه ربه على تركه، ووبخه من أجله فهو الذي يتوجه إليه السؤال، ولأنه قد علم العبد أن رب العالمين لا يجوز عليه شيء مما يجوز على العباد من الأمراض والأسقام وما ذكر معه، إذ هي من عوارض الأجسام وصار هذا يقيناً عند العبد فعلم أنه قد أريد بإسناد المرض إليه تعالى معنىً مجازاياً، وأنه هذا الذي يعنيه السؤال عنه، ولأنه سؤال عن كيفية العيادة فيستفيد من جوابها معرفة المعنى المجازي الذي أريد بتركيب مرضت (قال أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده) أفاد أنه أريد بمرضت مرض عبدي فلان، وأن الكيفية المسئول عنها هي عيادة ذلك العبد الذي علم بمرضه وهو مجاز عقلي إسناد إلى السبب والقرينة عقلية وإيثار المجاز على الحقيقة ليفيد تعظيم شأن العيادة وما ذكر فيها. (أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده) لوجدت إثابتي ومغفرتي ورحمتي عند المريض (يا ابن آدم إستطعمتك فلم تطعمني) طلبت منك الأطعام فلم تفعل (قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين) هو كما سلف تقريره فإن المواد ليس الطعم ولا الاستطعام من شأنك فإنك تطعم ولا تطعم (قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه) بخلاً منك إذ لو كان عن عدم لكان عذراً لا غبار عليك (أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي) لم يقل لوجدتني عنده كما في الأول وذلك لعظم شأن العيادة وأنه يجد الأجر نفسه عند المريض كأنه ضالة قد أعدت عنده وبحضرته، ويأتي حديث ثوبان "من عاد مريضاً لم يزل في خرفة

الجنة حتى يرجع" (¬1) ثم المراد وجد أن ثواب الإطعام عنده تعالى والإطعام بمعنى الطعام نفسه لأن وجود ثوابه كوجوده أو لأنه تعالى يجعل له عين ما وهبه عنده كما ورد "أنه تعالى يأخذ الصدقة بيمينه فيربها لعبده" (¬2) ثم إسناد الاستطعام إليه تعالى يحتمل الحقيقة ويراد طلبت إطعامك عبدي بما أمرتك به من الصدقة وحتيتك عليه فلم تطعمني أي لم تمتثل أمري وعبَّر عنه بالإطعام مشاكلة، ويكون قول العبد وكيف أطعمك ذهاباً منه إلى المعنى الحقيقي لعظمة الموقف دهشاً لهول المقام فلم يلاحظ القرينة العقلية وهي استحالة طعمه، ويحتمل أنه مجاز عقلي لعلاقة السببية والمسببة ويجري هذا في قوله: يا ابن آدم، يحتمل أن المخاطب واحد وأنها اتفق له هذه الخلال ويحتمل التعدد (استسقيتك فلم تسقني قال: يا رب وكيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك) لم يقل أما علمت كما في الأولين كأنه اكتفى بذلك من الراوي أو أنه تعالى يقول هذا تارة وهذا تارة (عبدي فلان فلم تسقه) يحتمل أيضاً أن العبد في الثلاث واحد وأنه اتفق له المرض وأخويه ويحتمل التعدد، ويحتمل أن كل خله من الخلال اتفقت لرجل من الرجال، ويحتمل أن كل خله اتفقت لإنسان مع إنسان أو مع جماعة أو اثنين مع واحد أو نحو ذلك. (أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي) حذف اللام مع جواب لو مع إتيانها في قرينتيها تنبيهاً على أهمية العيادة والإطعام عليه كما وقع ذلك في قوله تعالى: {لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا}، وفي المشروب {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا} [الواقعة: 70] قال جار الله (¬3): دخلت اللام في آية المطعوم دون آية المشروب للدلالة على أن أمر ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2568). (¬2) انظر: التمهيد لابن عبد البر (4/ 302)، وفيض القدير (5/ 332). (¬3) انظر: الكشاف (1/ 1223).

المطعوم يقدم على أمر المشروب. (م) (¬1) عن أبي هريرة). 1929 - "إن الله تعالى يقول: إن لأهم بأهل الأرض عذاباً فإذا نظرت إلى عُمَّار بيوتي والمتحابين في والمستغفرين بالأسحار صرفت عذابي عنهم". (هب) عن أنس. (إن الله تعالى يقول إن لأهم) أريد (بأهل الأرض عذاباً) على قبائح ما أتوه مما لا يرضاه. (فإذا نظرت إلى عُمَّار بيوتي) بالطاعات وتقدم إذا أراد الله بقوم عاهة نظر إلى أهل المساجد فصرف عنهم. (والمتحابين فيَّ) الذين يتحابون في الله (والمستغفرين بالأسحار) فإنه أشرف أوقات ذلك. (صرفت عذابي عنهم) يحتمل عوده إلى الثلاثة الأصناف المذكورين، ويحتمل أنه لأهل الأرض بسبب طاعات هؤلاء، وهذا الأخير أقرب لأنه يرشد إليه الحديث الماضي الذي أشرنا إليه، وفيه أنه يدفع العذاب عن القوم المستحقين له بجوار الصالحين ففيه حث على جوار أهل الصلاح. (هب (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف صالح المري، ففي المغني: صالح بن بشير المري الزاهد، عن الحسن، تركه أبو داود والنسائي (¬3). 1930 - "إن الله تعالى يقول: إني لست على كل كلام الحكيمٍ أقبل على همه وهواه فإن كان همه وهواه فيما يحب الله ويرضى جعلت صمته حمدًا لله ووقاراً وإن لم يتكلم". ابن النجار عن المهاجر بن حبيب. (إن الله تعالى يقول إني لست على كل كلام الحكيم) هو ذو الحكمة وتقدم أنها عبارة عن معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم. (أقبل) بالإثابة عليه والرضى به. (ولكن أقبل) إقبال رضي وإثابة (على همِّه وهواه) على إرادته وما يهوى من ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2569). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (9051)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1751): ضعيف جدًا. (¬3) انظر: المغني رقم (2817).

كلامه (فإن كان همه وهواه فيما يحب الله ويرضى) قاصداً وجهه تعالى (جعلت صمته حمدًا الله) كتبت له بصمته ما أكتبه للحامدين مقابلة له بنيته (ووقاراً) وقوله: (وإن لم يتكلم) بعد قوله صمته يراد به هذا الكلام الخاص وهو حمده فيجعل عدم حمده حمداً لله وإن لم ينطق به فالعمدة في الإثابة والقبول هو النية. ابن النجار (¬1) عن المهاجر بن حبيب) بالحاء المهملة، بزنة قريب. 1931 - "إن الله يكتب للمريض أفضل ما كان يعمل في صحته ما دام في وثاقه وللمسافر أفضل ما كان يعمل في حضره". طب عن أبي موسى (صح). (إن الله يكتب للمريض أفضل ما كان يعمل في صحته) تقدم الكلام في: "إذا مرض العبد أو سافر" الحديث، إلا أنه هناك لم يصرح بأنه يكتب له أفضل بل مثل ما كان يعمل فهو مقيد لمطلق ذلك، والمراد كتابة ما كان يفعله من أفعال الخير كما صرح به، كتب الله له من الأجر فهذا العموم مراد به الخصوص، (ما دام في وثاقه) بكسر الواو وتفتح ما يشد به، وأوثقه به شدة كما في القاموس (¬2) شبه ما يُقْعِده عن الطاعات من الأمراض بآلةٍ يوثق بها الأسرى ونحوهم، وفيه أن علة الكَتْب له أنه تعالى أوثقه بالمرض عن طاعاته فكتب له أفضل من أجر عمله الذي فاته. (وللمسافر) عطف على المريض أي يكتب له. (أفضل ما كان يعمل في حَضَره) لأنه بالسفر شُغل عن الطاعات المضادة له، وفيه أنه ينبغي للعبد الصحيح المقيم الإكثار من الطاعات ليكتب له أفضل منها إذا قعد عنها. (طب (¬3) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 213)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1752)، والضعيفة (2050): ضعيف جدًّا. (¬2) القاموس (ص: 1197). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (8609)، وفي الصغير (1092)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1755).

1932 - "إن الله يكره فوق سمائه أن يُخَّطَّأ أبو بكر الصديق في الأرض". الحارث، (طب) وابن شاهين في السنة عن معاذ. (إن الله يكره فوق سمائه) يظهر الكراهة لسكان سماءه. (أن يخطَّأ) ينسب. (أبو بكر الصديق) رفيق المصطفى في الغار إلى الخطأ. (في الأرض) لما علمه من إخلاص نيته وكمال إيمانه وليس لعصمته عن الخطأ لأن خطأه إن وقع مغفور له بما له من السوابق. (الحارث بن أبي أسامة طب (¬1) وابن شاهين) في السنة كتابه الذي ألفه فيها (عن معاذ)، سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف. 1933 - "إن الله تعالى يكره من الرجال الرفيع الصوت، ويحب الخفيض من الصوت". (هب) عن أبي أمامة. (إن الله تعالى يكره من الرجال الرفيع الصوت) جهورته، يقال رفع ككرم رفاعة صار رفيع الصوت (ويحب خفيض الصوت) من الخفض وهو غض الصوت كما في القاموس (¬2)، ووجهه أن شدة الصوت ينافي الوقار ويدل عل الوقاحة وينبئ عن الشرية وعكسه خفضه إلا أنه قد يحسن رفعه في تعليم علم أو وعظ أو خطابة (هب (¬3) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وقال مخرجه: ليس إسناده بالقوي. 1934 - "إن الله تعالى يلوم على العجز، ولكن عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل". (د) عن عوف بن مالك. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 67) رقم (124)، والحارث بن أبي أسامة (956)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجمه (286)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1757)، والضعيفة (3136): موضوع. (¬2) القاموس المحيط (ص: 933). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (8537)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1758)، والضعيفة (3142): ضعيف جداً.

(إن الله تعالى يلوم على العجز) هو ترك ما يجب فعله بالتسويف كما في النهاية (¬1)، (ولكن عليك) أغرى أي ألزم. (بالكيس) بفتح الكاف وسكون المثناة التحتية آخره مهملة وهي الكياسة وهي تجري مجرى الرفق (فإذا غلبك أمر) بعد الكياسة فيه. (فقل حسبي الله ونعم الوكيل) كلمة التفويض واجعلها عوض لو كان كما يقوله من غلبه أمر. (د (¬2) عن عوف بن مالك) سكت عليه المصنف وهو ضعيف للجهل بحال سيف الشامي وفي التقريب: سيف الشامي وثقه العجلي (¬3). 1935 - "إن الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الآخر نزل إلى سماء الدنيا، فنادى: هل من مستغفر؟، هل من تائب؟، هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر" (حم م) عن أبي سعيد وأبي هريرة معه معا (صح). (إن الله تعالى يمهل) من الإمهال وهو التأخير (حتى إذا كان) وجد (ثلث الليل الآخر نزل إلى السماء الدنيا) في النهاية (¬4): النزول والصعود والحركات والسكون من صفات الأجسام والله يتعالى عن ذلك ويتقدس والمراد به نزول الرحمة والألطاف الإلهية وقربها من العباد، وتخصيصها بالليل وبالثلث الأخير لأنه وقت التهجد وغفلة الناس، وهذا على رأي، وأما غيرهم فيقولون نؤمن به ولا نكيفه، ولا نأوله وهو أولى. (فنادى هل من مستغفر) أي فأغفر له كما صرح به في غيره. (هل من تائب) أي فأتوب عليه كما صرح به كذلك. (هل من سائل) فأجيب سؤاله كما في غيره. (هل من داع) كأنه أريد سائل لأمر خاص، وبداع ما هو أعم فيكون من عطف العام على الخاص ويستمر هذا. (حتى ينفجر الفجر) ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 406). (¬2) أخرجه أبو داود (3627)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1759). (¬3) انظر: التقريب (2729). (¬4) النهاية (5/ 104).

وفيه أن الثلث الأخير أفضل الأوقات الليلية وأنه ينبغي تحريه للدعاء والسؤال. (حم م) (¬1) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة معاً). 1936 - "إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب". (حم ت هـ) عن عائشة. (إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان) وهي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم. (إلى سماء الدنيا فيغفر) ظاهره مغفرة مبتدأه لا عن سبب توبة واستغفار وظاهره الكبائر والصغائر وهذا محض فضل من الله الأكثر من عدد شعر غنم كلب) قبيلة كثيرة الأغنام. (حم، ت، هـ عن عائشة) (¬2) سكت عليه المصنف وقال الترمذي: لا يعرف إلا من حديث حجاج بن أرطأة، قال وسمعت محمداً يضعف هذا الحديث. 1937 - "إن الله تعالى ينزل على أهل هذا المسجد مسجد مكة في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة ستين للطائفين وأربعين للمصلين وعشرين للناظرين". (طب) والحاكم في الكنى وابن عساكر عن ابن عباس. (إن الله تعالى ينزل على أهل هذا المسجد) فيه تفخيم لشأنه بالإشارة أولاً ثم الإبهام بعدها ثم الإبدال بقوله: (مسجد مكة) المراد به حول الكعبة وهو الذي كان في عصره - صلى الله عليه وسلم -، والمراد بأهل المسجد كل من يتصل ولو غريبًا (في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة) كأن التجزئة لها وإن كانت معنى باعتبار آثارها. (ستين للطائفين) يحتمل أن المراد لكل طائف لأن اللام قد أخرجت الجمع إلى الجنس كما نص عليه الأئمة في {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134] أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 43)، ومسلم (758). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 238)، والترمذي (739)، وابن ماجة (1389)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1761).

كل محسن وهو الأظهر، ويحتمل أن يراد لجملة الطائفين يفرق بينهم وقس عليه قوله: (وأربعين للمصلين) أي فرضاً أو نفلاً. (وعشرين للناظرين) المشاهدين للبيت ثم الطائف يحتمل أن يراد به المحلق حول البيت فيدخل بصلاة ركعتي الطواف في المصلين ويدخل أيضاً في الناظرين ويحتمل أن يراد الطواف بلازمه وهو ركعتاه ثم الناظر هل يشمل من عرض له عن النظر مانع العمى مثلاً يحتمل. ويدخل من نظره أي نظره ولو من خارجه ولو مرئياً به. (طب والحاكم في الكنى وابن عساكر (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف, وقال الأئمة: إنه ضعيف لضعف عبد الرحمن بن السفر (¬2) وغيره لكنه قال ابن الصلاح في شرح مناسك ابن الرءوف: أن له طريقاً يرتقي بها إلى الحسن. 1938 - "إن الله تعالى ينزل المعونة على قدر المؤونة، وينزل الصبر على قدر البلاء". (عد)، وابن لال عن أبي هريرة. (إن الله تعالى ينزل المعونة) هي الاسم من أعانه ويقال فيها العون. (على قدر المؤنة) من التمون وهو كثرة النفقة على العيال، يقال: مانه يمونه وهو نظير: "أنفق ينفق عليك". (وينزل الصبر) في القلوب. (على قدر البلاء) على قياسه إن كان عظيماً أنزله تسليه عما أصابه وإن كان حقيراً كان كذلك، فهو تعالى يمد العباد بإعانته على الأمور الحسية والفعلية. (عد وابن لال (¬3) د ن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عبد الرحمن بن واقد. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 195) رقم (11475)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 123)، وضعفه الألباني ما ضعيف الجامع (1760)، والضعيفة (187). (¬2) انظر المغني (2/ 381). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ (3124)، وابن عدي في الكامل (6/ 401)، والبيهقي في الشعب (9954)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (423)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1919)، وحسنه في الصحيحة (1664).

1939 - "إن الله تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم". (حم ق 4) عن ابن عمر (صح). (إن الله تعالى ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم) تقسموا بهم على أي أمر، وتخصيص الآباء مع أنه منهي عن الحلف بغير الله لأنهم كانوا يحلفون بهم، فخرج النهي على ما عهدوه وهم عليه، ويأتي حديث ابن عمر "من حلف بغير الله فقد أشرك" (¬1) ووجه النهي أن الحلف بالشيء تعظيم له إلى نهاية لا يكون إلا الله، وأما حديث مسلم (¬2) "أفلح وأبيه إن صدق" فقد أول بما قال الخطابي (¬3): هذه كلمة جارية على ألسنة العرب تستعملها كثيراً في خطابها تريد بها المبالغة، وقيل: يحتمل أنه قبل النهي عن الحلف بالآباء، ويحتمل أنه على تقدير ورب أبيه إلا أنه تقدير يوجب عدم الثقة بروايات الثقات. (حم ق 4 (¬4) عن ابن عمر) ولفظه عند الشيخين: "ألا إن الله نهى أن تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت" فاختصره المؤلف. 1940 - "إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثاً، إن الله يوصيكم بآبائكم مرتين، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب". (خد هـ طب ك) عن المقدام (صح). (إن الله يوصيكم) يعهد إليكم. (بأمهاتكم) بالبر بهن. (ثلاثًا) يؤكد الوصية في شأنهن ثلاث مرات، وتقدم حديث: "أمك ثم أمك ثم أمك" مكرر ثلاثاً لفظاً. (إن الله يوصيكم بآبائكم مرتين) فحق الأم آكد. (إن الله يوصيكم بالأقرب ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3251)، والترمذي (1535)، وأحمد (2/ 69)، وابن حبان (4358)، وقال الألباني: صحيح. (¬2) أخرجه مسلم (11). (¬3) انظر: معالم السنن مع مختصر المنذري لسنن أبي داود (1/ 230). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 8)، والبخاري (7401)، ومسلم (1646)، وأبو داود (3249)، والترمذي (1534)، والنسائي (7/ 5)، وابن ماجة (2094، 2101).

فالأقرب) أطلقه عن القيدين الأولين والمراد مره والإطلاق لها وهو من عطف العام على الخاص، وفي الحديث تفصيل الحقوق وبيان شأنها وأنه يبدأ بالأم في البر ثم الأب ثم الأقرب فالأقرب. (خد هـ طب ك (¬1) عن المقدام بن معدي كرب) بإسناد حسن ورمز المصنف لصحته. 1941 - "إن الله تعالى يوصيكم بالنساء خيراً، فإنهن أمهاتكم، وبناتكم، وخالاتكم، إن الرجل من أهل الكتاب يتزوج المرأة وما تعلق يداها الخيط، فما يرغب واحد منهما عن صاحبه". (طب) عن المقدام. (إن الله تعالى يوصيكم بالنساء خيراً) ظاهره توصية بمطلق النساء قرابات وغيرهن ويرشد إليه قوله: (فإنهن أمهاتكم) أي الكبرى منهن بمنزلة الأم، فبروا بها. (وبناتكم) أي الصغرى بمنزلة البنت. (وخالاتكم) أي الوسطى في منزلة الأم، ويعلم منه البر بالقرابة بطريق الأولى. (إن الرجل من أهل الكتاب) هو استئناف بيان لخلة ممدوحة من خلال أهل الكتاب. (يتزوج المرأة وما تعلق يداها الخيط) كناية عن أنه لا يعطيها شيء، أو عن أنها صغيرة لا تقدر تحمل الحلي. (فما يرغب واحد منهما عن صاحبه) لصبر كل واحد على الآخر حتى يموت هرمًا وهو إخبار عن صحبة أهل الكتاب لنسائهم وحث للمؤمنين على التخلق بهذا الخلق فهم أحق بحسن الصحبة من أهل الكتاب لأن المؤمنين أولى بالتخلق بكل مكرمة. (طب (¬2) عن المقدام) سكت عليه المصنف ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب (60)، وابن ماجة (3661)، وأحمد (4/ 132)، والطبراني في الكبير (20/ 270) رقم (637)، والحاكم (4/ 151)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1924)، والصحيحة (1666). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 274) رقم (648)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1763)، وصححه الألباني في الصحيحة (2871).

1942 - "إن الإبل خلقت من الشياطين، وإن وراء كل بعير شيطاناً". (ص) عن خالد بن معدان مرسلاً. (إن الإبل خلقت من الشياطين) كلمة من ابتدأ به مثلها في خلقه من سلالة من طين أي خلقت من الجنس الذي خلقت من الشياطين وهو النار، ويحتمل أنها خلقت من نفس الشياطين ولا ينافيه قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45] إما لأن هذا تخصيص لذلك أو لأن المراد هذا التناسل المشاهد فإنه من ماء والأصل من الشياطين. (وإن وراء كل بعير شيطاناً) فيه أنها تلازمها الشياطين ولذلك أمر من شرى بعيراً بالأخذ بذروته والتعوذ ونهى عن الصلاة في معاطن الإبل (ص (¬1) عن خالد بن معدان مرسلاً) أرسل عن ابن عمر وغيره. 1943 - "إن الأرض لتعج إلى الله تعالى من الذين يلبسون الصوف رياءا". (فر) عن ابن عباس. (إن الأرض لتعج إلى الله) العج: رفع الصوت من عج عجًا وعجيجاً شاكية. (من الذين يلبسون الصوف رياءاً) إيهاماً للناس أنهم من الزاهدين في الدنيا وهم بخلافه وفيه كراهة الأرض للمعاصي ومن الرياء وشكاؤها إلى الله فيها وهو محمول على الحقيقة فيه رفع صوتها ويحتمل المجاز. (فر (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وسنده ضعيف. 1944 - "إن الأرض لتنادي كل يوم سبعين مرة: يا بني آدم كلوا ما شئتم واشتهيتم، فوالله لآكلن لحومكم وجلودكم". الحكيم عن ثوبان. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (2667)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1579). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (6805)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1409): موضوع، وقال في الضعيفة (2259): باطل.

(إن الأرض لتنادي كل يوم سبعين مرةً) يحتمل حقيقة العدد أو التكثير كما يحتمل النداء الحقيقة والمجاز قائلة. (يا بني آدم كلوا مما شئتم) هو من باب اعملوا ما شئتم. (واشتهيتم فوالله لآكلن لحومكم وجلودكم) أي تأكلها هوامي التي خلقت علي وأبليكم وأحيلكم، وهو غير مخصوص بالأنبياء والشهداء فإن الله حرم على الأرض أكل لحومهم كما ورد في الأحاديث. إن قيل: ما فائدة النداء ولا يسمعه بنو آدم؟ قلت: إخبار الصادق به ليؤمن به فيفوز بالإيمان بالغيب فيؤجر وكأنا قد سمعناه منها. (الحكيم (¬1) عن ثوبان) بالمثلثة مثنى ثوب وهو مولاه - صلى الله عليه وسلم -. 1945 - "إن الإِسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء" (م هـ) عن أبي هريرة (ت هـ) عن ابن مسعود (هـ) عن أنس (طب) عن سلمان وسهل بن سعد وابن عباس (صح). (إن الإِسلام بدأ) مقصور وقيل يجوز همزه أي ظهر. (غريباً) في النهاية أنه كان أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل عنده لقلة المسلمين حينئذٍ. (وسيعود غريباً كما بدأ) لقلة أهل الإيمان آخر الزمان فيصير كالغريب. (فطوبى) اسم للجنة أو شجرة فيها. (للغرباء) أي أنها لأولئك الغرباء في أول ذلك الزمان الذي بدأ فيه وتكون أيضاً لهم في آخره، وذلك لصبرهم على الغربة وأذى من يخالفهم وقد ألف بعض العلماء رسالة في هذا الحديث وفي الكلام عليه. (م هـ) عن أبي هريرة (ت هـ) عن ابن مسعود (هـ) عن أنس (طب) (¬2) عن سلمان وسهل ابن سعد وابن عباس) وعن غيرهم. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 306)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1410). (¬2) أخرجه مسلم (145)، وابن ماجة (3986) عن أبي هريرة، والترمذي (2629)، وابن ماجة (3988) عن ابن مسعود، وابن ماجة (3987) عن أنس، والطبراني في الكبير (6/ 164) رقم (5867) عن سهل بن سعد (6/ 256) رقم (6147) عن سلمان.

1946 - "إن الإِسلام بدأ جذعاً، ثم ثنياً، ثم رباعياً، ثم سديساً، ثم بازلاً". (حم) عن رجل. (إن الإِسلام بدأ جذعاً) بجيم وذال معجمة والجذع من الدواب الفتى من الإبل ما دخل في الخامسة ومن البقر والمعز في الثانية وقيل في الثالثة ومن الضأن ما تمت له سنة وانتصاب جذعاً على الحال من فاعل بدا أو على أنه خبره على أنه من الأفعال الناقصة كما يقول الرضى: أنه لا انحصار لها. (ثم ثنياً) في القاموس (¬1) أنه البعير في السادسة والفرس الداخلة في الرابعة والشاة في الثانية كالبقرة. (ثم رباعياً) بفتح الراء، وهو يقال لذات الخف إذا دخلت في السادسة، وللغنم في الرابعة وللبقر، وذات الحافر في الخامسة، فهو مثل الثني إلا أنه يقال إنه إذا كان في أول السادسة قيل له ثني وإذا كان في آخرها قيل رباعياً. (ثم سديساً) بفتح أوله في النهاية (¬2) السديس من الإبل ما دخلت في السنة الثامنة وذلك إذا ألقى السنن التي بعد الرباعية. (ثم بازلاً) وفيها البازل من الإبل الذي له ثمان سنين ودخل في التاسعة وحينئذٍ يطلع نابه وتكمل قوته (¬3)، قال عمر - صلى الله عليه وسلم - (¬4): ما بعد البزول إلا النقصان فهذه رتب خمس ذكرها - صلى الله عليه وسلم - تكون للإسلام، والغربة آخره تكون بعد البزول والغربة في أوله قلة أهله، وإلا فإنه جذع مقبل الثنية، وهو إعلام أنه يقوي أمر الدين وقد كان كذلك فإنه كما قال الحافظ الذهبي في التذكرة في آخر الطبقة الثانية (¬5): كان في هذا القرن الفاضل خلق عظيم من أهل العلم وأئمة الاجتهاد وأبطال الجهاد في أقطار البلاد، وساده عباد ¬

_ (¬1) انظر القاموس (4/ 309). (¬2) انظر النهاية (2/ 354). (¬3) هذه الكلمات تستعمل في تحديد أسنان الدواب، انظر غريب الحديث للهروي (3/ 72 - 73). (¬4) قول عمر ذكر مع الحديث في المسند وغيره. (¬5) انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (1/ 70).

أبدال وأوتاد وكان الإِسلام ظاهراً عالياً قد طبق الأرض وافتتحت بلاد الترك وإقليم الأندلس بعد التسعين في دولة الوليد وجميع الأمة من تحت أوامره بل بعض نوابه وهو الحجاج الظالم في رتبة أعظم سلطان يكون انتهى. (حم) (¬1) عن رجل) أي من الصحابة وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات. 1947 - "إن الإِسلام نظيف فتنظفوا، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف" (خط) عن عائشة. (إن الإِسلام نظيف) أي أوامره ونواهيه وجميع آدابه وردت لتنظيف الظاهر والباطن. (فتنظَّفوا) بإتباعه وامتثال ما فيه. (فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف) عن أدناس الذنوب ولو بعد تنظيفه بالعذاب. (خط عن عائشة) (¬2) سكت عليه المصنف وفيه ضعيف. 1948 - "إن الأعمال ترفع يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم". الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة (هب) عن أسامة بن زيد. (إن الأعمال) أي أعمال العباد من خير أو شر. (ترفع) إلى الله تعالى. (يوم الإثنين والخميس) وهذا رفع خاص غير ما في حديث: "يرفع الله عمل الليل قبل عمل النهار" تقدم بل هذا رفع عراضة كما دل له حديث أبي هريرة: "تعرض الأعمال كل إثنين وخميس" (¬3). (فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) قاله - صلى الله عليه وسلم - حين قيل له يا رسول الله: ما نراك تدع صيام هذين اليومين، ففيه بيان وجه تخصيص هذين اليومين بالصيام. الشيرازي في الألقاب عن أبي هريرة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 463)، (5/ 52)، وأبو يعلى في مسنده (1/ 171) رقم (192)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1412)، والضعيفة (2064). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 143)، والطبراني في الأوسط (4893)، وانظر العلل المتناهية (2/ 713)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1414)، والضعيفة (2982): موضوع. (¬3) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20226)، وانظر: الإرواء (4/ 104).

(هب) (¬1) عن أسامة بن زيد) ورواه عنه أبو داود وغيره. 1949 - "إن الإِمام العادل إذا وضع في قبر ترك على يمينه، فإذا كان جائراً نقل من يمينه على يساره". ابن عساكر عن عمر بن عبد العزيز بلاغاً. (إن الإِمام العادل) هو العارف بالحق العامل به. (إذا وضع في قبره ترك على يمينه) هذا من أول أنواع إكرامه وفيه إشارة إلى أنه من أصحاب اليمين. (فإذا كان جائراً نقل من يمينه على يساره) أي إهانة له وتحويلاً لوجهه عن القبلة كأنه ليس من أهلها. (ابن عساكر (¬2) عن عمر بن عبد العزيز) بلاغاً قال بلغنا عن رسول إلى - صلى الله عليه وسلم - ذلك. 1950 - "إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم". (د ك) عن جبير بن نفير وكثير بن مرة والمقدام وأبي أمامة. (إن الأمير إذا ابتغى) طلب وتتبع. (الريبة) بكسر الراء الشك والتهمة. (في الناس أفسدهم) وجدهم فاسدين أو صيرهم فاسدين بسوء ظنه فيهم، وفيه الحث على ترك الناس على ظواهرهم من غير تفتيش عن سرائرهم وخفيات أمورهم سيما للأمراء. (د ك) (¬3) عن جبير بن نفير) مصغرين، (وكثير بن مرة والمقدام وأبي أمامة). 1951 - "إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله تعالى أن يجدد الإيمان في قلوبكم ". (طب ك) عن ابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ (219) عن أبي هريرة والبيهقي في الشعب (3820) عن أسامة بن زيد، أخرجه النسائي (4/ 201)، وأحمد (5/ 201)، وانظر: الإرواء (4/ 103). وصححه الألباني في صحيح الجامع (1583). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (60/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1416). (¬3) أخرجه أبو داود (4889)، والحاكم (4/ 378)، وأحمد (6/ 4)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1585).

(إن الإيمان ليخلق) يبلى من خلق الثوب إذا بلى. (في جوف أحدكم) في قلبه فهو محل الإيمان. (كما يخلق الثوب) وكأنه قيل: فماذا؟ فقال: (فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) فبسؤال الله تعالى أن يعود جديداً. (طب) بإسناد حسن (ك) (¬1) عن ابن عمرو) برجال ثقات ورمز المصنف لصحته. 1952 - "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة، كما تأرز الحية إلى جحرها". (حم ق هـ) عن أبي هريرة (صح). (إن الإيمان ليأرز إلى المدينة) بمثناة مفتوحة فهمزة فراء مكسورة وبضم وبفتح وزاي مضارع أرز كضرب، قال في النهاية: أي ينضم إليها ويجمع بعضه إلى بعض فيها والمراد أهل الإيمان وهو إخبار عن آخر الزمان أو إخبار باستباق أهل الإيمان إليها. (كما تأرز الحية إلى جحرها) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة فراء، قال في القاموس (¬2): هو كل شيء تحتفره الهوام والسباع لأنفسها. (حم ق هـ) (¬3) عن أبي هريرة) وفي الباب عن سعد وغيره. 1953 - "إن البركة تنزل في وسط الطعام فكلوا من حافاته ولا تأكلوا من وسطه". (ت ك) عن ابن عباس (صح). (إن البركة تنزل في وسط الطعام) تقدم أن البركة الزيادة والنمو وظاهره عموم كل طعام يؤكل فيدخل فيه القرص. (فكلوا من حافاته) أطرافه. (ولا تأكلوا من وسطه) محافظة على بقاء محل البركة إما لأنه إذا أكل من وسطه لم يبق في بقيته بركة. (ت ك) (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته قال الحاكم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (1/ 52)، وأخرجه الحاكم (1/ 4)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1590)، وحسنه في الصحيحة (1585). (¬2) انظر القاموس (3/ 125). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 286)، والبخاري (1876)، ومسلم (147)، وابن ماجة (3111). (¬4) أخرجه الترمذي (1805)، والحاكم (4/ 116)، وصححه الألباني في صحيح الجامع =

صحيح وأقروه. 1954 - "إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة". مالك (ق) عن عائشة (صح). (إن البيت الذي فيه الصور) المنقوشة ونحوها وفي القاموس (¬1): الصورة الشكل والمراد هنا صور الحيوان لا غيره من صور الجمادات وقد سلف فيه الكلام. (لا تدخله الملائكة) فيحرم البيت بركة دخول الملائكة البتة وهل يحرم دخوله على الإنسان أم لا قيل: لا يحرم لأن غايته أنه مثل بيت فيه أذى من بول أو جنب أو كلب فإن هذه قد ورد أن الملائكة لا تدخل بيتاً هي فيه ولا يحرم دخوله اتفاقاً، نعم يجب على الداخل إزالة الصور إن استطاع فبقاؤها منكر. (مالك ق (¬2) عن عائشة) وسببه أنه دخل - صلى الله عليه وسلم - وقد نصبت ستراً فيه تصاوير فنزعه. 1955 - "إن البيت الذي يذكر الله فيه ليضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض". أبو نعيم في المعرفة عن سابط (ضعيف). (إن البيت الذي يذكر الله فيه) أي ذكر. (ليضيء لأهل السماء) سكانها من الملائكة. (كما تضيء النجوم لأهل الأرض) وهذه إضاءة حقيقية كأن ذكر الله يكون كالفتيلة والبيت كالسراج وهو حث على ذكر الله في البيوت. (أبو نعيم (¬3) في المعرفة عن سابط) بسين مهملة وبعد الألف موحدة مكسورة وهو ابن حميصة القرشي وكتب عليه المصنف ضعيف. ¬

_ = (1591). (¬1) القاموس المحيط (ص: 548). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ (1736)، والبخاري (3224)، ومسلم (2107). (¬3) أخرجه الطبراني في الدعاء (113)، وانظر الإصابة (3/ 3)، قال الألباني في ضعيف الجامع (1424): ضعيف جدًا.

1956 - "إن الحجامة في الرأس دواء من كل داء، الجنون، والجذام، والعشا، والبرص، والصداع". (طب) عن أم سلمة. (إن الحجامة في الرأس) المراد منه ما في الصحيحين أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يحتجم ثلاثًا واحدة على كاهله واثنتين على الأخدعين، وفي سنن ابن ماجة: نزل جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بحجامة الأخدعين والكاهل فالمراد من حجامة الرأس حجامة الأخدعين. (دواء من كل داء) هو عام إذ أن المراد به الأبدال للخمسة الأدواء. (الجنون والجذام) تقدم بيانه. (والعشا) بفتح المهملة والقصر ضعف البصر أو عدم الإبصار ليلاً. (والبرص) وهو داء معروف. (والصداع) بمهملات بزنة غراب، ألم الرأس ويأتي في الحجامة أحاديث ومرت فيها أيضاً. (طب) (¬1) عن أم سلمة). 1957 - "إن الحياء والإيمان في قرن؛ فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر". (هب) عن ابن عباس. (إن الحياء) تقدم تفسيره. (والإيمان في قرن) بالقاف مفتوحة وفتح الراء أي مجموعان في حبل إقران كما في النهاية (¬2). (فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر) هو إخبار بتلازمهما وإخبار بأنهما رضيعا لبان. (هب) (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف محمَّد بن يونس الكديمي (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 299) (667)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4310)، والضعيفة (3516). (¬2) النهاية: (4/ 81). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7726)، وانظر المجمع (1/ 92)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1435): موضوع. (¬4) قال الحافظ في التقريب (6419): ضعيف ولم يثبت أن أبا داود روى عنه.

1958 - "إن الخصلة الصالحة تكون في الرجل، فيصلح الله له بها عمله كله وطهور الرجل لصلاته يكفر الله به ذنوبه، وتبقي صلاته له نافلة". (ع طس هب) عن أنس (ح). (إن الخصلة الصالحة) يحتمل أنه يريد بها خصلة معينة لحسن الخلق أو السماحة أو الصبر أو أي خلة من الخلال الشريفة ويحتمل أنها أمر مبهم في نفسه وأنها تفاوت بتفاوت الأشخاص فيكون خصلة هذا التي لها هذا الشأن حسن الخلق وخصلة هذا الشجاعة مثلاً. (تكون في الرجل فيصلح الله له بها عمله كله) تدعوه إلى صلاح أعماله أو تتلاشي قبائحه بسببها. (وطهور الرجل) مبتدأ وهو بضم الطاء اسم لفعل الطهارة وأما بفتحها فهو الماء وهو غير مراد هنا. (لصلاته) لأجلها. (يكفر الله به ذنوبه) هو الخبر وهو ظاهر في تكفير الصغائر والكبائر وهذا كالتمثيل للخصلة الصالحة لأنه إذا كان هذا فعلًا واحداً كفرت به الخطايا فلا استغراب أن تصلح الأعمال بخصلة خيرٍ بل هذا الفعل قد أصلح القبائح بسترها. (وتبقى صلاته) التي توضأ لها. (نافلة) زيادةً له لا يقابلها شر من سيئاته. إن قلت: حديث ابن عمر الآتي: "إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها فوضعت على رأسه وعاتقه كلما ركع أو سجد تساقطت" (¬1) يشعر بأن التكفير بالصلاة الإيقاع والمساقطة بأفعالها من الركوع والسجود. قلت: المراد أنها كفرت بالوضوء، ونفس سقوطها عنه يكون في خلال صلاته ووجهه أن الوضوء ليس مقصودا لذاته بل هو شرط لغيره فإذا أوقع المشروط به تحقق له الإثابة بفعله. (ع طس هب) (¬2) عن أنس) وإسناده حسن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 10)، والطبراني في الشاميين (486)، وابن حبان (1734). (¬2) أخرجه أبو يعلى (3297)، والطبراني في الأوسط (2006، 7102)، والبيهقي في الشعب=

ورمز المصنف لحسنه. 1959 - "إن الحياء والإيمان قرنا جميعاً؛ فإذا رفع أحدهما رفع الآخر". (ك هب) عن ابن عمر (صح). (إن الحياء والإيمان قرنا جميعاً) تقدم أنهما في قرن. (فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) فإنهما متلازمان كما سلف مراراً. (ك هب) (¬1) عن ابن عمر) ضعيف لضعف جرير بن حازم ولغيره والمصنف رمز لصحته وكأنه لغيره. 1960 - "إن الدال على الخير كفاعله". (ت) عن أنس. (إن الدال على الخير كفاعله) في الأجر والدلالة على الخير بالفعل كأن يفعل فعلاً صالحاً يقتدي به فعه فيكون نظير من سن سنة حسنة بالقول كتعليم الخير، ويكون بالإشارة وهو بهذا أعم من حديث: "من سن سنة حسنة"، ويحتمل أنه مثله عاماً، وفيه دليل أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر الخلائق أجراً لأنه الدال على كل سنة حسنة فله مثل أجور جميع أمته. (ت) (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه غرابة وضعف. 1961 - "إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلماً" (ت) عن أبي هريرة (ح). (إن الدنيا ملعونة) هو من لعنه كمنعه طرده وأبعده فهو لعين وملعون، كما في القاموس والمراد أنها بعيدة من الله مطرودة عن إكرامه لها وتعظيمه ونظره إليها وتقدم أنه ما نظر إليها منذ خلقها فهو إخبار عن حقارتها عنده. (ملعون ما فعها) ¬

_ = (4941)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1438)، والضعيفة (2999). (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 22)، والبيهقي في الشعب (7727)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1603). وقع في الأصل: "ت" بدل "ك". (¬2) أخرجه الترمذي (2670)، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه من حديث أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1605)، والصحيحة (1660).

من كل شيء. (إلا ذكر الله) فإنه من الدنيا إذ قد مضى تفسيرها أنهما كل ما على الأرض من الهواء والجو، وقيل كل المخلوقات من الجواهر والأعراض، قال ابن حجر (¬1): والأول أولى ويراد منه قبل قيام الساعة والذكر من الأعراض فالاستثناء متصل. (وما والاه) تابعه من وإلى بين أمرين إذا تابع بينهما والمراد به كل أمر يرضاه الله فإنه تابع لذكره في رضاه. (وعالماً) بكتاب الله وسنة رسوله فإنه المراد عند الإطلاق. (أو متعلماً) لهما، وفي كثير من كتب الحديث: "إلا عالم أو متعلم"، بغير ألف وهو يزاد عند قراءته وإنما يحذفون خطا وهو مزاد لفظاً. (ت) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب. 1962 - "إن الدين النصيحة: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم ولأئمة المسلمين وعامتهم". (حم د ن) عن تميم بن أوس الداري (ت ن) عن أبي هريرة، (حم) عن ابن عباس. " (إن الدين النصيحة) تقدم تفسير النصيحة وقال المصنف في الديباج (¬3): قال الخطابي: هذه كلمة جامعة لخير الدنيا والآخرة وهي مأخوذة من نصح الرجل ثوبه خاطه شبه فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوح بما يصلحه من الثوب أو مأخوذة من نصحت العسل صفيته من السمع لأنه يخلص القول من الغش وهذا الحديث عماد الدين وقوله: "الدين النصيحة" نظير قوله: "الحج عرفه" أي عماده ومعظمه، قال العلماء: هذا الحديث ربع الإِسلام أي أحد أحاديث أربعة يدور عليها الإِسلام وكأنه قيل: لمن؟ فقال: (لله) قال العلماء: ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 16). (¬2) أخرجه الترمذي (2322)، وابن ماجة (4112)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1609)، وصححه في الصحيحة (2797). (¬3) انظر: الديباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (1/ 76).

نصيحة العبد الله الإيمان به، ووصفه بما يجب له وترك معاصيه وموالاة من أطاعه ومعاداة من عاداه والاعتراف بنعمه والشكر عليها، والإخلاص في جميع الأمور واللطف بجميع الناس كما قاله الخطابي، وحقيقة هذه الأوصاف راجعة إلى العبد في نصحه نفسه فإن الله تعالى غني عن نصح الناصح. (ولكتابه) هو القرآن فالإضافة عهدية وهي الإيمان به، وأنه ليس من كلام العباد ولا يشبه ذلك ولا يقدر أحد على الإتيان بمثله وتعظيمه بتلاوته وتحسنيها والتخشع عندها وإقامة حروفه كما ينبغي والاتعاظ بمواعظه والتفكر عند عجائبه والعمل بمحكمه والإيمان بمتشابهه والبحث عما خفي من ناسخه ومنسوخه ونشر علومه والدعاء إليه (ولرسوله) وهي تصديقه بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيًا وميتًا وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه وإحياء سنته وبث دعوته ونشر ما جاء عنه ونفي التهمة عن السنة والتفكر في معانيها والدعاء إليها والتلطف في تعلمها وتعليمها وإعظامها وإجلال أهلها وعدم التكلم فيها بغير علم والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه ومحبة أهل بيته وأصحابه ومجانبة البدع ومجانبة التكلم في أصحابه ونحو ذلك (ولأئمة المسلمين) بمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به وتذكيرهم به برفق وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين وتألف قلوبهم لطاعة الله والصلاة خلفهم وجهاد أهل الباطل معهم والدعاء لهم بالصلاح إن أريد بالأئمة الولاة. وإن أريد بهم العلماء فنصحهم قبول ما رووه وتقليدهم في الأحكام كذا نُقِل وليس ذلك من نصحهم فإن الله لم يأمر بالتقليد بل أمر العباد سؤال العلماء عن حكم المسألة ودليلها كما قررناه في إرشاد النقاد بحمد الله، وأخذ العلم عنهم وإحسان الظن بهم والتعظيم لهم والتواضع. (وعامتهم) بتعليم ما جهلوه وستر عوراتهم وسد خلتهم وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق والشفقة

عليهم وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم والذب عن أموالهم وأعراضهم وأن يحب لهم ما يحب لنفسه وأن يحثهم على جميع ما تقدم ثم لا يخفى أن كل واحد مخاطب بكل واحدة من النصائح فالعامي مثلاً يجب نصحه لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة وللعامة بحسب ما يستطيعه [2/ 18] وجب عليه قبول نصيحة من ينصحه. (حم د ن) عن تميم بن أوس الداري العابد الزاهد، (ت ن) عن أبي هريرة (حم) (¬1) عن ابن عباس) وسلف أنه ربع أحاديث الإِسلام. 1963 - "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة". (خ ن) عن أبي هريرة (صح) (إن الدين يسر) ضد العسر كما في النهاية (¬2) والمراد بالدين الإِسلام، وفي بعض ألفاظه "إن هذا الدين" إشارة إلى الإِسلام وهو مأخوذ من قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} [البقرة: 185] ومن قوله: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78] وهذا أمر نسبي منظور فيه إلى ما كان على غير هذه الأمة المرحومة من التكاليف الشاقة كالتوبة بقتل الأنفس والآصار والأغلال وغير ذلك من التكاليف الشاقة المنسوخة في حق هذه الأمة ولا يقال لا يسر في هذا الدين فإن الله فرض فيه الجهاد وهو بذل النفس وفرض الزكاة وهي بذل المال ونحو ذلك من التكاليف التي لا تخلو عن المشقة والعسر. (ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) في النهاية (¬3): يقاويه ويقاومه ويكلّف نفسه من العبادة فوق طاقته والمشادة المغالبة وهو مثل الحديث الآخر: "إن هذا الدين متين فأوغل إليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 102)، ومسلم (55)، وأبو داود (4944)، والنسائي (7/ 157) عن تميم الداري، والترمذي (1926)، والنسائي (7/ 106) عن أبي هريرة، وأحمد (1/ 351) عن ابن عباس. (¬2) النهاية (5/ 703). (¬3) النهاية (2/ 1119).

برفق" (¬1) انتهى. فالمراد أنه لا يغالب الدين أحد بأن يريد أن لا يدع منه خصلة من خصال الخير إلا فعلها إلا غلبه الدين وفاته من أنواع لخير الكثير أو المراد أنه لا يغالبه أحد بكثرة الطاعات والعبادات إلا غلبه وسلم العبادة. (فسددوا وقاربوا) اعملوا أعمالاً لا تفريط فيها ولا إفراط واتركوا الغلو فيه والتقصير، يقال قارب فلان في أموره إذا اقتصد. (وأبشروا) حذف المبشر به لإرادة العموم أي بكل خيرٍ من الله أو لتذهب نفس السامع كل مذهب. (واستعينوا) اطلبوا الإعانة على الأمور كلها الدينية والدنيوية. (بالغدوة) بضم الغين المعجمة البكره أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس. (والروحة) من الرواح وهي من بعد الزوال إلى الغروب. (وشيءٍ من الدلجة) بضم الدال المهملة وفتحها وسكون اللام السير من آخر الليل والمراد أن هذه الأوقات هي التي يحصل فيها الإعانة على الأعمال فتحروها لأعمالكم. (خ ن) (¬2) عن أبي هريرة) وعدوا هذا الحديث من جوامع الكلم. 1964 - "إن الذكر في سبيل الله يضعف فوق النفقة سبعمائة". (حم طب) عن معاذ بن أنس. (إن الذكر في سبيل الله) تقدم أنه عند الإطلاق لا يتبادر منه إلا الجهاد وفضل الإنفاق فيه عظيم فإن الله فرض له قسطاً من الأموال والذكر. (يضعّف) أجره. (فوق النفقة سبعمائة ضعف) ووجه المضاعفة أنها مواطن يشتغل فيها بالنفس والذب عنها والاهتمام بشأنها فإذا ذكر العبد ربه فيه دل على كمال إقبال قلبه على مولاه. (حم طب) (¬3) عن معاذ بن أنس) الجهني. ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (1147)، والبيهقي في الشعب (3885). (¬2) أخرجه البخاري (39)، والنسائي (8/ 121). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 438)، والطبراني في الكبير (20/ 186) رقم (405)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1443)، والضعيفة (2598).

1965 - "إن الرجل ليعمل عمل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة). (ق) عن سهل بن سعد زاد (خ) "وإنما الأعمال بخواتيمها" (صح). (إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس) فيما يظهر لهم من أعماله من "بد" المنقوص لا المهموز هذا ولا يعارض ما سلف في "إذاً" "إن من أثنى عليه خيراً فهو من أهل الخير ومن ذكر بالشر فهو من أهل الشر" لأنه يحتمل أن هذا لا يثنى عليه بخير أو شر هذا بالنظر إلى الخاتمة كما أفادته رواية البخاري: "إنما الأعمال بخواتيمها" وكما يصرح به الحديث الثاني وأما الثناء عليه بخير أو شر فالمراد في تلك الحال يحكم له بالخيرية والشرية لا باعتبار الخاتمة ويزكونه في الدنيا ويجرحونه بما يظهر من أعماله أو أنه تعالى لا يطلق الألسنة بإحسان إنسان ولا إساءته إلا إذا علم أن عاقبته إلى الخير أو الشر وهذا هو الأقرب، ويحتمل أن المراد من أثنوا عليه يعتقونه كما يرشد إليه الحديث: "إذا صلوا على الجنازة فأثنوا خيراً يقول الرب: أجزت شهادتكم". (وهو من أهل النار) جملة حالية من ضمير يعمل. (وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة) يختم له بعمل أهل الجنة وهذا لا يكون إلا فيمن عمل خيراً ظاهراً مع فساد نية وخبث طوية وإلا فالأعمال الصالحة سبب لزيادة الهدى والتوفيق وكذلك الذي ختم له بعمل أهل الجنة وكان يظهر منه عمل أهل النار إنما يوفق لخصال خير كانت فيه وإلا فالسيئات تدعوا بعضها بعضاً. (ق) (¬1) عن سهل بن سعد) اتفق الشيخان على هذا اللفظ زاد (خ) "وإنما الأعمال بخواتيمها") أي معتبرة بها ومنظور إليها باعتبارها فمن ختم له بخير فهو من أهل الخير ومن ختم له بشر فهو من أهله ولا نظر إلى ما سلف. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2898)، ومسلم (112).

1966 - "إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار، وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم عمله بعمل أهل الجنة" (م) عن أبي هريرة (صح). (إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار). إن قلت: الأعمال الصالحة سبب للخاتمة الصالحة كما دل له {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} [الليل: 5 - 7] الآية، في الأمرين وقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110]. قلت: ليس المراد يعمل بعمل أهل الجنة أو بعمل أهل النار في نفس الأمر وحقيقته ولكن فيما يظهر للناس كما صرح بهذا القيد الحديث الأول إلا أنه يبعد هذا ما عند الشيخين في معناه من حديث ابن مسعود: "وأنه يكتب رزق العبد وأجله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها". ومثله ذكر في العامل بعمل أهلها ثم يختم له بعمل أهل الجنة فإنه يشعر بأنه عمل بالنظر إلى الحقيقة لا أنه باعتبار ما يراه الراءون إلا أن يقال لو كان صالحاً مقبولاً ما تخلف عن سبب حسن الخاتمة أو طالحاً غير مقبول لما تخلف عن قبحها فما ذاك إلا أنه عمل مدخر له غير صالح وسبق الكتاب بحسن الخاتمة أو قبحها متفرع عما علمه الله من اختياره للحسن والقبيح وسبق الكتاب قد دل أنه لا يخلص أعماله عن شائبة عدم القبول فلا تكون سبب لإحسان خاتمته والعكس في السيئات فإن سبق الكتاب" قد دل على إنه وإن ارتكب القبائح ففيه من الخير جزء يجذبه إلى خاتمة الخير باختياره وحاصله منع أن من ختم له بشر خلص له عمل صالح ومن ختم له بخير يخلي

عن أسباب الخير وقد أرشد إليه الحديث فإنه أفاد أن كلاً من العاملين قد قرب إلى أحد الدارين ولن يستحق أن يكون من أهلها وما ذاك إلا لعائق عاقه هو عدم خلوص طاعته في الأول وعدم خلوه من الخير في الآخر فالأعمال قد قربت كل واحد من أحد الدارين ولما نجح ثم غلب الجزء الخيري لفاعل المقبحات فختم له بخير وبعده عن النار وغلب الجزء الشري لفاعل الطاعات فختم له بشر وبعده عن الجنة ولا يهلك على الله إلا هالك قال ابن القيم (¬1): واعلم أن سوء الخاتمة أعاذنا الله منها لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه ما سمع بهذا ولا علم به ولله الحمد وإنما تكون بفساد في العقيدة أو إصرار على الكبائر وإقدام على العظائم فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة فيأخذه قبل صلاح الطوية ويفطم قبل الإنابة فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة ويختطفه عند تلك الدهشة والعياذ بالله، يقال: كان بمصر رجل يلازم مسجداً للآذان والصلاة وعليه بهاء الطاعة وأنوار العبادة فرقى يوماً المنارة على عادته للآذان وكان تحت المنارة داراً لنصراني، فرأى ابنة النصراني فافتتن بها وترك الأذان ونزل إليها، ودخل الدار عليها، فقالت: ما شأنك وما تريد؟ قال: أريدك، قالت: لماذا؟ قال: قد سلبت لبي وأخذت بمجامع قلبي، قالت: لا أجيبك إلى ريبة، قال: أتزوجك، قالت: أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك، قال: أتنصر، قالت: إن فعلت أفعل، فتنصر الرجل ليتزوجها وأقام معهم في الدار، فلما كان في أثناء الليل رقا إلى سطح وكان في الدار فسقط منه فمات ولم يظفر بها وفاته دينه. ذكر هذه القصة ابن القيم في كتابه الجواب الشافي (¬2). (وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم عمله بعمل أهل الجنة) قد ¬

_ (¬1) الجواب الكافي (ص: 118). (¬2) المصدر السابق (ص: 118).

عرفت معناه قريبًا فيما بسطناه. (م) (¬1) عن أبي هريرة)، ولم يخرجه البخاري. 1967 - "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة, وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة" مالك (حم ت ن هـ حب ك) عن بلال بن الحارث (صح). (إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله) الرضوان مصدر رضي يرضى رضا رضوانا ضد سخط أي المكاتبة أو كاتبه من أسباب رضوان الله. (ما يظن أن تبلغ) من الخير والأجر. (ما بلغت) وبين ما هو الذي بلغت بقوله: (فيكتب الله له بها رضوانه) من حين التكلم بها. (إلى يوم القيامة، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله) فيما يسخطه وتكون سبباً له. (ما يظن أن تبلغ) من الشر والعقوبة. (ما بلغت فيكتب له بها سخطه) من حين التكلم بها. (إلى يوم القيامة) وفيه حيث على التكلم بما يرضاه الله ويحبه عساه يوافق هذه الكلمة والزجر عن التكلم بما يسخطه تعالى وذلك بتجنب ما لا يرضاه (مالك حم ت ن هـ حب ك) (¬2) عن بلال بن الحارث) رمز المصنف لصحته. 1968 - "إن الرجل ليوضع الطعام بين يديه فما يرفع حتى يغفر له، يقول بسم الله إذا وضع، والحمد لله إذا رفع". الضياء عن أنس (صح). (إن الرجل ليوضع الطعام بين يديه فما يرفع حتى يغفر له) وبين ذلك بذكر سببه وأنه ليس لأجل وضع الطعام بل لأنه. (يقول) الرجل. (بسم الله إذا وضع) وفيه الاكتفاء بهذا اللفظ عن تمام التسمية. (و) يقول (الحمد لله إذا رفع) ففيه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2651). (¬2) أخرجه مالك (1781)، وأحمد (3/ 469)، والترمذي (2319)، والنسائي في السنن الكبرى (3/ 215)، وابن ماجة (3969)، وابن حبان (287)، والحاكم (1/ 44)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1619)، والصحيحة (888).

الحث على هاتين الكلمتين والتلفظ بهما وقد سلف البحث فيهما. (الضياء (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 1969 - "إن الرجل ليحرم الرزق بذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر" (حم ن هـ حب ك) عن ثوبان (صح). (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) اعلم أن الذنوب مانعة لكل خير جالبة لكل شر فمن الخير الذي يمنعه الرزق فإنها تحول بينه وبين العاصي والمراد به هنا الحلال لا لما ذهب إليه من قال: إن الحرام لا يسمى رزقا، فإن الأصح تسميته رزقا لغة بل لأن المراد بالرزق هنا ما يكون به سبب طيب الحياة وطهارة القلب وسلامة الجوارح وانبعاثها في الطاعات وذلك ليس إلا الرزق الحلال فإن الحرام إنما يعمي القلب ويثبط الجوارح عن الطاعات ويطلق عنانها في المعاصي إذا عرفت هذا عرفت اندفاع ما يقال: كم من عاص قد وسع عليه في الدنيا ونال شهواته ورب تقي في أضيق عيش، ولأن المراد به الذي يقنع به العبد عن الهلع وتقر به عينه وإن كان قليلاً في نفسه فرب مقل قرير العين بإقلاله طيب الخاطر ورب مكثر ملتهب الأحشاء يرى كثير ما عنده قليلًا، ومن الرزق الذي تمنعه الذنوب رزق العبد العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور كما أفاده قوله تعالى في بعض بني إسرائيل عند عدّ عقوباتهم: {وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 13] وهذا في نسيان ما علموه، وقال: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110] فحرموا فقه الوحي لكفرهم أولا ومنه قول الشافعي: شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال: اعلم بأن العلم نور ... ونور الله لا يؤتيه عاصي ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء في المختارة (2300)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1461).

ومن الرزق الذي تحرم العبد العاصي فعله الطاعات فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يصد عن طاعة يكون بذله ويقطع طريق طاعة أخرى ويقطع عليه طريقا ثالثة ورابعة وهلم جرا فيقطع عليه طاعات كثيرة كل واحدة خير له من الدنيا وما فيها، وما مثاله إلا رجل أكل أكلة أوجبت له مرضا طويلاً منعه عن عدة أكلات أطيب منها. ومن الرزق الذي تحرم المعاصي العبد قصر العمر ومحق بركته فإن البر كما يزيد في العمر كما أفاده آخر الحديث، وعدة أحاديث في معناه كذلك الفجور ينقصه، وقد اختلف هل ينقصه حقيقة أو يمحق بركته على قولين: أو نقصان حياة قلبه فإن الحياة الحقيقية هى حياة القلب ولذلك قال تعالى في الكفار أنهم {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} [النحل: 21] فليس عمر الإنسان أوقات حياة قلبه بالله والحق إن النقص يكون بالأنواع كلها لبعض وببعضها لبعض. (ولا يرد القدر) ما سبق به قدر الله تعالى على العبد. (إلا الدعاء) وقدمنا تفسير القدر عن ابن الأثير (¬1) إنه عبارة عما قضاه الله وحكم به من الأمور وفيه حصر في أنه لا يرده إلا الدعاء والجامع في العطف التضاد؛ لأن منع الرزق حرمان ورد القدر بالدعاء عطاء والقدر هنا مطلق غير مقيد بنزول ولا عدمه، وفي حديث عائشة عند ابن حبان "لا يغني حذر من قدر والدعاء يمنع نزل ومما لم ينزل فإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة" (¬2). وهاهنا سؤال، وهو: أن المدعو به إن كان قد قدر لم يكن بد من وقوعه دعاء العبد أو لم يدع وإن لم يكن قد قدر لم يقع سواء دعا أو لم يدع فاختلف الناس ¬

_ (¬1) انظر: النهاية (4/ 41). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 669)، ولم أقف عليه عند ابن حبان، والطبراني في الأوسط (2498)، والقضاعي في الشهاب (859)، وقال الألباني: حسن في صحيح الجامع (7739).

سبب هذا في الدعاء، فقالت طائفة: إنه لا فائدة فيه فتركته توهمًا منها لما أورده السائل، وهذا جهل عظيم وتعطيل للأسباب مع أنه يقال لا فائدة في الأكل لأنه إذا كان قدر الشبع وقع أكلت أو لم تأكل وإن لم يكن قد قدر فلا يقع وكذلك كل مسبب رتبه العقل أو الشرع على سبب كالولد من الوطئ وطلوع الزرع من إلقاء البذر وغير ذلك، وقد قدمنا الإشارة إلى ذلك. وقالت طائفة: الاشتغال بالدعاء من باب التعبد المحضر يثيب الله عليه الداعي من غير أن يكون له تأثير في المطلوب بوجه ما. وقالت طائفة: الدعاء عبادة مجردة نصها الله تعالى إمارة على قضاء الحاجة فمتى وفق العبد للدعاء كان ذلك علامة له وإشارة إلى قضاء حاجته وهو كما لو رأينا غيمًا أسود باردًا في السماء فإنه دليل وعلامة على أنه يمطر، فإن قالوا ليس شيء من ذلك علامة البتة ولا ارتباط بينه وبين ما يترتب عليه إلا مجرد الاقتران العادي لا التأثير السببي، وخالفوا في ذلك الحس والعقل والشرع ونظر العقلاء، والصواب غير ذلك أن المقدور قدر بأسباب، من أسبابه الدعاء فلم يقدر مجردًا عن سببه ولكن قدر بسببه فمتى أتى العبد بالسبب وقع المقدور ومن لم يأت بالسبب انتفى المقدور وهذا كما قدر الشبع والري بالأكل والشرب والولد بالوطئ ونحو ذلك. واعلم أن الدعاء بمنزلة السلاح في يد الضارب به لا يؤثر بحده فقط فمتى كان السلاح سلاحًا تامًا لا آفة به والساعد ساعدًا قويًا والمانع مفقودًا حصلت النكاية والتأثير في العدو، ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير فإذا كان الداعي في نفسه غير صالح أو لم يجمع بين لسانه وقلبه لما تقدم من أنه تعالى "لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه" أو كان مانع من الإجابة وموانع الإجابة كثيرة منها أكل الحرام كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة وفيه: "ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه

حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له" (¬1). ومنها الظلم كما ذكر عبد الله بن أحمد في كتاب الزهد "أنه أصاب بني إسرائيل بلاءً فخرجوا مخرجًا فأوحى الله عَزَّ وَجَلَّ إلى نبيهم أن أخبرهم أتخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة وترفعون إلي أكفًا قد سفكتم بها الدماء وملأتم بيوتكم من الحرام الآن حين اشتد غضبي عليكم ولم تزدادوا مني إلا بعدًا" (¬2). ومنها أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيتحسر ويدع الدعاء وما هو إلا بمثابة من يزرع زرعًا أو يغرس غرسًا فجعل يتعاهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم -: "لا يزال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل" قالوا: يا رسول الله وما الاستعجال؟ قال: (يقول: قد دعوت فلم أر يستجاب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء) (¬3) فإذا عرفت هذا فإن الدعاء إذا وافق وقتًا من أوقات الإجابة وهي ثلث الليل الآخر وعند الأذان وبين الآذان والإقامة، وفي أدبار الصلوات المكتوبات وعند صعود الإِمام يوم الجمعة على المنبر حتى يقضي الصلاة وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم وثمة ساعات أخر ورد بها النص كعند نزول الغيث وعند ملاقاة الأعداء في الجهاد وعند ختم القرآن، وغير ذلك ووافق خشوعًا من القلب وانكسارًا بين يدي الرب وذلاً وتضرعًا ورقة واستقبال القبلة وكون الداعي على طهارة ورفع يديه وبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم ثنى بالصلاة على رسوله - صلى الله عليه وسلم - مقدمًا للتوبة والاستغفار متوسلاً إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته وتوحيده متحريًا الأدعية التي ورد بها الأثر كما في الدعاء الذي فيه اسمه الأعظم وقد ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1015). (¬2) أخرجه أبو داود في كتاب الزهد (13)، والبيهقي في الشعب (1157). (¬3) أخرجه البخاري (6340)، ومسلم (2735).

قدمنا الكلام فيه أو داعيًا بما دعا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأدعية التي قدمنا ذكرها ولم يدع بإثم ولا قطيعة رحم فلا بد من إنجاح مسألته وقضاء حاجته وكشف كربته واعلم أن للدعاء مع البلاء ثلاثة مقامات. (أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه). الثاني: أن يكون البلاء أقوى من الدعاء فلا يدفعه فيصاب به العبد ولكن يخففه. الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل منهما صاحبه ويتعالجا إلى يوم القيامة. (ولا يزيد في العمر إلا البر) تقدم الكلام عليه. (حم ن هـ حب ك) (¬1) عن ثوبان) مولاة رسول إلى الله - صلى الله عليه وسلم - رمز المصنف لصحته. 1970 - "إن الرجل إذا نزع ثمرة من الجنة عادة مكانها أخرى" (حب) عن ثوبان. (إن الرجل إذا نزع ثمرة) بالمثلثة يعم كل ثمرة. (من الجنة) من ثمرة الجنة (عادت مكانها) أخرى ظاهره في حينها وهو إعلام أنه ليس كثمر الدنيا لا يأتي إلا في أوقات معينة بل يعود في الحال. (حب) (¬2) عن ثوبان) وكذا رواه الحاكم والبزار بأسانيد بعضها صحيحة. 1971 - "إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ونظرت إليه نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما". ميسرة بن علي في مشيخته والرافعي في تاريخه عن أبي سعيد. (إن الرجل إذا نظر إلى امرأته) نظر شفقة ومحبة. (ونظرت إليه) ويحتمل أن يراد معناه الكنائي وهو الميل والإعظام والإكرام ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 280)، وابن ماجة (90، 4022)، وابن حبان (872)، والحاكم (1/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1452). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 102) رقم (1449)، انظر المجمع (10/ 414)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1446)، والضعيفة (3146).

من قولهم: نظر الأمير إلى فلان إذا أكرمه وعظمه، وإن لم يره ومنه: فمن لي بالعين التي كتب مرة إليها في سالف الدهر تنظر فيشمل الأعمى أو يكون النظر في الأولين على غير حقيقته كما أنه في قوله. (نظر الله إليهما نظر رحمة) مجاز أي نظرًا يرحمهما به. (فإذا أخذ بكفها) فيه بداية الرجل بمداعبة أهله. (تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما) بكسر الخاء المعجمة من خلال الدار وهو ما حوالي حدودها وما بين بيوتها. (ميسرة) بوزن مَحبرة (بن علي في مشيخته) بزنة مسبعة ومأسرة مأخوذ من الشيخ كمشبعة لكان السباع من السبع جعل الكتاب مكانًا لمعرفة شيوخه لما فيه من شأن أحوالهم حتى كأنه مكانهم، (والرافعي (¬1) في تاريخه) الذي ألفه لقزوين عن أبي سعيد. 1972 - "إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها (حم د حب) عن عمار بن ياسر (صح). (إن الرجل لينصرف) أي من صلاته. (وما كتب له) في صحائف حسناته من الأجر والثواب. (إلا عشرها) الجزء العاشر من عشرة أجزاء من أجرها. (تسعها) هو وما بعده مرفوع بالعطف على عشرها المرفوع بنيابته كتب لنفر بعدله وحذف حرف العطف وهو جائز كما صرح به الرضي حيث قال: وقد يحذف كما يقول لمن قال: أكل اللبن أو السمك كل سمكًا لبنًا أي أو لبنًا لقيام القرينة الدالة على أن المراد أحدهما انتهى. فكذا نقول هنا لأن القرينة ظاهرة في أن المراد ذلك أي إلا عشرها أو تسعها إلى آخره. (ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها) فيه مأخذ أن أقل الناس من يكتب له نصفها لأنه آخره عن ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين (2/ 47)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1447)، وقال في الضعيفة (3274): موضوع.

الأجزاء كلها وأن الأكثر من يكتب له عشرها كما يقتضيه تقديمه وإرشاد إلى أنه ينبغي للعبد أن يبالغ في صيانة صلاته عن موجب نقصانها. فإن قلت: هل هذه التي يكتب له عشرها مثلاً تسقط الواجب أم لا؟ قلت: محل نظر والحق أنها لا تسقطه إلا صلاة كتبت له كلها، وذلك لأن أئمة الأصول رسموا الواجب بأنه ما يثاب العبد على فعله ويعاقب على تركه فإذا لم يثب إلا على جزء من الفعل الواجب فما قد أتى به كله فتأمل، ورأيت في الإحياء للغزالي (¬1) ما يدل على أنها تفسد صلاته إذا لم يخشع واستدل بحديث "إنما يكتب للعبد من صلاته ما عقل منها" أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان تقدم. واعلم: أن ذكر الرجل في هذه الأحاديث ليس لأن الحكم يخصه فإن هذه الأحكام عامة للمكلفين أجمعين بل لأن المذكور هم المخاطبون أولاً وبالذات وقد ثبت أن أم سلمة رضي الله عنها قالت: "يا رسول الله ما بالنا لا نذكر كما يذكر الرجال في القرآن فأنزل الله: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} [الأحزاب: 35] " الآية، أخرجه النسائي في التفسير من سننه (¬2) الكبرى. (حم د حب) (¬3) عن عمار بن ياسر) رمز المصنف لصحته وقال العراقي: إسناده صحيح. 1973 - "إن الرجل إذا دخل في صلاته أقبل الله عليه بوجهه، فلا ينصرف عنه حتى ينقلب أو يحدث حدث سوء" (هـ) عن حذيفة. (إن الرجل إذا دخل في صلاته) عام للمكتوبة والنافلة، والإضافة تقتضي ¬

_ (¬1) انظر: الإحياء (1/ 160). (¬2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (11405). (¬3) أخرجه أحمد 4/ 321، وأبو داود (796)، وابن حبان (1889)، والبيهقي في السنن (2/ 281)، والبزار (1422)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء للعراقي (1/ 166)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1626).

الأول لأنها المعهودة. (أقبل الله عليه بوجهه) وهو مثل نظر الله إليه ونحوه فيه التفويض والتأويل. (فلا ينصرف) الله. (عنه) عن المصلي. (حتى ينقلب) يفرغ من صلاته ويعود إلى منزله. (أو يحدث حدث سوء) من ريح أو نحوها. (هـ) (¬1) عن حذيفة بن اليمان). 1974 - "إن الرجل لا يزال في صحة رأيه ما نصح لمستشيره فإذا غش مستشيره سلبه الله تعالى صحة رأيه" ابن عساكر عن ابن عباس. (إن الرجل لا يزال في صحة رأيه) في جودته وسلامة إدراكه. (ما نصح) مدة نصحه. (لمستشيره) طالب شورة ورأيه. (فإذا غش) بأن كتم النصيحة. (سلبه الله تعالى صحة رأيه) لأنه كفر النعمة وغش أخاه فسلب ما وهب وفيه حث المشاور على نصيحة من استشاره. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف مالك بن الهيثم وغيره. 1975 - "إن الرجل ليسألني الشيء فأمنعه حتى تشفعوا له فتؤجروا". (طب) عن معاوية. (إن الرجل ليسألني الشيء فأمنعه حتى تشفعوا له) في حاجته. (فتؤجروا) بالشفاعة وفيه أن منعه ليحصل لهم الأجر وأن الشفاعة مندوبة ولو بعد رد الطالب ومنعه عن مطلوبه والمراد تشفعوا لتؤجروا سواء أعطيت أو منعت (طب) (¬3) عن معاوية) بن أبي سفيان. 1976 - "إن الرجل ليعمل أو المرأة بطاعة الله تعالى ستين سنة ثم يحضرهما الموت فيضاران في الوصية فتجب لهما النار" (د ت) عن أبي هريرة (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1023)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1614). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1449). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 348) رقم (809)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1622).

(إن الرجل أو المرأة) فيه تنصيص على عدم إرادة المفهوم. (ليعمل بطاعة الله ستين سنة) مثلاً فإنها غالب الأعمار لهذه الأمة. (ثم يحضرهما) يدنو منهما. (الموت فيضاران في الوصية) فاعل هنا ليس للمشاركة لأنه لا مضارة من الوارث فهو بمعنى فعل أي يضران الوارث، وحذف للقرينة السياقية أو نزل منزلة اللازم أي يوجدان الضرار وذلك بتفضيل بعض الورثة على بعض بالوصية لأنه مضادة لحكم الله وتعيينه الإيصاء بعلمه وحكمته ولذا ختم آية المواريث بقوله: {فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيمًا} [النساء: 11]. (فتجب لهما النار) يلزم ويثبت لهما عذابها، وفيه دليل على حرمة الوصية والمراد للوارث لأنه قد ثبت إقراره - صلى الله عليه وسلم - سعدًا على الوصية بثلث ماله لغير الوارث ويدل له حديث ابن عباس عند الدارقطني موصولًا وعند أبي داود من مراسيل عطاء الخراساني بلفظ "لا تجوز الوصية لوارث إلا أن يشاء الورثة" (¬1) فالعجب ممن قال بندب الوصية للوارث، وقد قدمنا الكلام في هذا، وهذا الاستثناء يفيد حديث الكتاب بمشيئة الورثة. فإن قلت: مع حرمة الوصية للوارث لو فعلها الميت هل تصح وتنفذ ويحكم بها أم لا؟ قلت: ظاهر حديث: "لا وصية لوارث" أنها لا تصح، وتكون باطلة، وذلك لتصريح أئمة الأصول أن النفي ينصرف إلى الصحة لأنها أقرب المجازات إلى نفي الحقيقة فالمعنى لا تصح وصية لوارث. (د ت) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في مراسيله (349)، والدارقطني في السنن (9/ 426)، والبيهقي في السنن (6/ 264) (¬2) أخرجه أبو داود (2867)، والترمذي (2117)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1457).

1977 - "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا يهوي بها سبعين خريفاً في النار" (ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح). (إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى) من الرؤية بمعنى الظن (بها) بالتكلم بها (بأسًا) إثمًا (يهوي) من الهوي السقوط. (بها) بسببها. (سبعين خريفاً) كناية عن السنة أو مجاز من إطلاق الجزء على الكل (في النار) وهذا أعم من كون الكلمة لإضحاك القوم أو غيره. (ت هـ ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 1978 - "إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا ليضحك بها القوم وإنه ليقع بها أبعد من السماء" (حم) عن أبي سعيد. (إن الرجل ليتكلم بالكلمة) (لا يريد) من الإرادة القصد وفي رواية. "لا يرى" (بها بأساً) حرجًا وإثمًا. (ليضحك بها القوم) السامعين، (وإنه ليقع بها أبعد من السماء) أي في النار كما في اللفظ الآخر. فإن قلت: من فعل فعلاً أو قال قولاً يعتقد أنه لا حرج فيه ولا إثم لا يكون آثمًا وإلا كان من تكليف الغافل. قلت: المراد به أنه يتساهل فيها وهو لا يظن أنها بالغة هذه الغاية وإن كان يرى أن فيها إثمًا أو أنه لا يريد بها بأسًا، وفيها البأس لكنه لتفريطه عن تعلم ما لا بأس فيه عما فيه بأس فإثمه على الجهل الذي لم يزله عن نفسه، وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن السخرية والهزل لإضحاك من في الموقف. (حم) (¬2) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف أبي إسرائيل. 1979 - "إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى أن ينقطع أثره في الجنة" (ن هـ) عن ابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2314)، وابن ماجة (3970)، والحاكم (4/ 597)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1618). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 38)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1451).

(إن الرجل إذا مات بغير مولده) محل ولادته. (قيس له) من القياس التقدير أي قدر له الرب تعالى أو ملائكته. (من مولده إلى أن ينقطع أثره) محل انقطاع أثره وهو محل وفاته. (في الجنة) متعلق بقيس له وذلك لغربته عن محل ولادته والمراد إذا تغرب بطاعة من غزو أو طلب علم أو نحو ذلك بل ظاهره مطلق الغربة ولو في مباح أو معصية لكن تخرج المعصية بدليل آخر، وظاهره ولو كان معه أهله. (ن هـ) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 1980 - "إن الرجل إذا صلى مع الإِمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" (حم 4 حب) عن أبي ذر (صح). (إن الرجل إذا صلى مع الإِمام) أي صلاة وأي إمام واستمر في صلاته. (حتى ينصرف) من صلاته وذلك بتمامها فلا يخرج قبله ويحتمل أن يراد وبقي في مصلاه حتى ينصرف الإِمام من مصلاه ويحتمل أن يراد صلاة العشاء الآخرة أو الفجر بحديث: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله" (¬2) ليوافق قوله. (كتب له قيام ليلة) أجر قيامها. (حم 4 حب) (¬3) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته. 1981 - "إن الرجل من أهل عليين ليشرف على أهل الجنة فتضئ الجنة لوجهه كأنها كوكب دري" (د) عن أبي سعيد. (إن الرجل من أهل عليين) في النهاية (¬4) عليون اسم السماء السابعة وقيل: ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في المجتبى (4/ 7)، وابن ماجة (1614)، وأحمد (2/ 177)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1616). (¬2) أخرجه مسلم (656)، وابن حبان (2060)، والبيهقي في الشعب (2852). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 159)، وأبو داود (1375)، والترمذي (806)، والنسائي في المجتبى (3/ 83)، وابن ماجة (1327)، وابن حبان (2547)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2417). (¬4) النهاية (3/ 564).

هو اسم لديوان الملائكة الحفظة يرفع إليه أعمال الصالحين من العباد، وقيل: أراد أعلى الأمكنة وأشرف المراتب وأقربها إلى الله تعالى في الدار الآخرة، ويعرب بالحروف والحركات كبقنسرين على أنه جمع أو واحد. (ليشرف على أهل الجنة) غير عليين. (فتضئ الجنة لوجهه كأنها) أي الجنة لأجل ما كسبها نور وجهه من الإنارة. (كوكب دري) منسوب إلى الدر تشبيها بصفاته قال الفراء: الكوكب الدري عند العرب هو العظيم المقدار، وقيل: هو أحد الكواكب السبعة السيارة متصلة بين الشمس والقمر وجملتهما كوكبان إذ الخمسة تقدمه، وقال الشارح: كأنها أي وجوه أهل عليين والأول أظهر وأبلغ، وفيه بيان شرف عليين على غيرها من الجنان. (د) (¬1) عن أبي سعيد) بإسناد صحيح. 1982 - "إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل من أهل الدنيا في الأكل والشرب والشهوة والجماع، حاجة أحدهم عرق يفيض من جلده فإذا بطنه قد ضمر" (طب) عن زيد بن أرقم. (إن الرجل من أهل الجنة ليعطى قوة مائة رجل من أهل الدنيا في الأكل والشرب) يأكل كما يأكل مائة ويشرب كما يشرب. (والشهوة) لكل مشتهى. (والجماع) أي وقوة مائة رجل في ذلك. (حاجة أحدهم) كناية عن خارج السبيلين. (عَرَق يفيض من جلده فإذا بطنه قد ضمر) وصان الله الجنة عن أوساخ الدنيا وصان العباد من سكانها عن ذلك ليتم تنعم أهل الجنة بكل نعيم ويسلموا كل منغص، هذا وقد سلف أنه - صلى الله عليه وسلم - أعطي قوة أربعين رجلاً في الجماع، والمراد من رجال أهل الجنة كما ورد أيضًا فهي قوة أربعة آلاف من أهل الدنيا فلا يتوهم أنه أعطي غيره - صلى الله عليه وسلم - من قوة الجماع في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3987)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1462)، والضعيفة (3007).

الآخرة فوق ما أعطي. (طب) (¬1) عن زيد بن أرقم) ورجال إسناده ثقات. 1983 - "إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة القائم بالليل الظامئ بالهواجر" (طب) عن أبي أمامة. (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه) لما في حسن الخلق. (درجة القائم بالليل) متهجدًا. (الظامئ) اسم فاعل من ظمأ وهو العطش. (بالهواجر) جمع هاجرة وهي منتصف النهار عند زوال الشمس مع الظهر أو من عند زوالها إلى العصر فإن الناس يسكنون في بيوتهم كأنهم قد تهاجروا كما في القاموس وهو هنا كناية عن الصوم لأن الظمأ من لوازمه، وفيه عظمة شأن الأخلاق في الأجر. (طب) (¬2) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عفير بن معدان. 1984 - "إن الرجل ليلجمه العرق يوم القيامة فيقول رب أرحني ولو إلى النار" (طب) عن ابن مسعود. (إن الرجل ليلجمه العرق) قال في النهاية (¬3) أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام، والعَرَق بفتح فائه وعينه رشح جلد الحيوان وهذا لا يكون إلا عند غاية الشدة (يوم القيامة) وذلك في موقف الحشر. (فيقول رب أرحني) بالراء والحاء المهملة من أراح الله العبد أدخله في الراحة كما في القاموس (¬4). (ولو إلى النار) من شدة ما يلقاه يتمنى الخلوص ولو إلى أشد منه وكأن هذا خاص ببعض أهل الموقف ولا دليل فيه على أنه أشد من عذاب النار لما علم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 178) رقم (5006)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1627). (¬2) أجرجه الطبراني في الكبير و (8/ 169) رقم (7709)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1621). (¬3) انظر النهاية (4/ 234). (¬4) انظر القاموس (1/ 224).

من أن أشد العذاب عذابها إلا أن البشر يتقاضاه طبعه طلب الخلاص مما هو فيه ولو إلى أشد منه لأنه إنما يوكل بالأدنى، ولذا سمى الخلوص إلى النار إراحة. (طب) (¬1) عن ابن مسعود) قال المنذري: إسناده جيد. 1985 - "أن الرجل ليطلب الحاجة فيزويها الله تعالى عنه لما هو خير له، فيتهم الناس ظالمًا لهم فيقول من أسبعني" (طب) عن ابن عباس. (أن الرجل ليطلب الحاجة) أي إلى الله حذف للقرينة. (فيزويها الله تعالى عنه) بالزاي يصرفها عنه. (لما هو خير له) من خار الله له في الأمر حصل له فيه الخير. (فيتهم الناس ظالمًا لهم) يظن الناس ربهم ظالمًا لهم، واتهم قد جاء بمعنى ظن كما في القاموس (¬2) وحذف المفعول الأول وحذفه قليل إذ من خصائص باب ظن وأخواتها أنه إذا ذكر أحد مفعوليه ذكر الآخر ومن القليل قراءة: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ} [آل عمران: 180] فيمن قرأ بالمثناة التحتية أي: لا يحسبن أن بخلهم خيرًا لهم ومنه: لا تخلنا عن غرائك البيت أي لا تخلنا أذلاء على إغرائك الملك بنا والنكتة في حذفه هنا صيانة اللفظ الشريف عن إيقاع ظن الظلم به. (فيقول) أي الرب. (من أسبعني) بالسين المهملة فموحدة فعين مهملة مفتوحات يقال: سبع فلان إذا شتمه كما في القاموس وفي النهاية (¬3): سبع فلان فلانًا إذا استنقصه وعابه وهو استفهام تقرير وإنكار ولعله يقال في الآخرة مبكتًا تعالى للظان به السوء، ويحتمل أنه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 99) (10083)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1460)، والضعيفة (3042). (¬2) انظر القاموس (4/ 145). (¬3) انظر القاموس (3/ 35)، والنهاية (2/ 336).

تعالى يقوله في هذه النشأة للملائكة، وفيه أنه تعالى لا يؤخر إجابة العبد وأعطاه مطلوبه إلا لما هو خير له وأحسن من قال (¬1): لا أقول الله يظلمني ... كيف أشكو غير متهم وإذا ما الدهر ضعضعني ... لم أقل يا زلة القدم (طب) (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف أبي الصباح عبد الغفور. 1986 - "إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول أنى لي هذا فيقال باستغفار ولدك لك" (حم هـ هق) عن أبي هريرة. (إن الرجل لترفع درجته في الجنة) هي إما رفعة الدرجات حقيقة وهي مصاعد قصوره في الجنة وطرقاته أو كناية عن عزته وعظمته والمعنيان مذكوران في قوله تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ} [غافر: 15] ". (فيقول أنى لي هذا فيقال باستغفار ولدك لك) تقوله الملائكة أي سببه ففي ذلك فضيلة دعاء الولد لوالده. (حم هـ هق) (¬3) عن أبي هريرة) بإسناد جيد. 1987 - "إن الرجل أحق بصدر دابته وصدر فراشه وأن يؤم في رحله". (طب) عن عبد الله بن حنظلة. (إن الرجل أحق بصدر دابته) في الركوب فالرديف يركب من خلفه كما كان - صلى الله عليه وسلم - يصنع ذلك في إردافه للفضل بن العباس وغيره، والأحقية تفيد أنه لا يحل ¬

_ (¬1) عزاه في الوافي بالوفيات (2/ 31) إلى محمَّد بن أحمد الأسواري. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 359) رقم (12011)، وانظر المجمع (10/ 151)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1456)، والضعيفة (3147). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 509)، وابن ماجة (3660)، والبيهقي في السنن (7/ 78)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1617)، وحسنه في الصحيحة (1598).

لغيره إلا بإذنه. (وصدر فراشه) هو كحديث: "لا يقعد على تكرمة الرجل إلا بإذنه" (¬1). (وأن يؤم) يكون إمامًا في الصلاة لغيره. (في رحله) بفتح الراء وبالحاء المهملة ساكنة المنزل ومنه: ومن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب وهو نظير حديث "لا يؤم الرجل في منزله" (¬2). (طب) (¬3) عن عبد الله بن حنظلة). 1988 - "إن الرجل ليبتاع الثوب بالدينار والدرهم، أو بنصف الدينار، فيلبسه فما يبلغ كعبيه حتى يغفر له من الحمد". ابن السني عن أبي سعيد. (إن الرجل ليبتاع الثوب) أي يشتريه يقال ابتاع كذا إذا اشتراه. (بالدينار) أصله دنّار فأبدل من أحد نونيه مثناة تحتية. (والدرهم) وهو ستة دوانق. (أو بنصف الدينار) مثلاً فليس المراد إلا جنس الثمن لا قدره. (فيلبسه فما يبلغ كلعبيه) الكتب: كل مفصل للعظام والعظم الناشز فوق القدم، والناشزان من جانبيهما وهما المراد هنا، ويحتمل أن يراد الأول أي ما يبلغ أي مفصل يستره ويؤيده أن في رواية: "فما يبلغ ثدييه ". (حتى يغفر له من الحمد) من أجله وسببه، والمراد: حمده إذا لبسه كما أفاده حديث أبي سعيد: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استجد ثوبًا سماه باسمه عمامة أو قميصًا أو رداء ثم يقول: "اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره ومن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (2133)، والحاكم (1/ 370)، والدارقطني في السنن (1/ 279)، والبيهقي في السنن (3/ 125). (¬2) جزء من الحديث السابق. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 414) رقم (1025)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1613)، والصحيحة (1595).

شر ما صنع له" (¬1) أخرجه الترمذي (¬2). (ابن السني عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف. 1989 - "إن الرجل إذا رضي هَدْيَ الرجل وعمله فهو مثله. (طب) عن عقبة بن عامر. (إن الرجل إذا رضي هَدْيَ الرجل) الهدي بزنة فلس تقدم عن النهاية (¬3) أنه السيرة والهيئة والطريقة وعطف قوله: (وعمله) عليه من عطف الخاص على العام لأن العمل من السيرة. (فهو) أي الراضي (مثله) مثل ذي الهدي صالحًا كان أو غير صالح إلا أن الهدي في غالب إطلاقه للصالح وهو نظير حديث الطبراني "من أحب قومًا حشره الله فيهم" (¬4)، وحديث "يحشر المرء مع من أحب" (¬5). (طب) (¬6) عن عقبة بن عامر) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عبد الوهاب الضحاك. 1990 - "إن الرجل ليصلي الصلاة ولما فاته منها أفضل من أهله وماله". (ص) عن طلق بن حبيب. (إن الرجل ليصلي الصلاة) المفروضة. (ولما) بفتح اللام جواب قسم محذوف أي ووالله للذي (فاته منها) من أجرها فالمضاف محذوف والقرينة واضحة عليه. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1767)، وأبو داود (4020). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (15)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1450)، والضعيفة (3001). (¬3) النهاية (5/ 577). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 19) رقم (2519)، والحاكم (3/ 18)، وقال الذهبي: هذا حديث عجيب منكر. (¬5) أخرجه البخاري (6168)، ومسلم (2640). (¬6) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 334) رقم (922)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1444).

(أفضل من أهله وماله) في الدنيا والآخرة، وفيه حث على إحسان الصلاة، وحضور القلب عندها. (ص) (¬1) عن طلق بن حبيب) البصري العابد الزاهد تابعي، قال طاووس: ممن يخشى الله قتله الحجاج هو وسعيد بن جبير وكان على المصنف أن يقول مرسلاً. 1991 - "إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم". (خد) عن ابن أبي أوفى. (إن الرحمة لا تنزل) من عند الله (على قوم) هو خاص بالرجال أو عام لهم وللنساء أو تدخله النساء بالتبعية كما في القاموس. (فيهم قاطع رحم) فأصابهم بشؤمه، وفيه التحذير عن مجالسة أهل المعاصي وأن العبد قد يحرم الخير بسببهم وهو عام للرحمة في الدنيا كالغيث ونحوه ورحمة الآخرة وسواء رضي الجليس بمعصية المجالس أم لا؛ لأنه يحرم الخير بسبب قربه منه ويحتمل أنه خاص بهذه المعصية لعظمها، وهذا عكس حديث: "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" (¬2). (خد) (¬3) عن بن أبي أوفى) اسمه عبد الله بن أبي أوفى وضعفه المنذري وغيره. 1992 - "إن الرزق ليطلب العبد أكثر مما يطلبه أجله". (طب) عن أبي الدرداء. (إن الرزق) المحتوم. (ليطلب العبد) أي يساق إليه ويأتيه كما يأتيه من يطلبه ممن يعقل نسب إليه الطلب مجازًا، ويحتمل أنه صار حقيقة عرفية كما قال: ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن رقم (2326)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1455)، والضعيفة (3005). (¬2) أخرجه البخاري (6408)، ومسلم (2689). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (63)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1463)، وقال في الضعيفة (1456) ضعيف جداً.

سيطلبني الرزق الذي لو طلبته ... لما زاد والدنيا حظوظ وإقبال (أكثر مما يطلبه أجله) وذلك لأن الرزق كل يوم، وأما الأجل فما يطلبه إلا في الوقت الذي جعله الله ينتهي بقاؤه في الدنيا إليه، وفي القاموس: الأجل غاية الوقت في الموت والجامع بين الأجل والرزق القضاء؛ ولأن ذلك سبب الحياة وهذا سبب قطعها والضد كثير الخطور بالبال مع ضده ولذا لما سئل علي أمير المؤمنين - رضي الله عنه - أنه لو أغلق على رجل داره من أين يأتيه رزقه؟ قال: من حيث يأتيه أجله، والحديث إرشاد إلى الإجمال في الطلب وأن رزق العبد يطلبه والمراد به المحتوم كما أشرنا إليه، وإليه أشار من قال: الرزق رزقان رزق ساقه سببه ... حتى أتاك ورزق ما له سبب (طب) (¬1) عن أبي الدرداء رجاله ثقات. 1993 - "إن الرزق لا تنقصه المعصية، ولا تزيده الحسنة، وترك الدعاء معصية" (طص) عن أبي سعيد (ض). (إن الرزق) أي المحتوم. (لا تنقصه المعصية). إن قلت: تقدم قريبًا: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" فلابد من التلفيق. قلت: المراد به هنا ما لا بد منه من قوام الحيوان وهو المحتوم، ويحتمل أن يراد المعصية الواحدة لا تكون سببًا لتقتير الرزق حتى تكرر من العبد فإذا تكررت كانت سببًا، وذلك من لطف الله ورحمته كما أنه لا يهتك ستر العبد بأول معصية يأتيها، ويحتمل أنه يراد بالمعصية هنا ترك الدعاء كما أرشد إليه آخر الحديث، ويكون مخصصًا لحديث ثوبان السابق. (ولا تزيده الحسنة). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 84) رقم (2737)، والبيهقي في الشعب (1191)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1630).

إن قلت: ظاهر {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]. ينافي هذا كما تنافيه أحاديث صلة الرحم، وأنها مثراة للمال، وأحاديث متاجرة الله بالصدقة ونحوها. قلت: يحمل هذا على أن الحسنة الواحدة لا تكون سببًا لزيادة الرزق حتى تنضم إليها حسنات أخر، أو يراد أن مطلق الحسنة ليست سببًا للزيادة بل حسنات معينة كالصدقة وصلة الرحم فتخصص الحسنة بهذه والحسنة من ألفاظ العموم اسم جنس معرف. (وترك الدعاء معصية) يعاقب عليها العبد لأنه مأمور بالدعاء فتركه إعراض عن الأمر من بارئه وخالقه، (طس) (¬1) عن أبي سعيد) ضعيف لضعف عطية العوفي. 1994 - "إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي، ولا نبي، ولكن المبشرات رؤيا الرجل المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة". (حم ك ت) عن أنس (صح). (أن الرسالة) بكسر الراء وفتحها هي الاسم من أرسله الله إذا بعثه إلى العباد بتبليغ شريعة مستجدة. والنبوة: الاسم من أنبأه إياه وبه أخبره، والنبي المخبر عن الله تعالى إذا عرف هذا، فالرسالة أخص من النبوة ودل على التغاير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا ...} [الحج: 52] الآية، وسئل - صلى الله عليه وسلم - عن الأنبياء فقال: "مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً" قيل: فكم الرسل منهم؟ قال: "ثلاثمائة وثلاثة عشر جمًا غفيرًا" ومن ادعى ترادف الرسول والنبي فهو متكلف (قد انقطعت) انتهى زمانها. (فلا رسول بعدي ولا نبي) لأنه - صلى الله عليه وسلم - خاتم الرسل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (708)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1464)، والضعيفة (181): موضوع.

والأنبياء وشريعته باقية إلى آخر الدنيا وهذا أمر مجمع عليه وأما نزول عيسى - صلى الله عليه وسلم - آخر الزمان فهو ينزل متبعًا لشرعته - صلى الله عليه وسلم - غير مبعوث بتقريرها يلي بحكمه حكم أئمة الهدى الذين يحيون شريعته - صلى الله عليه وسلم - وفي إعراب رسول ونبي الخمسة الأوجه المعروفة في العربية في جميع مثل لا حول ولا قوة إلا بالله. (ولكن المبشرات) جمع مبشرة صفة موصوف محذوف أي الرؤيا المبشرة من البشارة وهي أول خبر سار ولما كانت جزء من أجزاء النبوة كما يأتي صح استدراكها من النبوة. (رؤيا الرجل المسلم) بدل من المبشرات ويصح إبدال المفرد من الجمع؛ لأنه جنس يشمل القليل والكثير فرب رؤيا تشتمل على عدة مبشرات والمراد بها الصالحة كما يأتي في حديث ابن مسعود تقييدها بذلك ويأتي تقسيمها إلى ثلاثة أنواع، ثم المراد رؤياه لنفسه أو لأخيه، وقيده بالمسلم ويأتي تقييده بالصالح لأن النبوة وأجزاءها لا تكون إلا لذلك بل كان الظاهر أن لا تكون إلا للمعصوم لأنها من النبوة إلا أنه قد علم أنه لا معصوم في الأمة فاكتفى بالإِسلام والصلاح، (وهي جزء من أجزاء النبوة) قد صرح في حديث آخر بيان مقدار الجزء من أنها من ستة وأربعين جزءًا من أجزاء النبوة ويأتي، ويأتي أيضًا أنها جزء من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة ويأتي الكلام في ذلك. (حم ت ك) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 1995 - "إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالماً" (ك) عن أنس (صح). (إن الرؤيا تقع) في اليقظة. (على ما تعبّر) عبر الرؤيا عبرًا وعبارة، وعبّرها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 267)، والترمذي (2272)، والحاكم (4/ 391)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1631).

فسّرها وأخبر بما يؤول إليه أمرها كما في القاموس (¬1) أي تكون على وفق ما يقوله العابر وعلى مقوله، فالرؤيا مثال لما في الخارج وما في الخارج هو عين ما يقوله عابرها إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر أجرى الله بذلك حكمته وهو نظير ما يتفاءل به الإنسان، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحب الفأل، وفي حديث عائشة: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "تفاءل بما تهوى تكن فلقلما يقال لشيء كان إلا تحقق" (¬2) ويأتي حديث: "إن الرؤيا على رجل طائر فإذا عبرت وقعت" (¬3). (ومثل ذلك) يقال مثل بزنة شبه، مكسور الفاء ساكن العين، وتحرك مع فتحها كشبه، ويقال مثيل كشبيه وللأمثال موقع في القلوب لا يقادر قدره ولذا كثرت في كلام الله ورسوله، قال جار الله الزمخشري (¬4): إن لضرب الأمثال واستحضار العلماء المثل شأن ليس بالخفي. (مئل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها) وهو من تشبيه المعنى المعقول بالمحسوس مبالغة في الإبراز والإيضاح. (فإذا رأى) تفريع على قوله على ما يعبر. (أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا عالماً) لأن علمه يوفقه إلى معناها ويمنعه من الغش. (أو ناصحًا) وجاء في رواية: "إلا على وَادًّ" وذلك لأنه لا يعبرها إلا على شيء حسن؛ لأنه منعه نصحه عن غير ذلك وعن تعبيرها بجهل بل يدله على العالم. (ك) (¬5) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 1996 - "إن الرقى والتمائم والتولة شرك" (حم د هـ ك) عن ابن مسعود (صح). ¬

_ (¬1) انظر القاموس (2/ 83). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 43). (¬3) أخرجه أبو داود (5020)، وأحمد (4/ 10)، وابن حبان (6050)، وقال الألباني في صحيح الجامع (3535): صحيح. (¬4) انظر: الكشاف (1/ 34). (¬5) أخرجه الحاكم (4/ 391)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1612)، والصحيحة (120).

(إن الرقى) بزنة هدى جمع رقية تقدم الكلام عليها. (والتمائم) جمع تميمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادها يتقون بها العين في زعمهم فأبطله الإِسلام. (والتولة) بالمثناة الفوقية مكسورة وفتح الواو ما يحبب المرأة إلى زوجها بالسحر ونحوه. (شرك) خبر عن الثلاثة وتقدم الكلام في الرقى والجمع بين مثل هذا وبين حديث الأمر بالرقية فإن المسمى شركًا، ونهى عنه ما لا يعرف معناه. وأما التمائم فتسميتها شركًا لاعتقادهم أنها ترد القدر من دون الله فسماها شركًا، والتولة شرك لأنها من السحر وهو شرك. والمراد من الكل أنها من أفعال المشركين أو المراد أنها شرك حقيقة معاص عظيمة إذ قد يطلق الكفر والشرك على ذلك. (حم د هـ ك) (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقروه. 1997 - "إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب". (حم ت حب ك) عن ابن عمرو (صح). (إن الركن) المراد به الحجر الأسود في الركن اليماني يطلق عليها من إطلاق الكل على الجزء لشرف الجزء. (والمقام) هو مقام إبراهيم عليه السلام وهو الحجر، فيه آثار قدميه الشريفتين وهو الآن تحت البناء الذي يصلي الناس ركعتي الطواف خلفه رأيناه في سنة 1135 فتح لنا باب العمارة التي عليه وكشفت الأستار وذا هو حجر ليس بالطويل قد ألصق بالأرض وفيه أثر قدمي الخليل - عليه السلام - إلى نحو الكتب أو أكثر ومحل الأصابع قد انطمس كأنه لكثرة التبرك به ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 381)، وأبو داود (3883)، وابن ماجة (3530)، والحاكم (4/ 418)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1632)، والصحيحة (2972).

قبل البناء عليه، أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: "الحجر مقام إبراهيم لينه الله له وكان يقوم عليه ويناوله إسماعيل الحجارة فهذا هو مقام إبراهيم" وأما الموضع الذي يصلي فيه الناس ركعتي الطواف فليس هو المقام وإنما سمي به للمجاورة وقد فسره جار الله الزمخشري: بالحجر وبالموضع وقد نبه بعض المحققين أنه خطأ. (ياقوتتان) خبر ما تقدمه. (من ياقوت الجنة) والياقوت حجر معروف من أنفس الأحجار وأثمنها يكون بجزيرة خلف سرنديب يقال إن الشمس إذا أشرقت على ذلك الجبل تراءت منه شعاعات كثيرة بوقوع شعاع الشمس على حصى الياقوت فيسمى ذلك برق الراهون فهذا ياقوت الدنيا الذي نسبته إلى ياقوت الجنة نسبة الأحلام إلى اليقظة. (طمس الله تعالى نورهما) أي أزاله وأذهبه. (ولو لم يطمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب) والله أعلم ما الحكمة في طمس ذلك، وقد قيل إنها عدم احتمال البشر لمشاهدة ذلك النور كما لا يقدرون على مشاهدة عين الشمس. فإن قلت: قد ورد أن الحجر إنما سودتها خطايا بني آدم. قلت: لا ينافي هذا فإنه أخبر بالطمس ولم يذكر سببه فيكون سببه ذلك. (حم ت حب ك) (¬1) عن ابن عمرو)، رمز المصنف لصحته، وقد قال الحاكم: تفرَّد به أيوب بن سويد، قال الذهبي: وأيوب ضعفه أحمد وتركه النسائي. 1998 - "إن الروح إذا قبض تبعه البصر". (حم م هـ) عن أم سلمة (صح). (إن الروح إذا قبض) بالوفاة. (تبعه البصر) أي بالنظر والتحديق إليه فلذا أمر بتغميضه كما أفاده حديث بشر بن أوس المتقدم: "إذا حضرتم موتاكم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 213)، والترمذي (878)، وابن حبان (3710)، والحاكم (1/ 456)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1633).

فأغمضوا البصر ... " الحديث، وفي الحديث دليل على أن الروح جسم يدرك عند خروجه، ويحتمل تبعه البصر في ذهاب نوره وحياته وهو بعيد. (حم م هـ) (¬1) عن أم سلمة) قالت: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أبي سلمة وقد شُق بصره فذكره. 1999 - "إن الزناة يأتون تشتعل وجوههم ناراً". (طب) عن عبد الله بن بسر. (إن الزناة) جمع زان يشمل الذكر والأنثى المحصن وغيره. (يأتون يوم القيامة تشتعل وجوههم نارًا) تلتهب ونصب نار على أنه تمييز محول عن الفاعل أي تشتعل في وجوههم النار فنسب الاشتعال إلى المحل مبالغة ثم جاء بالفاعل حقيقة تمييزًا كما في قوله: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} [مريم: 4]. (طب) (¬2) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة، سكت عليه المصنف قال المنذري: في إسناده نظر. 2000 - "إن الساعة لا تقوم حتى تكون عشر آيات: الدخان، والدجال، والدابة, وطلوع الشمس من مغربها، وثلاثة خسوف: خسف بالشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، ونزول عيسى، وفتح يأجوج ومأجوج، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا". (حم م 4) عن حذيفة بن أسيد (صح). (إن الساعة) هي اسم ليوم القيامة كما في القاموس ومثله في الكشاف وقيل: سميت بذلك لأنها تقوم في آخر ساعة من ساعات الدنيا أو لأنها تقع بغتة وبديهة كما تقول في ساعة لمن تستعجله فصارت وجرت علمًا لها كالنجم للثريا. (لا تقوم) أي توجد. (حتى تكون عشر آيات) توجد كأنه قيل ما هي فعدها: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 297)، ومسلم (920)، وابن ماجة (1454). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (6/ 255)، وانظر: الترغيب والترهيب (3/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1465)، وقال في الضعيفة (3177): منكر.

(الدخان) جاء في رواية حذيفة (¬1) أنه يمكث أربعين يومًا يعم الأرض كلها يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن كهيئة الركام وهو وإن عد أولاً هنا فهو متأخر فإنه بعد خروج الدابة كما في الأحاديث. وفي حديث علي - رضي الله عنه -: "يأتي من السماء قبل يوم القيامة دخان يدخل في أسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد منهم كرأس الجبل ويعتري المؤمن كهيئة الزكام ويكون الأرض كتنور أوقد فيه ليس فيه خصاص". وروي عنه - صلى الله عليه وسلم -: "أنه يملأ ما بين المشرق والمغرب يكون الكافر كالسكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره" (¬2) وفي حديث ابن مسعود: "قد مضى الدخان في أوائل النبوة وأنه كان الرجل يرى ما بين السماء والأرض الدخان، وقد يحدث الرجل الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان" وهو المراد بقوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مبينٍ} [الدخان: 10]. (والدجال) في القاموس (¬3): إنه من دجل البعير طلاه بالقطران أَو عم جسمه بالهناء، فسمي الدجال بذلك؛ لأنه يعم الأرض، أو من دجل: كذب وأحرق وجامع وقطع نواحي الأرض سيرًا أو من دجل تدجيلاً غطاه وطلى بالذهب لتمويهه بالباطل، وذكر غير هذه الوجوه في اشتقاقه (¬4) وهو المسيح لأنه يمسح الأرض وقد تواترت بخروجه الأحاديث والتحذير من فتنته ووصفه كل نبي لقومه ووصفه - صلى الله عليه وسلم - بوصف لم يصفه به أحد بمثله كما في حديث فاطمة بنت قيس وفيه: "أيها الناس فأثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه نبي قبلي إنه سيقول: أنا نبي ولا نبي بعدي ¬

_ (¬1) قال صاحب عون المعبود (11/ 291): حديث حذيفة بن أسيد وإسناده صحيح ورجاله رجال الصحيحين. (¬2) انظر: الكشاف (1/ 1181). (¬3) القاموس (3/ 374). (¬4) وُضع في الحاشية عنوان: مطلب الدجال.

فيقول أنا ربكم ولا ترون ربكم حتى تموتوا وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأنه مكتوب بين عينيه "كافر" يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب هذا" (¬1)، هذا وأفتى الحافظ السخاوي وغيره بأنه يخرج من قبل المشرق جزمًا وقال الدميري: في الديباجة والحافظ ابن حجر في الفتح وفي رواية: "أنه من خراسان وفي أخرى أنه من أصفهان يمكث في الأرض أربعين يومًا يوم منها كسنة ويوم كشهرين ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر الأيام كأيامكم ويطوف الأرض كلها خلا مكة والمدينة" وفي حديث الحاكم والبيهقي (¬2): "أنه أول الآيات". (والدابة) هي المذكورة في الآية: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيهمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ} [النمل: 82] ثبتت صفتها في حديث فاطمة أيضًا وفيه: في كلام تميم: "فدخلنا الجزيرة فإذا بدابة أهلب كثير الشعر ما تدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر قلنا: ما أنت؟ قال: أنا الجساسة ... الحديث. وفي كتب التفسير أنها تخرج من أجياد وأن عيسى- عليه السلام - بينما هو يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض من تحتهم وتحرك القناديل وينشق الصفا مما يلي المسعى فتخرج الدابة من الصفا ومعها عصى موسى وخاتم سليمان فتضرب المؤمن في مسجده أو بين عينيه بعصى موسى فينكت نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة في وجهه حتى يضئ لها وجهه فيضئ وجهه فيترك وجهه كأنه كوكب دري قد كتب بين عينيه مؤمن وينكت الكافر بالخاتم في إبطه فتشوه تلك النكتة حتى يسود لها وجهه ويكتب بين عينيه كافر، وروي فتجلو وجه المؤمن بالعصى وتحطم وجه الكافر بالخاتم ثم تقول لهم يا فلان أنت من أهل الجنة ويا فلان أنت من أهل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4077)، وانظر فتح الباري (13/ 100) وضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه (884). (¬2) انظر فتح الباري (3/ 100).

النار وروي أنها تخرج ثلاث خرجات. (وطلوع الشمس من مغربها) وقد ثبت حديث أبي ذر عند الشيخين قال: دخلت المسجد حين غابت الشمس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أبا ذر أتدري أين تذهب هذه؟ ". قلت: الله ورسوله أعلم قال: "إنها تذهب حتى تستأذن ربها في السجود فيؤذن لها وكأنها وقد قيل لها اطلعي من حيث جئت فتطلع من مغربها ... " (¬1) الحديث، وبها فسر بعض الآيات في الآية، وأنها أول الآيات. واختلف هل يستمر طلوعها من المغرب أو تطلع منه يومًا واحداً ثم تطلع بعده من المشرق ثم يقال لقد طلعت الشمس من المغرب. إن قلت: سيأتي إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها وتقدم أن أولها خروج الدجال. قلت: طلوع الشمس أول الآيات العظام السماوية المؤذنة بتزلزل العالم العلوي وخرابه، وهو أمر خارق للعادات المألوفة، وخروج الدجال أول الآيات الأرضية المؤذنة بتغيير أحوال العالم، ثم بعده خروج الدابة، وقد قررنا في "إيقاظ الفكرة" أن طلوع الشمس أولها حقيقة وبحثنا هنالك وهذا التلفيق بين الأخبار أقرب. (وثلاثة خسوف) تقدم تفسير الخسف. (خسف بالمشرق) قال ابن الجوزي: هو ما وقع بعراق العجم وأقره عليه جماعة كالسخاوي وغيره. (وخسف بالمغرب) قال ابن الجوزي: أيضًا إنه الذي وقع بقرب الأندلس من بلاد تستر ونحوها. (وخسف بجزيرة العرب) في القاموس (¬2) جزيرة العرب ما أحاط به بحر الهند وبحر الشام ثم دجلة والفرات، أو ما بين عدن أبين إلى أطراف الشام طولاً، ومن جدة إلى ريف العراق عرضًا، وقد فسر خسف جزيرة العرب بإخراج اليهود منها أي من أي بقعة بمكة والمدينة، أو بأنه الخسف ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4802)، ومسلم (159). (¬2) انظر القاموس (1/ 387).

الذي يقع يبتدأ من المدينة، ولعل هذه الخسوف الثلاثة لم تقع إلى الآن والله أعلم. (نزول عيسى) أي من السماء الثالثة، كما تقدم أنه فيها وثبت في حديث فاطمة بنت قيس أنه ينزل والمسلمون محصورون ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح وأنه بينما هو قد تقدم يصلي بأصحابه الصبح إذ نزل عليهم عيسى بن مريم فرجع ذلك الإِمام يمشي القهقري ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده فوق كتفيه ثم يقول تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف، قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون الباب ووراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف مجلى وساج، فإذا نظر الدجال إلى عيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربًا فيقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقني فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود، فلا يبق شيء مما خلق الله يتوقى به يهودي إلا أنطق ذلك الشيء لا شجر ولا حجر ولا حائط ولا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال يا عبد الله المسلم: هذا يهودي تعال فاقتله الحديث". (وفتح يأجوج ومأجوج) فتح السد الذي ردمه ذو القرنين وهما قبيلتان من جنس الناس يقال الناس عشرة أجزاء: تسعة منهم يأجوج ومأجوج وقد ثبت في حديث النواس أنه بعد أن يقتل عيسى - عليه السلام - الدجال عند باب لد يوحي الله تعالى إلى عيسى أني قد أخرجت عباداً لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء، ثم يسيرون حتى يأتون إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس فيقولون لقد قتلنا من في الأرض كلهم فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دمًا ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم أحب من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله وأصحابه إلى الله فيرسل الله عليهم النغف في أفاقهم فيصبحون فرسى كموت

نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى - عليه السلام - وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا قد ملأه زهمهم، فيرغب نبي الله عيسى إلى الله، فيرسل الله طيرًا كأعناق البخت فتحملهم وتطرحهم حيث شاء الله, ثم يرسل الله مطرًا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل وجه الأرض حتى يتركها كالزلفة" (¬1) الحديث. (ونار تخرج من قعر عدن) هو عدانين جزيرة من اليمن. (تسوق الناس إلى المحشر) موضع حشر العباد، وهو بيت المقدس كما في الأحاديث. (تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا) وهذه هي آخر الآيات. واعلم أن مفهوم العدد في قوله عشر غير مراد إلا أن يراد الآيات العظام، وإلا فقد ثبت في الأحاديث عدة آيات وأشراط الساعة، منها أنها لا تقوم الساعة إلا عند تقارب الزمان فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كالضرمة بالنار ومنها أنها لا تقوم حتى ينحسر الفرات على جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل تسعة أعشارهم، ومنها أنها لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ومنها أنها لا تقوم الساعة حتى يكثر المال، ويعرض الرجل صدقته فلا تقبل، ومنها أنها لا تقوم حتى تضطرب آليات نساء دوس حول ذي الخلصة، ومنها أنها لا تقوم حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه، ومنها أنها لا تقوم حتى تأخذ الأمة أخذ القرون التي قبلها ويعملون عملهم وغير ذلك كما أفروت له جوامع. (حم م 4) (¬2) عن حذيفة بن أسيد) بفتح الهمزة هو أبو سريحة بمهملتين مفتوح الأول صحابي من أصحاب الشجرة مات سنة 42. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2937)، وأبو داود (4321)، ورواه الترمذي (2240)، وابن ماجه (4076)، وأحمد (4/ 118 - 182)، وانظر: فتح الباري (6/ 610). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 6، 7)، ومسلم (2901)، وأبو داود (4311)، والترمذي (2183)، والنسائي في السنن الكبرى (11482)، وابن ماجة (4055).

2001 - "إن السحور بركةٌ أعطاكموها الله، فلا تدعوها". (حم ن) عن رجل (صح). (إن السحور) تقدم ضبطه عن القاموس، وأنه كصبور ما يتسحر به قبيل الصبح، وتقدم فيه الكلام، وفي النهاية (¬1) قيل: الصواب بالضم؛ لأنه بالفتح الطعام والبركة والأجر والثواب في الفعل لا في الطعام. (بركةٌ أعطاكموها الله فلا تدعوها) فيه الحث على السحور وقد ورد "ولو بجرعة من ماء" (¬2). (حم ن) (¬3) عن رجل) رمز المصنف لصحته. 2002 - "إن السعادةَ كلُّ السعادة طول العمر في طاعة الله". (خط) عن المطلب عن أبيه. (إن السعادة كل السعادة) تقدم الكلام على هذا التركيب قريبًا نقلاً عن الرضي. (طول العمر في طاعة الله) فيها ينال أحسن نعيم الأبد، ويؤخذ منه أن الشقاوة كل الشقاوة طول العمر في معصية الله. (خط) (¬4) عن المطلب عن أبيه) الظاهر أنه المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة المطلبي روى عن أبيه وعنه ابن إسحاق وثقه ابن حبان (¬5). 2003 - "إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن ولمن ابتليَ فصبر". (د) عن المقدام (صح). ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 216). (¬2) أخرجه أبو يعلى (3340)، وابن حبان (3476)، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1071): حسنٌ صحيحٌ. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 370)، والنسائي (4/ 145)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1636). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 16)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1466)، والضعيفة (3008). (¬5) قال عنه الحافظ في التقريب (6711)، مقبول من السادسة.

(إن السعيد لمن تجنب الفتن) جنبه الله الوقوع فيها بسيفه أو لسانه. (ولمن ابتلي) بأي بلية. (فصبر) السعادة له من حيث صبره على البلية. (د) (¬1) عن المقداد) رمز المصنف لصحته. 2004 - "إن السقطَ ليراغم ربه إذا دخل أبواه النار، فيقال: أيها السقط المراغم ربه أدخل أبويك الجنة فيجرهما بسرره حتى يدخلهما الجنة". (هـ) عن علي. (إن السقط) تقدم عن القاموس (¬2) أنه مثلث الفاء: الولد لغير تمام. (ليراغم وبه) بالراء والغين المعجمة في النهاية (¬3) يغاضبه. (إذا دخل أبواه النار) وهما من أهل الإيمان. (فيقال أيها السقط المراغم ربه) المغاضب له. (أدخل أبويك الجنة) بشفاعته. (فيجرهما بسرره) بزنة كتف وهو ما تقطعه القابلة من سرة المولود كما في القاموس (¬4)، وفيه إنها تقبل شفاعة الطفل لأبويه بعد أن يكمل عقله ويعرفها ويخاصم عنهما مخاصمة الغاضب، فأحاديث "إنه من مات له ثلاثة من الولد أو اثنان لا تمسه النار" (¬5) محمولة على شفاعة الولد لأبيه، أو على أنه يتفضل الله عليه بالغفران لما ناله من نصبه على الولد، ويحتمل أنه أريد بإدخالهما النار هنا الأمر به قبل الوقوع فيه فيصدق أنهما لم تمسهما النار. (هـ) (¬6) عن علي) سكت عليه المصنف وإسناده فيه ضعف. 2005 - "إن السلام اسم من أسماء الله تعالى، وضع في الأرض، فأفشوا السلام بينكم". (خد) عن أنس. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4263)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1637)، والصحيحة (975). (¬2) انظر القاموس (3/ 364). (¬3) النهاية (3/ 587). (¬4) القاموس (ص: 518). (¬5) أخرجه البخاري تعليقا باب ما قيل في أولاد المسلمين (90). (¬6) أخرجه ابن ماجة (1608)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1467).

(إن السلام اسم من أسماء الله) أي من صفاته العلية وقد ثبت ذلك في القرآن قال المفسرون: وصف تعالى به مبالغة في كونه تعالى سليمًا من النقائص وفي إعطائه السلامة، وفي النهاية (¬1) معناه سلامته مما يلحق الخلق من العيب والفناء والسلام في الأصل السلامة. (وضع في الأرض) وضعه الله فيها بتعليمكم إياه. (فأفشوا) أشيعوا. (السلام بينكم) وتقدم الكلام في إفشاء السلام ومعناه: الله قائم وشاهد عليكم، ولكونه من أسماء الله تعالى تيمم - صلى الله عليه وسلم - من الجدار لرده على من سلم عليه، وقال: "كرهت أن أذكر الله على غير طهارة" (¬2). (خد) (¬3) عن أنس) بإسناد حسن. 2006 - "إن السماوات السبع، والأرضين السبع، والجبال لتلعن الشيخ الزاني، وإن فروج الزناة ليؤذي أهل النار نتن ريحها". البزار عن بريدة. (إن السماوات السبع) أنفسها أو هي ومن فيها وكذلك يفسر قوله: (والأرضين السبع والجبال) خصصها مع دخولها في مسمى الأرض لعظمتها وعظمة خلقتها أو لأنه خلقها متأخرة عن الأرض فخصها ذكرًا كما خصها خلقًا وخبر إن قوله. (لتلعن) هو لعن على الحقيقة كما قدمناه ولا وجه للتأويل. (الشيخ) هو من استبانت فيه السن أو من خمسين أو إحدى وخمسين إلى آخر عمره أو إلى الثمانين كما في القاموس (¬4). (الزاني) صفة للشيخ وخصه لأن الشاب أعذر منه قليلاً لأن الشباب شعبة من الجنون. (وإن فروج الزناة لتؤذي أهل النار) وفاعل تؤذي. (نتن) جيفة (ريحها) عام للزناة من مشايخ وشباب ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 123). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 545)، والطبراني في المعجم الكبير (20/ 329) رقم (781). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1039)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1639). (¬4) انظر القاموس (1/ 263).

إناث وذكران، والشيخة الزانية كالشيخ في الحكم والعلة واحدة. (البزار (¬1) عن بريدة)، سكت عليه المصنف، وضعفه المنذري. 2007 - "إن السيد لا يكون بخيلاً" (حط) في كتاب البخلاء عن أنس. (إن السيد لا يكون بخيلاً) تقدم الكلام على السيادة والبخل، وسبب الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - سأل قومًا عن سيدهم فقالوا: فلان، على بخل فيه، أو على أنا نبخله، فقاله وهو إخبار أن السيادة لا يجامعها البخل وهو رد لقولهم أنه سيدهم. (خط) (¬2) في كتاب البخلاء عن أنس) بإسناد ضعيف. 2008 - "إن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب". ابن سعد عن علي. (إن الشاهد) أي الحاضر في الأمر. (يرى) من الرأي لا من الرؤية وإلا كان كالسماء فوقناً. (ما لا يرى الغائب) أي من الأمر والحديث قاله - صلى الله عليه وسلم -، لعلي - رضي الله عنه - وقد بعثه في بعض مهماته فقال علي رضي الله عنه: أكون كالسكة المحماة فيما تبعثني فيه أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقاله - صلى الله عليه وسلم - وفيه دليل على جواز الاجتهاد في حياته - صلى الله عليه وسلم -، وهذا الكلام من الأمثال النبوية ونظمه من قال: يرى الشاهد الحاضر المطمئن ... من الأمر ما لا يرى الغائب (ابن سعد (¬3) عن علي) أخرجه في الطبقات. 2009 - "إن الشمس والقمر ثوران عقيران في النار" الطيالسي (ع) عن أنس. (إن الشمس والقمر ثوران) بالمثلثة تثنية ثور الحيوان المعروف، وصحف من ضبطهما بالنون. (عقيران) فعيل بمعنى مفعول والعقر حز قوائم الفرس ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3212)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 190)، والمجمع (6/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1469)، والضعيفة (3011). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 201)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1470). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 215)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1641)، والصحيحة (1904).

والإبل. (في النار) والمراد أنهما يمثلان لعبدتهما بذلك ويدخلان النار ويتبعهما عبدتهما كما قال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98] وإلا فنفس النيران لا يعذبان وإنما يمثل لكل أمة ما عبدت ثم تلقى هي ومعبودها في النار. (الطيالسي ع) (¬1) عن أنس) بن مالك. 2010 - "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم". (خ ن) عن أبي بكرة (ق ن هـ) عن أبي مسعود (ق ن) عن ابن عمر (ق) عن المغيرة (صح). (إن الشمس والقمر لا ينكسفان) الكسوف: التغير إلى السواد ومنه كسف وجهه أي تغير، والخسوف النقصان، وفي النهاية (¬2): الكثير في اللغة -وهو الاختيار عند الفراء - أن يكون الكسوف للشمس والخسوف للقمر انتهى. فعليه هو هنا تغليب لصفة الشمس لشرفها. (لموت أحد) لأجل موته وعظم موقعه في العالم العلوي. (ولا لحياته) لأجل ولادته أو إماتته من ألم وإنما خص الموت؛ لأن سبب الحديث أنها كسفت الشمس يوم موت إبراهيم ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال الناس: كسفت الشمس لموت ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرد ذلك عليهم، وذكر الحياة استطرادًا عند ذكر ضدها لنكتة ذكرناها في حواشي فتح الباري. ثم ذكر القمر استطرادًا وإلا فإن السبب إنما هو كسوف الشمس. (ولكنهما آيتان) أي كسوف كل واحد آية إذ الكلام فيه. (من آيات الله) من علامات قدرته وبطشه. (يخوف بهما) بكسوفهما. (عباده) بتغييرهما وهما خلقان نيران ولا تكليف عليهما بل هما مسخران بقدرته لإضاءة العالم فتغييرهما بمحو نورهما ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2103)، وأبو يعلى (4116)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1643). (¬2) النهاية (4/ 314).

تخويف للعباد من أن ينزل بهم من عقوبته وغضبه ما يمحو به أحوالهم ولأنهما خلقا سراجين للعالم ونورين لنفعهم فإذا محق نورهما فهو للغضب على من خلقا لنفعه كما يفيده قوله. (فإذا رأيتم ذلك فصلوا) صلاة الكسوف التي شرعت لكم. (وادعوا) تضرعوا إلى الله. (حتى يكشف ما بكم) ما نزل بكم. (ق ن) عن أبي بكرة (ق ن هـ) عن أبي مسعود) البدوي (ق ن) عن ابن عمر (ق) (¬1) عن المغيرة). 2011 - "إن الشمس والقمر إذا رأى أحدهما من عظمة الله تعالى شيئًا حاد عن مجراه فانكسف". ابن النجار عن. (إن الشمس والقمر إذا رأى أحدهما من عظمة الله تعالى شيئًا حاد) بالحاء المهملة والدال المهملة: أي مال. (عن مجراه فانكسف) وهذا هو السبب في كسوفها فإن صح الحديث بطل ما يزعمه أهل علم الفلك من أن ذلك في القمر بحيلولة الأرض بينها وبين الشمس وهو شيء أخذوه عن الفلاسفة، وزعم الغزالي في كتابه الذي سماه "تهافت الفلاسفة" (¬2) أن لهم على ذلك براهين هندسية حسابية لا تبقى معها ريبة لمن يطلع عليها ويحقق أدلتها قالوا: وأما كسوف الشمس فمعناه وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس وذلك عند اجتماعهما في أحد العقدتين على حقيقة واحدة كذا قاله، وقالوا: أن معنى هذا الحديث -إن صح- وجب تأويله وجعلوا من أدلة ذلك إخبار المنجم عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (976)، ومسلم (904)، والنسائي (2/ 152) عن أبي بكرة، والبخاري (1057)، ومسلم (911)، والنسائي (3/ 126)، وابن ماجة (1261) عن أبي مسعود، والبخاري (1042)، ومسلم (914)، والنسائي (3/ 125) عن ابن عمر، والبخاري (1043)، ومسلم (915) عن المغيرة بن شعبة. (¬2) انظر: (ص: 80 - 81) ط. السادسة من دار المعارف، مصر.

وقوع الكسوف وزمانه وكميته وكيفيته، وأقول: لا مانع أنه تعالى يرى النير من آياته في ذلك الوقت عند مقارنة ذلك النجم الذي يخبر المنجم أنه يكون عنده الانكساف ما يكون سببًا لكسوفهما ويطرد ذلك كما يقع إنزال الغيث في أوقات من السنة معروفة ونزول الثلج ونحوهما مما يتأهب الناس له قبل هجومه وتارة يتخلف كما يتخلف الكسوف عن أخبار المنجمين. (ابن النجار (¬1) عن أنس). 2012 - "إن الشهر يكون تسعة وعشرون يومًا". (خ ت) عن أنس (ق) عن أم سلمة (م) عن جابر وعائشة (صح). (إن الشهر يكون تسعة وعشرون يومًا) أي كما يكون ثلاثين وكل من العددين أصل وهذا الحديث جزء من حديث الإيلاء. (خ ت) عن أنس (ق) عن أم سلمة (م) (¬2) عن جابر وعائشة) ولكن بلفظ "إن الشهر ... ". 2013 - "إن الشياطين تغدوا برياتها إلى الأسواق فيدخلون مع أول داخل ويخرجون مع آخر خارج" (طب) عن أبي أمامة (صح). (إن الشياطين تغدوا) من الغداة (براياتها إلى الأسواق) جمع راية وهي العلم وذلك لأن الأسواق محل الأيمان الفاجرة والكذب والرياء والخداع وكل قبيح فغدت إليه الشياطين بالأعلام التي لا تكون إلا مع الجيش الكبير لطلب الأمر الخطير. (فيدخلون مع أول داخل ويخرجون مع آخر خارج) فلا ينبغي لأحد أن يكون أول داخل؛ لأنه يصحب الشياطين ولا يكون آخر خارج لذلك وفيه تحذير عن استيطان الأسواق. (طب) (¬3) عن أبي أمامة)، رمز المصنف لصحته، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (21561)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1473): موضوع. (¬2) أخرجه البخاري (1911)، والترمذي (690) عن أنس، والبخاري (1910)، ومسلم (1085) عن أم سلمة، ومسلم (1084) عن جابر وبرقم (1083) عن عائشة. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 136) رقم (7618)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1475):=

وفيه عبد الوهاب بن الضحاك (¬1) ضعيف. 2014 - "إن الشيخ يملك نفسه". (حم طب) عن ابن عمرو. (إن الشيخ) تقدم بيانه قريبًا. (يملك نفسه) أي من التعدي إلى ما حرمه الله، والحديث في قبلة الصائم وأنه يباح للشيخ دون الشاب سدًا للذريعة إلى ما لا يحل، وفي حديث أبي هريرة أن رجلاً سأله - صلى الله عليه وسلم - عن المباشرة للصائم فرخص له فأتاه آخر فنهاه عنها فإذا الذي رخص له شيخ والذي نهاه شاب. (حم طب) (¬2) عن ابن عمرو). 2015 - "إن الشيطان يحب الحمرة، فإياكم والحمرة، وكل ثوب ذي شهرة". الحاكم في الكنى وابن قانع (عد هب) عن رافع بن يزيد. (إن الشيطان يحب الحمرة) من الألوان كأنها والله أعلم لأنه خلق من النار التي الحمرة لونها ومآله إليها. (فإياكم والحمرة) اجتنبوها في جميع ملابساتكم بعدًا عما يحبه عدوكم (وكل) بالنصب عطف على المحذر منه وهي الحمرة. (ثوب ذي شهرة) بحسن أو قبح بل خيار الأمور أوساطها هذا، وأما حديث: أنه - صلى الله عليه وسلم - لبس حلة حمراء، فقال ابن القيم (¬3): إنه غلط من ظن أنها كانت حمراء بحتًا لا يخالطها غيرها، قال: وإنما الحلة الحمراء بردان يمانيان منسوجان بخيوط حمر مع الأسود كسائر البرود اليمانية وهي معروفة بهذا الاسم باعتبار ما فيها من الخطوط الحمر انتهى. وقد اعتاد أهل الحرمين لبس ثياب الحمرة سيما ¬

_ = ضعيف جدًا. (¬1) انظر المغني (2/ 412). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 185، 220)، وقال الهيثمي في المجمع (3/ 388): رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1646)، وصححه في الصحيحة (1606). (¬3) انظر: زاد المعاد (1/ 130).

علمائهم. (الحاكم في الكنى, وابن قانع (عد هب) (¬1) عن رافع بن يزيد)، قال الحافظ ابن حجر: متنه ضعيف. 2016 - "إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد". (حم) عن معاذ. (إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم) وبين وجه الشبه قوله: (يأخذ الشاة القاصية) البعيدة عن أخواتها. (والناجية) إن كان بالحاء المهملة فهو اسم للجانب والجهة أطلق على ما ينفرد من الغنم كأنه ناحية منفصلة من النواحي، أو أطلق اسم المحل على الحال أو بالجيم كما هو المضبوطة على خط المصنف فالمراد التي تظن نجاتها لبعدها. (فإياكم والشعاب) جمع شعب بكسر المعجمة وسكون المهملة، وهي الطريق في الجبل ومسيل الماء وبطن الأرض أو ما انفرج بين الجبلين، قاله في القاموس (¬2) وهو نهي عن الانفراد عن الناس. (وعليكم بالجماعة والعامة) الأكثرين. (والمسجد) فيه إشارة إلى أن الإغراء الذي أفاده وعليكم إنما بالاختلاط بهم في مواقف الطاعات وأنها التي يؤمر فيها بعدم الانفراد ويخاف معها اختطاف الشياطين فلا ينافي أحاديث العزلة. (حم) (¬3) عن معاذ) سكت عليه المصنف ورجاله ثقات لكن فيه انقطاع. 2017 - "إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه, فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7708)، والبيهقي في الشعب (6327)، وابن عدي في الكامل (3/ 325)، وانظر الإصابة (2/ 446)، وفتح الباري (10/ 306)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1481)، والضعيفة (1718): ضعيف جداً. (¬2) القاموس المحيط (ص: 130). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 232، 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1477)، والضعيفة (3016).

ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في طعامه تكون البركة". (م) عن جابر (صح). (إن الشيطان يحضر أحدكم) يحتمل أنه شيطان كل إنسان أو أنه الشيطان الأعظم (عند كل شيء من شأنه حتى يحضر عند طعامه) تقدم معناه في: (إذا). (فإن سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى) ولو نجاسة. (ثم ليأكلها) والأمر للوجوب. (ولا يدعها للشيطان) والنهي للتحريم. (وإذا فرغ) من أكل طعامه. (فليلعق أصابعه) كما سلف. (فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة) فربما كانت فيما سقط أو فيما بقي في أصابعه أو فيما أكل والمحافظة على البركة مراده تعالى كما أن عدم إطعام الشيطان مراد له تعالى. (م) (¬1) عن جابر). 2018 - "إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيلبس عليه حتى لا يدري كم صلى، فإذا وجد ذلك أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم ثم يسلم ". (ت هـ) عن أبي هريرة. (إن الشيطان يأتي أحدكم) عام لكل أحد لعموم اسم الجنس المضاف. (في صلاته) عام لكل صلاة لذلك ويحتمل أن الإضافة عهدية لأنه أصلها فتنصرف إلى الفريضة. (فيلبّس) بتشديد الموحدة. (عليه) عدد ركعاته كما دل له. (حتى لا يدري كم صلى) وهذا مجمل بينه حديث عبد الرحمن بن عوف "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر أواحدة صلى أم اثنتين فليجعلها واحدة، وإذا لم يدر ثنتين صلى أم ثلاثة فليجعلها اثنتين، وإذا لم يدر ثلاثًا صلى أم أربعًا فليجعلها ثلاثًا ... " (¬2) الحديث، ومثله عن أبي سعيد. (فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين) هما سجدتا السهو والمراد بعد أن يفعل ما تضمنه حديث عبد ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2033). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1209).

الرحمن. (وهو جالس) بعد تشهده كما دل له فعله - صلى الله عليه وسلم - ولقوله: (قبل أن يسلم) وإلا لقال قبل أن يتشهد وهذا أيضًا إذا سجد قبل السلام في هذه الصورة. وقد اختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال يسجد قبل السلام مطلقًا، ومنهم من قال بعده مطلقًا ومنهم من فصل فقال: إن كان للنقصان فقبله وإن كان للزيادة فبعده وإن اجتمعا فقبله والحق هنا العمل بهذا الحديث؛ لأن القول مقدم على الفعل وسبب الاختلاف أحاديث ثابتة أنه - صلى الله عليه وسلم - سجد تارة قبل السلام وتارة بعده وقد بسط في غير هذا المحل. واعلم أنه قد عارض حديث عبد الرحمن حديث ابن مسعود: "إذا شك أحدكم فليتحرى الصواب ثم يسجد سجدتين" (¬1) أيضًا عليه، فأمر فيه بالتحري لا بالبناء على الأقل واختلف في الجمع بينهما فقيل: التحري للإمام والبناء على الأقل للمأموم، وقيل: يبني على اليقين مطلقًا، ويحتمل أن يراد أنه يتحرى فإن لم يحصل له بالتحري يقين بني على اليقين (ثم يسلم) تسليمًا واحداً يخرج به عن الصلاة وعن السجدتين. (ت هـ) (¬2) عن أبي هريرة) وإسناده جيد. 2019 - "إن الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني" (حم ع ك) عن أبي سعيد (صح). (إن الشيطان قال وعزتك يا رب لا أبرح) أزال. (أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم) هو في القرآن إلا أنه استثنى هناك عباده المخلصين حيث قال: {فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص: 82، 83]. (فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم) ما ارتكبوه بإغوائك. (ما ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (401)، ومسلم (572). (¬2) أخرجه الترمذي (397)، وابن ماجة (1216)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1655).

استغفروني) قابل تعالى إضلال إبليس لعباده بفضله بالمغفرة لهم وفيه حث على الاستغفار. (حم ع ك) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 2020 - "إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه". (طب) عن سديسة. (إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه) لشدة عمر وخوفه منه وقد ثبت ذلك في عدة أحاديث وهي فضيلة لعمر. (طب) (¬2) عن سديسة) بفتح السين المهملة بعدها دال مهملة مكسورة، بعدها مثناة تحتية ثم مهملة، وهي مولاة لحفصة، وإسناده حسن. 2021 - "إن الشيطان ليأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى أنه أحدث، فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً". (حم ع) عن أبي سعيد. (إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى) المصلي يظن. (أنه قد أحدث، فلا ينصرف) عملاً بظنه بل يبقى في صلاته. (حتى يسمع صوتًا) من دبره. (أو يجد ريحًا) وهذا أصل في البناء على الأصل حتى يحصل يقين خلافه، ومن ألطاف الله أنه لم يمكن الشيطان من التصويت بمثل صوت الخارج من الإنسان أو يحدث من فيه مثلاً مثل ريح الخارج؛ لأنه تعالى جعل الحواس تدرك التكليف فلو مكنه من ذلك لنافى الحكمة. (حم ع) (¬3) عن أبي سعيد) وإسناده حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 29، 41)، وأبو يعلى (1399)، والحاكم (4/ 261)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1650)، وصححه في الصحيحة (104). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 305) رقم (774)، وانظر المجمع (9/ 70)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1478). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 96)، وابن ماجة (514)، وأبو يعلى (1249)، وضعفه الألباني في ضعيف=

2022 - "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة أحال له ضراط حتى لا يسمع صوتا فإذا سكت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوت، فإذا سكت رجع فوسوس". (م) عن أبي هريرة (صح). (إن الشيطان إذا سمع النداء) الأذان كما في رواية (بالصلاة أحال) بالحاء المهملة في النهاية (¬1): أي يحول من موضعه، وقيل: هو بمعنى طفق وأخذ وتهيأ لفعله. (له ضراط حتى لا يسمع صوته) الضمير للمنادى الدال عليه النداء، وتقدم بلفظ: "له حُصَاص" (¬2) وفسر بما هنا ويحتمل أنه ضراط حقيقة، وأنه تعالى جعل ذلك واقفًا على اختياره متى شاء ويحتمل أنه يفعل بفيه فعل من يفعل ذلك كراهة منه أن يسمع ذكر الله، فإن قيل فهلا اكتفى بسد سمعه قيل مراده ليس عدم سماعه فقط بل والتلبيس على غيره من مخلوقات الله أن لا يسمع ذكر الله. (فإذا سكت رجع فوسوس، فإذا سمع الإقامة ذهب حتى لا يسمع صوت، فإذا سكت رجع فوسوس) في حال الصلاة وبهذا ورد سؤال أنه: كيف لم يذهب من سماع قراءة المصلي كما ذهب عند سماع الأذان؟ فقيل: لأنه أيس من الوسوسة للمنادي بخلاف المصلي وفيه أجوبة أخر، وفيه عظمة شأن الآذان والإقامة (م) (¬3) عن أبي هريرة). 2023 - "إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السماء؟، فيقول: الله، فيقول من خلق الأرض؟ فيقول: الله، فيقول من خلق الله؟ فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل آمنت بالله ورسوله". (طب) عن ابن عمرو. ¬

_ = الجامع (1479). (¬1) النهاية (1/ 1088). (¬2) قال في النهاية (1/ 980): الحُصاص: شدة العَدْو وحِدَّته وقيل: هو الفُراط. (¬3) أخرجه البخاري (1222)، ومسلم (389).

(إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السماء) يوسوس له بذلك فهو قوله نفسي أو أنه لفظي يلقيه الشيطان على لسان بعض المجادلين بالباطل. (فيقول: الله) جوابًا على الفطرة. (فيقول من خلق الأرض؟ فيقول: الله) كذلك كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25] أجابوا بالفطرة السليمة. (فيقول من خلق الله؟) تدرج من الحق إلى الباطل، وفيه دليل أن من شأن المبطل أن يلبس الحق بالباطل وأنه يستدرج العبد فيأتيه بما يعرفه ثم يأتيه بما لا يعرفه، ليوقعه في المحارة. (فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله) أي صدقت بأن الله ليس بمخلوق ولا يتصف بصفات المخلوفين، وأنه كما وصف به نفسه. (ورسوله) آمنت بما جاء به عن الله وفيه دليل أنه يكفي العبد الإيمان الجملي وأنه يكفيه في رد التشكيك الإقرار بالإيمان بالله، وأنه لم يجوز الدليل على رد ما يقدح في نفسه، وقد رد على المتكلمين القائلين بأنه: لا يتم إيمان العبد حتى يحوز على الأدلة الكلامية ويقررها. (طب) (¬1) عن ابن عمرو) بإسناد جيد. 2024 - "إن الشيطان يأتي أحدكم، فيقول من خلقك؟، فيقول الله، فيقول من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه". ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان عن عائشة. (إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلقك؟ فيقول الله، فيقول من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل أمنت بالله ورسله) هو كما سلف إلا أنه أتى هنا بالجمع في الرسل وكأنه مخير بين اللفظين والجمع بينهما، (فإن ذلك يذهب عنه) ما يلقيه الشيطان من الوسوسة ببركات إيمانه. (ابن أبي الدنيا (¬2)) في كتابه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 85) رقم (3719)، وفي الأوسط (1896)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1656). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (125)، وأحمد (6/ 257)، وانظر المجمع (1/ 33)، =

(مكائد الشيطان عن عائشة) ورواه أحمد وغيره ورجاله ثقات. 2025 - "إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم فإن ذكر الله تعالى خنس، وإن نسى الله التقم قلبه". ابن أبي الدنيا (ع هب) عن أنس - رضي الله عنه - (ض). (إن الشيطان واضع خطمه) ينبغي قرأة اسم الفاعل منونًا لأنّه للحال أو الاستقبال ويجوز إضافته وهي لفظية، وخطمه بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء هو منقار الطائر، ومن الدابة مقدم أنفها وفمها استعير لفم الشيطان، ويدل له ذكر الالتقام. (على قلب ابن آدم) فيه أنه يلج باطن الإنسان. (فإن ذكر الله خنس) ولذا سمي الخناس بصيغة المبالغة. (وإن نسي الله التقم قلبه) فوسوس له وألهاه عن ذكر الله، وفيه حث على ذكر الله وأن العدو في الثغر فإن غفل عن حفظه ملكه. (ابن أبي الدنيا (ع هب) (¬1) عن أنس) وهو ضعيف لضعف عدي بن عمارة وغيره. 2026 - "إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني الله تعالى منه، فَذَعَتُّهُ ولقد هممت أن أوثقه على سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فتذكرت قول سليمان: (ربِّ هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) فرده الله خاسئًا". (خ) عن أبي هريرة (صح). (إن الشيطان) يحتمل أنه إبليس ويحتمل أنه القرين ويحتمل أنه من جنس الشياطين غير معين. (عرض لي) بدا لي وظهر. (فشد علي) بالشين المعجمة والدال مهملة أي حمل. (ليقطع الصلاة) ليبطلها (علي فأمكنني الله منه) والظاهر أنهما صلاة الليل. (فَذَعَتُّهُ) بالذال المعجمة فعين مهملة، في النهاية هو الدفع ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (1657)، وحسنه في الصحيحة (116). (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التوبة رقم (92)، وأبو يعلى (4301)، والبيهقي في الشعب (540)، وابن عدي في الكامل (3/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1480)، والضعيفة (1367).

العنيف، وفي القاموس (¬1): وذعه كمنعه خنقه حتى قتله والمراد هنا ما في النهاية بدليل قوله: (فرده الله خاسئًا ولقد هممت أن أوثقه) أشده بالوثاق وهو في الأصل حبل أو قيد يشد به الأسير أو الدابة. (إلى سارية) هي الاسطوانة. (حتى تصبحوا فتنظروا إليه) الفاء سببية لأن النظر إليه عند الإصباح سبب عن الإيثاق إلا أنه لم يشد بها أحد الأشياء الخمسة فالنصب بها هنا للفعل على لغة قليلة من باب: "والحق بالحجاز فاستريحا". (فذكرت قول سليمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35] أي وإجابة الله له وطواه للعلم به إذاء المانع له هو إجابة الله الدعوة لا مجرد الدعوة. فإن قلت: هذا الخلق الذي وقع منه - صلى الله عليه وسلم - تعذيب للشيطان وتصرف في إهانته فلم لم تمنعه دعوة سليمان عنه فإنه اختص بتعذيب الشياطين. قلت: الذي اختص به ظهور ملكه لهم وتصرفهم على مرأى من العباد ومسمع كما دال عليه هذا الحديث، فإنه أخبر - صلى الله عليه وسلم - إنّما منعه عن الإيثاق المتسبب عنه نظرهم دعوة سليمان وهذا هو المناسب لقول سليمان (ملكًا) لأنّه يطلق على ما يظهر للعيون أثره ويبرز للناظرين شأنه. (فرده الله خاسئًا) من خسأ الكلب طرده والخاسئ من الكلاب والخنازير المنعة لا يترك إن يدنوا من الناس وفي الحديث دليل على إمكان رؤية البشر للشياطين وأنه تعالى جعل لهم قدرة على التشكل، فيكون قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27] حكايته عن أصل خلقتهم وجبلتهم ويجوز خلافها بأقداره تعالى، وفيه دليل على أن الفعل الكثير لإصلاح الصلاة لا يبطلها لأنّه - صلى الله عليه وسلم - أخبر أنه لم يقطع صلاته وأخبر أنه خنقه وهو ظاهر أن صلاته لم تفسد. (خ) (¬2) ¬

_ (¬1) انظر القاموس (3/ 63)، والنهاية (3/ 420). (¬2) أخرجه البخاري (1210)، ومسلم (541).

عن أبي هريرة) وأخرجه مسلم بلفظ: "إن عفريتًا". 2027 - "إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء". (م) عن أبي هريرة (صح). (إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون مكان الروحاء) بالراء والحاء المهملة ممدود موضع بين الحرمين على ثلاثين أو أربعين ميلًا من المدينة كما في القاموس (¬1)، فالمراد إذا سمع النداء في المدينة والإضافة بيانية أي مكان هو الروحاء، وكان الأظهر الإتيان بحرف الظرفية لأنّه مكان معين إلا أنه لما كان في تقدير داخلا جاز حذفها. (م) (¬2) عن أبي هريرة). 2028 - "إن الشيطان قد آيس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم". (حم م ت) عن جابر) (صح). (إن الشيطان قد آيس أن يعبده المصلون) أي المؤمنون عبر بأشرف خصال العبادة لما كان السياق فيها والمراد بعبادة الأوثان لأن عبادتها عبادة له. (ولكن في التحريش بينهم) قال في النهاية (¬3): أي حملهم على الفتن والحروش أي ولكن لم ييأس عن التحريش. (حم م ت) (¬4) عن جابر). 2029 - "إن الشيطان حساس لحاس، فاحذروه على أنفسكم، من بات وفي يده ريح غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه". (ت ك) عن أبي هريرة (صح). (إن الشيطان حساس) بالحاء والسين مهملات بزنة فعال للمبالغة، في النهاية (¬5): شديد الحس والإدراك. (لحّاس) بمهملات بريقه أي كثير اللحس ¬

_ (¬1) انظر القاموس (1/ 225). (¬2) أخرجه مسلم (388). (¬3) النهاية (1/ 934). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 313، 354، 366، 384)، ومسلم (2812)، والترمذي (1937). (¬5) المصدر السابق (4/ 451).

لما يصل إليه يقال لحست الشيء ألحسه إذا أخذته بلسانك. (فاحذروه على أنفسكم) وأبان ذلك بقوله: (من بات وفي يده ريح غمر) تقدم أنه بالغين المعجمة مفتوحة والميم وأنه الدسم والزهومة من اللحم. (فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه) وتقدم: "أخرجوا منديل الغمر فإنه مبيت الخبيث ومجلسه" والحديث حث على إزالة آثار اللحم والدسم من اليد وإن تركه سبب الإصابة المكروهة. (ت ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته لأنّه قال الحاكم: على شرطهما ورد عليه بأنه ضعيف بل موضوع. 2030 - "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم". (حم ق) عن أنس (ق د هـ) عن صفية (صح). (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) هو على ظاهره وإن الله تعالى جعل له قدرة ولطافة جسم يلج بواطن ابن آدم، وقيل: أنه مجاز عن كثرة إغوائه ووسوسته فكأنه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه دمه، وقيل: إنه يلقي وسوسته في المسام فتصل الوسوسة إلى القلب، وفي الحديث قصة وهي أنه - صلى الله عليه وسلم - كان معتكفًا فزارته صفية أم المؤمنين فلما انصرفت قام يمشي معها مر به رجلان من الأنصار فأسرعا فدعاهما - صلى الله عليه وسلم - وقال: إنها صفية فقالا: يا رسول الله سبحان الله. فذكره. (حم في) عن أنس (ق د هـ) (¬2) عن صفية). 2031 - "إن الشيطان ليفرق منك يا عمر". (حم ت حب) عن بريدة (صح). (إن الشيطان ليفرق) يخاف (منك يا عمر) تقدم معناه. (حم ت حب) (¬3) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1859)، والحاكم (4/ 137)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1476): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 156)، والبخاري (3281)، ومسلم (2174) عن أنس، والبخاري (7171)، ومسلم (3175)، وأبو داود (2470)، وابن ماجة (1779) عن صفية أم المؤمنين - رضي الله عنه -. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 353)، والترمذي (3690)، وابن حبان (6892)، وصححه الألباني في =

بريدة) رمز المصنف لصحته. 2032 - "إن الصائم إذا أكل عنده لم تزل تصلي عليه الملائكة حتى يفرغ من طعامه". (حم ت هب) عن أم عمارة (صح). (إن الصائم إذا أكل عنده) علي بناء المجهول. (لم تزل تصلي عليه الملائكة) بالدعاء له والاستغفار لتركه شهوته واختص دعاؤهم بتلك الحال لأنّه محل ظهور هجره شهوته. (حتى يفرغ) الآكل عنده. (من طعامه) من أكله وفيه أنه ينبغي للصائم حضور مجلس الآكلين لتدعوا له الملائكة. (حم ت هب (¬1) عن أم عمارة) بضم المهملة وتخفيف الميم صحابية شهدت أحد والمشاهد وقطعت يدها يوم اليمامة (¬2) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح. 2033 - "إن الصالحين يشدد عليهم، وإنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة". (حم حب ك هب) عن عائشة (صح). (إن الصالحين يشدد عليهم) أي البلاء. (وأنه) أي الشأن. (لا يصيب مؤمنًا نكبة من شوكة فما فوق ذلك ألا حطت عنه بها خطيئة ورفعت له بها درجة) تقدم معناه مرارًا. (حم حب ك هب) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقروه. 2034 - "إن الصبحة تمنع بعض الرزق". (حل) عن عثمان بن عفان. ¬

_ = صحيح الجامع (1654)، والصحيحة (1609). (¬1) أخرجه أحمد (6/ 365)، والترمذي (784)، وابن ماجة (1748)، والبيهقي في الشعب (3585)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1483)، والضعيفة (1332). (¬2) انظر ترجمتها في أسد الغابة (1/ 1453)، والإصابة (8/ 265). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 159)، وابن حبان (2919)، والحاكم (4/ 355)، والبيهقي في الشعب (10209)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1660)، والصحيحة (1610).

(إن الصبحة) بصاد مهملة مضمومة وموحدة ساكنة قال في القاموس: نوم الغداة، وفي النهاية (¬1): النوم أول النهار لأنّه وقت الذكر وطلب الرزق. (تمنع بعض الرزق) وفي حديث "إن ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس ساعة تقسم فيها الأرزاق وليس من حضر القسمة كمن غاب" (¬2) عنها. (حل) (¬3) عن عثمان بن عفان) بسند ضعيف. 2035 - "إن الصبر عند الصدمة الأولى". (حم ق 4) عن أنس (صح). (إن الصبر عند الصدمة الأولى) في النهاية (¬4): الصدمة الأولى فورة المصيبة وشدتها والصدم ضرب الشيء الصلب بمثله والصدمة المرّة منه انتهى. وفي الحديث قصة وهي أنه - صلى الله عليه وسلم - مرّ على امرأة تبكي على صبي فقال لها: "اتقي الله واصبري" فقالت: وما تبالي بمصيبتي فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذها مثل الموت فأتت بابه فلم تجد فيه حاجبًا فأتته فقالت: يا رسول الله لم أعرفك فذكره. (حم ق 4) (¬5) عن أنس). 2036 - "إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي بها سبعين عاما ما تفضي إلى قرارها". (ت) عن عتبة بن غزوان. (إن الصخرة العظيمة) وصفها بالعظم لأنّه أسرع في التدلي ولأنها لا تأكلها النار وهي في الهوى بل لا بد من بقية تبقى بها حتى تنتهي إلى قعرها وإنما تلقى ¬

_ (¬1) انظر: القاموس (ص: 219)، والنهاية (3/ 8). (¬2) انظر فيض القدير (7/ 253). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 251)، وأحمد (1/ 73)، والقضاعي في الشهاب (65)، والبيهقي في الشعب (4731)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1484)، وقال في الضعيفة (3019): ضعيف جدًا. (¬4) النهاية (3/ 36). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 217)، والبخاري (1283)، ومسلم (926)، وأبو داود (3124)، والترمذي (987، 988)، والنسائي في السنن الكبرى (10907)، وابن ماجة (1596).

فيها الأحجار لأن وقودها الناس والحجارة. (لتلقى من شفير جهنم) جانبها وشفير كل شيء جرفه. (فتهوى بها سبعين عامًا) يحتمل الحقيقة ويحتمل التكثير والهوى هو السقوط. (ما تفضي) تصل. (إلى قرارها) لبعد عمق جهنم أعاذنا الله منها. (ت) (¬1) عن عتبة) بضم العين المهملة فسكون المثناة الفوقية ابن غزوان بفتح الغين المعجمة وسكون الزاي والحديث منقطع. 2037 - "إن الصداع والمليلة لا يزالان بالمؤمن وإن ذنوبه مثل أحد فما يدعانه وعليه من ذنوبه مثقال حبَّة من خردل". (حم طب) عن أبي الدرداء. (إن الصداع) بمهملتين بزنة غراب. (والمليلة) بفتح الميم وكسر اللام بعدها مثناة تحتية هي حرارة الحمى وهيجها. (لا يزالان بالمؤمن وإن ذنوبه مثل أحد) بضم الهمزة جبل المدينة. (فما يدعانه وعليه من ذنوبه مثقال حبة من خردل) المثقال مقدار من الوزن من شيء قليل أو كثير وأريد به هنا ما يوازن حبَّة خردل وفيه تكفير الذنوب بما ذكر وظاهره كبائرها والصغائر. (حم طب) (¬2) عن أبي الدرداء) وضعفه جماعة والمصنف سكت عليه. 2038 - "إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنّة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا". (ق) عن ابن مسعود (صح). (إن الصدق يهدي) يدعوا. (إلى البر) والبر: الصلة، والجنة والاتساع في ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2575)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1662)، والصحيحة (1612). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 198)، والطبراني في الأوسط (3119)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1485)، والضعيفة (2433).

الإحسان والحج، قاله في القاموس (¬1)، والمراد هنا الاتساع في الإحسان لأنّه الذي يدعوا ويدل إلى الجنّة فصدق اللسان سبب ودليل على فعل البر وهو سبب ودليل على حلول الجنّة كما قال. (وإن البر يهدي إلى الجنّة وإن الرجل ليصدق) يتحرى الصدق كما في الحديث الآخر. (فيكتب عند الله صديقًا) فعيل من المبالغة في الصدق وقد مدح الله الصديقين وجعلهم قرناء الأنبياء أي تكون هذه الصفة الشريفة مكتوبة عند الله له. (وإن الكذب يهدي إلى الفجور) وهو الانبعاث في المعاصي. (وإن الفجور يهدي إلى النار) فالكذب يهدي إلى النار بالواسطة. (وإن الرجل ليكذب) يتحرى ذلك ويعتمده. (حتى يكتب عند الله كذابًا) وتكون صفة لازمة له. (ق) (¬2) عن ابن مسعود) ووهم الحاكم فاستدركه. 2039 - "إن الصدقة لا تزيد المال إلا كثرة". (عد) عن ابن عمر. (إن الصدقة لا تزيد المال) الذي تخرج منه. (إلا كثرة) بالبركة التي يضعها الله فيه وبالإخلاف الذي وعد به في كتابه ويأتي إقسامه - صلى الله عليه وسلم - على ذلك في ثلاث. (عد) (¬3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف. 2040 - "إن الصدقة على ذي قرابة يضعف أجرها مرتين". (طب) عن أبي أمامة. (إن الصدقة على ذي قرابة) ولو مندوبة. (يضعف أجرها مرتين) فسره ما يأتي من حديث سلمان بن عامر أنها صدقة وصلة، فالمراد بالأجر مرتين أجر الصدقة وأجر الصلة، وتقدم أن أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح فهي ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص: 444). (¬2) أخرجه البخاري (6094)، ومسلم (2607). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 335)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1487): ضعيف جدًا.

أفضل من ذي الرحم غيره. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وفيه عبيد بن زحر ضعيف. 2041 - "إن الصدقة لتطفئ غضب الرب، وتدفع ميتة السوء". (ت حب) عن أنس (صح). (إن الصدقة لتطفئ غضب الرب) تذهب أثره من انتقامه وإنزاله العقوبة بمن غضب عليه ولما كان الغضب في الإنسان جمرة تتقد في القلب كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أثبت له ما هو من لوازم النار وهو التطفئة وهو من سوق ما لا يعلم كيفيتة بما يعلم تمثيلًا له به. (وتدفع ميتة السوء) بكسر الميم مصدر نوعي وهي ميتة على غير أهبة كالحريق والتردي والفجأة. (ت حب) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 2042 - "إن الصدقة لا تنبغي لآل محمَّد، إنّما هي أوساخ الناس". (حم م) عن عبد المطلب بن ربيعة (صح). (إن الصدقة) اللفظ يعم صدقة النفل والفرض إلا أن السياق في صدقة الفرض لأنّه شطر من حديث المطلب بن ربيعة وفيه قصة، إلا أن العام لا يقصد على سببه كما علم في الأصول. (لا تنبغي لآل محمَّد) هو يطلق على ما الأولى تركه مع جواز خلافه، ويطلق على ما يحرم وهو المراد هنا لما في حديث أبي رافع عند أبي داود والترمذي: "وإنا لا تحل لنا الصدقة" (¬3) قال الحافظ في فتح الباري: قال أبو قدامة: لا يعلم خلافًا في أن بني هاشم لا تحل لهم الصدقة المفروضة كذا قال، وقد نقل الطبري الجواز عن أبي حنيفة، وقيل: يجوز لهم إذا حرموا سهم ذوي القربى حكاه الطحاوي، ونقل عن الأبهري وهو وجه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 206) رقم (7834)، وانظر المجمع (3/ 117)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1486). (¬2) أخرجه الترمذي (664)، وابن حبان (3309)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1489). (¬3) أخرجه مسلم (1069)، وانظر فتح الباري (3/ 355).

لبعض الشافعية وعن أبي يوسف: يحل من بعضهم لبعض لا من غيرهم، وعند المالكية في ذلك أربعة أقوال مشهورة: الجواز، المنع، جواز التطوع دون الفرض، عكسه، وأدلة المنع ظاهرة من حديث السائب وغيره. (إنّما هي أوساخ الناس) علة الحكم بالتحريم وسماها أوساخهم لأن بإخراجها يطهر المال ويذهب عنهم شره كما قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103] ولأنه بهذه التسمية تنفر عنها النفوس كما أشرت إليه في إثبات دعاءها لتنفير الطباع غسالةً، فما بالكم لم تنفروا إذ تنفروا لأن في بعض ألفاظه: "إنّما هي غسالة أوساخ الناس" (¬1)، قال ابن حجر (¬2): يؤخذ من هذا جواز التطوع دون الفرض وهو قول أكثر الحنفية والمصحح عن الشافعية والحنابلة انتهى. قلت: وفي التعليل المنصوص بأنها غسالة ما يبطل التعليل بأن التحريم كان لدفع التهمة وأنها زالت بموته - صلى الله عليه وسلم - كما قاله بعض المحققين من المتأخرين وألف فيه رسالة؛ لأن العلة المنصوصة لا تعتبر معها غيرها مما لا دليل عليه، وقد بينا ذلك في رسالة مستقلة قد استوفينا القول هنالك، ومن أجازها للعامل عليها إذا كان هاشميًا فقد خالف النص؛ لأنّه قد ورد في العامل فإنه إنّما قاله - صلى الله عليه وسلم - لما طلب منه المطلب بن ربيعة أن يكون عاملًا عليها ليصيب منها أجرته، فحديث عطاء بن يسار مرفوعًا: "لا تحل الصدقة إلا لخمسة لغاز أو عامل عليها ... " الحديث. (¬3) مخصوص بعامل ليس من آل محمَّد كما عرف من حديث المطلب هذا ومن سببه. (حم م) (¬4) عن المطلب بن ربيعة) الهاشمي. ¬

_ (¬1) أخرج هذا اللفظ ابن أبي شيبة في مسنده برقم (921). (¬2) انظر: فتح الباري (3/ 354). (¬3) أخرجه مالك (604)، وأبو داود (1635). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 166)، ومسلم (1072).

2043 - "إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور، وإنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته". (طب هب) عن عقبة بن عامر. (إن الصدقة لتطفئ عن أهلها حر القبور) من عذابها أو حرها نفسها لما فيها من الضيق والانسداد. (وإنما يستظل المرء يوم القيامة في ظل صدقته) يحتمل أن المراد حقيقة الظل وأنه تعالى يجعلها ذات ظل، أو المراد في كنفها وأنه بسببها ينجو. (طب هب) (¬1) عن عقبة بن عامر) وفيه ابن لهيعة. 2044 - "إن الصدقة يبتغى بها وجه الله تعالى، والهدية يبتغى بها وجه الرسول وقضاء الحاجة". (طب) عن عبد الرحمن بن علقمة. (إن الصدقة يبتغى به وجه الله) أي ثوابه وجزاؤه وهو بيان حقيقة الصدقة وأنها ما كان كذلك. (والهدية) وهي التحفة التي يطرف بها وقيل: هي البر والعطف. (يبتغى بها وجه الرسول وقضاء الحاجة) حاجة من أهدى وفيه دليل على المكافأة على الهدية وأبانه الرسول. قدم وفد ثقيف ومعهم هدية فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا، قالوا: صدقة فذكره، فقالوا بل هدية فقبلها (طب) (¬2) عن عبد الرحمن بن علقمة). 2045 - "إن الصدقة لا تحل لنا، وإن مولى القوم منهم". (ت ن ك) عن أبي رافع (صح). (إن الصدقة لا تحل لنا) كما سلف. (وأن موالي القوم منهم) هو شطر من حديث أبي رافع قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من بني مخزوم على الصدقة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 286) رقم (788)، والبيهقي في الشعب (3347)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1488)، والضعيفة (3021)، وصححه في الصحيحة (3484). (¬2) قال الحسيني في "البيان والتعريف" (1/ 207) أخرجه الطبراني في الكبير وكذلك أخرجه الطَّيالسي في مسنده (1420)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 33)، وابن عساكر في التاريخ (65/ 48)، وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (796): هذا إسناد ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1490)، والضعيفة (5014).

فقال: اصحبني لعلك تصيب منها فقلت: حتى أسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألته فقال: "إن الصدقة ... " الحديث وهو ظاهر في تحريم الزكاة على موالي آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ومن حمله أنه للتنزيه فقد أبعد. (ت ن ك) (¬1) عن أبي رافع) رمز المصنف لصحته. 2046 - "إن الصعيد الطيب طهور للمرء المسلم، ما لم تجد ماء، ولو إلى عشر حجج: فإذا وجدت الماء فأمسه بشرتك". (حم د ت) عن أبي ذر. (إن الصعيد) هو التراب أو وجه الأرض كما في القاموس (¬2) وذهب إلى الثاني أبو حنيفة فقال: لو ضرب يده على صخرة لأجزأه، وذهب الأكثرون إلى الأول مستدلين بأنه تعالى قال في آية المائدة: (منه) [المائدة: 6] فعلم أن المراد التراب لأن: (من) تبعيضية، لا للابتداء، وقال جار الله: أن كونها تبعيضية هو الحق، ثم قال والإذعان إلى الحق أحق من المراء (الطيب) الطاهر الذي لا نجاسة فيه، وقيل المنبت لقوله: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} [الأعراف: 58] طهور المسلم ما لم يجد الماء مدة عدم وجدانه الماء وخصه من بين أسباب موجبات التيمم؛ لأن السبب كان عدم وجدان الماء وإلا فسائر المبيحات كذلك. (ولو إلى عشر حجج) جمع حجة وهي السنة. (فإذا وجدت الماء فأمسه بشرتك) استدل به على أن التراب لا يرفع الحدث إذ لو رفعه لما أمره بذلك ويؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو بن العاص وقد صلى وقد تيمم وكان جنبًا: "صليت بأصحابك وأنت جنب" (¬3) وذهب آخرون إلى أنه يرفع الحدث وإنما أمره بإمساس بدنه الماء إذا وجده لما تستقبله من الصلوات بعد وجدانه. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (657)، والنَّسائي (2/ 58)، والحاكم (1/ 404)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1663)، والصحيحة (1613). (¬2) القاموس المحيط (ص: 374). (¬3) أخرجه أبو داود (334)، وأحمد (4/ 203)، والدارقطني (12)، والبيهقي في السنن (1/ 225)، وانظر الإرواء (1/ 181).

وأجيب: بأنه معلوم فلا فائدة فيه فلابد من حمله على إعلامه بأنه لم يرفع عند التراب الحدث. (حم د ت) (¬1) عن أبي ذر) قال: قلت يا رسول الله هلك أبو ذر قال: "ما حالك؟ " قال: كنت أتعرض للجنابة وليس بقربي ماء فذكره وله ألفاظ هذا أحدها. 2047 - "إن الصفا الزلال الذي لا تثبت عليه أقدام العلماء الطمع". ابن المبارك وابن قانع عن سهيل بن حسان. (إن الصفا) جمع صفاء وهو الحجر الأملس. (الزلال) صيغة مبالغة مثل ضراب من زللت يزل إذ زلقت في الطين فوصف الصفاء بأنه كثير الزلال مع أنه لا زال صفة من باب القلب للمبالغة. (الذي لا يتثبت عليه أقدام العلماء) صفة ثانية مثبتة أن الأولى فيها قلب. (الطمع) خبر إنَّ، وفيه من المبالغة لعدم ثبات أقدام العلماء عند الطمع ما تراه ونسبته إلى العلماء فيه زيادة مبالغة أيضًا لأنهم الذين يترقب منهم الكف عن الأطماع لما عندهم من الزاجر وفيه تشبيه المعقول بالمحسوس. (ابن المبارك وابن قانع (¬2) عن سهل بن حسان مرسلًا) بإسناد ضعيف بل قيل بوضعه. 2048 - "إن الصلاة والصيام والذكر يضاعف على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف". (د ك) عن معاذ بن أنس (صح). (إن الصلاة والصيام والذكر تضاعف على النفقة في سبيل الله) يحتمل أن صلاة المجاهد ونحوها مما ذكر أفضل من الإنفاق في سبيل الله لمجاهد وغيره، ويحتمل أن المراد أن هذه الأفعال من المجاهد هذا أفضل من نفقته التي ينفقها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 5/ 146، وأبو داود (333)، والترمذي (124)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1666). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (542)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 272)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1491)، والضعيفة (3023).

في سبيل الله، فيكون تفضيلًا لأعمال المجاهد نفسه بعضها على بعض والأقرب أنه المراد من الحديث. (بسبعمائة ضعف) بيان لمقادير المضاعفة. (د ك) (¬1) عن معاذ بن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقروه. 2049 - "إن الصلاة قربان المؤمن". (عد) عن أنس. (إن الصلاة قربان المؤمن) القربان مصدر من قرب تقريبًا أي الصلاة يتقرب بها إلى الله تعالى. (عد) (¬2) عن أنس) بإسناد ضعيف. 2050 - "إن الضاحك في الصلاة، والملتفت، والمفقع أصابعه بمنزلة واحدة). (حم طب هق) عن معاذ بن أنس. (إن الضاحك في الصلاة والملتفت) من جهة القبلة. (والمفقع أصابعه) بتقديم الفاء على القاف، في النهاية (¬3) هي: فرقعة الأصابع غمز مفاصلها حتى تصوت. (بمنزلة واحدة) في إخلالها بالصلاة بنقصان ثوابها أو إفسادها. (حم طب هق) (¬4) عن معاذ بن أنس) بإسناد ضعيف. 2051 - "إن الطير إذا أصبحت سبحت ربها، وسألته قوت يومها". (خط) عن علي. (إن الطير) عام لكل ذي جناح. (إذا أصبحت) دخلت في الصباح. (سبّحت ربها) تسبيحًا خفيفًا {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44]. (وسألته قوت يومها) قدمت العبادة على الطلب تقديم الوسائل على المسائل. (خط) (¬5) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2498)، والحاكم 2 (/ 78)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1493). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 216)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1492). (¬3) النهاية (3/ 901). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 438)، والطبراني في الكبير (20/ 189) رقم (419)، والبيهقي في السنن (2/ 289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1494)، والضعيفة (3024) .. (¬5) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 97)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1495)، والضعيفة =

عن علي) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف. 2052 - "إن الظلم ظلمات يوم القيامة". (ق ت) عن ابن عمر (صح). (إن الظلم) للعباد وللنفس. (ظلمات يوم القيامة) يجعله الله كذلك لصاحبه فلا نور له يوم يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم. (ق ت) (¬1) عن ابن عمر بن الخطاب). 2053 - "إن العار ليلزم المرء يوم القيامة حتى يقول: يا ربِّ أسألك بي إلى النار أيسر علي مما ألقى، وأنه ليعلم ما فيها من شدة العذاب". (ك) عن جابر (صح). (إن العار) في القاموس (¬2): العار كل شيء لزم به عيب. (ليلزم المرء يوم القيامة) فيشاهده الخلائق وهو عليه كما يأتي الغال حاملًا بقرة أو شاة، وكالغادر تنصب له لواء بقدر غدرته. (حتى يقول) العبد. (يا ربِّ أسألك بي إلى النار أيسر) أسهل. (علي مما ألقى) من المذمة. (وأنه ليعلم ما فيها في النار من شدة العذاب) لكن اختياره للخلوص عما هو فيه وإن كان عذابها أشد لأن العبد يهمه الخلوص مما هو فيه ولو إلى أشد منه. (ك) (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته؛ لأنّه قال الحاكم: صحيح وتعقبوه. 2054 - "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله مما يرضى به الله عنه لا يلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا فيهوي بها في جهنم". (حم خ) عن أبي هريرة (صح). (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله مما يرضى به الله عنه لا يلقي لها بالًا) ¬

_ = (3025): موضوع. (¬1) أخرجه البخاري (2446)، ومسلم (2589)، والترمذي (2030). (¬2) القاموس (1/ 575). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 577)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1496)، وقال في الضعيفة (3026): منكر.

البال: الخاطر والقلب لا يخطرها بقلبه ولا تكون منه بمنزلة يعتد بها. (يرفعه الله بها درجات) وفيه أنه يثاب العبد على ما لا يعتد به من أعماله، يخصص حديث: "إنّما الأعمال بالنيات" ويحتمل أنه يقوى لكنه لا يخطر بباله مبلغها في الآخرة. (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله) بما يوجب له سخطه. (لا يلقي لها بالًا) ليس المراد منها أنه لا نيّة له فيهما بل الأعمال بالنيات بل المراد أنه لا يعتد بها ويظن أنها تبلغ ما بلغت كما تقدم. (فيهوي بها) بسببها. (في جهنم) وفيه أنه يجب التثبت فيما يخرج من فم الإنسان. (حم خ) (¬1) عن أبي هريرة). 2055 - "إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها ما يزل بها إلى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب". (حم ق) عن أبي هريرة (صح). (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها ما) يتثبت في معناها. (يزل بها إلى النار) هو من زل يزل إذا سقط وهو مثل يهوى بها. (أبعد ما بين المشرق والمغرب) يهوى بها تلك المسافة واقتصر هنا على كلمة ما يعاقب به من الكلمات لأنّه الأهم إذ اجتنابه ترك مفسدة وفعل كلمة الخير فعل مصلحة ودفع المفاسد أهم والعناية بها أتم. (حم ق) (¬2) عن أبي هريرة). 2056 - "إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها، ووضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سعيد تساقطت عنه". (طب) عن ابن عمر. (إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه) عام للكبائر والصغائر وزاد ذلك تأكيدًا بقوله: (كلها فوضعت على رأسه وعاتقيه فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه) تقدم الحديث في: "إذا". (طب) (¬3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وهو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 334)، والبخاري (6478). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 378)، والبخاري (6477)، ومسلم (2988). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 10)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 100)، وابن حبان (1734)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1671)، والصحيحة (1398).

ضعيف لضعف عبد الله بن صالح كاتب الليث. 2057 - "إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن إلى ربه كان له أجره مرتين". (حم ق د) عن بن عمر بن الخطاب (صح). (إن العبد) أي المملوك بخلاف ما تقدم كما دل له قوله: (إذا نصح لسيّده) مالكه. (وأحسن عبادة ربه كان له أجره مرتين) تقدم في: "إذا" الكلام عليه. (مالك (حم ق د) (¬1) عن ابن عمر بن الخطاب). 2058 - "إن العبد ليذنب الذنب فيدخل به الجنّة، يكون نصب عينيه تائب فارًا حتى يدخل الجنّة". ابن المبارك عن الحسين مرسلًا. (إن العبد ليذنب الذنب فيدخل به الجنّة) بسبب التوبة عنه أو يدخل مصاحبًا لذكره والندامة عنه كما يدل له قوله: (يكون نصب عينيه تائبًا فارًا حتى يدخل الجنّة) ملازمة الندامة على إتيانه والإقلاع عنه. (ابن المبارك (¬2) عن الحسين) البصريّ (مرسلًا) ولأبي نعيم قريب منه. 2059 - "إن العبد إذا كان همه الآخرة، كفَّ الله تعالى عليه ضيعته، وجعل غناه في قلبه فلا يصبح إلا غنيًا، ولا يمسي إلا غنيًا، وإذا كان همه الدنيا أفشى الله تعالى ضيعته وجعل فقره بين عينيه، فلا يمسي إلا فقيرًا، ولا يصبح إلا فقيرًا". (حم) في الزهد عن الحسين مرسلًا. (إن العبد إذا كان همه الآخرة) عملها والإقبال عليها. (كف الله عنه ضيعته) بالضاد المعجمة فالمثناة التحتية فالعين المهملة في النهاية (¬3): أنه ما يكون فيها ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1772)، وأحمد (2/ 18)، والبخاري (2546)، ومسلم (1664)، وأبو داود (5169). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1503)، والضعيفة (2031). (¬3) النهاية (3/ 237).

معاش الرجل كالصنعة، والتجارة، والزراعة، وغير ذلك انتهى، ومعنى: (كفّ الله) أي منع عنه شغله فيها أو جعلها كفافًا لا تزيد فتشغله ولا تنقص فتشغله وهو أوفق بقوله: (وجعل غناه في قلبه فلا يصبح إلا غنيًا ولا يمسي إلا غنيًا) تقدم الكلام عليه في: "إذا أراد الله بعبد خيرًا". (وإذا كان همه الدنيا أفشى) بالفاء والشين المعجمة، في النهاية (¬1): أي أكثر عليه معاشه فيشغله عن الآخرة. (الله تعالى عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه) تقدم الكلام عليه هنالك. (فلا يمسي إلا فقيرًا ولا يصبح إلا فقيرًا) تفريع على فقر القلب كما أن الأولى تفريع على غنائه. (حم) (¬2) في الزهد عن الحسين مرسلًا). 2060 - "إن العبد إذا صلى في العلانية فأحسن، وصلى في السر فأحسن، قال الله تعالى: هذا عبدي حقًا". (هـ) عن هريرة. (إن العبد إذا صلى في العلانية) عند العباد. (فأحسن) صلاته. (وصلى في السر) وحده. (فأحسن) صلاته. (قال الله تعالى) أي للملائكة ليعظم عندهم أو قاله في الآخرة على رؤوس الخلائق. (هذا عبدي) أي الذي يستحق أن يسمى عبدًا مضافًا إليه تعالى؛ لأنّه استوى سره وعلانيته فدل على أن عمله خالصًا لله تعالى. (حقًا) أي أحقه بالتسمية والإضافة إلى حقًا. (هـ) (¬3) عن أبي هريرة) وفيه بقية وفيه لهم كلام. 2061 - "إن العبد ليؤجر في نفقته كلها إلا في البناء". (هـ) عن الخباب. (إن العبد ليؤجر في نفقته كلها) إذا احتسبها كما قيد في غيره. (إلا) نفقته. (في البناء) ظاهره ولو كان في بناء ما لا بد له منه مما يحتاجه ويحتمل أن يراد ما عداه ¬

_ (¬1) انظر النهاية (3/ 450). (¬2) أخرجه أحمد في الزهد (164)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 33)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1499). (¬3) أخرجه ابن ماجة (4200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1498).

وفي الآحاديث ما يدل لهذا الاحتمال. (هـ) (¬1) عن خباب بن الأرت). 2062 - "إن العبد ليتصدق بالكسرة تربوا عند الله حتى تكون مثل جبل أحد". (طب) أبي برزة. (إن العبد ليتصدق بالكسرة تربوا) من ربا يربوا إذا ارتفع ومنه سميت الزكاة لارتفاعها؟ (عند الله حتى تكون مثل أحد) وهل هذه من المضاعفة فإن المضاعفة ظاهرة أنها زيادة الأجر في الجنّة ولعل هذه مضاعفة خاصة ضوعفت الذات ليضاعف بها الحسنات فيعطى الأجر بمقدار ذلك. (طب) (¬2) عن أبي برزة) سكت عليه المصنف وفيه سوار بن مصعب ضعيف. 2063 - "إن العبد إذا لعن شيئًا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالًا، فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذي لعن، فإذا كان لذلك أهلًا وإلا رجعت إلى قائلها". (د) عن أبي الدرداء. (إن العبد إذا لعن) اللعنة وهي الإبعاد من الرحمة. (شيئًا) أي من حيوان أو جماد. (صعدت) هو من صعد في السلم كمنع، وظاهره أن اللفظة تصعد بنفسها ويحتمل أنه يصعد بها الملك. (فتغلق أبواب السماء دونها) لعظمها فلا تحتمل السماوات دخولها إليها كما أن الأرض كذلك كما أفاده ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها فلا تجد لها محلًا. (ثم تأخذ يمينًا وشمالًا) من جهتي اللاعن. (فإذا لم تجد مساغًا) محلًا يسوغ فيه وقوعها. (رجعت إلى الذي لعن) معبر صيغة أي الذي وقع عليه اللعن. (فإذا كان لذلك أهلًا) بأن يكون ممن لعنه الله ورسوله (وإلا رجعت إلى قائلها) وكان لاعنًا لنفسه وصار لها أهلًا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4163)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1677). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (3/ 110)، والترغيب والترهيب (2/ 4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1501).

وفيه زجر شديد عن اللعن لأي شيء كان ووردت فيه عدة أحاديث. (د) (¬1) عن أبي الدرداء) بسند جيد. 2064 - "إن العبد إذا أخطئ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه، وهو الران ذكر الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ". (حم ت ن هـ حب ك هب) عن أبي هريرة (صح). (إن العبد إذا أخطأ خطيئة) وفي لفظ أذنب ذنبًا. (نُكِت) معبر صيغة. (في قلبه نكتة سوداء) في النهاية (¬2) أثر قليل كالنقطة. (فإذا نزع) أقلع عنه ورجع. (واستغفر) طلب من الله المغفرة. (وتاب) التوبة الرجوع عن المعاصي وهي مثل نزع ذكرها تأكيدًا. (صقل قلبه) بالبناء للمجهول أي صقلت الملائكة قلبه وأذهبت ما فيه من الأثر. (وإن عاد) إلى الذنب أي عاد قبل التوبة. (زيد فيها) في النكتة. (حتى تعلو على قلبه) أي النكتة أي يغطيه ويغمره ويستر سائره ويصير كله أسود فلا يعي خيرًا ولا يبصر رشدًا. (وهو الران الذي ذكره الله في قوله: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14] قال في الكشاف (¬3): {رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} ركبها كما يركب الصدأ إذا غلب عليها وهو أن يصر على الكبائر ويسوف في التوبة حتى يطبع على قلبه فلا يقبل الخير ولا يميل إليه، ويأتي حديث حذيفة بأبسط من هذا وهو تحذير عن إغفال التوبة. (حم ت ن هـ حب ك هب) (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وأسانيده صحيحة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4905)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1672). (¬2) انظر النهاية (5/ 114). (¬3) انظر تفسير الكشاف (ص: 1349). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 297)، والترمذي (3334)، والنَّسائيّ في السنن الكبرى (11658)، وابن ماجة (4244)، وابن حبان (930)، والحاكم (2/ 517)، والبيهقي في الشعب (7203)، =

2065 - "إن العبد ليعمل الذنب فإذا ذكره أحزنه، وإذا نظر الله إليه قد أحزنه غفر له ما صنع قبل أن يأخذ في كفارته، بلا صلاة ولا صيام". (حل) وابن عساكر عن أبي هريرة. (إن العبد ليعمل الذنب فإذا ذكره أحزنه وإذا نظر الله إليه قد أحزنه غفر له ما صنع قبل أن يأخذ في كفارته) فإن حزنه وندمه يكفر عنه ذلك. (بلا صلاة ولا صيام) قبل أن يأتي بالحسنات المكفرات للسيئات وهذا في غير حقوق العباد. (حل) وابن عساكر (¬1) عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف. 2066 - "إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه حتى يسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد، فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنّة، فيراهما جميعًا ويفسح له في قبره سبعون ذراعًا ويملأ عليه خضرًا إلى يوم يبعثون، وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس، فيقال لا دريت ولا تليت، ثم يضرب بمطراق من حديد ضربه بين أذنيه، فيصيح صيحة يمسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه". (حم ق د ن) عن أنس (صح). (إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه) الذين شيعوه. (حتى إنه يسمع قرع نعالهم) صوت مشيهم بها على الأرض. (أتاه ملكان) يحتمل أنهما نكير ومنكر ملكا القبور أو غيرهما. (فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول؟) أي تعتقده. (في هذا الرجل؟ لمحمد) أي السؤال لأجل محمَّد. (فأما المؤمن ¬

_ = وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1670). (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 176، 275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1504).

فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله) ويحتمل أنهما إنّما يقولان له ما تقول في هذا الرجل فقط فيفهم أنه أريد محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وإنّما فسره - صلى الله عليه وسلم - هنا للسامعين كما يدل له أنه لم يعده فيما يأتي وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - بالسؤال عنه دون ما يجب الإيمان به؛ لأن الإيمان به والشهادة برسالته مفرد يأتي بجمع لأنّه لا يتم الإيمان به إلا بعد الإيمان بكل ما جاء به من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. (فيقال) يحتمل أنهما القائلان له أو غيرهما وتغيير الصيغة يشعر أنه غيرهما. (انظر إلى مقعدك من النار) محل قعودك الذي أعد لك مشروطًا في علم الله بأن لا تؤمن وذلك أنه تعالى أعد لكل عبد مقعدًا من النار ومقعدًا من الجنّة مشروطًا ذلك الإعداد بما يعلمه الله من أحد الأمرين الذين يأتي بهما العبد باختياره. إن قلت: ما الحكمة في هذا الإعداد والله تعالى عالم بما يختاره العبد مما يقضي له بأحد المقعدين؟ قلت: تبشير المؤمن وإدخال السرور عليه بما أفاده. (قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنّة) وفي حق الكافر التخيير حيث يرى مقعده من الجنّة قد أبدل عنه مقعدًا من النار كما في الأحاديث الآخر. (فيراهما جميعًا ويفسح له في قبره سبعون ذراعًا ويملأ عليه خَضِرًا) بالخاء والضاد المعجمتين بفتح الأولى وكسر الثانية، في النهاية (¬1): أي نِعمًا غضّةً وهذا فيمن لا عذاب عليه في قبره بسبب الذنوب الموجبة لعذاب القبر وإلا فقد ثبت عذاب القبر على عدم الاستبراء من البول والنميمة (إلى يوم يبعثون وأما الكافر أو المنافق) هو كافر وزيادة. (فيقال له ما كنت تقول في الرجل؟) أي تعتقد وإلا فقد قال المنافق أنه رسول الله. (فيقول لا أدري) أي ما أقول هذا رسول أو ليس برسول. (كنت أقول ما يقول الناس) لكنهم قالوه عن اعتقاد وقاله الكافر بلسانه من دون اعتقاد. ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 107).

فإن قلت: هذا يتم في المنافق، وأما الكافر فلم يقل ما يقوله الناس بل يقول أنه ليس برسول الله والحديث قد جعل ذلك قولًا لهما؟ قلت: المراد بالناس الكفار وقد كانوا ينفون الرسالة لفظًا والمنافق كان ينفيها معنى وإن قالها لفظًا فهو كالعدم، فالمراد بأن المنافق يجيب بأنه كان يقول عن غير درية واعتقاد، كما ينفي الكافر الرسالة عن غير درية واعتقاد ويحتمل أن يراد أن الكافر يقول كنت أقول كما يقول الناس أي الكفار الذين هم عنده الناس أي أنفي الرسالة والمنافق يقول كنت أقول ما يقوله الناس أي المؤمنون قولًا عن غير اعتقاد. (فيقال له) لكل واحد منهما. (لا دريت ولا تليت) في النهاية (¬1): هكذا يرويه المحدثون والصواب ولا اتليت فهل معناه الإقران؟ أي لا تلوت فقلبوا الواو ياء ليزدوج الكلام مع دريت، قال الأزهري (¬2): ويروى: "أتليت" يدعون عليه أن لا تتلوا إبله أي لا يكون لها أولاد يتلونها. (ثم يضرب بمطراق) بكسر الميم وسكون الطاء فراء آخره قاف، هو: القضيب. (من حديد ضربة بين أذنيه) أولى عقوباته جحد النبوة. (فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين) هما الجن والإنس وهما سكان الأرض، قال في النهاية (¬3): والحكمة في أنهما لم يسمعا ليبقى التكليف اختياريًا ويطيب لهما البقاء في الأرض كما في حديث أنس: "لولا أن لا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم عذاب القبر" (¬4). (ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه) هي ضمة اللحد، والظاهر أنهما تختص بالكافر والمنافق إلا أنه قد ثبت أنها عامة لكل أحد كما في حديث وفاة سعد بن معاذ وزينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيرهما، إلا أنه قد ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 12). (¬2) تهذيب اللغة (5/ 22). (¬3) انظر النهاية (1/ 256). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 175)، والحاكم (1/ 98).

يقال: إن الذي يصيب المؤمن أهون من الذي يصيب غيره ويأتي زيادة على هذا إن شاء الله تعالى. (حم ق د ن) (¬1) عن أنس) ابن مالك. 2067 - "إن العبد آخذ عن الله تعالى أدبا حسنًا، إذا وسع عليه وسع، وإذا أمسك عليه أمسك". (حل) عن ابن عمر. (إن العبد) يحتمل أنه خاص وود في معين ويحتمل أنه للجنس وأن هذا الحكم المذكور من شأن العبيد وهو قوله: (أخذ عن الله أدبًا حسنًا) أدبه به تعالى حيث يقول: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} [الطلاق: 7]. (إذا وسع عليه) في الرزق. (وسع) على من يحبه في النفقة. (وإذا أمسك عليه) رزقه. (أمسك) في النفقة وهذا إرشاد أن العبد لا ينفق زيادة على ما أعطي لئلّا يأكل مال غيره بالدين ونحوه. (حل) (¬2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف. 2068 - "إن العجب ليحبط عمل سبعين سنة". (فر) عن الحسن بن علي (ض). (إن العُجب) بضم المهملة وسكون الجيم، هو استعظام النعمة والركون إليها مع نسيان إضافتها إلى المنعم كاستعطائه لعبادته ناسيًا أن الله وفقه لها وأعانه عليها. (ليحبط) يبطل. (عمل سبعين سنة) يحتمل أنه للمبالغة وأنه حقيقة. (فر) (¬3) عن الحسين بن علي) وهو ضعيف لضعف موسى بن إبراهيم المروزي. 2069 - "إن العرافة حق، ولابد للناس من العرفاء، ولكن العرفاء في النار". (د) عن رجل. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 126، 233)، والبخاري (1338، 1374)، ومسلم (2870)، وأبو داود (4751)، والنَّسائيّ في السنن الكبرى (2177). (¬2) أخرجه الديلمي كما في الكنز (7669)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1497). (¬3) انظر فيض القدير (2/ 375)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1505)، والضعيفة (2567).

(إن العرافة) بكسر المهملة وهي تدبير أمر القوم والقيام بسياستهم. (حق) لا بد منها للضرورة إليها كما قال. (ولا بد) أي لا فراق ولا محالة. (للناس من عرفاء) لما في ذلك من مصلحة الناس والرفق بأمورهم. (ولكن العرفاء في النار) تحذير من التعرض لأمور الرئاسة لما في ذلك من الفتنة وأنه إذا لم يقم بحقها أثم ويستحق العقوبة. فإن قلت: كيف يكون فاعل الحق القائم به في النار؟ قلت: ليس ذلك من حيث أنه فاعل حق بل من حيث أنه لا يفي بالقيام بأمر هذا الحق الذي قام له وانتصب لإقامته لكثرة ما فيه من الأمور التي تتبع فيها الأهوية، ففي الحديث تحذير وإرشاد إلى القيام بهذا الحق لمن عرف في نفسه الوقاية. (د) (¬1) عن رجل) من الصحابة سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف غالب القطان. 2070 - "إن العرق يوم القيامة ليذهب في الأرض سبعين باعا، وإنه ليبلغ إلى أفواه الناس، أو إلى آذانهم". (م) عن أبي هريرة (صح). (إن العرق) من العباد وهو رشح جلد الحيوان كما سلف حين تدلى عليهم الشمس. (يوم القيامة ليذهب) يسيل. (في الأرض) أرض المحشر أو ينزل أو يرتفع عليها والأول أوضح كما يأتي. (سبعين باعًا) بالموحدة والمهملة وهو قدر مد اليدين ومثله البوع كما في القاموس (¬2) (وإنه ليبلغ على أفواه الناس أو إلى آذانهم) يحتمل أنه شك من الراوي أو للتقسيم وأن منهم من يبلغ هذا أو منهم من يبلغ هذا وتقدم أنه يلجمهم العرق. (م) (¬3) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2934)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1507). (¬2) القاموس المحيط (1/ 910). (¬3) أخرجه مسلم (2863).

2071 - "إن العين لتولع بالرجل بإذن الله تعالى حتى يصعد حالقًا، ثم يتردى منه". (حم ع) عن أبي ذر. (إن العين) إصابتها. (لتولع) بضم المثناة الفوقية من أولع به أغرى به ويحتمل أنه من ولع كوجل أي استخف أي حمله على الخفة والجهل وأزاله عما كان عليه من الصواب أي أن العين ستخف (¬1) الرجل فتخرجه عن الصواب. (بإذن الله) بتمكينه وإقداره. (حتى يصعد حالقًا) جبلًا مرتفعًا. (ثم يتردى منه) يلقي منه نفسه وتقدم الكلام في: العين. (حم ع) (¬2) عن أبي ذر) بإسناد رجاله ثقات. 2072 - "إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: ألا هذه غدرة فلان بن فلان". مالك (ق د ت) عن ابن عمر (صح). (إن الغادر) من الغدر وهو ضد الوفاء. (ينصب له لواء) أي علامة تشتهر بها من الناس؛ لأن موضع اللواء شهرة مكان الرئيس. (يوم القيامة فيقال) تقول الملائكة أو أهل المحشر. (ألا هذه غدرة) بزنة ضربة للمرء من غدر أو فيه أنه ينصب للغدرة الواحدة فبالأولى للأكثر. (فلان بن فلان) تشهير له من الخلائق. مالك (ق د ت) (¬3) عن ابن عمر). 2073 - "إن الغسل يوم الجمعة ليسل الخطايا من أصول الشعر استلالًا". (طب) عن أبي أمامة. (إن الغسل يوم الجمعة) لصلاتها. (ليسل) السل: انتزاع الشيء وإخراجه في رفق. (الخطايا من أصول الشعر) منابتها ليس المراد أن الخطايا حالة في البدن بل المراد أنهما تخرج الشهوات والبواعث إلى ارتكاب الخطايا التي محلها البدن ¬

_ (¬1) انظر القاموس (3/ 97). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 146)، والحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (566)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1681)، والصحيحة (889). (¬3) أخرجه البخاريّ (3188)، ومسلم (1735)، وأبو داود (2756)، والترمذي (1581).

أو المراد أنها تكفّر الخطايا بالغسل حتى لا يعذب بها البدن فكأنها انتزعت فيه أو أن التقدير عقوبات الخطايا. (استلالًا) مصدر تأكيدي وكأن الأظهر سلًا إلا أنه أقيم مقامه من باب تبتل إليه تبتيلًا وفيه فضيلة غسل الجمعة. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) بإسناد صحيح ولم يرمز عليه المصنف. 2074 - "إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فاليتوضأ". (حم د) عن عطية الكوفي. (إن الغضب من الشيطان) هو الباعث عليه المحرك له ليغوي به العبد ويوقعه فيما لا يحل (وإن الشيطان خلق من النار) كما قاله تعالى في كتابه حكاية عنه: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ} [ص: 76]، وقال: {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} [الحجر: 27]، (وإنّما تطفأ النار بالماء)؛ لأنّه ضدها. (فإذا غضب أحدكم) من أمر. (فليتوضأ) يسارع إلى الوضوء كما تقتضيه الفاء، وتقدم الكلام في الغضب وأدويته في: "إذا". (حم د) (¬2) عن عطية السعدي) سكت عليه أبو داود، وما سكت عليه فهو صالح على ما قاله أبو داود، وقد بحثنا في ذلك في شرحنا على تنقيح الأنظار. 2075 - "إن الفتنة تجيء فتنسف العباد نسفا، وينجو منها العالم بعلمه". (حل) عن أبي هريرة. (إن الفتنة) تقدم الكلام في معانيها. (تجئ فتنسف العباد نسفًا) تهلكهم وتبددهم. (وينجو العالم منها بعلمه) فإن أهل العلم هم الناجون عن الفتن بمعرفتهم بالحق واتباعه، ولذا قالوا لمن قال من أهل الجهل لقارون: إنه لذو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 256) رقم (7996)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1509)، وقال في الضعيفة (1802): منكر. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 226)، وأبو داود (4784)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1510)، والضعيفة (582).

حظ عظيم، عندما تمنوا أن يعطوا ما أعطي: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا} [القصص: 80] فنجوا من فتنة قارون بعلمهم. (حل) (¬1) عن أبي هريرة) بسند ضعيف. 2076 - "إن الفحش والتفحش ليسا من الإِسلام في شيء وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقًا". (حم ع طب) عن جابر بن سمرة. (إن الفحش والتفحش) تقدم تفسيرهما. (ليسا من الإِسلام في شيء) ليسا من صفات أهل الإِسلام. (وإن أحسن الناس إسلامًا أحسنهم خلقًا) فحسن الخلق من الإِسلام. (حم ع طب) (¬2) عن جابر) بن سمرة بإسناد صحيح. 2077 - "إن الفخذ عورة". (ك) عن جرهد. (إن الفخذ عورة) وبهذا الحديث أخذ من قال: إنها عورة، ومن قال: ليست بعورة استدل بحديث أنس أنه - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر "حسر الإزار عن فخذه، قال حتى إني لأنظر إلى بياض فخذه" (¬3) رواه أحمد والبخاري، قال البخاريّ: حديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط. قلت: والقاعدة أنه إذا تعارض القول والفعل قدم القول، ولأن انحسار الإزار يحتمل أنه عن غير قصد. (ك) (¬4) عن جرهد) بالجيم والدال المهملة بزنة جعفر، ابن رزاح بكسر الراء فزاي آخره مهملة صحابي من أهل الصفة (¬5)، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 41)، والقضاعي في الشهاب (1056)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1513)، والضعيفة (2432). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 89)، وأبو يعلى (7468)، الطبراني في الكبير (2/ 256) رقم (2072)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1515)، والضعيفة (3032). (¬3) أخرجه البخاريّ (371). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 180)، وأبو داود (4014)، والترمذي (2795)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1683) والصحيحة (1687). (¬5) انظر ترجمته في الإصابة (1/ 548).

وسببه أنه قال مرّ علي رسول - صلى الله عليه وسلم - وعلي بردة وقد انكشف فخذي فقال: "غط فإن الفخذ عورة". 2078 - "إن القاضي العدل ليجاء به يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أن لا يكون قضى بين اثنين في تمرة". (قط) والشيرازي في الألقاب عن عائشة (ض). (إن القاضي) هو الحاكم بين الناس ولو بين اثنين سواء كان منصوبًا أولًا. (العدل) الحاكم بالحق. (ليجاء به يوم القيامة فيلق من شدة الحساب) على قضائه. (ما يتمنى أنه لا يكون قضى بين اثنين في تمرة) قط [......] (¬1) إلى الدهر مخصوص بالماضي أي فيما يمضي من الزمان أو ما يقطع من عمره وذلك لما يلقاه وهذا العادل فكيف الجائر إن قلت: القضاء واجب في الجملة فكيف الوعيد عليه؟ قلت: الوعيد على التساهل في الأحكام. (الشيرازي (¬2) في الألقاب عن عائشة) وإسناده ضعيف. 2079 - "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه". (ت هـ ك) عن عثمان بن عفان (صح). (إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه) أي من عذابه الدال عليه كونه أول منازل الآخرة، فإنها دار الجزاء (فما بعده أيسر منه) لأن عذابه أهون العذاب. (وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) فإن عذاب النار أشد العذاب. (ت هـ ك (¬3) ¬

_ (¬1) بياض بالأصل بمقدار 3 كلمات. (¬2) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (14988)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1516). (¬3) أخرجه الترمذي (2308)، وابن ماجة (4267)، والحاكم (1/ 371)، وقال الذهبي في التلخيص: ابن بحير ليس بالعمدة ومنهم من يقويه وهانئ روى عنه جماعة ولا ذكر له في الكتب =

عن عثمان بن عفان) رمز المصنف لصحته. 2080 - "إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها". (حم ت ك) عن أنس (صح). (إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله) تقدم الكلام أن أحاديث الصفات يجب الإيمان بها، والأولى السكوت عن تأويلها ونَكل علمها إليه تعالى وقد تأول هنا بالنعمة أي نعمتين من نعم الله، ويأتي في حديث النواس: "ما من قلب إلا وهو متعلق بين أصبعين من أصابع الرحمن" (¬1). (يقلبها) أي القلوب وهو عام لقلب كل حيوان من إنسان وغيره. (حم ت ك) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وفي الكبير هناد وعبد الله بن أحمد والنَّسائيّ، وقال: حسن غريب، وابن ماجه والبيهقي والحاكم عن عثمان. 2081 - "إن الكافر ليسحب لسانه يوم القيامة وراءه الفرسخ أو الفرسخين يتوطئه الناس". (حم ت) عن ابن عمر. (إن الكافر ليسحب لسانه يوم القيامة الفرسخ والفرسخين) الفرسخ ثلاثة أميال هاشمية أو اثنى عشر ألف ذراع، أو عشرة آلاف ذكره في القاموس (¬3): أي أنها تطول لسانه ذلك المقدار كأنهم يختلفون في ذلك. (يتواطأه الناس) يطؤونه بالأقدام وتفعل هنا للتكلف أي يتكلفون وطئها بالأقدام لكراهتهم لها وقبح حالها ونفرة النفوس عنها ثم عظم لسانه، يحتمل أنه تابع لعظمة جسمه كله كما ¬

_ = الستة أهـ. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1684). (¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7738)، وابن ماجة (199). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 112)، والترمذي (2140)، والحاكم (1/ 526)، وأخرجه عبد الله بن أحمد كما في زوائد المسند (6/ 301)، والطبراني في الكبير (23/ 338) رقم (785) عن أم سلمة، والنَّسائيّ في السنن الكبرى عن عائشة، والبيهقي في الشعب (756) عن جابر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1685). (¬3) انظر القاموس (1/ 267).

يأتي ويحتمل أنه يختص في الموقف عظمة لسانه؛ لأن بها كان الكفر والتكذيب والسب لله ولرسله. (حم ت) (¬1) عن ابن عمر) وإسناده ضعيف. 2082 - "إن الكافر ليعظم حتى إن ضرسه لأعظم من أحد وفضلية جسده على ضرسه، كفضيلة جسد أحدكم على ضرسه". (هـ) عن أبي سعيد. (إن الكافر ليعظم) في النار جسده كله. (حتى أن ضرسه لأعظم من أحد) الجبل المعروف. (وفضيلة جسده) أي زيادته. (على ضرسه كفضيلة جسد أحدكم على ضرسه) ووجه ذلك ليذوق العذاب الشديد مذاقًا تامًا ويتألم كل عضو منه أشد تألمًا. إن قلت: إن جسم العاصي من العباد إنّما هو جسمه الذي كان عصى به في الدنيا، فكيف تعذب أعضاء ما عصت ولا صحبته في الدنيا؟ قلت: ما عذب إلا الجسم الذي عصى وتعظيم الأعضاء من جملة عذابها لا أنه عذب ما لم يعص. (هـ) (¬2) عن أبي سعيد الخدري). 2083 - "إن التي تورث المال غير أهله عليها نصف عذاب الأمة". (عب) عن ثوبان. (إن التي تورث المال غير أهله) أي المرأة الزانية التي تدخل على القوم من ليس منهم فيرث ما لا يستحقه لعدم ثبوت نسبه وتقدم ما يشابهه والكلام عليه. (عليها نصف عذاب الأمة) لعظم ما ارتكبته من إدخال الأجنبي على قراباتها. (عب) (¬3) عن ثوبان) مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2084 - "إن الذي أنزل الداء أنزل الشفاء". (ك) عن أبي هريرة (صح). (إن الذي أنزل الداء) وهو الله تعالى. (أنزل الشفاء) "فتداووا فإنه ما من داء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 92)، والترمذي (2580)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1518). (¬2) أخرجه ابن ماجة (4322)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1519). (¬3) أخرجه عبد الرزاق (13991)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1522).

إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله" كما ثبت ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم - ويأتي في التاء المثناة، زيادة على هذا. (ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنّه قال الحاكم: صحيح. 2085 - "إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين اثنين بعد خروج الإِمام كالجار قصبه في النار". (حم طب ك) عن الأرقم (صح). (إن الذي يتخطى رقاب الناس) القاعدين انتظارًا للصلاة. (يوم الجمعة) كأنه خرج على الغالب وإلا فتخطي الرقاب منهي عنه؛ لأنّه إيذاء للناس. (ويفرّق بين اثنين) بتخطيه أو يقعد بينهما. (بعد خروج الإِمام) ظاهره أنه قبل خروجه لا بأس به، وفيه أنه إيذاء وكأن هذا خرج على الغالب وأنه لا يتخطى إلا بعد خروجه للقرب منه وسماع وعظه. (كالجار قُصْبه) بضم القاف وسكون الصاد المهملة، هو المِعَي جمعه أقصاب، وقيل: إنه اسم للأمعاء كلِّها، وقيل: ما كان أسفل البطن من الأمعاء، قاله في النهاية (¬2). إن قلت: حديث عقبة بن الحارث: "صليت خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المدينة العصر ثم قام مسرعًا فتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه ... " (¬3) الحديث يدل على اختصاص النهي بالجمعة. قلت: نعم، أو ذلك للحاجة وهو جائز وقد بوّب ابن تيمية في المنتقى لجوازه للحاجة. (حم طب ك) (¬4) عن الأرقم) بن الأرقم رمز المصنف لصحته، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 194)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1688). (¬2) انظر النهاية (4/ 67). (¬3) أخرجه البخاريّ (851)، ومسلم (2052). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 417)، والطبراني في الكبير (1/ 307) رقم (908)، والحاكم (3/ 504)، وقال الذهبي: هشام واهٍ، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1525)، والضعيفة (2811): ضعيف جدًا.

الحاكم: صحيح ورد عليه. 2086 - "إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب إنّما يجرجر في بطنه نار جهنم" (حم هـ) عن أم سلمة زاد (طب): "إلا أن يتوب". (إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الفضة والذهب إنّما يجرجر) بالجيم فراء فجيم. (في بطنه) قال في النهاية (¬1): أي يُحْدر فيه. (نار جهنم) فجعل الأكل والشرب جرجرة، وهو صوت وقوع الماء في الجوف، قال الزمخشري (¬2): يروى برفع النار والأكثر النصب وهو مجاز؛ لأن نار جهنم لا تجرر حقيقة في جوفه، والجرجرة: صوت البعير عند الضمير ولكنه جعل صوت جرع الإنسان للماء في هذه الأواني المخصوصة، لوقوع النهي عنها واستحقاق العقاب على استعمالها، كجرجرة نار جهنم في بطنه من طريق المجاز، هذا وجه رفع النار ويكون قد ذكر يجرجر بالمثناة التحتية، وإلا فالمقام مقام المثناة الفوقية؛ لأن الفاعل مؤنث، ولا يخفى أن النار مما يذكر ويؤنث وأن الإسناد إلى ظاهر غير الحقيقي يجوز فيه الأمران وكأنه يريد توجيه لزوم رواية التذكير للفصل بينه وبين النار وأما على النصب، فالشارب هو الفاعل والنار مفعوله، يقال: جرجر فلان الماء إذا جرعه جرعًا متوترًا له صوت، فالمعنى كأنما يجرع نار جهنم انتهى. قلت: وإذا كان الجرجرة صوت الماء فذكره للأكل مع الشرب من باب المشاكلة. واعلم أن: الحديث نص في تحريم الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة إذ لا وعيد إلا على معصية وقد ألحق أكثر العلماء بهما غيرهما حتى عبروا بتحريم الاستعمال لآنية الذهب والفضة الشامل للأكل والشرب وغيرهما وهو إلحاق ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 724). (¬2) الفائق (3/ 287).

لغير الأكل والشرب بهما بلا دليل ولا علة جامعة فالحق الاقتصار على موضع النص وتحريم الأكل والشرب دون غيرهما إن حملوا العبارة على اللفظ النبوي بقولهم يحرم استعمال الذهب والفضة أو أنه الذهب والفضة ويرد النفي الخاص إلى أعم منه. (حم هـ) عن أم سلمة، زاد (طب) (¬1): "إلا أن يتوب" عما ذكر فلا عذاب عليه. 2087 - "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب" (حم ت ك) عن ابن عباس (صح). (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن) أي في حفظه. (كالبيت الخرب) في عدم نفعه لخلوه عن الخير وعن الساكن وفيه حث على حفظ القرآن أو شيء منه. (حم ت ك) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وصححه الترمذي والحاكم ورد عليهما. 2088 - "إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة فيقال لهم: أحيوا ما خلقت" (ق ن) عن ابن عمر (صح). (إن الذين يصنعون هذه الصور) الحيوانية كما عرفت مما أسلفناه جواز غيرها. (يعذبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم) أمر للتعجيز، "وليسوا بفاعلين" كما ورد في بعض الألفاظ من الحديث، وفيه دليل على أن المراد بالصور صور الحيوانات فإنها التي يؤمر بإحيائها. (ق ن) (¬3) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاريّ (5624)، ومسلم (2065)، ومالك (1649)، وأحمد (6/ 300، 306)، والشافعي في المسند (1/ 10)، والنَّسائيّ في السنن الكبرى (6872)، وابن ماجة (3413) والطبراني في الكبير 23/ 388 (928). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 223)، والترمذي (2913)، والحاكم (1/ 554)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1524). (¬3) أخرجه البخاريّ (5951)، ومسلم (2108)، والنَّسائيّ (8/ 215).

2089 - "إن الماء طهور لا ينجسه شيء". (حم 3 قط هق) عن أبي سعيد (صح). (إن الماء) اللام للجنس والحقيقة. (طهور) قاله - صلى الله عليه وسلم - جوابًا لمن قال له: أنتوضأ من بئر بضاعة؟ وهي بئر يلقى فيه لحوم الكلاب فذكره. (لا ينجسه شيء) وهو دليل على أنه لا ينجس الماء شيء يقع فيه ولو غيره إلا أنه قيده الحديث الثاني كما يأتي. (حم 3 قط هق) (¬1) عن أبي سعيد الخدري) رمز المصنف لصحته وحسنه الترمذي وصححه أحمد. 2090 - "إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه". (هـ) عن أبي أمامة (ض). (إن الماء لا ينجسه شيء إلا ما غلب على ريحه وطعمه ولونه) أي على أحدها أو عليها والحديث كالأول وفيه هذه الزيادة وقد اتفق الحفاظ على عدم صحة رفعها، قال الشافعي: لا يثبت أهل الحديث مثله، وقال النووي (¬2): اتفق المحدثون على تضعيفه إلا أن هذه الزيادة قد أجمع على معناها، قال ابن المنذر (¬3): اتفق العلماء على أن الماء القليل والكثير إذا وقعت فيه نجاسة فغيرت له ريحًا أو طعمًا أو لونًا فهو نجس. واعلم أن الحديثين دليل على أن الماء طاهر قليلًا كان أو كثيرًا ما لم يتغير أحد أوصافه وهذا قول كثير من المحققين وعليه الأدلة ومنهم من حمل هذين الحديثين على الكثير مستدلًا بحديث: "القلتين" فإن مفهومه أنه إذا لم يبلغها فإنه ينجس، وهو مفهوم لا يقاوم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 31، 86)، وأبو داود (66)، والترمذي (66)، والنَّسائيّ في المجتبى (1/ 174)، والدارقطني (1/ 29، 30، 31)، والبيهقي في السنن (1/ 4، 257)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1925). (¬2) قاله النووي في المجموع (1/ 110)، وضعفه كذلك في خلاصة الأحكام (1/ 69). (¬3) في الإجماع (ص: 33 رقم 10).

ما هنا وقد بسطنا القول في ذلك في رسالة مستقلة وفي حواشي شرح العمدة وفي شرح بلوغ المرام المسمى بسبل السلام (¬1). (هـ) (¬2) عن أبي أمامة) وهو ضعيف لضعف رشدين بكسر الراء وسكون المعجمة كما في التقريب (¬3). 2091 - "إن الماء لا يجنب". (د ت هـ حب ك هق) عن ابن عباس. (إن الماء لا يجنب) بضم حرف المضارعة وكسر النون، في النهاية (¬4): أي لا يصير جنبًا يحتاج إلى الغسل لملامسة الجنب إياه. (د ت هـ حب ك هق) (¬5) عن ابن عباس) بأسانيد صحيحة. 2092 - "إن المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة القائم الصائم". (د حب) عن عائشة. (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه) الذي هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى (درجة الصائم القائم) في الأجر كما سلف مرارًا. (د حب) (¬6) عن عائشة) وغيرها. 2093 - "إن المؤمن تخرج نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله تعالى". (هب) عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) انظر حواشي شرح العمدة (1/ 120 - 123) وسبل السلام (1/ 107) طبعة دار ابن الجوزي، وقد استوفى الحافظ في التلخيص (2) طرقه وشواهد، وانظر: البدر المنير لابن الملقن (1/ 2394)، وكتاب "الإِمام" لابن دقيق العيد (1/ 114 - 121)، وانظر كذلك: كشف المناهج (329) بتحقيقنا. (¬2) أخرجه ابن ماجة (521)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1765)، والضعيفة (2644). (¬3) انظر: التقريب (1942). (¬4) انظر النهاية (1/ 302، 303). (¬5) أخرجه أبو داود (68)، والترمذي (65)، وابن ماجة (370)، وابن حبان (1248)، والبيهقي في السنن 1/ 189، 267، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1927). (¬6) أخرجه أبو داود (4798)، وابن حبان (480)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1932)، والصحيحة (795).

(إن المؤمن يخرج نفسه) روحه بالموت. (من بين جنبيه وهو يحمد الله) راضيًا بقضائه. (هب) (¬1) عن ابن عباس. 2094 - "إن المؤمن يضرب وجهه بالبلاء كما يضرب وجه البعير". (خط عن ابن عباس). (إن المؤمن يضرب وجهه بالبلاء) بالمصائب. (كما يضرب وجه البعير) مجاز عن كثرة إيراد محن الدنيا عليه كرامةً له من ربه لينال الأجر في الآخرة التي هي دار القرار. (خط) (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف جدًا. 2095 - "إن المؤمن ينضى شيطانه كما ينضى أحدكم بعيره في السفر". (حم) والحكيم وابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان عن أبي هريرة". (إن المؤمن ينضى) بالضاد المعجمة مخففة مكسورة، في النهاية (¬3): أي يُهزله ويجعله نِضْوًا، النضو: الدابة التي أهزلتها الأسفار وأذهبت لحمها. (شيطانه) وذلك بتركه الشهوات وإقباله على الطاعات ومخالفته لأوامر شيطانه. (كما ينضى أحدكم بعيره في السفر) قال ابن مسعود (¬4): شيطان المؤمن مهزول، وقال قيس بن الحجاج: قال لي الشيطان دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن مثل العصفور، قلت: ولم ذلك؟ قال: تذيبني بكتاب الله، وروي أنه تمثل لبعض العباد شيطانه فرآه ضعيفًا لا حراك به إلا شيء يسير فقال له: من أنت؟ قال: ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10161)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1931)، والصحيحة (1632). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 344)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1771)، والضعيفة (3141): موضوع. (¬3) النهاية (5/ 160). (¬4) ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 22)، وعزاه للطبراني في الكبير وقال: رواه موقوفًا ورجاله رجال الصحيح.

شيطانك، قال: ما لي أراك ضعيفًا؟ قال: أنت أضعفتني قال: بماذا؟ قال: بمخالفتي في كل ما أنهاك عنه وآمرك به، قال: فما هذه البقية التي بقيت لك من القوة ما سببها؟ قال: سرورك بمن يُقبّل يديك. (حم) والحكيم وابن أبي الدنيا (¬1) في مكائد الشيطان عن أبي هريرة) وفيه بن لهيعة. 2096 - "إن المؤمن إذا أصابه السقم ثم أعفاه الله منه كان كفارة لما مضى من ذنوب، وموعظة له فيما يستقبل، وأن المنافق إذا مرض ثم أعفي كان كالبعير عقله أهله ثم أرسلوه فلم يدر لم عقلوه، ولم يدر لما أرسلوه". (د) عن عامر الرام. (إن المؤمن إذا أصابه السُّقم) بضم المهملة وسكون القاف وبفتحها. (ثم أعفاه الله منه) عافاه من ألمه وفي الحديث: "اللهم اشفه اللهم اعفه". (كان) سقمه. (كفارة) تغطية لما مضى. (من ذنوبه وموعظة فيما يستقبل) من عمره. (وإن المنافق والكافر إذا مرض ثم أعفي) حذف الفاعل احتقارًا لشأن المنافق وإبعادًا له عن نسبة رفع ألمه إلى الله. (كان كالبعير عقله أهله) حبسوه عن الحركة بالعقال. (ثم أرسلوه) عن عقاله. (فلم يدر لم عقلوه ولم يدر لم أرسلوه) لا يكفر عنه ذنب ولا يكون له موعظة. (د) (¬2) عن عامر الرام) في التقريب: عامر الرامي المحاربي انتهى (¬3). ويقال من الزام والأول أصح له رؤية ورواية [2/ 56] قاله ابن الأثير (¬4) وفيه راو لم يسم. 2097 - "إن المؤمن لا ينجس". (ق 4) عن أبي هريرة (حم م د ن) عن حذيفة (ن) عن ابن مسعود (طب) عن أبي موسى (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 380)، والحكيم في نوادره (1/ 132)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1772)، وصححه في الصحيحة (3586). (¬2) أخرجه أبو داود (3089)، وصححه في صحيح الجامع (1767). (¬3) التقريب (3114)، وقال الحافظ: له حديث يروى بإسناد مجهول. (¬4) انظر: أسد الغابة (1/ 556).

(إن المؤمن لا ينجس) هو من نجس كسمع وككرم وأصل الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - مرّ ببعض أصحابه فأراد الأخذ بيده فأمسكها وقال: إني جنب فذكره، ويروى له سبب آخر، ومفهوم المؤمن غير مراد فإن الكافر لا ينجس بدنه بكونه جنبًا نعم من يقول أنه نجس الذات فهو نجس مطلقًا. (ق 4) عن أبي هريرة (حم م د ن هـ) عن حذيفة (هـ) عن ابن مسعود (طب) (¬1) عن أبي موسى) الأشعري واللفظ للبخاري. 2098 - "إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه". (حم طب) عن كعب بن مالك. (إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه) جهاد اللسان إقامة الحجة على الكافر ونحو ذلك كما قال - صلى الله عليه وسلم - لحسان: إن هجوه لهم أشد عليهم من وقع النبل، فهو إخبار أن جهاد اللسان كالجهاد بالسيف ومنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الضال وتعليم الجاهل. (حم طب) (¬2) عن كعب بن مالك) قال: لما نزل قوله تعالى: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224)} [الشعراء: 224]، قلت: يا رسول الله ما ترى في الشعر فذكره ورجال أحمد رجال الصحيح. 2099 - "إن المؤمنين يشدد عليهم؛ لأنّه لا يصيب المؤمن نكبة من شوكة فما فوقها ولا وجع إلا رفع الله له به درجة، وحط عنه خطيئة". ابن سعد (ك هب) عن عائشة (صح). (إن المؤمنين يشدد عليهم) أي البلاء. (لأنه) أي الشأن. (لا يصيب المؤمن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاريّ (283)، ومسلم (371)، وأبو داود (231)، والترمذي (121)، والنَّسائيّ (1/ 145)، وابن ماجة (534) عن أبي هريرة، وأحمد (5/ 384)، ومسلم (372)، وأبو داود (230)، والنَّسائيّ (1/ 145)، وابن ماجة (535) عن حذيفة والطبراني في الكبير (12/ 194) (12871) عن ابن عباس. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 456)، (6/ 387)، والطبراني في الكبير (19/ 75) رقم (151)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1934)، والصحيحة (1631).

نكبة) في القاموس (¬1): النكبة بالفتح المصيبة. (من شوكة فما فوقها ولا وجع إلا رفع الله له به) بالبلاء. (درجةٌ) في الجنّة (وحَط عنه خطيئة) فيعظم الأجر بعظم النكبة. ابن سعد (ك هب) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقروه. 2100 - "إن المتحابين في الله في ظل العرش". (طب) عن معاذ. (إن المتحابين في الله) لأجله. (في ظل العرش) تقدم بيان المراد به مرارًا، وفيه الحث على التحاب في الله. (طب) (¬3) عن معاذ). 2101 - "إن المتشدقين في النار". (طب) عن أبي أمامة. (إن المتشدقين) في النهاية (¬4): المتشدقون هم المتوسعون في الكلام من غير تحفظ وتحرر، وقيل: المتشدق الذي يستهزئ بالناس يلوي شدقيه. (في النار) لأنّه يجرهم التشدق إلى ما لا يحل من الأقوال. (طب) (¬5) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عفير بن معدان. 2102 - "إن المجالس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب". (حم ع حب) عن أبي سعيد (ح). (إن المجالس) التي يتجالس فيها الناس. (ثلاثة) أقسام والمراد أهلها ينقسمون ثلاثة هو مجاز عقلي من الإسناد إلى المكان. (سالم) لا إثم يحصله صاحبه ولا أجر، وذلك كمجالس المباحات. (وغانم) يحصل فيه الحسنات ¬

_ (¬1) انظر القاموس (1/ 134). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 206)، وأحمد (6/ 215)، والحاكم (1/ 346)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1935). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 79) رقم (149)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1937). (¬4) انظر النهاية (2/ 453). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 166) رقم (7696)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1773).

ويبعد فيه عن السيئات. (وشاجب) بالشين المعجمة والجيم فموحدة، في النهاية (¬1): أي هالك يقال شجب فهو شاجب وأوسطها خيارها. (حم ع حب) والضياء (¬2) عن أبي سعيد). 2103 - "إن المختلعات والمنتزعات هن المنافقات". (طب) عن عقبة بن عامر. (إن المختلعات) في النهاية (¬3): المختلعات هن المنافقات يعني اللاتى يطلبن الخلع والطلاق من أزواجهن من غير عذر، يقال خلع امرأته خلعًا وخالعها مخالعة واختلعت هي منه فهي خالع. (والمنتزعات) بالنون فمثناة فوقية فزاء فعين مهملة جمع منتزعة من انتزعت الشيء عن الشيء أبعدته عنه أي التي بعّدت نفسها عن زوجها وهو أعم من الأول. (هن المنافقات) لأنهن تظهرن بذلك كراهة الزوج وفي الباطن أنهن يردن سواه يتزوجن به بعد الاختلاع. (طب) (¬4) عن عقبة بن عامر) الجهني وإسناده حسن. 2104 - "إن المرء كثير بأخيه وابن عمه". ابن سعد عن عبد الله بن جعفر. (إن المرء كثير بأخيه وابن عمه) يتقوى بهما ويعيناه على أموره وشد بهما أزره والحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - يوم قتل جعفر بن أبي طالب ابن عمه (ابن سعد (¬5) عن عبد الله بن جعفر) بن أبي طالب الجواد. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 445). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 75)، وأبو يعلى (1062)، وابن حبان (585)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1774)، والضعيفة (3143). (¬3) النهاية (2/ 142). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 339) رقم (935)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1938)، والصحيحة (632). (¬5) أخرجه القضاعي في الشهاب (186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1777)، والضعيفة (1895).

2105 - "إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها: وكسرها، طلاقها". (م ت) عن أبي هريرة (صح). (إن المرأة خلقت من ضلع) تقدم الكلام عليه في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "استوصوا بالنساء خيرًا" وفيه أن ما خلق منه العبد كان فيه شعبة منه ولذا يقال: المرأة تحب الرجل لأنها خلقت منه والرجل يحب الطين لأنّه خلق منه. قال: ولكننا منها خلقنا لغيرها وما كنت منه فهو شيء محبب. (لن تستقيم لك على طريقة) بل هي كثيرة البلوى. (فإن استمتعت بها استمعت بها وبها عوج) فلا يتم الاستمتاع بها إلا مع اعتقاد بعض جفائها. (وإن ذهبت تقيمها كسرتها) فإن العوج إذا أردت إقامته كسرته وبيّن كسرها بما يكون فقال: (وكسرها طلاقها) وفراقها وهو مناف لطلب الاستمتاع بها فهو توصية بالصبر على أخلاق النساء. (م ت) (¬1) عن أبي هريرة). 2106 - "إن المرأة خلقت من ضلع وإنك إن ترد إقامة الضلع تكسرها فدارها تعش بها". (حم حب ك) عن سمرة (صح). (إن المرأة خلقت من ضلع وإنك إن ترد إقامة الضلع تكسرها فدارها) من المداراة. (الملاطفة) والاغتفار. (تعش بها) تمتع بها متاعًا حسنًا. (حم حب ك) (¬2) عن سمرة) بن جندب، قال الحاكم: صحيح وأقروه، ورمز المصنف لصحته. 2107 - "إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه". (حم م د) عن جابر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاريّ (3331)، ومسلم (1468)، والترمذي (1188). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 8)، وابن حبان (4178)، والحاكم (4/ 174)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1944).

(إن المرأة تقبل في صورة شيطان) قال المصنف في الديباج (¬1): إنه إشارة إلى الهوى والفتنة في نفوس الرجال، من الميل إلي النساء، فهي شبيهة بالشيطان في دعائه إلى الشر ووسوسته وتزيينه. (وتدبر في صورة شيطان فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته) بحسنها. (فليأت أهله) للجماع. (فإن ذلك) إتيان أهله. (يرد) بالمثناة تحت من الرد، وقال صاحب النهاية (¬2): رُوي بالموحدة من البرد انتهى. (ما في نفسه) من الميل إلي مرادها، وهذا من الأدوية النبوية في إذهاب ما يجده العبد من الميل إلى ما لا يحل له وتقدم نظيره في: "إذا رأى أحدكم". (حم م د) (¬3) عن جابر). 2108 - "إن المرأة تنكح لدينها، ومالها، وجمالها، فعليك بذات الدين تربت يداك". (حم م ت ن) عن جابر (صح). (إن المرأة تنكح لدينها) لأجله. (ومالها وجمالها) أي لأجل أحد الثلاثة فإنها التي يدعو العبد إلى النكاح (فعليك) أيها الناكح (بذات الدين)، إغراء بقصد ذات الدين من بين الثلاث الصفات الحاملة على النكاح. (تربت يداك) في النهاية (¬4): ترب الرجل إذا افتقر أي لصق بالتراب، وأترب: إذا استغنى، وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب ولا يريدون الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر بها كما يقولون: قاتله الله، وقيل: معناها لله درك، وقيل: أريد به المثل ليرى المأمور بذلك الجد وأنه إن خالفه فقد أساء، وقال بعضهم: هو دعاء على الحقيقة؛ لأنّه قال لعائشة ذلك؛ لأنّه رأى الحاجة خيرًا لها والأول أوجه انتهى. ¬

_ (¬1) انظر الديباج (4/ 11). (¬2) النهاية (1/ 293). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 330)، ومسلم (1403)، وأبو داود (2151)، والترمذي (1158)، والنَّسائيّ في السنن الكبرى (9121). (¬4) انظر النهاية (1/ 184).

(حم م ت ن) (¬1) عن جابر). 2109 - "إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: لذي دم موجع، أو لذي غرم مفظع، أو لذي فقر مدقع"، (حم 4) عن أنس. (إن المسألة) السؤال من العباد. (لا تحل إلا لأحد ثلاثة) بيّنها بقوله: (لذي دم موجع) مؤلم، في النهاية (¬2): هو أن يتحمل دية فيسعى فيها حتى يؤديها إلى أولياء المقتول، فإن لم يؤدها قتل المتحمّل عنه فيوجعه قتله. (أو لذي غُرْم) بضم الغين المعجمة وسكون الراء، أي حاجة لازمة من غرامة مثقلة. (مفظع) بالظاء المعجمة الشديد الشنيع. (أو لذي فقر مدقع) بالدال المهملة فقر شديد يقضي بصاحبه إلى الدقعاء، وهو التراب، وقيل هو: احتمال سوء الفقر، أفاده في النهاية (¬3)، وفي الحديث تحريم المسألة على غير الثلاثة ويأتي زيادة عليه في حرف الميم. (حم 4) (¬4) عن أنس بسند جيد). 2110 - "إن المسجد لا يحل لجنب ولا حائض". (هـ) عن أم سلمة. (إن المسجد لا يحل) سكونه والبقاء فيه. (لجنب) هو من أصابته الجنابة، يستوي فيه الواحد والجمع، أو يقال: جنبان وأجناب، أفاده في القاموس (¬5) ويباح له إذا كان عابر سبيل على أحد الأقوال في الآية. (ولا لحائض) ذات حيض. (هـ) (¬6) عن أم سلمة). 2111 - "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في مخرقة الجنّة حتى يرجع". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 302)، ومسلم (715)، والترمذي (1086)، والنَّسائيّ (6/ 18). (¬2) انظر النهاية (5/ 157). (¬3) انظر النهاية (2/ 127). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 114، 126)، وأبو داود (1641)، والترمذي (653)، وابن ماجة (2198)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1780). (¬5) انظر القاموس (1/ 48). (¬6) أخرجه ابن ماجة (645)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1782).

(حم م ت) عن ثوبان (صح). (إن المسلم إذا عاد أخاه) في الله زاره في مرضه إذ ذلك مفهوم العيادة. (لم يزل في مخرف) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة والراء، هو الحائط من النخل. (الجنّة) أي أنه لما يحوزه من الثواب كأنه في حائط الجنّة يخترف ثمارها وقيل المخرفة الطريق أي في طريق يؤديه إلى الجنّة. (حتى يرجع) من عيادته وفيه حث على العيادة وتقدم عدة أحاديث في ذلك. (حم م ت) (¬1) عن ثوبان) مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 2112 - "إن المظلومين هم المفلحون يوم القيامة". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب، ورسته في الإيمان عن أبي صالح الحنفي مرسلًا. (إن المظلومين في الدنيا) هم المفلحون. (يوم القيامة) بالأجور التي يحوزونها. (ابن أبي الدنيا (¬2) في: ذم الغضب، ورسته): بضم الراء، وسكون السين المهملة، (في الإيمان، عن أبي صالح) عبد الرحمن بن قيس (الحنفي) بالمهملة والنون والفاء، نسبة إلى بني حنيفة (مرسلًا). 2113 - "إن المعروف لا يصلح إلا لذي دين، أو لذي حسب، أو لذي حلم". (طب) وابن عساكر عن أبي أمامة. (إن المعروف) هو النصفة وحسن الصحبة مع الأهل وغيرهم من الناس. (لا يصلح إلا لذي دين) لا يفعله إلا ذو دين أو لا يفعل إلا معه. (أو لذي حسب) شرف ومناقب معروفة. (أو لذي حلم) تثبت وأناه وافتقارة لأن من عنده هذه الصفات كان عنده باعث على المعروف لما يرجوه من الأجر أو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 279)، ومسلم (2568)، والترمذي (967). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (35)، ورسته في الإيمان كما في الكنز (7633)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1784).

لشرف طباعه وكرم طباعه، فيسديه إلى الناس ويحتمل أن المراد لا يصلح إعطاؤه إلا لأحد الثلاثة؛ لأنهم الذين يحافظون على صنائع المعروف، ويكونون لها أهلًا، يرشد إليه ما تقدم من حديث: "إذا أراد الله بعبد خيرًا"، جعل صنائعه ومعروفه في أهل الحفاظ الحديث، فهو أحب أنه لا يطلب المعروف إلا من أحد الثلاثة، أو على أنه لا يوضع إلا في أحدهم. (طب) وابن عساكر (¬1) عن أبي أمامة). 2114 - "إن المعونة تأتي من الله للعبد على قدر الْمَؤُنَةِ وإن الصبر يأتي من الله على قدر المصيبة". الحكيم والبزار والحاكم في الكنى هب) عن أبي هريرة. (إن المعونة) بفتح الميم وضم المهملة الاسم من أعانه. (تأتي من الله للعبد على قدر الْمَؤُنَةِ) بالهمز من مأن القوم: إذا احتمل مؤنتهم أقواتهم، أي أنه تعالى يرزق العبد على قدر نفقته. (وأن الصبر يأتي من الله) ينزله على قلب عبده. (على قدر المصيبة) فهو تعالى أعلم بما يدفع به العبد حاجته. الحكيم والبزار والحاكم في الكنى (هب) (¬2) عن أبي هريرة) بإسناد حسن. 2115 - "إن المقسطين عند الله يوم القيامة على منابر من نور، عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم، وأهاليهم، وما ولوا". (حم م ن) عن ابن عمر (صح). (إن المقسطين) جمع مقسط وهو العادل من أقسط. (عند الله يوم القيامة على منابر من نور) النور عرض والمنابر أجسام فيخلقها تعالى من النور ويجعل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 149) رقم (7652)، والبيهقي في الشعب (10967)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1785) وقال في الضعيفة (779): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 376)، والبيهقي في الشعب (9956)، والقضاعي في الشهاب (992)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده (423)، وابن عدي في الكامل (2/ 37)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1952)، وحسنه في الصحيحة (1664).

الأعراض أجسامًا كما أسلفناه أو المراد أنها في الإضاءة والإشراق كالأنوار. (عن يمين الرحمن) أي حال كونهم عن يمينه وقدمنا الكلام في أمثال هذه الصفات، ورجح النووي وجوب الإيمان به ولا نعتقد ظاهره ونتكلف تأويله وله معنى يليق بجلال الله. (وكلتا يديه يمين) ثم فسرهم بقوله: الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا) عام بعد خاص. (حم م ن) (¬1) عن ابن عمر). 2116 - "إن المكثيرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله تعالى خيرًا فنفح فيه يمينه وشماله، وبيّن يديه ووراءه وعمل فيه خيرًا". (ق) عن أبي ذر (صح). (إن المكثرين) في الدنيا. (هم المقلون يوم القيامة) أقلوا في الحسنات لشغلهم بالأموال والاستكثار منها، ولأنها تتسع عليهم التكاليف فلا يقومون بحقها. (إلا من أعطاه الله تعالى خيرًا فنفح) بالنون والفاء والحاء المهملة، في النهاية (¬2): أي ضرب يديه بالعطاء، والنفح الرمي والضرب. (فيه يمينه وشماله وبيّن يديه ووراءه) أي أعطاه في جهات الخير وهو كحديث: "إلا من قال به هكذا وهكذا" والمراد عمم بالعطاء جهات الخير كلها. (وعمل فيه خيرًا) هو تعميم بعد التخصيص. (ق) (¬3) عن أبي ذر) ورواه غيرهما. 2117 - "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضي بما يطلب". الطالسي عن صفوان بن عسال. (إن الملائكة لتضع أجنحتها) تقدم عليه الكلام في قوله: اطلبوا العلم". (لطالب العلم رضي بما يطلب) من العلم والمراد به علم الكتاب والسنة، وما له نفع فيهما ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 160)، ومسلم (1827)، والنَّسائيّ (8/ 221). (¬2) انظر النهاية (5/ 89). (¬3) أخرجه البخاريّ (6443)، ومسلم (94).

(الطَّيالسيّ (¬1) عن صفوان بن عسال) بمهملتين الثانية مشددة وإسناده حسن. 2118 - "إن الملائكة لتصافح ركاب الحجاج وتعتنق المشاة". (هب) عن عائشة. (إن الملائكة) الذين في الأرض. (لتصافح) تقدم تفسير المصافحة في: "إذا التقى المسلمان". (ركاب الحجاج) جمع راكب. (وتعتنق) بالعين المهملة من المعانقة وهو الأخذ بالعنق تعظيمًا، وفيه إبانة لفضيلة (المشاة) على الركاب، ويحتمل أنه عند قدومهم بيت الله أو عند قدومهم أوطانهم أو ملائكة كل جهة حيث يلقاهم من فيها من الملائكة. (هب) (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف وإسناده ضعيف. 2119 - "إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء رحمة على فقراء المسلمين، لما فيه من الشدة". (طب) عن ابن عباس. (إن الملائكة لتفرح بذهاب الشتاء رحمة) منهم وهي علة الفرح وقد كملت فيه شروط حذف اللام لما يدخل. (على فقراء المسلمين فيه من الشدة) من المشقة عليهم وفيه فرح الملائكة بما يحصل للمؤمنين من الخير، واختص الشتاء لأنّه يشق على المؤمن فيه الطاعات التي تحضرها الملائكة. (طب (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف يعلي بن ميمون. 2120 - "إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه تماثيل أو صورة". (حم ت حب) عن أبي سعيد. (إن الملائكة لا تدخل بيتًا) أي محلًا (فيه تماثيل) أي أوثان ونحوها. (أو ¬

_ (¬1) أخرجه الطَّيالسيّ (1165)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1956). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4099)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1788): موضوع. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 100) رقم (11171)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1789) وقال في الضعيفة (643): منكر.

صورة) صورة حيوان تقدم مرارًا (حم ت حب) (¬1) عن أبي سعيد). 2121 - "إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب ولا صورة" (هـ) عن علي. (إن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب) ولو كان من المأذون في اتخاذه (ولا صورة) كما تقدم. (هـ) (¬2) عن علي) وفي مسلم معناه. 2122 - "إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير، ولا المتمضخ بالزعفران، ولا الجنب". (حم) عن عمارة بن ياسر. (إن الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير) بل بالشر والعذاب كما قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} [الأنعام: 93] الآية. (ولا) تحضر. (المتمضخ بالزعفران) وهو المتلطخ به في البدن ويحتمل أن يراد جنازته فيكون مجرورًا أو أعم من ذلك فيكون منصوبًا. (ولا) تحضر. (الجنب) أي من مات جنبًا متساهلًا في الاغتسال فلا تحضر جنازته ولا تحضره فيكون أعم ففيه ما في الذي قبله. (حم) (¬3) عن عمار بن ياسر). 2123 - "إن الملائكة لا تزال تصلي على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة". الحكيم عن عائشة. (إن الملائكة لا تزال تصلي على أحدكم) تستغفر له. (ما دامت مائدته موضوعة) للأضياف ونحوهم. (الحكيم (¬4) عن عائشة) بإسناد ضعيف. 2124 - "إن الملائكة صلت على آدم فكبرت عليه أربعًا". الشيرازي عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 90)، والترمذي (2805)، وابن حبان (5849)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1961). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3650)، ومسلم (2106) بمعناه. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 320)، وأبو داود (4176)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1960). (¬4) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1790)، والضعيفة (5274).

(إن الملائكة صلت على آدم) صلاة الجنازة (فكبرت عليه أربعًا) ثم قالت: هذه سنتكم في صلاتكم على موتاكم يا بني آدم هو من أدلة من يقول أنها أربع. (الشيرازي (¬1) عن ابن عباس) ورواه الخطيب وغيره. 2125 - "إن الموت فزع فإذا رأيتم الجنازة فقوموا". (حم م د) عن جابر (صح). (إن الموت فزع) هول وخوف ورعب (فإذا رأيتم الجنازة فقوموا) تقدم الكلام في ذلك في: "إذا" مرت. (حم م د) (¬2) عن جابر). 2126 - "إن الموتى ليعذبون في قبورهم حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم". (طب) عن ابن مسعود. (إن الموتى) أي أجسامهم (ليعذبون في قبورهم) قد ثبت ذلك ثبوتًا بلا مرية وثبت الاستعاذة من عذاب القبر (حتى إن البهائم لتسمع أصواتهم) أصوات المعذبين، قال ابن القيم في كتاب الروح (¬3) قال الحافظ عبد الحق الإشبيلي (¬4): حدثني الفقيه أبو الحكم بن برجان وكان من أهل العلم والعمل أنهم دفنوا ميتًا بقريتهم من شرقي إشبيلية فلما فرغوا من دفنه قعدوا ناحية يتحدثون ودابة ترعى قريبًا منهم، وإذا بالدابة قد أقبلت مسرعة إلى القبر وجعلت أذنها عليه كأنها تسمع، ثم ولت فأرة عنه، ثم عادت إلى القبر وجعلت أذنها عليه كأنها تسمع، ثم ولت فأرة فعلت ذلك مرة بعد أخرى، ذكر لنا ولده الحكاية ونحن نسمع عليه كتاب مسلم، ولما بلغ القارئ عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنهم يعذبون عذابًا تسمعه ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 272)، والدارقطني (2/ 71)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1787). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 319)، ومسلم (960)، وأبو داود (3174). (¬3) الروح (ص: 53). (¬4) انظر كذلك العاقبة في ذكر الموت (ص: 247) طبعة دار الأقصى، الكويت.

البهائم" وقد ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حادت به بغلته حتى كادت تلقيه لما مرّ بقبر يعذب، قال بعض أهل العلم: ولهذا السبب يذهب الناس بدوابهم إذا مغلت إلى قبور اليهود والمنافقين والإسماعيلية، فإن أهل الخيل يقصدون قبورهم بذلك فإذا سمعت الخيل عذاب القبر أحدث لها فزعًا وحرارة يذهب بالمغل. (طب) (¬1) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، وإسناده: حسن بل قيل صحيح. 2127 - "إن الميت ليعذب ببكاء الحي". (ق) عن عمر (صح). (إن الميت ليعذب ببكاء الحي) أي عليه، هذه رواية عمر، وفي رواية ابنه عبد الله: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه" وقالت عائشة: رحم الله ابن عمر والله ما كذب ولكنه أخطأ ونسي إنّما مرّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على يهودية وهم يبكون عليها فقال: إنهم يبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها (¬2). وقالت في الرد على عمر: رحم الله عمر والله ما حدث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن المؤمن ليعذب ببكاء أحد ولكن قال: "إن الله ليزيد الكافر عذابًا ببكاء أهله عليه" (¬3) وفي رواية: أنها قالت: رحم الله عمر وابن عمر والله ما هما بكاذبين ولكنهما وهما، قال الحافظ ابن حجر (¬4): إنه قد اختلف الناس في ذلك واختار الطبري في تهذيبه: أن المراد بالبكاء ما كان من النياحة المنهي عنها وأن المراد بالعذاب الذي يعذب به الميت ما يناله من الأذى من معصية أهله لله، واختار هذا جماعة من الأئمة آخرهم تقي الدين ابن تيمية (¬5)، وروى أحمد: "الميت يعذب ببكاء الحي عليه إذا قالت النائحة: واعضداه واناصراه واسنداه جبذ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 200) رقم (10459)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1965)، والصحيحة (1377). (¬2) مطلب في البكاء على الميت، عنوان وضع على الحاشية. (¬3) أخرجه البخاريّ (1288). (¬4) انظر: تلخيص الحبير (2/ 280 - 281) رقم (806). (¬5) انظر: مجموع الفتاوى (24/ 370).

الميت، وقيل له: أنت كذلك" (¬1) ورواه الترمذي بلفظ: "ما من ميت يموت ويقوم باكيهم فيقول واجبلاه واسنداه إلا ويلزمه ملكان بلهازمه أهكذا أنت" (¬2) ورواه الحاكم (¬3) وصححه وشاهده في الصحيح عن النعمان بن بشير قال: أغمي على عبد الله بن رواحة فجعلت امرأته تبكي وتقول واجبلاه واكذا واكذا فلما أفاق قال: ما قلت شيئًا إلا وقيل لي أنت كذا أنت كذا فلما مات لم تبك عليه، قلت: يريد لما قتل وبلغ خبر قتله لم يبكوا عليه وإلا فإنه لم يمت من مرضه ذلك بل استشهد في غزوة مؤتة (¬4)، وقيل: إن المراد من أوصى أهله بأن يبكوه وقد كانوا يوصون أهلهم أن يبكوا عليهم ويشقوا الجيوب ويلطموا الخدود كما قيل: إذا مت فابكيني بما أنا أهله ... وشقي علي الجيب يا أم معبد وقال لبيد وقد حضرته الوفاة يخاطب ابنتيه: تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر فقوما فقولا بالذي تعلمانه ... لا تخمشا وجهًا ولا تحلقا شعرًا (ق) (¬5) عن عمر) ورواه ابنه كما عرفت. 2128 - "إن الميت يعرف من يحمله، ومن يغسله، ومن يدليه في قبره". (حم) عن أبي سعيد. (إن الميت يعرف من يحمله، ومن يغسله، ومن يدليه في قبره) وقد قدمنا بحثًا حسنًا في إيصال الأرواح بالأبدان بعد الموت. (حم) (¬6) عن أبي سعيد) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 414). (¬2) أخرجه الترمذي (1003). (¬3) أخرجه البخاريّ (4268) واستدركه الحاكم فوهم (3/ 44). (¬4) انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (3/ 529). (¬5) أخرجه البخاريّ (1290)، ومسلم (927). (¬6) أخرجه أحمد (3/ 3)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1794)، والضعيفة (3152).

سكت عليه المصنف وفيه راو مجهول. 2129 - "إن الميت إذا دفن سمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه منصرفين". (طب) عن ابن عباس. (إن الميت إذا دفن سمع) بعد دفنه. (خفق نعالهم) عند انصرافهم عنه كما قال: (إذا ولوا عنه منصرفين) فلا يحول بينه وبيّن سماع ذلك القبر. (طب) (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف ورجاله ثقات. 2130 - "إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه". (د ت هـ) عن أبي بكر. (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه) في النهاية (¬2): يقال أخذت على يد فلان إذا منعته عما يريده كما قيل: أمسكت يده. (أوشك) بفتح الهمزة وسكون الواو أي قرب، قال في النهاية (¬3): وقد تكرر في الحديث يوشك بكسر الشين أن يكون كذا أي يقرب ويدنو ويسرع يقال أوشك بفتح الهمزة يوشك إيشاكًا فهو موشك وقد وشك وشكًا ووشاكة انتهى. (أن يعمهم الله بعقاب) يشمل من لا ذنب له ومن له ذنب. (منه) أي من الله وهو تعظيم لشأن العقاب وأنه منه تعالى، ويحتمل أن يعود إلى الظالم وأنه يسلطه عليهم. (د ت هـ) (¬4) عن أبي بكر)، قال في الأذكار (¬5): بأسانيد صحيحة. 2131 - "إن الناس دخلوا في دين الله أفواجًا وسيخرجون منه أفواجًا". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 87) رقم (11135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1967). (¬2) انظر النهاية (1/ 28). (¬3) انظر النهاية (5/ 189). (¬4) أخرجه أبو داود (4338)، والترمذي (2168)، وابن ماجة (4005)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1973)، والصحيحة (1564). (¬5) يعني به: الأذكار للنووي، انظر فيه برقم (872).

(حم) عن جابر (صح). (إن الناس دخلوا في دين الله أفواجًا) جمع فوج بزنة فلس وهو الجماعة من الناس وانتصابه على الحالية من فاعل يدخلون وهذا إخبار عما وقع بعد الفتح وأما قبله فكانوا يدخلون أفرادًا. (وسيخرجون منه أفواجًا) كما دخلوا، وذلك عند اقتراب الساعة حيث تعبد الأوثان ولم يبق من يقول الله. (حم) (¬1) عن جابر) بإسناد حسن ورمز المصنف لصحته. 2132 - إن الناس لكم تبع وإن رجالًا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرًا". (ت هـ) عن أبي سعيد. (إن الناس لكم) أيها المخاطبون. (تبع) في الخير والشر. (وإن رجالًا يأتونكم من أقطار الأرض) جمع قطر وهو الناحية وفي رواية في الترمذي الأرضين. (يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرًا) تقدم الكلام على هذه العبارة وهو وصية لطلبة العلم، وكان يقول بعض الصحابة لمن أتاه لطلب العلم أهلًا بمن وصاني فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (ت هـ) (¬2) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف وفيه ضعف لضعف أبي هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين مصغر مشهور بكنيته متروك ومنهم من كذبه (¬3)، ولفظه في سنن ابن ماجه: عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد مرفوعًا أنه قال: "إنه سيأتيكم أقوام يطلبون العلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبًا مرحبًا بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقنوهم" قلت: للحكم ما أقنوهم؟ قال: علموهم انتهى، في لفظ له عنه بلفظ الجامع طلبًا أي أن فيه زيادة بعد قوله الأرضين يتفقهون في الدين وهذه الزيادة ثابتة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 343)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1796)، والضعيفة (3153). (¬2) أخرجه الترمذي (2650)، وابن ماجة (249)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1797). (¬3) انظر: التقريب (4840).

أيضًا في لفظ رواية الترمذي. 2133 - "إن الناس يجلسون من الله تعالى يوم القيامة على قدر رواحهم إلى الجمعات الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع". (هـ) عن ابن مسعود. (إن الناس يجلسون من الله تعالى) من إكرامه وإحسانه إليهم أو في مجالس التزاور الذي يأتي حديثه والله أعلم بمراد رسوله فيه. (يوم القيامة على قدر رواحهم في الجمعات) فمن كان أسبق رواحًا كان أقرب مجلسًا. (الأول) وهو الذي تقدم أنه كالمهدي بدنة. (ثم الثاني) وهو الذي كالمهدي بقرة. (ثم الثالث) وهو الذي كالمهدي كبشًا. (ثم الرابع) وهو الذي كالمهدي دجاجة، وفيه الحث على التبكير إلى صلاة الجمعة وتقدم حد وقته وهو من بعد الزوال. (هـ) (¬1) عن ابن مسعود) بإسناد حسن. 2134 - "إن الناس لا يرفعون شيئًا إلا وضعه الله تعالى ". (هب) عن سعيد بن المسيب مرسلًا. (إن الناس لا يرفعون شيئًا) بغير حق أو فوق قدره الذي أذن فيه. (إلا وضعه الله) حقره وهونه وهذا شاهد في الأبنية ونحوها مما يعظمه الناس ويتنافسون به، ويأتي: "أن حقًا على الله أن لا يرفع شيئًا من أمر الدنيا إلا وضعه"، فيقيد هذا بأمر الدنيا. (هب) (¬2) عن سعيد بن المسيب مرسلًا). 2135 - "إن الناس لم يعطوا شيئًا خيرًا من خلق حسن" (طب) عن أسامة بن شريك. (إن الناس لم يعطوا شيئًا خيرًا من خلق حسن) فإنه ينال به صاحبه خير الدنيا والآخرة كما سلف غير مرة، وفيه أن الخلق الحسن عطية من الله تعالى. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1094)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1800)، والضعيفة (2810). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10511)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1799).

(طب) (¬1) عن أسامة بن شريك) الثعلبي بمثلثة. 2136 - "إن النبي لا يموت حتى يؤمه بعض أمته" (حم) عن أبي بكر. (إن النبي) ظاهره للجنس وأن المذكور حكم ثابت لجنس الأنبياء ويحتمل أنه للعهد وأن المراد نفسه. (لا يموت حتى يؤمه) يكون إمامه في الصلاة. (بعض أمته) وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - أمه عبد الرحمن بن عوف في صلاة الفجر في بعض الغزوات، وفي إمامة أبي بكر له - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة خلاف، هل كان الإِمام هو - صلى الله عليه وسلم - أو أبو بكر؟ ويحتمل أن يراد بالإمامة مطلق الاقتداء به في أي فعل وهو واقعٌ أيضًا وفيه تشريف لأمته. (حم) (¬2) عن أبي بكر). 2137 - "إن النذر لا يقرب من ابن آدم شيئًا لم يكن الله تعالى قدره له، ولكن النذر يوافق القدر، فيخرج ذلك من البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج". (م هـ) عن أبي هريرة (ح). (إن النذر) في النهاية (¬3): نذرت أنذر وأنذر نذرًا إذا أوجبت على نفسك شيئًا تبرعًا من عبادة أو صدقة أو غير ذلك انتهى. (لا يقرب من ابن آدم شيئًا لم يكن الله قدره له) إنّما قد يوافق ما قدره الله فيكون سببًا لنجح حاجته، كما قال: (ولكن النذر يوافق القدر فيخرج ذلك) أي النذر بالمال كما دل له يخرج: (من البخيل ما لم يكن البخيل يريد أن يخرج). إن قلت: قد ثبت أن الصدقة قد تجلب الرزق وتدفع غضب الرب وترد البلاء والنذر بالمال نوع منها. قلت: فرق الحكيم بين الأمرين لحكمة لا نعرفها أو لأن النذر لا يخرجه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 179) (463)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1977). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1803). (¬3) النهاية (5/ 92).

الناذر إلا وقد نال ما يريد لأنّه يجعله معلقًا بنيل مطلوبه فكان سببًا أن الله لم يجعل له أثرًا بخلاف الصدقة وهي تبذل لا لتعليقها بمراد قد حصل. إن قلت: هل فيه دلالة كراهة النذر بالمال؟ قلت: فيه الإخبار أنه لا أثر للنذر في نيل مطلوب ولا دفع مرهوب ولا دليل على كراهية إلا أن يقال أنه إذا كان لا أثر له فهو إضاعة مال فيحرم ففيه تأمل. (م هـ) (¬1) عن أبي هريرة). 2138 - "إن النذر لا يقدم شيئًا ولا يؤخره وإنما يستخرج به من البخيل". (حم ك) عن ابن عمر (صح). (إن النذر لا يقدم شيئًا ولا يؤخره وإنما يستخرج به من البخيل) سلف الكلام عليه. (حم ك) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما وأقروه. 2139 - "إن النهبة لا تحل". (هـ حب ك) عن ثعلبة بن الحكم (صح). (إن النهبة) بضم النون وسكون الهاء الاسم من نهب أي النهب والسلب. (لا تحل) وسبب الحديث ما ذكره المصنف في الكبير عن ثعلبة بن الحكم الليثي قال: أصبنا يوم خيبر غنمًا فانتهبها الناس فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقدورهم تغلي فقال: "ما هذا؟ " قالوا نهبة يا رسول الله قال: "أكفئوها فإن النهبة لا تحل" وقد حمل الصحابة النهي على العموم فكفوا عن انتهاب النشار حتى قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما لكم لا تنتهبون؟ " قالوا: إنك نهيت عن النهبى قال: "إنّما نهيت عن نهبى العسكر" وإن كان الحديث فيه مقال. (هـ حب ك) (¬3) عن ثعلبة بن ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1640)، وابن ماجة (2123). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 118)، والحاكم (4/ 204)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1980). (¬3) أخرجه ابن ماجة (3938)، وابن حبان (5169)، والحاكم (2/ 134)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1987)، والصحيحة (1673).

الحكم) الليثي رمز المصنف لصحته. 2140 - "إن النهبة ليست بأحل من الميتة". (د) عن رجل. (إن النهبة ليست بأحل من الميتة) أي وقد علمتم تحريم الميتة فالنهبة مثلها فإذا استحللتم الميتة استحللتم النهبة. (5) (¬1) عن رجل) من الصحابة وجهالته لا تضر كما عرفت. 2141 - "إن الهجرة لا تنقطع ما دام الجهاد". (حم) عن جنادة. (إن الهجرة) عن دار الكفر. (لا تنقطع) وجوبها على المؤمن. (ما دام الجهاد) أي والجهاد واجب إلى يوم القيامة. (حم) (¬2) عن جنادة) بضم الجيم ابن أبي أمية الأزدي بإسناد صحيح. 2142 - "إن الهدي الصالح، والسمت الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة". (حم د) عن ابن عباس. (إن الهدي الصالح) في النهاية (¬3): هو السيرة والهيئة والطريقة. (والسمت) بالسين المهملة مثلثة هو الهدي فالعطف تفسيري. (الصالح) وهو ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (والاقتصاد) من القصد تقدم أنه التوسط بين الطرفين في جميع الأحوال وأكثر ما يراد به في الإنفاق. (جزء) الجزء النصيب والقطعة من الشيء. (من خمسة وعشرين جزءًا من النبوة) في النهاية (¬4) أن هذه الخلال من شمائل الأنبياء ومن جملة الخصال المعدودة من خصالهم وأنها جزء معلوم من أجزائهم فاقتدوا بهم فيها وتابعوهم وليس المراد أن النبوة تتجزأ ولا أن من جمع هذه الخلال كان فيه جزء من النبوة فإن النبوة غير مكتسبة ولا مجتلبة بالأسباب ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2705)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1986). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 62)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1991). (¬3) النهاية (2/ 134). (¬4) النهاية (1/ 741).

وإنما هي كرامة من الله عَزَّ وَجَلَّ ويجوز أن يراد بالنبوة ما جاءت به النبوة ودعت إليه الأنبياء. (حم د) (¬1) عن ابن عباس) بإسناد ضعيف. 2143 - "إن الود يورث والعداوة تورث". (طب) عن عفير. (إن الود يورث والعداوة تورث) أي أن المحبة إذا كانت بين رجلين انقلبت بعدهما إلى أولادهما وكذلك البغاضة فهو إخبار بما جعله الله بين عباده القدر إلَّا أنه حكم شرعي ثم هو أغلبي. (طب) (¬2) عن غفير) بالغين المعجمة والفاء تصغير غفر رجل من العرب كان يأتي إلى أبي بكر وإسناده ضعيف. 2144 - "إن الولد مبخلة مجبنة". (هـ) عن يعلي بن مرة. (إن الولد مبخلة مجبنة) مفعلة بفتح العين من البخل والجبن أي يحمل أبويه على البخل والجبن ويدعوهما إليه فيبخلان بالمال والنفس لأجل الولد وفي معناه أنكم تبخلون وتجبنون. (هـ) (¬3) عن يعلي بن مرة) بضم الميم الثقفي بإسناد صحيح. 2145 - "إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة محزنة". (ك) عن الأسود بن خلف طب عن خولة بنت حكيم. (إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة) من الجهل العمل على الجهل لأنّه يشغل الأوقات عن التعلم. (محزنة) من الحزن لأنّه يحزن أبويه كما يقال إن عاش كدني وإن مات هدني. (ك) عن الأسود بن خلف) بن عبد يغوث القرشي بإسناد صحيح، (طب) (¬4) عن خولة بنت حكيم) قالت: أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - حسنًا ثم قبله ثم ذكره. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 296)، وأبو داود (4776)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1993). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 190) رقم (508)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1807). (¬3) أخرجه ابن ماجة (3666)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1989). (¬4) أخرجه الحاكم (3/ 296) عن الأسود بن خلف، والطبراني في الكبير (1/ 236) رقم (647) عن خولة بنت حكيم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1990).

2146 - "إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفعه فليرفعهما". (د ت ك) عن ابن عمر (صح). (إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه) تقدم حديث: "إذا سجد العبد سجد معه سبعة أعراب" وعد منها اليدين والمراد الكفان كما في ذلك حديث بلفظهما لأنهما اللذان يسجدان كما يسجد الوجه. (فإذا وضع أحدكم وجهه) على الأرض. (فليضع يديه) باطن كفيه. (وإذا رفعه فليرفعهما). (د ت ك) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقرَّه الذهبي. 2147 - "إن اليهود والنصارى لا يصبغون، فخالفوهم". (ق د ن هـ) عن أبي هريرة (صح). (إن اليهود والنصارى لا يصبغون) لحاهم وشعرهم (فخالفوهم) في الصبغ وتقدم في الصبغ أحاديث كثيرة وقدمنا الكلام في حديث: "اخضبوا" قال المصنف في الديباج (¬2) قال القاضي: اختلف السلف من الصحابة والتابعين في الخضاب فقال قوم: الخضاب أفضل وقال آخرون: تركه أفضل، وقال الطبري: الأحاديث في الخضاب كلها صحيحة، أحاديث النهي وأحاديث الأمر وليس فيها ناسخ ولا منسوخ بل الأمر بالتغيير لمن شيبة مستقبح والنهي لمن ليس كذلك وهو الأشمط واختلاف السلف في الأمرين لذلك. (ق د ن هـ) (¬3) عن أبي هريرة) وفي الباب غيره أيضًا. 2148 - "إن آدم قبل أن يصيب الذنب كان أجله بين عينيه، وأمله خلفه، فلما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (892)، والنسائي في السنن الكبرى (679)، والحاكم (1/ 226)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1994). (¬2) الديباج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (5/ 143). (¬3) أخرجه البخاريّ (3462)، ومسلم (2103)، وأبو داود (4203)، والنَّسائيّ (8/ 137)، وابن ماجة (3621).

أصاب الذنب جعل الله تعالى أمله بين عينيه وأجله خلفه، فلا يزال يؤمل حتى يموت". ابن عساكر عن الحسن مرسلًا. (إن آدم) أبا البشر. (قبل أن يصيب الذنب) الذي قصه الله. (كان أجله) أي الموت. (نصب عينيه وأمله خلفه) فلا يشاهده أي خلف أجله وهو الموت أي كان أمله في الآخرة دون الدنيا فلا يشتغل بغير التزود للرحيل ولا يرى الإقامة لنفسه. (فلما أذنب الذنب) الذي حكاه الله. (جعل الله تعالى أمله بين عينيه) عقوبة له على ذنبه. (وأجله خلفه) فلا ينظر إليه. (فلا يزال يأمل حتى يموت) ولعل هذه العقوبة ورثها أبناؤه وأصابهم شؤم ذنب أبيهم كما أصابهم الإخراج من الجنّة بسبب ذنبه كما قال له موسى -عليه السلام-: "أخرجتنا ونفسك من الجنّة ... " وفي الإخبار إخبار بأن الذنوب سبب للذنوب فإن تقريب الأمل وتبعيد الأجل أسباب للاشتغال بما نهى عنه والإعراض عما أمر العبد به. (ابن عساكر (¬1) عن الحسن مرسلًا). 2149 - "إن آدم خلق من ثلاث تربات سوداء وبيضاء وحمراء". ابن سعد عن أبي ذر. (إن آدم خلق من ثلاث تربات) جمع تربة، تقدم الكلام في ذلك في حديث: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض". (سوداء وبيضاء وحمراء) وعلى تلك الألوان جاء بنوه في ألوانهم (ابن سعد (¬2) عن أبي ذر) الغفاري. 2150 - "إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي". الحارث عن عوف بن مالك. (إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي) فإنه بخل بما ينفعه ولا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (7/ 442)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 272)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1352)، وقال في الضعيفة (2008): منكر. (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 34)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1516)، وصححه في الصحيحة (1580).

يضره. (الحارث) بن أبي أسامة (¬1) (عن عوف بن مالك) بإسناد ضعيف. 2151 - "إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء". (ع) عن أبي هريرة (ض). (إن أبخل الناس من بخل بالسلام) برده على من يلقاه من الناس ابتداء أو ردًا. (وأعجز الناس من عجز عن الدعاء) فإنه عجز عن كل خير بأيسر عمل. (ع) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 2152 - "إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي الأب". (حم خد م د ت) عن ابن عمر (صح). (إن أبر البر) الإحسان. (أن يصل الرجل أهل ود أبيه) من كان يودهم الأب من قرابته أو من غيرهم. (بعد أن يولي الأب) يغيب بوفاته لأنّه قد يصلهم في حياته لأجله فإذا وصلهم بعد موت أبيه لأجله فهو أعظم البر بالأب؛ كما يقال: ويكرم ألف للحبيب المكرم ... ولأنه يترحم على أبيه ويدعي له (حم خد م د ت (¬3) عن ابن عمر). 2153 - "إن إبراهيم حرم بيت الله وأمنه وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها: لا يقلع عضاهها ولا يصاد صيدها". (م) عن جابر (صح). (إن إبراهيم) الخليل. (حرم بيت الله وأمنه) بدعائه إلى الله أن يجعله بلدًا آمنًا، وتقدم الكلام عليه في: "اللهم". (وإني حرمت المدينة ما بين لابتيها) تثنية لابة وهي الحرة، واللبتان حرتان يكتنفان المدينة، وتقدم التعبير بأنهما بمأزقها. (لا ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (4498)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1355). (¬2) أخرجه أبو يعلى (6649)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1519). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 88)، والبخاري في الأدب المفرد (41)، ومسلم (2552)، وأبو داود (5143)، والترمذي (1903).

يقلع عضاهها) بكسر العين وتخفيف الضاد جمع عضاهة. (ولا يصاد صيدها) وفي أبي داود: "لا ينفر صيدها" أي يزعج فاصطياده بالأولى. (م) (¬1) عن جابر)، ولم يخرجه البخاريّ. 2154 - "إن إبراهيم ابني وإنه مات في الثدي وإن له ظئرين يكملان رضاعه في الجنّة". (حم م) عن أنس (صح). (إن إبراهيم ابني) الإخبار عنه بذلك للشفقة والتلطف. (وإنه مات في الثدي) بفتح المثلثة وسكون المهملة وتكسر معروف، وأريد به في الرضاع فإنه مات وله ستة عشر أو ثمانية عشر شهرًا. (وإن له ظئرين) بالهمز: المرضعة غير ولدها، وفي القاموس (¬2) الظئر: العاطفة على ولد غيرها، المرضعة له في الناس وغيرهم للذكر والأنثى. (يكملان رضاعه) إلى الحولين. (في الجنّة) وفيه أنه حي ولعل الظئرين من الحور العين. (حم م) (¬3) عن أنس). 2155 - "إن أبغض الخلق إلى الله تعالى العالم يزور العمال". ابن لال عن أبي هريرة. (إن أبغض الخلق إلى الله تعالى) أبعدهم منه منزلة وأقلهم لديه حظًا. (العالم يزور العمال) للسلطان لما يلزم من مداهنتهم والتشبه بهم، وإيثار الدنيا على الدين بتحسين أحوالهم وأفعالهم، وأما لو خالطهم لإنكار منكر أو نفع مسلم ودفع ظلم جاز (ابن لال (¬4) عن أبي هريرة)، وهو ضعيف لضعف محمَّد السياح. 2156 - "إن أبغض عباد الله إلى الله العفريت النفريت، الذي لم يرزأ في مال ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1362). (¬2) انظر القاموس (2/ 34). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 112)، ومسلم (2316). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (3090)، والديلمي في الفردوس (822)، والرافعي في التدوين (3/ 451)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1357)، والضعيفة (3299): موضوع.

ولا ولد". (هب) عن أبي عثمان النهدي مرسلًا. (إن أبغض العباد إلى الله العفريت) بالعين المهملة والفاء والراء، في النهاية: هو الداهي الخبيث الشديد، وقيل: هو الجموع المنوع، وقيل هو: الظلوم، وقال مجد الدين الجوهري: العفريت والنفريت وشدد تاؤه مع ألفه النافذ في الأمر المبالغ فيه مع دهاء مقصود. (والنفريت) بالنون والفاء أتباع له، وقال الزمخشري (¬1): والعفر والعفريت والعفرية والعفارية: القوي المتشيطن الذي يعفر قِرْنه، والياء في عفرية وعُفارية للإلحاق بشرذمة وعذافرة، والهاء فيهما للمبالغة، والتاء في عفريت للإلحاق بقنديل، كذا في النهاية (¬2). (الذي لم يزرأ) بالمثناة من تحت، فالراء فزاي فهمز من الرزى، وهو: المصيبة. (في مال ولا ولد) أي لم يصب في ماله بجائحة ولا في ولده بأي أمر يحزنه، وذلك لأن من أحبه الله ابتلاه، ولهذا كان الأنبياء أشد الناس بلاءً ثم الأمثل فالأمثل فمن لم يصب الله مال ولا ولد فهو أبغض العباد إليه؛ لأنّه ما أهله الله لتقديم فرط يلقاه أجره (هب) (¬3) عن أبي عثمان النهدي مرسلًا) واسم أبي عثمان عبد الرحمن. 2157 - "إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، ويجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبيّن أهله، فيدنيه منه، ويقول: نعم أنت" (حم م) عن جابر (صح). (إن إبليس يضع عرشه على الماء) سرير ملكه على ماء البحر. (ثم يبعث سراياه) جنوده الذين يقوي بهم العباد. (فأدناهم) أقربهم (منه منزلة أعظمهم) ¬

_ (¬1) الفائق (1/ 414). (¬2) النهاية في غريب الحديث (3/ 262). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (9910)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1358)، والضعيفة (2660).

لعباد الله. (فتنة) في نفس أو مال ليفتنه في دينه. (يجيء أحدهم) ممن يبعثه. (فيقول فعلت كذا وكذا) لأمر فتن به العباد (فيقول) إبليس مجيبًا عليه: (ما صنعت شيئًا) يعتد به يقر به عينه. (ويجئ أحدهم فيقول ما تركته) أي الذي أردت فتنته. (حتى فرقت بينه وبيّن أهله) أوقعت الفرقة بينهما وهدمت الألفة. (فيدنيه) إبليس يقربه منه (فيقول: نعم أنت) أي الذي أتيت بما أحب وذلك لأن فراق الرجل لأهله أقبح شيء، ولذا كان الطلاق أبغض الحلال إلى الله فكان أحب الأشياء إلى عدو الله إبليس، وقوله أنت أي الكامل أو الذي أقريت عيني أو نحوه مبتدأ حذف خبره. (حم م) (¬1) عن جابر بن عبد الله). 2158 - "إن إبليس يرسل أشد أصحابه وأقوى أصحابه إلى من يصنع المعروف في ماله". (طب) عن ابن عباس. (إن إبليس يبعث أشد أصحابه) أشدهم في الإغواء والخداع والإضلال. (وأقوى أصحابه) في ذلك. (إلى من يصنع المعروف في ماله) أي فيمنعه عنه ويعده الفقر ويوسوس له ويحبب إليه ماله ويبغض إليه فعل المعروف، وفي الحديث إرشاد إلى إطراح الوساوس في فعل المعروف والإعراض عنها وأنها من عمل الشيطان فإنه يعد الفقر ويأمر بالفحشاء. (طب) (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عبد الحكم بن منصور. 2159 - "إن ابن آدم لحريص على ما منع". (فر) عن ابن عمر (صح). (إن ابن آدم) أي جنسه (لحريص على ما منع) وفي معناه لو منع الناس من فت بعرة لفتوها وسببه أن النفس تتشوق إلى ما منعت لظنها أنه شيء نفيس ولذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 314)، ومسلم (2813). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 214) رقم (11536)، وانظر المجمع (10/ 254)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1359): ضعيف جدًا.

فإن إبليس لم يأت آدم -عليه السلام- ووسوس له إلا بما منع عنه لا من قبل ما أمر به وشوقه وعلله بالعلل المطمعة من الخلود والملك الذي لا يبلى والكون من الملائكة وذكر ما يأتي المعاصي من المخالفة عن المنهيات الممنوع عنها ولذا قيل: منعت شيئًا فأكثرت الولوع به ... أحب شيء إلى الإنسان ما منعا (فر) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الشارح في الصغير (¬2): إسناده ضعيف. 2160 - "إن ابن آدم إن أصابه حر قال: حس، وإن أصابه برد قال: حس". (حم طب) عن خولة. (إن ابن آدم إن أصابه حر قال: حس) بالحاء المهملة المفتوحة والسين، وفي الشرح: المكسور والسين المهملة، كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مَضَّه أو أحرقه غفلة كالجمرة أو الضربة، أفاده في النهاية (¬3) وليست هذه الكلمة باسم ولا فعل بل صوت كالأنين الحادث عند المرض. (وإن أصابه برد قال حس) أي فهو يتوجع من الأمرين الحر والبرد، وهو إعلام بأن هذا طبعه وليس فيه نهي إلا أن يدعي أن السياق يفيده كما قال من أشار إلى معناه: يتمنى المرء في الصيف الشتاء ... فإذا جاء الشتاء أنكره فهو لا يرضى بحال واحد ... قتل الإنسان ما أكفره (حم طب) (¬4) عن خولة) سكت عليه المصنف، وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (885)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1360)، والضعيفة (2963): ضعيف جدًا. (¬2) انظر: التيسير شرح الجامع الصغير (2/ 295) رقم (2165). (¬3) انظر النهاية (1/ 385). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 410)، والطبراني في الكبير (24/ 231) رقم (589)، وصححه الألباني في =

2161 - "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين". (حم خ 3) عن أبي بكرة (صح). (إن ابني) يريد به الحسن بن علي رضي الله عنهما، (هذا) قد ثبت في الأحاديث أنه والحسين أبناؤه - صلى الله عليه وسلم -. (سيد) من السيادة وتقدم معناها (وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، هو من أعلام النبوة؛ فإنه إخبار بالغيب وهو ما وقع من مصالحة الحسن معاوية وهو مشهور، قال أبو عمر بن عبد البر (¬1): لما قتل علي - رضي الله عنه - بايع الحسين أكثر من أربعين ألفًا كلهم قد بايع أباه قبله على الموت وكانوا أطوع للحسن وأحب إليهم من أبيه فبقي تسعة أشهر خليفة بالعراق وما وراء النهر من خراسان، ثم سار إلى معاوية وسار معاوية إليه، فلما ترائى الجمعان بموضع يقال له: سكين في بادية الأنبار في أرض السواد، وعلم أنها لن تغلب إحدى الفئتين حتى تذهب أكثر الأخرى فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصير الأمر إليه والقصة معروفة وأشرنا إلى طرف منها في شرح التحفة العلوية، وفي قوله: عظيمتين رد على من زعم أنه صالح لقلة الناصر وأشار إلى ذلك من قال: قد صالح الحسن بن هند وهو ... في الأبطال من أبناء عبد مناف وأتى بجيش كالجبال يقودهم ... يمشون فيظل القنا الرعاف والإتيان بهذا اللفظ إشارة إلى أنه لا يخرج عن السيادة بخروجه عن الإمارة بل السيادة ثابتة له أنها للحسن - رضي الله عنه - وأن الله تعالى يحقن به دماء عباده المسلمين وأشار إلى ذلك السيد محمَّد الوزير مخاطبًا للإمام المهدي من أبيات: وإن كنت مقتديًا بالحسين ... فلي قدوة بأخيه الحسين ¬

_ = صحيح الجامع (1527)، والصحيحة (1578). (¬1) انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (1/ 114، 260).

فقد حمد المصطفى فعله ... لإطفائه لنيار الفتن ولو كان في فعله مخطئًا ... لما كان للمدح معنى حسن (حم خ 3) (¬1) عن أبي بكرة). 2162 - "إن أبواب الجنّة تحت ظلال السيوف". (حم م ت) عن أبي موسى (صح). (إن أبواب الجنّة تحت ظلال السيوف) الظل: الفيء والمراد أن دخول الجنّة في معارك الجهاد، فأطلق أبواب الجنّة على سببها من إطلاق المسبب على السبب وعليه كلام النهاية (¬2)، قال في قوله: "الجنّة تحت بارقة السيوف، وتحت أقدام الأمهات": أي أن هذه الأشياء تؤدي إلى الجنّة، وإطلاق ظلال السيوف على الجهاد كناية ويحتمل أن المراد أبواب الجنّة حقيقة تحت ظلال السيوف لقرب دخول المجاهد الجنّة فهي موجودة تحت ظلال السيوف، وهو حث على الجهاد بالغ. (حم م ت (¬3) عن أبي موسى). 2163 - "إن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس، لا ترتج حتى يصلي الظهر؛ فأحب أن يصعد لي فيها خير". (حم) عن أبي أيوب (صح). (إن أبواب السماء تفتح) لقبول الطاعات والدعوات، (عند زوال الشمس) ميلها عن كبد السماء. (فلا ترتج) بالجيم: تغلق. (حتى يصلي الظهر فأحب أن يصعد لي فيها خير) والمراد به: الأربع الركعات التي كان يصليها قبل الظهر، وتقدم فيها حديثان في الهمزة مع الراء في قوله: "أربع" يدل على أن المراد، هذا تمام الحديث عند مخرجه، قلت: يا رسول الله يقرأ فيهن كلهن قال: "نعم"، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (9/ 37)، والبخاري (2704)، وأبو داود (4662)، والترمذي (3773)، والنسائي (1/ 107). (¬2) انظر النهاية (3/ 159). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 396، 410)، ومسلم (1902)، والترمذي (1659).

قلت: ففيهما سلام فاصل؟ قال: "لا". (حم (¬1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: إسناده ضعيف. 2164 - "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا" (خ) عن عائشة (صح). (إن أتقاكم) أكثركم تقوى. (وأعلمكم) بالله (أنا) سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - صنع شيئًا، فتنزه عنه أقوام فبلغه ذلك، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه" وذكره، هذا أحد ألفاظه وقد ورد بألفاظ أخر، وله سبب آخر أيضًا، قال النووي (¬2): في الحديث حث على الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم -، والنهي عن التعمق في العبادة، وذم المتنزه عن المباح شكا في إباحته، وفيه أن القرب إلى الله سبب لزيادة الخشية، وفيه أن التقوى والخشية عمدتها ما وقع في القلوب من معرفة الله والإيمان به تعالى لا كثرة الأعمال وترك المباحات، كما دل له صدر الحديث فإنه لما كان - صلى الله عليه وسلم - لا يعرف الله أحدُ معرفته ولا يؤمن أحد إيمانه كان أتقى الناس وأخشاهم له. (خ (¬3) عن عائشة وغيرها). 2165 - "إن أحب عباد الله إلى الله أنصحهم لعباده". (عم) في زوائد الزهد عن الحسين مرسلًا. (إن أحب عباد الله إلى الله أنصحهم لعباده) قدمنا الكلام في النصيحة في قوله: "إن الدين". (عم) (¬4) في زوائد الزهد عن الحسين مرسلًا). 2166 - "إن أحب عباد الله إلى الله: من حبب إليه المعروف، وحبب إليه فعاله". ابن أبي الدنيا: في قضاء الحوائج، وأبو الشيخ في كتاب: الثواب، عن أبي سعيد". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 416)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1532). (¬2) النووي في شرح صحيح مسلم (15/ 107). (¬3) أخرجه البخاريّ (20). (¬4) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد كما في الكنز (44953)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1364).

(إن أحب عباد الله إلى الله من حبب) مبني للمجهول أي من حبب الله. (إليه المعروف) وهو الإحسان إلى الناس وقد سلف الكلام عليه في: "إن الله جعل المعروف". (وحبب) يحتمل أنه مبني للمفعول أي وحبب الله (إليه فعاله) ويكون كالتأكيد للأول، ويحتمل أنه للمعلوم أي وحبب هذا الإنسان الذي حبب إليه المعروف [2/ 67] غيره على فعال المعروف فيكون فاعلًا للمعروف وداعيًا إلى فعاله غيره (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وأبو الشيخ) (¬1) في كتاب الثواب (عن أبي سعيد الخدري) بإسناد ضعيف. 2167 - "إن أحب ما يقول العبد إذا استيقظ من نومه: سبحان الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير". (خط) عن ابن عمر. (إن أحب ما يقول العبد إذا استيقظ من نومه) في ليل أو نهار. (سبحان الذي يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير) فإن النوم أخو الموت ومذكر به فتذكر القائم معه قدرة ربه على إحياء الموتى، قال الغزالي: وهذا أول أذكار النهار. قلت: أما إذا قام وقت السحر فليس من النهار. (خط) (¬2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وقد ضعفه مخرجه عقب تخريجه بالوقاصي وقال: كان كذابًا. 2168 - "إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة، وأدناهم منه مجلسًا إمام عادل، أبغض الناس أكثرهم إلى الله، وأبعدهم منه إمام جائر". (حم ت) عن أبي سعيد (ح) ". (إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة) أكثرهم محبوبية لديه. (وأدناهم منه مجلسًا) أقربهم من محل كرامته. (إمام عادل) تقدم تفسيره. (وأبغض الناس ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (2)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1365)، والضعيفة (2849) ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 279)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1367) موضوع.

أكثرهم) مبغوضية (إلى الله) لم يقيده بيوم القيامة؛ لأنّه مبغوض في الدارين. (وأبعدهم منه) من محل إكرامه وإجلاله وإعظامه. (إمام جائر) والمراد بالإمام في الطرفين: ما يشمل السلطان الأعظم ونوابه وقضاته. (حم ت) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. 2169 - "إن أحب أسمائكم إلى الله تعالى: "عبد الله"، "وعبد الرحمن". (م) عن ابن عمر (صح). (إن أحب أسمائكم إلى الله) أكثرها محبوبية (عبد الله وعبد الرحمن) لاشتمالهما على أسمائه الحسنى، وقدمنا الكلام في ذلك في: "أحب". (م) (¬2) عن ابن عمر) وتقدم إخراجه عنه عن جماعة مع مسلم. 2170 - "إن أحدًا جبل يحبنا ونحبه". (ق) عن أنس (صح). (إن أحدًا جبل يحبنا ونحبه) تقدم الكلام عليه في الهمزة مع الحاء المهملة. (ق) (¬3) عن أنس) تقدم عن جماعة من الصحابة إخراجه وتخريجه لجماعة من الأئمة. 2171 - "إن أحدًا جبل يحبنا ونحبه، وهو على تُرعة من ترع الجنّة، وعير على ترعة من ترع النار". (هـ) عن أنس (صح). (إن أحد جبل يحبنا ونحبه وهو على ترعة) بضم المثناة الفوقية وسكون الراء وعين مهملة، وهو في الأصل الروضة على المكان المرتفع، فإذا كانت في المطمئن وهي روضة (من ترع الجنّة)، ولا ينافيه ما تقدم أنه على باب من أبواب الجنّة. (وعير) تقدم ضبطه وأنه باسم الحيوان المعروف وبيان مكانه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 22، 55)، والترمذي (1329)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1363)، والضعيفة (1156). (¬2) أخرجه مسلم (2132). (¬3) أخرجه البخاريّ (7333)، ومسلم (1393).

(على ترعة من ترع النار) هذا من المشاكلة وإلا فليس في النار روضة فالمراد أنه على محل مرتفع في النار وتقدم أنه على باب من أبواب النار، وتقدم أيضًا أنه يبغضنا ونبغضه. (هـ) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 2172 - "إن أحدكم إذا كان في صلاته فإنه يناجي ربه، فلا يبزقن بين يديه، ولا عن يمينه، ولكن عن يساره، وتحت قدمه". (ق) عن أنس (صح). (إن أحدكم إذا كان في صلاته) فرضًا أو نفلًا. (فإنه) فيها (يناجي ربه) يخاطبه بكلامه القرآن وبالأذكار (فلا يبزقن بين يديه) تعظيمًا لجهة القبلة تقدم الكلام عليه في: "إذا صلى". (ولا عن يمينه) لشرف هذين الجانبين فإن ملائكة الرحمة عن اليمين. (ولكن عن يساره وتحت قدميه) فيباح له البزق في ذلك. (ق) (¬2) عن أنس). 2173 - "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكًا، ويؤمر بأربع كلمات، ويقال له: اكتب عمله ورزقه، وأجله وشقي أو سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل منكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل أهل الجنّة فيدخل الجنة". (ق 4) عن ابن مسعود (صح). (إن أحدكم يجمع خلقه) قيل إذا وقعت النطفة في الرحم وأراد الله أن يخلقها بشرًا طارت في جسم المرأة تحت كل ظفر وشعر يمكث (أربعين يومًا) ثم ينزل دمًا في الرحم فيخمر فيه حتى تهيأ للخلق والتصوير (خلقه في بطن أمه) أي في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3115)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1368)، والضعيفة (1820) ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه البخاريّ (405)، ومسلم (551).

رحمها، تقدم الكلام فيه قريبًا في حديث أنس: "إن الله وكل بالرحم". (أربعين يومًا نطفة) يكون منيًا في مدة تلك الأربعين (ثم يكون علقة مثل ذلك) في المدة. (ثم يكون مضغة) قطعة لحم (مثل ذلك) أربعين يومًا. (ثم يبعث الله إليه ملكًا) حين تكاملت أعضاؤه وتشكلت أجزاؤه (ويؤمر) الملك (بأربع كلمات) بيّنها بقوله (ويقال له) يقول الله للملك (اكتب عمله) الذي يعمله في دار الدنيا (ورزقه) الذي قدر له (وأجله) الذي جعل الله له (وشقي) في دار الآخرة (أو سعيد) وهذه عبادة للملك وطاعة وإلا فإنه تعالى قد علم ما يكون من أحواله قبل إيجاده. (ثم ينفخ فيه الروح) ظاهره أنه بعد الكتابة يكون النفخ أي تثبت في أعضائه (فإن الرجل) متفرع عما كتب من الشقاوة والسعادة (منكم ليعمل بعمل أهل الجنّة) من الطاعات (حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع) كناية عن قربه من دخولها بصالحات أعماله (فيسبق عليه الكتاب) أي المكتوب عليه (فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار) تقدم البحث في هذا واستيفاء ما فيه (وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار) من المعاصي (حتى ما يكون بينه وبينها) بين دخولها. (إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة) فيختم له به (فيدخل الجنّة) وقدمنا فيه كلامًا حسنًا في حديث: "إن الله وكل بالرحم". (حم ق 4) (¬1) عن ابن مسعود) وزعم الخطيب البغدادي أن كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قوله: "أو سعيد" والباقي من كلام ابن مسعود وتعقب بأنه في مسلم من حديث سهل. 2174 - "إن أحدكم إذا قام يصلي إنّما يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه؟ ". (ك) عن أبي هريرة (صح). (إن أحدكم إذا قام يصلي إنّما يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه) على أي حال يناجيه هل هو حاضر القلب متدبر ما يقول عالم من يخاطب؟ أم هو غافل لاه قد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 382، 430)، والبخاري (3208)، ومسلم (2643)، وأبو داود (4708)، والترمذي (2137)، والنَّسائيّ في السنن الكبرى (4540)، وابن ماجة (76).

تشتت قلبه في كل وادٍ؟ فإذا كان على الحالة الأولى فليزدد تدبرًا وإقبالًا وحضور قلب، وإذا كان على الثانية فليقبل بقلبه على مولاه. (ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 2175 - "إن أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى به أذى فليمطه عنه". (ت) عن أبي هريرة (ح). (إن أحدكم مرآة أخيه) كالمرآة في تبصيره ما يؤذيه ولذا فرع عليه (فإذا رأى به أذى) ما يؤذيه ويجب أن لا يكون عليه (فليمطه) يزله (عنه) ثم يريه إياه لما تقدم أنه إذا تناول أحدكم عن أخيه شيئًا فليره إياه ومنه يعلم أن المناصحة في الدين أكيدة؛ لأنّه إذا كان مأمورًا بإزالة ما يؤذيه في البدن أو الهيئة، فبالأولى في الدين ولقد هجرت هذه السنن فإن غالب من يرى بأخيه شيئًا في هيئته إنّما يضحك عليه وأما النصيحة في الدين فقد انسدت أبوابها وإن قيلت ما قبلت. (ت) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 2176 - "إن أحساب أهل الدنيا الذين يذهبون إليه: هذا المال". (حم ن حب ك) عن بريدة (صح). (إن أحساب) جمع حسب تقدم الكلام في معناه قريبًا مرارًا (أهل الدنيا) التي هي همهم (الذين يذهبون إليه) يتفاخرون به (هذا المال) وفيه أن فخر أهل الآخرة هو الدين الذي ليس فوقه من فخر (حم ن حب ك) (¬3) عن بريدة) ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 236)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1538)، والصحيحة (1603) (¬2) أخرجه الترمذي (1929)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1371)، والضعيفة (1889) ضعيف جدًا. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 353)، والنسائي (6/ 64)، وابن حبان (700)، والحاكم (2/ 313)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1544).

بأسانيد صحيحة، ورمز المصنف لصحته. 2177 - "إن أحسن الحسن الخلق الحسن". المستغفري في مسلسلاته وابن عساكر عن الحسن بن علي. (إن أحسن الحسن الخلق الحسن) هو أحسن كل حسن لما فيه من خير الدنيا والآخرة (المستغفري) نسبة إلى اسم الفاعل من الاستغفار وهو الحافظ المحدث العلامة أبو العباس جعفر بن محمَّد النسفي، صاحب التصانيف، روى عن خلائق وكان صدوقًا في نفسه إلا أنه يروي الموضوعات في الأبواب ولا يوهنها وحدث عنه جماعة وله كتاب: معرفة الصحابة، وتاريخ نسف، وكتاب الدعوات، وغيرها (¬1) (في مسلسلاته) جمع من مسلسل اسم مفعول من سلسلة: وهو في عرف المحدثين اتفاق الرواة في الإسناد في صيغ الأداء، كسمعت فلانًا قال سمعت فلانًا، أو حدثنا فلان أو نحوه (وابن عساكر (¬2) عن الحسن) بن علي بإسناد ضعيف. 2178 - "إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم". (حم ن حب ك) عن أبي ذر. (إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم) نبت يشبه ورق الزيتون. (حم ن حب ك) (¬3) عن أبي ذر). 2179 - "إن أحسن ما زرتم به الله في قبوركم ومساجدكم البياض". (هـ) ¬

_ (¬1) انظر لترجمته: سير أعلام النبلاء (17/ 564)، الجواهر المضيئة (2/ 19)، والنجوم الزاهرة (5/ 33). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (986)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1373)، والضعيفة (768) موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 147)، والنسائي (8/ 139)، وأبو داود (4205)، والترمذي (1753)، وابن ماجة (3622)، وابن حبان (5474)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1546)، والصحيحة (1509).

عن أبي الدرداء. (إن أحسن ما زرتم به الله) من الثياب. (في قبوركم ومساجدكم البياض) فهو أحب الألوان إلى الله في هذين الموضعين. (هـ) (¬1) عن أبي الدرداء). 2180 - "إن أحسن الناس قراءة من إذا قرأ القرآن يتحزن فيه". (طب) عن ابن عباس. (إن أحسن الناس قراءة) عند الله (من إذا قرأ القرآن يتحزن فيه) يقرأه بتخشع وبكاء وإن لم يبك تباكى. (طب) (¬2) عن ابن عباس) (¬3). 2181 - "إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله" (خ) عن ابن عباس (صح). (إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله) فيه حذف أي تعليم كتاب الله أو الرقية بكتاب الله أو تلاوة لا يصح الأول بحديث أبي بن كعب: علمت رجلًا القرآن فأهدى لي قوسًا فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن أخذتها أخذت قوسًا من نار" فرددتها" (¬4) رواه ابن ماجه ولأبي داود نحوه من حديث عبادة بن الصامت ومثله قوله - صلى الله عليه وسلم - لعثمان بن أبي العاص: "لا تتخذ مؤذنًا يأخذ على أذانه أجرًا" (¬5) ووجه ذلك أن التبليغ واجب للقرآن والسنة، والواجب إنّما يفعله لوجوبه فأخذه المال لا في مقابلة شيء فهو أكل لمال الغير بالباطل، فيتعين أن المقدر الثاني؛ لأن الرقية ليست بواجبة أو الثالث لأن هذا ثواب التلاوة ليس بواجمما على القول بصحة التأجير للتلاوة وقيل بل يقدر الأول، ويدل لصحته حديث تزويجه - صلى الله عليه وسلم - لبعض الصحابة بما معه من القرآن على أن يعلمها؛ لأنا نقول ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3568)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1376): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 7) رقم (10852)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1374). (¬3) وضع هذا العنوان في الهامش: (مطلب أخذ الأجرة على تعليم القرآن). (¬4) أخرجه ابن ماجه (2158). (¬5) أخرجه أبو داود (531)، والترمذي (209)، والنَّسائيّ (2/ 23).

فيه احتمالات أحدها الخصوصية له، وهو بعيد ثانيها: أنها صورة فعل لا ظاهر لها، ثالثها: أنه لم يذكر المهر كعقده - صلى الله عليه وسلم - لبعض أصحابه بامرأة ولم يفرض لها صداقًا فلما مات الزوج أوصى لها عند موته بسهمه من خيبر فهذه الاحتمالات تضعف معارضته لحديث أُبي، إلا أنه قد قيل: إن في حديث أبي مقالات من قبل الإسناد وقد حققنا في رسالة مستقلة جواز أخذ الأجرة على القرآن تعليمًا وتلاوة ورقية وبسطنا أدلة ذلك هنالك أو بأن المعلم يعني أبي بن كعب تبرع بتعليمه فلم يستحق شيئًا ثم أهدى إليه على سبيل العوض فلم يجز له العوض والخلاف فيمن يعقد معه الإجازة. (خ) (¬1) عن ابن عباس) ووهم من نسبه إلى تخريج الشيخين معًا. 2182 - "إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج". (حم في 4) عن عقبة بن عامر (صح). (إن أحق الشروط أن تفوا به) الوفاء بالشروط حق كله ولذا جاء: "المؤمنون عند شروطهم" لكن أحقها بالوفاء. (ما استحللتم به الفروج) لأنّه أعظم ما يستحل فالوفاء بشرطه آكد من غيره (حم في 4) (¬2) عن عقبة بن عامر). 2183 - "إن أخا صُداء هو أَذَّن، ومن أَذَّن فهو يقيم". (حم د ت هـ) عن زياد بن الحارث الصدائي. (إن أخا صُداء) بمهملتين بزنة غراب، قال في القاموس (¬3): حي باليمن. (هو أذن ومن أذن فهو يقيم) أصل الحديث عن زياد أنه قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأمرني فأذنت الفجر، فجاء بلال فأراد أن يقيم فذكره، فأقمت، وفيه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاريّ (5737)، وراجع فتح الباري (10/ 198). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 150)، والبخاري (2721)، ومسلم (1418)، وأبو داود (2139)، والترمذي (1127)، والنَّسائيّ (3/ 23)، وابن ماجة (1954). (¬3) القاموس (1/ 20).

أن من أذن فالحق له في الإقامة، وظاهره أنه لا يجزئ غيره؛ لأن في بعض ألفاظه إنّما يقيم من أذّن (حم د ت هـ) (¬1) عن زياد بن الحارث الصدائي)، سكت عليه المصنف، وإسناده ضعيف. 2184 - "إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون". (حم طب) عن أبي الدرداء. (إن أخوف ما أخاف) أشد خوفي (على أمتي) في دينها ودنياها (الأئمة المضلون) وتقدم التحذير من أئمة الضلال؛ وذلك لأن الباعث على طاعتهم في هواهم ومتابعتهم في دعواهم ما في أيديهم مما جبلت النفوس على طلبه من المال والشرف فيفسد بفسادهم غالب الأمة. (حم طب) (¬2) عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف وفيه راويان مجهولان. 2185 - "إن أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان". (حم) عن عمر (صح). (إن أخوف ما أخاف على أمتي منافق عليم اللسان) تقدم بلفظه في: "أخوف" وتقدم الكلام عليه. (حم) (¬3) عن عمر) رمز المصنف لصحته. 2186 - "إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط". (حم ت هـ ك) عن جابر (صح). (إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط) تقدم حديث أفلح: "أخاف على أمتي ... إلى أن قال واتباع الشهوات في الفروج والبطون" فخصص هذه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 169)، وأبو داود (514)، والترمذي (199)، وابن ماجة (717)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1377). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 441)، والطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (5/ 239)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1551)، والصحيحة (1582). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 22)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1554)، والصحيحة (1013).

القبيحة من بين القبائح. (حم ت هـ ك) (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 2187 - "إن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك الله، أما إني لست أقول: يعبدون شمسًا ولا قمرًا ولا وثنًا، ولكن أعمالا لغير الله، وشهوة خفية". (هـ حل) عن شداد بن أوس. (إن أخوف ما أخاف على أمتي الإشراك الله) هو إذا أطلق تبادر منه عبادة غير الله ولكنه - صلى الله عليه وسلم - أراد غير ذلك، فقال: (أما إني لست أقول تعبدون شمسًا ولا قمرًا ولا) غيرهما من الأوثان. (ولكن) تعملون (أعمالًا) من الطاعات. (لغير الله) فتشركون بالرياء وقد ثبت تسميته شركًا في عدة من الأحاديث، وفي قوله تعالى في قصة آدم وحواء: {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا} [الأعراف: 190] فإنه تعالى سمى معصية تسمية ولدهما عبد الحارث، كما ورد به الحديث في تفسير الآية شركاء، وتكلف الزمخشري (¬2) ومن تبعه في الآية بجعل الضمير في جعلا لأولاد آدم، ولا ملجى إلا ما يخيله: هو قبح إطلاق لفظ الشرك على ذلك فليس ذلك بوجه. (وشهوة خفية) قد تقدم في: "احذروا" إن الشهوة الخفية محبة العالم أن يقعد إليه وقيل الشهوة الخفية: حب العبد اطلاع الناس على عمله. (هـ حل) (¬3) عن شداد بن أوس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف داود والحسن بن ذكوان. 2188 - "إن أدنى أهل الجنّة منزلة لمن ينظر إلى جنانه، وأزواجه، ونعمه، وخدمه، وسرره ومسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه الكريم غدوة وعشية". (ت) عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 382)، والترمذي (1457)، وابن ماجة (2563)، والحاكم (4/ 37)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1552). (¬2) الكشاف (1/ 440). (¬3) أخرجه ابن ماجة (4205)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1378).

(إن أدنى أهل الجنّة منزلة) زاد في رواية: "وليس فيهم دني" أي أحقرهم منزلة من الدون وهو الشيء الحقير. (لم ينظر إلى جنانه) جمع جنة وهو البستان. (ونعمه) جمع نعمة وهو تعميم بعد التخصيص كما أن قوله: (وخدمه) تخصيص بعد التعميم (وأزواجه، ونعمه، وسرره) جمع سرير (مسيرة ألف سنة) قد ثبت أن نعيم الجنّة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال، فلا يقال كيف يدرك نظر الإنسان هذا المقدار؟ ويدرك بحدقته هذه المسافة؟ إن أريد أنه ينظر إليه حقيقة ويشاهده كما هو الظاهر إذ به تتم النعمة وإن أريد من شأنه إن ينظر إليه فلا إشكال. (وأكرمهم) أي أهل الجنة. (على الله من ينظر إلى وجهه غدوة) كل غدوة (وعُشية) ليس في الجنّة غداة ولا عشية إنّما المراد مقدار غداة الدنيا وعشيها من الساعات. فإن قلت: قد تقدم: "إن أدنى أهل الجنّة الذي له ثمانون ألف خادم" الحديث يعارض هذا؟ قلت: لا يعارضه لأن هنا أجمل الخدم والزوجات وغيرهما وبيّن قدر المسافة بذلك فيحمل أنها مسافة تلك المذكورات وأن القبة التي تنصب ما بين الجابية وصنعاء كما في ذلك الحديث هي من جملة هذه المسافة، ويحتمل أن ذلك أدنى أهل الجنّة منزلًا، وأما الحديث الآتي: "إن أدنى أهل الجنّة منزلًا لرجل له دار من لؤلؤة واحدة" يأتي كيف تلفيقه مع هذه الأحاديث؟ قلت: هذا أدناهم منزلًا لا منزلة وإن كان الدنو أمر نسبي. (ت) (¬1) عن ابن عمر) في الترمذي ثم قرأ رسول - صلى الله عليه وسلم -: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة: 22، 23] قال الترمذي: هذا حديث غريب. 2189 - "إن أدنى أهل الجنّة منزلًا لرجل له دار من لؤلؤة واحدة، منها غرفها ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2553، 3330)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1382)، والضعيفة (1985).

وأبوابها". هناد عن عبيد الله بن عمير مرسلًا. (إن أدنى أهل الجنة منزلًا) مستقرًا ودارًا (لرجل له دار من لؤلؤة واحدة منها غرفها وأبوابها) لم يذكر مسافته ولا ما فيه من النعم فيحتمل أنه كالأول في سائر نعمه وأن مسافة هذه الدار كمسافة ما لذلك من النعم أو أنه هو وهذا بيان لداره وأصلها (هناد) (¬1) بفتح الهاء وتشديد النون آخره مهملة هو ابن السري الحافظ القدوة الزاهد شيخ الكوفة، أخذ عن جماعة وحدث عنه خلائق، قال النسائي: ثقة وكان ذا عبادة، له مصنف في الزهد كبير مات سنة 243 وكان يقال له: زاهد الكوفة (¬2) (عن عبيد بن عمير) مصغران (مرسلًا) وهو الليثي قاضي مكة. 2190 - "إن أرحم ما يكون الله بالعبد إذا وضع في حفرته". (فر) عن أنس. (إن أرحم ما يكون الله بالعبد إذا وضع في حفرته) لأنّه أحوج ما يكون إلى الرحمة في تلك الحال ليس له حبيب ولا صديق فهو غريب الدار بعيد عن الزوار منقطع عن كل عمل خارج عن كل أمل تقسم أمواله وينساه أهله وعياله، فيا أرحم الراحمين ارحم غربتنا في اللحود حين ينسانا كل ودود وينشد لسان الحال: أصبحت بقعر حفرتي مرتهنا ... لا أملك من دنياي إلا الكفنا يا من وسعت عباده رحمته ... من بعض عبادك المساكين أنا (¬3) (فر) (¬4) عن أنس) بإسناد ضعيف. 2191 - "إن أرواح الشهداء في طير خضر تعلق من ثمر الجنّة". (ت) عن كعب بن مالك). ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (126)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1380)، والضعيفة (2976). (¬2) انظر لترجمته: سير أعلام النبلاء (11/ 465)، ومقدمة كتابه "الزهد" (1/ 9). (¬3) الأبيات نسبها ابن العماد في الشذرات (5/ 248) إلى جمال الدين بن مطروح (592 - 649)، وانظر: وفيات الأعيان (6/ 266). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (823)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1383)، والضعيفة (2152) موضوع.

(إن أرواح الشهداء في طير) تقدم أنه يقع على الجمع والواحد ووصفه بقوله: (خضر) يشعر أنه جمع (تعلق من ثمر الجنّة) بفتح المثناة الفوقية وسكون العين المهملة وضم اللام أي تأكل وهو في الأصل للإبل إذا أكلت العضاة، يقال: علقت تعلق علوقًا فنقل إلى الطير، قال ابن رجب في كتاب أهوال القبور (¬1): وهذا قد يتوهم منه أنها على هيئة الطير وشكله وأنه وقعه فإن روح الإنسان إنّما هو على صورته ومثاله وشكله انتهى، قال القاضي عياض (¬2): قال بعض متقدمي العلماء: إن الروح جسم لطيف مصور على صورة الإنسان داخل الجسم، وقيل أراد بقوله: "إن أرواحهم في طير خضر" أن الروح الإنسانية المتميزة المخصوصة بالإدراكات بعد مفارقة البدن يهيأ لها طير خضر فتنقل إلى جوفه ليعلق ذلك الطير من ثمر الجنّة فتجد الروح بواسطته ريح الجنّة ولذتها والبهجة والسرور ولعل الروح يحصل لها بتلك الهيئة إذا تشكلت وتمثلت بأمره تعالى طيرًا أخضر كتمثل الملك بشرًا وعلى آية حال كانت فالتسليم واجب علينا لورود البيان الواضح كتابًا وسنة ولا سبيل إلى خلافه، وهذا صريح كما قال ابن القيم في (¬3) دخول الأرواح الجنّة قبل القيامة، ومفهوم الحديث: إن أرواح غير الشهداء ليست كذلك لكن روى الحكيم إنّما نَسَم المؤمن طائر يعلق في شجر الجنّة حتى يرفعه الله يوم القيامة إلى جسده، قال الحكيم: وليس هذا لأهل التخليط فيما نعلمه إنّما هو للصديقين. (ت) (¬4) عن كعب بن مالك) رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أهوال القبور (بص 177). (¬2) انظر: كمال المعلم لفوائد مسلم لقاضي عياض (6/ 308)، وشرح مسلم للنووي (13/ 32)، والديباج شرح صحيح مسلم للسيوطي (4/ 484). (¬3) حادي الأرواح (ص 17). (¬4) أخرجه الترمذي (1641)، وابن ماجة (1449)، وأحمد (6/ 386)، وصححه الألباني في =

2192 - "إن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنّة". (فر) عن أبي هريرة. (إن أرواح المؤمنين) يحتمل إنه عام للشهداء وغيرهم وأن تلك الطيور في الجملة (في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنّة) إلا أنه قد ثبت في الحديث أن تلك الطيور تأوي إلى قناديل من ذهب مدللة في ظل العرش فيحتمل أن المراد بالمؤمنين ما عدا الشهداء فيكون مخصصًا. واعلم أنه: قد اختلف الناس في مستقر الأرواح بعد الموت على عشرة أقوال كما ذكره ابن القيم في كتاب الروح (¬1)، وعقد لها مسألة وسرد أدلة كل قول بما لا يتسع له هنا ولكن ننقل خلاصة ما قاله من القول الراجح؛ فإنه قال: فإن قيل: فقد أكثرتم من أقوال الناس في مستقر الأرواح ومأخذهم فما هو الراجح من هذه الأقوال حتى يعتقد؟ قيل: الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت، فمنها أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء، وهم متفاوتون كما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء، ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنّة حيث شاءت وهي أرواح بعض الشهداء لا جميعهم بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنّة لدين أو نحوه، كما في المسند عن محمَّد بن عبد الله بن جحش أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما لي إذا قتلت في سبيل الله؟ قال: "الجنّة"، ثم ولى ثم قال: "إلا الدين، سارني به جبريل آنفًا" (¬2) فمنهم من يكون محبوسًا على باب الجنّة كما في الحديث الآخر: "ذلك صاحبكم محبوسًا على باب الجنّة" ومنهم من يكون محبوسًا في قبره كما ¬

_ = صحيح الجامع (1559)، والصحيحة (995). (¬1) الروح (29 - 32). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 139)، (350).

في حديث: صاحب الشملة التي غلها ثم استشهد فقال الناس هنيئًا له الجنّة فقال - صلى الله عليه وسلم -: "كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلها لتشتعل عليه نارًا في قبره" (¬1) ومنهم من يكون مقره بباب الجنّة كحديث بن عباس: "الشهداء على بارق نهر الجنّة بباب الجنّة في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنّة بكرة وعشيًا" (¬2) رواه أحمد، وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب حيث أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء، ثم قال: فليس للأرواح سعيدها وشقيها مستقر واحد بل روح في أعلى علييين وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض وأنت إذا تأملت السير والآثار في هذا الباب وكان لك فضل اعتناء عرفت ذلك ولا تظنن أن بين الآثار الصحيحة تعارضًا في هذا الباب؛ فإنها كلها حق يوثق بعضها بعضًا، لكن الشأن في فهمها ومعرفة النفس وأحكامها؛ لأن لها شأنًا غير شأن البدن لأنها في كونها في الجنّة وهي في السماء وتتصل بفناء القبر وبالبدن وهي أسرع شيء حركة وانتقالًا وصعودًا وهبوطًا انتهى كلامه. وقد قدمنا في أول الشرح كلامًا في الأرواح إذا عطفت إلى ما هنا ازددت بصيرة وبعد هذا تعرف أن حديث الكتاب ليس من العام المراد به الخاص ولا المخصوص. (فر) (¬3) وإن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف أبي مقاتل وأبي سهيل وغيرهما. 2193 - "إن أزواج أهل الجنّة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط". (طس) عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاريّ (3074)، وأبو داود (2711)، والنَّسائيّ (7/ 24) وغيرهم. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 266). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (913)، انظر مجمع الزوائد (10/ 419)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1384)، والضعيفة (2151): موضوع.

(إن أزواج) جمع زوج يعم الحور العين وغيرهن من مؤمنات الآدميين. (ليغنين أزواجهن) جمع زوج. (بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط) أي في دار الدنيا وتمام الحديث: "وإن مما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام". (طس) (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، ورجال إسناده ثقات وورد في غناء أهل الجنّة أحاديث أخر اشتمل عليها حادي الأرواح. 2194 - "إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون". (حم م) عن ابن مسعود (صح). (إن أشد الناس عذابًا يوم القيامة) أي من الإِسلام وإلا فالكفار أشد عذابًا. ويحتمل أن يراد (المصورون) من أهل الكفر، وفي رواية لمسلم: "إن من أشد" وتقدم الكلام فيه مرارًا. (حم م) (¬2) عن ابن مسعود). 2195 - "أشد الناس ندامة يوم القيامة رجل باع آخرته بدنيا غيره". (تخ) عن أبي أمامة (صح). (إن أشد الناس) أي: من أشدهم. (ندامة رجل باع آخرته) استبدلها. (بدنيا غيره) ينالها غيره، وذلك لأنّه خسر الدنيا والآخرة، والناس ثلاثة: رجل باع الدنيا بالآخرة فهو أسعد الناس في الدارين، وبائع دينه بدنيا يحويها لنفسه فقد خسر الآخرة دون الدنيا، وبائع دينه بدنيا يحويها غيره فهو أشقى الأشقياء خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين، وأعظمهم أقوام يسفكون الدم الحرام ليتم الملك للجائر الظالم وأحسن من قال (¬3): وأعجب من هذين من باع دينه ... بدنيا سواه فهو من دين أخيب ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4917)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1561). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 375)، والبخاري (5950)، ومسلم (2109). (¬3) أورده الرافعي في التدوين (3/ 167) في ترجمة عبد الرحيم بن إبراهيم بن يوسف.

(تخ) (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته. 2196 - "أشد الناس تصديقا للناس أصدقهم حديثا، وإن أشد الناس تكذيبا أكذبهم حديثًا". أبو الحسن القزويني في أماليه عن أبي أمامة. (إن أشد الناس تصديقًا للناس) في أخبارهم. (أصدقهم حديثًا) وذلك أنه يحمل أخبار الناس على ما يأتي به هو من الأخبار فتحريه للصدق جره إلى حسن الظن فالصدق في الأخبار سبب لأشرف الخلال (وإن أشد الناس تكذيبًا أكذبهم حديثًا) جره كذبه وما اعتاده من قبيح الخلال إلى أقبح منه وقد يؤول به إلى تكذيب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - (أبو الحسن القزويني (¬2) في أماليه عن أبي أمامة). 2197 - "إن أطيب طعامكم ما مسته النار". (ع طب) والضياء عن الحسن بن علي رضي الله عنهما. (إن أطيب طعامكم) أشهاه وألذه وأكثره نفعًا وأقله ضرارًا. (ما مسته النار) باشرته وذلك أنها تذهب عفونيته وتكمل إنضاجه وهذا من الطب النبوي وقد اتفق الأطباء على ذلك وهو إرشاد إلى حفظ الصحة البدنية. (ع طب) والضياء (¬3) عن الحسن بن علي) رضي الله عنهما. 2198 - "إن أطيب الكسب كسب التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يطروا، وإذا كان عليهم لم يمطلوا، وإذا كان عليهم لم يعسروا". (هب) عن معاذ (ض). (إن أطيب الكسب كسب التجار) لكن لا مطلقًا بل الموصوفين بأنهم. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاريّ في التاريخ (6/ 128) (1927)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1388). (¬2) أخرجه أبو الحسن القزويني في أماليه كما في الكنز (6854)، وانظر فيض القدير (2/ 424)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1387)، والضعيفة (2978): موضوع. (¬3) أخرجه أبو يعلى (6740)، والطبراني في الكبير 3/ 86 (2742)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 252) وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1391).

(الذين إذا حدثوا) في كل كلامهم أو في تجاراتهم. (لم يكذبوا وإذا ائتمنوا) من الأمانة. (لم يخونوا أماناتهم وإذا وعدوًا) بأي أمر (لم يخلفوا الميعاد وإذا اشتروا لم يذموا) السلعة لينتقصوا قيمتها. (وإذا باعوا سلعهم لم يطروا) من الإطراء المبالغة في المدح. (وإذا كان عليهم) دين لغيرهم (لم يمطلوا) من له الحق (وإذا كان لهم) دين على الغير. (لم يعسروا) على الغريم في القضاء فإنه قد سلف هذا المعنى مرارًا فمن كانت هذه صفات تجارته فهو أطيب الناس كسبًا. (هب) (¬1) عن معاذ) وإسناده ضعيف. 2199 - "إن أطيب ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم". (تخ ت ك هـ) عن عائشة (صح). (إن أطيب ما أكلتم من كسبكم) كأن المراد بأطيبه بركته والأجر عليه وصلاح القلب به (وإن أولادكم من كسبكم) فكل مما يأتي منهم داخل في أطيبه ما أكلتم. (تخ ت ك هـ) (¬2) بإسناد حسنه الترمذي وصححه أبو حاتم. 2200 - "إن أعظم الذنوب عند الله أن يلقاه بها عبد -بعد الكبائر التي نهى الله عنها- أن يموت الرجل وعليه دين له قضاء" (حم د) عن أبي موسى (صح). (إن أعظم الذنوب عند الله) أي عقوبة. (أن يلقاه بها عبد بعد الكبائر التي نهى الله عنها أن يموت) ومات ولم يتب عنها. (وعليه) أي للعبد (دين) لا يدع. (له قضاء) كأن المراد به من استدان ولم ينو القضاء وإلا فقد ورد أن من استدان دينًا ونيته قضاؤه ومات قضاه الله عنه، ويحتمل أنه وإن قضاه الله عنه فلابد من أن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4854)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (1151)، وقال: قال أبي: هذا حديث باطل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1390)، وقال في الضعيفة (2404): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه البخاريّ في التاريخ (458)، والترمذي (1358)، وابن ماجة (2290)، والنَّسائيّ (7/ ...)، وأحمد (6/ 162)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1566).

يلقى فيه عقوبة، وهو تحذير عن عدم قضاء الدين. (حم د) (¬1) عن أبي موسى) وإسناده جيد، والمصنف رمز لصحته. 2201 - "إن أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضًا في الباطل". ابن أبي الدنيا في الصمت عن قتادة مرسلًا. (إن أعظم الناس خطايا) ذنوبًا. (أكثرهم خوضًا في الباطل) في النهاية (¬2) أصل الخوض المشي في الماء وتحريكه ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرف فيه انتهى، وإنما كان أعظم الخطايا؛ لأن المشارفة في الباطل قبل الدخول فيه فيها أكثر الإثم فكيف الخوض فيه؟ (ابن أبي الدنيا في الصمت) (¬3) في كتابه فيه (عن قتادة) بن دعامة (مرسلًا). 2202 - "إن أعمال العباد تعرض يوم الاثنين ويوم الخميس". (حم د) عن أسامة بن زيد (صح). (إن أعمال العباد) عام للصالحة والطالحة. (تعرض) أي على الله تعالى أي يعرض عمل الجمعة والسبت والأحد. (يوم الاثنين) ويعرض عمل الثلاثاء والأربعاء. (يوم الخميس) وأما عمل اليومين فيحتمل أنه يعرض في يومه ذلك ويحتمل أن الأعمال كلها تعرض في كل اثنين وخميس والأول أقرب. (حم د) (¬4) عن أسامة بن زيد) بإسناد حسن، ورمز المصنف لصحته، وتقدم سبب الحديث وأنه كان - صلى الله عليه وسلم - يتحرى صوم هذين اليومين فسأله عن ذلك أسامة فذكره. 2203 - "إن أعمال بني آدم تعرض على الله عشية كل خميس وليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم". (حم خد) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 392)، وأبو داود (3342)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1392). (¬2) النهاية: (2/ 178). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (74)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1393). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 200)، وأبو داود (2436)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1570).

(إن أعمال بني آدم) أي المؤمنين منهم كما يدل له آخر الحديث. (تعرض على الله عشية كل خميس وليلة الجمعة) بدل من عشية زيادة في الإيضاح وهو تنصيص على وقت أحد اليومين، فلا ينافي ما سبقه من ذكر العرض في اليومين ويحتمل أنه خصص ليلة الجمعة ليقيد قوله: (فلا يقبل عمل قاطع رحم) أن عدم القبول خاص بهذه الليلة، وفي هذا دليل أن المراد أعمال المؤمنين إذ القبول خاص بأعمالهم، وقد سبق أنه لا يقبل عمل المتشاحنين بل يؤخر حتى يصطلحا. (حم خد) (¬1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته. 2204 - "إن أغبط الناس عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من الصلاة، وأحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافًا فصبر على ذلك عجلت منيته، وقلت بواكيه، وقل تراثه". (حم ت هـ ك) عن أبي أمامة (صح). (إن أغبط الناس) تقدم الحديث بألفاظه، إلا اليسير في أغبط الناس وتقدم الكلام عليه (عندي لمؤمن خفيف الحاذ) بحاء مهملة وذال معجمة مخففة: أي قليل المال خفيف الظهر من العيال. إن قلت: هو يعارض حديث: "تناكحوا تكاثروا" ونحوه. قلت: هذا محمول على من يخاف من النكاح التورط فيما لا يحل له، أو أن هذا في بعض الأزمنة وهي أزمنة الفتن ونحوها كما جاء التحريض قصدا لما يبنى على الغربة، وأما من قال أن هذا الحديث ناسخ لأحاديث الحث على النكاح فلا يتم لجهل التاريخ. (ذو حظ من الصلاة) أي النافلة إذ الفرض لا بد منه (أحسن عبادة ربه) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 483)، والبخاري في الأدب المفرد (61)، والتاريخ (322)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1395).

(وأطاعه في السر) وبالأولى في العلن (وكان غامضًا في الناس) مغمورًا فيهم غير مشهور لا يشار إليه بالأصابع هو بيان لمعنى غامضًا. (وكان رزقه كفافًا) بقدر كفايته لا يزيد فيطغيه ولا ينقص فيلهيه (فصبر على ذلك) على ما ذكر من الصفات فكلها تفتقر إلى الصبر. (عجلت منيته) إذ في طول الأعمار خشية الفتنة (وقلت بواكيه) إذ لا أهل له (وقل تراثه) إذا لا مال له (حم ت هـ ك) (¬1) عن أبي أمامة) وعنه رواه فيما سلف والمخرجون هم هؤلاء إلا أن البيهقي في الشعب هنالك عوض عن ابن ماجه هنا، ورمز المصنف لصحته إلا أنه ضعفه ابن القطان والذهبي ببعض رواته. 2205 - "إن أفضل الضحايا أغلاها وأسمنها". (حم ك) عن رجل (صح). (إن أفضل الضحايا) جمع ضحية وهي الشاة يضحي بها أي تذبح ضحى (أغلاها) بالغين المعجمة أي أرفعها قيمة. (وأسمنها) أكثرها سمنًا والمراد من أفضليتها أكثرية ثوابها (حم ك) (¬2) عن رجل) رمز المصنف لصحته. 2206 - "إن أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله". (طب) عن بلال. (إن أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله) تقدم الكلام عليه في: "أفضل الأعمال". (طب) (¬3) عن بلال) مؤذنه - صلى الله عليه وسلم -. 2207 - "إن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون". (طب) عن عمران بن حصين. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 255)، والترمذي (2347)، وابن ماجة (4117)، والحاكم (4/ 123)، والبيهقي في الشعب (10351)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1397). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 424)، والحاكم (4/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1398)، والضعيفة (1678). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 353) رقم (1076)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1400)، والضعيفة (2979).

(إن أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون) جمع حماد فعال مبالغة حامد أي كثير الحمد لله تعالى إذ من حمده كثيرًا فقد عرف صفات كماله واعترف له بنعمه. (طب) (¬1) عن عمران بن حصين). 2208 - "إن أفواهكم طرق القرآن، فطيبوها بالسواك". أبو نعيم في كتاب السواك والسجزي في الإنابة عن علي. (إن أفواهكم) أيها الحفاظ لكتاب الله وقراؤه. (طرق القرآن) يتلونه بها. (فطيبوها بالسواك) أي نظفوها به فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب، وفيه ندبية السواك لأجل التلاوة، وقد ثبت بفعله - صلى الله عليه وسلم - كما ثبت هنا بقوله فكان يستاك لأجل التلاوة، وقد ورد أن الملك يضع فاه على فم التالي فيتأذى بالرائحة الكريهة فلا يقرب من لا يستاك، فيحرم التارك قرب الملك منه. (أبو نعيم في كتاب السواك، والسجزي في الإبانة (¬2) عن علي) بأسانيد ضعيفة. 2209 - "إن أقل ساكني الجنّة النساء". (حم م) عن رجل (صح) ". (إن أقل ساكني الجنّة النساء) هو تصريح بمفهوم: "اطلعت على النار فرأيت أكثر أهلها السودان والنساء" وعلله بأنهن: "يكثرن اللعن ويكفرن العشير". (حم م) (¬3) عن عمران بن حصين). 2210 - "إن أكبر الإثم أن يضيع الرجل من يقوت". (طب) عن ابن عمرو. (إن أكبر) بالباء الموحدة. (الإثم) أي من أكبره. (أن يضيع الرجل من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 124) رقم (254)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1571)، والصحيحة (1584). (¬2) أخرجه ابن ماجة (291)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 296)، والسجزي كما في الكنز (2751)، وذكره ابن دقيق العيد في الإِمام: (1/ 317)، وانظر: البدر المنير (2/ 50)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1401)، والضعيفة (2275): ضعيف جدًا. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 427، 443)، ومسلم (2738).

يقوت) بضم أوله وتشديد الواو في النهاية (¬1): من تلزمه نفقته من أهله وعياله. (طب) (¬2) عن ابن عمرو). 2211 - "إن أكثر الناس شبعًا في الدنيا أطول الناس جوعًا يوم القيامة". (ك) عن سلمان (صح). (إن أكثر) بالمثلثة. (الناس شبعًا في الدنيا أطول الناس جوعًا يوم القيامة) لأنّه يكثر أكله فيكثر شربه فيكثر نومه فتفوته الأعمال الصالحة فيخسر الآخرة (ك) (¬3) عن سلمان) رمز المصنف لصحته وقيل: إن إسناده لين. 2212 - "إن أكثر شهداء أمتي لأصحاب الفراش، ورب قتيل بين الصفين، والله أعلم بنيته". (حم) عن ابن مسعود. (إن أكثر) بالمثلثة أيضًا (شهداء أمتي لأصحاب الفرش) الذين يموتون على فرشهم كصاحب الطاعون والمبطون والغريق والمرأة تموت فجمع، فهؤلاء قد ثبت أنهم شهداء وقد عبد العلامة الأشخري في شرح البهجة نحوًا من أربعين نفسًا جاءت الأحاديث بأنهم شهداء ممن لا يقتل هذا إن أريد بالموت على الفراش مقابل من يموت بالقتل فيدخل الغريق ويحتمل أنه أريد بمن يموت على الفراش الحقيقة وأن المراد من مات ونيته الجهاد وهو عازم عليه وهو الذي يرشد إليه قوله: (ورب قتيل بين صفين) صفي القتال صف المؤمنين وصف عدوهم (الله أعلم بنيته) هل أراد بجهاده لتكون كلمة الله هي العليا فيكون شهيدًا، أم أراد غير ذلك فلا يكون شهيدًا ففيه أنه لا يجزم بالشهادة لقتيل ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 195). (¬2) أخرجها الطبراني في الكبير (12/ 382) رقم (13414)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1402). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 121)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1179).

في سبيل الله لأن النيات لا يعلمها إلا الله تعالى. (حم) (¬1) عن ابن مسعود) بإسناد رجاله ثقات إلا ابن لهيعة. 2213 - "إن أمامكم عقبة كؤود لا يجوزها المثقلون". (ك هب) عن أبي الدرداء (صح). (إن أمامكم) بفتح الهمزة قدامكم وفي رواية: وراءكم (عقبة) جبل يصعدون فيه (كؤودًا) شاقة كنى بها عن مشاق ما يلقونه من أهوال المحشر والمنشر والبرزخ ويحتمل الحقيقة وأنه أريد بها ما ذكر من قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17)} [المدثر: 17]} الآية، ففي كتب التفسير أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "يكلف العبد أن يصعد عقبة في النار كلما وضع يده عليها ذابت فإذا رفعها عادت وإذا وضع رجله ذابت وإذا رفعها عادت" وللمفسرين للآية قولان: أحدهما أنه مثل لما يلقى من العذاب الشاق وثانيها أنها حقيقة والحديث يؤيد الثاني. (لا يجوزها) بالجيم والزاي يقطعها من جاز المكان سار فيه وخلفه كما في القاموس. (المثقلون) جمع مثقل اسم فاعل من أثقل إذا حمل فوق طاقته أي الذين أثقلتهم الخطايا ويحتمل أنه كناية عن عدم تسهيل السير لهم وأن المذنب لا يستطيع المشي في الآخرة، وحملها على ظهره كما ثبت تمثيل ماله بالشجاع الأقرع ونحوه وقد ورد في آيات في الكتاب العزيز صفة الحمل للأوزار هذا ويحتمل أنه جمع مثقَل اسم مفعول من أثقل أيضًا، والمراد بهم وهم الذين حملتهم الشهوات والشياطين الذنوب صاروا مثقلين وقد ضبطه به في نسخة صحيحة. (ك هب) (¬2) عن أبي الدرداء)، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 397)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1404)، والضعيفة (2988). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 574)، والبيهقي في الشعب (10408)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2001)، والصحيحة (2480).

2214 - "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل". (ق) عن أبي هريرة (صح). (إن أمتي) الذين تابعوه (يدعون يوم القيامة غرًا محجلين) تقدم تفسيرهما في حديث: "أمتي يوم القيامة غر من السجود محجلون من الوضوء" فيكون قوله: (من آثار الوضوء) متعلقًا بمحجلين لما تقدم من أنها أي الغرة من السجود إلا أن هذا الحديث يدل أنهما من الوضوء لقوله فيه: (فمن استطاع منكم أن يطيل غرته) ولا مانع من تعدد الأسباب بمسبب واحد والواو في الوضوء مضمومة أي الفعل وجوز ابن دقيق العيد فتحها على إرادة الماء (فمن استطاع منكم أن يطيل غرته) بإدخال بعض الرأس في الغسل (فليفعل) أي فليطل الغرة والتحجيل بأن يجاوز المرفقين والكعبين واقتصر على أحد الأمرين لدلالته على الآخر مثل {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81] أي والبرد واقتصر على الغرة وهي مؤنث وأثرها على التحجيل وهو مذكر لأن محلها أشرف أعضاء الوضوء وأول ما يقع عليه النظر. وقال ابن بطال (¬1): كنى أبو هريرة بالغرة عن التحجيل؛ لأنّه الوجه لا سبيل إلى الزيادة في غسله ورد عليه بأنه يستلزم قلب اللغة وما نفاه ممنوع لأن الإطالة ممكنة في الوجه بالغسل إلى صفحة العنق مثلًا وبإدخال جزء من الرأس وقد اختلف في قدر التحجيل فقيل إلى المنكب والركبة، وقد ثبت عن أبي هريرة رواية وفعلًا وعن ابن عمر من فعله، وقيل: إلى نصف العضد والساق وقيل إلى فوق ذلك، وقالت المالكية: لا يستحب ذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فقد أساء وظلم" وقد دفع هذا بأن رواية مسلم صريحة في الاستحباب فلا تعارض بالاحتمال ودعوى اتفاق العلماء على خلاف مذهب أبي هريرة مدفوع بما نقلناه عن ابن عمر، وقد ¬

_ (¬1) فتح الباري (1/ 236).

صرح باستحبابه جماعة من السلف وأكثر الشافعية والحنفية، وأما تأويلهم الإطالة بالمداومة على الوضوء فاعترض بأن الراوي أعرف بما روى كيفيته وقد صرح برفعه إلى الشارع هذا وقد استدل الحليمي بالحديث بأن الوضوء من خصائص الأمة ورد بأنه قد ثبت في قصة سارة مع الملك الذي أعطاها هاجر أن الملك لما هم بالدنو منها قامت توضأ، وتصلي وفي قصة جريج الراهب أنه قام فتوضأ وصلى وكلمه الغلام فالظاهر أن الذي اختصت به هذه الأمة هو الغرة والتحجيل لا أصل الوضوء. (ق) (¬1) عن أبي هريرة). 2215 - "إن أمتي لن تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافًا فعليكم بالسواد الأعظم". (هـ) عن أنس. (إن أمتي لن تجتمع) في قول ولا فعل ولا ترك (على ضلالة) هي ضد الهدى والأصل فيها الكفر أي لن تجتمع على الكفر وفيه أحاديث بمعناه (فإذا رأيتم اختلافًا) فيه ما يدل أنه أريد بالضلالة غير الكفر ولذا حمله الأصوليون على أن المراد بالأمة المجتهدون وجعلوه من أدلة الإجماع إلا أنه اعترض بأنه لا يلزم من عدم إجماعهم على ضلالة أن لا يجمعوا إلى على الحق لجواز أن يجمعوا على الخطأ وليس بضلالة ولا حق (فعليكم بالسواد الأعظم) إرشاد إلى أنه إذا وقع اختلاف فالنجاة فيما عليه أكثر أهل الإيمان، وفيه إشعار بأن المراد اختلافهم في الإمارة وتعدد من يطلبها وأن النجاة في متابعة الأكثر فهو كحديث: "يد الله مع الجماعة من شذ شذ في النار" (¬2). (هـ) (¬3) عن أنس) وفي إسناده لين. 2216 - "إن أمر هذه الأمة لا يزال مقاربًا". (طب) عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاريّ (136)، ومسلم (246). (¬2) أخرجه الترمذي (2167). (¬3) أخرجه ابن ماجة (3950)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1815)، والضعيفة (2896).

(إن أمر هذه الأمة لا يزال مقاربًا) لطريق الحق والهدى (حتى يتكلموا في الولدان) يحتمل أنه كناية عن اللواط أي يتكلمون في استحسانهم ونحوه أو يتكلمون في أولاد المشركين هل هم في النار أو في الجنّة وقال ابن حبان (¬1): الولدان أطفال المشركين فهو يؤيد الثاني، (والقدر) تقدم الكلام فيه غير مرة. (طب) (¬2) عن بن عباس)، سكت عليه المصنف، ورجاله رجال الصحيح. 2217 - "إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وأن حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس". (خط) عن ابن عمر. (إن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) تقدم الكلام عليه في: "أرأف أمتي" في الهمزة مع الراء (وأن حبر) بفتح الحاء المهملة وقد تكسر والباء الموحدة فراء: هو العالم والصالح (هذه الأمة) في دينها (عبد الله بن العباس) وهذا الحديث من أعلام النبوة فإنه إخبار بالغيب إذ عبد الله كان عند وفاته - صلى الله عليه وسلم - في ثلاث عشرة سنة أو عشر ثم كان عالم الأمة وحبرها، وأعطي من العلم ما لم ينله أحد غيره، وذلك بسبب دعائه - صلى الله عليه وسلم - له حيث قال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" (¬3) وهو في صحيح البخاريّ وأخرجه غيره بألفاظ متقاربة، وقد صدقت الدعوة النبوية واشتهر علمه وسار في الآفاق ذكره، وكانت أكابر الصحابة تعترف له بذلك، وكان عمر يدخله في أكابر الصحابة ويعظمه ويسأله عن تفسير القرآن، وأخرج صاحب الصفوة أنه كان يقول عمر: وإنك لأصبح فتا فينا وجهًا وأحسنهم عقلًا، وأفهمهم في كتاب الله، وعن ابن مسعود أنه كان يقول: نعم ترجمان القرآن ابن عباس، وعن طاووس قال: أدركت نحو خمسمائة من ¬

_ (¬1) الإحسان (صحيح ابن حبان) (15/ 118). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 162) رقم (12764)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2003)، والصحيحة (1675). (¬3) أخرجه البخاريّ (143)، ومسلم (2477).

أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر ابن عباس شيئًا فخالفوه لا يزال يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله، وعن مسروق قال: كنت إذا رأيت ابن عباس، قلت: أجمل الناس، وإذا تكلم قلت: أفصح الناس، وإذا تحدث قلت: أعلم الناس، وعن أبي صالح قال: لقد رأيت لابن عباس محلًا، لو اجتمعت قريش وفخرت به، لكان لها فخرًا، رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاقت بهم الطرق، وما كان أحد يقدر على أن يجيء أو يذهب قال: فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه، فقال: ضع لي وضوءًا، قال: فتوضأ وجلس وقال: اخرج إليهم فقل لهم: من كان يريد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد الله فيه فليدخل قال: فخرجت فناديتهم فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة، فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم مثل ما سألوا عنه وأكثر، ثم قال: إخوانكم، فخرجوا ثم قال: اخرج من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن أو تأويله فليدخل، قال: فخرجت فناديتهم فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما سألوا عن شيء إلا أخبرهم وزادهم مثل ما سألوا أو أكثر، ثم قال: إخوانكم: فخرجوا: فقال: اخرج من أراد أن يسأل عن العربية، والشعر، والغريب من الكلام فليدخل، قال: فقلت لهم: فدخلوا حتى ملأوا البيت والحجرة فما يسألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله، قال أبو صالح: فلو أن قريشًا كلها فخرت بذلك لكان لها فخرًا، ما رأيت مثل هذا لأحد من الناس" (¬1) وكانت وفاته - رضي الله عنه - عنه سنة 68، أيام ابن الزبير وهو ابن سبعين سنة وقيل: إحدى وسبعين، وصلى عليه ابن الحنفية، وقال: اليوم مات رباني هذه الأمة ودفن بالطائف (¬2). (خط) (¬3) عن ابن عمر)، سكت عليه المصنف، ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 538)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 321). (¬2) انظر لترجمته: أسد الغابة (1/ 630)، والإصابة (4/ 141). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 90)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1817)، والضعيفة (3165): ضعيف جدًا.

وهو ضعيف لضعف كوثر بن الحكيم قال الذهبي (¬1): إنه حديث باطل. 2218 - "إن أناسًا من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم لو اشترى رؤيتي بأهله وماله". (ك) عن أبي هريرة (صح). (إن أناسًا من أمتي يأتون بعدي) بعد وفاتي. (يود أحدهم لو اشترى رؤيتي) محبة في الاكتحال بأنوار محياه (بأهله وماله) والمراد رؤيته لي، ويحتمل رؤيتي له بالإضافة إلى الفاعل أو المفعول، وجواب لو محذوف وهو يحذف كثيرًا مثل {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ} [الرعد: 31] ونحوه. (ك) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وَأقروه على ذلك. 2219 - "إن إناسا من أمتي سيتفقهون في الدين، ويقرأون القرآن، ويقولون: نأتي الأمراء فنصيب من دنياهم، ونعتزلهم بديننا، ولا يكون ذلك؛ كما لا يجتني من القتاد إلا الشوك، كذلك لا يجتني من قربهم إلا الخطايا". (هـ) عن ابن عباس. (إن أناسًا من أمتي سيتفقهون في الدين ويقرأون القرآن) عطف خاص على عام إذ قراءته من التفقه في الدين، ويحتمل أنهما غيران (ويقولون نأتي الأمراء) نقصدهم للأخذ مما في أيديهم (فنصيب من دنياهم ونعتزل) عنهم (بديننا) فننال من حلواهم ونسلم [من] بلواهم. (ولا يكون ذلك) أي المذكور من الإصابة من دنياهم والاعتزال بالدين عنهم أي لا يجتمع الأمران. (كما لا يجتني من القتاد) وهو بزنة سحاب: شجر صلب شوكه كالإبر قاله القاموس (¬3). (إلا الشوك كذلك لا يجتني من قربهم إلا الخطايا) والاعتزال بالدين لا يتم وأما النيل من الدنيا فمسكوت عنه لأن الأهم ذكر أنه لا يسلم دين من يقصد أن ينال من خير الأمراء ويسلم من شرهم كمن يقصد أن يجتني من القياد خيرًا فلا ¬

_ (¬1) انظر: ميدان الاعتدال (3/ 416 - 417). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 85)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2008)، والصحيحة (1676). (¬3) انظر القاموس (1/ 325).

يجتني منه إلا الشوك لأنّه ليس فيه سواه، كذلك الأمراء ليس فيهم وفي القرب منهم إلا اكتساب الخطايا: إن قلت: الأمراء قد يصيب من دنياهم بخلاف القتاد قلت: خير الدنيا الذي يناله بالنسبة إلى ما فوته من الدين لا يعد خيرًا قط وهذا الحديث من أعلام النبوة فقد جرب هذا ووقع ولا يكاد يفلح أحد من العلماء اتصل بالسلطان، ولهذا تجنب أعلام الهدى القرب منهم، ووقع في حبائلهم من وقع، والحكايات في النوعين كثيرة شهيرة، ولما اتصل ابن علية بالملوك، وولي القضاء، وكان معتزلًا لهم، عاتبه عبد الله بن المبارك، رحمه الله، وكان إمامًا في العلم، والزهد والورع بهذه الأبيات: يا جاعل الدين له بازيا ... يصيد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين وصرت مجنونًا بها بعدما ... كنت دواء للمجانين أين أحاديثك والقول ... في فتح أبواب السلاطين وأين رواياتك فيما مضى ... عن ابن عون وابن سيرين تقول أكرهت وماذا كز ... زل حمار العلم في الطين (¬1) والحكايات عديدة في الباب وكان يقول العلماء: كنا نتعلم تجنب أبواب السلطان كما نتعلم السورة من القرآن. قلت: وكان لي تلميذ صالح تولى منصب القضاء فكتبت إليه أنصحه كما كتب بن المبارك إلى ابن علية أبياتًا وهي: ذبحت نفسك لكن لا بسكين ... كما رويناه عن طه وياسين (1) ذبحت نفسك والسّون قد وردت ... عليك ماذا ترجى بعد سين ذبحت نفسك بالقضاء عليك وقد ... كنا نعدك للدنيا وللدين ¬

_ (¬1) عدلت الأبيات كما هي في بعض المصادر، وهي في الأصل تختلف قليلًا.

ومنها: فإن تقل أكرهونا كان ذا كذبا ... فنحن نعرف أحوال السلاطين وإن تقل حاجة مست فريثما ... فأين صبرك من حين إلى حين قد شد خير الورى في بطنه حجرا ... ولو أراد أتاه كل مخزون والله وصّى به في الذكر في سُوَرٍ ... كم في الحواميم بدأ والطواسين هي أبيات تزيد على عشرين بيتًا فيها نصائح وإلمام بأحاديث. (هـ) (¬1) عن ابن عباس). 2220 - "إن أناسًا من أهل الجنّة يطلعون على أناس من أهل النار ينظرون إليهم وهم فيها، يقولون: بم دخلتم النار؟ فيقولون: فوالله ما دخلنا الجنّة إلا بما تعلمنا منكم؟ فيقولون: كنا نقول ولا نفعل". (طب) عن الوليد بن عقبة. (إن أناسًا من أهل الجنّة يطلعون على أناس من أهل النار ينظرون إليهم وهم فيها يقولون بم دخلتم النار؟) استفهام تعظيم عن دخولهم النار. (فوالله ما دخلنا الجنّة إلا بما تعلمنا منكم) من العلم والهدى. (فيقولون كنا نقول ولا نفعل) {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)} [الصف: 3]، وفيه أن العلم والخير لا ينفع صاحبه إذا لم يعمل، وتقدم حديث الذي يلقى في النار ويجتمع عليه أهل النار ويسألونه فيم عذب، وفيه أن أهل الجنّة يخاطبون أهل النار ويعرفونهم وهو من زيادة العذاب عليهم ومن تمام نعيم أهل الجنّة. (طب) (¬2) عن الوليد بن عقبة) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف أبي بكر الداهري. 2221 - "إن أنواع البر نصف العبادة، والنصف الآخر الدعاء". ابن صصري في أماليه عن أنس. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1818)، والضعيفة (1250). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 150) رقم (405)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 276)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1819).

(إن أنواع البر) أفعال الخير. (نصف العبادة، والنصف الآخر الدعاء) فهو نصف أعمال العبادة وتقدم أنه أفضل العبادة. (ابن صصري في أماليه (¬1) عن أنس) بإسناد ضعيف. 2222 - "إن أهل الجنّة يأكلون فيها، ويشربون، ولا يتفلون، ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولكن طعامهم ذلك جشاء كرشح المسك، يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس". (حم م د) عن جابر (صح). (إن أهل الجنّة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون) من أفواههم. (ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون) أي ليس فيها شيء من أوساخ الدنيا الناشئة عن المأكل والمشرب. (ولكن طعامهم ذلك جشاء) بالجيم والشين معجمة ممدود مهموز وهو تنفس المعدة كما في القاموس (¬2) (ورشح) بالراء مفتوحة وستين معجمة وحاء مهملة وهو العرق (كرشح المسك) المسك لا رشح له فالمراد كعرق المسك إلا أنه عبر عنه بالشرح مشاكلة، ويحتمل أنه نزل ما يذاق من المسك منزلة العرق له بجامع الإسالة. (يلهمون التسبيح) التنزيه لله تعالى (والتحميد) له الثناء عليه وهو استئناف بياني جواب سؤال مقدر كأنه قيل: إذا كانت لهم هذه النعمة التي لا تقادر قدرها ولا يطاق شكرها فهل يحمدون الله عليها فذكره: (كما تلهمون النفس) فيه أنهم يتلذذون به كما تتلذذون بالنفس الخارج من الفم. إن قلت: النفس ليس بإلهام بل هو أمر طبيعي يصدر عن الطبيعة بغير اختيار ولا إلهام؟ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد (8/ 2190)، وانظر فيض القدير (2/ 433)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1820)، وفي السلسلة الضعيفة (3166)، وقال في الهيثم بن جمار: وهو متروك: ضعيف جدًا. (¬2) القاموس المحيط (ص: 45).

قلت: عبر عنه بالإلهام مشاكلة، وفيه دليل على أن أهل الجنّة يفعلون فيها أعمال الخير من الذكر ونحوه، وفصلناه في محل آخر. (حم م د) (¬1) عن جابر). 2223 - "إن أهل الجنّة ليتراءون أهل الغرف في الجنّة كما تراءون أنتم الكوكب في السماء". (حم ق) عن سهل ابن سعد) (صح). (إن أهل الجنّة) أي الذين ليسوا من سكان أعلاها كما يفيده سياقه وما يأتي فهو من العام الذي يراد به الخاص. (ليتراءون أهل الغرف في الجنّة) جمع غرفة في القاموس (¬2) هي العلية والمراد بهم أهل الدرجات العلى من فوقهم. (كما تراءون) أنتم (الكوكب في السماء) ويأتي تقييده بالدري. (حم ق) (¬3) عن سهل بن سعد). 2224 - "إن أهل الجنّة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهما". (حم ق) عن أبي سعيد (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (إن أهل الجنّة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تراءون الكوكب الدري) مثلث المهملة، في النهاية (¬4): شديد الإنارة كأنه نسب إلى الدر نسبتها بصفائه، وقال الفراء: الكوكب الدري عند العرب هو العظيم المقدار وقيل هو أحد الكواكب الخمسة السيارة. (الغابر) بالغين المعجمة وآخره راء من غار الماء إذا ذهب في الأرض والمراد به الذاهب. (ق) السماء المرتفع فيها جمع له بين الوصفين أفاده كونه جمع بين الإنارة الشديدة والارتفاع كذلك أهل الغرف اجتمع لهم السمو والظهور الكامل (من الشرق أو الغرب)، بيان محل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 364)، ومسلم (2835). (¬2) انظر القاموس (3/ 180). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 340)، والبخاري (6556)، ومسلم (2830). (¬4) انظر النهاية (2/ 113).

الكواكب (لتفاضل ما بينهم) علة الارتفاع (حم ق) عن أبي سعيد، (ق) (¬1) عن أبي هريرة). 2225 - "إن أهل الدرجات العلى ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون الكوكب الطالع في أفق السماء، وأبا بكر وعمر منهم وأنعما". (حم ت هـ حب) عن أبي سعيد (طب) عن جابر بن سمرة، ابن عساكر عن ابن عمر، (ق) عن أبي هريرة (صح). (إن أهل الدرجات العلى) هو تصريح بأنه أريد بأهل الجنّة في الأولين بعد الخاص. (ليراهم) يرى ذواتهم (من هو أسفل منهم) محلًا (كما ترون الكوكب الطالع في أفق السماء) أي الدري ويحتمل أن أهل الغرف يتفاضلون منهم من يرى غرفة كالدري ومنهم كمطلق النجم (وإن أبا بكر وعمر منهم) أي من أهل الدرجات العلى ولعل الدرجات العلى هي المرادة من قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ} [النساء: 69] الآية. وبقوله: {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95]. درجات منه (وأنعما) في قوت المغتدي قال في النهاية (¬2): زادًا وفضلًا، يقال أحسنت وأنعمت أي: زدت على الإنعام، وقيل: صارا إلى النعيم ودخلا فيه، كما يقال أشمل إذا دخل في الشمال. وسئل أبا سعيد ما أنعما؟ قال: وأهل ذلك هما، ومن طريق آخر قال: أتدري ما أنعما؟ قال: لا، قال: وحق لهما. إن قلت: إما يتنغص نعيم من ليس من أهل الدرجات العلى برؤية ما فاز به غيره من الرفعة والعلو والجنة ليس فيهما تنغيص؟ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 26)، والبخاري (3656)، ومسلم (2831). (¬2) انظر النهاية (5/ 83).

قلت: لا فإنه تعالى يلقي في قلوبهم القنوع بما أعطوا ويعلمون أنه أكثر مما يستحقونه ويعلمون أن أولئك أحق منهم بعلو المكان وأنهم لا يستحقون ما يستحقه أولئك من تلك المنازل، ويملأ الله قلوبهم بالرضا ليجعل رؤيتهم ما أعطي غيرهم لذة لهم. إن قلت: قد قال تعالى: {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} [يس: 57] {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف: 71] فلو اشتهى الأسفلون مساواة الأعليين في الغرف والرفعة. قلت: جوابه جواب من قال لو أراد أهل الجنّة القبائح مثل إتيان المذكور وهو أنه تعالى يخلق لهم صارفًا عن هذه الإرادة؛ ويرزقهم علمًا مانعًا عن طلبها وإلا لزم أن يكون الناس في درجة واحدة واستوى الأنبياء وغيرهم. إن قلت: فلا يبقى فرق بين القبيلتين إذ الكل قانع بما هو فيه ملتذ غير متنغص. قلت: الفرق مثل الصبح ظاهر أهل الدرجات العلى لهم أكمل النعيم وأطيبه {وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [الإسراء: 21] وأولئك يقنعون بما أوتوا عالمين أن غيرهم أعظم منهم نعمة لكنهم لا يتنغصون بتفضيل أولئك. (حم ت هـ حب) عن أبي سعيد (طب) عن جابر بن سمرة، ابن عساكر عن ابن عمر، (ق) (¬1) عن أبي هريرة). 2226 - "إن أهل عليين ليشرف أحدهم على الجنّة فيضيء وجهه لأهل الجنّة كما يضيء القمر ليلة البدر لأهل الدنيا وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما". ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 26، 27، 72، 93، 98)، وأبو داود (3987)، والترمذي (3658)، وابن ماجة (96)، وابن حبان في صحيحه (7393)، عن أبي سعيد، والطبراني في الكبير (2/ 254) رقم (2065) عن جابر بن سمرة، وابن عساكر في تاريخه (30/ 199) عن أبي هريرة، وأخرجه البخاريّ (3256)، ومسلم (2831) عن أبي سعيد الخدري، لم أجده عن أبي هريرة.

عساكر عن أبي سعيد. (إن أهل عليين) في النهاية (¬1): عليون اسم للسماء السابعة وقيل هو اسم لديوان الملائكة الحفظة، يرفع إليه أعمال الصالحين من العباد وقيل: أراد أعلى الأمكنة وأشرف المراتب وأقربها من الله في الدار الآخرة ويعرب بالحروف والحركات على أنه جمع أو واحد (ليشرف أحدهم على الجنّة فيضئ وجهه) أي نوره (لأهل الجنّة كما يضئ القمر لأهل الدنيا ليلة البدر) وهي ليلة رابع عشر من الشهر لأنّه لا يكمل نوره إلا فيها (وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما) تقدم معناه قريبًا. (ابن عساكر (¬2) عن أبي سعيد). 2227 - "إن أهل الجنّة يتزاورون على النجائب بيض كأنهن، الياقوت وليس في الجنّة شيء من البهائم إلا الطير والإبل". (طب) عن أبي أيوب". (إن أهل الجنّة يتزاورون) يزور بعضهم بعضًا (على النجائب) بالنون والجيم جمع نجيبة وهي من الإبل القوية الخفيفة السريعة. (بيض) خبر مبتدأ محذوف من بيض ويجوز أن يكون مجرورًا صفة للنجائب فإن السلام للعهد الذهني فهو متل النكرة مثل: ولقد أمر علي اللئيم يسبني، وعلى الأول هو استئناف كأنه قيل ما لونهن؟ (كأنهن الياقوت) هو بعد قوله: "بيض" يدل أنه أريد بالتشبيه في الصفاء والصقالة لا في اللون وإذا صح أن في الياقوت ما هو أبيض كما قيل فيكون هو المراد هنا، قال الزمخشري (¬3): في قوله تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58)} [الرحمن: 58]، في صفاء الياقوت وبياض المرجان (وليس في الجنّة شيء من البهائم) جمع بهيمة وهي ذات القوائم الأربع ولو في الماء أو كل حي لا ¬

_ (¬1) انظر النهاية (3/ 294). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (30/ 179)، والطبراني في الأوسط (1778)، وأحمد في فضائل الصحابة (503)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1840)، والضعيفة (3007). (¬3) الفائق (1/ 1216).

يميز (إلا الإبل والطير) على الأول عد الطير من البهائم تغليبًا وعلى الثاني حقيقة (طب) (¬1) عن أبي أيوب) سكت عليه المصنف، وهو ضعيف لضعف جابر بن نوح. 2228 - "إن أهل الجنّة يدخلون على الجبار كل يوم مرتين فيقرأ عليهم القرآن، وقد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هو مجلسه على منابر الدر، والياقوت، الزمرد، والذهب، والفضة بالإعمال، فلا تقر أعينهم قط كما تقر بذلك، ولا سمعوا شيئًا أعظم منه، ولا أحسن منه ثم ينصرفون إلى رحالهم ناعمين إلى مثلها (من الغد). الحكيم عن بريدة. (إن أهل الجنّة يدخلون على الجبار) هو من أسماء الله تعالى، قال في النهاية (¬2): معناه الذي يجبر العباد على ما أراد من أمر ونهي، وقيل هو العالي فوق خلقه وفعال من أبنية المبالغة انتهى، وأما الدخول فمما نؤمن به ولا نبحث عن معناه على ما هو خير القولين كما أسلفناه (كل يوم) مقدار يوم أيام الدنيا وإلا فلا يوم في الجنّة. (مرتين) يحتمل أن يراد به ما في حديث الترمذي: "إن أكرمكم عند الله من ينظر إلى وجهه بكرة وعشية" ويحتمل العموم لأن المراد سماع القرآن هنا ولا يلزم فيه النظر إلى الوجه. (فيقرأ عليهم القرآن) يقرأه الرب تعالى. (وقد جلس كل امرئ منهم مجلسه الذي هو مجلسه) أي الذي يستحقه (على منابر الدر) وهو كبار اللؤلؤ (والياقوت والزمرد) بفتح الزاي آخره معجمة والكل نوع من نفائس الأحجار فيحتمل أن كل منبر من الثلاثة الأنواع مرصع بها ويحتمل أن كل منبر من حجر وهو الأظهر. (والذهب والفضة بالإعمال) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 179) رقم (4069)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1833)، والضعيفة (3172). (¬2) النهاية (1/ 671).

يتعين مجلسه في أحد الخمسة. (فلا تقر أعينهم) في النهاية (¬1): قرت عينه: سُرَّ بذلك وفَرِح وحقيقته أبرد الله دمعك لأن دمعة الفرح والسرور باردة، ومعنى أقر الله عينك: بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك فتشكر عينك ولا تتشرف إلى غيره (قط) في القاموس (¬2): مشددة مجرورة بمعنى: الدهر، مخصوص بالماضي أي بما مضى من الزمان انتهى، وفي المغني: أنها بفتح القاف وتشديد الطاء مضمومة في أفصح اللغات تختص بالنفي، يقول: ما فعلته قط، ولا يقول: لا أفعله قط، فهو لحن انتهى، وهنا لا يراد بها إلا الظرفية وهي فيه للاستقبال والقول أنها لحن يرده الحديث، إلا أن يدعي أنها استعيرت هنا مكان عوض استعمالًا للنقيض مكان النقيض، وهو خلاف الظاهر. (كما تقر بذلك ولا سمعوا شيئًا أعظم منه) في الصدور (ولا أحسن منه) في الآذان (ثم ينصرفون إلى رحالهم) منازلهم (ناعمين) فرحين مسرورين (إلى مثلها من الغد) استمر معهم السرور إلى مثل تلك الساعة. (الحكيم (¬3) عن بريدة) [2/ 82] بإسناد فيه مقال. 2229 - "إن أهل الجنّة ليحتاجون إلى العلماء في الجنّة وذلك أنهم يزورون الله تعالى في كل جمعة فيقول: تمنوا علي ما شئتم فيلتفتون إلى العلماء فيقولون: ماذا نتمنى؟ فيقولون: تمنوا عليه كذا وكذا، فهم يحتاجون إليهم في الجنّة كما يحتاجون إليهم في الدنيا". ابن أبي الدنيا عن. (إن أهل الجنّة ليحتاجون إلى العلماء في الجنّة) كأنه قيل: وكيف ذلك، قال: (وذلك أنهم يزورون الله تعالى في كل جمعة) كأن هذه زيارة عامة لكل أهل الجنّة بخلاف الدخول كل يوم فإنه خاص على أحد الاحتمالين. (فيقول: تمنوا ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 58). (¬2) انظر القاموس (2/ 380). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 90)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1834).

عليّ ما شئتم فيلتفتون إلى العلماء) وهذا وقت احتياجهم إلى العلماء (فيقولون: ماذا نتمنى؟) فيه المقام أن يصرحوا أمر حتى يفاوضوا فيه أهل العلم (فيقولون تمنوا عليه كذا وكذا) الله أعلم ما المراد، وماذا يعينونه. (فهم يحتاجون إليهم في الجنّة) للفتيا (كما يحتاجون إليهم في الدنيا) وهذا من شرف العلم وأهله (ابن عساكر (¬1) عن جابر) وهو ضعيف؛ لأن فيه مجاشعًا وغيره من الضعفاء. 2230 - "إن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش" ابن مردويه عن أبي أمامة. (إن أهل الفردوس) وهو أعلى الجنّة (يسمعون أطيط العرش) تصويته وفيه بيان قربهم من العرش. (ابن مردويه (¬2) عن أبي أمامة). 2231 - "إن أهل البيت يتتابعون في النار حتى لا يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة، وإن أهل البيت يتتابعون حتى لا يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة ". (طب) عن أبي جحيفة. (إن أهل البيت يتتابعون) من المتابعة بالموحدة بعد الألف كما رأيناه في ضبطه وقد قيل: إنه يقال: يتبايع بالموحدة في الخير، وبالمثناة التحتية عوضها في الشر فهو الأنسب هنا لقوله في النار (حتى لا يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة) واجتماعهم في النار من تمام العذاب. (وإن أهل البيت يتتابعون في الجنّة حتى ما يبقى منهم حر ولا عبد ولا أمة) إما بشفاعة واحد صالح منهم، أو أنهم يكونون كلهم صلحاء، وهذا من تمام النعمة اجتماعهم في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 50)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1832)، والضعيفة (3171): موضوع. (¬2) أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (39295)، والروياني في مسنده (1278)، والطبراني في الكبير 8/ 246 (7966)، وفي إسناده جعفر بن الزبير وهو متروك الحديث، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1837).

الجنّة (طب) (¬1) عن أبي جحيفة) بالجيم فمهملة فيا مصغر، وإسناده فيه رجل مجهول وبقية رجاله ثقات. 2232 - "إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت، وإنهم ليبكون الدم". (ك) عن أبي موسى (صح). (إن أهل النار ليبكون) مما يلقونه من العذاب. (حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت) إذ تصير من دموعهم بحرًا (وإنهم ليبكون الدم) من شدة الحزن نعوذ بالله من عذابه وغضبه (ك) (¬2) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته؛ لأنّه صححه الحاكم وأقروه. 2233 - "إن أهل النار يعظمون في النار حتى يصير ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام، وغلظ جلد أحدهم أربعين ذراعا، وضرسه أعظم من جبل أحد". (طب) عن ابن عمر. (إن أهل النار يعظمون في النار) ليذوقوا العذاب. (حتى يصير ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام) تقدم تفسير شحمة الأذن والعاتق، وهذا الحديث يفسر حديث أبي سعيد الماضي الذي أجمل فيه مقدار رجل الكافر بقوله: "وفضيلة جسده على ضرسه كفضيلة جسد أحدكم على ضرسه" (¬3) وتقدم في معناه كلام. (وغلظ جلد أحدهم أربعين ذراعًا) هكذا الروايات وكأنه على ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 130) رقم (339)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1829). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 605)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2032)، وصححه في الصحيحة (1679). (¬3) أخرجه ابن ماجه (4322)، وقال في الزوائد: فيه عطية العوفي والراوي عنه ضعيفان، وقد روى مسلم في صحيحه والترمذيّ بعضه في حديث أبي هريرة وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1519)، وقال في ضعيف ابن ماجه (942): وصحيح دون قوله: وفضيلة الصحيحة (1601)، وصحيح ابن ماجه (3889).

حذف مضاف أي مقدار أربعين ذراعًا فحذف وبقي على أصله أو بتقدير ويكون غلظ الخ أو عطف على قوله تصير فتنصب بخبريته. (وضرسه أعظم من جبل أحد) تقدم بلفظه. (طب) (¬1) عن ابن عمر) وإسناده حسن. 2234 - "إن أهل البيت ليقل طعمهم، فتستنير بيوتهم". (طس) عن أبي هريرة. (إن أهل البيت ليقل طعمهم) بضم الطاء الطعام وهو كل ما يؤكل، وأما بالفتح فهو حلاوة الشيء ومرارته وما بينهما كما في القاموس (¬2) فالمراد إذا قل طعامهم وقوتهم ويلزمه قلة أكلهم، أو هو المراد هنا. (فتستنير بيوتهم) من الإنارة أي يغشاه النور الكثير في أعين الملائكة وفي رؤية الملأ الأعلى. (طس) (¬3) عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف. 2235 - "إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله تعالى عليهم الرزق وكانوا في كنف الله". (عد) وابن عساكر عن ابن عباس). (إن أهل البيت إذا تواصلوا) واصل بعضهم بعضًا وزاره وأحسن إليه والمراد بأهل البيت من تجمعهم رحامة وقرابة. (أجرى الله تعالى عليهم الرزق) يسره لهم ووسعه وبارك فيه. (وكانوا في كنف الله) تقدم الكلام عليه وأنه حفظه ورعايته. (عد) وابن عساكر (¬4) عن ابن عباس) بإسناد فيه مقال. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 402) رقم (13482)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1839)، والضعيفة (3174). (¬2) انظر القاموس (4/ 144). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5165)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1828)، والضعيفة (166): موضوع. (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 298، 4/ 232)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 166)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1827)، والضعيفة (4480): موضوع.

2236 - "إن أهل السماء لا يسمعون شيئًا من كلام أهل الأرض إلا الأذان". أبو أمية الطرسوسي في مسنده (عد) عن ابن عمر (ض). (إن أهل السماء لا يسمعون شيئًا من كلام أهل الأرض إلا الأذان) وكأن المراد بأهل السماء الساكنون فيها الذين لا ينزلون إلى الأرض وإلا فقد ثبت أن الملائكة يحضرون الصلوات ويحضرون الذكر وفيه بيان شرف الأذان. (أبو أمية الطرسوسي) بفتح الراء والطاء وضم المهملة: نسبة إلى طرسوس مدينة مشهورة (في مسنده. (عد) (¬1) عن ابن عمر)، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 2237 - "إن أهل الجنّة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارًا". (طص) عن أبي سعيد. (إن أهل الجنّة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارًا) رواية الطبراني عدن وعلى رواية الكتاب إطلاق ضمير المذكر على المؤنث مشاكلة لقوله: "جامعوا ففي كل مرة افتضاض جديد ولذة حسناء"، ولكن ليس هنالك عليهم ألم ولا على الرجال كلفة. (طص) (¬2) عن أبي سعيد)، سكت عليه المصنف، وفيه يعلي بن عبد الرحمن الواسطي كذاب. 2238 - "إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر هم أهل المنكر في الآخرة ". (طب) عن سلمان وعن قبيصة برمة، وعن ابن عباس (حل) عن أبي هريرة (خط) عن علي وعن أبي الدرداء". (إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) تقدم الكلام في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو أمية محمَّد بن إبراهيم الطرسوسي في مسند ابن عمر (13)، ابن عدي في الكامل 323/ 4، وانظر العلل المتناهية (1/ 392)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1835)، والضعيفة (3173): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الصغير (249)، وانظر المجمع (10/ 417)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1830).

تفسير المعروف مرارًا، وتقدم بيان هذا المعنى في الحديث فإنه تقدم بلفظه. (وإن أهل المنكر في الدنيا) الفاعلين بخلاف الشرح فإن المنكر ما أنكره الشارع. (هم أهل المنكر في الآخرة) يجازون بما ينكرونه من العقوبات وأنواع العذاب. (طب) عن سلمان وعن قبيصة) بفتح القاف فموحدة فمثناة تحتية فصاد مهملة عن برمة بضم الموحدة فراء ساكنة فميم (وعن ابن عباس، (حل) عن أبي هريرة (خط) (¬1) عن علي وعن أبي الدرداء) ومع كثرة مخرجيه فقد طعن فيه. 2239 - "إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أول أهل الجنّة دخولًا الجنة أهل المعروف". طب عن أبي أمامة". (إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) فذهب أهل المعروف بخير الدنيا والآخرة. وإن أول أهل الجنّة دخولًا الجنة أهل المعروف). (طب) (¬2) عن أبي أمامة). 2240 - "إن أهل الشبع في الدنيا هم أهل الجوع غدًا في الآخرة". (طب) عن ابن عباس". (إن أهل الشبع) التوسع في المأكل. (في الدنيا هم أهل الجوع غدًا في الآخرة) إذ غالب من توسع في المأكول أن يدعوه إلى كل ما لا ينفعه في الآخرة فيجازى فيها بضد ما كان عليه في الدنيا. (طب) (¬3) عن ابن عباس) بإسناد حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 246) رقم (6112) عن سلمان، و (11/ 71) رقم (11078) عن ابن عباس، و (18/ 375) رقم (960)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 319) عن أبي هريرة والخطيب في تاريخه (2/ 244) عن علي، و (10/ 420) عن أبي الدرداء، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2031). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 261) رقم (8015)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1838). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 267) رقم (11693)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1836).

2241 - "إن أوثق عرى الإسلام أن تحب في الله، وتبغض في الله. (حم ش هب) عن البراء (صح) ". (إن أوثق عرى) بضم المهملة جمع عروة وهي: ما يشد به الشيء إلى غيره يقلب إلى ما يتمسك به الإنسان من خصال الإيمان كأنه شد نفسه بالخصلة التي تمسك بها والمراد أن آكد وأشد ما يشد به الإنسان نفسه من خصال (الإِسلام) هو (أن يحب في الله) لأجله (ويبغض في الله) تقدم الكلام على الأمرين مرارًا، (حم ش هب) (¬1) عن البراء) رمز المصنف لصحته. 2242 - "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام". (د) عن أبي أمامة. (إن أولى الناس بالله) هم برحمته وبره. (من بدأهم بالسلام) ويأتي: "من بدأ بالسلام فهو أولى بالله ورسوله". (د) (¬2) عن أبي أمامة) بإسناد جيد. 2243 - "إن أولى الناس بي أحقهم أكثرهم علي صلاة". (ع ت حب) عن ابن مسعود (صح) ". (إن أولى الناس بي) أحقهم بشفاعتي وإحساني يوم القيامة. (أكثرهم علي صلاة) مكافأة له في دار الجزاء على ما أسلفه في دار الدنيا. (ع ت حب) (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته لأن أسانيده صحيحة. 2244 - "إن أول ما يجازى به المؤمن بعد موته أن يغفر الله لجميع من تبع جنازته". عبد بن حميد البزاز (هب) عن ابن عباس". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 286)، وابن أبي شيبة (30420)، والبيهقي في الشعب (13)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2009)، والصحيحة (998، 1728). (¬2) أخرجه أبو داود (5197)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2011)، والصحيحة (3382). (¬3) أخرجه أبو يعلى (5011)، والترمذي (484)، وابن حبان (3/ 192) رقم (911)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1821).

(إن أول ما يجازى به المؤمن) يكافأ به على طاعته. (بعد موته أن يغفر لجميع من شيّع جنازته) فيه حث على حضور جنائز أهل الإيمان. (عبد بن حميد والبزار) (هب) (¬1) عن ابن عباس ضعفه الحافظ المنذري. 2245 - "إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، فأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبًا". (م د هـ) عن ابن عمرو (صح). (إن أول الآيات) علامات الساعة. (خروجًا) ظهورًا للعباد. (طلوع الشمس من مغربها) تقدم تحقيقه قريبًا. (وخروج الدابة) المذكورة في القرآن. (على الناس ضحى) وقت الضحوة فتأتيهم ضحى وهم يلعبون. (فأيتهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها) فيه إبهام. (أيتهما) المتقدمة قريبًا ليس بينهما زمان يطول فصله ويأتي حديث أبي أمامة: "إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها" مجزومًا بأنها الأول فيحتمل أن هذا الحديث كان قبل أن يعلم الله رسوله أن الأول هو طلوع الشمس ويحتمل أنه أول بالنسبة إلى عدم خروج الدابة، بل بالنظر إلى ما عداها من الآيات، وتقدم تحقيق ذلك. (م د هـ) (¬2) عن ابن عمر). 2246 - "إن أول هذه الأمة خيارها، وآخرها شرارها، مختلفين متفرقين، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلتأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه". (طب) عن ابن مسعود". (إن أول هذه الأمة خيارُها) تقدم الكلام على الحديث في قوله: "إن أمتي هذه ¬

_ (¬1) أخرجه عبد بن حميد (623)، والبيهقي في الشعب (9258)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 178)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1823). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 201)، ومسلم (2941)، وأبو داود (4310)، وابن ماجة (4069).

أمة مباركة لا يدرى أولها خير أم آخرها" وأن المراد بالآخر في قوله: (وآخرها شرارها) هو الآخر الحقيقي، وهم الذين تقوم عليهم الساعة (مختلفين متفرقين) أحوال من شرارها، وفيه أن الاختلاف والتفرق صفة أشرار الأمة، (فمن كان يؤمن بالله ورسوله فلتأته منيته وهو يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه) هو من جوامع الكلم ومما ينبغي للمؤمن أن يجعله نصب عينيه في معاملة عباد الله. (طب) (¬1) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف وإسناده حسن. 2247 - "إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم أن يقال له: ألم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد؟ ". (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم) كالتفسير لقوله تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] وفيه دليل أن اللام في الآية للعموم وأنه سؤال عن كل نعيم فأوله. (أن يقال له) يقول له الرب تعالى أو الملك بأمره. (ألم نصح) من أصحه. (لك جسمك) بالعافية. (ونرويك) من الري. (من الماء البارد) وخص هاتين بالأولية لأنهما أم النعم، فإن الصحة هي نعمة مفردة تأتي بكل جمع، فإن كل نعمة في ضمنهما، والتروية من الماء نعمة يقصر اللسان عن وصفها، فإن إيجاد الماء من عجائب نعم الله، فإنه جسم رقيق لطيف سيّال متصل الأجزاء كأنه شيء واحد لطيف التركيب سريع القبول للطبع مسخر للتصرف قابل للاتصال والانفصال، فيه حياة كل ما على وجه الأرض من حيوان ونبات، فلو احتاج العبد إلى شربة ماء ومنع منها لبذل جميع ما في الأرض في إخراجها، والعجب من الآدمي يستعظم الدنيا والدرهم، ونفيس الأحجار من الجواهر وينسى نعمة الله في هذا الشيء المبذول الذي مَنَّ الله به على عباده. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 216) رقم (10517)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1826)، والضعيفة (3168، 5377).

(ت ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 2248 - "إن باب الرزق مفتوح من لدن العرش إلى قرار بطن الأرض، يرزق الله كل عبد على قدر مهنته، وهمته". (حل) عن الزبير. (إن باب الرزق) تقدم تفسير الرزق والباب هنا يحتمل الحقيقة ويحتمل أنه أريد به الجهة التي يجري الله فيها الرزق لعباده. (مفتوح من لدن العرش) بزنة عضد أشهر لغاتها وهي أول غاية الزمان أو المكان وهما مجاز نحو: من لدن حكيم خبير. (إلى قرار) بفتح القاف. (بطن الأرض) منتهى ما يستقر فيه الأرض. (يرزق الله كل عبد على قدر همته) في القاموس (¬2)؛ الهمة: بالكسر وتفتح ما هم به من أمر ليفعله. (نهمته) بفتح النون ولم يذكر القاموس ضمها: أي يرزقه على مقدار ما يهتم به ويحتاجه فمن قَلل قُلِّل له ومن أكثر أكثر له، كما في خبر آخر (حل) (¬3) عن الزبير بن العوام) بإسناد فيه ضعف. 2249 - "إن بني إسرائيل لما هلكوا قصوا". (طب) والضياء عن خباب (صح) ". (إن بني إسرائيل) أولاد يعقوب فإنه: إسرائيل أي عبد الله. (لما هلكوا قصوا) بالقاف وصاد مهملة والذي في النهاية (¬4): "أن بني إسرائيل قصوا لما هلكوا"، وفي رواية: "لما هلكوا قصوا" وفسرها بقوله: أي اتكلوا على القول وتركوا العمل فكان ذلك سبب هلاكهم أو بالعكس، لما هلكوا تركوا العمل أخلدوا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3358)، والحاكم (2/ 138)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2022)، والصحيحة (539). (¬2) القاموس المحيط (ص: 1512). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 73)، وابن عدي في الكامل (4/ 184)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1843)، والضعيفة (3175): موضوع. (¬4) انظر النهاية (4/ 71).

إلى القصص انتهى. وفيه النهي عن الاشتغال بالقصص وتقدم تفسيره بأنه: الإخبار بالقصة والتتبع لها وإنّما نهوا عنه لأنّه شغل للوقت بما لا يعلم صدقه وقد أبدل الله العباد بقصص الأولين بما قصه في كتابه وجعله أحسن القصص. (طب) والضياء (¬1) عن خباب) رمز الصنف لصحته. 2250 - "إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم" (حم م) عن جابر بن سمرة (صح). (إن بين يدي الساعة) هي استعارة من اليد الجارحة كما في قوله تعالى: {فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ} [المجادلة: 12] كأنه شبه ما يقدم الساعة من آياتها بالأيدي (كذابين) قد أتى الحديث الآخر أنهم: "ثلاثون كذابًا كلهم يدعي النبوة" (¬2) ويحتمل أن يراد ما هو أعم من ذلك، وهم كل كذاب ووضاع للأحاديث، وهذا الأوفق بالتحذير المراد بقوله: (فاحذروهم) بتتبع أقوالهم وأفعالهم فإنه لا يلتبس الصادق بالكاذب على من أخذ بحذره. (حم م (¬3) عن جابر بن سمرة) (صح). 2251 - "إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج، والهرج القتل". (حم ق) عن ابن مسعود وأبي موسى (صح) ". (إن بين يدي الساعة لأيامًا ينزل فيها الجهل) يكثر وينتشر ويظهر سلطانه. (ويرفع العلم) يقل ويذهب أعلامه. (ويكثر فيها الهرج) بفتح الهاء وسكون الراء وفسره قوله: (والهرج القتل) كأنه مدرج من أحد الرواة ويحتمل أنه من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 80) رقم (3705)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2045) وحسنه في الصحيحة (1681). (¬2) أخرجه أبو داود (4252)، والترمذي (2219)، ابن ماجه (3952)، وقال الألباني في صحيح الجامع (7418): صحيح. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 86، 87، 88، 89)، ومسلم (1822).

كلامه - صلى الله عليه وسلم - وفسره في النهاية (¬1): بالقتال والاختلاط، قال وأصل الهرج: الكثرة في الشيء والاتساع. (حم ق) (¬2) عن ابن مسعود وأبي موسى). 2252 - "إن بيوت الله تعالى في الأرض المساجد، وإن حقًا على الله أن يكرم من زاره فيها". (طب) عن ابن مسعود". (إن بيوت الله تعالى في الأرض المساجد) سماها بيوتًا؛ لأنها محل عبادته. (وإن حقًا على الله أن يكرم من زاره فيها) أي قصدها لعبادته وتلاوة آياته شبهه بالزائر في وجوب إكرامه على من زاره. (طب) (¬3) عن ابن مسعود). 2253 - "إن تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر، وأنقوا البشرة" (د ت هـ) عن أبي هريرة. (إن تحت كل شعرة) من شعر الإنسان. (جنابة) موجبة للغسل، في القاموس (¬4) فسر الجنابة: بالمني كما قدمناه، فالكلام على حذف مضاف أي موجب جنابة بفتح جيم. (فاغسلوا الشعر) شعر الرأس ونحوه. (وأنقوا البشرة) وفي التعبير بالإنقاء، في غسل البشرة ما يدل أنه يعتبر فيه زيادة لا تعتبر في الشعر، وأنه يغتفر فيه ما لا يغتفر في البشرة، وكذلك الإتيان بتاء الوحدة في البشرة دون الشعر يدل أنه لا يهمل منه محل. (د ت هـ) (¬5) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وضعفه أبو داود وغيره. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (4/ 14). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 389)، (4/ 405)، والبخاري (6653)، ومسلم (2672). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 161) رقم (10324)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1846). (¬4) انظر القاموس (1/ 48). (¬5) أخرجه أبو داود (248)، والترمذي (106)، وابن ماجة (597)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1847).

2254 - "إن جزءً من سبعين جزءً من أجزاء النبوة تأخير السحور وتبكير الفطور وإشارة الرجل بأصبعه في الصلاة". (عب عد) عن أبي هريرة". (إن جزءًا من سبعين جزءًا من أجزاء النبوة) تقدم قريبًا أن هذه التجزئة ليست حقيقية وإنما يراد بها أن هذه صفة من صفات النبوة وشعبة من شعابها أي من الخصال التي يفعلها النبيون. (تأخير السحور) تقدم بيان تأخيره، وأنه كان بين تسحره - صلى الله عليه وسلم - وصلاة الفجر نحو خمسين آية. (وتبكير الفِطر) تقديمه والمسارعة به وقد ثبت أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يفطر عند غيبة قرص الشمس قبل أن يصلي. "وإشارة الرجل بأصبعه في الصلاة) فيه إبهام الأصبع والموضع الذي يكون عنده الإشارة وقد مرّ في أحاديث أخر أنها السبابة وأن الإشارة بها عند التشهد الأوسط والأخير عند قوله: لا إله إلا الله. (عب عد) (¬1) عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف. 2255 - "إن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة". (5) عن أبي قتادة (صح). (إن جهنم تسجر) بالسين المهملة والجيم توقد، (إلا يوم الجمعة) وصدر الحديث من رواية أبي قتادة: "أنه - صلى الله عليه وسلم - كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة" وقال: "إن جهنم تسجر إلا يوم الجمعة" وذهب إلى العمل به الشافعي وقال: لا تكره النافلة يوم الجمعة وقت الزوال وإليه ذهب ابن تيمية وابن القيم (¬2). (د) (¬3) عن أبي قتادة) رمز المصنف لصحته، وقال أبو داود: إنه مرسل إلا أن شواهده تعضده. 2256 - "إن حسن الخلق ليذيب الخطيئة كما تذيب الشمس الجليد". الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أنس. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (3246، 7610)، وابن عدي في الكامل (5/ 16)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1848) والضعيفة (3148) موضوع. (¬2) انظر: زاد المعاد (1/ 366)، وقد نقل أنه من اختيارات شيخه أبي العباس ابن تيمية. (¬3) أخرجه أبو داود (1083)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1849).

(إن حسن الخلق ليذاب الخطيئة) اللام للجنس أي جنس الخطيئة، والمراد: من الصغائر عند الجمهور. (كما تذيب الشمس الجليدى) بالجيم والدال المهملة قبلها مثناة تحتية، في النهاية (¬1): هو الماء الجامد من البرد. (الخرائطي (¬2) في مكارم الأخلاق عن أنس) وفي إسناده مقال. 2257 - "إن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله ". (حم ت ك) عن أبي هريرة (صح). (إن حسن الظن بالله) تقدم فيه كلام كثير. (من حسن عبادة الله) أي هو قسم منها أو هو ناشئ عنها، فحسن عبادة الله من حسن ظنه فيه وهو الأظهر فإن حسن الظن إنّما هو لمن أحسن العمل وأما من أساء العمل فكما قيل: أسأت إلى فاستوحشت مني ... ولو أحسنت آنسك الجميل (حم ت ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقروه. 2258 - "إن حسن العهد من الإيمان،. (ك) عن عائشة (صح). (إن حسن العهد) الحفاظ ورعاية الحرمة. (من الإيمان) من شعب الإيمان أو من صفات أهله وسبب الحديث: أن امرأة أتته - صلى الله عليه وسلم - فأكرمها وقال: "إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان،. (ك (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وصححه الحاكم وأقروه. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 285). (¬2) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (256)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1850)، وقال في الضعيفة (442) ضعيف جدا. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 359)، والترمذي (3603)، والحاكم (4/ 241)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1851)، والضعيفة (3150). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 16)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2056)، والسلسلة الصحيحة (216).

2259 - "إن حقًا على الله أن لا يرفع شيئًا من أمر الدنيا إلا وضعه". (حم خ د) عن أنس (صح). (إن حقًا على الله) أي ثابت في حكمته وقدره. (أن لا يرفع شيئًا من أمر الدنيا) احتراز عن الرفعة بالأمور الدينية فإنها لا تزداد إلا رفعة. (إلا وضعه) وتقدم بلفظ: "إن الناس لا يرفعون شيئًا إلا وضعه الله" وذلك أن هذه الدار دار انقلاب، لا يرتفع فيها شيء إلا وضعه الله. (حم خ د (¬1) عن أنس). 2260 - "إن حقًا على المؤمنين أن يتوجع بعضهم لبعض كما يألم الجسد الرأس". أبو الشيخ في التوبيخ عن محمَّد بن كعب مرسلًا". (إن حقًا على المؤمنين) واجبًا وثابتًا. (أن يتوجع بعضهم لبعض) إذا أصيب في الدين أو الدنيا أو البدن (كما يألم الجسد الرأس) يتألم الجسد إذا تألم الرأس فكذلك أهل الإيمان كالعضو الواحد. (أبو الشيخ (¬2) في التوبيخ عن محمَّد بن كعب مرسلًا)، أرسل عن أبي هريرة. 2261 - "إن حوضي من عدن إلى عمان البلقاء، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، أكاويبه عدد النجوم، من شرب منه شربة لم يظمًا بعدها أبدًا، أول الناس ورودًا فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسًا، الدنس ثيابًا، لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم السدد الذين يعطون الحق الذي عليهم ولا يعطون الذي لهم". (حم ت هـ ك) عن ثوبان (صح) ". (إن حوضي) أي الذي أعطاه الله في الآخرة وسماه الكوثر على أكثر الأقوال مقدار. (من عدن) بفتح المهملتين معروف. (إلى عمان) بفتح المهملة وتشديد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 103)، والبخاري (2872، 6501)، وأبو داود (4802)، والنَّسائيّ (6/ 228)، وعبد بن حميد في مسنده (1315). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 340)، وابن أبي شيبة (34416) عن سهل بن سعد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1852).

الميم. (البلقاء) قرية قديمة بالشام من أرض البلقاء، وأما عمان بالضم والتخفيف فموضع عند البحرين قاله في النهاية، وفي القاموس (¬1): إلا أنه قال إن البلقاء بلد باليمن ويأتي: "حوضي كما بين صنعاء والمدينة"، وهو أقرب فإن كانت المسافة واحدة، وإلا حمل أحد الحديثين على أنه: تحديد للطول والآخر للعرض. (ماؤه أشد بياضًا من اللبن) في اللون. (وأحلى من العسل) في طعمه جمع بين أحسن الألوان وألذ الأطعمة. (أكاويبه) جمع أكواب جمع كوب بضم أوله والكوب كوز لا عروة له أو لا خرطوم كما في القاموس (¬2)، وأتى بجمع الجمع إشارة إلى كثرة أكوابه ثم زادها كثرة بقوله: (عدد النجوم) ولا يعلم قدر عددها إلا الله. (من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها) ويكون شرب أهل الجنّة في الجنّة من أنهارها المذكورة في سورة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - تلذذًا لا لظمأ، أو المراد لم يظمأ قبل دخول الجنّة لكن لا يناسبه قوله: (أبدًا أول الناس ورودًا) بضم الواو: مصدر ورد الماء ورودًا إذا حضره ليشرب منه، ونصبه إما على المصدرية أي يرد ورودًا أو على التمييز من إضافة أول أي أول الناس من حيث المورود والمراد ورودًا وشربًا لأنّه المقصود به. (فقراء المهاجرين الشعث) جمع أشعث مثل أحمر على حمر. (رؤوسًا) منصوب على التمييز من نسبة اسم الشعث إلى فاعله المستتر فيه. (والدنس) بزنة الشعث جمع أدنس من الدنس وهو اتساخ الثياب وانتصاب (ثيابًا) كانتصاب رؤوسًا. فإن قلت: هذا يعارض ما سلف من حديث: "إن الله نظيف يحب النظافة"؟ قلت: قدمنا هنالك المراد بالنظافة وهنا المراد غير المتنعمين الذين لا عناية لهم بتحسين ظاهرهم بل همهم تحسين باطنهم وإصلاح قلوبهم. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (3/ 304)، والقاموس (3/ 215). (¬2) انظر القاموس (1/ 126).

(لا ينكحون المتمتعات) كذا في النسخ بمثناتين فوقيتين بينهما ميم ثم العين المهملة من المتمتع، ولم أجده في النهاية ووجدت فيها المنعمات (¬1) من النعمة، فإن صح ما في نسخ الجامع، فكأن المراد التي لها دنيا تمتع بها أي: الغنيات لأنهن لا يرغبن في نكاح الفقراء، وقال الشارح: أن الذي رآه بخط المصنف: "المتنعمات": من النعمة. (ولا يفتح لهم السدد) بمهملات جمع سدة وهي ما يجعل على الباب تقية من المطر، وقيل هي: الباب نفسه، وقيل هي الساحة، وفي النهاية (¬2) الذين لا جاء لهم ولا يؤبه لهم، ولا تفتح لهم أبواب أهل الدنيا، أو المراد يضيق عليهم العيش إكرامًا لهم فلا يفتح لهم أبواب الرزق. (الذين يعطون الحق الذي عليهم) أي ما وجب عليهم من الجهاد بالمال والنفس لمن جعله الله إليه. (ويؤدون حقوق العباد ولا يعطون الذي لهم) أي الذي فرض الله لهم من الحقوق لأنهم لا يشاححون في طلبه، أو الذين يتعففون ويتجملون ويحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف. واعلم أن هذه الصفات الفاضلة سبقت في وصف فقراء المهاجرين وقد كانوا في خير الأعصار، وكأن المراد: هم ومن شابههم إلى آخر الدهر. (حم ت هـ ك (¬3) عن ثوبان)، رمز المصنف لصحته. 2262 - "إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله تعالى". (طب ك) عن أبي أوفى". (إن خيارَ عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله تعالى) المراد بذكر الله: الصلوات، والمعنى: يراعون أوقاتها وفيه مأخذ على أنه يستدل بالشمس والقمر على أوقات العبادات، ويحتمل أن يراد بالذكر أعم من ذلك ¬

_ (¬1) انظر النهاية (5/ 83). (¬2) انظر النهاية (2/ 353). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 275)، والترمذي (2444)، وابن ماجة (4303)، والحاكم (4/ 184)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2060).

والمراد من له ورد يحافظ على أدائه ويراقب الأوقات له. (طب ك (¬1) عن ابن أبي أوفى) سكت عليه المصنف، ورجاله موثقون. 2263 - "إن خيار عباد الله الموفون المطيبون". (طب حل) عن أبي حميد الساعدي (حم) عن عائشة. (إن خيار عباد الله الموفون) بما عاهدوا عليه. (المطيبون) بفتح المثناة التحتية وكسرها، أي: الذين طيب الله أوصافهم، أو الذين طيبوا أنفسهم، وأبعد الشارح ففسره: بالذين تحالفوا في الجاهلية بالحلف المسمى حلف المطيبين، وقال: لعلهم أسلموا وهو بعيد جدًا، (طب حل) عن أبي حميد الساعدي). (حم (¬2) عن عائشة). 2264 - "إن خياركم أحسنكم قضاء لدينه". (خ ن هـ) عن أبي هريرة، (صح) (إن خياركم أحسنكم قضاء لدينه) تقدم بلفظه. (خ ن هـ) (¬3) عن أبي هريرة). 2265 - "إن ربك ليعجب من عبده إذ قال: ربِّ اغفر لي ذنوبي وهو يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري". (د ت) عن علي (صح) ". (إن ربك تعالى ليعجب) تقدم تفسير عجيب الرب. (من عبده إذ قال: ربِّ اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري) فهو استحسان لإيمانه وقصره للغفران على ربه واعتراف بالذنوب. (د ت (¬4) عن علي) رمز المصنف لصحته، ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 51)، والطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (1/ 327)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1854). (¬2) أخرجه الطبراني في الصغير (1045)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 290) عن أبي حميد الساعدي، وأحمد (6/ 268)، عن عائشة وصححه الألباني في صحيح الجامع (2062) والصحيحة (2848). (¬3) أخرجه البخاريّ (2305)، والنَّسائيّ (4/ 318)، وابن ماجة (2423). (¬4) أخرجه أبو داود (760)، والترمذي (3446)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2069) والصحيحة (2843)

وقال الترمذي: حسن صحيح. 2266 - "إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة". (خ) عن خولة (صح). (إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق) التخوض بالخاء المعجمة والضاد المعجمة: هو التصرف والتقلب، يتصرفون في مال الله بما لا يرضاه، وهو شامل لكل متصرف بالمال في وجوه مغاضب الله، والمراد بمال الله: بالمال الذي لا يستحقه العبد وهو حق لغيره تحت يده كالزكوات ونحوها من بيوت الأموال وغيرها. (فلهم النار يوم القيامة) {ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة: 61]. (خ) (¬1) عن خولة) بالمعجمة المفتوحة بنت يسار الأنصارية ليس لها في البخاريّ إلا هذا الحديث. 2267 - "إن روح القدس نفث في روعي: أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحمل أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله؛ فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته". (حل) عن أبي أمامة. (إن روح القدس) هو جبريل. (نفث) بالنون والفاء والمثلثة في النهاية (¬2): ألقى وأوحى من النفث، وهو شبيه النفخ. (في روعي) بضم الراء، وبالعين المهملة، القلب، أو موضع الفزع منه أو سوداءه أو الذهن أو العقل. (أن نفسًا) هو الذي أوحاه إليه وألقاه في روعه. (لن تموت حتى تستكمل أجلها) وهو الحد الذي جعله الله غاية للموت وفيه مأخذ أن الأجل واحد. (وتستوعب رزقها) هو بفتح المثناة الفوقية فمهملة ساكنة فمثناة مثلها وكسر الواو فعين مهملة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاريّ (3118). (¬2) انظر النهاية (5/ 88).

فموحدة تستهلكه وإضافته إليها لإفادة ما قسم لها وقدر. (فأجملوا) بالجيم (في الطلب) للرزق والإجمال عدم الله والإلحاح. (ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق) مصدر أضيف إلى مفعوله أي استبطاؤه الرزق وهو فاعل يحملن (أن يطلبه بمعصيته) هو ثاني مفعولي يحملن والأول أحدكم. (فإن الله تعالى لا ينال ما عنده) ما لديه مكتوب من الرزق. (إلا بطاعته) وإن كان قد ينال العبد الحرام بالمعصية، كالسارق مثلًا، لكن المراد بما عنده ما كتب له من رزقه الحلال، وفيه مأخذ أنه: لا يقال للحرام رزق. واعلم أن الإلقاء في الروع أحد مراتب الوحي السبع كما عدها ابن القيم (¬1) في أوائل الهدي، وعدها المصنف في الإتقان خمس مراتب ولعل النفث في الروع منها. (حل) (¬2) عن أبي أمامة) وفيه انقطاع. 2268 - "إن أرواح المؤمنين تلتقي على مسيرة يوم وليلة، ما رأى واحد منها وجه صاحبه". (خد طب) عن ابن عمر. (إن أرواح المؤمنين تلتقي) يلتقي كل واحد الآخر. (على مسيرة يوم وليلة) ولا ينافيه أنها قد تلتقي على أكثر من تلك المسافة وهذا الالتقاء يحتمل أنه في المنام، وهذه أحد المسائل الثلاث التي سأل عنها عمر عليًا رضي الله عنهما كما أخرجه أبو نعيم في الحلية، والطبراني في الأوسط، والديلمي من حديث ابن عمر قال: قال عمر لعلي بن أبي طالب: يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا وربما شهدنا وغبت إلا إني أسألك عن ثلاث: هل عندك منهن علم قال علي: وما هن؟ قال: الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرًا، والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرًا؟ قال: نعم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الأرواح في الهوى جنود مجندة تلتقي ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 70). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2085) والصحيحة (2866).

فتشام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف" (¬1) .... الحديث، فهذا التلاقي في المنام ويحتمل أنه قبل خروجها إلى الأجسام ويحتمل أنه أريد بتلاقيها: بعد الموت في البرزخ. (وما رأى واحد منهما وجه صاحبه) فيعرفه بتعريف الله تعالى. (خد طب) (¬2) عن ابن عمر) ورجاله موثقون. 2269 - "إن زاهرا باديتنا، ونحن حاضروه". البغوي عن أنس. (إن زاهرًا) هو بن حرام بفتح الحاء المهملة والراء مخففًا كان بدويًا يأتي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بباكورة كل فاكهة. (باديتنا) يأتي بالفاكهة فهو كالبادية التي يأتي بها. (ونحن حاضروه) جمع الحاضر ضد البادي أي أهل حاضره وله - صلى الله عليه وسلم - عن زاهر مداعبة ومزاح ويأتي من ذلك وكان يحبه ويمزح معه. (البغوي (¬3) عن أنس) ورواه عنه أحمد أيضًا ورجاله موثقون. 2270 - "إن ساقي القوم آخرهم شرابًا". (حم م) عن أبي قتادة) (صح). (إن ساقي القوم) اللبن أو الماء أو نحوهما. (آخرهم شربًا) قال المصنف في الديباج (¬4): هو من باب آداب الشارب للماء واللبن ونحوهما، وفي معناه ما يفرق على الجماعة من مأكول كلحم وفاكهة ومشموم. (حم م) (¬5) عن أبي قتادة) وسببه أنهم عطشوا في سفر فدعى بماء فجعل يصب وأبو قتادة يسقي حتى ما بقي غيرهما فقال لأبي قتادة: "اشرب"، فقال: لا حتى نشرب فذكره. 2271 - "إن سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر" تنفض الخطايا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5220). (¬2) أخرجه البخاريّ في الأدب المفرد (261)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1860). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 161)، والضياء في المختارة (1805)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2087). (¬4) انظر: الديباج للسيوطي (2/ 316). (¬5) أخرجه أحمد (5/ 303، 305)، ومسلم (681).

كما تنفض الشجرة ورقها". (حم خد) عن أنس". (إن) قول العبد. (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) هي: الباقيات الصالحات تقدمت. (تنفض) بالفاء والضاد المعجمة. (الخطايا) أي تهزها حتى تساقطها الخطايا عام لكل خطيئة وسلف الكلام في عموم الكبائر. (كما تنفض الشجرة ورقها) في أيام إقبال الشتاء، وفيه حث على الإكتار من هذه الكلمات. (حم خد) (¬1) عن أنس). 2272 - "إن سعد ضغط في قبره ضغطة فسألت الله أن يخفف عنه". (طب) عن ابن عمر. (إن سعدًا) يريد: ابن معاذ الذى اهتز لموته عرش الرحمن. (ضُغط) مبني للمجهول أي عصر. (في قبره ضغطةً) نكرها للتعظيم. (فسألت الله أن يخفف عنه) أي يخفف عنه بشفاعته - صلى الله عليه وسلم -، وفيه أنه لا ينجو منها أحد حيث لم ينج سعد مع سالفته في الإِسلام وتقدم الكلام على ذلك في: "إن العبد". (طب) (¬2) عن ابن عمر). 2273 - "إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: تبارك الذي بيده الملك". (حم 4 حب ك) عن أبي هريرة (صح). (إن سورة من القرآن) في هذا الإبهام أولًا ثم التفسير، تعظيم لشأنها. (ثلاثون آية) عدتها. (شفعت) لصاحبها. (حتى غفر له) يحتمل أنه لحفظه إياها أو لقراءته لها أو لتوسله بها أو بقراءة غيره لها على نيته وشفاعتها يحتمل أنها على الحقيقة وأنه تعالى جعل لها آلة النطق كما قدمناه في حديث: "الزهراوين" أنهما تجادلان عن صاحبهما ويحتمل أن ملائكتها أذن لهم في الشفاعة فشفعوا وكأنه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 152)، والبخاري في الأدب المفرد (634)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2089) وصححه في الصحيحة (3168). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 422) رقم (13555)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1862).

قيل: وما هي فقال: (وهي تبارك الذي بيده الملك) والأحاديث في فضائلها كثيرة قال بعض العلماء أما أحاديث دفعها عذاب القبر فمتواتر. (حم 4 حب ك (¬1) عن أَبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 2274 - "إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله". (د ك هب) عن أبي أمامة. (إن سياحة أمتي) بكسر السين المهملة فمثناة تحتية بعد الألف مهملة من ساح في الأرض يسيح سياحة إذا ذهب فيها وأصله من السيح وهو الماء البخاريّ المنبسط على وجه الأرض وقد نهى - صلى الله عليه وسلم - عن السياحة وهي مفارقة الأوطان وسكون البادية وترك شهود الجمعة والجماعات وأرشدهم إلى أن سياحة هذه الأمة (الجهاد في سبيل الله) وأنه تعالى أبدلهم عن تلك السياحة بما هو خير لهم. (د ك هب (¬2) عن أبي أمامة) بإسناد جيد. 2275 - "إن شرار أمتي أجرؤهم على صحابتي". (عد) عن عائشة ". (إن شرار أمتي أجرأهم على صحابتي) بالإيذاء لهم في الحياة والذم لهم بعد الممات فإن ذلك من شرارة فاعله إذ أصحاب الملك يحترمون لأجله فكيف أصحاب خير خلق الله. (عد (¬3) عن عائشة) بإسناد ضعيف. 2276 - "إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه". (ق د ت) عن عائشة (صح). (إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة) أبعدهم عن رحمته (من تركه الناس) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 299)، وأبو داود (1400)، والترمذي (2891)، والنَّسائيّ في السنن الكبرى (546)، وابن ماجة (3786)، وابن حبان (788)، والحاكم (2/ 497)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2091). (¬2) أخرجه أبو داود (2486)، والحاكم (2/ 73)، والبيهقي في الشعب (4226)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2093). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 183)، وابن عدي في الكامل (7/ 297)، وانظر الميزان (7/ 342)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1864).

تركوا لقاؤه والاتصال به (اتقاء فحشه) لأجل فحش لسانه بذمه للعباد وبذاءة نطقه (ق د ت (¬1) عن عائشة). 2277 - "إن شر الرعاء الحطمة". (حم م) عائذ بن عمرو (صح). (إن شر الرعاء) بكسر الراء جمع راع (الحطمة) بالحاء المهملة بزنة هُمَزَة، في النهاية (¬2): هو العنيف برعاية الإبل في السوق والإيراد والإصدار ويلقى بعضها على بعض ضربه - صلى الله عليه وسلم - مثلًا لولاة السوء. (حم م) (¬3) عن عائذ بن عمرو). 2278 - "إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يخاف الناس من شره". (طس) عن أنس. (إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من يخاف الناس شره) شر أفعاله وأقواله فهو أعم مما قبله من الذي يتركونه اتقاء فحشه. (طس (¬4) عن أنس) سكت عليه المصنف وهو ضعيف لضعف عثمان بن مطر. 2279 - "إن شهابًا اسم شيطان". (هب) عن عائشة. (إن شهابًا) بكسر الشين المعجمة. (اسم شيطان) فيكره التسمي به أو يحرم. (هب) (¬5) عن عائشة (قالت: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا يقال له شهاب، قال - صلى الله عليه وسلم -: "بل أنت هشام" فذكره. * * * ¬

_ (¬1) أخرجه البخاريّ (6054)، ومسلم (2591)، وأبو داود (4791)، والترمذي (1996). (¬2) انظر النهاية (1/ 403). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 64)، ومسلم (1830). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (5307)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1865). (¬5) أخرجه البيهقي في الشعب (5227)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1866).

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ الرَّابِعُ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بسم الله الرحمن الرحيم

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ الرَّابِعُ

(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمَّد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 6 - 6704 - 00 - 603 - 978 (ج 4) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب - العنوان ... ديوي 232.6 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 6 - 6704 - 00 - 603 - 978 (ج 4) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

2280 - "إن شهداء البحر عند الله أفضل من شهداء البر". (طب) عن سعد بن جنادة". (إن شهداء البحر الذين) يقاتلون فيه أو الذين غرقوا فماتوا. (أفضل عند الله من شهداء البر) من المقاتلين فيه على الأول أو الميتين على فرشهم من شهداء الآخرة: كالمبطون، ونحوه على الثاني، ويحتمل ما يعم الأمرين. (طب (¬1) عن سعد بن جنادة) بضم الجيم وتخفيف النون، وفي إسناده مجهول. 2281 - "إن شهر رمضان معلق بين السماء والأرض، ولا يرفع إلا بزكاة الفطر". ابن صرصري في أماليه عن جرير". (إن شهر رمضان معلق) أي موقف عن قبول صومه. (بين السماء والأرض، لا يرفع) يتقبل. (إلا بزكاة الفطر) بإخراجها وهو دليل على وجوب زكاة الفطر؛ لأنّه لا يقبل الواجب إلا بها. (ابن صرصري (¬2) في أماليه عن جرير) وفيه راو ضعيف. 2282 - "إن صاحب السلطان على باب عنت إلا من عصم الله". البارودي عن حميد. (إن صاحب السلطان على باب عنت) بفتح العين المهملة وفتح النون ومثناة فوقية في النهاية (¬3) العنت: إنه المشقة والفساد والهلاك والإثم والعدة والخطأ والرياء كل ذلك قد جاء النهي عنه والمراد هنا على باب أثيم وهلاك. (إلا من عصم الله) وذلك لما تقدم من أنه لا يكتسب من القرب منه إلا الشر ولا يجنى من القتاد إلا الشوك، والعصمة المنع أي من منعه الله عن ذلك بلطفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 52) رقم (5486)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1867). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (901)، وانظر العلل المتناهية (2/ 499)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1868)، والضعيفة (43). (¬3) انظر النهاية (3/ 306).

الباوردي (¬1) بفتح الموحدة آخره دال مهملة، نسبة إلى: بلد بخراسان، (عن حميد) هو في الصحابة، متعدد بهذا الاسم، لكنه لا يضر جهل عينه؛ بعد كونه صحابيًا عند المحدثين. 2283 - "إن صاحب الدين له سلطان على صاحبه حتى يقضيه". (هـ) عن ابن عباس. (إن صاحب الدين) بفتح الدال المهملة. (له سلطان) حجة وتسلط. (على صاحبه) على مطالبة من له عنده الحق. (حتى يقضيه) دينه. (هـ) (¬2) عن ابن عباس (قال: جاء رجل يطالب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بدين فتكلم ببعض الكلام فهم أصحابه به فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مه" فذكره. 2284 - "إن صاحب المكس في النار" (حم طب) عن رويفع بن ثابت (صح). (إن صاحب المكس في النار) هو من يأخذ ما تضربه الملوك الجورة على الأموال وتأتي فيه عدة أحاديث. (حم طب (¬3) عن رويفع بن ثابت) الأنصاري رمز المصنف لصحته. 2285 - "إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ، فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها، وإلا كتبت واحدة". (طب حل) عن أبي أمامة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 47) رقم (3603)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1870)، والضعيفة (3239). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2425)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1869)، والضعيفة (3180): ضعيف جدًا. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 109)، والطبراني في الكبير 5/ 29 (4492)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (18710)، وصححه في الصحيحة (3405).

(إن صاحب الشمال) وهو كاتب السيئات (ليرفع القلم ست ساعات) يؤخره عن كتب الخطيئة (عن العبد المسلم المخطئ) الذي أتى خطيئة. (فإن ندم واستغفر الله منها ألقاها) ترك كتابتها والضمير للخطيئة الدال عليها ذكر المخطئ، (وإلا) يندم ويستغفر (كتبت واحدة) ويأتي أنه يأمره بالتأني صاحب اليمين، وأنه الأمير عليه فيأمر أن يتأنى ست ساعات وهذا من كرم الرب ولطفه ورحمته (طب حل (¬1) عن أبي أمامة). 2286 - "إن صاحبي الصور بأيديهما قرنان، يلاحظان النظر متى يؤمران". (هـ) عن أبي سعيد. (إن صاحبي الصور) بالتثنية هنا والمعروف من الأحاديث أنه ملك واحد وهو: إسرافيل، ويأتي حديث: "صاحب الصور واضع الصور على فيه ... " الحديث، فإن كان هذا صحيحًا؛ ففيه دلالة أن ثمة غيره، وقد أخرج أحمد من حديث ابن عمر عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "النافخان في السماء الثانية رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب"، أو قال: "رأس أحدهما بالمغرب ورجلاه بالمشرق ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخان" قال الحافظ المنذري: إسناده جيد (¬2). (بأيديهما قرنان يلاحظان النظر متى يؤمران) أي بالنفخ في القرنين وجاء في صفة القرن أن دائرته مثل السماء والأرض وهذه النفخة الأولى وهذا ظاهر أن الصور هو: القرن، وقد أخرج الترمذي وحسنه وابن حبان من حديث ابن عمر: أنه جاء ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 185) رقم (7765)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 124)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2097)، والصحيحة (1209). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 192)، قال الهيثمي في المجمع (10/ 596): رواه أحمد على الشك، فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل ورجاله ثقات، وإن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند ورجاله ثقات، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2084): منكر وصححه من رواية أحمد في الصحيحة (1080).

أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما الصور؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "قرن ينفخ فيه" (¬1)؛ فبطل قول من قال: الصور جمع صورة، يريد صور الموتى ينفخ فيها الأرواح. (هـ) (¬2) عن أبي سعيد) بإسناد ضعيف. 5587 - "إن صدقة السر تطفئ غضب الرب، وإن صلة الأرحام تزيد في العمر، وإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وإن قول: "لا إله إلا الله" تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابا من البلاء أدناها الهم". ابن عساكر عن ابن عباس عن". (إن صدقة السر) إضافة المصدر إلى مفعوله أي صدقة الرجل في السر. (تطفئ غضب الرب) شبه الغضب بالنار وأثبت له الإطفاء. (وإن صلة الرحم) ولو بالسلام. (تزيد في العمر) تقدم الكلام على الزيادة هل هي حقيقة أو مجاز. (وإن صنائع المعروف) جمع صنيعة وهي ما يفعل من الإحسان إلى الأنام. (تقي) تدفع عن فاعلها. (مصارع السوء) كل مصرع لا يحبه الواقع فيه. (وإن قول لا إله إلا الله تدفع عن قائلها تسعة وتسعين بابًا من البلاء) الذي يخافه في الأولى والأخرى. (أدناها الهم) فإنها تملأ القلب انشراحًا وسرورًا إذا داوم عليها العبد بإخلاص (ابن عساكر (¬3) عن ابن عباس). 2288 - "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان لسحرا". (حم م) عن عمار بن ياسر (صح). (إن طول صلاة الرجل وقصر) بكسر القاف وفتح الصاد المهملة. (خطبته) التي يخطبها عند حاجته أو خطبة جمعته. (مئنّة) بفتح الميم وهمز مكسوره ثم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3244)، وابن حبان (7312). (¬2) أخرجه ابن ماجة (4273)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1872). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 322)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1873)، وقال في الضعيفة (3261): منكر.

نون مشدّدة اسم مكان من إن المحققة. (من فقهه) محل تحقق لكونه فقيهًا وذلك لأن الخطاب خطاب للعباد والصلاة مناجاة للرب تعالى فإطالته المناجاة لمولاه على خطاب عبيده دليل محبته له ودليل فقهه. (فأطيلوا الصلاة) بحيث لا تكونوا فتانين كما قال لمعاذ: "أفتان أنت يا معاذ". (وأقصروا الخطبة) باختيار جوامع الكلم لها. (وأن من البيان لسحرا) في النهاية (¬1): البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ وهو من الفهم وذكاء القلب وأصله الكف والظهور، وقيل معناه أن الرجل يكون عليه الحق وهو أقوم بحجته من خصمه فيقلب الحق لبيانه إلى نفسه لأن معنى السحر قلب الشيء في عين الإنسان لا قلب الأعيان، ألا ترى أن البليغ يمدح إنسانًا حتى يصرف قلوب السامعين إلى حبه ثم يذمه حتى يصرفها إلى بغضه انتهى. قلت: ووجه اتصاله بما قبله أنه - صلى الله عليه وسلم - لما حث على قصر الخطبة حث على البيان فيها والإيضاح لمعانيها وحسن التأدية لها إذ الكل من البيان. (حم م) (¬2) عن عمار بن ياسر) وغيره. 2289 - "إن عامة عذاب القبر من البول، فتنزهوا منه". عبد بن حميد، والبزار (طب ك) عن ابن عباس (صح). (إن عامة عذاب القبر) أكثره وغالبه. (من البول) من التلوث به. (فتنزهوا منه) تباعدوا عن التلوث به وتقدم الكلام عليه. (عبد بن حميد والبزار طب ك (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 174). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 263)، ومسلم (869). (¬3) أخرجه عبد بن حميد (642)، والطبراني في الكبير (11/ 79) رقم (11104)، والحاكم (1/ 184)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2102).

2290 - "إن عدد درج الجنّة عدد آي القرآن، فمن دخل الجنّة ممن قرأ القرآن لم يكن فوقه أحد". ابن مردويه عن عائشة. (إن عدد درج الجنّة) كأن المراد مصاعد غرفها وارتفاعها في نفسها. (عدد آي القرآن) جمع آية وحقيقتها قرآن مركب من جمل ولو تقديرًا ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة ولها تعريفات أخر قدم المصنف هذا منها في الإتقان (¬1)، وقال: قال الداني: أجمعوا على أن عدد آي القرآن ستة آلاف ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك، فمنهم من قال: ومائتي آية وأربع آيات، وقيل: وأربع عشرة، وقيل: وتسع عشرة، وقيل: وخمس وعشرون، وقيل: وثلاثون، قلت: أخرج الديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس مرفوعًا: "درج الجنّة على قدر آي القرآن لكل درجة فتلك ستة آلاف آية ومائتا آية وست عشرة بين كل درجتين مقدار ما بين السماء والأرض" (¬2)، إلا أنه قال يحيي بن معين: إنه فيه راويًا كذابًا. (فمن دخل الجنّة ممن قرأ القرآن لم يكن فوقه أحد) ظاهره العموم وكأنه مخصص لما عدا الرسل، والظاهر من قرأه من حفظه وأنه يؤمر بالتلاوة في الآخرة ويقال له: اقرأ وارق، ثم المراد العامل به، للأحاديث الدالة على إثم من قرأه ولم يعمل به. (ابن مردويه (¬3) عن عائشة) بسند ضعيف. 2291 - "إن عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى". (عد) وابن عساكر عن ابن مسعود. (إن عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء بني إسرائيل) وهم اثني عشر نقيبًا كما ¬

_ (¬1) انظر: الإتقان (1/ 182). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3064). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (29952)، والبيهقي في الشعب (1998)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1880)، وقال في الضعيفة (3858): منكر.

حكاه الله في القرآن، والمراد من الخلفاء الذين هذا عددهم هم أئمة الهدى والحق والعدل، والتنصيص على أعيانهم، لا مجال للعقل فيه إلا أن يأتي فيه توقيف عنه - صلى الله عليه وسلم - وقد تخيلت الإمامية التنصيص على جماعة من أعيان آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بلا هدى ولا كتاب منير ثم بنوا على ذلك عصمتهم وأنهم حجة الله على عباده وبنوا على هذا من الخيالات ما يصدق عليه قول من قال: وللخيالات أحكام مسلطة ... على العقول التي ضلت عن الفكر نعم ربما يدعي أن منهم الخلفاء الأربعة، وأما حديث: "الخلافة ثلاثون ثم تكون ملكًا عضوضًا" (¬1) ونحوه بألفاظ عدة فالمراد: الخلافة التي تكون عقب النبوة بلا فصل، وإلا فقد تأتي خلافة حق تكون بعد الملك العضوض كما وقع لخلافة عمر بن عبد العزيز بعد الملوك الجورة الخونة. (عبد وابن عساكر (¬2) في التاريخ عن ابن مسعود). 2292 - "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط". (ت) من حديث سعيد (هـ) عن أنس (ح). (إن عظم) بكسر العين المهملة وفتح الظاء. (الجزاء) المكافأة والمقابلة. (مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم) كما سلف لفظه مرارًا. (فمن رضي) بالبلاء. (فله الرضا) من الله تعالى. (ومن سخط فله السخط) وفيه أنه لا يعظم الجزاء إلا مع الرضا عن الله تعالى. (ت) من حديث سعيد (هـ) (¬3) عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 220)، وابن حبان (6657)، والطبراني في الكبير (1/ 55) رقم (13) بدون "عضوضًا"، وانظر: السلسلة الصحيحة (459). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 15)، وابن عساكر (16/ 286)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1879)، والضعيفة (3182). (¬3) أخرجه الترمذي (2396)، وابن ماجة (4031)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2110) =

أنس) من حديث سعيد بن سنان، قال الترمذي: حسن غريب، قال البخاريّ: فيه نظر، ووهنه أحمد، وقال الذهبي: ليس بحجة، رمز المصنف لحسنه. 2293 - "إن علمًا لا ينتفع به ككنز لا ينفق منه في سبيل الله". ابن عساكر عن أبي هريرة. (إن علمًا لا ينتفع به) لا يعمل به صاحبه ولا يعلمه. (ككنز لا ينفق منه في سبيل الله) وقد علم أن كنزًا لا ينفق منه يعذب به صاحبه، وفيه تحذير من عدم العمل بالعلم. (ابن عساكر (¬1) عن أبي هريرة). 2294 - "إن عمار بيوت الله هم أهل الله" عبد بن حميد (ع طس هق) عن أنس. (إن عمار) جمع عامر. (بيوت الله) أراد بعمارته بنائها والعبادة فيها والتسريح والتنظيف. (هم أهل الله) لأنهم عمروا بيوته كما يعمر الإنسان بيته فإن أهل الرجل عمار بيته وسكانها. (عبد بن حميد (ع طس هق) (¬2) عن أنس) وفيه صالح المري رجل ضعيف. 2295 - "إن عم الرجل صنو أبيه". (طب) عن بن مسعود. (إن عم الرجل صنو أبيه) تقدم بلفظه وتقدم الكلام عليه. (طب) (¬3) عن ابن مسعود). 2296 - "إن غلاء أسعاركم ورخصها بيد الله وإني لأرجو أن ألقى الله وليس أحد منكم قبلي مظلمة في مال ولا دم". (طب) عن أنس. ¬

_ = وصححه في الصحيحة (146). (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 228)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2112). (¬2) أخرجه عبد بن حميد (1291)، وأبو يعلى (3406)، والطبراني في الأوسط (2502)، والبيهقي في السنن (3/ 66)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1883)، والضعيفة (1682). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 80) رقم (11107)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2113).

(إن غلاء أسعاركم) ارتفاع أثمانها. (ورخصها بيد الله) بقدرته وتصرفه. "وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد منكم قبلي مظلمة) بفتح الميم، وكسر اللام. (في مال ولا دم) فسمى التسعير ظلمًا أي تقدير قيم الأشياء، وظاهره العموم إلا أنه خصه الأكثرون بالقوتين، لشدة حاجة الناس إليهما وبينا في منحة الغفار حاشية ضوء النهار الكلام وأطلنا النفس هنالك. (طب) (¬1) عن أنس). 2297 - "إن غلظ جلد الكافر اثنين وأربعين بذراع الجبار، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة". (ت ك) عن أبي هريرة. (إن غلظ) بالغين المعجمة مثلثة ضد الرقة. (جلد الكافر اثنين وأربعين) هكذا الروايات بالنصب وكان الأظهر الرفع خبر إن فهو على تقدير حذف يكون مع اسمها (ذراعًا) يذكر ويؤنث. (بذراع الجبار) بالجيم مشدد الموحدة قال ابن حبان: هو ملك باليمن وقال القتيبي: أحسبه ملكًا من ملوك الأعاجم كان تام الذراع، وقال البيهقي: أراد بلفظ الجبار التهويل ويحتمل أن يراد جبار من الجبابرة، قال الذهبي: هذا ليس من الصفات في شيء وهو مثل قولك: ذراع الخياط. (وإن ضرسه مثل أحد) تقدم بلفظه. (وإن مجلسه من جهنم) مقدار مجلسه منها (ما بين مكة والمدينة) مسافة ذلك. (ت ك) (¬2) عن أبي هريرة)، قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرطهما وأقروه. 2298 - "إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار". البزَّار (ع طب ك) عن ابن مسعود (صح). (إن فاطمة) أي بنت محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. (أحصنت فرجها) عفت عما لا يحل. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 261) رقم (761)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1884). (¬2) أخرجه الترمذي (2577)، والحاكم (4/ 595)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2114)، والصحيحة (1105).

(فحرمها الله وذريتها على النار) تقدم أن المراد من تحريم النار عدم ضرها ومنعها والذرية بضم الذال المعجمة وتكسر ولد الرجل كما في القاموس (¬1) والذرية تطلق على أول بطن من الرجل وعلى ما بعده كما قال تعالى في بني إسرائيل: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [الإسراء: 3]، وقال: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} [الأنعام: 84] فيحتمل أن يراد جميع ذريتها ويكون هذا مقتضيًا للنجاة مشروطًا بعدم المانع من الشرك وارتكاب الكبائر كغيره من أحاديث فضائل الأعمال، وهذا على تقدير كون قوله: "فحرمها وذريتها على النار" إخبارًا ويحتمل أنه إنشاء دعاء بذلك وأنه بكسر الحاء المهملة. (البزَّار (ع طب ك) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي. 2299 - "إن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ". (حم ق ت ن هـ) عن أنس، (ن) عن أبي موسى (ن) عن عائشة" (صح). (إن فضل عائشة) زيادتها في محبته - صلى الله عليه وسلم -. (على النساء) أي أزواجه - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل أن زيادتها في الأجر على نساء المسلمات، (كفضل الثريد) بالمثلثة وبعد الراء مثناة تحتية ودال مهملة هو الخبز مفتوتًا بالمرق واللحم كما قال: إدامًا الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد وهذا التشبيه يشعر بأن المراد المعنى الأول وأنها كالثريد في المطعومات محبوبة إلى الطبع كحبه إلا أنها إذا كانت محبوبة له - صلى الله عليه وسلم - كان لها فضيلة بالمعنى الآخر فإنه لا يحب - صلى الله عليه وسلم - إلا من يحبه الله. (على سائر الطعام). (حم ق ت ن هـ) ¬

_ (¬1) انظر القاموس (1/ 15). (¬2) أخرجه البزَّار (1829)، والطبراني في الكبير (22/ 406) رقم (1018)، والحاكم (3/ 152)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 188)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1885).

عن أنس و (ن) عن أبي موسى و (ن) (¬1) عن عائشة). 2300 - "إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنّة بأربعين خريفًا". (م) عن بن عمرو (صح). (إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء) من المهاجرين وغيرهم بالأولى وإلا فإنه يأتي الحديث الثاني بلفظ أغنيائهم فتعود إلى أغنياء المهاجرين. (يوم القيامة إلى الجنّة بأربعين خريفًا) الخريف أحد فصول السنة يطلق على السنة مجازًا من إطلاق الجزء على الكل. فإن قلت يأتي "أنهم يدخلون الجنّة قبلهم بخمسمائة عام"؟ قلت: هذا في سبقهم ولا يستلزم الدخول لجواز أن يراد أنه يحكم لهم أنهم من أهل الجنّة قبل الأغنياء بذلك المقدار ويكون الدخول من بعده أو يراد سبقهم تقدمهم إلى بابها خالصين عن المحشر والصراط فيكون السبق مقدرًا بالأربعين، وأما الدخول فبما يأتي أو أن الحكم في هذا على طائفة من الفقراء وفي الآخر على آخرين (م) (¬2) عن ابن عمرو). 2301 - "إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنّة قبل أغنيائهم بمقدار خمسمائة سنة". (هـ) عن أبي سعيد. (إن فقراء المهاجرين يدخلون الجنّة قبل أغنيائهم) أغنياء المهاجرين وبالأولى غيرهم. (بمقدار خمسمائة سنة) قال: بمقدارة لأنّه ليس في الجنّة ليل ولا نهار يعرف به الليالي والأيام والشهور والأعوام. (هـ) (¬3) عن أبي سعيد) ورواه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 156)، والبخاري (3411)، ومسلم (2446)، والترمذي (3887)، والنَّسائيّ في الكبرى (6692)، وابن ماجة (3281) عن أنس، وأخرجه البخاريّ (3434)، ومسلم (2431)، والنَّسائيّ (7/ 68) عن أبي موسى، وأخرجه النسائي (7/ 68) عن عائشة. (¬2) أخرجه مسلم (2979). (¬3) أخرجه ابن ماجة (4123)، والترمذي (2351)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1886).

الترمذي وقال: حسن صحيح. 2302 - "إن فناء أمتي بعضها ببعض". قط في الإفراد عن رجل. (إن فناء أمتي بعضها ببعض) وذلك بالقتل كما في الأحاديث الآخر. (قط) (¬1) في الإفراد عن رجل) من الصحابة. 2303 - "إن فلانًا أهدى إلي ناقة فعوضته منها ست بكرات فظل ساخطا، لقد هممت أن لا أقبل هدية، إلا من قرشي، أو أنصاري، أو ثقفي، أو دوسي". (حم ت) عن أبي هريرة. (إن فلانًا) أبهمه سترًا عليه. (أهدى إلى ناقة فعوضته منها) مكافأة وتكرمًا. (ست بكرات فظل ساخطًا) لم يرض بهذه الزيادة مع كثرتها وفيه أنه إذا كافأ بخير مما أعطاه فلا يشترط بعد ذلك رضاه. (لقد هممت ألا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي) نسبة إلى ثقيف ودوس فإنه قد عرف من هؤلاء أنهم أهل نفوس شريفة لا يستكثرون ويقنعون بما أعطوا. (حم ت) (¬2) عن أبي هريرة) قال خطب النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. 2304 - "إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها دمشق، من خير مدائن الشام". (د) عن أبي الدرداء. (إن فسطاط المسلمين) بضم الفاء وكسرها المدينة التي فيها يجتمع الناس وكل مدينة فسطاط، وقال الزمخشري (¬3): هو ضرب من الأبنية في السفر دون السُّرادق. (يوم الملحمة) بالحاء المهملة أي يوم القتال في إحدى الوقائع التي ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في الكنز (30876)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1887). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 292)، والترمذي (3945)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2119). (¬3) الفائق (3/ 116).

ذكر - صلى الله عليه وسلم - أنها تكون بين المسلمين وعدوهم. (بالغوطة) بضم الغين المعجمة مدينة دمشق أو كوربها كما في القاموس (¬1). (إلى جانب مدينة يقال لها دمشق) هو يؤيد الثاني. (من خير مدائن الشام) أكثرها خيرًا ولعل هذه الملحمة التي في أيام الدجال فإنه قد يحصر المسلمون هنالك، ثم ينزل عيسى ويهلك برؤيته إياه. (د) (¬2) عن أبي الدرداء) وروي من وجوه أخرى. 2305 - "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه الله إياها". مالك (حم م ن هـ عن أبي هريرة" (صح). (إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي) حال من عبد. (يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه) تقدم الكلام عليه مرارًا. (مالك (حم م ن هـ) عن أبي هريرة) (¬3). 2306 - "إن في الجنّة بابًا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون فيدخلون منه، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد". (حم ق) عن سهل بن سعد (صح). (إن في الجنّة بابًا يقال له الريان) بالراء ومثناة تحتية مشددة صفة من روى مثل شبعان وفي هذه التسمية مناسبة للجزاء على الصوم لأن الصائم يصيبه الظمأ فيجازى بضده. (يدخل منه الصائمون يوم القيامة) مطلق في صائم الفرض والنفل والأصل الفرض عند الإطلاق لأنّه الفرد الكامل. إن قلت: يلزم أن يدخل منه كل المؤمنين؟ قلت: ذلك ملتزم ولا ضير فيه أو يراد به الكاملون في أداء هذا الفرض على ¬

_ (¬1) انظر القاموس (2/ 377). (¬2) أخرجه أبو داود (4298)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2116). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 130)، والبخاري (935)، ومسلم (852)، والنَّسائيّ (3/ 115).

أكمل وجوهه فكأنه أحد أبوابها الثمانية، ويحتمل أنه غيره وأن لها أبوابًا أخر كباب التوبة وغيره (لا يدخل منه أحد غيرهم. يقال أين الصائمون؟ فيقومون فيدخلون منه فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد) وهذا تشريف لهم وإعلاء لمقامهم وتمييزهم على غيرهم. (حم ق) (¬1) عن سهل بن سعد). 2307 - "إن في الجنّة لعمد من ياقوت، عليها غرف من زبرجد، لها أبواب مفتحة تضيء كما يضيء الكوكب الدري، يسكنها المتحابون في الله تعالى، والمتجالسون في الله تعالى، والمتلاقون في الله". ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان، (هب) عن أبي هريرة. (إن في الجنّة لعمد) بضم العين جمع عمود. (من ياقوت عليها غرف من زبرجد) كسفرجل. (لها أبواب مفتحة تضيء) أي الغرف أو الأبواب أو العمد أو الكل. (كما يضيء الكوكب الدري) تقدم فيه الكلام. (يسكنها المتحابون في الله) الذين أحب كل واحد منهم الآخر لله لا لغرض سواه. (والمتجالسون في الله) الذين يجالس بعضهم بعضًا لله لذكره [2/ 95] وتلاوة كلامه ونحوه. (والمتلاقون في الله) هم المتزاورون لأجل ما أمر الله به من عيادة مريض أو تشييع جنازة أو نحو ذلك من مناهج الخير. (ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان، (هب) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه أيضًا البزَّار عنه وضعفه الحافظ المنذري وذلك لأن فيه يوسف بن يعقوب القاضي أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: مجهول، وحميد بن الأسود أورده فيهم (¬4) وقال: وكان عفان يحط عليه ومحمد بن أبي حميد ضعفوه (¬5) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 5/ 333، والبخاري (1896)، ومسلم (1152). (¬2) أخرجه عبد بن حميد (1432)، والبيهقي في الشعب (9002)، وابن المبارك في الزهد (1481)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1897). (¬3) انظر المغني (2/ 764). (¬4) انظر المغني (1/ 193). (¬5) انظر المغني (2/ 573).

2308 - "إن في الجنّة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام، وألان الكلام، وتابع الصيام، وصلى بالليل والناس نيام". (حم حب هب) عن أبي مالك الأشعري (ت) عن علي (صح). (إن في الجنّة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها) شفافة لا يحتجب من فيها ولا يخفى عنها من خارجها. (أعدها الله) نبه أنها قد خلقت (لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام) تقدم الكلام على كل جملة منه مستوفى. (حم حب هب) عن أبي مالك الأشعري)، رجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن معانق وثقة ابن حبان ورمز المصنف لصحته (ت) (¬1) عن علي) بإسناد ضعيف. 2309 - "إن في الجنّة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم". (ت) عن أبي سعيد. (إن في الجنّة مائة درجة) إن قلت: تقدم عدد درج الجنّة عدد آي القرآن وهي تنيف على ستة آلاف؟ قلت: هذا وصف اتساع بعض الدرجات وليس لجملة الدرجات. (لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم) لسعتها التي لا يعلم قدرها إلا خالقها. (ت) (¬2) عن أبي سعيد) وتقدم قريبًا في: "درج الجنّة"، قال الترمذي: حسن صحيح. 2310 - "إن في الجنّة بحر الماء، وبحر العسل، وبحر اللبن، وبحر الخمر، ثم تشقق الأنهار بعد". (حم ت) عن معاوية بن حيدة (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 343)، وابن حبان (2/ 262) رقم (509)، والبيهقي في الشعب (3892) عن أبي مالك الأشعري، والترمذي (1984) عن علي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2123). (¬2) أخرجه الترمذي (2532)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1901)، والضعيفة (1886).

(إن في الجنّة بحر الماء) غير آسن. (وبحر العسل) مصفى. (وبحر اللبن) الذي لم يتغير طعمه. (وبحر الخمر) الذي ليس فيه غول ولا هم عنه ينزفون وهو لذة للشاربين. (ثم تشقق الأنهار) أي من هذه البحار. (بعد) الأنهار التي وصفها الله بما ذكرناه (حم ت) (¬1) عن معاوية بن حيدة) بفتح الحاء المهملة وسكون المثناة التحتية ابن مرارًا رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح. 2311 - "إن في الجنّة لمراغا من مسك مثل مراغ دوابكم في الدنيا". (طب) عن سهل بن سعد. (إن في الجنّة لمراغًا) بالراء والغين المعجمة بزنة سحاب وهي ما تمرغ فيه الدابة. (من مسك) تربة. (مثل مراغ دوابكم في الدنيا) يحتمل أنه لدواب أهل الجنّة أو أنه لأهل الجنّة يتلذذون به. (طب) (¬2) عن سهل بن سعد (قال المنذري: إسناده جيد. 2312 - "إن في الجنّة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مائة عام ما يقطعها". (حم خ ت) عن أنس (ق) عن سهل بن سعد (حم ق ت) عن أبي سعيد (ق هـ) عن أبي هريرة (صح). (إن في الجنّة لشجرة) الظاهر أنها للجنس وأنها متعددة وليست معينة. (يسير الراكب الجواد) بالنصب مفعول الراكب. (المضمّر) بضم الميم الأولى وتشديد الثانية بينهما ضاد معجمة صفة للجواد وهو صفة لموصوف محذوف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 5)، والترمذي (2571)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2122). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 159) رقم (5845)، والأوسط (6914)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 412): رجالهما ثقات وقول المنذري في الترغيب (4/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1899)، والضعيفة (3012).

وهو الفرس كأنه قال: الفرس الجواد المضمر وهو من ضمر الخيل تضميرًا علفها القوت بعد السمن، قاله في القاموس (¬1)، وفي النهاية (¬2): هو أن يظاهر عليها بالعلف حتى تسمن ثم لا تعلف إلا قوتًا لتخف وقيل تشد عليها سروجًا وتجلل بالأجلة حتى تعرق فيذهب رهلها ويشتد لحمها. (السريع) صفة أيضًا لما تقدمه. (في ظلها مائة عام ما يقطعها) أي تحتها إذ لا ظل في الجنّة فإنه إنّما يكون عن الشمس ولا شمس هنالك إنّما هي أنوار كلها. (حم خ ت) عن أنس) زاد في رواية أحمد: "وهي شجرة الخلد"، (ق) عن سهل بن سعد (حم ق ت) عن أبي سعيد (ق ت هـ) (¬3) عن أبي هريرة). 2313 - "إن في الجنّة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب أحد". (طب) عن سهل بن سعد. (إن في الجنّة ما لا عين رأت) عام لكل عين كما يعم كل أذن. (ولا أذن سمعت) إذ هي نكرات في سياق النفي. (ولا خطر على قلب أحد) مثلهما في العموم، ولما كانت الموجودات إما أن تدرك بالبصر أو توصف فتدرك بالسمع أو تخيل فتخطر على البال، أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن نعيم الجنّة وما أعده الله تعالى لعباده لم يكن قد دخل تحت هذه المدارك، وأنه لا يعلمه إلا الله إقناعًا للأنفس وإعلامًا بأن هنالك نعيمًا لا يعرفونه إلا فيها. (طب) (¬4) عن سهل بن سعد) وأخرجه ¬

_ (¬1) القاموس (ص 501). (¬2) النهاية (3/ 3/ 210). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 110)، والبخاري (3251)، والترمذي (3293) عن أنس، والبخاري (6553)، ومسلم (2827) عن سهل بن سعد، وأحمد (2/ 438)، والبخاري (6553)، ومسلم (2828) عن أبي سعيد، والبخاري (4881)، ومسلم (2826)، والترمذي (2523)، وابن ماجة (4335) عن أبي هريرة. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 122) رقم (5706)، وكذا أخرجه مسلم (2825) من رواية سهل ابن سعد بنحوه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2127)، والصحيحة (1086).

البزَّار برجال الصحيح. 2314 - "إن في الجنّة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء، فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها". (ت) عن علي (صح). (إن في الجنّة لسوقًا ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور) استثناء منقطع. (من الرجال والنساء) بيان لها والمراد من الصور أشكال يصورها تعالى على هيئات مرغوب فيها. (فإذا اشتهى الرجل) أو المرأة. (صورة دخل فيها) ليكون تلك الصورة التي أرادها وقوله: دخل يحتمل أنه مجاز أي صار كالداخل فيها، لما صار شكله شكلها ويحتمل أنه حقيقة وأنها على تمثال يدخل فيه الإنسان وهذا من النعم الذي لا عين رأت إلى آخره. (ت) (¬1) عن علي) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: هذا حديث غريب وضعفه. المنذري وذلك لأن فيه عبد الرحمن بن إسحاق (¬2) قال الذهبي: ضعفوه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ودندن عليه ابن حجر ثم قال: وفي القلب منه شيء والمصنف بما محصوله أن له رواية انتهى. 2315 - "إن في الجنّة دارًا يقال لها "دار الفرح"، لا يدخلها إلا من فرح الصبيان ". (عد) عن عائشة. (إن في الجنّة دارًا يقال لها) تسمى (دار الفرح) بفتحات وهو السرور كأنها سميت بذلك لما فيها من الأفراح أو لأنها جزاء لمن حصلت في الدنيا على يديه الأفراح. (لا يدخلها إلا من فرح الصبيان) لم يقيده بالمسلمين فيحتمل أنه عام ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2550)، وقال: غريب، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 302)، وانظر العلل المتناهية (2/ 932)، والقول المسدد (1/ 34)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1896)، وقال في الضعيفة (5369): ضعيف جدًا. (¬2) انظر المغني (2/ 375).

لصبيان غيرهم إذ لا ذنب لهم فسرورهم مراد إلا أنه يأتي تقييد في الثاني بقيدين. (عد) (¬1) عن عائشة). 2316 - "إن في الجنّة دارًا يقال لها دار الفرح لا يدخلها إلا من فرح يتامى المؤمنين). حمزة بن يوسف السهمي في معجمه، وابن النجار عن عقبة بن عامر. (إن في الجنّة دارًا يقال لها دار الفرح لا يدخلها إلا من فرح يتامى المؤمنين) (¬2) يحتمل وهو الأظهر أن هذه غير تلك وأن تلك عامة وهذه خاصة وفي كل واحد نعيم لا يعلمه إلا الله. (حمزة) بالحاء المهملة والزاي (ابن يوسف) بن إبراهيم (السهمي) بفتح المهملة وسكون الهاء نسبة إلى سهم بن عمرو قبيلة معروفة، (في معجمه وابن النجار (¬3) عن عقبة بن عامر) بسند فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. 2317 - "إن في الجنّة بابًا يقال له: "الضحى" فإذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الذين كانوا يديمون على صلاة الضحى؟ هذا بابكم فادخلوه برحمة الله". (طس) عن أبي هريرة. (إن في الجنّة بابًا يقال له الضحى) هو مثل باب الريان وباب التوبة (فإذا كان) وجد (يوم القيامة) فكان تامة. (نادى منادي) (قائلًا) (أين الذين كانوا يداومون على صلاة الضحى) الواقعة في وقته. (هذا بابكم فادخلوا) أي الجنّة (برحمة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 199) في ترجمة أحمد بن حفص بن عمر وقال: حدث بأحاديث منكرة لم يتابع عليه وذكر -الحديث- وقال: منكر بهذا الإسناد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1893). (¬2) قال في الحاشية: نسخة: المسلمين. (¬3) أخرجه السهمي وابن النجار كما في الكنز (6008)، وفيض القدير (2/ 469)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1894).

الله)، وهذا من أدلة سنية الضحى (¬1) وقد اختلف الناس فيها واختلف في عدد ركعاتها فمنهم من قال هي بدعة، قال ابن بطال (¬2): أخذ قوم من السلف بحديث عائشة ولم يروا صلاة الضحى، وقال مجاهد: دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد فإذا ابن عمر جالس عند حجرة عائشة وإذا الناس يصلون صلاة الضحى فسألناه عن صلاتهم فقال: بدعة، وقال مرة: نعمت البدعة، وذهبت طائفة إلى استحبابها لكثرة ما ورد فيها ولكثرة العاملين بها، وذهبت طائفة إلى أنه يستحب فعلها في بعض الأيام دون بعض مستدلين بحديث أبي سعيد: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي الضحى حتى نقول لا يدعها، ويدعها حتى نقول لا يصليها) (¬3) ونحوه، وذهبت طائفة إلى أنها إنّما تفعل للأسباب وأنه - صلى الله عليه وسلم - ما فعلها إلا لسبب كما روت أم هانئ: "أنه صلاها ثماني ركعات يوم الفتح" (¬4) وقد أطال ابن القيم في الهدي النبوي (¬5) هذه المسألة. (طس) (¬6) عن أبي هريرة) وهو ضعيف لضعف سليمان اليماني أحد رجاله. 2318 - "إن في الجنّة بيتًا يقال له بيت الأسخياء". (طس) عن عائشة. (إن في الجنّة بيتًا يقال له بيت الأسخياء) أي لا يدخله إلا أهل السماحة والجود والكرم. (طس) (¬7) عن عائشة) وإسناده مجهول. ¬

_ (¬1) وُضع عنوان في الهامش: مطلب في صلاة الضحى. (¬2) انظر: زاد المعاد (1/ 330)، وفتح الباري (3/ 52). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 21)، والترمذي (477)، وقال: حسن غريب، وأبو يعلى (1270). (¬4) أخرجه البخاريّ (1176)، ومسلم (336). (¬5) زاد المعاد (1/ 330 - 347). (¬6) أخرجه الطبراني في الأوسط (5060)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1891)، وقال في الضعيفة (392، 5066): ضعيف جدًا. (¬7) أخرجه الطبراني في الأوسط (5742)، والقضاعي في الشهاب (117)، وضعفه الألباني في =

2319 - "إن في الجنة لنهرًا ما يدخله جبريل، من دخله فيخرج منه فينتفض إلا خلق الله تعالى من كل قطرة تقطر منه ملكا". أبو الشيخ في العظمة عن أبي سعيد. (إن في الجنة نهرًا ما يدخله جبريل من دخله) ينغمس فيه. (فيخرج) منه (فينفض) لإزالة آثار الماء عن بدنه. (إلا خلق الله تعالى من كل قطرة تقطر منه ملكًا) والله أعلم كم يدخله ومتى يدخله يوضحه ما رواه العقيلي بسند ضعيف عن أبي هريرة مرفوعًا: "في السماء الدنيا بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة، وفي السماء الرابعة نهر يقال له الحيوان يدخل فيه جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة ثم يخرج فينتفض انتفاضة فيخرج منه سبعون ألف قطرة فيخلق الله تعالى من كل قطرة ملكًا ثم يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور فيصلون فيه ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدًا فيتولى عليهم أحدهم ثم يؤمر أن يقف بهم في السماء موقفًا يسبحون الله تعالى فيه إلى أن تقوم الساعة" (¬1) قال ابن الجوزي: موضوع، وقال المصنف: ليس بموضوع انتهى، فيحتمل أنه الآن يدخله ويحتمل أنه بعد دخول أهل الإيمان الجنة. (أبو الشيخ (¬2) في العظمة عن أبي سعيد) بإسناد فيه ضعف. 2320 - "إن في الجنة نهرًا يقال له: "رجب" أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، من صام يومًا في رجب سقاه الله من ذلك النهر". الشيرازي في الألقاب (هب) عن أنس. (إن في الجنة نهرًا يقال له رجب أشد بياضًا (¬3) من اللبن وأحلى من العسل من ¬

_ = ضعيف الجامع (1892). (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 59)، وابن عدي في الكامل (3/ 144). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 735)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1900)، والضعيفة (1495): موضوع. (¬3) وُضع هنا عنوان: مطلب في صوم رجب.

صام يومًا في رجب سقاه الله من ذلك النهر) وقد اختلف الحفاظ في أحاديث فضائل الصوم في رجب فجزم أكثرهم أنه لا يصح فيه شيء، ولأنه لم يرد في الأمهات الست فيه حديث يدل على صومه بل ذهب البعض إلى كراهة صومه بل كان عمر ينهى عن صومه كما أخرج ابن أبي شيبة عن خرشة بن الحر قال: "رأيت عمر يضرب أكف الناس في رجب حتى يضعوها في الجفان ويقول: كلوا فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية" (¬1) وأخرج عن زيد بن أسلم قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم رجب فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أين أنتم عن شعبان" (¬2)، وأخرج عن ابن عمر أنه كان إذا رأى الناس وما يعدون في رجب كره ذلك" (¬3) ولم يذكر رواية في صومه مع توسعه في النقل، إلا أنه قد ثبت ذكر فضل الصوم في الأشهر الحرم وشهر رجب منها اتفاقًا فيندب صومه لذلك. الشيرازي في الألقاب (هب) (¬4) عن أنس) قال ابن الجوزي: لا يصح وجزم في الميزان بضعفه. 2321 - "إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أصحاب الهموم" (فر) عن أبي هريرة. (إن في الجنة درجة لا ينالها إلا أصحاب الهموم) هم الذين يهتمون بتحصيل الحلال في المعاش، والذين يهتمون عذاب الله وغضبه، وبالجملة كل هم فهو خير إذا كان سببه الفرار من الشر وإرادة الخير. (فر) (¬5) عن أبي هريرة) وفي سنده ضعف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (9758). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (9759). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (9761). (¬4) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (24260)، والبيهقي في الشعب (3800)، وابن حبان في المجروحين (2/ 238)، والرافعي في التدوين (1/ 165)، وانظر العلل المتناهية (2/ 555)، والميزان (6/ 524)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1902): موضوع. (¬5) أخرجه الديلمي في الفردوس (840)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1895)، والضعيفة (3184).

2322 - "إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات". (ع) عن الحسين بن علي. (إن في الجمعة ساعة لا يحتجم فيها أحد إلا مات) هذه الساعة مبهمة فينبغي تجنب كل اليوم لئلا يوافقها وتقدم مثله حديث: "في يوم الثلاثاء". (ع) (¬1) عن الحسين بن علي) بإسناد ضعيف، قال الهيثمي: فيه يحيى بن العلاء كذاب وحكم ابن الجوزي بوضعه. 2323 - "إن في الحجم شفاء". (م) عن جابر (صح). (إن في الحجم شفاء) تقدم ذكر الشفاء في الحجامة والكلام عليه. (م) (¬2) عن جابر). 2224 - "إن في الصلاة شغلاً" (ش حم ق د هـ) عن ابن مسعود (صح). (إن في الصلاة شغلاً) قال القرطبي: اكتفى بذكر الوصف عن الصفة فكأنه قال: شغلاً كافيًا أو مانعًا من الكلام وغيره مما لا يصلح فيها. (ش حم ق د هـ) (¬3) عن ابن مسعود) قال: كنا نسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا فلم يرد فذكره. 2325 - "إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة". (حم م) عن جابر (صح). (إن في الليل لساعة لا يوافقها) يوفق للدعاء فيها. (عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة) يحتمل أنها آخر الليل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (6779)، وانظر المجمع (5/ 92)، والموضوعات (3/ 213)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1888)، والضعيفة (1412): موضوع. (¬2) أخرجه مسلم (2206). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (4803)، وأحمد (1/ 376)، والبخاري (1216)، ومسلم (538)، وأبو داود (923)، وابن ماجة (1019).

لما ورد فيه من الأحاديث ويحتمل أنها منتشرة في الليل كله وهو حث على تتبع الليل كله بالدعاء. (حم م) (¬1) عن جابر). 2326 - "إن في المعاريض مندوحة عن الكذب". (عد هق) عن عمران بن حصين. (إن في المعاريض) جمع معراض من التعريض وهو خلاف التصريح من القول تقول: عرفت ذلك في معرض كلامه بحذف الألف. (لمندوحة) من الندح وهو الأرض الواسعة بفتح الميم ودال وحاء مهملتان: أي سعة، وفسحة، والمراد أنه: إذا ألجئ العبد إلى ما لا يجب التصريح به عدل إلى التعريض والألغاز والتورية. (عن الكذب) فلا يحل له مع إمكان التعريض. (عد هق) (¬2) عن عمران بن حصين) موقوفًا ومرفوعًا، قال البيهقي: الصحيح الموقوف. 2327 - "إن في المال لحقًا سوى الزكاة". (ت) عن فاطمة بنت قيس، (بإسناد ضعيف). (إن في المال لحقًا سوى الزكاة) يجب على مالك، وذلك كفك الأسير وإطعام المضطر وإنقاذ المحترم فهذه حقوق واجبة فيه إلا أنها عارضة بحسب الأحوال فلا ينافيه حديث: "ليس في المال حق سوى الزكاة" يأتي. (ت) (¬3) عن فاطمة بنت قيس بإسناد ضعيف). 2328 - "إن في أمتي خسفًا ومسخًا وقذفًا". (طب) عن سعيد بن أبي راشد. (إن في أمتي خسفًا) تقدم أنه الانقلاب ومنه: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 313)، ومسلم (757). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 96)، والبيهقي في السنن (10/ 199)، والبخاري في الأدب المفرد (857)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1904)، والضعيفة (1094). (¬3) أخرجه الترمذي (659)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1903)، والضعيفة (4383).

[القصص: 81]. (ومسخًا) هو التبديل والظاهر أن المراد تبديل الصور كما بدل تعالى أصحاب السبت. (وقذفًا) رميًا بالحجارة وهذه العقوبات الثلاث قد وقعت في الأمم الماضية، وهذا إخبار أنه يقع في هذه الأمة، والمراد في بعض الأمة وقد سبق نقل عن ابن الجوزي ما قد وقع من ذلك، وقيل: المراد بالمسخ مسخ القلوب لا الصور، وقيل: قد يكون في الدنيا أو في البرزخ أو في يوم القيامة. (طب) (¬1) عن سعيد بن أبي راشد) الجمحي وإسناده ضعيف لأن فيه عمرو بن مجمع (¬2). 2329 - "إن في ثقيف كذابًا ومبيرًا". (حم م) عن أسماء بنت أبي بكر (صح). (إن في ثقيف) قبيلة معروفة تسكن جهات الطائف. (كذابًا) أي أنه سيكون، وفسر بالمختار بن أبي عبيد الذي ادعى في آخر أيامه النبوة وأن جبريل يأتيه بالوحي. (ومُبيرًا) بضم الميم من أباره أهلكه، وفسر بالحجاج بن يوسف والحديث من أعلام النبوة. (حم م) (¬3) عن أسماء بنت أبي بكر). 2330 - "إن في مال الرجل فتنة وفي زوجته فتنة وولده" (طب) عن حذيفة. (إن في مال الرجل فتنة وفي زوجته) بالتاء والأكثر حذفها. (فتنة وولده) الحديث في القرآن ألفاظه، والفتنة الاختبار والامتحان وتقدمت معانيها. (طب) (¬4) عن حذيفة بن اليمان). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 68) رقم (5537)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2132). (¬2) انظر: لسان الميزان (4/ 375)، وتعجيل المنفعة (1/ 315) رقم (804). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 351، 352)، ومسلم (2545). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 169) رقم (3024)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2137).

2331 - "إن فيك لخصلتين يحبهما الله تعالى الحلم والأناة". (م ت) عن ابن عباس (صح). (إن فيك) أيها المخاطب وهو الأشج العبدي بمهملات من وفد عبد القيس. (خصلتين) صفتين. (يحبهما الله الحلم والأناة) نصبها بدل من خصلتين وضدهما الطيش والعجلة وهما خلقان مذمومان يفسدان الأخلاق والأعمال، وفي رواية أنه قال له: أخلقان تخلقت بهما أو جبلني الله عليهما؟ ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "بل جبلك الله عليهما" فقال: الحمد لله الذي جبلني على ما يحبه (¬1)، والفرق بين الحلم والأناة أن الحلم في مقابلته لغيره، والأناة في احتمال نفسه. (م ت) (¬2) عن ابن عباس). 2332 - "إن قبر إسماعيل في الحجر". الحاكم في الكنى فر عن عائشة. (إن قبر إسماعيل) أي ابن إبراهيم الخليل - عليه السلام - ذبيح الله على الصحيح. (في الحجر) بكسر الحاء المهملة وسكون الجيم فراء هو المحل المعروف المتصل ببيت الله تعالى الذي فصلته قريش عن البيت لما بنوا الكعبة وضاقت عليهم النفقة فكان قبره في نفس البيت. إن قلت: إن كان فيه قبره فتجنب فيه الصلاة؟ قلت: لعله لشرف المحل لم تجنب فيه، أو لأنه لا يعرف بعينه، أو لأنه على أثره. وقال الشارح: إن قبور الأنبياء عليهم السلام لا يكره الصلاة عندها ولم يذكر عليه دليلاً والأدلة قاضية للعموم. (الحاكم في الكنى (فر) (¬3) عن عائشة). 2333 - "إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (587)، والطبراني في الكبير (20/ 345) رقم (812)، وأبو يعلى (6850)، والبيهقي في الشعب (8410). (¬2) أخرجه مسلم (17)، والترمذي (2011)، وابن ماجة (4188). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4646)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1907).

الأباريق كعدد نجوم السماء". (حم ق) عن أنس (صح). (إن قدر حوضي كما بين أيلة) بفتح الهمزة ومثناة تحتية ساكنة بلد فيما بين مصر والشام. (وصنعاء من اليمن) وتقدم أنه من عدن إلى عمان البلقاء وقدمنا أنها إن كانت المسافة متساوية فلا تعارض وإلا فأحد الحديثين للطول والآخر للعرض. (وإن فيه من الأباريق) تقدم بلفظ: "الأكاويب" فكأنهما عبارة عن شيء واحد أو أنها آلات متنوعة. (كعدد نجوم السماء) المراد المبالغة إذ لا يعلم عدها إلا الله تعالى. (حم ق) (¬1) عن أنس). 2334 - "إن قذف المحصنة ليهدم عمل مائة سنة". البزار (طب ك) عن حذيفة. (إن قذف) القذف الرمي فيراد به هنا الرمي بفاحشة الزنا. (والمحصنة) لفظ مشترك بين العفيفة والمتزوجة والحامل كما في القاموس (¬2)، والمراد هنا: العفيفة وهو من إضافة المصدر إلى مفعوله أي قذف القاذف المرأة المحصنة. (ليهدم) يبطل. (عمل مائة سنة) من الأعمال الصالحة. (البزار (طب ك) (¬3) عن حذيفة) (¬4) وإسناده حسن. 2335 - "إن قريشا أهل أمانة، لا يبغيهم العثرات أحد إلا كبه الله لمنخره". ابن عساكر عن جابر (خد طب) عن رفاعة بن رافع. (إن قريشًا أهل أمانة) كأنه يريد أنهم سكان بيت الله وقطان حرمه جعل بيته ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 225)، والبخاري (6580)، ومسلم (2303)، والترمذي (2442). (¬2) القاموس (ص: 1090). (¬3) أخرجه البزار (2929)، والطبراني في الكبير (3/ 168) رقم (3023)، والحاكم (4/ 573)، وانظر المجمع (6/ 279)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1908)، والضعيفة (3185). (¬4) جاءت العبارة التالية في الهامش: قال الهيثمي: فيه ليث بن سليم وهو ضعيف وقد يحسن حديثه وبقية رجاله رجال الصحيح.

أمانة لديهم. (لا يبغيهم العثرات أحد) في النهاية (¬1): في عواثر جمع عاثور وهو المكان الوعث الخشن لأنه يعثر فيه، وقيل هو حفيرة تحفر للأسد ليقع فيها هو وغيره، يقال: وقع فلان في عاثور شر إذا وقع في مهلكة فاستعيرت للورطة والخلة المهلكة، أو جمع عاثرة وهي الحادثة التي يعثر بصاحبها قال: ويروى عواتر بالمثناة الفوقية وهي جمع عاتر وهي حبالة الصائد. (إلا كبه الله لمنخريه) أي قلبه وصرعه وقد وقع كما قاله - صلى الله عليه وسلم - لأبرهه ونحوه. (ابن عساكر عن جابر (خد طب) (¬2) عن رفاعة بن رافع) ورجال الطبراني ثقات. 2336 - "إن قلب ابن آدم يتقلب مثل العصفور، يتقلب في اليوم سبع مرات". ابن أبي الدنيا في الإخلاص (ك هب) عن أبي عبيدة. (إن قلب ابن آدم) عام لكل بني آدم. (مثل العصفور) بين وجه الشبه بقوله: (يتقلب) أي تقلب همومه وإراداته وخواطره لا يقلب ذاته كالعصفور لا يزال يتنقل ويتلفت في جميع حالاته، فالقلب كذلك ويقال: ما سمي قلبًا إلا لتقلّبه: وما سمي الإنسان إلا لنسيه ... ولا القلب إلا أنه يتقلب (في اليوم سبع مرات) يحتمل أن المراد حقيقة العدد، ويحتمل إنه أريد به التكثير وهو أقرب ومن إقسامه - صلى الله عليه وسلم -: "لا ومقلب القلوب" ومن دعائه: "يا مقلب القلوب" الحديث. فالقلب لا يزال متقلبًا يحب ما يبغضه، ويبغض ما يحبه ويكره ما يشتهي، ويشتهي ما يكره؛ ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - لما رآى زينب بنت جحش فأعجبته: "سبحان مقلب القلوب" بمعنى أنها أعجبته في تلك الرؤية مع كمال ¬

_ (¬1) انظر النهاية 3/ 182. (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 233)، والبخاري في الأدب المفرد (75)، والطبراني في الكبير (5/ 45) رقم (4544)، والحاكم (4/ 82)، والشافعي في مسنده (1/ 279)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2139)، والصحيحة (1688).

قربها فلم يقع الإعجاب إلا حينئذ. ابن أبي الدنيا في الإخلاص (ك هب) (¬1) عن أبي عبيدة عامر بن الجراح) بإسناد فيه انقطاع. 2337 - "إن قلب بن آدم بكل واد شعبة، فمن أتبع قلبه الشعب وشهواته لم يبال الله به بأي واد أهلكه، ومن توكل على الله كفاه الشعب". (هـ) عن عمرو بن العاص. (إن قلب بن آدم بكل واد شعبة) الشعبة: الطائفة، وبكل واد كناية عن: كل مطلوب. (فمن أتبع قلبه الشعب كلها) أطلق لقلبه الزمام في متابعة هواه. (وشهواته لم يبال الله به بأي واد أهلكه) لأنه أتي من قبل نفسه فيسلبه الله تعالى لطفه وكلائته. (ومن توكل على الله) أي جعل همه مراد مولاه. (كفاه الله الشعب) وساق إليه ما تقر به عينه، ويطمئن به قلبه. (هـ) (¬2) عن عمرو بن العاص) ضعيف لضعف راويه صالح بن رزيق. 2338 - "إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث شاء". (حم م) عن ابن عمرو (صح). (إن قلوب بني آدم كلها) أي تصرفها وتقلبها. (بين أصبعين من أصابع الرحمن) قال النووي (¬3): فيه المذهبان التفويض، والتأويل على المجاز التمثيلي، كما يقال: فلان في قبضتي، لا يراد به أنه حال في كفه بل المراد حال تحت قدرتي، فالمراد أنه يتصرف في قلوب عباده، وغيرها كيف يشاء لا يمتنع عليه ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 307)، والبيهقي في الشعب (754)، والطبراني في الشاميين (1142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1910)، والضعيفة (3186). (¬2) أخرجه ابن ماجة (4166)، وقال في الزوائد: إسناده ضعيف، وصالح بن رزيق ليس له إلا هذا الحديث، وقال في الميزان: حديثه منكر. وقال الحافظ في التقريب (2859): مجهول، من العاشرة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1909). (¬3) في شرح صحيح مسلم (16/ 204).

تعالى منها شيء، ولا يفوته ما أراده كما لا يمتنع على الإنسان ما كان بين أصبعيه، فخاطب العرب بما يعرفونه، ومثل لهم بالمعاني الحسية تأكيدًا له في نفوسهم (كقلب واحد يصرفه كيف يشاء) هو نظير: {مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ} [لقمان: 28]. (حم م) (¬1) عن ابن عمرو). 2339 - "إن كذبًا علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار". (حم ق) عن المغيرة (ع) عن سعيد بن زيد (صح). (إن كذبًا علي) بنسبة ما لم أقله أو ما لم أفعله أو ما لم أقرره. (ليس ككذب على أحد) لأنه كذب يتفرع عنه تشريع للأمة وتعبدًا لها بما هو باطل. (فمن كذب علي متعمدًا فليتبوء مقعده من النار) والحديث يأتي في حرف: "من"؛ لأن المصنف هنالك استوفى مخرجيه فأخرنا تحقيق الكلام إلى هنالك. (حم ق) عن المغيرة، (ع) (¬2) عن سعيد بن زيد) أحد العشرة المحكوم لهم بالجنة. 2340 - "إن كسر عظم المسلم ميتًا ككسره حيًا". (عب حم ص د هـ) عن عائشة. (إن كسر عظم المسلم ميتًا ككسره حيًا) في إيلامه، وإثم كاسره لأن حرمته باقية بعد موته فعرضه وجسمه محترم؛ فعلى هذا لا يصح قوله: ما لجرح بميت إيلام على الأول وقد جاء: الميت يتألم مما يتألم منه الحي فهو صريح في المعنى الأول. (عب حم ص د هـ) (¬3) عن عائشة). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 268)، ومسلم (2654)، وهذا مذهب المتأخرين من الأشاعر، وعادة المؤلف أن يتعقب أمثال هذه التأويلات وقد فعل ذلك في مواطن سبق ذكرها في القدمة، فلعله اكتفى بذلك وسكت هنا. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 245)، والبخاري (1291)، ومسلم (4) عن المغيرة، وأخرجه أبو يعلى (966) عن سعيد بن زيد. (¬3) أخرجه عبد الرزاق (6256)، وأحمد 6/ 58، وأبو داود (3207)، وابن ماجة (1616)، ومالك (563)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2143).

2341 - "إن كل صلاة تحط ما بين يديها من خطيئة". (حم طب) عن أبي أيوب. (إن كل صلاة) من الفرائض إذ هي الفرد الكامل عند الإطلاق. (تحط ما بين يديها من خطيئة) أي ما بين كل صلاة إلى الصلاة الأخرى، وشواهد معناه كثيرة، وهل المراد ما اجتنبت الكبائر كما صرح به غيره؟ وأن المراد الصغائر فيه ما سلف؟ وفيه مأخذ للتوقيت. (حم طب) (¬1) عن أبي أيوب) وإسناده حسن. 2342 - "إن لله تعالى عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة". (حم) عن أبي هريرة، أو أبي سعيد سمويه عن جابر. (إن لله عتقاء) أي من النار كانوا قد صاروا أرقاء لذنوبهم فأعتقتهم الرحمة. (في كل يوم وليلة لكل عبد منهم) من الذين أعتقوا. (دعوة مستجابة) كأن المراد بعد الإعتاق ويحتمل قبله. (حم) (¬2) عن أبي هريرة أو أبي سعيد) شك الأعمش، راويه (سمويه عن جابر)، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، ثم أعاده في محل آخر، وقال فيه: أبان بن أبي عياش متروك، ورجال أحمد رجال الصحيح. 2343 - "إن لله تعالى عبادا يعرفون الناس بالتوشم". الحكيم، والبزار عنه أنس. (إن لله عبادًا يعرفون الناس بالتوسم) مصدر توسم إذا تفرس، وتقدم: "اتقوا فراسة المؤمن" فمن صفا باطنه لله تنور بصيرته فيتطهر بما يظهر بنور البصر، وفي الفراسة حكايات عن الصحابة وغيرهم. (الحكيم والبزار (¬3) عن أنس وأبو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 413)، والطبراني في الكبير (4/ 126) رقم (3879)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2144). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 254)، وانظر المجمع (10/ 216،) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2169). (¬3) أخرجه القضاعي في الشهاب (1005)، والطبراني في الأوسط (2935)، والحكيم في نوادره =

نعيم) بإسناد حسن، قال الهيثمي: إسناده حسن وتبعه السخاوي لكن في الميزان عن أبي حاتم في ترجمة بشر بن الحكم أنه روى خبرًا منكرًا وهو هذا انتهى. 2344 - "إن لله تعالى عبادا اختصهم بحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله". (طب) عن ابن عمر. (إن لله عبادًا اختصهم بحوائج الناس) أي بقضائها على أيديهم. (يفزع الناس إليهم) من فزع يفزع، كفرح يفرح أي: استغاث وأغاث، قاله في القاموس (¬1) والمراد هنا الأول. (في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله) ويأتي أنه يبقي ذلك في أيديهم ما بذلوها. (طب) (¬2) عن ابن عمر)، قال الهيثمي: فيه شخص ضعفه الجمهور، وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. 2345 - "إن لله أقواما يختصهم بالنعم، لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها، نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم". ابن أبي الدنيا في: قضاء الحوائج (طب حل) عن ابن عمر. (إن لله تعالى أقوامًا يختصهم بالنعم) من نعمة المال أو الجاه أو العلم ولا تنحصر نعمة الله. (لمنافع العباد) لأجل نفع العباد على أيديهم. (ويقرها) يبقّيها. (فيهم ما بذلوها) مدة بذلهم إياها. (فإذا منعوها نزعها منهم) سلبها عنهم. (فحولها إلى غيرهم) ليقوموا بنفع العباد بها؛ فإن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (طب حل) (¬3) عن ابن عمر) ¬

_ = (3/ 87)، وانظر الميزان 2/ 59، والمجمع (10/ 268)، وكشف الخفا (1/ 42)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2168)، والصحيحة (1693). (¬1) انظر القاموس (3/ 63). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 358) رقم (13334)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 192)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1949)، والضعيفة (3319). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (5)، والطبراني في الأوسط (5162)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 115، 215)، والخطيب في تاريخه (9/ 459)، والبيهقي في الشعب (7662، =

أخرجه أحمد والبيهقي وإسناده حسن. 2346 - "إن لله تعالى عند كل فطر عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة". (هـ) عن جابر (حم طب هب) عن أبي أمامة. (إن لله عند كل فطر) كل إفطار من صوم أو كل عيد فطر، لكن آخر الحديث يناسب الأول. (عتقاء من النار وذلك في كل ليلة) زيادته لدفع أنه أريد به يوم عيد الفطر. (هـ) عن جابر (حم طب هب) (¬1) قال البيهقي بعد إيراده: هذا غريب وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ورد (عن أبي أمامة)، ورجال أحمد والطبراني موثقون. 2347 - "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة". (ق ت هـ) عن أبي هرير، وابن عساكر عن عمر (صح). (إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا) برفع مائة على خبرية محذوف: أي هي زيادة دفعًا لتوهم المجاز وأنه أريد المبالغة نظير الصفة في قولهم: ذهب أمس البارحة. واعلم أن: التفرقة بين الاسم والصفة اصطلاح نحوي حادث، وأما في اللغة فالاسم أعم من ذلك وعليه ورد هذا الحديث وأمثاله كما يأتي من عدتها أسماء وصفات. (من أحصاها دخل الجنة) قال الحافظ ابن حجر (¬2): فيه أقوال أحدها من حفظها، فسرها به البخاري في صحيحه وتقدمت الرواية الصحيحة به. ¬

_ = وقال الشيخ الألباني في صحيح الجامع (2164)، والسلسلة الصحيحة (1692): حسن، وقد ضعفه في الضعيفة (2627). (¬1) أخرجه ابن ماجة (1643) عن جابر، وأحمد (5/ 256)، والطبراني في الكبير (8/ 284) رقم (8089)، والبيهقي في الشعب (3605) عن أبي أمامة، وانظر المجمع (3/ 143)، والموضوعات (2/ 190)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2170). (¬2) انظر: فتح الباري (11/ 220، 226 - 227).

قلت: يريد الحديث الآتي وهو قوله: "من حفظها"، ثانيها: من عرف معانيها وآمن بها ثالثها: من أطاقها بحسن الرعاية وبخلق بما يمكنه العمل به من معانيها رابعها: أنه يتلو القرآن حتى يختمه فإن استيفاء هذه الأسماء في ضمن التلاوة وذهب إلى هذا أبو عبد الله الزبيري، وقال النووي (¬1): الأول هو المعتمد. قلت: ويحتمل أن يراد من تتبعها من القرآن ولعله مراد الزبيري انتهى كلامه، ويأتي احتمال خامس: وهو سؤال الله بها ويدل له ما في حديث علي - رضي الله عنه - بلفظ: "ما من عمد يدعو بها إلا وجبت له الجنة" (¬2). (ق ت هـ) (¬3) عن أبي هريرة، وابن عساكر) في التاريخ (عن ابن عمر). 2348 - "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر". (ق) عن أبي هريرة (صح). (إن لله تعالى تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا) تقدم أن مائة بالرفع ويحتمل النصب على البدل من مجموع تسعة وتسعين على تكلف وهو جعل المعطوف والمعطوف عليه اسمًا واحدًا. (لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة) هو دليل لأحد التفاسير كما عرفت أو معيّن له، قال الحافظ ابن حجر (¬4): ظاهر كلام ابن كج: حصر أسماء الله في العدد المذكور وبه جزم ابن حزم ونوزع، ويدل على صحة ما خالفه حديث ابن مسعود في الدعاء الذي فيه: "أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت ¬

_ (¬1) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 6). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 380). (¬3) أخرجه البخاري (7392)، ومسلم (2677)، والترمذي (3506)، وابن ما حبيبة (3860)، وابن عساكر (3/ 161) عن ابن عمر. (¬4) انظر: التلخيص الحبير (4/ 74)، وفتح الباري (11/ 220).

به في علم الغيب عندك ... " (¬1) الحديث صححه ابن حبان وغيره، ويدل على عدم الحصر أيضًا اختلاف الأحاديث الواردة في سردها وورود أسماء غير ما ذكر فيها في الأحاديث الصحيحة. (وهو) الله تعالى. (وتر) فرد في ذاته وصفاته. (يحب الوتر) يحب ما كان وترًا وهو يدل أن: لفظ وتر من أسمائه الحسنى لإطلاقه عليه تعالى ويأتي حديث علي - رضي الله عنه -: "إن الله وتر يحب الوتر" إن أريد بأسمائه كل ما أطلق عليه ولو بطريق الإخبار عنه، ولابن القيم الجوزية كلام (¬2) نفيس حاصله: أن باب الإخبار عنه أوسع من باب خطابه بأسمائه؛ فيجوز في الأول ما لا يجوز في الثاني، نحو: الله شيء كالأشياء، ولا يجوز: يا شيء، ونحو ذلك ويأتي عد الأسماء الحسنى إن شاء الله تعالى قريبًا. (ق) (¬3) عن أبي هريرة) (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (972). (¬2) انظر: مدارج السالكين (3/ 415). (¬3) أخرجه البخاري (6410)، ومسلم (2677)، وانظر فتح الباري (11/ 220، 227). (¬4) الأحاديث الآتية موجودة في المطبوع من الجامع الصغير وكذلك موجودة في الفيض القدير، وهي غير موجودة في التنوير ويبدو أنها سقطت؛ لأن المؤلف بيَّض لها صفحة كاملة من التنوير فاستدركتها من التيسير شرح الجامع الصغير للمناوي، طبع دار الحديث القاهرة، ثم خرَّجتها: 1 - "إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام" (حم ن حب ك) عن ابن مسعود (صح). (إن لله تعالى ملائكة سياحين) من السياحة وهي السير (في الأرض) في مصالح الناس، وفي رواية بدله: في الهواء (يبلغوني من) وفي رواية: عن (أمتي) أمة الإجابة (السلام) ممن سلم عليَّ منهم، وإن بَعُدَ قُطْره أي فيرد عليهم بسماعه منهم، وسكت عن الصلاة، والظاهر أنهم يبلغونها أيضًا (حم، ن، حب، ك، عن ابن مسعود) بأسانيد صحيحة. أخرجه أحمد (1/ 441)، والنسائي (3/ 43)، وابن حبان (914) والحاكم (2/ 421)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2174). 2 - "إن لله تعالى ملائكة ينزلون في كل ليلة يحسون الكلال عن دواب الغزاة إلا دابة في عنقها جرس". (طب) عن أبي الدرداء (ح).=

...................................... ¬

_ = (إن لله تعالى ملائكة ينزلون في كل ليلة) من السماء إلى الأرض (يحسون الكلال عن دواب الغزاة) أي يذهبون عنها التعب بحسها، وإسقاط التراب والشعث عنها، وفي نسخ: يحبسون أي يمنعون التعب عنها (إلا دابة في عنقها) يعني معها وخص العنق؛ لأن الغالب جعله فيه (جرس) بالتحريك جلجل؛ فإن الملائكة لا تدخل مكانًا فيه ذلك، فيكره تعليقه على الدواب لذلك (طب، عن أبي الدرداء) بإسناد حسن. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (5/ 267)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1955). 3 - "إن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر". (ك هب) عن أنس (صح). (إن لله تعالى ملائكة في الأرض تنطق على ألسنة بني آدم) أي: كأنها تركب ألسنتها على ألسنتهم كما في التابع والمتبوع من الجن (بما في المرء من الخير والشر) لأن مادة الطهارة إذا غلبت في شخص، واستحكمت صار مظهرًا الأفعال (ك، هب، عن أنس) بإسناد صحيح. أخرجه الحاكم (1/ 377)، والبيهقي في الشعب (8/ 93)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2175)، والسلسلة الصحيحة (1694). 4 - "إن لله تعالى ملكا، ينادي عند كل صلاة: يا بني آدم، قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم، فأطفئوها بالصلاة". (طب) والضياء عن أنس (ض). (إن لله تعالى ملكا، ينادي عند كل صلاة) أي: مكتوبة (يا بني آدم) أهل التكاليف (قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم) يعني خطاياكم التي ارتكبتموها وظلمتم بها أنفسكم حتى أعدت لكم مقاعد في جهنم التي وقودها الناس والحجارة (فاطفئوها بالصلاة) أي: امحوا أثرها بفعل الصلاة؛ فإنها مكفرة لما بينها من الذنوب أي: الصغائر، زاد في رواية: وبالصدقة وفعل القربات تمحى الخطيئات (طب، والضياء عن أنس) بإسناد ضعيف لضعف أبان بن أبي عياش. أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (11359)، وفي الأوسط (9452). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1958)، والسلسلة الضعيفة (307). 5 - " إن لله تعالى ملكا موكلاً بمن يقول: يا أرحم الراحمين، فمن قالها قال له الملك: إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك فسل". (ك) عن أبي أمامة (صح). (إن لله تعالى ملكا موكلاً بمن يقول: يا أرحم الراحمين) أي: بمن ينطق بها عن صدق وإخلاص وحضور (فمن قالها) كذلك (ثلاثًا) من المرات (قال له الملك) الموكل به (إن أرحم الراحمين) تبارك وتعالى (قد أقبل عليك) أي: بالرأفة والرحمة واستجابة الدعاء (فسل) فإنك إن سألته أعطاك وإن استرحمته رحمك وإن استغرفته غفر لك (ك، عن أبي أمامة) صحيح، وردّه الذهبي. أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 544)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1957)، =

..................................... ¬

_ = والضعيفة (3200). 6 - "إن لله تعالى ملكًا لو قيل له: التقم السماوات السبع والأرضين بلقمة واحدة لفعل تسبيحه سبحانك حيث كنت (طب عن ابن عباس (ح). (إن لله تعالى ملكاً لو قيل له) من أمر الله (التقم) أي: ابتلع (السماوات السبع والأرضين) أي: السبع بمن فيهما من الثقلين وغيرهما (بلقمة واحدة لفعل) أي: لأمكنه ذلك بلا مشقة لعظم خلقه (تسبيحه سبحانك) أي: أنزهك يا الله (حيث كنت) بفتح التاء، والقصد بيان عظم اجرام الملائكة، وأنه سبحانه ليس بمتصل بهذا العالم كما أ، هـ ليس بمنفصل عنه، فالحينية والكينون عليه محال؛ لتعاليه عن الحلول في مكان (طب، عن ابن عباس) وفيه رجل مجهول. أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 195) رقم (11476)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1956)، والسلسلة الضعيفة (3199). 7 - "إن لله تعالى ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بمقدار". (حم ق د ن هـ) عن أسامة بن زيد (صح). (إن لله تعالى ما أخذ) من الأولاد وغيرهم؛ لأن العالم كله ملكه (وله ما أعطى) أي: ما أبقى لنا فلا ينبغي الجزع بموت الأولاد ونحوهم؛ لأن مستودع الأمانة يقبح عليه الجزع لاستعادتها (وكل شيء) من الأخذ والإعطاء أو من الأنفس، أو مما هو أعم (عنده) أي: في علمه (بأجل مسمى) أي: معلوم مقدر فلا يتقدم ولا يتأخر، ومن استحضر ذلك سهلت عليه المصائب (حم، ق، د، ن، هـ، عن أسامة بن زيد) بألفاظ متقاربة، وهذا قاله لابنته حين أرسلت تدعوه إلى ابن لها في الموت فعلمها بذلك حقيقة التوحيد الموجب للسكون تحت مجارى الأقدار. أخرجه أحمد (5/ 204)، ومسلم (923) والبخاري (1284)، وأبو داود (3125)، والنسائي: 1868)، وابن ماجه (1588). 8 - " إن لله ريحا يبعثها على رأس مائة سنة تقبض روح كل مؤمن". (ع) والروياني، وابن قانع (ك) والضياء عن بريدة (صح). "إن لله تعالى ريحًا يبعثها) أي: يرسلها (على رأس مائة سنة) تمضى من ذلك القرن (تقبض روح كل مؤمن) ومؤمنة، وهذ المائة قرب الساعة، وظن ابن الجوزي أنها المائة الأولى من الهجرة فوهم (ع، والروياني) في مسنده (وابن قانع) في معجمه (ك) في الفتن (والضياء) المقدسي في المختارة (عن بريدة) بن الحصيب قال الحاكم: صحيح وأقروه، وأخطأ ابن الجوزي في زعمه وضعه. أخرجه أبو يعلى في المسند كما في الكنز (38345)، والروياني (1/ 49)، وابن مانع (120)، والحاكم (4/ 457)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1947)، الضعيفة (3194). 9 - "إن لله تعالى في كل يوم جمعة ستمائة ألف عتيق يعتقهم من النار، كلهم قد استوجبوا النار". (ع) عن أنس (ض). =

2349 - "إن لله تعالى ملكاً أعطاه سمع العباد، فليس من أحد يصلي علي إلا أبلغنيها، وإني سألت ربي أن لا يصلي على عبد صلاة إلا صلى عليه عشر أمثالها". (طب) عن عمار بن ياسر. (إن لله تعالى ملكاً) أي لخدمة خاصة وعبادة معينة. (أعطاه سمع) مصدر سمع أدرك المسموع، وفي إعطاءه إدراك كلام العباد بالمضاف مقدر. (العباد) أي قدرة وقوة تفسير بالحاصل يدرك بها كل ما ينطق به العباد من جن وإنس وغيرهما، في مسموع خاص هو ما أفاده: (فليس من أحد) زيادتها للتأكيد. (يصلي علي صلاة) يحتمل أن المراد: الصلاة التي أمر الله تعالى عباده، فيشمل السلام أو من تفردها ويعمم من ضم إليها السلام بالأولى. (إلا أبلغنيها) في ¬

_ = (إن لله تعالى في كل يوم جمعة) قيل: أراد بالجمعة الأسبوع، عبر عن الشيء بآخره (ستمائة ألف عتيق) يحتمل من الآدميين، ويحتمل غيرهم كالجن، (يعتقهم من النار) أي: من دخولها (كلهم قد استوجبوا النار) أي: استحقوا دخولها بمقتضى الوعيد، وهذا لشوف الوقت، فلا يختص بأهل الجمعة بل بمن سبقت له السعادة ويظهر أن المراد بالستمائة ألف التكثير (ع، عن أنس) بن مالك قال الدارقطني: غير ثابت. 10 - "إن لله تعالى مائة خلق وسبعة عشر خلقا، من أتاه بخلق منها دخل الجنة". الحكيم (ع هب) عن عثمان بن عفان (ح). (إن لله تعالى مائة خلق) أي: وصف (وسبعة عشر خلقًا) بالضم فيهما أي: مخزونة عنده في خزائن الجود والكرم (من أتاه) يوم القيامة (بخلق) واحد (منها) أي: متلبسًا به (دخل الجنة) قال الترمذي: في نوادره يريد أن من أتاه بخلق منها وهب له جميع سيئاته، وغفر له سائر ذنوبه، وتلك الأخلاق هدية الله لعبيده على قدر منازلهم عنده فمنهم من أعطاه خمسًا، ومنهم من أعطاه عشرًا أو عشرين، وأقل، وأكثر، ومنها يظهر حسن معاملته للحق وللخلق (الحكيم) الترمذي (ع، هب، عن عثمان بن عفان) قال البيهقي: قد خولف عبد الرحمن البصري في إسناده ومتنه. هذه الأحاديث من رقم 2355 إلى حديث 2364 نقلناها من الجامع الصغير للسيوطي وتبعناه من فيض القدير للمناوي، وقد غفل الشارح للتنوير الإِمام محمَّد بن عبد السلام الصنعاني عن شرحها وكتبناها استدراكًا حسب حروف الهجاء.

رواية للطبراني (¬1): "فليس أحد من أمتي يصلي علي صلاة إلا سماه باسمه واسم أبيه، وقال: يا محمَّد صلى عليك فلان فيصلي الرب تعالى عليه بكل واحدة عشرًا". وهو كالشرح لكيفية الإبلاغ. (وإني سألت ربي أن لا يصلي علي عبد صلاة إلا صلى عليه عشر أمثالها) يحتمل أن صلاته تعالى على العبد: رحمته له وكتب أجر حسنته هذه مضاعفة أو أنه يأمر ملائكته بالصلاة على من صلى على رسوله - صلى الله عليه وسلم -. واعلم أنه: قد ثبتت إجابة هذه الدعوة فأخبر - صلى الله عليه وسلم - إنه من صلى عليه صلاة واحدة صلَّى الله عليه بها عشرًا، في عدة أخبار وفي هذا الخبر الحث على الصلاة عليه والإعلام بأنه حي في قبره - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن في حديث الطبراني: "وإنه قائم على قبري إلى يوم القيامة" وهو ظاهر في أنه يسمع كل من في الآفاق وهو في محله وأنه غير الملائكة السياحين الذين مضى ذكرهم قريبا فيحتمل أن هذا يبلغه كل من سلم عليه في حضرته فوق قبره وأنه يسمع صلاة كلٍ وإن كثرت وكانت في حين واحد ويتميز عنده كل أحد عن غيره، والسياحون يبلغون سلام من غاب عنه ويحتمل أنه يبلغه الكل - صلى الله عليه وسلم -. (طب) (¬2) عن عمار بن ياسر) سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه نعيم ابن ضمضم وبقية رجاله رجال الصحيح وابن الحميري لم أعرفه، قلت: في المغني (¬3) ضعيف الحديث انتهى، وفيه ابن الحميري مجهول كما في المغني. 2350 - "إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسمًا، مائة غير واحدة، إنه وتر يحب الوتر، ما من عبد يدعو بها إلا وجبت له الجنة". (حل) عن علي. ¬

_ (¬1) ذكره الهيثمي في المجمع (10/ 251)، وقال: رواه الطبراني، ثم ضعفه. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (10/ 162)، وأخرجه البزار (1425)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 763)، وانظر المجمع (10/ 162)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2176). (¬3) انظر المغني (2/ 701).

(إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسمًا) الاسم شامل للصفة والتفرقة بينهما اصطلاح وقد عد اسمه العلم منها. (مائة غير واحدة) أي هي مائة غير واحدة، وأنث باعتبار الكلمة، قال الرافعي: زاده دفعًا لتوهم أنه للتقريب ودفعًا للاستثناء ويحتمل التبعية على البدل بدل كل من كل، قاله البيضاوى، فائدته التأكيد والمبالغة والمنع عن الزيادة بالقياس، ومفهوم العدد غير مراد؛ لأنه غير معمول به؛ ولأنه قد ثبت غيرها: "إنه وتر يحب الوتر" أي فرد يقبل الوتر من الأفعال والأقوال ويثيب عليه ويختاره لنفسه، قوله: (إنه وتر) تعليل لوترية العدد ولا تقديره فإنه لا يعلم وجه الحكمة فيه إلا الله تعالى. (ما من عبد يدعو بها إلا وجبت له الجنة) أي يتوسل بها إليه تعالى، لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، في الكشاف (¬1): سموه بها ووجوب الجنة مراد به استحقاقه له استحقاقاً لا تخلف عنه. (حل) (¬2) عن على - عليه السلام -). 2351 - "إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسماً، من أحصاها دخل الجنة: هو الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن، الرحيم، الملك القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الفتاح، الرزاق، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، الماجد، المجيد، الباعث، الشهيد، الوكيل، الحق، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواحد، الواجد، الماجد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 438). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 380)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1944)، والضعيفة (2563).

المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرءوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الغني، المغني، المعطي، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور" (ت حب ك هب) عن أبي هريرة (صح). (إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسماً من أحصاها) تقدم هذا قريبًا بعينه في الحديث الأول إلا اختلاف يسير، فيه أقوال: أحدها: من حفظها فسّره به البخاري. قلت: ويأتي بلفظ: "من حفظها". ثانيها: من عرف معانيها وآمن بها. ثالثها: من أطاقها بحسن الرعاية وتخلق بما يمكنه من معانيها. رابعها: أن يتلو القرآن حتى يختمه فإنه يستوفي هذه الأسماء في أضعاف التلاوة ذهب إليه أبو عبد الله الزبيري، قال النووي (¬1): والأول هو المعتمد. قلت: ويحتمل أنه يراد من تتبعها من القرآن قال ابن الأثير: من تتبعها من كتاب الله وأحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم - لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يعده لتتم، ولهذا لم تروى معدودة إلا في كتاب الترمذي في السنة، ولعله مراد الزبيري، أفاده ابن حجر (¬2). قلت: ويأتي احتمال خامس: وهو سؤال الله بها ويدل حديث علي عليه السلام المار أنفاً: "ما من عبد يدعو بها". (دخل الجنة) هو جزاء إحصائها. وقوله: (هو الله) جمله مستأنفه لبيان عدة الأسماء وسردها وهو ضمير الشأن مبتدأ خبره الجملة المعقودة من مبتدأ هو الله وخبر هو. (الذي لا إله إلا هو) والله اسم لا صفة كما اختاره جار الله وغيرها وهو علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لجميع المعاني الآتية بعده، ولعله يأتي ما هو أبسط من هذا. (الرحمن ¬

_ (¬1) شرح صحيح مسلم للنووي (17/ 5 - 6). (¬2) انظر: فتح الباري (11/ 220 - 227).

الرحيم) إلى آخرها، يجوز أن يكون إخبارًا عن المبتدأ أو أوصافاً. واعلم أنه: قد ألف في شرح الأسماء الحسنى مؤلفات ولم نقف على شيء منها عند الترقم، وقد سرد ابن الأثير في الجامع والنهاية (¬1) شرح ألفاظ الكثير منها ونقله الآخذون من كتابه، فقوله: "الرحمن" هو فعلان من رحم والرحمة رقة تقتضي الإنعام على من رق له ولاستحالتها في حقه تعالى، ذهب الجماهير إلى أنها مجاز في إطلاقها عليه تعالى مرادًا به إرادة الإنعام ونفى الضرر، ونازعهم الإِمام محمَّد بن إبراهيم في الإيثار وأطال وأطاب، واختار الحقيقة (الرحيم) فعيل وقد أورد جار الله السؤال بأن: حق الترقي تقديمه على الرحمن؛ لأنه الأبلغ؟ وأجاب: بأنه أردف الرحيم به كالتتمة والرديف ليتناول ما دق من النعم ولطف (¬2). (الملك) ذو الملك ومعناه أوضح من أن يشرح. (القدوس) فعول من أبنية المبالغة وقد تفتح قافه، على قلة وهو الطاهر عن العيوب والنقائص. (السلام) أي ذو السلامة من كل نقص وعيب أو المسلم على عباده في الجنة أو المسلم لعباده من المهالك. (المؤمن) أي المصدِّق رسله بالمعجزات وبقوله الصدق أو الذي يؤمن عباده الأبرار من عذابه. (المهيمن) الرقيب المبالغ في المراقبة من: هيمن الطير نشر جناحه على أفراخه صوناً لها، أو الشاهد على كل نفس بما كسبت وقيل أصله: مؤيمن، فقلبت الهمزة هاءًا أي الأمين الصادق. (العزيز) ذو العزة والغلبة. (الجبار) من الجبر وهو: إصلاح الشيء بضرب من القهر، ومعناه الذي جبر خلقه وقهرهم على الأوامر والنواهي ويحتمل الذي يجبر المنكسرة قلوبهم في رضاه برضوانه عليهم وغفرانه لهم ومحبته أياهم. (المتكبر) ذو الكبرياء وهو الملك المتعالى عن صفات الخلق، وقيل: الذي ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 210). (¬2) انظر: الكشاف (1/ 5).

يتكبر عن عتاة خلقه، إذا نازعوه عظمته فيقصمهم وهو على الانفراد لا يتصور إلا في حق الله تعالى؛ لأنه المتفرد بالعظمة والكبرياء ولا يطلق على غيره إلا في معرض الذم. (الخالق) من الخلق وهو التقدير المستقيم: أي الموجد للأشياء بمقدار من العدم. (البارئ) هو الذي خلق الخلق لا عن مثال ولهذا اللفظ من الاختصاص بالحيوان ما ليس لغيره فيقال خلق الله السماوات والأرض وبرأ النسمة ومنه: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} [البقرة: 54]. (المصور) مبدع صور المخلوقات ومزينها بحكمته فهو في معنى الحكيم. (الغفار) من المغفرة وهي ستر الشيء بما يصونه، ومعناه ستار القبائح والذنوب بإسبال الستر عليها في الدنيا وترك المؤاخذة بها إن شاء في الآخرة. (القهار) الذي لا موجود إلا وهو مقهور تحت قدرته. (الوهّاب) كثير النعم دائم العطاء. (الرزاق) خالق الأرزاق والأسباب التي تنفع العباد. (الفتّاح) الحاكم بين الخلق من الفتح أي الحكم. (العلم) بكل معلوم أو البالغ في العلم فعلمه تعالى شامل لجميع المعلومات محيط بها سابق على وجودها. (القابض) للأرزاق على من أراد وللأرواح وللظل ونحوها. (الباسط) للأرزاق على من يشاء، أو الذي بسط الأرض ودحاها وجعلها لعباده بساطاً. (الخافض) للكافر بالخزي والصغار وللعصاة بالإهانة والإذلال. (الرافع) للمؤمنين في دار الدنيا بالنصر والإعزاز وفي الآخرة بالقرب والإسعاد. (المعز) الإعزاز الحقيقي، تخليص الموء عن ذل الحاجة واتباع الشهوة. (المذل) لمن عصاه. (السميع) مدرك المسموعات. (البصير) مدرك المبصرات وهما في حقه تعالى صفتان تنكشف بهما المدركات من المسموعات والمبصرات انكشافًا تامًا. (الحكم) الحاكم الذي لا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه، وقيل: أصله المنع وتسمى العلوم حكمة لأنها تمنع صاحبها من شيم الجهال. (العدل) البالغ غاية العدل في أحكامه وأفعاله وأقواله، أخذ منه المبالغة حيث عبر بالمصدر ولم يقل العادل. (اللطيف) العليم

بخفيات الأمور ودقائقها وما لطف منها، وقيل: اللطف إخفاء الأمور في صور أضدادها كما أخفى ليوسف الملك في إلباس ثوب الرق حتى قال: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ} [يوسف: 100]. (الخبير) العلم ببواطن الأمور من الخبرة وهو العلم بالخفايا الباطنة. (الحليم) الذي لا يستفزه الغضب ولا يحمله الغيظ على استعجال عقوبة ومسارعة إلى انتقام. (العظيم) البالغ أقصى مراتب العظمة وهو الذي لا يتصوره عقل ولا يحيط بكنهه بصر ولا بصيرة. (الغفور) كثير المغفرة وهو إلباس الشيء ما يصونه عن الدنس، والغفار أبلغ منه وقيل المبالغة في الغفور من جهة الكيفية وفي الغفار من جهة الكمية. (الشكور) الذي يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل. (العلي) فعيل من العلو وهو البالغ في علو المرتبة إلى حيث لا رتبة إلا وهي منحطة عنه. (الكبير) فليس فوقه شيء ولا تدركه حاسة ولا يعلم كنهه عقل. (الحفيظ) الحافظ لكل من الموجودات عن الاختلال والضلال. (المقيت) خالق الأقوات البدنية والروحانية وموصلها إلى الأشباح والأرواح أو المقتدر أو الحافظ والشاهد. (المسيب) الكافي في الأمور أو المحاسب للخلائق يوم القيامة. (الجليل) المنعوت بنعوت الجلال، قال الرازي: الفرق بينه وبين الكبير والعظيم إذ الكبير الكامل في الذات، والجليل الكامل في الصفات، والعظيم الكامل فيهما. (الكريم) المتفضل الذي يعطي من غير مسألة ولا وسيلة أو المتجاوز الذي لا يستقصى في العقوبة أو المقدس من النقائص. (الرقيب) الذي يراقب الأشياء ويلاحظها ولا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء. (المجيب) دعوة الداعين. (الواسع) الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده ووسع رزقه كافة خلقه. (الحكيم) ذي الحكمة له كمال العلم وإتقان العمل. (الودود) مبالغة في الود ومعناه الذي تحبب إلى الخلائق بالإحسان إليهم في كل الأحوال أو المحب لأوليائه، أو بمعنى الفاعل ويحتمل أنه بمعنى مفعول من الود فالله تعالى مودود: أي محبوب في قلوب أوليائه.

(المجيد) بفتح الميم مبالغة. (الماجد) من المجد وهو سعة الكرم. (الباعث) من في القبور أو باعث الرسل إلى الأمم أو باعث الأرزاق لعباده والأولى تفسيره بالأعم. (الشهيد) من الشهود وهو الحضور ومعناه العالم بظواهر الأشياء كما أن الخبير العالم ببواطنها أو مبالغة الشاهد وهو من يشهد على خلقه. (الحق) الثابت وفي مقابلته الباطل أو الحق المظهر للحق. (الوكيل) القائم بأمور عباده قيل من الوكالة وهو تولي الترتيب والتدبير إقامة وكفاية. (القوي) الذي لا يلحقه ضعف في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله فلا يمسه نصب ولا تعب. (المتين) الذي له كمال القوة بحيث لا يعارض ولا يشارك ولا يداني ولا يقبل الضعف في قوته ولا يمانَع في الشيء بل هو الغالب الذي لا يُغَالَب ولا يغلب ولا يحتاج في قوته إلى مادة وسبب. (الولي) المحب الناصر أو متولي أمر الخلائق. (الحميد) المحمود المستحق للثناء. (المحصي) العالِم الذي يحصي المعلومات ويحيط بها إحاطة العاد لما يعده. (المبدئ) المظهر للأشياء من العدم إلى الوجود. (المعيد) الذي يعيد المعدومات بعد فواتها. (المحيي) ذو الحياة الذي يعطي الحياة من يشاء. (المميت) خالق الموت ومسلطه على من يشاء قدم صفة الحياة على الموت لأن الإحياء متقدم إيجادًا كما قال تعالى: {فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} [البقرة: 28]، وإلا فإنه الأولى عدم محض فالتعبير بها لم يسبق بوجودهم فجاز في قوله: {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا} [البقرة: 28]. (الحي) ذو الحياة والمعطي لها من يشاء من عباده. (القيوم) القائم بنفسه المقيم لغيره على الدوام على أعلى ما يكون من القيام فإن قيامه بذاته وقوام كل شيء به. (الواجد) بالجيم الذي يجد كل ما يريده يطلبه فلا يفوته شيء أو الغني. (الماجد) بمعنى المجيد إلا أن فيه مبالغة لا توجد في الماجد. (الواحد الأحد) المتعالي عن التجزئ أو المتعالي عن أن يكون له نظير [2/ 106] فهو تعالى منزه عن التركيب وعن المثيل قال الأزهري: الفرق بين الواحد والأحد أن

الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد فيقع على المذكر والمؤنث تقول: ما جاءني أحد من ذكر أو أنثى والواحد اسم بني لمفتتح العدد، تقول: جاءني واحد من الناس، ولا تقول: جاءني أحد، قالوا: أحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير والأحد منفرد بالمعنى. (الصمد) السيد الذي يصمد إليه في الحوائج ويقصد في الرغائب قال الزجاج: الصمد السيد الذي انتهى إليه السؤدد فلا سيد فوقه. (القادر) المتمكن من الفعل بلا معالجة ولا واسطة. (المقتدر) من الاقتدار: الاستيلاء على كل من أعطاه حظًا من قدرته. (المقدم المؤخر) هو الذي يقدم بعض الأسباب على المسببات، أو بالشرف وهما ينزلان منزلة اسم واحد. (الأول الآخر) قيل هما اسما إحاطة بتقديم الأول على كل أول وإحاطة الآخر بكل آخر منه الابتداء وإليه الانتهاء فليس قبله شيء ولا بعده شيء. (الظاهر الباطن) أي الظاهر وجوده بآياته ودلائله المثبتة في أرضه وسمائه والباطن بذاته المحتجب عن نظر العالم بحجاب كبريائه. (الوالي) الذي ولي الأمور وملك أمر الجمهور. (المتعالي) البالغ في العلو المرتفع عن النقائص. (البر) المحسن الذي يوصل الخيرات لمن كتبها له بلطف وإحسان. (التواب) الذي يرجع بالإنعام على كل مذنب حل عقد إصره ورجع إلى التزام الطاعة بقبول توبته من التوب الرجوع أو الذي يوفّق عباده للتوبة. (المنتقم) المعاقب للعصاة على ذنوبهم، والانتقام افتعال من نقم الشيء إذا كرهه وعابه. (العفو) الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي، وهو أبلغ من الغفور لأنه يغني عن الستر والعفو عن الصفح. (الرءوف) من الرأفة وهو أبلغ من الرحيم بمرتبة ومن الراحم بمرتبتين. (مالك الملك) الذي تنفذ مشيئته في ملكه تجري الأمور منها على ما يشاء، أو الذي له التصرف المطلق في علو ملكه بلا حجر ولا تردد ولا استثناء ولا تربص. (ذو الجلال والإكرام) الذي لا شرف ولا كمال إلا وهو له ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهي منه. (المقسط) المنتصف للمظلومين من

الظالمين (الجامع) لكل كمال والمؤلف بين أشتات الحقائق المختلفة والمتضادة متزاوجة وممتزجة في الأنفس والآثار منه أقسط إذا عدل والانتصاف من الظالم فيه كمال العدل فهو تفسير باللازم، وفسره ابن الأثير: بالعادل في حكمه. (الغني) المستغني عن كل شيء. (المغني) معطي كل مخلوق ما يحتاجه. (المعطي) من يشاء ما شاء، (المانع) الدافع لأسباب الهلاك والنقصان في الأبدان وغيرها، أو من المنعة الذي منع أولياؤه عن المكاره، أو من المنع الذي يمنع من يستحق المنع. (الضار، النافع) حقق الإِمام محمَّد بن إبراهيم في عواصمه (¬1) أنهما اسم واحد وأطال بتحقيق ذلك. (النور) الظاهر بنفسه المظهر لغيره. (الهادي) الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى إلى ما فيه صلاح الدين والدنيا. (البديع) المبدع وهي الآتي بما لم يسبق إليه أو الذي لم يعهد مثله. (الباقي) الدائم الوجود الذي لا يقبل الفناء. (الوارث) الباقي بعد فناء الأكوان. (الرشيد) المنساق تدبيره إلى غاية السداد من غير استشارة ولا إرشاد أو المرشد عباده إلى منافعهم جلباً ومضارهم دفعاً. (الصبور) الذي لا يعجل في مؤاخذة العصاة وفارق الحليم؛ لأن الصبور يشعر بأنه يعاقب في العقبى بخلافه. (ت حب ك هب) (¬2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: غريب لا نعلم ذكر الأسماء إلا في هذا الخبر، وذكره آدم بن أبي إياس بسند آخر، ولا يصح، انتهى، وقال النووي في أذكاره (¬3): إنه حديث حسن، يعني حديث الترمذي هذا. 2352 - "إن لله تسعةً وتسعين اسماً، من أحصاها كلها دخل الجنة: أسأل الله الرحمن، الرحيم، الإله الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، ¬

_ (¬1) يعني به كتاب: العواصم والقواصم، لابن الوزير. (¬2) أخرجه الترمذي (3507)، وابن حبان (3/ 89) رقم (808)، والحاكم (1/ 16)، والبيهقي في الشعب (102)، وانظر فتح الباري (11/ 216)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1945). (¬3) انظر: الأذكار للنووي برقم (269).

العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الحكيم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبدئ، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، العفو، الغفار، الوهاب، الفرد، الأحد، الصمد، الوكيل، الكافي، الباقي، الحميد، المقيت الدائم المتعالي ذو الجلال والإكرام الولي النصير الحق المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، المحيط، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغنى، المليك، المقتدر، الأكرام، الرءوف، المدبر القاهر، الهادي، الشاكر، الكريم، الرفيع، الشهيد، الواجد، ذا الطول، ذا المعارج، ذا الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل". (ك) وأبو الشيخ، وابن مردويه معاً في: التفسير، وأبو نعيم في: الأسماء الحسنى عن أبي هريرة. (إن لله تسعةً وتسعين اسمًا من أحصاها كلها دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين، أو من غير أن يمسه عذاب. (أسأل الله) اعلم أنه قد تُكلِّم على خواص الأسماء الحسنى بأسرار لا تثبت إلا بتوقيف ولا يوجد في شيء منها ذلك، فإنه ما ذكر من السر توقيفا إلا دخول الجنة لمحصيها إلا أنه اعتمده أئمة، وسرده الشارح فرأيت أن أذكر اليسير لاحتمال أن يكون ذلك عن تجريب وتوقيف، وأسرار أسمائه تعالى أجل من أن يحاط بها، إلا أنه لا إذن في الجزم على شيء إلا بإيقاف الرسول - صلى الله عليه وسلم - لفاعليه، قال: ومن داوم على لفظة يا الله كل يوم ألف مرة رزقه الله كمال اليقين. (الرحمن) قالوا: إنه يصرفه المكروه عن ذاكره ويذكر مائة مرة بعد كل صلاة في جمعية وخلوة فيخرج الغفلة والنسيان. (الرحيم) سره رقة القلب ورحمة الخلق فمن داومه كل يوم مائة مرة كان له ذلك، قيل: وإذا كتب وجعل في أصل شجرة كثر نفعها. (الإله) هو اسم له تعالى كالله، وهو من: تأله

إليه العقول العالمة به أي تحن. (الرب المالك) أي: السيد، أو العالم بالأمر، أو المصلح له، أو المزكي. (المليك) من قرأه بعد الفجر كل يوم مائة مرة أغناه الله من فضله، ومن واظبه وقت الزوال كل يوم مائة مرة صفا قلبه، وزال كدره. (القدوس) إذا كتب سبوح قدوس رب الملائكة والروح على خبز عند صلاة الجمعة وأكله بعده ذكر ما وُقّع عليه يفتح الله له العبادة ويسلمه من الآفات. (السلام) إذا قرئ على مريض مائة مرة وإحدى وعشرين مرة برئ ما لم يحضر أجله أو خفف عنه. (المؤمن) إذا ذكره الخائف ستًا وثلاثين مرة أمن على نفسه وماله. (المهيمن) يقرأ مائة بعد الغسل والصلاة في خلوة وجمع خاطر لما يريد (العزيز) من قرأه كل يوم أربعين مرة أغناه الله وأعزه ولم يحوجه إلى أحد. (الجبار) يذكر صباحاً، مساءاً؛ فإنه يحفظ من: ظلم الجبابرة، والمعتدين، سفرًا، وحضرًا. (المتكبر) من ذكره ليلة دخوله على زوجته عند دخولها عليه قبل جماعها عشرًا رزق ولدًا صالحًا. (الخالق) يذكر في جوف الليل فينور قلب صاحبه ووجهه. (البارئ) إذا ذكره كل يوم مائة سبعة أيام سلم من الآفات. (المصور) سره الإعانة على الصنائع العجيبة وظهور الثمار، حتى أن العاقر إذا ذكرته كل يوم إحدى وعشرين مرة على صوم بعد الغروب وقبل الفطر سبعة أيام وتفطر على ماء زال عقمها، وتصور الولد في رحمها. (الحكيم) سره رفع الدواهي وفتح باب الحكمة. (العليم) من لازمه عرف الله حق معرفته على الوجه اللائق به. (السميع) من قرأه يوم الخميس بعد صلاة الضحى خمسمائة مرة، كان مجاب الدعوة. (البصير) من قرأه بعد صلاة الجمعة مائة مرة فتح الله عين بصيرته ووفقه للعمل الصالح. (الحي) سره ثبوت الحياة في كل شيء. (القيوم) سره أن من ذكره مجردًا أذهب عنه النوم. (الواسع) خاصيته سعة الجاه والمال والصدى وحصول القناعة وإذهاب الغل والحقد والحسد عن الملازم

لذكره. (اللطيف) من ذكره كل يوم مائة مرة أو مائة وثمانين وسع عليه ما ضاق وكان ملطوفاً به. (الخبير) من كان في يد إنسان يؤذيه فأكثر من قراءته خلص من يده. (الحنان) بالتشديد الرحيم بعباده من قولهم فلان يتحنن على فلان أي يترحم عليه. (المنان) الذي يشرف عباده بالامتنان بما له من عظيم الإنعام والإحسان. (البديع) من قرأه سبعيق ألف مرة قضيت له الحوائج ودفعت عنه الجوائح. (الودود) خاصيته ثبوت الود سيما بين الزوجين ومن قرأه ألف مرة على طعام وأكله مع أهله غلبت عليها محبته ولم يمكنها سوى طاعته. (الغفور) يكتب للمحموم ثلاث مرات؛ فإنه يبرأ. (الشكور) سره التوسعة ووجود العافية في البدن وغيره، وإذا كتبه من به ضيق نفس أو تعب في البدن أو ثقل في الجسم وتمسح به وشرب منه برئ. (المجيد) سره حصول الجلالة لذاكره والطهارة باطنا وظاهرًا. (المبدئ) يقرأ على بطن الحامل سحرًا تسعة وعشرين مرة يشد ما في بطنها ولا ينزلق. (المعيد) سره أن يذكره مرادًا لتذكر المحفوظ إذا نسي سيما إن أضيف إليه الأول. (النور) ينور قلب من لازم ذكره وجوارحه. (البارئ الأول) إذا قرأه المسافر كل يوم جمعة ألفاً يجمع شمله. (الآخر) إذا قرئ كل يوم مائة صفى القلب عن ما سوى الله. (الظاهر الباطن) قرأه الأول لإظهار أنوار القلب والثاني لحصول الأنس يقرأ في كل يوم ثلاث مرات. (العفو) من أكثر ذكره فتح له باب الرضا. (الغفّار) من قرأه إثر صلاة الجمعة مائة مرة ظهرت له آثار المغفرة. (الوهّاب) خاصيته حصول الغنى والقبول والهيبة والجلال لذاكره وإذا ركب مع اسمه: الكريم أثر البركة في المال. (الفرد) قالوا: ذاكره ألفاً في خلوة وطهارة يظهر له من ذلك عجائب، وغرائب بحسب قوته وضعفه. (الأحد) تقدم الفرق بينه وبين الواحد، وقال السهيلي: أحد أبلغ وأعم، ألا ترى أن ما في الدار أحد أبلغ وأعم مما فيها واحد. (الصمد) من قرأه عند السحر مائة

وخمسة وعشرين مرة كل يوم ظهرت عليه آثار الصدق والصديقية. (الوكيل) سره نفي الجوائح والمصائب ومن خاف ريحًا أو صاعقة فليكثر منه، فإنه يصرفه ويفتح أبواب الخير والرزق. (الكافي) يقرأ لإزالة كل فاقة وحاجة. (الحسيب) يقرأه من خاف من قرينه كل يوم قبل الطلوع وبعد الغروب سبعًا وسبعين مرة ويكون الابتداء يوم الخميس فإن الله يؤمنه قبل الأسبوع. (الباقي) من ذكره ألف مرة مخلصاً نجى من ضره وهمه وغمه. (الحميد) سره اكتساب الحمد في الأقوال والأفعال لمن لزم ذكره. (المقيت) خاصيته وجود القوت فالصائم إذا قرأه وكتبه على التراب وبله ثم شمه قوّاه على ما هو به، ومن قرأه على كوز ثم كتبه عليه وكان يشرب منه في السفر أمن من وحشة السفر. (الدائم) هو وصف ذاتي كالباقي إلا أن في الدائم زيادة معنى وهو أن الدائم الباقي على حالة واحدة وثبوت الدوام له ضروري إذ ما ثبت قدمه استحال عدمه (المتعال) خاصيته وجود الرفعة وصلاح الحال حتى أن الحائض إذا لازمته أيام حيضها أصلح الله حالها كذا قالوه، وفي النفس من هذا التقييد كراهة شديدة فأشرف أوقات الذكر أيام الطهارة. (ذو الجلال والإكرام) خاصيته لمداوم ذكره وجود العزة والكرامة وظهور الجلالة (الولي) من ذكره كل جمعة ألفاً نال مطالِبَهُ. (النصير) بالنون كثير العصر لأوليائه على أعدائه. (الحق) الثابت الوجود بالأدلة المتعددة بلسان الشهود من الأنفس والأكوان لكل موجود. (المبين) من لازم: لا إله إلا الله الملك الحق المبين في اليوم مائة مرة استغنى من فقره وحصل على تيسير أمره. (الباعث) من وضع يده على صدره عند النوم وقرأه مائة مرة نور الله قلبه ورزقه العلم والحكمة. (المجيب) سره سرعة الإجابة إذا ذكر مع الدعاء سيما مع اسمه السريع. (المحيى) سره وجود الألفة فمن خاف الفراق أو الحبس فليقرأه على بدنه. (المميت) مكثر قراءته المسرف على نفسه والذي لم

تطاوعه نفسه على الطاعة ينقاد للمراد. (الجميل) هو صفة ذاتية تنفي عنه الشين وقد تكون صفة فعل بمعنى مجمل. (الصادق) في وعده وإيعاده. (الحفيظ) ما ذكره أحد ولا حمله في مواضع الاحتمال إلا وجد بركته حتى إن من علقه عليه لو نام بين السباع لم تضره. (المحيط) من الإحاطة. (الكبير) لفتح باب العلم والمعرفة ومن داوم قراءته فإن قرئ على الطعام وأكله الزوجان صلحا وتوافقًا. (القريب) من لا مسافة تبعد عنه، ولا غيبة ولا حجب تمنع منه. (الرقيب) سره حفظ الأهل والمال وإذا أكثر قراءته صاحب الضالة ردها الله عليه ويقرأه من خاف على الجنين في بطن أمه سبع مرات فإنه يثبت. (الفتاح) من قرأه إثر صلاة الفجر إحدى وسبعين مرة ويده على صدره طهر قلبه وتنور سره وتيسر أمره وفيه سر تيسير الرزق. (التواب) من قرأه إثر صلاة الضحى ثلاثمائة وستين مرة تحققت توبته ومن قرأه على ظالم عشر مرات خلص منه. (القديم) هو الذي لا ابتداء لوجوده. (الوتر) المنفرد. (الفاطر) هو من صفات الفعل. (الرزاق) خاصيته سعة الرزق يقرأ قبل الفجر في كل ناحية من نواحي البيت عشرًا يبدأ باليمين من جهة القبلة ويستقبلها في كل ناحية إن أمكن. (العلام) من لازم قراءته رزق العلم والمعرفة بالله تعالى. (العلي) خاصيته الرفع من أسافل الأمور إلى أعاليها. (العظيم) سره وجود العزة والبرء من المرض لمن يكثر ذكره. (الغني) من ذكره على مرض أو بلاء في بدنه أو غيره أذهبه الله عنه. (المغني) يقرأ لوجود الغنى كل يوم ألف مرة يغنيه الله. (المليك) مبالغة من المالك. (المقتدر) من قرأه عند الانتباه من نومه نظر الله إليه ودبره من غير احتياج إلى تدبير. (الأكرم، الرءوف) من قرأه عند الغضب عشرًا وصلى على النبي وآله مثلها سكن غضبه. (المدبر) سره حصول التدبير من الله من لازمه شهد أن التدبير في ترك التدبير. (المالك) خاصيته صفاء القلب والخلوص عن شوائب

الكدر لمن لازم ذكره. (القاهر) خاصيته صفاء النفس عن التعلقات الدنيوية ومن أكثر ذكره حصل له ذلك وظهرت له آثار النصر على عدوه. (الهادي) خاصيته هداية القلب لحامله وذاكره، وذاكره يرزق الحكم في العباد. (الشاكر) الثاني بالجميل على من فعله من عباده. (الكريم) من داوم ذكره عند النوم أوقع الله في القلوب إكرامه. (الرفيع) البالغ في ارتفاع الرتبة. (الشهيد) سره الرجوع عن الباطل إلى الحق فإذا أخذ من شعر الولد العاق وقرئ عليه أو على الزوجة النافرة ألفًا صلح حالهما. (الواجد) من قرأه ألف مرة كل يوم خرج خوف الخلائق من قلبه ولم يخف إلا الله. (ذو الطول) الطول اتساع الغنى والفضل. (ذو المعارج) أي المصاعد الموضوعة لعروج الملائكة أو الدرجات العالية والأوصاف الفاضلة التي استحقها لذاته تعالى فعلى الأول الإضافة ملكية وعلى الثاني من إضافة الصفة إلى موصوفها. (ذو الفضل) الزيادة في العطاء أو الزيادة في كل خير واتصاف بكل جميل. (الخلاَّق) كثير المخلوقات. (الكفيل) المتكفل بمصالح عباده. (الجليل) من له الأمر النافذ والكلمة المسموعة والجلال. (ك) من حديث عبد العزيز بن الحصين عن أبي أيوب وعن هشام بن حسان جميعًا عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال الحاكم: وعبد العزيز فقيه، وتعقبه الحافظ ابن حجر (¬1) فقال: بل هو متفق على ضعفه، وهاه الشيخان وابن معين انتهى، وسكت عليه المصنف (وأبو الشيخ وابن مردويه معًا في التفسير وأبو نعيم (¬2) في الأسماء الحسنى عن أبي هريرة) والظاهر أنها كلها من رواية عبد العزيز. 2353 - "إن لله - عز وجل - تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحد؛ إنه وتر يحب الوتر، من ¬

_ (¬1) انظر لسان الميزان (4/ 28)، وضعفاء ابن الجوزي (2/ 109). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 17)، وأبو الشيخ وابن مردويه كما في الكنز (1937)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1946).

حفظها دخل الجنة: الله، الواحد، الصمد، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الخالق، البارئ، المصور، الملك، الحق، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الرحمن، الرحيم، اللطيف، الخبير، السميع، البصير، العليم، العظيم، البار، المتعالي، الجليل، الجميل، الحي، القيوم، القادر، القاهر، العلي، الحكيم، القريب، المجيب، الغني، الوهاب، الودود، الشكور، الماجد، الواجد، الوالي، الراشد، العفو، الغفور، الحليم، الكريم، التواب، الرب، المجيد، الولي، الشهيد، المبين، البرهان، الرؤوف، الرحيم، المبدئ، المعيد، الباعث، الوارث، القوي، الشديد، الضار، النافع، الباقي، الواقي، الخافض، الرافع، القابض، الباسط، المعز، المذل، المقسط، الرزاق، ذو القوة، المتين، القائم، الدائم، الحافظ، الوكيل، الباطن، السامع، المعطى، المحيي، المميت، المانع، الجامع، الهادي، الكافي، الأبد، العالم، الصادق، النور، المنير، التام، الوتر، الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد". (هـ) عن أبي هريرة. (إن لله عز وجل تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدًا) ثم علل هذه العدة بخصوصها بقوله: (إنه وتر يحب الوتر) فلذا خص هذه الخاصية بالوتر. وأما حكمة الاقتصار على هذا العدد وهذه الفردية مطوية عنا وله تعالى من الأسماء والصفات أضعاف هذا المسرود هنا (من حفظها دخل الجنة) فيه تفسير المراد بإحصائها وأنه الحفظ. (الله) مبتدأ وما بعده إخبار ثم يقرن بالعاطف للإعلام بأن كلا منها خبر على انفراده كامل بالإفادة. (الواحد) بالمهملتين. (الصمد، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن) أما في الآية فجاز بالعاطف لأنه أحد الجائزين. (الخالق، البارئ) بالهمز وتخفف. (المصور، الملك، الحق، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الرحمن، الرحيم، اللطيف، الخبير، السميع، البصير، العلم، العظيم، البار، المتعالي،

الجليل، الجميل، الحي، القيوم، القادر، القاهر، العلي، الحكيم، القريب، المجيب، الغني، الوهاب، الودود، الشكور، الماجد الواجد) بالجيم. (الرحيم) هكذا ذكرت في هذه الرواية كما ترى. (المبدئ، المعيد، الباعث، الوارث، القوي، الشديد، الضار، النافع، الباقي، الوافي) أي بكل وعد وعده أو الذي لا نقص في ذاته ولا صفاته ولا أفعاله ولا أقواله. (الخافض، الرافع، القابض، الباسط، المعز، المذل، المقسط، الرزاق، ذو القوة) هو كالقوي في الأول. (المتين، القائم، الدائم، الحافظ، الوكيل، الباطن) كرر هذا كما كرر الرحيم. (السامع) هو كالمالك بالنسبة إلى المليك وهذا بالنسبة إلى السميع إلا أنه قال بعض المحققين: إنه لا يقال في شيء من صفاته تعالى أنها صفة مبالغة لأنها ادعاء زيادة الموصوف في صفته يجوز ولا ادعاء في حقه تعالى فإن له من كل كمال أكمله هذا معنى كلامه. قلت: فينبغي على كلامه أن يقال المالك مثلا كالمليك في المعنى لئلا يوصف بالناقص في معناه فصيغة غيره البليغ في حقه تعالى مثل البليغ في معناه وإنما جاءت العبارتان على متعارف اللغة توسعة للواصف وإنما الصفة صفة مبالغة في حق غيره. (المعطي، المحيي، المميت، المانع، الجامع، الهادي، الكافي، الأبد، العالم، الصادق، النور، المنير) بالنون والمثناة التحتية والراء من الإنارة الإضاءة وهو مثل الوافي أي الكامل. (التام) في كل صفة وفعل وقول: (القديم) هو في مقابل الأبد في معناه لأن من ثبت قدمه استحال عدمه. (الوتر الأحد الصمد) كرر أيضًا. (الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد) اعلم أنه زاد في هذه الرواية أربعة أسماء وكأنه ما اعتد بالمكرر ثم اعلم أن الحفاظ ترددوا هل سرد هذه الأسماء مرفوع أو موقوف واتفقوا على أن الثابت مرفوعًا

هو: "إن لله تعالى" إلى قوله: "دخل الجنة" كما أفاده ابن حجر في تلخيصه (¬1). قلت: وهذا الاختلاف في تعيينها إن كانت الروايات مرفوعة كما هو الظاهر فيحمل أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بها مرارًا لكل مرة يعين عددًا وألفاظًا فيكون حينئذ كل عدد يصدق عليه الفضيلة وهو دخول الجنة لمحصيها ويكون ذلك توسعة على العباد ويحتمل أن التسعة والتسعين يشتمل عليها هذه الأسماء المعدودة في الثلاث الروايات فمن أحصى هذه الألفاظ كلها فقد أحصى في ضمنها التسعة والتسعين وتكون مبهمة كما أبهمت ليلة القدر وساعة الجمعة، وإن كانت موقوفة فلعل أبا هريرة كان يرى تارة إنها هذه اجتهادًا منه وتارة إنها هذه أو إنه فهم الراوي إرشاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى استخراجها من القرآن ونحوه من الحديث قيل واختلافها دليل أنها بالاجتهاد. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة). 2354 - "إن لله تعالى مائة اسم غير اسم من دعا بها استجاب الله له". ابن مردويه عن أبي هريرة. (إن لله تعالى مائة اسم غير اسم من دعا بها استجاب الله له) هذا يفسر أن المراد بالإحصاء الدعاء بها وإن أريد بالإجابة دخول الجنة ويحتمل أن هذه خاصية أخرى لها أن من توسل بها إلى ربه في دعائه أناله مراده بسببها. (ابن مردويه (¬3) عن أبي هريرة). 2355 - "إن لله تعالى عباداً يضل بهم عن القتل ويطيل أعمارهم في حسن العمل ويحسن أرزاقهم ويحييهم في عافية ويقبض أرواحهم في عافية على الفرش فيعطيهم منازل الشهداء". (طب) عن ابن مسعود. ¬

_ (¬1) انظر تلخيص الحبير (4/ 172). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3861)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1943). (¬3) أخرجه ابن مردوية كما في الكنز (1936) بمعناه، وضعفه الألباني رواية ابن مردويه في ضعيف الجامع (1953).

(إن لله تعالى عبادًا يضن بهم عن القتل) بالضاد المعجمة مفتوح هنا مكسورة في ما ضنه أي يبخل بهم ويصونهم عن القتل كما يصون الشيء المضنون من يبخل به. (ويطيل أعمارهم في حسن العمل) أي يجعلها طويلة في أعمال حسنة ليستكثروا من الخير. (ويحسن أرزاقهم) بأن لا يقترها فيتعبوا ولا يوسعها فيشتغلوا. (ويحييهم في عافية) فلا تشغلهم الأسقام عن الطاعات. (ويقبض أرواحهم في عافية) هو من قبض يقبض مثل ضرب يضرب أي في سلامة عن القتل وشدائد الآلام ولذا قال: (على الفرش فيعطيهم منازل الشهداء) عطية بالغة له علامات يتصل به من إعطائهم كرامته وهؤلاء قوم اختصهم برحمته والله يختص برحمته من يشاء. (طب) (¬1) عن ابن مسعود). 2356 - "إن لله تعالى صنائن من خلقه، يغذوهم في رحمته يحييهم في عافية، ويميتهم في عافية، وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم، وهم منها في عافية". (طب حل) عن ابن عمر. (إن لله تعالى ضنائن) جمع ضنينة الشيء الذي يبخل به. (من خلقه يغذوهم) وهو من الغذاء ككساء، كلمة استثنائية بيانية جواب لما يقال: كيف يغذوهم في رحمته، وهو ما به بناء الجسم وقواه. (في رحمته) أي بسبب رحمته إياهم. (يحييهم في عافية ويميتهم في عافية) أي في سلامة من شرور الأديان والأبدان ويتوفاهم على الفرش في سلامة من القتل وسيء الأسباب والأسقام. (وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته) وقوله: (أولئك الذين تمر عليهم الفتن) استئناف وهو عام لفتن الدنيا والبرزخ والآخرة. (كقطع الليل المظلم) جمع قطعة وهي بعض الشيء وجانبه أي التي يكون الخائض فيها كالخائض في الليل المظلم إلا رجاء الملتمس ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 176) رقم (10371)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1950)، والضعيفة (3197): ضعيف جدًا.

الأجزاء فلا يهتدي فيها لنور الحق ولا يستصبح فيها بمصباح اليقين. (وهم منها في عافية) أي سلامة في أديانهم فلا تضرهم الفتن وفي أحوالهم فلا تحوطهم حولهم المحن لطفا من الله بهم وعناية بشأنهم. (طب حل) (¬1) عن ابن عمر). 2357 - "إن لله تعالى عند كل بدعة كيد بها الإِسلام وأهله وليًا صالحًا يذب عنه، ويتكلم بعلاماته، فاغتنموا حضور تلك المجالس بالذب عن الضعفاء، وتوكلوا على الله، وكفى بالله وكيلاً". (حل) عن أبي هريرة. (إن لله تعالى عند كل بدعة كيد بها الإسلام وأهله) معبر صيغه، كاد من الكيد، وهو: الخديعة أي يخدعه المبتدعون بإدخال البدع فيه. (وليًا صالحًا) المحب أي محباً لله متصفًا بالصلاح. (يذب عنه) بالمعجمة: يدفع عن الإِسلام أو عن شر المذكور. (ويتكلم بعلاماته) أي بدلائل الإِسلام الدالة على أن البدع ليست فيه لبعد علاماته منها، وهو تفسير للذب وأنه بالتكلم. (فاغتنموا حضور تلك المجالس) التي يتكلم فيها على علامات الإِسلام. (بالذب عن الضعفاء) أي: حضورًا مصاحبًا ذبكم عن الضعفاء، وهم الذابون عن الإِسلام المظهرون علاماته؛ لأنهم ضعفاء يغلبهم المبتدعة، فأمر الحاضر مجالسهم بالذب عنهم ليتم لهم الذب عن الإِسلام. (وتوكلوا على الله) في نصرتهم وإعانتهم. (وكفى بالله وكيلا) ففيه إعلام بظهور البدع، وأن مظهرها خادع للإسلام، وبأن الله يحدث من يبين الحق من الباطل؛ وبأنه يكون مستضعفا وأنه يتعين إعانته على غيره وكل هذا قد وقع فهو من أعلام النبوة. (حل) (¬2) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 385) رقم (13425)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 6)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1948)، والضعيفة (1239). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 400)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 100)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1951)، والضعيفة (869): موضوع.

2358 - "إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته". (حم ن هـ ك) عن أنس. (إن لله تعالى أهلين من الناس) جمع: أهل، جمع بالواو والنون، مع فوات شروطه، قال نجم الدين: قد تمحل له أنه في الأصل بمعنى: الأنس. (أهل القرآن) خبر مبتدأ حذف: أي هم، والجملة للاستئناف البياني: هم العالمون به العارفون ما فيه المتدبرون لمعانيه، والمراد أنهم أولو إكرامه الله وإحسانه يكرمهم كما يكرم الرجل أهله، وفيه الإرشاد إلى إكرامهم، وإلى أن يحسنوا العمل ويتخلقوا بأخلاق من هم أهله، ثم يثنيهم مؤكدًا بقوله: (وهم أهل الله وخاصته) وهو من المجاز كما قيل لأهل مكة أهل الله. (حم ن هـ ك) (¬1) عن أنس) قال الحاكم: روي من ثلاثة وجوه هذا أجودها. 2359 - "إن لله تعالى آنية من أهل الأرض، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها". (طب) عن ابن أبي عنبة. (إن لله تعالى آنية) جمع إناء وهو وعاء الشيء. (من أهل الأرض) أي من الناس أو الجنة أو معهما. (وآنية ربكم) أي التي يحفظ فيها نور الإيمان. (قلوب عباده الصالحين وأحبها) أي أكثرها حبا لله. (ألينها وأرقها) فإنه لا يلين ويرق إلا لامتلائه بأنوار الإيمان، وحبه للرحمن والحديث إخبار بأن أحب القلوب إلى الله سبحانه أرقها وألينها، وأنها المملؤة بأنوار الهداية. (طب) (¬2) عن ابن أبي عنبة) بكسر المهملة وفتح النون فموحدة اسمه عبد الله، قيل: أسلم في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 127)، والنسائي في السنن الكبرى (1031)، وابن ماجة (215)، والحاكم (1/ 556)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2165). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (1/ 38)، وفي الشاميين (840)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2163)، وصححه في الصحيحة (1691).

عهد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولم يره بل صحب معاذًا ونزل بحمص، قال الهيثمي: إسناده حسن، وقال شيخه العراقي: فيه بقية (¬1). 2360 - "إن للإسلام ضوى، ومنارًا كمنار الطريق" (ك) عن أبي هريرة. (إن للإسلام ضوى) بضم الضاد، ياء المهملة، جمع ضوة مثل: قوى وقوة، وهي الأعلام المنصوبة من حجارة في المفاوز، يستدل بها على الطريق. (ومنارًا) أي شرائع يهتدى بها. (كمنار الطريق) أي للإسلام علامات يستدل بها على إسلام من تخلق بها وهي شرائعه، ويحتمل أن المراد: أن لحقيته علامات وأدلة تدل على أنه حق بدعائه إلى كل كمال ونهيه عن كل مقت فإنه واضح الأدلة. (ك) (¬2) عن أبي هريرة) من حديث خالد بن معدان، قال الحاكم: غير مستبعد لقائه لأبي هريرة انتهى، وكتب الذهبي بخطه على هامشه ما نصه: قال ابن أبي حاتم خالد عن أبي هريرة متصل، قال: أدرك أبا هريرة ولم يذكر له سماعًا. 2361 - "إن للإسلام ضوى وعلامات كمنار الطريق، ورأسه وجماعة شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وتمام الوضوء". (هب) عن أبي الدرداء. (إن للإسلام ضوى وعلامات كمنار الطريق ورأسه) مبتدأ. (وجماعة) بكسر الجيم والتخفيف، أي: مجمعه ومظنته (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإتمام الوضوء) أي: إسباغه والجملة خبر عن المبتدأ فالشهادة أول باب الإسلام، وإقام الصلاة أعظم أركانه، وإيتاء الزكاة أدل الأدلة على إذعان القلب، وإتمام الوضوء لا يكون إلا لمن وقر ¬

_ (¬1) انظر ترجمة ابن أبي عنبة في: أسد الغابة (1/ 660)، والإصابة (7/ 292)، وتتمة كلام العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (3/ 6): فيه بقية بن الوليد وهو مدلس لكنه صرح فيه بالتحديث. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 21)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2162)، وصححه في الصحيحة (333).

الإيمان في صدره. (طب) (¬1) عن أبي الدرداء) فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال أبو حاتم: أنه منكر الحديث جدًا (¬2). 2362 - "إن للتوبة بابا عرض ما بين مصراعيه ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها". (طب) عن صفوان ابن عسال. (إن للتوبة) أي لقبولها (بابًا عرض ما بين مصراعيه) أي شطريه، والمصراع من الباب: الشطر كما في المصباح وغيره. (ما بين المشرق والمغرب لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها) قال الشارح: قيل باب التوبة عبارة عن عمر المؤمن واختصاصه بالسبعين إشارة إلى الخبر الآخر: "أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين"، وإنما ذكر العرض دون الطول؛ لأن العرض دائمًا أقل منه -يريد في خبر آخر وفيه مسافة ما بين مصراعيه مسير سبعين سنة- فيظهر للإنسان أجلان أجل مسمى: وهو مقدار عمره في هذه الدار، وأجل آخر روحاني: يعلمه الحق مخصوص بالنشأة الأخرى فعرضه عالم الأجسام وطوله عالم الأرواح، وغلق الباب كناية عن انتهاء العمر وإليه أشار، الشارح أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، وأطال في هذا المعنى، وأقول: إنه إخراج لكلام رسول الله عن معناه القريب، وما الظاهر منه إلا الباب حقيقة وأي مانع عنه. (طب) (¬3) عن صفوان بن عسال) بمهملتين، مشدد الآخرة، صحابي معروف، نزل الكوفة (¬4). 2363 - "إن للحاج الراكب تخطوها راحلته سبعين حسنة، وللماشي بكل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في الكنز (1/ 38)، وفي مسند الشاميين (1954)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1942). ورد في الأصل رمز "هب" ويبدو أنه "طب" لأن الهيثمي عزاه إلى طب الضار، ولم نجد الحديث في البيهقي. (¬2) قال الحافظ في التقريب (3388): صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة من العاشرة. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 65) رقم (7383)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2177). (¬4) انظر لترجمته: أسد الغابة (1/ 5221)، والإصابة (3/ 436).

خطوة يخطوها سبعمائة حسنة". (طب) عن ابن عباس. (إن للحاج الراكب) ومثله المعتمر بكل خطوة، بفتح المعجمة. (تخطوها راحلته) ما يرتحله: الدواب. (سبعين حسنة) في بعض الروايات: "من حسنات الحرم" (وللماشي بكل خطوة يخطوها سبعمائة حسنة) فثواب خطوة الراكب عُشْر خطوة الماشي، والحديث نص في تفضيل الماشي على الراكب، وبه قال أحمد وجمع، وعند الشافعية: أن الراكب أفضل وتأولوا الحديث. (طب) (¬1) عن ابن عباس سكت المصنف عليه، وفيه يحيى بن سليم؛ فإن كان الطائفي فقد قال النسائي: غير قوي، ووثقه ابن معين، وإن كان الفزاري، فقال البخاري: فيه نظر عن محمد بن أسلم الطائفي، وقد ضعفه أحمد. 2364 - "إن للزوج من المرأة لشعبة ما هي لشيء". (ك) عن محمد بن عبد الله بن جحش (صح). (إن للزوج من المرأة لشعبة) بفتح اللام أي طائفة عظيمة، أفاد التعظيم والتكثير، وقدر كبير من المودة وشدة الوصول. (ما هي لشيء) أي ليس مثلها كانت لقريب ولا غيره فهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما قيل لحمنة بنت جحش: قتل أخوك، قالت: يرحمه الله واسترجعت، فقيل: قتل زوجك، فقالت: واحزناه. (ك) (¬2) عن محمد بن عبد الله بن جحش)، بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة بمعجمة هاجر مع أبيه، قال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: غريب ورمز المصنف لصحته. 2365 - "أن للشيطان كحلاً ولعوقاً، فإذا كحل الإنسان من كحله نامت ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 75) رقم (12522)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1959)، والضعيفة (469). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 61)، وابن ماجة (1590)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1960)، والضعيفة (3233).

عيناه عن الذكر، وإذا لعقه من لعوقه ذرب لسانه بالشر". ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (طب هب) عن سمرة. (أن للشيطان كحلاً) أي يكحل به غيره، يكحل بضم وسكون الإثمد وكل ما تشفى به العين (ولعوقًا) بفتح اللام فمهملة، بزنة صبور أي: شيئًا يجعله في فم الإنسان فينطلق لسانه بالفحش ويأتي بيان كحله ولعوقه. (فإذا كحل الإنسان من كحله نامت عيناه عن الذكر) أي في ساعاته وأوقاته (وإذا لعقه من لعوقه ذرب) بالمعجمة فراء من باب علم أي: احتد (لسانه بالشر) أي بالنطق بكل ما لا يرضاه الله تعالى (ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (طب هب) (¬1) عن سمرة)، سكت المصنف عليه، قال العراقي: سنده ضعيف، وبينه الهيثمي بأن فيه الحكم أبو عبد الملك القرشي وهو ضعيف. 2366 - "إن للشيطان كحلاً، ولعوقًا ونشوقًا: أما لعوقه فالكذب وأما نشوقه فالغضب وأما كحله فالنوم (هب) عن أنس. (إن للشيطان كحلاً ولعوقًا ونشوقًا) بفتح نونه، بزنة: صبور، كلعوق وهو ما ينشقه الإنسان إنشاقًا ويجعله في أنفه. (أما لعوقه فالكذب) فإنه يغري الإنسان به وجعله في فيه. (وأما نشوقه فالغضب) وفي جعل الكذب والنوم لعوقًا، وكحلًا مناسبة كاملة فإنهما يختصان بحاستي النوم والنظر وأما جعل للغضب نشوقًا؛ فلأن الغضب جمرة تغلى في الجوف كما في الحديث فالله أعلم ما المناسبة، ولعله يقال: إن الغضب لما كان غالب صدوره إنما هو لباعث الكبر على عدم احتمال الفيض، فقد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 206) رقم (6855)، والبيهقي في الشعب (4963)، وقول الهيثمي في المجمع (2/ 538)، وقال أيضًا (5/ 163): راه البزار بإسنادين ورجال أحدهما رجال الصحيح خلا سعيد بن بشير قد وثقه شعبة وغيره وضعفه ابن معين وغيره، وانظر قول العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (3/ 102). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1961)، والضعيفة (2394).

قالوا: في المتكبر شمخ بأنفه، كما قالوا: فيمن ذل: رغم أنفه ناسب جعل الغضب نشوقاً. (وأما كحله فالنوم) والنشر على خلاف تركيب اللفظ فهو من المشوش عند البديعين. (هب) (¬1) عن أنس) سكت المصنف عليه فيه عاصم بن على (¬2)، شيخ البخاري، ضعفه ابن معين، وقواه أبو زرعة وفيه، يزيد الرقاشي متروك (¬3). 2367 - "إن للشيطان مصالي وفخوخًا، وأن من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله تعالى، والفخر بعطائه، والكبر على عباد الله، وإتباع الهوى في غير ذات الله". ابن عساكر عن النعمان بن بشير. (إن للشيطان مصالي) بفتح الميم فصاد مهملة، جمع: مصلاه، وهي الحبالة والشرك. (وفخوخًا) بضم الفاء فخاء معجمة آخره مثلها، بزنة فلوس، جمع: فخ وهو آلة للصيد فعطفه تفسيري والتنكير للتكثير أو النوعية. (وأن من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله تعالى) البطر بالتحريك بالفتح، هو الطغيان عند النعمة، وطول العناء، والباء في "بنعم الله" سببية للإعلام، بأنه جعل نعم الله سببا للكفران، وهي من مواجب الشكر، فقد بدل نعمة الله كفرًا، ويحتمل أنها صلة البطر. (والكبر على عباده) أي الترفع والتعاظم عليهم. (وإتباع الهوى في غير ذات الله) أي في غير ما أمر الله به فهذه الخصال مصائد نصبها الشيطان للعباد ليقعوا في شبكته فيهلكوا، فالحديث تحذير منها (ابن عساكر (¬4) عن النعمان بن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4819)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1962)، والضعيفة (1501): ضعيف جدًا. (¬2) انظر المغني (1/ 321). (¬3) عاصم بن علي بن عاصم أبو الحسن التيمي صدوق ربما وهم من التاسعة، انظر التقريب (3067)، ويزيد بن أبان الرقاشي، أبو عمرو البصري، قال الحافظ في التقريب (7683): زاهد ضعيف. (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 124)، والبخاري في الأدب (553)، والبيهقي في الشعب (8180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1964)، والضعيفة (2463).

بشير) وأخرجه البيهقي في الشعب وفيه إسماعيل بن عياش أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: مختلف فيه. 2368 - "إن للشيطان لمة بابن آدم، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر، وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى، فليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان". (ت ن حب) عن ابن مسعود. (إن للشيطان لمة) بالفتح قرب واتصال من الإلمام القرب. (بابن آدم) أي نقلته. (وللملك لمة) وظاهره أنهما يتعاقبانه كل حين (فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق) {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ} [البقرة: 268]، (وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق) قال القاضي: الإيعاد وإن اختص بالشر عرفًا إلا أنه استعمله في الخير للازدواج، في الأمن: من الاشتباه بذكر الخير. (فمن وجد ذلك) أي أثر إلمام الملك. (فليعلم أنه من الله) أي مما يحبه ويرضاه. (فليحمد الله) لأنها نعمة سيقت إليه (ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان) أي فليعلم أنه من الشيطان فليتعوذ منه وهذه هي الخواطر سميت بذلك؛ لأنها تخطر بالقلب بعد أن كان غافلاً عنها. واعلم أن الخواطر تنقسم إلى ما يعلم قطعا أنه داعي الشر فلا يخفى كونه وسوسة، وإلى ما يعلم كونه داعي الخير فلا يشك في كونه إلهامًا، والى ما يتردد فيه فلا يدري أن من أي القبيلين؛ فإن من مكائد الشيطان أنه يعرض الشر في معرض الخير، والتميز بينهما غامض فحق بالعبد أن يقف عند كل هم يصدر له، ليعلم أن لمة الملك أو لمة الشيطان، وأن يمعن النظر فيه بنور البصيرة، لا ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 85).

هواء الطبع، ولا يطلع عليه إلا بنور اليقين وغزارة العلم: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا} [الأعراف: 201]. (ت ن حب) (¬1) عن ابن مسعود، قال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث أبي الأحوص، وسندهما سند مسلم إلا عطاء بن السائب فلم يخرج له مسلم إلا متابعة. 2369 - "إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد". (هـ ك) عن ابن عمرو (صح). (إن للصائم) فرضًا أو نفلاً (عند فطره لدعوة ما ترد) أي بل تقبل، وكان ابن عمرو راويه يقول عند فطره: "يا واسع المغفرة اغفر لي". (هـ ك) (¬2) عن ابن عمرو) فيه إسحاق بن عبد الله (¬3)، قال الحاكم: إن كان مولى زائدة فقد روى له مسلم، وإن كان ابن أبي فروة فواهٍ انتهى (¬4)، ورمز المصنف لصحته. 2370 - "إن للطاعم الشاكر من الأجر مثل ما للصائم الصابر". (ك) عن أبي هريرة (صح). (إن للطاعم الشاكر من الأجر) على شكره على ما أطعمه الله (مثل ما للصائم الصابر) من الأجر على جوعه وظمأه، قال الكرماني: التشبيه هنا في أصل الثواب لا في الكمية والكيفية، فالتشبيه لا يستلزم المماثلة من كل وجه، وقال الطيبى: ربما يتوهم متوهم أن ثواب الشكر يقصر عن ثواب الصوم فأزيل توهمه، ووجه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2988)، والنسائي السنن الكبرى (11051)، وابن حبان (997) رقم (997)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1963). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1753)، والحاكم (1/ 422)، والبيهقي في الشعب (3904)، وأخرجه الطبراني في الدعاء (رقم 919)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1965). وراجع الإرواء (4/ 41 - 44). (¬3) ورد في الأصل "يحيى" وهو خطأ، بل هو "إسحاق" كما في جميل مصادر التخريج. (¬4) قال الحافظ في التقريب (368): إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الأموي .. متروك.

الشبه اشتراكهما في حبس النفس، فالصابر يحبس نفسه على طاعة المنعم، والشاكر يحبس نفسه على محبته، وفيه حث على شكر جميع النعم، إذ لا يختص بالأكل (ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال شارحه: إن الحاكم لم يصححه، بل سكت عليه. 2371 - "إن للقبر ضغطة، لو كان أحد ناجيا منها لنجا سعد بن معاذ". (حم) عن عائشة. (إن للقبر ضغطة) أي ضمة وضيقا وتقدم الكلام فيها، وهي عامة للكافر والمؤمن، ولذا قال: (لو كان أحد ناجيا منها لنجا سعد بن معاذ) لكرامته على الله لسبقه إلى الإيمان ونصرة دين الإسلام، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه ضغطه القبر حتى اختلفت أضلاعه، وفي رواية: "حتى صار كالشعرة" (حم) (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال العراقي: إسناده جيد. 2372 - "إن للقرشي مثل قوة الرجلين من غير قريش". (حم حب ك) عن جبير. (إن للقرشي) أي الواحد من قريش (مثل قوة الرجلين) عرفه للجنس (من غير قريش) قال الزهري: عني بذلك جودة الرأي وشدة الحزم وعلو الهمة وشرف النفس (حم حب ك) (¬3) عن جبير) بالجيم مصغرًا، سكت عليه المصنف قال الحاكم: صحيح، ومثله قال الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 136)، وأحمد (2/ 289)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2179). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 55، 98)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 46). وصححه الألباني في صحيح الجامع (2180). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 81، 83)، وابن حبان (6265) رقم (6265)، والبزار (3402)، والحاكم (4/ 72)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 195)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2181).

2373 - "إن للقلوب صدأ كصدأ الحديد، وجلاؤها الاستغفار". الحكيم (عد) عن أنس. (إن للقلوب صدأ) بالمهملتين مهموز ممدود، وهو شقرة إلى سواد تعلوها لعلوقه، شبه ما يعلق بالقلوب من أوساخ الذنوب بذلك كما قال: (كصدأ الحديد) أي أن الذي يعلو القلوب وهي كالمرآة في صفاتها، وإدراك أنواع الخير والشر، وتمييزها لهما، فإذا علاها سوادها، يضعف إدراكها واحتاجت إلى الجلاء. (وجلاؤها الاستغفار) أي طلب المغفرة؛ وذلك لأن دواء كل داء بضده، والذنب يمحوه الاستغفار فيعود القلب إلى حاله الأول، وفيه إعلام بأن القلوب يعرض لها ألم الذنوب وأن دواءها الاستغفار فلا تجليه العبد عن ذكره (الحكيم (عد) (¬1) عن أنس) ورواه البيهقي بلفظه في الشعب، والطبراني في الأوسط قال الهيثمي: فيه الوليد بن سلمة الطبراني وهو كذاب. 2374 - "إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة طولها ستون ميلا، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهن المؤمن فلا يرى بعضهن بعضاً". (م) عن أبي موسى (صح). (إن للمؤمن في الجنة لخيمة) أصل الخيمة: بيت من أبنية العرب، من عيدان الشجر شبه به ما يعد للمؤمن في الجنة من المنزل (من لؤلؤة) بهمزتين وبحذفهما، وبإبدال الأولى لا الثانية، واحدة اللؤلؤ (مجوفة) بالفاء أي: ذات جوف، وهو محل سكون النازل بها (طولها ستون ميلاً) قدر مد البصر، أو مسافة ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 134)، والطبراني في الصغير (509)، والأوسط (6894)، والبيهقي في الشعب (649)، وابن عدي في الكامل (7/ 78)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1966)، وقال في الضعيفة (2242): موضوع.

من الأرض مُتَراخية بلا حد، إلى غير ذلك، كما في القاموس (¬1)، وفي رواية: "عرضها ثلالون ميلاً" ولا معارضة. (للمؤمن فيها أهلون) أي زوجات (يطوف عليهن المؤمن) للجماع (فلا يرى بعضهن بعضا) لسعتها أو لأمر يجعله الله مانعًا عن الرؤية. (م) (¬2) عن أبي موسى) الأشعري. 2375 - "إن للمسلم حقاً إذا رآه أخوه أن يتزحزح له". (هب) عن واثلة بن الخطاب. (إن للمسلم حقًا) على أخيه المسلم وهو: (إذا رآه أخوه) واصلاً إلى مجلس هو فيه. (أن يتزحزح له) بالزائين فمهملتين أي يتنحى عن مكانه ويجلسه بجنبه إكرامًا له، وسبب الحديث عن واثلة قال: دخل رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد قاعدًا فتزحزح له، فقال رجل يا رسول الله: إن في المكان سعة، فذكره. (هب) (¬3) عن واثلة بن الخطاب)، هو من رهط عمر عدوي له صحبة، فيه إسماعيل بن عياش، قال الذهبي في الضعفاء (¬4): مختلف فيه وليس بالقوي، ومجاهد بن فرقد قال في اللسان (¬5): حديثه منكر تكلم فيه. 2376 - "إن للملائكة الذين شهدوا بدرا في السماء لفضلا على من تخلف منهم". (طب) عن رافع ابن خديج. (إن للملائكة الذين شهدوا بدرا) مع المسلمين في قتال المشركين (في السماء لفضلا) أي زيادة في رفعة المقام والإكرام (على من تخلف منهم) أي عن ¬

_ (¬1) انظر القاموس (ص: 1369). (¬2) أخرجه مسلم (2838). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (8933)، وهناد في الزهد (1025)، وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 182)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1967). (¬4) انظر المغني (1/ 85). (¬5) انظر اللسان (5/ 16).

شهودها، إن قيل: أنهم لا يعصون الله ما أمرهم فلا يتخلفون إلا لعدم أمره لهم فَلِمَ فُضّل عليهم من شهدها؟ قيل يحتمل أنهم أمروا جملة أن يشهد منهم كذا كذا عددا فبادر من شهدها فاستحق الفضل، أو أنه أمر جماعة بعينها فاستحقوا بالحضور الفضل وليس في تفضيلهم عقوبة لمن فضلوا عليه، أو أنه فضلهم الله بما خصهم به من حضور وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. (طب) (¬1) عن رافع بن خديج) قال الهيثمي: فيه جعفر بن مقلاص لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. 2377 - "إن للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع". البزار (ك) عن أبي سعيد (صح). (إن للمهاجرين) في الآخرة (منابر من ذهب) أي محلات مرتفعة؛ لأن المنبر مأخوذ من النبرة وهي الرفعة. (يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع) جملة حالية مفيدة أنهم مع ذلك الإكرام في المقامات حصل لهم الأمان من الخوف لأهوال ذلك اليوم فهم من الذين سبقت لهم الحسنى لا يحزنهم الفزع الأكبر، وفيه فضيلة كاملة للمهاجرين (البزار (ك) (¬2) عن أبي سعيد)، قال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه حمزة بن مالك، عن أبي حمزة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات، انتهى، قلت: والمصنف رمز بالصحة على الحاكم. 2378 - "إن للوضوء شيطاناً يقال له: "الولهان" فاتقوا وسواس الماء". (ت هـ ك) عن أبي (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 284) رقم (4435)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 106)، وضعفه الألباني فى ضعيف الجامع (1969). (¬2) أخرجه والبزار كما في كشف الأستار (2818)، والحاكم (4/ 77)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1968).

(إن للوضوء) بالضم للفعل ويصح الفتح: اسم للماء والإضافة لأدنى ملابسه (شيطاناً يقال له) أي: يدعى ويسمى (الولهان) بفتح الواو واللام مصدر بمعنى: المتحير من شدة العشق، سمي به؛ لأنه يحير الناس في أمر الطهارة، وفي الإعلام باسمه إشارة، إلى أن الموسوس محير متصرف فيه غيره، كأنه قد فقد عقله، وفي القاموس (¬1) الولهان: شيطان يُغْرِي بكثرة صب الماء في الوضوء وظاهره أنه ساكن العين، وفى نسخ الجامع ضبطه بفتحها (فاتقوا وَسْوَاس الماء) أي احذروا الوسوسة الصادرة عن الولهان في الماء إلى الرجل أنه ما غسل كل أعضائه أو ما استوفى الغسل أو أن الماء لا يكفي وأنواع ذلك عدة، أو اتقوا الشيطان الذي للوضوء، فإن الوسواس اسم للشيطان والوسوسة: حديث النفس والشيطان بما لا خير فيه. واعلم أن أصل الوسوسة الجهل بالسنة أو الضعف في العقل ودواؤه التلهي عنه والإكثار من قول سبحان الملك الخلاق: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} [فاطر: 16 - 17]. (ت هـ ك) (¬2) عن أبي قال الترمذي: غريب ليس إسناده بالقوي، لا نعلم أحدًا أسنده غير خارجة بن مصعب الليثي [2/ 115]، قال ابن حجر (¬3): ضعيف جدًا، وأما المصنف فرمز لصحته على ابن ماجة، وقد أدخله ابن خزيمة في صحيحه فأنكره عليه ابن سيد الناس. 2379 - "إن لإبليس مردة من الشياطين يقول لهم: عليكم بالحجاج، والمجاهدين، فأضلوهم عن السبيل". (طب) عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) انظر القاموس (4/ 296). (¬2) أخرجه الترمذي (57)، وابن ماجة (421)، والحاكم (1/ 162)، وابن خزيمة (122)، وانظر العلل المتناهية (1/ 345)، وتلخيص الحبير (1/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1970). (¬3) قاله في تلخيص الحبير (4/ 153)، وليس فيه "الليثي".

(إن لإبليس مردة) بزنة قردة جمع مارد العاتي (من الشياطين يقول لهم) مغرياً لهم على الإغواء عليكم (بالحجاج والمجاهدين) أي الخارج إليهما أو القادم أو العائد منهما ليأتي ما يبطل به أجره (فأضلوهم عن السبيل) أي عن طريق الحج والجهاد بتهويل ذلك عليهم وتذكيرهم فراق الأوطان والأموال والأولاد ونحو ذلك، فلا يتم خروجهم وإن أخذوا فيه أو يضعف عزمهم حتى يتركوا الخروج أو عن سبيل الخير فلا يحافظون على حفظ ما أتوا به من حج وجهاد، وهو تحذير للحاج والمجاهد عن الوسواس الذي يعرض له فيمنعه عن مقصده وأنه أزله بدفعها. (طب) (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف فيه شيبان بن فروخ، قال الذهبي في المغني (¬2): ثقة مشهور، وقال أبو حاتم: كان يرى القدر اضطر الناس إليه، وقال أبو زرعة: صدوق. 2380 - "إن لجهنم بابا لا يدخله إلا من شفا غيظه بمعصية الله". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن ابن عباس. (إن لجهنم) قال القاضي: علم لدار العقاب، وهي في الأصل مرادف للنار، وقيل مقرب. (بابا) نكرة للتعظيم أي عظيم المشقة أو ذا نوع منها (لا يدخله إلا من شفا غيظه) أي غضبه (بمعصية الله) أي بإيصاله المكروه إلى من أغاظه بما لا يحل له شرعاً، جعل الغيظ كالداء؛ لأنه مثله في إزعاج الخاطر ودواءه إيصال المكروه إلى عدوه؛ فإنه يبرأ به غيظه، وفيه أنه يجوز شفاء الغيظ بما يحل كأن يشفى من رمى بالزنا مثلا من راميه بالحد الشرعي، وأن الانتصاف بما لا يحل قولا أو فعلا من أشد المعاصي وأثه صار معتديا عاصياً لله تعالى. (ابن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 163) رقم (11368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1913)، وقال في الضعيفة (680): ضعيف جدًا. (¬2) انظر المغني (1/ 301).

الدنيا (¬1) في ذم الغضب عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، قال العراقي: سنده ضعيف، ورواه البزار من حديث: قدامة بن محمد، عن إسماعيل بن شيبة، قال الهيثمي: هما ضعيفان، وقد وثقا، وبقية رجاله رجال الصحيح. 2381 - "إن لجواب الكتاب حقا كرد السلام". (فر) عن ابن عباس. (إن لجواب الكتاب حقا كرد السلام) وفيه أن جواب الكتاب من أي كاتب واجب سواء يضمر سلاماً أو لا وبوجوبه صرح جمع وعليه: إذا كتب الصديق إلى صديق ... فحق واجب رد الجواب (فر) (¬2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه فيه جويبر بن سعيد قال في الكافي: تركوه، وقال ابن تيمية: المحفوظ وقفه. 2382 - "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا له لعله أن تصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا". (طب) عن محمد ابن مسلمة. (إن لربكم في أيام دهركم نفحات) النفحة الدفعة من العطية، ونفحة الريح هبوبها أي عطايا جزيلة عظيمة، أو نوع من العطايا (فتعرَّضوا له) أي لنفحاته بتطهير القلوب والإقبال على فعال المطلوب (لعله أن تصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا) فيه الحث على دوام السؤال والإقبال على طلب عطايا الكبير المتعال وإن أخفى ساعات هباته كما أخفى رضاه في طاعاته وللإمام الرافعي: أقيما على باب الكريم أقيما ... ولا تنيا عن بابه فتهيما وللنفحات الطيبات تعرضا ... لعلكما تستنشقان نسيما ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (45)، والحكيم في نوادره (1/ 296)، والديلمي في الفردوس (784)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 83)، وانظر علل ابن أبي حاتم (2/ 338)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 71)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1916)، والضعيفة (3187). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (783)، والبخاري في الأدب (1117)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1915)، والضعيفة (3188): ضعيف جدًا.

(طب) (¬1) عن محمد بن مسلمة) بفتح الميم واللام: أنصاري خزرجي بدري، سكت المصنف عليه، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 2383 - "إن لصاحب الحق مقالاً". (حم) عن عائشة، (حل) عن أبي حميد الساعدي (صح). (إن لصاحب الحق) أي الدين الثابت، (مقالاً) من كان لديه حقه أي صولة وطلبا وقوة حجة، قاله لأصحابة لما جاءه - صلى الله عليه وسلم - رجل يتقاضاه فأغلظ له فهمّوا به فقال: "دعوه ... فذكره" وفيه أنه لا ينهر من أغلظ في طلب ما هو له وإن كان الأولى له حسن التقاضي ولا يأثم ما لم يخرج عن الإغلاظ إلى الفحش (حم) عن عائشة) رمز المصنف عليه بالصحة (حل) (¬2) عن أبي حميد الساعدي)، قال العراقي والسخاوي: إنه متفق عليه من حديث أبي هرة بلفظ: "لصاحب الحق مقال" وعزاه المصنف في الذيل إليهما بلفظه هنا فكأنه ذهل فلم ينسبه هنا لهما. 2384 - "إن لصاحب القرآن عند كل ختمة دعوة مستجابة، وشجرة في الجنة، لو أن غراباً طار من أصلها، لم ينته إلى فرعها، حتى يدركه الهرم". (خط) عن أنس. (إن لصاحب القرآن) أي قارئه قيل: الصحبة للشيء الملازمة له إنساناً كان أو حيواناً، مكاناً أو زماناً، ويكون بالبدن وهو الأصل وبالعناية والهمة، وصاحب القرآن ملازمه بالهمة والعناية ويكون تارة بنحو حفظ وتلاوة، وتارة بتدبر وعمل (عند كل ختمة) بفتح الخاء المعجمة من ختم الشيء ختما: إذا بلغ آخره والتاء للوحدة أي عند كل واحدة من ختمه وبلوغه آخره، وإما جعل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 233) (519)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1917). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 268) عن عائشة، وأبو نعيم في الحلية (10/ 290) عن أبي حميد الساعدي، وأخرجه البخاري (2401)، ومسلم (1601) عن أبي هريرة.

الختمة بالكسر اسم للمصحف مما رأيته في القاموس (¬1). (دعوة مستجابة) فهو من محل الأدعية وقد ألف الناس في ذلك دعوات جمه والعمدة إقبال القلب (وشجرة في الجنة لو أن غراباً طار من أصلها) أي منبتها (لم ينته إلى فرعها حتى يدركه الهرم) أي الكبر والضعف والشيخوخة قيل: الغراب تطول حياته ولذا خصه دون غيره (خط) (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف فيه يزيد الرقاشي: قال أحمد: لا يكتب حديثه، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 2385 - "إن لغة إسماعيل كانت قد دَرَست، فأتاني جبريل فحفظنيها". الغطريف في جزئه، وابن عساكر عن عمر. (إن لغة إسماعيل كانت قد درست) بمهملة فراء مهملة من باب ضرب يقال: درس الرسم دروساً ذهب وعفى (فأتاني جبريل فحفظنيها) فلذا كان - صلى الله عليه وسلم - أبلغ البلغاء قاطبة، وفيه عناية الله بهذه اللغة وحفظها (الغطريف) بالغين المعجمة، (وابن عساكر (¬3) عن عمر). 2386 - "إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة فإن شاء صاحبها تعجلها في الدنيا، وإن شاء أخرها إلى الآخرة". ابن مردويه عن جابر. (إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة) يحتمل أن ذلك عند ختمه كما هو صريح الأول ويحتمل أنه أعم من ذلك وإن لكل تالٍ وِرداً من أوراده له ذلك فينبغي المحافظة على الدعاء عند تمام الورد وحاله. (فإن شاء صاحبها تعجلها) ¬

_ (¬1) انظر القاموس (4/ 102). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 390)، وانظر قول ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 115)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1918)، والضعيفة (3190): موضوع. (¬3) أخرجه ابن الغطريف (51)، وابن عساكر (4/ 4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1919)، والضعيفة (465).

بالمثناة الفوقية (في الدنيا) أي يسأل الله أن يعجّلها له. (وإن شاء أخرها إلى الآخرة) وعلى هذا تكون هذه الدعوة بخصوصها معجلة لا كسائر الدعوات أي إن شاء عجلها وإن شاء أخرها وإن شاء أعطاه خيرًا منها، وإن شاء سأل حظًّا من حظوظ الدنيا أو من حظوظ الآخرة (ابن مردويه (¬1) عن جابر بن عبد الله). 2387 - "إن لقمان الحكيم قال: "إن الله إذا استودع شيئا حفظه". حم عن ابن عمر. (إن لقمان الحكيم) الذي أوتي الحكمة (قال إن الله إذا استودع) معبر الصيغة. (شيئاً حفظه) كأنه قاله عن حكمته ومعرفته بأسرار صفات الرب تعالى وأقره الله فرواه لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل أنه قاله ناقلا عن بعض الرسل فنسب إليه كأنه راويه ويحتمل أنه قاله على أنه نبي، وإن كان الأصح خلافه، لكنه أخرج الحكيم عن ابن عمر: أن عمر عرض الناس فإذا رجل معه ابنه، فقال عمر: ما رأيت غراباً أشبهه بهذا منك، فقال: والله يا أمير المؤمنين ولدته أمه في القبر فاستوى قاعدًا، وقال حدثني فقال غزوت وكانت أمه حاملاً به، فقلت: أستودع الله ما في بطنك فلما قدمت وجدتها ماتت فبت عند قبرها فبكيت فرفعت لي نار عليه، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، كانت والله عفيفة صوّامة قوّامه فتأملت، فإذا القبر مفتوح وهو يدب حولها ونوديت أيها المستودع ربه وديعتك، خذ وديعتك، أما لو استودعته وأمه لوجدتهما، فأخذته فعاد القبر كما كان" (¬2). (حم) (¬3) عن ابن عمر). 2388 - "إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك" (ك) عن عائشة. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن مردوية كما في الكنز (2281) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1925). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 192) وانظر: فيض القدير (2/ 506). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 87)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1921)، والضعيفة (3191).

(إن لكِ) بكسر الكاف؛ لأنه خطاب لعائشة لما اعتمرت (من الأجر) أي أجر النسك (على قدر نَصبِك) بالتحريك التعب والمشقة (ونفقتك) قال النووي: ظاهره أن أجر العبادة بقدر التعب والنفقة، قال ابن حجر (¬1): هو كما قال لكن لا يطّرد فرب عبادة أخف وأكثر ثواباً كقيام ليلة القدر بالنسبة إلى غيرها. (ك) (¬2) عن عائشة)، قال الحاكم: على شرطهما، وأقره الذهبي. 2389 - "إن لكل أمة أمينًا، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح". خ عن أنس (صح). (إن لكل أمة أمينا) أي ثقة رضيا تطمئن إليه القلوب (وإن أمين هذه الأمة) أي الكامل في الأمانة فيها يريد الزيادة على غيره (أبو عبيدة) اسمه: عامر بن عبد الله بن الجرّاح، يجتمع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فهر، وتقدم وجه اختصاص بعض الصحابة، بالثناء عليه لخصلة من الخصال التي لا يشاركه غيره فيها. (خ) (¬3) عن أنس) وأخرجه مسلم عن أنس بمخالفة يسيرة. 2390 - "إن لكل أمة حكيماً، وحكيم هذه الأمة أبو الدرداء". ابن عساكر عن جبير بن نفير مرسلاً. (إن لكل أمة حكيماً) أي ذو دراية بخفي الحكمة وعلم بها وإرشاد إليها (وحكيم هذه الأمة أبو الدرداء) اسمه: عويمر بن زيد، ويقال: ابن عبد الله خزرجي أنصاري إمام رباني، تأخر إسلامه أتى بعد يوم بدر، ثم شهد أحدًا وما بعدها وحفظ القرآن عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وكان عالم أهل الشام، ومقرئ أهل دمشق ومفتيهم وقاضيهم، وكان ممن جمع العلم، وفي صحيح البخاري أنه مات ¬

_ (¬1) في فتح الباري (3/ 611). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 471)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2160). (¬3) أخرجه البخاري (7255)، ومسلم (2419).

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد" (¬1) قاله الذهبي في التذكرة (¬2). (ابن عساكر (¬3) عن جبير بن نفير) مصغران (مرسلاً)، أرسل عن خالد بن الوليد، وعبادة، وأبي الدرداء. 2391 - "إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال" (ت ك) عن كعب بن عياض (صح). (إن لكل أمة فتنة) أي امتحاناً واختبارًا وقال القاضي: أراد بها الضلال والمعصية (وإن فتنة أمتي المال) لأنه يثير بينهم العداوات والحروب ويلهيهم عن الآخرة وكأن الأمم قبلهم لم يكن لهم ما لهذه الأمة من الفتنة بالمال أو كانت لهم فتن ومنها المال واختصت هذه الأمة به (ت ك) (¬4) عن كعب بن عياض): بالمهملة بزنة كتاب، قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وخَرَّجه ابن عبد البر، وصححه ورمز المصنف هنا لصحته. 2392 - "إن لكل أمه سياحة، وإن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله، وإن لكل أمه رهبانية، ورهبانية أمتي الرباط في نحر العدو". (طب) عن أبي أمامة. (إن لكل أمة سياحة) أي ذهاباً في الأرض وفراق وطن (وإن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله) أي هو مطلوب منهم كما أن السياحة مطلوبة في دين ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5004). (¬2) أنظر: تذكرة الحفاظ (1/ 24). (¬3) أخرجه ابن عساكر (47/ 113)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1923)، والضعيفة (3193): ضعيف جدًا. (¬4) أخرجه الترمذي (2336)، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب إنما نعرفه من حديث معاوية بن صالح، والحاكم (4/ 318)، وابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1323)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2148)، والصحيحة (592).

النصارى "النصرانية" فهو يعدلها في الثواب. (وإن لكل أمة رهبانية) أي تبتلا وانقطاعاً للعبادة، والراهب: عابد النصارى (ورهبانية أمتي الرباط في نحور العدو) أي ملازمة الثغور قصداً لملاقاة أعداء الدين ومقابلتهم، والرباط: لغة ملازمة ثغر العدو والنحر موضع القلادة من الصدر وتخصيصها بالذكر؛ لأنها غالب موضع القتل. (طب) (¬1) عن أبي أمامة)، قال العراقي: سنده ضعيف وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه عفير بن معدان وهو ضعيف. 2393 - "إن لكل أمة أجلاً، وإن لأمتي مائة سنة، فإذا مرت على أمتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله". (طب) عن المستورد بن شداد (ح). (إن لكل أمة أجلاً) في الصحاح أجل الشيء: مدته، وفي المصباح (¬2): أجل الشيء: مدته ووقته الذي يحل فيه. (وإن لأمتي مائة سنة) أي لانتظام أحوالها. (وإذا مرت على أمتي مائة سنة آتاها ما وعدها الله) من انقراض الأعمار للموجودين في عصره - صلى الله عليه وسلم - وقال أحد رواته: يعني بذلك كثرة الفتن والاختلاف وعدم الانتظام. (طب) (¬3) عن المستورد بن شداد)، قال الهيثمي. فيه ابن لهيعة، وهو حسن الحديث على ضعفه. 2394 - "إن لكل بيت باباً، وباب القبر من تلقاء رجليه". (طب) عن النعمان ابن بشير. (إن لكل بيت باباً وباب القبر من تلقاء رجليه) أي من جهة رجلي المقبور إلا أنه استخدم في الضمير وأعاده على القبر والمراد أنه ينبغي أن يجعل باب القبر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 168) رقم (7708)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 287)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1924)، والضعيفة (2442): ضعيف جدًا. (¬2) انظر: المصباح المنير (1/ 6) طبعة المكتبة العلمية، بيروت. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 307) رقم (730)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 257)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1922).

كذلك أو أنه يخرج منه الميت يوم القيامة أو أنه يأتيه منه الملكان (طب عن النعمان بن بشير) (¬1). 2395 - "إن لكل دين خلقا، وإن خلق الإسلام الحياء". (هـ) عن أنس وابن عباس. (إن لكل دين) بكسر المهملة (خُلُقا) أي طبعًا وسجية (وإن خلق الإسلام الحياء) أي الغالب على أهله ذلك كما أن الغالب على أهل كل دين سجية من السجايا (هـ) (¬2) عن أنس وابن عباس)، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال الدارقطني: حديث غير ثابت. 2396 - "إن لكل ساعٍ غاية فعليكم بذكر الله؛ فإنه يسهلكم ويرغبكم في الآخرة". البغوي عن جلاش ابن عمرو. (إن لكل ساع غاية) السعي كما في المصباح (¬3): التصرف في كل عمل ومنه: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى} [النجم: 39] وغاية كل شيء أمده ومنتهاه كما في النهاية (¬4) وغاية ابن آدم الموت فإليه ينتهي سيره في الدنيا ويقف عنده عن كل شيء. (فعليكم بذكر الله فإنه يسهلكم ويرغبكم في الآخرة) أي يسهل عليكم شأن الدنيا وما أنتم فيه ويدعوكم إلى الأعمال الأخروية (البغوي (¬5) عن جلاس) بفتح الجيم وتشديد اللام فمهملة وضُبط بضم الجيم (ابن عمرو) فيه علي بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الشاميين (1013)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1925). (¬2) أخرجه ابن ماجة (4181، 4182)، وانظر قول ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 709)، وعلل ابن أبي حاتم (2/ 288)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2149)، وصححه في الصحيحة (940). (¬3) انظر المصباح المنير (1/ 277). (¬4) انظر النهاية (3/ 398). (¬5) أخرجه البغوي كما في الكنز (42131)، وانظر الإصابة (1/ 495)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1926): موضوع، وضعفه في الضعيفة (3118).

قرين قال في الإصابة (¬1): ضعيف جدًا ومن فوقه لا يعرفون. 2397 - "إن لكل شجرة ثمرة، وثمرة القلب الولد" البزار عن ابن عمر. (إن لكل شيء ثمرة) أي فاكهة يستلذ بها ويتفكه (وثمرة القلب الولد) صادق على الذكر والأنثى وتمام الحديث عند البزار وغيره "إن الله لا يرحم من لا يرحم ولده والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة إلا رحيم" قلنا: يا رسول الله كلنا رحيم، قال: "ليست الرحمة أن يرحم أحدكم خاصته حتى يرحم الناس أجمعين" انتهى. والحديث ترغيب في الأولاد (البزار (¬2) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه أبو مهدي سعيد بن سنان ضعيف متروك ومثله قال العلائي. 2398 - "إن لكل شيء أنفق، وأن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى فحافظوا عليها". (ش طب) عن أبي الدرداء (ح). (إن لكل شيء أنفة) بضم الهمزة وتفتح قيل والصحيح الفتح وبفتح الفاء أي لكل شيء ابتداء وأول (وأن أنفة الصلاة التكبيرة الأولى فحافظوا عليها) أي على الإتيان بها فإنه لا دخول في الصلاة إلا بها، وفيه وجوبها وتعيينها دون غيرها من الأركان (ش طب) (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه وقال ابن حجر (¬4): في إسناده مجهول وقال الهيثمي: إنه موقوف وفيه رجل لم يسم. 2399 - "إن لكل شيء بابا وباب العبادة الصيام". هناد عن ضمرة بن حبيب مرسلاً. ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (1/ 495)، وقد ذكره الحافظ عن طريق البغوي. (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3265)، وانظر انظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 155)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1927)، والضعيفة (3194): ضعيف جدًا. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (3120)، والبيهقي في الشعب (2907)، ولم أقف من الكبير، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1928)، والضعيفة (2621). (¬4) انظر: تلخيص الحبير (2/ 28).

(إن لكل شيء بابا وباب العبادة الصيام) أي مدخل العبادة الصيام لأنه يصفي القلب ويميت [2/ 118] الشهوات ويقرب العبد من ربه وأسرار الصوم واسعة. هناد (¬1) عن ضمرة بن حبيب مرسلاً) وقد أخرجه مرفوعاً ابن المبارك وأبو الشيخ عن أبي الدرداء بسند ضعيف كما قاله الهيثمي (¬2). 2400 - "إن لكل شيء توبة إلا صاحب سوء الخلق؛ فإنه لا يتوب عن ذنب إلا وقع فيما هو شر منه". (خط) عن عائشة. (إن لكل شيء) من الذنوب. (توبة إلا صاحب سوء الخلق) أي إلا الذنب الصادر عن سوء الخلق (فإنه لا يتوب عن ذنب إلا وقع فيما هو شر منه) أي في أشد منه شرًا فإن سوء خلقه يجني عليه ويعمي عليه طرق الرشاد حتى يوقعه في أقبح مما تاب منه (خط (¬3) عن عائشة) فيه محمد بن إبراهيم التيمي وثقوه إلا أحمد فقال في أحاديثه: سيء يروي أحاديث منكرة (¬4). 2401 - "إن لكل شيء حقيقة وما بلغ عبد حقيقة الإيمان، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه". (حم طب) عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - (إن لكل شيء حقيقة) أي كنه (وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه) من خير أو شر. (لم يكن ليخطئه) لأن ما قدره الله لا بد أن يصل إليه (وما أخطأه لم يكن ليصيبه) الحديث مشتق من الآية {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ} [الحديد: 22]. ويفيد أنه لا يكمل ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (679)، وابن المبارك في الزهد (1423)، والقضاعي في الشهاب (1032)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1929)، والضعيفة (2720). (¬2) هذا قول العراقي كم في فيض القدير (2/ 509)، ولعل المؤلف أخطأ في عزوه إلى الهيثمي. (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 59)، والطبراني في الصغير (553)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1930)، والضعيفة (126): موضوع. (¬4) انظر لترجمته: تهذيب التهذيب (4/ 184)، وقال الحافظ في التقريب (2597): صدوق له غريب من السابقة.

إيمان العبد حتى يؤمن بالأقدار فإن إيمانه بها يهون عليه مصائب الدنيا ويرضى بما قُدِّر له. (حم طب) (¬1) عن أبي الدرداء) قال العلائي: فيه سليمان بن عتبة وثقه دحيم وضعفه ابن معين (¬2) وبقية رجاله ثقات. 2402 - "إن لكل شيء دعامة ودعامة هذا الدين الفقه ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد". (هب خط) عن أبي هريرة. (إن لكل شيء دعامة) بكسر أوله هي ما سند به الحائط إذا مال فيمنعه عن السقوط (ودعامة هذا الدين الفقه) أي هو عماد الإسلام الذي عليه بناؤه واستمساكه والمراد به فهم علم الكتاب والسنة. (ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد) غير فقيه وذلك لأن الفقيه يدفع مكائد الشيطان بفقهه ويحل عقد مكره ويراجع مواضع إغاظته ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين". (هب خط) (¬3) عن أبي هريرة) فيه خلف بن يحيى قال الذهبي: قال أبو حاتم: كذاب (¬4). 2403 - "إن لكل شيء سقالة وإن سقالة القلوب ذكر الله، وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله، ولو أن تضرب بسيفك حتى ينقطع". (هب) عن ابن عمر. (إن لكل شيء سقالة) بالسين المهملة ويقال بالصاد أيضا أي جلاء (وإن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 441)، والطبراني في الكبير (3/ 266) رقم (3367)، والبيهقي في الشعب (215)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2150)، وفي الصحيحة (2471). (¬2) انظر: لسان الميزان (5/ 20) رقم (76). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (1716)، والخطيب في تاريخه (2/ 402)، وانظر العلل المتناهية (1/ 135)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1931)، والضعيفة (2651): موضوع. (¬4) انظر: الجرح والتعديل (3/ 372) وفيه قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث كان كذابًا لا يشتغل به ولا بحديثه.

سقالة القلوب ذكر الله) فيه أن القلوب تصدأ بأدران الذنوب فسقالتها ذكر الله تعالى (وما من شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله تعالى ولو أن تضرب بسيفك حتى ينقطع) أي في الجهاد فيه تفضيل ذكر الله تعالى على الجهاد لأنه جهاد للنفس الأمارة وللشيطان لعنه الله بخلاف جهاد الكفار فإنه جهاد واحد وزمانه قليل وهذا جهاد متصل (هب (¬1) عن ابن عمر) فيه سعيد بن حسان وهما اثنان أحدهما غير قوي والآخر قال الذهبي: متهم بالوضع (¬2). 2404 - "إن لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلا لم يدخله شيطان ثلاث ليال، ومن قرأها في بيته نهارًا لم يدخله شيطان ثلاثة أيام". (ع حب طب هب) عن سهل بن سعد. (إن لكل شيء سنامًا) أي رفعة وعلوًا، استعير من سنام البعير ثم كثر استعماله حتى صار مثلاً. (وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلا لم يدخله شيطان ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهارًا لم يدخله شيطان ثلاثة أيام) قيل إن ذلك لما فيها من آية الكرسي والأظهر أنه سر خاص فيها إذ لو كان لآية الكرسي وحدها لأفردت بالخاصية. (ع حب طب هب) (¬3) عن سهل بن سعد)، فيه سعيد بن خالد الخزاعي المدني ضعيف (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (522)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1932). (¬2) وفي التقريب (2282): سعيد بن حسان حجازي مقبول من الرابعة، وبرقم (2283): سعيد بن حسان المخزومي المكي قاضي أهل مكة صدوق له أوهام من السادسة، وذكر الأخير كذلك في لسان الميزان (7/ 227)، وانظر الكاشف (1/ 433). (¬3) أخرجه أبو يعلى (7554)، وابن حبان (780)، والطبراني في الكبير (6/ 163) رقم (5864)، والبيهقي في الشعب (2378)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1933)، والضعيفة (1349). (¬4) قال الذهبي في الكاشف (1875): قال البخاري: فيه نظر، وقال الحافظ في التقريب (2293): ضعيف من السابعة.

2405 - "إن لكل شيء شرفًا وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة". (طب ك) عن ابن عباس. (إن لكل شيء شرفًا) أي رفعة. (وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة) ظاهر في كل مجلس يجلس فيه الإنسان، وخص الخطيب باستدبارها لأنه يستقبل المخاطبين ولأن استدبارة واحد أولى من استدبارة قوم كثير لها أي لو أن الخطيب استقبل القبلة لاستدار المخاطبون تلقاء وجهه فاستدبروا القبلة فإن استقبال الخطيب لازم الخطابة فاستدباره وحده للقبلة أخف. قيل: وينبغي للمدرس أن يستدبر القبلة وحده ليستقبلها الآخذون عليه فإن استدبار واحد أحسن من استدبار جماعة وكان يفعل ذلك بعض المدرسين. (طب ك (¬1) عن ابن عباس) قال ابن حبان: إنه خبر موضوع تفرد به هشام بن زياد وهو متروك وفي الطريق الأخرى محمد بن معاوية النيسابوري كذبه الدارقطني وغيره، نعم في الباب حديث جيد حسن رواه الطبراني عن أبي هريرة مرفوعًا: "إن لكل شيء سيدًا وإن سيد المجالس قبالة القبلة" (¬2)، قال الهيثمي والمنذري وغيرهما: إسناده حسن فأعجب للمصنف آثر ما جزموا بوضعه على ما جزموا بحسنه. 2406 - "إن لكل شيء شرة، ولكل شرة فترة؛ فإن صاحبها سدد وقارب فارجوه وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدوه". (ت) عن أبي هريرة. (إن لكل شيء) وفي رواية: "لكل عمل". (شرة) بكسر المعجمة وتشديد الراء أي جدة، وحرصًا ونشاطًا ورغبة قال القاضي: الشره الحرص على الشيء ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 320) رقم (10781)، والحاكم (4/ 270)، وانظر المجمع (8/ 59)، والترغيب والترهيب (4/ 29)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1934)، والضعيفة (2786). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (2354) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 114): إسناده حسن.

والنشاط فيه. (ولكل شرة فترة) أي وهنًا وضعفًا وسكونًا يعني أن العابد يبالغ في العبادة أولًا وكل مبالغ تسكن شرته وتفتر مبالغته، والشره أي الراغب والحريص في الأمر وهو تحريض على الاقتصاد في الأمور ليستمر فاعلها عليها لأن "أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها" واجتناب طرفي التفريط والإفراط. (فإن صاحبها) فاعل فعل محذوف من باب: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ} [التوبة: 6]. (سدد وقارب) أي توسط واسلك الطريق القويمة (فأرجوه) أي أملوا له نجاح أمره وتمام ما دخل فيه، (وإن أشير إليه بالأصابع) لشهرته واجتهاده ومبالغته في عبادته فالإشارة بالأصابع كناية عن الاجتهاد والمبالغة فإنه فعيل مدرك الاشتهار الذي يتفرع عنه الإشارة بالأصابع. (فلا تعدوه) أي لا تعتدوا به ولا تحسبوه من الصالحين (ت) (¬1) عن أبي هريرة) قال الترمذي: حسن صحيح غريب وفيه محمد بن عجلان (¬2) وثقه أحمد وقال الحاكم: سيء الحفظ. 2407 - "إن لكل شيء قلبًا، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات". الدارمي (ت) عن أنس. (إن لكل شيء قلبًا) أي لبا وباطنا هو أنفسه وأشرفه (وقلب القرآن يس) أي خالصه ولبه المودع فيه المقصود منه؛ لأن أحوال البعث وأهوال القيامة مستقصاة فيها مع تصديرها بإثبات نبوة المصطفى بالقسم عليها على أبلغ وجه واشتمالها على الآيات العجيبة وخلق الليل والنهار والقمرين والفلك وغير ذلك من المواعظ والعبر والمعاني الدقيقة والمواعيد الزائفة والزواجر البالغة ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2453)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2151). (¬2) انظر المغني للذهبي (2/ 613). وقال الحافظ في التقريب (6136): المدني صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة من الخامسة.

والإشارات الباهرة بما لم يكن في سورة سواها مع صغر حجمها وقصر نظمها. (ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها) ثواب (قراءة القرآن عشر مرات) أي قدر ثواب قرائته القرآن بدون سورة يس عشر مرات. واعلم أن: فضائل هذه السورة قد كثرت بها الأخبار وملئت بها الأسفار وفي مسند الدرامي من حديث عطاء بلاغًا أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأ يس في صدر النهار قضيت حاجته" وعن بعضهم: من قرأها أول النهار لم يزل فرحًا مسرورًا إلى الليل ومن قرئها أول الليل لم يزل كذلك إلى الصباح (الدارمي (ت) (¬1) عن أنس) قال الترمذي: غريب فيه هارون أبو محمد شيخ مجهول انتهى. قلت: يريد هارون أبو محمد أحد رواته فإنه ساقه في سنده عنه وفي التقريب (¬2): هارون أبو محمد شيخ الحسن بن صالح بن حي مجهول. 2408 - "إن لكل شيء قمامة، وقمامة المسجد: "لا والله" و"بلى والله". (طس) عن أبي هريرة. (إن لكل شيء قمامة) أي كناسة. (وقمامة المسجد) قول الذي فيه. ("لا والله"و"بلى والله") أي اللغو وكثرة الخصومات والحلف واللغط فإن ذلك كإلقاء الملقى فيه الكناسة وقد علم أنه يأثم من ألقى فيه الكناسة كما أنه يؤجر من رفعها عنه واللغو فيه لا يحل أو يكره كراهة شديدة (طس) (¬3) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه رشدين بن أبي سعد وفيه كلام كثير قال ابن معين: رشدين ليس بشيء. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2887)، والدارمي (3416) وقال الألباني في ضعيف الجامع (1935): موضوع. (¬2) انظر التهذيب (11/ 15)، والتقريب (7249). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (823)، وأبو يعلى (6004)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 24)، وانظر: الكاشف للذهبي (1575)، وقال: قال أبو زرعة: ضعيف، كان صالحًا عابدًا محدثًا، سيئ الحفظ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1936)، والضعيفة (3977).

2409 - "إن لكل شيء نسبة، وإن نسبة الله: (قل هو الله أحد) ". (طس) عن أبي هريرة. (إن لكل شيء نسبة) في الصحاح: "النسبة" واحد الأنساب والهاء للمبالغة وفي القاموس (¬1) أنها بضم النون وكسرها القِرابة أو أولو الآباء خاصة. (ونسبة الله قل هو الله أحد) والمراد أنه تعالى لا قرابة ولا يتخذ صاحبة ولا ولدا لأن ذلك من لوازم الأجسام الحادثة وليس كمثله شيء وإذا أريد دوام نسبته فليس هناك إلا صفاته بأنه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد فهو الأحد ذاتًا وصفته الصمد أي المصمود إليه في الحوائج الذي ليس له ولد ولا والد ولا نظير يكافئه وإذا أريد أن يعرف شأنه فليس إلا هذه الصفات وتسميتها نسبة من باب تحية بينهم ضرب وجميع. وسبب الحديث أنها قالت اليهود: يا محمد انسب لنا ربك فنزلت. (طس) (¬2) عن أبي هريرة). 2410 - "إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فطرته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك". (هب) عن ابن عمرو (صح). (إن لكل عمل شره) عام مخصوص بأعمال الآخرة بقرينة السياق. (ولكل شرة فترة) بفتح الفاء وسكون المثناة. (فمن كانت فترته إلى سنتي) أي إلى طريقتي التي كنت عليها. (فقد اهتدى) أي سار سيرة مرضية (ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك) لأن من سلك غير هديه - صلى الله عليه وسلم - فهو من الهالكين (هب) (¬3) عن ابن عمرو) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 176). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (732)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1937)، والضعيفة (3192): ضعيف جدًا. (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3878)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 193)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2152).

2411 - "إن لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به عند إسته". الطيالسي (حم) عن أنس. (إن لكل غادر لواء) أي لكل تارك للعهد ناقض له علم ينصب له: (يوم القيامة يعرف به) بين أهل الموقف تشهيرًا له وبيانًا لما فعله وفضيحة له بين الآنام، ولما كان الغدر لا يقع غالبًا إلا بسبب خفي ناسب أن يعامل يوم القيامة في العقوبة بضد ما فعله وإشهار ما ستره وكتمه في يوم يجمع فيه الأولون والآخرون وجعله: (عند إسته) زيادة في الافتضاح وفي رفع الأبصار إليه وشهرة ما أتى به. الطيالسي (حم) (¬1) عن أنس) إسناده حسن. 2412 - "إن لكل قوم فارطًا، وإني فرطكم على الحوض، فمن ورد فشرب لم يظمأ، ومن لم يظمأ دخل الجنة". (طب) عن سهل بن سعد. (إن لكل قوم فارطا) سابقًا إلى الآخرة يهيئ لهم ما ينفعهم فيها. (وإني فرطكم على الحوض) أي متقدمكم إليه ومصلح لكم ما تحتاجونه حين تردون (من ورد على الحوض فشرب) زاده لأن، ليس كل من ورد يشرب لما ثبت من أنه يذاد عنه أقوام. (لم يظمأ ومن لم يظمأ دخل الجنة) وأنه لا يشرب منه إلا أهل الجنة. (طب (¬2) عن سهل بن سعد) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف (¬3). 2413 - "إن لكل قوم فراسة، وإنما يعرفها الأشراف". (ك) عن عروة مرسلًا. ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (254)، وأحمد (3/ 270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2153). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 137) رقم (5760)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 363)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1938). (¬3) قال الذهبي في الكاشف (5744): فيه لين، وقال الحافظ في التقريب (7026): صدوق سيء الحفظ من السابعة.

(إن لكل قوم فراسة) تقدم تحقيقها (وإنما يعرفها الأشراف) أي إنما يجعلها الله على ألسنة أهل الرتب العلية في الدين ويوقعها في قلوبهم، قال الكرماني: من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وكف نفسه عن الشهوات وغض بصره عن المحرمات وأتى بأكل الحلال لم تخطِ فراسته أبدًا انتهى. (ك) (¬1) عن عروة مرسلًا) أرسل عن عائشة رضي الله عنها. 2414 - "إن لكل نبي أمينًا، وأميني أبو عبيدة بن الجراح" (حم) عن عمر. (إن لكل نبي أمينًا) أي ثقة يعتمد عليه. (وأميني أبو عبيدة بن الجراح) قال في النودار: الأمانة ترك الأشياء في مواضعها كما وضعت وإنزالها حيث أنزلت وللنفس أخلاق دنيئة عجولة، فلما تخلص أبو عبيدة منها اطمأنت فطرته وماتت شهوته فأبصر قلبه الأشياء على هيئتها وصار ذلك أمانة لخلوص قلبه من الظنونات الحاجبة للنور على إشراقه انتهى، وهو حمل للأمانة على غير المتبادر منها لغة الذي أراده الشارع وتقدم وجه تحقيقه. (حم) (¬2) عمر) قال الهيثمي: رجاله ثقات ورواه الطبراني عن خالد بن الوليد بسند رجاله رجال الصحيح كما قاله الهيثمي. 2415 - "إن لكل نبي حواريًا، وإن حواري الزبير". (خ ت) عن جابر، (ت ك) عن على (صح). (إن لكل نبي حواريًا) أي وزيرًا ناصرًا أو خالصا أو خليلًا أو خاصة من أصحابه وحواري الرجل صفوته وخالصته سمي به لخلوص نيته وصفاء سريرته، من الحور: شدة البياض. (وإن حواري الزبير) إضافه إلى ياء المتكلم ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 418)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1939)، والضعيفة (2235). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 18)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 348)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2154).

فحذف الياء، وقد ضبط بفتح الياء وآخرون بكسرها وهو القياس لكن استثقلوا ثلاث ياءات فحذفوا ياء المتكلم وأبدلوا من الكسرة فتحة (خ ت) عن جابر (ت ك) (¬1) عن علي) - عليه السلام - وقد أخرجه مسلم عن جابر بلفظه: ندب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فذكره. 2416 - "إن لكل نبي حوضًا، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني لأرجوا أن أكون أكثرهم واردة". (ت) عن سمرة. (إن لكل نبي حوضًا) قال الطيبي: يجوز حمله على ظاهره فيدل أن لكل نبي حوضًا يسقي منه أمته، أو يحمل على المجاز فيراد به العلم والهدى ونحوه، وقال الحكيم: الحياض يوم القيامة للرسل لكل على قدره، وقدر تبعه وهو شيء يلطف الله به عباده في ذلك الموقف المهول. (وأنهم يتباهون أيهم أكثر واردة) بتاء التأنيث جمع وارد (وإني لأرجوا أن أكون أكثرهم واردة" قال البكري: المعروف أن لكل نبي حوضًا إلا صالحًا فإن حوضه ضرع ناقته، قيل: وليس في الآثار ما يدل عليه، والحديث أفاد أنه ليس الحوض خاصا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه ثابت للأنبياء كافة إن كان حوض الماء فواضح وإن كان للمعنى المجازي فالمباهاة بمن أسلم واتبع النبي وحمل عنه العلم. (ت) (¬2) عن سمرة) قال الترمذي: صحيح غريب وصحح إرساله. 2417 - "إن لكل نبي خاصة من أصحابه؛ وإن خاصتي من أصحابي أبو بكر عمر". (طب) عن ابن مسعود. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2846)، ومسلم (2415)، والترمذي (3745) عن جابر، والترمذي (3744)، والحاكم (3/ 362). (¬2) أخرجه الترمذي (2443)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2156)، والصحيحة (1589).

(إن لكل نبي خاصة من أصحابه) يعني من يختص بحديثه يعوّل عليه في مهمات أموره (وإن خاصتي من أصحابي أبو بكر وعمر) الهاء في الخاصة للتأكيد كما في المصباح، وعن الكسائي: الخاص والخاصة واحد (¬1) (طب) (¬2) عن ابن مسعود قال الهيثمي: فيه عبد الرحيم بن حماد الليثي وهو متروك. 2418 - "إن لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته فاستجيب له، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة". (حم ق) عن أنس (صح). (إن لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته) أي أمة الإجابة لهم أو عليهم والأظهر لهم كما دل له آخره: (فاستجيب له) كأنها دعوة لها خصوصية أو عامة لكل أمة، وإلا فكل نبي له دعوات قد أُجيبت في أمته. (وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة) لأنهم في الآخرة أحوج ما يكون إليها، وفيه أنه يجاب إلى الشفاعة كما أجيبت الأنبياء في دعواتهم، واستشكل الطيبي ذلك لأنه قد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - قد دعا على أحياء من العرب كمضر وعصية وذكران وهو غير وارد لأن المراد أمة الإجابة إذ الدعوة لهم لا عليهم. (حم ق) (¬3) عن أنس) وزاد مسلم في رواية: "فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا". 2419 - "إن لكل نبي ولاة من النبيين،، إن وليي أبي وخليلي ربي". (ت) عن ابن مسعود. (إن لكل نبي ولاة) جمع ولي أي لكل نبي أحباء وقرباء هم أولى به من غيرهم. (من النبيين وإن وليي أبي) يعني إبراهيم. (وخليلي ربي) وفي رواية: "وليي ¬

_ (¬1) انظر مصباح المنير (1/ 171). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 77) رقم (10008)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 52)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1940)، والضعيفة (3009): ضعيف جدًا. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 208)، والبخاري (6305)، ومسلم (200).

ربي" قيل: وهو غلط قال الطيبي: الرواية الأولى هي المعتبرة. (ت) (¬1) عن ابن مسعود تمامه عنده ثم قرأ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ} [آل عمران: 68]. 2420 - "إن لكل نبي وزيرين، ووزيراي وصاحباي: أبو بكر وعمر". ابن عساكر عن أبي ذر. (إن لكل نبي وزيرين) وزير الرجل من يحمل عنه أثقاله ويعينه على ما تحمله. (ووزيراي وصاحباي أبو بكر وعمر) أي هما معيناه على إبلاغ ما حمله الله من التكاليف وغيرها، وهما مع ذلك صاحباه فلهما الفضيلتان. (ابن عساكر (¬2) عن أبي ذر) فيه عبد الرحمن بن عمر الدمشقي، قال ابن عساكر: اتهم في لقاء إسحاق بن أبي ثابت وأورده في الضعفاء وقال: متهم بالاعتزال. 2421 - "إن لي خمسة أسماء: أنا محمَّد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا العاقب". مالك (ق ت ن) عن جبير بن مطعم (صح). (إن لي أسماء) أي ألفاظ متحدة في المدلول مختلفة في الاشتقاق. (أنا محمَّد) قدمه لأنه أشرفها وأشهرها، قدمنا الكلام في اشتقاقه، ومعناه أكثر الناس محمودية يحمده كل أحد (وأنا أحمد) أكثر الناس حامدية لربه والأول أبلغ لأنه لا يحمد حتى يصير أكثر الناس حامدية (وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي) يروى بتخفيف الياء وتشديدها والمراد على إثر نبوتي ليس بعدي نبي قاله الطيبي، وهذا إسناد مجازي لأنه سبب في حشر الناس وأنهم لا يحشرون حتى ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2995)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2158). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 65)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1941).

يحشر إذ هو يحشر قبلهم كما في عدة أخبار، قال ابن حجر (¬1): يحتمل أن المراد بالقدم الزمان أي وقت قيامي على قدمي تظهر علامات الحشر إشارة إلى أنه ليس بعده نبي ولا شريعة (وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر) أي يزيله من جزيرة العرب ومن أكثر البلاد حتى لا يبقى له أثر (وأنا العاقب) أي ليس بعده نبي، قيل فيه دلالة على جواز التسمية بأكثر من واحد، قال ابن القيم (¬2): لكن تركه أولى لأن القصد بالاسم التعريف والتمييز والاسم كاف وليس كأسماء المصطفى لأن أسماؤه نعوت دالة على كمال المدح لم يكن إلا من باب تكثير الأسماء بدلالة المسمى لا من التعريف فحسب. تتمة: قال المصنف في الخصائص (¬3): من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أنه له ألف اسم واشتقاق اسمه من اسم الله تعالى وإنه سمي من أسماء الله تعالى بنحو سبعين اسمًا. (مالك (ق ت ن) (¬4) عن جبير) بن مطعم تقدم ذكره. 2422 - "إن لي وزيرين من أهل السماء، ووزيرين من أهل الأرض، فوزيراي من أهل السماء: جبريل وميكائيل، ووزيراي من أهل الأرض: أبو بكر وعمر". (ك) عن أبي سعيد، الحكيم عن ابن عباس (صح). (إن لي وزيرين من أهل السماء) أي يؤازراني فيها بإلقاء الوحي إليّ ونحوه. (ووزيرين من أهل الأرض) يتحملان عني من أثقال البلاغ والجهاد وغيره. (فوزيراي من أهل السماء جبريل وميكائيل) قال الطيبي: فيه دلالة على أن ¬

_ (¬1) فتح الباري (6/ 557). (¬2) تحفة المودود (ص 144). (¬3) الخصائص الكبرى (2/ 314). (¬4) أخرجه مالك (1823)، والبخاري (3532)، ومسلم (2354)، والترمذي (2840)، والنسائي في السنن الكبرى (11590).

المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أفضل من جبريل وميكائيل يعني لأنه لا يكون الوزير إلا مفضولًا لمن وازره (ووزيراي من أهل الأرض أبو بكر وعمر) عد المصنف وزارة هؤلاء الأربعة من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -. (ك) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته؛ لأنه صححه الحاكم وأقره الذهبي، (الحكيم عن ابن عباس) ورواه الترمذي بمعناه من حديث أبي سعيد. 2423 - "إن ما قد قدر في الرحم سيكون". (ن) عن أبي سعيد الزرقي (صح). (إن ما قد قدر الله) أي قدره الله وكتبه وقضى به لخلقه (في الرحم سيكون) فلا ينفع العزل، وهذا قاله جوابًا لمن سأله عن العزل وقدمنا الكلام فيه (ن) (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 2424 - "إن ما بين مصرعين في الجنة لمسيرة أربعين سنة". (حم ع) عن أبي سعيد (صح). (إن ما بين مصرعين) هو شطر الباب (في الجنة لمسيرة أربعين سنة) أي مسافة هذه المدة للسائر وهذا هو الباب الأعظم وما عداه كما بين مكة وعدن وعليه ينزل الخبر الآتي في أول حرف الباء (حم ع) (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه زريك بن أبي زريك لم أعرفه وبقية رجاله ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 264)، والترمذي (3680) عن أبي سعيد، والحكيم في نوادره (3/ 141)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1972). (¬2) أخرجه النسائي (6/ 108)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2191)، والصحيحة (1032). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 29)، وأبو يعلى (1275)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 397)، وقول الهيثمي: فيه زريك بن أبي زريك لم أعرفه وهو قد ترجم له في التاريخ الكبير (3/ 451) ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3/ 624) وابن حبان في الثقات (6/ 348)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2190).

ثقات. 2425 - "إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدي بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة". (حم) عن أنس. (إن مثل العلماء في الأرض) المثل يحرك ويسكن وبفتح ميمه وتكسر: هو النظير والشبيه أي نظيرهم في صفتهم. (كمثل النجوم في السماء يهتدى بها في ظلمات البر والبحر) كذا العلماء يهتدى بهم في ظلمات الضلال والجهل. (فإذا انطمست النجوم) كما أخبر الله أنها تطمس {فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)} [المرسلات: 8]. (أوشك أن تضل الهداة) أي المهتدون بها فكذلك إذا مات العلماء أوشك أن يضل الناس، وهو إعلام بأنها لا يذهب العلماء إلا عند قرب الساعة كما لا تذهب النجوم، إلا عند قيامها، وفيه دليل على جواز التقليد وأخذ الرواية من العلماء والفتيا. (حم) (¬1) عن أنس)، قال المنذري: فيه رشدين ضعيف، وأبو حفص صاحب أنس لا أعرفه. 2426 - "إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك". (ك) عن أبي ذر. (إن مثل أهل بيتي فيكم) أي صفتهم في نجاة من أحبهم واهتدى بهداهم ومن لم يكن كذلك (مثل سفينة نوح) وبين وجه الشبه بقوله: (من ركبها نجا) عن كل هلكة. (ومن تخلف عنها هلك) واعلم أنه: جعل أئمة الأصول الحديث من أدلة إجماع أهل البيت، وأنه خاص بالمجتهدين والأظهر أنه يحتمل أن المراد من تعلق بحبهم وإعظامهم ومعرفة حق أبيهم لهم وأنه شامل لكل من الآل، لا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 157)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 121)، وقول المنذري في والترغيب والترهيب (1/ 56)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1973).

للمجتهدين فقط وهم به الصق (ك) (¬1) عن أبي ذر)، قال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي: فقال: فيه مفضل بن صالح واهٍ. 2427 - " إن مثل الذي يعود في عطيته كمثل الكلب، أكل حتى إذا شبع قاء، ثم عاد في قيئة فأكله". (هـ) عن أبي هريرة. (إن مثل الذي يعود في عطيته كمثل الكلب) زيادة في التهجين والاستقذار وإلا فإن كل قيء مستقذر (أكل حتى إذا شبع قاء ثم عاد في قيئة فأكله) قال ابن دقيق العيد: وقع التشديد في التشبيه من وجهين الراجع بالكلب والمرجوع فيه بالقيء، وقال البيضاوي (¬2): المعنى أنه لا ينبغي للمؤمن أن يتصف بصفة ذميمة يشابهه فيها أخس الحيوانات في أخس أحوالها، قال ابن حجر (¬3): وهذا أبلغ في الزجر وأدل في التحريم من لو قال مثلًا: لا يعود في الهبة، وظاهره تحريم العود في الهبة بعد القبض، قال النووي (¬4): موضعه في هبة الأجنبي فلو وهب لفرعه رجع، قال أبو حنيفة: له الرجوع فيما وهب للأجنبي؛ لأن فعل الكلب يوصف بالقبح لا بالحرمة (هـ) (¬5) عن أبي هريرة). 2428 - "إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة قد خنقته، ثم عمل حسنة فانفكت حلقة، ثم عمل أخرى فانفكت الأخرى حتى يخرج إلى الأرض". (طب) عن عقبة بن عامر. (إن مثل الذي يعمل السيئات) جمع سيئة وهي ما يسوء صاحبه في الآخرة أو الدنيا. (ثم يعمل الحسنات كمثل رجل) بزيادة مثل أو الكاف (كانت عليه درع ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 343)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1974)، والضعيفة (4503). (¬2) انظر فيض القدير (2/ 520). (¬3) فتح الباري (5/ 235). (¬4) شرح مسلم (11/ 64). (¬5) أخرجه ابن ماجة (2384)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2193)، والصحيحة (1699).

ضيقة قد خنقت) أي عصرت حلقه وترقوته من ضيقها (ثم عمل حسنة فانفكت) أي تخلصت. (حلقة) بسكون اللام (ثم عمل) حسنة. (أخرى فانفكت الأخرى) فلا تزال كل واحدة تفك واحدة، إن قلت: الحسنة بعشر أمثالها فأكثر وهنا ما قوبلت إلا بفك سيئة واحدة؟ قلت: هى كعشر في الإثابة لا في محو السيئة، أو المراد بها كبائرها (حتى يخرج إلى الأرض) أي: تنفك عنه وتنفصل ويتخلص صاحبها منها، ومن ضيقها ويشرح صدره ويسهل أمره ويوسع رزقه. (طب) (¬1) عن عقبة بن عامر)، ورواه أحمد بلفظه عن عقبة، وفيه ابن لهيعة في الروايتين. 2429 - "إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم، وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم". (هـ) عن جابر. (إن مجوس هذه الأمة المكذبون بأقدار الله) من تشبيه المعقول بالمحسوس زيادة في إيضاح كيفية نفع الحسنات في دفع ضر السيئات، تقدم لنا الكلام في القدر بتحقيق نافع. (إن مرضوا فلا تعودوهم) لأنهم ليسوا بأهل للعيادة (وإن ماتوا فلا تشهدوهم) أي بالحضور لجنائزهم. (وإن لقيتموهم فلا تسلموا عليهم) بالبداية منكم أو بالرد عليهم (هـ) (¬2) عن جابر)، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال الذهبي: هذا من الأخبار الضعيفة، وفي الباب عدة أحاديث فيها مقال. 2430 - "إن محاسن الأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أحب الله عبدًا منحه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 145)، والطبراني في الكبير (17/ 284) رقم (783)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2192)، والصحيحة (2854). (¬2) أخرجه ابن ماجة (92)، وانظر الموضوعات (1/ 275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1975).

خلقًا حسنًا". الحكيم عن العلاء بن كثير مرسلًا. (إن محاسن الأخلاق مخزونة عند الله تعالى) أي في علمه وفي هذه العندية من التشريف ما لا يخفى (فإذا أحب الله عبدًا منحه) بالحاء المهملة: أعطاه. (خلقًا حسنًا) أي يسرها عليه، وهيأ له انشراح صدره، ووفقه لكل مكرمة. (الحكيم (¬1) عن العلاء بن كثير مرسلًا) وهو الإسكندراني مولى قريش ثقة عابد (¬2). 2431 - "إن مريم سألت الله أن يطعمها لحمًا لا دم فيه فأطعمها الجراد". (عق) عن أبي هريرة. (إن مريم) حيث أطلقت فهي بنت عمران (سألت الله أن يطعمها لحمًا لا دم فيه فأطعمها الجراد) فهو حلال في شرعها وفي شرعنا لحديث: "أحل لكم ميتتان ودمان ... " الحديث. وأما حديث: "الجراد أكثر جنود الله لا آكله ولا أحرمه" (¬3) فهو من أدلة حله خلافًا لمن زعم خلاف ذلك وإنما ترك أكله لعلة كما ترك [2/ 123] أكل الضب. (عق) (¬4) عن أبي هريرة)، ورواه الطبراني عن أبي أمامة وكذا الديلمي. 2432 - "إن مسح الحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطا". (حم) عن ابن عمر (صح). (إن مسح الحجر) أي استلام الركن. (الأسود والركن اليماني) ظاهره بالكف أو بغيرها كما استلمه - صلى الله عليه وسلم - بالمحجن، وظاهره مشروعية الاستلام لهما ولو في ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 311، 4/ 47)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1976). (¬2) هذا قول الحافظ في التقريب (5253). (¬3) أخرجه يحيي بن معين في تاريخه برواية الدوري (4/ 268) في ترجمة أبو همام الأهوازي. (¬4) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 287) عن أبي هريرة، والطبراني في مسند الشاميين (1243)، والكبير (8/ 141) رقم (7631)، عن أبي أمامة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1977)، والضعيفة (1992).

غير طواف، ويحتمل أن يقال أنه قيده فعله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لم يستلم إلا طائفًا به ويستلم الحجر الأسود ثم يقبله (يحطان) كأن الظاهر يحط لأنه خبر عن استلام، ولكنه ثناه ناظرًا إلى المستلم (الخطايا حطا) أي يسقطانها، قيل: والمراد الصغائر (حم) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 2433 - "إن مصر ستفتح فانتجعوا خيرها ولا تتخذوها دارًا، فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارًا". (تخ) والبارودي، (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن رباح. (إن مصر ستفتح) أي يغلب عليها المسلمون ويخرجونها من يد الكفار (فانتجعوا) بالجيم والمهملة (خيرها) أي اطلبوه، والانتجاع والنجعة: طلب الغيث ومساقط الكلأ. (ولا تتخذوها دارًا) أي محل إقامة. (فإنه يساق إليها أقل الناس أعمارًا) لا يقال الأعمار والآجال مقدرة، فكيف نهى عن الإقامة فيها؟ لأنه يقال: يجوز أنه تعالى قدر الأجل أجلين، فإذا أقام بمصر كانت أقل أجليه وأقصرهما، فالنهي لذلك ويمكن أن علة النهي أنها محل الشيطان مع قصر الأعمار لما أخرجه الطبراني مرفوعًا من حديث ابن عمر: "إن إبليس دخل العراق فقضى حاجته منها، ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ ميسان، ثم دخل مصر فباض وفرخ وبسط عبقريته" (¬2) قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعًا، (تخ) والبارودي، (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب (¬3) عن رباح) بفتح الراء وتخفيف الباء آخره مهملة، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 95)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2194). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6431)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 60). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 74) رقم (4625)، والديلمي في الفردوس (911)، وابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 486)، وانظر العلل المتناهية (1/ 309)، وكشف الخفاء (2/ 524)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1978): موضوع.

قال ابن يونس: منكر جدًا وحكى ابن الجوزي وضعه. 2434 - "إن مطعم ابن آدم قد ضرب مثلا للدنيا، وإن قزحه وملحة فانظر إلى ما يصير". (حب طب) عن أبي - رضي الله عنه -. (إن مطعم ابن آدم) أي ما يأكله ويشربه. (قد ضرب مثلا للدنيا) أي لحقارته وخستها (وإن قزحه) بالقاف فزاي مشددة قيل ويجوز تخفيفها فحاء مهملة أي وإن توليه وكثر أبزاره وبالغ في خسته، قال الزمخشري (¬1): قزح قدرك توبلها، وفي المصباح (¬2): القزح كحمل الأبزار وقد يراد بقزحه هنا: جعله ألوانا مليحة. (وملحة) بفتح الميم وتشديد اللام بخط المصنف، وقال المنذري: بتخفيف اللام أي الماء فيه الملح. (فانظر إلى ما يصير) أي إنه كان ألوانا من الأطعمة نفيسة شهية قبل ذلك فصارت غايته ما ترى، فكذا الدنيا حلوة خضرة والنفس تميل إليها، والجاهل بعاقبتها ينافس في زهرتها وغايتها كغاية طعامه وشرابه. (حب طب) (¬3) عن أبي) - رضي الله عنه - قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، غير عتي وهو ثقة، وقال المنذري: إسناده جيد قوي. 2435 - "إن معافاة الله العبد في الدنيا أن يستر عليه سيئاته" الحسن بن سفيان في الوجدان، وأبو نعيم في المعرفة عن بلال بن يحيى العبسي مرسلًا. (إن معافاة الله العبد في الدنيا أن يستر عليه سيئاته) فلا يظهرها لأحد، ولا يفضحه بين عباده، ومن ستره في الدنيا ستره في الآخرة كما يأتي. قال ابن الأثير: ¬

_ (¬1) انظر: الفائق (3/ 189). (¬2) انظر: المصباح المنير (2/ 502). (¬3) أخرج أحمد (5/ 136)، وابن حبان (702)، والبيهقي في الشعب (10469)، والطبراني في الكبير (1/ 198) رقم (531)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 103)، والمجمع (10/ 288)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2195)، والصحيحة (382).

العفو محو الذنب، والعافية السلامة من الأسقام والبلاء والصحة، والمعافاة أن يعافيك من الناس ويعافيهم منك، والحديث كأنه ورد تفسير سؤال المعافاة في الدنيا الوارد في الأدعية (الحسن بن سفيان في الوحدان) بضم الواو وسكون المهملة (وأبو نعيم (¬1) في المعرفة عن بلال بن يحيى العبسي) بالمهملة والموحدة فالمهملة (مرسلًا) أرسل عن حذيفة وغيره. 2436 - "إن مع كل جرس شيطانًا". (د) عن عمر. (إن مع كل جرس) بالتحريك: الجلجل الذي يعلق في عنق الدابة وغيرها من كل حيوان (شيطانًا) قيل: للدلالة على أصحابه بصوته وهو في الصغير والكبير في نحو أذن أو رجل أو عنق من حديد أو نحاس أو غيرهما (د) (¬2) عن عمر) فيه مجهول وانقطاع لأنه عن عامر بن عبد الله بن الزبير وهو لم يدرك عمر عن مولاة لهم وهي مجهولة. 2437 - "إن مغير الخُلُق كمغير الخَلْقِ لا تستطيع أن تغير خَلْقَه حتى تغير خُلُقَه". (عد فر) عن أبي هريرة. (إن مغير الخلُق) بالضم (كمغير الخَلْقِ) بالفتح (لا تستطيع أن تغير خَلْقَه حتى تغير خُلُقَه) أي أن من غير خلق رجل وصرفها عن الحسن إلى القبح كمن غير خلُقه كما أنه يحرم تغيير خلقه كذلك يحرم تغيير خلقه (عد فر) (¬3) عن أبي هريرة)، فيه بقية عن إسماعيل بن عياش، وقد عرف حالهما. 2438 - "إن مفاتيح الرزق متوجهة نحو العرش، فينزل الله تعالى على ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في المعرفة (1124) وذكره الحافظ في الإصابة (1/ 364)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1979). (¬2) أخرجه أبو داود (4230)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1980). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 298)، والديلمي في الفردوس (893)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1981)، والضعيفة (2580).

الناس أرزاقهم على قدر نفقاتهم: فمن كثر كثر له، ومن قلل قلل له". (قط) في الإفراد عن أنس. (إن مفاتيح الرزق متوجهة نحو العرش فينزل الله تعالى على الناس أرزاقهم على قدر نفقاتهم فمن كثر) في الإنفاق (كثر له) يعني كثر الله عليه وعليه {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]. (ومن قلل قلل له) فيه الحث على الإنفاق؛ لأنه سعة في الأرزاق (قط) (¬1) في الإفراد عن أنس) فيه عبد الرحمن بن حاتم المرادي ضعيف والواقدي ومحمد بن إسحاق. 2439 - "إن ملكا موكل بالقرآن، فمن قرأ منه شيئًا لم يقومه قومه الملك ورفعه". أبو سعيد السمان في مشيخته، والرافعي في تاريخه عن أنس. (إن ملكًا موكل بالقرآن) أي لمراعاة من يتلوه (فمن قرأ منه شيئًا لم يقومه) أي لم يجريه على سننه من رعاية اللغة والإعراب ووجوه القراءة. (قومه الملك) أي قرأه مقوَّمًا مشكلًا والقوام بالفتح: العد قال تعالى: {وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: 67] وقوّمه: عدله (ورفعه) إلى الملأ الأعلى قويما، وفيه دليل على جواز قرآته غير مقوم وكأنه لمن عجز عن تقويمه، ويحتمل أنه لا يجوز وإنما ذكر - صلى الله عليه وسلم - صيانة الله لكتابه وأنه لا يقبله إلا مقومًا؛ لأنها تغار الملائكة عليه إن لم يقوم فتقومه بالقراءة (أبو سعيد السمان) بفتح المهملة مشدد الميم، (في مشيخته، والرافعي (¬2) في تاريخه) لقزوين (عن أنس) فيه يعلي بن هلال، قال في الميزان: رماه السفيانان بالكذب. 2440 - "إن من البيان لسحرا". مالك (حم خ د ت) عن ابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (8554)، وانظر فيض القدير (2/ 523)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1982): ضعيف جدًا، وقال في الضعيفة (3241): موضوع. (¬2) أخرجه الرافعي في التدوين (1/ 267)، والدارقطني في سؤالات حمزة (408)، وانظر الميزان (6/ 480)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1983)، والضعيفة (3255): موضوع.

(إن من البيان لسحرًا) أي إن منه لسحرًا هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم وقد تميم وفيهم الزبرقان وعمرو بن الأهتم فخطبا بفصاحة وبلاغة ثم فخر الزبرقان فقال: يا رسول الله أنا سيد بني تميم والمطاع فيهم والمجاب لديهم أمنعهم من الظلم وآخذ لهم بحقوقهم وهذا يعلم، فقال عمرو: إنه لشديد العارضة مانع لجانبه مطاع في قومه فقال الزبرقان: والله لقد علم مني أكثر مما قال ما منعه أن يتكلم إلا الحسد فقال عمرو: أنا أحسدك والله إنك للئيم الخال حديث المال ضيق العطن أحمق الولد والله يا رسول الله لقد صدقت فيما قلت أولًا وما كذبت فيما قلت آخرًا، لكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت، ولقد صدقت في الأولى والأخرى جميعًا فقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان ... " الخ. قال الميداني (¬1): هذا المثل في استحسان المنطق وإبراز الحجة. مالك (حم خ د ت) (¬2) عن ابن عمر). 2441 - "إن من البيان لسحرًا وإن من الشعر حكمًا". (حم د) عن ابن عباس. (إن من البيان لسحرًا) أي بعض البيان سحر لأن صاحبه يوضح المشكل ويكشف بحسن بيانه عن حقيقته فيستميل القلوب كما تستمال بالسحر (وإن من الشعر حُكما) بضم المهملة وسكون الكاف أي حكمة، وقيل بل بكسرها وسكونه جمع حكمة والمراد قولًا صادقًا مطابقًا للواقع وذلك ما كان في مواعظ وغيرها وفيه أن الذم عن البيان غير عام لكل بيان وكل شعر بل بعضه محمود على ما قيل: إن المراد: المدح من تشبيه البيان بالسحر (حم د) (¬3) عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) انظر: مجمع الأمثال للميداني (1/ 7). (¬2) أخرجه مالك (1783)، وأحمد (4/ 263)، والبخاري (5146)، وأبو داود (5007)، والترمذي (2028). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 303)، وأبو داود (5011)، والترمذي (2845)، وابن ماجة (3756)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2215)، وحسنه في الصحيحة (1731).

2442 - "إن من البيان سحرًا، وإن من العلم جهلًا، وإن من الشعر حكمًا، وإن من القول عيالًا". (د) عن بريدة. (إن من البيان سحرًا) قال القاضي: البيان: جمع الفصاحة في اللفظ والبلاغة في المعنى، والسحر في الأصل: الصرف سمي به؛ لأنه مصروف عن جهته والمراد أن من البيان ما يصرف قلوب السامعين إلى قول الباطل ويروح عليهم ويخيل لهم ما ليس بحق حقًا ويشغلهم بتمويه اللفظ عن تدبر المعنى فيكون صفة ذم كما ورد ذلك في غيره. (وإن من العلم جهلًا) أي ما هو كالجهل في كونه ممقوتا صاحبه عند الله تعالى والمراد العلم الذي لا يحتاج إليه ويشغل عما يحتاج إليه تكثير من علم النجم، قيل المراد أنه يصير علمه بما لا يعنيه جهلًا بما يعنيه. (وإن من الشعر حكمًا) فلا يذم مطلقا ولا يحمد، وأما خبر: "إن الشعر مزامير الشيطان" محمول على ما كان من غير ذلك القبيل. (وإن من القول عيالًا) بفتح المهملة في النهاية (¬1): إنه عرض الحديث على من لا يريده وليس من شأنه (د) (¬2) عن بريدة) قال الحافظ العراقي (¬3): في سنده من يجهل. 2443 - "إن من التواضع لله الرضا بالدون من شرف المجالس". (طب هب) عن طلحة. (إن من التواضع لله الرضا بالدون من شرف المجالس) أي الرضا بأدناها محلًا والاطمئنان بذلك لأنه علامة أنه لا يرى لنفسه حقًا على غيره، وقد ذم طموح النفس إلى أشرف المجالس وأنه من قيم الترفع على غيره (طب هب) (¬4) عن ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 45). (¬2) أخرجه أبو داود (5012)، وابن شهاب في مسنده برقم (961)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1991). (¬3) انظر: تخريج الحديث للعراقي أحاديث الإحياء للعراقي (1/ 23 رقم 2). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 114) رقم (205)، والبيهقي في الشعب (8239)، وانظر قول =

طلحة)، قال الهيثمي: فيه أيوب بن سليمان بن عبد الله أعرفه ولا والده، وبقية رجاله ثقات. 2444 - "إن من الجفاء أن يكثر الرجل مسح جبهته قبل الفراغ من صلاته". (هـ) عن أبي هريرة. (إن من الجفاء) أي من الإعراض عن الصلاة يقال: جفوت الرجل أجفوه إذا أعرضت عنه أو طردته (أن يكثر الرجل مسح جبهته) من الحصا أو التراب (قبل الفراغ من صلاته) لأنه اشتغال بغير الصلاة، وظاهره لا يكره قليل المسح قيل وهذا إذا لم يمنع الجبهة من الاتصال بالأرض وإلا فهو واجب الإزالة إن منع ذلك. (هـ (¬1) عن أبي هريرة)، قال الحافظ مغلطاي: حديث ضعيف لضعف هارون بن هارون بن عبد الله بن الهدير التيمي (¬2) قال البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال أبو حاتم: منكر الحديث، وابن حبان: يروى عن الأثبات الموضوعات. 2445 - "إن من الذنوب ذنوبًا لا تكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة، تكفرها الهموم في طلب المعيشة". (حل) وابن عساكر عن أبي هريرة. (إن من الذنوب ذنوبًا لا تكفرها الصلاة) مع ما علم من أنها تكفر السيئات. (ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة) لم يذكر الزكاة لأن من سيق الحديث في شأنه لا مال له غالبًا، وكأنه قيل: فما يكفرها؟ فقال: (تكفرها الهموم) جمع هم: وهو القلق والاغتمام والحزن كما في الصحاح. ¬

_ = الهيثمي في المجمع (8/ 59)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1992). (¬1) أخرجه ابن ماجه (964)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1993). (¬2) انظر المغني (2/ 706)، والميزان (7/ 66)، والكامل (7/ 125).

(في طلب المعيشة) أي في السعي في تحصيلها والاهتمام بها، قال الغزالي (¬1): إنما يكفر ذلك حقوق الله لا حقوق العباد، وفيه أن الهم بالمعيشة لا ينافي التوكل لأنه من الطاعات. (حل) وابن عساكر (¬2) عن أبي هريرة)، قال العراقي: سنده ضعيف، ورواه الطبراني وفي سنده كما قال الهيثمي محمَّد بن سلام المصري قال الذهبي: حدث عن يحيى بن أبي بكير بخبر موضوع، قال: وهذا مما يروى عن يحيى بن أبي بكير. 2446 - "إن من السَّرَفِ أن تأكل كل ما اشتهيت". (هـ) عن أنس. (إن من السرف) هو مجاوزة الحد وهو ضد الاقتصاد. (أن تأكل كل ما اشتهيت) أي كل ما استدعته النفس لأن ذلك طبع بهيمي مذموم فاعله يصير بصاحبه إلى كل قبيح وإلى بيع دينه بشهواته، ومثله لبس كل ما اشتهاه ونحوه. (هـ) (¬3) عن أنس) من حديث بقية عن يوسف بن أبي كثير عن نوح بن ذكوان عن الحسن عن أنس قال في الميزان: نوح قال أبو حاتم: ليس بشيء وابن عدي: أحاديثه غير محفوظه، وابن حبان: منكر الحديث جدًا ومن مناكيره هذا الخبر، وعده ابن الجوزي في "الموضوعات" وتعقب بأن له شواهد. 2447 - "إن من السنة أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار". (هـ) عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) قال الغزالي (4/ 16). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 335)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 200)، والطبراني في الأوسط (102)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 64)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1994)، والضعيفة (924): موضوع. (¬3) أخرجه ابن ماجة (3352)، وانظر قول الذهبي في الميزان (7/ 53)، والموضوعات (3/ 30)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1995)، والضعيفة (241): موضوع.

(إن من السنة) أي الطريقة الإِسلامية المحمدية قال في النهاية (¬1): إذا أطلقت في الشرع فإن ما يراد بها ما أمر به - صلى الله عليه وسلم - ونهى عنه وندب إليه قولًا أو فعلًا أو تقريرًا مما لم ينطق به الكتاب، فلهذا يقال في أدلة الشرع الكتاب والسنة وقال العراقي: وقد يراد بالسنة المستحب سواء دل على استحبابه كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس ومنه قولهم فروض الصلاة وسننها وقد يراد بها ما واظب عليه المصطفى مما ليس بواجب فهذه ثلاثة اصطلاحات (أن يخرج الرجل مع ضيفه) مسبقًا له (إلى باب الدار) التي أضافه فيها (هـ) (¬2) عن أبي هريرة) قال البيهقي: في إسناده ضعف انتهى، وذلك لأن فيه علي بن عروة الدمشقي قال ابن معين: ليس بشيء، وأبو حاتم: متروك، وابن حبان: يضع الحديث. 2448 - "إن من الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، والسواك، وقص الشارب وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، والاستحداد، وغسل البراجم، والإنتضاح، والإختتان". (حم د هـ) عن عمار بن ياسر. (إن من الفطرة) السنة القديمة التي اختارها الأنبياء واتفقت عليها الشرائع حتى كأنها أمر جبلي، قال جار الله (¬3): الفطرة تدل على نوع من الفَطْر وفي اللام إشارة إلى أنها معهودة (المضمضة) وهو تحريك الماء في الفم (والاستنشاق) وهو جذب الماء بالأنف (والسواك وقص الشارب وتقليم الأظفار) من يد ورجل قالوا: ويكره إفراد اليد أو الرجل عن الأخرى. (ونتف الإبط) أي إزالة ما فيه من شعر (والاستحداد) حلق العانة بالحديد أي بالموسى (وغسل ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 409). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3358)، والبيهقي في الشعب (9649)، وانظر الميزان (2/ 45، 5/ 175)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1996)، والضعيفة (258): موضوع. (¬3) انظر: الفائق (3/ 127).

البراجم) بفتح الموحدة فراء فجيم: معاطف الأصابع التي يجتمع فيها الوسخ. (والانتضاح) بالمهملة أو المعجمة: نضح الفرج بماء قليل بعد الوضوء لنفي الوسواس وقيل الاستنجاء. (والاختتان) للذكر بقطع القلفة وللأنثى بقطع ما ينطلق عليها الاسم من فرجها قال بوجوبه أئمة ولا مانع من أن يراد بالفطرة ما يعم الواجب والمندوب. (حم د هـ) (¬1) عن عمار بن ياسر) قال النواوي في شرح أبي داود: ضعيف منقطع أو مرسل لأنه من رواية مسلمة بن محمَّد بن عامر بن ياسر عن جده عمار قال البخاري: لم يسمع من جده قال العراقي: في الحديث علل أربع: الانقطاع والإرسال، والجهل بحال مسلمة إن لم يكن أبا عبيدة، وضعف علي بن زيد، والاختلاف في إسناده (¬2). 2449 - "إن من الناس ناسًا مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس ناسًا مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه". (هـ) عن أنس. (إن من الناس ناسًا مفاتيح للخير) أي جعله يساق على أيديهم من إعطاء سائل وقضاء حاجة محتاج وإرشاد ضال وتعليم جاهل وأبواب الخير غير منحصرة (مغاليق للشر) يدفعون الخصومات ويصلحون بين الناس ونحوه. (وإن من الناس ناسًا مفاتيح للشر مغاليق للخير) بالضد في الأمرين (فطوبى) أي يقال له ذلك أو يجعل له الطيب من العيش في الدارين (لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه) فإنه تعالى علم منه قبول الخير وفعله فيسره لليسرى (وويل) شدة وهلاك وخسران (لمن جعل مفاتيح الشر على يديه) لأنه من التيسير ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 264)، وابن أبي شيبة (2046)، وأبو داود (54)، وابن ماجة (294)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2222). (¬2) انظر: فيض القدير (2/ 527).

للعسرى وما ييسر لها إلا من امتنع من الخير وقبوله، وغير الفعل في الثاني تأدبًا في عدم إسناد ذلك إلى الله تعالى بخلاف الخير فأسنده إلى الله تعالى (هـ) (¬1) عن أنس) قال من حديث محمَّد بن أبي حميد قال في الكاشف (¬2): ضعفوه وقال السخاوي: ابن حميد منكر الحديث، وله شاهد مرسل ضعيف. 2450 - "إن من الناس مفاتيح لذكر الله، إذا رءوا ذكر الله". (طب هب) عن أنس وابن مسعود. (إن من الناس مفاتيح لذكر الله) المفتاح للمحسوس والمعقول كما هنا وكأنه قيل من هم؟ قال: (الذين إذا رءوا ذكر الله) عز وجل لأنهم لما عليهم من سيما الصلاح يذكِّرون بالله سبحانه أو لأنهم يعظون العباد ويذكرونهم بربهم فيذكرونه (طب هب) (¬3) عن ابن مسعود)، قال الهيثمي: فيه عمرو بن القاسم لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح، قال ابن حجر: هذا الحديث صححه ابن حبان من حديث أنس. 2451 - "إن من النساء عيًا وعورة، فكفوا عيهن بالسكوت، وواروا عوراتهن بالبيوت". (عق) عن أنس. (إن من النساء عيًا) بكسر المهملة أي جهلًا ونقصًا وقبحًا وعجزًا وإتعابًا (وعورة) أي نقصًا وقبحًا (فكفوا عيهن) أي امنعوه عن ظهوره (بالسكوت وواروا عوراتهن بالبيوت) أي استروهن بإلزامهن بالسكوت وخفض الصوت ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (237)، والبيهقي في الشعب (698)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2223). (¬2) الكاشف برقم (4812). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 205) رقم (10476)، والبيهقي في شعب الإيمان (698) وقال الألباني في ضعيف الجامع (1998): ضعيف جدًا. وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 80)، وقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري (8/ 219) لكنه قاله عند الحديث الذي قبله.

وبالتزامهن قعر بيوتهن. (عق) (¬1) عن أنس) قال مخرجه العقيلي: هذا حديث غير محفوظ، انتهى، وذلك لأن فيه زكريا بن يحيى الجزار عن إسماعيل بن عباد وهما متروكان، قال ابن الجوزي: إنه موضوع وتعقبه المصنف بأن له شاهدًا. 2452 - "إن من أحبكم إلى أحسنكم خلقًا". (خ) عن ابن عمرو (صح). (إن من أحبكم إلى أحسنكم خلقا) لما تقدم غير مرة من محبة الله سبحانه لذي الخلق الحسن، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يحب إلا من أحبه الله سبحانه فمن جملة من أحب الله تعالى من أعطى خلقا حسنًا. (خ) (¬2) عن ابن عمرو)، رمز له المصنف بالصحته. 2453 - "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط". (د) عن أبي موسى. (إن من إجلال الله) أي تعظيمه وتبجيله أي من إجلال الله إياكم. (إكرام ذي الشيبة المسلم) أي أنه تعالى يكرمه فيغفر له ويعظم شأنه ويعلمكم أنه يكرمه أو من إجلالكم الله تعالى أن تكرموا ذا الشيبة المسلم فتعظيمكم إياه وتوقيره إجلال لله تعالى فإنه يحتمل الإضافة إلى الفاعل والمفعول. (وحامل القرآن غير الغالي فيه) أي ومن إكرام قارئ القرآن الذي لا يتجاوز الحد في العمل به والتتبع لما خفي واشتبه من معانيه والمبالغة في إخراج حروفه حتى يخرجها عن قالبها (وغير الجافي عنه) أي التارك له البعيد عن معاودة تلاوته والعمل بما فيه (وإكرام ذي السلطان) أي السلطان لأنه ذو قهر وغلبة وقيل ذو الحجة لأنها ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 85)، وابن حبان في المجروحين (1/ 123)، وانظر قول ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 632)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1991): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه البخاري (6035).

تقام به الحجج (المقسط) أي العادل ففي الحديث إرشاد بإكرام من ذكر على الوجهين. (د) (¬1) عن أبي موسى الأشعري) قال في الرياض: حديث حسن، وقال العراقي وتلميذه ابن حجرة سنده حسن، ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في الموضوع من حديث أنس، ونقل عن ابن حبان أنه لا أصل له. 2454 - "إن من إجلالي توقير الشيخ من أمتي". (خط) في الجامع عن أنس (ض). (إن من إجلالي) أي تعظيمي وأداء حقي وفيه الاحتمالان (توقير الشيخ من أمتي) أي من إجلالي إياكم أن أعظم شيوخكم أو من إجلالكم إياي تعظيم الشيوخ من أمتي فإنه تعظيم لي لكونه امتثالًا لأمري (خط) (¬2) في الجامع عن أنس) فيه عبد الرحمن بن حبيب عن شعبة في الميزان عن يحيى: ليس بشيء، وعن ابن حبان: لعله وضع أكثر من خمسمائة حديث ثم أورد له هذا الخبر. 2455 - "إن من اقتراب الساعة أن يصلي خمسون نفسًا لا تقبل لأحد منهم صلاة". أبو الشيخ في كتاب: الفتن عن ابن مسعود. (إن من اقتراب الساعة) أي من علامات قربها (أن يصلي خمسون نفسًا) أي مثلًا (لا يقبل لأحد منهم صلاة) لقلة العلم، وغلبة الجهل، لا يجد الناس من يرشدهم إلى دينهم وإن وجدوه لا يتعلمون منه. (أبو الشيخ (¬3) في كتاب الفتن عن ابن مسعود)، هذا الحديث لا يوجد في كثير من نسخ الجامع إلا إنه في نسخة الشارح. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4843)، والبخاري في الأدب المفرد (357)، والبيهقي في الشعب (10984)، وانظر رياض الصالحين (354)، وقول ابن حجر في تلخيص الحبير (3/ 118)، وقول ابن حبان في المجروحين (3/ 163)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2199). (¬2) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/ 181)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1984). (¬3) أخرجه أبو الشيخ في الفتن كما في الكنز (7809)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1989).

2456 - "إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق". (حم د) عن سعيد بن زيد. (إن من أربى الربا) أي أكبره وبالًا وأشد تحريمًا (الاستطالة في عرض المسلم) أي احتقاره فقد فسره حديث: "السبة بالسبتين" أي يسبك سبة فتسبه اثنتين، قال البيضاوي: الاستطالة في عرض المسلم أن تتناول أكثر مما تستحقه وأكثر مما قاله؛ ولذلك مثله بالربا وقيده بقوله: (بغير حق) لأنه لا حق له في الزيادة على ما يستحقه وفيه جواز الجواب عن الساب بمثل ما قال. (حم د) (¬1) عن سعيد بن زيد) سكت عليه أبو داود ورواه الحاكم، وقال: صحيح، وفي الباب عن أبي هريرة بإسنادين قوّى أحدهما المنذري. 2457 - "إن من أسرق السراق من يسرق لسان الأمير، وإن من أعظم الخطايا من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق، وإن من الحسنات عيادة المريض، أن من تمام عيادته أن تضع يدك عليه وتسأله: كيف هو؟ وإن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع بينهما، وإن من لبسة الأنبياء القميص قبل السراويل، وأن مما يستجاب به عند الدعاء العطاس". (طب) عن أبي رهم السمعي. (إن من أسرق السراق) أي أشدهم سرقة (من سرق لسان الأمير) يخيل أيحكم عليه ويغلب حتى لا يفعل إلا ما يأمره به فكأن لسانه في يده. قلت: أو يتقول عليه ما لم يقله فيفسد عليه ويقتص فإن دماء الناس وأموالهم وأعراضهم بين شفتي الأمير (وإن من أعظم الخطايا من اقتطع) أي أخذ، قال في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 190)، وأبو داود (4876)، والحاكم (2/ 43)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 230)، وانظر فتح الباري (10/ 417) ومجمع الزوائد (8/ 274)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2203)، والصحيحة (3950).

المصباح (¬1) اقتطعت من ماله قطعة: أخذتها (مال امرئ مسلم بغير حق) إما بسرقة أو جحد أو يمين فاجرة (وإن من الحسنات عيادة المريض) أي زيارته غبا كما سلف. (وإن من تمام عيادته أن تضع يدك عليه) أي على رأسه كما جاء في غيرها أو على أي موضع عليه (وتسأله كيف هو؟) أي من علته فإن ذلك تمام إيناسه (وإن من أفضل الشفاعات أن تشفع بين اثنين في نكاح) أي تسعى بينهما فيه؛ لأن التناكح محبوب لله سبحانه فالشفاعة فيه من أفضل الشفاعة. (حتى يجمع بينهما) أي بين الذكر والأنثى (وإن من لبسة الأنبياء) بكسر اللام قيل ويضم. (القميص قبل السراويل) أي لبسة قبلها؛ لأنه ستر كل البدن فيحتمل أن المراد أي يلبسونه أولًا ثم السراويل ويحتمل أنهم يهتمون في تحصيله قبلها. (وإن مما يستجاب به عند الدعاء العطاس) من الداعي أو غيره والمراد أن مقارنة العطاس للدعاء دليل على أنه مجاب أي من أدلة الإجابة العطاس مقارنا للدعاء. (طب) (¬2) عن أبي رُهْم بضم الراء وسكون الهاء (السمعي) بكسر المهملة الأولى وفتح الميم نسبة إلى السمع بن مالك بطن من الأنصار، قال الهيثمي: رجاله ثقات وفيه بعضهم لا يضر. 2458 - "إن من أخلاق المؤمن قوة في دين، وحزما في لين، وإيمانا في يقين، وحرصا في علم، وشفقة في مقة، وحلما في علم، وقصدا في غنى، وتجملا في فاقة، وتحرجا عن طمع، وكسبا في حلال، وبرا في استقامة، ونشاطا في هدى، ونهيا عن شهوة، ورحمة للمجهود، وإن المؤمن من عباد الله لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، ولا يضيع ما استودع، ولا يحسد، ولا يطعن، ولا يلعن، ¬

_ (¬1) المصباح (2/ 508). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 336) رقم (843)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 181)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1986)، والضعيفة (3203).

ويعترف بالحق وإن لم يشهد عليه، ولا يتنابز بالألقاب، في الصلاة متخشعًا، إلى الزكاة مسرعا، في الزلازل وقورا، في الرخاء شكورا، قانعا بالذي له، لا يدعى ما ليس له، ولا يجمع في الغيظ، ولا يغلبه الشح عن معروف يريده، يخالط الناس كي يعلم، ويناطق الناس كي يفهم، وإن ظلم وبغي عليه صبر حتى يكون الرحمن هو الذي ينتصر له". الحكيم عن جندب بن عبد الله. (إن من أخلاق المؤمن) أي الكامل في إيمانه. (قوة في دين) أي طاقة عليه وقيامًا بحقه فيكون قوي القلب في إيمانه فشبه قوي البدن في قتال الأعداء قوة في تنفيذ أحكام الله تعالى. (وحزمًا) بالمهملة والزاي وهو ضبط الرجل أمره والحذر من فواته. (في لين) أي في سهولة أي أنه ضابط لأموره في سهولة وعدم كلفة، كأن اللين ظرفًا للحزم لملازمته إياه (وإيمانًا في يقين) أي تصديقا بالله ورسوله وما أتى به - صلى الله عليه وسلم - تصديقًا غير زائل بشك ولا شبهة وتزول الرواسي ولا يزول؛ وذلك لأن التصديق قد يكون غير ثابت فجعل اليقين ظرفًا له من جعل الخاص ظرفًا للعام (وحرصًا في علم) أي حرصًا في كتب العلم وأخذه حيث وجده وازدياده منه فهو خير ما يحرص عليه (وشفقة في مِقَةٍ) بكسر الميم مصدر: ومقة كورثة، وأصله: ومقا، ثم صنع به ما صنع بوعد في عدة، والمراد أن من صفاته حرص الناصح في إصلاح المنصوح؛ لأنه يعني الشفقة في محبة؛ لأنه إذا نصحه في محبته كمل نصحه (وحلمًا في علم) لأن الحلم سعة الأخلاق فإذا توسع في خلقه ولا علم معه فقد يأتي ما لا يحل وإذا كان عالمًا سيء الأخلاق فاته خير كثير فإذا جمع بينهما كان من أهل كمال الإيمان. (وقصدًا في غنى) أي توسطًا بين طرفي الإفراط فلا يكون مسرفًا والتفريط فلا يكون مقترًا وإنما يكون ذلك مع الغنى لا مع فقده (وتجمّلًا) بالجيم (في فاقة) أي إظهارًا للحال الجميل في حسن الهيئة وعدم الشكاية في حال فاقته لما تقدم من أن الله

سبحانه يكره البؤس والتباؤس. (وتحرجًا) بالحاء المهملة فراء مضمومة فجيم مصدر تحرج الألم تجنبه أي بعدًا (عن طمع) لأن الطمع في العباد انقطاع إليهم (وكسبًا في حلال) أي طلبًا للمعاش من حل (وبرًا في استقامة) أي إحسانًا في إقامة ما أمر به وأن يجمع تصلبه في دينه إحسانه في ذلك (ونشاطًا) هو مصدر نشط: كسمع، طابت نفسه للعمل وغيره (في هُدى) هو خلاف الضلال فإذا أتى بأنواع الخير كان نشيطا غير كسلان خلاف الذين لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى. (ونهيا عن شهوة) أي منعًا لنفسه عن إتيان الشهوات فإنها إذا لم تُنه استرسلت (ورحمة للمجهود) هو مفعول من جهد عيشه إذا كان في نكد وشدة فمن أخلاق المؤمن رحمة من كان كذلك ويتفرع عليها إعانته ولو بالدعاء له. واعلم أن: هذه أربع عشرة خصلة من أخلاقه التي يتصف بها ثبوتا ثم عقبها بصفات منها نفيية ومنها إثباتية تغاير بين الكلامين واستأنف الجملة بالتأكيد وإعادة المؤمن بقوله: (وإن المؤمن من عباد الله) ضبط بخطه بالباء الموحدة والدال المهملة قيل الصواب كما في لفظ الحكيم الذي نسب الحديث المصنف إليه بالمثناة التحتية آخره ذال معجمة أي أن المؤمن هو الذي يعيذه الله تعالى وعلى الأول أنه من جملة عباده المتصفين بأنه: (لا يحيف) بالمهملة من الحيف الظلم. (على من يبغض) أي لا يشفي غيظه بل العدو والصديق في الحق عنده سواء. (ولا يأثم في من يحب) أي لا يعامل من يحبه معاملة تأثمه فلا يحمله حبه على أن يأثم في حبه بتركه على منكر وعدم أمره بمعروف (ولا يضيع ما استودع) معبر صيغة: أي ما استودعه الله من أمانة تكاليفه وأمانة سمعه وبصره ولسانه وفرجه وكل جوارحه ولا أمانة العباد من الأقوال والأفعال والأموال. (ولا يحسد) أي لا يتمنى أن يحول الله نعمة غيره، وهو بضم عينه وكسرها (ولا يطعن) بضم المهملة وفتحها: من طعن فيه وقع في عرضه بذم أو

غيره. (ولا يلعن) من لعنه دعا عليه بالإبعاد من الرحمة لما علم من النهي عن ذلك وأن اللعنة ترجع على قائلها إذا لعن من لا يستحق. (ويعترف بالحق وإن لم يشهد عليه) معبر الصيغة: أي يعترف بما عليه من حق وإن لم يكن عليه شهادة لأنه يعلم أن الله تعالى علام الغيوب، ويحتمل أنه بالمعلوم أي يعترف بالحق أي لربه وصفاته ونعوت جلاله وإن لم يشاهده عيانًا وقد مدح الله الذين يؤمنون بالغيب ويشهد بصدق الرسول وما جاء به كذلك (ولا يتنابز) من المنابزة بالنون والموحدة والزاي: التداعي. (بالألقاب) جمع لقب، وأريد به هنا كل اسم يعد ذمًا وإن كان لغة أعم والمراد: لا ينابز أي لا يدعى بها لأنها من صفات الجهلة قال تعالى: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ} [الحجرات: 11]. (في الصلاة متخشعًا) نصب على التمييز من نسبت الخبر وهو الظرف إلى المبتدئ وهو المؤمن، ويحتمل أنه: على الحالية من ضميره وما بعد كذلك وتقدم تفسير الخشوع. (إلى الزكاة مسرعًا) أي إلى أدائها وإخراجها. (في الزلازل) جمع زلزلة وهو البلايا كما في القاموس (¬1). (وقورًا) بزنة صبورًا، هو عدم الخفة والطيش والقلق والاضطراب. (في الرخاء) ضد الشدة. (شكورًا) كثير الشكر، وقوله: (قانعًا) حال من ضمير شكورًا أي يكثر الشكر حال كونه قانعًا (بالذي له) أي بما رزقه الله. (لا يدعي ما ليس له) أي لا يطالب فوق ما أعطى (ولا يجمع في الغيظ) بالمعجمة وهو حرارة الحرص؛ لأنه إذا جمع كذلك لم يتورع من مكسب حرام. (ولا يغلبه الشح عن معروف يريده) أي لا يساعد شحه على ترك ما أمر بالإنفاق فيه بل يتوق شح نفسه فيفلح. (يخالط الناس كلي يعلم) أي يغشاهم ليتعلم منهم خصال الخير فلا خير في مجالستهم لغير ذلك. (ويناطق الناس) أي يفاتحهم ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص: 1305).

الكلام. (كي يفهم) ما ينفعه، فأما المجالسة بغير مفاتحه فهي قليلة النفع، قيل رواية الحكيم: "يناطقهم". (وإن ظلم وبغى عليه) مجهولان. (صبر حتى يكون الرحمن هو الذي ينتصر له) فالصبر على ظلم الظالم والباغي طريقة كامل الإيمان، ويجوز الانتصار لكن عدمه أكمل في الاتصاف بالإيمان؛ لأنه يكل نصرته إلى من هو على كل شيء قدير. (الحكيم (¬1) عن جندب) بضم الجيم والدال وبفتح الدال بن عبد الله البجلي. 2459 - "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد". (حم ق ت ن هـ) عن أنس (صح). (إن من أشراط الساعة) أي من علاماتها جمع شرط بالتحريك: وهو العلامة. (أن يرفع العلم) هو حيث أطلق علم الكتاب والسنة، وذلك بقبض العلماء كما جاء صريحا في غيره لا بانتزاعه من القلوب أو بعدم العمل به (ويظهر الجهل) أي يكون له الدولة وبه الأحكام ولقد صرنا في طرف من ذلك فإن جهات اليمن جميع بواديها وبعض قراها لا يحكمون إلا بالطاغوت يرون المعروف منكرًا والمنكر معروفًا (ويفشو الزنا) أي يكثر، قال القرطبي (¬2): هذا من أعلام النبوة؛ لأنه إعلام بما سيقع وقد وقع. قلت: وكذلك الأول (وتشرب الخمر) مبني للمفعول أي يكثر شربه؛ لأن نفس شربه قد وقع في عصره - صلى الله عليه وسلم - قاله الكرماني (وتذهب الرجال) أي يقلون بالموت وكثرة ولادة الإناث؛ لأنها لا تقوم الساعة إلا على شر الناس والنساء من ذلك أقرب (وتبقى النساء) وفي بقاءهن مناسبة لصفات أهل آخر الزمان من ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 1، 4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1985). (¬2) انظر: المفهم للقرطبي (6/ 705).

ذهاب العلم وظهور الجهل، ولا يقال كيف يفشو الزنا وقد حكم بقلة الرجال؟ لأنه يقال التزام ظهوره ولا ينافيه قلة الرجال أو لأنها علامات تقع تدريجًا ففي زمان فشو الزنا لا قلة في الرجال (حتى يكون لخمسين امرأة) يحتمل الحقيقة أو مجاز عن الكثرة ولا ينافيه حديث: "أربعين امرأة" فإنه يحتمل اختلاف الزمان في ذلك. (قيم واحد) هو من يقوم بأمرهن لقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] ويحتمل القيام بأمور الدنيا عليهن ويحتمل بالنكاح حرامًا وحلالًا. واعلم أن: هذه من الأشراط وهي أمهاتها وأولها رفع العلم؛ فإنه لا تتفق ما بعده من فشو الزنا وكثرة شرب الخمر إلا وقد ذهب جملته، قال الكرماني: وإنما كان وقوع هذه الأمور مؤذنًا بخراب العالم؛ لأن الخلق لا يتركون هملًا ولا نبي بعد نبينا - صلى الله عليه وسلم - فتعين ذلك. (حم ق ت ن هـ) (¬1) عن أنس) قال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله لا يحدثكم أحد بعدي سمعته: ... فذكره. 2460 - "إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر". (طب) عن أبي أمية الجمحي. (إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم) أي يطلب (عند الأصاغر) أي الحديثة أسنانهم وقيل الأراذل وعن عمر فساد الناس إذ جاء العلم من قبيل الصغير استعصى عليه الكبير، وصلاح الناس إذا جاء العلم من قبيل الكبير تابعه عليه الصغير، قال ابن حجر: سنده صحيح وإنما كان من أشراط الساعة؛ لأنه يذهب الشيوخ وترغب فيه الأحداث ثم يهجرونه أعني الأول أو يرغب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 176)، والبخاري (80)، ومسلم (2671)، والترمذي (2205)، والنسائي في السنن الكبرى (5905)، وابن ماجة (4045).

عنه ذو المناصب ويرغب فيه غيرهم فيقل نفعه على الوجهين (طب) (¬1) عن أبي أمية) مصغر صحابي له حديث، (الجمحي) بجيم فميم فمهملة، وقيل: اللخمي، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة ضعيف. 2461 - "إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد لا يجدون أحدًا يصلى بهم". (حم د) عن سلامة بنت الحر. (إن من أشراط الساعة أن يتدافع أهل المسجد) أي يدفع بعضهم بعضا ليؤمهم. (لا يجدون أحدًا يصلي بهم) لأن كل واحد يدفع غيره، وغيره يدفعه لجهلهم بالإمامة وشرائطها أو لكثرة ابتداعهم وتعمقهم في فرائضها وشرائط من يؤمهم كما يقع كثيرًا في الجبال من اليمن (حم د) (¬2) عن سلامة بنت الحر)، بالمهملة فراء الفزارية صحابية من عقيلة، امرأة من فزارة مولاة لهم، قال الذهبي (¬3): مجهولة. 2462 - "إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها". (حم م د) عن أبي سعيد (صح). (إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة) أي من أعظمها عقوبة إذ الكلام في إضاعتها (الرجل) فيه مضاف محذوف أي خيانة الرجل (يفضي إلى امرأته) أي تصل إليه كناية عن الجماع. (وتفضي إليه) أي تصل إليه، قال الراغب: الفضاء: المكان الواسع ومنه أفضى بيده وأفضى إلى امرأته قال الله تعالى: {وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} [النساء: 21]. (ثم ينشر سرهما) أي يتكلم بما وقع بينهما من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 361) رقم (908)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 85)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2207)، والصحيحة (695). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 381)، وأبو داود (581)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1987). (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 276)، والكاشف (7020) وليس فيهما أنها مجهولة.

قول وفعل وهذا وعيد شديد؛ لأنه من صفات ذوي الفجور ولأنه ذكر ما ينبغي طيه قولًا كما يطوى فعلًا، قال النواوي (¬1): حرمته إذا لم يترتب عليه فائدة لا إذا كان تدعى عجزه عن الجماع أو إعراضه عنها أو نحو ذلك فيجوز. قلت: وفي قوله سرها ما يؤخذ منه جواز إخباره عن نفسه وحده، وهل يجوز لها إفشاء سره؟ الظاهر: لا يجوز. (حم م د) (¬2) عن أبي سعيد). 2463 - "إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه أو يُرِيَ عينيه ما لم تريا، أو تقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل". (خ) عن واثلة (صح). (إن من أعظم الفرى) بكسر الفاء والقصر جمع فرية وهي الكذبة العظيمة التي يتعجب منها. (أن يدعى) بتشديد الدال المهملة (الرجل) أي ينسب (إلى غير أبيه) بمعنى ينسب هو نفسه أو ينسبه غيره فإنه لا يحل ذلك (أو يرى) بضم أوله وكسر ثانيه (عينيه ما لم ترى) أي يدعي أن عينيه رأتا في النوم شيئًا [2/ 130] ولم ترياه. إن قلت: لم كان أقبح من كذبه في اليقظة؟ قلت: لأن الرؤيا من الله فهو كذبٌ عليه تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ} [الصف: 7] أو لحكمة مجهولة، وقيدناه بالمنام للحديث الثاني، ويحتمل إطلاقها وأن تحديثه بأنه رأى في اليقظة كذا وكذا كاذبًا من أعظم الفرى وأنه أقبح من كذبه فإنه سمع كذا والتقييد هو الأظهر. (أو تقول على رسول الله ما لم يقل) أي ينسب إليه قولًا أو فعلًا أو تقريرًا فإنهما من القول فإن إثمه من أعظم الإثم كما تقدم غير مرة (خ حم) (¬3) عن واثلة بن الأسقع). ¬

_ (¬1) شرحه لصحيح مسلم (2/ 533). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 69)، ومسلم (1437)، وأبو داود (4870). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 106)، والبخاري (3509).

2464 - "إن من أفرى الفرى أن يرى الرجل عينيه في المنام عينيه ما لم تريا". (حم) عن ابن عمر. (إن من أفرى الفرى أن يرى الرجل في المنام عينيه ما لم تريا) أي قلبه الرؤيا كما قاله ابن العربي، إدراكات علقها الله عز وجل في قلب العبد على يدي ملك أو شيطان بأسمائها أي حقائقها أي كناها وعباراتها وإما تخليط التمني فما وجه النسبة إلى العين وما هي إلا كسائر الأعضاء بعد النوم. قلت: لما كان سلطان النوم يظهر في العين وينسب إليها فيقال: نامت عينه، كما قال (¬1): لا ينزل المجد إلا في منازلنا ... كالنوم ليس له مأوى سوى المقل نسبت الرؤيا إليها لأن العين عمدة الرؤية ليلًا ونهارًا. (حم) (¬2) عن ابن عمر)، قال الهيثمي: فيه أبو عثمان ابن العباس بن الفضل البصري وهو متروك، قال الشارح: قد أخرجه البخاري في الصحيح باللفظ المزبور عن ابن عمر. 2465 - "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا على من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة على، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". (حم د ن هـ حب ك) عن أوس بن أوس. (إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة) تقدم أنه أفضل الأيام على الإطلاق وذكر وجه فضله بقوله: (فيه خلق آدم) يأتي تفضيل خلقه في الخاء إن شاء الله، وخلقه فيه يوجب له مزية على غيره من الأيام؛ فإنه نبي ومن ذريته الرسل والأولياء الذين بهم عمر الله أرضه ويسكنهم جنته (وفيه قبض) فيه شرف لليوم؛ لأنه فيه ¬

_ (¬1) نسبه في النجوم الزاهرة (8/ 69)، إلى عبد المطلب جد نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. (¬2) أخرجه البخاري (7043)، وأحمد (2/ 96)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 144).

نقل إلى جنات النعيم (وفيه النفخة) أي: النفخ في الصور، وهي النفخة التي تبعث العباد إلى فصل القضاء. (وفيه الصعقة) وهي النفخة الأولى التي يهلك بها من في السماوات والأرض إلا من شاء الله، وفيه له شرف؛ لأنه من أوائل أسباب بلوغ الأبرار جنات الأنهار، قالوا الموت وإن كان فناء ظاهر فإنه إرادة ثانية. (فأكثروا على من الصلاة فيه) فإنه شرف لليوم إلى شرفه (فإن صلاتكم معروضة عليّ) قال ابن الملقن: معنى معروضة عليّ موصّلة إلى وصول الهدايا ثم إنهم قالوا: وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ أي بليت فقال: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء) لأنها تشرف بوضع أقدامهم عليها وضمهم إليها، فكيف تأكلهم؟ قال الطيبي: إنما قالوا كيف تعرض صلاتنا عليك وقد بليت استبعادًا له فما وجه الجواب بقوله: "إن الله حرم ... " الخ فإن المانع من العرض والسماع هو الموت وهو ما تم بعد، قلنا: حفظ أجسادهم من أن تبلى خرق للعادة المستمرة، كما أنه تعالى يحفظها منه كذلك تمكن من العرض عليهم ومن الاستماع منهم. (حم د ن هـ هب ك) (¬1) عن أوس بفتح الهمزة وسكون الواو ابن أوس، قال الحافظ: على شرط البخاري، قال الحافظ المنذري وغيره: له علة دقيقة أشار إليها البخاري وغيره وغفل من صححه كالنواوي في: الرياض والأذكار. 2466 - "إن من اقتراب الساعة، أن يُصلِّي خمسون نفسًا لا تُقْبَل لأحد منهم صلاة. أبو الشيخ في كتاب الفتن عن ابن مسعود. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 8)، وأبو داود (1047)، والنسائي (3/ 91)، وابن ماجة (1636)، والبيهقي في الشعب (3029)، والحاكم (1/ 278)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 329)، ورياض الصالحين (1158)، والأذكار للنووي (294) قال السيوطي في تحفة الأبرار بنكت الأذكار (ص: 12): قوله بالأسانيد الصحيحة نظر لأنه يوهم أن للحديث في السنن الثلاثة طرقًا إلى أوس بن أوس وليس كذلك. وصححه الألباني في صحيح الجامع (2212).

لإضاعتهم لفروضها وأركانها وغفلتهم عن واجباتها (أبو الشيخ في كتاب الفتن (¬1) عن ابن مسعود). 2467 - "إن من أكبر الكبائر: الشرك بالله، وعقوق الوالدين، واليمين الغموس، وما حلف حالف بالله يمين صبر فأدخل فيها مثل جناح بعوضة إلا جعلت نكته في قلبه إلى يوم القيامة". (حم ت حب ك) عن عبد الله بن أنيس. (إن من أكبر الكبائر) أي أعظمها إثما عند الله. (الشرك بالله) أي الكفر بإشراك أو غيره إلا أنه عبَّر به لأنه أغلبه في عصره (وعقوق الوالدين) بقدم كبره أو أحدهما. (واليمين الغموس) أي الكاذبة تغمس صاحبها في الإثم أو في النار. (وما حلف حالف بالله يمين صبر) قال المصنف: اليمين مصبورة: أي مصبور صاحبها محبوس على أن يأتي بها، ويقال: يمين صبر ويمين مصبورة، والمراد التي جبر الحاكم من هي عليه على أدائها (فما دخل فيها مثل جناح بعوضة) أي من باطل (إلا جعلت نكته) أي أثر من الذنب. (في قلبه) تبقى (إلى يوم القيامة) ثم يترتب عليه عقوبته، قال الطيبي: ذكر ثلاثة أشياء وخص الأخير منها بالوعيد إيذانًا بأنه مثلها وداخله في أكبر الكبائر حذرًا من احتقارها وظن أنها غير كبيرة. (حم ت حب ك) (¬2) عن عبد الله بن أنيس الجهني)، تصغير أنس، قال ابن حجر في الفتح: سنده حسن وله شاهد عن ابن عمر عند أحمد. 2468 - "إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله". (ت ك) عن عائشة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في كتاب الفتن كما في الكنز (7809)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1989). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 495)، والترمذي (3020)، وابن حبان في في صحيحه (5563)، والحاكم (4/ 296)، وأخرجه أحمد (2/ 201) عن ابن عمر، وانظر الفتح (10/ 504)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2213).

(إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وألطفهم بأهله) أي أرأفهم وأبرهم بنسائه وأهله وأقاربه، قال في الصحاح (¬1): اللطف: الرفق، وألطفه بكذا أبره والتلطف بالأمر الترفق به. (ت ك) (¬2) عن عائشة)، قال الترمذي: حسن لكن لا يعرف لأبي قلابة عن عائشة سماع انتهى، وقال الحاكم: على شرطهما وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: فيه انقطاع. 2469 - "إن من أمتي من يأتي السوق فيبتاع القميص بنصف دينار أو ثلث دينار، فيحمد الله تعالى إذا لبسه، فلا يبلغ ركبتيه حتى يغفر له". (طب) عن أبي أمامة. (إن من أمتي من يأتي السوق فيبتاع القميص) كأن المراد مثلا فيشمل الثوب. (بنصف دينار أو ثلث دينار) أي شيء قليل. (فيحمد الله تعالى إذا لبسه) على نعمة الله عليه به وستره. (فلا يبلغ ركبتيه حتى يغفر له) بسبب حمده لله تعالى. (طب) (¬3) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير متروك. 2470 - "إن من أمتي قومًا يعطون مثل أجور أولهم ينكرون المنكر (حم) عن رجل (صح). (إن من أمتي قومًا يعطون مثل أجور أولهم) أي الصدر الأول الذين نصروا الإِسلام وجاهدوا في الله تعالى قال تعالى: {السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ} [التوبة: 100] وكأنه قيل لماذا يعطون ذلك؟ فقال: (ينكرون المنكر) فإنها أعظم صفات ¬

_ (¬1) انظر الصحاح للجوهري (2/ 141). (¬2) أخرجه الترمذي (2612)، والحاكم (1/ 3)، وأحمد (6/ 99)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1990). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 246) (7965)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 119)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2001): موضوع.

الصدر الأول الإنكار على المشركين باليد واللسان والجنان، وفيه حث على إنكار المنكر وله شرائط معروفة في الفروع. (حم) (¬1) عن رجل)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن الحضرمي لم أعرفه، وعطاء بن السائب سمع منه الثوري في الصحة، وبقية رجاله رجال الصحيح. 2471 - "إن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل حديثه". (طس) عن أبي هريرة. (إن من تمام إيمان العبد أن يستثني في كل حديثه) أي عقب كل حديث يتحدث به مما يقبل التعليق بلفظ: إن شاء الله تعالى، سميت استثناء لأنها شابهت كلمته في التخصيص فأطلق عليها اسمه وهي تقيد الكلام فلا يكون من قيد بها مخلفا إذا وعد ولا فاجرًا إذا حلف. (طس) (¬2) عن أبي هريرة) حكم ابن الجوزي بوضعه وقال: فيه معارك بن عباد منكر الحديث متروك انتهى، قال المصنف: فيه نظر ولم يوجهه بشيء. 2472 - "إن من تمام الصلاة إقامة الصف". (حم) عن جابر (صح). (إن من تمام الصلاة) أي من مكملاتها أي الجماعة. (إقامة الصف) أي تعديله وتسويته وسد فرجه والتراص فيه، وفيه أنه أمر مندوب ويحتمل خلافه (حم) (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل اختلف في الاحتجاج به. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 62)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 261، 271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2224) والصحيحة (1700). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7756)، وانظر المصنوع (1/ 68)، والموضوعات (1/ 134)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2004): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 322)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 89)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2225).

2473 - "إن من تمام الحج أن يحرم له من دويرة أهلك". (عد هب) عن أبي هريرة. (إن من تمام الحج أن يحرم له) أي ينوي الدخول فيه ويفعل نسك الإحرام. (من دويرة أهلك) اختلف فيه فقيل الأفضل هذا؛ لأن فيه زيادة عمل، وقيل: بل الأفضل من الميقات؛ لأنه المكان الذي ضربه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ميقاتًا ولأنه لو كان أفضل لما أحرم إلا من دويرة أهله؛ لأنه لا يفعل غير الأفضل ولم يحرم - صلى الله عليه وسلم - إلا من الميقات. (عد هب) (¬1) عن أبي هريرة)، قال البيهقي في الشعب: تفرد به جابر بن نوح وهذا إنما يعرف عن علي موقوفًا، وقال في السنن: فيه نظر، انتهى، قال الذهبي في المهذب: سنده واه انتهى، وجابر بن نوح (¬2) قال ابن حبان: لا يحتج به. 2474 - "إن من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة، وأن يحسن اسمه، وأن يزوجه إذا بلغ". ابن النجار عن أبي هريرة. (إن من حق الولد على والده) ومثله الجد عند فقد الأب (أن يعلمه الكتابة) أي الخط؛ لأنه عون له على دينه ودنياه (وأن يحسّن اسمه) بأن يسميه بأحب الأسماء إلى الله تعالى (وأن يزوجه إذا بلغ) لأنه يعينه على حفظ فرجه وهذه أمهات الخير وإلا فإنه يلزمه أن يعلمه معالم الدين وأركانه وآدابه. (ابن النجار (¬3) عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف إلا أن له شواهد. 2475 - "إن من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة". (ك) عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 120)، والبيهقي في الشعب (4025)، وفي السنن (5/ 30)، وقول الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبرى (4/ 1771) رقم (7637)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2003)، وقال في الضعيفة (201): منكر. (¬2) انظر المجروحين (1/ 210)، والمغني (1/ 126). (¬3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (45416)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2005).

جابر (صح). (إن من سعادة المرء) أي من الدليل على أنه من الذين سعدوا في الأمة (أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة) أي التوبة والرجوع إلى الله تعالى؛ لأنه يكثر من الطاعات ويتنوع في ادخار الحسنات. (ك) (¬1) عن جابر)، وقال: صحيح، وأقره الذهبي، وعليه رمز المصنف. 2476 - "إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها". (م) عن أبي سعيد (صح). (إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة) منزلة أي مرتبة كما في الصحيح. (الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه) تقدم أنه الجماع. (ثم ينشر سرها) أي يبث ما حقه أن يكتم من الجماع ومقدماته، والظاهر أن المرأة كالرجل يحرم عليها إفشاء سره، كأن تقول: إنه سريع الإنزال أو كبير الآلة أو صغيرها أو نحو ذلك، وذلك لأنه لا يفعله إلا ذو الوقاحة قيل: نبه الحديث بأن بعض الحق لا يقال، فإنما يجري بينهما صدق وقد نهى عن إفشائه وله نظائر لا تخفى على الفطن. (م) (¬2) عن أبي سعيد)، قال ابن القطان (¬3): إنما يرويه مسلم عن عمر بن حمزة عن عبد الرحمن بن سعد عن أبي سعيد، وعمر ضعفه ابن معين، وقال أحمد: أحاديثه مناكير فالحديث به حسن لا صحيح انتهى، والمصنف رمز لصحته. 2477 - "إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبدًا أذهب آخرته بدنيا غيره". (هـ طب) عن أبي أمامة. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 240)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2006). (¬2) أخرجه مسلم (1437). (¬3) انظر: الوهم والإيهام لابن القطان (4/ 2021)، وذكر الذهبي هذا الحديث في ميزان الاعتدال (2/ 192) في ترجمة عمر بن حمزة وعدّه مما أنكر عليه.

(إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبدًا) اسم إن وفي ذكره بعنوان العبودية توبيخ شديد وإعلام بأنه خالف مولاه وأطاع من عصاه ولذا لم يقل رجلا أو إنسانًا. (أذهب آخرته بدنيا غيره) أي باعها بشيء ما له غيره كالذين يبايعون ملوك الدنيا على سفك ما يحرم من الدماء وأخذ الأموال ليتم الملك لمن أمرهم ونحوه. (هـ طب عن أبي أمامة) (¬1). 2478 - "إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله تعالى، وأن تحمدهم على رزق الله تعالى، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره، وإن الله بحكمته وجلاله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط" (حل هب) عن أبي سعيد. (إن من ضعف اليقين) بوعد الله وتصديقه. (أن ترضى الناس بسخط الله تعالى) فإنك لا تفعل ذلك إلا ودينك ضعيف وأنه يعاقبك على ما فعلته (وأن تحمدهم على رزق الله) الذي نلته منهم أي تفردهم بالحمد وتقول لولا فلان ما أعطيت كذا ولا كان كذا ومثل ألفاظ العبودية الجارية على الألسنة والأقلام الفضل لفلان فتحصر ذلك عليه وأما مجرد حمدهم في الجملة والاعتراف بإحسانهم فهو من السنة لحديث: "لا يشكر الله من لم يشكر الناس" تقدم معناه ويأتي. (وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله) وتحسبهم منعوك شيئًا كتبه الله فإنه لا راد لما أراد ولذا قال: (إن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص) على جره إليك فإن الحرص الشح على الشيء أن يضيع أو يتلف. (ولا يرده كراهة كاره) أي أنه يصير إليك وهذا شيء قد جربه كل أحد وعلم صدقه. (وإن الله تعالى بحكمته) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3966)، والطبراني في الكبير (8/ 122) رقم (7559)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2008)، والضعيفة (2229).

أي بسبب كونه حكيما أكمل الحكمة وأعلاها (وجلاله جعل الروح) بفتح الراء: الراحة وطيب النفس. (والفرح) أي السرور والنشاط والانبساط، قالوا: والفرح ثمرة مسرة القلب بنيل (في الرضا واليقين) يحتمل السلف والنشر أو المجموع للمجموع لمن رضي لما أقيم فيه وتيقن أن كل أمر من عند الله ارتاح وطابت نفسه (وجعل الهم والحزن في الشك) أي الاضطراب وعدم الجزم بأن الكل من عند الله وبتقديره (والسخط) عما أقيم فيه فمن رضي وتيقن طاب حاله وانشرح باله وأرضى ربه ومن سخط وشك طال همه وحزنه وأغضب خالقه (حل هب) (¬1) عن أبي سعيد) تعقبه البيهقي بقوله: محمَّد بن مروان السدي أي أحد رجاله ضعيف، وفيه أيضًا عطية العوفي (¬2) أورده الذهبي في المتروكين وقال، ضعفوه، وموسى بن بلال (¬3) قال الأزدي: ساقط، وما كان للمصنف حذف كلام البيهقي انتهى (¬4)، قلت: إلا أن على ألفاظه رونق الكلام النبوي. 2479 - "إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره". (حم ق د ن هـ) عن أنس (صح). (إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره) أي لأصدق يمينه وجعله بارًا أي أقسم عازمًا ضمن "أقسم" معنى العزم فعدّاه بعلى، وسبب الحديث عن أنس أن الربيع عمته كسرت ثنية جارية فطلبوا إليها العفو فأبوا فعرضوا الأرش فأبوا فأتوا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 41)، والبيهقي في الشعب (207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2009)، وقال في الضعيفة (1482): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 436). (¬3) انظر المغني (2/ 682). (¬4) لم أجد هذا الكلام عند البيهقي بل في كلام البيهقي: محمَّد بن مروان ضعيف فقط، اعتمد المؤلف في ذكره هذا القول وعزه إلى البيهقي على المناوي في فيض القدير (2/ 539).

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبوا إلا القصاص فأمر - صلى الله عليه وسلم - بالقصاص فقال أنس بن النضر: يا رسول الله تكسر ثنية الربيع لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا أنس كتاب الله القصاص فرضي القوم فعفوا فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن من عباد الله ... الحديث" وقد بسطنا الكلام عليه في التنوير بفوائد نفيسة ودفعنا معارضته للنهي عن التألي على الله تعالى، ويأتي في: "رب أشعث أغبر". (حم ق د ن هـ) (¬1) عن أنس. 2480 - "إن من فقه الرجل تعجيل فطره وتأخير سحوره". (ص) عن مكحول الدمشقي مرسلًا. (إن من فقه الرجل) أي من أدلة أنه قد فقه أي فهم عن الله ورسوله أو من جملة ما يفقه أي يفهم (تعجيل فطره) كما تقدم (وتأخير سحوره) تقدم أنه كان بين سحوره وأذان الفجر قدر خمسين آية وأنه كان يفطر، وقائل يقول: ما غربت الشمس. (ص) (¬2) عن مكحول الدمشقي مرسلًا). 2481 - "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". (حم خ د هـ) عن ابن مسعود (حم) عن حذيفة (صح). (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى) أي أول نبوة وهي نبوة آدم فما بعده (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) تقدم الكلام عليه في: "إذا" في أول الكتاب، وفيه حث على الحياء وإبانة أنه صفة شريفة قديمة. (حم خ د هـ) (¬3) عن ابن مسعود) إلا أنه ليس في لفظ البخاري الأولى (حم) عن حذيفة). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 128)، والبخاري (2703)، ومسلم (1675)، وأبو داود (4595)، والترمذي (3854)، والنسائي في السنن الكبرى (4755) و (6957)، وابن ماجة (2649). (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في سننه عن مكحول مرسلًا، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2010)، وانظر: فيض القدير (2/ 540). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 121)، والبخاري (3483)، وأبو داود (4797)، وابن ماجة (4183) عن أبي مسعود عقبة بن عامر، وأخرجه أحمد (5/ 405) عن حذيفة.

2482 - "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علمًا نشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا وَرَّثَهُ، أو مسجدًا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته". (هـ) عن أبي هريرة. (إن مما يلحق المؤمن من عمله) عام لصالحه وطالحه فخصه بالأول عطف. (وحسناته بعد موته) تلحقه أي يجري أجرها له حتى كأنه يعملها في الحياة. (علمًا نشره) أي أبرزه وأظهره بالتدريس والتأليف والكتابة. (وولدًا صالحًا تركه) أي خلفه وزيد في غيره بكونه يدعو له، فيحتمل إرادته هنا ويحتمل أن لصلاحه يجري أجر عمله لأنه السبب في ذلك (ومصحفًا وَرَّثَهُ) أي خلفه مملوكًا لوارثه أو موقوفًا على المسلمين. (أو مسجدًا بناه) من ماله أو بيده. (أو بيتا) أي منزلًا (لابن السبيل) أي عابر الطريق (بناه أو نهرًا أجراه) أي أخرجه ظاهره ولو كان مملوكًا لوارثه لأن نفعه يتعدى (أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته) عطف تفسيري والمراد وهو يأمل البقاء ويخشى الفقر. (تلحقه من بعد موته) أي هذه الأعمال كلها تجري له بعد موته وهو تأكيد لما أفاده في صدر الحديث ويحتمل أنها عائدة إلى الصدقة؛ لأنه أخرجها في حياته وأجريت بعد موته إما استمر إجراؤها إذا كانت وقفا متحرى من حينه أو أجريت من حين موته إذا كانت مقيدة به. واعلم أن: هذه المذكورة سبع خصال، وقد عد المصنف عشرًا ونظمها بقوله: إذا مات ابن آدم ليس يجري ... عليه من خصال غير عشر علوم بثها ودعاء نجل ... وغرس النخل والصدقات تجري وراثة مصحف ورباط ثغر ... وحفر البئر أو إجراء نهر وبيت للغريب بناه يأوي ... إليه وبناء محل ذكر

ذكره في مصباح الزجاجة (¬1) وتأتي هذه مفردة. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة)، قال المنذري (¬3): إسناده حسن، ورواه أيضًا، البيهقي وابن خزيمة. 2483 - "إن من معادن التقوى تعلمك إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم والنقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه وإنما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم قلة الانتفاع بما قد علم". (خط) عن جابر. (إن من معادن التقوى) أي أصولها (تعلمك إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم) ولا تقنع لما علمت فإن القناعة محمودة إلا في تعلم العلم فلا يزهد الصبي في علم يتعلمه لأنه كلما ازداد علمًا ازداد هدى. (والنقص) بالنصب عطف على تعلمك أي وإن النقص ويحتمل الرفع على الابتداء والخبر عليهما هو قوله: (فيما قد علمت قلة الزيادة فيه) أي إن قلت: الزيادة فيما علمته نقص فيه لأن العلم كالماء كلما عرفته زاد وإذا تركته ركد، قالت الحكماء: لا تخل قلبك من المذاكرة فتعود عقيما فمن أهمل نفاسة نفسه عن الازدياد في العلوم وأغفل رياضتها بتدرجها في المفهوم فقد عرض ما حصله للضياع. (وإنما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم قلة الانتفاع بما قد علم) إذ لو انتفع به لحلا له العكوف عليه ولذَّ له الذوق في ضم ما عند غيره إلى ما لديه، وفيه أن العمل سببه للازدياد في العلم (خط) (¬4) عن جابر) فيه بشر بن معاذ، قال في الميزان: قال ابن معين: ليس بشيء، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات ثم عرض له هذا الخبر ورواه ابن ¬

_ (¬1) انظر: مصباح الزجاجة للبوصيري (1/ 104 - 105). (¬2) أخرجه ابن ماجة (242)، وابن خزيمة (2490)، والبيهقي في الشعب (3448)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2231). (¬3) انظر: الترغيب والترهيب (1/ 55). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 414)، وانظر الميزان (2/ 37)، والموضوعات (1/ 234)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2011)، والضعيفة (3205): ضعيف جدًا.

الجوزي في الموضوعات وقال: لا يصح. 2484 - "إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام". (طب عن هانئ بن يزيد. (إن من موجبات المغفرة بذل السلام) أي إفشاؤه لكل خاص وعام. (وحسن الكلام) أي طيبه ولينه لأنهما من حسن الخلق وهو من موجبات المغفرة وهي جمع موجبة فاعله من أوجب يوجب إذا أثبت وألزم. (طب) (¬1) عن هانئ) اسم فاعل من هنأه، (ابن يزيد) صحابي أنصاري أوسي، قال قلت: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة فذكره، قال الهيثمي: فيه أبو عبيدة بن عبد الله الأشجعي روى عنه أحمد ولم يضعفه وبقية رجاله رجال الصحيح انتهى، قال الشارح: وهو ذهول، قال: الأشجعي هذا من رجال الصحيحين (¬2). 2485 - "إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم". طب عن الحسين بن علي. (إن من موجبات المغفرة إدخالك السرور على أخيك المسلم) بتفريج كربه أو قضاء حاجة أو إعانة على خير أو إجابة في دعوة وأنواع إدخال المسرة كثيرة. (طب) (¬3) عن الحسين بن علي)، قال الهيثمي: فيه جهم بن عثمان وهو ضعيف، قال ابن حجر: جهم بن عثمان فيه جهالة وبعضهم تكلم فيه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 180) رقم (469)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 29)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2232) والصحيحة (1035). (¬2) انظر: فيض القدير (2/ 541)، وذكر فيه قول الحافظ العراقي: رواه ابن أبي شيبة والطبراني والبيهقي من حديث هانئ بن يزيد بإسناد جيد. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 83) رقم (2731)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 193)، وتلخيص الحبير (4/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2012)، وقال في الضعيفة (3206): منكر.

2486 - "إن من نعمة الله على عبده أن يشبهه ولده". الشيرازي في الألقاب عن إبراهيم النخعي مرسلًا. (إن من نعمة الله على عبده أن يشبهه ولده) خَلْقًا وخُلُقًا أما الأول فلئلا يستريب أحد إن لم يشبهه، ولذا يقال: من أشبه أباه ما ظلم، وأما الثاني: فلأنها إذا تغايرت الطباع حصل التباين والتشاجر المؤدي إلى العقوق والتقصير في الحقوق وهذا التشابه من النعم التي يغفل عنها كثير من الناس. (الشيرازي (¬1) في الألقاب عن إبراهيم النخعي)، إمام أهل الكوفة المجمع على إمامته وكان آية في الورع، (مرسلًا) أرسل عن خاله الأسود وعلقمة ورأى عائشة (¬2). 2487 - "إن من هوان الدنيا على الله أن يحيى ابن زكريا قتلته امرأة". (هب) عن أبي. (إن من هوان الدنيا على الله) أي من حقارتها عنده وعدم منعه لأعدائه عن نعمها وسلطانها (أن يحيى) هو من الحياة سماه الله به؛ لأنه أحيى قلبه فلم يذنب قط ولم يهم وفي خبر: "ما من بني آدم إلا من أخطأ أو همَّ إلا يحيى". (ابن زكريا قتلته امرأة) من بغايا بني إسرائيل ذبحته بيدها ذبحًا أو ذبح برضاها وأهدي رأسُه إليها في طشت من ذهب وفي البيهقي عن ابن عباس في قصة قتله: أن بنت أخي الملك سألته ذبحه فذبحه حين حرم نكاح بنت الأخ، وكانت تعجب الملك ويريد نكاحها انتهى، قال الزمخشرى: وهذه تسلية عظيمة لفاضل يرى الناقص الفاجر يظفر من الدنيا بالحظ الأسنى والعيش الأهنى كما أصابت تلك ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6009)، وابن عدي في الكامل (6/ 302)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2914)، والضعيفة (3207). (¬2) انظر لترجمته طبقات ابن سعد (6/ 270)، وتذكرة الحفاظ (1/ 69)، وسير أعلام النبلاء (4/ 520) رقم (213).

الفاجرة الهدية العظيمة الفاخرة. (هب) (¬1) عن أبي بن كعب) قال البيهقي: عقيب إخراجه هذا إسناد ضعيف. 2488 - "إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها". (حم ك هق) عن عائشة. (إن من يمن المرأة) أي من دلائل بركتها على الزوج. (تيسير خطبتها) بكسر الخاء أي سهولة سؤال المخطوب إليه. (وتيسير صداقها) أي عدم التشديد فيه ووجدانه في يد الخاطب من غير كد في تحصيله. (وتيسير رحمها) أي الولادة بأن تكون سريعة العمل كثيرة النسل قاله عروة، قال وأنا أقول: إن من شؤمها أن يكثر صداقها (حم ك هق) (¬2) عن عائشة، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 2489 - "إن موسى أجَّر نفسه ثماني سنين أو عشرا على عفة فرجه وطعام بطنه". (حم هـ) عن عتبة بن الندر. (إن موسى أجَّر نفسه ثماني سنين أو عشرا على عفة فرجه وطعام بطنه) هو إخبار عن ما قصه الله سبحانه في كتابه الكريم. إن قلت: في القرآن أنه أجر نفسه ثمان سنين فإن أتم عشرًا فمن عنده، قال جار الله (¬3): يعني فهو من عندك لا من عندي يعني لا ألزمك هو ولا أحتمه عليك، ولكن إن فعلته فهو منك بفضل وتبرع وإلا فلا عليك انتهى، وظاهر الحديث: أنه خيره بين المدتين. قلت: هو في معنى التخيير لأنه لما طلب منه الزيادة فضلا فكأنه خيره وإن لم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10474)، وانظر: فيض القدير (2/ 541)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2015). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 77، 91)، والحاكم (2/ 178)، والبيهقي في السنن (7/ 235)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2235). (¬3) انظر الكشاف (1/ 928 - 929).

يكن تخييرًا في نفس العقد وفيه دليل على جواز جعل المهر منفعة وهو رأي الشافعي وخالفت الحنفية والمسألة مبسوطة في محلها، والحديث هنا لم يدل على أي الأجلين قضاه الكليم - عليه السلام-، وفي الكشاف (¬1) أنه سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الأجلين قضاه موسى - عليه السلام - قال: " أطولهما" والحديث بيان أن ينبغي طلب العفة وإطعام النفس بالكسب الحلال وأنه سنة الرسل (حم هـ) (¬2) عن عتبة): بضم المهملة فمثناة فوقية ساكنة فموحدة (ابن الندر): بضم النون فدال مهملة فراء، صحابي (¬3). 2490 - "إن ملائكة النهار أرأف من ملائكة الليل". ابن النجار عن ابن عباس. (إن ملائكة النهار أرأف من ملائكة الليل) عند الديلمي من حديث ابن عباس يرفعه: "بادروا موتاكم ملائكة النهار فإنهم أرأف من ملائكة الليل" قال الديلمي عقيبه: يعني بدفن الميت نهارًا ولا يحبس في البيت ليلًا، إلا أنه قد ثبت دفن الليل لبعض صحابته ودفن علي فاطمة رضي الله عنهما ليلًا، ولعل الحديث لا يبلغ درجة المعمول به أو لعل ذلك لعذر ويعارضه: "ثلاث لا تؤخر ... " (¬4) يأتي. (ابن النجار (¬5) عن ابن عباس)، ورواه الديلمي كما تقدم. ¬

_ (¬1) المصدر السابق. (¬2) أخرجه ابن ماجة (2444)، والطبراني في الكبير (17/ 135) رقم (333)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2016). (¬3) الإصابة (4/ 441). (¬4) أخرجه الترمذي (171 و 1075)، وانظر: نصب الراية (3/ 189)، وتلخيص الحبير (3/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2563). (¬5) أخرجه ابن النجار كما في في الكنز (10340)، وانظر: سبل السلام (2/ 117)، نيل الأوطار (4/ 138)، ونيل الأوطار (4/ 138)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2017).

2491 - "إن ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم ولولا أنها أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها وإنها لتدعوا الله أن لا يعيدها فيها". (هـ ك) عن أنس (صح). (إن ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم) أي نسبة حرها ولهبها وألم إصابتها للبدن نسبة الجزء من السبعين إما حقيقة في العدد أو مبالغة. (ولولا أنها) أي ناركم (أطفئت بالماء مرتين ما انتفعتم بها) من شدة حرها فلا يقدر أن يدنوا منها أحد وتأكل كل ما وقعت عليه والمراد أنها أطفئت بعد كونها جزء من سبعين جزءًا. (وأنها) أي ناركم. (لتدعوا الله أن لا يعيدها فيها) لشدة حرها كأن هذا الجزء بعد أن خفف يتألم من حر جهنم أعاذنا الله منها، والحديث إعلام بشدة النار الأخروية وأنه لا ينبغي للعاقل الغفلة عنها (هـ ك) (¬1) عن أنس)، وقال الحاكم: صحيح، وعليه رمز المصنف بالصحة. 2492 - "إن نطفة الرجل بيضاء غليظة فمنها يكون العظام والعصب وإن نطفة المرأة صفراء رقيقة فمنها يكون اللحم والدم". (طب) عن ابن مسعود. (إن نطفة الرجل بيضاء) أي لونها. (غليظة) في جرمها. (فمنها يكون العظام والعصب) أي منها يخلق الله عظام الولد وعصبه وفيها مناسبة كاملة في اللون والجرم. (وإن نطفة المرأة تكون صفراء رقيقة) جرمًا. (ومنها يكون اللحم والدم) والحديث صريح في أنه ليس كل جزء من أجزاء الولد مخلوقًا من مائهما معًا وفي آخر أنه مخلوق كل جزء من المائين وأما الشبه ففيه حديث: "أنه إذا سبق ماء الرجل أشبهه أو ماء المرأة أشبهها" (¬2) ولا ينافي ما هنا. (طب) (1) عن ابن مسعود). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4318)، والحاكم (4/ 593)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2018)، والضعيفة (3208): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه البخاري وغيره بلفظ مختلف عما هنا، راجع السلسلة الصحيحة (3493).

2493 - "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق". (حم) عن أنس". (إن هذا الدين) أي دين الإِسلام. (متين) أي شديد صليب. (فأوغلوا) أي سيروا. (فيه برفق) من غير تكلف ولا تحملوا أنفسكم على ما لا طاقة لها به، والإيغال كما في النهاية (¬2): السير الشديد والوغول الدخول في الشيء انتهى، والمراد في السير لا يفيد الشدة إذ لا يلائم السياق، قال الغزالي: أفاد بهذا الحديث أن لا يكلف نفسه في الأمور الدينية ما يخالف العادة بل يكون بتلطف وتدريج فلا ينتقل دفعة واحدة إلى الطرق الأقصى من التشديد، فإن الطبع لا يساعده ولا يمكنه تبديل أخلاقه إلا بالتدريج فالحديث حث على العمل الصالح والتوغل فيه بصفة الرفق فلا يهمله ولا يبغض إلى نفسه عبادة الله سبحانه. (حم) (¬3) عن أنس). 2494 - "إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرًا أبقى". البزار عن جابر. (إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق فإن المنبت) بضم الميم وسكون النون وفتح الموحدة بمثناة فوقية وهو الذي انقطع به السفر وعطبت به راحلته ولم يقض وطره اسم مفعول من انبت، قال ابن الأثير (¬4): يقال لمن انقطع به في سفره وعطبت به راحلته. (لا أرضا قطع ولا ظهرًا أبقى) فما بلغ مراده ولا أبقى ظهره، كذلك من أوغل في الدين انقطع ولم ينل منه ما كلف به بخلاف إذا دخل ¬

_ = (1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 172) رقم (10360)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2020)، والضعيفة (5457). (¬2) انظر النهاية (5/ 209). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 198)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2246). (¬4) النهاية (1/ 225).

فيه تدريجًا مصاحبًا للرفق لم يلحقه ملالة المبالغ المكلف بنفسه ما لا تطيقه. (البزار (¬1) عن جابر)، قال الهيثمي: فيه يحيى بن المتوكل أبو عقيل، قال: كذاب انتهى، وقال الدارقطني: بعد ما أورده من طرق وليس فيها شيء يثبت انتهى، ورواه البيهقي في السنن من طرق وفيه اضطراب وروى موصولًا ومرسلًا ومرفوعًا وموقوفًا واضطراب في الصحابة هل عائشة أو جابر أو عمر ورجح البخاري في التاريخ إرساله. 2495 - "إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم". (طب هب) عن ابن مسعود وعن وأبي موسى. (إن هذا الدينار والدرهم) إشارة إلى ما في الخارج من المحسوس أو إلى ما في الأذهان مما صار كالمحسوس لشدة العناية به وهي للتحقير من باب: {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} [الأنبياء: 36] والأفراد مع تعدد المشار إليه إما بتقدير هذا وهذا أو بإرادة ما يذكر. (أهلكا من كان قبلكم) من الأمم (وهما مهلكاكم) أي السبب في هلاككم لأنه ما يهلك العباد إلا التنافس على الدنيا ولا يسفك بعضهم دم بعض إلا لذلك وعمدة شهواتها الدينار والدرهم؛ لأن بهما حصول كل محبوب وهو إخبار معناه التحذير من الافتتان بما يكون به الهلاك ويحتمل أن المراد هلاك الدين لأنه لا يذهب إلا بسبب محبة الدنيا أو هلاك الدارين. (طب هب) (¬2) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (123)، والبيهقي في السنن (3/ 18، 19)، والشعب (3885)، والبخاري في التاريخ (287)، والقضاعي في الشهاب (1147)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 62)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2022)، والضعيفة (2480). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 95) رقم (10069)، والبيهقي في الشعب (10293، 10295)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 245)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2245)، والصحيحة (1703).

مسعود وأبي موسى)، قال الهيثمي: بعد ما عزاه للطبراني: فيه يحيى بن المنذر وهو ضعيف. 2496 - "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم". (ك) عن أنس، السجزي عن أبي هريرة. (إن هذا العلم دين) أي علم الكتاب والسنة وما كان وصلة إليهما. (فانظروا عن من تأخذون دينكم) أي تأملوا في شأن من ينبغي الأخذ عنه وتأهيله لذلك؛ فإنه إنما يؤخذ عن من عرفت ديانته واشتهر تورعه وظهرت شفقته وعرفت مرؤته وقد جبل الله الطباع على ذلك وفيه أن الأورع في الأخذ عنه أولى من الأعلم (ك) (¬1) عن أنس، السجزي عن أبي هريرة)، قال ابن الجوزي في العلل: فيه إبراهيم ابن الهيثم أو خليل بن دعلج وهما ضعيفان ورواه مسلم عن ابن سيرين من قوله. 2497 - "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه". (ق 3) عن ابن عمر (صح) (إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) تقدم الكلام فيه وأن أقرب الأقوال أنه من المتشابه كما استقر به المصنف. (فاقرأوا ما تيسر منه) فيه تتمة من القول بأنه أريد به اللغات. (ق 3) (¬2) عن ابن عمر). 2498 - "إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم". (ك) عن ابن مسعود. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 145) عن أنس، وانظر العلل المتناهية (1/ 131)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2023)، والضعيفة (2481): ضعيف جدًا، وأخرجه مسلم في المقدمة باب (5) بيان أن الإسناد من الدين، مقطوعا على محمَّد بن سيرين. (¬2) أخرجه البخاري (2419)، ومسلم (818)، وأبو داود (1475)، والترمذي (2943)، والنسائي (2/ 150).

(إن هذا القرآن مأدبة الله) بضم الدال المهملة وهو الطعام الذي يصنعه الرجل يدعوا إليه الناس شبه القرآن به؛ لأنه قوت الأرواح كما أن الطعام قوت الأشباح ولأن خير الطعام الذي يدعو صاحبه الناس إليه؛ لأنه يتأنق فيه ويبالغ في طيبه ويجمع أنواعًا شهية فيه كذلك جمع معارف إلهية وأحكام شرعية وآدابًا وقصصًا وأخبارًا. (فاقبلوا مأدبته مما استطعتم) فيه إشارة إلى أنه لا يأخذ العاقل إلا بعض المأدبة ولا يأخذ إلا المستطاع لأن في القرآن ما لا يحيط بعلمه إلا الله. (ك) (¬1) عن ابن مسعود)، قال الحاكم: تفرد به صالح بن عمر عنه وهو صحيح وتعقبه الذهبي: بأن صالح ثقة خرج له مسلم لكن إبراهيم بن مسلم ضعيف. 2499 - "إن هذا المال خضر حلو فمن أخذه بحقه بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى". (حم ق ت ن) عن حكيم بن حزام (صح). (إن هذا المال خضر حلو) بفتح المعجمة وكسر الضاد أي غض شهى يميل الطبع إليه ولا يميل عنه كما لا تميل العين من النظر إلى الخضرة والفم من أكل الحلو في تشبيهه بالخضرة إشارة إلى سرعة زواله فالأخضر أسرع الألوان تغيرًا. (فمن أخذه بحقه) ومصاحبًا لاستحقاقه له ممن يعطيه. (بورك له فيه ومن أخذه بإشراف) بكسر الهمزة فسين معجمة أي بطمع. (نفس) ويطلع إلى أخذه (لم يبارك له فيه) لأنه غير مأذون له في أخذه. (وكان كالذي يأكل ولا يشبع) فهو في عناء وتعب. (واليد العليا خير من اليد السفلى) أي يد المعطي خير عند الله من يد السائل. (حم ق ت ن) (¬2) عن حكيم بن حزام) قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 551)، وانظر: العلل المتناهية (1/ 109)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2024). (¬2) إخرجه أحمد (3/ 402)، والبخاري (1472)، ومسلم (1035)، والترمذي (2463)، والنسائي (5/ 60).

فأعطاني ثم سألته فأعطاني، ثم ذكره فقلت: والذي بعثك بالحق: لا أرزأ بعدك أحدًا أبدًا. 2500 - "إن هذا المال خضرة حلوة فمن أصابه بحقه بورك له فيه ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار". (حم ت) عن خولة بنت قيس. (إن هذا المال خضرة حلوة) أي كبقعة أو روضة أو شجرة متصفة بأنها خضرة في لونها حلوة في طعمها تميل النفوس إليها فالتأنيث نظرًا إلى ما اشتمل عليه المال من الأنواع أو جعل المال عبارة عن زهرة الدنيا، قيل: أو التأنيث للمبالغة كعلامة. (فمن أصابه بحقه بورك له فيه) لأن الله قد أذن له في أخذه وما أذن فيه بارك فيه (ورب متخوّض) قال الراغب (¬1): الخوض الشروع في الماء والدور فيه ويستعار في الأموال وأكثر استعماله فيما يذم. (فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله) قال الطيبي: كان الظاهر أن يقال من أخذه بغير حق (ليس له يوم القيامة إلا النار) فعدل إلى ذكر متخوض إيماء إلى قلة من يأخذه بحقه والأكثرون متخوضون فيه بغير حق ولذا قال في الأول: "خضرة حلوة" أي مشتهاة، وفي الثاني: "فيما شاءت نفسه ليس له يوم القيامة إلا النار" أي دخولها. والحديث حث على الاستغناء عن الناس وذم السؤال بلا ضرورة فيحرم على القادر على التكسب ويحل لغيره بشرط أن لا يذل نفسه ولا يلح ولا يؤذي المسئول. (حم ت) (¬2) عن خوله بنت قيس) صحابية أنصارية لها رواية (¬3). 2501 - "إن هذه الأخلاق من الله فمن أراد الله تعالى به خيرًا منحه خلقًا ¬

_ (¬1) انظر: مفردات ألفاظ القرآن (ص: 302). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 378)، والترمذي (2374)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2251). (¬3) انظر: الإصابة (7/ 625).

حسنًا، ومن أراد به سوءا منحه خلقًا سيئا". (طس) عن أبي هريرة. (إن هذه الأخلاق من الله) أي قبيحها وحسنها. (فمن أراد الله به خيرًا) لعلمه باستحقاق الموهوب له. (منحه) أي أعطاه. (خلقًا حسنًا) يعود عليه من ذلك الخلق فعل حسن وثناء جميل وأجر متسع (ومن أراد به شرًا) تيسيرًا للعسرى لاستحقاقه لذلك وقدمنا الكلام في إرادته تعالى الخير والشر في: "إذا". (منحه) أعطاه. (خلقًا سيئا). واعلم أن: الحديث فيه دليل لمن ذهب إلى أن الأخلاق غريزة غير مكتسبة وهي مسألة خلافية له ألف اسم والحق أن: أصل الخلق كالخَلْق غريزة إلا أنه قابل للتغيير وأصل فطرة الله العباد على حسن الخُلُق، إلا أنه قد يعرض للعبد ما يستحق به العقوبة فييسر للعسرى بتعسير خُلُقه وضيق خاطره وقد ييسر لليسرى من أريد به ذلك فتتسع أخلاقه وتزداد حسنًا وتقدم الكلام بأوسع من هذا. (طس) (¬1) عن أبي هريرة) ضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه مسلمة بن علي ضعيف. 2502 - "إن هذه النار إنما هي عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم". (ق هـ) عن أبي موسى (صح). (إن هذه النار) أي نار الدنيا التي يخشى انتشارها. (إنما هي عدو لكم) كالعدو في إضرارها الغير والقصر ادعائي. (فإذا نمتم) أي أردتم النوم. (فأطفئوها عنكم) المراد به إسكانها عن الإلهاب بحيث لا يخاف تعديها. (ق هـ) (¬2) عن أبي موسى) قال: احترق بيت على أهله في المدينة في ليلة فحدث به - صلى الله عليه وسلم - فذكره. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8621)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 277)، وقول الهيثمي في المجمع (8/ 20)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2026)، والضعيفة (3244) ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه البخاري (6294)، ومسلم (2016)، وابن ماجة (3770).

2503 - "إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم واثقون بالإجابة فإنه تعالى يهب كل مطلوب ويدفع كل مرهوب فإن الله تعالى لا يستجيب دعاء من دعا عن ظهر قلب غافل". (طب) عن ابن عمر. (إن هذه القلوب أوعية) أي حافظة ما استودع فيها. (فخيرها أوعاها) أي أحفظها وكان يقول إذا كأن خيرها أوعاها فاحفظوا عني ما أقول لكم وأرشدكم إليه في أهم أموركم. (فإذا سألتم الله فاسألوه وأنتم واثقون بالإجابة فإنه تعالى يهب كل مطلوب ويدفع كل مرهوب، فإن الله تعالى لا يستجيب دعاء من دعاه عن ظهر قلبٍ غافلٍ) أي لاه عن الثقة بالله والرجاء، وإجابة سؤاله إياه وتقدم: "إن الله سبحانه لا يقبل الدعاء من قلب غافل". (طب) (¬1) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه بشر بن ميمون الواسطي مجمع على ضعفه. 2504 - "إن يوم الجمعة يوم عيد وذكر فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيام ولكن اجعلوه يوم فطر وذكر إلا أن تخلطوه بأيام". (هب) عن أبي هريرة. (إن يوم الجمعة يوم عيد) قال الراغب (¬2): العيد ما يعاد مرة بعد أخرى وخصه الشارح بيوم الأضحى والفطر. (وذكر) لله تعالى (فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيام) لأنه ينافي العيد إذ العيد ندب فيه الترفيه على النفس والأهل والصوم ينافيه (ولكن اجعلوه يوم فطر وذكر) لله تعالى (إلا أن تخلطوه) في صومه. (بأيام) من قبله أو بعده فإنه لا نهي عن صومه حينئذ واحتج بعض الحنابلة بهذا الحديث على صحة صلاة الجمعة قبل الزوال؛ لأنه لما سماه عيدًا جازت الصلاة فيه في وقت العيد كالفطر والأضحى ولا يخفى ركة الاستدلال، قيل: ويلزم أن يصح يوم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (10/ 148)، وأخرجه أحمد (2/ 177)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2027). (¬2) انظر: مفردات ألفاظ القرآن (ص: 594).

الفطر أو الأضحى بصيام يوم قبله أو بعده كما جاز في الجمعة إذا جعلتم أحكامهما واحدة. (هب) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه الحاكم من حديث أبي بشر ومن حديث أبي هريرة ثم قال: لم أقف على اسم أبي بشر انتهى، قال الذهبي: هو مجهول ورواه البزار بنحوه، قال الهيثمي: وسنده حسن. 2505 - "إن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا ترقأ". (د) عن أبي بكرة. (إن يوم الثلاثاء يوم الدم) أي يوم غلبته وهيجانه أو أول يوم أريق فيه الدم لقتل ابن آدم أخاه. (وفيه ساعة لا ترقأ) بضم آخره أي لا ينقطع الدم لو احتجم أو افتصد فيه وربما هلك قال ابن جرير قال زهير: مات عندنا ثلاثة ممن احتجم فيه، وأخفيت هذه الساعة ليترك الحجامة فيه كله حذرًا من موافقتها وقد عارضه ما يأتي من حديث معقل: "الحجامة يوم الثلاثاء في سبع عشرة من الشهر" (¬2) دواء الداء السنة، قلت: إلا أنه قد يجمع بأن الساعة في غير هذا اليوم الذي يكون سبع عشرة. واعلم أنه: قد ورد في الجمعة مثل ما ورد في الثلاثاء من "أن فيها ساعة لا يرقأ فيها الدم" رواه أبو يعلى من حديث الحسين السبط سلام الله عليه قيل: فيحتمل أنه أراد بها الأسبوع كله وأن الحديث المشروح على تلك الساعة في يوم الثلاثاء ويحتمل أنها في نفس اليوم وهو الأقرب (د) (¬3) عن أبي بكرة قال الذهبي: إسناده لين، قال المناوي: فيه بكار بن عبد العزيز ابن أبي بكرة، قال ابن معين: ليس بشيء وابن عدي من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3867)، والحاكم (1/ 437)، وأحمد (2/ 303)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2031)، وقال في الضعيفة (5344): منكر. (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (9/ 340)، وابن عدي في الكامل (6/ 33). (¬3) أخرجه أبو داود (3862)، والبيهقي (9/ 340)، وقال: إسناده ليس بالقوي، وانظر فيض القدير (2/ 549)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2030)، والضعيفة (2251).

2506 - "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب". (ق د ن) عن ابن عمر (صح). (إنا) هي إن المكسورة المشددة الداخلة لتأكيد الجملة اتصل بها اسمها ضمير منصوب للمتكلم مع غيره وهو نا كما قاله نجم الأئمة وادغم فيها فالمراد: إنا أيها الأمة العربية. (أمة) والأمة الجماعة يطلق على الطائفة من الناس وعلى غيرهم كما قال تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ} [هود: 8] و {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} [الزخرف: 23]. (أمية) أي باقون على ما ولدتنا عليه أمهاتنا من عدم الكتابة والقراءة كما بينه بقوله: (لا نكتب ولا نحسب) أي نعرف حساب النجوم وتسييرها، فليس من هدينا وشرعنا ضبط العبادات بذلك بل بالأمور الواضحة للأبصار من رؤية الهلال والظل والزوال، والحكم على الأمة من حيث هي لا ينافي كون فيها أفراد يعرفون الكتابة، ويحتمل أنه أراد بقوله: "لا نكتب" لا نخط الرمل كما يرشد إليه ذكر الحساب وأنه أريد به معرفة الأحكام الفلكية إلا أن تمام الحديث يعني قوله: "الشهر إلى كذا وهكذا" يريد مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين يدل للأول، والحديث أرشد إلى أن من شأن من هو من أمته أي يكون غير كاتب ولا حاسب. (ق د ن) (¬1) عن ابن عمر وتمامه عند الشيخين ما ذكرناه ومما كان للمصنف حذفه. 2507 - "إنا لا نستعمل على عملنا من أراده" (حم ق د ن) عن أبي موسى (صح). (إنا لا نستعمل على عملنا) أي العمل الذي جعله الله إلينا من الإمارة والحكم بين الناس أي لا نتخذ عاملًا. (من أراده) وفي رواية: "من طلبه" ويوضحه سببه عن رواية أبي موسى قال: أقبلت ومعي رجلان ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1913)، ومسلم (1080)، وأبو داود (2319)، والنسائي (2/ 74).

يستاك وكلاهما سأل فقال: "يا أبا موسى أما شعرت أنهما يطلبان العمل" فذكره وفي رواية للشيخين عنه أيضًا دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا ورجلان من بني عمي فقال أحدهما: يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله، وقال الآخر مثل ذلك، فقال: "إنا والله لا نولي هذا العمل أحدًا سأله أو أحدًا حرص عليه" ووجهه أنه لا يطلب الإمارة إلا راغب في الشرف والمال حريص عليهما وهما أفسد لدين المرء من ذئبين ضاريين في زريبة غنم كما ثبت ذلك عنه - صلى الله عليه وسلم -، والراغب فيما يفسد دينه لا يولى على أحكام الإِسلام. ولقد عكس ملوك الدنيا هذا الهدي النبوي فلا يولون إلا من رغب وحرص وبذل الرشا وخضع للشفعاء فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا يقال قد سأل يوسف الصديق الإمارة بقوله: {اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ} [يوسف: 55] لأنا نقول هو نبي حقه أن لا يكون على يده يد فتوصل إلى التصرف الشرعي في ثبوت الأموال وإلى رفع يد من لا ولاية له أصلًا بذلك فما هو سؤال للإمارة ممن هو أمير بل إزالة ليد العدوان والاغتصاب عما وقعت عليه من مال الله الذي لا حق لها فيه وشبهه قيام دعاة الحق على الخونة من الظالمين. (حم ق د ن) (¬1) عن أبي موسى). 2508 - "إنا لا نقبل شيئًا من المشركين" (حم ك) عن حكيم بن حزام (صح). (إنا لا نقبل شيئًا من المشركين) سببه عن راويه قال: كان محمَّد أحب الناس إلي في الجاهلية فشهدت الموسم فشريت حلة لذي يزن بخمسين دينارًا لأهديها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدمت بها المدينة فأردت أن يقبضها هدية فأبى وقال: "إنا لا نقبل" فذكره وتمامه: "ولكن إن شئت أخذناها بالثمن" فأخذها منه، وفيه أنه لا يقبل هدية مشرك. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 409)، والبخاري (2261)، ومسلم (1733)، وأبو داود (3579، 4354)، والنسائي في السنن الكبرى (8).

فإن قلت: قد صح بلا مرية قبوله - صلى الله عليه وسلم - هدية كثير من المشركين، وأجيب: بأنه لم يقبض لكونه هدية بل لكونه مال حربي يأخذه على وجه الاستباحة. وقيل: بل كان يقبل هدية من يرجو إسلامه ويجعل قبول هديته تأليفًا له ويرد من لا يرجو ذلك منه، وقيل: حديث الرد ناسخ لحديث القبول وردّ بجهل التأريخ. (حم ك) (¬1) عن حكيم بن حزام) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 2509 - "إنا لا نستعين بمشرك". (حم د هـ) عن عائشة (صح). (إنا لا نستعين) أي في جهاد المشركين. (بمشرك) سببه أن ابن أبي سلول خرج يوم أحد في ست مائة من مواليه يهود بني قينقاع فرآهم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فقال: "من هؤلاء" فقالوا: عبد الله بن أبي بن سلول فقال: "وقد أسلموا؟ " قالوا: لا، فردهم وذكره، وفيه أن الكتابي يسمى مشركا، وفيه أنه لا يجوز الاستعانة بالمشركين على المشركين وعليه الشافعي وذهب غيره إلى الجواز ولو على المسلمين وادعى نسخ الحديث والحق مع الشافعي ومدعي النسخ لم يأت بدليل يعتمد وقد ذكرناه في التنوير. (حم د هـ) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 2510 - "إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين". (حم تخ) عن خبيب بن يساف (صح). (إنا لا نستعين بالمشركين على المشركين) أي على جهادهم، قيل والمراد على القتل والاستيلاء لا على الاستعانة بالاستخدام ونحوه وقيل مطلقًا. (حم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 402)، والحاكم (3/ 484)، وانظر المجمع (4/ 151)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2294)، والصحيحة (1707). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 67)، وأبو داود (2732)، وابن ماجة (2832)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2293)، وحسنه في الصحيحة (1101).

تخ) (¬1) عن خبيب) بضم الخاء المعجمة وفتح الموحدة ووّهم الذهبي من زعمه أنه بالمهملة (¬2) (ابن يساف) بفتح المثناة التحتية فمهملة آخره فاء ورمز المصنف لصحته. 2511 - "إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا". ابن سعد عن عطاء مرسلًا. (إنا معشر الأنبياء) منصوب على الاختصاص أو المدح، والمعشر: كل جمع أمرهم واحد. (تنام أعيننا) فلا تنظر المشاهد (ولا تنام قلوبنا) بل دائمة اليقظة لا تعتريها غفلة بلى يبقى بها الإدراك الكامل كما كانت في اليقظة ولذا كانت مناجاة الرسل وحيًا. فإن قلت: قد كان يرى ما رواه النائم كرؤياه - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد. قلت: هي من قسم الوحي ضربت له أمثالًا. إن قلت: فقد نام عن صلاة الصبح في الوادي؟ قيل: إن هذا كان الغالب من نومه وقد يجري خلاف الغالب لأمر يريده الله من تشريع رخصه للأمة في بيان حال من نام عن صلاته وأحسن من هذا أنه لا ينام قلبه بالغفلة عن الوحي. وأما عيناه فهي نائمة عن ناظره المحسوس وليس في قصة الوادي إلا أنه لم يدرك الوقت الذي يدرك بحاسة البصر لأنها نائمة. (ابن سعد (¬3) عن عطاء مرسلًا) هو ابن أبي رباح من أجل التابعين قدرًا. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 454)، والبخاري في التاريخ (715)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2292)، وحسنه في الصحيحة (1101). (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 120)، و (1/ 156). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 171)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2287)، والصحيحة (1705).

2512 - "إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نعجل إفطارنا ونؤخر سحورنا ونضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة". الطيالسي (طب) عن ابن عباس (صح). (إنا معشر الأنبياء أمرنا) أي أمرنا الله سبحانه فإنه لا آمر للرسل سواه. (أن نعجل إفطارنا) تقدم غير مرة بيان وقت التقديم كما تقدم. (ونؤخر سحورنا ونضع أيماننا على شمائلنا) أي أيدينا اليمنى على اليسرى (في الصلاة) أي في حال القيام فيها وأجمل مكان الوضع وقد بينه غيره أنه فوق الصدر وهو أكثر الروايات أو تحت السرة وهو الأقل وأما الكيفية فهو أن يقبض بكفه اليمنى كوع اليسرى ويقبض الساعد باسطا أصابعها في عرض المفصل أي ناشرًا لها فوق الساعد وفيه أن هذه الثلاثة الأفعال سنة كل نبي. (الطيالسي (طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 2513 - "إنا معشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء". طب عن أخت حذيفة. (إنا معشر الأنبياء يضاعف علينا البلاء) أي يزاد في حقنا وذلك لزيادة الأجر كما تقدم وليتأسى بهم غيرهم. (طب) (¬2) عن أخت حذيفة) اسمها فاطمة صحابية (¬3) قالت: أتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعوده في نساء فإذا شن معلق نحوه يقطر ماءه منه من شدة ما يجده من حر الحمى فقلنا: يا رسول الله لو دعوت الله لشفاك فذكره. 2514 - "إنا آل محمَّد إنا لا تحل لنا الصدقة". (حم حب) عن الحسن بن على. ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2654)، والطبراني في الكبير (11/ 199) رقم (11485)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2286). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 246) رقم (631)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2288)، والصحيحة (2047). (¬3) انظر: الإصابة (8/ 72).

(إنا آل محمَّد) منصوب كما قلناه في معشر وآله هم بنو هاشم والمطلب وقيل غير ذلك وخبر إن: (إن لا تحل لنا الصدقة) قيل أي الفرض لأنها المتبادرة عند الإطلاق وقيل مطلقا النفل والفرض وهو مذهب مالك والأول للشافعية والحنفية وغيرهم. (حم حب) (¬1) عن الحسن بن علي) عليهما السلام قال الراوي عن الحسن - رضي الله عنه -: كنا عند الحسن بن علي عليهما السلام فقيل له: ما عقلت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كنت أمشي معه فمر على تمر من تمر الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في فيّ فأخذها بلعابها فقال بعض القوم: ما عليك لو تركتها فذكره، قال في الفتح: إسناده قوى وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. 2515 - "إنا نهينا أن ترى عوراتنا". (ك) عن جبار بن صخر. (إنا نهينا أن ترى عوراتنا) يحتمل أن المراد هو والأنبياء أو هو وأمته عد ابن عبد السلام من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - إنها لا تُرى عورته ولو رآها أحد طمست عيناه، قال القاضي: كان نهيه عن التعري وكشف العورة من قبل أن يبعث بخمس سنين والنهي ثابت للأمة من عدة أحاديث. (ك) (¬2) عن جبار) بجيم وموحدة تحتية وراء قال في الإصابة (¬3): من قال حيان فقد صحف (ابن صخر) بالمهملة فمعجمة صحابي ووهم من قال ابن ضمرة. 2516 - "إنك امرؤ قد حسن الله تعالى خلقك فأحسن خلقك". ابن عساكر عن جرير. (إنك) أي يا جرير بن عبد الله. (امرؤ قد أحسن الله خلقك) بفتح الخاء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 200، 201)، وابن حبان (722)، وانظر فتح الباري (3/ 355)، والمجمع (3/ 90)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2280). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 222)، وانظر الإصابة (2/ 220)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2290، والصحيحة (1706). (¬3) انظر: الإصابة (1/ 449).

المعجمة (فأحسن خلقك) بضمها أي ضم الحسن إلى الحسن ولا تمحقه بضم القبيح إليه وفيه أن حسن الأخلاق اكتسابي وقدمنا تحقيق ذلك (ابن عساكر (¬1) عن جرير) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأتيه الوفود فيبعث إلى فألبس حلتي ثم أجيء فيباهي بي ويقول: "يا جرير إن ربك" إلى آخره ورواه الخرائطي والديلمي وقال الحافظ العراقي: وفيه ضعف. 2517 - "إنك كالذي قال الأول اللهم ابغني حبيبا هو أحب إلى من نفسى". (م) عن سلمة بن الأكوع (صح). (إنك) أي يا سلمة. (كالذي قال الأول) بالجر بدل من الذي وفاعل قال عائد الذي ومقول القول (اللهم ابغني) بهمزة وصل أمر من البغاء أي أطلب وبهمزة قطع من الإبغاء أعنى على الطلب. (حبيبًا هو أحب إلي من نفسي) وسببه أنه - صلى الله عليه وسلم - أعطى سلمة بن الأكوع جحفة أو درقة أو ترسًا فأعطاها سلمة عمه جابر بن الأكوع وذلك في الحديبية فقاله له - صلى الله عليه وسلم -. (م) (¬2) عن سلمة بن الأكوع ورواه عنه غيره. 2518 - "إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسمائكم". (حم د) عن أبي الدرداء. (إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم) فيقال: فلان بن فلان، وفيه أنهم يضافون إلى آبائهم، وأما حديث الطبراني (¬3): "إنهم يدعون بأسماء ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر، انظر مختصر تاريخ دمشق (1/ 767)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (5)، الديلمي في الفردوس (495)، انظر: تخريج أحاديث الإحياء (6/ 323). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2032)، والضعيفة (3210). (¬2) أخرجه مسلم (1807). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 122) رقم (11242)، وورد في المطبوع "بأسمائهم" ولعل الصواب "أمهاتهم"، وقال السخاوي في المقاصد (بص: 69): له طرق كلها ضعاف.

أمهاتهم سترًا مثله على عباده" (¬1) وقال ابن القيم (¬2): إنه ضعيف باتفاق أهل العلم فلا يعارض هذا وأما من انتفى عن أبيه بلعان ونحوه فيدعى بما يدعى به في الدنيا. (فأحسنوا أسمائكم) لأنها يستقبح في الآخرة ما يستقبح في الدنيا ويستحسن فيها ما يستحسن فيها (حم د) (¬3) عن أبي الدرداء)، قال النواوي: في التهذيب: إسناده جيد، وتبعه الزين العراقي، وقال ابن حجر في الفتح: رجاله ثقات إلا أن في سنده انقطاع. 2519 - "إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله". (حم (صح) ت هـ ك) عن معاوية بن حيده. (إنكم تتمون سبعين أمة) كأن المراد بالعدد مجرد الكثرة، وإلا فالأمم أكثر من ذلك، ويحتمل أن المراد بها الأمم المطيعة لرسلها، ويرشد إليه الإتيان باسم التفضيل في قوله: (أنتم خيرها وأكرمها على الله) أي في منازلكم لديه لما اختاره لكم من الشرائع والأحكام. (حم ت هـ ك) (¬4) عن معاوية بن حيده)، رمز المصنف على أحمد بالصحة. 2520 - "إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي". (طب) عن خالد بن عرفطة (إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي) أي ينالكم البلاء بسببهم لأن الله قد أمركم بحبهم قال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ¬

_ (¬1) انظر الميزان (1/ 327)، واللسان (1/ 344)، وفيض القدير (2/ 553). (¬2) انظر: تحفة المودود (ص: 149). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 194)، وأبو داود (4948)، والبيهقي في السنن الكبرى (9/ 306)، وتخريج أحاديث الإحياء (2/ 65)، وانظر تهذيب الأسماء للنووي (1/ 40)، وفتح الباري (10/ 577)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2036)، والضعيفة (5460). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 61)، والترمذي (3001)، وابن ماجة (4288)، والحاكم (4/ 84)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2301).

[الشورى: 23] وأنك لا تفون لهم بحقهم، وقد كان كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - فإنه تحزب الناس عليهم وسفكوا دماءهم وأزاحوهم عن حقهم (طب) (¬1) عن خالد بن عرفطة) قيل: بفتح أوله وضبط على خط المصنف بالضم، رجاله رجال الصحيح كما قاله الهيثمي: إلا عمارة بن يحيى بن خالد، وقد وثقه يحيى. 2521 - "إنكم ستلقون بعدي أثره فاصبروا حتى تلقوني غدًا على الحوض". (حم ق ت ن) عن أسيد بن حضير، (حم ق) عن أنس (صح). (إنكم) أيها الأنصار كما دل له ما يأتي (ستلقون بعدي أثره) بفتح الهمزة والمثلثة وبضم الهمزة وسكون المثلثة: أي يفضل عليكم غيركم في الفيء والحظوظ الدنيوية فإذا رأيتم ذلك. (فاصبروا) ولا تنازعوا الأمر أهله. (حتى تلقوني غدًا على الحوض) ولا يعارضه أحاديث النهي عن المنكر لأن هذا فيما يلزم منه سفك دم وتحريك فتنة وقيل: إن هذا ترك للانتصاف للنفس في حقها وهو جائز أولًا، واعلم أن الحديث من أعلام النبوة فقد وقع ما ذكره - صلى الله عليه وسلم - وقد صبرت الأنصار كما وصاهم فإنه لما قدم معاوية في إمارته من الشام تخلف عن لقائه أبو قتادة ولم يلقه مع الأنصار ثم دخل عليه فقال، مالك لا تتلقانا؟ قال: لم يكن عندنا دابة، قال: أين النواضح -يعني الإبل- التي تسقى عليها الزرع؟ يعرض بأنهم زراعة قال: قطعناها في طلبك يوم بدر -يعرض بأنهم حرابه وقد قاتلوه وقاتلوا أباه- ثم قال: وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنه ستلقون بعدي أثرة"، قال: فماذا؟ قال: قال "فاصبروا حتى تلقوني على الحوض" قال فاصبروا إذا فقال عبد الرحمن بن حسان من أبيات: ألا أبلغ معاوية بن حرب ... أمير الظالمين نثا كلامي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 192) رقم (4111)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 194)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2037)، والضعيفة (3212).

بأنا صابرون فمنظروكم ... إلى يوم القيامة والخصامِ وفيه توصية لكل من استؤثر عليه بالصبر، وإعلام بأن الدنيا ينال حظوظها من لا يستحقها. (حم ق ت ن) (¬1) عن أسيد بن حضير) كلاهما مصغران (حم ق) عن أنس، قال الهيثمي: ورجال أحمد رجال الصحيح. 2522 - "إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر لا تضامون فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها". (حم ق 4) عن جرير (صح). (إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر لا تضامُّون) قال المصنف في شرح السنن: تضامون بتخفيف الميم من الضيم وهو الظلم، والمعنى إنكم ترونه جميعًا لا يظلم بعضكم بعضا في رؤيته، وبالتشديد وفتح التاء وأصله لا تتضامون حذفت إحدى التاءين وأغنت عنها الأخرى: من الانضمام الازدحام أي لا تزاحم بكم في رؤيته بالانضمام كما يجري عند رؤية الهلال مثلا فيراه كل منكم وهو في سعة. (فإن استطعتم أن لا تغلبوا) بالبناء للمجهول: أي لا يغلبكم أسباب الغفلة المنافية للاستطاعة. (على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها) يعني الفجر والعصر كما في رواية مسلم، قال البيضاوي: ترتيب هذا على ما قبله يشير إلى أن المواظب على إقامة الصلاة والمحافظ عليها خليق بأن يرى ربه، وإنما خص الصلاة لما في الصبح من ميل النفس إلى الاستراحة واستغراق النوم، ولما في العصر من قيام الأسواق واشتغال الناس بالمعاملات، فمن حافظ على هاتين الصلاتين فبالأحرى أن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 351)، والبخاري (3792)، ومسلم (1845)، والترمذي (2189)، والنسائي (8/ 224) عن أسيد بن حضير، وأخرجه أحمد (3/ 111)، والبخاري (3793)، ومسلم (1845) عن أنس.

يحافظ على غيرهما. (حم ق 4) (¬1) عن جرير النخعي وفي الباب غيره. 2523 - "إنكم ستحرصون على الإمارة، وإنها ستكون ندامة وحسرة يوم القيامة، فنعمت المرضعة، وبئست الفاطمة". (خ ن) عن أبي هريرة (صح). (إنكم ستحرصون على الإمارة) أي الخلافة وطلبها. (وإنها ستكون ندامة) أي على الدخول فيها وطلبها. (وحسرة يوم القيامة) بما يرون من عقوباتها وأسفا حيث دخلتم فيها ولم تعملوا ما تؤجرون فيه. (فنعمت المرضعة) لحلاوتها ولذتها. قلت: في التعبير بالمرضعة إشارة إلى أن الداخل مع عظم خطرها كالطفل الرضيع. (وبئست الفاطمة) فإنها تنقطع لذتها وتطول حسرتها، والذم عائد إلى الحالة التأسفية عن الفطام من انحطاط الجاه والمذمة والعقوبة. (خ ن) (¬2) عن أبي هريرة) قال قلت: يا رسول الله ألا تستعملني، فذكره. 2524 - "إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم، وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش". (حم د ك هب) عن سهيل بن الحنظلية. (إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا رحالكم) أي ركابكم (وأصلحوا لباسكم) بتحسينه وتنظيفه وتطييبه. (حتى تكونوا كأنكم في الناس شامة) أي في حسن الهيئة والنظر إليكم كما ينظر الشامة دون باقي الجسد، وفيه ندب تحسين الهيئة وترجيل الشعر وإصلاح اللباس والنظافة (فإن الله لا يحب الفحش ولا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 360)، والبخاري (554)، ومسلم (633)، وأبو داود (4729)، والترمذي (2554)، والنسائي، وابن ماجة (177). (¬2) أخرجه البخاري (7148)، والنسائي (7/ 162).

التفحش) هو من صفات الأقوال، وحقيقته مجاوزة الحد فيه حيث يستقبح ويستهجن وقد يوصف به الفعل قليلًا يقال: فعل فاحش كأنه نقله إلى صفات الهيئة إذ الكلام فيها، ويحتمل أنه استطرده وأشار به إلى أن عدم التحسين سبب لصدور الفاحش من القول من الذين يلقونه والله لا يحبه فلا يتركون شيئا يسبب عنه ما لا يحبه الله. (حم د ك هب) (¬1) عن سهيل بن الحنظلية) صحابي صغير والحنظلية أمه، قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 2525 - "إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا". (حم م) عن أبي سعيد (صح). (إنكم مصبحوا عدوكم) جمع مصبح اسم الفاعل، وضبط عدوكم بالفتح فحذف النون للتخفيف وإن روى مكسورًا فوجهه واضح أي موافونهم في الصبح. (والفطر أقوى لكم) على قتال عدوكم لأن بالطعام تقوى الأعضاب والأعضاء. (فأفطروا) قاله حين دنا من مكة عام الفتح، وأخذ منه أن الفطر للجهاد ولا للسفر فلو وافاهم العدو في الحضر واحتيج إلى الفطر ليتقوى عليه جاز، قال ابن القيم (¬2): وبه أفتى ابن تيمية في حرب وقع بدمشق (حم م) (¬3) عن أبي سعيد). 2526 - "إنكم لن تدركوا هذا الأمر بالمغالبة". ابن سعد (حم هب) عن ابن الأدرع. (إنكم لن تدركوا هذا الأمر) أي أمر الدين. (بالمغالبة) لأنفسكم بأن تغلبوها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 179)، وأبو داود (4089)، والحاكم (4/ 183)، والبيهقي في الشعب (6204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2039)، والضعيفة (2082). (¬2) زاد المعاد (2/ 50). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 35)، ومسلم (1120)، وأبو داود (2406).

في الاجتهاد في الطاعات، فإن الدين متين كما تقدم، لن يغالبه أحد إلا غلبه. ابن سعد (حم هب) (¬1) عن ابن الأدرع) بالمهملة أوله وآخره بينهما راء، اسمه: سالم أو محجن، وهو ممن عرف بابنه ولم يذكر باسمه (¬2)، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 2527 - "إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به هلك ثم يأتي زمان من عمل منهم بعشر ما أمر به نجا" (ت) عن أبي هريرة. (إنكم في زمان من ترك منكم عشر ما أمر به) من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأوامر الشرعية. (هلك) لأنه زمان كمل فيه أمر الدين، وأمن فيه عباد الله من أعدائهم من المشركين، فالدين عزيز، وفي أنصاره كثرة، وأنتم فيه تصطحبون بأنوار النبوة فإن فرطتم في شيء كنتم هالكين لأنه لا عدو لكم في ذلك. (ثم يأتي زمان) يضعف فيه الإِسلام، ويكثر الفجار، والدجالون، والمردة من الأشرار. (من عمل منهم) أي من أهل ذلك العصر. (بعشر ما أمر به نجا) لأنه المقدور ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها قال الغزالي (¬3): لولا إشارة المصطفى بأنه يأتي زمان من تمسك فيه بعشر ذلك نجا لكان جديرًا بنا أن نقتحم والعياذ بالله ورطة اليأس والقنوط مما نحن فيه من سوء أعمالنا فنسأل الله أن يعاملنا بما هو أهله وأن يستر سيئات أعمالنا كما يقتضيه فضله وكرمه. (ت) (¬4) عن أبي هريرة) قال الترمذي: غريب وأورده ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 337)، والبيهقي في الشعب (581)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 369)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2311)، والصحيحة (1709). (¬2) انظر: الاستيعاب (1/ 424)، وأسد الغابة (1/ 97). (¬3) انظر: إحياء علوم الدين (3/ 349). (¬4) أخرجه الترمذي (2267)، وانظر علل ابن أبي حاتم (2/ 429)، والأمالي الحلبية لابن حجر برقم (12)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2038)، والضعيفة (684).

الجوزي في الواهيات وقال النسائي: حديث منكر ورواه أبو نعيم بن حماد وليس بثقة (¬1). 2528 - "إنكم لا ترجعون إلى الله تعالى بشيء أفضل مما خرج منه". (حم) في الزهد (ت) عن جبير بن نفير مرسلًا عنه جبير وعن أبي ذر (صح). (إنكم لا ترجعون إلى الله تعالى) أي لا تعاودون إليه وإلى لقائه وجزائه. (بشيء أفضل مما خرج منه) أي خرج من كلامه وأمره قال البخاري: خروجه منه ليس كخروجه منك إن كنت تفهم، وقال ابن فورك: الخروج خروج جسم من جسم لمفارقة محله واستبداله محلًا آخر وذا محال هنا وظهور شيء من شيء يقال خرج لنا منك تبع فهو المراد هنا انتهى. قلت: كلامه قاصر فالخروج خروج جسم أو عرض من جسم ومنه خروج الكلام وما هنا فالحق الإيمان به وعدم التعرض لتفسير الكيفية وقوله: (يعني القرآن) كأنه مدرج من كلام الراوي والحديث إخبار بأن خير ما ادخره العبد معرفة كلام الله سبحانه والعمل به. (حم) في الزهد (ت) عن جبير بن نفير مرسلًا)، وصححه وعليه رمز المصنف بها، (ك) (¬2) عنه عن جبير وعن أبي ذر)، وقال البخاري في كتابه "خلق الأفعال": إنه لا يصح لإرساله وانقطاعه وأقره الذهبي. 2529 - "إنكم اليوم على دين وإني مكاثر بكم الأمم فلا تمشوا بعدي القهقرى". (حم) عن جابر. ¬

_ (¬1) انظر: العلل المتناهية لابن الجوزي (برقم 1425). (¬2) أخرجه أحمد في الزهد (1143)، والترمذي (2912)، والحاكم (2/ 441)، والبخاري في خلق أفعال العباد (1/ 104)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 35)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2042)، والضعيفة (961).

(إنكم اليوم على دين) نكره للتعظيم أي عظيم كامل في قوته وصلابته وهدايته إلى سبل السلام. (وإني مكاثر بكم الأمم) أي أمم الرسل المطيعة لهم (فلا تمشوا بعدي القهقرى) يعني إلى ورائكم وهي الدنيا لأنها تخلف وراءهم وهم مأمورون بالمشي إلى أمامهم وهي الآخرة وهو كناية عن الاشتغال بالدنيا والاجتهاد في طلبها. (حم) (¬1) عن جابر)، قال الهيثمي: فيه مجالد بن سعد وفيه خلاف. 2530 - "إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" البزار (حل ك (صح) هب) عن أبي هريرة. (إنكم لا تسعون الناس بأموالكم) أي أنها تضيق عن الوفاء بما يطيب به نفوسهم وأنتم مأمورون بإطابة أنفسهم واستجلاب ودهم ولكن (ليسعهم منكم بسط الوجه) أي بشره وطلاقته (وحسن الخلق) وهو حث على إحسان الخلق إلى الخلق (البزار (حل ك هب) (¬2) عن أبي هريرة)، قال البيهقي: تفرد به عبد الله بن سعيد واهٍ بمرة، قال الفلاس: منكر الحديث متروك، يحيى استبان لي كذبه وقد رواه أبو يعلى، والمصنف صحح على رمز الحاكم، وقال العلائي: وهو حسن. 2531 - "إنكم لن تروا ربكم عز وجل حتى تموتوا". طب في السنة عن أبي أمامة. (إنكم لن تروا ربكم عز وجل حتى تموتوا) النفي عام في منام ويقظة، وقالت طائفة ممن يجيز رؤيته في الآخرة: إنه يستحيل رؤيته تعالى في المنام؛ لأن ما يرى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 354)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 295)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2035). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3121)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 25)، والبيهقي في الشعب (8054)، والحاكم (1/ 124)، وأبو يعلى (6550)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2043)، والضعيفة (634).

النائم خيال ومثال والله يتعالى عن ذلك ولأن النوم حدث ولا يليق حال النوم بهذه الكرامة (طب) (¬1) في السنة عن أبي أمامة). 2532 - "إنما الأسود لبطنه وفرجه". (عق طب) عن أم أيمن (ض). (إنما الأسود لبطنه وفرجه) أي ليس همه إلا ذلك، وهو خاصه للنوع، فلا ينقضه تفرد أفراد بخلاف ذلك، كما ورد في: الأربعة من السودان الثناء عليهم، سيأتي في خبر. (عق طب) (¬2) عن أم أيمن)، قال الهيثمي: فيه خالد بن محمَّد من آل الزبير منكر الحديث ونازعه المصنف، وقال ضعيف: لا موضوع. 2533 - "إنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أسفله طاب أعلاه وإذا فسد أسفله فسد أعلاه". (هـ) عن معاوية. (إنما الأعمال كالوعاء) بكسر الواو واحد الأواعي ويكون الظرف وأريد بها هنا المظروف من إطلاق المحل على الحال والمراد المائعات لا من الذي يصدق عليه الصفة. (إذا طاب أسفله طاب أعلاه) ضربه مثلًا للعمل والنية وأن النية إذا صلحت صلح العمل لأنها أصله وأساسه. (وإذا فسد أسفله فسد أعلاه) لذلك لأنه وإن صلح ظاهره فلا ينفع مع فساد أسفله. (هـ) (¬3) عن معاوية)، فيه الوليد بن مسلم ثقة مدلس وعلته عبد الرحمن بن يزيد، قال في الضعفاء (¬4): ضعفه أحمد، وقال البخاري: منكر الحديث. 2534 - "إنما الإِمام جنة يقاتل به". (د) عن أبي هريرة. (إنما الإِمام) أي الأعظم. (جنة) بضم الجيم أي وقاية وساتر وترس تحمى ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (428)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2312). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 14)، والطبراني في الكبير (25/ 89) رقم (229)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 235)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2044)، والضعيفة (3218): موضوع. (¬3) أخرجه ابن ماجة (4199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2320). (¬4) انظر المغني (2/ 389).

بها بيضة الإسلام. (يقاتل به) مبني للمجهول أي يقاتل الناس بشوكته وقوته وهيبته وليس عليه مباشرة القتال (د) (¬1) عن أبي هريرة)، ورواه مسلم بزيادة ولفظه: "إن الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به؛ فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرًا وإن قال بغيره فإن عليه فيه وزرًا". 2535 - "إنما الأمل رحمة من الله لأمتي لولا الأمل ما أرضعت أم ولد ولا غرس غارس شجرًا". (خط) عن أنس. (إن الأمل) قال ابن حجر: الأمل رجاء ما تحبه النفس من نحو طول عمر وصحة وزيادة غنى. (رحمة من الله) أي من الله تعالى. (لأمتي) ولسائر الأمم أيضا وأبان وجهه بقوله: (لولا الأمل ما أرضعت أم ولد ولا غرس غارس شجرًا) والتناسل وعمارة هذه الدار قد قضت بها حكمة الله تعالى فجعل سبب ذلك الأمل وجعله رحمة تعمر به الديار وتغرس به الأشجار وتربى به الأطفال وتنمو به الأموال. (خط) (¬2) عن أنس)، قال الخطيب عقيبه: هذا الحديث باطل بهذا الإسناد ولا أعلم من جاء به إلا إسماعيل بن محمَّد الرازي وكان غير ثقة. 2536 - "إنما البيع عن تراض". (هـ والضياء) عن أبي سعيد (صح). (إنما البيع) أي الشرعي الصحيح المعتبر عند الشارع الذي يترتب عليه صحة الملك هو الصادر. (عن تراض) من البائع بإخراج السلعة عن ملكه ومن المشتري بإدخاله في ملكه وهو إخراج لبيع المكره فليس يبيع معتبر قالوا: ولما كان الرضا أمرًا قلبيًا حفيا نيط البيع بالعقد الدال صدوره على الرضا وقيل لا اعتبار بالألفاظ بل إذا ظهر الرضا ثبت العقد، والحديث دليل له بأنه لم يعتبر غير ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1841)، وأبو داود (2757) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2321). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (2/ 52)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2045)، والضعيفة (3217): موضوع.

الرضا، فلو كان اللفظ الدال عليه معتبرًا لذكره والحديث سببه كما ذكره راويه: "أنه قدم يهودى بتمر وشعير وقد أصاب الناس جوع فسألوه أن يسعر لهم فأبى" وذكره. (هـ) والضياء (¬1) عن أبي سعيد)، رمز المصنف لصحته. 2537 - "إنما الحلف حنث أو ندم". (هـ) عن ابن عمر (صح). (إنما الحلف حنث) أي أثم إن لم يف بما أقسم عليه. (أو ندم) قال العراقي: هو توجع القلب عند شعوره بفوات محبوب فالحالف أما أن يف فيندم؛ لأنه قد يحلف على شيء يعرض له محبة فعله، فأما أن يحنث فيأثم فالحديث تحذير من الحلف، وقيل المراد: إن كانت صادقة ندم أو كاذبة حنث وهذا مقيد لما إذا لم ير غير ما حلف عليه خيرًا منه؛ فإنه يصلح له الحنث ولا إثم عليه فإنه لا يأذن الشارع بفعل ما فيه إثم. (هـ) (¬2) عن ابن عمر)، فيه يسار بن كدام، قال الذهبي: ضعفه أبو زرعة وغيره. قلت: والعجب رمز المصنف عليه بالصحة. 2538 - "إنما الربا في النسيئة". (حم م ن هـ) عن أسامة بن زيد (صح). (إنما الربا في النسيئة) بالنون فسين مهملة فمثناة تحتية، في النهاية (¬3): هو البيع إلى أجل معلوم يريد أن يبيع الربويات من غير تقابض هو الربا، وإن كان بغير زيادة وهذا مذهب ابن عباس كان يرى بيع الربويات متفاضلة مع التقابض جائزا، وإن الربا مخصوص بالنسيئة انتهى، وذلك ملاحظة منه لمفهوم الحصر المفاد لإنما، وإن دل أنه لا ربا في غير النسيئة، وقال الجماهير: هذا حصر ادعائي لقيام الدليل على تحريم ربا الفضل أيضًا، وإليه رجع ابن عباس. (حم م ن هـ) (¬4) عن أسامة بن زيد)، وعنه رواه ابن عباس. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2185)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2323). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2046)، والضعيفة (3758). (¬3) انظر النهاية (5/ 45). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 200)، ومسلم (1596)، والنسائي (7/ 281)، وابن ماجة (2257).

2539 - "إنما الشؤم في ثلاثة في الفرس والمرأة والدار". (خ د هـ) عن ابن عمر (صح). (إنما الشؤم) بضم المعجمة: ضد اليُمن، كائن. (في ثلاثة في الفرس) إذا لم يغر عليه، أو كان جمودًا أو شموسًا ومثله الحمار إذ في رواية: "في الدابة" (والمرأة) إذا كانت غير ولودًا، أو سليطة اللسان، وتشمل السرية والخادم كما قيل. (والدار) إذا كانت ضيقة أو جارها جار سوء أو بعيدة عن المسجد، ومثلها الخان والدكان، قيل: إنه خص هذه الثلاثة حديث: "لا طيرة ... " قاله ابن قتيبة، وإن من تشاءم بشيء منها حل به ما كره، وقريب منه في النهاية (¬1) ولعل الوجه الأول الذي ذكرناه في ضمن تفسير الثلاثة. (خ د هـ) (¬2) عن ابن عمر)، وكل ما فيه أحد الشيخين أو كلاهما فإنه يرمز المصنف لصحته. 2540 - "إنما الطاعة في المعروف". (حم) ق عن علي (صح). (إنما الطاعة) يشتمل أن اللام للعهد أي المأمور بها في الآية لقوله: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] فالمراد طاعة الأمراء لأن طاعة الله ورسوله لا تكون إلا: (في المعروف) ويدل له سبب الحديث وهو أنه أمر - صلى الله عليه وسلم - بعض أصحابه على سرية وأمرهم بطاعته فأمرهم أن يوقدوا نارًا ويدخلوها فأبوا فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لو دخلوها ما خرجوا منها" ثم ذكره ويحتمل أنه عام لطاعة كل من أمر بطاعته من الأمراء أو الزوج والوالدين وغيرهم. (حم ق) (¬3) عن علي) كرم الله وجهه، ورواه عنه أيضًا أبو داود والنسائي وغيرهما. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 510). (¬2) أخرجه البخاري (2858)، ومسلم (2225)، وأبو داود (3922)، وابن ماجة (1995). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 82، 94)، والبخاري (4340)، ومسلم (1840)، وأبو داود (2625)، والنسائي (7/ 159).

2541 - "إنما العُشُوُر على اليهود والنصارى، وليس على المسلمين عشور". (د) عن رجل. (إنما العُشُوُر على اليهود والنصارى) إذا صولحوا عليه قال في النهاية (¬1): يعني ما كان من أموالهم للتجارات دون الصدقات، والذي يلزمهم من ذلك عند الشافعي ما صولحوا عليه وقت العهد فإن لم يصالحوا على شيء فلا يلزمهم إلا الجزية وقال أبو حنيفة: إذا أخذوا من المسلمين إذا دخلوا بلادهم للتجارة أخذنا منهم إذا دخلوا بلادنا للتجارة انتهى. (وليس على المسلمين عشور) قيل أراد به ما كان يأخذه الملوك على أموال التجارة فإنه لا يوجد من المسلمين ولم يرد به الصدقات وقيل: أراد به جزية الرؤوس بدليل مقابلته باليهود والنصارى بناء على أنه أراد بالأول الجزية. (د) (¬2) عن رجل من بني تغلب علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف يأخذ الصدقة من قومه، فقال: "إذا عشرهم ... " فذكره قال عبد الحق: هو حديث في سنده اختلاف ولا أعلمه من طريق يحتج به، وأورده أحمد في المسند قال الهيثمي: وفيه عطاء بن السائب اختلط وبقية رجاله ثقات. 2542 - "إنما الماء من الماء". (م د) عن أبي سعيد (حم ن هـ) عن أبي أيوب (صح). (إنما الماء من الماء) أي إنما يجب الاغتسال بالماء إذا خرج الماء أي المني سواء خرج بشهوة أم بدونها من ذكر أو أنثى ومفهوم الحصر منسوخ بحديث: "إذا جلس بين شعبها الأربع ثم أجهدها فقد وجب الغسل" (¬3) زاد مسلم: "وإن ¬

_ (¬1) انظر النهاية (3/ 239). (¬2) أخرجه أبو داود (634)، وأحمد (3/ 474)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 274)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2050). (¬3) أخرجه البخاري (291)، ومسلم (348).

لم ينزل" قيل: كان الماء من الماء رخصة أول الإِسلام لما في حديث أبي بن كعب: "كان الماء من الماء" رخصه رخصها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول الإِسلام ثم أمر بالغسل بعدها وقيل لا حاجة إلى القول بنسخه لأن حديث: "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل" مقدم عليه لأن دلالته على وجوب الغسل بالمنطوق ودلالة هذا الخبر بالمفهوم، والمنطوق مقدم على المفهوم لأن في حجيته خلاف. (م د) عن أبي سعيد) قال: خرجت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين إلى قباء حتى إذا كنا في بني سالم وقف على باب عتبان وصرخ به فخرج يجر إزاره فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعجلنا الرجل" فقال: يا رسول الله أرأيت الرجل يعجل عن امرأته ولم يمن ماذا عليه فذكره. (حم ن هـ) (¬1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لصحته. 2543 - "إنما المدينة كالكير تنفى خبثها وتنصع طيبها". (حم ق ت ن) عن جابر (صح). (إنما المدينة) أي طيبة فإنه غلب عليها لفظ المدينة حتى لا يتبادر عند الإطلاق غيرها. (كالكير) آلة للنفخ تفرد به ووجه الشبه هو قوله: (تنفي) بفتح المثناة الفوقية من النفي ويروى بالقاف مشددة من التنقية. (خبثها) بفتح المعجمة وفتح الموحدة ويروى بضمها وسكون الموحدة وأريد به من لا يليق بجوار المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. (وتنصع) بنون وصاد مهملة من باب التفعيل ويروى من باب فعل مخففا أي تخلص. (طيبها) بفتح الطاء وتشديد الموحدة وبكسر الطاء وتخفيف الموحدة، قال ابن حجر في تخريج المختصر: نصع بنون وصاد وعين مهملة ضبط في أكثر الروايات بفتح أوله من الثلاثي وطيبها مرفوع فاعل وفي بعضها بضم أوله من الرباعي وطيبها بالنصب ونصع معناه خلص وأنصع ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (343)، وأبو داود (217) عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه أحمد (5/ 416)، والنسائي (1/ 115)، وابن ماجة (607) عن أبي أيوب.

معناه: أظهر ما عنده وكلا المعنيين ظاهر انتهى قيل: وهذا مختص بزمنه - صلى الله عليه وسلم - وسببه أنه وصل إليه أعرابي فبايعه فوعك بالمدينة، فقال يا رسول الله: قلني بيعتي فأبى، فخرج فذكره، والمراد الإقالة من الإِسلام أو من الهجرة، وقيل: يكون آخر الزمان عند ظهور الدجال لما ورد من أن المدينة ترجف بأهلها عند خروجه فلا يبقى منافق ولا كافر إلا خرج إليه وقد استدل بالحديث على أن إجماع أهل المدينة حجة ولا ظهور فيه على ذلك. (حم ق ت ن) (¬1) عن جابر). 2544 - "إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة". (حم ق ت هـ) عن ابن عمر (صح). (إنما الناس كإبل مائة) قال نجم الدين: ربما وصف باسم العدد كما هنا. (لا تكاد تجد فيها راحلة) أي مرحولة وهي النجيبة المختارة يقال من الإبل على المركوب المدرب الحسن الفعال القوي على الحمل والسفر يطلق على الذكر والأنثى قال الزمخشري: يريد أن الرضى المنتخب في عزه وجوده كالنجيبة التي لا توجد في كثير من الإبل وقال القاضي: معناه لا تكاد تجد في مائة إبل راحلة تصلح للركوب رطبه سهلة الانقياد فكذا لا تجد في مائة من الناس من يصلح للصحبة ويعين صاحبه ويلين له جانبه، قيل ضرب المثل بالراحلة لأن أهل الكمال حاملين عن أتباعهم المشاق ومذللة لهم الصعب في جميع الآفاق. (حم ق ت هـ) (¬2) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 306)، والبخاري (7209)، ومسلم (1383)، والترمذي (3920)، والنسائي (7/ 151). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 139)، والبخاري (6498)، ومسلم (2547)، والترمذي (2872)، وابن ماجة (3990).

2545 - "إنما النساء شقائق الرجال". (حم د ت) عن عائشة البزار عن أنس (صح). (إنما النساء شقائق الرجال) أي نظائرهم وأمثالهم في الطباع والأخلاق كأنهن شققن منهم ولأن حواء خلقت من آدم والشقائق قطع غلاظ بين جبال الرمل وهو جمع شقيقة وقيل هي الرمال أنفسها وسببه أنه سئل - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يجد بللا ولم يذكر احتلامًا قال: "يغتسل" قيل فالمرأة فذكره وفيه أن النساء مثل الرجال في الأحكام إلا ما خصه الدليل. (حم د ت) (¬1) عن عائشة)، أشار الترمذي إلى أن فيه عبد الله بن عمر بن حنظل ضعفه يحيى بن سعيد والعجب رمز المصنف عليه بالصحة. (البزار عن أنس)، قال ابن القطان (¬2): هو من طريق عائشة ضعيف ومن طريق أنس صحيح. 2546 - "إنما الوتر بالليل". طب عن الأغر بن يسار. (إنما الوتر بالليل) سببه عن راويه قال: أتى رسول الله رجل فقال يا نبي الله إني أصبحت ولم أوتر فذكره أي إنما وقته المقدر له شرعًا الليل فلا يشرع في غيره وهو دليل من قال: لا يوتر من نام عن وتره بعد الفجر وقيل: سن قضاؤه. (طب) (¬3) عن الأغر)، بفتح المعجمة بعدها راء (ابن يسار) مزني له صحبة (¬4) وفي نسخة بعد الطبراني الضياء ولم يثبت. 2547 - "إنما الولاء لمن أعتق". (خ) عن ابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 256)، وأبو داود (236)، والترمذي (113) عن عائشة، والبزار كما في كشف الأستار (236) عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2333)، والصحيحة (2863). (¬2) انظر: الوهم والإيهام (5/ 270). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 302) رقم (891)، والضياء في المختارة (1499)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2335)، والصحيحة (1712). (¬4) انظر: الإصابة (1/ 96).

(إنما الولاء) بفتح الواو والمد. (لمن أعتق) قاله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة لما أرادت شراء بريرة وأراد مواليها اشتراط ولائها لهم فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الولاء للمعتق وأنه لا اعتبار لشرط البائع واستدل بمفهومه على أنه لا ولاء لمن أسلم الرجل على يديه وبمنطوقه على إثباته لمن أعتق شائبة بملك. والحديث فيه فوائد تزيد على أربعمائة وقد صنف فيه ابن جرير وابن خزيمة تصنيفين كبيرين أكثرا فيه من الاستنباط كما ذكره النووي (¬1). (خ) (¬2) عن ابن عمر)، ورواه أيضًا مسلم في العتق ورواه أبو داود والنسائي. 2548 - "إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين". (ت) عن ثوبان. (إنما أخاف على أمتي) أي في دينهم أو فيه وفي دنياهم. (الأئمة المضلين) والإمام من يقتدي به القوم ويتبعونه في أقواله وأفعاله ضال كان أو مهتديا وإنما كان أخوف شيء على الأمة لأنه يقتدي به كل تابع فيه فيضل بضلاله الجماهير، قيل: ويحتمل أنه أريد به من يؤتم به فيشمل العلماء لأن ضلال العالم سب لضلال الجاهل، والحديث تحذير عن فتنة من ضل وأنه يحترز عنه من عرفه. (ت) (¬3) عن ثوبان)، ورواه أيضًا أبو داود، وفيه عبد الله بن فروخ تكلم فيه غير واحد. 2549 - "إنما استراح من غفر له". (حل) عن عائشة، ابن عساكر عن بلال. (إنما استراح من غفر له) سببه عن راويه قال: قام بلال فقال: يا رسول الله ماتت فلانة واستراحت، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره، أي أنه لا راحة بالموت بل الراحة في المغفرة فمن غفر له فهو الذي استراح، فإن الموت مع عدم المغفرة لا راحة فيه بل هو أشد من الحياة لإفضائه إلى دار الجزاء. (حل) (¬4) عن ¬

_ (¬1) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (10/ 139 - 144). (¬2) أخرجه البخاري (6752)، ومسلم (1504)، وأبو داود (3930)، والنسائي (7/ 300). (¬3) أخرجه الترمذي (2229)، وأبو داود (4252)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2316). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 295)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 210)، وأحمد (6/ 69، =

عائشة)، قال أبو نعيم: غريب من حديث ابن لهيعة، تفرد به المعافى ابن عمران، (وابن عساكر عن بلال)، وأخرجه أيضًا أحمد والطبراني والبزار بسند قال فيه الهيثمي: رجاله ثقات. 2550 - "إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين، وهو جالس". (حم هـ) عن ابن مسعود. (إنما أنا بشر) أي مخلوق يجري على ما يجري على المخلوق. (أنسى) بفتح الهمزة وتخفيف السين المهملة وقيل بضمها وتشديد المهملة: هو النسيان لغفلة القلب عن الشيء. (كما تنسون) قاله لما زاد أو نقص في بعض صلاته، قال ابن القيم (¬1): كان سهوه في الصلاة من إكمال نعمة الله على عبيده، وإكمال دينهم ليقتدوا به في ما شرعه عند السهو، ومنه يعلم جواز السهو على الأنبياء في الأحكام حتى يعلمهم الله به، فقد قال في الديباج (¬2): استدل به الجمهور على جواز النسيان عليه في الأفعال البلاغية والعبادات، ومنعه طائفة فتأولوا الحديث، وعلى الأول قالوا: بشرط تنبيهه فورًا متصلًا بالحادثة، وجوز قوم تأخيره مدة حياته واختاره إمام الحرمين، وأما الأقوال البلاغية فيستحيل السهو فيها إجماعًا وأما الأمور العادية والدنيوية فالأصح جواز السهو في الأفعال لا الأقوال. (فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين) أي آخر صلاته. (وهو جالس) وهل قبل السلام أو بعده؟ فيه خلاف ولا دليل في الحديث على أحدهما (حم هـ) (¬3) عن ابن مسعود) وأخرجه البخاري بلفظ: "إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما ¬

_ = 102)، والطبراني في الأوسط (9379)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2319). (¬1) انظر: زاد المعاد (1/ 276). (¬2) انظر: الديباج شرح مسلم بن الحجاج (2/ 241). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 379)، والبخاري (401)، ومسلم (572)، وأبو داود (1020)، وابن ماجة =

تنسون، فإذا نسيت فذكروني، وإذا شك أحدكم في صلاله فليتحرى الصواب، فليتم عليه ثم يسلم ثم يسجد سجدتين". 2551 - "إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلى فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحوٍ ما أسمع فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها". مالك (حم ق 4) عن أم سلمة (صح). (إنما أنا بشر) تقديم هذا الإخبار مع أنه - صلى الله عليه وسلم - يعلم أنهم يعلمونه ويعلمون أنه يعلمه للإعلام بأن ما أعطاه الله من الرسالة والإطلاع على المغيبات والخوارق لا ينافي أنه في بعض الأمور مثل غيره من البشر فلا يظن من حكم له أنه قد حل له أخذ ما حكم له به في نفس الأمر. (وإنكم تختصمون إلى) أي منتهين إلى مقامي بحكمي (ولعل بعضكم أن يكون ألحن) أي أبلغ وأفصح وأعلم بكيفية تصويره مقصودة وأفطن لإقامة دليله. (بحجته من بعض) فأقضي له (على نحوٍ) قيل بالتنوين. (ما أسمع) فإنها بنيت أحكام الشريعة على ذلك واستدل به من قال: لا يحكم بعلمه ولا يحكم إلا بما سمع في مجلس حكمه وبه، قال أحمد ومالك في المشهور وقال الشافعي: يقضى به، وقال أبو حنيفة: في المال فقط، إن قلت هو لا يحكم - صلى الله عليه وسلم - إلا على وفق البينة لا على وفق الدعوى فلا أثر معها لفطانة المدعى ولا لزيادته في اللحن على خصمه. قلت: نعم الحكم بالبينة إلا أنها فرع الدعوى فقد يكون لأحد الخصمين قوة في العبارة وحذاقة في تصوير الكلام وقلب الدعوى ودفع البينة ينسب إلى قلب الحق في الظاهر معه، وإن كان لخصمه ما لحنية أحد الخصمين سبب للحكم له، وإن كان الحكم بغير ما سمع منه بل بالبينة. (فمن قضيت له بحق مسلم) التقييد به لأنه غالب التشاجر بين المسلمين وإلا فالمعاهد مثله. (فإنما هي) أنث ¬

_ = (1203، 12011).

باعتبار الإخبار عنه بقطعة وإلا فهو عائد إلى الحق. (قطعة من النار) تمثيل لشدة العذاب على من يأخذه وأنه أخذ من النار قطعة يختص بها، والتنكير للتعظيم قال السبكي: إنها قضية شرطية لا تستدعي وجودها بل معناه إن ذا جائز ولم يثبت أنه حكم بحكم فكان بخلافه انتهى. قلت: هذا لا يعلم إلا بالوحي، وقد أذن الله له بالحكم بشرائطه المعروفة ولا يلزم أن يعلمه الله أن الحكم الذي وقع صحيحًا في الظاهر مختل في نفس الأمر ولا يقال: إنه يلزم إعلامه - صلى الله عليه وسلم - بذلك لو وقع لله يأخذ العبد الحرام بحكمه لأنا نقول بيانه - صلى الله عليه وسلم - أن حكمه لا يحلل ما أخذ على غير وجه كان في الإبلاغ. (فليأخذها أو ليتركها) هذا ليس أمرًا بل تهديدًا فإنه إذا أخبر أنها قطعة من النار فقد علم أنه - صلى الله عليه وسلم - ما بعث إلا لتحذير الأنام منها، فما أراد إلا تهديد الآخذ، واعترض بأنه إن أريد أن كلا من الصفتين للتهديد فإنه يمنع وأن قوله أو ليتركها للوجوب وهو خطاب للمقضى له معناه إن كان محقًا فليأخذ أو مبطلًا فليتركها فأن الحكم لا ينقض الأصل عما كان عليه: واعلم أنه قد استدل بالحديث على جواز خطأ المعصوم في الاجتهاد، وأقول لا دليل فيه وأنه إذا حكم بما أمره الله من البينة فحكمه بالنص لا بالاجتهاد وإذا اتفق أن البينة في نفس الأمر غير صحيحة فالخلل جاء من غير طريق الحكم ولا الحاكم فليس من الخطأ في الاجتهاد في شيء، وفي التنوير زيادة تحقيق في هذا. مالك (حم ق 4) (¬1) عن أم سلمة) قالت سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - خصومه في باب حجرته فخرج إليهم فذكره. 2552 - "إنما أنا بشر تدمع العين ويخشع القلب ولا نقول ما يسخط الرب والله يا إبراهيم إنا بك لمحزونون". ابن سعد عن محمود بن لبيد. ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1399)، وأحمد (6/ 308)، والبخاري (2458)، ومسلم (1713)، وأبو داود (3583)، والترمذي (1339)، والنسائي (8/ 233)، وابن ماجة (2317).

(إنما أنا بشر) قال الراغب (¬1): عبر عن الإنسان بالبشر اعتبارًا بظهور جلده بخلاف الحيوانات التي عليها صوف أو شعر أو وبر، ويستوي في لفظه الواحد والجمع. (تدمع العين) شفقة ورحمة. (ويخشع القلب) أي يلين ويرق وقدم دمع العين عليه مع أنها لا تدمع إلا إذا خشع لأنها التي يشاهدها المخاطب فالإخبار عنها أهم. (ولا نقول) عند المصيبة التي يتأثر عنها ما ذكر. (ما يسخط الرب) من ألفاظ الجزع. (ووالله يا إبراهيم) نداء لابنه - صلى الله عليه وسلم - وندبه له تصويرًا لعظيم موقعه في القلب كأنه مخاطب. (إنا بك) أي بسبب وفاتك. (لمحزونون) عبر بالجمع إما للإشارة بأن حزنه - صلى الله عليه وسلم - حزن جماعة، أو لأنه وأصحابه ومن يحبه حزن لحزنه - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل أن الضمير للوالد العظيم ثم تبعه جمع الخير ولا يخفى ما في هذا الإخبار من بث شكواه وحزنه - صلى الله عليه وسلم - على ولده وما في القسم من الإعلام بقوة الباعث على الإخبار لا لإنكار منكر، أو نزل الخالي عن الحكم منزلة المنكر والبكاء والحزن لا ينافي الرضا بالقضاء والصبر والاحتمال وإعطاء رحمة الولد حقها والرضا بالقضاء حقه واتفق لبعض العارفين أنه مات له ولد فجعل يضحك فسئل فقال: إن الله قضى بقضاء فأحببت أن أرضى بقضائه، فأشكل ذلك على جماعة من أهل العلم فقالوا كيف يبكي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم مات ابنه وهذا يضحك؟ فقال ابن تيمية: هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكمل من هدي هذا العارف فإنه اتسع قلبه للأمرين الرضا بالقضاء ورحمة ابنه وهذا لم يتسع قلبه لذلك. (ابن سعد (¬2) عن محمود بن لبيد) وقد رواه البخاري وأبو داود ومسلم باختلاف يسير. ¬

_ (¬1) انظر: مفردات ألفاظ القرآن (ص: 124). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 142)، أخرجه البخاري (1303)، ومسلم (2315)، وأبو داود (3126)، وابن ماجة (1589) بمعناه.

2553 - "إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغارب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استأجر إجراء، فقال: من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراطٍ قيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراطٍ قيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال: من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطينٍ قيراطين؟ فأنتم هم، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: ما لنا أكثر عملًا وأقل عطاء؟ قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء". مالك (حم خ ت) عن ابن عمر (صح). (إنما أجلكم فيما خلا من الأمم) وفي رواية للبخاري: "إنما بقاؤكم" أي إنما لبثكم في الدنيا فالنسبة إلى ما مضى قبلكم من الأمم نسبة آخر اليوم. (كما بين صلاة العصر إلى مغارب الشمس) وفي رواية: "إلى غروب" وآخر الحديث يشعر بأنه أريد بالأمم اليهود والنصارى، والمراد الإخبار عن عمر هذه الأمة بالنسبة إلى ما قبلها. (إنما مثلكم) أيها الأمة. (ومثل اليهود والنصارى) في معاملة الله للكل. (كمثل رجل) أراد تشبيه الحال بالحال فلا يقال إنه شبهه تعالى بالرجل لأنه لا ينظر إلى مفردات التركيب. (استأجر أجراء) بالمد جمع أجير مثل أمراء في أمير. (فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار على قيراط قيراط) حذف على للمصاحبة أي مصاحبًا عمله لاستحقاق قيراط كما قاله ابن هشام في المغنى في ... (¬1) على حقه وقيراط الثاني ليس تأكيد بل من باب: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22] أي صفوفا مختلفة وكذلك هنا لكل أجير قيراط غير قيراط الآخر ولو أفرد لأفاد أن للكل قيراطًا، وقاعدة ¬

_ (¬1) بياض بمقدار ثلاث كلمات.

العرب إذا أرادت تقسيم شيء على متعدد كررته وقد قال نجم الدين: إذا كان الاسم نكرة فإنه لا يؤكد وأط الذي تحقيقه. (فعملت اليهود) أي الذين اتبعوا موسى (ثم قال من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط فعملت النصارى) أي أتباع المسيح والمصدقون بنبوته، والمراد عملت إلى زمن بعثته - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق لعملها أجرًا، كما أنه لا أجر لمن عمل من اليهود بعد بعثة عيسى - عليه السلام - ولم يؤمن به (ثم قال: من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين؟ فأنتم هم) أي الأجراء على ذلك الأجر الأوفر ولم يقل فعملتم لأنه لما ينقض عملهم كما انقضى عمل الأولين من الطوائف لأنه لا انقضاء لعمل هذه الأمة إلا بعد انقضاء مدة الدنيا (فغضبت اليهود والنصارى) كأنها قد أخبرتهم الرسل بهذا المثل بإعطاء أمته - صلى الله عليه وسلم - الأفضل. (وقالوا ما لنا أكثر عملًا وأقل عطاء؟) لأن زمان عملهم أطول وهو في حق اليهود أطول. وقال المصنف: المراد تشبيه من تقدم بأول النهار إلى الظهر والعصر في كثرة المشاق والتكليف وتشبيه هذه الأمة لما بين العصر والليل في قلة ذلك وتخفيفه وليس المراد طول الزمان وقصره إذ مدة هذه الأمة أطول من مدة أهل الإنجيل (ثم قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئًا؟) أي من أجركم الذي سار ظنكم عليه. (قالوا: لا) لم تظلمنا من أجرنا. (قال: فذلك فضلي أوتيه من أشاء) [2/ 148] قال الفخر الرازي: كل نبي معجزته أظهر فثواب أمته أقل إلا هذه الأمة معجزات نبيها أظهر وثوابها أكثر والحديث إعلام بتفضيل الله سبحانه هذه الأمة على من قبلها من الأمم. مالك (حم خ ت) (¬1) عن ابن عمر) وفي الباب عن أنس وأبي هريرة وغيرهما. ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1258)، وأحمد (2/ 6)، والبخاري (3459)، والترمذي (2871).

2554 - "إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل أي عبد من المسلمين شتمته أو سببته أن يكون ذلك له زكاة وأجرًا". (حم م) عن جابر (صح). (إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل) الواو استئنافية والاشتراط يعني سألت ربي ذلك وطلبته كما يطلب الشارط الشرط. (أي عبد من المسلمين) مبتدأ حذف خبره وجملة (شتمته أو سببته) صفتان لعبد لأنه في حكم النكرة أي، صفة لموصوف محذوف هو مفعول اشترطت تقديره واشترطت شيئًا هو مضمون هذا الكلام. (وإن يكون) بدل من مفعول اشترطت المدلول عليه بصفته. (ذلك) أي المذكور من الشتم والسب (زكاة له وأجرًا) والأظهر أنه أراد - صلى الله عليه وسلم - أن من عاقبته على حق وبوجه صحيح أن يجعل الله عقوبته له في الدنيا ولا تلحقه بعدها عقوبة في الآخرة كما في الحديث: "من أصاب من ذلك شيئًا فعوقب كان كفارة له" (¬1) وقد بسط عياض رحمه الله في الشفاء في هذا المعنى بما يطول. (حم م) (¬2) عن جابر). 2555 - "إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فخذوا به وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنما أنا بشر". (م) عن رافع بن خديج (صح). (إنما أنا بشر إذا أمرتكم بشيء من أمر دينكم فخذوا به) فإني لا آمر إلا عن الله وعن وحيه وإلهامه وإني بعثت لإبلاغكم مصالح دينكم (وإذا أمرتكم بشيء من رأي) من أمور الدنيا لا من رأيه من أمور الدين واجتهاده فإنه واجب اتباعه وللناس خلاف في الأصول في وقوع الاجتهاد منه - صلى الله عليه وسلم -. (فإنما أنا بشر) ومن حق البشر أن يخطئ ويصيب وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - حين رأى أن لا يأبروا النخل وذلك أنه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2894)، ومسلم (1709). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 333)، ومسلم (2602).

قدم المدينة وهم يأبرون النخل قال: "ما تصنعون؟ " قالوا: كنا نصنعه قال: "فلعلكم لو لم تفعلوا كان خيراً" فتركوه فنقصت ثمرته فذكره قال القرطبي (¬1): قال ذلك لأنه لم يكن عنده علم باستمرار هذه العادة فإنه لم يكن ممن يعاني الزراعة والفلاحة ولا باشر ذلك فخفى عليه ذلك. (م) (¬2) عن رافع بن خديج). 2556 - "إنما أنا بشر مثلكم وإن الظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت فلن أكذب على الله". (حم هـ) عن طلحة (صح). (إنما أنا بشر مثلكم) بالنسبة إلى الخبرة بأمور الزراعة وأحوال الدنيا أقول تارة بظني. (وإن الظن يخطئ ويصيب) كما هو شأن ظنون البشر والمراد ظنه في أمور الدنيا لا ظنه الصادر عن الاجتهاد في الأمور الدينية فإنه واجب الاتباع وهل يجب اتباعه في أمور الدنيا من يأمر بخلافه أو يبين أنه أخطأ فيه الظاهر أنه يجب. (ولكن ما قلت) لكم قال الله (فلن أكذب على الله) أي لا يقع مني الكذب فيما أبلغه عن الله تعالى عمدًا ولا سهوًا فإنه قد عصمه الله عن ذلك. (حم) (¬3) عن طلحة) قال مررت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نخل فرأى قوماً فذكر نحو ما مر في التأبير، رمز المصنف لصحته. 2557 - "إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه, وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد". (حم ق 4) عن عائشة (صح). (إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم) فاعل أهلك. (كانوا إذا سرق فيهم الشريف) أي من له شرف في نسبه أو مرتبة في دنياه (تركوه) فلم يحدوه محاباة ¬

_ (¬1) المفهم للقرطبي (6/ 170). (¬2) أخرجه مسلم (2362). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 162)، وابن ماجة (2470)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2341).

لشرفه (وإذا سرق فيهم الضعيف) أي الوضيع الذي لا شرف له ولا أتباع ولا منعة. (أقاموا عليه الحد) قال ابن تيمية: قد حذرنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عن مشابهة من قبلنا في أنهم كانوا يفرقون فى الحدود بين الأشراف والضعفاء وأمر أن نسوي بين الناس في ذلك وصار كثير من ذوي الرأي والسياسة يظن أن إعفاء الرؤساء أجود في السياسة قال ابن عرفة: فدخل تحت هذا الذم كل من ولي الأمر أو الخطبة أو القاضي ونحوها غير أهلها قيل: والحصر ادعائي وإلا فإنه قد صدر عنهم من غير المحاباة مما يوجب هلاكهم وقيل: بل حقيقي وأنه لم يقتضي الهلاك إلا المحاباة. واعلم: أن المصنف حذف بقية الحديث وهو عند الشيخين: "وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمَّد سرقت لقطع محمَّد يدها" انتهى، فما كان له حذفه. (حم ق 4) (¬1) عن عائشة) قالت: إن قريشا أهمهم المرأة المخزومية التي سرقت فكلموا أسامة يكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أتشفع في حد من حدود الله؟ " ثم خطب فذكره. 2558 - "إنما بعثت فاتحاً وخاتما وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه واختصر لي الحديث اختصاراً فلا يهلكنكم المتهوكون (هب) عن أبي قلابة مرسلاً. (إنما بعثت) أي بعثني الله. (فاتحاً) أي لرحمة الله عليكم ووحيه أو فاتحاً لباب النبوة لأني أول الأنبياء خلقاً. (وخاتماً) لباب الرسالة. (وأعطيت جوامع الكلم وفواتحه) تقدم الكلام عليه في: "أعطيت" في الهمزة مع العين. (واختصر لي الحديث اختصاراً) أي رزقني الله العبارة الوجيزة الآتية بمعان كثيرة وهو كالتفسير لما قبله من الجوامع (فلا يهلكنكم) بضم حرف المضارعة من أهلكه أوقعه في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 162)، والبخاري (4304)، ومسلم (1688)، وأبو داود (4373)، والترمذي (1430)، والنسائي (8/ 70)، وابن ماجة (2547).

الهلاك (المتهوكون) بضم الميم وفتح المثناة فوقية بعدها هاء أي المتحيرون والتهوك: التحير يوغروا عليكم مسالك الحق وطريق الهدى فإن الله سبحانه قد يسر لكم ذلك وسهله وجمع لكم المعاني الكثيرة تحت الألفاظ القليلة. (هب) (¬1) عن أبي قلابة) (¬2) بكسر قافه وفتح لامه وموحدة واسمه عبد الله بن زيد البصري أحد أئمة التابعين نزيل الشام، (مرسلاً) أرسل عن عمر وأبي هريرة وعائشة وغيرهم. 2559 - "إنما الدين النصح". أبو الشيخ في التوبيخ عن ابن عمر. (إنما الدين) أي الملة وهي هنا دين الإِسلام إنما عماده وقوامه ومعظمه: (النصح) وهو لغة الإخلاص والتصفية وشرعاً إخلاص الرأي من الغش للمنصوح إيثاراً لمصلحته والحصر ادعائي من باب: "الحج عرفة" وحقيق بالنصح أن يكون له في الدين هذه المتانة حتى يحصر عليه لأنه لا يصدر إلا عن نفس صافية خالصة من النفاق بريئة من الغش للأخ وفيه أن الدين يقع على العمل. (أبو الشيخ (¬3) في التوبيخ عن ابن عمر). 2560 - "إنما المجالس بالأمانة". أبو الشيخ في التوبيخ عن عثمان وعن ابن عباس. (إنما المجالس بالأمانة) أي أن المجالس مقرونة بالأمانة بين الجلساء في صيانة كل منهم لسر أخيه وكتمان ما يقع فيها فلا يحل لأحد الجلساء أن يفشي على الآخر ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5202)، وأبو داود في مراسيله (455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2055)، والضعيفة (2864). (¬2) قال في التقريب (3333): ثقة فاضل كثير الإرسال. (¬3) أخرجه أبو الشيخ (2، 3، 4، 6، 7، 9) عن تميم وابن عباس وأبي هريرة وابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2324).

ما لا يحب إفشاؤه. (أبو الشيخ (¬1) في: التوبيخ، عن عثمان وعن ابن عباس). 2561 - "إنما يتجالس المتجالسون بأمانة الله، فلا يحل لأحدهما أن يفشي على صاحبه ما يخاف". أبو الشيخ عن ابن مسعود. (إنما يتجالس المتجالسون بأمانة الله) أي مأخوذ عليهما ذلك في شرع الله (فلا يحل لأحدهما أن يفشي على صاحبه ما يخاف) لم يقل على جليسه زيادة في تحذيره من إنشاء أمانة من اتخذه صاحباً فإنه أخص من الجليس، وفيه جواز ذكر ما لا يخاف من ظهوره، قال البيهقي: فيه حفظ سر المسلم وتأكيد حفظ الأسرار لا سيما عن الأشرار والفجار، والحديث يدل أنها أمانة، وإن لم يوجد عليه كتمها إذا كان يخاف من إفشائها. (أبو الشيخ (¬2) عن ابن مسعود) ورواه ابن لال وفيه عبد الله ابن محمَّد بن المغيرة قال الذهبي: قال العقيلي: يحدث بما لا أصل له، وأورد البيهقي هذا الحديث في الشعب مرسلاً، وقال: هذا مرسل جيد. 2562 - "إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرى الخير يعطه، ومن يتق الشر يوقه". (قط) في الإفراد (خط) عن أبي هريرة (خط) عن أبي الدرداء. (إنما العلم) أي تحصيله كسبه. (بالتعلم) بضم اللام وروى "بالتعليم" أي ليس العلم المعتبر إلا ما أخذ عن الرسل وورثته على سبيل التعلم فلا علم إلا بتعلم من الشارع وأخذه عنه، قال ابن مسعود: تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يحتاج ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (25407)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2330). (¬2) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (5408)، والبيهقي في الشعب (11191)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 301)، وانظر فيض القدير (2/ 569)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2065)، والضعيفة (3224).

إليه، وقال ابن سعد: ما سبقنا ابن شهاب للعلم إلا أنه كان يشد ثوبه عند صدره ويسأل وكنا تمنعنا الحداثة، وقيل: لا ينال العلم مستحيي ولا متكبر قيل لابن عباس بما نلت العلم قال بلسان سؤول وقلب عقول. (وإنما الحلم بالتحلم) أي لا يحصل إلا ببسط النفس وحثها عليه ومجاهدتها على الاتصاف به. (ومن يتحرى الخير) أي يجتهد في طلبه وتحصيله. (يعطه) فإنه تعالى إذا علم من عبده إرادة الخير واجتهاده في تحصيله أعطاه إياه إذ الخير كله بيده. (ومن يتق الشر يوقه) أي يكفيه الله إياه. (قط) في الإفراد (خط) عن أبي هريرة (خط) (¬1) عن أبي الدرداء). قال العراقي في رواية أبي هريرة: سندها ضعيف، وقال البيهقي: في رواية أبي الدرداء محمَّد بن الحنفي بن أبي يزيد وهو كذاب وقد رواه ابن أبي عاصم والطبراني من حديث معاوية بلفظ: "يا أيها الناس تعلموا إن العلم بالتعلم والفقه بالتفقه ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" (¬2)، قال ابن حجر: إسناده حسن. 2563 - "إنما الخاتم بهذه وهذه يعني الخنصر والبنصر". (طب) عن أبي موسى. (إنما الخاتم بهذه وهذه يعني الخنصر والبنصر) بفتح الصاد وكسرها والخنصر هي الصغرى، والبنصر التي تليها، أي لا ينبغي أن يتخذه الرجل إلا في أي هاتين الإصبعين قيل: أو فيهما معاً على جواز اتخاذ أكثر من خاتم وقال في ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 127) عن أبي هريرة, وانظر العلل المتناهية (1/ 85)، وأخرجه الخطيب (5/ 201)، والبيهقي في الشعب (10739)، والطبراني في الأوسط (2663)، وهناد في الزهد (1294) عن أبي الدرداء, وانظر العلل المتناهية (2/ 711)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2328)، والصحيحة (342). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 395) رقم (929)، وانظر فتح الباري (1/ 161).

شرح مسلم: يكره لبس الخاتم في غير الخنصر للرجل. (طب) (¬1) عن أبي موسى) قال: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أقلب خاتمي في السبابة والوسطى فذكره قال الحافظ: فيه محمَّد بن عبد الله أظنه العزرمي ضعيف عندهم. 2564 - "إنما أنا بشر مثلكم أمازحكم". ابن عساكر عن أبي جعفر الخطمي. (إنما أنا بشر مثلكم أمازحكم) أي أداعبكم وأباسطكم، كانت له - صلى الله عليه وسلم - مهابة فكان يباسط الناس بالدعابة وقد سردنا من دعابته - صلى الله عليه وسلم - نصاباً في التنوير. (ابن عساكر (¬2) عن أبي جعفر الخطمي) بفتح المعجمة وسكون الطاء المدني نزيل البصرة مرسلاً واسمه عمير مصغر عمر بن يزيد ثقة صدوق (¬3). 2565 - "إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم، فإذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها, ولا يستطيب بيمينه". (حم د ت هـ حب) عن أبي هريرة. (إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم) في الشفقة والحنو لا في الرتبة والعلو فإنه أبو الإمارة وحقه آكد من أبي الولادة وهو الذي أخرج به العباد من الظلمات إلى النور، وقدم هذه الجملة قبل الخطاب لتقبل قلوبهم ما يلقيه وتصغي أسماعهم إلى ما يمليه وبسطاً للعذر عن التصريح بقوله: (فإذا أتى أحدكم الغائط) أي محل قضاء الحاجة. (فلا يستقبل) أي بفرجه أي الخارج منه (القبلة) أي الكعبة (ولا يستدبرها) عام للعمران والصحاري وللفقهاء تفاصيل في الفروع (ولا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (5/ 153)، وفيض القدير (2/ 570)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2047)، والضعيفة (2172) ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2052). (¬3) قال الحافظ في التقريب (5190): صدوق من السادسة.

يستطيب) يوجد في غالب النسخ بالياء على أنه استئناف إلا أنه قال العراقي: هو في أصلنا بدون ياء، قلت: أكثر ما رأيت كذلك في نسخ الجامع الصحيحة أي يستنجي بغسل أو مسح ورد قول من زعم أن الاستطابة بالحجر فقط (بيمينه) بل بيساره قيل تحريماً وقيل تنزيهاً والأول أظهر وقد ذكرت كيفيات لذلك وقدمنا شيئاً من ذلك (حم د ت هـ حب) (¬1) عن أبي هريرة) فيه محمَّد بن عجلان وثقه أحمد وابن معين وذكره البخاري في الضعفاء (¬2). 2566 - "إنما أنا عبد: آكل كما يأكل العبد، وأشرب كما يشرب العبد". (عد) عن أنس. (إنما أنا عبد) أي كامل في العبودية لله تعالى فنكره للتعظيم (آكل كما يأكل العبد) أي متواضعا غير أكل المترفين والمترفعين الذين يأكلون على قعدة مخصوصة وأكلة معروفة وقد سبق بيان كيفية قعوده - صلى الله عليه وسلم - للأكلة. (وأشرب كما يشرب العبد) أي لا أعتمد ما يعتمده المترفون. (عد) (¬3) عن أنس)، قال بعض شراح الشفاء: سنده ضعيف. 2567 - "إنما أنا مبلغ والله يهدي، وإنما أنا قاسم والله يعطي". (طب) عن معاوية. (إنما أنا مبلغ) أي ما أمرني بتبليغه (والله يهدي) أي موفق إلى الرشاد وليس إلى من الهداية شيء {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 250)، وأبو داود (8)، والترمذي (8)، وابن ماجة (313)، وابن حبان (1431)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2346). (¬2) قال الحافظ في التقريب (6836): صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة من الخامسة, وانظر: الكاشف (5046)، ولسان الميزان (7/ 368). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 334)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2053)، وقال في الضعيفة (3219): منكر.

[القصص: 56]. (وإنما أنا قاسم) أي ما أمرني الله بقسمته. (والله يعطي) من يشاء فليست قسمتي كقسمة الملوك الذين يعطون من شاءوا ويحرمون من شاءوا فلا يكون في قلوبكم سخط وإنكار للتفضيل فإنه بأمر الله سبحانه وهذا الحصر بالنسبة إلى المال والإعطاء. فائدة: أخذ ابن الحاج من الحديث أنه ليس للعالم أن يخص قوماً دون آخرين بإلقاء الأحكام إليهم؛ لأن المسلمين قد تساووا في الأحكام وبقية المواهب من الله عَزَّ وَجَلَّ يخص بها من يشاء. (طب) (¬1) عن معاوية) قال الهيثمي: رواه بإسنادين أحدهما حسن. 2568 - "إنما أنا رحمة مهداة". ابن سعد والحكيم عن أبي صالح مرسلاً (ك) عنه عن أبي صالح عن أبي هريرة. (إنما أنا رحمة) أي ذو رحمة عبر عنه بها مبالغة أي رحم الله عباده بإيجادي. (مهداة) بضم الميم أي أهداني لعباده لأدلهم على النجاة وأجنبهم مسالك الهلاك فمن قبل رحمة الله وهديته فاز وأفلح، ومن ردها خاب وخسر وقد ثبت أنه رحمة حتى للكافرين فإنهم لا يعذبون وهو بين أظهرهم كما قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33]. (ابن سعد والحكيم عن أبي صالح مرسلاً) قيل: أبو صالح كثير في التابعين فكان ينبغي تمييزه، (ك) (¬2) عنه عن أبي صالح عن أبي هريرة) مرفوعاً قال الحاكم: على شرطهما وتفرد الثقة مقبول وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 390) رقم (915)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 263)، وأخرجه البخاري (7312)، ومسلم (1037) مختصراً. (¬2) أخرجه ابن سعد (1/ 192)، والحكيم في نوادره (3/ 149) عن أبي صالح مرسلاً، وأخرجه الحاكم (1/ 35) عن أبي هريرة, وصححه الألباني في صحيح الجامع (2345)، والصحيحة (490).

2569 - "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق". ابن سعد (خد ك هب) عن أبي هريرة (صح). (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) أي التي جبل الله عباده عليها من الوفاء والمروءة والحياء والعفة ولما قد علمهم رسل الله من قبل، قيل الأخلاق هي صلاح الدين والدنيا والمعاد التي جمعها في قوله: "اللهم أصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي". (ابن سعد (خد ك هب) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه أحمد وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، وقال ابن عبد البر: حديث متصل من وجوه صحاح عن أبي هريرة وغيره ورمز المصنف لصحته. 2570 - "إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذاباً". (تخ) عن أبي هريرة. (إنما بعثت رحمة ولم أبعث عذاباً) أي إنما بعثني الله ليرحم بي عباده فمن اتبعني فقد رحمه رحمة ظاهرة ومن عصاني فما أتى إلا من قبل نفسه (تخ) (¬2) عن أبي هريرة) وفي الباب عن جمع من الصحابة نحوه. 2571 - "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين". (ت) عن أبي هريرة (صح). (إنما بعثتم ميسرين) أي مسهلين من التيسير وهو عمل لا يجهد النفس ولا يتعب الجسم وإسناد البعثة إلى المؤمنين مجاز لأنه المبعوث بالتيسير لكن لما نالوا عنه في التبليغ أطلق عليهم ذلك. (ولم تبعثوا معسرين) أي مشددين على الناس دينهم وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما بال في مسجده الأعرابي فنهروه فذكره، وفيه أنه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد (1/ 192)، والبخاري في الأدب المفرد (273)، والحاكم (2/ 613)، والبيهقي في الشعب (7977)، وأحمد (2/ 381)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (13)، وانظر قول ابن عبد البر في التمهيد (24/ 333)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2349). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (321)، ومسلم (2599).

يأتي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بألطف عبارة وأيسرها. (ت) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 2572 - "إنما بعثني الله مبلغاً ولم يبعثني متعنتاً". (ت) عن عائشة (صح). (إنما بعثني الله مبلغاً) للأحكام عنه وإبانة الحلال من الحرام والدعاء إلى دار السلام (ولم يبعثني الله متعنتاً) أي مشدداً وهذا قاله لعائشة رضي الله عنها لما أمر بتخيير نسائه وبدأ بها فاختارته وقالت: لا تقل لنسائك إني اخترتك فذكره، وفيه إبانة أنه يحسن الرد على من ذكر خلاف ما ينبغي باللطف وحسن الإشارة من غير تصريح بهتك الحجاب وإبانة الخلاف لأنه يهيجه على الخوض وعلى سوء المعاملة (ت) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته ورواه البيهقي عنها أيضاً في السنن إلا أنه قال الذهبي في المهذب: إنه منقطع. 2573 - "إنما جزاء السلف الحمد والوفاء". (حم ن هـ) عن عبد الله بن أبي ربيعة (صح). (إنما جزاء السلف) أي الإقراض. (الحمد) لمن أقرض أي الثناء عليه. (والوفاء) بإعطاء ما أقرضه إياه وافيا، قال الغزالي (¬3): يستحب للمدين عند قضاء الدين أن يحمد المقضي بأن يقول له: بارك الله لك في أهلك ومالك، وسبب الحديث عن راويه قال: استسلف النبي - صلى الله عليه وسلم - مني حين غزا حنينا أربعين ألفاً فجاءه مال فقضاها وقال: "بارك الله في أهلك ومالك" وذكره. (حم ن هـ) (¬4) عن عبد الله بن أبي ربيعة) فيه إبراهيم بن إسماعيل أو إسماعيل بن إبراهيم بن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (147)، وأبو داود (380). (¬2) أخرجه الترمذي (3318)، ومسلم (1475)، والبيهقي في السنن (7/ 37). (¬3) انظر: الإحياء (1/ 328). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 36)، والنسائي (7/ 314)، وابن ماجة (2424)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 314)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2353).

أبي ربيعة قال في المنار: لا يعرف حاله انتهى لكن قال الحافظ العراقي: الحديث حسن والمصنف رمز عليه بالصحة. 2574 - "إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمى الجمار لإقامة ذكر الله". (د ك) عن عائشة (صح). (إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله) زاد في رواية الحاكم "لا لغيره" وكأنه سقط من قلم المصنف، والمراد أن هذه الأفعال ليست لنفسها بمراده بل لأنه سبب لإقامة ذكر الله تعالى عندها فإنه مشروع. (د ك) (¬1) عن عائشة) قال الحاكم: على شرط مسلم، واعترض بأن فيه عبد الله بن أبي الصراح ضعفه ابن معين والنسائي، وأما الترمذي فرواه وقال: حسن صحيح، ورمز المصنف عليه هنا بالصحة. 2575 - "إنما جعل الاستئذان من أجل البصر". (حم ق ت) عن سهل بن سعد (صح). (إنما جعل الاستئذان) أي شرع بقوله تعالى: {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا} [النور: 27] (من أجل البصر) أي من جهته لمنعه عن الإطلاع على ما لا يحبه رب البيت ولولاه ما شرع، ففيه أن المكفوف بصره لا بأس بتركه الاستئذان وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما اطلع الحكم بن أبي العاص أو غيره في بابه وكان في يده - صلى الله عليه وسلم - مدرى يحك به رأسه فقال: "لو أعلم لطعنت به عينك" [2/ 152] انتهى، وفيه أن من اطلع في بيت غيره يجوز له طعن عينيه إذا لم يندفع إلا به لحديث: "من اطلع على بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤا عينه" (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1888)، والحاكم (1/ 459)، والترمذي (902)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2056). (¬2) أخرجه مسلم (2158).

ولا ضمان ولا دية عند الشافعي فإنه عقوبة على جناية سابغة (حم ق ت) (¬1) عن سهل بن سعد ورواه النسائي في الديات. 2576 - "إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام". (طس) عن أبي بكر. (إنما حر جهنم على أمتي كحر الحمام) أي على العصاة إذا دخلوها لا يؤذى الأجسام ولا توهيها. إن قلت: تقدم أنهم إذا دخلوها ماتوا فلا يحسون بألم العذاب؟ قلت: هذا صفتها عليهم عند حياتهم. (طس) (¬2) عن أبي بكر) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن عمر الواقدي ضعيف انتهى، وفيه أيضاً شعيب بن طلحة نقل السخاوي عن الدارقطني أنه متروك. 2577 - "إنما سماهم الله تعالى الأبرار لأنهم بروا الآباء والأمهات والأبناء كما أن لوالديك عليك حقاً كذلك لولدك". (طب) عن ابن عمر. (إنما سماهم الله تعالى الأبرار) أي في كتابه إذ الضمير عائد إلى الأبرار (لأنهم بروا الآباء والأمهات والأبناء) أي أحسنوا إليهم وتحروا محابهم وتوقوا مكارههم ولما كان بر الأولين معلوما أنه مطلوب للشارع بخلاف الثالث أبان وجهه بقوله: (كما أن لوالديك عليك حقاً) أيها المخاطب من كل صالح للخطاب. (كذلك لولدك) عليك حقا من إحسان التربية وتعليم الأمور الدينية والطبع على الأخلاق المحبوبة ويأتي من ذلك شيء واسع. (طب) (¬3) عن ابن عمر)، قال الهيثمي: فيه عبيد الله بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 330)، والبخاري (6241)، ومسلم (2156)، والترمذي (2709)، والنسائي (8/ 60). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6603)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 360)، والمقاصد الحسنة (ص: 59)، وكشف الخفاء (1/ 246)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2057)، والضعيفة (709): موضوع. (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (8/ 146)، أخرجه البخاري في الأدب =

الوليد الوصافي وهو ضعيف ضعفه أبو زرعة وغيره، وقد رواه البخاري عن ابن عمر أيضاً في الأدب المفرد وترجم له باب: بر الأب لولده. 2578 - "إنما سمي البيت العتيق لأن الله أعتقه من الجبابرة فلم يظهر عليه جبار قط". (ت ك هب) عن ابن الزبير (صح). (إنما سمي البيت) أي الكعبة (العتيق) في قوله تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29] (لأن الله أعتقه) أي حماه ومنعه. (من الجبابرة) جمع جبار قيل: الذي يقبل على الغضب. (فلم يظهر) عليه أي يعليه في المصباح ظهر عليه إذا. (عليه جبار قط) وفي رواية: "لم ينله" وفي أخرى: "لم يقدر عليه"، وقصة الفيل مشهورة في ذلك (ت ك هب) (¬1) عن ابن الزبير) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقرَّه الذهبي، قال الشارح وأقول: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث ضعفه الأئمة. 2579 - "إنما سمي الخضر خضراً لأنه جلس على فروة بيضاء فإذا هى تهتز تحته خضراً". (حم ق ت) عن أبي هريرة (طب) عن ابن عباس (صح). (إنما سمي الخضر) قيل بالفتح والكسر وهو المشهور وقيل: بكسر الخاء مع سكون العين، قال ابن حجر: الرواية تثبت بهما (خضراً لأنه جلس على فروة) بفتح أوله (بيضاء) أرض يابسة لا نبات فيها (فإذا هي تهتز تحته) أي تتحرك (خضراً) بالتنوين: نباتاً أخضر ناعماً بعد أن كانت جرداء، ويُروى: "خضراء" كحمراء قال النووي (¬2): واسمه إيلياء أو يليا. ¬

_ = المفرد (94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2058). (¬1) أخرجه الترمذي (3170)، والحاكم (2/ 389)، والبيهقي في الشعب (4010)، والبخاري في التاريخ الكبير (619)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2059)، والضعيفة (3222). (¬2) شرح صحيح مسلم للنووي (15/ 136).

قلت: ويأتي أن اسمه إلياس وأما أبوه فاسمه ملكان بفتح فسكون من أولاد سام بن نوح بينه وبين نوح ثلاثة آباء ويأتي غير هذا وأنه من ولد آدم لصلبه وقيل: من الملائكة. (حم ق ت) عن أبي هريرة، (طب) (¬1) عن ابن عباس، قال الصدر المناوي (¬2): لم يخرجه مسلم. 2580 - "إنما سمي القلب من تقلبه، إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل شجرة يقلبها الريح ظهراً لبطن". (طب) عن أبي موسى (صح). (إنما سمي القلب) أي قلبًا (من تقلبه) أي تقلب الخواطر والإدراكات عليه فإنها لا تزال تمر به في كل حين وأبان تقلبها فيه بما ضربه في المثل في قوله: (إنما مثل القلب) أي في تقلب خواطره. (مثل ريشة بالفلاة) أي المفازة من الأرض (تعلقت في أصل شجرة تقلبها الريح ظهراً لبطن) قال الغزالي: القلب غرض للخواطر لا يقدر على منعها والتحفظ عنها بحال ولا هي تنقطع عنك بوقت، ثم النفس متسارعة إلى اتباعه والامتناع عن ذلك، في مجهود الطاعة أمر شديد ومحنة عظيمة وعلاجه عسير إذ هو غيب عنك فلا تكاد تشعر به حتى يدب فيه آفة أو يحدث له حاله ولذلك قيل: ما سمي القلب إلا من تقلبه ... والرأي يضرب بالإنسان أطوارا وهذا الإخبار ليحذر الإنسان من الاسترسال في الخواطر النفسية فإنما عن خاطر لا ينقطع انتهى. واعلم: أن في هذه الأحاديث وما يأتي دلالة على أنه لوحظ في الأسماء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 312، 318)، والبخاري (3402/ 3221) والترمذي (3151) عن أبي هريرة، وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 209) رقم (12914). (¬2) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح للمصدر المناوي (5/ 102) رقم (4589).

مناسبات عائدة إليها. (طب) (¬1) عن أبي موسى)، قال العراقي: إسناده حسن. 2581 - "إنما سمي رمضان لأنه يرمض الذنوب". محمَّد بن نصر والسمعاني وأبو زكريا يحيى بن منده في أماليهما عن أنس. (إنما سمي رمضان) أي شهر رمضان. (لأنه يرمض) كيضرب. (الذنوب) أي يحرقها ويذيبها يقال: رمض الصائم يرمض، إذا أحر جوفه من شدة العطش، والرمضاء شدة الحر، وفيه حث على الطاعات؛ لأنه إذا علم أنها ترمض فيه الذنوب لما فيه من الطاعات اهتمت النفس في اكتسابها. (محمَّد بن نصر) (¬2) هو صاحب كتاب "الصلاة" تقدم بيان حاله، (والسمعاني) بفتح السين وسكون الميم، وأبو زكريا يحيى بن منده في أماليهما) أي هو والسمعاني عن أنس، ورواه أبو الشيخ أيضاً عنه. 2582 - "إنما سمى شعبان لأنه يتشعب فيه خير كثير للصائم فيه حتى يدخل الجنة". الرافعي في تاريخه عن أنس. (إنما سمى شعبان لأنه يتشعب) أي يتفرع (فيه خير كثير للصائم) فإنه شهر كان يفرده الرسول - صلى الله عليه وسلم - بكثرة الصوم فيه (حتى يدخل) أي صائمه (الجنة) وفيه حث وترغيب على صيام شعبان. (الرافعي (¬3) في تاريخه) لقزوين (عن أنس) ورواه أبو الشيخ بلفظ: "تدرون لما سمي شعبان" .. إلى آخره ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (752)، والبزار (3190)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2365). (¬2) أخرجه الرافعي في التدوين (2/ 242)، والديلمي (2339)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 41)، وأبو الشيخ في العظمة (256)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2060)، والضعيفة (3223): موضوع. (¬3) أخرجه الرافعي في التدوين (1/ 153)، وأبو الشيخ في العظمة (254)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2061) موضوع.

2583 - "إنما سميت الجمعة لأن آدم جمع فيها خلقه". (خط) عن سلمان. (إنما سميت الجمعة) أي بهذا الاسم (لأن آدم جمع فيها خلقه) من حيث التصوير ونفخ الروح ونحوه ومن قال: كان اسمها العروبة ولم تسم جمعة إلا لما شرع فيها الاجتماع في عصره - صلى الله عليه وسلم - لم يرد عليه هذا الحديث. (خط) (¬1) عن سلمان) فيه عبد الله بن عمرو بن أبي أمية قال الذهبي: فيه جهالة وقرثع الضبي ذكره ابن حبان في الضعفاء (¬2). 2584 - "إنما مثل المؤمن حين يصيبه الوعك - أو الحمى - كمثل حديدة تدخل النار فيذهب خبثها ويبقى طيبها" (طب ك) عن عبد الرحمن بن أزهر (صح). (إنما مثل المؤمن) أي صفته ونظيره ولضرب الأمثال موقع في القلوب ويصور الأمور المعقولة بالمحسوسة وغيرها. (حين يصيبه الوعك) بفتح الواو والعين وقيل بسكونها في النهاية (¬3): الحمى وقيل ألمها وفي القاموس: من شدة الحر فعطف (أو الحمى) تفسيري، وهي حرارة غريبة بين الجلد واللحم وإن أريد به شدة الحمى فعطفها عليه من العام بعد الخاص لإفادة أن حكم خفيف الحمى في الأجر كحكم شديدها. (كمثل حديدة تدخل النار فتذهب) بحر النار (خبثها) أي وسخها وقذرها (ويبقى طيبها) بكسر الطاء وسكون المثناة التحتية أي فالحمى تذهب خبث المؤمن وأوساخه وهي ذنوبه ويأتي في الحاء المهملة في الحمى عدة أحاديث. (طب ك) (¬4) عن عبد الرحمن بن أزهر) بفتح الهمزة ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (2/ 397)، وابن خزيمة (1732)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2062)، والضعيفة (3224). (¬2) انظر المجروحين (2/ 211). (¬3) انظر النهاية (5/ 207)، والقاموس (3/ 323). (¬4) أخرجه البزار (3456)، والحاكم (1/ 384)، والبيهقي في السنن (3/ 374)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2370)، والصحيحة (1714).

فزاي ساكنة، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وعليه رمز المصنف بالصحة. 2585 - "إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت". مالك (حم ق ن هـ) عن ابن عمر). (إنما مثل صاحب القرآن) أي حافظه ومن ألف تلاوته نظراً أو عن ظهر قلب فإن من داوم ذلك سهلت عليه قراءته وقويت عليه لسانه (كمثل صاحب الإبل المعقلة) أي المشددة بالعقال بزنة كتاب حبل يعقل به الإبل فهي معقلة بضم الميم وفتح العين وتشديد القاف شبه دريس القرآن وملازمة تلاوته بربط البعير الذي يخاف شراده (إن عاهد عليها) أي احتفظ بها ولازمها. (أمسكها وإن أطلقها ذهبت) أي انفلتت كذلك حافظ القرآن مهما داوم على دراسته حفظه وإن أهمله ذهب عنه حفظه وشبهه بالإبل؛ لأنها عند العرب أقرب شيء إلى الإذهاب والحصر بالنظر إلى الحفظ والتلاوة لا بالنظر إلى غيره وقد تقدم مقدار المدة التي ينبغي أن يتلى فيها (مالك (حم ق ن هـ) (¬1) عن ابن عمر). 2586 - "إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة". (ق) عن أبي موسى (صح). (إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء) أي بالنسبة إلى ما يكسبان الإنسان المجالس لهما. (كحامل المسك) هذا ناظر إلى الأول. (ونافخ الكير) ناظر إلى الثاني (فحامل المسك إما أن يحذيك) بضم حرف المضارعة فحاء فذال معجمة من أحذاه إذا أعطاه. (وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة) أي أنك لا بد ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (474)، وأحمد (2/ 64)، والبخاري (5031)، ومسلم (789)، والنسائي (2/ 154)، وابن ماجة (3783).

وأن تنتفع منه بنفع فالجليس الصالح إما أن يمنحك حكمة أو تأخذها منه بطلب الإفادة والتعليم أو تلذذ بحسن حديثه وخلقه وآداب شمائله (ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك) بنار كيره (وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) من مزاولة أعماله والمراد النهي عن مجالسة ما تؤذى مجالسته في دين أو دنيا والترغيب في مجالسة من تنفع مجالسته، وفيه ضرب الأمثال وشرف المسك. (ق) (¬1) عن أبي موسى) ورواه غيرهما. 2587 - "إنما مثل صوم التطوع مثل رجل يخرج من ماله الصدقة فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها". (ن هـ) عن عائشة (صح). (إنما مثل صوم التطوع) في جواز عدم إمضائه. (مثل رجل يخرج من ماله الصدقة) أي يريد إخراجها والمراد صدقة النفل أو الفرض إن لم يقل يتعين ما أفرده منها (فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها) وسبب الحديث: عن عائشة قلت: يا رسول الله: أهدي لنا حيس فخبأت لك منه، فقال: "أدنيه أما إني أصبحت وأنا صائم" ثم ذكره, ففيه جواز إفطار المتنفل، وجواز عدم إمضاء الصدقة (ن هـ) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال عبد الحق: فيه انقطاع وذلك؛ لأنه في طريق النسائي من رواية الأحوص عن طلحة بن يحيى عن مجاهد عن عائشة، ومجاهد لم يسمع منها كما في علل الترمذي. 2588 - "إنما مثل الذي يصلي ورأسه معقوص، مثل الذي يصلي وهو مكتوف". (حم طب) عن ابن عباس (صح). (إنما مثل الذي يصلي ورأسه معقوص) بالمهملتين أي مجموع شعره عليه. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5534)، ومسلم (2628). (¬2) أخرجه النسائي (4/ 193)، وابن ماجه (1701)، وحسنه الألباني في صحيح سنن النسائي (2322) والإرواء (4/ 136).

(مثل الذي يصلي وهو مكتوف) أي مشدود اليدين إلى كتفه، وذلك أن شعره إذا لم يكن منتشراً لا يسقط على الأرض ولا يعتبر في معنى الساجد بجميع أجزائه، كما أن المكتوف لا تقع يداه على الأرض، وفيه كراهة عقص الشعر للمصلي، وأنه يحله عند صلاته، قال أبو أسامة وهو على العقص بعد الضفر. (حم م طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 2589 - "إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب". (م) عن ابن عمرو (صح). (إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب) أي ما هلك الأولون في دينهم إلا أنهم اختلفوا في ألفاظ كتابهم المنزل عليهم كما أفاده سببه عن راويه قال: هاجرت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية، فخرج يعرف في وجهه الغضب فذكره، وهو نهى عن التفرق والاختلاف في كتاب الله فإنه منشأ لكل شر (م) (¬2) عن ابن عمرو) وأخرجه أيضاً البخاري من حديث ابن مسعود باختلاف يسير والترمذي. 2590 - "إنما هما قبضتان فقبضة في النار وقبضة في الجنة". (حم طب) عن معاذ. (إنما هما) عائد إلى متقدم دل عليه السياق ولم نقف عليه، ولا يصح أن يكون ضمير الشأن لما قاله نجم الأئمة أنه يلزمه الإفراد (قبضتان) القبضة بمعنى المقبوض وهو بالضم الاسم وبالفتح المرة، والقبض الأخذ بجميع الكف. (فقبضة في النار وقبضة في الجنة) أي إنه تعالى قسم الخلق قسمين: قسم قضى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 316)، ومسلم (492)، والطبراني في الكبير (11/ 413) رقم (12174). (¬2) أخرجه مسلم (2666)، وأخرجه البخاري من رواية ابن مسعود (2410)، والنسائي في السنن الكبرى (8095).

بأنه في النار لسوء اختياره وعصيانه، وقسم قضى أنه في الجنة لحسن اختياره، والقبض يجب الإيمان به من غير معرفة المراد به, والحديث قد فسر به الأحاديث في عالم الذر (حم طب) (¬1) عن معاذ) سكت عليه المصنف. 2591 - "إنما هما اثنتان: الكلام، والهدى، فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدى هدي محمَّد، ألا وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فكل محدثة ضلالة، ألا لا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم، ألا إن كل ما هو آت قريب، وإنما البعيد ما ليس بآت، ألا إنما الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من وعظ بغيره ألا إن قتال المؤمن كفر وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، ألا وإياكم والكذب فإن الكذب لا يصلح لا بالجد ولا بالهزل، ولا يعد الرجل صبيه لا يفي له، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدى إلى النار، وإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وأنه يقال للصادق: صدق وبر، ويقال للكاذب: كذب وفجر، ألا وإن العبد يكذب فيكتب عند الله كذاباً". (هـ) عن ابن مسعود (صح). (إنما هما) أي صفات الخير وخصاله (اثنتان الكلام والهدي) هو من باب التوشيع في البديع، والهدي السيرة والطريقة (فأحسن الكلام) لفظاً ومعنى وهداية إلى الخير وآداباً (كلام الله) شامل لكل كلام أنزله، ويحتمل [2/ 155] أنه أريد به القرآن لا غير لأنه قد نسخ كل كتاب قبله. (وأحسن الهدي هدي محمَّد) أي خير الطرائق أفعالاً وأقوالاً طريقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنها طريقة صادرة عن آداب إلهية وتأييدات رحمانية ولما دل على خصال الخير بين خصال الشر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 68)، والطبراني في الكبير (2/ 172) رقم (365)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2376).

وأتى بكلمة التنبيه به إيقاظاً للسامع واستدعاءاً لإصغاء سمعه فقال: (ألا وإياكم ومحدثات الأمور) منصوبة لأنه تحديث عنها، والناصب لها وللضمير محذوف، وهي جمع محدثة، وهي كل أمر لم يكن على عهد - صلى الله عليه وسلم - ولا دلت عليه سنته كما تقدم. (فإن شر الأمور) أي عند الله (محدثاتها وكل محدثة بدعة) قد علم أنه حذر عن البدع فأبان هنا أن المحدثات هي البدع (وكل بدعة ضلالة فكل محدثة ضلالة ألا لا يطولن عليكم الأمد) أي لا تستبطؤا مدة بقائكم في الدنيا وتأخر ما وعدتم به من أشراط الساعة فتكونوا كبني إسرائيل الذين استطالوا الأمد والإمهال فقست قلوبهم (فتقسوا قلوبكم) نصبه لتقدم النهي على الفاء، وهو يحتمل أنه نهي والإسناد مجاز عقلي، ويحتمل أنه نفي وإخبار بأنه إذا طال عليهم الأمد فلا تقسوا قلوبهم، والأول أظهر ثم أخبر أنه لا طول فيه بقوله: (ألا إن كل ما هو آت قريب) ولقاء الله آت فهو قريب فلا طول للأمد (وإنما البعيد) حصر حقيقي (ما ليس بآت) وهو كل ما لم يقتضي (ألا أن الشقي من شقى في بطن أمه) أي الشقي حقيقة المحكوم له بالنار من علم الله شقاوته قبل خروجه إلى دار الدنيا (والسعيد من وعظ بغيره) أي من كان معتبراً بحال غيره ولم يكن معتبراً به لأنه من اعتبر بحال غيره استيقظ من غفلته. (ألا إن قتال المؤمن كفر) أي آيل بصاحبه إلى الكفر (وسبابه فسوق) أي خروج عن طاعة الله تعالى (ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه) في الإِسلام (فوق ثلاث) ليال أي قاصداً لذلك إذا لقيه لم يرد عليه السلام كما بينه غيره (ألا وإياكم والكذب) الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عليه (فإن الكذب لا يصلح لا بالجد ولا بالهزل) أي لا ينبغي بالجد ولا بهزل وقد خصص صوراً جيز فيها الكذب (ولا يعد) من الوعد (الرجل صبيه لا يفي له) أي لا يعده بعدة كاذبة وإذا كان لصبيه فالأولى غيره فقد قال الله تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3]. (وإن

الكذب يهدي) أي يدل ويدعوا: (إلى الفجور) أي الانبعاث في المعاصي (وإن الفجور يهدى إلى النار) فالكذب يهدى إلى النار (وإن الصدق يهدى إلى البر) أي العمل الصالح الخالص عن كل مذمة. (وإن البر يهدي إلى الجنة) فالصدق يهدي إلى الجنة (وأنه) أي الشأن (يقال للصادق صدق وبر) أي يوصف به بين الملأ الأعلى أو على ألسنة العباد. (ويقال للكاذب كذب وفجر) فوصف الصادق بالصدق وبما هدى إليه من البر والكاذب بالكذب وبما دعا إليه من الفجور (ألا وإن العبد يكذب) أي لا يزال يتحرى الكذب كما في رواية (فيكتب عند الله كذاباً) أي يحكم عليه بذلك ويستحق تلك الصفة التي من أقبح الصفات. واعلم: أن هذا الحديث الجليل قد اشتمل على عدة من الأحكام والحكم والمواعظ وأن كل كلمة تستحق أن تفرد بالشرح وإطالة القول. (هـ) (¬1) عن ابن مسعود) قال الزين العراقي: إسناده جيد ورمز المصنف لصحته. 2592 - "إنما يبعث الناس على نياتهم". (هـ) عن أبي هريرة. (إنما يبعث الناس) من قبورهم. (على نياتهم) أي على أعمالهم المقرونة بالنيات إن خيراً فخير وإن شراً فشر (هـ) (¬2) عن أبي هريرة)، قال المنذري: إسناده حسن، وقال الزين العراقي: في إسناد أحد روايتي ابن ماجه حسنه. 2593 - "إنما يبعث المقتتلون على النيات". ابن عساكر عن عمر. (إنما يبعث المقتتلون) هذا تخصيص لبعض الأعمال والمقاتلين لعظم شأن القتل وإلا فكل كذلك (على النيات) فمن قتل وهو طالب لإعلاء كلمة الله فهو الناجي، ومن قتل على غير ذلك فهو الهالك فالأحاديث أفادت أن النية ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (46)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2063). (¬2) أخرجه ابن ماجة (4229)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 25)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2379).

هي العمدة في الجزاء. (ابن عساكر (¬1) عن عمر) فيه عمرو بن شمر في الميزان (¬2): عن الجوزجاني: كذاب وعن ابن حبان: لا يصح فيروى الموضوعات وعن البخاري: منكر الحديث وساق هذا من مناكيره. 2594 - "إنما يسلط الله تعالى على ابن آدم من خافه ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله لم يسلط الله عليه أحداً، وإنما وكل ابن آدم لمن رجا ابن آدم، ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله لم يكله إلى غيره". الحكيم عن ابن عمر. (إنما يسلط الله تعالى على ابن آدم من خافه ابن آدم) أي من أفرده بالمخافة ولم يعلم أن الله قادر على منعه منه. (ولو أن ابن آدم لم يخف غير الله) أي إذا أفرد المخافة كلها لمن ناصيته بيده ولم يخف سواه (لم يسلط الله عليه أحداً) من خلقه لأنه لما خاف مولاه منع عنه كل ما يخشاه (وإنما وكل) بالبناء للمجهول أي وكله الله وألجأه لمن رجا (ابن آدم) أو كل متروك مخلد. (لمن رجا ابن آدم) لعل فيه حصول نفع أو ضرر (ولو أن ابن آدم لم يرج إلا الله لم يكله إلى غيره) فالإنسان لما خاف غير الله سلط الله عليه ما خافه ولما رجا غير الله وكله إلى من رجاه فلو أفرد خوفه ورجاه لمولاه ومالك أمره لم يسلط عليه أحد ولم يحوجه إلى أحد. واعلم أنه وضع الظاهر موضع المضمر في خمسة مواضع إيقاظاً للسامع بأنه مخلوق بن مخلوق مفتقر بن مفتقر فلا ينبغي له أن يفرد غير خالقه بالمخافة والرجا. (الحكيم (¬3) عن ابن عمر) سببه أنه مر في سفر بجمع على طريق فقال: ما ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ 385)، وابن عدي في الكامل (5/ 130)، وانظر الميزان (5/ 324)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2064). (¬2) ميزان الاعتدال (3/ 268 - 269). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 80)، وانظر البيان والتعريف (1/ 273)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2067)، والضعيفة (3226): موضوع.

شأنكم قالوا أسد يقطع الطريق فنزل فأخذه بإذنه فنحاه عن الطريق ثم قال ما كذب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: "إنما يسلط" فذكره. 2595 - "إنما يدخل الجنة من يرجوها وإنما يجنب النار من يخافها وإنما يرحم الله من يرحم". (هب) عن ابن عمر. (إنما يدخل الجنة من يرجوها) فإن من رجاها قدم عملها وأهب صداقها مع إحسان ظنه بأن الله يقبل منه ما أتى به (وإنما يجنب النار من يخافها) لأنه بخوفه إياها يجتهد في ترك ما يدنيه منها (وإنما يرحم الله) من عباده (من يرحم) غيره ويرق له قلبه فيجازيه تعالى من جنس عمله (هب) (¬1) عن ابن عمر)، قال العلائي: إسناده حسن على شرط مسلم، قال الشارح: بل فيه سويد بن سعيد، فإن كان الفروى (¬2) فقد قال الذهبي: قال أحمد: إنه متروك، وقال النسائي: غير ثقة، وإن كان الدقاق: فمنكر الحديث كما في الضعفاء (¬3). 2596 - "إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها". (حم م) عن حفصة (صح). (إنما يخرج الدجال من غضبة يغضبها) أي لأجل غضبة يغضبها، قال الطيبي: إنه صفة يغضبه والعائد لها ولم يذكر سببها والمراد أنه تعالى إذا قدر خروجه سبب ما يغضبه. (حم م) (¬4) عن حفصة) ولم يخرجه البخاري. 2597 - "إنما يرحم الله من عباده الرحماء". (طب) عن جرير (صح). (إنما يرحم الله من عباده الرحماء) أي رحمته تختص من يرحم عباده لما تقدم. نكتة: روي أن الغزالي رُئي بعد موته فقيل له ما فعل الله بك؟ فقال: أوقفني ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (778)، وفي "الأربعون الصغرى" للبيهقي (30)، وفي الآداب (1146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2066)، والضعيفة (3225). (¬2) انظر المغني (1/ 290). (¬3) انظر المغني (1/ 290)، وانظر: فيض القدير (3/ 8). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 283)، ومسلم (2932).

بين يديه، فقال: بماذا جئت؟ فذكرت أنواعًا من العبادة، فقال: ما قبلت منها شيئا ولكن غفرت لك، هل تدري بماذا؟ جلست تكتب فسقطت ذبابه على القلم فتركتها تشرب من الحبر رحمة لها فلما رحمتها، اذهب فقد غفرت لك (¬1). (طب) (¬2) عن جرير) رمز المصنف لصحته، وقد عزاه المصنف للشيخين في كتابه الدرر (¬3). وفي الحديث قصة هو أنه أرسلت زينب بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - إليه أن ابني قد احتضر فاشهدنا فأرسل يقرئ السلام ويقول: "إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب" فأرسلت تقسم عليه ليأتيها فقام ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال فرفع إليه الصبي فأقعد في حجره ونفسه تقعقع ففاضت عيناه فقال سعد يا رسول الله ما هذا؟! قال: "هذا رحمة جعلها الله في قلوب من شاء من عباده إنما يرحم الله من عباده الرحماء" (¬4). 2598 - "إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل". (خط) عن أنس، ابن عساكر عن عائشة. (إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أهل الفضل) أي أنه لا يعرف حق ذي الفضيلة وما يجب له من الإعظام والإكرام إلا صاحب الفضيلة لأنه عرف مقدارها فيعرف مقدار حاملها وسببه كما قال راويه بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد إذ أقبل علي عليه السلام فسلم ثم وقف ينظر موضعاً وكان أبو بكر عن يمينه فتزحزح له عن مجلسه وقال: هاهنا يا أبا الحسن فجلس بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين أبي بكر فعرف السرور في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. (خط) (¬5) عن أنس)، قال الخطيب ¬

_ (¬1) ذكرها القرطبي في التذكرة (ص: 65)، والمناوي في فيض القدير (3/ 8). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 324) رقم (2353)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2381). (¬3) انظر: الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (ص: 7). (¬4) أخرجه البخاري (1284)، (5655)، (6602)، ومسلم (923). (¬5) أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 105) و (7/ 222)، وابن عساكر في تاريخه (26/ 334) , =

عقيب إخراجه: إن فيه من لا يرتضى ومن هو كذاب فاسق وفيه أيضًا محمَّد بن زكريا العلائي قال الذهبي في الضعفاء (¬1): قال الدارقطني: يضع الحديث، (ابن عساكر عن عائشة)، قالت كان النبي - صلى الله عليه وسلم - جالساً وبجنبه أبو بكر فذكره قال السخاوي: وهما ضعيفان -يريد السندين- ومعناه صحيح. 2599 - "إنما يغسل من بول الأنثى وينضح من بول الذكر". (حم د هـ ك) عن أم الفضل (صح). (إنما يغسل من بول الأنثى وينضح) أي يرش بالماء حتى يعم موضع البول وإن لم يسل. (من بول الذكر) أي الصبي الذي لم يتناول الطعام وليس له غذاء غير اللبن ولم يجاوز الحولين وأخذ بالحديث الشافعي وقال غيره: يغسل أيضاً من بوله كغيره (حم د هـ ك) (¬2) عن أم الفضل) بنت أحمد امرأة العباس قالت: كان الحسين في حجر النبي - صلى الله عليه وسلم - فبال فقلت أعطني إزارك أغسله فذكره. قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي وعليه رمز المصنف بالصحة. 2600 - "إنما يقيم من أذن". طب عن ابن عمر. (إنما يقيم) للصلاة (من أذن) أي الحق له وهل له أن يستنيب؟ قيل: نعم، وقيل: لا، وسببه عن راويه قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فطلب بلالا ليؤذن فلم يوجد فأمر رجلاً فأذن فجاء بلال فأراد أن يقيم فذكره (طب) (¬3) عن ابن عمر قال ¬

_ = والقضاعي في الشهاب (1164)، وانظر كشف الخفاء (1/ 250)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2068)، والضعيفة (3227): موضوع. (¬1) انظر المغني (2/ 851). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 339)، وأبو داود (375)، وابن ماجة (522)، والحاكم (1/ 166)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2383). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 435) رقم (13590)، وانظر البيان والتعريف (1/ 275)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 3)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2069).

الهيثمي: فيه راشد بن السماك ضعيف. 2601 - "إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا مثل زاد الراكب". (طب هب) عن خباب (ح). (إنما يكفي أحدكم ما كان في الدنيا) أي مدة بقائه فيها (مثل زاد الراكب) هو ما يوصله إلى مقصده فإن العبد مسافر في دار دنياه إلى آخرته يقطع كل يوم منزلاً ويرحل رحلة، وهو أعجب حالاً من المسافر، فإن المسافر قد قدر مسافة سفره وعرف منتهى رحلته وأما مسافر الآخرة فهو لا يدري متى يهجم به المخرج له من منزله ومتى ينزله حفرته فما من يوم ولا ساعة إلا وهو يجوز ذلك وسبب الحديث أنه عاد خباباً جماعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرض مرضه فقالوا أبشرنا لله ترد على محمَّد - صلى الله عليه وسلم - الحوض فقال: كيف بهذا وأشار إلى أعلى البيت وأسفله وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. (طب هب) (¬1) عن خباب)، قال المنذري: وإسناده جيد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، عن يحيى بن جعدة، وهو ثقة ورمز المصنف لحسنه. 2602 - "إنما يكفيك من جمع المال خادم ومركب في سبيل الله". (ت ن هـ) عن أبي هاشم بن عتبة (صح). (إنما يكفيك من جمع المال خادم) يقوم بقضاء حوائجك (ومركب في سبيل الله) أي تجاهد عليه إن كان فرساً أو يحملك وآلتك إن كان غيره وهو كالأول حث على التزهيد في الدنيا. (ت ن هـ) (¬2) عن أبي هاشم بن عتبة) بضم المهملة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 77) (3695)، والبيهقي في الشعب (10400)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 79)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 254)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2384)، والصحيحة (1716). (¬2) أخرجه الترمذي (2327)، والنسائي (8/ 218)، وابن ماجة (4103)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2386)، والصحيحة (2202).

وسكون المثناة صحابي صغير من مسلمة الفتح مرض فجاءه معاوية يعوده فقال: ما يبكيك أوجع؟ قال: لا, ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهدًا لم آخذ به فذكره، رمز المصنف لصحته. 2603 - "إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة". (حم ق د ن هـ) عن عمر (صح). (إنما يلبس الحرير في الدنيا) أي من الرجال (من لا خلاق له في الآخرة) أي من لا نصيب له في خيرها، قال الكرماني: إنما يتوهم أن فيه دليلاً لحل لبسه للكافر وهو باطل إذ ليس في الحديث الإذن له في لبسه وهو مخاطب بالفروع فيحرم عليه كالمسلم. (حم ق د ن هـ) (¬1) عن عمر) وفيه قصة. 2604 - "إنما يلبس علينا صلاتنا قوم يحضرون الصلاة بغير طهور من شهد الصلاة فليحسن الطهور". (حم ش) عن أبي روح الكلاعي. (إنما يلبس علينا صلاتنا) أي يخلطها والخلط اللبس والإشكال (قوم يحضرون الصلاة بغير طهور) بضم الطاء فيجعلهم الشيطان وصله إلى اللبس على من كملت طهارته وفيه أن جوار الآثم يوقع الخلل في فعل من ليس كذلك وسببه عن راويه أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه فقرأ سورة الروم فتردد فيها فلما انصرف قال: "إنما" الحديث (من شهد الصلاة) أي حضرها جماعة أو فرادى (فليحسن الطهور) لئلا يأثم في نفسه لتقصيره ثم بما يدخله على غيره من اللبس (حم ش) (¬2) عن أبي روح) بفتح الراء آخره مهملة اسمه شبيب (الكلاعي) بفتح الكاف، واللام وغير مخففه مهملة، قال الذهبي (¬3): له صحبه، (هي قبيلة من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 49)، والبخاري (5835)، ومسلم (2069)، وأبو داود (1076)، والنسائي (3/ 96)، وابن ماجة (3591). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 363)، وابن أبي شيبة (34)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2070). (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 166)، و (1/ 252) رقم (2652).

حمير): أي ذو الكلاع. 2605 - "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" (ن) عن سعد. (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها بدعوتهم) أعاد الضمير جمعا إلى الضعيف لأنه اكتسب الجمعية بإضافته إلى ضمير الجماعة أو لأنه اسم جنس مضاف وهو عام والعام فيه معنى الجمع (وصلاتهم) المعروفة الشرعية (وإخلاصهم) في الطاعات قال جار الله (¬1): النصر الإعانة والإظهار على العدو والإخبار بذلك إعلام بأنه تعالى جعل النصر بطاعات الضعفاء لا بقوى الأبطال وأن الأعمال الصالحة جهاد الضعفاء ولعل المراد بهم المعذورون (ن) (¬2) عن سعد بن أبي وقاص)، قال مصعب رأى سعد أنه له فضلا على من دونه فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك. 2606 - "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة". (حم م د ن) عن الأغر المزني (صح). (إنه) أي الشأن (ليغان) بضم حرف المضارعة وغين معجمة من الغين وهو الغطاء (على قلبي) في النهاية (¬3): أراد ما يغشاه من السهو الذي لا يخلو منه البشر لأن قلبه - صلى الله عليه وسلم - إذا كان مشغولا بالله تعالى فإن عرض له وقتا ما عارض بشري يشغله عن أمور الملة والأمة ومصالحها عد ذلك - صلى الله عليه وسلم - ذنباً وتقصيرًا فيفزع إلى الاستغفار فلذا قال (وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة) وقال المصنف في حاشية السنن: أنه من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله وقد وقف الأصمعي ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف للزمخشري (ص: 214) و (1387). (¬2) أخرجه النسائي (6/ 45)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2388). (¬3) انظر النهاية (3/ 389).

إمام الأئمة عن تفسيره (حم م د ن) (¬1) عن الأغر) بفتح الهمزة والمعجمة فراء (المزني) بضم الميم وفتح الزاي. 2607 - "إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه". (هـ ت) عن أبي هريرة. (إنه) أي الشأن. (من لم يسأل الله) حوائجه ويستدفع كل مكروه به ويستجلب كل محبوب منه (يغضب عليه) لأن خزائنه مملوءة ويده بالخير سخاء وسؤاله فيه إظهار العبودية والتواضع والاحتياج والالتفات إليه وهو مطلوب له من عباده: الله يغضب إن تركت سؤاله ... وسواه يؤلمه السؤال ويغضب (هـ ت) (¬2) عن أبي هريرة) وأخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن ماجه والبزار والحاكم كلهم من رواية أبي صالح الخوزي بضم الخاء المعجمة وسكون الواو ثم زاي وهو مختلف فيه، ضعفه ابن معين وقواه أبو زرعة وظن ابن كثير بأنه أبو صالح السمان فجزم بأن أحمد تفرد بتخريجه وليس كما قال فقد جزم شيخه المزي في الأطراف لما ذكر ذلك ابن حجر (¬3). 2608 - "إني أوعك كما يوعك رجلان منكم". (حم م) عن ابن مسعود (صح). (إني أوعك) أي تأخذني الحمى (كما يوعك رجلان منكم) في الشدة لألمها وذلك لمضاعفة الأجر وكذا سائر الأنبياء قاله القضاعي، وتمام الحديث: قيل يا رسول الله وذلك؛ لأن لك أجرين قال أجل وسببه عن راويه قال: دخلت على ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 260)، ومسلم (2702)، وأبو داود (1515)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (446). (¬2) أخرجه الترمذي (3373)، وأحمد (2/ 442)، والبخاري في الأدب المفرد (658)، والحاكم (1/ 668)، وانظر فتح الباري (11/ 95)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2418). (¬3) انظر: تفسير ابن كثير (4/ 109)، وهذا كلام ابن حجر في فتح الباري (11/ 95)، وجزم بأنه أبو صالح الخوزي، وقال الحافظ في التقريب (2/ 817): أبو صالح الخوزي: لين الحديث.

النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: إنك تتوعك وعكاً شديداً فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أجل" ثم ذكره. (حم م) (¬1) عن ابن مسعود) وقد أخرجه البخاري في الطب من حديث ابن مسعود أيضاً. 2609 - "إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر". (ت) عن عائشة. (إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر ابن الخطاب) وذلك لما فيه من المهابة كما تقدم وسببه عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت لغطا فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا حبشية تزفن فقال: "يا عائشة تعالي فانظري" فجئت فوضعت لحيي على منكبه انظر إليها فقال: "أما شبعت" فأقول لا إذ طلع عمر فارفض الناس فذكره. (ت) (¬2) عن عائشة)، وقال: صحيح غريب من هذا اللفظ انتهى، وفيه زيد بن الحباب قال في الكاشف (¬3): لم يكن به بأس وقد اتهم. 2610 - "إني فيما لم يودع إلي كأحدكم". (طب) وابن شاهين في السنة عن معاذ. (إني فيما لم يوح إليّ) في شأنه وحكمه ولم يؤذن لي بالاجتهاد فيه أو المراد من الأمور المغيبة (كأحدكم) لا أعلم إلا ما علمت وفيه تواضعه وبيان إنه لا يدعي أمراً ولا يقول إلا عن الله تعالى (طب) وابن شاهين (¬4) في السنة عن معاذ) قال لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسرحني إلى اليمن استشار أصحابه فقال أبو بكر: لو أنك ما استشرتنا ما تكلمنا فذكره، قال الهيثمي: فيه أبو العطوف لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم خلاف. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 381، 455)، والبخاري (5648)، ومسلم (2571). (¬2) أخرجه الترمذي (3691)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2496). (¬3) انظر الكاشف (1/ 415). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 67) رقم (124)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 178)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2092)، والضعيفة (1733): موضوع.

2611 - "إني لم أبعث لعانًا". طب عن كريز بن أسامة. (إني لم أبعث لعاناً) أي مبالغاً في اللعن، والمراد لعن أصل من باب: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]، كان لعنه إن صدر لعنا بليغا فنفاه واللعن: الإبعاد من رحمة الله، فيحتمل أن المراد: لم أبعث لأطلق اللعنة على مخلوق أو لأبعد الناس عن رحمة الله وإن جاز ذلك على الكافرين كما قد أخبر الله تعالى أنه لعنهم فلم يكن من أخلاقه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه ينفر عنه ولأنه لا يزال راجيا لإِسلام الكافر والأول يدل سبب الحديث عن رواته قال: قيل: يا رسول الله ادع الله على بني عامر فذكره. (طب) (¬1) عن كريز) بضم الكاف وسكون الياء مثناة تحتية آخره زاي ابن شامة بالمعجمة، قال الذهبي (¬2): يقال له صحبة, قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 2612 - "إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة". (خد م) عن أبي هريرة (صح). (إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة) أخرج العباد من الكفر إلى الإيمان أدعوا العباد إلى ذلك، فإن أجابوا أفلحوا وإن أبو خسروا ولا أدعو عليهم بالإبعاد من رحمة الله. (خد م) (¬3) عن أبي هريرة). 2613 - "إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً" (طب) عن ابن عمر (خط) عن أنس. (إني لأمزح) أي بالقول وكذا بالفعل كما فعله - صلى الله عليه وسلم - مع بعض العرب في إمساكه على عينيه من خلفه وقوله من يشتري العبد (ولا أقول إلا حقا) كما ذكرت قضايا من مزاحه سردناها في التنوير وكلها صدق كقوله: "لا يدخل الجنة عجوز" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 189) رقم (424)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 72)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2501). (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 30)، وفيه: كريز بن أسامة, وقيل: ابن سامة العارمي. (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (321)، ومسلم (2599). (¬4) قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (3/ 89): أخرجه الترمذي في الشمائل مرسلاً من حديث أنس بسند ضعيف.

وقوله: "رجل في عينيه بياض" (¬1) وغير ذلك ولا يمزح في أحكام الدين فإنه جهل لا يجوز عليه ولذا قال موسى لقومه لما قالوا: {قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة: 67] قالوا: معناه فأمزح في أحكام الدين. (طب) عن ابن عمر، (خط) (¬2) عن أنس)، قال الهيثمي: إسناد الطبراني حسن. 2614 - "إني وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقاً". (حم ت) عن أبي هريرة. (إني وإن داعبتكم) المداعبة الممازحة والملاطفة (فلا أقول إلا حقاً) قاله لما قالوا له إنك تداعبنا يا رسول الله والمداعبة محبوبة في مواطن مخصوصة فليس في كل أوان يحسن المزاح ولا في كل حين يحسن الجد كما قيل: أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى ... وإني إذا جد الرجال له واجد قال الراغب: المداعبة والمزاح إذا كان على الاقتصاد محمود والإفراط فيه يذهب البهاء ويجرئ السفهاء وتركه يقبض المؤانس ويوحش المخالط لكن الاقتصاد منه صعب لا يكاد يوقف عليه ولذلك يخرج عنه أكثر الحكماء حتى قيل المزاح مسلبة للبهاء مبطنة للإخاء فلا يفتح إلا الشر (حم ت) (¬3) وحسنه عن أبي هريرة، وقال الهيثمي: إسناد أحمد حسن. 2615 - "إني لأعطي رجالا وأدع من هو أحب إلى منهم لا أعطيه مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم". (حم ن) عن سعد. ¬

_ (¬1) ذكره ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (ص: 293)، والمصدر السابق. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 391) رقم (13443) عن ابن عمر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 89)، وأخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 308)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2494). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 340)، والترمذي (1990)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 17)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2509).

(إني لأعطي (¬1) رجالا) حذف مفعوله الثاني أي الشيء (وأدع) أترك (من هو أحب إلي منهم) أي أقرب إلى القلب وأعظم عنده موقعاً. (لا أعطيه مخافة أن يكبوا في النار على وجوههم) مفعول له يحتمل أنه علة للإعطاء وأن قوما لولا نعطيهم ما ثبتوا على الإِسلام كالمؤلفة قلوبهم وهو الأظهر، ويحتمل أنه علة لا تترك وإن قومًا إذا فتحت لهم الدنيا وأبيح لهم العطاء خيف عليهم الفتنة ومحبة المال فيمنعهم صيانة لهم وحماية كما جاء: "أن الله يحمي عبده الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه" (حم ن) (¬2) عن سعد بن أبي وقاص قال: قسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسما فقلت يا رسول الله: أعطي فلاناً فإنه مؤمن قال أو مسلم. 2616 - "إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض". (حم طب) عن زيد بن ثابت. (إني تارك فيكم خليفتين) الخليفة من يخلف من استخلفه فيما كان إليه وقد كانت الهداية والإرشاد للعباد إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فالخليفة عنه الكتاب والأول في ذلك (كتاب الله حبل ممدود بين السماء والأرض) أي أنه للمتمسك به كالحبل في نجاته أو أنه سبب موصل للعبد إلى النجاة (وعترتي أهل بيتي) تقدم أن الأكثر على أنهم من حرمت عليهم الزكاة قال القرطبي: هذه الوصية وهذا التأكيد العظيم يقضي وجوب احترام آله وتوقيرهم وإبرارهم وحبهم وجوب الفروض المؤكدة التي لا عذر لأحد في التخلف عنها وقد جعل دليلاً على إتباع إجماعهم؛ لأن أفرادهم لا يجب إتباعهم وقد بسط في الأصول (وأنهما) أي الآل والكتاب ¬

_ (¬1) ورد في الأصل "إنم لا أعطي .. " وهو خطأ والصواب ما أثبتناه. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 176)، وأبو داود (4683)، والنسائي (8/ 103)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2488).

(لن يتفرقا) بل هما متلازمان (حتى يردا عليّ الحوض) قال الحكيم: المراد بعترته العلماء العاملون منهم أنهم لا يفارقون القرآن وأما نحو الجاهل والعالم المخلط فإنه أجنبي من هذا المقام وإنما ينظر إلى الأصل والفيض مع التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل قال الشريف: وهذا الخبر منهم وجود من يكون أهلاً للتمسك من أهل البيت والعترة الطاهرة في كل زمان إلى يوم القيامة حتى يتوجه بالحب المذكور على أن التمسك بهم كالكتاب فلذلك كانوا أمانا لأهل الأرض فإذا ذهبوا ذهب أهل الأرض (حم طب) (¬1) عن زيد بن ثابت)، قال الهيثمي: رجاله موثقون ورواه أبو يعلى والحافظ عبد العزيز بن الأخضر، وزاد أنه قاله في حجة الوداع: ووهم من زعم بوضعه كابن الجوزي، قال السمهودي: وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة. 2617 - "إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم". (حم د) عن سعد. (إني لأرجو أن لا تعجز أمتي) بفتح حرف المضارعة وكسر عينها وفتحها أي عن الصبر على الوقوف للحساب. (عند ربها أن يؤخرهم) بفتح الهمزة أي لأن يؤخرهم في الموقف. (نصف يوم) من أيام الآخرة قيل لسعد كم نصف اليوم ذلك قال خمسمائة عام أخذاً من الآية، والحديث إخبار عن رجواه - صلى الله عليه وسلم - أن أمته لا تعجز وتضعف عن بقائها في الموقف نصف يوم من أيام الآخرة فتنتظره لفصل القضاء وقال ابن جرير: أن المراد الإخبار بأن بقائها في الدنيا خمسمائة عام فإذا انضم إلى حديث ابن عباس أن الدنيا سبعة آلاف فيكون الماضي إلى وقت ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 182)، وفي فضائل الصحابة له (996)، والطبراني في الكبير (3/ 65) رقم (2678)، وأبو يعلى (1140)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 163)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2457).

الحديث المذكور ستة آلاف سنة وخمسمائة سنة تقريبا انتهى. فهو إخبار عن مقدار بقاء الأمة في دار الدنيا وأنها لا تعجز عن إقامة الفرائض هذا المقدار من الدهر إذ هو المراد بنفي العجز عنها قال جمع قد ظهر بطلان ذلك بالمجاوزة لهذه المدة وزيادة على مثلها وزيف الطيبي الأمرين وقال: الحديث كناية عن كمال القرب والمكانة عند الله تعالى يعني أن لي عنده مكانة وقربة يحصل بها كل ما أرجوه فالمعنى إني لأرجو أن يكون لأمتي عند الله مكانة يمهلهم من زماني هذا إلى انتهاء خمسمائة بحيث لا يكون أقل من ذلك إلى قيام الساعة، وقال الحافظ ابن حجر (¬1) بعد تصويب تزييف الطيبي: والذي يعتمد عليه في ذلك ما أخرجه معمر في الجامع عن مجاهد عن عكرمة بلاغاً في قوله تعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] قال: الدنيا من أولها إلى آخرها يوم مقداره خمسين ألف سنة لا يدري كم مضى ولا كم بقى إلا الله. (حم د) (¬2) عن سعد)، قال المناوي: سنده جيد وقال ابن حجر في الفتح: رواته ثقات إلا أن فيه انقطاعاً وخرجه أبو داود من حديث أبي ثعلبة بلفظ: "والله لا تعجز هذه الأمة من نصف يوم" وصحَّحه الحاكم قال ابن حجر: ورجاله ثقات لكن رجح البخاري وقفه. 2618 - "إني نهيت عن قتل المصلين". (د) عن أبي هريرة. (إني نهيت عن قتل المصلين) أي نهاني الله عنه وأراد بهم المؤمنين إلا أنه عبر عنهم بأشرف الطاعات وسببه عن راويه قال أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمخنث خضب ¬

_ (¬1) انظر للتفضيل: فتح الباري (11/ 352). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 170)، وأبو داود (4350)، وانظر فتح الباري (11/ 351)، وفيض القدير (3/ 16)، وأخرجه الحاكم (4/ 424)، وأبو داود (4349)، والبخاري في التاريخ (2357)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2481).

يديه ورجليه بالحناء فنفاه فقلنا ألا نقتله فذكره. (د) (¬1) عن أبي هريرة)، قال الزين العراقي: في سنده ضعيف، وعده في الميزان من المناكير. 2619 - "إني نهيت عن زبد المشركين". (د ت) عن عياض بن حمار. (إني نهيت عن زبد المشركين) بفتح الزاي وسكون الموحدة أي زبدهم وهديتهم كما تقدم معناه أي عن قبول ما يهدونه إلى وتقدم الكلام في الإشكال عليه بقبوله هدايا لبعض منهم. (د ت) (¬2) عن عياض)، بكسر المهملة فمثناه تحتية، (ابن حمار) بحاء مهملة باسم الحيوان المعروف قال: أهديت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة، فقال: أسلمت، فقال: لا، فذكره. 2620 - "إني لا أقبل هدية مشرك". (طب) عن كعب بن مالك. (إني لا أقبل هدية مشرك) هو كما سلف آنفاً وسببه عن راويه قال: جاء ملاعب الأسنة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهدية فعرض عليه الإِسلام فأبى فذكره. قلت: وفي ردها بعد العرض وذكره للحديث دليل على أنه كان يرد هدية من لا يرجو إسلامه لا من يرجو ذلك منه وهو أحد الوجوه في توجيه ما قبضه من الهدايا. (طب) (¬3) عن كعب بن مالك)، قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أنه مرسل وقد وصله بعضهم عن الزهري إلا أنه لا يصح. 2621 - "إني لا أصافح النساء". (ت ن هـ) عن أميمة بنت رقيقة (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4928)، وانظر الميزان (4/ 19)، وفتح الباري (9/ 335)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2506). (¬2) أخرجه أبو داود (3057)، والترمذي (1577)، وانظر: فتح الباري (5/ 231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2505). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 70) رقم (138)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 127)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2514)، والصحيحة (1727).

(إني لا أصافح النساء) سببه أنه قاله لنسوة أتت إليه لتبايعه وقلن يا رسول الله نبايعك فذكره وفي رواية: "لا أمس أيدي النساء" وفي رواية: "إني لا أصافح النساء وإنما قولي لمائة امرأة كقولي أو مثل قولي لامرأة واحدة" ففيه أنه لا يلامس أيدي النساء وفيه أن السنة أخذ أيدي الرجال عند بيعة الإِمام (ت ن هـ) (¬1) عن أميمة بنت رقيقة) كلاهما بالتصغير صحابية رمز المصنف لصحته ورواه أحمد والبيهقي قال ابن حجر في تخريج المختصر: أنه حديث صحيح. 2622 - "إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم". (حم خ) عن أبي سعيد (صح). (إني لم أومر أن أنقب) بضم الهمزة وتشديد القاف (عن قلوب الناس) لا أعلم ما فيها. (ولا أشق بطونهم) وهو كناية عن أنه أمران يكتفي بظواهر أحوال المسلمين وأنه لم يؤمر بالبحث عن أحوالهم والإطلاع على ما هو مطوي عنه ويحتمل أنه أراد الإعلام بأنه لا يعلم بواطن العباد أحد غير الله، وأنه لو أمر بنقب القلوب وشق البطون ما علم ما أضمروه ويحتمل أنه يعلمه بعد ذلك إلا أنه لم يؤمر به وهذا قاله لما جيء له بمال فقسمه بين أربعة فاعترضه رجل فأراد خالد ضرب عنقه فنهاه وقال: "لعله يصلي" قال خالد: كم من فصل بلسانه ما ليس في قلبه فذكره. (حم خ) (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 2623 - "إني حرمت ما بين لابتي المدينة كما حرم إبراهيم مكة". (م) عن أبي سعيد (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1597)، والنسائي (7/ 149)، وابن ماجة (2874)، وأحمد (6/ 357)، والبيهقي في السنن (8/ 148)، وانظر قول الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (4/ 170)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2513)، والصحيحة (529). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 4)، والبخاري (4351)، ومسلم (1064).

(إني حرمت ما بين لابتي المدينة) أي جبليها كما تقدم (كما حرم إبراهيم مكة) أي كما أنه أظهر حرمة الحرم وإلا فإنه محرم من قبل خلق إبراهيم عليه السلام ويحتمل أنه أول من حرمه والمراد حرمتها بأمر الله لي بذلك أو بتفويضه أن أجتهد رأيي على الخلاف. (م) (¬1) عن أبي سعيد) تفرد به مسلم. 2624 - "إني لأشفع يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من شجر وحجر ومدر". (حم) عن بريدة (صح). (إني لأشفع) في رواية: إني لأرجو أن أشفع عند الله (يوم القيامة لأكثر مما على وجه الأرض من حجر ومدر) بزنته جمع مدرة كقصب وقصبة وهو التراب الملبد أو قطع الطين أو الطين العلك الذي لا يخالطه الرمل (وشجر) المراد التكثير والمبالغة في كثرة من يشفع له - صلى الله عليه وسلم - وقد علم أنه تعالى يقبل شفاعته وأنواعها كثيرة، يحتمل أن المراد بهذه الشفاعة العظمى في فصل القضاء؛ لأنها شاملة للثقلين أجمعين منذ خلقوا إلى أن فنت الدار الدنيا، والإخبار بهذا بشرى للعباد (حم) (¬2) عن بريدة) قال: دخلت على معاوية فإذا رجل يتكلم في علي عليه السلام فقلت يا معاوية ائذن لي في الكلام قال نعم وهو يرى أني أتكلم بمثل ما قاله الآخر قال بريدة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إني لأرجوا" إلى آخره أفترجوها أنت يا معاوية ولا يرجوها علي عليه السلام، رمز المصنف لصحته وقال العراقي: سنده حسن وقال الهيثمي: رجاله وثقوا على ضعف كبير في أبي إسرائيل الملائي. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1374). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 347)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 378)، وقول العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 236)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2095).

2625 - "إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من شدة وجد أمه ببكائه". (حم ق هـ) عن أنس (صح). (إني لأدخل في الصلاة) الفريضة (وأنا أريد أن أطيلها) وفي رواية مسلم إطالتها (فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي) أي أخففها شفقة (مما أعلم من شدة وجد) بفتح الواو وسكون الجيم. (أمه) أي حزنها (ببكائه) قال العراقي: في الرواية اختصار والمراد: أنه في الصلاة أو ولدها وفيه شفقته - صلى الله عليه وسلم - وإن إذهاب قلق المسلم وحزنه أفضل من إطالة الصلاة قيل: وأنه يجوز إدخال الصبي المسجد ولا دلالة ناهضة لإدخال ذلك لأنه يحتمل أنه في بيته لاتصال البيوت بمسجده - صلى الله عليه وسلم - وفيه جواز صلاة النساء مع الرجال وفيه أنه يحسن انتظار الإِمام إذا أحس بداخل لأنه إذا حسن تخفيف الصلاة لأجل جَبْر أمّ الصبي فأولى لأجل إدراك الداخل العبادة وفيه جواز تخفيف الصلاة لأجل ضعيف أو غيره في الصلاة. (حم ق هـ) (¬1) عن أنس). 2626 - "إني سألت ربي أولاد المشركين فأعطانيهم خدما لأهل الجنة لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك ولأنهم في الميثاق الأول". الحكيم عن أنس. (إني سألت ربي أولاد المشركين) أي سألته العفو عنهم والإحسان, سألته إدخالهم الجنة وأما العفو فإنه لا ذنوب لهم ودخول الجنة لا استحقاق لهم فيه (فأعطانيهم خدما لأهل الجنة) وعلل وجه السؤال بقوله: (لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك) لأنه لا يدركه إلا المكلف (ولأنهم في الميثاق الأول) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 109)، والبخاري (709)، ومسلم (470)، والترمذي (376)، وابن ماجة (989).

أي الذي أخذها الله على عباده في عالم الذر كما تقدم تحقيقه وهو الفطرة التي يولد عليها كل مولود حتى يهوّده أبواه أو ينصّرانه أو يمجسّانه (الحكيم (¬1) عن أنس)، إلا أنه لم يذكره بسند، بل قال: روى، وكلام المصنف يشعر بأنه أسنده. 2627 - "إني لا أشهد على جور". (ق ن) عن النعمان بن بشير (صح). (إني لا أشهد على جور) أي ميل عن الحق وهذا قاله لمن خص بعض بنيه بالعطية من بين إخوته والحديث ظاهر في حرمة ذلك لأن الجور منهي عنه فيكون باطلاً (ق ن) (¬2) عن النعمان بن بشير) وقد ورد بألفاظ كثيرة يأتي بعضها. 2628 - "إني عدل لا أشهد إلا على عدل". ابن قانع عنه عن أبيه. (إني عدل لا أشهد إلا على عدل) أي على أمر عدل فيه عن الباطل إلى الحق وفيه أن العدل لا يشهد إلا على أمر عدل وهو من الأدلة على حرمة الهبة لبعض الأولاد دون بعض والجمهور على أنه يكره فقط (ابن قانع (¬3) عنه) أي عن النعمان بن بشير (عن أبيه) بشير، فكأنه رواه النعمان تارة عن أبيه. 2629 - "إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد". (حم د ن حب ك) عن أبي رافع (صح). (إني لا أخيس) بفتح الهمزة فخاء معجمة مكسورة ومثناة تحتية (بالعهد) أي لا أنقضه ولا أفسده قال جار الله (¬4): خاس بالعهد أفسده من خاس الطعام إذا فسد (ولا أحبس) بفتح الهمزة بعدها مهملتان بينهما موحدة (البرد) بزنة كتب جمع بريد وهو الرسول الوارد إليه من الجهات والمراد أن الأمرين ليس مما ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 314)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2088). (¬2) أخرجه البخاري (2650)، ومسلم (1623)، والنسائي (6/ 260). (¬3) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 97)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2090). (¬4) انظر: الفائق للزمخشري (1/ 404).

يفعلهما كما يفعله ملوك الدنيا لما في ذلك من الخلل العائد بالضر على المسلمين بتضمن عهد عدوهم من حبس الرسل لأنه ينشأ عنه شر كثير لأن الله تعالى قد أمر بإيفاء العهود (حم د ن حب ك) (¬1) عن أبي رافع) وفي الحديث قصة، رمز المصنف لصحته. 2630 - "إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث". (حم م ت) عن جابر بن سمرة (صح). (إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم علي) بتشديد المثناة أي يقول: السلام عليك قيل: هو الحجر الأسود وقيل: البارز بزقاق المرفق وعليه أهل مكة خلفًا سلفاً (قبل أن أبعث) قيل لأنها كانت الأحجار كلها تسلم عليه بعد البعثة قال ابن سيد الناس: يحتمل أنه تسليم على حقيقته ويحتمل أن المراد أن ملائكة كانت عنده تسلم عليه والأول الصحيح. إن قيل: ما السر أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يختص بسماعه دون غيره وكان أكمل في معجزته أن يسعه غيره؟ قلت: قد سمعه غيره أحيانا كما أخرجه الترمذي وحسنه من حديث علي - رضي الله عنه - قال: "كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة في نواحيها فلما استقبلنا جبل دلى حجراً له قال: السلام عليك يا رسول الله" (¬2) وهذا دليل الوجه الأول من كلام ابن سيد الناس. إن قيل: فلم خص هذه الحجر بالمعرفة؟ قلت: لأنها كانت تسلم عليه قبل البعثة بخلاف غيرها أو لأنها كانت أكثر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 8)، وأبو داود (2758)، والنسائي (5/ 205)، وابن حبان (4877)، والحاكم (3/ 598)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2510)، والصحيحة (702). (¬2) أخرجه الترمذي (3626).

تسليما عليه (حم م ت) (¬1) عن جابر بن سمرة) وتمام رواية مسلم: "إني لأعرفه الآن" وكأنه سقط من قلم المصنف. 2631 - "إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر بين السماء والأرض بماء المزن في صحاف الفضة". ابن سعد عن خزيمة ابن ثابت. (إني رأيت الملائكة تغسل حنظلة بن أبي عامر) أي يوم أحد لأنه استشهد فيه ويعرف بغسيل الملائكة لهذا، وأبوه هو عامر الفاسق وكان يعرف في الجاهلية بالراهب فلما بعث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - عانده وخرج إلى مكة ورجع مع قريش يوم أحد محاربًا فسماه المصطفى الفاسق ثم رجع مكة فأقام بها فلما فتحت هرب إلى الروم ومات كافراً (بين السماء والأرض) أي في الهواء (بماء المزن) المطر (في صحاف الفضة) وهذا الغسل؛ لأنه قتل جنبا كما أخبرت امرأته بذلك، قال ابن القيم (¬2): أخذ منه الفقهاء بأنه يغسل الشهيد إذا قتل جنبا اقتداء بالملائكة. (ابن سعد (¬3) عن خزيمة بن ثابت) هو ذو الشهادتين - رضي الله عنه - شهد بدراً وما بعدها وقتل في صفين مع أمير المؤمنين - رضي الله عنه - (¬4). 2632 - "إني أحدثكم الحديث فليحدث الحاضر منكم الغائب". (طب) عن عبادة بن الصامت. (إني أحدثكم الحديث فليحدث الحاضر) عندي (منكم الغائب) عن استماع حديثي فيه الأمر بإبلاغ العلم ونشره على من لم يعرفه (طب) (¬5) عن عبادة بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 89)، ومسلم (2277)، والترمذي (3624). (¬2) انظر: زاد المعاد (3/ 172). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 10، 16)، وانظر صفوة الصفوة (1/ 609)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2087). (¬4) الاستيعاب (1/ 141)، أسد الغابة (1/ 324)، والإصابة (2/ 278). (¬5) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (1/ 139)، وأخرجه الديلمي في =

الصامت) قال الهيثمي: رجاله موثقون. 2633 - "إني أشهد عدد تراب الدنيا أن مسيلمة كذاب". (طب) عن وبر الحنفي. (إني أشهد عدد تراب الدنيا) أي شهادة عدد ما في الدنيا من التراب فجرى مجرى يعلمها الله أو أريد بترابها كل ما على ظهرها أي شهادات لا تنحصر. (أن مسيلمة كذاب) مسيلمة هو كبش أهل الردة من بني حنيفة ادعى النبوة ووفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسجع سجعات ركيكة ادعى أنها وحي وقصته مشهورة قتل أيام أبي بكر على يد وحشي قاتل حمزة - رضي الله عنه -. (طب) (¬1) عن وبر) بفتح الواو والباء الموحدة، فراء (الحنفي) نسبة إلى بني حنيفة قبيلة مسيلمة ومن يسمى وبراً يثاب والمراد هنا من منتهى الآية وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسلم (¬2). 2634 - "إني لأبغض المرأة تخرج من بيتها تجر ذيلها تشكو زوجها". (طب) عن أم سلمة. (إني لأبغض) بضم الهمزة وكسر العين المعجمة (المرأة تخرج من بيتها) أي من بيت زوجها. (تجر ذيلها تشكو زوجها) أي تخرج إلى عند الحاكم شاكية منه ويحتمل إلى الناس كأهلها وجيرانها ويحتمل على حق أو على باطل فالأول كراهة تنزيه والثاني حضر وفيه أن الأولى لها الصبر (طب) (¬3) عن أم سلمة) ¬

_ = الفردوس (232)، والرامهرمزي في المحدث الفاصل (1/ 171)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2446)، والصحيحة (1721). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 153) رقم (412)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2083). (¬2) انظر لترجمته: أسد الغابة (1/ 1103)، والإصابة (6/ 598)، والثقات لابن حبان (3/ 429). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 323) رقم (739)، والأوسط (6007)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 313)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2094)، والضعيفة (2063): ضعيف جدًا.

سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه يحيى بن يعلى وهو ضعيف وأبو هشام الرفاعي قال البخاري: رأيتهم مجمعين على ضعفه (¬1). 2635 - "إني لم أبعث بقطيعة الرحم" (طب) عن حصين بن وحوح (صح). (إني لم أبعث بقطيعة الرحم) بل بعث - صلى الله عليه وسلم - بصلتها وكان من أوصل الخلق لرحمه ومن أكثرهم حثًّا على ذلك وكأن للحديث سبب لم نقف عليه (طب) (¬2) عن حصين بن وحوح) بحاءين مهملتين بزنة جعفر أنصاري أوسي قال البخاري وابن أبي حاتم له صحبة ورمز المصنف لصحته (¬3). 2636 - "إني أحرّج عليكم حق الضعيفين اليتيم والمرأة". (ك هب) عن أبي هريرة (صح). (إني أحرّج) بضم الهمزة وتشديد الراء من الحرج وهو في الأصل الضيق ويقع على الإثم والحرام وفي رواية أحرم (عليكم الضعيفين) الذين لا ينتصران لأنفسهما (اليتيم والمرأة) وقد تقدم هذا بلفظه (ك هب) (¬4) عن أبي هريرة) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك على المنبر ورمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي وتعقب بأن فيه أبو صالح كاتب الليث ومحمد بن عجلان وفيهما ضعف. 2637 - "إني رأيت البارحة عجباً: رأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب، فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ¬

_ (¬1) ذكر قول البخاري هذا الحافظ ابن حجر في التقريب (6402)، وقال: ليس بالقوي. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 28) رقم (3554)، وانظر الإصابة (3/ 525)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2096)، والضعيفة (3232). (¬3) انظر: أسد الغابة (1/ 396)، والإصابة (2/ 92). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 63)، والبيهقي في السنن (10/ 134)، وابن ماجة (3678)، وأحمد (2/ 439)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2447)، والصحيحة (1015).

الشياطين، فجاءه ذكر الله فخلصه منهم، ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشا، فجاءه صيام رمضان فسقاه، ورأيت رجلاً من أمتي من بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمه وعن يمينه ظلمه ومن شماله ظلمه ومن فوقه ظلمه ومن تحته ظلمة، فجاءته حجته وعمرته فاستخرجاه من الظلمة، ورأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرده عنه، ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فقالت: إن هذا كان واصلا لرحمه فكلمهم وكلموه وصار معهم، ورأيت رجلاً من أمتي يأتي النبيين وهم حلق حلق كلما مر على حلقة طرد فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه إلى جنبه، ورأيت رجلاً من أمتي يتقي وهج النار بيديه على وجهه فجائته صدقته فصارت ظلاً على رأسه وستراً عن وجهه، ورأيت رجلاً من أمتي جائته زبانية العذاب فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذاه من ذلك، ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار فجائته الدموع التي بكى بها في الدنيا من خشية الله فأخرجته من النار، ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله فجاءه خوفه من الله تعالى فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه, ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه فجاءه أفراطه فثقلوا ميزانه، ورأيت رجلاً من أمتي على على شفير جهنم فجاءه وجله من الله تعالى فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلاً من أمتي يرعد كما ترعد السعفة فجاءه حسن ظنه بالله تعالى فسكَّن رعدته، ورأيت رجلاً من أمتي يزحف على الصراط مرة ويحبو مرة فجاءته صلاته علي فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاز، ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فأخذت بيده فأدخلته الجنة". الحكيم (طب) عن عبد الرحمن بن سمرة. (إني رأيت البارحة) أي في النوم كما صرح به في رواية والبارحة أقرب ليلة

مضت (عجبًا) أي أمرًا يتعجب منه ثم استأنف مخبرًا عنه بقوله: (رأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته) بالمهملة فمثناة فوقية بعد واو ومعجمة أي أحاطت به من كل جهة (ملائكة العذاب فجاء وضوءه) يحتمل أنه يخلق الله منه صورة تدافع عنه ويحتمل أن مراده ملائكته ويحتمل أن المراد ثوابه ويجري الثلاثة فيما يأتي ويحتمل أنه بضم الواو وبفتحها (فاستنقذه) بمهملة فقاف فمعجمة أي استخلصه (من ذلك) أي الاحتواش ويحتمل أنه في قبره أو في الموقف (ورأيت رجلاً من أمتي) يحتمل أنه الأول ويحتمل أنه غيره. (قد بسط) مغير الصيغة. (عليه عذاب القبر) أي نشر عليه العذاب في قبره قال الزمخشري: من المجاز. (فبسط عليهم العذاب فجاءته صلاته) ظاهر في الفريضة ويحتمل الأعم (فاستنقذته من ذلك) كأنه بالمحاجة عنه أو جعل الله لها قوة وسلطانًا في دفع العذاب (ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين) كأن هذا في دار الدنيا أحاطت به فتضله ويحتمل أنه في بعض مواقف البرزخ وأنه بقي لها عليه سلطان هنالك إن ثبت وظاهر كلام شارحه أنه في الآخرة (فجاءه ذكر الله) فيه الثلاثة الوجوه (فخلصه منهم) أي سلمه ونجاه من شرهم (ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشًا) من لهث يلهث كجمع يجمع إذا اشتد عطشه أو تحبب فخرج لسانه من شدة العطش (فجاءه صيام رمضان فسقاه) فيه كمال المناسبة لأنه أظمأ نفسه في الدنيا فجوزي بالري في الآخرة (ورأيت رجلاً من أمتي بين يديه ظلمة ومن خلفه ظلمة وعن يمينه ظلمه وعن شماله ظلمة ومن فوقه ظلمة ومن تحته ظلمة) هذه الظلمة التي غشيته من الجهات الست يحتمل أنها كناية عن تحيره وعدم اهتدائه سبل الهدى ويحتمل أنها ظلمة حقيقية تغشاه في الموقف حين يؤتى الذين آمنوا نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ويقال لمن عداهم {ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} [الحديد: 13] (فجاءته حجته وعمرته

فاستخرجاه من الظلمة) لأنهما من أعظم أعماله وأشقها فأخرجاه من أعظم أهوال الآخرة (ورأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه) هو عزرائيل قال المصنف أنه لم يرد تسميته بهذا اللفظ في شيء من الآثار (فجاءه بره بوالديه فرده عنه) لأنه قد ثبت أن البر سبب لزيادة العمر وفيه أن ملك الموت لا يعلم من العمر إلا ما أعلمه الله وكأنه يخبر أن الأجل المسمى ينتهي في كذا ولا يعلم ما يزيده الله فيه بالأسباب. (ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه) كأنهم يجتنبونه لعلمهم بشيء من ذنوبه أو أنهم مأمورون بذلك. (فجاءته صلة الرحم) أي صلته إياها ويحتمل صلة الرحم إياه فالصدقة عنه والدعاء بعد موته وهو بعيد لقوله: (فقالت إن هذا كان واصلاً لرحمه) أي لقرابته فهو أعم من الأول. (فكلمهم وكلموه وصار معهم) وفيه مناسبة حث بصلة رحمه وصلة من هجر كلامه، وفيه أن من وصل رحمه رضي عنه المؤمنون كلهم ومن قطعها أغضبهم (ورأيت رجلاً من أمتي يأتي النبيين وهم حلق حلق) بفتح المهملة واللام أي دوائر دوائر وأراد بالنبيين ما يشمل الرسل (كلما مر على حلقة طرد) أي نحي عنها وأبعد. (فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده فأجلسه إلى جنبي) فيه تنويه بشرف غسل الجنابة وأنه رفعه إلى أشرف الحلق وأقعده بجنب أشرف العباد. (ورأيت رجلاً من أمتي يتقي وهج) بفتح فائه وعينه لهبها. (النار بيديه عن وجهه فجاءته صدقته) الفرض أو الأعم (فصارت ظلاً على رأسه وسترًا عن وجهه) فصانته عن الحر من فوقه ومن تلقاء وجهه وفيها مناسبة كاملة من حيث أن بالصدقة يدفع عن المحتاج حر الحاجة فدفعت عنه حر الآخرة ولذا قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" - ورأيت رجلاً من أمتي جاثيًا على ركبتيه بينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله. (ورأيت رجلاً من أمتي جاءته زبانية العذاب) جمع

زبنية كعقربة من الزبن وهو الدفع (¬1) سمي به لأنه يدفع المأمور به في العذاب وهؤلاء هم غير ملائكة العذاب الذين في صدر الحديث ولفظ رواية الحكيم "قد أخذته الزبانية من كل مكان". (فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه) أي كل واحد منهما أو الجاني (من ذلك) وفيه مناسبة؛ لأنه لما استنقذ المأمور بالمعروف والمنهي عن المنكر عن مخالفة الله وعصيانه استنقذه جزاء ذلك عن عذابه (ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار) أي سقط من أعلى إلى أسفل (فجاءته دموعه اللاتي بكى بها في الدنيا من خشية الله فأخرجته من النار) وفيه أنه لما ساقط دمعه خوفًا لله كان جزاء ذلك منعه عن السقوط في النار (ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته إلى شماله) عند تطاير صحف الأعمال (فجاءه خوفه من الله فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه) وفيه أن الخوف من الله في الدنيا جوزي به الأمان عن وقوع الصحيفة في شماله فيكون من أصحاب المشأمة ولذا علق تعالى حلول الجنتين بخوفه في قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46]. (ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه) أي ميزان حسناته برجحان سيئاته. (فجاءه أفراطه) أي أولاده الصغار الذين ماتوا قبله ولو واحداً (فثقلوا ميزانه) فيكون إذًا من أهل الراضية. (ورأيت رجلاً من أمتي على شفير جهنم) أي على جرفها أو شاطئها وشفير كل بناء جرفه. (فجاءه وجله من الله) أي خوفه من عقابه. (فاستنقذه من ذلك) وتقدم أن خوفه هو الذي أعطاه صحيفته في يمينه فكأنه أفاده الخوف الأمرين معًا ويحتمل أن ذلك لرجل وهذا لغيره وأن لخوف كل مكلف جزاء يخالف جزاء الآخر (ورأيت رجلاً من أمتي يرعد) بزنة يقبل (كما ترعد السعفة) بفتح المهملتين وهي ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف (ص: 1375).

أغصان النخلة أي يضطرب كما تضطرب لخوفه من العذاب (فجاءه حسن ظنه بالله تعالى فسكن رعدته) أي اضطرابه بكسر الراء وسكون العين فحسن الظن بالله يسكن رعدة العبد وفيه مناسبة كاملة. (ورأيت رجلاً من أمتي يزحف) بالحاء المهملة (على الصراط) أي يجر إسته عليه (مرة ويحبو على يديه مرة فجاءته صلاته علي) أي على المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاوز) أي جاوزه وجاءه (ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فأخذت بيده فأدخلته الجنة) فهي أول أبواب الإيمان وبها دخول أبواب الجنة وهي آخر أعمال الآخرة فإنه ليس بعد دخولها إلا النعيم. واعلم: أنه - صلى الله عليه وسلم - عد في هذا الحديث سبعة عشر خصلة كل خصلة تدفع شرًا وتكسب خيرًا وهو حث لكل مكلف على الإتيان بها قال جمع من الأعلام هذا الحديث من أصول الإِسلام فينبغي حفظه واستحضاره والعمل عليه مع الإخلاص فيه، قال ابن القيم (¬1): كان شيخنا -يعني ابن تيمية- يعظم أمر هذا الحديث ويفخم شأنه ويعجب به ويقول: أصول السنة تشهد له ورونق كلام النبوة يلوح عليه وهو من أحسن الأحاديث وقال القرطبي (¬2): هو حديث عظيم ذكر فيه أعمال خاصة لكن هذا الحديث ونحوه من الأحاديث الواردة في نفع الأعمال لمن أخلص فيه في عمله وقوله وأحسن نيته في سره وجهره فهو الذي تكون أعماله حجة له دافعة عنه مخلصة له فلا تعارض بينه وبين أخبار أُخَر فإن الناس مختلفوا الحال. تنبيه: قاعدة المصنف عدم إيراده الأحاديث الطوال في كتابه هذا إلا أنه لما ¬

_ (¬1) انظر: الروح (1/ 83)، وانظر كذلك: الوابل الصيب (حديث رقم 73). (¬2) انظر: التذكرة للقرطبي (ص: 277).

رأى كثرة فوائد الحديث وجمعه لأنواع البر وأسباب الخير أتى به وإن خالف قاعدته وقد اعتذر بهذا صاحب الفردوس لما استشعر هذا الاعتراض على نفسه. الحكيم (طب) (¬1) عن عبد الرحمن بن سمرة) قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما سليمان بن أحمد الواسطي وفي الآخر خالد بن عبد الرحمن المخزومي وكلاهما ضعيف انتهى، ومثله قال العراقي وابن الجوزي إلا أنه قال ابن تيمية أن أصول السنة تشهد له. 2638 - "إن أتخذ منبرا فقد اتخذه أبي إبراهيم، وإن أتخذ العصا فقد اتخذها أبي إبراهيم". البزار عن جابر. (إن) هي بكسر الهمزة وسكون النون كلمة شرط قال الزمخشري: أنه يحجز بها المتحقق لأمر الواثق بصحته نحو قوله تعالى: {إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي} [الممتحنة: 1] مع علمه أنهم ما خرجوا إلا لذلك. (أتخذ منبرًا) بكسر ميمه من النبر وهو الارتفاع لأنه آلة للارتفاع. (فقد اتخذه أبى إبراهيم) ليس هذا جواب الشرط بل جوابه محذوف أي فليس ببدع اتخاذه بل هو من سنن الأنبياء فقد اتخذه الخليل وقد أمرت باتباعه قالوا: اتخذه - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع من الهجرة وقيل: ثمان (وإن أتخذ العصى) لأتوكأ عليها وأنصبها أمامي في الصلاة. (فقد اتخذها أبي إبراهيم) فلا لوم في اتخاذها. البزار (طب) (¬2) عن معاذ وقال الهيثمي: فيه موسى بن محمَّد بن إبراهيم بن الحارث وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 231)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (7/ 197)، بل أخرجه في الأحاديث الطوال (39). والعقيلي في الضعفاء (4/ 350)، وابن حبان في المجروحين (3/ 44)، وفي مجلس رؤية الله للمقدسي (351)، وانظر العلل المتناهية (2/ 699)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2086). (¬2) أخرجه البزار (2632)، والطبراني في الكبير (20/ 167) رقم (354)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 2/ 181، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1286): ضعيف جدًا، والضعيفة (1680): منكر.

2639 - "إن اتخذت شعرا فأكرمه". (هب) عن جابر. (إن اتخذت) بفتح التاء أي تاء مخاطب وهو جائز. (شعرًا) أي جعلت لك شعرًا وأحببت بقاءه وأن لا تحلقه (فأكرمه) بدهنه وتسريحه ففيه أن إكرام الشعر بذلك سنة؛ لأنه من الجمال والله يحب الجمال. (هب) (¬1) عن جابر) فيه أحمد بن منصور والشيرازي قال الذهبي في الضعفاء: قال الدارقطني: أدخله عليّ جمع من الشيوخ في مصر وأنا بها. 2640 - "إن أدخلت الجنة أتيت بفرس من ياقوتة لها جناحان فحملت عليه ثم طار بك حيث شئت، (ت) عن أبي أيوب". (إن أدخلت الجنة) أيها المخاطب (أتيت بفرس من ياقوتة لها جناحان فحملت عليه ثم طار بك حيث شئت) هو جواب الأعرابي قال: يا رسول الله إني أحب الخيل أفي الجنة خيل؟ فذكره، إخبار بأن فيها ما تشتهيه الأنفس من أفخر الأنواع وأعجبها خلقة وفعلاً قيل: إن أردت فرسًا أتيت بهذا النوع فبالأولى أفراس الدنيا وقيل: أراد - صلى الله عليه وسلم - أن يبين الفرق بين مراكب الجنة ومراكب الدنيا بالتمثيل والتصوير. (ت) (¬2) عن أبي أيوب) قال الترمذي: وسنده ليس بالقوي ولا نعرفه من حديث أبي أيوب إلا من هذا الوجه انتهى، نعم رواه عنه الطبراني باللفظ المزبور قال الهيثمي: رجاله ثقات. 2641 - "إن أردت اللحوق بي فليكفيك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء ولا تستخلقي ثوباً حتى ترقعيه". (ت ك) عن عائشة. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6457)، وانظر المغني في الضعفاء (1/ 61)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1408)، وصححه في الصحيحة (2252). (¬2) أخرجه الترمذي (2544)، والطبراني في الكبير (4/ 180) رقم (4075)، والطيالسي (806)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1287)، وصححه في الصحيحة (3001).

(إن أردت) بكسر التاء خطاب لعائشة رضي الله عنها. (اللحوق بي) أي ملازمتي في الجنة والكون معي قال في المصباح (¬1): اللحوق اللزوم واللحاق الإدراك. (فليكفك من الدنيا كزاد الراكب) هو فاعل من الكفاية أي مثل زاده فالكاف اسم (وإياك ومجالسة الأغنياء) لأنه سبب لإزدراء نعمة الله تعالى وداع إلى محبة الدنيا والتوسع فيها وقلة شكره لما هو فيه من النعم. (ولا تستخلقي) بالخاء المعجمة والقاف. (ثوبًا) لا تعديه خلقًا. (حتى ترقعيه) قال القاضي: وروي بالفاء من استخلفه طلب له خلفًا أي عوضًا قال ابن العربي (¬2): وذلك لأنه إذا طرح الثوب لأنه خلف خير منه كان من الكبر والمباهاة والتكاثر في الدنيا وإذا رقعه فبعكس ذلك. قال الزين العراقي: فيه أفضلية ترقيع الثوب وقد لبس المرقع غير واحد من الخلفاء الراشدين كعمر وعلي رضي الله عنهما حال الخلافة لكن إنما شرع ذلك للتقلل من الدنيا وإيثار غيره على نفسه أما فعله بخلاً عن النفس أو غيره فمذموم. الخبر أن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده وكذا ما يراه حمقى الصوفية وجهلتهم من تقطيع الثياب الجدد ثم ترقيعها ظنًا أن هذا زي الصوفية وهو غرور محرم لأنه إضاعة مال وثياب شهرة. واعلم أن عائشة رضي الله عنها قد عملت بهذه الوصية النبوية فلم يكن للدنيا عندها مقدار قال الحافظ الذهبي في ترجمتها من التذكرة: روى هشام عن أبيه أن معاوية بعث إلى عائشة بمائة ألف فوالله ما غابت عليها الشمس حتى فرقتها فقالت مولاة لها لو اشتريت لنا من ذلكم بدرهم لحمًا فقالت: ألا ذكرتيني" (¬3). (ت ك) (1) عن عائشة) قالت: جلست أبكي عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) المصباح المنير (2/ 550). (¬2) انظر: عارضة الأحوذي بشرح صحيح الترمذي (7/ 275). (¬3) انظر تذكرة الحفاظ (1/ 28)، والسير (2/ 187).

فقال: "ما يبكيك إن أردت ... " إلى آخره قال الحاكم: صحيح، وشنع عليه الذهبي بأن الوراق عدم. انتهى، أراد سعيد بن محمَّد الوراق أحد رجاله ورواه أيضًا عن صالح بن حسان وقد قال البخاري: أنه منكر الحديث وقال ابن حجر: تساهل الحاكم في تصحيحه فإن صالحًا ضعيف عندهم. 2642 - "إن أحببتم أن يحبكم الله تعالى ورسوله فأدوا إذا ائتمنتم وأصدقوا إذا حدثتم وأحسنوا جوار من جاوركم" (طب) عن عبد الرحمن بن أبي قراد. (إن أحببتم أن يحبكم الله ورسوله) يعاملكم معاملة من يحب (فأدوا إذا ائتمنتم) أي الأمانة وهو شامل لأمانات العباد والأقوال والأموال وأمانات الله من التكاليف (واصدقوا إذا حدثتم) بأي كلام جدًا أو هزلاً (وأحسنوا جوار من جاوركم) بكف طرق الأذى عنه وحسن معاملته وملاطفته وقد فهم أن من خان أمانته وكذب في حديثه وأساء جوار من جاوره لا يحبه الله ورسوله بل يكون مبغضًا. (طب) (¬2) عن عبد الرحمن بن أبي قراد) بقاف وراء ودال مهملة بزنة غراب قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا بطهور فغمس يده فيه ثم توضأ، فتبعناه فقال: ما حملكم على ما صنعتم قلنا: حب الله ورسوله فذكره، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن واقد القيسي وهو ضعيف. 2643 - "إن أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم". (طب) في مكارم الأخلاق، (هب) عن أبي هريرة. ¬

_ = (1) أخرجه الترمذي (1780)، والحاكم (4/ 312)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, وابن أبي الدنيا إصلاح المال (379)، وانظر علل الترمذي (1/ 294)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1288) وقال في الضعيفة (1294): ضعيف جدًا، وقال الحافظ في التقريب (2849): متروك. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6517)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 145)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1409).

(إن أردت) أيها المخاطب وهو رجل شكى إليه - صلى الله عليه وسلم - قسوة قلبه فذكره. (أن يلين قلبك) والمراد به خلاف القسوة وهو القبول عن أوامر الله والتأني عن زواجره (فأطعم المسكين) فإنه بإطعامه سد جوعته وتسكن روعته فيجازي بلين قلبه (وامسح رأس اليتيم) من خلف إلى قدام عكس غيره كما سلف ذلك والمراد مسحه بالدهن أو معنى تلطفًا وتأنيسًا وقد يلين القلب ويرضى الرب. (طب) في مكارم الأخلاق، (هب) (¬1) عن أبي هريرة تقدم سببه, وفي سنده رجل مجهول. 2644 - "إن استطعتم أن تكثروا من الاستغفار فافعلوا، فإنه ليس شيء أنجح عند الله تعالى ولا أحب إليه منه". الحكيم عن أبي الدرداء. (إن استطعتم أن تكثروا من الاستغفار) أي طلب المغفرة من الله بأي عبارة كانت. (فافعلوا فإنه) أي الشأن (ليس شيء أنجح عند الله تعالى ولا أحب إليه منه) لأنه سمي منه الغفار والغفور وفي معناهما عدة من صفاته الحسنى فهو يحب ذلك. نكتة: أخرج ابن عساكر (¬2) أن زيد بن أسلم مرض فأراد أن يكتب وصيته فلم يقدر فوصب بيده فنام فرأى رجلاً منتصبًا فقال له أنا ملك الموت ما يبكيك لم أومر بقبضك قال ذكرت النار قال: ألا أكتب لك براءة منها فأخذ ورقة ثم كتبها ثم رفعها إلي فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم أستغفر الله العظيم أستغفر الله العظيم حتى ملأ القرطاس قلت: أين البراءة قال: تريد أوثق من هذا فاستيقظ والقرطاس في يده فيه ذلك. الحكيم (¬3) عن أبي الدرداء). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (برقم: 107)، والبيهقي في الشعب (11034)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1410). (¬2) أخرجه ابن عساكر (19/ 290). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 205)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1290).

2645 - "إن استطعت أن تكون أنت المقتول ولا تقتل أحدا من أهل الصلاة فافعل". ابن عساكر عن سعد. (إن استطعت) في فتنة المسلمين بعضهم مع بعض (أن تكون أنت المقتول ولا تقتل أحدًا من أهل الصلاة فافعل) هو مخصوص بالباغي وغيره كما عرف في محله وسعد راويه عمل به فقعد في حرب أمير المؤمنين علي - عليه السلام - للبغاة. ابن عساكر (¬1) عن سعد). 2646 - "إن تصدق الله يصدقك". (ن ك) عن شداد بن الهاد. (إن تصدق الله يصدقك) قاله - صلى الله عليه وسلم - لأعرابي غزا معه فدفع إليه قسمه فقال: ما على هذا اتبعتك، اتبعتك إلى أن أرمى إلى هنا، وأشار إلى حلقه، بسهم فأموت فأدخل الجنة قال: لك ذلك فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "أهو هو؟ " قالوا: نعم، قال: "صدق الله فصدقه" ثم كفنه جبته ثم قدمه فصلى عليه فكان مما ظهر في صلاته: اللهم هذا عبدك، خرج مجاهدًا في سبيلك فقتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك" هكذا رواه النسائي مطولاً فاختصره المؤلف قاله شارحه، ولا يخفى أن اللفظ غير اللفظ وفيه الصلاة على الشهيد. (ن ك) (¬2) عن شداد) بمعجمة فمهملتان أولهما م مشدّدة بن الهاد، اسم الهاد أسامة بن عمر، وقيل له الهاد لأنه كان يوقد النار للأضياف ليهتدوا بها. 2647 - "إن تغفر اللهم تغفر جمًا وأي عبد لك لا ألمًا". (ت ك) عن ابن عباس (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 448)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1289)، والضعيفة (2943): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه النسائي (4/ 60)، والحاكم (3/ 596)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1415).

2645 - "إن استطعت أن تكون أنت المقتول ولا تقتل أحدا من أهل الصلاة فافعل". ابن عساكر عن سعد. (إن استطعت) في فتنة المسلمين بعضهم مع بعض (أن تكون أنت المقتول ولا تقتل أحدًا من أهل الصلاة فافعل) هو مخصوص بالباغي وغيره كما عرف في محله وسعد راويه عمل به فقعد في حرب أمير المؤمنين علي - عليه السلام - للبغاة. ابن عساكر (¬1) عن سعد). 2646 - "إن تصدق الله يصدقك". (ن ك) عن شداد بن الهاد. (إن تصدق الله يصدقك) قاله - صلى الله عليه وسلم - لأعرابي غزا معه فدفع إليه قسمه فقال: ما على هذا اتبعتك، اتبعتك إلى أن أرمى إلى هنا، وأشار إلى حلقه، بسهم فأموت فأدخل الجنة قال: لك ذلك فلبثوا قليلاً ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل قد أصابه سهم حيث أشار، فقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "أهو هو؟ " قالوا: نعم، قال: "صدق الله فصدقه" ثم كفنه جبته ثم قدمه فصلى عليه فكان مما ظهر في صلاته: اللهم هذا عبدك، خرج مجاهدًا في سبيلك فقتل شهيدًا، أنا شهيد على ذلك" هكذا رواه النسائي مطولاً فاختصره المؤلف قاله شارحه، ولا يخفى أن اللفظ غير اللفظ وفيه الصلاة على الشهيد. (ن ك) (¬2) عن شداد) بمعجمة فمهملتان أولهما م مشدّدة بن الهاد، اسم الهاد أسامة بن عمر، وقيل له الهاد لأنه كان يوقد النار للأضياف ليهتدوا بها. 2647 - "إن تغفر اللهم تغفر جمًا وأي عبد لك لا ألمًا". (ت ك) عن ابن عباس (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 448)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1289)، والضعيفة (2943): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه النسائي (4/ 60)، والحاكم (3/ 596)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1415).

مرثد) بمثلثة ومهملة بزنة مقعد، (الغنوي) بفتح المعجمة فنون صحابي. 2650 - "إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة وما أول يقولون له فإن الله تعالى يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا رجونا عفوك ومغفرتك فيقول قد أوجبت لكم عفوي ومغفرتي". (حم طب) عن معاذ (صح). (إن شئتم أنبأتكم) أي أخبرتكم (ما أول ما يقول الله تعالى للمؤمنين يوم القيامة وما أول يقولون له) كأنهم قالوا أخبرنا فقال: (فإن الله تعالى يقول للمؤمنين هل أحببتم لقائي فيقولون نعم يا ربنا) هذا أول القولين فيقول لم فيقولون (رجونا عفوك ومغفرتك) فالرجاء لذلك باعث على محبة لقاء الله فإنه من رجا أمرًا يحبه أحب لقاءه. (فيقول قد أوجبت لكم عفوي ومغفرتي) أي جعلت ذلك لكم مني كالواجب لا يقع خلافه ولأنه عند ظن عبده به وقد قدمنا أنه لا يظن الخير إلا من عمل خيرًا وامتثل أمر ربه ونهيه فأولئك هم الظانون ظن الخير (حم طب) (¬1) عن معاذ)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن زحر ضعيف، وأعاده مرة أخرى فقال: رواه الطبراني بسندين أحدهما حسن. 2651 - "إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي أولها ملامة وثانيها ندامة وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل". (طب) عن عوف بن مالك. (إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة) بكسر الهمزة: التأمر على الناس أي عن شأنها. ¬

_ = ضعيف الجامع (1293). (¬1) أخرجه أحمد (5/ 238)، والطبراني في الكبير (20/ 125) رقم (251)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 321)، والموضع الثاني (10/ 639)، وضعفه العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 257)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1294).

(وما هي أولها ملامة) أي محل اللوم المتحلي بها والداخل فيها والإنسان مأمون بتجنب ما يلام عليه (وثانيها ندامة) أي ندم من الداخل فيها على دخوله لأنه برأ من تحمل أعبائها ما يلوم نفسه على تحمله (وثالثها عذاب يوم القيامة إلا من عدل) لشدة الحساب في ذلك وقد يتمنى القاضي أنه ما قضى بين اثنين في تمرة وقوله: من عدل استثناء من الثالث، وأدواء الإمارة لا تنحصر ولذا هول شأنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخرج ابن عون عن المقداد قال: استعملنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عمل فلما رجعت قال كيف وجدت الإمارة قال: ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول والله لا آتي عملاً أبدًا انتهى (¬1). (طب) (¬2) عن عوف بن مالك) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن شئتم أنبأتكم عن الإمارة وما هي" فناديت بأعلى صوتي: وما هي يا رسول الله قال: "أولها ... الخ" قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجال الكبير رجال الصحيح. 2652 - "إن قضى الله تعالى شيئًا ليكونن وإن عزل". الطيالسي عن أبي سعيد. (إن قضى الله تعالى شيئًا) أي: قدر خلق ولد في الأزل. (ليكونن) أي لا بد من إيجاده (وإن عزل) الواطئ، فهو إخبار بأنه لا فائدة في العزل وتقدم الكلام عليه وفيه دليل جوازه. (الطيالسي (¬3) عن أبي سعيد). 2653 - "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها". (حم خد وعبد) عن أنس. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 174). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 71) رقم (132)، وفي الأوسط (6747)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 200)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1420)، وصححه في الصحيحة (1562). (¬3) أخرجه الطيالسي (2193)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1426).

(إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة) بالفاء والمهملة أي نخلة صغيرة (فإن استطاع أن لا يقوم) من محله الذي هو قاعد فيه (حتى يغرسها فليغرسها) قال الهيثمي: لعله أراد بقيام الساعة أماراتها فإنه قد ورد: "إذا سمع أحدكم بالدجال وفي يده فسيلة فليغرسها فإن للناس عيشًا بعد"، والحاصل أنه مبالغة وحث على غرس الأشجار وحفر الأنهار لتبقى هذه الدار عامرة إلى آخر أمدها المحدود المعلوم عند خالقها، فكما غرس غيرك ما شبعت به فاغرس لمن يجيء بعدك. (حم خد) (¬1) وعبد)، كأن المراد عبد بن حميد (عن أنس)، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 2654 - "إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان". (طب) عن كعب بن عجرة. (إن كان خرج يسعى على ولده صغارًا) سببه أنه مر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من أصحابه فرأوا من جلده ونشاطه ما أعجبهم فقالوا: يا رسول الله لو كان هذا في سبيل الله فذكره، وصغارًا منتصب على الحال من ولده، وهو اسم جنس يقع على الواحد والجماعة فلذا جمع الحال، وفيه أنه لا سعي على الأولاد الكبار على الأبوين وأنه سعى على الصغار أي يتكسب لهم. (فهو) أي ذلك الإنسان ساع (في سبيل الله) أي في طاعته. (وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين) فيه التكسب على الوالدين العاجزين وأما الإيجاب في الأطراف كلها فلا ينتهض هذا دليل عليه (فهو في سبيل الله وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها) عما لا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 191)، والبخاري في الأدب (479)، وعبد بن حميد (1216)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1424)، والصحيحة (9).

يحل من المسألة وأكل الحرام (فهو في سبيل الله وإن خرج رياء ومفاخرة) أي التكسب ما لا بد لك أو التفاخر بقوته ونشاطه (فهو في سبيل الشيطان) فأبان - صلى الله عليه وسلم - أن من خرج يكسب لواجب أو مندوب فهو مأجور أجر المجاهد وإلا فهو آثم. (طب) (¬1) عن كعب بن عجرة) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة، ورجال الكبير رجال الصحيح ومثله قال المنذري. 2655 - "إن كان شيء في أدويتكم خيرًا ففي شرطة محجم أو شربة من عسل أو لذعة بنار ترافق داء وما أحب أن أكتوي". (حم ق ن) عن جابر (صح). (إن كان شيء في أدويتكم خيرًا) أي شفاء وقد جاء الإخبار عن الثلاثة بأن فيها الشفاء صريحًا فكأنه قال هذا قبل إعلام الله له بأن فيها الشفاء. (ففي شرطة) بفتح المعجمة ضربة (محجم) بكسر الميم وسكون الحاء المهملة قارورة الحجام التي يحجم فيها الدم وبالفتح موضع الحجامة وهو المراد كما قيل وقال القرطبي (¬2): المراد هنا الحديدة التي يشرط بها قيل: وفي معناه الفصاد. (أو شربة من عسل) فإن فيه شفاء من كثير من الأدواء. (أو لذعة بنار) بالذال المعجمة فعين مهملة قال الزمخشري (¬3): اللذع الخفيف من مس الإحراق (ترافق داء) قيل: أنه عائد على الثلاثة وقيل إلى الأخير، قال القرطبي (¬4): إنما خص المذكورات؛ لأنها أغلب أدويتهم وأنفع لهم من غيرها بحكم العادة ولا يلزم كذلك في حق غيرهم ممن يخالفهم في البلد والعادة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 129) رقم (282)، والأوسط (6835)، والصغير (940)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 335)، والمجمع (4/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1428). (¬2) انظر: المفهم للقرطبي (5/ 594). (¬3) الفائق (3/ 314). (¬4) المفهم (5/ 595).

والهوى والمشاهدة قاضية باختلاف العلاج والأدوية باختلاف العادة والبلاد (وما أحب أن أكتوي) قيل: لشدة ألم الكي وأنه أشد من ألم المرض ولأنه سببه التعذيب بعذاب الله (حم ق ن) (¬1) عن جابر) من حديث عاصم قال: جاءنا جابر في أهلنا ورجل يشتكي جراحه فقال: ما يشكي، قال، جراح، فقال: يا غلام ائتني بحجام، فقال: ما تصنع به؟ قال: أريد أعلق فيه محجمًا قال: والله إن الذباب يصيبني أو يصيب الثوب فيؤذيني ويشق علي فلما سمع تبريه من ذلك قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكره فجاء بحجام فشرطه فذهب عنه ما يجده. 2656 - "إن كان شيء من الداء يعدي فهو هذا يعني الجذاء". (عد) عن ابن عمر. (إن كان شيء من الداء يعدي) أي يجاوز صاحبه إلى غيره لاتصاله به (فهو هذا) وقوله: (يعني الجذام) مدرج من كلام الراوي بيانًا للمشار إليه قال في المطامح قوله: إن كان دليل على أنه شيء غير متحقق وحينئذ فلا تعارض بينه وبين خبر: "لا عدوى ولا طيرة" كما سيجئ. (عد) (¬2) عن ابن عمر). 2657 - "إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس". رواه الإِمام مالك والإمام أحمد بن حنبل (خ هـ) عن سهل بن سعد (ق) عن ابن عمر (م ن) عن جابر (صح). (إن كان الشؤم في شيء) الشؤم ضد اليمن قال الطيبي: واوه همزة خففت إلى الواو ثم غيب عنها فلا ينطق بها مهموزة في شيء، (ففي الدار والمرأة والفرس) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 343)، والبخاري (5683)، ومسلم (2205)، والنسائي (703). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 61)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1296)، والضعيفة (2946): موضوع.

يعني إن كان للشؤم وجود في شيء كان في هذه الأشياء لأنها أقبل الأشياء له، لكنه لا وجود له فيها فلا وجود له أصلاً، ذكره عياض، قال القرطبي (¬1): مقتضى الحديث أنه لم يكن متحققًا لأمر الشؤم في الثلاث في الوقت الذي نطق بهذا الحديث فيه لكن تحققه بعد ذلك فقال في الحديث المار: "إنما الشؤم ... " تقدم، وقال الخطابي: اللوم والشؤم علامتان لما يصيب الإنسان من خير وشر ولا يكون شيء من ذلك إلا بقضاء الله وقدره وهذه الثلاثة ظروف جعلت مواقع الأقضية ليس لها بأنفسها ولا طبائعها فعل ولا تأثير لما كانت في زمانه أضيف الشؤم واليمن إضافة مكان. (مالك (حم خ هـ) عن سهل بن سعد، (ق) عن ابن عمر، (م ن) (¬2) عن جابر). 2658 - "إن كنت عبد الله فارفع إزارك". (طب هب) عن ابن عمر. (إن كنت عبد الله) أي يا مخاطب وهو عبد الله بن عمر وأنه قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلي إزار يتقعقع فقال: ما هذا؟ فقال عبد الله فقال: إن كنت عبد الله أي الرجل المستحق للإضافة إليه تعالى والتشرف بالاتصال به فاعمل بمقتضى ذلك من رفع إزارك لأنه لا يتم التحقق بالعبودية إلا بإتيان ما يرضاه (فارفع إزارك) فإن رفع الإزار عن الكعبين إلى أنصاف الساقين وما بينهما وإن كنت عبد الله بن عمر المعروف بحسن الطريقة فافعل ذلك، وإسبال الإزار لقصد الخيلاء حرام وبدونه مكروهة، ومثل الإزار كل ملبوس وسراويل وجبة وقباء ونحوها بل ورد عند أبي داود: "الوعيد على إسبال العمامة" (¬3)، قال الزين ¬

_ (¬1) انظر: المفهم للقرطبي (5/ 632). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ (1749)، وأحمد (6/ 240)، والبخاري (5095)، وابن ماجة (1994) عن سهل بن سعد، وأخرجه البخاري (4806)، ومسلم (2225) عن ابن عمر، وأخرجه مسلم (2227)، والنسائي (6/ 220) عن جابر بن عبد الله. (¬3) أخرجه برقم (4094).

العراقي: والظاهر أن المراد النهي عن المبالغة في تطويلها وتعظيمها لا جرها على الأرض فإنه غير معهود فالإسبال في كل شيء بحسبه، قال: وكذلك لو أطال أكمامه حتى خرجت عن المعتاد كما يفعل بعض المكيين فلا شك في التحريم لما مس الأرض منها لقصد الخيلاء، بل لو قيل بتحريم ما زاد على المعتاد لم يبعد، فقد كان كم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلى الرسغ. (طب هب) (¬1) عن ابن عمر)، قال الزين العراقي: إسناده صحيح، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني بإسنادين، وأحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح. 2659 - "إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه". (حم ت) عن عبد الله بن مغفل. (إن كنت) أيها الرجل الذي حلف بالله ثلاثًا. (تحبني) كما قاله راويه أنه جاء إليه - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: يا رسول الله إني أحبك فقال: انظر ما تقول، [2/ 172] فقال: والله إني أحبك، ثلاثًا، فذكره، قال الطيبي: قوله: انظر ما تقول، أي إنك رمت أمرًا عظيمًا وخطبًا خطيرًا فتفكر فيه فإنه موقع نفسك في خطر وأي خطر يجعلها عرضًا لسهام البلايا والمصائب. انتهى، (فأعد للفقر تجفافًا) بكسر المثناة من تحت وسكون الجيم وفاء مكررة وهو ما تجلل به الفرس ليقيه من الأذى أستعير للصبر على مشاق الشدائد يعني أنك زعمت أمرًا عظيمًا وادعيته فعليك البينة وهو اختبار بالصبر تحت أقفال الفقر النبوي الذي هو قلة المال وعدم المرافق وتحمل المكروه وتجرع مرارته والخضوع والخشوع بملابسته فإن تعد له تجفافًا والتجفاف إنما يكون جنة لرد الشيء. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 356 (13331)، والبيهقي في الشعب (6119)، وأحمد (2/ 141، 147)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 123)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1436)، والصحيحة (1568).

واعلم: أنه ليس المراد أن كل من أحبه - صلى الله عليه وسلم - كان فقيرًا فقد ثبت أنه لا يتم إيمان عبد حتى يكون أحب إليه من نفسه وماله وقد كان من العشرة المبشرة عبد الرحمن بن عوف من أكثر الناس مالاً بل هذا خاص بهذا الرجل كأنه جعل امتحانه بالفقر علامة لقبوله ولكونه مع من أحب أو أنه علم - صلى الله عليه وسلم - بإعلام الله تعالى له لأنه يفسده المعنى ويذهب بفضيلة حبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله أعلم. (فإن الفقر أسرع إلى من يحبني) قوله أسرع إلى من يحبني يرشد إلى العموم فقول الشارح بل هذا خاص بهذا الرجل فيه نظر (من السيل إلى منتهاه) أي مستقره إذ الحدر من علو في سرعة نزوله ووصوله (حم ت) (¬1) عن عبد الله بن مغفل ورواه أيضًا ابن جرير. 2660 - "إن كنت صائماً بعد شهر رمضان فصم المحرم، فإنه شهر الله فيه يوم تاب الله على قوم، ويتوب فيه على آخرين". (ت) عن علي (ح). (إن كنت) أيها السائل كما في سببه عن راويه أن رجلاً قال: يا رسول الله أي شهر تأمرني أن أصوم بعد رمضان ... فذكره. (صائمًا) أي شهرًا كاملاً أو من شهر. (بعد شهر رمضان) أي بعد إتيانك بالفرض. (فصم المحرم فإنه شهر الله) قال الزين العراقي: هذا كالتعليل لاستحباب صومه لكونه شهر الله لا ما علله به القرطبي وابن دحية بكونه فاتحة السنة وتفضيل الأزمنة والأمكنة لا يعلل إلا إذا ورد تعليله في كتاب أو سنة. قلت: والإضافة لتشريفه وأنه الشهر الذي عظمه ففعل الصوم فيه أفضل من غيره وأفضل فيه على عباده كما أفاده قوله: (فيه يوم تاب على قوم) قال ابن تيمية: يحتمل أنه من تتمة التعليل ويحتمل أنه استئناف. (ويتوب فيه على ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 42)، والترمذي (2350)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1297)، وقال في الضعيفة (1681): منكر.

آخرين) والظاهر أن اليوم المبهم يوم عاشوراء ففي حديث أبي هريرة: "إنه يوم تاب الله فيه على آدم" وقد ورد أنه تاب فيه على قوم يونس وفيه أهبط نوح من السفينة وأمر بصيامه من معه شكرًا لله وفيه فلق البحر لبني إسرائيل وفيه ولد إبراهيم وعيسى وردت بها أحاديث لا تخلوا عن ضعف، قال ابن رجب (¬1): هذا الحديث حث على التوبة في المحرم وأنه أوحى بقبولها فيه. (ت) (¬2) عن علي) رمز المصنف لحسنه وقال الترمذي: حسن غريب، وقال الزين: تفرد بإخراجه الترمذي، وقد أورده ابن عدي في الكامل في ترجمة عبد الرحمن الواسطي ونقل تضعيف الأئمة له أحمد وابن معين والبخاري والنسائي. انتهى. 2661 - "إن كنت صائمًا فعليك بالغر البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة". (ن) عن أبي ذر (صح). (إن كنت صائمًا) أي نفلاً قاله لأبي ذر لما قال له يا رسول الله إني صائم قال: "أي الصيام تصوم" قال أول الشهر وآخره فذكره. (فعليك بالغر) بزنة حمر جمع أغر أي الأيام الغر (البيض) الليالي إلا أن قوله: (ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة) دل أنه أراد جمع غراء كحمراء صفة لليالي، والمراد صُمِ الأيام ذوات هذه الليالي (ن) (¬3) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه حكيم بن جبير وفيه كلام كثير ورواه عنه أحمد وفيه عنده عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي وقد اختلط. ¬

_ (¬1) انظر: لطائف المعارف (ص: 60). (¬2) أخرجه الترمذي (741)، وأحمد (1/ 154)، والدارمي (1756)، والبزار (699)، وابن عدي في الكامل (4/ 305)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1298). (¬3) أخرجه النسائي (4/ 223)، وأحمد (2/ 346)، (5/ 150)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 195)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1435)، وحكيم بن جبير قال عنه الحافظ في التقريب (1468): ضعيف، رمي بالتشيع، وقال الدارقطني: متروك، انظر: الكاشف (1197).

2662 - "إن كنت لا بد سائلاً فاسأل الصالحين". (د ن) عن الفراسي (صح). (إن كنت لا بد سائلاً) أيها المخاطب وهو راويه قال: قلت: يا رسول الله أسأل قال: "لا" ثم ذكره أي طالبًا أمرًا من أمور الدنيا. (فاسأل الصالحين) أي أولي الصلاح والمال فإنهم لا يحرمون السائل ولا يردونه خائبًا فإن الصالح يرق قلبه ويعلم أن المال عارية وأن الله أعطاه من فضله فيبذله له وهو نهي عن سؤال من ليس بصالح فإنه لا يعطى للؤمة ومن كلامهم البديع: قرع باب اللئيم ... قلع ناب الكريم وقال: إذا احتاج الكريم إلى لئيم ... فقد طاب الرحيل إلى الجحيم (د ن) (¬1) عن الفراسي) بكسر الفاء وتخفيف الراء وسين مهملة منسوب إلى الفراس بن عثمان كما في جامع الأصول (¬2) وفي الشرح (¬3) أنه بفتح الفاء من غير ياء نسبة قال: قال عبد الحق: وابن الفراسي لا نعلم أنه روى عنه إلا بكر بن سوادة: ورمز المصنف لصحته. 2663 - "إن كنتِ ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار". (هب) عن عائشة. (إن كنتِ) بكسر التاء خطاب لعائشة رضي الله عنها قاله لها - صلى الله عليه وسلم - في قصة الإفك (ألممت بذنب) أي أتيت به على سبيل الهفوة والسقطة وفي الصحاح (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1646)، والنسائي (5/ 95)، وفي الكبرى (2379)، وأحمد (4/ 334)، وانظر الإصابة (5/ 360)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1299). (¬2) انظر: جامع الأصول (7633). (¬3) انظر: فيض القدير (3/ 34). (¬4) الصحاح للجوهري (2/ 149).

أن الإلمام مقاربة المعصية من غير قصد موافقة. (فاستغفري الله) تعالى أي اطلبي مغفرة ذنبك نادمة من الذنب كما دل له قوله (وتوبي إليه فإن التوبة من الذنب الندم) على الإتيان به. (والاستغفار) وهذا حقيقة التوبة، والاستغفار من غير ندم ليس بتوبة. (هب) (¬1) عن عائشة) فيه إبراهيم بن بشار أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: اتهمه أحمد وقال ابن معين ليس بشيء وقد أخرج الحديث أحمد قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح عن محمَّد بن يزيد الواسطي وهو ثقة فلو أخرجه المصنف من طريقه لكان أولى. 2664 - "إن كنتم تحبون حلية الجنة وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا". (ن ك) عن عقبة بن عامر (صح). (إن كنتم تحبون حلية الجنة) أي زينتها والمراد الذهب (وحريرها فلا تلبسوهما في الدنيا) عام في الرجال والنساء إلا أنه قد ورد الترخيص للنساء وقيل أنه قد نسخ وفيه خلاف. (ن ك) (¬3) عن عقبة بن عامر رمز المصنف لصحته. 2665 - "إن لقيتم عشارًا فاقتلوه". (طب) عن مالك بن عتاهية. (إن لقيتم عشارًا) أي مكاسًا وهو الذي يأخذ من مال من يمر به كما كان في عصر الجاهلية قيل: المراد به المستحل أو الكافر وهو خلاف الظاهر. (فاقتلوه) فإنه حلال الدم. (طب) (¬4) عن مالك بن عتاهية) قال الذهبي (1) هذا ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7027)، وأحمد (6/ 264)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 198)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1433)، والصحيحة (1208). (¬2) انظر المغني (1/ 11). (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9436)، والحاكم (4/ 191)، وأحمد (4/ 145)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1438)، والصحيحة (338). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 301) رقم (671)، وأحمد (4/ 234)، والبخاري في التاريخ (1287)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1300).

الحديث فيه رجل مجهول انتهى وقد أخرجه أحمد والبخاري في التاريخ وجازف ابن الجوزي حيث حكم بوضعه. 2666 - "إن نساني الشيطان شيئًا من صلاتي فليسبح القوم وليصفق النساء". (د) عن أبي هريرة (صح). (إن نساني الشيطان شيئًا من صلاتي) قراءة أو غيرها من واجب أو مندوب. (فليسبح القوم) أي المصلون بأن يقولوا سبحان الله تنبيهًا له (وليصفق النساء) ليس المراد يجمعون بين الأمرين بل إذا فعل الرجال كان التسبيح وإذا فعل النساء كان بالتصفيق وهو ضرب ظاهر اليسرى من الكف بباطن اليمنى وهل يجب ويندب فيه قولان ولو قيل يجب إن نسي واجبًا ويندب إذا نسي مندوبًا. (د) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 2667 - "أنا محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن إلياس بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما فأخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهد الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نسبا وخيركم أبا" البيهقي في الدلائل عن أنس. (أنا محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب) كان اسمه شيبة الحمد وكنيته أبو الحارث وعرف بعبد المطلب لأنه جاء به في بعض سفراته المطلب مردفًا له على بعيره فرآه الناس وقد أثرت الشمس في وجهه فقالوا عبد المطلب فغلب عليه وكان شريف قريش وملجأهم في النوائب وكان يرفع من مائدته للطير في ¬

_ = (1) لعله "الهيثمي" بدل "الذهبي" لأن القول المذكور قول الهيثمي في المجمع (3/ 87). (¬2) أخرجه أبو داود (2174)، وأحمد (2/ 540)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1301).

رؤوس الجبال ويقال له مطعم الطير، وجعل باب الكعبة من ذهب السدانة والسعاية والزيارة والحجاجة حرم على نفسه الخمر في الجاهلية (¬1) (بن هاشم) اسمه عمر ولقب بهاشم لأنه أول من هشم الثريد لقومه في الشدة. (بن عبد مناف) اسمه المغيرة وكان يقال له قمر البطحاء (بن قصي) بتصغير قصي أي بعيد لأنه بعد عن قومه في بلاد قضاعة مع أمه واسمه مجمع أو زيد، ملكه قومه عليهم فكان أول ملك من بني كعب وكان لا يعقد عقد النكاح ولا غزو إلا في داره (بن كلاب) منقول من جمع كلب لقب به لحبه للصيد هو أول من جلا السيوف بالنقد (بن مرة) بضم الميم وتشديد الراء. (بن كعب) هو أول من جمع الناس يوم العروبة وهو كان يخطبهم ويذكرهم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه من ولده (بن لؤي) بضم اللام وهمزة وتسهيل (بن غالب) بالمعجمة فموحدة. (بن فهر) بكسر الفاء وسكون العين اسمه قريش وإليه نسب قريش فما كان فوقه فكناني. (بن مالك) يكنى أبا الحارث. (بن النضر) بفتح فسكون اسمه قيس لقب به لنضارة وجهه وجماله (ابن كنانة) بكسر الكاف لقب به؛ لأنه كان سترًا على قومه كالكنانة الساترة للهام كان قدوة عظيمًا يحج إليه العرب لعلمه وفضله (بن خزيمة) بالخاء المعجمة والزاي مصغر خزمة. (بن مدرك) بضم الميم وسكون المهملة لقب به لأنه أدرك أرنبًا عجز عنها رفقاؤه. (بن إلياس) بكسر الهمزة أو بفتحها ولام التعريف وهمزة عند الأكثر وهو أول من أهدى البدن للبيت (بن مضر) بزنة عمر كانت له فراسة وقيامة وكلمات حكمة. (بن نزار) بفتح النون والتخفيف من النزر وهو القليل. (وما افترق الناس فرقتين) أي إلى هدى أو ضلال ومكارم ولؤم (إلا جعلني الله في خيرهما) فرقة أي جعل من أخرجني فيه. (فأخرجت من بين أبوي ولم يصبني شيء من عهد الجاهلية) أي لم يصب ظهرًا ¬

_ (¬1) انظر لترجمته: الاستيعاب (1/ 9).

حملني ولا بطنًا. (وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي) قال أبي الكلبي كتبت للنبي - صلى الله عليه وسلم - خمسمائة أم ليس فيهن من نكح سفاحًا. (فأنا خيركم نسبًا) لطهارة آبائه والنسب هو عمود القرابة. (وخيركم أبًا) فيه مأخذ لإسلام أبويه ويأتي في ذلك بحث. (البيهقي في الدلائل عن أنس) ورواه الحاكم (¬1) بلفظه عن أنس قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن رجالاً من كندة يزعمون أنه منهم فخطب الناس فقال: "أنا محمَّد ... " إلى آخره. 2668 - "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب". (حم ق ن) عن البراء (صح). (أنا النبي لا كذب) في نبوءتي بل حق فلا أفر عن الكفار وفيه أن صفة النبوة تنافي الكذب لأنه يقول: أنا النبي فلا كذب، وقد وعد ربكم أن الله وعدني بنصره فلا أفر. (أنا ابن عبد المطلب) انتسب إلى جده لشهرته به، وهذا من كلامه الذي كان يرمي به على أصل السليقة فليس بنظم كما قدمنا ذلك، وهذا قاله يوم حنين حين انهزم الناس وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى تراجعوا إليه. (حم ق ن) (¬2) عن البراء) إذا أطلق فهو ابن عازب. 2669 - "أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا أعرب العرب ولدتني قريش ونشأت في بني سعد بن بكر فأنى يأتيني اللحن". (طب) عن أبي سعيد. (أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب أنا أعرب العرب) أي أشدهم في كمالات العرب وفصاحتها (ولدتني قريش) وهم زبدة العرب. (ونشأت) أي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 605)، والبيهقي في الدلائل (5/ 263)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1320) ضعيف جداً، وفي السلسلة الضعيفة (2952). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 280)، والبخاري (2930)، ومسلم (1776)، والترمذي (1688)، والنسائي (10441).

ربيت (في بني سعد بن بكر) أفصح العرب (فأنى يأتيني اللحن) أي كيف يجوز النطق باللحن وأنا أعرب العرب. (طب) (¬1) عن أبي سعيد) قال الهيثمي: فيه مبشر بن عبيد وهو متروك (¬2). 2670 - "أنا ابن العواتك من سليم" (ص طب) عن سبابة بن عاصم. (أنا ابن العواتك) جمع عاتكة بالمهملة بعد الألف مثناة فوقية وعاتكة اسم مفعول من الصفات يقال امرأة عاتكة وهي الصفوة من الزعفران والطيب وقيل العاتكة الطاهرة وقيل: هو الخالص من الألوان. (من سليم) في الصحاح والقاموس (¬3) أن العواتك من جداته تسع، وقيل: قال غيرهما: له ثلاث جدات من سليم كل واحدة تسمى عاتكة وهي عاتكة بنت هلال بن فالح بن ذكوان أم عبد مناف وعاتكة بنت مرة بنت هلال بن فالح بن هاشم وعاتكة بنت الأرفض بن مرة بن هلال أم وهب بن أمية وبقية التسع من غير سليم، قال الحليمي: لم يقل ذلك افتخارًا بل تعريفًا لمنازل المذكورات هي كما يقول القائل كان أبي فقيهًا لا يريد به إلا تعريف حاله. (ص طب) (¬4) عن سيابة) بكسر المهملة بعدها مثناة تحتية بعد ألفه موحدة هكذا ضبطه المصنف بخطه تبعًا لابن حجر ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 35) رقم (5437)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 218)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1307): موضوع. (¬2) قال الحافظ في التقريب (6467): كوفي الأصل، متروك، ورماه أحمد بالوضع من السابعة وقال في اللسان (7/ 349): قال البخاري: منكر الحديث، وقال الذهبي: تركوه, الكاشف (5277). (¬3) انظر القاموس (3/ 313). (¬4) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (2841)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1413)، والطبراني في الكبير (7/ 168) رقم (6724)، وانظر قول الهيثمي في تاريخ الإِسلام للذهبي (1/ 323)، والمجمع (8/ 219)، والإصابة (3/ 233)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1446).

عاصم له صحبة (¬1) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال الذهبي: كابن عساكر اختلف على هشيم فيه (¬2). 2671 - "أنا النبي الأمي الصادق الزكي الويل كل الويل لمن كذبني وتولى عني وقاتلني، والخير لمن آواني ونصرني وآمن بي وصدق قولي وجاهد معي". ابن سعد عن عبد بن عمرو بن جبلة الكلبي. (أنا النبي الأمي) أي الذي لا يهتدي للخط ولا يحسنه ليكون أكمل للحجة وأدحض للشبهة (الصادق) في كل ما جاء به (الزكي) أي الصالح يقال زكى الرجل يزكوا إذا صلح وهذه الجملة الخبرية كالتي في الأحاديث الأول ليس المراد بها فائدة الخبر ولا لازمها بل إظهار ما شرفه الله به وكرمه بإعطائه (الويل كل الويل) أي الهلاك الكامل الذي لا هلاك وراءه (لمن كذبنى) لأنه يهلك في الدنيا والآخرة. (وتولى عني) أي أعرض عما جئت به ودعوت إليه (وقاتلني والخير) في الدارين (لمن آواني) أي أنزلني عنده وأسكنني في دياره (ونصرني) أعانني على إظهار ما أمرت بإظهاره. (وآمن بي وصدق قولي وجاهد معي) العطف للمخاطبات وإلا فإيمان به لا يتم إلا بما ذكر معه. (ابن سعد (¬3) عن عبدٍ) بالتنوين (عمرو بن جبلة) بالجيم وفتحها وما بعدها وهو بدل من عمرو (الكلبي) له وفادة ذكره ابن سعد في الطبقات. 2672 - "أنا أبو القاسم الله يعطي وأنا أقسم". (ك) عن أبي هريرة (صح). (أنا أبو القاسم) هو أول ولد ولد له من خديجة رضي الله عنها وهو أشهر ¬

_ (¬1) انظر: الجرح والتعديل (4/ 321)، وأسد الغابة (1/ 496)، وجامع التحصيل للعلائي (ص: 193). (¬2) انظر: فيض القدير (3/ 38). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 334)، وانظر الإصابة (4/ 377)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1306)، والضعيفة (2965): موضوع.

كناه ويكنى بأبي إبراهيم وأبا الأرامل (الله يعطي) أي الغنيمة والفىء وغيرهما. (وأنا أقسم) ما أعطاني الله بين عباده قيل ويحتمل الله يعطي المعارف من يشاء وأنا أقسم بينهم العلوم على قدر ما أعطاهم الله من العلوم والفهم (ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم على شرط مسلم وأقرَّه الذهبي ورمز المصنف لصحته. 2673 - "أنا أكثر الأنبياء تبعًا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب الجنة". (م) عن أنس) صح). (أنا أكثر الأنبياء تبعًا) بفتح المثناة الفوقية والباء الموحدة جمع تابع كخدم في خادم منصوب على التمييز (يوم القيامة) لأن فيه يظهر كل نبي ومن تبعه وعند مسلم: "أن من الأنبياء من يأتي يوم القيامة ليس معه غير مصدق واحد" وجزمه - صلى الله عليه وسلم - هنا بأنه أكثر تبعًا لا ينافيه حديث: "إني لأرجو أن أكون أكثرهم تبعًا" (¬2) فإنه يحتمل أنه قال ذلك قبل أن يعلمه الله أنه الأكثر تبعًا ثم أن رجاؤه لذلك وإعلامه به إعلام بأنه أكثر الرسل أجرًا لأنه يؤجر بأعمال من اتبعه الصالحة لأحاديث: "من سن سنة حسنة". (وأنا أول من يقرع باب الجنة) أي فيفتح له كما أفاده غيره فهو إعلام بأنه أول داخل لها. (م) (¬3) عن أنس) ولم يخرجه البخاري. 2674 - "أنا أول الناس خروجًا إذا بعثوا وأنا خطيبهم إذا وفدوا وأنا مبشرهم إذا أيسوا لواء الحمد يومئذ بيدي وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر". (ت) عن أنس (ح). (أنا أول الناس خروجًا إذا بعثوا) أي هو أول من يكرمه الله بالبعث كما ثبت ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 604)، وأحمد (2/ 433)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1447) وصححه في الصحيحة (2946). (¬2) أخرجه مسلم (152). (¬3) أخرجه مسلم (196).

في حديث: "أنا أول من تنشق عنه الأرض" وهو من كمال عناية الله به. (وأنا خطيبهم إذا وفدوا) أي قدموا على الرب تعالى قال بعض شراح الترمذي: إنها خطبة الشفاعة، وقيل: قبلها، وفيه رفعته على جميع الخلائق في المحشر، (وأنا مبشرهم) أي بفصل القضاء (إذا أيسوا) من طول الموقف وفي نسخة أبلسوا من الإبلاس الحزن والكآبة. (ولواء الحمد) أي رايته (يومئذ بيدي) جريًا على عادة العرب أن اللواء لا يكون إلا مع أكبرِ القوم ليعرف مكانه، وقد سئل المصنف هل اللواء حقيقي أو معنوي؟ وأجاب بأنه معنوي وهو الحمد لأن حقيقة اللواء الراية ولا يمسكها إلا أمير الجيش فالمراد أنه يشهر بالحمد يومئذ، قيل: وما ذكره هو أحد قولين ذكرهما الطيبي وغيره قال: يريد انفراده بالحمد يوم القيامة وشهره على رؤوس الخلائق، أو أن للحمد لواء يوم القيامة حقيقة يسمى لواء الحمد (وأنا أكرم بني آدم على ربي) إخبار بإكرام الله له على جميع خلقه كما سلف غير مرة. (ولا فخر) أي أحدثكم بما أكرمني الله به غير مفتخر قال القرطبي: إنما قال كذلك لأنه أمر سليقة لها يترتب عليه من وجوب الاعتقاد وليرغب في الدخول في دينه ويتمسك به من دخل فيه. قلت: ويحتمل أنه أراد فلا فخر فوق هذا الذي أعطيت. (ت) (¬1) عن أنس) فيه الحسين بن واقد قال في الكاشف (¬2) قال أبو حاتم: فيه لين ورمز المصنف لحسنه. 2675 - "أنا أول من تنشق عنه الأرض فأكسى حلة من حلل الجنة ثم أقوم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3610)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1309). (¬2) انظر الكاشف (1/ 4813).

عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري". (ت) عن أبي هريرة (ح). (أنا أول من تنشق عنه الأرض فأكسى حلة من حلل الجنة) ظاهره أنه يكسى عقيب البعث ويفرد عن الخلائق بذلك لأن الناس يحشرون عراة. (ثم أقوم عن يمين العرش ليس أحد من الخلائق) عام للملائكة وغيرهم (يقوم ذلك المقام غيري) ولا يعارضه حديث الشيخين: "أنا أول من يرفع رأسه بعد النفخة فإذا موسى - عليه السلام - متعلق بالعرش" (¬1) لجواز أن يكون بعد البعث صعقة فزع سقط الكل منها إلا موسى اكتفاء بصعقة الطور فحين يرفع رأسه من هذه الصعقة يراه آخذًا بجانب العرش فيكون المراد من النفخة تلك الصعقة ذكره القاضي (ت) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 2676 - "أنا أول من تنشق الأرض عنه، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي، ثم أنتظر أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين". (ت ك) عن ابن عمر (صح). (أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم أنتظر أهل مكة) فيه إعلام بكرامة الشيخين على الله ثم أهل المدينة ثم أهل مكة تشريفًا للحرمين وفيه ترغيب للوفاة بهما إذ قوم يحشرون معه - صلى الله عليه وسلم - وينتظرهم حقيقون بالنجاة والسلامة (ت ك) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته لكن قال الترمذي: غريب، وقال في الميزان: حديث منكر ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4535). (¬2) أخرجه الترمذي (3611)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1311). (¬3) أخرجه الترمذي (3692)، والحاكم (2/ 465)، وانظر الميزان (4/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1310).

جدًا، قالوا مداره على عبيد الله بن نافع قال يحيى: ليس بشيء وقال النسائي: متروك. 2677 - "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع". (م د) عن أبي هريرة (صح). (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) خصه وإلا فهو سيدهم في الدارين فإنه سيد الكل كما قاله جمع من أئمة السنة (وأول من ينشق عنه القبر) هو كما تقدم (وأول شافع) أي طالب لخلاص العباد مما هم فيه (وأول مشفع) بتشديد الفاء مفتوحة وقد عورض بحديث أحمد والحاكم والنسائي عن ابن مسعود: "يشفع نبيكم رابع أربعة جبريل ثم إبراهيم ثم موسى أو عيسى ثم لا يشفع أحد أكثر مما أشفع فيه ... " الحديث (¬1) وأجيب بأنه ضعفه البخاري (م د) (¬2) عن أبي هريرة). 2678 - "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدم فمن سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أول شافع، وأول مشفع، ولا فخر". (حم ت هـ) عن أبي سعيد (صح). (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر) أي أقول ذلك شكرًا لا فخرًا من باب قول سليمان - عليه السلام -: {عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} [النمل: 16] الآية والفخر هو ادعاء العظم والمباهاة (وبيدي لواء الحمد) أي عَلَمه كما سلف قريبًا (ولا فخر) وقد اشتق اسمه من الحمد ويقام يوم القيامة المقام المحمود ويفتح عليه من المحامد ما لا يفتح على غيره كما ثبت ذلك (وما من نبي يومئذ - آدم فمن سواه -) جملة اعتراضية وآدم مرفوع على محل نبي عطف بيان أو بدل والفاء للترتيب الزماني لأن آدم أول الأنبياء. (إلا تحت لوائي) أي الجميع أتباع له - صلى الله عليه وسلم - وكائنون ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 542)، والنسائي في السنن الكبرى (11296). (¬2) أخرجه مسلم (2278)، وأبو داود (4673).

تحت لوائه (وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر) قال الطيبي: إنه حال مؤكدة في هذا التركيب أي أقول ولا فخر (وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر) قد عد الأئمة شفاعاته - صلى الله عليه وسلم - عشرًا الشفاعة العظمى في فصل القضاء والشفاعة في إدخال قوم الجنة بغير حساب والشفاعة فيمن يستحق النار أن لا يدخلها والشفاعة في رفع الدرجات في الجنة قال النووي: وهذه والتي قبلها من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - والشفاعة في إخراج عموم أمته من النار حتى لا يبقى منهم أحد ذكره السبكي، والشفاعة في صلحاء المؤمنين فيتجاوز عنهم في تقصيرهم في الطاعات ذكره القزويني في العروة، والشفاعة في الموقف تخفيفًا على من يحاسب والشفاعة فيمن دخل النار من الكفار أن يخفف عنهم العذاب (¬1). قلت: كذا قيل ولعله يراد مثل خبر أبي طالب أنه خفف عنه بسببه - صلى الله عليه وسلم - وإلا فالظالمين ما لهم من ولي ولا شفيع يطاع والشفاعة في أطفال المشركين أن لا يعذبوا والشفاعة في أهل بيته أن لا يعذب منهم أحدًا. (حم ت هـ) (¬2) عن أبي سعيد قال الترمذي: حسن صحيح، ورمز المصنف لصحته. 2679 - "أنا قائد المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع، ومشفع، ولا فخر". الدارمي عن جابر. (أنا قائد المرسلين) أي أكون أمامهم وهم خلفي قال الخليل (¬3): القود أن يكون الرجل أمام دابته آخذا بقيادها (ولا فخر، وأنا خاتم النبيين) فلا نبي بعده (ولا فخر) بهذه الخلة وهو بقاء شريعتي إلى يوم القيامة (وأنا أول شافع ومشفع ¬

_ (¬1) انظر: الخصائص الكبرى للسوطي (2/ 218)، وفيض القدير (3/ 43). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 144)، والترمذي (3148، 3615)، وابن ماجة (4308)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1468). (¬3) انظر: كتاب العين (1/ 408).

ولا فخر) هو كما سلف وإنما عطف الشافع على المشفع للإعلام بأنه يعطى الأمرين معًا وأنه قد شفع من لا يشفع يحتمل، ويحتمل أنه لا يشفع إلا مشفع؛ لأنه لا شفاعة إلا بعد الإذن منه تعالى ولا يأذن إلا وقد يعطها من يشفع. (الدارمي (¬1) عن جابر) قال المناوي (¬2): ورجاله وثقهم الجمهور. 2680 - "أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش". (ك) عن أنس (صح). (أنا سابق العرب) أي إلى الجنة كما صرحت به رواية, وذكر العرب مع أنه سابق الخلق أجمعين لأنه إذا سبق العرب وهم أمته وقد علم أنهم السابقون إلى الجنة (وصهيب سابق الروم) إلى الجنة أو إلى الإِسلام ويجري الاحتمالان في قوله: (وسلمان سابق الفرس) بضم الفاء وسكون الراء وفي: (وبلال سابق الحبش) بفتح الفاء والعين. (ك) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقد روي معناه برجال ثقات. 2681 - "أنا أعربكم: أنا من قريش، ولساني لسان بني سعد بن بكر". ابن سعد عن يحيى بن يزيد السعدي مرسلاً. (أنا أعربكم) أي أوسطكم في العرب نسبًا وأعزكم فيه مجدًا كما يدل له قوله. (أنا من قريش) أي من خيار بيوتها (ولساني لسان بني سعد بن بكر) لكونه استرضع فيهم كما تقدم قال الزمخشري (¬4): هذا اللسان العربي كأن الله عزت قدرته مَخَضه وألقى زبدته على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - فما من خطيب يقاومه إلا ورجع. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (49)، وانظر فيض القدير (3/ 43)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1319). (¬2) يعني به الصدر المناوي, كما في فيض القدير، انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (5/ 128) رقم (4635) بتحقيقنا. (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 284)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1315). (¬4) انظر: الفائق (1/ 11).

(ابن سعد (¬1) عن يحيى بن يزيد السعدي مرسلاً). 2682 - "أنا رسول من أدركت حيًا، ومن يولد بعدي". ابن سعد عن الحسن مرسلاً. (أنا رسول من أدركت حيًا) أي مرسل إليه قيل وكذا من قوله لقوله: "وأرسلت إلى الخلق كافة". (ومن يولد بعدي) أي فإني رسول إليه يجب عليه الإيمان بي والانقياد بشرعي. (ابن سعد (¬2) عن الحسن مرسلاً). 2683 - "أنا أول من يدق باب الجنة، فلم تسمع الأذان أحسن من طنين الحلق على تلك المصاريع". ابن النجار عن أنس. (أنا أول من يدق باب الجنة) أي يستفتحه (فلم تسمع الأذان أحسن من طنين الحلق) بفتح الفاء والعين (¬3) (الحلق) جمع حلقة بسكون العين (على تلك المصاريع) وفيه أنه يأتي بابها وهو مغلق وما ذكره المفسرون في نكتة الواو الداخلة في آية الزمر في قوله: {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73] أنه دل على أنها فتحت لهم قبل قدومهم يعارضه إلا أنه قد يقال إنه يفتحها لهم ثم يأتون وهي مفتحة لأن الآية أخبرت أن المؤمنين يأتونها وقد فتحت أبوابها فيخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - من بينهم إلا أن في قوله: أول ما يدل على أن غيره أيضًا يدقها، فيحتمل أنها تفتح أبوابها للأعم الأكثر، ولا يمتنع أن أفرادًا تدقها. (ابن النجار (¬4) عن أنس). 2684 - "أنا فئة المسلمين". (حم) عن ابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 113)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1303)، والضعيفة (1689): موضوع. (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 191)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1314)، والضعيفة (2086). (¬3) لعل المراد عين الكلمة وفاؤها. (¬4) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (31886)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1312).

(أنا فئة المسلمين) هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لابن عمر وجمع معه فرَّوا من زحف ثم ندموا فقالوا نعرض نفوسنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن كان لنا توبة أقمنا وإلا ذهبنا فأتوه فقالوا نحن الفارون فقال بل أنتم العكارون أي العائدون للقتال فقبلوا يده فذكره. أي أنا الذي يتحيز إليَّ المسلمون فليس من انحاز إلى فيء المعركة يعد فارًا ويأثم إثم الفارين وقال المصنف في المرقاة (¬1): معناه أنا وحدي كاف لكل شيء من جهاد وغيره وكل من انحاز إلى يرى مما يضره دينًا ودنيا، فلا يخفى ركته وبعده عن مناسبة السبب. (حم) (¬2) عن ابن عمر) ورمز المصنف لصحته، وفيه يزيد بن أبي زياد فإن كان المدني فثقة وإن كان الدمشقي فواه كما في الكاشف (¬3). 2685 - "أنا فرطكم على الحوض". (حم ق) عن جندب (خ) عن ابن مسعود (م) عن جابر بن سمرة (صح). (أنا فرطكم على الحوض) أي أتقدمكم إليه فأهيء لكم ما يليق بالوارد وأفرطكم وآخذا لكم طريق النجاة من قولهم فرس فرط أي متقدم للخيل ذكره جار الله (¬4) وهذا تحريض على العمل الصالح وإشارة إلى سبق وفاته وفاة أصحابه. (حم ق) عن جندب (خ) عن ابن مسعود (م) (¬5) عن جابر بن سمرة) وله سبب في مسلم من حديث أبي هريرة. 2686 - "أنا محمَّد، وأحمد، والمقفى، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة". ¬

_ (¬1) انظر: مرقاة المفاتيح لعلي القاري (12/ 103 - 104). (¬2) أخرجه أبو داود (2647)، وأحمد (2/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1318). (¬3) انظر الكاشف (2/ 382). (¬4) انظر: الكشاف (1/ 756). (¬5) أخرجه أحمد (4/ 313)، والبخاري (6589)، ومسلم (2289) عن جندب، والبخاري (6575) عن ابن مسعود، ومسلم (2297) عن جابر بن سمرة.

(حم م) عن أبي موسى، زاد (طب) "نبي الملحمة" (صح). (أنا محمَّد وأحمد والمقفى) بتشديد الفاء وكسرها؛ لأنه جاء عقيب الأنبياء وفي قفاهم والمقتفي لآثار الرسل. (والحاشر) أي للعباد؛ لأنهم لا يحشرون إلا بعده أو الجامع للأديان إلى دين واحد والجامع للعباد في ملاحم القتال (ونبي التوبة) أي المبعوث بقبول توبة من تابعني والذي تكثر التوبة من أمته أو الذي التائب من أمته أكثر قبولاً لأنه يكون كمن لا ذنب له ولا يؤاخذ به في الدنيا ولا في الآخرة وغيره يؤاخذ به في الدنيا قال القرطبي (¬1): المخرج إلى هذه الأوجه أن كل نبي جاء بتوبة أمته فيصدق أنه نبي التوبة. (ونبي الرحمة) أي الترفق والتحنن على الأمة والمرحمة والرحمة معناهما: إفاضة النعيم على المحتاجين والشفقة عليهم واللطف بهم وقد أعطي وأمته منها ما لم يعط أحد من العالمين كما قاله القرطبي. (حم م) (¬2) عن أبي موسى) زاد طب: "ونبي الملحمة" سمي به لحرصه على الجهاد وبعثه بفرضه. 2687 - "أنا محمَّد، وأحمد، أنا رسول الرحمة, أنا رسول الملحمة, أنا المقفى، والحاشر، بعثت بالجهاد، ولم أبعت بالزرع" ابن سعد عن مجاهد، مرسلاً. (أنا محمَّد وأحمد) أي أنا المسمى بهذين الاسمين وإن اشتهر بأحدهما والقصد من الإخبار الإعلام بشرفه وبيان أنهما اسماه وأن أحمد كمحمد في ذلك كما عبر عنه به المسيح عيسى - عليه السلام - في بشراه به. (أنا رسول الرحمة أنا رسول الملحمة أنا المقفى والحاشر) تقدمت كلها قريبًا. (بعثت بالجهاد) أي شرعيته وفريضته (ولم أبعث بالزراع) خصه من بين أعمال الدنيا لأنه ينافي الجهاد فإنه يستغرق الأوقات ويرغب إلى عدم الحركة للجهاد والانتقال من بلاد إلى بلاد ¬

_ (¬1) انظر: المفهم للقرطبي (6/ 147). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 407)، ومسلم (2355)، والطبراني في الأوسط (2716).

أي ولم أبعث متصفًا بالزراع؛ لأن الفلاحة والزراعة تنافي الجهاد. (ابن سعد (¬1) عن مجاهد مرسلاً) هو الإِمام في الفتوى والتفسير وقد رأى هاروت وماروت كما حكاه الذهبي (¬2). 2688 - "أنا دعوة إبراهيم وكان آخر من بشر بي عيسى بن مريم". ابن عساكر عن عبادة بن الصامت. (أنا دعوة إبراهيم) أي المدعو لإبراهيم في قوله عند بناء البيت: {وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ} [البقرة: 129] الآية فهو - صلى الله عليه وسلم - التالي للآيات على العباد والمزكي لهم والمعلم الكتاب والحكمة. (وكان آخر من بشر بي عيسى بن مريم) بقوله: {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف: 6] وفيه أن كل نبي بشر به لقوله: "آخر"، وفائدة البشرى التنويه بذكره والدلالة على حقية بعثته؛ لأن الأنبياء صادقون لا يخبرون إلا بخبر صادق. (ابن عساكر (¬3) عن عبادة بن الصامت)، ورواه الطيالسي قال: وأبو الحارث عن أبي أمامة. 2689 - "أنا دار الحكمة وعلي بابها". (ت) عن علي. (أنا دار الحكمة) وفي رواية "مدينة الحكمة" هي علم الكتاب والسنة وما يستنبط عنهما. (وعلي) أي ابن أبي طالب - رضي الله عنه - وكرم وجهه (بابها) أي باب تلك الدار التي تفاض منها الحكمة والحديث استعارة مكنية وتخييلية وترشيحه وقدمنا تحقيق الكلام على هذا الحديث دراية ورواية في شرحنا الروضة الندية في التحفة العلوية في شرح قولنا باب علم المصطفى أنه بابه فهنيئًا لك بالعلم من بابه. (ت) (¬4) عن علي) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 104)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1321). (¬2) انظر: تذكرة الحفاظ (1/ 93) رقم (83). (¬3) أخرجه ابن عساكر (3/ 393)، وأخرجه البخاري في التاريخ (1736) عن العرباض بن سارية، والطيالسي (1140) عن أبي أمامة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1463). (¬4) أخرجه الترمذي (3723)، وابن حبان في المجروحين (2/ 94)، والإمام أحمد في فضائل الصحابة =

قال الترمذي: غريب وزعم ابن الجوزي والقزويني وضعه ورده عليهما الحافظ العلائي وأطال وأبان بأنه لم يأت من زعم وضعه بعلة قادحة وقال الحافظ ابن حجر: أنه حديث صححه الحاكم وزعم وضعه ابن الجوزي والصواب خلاف قوليهما وأنه من قسم الحسن (¬1). قلت: وقد أبنا أنه من الصحيح في الشرح المذكور. 2690 - "أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب". (عق عد طب ك) عن ابن عباس (عد ك) عن جابر) (صح). (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب) فيه الحث على أخذ العلم منه - عليه السلام - وأنه باب مدينته من أتى منه نال مرامه وفيه الشهادة العادلة له بالأعلمية وقد اتفق على ذلك الموالف والمخالف حتى قيل لعطاء: هل كان أحد من الصحب أفقه من علي قال: لا والله وقال غيره وقد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب الله منحصر في علي ومن جهل ذلك فقد ضل الباب الذي من ورائه يرفع الله عن القلوب الحجاب وقد كان يرجع إليه الصحابة في كل مشكل (¬2) كما أبناه في الروضة أيضًا. (عق عد طب ك) عن ابن عباس صححه الحاكم ورمز المصنف لصحته (عد ك) (¬3) عن جابر وتقدم أنه أفتى ¬

_ = (1081)، وانظر علل الترمذي (1/ 375)، والمغني في الضعفاء (2/ 260)، والموضوعات (1/ 349)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1313): موضوع. (¬1) انظر: النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح للعلائي (ص: 52 - 55)، وأحاديث المشكاة، وكلام الحافظ في أجوبة عن أحاديث المصابيح المطبوع مع كشف المناهج والتناقيح (5/ 376 - 377)، وانظر كذلك الموضوعات (1/ 350)، واللآلي المصنوع (1/ 334)، والفوائد المجموعة (ص: 348). (¬2) عفى الله عن المؤلف، هذه مالغة فيها مغالاة خارجة عن الضوابط الشرعية. (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 149)، وابن عدي في الكامل (1/ 189)، والطبراني في الكبير (11/ 65) رقم (11061)، والحاكم (3/ 127) عن ابن عباس، وأخرجه ابن عدي (1/ 192) , =

بحسنه ابن حجر وتبعه السخاوي (¬1) على ذلك والمصنف له كلام في تصحيحه نقلناه في الروضة. 2691 - "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة ليس بيني وبينه نبي والأنبياء أولاد علات أمهاتهم شتى ودينهم واحد". (حم ق د) عن أبي هريرة (صح). (أنا أولى الناس بعيسى بن مريم) أي أخصهم به وأقربهم إليه (في الدنيا) لقرب وفاته من زمانه وقرب بشارته به (والآخرة) كأنه ترفع درجة عيسى وقربها من درجته - صلى الله عليه وسلم - واستأنف لبيان وجه ذلك بقوله: (ليس بيني وبينه نبي) قيل أنه من أولي العزم فلا يرد عليه أن خالد بن سنان كان بينهما وهو نبي كما ورد وإن كان قد قيل أن في سند خبره مقالاً (والأنبياء أولاد علات) بفتح المهملة وتشديد اللام أي أخوه لأب مع اختلاف أمهاتهم كما أبانه بقوله. (أمهاتهم شتى) جمع شتيت كمريض ومرضى أي متفرقة (ودينهم واحد) أراد أن شرائعهم مختلفة وأصل دينهم التوحيد شبه ما هو المراد من إرسال الرسل وهو إرشاد الخلق بالأب وشبه شرائعهم المتقاربة في الصورة بأمهات وجعل الإيمان هو الأب لأنه الأصل والمقصود الأصلي ولأنه مذكر في لفظه وجعل الشرائع الأم لأنها مؤنثة لفظًا متفرع عنها كيفية الأعمال. واعلم أن: في ذكر هذه الجملة بعد قوله: "أنا أولى بعيسى" دفع لما يتوهم من أنه لا اتصال بينه - صلى الله عليه وسلم - وبين غيره من الأنبياء فأبان أنهم الكل إخوة بعضهم ¬

_ = والحاكم (3/ 128)، وانظر كشف الخفاء (1/ 235)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1322)، والضعيفة (2955): موضوع. (¬1) انظر: المقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 54).

بعض. (حم ق د) (¬1) عن أبي هريرة). 2692 - "أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه ومن ترك مالاً فهو لورثته". (حم ق ن هـ) عن أبي هريرة (صح). (أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم) أي أحق بالتصرف والحكم عليهم ولهم من أنفسهم فليس لهم بعد من الأمر شيء، وهذا قاله لما نزلت الآية: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] ثم من كرم طباعه أنه لم يذكر إلا الحقوق التي لهم عليه بقوله: (فمن توفي من المؤمنين فترك دينًا) أي مات مشغول الذمة بدين عليه، وظاهره غنيًا كان أو فقيرًا. (فعلي قضاؤه) أي لازم لي ذلك، قال ابن بطال (¬2): إن هذا ناسخ لتركه الصلاة على من مات وعليه دين، قالوا: كان هذا آخر الأمرين منه - صلى الله عليه وسلم - حين اتسعت المغانم والفتوحات، وظاهره أن هذا واجب عليه وعلى من قام مقامه من الأئمة، وقد أخذ الناس بهذا وجعلوا بيت المال وارثًا لمن لا وارث له، ولم يوجبوا قضاء دين من مات وعليه دين منه قيل والأظهر عند الشافعية وجوب ذلك على الأئمة من بعده وإلا أثم الإِمام (ومن ترك مالاً فهو لورثته) قال النووي (¬3): حاصل الحديث أنا قائم بمصالحكم في حياة أحدكم أو موته أنا وليه في الحالين، فإن كان عليه دين قضيته وإن لم يخلف وفاءً وإن كان له مال فلورثته لا آخذ منه شيئًا. (حم ق ن هـ) (¬4) عن أبي هريرة). 2693 - "أنا الشاهد على الله أن لا يعثر عاقل إلا رفعه, ثم لا يعثر إلا رفعه ثم لا يعثر إلا رفعه حتى يجعل مصيره إلى الجنة". (طس) عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 406)، والبخاري (3442)، ومسلم (2365)، وأبو داود (4675). (¬2) انظر: فتح الباري لابن بطال (15/ 379). (¬3) شرح النووي لمسلم (11/ 60). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 290)، والبخاري (4781)، ومسلم (1619)، والترمذي (1070)، والنسائي (4/ 66)، وابن ماجة (2415)، وأخرجه أبو داود (2955) بمعناه.

(أنا الشاهد على الله أن لا يعثر) بالمهملة والمثلثة: أي يزل (عاقل) أي مسلم: كامل العقل، أي يقع في خطيئة على جهة العثور من غير تعمد وقصد بل على جهة الهفوة. (إلا رفعه) أي بالتوفيق للتوبة والإقلاع عنها وسماه رفعه؛ لأن الوقوع في المعصية نزول وسفل عن كمال درجات أهل الإيمان (ثم لا يعثر إلا رفعه ثم لا يعثر إلا رفعه) المراد أن تكرر الزلل لا يسلبه اللطف والتوفيق للخير فيما كان الواقع على جهة الهفوة. (حتى يجعل مصيره) أي محل صيرورته منتهيًا (إلى الجنة) ولا يخفى ما في التعبير بأنه - صلى الله عليه وسلم - شهيد من تأكيد الإخبار عن الله تعالى بقبول توبة العاصين وإقالة عثرة العاثرين (طس) (¬1) عن ابن عباس)، قال الهيثمي: إسناده حسن وأعاده في موضع آخر، ثم قال: فيه محمَّد بن عمر الرومي وثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات. 2694 - "أنا بريء ممن حلق، وسلق وخرق" (م ن هـ) عن أبي موسى (صح). (أنا برئ) متبري من فعله أو من الشفاعة له (ممن حلق) شعرًا عند المصيبة (وسلق) بالمهملة والقاف أي رفع صوته بالبكاء عندها (وخرق) بالخاء المعجمة فراء فقاف: أي شق ثوبه عند المصيبة، وليس المراد أن البراء من فاعل كل ذلك بل إن فعل أحد الثلاث فهو داخل في البراءة منه. (حم ن هـ) (¬2) عن أبي موسى، قال: مرض أبي موسى فأغمي عليه فصاحت امرأته فأفاق، فقال: ألم تعلمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره. 2695 - "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" (حم خ د ت) عن سهل بن سعد (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6083)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 62) و (6/ 348)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1305)، والضعيفة (2345). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 396)، ومسلم (104)، والنسائي (4/ 21)، وابن ماجة (1586).

(أنا وكافل اليتيم) أي القائم بتربيته ومصالحه والإحسان إليه وظاهره ولو قام به من تركته (في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما: أي أن منزلة الكافل تقارب منزلته - صلى الله عليه وسلم - لا تفاوت إلا بقدر تفاوت السبابة والوسطى، ويحتمل أن المراد التفاوت في الدخول وفي إلحاقه بالرسول - صلى الله عليه وسلم - مناسبة لأنه - صلى الله عليه وسلم - أبو الأمة رباها بإحسانه إليها وبإرشادها لها أمور دينها ودنياها، فألحق به كافل اليتيم، وفيه فضيلة بالغة لكافل اليتيم (حم خ د ت) (¬1) عن سهل بن سعد) ورواه مسلم عن عائشة وابن عمر بزيادة. 2696 - "أنت أحق بصدر دابتك مني إلا أن تجعله لي" (حم د ت) عن بريدة. (أنت أحق بصدر دابتك مني) أي مقدم ظهرها مني هو خطاب لمن أردف النبي - صلى الله عليه وسلم - على حمار له وقدمه على صدره، فقاله - صلى الله عليه وسلم -: لبيان أنه الأحق به (إلا أن تجعله لي) أي تقدمني وتؤثرني به، وهذا من كمال أدبه - صلى الله عليه وسلم - وحسن معاشرته لأمته، وفيه أن من أذن بإرداف أحد لا يستحق المردف الصدر إلا بإذن آخر يخصه به (حم د ت) (¬2) عن بريدة) فيه علي بن الحسين ضعفه أبو حاتم، لكن معنى الحديث صحيح ثابت. 2697 - "أنت ومالك لأبيك". (هـ) عن جابر (طب) عن سمرة وابن مسعود (صح). (أنت) أيها الرجل القائل إن أبي يريد أن يجتاح مالي أي يستأصله (ومالك لأبيك) أي أن له التصرف فيك وفي استعمالك فيما أذن الله تعالى أن يستعملك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 5/ 333، والبخاري (5304)، وأبو داود (5150)، والترمذي (1918)، وأخرجه مسلم (2983) عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 353)، وأبو داود (2572)، والترمذي (2773)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1478).

فيه ومالك الذي كسبته له يتصرف فيه كيف يشاء، قال الخطابي: يشبه أن يكون ما ذكره من اجتياح أبيه لماله أن مقدار ما يحتاج إليه في النفقة شيء كثير لا يسعه ماله، إلا أن يحتاجه من أصله فلم يرخص له في ترك النفقة عليه، وقال له: "أنت ومالك لأبيك" على أنه إذا احتاج إلى مالك أخذ منه قدر الحاجة، فإما أن يكون أراد إباحة ماله يجتاحه ويأتي عليه فلا أعلم أحدًا ذهب إليه قاله في النهاية (¬1)، وقال الترمذي في جامعه: العمل على هذا عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم، وقالوا: إن يد الوالد مبسوطة في مال ولده يأخذ منه ما شاء، انتهى. قلت: هذا الذي ينشرح له الصدر ولا أدري ما الحامل على تأويل الخطابي وكأن الحامل ما قاله من أنه لا يعلم أن أحدًا ذهب إليه فظنه إجماعًا والله أعلم. (هـ) عن جابر) قال: قال رجل: يا رسول الله، إن لي مالاً ووالدًا وإن أبي يريد أن يجتاح مالي فذكره، وقال ابن حجر: في تخريج الهداية: رجاله ثقات، لكن قال البزار: إنما يعرف عن هشام بن المنكدر مرسلاً، وقال البيهقي: أخطأ من وصله عن جابر (طب) (¬2) عن سمرة وابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه إبراهيم بن عبد الحميد ولم أجد من ترجم له وبقية رجاله ثقات، وقال العقيلي: بعد تخريجه لحديث سمرة: في الباب أحاديث فيها لين وبعضها أحسن من بعض، وقال البيهقي: روي من وجوه موصولاً ولا يثبت مثلها، وقال ¬

_ (¬1) انظر النهاية (4/ 290). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2291)، والبيهقي في السنن (7/ 480) عن جابر، وانظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 102)، وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 230) رقم (6961) عن سمرة، و (10/ 81) رقم (10019) عن ابن مسعود، وانظر ضعفاء العقيلي (2/ 234)، وفتح الباري (5/ 211)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 154)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1476).

ابن حجر في موضع آخر: قد أشار البخاري في الصحيح إلى تضعيف هذا الحديث. 2698 - "أنتم أيها الغر المحجلون يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله". (م) عن أبي هريرة (صح). (أنتم أيها) المتوضئون (الغر) جمع أغر تقدم الكلام عليه. (المحجلون) قيل: أنه قد يطلق على الكل غرة لعموم النور لجميعه (يوم القيامة من إسباغ الوضوء) أي من آثار إتمامه. (فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله) بأن يغسل مع الوجه مقدم الرأس وصفحة العنق ومع اليدين والرجلين العضدين والساقين وقد كان أبو هريرة يفعله ويتمسك بهذا، وقال من نفاه إنه لم يرد في شيء من روايات فعله - صلى الله عليه وسلم - , وإنه ليس المراد من الغرة إلا الإعلام بأنه ثابت لكل من يتوضأ، والأظهر ما ذهب إليه أبو هريرة - رضي الله عنه - ومن تابعه؛ فإن الندب يثبت بالقول والفعل وتركه - صلى الله عليه وسلم - للمندوب لا يدل على عدم ندبه، إذ من شأنه أن يجوز تركه ولو لبيان عدم وجوبه (¬1). (م) (¬2) عن أبي هريرة) وفيه قصة. 2699 - "أنتم أعلم بأمر دنياكم". (م) عن أنس وعائشة (صح). (أنتم أعلم بأمر دنياكم) مني فإني ما بعثت إلا لإبعادكم من العذاب ودلالتكم على ما تنالون به الثواب لا زراعًا كما أفاده سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - مر على قوم يلقحون نخلاً فقال لهم: "لو لم تلقحوا لصلح" فخرج شيصًا ... فذكره، وفيه أنه لا ضير على الرسل في جهلهم بعض أعمال الدنيا, ولا نقص فيه عليهم وفيه أن من ظن في شيء من أمور الفلاحة ونحوها صلاحًا فله فعله، ولو ظن من هو ¬

_ (¬1) انظر للتفصيل: فتح الباري (1/ 236) وعمدة القاري (2/ 248). (¬2) أخرجه مسلم (246).

أكمل منه أنه لا صلاح فيه. (م) (¬1) عن أنس وعائشة ويأتي بمعناه كثيراً. 2700 - "أنتم شهداء الله في الأرض، والملائكة شهداء الله في السماء". (طب) عن سلمة بن الأكوع. (أنتم شهداء الله في أرضه) قال القاضي: الشهداء: جمع شهيد، بمعنى: الحاضر أو القائم بالشهادة والناصر، أو الإِمام وكأنه يسمى به؛ لأنه يحضر النوادي جمع ناد ويبرم بحضرته الأمور إذ التركيب للحضور إما بالذات أو بالتصوير، ومنه قيل للقتيل في سبيل الله: شهيد؛ لأنه حضر ما كان يرجوا ولأن الملائكة حضروه انتهى. قلت: وهو في الاحتمال فعيل: بمعنى مفعول وهو خطاب للأمة وإذا كانوا شهودًا فهم عدول لما علم من أنه تعالى أخذ في الشاهد الاتصاف بالعدالة فهي تزكية للأمة وهي خاصة للنوع فلا يلزم أن كل فرد عدل. (والملائكة شهداء الله في السماء) أي يشهدون على أعمال الأمم أو على بعضهم بعضًا أو يشهدهم الله إثابة من أثابه وعقاب من عاقبه، قال الفخر الرازي: إنه تعالى لما جعل المؤمنين شهودًا دل إنه تعالى لا يظهر قبيح فعلهم يوم القيامة إذ لو ظهر ذنبهم صارت شهادتهم مردودة وذلك لا يليق بحكمة الحكيم. قلت: وهو غير ما قلناه قريبًا. (طب) (¬2) عن سلمة بن الأكوع). 2701 - "انبسطوا في النفقة في شهر رمضان، فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله". ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان عن ضمرة وراشد بن سعد مرسلاً. (انبسطوا في النفقة) أي توسعوا فيها من بسط الله الرزق وسعه وكثره (في شهر ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2363). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 22) رقم (6259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1490).

رمضان) والمراد على الأنفس وفي الصدقات وسائر أنواع (القرب فإن النفقة فيه كالنفقة في سبيل الله) يعني في تكثير الأجر وحط الوزر والإخلاف عليها وقد كان يكون - صلى الله عليه وسلم - في شهر رمضان أجود من الريح المرسلة. (ابن أبي الدنيا (¬1) في فضل رمضان عن ضمرة) كان ينبغي تمييزه؛ لكثرة من سمى به, وراشد بن سعد مرسلاً هو المقرئ أرسل عن سعيد وعوف بن مالك، قال الذهبي: ثقة (¬2). 2702 - "انتظار الفرج عبادة". (عد خط) عن أنس. (انتظار الفرج) من الله تعالى ممن نزل به مكروه. (عبادة) في الأجر؛ لأنه ثقة بالله وكمال يقين بحسن الظن به. (عد خط) (¬3) عن أنس) وتعقبه الخطيب بالتضعيف وذكر علته. 2703 - "انتظار الفرج بالصبر عبادة". القضاعي عن ابن عمر وعن ابن عباس. (انتظار الفرج) من الإضافة إلى المفعول أي: انتظار العبد (بالصبر) أي مصاحبًا انتظاره للصبر وعدم الجزع والشكاية على العباد وهذا معتبر في الأول أيضًا (عبادة) لما فيه من الصبر على القدر والثقة بالخلوص من الضيق. القضاعي (¬4) عن ابن عمر) قال شارحه العامري: حسن: وتعقب بأن فيه عمرو بن حميد عن الليث قال في الميزان: هالك أتى بخبر موضوع اتهم به، ثم ساق له ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان برقم (24)، وعن ضمرة بن حبيب وراشد بن سعد وانظر فيض القدير (3/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1324). (¬2) قاله الحافظ في الكاشف (1498)، وقال الحافظ في التقريب (1854): ثقة كثير الإرسال. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 76)، والخطيب في تاريخه (2/ 155)، وذكر العلة التي أشار إليها المؤلف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1330). (¬4) أخرجه القضاعي في الشهاب (47، 46)، وانظر قول الذهبي في الميزان (5/ 310)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 29)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1329)، وقال في الضعيفة (1572): موضوع.

هذا، (أو عن ابن عباس) قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف. 2704 - "انتظار الفرج من الله عبادة, ومن رضي بالقليل من الرزق رضي الله تعالى منه بالقليل من العمل". ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن علي. (انتظار الفرج من الله) أي ارتقاب المصرف عن الخلوص عما نزل به من جهته تعالى (عبادة ومن رضي بالقليل من الرزق، رضي الله تعالى منه بالقليل من العمل)، أي لم يعاقبه على إخلاله بنوافل العبادات، لا أنه لا يعاقبه على ترك الواجبات، أو ألحقه بمنازل من رضي منهم بالأعمال الصالحة الكثيرة، وفيه أن من وسع له في الرزق ولم يرض إلا بالسعة منه يطلب منه إكثار الطاعات. (ابن أبي الدنيا في الفرج وابن عساكر (¬1) عن علي) - رضي الله عنه - قال العراقي: سنده ضعيف. 2705 - "انتعلوا وتخففوا وخالفوا أهل الكتاب". (هب) عن أبي أمامة. (انتعلوا وتخففوا) بالخاء المعجمة وتكرير الفاء: أي البسوا النعالان والخفاف في أقدامكم. (وخالفوا أهل الكتاب) من اليهود والنصارى فإنهم لا يفعلون ذلك، ولعله أراد في الصلاة، كما يأتي أنه من السنة، ويحتمل الإطلاق (هب) (¬2) عن أبي أمامة). 2706 - "انتهاء الإيمان إلى الورع، فمن قنع بما رزقه الله دخل الجنة، ومن أراد الجنة فلا يخاف في الله لومة لائم". (قط) في الأفراد عن ابن مسعود. (انتهاء الإيمان إلى الورع) أي بلغت حقيقته وصارت هي الورع الذي هو الكف عن المحرمات وتوقي مظان الشبهات والارتباك في الشهوات (من قنع بما رزقه الله) من قليل وكثير (دخل الجنة) لأنه ترك الحرص والطمع وفوض ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (25)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1331). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (6405)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1493)، وحسنه في الصحيحة (1245).

أمره إلى الله وأمل الخير منه تعالى وهذا كالتفسير لبعض أفراد الورع، وأنه القنوع بما أعطى العبد وإذا قنع بما أعطي تبعه كل خير، قال الغزالي (¬1): الورع مراتب: ورع العدول وهو الكف عما يفسق تناوله، وورع الصالحين وهو: ترك ما يتطرق الاحتمال له، وورع المتقين وهو: ترك ما لا شبهة في حله لكن قد يجر إلى محرم أو مكروه، وورع الصديقين وهو: ترك ما لا بأس به أصلاً لكنه يتناول لغير الله تعالى. (ومن أراد الجنة لا شك) أي إرادة لا شك يتطرق إليها. (فلا يخاف في الله لومة لائم) أي لم يترك القيام بما يجب مخافة اللوم من العباد. (قط) (¬2) في الإفراد عن ابن مسعود) قال الدارقطني: تفرد به عنبسة عن المعلى عن شقيق، قال ابن الجوزي: وعنبسة والمعلى متروكان، قال: ابن حبان يرويان الموضوعات. 2707 - "أنزل الله علي أمانيين لأمتي: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم هم يستغفرون) فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة". (ت) عن أبي موسى. (أنزل الله علي) أي في القرآن (أمانيين لأمتي) أي علامتي أمان عن عذاب الاستئصال ثم فسرهما بقوله: (وما كان الله ليعذبهم) أي الأمة المجيبة والعاصية. (وأنت فيهم) أي أنه لا ينزل بهم عقوبة ما دمت بين أظهرهم عناية بك صان عن عذابه من يجاورك ومن ثم قيل: لعين تفدى ألف عين وتتقا ... ويكرم ألف للحبيب المكرم (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) أي وفيهم من يستغفر. (فإذا مضيت) ¬

_ (¬1) انظر: الإحياء (2/ 94). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1691)، انظر العلل المتناهية (2/ 816)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1332)، والضعيفة (1616): موضوع.

بالوفاة إلى دار الآخرة. (تركت فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة) فكل من استغفر غفر له ودفع باستغفاره العقوبة عن غيره. (ت) (¬1) عن أبي موسى) فيه إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر البجلي قال الذهبي (¬2) ضعفوه. 2708 - "أنزل الله جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورة فقال: إن الله تعالى يقرئك السلام يا محمَّد، ويقول لك: إني أوحيت إلى الدنيا أن تمرري وتكدري وتضيقي وتشددي على أوليائي كي يحبوا لقائي فإني خلقتها سجنا لأوليائي وجنة لأعدائي". (هب) عن قتادة بن النعمان. (أنزل الله جبريل في أحسن ما كان يأتيني في صورة) فيه أنه كان يأتيه في صور مختلفة والله أعلم أنها أحسن في منظره - صلى الله عليه وسلم - ولعلها صورته التي كانت تماثل صورة دحية الكلبي، وفيه أن الله تعالى أقدر الملائكة على التشكل بأشكال مختلفة ويدل عليها القرآن: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 17]. (فقال: إن الله يقرئك السلام يا محمَّد) أي يخبرك أن السلامة من كل سوء مكتوبة لك. (ويقول لك إني قد أوحيت إلى الدنيا) بإلهام أو غيره (أن تمرري) من المرارة وهي أكره شيء في المذوقات أي كوني عليهم مرة المذاق لا ينالون منك شيئًا يتحلونه لئلا يرغبوا فيها. (وتكدري) أي كوني كدرة غير صافية لهم. (وتضيقي) فلا توسعي لهم في شيء. (وتشددي) لا تسهلي في أمر من الأمور (على أوليائي) أي من إذا أخلص لي الموالاة بالإيمان الحق واليقين الصدق (كي يحبوا لقائي) لأنهم إذا لم يروا من الدنيا ما لا يرضونه توجهت بهم ركائب الأشواق إلى لقاء الخلاق. (فإني خلقتها) التفات من الحضور إلى الغيبة والأصل خلقتك ولكنه الاختيار لها بعدم توجيه الخطاب إليها (سجنًا لأوليائي) ومن صفات السجن الاتصاف ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3082)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1341)، والضعيفة (1690). (¬2) انظر المغني (1/ 77).

بالصفات الأربعة المذكورة (وجنة لأعدائي) أي كالجنة لهم يتلذذون بها وتدر عليهم أحلامها وتكون بضد الصفات الأربعة الماضية وفيه أنه تعالى شوق أولياءه إلى محبته ومراضيًا بألطافه. (هب) (¬1) عن قتادة بن النعمان) الظفري تعقبه مخرجه البيهقي بقوله: لم نكتبه إلا بهذا الإسناد وفيهم مجاهيل. 2709 - "أنزل القرآن على سبعة أحرف" (حم ت) عن أُبي (حم) عن حذيفة. (أنزل القرآن على سبعة أحرف) تقدم الاختلاف فيه على نحو أربعين قولاً رجح المصنف أنه من المتشابه وقد عد الأوجه في الإتقان (حم ت) عن أبي (حم) (¬2) عن حذيفة) قال الهيثمي: فيه عاصم بن بهدلة وفيه كلام لا يضر وهو ثقة. 2710 - "أنزل القرآن من سبعة أبواب، على سبعة أحرف كلها شاف كاف". (طب) عن معاذ. (أنزل القرآن من سبعة أبواب) يحتمل من أبواب السماء تشريفًا لأبوابها بإنزاله منها وقيل أبواب البيان (على سبعة أحرف) قال في الديباج بعد ذكره (¬3): أنه من المتشابه والقدر المعلوم فيه تعدد وجوه القراءات (كلها كاف شاف) أي كل حرف من تلك الأحرف كأنه للتعليل شاف في أداء المراد من فهم المعنى وإظهار الفصاحة والبلاغة وقيل: كاف في الحجة على الأمة (طب) (¬4) عن معاذ) قال الهيثمي: رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (9800)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1340)، وقال في الضعيفة (809): منكر. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 205)، والترمذي (2944) عن أبي، وأحمد (5/ 400) عن حذيفة، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 150)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1495). (¬3) انظر: الديباج شرح مسلم للسيوطي (2/ 409). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 150) رقم (312)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 7/ 153، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1496).

2711 - "أنزل القرآن من سبعة أحرف، فمن قرأ على حرف منها فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه". (طب) عن ابن مسعود. (أنزل القرآن سبعة أحرف) قال البيضاوي: بعد سرده للأقوال: وأقول هي الفوائد والأحكام والأخلاق والقصص والأمثال والوعد والوعيد. قلت: ولا يناسبه قوله: (فمن قرأ على حرف منها فلا يتحول إلى غيره رغبة عنه) والله أعلم بمراده (طب) (¬1) عن ابن مسعود) وأخرجه مسلم بلفظه من حديث أبي بن كعب. 2712 - "أنزل القرآن من سبعة أبواب، حرف منها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع". (طب) عن ابن مسعود (صح). (أنزل القرآن على سبعة أحرف ولكل حرف منها ظهر وبطن) وظهره ما ظهر تأويله وعرف معناه وبطنه ما خفي تأويله وأشكل فحواه والظاهر اللفظ والباطن المعنى أو الظهر التلاوة والرواية والبطن الفهم والدراية (ولكل حرف حد) أي ينتهي فيما أراده الله تعالى بمعناه. (ولكل حد) من الظهر والبطن. (مطلع) بتشديد الطاء وفتح اللام موضع الاطلاع أي مصعد ومحل يطلع عليه بالترقي إليه وذلك بالتدبر لمعانيه والتفهم لمقاصده (طب) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، ورواه البغوي عن الحسن وابن مسعود. 2713 - "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف" (حم طب ك) عن سمرة (صح). (أنزل القرآن على ثلاثة أحرف) كان هذا إنزال أول ثم وسع الله فزيد فيه أربعة أحرف (حم طب ك) (¬3) عن سمرة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 148) رقم (10273)، وأخرجه مسلم (821) عن أبي بن كعب - رضي الله عنه -. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 136) رقم (8667)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1338). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 22)، والطبراني في الكبير (7/ 206) رقم (6853)، والحاكم (2/ 223) , =

2714 - "أنزل القرآن على ثلاثة أحرف فلا تختلفوا فيه، ولا تحاجوا فيه؛ فإنه مبارك كله, فاقرأوه كالذي أقرئتموه". ابن الضريس عن سمرة. (أنزل القرآن على ثلاثة أحرف فلا تختلفوا فيه ولا تحاجوا فيه) أي لا تجادلوا في معانيه بل خذوا ما ظهر منها (فإنه مبارك كله) أي كثير الخير والفضل للعاملين والمستنبطين منه لا تفنى عجائبه. (فأقروه كالذي أقرئتموه) بالبناء للمجهول أي كالقراءة التي أقرءتكم إياها. (ابن الضريس) (¬1) بضم الضاد المعجمة والسين المهملة مصغر ضرس (عن سمرة) قال الهيثمي بعد أن عزاه للطبراني والبزار بلفظ: "ولا تجافوا عنه" بدل: "تحاجوا" إسناده ضعيف. 2715 - "أنزل القرآن على عشرة أحرف: بشير، ونذير، وناسخ، ومنسوخ، وعظة، ومثل، ومحكم، ومتشابه، وحلال، وحرام". السجزى في الإبانة عن علي. (أنزل القرآن على عشرة أحرف) أي عشرة وجوه. (بشير) صفة مشبهة من البشارة وهي أول خبر سار أي للمؤمنين. (ونذير) أي مخوف للكافرين. (وناسخ) لغيره من الشرائع ولبعضه مما سبق شرعه واستفيد منه. (ومنسوخ) كذلك (وعظة) بزنة عدة مصدر وعظه يعظه إذا ذكره بما يقربه إلى الخير ويبعده من الشر (ومثل) تقدم تفسيره قال المصنف في الإتقان (¬2): إنه قد أفرد الأمثال القرآنية بالتصنيف جماعة من الأئمة وقد بين - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة عند البيهقي وجه حكمة إنزال الأمثال بأنها للاعتبار، قال الماوردي: من أعظم علم القرآن علم أمثاله والناس في غفلة عنه. (ومحكم) فسره في الكشاف (¬3): مما ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1335)، والضعيفة (2958). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 254) رقم (7032)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1336). (¬2) الإتقان (2/ 343). (¬3) انظر: الكشاف (1/ 166).

أحكمت عبارته عن الاحتمال وفيه تفاسير أخر. (ومتشابه) فسره أيضًا بما يكون عبارته مشتبهة محتملة (وحلال) وهو ما به كمال النفع في الدارين. (وحرام) وهو ما في توقيه كمال النفع كذلك أي أنه أنزل القرآن مشتملاً على هذه الأنواع العشرة. (السجزي (¬1) في الإبانة عن علي) - رضي الله عنه - وأخرجه غيره. 2716 - "أنزل القرآن بالتفخيم". ابن الأنباري في الوقف (ك) عن زيد بن ثابت. (أنزل القرآن بالتفخيم) أي مصاحبًا للإجلال والتعظيم مأمورًا من أنزل عليهم بتعظيمه من فخمه إذا عظمه وهو أحد أوجه سردها المصنف في الإتقان (¬2). (ابن الأنباري في الوقف (ك) (¬3) عن زيد بن ثابت)، قال الحاكم: صحيح وقال الذهبي لا والله العوفي مجمع على ضعفه وبكار ليس بحجة أراد بالعوفي هو محمَّد بن عبد العزيز العوفي أحد رجاله وبكار هو ابن عبد الله رواه العوفي عنه. 2717 - "أنزل علي آيات لم ير مثلهن قط: (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) ". (م ت ن) عن عقبة بن عامر (صح). (أنزل علي آيات) أحد عشر آية (لم ير) بالمثناة التحتية مضمومة والراء. (مثلهن قط) من جهة القصد والأظهر أن المراد فيما أنزلن لأجله وهو الاستعاذة ودفع الأعين وكفاية شر الحاسد في العائن والنفاثات وغيرها ثم أبان ¬

_ (¬1) أخرجه السجزي كما في الإبانة (2956)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1339). (¬2) انظر: الإتقان (1/ 286). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 231، 242)، وقول الذهبي كالآتي: قلت: لا والله، العوفي مجمع على ضعفه, وبكار ليس بعمدة، والحديث واهٍ منكر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1334)، وقال في الضعيفة (1343): منكر.

ذلك بقوله: (قل أعوذ برب الفلق) الصبح لأن الليل ينفلق عنه وفيه الحث والنوى المنفلق بالإنبات وقيل غير ذلك ولا مانع من أنه أريد كل ما يتعلق بالقدرة الإلهية والمراد إلى آخر السورة, إما أنه أطلقه عليها من إطلاق الجزء على الكل أو لأنها مسماة بهذا اللفظة ومثله قوله: (قل أعوذ برب الناس) أي مربيهم وخصهم تشريفًا لهم قال عياض: فيه رد على من نسب إلى ابن مسعود كونهما ليسا من القرآن وعلى من زعم أن لفظ "قل" ليس من القرآن وإنما أمر أن نقول، قلت أما الرد على من نسب إلى ابن مسعود فلا يخفى أنه لا دليل عليه لأنه روي عن غيره أنه قال ذلك (م ت ن) (¬1) عن عقبة بن عامر). 2718 - "أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة: (قد أفلح المؤمنون ... الآيات) ". (ت) عن عمر (صح). (أنزل علي عشر آيات) أي مشتملاً عليها (من أقامهن) أي عمل بما أرشدن إليه. (دخل الجنة) لأنها أرشدت إلى أعمال فدخل فاعلها الجنة (قد أفلح المؤمنون) أي دخلوا في الفلاح والفوز وتحقق لهم ذلك وأراد بهم من اتصف بالإيمان (وما بعده) من الخشوع في الصلاة والإعراض عن اللغو وفعل الزكاة إلى آخر ما هنالك وقوله: (الآيات) مفعول مقدر أي أتم الآيات أو اقرأ أو نحوه والمرأد من إنزال القرآن عليها أنه أنزل لأجلها وللإعلام بما يفعله العباد من الأعمال التي يفوزون بها ويوعدون عليها الجنة (ت) (¬2) عن عمر) رمز المصنف لصحته. 2719 - "أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان أنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاثة عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (814)، والترمذي (2902، 3367)، والنسائي (1/ 185). (¬2) أخرجه الترمذي (3173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1343)، وقال في الضعيفة (1242) منكر.

رمضان". (طب) عن واثلة. (أنزلت صحف إبراهيم) التي حكاها الله في القرآن وهي جمع صحيفة قال الزمخشري (¬1): قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه، وفي الصحاح الصحيفة الذهب. (أول ليلة من شهر رمضان) كأنها أنزلت دفعة واحدة ومثلها: (أنزلت التوراة لست مضين من رمضان) كما مر أنها ليلة السابع. (وأنزلت الإنجيل) على عيسى. (لثلاث عشرة مضت من رمضان وأنزل الزبور) على داود وزمن إنزاله مقدم على إنزال الإنجيل فتقديمه ذكرًا مع تأخيره عصرًا لشرفه. (لثماني عشرة خلت من رمضان) ليلة تاسع عشر (وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان) فإنزاله ليلة خمس وعشرين فبين كل كتاب وكتاب ست ليال، فهذا يبين المراد منه قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]، ولقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] وأن ليلة القدر هي ليلة خمس وعشرين هذا الأظهر وقاله الحليمي وأقره البيهقي (¬2)، والمراد إنزاله تلك الليلة إلى سماء الدنيا وإلا فإنه أنزل منجمًا قال الرازي (¬3): لو أنزل جملة واحدة لضلت فيه الأفهام وتاهت فيه الأوهام فهو كالمطر لو نزل من السماء دفعة واحدة لقلع الأشجار وخرب الديار. واعلم: أن إنزال الكتب المذكورة في شهر رمضان من دلائل عظمته وشرفه وبركته من قديم الدهر وخصص هذه الكتب بالذكر لأنها أشهر كتب الله تعالى وإلا فقد ثبت أنه أنزل غيرها أيضًا لكن لم يأت بها في رمضان. (طب) (¬4) عن ¬

_ (¬1) الفائق (2/ 287). (¬2) شعب الإيمان (2/ 414). (¬3) انظر: فيض القدير (3/ 74). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 75) رقم (185)، والبيهقي في السنن (9/ 188)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 197)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1497)، والصحيحة (1575).

واثلة) قال الهيثمي: فيه عمر بن القطان ضعفه يحيى، وقال: وثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات. 2720 - "أنزلوا الناس منازلهم". (م د) عن عائشة (صح). (أنزلوا الناس) في الإكرام (منازلهم) أي كل بما يستحقه عام وسببه عن عائشة رضي الله عنها أنه مر بها سائل فأعطته كسرة ومر عليها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل فقيل لها في ذلك فقالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنزلوا ... " الحديث. (م د) (¬1) عن عائشة) ظاهره أن مسلمًا أخرجه مسندًا وليس كذلك بل ذكره في أول صحيحه تعليقًا فقال ذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ننزل الناس منازلهم وظاهره أن أبا داود سكت عنه وليس كذلك بل قال هو منقطع وذلك لأنه من رواية ميمون بن أبي شبيب وميمون لم يدرك عائشة وذكره الحاكم في علوم الحديث وقال: أنه صحيح. 2721 - "أنزل الناس منازلهم من الخير والشر، وأحسن أدبهم على الأخلاق الصالحة". الخرائطي في مكارم الأخلاق عن معاذ. (أنزل) خطاب لمعاذ بن جبل كأنه قاله له لما بعثه إلى اليمن. (الناس منازلهم) أي التي يستحقونها باعتبار ما بهم. (من) صفات. (الخير والشر) فإنه تعالى قد جعل في القلوب وازعًا يعرف الإنسان بما يستحقه كل من الرفعة بقدره والعطية على حسبه فمن فعل ذلك فلم يسو بين الشريف والوضيع في عطية، ولا رفعة ولا خطاب وإعطاء كلاً ما هو أهله، فقد أحسن سياسة العباد وأقنع كلاً بما يرومه في نفسه، قال علي - عليه السلام -: من أنزل الناس منازلهم رفع عن نفسه المؤنة ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في المقدمة تعليقًا (1/ 6)، وأبو داود (4842)، والبيهقي في الآداب (244)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 523)، والحاكم في علوم الحديث (ص: 49)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1344)، وفي الضعيفة (1894).

ومن رفع أخاه فوق قدره فقد اجتر عداوته. (وأحسن أدبهم على الأخلاق) الصالحة أي بلطف في أدبهم وحملهم على صالح الأخلاق بالتحلي بمحاسنها والتخلي عن سيئها، قال أبو زيد الأنصاري: الأدب يقع على كل رياضة محمودة فيخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل. (الخرائطي (¬1) في مكارم الأخلاق عن معاذ) قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ...... الحديث. 2722 - "أنشد الله رجال أمتي لا يدخلون الحمام إلا بمئزر وأنشد الله نساء أمتي لا يدخلن الحمام". ابن عساكر عن أبي ذر. (أنشد الله) بفتح الهمزة وضم المعجمة وفي رواية: "بالله" أي: اسأل بالله. (رجال أمتي) وأقسم عليهم به (لا يدخلون الحمام إلا بمئزر) يسترون به عوراتهم وهذه العبارة تفيد تأكيد وجوب ستر العورة وخص الحمام لأنه مظنة انكشاف العورات. (وأنشد الله نساء أمتي لا يدخلن الحمام) أي مطلقًا لا بإزار ولا بغيره كما دل عليه ما قبله وقد ثبت تحريمه على النساء إلا مريضة أو نفساء، قال ابن حجر (¬2): ومعنى أنشد، أي: رافعًا نشدي أي صوتي. (ابن عساكر (¬3) عن أبي ذر) وفي الباب غيره. 2723 - "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، قيل: كيف أنصره ظالماً؟ قال: "تحجزه عن الظلم؛ فإن ذلك نصره". (حم خ ت) عن أنس (صح). (انصر أخاك) أي المسلم والخطاب لكل مسلم والإضافة للجنس (ظالمًا) حال من المفعول أي حال كونه. ظالمًا لنفسه بفعل ما لا يحل أو لغيره وهو ¬

_ (¬1) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (14)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1342)، والضعيفة (1892). (¬2) انظر: فتح الباري (6/ 206). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 401)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1345).

حال مقدرة أي حال كونه مريدًا للظلم أو آخذًا فيه وذلك تمنعه. (أو مظلومًا) بإعانته على من ظلمه وتخليصه من يده. (قيل) أي قال سائل له - صلى الله عليه وسلم -. (كيف أنصره ظالمًا) أي: قد علم من الشرع والعقل أن الظلم محرم، فكيف أعين عليه؟ (قال: تحجزه) بالمهملة فالجيم فالزاي تمنعه. (عن الظلم) وتحول بينه وبينه فإن ذلك نصره أي منعه عن ظلمه الغير أو النفس هو الإعانة له والنصر لأنه يعينه على دفع العقاب عنه في الآخرة فهو إما من باب المشاكلة أو من تسميته باعتبار الأول، وفيه أنه يجب على كل مسلم نصر أخيه إذا رآه في منكر أو مريدًا أذية أحد وهذا مما تساهل فيه الناس. (حم خ ت) (¬1) عن أنس) ورواه مسلم بمعناه عن جابر. 2724 - "انصر أخاك ظالما أو مظلوما: إن يك ظالما فاردده عن ظلمه، وإن يك مظلوما فانصره". الدارمي وابن عساكر عن جابر. (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا إن يك) بحذف نونه تخفيفًا. (ظالمًا فاردده عن ظلمه وإن يك مظلومًا فانصره) هو تفسير للحديث الأول. (الدارمي وابن عساكر (¬2) عن جابر)، وفي الباب عن عائشة وغيرها. 2725 - "انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى". (حم) عن أبي ذر. (انظر) من النظر الذي هو إعمال الفكر والتدبر والتأمل، قال الراغب: النظر إجالة الفكر والخاطر نحو المرئي لإدراك البصيرة إياه فللقلب عين كما أن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 99)، والبخاري (2443)، والترمذي (2255)، وأخرجه مسلم (2584) عن جابر بمعناه. (¬2) أخرجه الدارمي (2753)، وابن عساكر (53/ 333)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (649) عن عائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1501).

للبدن عينًا. (فإنك لست خيرًا من أحمر ولا أسود) أي من عربي ولا عجمي أي أن الناس سواء في الخيرية بالنظر إلى مزايا الدنيا ولا فضل حقيقي إلا بما أفاد قوله. (إلا أن تفضله بالتقوى) أي تزيد عليه في وقاية النفس عما يضرها في الآخرة ومراتب التقوى ثلاث التوقي عن العذاب المخلد ثم عن كل محرم ثم عما يشغل الخاطر عن الحق تقدس (حم) (¬1) عن أبي ذر قال الهيثمي كالمنذري: رجاله ثقات إلا أن بكر بن عبد الله لم يسمع من أبي ذر. 2726 - "انظروا قريشا فخذوا من قولهم، وذروا فعلهم". (حم حب) عن عامر بن شهر (صح). (انظروا قريشًا) قال الزمخشري (¬2): من النظر الذي هو التأمل والتصفح. (فخذوا من قولهم وذروا فعلهم) أي اتبعوا أقوالهم فإنهم ذو الآراء الحميدة والحدس الذي لا يخطئ ولا يخيب إلا أنهم قد يفعلون ما لا يسوغ شرعًا فاحذروا متابعتهم فيه. (حم حب) (¬3) عن عامر بن شهر) بمعجمة مفتوحة صحابي نزل الكوفة رمز المصنف لصحته على رمز أحمد. 2727 - "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم". (حم م ت هـ) عن أبي هريرة (صح). (انظروا إلى من هو أسفل منكم) في أمور الدنيا وتقسيمها. (ولا تنظروا إلى من هو فوقكم) فيها (فهو) أي هذا النظر (أجدر) أي أحق (أن لا تزدروا) أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 158)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 84)، والترغيب والترهيب (3/ 375)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1505). (¬2) الفائق (2/ 206). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 428)، وابن حبان (4585)، والضياء في المختارة (239)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1508)، والصحيحة (1577).

بأن لا تحتقروا (نعمة الله عليكم) فإن النظر إلى من فضل الإنسان يؤدي إلى استحقاره ما هو فيه من النعم فيستقل النعمة ويعرض عن الشكر وقد يؤديه ذلك إلى كفران النعمة وأنه ليس عليه شيء من النعم فيكفر نعمة الله عليه وإذا أعرض عن التأمل في أحوال أهل الدنيا وما وسع عليهم هان عليه ما همه واستكثر ما أوتي وإذا نظر بعين الحقيقة فالمكثر ليس معه إلا هم الإكثار وشغله اليسار والدنيا سريعة الزوال قريبة تحول الأموال علم أنهم لا يغبطون بل إنهم يرحمون وأحسن من قال: فلا تغبطن المكثرين فإنما ... على قدر ما يعطيهم الدهر يسلب (¬1) (حم م ت هـ) (¬2) عن أبي هريرة). 2728 - "انظرن من إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة". (حم ق د ن هـ) عن عائشة (صح). (انظرن) بهمزة وصل وضم المعجمة من النظر يعني التفكر والتأمل (من إخوانكن) أي تأملن من يستحق بهذا الاسم وحكمة من عدم الاحتجاب عنه وسببه: عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندي رجل فذكرت له أنه أخوها من الرضاعة فذكره ثم بين ما هي الرضاعة المحرمة بقوله: (فإنما الرضاعة) أي المعتبرة للشارع المرادة في كتابه ما كان: (من المجاعة) بفتح الميم أي ناشئة من مجاعة الطفل من اللبن بأن أغناه عن غيره وذلك في الحولين فما دونها وفيه أن رضاع الكبير لا يحرم وكان مذهب عائشة رضي الله عنها أنه يحرم فكأنها فهمت أن المراد المجاعة ولو مجاعة الكبير وليس في الحديث دليل على رضعات معدودة كما ثبت عنها في غيره والحديث ¬

_ (¬1) عزاه ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 7) إلى علي بن العباس بن جريج المعروف بابن الرومي. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 245، 481)، ومسلم (2963)، والترمذي (2513)، وابن ماجة (4142).

في معرفة الأخ من الرضاع وغيره وأنه لا يكون إلا عن تحقيق وتأمل في كيفية رضاعة واحتياط. (حم ق د ن) (¬1) عن عائشة) قالت: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعندي رجل .... القصة. 2729 - "انظري أين أنت منه؟ فإنما هو جنتك ونارك". ابن سعد (طب) عن عمة حصين بن محصن. (انظري أين أنت) أيها المرأة ذات البعل. (منه) أي من زوجك أي في أي منزلة أنت من محبته لك وشفقته إرضاءه عنك كما أرشد إليه سببه من راويه قال: حدثتني عمتي أنها ذكرت زوجها للنبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. (فإنما هو جنتك ونارك) أي رضاه سبب دخولك الجنة وسخطه سبب النار، والمرأة جاءت تسأله عن شيء فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أنتِ ذات زوج"؟ قالت: نعم، قال: "كيف أنت منه"؟ قالت: لا ألوه إلا ما عجزت عنه فذكره، وأخذ منه الذهبي أن النشوز كبيرة. ابن سعد (طب) (¬2) عن عمة حصين) بمهملتين مصغر (بن محصن) بزنة محسن وأخرجه النسائي وغيره. 2730 - "أنعم على نفسك كما أنعم الله عليك". ابن النجار عن والد أبي الأحوص. (أنعم على نفسك كما أنعم الله عليك) أي وسع عليها ونعمها بما يحل ولا تقتر وتضيق عليها خوف الفقر وهذا قاله لمن رآه على حالة بؤس وهو غني وهو والد أبي الأحوص، وقد تقدم أنه قال له: "إن الله إذا أنعم على عبد أحب أن يرى أثر نعمته عليه" (ابن النجار (¬3) عن والد أبي الأحوص) بالمهملات. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 94)، والبخاري (2647)، ومسلم (1455)، وأبو داود (2058)، والنسائي (6/ 102). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 459)، والطبراني في الكبير (25/ 183) رقم (448)، والنسائي (8962)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1509)، والصحيحة (2612). (¬3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (17184)، والبيهقي في الشعب (8074)، وضعفه الألباني في =

2731 - "أنفق يا بلال، ولا تخشى من ذي العرش إقلالا". البزار عن بلال، وعن أبي هريرة (طب) عن ابن مسعود. (أنفق يا بلال) سببه أن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على بلال وعنده صبرة من تمر فقال: "ما هذا يا بلال؟ " قال: عددت ذلك لأضيافك، قال: "أما تخشى أن يكون ذلك دخان يوم القيامة في نار جهنم أنفق يا بلال" (ولا تخشى من ذي العرش إقلالاً) قال الطيبي: الذي تقتضيه قاعدة السجع أن يوقف على بلال وإقلال بغير ألف وإن كتب بالألف ليزدوجا كما في قولهم أتيتك بالغدايا والعشايا، وقوله: "ارجعن مأزورات غير مأجورات" انتهى قال الغزالي (¬1): ليس لإبليس سلاح كخوف الفقر فإذا قبل منه ذلك أخذ بالباطل ومنع عن الحق وعلم بالهوى وظن بربه ظن السوء، وأخرج الحاكم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا بلال ألق الله فقيرًا ولا تلقه غنيًا قال وكيف لي بذلك قال إذا رزقت فلا تمنع قال وكيف لي بذلك قال هو ذاك وإلا فالنار" (¬2) قال المصنف في مختصر الموضوعات (¬3): وهذه الأحاديث كانت في صدر الإِسلام حين كان الإدخار ممنوعًا والضيافة واجبة ثم نسخ الأمران وإنما يدخل الدخيل على كثير من الناس لعدم علمهم بالنسخ. (البزار عن بلال وعن أبي هريرة) قال الهيثمي: إسناده حسن (طب) (¬4) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: رواه بإسنادين أحدهما حسن، وفي الآخر قيس بن الربيع وفيه كلام وبقية رجاله ثقات. ¬

_ = ضعيف الجامع (1347). (¬1) إحياء علوم الدين (3/ 34). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 352). (¬3) انظر: تذكرة الموضوعات (ص: 413). (¬4) أخرجه البزار (1366) عن بلال، و (1978) عن أبي هريرة, وانظر المجمع (10/ 241)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1512)، والصحيحة (2661).

3732 - "أنفقي ولا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك". (حم ق) عن أسماء بنت أبي بكر (صح). (أنفقي) أي يا أسماء بنت أبي بكر لأن الخطاب لها قالت يا رسول الله ما لي مال إلا ما أدخل علي الزبير أفأتصدق فذكره. (ولا تحصى) بضم المثناة أي لا تبقى شيئًا ادخارًا. (فيحصي الله عليك) أي يمنع عليك مزيد فضله عنك جزاء وفاقًا وفيه دليل على جواز إنفاق المرأة من مال زوجها وكأن المراد (96/ 189] إذا علم وسمح. (ولا توعي) بضم المثناة من الإيعاء الجمع والإمساك. (فيوعي) بالنصب لتقدم النصب للفاء. (الله عليك) أي يمنع عطاءه ويمسك (حم ق) (¬1) عن أسماء بنت أبي بكر) وتقدم في أرضخي وفي أعطى. 2733 - "انكحوا فإني مكاثر بكم". (هـ) عن أبي هريرة. (انكحوا) أي لتناسلوا. (فإني مكاثر بكم الأمم) تقدم غير مرة الحث على ذلك والتعليل به. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة). 2734 - "انكحوا الأيامى على ما تراضى به الأهلون ولو قبضة من أراك". (طب) عن ابن عباس. (أنكحوا الأيامى) جمع أيم وهو من لا زوج له من الرجال والنساء بكرًا أم ثيبًا كما في الصحاح (على ما تراضى به الأهلون) جمع أهل أراد بهم الأولياء (ولو قبضة) بضم القاف وفتحها وهي ملء اليد (من أراك) أي ولو كان ما تراضوا به شيئًا قليلاً جدًا لكنه يتمول فإنه جائز صحيح (طب) (¬3) عن ابن عباس)، قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 345)، والبخاري (2591)، ومسلم (1029). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1863)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1514). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 239) رقم (12990)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 280)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (1348)، والضعيفة (2959): ضعيف جداً.

الهيثمي: فيه محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني عن أبيه ضعفوه. 2735 - "انكحوا أمهات الأولاد فإني أباهي بهم يوم القيامة". (حم) عن ابن عمرو. (أنكحوا أمهات الأولاد) أي اللاتي يترقب منهن الولادة من الحرائر وترقبها لما قد علم منهن إن كان قد تقدم لهن أزواج أو لأن قرابتهن كذلك أو لأنهن في سن الشباب والطراوة يرجى منهن ذلك (فإني أباهي بهم) أي أفاخر بالأولاد. (يوم القيامة) فإن من كان من الأنبياء أكثر أتباعًا كان أكثر أجرًا (حم) (¬1) عن ابن عمرو)، قال الهيثمي: فيه يحيى بن عبد الله المعافري وقد وثق وفيه ضعف. 2736 - "أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة" (م) عن أبي موسى (صح). (أنهى عن كل مسكر أسكر عن الصلاة) أي أزال العقل حتى لا يعقل شاربه كيفية الصلاة وصده عنها كما قال تعالى: {وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ} [المائدة: 91]، وقال النووي (¬2): هذا صريح أن كل مسكر حرام وإن كان من غير العنب، وقال القرطبي (¬3): هذا حجة على من يعلق التحريم على وجود الإسكار في الشارب من غير اعتبار وصف المشروب وهم الحنفية واتفق أصحابنا على تسمية جميع الأنبذة خمرًا لكن قال أكثرهم هو مجاز وحقيقة الخمر عصير العنب وقال جمع حقيقة فيهما. (م) (¬4) عن أبي موسى). 2737 - "أنهى عن الكي، وأكره الحميم". ابن قانع عن سعد الظفري. (أنهى عن الكي) كما تقدم وتقدم التفصيل فيه وأنه نهي تنزيه (وأكره ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 171)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 258)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1349)، والضعيفة (2960). (¬2) انظر: شرح صحيح مسلم (13/ 149). (¬3) انظر: المفهم للقرطبي (5/ 257). (¬4) أخرجه مسلم (1733).

الحميم) أي الماء الحار قيل: في الشرب يكرهه لا في الطهارة وقيل: عام، والمراد إذا كان شديد الحرارة لأنه يمنع من استيفاء الطهارة به. (ابن قانع (¬1) عن سعد الظفري) بفتح الظاء المعجمة والفاء آخره راء بطن من الأنصار قال الذهبي (¬2): الأصح أن سعد بن النعمان بدري. 2738 - "أنهى عن قليل ما أسكر كثيره". (ن) عن سعد (صح). (أنهى عن قليل ما أسكر كثيره) من عنب أو غيره وفيه أن ما حرم كثيره حرم قليله وإن لم يوجد فيه علة التحريم وهو الإسكار. (ن) (¬3) عن سعد بن أبي وقاص) رمز المصنف لصحته وقال الزين العراقي قال البيهقي (¬4) في الخلافيات: رواته ثقات (¬5). 2739 - "أنهاكم عن صيام يومين: الفطر، والأضحي". (ع) عن أبي سعيد. (أنهاكم عن صيام يومين الفطر) يوم عيد الفطر (والأضحى) يوم عيد الأضحى النهي ظاهر في التحريم وأنه لا ينفعه صومهما ومثلهما أيام التشريق لحديث عقبة بن عامر قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإِسلام وهي أيام أكل وشرب" (¬6) أخرجه أهل السنن. قلت: ومراده يوم عرفة في عرفة وإلا فقد ثبت صومه في غيرها. (ع) (¬7) عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 258)، وانظر فيض القدير (3/ 63)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2100). (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 319). (¬3) أخرجه النسائي (3/ 216)، وفي الكبرى (5098)، وأخرجه الدارمي (2099). وصححه الألباني في صحيح الجامع (2518). (¬4) ورد في الأصل "الذهبي" والصحيح ما أثبتناه. (¬5) انظر: فيض القدير (3/ 63). (¬6) أخرجه أبو داود (2419)، والترمذي (773)، والنسائي (5/ 252)، وابن ماجة (1719). (¬7) أخرجه أبو يعلى (1142)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2517).

أبي سعيد الخدري). 2740 - "أنهاكم عن الزور". (طب) عن معاوية. (أنهاكم عن الزور) في رواية عن قول الزور أي الكذب والبهتان وهو مأخوذ من الإزورار والانحراف فالمراد كل مائل عن الحق والصواب. (طب) عن معاوية) بن أبي سفيان. 2741 - "أنهر الدم بما شئت، واذكر اسم الله عليه". (ن) عن عدي بن حاتم. (أنهر الدم) بالنون آخره راء أي أجره والمراد دم الصيد. (بما شئت) أي بكل ما أسال الدم غير السنن والظفر لثبوت النهي عنهما شبه إجراء الدم من النحر بإجراء الماء في النهر. (واذكر اسم الله) وسببه عن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله أرسل كلبي فيأخذ الصيد ولا أجد ما أذكيه به فأذكيه بالمروة وهي حجر بيض والعصا فذكره. (ن) (¬1) عن عدي بن حاتم) قال ابن حجر: ورواه الحاكم أيضًا وابن حبان ومداره على سماك بن حرب عن مرى عن قطري عن عدي. 2742 - "انهشوا اللحم نهشا، فإنه أشهى وأهنأ، وأمرأ". (حم ت ك (صح)) عن صفوان بن أمية. (أنهشوا اللحم) بالمعجمة أي أزيلوه عن العظم بالفم ولا تحزوه بالسكين قالوا: ونهش اللحم أخذه بمقدم الأسنان أي لا بالسكين. (نهشًا) بالمعجمة أيضًا بخط المصنف، وقال العراقي: بالمهملة ولعلها روايتان وهما بمعنى عند الأصمعي وبه جزم الجوهري، قال الزين: والأمر للإرشاد بدليل تعليله بقوله: (فإنه أشهى وأهنأ وأمرأ) وفي رواية: لأبرأ أي ساغ في الأكل ولذ طعمه قيل الهنىء ما يلذ به الآكل والمري ما تحمد عاقبته وقيل: ما يساغ في مجراه قال ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (7/ 226)، وابن حبان (5886)، وانظر قول الحافظ في تلخيص الحبير (4/ 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2519).

العراقي: ولم يثبت النهي عن قطع اللحم بالسكين بل ثبت الحز من الكتف فيختلف باختلاف الحكم كما لو عسر نهشه بالسن أو لم يحضر السكين. (حم ت ك) (¬1) عن صفوان بن أمية) قال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث عبد الكريم، وجزم الحافظ العراقي بضعف سنده والمصنف رمز على الحاكم بالصحة. 2743 - "أنهكوا الشوارب, وأعفوا اللحى". (خ) عن ابن عمر (صح). (أنهكوا الشوارب) أي استقصوا قصها والإنهاك الاستقصاء. (وأعفوا اللحى) أي اتركوها فلا تأخذوا منها شيئًا. (خ) (¬2) عن ابن عمر) وعزاه الديلمي وغيره إلى مسلم من حديث ابن عمر أيضاً فلم ينفرد به البخاري كما أفهمه إفراد المصنف إسناده إليه. 2744 - "اهتبلوا العفو عن عثرات ذوي المروءات". أبو بكر المرزبان في كتاب المروءة عن عمر. (اهتبلوا) بكسر الهمزة بعد الهاء مثناة فوقية فموحدة مكسورة أي اغتنموا الفرصة، قال الزمخشري: من المجاز هو تهبيل عزته أي اغتنموا. (العفو عن عثرات ذوي المروءات) أي عدوه غنيمة لأنه قلما تأتي منهم الخطايا على جهة العثرة بلا قصد ولا تكرر. (أبو بكر بن المرزبان (¬3) في كتاب المروءة عن عمر) والمرزبان بضم الميم وسكون الراء وضم الزاي وفتح الموحدة نسبة إلى جده. 2745 - "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ". (حم م) عن أنس (حم ق ت هـ) عن جابر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 400)، والترمذي (1835)، والحاكم (4/ 113)، وانظر: تخريج الإحياء (2/ 5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2101). (¬2) أخرجه البخاري (5893)، وكذلك مسلم (259). (¬3) أخرجه بن المرزبان كما في الكنز (12978)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2102).

(اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ) أي تحرك فرحًا وسرورًا بنقل روحه من دار الفناء إلى دار البقاء؛ لأن أرواح الشهداء مستقرها تحت العرش تأوي إلى قناديل هنالك، وتقدم معنى الحديث. (حم م) عن أنس (حم ق ت هـ) (¬1) عن جابر) قال المصنف: هو متواتر. 2746 - "أهل البدع شر الخلق والخليقة". (حل) عن أنس. (أهل البدع) أي أصحابها المحدثين لها أو المتبعين فاعلها وهو كل ما خالف الكتاب والسنة وطريقة السلف (شر الخلق) مصدر بمعنى المخلوق (والخليقة) بمعناه ذكره للتأكيد وأراد بالخلق من خلق وبالخليقة من سيخلق أو الخلق الناس والخليقة البهائم وإنما كانوا شر الخلق لأنهم أبطنوا الكفر وزعموا أنهم أعرف الناس بالإيمان وأشدهم تمسكًا بالقرآن فضلوا وأضلوا قاله الطيبي (حل) (¬2) عن أنس) فيه محمَّد بن عبد الله بن عمار عن المعافى بن عمران عن الأوزاعي تفرد به المعافى. 2747 - "أهل الجنة عشرون ومائة صف: ثمانون منها من هذه الأمة, وأربعون من سائر الأمم". (حم ت هـ حب ك) عن بريدة (طب) عن ابن عباس، وعن ابن مسعود، وعن أبي موسى (صح). (أهل الجنة عشرون ومائة صف) كأنه بالنظر إلى اصطفافهم في الموقف أو اصطفاف مساكنهم في الجنة. (ثمانون منها من هذه الأمة) فهم ثلثا أهل الجنة. (وأربعون من سائر الأمم) ولا يعارضه: "إني لأرجو أن تكون شطر أهل الجنة" ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 23)، ومسلم (2467) عن أنس، وأحمد (3/ 316)، والبخاري (3803)، ومسلم (2466)، والترمذي (3848)، وابن ماجة (158) عن جابر. (¬2) أخرجه أبو نعيم (8/ 291)، والطبراني في الأوسط (3958)، وابن عساكر (53/ 374)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2104)، والضعيفة (3350).

وفي رواية "نصفها" لأنه - صلى الله عليه وسلم - رجا ذلك أولاً ثم أعطاه الله زائدًا على رجائه (حم ت) قال الترمذي: هذا حديث حسن (هـ حب ك) عن بريدة) رمز المصنف بالصحة على رمز ابن حبان. (طب) (¬1) عن ابن عباس وابن مسعود وعن أبي موسى)، قال الهيثمي: في رواية ابن عباس خالد بن شريك الدمشقي ضعيف ووثق، ورجال رواية ابن مسعود رجال الصحيح غير الحارث بن حصان، ورواية أبي موسى فيها القاسم بن حصين وهو ضعيف قال الجميع الهيثمي. 2748 - "أهل الجنة جرد مرد كحل، لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم". (ت) عن أبي هريرة. (أهل الجنة جرد) جمع أجرد بالجيم فراء مهملة أي لا شعر على بدنه. (مرد) جمع أمرد ولا لحى إلا هارون - عليه السلام - فإن له لحية في الجنة إلى سرته تفضيلاً له وتخصيصا كذا قاله الغزالي (¬2)، وفي رواية في لسان الميزان (¬3): إلا موسى فلحيته إلى سرته، والمراد جرد عما عدا شعر الحواجب ونحوها. (كحل) جمع أكحل وهو الذي على جفونه سواد خلقي (لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم) قيل أراد الثياب المعينة أنها لا تبلى، وقيل: أراد أنها لا تزال على أبدانهم الثياب الجدد. (ت) (¬4) عن أبي هريرة)، وقال: حسن غريب. انتهى؛ فيه معاذ بن هشام حديثه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 347)، والترمذي (2546)، وابن ماجة (4289)، وابن حبان (7460)، والحاكم (1/ 82) وقال على شرط مسلم عن بريدة, والطبراني في الكبير (10/ 168) رقم (10350) عن ابن مسعود، و 10/ 287 (10682) عن ابن عباس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 70، 403)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2526). (¬2) انظر: إحياء علوم الدين (1/ 144). (¬3) انظر: لسان الميزان (3/ 159). (¬4) أخرجه الترمذي (2539)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2525)، وقال الحافظ عن معاذ بن هشام البصري في التقريب (6742): صدوق ربما وهم، وقول ابن معين ذكره في اللسان (7/ 391).

في الكتب الستة قال ابن معين: صدوق وليس بحجة. 2749 - "أهل الجنة من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس خيراً وهو يسمع، وأهل النار من ملأ الله تعالى أذنيه من ثناء الناس شرا وهو يسمع". (هـ) عن ابن عباس. (أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيرًا) أي من أطلق الله أَلْسُن العباد بالثناء عليه بصفات الخير لأنه ما يزال يفعل الخير حتى انتشر عنه وعرف به وأثنى عليه بفعله وزاد قوله (وهو يسمع) إعلامًا بأنه فاض عنه ذلك وطفحت به الألسنة حتى لا يقف بمحل إلا سمع الثناء عليه فيه بنفسه لا أنه على جهة البلاغ من الغير (وأهل النار) أي المحكوم عليه بأنه من أهلها (من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس شرًا وهو يسمع) استعمال الثناء في الشر من مجاز المشاكلة وإلا فإنه لا يستعمل إلا في ثناء الخير وأما في الشر فيقال نثا بتقديم النون على الثاء المثلثة وفيه أنه تعالى يجري على ألسنة العباد ما اتصف به العبد من خير أو شر ويفيض على أفواههم وأنه من علامات الخير والشر. (هـ) (¬1) عن ابن عباس) وفيه أبو الجوزاء قال البخاري: فيه نظر. 2750 - "أهل الجور وأعوانهم في النار". (ك) عن حذيفة (صح). (أهل الجور) أي الظلم (وأعوانهم) أي كل من أعانهم ولو بشطر كلمة أو برى لهم قلمًا أو لاق لهم دواة (في النار) يوم القيامة. (ك) (¬2) عن حذيفة) وصححه ورمز عليه المصنف بالصحة وتعقبه الذهبي فقال: بل منكر. 2751 - "أهل الشام سوط الله في الأرض، ينتقم بهم ممن يشاء من عباده، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4224)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2527)، والصحيحة (1740). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2105)، وقال في الضعيفة (2232) منكر.

وحرام على منافقيهم أن يظهروا على مؤمنيهم، وان يموتوا إلا هما وغماً وغيظاً وحزناً". (حم ع طب) والضياء عن حزيم بن فاتك (صح). (أهل الشام سوط الله في الأرض) يعني هم عذابه الشديد يصبه على من يشاء من عباده قال الزمخشري (¬1): من المجاز: {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر: 13] لأنه لما كان الضرب بالسوط أشد ألمًا من غيره عبر عنه به (ينتقم بهم ممن يشاء من عباده) قال في الصحاح (¬2): انتقم الله منه عاقبه (وحرام) أي ممنوع. (على منافقيهم أن يظهروا) أي يغلبوا ظاهرين (على مؤمنيهم) بل لا يكون الظهور والغلبة إلا للمؤمنين (وأن يموتوا إلا همًا) أي قلقًا وحزنًا. (وغمًا) كربًا. (وغيظًا) في الصحاح (¬3): الغيظ الغضب المحيط بالكبد وهو أشد الغضب. (وحزنًا) فيه فضيلة لأهل الشام بالغة (حم ع طب) والضياء (¬4) عن خريم) بالخاء المعجمة فراء مصغر (بن فاتك) بالفاء بزنة فاعل، قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني أي موقوفًا على خريم ورجالهما ثقات. قلت: ورمز المصنف بالصحة على أحمد. 2752 - "أهل القرآن عرفاء أهل الجنة". الحكيم عن أبي أمامة. (أهل القرآن) أي حفظته الملازمون لتلاوته. (عرفاء أهل الجنة) أي سادتهم وزعمائهم. (الحكيم (¬5) عن أبي أمامة) وتقدم معناه. ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 1361) (¬2) الصحاح في اللغة (2/ 229). (¬3) المصدر السابق (2/ 30). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 499)، وأبو يعلى كما في المجمع (10/ 60)، والطبراني في الكبير (4/ 209) رقم (4163)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2106)، والضعيفة (13). (¬5) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 87)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2107).

2753 - "أهل القرآن أهل الله وخاصته". أبو القاسم بن حيدر في مشيخته عن علي. (أهل القرآن) هم. (أهل الله) أي أهل كرامته وإحسانه. (وخاصته) المختصون بإعظامه إياهم وإكرامهم والمراد به العاملون به القائمون بحدوده وفرائضه. (أبو القاسم بن حيدر (¬1) في مشيخته عن علي) ورواه النسائي في الكبير وابن ماجه وكذا رواه أحمد والحاكم من حديث أنس، قال العراقي: بإسناد حسن وعزاه المصنف إلى ابن ماجه وأحمد في الدرر (¬2) من حديث أنس. 2754 - "أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر، وأهل الجنة الضعفاء المغلبون". ابن قانع (ك) عن سراقة بن مالك. (أهل النار كل جعظري) بفتح الجيم وسكون العين المهملة أي فظ غليظ متكبر أو جسيم عظيم أكول. (جواظ) بفتح الجيم وتشديد الواو، أي: جموع منوع، أو ضخم مختال في مشيته، أو صياح مهذار. (مستكبر) متعاظم مترفع يتهاوى عجبًا. (وأهل الجنة الضعفاء) أي الذين تواضعوا وخضعوا ضد المتكبر فهم ضعفاء عن الكبر بأبدانهم وأموالهم وجاههم. (المغلبون) بالمعجمة وتشديد اللام الذين يلعبون كثيراً وهؤلاء هم أتباع الرسل لهم هذه الأخلاق وفي رواية: "المغلوبون" والأولى نسخة الشارح والثانية ثابتة فيما قوبل على خط المصنف. ابن قانع (ك) (¬3) عن سراقة بن مالك)، قال الحاكم: على ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين (3/ 303) عن علي، وأخرجه أحمد (3/ 127، 242)، والنسائي في السنن الكبرى (8031)، وابن ماجة (215)، والحاكم (1/ 506)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2528). (¬2) انظر: الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة للسيوطي (ص: 7). (¬3) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 317)، والحاكم (2/ 499)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2529)، والصحيحة (1741).

شرط مسلم، وأقره الذهبي. 2755 - "أهل شغل الله تعالى في الدنيا هم أهل شغل الله تعالى في الآخرة، وأهل شغل أنفسهم في الدنيا هم أهل شغل أنفسهم في الآخرة". (قط) في الأفراد (فر) عن أبي هريرة (ض). (أهل شغل الله) بضم المعجمة وسكون المعجمة الثانية وقيل بفتح الأولى وسكون الثانية وبفتحهما. (في الدنيا) أي المشتغلون في الدنيا بالقيام بما كلفوا به وأمروا بفعله (هم أهل شغل الله في الآخرة) {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ} [يس: 55] أي هم أهل الجنة أو هم المشتغلون بنعيمها ولذتها أو هم الذين يقوم الله بإكرامهم كما يقوم من يشتغل بإكرام من يعز عليه. (وأهل شغل أنفسهم في الدنيا) بالقيام بتحصيل ملاذها وشهواتها وأغراضها (هم أهل شغل أنفسهم في الآخرة) أي شغلهم بها في تخليصها وهَمِّ عذابها والوقوع في أفزاع يوم القيامة وأهوالها أو هم الذين يتركهم ولا ينظر إليهم ويقال لهم: {الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا} [الجاثية: 34]. (قط) في الإفراد (فر) (¬1) عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف. 2756 - "أهل اليمن أرق قلوبا، وألين أفئدة، وأسمع طاعة". عن عقبة بن عامر. (أهل اليمن أرق قلوبًا) صفة خير وصلاح فإن من رق قلبه صلح أمره. (وألين أفئدة) جمع فؤاد وهو صفة قريبة في المعنى من الأولى. (وأسمع طاعة) لله ولرسوله ولأمرائهم (طب) (¬2) عن عقبة بن عامر). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في الكنز (43054)، والديلمي في الفردوس (1660)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2108)، وقال في الضعيفة (2483): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 298) رقم (823)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2530) , =

2757 - "أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلى منهما دماغه". (م) عن النعمان بن بشير (صح). (أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة) أي أدناهم وأيسرهم وأخفهم. (رجل يوضع في أخمص) بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة وضم الميم فمهملة هي من باطن الأقدام ما لم يصب الأرض كما في القاموس (¬1). (قدميه جمرتان) تحت كل أخمص جمرة. (يغلي منهما دماغه) وهو قمة رأسه، قيل والمراد هنا بالرجل: أبو طالب؛ لأنه قد ثبت فيه ذلك واحتج به من ذهب إلى أن الحسنات تخفف عن الكافر قال البيهقي: ولمن ذهب إلى مقابلة أن يقول خبر أبي طالب خاص والتخصيص ما صنع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تطييبًا لقلبه وثوابًا له في نفسه لا لأبي طالب فإن حسناته أبطلت بموته كافرًا (¬2). (م) (¬3) عن النعمان بن بشير) قال شارحه: لكن رواية مسلم: إن أهون بأنّ. 2758 - "أهون أهل النار عذابا أبو طالب، وهو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه". (حم م) عن ابن عباس (صح). (أهون أهل النار عذابًا أبو طالب) هذا بيان لإجمال الحديث الأول ويحتمل أنه غيره وأن كلاً منهما أهون بالنسبة إلى غيرهما وأما هما فمسكوت عنهما كما سلف لنا نظيره. (وهو ينتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه) يحتمل أنهما الجمرتان عبر عنهما بالنعلين تجوزًا كأنه لما كان عليهما فهما نعلاه قال الشارح (¬4): وهذا ¬

_ = والصحيحة (1775). (¬1) انظر القاموس (2/ 302). (¬2) انظر: فتح الباري (1/ 430 - 431). (¬3) أخرجه البخاري (6562)، ومسلم (213). (¬4) انظر: فيض القدير (3/ 68).

وما قبله دليل على موته كافرًا، وهو الحق ويزعم بعض الناس أنه أسلم وهو الصحيح قال الزمخشري: يا سبحان الله أكان أبو طالب أجل أعمامه حتى اشتهر إسلام الحمزة والعباس ويخفى إسلامه. انتهى. وأما ما رواه تمام في فوائده (¬1) من حديث ابن عمر: "إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي وأمي وعمي وأخ لي كان في الجاهلية" (¬2) فتأوله المحب الطبري في حق عمه بأنها شفاعة في التخفيف كما في مسلم. قلت: خص التأويل بعمه لأنه أدرك بعثته - صلى الله عليه وسلم - بخلاف أبويه وأخيه فإنهم لم يدركوا نبوته - صلى الله عليه وسلم - فيحتمل أنهم كانوا على ملة إبراهيم وأنه يشفع فيهم قال ابن حجر (¬3): وقعت على جزء جمعه بعض أهل الرفض أكثر فيه من الأحاديث الواهية الدالة على إسلام أبي طالب ولا يثبت منها شيء وروى أبو داود والنسائي وابن خزيمة عن علي - عليه السلام -: "قال لما مات أبو طالب قلت: يا رسول الله إن عمك الشيخ الضال قد مات قال اذهب فواره قال إنه مات مشركًا قال اذهب فواره" (¬4). (حم م) (¬5) عن ابن عباس) وفي الباب عن جابر وأبي سعيد وغيرهما. 2759 - "أهون الربا كالذي ينكح أمه وإن أرب الربا استطالة في عرض أخيه". أبو الشيخ في التوبيخ عن أبي هريرة. (أهون الربا) بالراء (كالذي ينكح أمه) علانية أي يطأها أي أهونه في عظم العقوبة كالزاني بأمه المستقبح عقلاً في العلانية بخلع جلباب الحياء فهو أشد أنواع الزنا عقوبة (وإن أربى الربا) أي أشده إثمًا وأعظمه جرمًا. (استطالة المرء ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في فوائده برقم (1095)، وقال: الوليد بن سلمة منكر الحديث. (¬2) انظر الإصابة (7/ 243). (¬3) انظر: فتح الباري (7/ 195)، وقال الحافظ في آخره: ولا يثبت من ذلك شيء. (¬4) أخرجه أبو داود (3214)، والنسائي (1/ 110). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 78)، ومسلم (212).

في عرض أخيه) أي إطالته في ذمه وانتقاصه وقد فسر ذلك حديث السبتان بالسبة أن يقول له كلمة فيقول له اثنتين فهو أربى الربا وفيه أن الربا لا يختص بالأموال وأنه يدخل في إطلاقه كل زيادة لا تستحق من الأقوال والأفعال ويحتمل أنه يختص بها غيره مجازًا (أبو الشيخ في التوبيخ (¬1) عن أبي هريرة). 2760 - "أوتروا قبل أن تصبحوا". (حم م ت هـ) عن أبي سعيد (صح). (أوتروا) أي صلوا صلاة الوتر التي عرفتكم بها (قبل أن تصبحوا) أي تدخلوا في الصباح؛ لأنه إذا دخل الصباح خرج وقت الوتر فإن وقته من بعد صلاة العشاء إلى الفجر قيل وفيه إشارة إلى أن تأخيره أفضل (حم م ت هـ) (¬2) عن أبي سعيد) قال: سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوتر فذكره، واستدركه الحاكم فوهم. 2761 - "أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ...} الآية.". (طب) عن ابن عمر. (أوتيت مفاتيح كل شيء) من العلوم والأمور المغيبة (إلا الخمس {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] أي: وقتها المعين ووقت إنزال الغيث وعلم ما في الأرحام من ذكر أو أنثى ودراية ما تكسب النفس عنه ودراية بأي أرض موتها فإن الله تعالى استأثر بعلمها ولم يطلع عليها أحدًا وفيه أنه يحسن من العالم الحبر الإخبار بجهله لبعض ما لم يعلمه وأن يقول لما لا يعلم لا أعلم وقوله: (الآية) منصوب بمقدر أي اقرأوا واتلوا الآية ويحتمل الرفع أي هذه الآية نحوه. (طب) (¬3) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ كما في الكنز (8108)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2531). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 37)، ومسلم (754)، والترمذي (468)، وابن ماجة (1189). (¬3) أخرجه الطبراني في: الكبير (12/ 360) رقم (13344)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2110).

2762 - "أوتي موسى الألواح وأوتيت المثاني". أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين عن ابن عباس. (أوتي موسى الألواح) التي ذكرها الله قيل كانت تسعة (وأوتيت المثاني) أي السور التي تقصر عن المائين وتزيد على المفصل وتقدم تفسيرها في أعطيت وقيل المراد بها الفاتحة لأنها تثنى في كل صلاة. (أبو سعيد النقاش) (¬1) بفتح النون وتشديد القاف فشين معجمة نسبة إلى من نقش العيون وغيرها وهو بغدادي في أحاديثه مناكير (في فوائد العراقيين) أي فيما من فوائدهم (عن ابن عباس). 2763 - "أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة والحب في الله والبغض في الله عَزَّ وَجَلَّ". (طب) عن ابن عباس. (أوثق عرى الإيمان) أي أقواها وأثبتها وأحكمها جمع عروة وهي في الأصل ما يعلق به نحوه دلو أو كوز فاستعير لما يتمسك به من أمر الدين ويتعلق به من سعته قال الزمخشري (¬2) هو تمثيل للمعلوم بالنظر والاستدلال بالمشاهد المحسوس وهي يتصور السامع كأنه ينظره بعينه فيحكم اعتقاده والتيقن به. (الموالاة) أي التحاب والمعاونة. (في الله) أي فيما يرضاه. (والمعاداة) في الله أي فيما يبغضه. (والحب في الله) أي لأجله ولأنه أمر به ولأنه يحبه. (والبغض في الله عَزَّ وَجَلَّ) كذلك والعطف للأخيرين على الأوليين [2/ 194] للتأكيد ولأنه أريد بالأولى الجملة وبالآخر الإفراد قال الشارح: ومن البغض في الله بغض كثير ممن ينسب نفسه للعلم في زماننا لما أسرف عليهم من تظاهر النفاق وبغضهم لأهل الدين فيتعين على من سلم قلبه من المرض أن يبغضهم لله عز ¬

_ (¬1) أخرجه أبو سعيد النقاش كما في الكنز (24657) وأبو بكر الإسماعيلي في معجمه (244)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2109)، وصححه في الصحيحة (2813). (¬2) الكشاف (1/ 151).

وجل لما هم عليه من التكبر والأذى للناس (طب) (¬1) عن ابن عباس) وفي الباب عن البراء أيضًا. 2764 - "أوجب إن ختم بآمين". (د) عن أبي زهير النميري (صح). (أوجب) أي عمل عملاً تجب له به الجنة (إن ختم) دعاءه (بآمين) وسببه عن راويه قال: ألح رجل في المسألة فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - يستمع منه فذكره وفيه ندبية ختم الدعاء بكلمة آمين ومعناه استجب وقيل غيره (د) (¬2) عن أبي زهير النميري). بضم النون وفتح الميم رمز المصنف لصحته. 2765 - "أوحى الله إلى نبي من الأنبياء أن قل لفلان العابد: أما زهدك في الدنيا فتعجلت به راحة نفسك, وأما انقطاعك إلي فتعززت بي، فماذا عملت فيما لي عليك؟ قال: يا رب وماذا لك علي؟ قال: هل عاديت في عدوًا وهل واليت في وليًا؟ ". (حل خط) عن ابن مسعود. (أوحى الله إلى نبي من الأنبياء) الوحي لغة الإعلام في خفاء وشرعًا إعلام الله نبيه بما شاء (أن قل لفلان العابد) أن المفسرة لأن في الإيحاء معنى القول (أما زهدك في الدنيا فتعجلت به راحة نفسك) فإنه ليس مع غير الزاهد وهو الراغب إلا إتعاب نفسه وإذهاب أيامه وعمره في جمعه وتعذيب حواسه وفكره (وأما انقطاعك إلي) عن المخلوقين (فتعززت بي) أي اكتسبت العزة بالانقطاع إلي (فماذا عملت فيما لي عليك) أي فيما أستحقه وأستوجبه لي (لأمنع لك فيه) بدليل ما قابله به (قال يا رب وماذا لك علي قال هل عاديت فيّ عدوًا) جاء بكلمة الاستفهام مع أنه كان يقتضي الحال أن يقال فعادى عدو لي إعلامًا بأنه لا ينبغي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 220) رقم (10531)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2539)، وحسنه في الصحيحة (1728). (¬2) أخرجه أبو داود (938)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2111).

أن يجهل العبد وجوبه عليه لخالقه وأن تهل أبوابًا بأنه مما يعلم أيضًا أن لا يجهل تصوره وإنما يستفهم عن التصديق وقدم المعاداة لأنها الأشق على النفوس من الموالاة المفادة بقوله: (وهل واليت فيّ وليًا) زاد الحكيم في روايته: "وعزتي لا تنال رحمتي ما لم توال فيّ ولم تعاد في". انتهى وفيه جلالة شأن المعادة والموالاة ولذا حصر الإيمان عليها في بعض الأحاديث (حل خط) (¬1) عن ابن مسعود) وفيه: علي بن عبد الحميد قال الذهبي: مجهول (¬2) وخلف بن خليفة أورده في الضعفاء وقال ثقة (¬3). 2766 - "أوحى الله تعالى إلى إبراهيم: يا خليلي، حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الأبرار؛ فإن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أن أظله في عرشي، وأن أسكنه حظيرة قدسي، وأن أدنيه من جواري". الحكيم (طس) عن أبي هريرة. (أوحى الله تعالى إلى إبراهيم يا خليلي) أي: يا صديقي فيا له من خطاب ما أشرفه (حسن خلقك) بضم اللام مع كل أحد (ولو مع الكفار) فإنك إذا فعلت ذلك. (تدخل مداخل الأبرار) وهي الجنة (فإن كلمتي) أي قضائي وقدري المعبر عنه بالكلمة (سبقت لمن حسن خلقه أن أظله في عرشي) أي في ظله يوم لا ظل إلا ظله (وأن أسكنه حظيرة قدسي) هي الجنة وهي في الأصل ما يحاط على الغنم والإبل تأوي إليه ليقها الحر والبرد (وأن أدنيه) أي أقربه (من جواري) بكسر الجيم وضمها والكسر أفصح أي أقربه مني وهي كناية عن غاية الإكرام ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 316)، والخطيب في تاريخه (3/ 202)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2115)، والضعيفة (3337). (¬2) انظر: المغني برقم (4297). (¬3) انظر: المغني في الضعفاء (1933) وفيه: صدوق، وقال محمَّد بن سعد: ثقة تغير قبل موته واختلط.

والإجلال والإعظام وقد امتثل الخليل ما أوحى الله إليه فكان على أكمل الأخلاق وأحسنها كما يفيده ما قصه الله من حديثه مع أبيه ومقابلته لغلظته وقوله: {لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} الآية. [مريم: 46]، بقوله: {سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي} [مريم: 47] (الحكيم طس (¬1) عن أبي هريرة) طريق الحكيم قال الزيلعي: أنها معضلة، وطريق الطبراني، قال المنذري: ضعيفة ولم يوجهه، وقال الهيثمي: فيه نوفل بن عبد الرحمن وهو ضعيف. 2767 - "أوحى الله تعالى إلى داود: أن قل للظلمة لا تذكروني؛ فإني أذكر من يذكرني، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم". ابن عساكر عن ابن عباس. (أوحى الله تعالى إلى داود أن قل للظلمة لا تذكروني فإني أذكر من يذكرني وإن ذكري إياهم أن ألعنهم) أي أطردهم عن رحمتي وآمر ملائكتي أن تلعنهم قال حجة الإِسلام: هذا في عاص غير غافل في ذكره فكيف إذا اتفقت الغفلة والعصيان (ابن عساكر عن ابن عباس) وأخرجه الحاكم والبيهقي (¬2) بلفظه عن ابن عباس أيضًا. 2768 - "أوحى الله تعالى إلى داود: ما من عبد يعتصم بي أعرف ذلك من نيته فتكيده السماوات بمن فيها إلا جعلت له من بين ذلك مخرجًا، وما من عبد يعتصم مخلوق دوني أعرف ذلك من نيته إلا قطعت أسباب السماء بين يديه وأرسخت الهوى تحت قدميه، وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه من قبل أن يسألني وغافر له قبل أن يستغفرني". ابن عساكر عن كعب بن مالك. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 97)، والطبراني في الأوسط (6506)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 273)، والمجمع (8/ 20)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2112)، والضعيفة (3340) .. (¬2) أخرجه ابن عساكر كما في الكنز (5690)، والبيهقي في الشعب (7483)، وهناد في الزهد (787)، والحاكم في تاريخه, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2113)، والضعيفة (3336) ..

(أوحى الله تعالى إلى داود) - عليه السلام - (ما من عبد يعتصم) يستمسك ويثق بي (دون خلقي) أي متجاوز الاعتصام بهم (أعرف ذلك من نيته) أي أعلم أن باطنه كظاهره في الانقطاع إلي والتمسك بي. (فتكيده) كاده يكيده خدعه ومكر به. (السماوات بمن فيها) من الخلائق بأن يجعل لنفس السماوات قدره ولما كان العالم العلوي أشد وأقوى وأكثر من العالم السفلي اقتصر عليه ليعلم أن العالم السفلي بالأولى وأنه لا يضره من كاده. (إلا جعلت له من بين ذلك مخرجًا) ونجاة ومن نظر في حال الرسل في أوائل أمرهم مع قومهم علم هذا يقينًا (وما من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذلك من نيته) وأنه يفرد المخلوق بالاعتصام به عن خالقه. (إلا قطعت أسباب السماء بين يديه) أي حجبت ومنعت عنه الجهات والنواحي التي يتوصل بها إلى الاستعلاء والسمو وقيل المطالب وبلوغ المآرب، قال في الصحاح (¬1): السبب كل شيء يتوصل به إلى غيره وأسباب السماء من نواحيها، وقال جار الله: الأسباب: الوصل فالمراد بالسماء السمو والعلو والمراد به يخفضه تعالى ولا يجعل له سببًا إلى علوه في أمر من الأمور ويحتمل أن يراد بها السماء المظلة وأسبابها طرقها أي لم يتوله في طريق خير بالله من السماء ولا يصعد له من الأرض. (وأرسخت) بالراء فمهملة فمعجمة من الرسوخ الثبوت. (الهوى من تحت قدميه) بضم الهاء وكسر الواو وهو السقوط من أعلى إلى أسفل أي أثبت السقوط والانخفاض له فلا يزال هاويًا منخفضًا هابطًا عن منازل العز والشرف متباعدًا عن مولاه الذي عزه وشرفه في الاتصال به وهو يلاقي المعنى الأول في الأول ويحتمل أنه بفتح الهاء مقصورًا هوى النفس وميلها وانحرافها إلى كل مذموم والمعنى أثبت الهوى في نفسه فلا يتبع ¬

_ (¬1) انظر: الصحاح للجوهري (1/ 299).

سواه فيهلكه ويدفعه في أعظم مهواة (وما من عبد يطيعني إلا وأنا معطيه) مطلوبه (من قبل أن يسألني وغافر له قبل أن يستغفرني) ما فرط منه من زلاته الصغائر ومقيلاً له عثرته وهفوته لأن الكلام فيمن أطاعه تعالى. (ابن عساكر (¬1) عن كعب بن مالك) ورواه الديلمي أيضًا في مسند الفردوس. 2769 - "أوسعوا مسجدكم تملؤه". (طب) عن كعب بن مالك. (أوسعوا مسجدكم) الذي تعمرونه. (تملؤه) أي فإنكم تستكثرون حتى تملؤه لأن الدين لا يزال إلى زيادة وسببه عن راويه مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على قوم يعمرون مسجدًا فذكره. (طب) (¬2) عن كعب بن مالك) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن درهم ضعيف انتهى. وفيه يحيى الحماني، قال في الضعفاء (¬3) عن أحمد كان يكذب جهارًا. 2770 - "أوشك أن تستحل أمتي فروج النساء والحرير". ابن عساكر عن علي. (أوشك) أي أقرب وأتوقع لأنه مضارع قال النحاة استعمال الماضي فيه قليل. (أن تستحل أمتي فروج النساء) أي يستبيح الرجال وطء الفروج على جهة الزنا (والحرير) أي تستحل لبس الحرير وهذه هي صفات آخر الزمان وهو - صلى الله عليه وسلم - يخبر عن قرب الساعة وقد وقع الأمران لأن المراد أن يتفق ذلك أو يغلب ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر كما في الكنز (5690)، والحكيم في نوادره (4/ 15)، والديلمي في الفردوس (496)، وتمام في فوائده (590)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2114)، والضعيفة (688): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 93) رقم (180)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2116). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 739).

فالاتفاق قد وقع لا الغلبة فلعلها علامة آخر الزمان. (ابن عساكر (¬1) عن علي - رضي الله عنه -). 2771 - "أوصاني الله بذي القربى وأمرني أن أبدأ بالعباس بن عبد المطلب". (ك) عن عبد الله بن ثعلبة (صح). (أوصاني الله) أي عهد إلى موصيًا (بذي القربى) أي ذي قرابتي أبرهم وأحسن إليهم (وأمرني أن أبدأ بالعباس بن عبد المطلب) أي بالإحسان إليه والإكرام له لأنه أخص قرابته وقد فعل - صلى الله عليه وسلم - ذلك وكان يكرمه ويقول: عم الرجل صنو أبيه، ويقول: أنه آخر آبائي. (ك) (¬2) عن عبد الله بن ثعلبة) رمز المصنف عليه بالصحة، قال الحافظ في التقريب (¬3): لعبد الله رؤية ولم يثبت له سماع. 2772 - "أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله وأوصيه بجماعة المسلمين أن يعظم كبيرهم ويرحم صغيرهم ويوقر عالمهم وأن لا يضر بهم فيذلهم ولا يوحشهم فيكفرهم وأن لا يغلق بابه دونهم فيأكل قويهم ضعيفهم". (هق) عن أبي أمامة. (أوصي الخليفة من بعدي) يحتمل أن الإضافة للتعيين أي أول خليفة وتعم الوصية غيره بالإلحاق ويحتمل الجنس أي كل خليفة (بتقوى الله) وخص الخليفة بالوصية بالتقوى وإلا فكل مسلم موصى بها لأنه رأس المسلمين وبتقواه صلاحهم وتقواهم والتقوى مخافة الله والحذر من مخالفته (وأوصيه بجماعة المسلمين أن يعظم كبيرهم ويرحم صغيرهم) لأنه بمنزلة الأب لرعيته ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (54/ 317) والطبراني في الشاميين (858)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2117). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 334) , وضعفه الألباني في: ضعيف الجامع (2118)، والضعيفة (3338). (¬3) انظر التقريب (3242).

فيعاملهم بألطف معاملة (ويوقر عالمهم) أي يعظمه ويقبل نصحه ويحسن بره (وأن لا يضر بهم فيذلهم) لأنه إهانة لهم وإذلالهم ذلة له فإنهم جنده ورئاسته (ولا يوحشهم) قالوا الوحشة بين الناس الانقطاع وبعد القلوب عن المودات فالمراد أن لا ينقطع عنهم ويخلي قلبه عن مودتهم (فيكفرهم) أي فيجدهم كافرين لنعمة إمارته وطي محاسنه ونشر عيوبه فيؤدي إلى فتح باب الفتنة (وأن لا يغلق بابه دونهم) فيمنعهم عن الوصول إليه ودفع قضاياهم وحوائجهم (فيأكل قويهم ضعيفهم) أي يستولي على حقه ظلمًا ولم توضع الخلافة إلا لتصان بها دماء المسلمين العباد وأموالهم وإذا أغلق بابه دونهم ضاع المقصود من نصيبه. (هق) (¬1) عن أبي أمامة) قال الذهبي في المهذب (¬2): وهذا لم يخرجوه. 2773 - "أوصيك ألا تكون لعانًا". (حم تخ طب) عن جرموز بن أوس. (أوصيك ألا تكون لعانًا) أي لاعنًا فإنه منهي عن قليل اللعن وكثيره وإنما أتى بالمبالغة مبالغة في الزجر (حم تخ طب) (¬3) عن جرموز) بالجيم آخره زاي (بن أوس) قال جرموز: قلت: يا رسول الله أوصيني فذكره، قال ابن السكن وابن أبي حاتم: له صحبة (¬4)، قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني من طريق عبد الله بن هوذة عن رجل عن جرموز، وهي طريق رجاله ثقات. 2774 - "أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك". الحسن بن سفيان (طب هب) عن سعيد بن زيد بن الأزور. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2119). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبرى (12921). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 70)، والبخاري في التاريخ (2352)، والطبراني في الكبير (2/ 283) رقم (2180)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 71)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2542)، والصحيحة (1729). (¬4) انظر: الإصابة (1/ 471).

(أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك) قال ابن جرير (¬1) هذا أبلغ موعظة وأبين دلالة بأوجز إيجاز وأوضح تبيان إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح بين أعين أهل الصلاح ذوي الهيئات والفضل أن يراه وهو يفعله والله مطلع على جميع أفعال العباد فالعبد إذا استحى استحياءه من رجل من صالح قومه تجنب جميع المعاصي الظاهرة والباطنة فيا لها من وصية ما أبلغها وموعظة ما أجمعها انتهى وتقدم معناه إلا أنه قال رجلين من صالحي عشيرتك وكلما كثر الناس كثر الحياء وكلما كان من الصالحين فكذلك (الحسن بن سفيان (طب هب) (¬2) عن سعيد بن زيد بن الأزور)، قال: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني فذكره. 2775 - "أوصيك بتقوى الله تعالى والتكبير على كل شرف". (هـ) عن أبي هريرة (صح). (أوصيك بتقوى الله) التقى أساس كل فلاح ونجاح في الدارين قال الغزالي: ليس في العالم خصلة أصلح للعبد وأجمع للخير وأعظم للأجر وأجل في العيون وأعظم في القدر وأزكى للمال وأنجح للآمال من هذه الخصلة التي هي التقوى وإلا لما أوصى الله بها خواص خلقه فهي الغاية التي لا يتجاوز عنها ولا يقتصر دونها وقد جمع الله فيها كل نصح ودلالة وإرشاد وتأديب وتعليم فهي الجامعة لخير الدارين الكافية لجميع المهمات الرافعة إلى أعلى الدرجات (والتكبير على كل شرف) أي محله عال، من أشرف فلان على كذا إذا تطاول له ورماه ببصره ومنه قيل للشريف شريف لارتفاعه على من دونه وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لمن قال له أريد ¬

_ (¬1) انظر: فيض القدير (3/ 74). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 69) رقم (5539)، والبيهقي في الشعب (7738)، وقال الهيثمي في المجمع: (10/ 284): رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2541).

سفرًا فأوصني فذكره فلما ولّى الرجل، قال: "اللهم ازو له الأرض وهوّن عليه السفر" (¬1). (هـ) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وفيه أسامة بن زيد بن أسلم ضعفه أحمد وجمع. 2776 - "أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شيء وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإِسلام وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض". (حم) عن أبي سعيد. (أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شيء) التقوى وإن قل لفظها فهي جامعة بحق الحق وحق الخلق شاملة لخير الدارين إذ هي تجنب كل منهي وفعل كل مأمور كما مرّ غير مرة. (وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإِسلام) أي أن الرهبان وإن تخلو عن الدنيا وزهدوا فيها فلا عمل أعظم من بذل النفس في سبيل الله والرهبانية هي ما يتكلفه النصارى من أنواع العبادات والمجاهدات والتبتل (وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن) من عطف الخاص على العام لشرفه. (فإنه) أي الذكر (روحك) بفتح الراء أي راحتك (في السماء) إذا صار روحك فيها. (وذكرك في الأرض) أي شرفك بإجراء الله ألسنة العباد بالثناء عليك ويحتمل أن المراد أنها راحة ملائكة السماء بفعلك. (حم) (¬3) عن أبي سعيد) قال الهيثمي: رجاله ثقات. 2777 - "أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته، وإذا أسأت فأحسن، ولا تسألن أحد شيئًا, ولا تقبض أمانة، ولا تقض بين اثنين". (حم) عن أبي ذر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 443)، وابن حبان (2692). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2771)، والترمذي (3445)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2545)، وصححه في الصحيحة (1730). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 82)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 215)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2543)، ووصححه في الصحيحة (555).

(أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته) أي في ظاهره وباطنه وهي وصية بإخلاص التقوى وتجنب الرياء، قال حجة الإِسلام: هنا أصل أصيل هو أن العبادة شطران: اكتساب وهو فعل الطاعات واجتناب وهو تجنب السيئات وشرط الاجتناب أصلح وأفضل وأشرف للعبد من الاكتساب يصومون نهارهم ويقومون ليلهم واشتغل المنتهون أولو الأبصار بالاجتناب، فإنما همهم حفظ القلوب عن الميل لغيره تعالى والبطون عن الفضول واللسان عن اللغو والأعين عن النظر. (وإذا أسأت فأحسن) لأن الحسنات يذهبن السيئات (ولا تسألن أحد شيئًا) من الرزق ارتقاء إلى مقام التوكل فلا تعلق قلبك بأحد من الخلق. (ولا تقبض أمانةً) أيّ أمانة كانت وهي نهي للإرشاد إن علم أنه لا يفرط فيها وإلا فإنه يحرم تحملها. (ولا تقضِ بين اثنين) لما مر في ذلك من الخطر وقد كان أبو ذر - رضي الله عنه - يضعف عن ذلك، ولذا قال له - صلى الله عليه وسلم -: "إني أراك ضعيفًا" (¬1) وساقه. وأما من وثق من نفسه بالقوة والقدرة وحفظها عما لا يحل من الإفراط والتفريط فإنه يندب في حقه أو يجب (حم) (¬2) عن أبي ذر - رضي الله عنه -)، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وفيه قصة انتهى. وفي الحديث زيادة لعلها سقطت من قلم المصنف، وإلا فهي في رواية أحمد: "ولا تسأل أحدًا وإن سَقط سوطُك" (¬3). 2778 - "أوصيك بتقوى الله تعالى؛ فإنه رأس الأمر كله, عليك بتلاوة القرآن وذكر الله، فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض، عليك بطول الصمت إلا من خير؛ فإنه مطردة للشيطان عنك وعون لك على أمر دينك، وإياك ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1826). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 181)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 93)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2544). (¬3) أخرجها أحمد (5/ 172).

وكثرة الضحك؛ فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه، عليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية أمتي، أحب المساكين وجالسهم، انظر إلى من تحتك ولا تنظر إلى من فوقك؛ فإنها أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك، صل قرابتك وإن قطعوك، قل الحق وإن كان مرًا، لا تخف في الله لومة لائم، ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك، ولا تجد عليهم فيما يأتي، وكفى بالمرء عيبًا أن يكون فيه ثلاث خصال: أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه، ويستحيي لهم مما هو فيه، ويؤذي جليسه، يا أبا ذر لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف, ولا حسب كحسن الخلق". عبد بن حميد في تفسيره (طب) عن أبي ذر. (أوصيك بتقوى الله تعالى فإنه رأس الأمر كله) أي أمر الدين ورأس الشيء عموده وما لا يتم إلا به ثم عدد أعمالاً من أمهات أعمال التقوى فقال: (عليك بتلاوة القرآن وذكر الله فإنه ذكر لك في السماء) لأنها ترفعه الملائكة فتذكر هنالك. (ونور لك في الأرض) لأنه يظهر عليك نور وبهاء بين أهلها ويكون له سيمًا كما هو محسوس (عليك بطول الصمت إلا من خير) فالنطق خير من السكوت عن الخير (فإنه) أي طول الصمت (مَطْردة) آلة للطرد (للشيطان عنك) فإنه لا يقرب منك إلا إذا أنس منك النطق ليجر لسانك إلى ما لا يحل (وعون لك على أمر دينك) أي ظهيرًا ومساعدًا لك على سلامته (إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب) أي يعميه ويصيره كالميت لا يحس بالألم فلا ينفع فيه موعظة ولا ذكر. (ويذهب بنور الوجه) أي ببهائه ونوره وإشراقه قال حجة الإِسلام (¬1): كثرة الضحك والفرح بالدنيا سم قاتل يسري إلى العروق فيخرج من القلب الخوف والحزن وذكر الموت. وأهوال القيامة وهذا هو موت القلب: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} [الرعد: 26]. ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (3/ 68).

(عليك بالجهاد فإنه رهبانية أمتي أحب المساكين وجالسهم) فإنها تورث رقة القلب وتزيد في التواضع (انظر إلى من تحتك) في الدنيا (ولا تنظر إلى من فوقك) فيها (فإنه أجدر أن لا تزدري نعمة الله عندك) كما تقدم وجهه (صل قرابتك وإن قطعوك) فإن قطعهم إياك لا يسقط حقهم عليك (قل الحق وإن كان مرًا) عليك لما تلقاه من أذى الخلق ومرًا على من تخاطبه لعدم تلقيه بالقبول وزاد المعنى بقوله (لا تخف في الله) أي في إبلاغ ما أمر بإبلاغه (لومة لائم) أي اللوم من العباد فإنه من خاف لومهم ترك الحق (ليحجزك) أي يمنعك (عن) ذكر مساوئ الناس. (ما تعلم من نفسك) فإنه لا يخلو عبد عن عيب فإذا فكرت في عيوبك شغلتك عن عيوب غيرك (ولا تجد عليهم) بكسر الجيم أي لا تغضب (فيما تأتي) إليهم فإنه من الجهل أن تعرف الحق لنفسك ولا تعرفه لغيرك (وكفى بالمرء عيبًا أن يكون فيه ثلاث خصال) يتصف بها (أن يعرف من الناس ما يجهل من نفسه) فيكون بصيرًا بعيوبهم أعمى عن عيب نفسه (ويستحيي لهم مما هو فيه) أي ما هو متصف به مثلهم. (ويؤذي جليسه) بقول أو فعل (يا أبا ذر لا عقل كالتدبير) جدد الخطاب زيادة في استدعاء سمعه بما يقوله من قوله (ولا ورع كالكف) عن المحارم والشبهات وفيه أن أنواع الورع كثيرة (ولا حسب) أي شرف ومجد يحتسب به (كحسن الخلق) كما تقدم غير مرة (عبد بن حميد في تفسيره (طب) (¬1) عن أبي ذر) ورواه ابن لال، والديلمي في: مسند الفردوس. 2779 - "أوصيك يا أبا هريرة بخصال أربع لا تدعهن أبدًا ما بقيت عليك بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها ولا تلغ ولا تله وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر فإنه صيام الدهر وأوصيك بالوتر قبل النوم وأوصيك بركعتي الفجر لا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 157) رقم (1651)، والبيهقي في الشعب (8031)، والديلمي (7889)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2122): ضعيف جدًا.

تدعهما وإن صليت الليل كله فإن فيهما الرغائب". (ع) عن أبي هريرة. (أوصيك يا أبا هريرة بخصال أربع) هن أمهات الخير. (لا تدعهن أبدًا ما بقيت) الأولى. (عليك بالغسل يوم الجمعة) لصلاتها كما تقدم (والبكور إليها) في أول الساعات على خلاف سلف هل من أول اليوم أو من الزوال (ولا تلغ) أي لا تتكلم باللغو من الكلام الساقط منه (ولا تله) عن ذكر الله (وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل شهر) أريد بها أيام البيض أو مطلقًا (فإنه صيام الدهر) أي في الأجر لأن الحسنة بعشر أمثالها فلكل ثلاثة أيام بشهر كذا قرروه. وفيه بحث لأنه لو أراد - صلى الله عليه وسلم - أنه مثل صيام الدهر في أجره بني أنه لا يحرم صومه استدلالاً بهذا الحديث قالوا: إنه ما شبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الأجر بأجر صوم الدهر إلا وهو مشروع. وأجيب بأنه تشبيه على تقدير شرعية صومه وإلا فإنه محرم لحديث: "من صام الدهر لا صام ولا أفطر"، فكان أجره ثلاثة آلاف وستمائة حسنة، وما أراد في الحديث هنا إلا أن له ثلاثمائة وستين حسنة. والذي يلوح والله أعلم بمراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ما أراد إلا أن له عدد أيام السنة حسنات لا أن له أجر صوم الدهر كما أفاده: "صم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها" وذلك مثل صيام أيام الدهر وفي حديث عبد الملك بن ملحان عن أبيه كان - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالصوم أيام البيض ثالث عشر ورابع عشر وخامس عشر، قال: وهي كهيئة الدهر رواه أبو داود (¬1). (وأوصيك بالوتر قبل النوم) قيل هذا خاص بأبي هريرة لأنه كان يسهر في دراسة الحديث فقد ينام حتى يصبح فيفوته الوتر وإلا فالأفضل تأخير الوتر لمن وثق من نفسه بالقيام قبل الإصباح (وأوصيك بركعتي الفجر) أي نافلته (لا تدعهما وإن صليت الليل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2449)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2139).

كله) فإنه لا يجزئ عنهما (فإن فيهما الرغائب) أي ما يرغب إليه من الأمر، جمع: رغيبة، وهي: العطاء الكثير ولذا كان - صلى الله عليه وسلم - يواظب عليهما سفرًا وحضرًا (ع) (¬1) عن أبي هريرة فيه سليمان بن داود اليمامي، قال الذهبي: ضعفوه (¬2). 2780 - "أوصيكم بأصحابي ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف، ويشهد الشاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلون رجل بامرأة، إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة, وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة، من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن". (حم ت ك) عن عمر (صح). (أوصيكم بأصحابي) أي بقبول ما يرونه بدليل ما بعده أو بإكرامهم وإعظامهم لأنهم لا يكذبون، قال ابن العربي: الوصية بأصحابه وليس هنالك غيرهم فيكون موصيًا بهم فالمراد ولاة أمورهم (ثم الذين يلونهم) وهم التابعون (ثم يفشو الكذب) أي يكثر (حتى يحلف الرجل ولا يستحلف) أي من دون أن يطلب منهم اليمين جرأة على الله (ويشهد الشاهد ولا يستشهد) أي لا يطلب منه تحملها وإراداتها مع أنه حامل لها ويأتي ما يعارضه والتلفيق بينهما. (ألا لا يخلّون رجل بامرأة) ليست ذات محرم لتقييده بذلك في غيره (إلا كان ثالثهما الشيطان) بالوسوسة وتهييج الشهوة ورفع الحياء وتسهيل المعصية حتى يجمع بينهما، والنهي للتحريم واستثنى ابن جرير كالثوري ما لا بد منه كخلوته بأمة زوجته التي تخدمه مع غيبتها (عليكم بالجماعة) هم العاملون بالكتاب والسنة (وإياكم والفرقة) فلا تفارقوا أتباع الكتاب والسنة (فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد) فيه أن المراد بالفرقة العزلة عن أهل الخير والصلاح. (ومن ¬

_ (¬1) أخرجه أَبو يعلى (2619)، وأحمد (2/ 265)، وابن عدي (3/ 277)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2123)، وقال في الضعيفة (1534) ضعيف جداً. (¬2) المغني في الضعفاء (2578).

أراد بحبوحة الجنة) بضم الموحدتين ومهملتين أي وسطها. (فليلزم الجماعة) وفيه ما يدل أنه أريد بهم أهل الكتاب والسنة, لأنهم الذين بلزومهم يرجى سكون الجنة، قال الغزالي (¬1): لا تناقض بين هذا وبين الأحاديث الواردة في العزلة؛ لأن المراد بلزوم الجماعة في الدين والحكم إذ لا تجتمع على ضلالة أو حضور الجمع والجماعات، وأحاديث العزلة عند فساد الزمان وكثرة الفتن وهذا عند عدمها. (من سرته حسنته) لما يعلم فيها من مطابقة مراد الله وإثابته عليها ومحبته لها. (وأساءته سيئته) لما يعلمه من كراهة الله إياها وعقوبته عليها. (فذلك المؤمن) أي الكامل الإيمان المحكوم له به. (حم ت ك) (¬2) عن عمر)، قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرطهما ورمز المصنف لصحته. 2781 - "أوصيكم بالجار". الخرائطي في مكارم الأخلاق عن أبي أمامة. (أوصيكم بالجار) أي بالإحسان إليه وكف الأذى عنه وإكرامه بكل ممكن من قراضه عند الحاجة، وعيادته عند المرض، ونفعه عند انقطاعه وحقوق الجار كثيرة وقد أودعت الكتب المطولة. (الخرائطي (¬3) في مكارم الأخلاق عن أبي أمامة) قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على ناقته الجدعاء في حجة الوداع يقول: "أوصيكم بالجار" حتى أكثر فقلنا إنه سيورثه، ورواه الطبراني عن أبي أمامة بلفظه، قال المنذري والهيثمي: إسناده جيد. 2782 - "أوفق الدعاء أن يقول الرجل: اللهم أنت ربي، وأنا عبدك ظلمت ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (2/ 225). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 18)، والترمذي (2303)، والحاكم (1/ 114)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2546). (¬3) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (65)، والطبراني في الشاميين (823)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 165)، والمنذري في الترغيب والترهيب (3/ 246)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2548).

نفسي واعترفت بذنبي يا رب فاغفر لي ذنبي إنك أنت ربي وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". محمَّد بن نصر في الصلاة عن أبي هريرة. (أوفق الدعاء) أي أكثره موافقة للإجابة (أن يقول الرجل اللهم أنت ربي) أي مالكي المتصرف في الأخذ بناصيتي وهذه الجملة الخبرية إعلامًا بالتشرف بهذه الإضافة والنسبة والتذاذًا بها وإقرارًا بلازمها (وأنا عبدك) هي كالتأكيد للأولى وإبانة لازمها زيادة في إفادة المعنى الأول (ظلمت نفسي) بالإساءة إليها بمخالفتك (واعترفت بذنبي) أقررت الآن به (فاغفر لي ذنبي إنك أنت ربي) ومن حق المالك أن يغفر لعبده (وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ففيه الإقرار بالربوبية والاعتراف بالعبودية والحكم على النفس بالظلم والتنصل من الذنب وطلب المغفرة متوسلاً بالربوبية والإقرار بأنه لا غافر سواه تعالى لذنوب عباده. (محمَّد بن نصر (¬1) في كتاب الصلاة عن أبي هريرة). 2783 - "أوفوا بحلف الجاهلية فإن الإِسلام لم يزده إلا شدة ولا تحدثوا حلفًا في الإِسلام". (حم ت) عن ابن عمرو (صح). (أوفوا) من الوفاء، قال القاضي: وهو القيام بحق العهد ومثله الإيفاء (بحلف الجاهلية) المحالفة والمعاقدة والمعاهدة على التعاضد والإخاء أي ما كان بينكم من الحلف في الجاهلية (فإن الإِسلام لم يزده إلا شدة) لأنه تعالى أمر بإيفاء العهود. (ولا تحدثوا حلفًا في الإِسلام) لأن الإِسلام قد كفاكم ذلك؛ لأن فيه أمر بالتعاضد والتعاون من المسلمين بعضهم لبعض فلا حاجة إلى الحلف فيه (حم ت) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته على أحمد، وحسنه الترمذي. ¬

_ (¬1) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (295)، وضعفه الألباني في: ضعيف الجامع (2124). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 207، 212)، والترمذي (1585)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2553).

2784 - "أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة كالليل المظلم". (ت هـ) عن أبي هريرة (صح). (أوقد) معبر صيغة (على النار) أي نار جهنم (ألف سنة حتى احمرت) وكانت شفافة لا لون لها ولا ترى، والظاهر أنه أريد التكثير (ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة كالليل المظلم) قال الطيبي: النار ذات طباق توقد كل طبقة فوق وفي صفتها أعاذنا الله برحمته منها جملة من الأحاديث توجل القلوب وتجلب الكروب فإلى الله نستغفر وإليه من كل ذنب يوقع فيها نتوب (ت هـ) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته, قال الترمذي: رفعه أصح، ورواه البيهقي عن أنس قال: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24] فذكره. 2785 - "أولم ولو بشاة". مالك (حم ق 4) عن أنس (خ) عن عبد الرحمن بن عوف (صح). (أولم) يا عبد الرحمن بن عوف؛ لأنه المخاطب أي: اتخذ وليمة، وهي طعام العرس (ولو بشاة) مبالغة في القلة فلو تعليلية لا امتناعية فلا حد لأقله ولا لأكثرها ونقل القاضي: الإجماع على أنه لا حد لقدرها المجزئ والأمر للندب عند الجمهور. فائدة: قال أبو حيان: هذه الواو عاطفة لحال على حال محذوف يتضمنها السياق تقديره أولم على كل حال ولو بشاة ولا تجئ هذه الحال إلا منبهة على ما كان يتوهم أنه ليس مندرجًا تحت عموم الحال المحذوفة. مالك (حم ق 4) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2591)، وابن ماجة (4320) عن أبي هريرة, والبيهقي في الشعب (320) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2125)، والضعيفة (1305).

أنس (خ) (¬1) عن عبد الرحمن بن عوف) وهو صاحب القصة والخطاب له. 2786 - "أولياء الله تعالى الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى". الحكيم عن ابن عباس. (أولياء الله) الذين في الآية: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} [يونس: 62] الآية. (الذين إذا رؤوا ذكر الله) لما يعلوهم من سيما الخير الظاهرة وعلاماته المتكاثرة أو لأنهم يذكرون العباد بالله فيذكرونه وكأنه ورد تفسيرًا للآية. (الحكيم (¬2) عن ابن عباس)، قال سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أولياء الله؟ فذكره، ورواه البزار عن شيخه (¬3) بن حرب الرازي من حديث ابن عباس، قال الهيثمي: ولم أعرفه أي شيخ البزار وبقية رجاله وثقوا. 2787 - "أول الآيات طلوع الشمس من مغربها" (طب) عن أبي أمامة. (أول الآيات) أي علامات الساعة وأشراطها العشرة الشهيرة (طلوع الشمس من مغربها) وفي مسلم: "من المغرب" (¬4) والآيات قسمان: علامات دالة على قربها أولها بعثته - صلى الله عليه وسلم - والقسم الثاني: علامات دالة على قرب وقوعها أولها ما ذكر وفي رواية: "أولها ظهور الدجال" قال الحليمي (¬5): وهو الظاهر فأولها الدجال فنزول عيسى - عليه السلام - فخروج يأجوج ومأجوج، لكن الكفار وقت عيسى - عليه السلام - يفتنون منهم من يقتل ومنهم من يسلم وتضع الحرب أوزارها فلو ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1135)، وأحمد (3/ 165)، والبخاري (5153)، ومسلم (1427)، وأبو داود (2109)، والترمذي (2064)، والنسائي (6/ 119)، وابن ماجة (1907) عن أنس، وأخرجه البخاري (3569) عن عبد الرحمن بن عوف. (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 325)، والبزار (2719)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 78)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1050)، والضعيفة (1861). (¬3) انظر: شعب الإيمان (3/ 81). (¬4) أخرجه مسلم (2941). (¬5) انظر: فتح الباري (11/ 354).

كانت الشمس طلعت قبل من مغربها لم ينفع اليهود إيمانهم أيام عيسى - عليه السلام -؛ لأن طلوعها يزيل الخطاب ويرفع التكليف ولو لم ينفعهم لما صار الدين واحداً بإسلام من أسلم منهم انتهى، قال البيهقي: هو كلام صحيح لو لم يعارض هذا الحديث الذي في مسلم: "إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها". (طب) (¬1) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه فضالة بن جبير وهو ضعيف وأنكر عليه هذا الحديث انتهى، وقد عزاه ابن حجر وغيره إلى مسلم وأحمد وغيرهما من حديث ابن عمر باللفظ المذكور مع زيادة: "خروج الدابة إلى الناس ضحى". فائدة: أخرج عبد بن حميد في تفسيره عن ابن عمر موقوفًا: "يبقى الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة"، قال ابن حجر: سنده جيد. 2788 - "أول الأرض خرابًا يسراها ثم يمناها". ابن عساكر عن جرير. (أول الأرض خرابًا يسراها ثم يمناها) قال ابن معين ويروى أسرع الأرضين قال أبو نعيم: متفق على صحته. قلت: ولم نر من معناه ما يشفي ولا ما أريد بيمناها ويسراها إلا أنه قد روي عن أبي هريرة: "أن مصر أول الأرض خرابًا ثم أرمينية على إثرها" (¬2) وفي مسند الفردوس مرفوعًا: "يبدأ الخراب في أطراف الأرض حتى تخرب ومصر آمنة من الخراب حتى تخرب البصرة وخراب البصرة من الغرق وخراب مصر من جفاف نيلها" (ابن عساكر (¬3) عن جرير) ورواه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2941)، وأحمد (2/ 164) عن ابن عمرو، وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 263) (8022) عن أبي أمامة, وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 9)، وفتح الباري (13/ 89). (¬2) انظر فيض القدير (3/ 81) وعزاه إلى ابن عبد الحكم. (¬3) أخرجه ابن عساكر (53/ 333) وتمام في فوائده (1/ 280)، والطبراني في الأوسط (3519)، والصيداوي في معجم الشيوخ (217)، وقول أبي نعيم في الحلية (7/ 112)، والديلمي في الفردوس (83)، وانظر العلل المتناهية (2/ 853)، والمجمع (7/ 289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2126) والضعيفة (1659).

الطبراني وأبو نعيم والديلمي بلفظه عن جرير. 2789 - "أول العبادة الصمت". هناد عن الحسن مرسلاً. (أول العبادة الصمت) أي أول الأدلة عليها أو أول حصول أسبابها لأن بالصمت يفاض على القلب أنوار الطاعات وتشرق فيه شمس المعارف وأول ما يكتب من أجرها ويحتسب به منها لشرفه. (هناد (¬1) عن الحسن مرسلاً) وهناد هو النمري التميمي الدارمي الحافظ الزاهد كان يقال له راهب الكوفة لتعبده (¬2). 2790 - "أول الناس هلاكًا قريش وأول قريش هلاكًا أهل بيتي" (طب) عن عمرو بن العاص. (أول الناس هلاكًا) قبل قيام الساعة (قريش) بفناء عام أو قتل أو نحوه. (وأول قريش هلاكًا أهل بيتي) صيانة لهم عن أشراط القيامة وأهوال الحشر فهلاك الفريقين من علامات قرب الساعة وأشراطها. (طب) (¬3) عن عمرو بن العاص) فيه ابن لهيعة ومقسم مولى ابن عباس ضعفه ابن حزم وغيره (¬4). 2791 - "أول الناس فناءً قريش وأول قريش فناءً بنو هاشم". (ع) عن ابن عمر. (أول الناس فناءً) بالمد موتًا وانقراضًا (قريش وأول قريش فناءً بنو هاشم) هو كما سلف آنفًا (ع) (¬5) عن ابن عمرو) وفيه ابن لهيعة. 2792 - "أول الوقت رضوان الله وآخر الوقت عفو الله". (قط) عن جرير. ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (1130)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2128). (¬2) انظر: سير أعلام النبلاء (11/ 465) رقم (118). (¬3) لم أقف عليه من الكبير، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 371)، وانظر فيض القدير (3/ 82)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2561)، والصحيحة (1737). (¬4) مقسم عن ابن عباس قال الذهبي: صدوق مشهور، ذكره البخاري في كتاب الضعفاء وكذا ضعفه ابن حزم وقواه جماعة، انظر: المغني (6404). (¬5) أخرجه أبو يعلى (6205)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2129).

(أول الوقت) للصلاة الفريضة (رضوان الله) بكسر الراء وتضم، رضاه وهو خلاف السخط (وآخر الوقت عفو الله) قال الصديق ثم الشافعي: رضوانه أحب إلينا عفوه وفيه دليل على أن أول الوقت أفضله إلا أنه قد خص من ذلك العشاء الآخرة فإن تأخيرها إلى نصف الليل أفضل لحديث: "لولا أن أشق على أمتي" وفيه "لأخرت العشاء إلى نصف الليل" (¬1) يأتي، وإلا الفجر فإن الإسفار به أفضل لحديث: "أسفروا بالفجر" (¬2) تقدم، وقيل الإسفار خاص بأيام القمر ليتضح الإسفار (قط) (¬3) عن جرير) قال الذهبي في التنقيح (¬4): في سنده كذاب انتهى وقال ابن عبد الهادي: فيه الحسين بن حميد كذاب بن كذاب وقال ابن حجر: في سنده من لا يعرف وقال في الباب عن ابن عمر وابن عباس وعلي وأنس وأبي محذورة وأبي هريرة فحديث ابن عمر رواه الترمذي والدارقطني وفيه يعقوب بن الوليد المدني كان من كبار الكذابين وحديث علي رواه البيهقي عن أهل البيت عليهم السلام وقال: أظن سنده أصح ما في الباب قال: أعني ابن حجر ومع هذا فهو معلول ولهذا قال الحاكم: لا أحفظ الحديث من وجه يصح وحديث أنس خرجه ابن عدي والبيهقي وقال: هو معلول انتهى (¬5). 2793 - "أول الوقت رضوان الله ووسط الوقت رحمه الله وآخر الوقت عفو الله". (قط) عن أبي محذورة. (أول الوقت رضوان الله) أي فعل الصلاة في أول وقتها سبب لرضوان الله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (6576). (¬2) أخرجه الترمذي (154). (¬3) أخرجه الدارقطني (1/ 249)، وأخرجه البيهقي في السنن (1/ 436) عن علي، وأخرجه البيهقي في السنن (1/ 435)، وابن عدي في الكامل (2/ 77) عن أنس، وانظر قول الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (1/ 180)، والعلل المتناهية (1/ 388)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2130). (¬4) انظر قول الذهبي في تنقيح التحقيق (1/ رقم 368) المطبوع مع التحقيق لابن الجوزي. (¬5) انظر: التلخيص الحبير (1/ 180).

فالحمل مجاز (ووسط الوقت رحمه الله) هو ما كان بين طرفيه (وآخر الوقت عفو الله) فيه أن الصلاة فيه محتاج فاعلها إلى عفو لتفريطه عن أولها (قط) (¬1) عن أبي محذورة) اسمه أوس أو سلمة أو سليمان وأبوه معير بكسر الميم وسكون المهملة (¬2). 2794 - "أول بقعة وضعت من الأرض موضع البيت ثم مدت منها الأرض وإن أول جبل وضعه الله تعالى على وجه الأرض أبو قبيس مدت منه الجبال". (هب) عن ابن عباس. (أول بقعة وضعت من الأرض) أي بسطت فيها أو أمر ببناء البيت عليها. (موضع البيت) قال الطيبي: لفظ الحديث موافق للآية والوضع والبناء غير الوضع ومعنى وضع الله جعله متعبدًا قال الرازي (¬3): دلالة الآية على الأولية في الفضل والشرف أمر لا بد منه لأن المقصود الأولى من ذكر الأولية بيان الفضيلة ترجيحًا له ولا تأثيرًا لأوليته في البناء في القصد. (ثم مدت) أي بسطت (منها) من البقعة التي وضعت (الأرض) منها فهي أصل الأرض والأرض متفرعة عنها. (وإن أول جبل أو جبل وضعه الله تعالى على وجه الأرض أبو قبيس) جبل بمكة معروف. (ثم مدت منه الجبال) فأرض مكة أصل الأرض وجبلها أصل الجبال ولذا سميت أم القرى وفي هذا إعلام بشرفها وعناية الله بها. (هب) (¬4) عن ابن عباس) فيه عبد الرحمن بن علي بن ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (1/ 249)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2131)، وانظر: مصادر الحديث السابق. (¬2) انظر: الإصابة (1/ 160) و (7/ 365). (¬3) تفسير الرازي (4/ 307). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (3984)، وانظر قول الذهبي في الميزان (4/ 305)، وضعفاء العقيلي (2/ 341)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2132).

عجلان القرشي قال في الميزان عن العقيلي: فيه جهالة وحديثه غير محفوظ ثم ساق له هذا الحديث وفيه أيضًا من لا يعرف. 2795 - "أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن صلى عليه". الحكيم عن أنس. (أول تحفة المؤمن) أي ما يتحفه الله به عند موته. (أن يغفر) بالبناء للمجهول. (لمن صلى عليه) صلاة الجنازة إكرامًا له من ربه تعالى بإكرام من وفد به كما يكرم ملوك الدنيا من يقدم مع من يحبه فينبغي الحرص على الصلاة على كل مؤمن رجاء لمغفرة الله. (الحكيم (¬1) عن أنس) فيه الحكيم بن سنان، قال الذهبي: ضعفوه ورواه الخطيب عن جابر والديلمي عن أبي هريرة، وفيه عبد الرحمن بن قيس رمي بالكذب ولأجله حكم الحاكم بالوضع وعده ابن الجوزي في الموضوعات. 2796 - "أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفورًا لهم". (خ) عن أم حرام بنت ملحان (صح). (أول جيش من أمتي يركبون البحر) للجهاد. (قد أوجبوا) أي استحقوا الجنة ووجبت لهم به أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة لذلك وفيه فضيلة الغزو في البحر ويأتي في تفضيله أحاديث. (وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر) يعني القسطنطينية أو المراد المدينة التي كان بها يومئذ وهي حمص فقد كانت دار مملكته إذ ذاك. (مغفورًا لهم) قال الشارح: لا يلزم من كونه مغفورًا لهم كون يزيد بن معاوية مغفورًا له لكونه منهم إذ الغفران مشروط بكون الإنسان من أهل المغفرة ويزيد ليس كذلك بخروجه بدليل خاص ويلزم من ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 284) عن أنس، وأخرجه الخطيب في تاريخه (12/ 211) عن جابر، وأخرجه الديلمي (68) عن أبي هريرة, والحاكم (4/ 355) عن ابن عمرو، وانظر العلل المتناهية (1/ 380)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2133).

الحمل على العموم أن من ارتد ممن غزاها مغفورًا له وقد أطلق جمع محققون حل لعن يزيد. حتى قال التفتازاني: الحق أن رضي يزيد بقتل الحسين وإهانته أهل بيته مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحاد، فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه (¬1). قال الزين زكريا: وقوله: بل في إيمانه أي في عدم إيمانه بقرينة ما قبله وما بعده انتهى قلت: وهذا قاله السعد في شرح النسفية في العقائد وخالفه جمع كالغزالي وغيره فلا يجوز عندهم لعنه. فانظر الشرقاوي. (خ) (¬2) عن أم حرام بنت ملحان) حرام ضد الحلال وأم حرام التي يقال لها الغميصاء أم الرميصاء ويأتي لها فضيلة في (¬3) وهي زوج عبادة بن الصامت. 2797 - "أول خصمين يوم القيامة جاران". (طب) عن عقبة بن عامر. (أول خصمين يوم القيامة) أي يختصمان عند الله تعالى. (جاران) لم يحسن أحدهما جوار صاحبه ولم يف له بحقه والحديث حث على كف الأذى عن الجار والإحسان إليه. (طب) (¬4) عن عقبة بن عامر قال العراقي: سنده ضعيف وقال ¬

_ (¬1) وقد سئل ابن الصلاح عن يزيد فقال: لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين - رضي الله عنه - والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هو عبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك، وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين، وإن صح أنه قتله أو أمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ: إن لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/ 479)، ونحن لا نقول في يزيد إلا كما قاله شيخ الإِسلام ابن تيمية: كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافراً ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة. راجع للتفصيل المقدمة. (¬2) أخرجه البخاري (2924). (¬3) بياض بمقدار كلمتين بالمخطوطة. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 303) رقم (836)، وأحمد (4/ 151)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 241)، والمجمع (8/ 170)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2563).

المنذري: رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح عن أبي عشانة وهو ثقة وأعاده بمحل آخر وقال: إسناده حسن. 2798 - "أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة تمامه والثانية على لون أحسن كوكب دري في السماء لكل رجل منهم زوجتان على كل زوجة سبعون حلة يبدو مخ ساقها من وراءها". (حم ت) عن أبي سعيد (صح). (أول زمرة) بضم الزاي أي: طائفة وجماعة. (تدخل الجنة على صورة القمر) أوجههم مثلها في الإنارة والإشراق ليلة البدر هي. (ليلة تمامه) وكماله في الحسن والإضاءة. (والثانية على لون أحسن كوكب دري) بضم المهملة وتكسر نسبة إلى الدر أي مضيء متلألأ. (في السماء) قال أبو زرعة: ورد في هذا المعنى ما هو أبلغ من صورة القمر فروى الترمذي مرفوعًا: "لو أن رجلاً من أهل الجنة اطلع فبدت أساوره لطمس ضوء الشمس كما يطمس ضوء الشمس النجوم" وقد يقال أنهم يكونون على صور القمر أول دخولهم ثم يزدادون إشراقًا بدليل قوله: "أن رجلاً ... " (¬1) الخ. أو يقال: المراد هنا إشراق وجوههم من غير الحلي فالزيادة المذكورة للحلي لا للوجوه. قلت: بل هو صريح في تلك الإضاءة للأساور. (لكل رجل منهم زوجتان) أي لكل الزمرتان قال الطيبي: ثناه للتكثير لا للتحديد نحو: {ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4] لأنه ورد أن لكل من أهل الجنة اثنتان وسبعون زوجة قيل: بل الأقرب أنه للتحديد لتأكيده في بعض الروايات باثنتين والمراد اثنتين من المتصفات بما ذكر من أن: (على كل زوجة سبعون حلة يبدو مخ ساقها من وراءها) أي من وراء السبعين زاد الطبراني: كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2538).

البيضاء، وهو كناية عن غاية لطافتها ويكون له سبعون من غير هذا الوصف ويحتمل أن هاتين من نساء الدنيا والاثنتان والسبعون من الحور كما في خبر أبي يعلى: "فيدخل الرجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة ممن ينشئ الله تعالى وثنتين من ولد آدم لهما الفضل على من أنشأ الله بعبادتهما" (¬1). (حم ت) (¬2) عن أبي سعيد، قال الترمذي: حسن صحيح، قال الهيثمي: فيه عطية والأكثر على ضعفه وأخرجه أحمد والترمذي والطبراني في الأوسط عن ابن مسعود بإسناد صحيح قال الشارح: وقد أخرجه البخاري ببسط عن أبي هريرة وبلفظه وزيادة: "وما في الجنة عزب" والمصنف رمز لصحته. 2799 - "أول سابق إلى الجنة عبد أطاع الله وأطاع مواليه". (طس خط) عن أبي هريرة. (أول سابق إلى الجنة) دخولاً وكرامة. (عبد) أي قِنّ يشمل الذكر والأنثى. (أطاع الله) في أوامره ونواهيه. (وأطاع مواليه) وذلك لأن له أجرين كما سبق فاستحق السبق إلى الجنة (طس خط) (¬3) عن أبي هريرة)، قال الهيثمي: فيه بشر بن ميمون الرصفي في الميزان عن البخاري: متهم بالوضع، وعن الدارقطني: متروك الحديث، ابن معين: أجمعوا على طرح حديثه ثم أورد مما أنكر عليه هذا الخبر. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (4145). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 16)، والترمذي (2522) عن أبي سعيد، وانظر المجمع (10/ 411)، وأخرجه الترمذي (2533)، والطبراني في الأوسط (915) عن ابن مسعود، والبخاري (3246) عن أبي هريرة. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7357)، والخطيب في تاريخه (3/ 335)، وانظر الميزان (2/ 44)، والمجمع (4/ 240)، والكامل (2/ 19)، وضعفاء العقيلي (1/ 145)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2134): ضعيف جداً.

2800 - "أول شهر رمضان رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار". ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (خط) وابن عساكر عن أبي هريرة. (أول شهر رمضان رحمة) يرحم الله عباده. (ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار) أي على من استحقها بأن لا يدخلها وهذا يكون في آخر ليلة منه كما في غيره وكأن المراد أنه يرحم بعضًا ويغفر لآخرين ويعتق طائفة. (ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (خط) وابن عساكر (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي وغيره. 2801 - "أول شيء يحشر الناس نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب". الطيالسي عن أنس. (أول شيء يحشر الناس) أو يجمعهم إلى المحشر ويسوقهم إليه. (نار تحشرهم) أي تجمعهم وتضمهم وتسوقهم. (من المشرق إلى المغرب) قال القاضي: لعله لم يرد به أول الأشراط مطلقًا بل الأشراط المتصلة. قلت: الكلام في أول ما يجمعهم لا في أول الأشراط فتقدم أنه طلوع الشمس من المغرب قال: لو أراد بالنار نار الحرب والفتن كفتنة الترك فإنها سارت من المشرق إلى المغرب. (الطيالسي (¬2) عن أنس). 2802 - "أول شيء يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت". الطيالسي عن أنس (أول شيء يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت) وهي القطعة المنفردة عن الكبد المتعلقة به وهي أطيب الكبد وألذه وفي رواية: "من زيادة كبد الثور" أي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان برقم (37)، والخطيب في موضع أوهام الجمع والتفريق (2/ 149)، وابن عدي في الكامل (3/ 311)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 162)، والديلمي في الفردوس (79)، وانظر الميزان (3/ 256)، واللسان (3/ 58)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2135): ضعيف جدًا، وفي الضعيفة (1569): منكر. (¬2) أخرجه الطيالسي (2050)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2568).

ثور الجنة وحكمة خصوص أكلهم منها أنها أساس الدنيا لأنها مركبة على متن ثور والثور على ظهر حوت والحوت في الماء لا يعلم تحت الماء إلا الذي خلقه فالأكل منها إشارة إلى خراب الدنيا بفساد أساسها وأمن العود إليها كذا قيل وللحديث سبب كما قاله راويه يأتي. (الطيالسي (¬1) عن أنس) قال جاءت اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: أخبرنا ما أول ما يأكل أهل الجنة إذا دخلوها؟ فذكره وأخرجه الطبراني بلفظه قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن بهرام وهو ثقة، وأخرجه البخاري بلفظ: "أول طعام يأكله أهل الجنة كبد حوت يأكل منه سبعون ألفًا". 2803 - "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله". (طس) والضياء عن أنس. (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة) المفروضة هل أتى بها وهل أحسن القيام بحقوقها وشرائط الطهارة أم لا. (فإن صلحت) أي وجدت صالحة مؤداه كما أمر الله. (صلح له سائر عمله) أي سومح فيها ولم يضايق ويناقش. (وإن فسدت فسد سائر عمله) بأن قوضي فيها ولم يسامح أو بأنه لا يصلح له عمل ويقبل إلا مع إصلاحه صلاته وإلا فكل عمل وإن أتقنه مردود فاسد قال الطيبي: الصلاح كون الشيء على حال استقامته وكماله والفساد ضد ذلك وذلك لأن الصلاة بمنزلة القلب من الإنسان فإذا صلحت صلح له جميع عمله وإذا فسدت فسد. (طس) والضياء (¬2) عن أنس) قال الهيثمي: فيه قاسم بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2051)، والطبراني في الكبير (2/ 93) رقم (1414)، وأخرجه البخاري تعليقًا باب صفة الجنة والنار (51) (5/ 2397). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1859)، والضياء في المختارة (2579)، وانظر المجمع (1/ 292)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2573)، والصحيحة (1358).

عثمان قال البخاري: له أحاديث لا يتابع عليها وقال ابن حبان هو ثقة وربما أخطأ ورواه أبو داود والترمذي: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر" (¬1). 2804 - "أول ما يرفع من الناس الأمانة وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة ورب مصل لا خلاق له عند الله تعالى". الحكيم عن زيد بن ثابت. (أول ما يرفع من الناس الأمانة) قيل هي معنى يحصل في القلب فيأمن به المؤمن الردى إلى الآخرة والدنيا وأصله الإيمان. قلت: والأظهر أنه المتعارف. (وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة) فإنهم يأتون بها ولما ذكر بقاءها أفاد أنها قد تبقى ولا نفع لها بقوله: (ورب مصل لا خلاق له عند الله) أي لا نصيب له من الأجر على صلاته لعدم إكماله لها بما يجب من الخشوع واستيفائه الأركان وإن كانت صلاة صورة. (الحكيم (¬2) عن زيد بن ثابت) قال في اللسان عن العقيلي: حديث فيه نكارة ولا يروى من وجه يثبت، وقال الأسدي: سلام بن ثابت أحد رواته منكر الحديث انتهى (¬3) وكذا أخرجه البيهقي في الشعب من حديث ابن عمر وغيره وأخرجه الطبراني في الصغير من حديث ابن عمر أيضًا. 2805 - "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة". (طب) عن شداد بن أوس. (أول ما تفقدون من دينكم الأمانة) قال ابن العربي: وصفة فقد الأمانة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (864)، والترمذي (413). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 168) عن زيد بن ثابت, والبيهقي في الشعب (5274)، والطبراني في الصغير (387)، والرافعي في التدوين (2/ 256) عن عمر، قال الهيثمي (7/ 321): فيه حكيم بن نافع وثقه ابن معين وضعفه أبو زرعة وبقية رجاله ثقات, وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2575). (¬3) انظر: لسان الميزان (1/ 442).

ورفعها أن ينام الإنسان فتقبض من قلبه. قلت: ولا تقبض إلا عقوبة له على عدم وفائه بها وتفريطه في أسبابها. (طب) (¬1) عن شداد بن أوس) قال الهيثمي: فيه المهلب بن العلاء لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات. 2806 - "أول ما يرفع من الناس الخشوع". (طب) عن شداد بن أوس. (أول ما يرفع من الناس الخشوع). (طب) (¬2) عن شداد بن أوس. 2807 - "أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى لا ترى فيها خاشعًا". (طب) عن أبي الدرداء. (أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع) هذا الإخبار تحريض على الاتصاف به واستجلاب أسبابه الموجبة له. (حتى لا ترى فيها خاشعًا) والخشوع الإخبات والاطمئنان وإقبال القلب على تعظيم الله وتوقيره والمراقبة له. (طب) (¬3) عن أبي الدرداء) وقال الهيثمي: إسناده حسن. 2808 - "أول ما يوضع في الميزان الخلق الحسن". (طب) عن أبي الدرداء. (أول ما يوضع في الميزان) من أعمال البر. (الخلق الحسن) أي أجره أو كتابه أو هو نفسه على تجسيم الأعراض في النشأة الأخرى وفيه حث عليه ورفع لشأنه. (طب) (¬4) عن أم الدرداء) قال الشارح: من العجب قول الحافظ العراقي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 295) رقم (7182)، وانظر المجمع (7/ 329)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2570)، والصحيحة (1739). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 295) رقم (7183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2576). (¬3) أخرجه الطبراني في الشاميين (1579)، وانظر المجمع (2/ 136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2579). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 253) رقم (647)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2140) , =

في المغني لم أقف على الحديث (¬1). 2809 - "أول ما يوضع في ميزان العبد نفقته على أهله" (طس) عن جابر. (أول ما يوضع في ميزان العبد) في ميزان أعماله الصالحة. (نفقته على أهله) من والد وولد وكل ما يلزمه إنفاقه لأنه أفضل الإنفاق كما تقدم في: "ابدأ بنفسك" الحديث. (طس) (¬2) عن جابر) قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه، وقال المنذري: حديث ضعيف وقال غيره: فيه عبد الحميد بن الحسن الهلالي، قال في الضعفاء: ضعفه أبو زرعة والدارقطني وفي المغني وثقه ابن معين وذكر تضعيف من ذكر له (¬3). 2810 - "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء". (حم ق ن هـ) عنه ابن مسعود (صح). (أول ما يقضى) مغير الصيغة. (بين الناس) أي يفصل الله بينهم. (يوم القيامة في الدماء) وفيه تعظيم لشأن الدماء وأنها أهم ما ينتصف فيه من المظلوم لظالمه. (حم ق ن هـ) (¬4) عن ابن مسعود ورواه غيرهم. 2811 - "أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يقضي بين الناس في الدماء". (ن) عن ابن مسعود. (أول ما يحاسب به العبد الصلاة) لما تقدم من أنها أم الواجبات وهذا في حسابه تعالى لعبده على الطاعات وقوله: (وأول ما يقضى بين الناس في الدماء) ¬

_ = والضعيفة (3351). (¬1) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 28). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6135)، وانظر المجمع (4/ 325)، والترغيب والترهيب (3/ 43)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2141)، وقال في الضعيفة (5181): منكر. (¬3) انظر: المغني للذهبي (3487)، وقال الحافظ في التقريب (3758): صدوق يُخطئ. (¬4) أخرجه أحمد (1/ 388)، والبخاري (6533)، ومسلم (1678)، والنسائي (7/ 83)، وابن ماجة (2615).

في حقوق المخلوقين لأن القتل من أعظم الكبائر وكذلك سائر الجنايات متابعة له في الفتح وهي أهم ما يقدمه تعالى ذلك اليوم. (ن) (¬1) عن ابن مسعود). 2812 - "أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة". القضاعي عن أبي هريرة. (أول ما يرفع من هذه الأمة الحياء والأمانة) لأنهما أمهات الخير وإذا رفعا فقد أذن برفع كل خير. (القضاعي (¬2) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه أشعث بن بُراز، وهو متروك (¬3) فقول العامري: حسن غير حسن. 2813 - "أول ما نهاني عنه ربي بعد عبادة الأوثان شرب الخمر وملاحاة الرجال". (طب) عن أبي الدرداء وعن معاذ (صح). (أول ما نهاني عنه ربي بعد) نهيه عن: (عبادة الأوثان شرب الخمر) أي أول ما أمرني أن أنهى عنه وإلا فإنه - صلى الله عليه وسلم - ما عبد وثنًا ولا شرب خمرًا، وفيه إشكال فإن تحريم الخمر ما كان إلا في المدينة، فيحتمل أن المراد أول ما عظم النهي عنه من أفعال الجاهلية عبادة الأوثان ثم الخمر وليست أولية زمانه بل بالنسبة إلى تعظيم حرمة الله له وقال القضاعي: أنه حرم عليه - صلى الله عليه وسلم - من أول ما بعث قبل أن تحرم على الناس بنحو عشرين سنة فلم تبح له قط. (وملاحاة الرجال) بضم الميم وحاء مهملة أي مقاولاتهم ومخاصماتهم ومناظراتهم لقصد الاستعلاء لا لإبانة الحق فما بعث - صلى الله عليه وسلم - إلا ليعرف الناس به ويناظرهم في باطلهم ويدحضه بما جاء به من الحق. (طب) (¬4) عن أبي الدرداء وعن معاذ) رمز المصنف لصحته ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (7/ 83) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2572). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (215)، وأبو يعلى (6634)، وانظر المجمع (7/ 321)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2139)، والضعيفة (3346). (¬3) انظر: المغني (754)، وقال الذهبي: مجمع على ضعفه. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 263) رقم (552)، وانظر المجمع (5/ 53) وقال الألباني في =

وقال الهيثمي: فيه عمرو بن واقد دينار متروك رمي بالكذب (¬1). 2814 - "أول ما يهراق من دم الشهيد يغفر له ذنبه كله إلا الدين". (طب ك) عن سهل بن حنيف (صح). (أول ما يهراق من دم الشهيد) أي يصب. (يغفر له ذنبه كله) صغائره وكبائره. (إلا الدين) فإنه حق المخلوق وظاهره أن سائر المظالم في الأعراض والدماء مثله. (طب ك) (¬2) عن سهل بن حنيف) رمز عليه المصنف بالصحة على الحاكم، لكن قال شارحه: فيه عند الحاكم عبد الرحمن بن سعد المدني (¬3)، قال الذهبي: له مناكير تعم قال الهيثمي رجال الطبراني رجال الصحيح. 2815 - "أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ثم الأقرب فالأقرب من قريش ثم الأنصار ثم من آمن بي واتبعني من اليمن ثم من سائر العرب ثم الأعاجم ومن أشفع له أولاً أفضل". (طب) عن ابن عمر (صح). (أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي) لأنهم أحوج بصلته ولأنه تقدم أن الله وصاه بصلة قرابته وصلات الآخرة أنفع من صلات الدنيا وعملاً بابدأ بمن تعول (ثم الأقرب فالأقرب) أي كل من له قرابة مني على ترتيب الأقربية. (من قريش) بيان للأقرب فالأقرب. (ثم الأنصار) أي قرابته منهم كأخواله. (ثم من آمن بي واتبعني من اليمن) تشريفًا لهم من الله تعالى بأن جعل لهم السبق على غيرهم. (ثم من سائر العرب) ممن آمن به. (ثم الأعاجم) ولما ¬

_ = ضعيف الجامع (2137)، والضعيفة (3344): ضعيف جدًا. (¬1) قال الحافظ في التقريب (5132): متروك. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 73) رقم (5552)، والحاكم (2/ 119)، وانظر المجمع (4/ 128)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2578)، والصحيحة (1742). (¬3) في المطبوع من المستدرك (2/ 119): المازني، انظر: ترجمته في التاريخ الكبير (5/ 287) رقم (9034) والثقات (7/ 71).

ذكر أنه تعم شفاعته جميع من آمن به أبان بقوله: (ومن أشفع له أولاً أفضل) بأن الأفضل الأقدم شفاعة فإنه أرفع عند الله درجة (طب) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم، قلت: فالعجب تصحيح المصنف له وله نحو هذا كثير. 2816 - "أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف". (طب) عن عبد الله بن جعفر. (أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف) يحتمل أن المراد غير أهل بيته فهم الأولون حيث كانوا للحديث الأول أو أن المراد من أهل الثلاث البلدان أهل بيته وكأنه قال: أول من أشفع له من أهل المدينة أهل بيتي مثلاً ويحتمل أن المراد ما عدا الأقرب فالأقرب وأن المراد أول من أشفع له ممن أمن بي ممن ليس له إلا صفة الإيمان أهل البلدان الثلاث ثم أهل اليمن من الأقطار المتباعدة. (طب) (¬2) عن عبد الله بن جعفر)، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 2817 - "أول من يلحقني من أهلي أنت يا فاطمة وأول من يلحقني من أزواجي زينب وهي أطولكن كفًا". ابن عساكر عن واثلة. (أول من يلحقني) بالوفاة. (من أهلي أنت يا فاطمة) خاطبها بهذا في مرضه الذي مات فيه وذلك أنه أخبرها أولاً: أنه مرض وفاته فبكت، فأخبرها ثانيًا: أنها أول من تلحقه فضحكت وفيه إكرام لها لئلا تطول مدة حزنها عليه وفراقه - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 421) رقم (13550)، وانظر المجمع (10/ 380)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2143)، والضعيفة (732): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1827)، وانظر المجمع (10/ 381)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2142)، والضعيفة (682).

(وأول من يلحقني من أزواجي زينب) قال في المطامح: مشتقة من الزنب وفي القاموس (¬1) زنب كفرح سمن والأزنب السمين وبه سميت المرأة زينب وهو الحسن. (وهي أطولكن كفاً) كذا بخط المصنف وفي رواية: "يدًا" ولم يرد - صلى الله عليه وسلم - الطول الحسي بل المعنوي وهو كثرة الصدقة كما تقدم وكان كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - فإن فاطمة رضي الله عنها لم تلبث بعده إلا ثمانية أشهر وقيل أقل وتوفيت وهي ابنة تسع وعشرين سنة وزينب أول نسائه وفاة كما تقدم. (ابن عساكر (¬2) عن واثلة بن الأسقع). 2818 - "أول من تنشق عنه الأرض أنا ولا فخر ثم تنشق عن أبي بكر وعمر ثم تنشق عن الحرمين مكة والمدينة ثم أبعث بينهما". (ك) عن ابن عمر (صح). (أول من تنشق عنه الأرض) في البعث. (أنا ولا فخر) أي لا أفتخر بذلك بل أخبركم بإكرام الله لي. (ثم تنشق عن أبي بكر وعمر) فهما بعده بعثة. (ثم عن الحرمين) أي أهلهما. (مكة والمدينة ثم أبعث) أي أحشر واقف. (بينهما) فيجتمع إليه الفريقان وفيه تشريف لموتى الحرمين. (ك) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم صحيح وتعقبه الذهبي فقال: عاصم يعني ابن عمر الذي رواه عن عبد الله بن دينار وهو أخو عبيد الله العمري ضعفوه. 2819 - "أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء". الموهبي في فضل العلم (خط) عن عثمان. (أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء) أي أول من يؤذن له في الشفاعة فتشفع الأنبياء لأممهم. (ثم العلماء ثم الشهداء) فإن لكل شفاعة وقبولاً ويأتي أن لكل ¬

_ (¬1) انظر القاموس (1/ 80). (¬2) أخرجه ابن عساكر (7/ 73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2150). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2144)، والضعيفة (2949).

مؤمن شفاعة. (الموهبي) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء وموحدة ومثناة تحتية نسبة إلى موهب بطن من المعافر وفي بعض النسخ: المرهبي بالراء وهو تصحيف في فضل العلم (خط) (¬1) عن عثمان) فيه عنبسة بن عبد الرحمن أورده في الضعفاء (¬2) ووهاه الأزدي عن أبان بن عثمان قال: تكلم فيه. 2820 - "أول من يدعى إلى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله على السراء والضراء". (طب ك هب) عن ابن عباس (صح). (أول من يدعى إلى الجنة) إلى دخولها. (الحمادون) جمع حماد فعال مبالغة حامد وفسرهم بقوله: (الذين يحمدون الله على السراء) أي على ما يسرهم من خصال الخير. (والضراء) أي ما يضرهم من خصال السوء من المصائب ونحوها. (طب ك هب) (¬3) عن ابن عباس رمز المصنف لصحته على الحاكم، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 2821 - " أول من يكسى من الخلائق إبراهيم". البزار عن عائشة. (أول من يكسى من الخلائق) أي يوم القيامة حيث يحشر الناس عراة. (إبراهيم) إكرامًا له من الله ورفعًا من شأنه لأنه جرد عن ثيابه حين ألقي في النار أو لأنه لم يكن أخوف لله منه فعجل بكسوته إلباسًا له ليطمئن قلبه أو لأنه أول من استن مبالغة في الستر وحفظًا لعورته فجوزي بأن قدم على غيره في ذلك الموقف ثم يكسى نبينا - صلى الله عليه وسلم - بكسوة أفخر من كسوة إبراهيم فلا تعارض بين هذا ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 177)، وابن ماجة (4313)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 367)، وابن عدي في الكامل (5/ 262)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2148)، والضعيفة (2111): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 494). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 19) رقم (12345)، والحاكم (1/ 502)، والبيهقي في الشعب (4483)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2147)، والضعيفة (632).

وبين حديث: "أنا أول من تنشق عنه الأرض فأكسى" لأنه كأنه كسي معه في حين واحد ولنفاسة كسوته كأنه أول من كسي كذا قيل. (البزار (¬1) عن عائشة) قال الهيثمي فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس. 2822 - "أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة ". الشيرازي في الألقاب عن علي. (أول من فتق) مغير صيغة أي فتق الله والفتق الشق كما قاله الديلمي. (لسانه بالعربية) أي أنطق الله بها لسانه. (المبينة) أي الواضحة أو الموضحة الصريحة في معانيها. (إسماعيل وهو ابن أربع عشرة سنة) قال ابن حجر: أفاد بهذا القيد أعني المبينة أوليته في ذلك بحسب الزيادة والبيان لا الأولية المطلقة وإلا فأول من تكلم بالعربية جرهم وتعلم هو من جرهم يقال: العرب العاربة الذين تكلموا بلغة يعرب بن قحطان وهو اللسان القديم والعرب المستعربة هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وهي لغة أهل الحجاز وما والاها. (الشيرازي (¬2) في الألقاب عن علي) وأخرجه الديلمي والطبراني من حديث ابن عباس بلفظه قال ابن حجر: إسناده حسن ورواه الزبير بن بكار من حديث علي عليه السلام بلفظه وحسن ابن حجر إسناده أيضًا. 2823 - "أول من خضب بالحناء والكتم إبراهيم وأول من اختضب بالسواد فرعون" (فر) وابن النجار عن أنس. (أول من خضب بالحناء والكتم إبراهيم) أي لون شعره بلونه والكتم هو: ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1534)، وانظر "المجمع (8/ 201)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2584)، والصحيحة (1129). (¬2) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (32309)، والديلمي في الفردوس (48)، وانظر فتح الباري (6/ 403)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2581).

نبت فيه حمرة يخلط بالحناء ويخضب به وفي كتب الطب أنه من نبات الجبال ورقه كورق الآس يخضب به وله ثمر قدر الفلفل ويسود إذا نضج ويعتصر منه وهو مما يستصبح به في البادية فالخضاب بهما سنة قديمة. (وأول من خضب بالسواد فرعون) فلذا نهى عنه وقيل يجوز في الجهاد وإرهابًا على العدو وقال ابن الجوزي: الفراعنة ثلاثة: فرعون الخليل واسمه سنان، وفرعون يوسف واسمه الريان، وفرعون موسى، واسمه الوليد بن مصعب والظاهر أن المراد هنا الأول لقرينة ذكره مع إبراهيم عليه السلام. (فر) وابن النجار (¬1) عن أنس) فيه منصور بن عمار قال العقيلي: فيه متهم، وقال الذهبي: له مناكير (¬2). 2824 - "أول من دخل الحمامات ووضعت له النورة سليمان بن داود فلما دخله وجد حرة وغمة فقال أوه من عذاب الله أوه قبل أن لا يكون أوه" (عق طب عد هق) عن أبي موسى. (أول من دخل الحمامات ووضعت له النورة) التي تقعد لإزالة الشعر. (سليمان بن داود عليهما السلام فلما دخله وجد حرة وغمة فقال أوه) بسكون الواو وكسر الهاء وقيل بتشديد الواو وقيل بفتحها كلمة تقال عند الشكاية والتوجع. (من عذاب الله) وقيل: أنه ذكره بحره حر جهنم وغمها فإن الحمام أشبه شيء بجهنم الظلام من فوق والنار من تحت وما أحسن ما قيل (¬3): وما أشبه الحمام بالموت للفتى ... يذكر لكن أين من يتذكر يجرد عن أهل ومال وملبس ... ويصحبه من كل دنياه مئزر ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (47)، وابن النجار كما في الكنز (17313)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2145)، والضعيفة (3352). (¬2) انظر: المغني (6438) ولسان الميزان (3/ 45). (¬3) عزاه التلمساني في نفح الطيب (3/ 351) إلى ابن الوردي.

(أوه قبل أن لا يكون أوه) قبل حلول الموت وسكوت اللسان، أي التوجع من خوف عذاب مهمات من التوجع باق. (عق طب عد هق) (¬1) عن أبي موسى) قال البيهقي: تفرد به إسماعيل الأزدي قال البخاري: لا يتابع عليه وقال مرة: فيه نظر وقال البيهقي: بعد ما عزاه للطبراني: فيه صالح مولى التؤمة ضعفوه بسبب اختلاطه وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط وهذا من روايته عنه انتهى. لكن فيه هشام بن عمار وفيه كلام. 2825 - "أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة". (طب) عن ابن عباس. (أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي) بضم اللام فحاء مفتوحة. (بن قمعة) بالقاف مفتوحة وعين مهملة. (بن خندف) بكسر الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة. (أبو خزاعة) أي جدها الأول وهو أول من ولي البيت بعد جرهم، وورد في رواية لابن إسحاق بيان ذلك التغيير فقال (¬2): نصب الأوثان وسيب السوائب وبحر البحيرة ووصل الوصيلة وحمى الحامي قالوا: وسببه أنه كان له تابع من الجن يقال له أبو ثمامة فأتاه ليلة فقال: لبيك من تهامة فقال: ادخل بلا ملامة فقال: ائت سيف جدة تجد آلهة معدة فخذها ولا تخف وادع إلى عبادتها تجب، فتوجه إلى جدة فوجد الأصنام التي كانت تعبد في زمن نوح وإدريس وهي: ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر فحملها إلى مكة ودعا إليها ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 84)، والطبراني في الأوسط (461)، وابن عدي في الكامل (1/ 285)، والبيهقي في الشعب (7778)، وانظر العلل المتناهية (1/ 345)، ومجمع الزوائد (8/ 207)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2146)، والضعيفة (2704) ضعيف جداً. (¬2) انظر: السيرة النبوية لابن كثير (1/ 65)، والروض الأنف (1/ 164) وسبل الهدى والرشاد (1/ 255).

فانتشرت عبادة الأصنام في العرب. (طب) (¬1) عن ابن عباس. 2826 - "أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية". (ع) عن أبي ذر. (أول من يبدل سنتي) أي يغيرها ويحرفها بالإهمال والابتداع. (رجل من بني أمية) زاد الروياني وابن عساكر: "يقال له يزيد" (¬2) قال البيهقي في كلامه على الحديث: وهو يزيد بن معاوية لخبر أبي يعلى والبيهقي وأبي نعيم وابن منيع: "ولا يزال أمر أمتي قائمًا بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد" انتهى، قلت: وكان يقع لنا أنه معاوية لأنه بدل كثيراً من السنة كتغييره سنة: " الولد للفراش" باستلحاق زياد بن أبيه واستأثر على الأنصار وغير وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم وباع سقاية من ذهب وورق بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء - رضي الله عنه - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن مثل هذا إلا مثلاً فقال معاوية: ما أرى بهذا بأسًا فقال أبو الدرداء: من يعذرني من معاوية أنا أخبره عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخبرني عن رأيه لا أساكنك بأرض أنت فيها " (¬3). أخرجه مالك والنسائي من حديث عطاء بن يسار وله إسناد غير هذا إلا أنه بعد ورود النص بأنه ابنه لا مجال للنظر. (ع) (¬4) عن أبي ذر. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 328) رقم (10808)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2580)، والصحيحة (1677). (¬2) انظر: تاريخ دمشق (63/ 336). (¬3) أخرجه مالك (1302)، والشافعي في مسنده (1/ 242)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 280). (¬4) أخرجه أبو يعلى (871)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2582). ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35866)، وابن أبي عاصم (63)، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/ 132)، وابن عدي في "الكامل" (3/ 164)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 466)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/ 160) كلهم من طريق أبي العالية عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله؟ فذكر الحديث، وفي بعض طرقه كما عند البخاري في "التاريخ الأوسط" (158) قال أبو العالية: كنا مع أبي ذر في الشام وفيه قصة لأبي ذر مع يزيد بن أبي سفيان - رضي الله عنه -.=

2827 - "أول ما يرفع الركن، والقرآن، ورؤيا النبي في المنام". الأزرقي في تاريخ مكة عن عثمان بن ساج بلاغاً. (أول ما يرفع) أي من الدنيا إلى الجنة أو إلى السماء أو إلى حيث شاء الله. ¬

_ = هذا الحديث فيه علتان: أن أبا ذر لم يقدم الشام في زمن عمر - رضي الله عنه - وإنما قدم الشام في زمن عثمان - رضي الله عنه - ويزيد بن أبي سفيان مات في خلافة عمر - رضي الله عنه - فكيف يسمع أبو العالية من أبي ذر في الشام وهو لم يقدم إليها في خلافة عمر! قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (158): "حدثني محمَّد حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن المهاجر بن أبي مخلد حدثنا أبو العالية قال: وحدثني أبو مسلم، قال: كان أبو ذر بالشام وعليها يزيد بن أبي سفيان فغزا الناس فغنموا والمعروف أن أبا ذر كان بالشام زمن عثمان وعليها معاوية ومات يزيد في زمن عمر ولا يعرف لأبي ذر قدوم الشام زمن عمر - رضي الله عنه - ". أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي لم يسمع من أبي ذر فالحديث منقطع وليس له إلا هذا الطريق!! قال الدوري سألت ابن معين: أسمع أبو العالية من أبي ذر؟ قال: لا، إنما يروي عن أبي مسلم عنه، قلت: فمن أبو مسلم هذا؟ قال: لا أدري تاريخ ابن معين (4/ 120). وقد جاء الحديث من طريق أبي العالية عن أبي مسلم هذا عن أبي ذر كما عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/ 250) وأبو مسلم هذا جهله ابن معين كما ذكر. قال البخاري: والحديث معلول، كما في "البداية والنهاية" (11/ 649). قال البيهقي في "الدلائل" (6/ 467): "هذا الإسناد إرسال بين أبي العالية وأبي ذر". وذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" (11/ 649) أنه من الأحاديث الضعيف والمنقطعة في ذم يزيد بن معاوية. البداية والنهاية (9/ 234). وذلك لأنه من رواية أبي العالية عن أبي ذر ولم يسمع منه والواسط بينهما أبو مسلم مجهولاً لا يعرف. على فرض صحة الحديث فهو في حق يزيد بن معاوية فقد روى الروياني في مسنده كما في "سير أعلام النبلاء" (1/ 329) من طريق مهاجر أبي مخلد عن أبي العالية عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال سمعت رسول الله؟: " أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية يقال له يزيد" وهو نفس الطريق الذي صححه من صحح الحديث!. لذا قال ابن عدي في "الكامل" (3/ 164): "وفي بعض الأخبار مفسراً زاد: يقال له يزيد". وقال البيهقي في دلائل النبوة (6/ 467): ويشبه أن يكون هذا الرجل هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.

(الركن) أي الحجر الأسود وإطلاق الركن عليه من تسمية الجزء باسم الكل. (والقرآن) بذهاب حفظه عن الصدور ومحوه منها أو عدم العمل به. (ورؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام) يحتمل أن اللام للجنس أي كل جنس النبي- صلى الله عليه وسلم -، أو للعهد أي رؤيته - صلى الله عليه وسلم -، وهذه الثلاثة من أمهات أنواع الخير ورفعها علامة الغضب على الأمة وقرب زوال الدنيا. (الأزرقي (¬1) في تاريخ مكة عن عثمان بن ساج) بمهملة وآخره جيم (بلاغًا) قال: بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. 2828 - "أول ما افترض الله على أمتي الصلوات الخمس، وأول ما يرفع من أعمالهم الصلوات الخمس، وأول ما يسألون عن الصلوات الخمس، فمن كان ضيع شيئًا منها يقول الله تبارك وتعالى: انظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صلاة تتمون بها ما نقص من الفريضة؟ وانظروا في صيام عبدي شهر رمضان، فإن كان ضيع شيئًا منه فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صيام تتمون بها ما نقص من الصيام؟ وانظروا في زكاة عبدي فإن كان ضيع شيئًا منها؟ فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة تتمون بها ما نقص من الزكاة؟ فيؤخذ ذلك به على فرائض الله، وذلك برحمة الله وعدله؛ فإن وجد فضلاً وضع في ميزانه، وقيل له: ادخل الجنة مسرورًا وإن لم يوجد له شيء من ذلك أمرت به الزبانية فأخذ بيديه ورجليه، ثم قذف به في النار". الحاكم في الكنى عن ابن عمر. (أول ما افترض الله على أمتي) أي أوجبه من العبادات البدنية وإلا فأول الواجبات المفروضة الإيمان (الصلوات الخمس) ليلة الإسراء كما هو معروف. (وأول ما يرفع من أعمالهم الصلوات الخمس) قيل بموت المصلين ويبقى خَلفهم فيتركونها، ويحتمل أن المراد أول ما يقبل منها ويرفعه الله إليه. ¬

_ (¬1) أخرجه الأزرقي في تاريخ مكة (1/ 316)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2138).

(وأول ما يسألون عن الصلوات الخمس) أي يسألون عن أعمالها وما أتوا به منها. (فمن كان ضيع شيئًا منها) بأن لم يفعله مع اختلال بعض الأركان والشروط أو مع توافرها ولم تقبل لعدم نحو إخلاص، قيل: وفيه دلالة على أنه يثاب العبد على ما أتى من صلاة غير كاملة الأركان والشرائط بقدر ما يكمل وإن لم يجزه ويسقط الفرض عنه، ويحتمل أن المراد بتمام ما نقص من الفريضة ما فات من أدائها فلا دلالة على ما ذكر. (يقول الله تبارك وتعالى: انظروا هل تجدون لعبدي نافلة) من صلاة. (تتمون بها ما نقص من الفريضة) أي يأمر الملائكة بذلك وهو أعلم أي فإن وجدتم ذلك فكملوا له فريضته لأن المصلي كالتاجر الذي لا يخلص الربح حتى يخلص له رأس المال فلا يقبل له نفل حتى يؤدي الفرض. (وانظروا في صيام عبدي شهر رمضان فإن كان ضيع شيئًا منها) أي من فريضة رمضان. (فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صيام تتمون بها ما نقص من الصيام) يحتمل من أيامه ويحتمل من مكملاته المأمور بتجنبها فيه من ترك الغيبة والنميمة والسباب والقتال. (وانظروا في زكاة عبدي فإن كان ضيع شيئًا منها فانظروا هل تجدون لعبدي نافلة من صدقة تتمون بها ما نقص من الزكاة فيؤخذ) بالخاء والذال المعجمات. (ذلك) أي ما ذكر من نفل وصوم وصدقة يوفى به. (على فرائض الله وذلك) أي إيفاء الفرائض بالنفل. (برحمة الله وعدله) أي بسبب أنه ذو رحمة واسعة وعدل فبرحمته كمل بالأقل أجرًا الأكبر وألحقه به وبعدله لم يبخس العبد شيئًا من أعماله وظاهره أنه لا يكمل إلا كل جنس من الفرائض بجنسه من النوافل. (فإن وجد) أي الرب تعالى أو العبد أو الملك. (فضلاً) أي زيادة على ما وفى به فرائضه. (وضع في ميزانه) بعد فرائضه. (وقيل له ادخل الجنة مسرورًا) ويحتمل أن المراد إن وجد شيء من النفل الذي يكمل به الفرض وفيت بذلك فرائضه ورجح ميزانه فيدخل الجنة. (وإن لم

يوجد له شيء من ذلك) أي من الفرائض أو وجدت لكن لم يوجد ما يكملها فكأنها عدم. (أمرت به الزبانية فأخذ بيديه ورجليه ثم قذف به في النار) لاستحقاقه لها. واعلم: أن هذا حديث جليل أفاد أهمية الرب بالصلاة وأنه أول ما ينظر فيها، ثم أفاد أنه لكرمه يقبل الناقص منها ويثيب عليه على احتمال ويوفيه بالنوافل وأنه لا يضيع عمل عامل فينبغي للعبد الإكثار من النوافل في الطاعات لأن غالب فرائضه ناقصة. واعلم: أنه لم يذكر الحج مع أنه قد يدخله النقص إما لطفاً منه تعالى بعباده وأنه يحتسب له بناقص الحج كأنه كامل لقلة نفل الحج ويحتمل أنه مقيس عليها. (الحاكم في الكنى (¬1) عن ابن عمر). 2829 - "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن كان أتمها كتبت له تامة، وإن لم يكن أتمها قال الله لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع فتكملون بها فريضته؟ ثم الزكاة كذلك، ثم تؤخذ، الأعمال على حسب ذلك". (حم د هـ (صح) ك) عن تميم الداري. (أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته فإن كان أتمها كتبت له تامة) وبقيت نوافله زيادة له. (وإن لم يكن أتمها قال الله لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع) أي بصلاة كما أفاده الأول. (فتكملون بها فريضته ثم الزكاة كذلك ثم تؤخذ الأعمال) المفروضة على حسب ذلك، قال الزين العراقي: المراد من الإكمال ما انتقص من السنن والهيئة المشروعة وأنه يحصل له ثواب في الفرض وإن لم يفعله أو ما انتقص من فروضها وشروطها أو ما ترك من ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في الكنى كما في الكنز (18859)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 233)، والديلمي في الفردوس (7) مختصرًا، وانظر فيض القدير (3/ 95)، وشرح الزرقاني (1/ 501)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2136)، والضعيفة (3343).

الفرائض رأسًا. (حم د هـ ك) (¬1) عن تميم الداري)، رمز المصنف على ابن ماجه بالصحة. 2830 - "أول نبي أرسل نوح". ابن عساكر عن أنس. (أول نبي أرسل نوح) قال السهيلي: اسمه عبد الغفار وسمي نوح لنوحه على نفسه ولا تعارض بينه وبين ما بعده من أن أولهم آدم لأن نوحًا أول رسول إلى الكفار وآدم أول رسول إلى بنيه ولم يكونوا كفارًا. (ابن عساكر (¬2) عن أنس) وهو في مسلم في أثناء حديث الشفاعة. 2831 - "أول الرسل آدم وأول أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وأول من خط بالقلم إدريس". الحكيم عن أبي ذر. (أول الرسل آدم) إلى بنيه وكانوا مؤمنين فعلمهم شرائع الله وآخرهم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (وأول أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى) فإنه آخر أنبياء بني إسرائيل وأما خالد بن سنان، فإنه ليس من أنبياء بني إسرائيل. (وأول من خط بالقلم) أي كتب ونظر في علوم النجوم والحساب وأول من خاط الثياب وكانوا يلبسون الجلود. (إدريس) قيل سمي به لكثرة درسه كتاب الله، وأبطله الزمخشري؛ فإنه لو أفعل من الدرس لم يكن فيه إلا سبب واحد وهي العلمية ولكان منصرفاً فمنعه من الصرف دليل المعجمة. (الحكيم (¬3) عن أبي ذر) فيه عمرو بن أبي عمر، وقال: في الضعفاء (¬4) قال ابن عدي: مجهول، وإبراهيم بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 103)، وأبو داود (866)، وابن ماجة (1426)، والحاكم (1/ 262)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2574). (¬2) أخرجه ابن عساكر (62/ 243)، وأخرجه مسلم (193) ضمن حديث طويل. (¬3) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 169)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2127): ضعيف جداً. (¬4) انظر المغني (2/ 487).

هشام الغساني قال أبو حاتم (¬1): غير ثقة ونقل عن أبي زرعة أنه كذبه ويحيى بن يحيى الغساني جرحه ابن حبان، ذكر ذلك كله الذهبي. 2832 - "أولاد المشركين خدم أهل الجنة". (طس) عن سمرة وعن إنس (صح). (أولاد المشركين خدم أهل الجنة) في الجنة فهم من أهلها تقدم أنه - صلى الله عليه وسلم - سأل الله أن لا يعذبهم فأعطاه إياهم وأن المراد أنه سأله أن يدخلهم الجنة. (طس) (¬2) عن سمرة وعن إنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عباد بن منصور وثقه القطان وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. 2833 - "ألا أحدثكم حديثًا عن الدجال ما حدث به نبي قومه إنه أعور وأنه يجيء معه بمثال الجنة فالتي يقول إنها الجنة هي النار وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه". (ق) عن أبي هريرة (صح). (ألا) بتخفيف اللام وفتح الهمزة حرف افتتاح عناه التنبيه فيدل على تحقق ما بعده وتوكيده. (أحدثكم حديثًا عن الدجال) أي عن صفاته وعلاماته (ما حدث به نبي قومه) أي أنه لم يعلم الله بهذه العلامات إلا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أو لأنه لم يأمر غيره أن يحدث بها وكأنهم قالوا: بلى، فقال: (إنه أعور) يأتي أنه قيل اليمين وقيل اليسرى يأتي في الدال المهملة (وأنه يجيء معه بمثال الجنة) في أنهارها وأشجارها وأنواع نعيمها. (والنار) في تلبها ودخانها وزفيرها وشهيقها إما سحر أو ابتلاء من الله يقلب الأعين وقيل أنه كنى الجنة عن النعمة وبالنار عن المحنة والنقمة (فالتي ¬

_ (¬1) انظر الضعفاء لابن الجوزي (1/ 59). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2045)، وانظر المجمع (7/ 219)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2586).

يقول هي الجنة هي النار) حقيقة أو سبب للعذاب بالنار. (وإني أنذركم كما أنذر به نوح قومه) خصه لأنه أول نبي أنذر قومه وإنما أنذر به الرسل الأولون مع تأخر تعيينه وخروجه لأنه عظيم الفتنة أو لأنه تعالى طوى عن الكل زمن خروجه حتى كل نبي يجوز خروجه في عصره كما طوى تعيين الساعة وهذا هو الأظهر فإنه كان يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك: "وإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه ... " الحديث. (ق) (¬1) عن أبي هريرة). 2834 - "ألا أحدثكم بما يدخلكم الجنة ضرب بالسيف وطعام الضيف واهتمام بمواقيت الصلاة وإسباغ الوضوء في الليلة القرة وإطعام الطعام على حبه". ابن عساكر عن أبي هريرة. (ألا أحدثكم بما يدخلكم الجنة) أي يكون سببًا لدخولكم إياها. (ضرب بالسيف) أي قتال في سبيل الله بأي آلة إلا أنه خص السيف لأنه الأغلب. (وطعام الضيف) إكرامه. (واهتمام بمواقيت الصلاة) أي بالصلاة في وقتها. (وإسباغ الوضوء) إتمامه وإبلاغه الأعضاء كاملاً. (في الليلة القرة) بفتح القاف الباردة. (وإطعام الطعام على حبه) أيحال كون المطعم اسم فاعل محبًا له وهو من الإيثار على النفس أو كون المطعم اسم مفعول محبًا له أي محتاجاً إليه فيه الاحتمالان ولا يخفى أنه غير إطعام الضيف. (ابن عساكر (¬2) عن أبي هريرة) أي في تاريخه. 2835 - "ألا أحدثكم بأشقى الناس أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه حتى يبل منها هذه". (طب ك) عن عمار بن ياسر (صح). (ألا أحدثكم بأشقى الناس) أشدهم شقاوة في الآخرة رجلين بدل من ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3338)، ومسلم (2936). (¬2) أخرجه ابن عساكر (37/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2153).

الإشقاء. (أحيمر ثمود) تصغير أحمر واسمه: قدار بن سالف بزنة غراب. (الذي عقر الناقة) التي ذكرها الله ومنعهم أن يتعرضوا لها بسوء. (والذي يضربك يا علي على هذه) يعني هامته. (حتى يبل منها هذه) يعني لحيته، وهو عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله. واعلم: أن هذا الإخبار من أعلام النبوة؛ لأنه وقع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر به وحققنا ذلك في الروضة الندية شرح التحفة العلوية. (طب ك) (¬1) عن عمار ابن ياسر) رمز المصنف لصحته, ورواه أيضًا أحمد والبزار قال الهيثمي: رجال البزار موثقون إلا أن التابعي لم يسمع من عمار. 2836 - "ألا أخبرك بأخير سورة في القرآن الحمد لله رب العالمين". (حم) عن عبد الله بن جابر البياضي). (ألا أخبرك بأخير) وفي رواية: "بأعظم". (سورة في القرآن) قال الطيبي: نكرها وأفردها ليدل على أنك إذا تقصيت القرآن سورة سورة لم تجد أعظم منها. (الحمد لله رب العالمين) قال البيضاوي: خبر مبتدأ محذوف أي هي السورة التي مستهلها الحمد لله واستدل به على جواز تفضيل بعض من القرآن على بعض وقد منع جمع ذلك قائلين بأن المفضول ناقص عن درجة الأفضل وأسماء الله وصفاته وكلامه لا نقص فيها، وأجيب بأن: معنى التفاضل أن ثواب البعض أفضل من ثواب بعض فالتفضيل من حيث المعاني لا الصفات وتقدم وجه أفضلية الفاتحة. (حم) (¬2) عن عبد الله بن جابر البياضي)، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن أحمد بن عقيل سيء الحفظ وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات وقد رواه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 38) رقم (7311)، والحاكم (3/ 140)، وأحمد (4/ 263)، والنسائي في السنن الكبرى (8538)، وانظر "المجمع (9/ 136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2589)، والصحيحة (1743). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 177)، وانظر المجمع (6/ 310)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2592).

البخاري في التفسير بلفظ: "ألا أعلمك أفضل سورة في القرآن" (¬1) ورواه أبو داود والنسائي. 2837 - "ألا أخبرك عن ملوك الجنة رجل ضعيف مستضعف ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره ". (هـ) عن معاذ. (ألا أخبرك عن ملوك الجنة؟) أي من هم؟، سريه الملوك وسعيهم وعظمتهم في الأعين. (رجل ضعيف) في نفسه منكسر الخاطر متواضع القلب لهوانه على الناس (مستضعف) أي يستضعفه الناس ويستحقرونه. (ذو طمرين) بكسر فسكون إزار ورداء خلقين. (لا يؤبه له) بضم المثناة التحتية لا يحتفل به. (لو أقسم على الله) في أمر. (لأبره) أي لو حلف على أمر أنه يفعله الله أو لا يفعله جاء على ما أقسم عليه، قال الغزالي (¬2): هذا الحديث وغيره يعرفك مذمة الشهرة وفضيلة الخمول وإنما المطلوب من الشهرة وانتشار الصيت والجاه والمنزلة في القلوب وحب الجاه منشأ كل شر. واعلم أنه: قد عورض الحديث بحديث مسلم: "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" (¬3) وأجاب النووي (¬4): بأن المراد من القوة فيه عزيمة النفس والقريحة في شئون الآخرة فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقدامًا على أعداء الله وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويمدح الضعيف من حيث رقة القلب ولينه واستكانته لربه وضراعته إليه. (هـ) (¬5) عن معاذ) قال: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4703)، وأبو داود (425)، والنسائي (6/ 375). (¬2) إحياء علوم الدين (3/ 278). (¬3) أخرجه مسلم (2664). (¬4) شرح مسلم للنووي (16/ 215). (¬5) أخرجه ابن ماجة (4115)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 70)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2156).

رواته محتج بهم في الصحيح إلا سويد بن عبد العزيز وقال الحافظ العراقي (¬1): سنده حسن، قال في المغني وفي أماليه: حديث حسن فيه سويد بن عبد العزيز وضعفه أحمد وابن معين والجمهور ووثقه دحيم وله شواهد انتهى. وظاهر كلامه إنما هو حسن لشواهده. 2838 - "ألا أخبرك بأهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع ألا أخبرك بأهل الجنة كل مسكين لو أقسم على الله تعالى لأبره". (طب) عن أبي الدرداء. (ألا أخبرك بأهل النار كل جعظري) تقدم ضبطه وتفسيره قريبًا في قوله: "أهل النار" وقيل أنه الذي لا يمرض وقيل الذي يتمدح بما ليس عنده. (جواظ) مختال في مشيته أو الأكول أو الفاجر كما تقدم. (مستكبر) ذاهب بنفسه تيهاً وترفعًا. (جماع) كثير الجمع للمال. (مناع) كثير المنع والشح. (ألا أخبرك بأهل الجنة كل مسكين) مستكين متواضع سكن النفس عن الكبرياء والترفع. (لو أقسم على الله لأبره) قال النووي (¬2): المراد أن أغلب أهل الجنة وأهل النار هذان الفريقان. (طب) (¬3) عن أبي الدرداء قال الهيثمي: فيه خارجة بن مصعب وهو متروك. 2839 - "ألا أخبرك بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون قل أعوذ برب الفلق وقيل أعوذ برب الناس". (طب) عن عقبة بن عامر. (ألا أخبرك بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون) أي ما اعتصم به المعتصمون من الشرور كلها. (قل أعوذ برب الفلق) إلى آخره. (وقيل أعوذ برب الناس) كذلك ¬

_ (¬1) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 91). (¬2) شرح مسلم للنووي (17/ 187). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 129) رقم (6589)، وانظر المجمع (10/ 265)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2594)، والصحيحة (931).

وتقدم الكلام في بيان معناهما. (طب) (¬1) عن عقبة بن عامر) ورواه النسائي بلفظه عن عابس الجهني، قال في الفردوس: يقال له صحبة (¬2). 2840 - "ألا أخبرك بتفسير لا حول ولا قوة إلا بالله لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله هكذا أخبرني جبريل يا ابن أم عبد". ابن النجار عن ابن مسعود. (ألا أخبرك بتفسير لا حول ولا قوة إلا بالله) أي ببيان معناها وإيضاح فحواها والتفسير الإيضاح وكأنه قال: أخبرني، فقال: (لا حول عن معصية الله إلا بعصمة الله) الحول هنا الحركة، يقال حال الشخص يحول إذا تحرك أي: لا حركة تمنع عن معصية الله إلا بعصمته أو الحيلولة لا يحول بين العبد والمعصية إلا عصمة الله إياه عنها وفيه أن العبد مجبول على الضعف والميل إلى المعاصي. (ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله) ولهذا علمنا تعالى طلب الاستعانة في كل صلاة في أم الكتاب؛ لأن العبد لضعفه لا يقوى على طاعة إلا بإعانته {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127]. (هكذا أخبرني جبريل) بهذا التفسير. (يا ابن أم عبد) هو عبد الله بن مسعود. (ابن النجار (¬3) عن ابن مسعود)، ورواه البيهقي عنه في الشعب، وقال: تفرد به صالح بن بيان وليس بقوي، وفي المغني (¬4) عن صالح بن بيان عن شعبة، قال الدارقطني: متروك. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 342) رقم (943)، والنسائي (8/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2593)، والصحيحة (1104). (¬2) انظر: تهذيب الكمال (34/ 34) رقم (7480) ورقم (7738)، والكاشف (6915) والتقريب (8474) كلهم قالوا بأنه صحابي. (¬3) أخرجه البزار (2004)، والبيهقي في الشعب (664)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2154): ضعيف جداً. (¬4) انظر: المغني في الضعفاء (2818).

2841 - "ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ جعظري مستكبر". (حم ق ت ن هـ) عن حارثة بن وهب (صح). (ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف) قال أبو البقاء: رفع كل لا غير أي هم كل ضعيف عن أذى الناس أو عن المعاصي يستلزم الخشوع والخضوع بقلبه وقالبه. (متضعف) بفتح العين المهملة كما في التنقيح عن ابن الجوزي قال وغلط من كسرها لأن المراد أن الناس يستضعفونه ويحتقرونه وفي علوم الحديث للحاكم أن ابن خزيمة سئل عن الضعيف؟ قال: الذي يُبرئ نفسه من الحول والقوة في اليوم عشرين مرة. (لو أقسم على الله لأبره) تقدم التلفيق بينه وبين النهي عن التألي على الله تعالى. (ألا أخبركم بأهل النار كل عتل) بالضم والتشديد الجافي. (جواظ جعظري مستكبر) تقدم الجميع ضبطًا ومعنى. (حم ق ت ن هـ) (¬1) عن حارثة بن وهب الخزاعي) قيل: أنه الذي استطول صلاة معاذ فانصرف، وفي الباب عن أبي هريرة وابن عمر. 2842 - "ألا أخبركم بخيركم من شركم خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره". (حم ت هب) عن أبي هريرة (صح). (ألا أخبركم بخيركم من شركم) قال الطيبي: من شركم حال أي أخبركم بخيركم متميزًا من شركم. (خيركم من يرجى خيره) أي يطمع منه في نيل أي خير. (ويؤمن شره) فلا يخاف منه شرًا. (وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره) فلا يؤمل منه خير ولا يؤمن منه من وقوع شره، قال الطيبي: التقسيم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 306)، والبخاري (4918)، ومسلم (2853)، والترمذي (2605)، والنسائي في السنن الكبرى (11615)، وابن ماجة (4116).

العقلي يقتضي أربعة أقسام ذكر قسمين ترغيبًا وترهيبًا، وترك قسمين إذ لا ترغيب ولا ترهيب. (حم ت هب) (¬1) عن أبي هريرة رمز المصنف بالصحة على أحمد، قال الذهبي في المهذب (¬2): سنده جيد. 2843 - " ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس إن من خير الناس رجلاً عمل في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه حتى يأتيه الموت وإن من شر الناس رجلاً فاجرًا جريئًا يقرأ كتاب الله لا يرعوي إلى شيء منه". (حم ن ك) عن أبي سعيد. (ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس) أي من هو خير الناس إذ الغازي ليس خيرًا من كل أحد والفاجر شر منه الكافر ولذا قال: (إن من خير الناس رجلاً عمل في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) أي في جهاده لأعدائه. (على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدميه) وخص الفرس والبعير لأنهما غالب مركوب العرب وإلا فراكب الحمير والبغل مثله. (حتى يأتيه الموت وإن من شر الناس رجلاً فاجرًا جريئًا) بالهمز أي: هجام قوي الإقدام. (يقرأ كتاب الله لا يرعوي) أي لا ينزجر ويرجع. (إلى شيء منه) من مواعظه وزواجره وأحكامه، وفي الفردوس الأرعوي: الندم على الشيء والانصراف عنه. واعلم: أن هذا وما قبله أفاد أن من الناس من هو خير بالطبع ومنهم من هو شر بالطبع ومنهم من هو متوسط وجرى على هذا طائفة مستدلين بهذا الحديث وقال آخرون: الناس يخلقون أخيارًا بالطبع ثم يصيرون أشرارًا بمجالسة أهل الشر والميل إلى الشهوات الردية التي لا تنقمع النفس عنها بالتأديب واستدلوا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 368)، والترمذي (2263)، وابن حبان (527)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2603). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (3/ 1301) رقم (5799) عن جابر.

بحديث: "كل مولود يولد على الفطرة" وقال آخرون: الناس خلقوا من الطينة وهم كدر العالم فهم بذلك أشرارًا بالطبع لكن فيهم أخيارًا بالتأديب ومنهم من لا ينتقل عن الشر مطلقًا واستدلوا بقوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [العصر:2, 3] (حم ن ك) (¬1) عن أبي سعيد) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب عام تبوك وهو مسند ظهره إلى راحلته فذكره. 2844 - "ألا أخبركم بأيسر العبادة وأهونها على البدن الصمت وحسن الخلق". ابن أبي الدنيا في الصمت عن صفوان بن سليم مرسلاً. (ألا أخبركم بأيسر العبادة) أي أسهلها. (وأهونها على البدن الصمت) أي الإمساك عن الكلام الذي لا خير فيه لما علم من أن التكلم بالخير خير من السكوت. (وحسن الخلق) وأيسرهما من حيث أن كل واحد منهما كف. (ابن أبي الدنيا في الصمت (¬2) عن صفوان بن سليم مرسلاً) قال الحافظ العراقي (¬3): رجاله ثقات وقد أخرجه مسندًا أبو الشيخ عن أبي ذر بسند ضعيف. 2845 - "ألا أخبركم عن الأجود الله الأجود الأجود وأنا أجود ولد آدم وأجودهم من بعدي رجل علم علمًا فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة واحدة ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتى يقتل". (ع) عن أنس. (ألا أخبركم عن الأجود) الأكرم الأسمح. (الله الأجود الأجود) كرره لإفادة أنه لا جود كجوده كيف لا؟ وهذا الذي تفضل بالإيجاد والإمداد وما لا يحيط به قلم الإمداد. (وأنا أجود ولد آدم) لأنه ما سئل عن شيء قط، فقال: لا، وكان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 37)، والنسائي (5/ 83)، والحاكم (2/ 67)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2159)، والضعيفة (3372). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (27)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2158). (¬3) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 64)، وانظر كذلك الترغيب والترهيب (3/ 272).

يعطي عطاء من لا يخاف الفقر؛ ولأنه - صلى الله عليه وسلم - بث كل علم من العلوم للعباد. (وأجودهم من بعدي رجل علم علمًا) من علوم السنة والكتاب. (فنشر علمه) أي بثه إلى العباد بحسن التعليم. (يبعث يوم القيامة أمة واحدة) في الفردوس: أن الأمة هنا الرجل الواحد المعلم للخير المنفرد به. (ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتى يقتل) أو ينتصر قال ابن رجب (¬1): دل هذا على أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أجود الآدميين على الإطلاق كما أنه أعلمهم وأشجعهم وأفضلهم وأكملهم في جميع الأوصاف الحميدة وكان جوده بجميع أنواع الجود من بذل العلم والمال وبذل نفسه لله تعالى في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع إليهم. (ع) (¬2) عن أنس قال المنذري: ضعيف، وقال المنذري وغيره: فيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك الحديث، وأخرجه ابن حبان بقريب من لفظه عن أنس أيضًا ثم قال: منكر باطل، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 2846 - "ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه دعاء ذي النون لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". ابن أبي الدنيا في الفرج (ك) عن أبي سعيد (صح). (ألا أخبركم بشيء) أي بدعاء نافع. (إذا نزل برجل كرب) أي مشقة وجهد والكرب الغم يأخذ بالنفس. (أو بلاء) بالفتح والمد أي محنة. (من أمر الدنيا دعا به ففرج عنه) قال الأزهري وغيره فرج الله الغم: أي كشفه وكأنهم قالوا: بلى، قال: (دعاء ذي النون) أي صاحب الحوت وهو يونس عليه السلام. (لا إله إلا ¬

_ (¬1) انظر: لطائف المعارف (ص 183). (¬2) أخرجه أبو يعلى (2790)، والديلمي في الفردوس (453)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 68)، وأخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 301)، وانظر الموضوعات (3/ 123)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2161).

أنت سبحانك) فيه إثبات الإلهية ونفي الشريك والتنزيه بكل قبيح. (إني كنت من الظالمين) أي مقر لنفسي بظلمي، وهذا قد تضمن الدعاء قال الحسن: ما نجى يونس إلا إقراره على نفسه بالظلم. (ابن أبي الدنيا في الفرج (ك) (¬1) عن أبي سعيد)، رمز المصنف لصحته على الحاكم. 2847 - "ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض ولكاتبها من الأجر مثل ذلك ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه بعثه الله أي الليل شاء سورة أصحاب الكهف". ابن مردويه عن عائشة. (ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها) أي فخامتها وبجالتها وفي الصحاح: التعظيم التبجيل والتفحيم. (ما بين السماء والأرض) أي عظم شأنها وعلو مقدارها عند الله تعالى أو ملأت الملائكة المعظمون لها ما بين السماء والأرض. (ولكاتبها من الأجر مثل ذلك) أي مثل ما بين السماء والأرض من الأجر ولحافظيها بالأولى. (ومن قرأها يوم الجمعة غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى) قيل: من الصغائر. (وزيادة ثلاثة أيام) فتكون عشرة أيام، كأنه ملاحظة أنه من عمل يوم بعشر أمثاله. (ومن قرأ الخمس الأواخر منها عند نومه) أي عند إرادته وهي من قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} [الكهف: 107] إلى آخرها. (بعثه الله) أي أيقظه الله وأهبه. (أي الليل شاء) أي ساعة أرادها. (سورة أصحاب الكهف) قال الحافظ ابن حجر: وذكره ابن عبيد أنه وقع في رواية شعبة كما أنزلت عقيب قوله: "من قرأها" وأدله على المراد أن يقرأها بجميع وجوه القراءات، قال: وفي تأويله نظر، والمتبادر أن المراد يقرأها كلها ¬

_ (¬1) أخرجها بن أبي الدنيا في الفرج (34)، والحاكم (1/ 505)، والنسائي (6/ 168)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2605)، والصحيحة (1744).

بغير نقص حسًا ولا معنى. (ابن مردويه (¬1) عن عائشة) ورواه أبو الشيخ وابن جرير وأبو نعيم والديلمي وروي من طرق أخرى عند ابن الضريس وغيره، لكن قال الحافظ ابن حجر في أماليه: بعضها معضل وبعضها مرسل. 2848 - "ألا أخبركم من تحرم عليه النار غدًا على كل هين لين قريب سهل". (ع) عن جابر (ت طب) عن ابن مسعود. (ألا أخبركم من تحرم عليه النار غدًا) الغد اليوم الذي بعد يومك ويسمى يوم القيامة غدًا لقربه حتى كأنه لا فصل بينه وبين تكلمه. (كل هين) مخففاً من الهون بفتح الهاء السكينة والوقار. (لين) مثله قال ابن الأعرابي: يمدح بهما مخففتين ويذم بهما مثقلتين. (قريب) إلى الناس غير متكبر ولا متعاظم. (سهل) غير صعب الأخلاق ولا بعيد عن حوائج العباد (ع) عن جابر (ت) وقال: حسن غريب (طب) (¬2) عن ابن مسعود)، قال الهيثمي بعد ما عزاه لأبي يعلى: فيه عبد الله بن مصعب الزبيري ضعيف، وقال عقيب عزوه للطبراني: رجاله رجال الصحيح، وقال العلائي: سند هذا أقوى من الأول. 2849 - "ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها". (حم م د ت) عن زيد بن خالد الجهني (صح). (ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته) أي يحملها ليؤديها. (قبل أن يسألها) بالبناء للمجهول فسره مالك لمن عنده شهادة لإنسان لا يعلمها فيخبره أنه شاهد وحمله غيره على شاهد الحسبة فيما يقبل فيه فلا ينافيه خبر شر الشهود ¬

_ (¬1) أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (2595)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2165): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أبو يعلى (1853) عن جابر، والترمذي (2488)، والطبراني في الكبير (10/ 231) رقم (10562)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 75)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2609).

من شهد قبل أن يستشهد مالك. (حم م د ت) (¬1) عن زيد بن خالد الجهني): صحابي مشهور لم يخرجه البخاري. 2850 - "ألا أخبركم بصلاة المنافق أن يؤخر العصر حتى إذا كانت الشمس كثرب البقرة صلاها". (قط ك) عن رافع بن خديج (صح). (ألا أخبركم بصلاة المنافق) أي بكل صلاة يأتيها وعين منها أفضلها؛ لأنها الوسطى في أكثر الأقوال (أن يؤخر العصر حتى إذا كانت الشمس) في لونها وتفرقها. (كثرب البقرة) بمثلثة فساكنة أي شحمها الرقيق الذي يغشى الكرش شبه به لتفرق الشمس عند المغيب ومصيرها إلى موضع دون موضع. (صلاها) تهاونًا بها وإخراجًا لها عن وقتها والمراد بيان أن ذلك من علامات النفاق. (قط ك) (¬2) عن رافع بن خديج) رمز المصنف على الحاكم بالصحة، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 2851 - "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة". (حم د ت) عن أبي الدرداء (صح). (ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة) أي بدرجة في الأجر هي الأفضل من درجات ما ذكر ما علم من شرفها وفضلها. (إصلاح ذات البين) أي إصلاح أحوال بينكم بألفة القلوب واجتماعها وإزالة الشحناء منها وإصلاحكم أحوال بين غيركم إذا فسدت. (فإن فساد ذات البين هي الحالقة) أي الخصلة التي من شأنها أن تحلق الدين وتستأصله كما تستأصل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 115)، ومسلم (1719)، وأبو داود (3596)، والترمذي (2295). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 252)، والحاكم (1/ 195)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2606)، والصحيحة (1745).

الموسى الشعر، وذلك لما ينشأ عن الشحناء والبغضاء من الفساد الذي لا يتناهى ويذهب الأموال والأنفس والأعراض وبالجملة كل فساد في الدين والدنيا فإنه منشأه. (حم د ت) (¬1) عن أبي الدرداء رمز المصنف بالصحة على أبي داود وصححه الترمذي، وقال ابن حجر: سنده صحيح. 2852 - "ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة النبي في الجنة والشهيد في الجنة والصديق في الجنة والمولود في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية العصر في الله في الجنة ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة الودود العؤود التي إذا ظلمت قالت هذه يدي في يدك لأذوق غمضاً حتى ترضى". (قط) في الأفراد (طب) عن كعب بن عجرة. (ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة) أي بأعيان من هو أهلها قطعًا. (النبي) أي كل نبي. (في الجنة والشهيد) كذلك. (في الجنة) ومثلهما ما يأتي في أن اللام للجنس. (والصديق) أي كثير الصدق والتصديق للشرائع. (في الجنة والمولود في الجنة) أي الطفل من أطفال المؤمنين أو غيرهم. (والرجل يزور أخاه) في مرض أو صحة والأخير المراد في الأظهر. (في ناحية العصر) أي جهته أي مصر بلده. (في الله) أي لأجل أمر الله في زيارته ومحبته لذلك. (في الجنة) أي محكوم له بها بزيارته أخاه في النار. (ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة) أي زوجاتكم. (الودود) المتحببة إلى زوجها. (الولود) الكثيرة الولادة. (العؤود) بفتح العين المهملة بزنة ما قبلها أي: التي تعود على زوجها بالنفع. (إذا ظلمت) بالبناء للمجهول أي ظلمها زوجها بنحو تقصير في إنفاق أو جور في قسمة أو نحو ذلك. (قالت) له: (هذه يدي في يدك) أي ذاتي في قبضتك. (لا أذوق غمضًا) أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 444)، وأبو داود (4919)، والترمذي (2509)، وانظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2595).

لا أذوق نومًا أسفاً وقلقًا على غضبك على. (حتى ترضى) عني. (قط) في الإفراد (طب) (¬1) عن كعب بن عجرة)، قال الهيثمي: فيه السري بن إسماعيل متروك، انتهى، وفيه سعيد بن خُثيْم، قال الذهبي: قال الأزدي: منكر الحديث (¬2). 2853 - "ألا أخبركم بأفضل الملائكة جبريل وأفضل النبيين آدم وأفضل الأيام يوم الجمعة وأفضل المشهور شهر رمضان وأفضل الليالي ليلة القدر وأفضل النساء مريم بنت عمران". (طب) عن ابن عباس. (ألا أخبركم بأفضل الملائكة) أي أعظمهم عند الله جاهًا وأكثرهم لديه قدرًا وأوسعهم أجرًا. (جبريل) وهذا نص صريح أنه أفضل من الكل إلا أن المصنف تردد بينه وبين إسرافيل، وقال: لم أقف على نقل إيهما أفضل؟ والآثار متعارضة، انتهى. وقال الإِمام الرازي وغيره في المطالب العالية: إنه تعالى قدمه في الذكر فدل على أفضليته، وذكر له صفات في القرآن كثيرة، وهو صاحب الوحي، والعلم، وإسرافيل صاحب الأرزاق والخيرات النفسانية أفضل من الخيرات الجسمانية؛ ولأنه جعله ثاني نفسه؛ فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين، وسماه روح القدس: ولأنه ينصر أولياؤه، ويقهر أعداؤه؛ ولأنه مدحه بست صفات: إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وذكر أيضاً في تفسيره الكبير: أن أشرف الملائكة جبريل وميكائيل لتخصيصهما بالذكر في قوله تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلاِئكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98] وأن جبريل أفضل من ميكائيل واحتج بما تقدم، وظاهر كلام الزمخشري: أفضلية ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 140) (307)، والأوسط (5648)، والدارقطني في الأفراد كما في أطراف الغرائب (4241)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 312)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2604)، وصححه في الصحيحة (287). (¬2) انظر: المغني في الضعفاء (2373).

جبريل مطلقًا. (وأفضل النبيين آدم) قيل: هذا قبل إعلام الله له بأنه أفضل الرسل. (وأفضل الأيام يوم الجمعة) لما تقدم ويأتي من وجوه فضله، وأنه أفضل من يوم عرفة كما سلف. (وأفضل الشهور شهر رمضان) فإنه أفضل الأشهر ومن الأشهر الحرم. (وأفضل الليالي ليلة القدر) التي هي خير من ألف شهر. (وأفضل النساء مريم بنت عمران) قيل: ثم فاطمة الزهراء، فهي أفضل النساء بعدها، قيل: أنها أفضل الخلق بعده - صلى الله عليه وسلم -، ومن الخلفاء الأربعة، وقال التفتازاني في المقاصد: أفضل الأمة بعد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الخلفاء الأربعة، ورتبهم على ترتيب الخلافة، وأما بعدهم فقد ثبت: أن فاطمة سيدة نساء العالمين (طب) (¬1) عن ابن عباس)، قال الشافعي: فيه نافع بن هرمز، وأبو هرمز وهو ضعيف. 2854 - "ألا أدلك على جهاد لا شوكة فيه حج البيت". (طب) عن الشفاء. (ألا أدلك) بكسر الكاف بضبط المصنف خطابا للمؤنث، وهي: الشفاء لكن ما يأتي في سبب الحديث لا يلائمه، وهي أنها قالت: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أريد الجهاد، فذكره. (على جهاد لا شوكة فيه) أي لا يحتاج فيه إلى سلاح تعده. (حج البيت) أي حجك البيت فإنه في الثواب يقوم مقام ثواب الحج وهذا حيث لم يحج فرضه أو حيث لا يتعين عليه جهاد ويأتي في الحاء المهملة زيادة تحقيقه. (طب) (¬2) عن الشفاء) بفتح الشين وتشديد الفاء تحتانية، قال الهيثمي: فيه الوليد بن أبي ثور ضعفه أبو زرعة وجماعة، وزكاه شريك. 2855 - "ألا أدلك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنة؟ تقول لا حول ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 160) رقم (11361)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2157)، والضعيفة (446): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 314) رقم (792)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 206)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2611).

ولا قوة إلا بالله فيقول الله أسلم عبدي واستسلم". (ك) عن أبي هريرة). (ألا أدلك على كلمة من تحت العرش) قال الطيبي: إن الظرف صفة كلمة ويجوز كون من ابتدائية أي: ناشئة من تحت العرش، أو بيانية أي: كائنة من تحت العرش ومستقرة فيه، ومن الثانية في قوله: (من كنز الجنة) بيانية وإذا قيل بأن الجنة تحت العرش والعرش سقفها جاز كونه من كنز الجنة بدلاً من تحت العرش. (تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله) أي هذه الكلمة التي لها ذلك الشأن. (فيقول الله: أسلم عبدي واستسلم) أي فوض أمر الكائنات إلى الله، واستسلم: انقاد بنفسه له مخلصًا، فإن لا حول نفي التدبير للكائنات وإثباته لله تعالى، ونفي القوة عن كل كائن انقياد له تعالى. (ك) (¬1) عن أبي هريرة)، وقال: صحيح: ولا أحفظ له علة، وأقره الذهبي، وقال ابن حجر (¬2): سنده قوي، لكن قال الحافظ العراقي في أماليه: قد أعل بالاختلاف فيه على عمرو بن ميمون، ولا مؤاخذة على الحاكم فيه، إنما نفى حفظه. 2856 - "ألا أدلك على غراس هو خير من هذا؟ قال: تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، تغرس لك بكل كلمة منها شجرة في الجنة". (هـ ك) عن أبي هريرة (صح). (ألا أدلك على غراس) الخطاب لأبي هريرة - رضي الله عنه -؛ لأنه قال مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أغرس، فذكره. (هو خير من هذا) وكأنه قال: دلني. قال: (تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، تغرس لك بكل كلمة) تحتمل كل حرف ويحتمل كل جملة. (منها شجرة في الجنة) قد أفاد هذا ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 21)، والبيهقي في الشعب (193)، وفي الدعوات الكبير (رقم 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2614). (¬2) قاله في فتح الباري (11/ 501).

الحديث فضل هذه الكلمات، وأنها خير من الدنيا، وغراسها، وأشجارها، وتقدم الكلام فيه غير مرة. (هـ ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته على الحاكم، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 2857 - "ألا أدلك على باب من أبواب الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله". (حم ت ك) عن قيس بن عبادة (صح). (ألا أدلك) يا قيس بن سعد. (على باب من أبواب الجنة) تدخل منه. (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنها لما تضمنته توصل قائلها إلى الجنة، والباب ما يتوصل منه إلى المقصود، قال أبو البقاء: يحتمل أن موضع لا حول: الجر بدلاً من باب، والنصب بتقدير: أعني، والرفع بتقدير هو. (حم ت ك) (¬2) عن قيس بن عبادة)، قال: دفعني أبي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أخدمه، فمر بي وقد صليت فضربني برجله، وقال: ألا أدلك، وذكره قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرطهما، وأقره الذهبي، ورمز المصنف لصحته. 5858 - "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط". مالك (حم م ت ن) عن أبي هريرة (صح). (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا) أي يمحوها من صحائف أعمال العباد أو يمحو ما قدره عليها من العقاب. (ويرفع به الدرجات) في الجنان أو في الدنيا بالذكر الجميل وفي الآخرة بالأجر الجزيل. (إسباغ الوضوء) أي إتمامه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3807)، والحاكم (1/ 693)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2613). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 422)، والترمذي (3581)، والحاكم (4/ 290)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2610)، والصحيحة (1746).

واستكمال أعضائه. (على المكاره) أي متجلدًا على المكاره مستعلياً عليها، جمع مكرهة، بمعنى: الكره والمشقة، أي: إسباغه حال كراهة فعله لمشقته لشدة برده، أو علة يتأذى معها بمس الماء، أو لأعوازه وتحمل المشقة في طلبه وابتياعه بثمن غال، ونحو ذلك، وفيه أن الأجور على المشقات. (وكثرة الخطى إلى المساجد) لبعدها فالأبعد أفضل أو تكرر الذهاب والمجيء إليها وإن كانت قريبة. (وانتظار الصلاة) الجماعة أو الفرادى. (بعد الصلاة) أي ارتقابها ولو في منزله. (فذلكم) أي ما ذكر (الرباط) أي: المرابطة لمنعه إتباع النفس الشهوات، فيكون جهاد أكبر، أو الرباط الميسر الذي يأتي لكل أحد، وأصل الرباط ملازمة العدو مأخوذ من الربط، وهو الشد، والمعنى: أن هذه الأشياء هي التي يسد بها طرق الشيطان إلى النفس، ويقهر الهوى، ويمنعها من كيد عدوها في الدين، قال فيما ذكر إلمام بمعنى الحديث: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" لإتيانه باسم الإشارة الدال على بعد منزله المشار إليه في مقام التعظيم وارتفاع الرباط المحلى بلام الجنس خبرًا لاسم الإشارة، كما في قوله تعالى: {الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: 1، 2] ولذلك كرره في قوله: (فذلكم الرباط فذلكم الرباط) اهتمامًا به وتعظيمًا لشأنه وتخصيصًا بالثلاثة؛ لأن الأعمال المذكورة في الحديث ثلاثة. (حم م ت ن) (¬1) عن أبي هريرة)، ورواه عنه الشافعي أيضًا. 2859 - "ألا أدلك على أشدكم أملككم لنفسه عند الغضب". (طب) في مكارم الأخلاق عن أنس. (ألا أدلكم على أشدكم) أي أكثركم شدة في نفسه وملكًا لها. (أملككم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 303)، ومسلم (251)، والترمذي (51)، والنسائي (1/ 143).

لنفسه عند الغضب) فيحكم لجامها، ويزم لسانه، ويكف جوارحه؛ لأن من لم يملك نفسه عند الغضب، كان في قهر الشيطان وأسره ذليل ضعيف يطير به الشيطان كل مطار. (طب) (¬1) في مكارم الأخلاق عن أنس) قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوم يرفعون حجرًا، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قالوا: يريدون الشدة، فذكره، قال الهيثمي: فيه شعيب بن سنان، وعمران القطان، وثقهما ابن حبان، وضعفهما غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. 2860 - "ألا أدلكم على الخلفاء مني، ومن أصحابي، ومن الأنبياء قبلي: هم حملة القرآن، والأحاديث عني وعنهم في الله ولله". السجزي في الإبانة، (خط) في: شرف أصحاب الحديث، عن علي. (ألا أدلكم على الخلفاء مني ومن أصحابي ومن الأنبياء قبلي هم حملة القرآن) أي حافظوه العاملون به (و) حملة: (الأحاديث عني وعنهم) أي عن الأنبياء والأصحاب. (في الله) في ابتغاء ثوابه. (ولله) أي: لأجل رضاه، وذلك أن الخليفة من يخلف غيره من قبله في إبلاغ ما تحمل، والأنبياء يحملون عن الله الشرائع، ويحملها عنهم أصحابهم فهم خلفهم، وخلف الأصحاب والأنبياء من سلك مسلكهم، ولزم طريقهم في إبلاغ أمانة الله، كما يحمل لأجل الله، لا لجاه يكسبه، ولا لمال سائله. (السجزي في الإبانة (خط) (¬2) في: شرف أصحاب الحديث، عن علي - رضي الله عنه -، ورواه أبو نعيم والديلمي باللفظ المذكور. 2861 - "ألا أرقيك برقية رقاني بها جبريل، تقول: بسم الله أرقيك، والله ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (37)، وأخرجه الديلمي في الفردوس (850) عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2162)، والضعيفة (3359). (¬2) أخرجه السجزي في الإبانة كما في الكنز (28772)، والخطيب في شرف أصحاب الحديث (14)، والديلمي في الفردوس (476)، وانظر مفتاح الجنة للسيوطي (1/ 67)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2163)، والضعيفة (2375): موضوع.

يشفيك من داء يأتيك، من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد". (هـ ك) عن أبي هريرة (صح). (ألا أرقيك) بفتح الهمزة، وسكون الراء: من رقاه، والخطاب لأبي هريرة - رضي الله عنه -. (برقية) أي أعوذك بتعويذه، يقال: رقيته أرقيه، رقيًا: عوذته. (رقاني بها جبريل) والمراد: ألا أعلمك، بدليل قوله: (تقول: بسم الله أرقيك، والله يشفيك من داء يأتيك، من شر النفاثات في العقد) النفوس أو الجماعات السواحر اللاتي يعقدن عقدًا في خيوط وينفثن عليها، والنفث: النفخ مع ريق. (ومن شر حاسد إذا حسد) أي: إذا عمل بمقتضاه من نفي الحواسد للمحسود؛ لأنه إذا لم يظهر أثر ما أضمره فلا ضرر يعود منه على المحسود، بل هو الضار لنفسه، لاغتمامه بشرور غيره، (ترقي بها) من تريد من نفسك، أو غيرك، وظاهره: أنه يقول لنفسه هكذا بلفظ الخطاب، كما يقوله لغيره وفيه شرعية الرقية. (ثلاث مرات) فإن بهذا العدد سر لا يعلمه إلا الله تعالى. (هـ ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف على الحاكم بالصحة، وسببه قال أبو هريرة: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يعودني فذكره. 2862 - "ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب الله الشر ربي لا أشرك به شيئًا". (حم د هـ) عن أسماء بنت عميس. (ألا أعلمك) بكسر الكاف خطابًا لمؤنث بخط المصنف. (كلمات تقوليهن عند الكرب) هو ما يدهم الإنسان ويأخذ بنفسه فيحزنه ويغمه. (الله الله ربي لا أشرك به شيئًا) وتقدم أنها تقال ثلاث مرات، وذلك أن الكروب ترد على النفوس من آثار الذنوب، وأدران الشهوات، فإذا جليت بكلمة التوحيد مع الإخلاص، والإقرار بالإلهية، ونفي الشريك غسلت تلك الأوساخ وأذهبت ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3524)، والحاكم (2/ 541)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2166)، والضعيفة (3356).

تلك الكروب وأنارت القلب. (حم د هـ) (¬1) عن أسماء بنت عميس) بمهملتين مصغر، وهي امرأة أبي بكر - رضي الله عنه -، وتزوجها أمير المؤمنين علي السلام عليه بعده. 2863 - "ألا أعلمك كلمات لو كان عليك مثل جبل صبير دينًا أداه الله عنك قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك ". (حم ت ك) عن علي (صح). (ألا أعلمك كلمات لو كان عليك) من الدين. (مثل جبل صبير) بباء موحدة فمثناة تحتية بعد المهملة، قيل: إنه جبل باليمن، وقيل: الذي باليمن بغير موحدة، وأما بالموحدة، فهو جبل بطي، وقيل: الحديث ورد في رواية على: "صير" بدون موحدة، وفي رواية معاذ: "صبير"، كذا قيل، ووجد بخط المصنف: صير، بمثناة تحتية، وفتح الصاد، وقوله: (دينًا) قال الطيبي: يحتمل أنه تمييز عن اسم كان لما فيه من الإيهام، وعليك خبره مقدم عليه، وأن يكون دينًا خبر كان، وعليك حال من المستتر في الخبر، والعامل معنى الفعل المقدر. (أداه الله عنك) أي أنقذك من مذلته، وأخرجه من ذمتك. (قل: اللهم اكفني بحلالك عن حرامك) أي: قنعني بالحلال عن طلب الحرام أو سق إلى منه ما لا أحتاج معه إلى الحرام. (واغنني بفضلك عمن سواك) حتى لا أحتاج إلي مخلوق ولا أنزل ضري بعبد، وفيه أنه ينبغي للعالم أنه يذكر قبل إلقائه للمتعلم ما ينبهه على إصغاء سمعه لما يلقيه فيكون أوقع في نفسه، وأحفظ، ويقبل عليه أتم إقبال وفيه أن الاستغناء عن العباد مراد لله تعالى. (حم ت ك) (¬2) عن علي) رمز المصنف على الحاكم بالصحة، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 369)، وأبو داود (1525)، وابن ماجة (3882)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2632). (¬2) أخرجه الترمذي (3563)، والحاكم (1/ 538)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2625).

صحيح، وأقره الذهبي. 2864 - "ألا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله تعالى همك، وقضى عنك دينك؟ قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، وأعوذ بك من العجز، والكسل، وأعوذ بك من الجبن، والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين، وقهر الرجال". (د) عن أبي سعيد (صح). (ألا أعلمك كلامًا إذا قلته أذهب الله تعالى) ببركاته وبركات التوسل إليه به. (همك وقضى عنك دينك) بتيسير أسباب القضاء وإطابة نفس الغريم وإطابة نفسك بقضائه. (قل إذا أصبحت وإذا أمسيت) أي: إذا دخلت في الصباح والمساء. (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن) الهم: هو في المتوقع والحزن في الماضي. (وأعوذ بك من العجز والكسل) العجز: عدم التفات النفس في الخير، وقلة الرغبة فيه مع القدرة، والعجز: قيد القدرة، قيل والعجز: هو التأخر عن الشيء من العجز، وهو مؤخر الشيء، وللزومه الضعف والقصور عن الإتيان بالشيء استعمل في مقابلة القدرة واشتهر فيها، والكسل: التثاقل عن الشيء مع وجود القدرة. (وأعوذ بك من الجبن) أي ضعف القلب. (والبخل) الشح عن الواجب وعما يلام تاركه. (وأعوذ بك من غلبة الدين) استيلاؤه وكثرته. (وقهر الرجال) أي غلبتهم أي يغلبون بأذاهم إياي في غير حق، قال الطيبي: من مستهل الدعاء إلى قوله: "والجبن" يتعلق بإزالة الهم، والآخر بقضاء الدين، فقوله: "قهر الرجال" إما أن يكون مضافاً إلى الفاعل أي: قهر الدين إياي وغلبته علي بالتقاضي وليس معه ما يقضي دينه، أو إلى المفعول بأن لا يكون معه أحد يعاونه على قضاء دينه من رجاله وأصحابه انتهى. (د) (¬1) عن أبي سعيد) قال ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1555)، وانظر فيض القدير (3/ 112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2169).

دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ما لي أراك جالسًا هنا في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون، فذكره، قال الرجل: ففعلت ذلك، فأذهب الله همي وغمي وقضى ديني، ورمز المصنف لصحته، قال المناوي: فيه عتبان بن عوف بصري ضعيف. 2865 - "ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر الله لك، وإن كنت مغفورًا لك؟ قل: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين". (ت) عن علي ورواه (خط) بلفظ: "إذا أنت قلتهن وعليك مثل عدد الذر خطايا غفر الله لك". (ألا أعلمك) يا علي. (كلمات إذا قلتهن غفر الله لك) ذنوبك. (وإن كنت) من دون أن تقولهن. (مغفورًا لك) فإن قيل: فأي فائدة فيهن؟ قلت: المراد أنه لو كان غير مغفور له لبلغ من أجرها أن يغفر له وهو حيث هو مغفورًا له يكون أجرها موفرًا له فهو إعلام بعظم أجرها. (قل: لا إله إلا الله العلي العظيم) الذي لا يعاجل عبده بالعقوبة. (لا إله إلا الله الحليم الكريم) المفضل على جميع عباده إفضالاً يقصر عنه بيان كل إنسان. (لا إله إلا الله سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم) فقد جمع فيه أنواع الكلمات من التوحيد، وإثبات صفة العلو والعظمة له بالنظر إلى ذاته وصفاته، وإثبات صفة الحلم والكرم بالنظر إلى عباده، وتنزيهه عن كل قبيح، وإثبات ربوبيته للسماوات والعرش المتصف بالعظمة قد اشتمل على إثبات صفاته الحسنى وكمالاته العلى. (الحمد لله رب العالمين). (ت) عن علي) - رضي الله عنه - ورواه عنه الحاكم وقال: على شرطهما، وأقره الذهبي، وقال ابن حجر في فتاويه: أخرجه النسائي بمعناه وسنده صحيح،

وأصله في البخاري من طريق أخرى، ورواه الخطيب - (خط) (¬1) - بلفظ: "إذا أنت قلتهن وعليك مثل عدد الذر" النمل، "خطايا غفر الله لك") ورواه بهذا الطبراني، قال الهيثمي: وفيه حبيب بن حمزة الزيات وهو ضعيف. 2866 - "ألا أعلمك خصلات ينفعك الله تعالى بهن إذا عملت بهن؟ عليك بالعلم؛ فإن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله, والعمل قيمه، والرفق أبوه، واللين أخوه، والصبر أمير جنوده". الحكيم عن ابن عباس. (ألا أعلمك خصلات ينفعك الله تعالى بهن إذا عملت بهن؟ عليك بالعلم) أي: الزمه طلبًا وتحصلاً وإفادة واستفادة. (فإن العلم خليل المؤمن) أي: جليسه الذي يغنيه عن كل جليس؛ ولأنه الذي يدله على كل خير ويصرفه عن كل شر كالجليس الصالح الدال على الخير الناهي عن الشر (والحلم وزيره) كأنه قال: وعليك بالحلم، أي: بالتخلق به، والتدرب في اكتسابه، والحلم: سعة الصدر وطيب النفس، فإذا اتسع الصدر وانشرح بالنور أبصرت النفس رشدها من غيها وعواقب الخير والشر وطابت، ويحتمل: أن المراد وزيره العلم الذي يدبر صاحبه في حسن العمل به. (والعقل دليله) أي دليل المؤمن إلى كل ما فيه صلاحه يهدي لمحاسن الصفات. (والعمل) الصالح. (قيمة) أي الذي يقوم بأمره فيه تطييب محياه ومماته {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97]. (والرفق) في الأمور كلها فإنه ما دخل في شيء إلا زانه. (أبوه) مربيه كما يربيه أبوه ويرجع إليه كما يرجع الإنسان إلى أبيه. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3504)، والنسائي في الكبرى (5/ 114)، وفي عمل اليوم والليلة (640)، وانظر فضائل الصحابة (2/ 616 رقم 1053)، والخطيب في تاريخه (9/ 356)، والطبراني في الكبير (5/ 192) رقم (5060)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2621).

(واللين) هو ضد الشدة في الأمور كلها حبيب يحمد. (أخوه) يتقوى به ويشد به ظهره، وهو خلاف الطيش والحدة والغضب، فإنها أعدى عدو للمرء توقعه فيما يكره. (والصبر أمير جنوده)؛ فإنه الذي يصرفه في الأمور كلها ويحتاج إليه في كل فعل وترك ويصرف جوارحه فيما ينفعها ويقعدها عما يضرها، فإذا لم يكن ثم صير بقي القلب أسير النفس لم يعقل، والعلم والحلم والرفق واللين هي وجميع جنوده وتصرفت النفس في العبد تصرف الصبي بالكرة، وهذا حديث جليل يشتمل على صفات الخير التي ينبغي للمؤمن التحلي بها. (الحكيم (¬1) عن ابن عباس). 2867 - "ألا أعلمك كلمات من يرد الله به خيراً يلهمن إياه ثم لا ينسيه أبدًا؟ قل: اللهم إني ضعيف فقدِّ في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير بناصيتي، واجعل الإِسلام منتهى رضاي، اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني". (طب) عن ابن عمرو (ع ك) عن بريدة (صح). (ألا أعلمك كلمات من يرد الله به خيراً يلهمن إياه) فيه قلب أي يعلمه إياهن لأن المعلم اسم المفعول لا يكون إلا عن تدرك ولكنه انقلب أيهن بسرفهن قد صرن يعقلن ويردن الإنسان لعلمهن. (ثم لا ينسيه) إياهن (أبدًا) ليداوم على الدعاء بهن. (قل: اللهم إني ضعيف) خلق الإنسان من ضعف ثم يعود إلى الضعف ولا يدفع ضعفه إلا بتقوية الله له بإعانته، فالإخبار الإعلام بإنزال الحاجات بالرب القوي؛ فإن من أقر بضعفه فقد أنزل حاجاته بمولاه. (هو في رضاك ضعفي) أي: اجعل ضعفي قوة، وهو بفتح الضاد وضمها خلاف القوة والصحة حسيًا، كان ذلك كضعف الجسد أو معنويًا كضعف الرأي أو قلة ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2168).

الاحتمال. (وخذ إلى الخير) إلى فعله والإتيان به. (بناصيتي) أي جرني إليه ودلني عليه. (واجعل الإِسلام منتهى رضاي) عامة وأقصاه. (اللهم إني ضعيف) كرره لأنه لا يتم عمل إلا بإزالة الضعف. (فقوني) أي في رضاك. (وإني ذليل) مستهان عند العباد. (فأعزني) بطاعتك ومما تلقيه إلى القلوب من إعزازي. (وإني فقير فارزقني) أي ابسط لي في رزقي أو بالقنوع بما خولتني، فقد اشتمل على طلب قوة الأبدان في رضاه بأشرف الأديان، وسؤال الدلالة على الخير دلالة قوية حتى كأنه مجرورًا إليها جرًا والإقرار بالذلة وسؤال العز وبالفقر وسؤال الغنى فقد أحاط بأشرف صفات الدين والدنيا. (طب) عن ابن عمرو (ع ك) (¬1) عن بريدة)، رمز المصنف لصحته على الحاكم، ولكن قال الهيثمي: فيه أبو داود الأعمى وهو متروك، وفي محل آخر: واه ضعيف، انتهى، وقال غيره: كذاب. 2868 - "ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع من علمته: صلي ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى: بفاتحة الكتاب، ويس وفي الثانية: بفاتحة الكتاب، و (حم) الدخان، وفي الثالثة: بفاتحة الكتاب، وبـ (الم تنزيل) السجدة، وفي الرابعة: بفاتحة الكتاب، وتبارك المفصل، فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله تعالى، وأثن عليه, وصل على النبيين، واستغفر للمؤمنين، ثم قل: "اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدًا ما أبقيتني وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام، والعزة التي لا ترام، أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن: تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، وأسألك أن تنور بالكتاب بصري، وتطلق به لساني، وتفرج ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الدعاء (8)، وفي الأوسط (6585)، والحاكم (1/ 527)، وانظر المجمع (10/ 182)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2171)، والضعيفة (3358، 4061): موضوع.

به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني، وتقويني على ذلك، وتعينني عليه؛ فإنه لا يعينني على الخير غيرك ولا يوفق له إلا أنت فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمسًا أو سبعًا تحفظه بإذن الله تعالى، وما أخطأ مؤمنًا قط". (ت طب (صح) ك) عن ابن عباس وأورده ابن الجوزي في الموضوعات فلم يصب. (ألا أعلمك كلمات) وسببه أن عليًا عليه السلام شكى إليه - صلى الله عليه وسلم - تفلت القرآن من قلبه فقال له: "ألا أعلمك كلمات" والمراد بها: أي أفعال وأقوال، إلا أنه لما كان يعبر عن الأفعال بالأقوال قال: "كلمات" أو تغليب لها. (ينفعك الله بهن) أي بسببهن. (وينفع) أي الله أو الكلمات. (من علمته صلي ليلة الجمعة) في أي ليلة وفي أي حين، إلا أنه في الترغيب والترهيب: أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان ليلة الجمعة، فإن استطعت أن تقوم ثلث الليل الأخير؛ فإنها ساعة مشهودة، والدعاء فيها مستجاب، وقد قال أخي يعقوب عليه السلام: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي} [يوسف: 98] يقول: حين تأتي ليلة الجمعة؛ فإن لم تستطع فقم في وسطها؛ فإن لم تستطع فقم في أولها. (أربع ركعات) ظاهره متصلات لا فصل بينها بقعود ولا تسليم. (تقرأ في الركعة الأولى: بفاتحة الكتاب) أي متوسلاً، ولذا عداه بالحرف. (ويس) بعد الفاتحة كما هو الأصل وإن كان الواو لا تفيد ترتيبًا. (وفي الثانية: بفاتحة الكتاب، (حم) الدخان) كما قرأت في الأولى (وفي الثالثة: بفاتحة الكتاب وبـ: (الم تنزيل) السجدة) أي سورة السجدة: وهي سورة الجرر، وفيه دلالة على أنه يجوز تقديم المؤخر من السور وتأخير المقدم في الركعات وأنه ليس ببدعة. (وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل) أي التي من المفصل لإخراج تبارك الفرقان. (فإذا فرغت من التشهد) لم يأمره به؛ لأنه قد علم أن من تمام الصلاة به. (فاحمد الله، وأثن عليه) بما يستحق من المحامد، والثناء ظاهره أنه يأتي قبل السلام. (وصل على النبيين) أجمعين وفيه شرعية الصلاة عليهم في الصلاة. (واستغفر

للمؤمنين) والمؤمنات. (ثم قل: اللهم ارحمني بترك المعاصي) الباء سببية أي: ارحمني بسبب ترك المعاصي، والإضافة إلى الفاعل أو بتركك عقابي بالمعاصي التي أتيت بها أو للمصاحبة أي: رحمة تصاحب تركي بعصمتك لي عنها، أو تركك عقابي بعفوك. (أبدًا ما أبقيتني) أي مدة بقائي في دار الدنيا وهذا التقييد يناسب الأول من المصاحبة ويحتمل ما أبقيتني في دار الدنيا والآخرة. (وارحمني من أن أتكلف ما لا يعنيني) من عناه بالمهملة أي أهمه، وتقدم فيه الكلام (وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني) أي: إحساني النظر في الإتيان بما يرضيك (اللهم بديع السماوات والأرض) أي: مبدعها. (ذا الجلال والإكرام) أي: العظمة والإكرام لعباده بإحسانه، أو المستحق؛ لأن يكرم لا بعلمه وكمالاته. (والعزة التي لا ترام) أي لا يرومها أحد إذ هي عزة ذاتية، ورفعة تقاصرت عنها الهمم إدراكًا كيف منالاً. (أسألك يا الله يا رحمن) بعد ثنائه عليه، وإظهار افتقاره وسؤاله مطلوبه متوسلاً إليه بصفات جلاله. (بجلالك) أي متوسلاً به إليك. (ونور وجهك أن تلزم) من ألزمه. (قلبي حفظ كتابك كما علمتني) إياه، قال الشارح: الظاهر تعقل معانيه ومعرفة أسراره، وأن قوله: "كما علمتني" يشير إلى: أنه يدعو بذلك وهو حافظ له. قلت: وهو خلاف ما دل عليه سببه، فالأولى أن المراد بما "علمتني": ما أهلتني له من التعلم وما علمتني من أنه من كلامك الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، أو "ما علمتني": من تلاوته نظرًا، أو"ما علمتني": منه؛ لأنه يريد حفظه عن ظهر قلبه جميعًا، ففي الترغيب والترهيب: أنه قال ابن عباس - رضي الله عنه -: "فوالله ما لبث علي - رضي الله عنه - خمسًا أو سبعًا حتى جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مثل ذلك المجلس، فقال يا رسول الله: إني كنت فيما خلا آخذ الأربع آيات، أو نحوهن، فإذا قرأته على نفسي تفلتن، وأنا اليوم أتعلم أربعين آية أو نحوها فإذا قرأتها

فكأنما كتاب الله بين يدي ... " الحديث. (وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني) من تدبر معانيه، وتحسين الصوت بتلاوته والتباكي عند قراءته. (وأسألك أن تنور بالكتاب بصري) أي تزيدني فيه نورًا بسبب كتابك. (وتطلق به لساني) عند تلاوته فلا أتلعثم عندها. (وتفرج به كربي) كل همومه وغمومه بسبب كتابك (وتشرح به صدري) توسعه بسبب تلاوته. (وتستعمل به بدني وتقويني على ذلك) أي ما ذكر من السبع الخلال المطلوبة. (وتعينني عليه) بما يرزقني من النشاط والرغبة والهمة في ذلك. (فإنه لا يعينني على الخير) أي على كسبه. (غيرك ولا يوفق له إلا أنت) فلذا أفردتك بالسؤال واستجديتك هذه الخلال. (فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمسًا) إن لم تنفع في الثلاث. (أو سبعًا) فإنه يحصل النفع مطلقًا. (تحفظه بإذن الله تعالى، وما أخطأ) أي: ما ذكر. (مؤمنًا قط). (ت طب ك) (¬1) رمز المصنف على الطبراني بالصحة عن ابن عباس، وأورده ابن الجوزي في: "الموضوعات" فلم يصب في إيراده فيها؛ لأن غايته أنه ضعيف، قال الحافظ المنذري: طرق هذا الحديث جيدة، ومتنه غريب جدًا، والله أعلم. 2869 - "ألا أنبئك بشر الناس: من أكل وحده, ومنع رفده، وسافر وحده، وضرب عبده, ألا أنبئك بشر من هذا: من يبغضر الناس ويبغضونه ألا أنبئك بشر من هذا: من يخشى شره، ولا يرجى خيره، ألا أنبئك بشر من هذا: من باع آخرته بدنيا غيره, ألا أنبئك بشر من هذا: من أكل الدنيا بالدين". ابن عساكر عن معاذ. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3570)، والطبراني في الكبير (11/ 368) رقم (12036)، والحاكم (1/ 461)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 235)، والموضوعات (3/ 175)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2172)، والضعيفة (3373): منكر.

(ألا أنبئك بشر الناس من أكل وحده) بخلاً وشحًا، أو تكبرًا أن يأكل معه أولاده وأهله. (ومنع رفده) بالكسر عطاءه وصلته. (وسافر وحده) لأنه شيطان كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه من صفات الشياطين. (وضرب عبده) لغير جرم أو لجرم؛ فإنه وإن جاز له ضربه لكن العفو أفضل. (ألا أنبئك بشر من هذا) والمراد بشر الناس في الأول ليس على إطلاقه بل شرهم في تلك الأمور. (من يبغض الناس) فإن الله قد أمر بالتحاب والمؤاخاة. (ويبغضونه) لأنه يدل على أنه لا يحب في الملأ الأعلى. (ألا أنبئك بشر من هذا) وممن قبله بالأولى. (من يخشى شره ولا يرجى خيره) لأنه لا خير حينئذ أصلاً. (ألا أنبئك بشر من هذا) ومن الأوليين أيضًا كذلك. (من باع آخرته بدنيا غيره) أي بتحصيل الدنيا للغير فإنه شر من الكل؛ لأنه فوت الدين في شيء لا يعود عليه نفعه فهو أخسر الناس صفقة؛ فإنه خسر الدارين. (ألا أنبئك بشر من هذا) ومن الذي قبله. (من أكل الدنيا بالدين) أي الذي جعل الدين آلة لتحصيل الدنيا فبائع آخرته بدنيا غيره ما جعل الدين وصلة إلى الدنيا بل ترك الأمرين وأما هذا فعكس ما أمر الله به وما جعله سببًا لنيل الآخرة يجعله له سببًا لنيل الدنيا فكان كالمضاد لله المستهزئ بشرعه الغالب لنهيه ولأمره فلا غرو كان شرًا من بائع آخرته بدنيا غيره. واعلم: أن لفظ الناس في صدر الحديث مخصص بما بعده، فكأنه قيل: شر الناس ما عدا من يذكر، أو المراد بهم: بعضهم من العام المراد به الخصوص. (ابن عساكر (¬1) عن معاذ)، ورواه الطبراني من حديث: ابن عباس، وضعفه المنذري. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (51/ 133) والحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (1070)، والطبراني في الشاميين (1432)، وعبد بن حميد (675) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2173).

2870 - "ألا أنبئكم بخياركم خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله ". (حم هـ) عن أسماء بنت يزيد. (ألا أنبئكم بخياركم) أيها المؤمنون. (الذين إذا رؤوا ذكر الله) لما فيهم من سيما التقوى وظهور الخشية لله من حسن الهيئة والسكينة، ولكونه مذكرًا بالله بنطقه، وهيئته، وحركته، وسكونه، وتقدم معناه مرارًا. (حم هـ) (¬1) عن أسماء بنت يزيد): أنصارية صحابية جليلة، قال الهيثمي: فيه شهر بن حوشب وثقة غير واحد، وضعف، وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح. 2871 - "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم: ذكر الله". (ت هـ (صح) ك) عن أبي الدرداء. (ألا أنبئكم بخير أعمالكم) أفضلها. (وأزكاها عند مليككم) أنماها فالأول أفضل في نفسها، والثاني أنها تنمو عنده تعالى وتزكوا. (وأرفعها) أي: أكثرها رفعة. (في درجاتكم) منازلكم في الجنة. (وخير لكم من إنفاق الذهب) قال الطيبي: مجرور عطف على خير أعمالكم من حيث المعنى؛ لأن المعنى: ألا أنبئكم بما هو خير لكم من بذل أموالكم وأنفسكم. (والورق) الفضة. (وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم) تقتلوهم ويقتلوكم ثم عينه بعد التشويق إليه وحث الأنفس على الإقبال عليه بقوله. (ذكر الله) أي هو ذكر الله، وهي استئنافية بيانية، كأنه قيل: ما هو؟ ففيه بيان أن ذكر الله تعالى أفضل العبادات وأشرفها ورأس الذكر كلمة: "لا إله إلا الله" فهي الكلمة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 459)، وابن ماجة (4119)، وانظر المجمع (8/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2174).

العليا والذكر الأسنى، قال ابن حجر: المراد هنا الذكر الكامل وهو ما اجتمع فيه: ذكر اللسان والقلب بالفكر واستحضار عظمة الرب تعالى، وهذا لا يعدله شيء من فضيلة الجهاد، وغيره وليس هذا بالنسبة إلى ذكر اللسان المجرد، وقيل: بل هذا محمول على أن الذكر كان أفضل للمخاطبين به، ولو خوطب به شجاع باسل حصل به نفع في الإِسلام في القتال، قيل له: الجهاد أو الغنى الذي ينتفع به، قيل له: الصدقة أو القادر على الحج، قيل: الحج أو من له أصلان، قيل له: برهما وبه يحصل التوفيق بينَ الأخبار. (ت هـ ك) (¬1) عن أبي الدرداء عويمر)، رمز المصنف على ابن ماجه بالصحة، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي ورواه أحمد أيضًا قال الهيثمي: وإسناده حسن. 2872 - "ألا يا رب نفس طاعمة ناعمة والدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة ناعمة يوم القيامة, ألا يا رب مكرم لنفسه في الدنيا وهو لها مهين، ألا يا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم، ألا يا رب متخوض ومتنعم فيما أفاء الله على رسوله ما له عند الله من خلاق ألا وإن عمل الجنة حزن بربوة، ألا وإن عمل النار سهل بسهوة، ألا يا رب شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً". ابن سعد (هب) عن أبي البجير. (ألا يا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا) أي: يا قوم قليل من الأنفس أو كثير مشغولة بلذاتها من المطاعم والملابس. (جائعة عارية يوم القيامة) لإذهابها طيباتها في الحياة الدنيا، وهو إعلام على أنه من توسع في لذات الدنيا يضيق عليه الحال في الآخرة. (ألا يا رب نفس جائعة عارية في الدنيا) زهدًا فيها ورغبة عن زينتها وزخرفها. (طاعمة ناعمة يوم القيامة) جزاء لها بما قدمت، وفيه أنه قد ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3377)، وابن ماجة (3790)، والحاكم (1/ 496)، وأحمد (5/ 195)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2629).

يكون بعض العباد منعمًا في الدارين إذا كان ممن ينفق من حلال، وأعطى النعمة حقها من شكرها، ومواساة عباد الله منها. (ألا يا رب مكرم لنفسه في الدنيا) بإبلاغها هواها وترفعه عن الشرائع ومقتضاها. (وهو لها) بذلك. (مهين) فإنه يبعده عن الله عَزَّ وَجَلَّ ويوجب له حرمانه. (ألا يا رب مهين لنفسه) بكسرها من الترفع وهضمها عن طلب العلو. (وهو لها مكرم) عند خالقها وبارئها في دار الدنيا والآخرة فمن أهانها في الدنيا عزت في الآخرة، وإياه أراد من قال: صبرت على بعض الأذى خوف كله ... ودافعت عن نفسي بنفسي فعزّت وجرعها المكروه حتى تجرعت ... ولو حملته حمله لاشمأزت فياربّ عزٍّ ساق للنفس ذلةً ... ويارب نفسٍ بالتذلل عزّتِ (ألا يا رب متخوض ومتنعم فيما أفاد الله على رسوله) أي: في مال الله الذي عينه لأعيان مصارفه. (ما له عند الله من خلاق) أي: من نصيب في الآخرة لاستيفائه حظ نفسه في الدنيا، فعلى المتصرف في الأموال العامة إذا أراد سلوك منهج السلامة الاقتصار على الكفاف وكف يده عن التبسط والأخذ بالعفاف كما كان من الخلفاء لمن عرف سيرهم (ألا وإن عمل الجنة) أي العمل الموصل إليها. (حزن) هو بالحاء المهملة مفتوحة وسكون الزاي: ضد السهل من الأرض. (بربوة) بضم الراء وتفتح المكان المرتفع، سميت ربوة لأنها ربت فعلت أي أنه عمل عسير في محل عال ففيه مشقة العمل ومشقة محله. (ألا وإن عمل النار) الموصل إليها. (سهل بسهوة) بالسين المهملة مفتوحة: الأرض اللينة البرية، شبه المعصية على مرتكبيها بأرض سهل الأخروية فيها؛ وذلك لأن النفس والشهوة تسهل ذلك، وعمل الجنة تعسره النفس، وما يعاضدها من الشيطان. (ألا يا رب شهوة ساعة) كنظرة إلى محرم توقع في فعل كثير. (أورثنا

حزنًا طويلًا) هو الخلود في العذاب، ويحتمل: أن المراد شهوات الدنيا كلها، فإنها ساعة في جنب الآخرة، فالحازم العامل يأخذ لنفسه من الدنيا لقصد الحاجة لا لقصد اللذة، ويأخذ لأهله ولغيره بالحاجة واللذة لا بالتطاول، وفي الحديث أعظم زاجر عن متابعة الشهوات، وأبلغ حث في حفظ الجوارح واللسان وهو من جوامع الكلم. (ابن سعد (هب) (¬1) عن أبي البجير) بموحدة فجيم، فمثناة تحتية فراء: صحابي له حديث قاله الذهبي (¬2)، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس، وعزاه المنذري إلى ابن أبي الدنيا وضعفه. 2873 - "إياك وكل أمر يعتذر منه". الضياء عن أنس. (إياك) منصوب بمضمر لا يجوز إظهاره, وكذا ينصب كل اسم بعده بعد حرف العطف؛ لأنه محذر منه. (وكل أمر يعتذر منه) أي احذر إتيان كل أمر من قول أو فعل يوجب الاعتذار، إما معصية توجب الاعتذار بالتوبة عنها، أو فعل يوجب الاعتذار من الناس، أو قول، فالحديث جامع للمنع عن كل ما يقتضي الاعتذار وإطلاق ما لا عذر فيه، وأخرج أحمد عن سعد بن عبادة أنه قال لابنه: "إياك وما يعتذر منه من القول والعمل وافعل ما بدا لك". (الضياء (¬3) عن أنس) قال: قال رجل: يا رسول الله، أوصني وأوجز، فذكره، ورواه الديلمي في مسند الفردوس بهذا اللفظ، قال الحافظ بن حجر في زهر الفردوس للحافظين: وسنده حسن، وأخرج البخاري في تاريخه، وأحمد، والطبراني بسند حسن عن سعد بن عبادة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 423)، والبيهقي في الشعب (1461)، والقضاعي في الشهاب (1423)، وانظر: الترغيب والترهيب (3/ 101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2181)، والضعيفة (2386): ضعيف جداً. (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 150) رقم (1746). (¬3) أخرجه الضياء في المختارة (2199)، والديلمي في الفردوس (1755)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2671) وفي السلسلة الصحيحة (354) (1421).

الأنصاري، وله صحبة موقوفاً: انظر إلى ما يعتذر منه من القول أو الفعل فاجتنبه (¬1). 2874 - "إياك وما يسوء الأذن". (حم) عن أبي الغادية وأبو نعيم في المعرفة عن حبيب بن الحارث (طب) عن عمه العاص بن عمرو الطُّفاوي". (إياك) بكسر الكاف خطاب لمؤنثة. (وما يسوء الأذن) قال - صلى الله عليه وسلم - ذلك ثلاثاً، والمراد: احذر النطق بكلام يسوء غيرك إذا سمع عنك ذلك، فإنه يوجب التنافر، والتقاطع، والعداوة، وربما أوقع في الشرور. (حم) (¬2) عن أبي الغادية) بغين معجمة بخط المصنف قال: خرجت أنا وحبيب بن الحارث، وأم العلاء مهاجرين إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت المرأة: أوصني، فذكره، (أبو نعيم في المعرفة عن حبيب بن الحارث) قلت: يا رسول الله: أوصني، فذكره، وفيه العاص بن عمر الطفاوي قال في الإصابة: العاص مجهول (طب) عن عمه العاص بن عمر الطفاوي) بضم الطاء نسبة إلى طفاوة بطن من قيس غيلان، قال حدثتني عمتي قالت: دخلت مع ناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: حدثني حديثًا ينفعني الله به، فذكره قال الهيثمي: العاص بن عمر الطفاوي مستور، انتهى، وقال السخاوي (¬3): هذا مرسل والعاص لا صحبة له, وقال شيخي يعني ابن حجر: مجهول، لكنه ذكره ابن حبان في الثقات. 2875 - "إياك وقرين السوء فإنك به تعرف". ابن عساكر عن أنس. (إياك وقرين السوء فإنك به تعرف) أي تشتهر بما اشتهر به قال: وقارن إذا قارنت حرًا فإنما ... يزين ويزرى بالفتى قرناؤه ¬

_ (¬1) انظر: الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (ص: 7). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 76)، وأبو نعيم في المعرفة (2/ رقم 2175)، وبرقم (6942)، وابن سعد في الطبقات (8/ 312)، وانظر قول الهيثمي المجمع (8/ 95)، والمقاصد الحسنة (ص: 77)، وكشف الخفاء (1/ 326)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2191)، والضعيفة (2475). (¬3) المقاصد الحسنة (ص: 227).

(ابن عساكر (¬1) عن أنس). 2876 - "إياك والسمر بعد هدأة الرجل فإنكم لا تدرون ما يأتي الله في خلقه" (ك) عن جابر (صح). (إياك والسمر) السمر بفتح الميم من المسامرة: وهي الحديث بالليل، ورواه بعضهم بسكون الميم. (بعد هدأة) بفتح الهاء. (الرجل) أي سكون الأقدام عن الاختلاف وفي نسخة: "الليل " بدل: "الرجل". (فإنكم لا تدرون ما يأتي الله في خلقه) أي ما يحدثه من آياته التي قد تفزع المستيقظ. (ك) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبي. 2877 - "إياك والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين". (حم (صح) هب) عن معاذ. (إياك والتنعم) في المأكل والملبس (فإن عباد الله) الذين هم عباده المستحقون الإضافة لذاته. (ليسوا بالمتنعمين) أن التنعم بالمباح، وإن كان جائزًا لكنه يدعو إلى الإنس بالدنيا والاسترسال فيها، وقد يجر إلى الحرام؛ لأن الحلال في الأغلب لا يتسع للتنعم. (حم هب) (¬3) عن معاذ) رمز المصنف على أحمد بالصحة، وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات، ومثله قال المنذري. 2878 - "إياك والحلوب". (م هـ) عن أبي هريرة (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 354) وعزى الأبيات إلى محمَّد بن علي الذهبي، وانظر: فيض القدير (3/ 118)، وكشف الخفاء (1/ 319)، والمجمع (10/ 226)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2190)، والضعيفة (847) موضوع. (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 284)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2670)، والصحيحة (1752). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 243)، والبيهقي في الشعب (6178)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 250)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2668)، وصححه في الصحيحة (353).

(إياك) أيها المضيف لنا. (والحلوب) أي احذر أن تذبح لنا شاة ذات در قاله - صلى الله عليه وسلم - لأبي التيهان الأنصاري لما أضافه فأخذ الشفرة وذهب ليذبح له وفيه قصة طويلة ونهاه عن ذات الحلب رفقًا به وإبقاء لنفعه بها وفيه أنه ينبغي للمضاف التخفيف عمن أضافه والإشارة بما يخف عليه وأنه ليس من الفضول والتعرض لما لا يعني كما قيل. (م هـ) (¬1) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري وأخرجه الترمذي في الشمائل مطولاً. 2879 - "إياك والخمر فإن خطيئتها تفرع الخطايا كما أن شجرتها تفرغ الشجر". (هـ) عن خباب (صح). (إياك والخمر) أي شربها. (فإن خطيئتها) أي إثمها. (تفرع) بضم المثناة الفوقية وتشديد الراء وعين مهملة. (الخطايا) أي يطول وتكثر الذنوب أي يزيد عليها ويعلوها أو يكثر فروعها؛ لأنه من شرب زنا، كما يأتي أنه يقع على أمه وخالته إلا أن قوله: (كما أن شجرتها) أي الكرمة. (تفرغ الشجر) أي يطول عليها يناسب الأول وضبط بفتح المثناة وتخفيف الراء. (هـ) (¬2) عن خباب) وهو ابن الأرت، رمز المصنف لصحته إلا أن فيه الوليد بن مسلم وسبق أنه ثقة مدلس. 2880 - "إياك ونار المؤمن لا تحرقك وإن عثر كل يوم سبع مرات فإن يمينه بيد الله إذا شاء أن ينعشه أنعشه". الحكيم عن الغار بن ربيعة. (إياك ونار المؤمن) أي النار التي يكون سببها المؤمن بأذيته في دم أو عرض أو مال. (لا تحرقك) فإنها سريعة إلى من آذاه كأنها مختطفة وهي نهي عن المسبب والمراد النهي عن السبب لكنه أبرز في قالب الإخبار لأنه أبلغ في التحذير فإنه: (وإن عثر كل يوم سبع مرات) أريد التكثير لا التحديد بإتيانه بما ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2038)، وابن ماجة (3180)، والترمذي في الشمائل (235). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3372)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2189).

لا يحل. (فإن يمينه بيد الله) أي أنه تعالى لا يكله إلى نفسه بل يأخذ بيده ويلهمه تدارك هفواته (إذا شاء أن ينعشه) من أنعشه أي ينهضه ويقوي جانبه. (أنعشه) والمراد لا تهاون بالمؤمن وإن عثر، ووقع منه ما لا يليق بإيمانه فإنه يوفقه الله أن يخرجه عن سيئاته التي هبط بها ولذا سمي تداركه إياه إنعاشًا له. (الحكيم (¬1) عن الغار) بالغين المعجمة والراء ابن ربيعة، قال الشارح: لم أر في الصحابة فيما وقفت عليه من اسمه ذلك فلينظر (¬2). 2881 - "إياكم والطعام الحار فإنه يذهب بالبركة وعليكم بالبارد فإنه أهنأ وأعظم بركة". عبدان في الصحابة عن بولا (ض). (إياكم والطعام الحار) احذروا أكله حارًا حتى يبرد. (فإنه) أي أكله حارًا. (يذهب بالبركة) أي ببركة الطعام لأنه لا يمري صاحبه فإنه يأكله وهو مشغول بأذية حره فلا يدري ما أكل. (وعليكم بالبارد فإنه أهنأ) لآكله. (وأعظم بركة) من الحار إن قلت: قوله يذهب بالبركة يقضي أنه لا بركة فيه واسم التفضيل هنا يقضي بأنه فيه بركة. قلت: أراد بقوله يذهب بالبركة بمعظمها. (عبدان) (¬3) تثنية عبد (في الصحابة عن بولا) بموحدة غير منسوب (¬4) وفي حاشيته من المقابل على خط المصنف بالمثناة الفوقية قال ابن حجر: في إسناد هذا الحديث مجهول، كذا أورده أبو موسى في الموحدة لكن ذكره عبد الغني في المؤتلف بمثناة فوقية وهو الصواب (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 238)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2192). (¬2) انظر: فيض القدير (3/ 130)، وجاء ذكره في الإصابة (4/ 681)، وتاريخ دمشق (34/ 177). (¬3) انظر الإصابة (1/ 332)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2201). (¬4) انظر ترجمته: في أسد الغابة 1/ 248 والإصابة 1/ 167. (¬5) انظر: المؤتلف للأزدي (1/ 82)، والمؤتلف والمختلف للدارقطني (1/ 258) واسمه: عبد الله بن بولا أو تولا، وقال ابن ماكولا في الإكمال (1/ 369)، وانظر كذلك المشتبه للذهبي (ص: 104).

2882 - "إياكم والحمرة فإنها أحب الزينة إلى الشيطان". (طب) عن عمران بن حصين. (إياكم والحمرة) أي الثياب ونحوها المصبوغة بالأحمر القاني. (فإنها أحب الزينة إلى الشيطان) يعني أنه يحب هذا اللون ويرضاه والعباد مأمورون بتجنب ما يحبه. واعلم: أن الأكثر على حرمة لباس الثياب الحمر وهذا من أدلة ذلك. (طب) (¬1) عن عمران بن حصين)، قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين في أحدهما يعقوب بن خالد بن نجيح البكري العبدي لم أعرفه وفي الآخر بكر بن محمَّد يروي عن سعيد بن شعبة وبقية رجالهما ثقات. 2883 - "إياكم وأبواب السلطان فإنه قد أصبح صعبًا هبوطًا". (طب) عن رجل من سليم. (إياكم وأبواب السلطان) اجتنبوها ولا تقربوها. (فإنه قد أصبح صعبًا) شديدًا. (هبوطًا) بفتح الهاء فموحدة، أي: منزلاً مهبطًا لدرجة من لازمه عند الله مذلة له في الدنيا والآخرة، قال الشارح: هبوطًا بالهاء هو ما ثبت في نسخ الجامع، والذي وقفت عليه في البيهقي والطبراني: "حبوطًا" بحاء مهملة، أي: يحبط العمل والبركة عند الله تعالى، قال الديلمي وروي: "خبوطًا" بخاء معجمة، والخبط أصله: الضرب والخبوط البعير الذي يخبط بيديه على الأرض، والحديث تحذير عن القرب من السلطان وقد تواتر معناه. (طب) (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 148) رقم (317)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 130)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2198)، والضعيفة (1717). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 72) رقم (2699)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 246)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2672).

عن رجل من سليم) يعني به أبا الأعور السلمي، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 2884 - "إياكم ومشارة الناس فإنها تدفن الغُرَّةَ, وتظهر العُرَّة". (هب) عن أبي هريرة. (إياكم ومشارة الناس) في رواية: "مشاررة" بفك الإدغام مفاعلة من الشر أي لا يفعل بهم شرًا تحوجهم إلى أن يفعلوا لك مثله. (فإنها تدفن الغُرَّةَ) بغين معجمة مضمومة، والغُرّة: السدرة الحسن والعمل الصالح تشبيه بغرة الفرس أي: تدفن الأمر الذي هو في غاية الوضوح. (وتظهر العرة) بعين مهملة مكسورة وراء مشددة أي: المعايب والمساوئ وفي اللسان (¬1) للحافظ بخطه: العورة بدل الغرة، والمراد أن مشاررة الناس تبعث إلى أن يرفعوا محاسنك الظاهرة ويظهروا مساوئك ومعايبك فلا تشاورهم. (هب) (¬2) عن أبي هريرة) وتعقبه البيهقي بما نصه: بأنه تفرد به الوليد بن سلمة الأردني وله من أمثال هذا أفرادًا لم يتابع عليها انتهى، وقال الذهبي في الضعفاء (¬3): الوليد تركه الدارقطني، ورواه الطبراني أنفاً، قال الهيثمي: ورجاله ثقات إلا أن شيخ الطبراني محمَّد بن الحسن بن هديم لم أعرفه. 2885 - "إياكم والجلوس على الطرقات، فإن أبيتم إلا المجالس فاعطوا الطريق حقها: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر". (حم ق د) عن أبي سعيد (صح). ¬

_ (¬1) انظر: لسان الميزان (3/ 133). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (8220)، والطبراني في الصغير (1055)، والقضاعي في الشهاب (956)، وانظر المجمع (8/ 75)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2214). (¬3) انظر المغني (2/ 772).

(إياكم والجلوس في الطرقات) يعني السبل المسلوكة؛ لأن الجالس فيها متعرض لرؤية ما يكره أو سماع ما لا يحل أو الاطلاع على العورات ومعاينة المنكرات وغير ذلك مما قد يضعف القاعد فيها عن إزالته. (فقالوا: ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: فإن أبيتم إلا المجالس) أي إن أبيتم إلا الجلوس فيها (فاعطوا الطريق حقها) الواجب الذي على القاعد وهو. (غض البصر) مما يحل. (وكف الأذى) بقول وفعل ونحوها. (ورد السلام) الإجابة على من سلم عليكم من المارة. (والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وغير ذلك من: إغاثة الملهوف، وتشميت العاطس، وإرشاد السبيل، وتقدم كل ذلك. (حم ق د) (¬1) عن أبي سعيد)، قال الديلمي: وفي الباب عن أبي هريرة وغيره. 2886 - "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا, ولا تحسسوا, ولا تنافسوا, ولا تحاسدوا, ولا تباغضوا, ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا, ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك". مالك (حم ق د ت) عن أبي هريرة (صح). (إياكم والظن) احذروا اتباع الظن أو سوء الظن بمن ليس أهلاً لإساءة الظن به، والظن تهمة تقع في القلب بلا دليل، قال الغزالي (¬2): وهو حرام كسوء القول لكن لست أعني به إلا عقد القلب وحكمه على غيره بالسوء فالخواطر وحديث النفس فعفو بل الشك عفو أيضًا، والنهي عنه أن يظن، والظن عبارة عما تركن إليه النفس ويميل إليه القلب، وسبب تحريمه أن أحكام القلوب لا يعلمها إلا علّام الغيوب فليس لك أن تعتقد في غيرك سوء إلا إذا انكشف لك بعيان لا يحتمل التأويل فعند ذلك لا تعتقد إلا ما علمته وشاهدته، فإذا لم تشاهده ولم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 36، 47)، والبخاري (2465)، ومسلم (2121)، وأبو داود (4815). (¬2) انظر: إحياء علوم الدين (3/ 150).

تسمعه ثم وقع في قلبك؛ فإن الشيطان يلقيه إليك فينبغي أن تكذبه فإنه أفسق الفساق. (فإن الظن) من غير دليل. (أكذب الحديث) أي حديث النفس؛ لأنه إنما يلقيه الشيطان وكلما كان من عنده فهو أكذب شيء في الكون أو أكذب ما تحدثون إن حدثتم به (ولا تجسسوا) بالجيم أي لا تعرفوا أخبار الناس بلطف كالجاسوس، قال الزمخشري (¬1): التجسس التعرف لأحوالهم وهتك الستر حتى ينكشف لك ما كان مستورًا عنك ويستثنى منه ما لو تعين طريقًا لإنقاذ محترم من هلاك أو نحوه كان بخبر ثقة؛ فإن فلانًا خلا برجل ليقتله أو بامرأة ليزني بها فيشرع التجسس كما نقله النووي عن الأحكام السلطانية وأقره. (ولا تحسسوا) بحاء مهملة أي لا تطلبوا الشيء بالحاسة كاستراق السمع وإبصار الشيء خفية، وقيل: الأول التخفض عن عورات الناس وبواطن أمورهم بنفسه أو بغيره، والثاني: أن يتولاه بنفسه، وقيل الأول: تختص بالشر، والثاني: أعم. (ولا تنافسوا) بفاء وسين مهملة من المنافسة، وهي: الرغبة في الشيء والانفراد به، قال القاضي: التنافس أن تريد هذا على هذا وذاك على ذاك في البيع، وقيل: المراد من الحديث النهي عن إغراء بعضهم بعضًا على الشر والخصومة. (ولا تحاسدوا) أي لا يحسد بعضكم بعضًا، قال ابن القيم (¬2): الفرق بينه وبين المنافسة أنه يرغب في الأمر المتنافس فيه ليلحق صاحبه أو يجاوزه فهي من شرف النفس وعلو الهمة وكبر القدر، والحسد خلق نفس ذميمة وصفة ساقطة ليس فيها حرص على الخير. (ولا تباغضوا) تعاطوا أسباب البغضاء. (ولا تدابروا) أي لا يولي كل إنسان الآخر دبره، قال في المعارضة: التدابر أن يولي كل منهما الآخر دبره محسوسًا بالأبدان ومعقولاً بالعقائد والأذى والأحوال. ¬

_ (¬1) المصدر السابق (3/ 153). (¬2) انظر: الروح لابن القيم (1/ 251).

(وكونوا عباد الله إخوانًا) أي اكتسبوا من الخلال ما تصيرون به إخوانًا. (ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه) بكسر الخاء؛ لأنه من أعظم ما يورث التباغض (حتى ينكح) فيترك ضرره أو يترك فيحل له أن يخطبها والنهي للتحريم. مالك (حم ق د ت) (¬1) عن أبي هريرة). 2887 - "إياكم والتعريس على جواد الطرق، والصلاة عليها؛ فإنها مأوى الحيات، والسباع، وقضاء الحاجات عليها فإنها الملاعن" (هـ) عن جابر. (إياكم والتعريس) أي: النزول لآخر الليل لنوم ونحوه. (على جواد الطرق) بتشديد الدال المهملة جمع جادة وهي معظم الطريق والمراد نفسها (والصلاة عليها) أي الطرق؛ فإنه منهي عنها. (فإنها مأوى الحيات والسباع) فلا تتعرضوا لها فتؤذيكم بل تجنبوها وجوبًا أو ندبًا سدًا لذريعة ما يضركم. (وقضاء الحاجات عليها فإنها الملاعن) أي المحلات التي تحمل على لعنكم وشتمكم مع كونها أيضًا مأوى الحيات والسباع إلا أن هو علل بما هو أشد ضررًا وهو الدعاء عليه بالإبعاد من الرحمة ويحتمل أنه ما علل بالأولى؛ لأنه لا يخاف شر الحيات والسباع إلا مع إطالة الإقامة كالتعريس والصلاة لا قضاء الحاجة فهي ساعة حقيقة. (هـ) (¬2) عن جابر، قال المنذري: رواته ثقات، لكن قال مغلطاي في شرح ابن ماجه: هذا حديث معلل بأمرين: الأول: ضعف عمرو بن سلمة أحد رجاله؛ فإن يحيى ضعفه، وابن معين قال: لا يحتج به، الثاني: أن فيه انقطاعًا، لكن رواه البزار مختصرًا بسند على شرط مسلم ورواه الطبراني أيضًا ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1616)، وأحمد (2/ 287)، والبخاري (6064)، ومسلم (2563)، وأبو داود (4917)، والترمذي (1988). (¬2) أخرجه ابن ماجة (329)، والطبراني في الكبير (20/ 365) رقم (852)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 81)، وشرح سنن ابن ماجة (1/ 28)، وتلخيص الحبير (1/ 105)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 257)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2673).

[2/ 228] قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح. 2888 - "إياكم والوصال، إنكم لستم في ذلك مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقين، فاكفلوا من العمل ما تطيقون". (ق) عن أبي هريرة (صح). (إياكم والوصال) أي مواصلة الصوم وهو نوعان: من سحر إلى سحر، قال ابن القيم (¬1): وهو جائز، قيل: والأفضل عدمه ووصال الأيام ذات العدد، وقيل وهو محرم لهذا النهي ونحوه، وقد بسط ابن القيم ذلك في زاد المعاد، قالوا: فإنك تواصل قال: (إنكم لستم في ذلك مثلي) أي على صفتي ومنزلتي من ربي. (إني أبيت) وفي رواية: "أظل" والمراد منهما الزمن كله؛ لأنه يعبر بهما عنه ويخبرهما على الدوام. (يطعمني ربي ويسقين) اختلف في هذا الإطعام هل هو حقيقي؟ أو لا؟ فقيل: حقيقي؛ لأنه حقيقة اللفظ، ورد بأنه لو كان حقيقة إطعامًا لما كان مواصلاً - صلى الله عليه وسلم - ولما كان جوابًا لمن قال له ذلك إنك تواصل، ولقال لم أواصل إني أطعم وأسقى، فالأصح أن المراد به التلذذ بالمناجاة والاغتذاء بما يعرض على قلبه من المعارف فإنه أنفع من غذاء الأبدان، قال ابن القيم (¬2): إنه الصحيح وبه يعرف التجربة لمن له أدنى تجربة وذوق يعلم استغناء الجسم بغذاء الروح والقلب عن كثير من الغذاء الحيواني ولا سيما المسرور الفرحان الظافر بمطلوبه الذي قد قرت به عينه بمحبوبه وتنعم بقربه والرضا عنه وإلطاف محبوبه وهداياه وتحفة تصل إليه كل وقت ومحبوبه حفي به معتن بقربه ومكرم له غاية الإكرام مع المحبة التامة أفليس في هذا أعظم غذاء لهذا المحب؟ إلى آخر كلامه. (فاكفلوا من العمل ما تطيقون) هو بيان لوجه حكمة النهي وهو حذف العمل في العبادة والتقصير فيما هو أهم وأرجح من وظائف الدين من ¬

_ (¬1) زاد المعاد (2/ 30). (¬2) زاد المعاد (2/ 30).

القوة في أمر الله والخضوع في فرائضه والإتيان بحقوقها الظاهرة والباطنة وشدة الجوع ينافيه ويحول بين المكلف وبينه. (ق) (¬1) عن أبي هريرة). 2889 - "إياكم وكثرة الحلف في البيع؛ فإنه ينفق السلعة، ثم يمحق". (حم م ن هـ) عن أبي قتادة (صح). (إياكم وكثرة الحلف في البيع) أي احذروا الحلف في البيع عند تنفيق السلعة أو شرائها والنهي عن الكثرة لا مفهوم له فإن القليل أيضًا محرم لكنه خرج على الغالب وقيل بل النهي عن الكثرة يؤذن بأن المراد النهي عن إكثار الأيمان ولو صادقة؛ لأن الكثرة مظنة الوقوع في الكذب. (فإنه) أي الحلف. (ينفق السلعة) لأنه يدعو إلى الرغبة فيها. (ثم يمحق) بفتح حرف المضارعة أي يذهب بركة البيع وفي هذا التعليل الاتصاف بما ترى بذكر المصلحة والمفسدة، قال الطيبي: وثم للتراخي في الزمن يعني وإن نفقت اليمين السلعة؛ فإنها تذهب بالبركة مآلاً ويحتمل أنها للتراخي في الرتبة، أي أن محق البركة أبلغ من الإنفاق والمراد من محق البركة عدم النفع به دينًا ودنيا حالاً أو مآلاً أو أعم. (حم م ن هـ) (¬2) عن أبى قتادة) الأنصاري ولم يخرجه بهذا اللفظ البخاري. 2890 - "إياكم والدخول على النساء". (حم ق ت) عن عقبة بن عامر (صح). (إياكم والدخول على النساء) أي على الأجانب؛ لأنه مظنة وذريعة إلى المعصية ويدخل الخلو بالأجنبية بالأولى، وهذا من باب سد الذرائع إلى الحرام، وتمام الحديث قالوا يا رسول الله: أرأيت الحمو؟ وهو أخو الزوج أو قريبه، قال - صلى الله عليه وسلم -: (الحمو الموت) أي دخوله على زوجة أخيه نسبة الموت في ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1965)، ومسلم (1103). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 301)، ومسلم (1607)، والنسائي (7/ 246)، وابن ماجة (35).

الاستقباح والمفسدة, فهو محرم شديد التحريم وهذا نحو قولهم: الأسد الموت، أي أنه يقضي لقاؤه إلى الموت، والمراد موت الدين، وإنما بالغ بهذا التشبيه لتساهل الناس في ذلك حتى كأنه ليس بأجنبي، وقد بالغ مالك في هذا الباب حتى منع خلوة المرأة بابن زوجها وإن كانت جائزة؛ لأن موقع ذلك من الرجل ليس كموقعه من أمه؛ لأن ذلك قد استحكمت فيه النفرة العادية. (حم ق ت) (¬1) عن عقبة بن عامر) وأخرجه غير من ذكر. 2891 - "إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا". (د ك) عن ابن عمرو (صح). (إياكم والشح) أي عدم الإفضال بالمال أو هو عام رديف البخل أو أشد منه ويجر إلى كل شر فلذا علله بقوله: (فإنما هلك) أي في دينه أو في ماله أو فيهما. (من كان قبلكم بالشح) أي بسببه لأنه. (أمرهم بالبخل فبخلوا) فيه أن الشح صفة نفسية يصدر عنها البخل وهو الإمساك عن الإنفاق بسببه وبأمره. (وأمرهم بالقطيعة للرحم فقطعوا) وبه ينقطعوا عن رحمة الله. (وأمرهم بالفجور) أي الانبعاث في المعاصي بجمع المال وإمساكه. (ففجروا) أو بالزنا فزنوا فقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه تفرع عن الشح البخل بالحقوق ومنعها وقطيعة الرحم وخصه مع دخوله في الأول لما علم من زيادة الأهمية به، والفجور يحصل عنه شر الترك وشر الفعل جميعًا، وبه هلاك الدين والدنيا، قال الماوردي: ينشأ عن الشح من الأخلاق المذمومة أربعة أخلاق وإن كان ذريعة إلى كل خلق مذموم: الحرص، والشره، وسوء الظن، ومنع الحقوق، فالحرص: شدة الكدح والجهد في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 149، 153)، والبخاري (5232)، ومسلم (2172)، والترمذي (1171).

الطلب، والشره: استقلال الكفاية والاستكثار لغير حاجة وهذا فرق ما بين الحرص والشره، وسوء الظن: عدم الثقة بمن هو أهل لها، والخاتمة منع الحقوق؛ لأن نفس البخيل لا تسمح بفراق محبوبها ولا تنقاد إلى ترك مطلوبها ولا يذعن الحق ولا يجيب إلى إنصاف، وإذا أتى الشح إلى ما ذكر من هذه الصفات المذمومة والشيم اللئيمة ولم يبق معه خير موجود ولا صلاح مأمول. (د ك) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته على الحاكم، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 2892 - "إياكم والفتن؛ فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف". (هـ) عن ابن عمر. (إياكم والفتن) أي بالخوض فيها فاحذروه. (فإن وقع اللسان فيها) بالخوض والتهيج لشرها وفتح بابها. (مثل وقع السيف) في الإثم وإياكم وإحداث الفتن؛ فإنه يعم شرها من خاض بلسانه فيها ويصير كمن خاض بسيفه فادفعوا شرها قبل الوقوع فيها. (هـ) (¬2) عن ابن عمر) فيه محمَّد بن الحارث ضعفوه. 2893 - "إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب". (د) عن أبي هريرة (صح). (إياكم والحسد) هو كما قيل قلق النفس من رؤية النعمة على الغير وهو اعتراض على الحق ومعاندة له ومجاذبة لنقض ما فعله وإزالة فضله عمن هو أهله له ومن ثمة قال (فإن الحسد) ووضع الظاهر موضع المضمر زيادة في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1698)، والحاكم (1/ 415)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2678) والصحيحة (1462). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3968)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2205)، وقال في الضعيفة (2479): ضعيف جداً.

تهجينه وإبانة لقبحه والتحذير منه (يأكل الحسنات) أي يذهبها ويمحو أثرها. (كما تأكل النار الحطب) لأنه يفضي بصاحبه إلى اغتياب المحسود وشتمه وقد يتلف ماله أو يسعى في سفك دمه وقبحه من حيث ما ينشأ عنه لا من حيث حدوثه في النفس فإنه لا يمكن دفعه أن لا يحدث إنما الواجب عند حدوثه دفع النفس وكف الجوارح عن الإتيان بما يحرم ويجر إليه ولا يخفى ما في تشبيهه بالنار من الإشارة إلى أنه إلتهاب في القلب من نار الغيظ ولذا قيل: اصبر على كيد الحسود ... فإن صبرك قاتله النار تأكل نفسها ... إن لم تجد ما تأكله (د) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، إلا أنه رواه إبراهيم بن أسيد عن جده وجده لم يسم وذكر البخاري إبراهيم في تاريخه الكبير (¬2) وذكر له هذا الحديث، وقال: لا يصح. 2894 - "إياكم والغلو في الدين؛ فإنما هلك من كان قبلكم من الأمم بالغلو في الدين". (حم ن هـ ك) عن ابن عباس (صح). (إياكم والغلو في الدين) وهو التشديد فيه ومجاوزة الحد في العمل والبحث عن غوامض الأشياء والكشف عن عيبها وغوامض متعبداتها في العلم. (فإنما هلك من كان قبلكم من الأمم بالغلو في الدين) قال هذا الحديث غداة العقبة عندما أمرهم بالرمي بمثل حصى الخذف، قال ابن تيمية (¬3): هذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقاد والأعمال، والغلو مجاوزة الحد بأن يزاد في مدح الشيء ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4903)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2197) والسلسلة الضعيفة (1902). (¬2) انظر: التاريخ الكبير (1/ 272 - 273). (¬3) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 106).

أو ذمه على ما يستحق ونحو ذلك، والنصارى أكثر غلواً في الاعتقاد والعمل من سائر الطوائف، وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن بقوله: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا في دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ} [المائدة: 77] وسبب هذا اللفظ العام رمي الجمار وهو داخل فيه مثل الرمي بالحجارة الكبيرة على أنه أبلغ من الصغار ثم علله بما يقتضي أن مجانبة هديهم مطلقًا أبعد عن الوقوع فيما به هلكوا، فإن المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه الهلاك انتهى، ولا يعارض ما تقدم من أنهم هلكوا بالشح؛ لأنه أريد بالهالكين بالشح غير الهالكين بالغلو أو لأن الغلو مما يدخل تحت الشح من حيث أنه مبالغة في الحرص على العمل أو الاعتقاد أخرجه عن هدي أشرف العباد - صلى الله عليه وسلم -. (حم ن هـ ك) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته على النسائي، قال ابن تيمية (¬2): إنه إسناد صحيح على شرط مسلم. 2895 - "إياكم والنعي؛ فإن النعي من عمل الجاهلية". (ت) عن ابن مسعود (صح). (إياكم والنعي) بفتح النون فسكون المهملة وهو الإخبار بالموت وندب الميت. (فإن النعي من عمل الجاهلية) كانوا إذا مات منهم ذو قدر ركب إنسان فرسًا، ويقول: نعاي بزنة نَزال اسم فعل فلانًا أي أنعيه وأظهر خبر موته فنهي عن هذا، فإن قلت: فدعاء الناس بحضور تجهيزه ودفنه؟ قلت: أما هذا فليس من المنهي عنه ضرورة وأنه من باب التعاون على البر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 347)، والنسائي (5/ 268)، وابن ماجة (3029)، والحاكم (1/ 466)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2680)، والصحيحة (1283). (¬2) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 106).

والتقوى والإتيان بما يجب إنما النهي متوجه إلى الصورة التي كانت تفعلها الجاهلية ويعم صعود المنارات والإعلام بموت من مات هو بعينه نعي الجاهلية كما يفعل في صنعاء اليمن إذا مات عظيم من العظماء. (ت) (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال عبد الحق (¬2): روي مرفوعًا وموقوفاً والموقوف أصح، وتعقبه ابن القطان (¬3) بأنه ضعيف كيف ما كان، وأبان وجهه إلا أن رواية الرفع أضعف وممن بين ضعفه مطلقًا الترمذي نفسه، قلت: فالعجب من المصنف، نعم قد روى الترمذي بسند صحيح نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النعي. 2896 - "إياكم والتعري، فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط، وحين يفضي الرجل إلى أهله فاستحيوهم وأكرموهم". (ت) عن ابن عمر. (إياكم والتعري) أي التجرد عن الثياب وكشف العورة. (فإن معكم من لا يفارقكم) أي من الملائكة كأنه تعليل لمطوي وهو إذا كان الرجل خاليًا، قال - صلى الله عليه وسلم -: "فإن معكم" ويحتمل أن المراد النهي عن التعري عند الناس ومع الانفراد وعلل أحد الأمرين؛ لأنه الخفي، وترك الآخر؛ لأنه معلوم وجهه وقوله: (إلا عند الغائط وحين يفضي الرجل إلى أهله) فإنه قد أبيح لكم التعري وقد أمر الله الملائكة بمفارقتكم عند ذلك. (فاستحيوهم) كما تقدم إتيان ما يقبح ويستحيى منه. (وأكرموهم) بحسن الصحبة. (ت) (¬4) عن ابن عمر) وقال: حسن غريب، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (984)، وانظر علل الدارقطني (5/ 165)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2211). (¬2) انظر: الأحكام الوسطى (3/ 142). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام لابن القطان (3/ 406) رقم (1154). (¬4) أخرجه الترمذي (2800)، وانظر نصب الراية (4/ 247)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2194).

قال ابن القطان (¬1): ولم يبين لم لا يصح؛ وذلك لأن فيه ليث بن أبي سليم، والترمذي يضعفه ويضعف به. 2897 - "إياكم وسوء ذات البين، فإنها الحالقة". (ت) عن أبي هريرة (صح). (إياكم وسوء ذات البين) أي إفساد ذات بينكم بالتخاصم والتشاحن الموجبة للتدابر. (فإنها) أي سوء ذات البين أنث باعتبار ما أضيف إليه. (الحالقة) للدين كما سلف أو الحالقة لكم؛ لأنه يؤثر منها الفتن وسفك الدماء الموجبة لذهابكم نفسًا ومالاً ودينًا. (ت) (¬2) عن أبي هريرة)، وقال: صحيح انتهى، ورمز المصنف لصحته, وفيه عبد الله بن جعفر المخزومي، قال في الضعفاء (¬3): ثقة، وقال ابن حبان: يستحق الترك. 2898 - "إياكم والهوى؛ فإن الهوى يصم ويعمي". السجزي في الإبانة عن ابن عباس. (إياكم والهوى) قال القاضي: الهوى: ميل النفس إلى ما تشتهيه والمراد هنا الاسترسال في الشهوات ومطاوعة النفس في كل ما ترومه وسمي بذلك؛ لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى الداهية وفي الآخرة إلى الهاوية. (فإن الهوى يصم) صاحبه فلا يسمع عذل عاذل، ولا فضح فاضح. (ويعمي) فلا يرى قبح مساوئ ما استرسلت نفسه وهواه، والمراد أنه يكون كالسالب لحاستي السمع والبصر؛ لأن من لم يزجره سمعه وبصره عن قبيح ما يأتيه فكأنه لا سمع له ولا بصر وما ¬

_ (¬1) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 507) رقم (1279). (¬2) أخرجه الترمذي (2508)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2683). (¬3) انظر المغني (1/ 334).

عبدت الأوثان وسفكت الدماء إلا باتباع الأهوية. (السجزي (¬1) في الإبانة عن ابن عباس). 2899 - "إياكم وكثرة الحديث عني: فمن قال علي فليقل حقًا، أو صدقًا ومن تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار". (حم هـ ك) عن أبي قتادة. (إياكم وكثرة الحديث عني) أي الاسترسال فيه فإن الإكثار من الشيء قد يجر إلى خلاف الصواب، ولذا كان يقول علي عليه السلام: لأن أخِرّ من السماء أحب إلى من أن أحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما لم أسمعه, وكان عبد الله بن مسعود قد يقضي السنة ولا يقول: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -، فإذا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل هذا أو نحو هذا أو كذا. (فمن قال علي فليقل حقًا) لا كذب فيه. (أو صدقًا) كأنه شك من الراوي، وقيل: بل الحق غير مرادف الصدق؛ فإن الحق يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب باعتبار مطابقتها للواقع ويقابله الباطل، وأما الصدق فشائع في الأقوال فقط ويقابله الكذب. (ومن تقوّل علي) بالتشديد وهو لا يطلق أن على من قال على الغير ما لم يقله فقوله: (ما لم أقله) زيادة في المبالغة لا أنه جُرد عن تمام معناه. (فليتبوأ مقعده من النار) أي فلينزل مقعده الذي أعده الله له. (حم هـ ك) (¬2) عن أبي قتادة)، قال الحاكم: على شرط مسلم، وله شاهد بإسناد آخر، وأقره الذهبي. 2900 - "إياكم ودعوة المظلوم وإن كان من كافر؛ فإنه ليس لها حجاب دون الله عَزَّ وَجَلَّ". سمويه عن أنس. ¬

_ (¬1) انظر أخرجه السجزي في الإبانة كما في الكنز (7831)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2212). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 297)، وابن ماجة (35)، والحاكم (1/ 111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2684)، والصحيحة (1753).

(إياكم ودعوة المظلوم) هو تحذير من الظلم إلا أنه عبر بالمسبب عن السبب. (وإن كان من كافر فإنه) أي الشأن أو الدعاء يجعل الدعوة في معناه. (ليس لها حجاب دون الله عَزَّ وَجَلَّ) وهو عبارة عن سرعة إجابتها وقد علله في غيره بقوله أن كفره على نفسه (سمويه (¬1) عن أنس) وتقدم معناه ويأتي. 2901 - "إياكم ومحقرات الذنوب؛ فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا ببطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه". (حم طب (صح) هب) والضياء عن سهل بن سعد. (إياكم ومحقرات الذنوب) أي صغائرها لأنها تدعوا إلى كبارها كما أن صغار الطاعات تجر إلى كبارها، قال الغزالي: صغار الذنوب تجر بعضها بعضًا حتى تزول أصل السعادة بهدم الإيمان عند الخاتمة ثم ضرب لها مثلاً زيادة في التحذير وإيضاح شرها. (فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم) أي: كمثل فعل قوم أو قوم على أنه تمثيل غير ملاحظ فيه الأفراد (نزلوا ببطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم) يحتمل أنه تمثيل للجملة من المخاطبين بالجملة من القوم وأنه تحذير لكل فرد من الأفراد عن فرد من محقرات الذنوب؛ لأنها تجتمع من الجملة ذنوب يهلكون بسببها ويمنعون الرحمة من الإعانة والنصر ونحوهما ويحتمل أن المراد تمثل الحال من تأتي المحقرات من الأفراد بحال القوم المذكورين وإنه لا يزال يجمع لنفسه من الذنوب كل حين ما يحصل به إنضاج بدنه بالعذاب قيل ولم يذكر الكبائر لندرة وقوعها من الصدر الأول وشدة تحرزهم عنها فأنذرهم مما قد يتلوثون به. ¬

_ (¬1) أخرجه سمويه كما في الكنز (7616) والقضاعي في الشهاب (960)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2682).

وقلت: بل لأن المحقرات تتساهل بها النفوس والكبائر قد علم الزجر عنها على أنه ليس المراد من المحقرات الصغائر بل كل ما تستحقره النفوس وتراه ليس بجرم فلا يتوب عنه ولا ينزجر عن فعله فالمراد ما عدوه حقيرًا وقد يكون كبيراً في نفسه. (وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه). فإن قلت: إن أريد الصغائر كما قاله فهي مكفرة باجتناب الكبائر فكيف تجتمع؟ قلت: المراد ما تعده النفوس حقيرًا فإن احتقار الذنوب معصية لا تعد في كبرها وإن كان المحتقر صغيراً، قال الغزالي: تفسير الصغيرة كبيرة بأسباب منها الاستصغار والإصرار فإن الذنب كلما استعظمه العبد صغر عند الله وكلما استصغره عظم عنده؛ لأن استعظامه يصدر عن نفور القلب منه وكراهته له وذلك النفور يمنع من شدة تأثره واستصغاره عن الإلف به وذلك يوجب شدة الأثر في القلب المطلوب تنويره بالطاعة والمحذور تسويده بالخطيئة (حم طب هب) والضياء (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف على الطبراني بالصحة وقال الهيثمي كالمنذري: رجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الوهاب بن الحكم وهو ثقة. 2902 - "إياكم ومحقرات الذنوب؛ فإنهن يجتمعن علي الرجل حتى يهلكنه, كرجل كان بأرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل يجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا من ذلك سواداً، وأججوا ناراً فأنضجوا ما فيها". (حم طب (ح)) عن ابن مسعود. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 331)، والطبراني في الكبير (6/ 165) رقم (5872)، والبيهقي في الشعب (7267)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 213)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 109)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2686)، والصحيحة (3102).

(إياكم ومحقرات الذنوب؛ فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه) قال الغزالي: تواتر الصغائر عظيم التأثير في سواد القلب وهو كتواتر قطرات الماء على الحجر؛ فإنه يحدث فيه حفرة لا محالة مع لين الماء وصلابة الحجر. (كرجل كان بأرض فلاة) خصها ببطن الوادي في الأول لأنه غالب نزول المسافرين الذين يحتاجون إلى جمع الحطب. (فحضر صنيع القوم) أي صنعهم الطعام. (فجعل الرجل يجيء بالعود، والرجل يجيء بالعود، حتى جمعوا من ذلك سواداً) أي شيئاً له صورة. (وأججوا ناراً فأنضجوا ما فيها) من الصنع. (حم طب) (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف على الطبراني بالصحة، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير عمران القطان: هو عمران بن داود القطان عن الحسن صدوق ضعفه يحيى والنسائي، وقد وثق انتهى، وقال العلائي: حديث إسناده جيد على شرط الشيخين، وقال ابن حجر: إسناده حسن. 2903 - "إياكم ومحادثة النساء, فإنه لا يخلوا رجل بامرأة ليس لها محرم إلا هم بها". الحكيم في كتاب الحج عن سعد بن مسعود. (إياكم ومحادثة النساء) الأجانب. (فإنه) أي الشأن. (لا يخلوا رجل بامرأة) دل على أن المراد من التحذير من محادثتهن في خلوة لا بين النساء كما في بيع وشراء وفتيا ونحو ذلك. (ليس لها) أي حاضر عندها. (محرم إلا هم بها) أي بوقاعها، والهم من ذرائع الوقاع ويحتمل أنه في نفسه محرم وإن المراد هم بها وكانت منه خطيئة. (الحكيم (¬2) في كتاب الحج عن سعد بن مسعود)، هو اسم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 402)، والطبراني في الكبير (10/ 212) رقم (10500)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 189)، وفتح الباري (11/ 329)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2687). (¬2) أورده الحافظ في الإصابة (3/ 82) وعزاه إلى الحكيم الترمذي في كتاب أسرار الحجج، وفيض القدير (3/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2213).

لصحابة كثير: سعد بن مسعود الأنصاري، وسعد بن مسعود الثقفي، وسعد بن مسعود الكندي فكان ينبغي تمييزه. 2904 - "إياكم والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل قد يزني ويتوب فيتوب الله عليه, وإن صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه". ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة، وأبو الشيخ في التوبيخ عن جابر وأبي سعيد. (إياكم والغيبة) هي بكسر المعجمة ذكر الرجل بظهر الغيب بالعيب بلفظ أو إشارة أو محاكاة بل أو بالقلب كما في الإحياء. (فإن الغيبة) في الإثم. (أشد من الزنا) ثم بين وجه ذلك بقوله: (إن الرجل قد يزني فيتوب فيتوب الله عليه) لأنه من الذنوب الذي لا يبالي الله به. (وإن صاحب الغيبة لا يغفر له) أي لا يغفر الله ذنب غيبته وهو تمزيقه لعرض أخيه وإقدامه عليه جمع مع نهي الله إياه عن ذلك. (حتى يغفر له صاحبه) لأنه من الديوان الذي لا يتركه الله، والحديث ظاهر في أنه لا يغفر للمغتاب وإن تاب إلا بعد عفو من اغتابه وظاهره أنه لا بد من ذلك وإن كان غير عالم بغيبته إياه وفي ذلك خلاف، قيل: لا يستحله إلا إذا علم أنه اغتابه، قالوا: وإذا كان يجزئه لو أخذ من ماله شيئاً أن يرده له من غير علمه ويبرأ بذلك فكذا هنا فالعرض أخف من المال، واغتاب رجل رجلاً فأرسل إليه يستحله فقال: لا أحله فليس في صحيفتي حسنة أحسن منها فكيف أمحوها، قال الغزالي: الغيبة (¬1) هي الصاعقة المهلكة للطاعات، وقيل: من يغتاب كمن ينصب منجنيقا فهو يرمي به حسناته شرقاً وغرباً ويميناً وشمالاً، وقيل للحسن: اغتابك فلان فبعث إليه بطبق فيه رطب، وقال: أهديت إلي بعض حسناتك فأحببت مكافأتك، وقال ابن المبارك: لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أمي فإنها ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (2/ 232).

أحق بحسناتي، وقال الغزالي: العجب ممن يطلق لسانه طول النهار في الأعراض ولا يستنكر ذلك مع قوله هنا: "أشد من الزنا" فيجب على من لا يمكنه كف لسانه العزلة فالصبر على الانفراد أهون من الصبر على السكوت مع المخالطة. واعلم أنه: نقل القرطبي الإجماع على أن الغيبة كبيرة. (ابن أبي الدنيا (¬1) في ذم الغيبة)، وأبو الشيخ في التوبيخ عن جابر وأبي سعيد ورواه الطبراني عن جابر بلفظ: "الغيبة أشد من الزنا والباقي سواء"، قال الهيثمي: وفيه عباد بن كثير متروك. 2905 - "إياكم والتمادح، فإنه الذبح". (هـ) عن معاوية. (إياكم والتماح) أي مدح كل من الرجلين الآخر، ومدح الآخر له. (فإنه الذبح) لأنه يغر كل الآخر بإطرائه فيه ويغريه بالعجب والكبر ويرى نفسه أهلاً للمدحة سيما إذ كان من أبناء الدنيا فإنه صفة النفوس واتباع الأهواء وقد قدمنا في أول الكتاب بحثاً في ذلك فأما شكر المحسن من غير إطراء ولا مبالغة فهو مأمور به. (هـ) (¬2) عن معاوية ورواه أحمد وابن منيع والديلمي. 2906 - "إياكم ونعيق الشيطان، فإنه مهما يكن من العين والقلب فمن الرحمة, وما يكون من اللسان واليد فمن الشيطان ". الطيالسي عن ابن عباس. (إياكم) وفي رواية: "إياكن" وهو الأظهر لأنه خاطب به النساء حين مات عثمان بن مظعون - رضي الله عنه -. (ونعيق الشيطان) أضيف إلى الشيطان؛ لأنه الحامل عليه والمراد الصياح والنوح. (فإنه) أي الشأن أو البكاء الذي دل عليه السياق: (مهما ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (25)، وأبو الشيخ في التوبيخ (162)، والطبراني في الأوسط (6590)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 91)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2204)، وقال في الضعيفة (1846): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن ماجة (3743)، وأحمد (4/ 93، 98)، والديلمي في الفردوس (1543)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2674)، وحسنه في الصحيحة (1284).

يكن من العين) دمعاً. (ومن القلب) حزناً. (فمن الرحمة) التي جعلها الله في القلوب. (وما يكون من اللسان) صياحاً. (واليد) لطماً للخدود وشقاً للجيوب. (فمن الشيطان) لأمره به ومحبته له (الطيالسي (¬1) عن ابن عباس) فيه علي بن زيد بن جدعان لهم فيه خلاف كثير، قال الذهبي في المغني (¬2): صالح الحديث قال حماد بن زيد كان يكتب الأحاديث وذكر سعيد أنه اختلط، قال أحمد: ليس بشيء، قال أبو زرعة: ليس بقوي يَهِم ويخطئ وقال أبو حاتم: لا يحتج به وقال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين انتهى. 2907 - "إياكم والجلوس في الشمس فإنها تبلي الثوب، وتنتن الريح وتظهر الداء الدفين". (ك) عن ابن عباس (صح). (إياكم والجلوس في الشمس فإنها تبلي الثوب) فيه الإشارة إلى حفظ الأموال. (وتنتن الريح) وهو مكروه وإنما المحبوب طيب الرائحة. (وتظهر الداء الدفين) أي المدفون في البدن فهذا نهي عن طول القعود فيها لأنه الذي تحدث هذه الأشياء، وفيه إرشاده - صلى الله عليه وسلم - إلى مصالح الأديان والأبدان والأموال. (ك) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته لأنه صححه الحاكم إلا أنه تعقبه الذهبي بأنه من وضع [الحطان] انتهى. 2908 - "إياكم والخذف، فإنها تكسر السن, وتفقأ العين، ولا تنكي العدو". (طب) عن عبد الله بن مغفل. (إياكم والخذف) بخاء وذال معجمتين أن تأخذ حصاه أو نواة بين سبابتيك ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2694)، وأحمد (1/ 237)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2215)، والضعيفة (3360). (¬2) انظر المغني (2/ 448). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 411)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2196)، والضعيفة (189): موضوع.

وترمي بها (فإنها تكسر السن, وتفقأ العين، ولا تنكي العدو) نكاية يعتد بها وهو نهي عن التخاذف فيما بينهم والتدرب فإنه لا يأتي إلا بضرر لا نكاية فيه لعدو. (طب) (¬1) عن عبد الله بن مغفل) قال الهيثمي: فيه الحسن بن دينار وهو ضعيف، لكن معناه في الصحيح ورواه الدارقطني وزاد بيان السبب وهو أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يخذف فيها فذكره. 2909 - "إياكم والزنا، فإن فيه أربع خصال: يذهب البهاء عن الوجه، ويقطع الرزق، ويسخط الرحمن والخلود في النار". (طس عد) عن ابن عباس (ح). (إياكم والزنا، فإن فيه أربع خصال) يؤثرها. (يذهب البهاء من الوجه) بهاء الإيمان. (ويقطع الرزق) بتقليله وتنقيصه ورفع بركته وهذه مفاسد دنيوية. (ويسخط الرحمن والخلود في النار) أي وفيه الخلود لصاحبه في النار وهذه مفاسد في الدين. (طس عد) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه على ابن عدي إلا أنه قال الهيثمي: فيه عمرو بن جميع عن ابن جريج وهو متروك، في المغني (¬3) عمرو بن جميع عن الأعمش قال ابن عدي متهم بوضع الحديث، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من حديث ابن عدي هذا وقال فيه عمرو ابن جميع انتهى وتعقبه المصنف بأنه قد رواه الطبراني فأغرب فإن رواية الطبراني فيه ابن جميع أيضاً فلم يأت تعقبه بشيء. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 227) رقم (566)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 30)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2676). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7096)، وابن عدي في الكامل (6/ 317)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 255)، والموضوعات (3/ 106)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2200): موضوع. (¬3) انظر المغني (2/ 482).

2910 - "إياكم والدَّين، فإنه هم بالليل، ومذلة بالنهار". (هب) عن أنس. (إياكم والدَّين) بفتح الدال المهملة. (فإنه هم بالليل) بهمه صاحبه ويشغله التفكر في قضائه. (ومذلة بالنهار) فإنه يتذلل لغريمه ليمهله وهذا نهي عن الدين ببيان مفاسده في الدنيا ومفاسده أكبر يأتي ذكرها ومضى شيء من ذلك. (هب) (¬1) عن ابن عباس) فيه الحارث بن نبهان قال الذهبي (¬2) في مغنيه: ضعفوه بمرة. 2911 - "إياكم والكبر، فإن إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم، وإياكم والحرص، فإن آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، وإياكم والحسد، فإن ابني آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسدًا فهو أصل كل خطيئة". ابن عساكر عن ابن مسعود. (إياكم والكبر) عن امتثال أوامر الله ومن أوامره النهي عن الكبر وهو اعتقاد أن النفس تستحق من التعظيم فوق ما تستحقه غيرها اعتقاداً من غير علم فيخرج اعتقاد الأنبياء والملائكة لذلك في حقهم فإنه ليس بكبر. (فإن إبليس حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم) اعتقاداً منه على أنه أولى بالتعظيم ولذلك قال: {خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12]، وقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ} [الأعراف: 12]. (وإياكم والحرص) هو كما قاله الماوردي شدة الكد والإسراف في الطلب. (فإن آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة) التي نهاه الله عنها فهو حرص على الملك الذي وعده به إبليس وقاسمه أنه له بناصح فأخرج من الجنة وعصى ربه وغوى وكله بسبب الحرص. (وإياكم والحسد، فإن ابني آدم) ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5554)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2199)، والضعيفة (2265): ضعيف جداً. (¬2) انظر المغني (1/ 143).

هابيل وقابيل. (إنما قتل أحدهما صاحبه حسدًا) على تقبل قربان أخيه أو على غيره من الأسباب التي ذكرت وأظهرها ما ذكرناه. (فإنهن) أي الكبر والحرص والحسد. (أصل كل خطيئة) كبيرة فإن الكبر كان سبباً في ضلال إبليس ثم تفرع عنه طرده ثم إنظاره ثم إغوائه للعباد إلى يوم يبعثون وكل خطيئة هو أصلها، والحرص أخرج آدم من دار النعيم إلى دار الشقاء والكد وقرراه المعاصي والذنوب والحسد كان منه أعظم المعاصي هو سفك الدم الذي ورد أنه "لا يقتل قاتل إلا كان على ابن آدم الأول منه إثمه كفل" (¬1). ابن عساكر (¬2) عن ابن مسعود). 2912 - "إياكم والطمع، فإنه هو الفقر الحاضر، وإياكم وما يعتذر منه". (طس) عن جابر (صح). (إياكم والطمع) وحقيقته ابتعاث هو النفس إلى ما في أيدي الناس. (فإنه الفقر الحاضر) الذي يتعجله صاحبه ويستحضره قبل أن يقع فيه فلا يزال ملتهب الفؤاد إلى ما في أيدي العباد ويقال أكثر مصارع العقول تحت بروق الأطماع. (وإياكم وما يعتذر منه) وهو كل ما يقبح عند الله وعند الناس كما تقدم قريباً. (طس) (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته, قال الهيثمي: فيه محمَّد بن حميد (¬4) مجمع على ضعفه, فيه نظر، وقال أبو زرعة: يكذب. 2913 - "إياكم والكبر فإن الكبر يكون في الرجل وإن عليه العباءة". (طس) عن جابر. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6473). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (49/ 40)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2208). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7753)، وانظر المجمع (10/ 248)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2202). (¬4) انظر المغني (2/ 573).

(إياكم والكبر) أي ليحذره كل غني وفقير كما تقتضيه عموم العبارة وكان يظن أنه لا يتفق للفقير فقال -صلى الله عليه وسلم -: (فإن الكبر يكون في الرجل وإن عليه العباءة) من شدة حاجته وضنك عيشه وقلة الشيء وذلك لأنه اعتقاد في النفس قد يصحب الفقر والغنى ولا يخلو عنه إلا من طهر نفسه وافتقد عيوبها. (طس) (¬1) عن جابر) قال الهيثمي: رجاله ثقات، فالعجب من المصنف حيث أفرده عن الرمز بالحسن والصحة. 2914 - "إياكم وهاتين البقلتين المنتنتين أن تأكلوهما، وتدخلوا مساجدنا، فإن كنتم لا بد آكليها فاقتلوهما بالنار قتلاً". (طس) عن أنس. (إياكم وهاتين البقلتين المنتنتين) المراد بهما الكراث والتوم كما بين في غيره. (أن تأكلوهما) أو أحدهما. (وتدخلوا مساجدنا) هو نهي عن المعطوف لا عن المعطوف عليه ولذا أباح لمن أكلهما اعتزال المساجد وقد حلله بأن الملائكة تتأذى مما تأذى منه بني آدم. (فإن كنتم لا بد آكليها فاقتلوهما بالنار قتلاً) هو مجاز فإن قتلهما عبارة عن إزالة تلك الرائحة الخبيثة عنهما بالنضج وأكده بقوله: "قتلاً" إعلامًا بأنه لا يكفي أدنى طبخ وألحق بهما كل ما له رائحة من كل مأكول وألحق به عياض من به بخر أو جرح له رلح وألحق بالمسجد نحو مدرسة ومصلى عيد من مجامع العبادات والعلم والذكر والولائم لا الأسواق ونحوها ذكره القاضي قال العراقي: المراد بطبخهما استعمالهما في الطعام بحيث لا يبقى عينهما أو نضجهما مع بقائهما بحالهما الأقرب الثاني. (طس) (¬2) عن أنس) قال الهيثمي: رجاله موثقون قلت والمصنف أهمله عن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (543)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 226)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2209)، وقال في الضعيفة (5263): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3655)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 17)، وصححه =

الرمز. 2915 - "إياكم والعضة النميمة القالة بين الناس". أبو الشيخ في التوبيخ عن ابن مسعود. (إياكم والعضة) بفتح المهملة وسكون المعجمة الأشهر كذا قال الشارح، وفي النهاية بكسر العين وفتح الضاد. (النميمة) بدل من العضة. (القالة بين الناس) عطف تفسير لهما أيضاً أو من النميمة أي نقل أقوال الناس بعضهم في بعض لإيقاع الخصومة بينهم والشر، وعن بعضهم أن المقالة هنا جمع وهم الذين ينقلون الكلام لإيقاع الخصومة وذلك لأنه إيحاش للقلوب والله يريد اتفاق القلوب واجتماعها وسد بعضها لبعض. (أبو الشيخ في التوبيخ (¬1) عن ابن مسعود). 2916 - "إياكم والكذب، فإن الكذب مجانب للإيمان". (حم) وأبو الشيخ في التوبيخ وابن لال في مكارم الأخلاق عن أبي بكر. (إياكم والكذب) وهو الإخبار عن الشيء خلاف ما هو عليه ومنه العدة في الشيء مع نية الحلف فيه. (فإن الكذب مجانب للإيمان) يعني أنه لا يتصف به المؤمن لأن إيمانه يرده عنه وما هو إلا من صفات المنافقين لذلك علل الله تعالى في عذابهم لكذبهم في قوله: {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة: 10] ولم يقل بما كانوا ينافقون أو نحوه وإعلام بأنه رأس مالهم وأصل قاعدة نفاقهم (حم) وأبو الشيخ في التوبيخ (¬2) وابن لال في مكارم الأخلاق عن أبي بكر) قال: ¬

_ = الألباني في صحيح الجامع (2688). (¬1) أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ (215)، ومعمر بن راشد في جامعه (11/ 117)، والطبراني في الكبير (9/ 96) رقم (8518)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2203). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 5)، والضياء في المختارة (1/ 145)، وابن المبارك في الزهد (736)، وهناد في الزهد (1368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2210)، والضعيفة (2393) وقال: أخطأ السيوطي فعزاه في "الجامع" لأحمد وأبي الشيخ في "التوبيخ" وابن لال "مكارم الأخلاق" عن =

قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي هذا عام أول ثم بكى وقال: "إياكم والكذب" إلى آخره قال الزين العراقي: إسناده حسن انتهى، وقال الدارقطني: الصحيح وقفه، ومثله قال ابن عدي. 2917 - "إياكم والالتفات في الصلاة، فإنها مهلكة". (عق) عن أبي هريرة. (إياكم والالتفات) عن سمت القبلة بأي انحراف. (في الصلاة فإنها) أي اللفتة الواحدة والدال عليها المصدر. (هلكة) أي تهلك صاحبه بنقصان أجره أو بطلانه قالوا: الالتفات في الصلاة بالصدر بحيث يخرج عن سمت القبلة حرام مبطل لها وبالوجه بلا حاجة مكروه تنزيها على الأصح؛ لأن فيه ترك الاستقبال ببعض البدن وقيل يحرم مطلقاً بلا ضرورة لكثرة ما ورد فيه من النهي والتشديد. (عق) (¬1) عن أبي هريرة) ثم قال العقيلي عقيبه: بعد سياقه من حديث بكر بن الأسود: إنه لا يتابع على هذا اللفظ قال: وفي النهي عن الالتفات أحاديث صالحة كذا في لسان الميزان عنه (¬2) انتهى وكذا أخرجه الترمذي عن أنس موقوفاً بلفظ: "إياكم والالتفات في الصلاة فإن الالتفات في الصلاة هلكة"، فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة انتهى بحروفه ثم قال الترمذي: حسن. 2918 - "إياكم والتعمق في الدين، فإن الله تعالى قد جعله سهلاً، فخذوا منه ما تطيقون، فإن الله يحب ما دام من عمل صالح، وإن كان يسيراً". أبو القاسم بن بشران في أماليه عن عمر. (إياكم والتعمق في الدين) أي الغلو فيه وبلوغ أقصى غاياته. (فإن الله تعالى قد جعله سهل) {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ في الدِّينِ مِنْ حَرَج} [الحج: 78] (يُرِيدُ الله ¬

_ =أبي بكر مرفوعًا، وإنما رواه أحمد موقوفاً، انظر: الضعيفة (5/ 414). (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2193). (¬2) انظر: لسان الميزان (2/ 47).

بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185] (فخذوا منه ما تطيقون) أي ائتوا منه تعليل لمطوي كأنه قال: فخذوا منه ما تطيقون فإنه سهل عليكم المداومة عليه. (فإن الله تعالى يحب ما دام من عمل صالح، وإن كان يسيراً) إلى آخره وفيه إعلام بأن المتعمق لا يدوم على تعمقه وأنه بدعة كما سلف. (أبو القاسم بن بشران في أماليه (¬1) عن عمر) وتقدم معناه غير مرة. 2919 - "إياي والفرج، يعني في الصلاة". (طب) عن ابن عباس. (إياي) هو تحذير التكلم لنفسه وهو شاذ عند النحاة كذا قيل، قال ابن حجر: ويظهر أن الشذوذ في لفظه وإلا فالمراد في التحقيق تحذير المخاطب فكأنه حذر نفسه بالأول فيكون أبلغ ومثله يهيء المرء نفسه ومراده نهي مخاطبة. (والفرج) جمع فرجة كظلمة وظلم والفرجة الخلل التي تكون بين المصلين في الصفوف وقوله: (يعني في الصلاة) كأنه مدرج من كلام الراوي وتقدم النهي عن الفرج وأنها تخللها الشياطين. (طب) (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: رجاله ثقات. 2920 - "إياي أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر، فإن الله تعالى إنما سخرها لكم لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس، وجعل لكم الأرض فعليها فاقضوا حاجاتكم". (د) عن أبي هريرة (صح). (إياي أن تتخذوا ظهور دوابكم منابر) أي تجعلونها كالمنابر في الجلوس عليها لتحديث بعضكم بعضاً فتقدم ذلك وعلل النهي بقوله: (فإن الله تعالى إنما سخرها لكم) أي ذللها وسهلها. (لتبلغكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق ¬

_ (¬1) أخرجه أبو القاسم الشيرواني كما في الكنز (5348)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2195)، وقال في الضعيفة (2476): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 188) رقم (11452)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 91)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2692)، والصحيحة (1757).

الأنفس، وجعل لكم الأرض) أي لكل حاجة تريدونها. (فاقضوا حاجاتكم) وتقدم أن النهي عن التحدث عليه يجعله عادة أو لغير حاجة فلا ينافي خطبته - صلى الله عليه وسلم - على ناقته ومحادثته أصحابه عليها. (د) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته لكن قال ابن القطان (¬2): ليس مثل هذا الحديث يصح لأن فيه أبا مريم مولى أبي هريرة ولا يعرف له حال ثم قيل هو رجل واحد وقيل: رجلان وكيف ما كان فحاله أو حالهما مجهولة فمثله لا يصح. 2921 - "أيام التشريق أيام أكل، وشرب، وذكر الله". (حم م) عن نبيشة (صح). (أيام التشريق) وهي الثلاثة بعد يوم العيد سميت بذلك لأن لحم الأضاحي يشرق فيها أي يقدد ويبرز للشمس وقيل: أن يوم العيد منها فهي أربعة. (أيام أكل، وشرب) بضم الشين وفتحه كذلك كذا قيل، وقيل: بالفتح لا غير وقال أبو البقاء: الأفصح الأقيس الفتح وهو مصدر كالأكل وأما ضمها وكسرها ففيه لغتان في المصدر أيضاً والمحققون على أن الضم والكسر اسمان للمصدر لا مصدر والمراد أنها أيام أذن الله لعباده بالتوسع فيها في أكلهم وشربهم ونهاهم عن صومها وجعلها أيام ضيافة منه تعالى لهم. (وذكر الله) تعالى، قال الطيبي: هو من باب التتميم فإنه لما أضاف الأكل والشرب إلى الأيام وإنها لا تصلح إلا للأكل والشرب والدعة لأن الناس أضياف الله تبارك تعالى، عقّبَه بقوله: "وذكر الله" لئلا يستغرقوا زمانهم في حظ النفوس فينسوا نصيبهم من الروحانية نظير قوله: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2567)، وقال المنذري: فيه إسماعيل بن عياش وفيه مقال، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2691)، والصحيحة (22). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 75 - 76) رقم (2319)، وفيه "إياكم" بدل "إياي".

فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي (حم م) (¬1) عن نبيشة) بضم النون وضم الموحدة ومثناة تحتية وشين معجمة هو ابن عبد الله الهذلي قال ابن حجر (¬2): صحابي قليل الحديث، قال المصنف رحمه الله: وهو متواتر. 2922 - "أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج". (م د) عن أبي سعيد (صح). (أيكم خلف) بتخفيف لامه (الخارج) لنحو الغزو أو الحج (في أهله وماله بخير) بنفع أهله وصلاح ماله ونحوه (كان له) من الأجر على خلافته. (مثل نصف أجر الخارج) من أجر غزوه أو حجه، قال القرطبي: ولفظ "مثل" يشبه كونها مزيدة من بعض الرواة، قال ابن حجر (¬3): ولا حاجة لدعوى زيادتها بعد ثبوتها في الصحيح ويظهر أنها أطلقت بالنسبة إلى مجموع الثواب الحاصل للغازي والخالف له بخير فإن الثواب إذا انقسم بينهما نصفين كان لكل منهما مثل ما للآخر ولا يخفى ما في ذلك من الفضيلة لمن خلف الخارج. (م د) (¬4) عن أبي سعيد) قال بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني لحيان ليخرج من كل رجلين رجل ثم ذكره واستدركه الحاكم فوهم (¬5). 2923 - "أيما إمام سها فصلى بالقوم وهو جنب فقد مضت صلاتهم، ثم ليغتسل هو، ثم ليعيد صلاته, وإن صلى بغير وضوء فمثل ذلك". أبو نعيم في معجم شيوخه وابن النجار عن براء. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 75)، ومسلم (1141). (¬2) انظر: التقريب (7094). (¬3) انظر: فتح الباري (6/ 50). (¬4) أخرجه مسلم (1896)، وأبو داود (2510). (¬5) انظر: المستدرك للحاكم (3/ 93).

(أيما إمام سها) عن الغسل وعليه جنابة، في التنقيح: أي مبتدأ في معنى الشرط، وما زاده لتأكيد معنى الشرط وقوله: "فقد مضت" جواب الشرط واعتبر هذا فيما يأتي لكون ما زائدة وأيده جزمًا بعدها بإضافة أي إليه. (فصلى بالقوم وهو جنب فقد مضت صلاتهم) أي صحت سواء ذكر قبل خروج الوقت أو بعده (ثم ليغتسل هو) لوجوبه عليه وإلى هذا ذهب الشافعي وقال أبو حنيفة وغيره: تبطل صلاة القوم ببطلان صلاة إمامهم قياساً على ما لو صلى بغير إحرام لأن المصلي بلا طهر لا إحرام له. قلت: إذا صح النّص هذا فلا أثر للقياس. (أبو نعيم في معجم شيوخه وابن النجار (¬1) عن البراء ورواه الدارقطني والديلمي عن جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن البراء، وجويبر متروك والضحاك لم يلق البراء، قال ابن حجر: خرجه الدارقطني بإسناد فيه ضعف وانقطاع. 2924 - "أيما امرئ قال لأخيه "كافر" فقد باء بها أحدهما: إن كان كما قال، وإلا رجعت إليه". (م ت) عن ابن عمر (صح). (أيما امرئ) بإضافة أي إلى امرئ على زيادة ما، قبل ويرفع بدل من أي. (قال لأخيه: "كافر") قال النووي (¬2): ضبطناها برفع كافر وبتنوينه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي أنت كافر أو هو جعله بعضهم منادى مرفوع بلى تنوين إلا أنه خطأ؛ لأنه لا يحذف حرف النداء مع النكرات المبهمات أي أطلق عليه لفظ الكفر بهذه الصيغة أو بغيرها كأن يقول: كفرت. (فقد باء بها) أي رجع بالصفة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (1389)، وأبو نعيم في معجم شيوخه وابن النجار كما في الكنز (20401)، والدارقطني (1/ 364)، وابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (1/ 215)، وانظر التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 487)، ونصب الراية (2/ 60)، والدراية في تحقيق الهداية (1/ 174)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2217)، والضعيفة (2376): ضعيف جداً. (¬2) شرح مسلم للنووي (2/ 49).

المذكورة وصيغتها. (أحدهما) لأنه لا يضيع اللفظ عن الحكم. (إن كان كما قال) أي كافر فقد صح إطلاقه ولم يكن كاذباً عليه. (وإلا) يكن كافراً. (رجعت عليه) فيكفر لتكفيره أخاه وهذا زجر عن إطلاق الكفر على المسلم ومنه يعلم خطر التكفير باللازم وتكفير التأويل. (م ت) (¬1) عن ابن عمر). 2925 - "أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عَزَّ وَجَلَّ". (حم هـ ك) عن عائشة. (أيما امرأة وضعت ثيابها في غير بيت زوجها) كناية عن تكشفها للأجانب وعدم سترها منهم. (فقد هتكت ستر ما بينها وبين الله عَزَّ وَجَلَّ) أي الستر الذي سترها الله به عن كشف ذنوبها بمغفرته وستره؛ لأنها خانت فجوزيت من جنس فعلها. (حم هـ ك) (¬2) عن عائشة) دخل عليها نسوة من حمص فقالت: لعلكن من اللاتي يدخلن الحمامات سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكرته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي لكن أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح وأطال في بيانه. 2926 - "أيما امرأة أصابت بخورًا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة". (حم م د ن) عن أبي هريرة (صح). (أيما امرأة أصابت بخوراً) بالفتح ما يتبخر به، والمراد هنا الرائحة ويدخل فيه غيره من الأطياب بالأولى (فلا تشهد) تحضر (معنا) أيها الرجال (العشاء الآخرة) لأن الليل آفاته كثيرة، والظلمة ساترة وخص العشاء؛ لأنه وقت انتشار الظلمة وخلو الطرق عن السيارة؛ فالفاجر يمكن حينئذ من قضاء الأوطار وقتئذ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5753)، ومسلم (60)، والترمذي (2637). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 198)، وابن ماجة (3750)، والحاكم (4/ 288)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2710).

بالآخر ليخرج وقت المغرب، قال ابن دقيق العيد: فيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال قال: وألحق به حسن الملبس والحلي الظاهرة (¬1). (حم م د ن) (¬2) عن أبي هريرة) قال النسائي: لا أعلم أحداً تابع يزيد بن خصيفة عن بشر بن سعيد على قوله عن أبي هريرة وقد خالفه يعقوب بن الأشج عن زينب الثقفية ثم ساق حديث بشر عن زينب من طرق. 2927 - "أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست من الله في شيء، ولن يدخلها الله جنته، وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله تعالى منه, وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين يوم القيامة". (د ن هـ حب ك) عن أبي هريرة. (أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم) بأن تنسب لزوجها ولداً من غيره. (فليست من الله في شيء) أي من رحمته وعفوه (في شيء) كأنه قال هي بريئة من الله في كل أمورها ثم أردف هذا الذم العام بإبانة أعظم العقاب بقوله: (ولن يدخلها الله جنته) وذكر المنع من دخول الجنة دون غيره من أنواع العقاب لأن النفس تميل إلى نعيم الجنة وروحها لأنه لا نعيم يمنع عنه أعظم من ذلك. (وأيما رجل جحد ولده) أنكر كونه له ولدًا. (وهو ينظر إليه) أي يتيقن أنه ولده ويتحقق ذلك كأنه يشاهده. (احتجب الله تعالى عنه) أي منعه رحمته ومنعه عن نيلها. (وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين يوم القيامة) بإظهار كذبه وإعلامهم أنه أنكر ولده في دار الدنيا ورمى زوجته بالفاحشة. (د ن هـ حب ¬

_ (¬1) انظر: جلباب المرأة المسلمة (ص: 139). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 304)، ومسلم (444)، وأبو داود (4175)، والنسائي (5/ 431).

ك) (¬1) عن أبي هريرة) وصححه ابن حبان والحاكم قال ابن حجر: صححه الدارقطني في العلل مع اعترافه بتفرد عبد الله بن يونس به عن سعيد المقبري وأنه لا يعرف إلا به. 2928 - "أيما امرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها، أو يرضى عنها زوجها". (خط) عن أنس. (أيما امرأة) ذات بعلٍ (خرجت من بيتها بغير إذن زوجها) لغير ضرورة شرعية إلا إذا خرجت بشكوى للحاكم لمنعه النفقة وما يجب. (كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها) ولا يزول سخط الله تعالى عنها بذلك بل مع رضا زوجها لدليل جعله قسيماً للعود إلى البيت في قوله: (أو يرضى عنها زوجها) بالبقاء في خارج بيتها أو بنفس خروجها. (خط) (¬2) عن أنس) وقال الخطيب عقيبه قال أحمد: أي ابن حنبل: إبراهيم بن هدبة لا شيء (¬3) في أحاديثه مناكير، إبراهيم بن هدبة أبو هدبة البصري عن أنس ساقط متهم قال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: كذاب، وقال ابن معين: إنه كتب عنه ثم تبين له أنه كذاب خبيث وقال علي بن ثابت هو أكذب من حماري انتهى، يعني والحديث هذا من روايته، وما كان للمصنف ذكره في كتابه هذا. 2929 - "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة". (حم د ت هـ حب ك) عن ثوبان (صح). (أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس) العباس الشدة وكلمة "ما" ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2263)، والنسائي (6/ 179)، وابن ماجة (2743)، وابن حبان (4108)، والحاكم (2/ 202)، وانظر علل الدارقطني (9/ 75، 80)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2221)، والضعيفة (1427). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 200)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2222): موضوع. (¬3) انظر ضعفاء ابن الجوزي (1/ 58)، وضعفاء النسائي (1/ 12)، ولسان الميزان (1/ 119).

زائدة أي من غير شدة تلجئها إلى طلب ذلك قال ابن حجر: الأحاديث الواردة في ترهيب المرأة من طلب طلاق زوجها محمولة على ما إذا لم يكن سبب يقتضي ذلك. (فحرام عليها رائحة الجنة) كناية عن عدم دخولها لا أنها تدخلها ولا تجد الرائحة وهذا حيث هو قائم بما يجب عليه وإن كان ظاهره أنه وإن لم يقم بذلك فإنها تصبر ولا تطلب الطلاق. (حم د ت هـ حب ك) (¬1) عن ثوبان) رمز المصنف بالصحة على ابن حبان وقال الترمذي حسن غريب وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي وابن حجر وصححه ابن خزيمة وابن حبان. 2930 - "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة". (ت هـ ك) عن أم سلمة (صح). (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض) لقيامها بحقوق الزوجية أو لسماحته فيما فرطت فيه. (دخلت الجنة) مع السابقين الأولين. (ت هـ ك) (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف بالصحة على الحاكم وقال الترمذي: حسن غريب وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي لكن قال ابن الجوزي: هو من رواية مساور الحميري عن أمه عن أم سلمة يجهل والخبر منكر انتهى. 2931 - "أيما امرأة صامت بغير إذن زوجها فأرادها على شيء فامتنعت عليه كتب الله عليها ثلاثاً من الكبائر". (طس) عن أبي هريرة. (أيما امرأة صامت) بغير إذن زوجها وهو حاضر. (فأرادها على شيء) يعني طلب منها أن يجامعها وهي كناية حسنة. (فامتنعت عليه كتب الله عليها ثلاثاً ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 277)، وأبو داود (2226)، والترمذي (1187)، وابن ماجة (2055)، وابن حبان (4184)، والحاكم (2/ 200)، وانظر فتح الباري (9/ 402)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2706). (¬2) أخرجه الترمذي (1161)، وابن ماجة (1854)، والحاكم (4/ 173)، وانظر علل الترمذي (1/ 374)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2227)، وقال في الضعيفة (1426): منكر.

من الكبائر) لصومها بغير إذن زوجها واستمرارها عليه بعد نهيه ونشوزها لعدم تمكينه (طس) (¬1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه بقية وهو ثقة مدلس. بقية بن الوليد أحد الأئمة الحفاظ يروي عمن دب ودرج وله غرائب تستنكر أيضاً عن الثقات لكثرة حديثه, قال ابن خزيمة: لا أحتج ببقية وقال أحمد بن حنبل: له مناكير عن الثقات وقال ابن عدي: لبقية أحاديث صالحة ويخالف الثقات وإذا روى عن غير الشاميين خلط كما يفعل إسماعيل بن عياش وأطال الذهبي في نقل كلام الأئمة فيه. 2932 - "أيما إهاب دبغ فقد طهر". (حم ت (صح) ن هـ) عن ابن عباس. (أيما إهاب) ككتاب, جلد ميتة يقبل الدباغ كذا قيل، وقال في القاموس (¬2): الإهاب الجلد أو ما لم يدبغ (دبغ) بما يعتاد الدبغ به. (فقد طهر) بفتح الهاء وضمها أي صار طاهراً باطنه وظاهره وهو حجة على الطهارة بالدباغ وظاهر في عموم كل جلد من الميتة وغيرها ولو من كلب أو خنزير لعموم كلمة الشرط إلا أنهم قالوا أخرج الخنزير الآية {فَإِنَّهُ رِجْسٌ} [الأنعام: 145] فإن الضمير يحتمل عوده إلى اللحم وإلى الخنزير وعلى الأول لا دليل على إخراجه من هذا العموم وعلى الثاني يخرج الحكم على الخنزير بالرجسية, قالوا: ولما احتمل الضمير الأمرين أعدناه إلى الأخير احتياطاً حكمنا بأنه لا يطهر جلده بالدبغ ومثله الكلب كذا نقل عن الفريقين وفيه بحث لأن الاحتياط في إثبات حكم التحريم كالاحتياط في إثبات حكم التحليل لا يرجح بأحدهما مع استواء الأمرين فإن قيل حديث السنن الأربع من حديث ابن عكيم أنه - صلى الله عليه وسلم - كتب قبل موته بشهر أو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (23)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2225)، وقال في الضعيفة (2473): منكر. (¬2) انظر القاموس (1/ 37).

شهرين "ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب" (¬1) يقتضي إخراجه عن هذا العموم ويكون نسخاً له لأنه أرخه، وأجيب عنه بأنه مضطرب الإسناد والمتن فلا يقاوم هذا الحديث الصحيح ثم إن سبب هذا الحديث الميتة كما عند مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - مر بشاة ميتة فقال: "هلا اتخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به" (¬2) فقالوا: إنها ميتة فقال: "إنما حرم أكلها" والعام نص في سببه كذا قيل. قلت: والأحسن أن يقال أن حديث السنن مقيد بهذا العام وأنه نهي عن الانتفاع بإهاب الميتة قبل دبغه. (حم ت ن هـ) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف على الترمذي بالصحة وهذا الحديث في مسلم وهو مما انفرد به عن صاحبه. 2933 - "أيما رجل أم قوماً وهم له كارهون لم تجز صلاته أذنيه". (طب) عن طلحة. (أيما رجل أم قوماً) في صلاتهم (وهم) أي والحال أنهم (له) بإمامته. (كارهون) بما هو عليه من خصال سيء تبعده عن مقام القدوة من ظلم لنفسه أو لغيره، أو عدم تحرز عن النجاسات، أو مجالسة الفساق، أو نحو ذلك مما يذم شرعًا. (لم تجز) من تجاوزت المكان (صلاته أذنيه) كناية عن أنها لا ترفع الأعمال الصالحة وتحرم عليه الإمامة أن كرهه الكل وتكره إن كرهه الأكثر، وهذه الحرمة والكراهة في حقه، وأما المقتدون به فإنه لا يكره لهم ذلك ولا يحرم عليهم هذا إذا كانت الكراهة لإتيانه ما يكرهه الله لا لو كانت أهوية من الكارهين فلا يكره له الإمامة وهم الملومون الآثمون في كراهته. واعلم أنه يؤخذ من هذا وأمثاله صحة إمامة الفاسق لأنه قد حكم هنا بصحة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4128)، وابن ماجة (3613). (¬2) أخرجه مسلم (363). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 219، 270)، ومسلم (366)، والترمذي (1728)، والنسائي (7/ 175)، وابن ماجة (3609).

الصلاة وأثبت به الإمامة ولم يقل لا تصح صلاتهم وإنما هو آثم فقط, وقد بسطنا هذا في رسالة مستقلة. (طب) (¬1) عن طلحة بن عبيد الله) فيه سليمان بن أيوب الطلحي قال الهيثمي: وسليمان قال فيه أبو زرعة: عامة أحاديثه لا يتابع عليها وقال البزار: صاحب مناكير ومثله في المغني (¬2). 2934 - "أيما رجل استعمل رجلاً على عشرة أنفس علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل فقد غش الله وغش رسوله، وغش جماعة المسلمين". (ع) عن حذيفة. (أيما رجل) ذو سلطان أو غيره. (استعمل رجلاً) أي جعله عاملًا عليهم في أي أمر (على عشرة أنفس) كناية من باب التمثيل على الأقل والأكثر كذلك (علم أن في العشرة أفضل ممن استعمل) هي جملة حالية أي استعمل حال كونه عاملًا أن فيهم الأفضل والمراد بالأفضلية حسن القيام بأمرهم والعدل فيهم والذب عنهم وحياطتهم مما يحوط به نفسه. (فقد غش الله) لأنه تعالى قد أمنه على عباده وولاه عليهم (وغش رسوله) لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أن لا يولّى على المسلمين إلا أفضلهم (وغش جماعة المسلمين) بتصرفه فيهم بخلاف أمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وفيه تحذير شديد قد عكسه الأمراء وصاروا لا يولون إلا من لهم هوى في إمارته من غير نظر إلى شيء سواه فمن يحصل الأموال لهم فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولقد اطرد في اليمن في عصرنا أنه لا يولى إلا الأغمار والعبيد الأشرار فلا حول ولا قوة إلا بالله. (ع) (¬3) عن حذيفة بن اليمان). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 115) رقم (210)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 68)، وانظر ترجمة سليمان بن أيوب في اللسان (3/ 77)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2718). (¬2) انظر: المغني (2561). (¬3) أخرجه أبو يعلى (3659)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2232).

2935 - "أيما رجل كسب مالاً من حلال فأطعم نفسه وكساها فمن دونه من خلق الله تعالى فإنها له زكاة، وأيما رجل مسلم لم تكن له صدقة فليقل في دعائه: "اللهم صل على محمَّد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات" فإنها له زكاة". (ع حب (صح) ك) عن أبي سعيد. (أيما رجل كسب مالاً من حلال فأطعم نفسه وكساها) من ذلك. (فمن دونه من خلق الله) أي أنفق وكسا أولاده أو غيرهم من عباد الله من كسبه. (فإنها) أي هذه الخلة وفي الإنفاق على النفس أو على الغير أو عليهما. (له زكاة) أي نمو في ماله وأعماله وبركة وطهرة. (وأيما رجل مسلم لم تكن له صدقة) لقلة ذات يده. (فليقل في دعائه: "اللهم صل على محمَّد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين والمؤمنات" فيه جواز الصلاة على غير الرسل، فقيل إما تبعاً كما هنا فتجوز وإما استقلالاً فلا، وقيل بجوازه مطلقاً (والمسلمين والمسلمات) فيه التفرقة بين الإِسلام والإيمان وما سبق منهما وهي مسألة خلاف في الأصول (فإنها) أي هذه الدعوة: (له زكاة) أي له كالصدقة في الأجر وذلك لأن الصدقة إنالة الغير الخير والدعاء من أعظم الخير وقد أناله بهذه الكلمات كل أحد من نبي ومؤمن ومسلم من ذكر أو أنثى فقام مقام بذل المال لعباد الله. (ع حب ك) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف بالصحة على ابن حبان إلا أنه قال الشارح أنه من رواية بن لهيعة عن دراج بن أبي الهيثم وقد ضعفوه، قلت في المغني (¬2) للذهبي دراج أبو السمح صاحب أبي الهيثم قال أحمد وغيره: وأحاديثه مناكير. 2936 - "أيما رجل تدين ديناً وهو مجمع أن لا يوفيه إياه لقي الله سارقاً". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (1397)، وابن حبان (4236)، والحاكم (4/ 130)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2239). (¬2) انظر المغني (1/ 222).

(هـ) عن صهيب. (أيما رجل تدين ديناً) في الفردوس يقال: أدان إذا أخذ منه الدين، ويقال: أدنت الرجل وداينته إذا بايعت منه إلا أجل فأدنت منه إذا أسلفت منه بأجل. (وهو مجمع) أي عازم على: (أن لا يوفيه إياه) أي من هو له (لقي الله سارقاً) أي يحشر في زمرة السارقين ويجازى بجزائهم؛ لأنه بنيته عدم الوفاء قد صار كالسارق بل أشر منه لأنه غر من أخذ ماله حيث أخذه برضاه وهو محسن الظن أنه يقضيه ثم ظاهره أنه كذلك ولو قضاه في الدنيا لأنه بنيته عدم الوفاء عند الأخذ صار كالسارق. (هـ) (¬1) عن صهيب) هو ابن سنان بن قارط الرومي الصحابي. فيه يوسف بن محمَّد بن يزيد بن صيفي قال البخاري: فيه نظر، قاله في المغني (¬2). 2937 - "أيما رجل تزوج امرأة فنوى أن لا يعطيها من صداقها شيئاً مات يوم يموت وهو زان، وأيما رجل اشترى من رجل بيعاً فنوى أن لا يعطيه من ثمنه شيئاً مات يوم يموت وهو خائن، والخائن في النار". (ع طب) عن صهيب. (أيما رجل تزوّج امرأة فنوى أن لا يُعطيها من صداقها شيئاً) قال الزمخشري: الصداق بالكسر عند أصحابنا والبصريين. (مات يوم يموت وهو زان) أي أثم إثم الزناة وذلك لأنه استحل فرجها بمال وعدها به ونوى أن لا يعطيها والله قد أمره بالوفاء لها فهو كالزاني يستحل الفرج بغير ما أمر الله به. (وأيما رجل اشترى من رجل بيعاً) أي مبيعاً. (فنوى أن لا يعطيه من ثمنه شيئاً مات يوم يموت) زاده هنا وفي الأول إعلام بأنه يموت وهو متلبس بالمعصية كأنه قارفها يوم موته فلم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2410)، وانظر العلل المتناهية (2/ 624)، وقال الألباني في صحيح الجامع (2720): حسن صحيح. (¬2) انظر المغني (2/ 764).

يأت بعدها بحسنة تكفرها وتقلل إثمها. (وهو خائن) لأنه خان من عامله. (والخائن في النار) فيكون هو في النار أيضاً. (ع طب) (¬1) عن صهيب) قال الهيثمي: فيه عمرو بن دينار متروك انتهى. قلت هو: قهرمان آل الزبير قال في الخلاصة: أنه ليس بثقة (¬2). 2938 - "أيما رجل عاد مريضاً فإنما يخوض في الرحمة, فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة". (حم) عن أنس (صح). (أيما رجل عاد مريضًا فإنما يخوض في الرحمة) أي إنه يعطى من الرحمة ما لو كان ماء لخاض فيه؛ فإن الخوض لا يكون إلا في الماء، وفي تشبيه الرحمة بالماء إعلام بأن الرحمة كالماء تطفئ حر الخطايا. (فإذا قعد عند المريض غمرته الرحمة) أي غطته وسترت عيوبه، وتمام الحديث عند مخرجيه قالوا: "هذا للصحيح، فما للمريض؟ " قال: "يحط عنه ذنوبه" وهذه فضيلة نافعة للعائد والمعود. (حم) (¬3) عن أنس) من حديث أبي داود ولعله الحبطي قال: أتيت أنس بن مالك فقلت يا أبا حمزة المكان بعيد ونحن تعجلنا أنم نعودك فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكره قال الهيثمي: وأبو داود: ضعيف جدًّا انتهى. قلت: والعجب رمز عليه المصنف بالصحة. 2939 - "أيما شاب تزوج في حداثة سنه عج شيطانه" يا ويله عصم مني دينه". (ع) عن جابر. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (3205)، والطبراني في الكبير (8/ 35) رقم (7302)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 131)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2235) ضعيف جداً. (¬2) قال الحافظ في التقريب (5025): يكنى أبا يحيى ضعيف من السادسة, وقال الذهبي: ضعفوه, انظر: الكاشف (4153)، وانظر كذلك لسان الميزان (7/ 325). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 255)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 297)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2238): ضعيف جداً.

(أيما شاب تزوج في حداثة سنه) أوائل تكليفه وعند حاجته إلى النكاح. (عَجّ شيطانه) أي رفع صوته قائلاً: (يا ويلاه) يحتمل أنه يأتي الشيطان بهذا اللفظ فالضمير للشاب أي أدعو عليه بالهلاك. (عصم مني دينه) أي منعه بتزوجه ويحتمل أنه يقول يا ويلي دعاء على نفسه كما يفعله من فاته ما يحبه وإنما عدل - صلى الله عليه وسلم - عن نفسه صوناً لنفسه الشريفة عن إضافة الويل إليها وإن كان حاكيًا، وفي رواية الديلمي والثعلبي أنه يقول: "يا ويله عصم مني ثلثي دينه" فالمراد بالدين هنا معظمه. (ع) (¬1) عن جابر) فيه خالد بن إسماعيل المخزومي، وهو متروك قال ابن الجوزي: تفرد به خالد قال ابن عدي: وكان يضع، ورواه الطبراني في الأوسط وفيه أيضاً خالد. 2940 - "أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنها نعمة من الله سيقت إليه، فإن قبلها بشكر، وإلا كانت حجة من الله عليه ليزداد بها إثماً، ويزداد الله عليه بها سخطاً". ابن عساكر عن عطية بن قيس. (أيما عبد جاءته موعظة) هي التذكير بالعواقب. (من الله في دينه) أي في أمر من أمور دينه وذلك بأن يريه في منامه أمرًا يعظه به أو يلقيه على لسان بعض عباده أو يلهمه إلهاماً في قلبه. (فإنها نعمة من الله سيقت إليه) لأنه أراد تعالى إبعاده من شر ودعاؤه إلى الخير. (فإن قبلها بشكرٍ)، وعمل بمقتضاها زاده الله نورًا وهداية لقوله: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] (وإلا) يقابلها بشكر (كانت حجةً من الله عليه) يعاقب على إهمالها (ليزداد بها إثما) لإعراضه عنها. (ويزداد الله عليه بها) أي بإهمالها. (سخطاً) غضباً وعقاباً. (ابن عساكر (¬2) عن عطية بن قيس) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2041)، والطبراني في الأوسط (4475)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2243)، وقال في الضعيفة (659): موضوع. (¬2) أخرجه ابن عساكر (15/ 202)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 136)، والبيهقي في الشعب (7409) , =

وأخرجه البيهقي وفيه قصة وهو أن المنصور طلب الأوزاعي وقال: ما أبطأ بك عنا؟ قال وما الذي تريده مني يا أمير المؤمنين قال: لآخذ عنك والاقتباس منك فساق له موعظة سنية جعل هذا الخبر مطلعها ورواه ابن أبي الدنيا في "مواعظ الخلفاء"، قال الحافظ العراقي: وفيه أحمد بن عبيد بن ناصح، قال ابن عدي: يحدث بمناكير، وهو عندي من أهل الصدق. 2941 - "أيما عبد أو امرأة قال أو قالت لوليدتها: "يا زانية" ولم تطلع منها على زنا جلدتها وليدتها يوم القيامة لأنه لا حد لهن في الدنيا". (ك) عن عمر وابن العاص (صح). (أيما عبد أو امرأة قال أو قالت لوليدتها) أي أمتها [2/ 242] والوليدة الأمة وأصلها ما ولد من الإماء في ملك الإنسان ثم أطلق ذلك على كل أمة ("يا زانية" ولم تطلع منها على زنا جلدتها وليدتها يوم القيامة) حد القذف (لأنه لا حد لهن) على المالك. (في الدنيا) ومثله السيد إذا قال لعبده: يا زاني قال ابن العربي: وبه استدل علماؤنا على سقوط القصاص عنه بالجناية على أعضاءه ونفسه؛ لأنه عقوبة تجب للحر على الحر فتسقط بجنايته على العبد فأصل ذلك حد القذف وخبر: "من قتل عبده قتلناه" باطل أو مؤول (ك) (¬1) عن عمرو بن العاص) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم صحيح وتعقبه المنذري قال: كيف؟ وعبد الملك بن هارون متروك متهم. 2942 - "أيما عبد أصاب شيئًا ممن نهى الله عنه ثم أقيم عليه حده كفر عنه ذلك الذنب". (ك) عن خزيمة بن ثابت (صح). ¬

_ =وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2245). (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 370)، وانظر قول الهيثمي في الترغيب والترهيب (3/ 316)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2244): موضوع.

(أيما عبد أصاب شيئاً ممن نهى الله عنه) وأوجب فيه حداً في الدنيا. (ثم أقيم عليه حده كفر عنه ذلك الذنب) فلا يعاقب به في الآخرة لأنه تعالى لا يجمع على عبده عقوبتين وهذا مخصوص بالكفر فإنه إذا عوقب به في الدنيا سفك دمه فإنه لا يكفر عنه بل هو ابتداء عقوبة وزيادة في النكال والمراد سقوط حق الله تعالى فلو حد على سرقة سقط عنه إثم الإقدام وأما المال فباق ذمته وكذلك إذا زنا بالمرأة فجلد سقط عنه عقوبة الزنا نفسه وأما حق زوج المرأة بهتكه حقه فإنه باق عليه وكذا القاتل إذا اقتص منه فهو كفارة في حق الله وحق الولي وأما حق المقتول فإنه باق يطالب به في الآخرة. (ك) (¬1) عن خزيمة بن ثابت) رمز المصنف عليه بالصحة. 2943 - "أيما عبد مات في إباقه دخل النار، وإن كان قتل في سبيل الله تعالى". (طس هب) عن جابر. (أيما عبد مات في إباقه) أي في حال تغيبه عن سيده تعديًا. (دخل النار) لذنب الإباق. (وإن كان قتل في سبيل الله) فإنه مأمور بطاعة مالكه فعصيانه أعظم من أن يكون قتل في الجهاد. (طس هب) (¬2) عن جابر) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. 2944 - "أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر حتى يرجع إليهم". (م) عن جرير البجلي (صح). (أيما عبد أبق من مواليه فقد كفر) نعمة مواليه وسترها أي فقد أتى بمعصية تشبه الكفر في عظمها. (حتى يرجع إليهم) وفيه تعظيم شأن الإباق وأنه من ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 388)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2732)، والصحيحة (1755). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (9232)، والبيهقي في الشعب (8599)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 240)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2736).

أعظم الذنوب. (م) (¬1) عن جرير البجلي) موقوفاً ونقل عن بعض رواته أنه قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره لكن أكره أن يروى عني هنا بالبصرة. 2945 - "أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عري كساه الله تعالى من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله تعالى يوم القيامة من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلماً على ظمإ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم". (حم د ت) عن أبي سعيد. (أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عري) أي حال كون المكتسي عارياً. (كساه الله تعالى من خضر الجنة) بضم الخاء وسكون الضاد المعجمة جمع أخضر من ثيابها الخضر من إقامة الصفة مقام الموصوف كما ذكره الطيبي. (وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله تعالى يوم القيامة من ثمار الجنة) جزاءً وفاقاً. (وأيما مسلم سقى مسلماً على ظمإ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم) الرحيق من أسماء الخمر والمختوم الذي ختم عليه بالمسك، وقيل الذي ختم إنائه فلم يفتح ولم يتبدل كما قال تعالى، وهو عبارة عن نفاستها وكرامتها وأنه يجتمع لها طيب الرائحة وطيب الذوق وهذه عدة مسلم أحسن إلى مسلم بأي الأنواع قيل: ويحتمل إلحاق الذمي به. (حم د ت) (¬2) عن أبي سعيد) قال المنذري: رواه أبو داود والترمذي من رواية أبي خالد بن يزيد الدولابي وحديثه حسن. 2946 - "أيما مسلم كسا مسلماً ثوبا كان في حفظ الله تعالى ما بقيت عليه منه رقعة". (طب) عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (68). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 13)، وأبو داود (1682)، والترمذي (2449)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2249).

(أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً) لوجه الله للعلم بأن الأعمال المقبولة ما كان كذلك. (كان) الكاسي. (في حفظ الله تعالى) أي رعايته وحراسته. (ما بقيت عليه منه رقعة) أي مدة بقائها. (طب) (¬1) عن ابن عباس) وفيه خالد بن طهمان أبو العلاء قال الذهبي: ضعيف وقال ابن معين: خلط قبل موته. 2947 - "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له". (حم د ت هـ ك) عن عائشة (صح). (أيما امرأة نكحت) وفي رواية: "أنكحت نفسها". (بغير إذن وليها) أي تزوجت بغير إذن وليها أي ولي عقدها، من ولي قريب وإمام أو حاكم والمراد هنا بالنكاح: العقد (فنكاحها باطل) لا يجوز معه وطي ولا يستحق به حقاً إلا ما يأتي (فنكاحها باطل فنكاحها باطل) كرره لتأكيد إفادة قبح النكاح وبطلانه وهو دليل على اعتبار الولي في صحة النكاح وعليه حديث: "لا نكاح إلا بولي" وفيه أنه إذا أذن لها صح نكاحها، ظاهره ولو تولت العقد بنفسها. (فإن دخل بها) واقعها (فلها المهر بما استحل من فرجها) وقيل فيه دليل أن وطئ الشبهة يوجب المهر وإذا أوجب ثبت النسب فانتفى الحد. (فإن اشتجروا) أي تخاصم الأولياء قال الرافعي: أي عضلوا قال: (فالسلطان ولي من لا ولي له) لأنهم مع التشاجر كالعدم قال القاضي: وهذا يؤيد منع المرأة من مباشرة العقد مطلقاً إذ لو صلحت عبارتها للعقد لأطلق لنا الحديث؟ وأجيب: بأن المراد به الصغيرة فاعترض بأنها لا تسمى امرأة في الحكم فحمله بعضهم على الأمة فاعترض بقوله: "فلها المهر" فإن مهرها لسيدها فحمله البعض على المكاتبة فإن المهر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 97) رقم (12591)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2250).

لها. (حم د ت هـ ك) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته على ابن ماجة وحسنه الترمذي وصححه ابن حبان. 2948 - "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإن كان دخل بها فلها صداقها بما استحل من فرجها، ويفرق بينهما، وإن كان لم يدخل بها فرق بينهما، والسلطان ولي من لا ولي له". (طب) عن ابن عمر (صح). (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فإن كان دخل بها فلها صداقها بما استحل من فرجها، ويفرق بينهما) أي يحكم ببطلان العقد. (والسلطان ولي من لا ولي له) (¬2). قال القاضي: هذه الأحاديث صريحة في المنع باستقلال المرأة بالتزويج وأنها إذا زوجت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل، والحنفية لما حكموا بصحة نكاحها اضطربوا في الحديث تارة بالقدح فيه بما لا يتم وتارة بتأويله يحمل المرأة على ما ذكرناه، فتارة بأن المراد من قوله باطل أنه بصدد البطلان بتقدير اعتراض الأولياء عليها إذا زوجت نفسها بغير كفو، ورُدّ بأنه لا يناسب ذلك التأكيد المصدر به الحديث من الإتيان بأي الشرطية وتأكيدها بكلمة ما الإبهامية وترتيب الحكم على وصف الاستقلال وترتيب الجزاء على الشرط المقتضى له ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 66)، وأبو داود (2083)، والترمذي (1102)، وابن ماجة (1879)، والحاكم (2/ 186)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2709). (¬2) قلت: الحنفية احتجوا به بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "الأيم أحق بنفسها من وليها" متفق على صحته، وما رووه لم يصح وإن كل ما روي في هذا الباب، ولهذا قال البخاري وابن معين: لم يصح في هذا الباب حديث يعني في اشتراط الولي ورحم الله من أنصف ولم يتعسف وكلام القاضي صادر عن تعصب محض وحبك للشيء يعم ويصم. كاتبه. ثم عقّب عليه آخر تأمل هذا الكلام السامج وراجع صحيح البخاري وحققه تراجمه وما أورده فيها من الآيات مع الأحاديث ويكفيك حديث معقل بن يسار، وآية: {وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ} [البقرة: 232] النازلة في شأنه نقض التعجب منها، سوُّد لدارس، الهامش. والله أعلم.

وبأنه لا يسمي الشيء باسم ما يؤال إليه إلا إذا كان آيلًا إليه قطعاً، نحو: ({إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30]، {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا} [يوسف: 36]، وأما هذا فإنما هو على بعض التقادير يؤول إلى البطلان وبأنه لو كان كذلك لاستحق المهر بالعقد لا بالوطئ وقد علقه - صلى الله عليه وسلم - وجعل الاستحلال عليه لثبوته وهو دليل على أن وطء الشبهة يوجب مهو المثل ولم يرخص أحد من العلماء تزويج المرأة نفسها غير الحنفية وأجازه مالك للدنيئة غير الشريفة (طب) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته. 2949 - "أيما رجل نكح امرأة فدخل بها فلا يحل له نكاح ابنتها، فإن لم يكن دخل بها فلينكح ابنتها، وأيما رجل نكح امرأة فدخل بها أو لم يدخل فلا يحل له نكاح أمها". (ت) عن ابن عمرو (صح). (أيما رجل نكح امرأة) أي عقد لها بقوله: (فدخل بها فلا يحل له نكاح ابنتها) بعد دخوله بأمها (فإن لم يكن دخل بها) بل عقد بها لا غير (فلينكح ابنتها)، أي فإنه يحل له إذا أراده وهو المفهوم من قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ} [النساء: 23] فقيد التحريم بالدخول وقال: {فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ} [النساء: 23] (وأيما رجل نكح امرأة) عقد بها (فدخل بها أو لم يدخل فلا يحل له نكاح أمها)؛ لأنها قد دخلت في عموم قوله تعالى: (وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ) [النساء: 23] ومع عقده بها وإن لم يدخل قد صارت من نسائه وفي المسألة خلاف وإيجاب لا يحتملها هذه التعليقة. (ت) (¬2) عن ابن عمرو)، ثم قال الترمذي: لا يصح من قبل إسناده إنما ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 202) رقم (11494)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2228): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الترمذي (1117)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2242).

رواه ابن لهيعة والمثنى بن الصباح وهما مضعفان انتهى، قلت: العجب رمز المصنف لصحته بعد قول مخرجه: ما سمعت. 2950 - "أيما رجل آتاه الله تعالى علماً فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار". (طب) عن ابن مسعود. (أيما رجل آتاه الله تعالى علماً) نكرة في خبر الشرط فأذن بالعموم في كل علم والمراد من علوم الشريعة ومقدماته كما قال الحليمي وغيره. (فكتمه) عن الناس عند الحاجة إليه. (ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) قال الخطابي: هذا محمول على العلم الذي يلزم تعليمه ويتعين فرضه عليه كمن يرى من يريد الإِسلام ويقول: علمني ما الإِسلام؟ وكمن يرى حديث عهد بالإِسلام لا يحسن الصلاة، وقد حضر، وفيها يقول: علمني كيف أصلي، وكمن جاء مستفتياً في حلال أو حرام ويقول: أفتوني وأرشدوني: فإنه يلزم في هذه الأمور ألا يمنع الجواب، فمن فعل كان إنما مستحقاً للوعيد، وليس كذا الأمر في تفاصيل العلوم التي لا ضرورة للناس إلى معرفتها، ومنهم من يقول: المراد به علم الشهادة، قاله المصنف في مصباح الزجاجة. (طب) (¬1) عن ابن مسعود)، ورواه عنه في الأوسط، قال الهيثمي: في الأوسط النضر بن سعيد، ضعفه العقيلي، وفي سند الكبير سوار بن مصعب، وهو متروك الحديث، وأخرجه ابن الجوزي من حديث ابن مسعود في العلل من عدة طرق، وطعن فيها كلها بما محصوله أن فيها جماعة ما بين ضعيف ومتروك وكذاب. 2951 - "أيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى لم يزل في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 128) رقم (10197)، وفي الأوسط (5540)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 159)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 124)، والعلل المتناهية (1/ 96)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2714).

سخط الله حتى ينزع، وأيما رجل شد غضباً على مسلم في خصومة لا علم له بها فقد عاند الله حقه، وحرص على سخطه، وعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة، وأيما رجل أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقاً على الله تعالى أن يدليه يوم القيامة في النار حتى يأتي بإنفاذ ما قال". (طب) عن أبي الدرداء (مسح). (أيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله تعالى) بأن شفع فيه إلى الأمير فأسقط الحد. (لم يزل في سخط الله حتى ينزع) أي: يقلع ويترك، وذلك لأنه حاول في إبطال أمر الله؛ فإنه لا حق فيه للإمام ولا لغيره بل الحق لله، وهو عام حتى في حد القذف بعد الرفع إلى الأمير. (وأيما رجل شد غضباً) أي اشتد غضبه. (على مسلم في خصومة لا علم له بها) هل هي على حق أو باطل؟ كما يتفق ذلك كثيراً لذي الأهواء ممن يبلغه خصومات الناس أو الوكلاء الذين يريدون إبطال الحقوق. (فقد عاند الله حقه) لأن حق الله على عباده التناصف بينهم. (وحرص على سخطه، وعليه لعنة الله المتتابعة) له (إلى يوم القيامة) أي لا يزال يلعن ويطرد عن الرحمة إلى ذلك اليوم. (وأيما رجل أشاع) أي أظهر. (على رجل مسلم بكلمة وهو منها بريء يشينه بها) أي يعيبه بشينها. (في الدنيا كان حقاً على الله تعالى أن يذليه) بالذال المعجمة. (يوم القيامة في النار حتى يأتي بإنفاذ) بالفاء وذال معجمة. (ما قال) أي فإمضاء حقية قوله والمراد وليس بفاعل كما يقال للمصورين أحيوا ما خلقتم. (طب) (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته إلا أنه قال الهيثمي: فيه من لا أعرفه، وقال المنذري: لا يحضرني الآن حال إسناده. ¬

_ (¬1) انظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 138)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2236).

2952 - "أيما رجل ظلم شبراً من الأرض كلفه الله تعالى أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين، ثم يطوقه يوم القيامة حتى يقضي بين الناس". (طب) عن يعلى بن مرة. (أيما رجل ظلم شبراً من الأرض) أتى به للإشارة إلى أن القليل والكثير سواء. (كلفه الله تعالى أن يحفره حتى يبلغ آخر سبع أرضين، ثم يطوق) أي يجعله في عنقه كالطوق. (يوم القيامة) وقيل المراد: أن يخسف إلى سبع أرضين وتكون كل أرض كالطوق في عنقه أو للظلم المذكورة لازم له لزوم الطوق في عنقه وبالأول جزم القشيري وصححه البغوي ولا مانع في أن تنوع هذه الصفات لهذا الجاني أو ينقسم أصحاب هذه الجناية فيعذب بعضهم بهذا وبعضهم بهذا بحسب قوة المفسدة وضعفها، ذكره ابن حجر (¬1)، ويستمر كذلك. (حتى يقضي بين الناس) ثم يصيروا إلى نار أو إلى جنة حسبما يكون حاله من عفو الله أو عقابه. (طب) (¬2) عن يعلي بن مرة)، ورواه عنه أحمد بعدة أسانيد، قال الهيثمي: رجال بعضها رجال الصحيح. 2953 - "أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروماً فله أن يأخذ بقدر قراه، ولا حرج عليه ". (ك) عن أبي هريرة (صح). (أيما ضيف نزل بقوم) أي بات إليهم أو نزل وقت طعام وقوله: (فأصبح) يدل للأول (الضيف) قال الطيبي: أقام الظاهر مقام الضمير إشعار بأن المسلم الذي ضاف قوماً يستحق لذاته أن يقرى فمن منع حقه فقد ظلمه فحق لغيره من المسلمين نصره انتهى. (محروماً) عما يستحقه من الإكرام بالضيافة (فله أن ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (5/ 105). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 270) رقم (692)، وأحمد (4/ 173)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2722)، والصحيحة (240).

يأخذ من مالهم بقدر قراه) أي بقدر ثمن طعامه ليلته. (ولا حرج عليه) بها أي لا إثم عليه فيما يأخذه، أخذ بالحديث أحمد فأوجب الضيافة وأن الضيف يستقل بأخذ ما يكفيه بغير رضا من نزل عليه، وحمله الجمهور على أنه كان أول الإِسلام حيث كانت المواساة واجبة فلما ارتفع إيجاب المواساة ارتفع وجوب الضيافة أو أنه على التأكيد كغسل الجمعة، وبعضهم حمله على المضطر وأنه يأخذ ما يكفيه ويغرمه بعد، وبعضهم على أن المراد من نزل بأهل الذمة المشروط عليهم ضيافة من نزل عليهم، وأعرب بعض المالكية فقال: المراد أن له أن يأخذ من عرضهم بلسانه وينشر عيوبهم للناس، ورد بأنه لا يلائم قوله بقدر قواه وبأن يستر العيوب، عيب ندب الشرع إلى ستره. (ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي كالمنذري: رجاله ثقات. 2954 - "أيما نائحة ماتت قبل أن تتوب ألبسها الله سربالاً من نار، وأقامها للناس يوم القيامة". (ع عد) عن أبي هريرة. (أيما نائحة) هي الباكية بتعداد محاسن الميت وإثارة شجوا عليه وهي الناعتة عيوبها بحزن غيرها. (ماتت قبل أن تتوب ألبسها الله سربالاً) أي قميصاً. (من نار، وأقامها) الله (للناس) أي بنظرهم وتعريفهم عقوبتها. (يوم القيامة) وهذا الوعيد دليل على تحريم النياحة إلا أنه كما قاله - صلى الله عليه وسلم - لا يتركها الأمة وهي من خصال الجاهلية. (ع عد) (¬2) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: إسناده حسن. 2955 - "أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها خرق الله عَزَّ وَجَلَّ عنها ستره". ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 147)، وأحمد (2/ 380)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 251)، والمجمع (8/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2730)، والصحيحة (640). (¬2) أخرجه أبو يعلى (6005)، وابن عدي في الكامل (5/ 373)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 418)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 13)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2251): ضعيف جداً، وقال في الضعيفة (2266): منكر.

(حم طب ك هب) عن أبي أمامة (صح). (أيما امرأة نزعت ثيابها في غير بيتها) تقدم قريباً أنه أريد تجردها للأجانب وإلا فلو كانت خالية أو في بيت أهلها وأرحامها فإنه لا يحرم عليها، ثم الظاهر أن المراد تجردها للفاحشة. (خرق الله تعالى) بالخاء المعجمة والراء وقاف هتك (عنها سترها) أي ستره إياها فلا يسترها في موقف القيامة على رؤوس الخلائق. (حم طب ك هب) (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته على الطبراني. 2956 - "أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية". (حم ن ك) عن أبي موسى (صح). (أيما امرأة استعطرت) أي استعملت العطر وهو الطيب الظاهرة رائحته. (ثم خرجت فمرت على قوم) أجانب ولو واحد. (ليجدوا ريحها) أي قصدت بالمرور أو باتخاذ العطر ذلك. (فهي زانية) في إثمها لأنها تعرضت لإثارة شهوة الرجال فنزل السبب منزلة المسبب، وفيه دليل على أن ذرائع الحرام حرام. (وكل عين) نظرت إلى محرم عليها من امرأة أو رجل. (زانية) وذلك حظها من الزنى، وأخذ منه بعض المالكية حرمة التلذذ بشم طيب الأجنبية لأن الله تعالى إذا حرم شيئاً زجرت الشريعة عما يضارعه، وقد بالغ بعض السلف في ذلك حتى كان عمر - رضي الله عنه - ينهى عن القعود محل امرأة قامت عنه حتى يبرد. (حم ن ك) (¬2) عن أبي موسى) رمز المصنف بالصحة على النسائي وقال الحاكم: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 301)، والطبراني في الكبير (23/ 314) رقم (710)، والحاكم (4/ 321)، والبيهقي في الشعب (7774) عن أم سلمة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2708). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 418)، والنسائي (5/ 430)، والحاكم (2/ 369)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2701).

صحيح وأقره الذهبي. 2957 - "أيما رجل أعتق غلاما ولم يسم ماله فالمال له" (هـ) عن ابن مسعود. (أيما رجل أعتق غلاماً ولم يسم ماله) أي لم يستثنه لنفسه وأضافه إليه إضافة اختصاص عند من يقول أنه لا يملك العبد وأضافه ملك عبد من يقول يملك. (فالمال له) أي للغلام، أي لا حق للسيد فيه، وقيل بل المراد أنه ينبغي للسيد أن يمن به عليه ويمنحه إياه إتماماً للصنيعة وزيادة النعمة. (هـ) (¬1) عن ابن مسعود). 2958 - "أيما امرئ ولي من أمر المسلمين شيئاً لم يحطهم بما يحوط نفسه لم يرح رائحة الجنة". (عق) عن ابن عباس. (أيما امرئ ولي من أمر المسلمين شيئاً) أي ولاية. (لم يحطهم) أي يكلؤهم ويحفظهم ويصونهم ويذب عنهم والاسم الحياطة يقال حاطه إذا استولى عليه. (بما يحوط به نفسه) فيعاملهم معاملتها في كل ما يصونها منه. (لم يرح) بفتح المثناة والراء لم يجد. (رائحة الجنة) هو كناية عن عدم دخوله إياها كما سلف وفيه زجر عن التفريط في حق من ولي أي أمر، وأمرٌ للولاة بحفظ من تجب أيديها مما يحفظ منه أنفسها فإنا لله وإنا إليه راجعون لقد أصبحنا في زمن عمدة ولايته قبض الأموال من الرعايا والتوسع بها وإضاعتهم عن كل ما يجب حفظه. (عن) (¬2) عن ابن عباس) قال مخرجه العقيلي عقيب تخريجه: من حديث إسماعيل بن شبيب الطائفي أحاديثه مناكير غير محفوظة وأقره عليه في اللسان. 2960 - "أيما رجل عاهر بحرة أو أمة فالولد ولد زنا لا يرث ولا يورث". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2530)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2234). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 83)، وانظر اللسان (5/ 219)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2220).

(ت) عن ابن عمرو (صح). (أيما رجل عاهر بحرة أو أمة) العاهر الزاني عهر إلى المرأة أتاها ليلاً للفجور بها غلب على الزنا مطلقاً. (فالولد) إذا حملت منه. (ولد زناً لا يرث) من أبيه (ولا يورث) لأن الشرع قطع الوصلة بينه وبين الزاني فلا قرب له إلا من قبل أمه ويؤخذ منه جواز نكاح الرجل بنتاً خلفت من مائه من الزنا وهي مسألة خلاف. (ت) (¬1) عن ابن عمرو) وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وفيه ابن لهيعة والعمل عليه عند أهل العلم ورمز المصنف لصحته. "أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله تعالى الجنة، أو ثلاثة، أو اثنان". (حم خ ن) عن عمر (صح). (أيما مسلم شهد له أربعة) من المسلمين؛ لأنها لا تقبل إلا شهادتهم عند الله تعالى. (بخير) بعد موته أي أثنوا عليه خيراً. (أدخله الله الجنة) لأنه لا تطلق الألسنة بالخير والثناء عليه إلا وهو عنده تعالى من أهل الخير المستحقين للجنة، قال الراوي فقلنا: (أو ثلاثة) قال: أو ثلاثة قلنا: (أو اثنان) قال أو اثنان، قال: ولم نسأله عن الواحد أي استبعادًا عن الاكتفاء في مثل هذا المقام العظيم بأقل من نصاب الشهادة، قال: وترك الشق الآخر وهو الشهادة بالشر لفهم حكمه بالقياس على الخير أو اختصاراً قال النووي (¬2): من مات فألهم الله سبحانه وتعالى الناس الثناء عليه بخير كان دليلاً على كونه من أهل الجنة سواء اقتضته أفعاله أم لا؛ فإن الأعمال داخلة تحت المشيئة وهذا الإلهام يستدل به على تعينها وبه تظهر فائدة الثناء. (حم خ ن) (¬3) عن عمر) ولم يخرجه مسلم. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2113)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2723). (¬2) انظر: فتح الباري (3/ 231). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 21)، والبخاري (1368)، والنسائي (1/ 629).

2961 - "أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى، وأيما أعرابي حج ثم هاجر فعليه أن يحج حجة أخرى، وأيما عبد حج ثم أعتق فعليه أن يحج حجة أخرى". (خط) والضياء عن ابن عباس (صح). (أيما صبي حج) في حال صباه وهو قبل تكليفه. (ثم بلغ الحنث) أي السن التي يحنث فيها أي يأثم بأفعاله لكونه مكلفاً. (فعليه أن يحج حجة أخرى) هي الفريضة؛ لأن حجه الأول قد قبل وأجر عليه ولذا سماه حجاً مرتين إلا أن الله تعالى ناط التكاليف ببلوغ سن الحنث. (وأيما أعرابي حج) كأن المراد قبل إسلامه. (ثم هاجر) بعد الإِسلام. (فعليه أن يحج حجة أخرى) هي حجة الإِسلام، قال الذهبي في المهذب (¬1): كأنه أراد بهجرته إسلامه كما تقرر. (وأيما عبد حج ثم أعتق فعليه أن يحج حجة أخرى) أفاد الحديث أنه يشترط لوقوع الحج عن فرض الإِسلام البلوغ والحرية فلا يجزئ عنه حج الطفل والرقيق. (خط) والضياء (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، ولكن قال ابن حجر: قال البيهقي: تفرد برفعه محمَّد بن المنهال، قال ابن حجر: لكن هو عند الإسماعيلي والخطيب عن الحارث بن شريح عن يزيد بن زريع متابعة لمحمد بن منهال انتهى، ورواه الطبراني في الأوسط, قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، انتهى. 2962 - "أيما مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه فتصافحا وحمدا الله تعالى جميعاً تفرقا وليس بينهما خطيئة". (حم) والضياء عن براء (صح). (أيما مسلمين التقيا فأخذ أحدهما بيد صاحبه) بيمناه ليصافحه. (فتصافحا) قيل: ولو من فوق ثوب (وحمدا الله تعالى جميعًا تفرقا وليس بينهما خطيئة) ¬

_ (¬1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4/ 1705). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 209)، والضياء في المختارة (537)، والطبراني في الأوسط (2731)، والبيهقي في السنن (4/ 325)، وانظر تلخيص الحبير (2/ 220)، والمجمع (3/ 206)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2729).

بسبب التصافح والحمد ويأتي أن البادئ منهما هو الأفضل. (حم) والضياء (¬1) عن براء) رمز المصنف لصحته. 2963 - "أيما امرئ من المسلمين حلف عند منبري هذا على يمين كاذبة كانت له نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة". الحسن بن سفيان (طب ك) عن ثعلبة الأنصاري. (أيما امرئ من المسلمين حلف على منبري هذا) منبر المدينة في مسجده - صلى الله عليه وسلم وفيه التغليظ بالمكان. (على يمين كاذبة) أي كاذب حالفها من باب الأسلوب الحكيم. (يستحق بها) أي تجعله خالاً في الظاهر بيمينه. (حق مسلم) قال النووي: يدخل فيه كل حق حتى نحو جلد ميتة أو السرجين أو نحوهما. (أدخله الله النار) بيمينه وأخذه لحق غيره. (وإن كان) الحلف. (على سواك أخضر) أي على أحقر شيء وهو السواك فما دونه وبالأولى فما فوقه، (حم) (¬2) عن جابر). 2964 - "أيما امرئ اقتطع حق امرئ مسلم كاذباً، كانت له نكتة سوداء من نفاق في قلبه لا يغيرها شيء إلى يوم القيامة الحسن بن سفيان (طب ك (صح)) (¬3) عن ثعلبة. (أيما امرئ اقتطع حق امرئ مسلم) أي أخذ قطعة منه وبالأولى أخذه كله. (بيمين كاذبة) بسبب حلفه أنه به كاذباً إذا تحاكم ورد المدعي عليه اليمين أو قبل يمينه من غير تحاكم ولا أثر لحكم الحاكم في ملكه بعد حلفه. (كاذباً كانت له) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 293)، والضياء في المختارة (2683، 2681)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2741). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 375)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2219). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 85) رقم (1383)، والحاكم (4/ 294)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 121)، وانظر الإصابة (1/ 408)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2219)، والسلسلة الضعيفة (3366).

أي اليمين أو إثمها. (نكتة سوداء من نفاق في قلبه) أي صفة من صفات النفاق أو أنه تعالى يصبغ قلوب المنافقين بأدران الذنوب حتى لا يصل إليها الهدى كما لم يؤمن به أول مرة. (لا يغيرها) لا يغير لونها. (شيء) من الطاعات وظاهره ولو بالتوبة وإرجاع ما أخذه. (إلى يوم القيامة) ويدخله النار ليطهره على تلك النكتة ثم يخرجه برحمته كما تقضي به أحاديث الرجاء. (الحسن بن سفيان (طب ك) (¬1) عن ثعلبة) بمثلثة فمهملة الأنصاري رمز المصنف على الحاكم بالصحة. 2965 - "أيما عبد كاتب على مائة أوقية فأداها إلا عشر أواق فهو عبد، وأيما عبد كاتب على مائة دينار فأداها إلا عشرة دنانير فهو عبد". (حم د هـ ك) عن ابن عمرو. (أيما عبد) يعني مملوك ولو أمة قال ابن حزم: لفظ العبد لغة يتناول الأمة لكن في الفتح: فيه نظر، ولعله أراد المملوك، قال القرطبي: العبد اسم للملوك الذكر بأصل وضعه، والأمة اسم لمؤنثه بغير لفظه، ومن ثم قال ابن إسحاق: هذا الحكم لا يشمل الأنثى، وخالفه الجمهور فلم يفرقوا في الحكم بين الذكر والأنثى إما لأن لفظ العبد يراد به الجنس كقوله: {إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً} [مريم: 93] فإنه يتناول الذكر والأنثى قطعاً، وأما بطريق الإلحاق لعدم الفارق وقد قال إمام الحرمين: إدراك كون الأمة كالعبد حاصل للسامع مع التفطن بوجه الجمع والفرق. (كوتب) من الكتابة وهي الإيجاب من قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183] أو من الجمع والضم. (على مائة أوقية) مثلاً. (فأداها إلا عشر أواق) في نسخة: "أواقي" بتشديد الياء وقد تخفف والنسخة المقابلة على خط المصنف بحذف الياء منوناً أواق والمراد من ذلك ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 85) رقم (1383)، والحاكم (4/ 327)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 121)، وانظر الإصابة (1/ 408)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (3365).

العشرة مثلاً. (فهو عبد) لم يخرجه إلى الحرية. (وأيما عبد كاتب على مائة دينار فأداها إلا عشرة دنانير فهو عبد) أي مثلاً بدليل ما يأتي من قوله: "المكاتب عبد ما بقي عليه درهم" وهذا مذهب الجمهور وروي عن علي عليه السلام أنه يعتقه بقدر ما أدى من مال الكتابة والكتابة كانت ثابتة في الجاهلية وأقرها الشرع، قال الروياني: هي إسلامية وتوزَع بثبوتها في الجاهلية. (حم د هـ ك) (¬1) عن ابن عمرو) وصححه الحاكم وأقره عليه الذهبي. 2966 - "أيما رجل مسلم أعتق رجلاً مسلماً، فإن الله تعالى جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظماً من عظام محررة من النار، وأيما امرأة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله تعالى جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظماً من عظام محررها من النار يوم القيامة". (د حب (صح)) عن أبي نجيح السلمي. (أيما رجل مسلم أعتق رجلاً مسلماً) ظاهره أن الصغير لا يكون إعتاقه بهذه المثابة في الأجر. (فإن الله تعالى جاعل) من الأجرة. (وقاء كل عظم) تكسر واوه وتخفيف القاف من الوقاية هي ما يصون الشيء ويستره عما يؤذيه. (من عظامه عظماً من عظام محررة من النار) بضم الميم وفتح الراء المشددة أي يصيره حراً بإعتاقه والمراد من الوقاية أنه لا يدخل النار وأنه أعتق الله كل عظم منه لإخراجه كل عظم من المملوك إلى الحرية قيل وفيه إشارة إلى أنه ينبغي أن يكون العبد كامل الخلقة لا نقص فيه، وقول الخطابي: إن الخصي بعضه محبوب؛ لأنه ينتفع به فيما لا ينتفع فيه بالفحل، استنكره النووي. (وأيما امرأة) أي مسلمة للعلم به من الأول نظيره، قوله تعالى: {فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ}، ثم قال: {وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ} [الأنفال: 66]، (أعتقت امرأة مسلمة؛ فإن الله ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 184)، وأبو داود (3927)، والنسائي في السنن الكبرى (5026)، وابن ماجة (2519)، والحاكم (2/ 218)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2735).

تعالى جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظماً من عظام محررها) نكرة باعتبار الشخص وإلا فكان الظاهر محررتها. (من النار يوم القيامة) قال الشارح فاستفدنا أن الأفضل للذكر عتق الذكر والأنثى عتق الأنثى. قلت: أما الأول فنعم وأما الآخر فلا دليل من الحديث بل يدل على أن الذكر أفضل في حق الأنثى والذكر وإن عتق الذكر أفضل، وقال: عتق الأنثى أفضل مطلقاً لأنه يستدعي صيرورة ولدها حرًا سوى تزوجها حر أو عبد بخلاف الذكر والحق أنه لا يعارض النص بغيره فقد ثبت أن عتق الذكر أجره ضعفا عتق الأنثى. (د حب) (¬1) عن أبي نجيح السلمي) رمز المصنف لصحته على ابن حبان وقال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح، ومثله قال الترمذي من حديث أبي أمامة وللطبراني من حديث عبد الرحمن بن عوف، ورجاله ثقات. 2967 - "أيما أمة ولدت من سيدها فإنها حرة إذا مات إلا أن يعتقها قبل موته". (هـ ك) عن ابن عباس (صح). (أيما أمة) مملوكة (ولدت من سيدها) أي وضعت ما فيه صورة آدمي (فإنها حرة إذا مات) أي سيدها (إلا أن يعتقها قبل موته) فإنها تصير حرة بالعتق ولا يتوقف عتقها على موته (هـ ك) (¬2) عن ابن عباس) ورمز المصنف بالصحة على الحاكم ورده الذهبي بأن فيه الحسين بن عبد الله الهاشمي ضعيف جداً انتهى. 2968 - "أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله تعالى أو يصلوا على نبيه كانت عليهم ترة من الله، إن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم". (ك) عن أبي هريرة (صح). (أيما قوم جلسوا فأطالوا الجلوس ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله تعالى) بأي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3965)، وابن حبان (4309)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2726). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2515)، والحاكم (2/ 19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2218).

نوع من الذكر. (أو يصلوا على نبيه) المراد به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - لأنه المفهوم. (كانت عليهم ترة من الله) أي نقص وقيل تبعة وقيل: حسرة وندامة لتفرقهم قبل أن يأتوا بذكر يكفر به عن لغطهم وكثرة حديثهم (إن شاء الله تعالى عذبهم) بما أتوا به من اللغط والحديث اللازم لإطالة الجلوس أو عذبهم بنفس ترك ذكره (وإن شاء غفر لهم) وفيه الحث على ذكر الله تعالى بالمجالس العامة فإنها مظنة الغفلة. (ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 2969 - "أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها". (طب) عن أبي الدرداء (صح). (أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي) أي في الآخرة (لآخر أزواجها) قالوا إن هذا أحد الأسباب المانعة للتزوج بنسائه - صلى الله عليه وسلم - لأنهن زوجاته في الجنة. واعلم أنه قد ورد أنه لأحسنهم أخلاقًا كما في حديث عائشة رضي الله عنها فيحتمل أن المراد هنا إذا كانت أخلاقهم متساوية فتبقى لآخره وفي الآخر إذا اختلفوا فهي لأحسنهم خلقاً وللحديث قصة وهو أن معاوية خطب أم الدرداء بعد موت أبي الدرداء - رضي الله عنه -، فقالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "أيما امرأة ... " إلى آخره وما كنت لأختار على أبي الدرداء، فكتب إليها معاوية: فعليك بالصوم فإنه محسمة (طب) (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته لكن قال الهيثمي: فيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط. 2970 - "أيما رجل ضاف قوماً فأصبح الضيف محروماً فإن نصره حق على كل ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 496)، والترمذي (3380)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2738)، والصحيحة (79). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3130)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2704)، والصحيحة (1281).

مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله" (حم د ك) عن المقدام (صح). (أيما رجل ضاف قوماً) أي نزل بهم ضيفاً. (فأصبح الضيف محروماً) عن قرائه وعشائه (فإن نصره) أي إعانته. (حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله) أي يأخذ بقدر عشائه ليلته من مال من نزل به ولو واحداً كما أرشد إليه إفراد الضمير وتقدم الكلام في هذا قريباً وأنه قد قيل أنه منسوخ (حم د ك) (¬1) عن المقدام). رمز المصنف بالصحة على أحمد وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال ابن حجر: إسناده على شرط الصحيح. 2971 - "أيما رجل كشف سترًا فأدخل بصره من قبل أن يؤذن له فقد أتى حداً لا يحل أن يأتيه، ولو أن رجلاً فقأ عينه لهدرت ولو أن رجلاً مر على باب لا سترة عليه فرأى عورة أهله فلا خطيئة عليه, إنما الخطيئة على أهل الباب". (حم ت) عن أبي ذر (صح). (أيما رجل كشف ستراً) أي أزاله ونحاه عما وراءه مما هو ساتر له من باب أو نحوه (فأدخل بَصَره) أي نظر ما وراء الستر من محرم وغيره (من قبل أن يؤذن له) في الدخول (فقد أتى حداً) أي أمرًا ممنوعًا عنه. (لا يحل له أن يأتيه) هذا في كشف الستر فكيف الدخول (ولو أن رجلاً فقأ عينه) بالهمز أي خرقها بعضاً أو نحوها (لهدرت) أي لم يستحق فيها قصاصاً ولا ارشا لتعديه وإليه ذهب الشافعي فقال: يهدر وخولف (ولو أن رجلاً مر على باب لا سترة عليه) أو كانت لكنها مرفوعة كفتح الباب (فرأى عورة أهله) بغير تعمد بل بالنظرة الأولى المعفو عنها (فلا خطيئة عليه) أي لا إثم لأنه لم يتعمد (إنما الخطيئة على أهل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 131)، وأبو داود (3751)، والحاكم (4/ 132)، وانظر تلخيص الحبير (4/ 159)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2237).

الباب) لأنهم الذين عرضوا أنفسهم لما لا يحل للغير (حم ت) (¬1) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته على أحمد، قال الهيثمي كالمنذري: رجال أحمد رجال الصحيح غير أبي لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف. واعلم أن ظاهر رواية المصنف أنهما جميعاً أخرجاه هكذا أو ليس كذلك فإن الترمذي لم يخرج إلا بعضه وتمامه عند أحمد فقط. 2772 - "أيما وال ولي من أمر المسلمين شيئًا وقف به على جسر جهنم فيهتز به الجسر حتى يزول كل عضو". ابن عساكر عن بشر بن عاصم. (أيما وال ولي من أمر المسلمين شيئًا) أي ولم يعدل فيهم (وقف به على جسر جهنم) يحتمل أنه أريد به الصراط ويحتمل غيره والواقف به الملائكة (فيهتز به الجسر حتى يزول كل عضو منه) أي عن مكانه الذي هو فيه فيقع في جهنم عضواً عضواً وفيه تهويل لشأن الولاية وإبانة لسوء عاقبتها وأنه مركب وعر ومرقا صعب إلا من عدل بتوفيق الله وتسديده. (ابن عساكر (¬2) عن بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة ابن عاصم بن سفيان الثقفي وقيل المخزومي. 2973 - "أيما راع غش رعيته فهو في النار". ابن عساكر عن معقل بن يسار. (أيما راع) عام في كل من استرعاه الله في شيء حتى المرأة في بيت زوجها كما يأتي في الكاف: (غش رعيته) أي خانهم ولم ينصح لهم (فهو في النار) قال الزمخشري (¬3): الراعي القائم على الشيء بحفظ وإصلاح كراعي الغنم وراعي الرعية أي متوليه وصاحبه، والرعي بحفظ الشيء بمصلحته قيل ويدخل في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 181)، والترمذي (2707)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 295)، والترغيب والترهيب (3/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2240). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 132)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2256). (¬3) الكشاف (1/ 812).

ذلك الإنسان نفسه فإنه راع رعيته جوارحه وأعضائه وأنه يجب حفظهما عما لا يحل واستعمالها فيما يجب وأن لا يستعملها إلا فيما خلقت له. (ابن عساكر (¬1) عن معقل بن يسار) صحابي معروف. 2974 - "أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه فهو زان" (هـ) عن ابن عمر (صح). (أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه) أي سادته (فهو زانٍ) صريح في بطلان نكاح العبد إذا لم يأذن له سيده، قيل وإن أجازه السيد وإليه ذهب الشافعي قال إذ لم يقل في الخبر إلا أن يجيزه سيده. (هـ) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وفيه مندر بن علي وهو ضعيف وقال أحمد وأبو داود والترمذي بلفظ: "أيما مملوك نكح بغير إذن مولاه فهو عاهر" وفي رواية الترمذي "فنكاحه باطل". 2975 - "أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كن لها حجاباً من النار". (خ) عن أبي سعيد (صح). (أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد) بفتحتين يشمل الذكر والأنثى، وخص الثلاثة لأنها أول مراتب الكثرة وفي رواية: "ثلاث" وهو الإنسب بقوله: (كن) على إرادة الإثاث وفي رواية: "كانوا" وهو الإنسب بثلاثة وعلى رواية "ثلاثة كن" فهو بتأويل الأنفس (لها حجاباً من النار) أي يحلن بينها وبين النار وإن استوجبتها بذنوبها، وتمام الحديث عند البخاري نفسه، قالت امرأة واثنان قال: "واثنان" هذا لفظه فكأنه أوحى إليه حال السؤال أو كان عنده به علم لكنه أشفق عليهم أن يتكلوا فلما سئل لم يكن بد من الجواب وظاهر الحديث سواء صبر واحتسب أو جزع ولم يصبر ويدل لإطلاقه خبر الطبراني: "من مات له ولد ¬

_ (¬1) أخرجه ابن مندة في الإيمان (560)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2713). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1960)، وأبو داود (2078)، والترمذي (1112، 1111)، وأحمد (5/ 103)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2734).

ذكر أو أنثى سلم أو لم يسلم صبر أو لم يصبر لم يكن ثواب دون الجنة" انتهى. قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا عمرو بن خالد فضعيف. (خ) (¬1) عن أبي سعيد) قال: قالت النساء اجعل لنا يوماً تذكرنا فيه فذكره. 2976 - "أيما رجل مس فرجه فليتوضأ، وأيما امرأة مست فرجها فلتتوضأ". (حم قط) عن ابن عمرو (صح). (أيما رجل مس فرجه) أي ذكره كما صرح به غيره وأبعد من قال أو دبره لأنه مشتق من الانفراج. (فليتوضأ) فإنه بمسه نقض وضوءه والمراد من غير حائل كما صرح به غيره من الأحاديث كحديث أبي هريرة وهو مصحح عند الأمة فيقيد به به هذا ونحوه. واعلم أنه قد عارض هذا حديث طلق بن علي بلفظ: "وهل هو إلا بضعة منك" (¬2) صححه الأئمة، واختلف الناس في الحكم بين الحديثين فقال ابن حبان: حديث طلق منسوخ بحديث الإيجاب ورد بأنه لا نسخ إلا للحكم وعدم الإيجاب ليس بحكم حتى ينسخ، وقال بعضهم: المراد بالوضوء غسل اليدين من مسه، وآخرون أنه محمول على ندب الوضوء ورد بأنه صرح في حديث أبي هريرة بالوجوب، والحق أن حديث إيجاب الوضوء من مسه ثابت من عدة طرق عن عدة من الصحابة بلغوا ستة عشر صحابياً فحديث طلق لا يقاومها فلابد من تأويله والترجيح عليه لغيره (وأيما امرأة مست فرجها) أي منبعًا من قبلها. (فلتتوضأ) وهذا في مس الإنسان فرج نفسه ومس فرج غيره مثله أيضاً على ما هو الحق. (حم قط) (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1249). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 22). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 223)، والدارقطني (1/ 147)، وانظر تلخيص الحبير (1/ 124)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 41)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2725).

بالصحة على أحمد، قال الذهبي في التنقيح (¬1): إسناده قوي وقال ابن حجر: رجاله ثقات إلا أنه اختلف فيه على عمرو بن شعيب فقيل عنه هكذا وقيل: عن المثنى بن الصباح عنه عن سعيد بن المسيب عن بسرة بنت صفوان. 2977 - "أيما امرئ مسلم أعتق امرأ مسلماً فهو فكاكه من النار، ويجزى بكل عظم منه عظماً منه, وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها من النار يجزي بكل عظم منها عظماً منها، وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما فكاكه من النار، يجزي بكل عظمتين منهما عظما منه". (طب) عن عبد الرحمن بن عوف (د هـ طب) عن مرة بن كعب (ت) عن أبي أمامة (ح). (أيما امرئ مسلم أعتق امرأ مسلماً فهو فكاكه) بفتح فائه وعينه. (من النار) أي ما يفك عنها تشبيه كأنه قد علق بذنوبه في استحقاقه النار فبالإعتاق فك نفسه. (يجزى) قيل بضم حرف المضارعة والأحسن فتحها أي ينوب: (بكل عظم منه عظماً منه) تقدم، وفي رواية: "حتى الفرج بالفرج". (وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فهي فكاكها من النار يجزي بكل عظم منها عظماً منها، وأيما امرئ مسلم أعتق امرأتين مسلمتين فهما فكاكه) أي خلاصه (من النار، يجزي بكل عظمين منهما عظمًا منه) هنا صريح في زيادة أجر الإعتاق الذكر الأنثى وأنها بالنصف من أجره قال الخطابي: ويندب أن يكون القن المعتق ناقص العضو بنحو عور وشلل بل يكون سليماً لينال معتقه الموعود في عتق أعضائه كلها من النار، قلت: ولا يخفى أنه ذكر أنه يتجزئ كل عظم من كل عظم فما نظر إلى سلامة الأعضاء. (طب) عن عبد الرحمن بن عوف (د هـ طب) عن مرة بن كعب ¬

_ (¬1) انظر: تنقيح التحقيق للذهبي (1/ 207) رقم (195)، وانظر كذلك تهذيب السنن لابن القيم (1/ 134)، ونصب الراية (1/ 58)، والتلخيص الحبير (1/ 132).

(ت) (¬1) عن أبي أمامة) وقال الترمذي: حسن. 2978 - "أيما امرأة زوجها وليان فهي للأول منهما، وأيما رجل باع بيعاً من رجلين فهو للأول منهما". (حم 4 ك) عن سمرة (صح). (أيما امرأة زوجها) أي عقد لها. (وليان فهي للأول منهما) أي للولي الأول في صحة عقد أو للزوج الأول الدال عليه السياق (وأيما رجل باع بيعاً من رجلين فهو) أي المبيع (للأول منهما) فإنه عقد به للآخر وقد ملكه الأول منهما بطلاً. (حم 4 ك) (¬2) عن سمرة) رمز المصنف بالصحة على الحاكم؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، لكن قال الحافظ ابن حجر: إن صحته موقوفة على سماع الحسن بن سمرة؛ فإن رجاله ثقات. 2979 - "أيما امرأة نكحت على صداق، أو حباء، أو عدة قبل عصمة النكاح فهو لها، ومن كان بعد عصمة النكاح فهو لمن أعطيه, وأحق ما أكرم عليه الرجل ابنته, أو أخته". (حم (صح) د ن هـ) عن ابن عمرو. (أيما امرأة نكحت على صداق، أو حباء) بكسر المهملة وتخفيف الموحدة ومد أصله: العطية، وهو الحلوان، وقيل: إنه عطية خاصة (أو عدة قبل عصمة النكاح) فالصداق للمرأة والعطية والهبة لغيرها (فهو) أي ما ذكر لمن أعطيه. (لها) أي يختص بها؛ لأنه إنما أعطى لأجلها. (وما كان) العطاء من الزوج (بعد النكاح) أي العقد. (فهو لمن أعطيه) أي لمن أعطاه الزوج، قال الخطابي: إنه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 133) رقم (279) عن عبد الرحمن بن عوف، وأبو داود (3967)، وابن ماجة (2522)، والطبراني في الكبير 20/ 318 (755) عن مرة بن كعب، والترمذي (1547) عن أبي أمامة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2700)، والصحيحة (2611). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 8)، وأبو داود (2088)، والترمذي (1110)، والنسائي (7/ 57314 وابن ماجة (2190)، والحاكم (2/ 174)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 165)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2224).

مؤول على ما شرطه الولي لنفسه غير المهر. (وأحق ما أكرم عليه الرجل) أي أكرمه الزوج (ابنته، أو أخته) قال ابن رسلان: ظاهر العطف أن الحكم لا يختص بالأب بل في معناه كل ولي ولم أر من قال به (حم د ن هـ) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف بالصحة على أحمد. 2980 - "أيما امرأة زوجت نفسها من غير ولي فهي زانية". (خط) عن معاذ. (أيما امرأة زوجت نفسها من غير ولي فهي زانية) نص صريح في اشتراط الولي لصحة النكاح (خط) (¬2) عن معاذ) قال ابن الجوزي: هذا لا يصح وفيه أبو عصمة نوح بن أبي مريم، قال يحيى: ليس بشيء لا يكتب حديثه، وقال مسلم والدارقطني: نوح وضع حديث الفضائل. 2981 - "أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل". (هـ) عن أبي هريرة. (أيما امرأة تطيبت) أي استعملت طيباً له ريح (ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة) ما دامت متطيبة. (حتى تغتسل) لإزالة ريحه قيل: أي لا تثاب عليها وإلا فهي صحيحة مغنية عن القضاء (هـ) (¬3) عن أبي هريرة) فيه عاصم بن عبد الله ضعفه جمع. 2982 - "أيما امرأة زادت في رأسها شعراً ليس منه؛ فإنه زور تزيد فيه". (ن) عن معاوية. (أيما امرأة زادت رأسها شعراً ليس منه) لتزين به شعرها. (فإنه زور تزيد فيه) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 182)، وأبو داود (2129)، والنسائي (6/ 120)، وابن ماجة (1955)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2229)، والضعيفة (1097). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (2/ 312)، وانظر العلل المتناهية (2/ 622)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2223)، والضعيفة (3361): موضوع. (¬3) أخرجه ابن ماجة (4002)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2703).

أي باطل تأثم بزيادته، قالوا: ما لو وصلت شعرها بخرقة ونحوها؛ فإنه لا بأس به وكرهه الجمهور مطلقاً. (ن) (¬1) عن معاوية ورواه عنه الطبراني وغيره. 2983 - "أيما رجل أعتق أمة ثم تزوجها بمهر جديد فله أجران". (طب) عن أبي موسى. (أيما رجل أعتق أمة ثم تزوجها بمهر جديد) غير عتقها؛ فإنه يصح جعله مهراً. (فله أجران) أجر الإعتاق وأجر التزويج والإعفاف. (طب) (¬2) عن أبي موسى). 2984 - "أيما رجل قام إلى وضوءه يريد الصلاة ثم غسل كفيه نزلت خطيئته من كفيه مع أول قطرة، فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه وبصره مع أول قطرة، فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب هو له, ومن كل خطيئة كهيئته يوم ولدته أمه، فإذا قام إلى الصلاة رفعه الله بها عَزَّ وَجَلَّ درجة، وإن قعد قعد سالماً". (حم) عن أبي أمامة (صح). (أيما رجل قام إلى وضوءه) يحتمل أنه بفتح واوه: الماء، أو بضمها الفعل. (يريد الصلاة ثم غسل كفيه) غسل اليدين قبل غسله لوجهه، وفي نسخة: "كفيه". (نزلت خطيئته من كفيه) أي الخطايا التي اكتسبها بكفيه. (مع أول قطرة) قال القاضي: هو مجاز عن غفرانها لأنها ليست بأجسام فتنزل حقيقته وكذا فيما بعده، وقال الطيبي: إنه تمثيل وتصوير لبراءته عن الذنوب كلها على سبيل المبالغة. (فإذا غسل وجهه نزلت خطيئته من سمعه وبصره مع أول قطرة) في عدم ذكر المضمضة والاستنشاق ما يدل على عدم الفرضية لهما إلا إنه يقال إنه ما ذكر إلا ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (5/ 420)، والطبراني في الكبير (19/ 345) رقم (9372)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2705). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في الكنز (29578)، وأخرجه أحمد (4/ 408)، والبيهقي في السنن (7/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2233)، والضعيفة (3363).

ما هو فرض وهما من المسنون، إلا أنه يشكل بأنه لا كلام في شرعيتها وقد ذكر المندوب وهو: غسل اليدين أولاً إلا أن يقال أنهما واجبان، أو يقال قد دخلا في غسل الوجه إلا أنهما لو دخلا لذكر خروج خطيئتهما كالسمع والبصر إلا أنه قال الطيبي: للعين طليعة القلب رائده وكذا الأذن فإذا ذكر اغتنى عن سائرها أي عن ذكر الفم والأنف. (فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين سلم من كل ذنب هو له) أي عليه ولم يذكر مسح الرأس هنا إلا أنه في رواية للطبراني: "فإذا مسح برأسه تناثرت خطاياه من أصول الشعر" ذكره بعد غسل اليدين وخطايا الرأس كثيرة كالفكر في محرم وتحريكه استهزاء بالناس وتمكين الأجنبية من مسحه وغير ذلك. (ومن كل خطيئة كهيئته يوم ولدته أمه) ولا ذنب عليه فإنه لا يبقى عليه ذنب وظاهره عموم الكبائر والصغائر والمراد غير حقوق العباد. (فإذا قام إلى الصلاة رفعه الله بها عَزَّ وَجَلَّ درجة) إثابة له بها لأنه لم يبق ذنب يكفرها. (وإن قَعَد) بعد وضوءه. (قَعَدَ سالماً) عن الذنوب. (حم) (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته وقال المنذري: رواه أحمد وغيره من طريق عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب وقد حسنها الترمذي بغير هذا المتن وهو إسناد حسن في المتابعات. 2985 - "أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله فبلغ مخطئاً أو مصيباً فله من الأجر كرقبة أعتقها من ولد إسماعيل، وأيما رجل شاب في سبيل الله فهو له نور، وأيما رجل أعتق رجلاً مسلماً فكل عضو من المعتق بعضو من المعتق فداء له من النار، وأيما رجل قام وهو يريد الصلاة فأفضى الوضوء إلى أماكنه سلم من كل ذنب وخطيئة هي له, فإن قام إلى الصلاة رفعه الله تعالى بها درجة، وإن رقد رقد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 263)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 94)، والمجمع (1/ 222)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2724)، والصحيحة (1756).

سالماً". (طب) عن عمرو بن عبسة. (أيما مسلم رمى بسهم في سبيل الله فبلغ) إلى جهة العدو. (مخطئاً) به أصاب العدو. (أو مصيباً فله من الأجر كرقبة) أي عتق رقبة من إطلاق الجزء على الكل. (أعتقها من ولد إسماعيل) الذين هم أشرف الناس نسباً وفيه أن عتق الأشراف أكثر أجرًا. (وأيما رجل شاب في سبيل الله) أي في جهاد أعدائه أي من هول القتال والمعارك ويحتمل أنه دوام الرباط حتى أدركه الهرم. (فهو له نور) أي زيادة على نور غيره وإلا فالشيب نور للمؤمن. (وأيما رجل أعتق رجلاً مسلمًا فكل عضو من المعتق) اسم فاعل. (بعضو من المعتق) اسم مفعول. (فداء له من النار) أي يجعل أجر عتقه فداء لمعتقه من النار إن استحق بعمله وإلا كان أجر العتيق خالصاً له. (وأيما رجل قام) من نومه أو من مقامه. (وهو يريد الصلاة) تهجداً. (فأفضى الوضوء إلى أماكنه) أي أوصله إلى حيث أمره الله من أعضائه (سلم من كل ذنب وخطيئة هي له) أي من عقوبة ذلك وعطف الخطيئة على الذنب عطف تفسير ويحتمل أن الذنب أعم (فإن قام إلى الصلاة رفعه الله تعالى بها درجة) في الجنة. (وإن رقد) ظاهره بعد وضوءه من غير أن يحدث صلاة. (رقد سالماً) من ذنوبه ويحتمل بعد تهجده. (طب) (¬1) عن عمرو بن عبسة) بن عامر أو خالد السلمي. 2986 - "أيما وال ولي أمر أمتي بعدي أقيم على الصراط ونشرت الملائكة صحيفته، فإن كان عادلاً نجاه الله بعدله، وإن كان جائراً انتفض به الصراط انتفاضة تزايل بين مفاصله حتى يكون بين عضوين من أعضائه مسيرة مائة عام، ثم ينخرق به الصراط، فأول ما يتقي به النار أنفه وحر وجهه". أبو القاسم بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في الكنز (43434) أخرجه أحمد (4/ 386)، وعبد بن حميد (304)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2739).

بشران في أماليه عن علي. (أيما وال ولي أمراً أمتي بعدي) ظاهره أنه من ولي في عهده - صلى الله عليه وسلم - فإنه غير داخل فيما ذكر (أقيم على الصراط ونشرت الملائكة صحيفته) التي فيها الحسنات والسيئات (فإن كان عادلاً نجاه الله تعالى بعدله) وفي إيقافه على الصرط ونشر صحيفته عليه تشديد بليغ وحساب شديد (وإن كان جائراً) في حكمه. (انتفض به الصراط) أي اضطرب واهتز. (انتفاضة تزايل بين مفاصله) أي تفرق بينها. (حتى يكون بين عضوين من أعضائه) أي كل عضوين (مسيرة مائة عام) كأن المراد في جهنم. (ثم ينخرق به الصراط) كأن المراد بنفيه أعضائه وهو وجهه كما دل له قوله: (فأول ما يتقى به النار أنفه وحر وجهه) وهذا وعيد شديد وتهديد ليس عليه مزيد، قال شارحه: والظاهر أن فيه تقديماً وتأخيراً وأن الانحراف به قبل تفرق أعضائه ثم تتفرق أعضاؤه من الهوى وقد يقال هو على بابه ويراد بالأعضاء اليدان والرجلان خاصة. (أبو القاسم بن بشران في أماليه (¬1) عن علي - رضي الله عنه -). 2987 - "أيما مسلم استرسل إلى مسلم فغبنه كان غبنه ذلك رباً". (حل) عن أبي أمامة. (أيما مسلم استرسل إلى مسلم) أي استأنس به واطمأن إليه (فغبنه) في بيع أو شراء بنقص في العوض أو غيره. (كان غبنه ذلك رباً) أي مثله في التحريم إلا أنه يختص تحريمه بالغابن خلاف الربا فإنه يحرم عليهما وأخذ منه بعض الأئمة ثبوت خيار الغبن لمن خدع والأكثر على خلافه. (حل) (¬2) عن أبي أمامة) ورواه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو القاسم بن بشران في ماليه (1/ رقم 68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2253)، والضعيفة (2270). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 187)، والبيهقي في السنن (5/ 348)، وابن عدي في الكامل (6/ 341)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2248): ضعيف جداً.

الطبراني بلفظه وفيه موسى بن عمران القرشي الراوي عن مكحول قال الذهبي قال أبو حاتم: ذاهب الحديث (¬1). 2988 - "أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة". ابن بشران عن أنس. (أيما امرأة قعدت على بيت أولادها فهي معي في الجنة) الظاهر أن المراد المرأة التي مات زوجها فقامت بعده بأولادها وتركت الزواج محبة بكفالتها لأطفالها كما ورد في غيره التصريح بذلك والمراد بالمعية السبق إلى الجنة لحديث: "أنا أول من يدخل الجنة لكن تبادرني امرأة فأقول ما أنت، فتقول أنا امرأة قعدت على أيتامي". (ابن بشران (¬2) عن أنس) أخرجه في أماليه. 2989 - "أيما راع لم يرحم رعيته حرم الله عليه الجنة". خيثمة الأطرابلسي في جزئه عن أبي سعيد. (أيما راع لم يرحم رعيته) بأن لا يعاملهم بالرحمة ويذب عنهم عدوهم. (حرم الله عليه الجنة) لأن الراعي ما استرعاه الله رعيته إلا ليحفظها أو يصونها فإن لم يفعل فقد غش فاستحق النار وهذا شامل حتى للرجل الذي من أحاد الناس فإنه راع لعياله فإذا لم ينظر إليهم بالشفقة والعطف والإحسان وتعليم مناسك الإِسلام فإنه داخل في هذا الوعيد. (خيثمة) (¬3) بالخاء المعجمة فمثناة تحتية فمثلثة الأطرابيسي نسبة إلى طرابيس بالهمزة قاله في القاموس (¬4) (في جزئه عن أبي سعيد). ¬

_ (¬1) انظر: المغني للذهبي (6512). (¬2) أخرجه ابن بشر في أماليه (1/ رقم 869)، وأبو يعلى (6651)، والديلمي في الفردوس (58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2226)، والضعيفة (2472). (¬3) أخرجه خيثمة بن سليمان في جزئه (1/ 79)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2231). (¬4) انظر القاموس (4/ 123).

2990 - "أيما ناشئ نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر أعطاه الله تعالى يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقاً" (طب) عن أبي أمامة. (أيما ناشئ) في الفردوس النشأ الأحداث الواحد ناش مثل خدم وخادم. (نشأ في طلب العلم) تعلماً وتعليماً. (والعبادة حتى يكبر) يبلغ سن الكبر. (أعطاه الله تعالى يوم القيامة ثواب اثنين وسبعين صديقاً) أي مثل ثوابهم أجمعين والمراد علم الشريعة وأنه طلبه لوجه الله تعالى. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) قال في الميزان: هذا خبر منكر جداً انتهى، وقال الهيثمي: فيه يوسف بن عطية متروك الحديث. 2991 - "أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحاً كان لهم أماناً من عذاب الله تعالى حتى يمسوا، وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء كان لهم أماناً من عذاب الله تعالى حتى يصبحوا". (طب) عن معقل بن يسار. (أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحاً) أي وقت الفجر. (كان لهم أماناً من عذاب الله تعالى حتى يمسوا) المراد بالعذاب هنا القتال بدليل حديث: "أنه كان إذا نزل بساحة قوم فسمع أذان كف عنهم" قاله شارحه فالمراد الإعلام بأنه لا يقاتل من نودي منهم وأنهم قد اعتصموا بعهد الله تعالى. (وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء) أي حين يدخلون في المساء وهو أذان المغرب. (كان لهم أماناً من عذاب الله تعالى حتى يصبحوا) والذي يظهر أن المراد بالعذاب العقوبات النازلة منه تعالى من القحط والأمراض العامة ونقص البركات ونحوه. (طب) (¬2) عن معقل بن يسار) قال الهيثمي: فيه أغلب بن تميم وهو ضعيف (1). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 129) رقم (7590)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 124)، وقول الذهبي في الميزان (7/ 378)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2252)، وقال في الضعيفة (700): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 215) رقم (498)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2246)، والضعيفة (2606): ضعيف جداً.

2992 - "أيما مال أديت زكاته فليس بكنز". (خط) عن جابر. (أيما مال أديت) بالبناء للمجهول. (زكاته) النائب ويحتمل أنه للفاعل وأنه ضميره تاء تأنيث. (فليس بكنز) فلا يدخل صاحبه تحت وعيده: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34] وفيه أنه لا حق للمال سوى الزكاة إلا أن يقال هذا خاص ببعض أموال الزكاة وهما النقدان دل على أنه لا حق فيهما سواها وقد يقال معنى الكنزية لا يستلزم أنه لاحق غير الزكاة. (خط) (¬2) عن جابر) فيه عبد العزيز البالسي قال أحمد: أضرب [2/ 254] على حديث عبد العزيز البالسي لأنه كذاب وقال قد صرع وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح (¬3). 2993 - "أيما راع استرعى رعيته فلم يحطها بالأمانة والنصيحة ضاقت عليه رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء". (خط) عن عبد الرحمن بن سمرة. (أيما راع استرعى) أي استرعاه الله الذي يؤتي الملك من يشاء. (رعيته) أي جماعة قلوا أو كثروا (فلم يحطها بالأمانة) أي لا يحفظها يقال: حاطه يحوطه حوطاً وحياطة إذا حفظه وصانه وذب عنه. (والنصيحة) بالأمانة في أموالها وأحكامه والنصيحة في هدايتها إلى ما ينجو به من شرور الدارين. (ضاقت عليه رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء) أي لم يبق له فيها سعة يدخل فيها بل يحرم خير رحمته تعالى وفيه وعيد شديد كما سلف نظيره في نظيره. (خط) (¬4) عن ¬

_ = (1) قال الذهبي في المغني (778): قال البخاري: منكر الحديث. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 12)، وانظر العلل المتناهية (2/ 496)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2247): ضعيف جداً، وانظر: ترجمته في لسان الميزان (4/ 34). (¬3) انظر: المغني للذهبي (3731). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 126)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2230)، والضعيفة (3362): موضوع.

عبد الرحمن بن سمرة) بن حبيب العبسي صحابي. 2994 - "أيما وال ولي شيئاً من أمر أمتي فلم ينصح لهم ويجتهد لهم كنصيحته وجهده لنفسه كتبه الله تعالى على وجهه يوم القيامة في النار". (طب) عن معقل ابن يسار. (أيما وال ولي شيئاً من أمر أمتي فلم ينصح لهم) في أمر الدين والدنيا. (ويجتهد لهم) فيما يصلحهم. (كنصيحته وجهده لنفسه كتبه الله تعالى على وجهه يوم القيامة في النار) واختلاف أنواع الوعيد لأنه يختلف تنويع العذاب والعقوبة للأمراء فلكل وال نوع من العقوبة. (طب) (¬1) عن معقل بن يسار). 2995 - "أيما وال ولي فلان ورفق رفق الله تعالى به يوم القيامة". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عائشة. (أيما وال ولي فلان ورفق) بمن ولي عليهم واللين في الأخلاق والرفق في الأفعال. (رفق الله تعالى به يوم القيامة) في حسابه وعقابه ومن رفق به تعالى فهو إلى سلامة من النار ويصير من الذين سعدوا. (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (¬2) عن عائشة) رضي الله عنها. 2996 - "أيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع فإن عليه مثل أوزار من اتبعه، ولا ينقص من أوزارهم شيئاً، أيما داع دعا إلى الهدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه, ولا ينقص من أجورهم شيئاً". (هـ) عن أنس (صح). (أيما داع دعا إلى ضلالة) أي دعا الناس ودلهم إلى ضلالة. (فاتبع) معبر صيغة فيما دعا إليه. (كان عليه مثل أوزار من اتبعه) لأنه الذي سن لهم السنة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 223) رقم (519)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2254). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا كما في الكنز (14591)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2255).

السيئة (ولا ينقص من أوزارهم) بما عليه. (شيئاً) بل أوزارهم عليهم لإتيانهم بالضلالة وعليه مثل أوزارهم لدعائهم إليها. (أيما داع دعا إلى الهدى فاتبع فإن له مثل أجور من اتبعه) لأنه سن سنة حسنة. (ولا ينقص من أجورهم شيئاً) لأن أجورهم على أعمالهم الصالحة وأجره على الدلالة إليها ولذا كان لنبينا - صلى الله عليه وسلم - مثل أجور أمته التابعين إلى يوم القيامة لأنه الدال على كل هذا (هـ) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 2997 - "أين الراضون بالمقدور؟ أين الساعون بالمشكور؟ عجبت لمن يؤمن بدار الخلود كيف يسعى لدار الغرور؟! ". هناد عن عمرو بن مرة مرسلاً. (أين الراضون بالمقدور؟) أي بما قدره الله وقضاه من خير وشر. (أين الساعون للمشكور؟) أي للأعمال التي يشكرون عليها وهذا الاستفهام حث ودعاء إلى الرضا والشكر وتحريك للنفوس على اكتسابهما. (عجبت لمن يؤمن بدار الخلود) وهي الجنة (كيف يسعى لدار الغرور؟!) فإن سعيه إنما ينفذ مع إيمانه بأنه نوال إلى ما لا يزود فما يتعجب فيه لأنه آيس من ذوي العقول وسميت الدنيا دار الغرور لأنها تغرّ وتضرُ وتمر والغرور ما يغر الإنسان من نحو جاء ومال وشهوة وشيطان. (هناد (¬2) عن عمرو بن مرة مرسلاً)، هناد هو الكوفي المرادي أحد الأعلام. 2998 - "أيها الناس، اتقوا الله وأجملوا في الطلب، فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب: خذوا ما حل، ودعوا ما حرم". (هـ) عن جابر. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2712). (¬2) أخرجه هناد في الزهد (514)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 96)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2187).

(أيها الناس، اتقوا الله) في كل شيء. (وأجملوا في الطلب) للأرزاق. (فإن نفساً) نكرة في سياق الإثبات، إلا أنها عامة باعتبار المقام من باب: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ} [التكوير:14] أي كل شيء. (لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها) فإنه تعالى قد قدر الأرزاق وقسمها بين العباد لأنه ولابد وأن يصل إلى كل ما قدر له وإن اجتهد وصله وإن أجمل وصله فلاجتهاد لا يتأتى بغير ما قدر (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب) كرر الوصية بالتقوى بالإجمال زيادة في حثهم على فعل ما طلب منهم وهو التقوى وترك ما تكفل به لهم وهو الرزق وفي قوله اجملوا إشارة إلى أنه لا بد من الطلب وزاده بياناً بقوله: (خذوا ما حل) من الأرزاق. (ودعوا ما حرم) فإن من الإجمال الاقتصار على الحلال وإن قل. (هـ) (¬1) عن جابر) لم يرمز عليه المصنف بشيء. 2999 - "أيها الناس، عليكم بالقصد، عليكم بالقصد فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا". (هـ (صح) ع حب) عن. (أيها الناس، عليكم بالقصد) أي في الأمور كلها والقصد هو التوسط في الأمور بين طرفي الإفراط والتفريط. (عليكم بالقصد) كرره للتأكيد ثم مثل بأعظم أنواع الأفعال التي أمر فيها بالقصد وهي العبادة فقال: (فإن الله تعالى لا يمل) عن إثابتكم. (حتى تملوا) العمل الصالح والملل مستحيل في حقه تعالى وإنما جيء به على طريق المشاكلة والمراد لا يقطع عليكم ثوابه حتى تقطعوا عملكم فإذا لزمتم القصد في الأعمال استمرت لكم الإثابة وإذا أعرضتم سبب المبالغة المؤدية إلى الملل قطع عليكم ثوابه فهو إرشاد لهم إلى استدامة الإثابة بالأعمال التي لا تمل، وفيه إرشاد إلى أن الإفراط في العمل يؤل إلى تركه كما قال: "شرة فترة" وخص التعليل بهذا الظرف وأعرض عن الظرف الأخير وهو ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2144)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2742).

التفريط لأنه معلوم نهيه عنه. (هـ ع حب) (¬1) عن جابر) رمز المصنف للصحة على ابن ماجة. 3000 - "أيها الناس، اتقوا الله، فوالله لا يظلم مؤمن مؤمناً قط إلا انتقم الله تعالى منه يوم القيامة". عبد بن حميد عن أبي سعيد. (أيها الناس، اتقوا الله) في حرمات ما بينكم كما دل له قوله: (فوالله لا يظلم مؤمن) لم يقل رجل إشعارًا بأن صفة الإيمان لا تمنع من الانتصاف منه (مؤمنًا) أخرجه مخرج الأغلب وإلا فالمعاهد مثله. (إلا انتقم الله تعالى) أي انتصف: (منه يوم القيامة) فإنه ينتصف للجلحاء من القرناء، سب رجلاً الحجاج عند الحسن فقال: إن الله ينتقم للحجاج كما ينتقم منه، وفيه تعظيم حرمات الناس في ذات بينهم. (عبد بن حميد (¬2) عن أبي سعيد). 3001 - "أيها الناس، لا تعلقوا علي بواحدة, ما أحللت إلا ما أحل الله تعالى، وما حرمت إلا ما حرم الله تعالى". ابن سعد عن عائشة. (أيها الناس، لا تعلقوا علي) بالعين المهملة والقاف وتشديد اللام. (بواحدة) أي لا تأخذوا علي بفعل ولا بقول واحد يعني لا تنسبوني فيما أشرعه إلى هوى أو غرض دنيوي وأمر نفساني حملني عليه فإن الذي أشرعه وأسنه كله يوحى إلي ولذا قال: (ما أحللت إلا ما أحل الله تعالى، وما حرمت إلا ما حرم الله تعالى) فإني مأمور بوحي وفيه أن السنة من قسم الوحي. (ابن سعد (¬3) عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4241)، وأبو يعلى (1796)، وابن حبان (357)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2747)، وحسنه في الصحيحة (1760). (¬2) أخرجه عبد بن حميد (955)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2257)، وقال في الضعيفة (3366): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 256)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2260)، والضعيفة (3367): ضعيف جدًا.

عائشة) أخرجه في الطبقات. 3002 - "أيها المصلي وحده، ألا وصلت إلى الصف فدخلت معهم، أو جررت إليك رجلاً إن ضاق بك المكان فقام معك؟ أعد صلاتك، فإنه لا صلاة لك". (طب) عن وابصة (صح). (أيها المصلي وحده) في جماعة (ألا وصلت إلى الصف فدخلت معهم، أو جررت إليك رجلاً) من الصف ينضم إليه (إن ضاق بك المكان) أي لم يجد في الصف فرجة ينضم فيها معهم (فقام معك؟ أعد صلاتك، فإنه لا صلاة لك) أي لم تأت بصلاة شرعية وهذا قاله لما رآه يصلي وحده خلف القوم. (طب) (¬1) عن وابصة) رمز المصنف لصحته، ورواه عنه أبو يعلى وفيه مالك بن سُعَيْر بالمهملة آخره راء مصغر أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: ثقة، ضعفه أبو داود عن السري بن إسماعيل (¬3) قال يحيى: استبان لي كذبه في مجلس واحد، وقال النسائي: متروك. 3003 - "أيتها الأمة إني أخاف عليكم فيما لا تعلمون، ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون". (حل) عن أبي هريرة. (أيتها الأمة إني أخاف عليكم) أي الورود للإثم. (فيما لا تعلمون) فإن الجاهل إذا لم يقصر معذور. (ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون) أي تأملوا هل عملكم مطابق لعلمكم، قال ابن دينار: إذا لم يعمل العالم بعلمه زالت موعظته عن القلوب كإنزال المطر عن الصفا، وفيه أنه لا يخاف عليهم - صلى الله عليه وسلم - عدم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 145) رقم (394)، وأبو يعلى (1588)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2261). (¬2) انظر المغني رقم (5141). (¬3) انظر المجروحين (1/ 355)، وضعفاء النسائي (1/ 51).

العلم بل عدم العمل بما علموه. (حل) (¬1) عن أبي هريرة) ثم قال لا أعلم أحداً رواه بهذا اللفظ إلا عبد الله ابن يحيى بن موهب. 3004 - "أي عبد زار أخاً له في الله نودي أن طبت وطابت لك الجنة، ويقول الله عَزَّ وَجَلَّ: عبدي زارني على قراه, ولن أرضى لعبدي بقرى دون الجنة". ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنس. (أي عبد زار أخاً له في الله) إكراماً له وتعظيماً لشأنه وقياماً بحق أخوة في الإِسلام. (نودي أن طبت) من طاب عند الله (وطابت لك الجنة) باستحقاقك إياها. (ويقول الله عَزَّ وَجَلَّ: عبدي زارني) أي لأجلي والقيام لأمري والوفاء بما أحبه. (على قراه) أي ضيافته. (ولن أرضى بعبدي بقرى دون الجنة) لأن قرى الكل بقدر كرمه فهو أكرم الأكرمين فقراه أعظم القرى وفيه فضيلة زيارة الأخ لغير مرض أو عرض كما أطلقه. (ابن أبي الدنيا (¬2) في كتاب الأخوان عن أنس). 3005 - "أي أخي، إني موصيك بوصية فاحفظها لعل الله أن ينفعك بها: زر القبور تذكر بها الآخرة بالنهار أحياناً, ولا تكثر واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو عظة بليغة، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزن قلبك، فإن الحزين في ظل الله تعالى معرض لكل خير، وجالس المساكين، وسلم عليهم إذا لقيتهم وكل مع صاحب البلاء تواضعاً لله تعالى وإيماناً به، والبس الخشن الضيق من الثياب، لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ، وتزين أحيانا لعبادة ربك فإن المؤمن كذلك يفعل تعففاً وتكرماً وتجملاً, ولا تعذب شيئاً مما خلق الله بالنار". ابن عساكر عن أبي ذر. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 132)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2216)، والضعيفة (3364): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (102)، والضياء في المختارة (2679)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2188).

(أي) بفتح الهمزة وتخفيف الياء حرف نداء (أخي) نداه نداء تعطف وتلطف وشفقة ليكون أدعى إلى إقباله عليه وحفظه لوصيته (إني موصيك بوصية فاحفظها) قدم هذا أمام الوصية حثاً على حفظها وعللها بقوله: (لعل الله أن ينفعك بها) أي لأجل إني أرجو نفع الله إياك بها والوصية هي قوله: (زر القبور) قبور المؤمنين. (تذكر بها الآخرة) لأن من رأى مصارع من قبله وعلم أنه حيث صار القوم صائراً اعتبر ورغب في الآخرة ورغب عن الدنيا، قال أبو ذر: قلت يا رسول الله بالليل قال: "لا". (بالنهار) لما في الليل من الوحشة وهذا لغير الكاملين وإلا فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يخرج ليلاً يستغفر لأهل البقيع (أحياناً) لا في كل وقت. (ولا تكثر) لأنه يؤدي إلى ابتذال الوعظ بها وأنسه القلب فلا يكون مذكرة للآخرة وفيه ندبية الزيارة للاتعاظ وهي أيضاً مندوبة للدعاء لهم كما كان يفعله - صلى الله عليه وسلم -. (واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو) فارغ عن الروح. (عظة بليغة) الوعظ هو التذكير بالعواقب وقيل التذكير بالله وتليين القلوب القاسية بالترغيب والترهيب قال الذهبي: هو دواء للنفوس القاسية والطباع المتكبرة (وصل على الجنائز لعل ذلك) الفعل (يحزن قلبك) يكثر تحزنه ويزرع فيه الحزن (فإن الحزين) حزنًا يرضى الله به (في ظل الله تعالى) في ظل عرشه (معرض) بتشديد الراء مفتوحة قد عرضه الله لإصابته. (لكل خير، وجالس المساكين) إيناساً لهم وجَبْرًا لخواطرهم. (وسلم عليهم إذا لقيتهم) أي ابتدأهم بالسلام عند الملاقاة. (وكل مع صاحب البلاء) أي المبتلى بالأسقام والأمراض (تواضعاً لله تعالى) بمؤاكلته (وإيماناً به) أي تصديقاً بأنك لا يصيبنك من ذلك البلاء إلا ما قدره الله تعالى لك. (والبس الخشن الضيق من الثياب) الجامع بين ضعف الكمية والكيفية. (لعل العز والكبرياء لا يكون لهما فيك مساغ) فإن من أسباب تولدهما لين الثياب وسعتها وهذا من سد الذرائع. (وتزين) باللباس الجميل (أحياناً)

كالجمعة والعيد ونحوهما ولكن تقصد بذلك رضاه تعالى ولذا قال: (لعبادة ربك فإن المؤمن كذلك يفعل) أي يلبس الخشن واللين كل في محله ووقته. (تعففاً) أي إظهاراً للعفة على الناس بلبس الخشن الضيق. (وتكرماً وتجملاً) بلبس الثياب اللينة الخشنة وفيه أن صفة المؤمن ألا يلتزم حالة واحدة في ملبوسه. (ولا تعذب شيئاً مما خلق الله تعالى بالنار) فإنه لا يعذب بالنار إلا خالقها وهذا حديث جليل القدر شهير الفائدة بديع السياق اشتمل على أدوية أدواء كثيرة. (ابن عساكر (¬1) عن أبي ذر) وفيه موسى بن داود أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: مجهول ويعقوب بن إبراهيم لا يعرف، عن يحيى بن سعيد عن رجل مجهول انتهى، قلت: لا يخفى أن فيه أنفاس من النبوة ولكثير من جمله شواهد معرفة. 3006 - "أي إخواني، لمثل هذا اليوم فأعدوا". (حم هـ) عن البراء (صح). (أي إخواني) جمع أخ خطاب لأصحابه - صلى الله عليه وسلم - ونداء لهم تلطفاً بهم، وفيه أنه ينبغي التلطف عند الوعظ وتقديم التنبيه عليه. (لمثل هذا اليوم فأعدوا) قدم الطرف لإفادة الحصر والإعلام بأن اليوم المشار إليه هو الحقيق بالإعداد له الأعمال النافعة لا غيره والإشارة إلى يوم نزول كل أحد قبره لأنه قاله - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف على شفير قبر كما قاله راويه أنه وقف - صلى الله عليه وسلم - على قبر فبكى حتى بل الثرى ثم ذكره وحذف المعد وهي الأعمال الصالحة للعلم بها وذلك أنه يوم يقول فيه الإنسان بأعماله والخلق بملائكة ربه وبالحساب بذنبه ولا عمل من بعده. (حم هـ) (¬3) عن البراء) رمز المصنف لصحته على أحمد لكن قال المنذري بعد ما عزاه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 188)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2182). (¬2) انظر المغني (2/ 683). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 294)، وابن ماجة (4195)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب=

لابن ماجه: إسناده حسن وفيه محمَّد بن مالك أبو المغيرة قال في الميزان: لا يحتج به وأورد له هذا الخبر. 3007 - "أيحسب أحدكم متكئاً على أريكته أن الله تعالى لم يحرم شيئاً إلا ما في هذا القرآن، ألا وإني -والله- قد أمرت، ووعظت, ونهيت عن أشياء إنها كمثل القرآن أو أكثر، وإن الله تعالى لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن، ولا ضرب نسائهم، ولا أكل ثمارهم، إذا أعطوكم الذي عليهم". (د) عن العرباض (صح). (أيحسب أحدكم) أي أيظن حال كونه. (متكئاً على أريكته) أي سريره أو فراشه أو منصبه قال القاضي: الأريكة الحجلة وهو سرير يزين بالحجل والأثواب للعروس جمعها أرائك، قال الراغب: سميت به إما لكونها متخذة من أراك أو لكونها مكاناً للإقامة وأصل الأراك الإقامة على رعي الآراك تجوز به في غيره، قال البغوي: أراد بهذه الصفة أصحاب الترفه والدعة الذين لزموا البيوت وقعدوا عن طلب العلم، وقال المظهر: أراد بالوصف التكبر والسلطنة وقوله: (أن الله تعالى لم يحرم شيئاً إلا ما في هذا القرآن) مفعول الحسنات وقد سقط من الحديث لفظة هي ثابتة في رواية أبي داود الذي عزاه له المصنف هنا وهي قوله بعد "أيحسب يظن أن الله" إلى آخره فسقطت من قلم المصنف رحمة الله عليه، قال بعض شراح أبي داود: أن يظن بدل من يحسب نحو قوله: متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا ... تجد حطباً جزلاً وناراً تأججا فإن تلمم بدل من تأتي لأن الإلمام نوع من الإتيان إلا تنبيه لهم وإيقاظ لما ¬

_ = (4/ 120)، وانظر: الميزان (6/ 316)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2659)، والصحيحة (1751).

يلقيه عليهم من قوله: (ألا وإني -والله- قد أمرت، ووعظت) حذف متعلقهما أي بأشياء. (ونهيت عن أشياء إنها) أي الثلاثة (كمثل القرآن) كمية لقوله: (أو أكثر) قال المظهر: أو ليست للشك بل لترقية الأمر طورًا بعد طور ومكاشفة لحظة فلحظه فكوشف له أن الذي أوتي غير القرآن من الأحكام مثله ثم كوشف بالزيادة متصلاً (وإن الله تعالى لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن) كأنه تعبير لبعض أنواع الأحكام التي نهى عنها وليست من القرآن لأن الذي فيه النهي عن دخول بيوت المؤمنين على أن العموم في الآية {لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً} [النور: 27] لبيوت أريد به الخصوص وهي بيوت المؤمنين وإلا فهو نكرة في سياق النفي. (ولا ضرب نسائهم، ولا أكل ثمارهم) وبالأولى غيرها. (إذا أعطوكم الذي عليهم) من الجزية وغيرها، والحديث إعلام بتحريم التعرض لأهل الذمة بدخول منزل أو أذية في نفس أو مال وخص هذه الثلاثة لما في سببه عن رواية قال: نزلنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بخيبر وكان صاحبها ماردًا متكبرًا فقال: يا محمَّد ألكم أن تذبحوا حمرنا وتأكلوا ثمرنا وتضربوا نسائنا فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر ابن عوف أن يركب فرساً وينادي "أن الجنة لا تحل إلا للمؤمن" وأن اجتمعوا للصلاة فاجتمعوا وصلى بهم ثم ذكره، وفيه وجوب طاعته - صلى الله عليه وسلم - وإنما ثبت عنه من الأحكام واجب الاتباع وإن لم يوجد في القرآن. (د) (¬1) عن العرباض) بكسر المهملة فسكون الراء وهو وابن سارية صحابي معروف، رمز المصنف لصحته، قال المناوي: فيه أشعث بن شعبة المصيصي فيه مقال. 3008 - "أيمن امرئ وأشأمه ما بين لحييه". (طب) عن عدي بن حاتم. (أيمن امرئ وأشأمه) من اليمن والبركة والشأمة ضدها قاله المناوي. (ما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3050)، وانظر فيض القدير (3/ 164)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2184)، وحسنه في الصحيحة (882).

بين لحييه) وهو لسانه أي أن أيمن الرجل في لسانه إن طهرت عن أخبث الكلمات وشؤمه فيها إن لم يكن كذلك والمراد به يعني حديث البلاء موكل بالمنطق يأتي قريباً. (طب) (¬1) عن عدي بن حاتم). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 85) رقم (198)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2666)، والصحيحة (1286).

فصل في المحلى بضم الميم فمهملة وتشديد اللام من الحلية والمراد به المعرف (باللام) كأنها حلية وضعت عليه

فصل في المحلى بضم الميم فمهملة وتشديد اللام من الحلية والمراد به المعرف (باللام) كأنها حلية وضعت عليه 3009 - " الآخذ بالشبهات يستحل الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية والبخس بالزكاة". (فر) عن علي. (الآخذ) بالمعجمات اسم فاعل. (بالشبهات) جمع شبهه وأراد هنا محل تجاذب الأدلة وتعارض المعاني والأسباب واختلاف العلماء. (يستحل الخمر) أي يتخذها حلالًا. (بالنبيذ) أي يتناولها باسمه ويقول النبيذ حلال وهذه منه ويلغي الخصوصية التي فيها (والسحت) بضم المهملة وسكون المهملة الثانية هو كل مال حرام لا يحل أكله ولا كسبه كما في المصباح (¬1) (بالهدية) أي تناوله بها فما يأتيه من رشوة وصلة فاجر يقول هذه هدية وهي مما يشرع قبوله. (والبخس) بالموحدة مفتوحة وسكون الخاء المعجمة فسين مهملة هو ما يأخذه الولاة باسم العُشْر والمكس. (بالزكاة) يتأولون فيه الزكاة ويقولون هو منها لأن أهل الأموال يغلون زكاتهم ونحو ذلك من الشبه ولقد وقع هذا كله، فالحديث من أعلام النبوة فالأخذ بالشبهات يقع فيما تحقق حُرمتُه تسببًا بمجرد احتمالٍ محضٍ لا سبب له في الخارج إلا مجرد التجويز العقلي وهو مما لا عبرة به. (فر) (¬2) عن علي) سكت عليه المصنف وفيه يسار بن قيراط، قال الذهبي متهم بالوضع (¬3). ¬

_ (¬1) المصباح المنير (ص 267). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (444)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2262)، والضعيفة (2372): موضوع. (¬3) انظر: المغني (886).

3010 - "الآخذ والمعطي سواء في الربا". (قط ك) عن أبي سعيد (صح). (الآخذ والمعطي) كلاهما اسم الفاعل أي آخذ الربا ومعطيه (سواء في الربا) أي في الإثم لا مزية لأحدهما على الآخر وهو دفع لما يتوهم من أن المعطي لا يأثم لأنه لم يأخذ مالاً بغير حق بل كانت الزيادة منه. (قط ك) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف على الحاكم بالصحة ورواه عنه الطيالسي وغيره. 3011 - "الآمر بالمعروف كفاعله". يعقوب بن سفيان في مشيخته, (فر) عن عبد الله بن جراد. (الآمر) اسم الفاعل (بالمعروف) أي بالشيء المعروف في الشرع بالحسن. (كفاعله) في حصول الأجر لهم والإثابة بهم في الآخرة لأنه سن سنةً حسنة ويؤخذ منه أن الآمر بالمنكر كفاعله في الإثم. (يعقوب بن سفيان في مشيخته) أي في جزئه الذي جمع فيه تراجم شيوخه، (فر) (¬2) عن عبد الله بن جراد) بلفظ الحيوان المعروف، سكت عليه المصنف وفيه عمر بن إسماعيل بن مجالد (¬3) قال الذهبي: قال النسائي والدارقطني: متروك عن يحيى بن الأشدق وقال البخاري: لا يكتب حديثه. 3012 - "الآن حمي الوطيس". (حم م) عن العباس (ك) عن جابر (طب) عن شيبة (صح). (الآن) أي هذا الوقت الحاضر قال السيرافي: الآن هو الزمان الذي يقع فيه كلام المتكلم وهو الزمان الذي هو آخر ما مضى وأول ما يأتي من الأزمنة. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (3/ 25)، والحاكم (2/ 49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2751). (¬2) أخرجه ابن حبان (289) بمعناه والديلمي في الفردوس (452)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2263): ضعيف جدًا. (¬3) انظر ضعفاء النسائي (1/ 82)، وضعفاء بن الجوزي (2/ 205) والمغني (2/ 462).

(حمي الوطيس) بفتح فكسر التنور أو شبهه أو الضراب في الحرب أو حجارة مدورة إذا حميت لم يقدر أحد يطأها عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق من باب الاستعارة قاله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وقد نظر إلى الجيش وهو على بغلته. (حم م) عن العباس (ك) عن جابر (طب) (¬1) عن شيبة) بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي المكي من مسلمة الفتح. 3013 - "الآن نغزوهم ولا يغزونا". (حم خ) عن سليمان بن صرد (صح). (الآن نغزوهم) أي قريشًا (ولا يغزونا) أي في هذا الوقت تبين لي أن الله أذن لنا في غزوهم وأخبرني أنهم لا يغزونا وفي إخباره - صلى الله عليه وسلم - أنهم لا يغزونه إعلام بالظفر بهم وإنه لا يبقي لهم شوكة وهذا قاله حين رجعت الأحزاب، وهذا من معجزاته فإنه كان كذلك. (حم خ) (¬2) عن سليمان بن ورد) بزنة عمر صحابي معروف. 3014 - "الآن بردت عليه جلده". (حم (صح) قط ك) عن جابر. (الآن بردت عليه جلده) سببه عن راويه أنه قال مات رجل فغسلناه وكفناه وأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطا خطوة ثم قال: [عليه دين؟ قلت: ديناران، فانصرف فتحملهما أبو قتادة فصلى عليه ثم قال: بعد بيوم ما فعل الديناران قلت إنما مات من الأمس فعاد عليه من الغد فقال قضيتهما قال الآن بردت عليه جلدته، قيل بردت ضبط بفتح الراء وبالتأنيث وجلدته فاعل وهو مؤنث معنوي أي برد جلده من ألم الدين وضبط برّدت بتشديد الراء وبالخطاب أي أنت يا أبا قتادة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 257)، ومسلم (1775) عن العباس بن عبد المطلب، والحاكم (3/ 328) عن جابر، والطبراني في الكبير (7/ 298) رقم (7191) عن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي المكي. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 262، 6/ 394)، والبخاري (4110).

جعلت جلده بارداً من حرارة الدين ولا يخفى ما فيه من التشديد في شأن الدين قيل وهذا كان أول الأمر قبل أن تكثر الفتوحات وتتسع الموارد فلما كثرت التزم - صلى الله عليه وسلم - بدين كل ميت من غني وفقير كما تقدم في حرف "أنا" (حم قط ك) (¬1) عن جابر) رمز المصنف بالصحة على أحمد وقال الهيثمي: حسن. 3015 - "الآيات بعد المائتين". (هـ ك) عن أبي قتادة (صح). (الآيات بعد المائتين) أي آيات للساعة وأشراطها أول ظهورها بعد المائتين من حين التكلم قال البخاري هذا الحديث منكر لقد مضى مائتين ولم يكن من الآيات شيء. قلت: يحتمل أنه لم يرد - صلى الله عليه وسلم - الآيات العشر بل العلامات التي أخبر أنها تقع عند تقارب قيام الساعة وهو أيام عديدة وإن مراده أول ظهورها من ذلك الحين مثل ولادة الأمة ربتها وتطاول رعاة الشاة في البنيان وكثرة الشرط وانتفاخ الأهلة وأمور يطول عدها وقيل إنه قال - صلى الله عليه وسلم - هذا الحديث قبل أن يخبره الله تعالى أنها متأخرة. (هـ ك) (¬2) عن أبي قتادة رمز المصنف بالصحة للحاكم لأنه قال الحاكم على شرطهما وشنع عليه الذهبي وقال أحسبه موضوعاً، وعون بن عمارة -يعني أحد رواته- ضعفوه انتهى. وسبقه إلى الحكم بوضعه ابن الجوزي وتعقبه المصنف بما لا يجدي. 3016 - "الآيات خرزات منظومات في سلك فانقطع السلك فيتبع بعضها بعضاً". (حم ك) عن ابن عمر (صح). (الآيات) التي هي أشراط الساعة (خرزات) أي كخرزات. (منظومات في سلكٍ) بكسر المهملة الخيط الذي يشبك فيه الخرز منظوم بعضها إلى بعض. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 330)، والدارقطني (3/ 79)، والحاكم (2/ 66)، وانظر المجمع (3/ 39)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2753). (¬2) أخرجه ابن ماجة (4057)، والحاكم (4/ 428)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 854)، والتلخيص الحبير (3/ 48)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2264)، والضعيفة (1966): موضوع.

(فانقطع السلك) أي انقطع. (فيتبع بعضها بعضًا) من غير فصل بزمن طويل ففيه أنها إذا وقعت أول الآيات تتابعت على إثر بعضها بعضًا، قال ابن حجر (¬1): قد ورد ما يعارض هذا الحدث وهو ما أخرجه عبد بن حميد في تفسيره بسند جيد موقوفاً، وأخرجه البالسي مرفوعاً، "ينفي البأس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة" هذا لفظه، قال ويمكن الجواب عنه بأن المدة وإن كانت عشرين ومائة سنة لكنها تمر مرًا سريعًا كمقدار مائة وعشرين شهراً قبل ذلك ودون ذلك كما ثبت عند مسلم من حديث أبي هريرة رفعه: "لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر". (حم ك) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته على الحاكم، قال الهيثمي: فيه عند أحمد علي بن زيد وهو حسن الحديث. 3017 - "الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه". (حم ق هـ) عن ابن مسعود (صح). (الآيتان من آخر سورة البقرة) وهما قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ ...} إلى آخرها. (من قرأهما في ليلة) في رواية بعد عشاء الآخرة. (كفتاه) من شر الشياطين والآفات أو من قيام الليل أو الكل. (حم ق هـ) (¬3) عن ابن مسعود) البدري ورواه أبو داود والترمذي والنسائي. 3018 - "الأبدال في هذه الأمة ثلاثون رجلاً قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً". (حم) عن عبادة بن الصامت. (الأبدال) بفتح الهمزة جمع بدل سموا به لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أبدل الله مكانه رجلاً" ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (11/ 354). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 219)، والحاكم (4/ 474)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 321)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2755)، والصحيحة (1762). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 118، 121، 122)، والبخاري (4008)، ومسلم (807)، وأبو داود (1397)، والترمذي (2881)، والنسائي في السنن الكبرى (8003)، وابن ماجة (1368).

(في هذه الأمة ثلاثون رجلاً) أي عددهم ذلك لا ينقصون منه ولا يزيدون وهؤلاء الذين بغير الشام، والذين بالشام، أربعون كما يأتي فهم سبعون في الأرض كلها. (قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن) في صحة الإيمان بالله والتعظيم لجلاله ومعرفته والسلامة عن كل ما يحبه الله ووصف القلوب؛ لأنها إذا خلصت صلح كل عمل من فصل وقول والمراد أن قلوبهم كلها كأنها قلب إبراهيم في سلامته. (كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً) فلا تخلو عنهم الدنيا. (حم) (¬1) عن عبادة بن الصامت) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الواحد بن قيس وقد وثقه العجلي وأبو زرعة وضعفه غيرهما. 3019 - "الأبدال في أمتي ثلاثون: بهم تقوم الأرض، وبهم تمطرون، وبهم تنصرون". (طب) عنه. (الأبدال في أمتي ثلاثون: بهم تقوم الأرض) أي بسببهم تعمر أو المراد قيام الدين بهم. (وبهم تمطرون) أي تغاثون. (وبهم تنصرون) على أعدائكم، في خبر لأبي نعيم أنه قيل لابن مسعود كيف بهم نحيا ونمطر قال: لأنهم يسألون الشر إكثار الأمم فيكثرون ويدعون بدفع البلاء عنهم فيدفع لهم أنواع البلاء، وفي بحض الآثار: أن الأرض شكت إلى الله تعالى ذهاب الأنبياء وانقطاع النبوة فقال: سوف أجعل على ظهرك صديقين ثلاثين فسكتت. (طب) (¬2) عنه) أي عن عبادة بن الصامت. 3020 - "الأبدال في أهل الشام، وبهم ينصرون، وبهم يرزقون". (طب) عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 322)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 62)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2269)، وقال في الضعيفة (936): منكر. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 181) رقم (10390)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2267)، وقال في الضعيفة (936): منكر.

عوف بن مالك (ح). (الأبدال أهل الشام) أي منهم أو سكنهم وإن كانوا من غيرهم. (وبهم ينصرون، وبهم يرزقون) هذا خاص بأهل الشام ويحتمل أنه عائد إلى الأمة وعلى الأول فقد جعل الله لأهل الشام أبدالاً زيادة في العناية بهم ولذا ورد في فضائلها عدة من الآثار. (طب) (¬1) عن عوف بن مالك) قال الشارح: قال المصنف سنده حسن. 3021 - "الأبدال بالشام وهم أربعون رجلاً، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً: يسقى بهم الغيث، وينتصر بهم على الأعداء، ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب". (حم) عن علي. (الأبدال بالشام وهم أربعون رجلاً) وفي غيره ثلاثون كما سلف. (كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً) يكمله ويؤهله لمقامة ذلك المقام. (يسقى بهم الغيث) مغير صيغة أي يسقي الله بهم عباده الغيث. (وينتصر بهم على الأعداء) أي بدعائهم وبركات صالح أعمالهم وإن لم يشهدوا قتالًا (ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب) زاد الحاكم في روايته عن أبي الدرداء: "وإن لم يسبقوا الناس بكثرة صلاة ولا صوم ولا تسبيح ولكن بحسن الخلق وصدق الورع وحسن النية وسلامة الصدر أولئك حزب الله ألا أن حزب الله هم المفلحون" والمراد بالعذاب الذي يدفع بهم أنواع البلايا من القحط والأمراض العامة وظفر العدو وغيره ويحتمل أن يراد عذاب الآخرة لأنهم يشفعون في أهل الشام. (حم) (¬2) عن علي) قال المصنف أخرجه عنه أحمد والحاكم والطبراني من طرق أكثر من عشر. 3022 - "الأبدال أربعون رجلاً، وأربعون امرأة، كلما مات رجل أبدل الله ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 65) رقم (120)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2268). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2266).

تعالى مكانه رجلاً، وكلما ماتت امرأة أبدل الله تعالى مكانها امرأة". الخلال في كرامات الأولياء (فر) عن أنس. (الأبدال أربعون رجلاً) كأن المراد في الشام. (وأربعون امرأة) يحتمل أنهن في الشام أو في الدنيا. (كلما مات رجل أبدل الله تعالى مكانه رجلاً) لئلا تخلو الأرض عن عددهم. (وكلما ماتت امرأة أبدل الله تعالى مكانها امرأة) فإذا أراد قيام الساعة ماتوا أجمعين، قال الحكيم: إنه لا تناقض أنهم ثلاثون قوله أنهم "أربعون" لأن المراد الذين منهم على قلب إبراهيم ثلاثون والعشرة بغير تلك الصفة. قلت: وتقدم الجمع بين هذا قريباً. (الخلال في كتاب كرامات الأولياء (فر) (¬1) عن أنس) وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ثم سرد أحاديث الأبدال واحدًا واحدًا وطعن فيها وحكم بوضعها جميعًا وتعقبه المصنف بأن خبر الأبدال صحيح وإن شئت قلت متواتر وأطال ثم قال: مثل هذا بالغ حد التواتر المعنوي بحيث يقطع بصحة وجود الأبدال ضرورة انتهى، وقال السخاوي: خبر الأبدال له طرق بألفاظ مختلفة كلها ضعيفة ثم قال: خبر أحمد عن علي -يريد الذي تقدم- وهو الرابع فيما ساقه المصنف رجاله رجال الصحيح عن شريح عن عبيد وهو ثقة وقال شيخه الحافظ بن حجر في فتاويه: الأبدال وردت في عدة أخبار منها ما يصح. وأما القطب فورد في بعض الآثار وأما الغوث بالوصف المشتهر بين الصوفية فلم يثبت (¬2). 3023 - "الأبدال من الموالي". الحاكم في الكنى عن عطاء مرسلاً. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (405)، أطال الحافظ ابن حجر في القول المسدد (ص: 84)، وراجع: الموضوعات لابن الجوزي (3/ 143) واللآلي المصنوعة (2/ 280)، وانظر كشف الخفاء (1/ 25)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2265)، والضعيفة (2498). (¬2) راجع: مجموع الفتاوى لشيخ الإِسلام ابن تيمية (27/ 498).

(الأبدال من الموالي) تمام الحديث عند مخرجه الحاكم: "ولا يبغض الموالي إلا منافق" قيل: أي من السادات لأنهم الأولياء والعباد. قلت: ولا يناسبه آخره، وورد في بعض الآثار أن من علاماتهم أنهم لا يولد لهم وأنهم لا يلعنون شيئاً. (الحاكم (¬1) في الكنى عن عطاء مرسلاً) فيه الرحال بن سالم قال في الميزان: لا ندري من هو والخبر منكر انتهى، قال الشارح: وإنما خالف المصنف عادته باستيعاب هذه الطرق إشارة إلى بطلان زعم ابن تيمية أنه لم يرد لفظ الأبدال في خبر صحيح ولا ضعيف ولا في خبر منقطع وقد أبانت هذه الدعوى عن تهوره ومجازفته ولأنه نفى الرواية بل نفى الوجود وكذّب من ادعى الورود انتهى. قلت: لعله ما نفاه إلا بالنظر إلى ما اطلع عليه وأنه يريد ما ورد فيما أعلمه وقد صرح الحافظ ابن حجر: بأن قول الحافظ: هذا الخبر صحيح أو باطل صار بذا، لا بالنسبة إلى ما عرفه هذا معنى كلامه فكذلك مثل هذا والتأويل خير من التجهيل وقد رماه الشارح بعد هذا بالنعت والعناد ولا غرو فابن تيمية ينكر على ابن عربي ومن حذى حذوه كالشارح ويحكم عليهم بالتضليل فكأنه أراد الشارح مكافأته وربك يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون. 3024 - "الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً". (حم د هـ (صح) ك هق) عن أبي هريرة. (الأبعد فالأبعد) أي من داره بعيدة. (من المسجد) الذي تقام فيه الجماعة. (أعظم أجراً) من الأقرب إليه لأن كل خطوة تكتب حسنة وتمحو سيئة فكلما كثرت الخطى كثر الأجر، ولا يقال قد كانت منازله - صلى الله عليه وسلم - بفناء مسجده فلم يتخذ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2990)، انظر الميزان (3/ 72)، واللسان (2/ 457)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2270)، وقال في الضعيفة (1476): منكر.

الأفضل لأنه قد يقاوم فضيلة البعد بالنسبة إليه - صلى الله عليه وسلم - فضيلة القرب لأن قرب منزله من مسجده سبب لكثرة غشيان وإتيان الناس إليه ليفيض عليهم الأحكام ويبلغهم شرائع الإِسلام (حم د هـ ك هق) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف بالصحة على ابن ماجة، قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي في التلخيص وقال في المهذب: إسناده صالح وفي الميزان: المتن معروف (¬2). 3025 - "الإبل عز لأهلها، والغنم بركة, والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة". (هـ) عن عروة البارقي. (الإبل عز لأهلها) لأنها تقوم بمؤنهم وتحملهم من ريف إلى ريف فلا يزالون في عز. (والغنم بركة) يشمل المعز أو الضأن. (والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة) يأتي تفسير الخير في الخاء المعجمة بالأجر والغنيمة وأنهما منوطان بهما كأنهما عقدا بناصيتهما وأخذ البعض من ذلك كراهة جز الناصية. (هـ) (¬3) عن عروة) بضم المهملة ابن الجعد بفتح الجيم وسكون العين البارقي صحابي نزل الكوفة وكان أول من قضى بها. 3026 - "الإثمد يجلو البصر، وينبت الشعر". (تخ) عن معيد بن هوذة. (الإثمد) بكسر الهمزة والميم حجر الكحل المعروف. (يجلو البصر) أي يزيد نور العين بدفعه المواد الرديئة المنحدرة إليها من الرأس. (وينبت الشعر) أي أهداب العين لأنها تقوي طباقها، في هذا حث على استعماله وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يكتحل عند النوم. (تخ) (¬4) عن معبد) بفتح فسكون للموحدة ابن هوذة بالذال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 428)، وأبو داود (556)، وابن ماجة (782)، والحاكم (1/ 208)، والبيهقي في السنن (3/ 64)، وانظر الميزان (4/ 320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2759). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (2/ 995) رقم (4433). (¬3) أخرجه ابن ماجة (2305)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2760)، والصحيحة (1763). (¬4) أخرجه البخاري في التاريخ (1740)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2761).

المعجمة وفتح الهاء بضبط المصنف صحابي له حديث. 3027 - "الأجدع شيطان". (حم د هـ (صح) ك) عن عمر. (الأجدع) بالجيم فدال فعين مهملات وهو كل مقطوع نحو أذن أو أنف وغلب على الأنف. (شيطان) أي اسم شيطان قيل سمي به لأن المجادعة المخاصمة وربما أن إلى قطع طرف، وقال الطيبي: وهو استعارة من مقطوع الأطراف لمقطوع الحجة، وفي الحديث قصة: هو أنه وقد الأجدع إلى عمر فقال له: من أنت قال: الأجدع فذكره ثم قال: أنت عبد الرحمن. (حم د هـ ك) (¬1) عن عمر) رمز المصنف بالصحة على ابن ماجة، قال المناوي: فيه مجالد بن سعيد (¬2) قال أحمد: ليس بشيء، وابن معين: لا يحتج به، والدارقطني: ضعيف. 3028 - "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (م3) عن عمر (حم ق هـ) عن أبي هريرة (صح). (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه) أي: "الإحسان المذكور في قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] ونحوه فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنه عبادة العبد لربه كأنه يراه فيراقبه في كل حال، وإن من عمل عملاً مالك المتفضل عليه بكل إنعام شاهده أتقن عبادته وعمله. (فإن لم تكن تراه فإنه يراك) أي إن لم يراقبه في العمل يراقبه من هو ناظر إلى من يعمل له فأعمل له عمل من يعلم أن مالكه ينظر إليه وإن لم يشاهده وقد قدمنا الكلام في هاتين الجملتين في أول الكتاب وهما من حديث جبريل الطويل الذي جاءهم يعلمهم مناسك الإِسلام فيه وهو إعلام بأنه تعالى يرى عبده على كل حال فيراقبه مراقبة من هو شاهد له (م 3) عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 31)، وأبو داود (4957)، وابن ماجة (3731)، والحاكم (4/ 279)، وانظر علل الدارقطني (2/ 220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2271). (¬2) انظر المغني (2/ 542).

عمر (حم ق هـ) (¬1) عن أبي هريرة) وفي الباب عن غيره. 3029 - "الإحصان إحصانان: إحصان نكاح، وإحصان عفاف". ابن أبي حاتم (طس) وابن عساكر عن أبي هريرة. (الإحصان) المكرر ذكره في الكتاب والسنة (إحصانان) أي: مشترك بين المعنيين. (إحصان نكاح) وقال الفقهاء: هو الوطء في القبل في نكاح صحيح. (وإحصان عفاف) قالوا: هو أن يكون تحته من تعفه وطأها عن النظر للوطء المحرم والحديث ورد لتفسير الإحصان. (ابن أبي حاتم (طس) وابن عساكر (¬2) عن أبي هريرة)، قال الهيثمي: فيه مسور بن عبيد وهو متروك (¬3). 3030 - "الاختصار في الصلاة راحة أهل النار". (حب هق) عن أبي هريرة (صح). (الاختصار) بالخاء المعجمة وكسر الهمزة وهو وضع اليد على الخصر (في الصلاة راحة أهل النار) أي: وضع على الخصر وهو معقد الإزار في حال الصلاة هو راحة أهل النار أي اليهود لأن ذلك عادتهم في العبادة وهم أهلها لا أن لأهل جهنم راحة لقوله تعالى: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} [الزخرف: 75] العذاب ذكره الزمخشري، وقال القاضي: إنه يبعث أهل النار من طول قيامهم في الموقف فيستريحون بالاختصار وعلى كل تقدير فهو نهي عن وضع اليد على الخاصرة ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (8)، وأبو داود (4695)، والترمذي (2610)، والنسائي (8/ 97) عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب, وأحمد (2/ 426)، والبخاري (4777)، ومسلم (9)، وابن ماجة (64) عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (20)، وابن عساكر (5/ 60)، والديلمي في الفردوس (448)، وانظر علل الدارقطني (9/ 133)، والمجمع (6/ 263)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2272)، والضعيفة (797): موضوع. (¬3) قال الحافظ عنه في التقريب (6467): متروك ورماه أحمد بالوضع.

حال الصلاة. (حب هق) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف بالصحة على ابن حبان لكن قال الذهبي في المهذب (¬2): قلت: هذا منكر قد رواه جماعة حفاظ عن هشام انتهى، وفي الميزان في ترجمة عبد الله بن الأزور بن هشام بن هشام أبي يحيى: ساقط ثم أورد له هذا الخبر وساقه في اللسان عن العقيلي وقال لا يتابع على لفظه. 3031 - "الأذان تسع عشرة كلمة, والإقامة سبع عشرة كلمة". (ن) عن أبي محذورة (صح). (الأذان) هو لغة الإعلام من الإذن بفتح الهمزة والذال وهو الاستماع الناشئ من الإذن التي هي آلة السمع فيها وشرعاً كلمات مخصوصة شرعت للإعلام بدخول وقت المكتوبة أو بالحضور لها. (تسع عشرة كلمة) بالترجيع وهو أن يأتي بالشهادتين مرتين سراً قبل قولهما جهرًا وفيه دليل على أن التكبير أوله أربع إذ لا يتم عدد كذلك إلا بذلك. (والإقامة سبع عشرة كلمة) بناء على أفراد ألفاظ غير الإقامة قال القرطبي: الأذان على قلة ألفاظه تشتمل على مسائل العقيدة لأنه بدأ بالأكبرية المتضمنة لوجوده تعالى وكماله ثم ثنى بالتوحيد ونفي الشريك بإثبات الرسالة المحمدية ثم دعاء إلى الطاعة المخصوصة عقيب الشهادة بالرسالة لأنها لا تعرف إلا من جهة الرسول ثم دعا إلى الفلاح وهو البقاء الدائم، وفيه إشارة إلى المعاد، ثم أعاد ما أعاد تأكيداً. (م) (¬3) عن أبي محذورة) بفتح الميم فحاء مهملة فذال معجمة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (2286)، والبيهقي في السنن (2/ 287)، وانظر قول الذهبي في الميزان (5/ 3)، واللسان (4/ 97)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 118)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2273). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (2/ 226) رقم (3154). (¬3) أخرجه أبو داود (502)، والترمذي (192)، والنسائي في السنن الكبرى (1594)، وابن ماجة (709)، وأحمد (3/ 409)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2764).

آخره الراء، رمز المصنف بصحته وقد أخرجه الترمذي وقد عزاه القسطلاني لمسلم. 3032 - "الأذنان من الرأس". (حم د ت هـ) عن أبي أمامة (هـ) عن أبي هريرة، وعن عبد بن زيد (قط) عن أنس، وعن ابن عباس، وعن ابن عمر، وعن عائشة (صح). (الأذنان) في الوضوء وغيره من الأحكام كالإحرام. (من الرأس) فهو من جملته لا من الوجه ولا مستقلتان فيمسحان معه ببقية مائه لا بماء جديد وإليه ذهب الجمهور، وعن الشافعي أنهما عضوان مستقلان بدليل ما في الصحيح: "أنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ له ماء جديداً". (حم د هـ) عن أبي أمامة (هـ) عن أبي هريرة, وعن عبد الله بن زيد (قط) عن أنس (د) (¬1) عن أبي موسى، وعن ابن عباس، وعن ابن عمر، وعن عائشة) ورمز المصنف بالصحة على الدارقطني، وفي رواية أحمد بن سنان بن ربيع قال الذهبي: سنان ليس بحجة، وقال ابن حجر عن الترمذي: في رواية أبي أمامة ليس بالقائم وقال الدارقطني: فيه شهر بن حوشب وليس بقوي ووقفه أصح، وقال ابن حجر: في رواية ابن ماجة عن أبي هريرة وعبد الله بن زيد فيه سويد بن سعيد وقد اختلط وقال الدارقطني عقيب روايته عن أنس: إرساله أصح وفي رواية أبي موسى وابن عباس قال تفرد به أبو كامل عنه غندر وهو متهم، وتابعه الربيع بن بدر وهو متروك والصواب إرساله وقال في رواية ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 5/ 264، أبو داود (134)، وابن ماجة (444) عن أبي أمامة، وابن ماجة (445) عن أبي هريرة, و (443) عن عبد الله بن زيد، والدارقطني (1/ 104) عن أنس، (1/ 98) عن ابن عمر، (1/ 99) عن ابن عباس، (1/ 100) عن عائشة (1/ 102) عن أبي موسى، وانظر التلخيص الحبير (1/ 91، 101)، والتحقيق في أحاديث الخلاف لابن الجوزي (1/ 150، 151، 152، 153، 154، 155)، وعلل ابن أبي حاتم (1/ 53)، وعلل الدارقطني (7/ 250)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2765)، والصحيحة (36).

عمرو وهو وهم والصواب موقوف وقال في رواية عائشة فيه أبو اليمان حديثه ضعيف والمرسل أصح انتهى، وقال ابن حزم أسانيده كلها واهية وقال عبد الحق: هذه الطرق لا يصح منها شيء لكن تعقبه ابن القطان بأن خبر ابن عباس ليس بضعيف بل حسن وصحيح وبرهن عليه ومغلطاي بأن خبر أبي هريرة لا علة له إلا من قبل سويد وقد خرج له مسلم، وقول البيهقي اختلط منازع فيه. 3033 - "الارتداء لبسة العرب، والالتفاع لبسة الإيمان". (طب) عن ابن عمر (الارتداء) أي وضع الرداء على الكتفين. (لبسة العرب) بضم اللام أو بكسرها للنوع أي توارثوها بينهم فهي من صفاتهم في اللباس. (والالتفاع) بكسر الهمزة فمثناة فوقية آخره مهملة وهو تغطية الرأس وأكثر الوجه وقيل: ما تحلل به الجسد كساء كان أو غيره، وتلفع بالثوب إذا اشتمل عليه. (لبسة الإيمان) أي ينبغي أن يتميز به أهل الإيمان لما فيه من ستر الجسد. (طب) (¬1) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه سعيد بن سنان الشامي وهو ضعيف جدًا ونقل عن بعضهم توثيقه ولم يصح. 3034 - "الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام". (حم د ت هـ (صح) حب ك) عن أبي سعيد. (الأرض كلها مسجد) أي محل السجود عليها. (إلا المقبرة والحمام) فإنهما غير محلين للصلاة أخذ أحمد به وقال: تبطل الصلاة فيهما، قال الشارح: ومنع بأن التأكيد بكل ينفي المجاز فدل على الصحة فيهما عند التحرز من النجاسة. قلت: ولا يخفى ضعف المنع فإنه بعد الاستثناء والتخصيص به لا أثر لكل فإنها تخصص في نفسها قال ابن حجر: وهذا الحديث يعرضه عموم الخبر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (5/ 127)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2274): ضعيف جداً.

المتفق عليه" وجعلت لي الأرض طيبة وطهورًا ومسجداً" (¬1). قلت: لا تعارض بين العام والخاص. (حم د ت هـ حب ك) (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف على ابن ماجه بالصحة، قال عبد الحق: فيه اضطراب وضعفه جمع، قال النووي: والذين ضعفوه أتقن من الحاكم الذي صححه وقال ابن حجر: هو حديث مضطرب وقال في تخريج المختصر رجاله ثقات لكن اختلف في وصله وإرساله وحكم مع ذلك بصحته الحاكم، وقال الترمذي: فيه اضطراب أرسله سفيان ووصله حماد واختلف على أبي إسحاق وصححه ابن حبان انتهى، وقال ابن تيمية (¬3): أسانيده جيده ومن تكلم فيه ما استوفى طرقه. 3035 - "الأرض أرض الله، والعباد عباد الله، من أحيا مواتاً فهي له". (طب) عن فضالة بن عبيد. (الأرض أرض الله) ملكا وحقيقة. (والعباد عباد الله) كذلك. (من أحيا مواتاً) كسحاب حراث الأرض التي لم تتيقن عمارتها في الإِسلام وليست من حقوق عامر فمن عمرها واختارها. (فهي له) ملك بهذا التمليك النبوي لا يحل لأحد يخرجه عنها أو يزاحمه فيها (طب) (¬4) عن فضالة) كسحابة (ابن عبيد) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 3036 - "الأرواح جنود مجندة: فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (427)، ومسلم (521). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 83)، وأبو داود (492)، والترمذي (317)، وابن ماجة (745)، وابن حبان (2321)، والحاكم (1/ 251)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 277)، والدراية (1/ 246)، وعلل الترمذي (1/ 75)، وبداية المجتهد (1/ 85)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2767). (¬3) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 322). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 318) رقم (823)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 157)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2766).

(خ) عن عائشة (حم م د) عن أبي هريرة (طب) عن ابن مسعود (صح). (الأرواح) التي قامت بها الأجساد. (جنود مجندة) بضم الميم وسكون الجيم وتشديد النون أي مجموعة كما يقال ألوف مؤلفة وقناطير مقنطرة. (فما تعارف) أي يوافق في الأخلاق والصفات. (منها ائتلف) أي ألف قلبه قلب الآخر وإن تباعدا (وما تناكر منها) أي لم يتوافق ولم يتناسب. (اختلف) نافر قلبه عنه وإن تقارب جسداهما فالائتلاف والاختلاف للقلوب والأرواح ويتبعها توافق الأجسام وهو إعلام بأن الأرواح في عالمها وافق بعضها بعضاً بصفات ومناسبات فتألفت في عالم الأجسام وتناكر بعض منها هنالك فيتناكر في هذا العالم وإن الكل من الأدلة على القدرة الإلهية والحكمة الرحمانية. (خ) عن عائشة) لكنه أخرجه معلقًا ولم يصل به سنده كما قال عبد الحق وغيره: فما كان للمصنف إطلاق العزو إليه، (حم م د) عن أبي هريرة (طب) (¬1) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: رجال الطبراني رجال الصحيح. 3037 - "الإزار إلى نصف الساق، أو إلى الكعبين، لا خير في أسفل من ذلك". (حم) عن أنس (صح). (الإزار إلى نصف الساق) أي منتهى إليه. (أو إلى الكعبين، لا خير في أسفل من ذلك (قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: قوله لا خير لأنه إما حرام إن نزل عن الكعبين أو شبهه إن حاذاهما ولا خير في كل من الأمرين انتهى، وأخرج أبو داود عن ابن عمر قال: ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الإزار فهو في القميص" (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3336) تعليقاً بصيغة الجزم ووصله في الأدب المفرد (900) عن عائشة, وأحمد (2/ 295)، ومسلم (2638)، وأبو داود (4834) عن أبي هريرة والطبراني في الكبير (10/ 230) رقم (10557) عن ابن مسعود، وانظر المجمع (8/ 87). (¬2) أخرجه أبو داود (4095).

(حم) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 3038 - "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جر منها شيئاً خيلاء لم ينظر الله إليه إلى يوم القيامة". (د ن هـ) عن ابن عمر (صح). (الإسبال) مبتدأ حذف خبره أي المحرم أو المذموم أو المنهي عنه كما مر. (في الإزار والقميص) أي من زاد فيهما على الكعبين. (والعمامة) قال ابن حجر: المراد ما زاد على عادة العرب في إرخاء العذبات كان من الإسبال. (من جر منها شيئاً) على الأرض. (خيلاء) هذا يختص بالقميص والإزار إذ لا يتصور جر العذبة فإن فعل فلا كلام في تحريمه كما قاله الزين (لم ينظر الله إليه إلى يوم القيامة) كناية عن عدم إكرامه ورحمته (د ن هـ) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف بالصحة على النسائي وقال النووي في رياضه (¬3): إسناده صحيح وقال المناوي: فيه عبد العزيز بن أبي داود تكلموا فيه. 3039 - "الاستئذان ثلاث: فإن أذن لك، وإلا فأرجع". (م ت) عن أبي موسى، وأبي سعيد (صح). (الاستئذان) المأمور به في الأمة عند دخول بيوت الغير وهو طلب الإذن بالدخول (ثلاث مرات) أي يفضل ثلاثاً قالوا الأول لإعلامهم والثانية لتأهبهم والثالثة للدخول، قال الماوردي: صورة الاستئذان أن يقول: السلام عليكم أدخل؟ ثم هو مخير بين أن يسمي نفسه أو لا، قال ابن العربي: ولا يتعين هذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 140)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 122)، وصححه الألباني في صحيح لجامع (2769). (¬2) أخرجه أبو داود (4094)، والنسائي (8/ 208)، وابن ماجة (3576)، وانظر شرح مسلم للنووي (2/ 116)، وفيض القدير (3/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2770). (¬3) انظر: رياض الصالحين (ص: 104).

اللفظ، قالوا: ولا تجوز الزيادة على الثلاث ما لم يعلم أنه لم يسمع راد وهذ بناء على أنهم يسمعون الثلاث كلها. (فإن أذن لك) أي فأدخل. (وإلّا فأرجع) لأنه لا يحل الدخول إلا بإذن. (م ت) (¬1) عن أبي موسى، وأبي سعيد) أخرجه البخاري أيضاً كما قاله الحافظ العراقي وغيره. 3040 - " الاستئذان ثلاث: فالأولى تستمعون، والثانية تستصلحون، والثالثة تؤذنون أو تردون". (قط) في الأفراد عن أبي هريرة. (الاستئذان ثلاث: فالأولى تستمعون) بالمثناة الفوقية أي يا أهل المنازل. (والثانية تستصلحون) أي يصلحون المكان وتلبسون الثياب. (والثالثة تؤذنون) للمستأذن بالدخول. (أو تردون) بمنعه وهذا الحديث كالذي قبله يقضي أن المستأذن لا يشرع له طرق الباب لكن محله ضمن قرب محله من بابه أما من بعد عن الباب بحيث لا يبلغه الصوت فيدق عليه الباب كما في قصة جابر المسطورة في البخاري في أبواب الاستئذان. (قط) (¬2) في الأفراد عن أبي هريرة) قال الزين العراقي: سنده ضعيف انتهى. وذلك لأن فيه عمرو بن عمران السدوسي قال في الميزان: مجهول، وقال الأزدي: منكر الحديث أحد المتروكين ثم ساق هذا الخبر مما أنكر عليه (¬3). 3041 - "الاستجمار تو، ورمي الجمار تو، والسعي بين الصفا والمروة تو، والطواف تو، وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو". (م) عن جابر (صح). (الاستجمار) هو استعمال الجمر أي الأحجار الصغار لإزالة النجاسة من آثار الغائط والبول. (تَوٌّ) بفتح المثناة الفوقية وتشديد الواو أي وتر وهو ثلاثة ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2154)، والترمذي (2690). (¬2) أخرجه الدارقطني في الأفراد والغرائب انظر: أطراف الغرائب برقم (5283)، وراجع الفتح (11/ 8)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2276). (¬3) راجع: ميزان الاعتدال (3/ 215).

هنا والتو الفرد. (ورمي الجمار) في الحج. (تو) أي وتر يريد بالتو الوتر مطلقاً. (والسعي بين الصفا والمروة تو) سبع. (والطواف) أي بالبيت. (تو) سبع وقيل المراد الواجب منه مرة فلا يكون في لا شيء. (فإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو) ليس هذا بتكرار بل الأول للفعل والثاني عدد الأحجار وتقدم الكلام في كيفيته (م) (¬1) عن جابر) وخرج منه البخاري الاستجمار خاصة. 3042 - "الاستغفار في الصحيفة يتلألأ نوراً". ابن عساكر (فر) عن معاوية بن حيدة. (الاستغفار في الصحيفة) أي في صحيفة المكلف التي ترقم فيها طاعته. (يتلألأ نوراً) يحتمل أنه يوم القيامة حين يعطى كتابه أو في الدنيا ويوم القيامة فهو يتلألأ من حين كتابته وهذه فضيلة للاستغفار ولأنه إذا كان قد أكرمت صورة رقمه فبالأولى أن يمحي به الآثام. (ابن عساكر (فر) (¬2) عن معاوية بن حيدة) فيه بهز بن حكيم وفيه كلام سهل. 3043 - "الاستغفار ممحاة للذنوب". (فر) عن حذيفة. (الاستغفار ممحاة للذنوب) بكسر الميم الأولى وسكون الثانية مفعلة أي مذهب للآثام؛ لأنه يمحى به ذنوب العبد وتغسل به أدرانه ولابد من قرن التوبة بالاستغفار أي الندم والعزم على عدم معاودة الذنب. (فر) (¬3) عن حذيفة بن اليمان) فيه عبيد بن كثير التمار قال الذهبي قال الأزدي: متروك عن عبد الله بن خراش ضعفه الدارقطني (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1300). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 177)، والديلمي في الفردوس (429) وقال الألباني في ضعيف الجامع (2277): موضوع. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (428) وقال الألباني في ضعيف الجامع (2278): ضعيف جدًا. (¬4) انظر: المغني للذهبي (3974).

3044 - "الاستنجاء بثلاثة أحجار ليس فيهن رجيع". (طب) عن خزيمة ثابت. (الاستنجاء) أي إزالة النجو وهو الأذى الباقي في فم المخرج وأكثر استعماله في الحجر (بثلاثة أحجار) لا يصح بأقل منها وإن أنقى لورود النهي عن الأقل في حديث مسلم ولفظه: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار قيل ويجزئ بثلاثة أطراف حجر والأفضل ثلاثة أحجار والظاهر أن لكل من القبل والدبر ثلاثة ثلاثة قيل فإن حصل الإنقاء بالثلاث وإلا أزيد عليها (ليس فيهن رجيع) أي ليس واحد منها رجيع وفي معناه كل نجس والرجيع فعيل بمعنى مفعول قيل سمي به لرجوعه من الطهارة بالاستحالة أو لرجوعها إلى الظهور بعد كونها في البطن أو لرجوعها عن كونها طعاماً أو علفاً فيحرم الاستنجاء به. (طب) (¬1) عن خزيمة بن ثابت) وفي الباب عن عائشة وغيرها. 3045 - "الإِسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً". (م 3) عن عمر (صح). (الإِسلام) قال الراغب أصله الدخول في الإِسلام وهو أن يسلم صاحبه من كل ضرر ثم سارا اسماً للشريعة. (أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) من خلوص قلب وصميم اعتقاد لا شهادة باللسان خالية عن تصميم الجنان. (تقيم الصلاة) المراد المعهودة وهي الفرائض قال القاضي: إقامتها تعديل أركانها وإدامتها والمحافظة عليها. (وتؤتي الزكاة) مستحقيها (وتصوم رمضان، وتحج البيت) أي وتعتمر كما علم من غيره. (إن استطعت إليه سبيلاً) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 86) رقم (3723)، وأحمد (5/ 215)، وابن أبي شيبة (1638)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2773).

بوجدان زاد وراحلة شرطهما وتقيد بها الحج مع كونها قيداً فيما قبله اتباعاً للقرآن وإشارة إلى أن فيه من المشقة ما ليس في غيره فهذا هو الإِسلام الكامل. (م3) (¬1) عن عمر) وفي الفردوس بقية: "وتغتسل من الجنابة" وعزاه لمسلم. 3046 - "الإِسلام علانية، والإيمان في القلب". (ش) عن أنس. (الإِسلام علانية) لأنه بفعل الخوارج كما تقدم ذكره في الأول (والإيمان في القلب) لأنه التصديق والاعتقاد. واعلم: أنه قد أطال الخلاف في الفرق بين الإِسلام والإيمان والحق أنهما يتلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر فلا يوجد شرعاً إيمان بدون إسلام ولا عكسه، نعم هما متغايران مفهومًا بأن ذلك الانقياد وذلك التصديق. (ش) (¬2) عن أنس) قال عبد الحق: حديث غير محفوظ تفرد به علي بن مسعدة وفي توثيقه خلاف، قال أبو حاتم: لا بأس به، والبخاري: فيه نظر، وابن عدي: أحاديثه غير محفوظة وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجاله رجال الصحيح. 3047 - "الإِسلام ذلول لا يركب إلا ذلولاً". (حم) عن أبي. (الإِسلام ذلول) كرسول أي سهل منقاد. (لا يركب إلا ذلولاً) لا يناسبه ويليق به إلا اللين والرفق والعمل والتعامل بالمسامحة. (حم) (¬3) عن أبي ذر) قال الهيثمي: فيه أبو خلف الأعمى منكر الحديث انتهى. 3048 - (الإِسلام يزيد ولا ينقص). (حم د ك هق) عن معاذ (صح). (الإِسلام يزيد ولا ينقص) قال البيهقي: قال عبد الوارث: أراد أن حكم ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (8) وأبو داود (4695) والنسائي في السنن (8/ 97) والترمذي (2610). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (30319)، وانظر الكامل في الضعفاء (1359) وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 52) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2280). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 145) وانظر المجمع (1/ 62)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2279): ضعيف جداً.

الإِسلام يغلب ومن تغليبه أن يحكم للولد بالإِسلام بإسلام أحد أبويه انتهى، وقال غيره: معناه أن الإِسلام يزيد بالداخلين فيه ولا ينقص بالمرتدين أو يزيد بما فتح الله من البلاد ولا ينقص بما غلب عليه الكفار (حم د ك هق) (¬1) عن معاذ رمز المصنف على البيهقي بالصحة، وقال الحاكم: صحيح ولم يتعقبه الذهبي، وقال الحافظ في الفتح (¬2): قال الحاكم: صحيح وتعقب بالانقطاع بين أبي الأسود ومعاذ لكن سماعه منه ممكن وقد زعم الجوزقاني أنه باطل (¬3) وهي مجازفة، وقال القرطبي: هو كلام يحكى ولا يروى. 3049 - "الإِسلام يعلو ولا يعلى". الروياني (قط هق) والضياء عن عائذ بن عمرو (صح). (الإِسلام يعلو) الأديان كلها ولا يزال ينمو. (ولا يعلى) عليه، وقال البيهقي قال قتادة: يعني إذا أسلم أحد أبوين فالولد مع المسلم أي فالعلو في نفس الإِسلام إذا ثبت على وجه ولا يثبت على آخر كما في المولود بين مسلم وكافر فإنه يحكم بإسلامه، قال ابن حزم: معناه إذا أسلمت يهودية أو نصرانية تحت كافر يفرق بينهما ويحتمل العلو بحسب الحجة أو النصرة. الروياني (قط هق) (¬4) والضياء عن عائذ بن عمرو) رمز المصنف لصحته ورواه الطبراني في الصغير ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 230)، وأبو داود (2912)، والحاكم في المستدرك (4/ 345)، والبيهقي في السنن (6/ 205)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2282). (¬2) انظر: (12/ 50). (¬3) انظر: الأباطيل والمناكير للجوزقاني (2/ رقم 549)، وراجع الموضوعات لابن الجوزي (3/ 230). (¬4) أخرجه الروياني في مسنده برقم (783)، والدارقطني (3/ 252)، والضياء في المختارة (291)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 205)، وانظر: تعليق التعليق (2/ 489)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2778)، وراجع: إرواء الغليل (5/ رقم 1268).

والبيهقي في الدلائل قال ابن حجر: سنده ضعيف. 3050 - "الإِسلام يجب ما كان قبله". ابن سعد عن الزبير، وعن جبير بن مطعم. (الإِسلام يجب) بالجيم والموحدة من جبه إذا قطعه أي يقطع. (ما كان قبله) من الآثام وظاهره العموم بحق الحق وحق الخلق إلا أنه قد خصه الإجماع على أنه لا يسقط بالإِسلام حقوق المخلوقين، ثم ظاهره أن بنفس الإِسلام ينقطع ما كان قبله من إثم سواء أحسن بعد إسلامه أم أساء، وأما حديث: "من أحسن في الإِسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإِسلام أخذ بالأول والآخر" (¬1) فقيل أنه وارد على منهج التحذير. (ابن سعد (¬2) عن الزبير، وعن جبير بن مطعم) وأخرجه الطبراني بلفظه. 3051 - "الإِسلام نظيف فتنظفوا، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف. (طس) عن عائشة. (الإِسلام نظيف) أي ذو الإِسلام نظيف لأنه مأمور بالنظافة أو الإِسلام نفسه نقي من الأوساخ والأدناس. (فتنظفوا، فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف) يحتمل النظافة الحسية ويحتمل المعنوية أن لا يدخلها إلا المطهر من دنس العيوب ووسخ الآثام ومن كان ملطخاً بذلك لا يدخلها حتى تطهره النار أو عفو الرحمن وقد كان للمصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من الحرص على النظافة الجسمية والمعنوية ما لا يوصف فإنه كان عمر إذا دخل مكة طاف سككها فيقول: قموا فنائكم فمر بدار ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6523)، ومسلم (190)، وابن منده في الإيمان برقم (384)، وراجع: الصحيحة (3390). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 286، 4/ 252)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2777).

أبي سفيان فأمره فقال: نعم حتى يجيء مهاتنا الآن، فطاف فلم يره فعل فأعاد ثلاثاً فوضع الدرة بين أذنيه ضرباً فقالت: هند لرب يوم ضربته لاقشعر بطن مكة. (طس) (¬1) عن عائشة) من حديث نعيم بن موزع عن هشام عن أبيه قال الهيثمي: فيه نعيم وهو ضعيف، قال ابن الجوزي: تفرد به نعيم، قال ابن عدي: وهو ضعيف. 3052 - "الأشرة شر". (خدع) عن البراء (صح). (الأشرة) بضم الهمزة فشين معجمة هي البطر أو أشده. (شر) يشر أشر من باب تعب بطر وكفر النعمة والحديث أخبر بأنها شر في الدنيا لأنها تزيل النعم وفي الآخرة لأنها تحل النقم. (خدع) (¬2) عن البراء) رمز المصنف عليه بالصحة. 3053 - "الأشعريون في الناس كصرة فيها مسك". ابن سعد عن الزهري مرسلاً. (الأشعريون في الناس كصرة فيها مسك) الأشعريون بتشديد المثناة قبيلة منسوبة إلى الأشعر بن بقلة بن أد بن يزيد بن شخب بن يعرب نزلوا باليمن ولما قدموا على المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال لهم: أنتم مهاجرة اليمن من ولد إسماعيل ثم ذكره وكان يحبهم وقال في حديث الشيخين: "إنهم مني وأنا منهم" وهذا من فضائلهم شبههم بصرة فيها مسك لأنهم ملأوا قلوبهم إيماناً وصروها عليه وفي ذكر الصرة بخصوصها إشارة إلى أن إيمانهم محفوظاً لا يغيره نفاق ولا غيره. ابن سعد (¬3) عن الزهري مرسلاً). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4893)، وانظر العلل المتناهية (2/ 713)، ومجمع الزوائد (5/ 132)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2281). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (477)، وأبو يعلى في المسند (1687)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2781). (¬3) أخرجه أبو نعيم في كتاب السواك كما في الكنز (26168)، وابن سعد في الطبقات (1/ 348)، =

3054 - "الأصابع تجري مجرى السواك، إذا لم يكن سواك". أبو نعيم في كتاب السواك عن عمرو بن عوف المزني. (الأصابع) أي دلك الفم بها. (تجري مجرى السواك) في حصول السنة بها وإزالة القلح منها لكن لا تجزئ إلا. (إذا لم يكن) يوجد (سواك) وظاهر الحديث أن المراد أصبع المتوضئ وقال الشارح: وهذا في أصبع غيره أما أصبعه فلا يجزئ مطلقاً ولو خشنة متصلة أو منفصلة عند الشافعية لأنها لا تسمى سواكاً انتهى. قلت: وهو من غريب المذاهب وقوله أو منفصلة أغرب لأنها منته قال والحديث يقضي بأنها لا تجزئ إذا كان ثمة سواك والتفضيل بين وجوده وعدمه لم نره لأحد من المجتهدين والحديث ضعيف انتهى. (أبو نعيم (¬1) في كتاب السواك عن عمرو بن عوف المزني) رواه عنه أيضاً الطبراني وقال لم يروه عن كثير بن عبد الله إلا أبو غزية قال الهيثمي: وكثير ضعيف وقد حسن الترمذي حديثه انتهى. 3055 - "الأضحى علي فريضة، وعليكم سنة". (طب) عن ابن عباس. (الأضحى) جمع أضحاة وهي الأضحية سميت باسم الوقت الذي شرع فيه ذبحها. (علي فريضة) واجبة لا أحل بها. (وعليكم سنة) غير واجبة وإنما أوجبت عليه - صلى الله عليه وسلم - ليكون له أجر الفرض، والجمهور على أنها سنة للأمة لهذا الحديث وغيره، وعن مالك قول أنها واجبة، وقال أحمد يكره تركها لخبر أحمد وابن ماجة: "من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا" (¬2) إلا أنه يشترط ¬

_ =وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2283). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6437)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2284). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (2/ 321)، والحاكم في المستدرك (4/ 258)، والبيهقي في السنن الكبرى=

السعة. (طب) (¬1) عن ابن عباسٌ) قال ابن حجر: رجاله ثقات لكن في رفعه خلاف. (¬2) 3056 - "الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة, والتودد إلى الناس نصف العقل، وحسن السؤال نصف العلم". (طب) في مكارم الأخلاق (هب) عن ابن عمر. (الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة) الاقتصاد الوسط بين طرفي الإفراط والتفريط أي التقصير والإسراف أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه نصف المعيشة في أعانة صاحبه عليه أو لأنه يبارك لصاحبه حتى كأنه يدخل عليه نصف المعيشة. (والتودد إلى الناس) أي التحبب إليهم واستمالة قلوبهم بالمحبة للإنسان بحسن الخلق وبذل الصنيع وكف الأذى. (نصف العقل) أي نصف عمل ذي العقل وإلا فالعقل لا يتجزأ، أو نصف الأعمال الصادرة عن العقل وكأن التنصيف من باب المبالغة لأنه من كفى نفسه شر العباد بل استجلب حبهم فقد كفى مؤنة كثيرة. (وحسن السؤال) للعلم بلطف القول وإبانة العبارة وإيضاح المراد وتوخي فراغ قلب العالم. (نصف العلم) لأن السائل بإحسانه السؤال أعان العالم على حسن الجواب فكأنه حاز نصف علمه والكل حث على التخلق بما ذكر. (طب) في مكارم الأخلاق (هب) (¬3) عن ابن عمر) سكت عنه المصنف وأغفله عن الرمز. ¬

_ = (9/ 260)، وحسنه الألباني في مشكلة الفقر برقم (102). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 260) رقم (11674)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2285). (¬2) سقط هذا الحديث من الشرح: 3070 - " الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخلق نصف الدين". (خط) عن أنس. (الاقتصاد نصف العيش، وحسن الخلق نصف الدين). (خط) عن أنس.) وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2287). (¬3) أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق برقم (140)، وفي الأوسط (6744)، والبيهقي في الشعب،=

3057 - "الأكبر من الأخوة بمنزلة الأب" (طب عد هب) عن كليب الجهني (الأكبر من الأخوة بمنزلة الأب) لهم في استحقاقه البر والإكرام وقبول أدبه وامتثال أمره من إخوته ويستحقون منه حسن التربية والقيام بما كان يقوم به الأب وغيره حتى النفقة فإنها تلزمه لهم كلزومها للأب. (طب عد هب) (¬1) عن كليب) مصغر كلب (الجهني) بضم الجيم نسبة إلى جهينة قبيلة معروفة. 3058 - "الأكل في السوق دناءة". (طب) عن أبي أمامة (خط) عن أبي هريرة (الأكل في السوق) كأن المراد لما لا يعتاد أكله أو لمن لا يعتاده وقد ثبت أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أكل فيه وهو مما يقدح في الحديث حيث لا يعرف حاله. (دناءة) أي خسة ومذمة أي يذمه عليه الناس فلا يحل له أن يتعرض لذمهم لأنه يؤثمهم في ذلك ويهين نفسه. (طب) عن أبي أمامة (خط) (¬2) عن أبي هريرة) مما أغفله المصنف عن الرمز. 3059 - "الأكل بالأصبع واحدة أكل الشيطان: وباثنين كل الجبابرة, وبالثلاث أكل الأنبياء". أبو أحمد الغطريف في جزئه، وابن النجار، عن أبي هريرة. (الأكل بأصبع واحدة أكل الشيطان) فلا تشبهوا به (وباثنين أكل الجبابرة) أهل الكبرياء. (وبالثلاث) لم يعينها والظاهر أن المراد الوسطى والمسبحة والإبهام (أكل الأنبياء) لأنه أعدل الأكل لا أكل المتجبرين ولا أكل النهمين وخيار الأمور أوساطها. (أبو أحمد الغطريف) بالغين المعجمة آخره فاء في ¬

_ = (6568)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2506). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 200) رقم (450)، والبيهقي في الشعب (7930) وابن عدي في الكامل (6/ 241)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2288): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 249) رقم (2977)، والخطيب في تاريخ بغداد (3/ 163)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2290).

جزئه، وابن النجار (¬1)، عن أبي هريرة) أخرجاه عنه معاً. 3060 - "الأكل مع الخادم من التواضع". (فر) عن أم سلمة. (الأكل مع الخادم) أي أكل سيده معه. (من التواضع) من أدلة تواضع السيد، والتواضع محبوب لله تعالى فيجب أن يأكل السيد مع خادمه (فر) (¬2) عن أم سلمة). 3061 - "الإِمام ضامن، والمؤذن مؤتمن، اللهم أرشد الأئمة, واغفر للمؤمنين". (د ت حب هق) عن أبي هريرة (حم) عن أبي أمامة (صح). (الإِمام ضامن) قال المصنف في شرح سنن ابن ماجة (¬3): المراد بالضمان هنا الحفظ والرعاية لا ضمان الغرامة؛ لأنه يحفظ على القوم صلاتهم في عهدته وصحة صلاتهم مقرونة بصحة صلاته فهو يتكفل لهم بالصحة كما قال البيضاوي: الإِمام متكفل أمور صلاة الجمع فيتحمل القراءة عنهم إما مطلقاً عند من لا يوجب القراءة على المأمومين أو عن المسبوقين ويحفظ عليهم أركان الصلاة وسببها وعدد ركعاتها وبمنزلة السفير بينهم وبين ربهم في الدعاء ونحوه انتهى. (والمؤذن مؤتمن) على الأوقات والعورات لأنه غالباً يرقى محلاً يرى منه ما لا يحل. (اللهم أرشد الأئمة) ليفوا بحق الضمان. (واغفر للمؤذنين) إن فرطوا في الأمانة. (د ت حب هق) عن أبي هريرة) رمز المصنف بالصحة على ابن حبان، (حم) (¬4) عن أبي أمامة). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الغطريف كما في الكنز (40866)، والديلمي في الفردوس (436)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2289). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (438)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2291): موضوع. (¬3) انظر: شرح سنن أبي ماجه (ص: 70). (¬4) أخرجه أبو داود (517)، والترمذي (207)، وابن حبان (1672)، والبيهقي في السنن (1/ 430) عن أبي هريرة، وأحمد (5/ 260) عن أبي أمامة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2787).

3062 - "الإِمام ضامن: فإن أحسن فله ولهم، وإن أساء فعليه ولا عليهم". (هـ ك) عن سهل بن سعد (صح). (الإِمام ضامن: فإن أحسن) فيما يجب من الفرائض ويسن من السنن (فله) الأجر (ولهم، وإن أساء) فيما أهل له. (فعليه) الوزر. (ولا عليهم) لأنهم لم يأتوا بأمر يأثمون فيه، وفيه دليل على جواز إمامة الفاسق لإطلاق الإساءة. (هـ ك) (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف على ابن ماجة بالصحة. 3063 - "الإِمام الضعيف ملعون". (طب) عن ابن عمر. (الإِمام الضعيف) أي الحاكم المقتدي به الضعيف عن إقامة الأحكام الشرعية والحدود الواجبة. (ملعون) أي يلعنه الله ويبعده عن رحمته لأنه فرط فيما عليه فاستحق اللعنة أو يلعنه الناس لأنهم يرونه لا يقوم بما وجب عليه من حفظ رعيته وصيانتها عن العدو والذب عنها ومن إقامة حدود الله وغيرها، وهل هذا إذن في اللعن أو إعلام بأنه كذلك مع بقاء النهي عن اللعن؟ يحتمل وما أهلك الدين إلا مفرط أو مفرط. (طب) (¬2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف. 3064 - "الأمانة في الأزد، والحياء في قريش" (طب) عن أبي معاوية الأزدي. (الأمانة) وهي القيام بما جعل إلى الإنسان من فرائض الله ومن حقوق المخلوقين وهي مشتهرة في الأجر ثابتة. (في الأزد) بفتح الهمزة وسكون الزاي فدال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (981)، والحاكم (1/ 216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2786). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما عزاه له الهيثمي في المجمع (5/ 209)، وقال: سقط من إسناده رجل بين عبد الكريم بن الحارث وبين ابن عمر وفيه جماعة لم أعرفهم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2292).

مهملة قبيلة معروفة أخبر أن الأمانة فيها أي هم مظنة الأمانة ومحلها. (والحياء) بالمد وتقدم حده كائن. (في قريش) أي أنهم مظنة الاتصاف به وهو من شريف الصفات يأتي حصر الإيمان فيه وهو إعلام بأن بعض القبائل تختص بصفات شريفة ويراعى ذلك فيها. (طب) (¬1) عن أبي معاوية الأزدي) نسبة إلى القبيلة المذكورة. 3065 - "الأمانة غنى". القضاعي عن أنس. (الأمانة) هي لفظ يقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة والأمانة وقد جاء في كل حديث. (غنى) فإنه إذا عرف بها الرجل كثر معاملوه وكان ذلك سبباً لغناه وأطلق عليها الغنى مبالغة كأنها نفسه فخصها بهذه الصفة وإن كانت لها صفات أخر من أنه يحبها الله ويحب فاعلها لأن النفوس إلى الخير الدنيوي أقرب طلباً وإرادة. (القضاعي (¬2) عن أنس). 3066 - "الأمانة تجلب الرزق، والخيانة تجلب الفقر". (فر) عن جابر القضاعي عن علي. (الأمانة تجلب الرزق) لصاحبها بأن يسوقه الله إليه لأنه عف عما لا يحل فرزق من حيث يحل، أو لأنه يعرف بها فيكثر معاملوه كما سلف. (والخيانة) هي ضد الأمانة. (تجلب الفقر) لأنه تعالى يكله إلى ما اختاره لنفسه من الخيانة فما اختارها إلا ليتوسع رزقه ولأنها تنفر عنه القلوب فلا يعامله أحد. (فر) (¬3) عن جابر، القضاعي عن علي). 3067 - "الأمراء من قريش ما عملوا فيكم بثلاث: ما رحموا إذا استرحموا، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 394) رقم (979) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 26): فيه من لم أعرفهم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2295). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (16)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2294). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (415)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2293).

وأقسطوا إذا قسموا، وعدلوا إذا حكموا". (ك) عن أنس (صح). (الأمراء) عليكم. (من قريش) بحكم الله تعالى. (ما عملوا فيكم بثلاث) بينها بقوله: (ما رحموا إذا استرحموا) معبر صيغة أي ما رحموكم إذا طلبتم منهم الرحمة. (وقسطوا) أي عدلوا وساووا بينكم. (إذا قسموا) ما هو لكم من مال الله تعالى. (وعدلوا إذا حكموا) فهذه الثلاث الحق في الإمارة لهم عليكم لا تجوز منازعتهم ويحتمل أنه إخبار عن قدر الله وأنه قد قضى بأن الإمارة لهم مدة اتصافهم بهذه الخلال. (ك) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 3068 - "الأمراء من قريش، ومن ناوأهم أو أراد أن يستفزهم تحات الورق". الحاكم في الكنى عن كعب بن عجرة. (الأمراء من قريش، ومن ناوأهم) بالنون أي عداهم. (وأراد أن يستفزهم) بالزاي يزعجهم ويفزعهم. (تحات) بتشديد المثناة الفوقية أي تساقط وخذل. (تحات الورق) اليابسة من الشجر فيه أنهم منصورون على من عداهم وظاهره ولو كانوا جائرين. الحاكم في الكنى (¬2) عن كعب بن عجرة). 3069 - "الأمر أسرع من ذلك". (د) عن ابن عمرو. (الأمر أيسر من ذلك) هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لابن عمر وقد مر به وهو يطين جداراً فقاله، أي أمر بقاء الإنسان في الدنيا أو أمر الدنيا والأمر الذي يأبى الإنسان من موته أسرع من عمارة الدنيا والهمة بها، وهو تزهيد عن عمارة الدنيا الذي خالفه الناس شرقاً وغرباً. (د) (¬3) عن ابن عمر). 3070 - "الأمر المفظع، والحمل المضلع، والشر الذي لا ينقطع: إظهار ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 501)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2788). (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم (1117)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2296). (¬3) أخرجه أبو داود (5235)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2789).

البدع". (طب) عن الحكم ابن عمير. (الأمر المفظع) بضم الميم وسكون الفاء وكسر الظاء فمهملة أي الشديد الشنيع (والحمل المضلع) بزنته هو الثقيل كأنه يبكي على الاطلاع. (والشر الذي لا ينقطع) إلهام بعد إلهام أظهره بقوله: (إظهار البدع) وذلك لأنها تسلب الدين وتغيره وتمسخه وتخرجه عن صورته مع اعتقاد حسنها فلذا كان لها هذا الشأن وتقدم رسم البدعة. (طب) (¬1) عن الحكم بن عمير) مصغر عمر. 3071 - "الأمن والعافية نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس". (طب) عن ابن عباس. (الأمن) ضد الخوف. (والعافية نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس) لأنهما لا يعدونهما نعمة أو لأنهم ينفقونها في غير ما ينفعهم فهم مغبونون فيهما. (طب) (¬2) عن ابن عباس). 3072 - "الأمور كلها: خيرها وشرها من الله تعالى". (طس) عن ابن عباس. (الأمور كلها: خيرها وشرها من الله تعالى) قد سبق علمه بها أو هي منه لأن الخير يجازى به الذين أحسنوا والشر وهي العقوبات يكافأ بها الذين أساءوا ولا ينافي: ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك، وذلك لأن العقوبات من العبد لأنه الذي سببها لنفسه. (طس) (¬3) عن ابن عباس). 3073 - "الأناة من الله تعالى، والعجلة من الشيطان". (ت) عن سهل بن سعد. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 219) رقم (3194)، وانظر المجمع (1/ 188)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2297)، والضعيفة (756): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 434) رقم (12231)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2298): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (3573)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2299).

(الأناة) أي التؤدة في الأمور التي لا تفوت بالتؤدة والإتيان بأمور على تؤدة. (من الله تعالى) أي من الصفات التي يرزقها عبده ويحبها له (والعجلة) الطيش والخفة والحدة. (من الشيطان) أي مما يحبه ويحثه عليه لأن بها يكونه الإتيان بالأمور على خلاف وجهها الذي ينبغي أن يكون عليه، والحديث حث على الأناة وتحذير من العجلة. (ت) (¬1) عن سهل بن سعد). 3074 - "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون". (ع) عن أنس. (الأنبياء أحياء في قبورهم) ظاهره حياة حقيقة للأجسام ولا مانع عنها والقبر منزل من المنازل يوسعه الله كيف يشاء، والأرواح بيده يردها لمن يشاء إن ثبت ذلك وقوله: (يصلون) صريح في الحياة الحقيقية (ع) (¬2) عن أنس). 3075 - "الأنبياء قادة, والفقهاء سادة, ومجالسهم زيادة". القضاعي عن علي. (الأنبياء قادة) بالقاف والدال المهملة جمع قائد أي يقودون الناس إلى الخير والأعمال الصالحة وإلى قتال الأعداء وتنفيذ أحكام الله في الدنيا ويقودونهم في الآخرة إلى الجنات. (والفقهاء سادة) أي يسودون من سواهم لما علموه من الأحكام الإلهية وهما علم الكتاب والسنة. (ومجالستهم) أي الفقهاء. (زيادة) لأنهم يدلون على الخير وينهون على الشر ويتخلق بأخلاقهم جليسهم، ويحتمل عود الضمير إلى الكل. (القضاعي (¬3) عن علي - رضي الله عنه -). 3076 - "الأيدي ثلاثة: فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2012) وقال: غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2300). (¬2) أخرجه أبو يعلى (3425)، قال ابن حجر: في الفتح (6/ 487): أخرجه البيهقي في كتاب حياة الأنبياء في قبورهم وصححه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2790). (¬3) أخرجه القضاعي في الشهاب (307)، وقال علي القاري في المصنوع (42) وفي الموضوعات الكبرى (142): حديث موضوع، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2301)، والضعيفة (42): موضوع.

السفلى، فأعط الفضل، ولا تعجز عن نفسك". (حم د ك) عن مالك بن نضلة (صح). (الأيدي) عند الإعطاء. (ثلاثة: فيد الله العليا) لأنه المعطي للمعطى والسائل. (ويد المعطي) لغيره. (التي تليها) لأنها معطية. (ويد السائل السفلى) لأنه الآخذ. (فأعط) خطاب لغير معين يراد به كل من يمكنه العطاء. (الفضل) ما يفضل عما يجب عليه من نفسه وأهله. (ولا تعجز عن نفسك) أي لا تعط غير الفضل فتعجز عن إعطاء نفسك فإنها المقدمة: "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول" ويحتمل ولا تعجز عن إعطاء السائل فتعجز عن إعطاء نفسك الأجر. (حم د ك) (¬1) عن مالك بن نضلة) بفتح النون وسكون الضاد المعجمة رمز المصنف بالصحة على أبي داود. 3077 - "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره". (م 3) عن عمر (صح). (الإيمان) حقيقته: (أن تؤمن بالله) أي تصدق بوجوده وبإثبات كل كمال له ونفي كل نقص عنه. (وملائكته) أي بوجودهم واتصافهم بما وصفهم الله به. (وكتبه) التي أنزلها على رسله كلهم وأنها من عنده. (ورسله) الأولين إلى خاتمهم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أي تصدق بأنهم رسله وبكل ما جاءوا به. (واليوم الآخر) أنه كائن مجموع له الناس يجازى فيه كل بما فعل بعد إحياء الأموات وحشرهم. (وتؤمن بالقدر) حققناه فيما سلف. (خيره وشره) بالجر بدل من القدر. (م 3) (¬2) عن عمر) هو قطعة من الحديث الطويل المعروف. 3078 - "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله, وتؤمن بالجنة والنار ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 473)، وأبو داود (1649)، والحاكم (1/ 408) وقال: صحيح الإسناد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2794). (¬2) أخرجه مسلم (8)، وأبو داود (4695)، والترمذي (2610)، والنسائي (8/ 97).

والميزان, وتؤمن بالبعث بعد الموت وتؤمن بالقدر خيره وشره". (هب) عن عمر. (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله) فلا يتم إيمان من انفراد أحد هذه المذكورة عن الآخر بالتصديق كما قالته اليهود: {نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ} [النساء: 150] (وتؤمن بالجنة) وأنها أعدت للمتقين. (والنار) وأنها أعدت للظالمين. (والميزان) كما وصفه الصادق بأن له لسانًا وكفتين توزن به الأعمال، أما الصحائف أو نفس الأعمال بعد تجسمها أو نفس الإثابة والعقاب والأول أظهر (وتؤمن بالبعث) من القبور والحياة (بعد الموت) وهو لتضمين الإيمان باليوم الآخر (وتؤمن بالقدر خيره وشره). (هب) (¬1) عن ابن عمر). 3079 - "الإيمان معرفة بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالأركان". (هـ طب) عن علي. (الإيمان معرفة بالقلب) أي تصديق محله ومتعلقه بالقلب لأنه محل المعارف. (وقول باللسان) إقرار بما انطوى عليه القلب. (وعمل بالأركان) لما أمر الشارع بالعمل بها وحذف ما يتعلق بالمعرفة والعمل والإقرار للعلم به من أنه أركان الإِسلام التي بني عليها وفيه أن الإيمان مركب من هذه الأركان التي هي اعتقاد وقول وعمل وأنه لا بد من قيامه كل من الثلاثة بما أمرت به وإلا فلا إيمان كامل. (هـ طب) (¬2) عن علي). 3080 - "الإيمان بالله إقرار باللسان، وتصديق بالقلب، وعمل بالأركان". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (253)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2798). (¬2) أخرجه ابن ماجة (65)، والطبراني في الأوسط (6254)، والبيهقي في الاعتقاد (1/ 180)، وقال القاري في المصنوع (72) وفي الموضوعات (314): موضوع، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2309)، والضعيفة (2271): موضوع.

الشيرازي في الألقاب عن عائشة. (الإيمان بالله إقرار باللسان) قدمه؛ لأنه الذي يظهر ويعلم به إيمان صاحبه وقدم في الأول المعرفة؛ لأنها الأصل الذي يتفرع عنه الإقرار والعمل تفرعاً صحيحاً. (وتصديق بالقلب) لما أمر العبد أن يصدق به. (وعمل بالأركان) عبارة عن الأعضاء؛ لأن بها قام الإنسان كما يقوم البنيان بالأركان (الشيرازي في الألقاب (¬1) عن عائشة). 3081 - "الإيمان بضع وسبعون شعبة: فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان" (م د ن هـ) عن أبي هريرة (صح). (الإيمان بضع) بفتح الباء وكسرها، من ثلاث إلى تسع على الأصح. (وسبعون شعبة) بضم المعجمة خصلة، قال الكرماني: شبه الإيمان بشجرة ذات أغصان وشعب كما شبه حديث: "بني الإِسلام على خمس" بخباء ذي أعمدة وأطناب، قال القاضي: أراد التكثير على حد: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرًّةً} [التوبة: 80] أو المراد الحصر وأن شعب الإيمان وإن كانت متعددة لكن حاصله ترجع إلى أصل واحد وهو تكميل النفس على وجه يصلح معاشه ويحسن معاده وذلك أن يعتقد ويسبقهم في العمل، قال الطيبي: الأظهر التكثير وذكر البضع للترقي يعني شعب الإيمان أعداد مبهمة ولإبهامة لكثرتها إذ لو أريد التحديد لم يبهم. (فأفضلها قول: لا إله إلا الله) أي هذا الذكر أفضل الشعب والتصديق القلبي خارج منها اتفاقاً قال القاضي: لكن إنه أراد أفضلها من وجه وهو أنه يوجب عصمة الدم والمال لا أنه أفضل من كل وجه إلا لزم أنه أفضل من الصلاة ¬

_ (¬1) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (1/ 3)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2306) وفي السلسلة الضعيفة (2245): موضوع.

والصوم ويجوز أن يراد الزيادة المطلقة لا على ما أضيف إليه أي المشهور من بينها بالفضل. (وأدناها) مقداراً من الآخر. (إماطة) بكسر الهمزة إزالة. (الأذى) كل ما يؤدي من شوك وحجر. (عن الطريق) ظاهره ولو طريق غير المسلمين إلا أنه يأتي تقييدها بطريق المسلمين (والحياء) بالمد. (شعبة من الإيمان) أي الحياء الإيماني المانع من إتيان القبيح سبب الإيمان لا النفساني المخلوق في الجبلة كذا قيل وإفراده بالذكر؛ لأنه كالداعي لسائر الشعب، قال الزمخشري (¬1): جعل الحياء من الإيمان؛ لأنه قد يكون خلقياً أو اكتسابياً كجميع أعمال البر وقد تكون غريزة لكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية فهو من الإيمان لهذا ويكون باعثاً على أعمال الخير ومانعًا من المعاصي وهذا الحديث نص في إطلاق اسم الإيمان الشرعي على الأعمال ومنعه الكرماني وزعم أن المراد شعب الإيمان بضع. (م د ن هـ) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه غيرهم وهو في البخاري بلفظ: "الإيمان بضع وستون شعبة". 3082 - "الإيمان يمان". (ق) عن ابن مسعود (صح م). (الإيمان يمان) أي منسوب إلى أهل اليمن لأنهم آمنوا من غير كلفة ولا قتال قيل بل لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة، وتهامة من اليمن ولهذا يقال الكعبة اليمانية وقيل: أنه قال هذا القول وهو بتبوك ومكة والمدينة بينه وبين اليمن فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد مكة والمدينة، وقيل: أراد بهذا الأنصار لأنهم يمانيون فنسبه إليهم لأن لهم العناية بالجهاد والجلاد فيه. (ق) (¬3) عن أبي ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 446). (¬2) أخرجه البخاري (9)، ومسلم (35)، وأبو داود (4676)، والنسائي (8/ 110)، وابن ماجة (57) وكذلك ابن حبان (166)، وأحمد (2/ 414). (¬3) أخرجه البخاري (3302)، ومسلم (51).

مسعود) قال المصنف: إنه متواتر. 3083 - "الإيمان قيد الفتك، لا يفتك مؤمن". (تخ د ك) عن أبي هريرة (حم) عن الزبير، عن معاوية (ح). (الإيمان قيد الفتك) أي يمنع من الفتك وهو القتل بعد الإيمان غدراً كما يمنع العبد من التصرف. (لا يفتك مؤمن) لأن إيمانه يمنعه عن ذلك وينهاه عنه والمراد كامل الإيمان, قال الشارح: وما وقع من الفتك بكعب بن الأشرف وابن أبي الحقيق وغيرهما فكان قبل النهي أو هي وقائع مخصوصة بأمر سماوي، قال الزمخشري (¬1): الفرق بين الفتك والغيلة أن الفتك أن تهتبل غرته فتقتله جهارًا، والغيلة أن يكمن له في محل فيقتله خفية انتهى. (تخ د ك) عن أبي هريرة) رمز المصنف بالصحة على الحاكم، (حم) (¬2) وعن الزبير، وعن معاوية). 3084 - "الإيمان الصبر والسماحة". (ع طب) عن في مكارم الأخلاق عن جابر. (الإيمان الصبر) على الطاعات فعلًا وعن المعاصي تركًا (والسماحة) بالحقوق وبما يحبه الشارع قال البيهقي: يعني بالصبر عن محارم الله وبالسماحة أن يسمح بأداء ما افترض الله عليه، ومثله قال الحسن البصري، فالصبر والسماحة هما ملاك شعب الإيمان فمن اتصف بهما أتى بسائر شعبه فلذا اختصر عليهما. (ع طب) (¬3) في مكارم الأخلاق عن جابر) قال الهيثمي: فيه يوسف بن محمَّد بن المنكدر متروك وقال النسائي: ضعيف. ¬

_ (¬1) الفائق (3/ 88). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (1286)، وأبو داود (2769)، والحاكم (4/ 352) عن أبي هريرة، وأحمد (1/ 166) عن الزبير، و (4/ 92) عن معاوية وصححه الألباني في صحيح الجامع (2802). (¬3) أخرجه أبو يعلى (1854)، والطبراني في مكارم الأخلاق عن جابر برقم (31)، وانظر المجمع (1/ 59)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2795)، والصحيحة (554).

3085 - "الإيمان بالقدر نظام التوحيد". (فر) عن أبي هريرة. (الإيمان بالقدر نظام) بزنة كتاب. (التوحيد) أي سلكه الذي يجمعه ويضمه فإنه لا يتم التوحيد ويجتمع للعبد إلا به وتقدم الكلام فيه, وفيه تشبيه التوحيد بالدرر واللآلئ والعقد سلكها الذي ينضم فيه ويجمع. (فر) (¬1) عن أبي هريرة) فيه محمَّد بن معاذ قال في الميزان: فيه لين، أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: حديث لا يصح. 3086 - "الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن". (ك) في تاريخه, والقضاعي عن أبي هريرة. (الإيمان بالقدر يذهب الهم والحزن) عمن آمن به لأنه يعلم أن كل ما أصابه لم يكن ليخطئه وكلما أخطأه لم يكن ليصيبه فلا تهتم بآت ولا تحزن على فائت. (ك) في تاريخه, والقضاعي (¬2) عن أبي هريرة) فيه السري بن عاصم الهمداني مؤذن المعتز قال في الميزان: وهاه ابن عدي وقال: سرق الحديث وكذبه ابن خراش، قال: ومن بلاياه هذا الخبر، وأورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال السري قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به. 3087 - "الإيمان عفيف عن المحارم، عفيف عن المطامع". (حل) عن محمَّد بن النضر الحارثي مرسلاً. (الإيمان عفيف عن المحارم) أي ذو الإيمان الصادق كذلك أو الإيمان. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (385)، وانظر الميزان (6/ 341)، والعلل المتناهية (1/ 155) وزاد, ومحمد بن معاذ في حديثه وهم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2304)، والضعيفة (2244). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (277)، والديلمي في الفردوس (384)، وانظر الميزان (3/ 174)، والعلل المتناهية (1/ 156)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2305): موضوع، وضعفه في الضعيفة (804).

عفيف نفسه لأنه ليس فيه إلا النهي عنها. (عفيف عن المطامع) لأنها منافية للإيمان والاتصاف به. (حل) (¬1) عن محمَّد بن النضر الحارثي مرسلاً) ثم قال: وهذا لا يعرف له طريق عن محمَّد الأنصاري مرسلاً. 3088 - "الإيمان بالنية واللسان، والهجرة بالنفس والمال". عبد الخالق بن زاهر الشحاني في الأربعين عن عمر. (الإيمان بالنية) أي الاعتقاد الحازم والنية من مبادئه، فأطلقت عليه مجازاً. (واللسان) إقرار بالتزامه والتزام أحكامه أي يكون مبدأه بها دين ثم عام العمل بالأركان. (والهجرة) بالنفس عن بلاد الكفر إلى بلاد الإِسلام. (بالنفس) بالخروج بها. (والمال) بإخراجه إن أمكن لئلا يتقوى به العدو فإن تعذر هاجر بنفسه. (عبد الخالق بن زاهر الشحاني) (¬2) بضم المعجمة وإهمال الحاء ثم نون محدث مشهور كذا ضبطه الشارح وفي نسخة مقابلة على خط المصنف بالميم عوض النون (في الأربعين عن عمر). 3089 - "الإيمان والعمل أخوان شريكان في قرن، لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه ". ابن شاهين في السنة عن علي. (الإيمان والعمل أخوان) أراد بالإيمان نفس التصديق والعمل القول باللسان وعمل بالأركان وبين الأخوة بقوله: (شريكان في قرن) بتحريك الراء هو الحبل الذي يقرن به بين الشيئين. (لا يقبل الله أحدهما إلا بصاحبه) فمن صدق ولم يعمل لم يقبل إيمانه كأبي طالب ومن عمل ولم يصدق لم يقبل عمله كالمنافق. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2308)، والضعيفة (2272). (¬2) أخرجه عبد الخالق بن زاهر الشماني كما الكنز (1/ 4)، والديلمي في الفردوس (369)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2307)، والضعيفة (697): موضوع.

(ابن شاهين (¬1) في السنة عن علي) وأخرجه الحاكم والديلمي بلفظه. 3090 - "الإيمان والعمل قرينان، لا يصلح كل واحد منهما إلا مع صاحبه". ابن شاهين عن محمَّد بن علي مرسلاً. (الإيمان والعمل قرينان، لا يصلح كل واحد منهما) صلاحًا ينفع صاحبه (إلا مع صاحبه). (ابن شاهين (¬2) عن محمَّد بن علي) وابن الحنفية المدني ثقة عالم من الطبقة الثانية (مرسلًا) وأخرجه عنه الحاكم. 3091 - "الإيمان نصفان: فنصف في الصبر ونصف في الشكر". (هب) عن أنس. (الإيمان نصفان) أي يقوم بالأمرين. (نصف في الصبر) على الطاعات وعن المحرمات وعلى الأقدار الماضيات. (ونصف في الشكر) على ما يسقه الرب من النعم والمضارة مداره على هذين الأمرين، قيل وجه التنصيف أن الإيمان اسم مسماه مجموع العمل والقول والنية وهو يرجع إلى شطرين فعل وترك فالفعل العمل بالطاعة وهو حقيقة الشكر والترك الصبر عن المعصية والدين كله في هذين فعل المأمور وترك المحظور وقد أطلنا الكلام في هذا في كتابنا في الصبر والشكر والذي انتزعناه من كتاب ابن القيم (¬3). (هب) (¬4) عن أنس فيه يزيد ¬

_ (¬1) أخرجه ابن شاهين في السنة كما في الكنز (1/ 59)، الديلمي في الفردوس (375)، وابن حبان في المجروحين (1/ 189)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2311) وفي السلسلة الضعيفة (697): موضوع. (¬2) أخرجه ابن شاهين كما في الكنز (1/ 60)، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (4/ 839)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2312)، والضعيفة (2245). (¬3) يقصد كتاب "عدة الصابرين" لابن القيم رحمه الله. (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (9715)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2310)، والضعيفة (625): ضعيف جداً.

الرقاشي) قال الذهبي وغيره: متروك. 3092 - "الإيماء خيانة, ليس لنبي أن يومئ". ابن سعد عن سعيد بن المسيب مرسلاً. (الإيماء) هو الإشارة بأي عضو من الأعضاء. (خيانة، ليس لنبي أن يومئ) فإنه لا يكون أمره ونهيه إلا ظاهراً لأنه مشرع الأحكام وهذا قاله يوم الفتح لما أمر بقتل ابن أبي سرح وكان رجل من الأنصار نذر إن رآه ليقتله فجاء عثمان فشفع له وقد أخذ الأنصاري بقائم السيف ينتظر النبي - صلى الله عليه وسلم - متى يومئ إليه فيشفع عثمان حتى تركه فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هلا وفيت بنذرك"، فقال: انتظرت متى تومئ فذكره. (ابن سعد (¬1) عن سعيد بن المسيب مرسلاً). فيه علي بن زيد بن جدعان ضعفوه، قال ابن عساكر (¬2): ورواه بمعناه الحسن بن بشر عن الحكم بن عبد الملك عن قتادة عن أنس. 3093 - "الأئمة من قريش: أبرارها أمراء أبرارها، وفجارها أمراء فجارها، وإن أمرت عليكم قريش عبداً حبشياً مجدعاً فاسمعوا وأطيعوا له وأطيعوه, وما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه، فإن خير بين إسلامه وضرب عنقه فليقدم عنقه". (ك هق) عن علي (صح). (الأئمة من قريش) قيل هو إخبار في معنى الأمر وأنهم لا يكونون إلا منهم وبه احتج أبو بكر يوم السقيفة على الأنصار وإليه ذهب الجماهير وتأولوا: "ولو عبداً حبشياً" بأن المراد من ولاه الإِمام القرشي، وقيل أنه من باب الأذان في الحبشة ونحوه كما يأتي عن ابن الأثير. (أبرارها أمراء أبرارها) أي قدر الله الأمر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 141)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 130)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2302)، والضعيفة (2267). (¬2) تاريخ دمشق (29/ 29).

هكذا أن يولى على الأبرار مثلهم أبرار. (وفجارها أمراء فجارها) والأمر معتبر بأغلب الأمة، قال ابن الأثير: على جهة الإخبار عنهم لا على طريق الحكم عليهم وهو نظير حديث: "كما تكونوا يولى عليكم" قال ابن حجر (¬1): فوقع مصداق ذلك لأن العرب كانت تعظم قريشاً لسكناها الحرم فلما بعث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ودعا إلى الله توقف غالب العرب عن اتباعه وقالوا: ننظر ما يصنع قومه فلما فتح مكة وأسلمت قريش اتبعوه ودخلوا في دين الله أفواجاً واستمرت الخلافة والإمارة فيهم. وصارت الأبرار تبعًا للأبرار والفجار تبعًا للفجار. (وإن أمرت عليكم قريش عبداً حبشياً مجدعاً) بميم ودال مشددة مقطوع الأنف أو غيره (فاسمعوا له وأطيعوا) في كل أمر. (ما لم يخير) الأمير. (أحدكم بين إسلامه) أي ترك إسلامه. (وضرب عنقه فإن خير، بين إسلامه وضرب عنقه فليقدم عنقه) فإنه لا يؤثر على إسلامه شيء من نفس ولا مال. واعلم: أنه قد اختلف الناس اختلافاً كبيراً في منصب الأمة بما هو معروف في محله. (ك هق) (¬2) عن علي - رضي الله عنه -) رمز المصنف بالصحة على الحاكم؛ لأنه قال صحيح إلا أنه تعقبه الذهبي، فقال: حديث منكر، وقال الحافظ ابن حجر: حسن لكن اختلف في رفعه ووقفه ورجح الدارقطني وقفه وقال: قد جمعت حديث الأئمة من قريش في جزء ضخم عن نحو أربعين صحابياً فقال العلائي: لم أجده ذهول، قال السبكي: وفي الصحيحين معناه والذي فيهما: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقى في الناس اثنان" قال ابن حجر: وفيهما: "الناس تبع لقريش". ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (6/ 530). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 76)، والبيهقي في السنن (8/ 143)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 42)، وعلل الدارقطني (3/ 198)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2757).

3094 - "الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها". مالك (حم م 4) عن ابن عباس (صح). (الأيم) هي في الأصل من لا زوج لها قيل والمراد هنا الثيب بدليل عطف البكر عليها. (أحق بنفسها من وليها) في الرغبة والزهد في الزوج وفي اختيارها له لا في العقد فإن مباشرته لوليها لخبر: "لا نكاح إلا بولي ونية بأحق أن لوليها حقا لكن حقها آكد. (والبكر) البالغ. (تستأذن في نفسها) أي يطلب منها الإذن بأن تنكح يستأذنها وليها. (وإذنها صماتها) بالضم سكوتها قيل: أفاد الحديث أن ولي البكر أولى بها من نفسها؛ لأن الشيء إذا قيد بأخص أوصافه دل على أن ما عداه بخلافه فقوله "أحق بنفسها" جمع نصاً ودلالة والعمل بالدلالة واجب كوجوبه بالنص، وإنما شرع للولي استئذانها تطييبًا لنفسها لا وجوباً عند الشافعية بدليل جعل صماتها إذنها والصمت ليس بإذن إنما جعل بمنزلة الإذن لأنها قد تستحي أن تفصح. مالك (حم م 4) (¬1) عن ابن عباس) ورواه الشافعي ولم يخرجه البخاري. 3095 - "الأيمن فالأيمن". مالك (حم ق4) عن أنس (صح). (الأيمن فالأيمن) سببه أنه أتي - صلى الله عليه وسلم - بلبن فشرب منه وأبو بكر عن يساره وأعرابي عن يمينه فأعطى الأعرابي ثم ذكره فهما منصوبان بمحذوف أي قدموا أو ابدؤوا وروي رفعه أي الأيمن حقه ورجحه العيني لأن في بعض رواته "الأيمنون فالأيمنون" وكرر لفظ الأيمن للتأكيد إشارة إلى ندب البداءة بالأيمن بل قال ابن حجر: لا يجوز مناولة غير الأيمن إلا بإذنه ولا ينافيه خبر القسامة وقوله: "كبر كبر" ولا قوله في حديث أبي يعلى: "كان إذا سعى قال: ابدؤوا ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1092)، وكذلك الشافعي (1/ 172)، وأحمد 1/ 219، ومسلم (1421)، وأبو داود (2098)، والترمذي (1108)، والنسائي (6/ 84)، وابن ماجة (1870).

بالكبير" (¬1) بحمله على الحالة التي يجلسون فيها على سواء ما بين يديه أو عن يساره أو خلفه. قلت: أما خبر القسامة فهو في المتقدم وفي الكلام وما هنا في نحو الشرب والإكرام فقد يفترقا لأن الأغلب أن الأكبر أحسن بمواقع الخطاب وإبانة الصواب. مالك (حم ق 4) (¬2) عن أنس) وتقدم ذكر سببه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2425). (¬2) أخرجه مالك (1655)، وأحمد (3/ 110)، والبخاري (5619)، ومسلم (2029)، وأبو داود (3726)، والترمذي (1893)، والنسائي في السنن الكبرى (4/ 193)، وابن ماجة (3425).

حرف الباء

حرف الباء أي هذا حرف الباء أو حرف الباء هذا، قال الواسطي: إذا دار الأمر بين كون المحذوف مبتدأ أو خبر فالأولى كون المحذوف المبتدأ لأن الخبر محط الفائدة، وقال العبدي: الأولى كونه الخبر لأن التجوز في آخر الجملة أسهل ولا كلام في جواز الأمرين إنما الكلام في الأولى حيث لا قرينة بغير المحذوف وإضافة حرف إلى الباب إضافة العام إلى الخاص أي حرف له اختصاص بالباء أي بذكر الجملة التي أولها باء (¬1). 3096 - "بسم الله الرحمن الرحيم" مفتاح كل كتاب". (خط) في الجامع عن أبي جعفر معضلاً. (بسم الله الرحمن الرحيم) أي هذا اللفظ فقد جعله مبتدأ لأنه أريد به اللفظ وأخبر عنه بقوله. (مفتاح كل كتاب) والمفتاح اسم الآلة من فتح والكتاب مصدره كتبه كتبًا وكتابًا خطه والكتاب أيضًا ما يكتب فيه والمعنى أن هذا اللفظ آلة لكل مخطوط ومكتوب لا يدخل إليه إلا به كما أنه لا يدخل المنغلق إلا بالمفتاح فيحتمل أن الإضافة عهدية وأن المراد كل كتاب من كتب الله المنزلة على رسله فهو إخبار عن تشريع الله سبحانه وسنته في كتبه وأنه افتتح كل كتبه بها، ويحتمل أنها جنسية إعلام منه تعالى لعباده عما سببه من شرعه لهم أن يفتح كل ما يصدق عليه أنه كتاب بالتسمية واعترض الأول بأنه ينافي ما ورد من حديث ضعيف أن التسمية اختص بها الأمة ودفع بأنه لضعفه لا يعول عليه كيف وقد ثبت أنه كتبها سليمان عليه السلام في صدر كتابه ويؤيد الاحتمال الثاني حديث: ¬

_ (¬1) انظر: الإتقان في علوم القرآن (2/ 161، 162) قاعدة (3، 4) رقم (4584 - 4585).

"كل أمر ذي بال لا يبدئ فيه باسم الله فهو أبتر" (¬1) وما ثبت من ابتداءه - صلى الله عليه وسلم - بها كتبه وإن كان اتصاله دخل في تأييد الأول ولا يخفى لطف افتتاح المصنف لهذا الحرف بهذا الحديث. (خط) (¬2) عن أبي جعفر معضلاً). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 359)، والنسائي في السنن الكبرى (6/ 128). (¬2) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 264)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2332)، والضعيفة (1741): ضعيف جداً.

فصل الباء مع الألف

فصل الباء مع الألف 3097 - " باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثا، إنهم ليضغطون عليه حتى تكاد مناكبهم تزول". (ت) عن ابن عمر. (باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة) أي الباب الذي تختص الأمة به فلا يدخله غيرهم وأما هم فيشاركون الناس في الدخول من أي أبواب الجنة شاءوا، قال الحكيم الترمذي: وهو الباب المسمى باب الرحمة، قال القرطبي: وقوله باب أمتي يدل على أنه لسائر أمته ممن لم يغلب عليه عمل يدعى به ولذا يدخلون مزدحمين انتهى، يريد أنه ليس كباب الريان الخاص بالصائمين ونحوه. (عرضه مسيرة الراكب المجوّد ثلاثاً) بكسر ميمه وتشديد الواو مكسورة أي صاحب الجواد وهو الفرس الجيد والمجود الذي يكون دوابه جياداً، وقال الديلمي: المجود المسرع والتجويد السير بسرعة وقال الطيبي: المجود يحتمل أن تكون صفة الراكب أي الذي يجود ركض الفرس وأن تكون صفة المضاف إليه والإضافة لفظية أي الفرس الذي يجود في عدوه انتهى، وقد فهم أن طوله أكثر من ذلك لما علم من أغلبية زيادته على العرض إلا أن الباب معتبر بعرضه فلذا خصه: (إنهم ليضغطون) بضم المثناة التحتية وسكون الضاد المعجمة فغين معجمة، في النهاية (¬1): أي يزدحمون يقال ضغطه إذا عصره وضيق عليه وقهره. (حتى تكاد مناكبهم تزول) تقدم تفسير المنكب، واعلم أنه قد ورد أن ما بين المصراعين من مصارع الجنة كما بين مكة وهجر، وعند أحمد: "ما بين المصراعين مسيرة أربعين عامًا" (¬2)، فقال الشارح: لا تعارض بين الأول ¬

_ (¬1) انظر النهاية (3/ 90). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 29).

وحديث الكتاب "بين الراكب المجود غاية الإجادة تجري ليلاً ونهارًا يقطع سهمًا" انتهى ولا يخفى ضعفه ولم يذكر الجمع بينه وبين حديث أحمد ولعله يقال: أن أبواب الجنة الثمانية هي التي لها السعة وهي مختلفة منها ما هو في غاية السعة كما في حديث أحمد ومنها ما هو دونه كما في الحديث الأول، وأما الأبواب الخاصة كباب الريان وهذا الباب الذي قال الحكيم أنه باب الرحمة فليست لها تلك الصفة من السعة بل باب الرحمة مسافة ثلاث وغيره إن ورد فيه تحديد وإلا بقي حده مجهولاً لنا كباب الريان. (ت) (¬1) عن ابن عمر بن الخطاب) واستغربه مخرجه الترمذي قال: وسكت محمَّد يعني البخاري عنه ولم يعرفه وقال: خالد بن أبي بكر يعني أحد رجاله له مناكير عن سالم. 3098 - "بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغيُ، العقوق". (ك) عن أنس. (بابان يعجلان عقوبتهما) عقوبتهما مبتدأ ويعجلان خبر مقدم فلا جمع بين فاعلين وأفرد العقوبة لتثنية الضمير لأنهم يكرهون الجمع بين تثنيتين فيفردون الأول أو يجمعونه كما علم وشبه كلا من. (العقوق، البغي) بالباب لأن منهما تنفتح على العبد عقوبة ما يأتيه، وفيه تنبيه على أن له أن يختار فتح ذلك الباب أو إغلاقه وأن الأمر إليه وتقدم الكلام على بقية ما فيه مراراً. (ك) (¬2) عن أنس قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 3099 - "بادروا الصبح بالوتر". (م) عن ابن عمر (صح). (بادروا الصبح بالوتر) المبادرة المسارعة مفاعلة كأن كل واحد من الصبح والوتر يسابق الآخر وفيه ندبية تأخير الوتر حتى لا يبقى بعده متسع إلى الفجر ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2548) وقال: غريب، وانظر العلل المتناهية (2/ 930)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2313). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 177)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2810)، والصحيحة (1120).

قال الطيبي: كأن الصبح مسافر تقدم عليك طالباً منك الوتر وأنت تستقبله مسرعاً بمطلوبه وإيصاله إلى بغيته. فائدة: فرق ابن القيم (¬1) بين المبادرة والعجلة: بأن المبادرة انتهاز الفرصة في وقتها فلا يتركها حتى إذا فاتته طلبها فهو لا يطلب الأمور في إقبالها ولا قبل وقتها بل إذا حضر وقتها بادر وقتها ووثب عليها. والعجلة طلب الشيء قبل وقته (م ت) (¬2) عن ابن عمر وأخرجه أبو داود. 3100 - "بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم". (حم قط) عن أبي أيوب. (بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم) اللام للجنس أي نجم كان والقول بأن ثم نجوماً نهارية قول لا دليل عليه وفي معناه ما عند مسلم: كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب" (¬3) وفي قوله بادروا ما في الأول من الحث على المسارعة وقد عورض هذا لما عند مسلم وفيه أنه: "لا صلاة بعد العصر حتى يطلع الشاهد" (¬4) والشاهد النجم. وأجيب: بأنه إخبار عن أحد علامات غروب الشمس لا توقيت للمغرب وبأنه يحتمل أن حديث الشاهد في يوم الغيم فان ظهور الشاهد يعرف به غروب الشمس فلذا قال: الشاهد على أن الأحاديث المعارضة له قولاً وفعلاً أكثر وأقوى. (حم قط) (¬5) عن أبي أيوب) فيه ابن لهعية قال الذهبي: وشاهده: "لا ¬

_ (¬1) الروح (ص: 13). (¬2) أخرجه مسلم (750)، وأبو داود (1436)، والترمذي (467). (¬3) أخرجه مسلم (636)، والبخاري (561). (¬4) أخرجه مسلم (830). (¬5) أخرجه أحمد (5/ 415)، والدارقطني (1/ 260)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2815)، وقال في الصحيحة (1915): صحيح.

تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم" (¬1). 3101 - "بادروا أولادكم بالكنى, قبل أن تغلب عليهم الألقاب". (قط) في الأفراد عن (عد) عن ابن عمر. (بادروا أولادكم بالكنى) جمع كنية في قولك كنيت عن الآخر، وكنوت عنه إذا وريت عنه بغيره قاله في النهاية (¬2) فالكنية ما صدرت بأم أو أب وذلك أنك عبّرت عن الشخص بغير اسمه الذي وضع له، والكنية واللقب يجمعهما العمل بالتحريك ويتغايران بأن اللقب ما أشعر بمدح أو ذم والكنية ما صدرت بأب أو أم وما عدا ذلك فهو الاسم. (قبل أن تغلب عليهم الألقاب) جمع لقب محرك القاف وهي النبز كما في النهاية (¬3) وكان يكثر في الذم وهو المراد في الحديث وفيه جواز أن يدعى الرجل الذي لا ولد له بأبي فلان تفاؤلاً. (عد) (¬4) عن ابن عمر قال مخرجه ابن عدي: بشر بن عبيدة أحد رجاله منكر الحديث عن الثقات وقد كذبه الأزدي وأورده في الميزان في ترجمته قال: أنه غير صحيح، وقال ابن حجر في الألقاب (¬5): سنده ضعيف والصحيح عن ابن عمر وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 3102 - "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم: يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل". (حم م ت) عن أبي هريرة (صح). (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم) جمع قطعة وهي الجانب منه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (418)، وابن ماجة (689). (¬2) انظر النهاية (4/ 207). (¬3) النهاية (5/ 17). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 15)، وانظر: الميزان (2/ 32)، واللسان (2/ 26)، والموضوعات (3/ 80)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2314)، والضعيفة (1728): موضوع. (¬5) انظر: نزهة الألباب في الألقاب (1/ 41) ط. الأولى عام 1409هـ من الرياض مكتبة الرشد.

والطائفة أي أنها في التباس بعضها ببعض كجوانب الليل المظلم لا يتميز بعضه عن بعض أو في إطباقها وعمومها للأوقات كعمومه أو إيقاعها للناس في الحيرة وعدم الاهتداء أو في كل ذلك، والمعنى: سابقوا بالأعمال الصالحات هذه الفتن فإنها إذا وقعت كان فيها شغل شاغل عن الأعمال الصالحة. (يصبح الرجل) أي جنس الرجل (مؤمناً ويمسي كافراً) أي لأنه يأتيه في الفتن ما يزل به قدمه عن صفة الإيمان، والضمير في قوله: (ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً) عائد إلى الرجل باعتبار معناه الجنسي لا أنه رجل بعينه يتفق له ذلك بل هو إعلام بأنها تتقلب الأحوال بالناس ولا يثبتون على صفة واحدة، ويحتمل أنه يتفق ذلك لأفراد معينين من الرجال (يبيع) أحدهم. (دينه بعرض من الدنيا) بفتح الراء أي متاع ونكره ووصفه بأنه: (قليل) للإعلام بأنه يتساهل الناس بأمر الدين ولا يقدرون شيئاً، قال الحسن (¬1): فوالله لقد رأيناهم صوراً ولا عقول، وأجساماً ولا أحلام فراش نار وذباب طمع يغدون بدرهمين ويروحون بدرهمين يبيع أحدهم دينه بثمن عنز، وقال في المطامح: هذا وما أشبهه من أحاديث الفتن من جملة معجزاته الاستقبالية التي أخبر بها ستكون بعده وكانت وستكون وقد أفردها جمع بالتأليف. (حم م ت) (¬2) عن أبي هريرة) قال الشارح: لكن "قليل" لم أره في النسخة التي وقفت عليها في مسلم. 3103 - "بادروا بالأعمال الصالحة هرماً ناغصاً، وموتاً خالساً، ومرضاً حابساً، وتسويفاً مؤيساً". (هب) عن أبي أمامة. (بادروا بالأعمال الصالحة هرماً) أي كبراً وعجزاً. (ناغضاً) بالنون وغين وضاد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 272)، ونعيم بن حماد في "الفتن" (1/ 47) رقم (66)، وانظر: مجمع الزوائد (7/ 601)، وهو جزء من حديث النعمان بن بشير، السابق. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 303)، ومسلم (118)، والترمذي (2195).

معجمات أي مقلقاً محركاً من نغضت أسنانه تحركت وقلقت أي مقلقاً بالآلام والأوجاع والضعف في الأعضاء والحواس، ويحتمل أنه بالصاد المهملة أي مكدراً بذلك. (وموتا خالساً) بالخاء المعجمة والسين المهملة أي يختلسكم على غفلة ويختطفكم بسرعة. (ومرضاً حابساً) اسم فاعل من حبس بالمهملتين أوله وآخره بينهما موحدة أي مانعا عن الأعمال مقيدا عن الحركات. (وتسويفاً مؤيساً) قال في الفردوس: هو قول الرجل سوف أفعل سوف أعمل فلا يعمل إلى أن يأتيه أجله فييأس من ذلك، قال الحكماء: الإمهال رائد الإهمال. (هب) (¬1) عن أبي أمامة. 3104 - "بادروا بالأعمال ستاً: طلوع الشمس من مغربها، والدخان، ودابة الأرض والدجال وخويصة أحدكم وأمر العامة" (حم م) عن أبي هريرة (صح). (بادروا بالأعمال ستاً) أي شمروا وأجدوا أراد خصالاً وتقدم الكلام في: (طلوع الشمس من مغربها، والدخان، ودابة الأرض، والدجال) وقوله: (وخويصة أحدكم) بالخاء المعجمة والصاد المهملة تصغير خاصة والمراد بها حادثة الموت التي تختص الإنسان قيل: وصغرت لاستصغارها في جنب سائر العظائم من بعث وحساب وغيرهما. قلت: يدل له ما يأتي قريباً من حديث: "الخمس العقاب وإن أهونها الموت" أو للتعظيم من باب دويهة تصغّره فيها الأنامل. وقيل: المراد بها ما يخص الإنسان من الشواغل المقلقة في نفسه أو الفتنة التي تعمي وتصم وقوله: (وأمر العامة) أراد به القيامة لأنها تعم كل الناس الأحياء والأموات بل وكل الحيوانات والمراد بالأمر بالمبادرة بهذه الست لأن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10574)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2316)، والضعيفة (1667).

العمل بعدها لا يمكن في الأخيرتين وفي الأُوَل لا يقبل لما قدمناه مراراً لحق أن المراد ببعض الآيات التي لا ينفع نفساً إيمانها من بعدها أو كسبها خيراً هي طلوع الشمس من مغربها. (حم م) (¬1) عن أبي هريرة). 3105 - "بادروا بالأعمال ستاً: إمارة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفافاً بالدم، وقطيعة الرحم، ونشأ يتخذون القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليغنيهم وإن كان أقلهم فقهاً". (طب) عن عابس الغفاري. (بادروا بالأعمال ستاً: إمارة السفهاء) بكسر الهمزة أي ولا يتهم لما يحدث فيها من التعسف والطيش والخفة، والسفهاء جمعه سفيه وهو ناقص العقل. (وكثرة الشَّرَط) بفتح المعجمة وفتح الراء وسكونها أعوان الولاة سُموا به لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يُعْرَفون بها والشرط: العلامة (وبيع الحُكْم) أراد أخذ الرشوة عليها سمي بيعاً بالمعنى اللغوي وهي معاملة شيء بشيء. (واستخفافًا بالدم) أي عدم مبالاة بسفكه وعدم الاقتصاص من القاتل. (وقطيعة الرحم، ونَشْواً) بفتح النون وسكون المعجمة وقد تفتح ثم همز جمع ناش فاعل من نشأ وهو الغلام أو الحادثة جاوز حد الصغر خصهم لأن غالب حسن الصوت وطراوته وتطريبه لهم. (يتخذون القرآن مزامير) جمع مزمار آلة الزمر أي يتغنون به ويتشدقون ويأتون بنغمات مطربة. (يقدمون أحدهم ليغنيهم) أي في الصلاة التذاذا بصوته لا إقبالاً على ما يجب ولذا قال (وإن كان أقلهم فقهاً) مع أنه منهي عن تقدم غير الأفقه، وفيه: أن حسن الصوت لا اعتبار به في الإمامة، واعلم أن الأمر بالمبادرة بالأعمال لهذه الأمور لأنها إذا حدثت عسرت معها أعمال الخير أو كان وقوعها سبباً لعدم قبول الأعمال ولأنه يحال بين المرء وبين ما ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 324)، ومسلم (2947).

يريده من الخير بسبب هذه الأعمال عقوبة للعباد. (طب) (¬1) عن عابس) بمهملة بعد الألف موحدة ثم مهملة (الغفاري) بكسر الغين المعجمة ففاء نسبة إلى غِفار قبيلة، قال الهيثمي؛ فيه عثمان بن عمير ضعيف. 3106 - "بادروا بالأعمال سبعاً: ما ينظرون إلا فقراً منسياً، أو غنى مطغياً، أو مرضاً مفسداً، أو هرماً مفنداً، أو موتاً مجهزاً، أو الدجال، فإنه شر منتظر، أو الساعة والساعة أدهى وأمر". (ت ك) عن أبي هريرة. (بادروا بالأعمال سبعاً: ما ينظرون إلا فقراً منسياً) أي هل يترقب الناس إلا هذه الأمور، في هذه العبارة ما يشعر بغاية الحث أي هل يترقب الأغنياء إلا فقراً منسيًا من الأعمال الصالحة ويشغله عن آخرته أو فقراً عن الأعمال إذا وافاه الحُمام. (أو غنى مطغياً) أو لا ينتظر الفقير الذي لم يشغله الله بغنى يطغيه ولا بفقر ينسيه إلا أن يأتيه غنى يطغيه وعن آخرته وأعمالها يلهيه وفيه أن خيار الناس أوسطهم حالاً الذي لم ينسه فقره ولا أطغاه غناه. (أو مرضاً مفسداً) أي للأبدان شاغلاً عن أعمال الآخرة. (أو هرماً مفنداً) بضم الميم وفتح فائه وتشديد نونه مكسورة أي موقعاً في الفند وهو كلام الخرف والفند في الأصل الكذب ثم قالوا للشيخ إذا كبر قد أفند لأنه يتكلم بالمحرف من الكلام عن سنن الصحة. (أو موتاً مجهزاً) بالجيم والزاي مخفف الهاء من أجهز على الجريح أسرع قتله. (أو الدجال، فإنه شر منتظر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمر) أي في إفظاعاته من الفظاعة والمرارة والداهية الأمر الفظيع الذي لا يهتدى إلى الخلاص عنه وإظهار الساعة في موضع الإضمار لير فيه التهويل قال العلائي: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 36) (60)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 316)، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 887): هذا حديث لا يصح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2812).

مقصود هذه الأخبار كلها الحث بالبداءة بالأعمال قبل طول الآجال واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات فقد كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من ذلك بالمحل الأسنى والحظ الأوفى قام في رضا الله تعالى حتى ورمت قدماه - صلى الله عليه وسلم -. (ت ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، قال المنذري: رواه الترمذي من رواية محرز بالزاي وهو واه عن الأعرج. 3107 - "باكروا بالصدقة، فإن البلاء لا يتخطى الصدقة". (طس) عن علي (هب) عن أنس. (باكروا بالصدقة) أي بكروا بإخراجها وسارعوا ففاعل هنا بمعنى فَعَّل وعلله بقوله: (فإن البلاء لا يتخطى الصدقة) هو تمثيل جعل كلاًّ من الصدقة والبلاء كفرسي رهان فإنهما سبق لم يلحقه الآخر ولم يتخطه والتخطي تفعل من الخطو. (طس) عن علي (هب) (¬2) عن أنس قال الهيثمي: فيه عيسى بن عبد الله وهو ضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 3108 - "باكروا في طلب الرزق والحوائج، فإن الغدو بركة ونجاح". (طس عد) عن عائشة. (باكروا في طلب الرزق والحوائج، فإن الغدو بركة ونجاح) أي أن الأعمال في الغدو وتقدم تفسيره فيها النمو والزيادة وفيها نجاح الحوائج أي تمامها وقضاؤها وفيه ندبية التبكير في الحوائج قال ابن الكمال: ولهذا ندبوا الابتكار في طلب العلم وقيل: إنما ينال العلم ببكر كبكور الغراب، قيل لبزرجمهر: بم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2306)، والحاكم (4/ 321)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2315)، والضعيفة (1666). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5643) عن علي، والبيهقي في الشعب (3353) عن أنس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 110)، والموضوعات (2/ 153)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2317): ضعيف جدًا.

أدركت العلم قال: ببكور كبكور الغراب، وتملق كتملق الكلب، وتضرع كتضرع السنور وحرص كحرص الخنزير، وصبر كصبر الحمار. (طس عد) (¬1) عن عائشة) قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن قيس بن سعد وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7250)، وابن عدي (1/ 301)، وانظر المجمع (4/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2318)، والضعيفة (1668).

فصل الباء مع الحاء المهملة

فصل الباء مع الحاء المهملة 3109 - " بحسب المرء إذا رأى منكراً لا يستطيع له تغيراً أن يعلم الله تعالى أنه له منكر". (تخ طب) عن ابن مسعود. (بحسب المرء إذا رأى منكراً) بحسب بمهملتين في القاموس (¬1) هذا بحسب ذا أي بعدده وقدره وقد تسكن، وفي النهاية (¬2) بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام أي يكفيك فالمراد يكفي الرجل عن تكليفه بالإنكار للمنكر. (لا يستطيع له تغييرًا) بيده ولا بلسانه. (أن يعلم الله تعالى أنه له منكر) بقلبه أي أنه يكفيه عند تعذر القيام بما أمره به من تغيير المنكر، والمنكر: ضد المعروف وكل ما كرهه الشرع وقبحه فهو منكر وتغييره واجب بالفعل ثم بالقول مع الاستطاعة وفسروا الاستطاعة بالقدرة على إزالة المنكر في ظنه فإن تعذرا فبالقلب وهو أضعف الإيمان كما يأتي. (تخ طب) (¬3) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: فيه الربيع بن سهل وهو ضعيف. 3110 - "بحسب امرئ من الإيمان أن يقول: "رضيت بالله رباً، وبمحمد رسولاً، وبالإِسلام ديناً". (طس) عن ابن عباس. (بحسب امرئ من الإيمان أن يقول: "رضيت بالله رباً) أي يكفيه هذا القول معتقداً له لما علم من أن من لم يعتقده فهو منافق والرضا بربوبية الله يستلزم القبول لكل ما كان من عنده من الأوامر الشرعية والأمور القدرة. (وبمحمد ¬

_ (¬1) انظر القاموس (1/ 54). (¬2) النهاية (1/ 955). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ (951)، والطبراني في الكبير (10/ 223) رقم (10541)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2319).

رسولاً) والرضا برسالته - صلى الله عليه وسلم - مستلزم الإيمان لجميع ما جاء به واتباعه في كل شرعة. (وبالإِسلام ديناً) يستلزم التدين بأحكامه دون غيره من الأديان، والحديث ظاهر في أنه لهذا القول حصان الدم ويحكم لقائله بالإِسلام. (طس) (¬1) عن ابن عباس) تفرد به محمَّد بن عمير عن هشام انتهى. 3111 - "بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا، إلا من عصمه الله تعالى". (هب) عن أنس وعن أبي هريرة. (بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه بالأصابع) الإشارة بالأصابع كناية عن الاشتهار بخصلة من الخصال (في دين أو دنيا) أي الإشارة حقيقة لأن من اشتهر بخصلة تاق إليه العيون ويراها الناظرون وأشارت إليه الأصابع ورمقته عيون أهل المجامع كما قيل: وأفتى فيك الناظرون فأصبع ... تومئ إليك بها وعين تنظر وإنما كان ذلك كافياً في الشر لأنه يكتسب صاحبه الفخر بنفسه والفخر بما أوتيه كما قال قارون: {إِنَّمَا أُوتيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص: 78] والفخر يفسد الأعمال وكفى بفساد الأعمال شرًا. إن قلت: الأنبياء وغالب أئمة الدين قد أشير إليهم بالأصابع واشتهروا غاية الشهرة بالخير؟ قلت: قد قيده سيد الرسل - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (إلا من عصمه الله تعالى) وهم الأنبياء ومن سلك سبلهم. إن قلت: إن هذه الشهرة لا اختيار فيها للإنسان. قلت: بل هي نوعان: نوع لا اختيار له فيه فيجب دفع ما ينشأ عنه، ونوع ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7472)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2320)، وقال في الضعيفة (3334): منكر.

يتكلفه هو بإظهار محاسنه وإبراز ما يشتهر به بين الناس ونشر فضائله ليعرف فهو منهي عنه وعن ما ينشأ عنه، ويحتمل أنه تحذير من اللازم للإشارة بالأصابع وهو الإعجاب بالنفس والاستعظام لها حيث صارت لها شهرة بكمالاتها في دين أو دنيا فإنه إذا اشتهر بتلك وجب عليه دفع ما ينشأ عنه وتعريف نفسه أنها إنما فضلت بتفضيل الله وشهرت بإكرامه لها، كما قال سليمان عليه السلام: {هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} [النمل: 40]. (هب) (¬1) عن أنس) فيه يوسف بن يعقوب فإن كان النيسابوري (¬2) فقال أبو علي الحافظ: ما رأيت في نيسابور من يكذب عليه فإن كان القاضي باليمن فمجهول وابن لهيعة (وعن أبي هريرة) ورواه أبو داود عنه من طريقين وضعفه، وذلك لأن في أحدهما كلثوم بن محمَّد بن أبي سدرة (¬3) قال أبو حاتم: تكلموا فيه، وعطاء بن مسلم الخرساني ذكره الذهبي في الضعفاء (¬4) عند البعض وفي الأخرى عبد العزيز بن حصين (¬5) ضعفه يحيى ومن ثم جزم الحافظ العراقي بضعف الحديث. 3112 - "بحسب امرئ يدعو أن يقول: "اللهم اغفر لي، وارحمني وأدخلني الجنة". (طب) عن السائب بن يزيد. (بحسب امرئ يدعو أن يقول: اللهم اغفر لي، وارحمني وأدخلني الجنة) إن قلت: المغفرة متسببة عن الرحمة فإنه إذا رحمه غفر له فلم قدم طلب المغفرة؟ ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6978) عن أبي هريرة, و (6977) عن أنس، والترمذي (2453) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2321)، والضعيفة (1670). (¬2) انظر ضعفاء ابن الجوزي (3/ 222)، والمغني في الضعفاء (2/ 764). (¬3) ضعفاء ابن الجوزي (3/ 25)، والمغني في الضعفاء (2/ 532). (¬4) انظر المغني (2/ 435).5 (¬5) انظر ضعفاء النسائي (1/ 72)، وضعفاء ابن الجوزي (2/ 109).

قلت: أُطْرِدَ هذا التقدم في كتاب الله سبحانه: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا} [البقرة: 286]، {وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا} [لأعراف: 23]، {واغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا في رَحْمَتِكَ} [الأعراف: 151] {رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ} [المؤمنون: 118] {فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} [الأعراف: 155]. فالجواب: أن الرحمة قسمان رحمة عامة شاملة لكل كائن وهي المرادة في قوله: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} [الأعراف: 156]، وبقوله عن ملائكته: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رحْمَةً وَعِلْمًا} {غافر: 7] فهذه الرحمة العامة قد أعطاها تعالى عباده ووسعتهم وبسببها فتح لهم الباب إلى سؤاله ودلهم على ما يقربهم إليه كما أشار إليه: {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ} [الأعراف: 43]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] ودعاهم إلى دعائه {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] فما أحد إلا وله من الرحمة العامة جزء موفور، فإذا عرفت هذا علمت أنه سبحانه قد أعطى عباده الرحمة فهم بين قابل لها وراد لها كالكافر لم يقبلها فالمسئول هنا هو الرحمة الخاصة الكائنة بعد المغفرة وهي التي ينزل الله بها عباده غرف الجنان وهي التي أشار إليها في قوله: "لا أحد يدخل الجنة بعمله"، قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته" فهذه رحمة وراء المغفرة فالمغفرة سترت الذنوب وتجنب العبد من العذاب وبالرحمة الخاصة يدخل الجنة، وبه يعرف أن عطف قوله: "وأدخلني الجنة" كالتفسير لهما والله أعلم. (طب) (¬1) عن السائب بن يزيد) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة وفيه ضعف. 3113 - "بحسب أصحابي القتل". (حم طب) عن سعيد بن زيد. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 154) رقم (6670)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2322).

(بحسب أصحابي القتل) صدره عن راويه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تكون فتن يكون فيها ويكون" قلنا: إن أدركنا ذلك هلكنا فقال: "بحسب ... " إلخ. قال ابن جرير: يعني يكفي القتل المخطئ منهم في قتاله في الفتنة إن قتل فيها عن العقاب في الآخرة على قتاله من قاتل أهل الحق إن كان قاتل مخطئاً عن اجتهاد وتأويل، أما من قاتل مع علمه بالخطأ وقَتل مُصِرّا فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه ولا يناقضه خبر من فعل معصية فأقيم عليه الحد فهو كفارته لأن قتل أهل الحق له كفارة عنه قتاله لهم وأما إصراره على معصية ربه في مدافعته أهل الحق عن حقهم وإقامته على العزم للعود لمثله فأمره إلى الله فقتله على قتاله الذي أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنه عقوبة ذنبه، إلى هنا كلامه. (حم طب) (¬1) عن سعيد بن زيد) قال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد رجال أحدها ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 472)، والطبراني في الكبير (1/ 150) رقم (346)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2816)، والصحيحة (1346).

فصل الباء مع الخاء المعجمة

فصل الباء مع الخاء المعجمة 3114 - " بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه". البزار عن ثوبان (ن حب ك) عن أبي سلمى (حم) عن أبي أمامة. (بخ بخ) في النهاية (¬1): هي كلمة تقال عند المدح والرضا بالشيء وتكرر للمبالغة وهي مبنية على السكون فإن وصلت جرت وتؤنث وربما شددت وبخبخت الرجل إذا قلت له ذلك ومعناها تعظيم الأمر وتفخيمه انتهى. (لخمس) متعلق بمحذوف أي أقول هذه العبارة معظماً لخمس من الكلمات. (ما أثقلهن في الميزان: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر) وتقدم الكلام على الأربع الكلمات وعلى ثقلها وقوله: (والولد الصالح) أي المسلم ولعل هذا مراد به موت المكلفين من الأولاد لأنه الذي يتصف بالإِسلام والصلاح حقيقة فهذه البشرى غير البشرى التي في أحاديث موت الأطفال الذين لم يبلغوا الحنث فإن تلك تندب بهذا القيد وهي عبارة عن بلوغ سن التكليف. (يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه) قال الديلمي: الاحتساب أن يحتسب الرجل الأجر بصبره على ما مسه من حرقة المصيبة. (البزار عن ثوبان) قال الهيثمي: حسن يعني البزار إسناده، إلا أن شيخه العباس بن عبد العزيز البالساني لم أعرفه (ن حب ك) عن أبي سلمى بفتح السين راعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال ابن عساكر: يعرف بكنيته ولم أقف على اسمه وقال غيره: اسمه حريث (حم) (¬2) عن أبي أمامة) قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 101). (¬2) أخرجه البزار (214 - كشف) عن ثوبان، والنسائي (9995)، وابن حبان (833)، والحاكم =

3115 - "بخل الناس بالسلام". (حل) عن أنس (ض). (بخل الناس بالسلام) بخل كفرح وكرم والحديث إخبار بالبخل بالسلام أما في عصره - صلى الله عليه وسلم - أو فيما يأتي بعد من باب: {وَنُفِخَ في الصُّورِ} [الكهف: 99]، وإذا بخلوا بالسلام فهم بغيره أبخل ففيه إخبار بأنها تغيرت الأحوال أو ستغير. (حل) (¬1) عن أنس). ¬

_ = (1/ 512) عن أبي سلمى، وأحمد (4/ 443)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2817). (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 403)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2323)، والضعيفة (3370).

فصل الباء مع الراء

فصل الباء مع الراء 3116 - " براءة من الكبر لباس الصوف، ومجالسة فقراء المؤمنين وركوب الحمار، واعتقال العنز". (حل هب) عن أبي هريرة. (براءة) هي مصدر بريء من الأمر يبرأ وهي مبتدأ خصصها صلتها بقوله: (من الكبر لبوس الصوف) بفتح اللام ما يلبس وفي رواية: "لباس". (ومجالسة فقراء المؤمنين). (وركوب الحمار، واعتقال العنز) أي اعتقاله ليحلب لبنه وفي رواية البيهقي: واعتقال العنز أو قال البعير على الشك والمراد: الإخبار بأن من فعل هذه الأشياء فإنه لا كبر فيه وإنها علامة براءته عنه. (حل هب) (¬1) عن أبي هريرة) فيه القاسم بن عبد الله العمري أورده الذهبي في المتروكين (¬2)، وقال قال أحمد: كان يكذب ويضع، قال الزين العراقي في شرح الترمذي: فيه القاسم العمري ضعيف. 3117 - "برئ من الشح من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة". هناد (ع طب) عن خالد بن زيد بن حارثة (ح). (برئ من الشح) هو كالتفسير لقوله تعالى: (ومن يوق شح نفسه). (من أدى الزكاة، وقرى الضيف) هو من قرى الضيف يقريه قرّا مكسور مقصور والفتح والمد إضافة. (وأعطى في النائبة) أي أعان الإنسان على ما ينوبه أي ينزل به من المهمات والحوادث، وفي الحديث دليل على أن ما في المال حقّا سوى الزكاة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 229)، والبيهقي في الشعب (6161)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2324)، والضعيفة (1171): ضعيف جداً. (¬2) انظر المغني (2/ 519)، والميزان (5/ 451).

(هناد (ع طب) (¬1) عن خالد بن زيد بن جارية) بالجيم والراء والمثناة التحتانية الأنصاري، قال في الإصابة: إسناده حسن لكن ذكره يعني خالد بن زيد البخاري وابن حبان في التابعين فيكون حينئذ مرسلاً. 3118 - "برئت الذمة ممن أقام مع المشركين في ديارهم". (طب) عن جرير. (برئت الذمة) في النهاية (¬2): أن لكل أحد من الله عهداً بالحفظ والكلائة فإذا ألقى بيده إلى التهلكة أو فعل ما يحرم عليه أو خالف ما أمر به خذلته ذمة الله انتهى والمراد هنا برئت ذمة أهل الإِسلام أي أراها براء. (ممن أقام مع المشركين في ديارهم) فلم يهاجر منها مع التمكن. (طب) (¬3) عن جرير البجلي) وفي الفردوس أنه رواه الترمذي وأبو داود. 3119 - "بردوا طعامكم يبارك لكم فيه". (عد) عن عائشة. (بردوا طعامكم) أي أمهلوا بأكله حتى يبرد. (يبارك لكم فيه) لأن البركة مع البارد. (عد) (¬4) عن عائشة). 3120 - "بر الحج إطعام الطعام وطيب الكلام". (ك) عن جابر. (بر الحج) بكسر الباء الموحدة مصدر بر، تبر، براً والحديث كالتفسير لأحاديث: "الحج المبرور ليس له ثواب إلا الجنة"، وخبر قوله: "بر الحج". ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (1060)، والطبراني في الكبير (4/ 188) رقم (4096)، والبيهقي في الشعب (10842)، وانظر الإصابة (2/ 236)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2325) والسلسلة الضعيفة (1952). (¬2) انظر النهاية (2/ 168). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 303) رقم (2262)، والديلمي في الفردوس (2104)، وابن عدي في الكامل (6/ 133)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2718)، والصحيحة (768). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 59)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2328): ضعيف جدًا، وفي الضعيفة (1654): منكر.

(إطعام الطعام) أي بذله للمسافرين. (وطيب الكلام) عام لكل كلام طيب وتقدم أن أطيب الكلام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر والمراد أعم من ذلك وهو طيبه بالذكر وبحسن خطاب الناس. (ك) (¬1) عن جابر). 3121 - "بر الوالدين يجزئ عن الجهاد". (ش) عن الحسن مرسلاً. (بر الوالدين يجزئ عن الجهاد) أي يقوم مقامه في نيل الأجر وقد ورد أنه لا جهاد إلا بإذنهما فأفاد أن برهما مقدم عن الجهاد وظاهره ولو كافرين قال الرازي: أجمع أكثر العلماء أنه يجب تعظيم الوالدين والإحسان إليهما إحساناً غير مقيد لكونهما مؤمنين لقوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} وقد ثبت في الأصول أن الحكم المترتب على الوصف يشعر بعلية الوصف فدلت الآية على أن الأمر بتعظيم الوالدين بمحض كونهما والدين وذلك يقتضي العموم. (ش) (¬2) عن الحسن مرسلاً) وهو تصريح أنه أراد به الحسن البصري وقد عزاه الديلمي وغيره إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما فلا يكون مرسلاً. 3122 - "بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص العمر، والدعاء يرد القضاء والله -عَزَّ وَجَلَّ- في خلقه قضاءان: قضاء نافذ، وقضاء محدث، والأنبياء على العلماء فضل درجتين، وللعلماء على الشهداء فضل درجة". أبو الشيخ في التوبيخ (عد) عن أبي هريرة. (بر الوالدين يزيد في العمر، والكذب ينقص العمر، والدعاء يرد القضاء) تقدم الكلام على هذه الألفاظ وقوله: (والله -عَزَّ وَجَلَّ- في خلقه قضاءان) تقدم تفسير القضاءان وهنا قسمه قسمان. (قضاء نافذ) وهو القضاء الأولى الذي لا شرط له. (وقضاء محدث) وهو القضاء الذي في صحف الملائكة أو في اللوح ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 483)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2719)، والصحيحة (1264). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (25406)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2326).

المشروط فهو الذي يكون فيه التغيير والتبديل. (للأنبياء على العلماء فضل درجتين) أي زيادة درجتين من درج الجنة بين كل درجتين ما بين السماء والأرض كما يأتي (وللعلماء على الشهداء فضل درجة). أبو الشيخ في التوبيخ (عد) (¬1) عن أبي هريرة) ضعفه المنذري. 3123 - "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم". (طس) عن ابن عمر. (بروا آباءكم) أي وأمهاتكم فكأنه اكتفى للعلم بأنهما في البر سيان بل الأم أحق كما علم فتكون أولى (تبركم أبناؤكم) أي يكون الجزاء من جنس العمل قال الماوردي: البر نوعان صلة ومعروف والصلة التبرع ببذل المال في جهاد محمودة لغير غرض مطلوب وهذا يبعث عليه سماحة النفس وسخاؤها ويمنع عنه شحها وإباؤها: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] والثاني نوعان قول وعمل فالقول طيب الكلام وحسن البشر والتودد وحسن القول ويبعث عليه حسن الخلق ورقة الطبع لكن لا يسرف فيصير منفى مذمومًا انتهى. ولم يذكر العمل في الآخر (وعفواً) عما لا يحل من التعرض للنساء (تعف نساؤكم) أي تكون عصمتكم عن نساء عباد الله سبباً لعصمة نسائكم عن العباد. نكتة: قال الغزالي: كان رجل صالح له زوجة صالحة وكان تاجراً فاتفق في بعض الأيام أنه جاءته امرأة تشاوره في شيء فاستحسن يدها فغمزها، ثم أنه دخل منزله فقالت له زوجته: ما الذي أحدثت في يومك؟ قال: لم أحدث شيئاً، قالت: اتق الله واصدق فحدثها ثم قال: ما الذي دعاك إلى السؤال قالت: إن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 43)، والديلمي في الفردوس (2090)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 369)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2327)، والضعيفة (1429): موضوع.

فلانا السقاء يدخل علينا بالماء نحوًا من عشر سنين لا يرفع له طرفاً وأنه دخل اليوم فغمز يدي فقلت إنه لأمر حدث منك بهذا معنى ما ذكره ولم يحضرني لفظه. (طس) (¬1) عن ابن عمر) قال المنذري: إسناده حسن، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير شيخ الطبراني أحمد غير منسوب والظاهر أنه من المستكثرين من شيوخه فلذلك لم ينسبه انتهى، وبالغ ابن الجوزي فجعله موضوعاً. 3124 - "بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا عن النساء تعف نساؤكم، ومن تنصل إليه فلم يقبل فلن يرد على الحوض". (طب ك) عن جابر (صح). (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم، ومن تنصل إليه) بضم الفوقية المثناة والنون فصاد مهملة مشددة من تنصل إليه من الخيانة خرج وفتر أو المراد من اعتذر إليه جان قد أساء إليه. (فلم يقبل) عذره (فلن يرد علي الحوض) أي حيل بينه وبين وروده لأنه لم يبرد غلة أخيه بقبول عذره وقد جاءه ليطفئ حرارة خيانته بمعين عفوه ناسب أن يجازى برده عن تطفئة حرارته في يوم القيامة حرارة لا تقاس بما لا تماثل وقد حسن العقلاء قبول العذر ولذلك قيل: اقبل معاذير من يأتيك معتذراً ... إن بر عندك فيما قال أو فجرا (¬2) فقد أجلك من أعطاك ظاهرة ... وقد أطاعك من يعصيك مستترا وفيه دليل على وجوب قبول العذر وإلا لما توعد عليه ولذلك قالت المعتزلة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1002)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 218)، والموضوعات (3/ 85)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 138)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2329)، والضعيفة (2039). (¬2) أورده السلمي في آداب الصحبة (146) من قول المطرفي.

بوجوب قبول التوبة عليه تعالى لأنها اعتذار عن الإساءة وقد نوقش فيما قالوه. (طب ك) (¬1) عن جابر) قال ابن الجوزي: موضوع علي بن قتيبة يروي عن الثقات الأباطيل انتهى. وفي نسخة مقابلة على خط المصنف رمز الصحيح على رمز الطبراني. 3125 - "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده". (حم د ت ك) عن سليمان (صح). (بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده) قال الراغب: البركة ثبوت الخير الإلهي في الشيء سمي به لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البركة والمبارك مما فيه ذلك الخير قال الله تعالى: {ذِكْرٌ مبارَكٌ} تنبيهاً على ما يضمن فيه من الخيرات الإلهية ولما كان الخير إلهي يصدر من حيث لا يحس على وجهٍ يخفى قيل لكل ما يشاهد فيه زيادة خير زيادة محسوسة مبارك، وفيه بركة وقوله: "الوضوء قبله" بضم الواو الفعل والمراد به هنا غسل اليد، قال في النهاية (¬2): قد يراد بالوضوء غسل بعض الأعضاء، قال الزين: أراد نفع البدن به وكونه يمرئ لما فيه من النظافة فإن الآكل معها يأكل بنهمة وشهوة بخلافه مع عدمها فربما يقزز الطعام فلا ينفعه بل يضره انتهى. قلت: ويحتمل أن المراد بالبركة في غسل اليد قبله زيادته وبعده نفعه في البدن وأغنائه والاغتذاء به وسهولة انحداره. واعلم: أن الوضوء بعده قد ثبتت فيه أحاديث تقدم بعض منها ولا معارض لها، وأما قبله فقد عارض ما هنا حديث الترمذي أنه قرب إليه - صلى الله عليه وسلم - طعاماً فقالوا ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 154)، وأبو نعيم فِى الحلية (6/ 335)، والخطيب في تاريخه (6/ 310)، وانظر الموضوعات (3/ 85)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2330)، والضعيفة (2043). (¬2) انظر النهاية (5/ 195).

له: ألا نأتيك بوضوء فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة" (¬1) وأجيب بأنه أراد منه الوضوء الشرعي لا اللغوي بدليل قوله: "إذا قمت إلى الصلاة" وبدليل ما في صدر الحديث أنه خرج من الخلاء وقدم إليه طعام فإن خروجه من الخلاء قرينة ذلك أيضًا. (حم د ت ك) (¬2) عن سليمان) ضعفه أبو داود مخرجه وقال الترمذي: لا نعرفه إلا من حديث قيس بن الربيع وهو مضعف. قلت: والعجب أنه رمز بعلامة الصحيح على رمز الترمذي في نسخة قوبلت على خط المصنف وهذه الرموز لا يوثق بها ففيها خلاف وأوهام، وقال الحاكم: تفرد به قيس، وقال الذهبي: هو مع ضعف قيس فيه إرسال انتهى، وقال المنذري: هو وإن كان فيه كلام لسوء حفظه لا يخرج الإسناد عن حد الحسن. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1847). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 441)، وأبو داود (3760)، والترمذي (1846)، والحاكم (4/ 106 - 107)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 108)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2331)، والضعيفة (168).

فصل الباء مع الشين

فصل الباء مع الشين 3126 - " بشرى الدنيا الرؤيا الصالحة ". (طب) عن أبي الدرداء. (بشرى الدنيا) أي بشرى المؤمن [2/ 282] في الدنيا. (الرؤيا الصالحة) أي الدالة على الخير بعبارتها سواء رآها أو رئيت له كما تقدم الكلام في ذلك. (طب) (¬1) عن أبي الدرداء). 3127 - "بشر من شهد بدراً بالجنة". (قط) في الأفراد عن أبي بكر. (بشر) أي يا محمَّد ويحتمل أنه لغير معين وأنه خطاب لكل من علم ذلك أن يبشر به: (من شهد بدراً) أي وقعة بدر من المؤمنين. (بالجنة) لأنه تعالى غفر لأهل بدر بل قال لهم اعملوا ما شئتم كما علم. (قط) (¬2) في الأفراد) عن أبي بكر. 3128 - "بشر هذه الأمة بالسناء، والدين والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض: فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب". (حم حب ك هب) عن أبي. (بشر هذه الأمة بالسناء) بفتح السين المهملة بعدها نون مهموز ممدود ارتفاع المنزلة ويحتمل أنه مقصود وهو الضوء. (والدين) هو الإِسلام، والمراد بشرهم بأنهم يثبتون عليه وأنه لا يزيده الله إلا قوة وأنه يظهره على الدين كله كما وقع ذلك. (والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض) العلو والظهور على أهل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 37)، وأخرجه أحمد (6/ 447)، وانظر فيض القدير (3/ 201)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2822) والصحيحة (1786). (¬2) أخرجه الدارقطني في الأفراد، انظر: أطراف الغرائب (برقم 35)، والديلمي في الفردوس (2169)، وانظر فيض القدير (3/ 201)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2334)، والضعيفة (2248).

الأديان في الدنيا والآخرة والظفر وقوله: (فمن عَمِل عَمَل الآخرة للدنيا فما له في الآخرة من نصيب) كالاحتراز عما يفيده عموم البشرى وإبانة أنهما لمن عَمِل عَمَل الآخرة للآخرة (حم حب ك هب) (¬1) عن أبي) هو أبي بن كعب وقال الهيثمي: في مسند أحمد: رجاله رجال الصحيح، وقال الحاكم بعد إخراجه له: صحيح وأقره الذهبي في موضع وردّه في آخر لأن فيه من الضعفاء محمَّد بن أشرس وغيره. 3129 - "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة". (د ت) عن بريدة (هـ ك) عن أنس، وعن سهل بن سعد (م). (بشر المشائين) جمع مشاء من تكرر من المشي، ولم يقل: الماشون، لإفادة أن البشرى خاصة لمن يكثر منه ذلك أو من بَعّد ممشاه وأثر الجمع. (في الظُّلم) على الأفراد لذلك أيضاً لتعدد ظلم الليالي ويحتمل أنه: لوحظ به جمع المشائين. (إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة) أي من الجهاد جميعاً، ويحتمل الذي لا ينطفئ، وقيل: إنما قيد بالتمام؛ أن كل من نطق بكلمة الشهادتين يعطى نوراً ثم ينقطع، ولذا يقول المنافقون أتمم لنا نورنا والبشرى للمشي في الظلمة هل يشمل من مشى في: ضوء المصباح؟ قيل: نعم؛ لأنه ماش في ظلمة الليل متكلف زيادة مؤنة الزيت والشمع فله ثواب ذلك كالحاج إذا زادت مؤنته لبعد الشقة فله ثوابها مع ثواب الحج. (د ت) عن بريدة) قال الترمذي: غريب، قال المنذري: ورجاله ثقات، (هـ ك) (¬2) عن أنس) فيه داود بن سليمان عن أبيه عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 134)، وابن حبان (405)، والحاكم (4/ 311)، والبيهقي في الشعب (6833)، وانظر المجمع (10/ 220)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2825). (¬2) أخرجه أبو داود (561)، والترمذي (223) عن بريدة, وانظر الترغيب والترهيب (1/ 133)، وابن ماجة (781)، والحاكم (1/ 212) عن أنس، وانظر الميزان (3/ 314)، وضعفاء العقيلي=

ثابت البناني قال ابن طاهر: لم يتابع داود عليه وهو غير ثابت وفي الميزان عن العقيلي: لا يتابع على حديثه ثم ساق له هذا الخبر وقال: لا يعرف إلا به، (وعن سهل بن سعد) قال الحاكم: صحيح على شرطهما ولم يخرجاه انتهى، وقال ابن الجوزي: حديث لا يثبت انتهى، وعده المصنف في الأحاديث المتواترة. ¬

_ = (2/ 140)، وأخرجه الحاكم (1/ 212) عن سهل بن سعد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2823).

فصل الباء مع الطاء

فصل الباء مع الطاء 3130 - " بطحان على بركة من برك الجنة". البزار عن عائشة. (بطحان) بضم الموحدة وسكون المهملة واد بالمدينة لا ينصرف قال عياض: هذه رواية المحدثين وأهل اللغة بفتح الموحدة وبكسر الطاء وقوله: (على بركة من برك الجنة) بفتح الموحدة هو الحوض وبكسرها، وفتح الراء جمعه أي أنه في الآخرة على حوض من حيضان الجنة وهذه فضيلة للمحل. (البزار (¬1) عن عائشة) قال الهيثمي: فيه راو لم يسم. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (3521 كشف)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 14)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2827)، وصححه في الصحيحة (769).

فصل الباء مع العين المهملة

فصل الباء مع العين المهملة 3131 - " بعثت أنا والساعة كهاتين". (حم ق ت) عن أنس (حم ق) عن سهل بن سعد (صح م). (بعثت أنا والساعة كهاتين) اسم الإشارة السبابة والوسطى أي متقاربين تقاربها ليس بيني وبينها من التفاوت إلا ما بينهما وهي حال من المعطوف والمعطوف عليه أي حال كونهما متشابهين قال عياض: هذا تمثيل لاتصال زمنه بزمنها وأنه ليس بينهما شيء كما أنه ليس بينهما أصبع آخر، ويحتمل أنه لقرب ما بينهما كقوب السبابة من الوسطى، وقال الأبيّ: وهل يعني ما بينهما في الطول أو العرض الأرجح الأول، وقال غيره يريد أن دينه متصل بقيام الساعة لا يفصله عنه دين آخر كما لا فصل بين السبابة والوسطى، قال القاضي: فيه إشعار بأنه لا نبي بينه وبينها كما أنه لا يتخلل أصبع بين هاتين الأصبعين. تنبيه: قال القرطبي: لا منافاة بين هذا وبين قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" لأن مراده هنا أنه ليس بينه أو بين الساعة نبي كما أنه ليس بين السبابة والوسطى أصبع ولا يلزم منه علم وقتها بعينه لكن سياقه يفيد قربها وأن أماراتها متتابعة، وقال الكرماني: لا معارضة بين هذا أو بين قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ الساعةِ} لأن علم قربها لا يستلزم علم وقت مجيئها. (حم ق ت) عن أنس (حم ق) (¬1) عن سهل بن سعد) قال المصنف وهو متواتر. 3132 - "بعثت إلى الناس كافة: فإن لم يستجيبوا لي فإلى العرب، فإن لم يستجيبوا لي فإلى قريش، فإن لم يستجيبوا لي فإلى بني هاشم، فإن لم يستجيبوا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 123)، والبخاري (6504)، ومسلم (2951)، والترمذي (2214) عن أنس، وأحمد (5/ 331)، والبخاري (6503)، ومسلم (2950) عن سهل بن سعد.

لي فإلى وحدي". ابن سعد عن خالد بن معدان مرسلاً. (بعثت إلى الناس) هو مبعوث إلى الثقلين إلا أنه خص الناس لأنهم الثقل المعروف والأكثر حضوراً في ذهن المخاطبين. (كافة) يعني كلهم قال في القاموس: كافة أي كلهم ولا يقال الكافة ووهم الجوهري. (فإن لم يستجيبوا لي) إجابة اتباع وامتثال بل ردوا دعوتي. (فإلى العرب) بزيادة الإنذار لهم وتخصيصهم بالخطاب عناية من الله وزيادة في إبلاغَ الحجة لأنه أمره يخصصهم بعد التعميم ومثله. (فإن لم يستجيبوا لي فإلى قريش، فإن لم يستجيبوا لي فإلى بني هاشم، فإن لم يستجيبوا لي فإلى وحدي) والمراد أنه بعث لدعاء كافة الناس فيدخل معهم الثلاث القبائل فإن امتنع كافة الناس خصصت كلا من الثلاث على التدريج المذكور فإن امتنع الكل فهو مبعوث إلى نفسه أي أنه نبي مرسل لا يخرج عن رسالته برد الكل دعوته، واعلم أنه ليس المراد تعليق البعثة إلى العرب مثلا تقدم إجابة كافة الناس له بل تعليق زيادة الإبلاع وتخصيص الدعوة والإنذار لهم، ولذلك قدم الله أم القرى في قوله: {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى: 7] {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]. (ابن سعد (¬1) عن خالد بن معدان مرسلاً). 3133 - "بعثت من خير قرون بني آدم قرناً فقرناً، حتى كنت من القرن الذي كنت فيه". (خ) عن أبي هريرة (صح). (بعثت من خير قرون بني آدم) في النهاية (¬2): القرن أهل كل زمان وهو مقدار التوسط في أعمار أهل كل زمان مأخوذ من الاقتران فكأنه مقدار الذي يقترن فيه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 192)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2335)، والضعيفة (3404): موضوع. (¬2) انظر النهاية (4/ 51).

أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم وقيل: أربعون سنقع وقيل ثمانون وقيل هو مطلق الزمان و (قرناً فقرناً) منصوب على الحال والعامل اسم التفضيل والصاحب القرون أي حال كونهم مفضلين قرناً فقرناً أي أنه تعالى لم يزل يفضلهم حتى أخرجه من خيرهم ويأتي: "خير القرون قرني". (حتى كنت من القرن الذي كنت فيه). إن قلت: بأن أريد بالقرن أهل زمانه فقد كان فيه أئمة الكفر. قلت: هو خاصة للنوع لا يشمل الأفراد والخيرية لمن اتبعه كما أنه المراد في: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] أو المراد خيرهم في حسن الطباع ورجاحة العقول ومكارم الأخلاق وشرافة الأنفس وعلو الهمم. (خ) (¬1) عن أبي هريرة. 3134 - "بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي". (ق ن) عن أبي هريرة (صح). (بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب) تقدم الكلام فيها وفي النصر بالرعب، وتقدم أيضاً حديث: "أتيت بمقاليد الدنيا على فرس أبلق جاءني به جبريل عليه السلام عليه قطيفة من سندس وقوله" (¬2): (وبينا أنا نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض) فدل أن ذلك الإتيان على فرس كان مناما، قال الزمخشري وغيره: أراد ما فتح على أمته من خزائن كسرى وقيصر لأن الغالب على نقود ممالك كسرى الدنانير، والغالب على نقود قيصر الدراهم. (فوضعت في يدي) يروى بالإفراد والتثنية. (ق ن) (¬3) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3557). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 327). (¬3) أخرجه البخاري (7013)، ومسلم (523)، والنسائي (6/ 3).

3135 - "بعثت بالحنفية السمحة, ومن خالف سنتي فليس مني" (خط) عن جابر. (بعثت بالحنفية السمحة) أي الشريعة المائلة عن كل دين باطل، قال ابن القيم (¬1): جمع بين كونها حنيفية وكونها سمحة فهي حنيفية التوحيد سمحة في العمل فضد الأمرين الإشراك وتحريم الحلال وهما قرينتان وهما اللذان عابهما الله تعالى في كتابه على المشركين في سورة الأنعام والأعراف. (ومن خالف سنتي) أي طريقتي التي بعثت بها بأن شدد في التخفيف واتخذ الشريعة عوجاً. (فليس مني) أي من المتصلين بي ولا المتبعين شريعتي (خط) (¬2) عن جابر) فيه علي بن عمر الحربي أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال صدوق ضعفه البرقاني ومسلم بن عبد ربه (¬4) ضعفه الأزدي ومن ثم قال القرافي: ضعيف وقال العلائي: مسلم ضعفه الأزدي ولم أجد أحداً وثقه لكن له طرق ثلاث ليس يبعد أن لا ينزل بسببها عن درجة الحسن. 3136 - "بعثت بمداراة الناس". (هب) عن جابر. (بعثت بمداراة الناس) أي خفض الجناح واللين لهم وترك الإغلاظ عليهم. واعلم: إن الفرق بين المداراة والمداهنة محتاج إليه لأن المداراة مندوبة والمداهنة محرمة عليهم، فالمداهنة من الدهان وهو الذي يظهر أعلى الشيء ويستر باطنه، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الناس وإظهار الرضا بفعله من غير إنكار عليه، والمداراة، هي الرفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهي عن ¬

_ (¬1) انظر: إغاثة اللهفان (1/ 158). (¬2) خرجه الخطيب في تاريخه (7/ 209)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2336). (¬3) انظر المغني (2/ 452). (¬4) انظر المغني (2/ 656).

فعله وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه والإنكار عليه بلطف القول والفعل في المحل الصالح له واللطف سيما إذا دعت الحاجة إلى تأليفه أو كان لا ينجع فيه إلا مثل ذلك ونحوه، وقيل المداراة ترك الدنيا لصلاح الدين أو الدنيا أو هما معا والمداهنة ترك الدين لصلاح الدنيا. (هب) (¬1) عن جابر) فيه عبد الله بن لؤلؤ عن عمرو بن واصل قال في لسان الميزان (¬2): يروى عنه الموضوع. 3137 - "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله تعالى وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم". (حم ع طب) عن ابن عمر. (بعثت بين يدي الساعة) مستعار بما بين يدي جهة الإنسان تلويحاً بقربهما. (بالسيف) خص بعثته به وإن كان غيره من الرسل بعث بقتال أعدائه لكنه - صلى الله عليه وسلم أكثرهم جهاداً كذا قيل (حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي) قال الديلمي: يعني الغنائم وكان له سهم فيها خاصة يعني أن الرمح سبب إلى تحصيل رزقي قال العامري: يقضي أن معظم رزقه كان في ذلك وإلا فقد كان يأكل من جهات أخر غير ذلك كالهدية والهبة وغيرهما (وجعل الذل) بكسر المعجمة وفتحها الذلة. (والصغار) بفتح المهملة الضيم. (على من خالف أمري) وذلك أن العزة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولمن اتبعه وهذا مشاهد من أعلام النبوة. (ومن تشبه بقوم فهو منهم) أي حكمه حكمهم وذلك شامل للتشبه في الأفعال والأقوال واللباس. (حم ع طب) (¬3) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه عبد ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8475)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2337)، والضعيفة (695): موضوع. (¬2) النظر لسان الميزان (4/ 111). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 50)، وأيو يعلى (5631)، والطبراني في الشاميين (216)، والبخاري تعليقاً كتاب الجهاد والسير باب ما قيل في الرماح (3/ 1067)، وانظر قول الهيثمي في المجمع=

الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه ابن المديني وأبو حاتم وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات انتهى. وذكره البخاري في الصحيح تعليقاً وفي الباب عن أبي هريرة وغيره. 3138 - "بعثت داعياً ومبلغاً، وليس إلى من الهدى شيء، وخلق إبليس مزيناً، وليس إليه من الضلالة شيء". (عق عد) عن عمر. (بعثت داعياً ومبلغاً وليس إليّ من الهدى شيء) أي لا أقدر على الهداية فإن الله هو الذي يهدي من أحبه قال الزمخشري (¬1): قد جاءهم ما يسعدهم إن اتبعوه ومن لم يتبعه فقد ضيع نفسه ومثاله أن يفجر الله عيناً عذبة فيسقي ناس زرعهم وماشيتهم بمائها فيفلحوا ويبقى ناس مفرطون عن السقي فيضيعوا فالعين المفجرة نعمة من الله تعالى ورحمة للفريقين لكن الكسلان حرم نفسه ما ينفعها. (وخَلقِ إبليس) لم يقل بعث لأنه الإرسال والله سبحانه لم يرسل من يضل إنما خلقه كما خلق الشهوات (مزيناً) للناس اللذات والمعاصي (وليس إليه من الضلالة شيء) بل ما ضل أحد إلا باختيار نفسه وسوء صنعه وفيه بيان أن كلا من المهتدي والضال فاعل باختياره لا لوم إلا على نفسه (عق عد) (¬2) عن عمر) فيه خالد بن عبد الرحمن بن الهيثم عن سماك عن طارق قال مخرجه ابن عدي: في نفسي من هذا الحديث شيء ولا أدري سمع خالد من سماك أم لا, ولا أشك أن خالداً هذا هو الخراساني فالحديث مرسل عنه عن سماك انتهى، ¬

_ = (5/ 267)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2831). (¬1) الكشاف (1/ 793). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 8) وابن عدي في الكامل (3/ 39) وانظر الموضوعات (3/ 256)، والميزان (2/ 416)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2338)، والضعيفة (2249): موضوع.

وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن خالدا روى له أبو داود ووثقه ابن معين قاله أبو داود والبخاري فليس في الحديث إلا الإرسال انتهى قال الذهبي: خالد بن عبد الرحمن قال الدارقطني: لا أعلمه روى غير هذا الحديث الباطل ثم ساق هذا بلفظه وسنده. 3139 - "بعثت مرحمة وملحمة, ولم أبعث تاجراً ولا زارعاً، إلا وإن شرار الأمة التجار والزارعون إلا من شح على دينه". (حل) عن ابن عباس. (بعثت مرحمة وملحمة, ولم أبعث تاجراً ولا زارعاً، إلا وإن شرار الأمة التجار والزارعون) تقدم الحديث والكلام فيه وذم التجار والزارعين لأنهم مظنة ملابسة المعاصي والمعاملات ولذا قال: (إلا من شح على دينه) ومن شح على دينه هو الذي أراد الثناء عليه أحاديث آخر. (حل) (¬1) عن ابن عباس) ورواه عنه أيضاً ابن عدي من طرق، فحكاه ابن الجوزي ثم حكم بوضعه فتعقبه المصنف بوروده من طريق آخر وهي طريق أبي نعيم هذه وبأن الدارقطني خرجه في الأفراد من طريق ثابت فينجبر. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 72)، وابن عدي في الكامل (3/ 312)، وانظر الموضوعات (3/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2340)، والضعيفة (1571).

فصل الباء مع الغين المعجمة

فصل الباء مع الغين المعجمة 3140 - " بغض بني هاشم والأنصار كفر، وبغض العرب نفاق". (طب) عن ابن عباس. (بغض بني هاشم، والأنصار كفر) أي صريح إذا بغضهم من حيث أنه - صلى الله عليه وسلم - منهم ومن حيث أن الأنصار اتبعوه ويحتمل أنه أراد به معصية عظيمة فقد أطلق الكفر على ذلك في مواضع كما سبق تقريره. (وبغض العرب نفاق) أي من صفات المنافقين لأن العرب قام بهم شعار الدين وكان منهم أعيان المهاجرين فبغضهم المنافقون لذلك (طب) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه وأعاده في محل آخر فقال: رجاله ثقات وقال شيخه الزين العراقي: حديث حسن صحيح، ورواه مسلم بمعناه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 145) رقم (11312)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 172)، (10/ 27)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2341)، والضعيفة (3371): ضعيف جداً.

فصل الباء مع الكاف

فصل الباء مع الكاف 3141 - " بكاء المؤمن من قلبه, وبكاء المنافق من هامته". (عق طب حل) عن حذيفة. (بكاء المؤمن من قلبه) لأنه صادر عن إيمان وخشوع وصحة اعتقاد. (وبكاء المنافق من هامته) أي من رأسه لأن قلبه غير مصدق بجنة ولا نار، وفيه إعلام بأن البكاء الذي قال: "لا تمس النار عين بكت" هو بكاء الخشوع الصادر من قلب حزين (عق طب حل) (¬1) عن حذيفة) فيه إسماعيل بن عمرو البجلي قال العقيلي والأزدي: منكر الحديث ثم ساق له العقيلي هذا، قال في اللسان: يشبه أن يكون موضوعاً. 3142 - " بكروا بالإفطار وأخروا السحور". (عد) عن أنس. (بكروا بالإفطار) أي تقدموا به قال الديلمي: التبكير المتقدم في أول الوقت إن لم يكن في أول النهار. (وأخروا السحور). (عد) (¬2) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً في الفردوس. 3143 - "بكروا بالصلاة في يوم الغيم؛ فإنه من ترك صلاة العصر حبط عمله". (حم هـ حب) عن بريدة. (بكروا بالصلاة) أي صلاة العصر بدليل آخره والمراد الإتيان بها في أول ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 86)، والطبراني في الصغير (745)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 111)، وانظر الميزان (1/ 399)، واللسان (1/ 425)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2342). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 322)، والديلمي في الفردوس (2084)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2835)، والصحيحة (1773).

وقتها لئلا يخرج الوقت. (في يوم الغيم) وهم لا يشعرون به (فإنه) أي الشأن. (من ترك صلاة العصر حبط عمله) أي بطل ثوابه لا أنه يبطل ما سبق من أعماله فإنه مختص بالمرتد بل يحمل الحبوط على نقصان ثواب عمله ذلك اليوم وحمله الدميري على المستحل أو على من تعود ذلك أو على حبوط الأجر. (حم هـ حب) (¬1) عن بريدة) هو أيضاً في صحيح البخاري عنه كما قال الديلمي. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 349)، وابن ماجة (694)، وابن حبان (1463)، والديلمي في الفردوس (2083)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2343)، والإرواء (255).

فصل الباء مع اللام

فصل الباء مع اللام 3144 - " بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار". (حم خ ت) عن ابن عمرو (صح). (بلغوا عني) أي انقلوا عني إلى من يأتيكم ومن لا يحضرني الشريعة. (ولو آية) من القرآن قيل: لم يقل ولو حديثًا لشدة اهتمامه بتبليغ القرآن ولأن تبليغه أهم لأنه لا غنية عن تواتره وقد يقال: إن قوله: "ولو آية" تمثيل والمراد: بلغوا عني كل ما جئت به أيها الناس ولو بلغ أحدكم آية مثلاً أو حديثاً أو نحوه (وحدثوا عن بني إسرائيل) أي ارووا عنهم ما وقع لهم من الأعاجيب وإن استحال مثلها في هذه الأمة كنزول النار من السماء لأكل القربان ولو كان بغير سند لبعد الزمان بخلاف الأحاديث المحمدية وقوله: (ولا حرج) أي لا ضيق عليكم بالتحديث عنهم إلا أن تعلموا كذبه وقيل أتبعه بقوله: "ولا حرج" لأن الأمر في قوله: "بلغوا عني" للوجوب فدفع بهذا توهم أن الأمر في "حدثوا عن بني إسرائيل" كذلك أي لا حرج عليكم في أن لا تحدثوا قال الطيبي: لا منافاة بين هذا هنا ونهيه في خبر آخر عن التحديث بقصصهم من نحو قتلهم أنفسهم لتوبتهم إذ النهي في صدر الإِسلام قبل تقرر الأحكام وقواعد الإِسلام فلما استقرت أذن لا من المحذور وتقدم الكلام على قوله: (ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار). (حم خ ت) (¬1) عن ابن عمرو). 3145 - "بلوا أرحامكم ولو بالسلام". البزار عن ابن عباس (طب) عن أبي الطفيل (هب) عن أنس، وسويد بن عمرو. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 202)، والبخاري (346)، والترمذي (2669).

(بلوا أرحامكم ولو بالسلام) قال الزمخشري (¬1): استعار البلل للوصل كاستعارة اليبس للقطيعة لأن الأشياء تختلط بالنداوة وتتفرق باليبس وقال الطيبي: شبه الرحم بالأرض الذي وقع عليها الماء فسقاها حق سقيها حتى اهتزت وربت فيها النظارة فأثمرت المحبة والصفا، فإذا تركته بغير سقي يبست وبطل نفعها فلا يثمر إلا البغض والجفاء ومنه قولهم: سنة جماد أي لا مطر فيها، وناقةٌ جماد لا لبن فيها وقال القرافي: بيّن به أن الصلة والقطيعة درجات فأدنى الصلة ترك الهجر وصلتها بالكلام ولو بالسلام ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة ومنها واجب ومنها مندوب. (البزار عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه يزيد بن عبد الله بن البراء الغنوي وهو ضعيف، (طب) عن أبي الطفيل) بضم الطاء عامر بن واثلة ولد عام أحد قال الليثي فيه راو لم يسم (هب) (¬2) عن أنس، وسويد بن عمرو) قال السخاوي (¬3): طرقه كلها ضعيفة. ¬

_ (¬1) الفائق (1/ 127). (¬2) أخرجه البزار (1877 - كشف)، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (8/ 152)، وأخرجه البيهقي في الشعب (7973) عن أنس، و (7972) عن سويد بن عامر، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2838)، والصحيحة (1777). (¬3) انظر: المقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 81).

فصل الباء مع النون

فصل الباء مع النون 3146 - " بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد". (طب) عن جبير بن مطعم. (بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد) سببه عن راويه قال: لما قسم رسول الله سهم ذوي القربى بينهم قلت: أنا وعثمان يا رسول الله أعطيت بني المطلب وتركتنا وهم ونحن منك بمنزلة فذكره، روي شي بالشين المعجمة وهو الأكثر وبالسين المهملة والياء المشددة والسي: المثل أي هما سواء والمراد أنهما في الكفر والإِسلام متصفين بالأخوة والمناصرة ذبوا عنهم بعد البعثة وناصروهم فلذا شاركوهم في خمس الخمس وجعلوا من ذوي القربى بخلاف عبد شمس ونوفل فإنهما وإن كانا أخوي هاشم والمطلب فأولادهم خالفوا آبائهم فحرفوا هذا الاتصال والتشريف. (طب) (¬1) عن جبير بن مطعم) ونسبه في الفردوس إلى البخاري قال الشارح: هو فيه بلفظ: "إنا بنو هاشم ... " إلخ. 3147 - "بني الإِسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". (حم ق ت ن) عن ابن عمر (صح). (بني الإِسلام) أي أسس واستعمال الموضوع للمحسوس في المعاني مجاز بعلاقة المشابهة، وشبه الإِسلام ببناء محكم وأركانه الآتية بقواعد ثابتة محكمة حاملة لذلك فتشبيه الإِسلام بالبناء استعارة ترشيحية. (على خمس) قيل: أراد بها قواعد فلذلك جردها عن التاء ولو أراد الأركان لألحقت. (شهادة) بجره وما بعده على الإبدال من خمس ويصح رفعه قيل ونصبه بإضمار أعني وخص هذه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 126) (1540)، والبخاري (3140).

الخمس لأنها فروض أعيان ولم يذكر الجهاد لأنه فرض كفاية. (أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) أخذ منه أبو الطيب بأنه يشترط في صحة الإِسلام تقديم الإقرار بالتوحيد ولم يتابع عليه مع اتجاهه قال ابن حجر: لم يذكر الإيمان بالملائكة والرسل واليوم الآخرة لأنه أراد تصديق الرسول في كل ما جاء به فيستلزم ذلك (وإقام الصلاة) حذفت التاء في إقامة جوازاً. (وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان) وتقدم الكلام على الأركان الأربعة وهذا الترتيب إما لأنه كان الإيجاب كذلك أو تقديماً للأفضل فالأفضل. (حم ق ت ن) (¬1) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 26)، والبخاري (8)، ومسلم (16)، والترمذي (2609)، والنسائي (8/ 107).

فصل الباء مع الواو

فصل الباء مع الواو 3148 - " بورك لأمتي في بكورها". (طس) عن أبي هريرة، عبد الغني في الإيضاح عن ابن عمر. (بورك لأمتي في بكورها) تقدم أنه الوقت الذي تبارك الأعمال فيه وقد زاد ابن حجر في هذه الرواية: "يوم الخميس" معزوة إلى الطبراني، قيل: فكأنه سقط من قلم المصنف، والحديث يحتمل الإخبار والدعاء. (طس) (¬1) عن أبي هريرة) قال ابن حجر: حديث ضعيف من حديث نبي بنون وموحدة مصغر، (عبد الغني في الإيضاح) أي إيضاح الاستشكال (عن ابن عمر) قال الديلمي: وفي الباب عن جابر بن عبد الله. 3149 - "بول الغلام ينضح وبول الجارية يغسل". (هـ) عن أم كرز. (بول الغلام) الذي لم يطعم غير اللبن ولم يعبر الحولين. (ينضح) أي يرش بماء يغلبه وإن لم يسل لأنه حينئذ ليس لبوله عفونة تفتقر إلى المبالغة في إزالتها. (وبول الجارية يغسل) لأن بولها لغلبة البرد على مزاجها أغلظ وأنتن قال القاضي: المراد بالنضح رش الماء بحيث يصل إلى جميع موارد البول من غير جري والغسل جري الماء على موارده (هـ) (¬2) عن أم كرز) قال مغلطاي: فيه انقطاع بين عمرو وأم كرز. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (754) عن أبي هريرة، والديلمي في الفردوس (2190) عن جابر، وانظر فتح الباري (6/ 113)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2841). (¬2) أخرجه ابن ماجة (527)، وانظر مصباح الزجاجة (1/ 76)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2842).

فصل الباء مع الياء

فصل الباء مع الياء 3150 - " بيت لا تمر فيه جياع أهله". (حم م د ت) عن عائشة (صح). (بيت لا تمر فيه جياع أهله) لأنه من أقرب المأكولات التي بها قوام الأنفس مع كونه غالب أقوات أهل الحجاز، قال القرطبي: ويصدق هذا على كل بلد ليس فيه إلا صنف واحد أو يكون الغالب فيه صنفاً واحداً فيقال على بلد ليس فيه إلا البر بيت لا بر فيه جياع أهله، قال الطيبي: الحديث حث على القناعة في بلاد يكثر فيه التمر يعني بيت فيه تمر قنعوا به لا يجوع أهله، وإنما الجائع من ليس عنده تمر وفيه تنبيه على مصلحة تحصيل القوت وادخاره. (حم م د ت هـ) (¬1) عن عائشة) قال الترمذي في العلل عن البخاري: أنه قال لا أعرفه إلا من حديث يحيى بن حسان بن سليمان بن بلال. 3151 - "بيت لا صبيان فيه لا بركة فيه". أبو الشيخ عن ابن عباس. (بيت لا صبيان فيه) أي لا أطفال. (لا بركة فيه) لأنهم محل البركة ومظنها وتمام الحديث عند مخرجه أبي الشيخ: "وبيت لا خل فيه قفار أهله, وبيت لا تمر فيه جياع أهله". أبو الشيخ (¬2) عن ابن عباس) فيه عبد الله بن هارون الفروي قال الذهبي (¬3): له مناكير واتهمه بعضهم بالوضع وقدامة بن محمَّد (¬4) المدني جرحه ابن حبان. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 179، 188)، ومسلم (2046)، وأبو داود (3831)، والترمذي (1815)، وابن ماجة (3327). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (453)، والديلمي في الفردوس (2157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2346)، والضعيفة (2358). (¬3) انظر المغني (1/ 361)، والميزان (4/ 216). (¬4) انظر المغني (2/ 523)، والمجروحين (2/ 219).

3152 - "بيع المحفلات خلابة، ولا تحل الخلابة لمسلم". (حم هـ) عن ابن مسعود. (بيع المحفّلات) بضم الميم فحاء مهملة ففاء مشدّدة وهي التي يجمع لبنها في الضرع إيهاماً لكثرته من الإبل والبقر والغنم. (خلابة) بكسر الخاء المعجمة غش وخداع، والخداع حرام. (ولا تحل الخلابة لمسلم). (حم هـ) (¬1) عن ابن مسعود) قال عبد الحق: روي مرفوعاً وموقوفاً وقال ابن القطان (¬2): وهذا منه مسالمة للحديث كأنه لا عيب فيه إلا أنه وقف ورفع وذا منه عجب فإن الحديث في غاية الضعف ثم أطال في بيانه. 3153 - "بين كل أذانين صلاة لمن شاء". (حم ق 4) عن عبد الله بن مغفل (صح). (بين كل أذانين) أي أذان وإقامة فغلّبه لشرف التذكير وقيل: لا حاجة إلى التغليب، فإن الإقامة أذان خصصه لأنه إعلام بحضور الوقت فهو حقيقة لغوية، وتعقبه الطيبي فقال: الاسم لكل منهما حقيقة لغوية إذ الأذان لغة الإعلام فالأذان إعلام بحضور الوقت والإقامة إيذان بفعل الصلاة. (صلاة) أي وقت صلاة نافلة. (إن شاءوا) دفعاً لتوهم الإيجاب قال المظهر: حرض أمته على النفل بين الأذان والإقامة لأن الدعاء لا يرد بينهما لشرف الوقت وإذا كان شريفاً كان ثواب العبادة فيه أكثر وتمام الحديث عند البخاري وغيره: "ثلاثاً" أي قال ذلك ثلاثاً، قال ابن الجوزي: فائدة الخبر أنه يجوز أن يتوهم أن الأذان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 433)، وابن ماجة (2241)، وراجع: التمهيد لابن عبد البر (18/ 209 - 210)، وقد جاء هذا الحديث بإسناد صحيح موقوفاً على ابن مسعود عند ابن أبي شيبة (6/ 214 - 215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2357). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (4/ 480) رقم (2046) وكذلك برقم (1646).

للصلاة يمنع من فعل غير التي أذن لها فبين أن التطوع بين الأذان والإقامة جائز. (حم ق 4) (¬1) عن عبد الله بن مغفل). 3154 - "بين كل أذانين صلاة إلا المغرب". البزار عن بريدة. (بين كل أذانين صلاة إلا المغرب) فإنه لا صلاة بين الأذان والإقامة بل الأهم المبادرة بصلاة المغرب إلا أنه قد قيل أن الصحابة كانوا يتنفلون بينهما قيل أن ذلك كان منهم عند أن يشرع في الأذان ويفرغون مع فراغه. (البزار (¬2) عن بريدة) ثم قال البزار: لا نعلم أحدًا رواه إلا حبّان وهو بصري مشهور لا بأس به، وقال الهيثمي: حبان بن عبد الله ضعفه ابن عدي وقيل: إنه اختلط انتهى، وحكم ابن الجوزي بوضعه قال: تفرد به حبان وقد كذبه الفلاس وتعقبه المصنف بأن الذي كذبه الفلاس غير هذا. 3155 - "بين الرجل وبين الشوك والكفر ترك الصلاة". (م د ت هـ) عن جابر (صح). (بين الرجل وبين الشرك والكفر) عطفه على الشرك من عطفه العام على الخاص لأن الشرك نوع من الكفر. (ترك الصلاة) فإنه إذا تركها اتصل بالكفر لأنه زال المانع بينه وبينه. (م د ت هـ) (¬3) عن جابر). 3156 - "بين الملحمة وفتح المدينة ست سنين، ويخرج المسيح الدجال في السابعة". (حم د) عن عبد الله بن بسر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 55)، والبخاري (624)، ومسلم (838)، وأبو داود (1283)، والترمذي (185)، والنسائي (2/ 28)، وابن ماجة (1162). (¬2) أخرجه البزار (693 - كشف)، والطبراني في الأوسط (8328)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 231)، والموضوعات (2/ 92)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2362)، وقال في الضعيفة (2139): منكر. (¬3) أخرجه مسلم (82)، وأبو داود (4678)، والترمذي (2618)، وابن ماجة (1078).

(بين الملحمة) بفتح الميمين الحرب ومحل القتال من اشتباك الناس واختلاطهم أو من اللحم لكثرة لحوم القتلى. (وفتح المدينة) أي قسطنطينية وإذا أطلقت فما يراد بها إلا طيبة إلا أنه هنا أريد به ما ذكرناه قال في القاموس (¬1): أنها دار ملك الروم وفتحها من أشراط الساعة وتسمى بالرومية بزرنطيا وارتفاع سورها إحدى وعشرون ذراعاً وكنسيتها مستطلية بجانبها عمق وعال في دور أربعة أذرع تقريبًا، وفي رأسه فرس من نحاس وعليه فارس وفي إحدى يديه كرة من ذهب وقد فتح أصابع يده الأخرى يشير بها وهو صورة قسطنطين. (ست سنين، ويخرج المسيح الدجال في السابعة) قال ابن كثير: مشكل بخبر الملحمة الكبرى وفتح المدينة وخروج الدجال في سبعة أشهر إلا أن يكون بين أول الملحمة وآخرها ست سنين ويكون بين آخرها وفتح المدينة مدة قريبة ويكون مع خروج الدجال في سبعة أشهر. (حم د) (¬2) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة قال المناوي: فيه بقية وفيه مقال، قال الشارح: وفيه أيضًا سويد بن سعيد بن ثعلبة انتهى. قلت: وقال الذهبي في المغني (¬3) سويد بن سعيد الحدثاني شيخ مسلم محدث نبيل وله مناكير، قال أبو حاتم: صدوق، وقال أحمد: متروك، وقال النسائي: ليس بثقة, وقال البخاري: عمي فكان يقبل التلقين، وقوّاه الدارقطني. 3157 - "بين الركن والمقام ملتزم ما يدعو به صاحب عاهة إلا برئ". (طب) عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) انظر القاموس (4/ 270). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 189)، وأبو داود (4296)، وابن ماجة (4093)، وانظر فيض القدير (3/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2361). (¬3) انظر المغني (1/ 290).

(بين الركن والمقام ملتزم) الركن هو الحجر الأسود والمقام مقام إبراهيم والملتزم بضم الميم وقيل آخره زاي لم يذكره القاموس ولا النهاية وهو الذي أشار إليه الزمخشري في أبياته: إذا انتصف من آخر الليل لبّتي ... بملتزم الأبرار من أيمن الباب (ما يدعو به صاحب عاهة إلا برئ) العاهة الآفة. (طب) (¬1) عن ابن عباس). 3158 - "بين العبد والجنة سبع عقاب: أهونها الموت، وأصعبها الوقوف بين يدي الله تعالى، وإذا تعلق المظلومون بالظالمين". أبو سعيد النقاش في معجمه، وابن النجار عن أنس. (بين العبد والجنة سبع عقاب) جمع عقبة وهي المرقى الصعب في الجبل وأراد بها ها هنا الأمور الشاقة لأنه جعل الموت منها حيث قال: (أهونها الموت، وأصعبها الوقوف بين يدي الله تعالى، وإذا تعلق المظلومون بالظالمين) وذكر - صلى الله عليه وسلم - الأهون والأصعب وطوى الخمس الأخرى ولا أدري هل فسرها في غير هذا الحديث أم لا؟ قيل يشكل بخبر "القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أهون" (¬2) قلت: وقد يقال إن ذلك في المنازل وهذا في الأحوال. (أبو سعيد النقاش) بفتح النون فقاف مشددة وشين معجمة نسبة إلى نقش الحيطان والسقوف (في معجمه, وابن النجار (¬3) عن أنس). 3159 - "بين يدي الساعة أيام الهرج". (حم طب) عن خالد بن الوليد. (بين يدي الساعة أيام الهرج) بسكون الراء القتل في الفتنة التي يسفك فيها ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 321) (11873)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2358)، والضعيفة (2149): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الترمذي (2358) وابن ماجه (4267) وأحمد (1/ 63). (¬3) أخرجه أبو سعيد النقاش وابن النجار كما في الكنز (7625)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2360): موضوع.

الدماء وأصل الهرج الكثرة والاتساع. (حم طب) (¬1) عن خالد بن الوليد). 3160 - "بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم". (ك) عن أنس. (بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم) وتقدم وجه التشبيه بقطع الليل المظلم قريباً (ك) (¬2) عن أنس). 3161 - "بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف". (هـ) عن ابن مسعود. (بين يدي الساعة مسخ) هو قلب الخلقة من شيء إلى شيء وتحويل الصورة إلى أقبح منها أو مسخ القلوب. (وخسف) وهو قلب الأرض. (وقذف) هو رمي بالحجارة من السماء، قد وقع ذلك كما نقله بعض علماء الآل وهو نزول صخرة عظيمة من السماء في مغارب بلاد صعدة. (هـ) (¬3) عن ابن مسعود)، ورواه عنه أيضاً أبو نعيم في الحلية وقال: غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم بن بسطام عن مؤمل. 3162 - "بين العالم والعابد سبعون درجة". (فر) عن أبي هريرة. (بين العالم والعابد سبعون درجة) لا ينافيه ما عند أبي يعلى وابن عدي من حديث أبي هريرة وفيه "بين العابد والعالم مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنطا والحضر بالحاء المهملة مضمومة والضاد المعجمة الغدو لأنه يحتمل أن السبعين سيقت لبيان الكثرة لا لتحديد المقدار أو لأنه - صلى الله عليه وسلم- أخبر بأنه كثر بعد إعلام الله له به أو أنه علماء لهم صفة خاصة في الأكثر أو الأول. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 90)، والطبراني في الكبير (4/ 116) رقم (3841)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2852). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 439)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2855). (¬3) أخرجه ابن ماجة (4059)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 121)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2856)، والصحيحة (1787).

(فر) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه أبو نعيم، قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف من طريقين. 3163 - "بين كل ركعتين تحية". (هق) عن عائشة. (بين كل ركعتين تحية) قيل: الظاهر إنه أراد بين كل ركعتين تشهدا لأن الأحب في كل نافلة أن يتشهد بين كل ركعتين وسماها تحية لأنها لفظها التحيات ولأن فيها السلام والوصل جائز. (هق) (¬2) عن عائشة). 3164 - "بئس العبد عبد تخيل واختال، ونسي الكبير المتعال، بئس العبد عبد تجبر واعتدى، ونسي الجبار الأعلى، بئس العبد عبد سها ولها، ونسي المقابر والبلى، بئس العبد عبد عتا وطغى، ونسي المبتدى والمنتهي، بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين، بئس العبد عبد يختل الدين بالشبهات، بئس العبد عبد طَمَعٍ يقوده، بئس العبد عبد هوى يضله، بئس العبد عبد رغب يُزِلُهُ". (ت ك هب) عن أسماء بنت عميس (طب هب) عن نعيم بن حمار. (بئس) هي كلمة جامعة للمذام مقابلة للنعم الجامعة لوجود المدائح. (والعبد) فاعلها (عبد) مخصوصها (تخيل) صفة له بالمثناة الفوقية فخاء معجمة فمثناة تحتية مشددة أي تخيل في نفسه شرفاً وفضلًا على غيره (واختال) يكثر من الخيلاء بالضم والكسر الكبر والعجب. (ونسي الكبير المتعال) أي نسي عقوبته تعالى على الكبر أو نسي أن الكبرياء رداء الله فنازعه أو ما أوجبه عليه الكبير المتعال من الأمر بالتواضع وجاء بهاتين الصفتين الكبير من الكبر وهو العظمة يقال: يكبر بالضم يكثر عظم فهو كثير والمتعال من العلو إشعارًا بأن من ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2161)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 365)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2359)، والضعيفة (2140): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 133)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2851).

عرف عظمته تعالى وعلو شأنه حقرت نفسه عليه ولم ير لها حقا فما جزاء المتكبر على الكبرياء إلا نسيانه عظمة خالقه في ذلك إعلام بأنه لا يتكبر إلا من لم يعرف مولاه ومن هنا كان الكبر أقبح الذنوب. (بئس العبد عبد تجبر) بالجيم وتشديد الموحدة وهو القهر أي قهر العباد. (واعتدى) عليهم بظلمه إياهم. (ونسي الجبار) الذي قهر عباده على ما أراد من أمر ونهي وقيل هو العالي فوق خلقه. (الأعلى) أي الذي له العلو الحقيقي وفي الإتيان بالصفتين ما في الأول من الإعلام بأنه لا يتجبر ويتعدى إلا من نسي من له الجبروت والعلو. (بئس العبد عبد سها) أي عما أمره الله به فلم يأت به وعن ما نهاه عنه فلم يجتنبه. (ولهى) عن الله بدنياه وشهواته. (ونسي) ما إليه ينتهي من (المقابر والبلى) فإنه لا يسهو عما يجب عليه ويلهو بما لديه إلا من لم يذكر ما يؤل حاله إليه (بئس العبد عبد عتا) من العتو وهو التجبر والتكبر وقد عتا يعتو فهو عاتٍ. (وطغى) من الطغيان وهو مجاوزة الحد في الشر. (ونسي المبتدى) أي ابتداء خلقته وأنه من ماء مهين فإنه لا يعتو من ذكر مبدأ خلقه وطول لبثه في الرحم وطفوليته. (والمنتهي) أي ما ينتهي إليه حاله من حلول اللحود وسيلان القيح من محاسنه وأنه مأكله الدود مع عقاب وحساب فلو عقل الحال الذي هو فيه لعلم أنه أقل من لا شيء أوله من ظلمات الأرحام وآخره في الظلمات تحت الرحام. (بئس العبد عبد يختل الدنيا بالدين) يختل بالخاء المعجمة ومثناة فوقية مكسورة من ختل الذئب الصيد إذا تخفا وختل الصائد الصيد إذا مشى قليلاً قليلاً لئلا يحس به أي يطلب الدنيا بعمل الآخرة بخداع شبه فعل من يرى ورعًا دينًا ليتوصل به إلى المطالب الدنيوية يختل الذئب والصائد أي أنه عبد جعل دينه خياله للدنيا ومثله (بئس العبد عبد يختل الدين بالشبهات) أي يتخذ الشبهات شبكة يتصدى بها الدين وإذا لاح الأمر الديني أثر التسمية عليه زاعماً أنها من الدين خداعاً

ومكراً (بئس العبد عبد طَمَعٍ يقوده) قيل تقديره ذو طمع أي أنه جعل نفسه كالذلول في يد الأطماع يقوده إلى كل ما لا يرضاه ربه. (بئس العبد عبد هوى يضله) مقصور هو إرادة النفس لشهوتها. (بئس العبد عبد رغب) بفتح الراء والمعجمة فموحدة أي رغبة في الدنيا قال القاضي: الرغب شرّه الطعام وأصله سعة الجوف وقيل إنه سعة الأمل وطلب الكثير. (يُزِلُهُ) بضم المثناة وكسر الزاي أي يخرجه عن التقيد بالأمر الشرعي. واعلم: أن الحديث سيق للنهي عن هذه الصفات لأنه في قوة أذم عبداً اتصف بما ذكر ومن ذمه الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فلا يذم إلا على إتيانه ما حرمه تعالى وقد أفاد النهي عنها وعن الاتصاف بها ولكن سلك طريقه في النهي أبلغ من الإتيان بصيغته. (ت ك هب) عن أسماء) بفتح همزها ممدود تقدم بنت عميس بمهملتين تقدما قال البيهقي في الشعب إسناده ضعيف انتهى ومثله ذكر البغوي والمنذري وصححه الحاكم ورده الذهبي وقال إسناده مظلم، (طب هب) (¬1) عن نعيم) بضم نونه (ابن همار) بفتح الهاء وتشديد الميم آخره راء وقد يقال هبار بالموحدة كذا فيما قوبل على خط المصنف في نسخة الشارح خمَّار ثم قال غير الذهبي الصحيح همار وقال الهيثمي: فيه طلحة بن زيد الرقي ضعيف. 3165 - "بئس العبد المحتكر: إن أرخص الله تعالى الأسعار حزن، وإن أغلاها الله فرح". (طب هب) عن معاذ. (بئس العبد المحتكر) أي حابس القوت الذي تعم حاجة الناسي إليه قصدًا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2448)، والحاكم (4/ 316)، والبيهقي في الشعب (8181) عن أسماء بنت عميس، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 358)، والبيهقي في الشعب (8182)، والطبراني في الكبير (24/ 156) رقم (401) عن نعيم بن همار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2350).

للغلاء وقوله: (إن أرخص الله تعالى الأسعار حزن، وإن أغلاها الله فرح) استئنافية كأنه قيل: بماذا يذم؟ وفيه ذم من يفرح بما يحزن الناس ويحزن بما يفرحون به مما يعود على مصالح الدنيا وقوام الأديان، قال القاضي: السعر القيمة التي يشفع بها البيع في الأسواق سميت به لأنها ترتفع التركيب لما له ارتفاع. (طب هب) (¬1) عن معاذ) فيه بقية، والكلام فيه معروف، وثور بن يزيد ثقة, مشهور بالقدر. 3166 - "بئس البيت الحمام: ترفع فيه الأصوات، وتكشف فيه العورات". (عد) عن ابن عباس. (بئس البيت الحمام: ترفع فيه الأصوات) لغير حاجة وقد نهي عن رفعها وقيل لأن رفعها يشوش القلب عن الذكر. (وتكشف فيه العورات) أي أنه مظنة ذلك والغالب فيه. (عد) (¬2) عن ابن عباس) فيه صالح بن أحمد القيراطي البزار، قال الدارقطني: متروك كذاب متروك دجال أدركناه ولم نكتب عنه، وقال ابن عدي: يسرق الحديث ثم ساق له هذا الخبر. 3167 - "بئس البيت الحمام: بيت لا يستر، وماء لا يطهر" (هب) عن عائشة (بئس البيت الحمام: بيت لا يستر) أي أنه مظنة ذلك. (وماء لا يطهر) بضم التحتانية المثناة وكسر الهاء مع تشديد الطاء وذلك لأن غالب أمواهه النجاسة والاستعمال. (هب) (¬3) عن عائشة) فيه يحيى بن أبي طالب عن أبي حيان وثقه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 95) (186)، والبيهقي في الشعب (11215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2351). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 222)، وانظر العلل المتناهية (1/ 339)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2349). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7772)، وانظر الميزان (3/ 395)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2348)، والضعيفة (2312).

الدارقطني، وقال موسى بن هارون أشهد أنه يكذب وضعفه النسائي والدارقطني أفاد في الميزان. 3168 - "بئس الشعب جياد، تخرج الدابة فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها ما بين الخافقين". (طب) عن أبي هريرة. (بئس الشعب) بكسر المعجمة الطريق أو الطريق في الجبل. (جياد) بكسر الجيم وتخفيف التحتية المثناة آخره مهملة موضع بمكة معروف وبين وجه ذمه لما استأنف (تخرج الدابة) التي من أشراط الساعة. (فتصرخ ثلاث صرخات فيسمعها ما بين الخافقين) الخافقان هما المشرق والمغرب أو طرفا السماء والأرض وفيه جواز ذم الأماكن التي تخرج منها المفزعات. (طب) (¬1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه رباح بن عبيد الله بن عمرو وهو ضعيف. 3169 - "بئس الطعام طعام العرس: يطعمه الأغنياء، ويمنعه المساكين". (قط) في زوائد ابن مردك عن أبي هريرة. (بئس الطعام طعام العرس: يطعمه الأغنياء، ويمنعه المساكين) يؤخذ منه أنه لو لم يمنع المساكين لما كان مذموماً فإنه بئس الذم لكونه يطعمه الأغنياء لأن الإطعام محمود لغني أو فقير إنما الذم لمنع المساكين، إن قلت: الذم للطعام ما وجهه؟ قلت: الذم لأهله فإنهم الذين يدعون أوله لأنه طعام لا يحبه الله تعالى يمنع من يستحقه. (قط) في فوائد ابن موكل (¬2) عن أبي هريرة). 3170 - "بئس القوم قوم لا ينزلون الضيف" (هب) عن عقبة بن عامر. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4317)، وانظر المجمع (8/ 7)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2352)، والضعيفة (3375). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 494)، وابن عدي في الكامل (6/ 194)، وانظر العلل المتناهية (2/ 626)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2353).

(بئس القوم قوم لا ينزلون الضيف) أي لا يضيفونه بأن يترك إضافته أهل محل مثلاً فلا يضيفه منهم أحد فوجه الذم عليهم الجميع لأنه دليل التهاون بالدين. (هب) (¬1) عن عقبة بن عامر) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة. 3171 - "بئس القوم قوم يمشي المؤمن فيهم بالتقية والكتمان". (فر) عن ابن مسعود. (بئس القوم قوم يمشي المؤمن فيهم بالتقية) أي لشرهم أن ينزلوه به، (والكتمان) لأمره مخافة منهم، وفيه أن الممدوحين من الناس من استوى ظاهرهم وباطنهم. (فر) (¬2) عن ابن مسعود) فيه يحيى بن سعيد العطار، قال في الضعفاء (¬3) قال ابن عدي: بيّن الضعف عن سوار بن مصعب، قال النسائي: متروك وقال البخاري: منكر الحديث ثم ساق من مناكيره هذا الخبر. 3172 - "بئس الكسب أجر الزمار، وثمن الكلب". أبو بكر بن مقسم في جزئه عن أبي هريرة. (بئس الكسب أجر الزمارة) بفتح الزاي وتشديد الميم بعد ألفه راء كذا في النهاية (¬4) والقاموس وهي المغنية وقيل أنها بتقديم الراء والزاي آخره من الرمز الإشارة بنحو حاجب أو عين والزواني يفعلنه، قال ثعلب: الزمّارة البغي الحسناء. (وثمن الكلب) عام لكلب الصيد وغيره وعليه أعامة المحدثين وأما حديث جابر ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8384)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2354)، والضعيفة (2025). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2145)، وابن عدي في الكامل (3/ 455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2355)، وقال في الضعيفة (2141): ضعيف جداً. (¬3) انظر الضعفاء (2/ 735). (¬4) انظر النهاية (2/ 312)، والقاموس (2/ 40).

عند الترمذي "نهى عن ثمن الكلب إلا كلب الصيد" ونظائره من أحاديث وردت بمعناه فإنها قد ضعفت زيادة الاستثناء، وأطال ابن القيم ذلك في الهدي (¬1). (أبو بكر بن مقسم) بضم الميم وكسر السين المهملة (في جزئه (¬2) عن أبي هريرة). 3173 - "بئس مطية الرجل "زعموا". (حم د) عن حذيفة. (بئس مطية الرجل) أي بعيره فعيلة بمعنى مفعولة. (زعموا) قال الخطابي: أصل هذا أن الرجل إذا أراد الظعن لحاجته والسير لبلد ركب مطية وسار فشبه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ما تقدم الرجل أمام كلامه ويتوصل به لحاجته من قولهم زعموا بالمطية وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا يثبت قدم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من الحديث ما هذا سبيله وأمر بالتعريف فيما يحكى والتثبت فيه لا يرويه حتى يجده معزواً إلى ثبت انتهى، قلت: ومثله قالوا ونحوها. (حم د) (¬3) عن حذيفة) قال الذهبي في المهذب: فيه إرسال وقال ابن عساكر في الأطراف: حديث منقطع لأنه من رواية عبد الله ابن زيد الجرمي عن حذيفة وهو لم يسمع منه. 3174 - "بئسما لأحدكم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي". (حم ق ت ن) عن ابن مسعود (صح). (بئسما) كلمة ما نكرة موصوفة أتى بها تمييزًا للمستتر في بئس وهو فاعلها. (لأحدكم أن يقول) المخصوص بالذم. (نسيت آية كيت وكيت) بفتح المثناة الفوقية أفصح من كسرها، قيل وجه النهي عنه دلالته على أنه فرط في تلاوة كتاب الله وقيل إن هذا كان خاصاً بزمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان من ضروب ¬

_ (¬1) زاد المعاد (5/ 679). (¬2) أخرجه أبو بكر بن مقسم في جزئه كما في الكنز (9380)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2356)، والضعيفة (3374): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 401)، وأبو داود (4972)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2846)، والصحيحة (866).

النسخ نسيان الشيء الذي أنزل فكأنه في قوة نسخت آية كيت وكيت ويدل عليه قوله (بل هو أنسي) فنهوا عن نسبة ذلك إليهم، وإنما الله الذي أنساه، ذكره الخطابي. قلت: ويحتمل أنه نهى عن نسبة النسيان إلى نفسه وإضافته إلى الشيطان؛ لا أن ثابتة ضمير الرب تعالى كما لأنه ثابت كما قال تعالى: (وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} [الكهف: 63] فيكون تأدبًا في حق القرآن أن ينسب الإنسان نسيانه إلى نفسه لأنه تقصير في حق كتاب الله تعالى بل الشيطان أنساه لتعاطيه أسبابه. (حم ق ت ن) (¬1) عن ابن مسعود). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 417)، والبخاري (5032)، ومسلم (790)، والترمذي (2942)، والنسائي (2/ 154).

فصل في المحلى بأل من هذه الحروف

فصل في المحلى بأل من هذه الحروف 3175 - " البادئ بالسلام بريء من الصرم". (حل) عن ابن مسعود. (البادئ بالسلام بريء من الصُّرم) بضم المهملة وسكون الراء وقيل بفتح الصاد وهو الهجر والقطيعة وهذا بيان لما يخرج من هجر الرجل لأخيه وأن من لقي أخاه فبدأه بالسلام غير داخل في وعيد من هجر أخاه. (حل) (¬1) عن ابن مسعود) قال مخرجه أبو نعيم: غريب تفرد به عن الثوري ابن مهدي. 3176 - "البادئ بالسلام بريء من الكبر". (هب خط) في الجامع عن ابن مسعود. (البادئ بالسلام بريء من الكبر) هذا في من يلقى صاحبه وهما شيئان في الوصف أي لا يكون أحدهما راكباً والآخر ماشياً أو ماشياً والآخر قاعدًا إلى غير ذلك، وإلا فالراكب يبدأ الماشي والقائم القاعد كما يفيده الحديث الآتي. (هب خط) (¬2) في الجامع عن ابن مسعود) فيه أبو الأحوص قال ابن معين: وليس بشيء، وأورده الذهبي في الضعفاء (¬3). 3177 - "البحر من جهنم". أبو مسلم الكجي في سننه (ك هق) عن يعلي بن أمية. (البحر من جهنم) قيل كناية عن أنه ينبغي تجنبه ولا يلقي العاقل نفسه في المهالك، ومواضع الأخطار إلا لأمر ديني، فالقصد بالحديث تهويل شأن البحر ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم (7/ 134)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2364)، والضعيفة (1751). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (8786)، والخطيب في جامعه (1/ 397)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2365). (¬3) انظر المغني (2/ 768).

وعظم خطر ركوبه، قلت: ويحتمل أنه يكون موضعاً لجهنم كما في تفسير {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير: 6] أن المراد ملئت ناراً. أبو مسلم الكجي في سننه تقدم بيان حاله وذكرنا إما لم يعرف إلى ما نسب حتى رأينا أنه نسبة إلى الكج وهو الحض قيل له ذلك لأنه كان يبني داره بالبصرة وكان يقول: هاتوا الكج، وكثر ذلك منه فنسب إليه. (ك هق) (¬1) عن يعلي بن أمية تقدم أن أميه أبوه ومنية بضم الميم وسكون النون وفتح التحتية أمه، وأنه تارة ينسب إلى أبيه وتارة إلى أمه، وفيه محمَّد بن حيي، قال الذهبي: لا أعرفه. 3178 - "البحر الطهور ماؤه الحل ميتته". (هـ) عن أبي هريرة. (البحر) اللام للجنس. (الطهور) بفتح الطاء. (ماؤه) أي البالغ في التطهير ماؤه، والحديث أصل من أصول الإِسلام تلقته الأمة بالقبول، وتداوله فقهاء الأمصار في سائر الأعصار في جميع الأقطار ورواه الأئمة الكبار مالك والشافعي وأحمد والأربعة وغيرهم في عدة طرق، قيل: يا رسول الله، إنا نركب البحر ونحن معنا القليل من الماء، فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر؟ فأجاب به، ولم يقل: نعم، بل أجاب بما ذكر لتقرير الحكم لغلبته وهي الطهورية المتناهية في بابها، ودفعاً لما يتوهم من لفظ نعم، من العمل على الجواز، وزاده في البيان بقوله. (والحل ميتته) لعلمه أنه قد يعوزهم الزاد فيه كما يعوزهم الماء فلما جمعتهما الحاجة انتظم الجواب بهما، والمراد بميتته أي من دوابه المنسوبة إليه لا غيرها، قال اليعمري: وهذان الحكمان عامان وليسا في مرتبة واحدة إذ لا خلاف في العموم في حل ميتته لأنه عام مبتدأ لا في معرض جواب بخلاف الأول فإنه في معرض الجواب عن متأول عنه، والثاني ورد مبتدأ بطريق ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 596)، والبيهقي في السنن (4/ 334)، وأحمد (4/ 223)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2366).

الاستقلال فلا خلاف في عمومه عند العاملين به ولو قيل في الأول إذ المسئول عنه وقع عن الوضوء فكان ماؤه طهوراً يفيد الوضوء وغيره فهو أعم من المسئول عنه لكان له وجه. (هـ) (¬1) عن أبي هريرة) قال الترمذي: حسن صحيح، وسألت عنه البخاري فقال: صحيح، وصححه ابن خزيمة وابن حبان وابن مندة وغيرهم وإنما اقتصر المصنف على ابن ماجه لأنه بلفظ البحر في أوله عنده. 3179 - "البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي عليّ". (حم ت ن حب ك) عن الحسين. (البخيل) أي كامل البخل أفاده تعريف المبتدئ. (من ذكرتُ عنده) أي ذكر اسمي عنده، قال في الإتحاف: وكذا ذكر كنيته وصفته وما يتعلق به من معجزاته. (فلم يصلي عليّ) لأنه بخل على نفسه حيث حرمها أجر الصلاة على رسوله - صلى الله عليه وسلم -. (حم ت ن حب ك) (¬2) عن الحسين قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 3180 - "البذاءة شؤم، وسوء الملكة لؤم". (طب) عن أبي الدرداء. (البذاءة) بفتح الباء وبالهمز والمد ويقصر الفحش. (شؤم) خلاف اليمن أي شؤم على صاحبه؛ لأنه يفتح عليه الشر قالوا: ودواء من ابتلي به تعويد لسانه الجميل ولزوم الصمت والذكر؛ فإن الإكثار منه يزيل هذا الداء، وتقدم الكلام في. (سوء الملكة) والإخبار هنا عنها بأنها. (لؤم) أي من لؤم صاحبه لأنه لا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (83)، والترمذي (69)، وابن ماجة (3246)، وابن حبان (5258)، وانظر علل الترمذي (1/ 41)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2877)، وراجع للتفصيل: أجوبة ابن سيد الناس بتحقيقنا. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 201)، والترمذي (3546)، والنسائي في السنن الكبرى (8100) وابن حبان (909)، والحاكم (1/ 734)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2878).

يسئ إلى من تحت يده إلا للؤم طبعه. (طب) (¬1) عن أبي الدرداء) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن عراده وثقه أبو داود وضعفه ابن معين. 3181 - "البذاذة من الإيمان". (حم هـ ك) عن أبي أمامة الحارثي. (البذاذة) سبب الحديث عن راويه قال: ذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنده يوما الدنيء فقال: "ألا تسمعون ألا تسمعون: البذاذة ... " الحديث، والبذاذة بذالين معجمتين قال الراوي: يعني التقحل بالقاف وحاء مهملة رقة الهيئة وترك الترفه وعدم التأنق والتنعم في البدن والملبس إيثاراً للخمول بين الناس. (من الإيمان) أي من أخلاق أهل الإيمان وصفتهم وهذا لمن قصده مع إظهاره لنعمة الله عليه لا أن فعله تفقر فإنه منهي عنه لأن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده. (حم هـ ك) (¬2) عن أبي أمامة الحارثي) قال الحافظ العراقي في أماليه: حديث حسن، وقال الديلمي: هو صحيح، وقال ابن حجر: حديث صحيح. 3182 - "البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس". (خد م ت) عن النواس بن سمعان (صح). (البر) سببه عن راويه أنه سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البر والإثم فذكره، والبر بالكسر الفعل المرضي وضده الفجور والإثم ولهذا قابله به، والبر بهذا المعنى عبارة عما اقتضاه الشارع وجوباً أو ندباً والإثم ما نهى عنه وقد يقابل بالعقوق ويراد به الإحسان، وأخبر عنه هنا بأنه (حسن الخلق) والحصر المستفاد من تعريف المبتدأ مجازي ادعائي كأنه لا بر إلا حسن الخلق، فإنه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (8/ 72)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2367). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 269)، وأبو داود (4161) , وابن ماجة (4118)، والحاكم (1/ 9)، وانظر فتح الباري (10/ 368)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2879)، والصحيحة (341).

مجمع كل خير ديني ودنيوي، وتقدم تفسير حسن الخلق وأنه يجمع أمهاته قوله "طلاقة الوجه" وكف الأذى وبذلك المعروف حسن الخلق. (والإثم ما حاك) بالحاء المهملة. (في صدرك) اختلج وتردد في القلب. (وكرهت أن يطلع عليه الناس) أي أفاضلهم وأعيانهم الذين يستحى منهم وفيه أنه قد جعل الله للإثم زاجراً في القلب ينقدح عنده. (خد م ت) (¬1) عن النواس) بفتح النون وتشديد الواو بن سمعان بكسر السين المهملة وفتحها صحابي. 3183 - "البر ما سكنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن له إليه النفس، ولم يطمأن له القلب وإن أفتاك المفتون". (حم) عن أبي ثعلبة. (البر ما سكنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن له إليه النفس، ولم يطمأن له القلب) سببه عن راويه قال: قلت يا رسول الله أخبرني بما يحل لي وبما يحرم فصعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وصوب فيَّ البصر ثم ذكره، وتقدم الكلام على صدره: وقوله. (وإن أفتاك المفتون) فيه أنه جعل القلوب مدركة للبر والإثم وأنه أقدم من إفتاء المفتين وذلك لأن على قلب المؤمن نوراً ينفذ فإذا ورد عليه الحق التقى هو ونور القلب فامتزجا واعترفا فاطمأن القلب وهش، وإذا ورد عليه الباطل نفر القلب منه ولم يمازجه فاضطرب القلب (حم) (¬2) عن أبي ثعلبة) تقدم ضبطه قال الهيثمي: رجاله ثقات. 3184 - "البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، اعمل ما شئت كما تدين تدان". (عب) عن أبي قلابة مرسلاً. (البر) بالكسر لا يبلى أي لا ينقطع ثوابه ولا يضيع بل هو باق عند الله تعالى ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (295)، ومسلم (2553)، والترمذي (2389). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 194)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2881).

وقيل أراد الإحسان إلى الناس. (لا يبلى) ثناؤه وذكره في الدنيا والآخرة والأول أظهر وقوله: (والذنب لا ينسى) أي لا بد من الجزاء عليه فإنه عند من لا يضل ولا ينسى، قال ابن القيم (¬1): وقد اغتر كثير من الناس بأن لا يرى أثر الذنب فينساه وهذه بلية قد أهلكت كثيراً من العلماء وكم أزالت من نعمة وأحلت من نقمة وما علم المغتر أن الذنب ينقض ولو بعد حين كما ينقض السم والجرح المندمل على دغل. (والديان) أي الله الذي يدين عباده بما عملوا. (لا يموت) بل هو حي دائم فلا يخاف الفوت ولا يعاجل عباده بالعقاب والأمر في: (اعمل ما شئت) للتهديد كما دل عليه قوله: (كما تدين) تجازي. (تدان) تجازى. (عب) (¬2) عن أبي قلابة مرسلاً ورواه الديلمي وأبو نعيم مسنداً عن ابن عمر يرفعه وفيه محمَّد بن عبد الملك الأنصاري ضعيف. 3185 - "البربري لا يجاوز إيمانه تراقيه". (طس) عن أبي هريرة. (البربري) البربري بفتح الباء مكرر هي والراء نسبة إلى البربر بزنة جعفر وهم قوم معروفون بين اليمن والحبشة كان أكثر سودان مكة منهم وسموا به نسبة إلى بربرة في كلامهم. (لا يجاوز إيمانه تراقيه) جمع ترقوة وهي ما بين ثغرة النحر والعاتق، قال الديلمي: زاد أنس في روايته "أتاهم قبلي نبي فذبحوه وطبخوه فأكلوا لحمه وحسوا مرقته" انتهى. (طس) (¬3) عن أبي هريرة). 3186 - "البركة في نواصي الخيل". (حم ق ن) عن أنس (صح). ¬

_ (¬1) طريق الهجرتين (ص: 379). (¬2) أخرجه معمر بن راشد في جامعه (11/ 178) عن أبي قلابة, والديلمي في الفردوس (2203)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 212) عن ابن عمر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2369)، والضعيفة (4124). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (205)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2368)، وقال في الضعيفة (3376): منكر.

(البركة في نواصي الخيل) أي النمو والزيادة في الخير في الخيل كنى بنواصيها عنها ويأتي تفسيرها بأنها الأجر والمغنم. (حم ق ن) (¬1) عن أنس. 3187 - "البركة في ثلاث: في جماعة، والثريد، والسحور". (طب هب) عن سلمان. (البركة في ثلاث: في جماعة) أي في صلاتها وفي الاجتماع على الطعام وفي الاجتماع في ما ينفع المسلمين (والثريد) الخبز باللحم كما تقدم. (والسحور) تقدم. (طب هب) (¬2) عن سلمان) قال الزين العراقي: رجاله معرفون بالثقة إلا عبد الله النصري فقال في الميزان لا يعرف، وقال الهيثمي: فيه النصري وبقية رجاله ثقات. 3188 - "البركة في صغر القرص، وطول الرشاء، وقصر الجدول". أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس السلفي في الطيوريات عن ابن عمر. (البركة في صغر القرص) أي أنه تعالى جعل فيه البركة وحث على تصغير الأقراص ليبارك في الطعام. (وطول الرشاء) بكسر الراء الذي يستقى به. (وقصر الجدول) النهر الصغير فالقصد أقصر بركة ونفعًا في سقى الأشجار والزرع. أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس والسلفي بكسر المهملة وفتح اللام الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمَّد بن سلفة الأصبهاني (¬3) حافظ رحال مرحول ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 114)، والبخاري (2851)، ومسلم (1874)، والنسائي (6/ 221). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 251) رقم (6127)، والبيهقي في الشعب (7520)، وانظر المجمع (3/ 151)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2882)، وحسنه في الصحيحة (1045). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2196)، وانظر المصنوع (1/ 76)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2372)، والضعيفة (3377): موضوع.

إليه، في الطيوريات نسبة إلى الطيور ثم جمع بالألف والياء كأن المراد قصة طيورية ثم جمعت ولا أدري ما أراد بهذا التسمية، عن ابن عمر قال ابن الجوزي: قال النسائي: هذا حديث كذب. 3189 - "البركة في المماسحة". (د) في مراسله عن محمَّد بن سعد. (البركة في المماسحة) أي في المصافحة في البيع أو فيه وفي غيره عند ملاقاة الإخوان. (د) (¬1) في مراسيله عن خالد بن بن أبي مالك قال بايعت محمَّد بن سعد بسلعة فقال: هات يدك أماسحك فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "البركة في المماسحة"، عن محمَّد بن سعد ابن منيع الهاشمي مولاهم البصري نزيل بغداد كاتب الواقدي صدوق مات سنة 130 هـ. 3190 - "البركة مع أكابركم". (حب حل ك هب) عن ابن عباس. (البركة مع أكابركم) يعني الشيوخ؛ لأنه قد سكن شرهم ولزموا الوقار وعرفوا مواضع الخير أو المراد من له منصب القلم وإن صغر سنه وقال شارح الشهاب هذا حث على طلب البركة في الأمور والنجح في الحاجات بمراجعة الأكابر لما خصوا به من سبق الوجود وتجربة الأمور وسالف عبادة المعبود. (حب حل ك هب) (¬2) عن ابن عباس، قال الديلمي: صحيح، وقال البغدادي: حسن لكن، قال الهيثمي: فيه نعيم بن حماد وثقه جمع وضعف وبقية رجاله رجال الصحيح انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في مراسيله (168)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2371). (¬2) أخرجه ابن حبان (559)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 172)، والحاكم (1/ 62)، والبيهقي في الشعب (11004)، والخطيب في تاريخه (11/ 165)، والديلمي في الفردوس (2193)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 15)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2884)، والصحيحة (1778).

3191 - "البركة في أكابرنا، فمن لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا". (طب) عن أبي أمامة. (البركة في أكابرنا) أي أيها المؤمنون لا في الملل ثم استطرد - صلى الله عليه وسلم - الحث على رحمة الصغير بقوله: (فمن لم يرحم صغيرنا) بأن يلاطفه ويرفق به ويعينه على الخير. (ويجل كبيرنا) أي يعظمه ويوقره. (فليس منا) أي على طريقتنا لأن سبيلنا رحمة الصغير وتوقير الكبير. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه علي بن زيد الإلهاني وهو ضعيف. 3192 - "البزاق، والمخاط، والحيض، والنعاس، في الصلاة من الشيطان". (هـ) عن دينار. (البزاق) بالزاي البصاق. (والمخاط، والحيض، والنعاس) بعين مهملة كما في خط المصنف وفي نسخة والنفاس بالفاء وهو غلط من النساخ. (في الصلاة من الشيطان) يعني أنه يحبه ويرضاه ويحب على ترقب وفيه من فاعله. (هـ) (¬2) عن دينار) قال مغلطاي: هو ضعيف لضعف ثابت بن عدي وغيره يعني أحد رواته. 3193 - "البزاق في المسجد سيئة, ودفنه حسنة". (حم طب) عن أبي أمامة. (البزاق في زاوية المسجد سيئة) حرام معاقب عليه لأنه إهانة للمسجد وتقذيره لحق الله. (ودفنه حسنة) أي في تربة المسجد يكفر ذلك تلك السيئة، قيل: هذا إذا كانت أرض المسجد تربة وأما إذا كانت مبلطة أو مرخمة فإن دلكها فيه ليس دفنا بل زيادة تقذير له فليجعلها في ثوبه قال القفال الحديث محمول ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 227) رقم (7895)، وانظر المجمع (5/ 81)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2370): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن ماجة (969)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2373)، والضعيفة (3378).

على ما يخرج من الفم وينزل في الرأس أما ما يخرج من الصدر فلا يدفن بل نجس, قال ابن حجر: هذا على اختياره وينبغي التفصيل فيما إذا خالط البصاق نحو دم فيحرم دفنه وأما إذا لم يخالطه فيحل. (حم طب) (¬1) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 3194 - "البصاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها". (ق3) عن أنس (صح). (البصاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها). (ق 3) (¬2) عن أنس). 3195 - "البضع ما بين الثلاث إلى التسع". (طب) وابن مردويه عن دينار بن مكرم. (البضع) بكسر الباء وهذا كأنه ورد تفسيرًا للبضع الذي في الآية في الروم. (ما بين الثلاث) قيل أي من الآحاد فلا يكون الست مثلاً بضعا. (إلى التسع). (طب) وابن مردويه (¬3) عن نيار بكسر النون ثم تحتية مثناة بن مكرم بضم الميم وتشديد الراء وفتح الكاف صحابي، قال الهيثمي: فيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو متروك. 3196 - "البطن والغرق شهادة". (طس) عن أبي هريرة. (البطن) أي الموت بداء البطن. (والغرق) أي الموت بالوقوع في الماء. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 260)، والطبراني في الكبير (8/ 284) رقم (8091)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 18)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2885). (¬2) أخرجه البخاري (440)، ومسلم (552)، وأبو داود (475)، والترمذي (572)، والنسائي (2/ 50) لم يشرحه الصنعاني. (¬3) أخرجه الطبري في تفسيره (21/ 18)، والطبراني في الأوسط (7266)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 89)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2887).

(شهادة) أي له أجر الشهيد. (طس) (¬1) عن أبي هريرة قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 3197 - "البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا، ويذهب بالداء أصلاً". ابن عساكر عن بعض عمات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: شاذ لا يصح. (البطيخ) قال ابن القيم (¬2): الأخضر، وقال العراقي: الأصفر لأنه المعروف عندهم والمراد أكله على الريق أو مع الخلو. (يغسل البطن) أي عن الأوساخ والأخلاط الضارة. (غسلاً) تأكيد إفادة أنه غسل نافع وزاده تأكيداً قوله. (ويذهب بالداء أصلاً) أي من أصله سواء كان في البطن أو في غيره. (ابن عساكر (¬3) عن بعض عمات النبي - صلى الله عليه وسلم -) لا يضر عدم تعينها لما عرف من أن كل الصحابة عدول (وقال) أي ابن عساكر: (شاذ لا يصح) فيه أحمد بن يعقوب بن عبد الجبار الجرجاني قال البيهقي روى أحاديث موضوعة لا أستحل رواية شيء منها ومنها هذا الخبر. 3198 - "البغايا التي ينكحن أنفسهن بغير بينة" (ت) عن ابن عباس. (البغايا) بالغين المعجمة جمع بغي بالتشديد وهي الفاجرة التي تبغ الرجال. (اللاتي ينكحن أنفسهن) أراد به الوطء أو التراضي الشبيه بالعقد. (بغير بينة) أراد بالبينة الإشهاد والولي لأنها التي اعتبرها الشارع كاعتباره الشاهدين بينة على الحقوق وفيه مأخذ أن المهر ليس شرط. (ت) (¬4) عن ابن عباس) قال الترمذي: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8006)، وانظر المجمع (5/ 301)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2888). (¬2) زاد المعاد (4/ 263). (¬3) أخرجه ابن عساكر (6/ 102) (36/ 141)، وانظر الميزان (1/ 313)، واللسان (1/ 326)، وفيض القدير (3/ 221)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2374)، والضعيفة (167). (¬4) أخرجه الترمذي (1103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2375).

لم يرفعه غير عبد الأعلى ووقفه مرة والوقف أصح انتهى، قال الذهبي عبد الأعلى ثقة. 3199 - "البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة". (حم د) عن جابر. (البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة). (حم د) (¬1) عن جابر. 3200 - "البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة في الأضاحي". (طب) عن ابن مسعود. (البقرة) ومثلها الثور تجزئ. (عن سبعة) في الأضاحي. (والجزور) من الإبل خاصة يطلق على الذكر والأنثى من الجزر القطع يجزئ. (عن سبعة في الأضاحي). (طب) (¬2) عن ابن مسعود) قال ابن العربي قال بهذا العلماء جميعاً إلا مالكاً وليس لهذا الحديث تأويل ولا يرده القياس انتهى. واعلم أنه قد أخرج الترمذي من حديث ابن عباس وحسنه "أن الجزور عن عشرة" (¬3) وبه أخذ كثير من الآل وإسحاق بن راهويه. 3201 - "البكاء من الرحمة, والصراخ من الشيطان". ابن سعد عن بكير بن عبد الله ابن الأشج مرسلاً. قوله (البكاء) أي دمع العين من غير صوت. (من الرحمة) أي رقة القلب وتأثره عما يقتضي البكاء. (والصراخ) الصوت. (من الشيطان) لأنه ينافي الرضا ويشعر بالجزع وهما محبوبان للشيطان أو أنه في شعاره وصفاته وأنه إذا أصيب صرخ. ابن سعد (¬4) عن بكير بالموحدة أوله مصغر ابن عبد الله الأشج بالمعجمة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 304)، وأبو داود (2807)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2889). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 83) رقم (10026)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2890). (¬3) أخرجه الترمذي (904). (¬4) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2376)، والضعيفة =

والجيم المدني مرسلاً. 3202 - "البلاء موكل بالقول". ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن الحسن مرسلاً (هب) عنه عن أنس. (البلاء موكل بالقول) قال الديلمي البلاء الامتحان والاختبار ويكون حسناً ويكون سيئاً والله يبلو عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره ويبلوه بما يكره ليمتحن صبره ومعنى الحديث أن العبد في سلامة ما سكت فإذا تكلم عرف ما عنده بمحنة النطق فيتعرض للخطر أو للظفر قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ أنت في سلامة ما سكت فإذا تكلمت فلك أو عليك ويحتمل أن يريد التحذير من سرعة النطق بغير تثبت حرف بلا لا تطيق دفعه وقد قيل اللسان ذنب الإنسان، قلت: ويحتمل أن يراد أن البلاء الذي قدره على العبد موكل مترصد لما ينطق به فإن نطق به نزل وإلا فلا نظير قوله: يقال بما تهوى يكن فلقلَّ ما يقال بشيء كان إلا تحقق. (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن الحسن مرسلاً (هب) (¬1) عنه عن أنس)، قال البيهقي: تفرد به أبو جعفر بن فاطمة البصري وهو ضعيف ورواه القضاعي وقال بعض شراحه غريب جداً. 3203 - "البلاء موكل، ما قال عبد لشيء: "والله لا أفعله أبداً" إلا ترك الشيطان كل عمل وولع بذلك منه حتى يؤثمه" (هب خط) عن أبي الدرداء. (البلاء موكل) بالمنطق. (ما قال عبد لشيء: والله لا أفعله أبدًا) أي ما عزم حالفاً على ترك أي أمر. (إلا ترك الشيطان كل عمل، وولع) الشيطان شغف. (بذلك) الشيء المحلوف منه. (منه) على ألا يفعل أي بالإغراء والتزيين له ¬

_ = (3380). (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (149)، والبيهقي في الشعب (4948)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2377) والضعيفة (3381).

وألفت في ذروة الحالف والغارب على أن يفعله حتى يفعله ولذا قال: (حتى يؤثمه) أي يجعله آثما بفعله وفجوره والحديث تحذير عن الحلف على ترك أمر من الأمور فما هو إلا إغراء لشيطان يحمله عليه. (هب خط) (¬1) عن أبي الدرداء) فيه هشام بن عمار (¬2) قال أبو حاتم: صدوق، وقد تغير كان كلما لقن يلقن وقال أبو داود: حدث بأرجح من أربعمائة حديث لا أصل لها، وفيه محمَّد بن عيسى بن سميع الدمشقي (¬3)، قال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال ابن عدي: لا بأس به، وفيه محمَّد بن أبي الزعزعة (¬4) وهما اثنان أحدهما كذاب والآخر مجروح. 3204 - "البلاء موكل بالمنطق". القضاعي عن حذيفة, وابن سمعان في تاريخه عن علي. (البلاء موكل بالمنطق) هو شاهد للأول. (القضاعي (¬5) عن حذيفة) القضاعي وابن السمعاني في تاريخه عن علي) وأخرجه البخاري في الأدب عن ابن مسعود. نكتة: في تاريخ الخطيب (¬6) اجتمع الترمذي والكسائي عند الرشيد فقدموا الكسائي يصلي جهرية فارتج عليه في قراءة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فقال ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4949)، والخطيب في تاريخه (7/ 389)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2378). (¬2) انظر الميزان (7/ 86)، والمغني (2/ 711). (¬3) انظر ضعفاء العقيلي (4/ 115)، وابن عدي في الكامل (6/ 246). (¬4) انظر ضعفاء العقيلي (4/ 67)، وضعفاء ابن الجوزي (3/ 59). (¬5) أخرجه القضاعي في الشهاب (227) عن حذيفة, و (228) عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2379). (¬6) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 408).

الترمذي: قارئ الكوفة يرتج عليه في هذه فحضرت جهرية أخرى فقام الترمذي فارتج عليه في الفاتحة فقال الكسائي: احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق 3205 - "البلاء موكل بالمنطق، فلو أن رجل عير رجلاً برضاع كلبة لرضعها". (خط) عن ابن مسعود. (البلاء موكل بالمنطق، فلو أن رجل عير رجلاً برضاع كلبة لرضعها) أي أن التعيير سبب للوقوع في عين ما وقع فيه المعير وهذه الأحاديث كلها في الإرشاد إلى حفظ اللسان وأن إطلاقها سبب للبلاء في الدارين. (خط) (¬1) عن ابن مسعود) قال الخطيب بعد إخراجه في ترجمة نصر الخراساني: نقل جمع أنه كذاب خبيث انتهى. 3206 - "البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، فحيثما أصبت خيراً فأقم". (حم) عن الزبير. (البلاد بلاد الله، والعباد عباد الله، فحيثما أصبت خيراً فأقم) هذا مشتق من قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت: 56] والمراد بإصابة الخير المديني والدنيوي ولإن الأخير تعيين على الأول، والحديث إعلام بأنه لا فضل لبلاد على بلاد ولا بالبقاء بين قوم على البقاء بين غيرهم بل الكل لله ملكًا ويشبه فهم من هذه الجهة سواء ولكن الملاحظ في الأمرين إصابة الخير وهو ظاهر في أنه لا فضل للزوم الوطن والإقامة به على الإقامة بغيره، قال الغزالي: إذا كان النزوع عن الوطن أسلم للدين وأعون على العبادة فهو الأولى وإلا فإيثار الوطن أولى ومثله قاله جار الله (¬2) في تفسير الآية. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 279)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2380): ضعيف جداً. (¬2) الكشاف (ص: 1103).

(حم) (¬1) عن الزبير) قال العراقي: سنده ضعيف، قال تلميذه الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم وتبعه السخاوي وغيره، ورواه الدارقطني عن عائشة وفيه أحمد بن عتبة بن ناصح له مناكير. 3207 - "البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض". (هب) عن عائشة. (البيت الذي يقرأ فيه القرآن يتراءى لأهل السماء كما تتراءى النجوم لأهل الأرض) أي يصير بنور التلاوة في الإنارة كالنجم والمراد التلاوة بإخلاص وتدبر. (هب) (¬2) عن عائشة). 3208 - "البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، عن كتماً وكذباً محقت بركة بيعهما". (حم ق3) عن حكيم بن حزام. (البيعان) بتشديد المثناة التحتية قال الزمخشري (¬3): تثنية بيع فيعل من باع بمعنى اشترى كلين من لان أي البائع والمشتري، إما تغليباً أو حقيقة لأن كلا منهما باع ما له بمال الآخر وما يلزم. (بالخيار) أي لكل واحد منهما إمضائه البيع وفسخه والباء متعلقة بمقدر أي يتعاملان، قيل: ولا يصح تعلقها بالتعيين لأنه يستفاد منه أن الخيار مشروطاً بينهما في العقد وليس مراد الحديث ذلك بل غرضه إذا تعاقدا كان لهما الخيار غالباً للملابسة. (ما لم يتفرقا) أي بالأبدان لأنه المتبادر من الاشتراط ومن حمله على التفرق بالأقوال وحمل البيعان على المتساومين فقد خالف الظاهر بلا موجب. (فإن صدقا) في كل ما يتعلق بالثمن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 166)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 72)، وكشف الخفاء (1/ 342)، والدارقطني (4/ 217) عن عائشة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2381). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (1982)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2382). (¬3) الفائق (1/ 348).

والمثمن. (وبينا) أي ما يحتاج إلى البيان من نحو عيب وإخبار بالثمن وعدم غش منهما. (بورك لهما في بيعهما) أي جعله الله بيعا مباركاً يبارك في ثمنه وسلعته. (وإن كتما وكذبا محقت بركتهما) أي أذهب الله البركة وأبطلها. (حم ق 3) (¬1) عن حكيم بن حزام). 3209 - "البيعان إذا اختلفا في البيع ترادا البيع" (طب) عن ابن مسعود. (البيعان إذا اختلفا في البيع) سببه أن ابن مسعود باع الأشعث شيئًا بعشرين ألفاً فجاءه بعشرة فقال: ما بعت إلا بعشرين فقال: إن شئت حدثتك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أجل فذكره والمراد إذا اختلفا في صفة من صفاته بعد الاتفاق على الأصل ولا يبينه إن قام كل واحد بينه. (ترادا البيع) قيل بعد أن يحلف كل واحد على إثبات قوله ونفي قول صاحبه ثم يفسخ أحدهما أو الحاكم، وظاهره سواء كان المبيع والثمن باقيان أو تالفان وفيه خلاف في الفروع. (طب) (¬2) عن ابن مسعود). 3210 - "البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليها". (ت) عن ابن عمرو. (البينة على المدعي، واليمين على المدعى عليه) قال ابن العربي: هذا الحديث من قواعد الشريعة التي ليس فيها خلاف وإنما الخلاف في تفاصيل الوقائع، قال القاضي: البينة هي الدلالة الواضحة التي تفصل الحق من الباطل. (ت) (¬3) عن ابن عمرو) من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 402)، والبخاري (2079)، ومسلم (1532)، وأبو داود (3459)، والترمذي (1246)، والنسائي (7/ 247). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 72) رقم (9987) وصححه الألباني في صحيح الجامع (2892). (¬3) أخرجه الترمذي (1341)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 208)، وصححه الألباني في صحيح =

حجر: إسناده ضعيف وفي الباب عن ابن عباس وابن عمر وغيرهما. 3211 - "البينة على المدعي، واليمين على من أنكر، إلا في القسامة". (هق) عن وابن عساكر عن ابن عمر. (البينة على المدعي، واليمين على من أنكر، إلا في القسامة) فإن الأيمان فيها من المدعي وبه أخذ الثلاثة وذهب أكثر الآل عليهم السلام وأبو حنيفة إلى إجرائها على القاعدة الأولى والأدلة في الفروع. (هق) وابن عساكر (¬1) عن ابن عمر) وفيه مسلم الزنجي قال في الميزان عن البخاري: منكر الحديث وضعفه أبو حاتم، وقال أبو داود: لا يحتج به وأورد له أخباره هذا منها، وقال ابن حجر: خرجه البيهقي وعبد الرزاق وهو حديث غريب معلول. ¬

_ =الجامع (2897). (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 123)، والدارقطني (3/ 111)، وانظر الميزان (6/ 414)، وتلخيص الحبير (4/ 39)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2384).

حرف التاء

حرف التاء أي هذا باب الأحاديث المبتدأة بالتاء المثناة. فصل في التاء مع الألف 3212 - " تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكبير خبث الحديد، والذهب والفضة؛ وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة". (حم ت ن) عن ابن عباس. (تابعوا بين الحج والعمرة) قال المحب الطبري: يجوز أن يراد التتابع المشار إليه بقوله تعالى: (فصيام شهرين متتابعين) فيأتي بكل منهما عقب الآخر بلا فصل وهذا ظاهر لفظ المتابعة وأن يراد اتباع أحدهما الآخر ولو حصل تخلل زمان بينهما لكن بحيث يظهر عرفا أنه أتبعها به. (فإنهما ينفيان الفقر والذنوب) قال الطيبي: إزالتهما للفقر كزيادة الصدقة للمال وقيل أنه إشارة إلا أن الإغناء الأعظم الغنى بطاعة الله تعالى من كونه يباهي بالحاج ملائكته. (كما ينفي الكبير خبث الحديد، والذهب والفضة) تقدم جوازًا أوجه هذا التركيب. (وليس للحج المبرور) المقبول الذي لا يشوبه إثم ولا رياء. (ثواب إلا الجنة) فإنه لا يقتصر بثوابه على تكفير بعض الذنوب بل لا بد أن يدخله الجنة. (حم ت ن) (¬1) عن ابن عباس) قال الترمذي: حسن غريب صحيح. 3213 - "تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن متابعة ما بينهما تزيد في العمر والرزق، وتنفي الذنوب من بني آدم كما ينفي الكبير خبث الحديد". (قط) في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 387)، والترمذي (810)، والنسائي (5/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2901)، والصحيحة (1200).

الأفراد (طب) عن ابن عمر. (تابعوا بين الحج والعمرة؛ فإن متابعة ما بينهما) كلمة ما زائدة. (تزيد في العمر والرزق) كما جاء ذلك في صلة الأرحام، وفيه الجزاء من جنس الفعل لأن العبد أنفق بالخروج من وطنه بعض عمره وماله في قصد بيت الله فزيد له فيهما. (وتنفي الذنوب من بني آدم) الظاهر أن الجن مكلفون بالحج وأجرهم فيه أجر بني آدم فتخصيصهم لأنهم المخصوصون بهذا الخطاب ويحتمل أن أجرهم في الحج أكبر من أجر الجن لمشقة عليهم لكونهم أبدانهم كثيفة محتاجة إلى الأغذية ومزاولة الحركة بخلاف أولئك فإنهم أخف أبدانا وأسرع حركة. (كما ينفي الكبير خبث الحديد). (قط) في الأفراد (طب) (¬1) عن ابن عمر). 3214 - "تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود، وحرم الله عَزَّ وَجَلَّ على النار أن تأكل أثر السجود". (هـ) عن أبي هريرة. (تأكل النار ابن آدم إلا أثر السجود) أي تهلك أعضائه كما يهلك الآكل ما يأكله غير ما أثر فيه السجود من أعضائه السبعة. (فإنه حرم الله عَزَّ وَجَلَّ على النار أن تأكل أثر السجود) إكرامًا لأعضاء آثرت فيه خدمته تعالى عن إهلاكها، وفيه دليل أن المصلين يدخلون النار وتؤثر فيهم وهذا في جماعة من عصاة المؤمنين لا خلاف فيه. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 456) رقم (13651)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2385). (¬2) أخرجه ابن ماجة (4326)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2905).

فصل في التاء مع الباء الموحدة

فصل في التاء مع الباء الموحدة 3215 - " تباً للذهب والفضة". (حم) في الزهد عن رجل (هب) عن عمر. (تباً للذهب والفضة) التب الهلاك والخسران أي هلاكاً لهم وهو منصوب بفعل محذوف وجوبًا من باب سقنا له وهو دعاء على من اتخذهما معبودية وصب همه وفكره فيهما وشغل بجمعهما أو دعاء عليها إبعاد لهما وإبانة لترفعه - صلى الله عليه وسلم - عنهما وتحقيرًا لهمام أعين الناس، وتمام الحديث قالوا يا رسول الله فأي المال نتخذ؟ قال: "قلبا شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة" كما في مسند أحمد. (حم) عن رجل (هب) (¬1) عن عمر) ورواه الطبراني وغيره عن ثوبان. 3216 - "تبسمك في وجه أخيك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة". (خد ت حب) عن أبي ذر. (تبسمك) خطاب لغير معين. (في وجه أخيك) أي الذي واخا بينك وبينه الإِسلام. (لك صدقة) أي لك فيه أجر صدقة وهو يلاقي: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" (¬2) قال ابن عيينة البشاشة مصيدة المودة والبر شيء هين وجه طليق وكلام لين. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 282) عن ثوبان، والبيهقي في الشعب (590) عن عمر، والطبراني في الصغير (890) عن ثوبان، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2907). (¬2) أخرجه مسلم (2626).

(وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة) أي أمرك للغير بما عرفه الشارع وحسنه ونهيك عما ذمه وقبحه صدقة ويحتمل أن خبر الأول حذف بدلالة الثاني عليه وأن الأمر بالمعروف وحده صدقة. (وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة) أي تعريفك إياه سبيله التي تهديه به من ضلالها صدقة ويحتمل إرشادك إياه بتعليم أمر الدين في أرض لا معلم فيها بالخير فهي أرض ضلال صدقة. (وإماطتك) أي إزالتك. (الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة) يحتمل أن الواو بمعنى أو وأن إماطة كل واحد على انفراده صدقة كما تدل له أحاديث آخر. (وإفراغك) بالفاء وغين معجمة أي صبك. (من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) أي عند حاجته للماء قال ابن العربي: ذكر خصالاً سبعاً: الأولى: تبسمه في وجه أخيه ليهش إليه ويعلم صفاء قلبه له فإن سرور الوجه دليل ميل القلب. الثانية والثالثة: أمر بالمعروف ونهي عن المنكر صدقة على المأمور والمنهي من الآمر والناهي. الرابعة: إرشاد الضال بأرض الضلال وهي عظماً وفيها خلاص نفسه من الهلاك كما أن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خلاص من تلف الدين. الخامسة: بصرك الرجل الردئ البصر صدقة وذلك نحو قود الأعمى إلى حيث يريد. السادسة: إماطة الأذى عن الطريق وهو أقل درجات الأعمال ومع ذلك فأعظم بها من صدقة فقد غفر الله لمن جز غصن شوك عن الطريق. السابعة:

إفراغك من دلوك في دلو أخيك سيما إذا لم يكن له رشاء. واعلم أن الخامسة أسقطها المصنف من نسخ الجامع كلها وما هو إلا سقط قلم منه فهي ثابتة في الترمذي كما قال شارحه، وقال معنى بصرك تبصيرك فأوقع الاسم موقع المصدر فإذا عرفت هذا عرفت أنه تعالى قد وسع أنواع الصدقة حتى لا يختص بأجرها الأغنياء بل قد وسع لأجرها بخصال سهلة وكلها عائدة إلى نفع الناس. (خد ت حب) (¬1) عن أبي ذر) فيه عكرمة بن عمار العجلي، قال أبو حاتم ثقة ربما يهم، وقال أحمد: ضعيف، وقال البخاري: لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه كذا ذكره الذهبي في الميزان في ترجمته عند إيراد هذا الحديث له. 3217 - "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء". (م) عن أبي هريرة (صح). (تبلغ الحلية من المؤمن) بكسر المهملة التحلي بأساور الذهب والفضة، قال الحسن: العلي في الجنة على الرجال أحسن منه على النساء، وقال أبو عبيدة: الحلية هنا التحجيل لأنه العلامة الفارقة بين هذه الأمة وغيرها وبه جزم الزمخشري (¬2). (حيث يبلغ الوضوء) بفتح الواو أي فائه وقد استدل به على ندب التحجيل، وقال ابن القيم (¬3): لا يدل لأن الحلية إنما تكون في الساعد والمعصم لا في العضد والكتف قيل وهذا خلاف ما فهمه راويه كما قال أبو حازم، قال: كنت ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (891)، والترمذي (1956)، وابن حبان (474)، وانظر الميزان (5/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2908)، والصحيحة (572). (¬2) الفائق (1/ 310) (¬3) حادي الأرواح (ص 137).

خلف أبي هريرة وهو يتوضأ وكان يمد يديه حتى بلغ إبطيه فقلت له ما هذا قال لو علمت أنكم ها هنا ما توضأت هذا الوضوء سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "تبلغ ... " الحديث. (م) (1) عن أبي هريرة في الطهارة).

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ الخَامِسُ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بسم الله الرحمن الرحيم

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ الخَامِسُ

(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمَّد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 5 - 6701 - 00 - 603 - 978 (ج 1) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب- العنوان ... ديوي 23206 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 3 - 6705 - 00 - 603 - 978 (ج 5) 1 - الحديث- جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب- العنوان ... ديوي 23206 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 3 - 6705 - 00 - 603 - 978 (ج 5) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

فصل في التاء مع الجيم

فصل في التاء مع الجيم 3218 - " تجافوا عن عقوبة ذي المروءة". أبو بكر بن المرزبان في كتاب المروءة (طب) في مكارم الأخلاق عن ابن عمر. (تجافوا) أي أعرضوا. (عن عقوبة ذوي المروءة) في هفوة أو زلة تقع منهم لا في الحدود كما يأتي وسبق بيان ذوي المروءة وهم الذين يعرفون بحسن السيرة والصلاح. أبو بكر بن المرزبان بفتح الميم وسكون الراء وضم الزاي وموحدة حقيقة وآخره نون كذا ضبطه الشارح في كتاب المروءة. (طب) (¬1) في مكارم الأخلاق عن ابن عمر فيه محمَّد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف (¬2) قال فيه البخاري منكر الحديث وقال غيره لين متروك. 3219 - "تجافوا عن عقوبة ذوي المروءة إلا في حد من حدود الله". (طص) عن زيد بن ثابت. (تجافوا عن عقوبة ذوي المروءة إلا في حد من حدود الله) تعالى فإنه إذا رفع إلى الحاكم وجب، وعليه "لو سرقت فاطمة بنت محمَّد ... " الحديث. فإنه لا مروءة فوق ما كانت رضي الله عنها عليه. (طص) (¬3) عن زيد بن ثابت قال الهيثمي فيه محمَّد بن كثير بن مروان السندي وهو ضعيف. 3220 - "تجاوزوا عن ذنب السخي؛ فإن الله تعالى آخذ بيده كلما عثر". (قط) في الأفراد (طب حل هب) عن أبي مسعود. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (62)، والقضاعي في الشهاب (725) عن أبي بكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2914). (¬2) انظر ضعفاء ابن الجوزي (3/ 77)، وضعفاء النسائي (1/ 92). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (883)، وانظر المجمع (6/ 282)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2389).

(تجاوزوا) أي تسامحوا من المجاوزة مفاعلة من الجواز العبور من عدوة دنيا إلى عدوة قصوى. (عن ذنب السخي) هو بيان ببعض ذوي المروءة وذلك أن السخي محبوب لله تعالى فيحب الله التجاوز عنه ولأنه يوفقه لتدارك ما هفى به كما أفاده. (فإن الله تعالى آخذ بيده كلما عثر) أي كلما سقط بسقوط هفوة أو كبوة أي مخلصة منها من قولهم خذ بيدي أي خلصني مما وقعت فيه وكفى السخي شرف هذه الفضيلة. (قط) في الأفراد (طب حل هب) (¬1) عن أبي مسعود في طريق الدارقطني عبد الرحيم بن حماد البصري (¬2) تفود به قال العقيلي: إنه حدث عن الأعمش بما ليس من حديثه وقال الذهبي: عبد الرحيم له مناكير انتهى وطريق الطبراني فيها بشر بن عبيد الله الدارسي وقال البيهقي هو ضعيف وطريق البيهقي قد تعقبها هو بقوله: إسناد مجهول وعبد الرحيم بن حماد أحد رجاله منفرد به واختلف عليه في إسناده انتهى وحكم ابن الجوزي بوضعه وتعقبه المصنف بما لا يجدي. 3221 - "تجاوزوا عن ذنب السخي، وزلة العالم، وسطوة السلطان العادل؛ فإن الله تعالى آخذ بيدهم كلما عثر عاثر منهم". (خط) عن ابن عباس. (تجاوزوا عن ذنب السخي، وزلة العالم) أي العامل. (وسطوة السلطان العادل) في بعض ما يأتيه وإلا فليس بعادل. (فإن الله آخذ بيدهم) أفردها كأنهم شيئًا واحد في أخذه تعالى وعنايته. (كلما عثر عاثر منهم) وذلك لعنايته ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1221)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 108)، وقال الهيثمي في المجمع (6/ 437): فيه جماعة لم أعرفهم، وأخرجه الدارقطني كما في أطراف الغرائب (534) عن ابن عباس، والبيهقي في الشعب (10867)، وانظر الموضوعات (2/ 185)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2390). (¬2) انظر ضعفاء العقيلي (3/ 81)، والمغني (2/ 391).

تعالى بهم لنفعهم لخلقه. (خط) (¬1) عن ابن عباس. 3222 - "تجاوزوا لذوي المروءة عن عثراتهم، فوالذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر وإن يده لفي يد الله تعالى". ابن المرزبان عن جعفر بن محمَّد مرسلاً. (تجاوزوا لذوي المروءة عن عثراتهم، فوالذي نفسي بيده) أي بقدرته يرسلها إذا شاء ويمسكها إذا شاء (إن أحدهم ليعثر وإن يده لفي يد الله تعالى) أي أنه ينعشه من عثرته ويسامحه ويهديه لتداركه. ابن المرزبان (¬2) عن جعفر بن محمَّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم (معضلاً). 3223 - "تجب الصلاة على الغلام إذا عقل، والصوم إذا أطاق، والحدود والشهادة إذا احتلم". الموهبي في العلم عن ابن عباس. (تجب الصلاة) أي الخمس. (على الغلام) والجارية. (إذا عقل) أي ميز الأمور وعرف حسنها من قبيحها. (والصوم) أي لرمضان. (إذا أطاق) صيامه كله من غير مشقة تلحقه وهذا لم يأخذ به أحد من العلماء عملاً بحديث رفع القلم يأتي. (والحدود) أي تجب إقامتها عليه إذا فعل ما يوجبها. (والشهادة) أي يجب عليه تحملها إذا تبين وعلى الحاكم قبولها. (إذا احتلم) أي بلغ سن الاحتلام أو خرج منيه حقيقة. الموهبي (¬3) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء وباء موحدة نسبة إلى موهب بطن من المغافر وهو عمارة بن عبادة المعافري كان فاضلًا صاحب تآليف في العلم (¬4) عن ابن عباس فيه جرير بن سعيد الأزدي ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (14/ 97)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2391). (¬2) أخرجه ابن المرزبان عن صغير بن محمَّد كما في الكنز (12984)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2392): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 122)، وانظر الميزان (2/ 161)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2393)، والضعيفة (3385): ضعيف جداً. (¬4) الأنساب للسمعاني (5/ 411).

قال ابن معين: لا شيء والنسائي: متروك. 3224 - "تجب الجمعة على كل مسلم، إلا امرأة أو صبياً أو مملوكاً". الشافعي (هق) عن رجل من بني وائل. (تجب الجمعة) أي صلاتها. (على كل مسلم) لا دليل أن الكافر غير مكلف بالفروع لأنه لم يخصص المسلم بالذكر إلا تشريفاً له لا احترازاً عن غيره. (إلا امرأة أو صبياً أو مملوكاً) نسخة الجامع بغير ألف فيهما على قاعدة قدماء المحدثين وحذفها خطأ مع التلفظ بها. الشافعي (هق) (¬1) عن رجل من بني وائل بفتح الواو وكسر المثناة التحتية قبيلة معروفة, قال الذهبي في المهذب (¬2): فيه إبراهيم بن يحيى واهٍ. 325 - "تجد المؤمن مجتهد فيما يطيق، متلهفاً على ما لا يطيق". (حم) في الزهد عن عبيد بن عمير مرسلاً. (تجد المؤمن مجتهد فيما يطيق) أي صفته أنه يوجد هكذا فاعلاً باجتهاد وكل ما يطيقه من أنواع الطاعات. (متلهفاً) أي متحسراً متأسفاً. (على ما لا يطيق) من أنواع الخير التي عجز عنها بدنه أو ماله وفيه أن التأسف على فوات الخير خير. (حم) (¬3) عن عبيد بن عمير مصغر مرسلاً وعبيد هو قاضي مكة قال الديلمي: تابعي ثقة. 3226 - "تجدون لناس معادن: فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإِسلام إذا فقهوا، وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية قبل أن يقع فيه، ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 61)، والبيهقي في السنن (3/ 173)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2915). (¬2) انظر المهذب في اختصار السنن الكبير رقم (4966). (¬3) أخرجه أحمد في الزهد (1/ 58)، والديلمي في الفردوس (2404)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2394)، والضعيفة (2119).

وتجدون شر الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين: الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه". (حم ق) عن أبي هريرة (صح). (تجدون الناس معادن) أي أصولاً مختلفة كاختلاف المعادن فيها الذهب والفضة والنحاس ونحوها قال الرافعي: وجه الشبه أن اختلاف الناس في الطبائع كاختلاف المعادن في الجواهر وأن رسوخ الاختلاف في النفوس كرسوخ عروق المعادن فيها وأن المعادن كما أن منها ما لا تتغير صفته فكذا صفة الشرف لا تتغير ثم بين أفضلهم حالاً وصفه بقوله: (فخيارهم في الجاهلية) أي الذين عرفوا في الجاهلية بالمروءة والوفاء والصدق وحسن الجوار والصحبة وسخو النفس ونحوها من صفات الخير هم: (خيارهم في الإِسلام) فإنه ينضاف الكمال الإِسلامي إلى الكمالات الأصلية فيكون خيراً إلى خير وقيد ذلك بقوله: (إذا فقهوا) بضم القاف أي صاروا فقهاء فإنه يتم لهم الخير فإن شرف الإِسلام لا يتم إلا بالفقه في الدين (وتجدون) من خير الناس قال الطيبي: هو ثاني مفعولي تجدون الأول أشدهم كراهية ولما قدم المفعول الثاني أضمر في الأول الراجع إليه كقولك على التمرة مثلها زبدا ويجوز أن الأول من خير الناس على جواز زيادة من في الإثبات. (في هذا الشأن) أي الإِسلام وقيل الخلافة والإمارة. (أشدهم له كراهية قبل أن يقع فيه) فإذا وقع فيه قام به حق القيام ووقر في قلبه كما كان ذلك من مثل عمر وأضرابه ممن كان يكره الإِسلام فلما دخل فيه كان من خير الناس فيه. (وتجدون شر الناس يوم القيامة عند الله) أوضعهم منزلة وأبعدهم من كرامته. (ذا الوجهين) بينه بقوله: (الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه) جعل تلونه في الصفة كتلونه في الذات قال العراقي: إنما كان شر الناس لأن حاله حال المنافقين إذ هو يتخلق بالباطل

وبالكذب مدخلاً للفساد بين الناس وقال النووي (¬1): هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ويخالف لضدها، وصنيعه نفاق محض وخداع وتصنع وتحيل على الاطلاع على أسرار الفريقين وهي مداهنة مخزية. (حم ق) (¬2) عن أبي هريرة. 3227 - "تجري الحسنات على صاحب الحمى ما اختلج فيه قدم، أو ضرب عليه عرق". (طب) عن أُبي. (تجري الحسنات) أي تكتب ويجرى أجرها. (على صاحب الحمى مدة ما اختلج) بالخاء المعجمة فمثناة فجيم بعد السلام أي اضطرب. (عليه قدم، أو ضرب عليه عرق) أي تحرك بالألم والمراد بإجراء ثواب الحسنات كتب أجر ما كان يعمله صحيحاً كما ثبت في: "إذا مرض العبد" تقدم في الهمزة قبلُ: فهذا الذي يكتب له، وأما المرض فيحط به عنه الخطايا، قال الشارح: فيه رد على من زعم أن المرض ونحوه من المصائب إنما يحصل به التكفير لا الأجر فإنما يحصل بالصبر والرضا انتهى. قلت: ومع حمله على ما ذكرناه لا رد فيه، وقال ابن حجر: من له ذنوب فالمرض يمحصها ومن لا ذنوب له فله بقدره من الأجر. (طب) (¬3) عن أُبي بن كعب قال الهيثمي: فيه محمَّد بن معاذ بن أبي بن كعب عن أبيه وهما مجهولان كما قال ابن معين وغيره انتهى. ¬

_ (¬1) شرح مسلم (16/ 79). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 524)، والبخاري (3374)، ومسلم (2526). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 200) رقم (540)، وانظر المجمع (2/ 305)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2395)، والضعيفة (3386).

3228 - "تجعل النوائح يوم القيامة صفين: صف عن يمينهم، وصف عن يسارهم، فينبحن على أهل النار كما تنبح الكلاب". ابن عساكر عن أبي هريرة. (تجعل النوائح) جمع نائحة من النياحة وهو البكاء برفع الصوت وتعديد فضائل الميت (يوم القيامة) أي في الموقف. (صفين: صف عن يمينهم، وصف عن يسارهم) يعني أهل النار كما يدل عليه قوله: (فينبحن) بالمثناة التحتية فنون فموحدة فحاء مهملة. (على أهل النار كما تنبح الكلاب) زيادة في عذابهن وعذاب أهل النار. ابن عساكر (¬1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه سليمان بن داود اليماني ضعيف. 3229 - "تجوزوا في الصلاة؛ فإن خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة". (طب) عن ابن عباس. (تجوزوا) أي خففوا. (في الصلاة) أي صلاة الجماعة والخطاب للأئمة كما دل عليه قوله: (فإن خلفكم الضعيف) من مرض ونحوه. (والكبير) الذي يشق عليه طول القيام. (وذا الحاجة) وإطالة القيام والركوع والسجود يشق بمن ذكر. (طب) (¬2) عن ابن عباس قال الهيثمي: رجاله ثقات انتهى، وقال الديلمي: حديث صحيح أورده الأئمة الكبار. 3230 - "تجيء ريح بين يدي الساعة فيقبض فيها روح كل مؤمن". (طب ك) عن عياش بن أبي ربيعة. (تجيء ريح) أي طيبة كما في رواية. (بين يدي الساعة فيقبض فيها روح كل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5229)، وانظر المجمع (3/ 14)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2396) ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 17) رقم (12338)، وانظر المجمع (2/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2917).

مؤمن) هذا قبيل قيام الساعة حتى لا يبقى من يقول في الأرض الله الله. (طب ك) (¬1) عن عياش بتشديد المثناة التحتية آخرها معجمة ابن أبي ربيعة صحابي أسلم قديماً (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (8/ 12)، وأخرجه الحاكم (4/ 489)، وأحمد 3/ 420، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2918). (¬2) الإصابة (4/ 750).

فصل في التاء مع الحاء المهملة

فصل في التاء مع الحاء المهملة 3231 - " تحرم الصلاة إذا انتصف النهار كل يوم إلا يوم الجمعة". (هق) عن أبي هريرة. (تحرم الصلاة إذا انتصف النهار كل يوم إلا يوم الجمعة) فإنها لا تحرم فيه قيل: ويعضده حديث: "يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف أو صلى في هذا المسجد جاء أي ساعة شاء من ليل أو نهار" (¬1)، (هق) (¬2) عن أبي هريرة قال البيهقي عقيب إخراجه: إسناده ضعيف وتبعه الذهبي. 3232 - "تحروا ليلة القدر في الوتر الأخير من العشر الأواخر من رمضان". (حم ق ت) عن عائشة (صح). (تحروا) بفتح أوله أي اطلبوا باجتهاد وفي لفظ التحري مبالغة في طلب ذلك. (ليلة القدر) بسكون الدال قيل إنما سكنت وإن كان الأكثر في القدر الذي هو قرين القضاء الفتح إعلاماً بأنه لم يرد به هنا ذلك فإن القضاء سبق الزمان وإنما أريد به تفصيل ما جرى به القضاء وتبيينه. (في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) أي في الأفراد من ليالي العشر. (حم ق ت) (¬3) عن عائشة. 3233 - "تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر". مالك (م د) عن ابن عمر. (تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر) الظاهر أنها من ليلة الثلاث والعشرين ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (868)، وابن ماجه (1254). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 464)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2400): ضعيف جداً. ليس في هذا القيل الذي أورده الشارح مناسبة لحديث المتن، إذ حديث المتن فيه تخصيص الزمان وحديث الشرح فيه تخصيص المكان فليتأمل. (¬3) أخرجه أحمد (6/ 56)، والبخاري (2017)، ومسلم (1169)، والترمذي (792).

على حساب بعض الأشهر دون تمامه؛ لأنه المتيقن، وقيل يحتمل أن يراد بها السبع من يوم العشرين وأن حمله على هذا أمثل لدخول ليلة الواحد والعشرين فيها، قاله ابن رجب انتهى، بيان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليلة القدر إلى أنها في السبع الأواخر وهذا إنما يستدل من رجح ليلة ثالث وعشرين على إحدى وعشرين فإنها ليست من السبع الأواخر. مالك (م د) (¬1) عن ابن عمر). 3234 - "تحروا ليلة القدر، فمن كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين". (حم) عن ابن عمر. (تحروا ليلة القدر، فمن كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين). (حم) (¬2) عن ابن عمر قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 3235 - "تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين". (طب) عن عبد الله بن أنيس (تحروا ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين) أي من رمضان جمع بينه وبين ما قبله لأنها تنتقل. (قط) (¬3) عن عبد الله بن أنيس مصغر قال الهيثمي: سنده حسن. 3236 - "تحروا الدعاء عند فيء الأفياء". (حل) عن سهل بن سعد (ض). (تحروا الدعاء عند الأفياء) أي عند الزوال كما تقدم في "إذا" وتمام الحديث عند مخرجه أبي نعيم: "وثلاثة لا يرد دعاؤهم عند النداء إلى الصلاة وعند الصف في سبيل الله وعند نزول القطر". (حل) (¬4) عن سهل بن سعد) الساعدي. 3237 - "تحروا الصدق وإن رأيتم أنه فيه الهلكة؛ فإن فيه النجاة". ابن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (694)، ومسلم (1165)، وأبو داود (1385). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 113)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2920). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 315) رقم (9579)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2923). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 227)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2397).

الدنيا في الصمت عن منصور ابن المعتمر مرسلاً. (تحروا الصدق) في الأقوال والأعمال. (وإن رأيتم أنه فيه الهلكة) أي في بادئ ما يظهر لكم. (فإن فيه النجاة) أي فإن الله تعالى جعل النجاة بسببه، قال الماوردي: قد يظن البعض أن في الكذب اجتلاب نفع واستدفاع ضر فيرى أن الكذب أسلم وأغنم فيرخص لنفسه فيه اغترارا بالخدع واستشفا للطمع وربما كان الكذب أبعد لما يرجى وأقرب لما يخاف؛ لأن القبيح لا يكون حسناً والشر لا يكون خيراً، وهل تجني من الشوك العنب ومن الكرم الحنظل. (ابن أبي الدنيا في الصمت (¬1) عن منصور ابن المعتمر مرسلاً) كان منصور من أئمة الكوفة قال: ما كتبت حديثاً قط ومناقبه جمة قال المنذري: رواه هكذا معضلاً. 3238 - "تحروا الصدق وإن رأيتم أنه فيه الهلكة؛ فإن فيه النجاة, واجتنبوا الكذب وإن رأيتم أن فيه النجاة؛ فإن فيه الهلكة". هناد عن مجمع بن يحيى مرسلاً. (تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهلكة؛ فإن فيه النجاة, واجتنبوا الكذب وإن رأيتم أن فيه النجاة؛ فإن فيه الهلكة) وكفا شرحاً لهذا قضية الثلاثة الذين خلفوا الذين صدقوا الله فقبل توبتهم وأثنى عليهم، وعكسهم المنافقون الذين كذبوا في أعذارهم قيل وهذا وما قبله إذا لم يترتب على الصدق وقوع محذورًا وعلى الكذب مصلحة ظاهره محققه وإلا ساغ الكذب. هناد (¬2) عن مجمع) بضم أوله وفتح الجيم وتشديد الميم مكسورة ابن يحيى مرسلاً أنصاري كوفي قال الذهبي: ثقة وفي التقريب صدوق. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (446)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 365)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2398)، والضعيفة (3390). (¬2) أخرجه هناد في الزهد (1375)، وانظر الكاشف (2/ 242)، والتقريب (1/ 520)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2399)، والضعيفة (3390).

3239 - "تحريك الأصابع في الصلاة مذعرة للشيطان". (هق) عن ابن عمر. (تحريك الأصبع) أي السبابة اليمنى والمراد من تحريكها رفعها. (في الصلاة) أي في التشهد عند قوله إلا الله. (مذعرة) بفتح الميم فذال معجمة فعين مهملة فراء فتاء تأنيث اسم آلة من الذعر الخوف أي أنه يخاف. (الشيطان) منها ويبعد عن المصلي. (هق) (¬1) عن ابن عمر) قال البيهقي بعد تخريجه: تفرد به الواقدي وليس بالقوي، وقال الذهبي في المهذب (¬2): بل مجمع على تركه وقال في موضع آخر: هالك، وفي الميزان عن ابن المديني: يضع الحديث ثم أورد له أخباراً هذا منها. 3240 - "تحفة الصائم الدهن والمجمر". (ت هب) عن الحسن ابن علي. (تحفة الصائم) التحفة بضم المثناة الفوقية وسكون الحاء المهملة وقد تفتح أصلها وخفة أبدلت الواو تاء أصلها طرفة الفاكهة ثم استعمل في غير الفاكهة من الألطاف ذكره ابن الأثير (¬3) والمراد طرفته التي تذهب عنه مشقة الصوم وشدته. (الدهن) وظاهره العموم لرأسه وبدنه ولعل المراد الرأس لأنه المتعارف في تلك الجهات لأن المخاطبين أهل الشعور. (والمجمر) أي التطيب بطيبه أطلق المحل على الحال والمراد به البخور يقال جمرت المرأة ثيابها إذا بخرتها وفي الحديث إرشاد إلى استعمال ما ذكر لإذهاب مشقة الصوم. (ت هب) (¬4) عن الحسن بن علي) من حديث سعد بن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 132)، وابن عدي في الكامل (6/ 242)، وانظر الميزان (6/ 275)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2401): ضعيف جدًا. (¬2) انظر المهذب في اختصار السنن الكبير رقم (2497). (¬3) النهاية (1/ 479). (¬4) أخرجه الترمذي (801)، والبيهقي في الشعب (3959)، والديلمي في الفردوس (2398)، وانظر العلل المتناهية (2/ 545)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2402)، والضعيفة (2596): =

طريف عن عمير بن مأمون قال الديلمي: سعد وعمير ضعيفان وقال ابن الجوزي: لا يعرف إلا من حديث سعد وقد قال يحيى: لا تحل الرواية عنه، وقال ابن حبان: يضع الحديث. 3241 - "تحفة الصائم الزائر أن تغلف لحيته، وتجمر ثيابه، ويذرر، وتحفة المرأة الصائمة الزائرة أن تمشط رأسها، وتجمر ثيابها، وتذرر". (هب) عنه. (تحفة الصائم الزائر) لقوم. (أن تغلف لحيته) بضم الفوقانية المثناة والغين المعجمة وتشديد اللام ففاء مبني للمجهول أي تلطخ لحيته بالطيب ويكثر فتكون كالغلاف لها أي يغلفها المزود. (وتجمر ثيابه، ويذرر) مبني للمجهول أيضاً بذال معجمة وراء مكررة أي تطيب بالزريرة وهي نوع من الطيب مجموع من أخلاط. (وتحفة المرأة الصائمة الزائرة أن تمشي رأسها، وتجمر ثيابها، وتذرر). (هب) (¬1) عنه) أي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما وهو من حديث سعد بن طريف قال البيهقي عقيبه: وسعد غيره أوثق منه. 3242 - "تحفة المؤمن الموت". (طب حل ك هب) عن ابن عمرو. (تحفة المؤمن الموت) وذلك لأن الدنيا محنته وسجنه إذ لا يزال فيها في عناء ممن مقاساة نفسه ورياضة شهواته ومدافعة شيطانه والموت إطلاق له من هذا العذاب وسبب للحياة الأبدية والسعادة السرمدية فهو تحفة للمؤمن لأنه يذهب عنه مشقة الدنيا وهمومها وغمومها. (طب حل ك هب) (¬2) عن ابن ¬

_ =موضوع. (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3960)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2403)، وقال في الضعيفة (1789): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 320)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 185)، والحاكم (4/ 355)، والبيهقي في الشعب (9884)، والديلمي في الفردوس (2402)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 172)، والمجمع (2/ 320)، وضعفه الألباني في=

عمرو) من رواية أبي عبد الرحمن الحبلي قال أبو نعيم: لم يروه عنه غيره، وقال المنذري: إسناده جيد بعد عزوه له إلى الطبراني، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي ضعيف. انتهى، لكن قال الحافظ الهيثمي: رجال الطبراني ثقات، وقد رواه الديلمي في مسند الفردوس عن قتادة بإسناد لا بأس فيه كما قال الحافظ العراقي. 3243 - "تحفة المؤمن في الدنيا الفقر". (فر) عن معاذ. (تحفة المؤمن في الدنيا الفقر) وذلك لأنه تعالى لا يفعل لعبده إلا ما الخير له فيه لأنه تعالى أعلم بمصالح عباده فما صرف عنه الغنى إلا لأنه يطغيه وقد سلف كلام كثير في ذلك في الجزء الأول. (فر) (¬1) عن معاذ) وفي سنده يعقوب بن الوليد المدني قال الذهبي في الضعفاء (¬2): كذبه أحمد والناس. 3244 - "تحفة الملائكة تجمير المساجد". أبو الشيخ عن سمرة. (تحفة الملائكة تجمير المساجد) أي تبخيرها وذلك لأنهم يأوون إليها ويعكفون عندها، فيحتمل أنهم يتلذذون بالطيب، ويحتمل أنهم يحبونه لأنه تعظيم لبيوت الله وإكرام لها أي يتحفون به. أبو الشيخ (¬3) عن سمرة) بن جندب قال المجشي: ورواه الديلمي عنه وفيه ضعف. 3245 - "تحفظوا من الأرض؛ فإنها أمكم، وإنه ليس من أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به". (طب) عن ربيعة الجرشي. ¬

_ =ضعيف الجامع (2404). (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2399)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2405)، والضعيفه (3391). (¬2) انظر المغني (2/ 759). (¬3) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (2/ 675)، وانظر فيض القدير (3/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2406)، والضعيفة (3392).

(تحفظوا من الأرض) بتشديد الفاء أي احترزوا منها يقال تحفظت منه أي احترزت والمراد احذروا من إتيان القبائح عليها كما تحترزون من المطلع عليكم. (فإنها أمكم) أي خلقتم منها فاحترزوا منها احتزاركم من الأم في طي ما تكرهون فعله وهي أولى من الأم في ذلك لأنها مخبرة به. (وإنه ليس من أحد عامل عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به) قال الشارح: يحتمل بناء مخبرة من الفاعل أي إنها تخبر به ملائكة العذاب أو ملائكة الرحمة عند نزول الميت القبر بما عمله عليها، وأنها تشهد عليه بما عمله يوم القيامة، ويحتمل أن بناؤه للمفعول وأن الملائكة تخبرها به فتخفف عنه أو تضيق عليه إذا قبر فيها. انتهى، قلت: والأول الأوفق بالسياق والأنسب بقوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] فإنه فُسر أخبارها بما عمله العبد على ظهرها وقوله: "تحفظوا" يناسب تخصيص الأخبار ما وقع عليها من السيئات لأنه الذي يوصي بالتحفظ من إظهاره لمن يشهد على فاعله وتعميمه بذكر الخير استطراد والحديث إخبار بأنه لا يخلو الإنسان عن شاهد يشهد عليه بما يأتيه فإنه لا يأتي بفعل على الأرض إلا وهي شاهدة عليه، فلتحترز بأن لا تفعل قبيحاً. (طب) (¬1) عن ربيعة أي بن عمرو الجرشي) بضم الجيم وفتح الراء بعدها معجمة قال الذهبي (¬2): مختلف في صحبته وثقه الدارقطني وغيره. 3246 - "تحول إلى الظل؛ فإنه مبارك". (ك) عن أبي حازم. (تحول إلى الظل) سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى أبا حازم قاعداً في الشمس فقاله له. (لأنه) أي الظل. (مبارك) لأنه يسلم العبد عن المضار المتولدة من البقاء في الشمس. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 65) رقم (4596)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2407). (¬2) انظر الكاشف (1/ 394).

(ك) (¬1) عن أبي حازم بالحاء المهملة والزاي اسمه حصين أو عوف أو عبد عوف قال: رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعداً في الشمس فذكره. 3247 - "تحولوا عن مكانكم الذي أصابكم فيه الغفلة". (هق) عن أبي هريرة (تحولوا) أي انتقلوا خطاب لأصحابه في بعض غزواته. (عن مكانكم الذي أصابكم فيه الغفلة) أي بالنوم عن صلاتكم صلاة الصبح في ليلة التعريس التي كلأهم فيها بلال فضرب على آذانهم حتى طلعت الشمس فما أيقظهم إلا حرها فقال لهم - صلى الله عليه وسلم -: "انتقلو" أي عن مكانكم الذي ناموا فيه وصلوا الفجر في غيره، والقصة معروفة وأخذ منه أنه يندب التحول لمن نام عن صلاته من مكانه وقد علله - صلى الله عليه وسلم - بأنه حضرهم فيه الشيطان فيكره الصلاة في الحمام والسوق وكلما كان من أماكن الشيطان. (هب) (¬2) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2925)، والصحيحة (833). (¬2) أخرجه أبو داود (436)، والبيهقي في السنن (1/ 403)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2926).

فصل في المثناة الفوقية مع الخاء المعجمة

فصل في المثناة الفوقية مع الخاء المعجمة 3248 - " تختموا بالعقيق، فإنه مبارك". (عن) وابن لال في مكارم الأخلاق (ك) في تاريخه (هب خط) وابن عساكر (فر) عن عائشة. (تختموا) بالخاء المعجمة أي اتخذوا الخاتم. (بالعقيق) يحتمل أن يراد كل الخاتم يكون منه أو فضه فقط وتقدم في الجزء الأول ذكر خواص العقيق. (فإنه مبارك) وصفه للبركة أي كثرة الخير أي يكون سبباً لصاحبه في ذلك، قيل: وروي "تخيموا" بالمثناة التحتية والخاء المعجمة، والمراد بالتخيم النزول أي اسكنوا العقيق وأقيموا فيه، وهو واد بظاهر المدينة. (عق) وابن لال في مكارم الأخلاق (ك) في تاريخه (هب خط) وابن عساكر (فر) (¬1) عن عائشة فيه في رواية العقيلي يعقوب بن الوليد المدني قال العقيلي بعد روايته: ولا يثبت في هذا شيء، وقال ابن الجوزي: وتبعه المؤلف ويعقوب كذاب يضع، قال المؤلف في مختصر الموضوعات: أمثل ما ورد في هذا الباب حديث البخاري في تاريخه "من تختم بالعقيق لم يقضي له إلا بالتي هي أحسن" (¬2) فهذا أصل أصيل فيه. 3249 - "تختموا بالعقيق، فإنه ينفي الفقر". (عد) عن أنس. (تختموا بالعقيق، فإنه ينفي الفقر) أي لخاصية جعلها الله فيه. (عد) (¬3) عن ¬

_ (¬1) وأخرجه ابن عساكر (13/ 318)، والعقيلي (4/ 448)، والبيهقي في الشعب (6357)، والخطيب في تاريخه (11/ 251)، والديلمي في الفردوس (2323)، وابن عدي في الكامل (7/ 146)، وانظر المغني (1/ 169)، والعلل المتناهية (2/ 693)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2410)، والضعيفة (226): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (103)، وانظر المجمع (5/ 154). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 147)، وانظر الميزان (2/ 283)، والموضوعات (3/ 58)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2411)، والضعيفة (227): موضوع.

أنس وفيه الحسين بن إبراهيم البابي قال ابن عدي عقيب روايته: حديث باطل، وحسين مجهول، وفي الميزان الحسين لا يدرى من هو، ولعله من وضعه وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع، وعقبه المصنف في مختصره في الموضوعات قال الشارح: اقتصار المؤلف على عزو الحديث لمخرجه ابن عدي وحذفه ما عقبه به من كونه باطلاً من سوء التصرف وتلبيس فاحش، ولا قوة إلا بالله. 3250 - "تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان وعصا موسى، فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتخطم أنف الكافر بالخاتم، حتى إن أهل الخوان ليجتمعون فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر". (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة. (تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان وعصا موسى، فتجلو) بالجيم من جلاه يجلوه. (وجهه المؤمن بالعصا) فتصير بين عينيه نكته يبيض بها وجهه. (وتخطم) بالخاء المعجمة أي تسمه من خطم البعير إذا كواه خطأ من أنفه إلى أحد خديه، وتسمى تلك السمة الخطام قاله في النهاية (¬1). (أنف الكافر بالخاتم، حتى إن أهل الخوان) بكسر الخاء المعجمة أي ما يوضع عليه الطعام عند الأكل. (ليجتمعون فيقول هذا: يا مؤمن، ويقول هذا: يا كافر) أي يعرفون بذلك وتكون ألقاباً لهم. (حم ت هـ ك) (¬2) عن أبي هريرة. 3251 - "تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة فيقال: ممن اشتريت؟ فيقول: من الرجل المخطم". (حم) عن أبي أمامة. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 326). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 295)، والترمذي (3187)، وابن ماجه (4066)، والحاكم (4/ 485)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2413)، وقال في الضعيفة (1108): منكر.

(تخرج الدابة فتسم الناس) أي الكفار منهم أي تؤثر في وجهه أثراً كالكي والوسم بالمهملة: الأثر في الوجه وبالمعجمة في اليدين. (على خراطيمهم) جمع خرطوم وهو الأنف. (ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل الدابة) أي مثلا. (فيقال: ممن اشتريت؟ فيقول: من الرجل المخطم). (حم) (¬1) عن أبي أمامة قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عمرو بن عبد الرحمن بن عطية وهو ثقة. 3252 - "تخللوا، فإنه نظافة والنظافة تدعوا إلى الإيمان، والإيمان مع صاحبه في الجنة" (طس) عن ابن مسعود. (تخللوا) أي استعملوا الخلال لإخراج ما في الأسنان والتخلل إخراج الخلة بالكسر وهي ما يبقى بين الأسنان من أثر الطعام، والخلال بالكسر العود يتخلل به، والخلالة بالضم: ما يقع منها وقوله. (فإنه نظافة) يعني للفم والأسنان ويروى بدله فإنه مصحة للناب والنواجذ. (والنظافة تدعوا إلى الإيمان) أي يكون سبباً لزيادته في الاعتقاد والأعمال لأن النظافة يحبها الله، وفعل العبد لما يحبه مولاه سبب لقربه منه وزيادته له هداية. (والإيمان مع صاحبه في الجنة). (طس) (¬2) عن ابن مسعود قال الهيثمي: فيه إبراهيم بن حبان قال ابن عدي: أحاديثه موضوعة، قال المنذري: رواه في الأوسط هكذا مرفوعاً ووقفه في الكبير عن ابن مسعود وهو الأشبه. 3253 - "تخيروا لنطفكم: فانكحوا الاكفاء، وانكحوا إليهم". (هـ ك هق) عن عائشة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 368)، وانظر المجمع (8/ 6)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2927)، والصحيحة (322). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7311)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 103)، والمجمع (1/ 236)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2414)، والضعيفة (5279): موضوع.

(تخيروا لنطفكم) أي تكلفوا طلب ما هو خير المناكح وأزكاها وأبعدها عن الخبث والفجور ذكره الزمخشري (¬1)، والنطفة الماء القليل، ويريد هنا المني، والمراد تخير المناكح فلا تختار إلا كفؤا والمنكح فلا ينكح إلا كفؤا كما يدل عليه قوله: (فانكحوا الاكفاء) أي الأمثال لكم أي زوجوا من هو مثل وهذا التخير من الولي لنطفة وليته. (وانكحوا إليهم) فيتخير الرجل لنطفته أي أنكحوهن إلى أكفائكم وفي الحديث دليل على اعتبار الكفائة. (هـ ك هق) (¬2) عن عائشة قال الحاكم: صحيح ورد عليه الذهبي في تلخيصه بأن في سنده الحارث بن عمران الجعفري عن عكرمة بن إبراهيم والحارث متهم وعكرمة ضعفوه، وطريق البيهقي فيها الحارث أيضاً قال ابن حجر: مداره على أناس ضعفاء، وقال في الفتح: رواه ابن ماجة والحاكم وصححه، وأبو نعيم من حديث عمر وفي إسناده مقال، ويقوي أحد الإسنادين الآخر. 3254 - "تخيروا لنطفكم، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن" (عد) وابن عساكر عن عائشة. (تخيروا لنطفكم، فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن) أي ذكور أولادهن كالإخوة وإناث أولادهن كالأخوات وهذا الحديث فيه بيان الحكمة في الأمر باختيار الأكفاء. (عد) وابن عساكر (¬3) عن عائشة قال ابن الجوزي: ¬

_ (¬1) الفائق (1/ 403). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1968)، والحاكم (2/ 163)، والبيهقي في السنن (7/ 133)، وانظر فتح الباري (9/ 125)، والتلخيص الحبير (3/ 146)، والعلل المتناهية (2/ 613)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2928)، والصحيحة (1067). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 241)، وابن حبان في المجروحين (1/ 225)، والخطيب في تاريخه (1/ 264)، وابن عساكر (15/ 84)، وانظر العلل المتناهية (2/ 614)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2415)، والضعيفة (3393): موضوع.

حديث لا يصح فيه عيسى بن ميمون، قال ابن حبان: منكر الحديث لا يحتج بروايته، وقال الخطيب: حديث غريب كل طرقه واهية. 3255 - "تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد، فإنه لون مشوه" (حل) عن أنس. (تخيروا لنطفكم) أي في الطباع والألوان كما أرشد إليه آخره. (واجتنبوا هذا السواد، فإنه لون مشوه) أي قبيح، والإشارة بهذا لتحقيره. (حل) (¬1) عن أنس قال أبو نعيم عقب روايته: غريب من حديث زياد يعني بن سعد عن الزهري والزهري لم يكتبه إلا من هذا الوجه، ونقل ابن أبي حاتم في علله عن أبيه تضعيف الحديث من جميع طرقه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 377)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 403)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2416): موضوع.

فصل في المثناة مع الدال المهملة

فصل في المثناة مع الدال المهملة 3256 - " تداووا عباد الله، فإن الله تعالى لم يضع داءاً إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم" (حم 4 حب ك) عن أسامة بن شريك. (تداووا عباد الله) وصفهم بالعبودية إيذاناً بأن التداوي لا يخرجهم عن التوكل الذي هو من لازم العبودية وإعلاماً بأنهم مع تداويهم لا يخرجون عن الاتصاف بالتوكل الذي هو لازمها. (فإن الله تعالى لم يضع داءاً إلا وضع له دواء) وأخبرهم أن لكل داء دواء تمشيطاً لهم في طلب الدواء وأنه أمر قد أوجده الله تعالى وأذن باستعماله وقوله: (غير داء واحد) قال العكبري: لا يجوز في غير إلا النصب على الاستثناء من داء، وأما. (الهرم) فيجوز رفعه بتقدير هو وجره على البدل من داء والنصب بإضمار أعني الهرم، فجعل الهرم وهو الكبر داء تشبيها بالداء لأنه يعقبه الموت كما قاله البيضاوي وقد قدمنا مباحث في التداوي. (حم 4 حب ك) (¬1) عن أسامة بن شريك) الثعلبي بالمثلثة ومهملة قال أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عنده كان على رؤوسهم الطير قيل: فذكره، قال الترمذي: حسن صحيح، وصححه الحاكم. 3257 - "تداووا من ذات الجنب بالقسط البحري والزيت" (حم ك) عن زيد بن أرقم. (تداووا من ذات الجنب) هو ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 278)، وأبو داود (3855)، والترمذي (2038)، والنسائي (4/ 368)، وابن ماجه (3436)، وابن حبان (13/ 426) (6061)، والحاكم (4/ 399)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2930).

(بالقسط البحري) بضم القاف وسكون المهملة هو العود الهندي وذلك بأن يدق ناعماً ويخلط مع (الزيت) ويدلك به محله أو يلعق فإنه يحلل المادة ويقوي الأعضاء الباطنة، ويفتح السدد. (حم ك) (¬1) عن زيد بن أرقم) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 3258 - "تداووا بألبان البقر، فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء، فإنها تأكل من كل الشجر" (طب) عن ابن مسعود. (تداووا بألبان البقر، فإني أرجو أن يجعل الله فيها شفاء، فإنها تأكل من كل الشجر) هو علة للحكم فيلحق بها ما في حكمها من المواشي، وفيه إرشاد أن الأشجار فيها أدوية, قيل إن موسى عليه السلام اغتسل فعرف علته بعض بني إسرائيل فقال له: تداووا بكذا تبرأ، فقال: لا حتى يعافيني بلا دواء فطالت علته فأوحى الله تعالى إليه أردت أن تبطل حكمتي في خلقي بتوكلك علي لا أبرأك حتى تُداوى بما ذكروه لك من أودع العقاقير المنافع غيري" (¬2). (طب) (¬3) عن ابن مسعود) قال البخاري: لهذا الحديث طرق بألفاظ مختلفة وفي الباب عن أبي هريرة وأسامة وجابر وغيرهم. 3259 - "تداركوا الغموم والهموم بالصدقات يكشف الله تعالى ضركم، وينصركم على عدوكم" (فر) عن أبي هريرة. (تداركوا الغموم والهموم) أي تداركوا نزولها بقلوبكم، والغم أشد من الهم لأنه من غمه إذا غطاه فهو يغطي السرور. (بالصدقة يكشف الله تعالى ضركم) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 369)، والحاكم (4/ 405)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2418)، والضعيفة (3395). (¬2) انظر فيض القدير (3/ 238). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 14) (9788)، والخطيب في تاريخه (7/ 356)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2929).

يحتمل عموم كل ضر، ويحتمل أنه أريد به الهموم والغموم عبر عنها به لأنه أعظم الضر إذ هي أشد ألام القلب الذي هو أشرف ما في الإنسان. (وينصركم على عدوكم) أي يعينكم عليه ثمرة أخرى مستفادة من الصدقات، وهذا في صدقات النفل والواجب، واعلم أن ظاهر الكلام أن هذا آخر الحديث، وليس كذلك فآخره عند الديلمي مخرجه "وتثبت عند الشدائد أقدامك" وما كان للمصنف أن يحذفه. (فر) (¬1) عن أبي هريرة في سنده ميسرة بن عبد ربه قال الذهبي في الضعفاء (¬2): كذاب مشهور. 3260 - "تدرون ما يقول الأسد في زئيره؟ يقول: اللهم لا تسلطني على أهل من أهل المعروف" (طب) في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة. (تدرون) استفهام عما بعده للإعلام فإنه ينبغي أن يعرف ولا يجهل: (ما يقول الأسد في زئيره؟) بفتح الزاي مصدر زأر يزأر إذا صاح وهينم وكأنهم قالوا: لا، فقال: (يقول: اللهم لا تسلطني على أهل من أهل المعروف) ظاهره أنه يقوله حقيقة ولا وجه للعدول عنها، والمعروف الخير، وفيه حث على فعله وإعلام بأن فاعله يدفع عنه الشرور. (طب) (¬3) في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة ورواه عنه الديلمي وأبو نعيم. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2265)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2417)، والضعيفة (3394): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 689). (¬3) أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (115) ووقع في الأصل "قط" بدل "طب" ويظهر أنه خطأ، وأبو نعيم في الحلية (4/ 57)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2419)، وقال في الضعيفة (1419): منكر.

فصل في المثناة مع الذال المعجمة

فصل في المثناة مع الذال المعجمة 3261 - " تذهب الأرضون كلها يوم القيامة إلا المساجد، فإنه ينضم بعضها إلى بعض" (طس عد) عن ابن عباس. (تذهب الأرضون) بفتح الراء تقدم وجه جمعها على هذه الصيغة، والمراد بذهابها تبديلها المشار إليه بقوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} [إبراهيم: 48]. (كلها إلا المساجد، فإنه ينضم بعضها إلى بعض) فلا تذهب بل تبقى على حالها إكراماً لها لأنها مواضع العبادة، ويحتمل أنها تنقل بعد ذلك إلى الجنة. (طس عد) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي وغيره: فيه أصرم بن حوشب كذاب، وفي الميزان أنه هالك، وقال يحيي: إنه كذاب خبيث وساق الدارقطني هذا الخبر مما أنكر عليه، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وأقره المصنف في كتابه فيها والعجب أنه قال في الخطبة أنه جرد هذا الكتاب عن الوضاع والكذاب. 3262 - "تذهبون الخيِّر فالخيِّر، حتى لا يبقي منكم إلا مثل هذه" (تخ طب ك) عن رويفع بن ثابت. (تذهبون الخيِّر فالخيِّر) بالتشديد أي الأفضل فالأفضل والنصب على الحالية أي حال الذاهب الخير وتعقبه الخير وتأويله تأويل يذهب الصالحون أسلافاً الأول فالأول كما قاله نجم الأئمة والمعنى حال كونهم مترتبين الأفضل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4009)، وابن عدي في الكامل (1/ 404)، وانظر المجمع (2/ 6)، والميزان (1/ 437)، والموضوعات (2/ 94)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2420)، والضعيفة (765): موضوع.

فالأفضل. (حتى لا يبقى منكم) أيها المخاطبون وهم الصحابة ومن بعدكم من الناس. (إلا مثل هذه) وأشار إلى حشف التمر أي لا يبقى إلا حثالة الناس، وأشرارهم وأراذلهم ولا يزال الأمر في قهقرة حتى لا يقال في الأرض: الله. قال الشاعر: الموت نقاد وفي كفه ... جواهر يختار منها الجياد والناس كالفرسان في حلبة ... فالسابق السابق منها الجواد (تخ طب ك) (¬1) عن رويفع بالراء والفاء مصغر آخره مهملة, بن ثابت الأنصاري له صحبة. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في تاريخه (1147)، والطبراني في الكبير (5/ 29) (4492)، والحاكم (4/ 434)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2935)، والصحيحة (1781).

فصل في المثناة مع الراء

فصل في المثناة مع الراء 3263 - " تربوا صحفكم أنجح لها، إن التراب مبارك" (هـ) عن جابر. (تربوا) بفتح المثناة وتشديد الراء فموحدة. (صحفكم) أي أمروا التراب عليها بعد كتابتها إذ لا تسمى صحيفة إلا بعده. (أنجح لها) استئناف تعليلي أي أسرع في قضائها، قال في مسند الفردس يعني يجفف المكتوب بالتراب بأن ينثر عليه، وقيل أراد بوضع المكتوب على التراب إذا فرغ منه سواء جف أم لا فإنه فيه نجاح الحاجة والبركة كما قال فإنه أنجح لها أي لما فيها من الحاجة وعلله بقوله: (إن التراب مبارك) لأنه ينجح حاجة ما ترب به وأنواع بركته لا تحصى. (هـ) (¬1) عن جابر وفيه أبو أحمد الدمشقي، قال البيهقي إنه من مشايخ بقية المجهولين وروايته منكرة وقال أحمد إنه حديث منكر وفي الميزان ولسانه إنه موضوع وزيف طرقه ابن الجوزي كلها. 3264 - "ترك الدنيا أمر من الصبر، وأشد من حطم السيوف في سبيل الله عز وجل" (فر) عن ابن مسعود. (ترك الدنيا) أي ملاذها من المال والجاه وغيرها. (أمر) أي أشد مرارة. (من الصبر) وذلك أن مرارته ساعة تجرعه ومرارة تركها كل ساعة ومجاهدة النفس على كل ما عورض لها منها وقوله: (وأشد من حطم السيوف) بالحاء المهملة وهو كسر الشيء أي من كسر السيوف في مرضاة ربه مجاهدًا به. (في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) ولا تنكسر إلا وقد بلغ الضارب به نهاية الشدة وفيه تشبيه المعقول ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3774)، والديلمي في الفردوس (2326)، وابن عدي في الكامل (5/ 22)، وانظر الميزان (5/ 259)، والعلل المتناهية (1/ 90، 91، 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2421)، وقال في الضعيفة (1739): منكر.

بالمحسوس في الأمرين معاً، واعلم أن هذا صدر الحديث وتمامه عند الديلمي بلفظ "ولا يتركها أحد إلا أعطاه الله مثل ما يعطي الشهداء" وتركها هو قلة الأكل والشبع وبغض الثناء من الناس فإنه من أحب الثناء من الناس أحب الدنيا ونعيمها ومن سره النعيم فليدع الدنيا والثناء من الناس انتهى، والمصنف اختصر على صدره وذلك جائز وإن كان تمامه أتم في الإفادة والحديث إرشاد إلى أنه لا يترك الدنيا إلا من كمل صبره ورأى كل سياق هنيًا، قال بعض الحكماء الدنيا من نالها مات منها ومن لم ينلها مات عليها، وقال بعضهم دواء الحرص على الدنيا التفكر في سرعة زوالها وقصر مدتها وما في زوالها من الأخطار والهموم ولذا قيل من سره أن لا يرى ما يسوءه فلا يتخذ شيئاً يخاف له فقداً. (فر) (¬1) عن ابن مسعود ورواه عنه أيضاً البزار والديلمي. 3265 - "ترك السلام على الضرير خيانة" (فر) عن أبي هريرة. (ترك السلام على الضرير) المصدر مضاف إلى مفعوله أي ترك المار السلام والضرير الذاهب البصر وترك السلام عليه المراد به الابتداء ويحتمل أن المراد به الرد إلا أن الأول هو الظاهر. (خيانة) بالخاء المعجمة وذلك لأنه تعالى قد أمر بإفشاء السلام بين عباده فمن تركه فقد خان ما أمر الله به والبصير معذور فكان الجائز من ترك التسليم عليه. (فر) (¬2) عن أبي هريرة) وفيه علي بن زيد بن جدعان قال أحمد ويحيى إنه ليس بشيء، وقال أبو زرعة غير قوي. 3266 - "ترك الوصية عار في الدنيا، ونار وشنار في الآخرة" (طس) عن ابن عباس). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2395)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2424)، والضعيفة (235): موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2394)، وضعفه الألباني في ضعيفغ الجامع (2425)، والضعيفة (3398).

(ترك الوصية) أي ترك المؤمن الذي عليه حق لله أو لغيره وله حق. (عار في الدنيا) أي عيب ومسبة. (ونار وشنار) بالمعجمة ونون مخففة وهو أشد العيب. (في الآخرة) وإنما كان في الآخرة أشد عيباً لأنه يعرف وأهل الموقف الذي أتاه من القبيح ولأنه يعذب به في النار وما عذب به فهو أشد عيباً عند من شاهده يعذب به وفيه إيجاب الوصية على من كان كذلك لأنه لا عذاب إلا على ترك واجب. (طس) (¬1) عن ابن عباس قال الهيثمي فيه جماعة لم أعرفهم. 3267 - "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض". (ك) عن أبي هريرة. (تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما) أي لا يكون لكم عذر في الضلال بعدهما بأن تقولوا ما جاءنا نذير أو لا يضلكم الله بسبب بقائهما فيكم أو ما لن تضلوا إن تمسكتم بهما كما قيده به في غير هذا. (كتاب الله وسنتي) بدل من شيئين أو خبر مبتدأ محذوف، والسنة الطريقة وهي هنا أقواله وأفعاله وتقريراته. (ولن يتفرقا) أي الكتاب والسنة أي أنهما محفوظان باقية حجتهما على الأمة. (حتى يردا علي الحوض) وقد تقدم حديث "وعترتي" ولا منافاة بأنه قد ترك - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة الكتاب والسنة وأهل بيته والنجاة في اتباع الكل، وفي الحديث دلالة واضحة أن سنته - صلى الله عليه وسلم - باقية محفوظة إلى قيام الساعة وإن كثرت ابتداع المبتدعين لا يؤثر في طمسها. (ك) (¬2) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5423)، وانظر المجمع (4/ 209)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2426). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 93)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2937).

فصل المثناة مع الزاي

فصل المثناة مع الزاي 3268 - " تزوجوا في الحجز الصالح، فإن العرق دساس". (عد) عن أنس. (تزوجوا في الحجز) بالحاء المهملة مضمومة ومكسورة والجيم ساكنة: هو الأصل والمنبت، وقيل: إن ذلك معناه إذا كان بالضم وأما بالكسر فمعناه الحجزة وهي هيئة المحتجز وهي كناية عن العفة وطيب الإزار، وقيل: العشيرة لأنه يحتجز لهم، أفاده في النهاية (¬1). (الصالح) أقرب إلى إرادة المعنى الأول. (فإن العرق دساس) العرق الأصل، ودساس بالمهملات وتشديد الثانية أي دخال ينزع في خفاء ولطف، يقال دسست الشيء إذا أخفيته وأخملته والمراد أن الولد يجيء مشبها لأهل الزوجة في العمل والأخلاق فليختر المتزوج الأصل الطيب. (عد) (¬2) عن أنس) فيه الواقدي، قال يحيى: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك، ورواه عنه الديلمي في مسند الفردوس والمديني، قال الحافظ العراقي (¬3): كلها ضعيفة. 3269 - "تزوجوا النساء، فإنهن يأتين بالمال". البزار (خط) عن عائشة (د) في مراسيله عن عروة مرسلاً. (تزوجوا النساء فإنهن يأتين بالمال) أي أن التزوج سبب لإدرار الرزق وسعته وهذا أغلبي وفيه جواز التزوج لقصد زيادة الرزق لأنه من المقاصد الشرعية ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 345). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 72)، والديلمي في الفردوس (2291)، وانظر العلل المتناهية (2/ 617)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2428)، والضعيفة (3400): موضوع. (¬3) انظر: تخريج الإحياء (2/ 42).

ونظيره التصدق لزيادة المال. (خط) البزار عن عائشة) من حديث مسلم بن جنادة وهو ثقة، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا مسلم بن جنادة وهو ثقة. (د) (¬1) في مراسيله [2/ 306] (عن عروة مرسلاً). 3270 - "تزوجوا الأبكار، فإنهن أعذب أفواهاً، وأنتق أرحاماً، وأرضى باليسير" (طب) عن ابن مسعود. (تزوجوا الأبكار، فإنهن أعذب أفواهاً، وأنتق أرحاماً) بفتح الهمزة وسكون النون وفتح المثناة الفوقية فقاف أي أكثر أولاداً. (وأرضى باليسير) في رواية: "من العمل" أي الجماع وفيه شرعية تزوج الولود كما سلف لأن الأبكار مظنة الولادة ودلالة على ما اشتهر إذ المرأة إذا علت سنها زادت شهوتها، والمراد ما لم تبلغ الإياس. (طب) (¬2) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: فيه أبو هلال الأشعري ضعفه الدارقطني. 3271 - "تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم" (د ن) عن معقل بن يسار. (تزوجوا الودود) أي المتحببة إلى زوجها بلطف أخلاقها وخدمتها. (الولود) قيل تعرف في البكر بأقاربها ولا يعارض ندب البكر، قال أبو زرعة: الحق أنه ليس المراد بالولود كثرة الأولاد بل من هي مظنة الولادة وهي الشابة دون العجوز التي قد انقطع نسلها فالصفتان من وادٍ واحد. (فإني مكاثر بكم) ظاهره أنه تعليل للأمر بالموصوفة بالصفتين، وذلك لا الولود إذا لم تكن ودودا لا ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 174)، والخطيب في تاريخه (9/ 147) عن عائشة، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 255)، وأبو داود في مراسيله (203) عن عروة مرسلاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2427)، والضعيفة (3399). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 140) رقم (10244)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 259)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2939).

يرغب فيها زوجها، والودود غير الولود لأنه يحصل بها المقصود فهو علة لهما. (د ن) (¬1) عن معقل بن يسار) قال جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أصبت امرأة ذات حسب ومنصب وقال: إلا أنها لا تلد أفتزوجها فنهاه ثم ذكره، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا حفص بن عمرو وقد روى عنه جمع. 3272 - "تزوَّجوا، فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى". (هق) عن أبي أمامة. (تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم) تعليل بمطوي أي لتناسلوا (ولا تكونوا كرهبانية النصارى) فإنهم يرغبون عن النكاح ويتخلون للعبادة وهذا دليل علي ندب النكاح على التخلي للعبادة، وقد أطال الغزالي (¬2) في الإحياء الكلام على النكاح وفوائده. (هق) (¬3) عن أبي أمامة الباهلي) قال ابن حجر في الفتح: فيه محمَّد بن ثابت ضعيف. 3273 - "تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الله لا يحب الذواقين، ولا الذواقات". (طب) عن أبي موسى. (تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الله لا يحب الذواقين، ولا الذواقات) يعني بهم الذين يسرعون النكاح ويسرعون الطلاق، قال ابن الأثير: هذا من المجاز أن يستعمل الذوق وهو مما يتعلق بالأجسام في المعاني نحو {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 49] (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2050)، والنسائي (3/ 271)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 252)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2940)، والصحيحة (2383). (¬2) إحياء علوم الدين (2/ 21). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 78)، وانظر فتح الباري (9/ 111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2941)، والصحيحة (1782). (¬4) النهاية (2/ 428).

قلت: وفي التعبير به هنا إشارة إلى أن المنهي عنه المذموم هو قصد التفكه بالمرأة أو بالرجل لمجرد معرفة ذلك لا لقصد استدامة النكاح كمن يذوق المطعوم ليختبره هل طيب أو غير طيب. (طب) (¬1) عن أبي موسى). 3274 - "تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز منه العرش". (عد) عن علي. (تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز منه العرش) أي يضطرب الملائكة حوله غيظًا منه لبغضه إليهم لما فيه من قطع الوصلة وتشتت الشمل، واهتزاز العرش قد يكون لعظمة الأمر الواقع سواء كان محبوباً أو مكروهاً، فمن الأول اهتزازه لموت سعد ومن الثاني ما ذكر، وفي الحديث دليل على كراهة الطلاق، والمراد لغير عذر. (عد) (¬2) عن علي) كرم الله وجهه، قال السخاوي: سنده ضعيف وقال ابن الجوزي: بل هو موضوع. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 167) رقم (1571)، وفي الأوسط (8073)، وفي مسند الشاميين (2180) وذكره الهيثمي في المجمع (4/ 616)، وأخرجه البزار (3064)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2430). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 112)، وانظر الموضوعات (2/ 277)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2429)، والضعيفة (147، 731): موضوع.

فصل في التاء مع السين المهملة

فصل في التاء مع السين المهملة 3275 - " تساقطوا الضغائن". البزّار عن ابن عمر. (تساقطوا الضغائن) جمع ضغينة وهي الحقد والعداوة والحسد، فإنها من الكبائر أي أسقطوا ذلك من قلوبكم وطهروها عنه. (البزّار (¬1) عن ابن عمر). 3276 - "تسحروا، فإن في السحور بركة" (حم ق ن هـ) عن أنس (ن) عن أبي هريرة، وعن ابن مسعود (حم) عن أبي سعيد (صح). (تسحروا) تفعّل من التسحر وهو الأكل قبل الصبح, قال في شرح الترمذي: التسحر مندوب لا واجب ونقله عن إجماعهم. (فإن في السحور بركة) قال العراقي: روي بفتح السين وضمها، فبالفتح ما يتسحر به وبالضم الفعل والمراد بالبركة الأجر فيناسب الضم أو التقوي على الصوم فيناسب الفتح، قال الزين العراقي: البركة فيه محتملة لمعان معناه أنه يبارك في القليل منه بحيث يحصل به الإعانة على الصوم ويدل عليه قوله في الحديث "ولو بلقمة"، وقوله في الحديث الآتي ولو "بالماء البارد" ويكون بالخاصية كما بورك في الثريد والطعام الحار، والمراد منها نفي التبعية فيه بدليل رواية الديلمي "ثلاثة لا يحاسب العبد عليها أكل السحور، وما أفطر عليه، وما أكل مع الإخوان" ومنها أن يراد بالبركة القوة على الصيام وغيره من أعمال النهار، انتهى. [2/ 307] قلت: أو يراد الجميع جمعاً بين الأدلة. (حم ق ت ن هـ) عن أنس (ن) عن أبي هريرة، وعن ابن مسعود (حم) (¬2) عن أبي سعيد. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2058)، وانظر المجمع (8/ 82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2431). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 281)، والبخاري (1923)، ومسلم (1095)، والترمذي (708)، والنسائي =

3277 - "تسحروا من آخر الليل، هذا الغذاء المبارك". (طب) عن عقبة بن عبد وأبي الدرداء. (تسحروا من آخر الليل) أي في آخره بيان للوقت وأنه آخر السحر وإلا فإن السحر هو آخر الليل وتقدم معناه. (هذا الغذاء المبارك) إشارة إلى ما في الأذهان، ويحتمل أنه قاله عند التسحر فيكون إشارة إليه، وتقدم الكلام في بركته. (طب) (¬1) عن عقبة) بضم المهملة وسكون المثناة الفوقية وموحدة مفتوحة ابن عبد بغير إضافة هو الأسلمي أبو الوليد صحابي معروف، وأبي الدرداء تقدم الكلام عليه، قال الهيثمي: فيه جبارة بن مغلس ضعيف. 3278 - "تسحروا ولو بجرعة من ماء". (ع) عن أنس. (تسحروا ولو بجرعة من ماء) فيه أن السنة استعمال أي شيء من حقير أو كثير أكل أو شرب رجاء نفعه أم لا. (ع) (¬2) عن أنس قال في الميزان: تفرد به عبد الواحد بن ثابت الباهلي قال العقيلي: لا يتابع عليه ورواه عنه إبراهيم بن الحجاج، قال البخاري: منكر الحديث. 3279 - "تسحروا ولو بالماء" ابن عساكر عن عبد الله بن سراقة. (تسحروا ولو بالماء) هو بيان لأقل القليل مما يصدق عليه الاسم فهو كالدفع لما توهمه الأول من أنه لا تتم سنة التسحر إلا لمن تسحر بالجرعة وأنها أقل ما يجزئ واختلف هل حكمة التسحر التقوي على الصوم أو مخالفة أهل الكتاب ¬

_ = (2/ 75)، وابن ماجه (1692) عن أنس، والنسائي (2/ 75) عن ابن مسعود، و (2/ 76) عن أبي هريرة وأحمد (3/ 32) عن أبي سعيد الخدري. (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 131) (322)، وانظر المجمع (3/ 151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2432). (¬2) أخرجه أبو يعلى (3340)، وانظر الميزان (8/ 198)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2945).

قولان، واعلم أنهم عدوا التسحر من خصائص هذه الأمة وكذلك تعجيل الفطر وإباحة الأكل والشرب والجماع ليلاً إلى الفجر وكان محرماً على من قبلهم بعد النوم وإباحة الكلام في الصيام وكان محرماً على من قبلهم فيه عكس الصلاة، ذكره في الأحوذي. (ابن عساكر (¬1) عن عبد الله بن سراقة) بضم السين المهملة وفتح الراء وبالقاف قال في الكاشف (¬2) قيل له صحبة, وهو حديث ضعيف لكن يقويه وروده من طريق آخر عند ابن النجار في تاريخه بلفظ: "تسحروا ولو بجرع الماء صلوات الله على المتسحرين" (¬3). 3280 - "تسحروا ولو بشربة من ماء، وأفطروا ولو على شربة من ماء" (عد) عن علي. (تسحروا ولو بشربة من ماء، وأفطروا ولو على شربة من ماء) فيه أن الإفطار يصدق بأحقر شيء كالتسحر (عد) (¬4) عن علي) كرم الله وجهه في الجنة وفيه الحسين بن ضمرة قال العراقي في شرح الترمذي: حسين هذا متروك قاله أحمد وغيره. 3281 - "تسعة أعشار الرزق في التجارة, والعشر في المواشي" (ص) عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدي، ويحيى بن جابر الطائي مرسلاً. (تسعة أعشار الرزق) قال ابن الأثير (¬5): إنه جمع عشير وهو العشر كنصيب ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 218)، وانظر الإصابة (4/ 105)، وفيض القدير (3/ 244)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2944). (¬2) انظر الكاشف (1/ 556). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 12، 44)، والطبراني في الأوسط (6434)، وابن حبان في صحيحه (8/ 245) (3467). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 357)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2433)، والضعيفة (1405). (¬5) النهاية في غريب الحديث (3/ 240).

وأنصباء (في التجارة، والعشر في المواشي) وفي رواية "في السائمات" قال الزمخشري (¬1): والمراد النتاج فمرجعهما واحد، واعلم أن هذا لا يدل على أفضيلة التجارة على الزراعة والصناعة لأنه إنما يدل على أن الرزق في التجارة أكثر ولا تعارض بين الأكثر والأفضيلة. (ص) (¬2) عن نعيم بن عبد الرحمن الأزدي من الطبقة الثانية (¬3)، (ويحيى بن جابر الطائي) هو قاضي حمص قال في الكاشف (¬4) صدوق مرسلاً. 3282 - "تسليم الرجل بأصبع واحد يشير بها فعل اليهود" (ع طس هب) عن جابر. (تسليم الرجل بأصبع واحد يشير بها فعل اليهود) قال البيهقي في الشعب: يحتمل أن المراد به كراهية الاقتصار على الإشارة في التسليم دون اللفظ بكلمة التسليم: إذا لم يكن في صلاة تمنعه من التكلم. (ع طس هب) (¬5) عن جابر قال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح، وقال المنذري: رواته رواة الصحيح. 3283 - "تسمعون، ويسمع منكم، ويسمع ممن يسمع منكم". (حم د ك) عن ابن عباس. (تسمعون) بفتح حرف المضارعة. (ويسمع منكم) بضمة والجملتان خبر معناها الأمر أي لتسمعوا مني الحديث وتبلغوه عني ليسمعه من بعدي منكم، ¬

_ (¬1) الفائق (2/ 147). (¬2) أخرجه الرافعي في التدوين (1/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2434)، والضعيفة (3401). (¬3) قال الذهبي في التجريد (2/ 111) رقم (1257): لا تصح له الصحبة. (¬4) انظر الكاشف (2/ 363). (¬5) أخرجه أبو يعلى (1875)، والطبراني في الأوسط (4437)، والبيهقي في الشعب (8915)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 38)، والترغيب والترهيب (3/ 292)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2946)، وصححه في الصحيحة (1783).

قال جار الله (¬1): إنما يخرج الأمر في صورة الخبر للمبالغة في إيجاب المأمور به فيجعل كأنه موجود يخبر عنه ومثله قوله. (ويُسمع ممن يَسمع منكم) من بعدهم إلى آخر زمان التكليف وبذلك يظهر العلم وينتشر ويحصل الأمر المأخوذ على العلماء من التبليغ قال العلائي: هذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - التي وعد بها في أمته وأوصى أصحابه أن يكرموا نقلة العلم وقد امتثلت الصحابة رضي الله عنهم ذلك ولم تزل تنقل عنه أقواله وأفعاله وتتلقاها التابعون وينقلوها إلى من أتى من بعدهم وعليه استمر العمل في كل عصر إلى الآن. قلت: ومفعول تسمعون أعم من الحديث والقرآن والسنة شاملة للتقرير أيضاً وهو من أقسامها. (حم د ك) (¬2) عن ابن عباس) قال الحاكم: صحيح ولا علة له وأقره الذهبي [2/ 308] واعلم أن تمام الحديث "ثم يأتي من بعد ذلك سمان يحبون السمن ويشهدون قبل أن يُسأَلوا". 3284 - "تسموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي". (حم ق ت هـ) عن أنس (حم ق هـ) عن جابر (صح). (تسموا باسمي) اسمه الذي اشتهر به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وله عدة من الأسماء في كتب الله تعالى والإضافة عهدية بوضعها فهو المراد، وقال الشارح: وأحمد: وفيه نظر. (ولا تكنوا) بفتح تائه أصله تتكنوا حذفت إحدى التاءين من باب تنزل والكاف مفتوحة والنون مشددة وسكونها وضم النون تقدم تفسيرها وقوله: (بكنيتي) كنيته - صلى الله عليه وسلم - المشهورة التي يروى بالإضافة إليها أبو القاسم وعليه دل سبب هذا الحديث قال أنس: نادى رجل بالبقيع يا أبا القاسم فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف (1/ 590). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 321)، وأبو داود (3659)، والحاكم (1/ 174)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2947)، والصحيحة (1784).

فقال: يا رسول الله لم أدعك إنما دعوت فلاناً، فذكره وبهذا نعلم عدم صحت ما قاله ابن الجوزي أنه يحرم التكني بكنيته, وقد ثبت أنه كناه جبريل عليه السلام بأبي إبراهيم فلا يكنى به أحد، واعلم أنه أفاد النهي عن التكني بأبي القاسم مطلقاً سواء كان اسم المتكني محمداً أو غيره وأنه يباح أو يندب التسمي باسمه - صلى الله عليه وسلم - وقدمنا الكلام في ذلك وأنه قد أذن لعلي كرم الله وجهه, فقوله عن جابر سببه أنه قال: ولد لرجل منا غلام فسماه محمدًا فقال له قومه: لا ندعه يسمي باسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلق بابنه حامله على ظهره فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله ولد لي هذا الولد فسميته محمداً فمنعوني قومي فذكره, والحديث له سببان ويدل أنه قاله - صلى الله عليه وسلم - مرتين ولهذا يعرف وجه النظر فيما قاله الشارح من أن المنع عن محمَّد وأحمد، فإنه لم يكن اسمه - صلى الله عليه وسلم - المعهود إلا محمداً ولذا قالوا باسم النبي - صلى الله عليه وسلم - (حم ق ت هـ) عن أنس (حم ق هـ) (¬1) عن جابر). 3285 - "تسموا بأسماء الأنبياء، وأحب الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة" (خد عن) عن أبي وهب الجشمي. (تسموا بأسماء الأنبياء) الأمر للإباحة أو الندب وأسماء الأنبياء أشرف الأسماء لشرف المسمى بها فيحسن التسمي بها لينال بركة معناها ويحفظ على مر الدهور ألفاظها وهذا الحديث يرد ما كان يذهب إليه عمر بن الخطاب من النهي عن التسمي بأسماء الأنبياء وقال ابن القيم (¬2): إنه رجع عن ذلك. (وأحب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 114)، والبخاري (3537)، ومسلم (2131)، والترمذي (2841)، وابن ماجه (3737) عن أنس، وأحمد (3/ 369)، والبخاري (3538)، ومسلم (2133)، وابن ماجه (3736) عن جابر. (¬2) زاد المعاد (2/ 314).

الأسماء إلى الله تعالى عبد الله وعبد الرحمن، وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة) قدمنا الكلام على هاتيتن الجملتين في أول الحاء منه في حرف الهمزة في قوله "أحب" فراجعه، قال الطيبي رحمه الله: أمر أولاً بالتسمي بأسماء الأنبياء عليهم السلام فرأى فيه نوع تزكية للنفس وتنويهًا بشأنها فنزل إلى قوله: أحب الأسماء؛ لأن فيه خضوعاً واستكانة ثم نظر إلى أن العبد قد يقصر في العبودية ولم يتمكن من أدائها فلا يصدق عليه هذا الاسم فنزل إلى قوله حارث وهمام (خد عن) (¬1) عن أبي وهب الجشمي) بالجيم والشين المعجمة في القاموس (¬2): جشم كورد أحياء من مضر ومن اليمن ومن تغلب وفي ثقيف وهوازن انتهى، وأبو وهب اسمه كنيته كما قاله ابن الأثير والحديث فيه عقيل بن شبيب قالوا: فيه غفلة، وقال الحافظ في التقريب (¬3) مجهول. 3286 - "تسمون أولادكم محمداً ثم تلعنونهم؟ ". البزار (ع ك) عن أنس. (تسمون أولادكم محمداً ثم تلعنونهم؟) الكلام استفهام إنكاري والإنكار متوجه إلى المعطوف أعني اللعن لا إلى المعطوف عليه ولا إليهما قال القاضي (¬4): أنكر اللعن إجلالًا لاسمه هذا، وأما ما روي من أن عمر نهى عن تسمية بمحمد وغيّر أسماء وكتب بذلك إلى الكوفة فهو لم؟ يأخذ ذلك من هذا الحديث وإن فهم منه المنع عن التسمي بمحمد كما قيل بل سببه: أنه سمع رجلاً يقول لابن أخيه محمَّد بن زيد فعل الله بك يا محمَّد وصنع فقال لا أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسب بك والله لا تُدْعَى محمدًا أبدًا وكتب بذلك وأمر به وهذا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب (814)، وأبو داود (4950)، والنسائي (3/ 37)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2435). (¬2) انظر القاموس (4/ 90). (¬3) انظر التقريب (1/ 396). (¬4) شرح صحيح مسلم (14/ 113).

ظاهر أنه إنما نهى عن ذلك لأنه رآه ذريعة إلى سب الاسم الكريم وفي هذا الإنكار منه - صلى الله عليه وسلم - لسب اللفظ الذي جرى علماً لذاته الشريفة ما يؤنس المسمى به ويطمعه في عفو الله عن خطائه وإعفائه من عقابه، وقلت في ذلك: لإن أثقلت ظهري ذنوبي فأصبحت ... خفافاً موازيني غدا في القيامة فمالي ألا أحسن ظني بخالقي ... ولي باسم خير الخلق رجوى الشفاعة [2/ 309] وقدمنا في "إذا سميتم محمداً" كلاماً يوافق ما هنا. البزار (ع ك) (¬1) عن أنس فيه الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس) قال الذهبي: الحكم وثقه بعضهم وهو لين انتهى، وقال ابن حجر في الفتح: خرجه البزار وأبو يعلى وسنده لين. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (3386)، والحاكم (4/ 325)، وانظر فتح الباري (5/ 178)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2436).

فصل التاء مع الصاد المهملة

فصل التاء مع الصاد المهملة 3287 - " تصافحوا يذهب الغل عن قلوبكم". (عد) عن ابن عمر. (تصافحوا يذهب الغل) بكسر المعجمة أي الحقد والضغن. (من قلوبكم) وهذا من أدوية القلوب وقدمنا فيه الكلام. (عد) (¬1) عن ابن عمر) قال المنذري (¬2): رواه مالك هكذا معضلاً وقد أسند من طريق فيها مقال يشير إلى حديث ابن عدي المذكور، وقال ابن النادر: حديث مالك جيد. 3288 - "تصدقوا فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فيقول الذي يأتيه بها لو جئت بها بالأمس لقبلتها فأما الآن فلا حاجة لي فيها، فلا يجد من يقبلها". (حم ق ن) عن حارثة بن وهب. (تصدقوا) أي سارعوا بالصدقة وبإخراجها. (فسيأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فيقول الذي يأتيه بها) أي يأتيه الرجل بصدقته ليأخذها. (لو جئت بها بالأمس) أي بالزمن المتقدم. (لقبلتها) هو مقول القول. (فأما الآن فلا حاجة لي فيها) وعدم الحاجة إليها إما لكثرة الأموال وظهور الكنوز وكثرة العدل وسعة الأرزاق وإباء الهمم عن أن يكون من ذوي الأيدي السفلى، وإما لقرب الساعة وظهور أشراطها ودنو حلولها وقصر الآمال وهذا الأقرب. (فلا يجد من يقبلها) فلا يكتب له أجرها لأن المراد من سياق الحديث. إن قلت: قد سمح بها وطابت بها نفسه فلم يأت المنع إلا من عدم وجدان القابل وقد اجتهد في طلبها وقد ثبت أن من هَمّ بحسنة كان له أجرها. ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ (1617)، وابن عدي في الكامل (6/ 205)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2438). (¬2) انظر: الترغيب والترهيب (3/ 292).

قلت: يحتمل أنه ورد فيمن تراخى عن إخراج صدقته عند وجوبها فعوقب على تراخيه بفوات قبولها، ويحتمل أنه أريد لا يثاب ثواب من قبلت صدقته ووافقت حاجة من أخذها وإن كان قد أثيب في الجملة على الإخراج وتطلب المصرف، والحديث حث على المسارعة بالتصدق. (حم ق ن) (¬1) عن حارثة) بالحاء المهملة والمثلثة خزاعي صحابي نزل الكوفة (بن وهب). 3289 - "تصدقوا، فإن الصدقة فكاككم من النار" (طس حل) عن أنس. (تصدقوا، فإن الصدقة فكاككم من النار) فكاك ككتاب وبالفتح ما يفك به الرهن أي يخلص به أي بالصدقة يخلصون من النار ويفكون منها، وفيه إيماء إلى أن العبد مستحق للنار لتلوثه بالمعاصي فيحتاج إلى ما يفكه منها. (طس حل) (¬2) عن أنس) قال الهيثمي: رجاله ثقات انتهى قال الشارح: وكأنه لم يصدر عن تحرير فقد قال الدارقطني: تفرد به الحارث بن عمير عن حميد قال ابن الجوزي: قال ابن حبان: الحارث يروي عن الأثبات الموضوعات. 3290 - "تصدقوا ولو بتمرة، فإنها تسد من الجائع، وتطفيء الخطيئة كما يطفئ الماء النار". ابن المبارك عن عكرمة مرسلاً. (تصدقوا ولو بتمرة، فإنها تسد من الجائع) أي تسد من رمقه وتطفئ لظى سغبه فلا تستقلوها وفي لفظ: "ولو بشق تمرة" وقيل: المراد المبالغة لا حقيقة التمرة لعدم أعيانها. (وتطفئ الخطيئة) قال الطيبي: أصله تذهب الخطيئة لقوله تعالى {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]، ثم في الدرجة الثانية تمحو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 306)، والبخاري (1411، 1424، 7120)، ومسلم (1011)، والنسائي (2/ 40). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8060)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 403)، وانظر فول الهيثمي في المجمع (3/ 106)، والعلل المتناهية (2/ 502)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2439)، والضعيفة (1628).

الخطيئة لخبر "أتبع السيئة الحسنة تمحها" (¬1) ثم في الثالثة تطفئ الخطيئة لمقام الحكاية عن المباعدة عن النار فلما وضع الخطيئة موضع النار على الاستعارة المكنية أثبت لها على الاستعارة التخيلية ما يلازم النار من الإطفاء لتكون قرينة مانعة لها عن إرادة الحقيقة، وأما قوله تعالى: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ نَاراً} [النساء: 10] فمن إطلاق اسم المسبب على السبب انتهى. قلت: ويصح أن يكون أطلق الخطيئة على النار من إطلاق السبب على المسبب مجازاً مرسلاً ثم أثبت لها الإطفاء ترشيحاً فإنه يجري في المجاز المرسل كما يجري في الاستعارة كما صرح سعد الدين في قوله: "أسرعكن بي لحوقاً أطولكن يداً" (¬2). (كما يطفئ الماء النار). (ابن المبارك (¬3) عن عكرمة) هو البربري مولى ابن عباس تكلموا في عقيدته، وقيل: إنه يكذب على ابن عباس والكلام فيه متسع قال الحافظ العراقي: ولأحمد من حديث عائشة بسند حسن: "استتري من النار ولو بشق تمرة فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان" (¬4) قلت: وتقدم حديث عدي عند الشيخين: "اتقوا النار ولو بشق تمرة (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8023)، والطبراني في الكبير (20/ 145) رقم (297). (¬2) أخرجه البخاري (1420). (¬3) أخرجه ابن المبارك في الزهد (651)، وأخرجه أحمد (6/ 79) عن عائشة, وصححه الألباني في صحيح الجامع (2951). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 79)، وابن عدي في الكامل (3/ 212). (¬5) أخرجه البخاري (1417)، ومسلم (1016).

فصل التاء مع الطاء

فصل التاء مع الطاء 3291 - " تطوع الرجل في بيته يزيد على تطوعه عند الناس، كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده". (ش) عن رجل. (تطوع الرجل في بيته) أي محل سكناه بيتاً كان أو غيره. (يزيد على تطوعه عند الناس) والمراد [2/ 310] من تطوعه الصلاة بخصوصها بدليل قوله (كفضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده) وقد علم أن صلاة الرجل في جماعة تفضل صلاة الفذ سبع وعشرين كما يأتي بهذا اللفظ من حديث ابن عمر متفق عليه، وأخرجه غيرهما كما يأتي وأما غير الصلاة من التلاوة والذكر فهل هي كذلك أم لا ينظر فيه إن شاء الله تعالى. (ش) (¬1) عن رجل أي من الصحابة ولا ضير في إبهامه عند من يرى أن الصحابة كلهم عدول. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (6455)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2953)، والصحيحة (3149).

فصل التاء مع العين المهملة

فصل التاء مع العين المهملة 3292 - " تعاد الصلاة من قدر الدرهم من الدم". (عد هق) عن أبي هريرة. (تعاد الصلاة) في الوقت أو بعده. (من قدر الدرهم من الدم) أي على ثوب المصلي أو بدنه. ([عد] (¬1) هق) (¬2) عن أبي هريرة) ثم تعقبه العقيلي بقوله: حدثني آدم قال: سمعت البخاري يقول: هذا الحديث وروح هذا منكر الحديث يعني روح بن عطيف لا روح بن الفرج؛ لأنه رواه عن يوسف بن عدي عن القاسم بن مالك عن روح بن عطيف عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وذكر ابن عدي في ترجمة روح بن عطيف وقال ابن معين: وهاه, وقال النسائي: متروك ثم ساق هذا الخبر انتهى، وقال الذهبي: أخاف أن يكون موضوعاً، وقال ابن حبان: موضوع، وحكم ابن الجوزي بوضعه وتبعه على ذلك المؤلف في مختصر "الموضوعات" وقال الحافظ ابن حجر: وأخرجه ابن عدي في الكامل من طريق أخرى عن الزهري لكن فيه أيضاً أبو عصمة متهم بالكذب قال الشارح: عزو المصنف له إلى ابن عدي وسكوته عما عيبه به من بيان القادح غير صواب بل وإن لم يتعقبه مخرجه فسكوت المصنف عليه غير مرضي؛ لأنه من أحاديث الأحكام وهو شديد الضعف فعدم بيانه لحاله لا يليق بكماله انتهى. قلت: قد تعقباه المخرجان له هنا ابن عدي والعقيلي فلا وجه لتخصيص ¬

_ (¬1) لم يرد في الأصل عزوه إلا إلى هق. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 138)، والبيهقي في السنن (2/ 404)، والدارقطني (1/ 401)، والبخاري في التاريخ (1047)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 56)، وابن حبان في المجروحين (1/ 298)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 278)، والموضوعات (2/ 76)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2441)، والضعيفة (148): موضوع.

الاعتراض بالسكوت عما عقبه ابن عدي وكأنه أراد مثلاً. 3293 - "تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب ". (د ن ك) عن ابن عمرو. (تعافوا الحدود فيما بينكم) أي تجاوزوا من العفو وهو التجاوز والخطاب لغير الأئمة من الأمة أي يعفو بعضكم عن بعض فيما أتاه الآخر إليه مما يوجب حدا ولا ترفعوها إليّ. (فإنه ما بلغني من حد) أي مما يوجب حداً. (فقد وجب) عليّ إقامته لأنها بعد البلوغ لا يسقطها عفو ذي الحق كالسارق ولو رفعه المسروق عليه ثم عفى عنه فإنه لا يسقط حده، والحديث عام لكل حد، وخصص أبو حنيفة هذه الصورة، فقال: يسقط الحد عن السارق بعفو المسروق عليه وينظر بم خصصه وكأنه بالقياس على سقوط العين المسروقة لو عفى عنها المسروق عليه وسبب الحديث في السرقة كما في مسند أبي يعلى: "أتي رسول الله برجل سرق فأمر بقطعه ثم بكى -أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسُئل فقال: كيف لا أبكي وأمتي تقطع بين أظهركم قال أفلا عفوت قال ذلك سلطان سوء الذي يعفو عن الحدود ولكن تعافوا ... " الخ (¬1). (د ن ك) (¬2) عن ابن عمرو بن العاص) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 3294 - "تعافوا تسقط الضغائن بينكم". البزار عن ابن عمرو. (تعافوا تسقط الضغائن بينكم). (البزار (¬3) عن ابن عمرو). 3295 - "تعاهدوا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من قلوب ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (328). (¬2) أخرجه أبو داود (4376)، والنسائي (4/ 330)، والحاكم (4/ 424)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2954). (¬3) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (2058)، وانظر المجمع (8/ 82)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2442).

الرجال من الإبل من عقلها". (حم ق) عن أبي موسى (صح). (تعاهدوا القرآن) قال القاضي (¬1): تعاهد الشيء وتعهده محافظته وتجديد العهد به والمراد منه الأمر على مواظبة تلاوته والمداومة على تكرار درسه. قلت: وقدمنا التقديرات النبوية في ذلك في الهمزة في "اقرأوا". (فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا) بمثناة فوقية وصاد مهملة أي أسرع تخلصاً، وذهابا وانفلاتا وخروجا. (من قلوب الرجال) متعلق بتفصيًا والمراد لهم حفظه. (من الإبل) متعلق بأشد. (من عقلها) بضم المهملة والقاف جمع عقال بزنة كتاب ما يُعقل به الإبل أي تشد والإبل إذا انفلتت من عقالها فإنها لا تكاد تلحق ولعل النكتة في التمثيل وخصوصية الإبل الإشارة إلى أن كلام الله تعالى لعلو شأنه وعظمة مكانه وكثرة علومه وتتابع أنواره لا تسكن قلوب الرجال إلا بالشد عليه وقوة الإمساك بالتلاوة له وإلا فإن عظمة شأنه تقتضي مع تلوث العباد بالمعاصي وعدم عملهم بعلومه وتهديهم بأدائه وهديهم بأنواره أن لا يقر في قلوبهم ولا تكون صدورهم مساكنه فكأنه ينفلت منها لولا عقاله بدوام التلاوة فهذه والله أعلم هي نكتة الخصوصية في التمثيل وأما قول الشارح: إنه لأجل [2/ 311] أن القرآن ليس من كلام البشر بل كلام خالق القوى والقدر وليس بينه وبين البشر مناسبة قرينة لأنهم حوادث وهو قديم انتهى، فإنه كلام باطل لاتفاق الفريقين من القائل بقدمه والقائل بحدوثه بأن ألفاظه محدثة صرح به الشريف في حواشي الكشاف وغيره، ولا يخفى أن هذا الحديث توصية بالمحافظة على حفظ المتلو وهي العبارات المحدثة. (حم ق) (¬2) عن أبي موسى). 3296 - "تعاهدوا نعالكم عند أبواب المساجد". (قط) في الإفراد (خط) عن ¬

_ (¬1) شرح صحيح مسلم (6/ 77). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 411)، والبخاري (5033)، ومسلم (796).

ابن عمر. (تعاهدوا نعالكم) أي تفقدوها بالنظر فيها. (عند أبواب المساجد) عند دخول المسجد فإن وجدتم فيها خبثا فامسحوه بالأرض. (قط) في الإفراد (خط) (¬1) عن ابن عمر) قال الخطيب: وهو غريب من حديث يحيى بن هاشم كان يضع انتهى، وقال الذهبي أيضاً: كان يضع الحديث. 3297 - "تعتري الحدة خيار أمتي". (طب) عن ابن عباس. (تعتري الحدة) بكسر المهملة الأولى وهي الخفة والنشاط والمراد هنا الصلابة والشدة والسرعة في إمضاء الخير وعدم الالتفات في ذلك إلى الغير كذا قال الشارح ويحتمل أن المراد الخفة والاحتداد في كل أمر يمدح أو يذم فيه إلا أنه لا يستمر عليها ولذا قال: تعتري فإنه لفظ يدل على أنها تعرض وتزول بسرعة، وهو إعلام بأن من اتصف بذلك كان مظنة للخير ومَعْدِنًا له. (خيار أمتي). (طب) (¬2) عن ابن عباس قال الهيثمي فيه: سلّام بن سلم الطويل وهو متروك (¬3). 3298 - "تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له". (حم) عن ابن عباس (ض). (تعجلوا إلى الحج) أي بادروا بالإتيان به وعدم تأخيره عن زمن إمكانه. (فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) من عَرَض كَضَرب وقد بين العارض ما ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 277)، والديلمي في الفردوس (2256)، وانظر العلل المتناهية (1/ 403)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2443)، والضعيفة (2495): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 151) (11332)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 26)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2444): موضوع. (¬3) قال الحافظ في التقريب (2702): متروك من السابقة.

رواه الديلمي في روايته من قوله "من مرض أو حاجة" (¬1). (حم) (¬2) عن ابن عباس. 3299 - "تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين: يوم الاثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبدًا بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا". (م) عن أبي هريرة. (تعرض) مبني للمجهول أي يعرضها الحفظة على الرب تعالى أو على المقربين من الملائكة. (أعمال الناس) أي المكلفين منهم بدليل المغفرة وعدمها، فإن من لا تكليف عليه لا ذنب عليه ولا عفو ولا عقوبة. (في كل جمعة) عبر بها عن الأسبوع لأنها أشرفه عند الله تعالى من إطلاق البعض على الكل. (مرتين: يوم الاثنين، ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن، إلا عبداً) بالنصب ووجهه ظاهر، وفي رواية: "إلا عبد" بالرفع، قال الطيبي: وتقديره فلا يحرم أحد من الغفران إلا عبد ومنه: {فَشَرِبُوا مِنْهُ} [البقرة: 249] إلا قليل بالرفع. (بينه وبين أخيه شحناء) بفتح الشين المعجمة وسكون الحاء المهملة ممدود أي عداوة. (فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا) من فاء بالهمز إذا رجع أي حتى يرجعا عما هما عليه من التقاطع والتباغض، قال الطيبي: أفاد اسم الإشارة في قوله "هذين" بدل الضمير لمزيد التعيير والتنفير. (م) (¬3) عن أبي هريرة. 3300 - "تعرض الأعمال على الله تعالى يوم الاثنين والخميس، فيغفر الله إلا ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (2322)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 14)، والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 416)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 340). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 313)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2957). (¬3) أخرجه مسلم (2565).

ما كان من متشاحنين أو قاطع رحم". (طب) عن أسامة بن زيد. (تعرض الأعمال على الله تعالى يوم الاثنين والخميس، فيغفر الله إلا ما كان من متشاحنين أو قاطع رحم) تقدم الكلام في ذلك، قال الحليمي في عرض الأعمال: يحتمل أن الملائكة الموكلين بأعمال بني آدم يتناوبون فيقيم معهم فريق من الاثنين إلى الخميس، ثم يعرجون وفريق من الخميس إلى الاثنين وهكذا كلما عرج فريق قرأ ما كتب في موقعه من السماء فيكون ذلك عرضا في الصورة وهو غني عن عرضهم ونسخهم وهو أعلم بعباده منهم، قال البيهقي: وهذا أصح ما قيل قال والأشبه: أن توكيل ملائكة الليل والنهار بأعمال بني آدم عبادة قصدوا بها وسر عرضهم خروجهم عن عهدت التكليف ثم قد يظهر الله لهم ما يريد فعله من عرض عمله (¬1)، قلت: وقدمنا في الجزء الأول كلاما في ذلك. (طب) (¬2) عن أسامة بن زيد) قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة وهو متروك. 3301 - "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس على الله، وتعرض على الأنبياء وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا، فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم". الحكيم عن والد عبد العزيز. (تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس على الله، وتعرض على الأنبياء) أي يعرض عمل كل أمة على نبيها أو كل فرد من الأمة على كل نبي منها ويحتمل أنه بعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - لا عرض إلا عليه لأن أمة موسى - عليه السلام - مثلا ليست بعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - أمة لموسى عليه السلام لأنها قد أمرت باتباع محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأنه إنما كان العرض على ¬

_ (¬1) انظر: شعب الإيمان (3/ 394). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 167) (409)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 66)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2445).

الأنبياء قبل البعثة ثم المراد أمة الإجابة لكل نبي لا أمة الدعوة ويحتمل أن عمل كل أمة من الأمم تعرض [2/ 312] على كل نبي من الأنبياء تعظيما للرسل وتفريجا لهم بكثرة المطيعين (وعلى الآباء والأمهات يوم الجمعة) أي يعرض عمل كل فرع على أصله القريب أو على كل أصل له إلى آدم وحواء وتقدم حديث: "إن آدم في سماء الدنيا تعرض عليه أعمال ذريته" وهو يؤيد هذا والضمير في قوله (فيفرحون) يحتمل عوده إلى كل ما تقدم من الأنبياء والآباء والأمهات أو إلى الأخير فقط. (بحسناتهم) وفرح الأنبياء لأنه زيادة لهم في أجورهم؛ لأنهم دلوا على الخير وفعل الحسنات فلهم أجر مثل العاملين وفرح الآباء والأمهات أنه يلحق دعاء أولادهم والدعاء لا يقبل إلا من ذوي الحسنات ولأنهم يرجون شفاعتهم. (وتزداد وجوههم بياضًا وإشراقًا) يحتمل أنه في حال العرض، والمراد بها أرواحهم أو في الآخرة والمراد الوجه حقيقة وفيه دلالة أن المعروض عليهم أهل النجاة من عذاب الله لهم لا الذين وجوههم مبيضة مشرقة ويزدادون بحسنات ذريتهم ويحتمل أن فرحهم وزيادة أوجههم في الصفتين لقرار أعينهم بأن أولادهم متصفون بصفتهم من الرضوان وأنهم الجميع من سكان الجنان. (فاتقوا الله ولا تؤذوا موتاكم) تقريع على مطوي أي يحزنون بسيئاتهم فيتأذون بها، قال الشارح. فائدة: العرض عليهم إظهار الله تعالى للأموات عذره فيما يعامل به أحيائهم من عاجل العقوبات وأنواع البليات في الدنيا فلو بلغهم ذلك من غير عرض أعمالهم عليهم لكان وجدهم أشد انتهى. قلت: هذا في حكمة عرض المعاصي فقط ولا تتم إلا إذا ثبت أنه يطلع الأموات على كل كائنة في الأحياء بعدهم، وليس في هذا الحديث إلا الإخبار بعرض الحسنات والسيئات فإن ثبت من غيره فذاك وإلا كان ذلك من الحكمة

المطلقة المجهول لنا تفصيلها وفيه ترغيب في الحسنات وزجر عن السيئات وإرشاد إلى كف اللسان عن قول السوء في الأموات لأنه من جملة السيئات، وفيه أن عرض الحسنات على الأموات حسنة لفاعلها لإدخاله السرور على غيره وتقدم أن إدخال السرور على المؤمن من الحسنات وهذا من فوائد فعل الحسنات أنه تسبب عنه حسنات غير مرادة لفاعلها وعكس ذلك في عرض السيئات فإنه آذى به المؤمنين وهي معصية فتسبب عن القبيح قبيح غير مراد. (الحكيم (¬1) عن والد عبد العزيز). 3302 - "تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة". أبو القاسم بن بشران في أماليه عن أبي هريرة. (تعرف إلى الله في الرخاء) بتشديد الراء أي تحبب إليه بشكر نعمته وعدم كفرانها والإحسان فيها كما أحسن الله إليه. (يعرفك في الشدة) أي بتفريجها عنك وإعانتك وإبعادك من كل ضيق فإنه تعالى إذا تعرفت إليه في حال الرخاء جازاك حال الشدة ولذا قال تعالى في يونس {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات:143، 144]، فأخبر أنه لما تقرب إليه في الرخاء أنجاه في الشدة وعكس ذلك في فرعون فإنه لما تنكر إلى ربه حال رخائه لم ينجه اللجأ عند بلائه فقال تعالى: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 91]. (أبو القاسم بن بشران في أماليه (¬2) عن أبي هريرة). 3303 - "تعشوا ولو بكف من حشف فإن ترك العشاء مهرمة". (ت) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 260)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2446)، والضعيف (1480): موضوع. (¬2) أخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه برقم (1365)، وانظر: كشف الخفاء (1/ 307)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2961).

أنس. (تعشوا ولو بكف) أي بملإ كف أطلق المحل على الحال مجازاً وقوله: (من حشف) بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة وفاء التمر اليابس الفاسد، وأردأ التمر أو الضعيف لا نواء له قاله في القاموس (¬1): وفيه إرشاد إلى سد الجائع حق عنه لما تيسر من غير تكلف. (فإن ترك العشاء مهرمة) أي مظنة للضعف والهرم؛ لأن النوم والمعدة خالية من الطعام يؤثر تحليلا للرطوبات الأصلية لقوة الهاضمة وفيه أنه لا ينبغي تعاطي الأمور المؤدية إلى الهرم؛ لأنه يعرض لما يضعف عن الطاعة. (ت) (¬2) عن أنس) قال الترمذي: بعد روايته، هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه وعنبسة ضعيف وعبد الملك بن علّان مجهول انتهى. قال الذهبي (¬3): إن عنبسة متروك، وقال النسائي: متروك، وأبو حاتم قال: وضاع، قال الزين: مدار الحديث هذا على عنبسة ومن ثم حكم ابن الجوزي بوضعه، وكذا الصغاني وتعقبه المصنف فلم يأت إلا بما حاصله أن له شاهدًا. 3304 - "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال، منسأة في الأثر". (حم ت ك) عن أبي هريرة. (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم) أي مقداراً تعرفون به [2/ 313] أقاربكم فتصلوها والأمر هنا للندب لأنه ذريعة إلى صلة الأرحام. ¬

_ (¬1) انظر القاموس (3/ 127، 128). (¬2) أخرجه الترمذي (1856)، وانظر علل ابن أبي حاتم (2/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2447)، وقال في الضعيفة (116) ضعيف جداً. (¬3) انظر المغني (2/ 494)، وضعفاء النسائي (1/ 76) وضعفاء ابن الجوزي (2/ 235).

وقال أبو محمَّد بن حزم (¬1): علم النسب منه فرض عين ومنه ما هو فرض كفاية ومنه ما هو مستحب فمن ذلك أن تعلم أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو ابن عبد الله الهاشمي فمن زعم أنه غير هاشمي كفر، وأن تعلم أن الخليفة من قريش وأن يعرف من تلقاه بنسب في رحم محرمة ليجتنب تزويج من يحرم عليه منهم وأن يعرف من يتصل به ممن يرثه أو يجب بره من صلة أو ثفقة أو معاونة وأن يعرف الصحابة رضي الله عنهم ليحسن إليهم لثبوت الوصية بذلك ولأن حبهم إيمان وبغضهم نفاق ومن الفقهاء من يفرق في الحرية والاسترقاق بين العرب والعجم فحاجته إلى علم النسب آكد ومن يفرق بين نصارى بني تغلب وغيرهم في الجزية وتضعيف الصدقة وما فرض عمر - صلى الله عليه وسلم - الديوان إلا على القبائل ولولا علم النسب ما تخلص لهم ذلك وتبعه علي وعثمان رضي الله عنهما انتهى. وهو كلام حسن وأما ما يأتي من قوله عليه السلام: علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر، فهو ذم للتوغل فيه والاسترسال بحيث يشغل عن الأهم ويزيد على كفاية ما ينتفع به كما يقيده حديث أبي هريرة عند ابن زنجويه يرفعه: "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ثم انتهوا وتعلموا من العربية ما تعرفون به كتاب الله" (¬2) قوله ثم انتهوا مفيد أن الذم في الحديث الآتي موجه إلى التوغل .. (فإن صلة الرحم محبة) بفتح الميم يريد مظنة أي محل للمحبة لأن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها. (في الأهل) ومحبة الأرحام بعضهم لبعض مطلوبة الله تعالى. (مثراة) بفتح الميم من الثرا الكثرة؛ أي سبب للكثرة. (في المال) ¬

_ (¬1) جمهرة أنساب العرب (ص: 6). (¬2) أخرجه ابن زنجويه كما في فيض القدير (3/ 252) وقد عزاه صاحب الكنز (29162) إلى البيهقي في الشعب ولم أجده.

وزيادته. (منسأة) بالسين المهملة زنة مثراة من نسأ التأخير أي مظنة وسبب لذلك، وفيه أنه لا بأس بالعمل الشرعي وهو صلة الرحم هنا لقصد جلب المال وزيادة العمر. (في الأثر) أي الأجل، قال في عارضة الأحوذي: أما المحبة فبالإحسان إليهم وأما النسأ في الأثر فبتمادي الثناء عليه وطيب الذكر له انتهى. قلت: وقدمنا في الجزء الأول أنه يجوز أن تكون زيادة في العمر حقيقة. (حم ت ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي: رجاله قد وثقوا. 3305 - "تعلموا مناسككم؛ فإنها من دينكم". ابن عساكر عن أبي سعيد. (تعلموا مناسككم) جمع منسك اسم مكان من النسك وهو العبادة والطاعة وتطلق على أفعال الحج ويحتمل أنه المراد هنا به جزم الشارح، ويحتمل أن المراد الأعم. (فإنها من دينكم) فوافق الأول أن مناسك الحج جزء من الدين وشطر منه وفيه أنه يجوز تعليم الديانات وكيفياتها. (ابن عساكر (¬2) عن أبي سعيد) وأخرجه الديلمي والطبراني وأبو نعيم. 3306 - "تعلموا العلم، وتعلموا للعلم الوقار". (حل) عن عمر. (تعلموا العلم) تقدم المراد به في لسانه - صلى الله عليه وسلم - وأنه علم الكتاب والسنة. (وتعلموا للعلم الوقار) الرزانة والحلم والأناة في الأمور، وفيه أن الوقار مما يكتسب بالتعلم وهو محبوب لله من العالم وغيره إلا أن العالم قد هذب نفسه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 374)، والترمذي (1979)، والحاكم (4/ 178)، وانظر المجمع (1/ 192)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2965). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 211)، والديلمي في الفردوس (2246)، والطبراني في مسند الشاميين (2181)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (2/ 237)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2454)، والضعيفة (3403).

بتعلم العلم فحثه - صلى الله عليه وسلم - على تكميل الكمال. قال ابن المبارك: كنت عند مالك فلدغته عقرب ستة عشرة لدغة فتغير لونه وتصبر ولم يقطع الحديث، فلما فرغ سألته فقال: صبرت إجلالاً لحديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وكتب مالك إلى الرشيد إذا علمت علماً فليُر عليك أثره وسمته ووقاره لخبر: "العلماء ورثة الأنبياء" (¬1). (حل) (¬2) عن عمر). 3307 - "تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تعلمون منه". (طس عد) عن أبي هريرة. (تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تعلمون منه) حذفت إحدى تائيه وفيه الأمر بالتواضع للعالم والامتثال له والتذلل من الطالب للعلم منه، وكان ذلك دأب السلف لأن العلماء ورثة الأنبياء، وقد أمرنا بتعظيم الأنبياء كذلك وارثهم، وقد أخذ حبر الأمة عبد الله بن العباس - رضي الله عنه - بركاب زيد بن ثابت - رضي الله عنه - وقال: هكذا أمرنا أن نصنع بعلمائنا، فقبل زيدٌ يده وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فانظر صنع ابن عباس مع قرابته (¬3) [2/ 314] من الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتعظيم زيد وانظر إكرام زيد له، فرحم الله ذلك السلف الصالح. قال السلمي: ما كان إنسان يجترئ على ابن المسيب أن يسأله حتى يستأذنه كما يستأذن الأمير، وقال الشافعي: كنت أفتح الورق بين يدي مالك برفق لئلا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري تعليقًا كتاب العلم باب العلم قبل القول والعمل، وأبو داود (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجه (223). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 342)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2449)، والضعيفة (1610): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 478) وقال: صحيح الإسناد على شرط مسلم، وابن عساكر (19/ 326)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 188).

يسمع وقعها (¬1). (طس عد) (¬2) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه عباد بن كثير وهو متروك الحديث. 3308 - "تعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن ينفعكم الله حتى تعملوا بما تعلمون". (عد خط) عن معاذ، وابن عساكر عن أبي الدرداء. (تعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن ينفعكم الله حتى تعملوا بما تعلمون) لا شك أن العلم ليس مطلوبا لذاته بل للعمل به قال العلائي: مقصود الحديث أن العمل بالعلم هو المطلوب من العباد والنافع عند قيام الأشهاد ومن تخلق بالعلم عن العمل كان حجة على صاحبه وخزيًا وندامة يوم القيامة. (عد خط) عن معاذ، وابن عساكر (¬3) عن أبي الدرداء (قال الحافظ العراقي: في سنده ضعف، قال: ورواه الدارمي موقوفاً على معاذ بسند صحيح. 3309 - "تعلموا من العلم ما شئتم، فوالله لا تأجروا بجمع العلم حتى تعملوا". أبو الحسن بن الأخرم المدني في أماليه عن أنس. (تعلموا من العلم ما شئتم، فوالله لا تأجروا بجمع العلم حتى تعملوا) فيه بيان أن كل ما ورد في فضل العلم وتعلمه مقيد بما عمل به وإن علماً بلا عمل كشجرة بلا ثمر، وإن العلم الذي لا يعمل به عمل يحبه الله لا أجر عليه أصلاً مثل علم النجوم وظاهره أنه لا يجري له أجر العلم الذي تعلمه حتى يعمل به ¬

_ (¬1) تاريخ دمشق (14/ 293). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6184)، وابن عدي في الكامل (4/ 335)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 129)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2448)، والضعيفة (5163): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 25)، والخطيب في تاريخه (10/ 94)، والربيع بن حبيب في مسنده (1/ 364)، وانظر مختصر تاريخ دمشق (22/ 115)، وتخريج أحاديث الإحياء (1/ 41). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2453).

وتقدم الكلام فيه مرارا ولله القائل: ولم يحمدوا من عالم غير عامل ... خلا ولا من عامل غير عالم رأوا طرقات المجد عوجاء قطيعة ... وأقطع عجز عندهم عجز حازم (¬1) (أبو الحسن بن الأخرم) (¬2) بالخاء المعجمة والراء بضبط المصنف رحمه الله المدني في أماليه عن أنس. 3310 - "تعلموا الفرائض وعلموا الناس؛ فإنه نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي". (هـ ك) عن أبي هريرة. (تعلموا الفرائض) جمع فريضة والأظهر أنها كل ما فرضه الله من الأحكام وتطلق على ما فرضه الله سبحانه من أنصباء المواريث وهي المراد هنا. (وعلموا الناس فإنه نصف العلم) سماه نصفاً له مجازاً أو اهتمامًا بشأنه وحثاً للنفوس على تعلمه، وأما ما يأتي من حديث: "العلم ثلاثة: آية محكمة وسنة قائمة وفريضة عادلة" على القول فإنه أريد بالفريضة علم المواريث فإنه لا ينافي جعله هنا نصفاً لما علم من أنه لم يرد التنصيف حقيقة. (وهو ينسى) فيه أنه أريد بالأمر بالتعلم هنا التكرار له والتذكر والمحافظة على قواعده فإنه أخبر عنه بأنه ينسى أي يسرع إليه النسيان دون غيره بكثرة تشابهه وطرقه ومصداقه موجود في الخارج فإنه أسرع العلوم نسيانًا وأحوجها إلى الرياضة والمذاكرة فيه، قال الماوردي: إنما حث على علم الفرائض لأنهم كانوا قريبين العهد بغير هذا التوارث ولئلا يعطل تشاغلهم بعلم أعم منه. (وأول شيء ينزع من أمتي) أي يرفع بموت من يعلمه فإذا كان أول ما ينزع فيحسن التشاغل بمعرفته والحرص ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة لأبي تمام. (¬2) انظر فيض القدير (3/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2455).

على إحرازه واغتنام فرصة بقاءه نظير "حجوا قبل أن لا تحجوا" (¬1) ولا يقال كيف علل الأمر بتعلمه فإنه ينزع وما أخبر بنزعه واقع لا محالة لأنه ما أراد إلا الحث على طلبه قبل رفعه. (هـ ك) (¬2) عن أبي هريرة (قال الحافظ الذهبي: فيه حفص بن عمرو بن أبي العطاف واه بمرة، وقال ابن حجر: مداره على حفص هذا وهو متروك، قال البيهقي: تفرد به حفص وليس بالقوي. 3311 - "تعلموا الفرائض والقرآن، وعلموا الناس فإني مقبوض". (ت) عن أبي هريرة. (تعلموا الفرائض والقرآن) قال التوربشتي: ذهب بعضهم إلى أن المراد بالفرائض هنا علم المواريث ولا دليل معه والظاهر أن المراد ما افترضه الله على عباده، وقيل: أراد السنن الصادرة منه المشتملة على الأمر والنهي الدالة على ذلك كأنه قال تعلموا الكتاب والسنة. (وعلموا الناس فإني مقبوض) أي سأقبض أراد به موته وخص هذين القسمين لانقطاعهما بموته إذ أحدهما وحي إليه، والثاني: إعلام منه به. (ت) (¬3) عن أبي هريرة) قال الترمذي بعد إخراجه فيه اضطراب انتهى، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح أخرجه [2/ 315] أحمد والترمذي والنسائي وصححه الحاكم بلفظ "تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني امرأ مقبوض وإن العلم ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 617)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 341)، الدارقطني في السنن (2/ 302)، والبخاري في التاريخ الكبير (705)، وابن عدي في الكامل (2/ 396)، وأورده ابن حجر في اللسان (2/ 323) وقال: هذا إسناد مظلم وخبر منكر، والذهبي في الضعفاء (2/ 630)، وقال: إسناده مجهول فيه نظر. (¬2) أخرجه ابن ماجه (2719)، والحاكم 4/ 369، والبيهقي في السنن (6/ 208)، وانظر تلخيص الحبير (3/ 79)، والدراية (2/ 296)، والعلل المتناهية (1/ 137)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2451): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الترمذي (2091)، والنسائي 4/ 63، وأحمد (1/ 217)، والحاكم (4/ 369)، وانظر فتح الباري (12/ 5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2450).

سيقبض حتى يختلف اثنان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما" (¬1) انتهى، قال الحافظ: رواته موثوقون إلا أنه اختلف فيه على عوف الأعرابي. 3312 - "تعلموا القرآن واقرأوه وارقدوا؛ فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أوكئ على مسك". (ت ن هـ حب) عن أبي هريرة. (تعلموا القرآن واقرأوه وارقدوا) أي اجعلوا آخر عملكم بالليل قراءة شيء منه كآية الكرسي وسورة الكافرون، قال الشارح: واعلم أني وقفت على أصول صحيحة فلم أر فيها لفظ "وارقدوا" فليحرر. (فإن مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به) يحتمل عمل به أو صلى به الليل وهو الأنسب بالمشتبه به وهو: (كمثل جرابٍ محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان) فإنه لا يفوح المسك إلا إذا فتح إناؤه والإنسان كإناء القرآن إذا قرأه وقام به فاح خيره وظهر سره، وقوله: (محشو) بالحاء المهملة والشين المعجمة أي مملوء، ونصب (مسكًا) على التمييز وأراد مفتوحًا عن وكائه، بدليل يفوح فإنه لا يفوح أي يظهر ريحه ويصدع إلا إذا فتح، وبدليل مقابلته بقوله. (ومثل من تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب أويس على مسك) فإن الموكأ عليه الموثق والحديث حث على تعلم القرآن وقرأته والقيام به وأن لا يخلو العبد عنه سواء قام به وهي الرتبة العظمى أو قام عنه وهي دونها إلا أنه قد اتصف بحمله وشرف باتكائه عليه. (ت ن هـ حب) (¬2) عن أبي هريرة) قال الترمذي: حسن غريب. ¬

_ (¬1) انظر الحديث السابق. (¬2) أخرجه الترمذي (2876)، والنسائي (5/ 227)، وابن ماجه (217)، وابن حبان (5/ 499) (2126)، و (6/ 316) (2578)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2452).

3313 - "تعلموا كتاب الله، وتعاهدوه، وتغنوا به، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل". (حم) عن عقبة بن عامر. (تعلموا كتاب الله، وتعاهدوه وتغنوا به) بالغين المعجمة أي إقرأوه بتحزُّن وترقيق وليس المراد قراءته بالألحان والنغمات وتقدم معناه. (فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من المخاض في العقل) وقوله المخاض بفتح الميم جمع ماخض من النوق الحامل والعشار التي أتى عليه من حملها عشرة أشهر أفاده القاموس (¬1) وتقدم وجه التمثيل بها ولأن الإبل في أذهان المخاطبين قرينة الخطور فالتمثيل بها أتم في إبراز المعقول في هيئة المحسوس .. (حم) (¬2) عن عقبة بن عامر) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 3314 - "تعلموا من قريش ولا تعلموها، وقدموا قريشا ولا تؤخروها؛ فإن للقرشي قوة الرجلين من غير قريش". (ش) عن سهل بن أبي حثمة. (تعلموا من قريش) حذف المفعول يدل على عمومه أي كل علم لأن تقدير الخاص لا دليل عليه. (ولا تعلموها) إلا أن قوله: "فإن للقرشي قوة رجلين" قيل: إنه دليل على تقدير الخاص وهي الشجاعة والرأي والقيام بمعاظم الأمور ومهمات العلوم. (وقدموا قريشاً) أي في الآراء والإمارات. (ولا تؤخروها) تأكيد لما أفاده قدموا، وأما قوله في الأول ولا تعلموها فهو تأسيس لأن الأمر بالتعلم منها لا يستلزم عدم تعليمها. (فإن للقرشي قوة رجلين) قيل وهو يدل على أن المراد بالتقديم التقديم للإمامة العظمى والإمارة كما أنه دل على أن المراد تعلم الشجاعة والرأي. ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (1/ 843). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 146)، وانظر المجمع (7/ 169)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2964)، والصحيحة (3285).

قلت: والأظهر أن المراد تعلموا علم الكتاب والسنة ممن علمه. (من غير قريش) لأنه عرف من كثرة حثه - صلى الله عليه وسلم - أن المراد علم الكتاب والسنة لا غيره أن المراد تعلمه ممن علمه لا من الجاهل لأنه معلوم عقلا أنه لا يأمر بالتعلم منه وقوله: فإن للقرشي تعليل لذلك وإعلام بأن لهم قوة صبر على التعلم وقوة ذهن يدركون بها أسرار العلوم، ويحتمل أن الخطاب خاص لمن في عصره وأنه أراد بقريش السابقين من آله وأصحابه كالخلفاء وإنه إرشاد لللاحقين من الصحابة أن يتعلموا من السابقين ويقدموهم في أمور الدين وعلله بأن لهم قوة في الدين وفي البصائر سببها سبقهم إلى متابعته وأخذ المعارف عنه وهذا أقرب الاحتمالات. (ش) (¬1) عن سهل بن أبي حثمة) بفتح الحاء المهملة وسكون المثلثة أنصاري خزرجي من صغار الصحابة مات المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثمان سنين وقد حفظ عنه واختلف في اسم أبي حثمة فقيل عبد الله وقيل عامر (¬2). 3315 - "تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر ثم انتهوا". ابن مردويه (خط) في كتاب النجوم عن ابن عمر. (تعلموا من النجوم ما تهتدون به) أي تستدلون به على الطرق والساعات. (في ظلمات البر والبحر) فإن بمعرفة النجوم ومطالعها ومغاربها نهتدي إلى [2/ 316] السبل ونحوها. (ثم انتهوا) أي عن تعلم ما يجاوز ذلك وقد علل النهي علي كرم الله وجهه بقوله: فإن النجامة تدعوا إلى الكهانة فالكاهن ساحر والساحر كافر والكافر في النار. قلت: وفي قوله ثم انتهوا ما يدل على أنه لا مرجع إلى النجوم في أوقات الصلاة ونحوها فإنه لو أريد ذلك من عموم ظلمات البر والبحر لكان ذكره أهم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أَبي شيبة (32386)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2966). (¬2) انظر: الإصابة (3/ 195).

ويحتمل دخوله فيه وبهذا يعرف أنه أريد بحديث: "من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر" (¬1) سيأتي أن المراد به ما زاد على ما ذكر الذي يجر إلى القول بتأثير النجوم بحاسة وسعادة. (ابن مردويه (خط) (¬2) في كتاب النجوم عن ابن عمر) قال عبد الحق: وليس إسناده مما يحتج به، قال ابن القطان: فيه من لا أعرف (¬3). 3316 - "تعمل هذه الأمة برهة بكتاب الله، ثم تعمل برهة بسنة رسول الله، ثم تعمل بالرأي؛ فإذا عملوا بالرأي فقد ضلوا وأضلوا". (ع) عن أبي هريرة. (تعمل هذه الأمة برهة) بضم الموحدة وسكون الراء أي مدة من الزمان تعمل. (بكتاب الله) أي وبالسنة لأنهما متلازمان لكنه حذف للعلم به وهو إخبار أنهم يعملون بما أنزله الله وبلغه رسول - صلى الله عليه وسلم - في زمنه وعقبه قبل اتباع الأهواء وتمهيد أقوال الناس وتقليدهم وقد صدق ذلك وكان خير القرون قرنه ثم تراخى الأمر وقصرت الهمم فأخذوا من السنة ما وضح وسهل وهو مراد بقوله. (ثم تعمل برهة بسنة رسول الله) فإن المراد أنه يشق عليهم أخذ الأعمال من الكتاب والجمع بينه وبين السنة وهؤلاء على خير أيضاً. (ثم تعمل بالرأي) مما يراه الإنسان من تلقاء نفسه أي ولم يستند إلى أدلة الكتاب والسنة في النهاية (¬4) أي المحدثين يسمون أصحاب القياس أصحاب الرأي انتهى. وينبغي أن يكون مرادهم بالقياس ما لم يقم الدليل على العمل به والنص على علته وهو ما يسمونه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3905)، وابن ماجه (3726). (¬2) أخرجه هناد في الزهد (997)، وأبو بكر النجاد في "مسند عمر" رقم (41)، وابن حزم في "جمهرة النسب" والخطيب في "القول في علم النجوم" (ص: 132)، وراجع: فتح الباري (6/ 527)، والتلخيص الحبير (2/ 187). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2456). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ رقم 1055). (¬4) انظر النهاية (2/ 409).

تخريج المناط فإنه ما لم للأصوليين الدليل على العمل به. (فإذا عملوا بالرأي فقد ضلوا) أي في أنفسهم بسلوكهم ما لم يأذن الله به. (وأضلوا) أي غيرهم ممن تبعهم وفيه أن البراءة الأصلية دليل لأنه نهى عن الرأي فدل على أنه إذا لم يوجد الحكم نصا فالبراءة عنه أحكم. (ع) (¬1) عن أبي هريرة) قال أبو زرعة: لا ينبغي الجزم لهذا الحديث وبين الحافظ الهيثمي وجه ضعفه لأن فيه عثمان بن عبد الرحمن الزهري متفق على ضعفه. 3317 - "تعوذوا بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". (خ) عن أبي هريرة (صح). (تعوذوا بالله من جهد البلاء) بفتح الجيم أفصح من ضمها هي الحالة التي يمتحن بها الإنسان بحيث يتمنى الموت بسببها سواء كان في دينه أو دنياه في نفسه أو أهله. (ودرك) بفتح المهملة والراء. (الشقاء) الشقاوة: قال ابن حجر (¬2): هو الهلاك ويطلق على السبب المؤدي إلى الهلاك، وقيل: هو أحد دركات جهنم ومعناه من موضع أهل الشقاوة وهي جهنم أو من موضع يحصل لتأديته شقاوة ويحتمل أنه مصدر مضاف إلى فاعله أو مفعوله أي إدراكنا الشقاء أو إدراك الشقاء إيانا. (وسوء القضاء) أي القضاء الذي يوقع الإنسان تحول المقضي به ما يسوء. (وشماتة الأعداء) الشماتة الفرح أي من فرح العدو وهو لا يفرح إلا لمصيبة تنزل لمن يكره والتعوذ من السبب وهي المصائب التي يفرح بها العدو إلا أنه أقيم المسبب مقام السبب ونكتة ذلك أبانه أن شماتة العدو أهم في الاستعاذة من المصيبة واعلم أن شماتة الأعداء من عطف الخاص على ما يعمه فإن جهد البلاء ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (5856)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 179)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2457)، والضعيفة (3408). (¬2) فتح الباري (11/ 149).

مما يشمت به الأعداء وسوء القضاء كذلك ودرك الشقاء فتخصيصه بعد ما يعمه من الألفاظ الثلاثة عبارة لعظم شأنه. (خ) (¬1) عن أبي هريرة). 3318 - "تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام؛ فإن الجار البادي يتحول عنك". (ن) عن أبي هريرة. (تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام) بضم الميم أي الإقامة وهو ما يقيم به الإنسان ويحتمل أن يراد به دار البلاء كما تقدم من أن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي إلا أن قوله: (فإن الجار البادي يتحول عنه) يرشد إلى الأول وتقدم معناه في: "اللهم"، وروي أن لقمان قال لابنه: حملت الجندل والحديد وكل ثقيل فلم أحمل شيئاً أثقل من جار السوء، هذا وفي الحديث دليل على أنه يحسن الصبر وعدم الدعاء بزوال الأمر المكروه المعلوم زواله. (ن) (¬2) عن أبي هريرة) قال الحافظ العراقي [2/ 317]: وسنده صحيح. 3319 - "تعوذوا بالله من ثلاث فواقر: جار سوء إن رأى خيراً كتمه، وإن رأى شرا أذاعه، وزوجة سوء إذا دخلت عليها لسنتك، وإن غبت عنها خانتك، وإمام سوء إن أحسنت لم يقبل وإن أسأت لم يغفر". (هب) عن أبي هريرة. (تعوذوا بالله من ثلاث فواقر) جمع فاقرة وهي الداهية كأنها تحطم فقار الظهر، وفي هذا الإيهام أولاً ثم التفسير ثانياً بقوله: (جار سوء) إلى آخره ما لا يخفى من تعظيم ذلك، وقوله جار سوء بالإضافة. (إن رأى خيرا كتمه) جملة مستأنفة حذف صدرها كأنه قيل وما جار السوء؟ فقال: هو الذي إن رأى خيراً لجاره من خصلة محمودة ونحوها طواها عن الناس. (وإن رأى شرا أذاعه) ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (26347، 6616)، ومسلم (2707). (¬2) أخرجه النسائي (8/ 274)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2967)، والصحيحة (1443).

وأفشاه يفيضه إلى الناس وشنع به، وفيه أنه ينبغي إذاعة الخير من الجار والإخبار بحسن جواره وطي الشر منه واحتماله، وإن كتم الخير في القبح كإذاعة السر، ويحتمل أن الذم للجمع بين الأمرين وأنه لو لم يدع شراً ولا كتم خيراً لا يذم. (وزوجة سوء) بالتاء وفيه أنها جائزة وإن كان أكثر حذفها. (إذا دخلت عليها لسنتك) لسنة كضربة رماه بلسانه وأذاه بها. (وإن غبت عنها خانتك) أي في نفسها أو مالك أو عرضك. (وإمام سوء) فيه أنه يسمى الجائر إماماً. (إن أحسنت) أي إليه أو إلى رعيته. (لم يقبل) ذلك ولم يره إحساناً. (وإن أسأت) على جهة الهفوة في غير حق. (لم يغفر) ذنبك وفيه أنه ينبغي للسلطان أن يعرف للمحسن إحسانه ويغفر للمسيء نادرًا هفوته ولما كانت هذه الثلاثة الأمور لا يخلو عنه البشر عظم شأنها لما ذكرناه، وهل المراد التعوذ بهذا اللفظ المسرود عبارته أو يكفي المتعوذ من هذا أن يتعوذ من جار سوء وزوجة سوء وإمام سوء يحتمل الأمرين. (هب) (¬1) عن أبي هريرة) وفيه أشعث بن بُراز الهجيمي قال الذهبي في الضعفاء (¬2): ضعفوه وقال النسائي: متروك الحديث نقله عنه في الميزان ثم ساق له مما أنكر عليه هذا الخبر. 3320 - "تعوذوا بالله من الرغب". الحكيم عن أبي سعيد. (تعوذوا بالله من الرغب) بغين المعجمة بعد الراء آخره موحده قال في القاموس (¬3): الرغب بالضم وبضمتين كثرة الأكل وشدة النهم انتهى، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (9554)، والبخاري في التاريخ (3096) وانظر الميزان (1/ 425)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2459)، والضعيفة (3411). (¬2) انظر المغني (1/ 91)، وضعفاء النسائي (1/ 19). (¬3) انظر القاموس (1/ 74).

الحكيم الترمذي في تفسيره: إنه كثرة الأكل والجماع، وقال الراغب (¬1): كثرة الأكل والشبع مفقود حتى يحتاج أن يأكل صاحبه في اليوم مرات وصاحب هذا ممن الحرص عليه غالب فالتهاب نار الحرص تهضم طعامه وتنشف رطوبته. قلت: وكثرة الأكل سبب لأدواء كثيرة في الدين والدنيا والبدن. (الحكيم (¬2) عن أبي سعيد). ¬

_ (¬1) مفردات القرآن (ص: 564). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2458).

فصل التاء مع الغين المعجمة

فصل التاء مع الغين المعجمة 3321 - " تغطية الرأس بالنهار فقه، وبالليل ريبة". (عد) عن واثلة. (تغطية الرأس) أي تغطية العمامة لصاحبها وتغطية أصله لغيره بنحو ثوب. (بالنهار فقه) أي من فهمه بحسن الآداب فإنه بالنهار صيانة له عن إرسال طرفه عن يمينه وشماله وقنوعا عن عادات المترفين. (وبالليل ريبة) أي ذلك من صفات ذوي الريبة من اللصوص ومن يريد الفجور والغيلة وغيرها، (عد) (¬1) عن واثلة هو ابن الأسقع) وفيه نعيم بن حماد قال الذهبي: لين الحديث عن بقية وحاله معروف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 315)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2463).

فصل التاء مع الفاء

فصل التاء مع الفاء 3322 - " تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة". (طب) عن أبي أمامة. (تفتح أبواب السماء) تقدم احتمال أنه حقيقة وأنه كناية عن الإجابة. (ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن) الأول: (عند التقاء الصفوف) أي في سبيل الله قال الغزالي (¬1): شرف الأوقات يرجع بالحقيقة إلى شرف الأحوال فحالة القتال في سبيل الله ينقطع عندها الطمع عن مهمات الدنيا وتهون على القلب حياته في حب الله وطلب رضاه. (وعند نزول الغيث) لأنه يحصل للقلب عند ذلك انفعال وإقبال. (وعند إقامة الصلاة) يحتمل أنه أريد إقامتها بألفاظ الإقامة ويحتمل أن المراد القيام إلى الصلاة فريضة أو نافلة وذلك أنه يحدث للقلب تأثر عند ذلك. (وعند رؤية الكعبة) ظاهره كلما رجع بنظره إليها ويحتمل أول رؤية. (طب) (¬2) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه عفير بمهملة وفاء مصغر ابن معدان وهو مجمع على ضعفه، وقال ابن حجر: حديث غريب وقد تساهل الحاكم في المستدرك وصححه ورده الذهبي لأن فيه عفيراً واه جداً قال الشارح: وهذا الحديث لم أره في نسخة المصنف التي بخطه. 3323 - "تفتح أبواب السماء لخمس: لقراءة القرآن، وللقاء الزحفين، ولنزول القطر، ولدعوة المظلوم، وللأذان ". (طس) عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (1/ 304). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 169) (7713)، والحاكم (1/ 731)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 99)، وقول الهيثمي في المجمع (10/ 155)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2465): ضعيف جداً.

(تفتح أبواب [2/ 318] السماء لخمس: لقراءة القرآن، وللقاء الزحفين) بالزاي والحاء المهملة والفاء تثنية زحف وتقدم أنه الجيش الذي يزحف وهو الذي عبر عنه في الأول لقوله: "التقاء الصفوف". (ولنزول القطر، ولدعوة المظلوم) تقدم أنه وإن كان كافراً وفيه أنه ينبغي الدعاء عند دعاء المظلوم؛ لأنه مظنة الإجابة كقراءته، ويحتمل أن المراد تفتح لنفس دعوته لا كفتحها في قراءته. (وللأذان) أي بصعوده ورفعه، فحال الأذان من مظان الإجابة والأولى أن يتابع أولاً المؤذن ثم يدعو عقيبه للتعليمات النبوية تقدمت قال العاملي: كأن السماء تفتح لنزول النصر عند القتال ونزول البر للمصلين فإذا صادف الدعاء فتحها لم يرد كما إذا صادف السائل باب السلطان الكريم مفتوحاً لا يكاد يرد. (طس) (¬1) عن ابن عمر بن الخطاب) قال ابن حجر: غريب وفيه حفص بن سليمان القارئ إمام في القراءة ضعيف في الحديث قال الهيثمي: ضعفه الشيخان وغيرهما. 3324 - "تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله تعالى له، إلا زانية تسعى بفرجها أو عَشَّار". (طب) عن عثمان بن أبي العاصي. (تفتح أبواب السماء نصف الليل) ظاهره فتح حقيقي قالوا إنما كان الفتح في ذلك الوقت لأنه وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه من المشوشات وهو وقت اجتماع القلوب وتعاون الهمم واستدرار الرحمة. (فينادي مناد: هل من دل فيستجاب له؟) الداعي أعم من سائل الحاجات فعطف قوله: (هل من سائل فيعطى؟) خاص بعد العام فإن الأول يشمل طالب المعروف ومستدفع ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3621)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 99)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 328)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2464).

المكروه كما أن قوله: (هل من مكروب فيفرج عنه؟) كذلك وفي هذه الخصوصيات بعد العموم دليل أن الدعاء في تلك الحال مطلوب محبوب كما دل عليه أيضاً نداء المنادي، إن قيل نحن لا نسمعه فما فائدة نداءه لأنا نقول قد صرنا نعلمه بأخبار الصادق هنا متوفر هممها على الدعاء ولأنه يسمع الملأ الأعلى وبعلمهم أنه ساعة عطاء ولأنه عبادة للملك نفسه. (فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له، إلا زانية تسعى بفرجها) أي تكسب به. (أو عَشَّاراً) أي مكاس وذلك لعظم ذنبهما. (طب) (¬1) عن عثمان بن أبي العاصي)، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن فيه علي بن زيد وفيه كلام. 3325 - "تفتح لكم أرض الأعاجم، وستجدون فيها بيوتاً يقال لها: "الحمامات" فلا يدخلها الرجال إلا بإزار، وامنعوا النساء أن يدخلنها إلا مريضة أو نفساء". (هـ) عن ابن عمر. (تفتح لكم أرض الأعاجم) يعني العراقين أرض كسرى ويحتمل أنه أراد به ما عدا أرض العرب (وستجدون فيها بيوتا يقال لها: "الحمامات") مأخوذة من الحميم الماء الحار، وتقدم أن أول من اتخذه سليمان - عليه السلام -. (فلا يدخلها الرجال إلا بإزار) ولو كان ليس فيها غيره لما تقدم من حديث: "فالله أحق أن يستحيا منه" وهذا الحديث من أعلام النبوة لأنه إخبار عن غيب وقع. (وامنعوا النساء أن يدخلنها إلا مريضة أو نفساء). (هـ) (¬2) عن ابن عمر). 3326 - "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر فيهما لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: انظروا هذين ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 59) (8391)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 88)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2971)، والصحيحة (1073). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3748)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2466).

حتى يصطلحا". (خد م د ت) عن أبي هريرة (صح). (تفتح أبواب الجنة) يحتمل الحقيقة ويحتمل أنه عبارة عن رفع المنزلة وكثرة الثواب، وكان هذا التفتح بعد عرض الأعمال فإن عرضها سبب للمغفرة في هذين اليومين. (يوم الإثنين ويوم الخميس، فيغفر فيهما لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً) ويحتمل تعدد المكفرات وتعاضدها وقوله: (إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء) في النسخ بالرفع والوجه في العربية النصب وقد وردت رواية صحيحة قال الطيبي: وعلى الرفع يقال: إنه محمول على المعنى أي لا يبقى ذنب أحد إلا ذنب رجل وتقدم نظيره قريباً. (فيقال: انظروا) بفتح الهمزة أي يقول الله لملائكته النازلة بهدايا المغفرة، قال الطيبي: ولابد هنا تقدير من يخاطب بقوله: انظروا فإنه تعالى لما غفر للناس سواهما قيل اللهم اغفر لهما أيضاً فأجاب انظروا. (هذين حتى يصطلحا) قال المنذري (¬1): قال أبو داود: إذا كان الهجر لله تعالى فليس من هذا لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - هجر بعض نساءه أربعين يوما وابن عمر - رضي الله عنه - هجر ابناً له [2/ 319] حتى مات، قال ابن رسلان: ويظهر أنه لو صالح أحدهما الآخر فلم يقبل غفر للمصالح. (خد م د ت) (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري فوهم المحب الطبري في عزوه إليه. 3327 - "تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا ¬

_ (¬1) انظر: الترغيب والترهيب (3/ 307). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب (411)، ومسلم (2565)، وأبو داود (4916)، والترمذي (2023)، وابن ماجه (1740).

يعلمون". مالك (ق) عن سفيان بن أبي زهير (صح). (تفتح) بالبناء للمفعول. (اليمن) أي بلادها وسميت يمنًا لأنها عن يمين الكعبة أو الشمس أو باسم يمين بن قحطان. (فيأتي قوم يبسون) بفتح المثناة التحتية مع كسر الموحدة وتشديد السين المهملة وهي سوق بلين أي يسوقون دوابهم إلى المدينة. (فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم) إلى البلاد التي تفتح ويدعوهم إلى سكناها، والمراد أن قوما ممن شهد فتحها إذا رأوا سعة عيشها هاجر إليها ودعوا غيرهم إلى ذلك. (والمدينة) جملة حالية أي مدينته - صلى الله عليه وسلم - التي يخرجون منها. (خير لهم) من اليمن لما فيه من البركات ببركاته - صلى الله عليه وسلم - فهي خير لهم من حظوظ الدنيا الفانية التي يريدونها بالخروج إليها. (لو كانوا يعلمون) أي خيريتها وحذف جوابها أي تعلموا ولا يصح أن تكون للتمني لأنه حينئذ لا يكونون عالمين بخيريتها فلا لوم عليهم والكلام مسوق للومهم ولا لوم على جاهل يتمنى له العلم بما عدل عنه وإنما نزّل - صلى الله عليه وسلم - علمهم مع مخالفته بالعمل منزلة عدمه نظير قوله تعالى: {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة:102] مع قوله: {وَلَقَدْ عَلِمُوا} الآية كما عرف في علم البيان. (وتفتح الشام) سمي به لكونه عن شمال الكعبة والخبر ملوح بأن فتح اليمن قبل الشام وقد كان كذلك فإنه ما فتح من الشام شيء إلا بعد وفاته - عليه السلام -، وقد روى مسلم "تفتح الشام ثم اليمن ثم العراق" (¬1) وأُوِّلَ بأن ثم ليست للترتيب أو بأنه ما كمل فتح اليمن إلا بعد الشام. (فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1388).

والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) وبقية ألفاظه كما سلف وهو مسوق للإخبار بما يكون من علو الإِسلام وبأنه يفارق المدينة أقوام إلى غيرها وساقه أيضاً للتهجين على من يفارق المدينة. (مالك (ق) (¬1) عن سفيان) مثلث السين حيث رقع (ابن أبي زهير) وأبو زهير قال ابن حجر (¬2): اسمه: القرد بكسر القاف الشنؤي بفتح الشين المعجمة وضم النون وبعدها همزة ويقال الشنأي النمري بفتح النون صحابي حديثه في البخاري (¬3). 3328 - "تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم؛ فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله تعالى له أمره، وجعل غناه في قلبه وما أقبل عبد بقلبه إلى الله تعالى إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة وكان الله تعالى بكل خير إليه أسرع". (طب) عن أبي الدرداء. (تفرغوا من هموم الدنيا) أي فرغوا قلوبكم فإنها محل الهموم الدنيوية والقلب سلطان الإنسان ومستقر الخير وعليه تنزل الواردات الرحمانية وإذا ملئ بهموم الدنيا لم يلم به خير ولا نزلته إغاثة رحمته وكيف وهو متلهب بنيران الهموم ولكنه لما كان البشر جبل على ضعف وسار الهم لا يفارقه قال - صلى الله عليه وسلم -: (ما استطعتم) إشارة إلى أنه لا يخلو العبد عن الهم وزاده بيانا بقوله: (فإنه من كانت الدنيا أكبر همه) بالباء الموحدة أي أعظم شيء يهتم به فأرشد إلى أنه لا بد من شيء من الاهتمام بها يعفى عنه وقوله: (أفشى) بالشين المعجمة بعد الفاء وآخره ألف. (الله ضيعته) الضيعة كلما كان منه معاش العبد وهي بالضاد ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1573)، والبخاري (1875)، ومسلم (1388)، وانظر فتح الباري (4/ 92). (¬2) انظر: الإصابة (3/ 133)، والتقريب (2441). (¬3) انظر: الإصابة (3/ 122).

المعجمة فمثناة تحتية والمراد كثر عليه معاشه ليشغله عن الآخرة. (وجعل فقره بين عينيه) أي مبصورا حاضرا لا يقنع بشيء عن شيء، قال العراقي: من الأدوية النافعة في ذلك أن يتحقق أن فوات لذات الآخرة أشد وأعظم من فوات لذات الدنيا فإنها لا آخر لها ولا كدر فيها، ولذات الدنيا سريعة الزوال وهي مشوبة بالكدرات فما فيها لذة صافية عن كدر، وفي الإقبال على الأعمال الأخروية والطاعات الربانية تلذذ بمناجاة الله تعالى واستراحة بمعرفته وطاعته وطول الأنس به ولو لم يكن للمطيع جزاء على طاعاته إلا ما يجده من حلاوة الطاعة، وروح الأنس بمناجاته تعالى لكفى، كيف بما يضاف إليه من النعيم الأخروي لكن هذه اللذة لا تكون في الابتداء بل بعد مدة [2/ 320] حتى يصير له الخير ديدنًا كما كان له السوء ديدنا. (ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله تعالى له أمره، وجعل غناه في قلبه، وما أقبل عبد بقلبه إلى الله تعالى إلا جعل الله قلوب المؤمنين تعدوا) بالعين المهملة وفي نسخة تفدوا بالفاء أي تسرع بأربابها. (إليه بالود والرحمة) ويصدق فيه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} [مريم: 96]. وفيه أن من علامات تفريغ القلب لله محبة المؤمنين للإنسان. (وكان الله تعالى بكل خير إليه أسرع) من أموره المبلغة له إلى رضوانه. (طب) (¬1) عن أبي الدرداء)، ضعفه المنذري وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن سعيد بن حسان المصلوب وهو كذاب. 3329 - "تفقدوا نعالكم عند أبواب المساجد". (حل) عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5025)، والقضاعي في الشهاب (696)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 56)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 247)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2467)، وقال في الضعيفة (1018): موضوع.

(تفقَّدوا نعالكم عند أبواب المساجد) أي فأزيلوا ما فيها من الأقذار كما تقدم غير مرة. (حل) (¬1) عن ابن عمر) قال أبو نعيم: لا نكتبه إلا من حديث أحمد بن صالح الشمومي، انتهى، وأحمد هذا قال في الميزان عن ابن حبان: يضع الحديث وساق له هذا الحديث من مناكيره. 3330 - "تفكروا في كل شيء، ولا تفكروا في ذات الله تعالى؛ فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك". أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس. (تفكروا) أي أجيلوا أفكاركم وأعملوها. (في كل شيء) اعتبارا فإن كل كائن يدل على مكونه وكل مخلوق على خالقه، قال الراغب: الفكر قوة مطرقة للعلم إلى المعلوم وهو تخيل عقلي موجود في الإنسان، والتفكير جولات تلك القوة بين الخواطر بحسب نظر العقل. (ولا تفكروا في ذات الله تعالى) فيه دليل على إطلاق الذات عليه تعالى، وإنما نهى عن التفكر في ذاته تعالى لأنه لا تفكر إلا فيما يعرفه العبد ويعلمه وقد تعالى الله سبحانه أن يحاط به علماً، ومن كلام أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه: "من تفكر في الخالق ألحد، ومن تفكر في المخلوق وحّد" (فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور) كأنه والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - يزيدان في عظمة مخلوقاته وكبرياء ملكوته ما يشغل أفكاركم عن التفكر في ذاته فقد بث لكم من مخلوقاته ما تعلمون وتشاهدون وأخبركم الصادق بما لا تنظرون، وقال الرازي: أشار بهذا الحديث إلى أن من أراد الوصول إلى عنه العظمة وهوية الجلال تحير وتردّى بل عمي فإن نور جلال الهيبة تعمي أحداق العقول البشرية وترك النظر بالكلية في المعرفة يوقع ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 7/ 269، وانظر الميزان (1/ 242)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2468)، والضعيفة (3018): موضوع.

في الضلال والطريقان مذمومان، والطريق القويم أن يخوض الإنسان البحث المعتدل ويترك التعمق. (وهو فوق ذلك) هذا ما يجب الإيمان به والسكوت عن معرفة كيفيته. (أبو الشيخ في العظمة (¬1) عن ابن عباس). 3331 - "تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله فتهلكوا". أبو الشيخ عن أبي ذر. (تفكروا في خلق الله) أي فيما بثه في الأكوان من الأنفس ونحوها. (ولا تفكروا في الله) أي في ذاته وماهية صفاته. (فتهلكوا). أبو الشيخ (¬2) عن أبي ذر. 3332 - "تفكروا في الخلق، ولا تفكروا في الخالق؛ فإنكم لا تقدرون قدره". أبو الشيخ عن ابن عباس. (تفكروا في المخلوق) أي في المخلوقات فإن في كل ذرة منها علمًا وحكمًا تقف العقول عندها وتدل على صانعها: وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه واحد (ولا تفكروا في الخالق فإنكم لا تقدرون قدره) أي لا تعرفونه حق معرفته ولا تحيطون به علماً بل ولا شيء من علمه إلا بما شاء. (أبو الشيخ (¬3) عن ابن عباس)، صدره قال خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قوم ذات يوم وهم يتفكرون، فقال: ما لكم لا تتكلمون؟ قالوا: نتفكر في الله فذكره. 3333 - "تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله". أبو الشيخ (طس عد هب) عن ابن عمر. (تفكروا في آلاء الله) أي نعمه قال القاضي: التفكر فيها أفضل العبادات ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (1/ 212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2472). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (1/ 215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2471). (¬3) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (1/ 216)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2470).

قلت: كأنه لما يجر إليه من شكر نعمة الله تعالى والاعتراف بأياديه. فائدة: قال الراغب (¬1): نبه بهذا الخبر على أن غاية معرفة الإنسان لربه أن يعرف أجناس الموجودات جواهرها وأعراضها المحسوسة والمعقولة ويعرف أثر الصنعة فيها وأنها محدثة وأن محدثها ليس إياها ولا مثلا لها بل هو الذي يصح ارتفاع كلها مع بقائه ولا يصح بقاؤها وارتفاعه ولما كان معرفة العالم كله تصعب على المكلف لقصور الأفهام عن بعضها واشتغال البعض بالضروريات جعل تعالى لكل إنسان من ذاته وبدنه عالمًا صغيرًا أوجد فيه كل ما هو موجود في العالم الكبير ليجري ذلك من العالم مجرى مختصر عن كتاب بسيط يكون مع كل أحد نسخة يتأملها حضرا وسفرا وليلا ونهارا فإن نشط تفرغ للتوسع في العلم نظرا في الكتاب الكبير الذي هو العالم فيطلع منه على [2/ 321] الملكوت ويقدر علمه وإلا فله مقنع بالمختصر {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] انتهى. (ولا تفكروا في الله). أبو الشيخ (طس عد هب) (¬2) عن ابن عمر) قال البيهقي هذا إسناد فيه نظر، قال الحافظ العراقي: قلت فيه الوازع بن نافع متروك. 3334 - "تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله". (حل) عن ابن عباس. (تفكروا في خلق الله) قال الجنيد (¬3): أشرف المجالس وأعلاها الجلوس مع الفكرة في ميدان التوحيد انتهى، إن في الليل والنهار عجائب نهار يحول وليل يزول وشمس تجري وقمر يسري وسحاب مكفهر وبحر مستطر وخلق يموت ¬

_ (¬1) مفردات القرآن (ص: 53). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (1/ 210)، والطبراني في الأوسط (6310)، وابن عدي في الكامل (7/ 95)، والبيهقي في الشعب (120)، وانظر تخريج أحاديث الإحياء (4/ 186)، والمجمع (1/ 81)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2975)، والصحيحة (1788). (¬3) (2/ 314).

والد يتلف وولد يخلف ما خلق الله هذا باطلا وإن بعد ذلك شوابا وأحقاباً وحشرًا ونشراً وثواباً وعقاباً، قال بعضهم التفكر على أربعة أنحاء: فكرة في آلاء الله وعلامتها تولد المحبة. قلت: وعليها قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أحبوا الله لما يعذوكم به من نعمه" (¬1)، وفكرة في وعد الله وعلامتها تولد الرغبة، وفكرة في وعيده بالعذاب وعلامتها تولد الرهبة، وفكرة في جفاء النفس مع إحسان الله وعلامتها تولد الحياء من الله عَزَّ وَجَلَّ. (ولا تفكروا في الله). (حل) (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي فيه الوازع متروك، وقال شيخه العراقي: سنده ضعيف جدًا ورواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب من وجه أصح من هذا، وقال السخاوي (¬3): هذه الأسانيد كلها ضعيفة لكن اجتماعها يكتسب قوة. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3789). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 76)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 81)، وكشف الخفاء (1/ 371)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2976). (¬3) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 261).

فصل التاء مع القاف

فصل التاء مع القاف 3335 - " تقبلوا لي بست أتقبل لكم بالجنة: إذا حدث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا ائتمن فلا يخن، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم". (ك هب) عن أنس. (تقبلوا) أي تكفلوا. (لي بست) أي خصال. (أتقبل) أي أتكفل. (لكم الجنة) أي أن من حافظ على هذه الخلال الست حفظ من سائر المعاصي أو أن هذه أعظمها فإنها قد نظمت أمهات القبائح ومن تجنبها نجا مع إتيانها بالواجبات أو المراد أكفل لكم الجنة بسبب تجنبها ولو بعد العذاب بإتيان ما عداها وترك ما يجب عليكم أداؤه. (إذا وعد أحدكم فلا يخلف، وإذا حدث أحدكم فلا يكذب،، وإذا ائتمن فلا يخن، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم) وتقدم الكلام في كل خصلة من هذه. (ك هب) (¬1) عن أنس) فيه سعد بن سنان أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال النسائي: منكر الحديث ثم ساق ما أنكر عليه ومنه هذا الخبر، وقال المنذري: رواته ثقات إلا سعد بن سنان وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير أن سعد بن سنان لم يسمع من أنس. 3336 - "تقربوا إلى الله ببغض أهل المعاصي، والقوهم بوجوه مكفهرة، والتمسوا رضا الله بسخطهم، وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم". ابن شاهين في الأفراد عن ابن مسعود. (تقربوا إلى الله) أي اطلبوا القرب من إكرامه وإحسانه ورحمته. (ببغض أهل ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 399)، والبيهقي في الشعب (4355)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 301)، والترغيب والترهيب 3/ 364، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2978). (¬2) انظر: المغني (1/ 254) رقم (2344) وفيه: عن أنس ضعفوه، ولم يترك.

المعاصي) من إضافة المصدر إلى المفعول أي بغضكم أيها المؤمنون العصاة لعصيانهم فإن الله تعالى يبغض ما يأتونه فبغضكم لهم طاعة مقربة إليه تعالى وفي جعل بغضكم تقربا إلى الله سبحانه إشارة إلى أنه وإن وقع ببغضهم وحشة على الباغض لإقصائهم إياه وإبعاده عنهم فإنه قد قرب من ربه الذي فيه خَلَف عن كل هالك وعوض عن كل فائت: في الله عن كل من فارقته عوض ... وليس عنه إذا فارقته عوض ولذا قال في آخره: وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم والمراد بالعصاة المجاهرين بالمعاصي كالمكاسين والجلادين الظلمة. (والقوهم بوجوه مكفهرة) أي عابسة عكس ما ينبغي لهم من أن يلقى به المؤمن من البشر والطلاقة. (والتمسوا) أي اطلبوا. (رضا الله) سبحانه عنكم. (بسخطهم) أي غضبكم عليكم أو إسخاطكم إياهم فإن البغض في الله تعالى من أعظم أنواع الإيمان فالحديث قد بين معاملة العصاة أنها باعتقاد بغضهم ثم إذا لقيهم، لقيهم بوجوه عابسة ثم تطلب رضا الله سبحانه بإسخاطهم بقول أو فعل. (وتقربوا إلى الله بالتباعد عنهم) أي عن لقياهم فإن القرب منهم لا يكسب المؤمن إلا الشر منه فإن رؤيتهم صداء القلوب وما استعين على دفع الشر بمثل البعد منه ويؤخذ منه أنه يتقرب إلى الله سبحانه بمحبة أهل الطاعات ويلقون بالبشر والطلاقة ويلتمس رضا الله في رضائهم ويتقرب إليه بالقرب منهم. (ابن شاهين [2/ 322] (¬1) عن ابن مسعود). 3337 - "تقعد الملائكة على أبواب المساجد يوم الجمعة فيكتبون الأول والثاني والثالث حتى إذا خرج الإِمام رفعت الصحف". (حم) عن أبي أمامة. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2320)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2473)، والضعيفة (2377)

(تقعد الملائكة على أبواب المساجد) خصها لأنه غالب إقامة مواضع الجمعة. (يوم الجمعة) وإلا فلو أقيمت في غير مسجد لكان كذلك. (فيكتبون الأول والثاني والثالث حتى إذا خرج الإِمام رفعت الصحف) وتقدم الكلام عليه في: "إذا كان" في حديث أبي هريرة عند الشيخين وقد استوفى هنالك خمس رتب للداخلين فقوله هنا الأول والثاني والثالث اقتصار على بعض الرتب. (حم) (¬1) عن أبي أمامة). 3338 - "تقوم الساعة والروم أكثر الناس". (حم م) عن المستورد. (تقوم الساعة والروم أكثر الناس) لأنها لا تقوم إلا على شرار الخلق وأكثر الروم فيها فرق الكفر (حم م) (¬2) عن المستورد) قال عمرو بن العاص للمستورد عند روايته ذلك: انظر ما تقول قال أقول: سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لئن قلت: ذلك إن فيهم لخصالا أربعة إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأسرعهم إفاقة عند مصيبة وأوشكهم كرة بعد فرة وخير لمسكين ويتيم وضعيف وأمنعهم من ظلم الملوك انتهى. 3339 - "تقول النار للمؤمن يوم القيامة: جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي". (طب حل) عن يعلي ابن منيه. (تقول النار للمؤمن يوم القيامة: جز) من المجاوزة والمباعدة. (يا مؤمن) ظاهره بلسان المقال وقولها: (فقد أطفأ نورك لهبي) لعل هذا خاص ببعض المؤمنين أو بالكل بعد ورودها أو ببعض من يخرج منها وتقدم ذكر نور الإيمان وأنه يعطاه المؤمنين يسعى بين أيديهم وبأيمانهم. (طب حل) (¬3) عن يعلي بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 260)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2983). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 230)، ومسلم (2898). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 258) (668)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 329)، وانظر الميزان=

منية) بضم الميم بعدها نون وهو يعلى بن أمية ومنية اسم أمه وقيل جدته كذا قال الشارح: زاد في الجامع لابن الأثير أن منية بضم الميم وسكون النون وفتح الياء الخفيفة تحتها نقطتان ومثله للحافظ ابن حجر في التقريب (¬1) وهذا الحديث قال الهيثمي: فيه سليم بن منصور بن عمار عن أبيه وسليم ضعيف وفي الميزان عن ابن عدي منصور هذا منكر الحديث وعن العقيلي تجهم، وعن الدارقطني يروي عن ضعفاء أحاديث لا يتابع عليها ثم ساق له هذا الخبر، قال السخاوي (¬2): ومع ذلك منقطع بين خالد ويعلى. ¬

_ = (6/ 522)، والعلل المتناهية (2/ 917)، والمجمع (10/ 360)، وكشف الخفاء (1/ 373)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2474)، والضعيفة (3412). (¬1) انظر: التقريب (7839). (¬2) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 262).

فصل التاء مع الكاف

فصل التاء مع الكاف 3340 - " تكفير كل لحاء ركعتان". (طب) عن أبي أمامة. (تكفير كل لحاء) بكسر اللام وحاء مهملة والمد أي مخاصمة ومشاتمة فينبغي لمن خاصم وشاتم أن يكفر ذلك. (بركعتين) وكأنها تكفر إثم الفحش وأما حق من شتمه فلا تسقطه إلا عفوه ويحتمل أن الله تعالى يجعل له من الأجر في ركعتين ما يعطيه المشتوم مما تطيب به نفسه. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) قال الحافظ العراقي: في سنده ضعيف وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه مسلمة بن علي وهو متروك وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وفيه كلام كثير. 3341 - "تكون لأصحابي زلة يغفرها الله تعالى لهم لسابقتهم معي". ابن عساكر عن علي. (تكون لأصحابي) الحكم على النوع لا الأفراد. (زلة) يحتمل أنها إشارة إلى ما وقع من الحروب من بعد قتل عثمان وهو مبدأ ذلك ويحتمل غير ذلك. (يغفرها الله تعالى لهم لسابقتهم معي). (ابن عساكر (¬2) عن علي) ورواه الطبراني عن حذيفة وزيادة: "ثم يأتي قوم بعدهم يكبهم الله على مناخرهم في النار" قال الهيثمي: في رواية الطبراني إبراهيم بن أبي الفياض يروي عن أشهب مناكير (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 149) (7651)، وانظر فول الهيثمي في المجمع (2/ 251)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2986)، والصحيحة (1789). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3219)، والديلمي في الفردوس (7634)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 234)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2985). (¬3) انظر: لسان الميزان (1/ 93).

3342 - "تكون أمراء يقولون ولا يرد عليهم، يتهافتون في النار يتبع بعضهم بعضاً". (طب) عن معاوية. (تكون أمراء يقولون) أي ويفعلون إلا أنها لما كانت الأفعال مسببات عن الأقوال في تصرفات الأمراء حذفها للعلم بها والمراد يقولون ما يخالف أمر الله ورسوله كما يرشد إليه. (ولا يرد عليهم) أي خوفا من شرهم وفيه أنه لا إنكار مع مخافة شر من ينكر عليه ويحتمل أنه ذم للأمر أو لمن لم ينكر عليهم. (يتهافتون) من الهفت السقوط وأكثر ما يستعمل في الشر. (في النار يتبع بعضهم بعضاً) أي يتسلسل أمراء الشر ولا ينالون واحداً بعد واحد وهذا من أعلام نبوته - صلى الله عليه وسلم - فقد وقع كما أخبر. (طب) (¬1) عن معاوية). 3343 - "تكون فتن لا يستطيع أن يغير فيها بيد ولا لسان". رسته في الإيمان عن علي. (تكون فتن لا يستطيع) ضبط بالياء المثناة التحتية مبنياً للمعلوم ولم ير له فاعلا في النسخة الصحيحة ولا في شرحه وضبط الشارح. (أن يغير) بالبناء للمجهول ويحتمل أنه أن تغير على المجاز أي لا يستطيع التغير. (فيها) وفيه مبالغة. (بيد ولا لسان) وأما البعض فقدره أحمد ولكنه لا جواز لحذف الفاعل إلا أن يقال أنه مضمر دل عليه [2/ 323] السياق ولو قرئ بالتاء المثناة الفوقية ويغير مثله على إخبار المخاطب أي لا تستطيع التغيير لكان واضحاً إلا أن الرواية هي العمدة (رسته (¬2) في الإيمان عن علي) - عليه السلام -. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 341) (790)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2990)، وحسنه في الصحيحة (1790). (¬2) أخرجه رسته في الإيمان كما في الكنز (11/ 30882)، وانظر فيض القدير (3/ 266)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2476).

3344 - "تكون النسم طيرا تعلق بالشجر، حتى إذا كان يوم القيامة دخلت كل نفس في جسدها". (طب) عن أم هانئ. (تكون النسم) بفتح النون وسكون المهملة جمع نسمة وهي الروح. (طيراً) وسبب الحديث أن أم هانئ امرأة أنصارية سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعضا فذكره واعلم أنَّا قد قدمنا الكلام مستوفى معناه في حديث الترمذي في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أرواح الشهداء ... " الخ. فراجعه. (تعلق) بضم اللام أي تأكل. (حتى إذا كان يوم القيامة) أي وجد وثبت فهي تامة. (دخلت كل نفسٍ في جَسدها). (طب) (¬1) عن أم هانئ). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 438) (1072)، وأحمد (6/ 424)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2989)، والصحيحة (679).

فصل التاء مع الميم

فصل التاء مع الميم 3345 - " تمام البر أن تعمل في السر عمل العلانية". (طب) عن أبي عامر السكوني. (تمام البر) سببه عن أبي عامر راويه قال قلت: يا رسول الله ما تمام البر؟ فذكره، والبر الإحسان (أن تعمل في السر عمل العلانية) وعمل العبد في سره وعلنه سواء من عمل الخير دليل سلامة حاله عن الرياء فإن كان سره خيرا من علنه فهو أتم لبره. (طب) (¬1) عن أبي عامر) السكوني بفتح السين المهملة وضم الكاف وآخره نون نسبة إلى قبيلة قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ضعيف لم يتعمد الكذب وبقية رجاله وثقوا على ضعف فيهم. 3346 - "تمام الرباط أربعون يوما، ومن رابط أربعين يوما لم يبع ولم يشتر ولم يحدث حدثا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه". (طب) عن أبي أمامة. (تمام الرباط) تقدم أنه الإقامة في الثغر للجهاد، وقال الراغب (¬2): المرابطة كالمحافظة وهي ضربان مرابطة في ثغور المسلمين ومرابطة النفس؛ فإنها كمن أقيم في ثغر وفرض إليه مراعاته فيحتاج أن يراعيه غير مخل به كالمجاهد بل هو الجهاد الأكبر كما في الحديث الآتي انتهى. قلت: والظاهر الأول لأن جهاد النفس لا غاية له إلا الموت وفراق الروح للبدن فلا تتحقق مدته. (أربعين يوماً) كذا في النسخ وكان الظاهر أربعون فهو على تقدير مضاف حذف وبقي عمله وهو جائز على قلة أي مدة أربعين. (ومن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 317) (800)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 290)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2478)، والضعيفة (3413). (¬2) مفردات القرآن (ص: 526).

رابط أربعين يوما لم يبع ولم يشتر ولم يحدث حديثاً) أي لم يدخل في شيء من الأمور الدنيوية الغير الضرورية الحاجية بل جرد تلك المدة لمثاغرة الأعداء فإن ملابسة ما فيه حظ للنفس مما ليس بضروري يقلل ما أعده الله له من الأجر فمن كان كذلك. (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) يوم مبني على الفتح مضاف إلى الجملة. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه أيوب بن مدركة وهو متروك. 3347 - "تمام النعمة دخول الجنة، والفوز من النار". (حم خد ت) عن معاذ. (تمام النعمة) سببه عن معاذ بن جبل قال مر النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل وهو يقول اللهم إني أسألك تمام نعمتك: "قال: تدري ما تمام النعمة؟ فذكره" فجعل - صلى الله عليه وسلم - تمام النعمة التي أنعم الله بها من إيجاد العبد إلى نهايته كما يقيده المقام وأنه أريد بالنعمة العموم (دخول) العبد (الجنة) فإن تلك هي النعمة المطلوبة لذاتها وكل نعمة غيرها وسيلة إليها لأنها غاية السعادة وهي ترجع إلى أربع نعم بقاء لا فناء له وسرور لا غم معه وعلم لا جهل معه وغنى لا فقر بعده. (والفوز من النار) أي النجاة منها والفوز هو النجاة والظفر بالخير والهلاك ضده كما في القاموس (¬2). إن قلت: من أدخل الجنة فقد نجا من النار فأي فائدة في ذكره؟ قلت: إبانة أن تمام النعمة الأمران النجاة من المخوف المرهوب والظفر بالمطلوب وأن العبد بدخوله الجنة قد ظفر بالخير ونجا من الهلاك فيعرف قدر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 133) (7606)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 290)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2480). (¬2) انظر القاموس (2/ 186).

النعمة وقد بسطنا ذلك في جواب سؤال عن قوله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185] الآية. (حم خد ت) (¬1) عن معاذ). 3348 - "تمسحوا بالأرض؛ فإنها بكم برة". (طص) عن سلمان. (تمسحوا بالأرض) أي باشروها بالصلاة عليها بلا حائل بينكم وبينها أو بالتيمم بها والنوم والجلوس عليها وقوله. (فإنها بكم برَّة) أي مشفقة كالوالدة البرة بأولادها يعني أن منها خلقكم وفيها معاشكم وإليها بعد الموت معادكم فهي أصلكم الذي منه تفرعتم وأمكم التي منها خلقتكم ثم هي أكفانكم إذا متم ذكره الزمخشري (¬2)، والحديث حث على ملامسة الأرض [2/ 324] وعدم التقشف منها فإن ذلك صفة المترفين. (طص) (¬3) عن سلمان) لم يقدح فيه الهيثمي بل قال: وثق رواته. 3349 - "تمعددوا، واخشوشنوا، وانتضلوا، وامشوا حفاة". (طب) عن أبي حدرد. (تمعددوا) بفتح المثناة الفوقية فعين مهملة وبعدها مهملتان في النهاية (¬4) يقال: تمعدد الغلام إذا شب وغلظ وقيل أراد تشبهوا بعيش معد بن عدنان وكانوا أهل غلظ أي كونوا مثلهم ودعوا التنعم وزي العجم وذكر الشارح أن في رواية ذكرها ابن الأثير "تمعززوا" أي تشددوا في الدين وتصلبوا من العزة القوة والشدة. (واخشوشنوا) بالمعجمات والنون من الخشونة وهي خلاف اللين أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 235)، والبخاري في الأدب (725)، والترمذي (3527)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2481)، والضعيفة (3415). (¬2) الفائق في غريب الحديث (3/ 366). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (416)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2479). (¬4) انظر النهاية (4/ 341).

دعوا التنعم والزموا الخشونة لباسا وأكلا ونحوهما، وفي رواية في النهاية (¬1) "واخشوشبوا" بالباء الموحدة وفسرها بقوله: اخشوشب الرجل إذا كان صلبا في دينه وملبسه ومطعمه وجميع أحواله. (وانتضلوا) بالضاد المعجمة يقال انتضل القوم وتناضلوا أي رموا للسبق والمراد تعلموا الرمي للتغالب والتسابق فيه وهو نحو الأمر بالسبق بالخيل وفي نسخة من الجامع "وانتعلوا بالعين المهملة أي البسوا النعال وقوله: (وامشوا حفاة) لا يلاءمها كل الملائمة إلا بحمله على أن المراد لا تلزموا حالة واحدة بل انتعلوا وامشوا حفاة. والحديث حيث على التواضع وعدم الترفه قال الغزالي (¬2): التزين بالمباح غير حرام لكن الخوض فيه يوجب الإنس به ويشق تركه واستدامة الزينة لا يمكن إلا لمباشرة أسباب في الغالب يلزم من مراعاتها ارتكاب المعاصي من المداهنة ومراعاة الخلق فالحزم اجتناب ذلك. (طب) (¬3) عن أبي) حدرد بالمهملات والراء قال الهيثمي: فيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو ضعيف، وقال الحافظ العراقي (¬4): ورواه البغوي وفيه اختلاف ورواه ابن عدي من حديث أبي هريرة والكل ضعيف. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 35). (¬2) انظر: إحياء علوم الدين (1/ 67). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 40) (84)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 136)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2482)، والضعيفة (3416): ضعيف جداً. (¬4) انظر: تخريج إحياء علوم الدين (1/ 215).

فصل التاء مع النون

فصل التاء مع النون 3350 - " تناصحوا في العلم ولا يكتم بعضكم بعضاً، فإنه خيانة في العلم أشد من خيانة في المال". (حل) عن ابن عباس. (تناصحوا في العلم) أي في تعليمه وأخذه وتعلمه ينصح الشيخ من يأخذ عنه يأمره بأخذ ما يلزمه وترك ما لا يلزمه ونصحه بإخلاص النية وإصلاح القصد وبإلقاء صغار المسائل قبل كبارها ونحو ذلك مما يكون أنفع للطالب وكذلك العلماء فيما بينهم ينصح بعضهم بعضا بالعمل بالعلم ونشره وإصلاح النية في ذلك. (ولا يكتم بعضكم بعضاً) بيان لنقص أطراف التناصح وإشارة إلى أنه الأهم لأن الأنفس تشح ببذل ما عندها وتحب الامتياز عن غيرها بمعرفة ما لا يعرف وهو مخصوص بكتم ما لا بد منه وما لا ضرر على القاصرين من الاطلاع عليه لحديث علي كرم الله وجهه "حدثوا الناس بما تسعه عقولهم أتحبون أن يكَذَّب الله ورسوله" (¬1) وشواهده كثيرة وقوله: (فإن خيانة في العلم) أي بكتمه وطيه عن نشره (أشد من خيانة في المال) فيه أن العلم وديعة عند من علمه الله يجب إيصالها إلى من طلبها من أهلها وإن كتمه عنهم أشد من كتم أموالهم والخيانة فيها وفيه أن خيانة العلم إما بكتمه أو بخلط الحق بالباطل فإن خيانة الأموال إما بكتمها أو ببعضها أو خلط الجيد منها بالزائف. إن قلت: خيانة المال معاقب فاعلها وخيانة العلم كذلك فما وجه الأشدّية؟ قلت: العلم أشرف من المال وخيانة الأشرف أشد عقوبة فليس عقوبة من خان في قنطار كعقوبة من خان في دينار والعلم أمانة الله سبحانه في قلوب ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري تعليقا (127) باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا.

العلماء فالخيانة لله سبحانه أشد من الخيانة للإنسان والعلم يتعدى نفعه إلى السامع والقائل والمبلغ، والمال نفعه لصاحبه فلا غرو كان أشد خيانة من المال. (حل) (¬1) عن ابن عباس) فيه الحسين بن زياد (¬2) قال الأزدي: متروك، ويحيى بن سعيد الحمصي أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين (¬3) وقال قال ابن عدي بيّن الضعف، وإبراهيم بن المختار فيه خلاف وأورده ابن الجوزي (¬4) في الموضوعات ونازعه المؤلف ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس [2/ 325] قال المنذري: ورواته ثقات إلا أن أبا سعيد النقال اسمه سعيد بن المرزبان فيه خلاف. 3351 - "تناكحوا تكثروا؛ فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة". (عب) عن سعيد بن أبي هلال مرسلاً. (تناكحوا تكثروا؛ فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة) تقدم الكلام فيه غير مرة. (عب) (¬5) عن سعيد بن [أبي] هلال مرسلاً) قال الشارح: ظاهر كلام المصنف أنه لا يوجد متصلاً وهو قصور فقد أسنده ابن مردويه في تفسيره عن ابن عمر، قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف، ورواه البيهقي في المعرفة وزاد في آخره بلاغًا عن الشافعي: "حتى السقط"، وسند المرسل والمسند ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 20)، والطبراني في الكبير (11/ 270) (11701)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 72)، والمجمع (1/ 411)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2483)، وقال في الضعيفة (783): موضوع. (¬2) انظر المغني (1/ 171). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 735). (¬4) انظر الموضوعات (1/ 231)، والميزان (1/ 191). (¬5) أخرجه عبد الرزاق (10391)، والبيهقي في الشعب (4277)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 23)، والتلخيصر الحبير (3/ 115 - 116)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2484).

3352 - "تنام عيناي ولا ينام قلبي". ابن سعد عن الحسن مرسلاً. (تنام عيناي ولا ينام قلبي). ابن سعد (¬1) عن الحسن مرسلاً. 3353 - "تنزهوا من البول؛ فإن عامة عذاب القبر منه". (قط) عن أنس. (تنزهوا من البول) أي تباعدوا عنه واستتروا عنه والنزاهة البعد عن السوء وفي المزهر: أصل التنزه في كلامهم البعد فيما فيه الأدناس والقرب مما فيه الطهارة والإطلاق يقضي بإيجاب التنزه من بوله وبول غيره من آدمي وغيره مما ينجس بوله وقوله: (فإن عامة عذاب القبر منه) أي من ترك التنزه والمراد بعامته أكتره إما لكثرة المعذبين على ذلك أو كثرة زمان التعذيب به والأول الأقرب وتقدم الكلام في حديث صاحبي القبرين وأن أحدهما عذب بعدم التنزه من البول (قط) (¬2) عن أنس) تعقبه الدارقطني مخرجه بقوله المحفوظ مرسل، وقال الذهبي (¬3): سنده وسط. 3354 - "تنظفوا بكل ما استطعتم؛ فإن الله تعالى بني الإِسلام على النظافة، ولن يدخل الجنة إلا كل نظيف". أبو الصعاليك الطراسوسي في جزئه عن أبي هريرة. (تنظفوا بكل ما استطعتم) أي من نحو غسل ووضوء وسواك وحلق وإزالة صنان ووسخ على ثوب أو بدن. (فإن الله تعالى بني الإِسلام على النظافة) أي اعتبرت النظافة في إقامة كل صلاة والطواف والقراءة ودخول المسجد ومخالطة الناس والمراد بالنظافة صورة ومعنى والشرائع كلها منظفات أو ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 171)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3000)، والصحيحة (696). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 127)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3002). (¬3) انظر: تلخيص كتاب الموضوعات للذهبي (ص: 286).

بمعنى أنها مما يثنى عليه لخبر: "بني الإِسلام على خمس" ولا حصر ولا منافاة فزال الإشكال يريد إشكال التعارض بين حديث "بني الإِسلام" وهذا. (ولن يدخل الجنة إلا كل نظيف) أي من الأقذار والذنوب أي الأقذار الحسية والمعنوية الظاهرة والباطنة. أبو الصعاليك الطرسوسي (¬1) بفتح الطاء والراء وضم المهملة نسبة إلى مدينة مشهورة على ساحل البحر الشامي ينسب إليها كثير من العلماء (في جزئه عن أبي هريرة) ورواه ابن حبان في الضعفاء عن عائشة بلفظ "تنظفوا فإن الإِسلام نظيف" وللطبراني في الأوسط بسند ضعيف جداً كما قال العراقي: "النظافة تدعوا إلى الإيمان" (¬2). 3355 - "تنق، وتوق". البارودي في المعرفة عن سنان. (تنق وتوق) بالنون وبموحدة أي تخير الصديق واحذره أو احذر فراقه بعد الظفر به أو تنق المال باكتساب الحلال منه وتوق الإسراف في إنفاقه أو تنق الحلال وتوق الحرام كسبا وعلى الموحدة فالمراد تنق ما أوتيت من حلال الرزق وتوق الإسراف فيه. (البارودي (¬3) في المعرفة عن سنان) بن سلمة بن المحبر البصري الهذلي ولد يوم حنين وله رؤية وقد أرسل أحاديث (¬4). 3356 - "تنقه وتوقه". (طس حل) عن ابن عمر. (تنقه، وتبقه) بإلحاق هاء السكت أي استبق نفسك ولا تعرضها للهلاك ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين (1/ 176)، وأخرجه ابن حبان في المجروحين (3/ 57) عن عائشة، وانظر: المصنوع (1/ 78)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2485)، وقال في الضعيفة (3264): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7311) عن ابن مسعود. (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (754)، وانظر الإصابة (3/ 191)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2486). (¬4) انظر: الإصابة (3/ 244).

ويجوز من الآفات قاله الشارح، قلت: والاحتمال الأولى في نظيره تحرى فيه أيضاً (طس حل) (¬1) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه عبد الله ابن مسعر بن كدام وهو متروك وفي الميزان عن العقيلي لا يتابع أحد على حديثه والحديث لا يعرف إلا به ثم ساقه وذكر عقيبه أنه تالف. 3357 - "تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك". (ق د ن هـ) عن أبي هريرة (صح). (تنكح المرأة لأربع) أي يبعث على نكاحها وخطبتها في عادة الناس أحد أربع بينها بقوله: (لمالها) بدل من أربع بإعادة الجار وقدمه؛ لأن حب المال هو الغالب على النفوس. (ولحسبها) بفتح المهملة أي شرفها بالآباء والأمهات والأقارب من الحسبان لأنهم كانوا إذ تفاخروا عدوا مناقبهم ومآثر آبائهم وحسبوها فيحكم لمن زاد عده على غيره وقيل أراد بالحساب هنا فعالها الجميلة الحسنة. (ولجمالها) هو تناسب اللون والشكل وقيل هو مما يدرك ولا يوصف. (ولدينها) [2/ 326] أي لاتصافها به. (فاظفر بذات الدين) حث تبلغ لأن الظفر لا يقال إلا في مطلوب نفيس كما في قوله: (تربت يداك) تقدم غير مرة أن المراد به الحث على ما ذكره لا الدعاء حقيقة. (ق د ن هـ) (¬2) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 266)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 267)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 304)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 89)، والميزان (4/ 198)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2469)، الضعيفة (628). (¬2) أخرجه البخاري (4802)، ومسلم (1466)، وأبو داود (2047)، والنسائي (3/ 269)، وابن ماجه (1858).

فميل التاء مع الهاء

فميل التاء مع الهاء 3358 - " تهادوا تحابوا". (ع) عن أبي هريرة. (تهادوا) تفاعل من الطرفين فهو أمر للمهدي بالإهداء وللمهدى إليه بالمكافئة وقوله: (تحابوا) قال ابن حجر تبعًا للحاكم: إن كان بالتشديد فمن المحبة وإن كان من التخفيف فمن المحاباة وذلك لأن الهدية خلق كريم وسنة حثت عليها الرسل واستحسنتها العقول تتألف بها القلوب وتذهب شحائن الصدور قال الغزالي (¬1): قبول الهدية سنة لكن الأولى ترك ما فيه منَّة. قلت: ولا كان رشوة في الدين. (ع) (¬2) عن أبي هريرة)، قال الزين العراقي: سنده جيد، وقال ابن حجر: سنده حسن. 3359 - "تهادوا تحابوا، وتصافحوا يذهب الغل عنكم". ابن عساكر عن أبي هريرة. (تهادوا تحابوا، وتصافحوا يذهب الغل عنكم) بالكسر الحقد وتقدم معناها مراراً. ابن عساكر (¬3) عن أبي هريرة). 3360 - "تهادوا تزدادوا حباً، وهاجروا تورثوا أبناءكم مجداً، وأقيلوا الكرام عثراتهم". ابن عساكر عن عائشة. (تهادوا تزدادوا حباً) فيه أن ازدياد التحاب بين المؤمنين مطلوب لأنه إذا لم ¬

_ (¬1) الإحياء (4/ 207). (¬2) أخرجه أبو يعلى (6148)، والبخاري في الأدب المفرد (594)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 69)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3004). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 235)، وانظر شرح الزرقاني (4/ 333)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2490).

يزدد دخله النقصان ويحتمل يزدادوا حبًّا عند الله تعالى لأنه يفعل عنده ما دعاه إليه يزداد عنده تعالى محبة. (وهاجروا) أي من دار الكفر إلى دار الإِسلام. (تورثوا أبناءكم فخرًا) أي تصير لأولادكم مجدًا لأن أبناء المهاجرين لهم مزية وشرف وفيه أن طلب علو المنزلة للأولاد من أدلته تعالى. (وأقيلوا الكرام عثراتهم) أي زلاتهم على سبيل الهفوة وتقدم تقييده بغير الحدود. (ابن عساكر (¬1) عن عائشة) قال ابن حجر: في إسناده نظر، وأخرجه الطبراني عن عائشة بلفظ: "تهادوا تحابوا وهاجروا تورثوا أبنائكم مجداً، وأقيلوا الكرام عثراتهم" قال الهيثمي: فيه المثنى أبو حاتم لم أر من ترجمه وبقية رجاله ثقات. 3361 - "تهادوا الطعام بينكم؛ فإن ذلك توسعة في أرزاقكم". (عد) عن ابن عباس. (تهادوا الطعام) أي المصنوع. (بينكم) وهذا حث على نوع من الهدية خاص وعدة عليه خاصة وهي: (فإن ذلك توسعة في أرزاقكم). (عد) (¬2) عن ابن عباس. 3362 - "تهادوا؛ إن الهدية تذهب وحر الصدر، ولا تحقرن جارة لجارتها ولو شق فرسن شاة". (حم ت) عن أبي هريرة. (تهادوا؛ إن الهدية تذهب وحر الصدر) بفتح الواو، والحاء المهملة، فراء: أي غله وغشه وحقده؛ وذلك لأن القلب مشحون بمحبة المال والمنافع، فإذا وصله شيء منها فرح به وذهب من غله بقدر ما دخل من فرحه. (ولا تحقرن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5774)، والقضاعي في الشهاب (655)، والبيهقي في الشعب (8335) مختصراً، وانظر التلخيص الحبير (3/ 70)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2491)، والضعيفة (3420): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 7)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2488)، والضعيفة (1379): موضوع.

جارة لجارتها) قال الزمخشري (¬1): كنوا عن الضرة بالجارة تطيرًا من الضرر وقال الطيبي: أرشد إلى أن التهادي يزيل الضغائن ثم بالغ حتى ذكر أحقر الأشياء من أبغض النقيضين إذا حملت الجارة على الضرة وهو الظاهر كما يدل له خبر أم زرع للمجاورة بينهما انتهى. قلت: وفيه تنبيه على الأعلى بالأدنى في الطرفين في الهدية والمهدي. (ولو شق فرسن شاة) بكسر الفاء وسكون الراء وفتح السين المهملة هي قطعة لحم بين ظلفي الشاة (¬2). (حم ت) (¬3) عن أبي هريرة فيه أبو معشر قال البخاري: وغيره منكر الحديث ثم أورد له هذا الخبر، وقال ابن حجر: في سنده أبو معشر المدني تفرد به وهو ضعيف جداً. 3363 - "تهادوا؛ فإن الهدية تذهب بالسخيمة، ولو دعيت إلى كراع لأجبت، ولو أهدى إلي كراع لقبلت". (هب) عن أنس. (تهادوا؛ فإن الهدية تذهب السخيمة) بالمهملة فمعجمة أي الحقد والغل والبغضة التي تسود القلب من السخام وهو الفحم جمعه سخائم؛ لأن السخط جالب للحقد والبغضاء والهدية جالبة للرضا. (ولو دعيت إلى كراع) قيل هو يد الشاة والمراد ولو دعيت إلى طعام حقير. (لأجبت) قال ابن حجر: ومن قال إنه اسم مكان هنا لا يثبت. (ولو أهدى إلى كراع لقبلت) قال ابن بطال: أشار - صلى الله عليه وسلم - بالكراع إلى قبول الهدية وإن قلت لئلا يمتنع الباعث للهدية لاحتقار الشيء فحث على ذلك لما فيه من التآنس والتآلف. (هب) (¬4) عن أنس) فيه محمَّد بن ¬

_ (¬1) الفائق في غريب الحديث (1/ 241). (¬2) انظر: النهاية (3/ 835). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 405)، والترمذي (2130)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 69)، والدراية (2/ 183)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2489). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (8977)، وانظر علل ابن أبي حاتم (2/ 296)، وضعفه الألباني في=

منده أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) [2/ 327] وقال أبو حاتم: لم يكن يصدق ورواه محمَّد عن بكر بن بكار وفيه: قال النسائي غير ثقة ورواه بكر عن عائذ بن شريح وعائذ فيه ضعف، وما رواه عن أنس غيره، قال في اللسان عن الميزان (¬2): إنه كذاب، وفي الميزان عن أبي طاهر: عائذ ليس بشيء، قلت: وفي المغني للذهبي: عائذ بن شريح عن أنس لم أر لهم فيه تضعيفا ولا توثيقا إلا قول أبي حاتم: في حديثه ضعف، قلت: وما هو بحجة انتهى بلفظه. 3364 - "تهادوا؛ فإن الهدية تضعف الحب، وتذهب بغوائل الصدر". (طب) عن أم حكيم بنت وداع. (تهادوا؛ فإن الهدية تضعف الحب) من المضاعفة أي تزيده. (وتذهب بغوائل الصدر) جمع غل والمراد غوائل صدر المهدي على المهدي إليه، والمهدى إليه على المهدي. (طب) (¬3) عن أم حكيم بنت وداع) بفتح الواو بعدها دال مهملة فعين مهملة بعد الألف الخزاعية قال الهيثمي: فيه من لا يعرف، قال ابن طاهر: إسناده غريب وأقره ابن حجر. ¬

_ = ضعيف الجامع (2492). (¬1) انظر المغني (2/ 635، 636). (¬2) انظر الميزان (4/ 23)، واللسان (3/ 226)، والمغني (1/ 324). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 162) (393)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2493).

فصل التاء مع الواو

فصل التاء مع الواو 3365 - " تواضعوا وجالسوا المساكين تكونوا من كبراء الله، وتخرجوا من الكبر". (حل) عن ابن عمر. (تواضعوا) أي بلين الجانب وخفض الجناح. (وجالسوا المساكين) أي اجعلوهم جلسائكم فإن مجالستهم تذل النفس الشامخة. (تكونوا من كبراء الله) أي العظماء عنده. (وتخرجوا من الكبر) أي من الاتصاف به، وفيه أن النفوس شرية لا تخلوا عن الكبر فما يخرج عنه إلا بذلك وتقدم تفسير الكبر. (حل) (¬1) عن ابن عمر). 3366 - "تواضعوا لمن تعلمون منه، وتواضعوا لمن تعلمونه، ولا تكونوا جبابرة العلماء". (خط) في الجامع عن أبي هريرة. (تواضعوا لمن تعلمون منه) خطاب لطلب العلم من الشيخ على تلميذه كحق الوالد على ولده وقد سردت آداب الطالب وألفت كتب في ذلك وقوله: (وتواضعوا لمن تعلمونه) خطاب للمفيدين أي يلينوا جانبهم للطلبة ويحسنوا أخلاقهم معهم وقوله: (ولا تكونوا جبابرة العلماء) خاص بالمقيدين أي لا تخلقوا مع الطلبة تخلق الجبابرة فترفعوا عليهم وتسيئوا المعاملة معهم، قال أبو يوسف صاحب أبي حنيفة رحمهما الله تعالى: ما جلست مجلساً قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم، وما جلست قط أنوي فيه أن أعلوهم لم أقم حتى أفتضح. (خط) (¬2) في الجامع عن أبي هريرة) قال الذهبي: رفعه لا يصح ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 197)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2495)، وقال في الضعيفة (3418): موضوع. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 350)، و (1/ 93) عن عمر موقوفًا، وانظر قول الذهبي في الميزان =

وأنه من قول عمر - رضي الله عنه - وهو الصحيح 3367 - "توبوا إلى الله تعالى، فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة". (خد) عن ابن عمر. (توبوا إلى الله) قال العلائي: عني بالتوبة الاستغفار الذي كان تكبر منه. (فإني أتوب إليه) قال الشارح: توبة العوام من الذنوب وتوبة الخواص من غفلة القلوب وتوبة خواص الخواص مما سوى المحبوب فذنب كل عبد بحسبه لأن أصل معنى الذنب أدنى مقام العبد وكلٌّ ذو مقام انتهى. (كل يوم مائة مرة) ذكر في حديث آخر سبعين مرة، قيل: ولا منافاة لأنه عبارة عن الكثرة لا التحديد من باب {إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً} الآية. [التوبة: 80] (خد) (¬1) عن ابن عمر. 3368 - "توضؤا مما مست النار". (حم م ن) عن أبي هريرة (ح م هـ) عن عائشة (صح). (توضؤا مما مست النار) أي من أكل ما أثرت فيه بنحو طبخ أو قلبي أو غيرهما ولا يشترط مباشرتها له كما يدل له قول ابن عباس لأبي هريرة: كيف نصنع بالماء المسخن فقال أبو هريرة: إذا حدثت عن رسول - صلى الله عليه وسلم - فلا تضرب له الأمثال، واعلم أنه قد اختلف في هذا الحكم فقال الجمهور: إنه منسوخ بحديث أبي داود: "كان آخر الأمرين من رسول - صلى الله عليه وسلم - ترك الوضوء مما مست النار" (¬2) وعورض بخبر عائشة رضي الله عنها عند ابن عبد البر وغيره: "كان آخر الأمرين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوضوء منه" وأجيب بأن خبر أبي داود أصح، وقيل ليس بمنسوخ ولكن المراد بالوضوء اللغوي وهو غسل بعض الأعضاء ¬

_ = (4/ 37)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2494)، والضعيفة (3417): ضعيف جداً. (¬1) أخرجه البخاري في الأدب (621)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3005). (¬2) أخرجه أبو داود (192).

وتنظيفه من الوضاءة النظافة والمراد هنا غسل اليدين لأنها آلة الزهومة جمعا بين الأخبار قال النواوي: الخلاف كان في الصدر الأول ثم وقع الإجماع على عدمه. (حم م ن) عن أبي هريرة (حم هـ) (¬1) عن عائشة). 3369 - "توضأوا من لحوم الإبل، ولا توضأوا من لحوم الغنم، وتوضأوا من ألبان الإبل ولا توضأوا من ألبان الغنم، وصلوا في مراح الغنم، ولا تصلوا في معاطن الإبل". (هـ) عن ابن عمر. (توضؤا من لحوم الإبل) أي من أكلها والمراد الوضوء الشرعي وإليه ذهب أحمد وابن راهوية وابن خزيمة وابن المنذر واختاره النووي والبيهقي، وذهب غيرهم إلى أنه منسوخ أو محمول على الندب أو على غسل اليد والفم، وأما قول الشارح [2/ 328] بأنه أكل كتف شاة ولم يتوضأ والأصل عدم الاختصاص فكلام لا يناسب التفرقة في الحديث بين الأمرين ودفع تقدم الاختصاص بالمذهب وقوله: (ولا توضأوا من لحوم الغنم) قيل الفرق بينهما أن لحوم الإبل غليظة زهمة فكانت أولى من غيرها بالغسل. (وتوضأوا من ألبان الإبل) ظاهره الوضوء الشرعي ولا أعرف قائلا به ولا بما دفع الحديث ولا يصح أن يراد به اللغوي لقوله: (ولا توضأوا من ألبان الغنم) فإنه قد تقدم أنه يتمضمض من ألبانها لأن له دسما إلا أن يدل دليل على أن اللبن الذي تمضمض منه - صلى الله عليه وسلم - لبن الإبل، إلا أن التعليل بالدسومة يشمل غيره. (وصلوا في مراح الغنم) بضم الميم أي موضع رواحها وإقامتها. (ولا تصلوا في معاطن الإبل) المعاطن بفتح الميم جمع معطن مبارك الإبل حول الماء ومحلاتها، وقد علل النهي بأنها خلقت من الشياطين في حديث آخر، قال ابن سيد الناس: فيه جواز الصلاة في مرابط الغنم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 469)، ومسلم (352)، والنسائي (1/ 104) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (6/ 89)، وابن ماجه (486) عن عائشة.

والنهي عنه في مبارك الإبل انتهى، قلت: بل ندب الصلاة في مرابض الغنم لأنه قد علله في غير هذا بأنها بركة والبركة مطلوبة للشارع. (هـ) (¬1) عن ابن عمر) قال مغلطاي: قال أبو حاتم: كنت أنكر هذا الحديث لتفرده حتى وجدت له أصلاً لكنه موقوف أصح. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (497)، وانظر مصباح الزجاجة (1/ 72)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2496).

فصل في المحلى بأل من باب التاء المثناة الفوقية

فصل في المحلى بأل من باب التاء المثناة الفوقية 3370 - " التائب من الذنب كمن لا ذنب له". (هـ) عن ابن مسعود، الحكيم عن أبي سعيد. (التائب من الذنب) هو اسم الفاعل من باب إذا رجع عما كان فيه من القبيح وحقيقة التوبة كما قال في المفهم (¬1): أجمع العبادات وأشدها أنها اختيار ترك ذنب سبق حقيقة أو تقديرًا لأجل الله. قال الغزالي (¬2) في قوله: "من الذنب": دليل على أن التوبة تصح من ذنب دون ذنب حيث لم يقل من الذنوب. قلت: وهو مأخذ بعيد سيما في المقام فإن التائب من ذنب واحد ليس: (كمن لا ذنب له) وإرادة ذلك الذنب المعين في قوله: "لا ذنب له" بعيد وقوله "كمن لا ذنب له" أي في أنه لا عقاب عليه بذنوبه أو أنه كمن لا يذنب في درجاته، قال الطيبي: هذا من قبيل إلحاق الناقص بالكامل مبالغة كما تقول: زيد كالأسد وإلا فكان يلزم أن المسرف التائب معادل للنبي المعصوم. (هـ) (¬3) عن ابن مسعود) وفيه أبو عبيدة بن عبيد الله عن أبيه عبد الله بن مسعود قال أبو حاتم: حديث ضعيف فيه مجهول هو يحيى بن أبي خالد وقال المنذري بعد ما عزاه لابن ماجة والطبراني: رواته رواة الصحيح لكن ابن عبيدة لم يسمع من أبيه، ¬

_ (¬1) انظر: المفهم للقرطبي (7/ 81 - 83). (¬2) الإحياء (4/ 27). (¬3) أخرجه ابن ماجه (4250) عن ابن مسعود، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 48)، وفتح الباري (13/ 471)، وكشف الخفا (1/ 351)، وأخرجه الحكيم في نوادره (2/ 349) عن أبي سعيد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3008).

وقال ابن حجر: حسن، قال السخاوي ما معناه (¬1): وكأنه باعتبار شواهده حسنه وإلا فأبو عبيدة جزم غير واحد بأنه لم يسمع من أبيه، (الحكيم عن أبي سعيد). 3371 - "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب". القشيري في الرسالة وابن النجار عن أنس. (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب) أي أنه يوفقه للإقلاع عنه والتلافي لما فرط منه، وقيل إذا أحبه تاب عليه قبل الموت فلم يضره الذنوب الماضية وإن كثرت كما لا يضره الكفر الماضي إذا أسلم، وفيه أن الله تعالى قد يحب العبد وإن لم يحب ما يأتيه. (القشيري في الرسالة) التي في التصوف (وابن النجار (¬2) في تاريخه عن أنس). 3372 - "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه، ومن آذى مسلماً كان عليه مثل منابت النخل". (هب) وابن عساكر عن ابن عباس. (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه) وذلك لأن طلب المغفرة بالاستغفار مع الإصرار طلب شيء قد فوت شرطه الذي أعلمه به ربه فهو كالاستهزاء بربه حيث طلب شيئاً قد شرطه بإقلاعه عنه كأنه يقول ما شرطه ليس بشرطه قال الغزالي (¬3): الاستغفار الذي هو بمجرد اللسان لا جدوى له فإن انضاف إليه تضرع القلب وابتهاله في سؤال المغفرة عن صدق فهذه حسنة في نفسها تصلح؛ لأن يدفع بها السيئة ¬

_ (¬1) أخرجه القشيري في الرسالة كما في الكنز (4/ 10175)، وابن النجار في التاريخ (18/ 78)، وابن عساكر كما في الكنز (4/ 10175)، والديلمي في الفردوس (2/ 2251). انظر: المقاصد الحسنة (ص: 84). (¬2) انظر فيض القدير (3/ 45)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2497). (¬3) إحياء علوم الدين (4/ 47).

وعليه تحمل الأخبار الواردة في فضل الاستغفار، وقال النووي (¬1): فيه أن الذنوب وإن تكررت مائة مرة بل ألفا وتاب في كل مرة قبلت توبته، أو تاب عن الكل توبة واحدة قبلت توبته انتهى، قالت رابعة العدوية: استغفارنا يحتاج إلى استغفار، ولأمير المؤمنين كرم الله وجهه في النهج [2/ 329] في هذا المعنى كلام بليغ الإفادة. (ومن آذى مسلماً) بقول أو فعل أو ترك أو إشارة أو رمزه أف أحقر شيء. (كان عليه من الذنوب) أي كثرة وعدة. (مثل منابت النخل) خص التمثيل بها لأنها أكثر شجر المخاطبين. (هب) وابن عساكر (¬2) عن ابن عباس) قال الذهبي: إسناده مظلم، وقال السخاوي: سنده ضعيف وفيه من لا يعرف، وقال المنذري: الأشبه وقفه، وقال ابن حجر: في الفتح الراجح أن قوله: "والمستغفر ... " إلى آخره موقوف. 3373 - "التؤدة في كل شيء خير إلا في عمل الآخرة". (د ك هب) عن سعد. (التؤدة) بضم الفوقانية المثناة وفتح الهمزة ودال مهملة التأني. (في كل شيء) يريد من أعمال الدنيا. (خير) أي حسنة محمودة بدليل قوله: (إلا في عمل الآخرة) فإنها غير محمودة لأن الله تعالى يقول: {وَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} ونحوه قال الطيبي: معناه أن الأمور الدنيوية لا يعلم أنها محمودة العواقب حتى يتعجل بها أو مذمومة حتى يتأخر عنها بخلاف الأمور الأخروية لقوله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ} [آل عمران: 133] {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة: 148]. (د ¬

_ (¬1) شرح مسلم (17/ 75). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (7178)، وانظر قول الذهبي في الميزان (7/ 451)، وفتح الباري (13/ 471)، والترغيب والترهيب (4/ 48)، وكشف الخفاء (1/ 351)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2498)، والضعيفة (616).

ك هب) (¬1) عن سعد بن أبي وقاص)، قال الحاكم: صحيح على شرطهما، قال المنذري: لم يذكر الأعمش فيه من حدثه، ولم يجزم برفعه. 3374 - "التؤدة والاقتصاد والسمت الحسن جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة ". (طب) عن عبد الله بن سرجس. (التؤدة والاقتصاد) أي التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط والتحرز في الأمور. (والسمت الحسن) أي حسن الهيئة والمنظر وأصل السمت الطريق ثم استعير للزي الحسن والهيئة المثلى في الملبس وغيره. (جزء من أربعة وعشرين جزءًا) تقدم الكلام في نظيره والمراد أن هذه الخلال. (من) أخلاق. (النبوة) ومما لا تتم النبوة إلا بها. (طب) (¬2) عن عبد الله بن سرجس) بفتح المهملة وسكون الراء وكسر الجيم. 3375 - "التأني من الله، والعجلة من الشيطان". (هب) عن أنس. (التأني) أي التثبت في الأمور وفعلها رصينة محكمة. (من الله) أي من الصفات التي يحبها الله من عبده ويجبله عليها. (والعجلة) الطيش والخفة والحدة. (من الشيطان) أي من الأوصاف التي يحبها الشيطان من العبد ويقوده إليها لأنها تمنعه من التثبت والوقار والحلم وتوجب وضع الشيء في غير محله وتجلب الشرور وتمنع الخيور وهي متولدة بين خلقين مذمومين التفريط والاستعجال قبل الوقت أفاده ابن القيم (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4810)، والحاكم (1/ 132)، والبيهقي في الشعب (8411)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 125)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3009)، والصحيحة (1794). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1017)، والقضاعي في الشهاب (306)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3010). (¬3) الروح (ص 258).

(هب) (¬1) عن أنس) من رواية سعيد بن سنان قال الذهبي: ضعفوه وقال الهيثمي: لم يسمع من أنس، وهو الراوي عنه ورواه أبو يعلى باللفظ المزبور وزاد فيه: "وما أحد أكثر معاذير من الله، وما من شيء أحب إلى الله من الحمد" قال المنذري: ورواته رواة الصحيح، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، قال الشارح: وبه يعلم أن المصنف لم يصب في إهماله وإيثار رواية البيهقي. 3376 - "التاجر الأمين الصدوق المسلم مع الشهداء يوم القيامة". (هـ ك) عن ابن عمر. (التاجر الأمين) أي فيما يؤتمن عليه من الأموال. (الصدوق) فيما يخوض فيه من الأقوال ويخبر به عن سلع التجارة من العيب وعدمه ويرابح عليه وهاتان الصفتان محمودتان من كل مكلف إلا أن التاجر أحق من اتصف بهما لملابسته ما هو مفتقر إلى ذلك أكثر من غيرهم وقوله: (المسلم) أخر هذه الصفة ترقبا وإيذانا بأن صفة الأمانة والصدق هي الملاحظة أولا وبالذات في حق المخبر عنه وهو التاجر وقوله: (مع الشهداء يوم القيامة) أي في الدرجة والإكرام. قال ابن العربي: هذا الحديث وإن لم يبلغ درجة المتفق عليه من الصحيح فإن معناه صحيح لأنه جمع الصدق والشهادة بالحق والنصح للخلق وامتثال الأمر المتوجه إليه من قبل الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولا يناقضه ذم التجار في الخبر والإتجار مع تحري الأمانة والديانة محبوب مطلوب لذا كان السلف يقولون اتجروا واكتسبوا فإنكم في زمان إذا احتاج أحدكم كان أول ما يأكل بدينه. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4367)، وأبو يعلى (4256)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 284)، وقول الهيثمي في المجمع (8/ 19)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3011)، والصحيحة (1795).

(هـ ك) (¬1) عن ابن عمر) قال الحاكم: [3/ 330] صحيح واعترضه ابن القطان؛ بأنه من رواته كثير بن هشام وهو وإن خرج له مسلم ضعفه أبو حاتم وغيره. 3377 - "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء". (ت ك) عن أبي سعيد. (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء) قال الطيبي: هذا بعد قوله التاجر الصدوق حكم مرتب على الوصف المناسب من قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيهمْ مِنَ النَّبِيِّينَ} [النساء: 69] وذلك أن اسم الإشارة يشعر بأن ما بعده جدير بما قبله لاتصافه بطاعة الله وإنما ناسب الوصف الحكم لأن الصدوق بناء مبالغة من الصدق كالصديق وإنما يستحقه التاجر إذا كثر تعاطيه الصدق لأن الأمناء ليسوا غير أمناء الله على عباده فلا غرو بمن اتصف بهذين الوصفين أن ينخرط في زمرتهم: {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24]. (ت ك) (¬2) عن أبي سعيد) قال الحاكم: إنه من مراسيل الحسن انتهى، لكن له شواهد عند الدارقطني وغيره. 3378 - "التاجر الصدوق تحت ظل العرش يوم القيامة". الأصبهاني في ترغيبه (فر) عن أنس. (التاجر الصدوق) حذف صفة الأمانة إعلاماً بأنها داخلة في صفة الصدق فإن من لا أمانة له لا يكون صدوقا فالجمع بينهما فيما سلف للتأكيد. (تحت ظل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2139)، والحاكم (2/ 7)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2499)، وصححه في الصحيحة (3453). (¬2) أخرجه الترمذي (1209)، والحاكم (2/ 7)، والدارقطني (3/ 7)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2501).

العرش يوم القيامة) الأصبهاني في ترغيبه (فر) (¬1) عن أنس). 3379 - "التاجر الصدوق لا يحجب من أبواب الجنة". ابن النجار عن ابن عباس. (التاجر الصدوق لا يحجب) أي لا تمنعه الخزنة. (من أبواب الجنة) بل يدخل من أيها شاء وليس كل من يدخل الجنة كذلك. ابن النجار (¬2) عن ابن عباس. 3380 - "التاجر الجبان محروم، والتاجر الجسور مرزوق". القضاعي عن أنس. (التاجر الجبان) أي المتهيب للإقدام على البيع والشراء. (محروم) للرزق وسعته لتقصيره في اتخاذ أسبابه. (والتاجر الجسور) أي المقدم على البيع والشراء لتحصيل الأرباح. (مرزوق) لتوسيعه في الاتخاذ للأسباب وسع عليه في المسببات وهي الأرباح كما قيل: لا تكونن في الأمور هيوباً ... فإلى خيبة يكون الهيوب هذا ما يتبادر من معناه، وقال الديلمي: ليس معناه أن الجبان يحرم الرزق لجبن قلبه ولا الجسور يرزق أكثر بل معناه أنهما يظنان كذلك وهما مخطئان في ظنهما وما قسم لهما من الرزق لا يزيد ولا ينقص ويؤيده خبر "أن الرزق لا يجره حرص حريص ولا يرده كره كاره"، والجبان المتهيب عن الإقدام على الأمور فلعل جبنه عن البذل لعزة المال عنده وقنوطه من عوده إلى يده سبب ¬

_ (¬1) أخرجه الأصبهاني في ترغيبه كما في الكنز (4/ 9217)، والديلمي في الفردوس (2446) عن ابن عمر، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2502)، والضعيفة (2405) موضوع (¬2) أخرجه ابن النجار في تاريخه كما في الكنز (4/ 9219)، وانظر فيض القدير (3/ 278)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2503).

لحرمان الرزق وذلك ينشأ من ظلمة الشرك والشك فيحرم الرزق فيعذب قلبه ويتعسر أمره، والجسور يقدم لسخاوة نفسه على بذل ما في يده ومنشأه من كمال التوحيد والثقة بوعده تعالى فيسهل عليه أسباب الرزق ببركته فنبه على أن يربح في الدنيا والدين ببركة بذل الدنيا وإخراجها انتهى، واستقرب الشارح المعنى الأول. (القضاعي (¬1) عن أنس قال العامري) شارح الشهاب: إنه حسن. 3381 - "التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع؛ فإن أحدكم إذا قال: "ها" ضحك منه الشيطان ". (ق 4) عن أبي هريرة (صح). (التثاؤب) بفتح المثناة الفوقية فمثلثة فهمز فموحدة هو التنفس الذي ينفتح منه الفم له مع البخار المختنق في عضلات الفم. (من الشيطان) أي من الامتلاء وثقل النفس وكدورة الحواس واسترخائها وميل البدن إلى الكسل والنوم فأضافه إلى الشيطان لأنه الحامل على إعطاء النفس حظها من الشهوة أو لأنه يحبه ويحمل عليه لأدائه إلى ترك الخيرات وهو تحذير من التوسع في أسبابه المذكورة لما يتولد عنها من الكسل عن الطاعة. (فإذا تثاءب أحدكم) أي أدرك مبادئ التثاؤب لقوله: (فليرده) أي يدفعه قبل بروزه. (ما استطاع) أي يدافعه قبل وقوعه ويرده بشد فمه عند حدوثه. (فإن أحدكم إذا قال: "ها") مقصور من غير همزة حكايته صوت التثاؤب. (ضحك منه الشيطان) فرحا بموافقة ما يحبه وفعل العبد لأسبابه ولما يتأثر عنه من الكسل عن الطاعة وكل ما يحبه الشيطان قد أمرنا باجتنابه لأنه عدو لنا وإغضاب العدو هو المراد لا تفريحه، واعلم أنهم عدوا من [2/ 331] خصائص الأنبياء عليهم السلام أنه ما تثائب منهم أحد ولا احتلم. ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2500)، وقال في الضعيفة (2024): موضوع.

فائدة: دل الحديث وغيره على أن التثاؤب ومثله العطسة الشديدة مكروه قال ابن حجر: المراد بكونه مكروها أن لا يجري معه أي لا يعتاده ويجب تطلبه، وإلا فدفعه ورده غير مقدور وقدمنا ما يرشد إلى كيفية الرد. (ق 4) (¬1) عن أبي هريرة). 3382 - "التثاءب الشديد والعطسة الشديدة من الشيطان" ابن السني في عمل اليوم والليلة عن أم سلمة. (التثاؤب الشديد والعطسة الشديدة من الشيطان) فإذا أحس الإنسان بها فليكظم وليضع يده على فيه ويخفض صوته ما أمكنه لئلا يبلغ الشيطان مراده من تشويه صورته ودخوله فمه. (ابن السني (¬2) في عمل اليوم والليلة عن أم سلمة). 3383 - "التحدث بنعمة الله سبحانه شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، الجماعة بركة والفرقة عذاب". (هب) عن النعمان بن بشير. (التحدث بنعمة الله سبحانه شكر) أي الإخبار بها من أجزاء شكرها فإنه ثلاث: التحدث باللسان، والخدمة بالأركان، والاعتراف بالجنان. قال الزمخشري (¬3): هذا إذا قصد أن يُقتدى به وأمن على نفسه الفتنة وإلا فالستر أفضل ولو لم يكن إلا التشبه بأهل الرياء والسمعة لكفى. (وتركها) ترك النعمة: أي ذكرها. (كفر) أي ستر وتغطية لما حقه الإظهار، قال الله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3115)، ومسلم (2994)، وأبو داود (5028)، والترمذي (2746، 2747)، والنسائي (6/ 62)، وابن ماجه (968). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2505)، والضعيفة (3422). (¬3) الكشاف (ص 1371).

رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11]، ولما كان الشكر يتعين على القليل والكثير على المنعم عليه سواء كان الرب المنعم أو العبد أبان - صلى الله عليه وسلم - أن المطلوب شكر القليل والكثير من العبد لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (من لا يشكر القليل لا يشكر الكثير) لأنه إذا كان في طبعه جحود النعمة جحد القليل والكثير لا أن عدم شكر القليل سبب لعدم شكر الكثير فإن الواقع على شكر الكثير أبلغ عند الطبع فربما شكره من لا يشكر القليل والمراد أن من لا يشكر القليل لا يوفق لشكر الكثير أو المراد أن من لا يشكر القليل لا يعطى الكثير فعبر بنفي المسبب عن نفي السبب لأن الله تعالى يقول: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] ويحتمل أن شكره للكثير لا يعتد به ولا يقبل إذا لم يشكر القليل وقوله: (ومن لم يشكر الناس لا يشكر الله) أي من طبعه وعادته كفران نعمة الناس كان طبعه عدم شكر نعمة الله أو أن الله لا يقبل شكره له إذا لم يشكر الناس (والجماعة) أي اجتماع المسلمين فيما شرع فيه الاجتماع على صلاة أو جهاد وحج ودعاء وعلى طعام وغيره. (بركة) أي يبارك الله تعالى لهم فيما يجتمعون عليه. (والفرقة) أي تفرقهم عما دعوا إلى الاجتماع إليه. (عذاب) أي سبب له. (هب) (¬1) عن النعمان بن بشير)، فيه أبو عبد الرحمن الشامي أورده الذهبي في الضعفاء (¬2)، وقال الأزدي: كذاب. 3384 - "التدبير نصف العيش، والتودد نصف العقل، والهم نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارين". القضاعي عن علي (فر) عن أنس. (التدبير) قال الدواني: التدبير إعمال الروية في أدبار الأمور وعواقبها ليتقن الأفعال وتصدر على أكمل الأحوال، والمراد النظر في عواقب الأمور المتعلقة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (9119)، حسنه الألباني في صحيح الجامع (3014)، والصحيحة (667). (¬2) انظر المغني (2/ 795). وقد ورد في الأصل "الأزهري" بدل الأزدي، والصواب ما أثبتناه.

بالإنسان، وقيل التدبير الإنفاق قسطاً {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يقتُرُوا} [الفرقان: 67] وهو الأوفق لقوله: (نصف العيش) إذ به يحترز عن الإسراف والتقتير وكمال العيش شيئان: مدة الأجل وحسن الحال فيها (والتودد) أي التحبب إلى الناس بحسن الخلق وكف الأذى وبذل النفع. (نصف العقل) لأن العقل نصفان معاملة مع الله سبحانه ومعاملة مع الخلق، وقيل العقل يستعان بنصرته على جلب المنافع ودفع المضار فإذا تودد إلى الناس بما لا يثلم دينه كفوه بودهم من المؤن ما يكفيه العقل فقام تودده مقام نصف العقل. (والهم نصف الهرم) هو الضعف الذي ليس وراءه قوة فإن لم يصل إلى الهرم وزال الهم عادت له القوة فالهم إذا نصف الضعف. (وقلة العيال) أي من يلزمه مؤنته وكفايته. (أحد اليسارين) اليسار خفض العيش وزيادة الدخل على الخرج أو وفاء الدخل بالخرج فمن كثر عياله ودخله وفضل له من دخله أو وفي دخله بخرجه ومن قل عياله ودخله ووفى دخله بخرجه أو فضل من دخله ففي كل من الحالين يكون في يسر ومن قل دخله وكثر عياله فهو في عسر هكذا، وقيل جعل قلة العيال [2/ 332] أحد اليسارين لأن الغنى نوعان: غنى بالشيء والمال، وغنى عن الشيء لعدم الحاجة إليه وهذا هو الحقيقي، وقلة العيال لا حاجة معها إلى كثرة المال والمؤن. (القضاعي عن علي) كرم الله وجهه، قال العامري في شرح الشهاب: غريب حسن، انتهى، قال الشارح: أقول فيه إسحاق بن إبراهيم الشامي أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: له مناكير. (فر) (¬2) عن ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 9). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (32) عن علي، والديلمي في الفردوس (2419)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2506)، والضعيفة (1560).

أنس) قال العراقي: فيه خلاد بن عيسى (¬1) جهله العقيلي، ووثقه ابن معين. 3385 - "التذلل للحق أقرب إلى العز من التعزز بالباطل". (فر) عن أبي هريرة، والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عمر موقوفاً. (التذلل للحق) أي لقبوله والامتثال له والانقياد لأحكامه كانقياد من أوجب الله عليه الإِسلام وألزمه الشرائع والأحكام وكلفه بتسليم مال، وإعطائه هو (أقرب إلى العز) عند الله وعند الخلق (من التعزز بالباطل) بالامتناع عن الحق وعدم قبوله والانقياد له، قال الشارح: تمامه عند مخرجه الديلمي "ومن تعزز بالباطل جزاه الله ذلاً بغير ظلم". (فر) (¬2) عن أبي هريرة)، فيه علي بن الحسين بن بندار، قال الذهبي: قال الخطيب: كان كذاباً (¬3)، وهشام بن عمار (¬4) قال أبو داود حدث بأرجح من أربعمائة حديث لا أصل لها، (والخرائطي في مكارم الأخلاق عن عمر موقوفاً). 3386 - "التراب ربيع الصبيان". (خط) في رواة مالك عن سهل بن سعد وعن ابن عمر. (التراب ربيع الصبيان) سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - مر على صبيان يلعبون بالتراب فنهاهم بعض أصحابه فقال: دعهم فذكره، والمراد أن التراب للصبيان يلعبون فيه ويرتعون ويمشون إليه ويتشوقون إليه طبعا كوقت الربيع للبهائم والأنعام تخرج إليه وترتع فيه وتنتفع به. (حب (¬5)) (¬6) في رواة مالك عن سهل بن سعد ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 211). (¬2) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس كما في الكنز (44101)، وانظر فيض القدير (3/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2507). والضعيفة (3423) (¬3) انظر الميزان (5/ 152). (¬4) انظر المغني (2/ 711). (¬5) كذا في الأصل "حب" والصواب "خط" أي لخطيب البغدادي في رواية مالك. (¬6) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 140) (5775)، وابن عدي في الكامل (6/ 256)، وانظر العلل=

وعن ابن عمر)، قال الخطيب: المتن لا يصح، وقال ابن الجوزي: قال ابن عدي: حديث منكر، وقال الهيثمي: فيه محمَّد الرعيني متهم بهذا الحديث. 3387 - "التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء". (حم) عن جابر. (التسبيح للرجال) أي السنة لأحدهم إذا نابه شيء في صلاته أن يسبح. (والتصفيق) هو ضرب إحدى اليدين على الأخرى ففي رواية البخاري: "التصفيح قيل الضرب بأصبعين من إحداهما على صفحة الأخرى للإنذار والتنبيه وأما بالقاف فهو الضرب بجميع إحدى الصفحتين للهو واللعب إلا أن المراد بهما هنا معنى واحد. (للنساء) أي أنه السنة في حقهن، فإذا ناب المصلي شيء في صلاته كالتنبيه على إمامه على سهو وإذنه لداخل وإنذاره أعمى خيف وقوعه في بئر أو نهش حية فالسنة للرجل أن يقول عند ذلك: سبحان الله، وللمرأة التصفيق بضرب بطن كف أو ظهرها على ظهر أخرى أو ضرب ظهرها على بطن الأخرى لا بطنها ببطن الأخرى، وإنما جعل لهن التصفيق صونا لهن عن سماع أصواتهن. (حم) (¬1) عن جابر) قال الشارح: قضية تصرف المصنف أن الشيخين لم يخرجاه هو ذهول فقد جزم بعزوه إليهما معا من حديث أبي هريرة وغيره الحافظ ابن حجر كالصدر المناوي (¬2) وغيرهما وفي المنضد صحيح متفق عليه، وقال الزين العراقي في شرح الترمذي: أخرجه الأئمة الستة، انتهى. ¬

_ = المتناهية (1/ 53)، والمجمع (8/ 159)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2508)، والضعيفة (410): موضوع. (¬1) أخرجه أحمد (3/ 357)، وأخرجه البخاري (1203)، ومسلم (422)، وأبو داود (939)، والترمذي (369)، والنسائي (1/ 195)، وابن ماجه (1034) عن أبي هريرة، وانظر التلخيص الحبير (1/ 283)، وفيض القدير (3/ 282). (¬2) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (1/ رقم 707).

3388 - "التسبيح نصف الميزان" و"الحمد لله" تملؤه، و"لا إله إلا الله" ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه". (ت) عن ابن عمرو. (التسبيح نصف الميزان) فيه وجهان أحدهما أن يراد التسوية بين التسبيح والتحميد؛ لأن كل واحد منهما يأخذ نصف الميزان فيملآن الميزان معاً وذلك؛ لأن الأذكار التي هي أم العبادات البدنية والغرض الأصلي من شرعيتها ينحصر في نوعين: أحدهما التنزيه والآخر التحميد فالتسبيح يستوعب القسم الأول والتحميد يتضمن القسم الثاني، وثانيهما أن المراد بيان تفضيل الحمد على التسبيح وأن ثوابه ضعف ثواب التسبيح؛ لأن التسبيح نصف الميزان. (و"الحمد لله" تملؤه) لأن الحمد المطلق إنما يستحقه من كان مبرءاً عن النقائص منعوتا بنعوت الجلال وصفات الإكرام فيكون الحمد شاملا للأمرين وأعلى القسمين، قال الشارح ويؤيده الترقي في قوله: (و"لا إله إلا الله" ليس لها دون الله حجاب) أي ليس لقبولها حجاب يحجبها عنه لاشتمالها على التنزيه والتحميد ونفي الشريك صريحا ومن جعلها من جنس آخر [2/ 333] لأن الأولَين دخلا في معنى الوزن والمقدار في الأعمال وهذه حصل منها القرب إلى الله سبحانه من غير حاجب ولا مانع والمراد (حتى تخلص إليه) عبارة تعني سرعة قبولها وكمال الثواب على قولها (ت) (¬1) عن ابن عمر)، قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه وليس إسناده بالقوي. 3389 - "التسبيح نصف الميزان، و"الحمد لله" تملؤه، والتكبير يملأ ما بين السماء والأرض، والصوم نصف الصبر، والطهور نصف الإيمان". (ت) عن رجل من بني سليم. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3518)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2510).

(التسبيح نصف الميزان) المراد قول سبحان الله لأنه مسماة لا مطلق التنزيه بأي عبارة ويحتمل ذلك كما يرشد قوله: (و"الحمد لله" تملؤه) ولم يقل التحميد إذ فيه تنصيص على عبارة التحميد فلا يكون العدد لعبارة في المعنى كنحمدك وأحمدك بخلاف التسبيح فلم يعين لفظها ويحتمل أن المراد بهما معنى التنزيه والثناء واختلاف العبارة معين وقوله: (والتكبير) أي قول الله أكبر أو إثبات الكبرياء لله بأي عبارة. (يملأ ما بين السماء والأرض) أي يسد ثوابها هذا الفضاء الذي بينهما أو هي في نفسها كما قدمناه في حديث: "إذا كبر العبد" الحديث والمراد عظم شأن أجر قائلها ويحتمل أن ما بين السماء والأرض مماثلا لما يملأ الميزان أو نصفه أو أكثر من ذلك وقضية الترقي تقتضي أكثر من ذلك، واعلم أن هذه الفضائل هي في الأربع الكلمات التي مر غير مرة ذكرها وأنها الباقيات الصالحات والآخر يحتمل أنه على كل واحدة منفردة أو مكتوبة مع الأجر أو أنها إذا انفردت كان أجرها غير ذلك. (والصوم نصف الصبر) لأن الصبر حبس النفس على ما أمر الله أن يؤديه والصوم حبسها عن شهواتها وهي مناهي الله تعالى ومن حبس نفسه عنها فهو آت بنصف الصبر فإن صبر على إقامة أوامره فقد أتى بكمال الصبر. (والطهور) بضم الطاء التطهير كما تقدم، وتقدم وجه تسميته. (نصف الإيمان) في حديث: "الوضوء شطر الإيمان". (ت) (¬1) عن رجل من بني سُلَيم) ولفظ الترمذي عن رجل من سليم قال: عدهن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في يدي أو في يده التسبيح إلى آخره، قال الترمذي: هذا حديث حسن. 3390 - "التسويف شعار الشيطان، يلقيه في قلوب المؤمنين". (فر) عن عبد الرحمن بن عوف. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3519)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2509).

(التسويف) هو الأمل والترجي والأناة المذمومة. (شعار الشيطان) بكسر المعجمة هو الثوب الذي يلي جسد اللابس فجعل ما يلقيه الشيطان من التسويف في قلوب العباد كالثوب الذي يشتمل الشيطان عليه ويكون ملاصقا لجسده مع شدة اتصاله به وعدم مفارقته إياه وأنه يلبسه الإنسان ويلصقه به حتى لا يكون شيء أدنى إلى جسده منه فكأن المسوف يكسو الشيطان حلة يحبها ويجعلها على جسده من غير واسطة، وفيه غاية التحذير من الأمل والتسويف. (يلقيه في قلوب المؤمنين) ويحتمل أن يراد بالشعار العلامة من أشعره إذا أعلمه بعلامة. (فر) (¬1) عن عبد الرحمن بن عوف) فيه حميد بن سعد قال الذهبي في الضعفاء (¬2): مجهول. 3391 - "التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق". الأزرقي في تاريخ مكة عن ابن عباس. (التضلع من ماء زمزم) أي الإكثار منه حتى تمتلأ الأضلاع والأجانب منه. (براءة من النفاق) تقدم فيه الكلام في أول الكتاب في قوله: "آية ما بيننا وبين المنافقين أنهم لا يتضلعون من زمزم" (¬3). (الأزرقي) (¬4) بفتح الهمزة وسكون الزاي وفتح الراء وكسر القاف نسبة إلى جده وهو أبو الوليد محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن الوليد بن عقبة بن الأزرق الغساني المالكي (¬5) (في تاريخ مكة عن ابن عباس) قال الشارح: هذا كالتصريح في أن المصنف لم يره مخرجاً لأحد من ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2420)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2512): موضوع. (¬2) انظر المغني (1/ 194). (¬3) أخرجه ابن ماجه (3061)، والحاكم 1/ 645. (¬4) أخرجه الأزرقي في تاريخ مكة (2/ 53)، وابن ماجه (3061)، والديلمي في الفردوس (2436)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2513)، والضعيفة (2682): موضوع. (¬5) انظر: أخبار مكة للأزرقي ص (11).

الستة وإلا لما أبعد النجعة وعدل عنه وهو ذهول شنيع فقد أخرجه ابن ماجه باللفظ المزبور عن ابن عباس وأخرجه الديلمي في الفردوس. 3392 - "التفل في المسجد خطيئة، وكفارتها أن يواريه". (د) عن أنس. (التفل) هو البصاق. (في المسجد خطيئة وكفارتها أن يواريه) مرة غير مرة. (د) (¬1) عن أنس ونسبه الديلمي إلى الشيخين. 3393 - "التكبير في الفطر سبع في الأولى، وخمس في الآخرة والقراءة بعدهما كلتيهما". (د) عن ابن عمرو. (التكبير في الفطر) أي في صلاة عيد الفطر. (سبع في الأولى) أي في الركعة الأولى غير تكبيرة الإحرام [2/ 334] وقد زاد الطبراني في روايته: "سوى تكبيرة الصلاة" وقال ابن القيم في الهدي: بتكبيرة الافتتاح. (وخمس في الآخرة والقراءة بعدهما كلتيهما) قال ابن القيم (¬2): كان - صلى الله عليه وسلم - يبتدئ بالصلاة قبل الخطبة فيصلي ركعتين يكبر في الأولى سبع تكبيرات متوالية بتكبيرة الافتتاح فيسكت بين كل تكبيرتين سكتة يسيرة، ولم يحفظ عنه ذكر معين بين التكبيرات ولكن ذكر عن ابن مسعود أنه قال: "يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم -" ذكره الخلال وإذا أتم التكبير أخذ في القراءة بفاتحة الكتاب ثم قرأ بعدها: {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1)} [ق: 1]، في أحد الركعتين وفي الأخرى: {واقْترَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر:1]، وربما قرأ فيهما: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى:1] و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1] ولم يصح عنه غير ذلك قال: وفي الثانية يكبر خمساً متوالية فإذا أتم التكبير أخذ في القراءة فيكون التكبير أول ما يبدأ به في الركعتين وقد روي عنه أنه كبر في الثانية بعد القراءة إلا أنه من رواية محمَّد بن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (474)، والبخاري (415)، ومسلم (552). (¬2) زاد المعاد (1/ 425).

معاوية النيسابوري قال البيهقي: رماه غير واحد بالكذب، وقد روى الترمذي من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر في العيدين في الأولى سبعا قبل القراءة وفي الثانية خمساً قبل القراءة" (¬1) قال الترمذي: سألت محمداً -يعني البخاري- عن هذا الحديث قال: ليس في الباب أصح من هذا وبه أقول انتهى، قلت: كثير بن عبد الله كذبه أبو داود كما في الخلاصة وقال الشافعي: ركن من أركان الكذب له نسخة موضوعة قاله في حواشي التلخيص من حواشي الحافظ الكبير السيد محمَّد بن إبراهيم الوزير وقال الذهبي في المغني (¬2): كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني المديني عن أبيه متروك، وكذبه ابن حبان وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه انتهى، قلت: فالعجب من كلام البخاري ومن تقرير ابن القيم له. (د) (¬3) عن ابن عمرو قال الشارح قال الترمذي في العلل: سألت عنه محمداً -يعني البخاري- فقال هو صحيح انتهى، قلت: قد سمعت كلام ابن القيم نقلا عن الترمذي أنه وقع سؤاله للبخاري عن حديث كثير بن عبد الله لا عن حديث ابن عمر وهذا مع أنه هنا لم يعزه المصنف إلى الترمذي فينظر في نقل الشارح. 3394 - "التلبينة مجمة للفؤاد المريض، تذهب بعض الحزن". (حم ق) عن عائشة (صح). (التلبينة) بفتح المثناة وسكون اللام فموحدة مكسورة فمثناة من تحت فنون وهي حساء يتخذ من دقيق ونخالة وربما جعل بعسل أو لبن تشبه اللبن في بياضه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (536)، وانظر علل الترمذي (1/ 93). (¬2) انظر المغني (2/ 531)، والمجروحين (2/ 221). (¬3) أخرجه أبو داود (1151)، وانظر علل الترمذي (1/ 93)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3017).

سمي بالمرة من التلبين مصدر لبن القوم إذا أسقاهم اللبن، حكى الزيادي عن العربَ لبّنَّاهم فلبنوا أي سقيناهم اللبن فأصابهم منه شبه سكر قاله الزمخشري (¬1). (مجمة) بفتح الميم فجيم فميم مشددة قال القرطبي: روي بفتح الميم والجيم وبضم الميم وكسر الجيم فعلى الأول مصدر أي جمام وعلى الثاني اسم فاعل والمراد مريحة. (لفؤاد المريض) من الإحمام وهي الراحة أي أنها تريح فؤاد المريض وتنشطه وتقويه وتسكنه قال ابن حجر (¬2): النافع منها ما كان رقيقا نضيجًا لا غليظًا. (تذهب بعض الحزن) وذلك لأن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء النفس على أعضائه وعلى معدته لقلة الغذاء والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها، وقد كانت عائشة رضي الله عنها تصنع ذلك لذوي الأحزان كما في صدر هذا الحديث عنها "كانت عائشة إذا مات ميت من أهلها فاجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلا أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطبخت ثم تصنع ثريداً فصبت التلبينة عليها ثم قالت كلوا منها فإني سمعت رسول - صلى الله عليه وسلم - فذكرته (¬3). (حم ق) (¬4) عن عائشة. 3395 - "التمر بالتمر، والحنطة بالحنطة، والشعير بالشعير، والملح بالملح، مثلا بمثل، يدا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، إلا ما اختلفت ألوانه". (حم م ن) عن أبي هريرة (صح). (التمر بالتمر، والحنطة بالحنطة، والشعير بالشعير) هو ظاهر في أن البر والشعير صنفان، وقال مالك هما صنف واحد. (والملح بالملح، مثلاً) منتصب على الحالية من الأول من الاسمين المكررين أي تبيعوا البر مثلاً بالبر مثلاً، ¬

_ (¬1) الفائق في غريب الحديث (3/ 299). (¬2) انظر فتح الباري (9/ 550)، وشرح النووي على صحيح مسلم (14/ 202). (¬3) انظر حول التلبينة: الطب النبوي لأبي نعيم (2/ 436 - 437). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 80)، والبخاري (5417)، ومسلم (2216).

وحذف في الآخر لدلالة الأول عليه ويحتمل أنه مفعول به لمحذوف أي بيعوا مثلاً من هذه الأشياء. (بمثل) منها ومثله [2/ 335] قوله: (يدا بيد) الأول قيد به نفي الزيادة والثاني لعدم التأجيل واتخاذ النقائض. (فمن زاد) أي أعطى الزيادة وهو الآخذ. (أو استزاد) أي طلبها وهو الرابع. (فقد أربى) أي فعل الربا المنهي عنه وهذا تفرع على التماثل ولم يفرع على النقائض؛ لأن الأول وهو الأكثر في نظر الناس والأغلب في تصرفهم فكان التفريع عليه أهم. (إلا ما اختلفت ألوانه) أي أجناسه وأنواعه لقوله: "في غيره فإذا اختلفت هذه الأجناس". (حم م ن) (¬1) عن أبي هريرة). 3396 - "التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله تعالى، والعفو لا يزيد العبد إلا عزا، فاعفوا يعزكم الله والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة، فتصدقوا يرحمكم الله عَزَّ وَجَلَّ". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن محمَّد بن عميرة العبد. (التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة) وذلك لأنه يحببه في القلوب ويعظم منزلته في الصدور هذا في الدنيا، وفي الآخرة يرفعه الله لما يعطيه من الأجر على ذلك. (فتواضعوا يرفعكم الله) أي في الدارين وقوله: (والعفو) أي التجاوز عن من أساء للإنسان. (لا يزيد العبد إلا عزاً) لأنه يجعله الله سببا في عزة الدارين في الدنيا يعزه عند العباد وفي الآخرة بالأجر الذي يظهر به عزم فهذا للإشهاد ولذا قال: (فاعفوا يعزكم الله) جعل ثمرة العفو العزة لأن ظاهره أن فيه ذلة للعبد من حيث لم ينتصف لنفسه فأعطاه خيراً مما أراد ومثله في الأول. (والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة) سيأتي في قوله: "ثلاث أقسم عليهن" وقال الشارح: يعني أنه يبارك فيه وتندفع عنه المفسدات فينجبر نقص الصورة بذلك. (فتصدقوا يرحمكم الله) كأن مقتضى الظاهر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 232)، ومسلم (1588)، والنسائي (7/ 273).

أن يقال يضاعف أموالكم أو يكثر أو نحوه إلا أنه آثر هذه العبارة لإفادة أنه يضاعف ويرحم عنده مع ذلك فإنه قد ينفصل كل عن الآخر والمعنى يرحمكم بإكثار المال وغيره من صلات رحمته. (ابن أبي الدنيا (¬1) في ذم الغضب عن محمَّد بن عمير) بالمهملة مصغر (العبدي) قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف. 3397 - "التوبة من الذنب أن لا تعود إليه أبداً". ابن مردويه (هب) عن ابن مسعود. (التوبة من الذنب أن لا تعود إليه أبدا) قال العلائي: ليس معناه أن صحتها مشروطة بعدم العود في مثل ذلك الذنب بل إنها مشروطة بالعزم على عدم العود انتهى، قلت: فيه محذوف أي التوبة العزم على أن لا تعود، وقد علم أنه لا بد من الندم أيضا ودليل المقدر ما علم من قواعد الشريعة. (ابن مردويه (هب) (¬2) عن ابن مسعود) قال البيهقي بعد إخراجه: رفعه ضعيف انتهى قال الشارح: وهو مع وقفه ضعيف أيضاً ففيه كما قال العلائي: إبراهيم بن مسلم الهجري (¬3) وبكر بن خنيس (¬4) ضعفهما النسائي وغيره وقال الهيثمي: رواه أحمد (¬5) بلفظ: "التوبة من الذنب أن يتوب منه ثم لا عود فيه" وسنده أيضاً ضعيف. 3398 - "التوبة النصوح: الندم على الذنب حين يفرط منك فتستغفر الله تعالى، ثم تدعو إليه أبداً". بن أبي حاتم وابن مردويه عن أُبي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (53)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2515)، وقال في الضعيفة (3020): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 446)، والبيهقي في الشعب (7036)، وانظر المجمع (10/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2517)، والضعيفة (2233). (¬3) تقريب التهذيب (1/ 94). (¬4) تقريب التهذيب (1/ 126). (¬5) رواه أحمد (1/ 446).

(التوبة النصوح) أي الصادقة المأمور بها في قوله تعالى: {تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [التحريم: 8] أي البالغة في النصح أو الخالصة قال جار الله: وصف بالنصح على الإسناد المجازي والنصح صفة للتائبين وهي أن ينصحوا بها أنفسهم فيأتوا بها على طريقتها متداركة للفرطات ماحية للسيئات وذلك أن يتوبوا من القبائح لقبحها نادمين عليها مغتمين أشد الاغتمام لارتكابها عازمين على أنهم لا يعودوا في القبائح إلى أن يعود اللبن في الضرع موطنين أنفسهم على ذلك، وقال القرطبي (¬1): في تفسيرها ثلاثة وعشرون قولا والحديث كأنه تفسير للآية. (الندم على الذنب حين يفرط منك) أي ببعض على جهة التفريط والزلة. (فتستغفر الله تعالى، ثم تدعو إليه أبداً) أي لا يصح العود فيه أصلاً فهذه تسمى توبة نصوحا فلو أنه عاود الذنب ثم مات فإنها توبة لكنها لا تسمى نصوحاً. ابن أبي حاتم وابن مودويه (¬2) عن أُبي. 3399 - "التيمم ضربتان: ضربة للوجه، وضربة لليدان إلى المرفقين". (طب ك) عن ابن عمر. (التيمم ضربتان: ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين) قيل فيه دليل على أن الضرب ركن وعلى أنه لا بد من ضربتين وقد عارضه في الأمرين حديث عمار عند أحمد وأبي داود: "التيمم ضربة للوجه والكفين" (¬3) فمن الناس [2/ 336] من أخذ بخبر عمار وأنه تكفي ضربة واحدة ويكفي مسح الكفين ¬

_ (¬1) تفسير القرطبي (18/ 197). (¬2) أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه كما في تفسير ابن كثير (4/ 393)، والبيهقي في الشعب (5457)، وابن عدي في الكامل (4/ 181)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2516)، والضعيفة (2250): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 263)، وأبو داود (327)، وانظر الدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 68).

فقط، ومنهم من ذهب إلى العمل بخبر ابن عمر وتأول خبر عمار، قال الحافظ ابن حجر: إن الأحاديث الواردة في صفة التيمم لم يصح منها سوى حديث أبي جهم وعمار وما عداهما فضعيف أو مختلف في رفعه ووقفه. فأما حديث أبي جهم فورد بذكر اليدين مجملا، وأما حديث عمار فورد بذكر الكفين في الصحيحين (¬1) وبذكر المرفقين في السنن، وفي رواية إلى نصف الذراع وفي رواية إلى الإباط، فأما رواية المرفقين وكذا نصف الذراع ففيهما مقال وأما رواية الإباط فقال الشافعي وغيره: إن كان ذلك وقع بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فكل تيمم صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعده فهو ناسخ له، وإن كان وقع بغير أمره فالحجة فيما أمر به ومما يقوي رواية الصحيحين في الاقتصار على الوجه والكفين كون عمار كان يفتي بذلك بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وراوي الحديث أعرف بالمراد منه ولا سيما الصحابي المجتهد انتهى. وبالاقتصار على الوجه والكفين جزم البخاري في الترجمة بقوة دليله، وأما ترجيحه في الاقتصار على ضربة فإنه مما ذكر في ترجيحه في الطرف الأول ولحديث عمار الآخر أنه قال له - صلى الله عليه وسلم -: "إنما كان يكفيك هكذا" (¬2) وضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه متفق عليه، وفيه الاكتفاء بضربة واحدة في التيمم، ونقله ابن المنذر عن جمهور العلماء واختاره. (طب ك) (¬3) عن ابن عمر) فيه الحسين بن جابر قال الذهبي: الحسين بن جابر وهَّاه ابن حبان بسرقة الأخبار وهو عن علي بن ظبيان وعلي واه، قال ابن معين: ¬

_ (¬1) حديث عمار بن ياسر في التيمم ضربة واحدة أخرجه البخاري (332)، ومسلم (368). (¬2) أخرجه البخاري (331)، ومسلم (368). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 367) (13366)، والحاكم (1/ 287)، والدارقطني (1/ 180)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 151)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2519): ضعيف جداً، وضعفه في الضعيفة (3426).

وجمع ابن ظبيان كذاب خبيث وقال الدارقطني: الصواب أنه موقوف على ابن عمر وقال الحافظ ابن حجر: رواه الدارقطني من طريقين واهيين وهو في الصحيحين بدون "المرفقين" قال الشارح: وبذلك يعرف أن رمز المصنف بصحته غير صواب، قلت: بل أكثر الرموز غير صحيحة وما عرفنا أنها للمصنف إلا من كلام الشارح وإلا فقد ترددنا في الجزء الأول قبل الوقوف على الشرح.

حرف الثاء المثلثة

حرف الثاء المثلثة فصل في الأحاديث المبتدأة بثلاث 3400 - " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار". (حم ق ت ن هـ) عن أنس (صح). (ثلاث) اسم نكرة وقع صفة لمحذوف هو المبتدأ أي خصال ثلاث وجملة: (من كن فيه) الخبر أي من اتصف بهن وهي كان التامَّة أي من وجدت فيه. (وجد حلاوة الإيمان) أي استلذ به وبما يتفرع عليه من الطاعات التذاذ من أصاب شيئاً حاليا وهي استعارة بالكناية شبه الإيمان بنحو العسل بجامع الالتذاذ فطوى المشبه به وأضافها إلى المشبه وهو من خواص المشبه به ولوازمه وهي الحلاوة وأثبتها له تخييلا، قال البيضاوي (¬1): والشارع عبر عن هذه الحالة بالحلاوة؛ لأنها أظهر اللذات المحسوسة نحو مجالس الذكر رياض الجنة، وأكل مال اليتيم أكل النار والعود في الكفر إلقاء في النار. (أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) جملة مستأنفة استئنافًا بيانياً كأنه قيل: وما هذه الثلاث التي لها هذا الشأن؟ فأخبر أن الأولى زيادة محبة الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم - في قلبه على كل محبوب له، وتعرف هذه المحبة بإيثار ما أمر الله ورسوله على كل ما نهى عنه، واجتناب كل ما لا يرضاه وفي الإتيان بمأذون من إعلام بأن المراد من الأحبيَّة أن تكون فاضلة للأنفس المحبوبة والأموال وكل شيء من صفات الكمال وجمع الضمير في سواهما مع النهي عنه في حديث: "ومن يعصهما" لأنه ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (1/ 61).

في مقام الخطبة وهي تقتضي عدم الألغاز والمبالغة في الإيضاح بخلاف هنا، فالمراد اختصار اللفظ ليحفظ كذا قيل، وقال البيضاوي: ثَنّى الضمير هنا إيماء إلى أن المعتبر هو المجموع من المحبتين لا كل واحدة فإنها وحدها لاغية وأمر بالإفراد في حديث الخطيب إشعار بأن كل واحد من العصيانين [2/ 337] مستقل باستلزام الغواية. قلت: وكنت أجيب عن سؤال في هذا أنه نهى - صلى الله عليه وسلم - عن التثنية في كلام غيره لإيهامه عدم تعظيم الله تعالى لا في كلامه - صلى الله عليه وسلم - فإنها وردت لأنه لا إيهام فيها لذلك، وتقدم الكلام على معنى المحبة والحامل عليها في حقه تعالى من إحسانه إليهم وإفضاله بكل نعيم، وأنه يحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحب الله ولأنه الذي أنقذ العباد من الشرور وغير ذلك، قال البيضاوي (¬1): والمراد بالحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل فالمرء لا يؤمن إلا إذا تيقن أن الشارع لا يأمر ولا ينهى إلا بما فيه صلاح عاجل أو خلاص آجل والعقل يقتضي ترجيح جانبه وكماله بأن يأسر هواه بحيث تصير تبعاً لعقله ويلتذ به التذاذا عقلياً إذا للذة إدراك ما هو كمال وخير من حيث هو كذلك وليس بين هذه اللذة واللذة الحسية نسبة يعقد بها. (وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله) أي لأن الله أمر بحبه فيحب أبويه لأن الله أمر بمحبتهما ويحب ولده لذلك ونحو ذلك وبالجملة أن يحب العبد لا لغوض من الأغراض إلا لأجل الله تعالى. (وأن يكره أن يعود في الكفر) الكراهة أمر طبيعي يوجبها ما يعلمه من الشر الذي يكرهه، وإذا علم أن الكفر جالب لكل بلاءً في الدنيا والآخرة كرهه (والعود) مستعمل في معنى الضرورة وهو يستعمل فيها كثيرًا إلا أن قوله: (بعد أن أنقذه الله منه) يشعر أن ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (601).

المراد عود من تلبس به قبل أو يراد بالإبعاد منه التوفيق لخلافه {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43]، (كما يكره أن يلقى في النار) واعلم أنه: اشتمل الحديث على الإرشاد إلى التحلي بالصفات الكمال والتخلي من صفات النقصان فالأول بالأولين والثاني بالثالث والتخلي بالمعجمة مقدم على التحلي بالمهملة طبعاً إلا أنه آخره هنا لأنه قد استلزم التحلي بالكمال والتخلي عن النقصان فلم يذكره أحدا إلا تأكيدا وتصريحا باللازم؛ فإنه لا يحب الله ورسوله من لم يكره العود في الكفر فضلا عن أن يتصف بالأحبية لهما على ما سواهما، قال البيضاوي: جعل هذه الأمور الثلاثة عنوانا لكمال الإيمان المحصل لتلك اللذة؛ وإنه لا يتم إيمان عبد حتى يتمكن في نفسه أن المنعم والقادر على الإطلاق هو الله سبحانه ولا فاتح ولا مانع سواه وما عداه وسائط وأن الرسول هو العطوف الحقيقي الساعي في إصلاح شأنه وإعلاء مكانه وذلك يقتضي أن يتوجه بسرائره نحوه ولا يحب ما يحبه إلا لكونه وسطا بينه وبينه وأن يتيقن أن جملة ما وعد به أو أوعد حق فيتيقن أن الموعود كالواقع. (حم ق ت ن هـ) (¬1) عن أنس بن مالك)، قال النووي: هذا الحديث أصل من أصول الإِسلام. 3401 - "ثلاث من كن فيه نشر الله تعالى عليه كنفه، وأدخله جنته: رفق بالضعيف، وشفقة على الوالدين والإحسان إلى المملوك". (ت) عن جابر. (ثلاث من كن فيه ينشر الله سبحانه) بشين معجمة من النشر ضد الطي وروي بمثناة تحتية وسين مهملة وروي: (عليه كنفه) بكاف ونون وفاء وروي حتفه بحاء مهملة ومثناة ساكنة فوقية وفاء أي موته على فراشه والمعنى على ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 77، 103)، والبخاري (16، 21، 6542)، ومسلم (43)، والترمذي (2624)، والنسائي (8/ 96)، وابن ماجه (4033)، وانظر قول النووي في شرح النووي على صحيح مسلم (2/ 13).

الأولى نشر تعالى عليه حفظه وكلأه عما يحاذره وجعل الحفظ كالثوب المنشور مشتملا عليه من جميع جهاته، وعلى الثانية سهل الله عليه الميتة ونشرها عليه من غير كرب السياق ولا ذوق مرارة الفراق. (وأدخله جنته) وفسر الثلاث بقوله. (رفق بالضعيف) أي لين به ولطف لمعاملته وتقدم الوصية في الضعيفين المرأة واليتيم، والمراد هنا الأعم من ذلك فيشتمل المسكين. (وشفقة على الوالدين) أي رحمة لهما وإذا رحمهما استلزم برهما في كل مراد لهما ولعل العبرة بالأجر يشمل المشفق على أحدهما إذا كان ليس إلا هو موجود. (والإحسان إلى المملوك) أي مملوك نفسه ويحتمل [2/ 338]، الأعم ويرشد له ما تقدم من فضيلة الصدقة على مملوك عند مالك سوء فيحسن إليه بأمر سيده بالإحسان إليه والتخفيف عنه وبالتصدق عليه. (ت) (¬1) عن جابر بن عبد الله) قال الترمذي عقيبه: غريب انتهى وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري (¬2) قال المزني: هو متهم بالوضع. 3402 - "ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه، ونشر عليه رحمته، وأدخله جنته: من إذا أعطى شكر، وإذا قدر غفر، وإذا غضب فتر". (ك هب) عن ابن عباس. (ثلاث من كن فيه آواه الله) بالمد والقصر كما في القاموس (¬3). (في كَنفِه) أي أنزله وكان الأظهر تعديته بإلى ملاحظة لما هو معناه وهو الإنزال أو لأنه تعدى بعديته إلا أنه جعل الكنف له كالمنزل الذي ينزل فيه ويتمكن من حلوله. (وأدخله جنته: من إذا أعطى) مغير الصيغة أي أعطاه الله أو العباد. (شكر) المعطي وتفسير الثلاث لمن أتى أقره بتقدير قال السائل من ذا الذي يستحق ما ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2494)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2556)، والضعيفة (92): موضوع. (¬2) انظر ضعفاء العقيلي (2/ 233). (¬3) القاموس المحيط (1/ 1603).

ذكر من الثلاث الموعودة على الخصال، أو أي شيء هذه الثلاث فأثابها وفاعلها. (وإذا قدر غفر) أي إذا تمكن ممن أساء إليه في نفس أو مال غفر إساءته، وفيه بيان عظم المغفرة عند القدرة وإن كانت مع عدمها له أجر فيها إلا أنه لا يظهر أثرها إلا مع القدرة ولذلك قيل: كل عفو أتى بغير اقتدار ... حجة لاجئ إليها اللئام (¬1) (وإذا غضب) أي لغير الله. (فتر) أي سكن عن حدته ولسان عن شدته ورد غيظه وكظمه، واعلم أن ظاهر الحديث أن الثلاث العطايا على الثلاث الصفات لا أن كل هبة على كل مقابلة كل صفة ويحتمل ذلك وأن من فعل واحدة نال عطية. (ك هب) (¬2) عن ابن عباس) قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي قال: قلت فيه واه فإن: فيه عمر بن راشد قال أبو حاتم فيه: وجدت حديثه كذبا، وقال البيهقي عقيب تخريجه: عمر بن راشد هذا شيخ مجهول من أهل مصر يروي ما لا يتابع عليه قال: وهو غير عمر بن راشد اليمامي انتهى، قال الشارح: وبه يعرف أن المصنف كما أنه أساء التصرف بإسقاطه من كلام البيهقي ما أعلّ به الحديث لم يصب في إيراده رأسا انتهى، قلت: لأنه شرط في خطبته أن لا يذكر حديث كذاب أو وضاع وقد اعترضناه في الجزء الأول بمثل هذا قبل رؤية الشرح. 3403 - "ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال: الرضا بالقضاء، والصبر عن محارم الله، والغضب في ذات الله عَزَّ وَجَلَّ ". (فر) عن معاذ. ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة إلى أحمد بن الحسين -المتنبي- (303 - 354). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 214)، والبيهقي في الشعب (4432)، وابن حبان في المجروحين (2/ 93)، وابن عدي في الكامل (6/ 377)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2546)، والضعيفة (5478): موضوع.

(ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال) قال الشارح: أنه حذف المصنف من الحديث ما وصف به الأبدال فيه من قوله: "الذين بهم قوام الدين وأهله" وهو ثابت في رواية مسند الفردوس. (الرضا بالقضاء) أي بعد القضاء كما في الدعاء: وأسألك الرضا بعد القضاء، لأن الذي قبله يوطن النفس والذي بعده هو الرضا. (والصبر عن محارم الله) كف النفس عن ارتكابها وهي كل ما حرمه الله تعالى. (والغضب في ذات الله عَزَّ وَجَلَّ) أي لأجل الله سبحانه في ارتكاب ما نهى عنه وترك ما أمر به. (فر) (¬1) عن معاذ) فيه ميسرة بن عبد الله قال الذهبي (¬2): كذاب مشهور، وشهر بن حوشب قال ابن عدي (¬3): لا يحتج به. 3404 - "ثلاث من كن فيه حاسبه الله تعالى حساباً يسيراً، وأدخله الجنة برحمته: تعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (طس ك) عن أبي هريرة. (ثلاث من كن فيه حاسبه الله تعالى حساباً يسيراً) بلا مناقشة فيه ولا شدة عليه ولا يطيل وقوفه لأجله. (وأدخله الجنة برحمته) أي وإن كان عمله لا يبلغه ذلك. إن قلت: هذا عمل قد وعد عليه الجنة. قلت: لم يوعد عليه من حيث أنه عمله بل من حيث أنه استحق به الرحمة والثلاث هي المذكورة على طريقة الاستئناف البياني. (تعطي من حرمك) أي من إحسانه ومعروفه ومودته وهذا من دفع السيئة بالتي هي أحسن وهذا في ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2457)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2553)، وقال في الضعيفة (1474): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 689). (¬3) انظر الكامل في الضعفاء (4/ 36).

الصلة. (وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك) أي تواصله ولا تجازيه بالقطيعة قطيعة وهذا في القرابة وغيرهم، والفرق بينه وبين الأول أن ذلك خاص في الإعطاء لمن حرمك، وهذا عام في القطيعة وغيرها. (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (طس ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي بأن فيه سليمان بن أبي داود اليماني، وفي المهذب (¬2): [2/ 339] سليمان واهٍ، وفي الميزان قال البخاري: منكر الحديث قال: ومن قلت فيه منكر الحديث لا يحل رواية حديثه. 3405 - "ثلاث من كن فيه وُقِيَ شح نفسه: من أدى الزكاة، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة". (طب) عن خالد بن زيد بن حارثة. (ثلاث من كن فيه وُقِيَ شح نفسه) أي وقاه الشر شح نفسه {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 16] وهو من الوقاية الصيانة أي صانه عنه. (من أدى الزكاة؛ وقرى الضيف، وأعطى في النائبة) دل على أنه بفعله الثلاث صين عن الشح بها، ويحتمل أن يراد أنه إذا فعلها صانه الله عن الشح بما لا يحسن الشح فيه سواها وأنها أمهات الخير، والمراد بالزكاة الواجبة وقرى الضيف إنزاله وإطعامه، والنائية هو ما ينوب الرجل وينزل به من الملمات والحوادث والحروب ونحوها والمراد أعان من نائبة نابته. (طب) (¬3) عن خالد بن زيد بن حارثة) ويقال ابن زيد بن حارثة بالحاء المهملة ومثلثة الأنصاري ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (909)، والحاكم (2/ 563)، وانظر الميزان (3/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2550)، وقال في الضعيفة (1535): ضعيف جداً. (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (برقم 16328). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 188) (4096)، وانظر: الإصابة (6/ 651)، وقول الهيثمي في المجمع (3/ 68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2557)، والضعيفة (1952).

والأول بالجيم ومثناة تحتية بعد الراء قال الذهبي (¬1): مختلف في صحبته وقال ابن حجر: ذكره البخاري وابن حبان في التابعين وقال الهيثمي: هذا الحديث فيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع ضعيف انتهى لكن قال في الإصابة (¬2): إسناده حسن. 3406 - "ثلاث من كن فيه فإن الله تعالى يغفر له ما سوى ذلك: من مات لا يشرك بالله شيئاً، ولم يكن ساحرا يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه". (خد طب) عن ابن عباس. (ثلاث من كن فيه فإن الله تعالى يغفر له ما سوى ذلك: من مات لا يشرك بالله شيئاً، ولم يكن ساحراً يتبع السحرة) يتعلم منهم السحر ويعلمه ويعمل به. (ولم يحقد على أخيه) أي في الإِسلام لأن الحقد من أمهات المعاصي. قال الغزالي (¬3): لا يكاد ينفك عنه المناظر لأنه يضمر حقدًا على من يحرك رأسه عند كلام خصمه ويتوقف في كلامه فلا يقابله بحسن الإصغاء بل يضمر الحقد ويربيه في نفسه وغاية تماسكه الإخفاء بالنفاق. (خد طب) (¬4) عن ابن عباس)، قال الشارح: بإسناد حسن. 3407 - "ثلاث من كن فيه فهي راجعة على صاحبها: البغى، والمكر، والنكث". أبو الشيخ وابن مردويه معا في التفسير (هب) عن أنس. (ثلاث من كن فيه فهي راجعة على صاحبها) أي ضررها يؤول بفاعلها عائد عليه. (البغي) وهو مجاوزة الحد في الظلم والعدوان (والمكر) الخداع. ¬

_ (¬1) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ رقم 1548). (¬2) الإصابة (2/ 236). (¬3) إحياء علوم الدين (1/ 46). (¬4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (413)، والطبراني في الكبير (12/ 243) (13004)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2551).

(والنكث) نقض العهد ونبذه، وتمام الحديث عند الخطيب وغيره عن مخرجيه: "ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: 43] وقرأ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [يونس: 23]، وقرأ: {فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ} [الفتح: 10]، ولما كانت هذه من أمهات الذنوب كان وبالها عائد على فاعلها مع العذاب في الآخرة، والحكايات في ذلك واسعة بل المشاهدات. (أبو الشيخ وابن مردويه معا في التفسير (هب) (¬1) عن أنس) فيه مروان بن صبيح قال في الميزان: لا أعرفه وله خبر منكر ثم أورد له هذا الخبر وكذا قال في المغني (¬2). 3408 - "ثلاث من كن فيه استوجب الثواب، واستكمل الإيمان: خلق يعيش به في الناس وورع يحجزه عن محارم الله تعالى، وحلم يرده عن جهل الجاهل". البزار عن أنس. (ثلاث من كن فيه استوجب الثواب) أي استحقه استحقاقا لا خلف فيه من الله تعالى، والسين في (واستكمل الإيمان) يحتمل للسؤال أي طلب بفعله هذه الأمور كمال الإيمان لنفسه أو أنه بمعنى كمل الإيمان فيه. (خلق يعيش به في الناس) أي يداريهم به ويسالمهم فيسلم من شرهم وينال من خيرهم. (وورع) الكف عن المحارم والشبهات. (يحجزه) بالزاي أي يمنعه. (عن محارم الله تعالى) أي عن ما حرمه. (وحلم) أي عقل ووقار. (يرده عن جهل الجاهل) يمنعه عن مقابلة الجاهل عليه بغير الإغضاء والإعراض والصفح والاحتمال. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 449)، والبيهقي في الشعب (6674)، وانظر الميزان (6/ 400)، والإصابة (4/ 253)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2555)، والضعيفة (1950). (¬2) انظر: المغني (2/ رقم 6167).

(البزار (¬1) عن أنس) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن سليمان قال البزار: حدث بأحاديث لا يتابع عليها. 3409 - "ثلاث من كن فيه أو واحدة منهن فليتزوج من الحور العين حيث شاء: رجل ائتمن على أمانة فأداها مخافة الله عَزَّ وَجَلَّ، ورجل عما عن قاتله، ورجل قرأ في دبر كل صلاة: "قل هو الله أحد" عشر مرات". ابن عساكر عن ابن عباس. (ثلاث من كن فيه أو واحدة منهن فليتزوج) جاء بصيغة الأمر إعلاما بأنه قد صار من استحقاق التزوج بحيث صار مأمورا به. (من الحور العين حيث شاء) جاء بظرف المكان إعلاما بأنه قد مكن من أماكن الجنة يتبوأ منها حيث يشاء وقد استلزم أنه يتزوج ما يشاء من الحور العين. (رجل ائتمن على أمانة) أي كانت فيه هذه الصفة، والأمانة هي شاملة للأقوال والأموال. (فأداها مخافة الله عَزَّ وَجَلَّ) علة لأدائها أي أنه لا حامل له على تأديتها إلا خوفه من عقاب الله إن كتمها. (ورجل عفا عن قاتله) بأن أصابه بجراحة قاتلة فعفا عنه قبل موته. (ورجل قال في دبر كل صلاة) أي آخرها ويحتمل عقبها وهو المراد والمراد بها الصلاة المكتوبة كما يأتي التفسير به قريباً: [2/ 340] (قل هو الله أحد) [الإخلاص: 1]، عشر مرات. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عباس). 3410 - "ثلاث من كن فيه أظله الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: الوضوء على المكاره، والمشي إلى المساجد في الظلم، وإطعام الجائع". أبو ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (3254) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 57)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2547). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (62/ 235)، وأبو يعلى (1794)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2541)، والضعيفة (654): ضعيف جداً.

الشيخ في الثواب، والأصبهاني في الترغيب عن جابر. (ثلاث من كن فيه أظله الله تحت عرشه) قال القاضي: تحت العرش عبارة عن اختصاصه بمكان من الله تعالى وقربه منه باعتياد أنه لا يضيع أجر من حافظ على ما ذكر كما هو حال من يقربه السلطان ويلازم حضرته. (يوم لا ظل إلا ظله: الوضوء على المكاره) أي المشاق من كونه بماء شديد البرد في شدة البرد (والمشي إلى المساجد) أي لصلاة أو اعتكاف أو تعلم علم أو اجتماع لتلاوة. (في الظلم) بضم الظاء وفتح اللام جمع ظلمة بسكونها وهو يشمل من مشى بالفانوس ونحوه لأنه ماش في ظلمة الليل ويحتمل خلافه. (وإطعام الجائع). أبو الشيخ في التواب، والأصبهاني (¬1) في الترغيب عن جابر). 3411 - "ثلاث من جاء بهن مع الإيمان دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله، وأدى دينا خفيا، وقرأ في دبر كل صلاة مكتوب عشر مرات" قل هو الله أحد"". (ع) عن جابر. (ثلاث من جاء بهن مع الإيمان) هو قيد يعتبر في كل ما سلف من القرب وإن طواه في بعضها فإنه للعلم به من قول الله تعالى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ} [الأنبياء: 94]. (دخل من أي أبواب الجنة شاء وزوج من الحور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله، وأدى دينا خفياً) أي لا يعلم به صاحبه الذي هو له أو يعلمه لكن لا بينة له عليه. (وقرأ في دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرات "قل هو الله أحد"). قال الشارح: ظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه وليس كذلك فتمامه عند مخرجه أبي يعلى "فقال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: ¬

_ (¬1) انظر شرح الزرقاني (4/ 440)، وفيض القدير (3/ 290)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2548)، وقال في الضعيفة (572): موضوع.

أو إحداهن" (ع) (¬1) عن جابر) فيه عمر بن نبهان متروك (¬2)، كما قال الهيثمي: وقال الزين العراقي: ورواه أيضاً الطبراني وهو ضعيف (¬3). 3412 - "ثلاث من حفظهن فهو وليي حقا، ومن ضيعهن فهو عدوي حقاً: الصلاة والصيام والجنابة". (طس) عن أنس (ص) عن الحسن مرسلاً. (ثلاث من حفظهن) أي أتى بهن كما أمره الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. (فهو وليي حقا) والولي خلافا لعدو ومن كان ولياً له - صلى الله عليه وسلم - فهو ولي الله يحفظه ويرعاه. (ومن ضيّعهن فهو عدوي حقاً: الصلاة) والمراد بها الفرائض. (والصيام) والمراد به رمضان. (والجنابة) والمراد الاغتسال منها. (طس) عن أنس) قال الهيثمي: فيه عدي بن المفضل ضعيف (ص) (¬4) عن الحسن مرسلاً). 3413 - "ثلاث من فعلهن فقد أجرم: من عقد لواء في غير الحق، أو عق والديه، أو مشي مع ظالم لينصره". ابن منيع (طب) عن معاذ. (ثلاث من فعلهن فقد أجرم) أي صار مجرماً. (من عقد لواء) هو العلم في الحرب والمراد من سعى فيه وجمع الناس عليه. (في غير حق) يعني ليقاتل من لا يجوز مقاتلته (أو عق والديه) أي أصليه فيشمل الأجداد والجدات، قال في الشعب (¬5): إن كعب الأحبار سئل عن العقوق للوالدين ما يجدونه في كتاب الله، قال إذا أقسم عليه لم يبره وإذا سأله لم يعطه وإذا ائتمنه خان فذلك العقوق. (أو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (1794)، والطبراني في الكبير (23/ 395) (945)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 102)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2541)، والضعيفة (654): ضعيف جداً (¬2) انظر: المغني للذهبي (2/ رقم 4560). (¬3) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 150). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (8961) عن أنس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 293)، والبيهقي في الشعب (2749) عن الحسن مرسلاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2542)، والضعيفة (3431). (¬5) انظر: شعب الإيمان للبيهقي (7894).

مشي) ليس المراد المشي على الأقدام فقط بل الإعانة بيده أو لسانه أو غيرهما. (مع ظالم) المراد به العاصي. (لينصره) على عصيانه، قال الشارح: تمامه عند الطبراني "يقول الله: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22] واعلم أن العطف بأو في هذا الحديث يقتضي ظاهره أن المراد من فعلهن أو إحداهن. (ابن منيع (طب) (¬1) عن معاذ) قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن عبد الله بن حمزة وهو ضعيف. 3414 - "ثلاث من فعلهن أطاق الصوم: من أكل قبل أن يشرب، وتسحر، وقَالَ". البزار عن أنس. (ثلاث من فعلهن أطاق الصوم) أي سهل عليه ولم تلحقه مشقة. (من أكل قبل أن يشرب) أي وقت الإفطار إلا أنه قد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يفطر على جرعة ماء أو تمرات فكأن المراد هنا لمن وجد ما يفطر به غير الماء. (وتسحر، وقَالَ) من القيلولة الاستراحة نصف النهار ولو لم ينم وعند الحاكم في هذه الرواية بدل القيلولة "ويمس شيئاً من الطيب". البزار (¬2) عن أنس). 3415 - "ثلاث من فعلهن ثقة بالله واحتساباً كان حقًا على الله تعالى أن يعينه، وأن يبارك له: من سعى في فكاك رقبة ثقة بالله واحتساباً كان حقاً على الله تعالى أن يعينه، وأن يبارك له، ومن تزوج ثقة بالله واحتساباً كان حقاً على الله تعالى أن يعينه، وأن يبارك له، ومن أحيا أرضاً ميتة ثقة بالله واحتساباً كان حقاً على الله تعالى أن يعينه، وأن يبارك له". (طس) عن جابر. (ثلاث من فعلهن ثقة بالله) أي توكلا على إعانته في ما يحتاجه فيما يريده. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 61) (112)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 90)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2545)، والضعيفة (1951). (¬2) أخرجه البزار (984) كما في كشف الأستار، والبيهقي في الشعب (3909)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2543).

(واحتساباً) للآخرة في ما يفعله. (كان حقاً على الله تعالى) أي لازما لا يتخلف تعالى عن: (أن يعينه، وأن يبارك له) كما لا يتخلف من عليه واجب عن فعله والبركة فيما يأتيه وفسر الثلاث الأولى بقوله: (من سعى وفكاك رقبته) بأن كاتب نفسه أو أتى من الأفعال إلى مولاه بما يخلصه وفي نسخة [2/ 341] رقبة بدون تاء مثناة مؤمنة قال الشارح: أي سعى في خلاصها بأن أعتقها أو سعى في عتقها، قلت: أو فكها من القتل وخلصها منه. (ومن تزوج ثقة بالله) في إعانته على مطلوبه وتيسيره لمرامه. (واحتساباً) لأجره تعالى له على امتثاله أمره وأمر رسو له بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تناكحوا تكاثروا" (¬1). (كان حقاً على الله تعالى أن يعينه، وأن يبارك له) كرره في الثلاث زيادة في العناية والإعلام منه تعالى بذلك. (ومن أحيا أرضا ميتة ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله تعالى أن يعينه وأن يبارك له) وقوله: "ميتة" أي لم يحيها أحد بإزراعها ونحوه وفيه محبة الله لأحياء الأرض بإزراعها أو عمارتها وأنه تعالى يعين من فعل ذلك ثقة به واحتسابًا لما عنده. (طس) (¬2) عن جابر) قال الذهبي في المهذب (¬3): إسناده صالح مع نكارته عن أبي أيوب يريد راويه عن أبي الزبير عن جابر. 3416 - "ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود: العدل والغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله تعالى في السر والعلانية". الحكيم عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (10391). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4918)، وانظر المجمع (4/ 257)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2544)، والضعيفة (1256). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 16669).

(ثلاث من أوتيهن فقد أوتي مثل ما أوتي آل داود) أي من أتاه الله إياهن ووفقه لفعلهن فقد أوتي الشكر كشكر آل داود - عليه السلام - المأمور به في قوله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً} [سبأ: 13] كما دل عليه صدر الحديث قال راويه أبو هريرة: "إنه خطب - صلى الله عليه وسلم - وتلا هذه الآية: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً} فذكره، وفيه أن الله أمرهم بالشكر وأتاهم إياه ووفقهم له (العدل) هو التوسط في الأمور بين طرفي الإفراط والتفريط في حال الغضب وحال الرضا فلا يستفزه الغضب فيجور على من يغضب عليه أو مطلقا بحيث يسلبه غضبه من تمييزه الحق من الباطل ولا يميل به رضاه عن من يحكم له أن يجور على خصمه أو مطلقاً بحيث يسلبه رضاه النباهة عن المحق من المبطل فيكون فعله تبعاً للنفس لا للحق وهذا أمر عزيز استواء المرء في حالتي رضاه وغضبه، ومن دعائه - صلى الله عليه وسلم -: "أسألك كلمة الحق في الغضب والرضا"، (والقصد) هو العدل في الإنفاق فلا إسراف ولا تقتير. (في الغنى والفقر، وخشية الله تعالى) أي خوفه. (في السر والعلانية) أي حال سره وعلنه فلا يفترق السر والعلن في ذلك، وفيه أن من أتى بهذه الصفات فقد شكر ما أنعم الله به عليه. (الحكيم (¬1) عن أبي هريرة). 3417 - "ثلاث من أخلاق الإيمان: من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق، ومن إذا قدر لم يتعاط ما ليس له". (طس) عن أنس. (ثلاث من أخلاق الإيمان: من إذا غضب لم يدخله غضبه في باطل، ومن إذا رضي لم يخرجه رضاه من حق) تقدمت كلها. (ومن إذا قدر لم يتعاط ما ليس له) أي لم يتناول غير حقه، يقال تعاطيت الشيء إذا تناولته وتقدم الكلام في الأولتين ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 7)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2539).

في الأول. (طس) (¬1) عن أنس (قال الحافظ الهيثمي: فيه بشر بن الحسين وهو كذاب انتهى، فكان ينبغي للمصنف حذفه من كتابه. 3418 - "ثلاث من الميسر: القمار، والضرب بالكعاب، والصفير بالحمام". (د) في مراسيله عن زيد بن شريح مرسلاً. (ثلاث من الميسر) في القاموس (¬2): الميسر اللعب بالقداح يَسَر يَيْسِرُ أو هو الجزور التي كانوا يتقامرون عليها كانوا إذا أرادوا أن ييسروا اشتروا جزورا نسيئة ونحروه قبل أن ييسروا وقسموه ثمانية وعشرين قسماً أو عشرة أقسام فإذا خرج واحد واحد باسم رجل رجل ظهر فوز من خرج لهم ذوات الأنصباء وغرم من خرج له الغُفْل انتهى، فقوله (القمار) بكسر القاف من قامره إذا خاطره فعليه كان الرجل في الجاهلية يخاطر عن أهله وماله فأيهما قمر صاحبه ذهب بهما وقوله: (والضرب بالكعاب) بزنة كتاب أي اللعب بالنرد وهو لعبة وضعها أزدشير ابن تابك ومثله الشطرنج (والصفير بالحمام) أي الصياح بهن للعب والتفكه بها جعل - صلى الله عليه وسلم - هذه الثلاثة من الميسر أي في حكمه وهو التحريم والإثم. (د) (¬3) في مراسيله عن زيد بن شريح) قال الشارح: هو إما تصحيف من الناسخ أو سهو من المؤلف وإنما هو شريك بن طالب، قال ابن حجر: يقال إنه أدرك الجاهلية وقوله مرسلاً أرسل عن أبي ذر وعمر قال الذهبي ثقة. 3419 - "ثلاث من أصل الإيمان: الكف عمن قال "لا إله إلا الله" ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الإِسلام بعمل، والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (164)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 59)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2531)، والضعيفة (541): موضوع. (¬2) انظر القاموس: (2/ 163). (¬3) أخرجه أبو داود في المراسيل (518)، وانظر الإصابة (6/ 664)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2538)، والضعيفة (3440).

آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والإيمان بالأقدار". (د) عن أنس. (ثلاث من أصل الإيمان) أصل الشيء قاعدته التي لو توهمت مرتفعة لارتفع بارتفاعها وفسرها بقوله: (الكف عمن قال "لا إله إلا الله") أي الكف عن دمه وماله وعرضه. (ولا نكفره بذنب) [2/ 234] أي لا يجعل كافراً بذنب ارتكبه وزيادة قوله: (ولا نخرجه من الإِسلام بعمل) للتأكيد أو لإفادة أنه لا يكفر بالذنب ولا يقال إنه ليس بمسلم ولا يقال لا يصفه بكفر ولا إسلام أو يكون كالإعلام بأنه يأتي من يخرج المسلم بالعمل القبيح كالخوارج، وفيه رد على من يكفر بالتأويل أشد رد. (والجهاد) أي للكفار والبغاة أي اعتقاد هذا هو الخصلة الثالثة. (ماض) ماض أي ثابت مستمر. (منذ بعثني الله) أي أمرني به وذلك بعد هجرته - صلى الله عليه وسلم - لأنه لم يأمر به من أول بعثته فهذه مدة ابتداء شرعيته ومدة انتهائها. (إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال) وليس بعده جهاد لأنه لا يكون بعده إلا خروج يأجوج ومأجوج ولا يطاق قتالهم بل يهلكهم الله بالنغف كما تقدم. (لا يبطله) أي يسقط وجوبه. (جور جائر) أي جور إمام المسلمين وخليفتهم الذي إليه أمر الجهاد وبيده عقد لواء الأجياد فإن كان جائرًا وجب الجهاد معه لأعداء الإِسلام. (ولا عدل عادل) استطراد وإلا فهو معلوم أنه لا يسقط بعدل عادل إنما الذي يتوهم سقوطه مع الجائرين وإرشاد إلى أنه لا فرق في وجوبه بين الأمرين وأنه كما يجب على العادل يجب مع الجائر وتقدم الكلام. (والإيمان بالأقدار). (د) (¬1) عن أنس) فيه يزيد بن أبي نُشْبَة بضم النون لم يخرج له أحد من الستة غير أبي داود وهو مجهول كما قال المزي وغيره (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2532)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2532). (¬2) انظر: تهذيب الكمال (32/ 254) والتقريب (7785).

3420 - "ثلاث من الجفاء: أن يبول الرجل قائما، أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته، أو ينفخ في سجوده". (ن) البزار عن بريدة. (ثلاث من الجفاء) هو من جفاه إذا لم يصله وقصر في حقه أي من خصال من قصر في آداب الصلاة وما أمر الله به من صلة الرحم وغيرها وما وصلها بما يستحقه وهذه العبارة في كراهة ما ذكر لا تحريمه وقوله: (أن يبول الرجل) مخرج على الأغلب وإلا فالمرأة مثله. (قائماً) إلا لعذر كما فعله - صلى الله عليه وسلم -. (أو يمسح جبهته) لإزالة حصاة أو نحوها في حال صلاته. (قبل أن يفرغ من صلاته، أو ينفخ) بالخاء المعجمة أي ينفخ التراب. (في) حال. (سجوده). (ن) البزار (¬1) عن بريدة) قال الزين في شرحه للترمذي وتبعه تلميذه الهيثمي رجاله رجال الصحيح. 3421 - "ثلاث من فعل أهل الجاهلية لا يدعهن أهل الإِسلام: استسقاء بالكواكب، وطعن في النسب، والنياحة على الميت". (تخ طب) عن جنادة بن مالك. (ثلاث من فعل أهل الجاهلية) أي من عادتها التي كانت عليها التي تذم بها. (لا يدعهن أهل الإِسلام) قال ابن تيمية (¬2): ذم في الحديث من ادعى بدعوى الجاهلية وأخبر أن بعض الأمور الجاهلية لا يتركه أهل الإِسلام ذماً لمن لا يتركه وهذا يقتضي أن ما كان من أمر أهل الجاهلية وفعلهم، فهو مذموم في دين الإِسلام وإلا لم يكن في إضافة هذه المنكرات إلى الجاهلية ذم لهم ومعلوم أن ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (547) كما في كشف الأستار والطبراني في الأوسط (5998)، وانظر المجمع (2/ 83)، وقال: رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال بزار رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2535). (¬2) اقتضاء الصراط المستقيم (ص 69).

إضافتها إليها خرج مخرج الذم. (استسقاء بالكواكب) قال في مسند الفردوس عن الزهري: إنما غلظ القول فيه لأن العرب كانت تزعم أن المطر فعل النجم لا سقي من الله سبحانه أما من لم يُرد هذا وقال: مطرنا في وقت كذا بنجم طالع أو غارب فجائز انتهى، وتقدم الكلام غير مرة في قوله: (وطعن في النسب، والنياحة على الميت) والحديث من أعلام النبوة، فإنه كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقع في كل زمان ومكان. (تخ طب) (¬1) عن جنادة بضم الجيم فنون فدال مهملة مختلف في صحبته، قال العجلي: تابعي ثقة وقال في التقريب: والحق أنهما اثنان صحابي وتابعي متفقان في الاسم وكنية الأب قال في الإصابة: رواه البخاري في تاريخه وفي إسناده نظر. 3422 - "ثلاث من الكفر بالله: شق الجيب، والنياحة والطعن في النسب". (ك) عن أبي هريرة. (ثلاث من الكفر: شق الجيب) أي عند المصيبة ويقاس عليه عند السرور كما يفعله الفسقة عند الطرب ونحوه، وتقدم الكلام على تسمية ذلك كفراً في أول الشرح وأن المراد أنهن من شعار الكفر أي أهله. (والنياحة، والطعن في النسب). (ك) (¬2) عن أبي هريرة). 3423 - "ثلاث من نعيم الدنيا، وإن كان لا نعيم لها: مركب وطيء، والزوجة الصالحة، والمنزل الواسع". (ش) عن ابن قرة أو قرة. (ثلاث من نعيم الدنيا، وإن كان لا نعيم لها) لأن نعيمها خيال وإقامتها إلى زوال وما هي إلا أحلام وما لذاتها إلا أوهام. (مركب وطيء) أي لين رقيق ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ (2298)، والطبراني في الكبير (2/ 282) (2178)، وانظر الإصابة (1/ 505)، والتقريب (1/ 142 رقم 973)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3040). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 540)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2537).

سريع السير. و (المرأة الصالحة) تقدم أنها التي تسره بالنظر إليها وتحفظه إن غاب عنها. (والمنزل الواسع) لأن الضيق يضيق الصدر ويجلب الهم والغم ويسيء الأخلاق ويجلب الأسقام، والإخبار عن هذه الثلاثة إعلام بأنه من تيسرت له قد صار من أهل نعيم الدنيا [2/ 343] ووجب عليه زيادة الشكر لأنه مسئول عنه يوم القيامة {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)} [التكاثر: 8]. (ش) (¬1) عن ابن قرة أو قرة بن إياس) بن هلال المزني جد إياس بن معاوية بن قرة، قال الذهبي: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وسأله، وفي التقريب: صحابي نزل البصرة. 3424 - "ثلاث من كنوز البر: إخفاء الصدقة، كتمان المصيبة، وكتمان الشكوى، يقول الله تعالى: إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشكني إلى عواده أبدلته لحماً خيراً من لحمه، ودماً خيراً من دمه، فإن أبرأته أبرأته ولا ذنب له، وإن توفيته فإلى رحمتي". (طب حل) عن أنس. (ثلاث من كنوز البر) أي أن صاحبها بفعله لها يكنز له براً يلقاه في حين احتياجه في الآخرة وتقدم الكلام في: (إخفاء الصدقة) وأنه يعم الفرض والنفل، وقيل: النفل، وأما الفرض فيجهر به. (وكتمان) بفتح الكاف مصدر كتم الأمر إذا أخفاه (المصيبة) تشمل كل ما يصاب به الإنسان فلا يقول: أصابني كذا. (وكتمان الشكوى) هو خاص بكتمان شكوى الأسقام لأن الشكوى اسم للمرض كما قاله في القاموس (¬2) وكما أرشد إليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (يقول الله) أي لملائكته أو لرسله أو أجمعين أو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الكلام. (إذا ابتليت عبدي) أي بالأسقام ونحوها. (فصبر ولم يشكني إلى عواده) أي لم يشك ألمه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (34421)، وانظر التقريب (1/ 455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2560) (¬2) انظر القاموس (4/ 349).

وشدة ما يلقاه منه إلى زوّاره، وفيه أن الشكاية من الألم شكاية من الله تعالى لولا عفوه لكانت من أعظم الذنوب. (أبدلته لحما خيرا من لحمه) أي الذي أذابه المرض وأذهبه السقم. (ودماً خيراً من دمه) الذي أنزفته الحمى، والخيرية باعتبار أنه أحب إلى الله فإنه لحم قد غسل صاحبه عن درن الذنوب أو أنه أكثر نورانية وأخف وأسرع إقبالا لفعل الخير، وظاهره أن هذا الإبدال كائن منه تعالى سواء توفي عبده فالإبدال في الآخرة أو أبرأه فالإبدال في الدنيا لأنه فرع قوله: (فإن أبرأته) وعقب به الإبدال أي إن رزقته الصحة من ألمه. (أبرأته ولا ذنب له) أي مغفورة له جميع ذنوبه فلا يبقى ذنباً يعاقب عليه من صغير ولا كبير. (وإن توفيته فإلى رحمتي) أي فأذهب به إلى رحمتي لا حساب عليه ولا عقاب. (طب حل) (¬1) عن أنس) فيه الجارود بن يزيد وهو متروك وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن الجارود لم يتهم بوضع بل هو ضعيف. 3425 - "ثلاث من كنوز البر: كتمان الأوجاع، والبلوى، والمصيبات ومن بث لم يصبر". تمام عن ابن مسعود. (ثلاث من كنوز البر: كتمان الأوجاع، والبلوى) هو نظير ما مر آنفاً. (و) عطف. (المصيبات) عليها وعلى البلوى من التعميم بعد التخصيص. (ومن بث) أي أشاع وشكى مصيبته للناس. (لم يصبر) أي لم يتصف بالصبر فإنه لا صبر مع الشكوى وتقدم الكلام في هذا غير مرة. (تمام (¬2) عن ابن مسعود) فيه ثابت بن عمرو قال الذهبي في المغني (¬3) قال الدارقطني: ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الشاميين (1392)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 117)، وانظر الموضوعات (3/ 199)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2558)، والضعيفة (691): موضوع. (¬2) أخرجه تمام في فوائده برقم (1019)، وانظر فيض القدير (3/ 295)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2559)، وقال في الضعيفة (692): ضعيف جداً. (¬3) انظر المغني (1/ 121).

3426 - "ثلاث من الإيمان: الإنفاق من الإقتار، وبذل السلام للعالم، والإنصاف من نفسك". البزار (طب) عن عمار بن ياسر. (ثلاث من الإيمان) أي من خصاله وشعبه وصفات من آمن. (الإنفاق من الإقتار) أي القلة والافتقار إذ لا يصدر إلا عن قوة ثقة بالله وإيقان بالإخلاف وتصديق لقوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] وزهد في الدنيا وعدم حرص على جمعها، قال ابن أبي شريف: هو عام في الإنفاق على العيال والأطفال وكل نفقة في طاعة وفيه أن نفقة المعسر على أهله أكثر أجراً من نفقة الموسر (وبذل السلام) أي إفشاؤه. (للعالم) بفتح اللام أي للخلق من صغير وكبير وشريف ووضيع وتقدم الكلام فيه في الهمزة ووجهه أنه من شعب الإيمان أنه دليل سلامة القلب وحسن الخلق والشفقة على العباد. (والإنصاف من نفسك) قدمنا فيه بحثا نفيسا في الجزء الأول في شرح قوله - صلى الله عليه وسلم - ... (¬1). البزار (طب) (¬2) عن عمار بن ياسر) طريق البزار قال الهيثمي: فيها أن رجالها رجال الصحيح إلا أن الحسن بن عبد الله الكوفي شيخ البزار لم أر من ذكره وطريق الطبراني فيها القاسم أبو عبد الرحمن ضعيف. 3427 - "ثلاث من تمام الصلاة: إسباغ الوضوء، وعدل الصف، والإقتداء بالإمام". (عب) عن زيد بن أسلم مرسلاً. (ثلاث من تمام الصلاة) أي مكملاتها نافلة كانت أو فريضة وفيه دلالة أنها ليست بواجبة وتقدم تفسير: (إسباغ الوضوء، وعدل الصف) والمراد تسويته وإقامته على سمت واحد [2/ 344]، وتقدم الكلام فيه. (والاقتداء بالإمام) ¬

_ (¬1) في الأصل بياض، بمقدار ربع سطر. (¬2) أخرجه البزار (1396)، والطبراني في المعجم الكبير كما عزاه له الهيثمي في المجمع (1/ 56، 57)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 141)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2533).

متابعته فلا يركع حتى يركع ولا يسجد حتى يسجد كما سلف. (عب) (¬1) عن زيد بن أسلم مرسلاً). 3428 - "ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة". (طب) عن أبي الدرداء. (ثلاث من أخلاق النبوة) أي التي أمر الله بها أنبياءه. (تعجيل الإفطار وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة) تقدم الكلام على الثلاث في قوله: "إنا معشر الأنبياء" آخر الهمزة. (طب) (¬2) عن أبي الدرداء) قال الهيثمي: رواه مرفوعاً وموقوفاً والموقوف صحيح والمرفوع في رجاله من لم أجد ترجمته. 3429 - "ثلاث من الفواقر: إمام إن أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر، وجار إن رأى خيراً دفنه وإن رأى شرا أشاعه، وامرأة إن حضرت آذتك، وإن غبت عنها خانتك". (طب) عن فضالة بن عبيد. (ثلاث من الفواقر) تقدم: أنها الدواهي واحدها فاقرة، كأنها تحطم الفقار كما يقال: قاصمة الظهر. (إمام) أي خليفة أو أمير. (إن أحسنت لم يشكر) وتقدمت هذه الثلاث. (وإن أسأت لم يغفر) وفيه أنه يتعين على الخليفة شكر المحسن من رعيته والعفو عن زلة العاصي؛ لأنها من صفات أئمة الخير (وجار إن رأى خيراً دفنه، وإن رأى شرا أشاعه) فيه أن من صفات الجار وحق جاره عليه أن الجار ينشر محاسن جاره ويطوي مساوئه، فإنه قد جعل دفن الخير كإشاعة الشر. (وامرأة) أي زوجة (إن حضرت آذتك، وإن غبت عنها خانتك) وهذان من حق الزوج على المرأة أن المرأة تجنب أذية زوجها باللسان واليد، ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (2464)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2540). (¬2) لم أقف عليه في الكبير، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3038).

وخيانته في نفسها وماله. (طب) (¬1) عن فضاله) بزنة سحابة تقدم بن عبيد مصغر قال الحافظ العراقي: سنده حسن، وقال تلميذه الهيثمي: فيه محمَّد بن عصام بن يزيد ذكره ابن أبي حاتم (¬2) وغيره ولم يجرحه ولم يوثقه، وبقية رجاله وثقوا. 3430 - "ثلاث أخاف على أمتي: الاستسقاء بالأنواء، وحيف السلطان، وتكذيب بالقدر". (حم طب) عن جابر بن سمرة. (ثلاث أخاف على أمتي: الاستسقاء بالأنواء، وحيف السلطان، وتكذيب بالقدر) تقدمت هذه الثلاث مرارا أولها في: "أخاف" الهمزة مع الخاء، وتقدم عليها الكلام هنالك وفي ذكر الاستسقاء بالأنواء أبلغ زجر عن اعتبار السعادة والنحاسة بها لأنه إذا خيف عليهم هذا الأمر الذي غايته نظر إلى وقت معين جرب وقوع الإغاثة فيه فكيف يسبقه السعادة والنحاسة إليها وأحسن من قال (¬3): لخالقنا سبحانه الشكر والحمد ... فلا زحل نحس ولا المشترى سعد وما هي يا مغرور إلا كواكب ... يسيرهن الواحد الصمد الفرد يصرف أحوال العباد بحكمة ... ويعلم ما يخفى لديهم وما يبدو ويدني الذي لا يستطاع دنوه ... ويدفع ما لا يستطاع له رد (حم طب) (¬4) عن جابر بن سمرة) فيه محمَّد بن القاسم الأزدي وثقة ابن معين وكذبه أحمد وضعفه بقية الأئمة ذكره الهيثمي. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 318) رقم (824)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 168)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2536)، والضعيفة (3087). (¬2) انظر: الجرح والتعديل (8/ 53). (¬3) الأبيات منسوبة إلى حسن بن علي الهبل (1048 - 1079). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 89)، والطبراني في الكبير (2/ 208) (1853)، وأبو يعلى (7462)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 203)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3022).

3431 - "ثلاث أحلف عليهن: لا يجعل الله تعالى من له سهم في الإِسلام كمن لا سهم له وأسهم الإِسلام ثلاثة: الصلاة، والصوم، والزكاة، ولا يتولى الله عبدا في الدنيا فيوليه غيره يوم القيامة، ولا يحب قوما إلا جعله الله معهم، والرابعة لو حلفت عليها رجوت أن لا آثم: لا يستر الله عبداً في الدنيا إلا ستره يوم القيامة". (حم ن ك هب) عن عائشة (ع) عن ابن مسعود (طب) عن أبي أمامة. (ثلاث أحلف عليهن) ليقف المحلوف عليه لإعلام الله له به وفيه أنه لا بأس بالحلف على ما علم الحالف به وإن كان لا منكر لكلامه وإنما هو للتأكيد وإبانة شأن ما حُلف عليه وهذا إخبار بأنه يحلف عليهن لو طلب منه ذلك، واقتضاه الحال وليس في هذا الكلام خلف، إن أريد بأحلف الإخبار فيحتمل أنه للإنشاء وإنه حلف، ويحتمل أنه مقدر وإن قوله: (لا يجعل الله تعالى) جوابه أي والله لا يجعل ... إلخ من قوله: (من له) سهم. (في الإِسلام كمن لا سهم له) أي حظ له وشيء من أفعاله المعنية بقوله: (وأسهم الإِسلام ثلاثة) وحذف الحج والشهادة، أما الشهادة فلتضمن (الصلاة) لها وأما الحج فلأنه لا يعم وجوبه أو لندرة الإتيان به فإنه مرة في العمر بخلاف هذه الثلاثة فهي أمهات سهام الإِسلام. (والصوم، والزكاة) أي أنه لا يسوي تعالى بين من أتى بالثلاث أو بأحدها وبين من لم يأت بشيء منها. إن قلت: ما فائدة هذه الأخبار وهو معلوم من الشريعة {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} [القلم: 35] بل ومن العقل؟ قلت: هذا الإخبار ونحوه، هو الذي صيره عندنا معلوماً وهو إخبار لمن لم يعرف الشريعة ولمن هو مدعو إليها من كفار عصره - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم. (ولا يتولى الله عبدا في الدنيا) أي بتوفيقه له إلى فعل الخيرات وترك المنكرات. (فيوليه غيره يوم القيامة) أي في المكافأة بل يتولاه هو سبحانه وتعالى [2/ 345] ولا يكله إلى

شفاعة شافع ولا غيره. (ولا يحب) رجل (قوما) في الدنيا. (إلا جعله الله معهم) في الآخرة أخياراً كانوا أو أشرارا وذلك أنه لا يحب أحدٌ أحداً إلا لمحبة ما اتصف به من خير أو شر فتجلبه محبته إلى الاتصال بهم. (والرابعة لو حلفت عليها) في هذه الصيغة دلالة على تقدير القسم وأن المذكورات جواب له حيث لم يقل لو أحلف عليها. (لرجوت) أي أملت. (أن لا آثم) أي في حلفي عليها، فيه دلالة على أن الحلف على الأمر المظنون يخاف منه الإثم. (لا يستر الله عبدا في الدنيا) أي يطلع تعالى عليه بمعصية فيستره عن عباده ولم يكشفه لهم. (إلا ستره يوم القيامة) بالمغفرة له وعدم العقوبة على ذنبه، ووجه رجائه - صلى الله عليه وسلم - أنه تعالى ما ستر عبده في الدنيا إلا كرماً منه ورفقا به ورحمة له، وهو تعالى في الآخرة متصف بهذه الصفات على أتم وجوهها بل رحمته هنالك تسعة وتسعون رحمة وفي الدنيا رحمة واحدة. (حم ن ك هب) عن عائشة) فيه شيبة الحضرمي عن عروة ويقال الخضرمي قال الذهبي في المغني (¬1): لا يعرف (ع) عن ابن مسعود (طب) (¬2) عن أبي أمامة قال الهيثمي: رجاله ثقات. 3432 - "ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض". (م ت) عن أبي هريوة (صح). (ثلاث إذا خرجن) ظاهره إذاح وقع خروج الثلاث، وفي الآية {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} [الأنعام: 158] وتفسير البعض بالثلاث صحيح فإنها بعض ¬

_ (¬1) انظر: المغني (1/ 301) رقم (2807). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 145)، والنسائي (4/ 75)، والحاكم (1/ 67)، والييهقي في الشعب (9013) عن عائشة، وأبو يعلى (4566)، والطبراني في الكبير (8/ 263) (8023) عن أبي أمامة وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 294)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3021)، والصحيحة (1387).

الآيات إلا أنه قد ثبت من حديث ابن مسعود أن البعض في الآية يريد به (طلوع الشمس من مغربها) فلعل هذا الحديث وقع منه - صلى الله عليه وسلم - قبل إعلام الله له أن البعض طلوع الشمس، وقوله: (لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً) هذا لفظ قرآني واختلف في العطف وتقريره أي ظاهر الآية أنه لا ينفع نفساً كافرة بعد ظهور الآية، كسبت عاطف على آمنت، والإيمان فإنه لا يقبل منها ولا نفساً مؤمنة لم تكسب خيراً قبله، قال جار الله (¬1): فلم يفرق كما ترى بين النفس الكافرة إذا آمنت في غير وقت الإيمان وبين النفس التي آمنت في وقته ولم تكسب خيراً ليعلم أن قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} يلزم أن لا ينفع الكسب المتأخر عن الآية ما لم يتقدم مثله قبلها وهو جمع بين قرينتين لا ينبغي أن تنفك إحداهما عن الأخرى حتى يفوز صاحبهما ويسعد وإلا فالشقوة والهلاك، انتهى. واعلم أنه: قد استشكل كلامه لأنه صريح في أن الإيمان المجرد عن العمل قبل ظهور الآية لا ينفع وقد دلت الآيات والأحاديث الواردة بأن مجرد الإيمان ينفع ويؤثر النجاة من العذاب ولو بعد حين كما هو مذهب أهل السنة؛ ولأن نفيه لا يصح على مذهب جار الله وهو الاعتزال لأن الإيمان المجرد قد رفع صاحبه عن حضيض الكفر في أحكام الدنيا والآخرة ألا ترى أنه لا يعامل في الدنيا معاملة الكفار ولو بعد طلوع الآية وكذلك عذابه في الآخرة دون عذاب الكفار فقال سعد الدين في حواشي الكشاف: إن الآية من باب السلف التقديري أي لا ينفع نفساً إيمانها ولا كسبها في الإيمان ما لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فيه فيوافق الآيات والأحاديث الواردة بأن الإيمان المجرد ينفع يلزم أن لا ينفع ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف (ص: 386).

الكسب المتأخر عن الآية ما لم يتقدم مثله قبلها وهو ... (¬1) واعترض بأنه خلاف القاعدة المعلومة شرعًا السالمة عن التخصيص، والتخصيص بالمحتمل غير صحيح لأنه علم شرعًا أنه لا ينفع كسب الخير بعد طلوع الآية سواء تقدمه كسب خير أو لا والسعد بتأويله جعله نافعًا إن تقدمه كسب في الإيمان قبل ظهورها، قال المعترض وإن أردت المطابقة التامة بين الآية وبين ما علم من الأحاديث حملت الخير الذي ظاهره العموم على الخصوص أعنى التوبة عن ما عدا الكفر فيكون معنى الآية لا ينفع نفسا بعد الآية توبتها عن الكفر ما لم تكن تابت عنه قبيل ذلك ولا تنفعها توبتها عن سائر المعاصي بعد الآية ما لم تكن تابت عنها قبلها قال: وليس فيه من البعد إلا حمل العام على الخاص وأكثر الكلام كذلك كما قيل كل عموم مخصوص انتهى. قلت: ويظهر لي أن الأقرب أنه أريد لا ينفع نفسا إيمانها لم تتصف بالإيمان المجرد عن العمل من قبل [5/ 346] إذ لم تتصف بالإيمان المصحوب بكسب الخير فإذا كانت من قبل اتصفت به مجرداً أو مصحوباً بالكسب الخير فإنه ينفعها إيمانها بعد ظهور الآية العام وهو المجرد أو الخاص وهو المصحوب بكسب الخير والآية من عطف الخاص على العام وهو كثير كتابا وسنة وله نكت في باب البلاغة فلا يقال: لو أريد لكفى قوله آمنت إذ يعلم أنها إذا آمنت وكسبت خيراً كان النفع بالأولى وقرينته تقدير الإيمان في الأخير ما علم من الشريعة أنه لا قربة لكافر، وحاصله أنه نفى عدم نفع الإيمان بعد ظهور الآية ما لم يتقدمه إيمان مجرد أو إيمان مصحوب بكسب الخير وهذا أقرب الاحتمالات إذا لم يكن متعيناً؛ لأنه إن أريد بقوله آمنت الإيمان الخاص أي المصحوب بالعمل فلا فائدة لقوله {أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْراً} [الأنعام: 158] بخلاف إذا أريد به ¬

_ (¬1) كلمة واحدة غير واضحة.

العام المجرد عن العمل كان فائدة واضحة: وأنه من عطف الخاص على العام، وأما (الدجال، ودابة الأرض) فتقدم الكلام فيهما. واعلم أن أكثر الأحاديث ناصة على أن البعض الذي لا ينفع الإيمان بعد ظهوره هو طلوع الشمس من مغربها قيل إنه متواتر لمن بحث وورد فيها أنها طلوع الشمس أو الدابة أنهما كانت الأولى فالأخرى على أثرها وهذا الحديث ذكر الثلاث كما ترى وأقرب توفيق بين الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يخبر قبل إعلام الله تعالى له بها بعينها وأنه طلوع الشمس والله أعلم. (م ت) (¬1) عن أبي هريرة. 3433 - "ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية تصيب ألماً، وأنا أكره الكي ولا أحبه". (حم) عن عقبة بن عامر. (ثلاث إن كان في شيء شفاء) قد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى أنزل لكل داء دواء جهله من جهله وعلمه من علمه، فقوله: "إن كان في شيء شفاء" ليس المراد الشك في أنه لم يجعل الشفاء في شيء مجزوم به. (فشرطة محجم) تقدم عليه الكلام. (أو شربة عسل) قيل: كل من الأدوية خاص بنوع من الآلام ولابد منه. (أو كية تصيب) أي الكية. (ألماً) أي الذي هو الداء فإن الكي إنما يكون لاستخراج داء نزل بالبدن ويحتمل أنه قيد الثلاثة بأنه لا نفع لها إلا إذا أصابت الماء ويكون إشارة إلى أن لكل نوع من الآلام نوعا من الأدوية وأن هذه أمهات الأدوية وتقدم الكلام على الثلاثة كلها في الجزء الأول. (وأنا أكره الكي ولا أحبه). (حم) (¬2) عن عقبة بن عامر). 3434 - "ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال قط من صدقة فتصدقوا، ولا عفا رجل عن مظلمة ظلمها إلا زاده الله تعالى بها عزاً فاعفوا يزدكم الله عزاً، ولا فتح ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (158)، والترمذي (3072). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 146)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3026).

العام المجرد عن العمل كان فائدة واضحة: وأنه من عطف الخاص على العام، وأما (الدجال، ودابة الأرض) فتقدم الكلام فيهما. واعلم أن أكثر الأحاديث ناصة على أن البعض الذي لا ينفع الإيمان بعد ظهوره هو طلوع الشمس من مغربها قيل إنه متواتر لمن بحث وورد فيها أنها طلوع الشمس أو الدابة أنهما كانت الأولى فالأخرى على أثرها وهذا الحديث ذكر الثلاث كما ترى وأقرب توفيق بين الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يخبر قبل إعلام الله تعالى له بها بعينها وأنه طلوع الشمس والله أعلم. (م ت) (¬1) عن أبي هريرة. 3433 - "ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية تصيب ألماً، وأنا أكره الكي ولا أحبه". (حم) عن عقبة بن عامر. (ثلاث إن كان في شيء شفاء) قد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى أنزل لكل داء دواء جهله من جهله وعلمه من علمه، فقوله: "إن كان في شيء شفاء" ليس المراد الشك في أنه لم يجعل الشفاء في شيء مجزوم به. (فشرطة محجم) تقدم عليه الكلام. (أو شربة عسل) قيل: كل من الأدوية خاص بنوع من الآلام ولابد منه. (أو كية تصيب) أي الكية. (ألماً) أي الذي هو الداء فإن الكي إنما يكون لاستخراج داء نزل بالبدن ويحتمل أنه قيد الثلاثة بأنه لا نفع لها إلا إذا أصابت الماء ويكون إشارة إلى أن لكل نوع من الآلام نوعا من الأدوية وأن هذه أمهات الأدوية وتقدم الكلام على الثلاثة كلها في الجزء الأول. (وأنا أكره الكي ولا أحبه). (حم) (¬2) عن عقبة بن عامر). 3434 - "ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال قط من صدقة فتصدقوا، ولا عفا رجل عن مظلمة ظلمها إلا زاده الله تعالى بها عزاً فاعفوا يزدكم الله عزاً، ولا فتح ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (158)، والترمذي (3072). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 146)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3026).

كان الفاتح هو المفتوح له بخلاف فتح الله عليه وفتح له مع الاختلاف. (إلا فتح الله عليه باب فقر) أي قيض له أسبابا تجتاح ما جمعه كانت منسده عنه جزاءا وفاقا وهذا من المشاهدات لمن اعتبر. (ابن أبي الدنيا (¬1) في ذم الغضب عن عبد الرحمن بن عوف). 3435 - "ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عَزَّ وَجَلَّ عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، وأحدثكم حديثا فاحفظوا: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه ويعلم الله فيه حقاً، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علماً ولم يرزق مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقاً، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما سواء". (حم ت) عن أبي كبشة الأنماري. (ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عَزَّ وَجَلَّ عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر) هن السابقات آنفاً وقوله: (وأحدثكم حديثا فاحفظوا) تقديم هذه الجملة استجلاباً لإصغائهم إليه وإقبالهم عليه وتحفظهم له وقوله: (إنما الدنيا لأربعة نفر) أي إنما الناس فيها على هذه الطبقات الأربع. (عبد رزقه الله مالاً وعلما، فهو يتقي فيه) أي فيما رزقه الله من الأمرين، والضمير للمال لأن التقوى فيه ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1032)، وابن عدي في الكامل (5/ 131)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3025).

أصعب فإنه لا يتقي فيه إلا من عمل بعلمه أوله وللعلم بتأويل المرزوق الدال عليه رزقه، ويؤيده أن العناية وقعت في نفيه الثلاث الآخر والضمائر فيه (مخافة ربه) أي مخافة عقابه بسبب ما أعطاه إذا لم يشكر نعمته بأن ينفق من المال في وجوه الخير ويعمل بما علمه الله. (ويصل فيه رحمه) أي بسبب ما أعطاه من المال الذي به تبل الرحم ومن العلم الذي به يعرف حقها ففاء للسببية. (ويعلم لله فيه حقاً) أي يعلم أنه من فضله وأنه يجب شكر نعمته فيتصدق من ماله ويقرض منه ويعين في وجوه البر فالمراد يعلم ويعمل وإنما حذفه للعلم بأنه لا يعد عالماً من لم يعمل، واعلم أنه عم أولاً بقوله: "يتقي فيه ربه" ثم خص من أفراد التقوى صلة الرحم ثم عم ثانياً بقوله: "ويعلم لله فيه حقاً". (فهذا) المتصف بما ذكرناه. (بأفضل المنازل) أي نازل أو كامل عند الله. (وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان) هذا الثاني وقد رزقه أحد الخيرين وهو عامل بعلمه لما تقدم ولأن هذه النية الصادقة دليل عمله الصالح. (فهو بنيته) أي معروف بها معامل على قدرها. (فأجرهما سواء) أي أجر العالم العامل المنفق وأجر العالم الذي لا مال له ينفقه لكنه عازم بأنه لو كان لأنفقه مستويان لأنهما قد استويا في العلم واستويا في الإنفاق، الأول بالإخراج حقيقة والثاني بالنية الصادقة فقد جعل أجر النية الصادقة كأجر العامل الجامع بين النية والإخراج. إن قلت: قد ثبت أن من همّ بالحسنة والمراد نوى إخراجها كانت له حسنة فإن أخرج ما همّ به كانت عشراً فكيف سوى هنا بين من نوى الإخراج وبين من تحقق منه. قلت: هذا يدل على أن من كان صادق النية في فعل أي خير ومنعه عنه مانع عدم الاستطاعة أنه مثل من استطاع في الأجر وهذا مقتضى فضل الله وعدله؛

لأنه ما عاق صادق النية إلا أنه تعالى ما أوسع عليه في العطاء فما امتنع عنه إلا لعائق القدر ويدل له حديث: "إن في المدينة أقواماً ما نزلنا منزلاً ولا هبطنًا وادياً إلا وهم معنا حبسهم العذر" (¬1) قاله - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته فقد جعل المعذورين مع المستطيعين وعليه قوله تعالى: {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمجَاهِدُونَ ...} الآية. [النساء: 95] فإنه استثنى أولى الضر وجعلهم كالمجاهدين. وبعد هذا يعلم أن حديث الهم بالحسنة لمن يستطيع فعلها. إن قلت: يشكل عليه حديث: "ذهب أهل الدثور بالأجور ... " (¬2) وقوله - صلى الله عليه وسلم - للفقراء: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ... " (¬3) الحديث في فضل الذكر عقيب الصلوات فإنه دل على تقرير ذهاب ذو اللسان المنفقين [2/ 348] بالأجر وزيادة أجورهم لاتفاقهم. قلت: يحتمل أنه وقع ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - قبل إعلام الله له بأن أجر ذي النية الصادقة والمنفق سواء، ويحتمل أن المراد هنا أنهما سواء في أجر نفس النية والمنفق أكثر أجراً بزيادة النفقة على النية وأنه يلاقي حديث: "من همَّ بحسنة كتبت له حسنة، فإن فعلها كتبت عشرة" (¬4) فكل هنا من الغني والفقير قد استويا في النية وافترقا في الإخراج إلا أن هذا خلاف ما سيق له الحديث هنا فإنه ظاهر في المساواة من كل وجه وقوله: (وعبد) هذا هو الثالث. (رزقه الله مالا ولم يرزقه علمًا) فهو. (يخبط في ماله) أي يتصرف فيه تصرفًا بغير علم. (لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقاً) بيان تخبطه في ماله. (فهذا) الخابط في ماله. (بأخبث المنازل) أي عند الله تعالى؛ لأنه أعطي نعم ما قام بحقها وفيه أن المال ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2839، 4423)، ومسلم (1191). (¬2) أخرجه البخاري (807)، ومسلم (595). (¬3) أخرجه مسلم (595). (¬4) أخرجه مسلم (128).

بلا علم وبال على صاحبه والرابع قوله: (وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علماً) فيه أنهما من فضل الله سبحانه وهبته وأنه لا ينفع الاجتهاد في حصولهما. (فهو يقول) عن نية صادقة وعزيمة أكيدة. (لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان) أي الذي أوتي مالاً فعمل فيه صالحا. (فهو بنيته) في الأجر أي معروف بها. (فوزرهما سواء) أي في الأجر أي وزن من رزق علمًا ومالاً فعمل فيه صالحاً ومن لم يرزقهما ينوي لو أعطي لعمل صالحاً هكذا قرَّره الشارح، ويحتمل أنه أريد بفلان في قوله: لعملت فيه بعمل فلان من أوتي مالاً بغير عمل فخبط فيه فإنه الأقرب ذكراً والأحوج إلى بيان حاله لأنه قد بين في صدر الحديث أجر من عمل صالحاً ومن نوى صالحا فهو محتاج إلى بيان حال من يقابله وهو من عمل غير صالح ونوى غير صالح ويدل له أيضاً قوله: لو أن لي مالا ولم يذكر العلم فما أراد إلا تمني حال من أوتي مالاً بغير علم وهذا الذي يظهر لي وقوله: فأنهما أي في الذنب والوزر وفي نسخة "وزرهما" ولا أدري ما صحتها فإن صحت أيدت التأويل الأول. (حم ت) (¬1) عن أبي كبشة) بموحدة ثم معجمة اسمه سعيد بن عمرو بن سعيد، وقيل: عمرو أو عامر ابن سعيد صحابي نزل الشام، (الأنماري) بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الميم آخره راء نسبة إلى أنمار (¬2)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. 3436 - "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد. النكاح والطلاق، والرجعة". (د ت هـ) عن أبي هريرة. (ثلاث جدهن جد) الجد خلاف الهزل والإخبار بأن جدهن جد مع أنه معلوم من سياق المعلوم مساق المجهول لإفادة حكم المجهول ومساق أنه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 231)، والترمذي (2325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3024). (¬2) انظر: الإصابة (7/ 341).

كالمعلوم وهو كثير في كلامه - صلى الله عليه وسلم - وفي القرآن {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [يونس: 49} مع أنه معلوم إحالة الاستقدام لا بأنه إن حكم الاستئخار مثله والمراد بالجدية وقوع مضمونها وصحة ما يترتب عليها. (وهزلهن جد) هذا هو المقصود بالإخبار، قال الزمخشري (¬1): الهزل واللعب من وادي الاضطراب والخفة كما أن الجد من وادي التماسك. (النكاح) أي عقده إذا وقع الهزل به من العاقد أو المعقود له فإنه ينعقد. (والطلاق) على الزوجة بأي عبارة، وظاهره ولو كناية مع أنها لا يقع إلا بنية الهازل وقرينته. (والرجعة) قال ابن العربي: وروي بدل الرجعة: "العتق" ولم يصح، وقال الحافظ ابن حجر (¬2): وقع عند الغزالي العتاق بدل الرجعة ولم أجده قال الشارح: خص الثلاثة بالذكر لتأكد أمر الفرج وإلا فكل تصرف ينعقد بالهزل على الأصح عند أصحابنا والشافعية إذ الهازل بالقول وإن كان غير مستلزم لحكمة فترتب الأحكام على الأسباب للشارع لا للعاقد فإذا أتى بالسبب لزمه حكمه شاء أو أبى ولا يقف على اختياره وذلك لأن الهازل قاصد للقول مريد له مع علمه بمعناه وموجبه وقصدا للفظ المتضمن للمعنى قصد لذلك المعنى لتلازمهما إلا أن يعارضه قصد آخر كالمكره فإنه قصد غير المعنى المعول بموجبه فلذلك أبطله الشارع انتهى. قلت: وفي كون المكره قصد غير المعنى تأمل. (د ت هـ) (¬3) عن أبي هريرة)، قال الترمذي: حسن غريب، وتعقبه الذهبي أخذا من ابن القطان (¬4) بأن فيه عبد ¬

_ (¬1) الفائق (4/ 104). (¬2) انظر التلخيص الحبير (3/ 209)، وزاد المعاد (5/ 204)، والزرقاني 3/ 214). (¬3) أخرجه أبو داود (2194)، والترمذي (1184)، وابن ماجه (2039)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3027). (¬4) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ رقم 1283)، وقول الذهبي في التلخيص لمستدرك الحاكم.

الرحمن [2/ 349] ابن حبيب المخزومي قال النسائي: منكر الحديث ثم أورد له مما أنكر هذا الخبر. 3437 - "ثلاث حق على الله ألا يرد لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع". البزار عن أبي هريرة. (ثلاث) أي أنفس أو أشخاص. (حق على الله ألا يرد لهم دعوة) نكرة في سياق النفي يقتضي أن لا ترد لهم أي دعوة يدعون بها إلا ما نهى عنه الشارع. (الصائم حتى يفطر) قال النووي (¬1) في الأذكار: هكذا الرواية بالياء يريد بها أنها حين بالمثناة التحتية والنون فدل على أنه عند زمان إجابة دعوته من حين تلبسه بالصوم إلى أن يفطر أي بالفعل أو بدخوله في زمان الإفطار كما قيل. (والمظلوم) ويحتمل أن دعوته مقبولة مطلقًا أو على من ظلمه فقط وهو الأظهر من قوله: (حتى ينتصر) واعلم أن الحكمة ظاهرة في إجابة الصائم لأنه في عبادة وإجابة المظلوم لأنه هضم جانبه وكسر قلبه. (والمسافر) فإنه مجاب الدعوة إلا أن في حكمة ذلك خفاء وكأنه بفراق أهله ووطئه صار منفردا عن مألفه مكروباً بالفراق دياره منكسر النفس متعرض للأخطار فكانت رحمة الله إليه قربته وإجابته لدعوته سريعة. (حتى يرجع). (البزار (¬2) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه إسحاق بن زكريا الأيلي شيخ البزار ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. 3438 - "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر". (عق هب) عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) الأذكار (ص 420). (¬2) أخرجه البزار (2653) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2522).

(ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر) هن الثلاث الأول الراوي أبو هريرة وكأنه اختلف اللفظ عنه فخرج كلما بلغه. (عق هب) (¬1) عن أبي هريرة) فيه محمَّد بن سليمان الباغندي أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: صدوق فيه لين. 3439 - "ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده". (هـ) عن أبي هريرة. (ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن) أي في إجابتهن هو كما سلف من نظائره. (دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده). (هـ) (¬3) عن أبي هريرة) ورواه الترمذي من رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر وأبو جعفر لا يعرف حاله ولم يروه عنه غير يحيى ذكره ابن القطان (¬4). 3440 - "ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر ". (حم خد د) عن أبي هريرة. (ثلاث دعوات مستجابات) لا شك فيهن. (دعوة الوالد على ولده) مثل دعوته له. (ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) والكل مقيد بما سلف في أنه حتى يرجع والآخر حتى ينتصر. (حم خد د) (¬5) عن أبي هريرة) قال الترمذي: حسن انتهى قال الشارح: والحديث رووه كلهم من رواية أبي جعفر المدني ويقال له ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 72)، والبيهقي في الشعب (7462)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3030)، وحسنه في الصحيحة (596). (¬2) انظر المغني (2/ 629). (¬3) أخرجه ابن ماجه (3862)، والترمذي (1905)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3033). (¬4) انظر: بيان الوهم والإيهام (4/ رقم 2077 و5/ 236). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 258)، والبخاري في الأدب المفرد (481)، وأبو داود (1536)، والترمذي (3448)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3031).

المؤذن قال المناوي وغيره: لا يعرف قال ابن العربي في العارضة الحديث مجهول وربما شهدت له أصول. 3441 - "ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر". أبو الحسن بن مهرويه في الثلاثيات، والضياء عن أنس. (ثلاث دعوات لا ترد) كناية عن الإجابة. (دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) وهي مقيدة أيضاً بحتى يفطر وحتى يرجع. (أبو الحسن بن مهرويه في الثلاثيات) أي الأحاديث المبدوءة بثلاث أو التي بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين راويها ثلاثة كما هو المراد في ثلاثيات البخاري (والضياء (¬1) عن أنس) ورواه البيهقي في السنن وفيه إبراهيم بن بكر المروزي قال الذهبي: لا أعرفه. 3442 - "ثلاث أعلم أنهن حق: ما عفا امرؤ عن مظلمة إلا زاده الله تعالى بها عزاً، وما فتح رجل على نفسه باب مسألة يبتغي بها كثرة إلا زاده الله تعالى بها فقراً، وما فتح رجل عن نفسه باب الصدقة يبتغي بها وجه الله تعالى إلا زاده الله كثرة". (هب) عن أبي هريرة. (ثلاث أعلم أنهن حق: ما عفا امرؤ عن مظلمة إلا زاده الله تعالى بها عزاً، وما فتح رجل على نفسه باب مسألة يبتغي بها كثرة إلا زاده الله بها فقراً، وما فتح رجل عن نفسه باب الصدقة) عداه بعلى لمزاوجة الأول وإلا فالمحل محل اللام كما سلف. (يبتغي بها وجه الله تعالى إلا زاده الله تعالى بها كثرة). (هب) (¬2) عن أبي هريرة) وتقدمت فصوله قريباً (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء في المختارة (2057)، والبيهقي في السنن (3/ 345)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3032). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3413)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2520). (¬3) هذا غير موجود في الأصل إنما ذكرنا من المطبوع "ثلاث حق على كل مسلم: الغسل يوم الجمعة، والسواك، والطيب". (ش) عن رجل (ض). =

3443 - "ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله". (خد) عن أبي هريرة. (ثلاث حق على كل مسلم) ظاهره الإيجاب وتقدم ما يدل عليه مراراً وقيل إنه سنة مؤكدة وظاهر (عيادة المريض) أي مريض كان صديقاً أو عدواً قريباً أو بعيداً بأي نوع كان مرضه. (وشهود الجنازة) تقدم أنه حضورها والمراد جنازة مسلم، وتقدم الكلام في. (وتشميت العاطس إذا حمد الله) تعالى. (خد) (¬1) عن أبي هريرة). 3444 - "ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا: الجار الصالح، والمسكن الواسع، والمركب الهنيء". (حم طب ك) عن نافع بن عبد الحارث. (ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا) أي مما يدل على أنه تعالى قد أسعده فيها فيتعين عليه مزيد الشكر والاعتراف بالنعمة. (الجار الصالح) قد فسره حديث أنه الذي "إذا رأي خيرا أشاعه وإذا رأى سوءاً دفنه" فإنه ضد جار السوء. (والدار الواسع، والمركب الهنيء) وتقدَّم الكلام على الأخيرين في الحديث. (حم طب ك) (¬2) عن نافع بن عبد الحارث الخزاعي) صحابي استعمله عمر [2/ 350] على مكة والطائف وكان فاضلاً (¬3). قال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الحافظ الذهبي ورواه البيهقي في السنن وفيه إبراهيم بن بكر ¬

_ = (ثلاث حق على كل مسلم الغسل يوم الجمعة، والسواك، والطيب". (ش) عن رجل). أخرجه ابن أبي شيبة (4997)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3028)، والصحيحة (1796). (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (519)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3035)، وصححه في الصحيحة (1800). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 407)، والبخاري في الأدب المفرد (116)، والحاكم (4/ 184)، والبيهقي في الشعب (9558)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3029). (¬3) انظر: الإصابة (6/ 408).

المروزي، قال الذهبي: لا أعرفه. 3445 - "ثلاث خلال من لم تكن فيه واحدة منهن كان الكلب خير منه: ورع يحجزه عن محارم الله عَزَّ وَجَلَّ، أو حلم يرد به جهل جاهل، أو حسن خلق يعيش به في الناس" (هب) عن الحسن مرسلاً. (ثلاث خلال) بالخاء المعجمة بزنة خصال ومعناها جمع خلة. (من لم تكن فيه واحدة منهن كان الكلب خير منه) أي في صفاته أو عند الله أو في راحته في نفسه. (ورع يحجزه عن محارم الله عَزَّ وَجَلَّ، أو حلم يرد به جهل جاهل، أو حسن خلق يعيش به في الناس) تقدم الكلام في الثلاث والمراد من خلا عن الاتصاف بها كلها لا من اتصف بواحدة فقط فإنه يخرج عن خيرية الكلب منه. (هب) (¬1) عن الحسن مرسلاً) قال الشارح: قد رواه الطبراني من حديث أم سلمة رواه عن شيخه إبراهيم بن محمَّد وضعفه الذهبي. 3446 - "ثلاث ساعات للمرء المسلم ما دعا فيهن إلا استجيب له ما لم يسأل قطيعة رحم أو مأثماً: حين يؤذن المؤذن للصلاة حتى يسكت، وحين يلتقي الصفان حتى يحكم الله تعالى بينهما، وحين ينزل المطر حتى يسكن". (حل) عن عائشة. (ثلاث ساعات للمرء المسلم) ليس مفهوم العدد مراداً فإن ثمة ساعات أخر لاستجابة الدعاء. (ما دعا فيهن إلا استجيب له ما لم يسأل قطيعة رحم أو مأثماً)، من عطف العام على الخاص تعظيما لشأن قطيعة الرحم وفيه أنه يجيء بأو كما يجيء بالواو. (حين يؤذن المؤذن للصلاة) أي صلاة كانت حضرها أو لم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8423) عن الحسن مرسلاً، والطبراني في الكبير (23/ 395) (944)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2523).

يحضرها لأنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء. (حتى يسكت) وقال الشارح: فمن عزم على حضور تلك الصلاة استجيب له دعاؤه لاهتمامه بالمسارعة إلى ما أمر به انتهى، قلت: وهو تقييد بلا دليل. (وحين يلتقي الصفان) أي للجهاد وذلك لأنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء لنزول النصر على المؤمنين كذلك: (حين ينزل المطر حتى يسكن). (حل) (¬1) عن عائشة). 3447 - "ثلاث فيهن البركة: البيع إلى أجل، والمقارضة، وإخلاط البرُّ بالشعير للبيت لا للبيع". (هـ) وابن عساكر عن صهيب. (ثلاث فيهن البركة: البيع إلى أجل) ظاهره بالبركة للبائع والمشتري وقوله: (والمعارضة) بالعين المهملة والراء بخط المصنف وقال: على الحاشية بيع العرض بالعرض وقال ابن حجر (¬2): النسخ مختلفة، المفاوضة بالفاء وواو أو بقاف وراء وقد أخرجه الحربي في غرائبه بعين وراء وفسره بيع عرض بعرض ونقله الديلمي بقاف وراء وهي في عرف أهل الحجاز المضاربة. (وإخلاط البرُّ بالشعير للبيت) أي للأكل. (لا للبيع) فإنه لا بركة وإن كان بيعه بلا تدليس جائزاً قال الطيبي: في الخلال الثلاث هضم من حقه والأولان منها شرى سلعة للغير والثالث إلى نفسه قمعا لشهوته. (هـ) وابن عساكر (¬3) عن صهيب) قال المؤلف: قال الذهبي حديث واهٍ جداً، وقال ابن الجوزي: موضوع وهو من رواية عمرو بن بسطام مجهول. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 320)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2524): ضعيف جداً، والضعيفة (3428): موضوع. (¬2) انظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر (2/ 144). (¬3) أخرجه ابن ماجه (2289)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 80)، وانظر الموضوعات (2/ 249)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2525): ضعيف جداً، وفي الضعيفة (2100): منكر.

3448 - "ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام، السّنا، والسنوت". (ن) عن أنس. (ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام) أي الموت. (السّنا) بالقصر نبت معروف قريب الاعتدال يسهل الصفراء والسوداء ويقوي القلب. (والسنوت) بفتح السين آخره مثناة فوقية العسل أو الرّب أو الكمون أو التمر أو الرازيانج أو الشبت مما يوجد في بعض النسخ "والحبة السوداء" وفي بعض الشونيز لا أصل لها وكل منها نفعه عظيم واعلم أنه لم يذكر في الحديث إلا اثنان (¬1) قال الشارح: وقد كنت توهمت أن فيه خللاً من النساخ حتى وقفت على نسخة المصنف التي بخطه فوجدتها بهذا اللفظ لا زيادة ولا نقص. (ن) (¬2) عن أنس بن مالك). 3449 - "ثلاث لازمات لأمتي: سوء الظن، والحسد، والطيرة، فإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فاستغفر الله، وإذا تطيرت فامض". أبو الشيخ في التوبيخ (طب) عن حارثة بن النعمان. (ثلاث لازمات) أي ثابت في طباع الأمة من حيث هي وإن خلا عنها بعض الأفراد. (لأمتي: سوء الظن، والحسد، والطيرة) بكسر الطاء وفتح المثناة التحتية وقد تسكن. (فإذا ظننت فلا تحقق) أي لا ترتب على المظنون ما ترتب على المحقق. (وإذا حسدت) أي وقع في القلب الحسد. (فاستغفر الله) ليدفع ما يترتب عليه من البغي، وقد تقدم: "وإذا حسدت فلا تبغ". (وإذا تطيرت فامض) أي للحاجة التي تريد، وتقدم هذا في بحث إذا وغيرها وفيه أنها أمور ترد على القلب لا يمكن دفعها لكن يجب مدافعة ما يتأثر عنها. (أبو الشيخ في التوبيخ ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (4/ 67، 93). (¬2) أخرجه النسائي (4/ 373)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3034).

(طب) (¬1) عن حارثة بن النعمان، قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن قيس الأنصاري ضعيف. 3450 - "ثلاث لم تسلم منها هذه الأمة: الحسد، والظن، والطيرة، ألا أنبئكم بالمخرج منها؟ إذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ، وإذا تطيرت فامض". رسته في الإيمان عن الحسن مرسلاً. (ثلاث لم تسلم [2/ 351] منها هذه الأمة: الحسد، والظن، والطيرة، ألا أنبئكم بالمخرج منها؟ إذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ) يؤخذ منه ومن الذي قبله أن على من وقع الحسد في قلبه أمران: الاستغفار؛ لأنه يحسده كالمعترض على ربه بتفضل بعض عباده عليه. والثاني: أن لا ينبغي على المحسود بفعل ولا قول: (وإذا تطيرت فامض). (رسته) (¬2) تقدم مرارا وهو بضم الراء بسكون السين المهملة وفتح المثناة لقب الحافظ عبد الرحمن بن عمرو الأصبهاني (في الإيمان عن الحسن مرسلاً). 3451 - "ثلاث لن تزلن في أمتي: التفاخر بالأحساب، والنياحة والأنواء". (ع) عن أنس. (ثلاث لن تزلن في أمتي: التفاخر بالأحساب، والنياحة، والأنواء) في القاموس (¬3): النوء النجم، يقال للغروب، جمعه: أنواء، ونواء، أو سقوط النجم في الغرب مع الفجر وطلوع آخر يقابله من ساعته انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه برقم (145و 227)، والطبراني في الكبير (3/ 228) (3227)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1962)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 78)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2526). (¬2) أخرجه رسته كما في الكنز (6/ 42) وانظر فيض القدير (3/ 304)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع: (2527). (¬3) انظر القاموس (1/ 1/ 31).

قال الزمخشري (¬1): هي ثمانية وعشرون نجماً معروفة المطالع في أزمنة السنة كلها يسقط منها في كل ثلاثة عشر ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته وانقضاء هذه النجوم مع انقضاء السنة فكانوا إذا سقط منها نجم وطلع آخر قالوا: لا بد من رياح ومطر فينسبون كل غير يكون عند ذلك إلى النجم الساقط، فيقولون: مطرنا بنوء الثريا والدبران والسماك. (ع) (¬2) عن أنس) قال الهيثمي: رجاله ثقات. 3452 - "ثلاث لو يعلم الناس ما فيهن ما أخذن إلا بسهمة حرصا على ما فيهن من الخير والبركة: التأذين بالصلاة، والتهجير بالجماعات، والصلاة في أول الصفوف". ابن النجار عن أبي هريرة. (ثلاث لو يعلم الناس ما فيهن ما أخذن إلا بسهمة) أي ما اتصل أحد بواحدة منها إلا إذا خرجت له بعد الاستهام وفيه العمل بالقرعة. (حرصاً على ما فيهن من الخير) أي الأخروي. (والبركة) أي: زيادة الخير في سائر الأعمال، وقوله (حرصًا) علة لقوله: "ما أخذن". تقدم الكلام على التأذين وما فيه من الأجر (التأذين بالصلوات، والتهجير) بالجيم أي التبكير. (بالجماعات) الإتيان بها أول وقتها، وأطلق التهجير على التبكير مع أنه خاص بالمهاجرة من إطلاق المقيد وإرادة المطلق وتقدم الكلام في: (الصلاة في أول الصفوف). (ابن النجار (¬3) عن أبي هريرة) ورواه أبو الشيخ والديلمي. ¬

_ (¬1) الفائق في غريب الحديث (4/ 29). (¬2) أخرجه أبو يعلى (1577)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3037). (¬3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (43235) وانظر فيض القدير (3/ 305)، وقال في الألباني في ضعيف الجامع (2528): ضعيف جداً.

3553 - "ثلاث ليس لأحد من الناس فيهن رخصة: بر الوالدين مسلما كان أو كافراً، والوفاء بالعهد لمسلم كان أو كافراً، وأداء الأمانة لمسلم كان أو كافراً". (هب) عن علي. (ثلاث ليس لأحد من الناس فيهن رخصة) أي في تركهن أي أنه يجب الوفاء بهن لكل أحد مسلم وكافر من كل أحد من مسلم وكافر على خطاب الكفار بالشرعيات. (بر الوالدين مسلما كان أو كافراً) أو كان الظاهر التثنية إلا أنه أفرده إعلامًا بأن حق كل واحد على انفراده في مراعاته والكفار عام يحتمل سواء كان معصوم الدم أم لا في الصور كلها، وبر الأب الكافر والأم مقيد بطاعتهما في غير معصية الله لقوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي} الآية. [لقمان: 15]. (والوفاء بالعهد لمسلم كان أو كافراً، وأداء الأمانة لمسلم كان أو كافراً). (هب) (¬1) عن علي - عليه السلام -) فيه إسماعيل بن أبان فإن كان الغنوي الكوفي فهو كما قال الذهبي (¬2): كذاب وإن كان الوراق فثقة. 3454 - "ثلاث معلقات بالعرش: الرحم تقول: "اللهم إني بك فلا أقطع"، والأمانة تقول: "اللهم إني بك فلا أختان"، والنعمة تقول: "اللهم إني بك فلا أكفر". (هب) عن ثوبان. (ثلاث معلقات بالعرش: الرحم تقول: اللهم إني بك) أي متصل وملتصق حقي بحقك فلا يتم طاعتك إلا بالإحسان إليَّ وإني عائذة لك. (فلا أقطع) عما أوجبته من الصلة والبر والتعلق بالعرش كناية عن القرب من الله تعالى تعظيماً لحقها وإيجابا لصلتها وكذا النعمة. (والأمانة تقول: "اللهم إني بك فلا أختان"، والنعمة تقول: "اللهم إني بك فلا أكفر") وعياذ هذه الثلاث الخلال من أن يقع ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4363)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2529). (¬2) انظر الميزان (1/ 368، 369)، والمغني (1/ 77).

فيها خلاف ما أمر الله من صلة الرحم وشكر النعمة وأداء الأمانة ردعاً للعباد عن الوقوع في ذلك لأنهم إذا فعلوا ذلك نشأ من عقوبة الله لهم شراً عظيماً وإعلام بأن من قابلها بخلاف ما أمر به قد خذله الله ولم يعذه من المكروه. (هب) (¬1) عن ثوبان) قال الشارح: بضم المثلثة بضبط المصنف، قلت: لا نعرفه إلا مفتوحاً وكأنه سبق وكتب، قال العلائي: حديث غريب فيه يزيد بن ربيعة الرحبي ضعيف متكلم فيه انتهى، وقال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة متروك. 3455 - "ثلاث منجيات: خشية الله تعالى في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع وإعجاب المرء بنفسه". أبو الشيخ في التوبيخ (طس) عن أنس. (ثلاث منجيات) [2/ 352] أي لفاعلهن من عذاب الله. (خشية الله تعالى في السر والعلانية، والعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر) تقدمت الثلاث مرتبا. (وثلاث مهلكات) أي تهلك صاحبها في الدنيا والآخرة. (هوى متبع) اسم مفعول، أي: يتبعه صاحبه ويجعله كالزمام يقوده إلى كل مهلكة، قال العراقي: الهوى المتبع طلبك المنزلة في قلوب الخلق لتنال الجاه والحكمة فهذا فيه هلك أكثر الناس. (وشح مطاع) قال ابن الأثير (¬2): هو أن يطيعه صاحبه في منع الحقوق التي أوجبها الله تعالى عليه في ماله، أي شح يطيعه صاحبه، ويصير كالأمير عليه وهو المأمور الذي لا يخالفه، قال الراغب: خص المطاع لينبه على أن الشح في النفس ليس مما يستحق الذم إذ هو ليس من فعله وإنما يذم بالانقياد له، قلت: ومثله قوله: "هوى متبع". (وإعجاب المرء بنفسه) ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7939)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 149)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2530). (¬2) فتح الباري (10/ 261).

الإعجاب وجدان الشيء حسناً، قال القرطبي (¬1): هو ملاحظته لها بعين الكمال والاستحسان، مع نسيان منه لله تعالى، فإن ترفع على الغير واحتقره كان هو الكبر، قال الغزالي (¬2): أما العجب فهو الداء العضال، وهو نظر العبد إلى نفسه بعين العز والاستعظام، ونظره لغيره بعين الاحتقار ونتيجته في المجالس المتقدم والترفع وطلب التصدر وفي المحاورة الاستنكاف من أن يرد عليه كلامه، وقال الزمخشري (¬3): الإعجاب فتنة العلماء وأعظم بها فتنة. (طس) (¬4) عن أنس)، قال العراقي: إسناده ضعيف. 3456 - "ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات: فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات: فالعدل في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وخشية الله تعالى في السر والعلانية، وأما الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في السبرات؛ ونقل الأقدام إلى الجماعات، وأما الدرجات: فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام". (طس) عن ابن عمر. (ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات) أي كل من الثلاث سبب لكل من الهلاك والنجاة والتكفير ورفعة الدرجات. (فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله تعالى في السر والعلانية، وأما الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة وإسباغ الوضوء في ¬

_ (¬1) النهاية في غريب الحديث (2/ 488). (¬2) إحياء علوم الدين (3/ 354). (¬3) الفائق (2/ 436). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (5452)، والقضاعي في الشهاب (325)، وانظر المجمع (1/ 91)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3039).

السبرات) جمع سبرة وهي شدة البرد. (ونقل الأقدام إلى الجماعات، وأما الدرجات: فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام) هذه الاثنتى عشرة خصلة قد تقدمت بألفاظها ومعنى الكلام عليها فلا نعيده. (طس) (¬1) عن ابن عمر)، قال العلائي: سنده ضعيف وعده في الميزان من المناكير، وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة ومن لا يعرف. 3457 - "ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صام، وصلى، وحج، واعتمر، وقال: "إني مسلم"، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان". رسته في الإيمان وأبو الشيخ في التوبيخ عن أنس. (ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صام، وصلى، وحج، واعتمر، وقال: "إني مسلم") هذه جملة شرطية اعتراضية غنية عن الجواب وقال: إني مسلم أي فعل أفعال المسلمين وأخبر عن نفسه بالإِسلام. (من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان). رسته (¬2) في الإيمان وأبو الشيخ في التوبيخ عن أنس). 3458 - "ثلاث من الإيمان: الحياء، والعفاف، والعي عي اللسان غير عي الفقه والعلم، وهن مما ينقضن من الدنيا ويزدن في الآخرة، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا، وثلاث من النفاق: البذاء والفحش، والشح، وهن مما يزدن في الدنيا". رسته عن عون بن عبد الله بن عتبة بلاغا. (ثلاث من الإيمان) أي من صفاته وقواعده (الحياء) بالمد وتقدم غير مرة. (والعفاف) بفتح المهملة التعفف عن ما في أيدي الناس (والعي) بكسر المهملة ¬

_ (¬1) خرجه الطبراني في الأوسط (5754)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 90)، وانظر الميزان (5/ 424)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3045). (¬2) أخرجه رسته وأبو الشيخ في التوبيخ كما في الكنز العمال (855)، وأخرجه أبو يعلى (4098)، وانظر المجمع (1/ 107)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3043) دون قوله: حج أو اعتمر فضعيف.

هو عدم طلاقة اللسان عند الكلام وتعسره عند الخصام ولذا فسره بقوله: (عي اللسان غير عي الفقه والعلم) أي الفهم، وسماه عيا مشاكلة، والمراد أي فهمه عن الله ورسوله وما كلف به صحيح لا خلل فيه ولسانه لا تكمل به العبارة عن جنانه وقوله: (وهن) الثلاث أي كل واحدة. (مما ينقضن من الدنيا) لأن من عف عنها إن كان لابسا لجلباب الحياء أو عي اللسان عن الطلب فاته من الدنيا ما يناله غيره ولذا قيل (¬1): ليس للحاجات إلا ... من له وجه وقاح ولسان وبيان ... وغدو وروح (وهن يزدن في الآخرة) أي في الأجر منها والحظ منها وإن هذه صفات الإيمان ليكمل إيمانه فيثاب ولأنها تقل الدنيا عنده فيقل حسابه ويعظم بصبر ثوابه وخير الآخرة بالنسبة إلى الدنيا للدنيا خير لا يعد معه خير الدنيا ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: (وما [2/ 353] يزدن في الآخرة أكثر مما ينقضن من الدنيا، وثلاث من النفاق) أي من صفات أهله وقواعده. (البذاء) وهو خلاف الحياء. (والفحش، والشح) وتقدما. (وهن مما يزدن في الدنيا) أي في حصول متاعها؛ لأنه يبقى الناس بذاء الرجل وفحشه فيعطونه، ولأنه لا يخرج ما دخل إليه لشحه وينقص من الأجرة لأن ما زاد في الدنيا نقص في الآخرة إذ هما ضرتان إذا رضيت إحداهما أغضبت الأخرى وما ينقص في الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا. (رسته (¬2) عن عون) بفتح المهملة ونون آخره ابن عبد الله بن عتبة بلاغا وهو ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة لأشجع السلمي. (¬2) أخرجه رسته كما في الكنز (43236)، والبخاري في التاريخ الكبير (809)، والدارمي (509)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2534).

هذلي كوفي فقيه تابعي جليل قال الذهبي: وثقوه (¬1). 3459 - "ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله". (م د ن) عن أبي قتادة (صح). (ثلاث من كل شهر) أي صوم ثلاثة أيام، وأنث بإرادة الليالي زاد النسائي: أيام البيض. (ورمضان إلى رمضان) أي صوم رمضان منتهيا ما ذكر من الثلاثة الأيام ورمضان إلى رمضان الآخر (فهذا) أي ما ذكر من صوم الثلاث ورمضان. (صيام الدهر كله) أي أنه في حكم الشارع في الأجر أجر صيام الدهر ليس صيام الدهر في لسان الشارع إلا هذا، ويحتمل أن المراد صيام الدهر أي أن صيام ما ذكر كصيام الدهر حقيقة إلا أنه قد أبطل هذا الاحتمال أحاديث النهي عن صيام الدهر والإخبار بأن من صام الدهر لا صام ولا أفطر والفاء في: "فهذا" أدخلت لأنه خبر عن مبتدأ نكرة موصوف بظرف قال الشارح: قد صح خبر صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر فما فائدة إضافة رمضان إليه مع أن قوله إلى رمضان يكون مستدركاً على توجيهه؟ والأقرب تعلق قوله: "إلى رمضان" بمحذوف خبر رمضان أي صوم رمضان إلى رمضان ولا يبعد أن يعطي الله بمجرد صوم رمضان ثواب سنة متصلاً انتهى. أراد أن اسم الإشارة إلى صوم ثلاثة أيام فقط وخبر عنه قوله: "إلى رمضان" اعتراض بين المبتدأ وخبره كأنه قيل: صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر وبه توافق الخبر الذي ذكره، وقوله: "وصوم رمضان إلى رمضان" تقدير خبره صوم الدهر كله حذف لأنه دل عليه الأول وعبارته قاصرة عن أداء مراده ولك أن تقول: إن المراد صوم الثلاث من كل شهر ورمضان بالدهر، وقوله: "إلى رمضان" ذكر لبيان ألقابه ¬

_ (¬1) وقال الحافظ: ثقة عابد، انظر: الكاشف (4317)، والتقريب (5223).

وهو غير داخل في المعنى. (م د ن) (¬1) عن أبي قتادة لم يخرج البخاري عن أبي قتادة شيئاً. 3460 - "ثلاث هن علي فريضة وهن لكم تطوع: الوتر، وركعتا الضحى، والفجر". (حم ك) عن ابن عباس. (ثلاث هن علي فريضة) أي كل واحدة، ولفظ رواية الحاكم: "فرائض" بقوله: (الوتر، وركعتا الضحى، والفجر) أي ركعتا الفجر، قال ابن حجر (¬2): يلزم من قال به وجوب ركعتي الفجر عليه ولم يقولوا به وإن وقع في كلام السلف ووقع في كلام الآمدي وابن الحاجب وقد ورد ما يعارضه انتهى، قال الشارح: أخشى أن يكون تحريفا فإن الذي وقفت عليه في تلخيص المستدرك بخط الحافظ الذهبي: النحر بالنون والحاء المهملة لا بفاء وجيم ولعله هو الصواب فلينظر. (حم ك) (¬3) عن ابن عباس) قال الحافظ ابن حجر: إنه حديث ضعيف من جميع طرقه وله طرق مدارها على أبي الخباب وجابر الجعفي وله طريق فيها مندل وأخرى فيها وضاح بن يحيى والكل ضعفاء. 3461 - "ثلاث وثلاث وثلاث، فثلاث لا يمين فيهن، وثلاث الملعون فيهن، وثلاث أشك فيهن، فأما الثلاث التي لا يمين فيهن: فلا يمين للولد على والده، ولا للمرأة مع زوجها، ولا للمملوك مع سيده، وأما الملعون فيهن: فمن لعن والديه، وملعون من ذبح لغير الله، وملعون من غير تخوم الأرض، وأما التي أشك فيهن: فعزير لا أدري أكان نبيا أم لا، ولا أدري ألعن تبعاً أم لا، ولا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1162)، وأبو داود (2425)، والنسائي (4/ 208). (¬2) فتح الباري (11/ 185). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 231)، والحاكم (1/ 441)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 18)، والدراية (1/ 191)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2561): موضوع.

أدري الحدود كفارة لأهلها أم لا". الإسماعيلي في معجمه، وابن عساكر عن ابن عباس. (ثلاث وثلاث وثلاث) يحتمل أنه مبني لعدم التركيب وأنه تعداد ويحتمل أن الخبر عن كل مقدر أي ثلاث أعدهن وإنهن شأنهن وفصلها بقوله: (ثلاث لا يمين فيهن) أي لا يعمل لمقتضى الحلف إذا وقع ولا يبقى الحالف على حكمها بل يجب عليه الحنث والتكفير، ويحتمل أنها لا ينعقد وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - إجمال ثان. (وثلاث الملعون فيهن) أي الموجود فيهن حاصل له اللعن. (وثلاث أشك فيهن) أي لا أجزم في الخبر عنهن بشيء والتفصيل الثاني قوله: (فأما الثلاث التي لا يمين فيهن: فلا يمين للولد مع والده) أي أنها لا تنعقد يمينه في شيء لا يرضاه والده أو يتأذى بسبب الحلف عليه أو تنعقد لكن يجب ألا يعمل بمقتضاها وأن يكفر عنها ويرضي والده. (ولا للمرأة مع زوجها [2/ 354] ولا للمملوك مع سيده) وهذا فيما كان فيه إرضاء لمن ذكر في غير معصية وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وفيه تنويه بحقوق من ذكر. (وأما الملعون فيهن) فملعون. (من لعن والديه) أو أحدهما فإنها تعود اللعنة عليه ومثله من تسبب للعن والديه بلعن من يلعنهما. (وملعون) بلعنة الله. (من ذبح) أي شيء. (لغير الله) تعالى كالذبح للأوثان وللجان وللمشاهد وظاهره من أراق أي دم تعظيما لها وتقربًا ولو قصد الذبح لله مع ذلك. (وملعون من غيّر تخوم الأرض) بالفوقية المثناة والخاء المعجمة بزنة فلوس مفرد وجمعه مثلة وقيل: مفرده تخم بزنة فلس أي حدودها الذي بها تمييز الأملاك والحقوق والطرقات، وقيل: حدود الحرم، وقيل: التي يهتدى بها في الطرقات وقيل: هو أن يدخل في أرضه ما ليس فيها والظاهر أن المراد الكل. (وأما التي أشك فيهن) أي لا أخبر عنهن بشيء فلا تسألوني عنها أو لا تظنوا أني لم أخبركم عنها وأنا

عالم بها. (فعزير لا أدري أكان نبياً أم لا) وهو الذي غلت فيه اليهود وقالت: إنه ابن الله كما حكاه تعالى عنهم وسبب قولهم أنهم قتلوا الأنبياء بعد موسى عليه السلام فرفع الله عنهم التوراة ومحاها من قلوبهم فخرج عزير وهو غلام يسيح في الأرض فأتاه جبريل فقال إلي أين تذهب؟ قال لطلب العلم فحفظه التوراة فأملاها عليهم على ظهر لسانه لا يخرم حرفا، فقالوا ما جمع الله التوراة في صدره وهو غلام إلا لأنه ابنه، قاله في الكشاف: وفي الإيثار في بحث القدر حديث أن الله تعالى محاه من ديوان الأنبياء فلا يذكر معهم عقوبة له على سؤاله عن القدر ولم يحضرني فأنقله وفيه دليل أنه أخبر - صلى الله عليه وسلم - بعد أنه نبي: (ولا أدري ألعن تبعاً) يروى بالمعلوم ونصب تبعا وبالمجهول ورفعه وهذا قبل علمه - صلى الله عليه وسلم - بأنه أسلم بدليل ما يأتي لا تسبوا وفي رواية: "لا تلعنوا تبعاً فإنه كان قد أسلم" (¬1). و (الحدود) أي التي تقام على من أتاها. (كفارة لأهلها) أي الذنب الذي أقيمت عليه فلا يعاقب عليه في الآخرة. (أم لا) وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - قبل علمه أنها كفارات فقد صح عند أحمد وغيره: "من أصاب ذنباً فأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته" (¬2) وظاهره وإن لم يتب وعليه الجمهور واستشكل بأن قتل المرتد ليس بكفارة وأجيب بأنه مخصوص بالآية: {إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]. (الإسماعيلي في معجمه، وابن عساكر (¬3) عن ابن عباس). 3465 - " ثلاث لا تؤخر، وهن الصلاة إذا أتت، والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفؤا". (ت ك) عن علي (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (659). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 214). (¬3) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجمه (1/ 396)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2562)، والضعيفة (3432).

(ثلاث لا تؤخر، وهن) أي بتقديم أي شيء عليهن. (الصلاة إذا أتت) قال ابن سيد الناس: رويناه بمثناتين وروي آنت بنون ومد أي حانت وحضرت وأكثر المحدثين أنه بمثناتين فوقيتين وهو الصحيح وإنما المحفوظ آنت بزنة حانت. (والجنازة إذا حضرت) أي لا تنتظر كثرة المصلين قيل إلا الأولى ولا ينتظر بها وقتا وقيل فيه أنه لا كراهة في الصلاة عليها في الثلاثة وقد يقال: إنه أطلق هنا وهو مقيد بأحاديث النهي وكذلك دفنها. (والأيم) هي من لا زوج لها. (إذا وجدت كفؤا) أي لا تؤخر تزويجها ولا تنتظر به شيء، قيل فيه دليل أنه لا ينتظر الولي إذا غاب وقيل ينتظر ثلاثا وقيل شهرًا ولا دليل على التحديد. (ت ك) (¬1) عن علي - صلى الله عليه وسلم -) قال الترمذي: غريب فيه سعيد بن عبد الله الجهني، وقد ذكره ابن حبان في الضعفاء وجزم ابن حجر في تخريج الهداية: بضعف سنده، وقال في تخريج أحاديث الرافعي: رواه الحاكم من هذا الوجه فجعل محله سعيد بن عبد الرحمن الجمحي وهو من أغاليطه الفاحشة، وقال البيهقي في الباب: أحاديث واهية أصلها هذا وبه يعرف ما في جزم الحافظ العراقي تحسينه وما في قول المناوي: رجاله ثقات ورمز المصنف عليه بالصحة. 3463 - "ثلاث لا ترد: الوسائد، والدهن، واللبن". (ت) عن ابن عمر. (ثلاث لا ترد) أي لا ينبغي ردهن إذا أكرم الإنسان أخوه بها. (الوسائد) أي المخاد. (والدهن) قال الترمذي يعني به [2/ 355] الطيب. (واللبن) قال الطيبي: يريد أن من أكرم الضيف بالطيب والوسادة واللبن فلا يردها فإنها هدية قليلة المنة. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1075)، والحاكم (2/ 176)، والبيهقي في السنن (7/ 132)، وابن حبان في المجروحين (1/ 323)، وانظر الدراية (2/ 63)، وفيض القدير (3/ 310)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2563).

(ت) (¬1) قد جمعنا من قال: قد كان في سنة خير الورى - صلى الله عليه وسلم - طول الزمن أن لا يرد الطيب والمتكئ واللحم أيضاً يا أخي واللبن عن ابن عمر قال الترمذي غريب، وفي الميزان عن أبي حاتم: هذا حديث منكر وقال ابن القيم: إنه حديث معلول، وقال ابن حجر: إسناده حسن إلا أنه ليس على شرط البخاري. 3464 - "ثلاث لا يجوز اللعب فيهن: الطلاق، والنكاح، والعتق". (طب) عن فضالة بن عبيد. (ثلاث لا يجوز اللعب فيهن) أي الهزل لأنه فيهن جد فمن هزل فيهن لزمته وإلا كان فاعلاً ما لا يحل له. (الطلاق، والنكاح، والعتق) تقدمت الثلاث إلا أنه جعل الثالثة الرجعة، قال ابن حجر: وهذا اللفظ هو المشهور فيه. (طب) (¬2) عن فضالة بن عبيد) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله رجال الصحيح. 3465 - "ثلاث لا يحل لأحد أن يفعلهن: لا يؤم رجل قوما فيخص نفسه بالدعاء دونهم؛ فإن فعل فقد خانهم، ولا ينظر في قعر بيت قبل أن يستأذن فإن فعل فقد دخل، ولا يصلي وهو حقن حتى يتخفف". (د ت) عن ثوبان. (ثلاث لا يحل لأحد أن يفعلهن) أي يحرم على كل أحد فعلهن وفسرها بقوله: (لا يؤم رجل قوماً) ولو واحداً؛ لأن علته موجودة فيه وهي الخيانة وكما تحرم خيانة الجماعة تحرم خيانة الواحد. (فيخص) منصوب بالفاء لوقوعه بعد النفي. (نفسه بالدعاء دونهم) بل يتعين عليه أن يشملهم في دعائه في صلاته كلها والظاهر أنه لا يتعين عليه ذلك إلا إذا كان في الصلاة لا في الدعاء خارجها ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2790)، وانظر الميزان (4/ 198)، وفتح الباري (5/ 209)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3046)، وصححه في الصحيحة (619). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 304) (780)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 335)، والتلخيص الحبير (3/ 209)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3047).

وذلك لأنه وافدهم والضامن لصلاتهم فلا يخص نفسه بأمر دون من وفد بهم. (فإن فعل) أي خص نفسه بالدعاء. (فقد خانهم) لأن ما أمره به الله أمانة فإذا خالف فقد خان الأمانة والخيانة محرمة إن قيل: جميع الأدعية المنقولة عنه - صلى الله عليه وسلم - في صلاته بلفظ الإفراد قال ابن القيم (¬1): والمحفوظ في أدعيته - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة كلها بلفظ الإفراد وسرد منها ألفاظا ثم قال: وروى الإِمام أحمد وأهل السنن من حديث ثوبان وذكر حديث الكتاب قال: وقال ابن خزيمة في صحيحه (¬2): وقد ذكر حديث: "اللهم باعد بيني وبين خطاياي ... " الحديث، في هذا دليل على رد الحديث الموضوع: "لا يؤم رجل قوما فيخص نفسه بدعوة دونهم فإن فعل فقد خانهم" وسمعت ابن تيمية (¬3) يقول: هذا الحديث عندي في الدعاء الذي يدعو به الإِمام لنفسه وللمأمومين ويشتركون فيه كدعاء القنوت ونحوه انتهى. (ولا ينظر) بالرفع نفي لا نهي. (في قعر بيت) أسفله والمراد هنا ما يحجبه أهله عن الناظرين إلا بإذنهم ولذا قال: (قبل أن يستأذن فإن فعل) أي نظر قعر بيت: (فقد دخل) أي أثم إثم من دخل وارتكب ما نهي عنه والثالثة قوله: (ولا يصلي) أي أجر أيّ صلاة. (وهو حقن) بزنة كتف الحابس لبوله والحابس لغائطه يقال له حاقن والمراد هنا الأمرين إما؛ لأن الحقن يشملهما لأنه الحبس للشيء أو بالقياس لأن العلة شغله القلب به، وما يتولد من علة بسبب حبسه وقد ثبت لا يصلي وهو يدافعه الأخبثان فلا يصلي. (حتى يتخفف) أي يخفف نفسه بإخراج الفضلات وهل له أن يخرج من الصلاة لذلك؟ وهل يصح صلاته لو صلى على حاله؟ ظاهر الحديث أن له أن يخرج وأما ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 255). (¬2) صحيح ابن خزيمة (1579). (¬3) مجموع الفتاوى (23/ 2116)، والفتاوى الكبرى (5/ 331).

صحة صلاته فيحتمل صحتها ويأثم بفعلها ويحتمل أن لا تصح، وهل له أن يتخفف وإن فات الوقت؟ ظاهره له ذلك وفي حكم الأخبثين الريح. (في ت) (¬1) عن ثوبان) ورواه عنه ابن ماجه مع اختلاف يسير. 3466 - "ثلاث لا يحاسب بهن العبد: ظِل خُص يستظل به، بها صلبه، وثوب يواري به عورته". (حم) في الزهد (هب) عن الحسن مرسلاً. (ثلاث لا يحاسب بهن العبد) أي لا يسأله الله عنهن يوم الحساب وقوله: (ظِل خُص) بضم الخاء المعجمة وتشديد الصاد المهملة هو البيت من الخشب، وفي الفردوس: الخص بيت من قصب وخص الظل لأنه الذي يتمتع به من بيته لا نفس البيت فإنه تارك له. (يستظل به وكسرة) بفتح الكاف وكسرها وهي الجزء من العضو أو العضو الوافر أو نصف العظم بما عليه من اللحم كما في القاموس (¬2) والمراد هنا الأول. (يشد بها صلبه) الصلب الظهر والشد التقوية أي يقوي بها ظهره. (وثوب يواري به عورته) أي يغطيه. (حم) في الزهد (هب) (¬3) عن الحسن مرسلاً) قال البيهقي: هو مرسل جيد وقد أخرج الديلمي عن الحسن بن علي وعثمان مرفوعا: "ثلاث ليس على ابن آدم فيهن حساب طعام يقيم صلبه، وبيت يسكنه وثوب يواري عورته [2/ 356] فما فوق ذلك فكله حساب" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (90)، والترمذي (357)، وابن ماجه (923)، وأحمد (5/ 280)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2565). (¬2) انظر القاموس (2/ 123). (¬3) أخرجه هناد في الزهد (569) وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 12)، والبيهقي في الشعب (10368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2564)، والضعيفة (2134). (¬4) أخرجه الديلمي وفي الفردوس (2494) عن الحسن بن علي، و (5237) عن عثمان.

3467 - "ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة، والقىء، والاحتلام". (ت) عن أبي سعيد. (ثلاث لا يفطرن الصائم: الحجامة) أي سواء حجم لغيره أو أحد حجم له فإنه لا يفطر وقد تقدم: "أفطر الحاجم والمحجوم له" وقال المصنف فيما تقدم أنه متواتر، قال ابن العربي (¬1): كنت متردداً لكثرة المعارضات في الروايات حتى أخبرني القاضي أبو المطهر بحديث: "أفطر الحاجم والمحجوم له" فرأيته حديثا عظيما ورجاله وسنده صحيحا فكنت تارة أحمله على لفظه وتارة أتأوله حتى قرأت على أبي الحسن بن المبارك فذكر بإسناده حديث أنس مر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بجعفر بن أبي طالب وهو يحتجم فقال: "أفطر هذان" (¬2) ثم رخص - صلى الله عليه وسلم - بعد في الحجامة للصائم وهذا حديث فيه ثلاثة فوائد: تسمية المحتجم وثبوت خطر الحجامة ومنعها للصائم وثبوت الرخصة بعد الحظر انتهى. (والقيء، والاحتلام). (ت) (¬3) عن أبي سعيد) قال الترمذي: عقب روايته: هذا غير محفوظ وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم مضعف والمشهور عن عطاء مرسلاً. 3468 - "ثلاث لا يعاد صاحبهن: الرمد، وصاحب الضرس، وصاحب الدُّمَّل". (طس عد) عن أبي هريرة. (ثلاث لا يعاد صاحبهن) أي لا يندب عيادته وهذا تخصيص لأحاديث ندب العيادة. (الرمد، وصاحب الضرس، وصاحب الدُّمَّل) لكنه قد ثبت عند البخاري في الأدب المفرد وعند أبي داود وصححه الحاكم أنه - صلى الله عليه وسلم - عاد زيد بن أرقم من وجع بعينه، قيل: فالحديث أنه لا يعاد مبني على أنه لا ينقطع وإلا فإنه ¬

_ (¬1) كتاب القبس (2/ 505). (¬2) أخرجه أبو داود (2369)، والنسائي (2/ 218). (¬3) أخرجه الترمذي (719)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2567).

مرض ويندب عيادة من نزل به. (طس عد) (¬1) عن أبي هريرة) قال البيهقي في الشعب: حديث ضعيف، وقال الهيثمي: فيه سلمة بن علي الخشني وهو ضعيف انتهى زاد ابن حجر: هذا الحديث صحح البيهقي وقفه على يحيى بن أبي كثير وذلك لا يوجب الحكم بوضعه إذ سلمة لم يجرح لكذب فجزم ابن الجوزي بوضعه وهم. 3469 - "ثلاث لا يمنعهن: الماء، والكلأ، والنار". (هـ) عن أبي هريرة. (ثلاث لا يمنعهن) أي لا يحل لأحد منعهن. (الماء) قيل أراد به ماء البئر المحفورة في موات فماؤها مشترك بين الناس والحافر كأحدهم والحديث ظاهر في الأعم من ذلك. (والكلأ) بالهمز مقصور النبات والمراد النبات المباح النابت في موات فلا يحل منع أهل الماشية من رعيه، أما ما نبت في ملك فقيل إنه مملوك. (والنار) بل أراد الأحجار التي تورى النار وأما النار التي يوقد الإنسان فله منع من أخذ جذوة منها إلا أن يلهب منها مصباحا أو يدني فيها ضغثا إذ لا ينقصها كذا قيل وظاهر الحديث خلافه. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة) قال الحافظ العراقي: سنده صحيح. 3470 - "ثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة، وإلى الماء البخاري، وإلى الوجه الحسن". (ك) في تاريخه عن علي، وعن ابن عمر، وأبو نعيم في الطب عن عائشة، الخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي سعيد. (ثلاث يجلين البصر) بضم أوله وتشديد لامه وبفتحه وتخفيف لامه فالجيم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (152)، وابن عدي في الكامل (6/ 313)، والبيهقي في الشعب (9188)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 315)، والموضوعات (3/ 209)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2566)، والضعيفة (150): موضوع. (¬2) أخرجه ابن ماجه (2473)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3048).

من التجلية. (النظر إلى الخضرة) من زرع وأشجار ونبات. (وإلى الماء البخاري، وإلى الوجه الحسن). (ك) في تاريخه عن علي -عليه السلام -) قال ابن الجوزي: باطل موضوع ووهب بن وهب يريد أبا البختري راويه كذاب ولم يتعقبه المصنف إلا بأنه ورد من طريق أخرى، (وعن ابن عمر) فيه عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي قال أبو نعيم: في حديثه نكارة، (وأبو نعيم في الطب عن عائشة) قال المصنف في مختصر الموضوعات: فيه سليمان بن عمر النخعي كذاب، (الخرائطي في اعتلال (¬1) القلوب) أي في كتابه المسمى بهذا في التصوف (عن أبي سعيد) قال المصنف: مجموع هذه الطرق يرتقي بها الحديث عن درجة الوضع. 3471 - "ثلاث يزدن في قوة البصر: الكحل بالإثمد، والنظر إلى الخضرة، والنظر إلى الوجه الحسن". أبو الحسن الفراء في فوائده عن بريدة. (ثلاث يزدن في قوة البصر: الكحل الإثمد) بكسر همزته هو الكحل الأسود يؤتى به من أصبهان ومزاجه بارد يابس ينفع العين ويقويها ويشد أعضاءها ويحفظ صحتها ويذهب اللحم الزائد في القروح ويزيلها وينفي أوساخها ويجلوها. (والنظر إلى الخضرة، والنظر إلى الوجه الحسن). أبو الحسن الفراء بفتح الفاء وتشديد الراء نسبة إلى خياطة الفراء وبيعها، في فوائده (¬2) عن بريدة) فيه أبو الهلال الراسبي ضعفه قوم ووثقه آخرون. ¬

_ (¬1) أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (1/ 168) رقم (346)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 366)، والرافعي في التدوين (3/ 359)، والديلمي في الفردوس (2485، 6869، 6870)، والخطيب في تاريخه (4/ 286)، انظر كشف الخفاء (1/ 386)، والموضوعات (3/ 220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2568)، والضعيفة (3437). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 286)، والديلمي في الفردوس (2485)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2571).

3472 - "ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب: رجل غسل ثيابه فلم يجد له خَلَفاً، ورجل لم ينصب على مستوقده قدران، ورجل دعا بشراب فلم يقل له: أيهما تريد؟ ". أبو الشيخ في الثواب عن أبي سعيد. (ثلاثة يدخلون الجنة بغير حساب: رجل غسل ثيابه فلم يجد له خَلَفاً) أي ثوب يخلفة لعدم توسعه في الدنيا وزهده فيها وقلة ذات يده لا أنه تركه وهو قادر عليه فإنه يكره لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله إذا أنعم على عبده أحب أن يرى أثر نعمه عليه في ملبسه ... " (¬1) الحديث، ولا يتم إلا [2/ 357] بتعدد الثياب. (ورجل لم ينصب على مستوقده قدران) لعدم تنويعه الأطعمة وتلوينها لفقره ورثاثة حاله. (ورجل دعا بشراب فلم يقل له: أيهما تريد؟) أي لم يقل له خادمه وأهله ذلك؛ لأنه لا يجد إلا نوعاً واحداً فهؤلاء يدخلون الجنة بغير حساب إما لأنه لا شيء لهم يحاسبون عليه، أو لأنهم لهذه الخلال لا يحاسبون بغيرها. (أبو الشيخ (¬2) في الثواب عن أبي سعيد). 3473 - "ثلاث يدرك بهن العبد رغائب الدنيا والآخرة: الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء، والدعاء في الرخاء". أبو الشيخ عن عمران بن حصين. (ثلاث يدرك بهن العبد رغائب الدنيا والآخرة) الرغائب بالغين المعجمة جمع رغيبة وهي العطاء الكثير والأمر المرغوب فيه. (الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء، والدعاء في الرخاء) بالخاء المعجمة ممدود: العيش الهني والخصب والسعة وهو يوافق: "من تعرف على الله في الرخاء تعرَّف الله في الشدة" وذلك ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في الثواب كما في الكنز (6078)، والبيهقي في السنن (3/ 271)، والقضاعي في الشهاب (1102). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2490)، وانظر فيض القدير (3/ 314)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2569)، وقال في الضعيفة (3438): ضعيف جداً.

لأن النعمة تطغي العبد فمن ذكر الله فيها فقد بريء عن الطغيان وقام بشكر الإحسان. (أبو الشيخ (¬1) عن عمران بن حصين). 3474 - "ثلاث يصفين لك ود أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه". (طس ك هب) عن عثمان بن طلحة الحجبي (هب) عن عمر موقوفاً. (ثلاث يصفين) بضم التحتية المثناة ومهملة ففاء مكسورة من التصفية: التنقية أي تنقيته. (لك ود أخيك) عن الغش وإضمار خلاف ما يظهر. (تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه) والثلاث تقدمت غير مرة والمراد بالأخ المسلم الذي له أخوة في الدين وهي في أخ النسب بالأولى، وتمام الحديث عند مخرجه البيهقي: "وثلاث من البغي تجد على الناس فيما تأتي وترى من الناس ما يخفى عليك من نفسك وتؤذي جليسك فيما لا يعنيك" انتهى، والمصنف اقتصر على صدره. (طس ك هب) عن عثمان بن طلحة الحجبي) بفتح الحاء والجيم نسبة إلى حجابة الكعبة وتقدم أنه صحابي من الطلقاء قال الهيثمي: فيه موسى بن عبد الملك بن عمير وهو ضعيف، انتهى، قاله في كلام على رواية الطبراني، وقال أبو حاتم: هذا منكر وموسى ضعيف. (طب) (¬2) عن عمر موقوفاً). 3475 - "ثلاثة إذا رأيتهن فعند ذلك تقوم الساعة: خراب العامر، وعمارة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (43211) وانظر فيض القدير (3/ 314)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2570)، والضعيفة (3439). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3496)، والحاكم (3/ 485)، والبيهقي في الشعب (8772)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 82)، وعلل الدارقطني (7/ 38)، والبيهقي في الشعب (6749) عن عمر رضي الله عنه موقوفاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2572).

الخراب، وأن يكون المعروف منكراً والمنكر معروفاً، وأن يتمرس الرجل بالأمانة تمرس البعير بالشجرة". ابن عساكر عن محمَّد بن عطية السعدي. (ثلاثة إذا رأيتهن فعند ذلك) النسخ التي رأيناها ومنها ما قوبل على نسخة المصنف ليس بعد اسم الإشارة إلا قوله: "خراب العامر ... " ألخ. وفي نسخة الشارح بعده: (تقوم الساعة) ولابد منه فإما أن يكون ساقطا فيما رأيناه من نسخه أو يكون محذوفا من الرواية اكتفاء بظهوره فقدره الشارح لأن النسخة من الشرح كثيرة الغلط لا يثق بها الناظر حتى يعرف ما هو متن مما هو شرح وأول الثلاث قوله: (خراب العامر، وعمارة الخراب) قال ابن قتيبة (¬1): أراد نحوا مما يفعله الملوك من إخراب بناءٍ جديد محكم وابتناء غيره في الموات لغير علة إلا إعطاء النفس الشهوة ومتابعة الهوى، والثانية: (وأن يكون المعروف منكراً) بالواو عطف على الأولى وحذفها في نسخ مبني على أن قوله: "إخراب العامر ... " إلخ هو المشار إليه بقوله: ذلك بناء على عدم نسخه تقوم الساعة وعلى جعل الأمر بالمعروف خصلة من الثلاث والنهي عن المنكر ثانية إلا أن مع ثبوت يوم القيامة أو حذفها للعلم بها وثبوت الواو فإن الأظهر ما فسرناه به أولا وذلك لأن المعروف جعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قسماً واحداً في كثير من عباراته - صلى الله عليه وسلم -، وقوله منكراً أي ينكره الناس ويردون على من أمر به لعدم أنسهم به وولوعهم بخلافه. (والمنكر معروفاً) لأنهم ألفوه فعرفوه وزين لهم الشيطان أعمالهم والثالثة: (وأن يتمرس الرجل بالأمانة) بمثناة تحتية وفوقية فميم مفتوحات فراء مشددة مفتوحة فسين مهملة أي يتلعب بها. (تمرس البعير بالشجرة) فيصنع فيه صنع من ليس بمكلف ولا مخاطب بالشيء الذي لا ¬

_ (¬1) غريب الحديث (1/ 401).

يحترم وتقدم الكلام في رفع الأمانة. (ابن عساكر (¬1) عن محمَّد بن عطية) ابن عروة (السعدي) تابعي وثقه ابن حبان (¬2) وكان على المصنف أن يقول مرسلاً فإن إطلاقه يوهم أنه صحابي قال الهيثمي: فيه يحيى بن عبد الله النابلسي وهو ضعيف انتهى قاله على رواية الطبراني؛ لأنه أخرجها أيضاً من هذا الوجه. 3476 - "ثلاثة أصوات يباهي الله بهن الملائكة: الأذان والتكبير في سبيل الله، ورفع الصوت بالتلبية". ابن النجار (فر) عن جابر. (ثلاثة أصوات يباهي الله بهن الملائكة) أي يفاخرهم بها. (الأذان والتكبير في سبيل الله، ورفع الصوت بالتلبية) فإنه يقول: انظروا إلى عبادي يذكرونني في أوقات الصلاة والقتال والحج وفيه سنية التكبير حال القتال وتقدم الكلام فيه [2/ 358]. ابن النجار (فر) (¬3) عن جابر) فيه معاوية بن عمرو البصري (¬4) قال الذهبي (¬5): واه، وأسيد ابن أبي سعد قال أبو زرعة والدارقطني: ضعيف وقرة بن عبد الرحمن قال أحمد: منكر الحديث جداً، وقال فيه ابن حجر: حديث غريب ضعيف. 3477 - "ثلاثة أعين لا تمسها النار: عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله". (ك) عن أبي هريرة. (ثلاثة أعين) كان الأظهر ثلاث؛ لأن المعدود مؤنث إلا أنه جاز باعتبار أن ¬

_ (¬1) أخرجه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (52/ 2394، 4395)، والطبراني في الكبير (19/ 243) (545)، وابن قانع في معجم الصحابة (958)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 330)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2573)، والضعيفة (3435). (¬2) الثقات لابن حبان (4/ 187). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2538)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2574)، والضعيفة (3433). (¬4) تقريب التهذيب (1/ 538). (¬5) تلخيص المستدرك (2/ 92)، وانظر كذلك: ميزان الاعتدال (5/ 470).

المفرد يؤنث ويذكر إن صح والجمع كذلك أو لأنه أولها بالأعضاء. (لا تمسها النار) أي تمس الأعين نفسها ويحتمل لا تمس صاحبها لأجلها (عين فقئت) أي أصيبت وبخست. (في سبيل الله) في قتال الكفار أو البغاة. (وعين حرست في سبيل الله) أي حفظت المسلمين في ليل أو نهار في الجهاد. (وعين بكت من خشية الله) أي من خوف عقابه. (ك) (¬1) عن أبي هريرة)، قال الحاكم: ورده الذهبي بان فيه عمرو بن راشد ضعفوه. 3478 - "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، ومن كنت خصمه خصمته: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجير فاستوفى منه ولم يوفه". (هـ) عن هريرة. (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة) هو خصم كل ظالم إلا أنه خص الثلاثة لعظم جرمهم. (ومن كنت خصمه خصمته) أي غلبته؛ لأني لا أخاصم إلا على الحق وبالحق غالب، أولهم: (رجل أعطى بي) أعطى يصح قراءته مجهولاً أي أعطاه مسلم الأمان باسمي أو بديني الذي جئت به، كأن يقال عندك عهد الله أو دينه أو عهد رسوله ومعلوما كأن يعطي غيره عهد الله أن لا خانه (ثم غدر) أي نقض العهد الذي عاهد عليه لأنه جعل الله كفيلاً فيما لزمه من الوفاء بما أعطى فكان خصمه إذ غدر الله ورسوله؛ لأن الكفيل خصم مطالب للمكفول له (ورجل باع حرا فأكل ثمنه) أي انتفع به وذلك لأن الحر ملك لله تعالى فبائعه غاصب لملك الله الذي لم يأذن له فيه فالغاصب يخصمه المغصوب عليه وهو الرب تعالى. (ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه) أي من الأجر العمل. (ولم يوفه أجره) أي لم يعطه شيئاً منه أو لم يوفه أي لم يعطه إلا بعضه؛ لأن الإيفاء يستعمل للأمرين معاً. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 92)، والبيهقي في الشعب (795)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2575)، والضعيفة (3482).

(هـ) (¬1) عن أبي هريرة). اعلم أن الحديث قد رواه البخاري في صحيحه ولكن بدون لفظ: "ومن كنت خصمه خصمته" وهو عنده حديث قدسي، ولفظه عن الله تبارك وتعالى: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا ثم أكل ثمنه ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره". 3479 - "ثلاثة تحت العرش يوم القيامة: القرآن له ظهر وبطن يحاج العباد، والرحم تنادي: صل من وصلني، واقطع من قطعني، والأمانة". الحكيم ومحمد بن نصر عن عبد الرحمن بن عوف. (ثلاثة تحت العرش يوم القيامة) قال القاضي (¬2) هو عبارة عن اختصاص هذه الثلاثة، من الله تعالى بما كان يقرب منه واعتبار عنده بحيث لا يضيع أجر من حافظ عليها ولا يهمل مجازاة من ضيعها فأعرض عنها كما هو حال المقربين عند السلطان والواقفين تحت عرشه فإن التوسل بهم وشكرهم وشكايتهم لها له تأثير عظيم عنده انتهى. (القرآن) هو أول الثلاثة. و (له ظهر وبطن) قيل: أنها جملة حالية من ضمير القرآن الذي في خبره وهو نجاح العباد وقيل بل اعتراضية تنبه السامع على جلالة شأن القرآن وامتيازه عما سواه. (وهو يحاج العباد) أي يخاصمهم في ما أضاعوه من العمل بما فيه والقيام بحق ظاهره وباطنه. واعلم أنه قد اختلف في المراد بظهره وبطنه، فقال ابن الأثير (¬3) وغيره: ظهره لفظه وبطنه معناه أو ظهره ما ظهر تأويله وبطنه ما بطن تفسيره، أو ظهره تلاوته وبطنه تفهمه، أو ظهر استوى المكلفون فيه من الإيمان والعمل بمقتضاه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2227 - 2270)، وابن ماجه (2442). (¬2) شرح النووي على مسلم (16/ 112). (¬3) النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 364).

وبطنه ما وقع التفاوت في فهمه بين العباد على حسب مراتبهم في الأفهام والعقول وتباين منازلهم في المعارف والعلوم. قال الحكيم: ظهره يحاج العامة وبطنه يحاج الخاصة فإن أهل الملة صنفان. (والرحم) تقدم الكلام فيها. (تنادي: صِل) أي بغفرانك إحسانك وإكرامك وصلتك. (من وصلني) في دار الدنيا. (واقطع) عن ذلك. (من قطعني) فيها وقوله: (والأمانة) في نسخ الجامع هكذا بغير زيادة وفي شرحه زيادة: "تنادي: ألا من حفظني حفظه الله ومن ضيعني ضيعه الله" وشرحها ولم يذكر أنها لا توجد إلا في بعض النسخ فينظر فيه، وفي قوله: ألا من حفظني حفظه الله إلى آخره والإتيان به على جهة الإخبار ما تنادي أن شأنها [2/ 359] أعظم من شأن الرحم وذلك؛ لأن حفظها أشد من رعاية حق الرحم فالتكليف بها أشد ويحتمل أنه أريد كل أمانة ومنها التكاليف الشرعية المفسر بها قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ} الآية [الأحزاب: 72] (الحكيم ومحمد بن نصر (¬1) عن عبد الرحمن بن عوف) قال النووي: فيه كثير بن عبد الله اليشكري متكلم فيه (¬2). 3480 - "ثلاثة تستجاب دعوتهم: الوالد، والمسافر، والمظلوم " (حم طب) عن عقبة بن عامر. (ثلاثة تستجاب دعوتهم) أي دعوة كل واحد منهم. (الوالد) ومثله الوالدة حيث ورد. (والمسافر، والمظلوم) تقدم الكل مراراً. (حم طب) (¬3) عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه -. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 187، 4/ 168)، والديلمي في الفردوس (2527)، والعقيلي في الضعفاء 4/ 5، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2577)، والضعيفة (1337). (¬2) انظر: ميزان الاعتدال (3/ 409). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 154)، والطبراني في الكبير (17/ 340) (939)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3049).

3481 - "ثلاثة حق على الله تعالى عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف". (حم ت ن هـ ك) عن أبي هريرة (ثلاثة حق على الله تعالى عونهم: المجاهد في سبيل الله)، والمكاتب الذي يريد الأداء، (والناكح الذي يريد العفاف) تقدم في أربعة وزيد الرابع الحاج فمفهوم عدده غير مراد. (حم ت ن هـ ك) (¬1) عن أبي هريرة). 3482 - "ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة يغبطهم الأولون والآخرون: عبد أدى حق الله وحق مواليه ورجل يؤم قوما وهم به راضون، ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلية". (حم ت) عن ابن عمر. (ثلاثة على كثبان المسك) بضم الكاف جمع كثيب وهو الرمل المستطيل، وفيه أن هذه الكثبان تكون في الموقف قبل دخول الجنة، ويحتمل أنهم قد أدخلوا الجنة وقوله: (يوم القيامة) يصدق على الأمرين (يغبطهم الأولون والآخرون) الغبطة حسد خاص غير مذموم وهو أن يتمنى مثل حال غيره من غير أن تزول عنه النعمة التي غبطه عليها. (عبد أدى حق الله سبحانه وحق مواليه ورجل يؤم قوماً وهم به راضون، ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلية) وتقدم الكلام في فضل الثلاثة وذكر الرجل غير مراد تخصيصه لما ذكر عن الأنثى لما بيناه غير مرة من أنهم الأصل في الأحكام والأكثر في الذكر مع أن حكم النساء كذلك. (حم ت) (¬2) عن ابن عمر) قال الترمذي مخرجه: حسن غريب، قال المناوي: فيه أبو اليقظان عثمان بن عمير، قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 251، 437)، والترمذي (1655)، والنسائي (6/ 15)، وابن ماجه (2518)، والحاكم (2/ 174، 236)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3050). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 26)، والترمذي (1986)، وانظر فيض القدير (3/ 317)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2579).

الذهبي: كان شيعياً ضعفوه انتهى، قلت: عثمان بن عمير (¬1) بالتصغير ويقال ابن قيس والصواب أن قيسا جد أبيه وهو عثمان بن أبي حميد البجلي أبو اليقظان الكوفي الأعمى ضعيف اختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع من السادسة مات في حدود المائة وخمسين تقريبا، وتلك شكاة ظاهر عنك عادها. 3483 - "ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة لا يهولهم الفزع ولا يفزعون حين يفزع الناس: رجل تعلم القرآن فقام به يطلب وجه الله وما عنده، ورجل نادى في كل يوم وليلة خمس صلوات يطلب وجه الله وما عنده، ومملوك لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه". (طب) عن ابن عمر. (ثلاثة على كثبان المسك لا يهولهم الفزع) هاله الأمر يهوله أي أفزعه والفزع هو الذعر والفَرَق كما في القاموس (¬2) أي لا يفزعون لأنهم قد بشروا بالنجاة فلا خوف يفزعهم وقوله: (ولا يفزعون حين يفزع الناس) ليس بتكرير للأول لأن المراد لا يتصفون بالفزع قبل فزع الناس وإذا فزعوا لم يفزعوا أيضا وقد ثبتت هذه الصفة في القرآن للذين سبقت لهم من الله الحسنى فإنه لا يحزنهم الفزع الأكبر فهؤلاء الثلاثة بعض أفراد ذلك العام لا مفهوم لعدده. (رجل تعلم القرآن فقام به يطلب) به أي بالقيام بكتاب الله سبحانه من تلاوته والعمل بأحكامه والتدبر لآياته، أي لا يبتغي به شيئاً آخر غير ذلك وكذلك المنادي بالصلوات. (وجه الله) أي مرضاته واتباع أمره. (وما عنده) ثوابه وجزاؤه الجزيل. (ورجل نادى في كل يوم وليلة بخمس صلوات يطلب وجه الله وما عنده، ومملوك لم يمنعه رق الدنيا من طاعة ربه). (هب) (¬3) عن ابن عمر قال الهيثمي: فيه بحر بن كنيز ¬

_ (¬1) انظر التقريب (1/ 386)، والكاشف (2/ 11). (¬2) انظر القاموس (3/ 63). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 433) (13584)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 327) =

السقاء ضعيف بل متروك انتهى، قلت: كنيز بنون وزاي مصغر وضبطه عبد الغني بفتح الكاف قاله في الخلاصة (¬1). 3484 - "ثلاثة في ظل الله عَزَّ وَجَلَّ يوم لا ظل إلا ظله: رجل حيث توجه علم أن الله تعالى معه، ورجل دعته امرأة إلى نفسها فتركها من خشية الله، ورجل أحب لجلال الله". (طب) عن أبي أمامة. (ثلاثة في ظل الله عَزَّ وَجَلَّ يوم لا ظل إلا ظله: رجل حيث توجه علم أن الله تعالى معه) أي مراقب هذا العلم وعمل به ولاحظ مولاه في كل خطرة ولحظة فإنه تعالى مع عبده حيث كان {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: 4]. (ورجل دعته امرأة إلى نفسها) أي إلى الزنا بها وقد قيدها في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله بذات المنصب والجمال ويحتمل هنا التقييد. (فتركها من خشية الله) أي خشية عقابه لا لغرض آخر من خوف العار وغيره. (ورجل أحب لجلال الله تعالى) حذف المحبوب ويحتمل أن يقدر خاصاً أي رجلاً ويحتمل أن يراد أعم من ذلك كمحبة الأفعال الصالحة ونحوها وكل ما يحبه الله أي إعظاما لله تعالى وإجلالا له لا لغيره من دواعي الحب كإحسانه إليه أو جاهه أو قرائنه. (طب) (¬2) عن أبي أمامة)، قال الهيثمي: فيه بشر بن نمير وهو متروك. 3485 - "ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله: واصل الرحم ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2578). ورد في الأصل "هب" وفي المطبوع "طب" والصحيح ما أثبتناه. (¬1) خلاصة تذهيب التهذيب (1/ 111)، وانظر: المؤتلف والمختلف للأزدي (2/ 616 رقم 1813). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 240) (7935)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 279)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2581)، والضعيفة (2444) ضعيف جداً.

يزيد الله في رزقه، ويمد في أجله، وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتاماً صغاراً فقالت: لا أتزوج أقيم على أيتامي حتى يموتوا أو يغنيهم الله، وعبد صنع طعاماً فأضاف ضيفه، وأحسن نفقته فدعا عليه اليتيم والمسكين فأطعمهم لوجه الله عَزَّ وَجَلَّ ". أبو الشيخ في الثواب والأصبهاني (فر) عن أنس. (ثلاثة في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله: واصل الرحم يزيد الله في رزقه، ويمد في أجله) كأنه استطراد وخروج عن ذكر ماله في الآخرة إلى ماله في الدنيا وتقدم هذا. (وامرأة مات زوجها وترك عليها أيتاماً صغاراً) المراد الجنس [2/ 360] فيشمل الواحد قيل: ويدخل فيه أولاد الأولاد. (فقالت: لا أتزوج أقيم على أيتامي) جملة استئنافية أي أنا أقيم. (حتى يموتوا أو يغنيهم الله) فيه أن تخليها عن الزواج أفضل لمثلها وفيه أن حق الزوج أقدم من حق الأولاد. (وعبد صنع طعاماً فأضاف ضيفه) أي من طعامه ذلك. (وأحسن نفقته) حتى استغنى. (فدعا له) وفي نسخة "عليه" أي طلب على ما تركه الأضياف في الطعام. (اليتيم والمسكين فأطعمهم) جمع الضمير؛ لأنه أراد الجنس منهما قاصداً: (لوجه الله عَزَّ وَجَلَّ) في إطعامهم وفيه أن الأولى تقديم الضيف بالإكرام ثم غيره من المستحقين. (أبو الشيخ في الثواب والأصبهاني (فر) (¬1) عن أنس) فيه حفص بن عبد الرحمن قال الذهبي في الضعفاء (¬2) قال أبو حاتم: مضطرب الحديث. 3458 - "ثلاثة في ضمان الله عَزَّ وَجَلَّ: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في الثواب كما في الكنز (43243)، والديلمي في الفردوس (2526)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (2580)، والضعيفة (3436): ضعيف جداً. (¬2) انظر المغني (1/ 180).

تعالى، ورجل خرج غازياً في سبيل الله، ورجل خرج حاجاً". (حل) عن أبي هريرة. (ثلاثة في ضمان الله عَزَّ وَجَلَّ) أي في حفظه وكلائته ورعايته، أو في ضمان الوفاء بأجورهم أو قبول أعمالهم أو تسببهم للخير. (رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازياً في سبيل الله، ورجل خرج حاجاً). (حل) (¬1) عن أبي هريرة. 3487 - "ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث". (حم) عن ابن عمر. (ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر والعاق) لوالديه أو أحدهما. (والديوث) فسره بقوله: (الذي يقر في أهله الخبث) أي زوجته أو سريته أو قرابته وأراد بالخبث الزنا أي لا يغار ولا ينهى عنه، وتقدم الأولان. (حم) (¬2) عن ابن عمر قال الهيثمي: فيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات. 3488 - "ثلاثة كلهم ضامن على الله: رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله". (د حب ك) عن أبي أمامة. (ثلاثة كلهم ضامن على الله) أي مضمون على حد (عيشة راضية) أو ذو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3051)، والصحيحة (598). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 69، 128)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 147)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3052)

ضمان كالقاسط والابن فهو من باب النسب ذكره البيضاوي وسبقه إليه النووي (¬1). قال الطيبي: عدّى ضامن بعلى تضميناً لمعنى الوجود والمحافظة على سبيل الوعد أي يجب على الله وعداً أن يكلأه من مضار الدنيا والدين انتهى. (رجل خرج) من بيته أو وطنه. (غازياً في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بأجر أو غنيمة) هذان الأولان تقدما غير مرة والثالث: (رجل دخل بيته بسلام) أي لازم بيته إيثاراً للعزلة وطلباً للسلامة من الفتنة، أو المراد أنه إذا دخله سلم على أهله ونفسه ائتماراً بقوله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} [النور: 61]. (فهو ضامن على الله) قال الطيبي: والأول أوجه وبملائمة ما قبله أوثق لأن المجاهد في سبيل الله سفراً والرواح إلى المسجد حضرا ولزوم البيت اتقاء من الفتن أخذ بعضها بحجزة بعض ولم يذكر الشيء المضمون به في هذا اكتفاء بما قبله. (د حب ك) (¬2) عن أبي أمامة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 3489 - "ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالاً: الصائم، والمتسحر، والمرابط في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ ". (طب) عن ابن عباس. (ثلاثة ليس عليهم حساب فيما طعموا إذا كان حلالاً) من أنه يحاسب العبد على ما طعم من الحلال غير هؤلاء الثلاثة الذين هم: (الصائم، والمتسحر، ¬

_ (¬1) انظر: شرح مسلم للنووي (13/ 20). (¬2) أخرجه أبو داود (2494)، وابن حبان (2/ 252) (499)، والحاكم (2/ 83)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3053).

والمرابط في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ). (طب) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن عصمة عن أبي الصباح وهما مجهولان. 3490 - "ثلاثة من كن فيه يستكمل إيمانه: رجل لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يرائي بشيء من عمله وإذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة اختار أمر الآخرة على الدنيا". ابن عساكر عن أبي هريرة. (ثلاثة من كن فيه استكمل إيمانه) مبني لهما للفاعل والمفعول فإيمانه منصوب ومرفوع أي يكون إيمانه كاملا لا نقص فيه إذا اتصف بالثلاث الصفات. (رجل لا يخاف في الله لومة لائم) أي لا يترك ما أمر الله به وما نهى عنه مراقبة للناس ولومهم وذمهم له بل يؤثر ما أمر الله به على كل ما سواه، وفيه أنه لا ينبغي لأحد أن يترك أمرا دينيا مخافة ذم الناس له، وفيه أنه يجوز ذلك إلا أن غيره أفضل منه. (ولا يرائي بشيء من عمله) وتقدم الكلام في الرياء. (وإذا عرض عليه أمران أحدهما للدنيا والآخر للآخرة اختار أمر الآخرة على الدنيا). (ابن عساكر (¬2) عن أبي هريرة). 3491 - "ثلاثة من قالهن دخل الجنة: من رضي بالله رباً، وبالإِسلام دينا، وبمحمد رسولاً، والرابعة لها من الفضل كما بين السماء والأرض، وهي الجهاد في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ ". (حم) عن أبي سعيد. (ثلاثة) أي ألفاظ. (من قالهن) أي عاملا بمقتضاهن. (دخل الجنة: من رضي بالله ربًّا) ورضي بما أتاه منه من شرائعه أو أقداره ومصائبه وانقاد له انقياد العبد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 359) (12012)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 151)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2582)، والضعيفة (631): موضوع. (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2585)، والضعيفة (3444).

الراضي بمولاه ومن رضي: (بالإِسلام ديناً) [2/ 361] فلم يؤثر شيئاً يخالفه ولا ترك أمرا دعاه إليه (و) إذا رضي: (بمحمد رسولاً) من ربه آمن به وبكل ما جاء به ودل على أنه أراد ذلك قوله: (والرابعة لها من الفضل) أي على ما ذكر من الثلاث. (كما بين السماء والأرض) كأنه أراد له درجة بالجنة إذ مسافة درج الجنة كما بين السماء والأرض كما ستأتي: (وهي الجهاد في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) فإن المراد به الفعل نفسه، إن قيل: قد دخل في الإِسلام، قلت: نعم لكنه لما كان أشق الواجبات على النفس لأن فيه ذهابها أفرده إن قلت فهو أفضل من التوحيد والإِسلام، قلت: يحتمل أنه لم يرد تفضيله عليهما بل ذكر فضله في نفسه لما فيه من المشقة. (حم) (¬1) عن أبي سعيد). 3492 - "ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاء فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون وطيئة تلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق. ومن الشقاء: المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عليها لم تأمنها على نفسها ومالك، والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق". (ك) عن سعد. (ثلاثة من السعادة، وثلاثة من الشقاوة فمن السعادة: المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك) تقدمت الثلاث هذه في قوله: "ثلاث من نعيم الدنيا" والمراد أنها من دليل سعادة المرء في دنياه ودينه لأن هذه الثلاثة حصولها له من أسباب رضاه وشكره فإذا أعجبته زوجته وخَلقها وخُلقها وبأمانتها وحفظها لنفسها وماله أغنته عن طموح النفس إلى غيرها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 14)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2584)، والضعيفة (3443).

وأعانته على دينه ودنياه. (والدابة تكون وطيئة) أي التي يركبها والوطيئة حسنة السير سريعة المشي بلا إزعاج. (تلحقك بأصحابك، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق) أي ما يرتفق بها فيها، وفيه أنه ينبغي للإنسان طلب هذه الثلاثة وأنه لا ينافي الزهادة في الدنيا فإنها من أعوانه على الخيرية. (ومن الشقاوة) أي من أسباب كدر العيش وضيق الحال. (المرأة تراها فتسوؤك) لسوء خَلقها وخُلقها. (وتحمل لسانَها عليك) أي تؤذيك بالشتم وسعة المطالب كأن قلبها يحمل لسانها على الكلام ويغريها به. (وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها) من إتيان الفاحشة. (ومالك، والدابة تكون قطوفاً) بفتح القاف آخرها فاء أي بطيئة السير إذ القطوف من الدواب بطيء السير، وفيه بأنه يحسن تجنب هذه الثلاثة ويطلب ما هو على خلافها وأنه لا مذمة على العبد في ذلك في دينه. (فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق). (ك) (¬1) عن سعد) هو إذا أطلق ابن أبي وقاص قال الحاكم: تفرد به محمد بن سعد عن أبيه فإن كان حفظه فعلى شرطهما وتعقبه الذهبي فقال محمد قال أبو حاتم: صدوق يغلط، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، قلت: لا يعقب على الحاكم وقد قيده بالشرطية (¬2). 3493 - "ثلاثة من الجاهلية: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والنياحة". (طب) عن سلمان. (ثلاثة من الجاهلية) أي من صفاتها. (الفخر بالأحساب، والطعن في ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 175)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3056). (¬2) الذي في المطبوع من المستدرك تفرد به محمد بن بكير -الحضرمي- عن خالد بن عبد الله الواسطي. ومحمد بن بكير الحضرمي ترجم له الحافظ في التقريب (5765) وقال: صدوق يخطئ، وقال: قيل إن البخاري روى أ. هـ. وانظر: الإتحاف (5/ 139) رقم (5076).

الأنساب، والنياحة) مر غير مرة ذكر الثلاث هذه. (طب) (¬1) عن سلمان يعني الفارسي قال الهيثمي: فيه عبد الغفور أبو الصباح ضعيف. "ثلاثة من مكارم الأخلاق عند الله: أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك". (خط) عن أنس. (ثلاثة من مكارم الأخلاق عند الله: أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك) (خط) (¬2) عن أنس. 3495 - "ثلاثة من السحر: الرُّقَى، والتول، والتمائم". عن أبي أمامة. (ثلاثة من السحر: الرقى) جمع رقية وتقدم الكلام فيها وأن أحاديث النهي والذم لها تتوجه إلى ما كان بغير اللسان العربي وقوله: (التول) بكسر المثناة الفوقية وفتح الواو قال الديلمي: التول ما يحبب المرأة إلى زوجها وأما: (التمائم) فهي جمع تميمة وهي خرزات تعلقها العرب على أولادها لاتقاء العين فأبطلها الشارع. (طب) (¬3) عن أبي أمامة قال الهيثمي: فيه علي بن يزيد الإلهاني وهو ضعيف. 3496 - "ثلاثة من أعمال الجاهلية لا يتركهن الناس: الطعن في الأنساب، والنياحة، وقولهن مطرنا بنوء كذا وكذا". (طب) عن عمرو بن عوف. (ثلاثة من أعمال الجاهلية لا يتركهن الناس) هذا من أعلام النبوة. (الطعن في الأنساب، والنياحة، وقولهم مطرنا بنوء كذا وكذا) تقدم الكلام في هذا مراراً. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 239) (6100)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 13)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3055). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 329)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2586)، والضعيفة (3434): ضعيف جدًا. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 203) (7823)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 109)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2583).

(طب) (¬1) عن عمرو بن عوف) بن مالك المزني قال الهيثمي: فيه كثير بن عبد الله المزني ضعيف. 3497 - "ثلاثة مواطن لا ترد فيها دعوة عبد: رجل يكون في بَرّيّة حيث لا يراه أحد إلا الله فيقوم فيصلي، ورجل يكون معه فئة فيفر عنه أصحابه فيثبت، ورجل يقوم من آخر الليل". ابن منده وأبو نعيم في الصحابة عن ربيعة بن وقاص (ثلاثة مواطن لا ترد فيها دعوة عبد) ما لم يدع بإثم كما قيده فيما مضى (رجل يكون في بَرّيّة حيث لا يراه أحد إلا الله) مرفوع بالبدلية من أحد (فيقوم فيصلي) أي فرضا أو نفلا ففيه مأخذ أن الجماعة لا تجب وقد ثبت أحاديث في فضل صلاة المرء في البرية. (ورجل يكون معه فئة) أي طائفة في جهاد العدو. (فيفر عنه أصحابه فيثبت) [2/ 362] فيقاتل فيقتُل أو يُقتل وفيه جواز الانفراد عن القوم ومقاتلة العدو ولو كثر عدده وأنه لا يكون إلقاء للنفس إلى التهلكة فيكون له الأجر الكبير. (ورجل يقوم من آخر الليل) أي بعضا من الآخر وهو من بعد الثلث بصلاة وتلاوة فإن قيام الليل عبارة عن ذلك. (ابن منده وأبو نعيم (¬2) في الصحابة عن ربيعة بن وقاص) قال الذهبي: حديث مضطرب (¬3). 3498 - "ثلاثة نفر كان لأحدهم عشرة دنانير فتصدق منها بدينار وكان لآخر عشر أواق فتصدق منه بأوقية وآخر كان له مائة أوقية فتصدق منها بعشر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 19) (20)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 13)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3054). (¬2) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ رقم 2779)، وقال: في إسناده حديثه (ربيعة بن وقّاص) نظر. انظر الإصابة (2/ 477)، وفيض القدير 3/ 322، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2587)، والضعيفة (3445): ضعيف جداً. (¬3) قاله الذهبي في كتابه: تجريد أسماء الصحابة (1/ 182 رقم 1883).

أواق، هم في الأجر سواء، كل تصدق بعشر ماله". (طب) عن أبي مالك الأشعري. (ثلاثة نفر) الحديث كأنه إخبار عن الواقع ويحتمل أنه إخبار عما يقع وفيه أن الأجر باعتبار مقدار المخرج منه. (كان لأحدهم عشرة دنانير فتصدق منها بدينار وكان لآخر عشرة أواق) كأن الظاهر عشر دنانير ميزة فكأنه على مزاوجة دنانير وفي الأجر مثله. (فتصدق منه بأوقية وآخر كان له مائة أوقية فتصدق منها بعشر أواق، هم في الأجر سواء) كل واحد قد أخرج عشر ماله وفيه أن القليل من القليل كالكثير من الكثير وليس باعتبار الموقع من المعطى فإنه لا شك أن موقع العشر الأواقي أعظم عند الأخذ من الدينار وفيه أن ذا المال الكثير يتعين عليه التوسع في الصدقة لينال درجة ذي المال الحقير المنفق وقوله: (كل تصدق بعشر ماله) جملة مستأنفة للتعليل كأنه قيل: ولما استووا وقد اختلف المال المتصدق به كثرة وقلة؟ قال: قد ... إلخ. (طب) (¬1) عن أبي مالك الأشعري) كعب بن مالك (¬2). 3499 - "ثلاثة هم حُدَّثُ الله يوم القيامة: رجل لم يمش بين اثنين بمراء قط، ورجل لم يحدث نفسه بزنا قط، ورجل لم يخلط كسبه بربا قط". (حل) عن أنس. (ثلاثة هم حُدَّاثُ الله يوم القيامة) بضم المهملة وتشديد الدال المهملة ومثلثة قال في النهاية (¬3): أي جماعة يتحدثون وهي جمع على غير القياس حملاً على نظيره نحو سامر وسُمَّار فإن السُّمَّار المحدثون والمراد أنهم يكلمون الله تعالى ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 292) (3439)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2588). (¬2) أبو مالك الأشعري له صحبة واختلفوا في اسمه اختلافاً كثيراً انظر: تهذيب الكمال (34/ 245). (¬3) انظر النهاية (1/ 350).

ويكلمهم في الموقف والناس في شغل بأنفسهم الأول: (رجل لم يمش بين اثنين بمراء قط) أي لم ينقل من هذا إلى هذا أخباراً ولا كلاما يثير به الشر بينهما ويدخل فيه النمام والثاني: (رجل لم يحدث نفسه بزنا قط) أي ما هم به ولا جال في خاطره ولا تعلق بباله بل كرمت نفسه عن خطراته كما قيل في صفته - صلى الله عليه وسلم - كرمت نفسه فلا يخطر السوء على باله ولا الفحشاء وذلك لشدة مراقبته الله سبحانه وتعالى وشغل فكره بتطهيره عن الأدناس الفكرية والخطرات الشهوانية والثالث: (رجل لم يخلط كسبه برباً قط) بالباء الموحدة تقدم مراراً. (حل) (¬1) عن أنس) ورواه عنه أيضاً الديلمي. 3500 - "ثلاثة لا تحرم عليك أعراضهم: المجاهر بالفسق، والإمام الجائر، والمبتدع". ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن الحسن مرسلاً. (ثلاثة لا تحرم عليك أعراضهم) بل يجوز اغتيابهم الحديث مطلق والظاهر أنه مقيد بما إذا كان اغتيابهم تحذيراً من شرهم وتعريفا بحالهم ونحو ذلك بما له فائدة في الدين، لا لمجرد التفكه والتللذ بذمهم. (المجاهر بالفسق) أي الآتي بما يفسق به جهاراً من غير مساترة فإنه يجوز ذكره بما يجاهر به فقط ولا يتعداه إلى سائر معاتبه. (والإمام الجائر) أي الخارج عن الحق وفي تسميته إماما لغة. (والمبتدع) فهو لا يجوز غيبتهم بالقيد الذي ذكرناه والشرط الذي أسلفناه. (ابن أبي الدنيا (¬2) في ذم الغيبة عن الحسن مرسلاً). 3501 - "ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام قوم وهم له كارهون". (ت) عن أبي أمامة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 263)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2589)، والضعيفة (3446) ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن بي الدنيا في ذم الغضب (100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2590).

(ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم) أي لا ترفع إلى السماء وهو كناية عن عدم قبولها كما صرح به في رواية للطبراني، وقيل: لا يرتفع إلى الله تعالى رفع العمل الصالح بل شيئاً قليلاً من الرفع كما نبه عليه بذكر الآذان وخصها بالذكر لما يقع فيها من التلاوة والدعاء وهذا كقوله في المارقة: "يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم" عبر به عن عدم القبول بعدم مجاوزته الآذان بدليل التصريح بعدم القبول في رواية أخرى، أو المراد لا ترفع عن آذانهم فتظلهم كما يظل العمل الصالح صاحبه يوم القيامة والثلاثة تقدم ذكرهم في الجزء الأول. (العبد الآبق حتى يرجع، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وإمام يؤم قوماً وهم له كارهون). (ت) (¬1) عن أبي أمامة) قال الترمذي: حسن غريب وضعفه الهيثمي وأقرَّه عليه الزين العراقي في موضع وقال في آخر: إسناده حسن، وقال الذهبي: إسناده ليس بالقوي وروي بإسنادين آخرين هذا أمتنهما. 3502 - "ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة: عين بكت من خشية الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله". (طب) عن معاوية بن حيدة. (ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة) كناية عن عدم دخولهم إياها وأما وقوع الرؤية فالظاهر أنه كائن لكل من في الموقف ويحتمل الحقيقة [2/ 363] (عين بكت من خشية الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين غضت عن محارم الله) بالغين المعجمة وتشديد الضاد المعجمة أي خفضت وأطرقت والمراد أنها وقعت منها هذه الأفعال وماتت ولم تحدث ما يبطلها ويغير ثوابها. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (360)، والبيهقي في السنن (3/ 128)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 121)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3057).

(طب) (¬1) عن معاوية بن حيدة) قال الهيثمي: فيه أبو حبيب العبقري ويقال: العزي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 3503 - "ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً: رجل أمّ قوماً وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان". (هـ) عن ابن عباس. (ثلاثة لا ترفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبراً) تقدم آنفاً معناه. (رجل أمّ قومًا وهم له كارهون، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان) أي متهاجران متقاطعان من الصرم القطيعة، والمراد أخوان في دين أو نسب، وإنما التصارم فوق الثلاث؛ لأنه قد أبيح ثلاثاً. (هـ) (¬2) عن ابن عباس) قال الزين العراقي في شرح الترمذي: إسناده حسن. 3504 - "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله تعالى فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب تبارك وتعالى: "وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين". (حم ت هـ) عن أبي هريرة. (ثلاثة لا ترد دعوتهم) أي بل يستجاب سواء كانت لهم أو لغيرهم. (الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم) تقدمت الثلاثة وقوله: (يرفعها الله حال من دعوة المظلوم. (فوق الغمام) بزنة السحاب هي السحاب. (وتفتح لها أبواب السماء) أي لعظمة أمرها فإنها تفتح أبواب السماء لها نفسها أو للملك الذي يرفعها. (ويقول الرب تبارك وتعالى: وعزتي لأنصرنك) إعلام بأن المالك للظالم المتصرف فيه كيف يشاء القادر هو المقسم بعزته وهي غلبته وعظمته ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 416) (1003)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2591)، وصححه في الصحيحة (2673). (¬2) أخرجه ابن ماجه (971)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2593).

لينصرن المظلوم فلا غالب له ولا راد لأمره وكفى بهذه العبرة والإخبار الصادق تسلية ونصرة. (ولو بعد حين) فيه دلالة على أن حكمته تعالى تقتضي بأن يمهل الظالم ولا يهمله ومن محاسن كلام ابن القيم (¬1) في بعض كتبه في الكلام بعد سرد حديث الحجر المغصوب في البناء أساس الخراب سبحان الله كم بكت في تنعم الطاغين أرملة واحترقت كبد يتيم وجرت دمعة مسكين {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ} [المرسلات: 46]، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص: 88] ما ابيض لون رغيفهم حتى اسود لون صنيعهم وما سمنت أجسامهم حتى نحلت أجسام من استأثروا عليه لا تحتقر دعاء المظلوم فشرر قلبه محمول بضجيج صوته إلى سقف بيتك ويحكي نبال أدعيته مصيبة وأن يأخذ الوقت قوسه قلبه المقروح ووتره الليل وأستاذه صاحب لأنصرنك ولو بعد حين لقد رأيت ولكن لست تعتبره احذر عداوة من ينام وطرفه باك يقلب وجهه نحو السماء يرمي سهاما ما لها غرض سوى الإخشاء منك فلربما ولعلها. (حم ت هـ) (¬2) عن أبي هريرة) قال الترمذي: حسن غريب انتهى قال الشارح: وفيه مقال طويل بينه ابن حجر وغيره. 3505 - "ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق من سيده فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم" (خد ع طب ك هب) عن فضالة بن عبيد. (ثلاثة لا تسأل عنهم) مبني للمعلوم أي لا تسأل عن كيفية عقوبتهم فهي من ¬

_ (¬1) بدائع الفوائد (3/ 762). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 445)، والترمذي (3598)، وابن ماجه (1752)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 96)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2592)، والضعيفة (1358).

الفظاعة بحيث لا يحتملها السمع أو لا تهتم بهم ولا تسأل عنهم فهم أحقر من أن تعتني بشأنهم وتشتغل بالسؤال عنهم، أو لا تسأل الشفاعة فيهم فإنهم هالكون أولهم: (رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً) أي فارق عمن اجتمع عليه الناس ولا أتى أمراً يوجب فراقه من ظلم وعصيان لله وتعد لحدوده فإنه لا يجوز من أحد الخروج عليه فإن المراد فارقه مفارقة تضره وتضر المسلمين ولذا قال فارق الجماعة وعصى إمامه فأنه لو عصى إمامه وبقى في جماعته غير متعد بصره أحداً لم يدخل في الوعيد، وأخص الناس لهذه الصفة الخوارج المارقون فإنهم كانوا بهذه الصفة وماتوا عاصين غير تائبين. (وأمة أو عبد أبق من سيده فمات) لعل تقديم الأمة إشعارا بأن إباقها أشد قبحا وأعظم عند الله إثما ولذلك خصصها بتقديم الذكر وإلا فإن غالب الأحاديث يذكر فيها العبد والأمة تبع له كما تكرر ذكر الرجل والمرأة متابعة له كما تقدم الكلام في صدره وتقدم الكلام في الإباق. (وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا) أي ما تحتاجه فيما يقوم بمؤنتها [2/ 364] ولا مفهوم لهذا القيد لأنها منهية عن التبرج للرجال مطلقا وإنما هو لبيان كمال قبح ما أتت به وأنه لا معذرة لها فإن أسباب العفة غير مفقودة لديها نظير ذم الشيخ الزاني. (فتبرجت) أي تعرضت لهم والتبرج التبختر في المشي المنهي عنها في قوله تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} [الأحزاب: 33] وقوله: (فلا تسأل عنهم) تأكيد للأول وهو نهي فيهما معا مجزوم. (خد ع طب ك هب) (¬1) عن فضالة بن عبيد) قال الحاكم: على شرطهما ولا أعلم له علة وأقره الذهبي وقال الهيثمي: رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (590)، وأبو يعلى (7203)، والطبراني في الكبير (18/ 306) (788)، والحاكم (1/ 206)، والبيهقي في الشعب (7797)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3058)، والصحيحة (542).

3506 - "ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره، ورجل ينازع الله رداءه، فإن رداءه الكبرياء وإزاره العز، ورجل في شك من أمر الله، والقنوط من رحمة الله". (خد ع طب) عن فضالة بن عبيد. (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره، ورجل ينازع الله رداءه) قال في النهاية (¬1): ضرب الإزار والرداء مثلا في انفراده بصفة العظمة والكبرياء أي ليستا كسائر الصفات التي قد يتصف بها الخلق مجازا كالرحمة والكرم وغيرهما. (فإن رداءه الكبرياء وإزاره العز) شبههما بالإزار والرداء المتصف بهما يشملانه كما يشمل الرداء الإنسان أو لأنه لا يشاركه في ردائه وإزاره أحد فكذلك الله تعالى لا ينبغي أن يشاركه فيهما أحد والمنازعة والمجاذبة والمراد أنه بتكبره وتعززه كأنه ينازع ربه صفته الخاصة به. (ورجل في شك من أمر الله) أي في ريب من شأنه تعالى وأوامره ونواهيه أو وجوده وصفاته وجعل الشك ظرفا له لتمكنه فيه إما إشارة إلى أنه لا يبلغ به الإثم هذه الرتبة إلا إذا تمكن في الريب لا إذا كان عارضا وخاطرًا يزول أو إشارة إلى أن أدنى شك وريب يكون به صاحبه كأنه في غاية التمكن فيه وأنه لا عذر له فيه لتعاضد أدلة اليقين وطلوع شموس براهين الحق {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10] (والقنوط) بضم القاف اليأس. (من رحمة الله) فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون وهو عطف على الشك وفيه النكتة الأخيرة لا الأولى إلا باحتمال بعيد، وفيه أنه لا ييأس المذنب من رحمة الله تعالى وأن رحمته واسعة كل شيء والمراد رحمته في الدارين. (خد ع طب) (¬2) عن فضالة بن عبيد) قال الهيثمي: رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 44). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (590)، وأبو يعلى (7204)، والطبراني في الكبير (18/ 306) (789)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3059)، والصحيحة (542).

3507 - "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ". (د) عن عمار بن ياسر. (ثلاثة لا تقربهم الملائكة) أي النازلون بالبركة والرحمة والطائفون على العباد بالزيارة واستماع الذكر كما يرشد إليه قوله في الثاني بخير لا الحفظة فإنهم لا يفارقونه طرفة عين وفي قوله: (جيفة الكافر) أي ميتته إشعار بأن المراد ملائكة الرحمة لا ملائكة العذاب فإنه قد ثبت قربانهم له، ويحتمل أن المراد بجيفة جسده الخالي عن روحه فلا يقربونه والعذاب والقربان لروحه وفي قوله جيفة إلمام بهذا بخلاف المؤمن فإنهم يقربون روحه وجسده خاليا عنه. (والمتضمخ بالخلوق) بفتح الخاء طيب له صبغ يتخذ من الزعفران وغيره لما فيه من التشبه بالنساء. (والجنب إلا أن يتوضأ) قال الكلاباذي: يجوز أنه في من اجتنب من محرَّم أما من حلال فلا تجتنبه الملائكة ولا البيت الذي هو فيه فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبا بغير حلم ويصوم ذلك اليوم وكان يطوف على نسائه بغسل واحد ويجوز أنه فيمن أجتنب باحتلام وترك الغسل مع وجود الماء فبات جنباً؛ لأن الحلم من الشيطان فمن تلعب به في يقظة أو منام تجنبه الملك الذي هو عدو الشيطان انتهى، (د) (¬1) عن عمار بن ياسر). 3508 - "ثلاثة لا تقربهم الملائكة بخير: جيفة الكافر، والمتضمخ بالخلوق، والجنب إلا أن يبدو له أن يأكل أو ينام فيتوضأ وضوءه للصلاة". (طب) عن عمار بن ياسر. (ثلاثة لا تقربهم الملائكة بخير) أي ببركة ورحمة وهو مقيد لإطلاق الأول: (جيفة الكافر) في التعبير عن ميتته بالجيفة إبعاد له وتحقير. (والمتضمخ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4180)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3061).

بالخلوق، والجنب إلا أن يبدو له أن يأكل أو ينام فيتوضأ وضوءه للصلاة) استثناء من الحث للإعلام بأنه إذا توضأ وضوءه للصلاة والظاهر أن المراد بعد غسله للنجاسة لإرادة أكل فإنها تقربه الملائكة، ويلحق بالأكل النوم لثبوته في حديث آخر، والظاهر أن التقييد بالأكل خرج مخرج الغالب لا أنه لا يكون الحكم إلا إذا فعل الوضوء لأجله. قال القاضي: المراد بالكلام حيث تهاون في الغسل وآخره [2/ 365] حتى مر عليه وقت صلاة وجعل ذلك دأباً وعادة فإنه مستخف بالشرع متساهل بالدين غير مستعد لاتصالهم والاختلاط بهم لا جنب كان لما ثبت أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كان يطوف على نسائه بغسل واحد. (طب) (¬1) عن عمار بن ياسر قال في مسند الفردوس وفي الباب ابن عباس وغيره. 3509 - "ثلاثة لا تقربهم الملائكة: السكران، والمتضمخ بالزعفران، والحائض والجنب". البزار عن بريدة. (ثلاثة لا تقربهم الملائكة: السكران، والمتضمخ بالزعفران) فيه بيان أنه الخلوف أو من أفراده. (والحائض والجنب) هؤلاء أربعة فيحتمل أنه أراد بالآخرين المحدث حدثًا أكبر سماهما واحداً. (البزار (¬2) عن بريدة)، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن حكيم لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 3510 - "ثلاثة لا يجيبهم ربك عز وجل: رجل نزل بيتاً خرباً، ورجل نزل على طريق السبيل، ورجل أرسل دابته، ثم جعل يدعو الله أن يحبسها". (طب) عن عبد الرحمن بن عائذ الثمالي. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 361) (12017)، والديلمي في الفردوس (2515)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2595). (¬2) أخرجه البزار (1402)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 72)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3060).

(ثلاثة لا يجيبهم ربك عز وجل) أي لا يجيب دعاءهم ولا يلبي نداءهم، الأول: (رجل نزل) أي حل وسكن. (بيتاً خرباً) أي مشارفاً على الخراب أو بعضه خراباً وبقيته على الهدام؛ لأنه عرض نفسه للهلاك وقد نهى عن إهلاكها وأمر باتخاذ أسباب السلامة فصار عاصيا فلا تجاب له دعوة ومثله سائر الأسباب كمن قطع مفازة فيها السبع ويعلم أنه لا دافع له عنه ونحوها من الأسباب، وفيه أن إضاعة النفس لا تجوز فيجب عليه تطلب ما يسد جوعته وظمأه. (ورجل نزل على طريق السبيل) الإضافة بيانية إذ الطريق هي السبيل ويحتمل أنه من إضافة العام إلى الخاص فإن الطريق يحتمل المملوكة وغيرها فلا يكون النازل المراد هنا إلا من نزل طريقا مسبلة لا طريقاً يملكها أي أقام بها فتخطاه المارة وربما عثرت به دابة أو حمله سيل فهو متعرض أيضاً لإهلاك نفسه، وفي بعض النسخ السيل بدون موحدة وكان معناه حسنا إلا أنه لم يثبت ما صحح من النسخ (ورجل أرسل دابته) أي أطلقها عن وثاقها. (ثم جعل يدعو الله أن يحبسها) فإنه تعالى لا يجيب دعاءه؛ لأنه قد نهاه عن إضاعة الأسباب وقد قال - صلى الله عليه وسلم - "اعقلها وتوكل". (طب) (¬1) عن عبد الرحمن بن عائذ) بالمهملة وهمزة والمعجمة (الثمالي) بمثلثة مضمومة والتخفيف نسبة إلى ثمالة بطن من الأزد وفي نسخ اليمامي، قال الهيثمي: فيه صدقة بن عبد الله السمين وثقه دحيم وضعفه أحمد. 3511 - "ثلاثة لا يحجبون عن النار: المنان، وعاق والده، ومدمن الخمر". رستة في الإيمان عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما عزا له الهيثمي في المجمع (3/ 213)، والإصابة (5/ 235)، والمناوي في فيض القدير (3/ 326)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2596)، والضعيفة (3449).

(ثلاثة لا يحجبون عن النار) أي لا يمنعون عنها برحمة الله ولا بأعمالهم ولا بشفاعة، وفي التعبير بهذه العبارة إشعار بأنهم قد صاروا لقبح أعمالهم بحيث يطلبون دخول النار. (المنان) هو الذي يعتدي بما أعطاه ويمن به على من حباه. (وعاق والده) أو أحدهما. (ومدمن الخمر) وتقدم وعيد الثلاثة غير مرة. (رستة (¬1) في الإيمان عن أبي هريرة). 3512 - "ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر، ومن مات وهو مدمن للخمر سقاه الله من نهر الغوطة، نهر يجري من فروج المومسات يؤذي أهل النار ريح فروجهن". (حم طب ك) عن أبي موسى. (ثلاثة لا يدخلون الجنة: مدمن الخمر، وقاطع الرحم، ومصدق بالسحر) أي قابل لما يدعيه الساحر من الآثار سواء عمل به أو لم يعمل وسواء تعلمه أو لم يتعلمه، ففيه أنه يجب تكذيب الساحر ورد ما يزعمه وما عرف من الآثار أنه حقيقة فإنه يجب أن يعلم أنه بإذن الله وخلقه لا بسحر الساحر. قال الذهبي: ويدخل تعلم السيمياء وعملها وهي محض السحر وعقد الرجل عن زوجته ومحبة الزوج لامرأته وبغضها وأشباه ذلك بكلمات مجهولة. (ومن مات مدمن للخمر سقاه الله من نهر الغوطة) بضم الغين المعجمة، في القاموس (¬2): أنها مدينة دمشق فيحتمل أنها تجعل نهرا يوم القيامة بذلك وأنه اسم النهر في الآخرة وفسره الإبدال بقوله. (نهر يجري من فروج المومسات) بالسين المهملة مضموم الميم جمع مومسة واحدة الزواني. (يؤذي أهل النار) على ما بهم من الأذى فإنهم لا يتأذون إلا من أمر مهول يذهلهم عما هم فيه. (ريح فروجهن) فكيف ¬

_ (¬1) أخرجه رسته في الإيمان كما في الكنز (43805)، وانظر فيض القدير (3/ 326)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2597). (¬2) انظر القاموس (2/ 376، 377).

الخارج منها فإنه لا يؤدي ريح المخرج إلا من شدة نتن الخارج في الأغلب. (حم طب ك) (¬1) عن أبي موسى) قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 3513 - "ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث، ورجلة النساء". (ك هب) عن ابن عمر. (ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والديوث) هم من ديَّثت البعير إذا ذلّلته ولينته بالرياضة فكان الديوث ذلَّل حتى رأى المنكر بأهله فهان عليه. قال ابن القيم رحمه الله تعالى (¬2): ذكر الديوث يدل على أن الدين الغيرة ومن لا غيرة له لا دين له فالغيرة [2/ 366] تحمي القلب فتحمى له الجوارح فتدفع السوء والفواحش وعدمها يميت القلب فتموت الجوارح فلا يبقى عندها دفع البتة، والغيرة في القلب كالقوة التي تدفع المرض وتقاومه فإذا ذهبت كان الهلاك. (ورجلة النساء) بفتح الراء وضم الجيم، وقيل بكسرها وفتح اللام أي المتشبهة بالرجال في الزي والهيئة لا في العلم والرأي فإنه محمود. (ك هب) (¬3) عن ابن عمر) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في التلخيص. 3514 - "ثلاثة لا يدخلون الجنة: والديوث أبداً، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر". (طب) عن عمار بن ياسر. (ثلاثة لا يدخلون الجنة: أبداً) قيل التقييد بها مع كونها لا يدخلها التخصيص على ما قيل يدل على أنه أريد بالثلاثة من استحل. (الديوث، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر) وتقدمت الثلاثة وتمام الحديث هذا عند الطبراني: "قالوا: يا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 399)، والحاكم (4/ 163)، وابن حبان في موارد الظمآن (1380)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2598)، والضعيفة (1463). (¬2) الجواب الكافي (1/ 45). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 144)، والبيهقي في الشعب (10799)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3063)، والصحيحة (3099).

رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث؟ قال: "الذي لا يبالي من دخل على أهله"، قلنا: فما الرجلة؟ قال: "التي تتشبه بالرجال" انتهى. (طب) (¬1) عن عمار بن ياسر) قال الهيثمي: فيه مساتر وليس فيهم من قيل إنه ضعيف ورواه عنه أيضاً البيهقي في الشعب. 3515 - "ثلاثة لا يرد الله دعائهم: الذاكر الله كثيراً، والمظلوم، والإمام المقسط". (هب) عن أبي هريرة. (ثلاثة لا يرد الله دعائهم) أي بل يستجيبه فإنه كناية عن ذلك وإن كان أعم منه. (الذاكر الله كثيراً) أي دائماً أو غالبا وتقدم ذكر. (المظلوم، والإمام المقسط). (هب) (¬2) عن أبي هريرة) فيه حميد بن الأسود أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: كان عفان يحمل عليه عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ثقة ضعفه أبو حاتم عن شريك بن أبي نمر قال يحيى والنسائي: ليس بالقوي. 3516 - "ثلاثة لا يريحون رائحة الجنة: رجل ادعى إلى غير أبيه، ورجل كذب علي، ورجل كذب على عينيه". (خط) عن أبي هريرة. (ثلاثة لا يريحون رائحة الجنة) من راح إذا أدرك الرائحة وهي العرف أي لا يجدونه وقد ثبت أنه يدرك من مسير خمسمائة عام وهو كناية عن عدم دخولها نفي اللازم لانتفاء ملزومه. (رجل ادعى إلى غير أبيه) أي انتسب إلى غير من خلقه الله من مائه فهو كاذب على الله تعالى. (ورجل كذب علي) أي افترى عليه - صلى الله عليه وسلم - قولاً أو فعلاً أو تقريراً. (ورجل كذب على عينيه) أي قال: رأيت في منامي ¬

_ (¬1) لم أقف عليه من الكبير، وأخرجه البيهقي في الشعب (10800)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 327)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3062). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (588)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3064)، وصححه في الصحيحة (3074). (¬3) انظر المغني (1/ 193).

كذا كاذباً فإنه كذب على الله تعالى وعلى ملك الرؤيا إذ الرؤيا الصالحة بشرى من الله تعالى وذلك ذنب كبير فاستحق العقوبة ولأن رؤيا المؤمن جزء من أجزاء النبوة كما ثبت في عدة من الأخبار فكأن الكاذب فيها متنبئاً بادعائه جزءًا من ستة وأربعين جزءا من النبوة، ومدعي الجزء كمدعي الكل ذكره الكلاباذي. (خط) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه البزار قال الهيثمي: فيه عبد الرزاق بن عمر ضعيف ولم يوثقه أحد. 3517 - "ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو علم، وإمام مقسط". (طب) عن أبي أمامة. (ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم، وإمام مقسط). (طب) (¬2) عن أبي أمامة، قال الهيثمي: هو من رواية عبد الله بن زحر عن علي بن زيد وكلاهما ضعيف. 3518 - "ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق بين النفاق: ذو الشيبة في الإسلام، والإمام المقسط، ومعلم الخير". أبو الشيخ في التوبيخ عن جابر. (ثلاثة لا يستخف بحقهم) والحق الذي لهم توقيرهم بالتعظيم والإجلال والرعاية وقبول كلامهم ونحوه. (إلا منافق) ليس المراد به مظهر خلاف ما يبطن من إهانتهم بل يتصف بصفة المنافق فإن من صفته أن يستخف بحق من جعل الله له حقاً (بين النفاق) بتشديد المثناة التحتية أي ظاهرة واضخة وذلك لأنه نفاقاً عملي يظهر للأبصار فهو أوضح من النفاق القلبي وإنما كان ذلك نفاقا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 75)، والديلمي في الفردوس (2507)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 148)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2599)، والضعيفة (2138): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 202) (7819)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2601)، والضعيفة (3249): منكر.

لأن الله تعالى أمر بإكرامهم فتارك أمرا فيه منافق وهم: (ذو الشيبة في الإسلام) لا الشايب في غيره فإنه لا حق له به بل إهانته مرادة لذهاب عمره في معصية الله تعالى. (ومعلم الخير) أي يعلم الناس الخير أي علم الشريعة وهو علم السنة والكتاب لا غيره، ثم المراد العامل لا الخليع فإنه لإهانته حق العلم لا حق له وأحسن من قال: قالوا فلانٌ عالم فاضل ... فعظموه مثل ما يقتضي فقلت لما لم يكن ذا تقىً ... تعارض المانع والمقتضي (¬1) (والإمام المقسط) أي العادل في رعيته. أبو الشيخ (¬2) في التوبيخ عن جابر قال الشارح: إنه ضعيف ولم يبين وجهه، لكن قالوا له وللذي قبله شواهد منها ما رواه الخطيب عن أبي هريرة مرفوعاً: "لا يوسع المجلس إلا لثلاثة لذي علم لعلمه [2/ 367] ولذي سلطان لسلطانه ولذي سن لسنه" (¬3) وعن كعب قال: نجد في كتاب الله تعالى أن يوسع في المجلس لذي الشيبة المسلم والإمام العادل ولذي القرآن ونعظمهم ونوقرهم ونشرفهم. 3519 - "ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً: عاق، ومنان، ومكذب بالقدر". (طب) عن أبي أمامة. (ثلاثة لا يقبل الله منهم يوم القيامة صرفاً) أي توبة أو نافلة أو وجها يصرف عن نفسه العذاب. (ولا عدلاً) أي فريضة وقيل فدية يعني لا يقبل الله قبولاً يكفر به عنه هذه الخطيئة وإن كان قد تكفرها طاعات أخر. (عاق، ومنان، ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة لابن دقيق العيد. (¬2) أخرجه الرافعي في التدوين (1/ 186)، والخطيب في تاريخه (8/ 27)، وتاريخ دمشق (43/ 453)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2600)، وقال في الضعيفة (3249): منكر. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (8023)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 364).

ومكذب بالقدر) الثلاثة تقدم تفسيرهم. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) قال الهيثمي رواه بإسنادين في أحدهما بشر بن نمير وهو متروك وفي الآخر عمر بن يزيد وهو ضعيف انتهى ومن ثم قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال ابن حبان: عمر بن يزيد يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل انتهى، وخالفهم الذهبي وقال عمر بن يزيد صويلح. 3520 - "ثلاثة لا يقبل الله تعالى منهم صلاة: الرجل يؤم قوما وهم له كارهون، والرجل لا يأتي الصلاة إلا دباراً، ورجل اعتبد محرراً". (د هـ) عن ابن. (ثلاثة لا يقبل الله منهم صلاة: الرجل يؤم قوما وهم له كارهون، والرجل لا يأتي الصلاة إلا دباراً) بكسر الدال المهملة أي بعد فوات وقتها، وقيل دبارا جمع دبر وهو آخر الوقت نحو {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [ق: 40] والمراد يأتيها حين أدبر وقتها وهذا فيمن اتخذه ديدنا وعادة. (ورجل اعتبد محرراً) أي اتخذه عبداً كأن يأخذ حراً فيدعيه عبداً أو يعتق عبداً أو يكتمه عتقه ويستخدمه (د هـ) (¬2) عن ابن عمرو بن العاص) فيه عبد الرحمن بن زياد الأفريقي، قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: عبد الرحمن الأفريقي ضعفه الجمهور. 3521 - "ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة ولا ترفع لهم إلى السماء حسنة: العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه، والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى، والسكران حتى يصحو". ابن خزيمة (حب هب) عن جابر. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 119) (7547)، و (8/ 240) (7938)، وابن عدي في الكامل (2/ 7)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 206)، والعلل المتناهية (1/ 157)، وقال المنذري (3/ 224): إسناده حسن، وابن عساكر في تاريخ دمشق (41/ 218)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3065)، والصحيحة (1785). (¬2) أخرجه أبو داود (593)، وابن ماجه (970)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2603).

(ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة) تقدم الكلام عن معنى نفي القبول. (ولا ترفع لهم إلى السماء حسنة) تعميم من بعد التخصيص. (العبد الآبق حتى يرجع إلى مواليه) فيه تنبيه ربه تعالى لا يقبل حسنة العاصي من عباده؛ لأنه إذا لم يقبل حسنة من عصى مولاه الذي حقه عليه بالنسبة إلى حق الله على عبيده لا يستحق أن يسمى حقًّا فكيف يقبل حسنة من عصى من لا يقوم بحقه أحد ولا اجتهد في طاعته عمره كله إلا أنه تعالى بكرمه وغناه يقبل طاعة من عصاه وإلا لزم أن لا يقبل إلا طاعة المعصوم إذ كل بني آدم خطاؤون. (والمرأة الساخط عليها زوجها حتى يرضى، والسكران حتى يصحوا) أي لا يقبل له صلاة ولا حسنة حال سكره، إن قلت: السكران لا تسمى صلاته صلاة؟ قيل: إنها سميت باعتبار الصورة، ويحتمل أن المراد به الساكر وإن لم يصر ثملاً. (حب هب) (¬1) عن جابر) فيه زهير بن محمد عن ابن المنكدر قال البيهقي في السنن: تفرد به زهير، قال الذهبي في المهذب (¬2): قلت هذا من مناكير زهير. 3522 - "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئاً إلا منة، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب". (حم م4) عن أبي ذر (صح). (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة) أي كلاما يرضى به عنهم أو لا يرسل ملائكته بالتحية إليهم أو بالبشارة بالنجاة بالرحمة. (ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم) أي لا يطهرهم عن أدران الذنوب بمياه مغفرته، وتقدم أن نفي النظر كناية عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة (940)، وابن حبان (12/ 168) (5355)، والبيهقي في الشعب (5591، 8600)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 174)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2602)، والضعيفة (1075). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 1643).

الإهانة والاستحقار. (ولهم عذاب أليم) أي مؤلم أو وصف بصفة من ملابسه وفسرهم بقوله: (المسبل إزاره، والمنان الذي لا يعطي شيئا إلا منة) أي منَّ به على من أعطاه ويحتمل أنه أريد بالمنِّ النقص الذي ينقص غيره حقه كالنقص في الكيل والوزن ومنه قوله تعالى: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ} [القلم: 3] أي منقوص. (والمنفق سلعته بالحلف الكاذب) أي صاحبه أو بمعنى مكذوب أو إسناد مجازي والسلعة: المتاع وما أتجر فيه كما في القاموس (¬1) بالحلف الكاذب أي بسببه، قال الطيبي: جمع الثلاثة في قرن لأن المسبل إزاره هو المتكبر المرتفع بنفسه على الناس يحتقرهم والمنان إنما يمن بعطائه لما رآه من علوه على من أعطاه والحالف البائع يراعي غبطة نفسه وبذلك يجازيهم الله تعالى باحتقاره لهم وعدم التفاته إليهم كما صرح به ولا يكلمهم وإنما قدم ذكر الجزاء مع أن رتبته التأخير عن الفعل لتعظيم شأنه وتهويل أمره [2/ 368] ولتذهب نفس السامع كل مذهب ولو قيل: المسبل والمنان والمنفق لا يكلمهم الله لم يقع هذا الموقع انتهى. قلت: ولا يخفى أنه أراد بقوله جزاء أي مجازاته تعالى لهم أي الإخبار عنها. (حم م4) (¬2) عن أبي ذر. 3523 - "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعته لقد أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب، ورجل حلف على يمين كاذبة بعد العصر ليقتطع بها مال رجل مسلم، ورجل منع فضل مائه فيقول الله: "اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك". (ق) عن أبي هريرة (صح). (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: رجل حلف على سلعته لقد ¬

_ (¬1) انظر القاموس (3/ 39). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 158، 162، 168، 177)، ومسلم (106)، وأبو داود (4087)، والترمذي (1211)، والنسائي (2/ 42، 6/ 294)، وابن ماجه (2208).

أعطى بها أكثر مما أعطى وهو كاذب) أي لقد أعطاه مساوم أوفى أكثر مما أعطاه من يريد بيعها منه وكلاهما مبنيان للمجهول وهذا أحد أنواع تنفيق السلعة باليمين الكاذبة. (ورجل حلف على يمين) عداه بعلى لتضمينه معنى مقدما ومصراً أي حلف مقدما على يمين. (كاذبة) لكذب المحلوف عليه، وخص (بعد العصر) لأنه وقت شريف ترفع فيه الأعمال ووقت ختامها والأمور بخواتمها فتغلظ فيه عقوبة الذنب كذا قيل، وقيل: إنه ليس بقيد وإنما خرج مخرج الغالب؛ لأن مثله غالبا يقع في أواخر النهار حيث يريدون الفراغ من معاملاتهم. (ليقتطع مال رجل مسلم) ومثله المعاهد والاقتطاع أخذ قطعة منه. (ورجل منع فضل مائه) أي ما زاد على كفايته وظاهر إضافته إليه أن الكلام في بئر حفرها في ملكه أو في موات للارتفاق وفضل عن حاجته ما يحتاجه غيره، وقيل إن في قوله أجرًا ما لم يعمل بذاك ما يدل أنه أريد المياه المتاحة النابعة في موضع لا يختص بأحد ولا صنع للآدميين في إجرائها وإنباطها كمياه العيون والأنهار الجارية في بطون الأودية والتقييد في الحديث الثاني بقوله في: "فلاة" ربما أرشد إلى هذا وإن كان يحتمل أن الوعيد لمانع فضل مائه وفضل ما في الفلاة ولذا قلنا ربما. (فيقول الله: "اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك). (ق) (¬1) عن أبي هريرة). 3524 - "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالفلاة يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك، ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا: فإن أعطاه منها وفي، وإن لم يعطه منها لم يف". (حم ق4) عن أبي هريرة (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2369)، ومسلم (108).

(ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل مائه في الفلاة) بالفاء والقصر الأرض الخالية. (يمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف بالله له لأخذها بكذا وكذا) هو نوع من تنفيق السلعة باليمين غير الأول وبه يعلم أنه ما أراد تنفيقها باليمين الكاذبة خصوص يمين. (فصدقه) فيما حلف عليه وظاهره أنه لا وعيد إذا لم يصدقه. (وهو على غير ذلك) أي والحال أنه على غير ما حلف عليه. (ورجل بايع إماماً) قال الخطابي (¬1): الأصل في المبايعة للإمام أن يبايع على أن يعمل بالحق ويقيم الحدود ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر انتهى فقوله: (لا يبايعه إلا لدنيا) أي لا يقصد بها إلا تحصيل مال معه أو جاه لا يقصد له غير ذلك، وفيه أنه لو قصد ذلك منضما إلى ما يقصد به البيعة لجاز له وفي قوله: (فإن أعطاه منها وفى، وإن لم يعطه منها لم يف) ما يدل على أنه لو بايعه للدنيا لا غير ثم وفي له سواء أعطاه أو منعه على أنه لا يشمله الوعيد وإن كان آثماً بسوء مقصده. (حم ق4) (¬2) عن أبي هريرة). 3525 - "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر". (م ن) عن أبي هريرة (صح). (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم، ولهم عذاب أليم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر) وتقدم بيان أن الزنى من الشيخ والاستكبار من الفقير أشد قبحاً فيهما من غيرهما، وأما الملك الكذاب فقال ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (13/ 203). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 253)، البخاري (2358، 369، 7212، 7446)، ومسلم (108)، وأبو داود (3474)، والترمذي (1595)، والنسائي (3/ 492)، وابن ماجه (2207).

القونوي سر عده منهم أن الكذب قسمان: ذاتي وصفاتي، فالصفاتي محصور في موجبين الرغبة والرهبة والملك ليس حكمه مع الرغبة بصورة رهبة منه أو رغبة عنده توجب الإقدام على الكذب فإذا كان الملك كذابا فلا عذر له إلا لؤم الطبع فهو وصف ذاتي له والأوصاف الجبلية تستلزم نتائج أسبابها. (م ن) (¬1) عن أبي هريرة). 3526 - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث، وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن الخمر والمنان بما أعطى". (حم ن ك) عن ابن عمر. (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة المتشبهة بالرجال، والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه والمدمن الخمر والمنان بما أعطى) تقدم [2/ 369] غير مرة ذكر الستة والمغايرة في الوعيد لفظية؛ لأن من لا ينظر الله إليه لا يدخل الجنة ومن لا يدخلها لا ينظر الله إليه. (حم ن ك) (¬2) عن ابن عمر) فيه عبد الله بن يسار الأعرج قال الصدر المناوي: لا يعرف حاله. 3527 - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه، والمسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر". (طب) عن ابن عمر. (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: المنان عطاءه) إنما كثر وعيد المنان وكان في هذه الغاية لأنه في الحقيقة جمع بين قبيحين، الأول: عدم شكر نعمة الله عليه حيث أهّله بأن يكون واهبا ومنفقا ورزقه العين التي يصدق بها ثم يسر من ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (107)، والنسائي في الكبرى (4/ 269). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 134)، والنسائي (5/ 80)، والحاكم (1/ 144)، وانظر فيض القدير (3/ 331)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3071)، وحسنه في الصحيحة (674).

يتصدق عليه ثم ألهمة إخراج الصدقة وجعل يده العليا التي هي خير من السفلى فهذه نعم عديدة يجب شكرها فإن الذي خصصه بها ولم يجعله هو السائل قد من عليه منة عظيمة وأنعم عليه نعمة جسيمة فلا يبدل نعمة الله كفراً، والثاني: اعتداده على من أعطاه بما أعطاه فإنه في الحقيقة ما أعطى إلا شيئاً لنفسه ليحرز به الأجر وقد أعانه قابله وسائله بكسبه للأجر فإنه لا يتم له الثواب إلا بقبول السائل فالمسائل منّة عليه أيضا ثم إنه بمنه تعرض لإبطال الأجر وإتلاف المال فإنه أضاعه بمنّته لم يبق له أجر ولا ذكر وكلاهما منهي عنهما فلذا عظم وعيده وضمه الشارع فيه إلى: (المسبل إزاره خيلاء، ومدمن الخمر) قال الطيبي: جمع الثلاثة في قرن لأن المنان إنما منَّ بعطائه لما رأى من فضله وعلوه على المعطى له والمسبل إزاره هو المتكبر الذي يترفع بنفسه على الناس ويحط منزلتهم ومدمن الخمر يراعي لذة نفسه ويفخر حال السكر على غيره ويتيه والحاصل من المجموع عدم المبالاة بالغير. (طب) (¬1) عن ابن عمر قال الهيثمي: رجاله ثقات. 3528 - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه". (طب هب) عن سلمان. (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط) بضم الهمزة مصغر والشين المعجمة من الشمط وهو الشيب والشمطان الشعرات البيض (زان) وذلك لأنه لا عذر له على إتيانه الفاحشة إذ الشباب قد ولّى وكان شعبة من الجنون فإقدام الشباب فيه له بعض المعذرة وإن كان ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 390) (13442)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2604)، والضعيفة (3450).

عاصياً إلا أن درجات العصيان تتفاوت، فالشيخ الزاني أشد عذاباً وأمقت عند الله فإن شهوته ضعيفه وقوته منحطة فإذا زنى فما هو إلا أنه مجبول على الفساد وأنه صار وصفا ذاتيا له مستلزماً لقبائح النتائج، ثم أنه قد لا يوفق للتوبة وفي اللفظ إعلام بأنه صغره مع أن الشمط أوائل الشيب بأن أدنى الشيب يستحق به الوعيد. (وعائل) وتقدم أنه بالمهملة الفقير. (متكبر) هو الذي يتعاطى الكبر ويتطلبه قال القونوي: الكبر ينقسم إلى قسمين: ذاتي وصفاتي فالتكبر الصفاتي محصور في موجبتين المال والجاه فالتكبر وإن كان قبيحا شرعا وعقلاً لكن لأصحاب المال والجاه فيه صورة عذر، وأما عادمهما إذا تكبر فلا عذر له بوجه فالتكبر إذن صفة ذاتية له فلا جرم ينتج نتيجة رديئة. (ورجل جعل الله بضاعته) بفتح الاسمين مفعولاً جعل وفاعله ضمير الرجل لما كان: (لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه) فكأنه جعل ربه نفس بضاعته وفيه من تهجين حاله ما لا يخفى كأنه ما شرى إلا ربه وما باع إلا خالقه ويأتي فيه ما سلف من أنه صار الحلف له صفة ذاتية حيث يقسم في كل محل احتاج إليه فيه أو لا. (طب هب) (¬1) عن سلمان قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني في الثلاثة: رجاله رجال الصحيح. 3529 - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم غدا: شيخ زان، ورجل اتخذ الإيمان بضاعة يحلف في كل حق وباطل، وفقير مختال يزهو". (طب) عن عصمة بن مالك. (ثلاثة لا ينظر الله إليهم غداً) أي في الآخرة يسمى غدا وهو اليوم الذي بعد يومك للإعلام بأن مدة الدنيا كأنها يوم واحد ومنه: {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 246) (6111)، والأوسط (5577)، والصغير (821)، والبيهقي في الشعب (7803)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 78)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3072).

قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18]. (شيخ زان، ورجل اتخذ الإيمان بضاعة يحلف في كل حق وباطل، وفقير مختال) تقدمت الثلاثة آنفاً. (مزهو) بفتح الميم ثم زاي بزنة مدعو اسم مفعول من زهى أي تكبر وتعاظم وافتخر. (طب) (¬1) عن عصمة) (¬2) بالمهملتين الأولى مكسورة هو أنصاري خطمي وغلط ابن مندة وجعله خثعمياً، قال الهيثمي: إسناده ضعيف. 3530 - "ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: حر باع حرّاً، وحر باع نفسه، ورجل أبطل كراء أجير حين جف رشحه". الإسماعيلي في معجمه عن ابن عمر. (ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: حر باع حرًّا، وحر باع نفسه) لم يشمله قوله باع حرا لأنه ظاهر في تغاير البائع والمبيع ولأنه أعم من الآخر لأنه إذا باعه الغير فقد يكون ذلك المبيع راضياً أو مكرهاً [2/ 370] بأن يقر بأنه عبد أو ينكر فيقام عليه بينة كاذبة في نفس الأمر فيتم بيعه فيأثم البائع لا المبيع بخلاف بائع نفسه فلا يكون إلا برضاه واختياره، إن قلت: يعارضه ما ثبت من حديث: "أن الخضر لما سأله سائل ولم يجد ما يعطيه أمره بأن يبيعه وينتفع بثمنه ففعل. قلت: كان في تلك الشريعة فنسخه هذا الخبر ونحوه وقال الشارح في جوابه: لأن شرع من قبلنا ليس شرعاً لنا على أنه لمقصد آخر ومنه جليلة المقدار وليس الكلام فيها انتهى وهو كلام معتل إذ لا نفى أنا غير متعبدين بشرع من قبلنا على العموم غير صحيح كما عرف في الأصول والثاني أن المقاصد الجليلة لا تبيح ما حرمه الله تعالى. (ورجل أبطل كراء أجير) بأن مطله أو تحيل في إبطاله. (حين جف رشحه) أي جف عرقه الذي أثاره تعبه فيما استأجر عليه وهذا بيان أشد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 184) (492)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 78)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3070). (¬2) الإصابة (4/ 504).

أنواع المطل وإلا فإمطاله متوعّد عليه مطلقاً. (الإسماعيلي (¬1) في معجمه). 3531 - "ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف". (طب) عن ثوبان. (ثلاثة لا ينفع معهن عمل) أي لا يُقبل ولا يُرفع لأنه صادر عما هو مخاطب بما هو أوجب عليه من عمله. (الشرك بالله وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف) تقدم ذكر الثلاثة. (طب) (¬2) عن ثوبان) قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة وهو ضعيف. 3532 - "ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه وصدقه فله أجران، وعبد مملوك أدى حقوق الله وحق سيده فله أجران، ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاها ثم أدبها فأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران". (حم ق ت ن هـ) عن أبي موسى (صح). (ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين) فيه أنه يحتمل أن المراد أجر كل طاعة من المذكورات مثلاً من آمن برسوله له أجر إيمانه به ومن أمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم - له أجر إيمانه به وكذا فسره الشارح ويحتمل أن يعطى على كل طاعة فعلها أجران مضاعفة له من ربه على ما أتى به من المشاق من طاعاته وهي إيمانه مثلا برسوله أولا ثم إذعانه لمحمد - صلى الله عليه وسلم - ثانيا فإن خروجه عن ملته وفراقه لدينه أمر عظيم ما احتمله إلا أفراد كعبد الله بن سلام - صلى الله عليه وسلم - فاستحق بذلك مضاعفة كل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجمه (2/ 613)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2605)، والضعيفة (3451). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 95) (1420)، وانظر المجمع (1/ 104)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2606)، والضعيفة (1384): ضعيف جداً.

حسنة يأتي بها وهو الأقرب والإفادة به أتم لأنه لو أريد المعنى الأول لكان صادقا على كثير من المكلفين فإن من أتى بطاعة فله أجرها ولا شك أن الإيمان بالرسول الأول طاعة ثم بالثاني طاعة وأن الوفاء بحق المالك طاعته والوفاء بحق الله طاعته ونحو ذلك وقد تقدم في الجزء الأول الكلام في هذا. (رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وأدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - فآمن به واتبعه وصدقه) أي أدرك محمدا - صلى الله عليه وسلم - فآمن به بنبوته وعمومها ثم اتبعه في امتثال أوامره ونواهيه لا كالذين قالوا: إنه نبي لكن لم يبعث إلا إلى قومه فهذا قد آمن به ولكن ما اتبعه، وقوله وصدقه أي في كل ما أخبر به إجمالاً وتفصيلاً وهل المراد أدرك البعثة وزمنها أو أدرك شرعه فعلى الأول الكرماني فلا يشمل الوعد إلا من آمن به من أهل الكتاب في عصره - صلى الله عليه وسلم -، وعلى الثاني وعليه البلقيني وتلميذه الحافظ ابن حجر فيشمل كل من آمن به منهم إلى يوم القيامة وهو الأظهر. (فله أجران وعبد مملوك أدى حقوق الله وحق سيده فله أجران، ورجل كانت له أمة فغذاها) بتخفيف الذال المعجمة. (فأحسن غذاها) بالمد والمراد أنه أكرم مثواها وأحسن معيشتها وهذب أخلاقها وهو المراد بقوله. (ثم أدبها فأحسن تأديبها) وقوله. (وعلمها فأحسن تعليمها) أي لما تحتاج إليه في دينها فجمع لها بين ثمرة ظاهرها بحسن الغذاء وباطنها بحسن الدين والأخلاق فإن الآداب الظاهرة نتيجة الأخلاق الباطنة. (ثم أعتقها) عبر عنه بثم التي للتراخي لإفادة أنه قد كملت لديه بحسن الظاهر والباطن فالنفس عليها شحيحة والإلف بها كامل فإذا أعتقها حينئذ عظم الموقع بإخراجها عن ملك اليمين. (وتزوجها) أي كمل عليها نعمة الحرية بالإعفاف والكفالة وبهضم نفسه بجعل مملوكته زوجته فلا غرو عظم أجره في ذلك وإعادة. (فله أجران) في كل ما ذكره من الثلاثة لطول الفصل بينها وللإعلام بأن كل جملة تستقل بنفسها وتستحق الذكر مفصلا بانفرادها وهذا الذكر للأجران

هو الذي قاد الشارح إلى الاحتمال الأول إذ لو أريد أن لكل طاعة أجران أي طاعة أتى بها بعد ذلك لما نص على إحدى هذه/ [2/ 371] المذكورات وأقول لا دلالة فيه لأنه تنصيص على بعض أفراد طاعاته والتي بها استحق المضاعفة مع أنه يحتمل أنه يريد فله أجران أي فيما يأتي به لا في هذه المذكورات فإنه لو لوحظ أجر كل عمل هنا على انفراده لكانت أجور الثالث أربعة التأديب والتعليم والإعفاف والتزويج، قال شارحه: فإن قيل ينبغي أن يكون للأخير أربعة أجور ثم قال قلنا لم يعتبر فيهما إلا الأخيران اللذان هما كالمتعاقبين كإخوانه انتهى. قلت: كان القياس أن يكون خمسة أجور لأن التغذية خامسها وقوله إنه اعتبر الأخيران لا دليل عليه والأظهر أن هذا يوجد الاحتمال الثاني الذي ذكرناه لأنه ما أريد إلا مضاعفة طاعاته مطلقا وإلا فلا يبقى فضيلة للثلاثة المذكورين على غيرها. (حم ق ت ن هـ) (¬1) عن أبي موسى). 3533 - "ثلاثة يتحدثون في ظل العرش آمنين والناس في الحساب: رجل لم تأخذه في الله لومة لائم، ورجل لم يمد يديه إلى ما لا يحل له ورجل لم ينظر إلى ما حرم الله عليه". الأصبهاني في ترغيبه عن ابن عمر. (ثلاثة يتحدثون في ظل العرش آمنين والناس في الحساب) فهم مخصوصون بالأمان والتحدث والناس في أضيق حال وأسوأ أمر. (رجل لم تأخذه في الله لومة لائم) أي أنه لا يبالي بلوم من لامه على تكلمه أو فعله لله فلما لم يخف الناس في الله لم يخفه تعالى حين يخيفهم. (ورجل لم يمد يديه إلى ما لا يحل له) من مال أو أجنبية أو كسب ما يحرم أو كل عمل تباشره اليدان. (ورجل لم ينظر إلى ما حرم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 402، 405)، والبخاري (3011)، ومسلم (154)، والترمذي (1116)، والنسائي (6/ 115)، وابن ماجه (1956).

الله عليه). (الأصبهاني (¬1) في ترغيبه عن ابن عمر). 3534 - "ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فأما الذين يحبهم الله: فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم لقرابة بينه وبينهم فمنعوه فتخلف رجل بأعقابه لا يعلم بعطيته إلا الله، وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به ووضعوا رؤوسهم وقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي، ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له، والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني، وفقير مختال، والغني الظلوم". (ت ن حب ك) عن أبي ذر (صح). (ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله فأما الذين يحبهم الله: فرجل أتى قوما فسألهم بالله) ليس هو أحد الثلاثة بل هو سبب القصة والذي بواسطته حصل ذكر الرجل المحبوب لله وقوله. (ولم يسألهم لقرابة بينه وبينهم فمنعوه) أي أنه لا وسيلة له إليهم إلا الله تعالى والظاهر أنه أريد بذلك بيان أن الذي أعطاه لم يعطه إلا لوجه الله تعالى فلو كان قريبا للسائل لم يكن له هذه الصفة أما لو كان من حرمه قرابة والمعطي أجنبيا لكان بهذه الصفة. (فتخلف رجل بأعقابه) بالقاف والباء الموحدة بعد الألف أي تأخر بعدهم حتى لا يعلموا (بإعطائه) وزاد بيان كيفية أسراره بما ذكره من إنه سراً. (لا يعلم بعطيته إلا الله) ولم يكتف بقوله سراً لأنه قد يتوهم أنه قد أريد السر عن قومه فأبان أنه لا يعلمه أحد. (وقوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به) بما بمال إليه عوض عنه (ووضعوا رؤوسهم) ووضع الرأس كناية عن النوم. (وقام أحدهم يتملقني) ¬

_ (¬1) أخرجه الأصبهاني في ترغيبه كما في الكنز (15/ 4353)، وانظر شرح الزرقاني (4/ 441)، وفيض القدير (3/ 334)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2607)، وقال في الضعيفة (5476): موضوع.

بمثناة تحتية مفتوحة والمثناة الفوقية والقاف بعد اللام أي يتضرع إلي ويزيد في الدعاء والابتهال طلبا لمودتي. (ويتلو آياتي، ورجل كان في سرية فلقي العدو فهزموا) أي أصحاب السرية. (فأقبل بصدره حتى يقتل أو يفتح له) أي توجه نحو العدو بعد فرار الناس عنه وفيه دليل أنه ليس إلقاء النفس إلى التهلكة وإن جهاد الواحد للأكثر من الاثنين فضيلة وإن لم يكن واجباً فإن الواجب إنما هو ثباته للاثنين لمقتضى آية الأنفال. (والثلاثة الذين يبغضهم الله: الشيخ الزاني، وفقير مختال، والغني الظلوم) بفتح الظاء أي كثير الظلم ومفهوم المبالغة غير مراد فلا يريد - صلى الله عليه وسلم - أن الغني قليل الظلم غير مبغوض لله بل أراد أن الغني وإن قل ظلمه فإنه كثير بحيث يطلق عليه صفة المبالغة ويحتمل أنه لا يكون مبغوضاً عنده إلا إذا كثر منه الظلم (ت ن حب ك) (¬1) عن أبي ذر)، قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 3535 - "ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله: الرجل يلقي العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم حتى يحبوا أن يمسوا الأرض فينزلون فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له الجار يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما بموت أو ظعن، والذين يشنؤهم الله: التاجر الحلاف، والفقير المختال، والبخيل المنان". (حم) عن أبي ذر. (ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله) بالشين المعجمة فالنون فهمزة أي يبغضهم (الرجل يلقي العدو في فئة فينصب لهم نحره) أي يقاتلهم ولا يولي عنهم دبره. (حتى يقتل أو يفتح لأصحابه، والقوم يسافرون فيطول سراهم) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2568)، والنسائي (5/ 84)، وابن حبان (3349)، والحاكم (1/ 577)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2610).

بضم المهملة سير الليل خاصة. (حتى يحبوا أن يمسوا) بفتح المثناة التحتية والميم وتشديد السين المهملة. (الأرض) أي يضعوا جنوبهم عليها للنوم. (فينزلون فيتنحى) بالمثناة التحتية فنون فمثناة فوقية فحاء مهملة أي ينفرد بأخذ ناحية. (أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم، والرجل يكون له جار يؤذيه فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما بموت أو ظعن) بتحريك العين المهملة رحيل. (والذين يشنؤهم الله: التاجر الحلاف، والفقير المختال، والبخيل المنان) وتقدم في بقيته الكلام. (حم) (¬1) عن أبي ذر) قال [2/ 373] الحافظ العراقي: فيه أبو الأحمس ولا يعرف حاله قال ورواه أحمد والنسائي بلفظ آخر بإسناد جيد. 3536 - "ثلاثة يحبهم الله عز وجل: رجل قام من الليل يتلو كتاب الله، ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها من شماله، ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو". (ت) عن ابن مسعود. (ثلاثة يحبهم الله عز وجل: رجل قام من الليل يتلو كتاب الله) أي في نافلة أو في غيرها ومن تبعيضية لإفادة أنه يحصل الوعد ولو بساعة منه. (ورجل تصدق صدقة بيمينه يخفيها من شماله) مبالغة في أنه يتمها من بعض جوارحه فضلا عن غيره (ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدو). (ت) (¬2) عن ابن مسعود) قال الشارح: من رواته أبو بكر بن عياش كثير الغلط. 3537 - "ثلاثة يحبها الله عز وجل: تعجيل الفطر، تأخير السحور، وضرب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 151، 176)، والنسائي (5/ 84)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3074) (¬2) أخرجه الترمذي (2567)، وانظر علل الترمذي (1/ 337)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2609).

اليدين إحداهما بالأخرى في الصلاة". (طب) عن يعلى بن مرة. (ثلاثة) أي أفعال. (يحبها الله عز وجل: تأخير السحور) بفتح المهملة. (وتعجيل الفطر وضرب اليدين) أي وضع اليمنى على اليسرى كما تقدم بألفاظه هذه غير مرة وأنه من سنن الأنبياء. (طب) (¬1) عن يعلي بن مرة) بضم الميم وتشديد الراء، قال الهيثمي فيه: عمر بن عبد الله بن يعلى ضعيف. 3538 - "ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، ورجل آتى سفيها ماله وقد قال الله تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} ". (ك) عن أبي موسى. (ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم) أي دعاؤهم في كشف هذه الثلاث المذكورة. (رجل كانت تحته امرأة سيئة الخُلُق) بضم الخاء فإذا آذته سأل الله أن يفرج عنه منها فإنه لا يجاب لأنه تعالى قد شرع له ما يخلصه منها ولذا قال: (فلم يطلقها) وفيه أنه تعالى لا يبغض طلاق سيئة العِشْرة. (ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه) يعني فإنه إذا أنكره فدعا عليه لا يجاب في دعائه ذلك؛ لأنه مسيء بترك الإشهاد الذي أرشده الله إليه في: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ} الآية [البقرة: 82]. (ورجل آتى) بالمد بزنة أعطى ومعناه. (سفيهاً) قال الشارح: نحو محجورا عليه انتهى ويحتمل أنه أريد ما في آية النساء {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: 5] وهم المبذرون الذين ينفقونها فيما لا ينبغي ولا يرى لهم رأي في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 263) (676)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 177)، وانظر المجمع (2/ 105، 3/ 155)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2608): ضعيف جدا، وضعفه في الضعيفة (3442).

إصلاحها والتصرف فيها إلا أنه هناك أريد به أموال اليتامى وإذا كان الضمير في ماله هنا للسفيه كان معناه معنى الآية وتلاوته - صلى الله عليه وسلم - للآية عقيب ذلك من قوله. (وقد قال تعالى: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} من أعظم دليل أنه المراد ويحتمل أنه أراد مال الإنسان المعطي اسم فاعل لمن حجر عليه أو علم سوء تصرفه فأعطاه مال نفسه ليتجر فيه؛ فإنه داخل في عموم لفظ الآية وإن كانت نزولا وسياقا في مال اليتامى. (ك) (¬1) عن أبي موسى، قال الحاكم: على شرطهما ولم يخرجاه؛ لأن القوم رووه عن سعيد موقوفاً ورفعه معاذ بن معاذ عنه انتهى وأقره الذهبي في التلخيص لكنه في المهذب (¬2) قال: إسناده مع نكارته نظيف. 3539 - "ثلاثة يضحك الله إليهم: الرجل إذا قام من الليل يصلي، والقوم إذا صفوا للصلاة، والقوم إذا صفوا للقتال". (حم ع) عن أبي سعيد. (ثلاثة يضحك الله إليهم) أي يرضى عنهم ويلطف يهم، قالوا: الضحك منه تعالى محمول على غاية الرضى والرأفة والدنو والقرب كأنه قيل رضي عنهم ويدنوا إليهم برأفته ورحمته ولطفه، قال الطيبي: يجوز أن يضمر الضحك معنى النظر وتعدى بعديته بإلى فالمعنى أنه تعالى ينظر إليهم ضاحكاً أي راضياً عنهم منعطفاً عليهم؛ لأن الملك إذا نظر إلى بعض رعيته بعين الرضا لا يدع من الإنعام والإكرام شيئاً إلا فعل في حقه وفي عكسه لا يكلمهم ولا ينطر إليهم ولا يزكيهم. (الرجل إذا قام من النوم يصلي) أي لصلاة نافلة أو فريضة نام عنها قال الطيبي: قدم هذا على الأخيرين إمَّا تنزيهًا فإن محاربة النفس التي هي أعدى عدو لله تعالى أشد من محاربة عدوك الذي هو الشيطان ومحاربة الشيطان أصعب عن محاربة أعداء الدين أو ترقباً فإن محاربة من يليك أقدم والأخذ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 331)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3075)، والصحيحة (1805). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (برقم 15906).

بالأصعب والأصعب أحرى وأولى من أخذ الأصعب فالأسهل انتهى. (و) الآخران هما: (القوم إذا صفوا للصلاة، والقوم إذا صفوا للقتال). (حم ع) (¬1) عن أبي سعيد) ورواه ابن ماجه بخلاف في لفظه يسير. 3540 - "ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: التاجر الأمين والإمام المقتصد، وراعي الشمس بالنهار". (ك) في تاريخه عن أبي هريرة. (ثلاثة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: التاجر الأمين، والإمام المقتصد) أي في إنفاقه العادل كما قيده بذلك غير مرة. (وراعي الشمس بالنهار) أراد به المؤذن يراقب الأوقات وغيره فمن يراقب الوقت ليأتي بالطاعة. (ك) (¬2) في تاريخه عن أبي هريرة) فيه جماعة مجاهيل قاله الشارح. 3541 - "ثلاثة يهلكون عند الحساب: جواد، وشجاع، وعالم". (ك) عن أبي هريرة. (ثلاثة يهلكون عند الحساب: جواد) لأنه يبطل طاعاتهم والمراد بالجواد الذي أنفق لغير الله؛ لأنه لا أجر له وقد أثم بالإعطاء لغير الله تعالى. (وشجاع) من تشجع وقاتل [2/ 373] لغير إعلاء كلمة الله تعالى. (وعالم) لم يعمل بعلمه. (ك) (¬3) عن أبي هريرة). 3542 - "ثلاثون خلافة نبوة وثلاثون خلافة وملك، وثلاثون تجبر، ولا خير فيما وراء ذلك". يعقوب بن سفيان في تاريخه عن معاذ". (ثلاثون) أي من السنين بعد وفاته. (خلافة نبوة) أي يعمل الخلفاء فيها أعمال من استخلفوا عنه وهو النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد كانت هذه الثلاثون مدة الخلفاء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 80)، وأبو يعلى (1004)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2611). (¬2) انظر فيض القدير (3/ 337)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2612)، والضعيفة (3453). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 189)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2613)، والضعيفة (3454).

الأربعة رضي الله عنهم. (وثلاثون خلافة وملك) أي يخرج عن خلافة النبوة وتصير ملكا لا يجبر فيه والثلاثون هذه أيام معاوية ويزيد ومعاوية الأصغر ومروان وبعض أيام عبد الملك (وثلاثون تجبر) أي ملوك جبابرة وهي دولة بني أمية وبني العباس وما وراؤها وقوله: (ولا خير فيما وراء ذلك) ويحتمل عوده إلى الكل وإنه يبقى مع الملك، والتجبر خير في الجملة وينتفي من بعدها بالكلية ويحتمل عوده إلى الأول. (يعقوب بن سفيان في تاريخه (¬1) عن معاذ) ورواه الطبراني أيضاً لكن قال الهيثمي: فيه مطر بن العلاء الرملي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (9270)، وانظر الإصابة (7/ 28)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (5/ 190)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2614).

فصل في المثلثة مع الميم

فصل في المثلثة مع الميم 3543 - " ثمانية أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة: السقارون -وهم الكذابون - والخيالون -وهم المستكبرون- والذين يكنزون البغضاء لإخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم تخلقوا لهم، والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله كانوا بطاء وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره كانوا سراعا، والذين لا يشرف لهم طمع من الدنيا إلا استحلوه بأيمانهم، وإن لم يكن لهم ذلك بحق، والمشاؤون بالنميمة، والمفرقون بين الأحبة، والباغون البراء الدحضة، أولئك يقذرهم الرحمن عز وجل". أبو الشيخ في التوبيخ، وابن عساكر عن الوضين بن عطاء مرسلاً. (ثمانية أبغض خليقة الله إليه يوم القيامة: السقارون) بفتح السين المهملة وتشديد القاف ثم راء قال في النهاية (¬1) في حديث: "ويظهر فيهم السقارون" قالوا يا رسول الله: وما السقارون؟ قال: "نشؤ يكونون في آخر الزمان تحيتهم إذا التقوا التلاعن" السقار والصقار اللعان لمن لا يستحق اللعن" سمي بذلك لأنه يضرب الناس بلسانه، من الصقر وهو ضربك الصخرة بالصاقور وهو المعول وجاء ذكر السقارين في حديث وجاء تفسيره في الحديث. (وهم الكذابون) قيل: سموا به لخبث ما يتكلمون انتهى، والحديث هو هذا. (والخيالون) بالخاء المعجمة والمثناة التحتية مشددة فسره بقوله: (وهم المستكبرون) من الخيلاء الكبر وقوله: (الذين يكنزون البغضاء لإخوانهم في صدورهم، فإذا لقوهم تخلقوا لهم) أي أظهروا لهم المودة فهم منافقون والذم ليس للتخلق بل له ولكنز البغضاء. (والذين إذا دعوا إلى الله ورسوله) أي إلى أوامره تعالى ونواهيه. (كانوا ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 377).

بطاء) بكسر الباء الموحدة والمد بزنة كتاب مصدر بطيء كما في القاموس (¬1) أي إذا دعوا لأمر الله واتباع رسوله تقاعدوا عنه وتكاسلوا عن امتثاله. (وإذا دعوا إلى الشيطان وأمره) هو عطف من باب أعجبني زيد وكرمه، فإن المراد إذا دعوا إلى أمر الشيطان لا إليه نفسه كانوا سراعاً أي مبادرين لامتثاله وهذا يشمل هؤلاء الذين ملأوا البسيطة الذين يدعون إلى أحكام الشرع فيختارون الطاغوت. (والذين لا يشرف لهم) بالشين المعجمة والراء والفاء أي يظهر لهم. (طمع) أي شيء مطموع فيه. (إلا استحلوه) أي عدوه حلالا وطلبوه طلب الحلال بسبب بذلهم تأثما لهم. (وإن لم يكن لهم ذلك بحق) فيه أن الطمع في شيء والنهي عليه وإن كان له فيه حق مكروه. (والمشاؤون بالنميمة، والمفرقون بين الأحبة) هم أعم من المشاؤون (¬2) بالنميمة لأنه قد منع التفريق بين الأحبة بغيرها. (والباغون) بالغين المعجمة أي الطالبون. (البراء) جمع بريء مفعول الباغون أي الذين يطلبون للبراء. (والدحضة) بالدال المهملة والحاء والضاد المعجمة من دحض الرجل برجله زلقت أي الطالبون للبريء المعاتب التي يزلق فيها. (أولئك) أي الثمانية المذكورون (يقذرهم الرحمن عز وجل) بالقاف والذال المعجمة أي يكرههم وفي هذا بعد الإخبار في صدر الحديث: "أنهم أبغض الخليقة" زيادة تأكيد في وعيدهم وفي قوله: "الرحمن" ولم يقل الجبار ونحوها مبالغة تأنيبه من حيث أبانه أن من اتصف بأبلغ رحمة يكرههم ويبغضهم ما ذاك إلا لعظم خيانتهم. (أبو الشيخ في التوبيخ، وابن عساكر (¬3) عن الوضين بن عطاء مرسلاً) بفتح الواو وضاد معجمة، قال الذهبي: ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 2). (¬2) هكذا في المخطوطة، صوابه: "المشائين". (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 86)، وأبو الشيخ في التوبيخ والتنبيه برقم (59) وانظر =

ثقة وبعضهم يضعفه (¬1). 3544 - "ثمن الجنة: "لا إله إلا الله"". (عد) وابن مردويه عن أنس. (ثمن الجنة) الثمن ما لا ينتفع بعينه حتى يصرف إلى غيره من الأغراض. ("لا إله إلا الله) أي التكلم بها مع اعتقاد معناها والعمل بلازمها. (عد) وابن مردويه (¬2) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 3445 - "ثمن الخمر حرام، ومهر البغي حرام، وثمن الكلب حرام، والكوبة حرام، وإن أتاك صاحب الكلب يلتبس ثمنه فاملأ يديه تراباً، والخمر والميسر حرام، وكل مسكر حرام". (حم) عن ابن عباس. (ثمن الخمر حرام) [2/ 374] قال الحكيم: الخمر اسم لازم لجميع الأشربة المسكرة فهو اسم فيه صفة الفعل الذي يظهر منه الفساد؛ لأنه يخمر الفؤاد أي يغطيه ويحول بينه وبين شعاع العمل فكل شراب فيه هذه الصفة فقد لزمه اسم الخمر ولزمه التحريم وتحريم ثمنه وتحريم بيعه. (ومهر البغي) الزانية مهرها ما تعطاه في مقابلة الزنا. (حرام، وثمن الكلب حرام) فلا يحل بيعه ولو معلماً، وقالت الحنفية: يحل بيع المعلم. (والكوبة) بضم الكاف بعد الواو وباء موسط هي طبل ضيق الوسط واسع الطرفين أي اللعب بها حرام وثمنها: (حرام، وإن أتاك صاحب الكلب يلتمس ثمنه) أي يطلبه. (فاملأ يديه تراباً) كناية عن: منعه ورده خائباً مثل: "احثوا في وجوه المداحين التراب" (¬3). ¬

_ = فيض القدير (3/ 337)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2615)، والضعيفة (3455). (¬1) انظر: الكاشف برقم (6050). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 348)، والديلمي في الفردوس (2616)، والصيداوي في معجم الشيوخ (1/ 301) عن أنس، والخطيب في تاريخه (1/ 270، 4/ 318) عن الحسن مرسلا، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2616)، والضعيفة (3456). (¬3) أخرجه مسلم (3002).

(والخمر والميسر حرام، وكل مسكر حرام) تقدم الكلام في ما ذكر. (حم) (¬1) عن ابن عباس) قال الغرياني: فيه يزيد بن محمد عن أبيه لم أجدهما. 3546 - "ثمن القينة سحت، وغناؤها حرام، والنظر إليها حرام، وثمنها مثل ثمن الكلب، وثمن الكلب سحت، ومن نبت لحمه على السحت فالنار أولى به". (طب) عن عمر. (ثمن القينة) بفتح القاف فمثناة تحتية فنون، الأمة غنت أو لا وأريد هنا المغنية. (سحت) بضم المهملة الحرام لأنه يسحت صاحبه في العذاب. (وغناؤها حرام) أي فعلها واستماعه. (والنظر إليها) أي من غير مالكها أو منه حال غنائها. (حرام وثمنها مثل ثمن الكلب، وثمن الكلب سحت) أي فيحرم بيعها كما يحرم بيعه، قال البيضاوي: حرمة ثمنها يدل على فساد بيعها لكن الجمهور صححوه وأولوا الحديث بأن أخذ الثمن عليها حرام كأخذ ثمن العنب من الخمار لأنه إعانة وتوسل إلى محرم لا لأن البيع باطل وقوله: (ومن نبت لحمه على السحت فالنار أولى به) إخبار بأن من أكل هذه المحرمات فهو إلى النار وهي به أحق كأنه قد صار لها حقا فيه لإنباته بموجب سكونها. (طب) (¬2) عن عمر) ورواه عنه الطبراني قال الذهبي: والخبر منكر. 3547 - "ثمن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث، وكسب الحجام خبيث" (حم م د ت) عن رافع بن خديج (صح). (ثمن الكلب خبيث، ومهر البغي خبيث، وكسب الحجام خبيث) قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 289، 350)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3076)، والصحيحة (1806). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 73) (87)، وانظر الميزان (1/ 257)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2617)، والضعيفة (3457).

الطيبي: الخبيث في الأصل ما يكره لرداءته وخسته واستعمل للحرام من حيث كراهة الشرع واسترداءه كما يستعمل الطيب للحلال قال تعالى: {وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ} [النساء: 2] أي الحرام بالحلال والرديء من المال كما قال: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] أي الدنيء من المال، قال: ولما كان مهر الزانية حراما وكسب الحجام ليس بحرام؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجرته كان المراد من المسند إليه المعنى الثاني انتهى، أي المكروه الشامل للمحرم وغيره، قال الخطابي: قد يجمع بين القرائن في اللفظ ويفرق بينهما في المعنى بالأغراض والمقاصد. (حم م د ت) (¬1) عن رافع بن خديج). 3548 - "ثمن الكلب خبيث، وهو أخبث منه". (ك) عن ابن عباس. (ثمن الكلب خبيث، والكلب أخبث منه) أي نفس الكلب أخبث من ثمنه في التحريم لأنه محرم لا يؤكل ولأنه نجس ولأن تحريمه ذاتي وتحريم ثمنه وصفي عرض له لما كان ثمنا له لا أن عينه خبيثة. (ك) (¬2) عن ابن عباس) فيه يوسف بن خالد السهمي (¬3) قال الحاكم بعد إخراجه له عنه: أخرجته لشدة الحاجة ويوسف واهٍ انتهى، وقال الذهبي: يوسف واهٍ جداً. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 141)، ومسلم (1568)، وأبو داود (3421)، والترمذي (1275). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 155)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2618)، والضعيفة (3458): ضعيف جدًّا. (¬3) انظر الميزان (7/ 294، 295).

فصل المثلثة مع النون

فصل المثلثة مع النون 3549 - " ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً". (د حب ك) عن سهل بن سعد. (ثنتان لا تردان: الدعاء عند النداء) الأذان، (وعند البأس) بالهمز أي القتال في سبيل الله وقوله: (حين يلحم) بالحاء المهملة مفتوحة وأوله تحتية مفتوحة أو مضمومة مع فتح الحاء من الإلحام أي حين يلتحم الحرب بينهم ويلزم: (بعضهم بعضاً) وفي رواية بالجيم وهو إدخال الشيء في الشيء. (د حب ك) (¬1) عن سهل بن سعد) قال في الأذكار (¬2): وإسناده صحيح، وقال المناوي: فيه موسى بن يعقوب روى له أصحاب السنن وقال النسائي: ليس بالقوي: ووثقه ابن معين، وقال الذهبي (¬3): صويلح فيه لين، وقال الحاكم: تفرد به موسى وله شواهد. 3550 - "ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر". (ك) عنه. (ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر) أي عند نزول الغيث كما تقدم. (ك) (¬4) عنه أي عن سهل بن سعد)، قال الحاكم: تفرد به أيضاً موسى بن يعقوب المذكور قبله وله شواهد انتهى قال الذهبي: قلت لم ينفرد به. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2540)، وابن حبان (1764)، والحاكم (1/ 198)، وانظر فيض القدير (3/ 340)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3079). (¬2) الأذكار (ص 102). (¬3) انظر: الكاشف (برقم 5744). (¬4) أخرجه الحاكم (2/ 113)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3078).

فصل المثلثة مع المحلى باللام

فصل المثلثة مع المحلى باللام 3551 - " الثالث ملعون يعني على الدابة" (طب) عن المهاجر بن قنفد. (الثالث) أي الراكب على بهيمة جملاً أو غيره فوقها اثنان كما دل له سببه في ما رواه راويه المذكور أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى ثلاثة على بعير فذكره. (ملعون) أي مبعد عن رحمة الله بتكليفه ما لا يطيق قيل: فلو أطاق ذلك جاز تحمله ثالثاً. (يعني على الدابة) هذا مدرج من كلام الراوي لا من كلامه - صلى الله عليه وسلم - وكان على المصنف أن ينبه عليه، قال الشارح: هذا كلام قاله - صلى الله عليه وسلم - في دابة معينة وثلاثة مخصوصة فلا يلزم حرمة ركوب أي ثلاثة كانوا على أي دابة كانت فلو أطاقت الدابة حمل ثلاثة أو أكثر من ذلك لقوتها وخفة راكبيها أو قصر المسافة جاز كما ذكره النووي وغيره أنه مذهبنا ومذهب الكافة، ونقل عياض عن بعضهم منعه انتهى وفيه تأمل. (طب) (¬1) عن المهاجر) بالجيم بن قنفذ بضم القاف وبينهما نون ساكنة ابن عمير بن جدعان بضم الجيم وسكون المعجمة التيمي صحابي أسلم يوم الفتح (¬2)، قال الهيثمي: رجاله ثقات وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ولم يصب. 3552 - "الثلث والثلث كثير". (حم ق ن هـ) عن ابن عباس (صح). (الثلث والثلث كثير). (حم ق ن هـ) (¬3) عن ابن عباس). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 330) رقم (782)، وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 60)، وانظر المجمع (1/ 113)، والموضوعات (3/ 214)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2620)، والضعيفة (3459). (¬2) انظر الإصابة (6/ 229). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 173)، والبخاري (2592)، ومسلم (1628)، والنسائي (4/ 67)، وابن ماجه (2708).

3553 - "الثلث والثلث كثير، إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها، حتى ما تجعل في فيّ امرأتك". مالك (حم ق 4) عن سعد (صح). (الثلث) بالرفع على فاعليه محذوف أي يكفيك أو على خبرية محذوف أي المشروع الثلث أو على الابتداء حذف خبره أي الثلث كافيك يا سعد ويحتمل النصب على الإغراء أو تضمن أي أعط الثلث وسبب الحديث أنه قال سعد بن أبي وقاص في مرضه للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أتصدق بثلثي مالي: قال "لا"، قال: فالشطر، قال: " لا " قال: فالثلث فذكره. (والثلث كثير) يروى بالمثلثة والموحدة والمثلثة أكثر أي أنه كثير بالنسبة إلى إخراجه من المال بالوصية وهو سوق بيان جوازها بالثلث وأن الأولى البعض منه ويحتمل أنه بيان يكون التصدق بالثلث أكثر ثوابا والأول المتبادر وقد أجمعوا على جوازها بالثلث وبالأكثر إن أجاز الوارث. (إنك) بكسر الهمزة على أنه استئناف سيق للتعليل. (إن تذر) بفتح الهمزة بتقدير لام العلة أي لأن تذر وبكسرها على الشرطية وتذر بالذال المعجمة أي تترك وعلى الأول. (خير من أن تذرهم عالة) خبر إن وعلى أنه خبر مبتدأ محذوف أي فهو خير والجملة جواب الشرط والخيرية باعتبار الأجر له وإن تركه لوارثه غنيا خير له في الأجر من التصدق بماله، ويؤخذ منه أن التصدق على الوارث أفضل من التصدق على غيره وأن ما خلفه لوارثه فإنه مأجور فيه والعالة جمع عائل بالمهيلة أي فقير وجملة: (يتكففون الناس) حالية من المفعول والتكفف الطلب بالكف أو سؤال الناس أن يعطوهم بأكفهم. (وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله) أي ثوابه وأجره وجزاؤه. (إلا أجرت بها) لما استطرد هذه الجملة له - صلى الله عليه وسلم - إبانة له أنه ليس الأجر محصور في التصدق بالمال على الغير بل النفقة التي ينفقها على نفسه وأهله وغيرهم إذا قصد بها وجه الله تعالى لا

الرياء والسمعة فإنه مأجور فيه ثم غيًّا له ذلك بما لا يظن أنه يؤجر فيه بقوله: (حتى ما تجعل في فيّ امرأتك) فإنه لا يجعل في فيها إلا محبة لها وتوددًا إليها وقضاء لو طره من حسن عشرتها و: "ما" في ما تجعل موصولا وتجعل مرفوع وحتى داخلة على الاسمية لا عمل لها ولم يصب من قال إنها كافة كفت حتى عن عملها وهو نصب تجعل وبأنه لا معنى للتركيب حينئذٍ وفي الحديث دليل على أن الواجب يزداد أجره بالنية وإن ثواب الإنسان مشروط بالنية وابتغاء وجه الله، قال ابن دقيق العيد: وهذا عسر إذا عارضه مقتضى الشهوة فإن ذلك لا يحصل الغرض من الثواب فيبتغي بها وجه الله ويشق تخصيص هذا المقصود مما يشوبه قال: وقد يدل على أن الواجبات إذا أديت على قصد الواجب ابتغاء وجه الله أثيب عليها فإن قوله: "حتى ما تجعله في فيِّ امرأتك" لا تخصيص له بغير الواجب وحتى هنا تقتضي المبالغة في تحصيل هذا الأجر بالنسبة للمعنى. مالك (حم ق 4) (¬1) عن سعد) هو وابن أبي وقاص قال: جاء يعودني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت: يا رسول الله [2/ 376] إنه قد بلغ بي الوجع ما ترى وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي فأتصدق بثلث مالي قال: "لا" قلت: فالشطر قال: "لا" قلت: فالثلث فذكره. ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1456)، وأحمد (1/ 171، 173، 179)، والبخاري (1233، 2743)، ومسلم (1628)، وأبو داود (2864)، والترمذي (2116)، والنسائي (6/ 244)، وابن ماجه (2708).

فصل المثلثة مع الواو

فصل المثلثة مع الواو 3554 - " الثوم، والبصل والكراث من سك إبليس". (طب) عن أبي أمامة. (الثوم، والبصل والكراث) في القاموس (¬1) الكراث: كرمان وكتان بقل وكسحاب شجر كبار رأيتها بجبال الطائف انتهى، والمراد هنا الأول. (من سك إبليس) بسين مهملة مضمومة وكاف مشددة طيب معروف ذكر صفة صنعته مجد الدين في قاموسه (¬2)، والمراد أن هذا طيبه الذي يحبه وما يحبه إبليس يكرهه الله تعالى فالأولى اجتنابه. (طب) (¬3) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه رجل يقال أبو سعيد روى عن أبي غالب وعن عبد العزيز بن عبد الصمد ولم أجد من ترجم له. ¬

_ (¬1) انظر القاموس المحيط (1/ 172). (¬2) انظر القاموس (4/ 306). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 282) رقم (8083)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 18)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2621)، والضعيفة (3460).

فصل المثلثة مع الياء المثناة

فصل المثلثة مع الياء المثناة 3555 - " الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر يستأذنها أبوها في نفسها، وإذنها صماتها". (م د ن) عن ابن عباس (صح). (الثيب أحق بنفسها من وليها) يعني في الإذن فلا يزوجها إلا بإذنها لا أنها أحق منه بالعقد وإن قالته الحنفية. (والبكر) البالغ. (يستأذنها أبوها) وبالأولى غيره من الأولياء. (في نفسها، وإذنها صماتها) بضم المهملة أي سكوتها. (م د ن) (¬1) عن ابن عباس) النسخ من الجامع فيها رمز مسلم وفي نسخة الشارح رمز له رمز أحمد فاعترضه بأنه ذهول من المصنف وإلا فهو في صحيح مسلم بلفظه. 3556 - "الثيب تعرب عن نفسها، والبكر رضاها صمتها". (حم هـ) عن عميرة الكندي (صح). (الثيب تعرب عن نفسها، والبكر رضاها صمتها). (حم هـ) (¬2) عن عميرة بفتح المهملة ضبطه المصنف بخطه، الكندي (¬3) بكسر الكاف قال الذهبي (¬4): صحابي، واعلم أنه قد تقدم الحديث هذا في أول حرف الهمزة بلفظ: "آمروا النساء في أنفسهن فالثيب ... " إلى آخره. إلا أنه قال هناك: "إذن البكر صمتها" وراويه العرس بن عمير الكندي وأظنه ابن المذكور وكأنه حديث واحد رواه الأب وابنه باختلاف يسير وكأنهما صحابيان معا والله أعلم. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1421)، وأبو داود (2098)، والنسائي في المجتبى (3264). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 192)، وابن ماجه (1872)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3084)، والصحيحة (1459). (¬3) انظر معجم الصحابة (2/ 291). (¬4) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ رقم 4601).

حرف الجيم أي الأحاديث المبتدأة بالجيم

حرف الجيم أي الأحاديث المبتدأة بالجيم فصل الجيم مع الألف 3557 - " جاءني جبريل فقال: يا محمد، إذا توضأت فانتضح". (ت هـ) عن أبي هريرة. (جاءني جبريل فقال: يا محمد، إذا توضأت فانتضح) تقدم الحديث في: "أتاني" من حديث أسامة بن زيد وليس هنا زيادة على ما سلف من الأمر بالانتضاح والمراد به رش الفرج بماء قليل بعد الوضوء قيل: وحكمته إزالة الوسواس، قال ابن سيد الناس: وقد صح أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ نضح فرجه بالماء (¬1) .. (ت هـ) (¬2) عن أبي هريرة) قد تعقبه مخرجه الترمذي بقوله: حديث غريب سمعت محمدًا يعني البخاري يقول: الحسن بن علي الهاشمي راويه عن الأعرج عن أبي هريرة منكر الحديث انتهى، وقال العقيلي: لا يتابع على ما حدث به وقال الدارقطني: ضعيف بمرة وما كان للمصنف حذف كلام الترمذي. 3558 - "جار الدار أحق بدار الجار". (ن ع حب) عن أنس (حم د ت) عن سمرة. (جار الدار) غير المباعة (أحق بدار الجار) المباعة وفيه من البديع العكس والتبديل وهو تقديم جزء على جزء ثم تأخير المقدم وتقدم المؤخر مثل كلام ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (168)، وأحمد (3/ 410). (¬2) أخرجه الترمذي (50)، وابن ماجه (463)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 234)، وانظر العلل المتناهية (1/ 355)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2622)، وقال في الضعيفة (1312): منكر.

الإمام إمام الكلام وفيه إثبات الشفعة للجار وليس المراد أنه أحق من الخليط بل ممن هو دونه على أنه قيل: المراد بالجار الخليط ولذلك تأوله نافيها في حقه. (ن ع حب) عن أنس (حم د ت) (¬1) عن سمرة قال الترمذي: حسن صحيح انتهى. لكن قال ابن حزم: قال ابن حبان والدارقطني: أخطأ الترمذي إنما هو موقوف على الحسن انتهى. 3559 - "جار الدار أحق بالشفعة". (طب) عن سمرة. (جار الدار أحق بالشفعة) وكذلك غير الدار من الأطياب ونحوها في أحقية الجار (طب) (¬2) عن سمرة) ضعفه الهيثمي وغيره. 3560 - "جار الدار أحق بالدار من غيره". ابن سعد عن الشريد بن سويد. (جار الدار أحق بالدار من غيره) أي من شفيع غيره، غير الخليط لما علم من دليله أنه أقدمهم ويحتمل أن المراد أحق من المشتري غيره وأنه إعلام للمالك أن لا يبيع داره حتى يؤاذن جاره كما ثبت ذلك في الأحاديث لعلها تأتي. (ابن سعد (¬3) عن الشريد بن سويد). 3561 - "جالسوا الكبراء، وسائلوا العلماء، وخالطوا الحكماء". (طب) عن أبي جحيفة. (جالسوا الكبراء) أي الشيوخ الذين لهم التجارب وقد سكنت حدتهم لتتأدبوا بآدابهم وتتخلقوا بأخلاقهم أو أراد من له رتبة في الدين وإن كان صغيراً. (وسائلوا العلماء) أي باحثوهم عن أمور الدين والمراد العاملون وفي إبراز ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 8)، وأبو داود (3517)، والترمذي (1368) عن سمرة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3089). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 226) رقم (6941)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 159)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3088). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (5/ 513)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3087).

العلماء ما يدل أنه أريد بالكبراء غيرهم وإلا لقيل وسائلوهم، ويحتمل أنه وضع الظاهر موضع المضمر لإفادة أنهم اتصفوا بالصفتين كما يأتي. (وخالطوا الحكماء) هم علماء السنة والكتاب فإنها الحكمة التي يؤتيها الله من يشاء من عباده ومخالطتهم الملازمة لهم والصحبة والظاهر أنه أريد بالكبراء والحكماء العلماء بالله المكملين لتطهير البواطن وتهذيب الأخلاق فإنهم الكبراء والحكماء [2/ 377] وفي التعبير عنهم بذلك إبانة لشرفهم وأنهم مستحقون لشريف الصفات. (طب) (¬1) عن أبي جحيفة) قال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين أحدهما هذه والأخرى موقوفة وفيها عبد الملك بن حسين أبو مالك النخعي منكر الحديث والموقوفة أصح انتهى. 3562 - "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم". (حم د ن حب ك) عن أنس (جاهدوا المشركين بأموالكم) فيجب على الموسر التزود من ماله لجهاد العدو وتجهيز غيره. (وأنفسكم وألسنتكم) أي بإقامة الحجة عليهم والذم التهديد والتهجين لما هم عليه من الإشراك وعدم الإيهام في القول والجهاد بالمال والنفس معلوم وجوبه وكيفيته في قواعد الشريعة. (حم د ن حب ك) (¬2) عن أنس قال الحاكم على شرط مسلم وقال النووي (¬3) في الرياض بعد عزوه لأبي داود وإسناده صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 133) رقم (354)، و (22/ 125) رقم (324)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 125)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2623): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 124)، وأبو داود (2504)، والنسائي (6/ 7)، وابن حبان رقم (4708)، والحاكم (2/ 81)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3090). (¬3) ورد في الأصل "الذهبي" والصواب ما أثبتناه، وانظر: رياض الصالحين (رقم 1375).

فصل الجيم مع الباء الموحدة

فصل الجيم مع الباء الموحدة 3563 - " جبل الخليل مقدس، وإن الفتنة لما ظهرت في بني إسرائيل أوحى الله إلى أنبيائهم أن يفروا بدينهم إلى جبل الخليل". ابن عساكر عن الوضين بن عطاء مرسلاً. (جبل الخليل) أي الجبل المعروف بالنسبة إلى إبراهيم خليل الله تعالى وعليه السلام. (مقدس) والتقديس التطهير المراد أنه مطهر عن وقوع الذنوب فيه وقوله: (وإن الفتنة لما ظهرت في بني إسرائيل) لا أدري أيها أراد - صلى الله عليه وسلم - فإن الفتن في بني إسرائيل عديدة. (أوحى الله إلى أنبيائهم أن يفروا بدينهم إلى جبل الخليل) وفيه أن بعض البقاع مطهرة بتطهير الله سبحانه وتعالى وتشريفه لها وإنها معقل لسلامة الأديان وأنه ينبغي للأمة أن تسكنه عند الفتن ولا أدري مكانه ولم أره في القاموس. (ابن عساكر (¬1) عن الوضين بن عطاء مرسلاً). 3564 - "جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها". (عد حل هب) عن ابن مسعود وصحح (هب) وقفه. (جبلت القلوب على حب من أحسن إليها) أي جعلها مخلوقة مجبولة على الميل إلى من أحسن إليها بالفعل أو القول وقد علم أنه قد حث تعالى على التحبب إلى العباد فهو حث إلى الإحسان إليهم. (وبغض من أساء إليها) أي خلقت مجبولة على النفرة عن من أساء إليها بفعل أو قول فمن بغض المسيء إليه فهو آت بمقتضى جبلته إلا أنه تعالى قد حث على الإغضاء واحتمال الأذى ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (2/ 349)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2624)، وقال في الضعيفة (825): منكر.

والحلم فمن دافع ما جبل عليه عظم شأنه وكثر أجره لأنه خالف جبلته التي يدعوه طبعه إليها إلى خلافها امتثالاً لأمر الله تعالى وفيه التحذير من الإساءة إلى الناس وأنه يجلب بغضهم إلى نفسه وهو منهي عنه. (عد حل هب) (¬1) عن ابن مسعود) أورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: لا يصح، فإن إسماعيل الخياط مجروح قال أحمد: كتبت عنه ثم وجدته حدث بأحاديث موضوعة فتركناه، وقال يحيى: هو كذاب قال الشيخان والدارقطني: متروك وقال ابن حبان: يضع على الثقات انتهى (وصحح (هب) وقفه عن ابن مسعود) وقال: إنه المحفوظ وقال السخاوي (¬2): هو باطل مرفوعاً وموقوفاً وقول البيهقي وابن عدي: الموقوف معروف عن الأعمش يحتاج التأويل فإنهما أورداه لذلك بسند فيه من اتهم بالكذب والوضع انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 286، 287)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 121)، والبيهقي في الشعب (8983)، وانظر كشف الخفاء (1/ 395)، والموضوعات (3/ 82)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2625)، والضعيفة (600): موضوع. (¬2) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 280).

فصل في الجيم مع الدال المهملة

فصل في الجيم مع الدال المهملة 3565 - " جددوا إيمانكم، أكثروا من قول: "لا إله إلا الله"". (حم ك) عن أبي هريرة. (جددوا إيمانكم) كأنه قيل وكيف نجدده؟ فقال: (أكثروا من قول: "لا إله إلا الله") فجعل هذه الكلمة الشريفة في الإيمان وتكرير ذكرها تجديداً له فإنها تنور القلب وتزيد الإيمان فيه حلاوة وطراوة. (حم ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح واعترضه الذهبي فإن فيه صدقة بن موسى ضعفوه انتهى إلا إنه قال الهيثمي: إن سند أحمد جيد، وقال: في موضع آخر رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 359)، والحاكم (4/ 256)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 52، 10/ 82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2626)، والضعيفة (896).

فصل الجيم مع الراء

فصل الجيم مع الراء 3566 - " جرير بن عبد الله منا أهل البيت ظهرٌ لبطن". (طب عد) عن علي. (جرير بن عبد الله) (¬1) هو البجلي الصحابي المعروف متأخر الإسلام. (منا أهل البيت) أي متصل بنا كأنه من جملة لحمتنا لخلوص إيمانه وصدق إتباعه وأهل البيت منصوب بتقدير أعني أو حرف النداء وقوله. (ظهرٌ لبطن) ضبطه المصنف بخطه بالرفع فيحتمل أنه خبر ثاني عن جرير أي جرير ظهر أي ظاهره منا لبطن أي لأجل أن باطنه منا فالظهر والبطن بمعنى الظاهر والباطن والمراد أنه بظاهره منا لأجل أنه قد تحقق باطنه باعتقاد الإيمان والانقياد وفيه فضيلة وشهادة لصلاح باطنه وظاهره وإخبار بأنه ما صلح ظاهره وكان من أهل البيت إلا لتحقق باطنه بالإيمان بخلاف من لم يقر الإيمان في قلبه فإنه يتخلق بصلاح الظاهر وهو بخلاف الباطن ويحتمل أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو ظهر لبطن [2/ 378] وهي جملة استئنافية كأنه لما أخبر عنه بأنه من الآل ربما توهم أن ذلك ظاهره فقط فأخبر بأنه تحقق منه ذلك الاتصال بالآل في ظاهره وباطنه وفيه منقبة لجرير وشهادة صادقة. (طب عد) (¬2) عن علي) عليه السلام، قال الهيثمي: فيه أبو بكر بن حفص لم يدرك عليا عليه السلام وفيه أيضاً سلمان بن جرير لم أجد من وثقه وبقية رجاله ثقات انتهى وفي الميزان: أن هذا الحديث ممن أنكر على أبان بن أبي حازم. ¬

_ (¬1) انظر الإصابة (1/ 475). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 291) رقم (2211)، ابن عدي في الكامل (1/ 387)، وانظر الميزان (1/ 123)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2627).

فصل الجيم مع الزاي

فصل الجيم مع الزاي 3567 - " جزاء الغني من الفقير النصيحة والدعاء". (ابن سعد ع طب) عن أم حكيم. (جزاء الغني من الفقير) أي مكافأته منه إذا أحسن إليه (النصحية) له في دينه ودنياه (والدعاء) له لأنهما المقدوران له وفيه أن المكافأة واجبة حسب الاستطاعة وعلى الغني المكافأة بالمال وعلى الفقير بالدعاء. (والنصيحة) وقد جاء بيان الدعاء في حديث آخر أن من قال لمن أسدى إليه معروفاً جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء أو في الجزاء. (ابن سعد (ع طب) (¬1) عن أم حكيم) بنت وداع الأنصارية قال الديلمي: فيه أربع نسوة بعضهن عن بعض وهو مما يعز وجوده انتهى. 3568 - "جزى الله الأنصار عنا خيراً، ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام، وسعد بن عبادة". (ع حب ك) عن جابر. (جزى الله الأنصار عنا خيراً) أي كافأهم وأعطاهم وهم إذا أطلقوا الأوس والخزرج الذين نصروه - صلى الله عليه وسلم - وأعانوه وقوله. (ولا سيما) هي كلمة مركبة بمعنى وأخص وأعني وفيما بعدها أنواع الإعراب الثلاثة كما عرف من النحو ففي. (عبد الله) الرفع والنصب والجر. (بن عمرو بن حرام) (¬2) بحاء مهملة والراء ضد الحلال وهو أبو جابر بن عبد الله صحابي جليل استشهد في أحد (وسعد بن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 307)، وأبو يعلى (6908)، والطبراني في الكبير (25/ 162) (392)، وانظر الإصابة (8/ 196)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2628)، والضعيفة (2154). (¬2) انظر الإصابة (4/ 189).

عبادة) (¬1) بضم المهملة وتخفيف الموحدة من نقباء الأنصار وسبب الحديث عن جابر أن أباه أمر بحريرة فصنعت ثم بعث بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألحم هذا"؟ فقلت: لا فرجعت إلى أبي فحدثته وقال عسى: أن يكون رسول الله يشتهي اللحم فذبح داجناً ثم أمرني بحملها فذكره - صلى الله عليه وسلم -، والحريرة بالمهملة وراء من دقيق يطبخ بلبن أو دسم كما في القاموس (¬2)، والحديث يحتمل الإخبار والإنشاء والآخر أقرب وفيه ندب المكافأة بالدعاء وتعميم الدعاء لغير ذي السبب. (ع حب ك) (¬3) عن جابر) قال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الذهبي. 3569 - "جزى الله العنكبوت عنا خيراً؛ فإنها نسجت علي في الغار". أبو سعد السمان في مسلسلاته (فر) عن أبي بكر. (جزى الله العنكبوت) العنكبوت معروف يقع على الذكر والأنثى والجمع والواحد ويجمع على عناكب. (عنا خيراً؛ فإنها نسجت) بالمهملة والجيم. (عليّ في الغار) أي في غار ثور الذي خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه مختفيا في أول هجرته وبقى فيه ثلاثا فإنها نسجت العنكبوت على بابه فجعله المشركون الذين تبعوه قرينة على أنه لم يدخله وتركوه وهو فيه - صلى الله عليه وسلم - وإليه أشار في الهمزية بقوله: وكفته بنسجها عنكبوت ... ما كفته الحمامة الحصداء (¬4) ولفظ راويه الديلمي: "فإنها نسجت علي وعليك يا أبا بكر حتى لم يرنا المشركون" انتهى بلفظه: وفيه دليل على أن الحيوانات لها إدراك بفعل ما يحبه ¬

_ (¬1) انظر الإصابة (3/ 65). (¬2) انظر القاموس (2/ 19). (¬3) أخرجه أبو يعلى (2079)، وابن حبان (15/ 488) (7020)، والحاكم (4/ 111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3091). (¬4) الأبيات لشرف الدين البوصيري (ت: 696 هـ).

الله وما يبغضه وتريد فعل ذلك فإن هذه أحسنت بنسجها إلى رسول الله كما أن سام أبرص شب النار على خليل الله، وفيه أنه يكافيء بالدعاء للعجم من الحيوانات وأن لها جزاء من الله تعالى والحديث يحتمل أنه إخبار ويحتمل أنه أنشأ بلفظ الإخبار من باب مات زيد رحمه الله، إن قيل يشكل عليه حديث: "العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى فاقتلوه" (¬1). قلت: يحتمل أنه قال هذا في العنكبوت الذي نسج عليه فقط وأنه قد ينفرد بعض أفراد الجنس الخسيس بصفة الخير كما أخبر - صلى الله عليه وسلم - عن شيطان أنه أعانه الله فأسلم على أحد التفسيرين في أسلم، ويحتمل أنه أمر بقتل العناكب قبل إعلام الله له أنه لا نسل لما مسخه الله وأن هذه الموجودة ليس نسلها منه. (أبو سعد السمان في مسلسلاته) تقدم ضبطه والترجمة له وبيان معنى المسلسل (فر) (¬2) عن أبي بكر) أي كلاهما أخرجاه عنه. 3570 - "جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس". (م) عن أبي هريرة. (صح) (جزوا الشوارب) أي خذوا منها، وفي لفظ: "قصوا"، وفي آخر: "حفوا" قال ابن حجر: هذه الألفاظ تدل على المبالغة في الإزالة؛ لأن الجز قص يبلغ الجلد والإخفاء والاستقصاء ومن ثمة استحب أحمد وأبو حنيفة استئصاله بالحلق والمختار عند الشافعية قصه حتى يبدو طرف الشفة والأمر [2/ 379] للندب وأوجبه ابن حزم قال ابن دقيق العيد والحكمة في قصها: أمر ديني هو مخالفة شعار المجوس في إعفائه، ودنيوي: هو تحسين الهيئة والتنظيف انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في مراسيله (500، 504)، وابن عدي في الكامل (6/ 316). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (35267، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2629) موضوع، وقال في الضعيفة (1189): منكر.

قلت: والأخروي مع النية أيضا قوله. (وأرخوا اللحى) هو بقطع الهمزة والخاء المعجمة ومعناها اتركوها وروي بالجيم قيل هو بمعنى الأول وأصله ارجئوا من الإرجاء التأخير حذفت همزته تخفيفا والمراد من اللفظين معا تركها على حالها قوله. (خالفوا المجوس) أي في هذين الفعلين فإنهم لا يفعلون ذلك وفيه أن مخالفة المجوس مرادة وقد تقدم "انزعوا الطمرين وخالفوا المجوس". (م) (¬1) عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (260).

فصل الجيم مع العين المهملة

فصل الجيم مع العين المهملة 3571 - " جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، أنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه". (ق) عن أبي هريرة (صح). (جعل الله الرحمة) أي خلق رحمته وقدرها، قال الزركشي في رواية: "جعل"، وفي أخرى: "خلق" فإن قيل: كيف هذا والرحمة صفة الله تعالى وهي إما صفة ذات فتكون قديمة أو صفة فعل فكذلك عند الحنفية؟ وحادثة عند غيرهم وجوابه: أنه أريد بها هنا متعلق الرحمة وهي النعم والمنافع ولا يصح التجزئة إلا لها: (مائة جزء) قال الكرماني (¬1): الرحمة هنا عبارة عن القدرة المتعلقة بإيصال الخير والقدرة في نفسها غير متناهية لكن حصرت في مائة على سبيل التمثيل تسهيلاً للفهم وتقليلاً لما عند الخلق وتكثيرا لما عند الله سبحانه. (فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، أنزل في الأرض جزءاً واحداً) قال القرطبي: هذا نص في أن الرحمة يراد بها متعلق الإرادة لا نفس الإرادة؛ فإنها راجعة إلى النعم والمنافع، قلت: فيندفع سؤال الزركشي. (فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس) أي مثلاً وغيره مثله (حافرها عن ولدها) عند إرضاعها له. (خشية أن يصيبه) ضبطه المصنف بخط يده بمثناة تحتية فالضمير للحافر وخص الفرس؛ لأنها أشد الحيوان المألوف إدراكا ومع ما فيها من الخفة والسرعة فرفع حافرها خشية ضرر ولدها به، وفيه أن هذه الرحمة التي له تعالى جعلها لعباده فأعطاهم جزءًا منها في الدنيا فإذا كان يوم القيامة ضم الواحد إلى التسعة ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (10/ 433).

والتسعين وتفضل بها على عباده في يوم الحاجة والفاقة كما أفاده غيره. (ق) (¬1) عن أبي هريرة ورواه أيضاً أحمد عن سلمان - رضي الله عنه -. 3572 - "جعل الله الأهلة مواقيت للناس، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين يوماً". (ك) عن ابن عمر. (جعل الله الأهلة مواقيت للناس) جمع ميقات أي أوقات قدر فيها حجهم وصومهم وغيرها مما أناطه بالأزمنة والميقات الزمان والهلال ليس الميقات فالمراد علامة للوقت واللفظ مأخوذ من الآية {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 189]. (فصوموا) أي رمضان. (لرؤيته) أي لوقت رؤية هلاله الدال عليه أي لرؤيته إياه فهو من إضافة المصدر إلى مفعوله. (و) مثله. (أفطروا لرؤيته) وهذا بيان لأحد أنواع ما جعل الهلال علامة لوقته وخصه عناية لبيانه وتبيان زمانه (فإن غم عليكم) كالجواب لما يقال قد تحول دونه سحابة فلا نراه، فقال: إن اتفق ذلك (فعدوا ثلاثين يوما) أي عدوا شعبان ثلاثين يوماً ثم صوموا وعدوا رمضان كذلك ثم افطروا. (ك) (¬2) عن ابن عمر) ورواه أبو نعيم والطبراني عن طلق بن علي. 3573 - "جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيثما تكون". (طب) عن قتادة بن عياش. (جعل الله التقوى زادك، وغفر ذنبك، ووجهك للخير حيثما تكون) أي جعل الخير مواجها لك في أي مكان حتى لا تنظر إلا إياه وهو دعاء للمسافر من ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6000)، ومسلم (2752) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (5/ 439) عن سلمان. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 423) عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (4/ 23)، والطبراني في الكبير (8/ 331) (8237)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3093).

المقيم وكأنه قاله - صلى الله عليه وسلم - لبعض من ودعه ولعله قتادة الراوي وتقدَّم في الدعوات. (طب) (¬1) عن قتادة بن عياش) بالمهملة فمثناة تحتية فشين معجمة بعد الألف الجرشي وقيل الرهاوي (¬2). 3574 - "جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار يقومون الليل ويصوم النهار ليسوا بِأَثَمَةٍ ولا فجار". عبد بن حميد والضياء عن أنس. (جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار) أي جعل دعاءكم لكم لأنه سبق للدعاء لمن أكرم الضيف ونحوه وصلت عليكم الملائكة ... الحديث (يقومون الليل ويصومون النهار) الجملة صفة لقوم يحتمل أنها كاشفة وأن هذه حقيقة الأبرار ويحتمل غيره، ثم يحتمل أن [2/ 380] القوم الأبرار الداعين بهذا ويحتمل أن المراد الدعاء لهم بأنه تعالى يرزقهم دعوات من كانوا بهذه الصفات. (ليسوا بِأَثَمَةٍ) بالهمز مفتوحة والمثلثة جمع آثم. (ولا فجار) بالجيم جمع فاجر أي قوم متصفين بالبر والقيام والصيام منتف عنهم صفة الإثم والفجور وهو أحد الأدعية لمن أطعم الطعام. (عبد بن حميد والضياء (¬3) عن أنس). 3575 - "جعل الله الحسنة بعشر أمثالها: الشهر بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعد الشهر تمام السنة". أبو الشيخ في الثواب عن ثوبان. (جعل الله الحسنة بعشر أمثالها: الشهر بعشرة أشهر) بيان لبعض أفراد الحسنات وبيان مضاعفتها وأراد بالشهر رمضان ومقتضى عموم المضاعفة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 15) رقم (22)، والبخاري في تاريخه (824)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 360)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2631)، والضعيفة (3462). (¬2) انظر: الإصابة (5/ 418) وفيه: قتادة بن عباس، قال البخاري: له صحبة. (¬3) أخرجه عبد بن حميد (1360)، والضياء في المختارة (1700)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3093).

للحسنة أن الأشهر غيره مثله إلا أنه قد تقرر في الشريعة أن ثواب الواجب أكثر من ثواب النافلة إلا أن قوله: (وصيام ستة أيام بعد الشهر) أي عقيبه بتصريح غيره أنها من شوال (تمام السنة) قد جعل فيه الست شهرين ومعلوم أنها نافلة تقضي بالمساواة إلا أن يقال: إن المضاعفة وإن ثبتت للكل من واجب ونافلة إلا أن نوع جزاء الواجب أعظم قدراً من نوع جزاء النافلة فذلك كالجواهر وهذا كاللآلئ، قال في الفردوس: هذا بمعنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال فقد صام السنة كلها" (¬1). أبو الشيخ (¬2) في الثواب عن ثوبان. 3576 - "جعل الله عذاب هذه الأمة في دنياها". (طب) عن عبد الله بن يزيد. (جعل الله عذاب هذه الأمة في دنياها) أي يقتل بعضها بعضا وبالأسقام والأخواف والقحط وبإقامة الحدود على العصاة، وبالجملة كل مصيبة، ولعله خاص لبعض الأمة لأنه قد ثبت أنه لابد من عذاب الآخرة للعصاة ولأن المعذب المقتول لا القاتل فله عذاب آخر، ويحتمل أن المراد جعل ذلك معظم عذابها فيخف بسببه عذابها في الآخرة. (طب) (¬3) عن عبد الله بن يزيد) أوسي خطمي شهد الحديبية. 3577 - "جعلت قرة عيني في الصلاة". (طب) عن المغيرة. (جعلت قرة عيني في الصلاة) أي جعل الله في الصلاة قرة عيني لما فيها من العبادة والمعارف والمناجاة لربه والمثول بين يديه فالصلاة طروف وقرة عينه ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (2/ 163)، وأحمد (3/ 308). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في الثواب كما في الكنز (24213)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3094). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7164)، وفي الصغير (893)، والحاكم (1/ 113، 4/ 283)، والقضاعي في الشهاب (1000)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3096).

لطروف والصلاة مشتملة عليها مختصة بها ويأتي قريبا أبسط من هذا. (طب) (¬1) عن المغيرة) هو ابن شعبة ورواه عنه الخطيب في التاريخ. 3578 - "جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً". (هـ) عن أبي هريرة (د) عن أبي ذر. (جعلت لي الأرض مسجداً) أي جعل الله كل جزء فيها يصلح جعله مكاناً للسجود، ويصلح أن يبنى فيه مسجداً والأرض المغصوبة والمتنجسة خارجة عن العموم لما خصها من الأدلة. (وطهوراً) بفتح الطاء وقد بين مجمله حديث مسلم بلفظ: "تربتها طهوراً" والحديث ورد إخباراً بمنة الله عليه - صلى الله عليه وسلم - وعلى أمته بتوسيعه لهم محل عبادته وأن من قبلهم كانت لا تجزئه صلاته إلا في كنيسة أو بيعة وفيه دليل على اختصاص الأمة بشرعية التيمم وفيه أن الطهور كان في شرع من قبلنا وتقدم الكلام على الحديث في: "أعطيت خمساً". (هـ) عن أبي هريرة (د) (¬2) عن أبي ذر). 3579 - "جعل لي كل أرض طيبة مسجداً وطهوراً". (حم) والضياء عن أنس. (جعلت لي كل أرض طيبة) بالتشديد للمثناة التحتية أي نظيفة غير خبيثة وقوله: (مسجداً وطهوراً) قال الزين العراقي: أراد بالطيبة الطاهرة وبالطهور المطهر لغيره ولو كان معنى طهوراً طاهرا لزم تحصيل الحاصل. (حم) والضياء (¬3) عن أنس) قال الحافظ ابن حجر: إسناده صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 420) رقم (1012)، والخطيب في تاريخه (14/ 189)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3098)، والصحيحة (1809). (¬2) أخرجه ابن ماجه (567) عن أبي هريرة، وأبو داود (489) عن أبي ذر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3099). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 222)، والضياء في المختارة (124)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 149)، =

3580 - "جعل الخير كله في الربعة". ابن لال عن عائشة (ض). (جعل الخير كله في الربعة) بفتح الراء وسكون الموحدة أي الرجل المعتدل الذي ليس بالطويل ولا القصير أي أن خلقه على تلك الهيئة من أدلة أن الخير قد صار مشمولا له وصار كأنه ظرف له وقد كان - صلى الله عليه وسلم - كذلك. (ابن لال (¬1) عن عائشة) قال السخاوي (¬2): ما اشتهر على الألسنة من خبر ما خلا قصير من حكمة لم أقف عليه. ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (3100). (¬1) أخرجه ابن لال كما في الكنز (30751)، وكشف الخفاء (2/ 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2630). (¬2) انظر المقاصد الحسنة (ص: 580).

الجيم مع اللام

الجيم مع اللام 3581 - " جلساء الله غدا أهل الورع والزهد في الدنيا". ابن لال عن سلمان. (جلساء الله غداً) أي أهل القرب من كرامته وإحسانه. (أهل الورع والزهد في الدنيا) وذلك لأنهم زهدوا فيما لا يحبه الله وطابقوا مراد الله تعالى فأكرمهم بقرب كرامته وأدنى مجالسهم من جهات عظمته (ابن لال (¬1) عن سلمان) ورواه عنه الديلمي. 3582 - "جلوس الإمام بين الأذان والإقامة في المغرب من السنة". (فر) عن أبي هريرة. (جلوس الإمام) أي إمام الصلاة. (بين الأذان والإقامة في) صلاة: (المغرب من السنة) أي أنه يسن له أن يجعل بين الأذان والإقامة مهلة بقدر ما يحضر السامعون ويتطهر المحدثون وقد تقدم في أمر المؤذن أن يجعل بين أذانه وإقامته نفسا معللا بهذا، وخص هنا الإمام ليعلم أن كل منهما مخاطب بذلك وعين المغرب لأنه قد حث - صلى الله عليه وسلم - على المسارعة به فعينه هنا لئلا يقال أنه لا يسن فيه ذلك لأنه [2/ 381] ينافي المسارعة به فأخبر أنه لا ينافيه. (فر) (¬2) عن أبي هريرة) فيه هشيم بن بشير أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: حجة يدلس وهو في الزهري لين. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن لال كما في الكنز (7279)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2632)، والضعيفة (3463): ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2574)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2633). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 712).

الجيم مع الميم

الجيم مع الميم 3583 - " جمال الرجل فصاحة لسانه". القضاعي عن جابر. (جمال الرجل) الجمال له تفاسير أحسنها أنه يناسب الشكل واللون مع السلامة من العيوب وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن جمال الرجل: (فصاحة لسانه) فإنها الذي يعلوا به قدره ويشيع به ذكره ولذا قيل: الرجل بأصغريه قلبه ولسانه وقال بعضهم: ما رأيت على امرأة لباسا أحسن من شحم ولا على رجل أحسن من فصاحة وقيل: يقال: مرؤتان ظاهرتان الرياسة والفصاحة ومن كلام الوصي (¬1) كرم الله وجهه: المرء مخبوء تحت لسانه، وقال يحيى بن خالد: ما رأيت رجلاً إلا أهبته حتى يتكلم فإن كان فصيحا عظم في عيني وصدري وإن قصر سقط من عيني والفصاحة لها حدود فعند أهل البيان أنها في المتكلم ملكة يقتدر بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح، وقيل لأعرابي: من أبلغ الناس؟ قال: أحسنهم لفظا وأسرعهم بديهة، ووقف أعرابي على ربيعة الرأي وقد تكلم فأكثر فظن أن وقوفه لإعجابه بكلامه فقال: يا أعرابي ما البلاغة فيكم؟ قال: الإيجاز في الصواب قال: فما العيّ؟ قال: ما أنت فيه مذ اليوم، وقال القبعثري وقد سئل عن أوجز الكلام فقال: أن لا يخطئ ولا يبطئ، وقيل لليوناني: ما البلاغة؟ قال: بصحيح الأقسام واجتياز الكلام، وقيل: لآخر من أبلغ الناس؟ قال من ترك الفضول واقتصر على الإيجاز، وقال جعفر بن يحيى: إذا كان الإكثار أبلغ كان الإيجاز تقصيرا وإذا كان الإيجاز كافيا كان الإكثار عيًّا، يريد أن لكل مقام مقالاً بالأولى ¬

_ (¬1) قد تكلمت على إطلاق الوصي على علي بن أبي طالب رضي الله عنه حسب مفهومهم واعتقادهم في المقدمة وأنه لا يجوز إطلاقه عليه على ضوء معتقدهم.

دعي عند سياقة الإيجاز والإيجاز تبصير عند الحاجة إلى الإطناب. (القضاعي (¬1) عن جابر) ورواه الخطيب عنه وفيه أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود قال في الميزان عن الخطيب: كذاب ومن بلاياه هذا الخبر وفي اللسان عن ابن طاهر: كان يضع الحديث. ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (233)، وانظر الميزان (1/ 257)، واللسان (1/ 213)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2634)، وقال في الضعيفة (3465): موضوع.

الجيم مع النون

الجيم مع النون 3584 - " جنان الفردوس أربع: جنتان من ذهب حليتها وآنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة حليتهما وآنيتهما وما فيهما، ما بين القوم وبين أن يظهروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن، وهذه الأنهار تشخب من جنة عدن ثم تصدع بعد ذلك أنهاراً". (حم طب) عن أبي موسى. (جنان الفردوس أربع) العدد قرآني قال تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] ثم قال: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [الرحمن: 62] والفردوس قال الحكيم: إنه سَرة الجنة ووسطها والفردوس جنات عدن فعدن كالمدينة والفردوس كالعُراء حولها انتهى، قلت: وهما غير الجنان الأربع وإنما تنسب إليه لأنه أصلها ولأن ماؤها يجري منه، ويأتي عن ابن القيم (¬1) ما يخالف كلام الحكيم (جنتان) مبتدأ. (من ذهب) خبره. حليتهما مبتدأ آخر وما عطف عليه من قوله: (حليتُهما وآنيتهما وما فيهما) والخبر مقدر أي من ذهب حذف لدلالة الأول عليه فيدل هذا التركيب أن الجنتان نفسهما من ذهب وكل ما فيهما من ذهب إلا أنه قد عارضه حديث أبي هريرة: قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال: "لبنة من ذهب ولبنة من فضة" (¬2) أحمد والترمذي وصححه ابن حبان، وفي حديث البزار "خلق الله الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة" (¬3) وجمع بأن حديث الكتاب صفة ما في كل جنة من آنية وغيرها، والثاني صفة حوائط الجنة كلها. ¬

_ (¬1) طريق الهجرتين (ص 297). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 362، 445)، والترمذي (2526)، وابن حبان رقم (7387). (¬3) عزاه الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 732) إلى البزار، وانظر: فتح الباري (13/ 432).

قلت: ولا يتم إلا بجعل قوله "من ذهب" خبر مقدم وقوله حليتهما وما عطف عليه والجملة برمتها خبر عن جنتان ويكون معنى جنتان حليتهما وآنيتهما وما فيهما من ذهب ويكون الكلام سيق لإفادة الإخبار عن ما فيهما لا لما هما مبنيان منه فيكون غير مراد بهذا الحديث بل بحديث أبي هريرة ومثله قوله: (وجنتان من فضة) لعلهما المرادتان بقوله تعالى: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ} [الرحمن: 62]. (حليتهما وآنيتهما وما فيهما) أي حلية من يدخلهما وقوله: (ما بين القوم) أي الداخلين الجنة. (وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه) تقدم البحث في الصفات وأنه يؤمن بها كما هي من غير تفتيش عن كيفيتهما وقوله: (في جنة عدن) متعلق بالقوم أي بين القوم في جنة عدن لا إلى الله تعالى لأنه تعالى لا تحويه الأمكنة قاله عياض، وقال القرطبي: يتعلق بمحذوف في محل الحال من القول أي كائنين في جنة عدن، وقال الهروي: هو ظرف لينظروا بين بهاءان النظر لا يحصل إلا بعد الإذن لهما في الدخول في جنة عدن قوله: (وهذه الأنهار) إشارة إلى ما قد صار معلومًا عند المخاطبين من الكتاب العزيز: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} الآية [محمد: 15] فيها أربعة أنهار من الماء والعسل والخمر واللبن وقد عرفت من السنة أيضا كما تقدم. (تشخب) بالمثناة الفوقية فشين معجمة [2/ 382] فخاء معجمة مضمومة فموحدة أي يسيل ويجري. (من جنة عدن ثم تصدع) بفتح المثناة الفوقية وصاد ودال وعين مهملات أي تعرف. (بعد ذلك أنهاراً) أي في الجنان الأربع وفيه أن جنة عدن غير الأربع وقد ثبت ذلك عند أبي الدنيا من حديث أنس (¬1) مرفوعاً: "خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ولبنة من ¬

_ (¬1) انظر الترغيب والترهيب (4/ 283)، وفيض القدير (3/ 315)، وتفسير ابن كثير (3/ 239).

ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة خضراء ملاطها المسك وحصاؤها اللؤلؤ وحشيشها الزعفران" انتهى. (حم طب) (¬1) عن أبي موسى) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 3585 - "جنبوا مساجدكم صبيانكم، ومجانينكم، وشراءكم، وبيعكم، وخصوماتكم، ورفع أصواتكم، وإقامة حدودكم، وسل سيوفكم، واتخذوا على أبوابها المظاهر، وجروها في الجمع". (هـ) عن واثلة. (جنبوا مساجدنا صبيانكم، ومجانينكم، وشراءكم، وبيعكم، وخصوماتكم) أي بعدوها عنهم وعن الدخول بهم إليها؛ لأنه لا يؤمن تنجيسها وإهانتها باللعب ونحوه وهي كراهة تنزيهية بدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - أدخل الحسنين عليهما السلام وأمامة بنت ابنته لبيان الجواز والخصومة الجدال ويدخل فيه ما اعتاده حكام الشريعة دخولا أوليا فإنه داخل في الخصومة (و) في: (رفع أصواتكم) ومن رفع الأصوات هذه القراءة في كتب التقليد والجدال عليها بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير إلا التقيد بمذهب رجل معين وهو داخل في الخصومة أيضا ورفع الصوت مخصص بتلاوة القرآن والذكر لمن لم يشغل غيره. (وإقامة حدودكم) التي أوجبها الله تعالى، وفيه أنه إذا منع عن إقامة ما وجب لما يتبعه من اجتماع ولغط فبالأولى ما لا يحب بل ما يكره ولقد خالف الناس هذه النواهي شرقا وغربا وصارت المساجد أشبه بالأسواق لا ينتهي العارف ولا ينزجر المعرف (وسل سيوفكم) ومثلها سائر أنواع السلاح. وقوله: (واتخذوا على أبوابها المظاهر) جمع مظهرة وهي محل التطهر سواء كان فيه ماء أو لا بل يحمله إليه المصلي وذلك لأن اتخاذها إعانة على تأدية الفريضة وقوله. (وجمروها) بالجيم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 416)، ولم أقف عليه من الكبير، والطيالسي (529)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 398)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2635)، والضعيفة (3464).

وتشديد الميم والراء أي بخّروها. (في الجمع) أي في كل يوم جمعة. (هـ) (¬1) عن واثلة) فيه الحارث بن نبهان قال الزين العراقي: والحارث بن نبهان ضعيف وقال ابن حجر: حديث ضعيف وعده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح وقال ابن حجر: في تخريج الهداية له طرق أسانيدها كلها واهية وقال عبد الحق: لا أصل له. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (750)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 188)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 288)، والعلل المتناهية (1/ 403)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2636).

الجيم مع الهاء

الجيم مع الهاء 3586 - " جهاد الكبير، والصغير، والضعيف، والمرأة الحج والعمرة". (ن) عن أبي هريرة. (جهاد الكبير) أي المسن الذي لا يؤثر في العدو. (والصغير) الذي لم يبلغ الحلم (والضعيف) أي من لا قدرة له على الجهاد لضعف بنيته. (والمرأة) مطلقاً. (الحج والعمرة) أي أنهما لهم كالجهاد وفي الأجر وفيه أن غير البالغ يجزئ حجه ويؤجر عليه ولا يسقط به فرضه لحديث: "أيما صبي حج فبلغ فعليه حجة الإسلام". (ن) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه أحمد باللفظ المذكور قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 3587 - "جَهْد البلاء كثرة العيال مع قلة الشيء" (ك) في تاريخه عن ابن عمر. (جهد البلاء) بفتح الجيم قال في القاموس (¬2): جهد البلاء الحالة التي يختار معها الموت انتهى والحديث ورد تفسيراً لما في الأدعية من الاستعاذة من جهد البلاء كما يقيده سببه عن راويه أنه - صلى الله عليه وسلم - سمع رجلاً يتعوذ من جهد البلاء فذكره ففسرها - صلى الله عليه وسلم - بأنه (كثرة العيال) ككتاب من يلزم الإنسان القيام بهم. (مع قلة الشيء) أي الرزق وذلك لأن الفقر يكاد أن يكون كفراً فكيف إذا انضم إليه كثرة العائلة ولذا ورد قله العول أحد اليسارين (¬3) فيفيد أن كثرتهم أحد الفقرين فمن ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (5/ 113)، وانظر المجمع (3/ 206)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2638). (¬2) انظر القاموس (1/ 286). (¬3) أخرجه القضاعي في الشهاب (32)، والديلمي في الفردوس (4254)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 195).

كثر عياله وقيل ماله فقد بلي بالفقرين وهو جهد البلاء. (ك) (¬1) في تاريخه عن ابن عمر ورواه عنه الديلمي أيضاً. 3588 - "جهد البلاء قلة الصبر". أبو عثمان الصابوني في المائتين (فر) عن أنس. (جهد البلاء قلة الصبر) أي على المصائب وعن المعاصي وعلى فعل الطاعات ولا ينافيه الأول لأنه يجوز تعدد جهد البلاء لأنه الحالة التي يتمنى معها الموت وأسبابها كثيرة هكذا ذكره الشارح والذي رأيناه في نسخ الجامع ومنها ما قوبل على نسخة المصنف قتل الصبر بالقاف والمثناة الفوقية واللام وقتل الصبر هو القتل في غير معركة ولا حرب ولا خطأ فإنه قتل الصبر. (أبو عثمان الصابوني) (¬2) بالصاد المهملة نسبة إلى الصابون وهو أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن المعروف بشيخ الإسلام كان إماما مفسرا خطيبا وعظ ستين سنة روى عن البيهقي ومن لا يحصى قال السمعاني: لعل أحد أجداده عمل الصابون فعرف به، في المائتين كأنه كتاب جمع فيه [2/ 383] مائتي حديث. (فر) عن أنس قال الصابوني: لم يروه عن أنس مرفوعا إلا سالم بن جنادة. 3589 - "جهد البلاء أن تحتاجوا إلى ما في أيدي الناس فتمنعوا". (فر) عن ابن عباس. (جهد البلاء أن تحتاجوا إلى ما في أيدي الناس) أي فتذلوا بالسؤال فقد يجدى فيكون أخف حالا وقد يمنعوكم فيكون أشد وبالا وهو ما أراده - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2580)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2641)، والضعيفة (2592). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2582)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2640)، والضعيفة (3469).

بقوله. (فتمنعوا) أي فتسألوهم فيمنعوكم وتقدم الكلام في السؤال وذلته وقد أكثر الناس في ذمه نظماً ونثراً. (فر) (¬1) عن ابن عباس ورواه ابن لال. 3590 - "جهنم تحيط بالدنيا، والجنة من ورائها، فلذلك صار الصراط على جهنم طريقا إلى الجنة". (خط فر) عن ابن عمر. (جهنم تحيط بالدنيا) كإحاطة السور بالبلد. (والجنة من ورائها) أي من وراء جهنم وظاهره محيطة بها، ويحتمل من بعض جهاتها. (فلذلك) أي لأجل توسط جهنم بين الدنيا والجنة. (صار الصراط) السالف ذكر صفته بأنه أدق من الشعرة واحد من السيف. (طريقاً إلى الجنة) فهو كالجسر لا يعبر إلا عليه، وفيه أن الحساب في أرض الدنيا إذ عبور الصراط (على جهنم) بعد الحساب وتقدم أنها تبدل الأرض غير الأرض وأنه يحاسب العباد على أرض لم يعص الله فيها فالمراد مكان الدنيا. (خط فر) (¬2) عن ابن عمر) فيه محمد بن مخلد قال الذهبي: قال ابن عدي: حدث بالأباطيل، ومحمد بن أحمد قال الذهبي: قال ابن معين: ليس بشيء عن قيس، قال الذهبي في الضعفاء: ضعف وهو صدوق انتهى، وفي الميزان: إنه خبر منكر جداً. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2580)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2639)، والضعيفة (3466). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (2/ 291)، والديلمي في الفردوس (2600)، وانظر الميزان (2/ 380)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2642)، وقال في الضعيفة (366): منكر.

المحلى بأل من هذا الحرف

المحلى بأل من هذا الحرف 3591 - " الجار أحق بصقبه". (خ د ن هـ) عن أبي رافع (ن هـ) عن الشريد بن سويد (صح). (الجار أحق بصقبه) بالصاد المهملة وفتح القاف فباء موحدة ويقال بالسين أيضا أي بالدار القريب منه والمراد أنه أحق إذا فقد الخليط ويحتمل أنه أريد به الخليط فإنه جار وزيادة. (خ د ن هـ) عن أبي رافع (ن هـ) (¬1) عن الشريد بن سويد) قال في المنضد: الحديث فيه اضطراب في سنده، وأحاديث أنه لا شفعة إلا للشريك لا اضطراب فيها. 3592 - "الجار أحق بشفعة جاره، ينتظر بها وإن كان غائبا إذا كان طريقهما واحداً". (حم 4) عن جابر. (الجار أحق بشفعة جاره، ينتظر بها) أي بالشفعة. (وإن كان غائباً) فإن غيبته لا تسقط حقه وبين يقوله: (إذا كان طريقهما واحداً) السبب في ثبوتها قيل وهو أقوى الأدلة على ثبوت الشفعة للجار لو صح الحديث. (حم 4) (¬2) عن جابر) قال الهيثمي: فيه عبد الملك بن أبي سليمان تركه جماعة وقال أحمد: حديث منكر وقال الترمذي: سألت عنه البخاري فقال: لا أعلم أحداً رواه عن عطاء غير عبد الملك تفرد به وقال ابن معين: لم يروه غير عبد الملك وأنكروه عليه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2258)، وأبو داود (3516)، والنسائي (7/ 320)، وابن ماجه (2495) عن أبي رافع، والنسائي (4/ 62)، وابن ماجه (2496) عن الشريد بن سويد. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 303)، وأبو داود (3518)، والترمذي (1369)، والنسائي (7/ 321)، وابن ماجه (2494)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 159)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3103).

وقال الصدر المناوي (¬1): عبد الملك خرج له مسلم واستشهد به البخاري ولم يخرجا له هذا الحديث لتفرده به وإنكار الأئمة عليه فيه، حتى قال بعضهم: إنه هو رأى لفظاً أدرجه عبد الملك في الحديث (¬2). 3593 - "الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق، والزاد قبل الرحيل". (خط) في الجامع عن علي. (الجار) بالنصب على تقدير ناصبه أي التمس (قبل) حلول (الدار) (و) التمس: (الرفيق) الذي يصحبك. (قبل الطريق) وأعد: (والزاد قبل الرحيل) ولا ينافي التوكل اتخاذ الأسباب كما عرف. لطيفة: قيل لرجل: من أين يؤخذ من القرآن الجار قبل الدار؟ قال من قوله تعالى: {رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ} [التحريم: 11] انتهى أراد قدمت عندك لهذه النكتة. (خط) (¬3) في الجامع عن علي) كرم الله وجهه قال المصنف في الدرر (¬4): سنده ضعيف، ورواه أيضاً عنه الدارمي والحاكم والعقيلي في الضعفاء والعسكري قال السخاوي (¬5): وكلها ضعيفة لكن بالانضمام يقوى. 3594 - "الجالب مرزوق، والمحتكر ملعون". (هـ) عن عمر. (الجالب) أي إلى سوق المسلمين لأرزاقهم ومنافعهم. (مرزوق) لأنه تبارك ¬

_ (¬1) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (رقم 2192). بتحقيقنا. (¬2) انظر: مختصر أبي داود للمنذري (5/ 171 - 172)، وتهذيب السنن لابن القيم (5/ 167 - 172)، والتمهيد لابن عبد البر (7/ 47)، وشرح السنة للبغوي (8/ 242)، وفتح الباري (4/ 438) وإرواء الغليل (رقم 1540). (¬3) أخرجه الخطيب في جامعه (2/ 232)، والقضاعي في الشهاب (709)، والطبراني في الكبير 4/ 268 (4379)، وانظر كشف الخفاء (1/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2643)، والضعيفة (2675). (¬4) انظر: الدرر المنتثرة للسيوطي (ص: 9). (¬5) انظر: المقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 152).

تعالى يبارك له في بيعه وشراه. (والمحتكر) عليهم تربصا للغلا. (ملعون) أي مطرود عن رحمة الله تعالى. (هـ) (¬1) عن عمر) قال الذهبي: فيه علي بن سالم عن علي بن يزيد ضعفاء وقال المناوي: علي بن سالم مجهول، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه ثم أورد له هذا الخبر قال في الميزان: وما له غيره. 3595 - "الجالب إلى سوقنا كالمجاهد في سبيل الله، والمحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله". الزبير بن بكار في أخبار المدينة (ك) عن اليسع بن المغيرة مرسلاً. (الجالب إلى سوقنا) أيها المسلمون أجره: (كالمجاهد في سبيل الله، والمحتكر في سوقنا كالملحد في كتاب الله) في إثمه وهذا وعد بليغ ووعيد شديد. (الزبير بن بكار) قاضي مكة المعروف العالم الكبير (في أخبار المدينة (ك) (¬2) عن اليسع بن المغيرة مرسلاً) هو المخزومي التابعي قال في التقريب (¬3) كأصله لين الحديث وقال الذهبي: خبر منكر وإسناده مظلم. 3596 - "الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة". (د ت ن) عن عقبة بن عامر (ك) عن معاذ. (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة) [2/ 384] تقدم الكلام في تفضيل الجهر أو الإسرار، والحديث أفاد أن الإسرار ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2153)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 231)، وابن عدي في الكامل (5/ 203)، وانظر الميزان (5/ 159)، والتلخيص الحبير (3/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2645). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 12)، والزبير بن بكار في أخبار المدينة كما في الكنز (7179، وابن عدي في الكامل (5/ 203)، وانظر الميزان (2/ 194)، والمغني (2/ 448)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2644)، وقال في الضعيفة (1298): منكر. (¬3) انظر التقريب (1/ 607).

أفضل لبعده عن الرياء، وقيل ما كان فيه التدبر أتم فهو الأفضل والحديث محمول على هذا. (د ت ن) عن عقبة بن عامر (ك) (¬1) عن معاذ) في الطريقين إسماعيل بن عياش وفيه اختلاف. 3597 - "الجبروت في القلب". ابن لال عن جابر. (الجبروت في القلب) قال الديلمي: الجبروت القهر والسطوة والامتناع والتعظيم أي أن محله القلب ثم تنتشر في الأعضاء وظاهره أنه يكون جبارا وإن لم يظهر عليه أثره. (ابن لال (¬2) عن جابر) بسند ضعيف. 3598 - "الجدال في القرآن كفر". (ك) عن أبي هريرة. (الجدال في القرآن كفر) في النهاية (¬3): الجدال مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمخاصمة انتهى، والمراد هنا الجدال بالباطل المؤدي إلى الشك والمنازعة والجدال الذي لا يرجع إلى علم بل لاتباع الأهواء. (ك) (¬4) عن أبي هريرة) فيه عمرو بن سلمة ضعفه ابن معين وقال النسائي: ليس بالقوي. 3599 - "الجراد نثرة حوت في البحر". (هـ) عن أنس وجابر معاً. (الجراد) بفتح الجيم وتخفيف الراء اسم جنس واحده جرادة للذكر والأنثى سمي جرادا لجرده الأرض وحلقه لها. (نُثْرة حوتٍ) بفتح النون وسكون ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1333)، والترمذي (2919)، والنسائي (5/ 41) عن عقبة بن عامر، والحاكم (1/ 555) عن معاذ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3105). (¬2) أخرجه ابن لال كما في الكنز (7761)، والديلمي في الفردوس (2654)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2646)، والضعيفة (3470): موضوع. (¬3) انظر النهاية (1/ 247، 248). (¬4) أخرجه أبو داود (4603)، والحاكم (2/ 223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3106)، والصحيحة (2419).

المثلثة وراء أي عطسته فقال: نثرت الشاة نثرا إذا عطست، والمراد أن الجراد من صيد البحر كالسمك يحل للمحرم أن يصيده وكره أكله الزمخشري (¬1)، قال الديلمي: قال زياد حدثني من رأى الحوت ينثره وأجمعوا على حل أكله بغير تذكية، وقالت المالكية: يشترط تذكيته قيل بقطع رأسه وقيل بوضعه في قدر أو نار. (هـ) (¬2) عن أنس وجابر معاً) قالا: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوا على الجراد: "اللهم اقتل كباره وأهلك صغاره وافسد بيضه واقطع دابره وخذ بأفواهه عن معاشنا وأرزاقنا إنك سميع الدعاء" فقال رجل: يا رسول الله تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره فقال: "الجراد ... فذكره" قال ابن حجر: إسناده ضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 3600 - "الجراد من صيد البحر". (د) عن أبي هريرة. (الجراد من صيد البحر) تمامه عند مخرجه: "فكلوه" وسببه عن راويه قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة أو عمرة فاستقبلنا جراد فجعلنا نضرب بنعالنا وأثوابنا فذكره، وفيه أنه لا يحتاج تذكية وتؤكل ميتته قال ابن حجر في الفتح: إنه حديث ضعيف لو كان صحيحًا لكان فيه حجة لمن قال إنه لا جزاء فيه لمن قتله محرمًا والجمهور على خلافه انتهى، قلت: ولا يخفى ضعف هذا الكلام. (د) (¬3) عن أبي هريرة) أخرجه أبو داود من طريقين ووافقه الترمذي في واحدة وكلاهما ضعيف وقال أبو داود نفسه: الحديثان جميعا وهم. 3601 - "الجرس مزامير الشيطان". (حم م د) عن أبي هريرة (صح). ¬

_ (¬1) الفائق (3/ 406). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3221)، وانظر الموضوعات (3/ 14)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2648)، والضعيفة (112): موضوع. (¬3) أخرجه أبو داود (1853، 1854)، والترمذي (850)، وابن ماجه (3222)، وانظر فتح الباري (9/ 611)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2647).

(الجرس) قال القرطبي: بفتح الراء ما يعلق في أعناق الإبل ما له صلصلة، وإما بسكونها فالصوت الخفي وأخبر عنه بقوله: (مزامير الشيطان) وهو جمع عن مفرد لأنه أراد به الجنس وإنما كان مزامير الشيطان لأن صوته شاغل عن الذكر والفكر فيكره سفراً حَضَراً، قال الجمهور: الكراهة تنزيهية لا تحريمية قال ابن حجر: الكراهة لصوته؛ لأن فيه شبها لصوت الناقوس وشكله وإذا كانت الكراهة للجرس في عنق البهيمة مثلا فكيف ما صار عليه الناس من ملوك الدنيا من الزمامير بل وهذه الذي يسمونها بالطاسة والمرقع والطبل. (حم م د) (¬1) عن أبي هريرة) وهِم الحاكم فاستدركه. 3602 - "الجزور عن سبعة". رواه الطحاوي عن أنس. (الجَزور) فعول من الجزر وهو القطع يتناول الذكر والأنثى من الإبل إلا أن لفظه مؤنث. (عن سبعة) أي يجزيء في الأضحى عن سبعة أنفس وتقدم في الباء الموحدة "والبقرة عن سبعة ... " الحديث. (الطحاوي) (¬2) بفتح الطاء تقدمت ترجمته (عن أنس). 3603 - "الجزور في الأضحى عن عشرة". (طب) عن ابن مسعود. (الجزور في الأضحى عن عشرة) أي يجزئ عن عشرة أنفس، قال الشارح: لم أر من المجتهدين من قال بذلك بل حكى القرطبي الإجماع على المنع فما زاد على السبعة انتهى، قلت: العجب دعوى الإجماع وهو مذهب الأكثر من الآل عليهم السلام لحديث الترمذي من حديث ابن عباس وحسنه (طب) (¬3) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 372)، ومسلم (2114)، وأبو داود (2556)، والحاكم (1/ 445). (¬2) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (4/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3108). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 163) رقم (10330)، وانظر المجمع (4/ 20)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2649).

مسعود) قال الهيثمي: فيه عطاء بن السائب وقد اختلط، انتهى. وأورده الدارقطني باللفظ المزبور (عن ابن مسعود) المذكور ثم قال: أيوب أبو الجمل أحد رواته ضعيف ولم يروه عن عطاء غيره. 3604 - "الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع منادي الله تعالى ينادي بالصلاة ويدعو إلى الفلاح فلا يجيبه". (طب) عن معاذ بن أنس. (الجفاء كل الجفاء والكفر والنفاق من سمع [2/ 385] منادي الله تعالى ينادي بالصلاة) قال أبو البقاء: الجفاء في الأصل مصدر وهو هنا مبتدأ وكل الجفاء تأكيد له والكفر والنفاق معطوفان على الجفاء "ومن سمع" خبر المبتدأ ولابد فيه من حذف المضاف أي إعراض من سمع لأن من بمعنى شخص أو إنسان والجفاء ليس بالإنسان والخير يجب أن يكون هو المبتدأ في المعنى والإعراض جفاء. (ويدعو إلى الفلاح) أي يدعوا إلى سبب البقاء في الجنة وهو الصلاة في الجماعة والفلاح والفلح التقى ذكره الديلمي. (فلا يجيبه) عطف على سمع وهذا الحديث من أقوى أدلة وجوب الجماعة لسامع ندائها لما أفاده من الوعيد. (طب) (¬1) عن معاذ بن أنس) قال الهيثمي: فيه زياد بن فائد ضعفه ابن معين ووثقه أبو حاتم. 3605 - "الجلوس في المسجد لانتطار الصلاة بعد الصلاة عبادة، والنظر في وجه العالم عبادة، ونفسه تسبيح". (فر) عن أسامة بن زيد. (الجلوس في المسجد لانتطار الصلاة) أي: صلاة الفريضة أو النافلة ذات السبب كالكسوف والاستسقاء سواء كان في المسجد أو في مصلاه غير مسجد إذا كان خروج القيد على الغالب كما هو الظاهر (بعد الصلاة) أي بعد أداء ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 183) رقم (394)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 41)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2650).

فريضة نكره لإفادة أن اللام في الصلاة جنسية أو للعهد الذهني ويحتمل أنه أريد بها فريضة أو نافلة. (عبادة) حين الجلوس أي له أجر العبادة وهو نظير: "لا يزال العبد في صلاة ما انتظر الصلاة" (¬1) إلا أنه قيد هنا الانتظار وبكونه بعد أداء صلاة فاحتمل أنه خرج للغالب ويراد بها أعم من الفرض فيشمل تحية المسجد مثلاً وحديث: "لا يزال" مطلق عن القيد. (والنظر في وجه العالم) أي العامل توقيراً له وتعظيما واستماعا لما يقوله من الدلالة على الخير. (عبادة) للناظر. (ونفسه) بتحريك الفاء بالفتح بنفسه أي نفس العالم. (تسبيح) جملة استطرادية من أجر غير العالم إلى أجره. (فر) (¬2) عن أسامة بن زيد) فيه أحمد بن عيسى المصري أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: كان ابن معين يكذبه ردّه في المغني بعد قوله: كذبه ابن معين: فأسرف وأشار أبو حاتم إلى ضعفه، انتهى وهو ثقة. 3606 - "الجلوس مع الفقراء من التواضع، وهو من أفضل الجهاد". (فر) عن أنس. (الجلوس مع الفقراء) أي ممن ليس بفقير لقصد إيناسهم وجبر خواطرهم. (من التواضع) أي من صفات المتواضعين وهو محمود عند العقل والشرع (وهو من أفضل الجهاد) لأنه جهاد للنفس بكسر شهوتها ووضع علوها وجهادها أفضل جهاد. (فر) (¬4) عن أنس فيه محمد بن الحسين السلمي الصوفي ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (620). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2645)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2652)، وقال في الضعيفة (1710): ضعيف جداً. (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 51). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (2646)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2653)، والضعيفة (3472): موضوع.

قال الخطيب قال لي محمد بن يوسف القطان: كان يضع الحديث، وهو مؤلف حقائق التفسير قال الذهبي (¬1): فيه تحريف كثير. 3607 - "الجماعة بركة، والسحور بركة، والثريد بركة". ابن شاذان في مشيخته عن أنس. (الجماعة بركة) أي في كل أمر يسن فيه من الصلاة والدعاء والجهاد والاجتماع على الطعام وعلى مهمات المسلمين. (والسحور بركة) للصائم لإعانته على صومه. (والثريد بركة) في نفسه يبارك فيه وفي نفعه بقائه في الأعضاء. (ابن شاذان (¬2) في مشيخته عن أنس) ورواه أبو يعلى والديلمي عن أبي هريرة ولقد أبعد المصنف النجعة حيث عزاه لابن شاذان مع إخراج من ذكر له. 3608 - "الجماعة رحمة، والفرقة عذاب". عبد الله في زوائد المسند، والقضاعي عن النعمان بن بشير. (الجماعة رحمة) أي لزوم جماعة المسلمين سبب لرحمة الله {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] قال العامري: شارح الشهاب: لفظ الجماعة ينصرف لجماعة المسلمين لما اجتمع فيهم من جميل خصال الإسلام ومكارم الأخلاق وترقي السابقين منهم إلى درجة الإحسان وإن قل عددهم حتى لو اجتمع الإحسان والتقوى اللذان معهما الرحمة في واحد لكان هو الجماعة فالرحمة في متابعته والعذاب في مخالفته. (والفرقة عذاب) أي فراق الجماعة سبب للعذاب لأن من فارق الجماعة لم يفارقهم إلا لخبث في باطنه فلا ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 571)، وضعفاء ابن الجوزي (3/ 52). (¬2) أخرجه الخطيب في تالي تلخيص المتشابه (1/ 336) عن أنس، والديلمي في الفردوس (2618)، وأبو يعلى (6447) عن أبي هريرة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2654)، والضعيفة (2673).

يقع إلا فيما لا يرضاه الله تعالى ويحتمل أن يراد بالجماعة المسلمون وبالفرقة الردة ومخالفته في الإسلام. (عبد الله في زوائد المسند) كذا فيما قوبل على خط المصنف والقياس على ما أسلفه في الخطبة عم لأنه رمز عبد الله في الزوائد للمسند، (والقضاعي (¬1) عن النعمان بن بشير) قال الزركشي بعد عزوه لأحمد والطبراني فيه الجراح أبو وكيع قال الدارقطني: ليس بشيء وقال المصنف في الدرر (¬2): سنده ضعيف قال السخاوي: مثله إلا أنه قال: له شواهد. 3609 - "الجمال في الرجل اللسان". (ك) عن علي بن الحسين مرسلاً. (الجمال في الرجل اللسان) أي فصاحته كما تقدم قريباً. (ك) (¬3) عن علي بن الحسين مرسلاً) ظاهره أنه لم يجده مسنداً لأحد وإلا لما عدل إلى المرسل وقد أخرجه ابن لال والديلمي من حديث العباس بن عبد المطلب. 3610 - "الجمال صواب القول بالحق، والكمال حسن الفعال بالصدق". الحكيم عن جابر. (الجمال صواب القول بالحق) الحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لعمه العباس لما جاءه وعليه ثياب بيض فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما يضحكك؟ قال - صلى الله عليه وسلم - "جمالك" قال وما الجمال فذكره والصواب خلاف الخطأ والحق ضد الباطل فالصواب القول بالحق هو جمال الرجال لأن به يرفع شأنه ويعظم بيانه. (والكمال حسن الفعال بالصدق) أي إكمال الرجل [2/ 386] إحسانه في أفعاله مع مطابقتها لنفس ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (4/ 278، 375)، والقضاعي في مسند الشهاب (15)، وأخرجه أحمد في المسند (4/ 278)، وابن أبي عاصم (93) والبيهقي في الشعب (4419)، وانظر كشف الخفاء (1/ 398)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3109)، والصحيحة (667). (¬2) الدر المنثور (8/ 545). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 373)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2657).

الأمر في حسن الموقع. (الحكيم) (¬1) وأخرجه من أهل الرموز أيضاً أبو نعيم في الحلية والديلمي في مسند الفردوس والبيهقي في الشعب (عن جابر) فيه أيوب بن يسار الزهري قال الذهبي ضعيف جدا تفرد عنه عمر بن إبراهيم وهو ضعيف جدًّا. 3611 - "الجمال في الإبل، والبركة في الغنم، والخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة". الشيرازي في الألقاب عن أنس. (الجمال في الإبل) قال تعالى: {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} [النحل: 6] قال جار الله (¬2): منَّ الله بالتجمل بها كما من بالانتفاع بها؛ لأنه من أغراض أصحاب المواشي بل هو من معاظمها؛ لأن الرعيان إذا روجوها بالعشي وسرحوها بالغداة فزينت بإراحتها وتسريحها الأفنية وتجاوب فيها الثغاء والرغاء أنست أهلها وفرحت أربابها وأجلتهم في عيون الناظرين إليها وكسبتهم الحرمة والجاه عند الناس انتهى. (والبركة) أي النمو والزيادة. (في الغنم) يشمل الضأن والمعز. (والخيل في نواصيها الخير) يأتي تفسيره؛ فإنه الأجر والمغنم. (الشيرازي (¬3) في الألقاب عن أنس). 3612 - "الجمعة إلى الجمعة كفارة ما بينهما ما لم تغش الكبائر". (هـ) عن أبي هريرة. (الجمعة) أي صلاة الجمعة. (إلى) صلاة. (الجمعة كفارة) ما يقع من الذنوب الصغائر. (ما بينهما ما لم يغش) بالغين والشين المعجمات أي يرتكب. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 36)، والبيهقي في الشعب (4964)، والديلمي في الفردوس (2633)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2655)، والضعيفة (648): ضعيف جداً. (¬2) انظر: تفسير الكشاف (1/ 649). (¬3) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (35266) وانظر فيض القدير (3/ 357)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2656): ضعيف جداً.

(الكبائر) وتقدم البحث في هذا في الجزء الأول بما لا مزيد عليه. (هـ) (¬1) عن أبي هريرة ورواه الحاكم والديلمي. 3613 - "الجمعة على من سمع النداء". (د) عن ابن عمرو (صح). (الجمعة على من سمع النداء) في الدارقطني بدله التأذين أي لا تجب إلا على السامع كما قال تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة: 9] الآية. (د) (¬2) عن ابن عمرو) وقال عبد الحق الصحيح وقفه، وقال ابن القطان: فيه سلمة بن بقية مجهول وعبد الله بن هارون مجهول في الميزان (¬3) أبو سلمة بن بقية نكرة تفرد عنه محمد بن سعد الطائفي وشيخه ابن هارون كذلك، والعجب أن عليه رمز التصحيح. 3614 - "الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبداً مملوكاً، أو امرأه، أو صبيا، أو مريضاً". (د ك) عن طارق بن شهاب. (الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة) يصدق على الثلاثة. (إلا أربعة) استثنى من قوله: "كل مسلم" يعني فلا تجب عليهم وتجزئ بهم. (عبداً مملوكاً، أو امرأة، أو صبياً، أو مريضاً) الأظهر فيها النصب إلا أنه بخط المصنف في الأربعة الألفاظ بغير ألف وقيل إنها على قاعدة المتقدمين من المحدثين في كتب المنصوب بلا ألف ويقرئ منصوباً وقيل: بل هي مرفوعة على خبرية محذوف أي هم عبد إلى آخره وقال المظهر: إلا بمعنى غير وما بعدها مجرور صفة لمسلم. (د ك) (¬4) عن طارق بن شهاب) هو صحابي إلا أن أبا داود قال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1086)، وأحمد (2/ 484)، والترمذي (214)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3110)، والصحيحة (3623). (¬2) أخرجه أبو داود (1056)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3112). (¬3) انظر الميزان (4/ 217). (¬4) أخرجه أبو داود (1067)، والحاكم (1/ 425)، والتلخيص الحبير (2/ 65)، وصححه الألباني =

عقيب رواية هذا الحديث طارق هذا رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يسمع منه شيئا انتهى (¬1)، وقال الخطابي: إسناده ليس بذلك، وقال ابن حجر: فيه أربعة أنفس ضعفاء على الولاء قاله ابن القطان. 3615 - "الجمعة على من آواه الليل إلى أهله". (ت) عن أبي هريرة. (الجمعة) واجبة. (على من آواه الليل إلى أهله) يحتمل أنه أريد أن من بات في أهله ليلة الجمعة وجب عليه حضورها مع حصول شرطها وهو سماعه النداء فلا يجوز له أن يسافر قبلها ويحتمل أنه يريد على من أواه الليل أي بات ليلة السبت أي عزم على البيات في أهله فإنه يجب عليه حضورها ولو أصبح في غير بلده. (ت) (¬2) عن أبي هريرة) تعقبه الترمذي مخرجه: بأن إسناده ضعيف إنما يروى من حديث معارك بن عباد عن عبد الله بن سعيد المقبري والمقبري مضعف قال الترمذي وقد ذكر أحمد بن الحسين هذا الحديث لأحمد بن حنبل فغضب عليه وقال له: استغفر ربك مرتين انتهى وقال الذهبي (¬3): معارك ضعيف وعبد الله ساقط متهم وحجاج متروك. 3616 - "الجمعة واجبة إلا على امرأة، أو صبي، أو مريض، أو عبد أو مسافر". (طب) عن تميم الداري. (الجمعة واجبة إلا على امرأة، أو صبي، أو مريض، أو عبد أو مسافر) هذا زيادة على الأربعة الماضية فيكون إخباره - صلى الله عليه وسلم - بالأربعة قبل إعلام الله له بالخامس ¬

_ = في صحيح الجامع (3111). (¬1) انظر: الإصابة (3/ 510). (¬2) أخرجه الترمذي (502، 501)، وعلل الترمذي (1/ 739)، والعلل المتناهية (1/ 457)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (2661): ضعيف جداً. (¬3) انظر: بيان الوهم (2/ 184)، وميزان الاعتدال.

أو يكون مفهوم العدد غير مراد. (طب) (¬1) عن تميم الداري) قال البخاري: فيه نظر وقال ابن القطان: فيه أبو عبد الله الشامي مجهول انتهى. 3617 - "الجمعة على الخمسين رجلا، وليس على ما دون الخمسين جمعة". (طب) عن أبي أمامة. (الجمعة على الخمسين رجلا) فيه بيان أنه أريد بقوله في جماعة الخمسون لا أقل ويحتمل أن المراد أنها تجب على الخمسين كفاية فإذا قام بها من يصدق عليه اسم الجماعة فقد سقطت عن الباقين، والشافعية اعتبرت الأربعين لا تجزئ بدونهم وقيل غير ذلك والحق أنه لا حد معين بل ما يصح جماعة صح جمعة (وليس على ما دون الخمسين جمعة) يشعر بأن مفهوم العدد غير معمول به إلا لما صرح به وقد يقال: [2/ 387] أنه صرح به لأنه أدل على المراد. (طب) (¬2) عن أبي أمامة) قال الذهبي في المهذب (¬3): حديث واه وقال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير صاحب القاسم وهو ضعيف جداً، وقال ابن حجر (¬4): فيه جعفر بن الزبير متروك وهياج بن بسطام متروك. 3618 - "الجمعة واجبة على كل قرية إن لم يكن إلا أربعة". (قط هق) عن أم عبد الله الدوسية. (الجمعة واجبة على كل قرية) أي أهل قرية قال البيهقي: يعني بالقرى ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 51) (1257)، وانظر الميزان (2/ 443) والمغني (1/ 185)، والتلخيص الحبير (2/ 57)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3113). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 244) (7952)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 176)، والميزان (2/ 133)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2660)، والضعيفة (1203): موضوع. (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (3/ 1109) تحت رقم (5001)، وفيه: ويروى في "الخمسين" حديث واه. (¬4) انظر: التلخيص الحبير (2/ 56).

المدائن وكذا قال غيره وفي رواية للدارقطني بزيادة فيها إمام. (وإن لم يكن إلا أربعة) وفي رواية: "وإن لم يكونوا إلا ثلاثة رابعهم إمامهم" فالمراد أربعة بالإمام. (قط هق) (¬1) عن أم عبد الله السدوسية فيه معاوية بن سعيد التجيبي والوليد بن محمد والحكم بن عبد الله قال الدارقطني: كل هؤلاء متروكون ولم يسمع الزهري من السدوسية وكل ما رواه متروك، وقال الذهبي: فيه متروكان وتالف، وقال ابن حجر: هو ضعيف ومنقطع أيضاً، وقال في موضع آخر: إسناده واهٍ جداً. 3619 - "الجمعة حج المساكين". ابن زنجويه في ترغيبه والقضاعي عن ابن عباس. (الجمعة حج المساكين) أي أن ذهابهم إلى الجمعة كالحج لهم في الأجر لما عجز الفقير عن مال الحج أو ضعف وكان يتمناه بقلبه نظر الكريم إلى تحسره فأعطاه ثواب الحاج بقصده على منوال خبر: "إن بالمدينة أقواما ما قطعتم واديا إلا وقد سبقوكم إليه حبسهم العذر" (¬2). (ابن زنجويه (¬3) في ترغيبه والقضاعي عن ابن عباس) قال العراقي: سنده ضعيف وأورده في الميزان في ترجمة عيسى بن إبراهيم الهاشمي وقال عن جمع أنه متروك. 3620 - "الجمعة حج الفقراء". القضاعي وابن عساكر عن ابن عباس. (الجمعة حج الفقراء). القضاعي وابن عساكر (¬4) عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 7، 8، 9)، والبيهقي في السنن (3/ 179)، وابن عدي في الكامل (2/ 204)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 57)، والإصابة (8/ 252)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2662)، والضعيفة (1204): موضوع. (¬2) أخرجه البخاري (4161)، ومسلم (1911). (¬3) أخرجه القضاعي في الشهاب (78)، والديلمي في الفردوس (2614)، وانظر: الميزان (5/ 373)، وتخريج أحاديث الإحياء (4/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2659). (¬4) أخرجه القضاعي في الشهاب (79)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 431)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2658)، والضعيفة (191): موضوع.

3621 - "الجنازة متبوعة، وليست بتابعة، ليس منا من تقدمها". (هـ) عن ابن مسعود. (الجنازة متبوعة) أي يبلغها من يتبعها ويجعلها أمامه ولا يتقدمها. (وليست بتابعة، ليس منا) أي من أهل سنتنا وديننا وفي نسخ ليس منها أي من أهل الجنازة والمشاة معها وفي المصابيح والمشكاة ليس معها. (من تقدمها) وفي الحديث إعلام بأن المشي: خلف الجنازة هو السنة وأنه لا أجر لمن مشى أمامها وبه أخذت الحنفية، وقالت الشافعية بل الأفضل المشي أمامها؛ لأنهم شفعاء الميت إلى الله والشافع يمشي أمام المشفوع له أي قالوا والحديث ضعيف ولا يتم به الحجة. (هـ) (¬1) عن ابن مسعود) قال ابن الجوزي: حديث لا يثبت وفيه أبو ماجد قال الدارقطني: مجهول وقال ابن عدي: منكر الحديث، وقال الذهبي: تركوه وقد أخرج هذا الحديث أبو داود والترمذي من رواية أبي ماجد أيضاً، وقال البيهقي: أحاديث المشي خلفها كلها ضعيفة. 3622 - "الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك". (حم خ) عن ابن مسعود (صح). (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك) وجه الأقربية أن يسيرا من الخير قد يكون سببا لدخول الجنة وقليلا من الشر سببا لدخول النار فينبغي الرغبة في كل أسباب الجنة وتجنب جميع أسباب النار وعلى هذا فالقرب معنوي وإلا فالجنة فوق السماوات السبع. (حم خ) (¬2) عن ابن مسعود). 3623 - "الجنة لها ثمانية أبواب، والنار لها سبعة أبواب". ابن سعد عن عتبة بن عبد. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1484)، وأبو داود (3184)، ولترمذي (1011)، وابن عدي في الكامل (7/ 201)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2663). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 387، 413)، والبخاري (6488).

(الجنة لها ثمانية أبواب) قال السهيلي: إنما كانت أبواب الجنة ثمانية لأن مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله، ولذلك المفتاح ثمانية أسنان: الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبر والصلة فيكون أنواع الأعمال ثمانية. (والنار لها سبعة أبواب) قال أيضا إنما كانت أبواب النار سبعة لأن الأديان سبعة: واحد للرحمن وستة للشيطان فالتي للشيطان: اليهودية والنصرانية والوثنية والمجوسية والدهرية والإبراهيمية، والصنف السابع أهل التوحيد كالخوارج والمبتدعة والظلمة والمصرين على الكبائر فهؤلاء كلهم صنف واحد فوافق عدة الأبواب عدة الأصناف انتهى. (ابن سعد (¬1) عن عتبة بن عبد) قال الشارح: عتبة بن عبد في الصحابة يماني وأنصاري وسلمي فكان ينبغي للمصنف تمييزه، قلت: قد يقال المراد كونه صحابياً ولا فائدة في تمييزه كما قالوه عن رجل. 3624 - "الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض". ابن مردويه عن أبي هريرة. (الجنة مائة درجة) يحتمل أن يراد بها الرتبة كما يقال لفلان درجة عند الملك أي رتبة ويحتمل أن يراد بها المصاعد، وقد عارضه حديث أحمد أنه "يقال لصاحب القرآن اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه" (¬2) وحديث أن "عدد درج الجنة عدد آيات القرآن" (¬3) تقدم وأجيب بأن المراد بالمائة الدرجة الدرجات الكبار وبينها درجات صغار كثيرة. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 430)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3119)، والصحيحة (1812). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 40). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (1998).

(ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) فيه تأييد الاحتمال الثاني وهذا معارض لحديث الترمذي أن "ما بين كل درجتين مائة عام" (¬1) لأنه قد ثبت أن ما بين كل سمائين خمس مائة عام، وأجيب: بأن ذلك [2/ 388] يختلف بالسرعة والبطيء فالمائة للسريع والخمس مائة للبطيء قاله ابن القيم (¬2)، ولك أن تقول ذلك فيما بين الدرجات الصغار والآخر في الدرجات الكبار. (ابن مردويه (¬3) عن أبي هريرة) وأخرجه أيضا الحاكم وقال: على شرطهما. 3625 - "الجنة مائة درجة، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم". (حم ع) عن أبي سعيد. (الجنة مائة درجة، ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن وسعتهم) فيه ما يؤيد الثاني أيضاً وأنها مصاعد ذات سعة والعدد لأنواع الخير بحيث يكفي العالمين محلاً ونعيماً (حم ع) (¬4) عن أبي سعيد) ورواه عنه الترمذي إلا أنه قال: لو أن الناس كلهم في درجة. 3626 - "الجنة تحت أقدام الأمهات". القضاعي (خط) في الجامع عن أنس. (الجنة تحت أقدام الأمهات) قال العامري: المراد يكون في برها وخدمتها كالتراب تحت قدميها مقدما لها على هواه مؤثرا برها على بعض عبادة الله تعالى لتحملها شدائد حمله ورضاعه وتربيته. القضاعي (خط) (¬5) في الجامع عن أنس) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2529). (¬2) انظر: زاد المعاد (3/ 64)، وحادي الأرواح (ص: 47). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 153)، وأحمد (2/ 335)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3120). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 29)، وأبو يعلى (1398)، والترمذي (2532)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2671)، والضعيفة (1886). (¬5) أخرجه القضاعي في الشهاب (119)، والخطيب في جامعه (2/ 40)، والنسائي (3/ 8)، وابن ماجه (2781)، والحاكم (2/ 114)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2666)، وقال في =

قال ابن طاهر: فيه منصور بن مهاجر عن أبي النضر الأباد وهما لا يعرفان فالحديث منكر انتهى، وقد أخرجه النسائي وابن ماجه وأحمد والحاكم وصححه وقد عزاه المصنف في الدرر (¬1) إلى مسلم من حديث النعمان بن بشير قال شارحه: وهو ذهول. 3627 - "الجنة تحت ظلال السيوف". (ك) عن أبي موسى. (الجنة تحت ظلال السيوف) في النهاية (¬2): هي كناية عن الدنو والقرب في الجهاد حتى يعلوه السيف ويصير ظله عليه وقال الطيبي: معناه ثواب الله السبب الموصل إلى الجنة عند الضرب بالسيف في سبيل الله فاحضروا الجهاد بصدق نية واثبتوا، والمراد دخول الجنة تحت ظل السيف وأن الجهاد أقرب طرق الجنة. (ك) (¬3) عن أبي موسى) قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي إلا أن لفظه في المستدرك: "إن الجنة" كان على المصنف أن يذكره في "أنّ" قاله شارحه: وقد أخرجه البخاري عن ابن أبي أوفى بلفظ: "اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف" ومسلم في المغازي وأبو داود في الجهاد فاقتصار المصنف على الحاكم من ضيق العطن. 3628 - "الجنة دار الأسخياء". (عد) والقضاعي عن عائشة. (الجنة دار الأسخياء) تقدم تفسير السخاء وهذا إخبار بأن الجنة دارهم الذي ينزلونه في الآخرة إعلاما بأن السخاء صفة تقود من تحلى بها إلى أعمال الجنة ¬

_ = الضعيفة (593): موضوع. (¬1) انظر: الدر المنتشرة (ص: 9). (¬2) انظر النهاية (3/ 159). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 80)، والترمذي (1659) عن أبي موسى، والبخاري (2663، 2965)، ومسلم (1742، 1902)، وأبو داود (2631) عن ابن أبي أوفى.

وحلولها. (عد) والقضاعي (¬1) عن عائشة)، فيه جحدر عن بقية عن الأوزاعي عن الزهري عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال مخرجه ابن عدي: جحدر يسرق الأحاديث ويروي المناكير وقال الدارقطني: حديث لا يصح وقال في الميزان: حديث منكر ما أتى به سوى جحدر وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 3629 - "الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة". (طس) عن أبي هريرة. (الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة) المراد بناء قصورها ودورها أو بناء حائطها فيه احتمالان؛ ورجح ابن رجب الثاني، وحديث: جنتان من ذهب: إلى آخره. (طس) (¬2) عن أبي هريرة)، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح قال شارحه تمام الحديث: "ملاطها المسك" وكلام المصنف يوهم أنه الحديث بتمامه. 3630 - "الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام". (طس) عن أبي هريرة. (الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام) تقدم: "إن بين كل درجتين ما بين السماء والأرض" هذا يبين أن بينهما مسافة خمس مائة عام وتقدم الكلام في التوفيق بينه وبين حديث: "إن درجها عدد آي القرآن". (طس) (¬3) عن أبي هريرة وأخرجه أحمد والبخاري والترمذي. 3631 - "الجنة بالمشرق". (فر) عن أنس. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 4، 187/ 320)، والقضاعي في الشهاب (117)، وانظر الميزان (1/ 256، 4/ 270)، والموضوعات (3/ 215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2668)، والضعيفة (3476). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2532)، وأحمد (2/ 362)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3118)، والصحيحة (2662). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5765)، وأحمد (2/ 292)، والبخاري (2637)، والترمذي (2529).

(الجنة بالمشرق) قال الإمام الرازي في تفسيره: الجنة موضعها فوق السماء وتحت العرش كما ذكره الإمام مالك - رضي الله عنه - والجنة فوق السماوات والنار في أسفل السافلين، وذهب ابن حزم إلى أن الجنة في السماء السادسة معلقا بقوله تعالى: {عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} [النجم: 14 - 15] وسدرة المنتهى في السماء السادسة إذا عرفت هذا فالظاهر أن المراد هنا أن جهة المشرق كالعراقين وما والاها كثيرة الأشجار الملتفة والرياض المونقة فإن الجنة اسم لذلك وإلا فقد ورد أن الجنة فوق السماء السابعة. (فر) (¬1) عن أنس) فيه يونس بن عبيد أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: مجهول وأخرجه الحاكم من هذا الوجه بهذا اللفظ، قال الشارح فإهمال المصنف للأصل واقتصاره على الفرع غير جيد. 3632 - "الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها". ابن أبي الدنيا في الصمت (حل) عن ابن عمرو. (الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها) تقدم تفسير الفحش وقيل: تحريم الجنة في هذه الأخبار لبعض عصاة المؤمنين مع ما علم من السنة أن كل مؤمن لا بد من دخوله الجنة محمول على عدم دخولها مع السابقين الأولين. ابن أبي الدنيا في الصمت (حل) (¬3) عن ابن عمرو). قال الحافظ العراقي: سنده لين. 3633 - "الجنة لكل تائب، والرحمة لكل واقف". أبو الحسين ابن المهتدي ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2612)، والحاكم (4/ 474)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2665): موضوع، وقال في الضعيفة (3475): باطل. (¬2) انظر المغني (2/ 766). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (322)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2667).

في فوائده عن ابن عباس. (الجنة لكل تائب، والرحمة لكل واقف) أي مصر على المعاصي كأنه وقف على ذنوبه ولم يتجاوزها إلى التوبة قال الديلمي: ويروى وقاف وهو [389: 2] المتأني كأنه يريد أن يتوب فيتوقف فالرحمة قريب منه. (أبو الحسين ابن المهتدي (¬1) في فوائده عن ابن عباس) وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس عنه أيضاً. 3634 - "الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، ومن يدخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، ولا يبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم" (حم ت) عن أبي هريرة. (الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب) تقدم التلفيق بين هذا وبين حديث: "جنتان من ذهب وجنتان من فضة". (ومِلاطُها) بكسر الميم طينتها الذي يكون بين كل لبنتين أو ترابها الذي يخالطه الماء. (المسك الأذفر) بالذال المعجمة في خط المصنف الذي لا خلط فيها أو الشديد الريح قالوا: لكن لونه مشرق لا يشبه لون مسك الدنيا بل هو أبيض. (وحصباؤها) أي حصاها الصغار. (اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران) وفي رواية: "تربتها درمكة بيضاء مسك خالص" (¬2) والدرمكة الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينها ونعومتها، والجمع بين الروايات هذه أن تربتها زعفران إذا عجن بالماء صار مسكاً والطين سمي ترابا فلما كانت تربتها طيبة وماؤها طيب فانضم أحدهما إلى الآخر حدث لهما طيب آخر فصار مسكا ويحتمل أن كونه زعفران باعتبار ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2609)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2669)، والضعيفة (2890): موضوع. (¬2) أخرجه مسلم (2928).

اللون ومسكا باعتبار الريح وهذا من أحسن شيء وأظرفه تكون البهجة والإشراق في لون الزعفران والريح ريح المسك. (ومن يدخلها ينعم) بفتح المهملة. (لا يبأس) أي يكون في نعيم لا يشوبه بؤس ولا تعقبه شدة يقال بئس الرجل إذا اشتدت حاجته (ويخلد لا يموت) لأنها دار البقاء لا فناء فيها والإتيان بلا ييأس ولا يموت من باب قوله: أقول له ارحل لا تقيمنّ عندنا. (ولا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم) إعلام بأن الجنة وجميع ما فيها لا فناء فيه ولا تغيير عن صفات أهله وهو معنى: (لهم فيها نعيم مقيم)، (أكلها دائم وظلها) وفيه تعريض بدم الدنيا فإن نعيمها زائل وشبابها متبدد ونعيمها مقرون به البؤس. (حم ت) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه الطيالسي وغيره. 3635 - "الجن ثلاثة أصناف: فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء، وصنف حيات وكلاب، وصنف يحلون ويظعنون". (طب ك) والبيهقي في الأسماء عن أبي ثعلبة الخشني. (الجن): وفي نسخة: الجنة. (ثلاثة أصناف) أي أنواع في خلقتهن ليسوا كبني آدم نوع واحد وخلقة واحدة. (فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء) لم يعين كيفية خلقتهم هل على صفة الطير أو لا. (وصنف حيات وكلاب) قال الحكيم: هذا الصنف هم الذين ورد النهي عن قتلهم في خبر: "نهى عن قتل دواب البيوت" (¬2) وخبر: "نهى عن قتل الحيات" (¬3) فإن تلك في صور الحيات وهم من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 304)، والترمذي (2526)، والطيالسي (2583)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3116). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 205). (¬3) أخرجه أبو يعلى (4776)، وأبو بكر بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1902).

الجن وهم سكان البيوت. وقوله: (وصنف يحلون) أي كما يحل بنوا آدم يسكنون الأراضي ويضربون الأفنية. (ويظعنون) أي يرحلون من أرض إلى أرض. (طب ك) والبيهقي في الأسماء (¬1) عن أبي ثعلبة الخشني) قال الهيثمي: رجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف وقال شيخه العراقي: صحيح الإسناد. 3636 - "الجن لا تخبل أحداً في بيته عتيق من الخيل". (ع طب) عن عريب. (الجن لا تخبِّل أحدًا) بضم المثناة الفوقية وفتح المعجمة وتشديد الموحدة من خَبَّله صيره أخبل أي مصروعًا متغير الإدراك. (في بيته عتيق من الخيل) العتيق بالمهملة الكريم الرائع من كل شيء قاله في النهاية (¬2) وهذه خاصية جعلها الله لها كما في الديك الأفرق وفيه تصريح بأنها تخبل فلا وجه لإنكار الزمخشري (¬3) وتبعه عليه البيضاوي (¬4) في آية: {الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275] فقال: إن الآية وردت على ما تزعم العرب أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرعه إن الجني يمسه فيختلط عقله وقد شنع عليهما ما قالاه. (ع طب) (¬5) عن عريب بفتح المهملة كما في خط المصنف وقال ابن حجر: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 214) (573)، والحاكم (2/ 495)، والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم 795)، وتخريج أحاديث الإحياء (3/ 19)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3114). (¬2) انظر النهاية (3/ 179). (¬3) انظر: الكشاف (1/ 158) و (1/ 365). (¬4) انظر: تفسير البيضاوي (1/ 574). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 189) (506)، وأبو بكر بن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2696)، وأبو الشيخ في العظمة (12835)، وانظر المجمع (7/ 27)، والإصابة (4/ 496)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2664)، والضعيفة (3474): موضوع.

بفتح أوله وكسر الراء بعدها تحتية ثم باء موحدة أبو عبد الله المليكي الشامي قال البخاري: يقال له صحبة وقال الذهبي (¬1): له حديث من وجه ضعيف وأشار إلى هذا، عريب صحابي وقيل له غير هذا الحديث. ¬

_ (¬1) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 380) رقم (4085).

الجيم مع الهاء

الجيم مع الهاء 3637 - " الجهاد واجب عليكم مع كل أمير، براً كان أو فاجراً، وإن هو عمل الكبائر، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر، والصلاة واجبة عليكم على كل مسلم يموت، براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر". (د ع) عن أبي هريرة. (الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا، وإن هو عمل الكبائر، والصلاة واجبة عليكم خلف كل مسلم برا كان أو فاجرا وإن عمل الكبائر) فيه وفيما قبله أنه قد يكون فاجراً بغير ارتكاب كبيرة وقوله واجبة أي جائزة لأن الوجوب والجواز يشتركان في وجوب الإتيان به وقد تمسك بهما من قال بوجوب الجماعة. (والصلاة) أي صلاة الجنازة. (واجبة عليكم) أي وجوب كفاية. (على كل مسلم يموت [2/ 390] براً كان أو فاجراً وإن هو عمل الكبائر) قال الطيبي: في كل قرينة دلالة على وجوب أمر وجوازه فالأول يدل على وجوب الجهاد على كل مسلم وعلى جواز كون الفاسق أميرًا، والثانية على وجوب الجماعة عليهم وعلى جواز كونها خلف الفاجر والثالثة على وجوب الصلاة عليهم وعلى جواز صدورها على الفاجر هذا ظاهر الحديث، ومن قال إن الجماعة لا تجب عينا تأوله بأنه فرض كفاية كالجهاد. (د ع) (¬1) عن أبي هريرة) فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال في الميزان: هذا مع نكارته منقطع. 3638 - "الجهاد أربع: الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر، والصدق في مواطن الصبر، وشنآن الفاسق". (حل) عن علي. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2533)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2673).

(الجهاد أربع) أي جهاد النفس الذي هو أصل لجهاد العدو وتقدم عليه ولا يتم إلا به. (الأمر بالمعروف) أي مجهادة النفس على أن تأمر بالمعروف في ذاتها والثانية: (النهي عن المنكر) أي نهيها عن كل منكر ثم يتفرع عن ذلك أمرها للغير بالمعروف ونهيها له عن المنكر والثالثة: (والصدق في مواطن الصبر) بأن يجاهدها على صدق العزيمة والدعاء إلى الله سبحانه والصبر على مشاق ذلك وتحمل أذى الخلق، والرابعة: (وشنآن الفاسق) أي بغضه لما يأتيه من القبيح والمراد به ما يشمل المنافق، هذه مراتب جهاد النفس ثم يتفرع عليها جهاد العدو والمصنف حذف آخر الحديث وبقيته عند مخرجه أبي نعيم: "من أمر بالمعروف شد عضد المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الفاسق ومن صدق في مواطن الصبر فقد قضا ما عليه" انتهى بحروفه. (حل) (¬1) عن علي) عليه السلام فيه عبيد الله الوصافي نقل في الميزان (¬2) عن جمع واستحقاقه للترك. 3639 - "الجلاوزة والشرط وأعوان الظلمة كلاب النار". (حل) عن ابن عمرو. (الجلاوزة) بفتح الجيم وكسر الواو بعدها زاي قال في الفردوس هم أصحاب الشرط وفي القاموس (¬3): الجلواز بالكسر الشرطي (و) عطف. (الشرط) تفسيري وهي جمع شرطي وهم نخبة السلطان الذين يقدمهم على سائر الجند. (وأعوان الظلمة) هذا تعميم بعد تخصيص وقوله. (كلاب النار) أراد ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 10)، والديلمي في الفردوس (2640)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2672). (¬2) انظر: ميزان الاعتدال (2/ 588). (¬3) انظر القاموس (2/ 169).

أنهم أخسهم وأرذلهم كالكلاب في الدنيا إنهم يكونون كلابا حقيقة ويحتمل أنهم يكونون في صورها زيادة في إهانتهم. (حل) (¬1) عن ابن عمرو) ورواه العراقي والديلمي باللفظ المزبور. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 21)، والديلمي في الفردوس (2621)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2651)، والضعيفة (3471).

الجيم مع الياء آخر الحرف

الجيم مع الياء آخر الحرف 3640 - " الجيران ثلاثة: فجار له حق واحد، وهو أدني الجيران حقاً، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق: فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له، وله حق الجوار، وأما الذي له حقان فجار مسلم، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام، وحق الجوار وحق الرحم". البزار وأبو الشيخ في الثواب (حل) عن. (الجيران ثلاثة: فجار له حق واحد) هو ليس أمرا معينا بل المراد به أمر عرفي. (وهو أدني الجيران حقاً، وجار له حقان) تعدد لتعدد سببه. (وجار له ثلاثة حقوق: فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له) على جاره المسلم. (له حق الجوار) فيه بيان أن كفره لا يسقط جواره وحقوق الجار تقدمت. (وأما الذي له حقان فجار، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم، له حق الإسلام، وحق الجوار وحق الرحم) الحديث أفاد أن الجوار مراتب وأن لكل حقا آكد من الآخر باعتبار تعدد الصفة فالأكثر حقا أولا بالرحامة وصرف الإحسان إليه ثم الذي بعده ثم الذي بعده وفيه أن الكفر لا يسقط حق الجوار فأولا أن لا يسقطه الفسق. (البزار وأبو الشيخ في الثواب (حل) (¬1) عن جابر) قال الحافظ العراقي: والكل أي من طرقه ضعيف انتهى، وقال غيره له طرق متصلة ومرسلة كلها لا تخلو عن مقال. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1896) كما في كشف الأستار، وأبو نعيم في الحلية (5/ 207)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 164)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2674)، والضعيفة (3493).

حرف الحاء المهملة

حرف الحاء المهملة الحاء مع الألف 3641 - " حافظ على العصرين: صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها". (د ك هق) عن فضالة الليثي. (حافظ على العصرين) المحافظة مفاعلة من الحفظ وهو رعاية العمل عملا وهيئة ووقتا وإقامة بجميع ما يحصل به أصله ويتم به عمله وينتهي إليه كماله والأمر لفضالة راويه قال كان فيما علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن قال لي: "حافظ ... " الحديث. وقوله العصرين قد [2/ 391] فسرهما - صلى الله عليه وسلم - في الحديث هذا نفسه في تمامه قال قلت: يا رسول الله وما العصران قال. (صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها) قال الزمخشري (¬1) سماهما بالعصرين وهما الغداة والعشي قال (¬2): أماطله العصرين حتى يملني ... ويرضى بنصف الدين والأنف راغم قيل إنه غلب العصر على الفجر لزيادة فضلها لأنها الوسطى والغالب في التغليب رعاية الأشرف، قال العراقي: تعقبا لا حاجة إلى ادعاء التغليب لقول الصحاح العصران الغداة والعشي فالصلاة واقعة في نفس العصرين انتهى. (د ك هق) (¬3) عن فضالة الليثي) صحابي اسم أبيه عبد الله أو وهب. 3642 - "حامل القرآن موقى". (فر) عن عثمان. ¬

_ (¬1) في الفائق (2/ 437). (¬2) الأبيات منسوبة لابن الأسدي (ت - 75 هـ). (¬3) أخرجه أبو داود (428)، والحاكم (1/ 69، 315)، والبيهقي في السنن (1/ 466)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3122)، والصحيحة (1813).

(حامل القرآن) أي حافظه وقارئه. (موقّى) بضم الميم وتشديد القاف اسم مفعول من الوقاية أي محفوظ من النار في الآخرة ومن الشرور في الدنيا والمراد به العامل به. (فر) (¬1) عن عثمان) رواه عنه من طريقين فيه محمد بن راشد المكحولي قال النسائي (¬2): ليس بالقوي. 3643 - "حامل كتاب الله تعالى له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار". (فر) عن سليك الغطفاني. (حامل كتاب الله تعالى له في بيت مال المسلمين في كل سنة مائتا دينار) كأنه قاله - صلى الله عليه وسلم - وحملة القرآن فيهم قلة أو في معين أو إعلام بأنه يستحق ذلك كل من حمل القرآن إن كان فيه سعة وتمام الحديث عند مخرجه الديلمي: "فإن مات وعليه دين قضى الله عنه ذلك الدين" انتهى وكان يحسن ألا يحذفه المصنف وإن كان جائزاً. (فر) (¬3) عن سليك الغطفاني) سليك بالمهملة مصغر والغطفاني بفتح المعجمة وفيه العباس بن الضحاك قال الذهبي في الضعفاء (¬4) وقال ابن حبان: دجال كذاب ومقاتل بن سليمان كذبه وكيع وغيره وعدّه ابن الجوزي في الموضوعات وأقره المصنف. 3644 - "حامل القرآن حامل راية الإسلام، من أكرمه فقد أكرم الله، ومن أهانه فعليه لعنة الله". (فر) عن أبي أمامة. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2691)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2676)، والضعيفة (1195). (¬2) الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 95). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2691)، وانظر الموضوعات (1/ 255)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2677)، والضعيفة (644): موضوع. (¬4) انظر المغني (1/ 329).

(حامل القرآن حامل راية الإسلام) استعارة فإنه لما كان حاملا للحجة المظهرة لحقية الإسلام وإبطال الشرك كان كحامل راية الإسلام في حرب الكفار. (من أكرمه فقد أكرم الله) أي قد عظمه تعالى بتعظيمه حامل كتابه. (ومن أهانه فعليه لعنة الله) والمراد به عم قام به فإنه الذي يستحق أن يكرم وأن يلعن الله من أهانه. (فر) (¬1) عن أبي أمامة) فيه محمد بن يونس قال الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال ابن عدي: اتهم بالوضع وعبد الله بن داود قال الذهبي (¬3): [ضعفوه، وأبو بكر بن عياش قال الذهبي (¬4):] ضعفه ابن نمير وهو ثقة ونور بن يزيد قال الذهبي (¬5): ثقة مشهور بالقدر. 3645 - "حاملات والدات مرضعات رحيمات بأولادهن، لولا ما يأتين إلى أزواجهن دخل مصلياتهن الجنة". (حم هـ طب ك) عن أبي أمامة. (حاملات والدات مرضعات رحيمات بأولادهن) هذه الصفات الأربع لموصوف محذوف أي النساء وساق الصفات على الترتيب وقوعا وذكر هذه الصفات لما فيها من الأجر بتحمل مشاقها وفي قوله: (لولا ما يأتين إلى أزواجهن) أي من الأذى وكفران عشرته. (لدخل مصلياتهن الجنة) فيه يدل على عظم حق الزوج لأن هذه الصفات يتلاشى أجرها بالنظر إلى عصيان الزوج وفي ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2690)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2675)، والضعيفة (368): موضوع. (¬2) المغني (2/ 646). (¬3) المصدر السابق (1/ 336). (¬4) انظر: المغني (1/ 124). (¬5) المصدر السابق (2/ 775).

قوله: "مصلايتهن" إعلام بأن من لا تصلي لا تدخل الجنة. (حم هـ طب ك) (¬1) عن أبي أمامة) قال العراقي: إنه ليس عند ابن ماجه لفظ "مرضعات"، ما هي إلا عند الطبراني في الصغير. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 252، 257، 268)، وابن ماجه (2013)، والطبراني في الكبير (8/ 252) (7985)، والصغير (898)، والحاكم (4/ 191، 192)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2678).

الحاء مع الموحدة

الحاء مع الموحدة 3646 - " حب الدنيا رأس كل خطيئة". (هب) عن الحسن مرسلا. (حب الدنيا رأس كل خطيئة) تقدم الكلام في ذلك غير مرة والأمر أوضح من أن يوضح وما من خطيئة إلا سببها ذلك. (هب) (¬1) عن الحسن مرسلاً قال الزين في شرح ألفيته: إنه من كلام مالك بن دينار ورواه البيهقي من كلام عيسى وعده ابن الجوزي من الموضوعات وتعقبه ابن حجر بأن ابن المديني أثنى على مراسيل الحسن والإسناد إليه حسن (¬2). 3647 - "حب الثناء من الناس يعمي ويصم". (فر) عن ابن عباس. (حب الثناء من الناس) تقدم أنه المدح بتقديم المثلثة وبتأخيرها الذم وهذا الحب مضاف إلى مفعوله وفاعله محذوف أي حبك الثناء أي أن يثني عليك الناس. (يعمي) الإنسان عن معرفة عيوبه. (ويصم) عن سماع من يعرفه بها لأنه إذا توجه القلب إلى محبة شيء أعمى العين وأصم الأذن فلا ينظر إلا ما يحبه ولا يسمع إلا ما يهواه ببعد سماع ما يحبه [2/ 392] فيبعد عن قبول ما لا يحبه. (فر) (¬3) عن ابن عباس قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف وذلك لأن فيه حميد بن عبد الرحمن (¬4) قال الخطيب: مجهول، والفضل بن عيسى قال الذهبي: ضعفوه. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10458)، وانظر الموضوعات (3/ 132)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2682)، وقال في الضعيفة (1226): موضوع. (¬2) انظر: فتح المغيث للسخاوي (1/ 265)، وتدريب الراوي (1/ 287). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2726)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2681)، والضعيفة (3478). (¬4) انظر المغني (1/ 194).

3648 - "حب العرب إيمان، وبغضهم نفاق". (ك) عن أنس. (حب العرب) أي حب غيرهم لهم. (إيمان) أي علامة على إيمان من يحبهم لأن منهم الرسول والقرآن بلسانهم ولغة أهل الجنة لغتهم كما أفاده حديث: "أحب العرب لثلاث: لأني عربي، والقرآن عربي، وكلام أهل الجنة عربي" (¬1) تقدم في الهمزة وقوله: (وبغضهم نفاق) أي من صفات المنافق لأنه كان المنافقون في عصره - صلى الله عليه وسلم - يبغضون العرب لكونه - صلى الله عليه وسلم - منهم وكون عيون أصحابه المهاجرين منهم (ك) (¬2) عن أنس) قال الحاكم: صحيح، وردّه الذهبي، وقال الهيثمي: فيه الهيثم بن حماد متروك ومعقل ضعيف انتهى. أراد معقل بن مالك عن الهيثم بن حماد عن ثابت عن أنس. 3649 - "حب أبي بكر وعمر إيمان، وبغضهما نفاق". (عد) عن أنس. (حب أبي بكر وعمر إيمان) أي من صفات أهل الإيمان لأنه لا يحبهما إلا من أحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك المؤمن. (وبغضهما نفاق) لأنه من صفات المنافقين فإنه يبغض الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويبغض أصحابه سيما أعيانهم. (عد) (¬3) عن أنس) فيه حازم بن الحسين قال في الميزان عن أبي داود: يروي مناكير، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه ثم ساق هذا الخبر. 3650 - "حب قريش إيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان، وبغضهم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1932)، والبيهقي في الشعب (1610)، والحاكم (4/ 97) وانظر كلام شيخ الإسلام حول الموضوع في اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 158). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 97)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2683). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 73)، وأخرجه أحمد في فضائل الصحابة (رقم 487)، وفيه: وبعضهما كفر، بدل "نفاق" وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 224)، وانظر الميزان (2/ 405)، واللسان (2/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2679).

كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني، ومن أبغض العرب فقد أبغضني". (طس) عن أنس. (حب قريش إيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب إيمان، وبغضهم كفر، فمن أحب العرب فقد أحبني) فيه بيان أن كون حبهم من صفات الإيمان لأجل أنه - صلى الله عليه وسلم - منهم ومن أحب قومه عامة فقد أحبه - صلى الله عليه وسلم - وكذلك قوله: (ومن أبغض العرب فقد أبغضني) وذكر قريش تخصيص لأنه إليهم أقرب ونسبه بهم ألصق ثم عمَّمَ العرب ولعله كان لا يحب العرب في زمنه إلا من أحبه ولا يبغضهم إلا من أبغضه وقدمنا الكلام فيه في الجزء الأول. (طس) (¬1) عن أنس) قال الهيثمي: فيه الهيثم بن جمّاز متروك انتهى ورواه الحاكم أيضا عن أنس وقال: حسن صحيح واعترض بأن فيه الهيثم المذكور، كذا قال الشارح: ولفظ الهيثمي فيه الهيثم بن جمّاز (¬2) ضعفه أحمد وابن معين والبزار. 3651 - "حب الأنصار آية الإيمان، وبغض الأنصار آية النفاق". (ن) عن أنس. (حب الأنصار آية الإيمان) أي علامته لأنه لا يحبهم إلا من أحب من هم أنصاره. (وبغض الأنصار آية النفاق) لأنه لا يبغضهم إلا من يبغض من آووه ونصروه وتقدم نظيره. (ن) (¬3) عن أنس) ورواه أبو يعلى بلفظ "حب الأنصار آية كل مؤمن وبغضهم آية كل منافق". 3652 - "حب أبي بكر وعمر من الإيمان، وبغضهما كفر وحب الأنصار من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2537)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 355)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2684)، وقال في الضعيفة (1190): ضعيف جداً. (¬2) انظر: المغني (2/ 715). (¬3) أخرجه النسائي (6/ 534)، وأبو يعلى (4175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3123).

الإيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب من الإيمان، وبغضهم كفر، ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله، ومن حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة". ابن عساكر عن جابر. (حب أبي بكر وعمر من الإيمان) الإتيان بمن يرشد إلى أن المراد في قوله آنفاً: "حب أبي بكر وعمر إيمان"، أي من صفات أهل الإيمان وكذلك في نفيه قرابته في هذا الحديث وحذفها في قوله: (وبغضهما كفر) ولم يقل من الكفر؛ لأنه لا باعث على بغضهما إلا بغض من صحباه ولا شك أن بغضه - صلى الله عليه وسلم - كفر بخلاف حبهما لو لم يتصف به المؤمن فإنه لا يكون كافرا لأن غايته أنه فوت خصلة وصفة من صفات أهل الإيمان واعتبر هذا في بقية قرابته في الحديث. (وحب الأنصار من الإيمان، وبغضهم كفر، وحب العرب من الإيمان، وبغضهم كفر، ومن سب أصحابي فعليه لعنة الله، ومن حفظني فيهم فأنا أحفظه يوم القيامة). (ابن عساكر (¬1) عن جابر) ورواه أبو نعيم في الحلية والديلمي في مسند الفردوس بخلاف يسير، وقال الحليمي في هذا وما قبله (¬2): تفضيل العرب على العجم فلا ينبغي لأحد إطلاق لسانه بتفضيل العجم على العرب بعد ما بعث الله أفضل رسله - صلى الله عليه وسلم - من العرب وأنزل آخر كتبه بلسان العرب فصار فرضا على الناس أن يتعلموا لغة العرب ليعقلوا عن الله أمره ونهيه، ومن أبغض العرب أو فضل العجم عليهم فقد آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه أسمعه في قومه خلاف الجميل ومن آذاه فقد آذى الله تعالى انتهى كلامه. 3653 - "حبب إليّ من دنياكم النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 103)، والديلمي في الفردوس (2719)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2680)، والضعيفة (3477): ضعيف جداً. (¬2) ينظر: شعب الإيمان (2/ 232).

الصلاة". (حم ن ك هق) عن أنس. (حبب) بصيغة المجهول لم يصرح بالفاعل للعلم به وتشريفا للفظ الذات المقدسة عن إسناد تحبيب الدنيا إليها صريحاً لحقارتها عنده فقال ولم يقل أحب تحقيرا لأمر الدنيا وما فيها من النساء والطيب [2/ 393] وقوله: (إلي من دنياكم) هذا هو اللفظ الوارد ومن زاد كالزمخشري والبيضاوي ومن تبعهما لفظ "ثلاث" قاله الحافظ العراقي في أماليه لفظ: ثلاث ليس في شيء من كتب الحديث وهي تفسد المعنى ومثله قال الزركشي وقال الحافظ ابن حجر في تخريج الكشاف: لم يقع في شيء من طرقه وهي تفسد المعنى إذ لم يذكر بعدها إلا الطيب والنساء انتهى. وأضاف الدنيا إلى المخاطبين إعلاما بأنه - صلى الله عليه وسلم - أجل من أن تنسب إليه وأن يضيفها إلى ذاته الشريفة وقوله: (النساء) نائب حبب وتقدم ما خصه الله سبحانه به من القوة في النكاح ووسع له من التعدد فيهن وأنه كمال في كماله في بحث أتاني جبريل .. في الهمزة. (والطيب) لأنه محبوب لله تعالى ولملائكته ولهذا حث: على تطييب المساجد لأنها بيوته ومحل ملائكته ونهى من أكل من الشجرة الخبيثة عن دخولها وبدأ بالنساء لاهتمام سر الأحكام وتكثير سواد الإسلام وأردفه بالطيب لأنه أعظم الدواعي لجماعهن المؤدي إلى تكثير التناسل في الإسلام مع حسنه للذات وكون محببها لله تعالى ولملائكته وأفرد الصلاة بقوله: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) عما عبر به عنهما بحسب المعنى إذ ليس فيها يقاضي شهوة نفسانية كما فيهما فأضافها إلى الدنيا من حيث أنها ظرف للوقوع فيها وقرة عينه فيها لما فيها من مناجاته لمولاه ولذا خصها من بين أركان الدين وعبّر عنها بأبلغ مما عبر به في الأولتين لأنها من أمر الدين بل أصله وهما من أمر الدنيا فاقتصر في أمر الدنيا على مجرد التحبيب، وقال في أمر الدين: جعلت قرة عيني في الصلاة فإن في قرة العين من التعظيم ما لا يخفى.

قال الغزالي: جعل الصلاة من جملة ملاذ الدنيا لأن كل ما يدخل في الحس والمشاهدة فهو من عالم الشهادة وهو من الدنيا والتلذذ بتحريك الجوارح بالركوع والسجود إنما يكون في الدنيا فلذلك أضافها إلى الدنيا والعابد قد يأنس بعبادته فيستلذ بها بحيث لو ضيع منها لكان أعظم العقوبات عليه حتى قال بعضهم: ما أخاف من الموت إلا من حيث يحول بيني وبين قيام الليل، وقال آخر: اللهم ارزقني قوة الصلاة في القبر انتهى. (حم ن ك هق) (¬1) عن أنس) قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وقال العراقي (¬2): إسناده جيد، وقال ابن حجر: حسن، واعلم أنه قد ذكر المصنف في الخطبة أن رمز أحمد لما أخرجه في مسنده في غيره، وهنا جاء بذلك الرمز فأوهم أنه أخرجه أحمد في المسند وليس كذلك فإنه صرح المصنف نفسه في حاشيته على البيضاوي أن أحمد لم يخرجه في مسنده وإنما أخرجه أحمد في كتاب الزهد فكان القياس أن يأتي باسمه لا برمزه. 3654 - "حَبِّبُوا الله إلى عباده يحبكم الله". (طب) والضياء عن أبي أمامة. (حببوا الله إلى عباده يحبكم الله) الخطاب للعارفين بالله سبحانه والهادين للعباد والمرغبين لهم في الخير وهم العلماء، وتحبيبهم الله إلى عباده بذكر أنواع إنعامه عليهم وإدرار إفضاله كما أشار إليه حديث: "أحبوا الله لما يغذوكم به .. " (¬3) تقدم: فإن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، وأي إحسان لغير الله على عباده فكل إحسان فهو منه سبحانه وتعالى ومن هنا قيل ينبغي للخطباء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 128، 199، 258)، والنسائي (5/ 280)، والحاكم (2/ 174)، والبيهقي في السنن (7/ 78)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 116)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3124). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 171). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 162)، والبيهقي في الشعب (408)، وانظر العلل المتناهية (1/ 267).

على المنابر أن يذكروا العباد بنعم الله عليهم لا ما اعتيد من ذكر الموت والقبر فإنه وإن كان لا بأس بذكره إلا أن هذا أهم. (طب) والضياء (¬1) عن أبي أمامة) فيه عبد الوهاب بن الضحاك الحمصي قال في الميزان (¬2): كذبه أبو حاتم وقال النسائي وغيره: متروك، وقال الدارقطني: منكر الحديث وقال البخاري عنده عجائب ثم أورد له هذا. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 90) (7461)، (7462)، وابن أبي الدنيا في الأولياء (43)، وانظر الميزان (4/ 432)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2685)، والضعيفة (1218). (¬2) وانظر كذلك المغني (2/ 412).

الحاء مع الموحدة

الحاء مع الموحدة 3655 - " حبذا المتخللون من أمتي". ابن عساكر عن أنس. (حبذا) أصله حب بضم الحاء بدليل مجيء اسم الفاعل منه على فعيل نحو كريم من كَرُم، قال الزمخشري: هو مسند إلى اسم الإشارة إلا أنهما جرياً بعد التركيب مجرى الأمثال التي لا تغير وقوله: (المتخللون من أمتي) بالخاء المعجمة يحتمل المنقون أفواههم من أثر الطعام ويحتمل المخللون شعورهم بالطهارة ويحتمل إرادتهما معا كما بينه الحديث الثاني. (ابن عساكر (¬1) عن أنس) وأخرجه الطبراني [2/ 394] في الأوسط قال الهيثمي: فيه محمد بن أبي جعفر الأنصاري لم أجد من ترجمه. 3656 - "حبذا المتخللون من أمتي في الوضوء والطعام". (حم) عن أبي أيوب. (حبذا المتخللون من أمتي في الوضوء) يحتمل في الأفواه والشعور كاللحية. (والطعام) يحتمل عند إرادة الوضوء وغيره وهو دليل تعميم الأول كما في الاحتمال الثالث. (حم) (¬2) عن أبي أيوب) الأنصاري قال المنذري: مدار طرقه كلها على واصل بن عبد الرحمن الرقاشي وفيه خلاف. 3657 - "حبذا المتخللون بالوضوء، والمتخللون من الطعام: أما تخليل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 375) والطبراني في الأوسط (1573)، وأبو يعلى في معجمه (59)، والقضاعي (1333)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 235)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3125)، وصححه في الصحيحة (2567). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 416)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2687).

الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع، وأما تخليل الطعام فمن الطعام، إنه ليس شيء أشد على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهو قائم يصلي". (طب) عن أبي أيوب. (حبذا المتخللون بالوضوء) الباء ظرفية أي فيه، أو سببية أي بسببه. (وحبذا المتخللون من الطعام: أما تخليل الوضوء فالمضمضة والاستنشاق وبين الأصابع) فيه بيان المراد أنه غير المتبادر من إطلاق التخلل. (وأما تخليل الطعام فمن الطعام، إنه ليس شيء أشد على الملكين) أي في كراهتهما له والمراد بهما الملازمان للإنسان. (من أن يريا بين أسنان صاحبهما طعاما وهو قائم يصلي) دل على أن المراد بالتخلل هو عند إرادة القيام إلى الصلاة واعلم أن هذه العبارة تفيد مدح التخلل وتدل على ندبه ولا دلالة على وجوبه. (طب) (¬1) عن أبي أيوب) قال الهيثمي: فيه واصل بن سائب الرقاشي وهو ضعيف انتهى، وقال ابن القيم: حديث لا يثبت وفيه واصل بن السائب قال البخاري كالرازي: منكر الحديث، والنسائي والأزدي: متروك (¬2). 3658 - "حبك الشيء يعمي ويصم". (حم تخ د) عن أبي الدرداء، والخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي برزة، وابن عساكر عن عبد الله بن أنيس. (حبك الشيء) عام في كل حيوان وجماد وعرض وجوهر. (يعمي) أي عن معائب ما يحبه أو عن كل شيء سواه إذا تمكن في القلب. (ويصم) عن سماع كل ما ليس في معناه أي يصيره كالأعمى والأصم لا ينتفع بحاستيه والحديث تحذير عن الإيغال في المحبة لأي محبوب سوى ما يحبه الله ورسوله فإن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 177 (4061)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 235)، وكشف الخفاء (1/ 412)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2686). (¬2) إلى هنا كلام ابن القيم وانظره في زاد المعاد (4/ 279).

تخصيصه معلوم من قاعدة الشرع. (حم تخ د) (¬1) عن أبي الدرداء) قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف وقال الزركشي: روي من طرق في كل منها مقال وقال المصنف في الدرر: الوقف به أشبه، (والخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي برزة)، (وابن عساكر عن عبد الله بن أنيس) قد أشار المصنف بتعدد طرقه ومخرجيه إلى دفع زعم الصغاني وضعه وقوله فيه ابن أبي مريم كذوب أبطله الحافظ العراقي بأنه لم يتهمه أحد بكذب. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 194، 6/ 450)، والبخاري في التاريخ (1853)، وأبو داود (5130)، والخرائطي في اعتلال القلوب (1/ 181) رقم (369)، وابن عدي في الكامل (2/ 39)، والبيهقي في الشعب (رقم 411)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 316) عن عبد الله أنيس، وقال ابن عساكر: هذا حديث منكر بهذا الإسناد وفيه غير واحد من المجاهيل، وانظر: فيض القدير (3/ 369)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2688)، والضعيفة (1868).

الحاء مع التاء

الحاء مع التاء 3659 - " حتم على الله أن لا يستجيب دعوة مظلوم ولأحد قبله مثل مظلمته". (عد) عن ابن عباس. (حتم على الله) أي واجب لازم بحكمته وعدله. (أن لا يستجيب دعوة مظلوم ولأحد قبله) أي جهته. (مثل مظلمته) التي يدعو أن ينتصف له من ظالمه فيها هذا يخصص عمومات استجابة دعاء المظلوم والمراد بالمثلية إما في نوعها أو جنسها وذلك لأنه بظلمه لغيره حجب دعوته عن الإجابة وإن كان مظلوما جزاء وفاقا، وفيه عظمة حقوق المخلوقين فإن فيه عدم إجابته تعالى دعوته لكونه ظالماً لغيره مع تصريحه - صلى الله عليه وسلم - بأنه يجيب دعوة المظلوم وإن كان كافرا كما تقدم غير مرة فكان حق المخلوقين أعظم من الكفر في هذا. (عد) (¬1) عن ابن عباس). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2689).

الحاء مع الجيم

الحاء مع الجيم 3660 - " حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره". (خ) عن أبي هريرة (صح). (حجبت النار بالشهوات) أي جعلت الشهوات سببًا للنار فهي كالسور لها فمن خرقه وولج منه دخلها ومن تجنبه بعد عنها والمراد بالشهوات ما يستلذ مما منع الشرع عنه وقوله: (وحجبت الجنة بالمكاره) أي بما تكرهه النفوس مما كلف الشارع العباد الإتيان به من الواجبات والنهي عنه من المقبحات فلا يدخل الجنة إلا من تحمل مشقة خرق هذا السور وإلا فإنه ممنوع عنها. (خ) (¬1) عن أبي هريرة) ظاهره أنه انفرد به البخاري عن مسلم وليس كذلك بل هو في مسلم أيضاً كما قاله الديلمي وغيره. 3661 - "حجج تترى، وَعُمَرٌ نَسَقاً، يدفعن ميتة السوء، وعيلة الفقر". (عب) عن عامر بن عبد الله بن الزبير مرسلاً، (فر) عن عائشة. (حجج) جمع حجة بكسر الحاء وفتحها قال الكرماني: والمعروف في الرواية الفتح قال الجوهري (¬2): الحجة بالكسر المرة الواحدة وهو من الشواذ لأن القياس الفتح. (تترى) بمثناتين مفتوحات فزاي فألف مكسورة أي يتابع بعضها على إثر بعض، وقيل المراد غير متتابعات. (وَعُمَرٌ) بزنة الاسم العلم جمع عمرة. (نَسَقاً) بفتح النون والسين المهملة والقاف أيضاً أي يفضل بعضها ببعض. (يدفعن ميتة السوء) بكسر الميم نوع من الموت وهي ميتة الفجأة من الحرق ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6487)، ومسلم (2823). (¬2) عمدة القاري (2/ 89).

والتردي أو نحوهما. (وعيلة الفقر) بفتح المهملة وتحتية مثناة أي شدة الفقر. (عب) عن عامر بن عبد الله بن الزبير مرسلاً)، قال ابن عيينة: اشترى [2/ 395] نفسه من الله ست مرات مات بعد العشرين ومائة. (فر) (¬1) عن عائشة) فيه أحمد بن عصام (¬2) إن كان الموصلي فقد قال الدارقطني: إنه ضعيف، أو البلخي فقال أبو حاتم: إنه مجهول. 3662 - "حجة لمن لم يحج خير من عشر غزوات وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج، وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر، ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها، والمائد فيه كالمتشحط في دمه". (طب هب) عن ابن عمرو. (حجة لمن لم يحج) أي الفريضة التي عليه. (خير من عشر غزوات) أي في الأجر وكأن المراد ما لم يتعين الجهاد ومثاغرة العدو ويأتي خبر: "من أربعين غزوة" ووجهه ما عرف في نظائره. (وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج) يأتي في الثاني: "وغزوة بعد حجة أفضل من خمسين حجة" وتقدم نظير هذا وتوجيهه مراراً وفي هذا لما يأتي بعده من الأحاديث ما يدلس على أن نفل الجهاد أفضل من نفل الحج وأن الكلام فيهما في تفضيل النفل على النفل (وغزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر) وقوله: (ومن أجاز البحر) أي جازه للجهاد وغيره (فكأنما) في الأجر. (أجاز الأودية كلها) في سفر الجهاد وظاهره ولو قلت المسافة في البحر وذلك لما في البحر من الأهوال والمخاطرة وقد يؤخذ منه أن الحج من طريق البحر أفضل. (والمائد) بالمهملة أي الذي يدوخ في البحر ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (8815) عن عامر بن عبد الله بن الزبير، والديلمي في الفردوس (2972) عن عائشة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2693). (¬2) ميزان الاعتدال (1/ 260)، والمغني (1/ 47).

وتميد أعضاؤه فيه. (كالمتشحط) بالشين المعجمة والحاء المهملة أي يتخبط ويتمرغ. (في دمه). (طب هب) (¬1) عن ابن عمرو) وقال شارحه: وسنده لا بأس به. 3663 - "حجة خير من أربعين غزوة، وغزوة خير من أربعين حجة". البزار عن ابن عباس. (حجة خير من أربعين غزوة) في الأجر المراد حج النفل. (وغزوة خير من أربعين حجة). (البزار (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: رجاله ثقات وعنبسة بن هبيرة أحد رجاله وثقه ابن حبان وجهله الذهبي (¬3). 3664 - "حجة قبل غزوة أفضل من خمسين غزوة، وغزوة بعد حجة أفضل من خمسين حجة، ولموقف ساعة في سبيل الله أفضل من خمسين حجة". (حل) عن ابن عمر. (حجة قبل غزوة أفضل من خمسين غزوة، وغزوة بعد حجة أفضل من خمسين حجة، ولموقف ساعة في سبيل الله أفضل من خمسين حجة) فيه بيان أن المراد بالغزوة ما يصدق عليه اسمها وإن كانت ساعة من نهار فإن أجرها ذلك الأجر الكبير لأن الحاصل من قليلها وكثيرها واحد وهو بذل النفس. (حل) (¬4) عن ابن عمر). 3665 - "حج عن أبيك واعتمر" (ت ن هـ ك) عن أبي رزين العقيلي (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3144)، والبيهقي في الشعب (4221)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2692)، والضعيفة (1230). (¬2) أخرجه البزار (1082) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 279)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2690). (¬3) انظر: المغني (2/ 494). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 188)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2691)، والضعيفة (3480): ضعيف جداً.

(حج) الخطاب لراويه أبي رزين. (عن أبيك) أي الذي ضعف عن أداء فريضة الحج أو الذي مات ولم يحج كما دل على التقييد أحاديث أخر وقال الشافعي: لا يحج عن الصحيح فرضا ولا نفلاً وقال أبو حنيفة: يجوز نفلا لا فرضا. (واعتمر) أخذ منه وجوب العمرة لأنه الظاهر في الأمر ولقرنها بالواجب وأما ما عارضه من حديث جابر أنه - صلى الله عليه وسلم - سئل عن العمرة أهي واجبة فقال: لا وإن تعتمر خير لك (¬1) فإنه حديث ضعيف، وإن قال فيه الترمذي: حسن صحيح، فإنه غير مقبول كلامه فيه لأن مداره على الحجاج بن أرطأة وهو ضعيف ومدلس اتفاقًا. (ت ن هـ ك) (¬2) عن أبي رزين العقيلي) قال الترمذي: حسن صحيح وقال أحمد: لا أعلم في إيجاب العمرة أجود منه. 3666 - "حج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة". (د) عن ابن عباس. (حج عن نفسك) الخطاب لأبي طريف بن نبيشة (¬3) سمعه - صلى الله عليه وسلم - يلبي عن شبرمة فقال أحججت عن نفسك قال لا فقال: "حج عن نفسك" ابدأ بالحج عن فريضتك التي كلفت بها. (ثم حج عن شبرمة) بضم الشين المعجمة وسكون الباء الموحدة فراء، وفيه أنه لا يصح الحج عن أحد مِن مَن لم يحج عن نفسه وعليه الشافعي وصححه جماعة من الآل وأبو حنيفة ومالك وتأولا الحديث (د) (¬4) عن ابن عباس)، قال ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (931) والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 349) وقال: هذا هو المحفوظ عن جابر موقوف غير مرفوع وروي عن جابر مرفوعاً بخلاف ذلك وكلاهما ضعيف، وانظر فيض القدير (3/ 374). (¬2) أخرجه أبو داود (1810)، والترمذي (930)، والنسائي (5/ 111، 117)، وابن ماجه (2906)، والحاكم (1/ 654)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3127). (¬3) انظر: أسد الغابة (ص: 1060) والإصابة (6/ 421)، وجاء مصرحاً بذلك في رواية الدارقطني (2/ 268)، وراجع: نصب الراية (3/ 153) وأسد الغابة (ص: 1060). (¬4) أخرجه أبو داود (1811)، والبيهقي في السنن (4/ 337)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 223)، =

البيهقي: صحيح ليس في الباب أصح منه وقال ابن حجر: رواته ثقات لكن اختلف في رفعه ووقفه وله شاهد مرسل. 3667 - "حجوا حجوا قبل ألا تحجوا، فكأني أنظر إلى حبشي أصمع أفدع بيده معول يهدمها حجراً حجراً". (ك هق) عن علي. (حجوا قبل ألا تحجوا) أي قبل أن لا يمكنكم الحج لما يحول بينكم وبينه مع وجوبه عليكم ويحتمل قبل أن لا يبقى الحج عليكم واجبا وإنه لا يجب إذا هدم البيت فيفوتك تحصيل الأجر العظيم. (فكأني) شبه ما نفع يقينا بالمشاهد له - صلى الله عليه وسلم -. (أنظر) أي الآن. (إلى حبشي) أي رجل منتسب إلى الحبش. (أصمع) بالصاد والعين المهملات أي صغير الأذن. (أفدع) بالفاء ومهملتين من الفدع محرك وهو اعوجاج الرصغ من اليد والرجل فينقلب الكف والقدم إلى الجانب الآخر. (بيده معول) والمعول بكسر الميم فمهملة آلة من حديد معروفة. (يهدمها) أي الكعبة وإن لم يتقدم لها ذكر. (حجرًا حجرًا) منتصب على الحال أي حال كون الهدم حجرًا حجرًا ويحتمل أنه معمول لحال محذوف أي يهدمها متبعا لهدمها حجرًا حجرًا وزاد في رواية: "ويتناولونها حتى يرمونها" يعني حجارة الكعبة البحر، زاد أحمد: "فلا تعمر بعد ذلك أبداً" وذلك قرب الساعة وهو من أشراطها واعلم أنه: قد ثبت في تخريب الكعبة أحاديث كثيرة عند البخاري وغيره وتخريبها مقدمة لخراب الدنيا كما ثبت في الحديث القدسي قال الله تعالى: (إذا أردت [2/ 396] أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته) (¬1). (ك هق) (¬2) عن علي) كرم الله وجهه، صححه الحاكم وتعقبه ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (3128) وفي الأصل: لأبي طيش ولم أجده في كتب التراجم. (¬1) ذكره العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 201) وقال: ليس له. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 617)، والبيهقي في السنن (4/ 340)، وقال الألباني في ضعيف الجامع =

الذهبي بأن حسين بن عمر الأحمسي أحد رواته واه ويحيى ليس بعمدة. 3668 - "حجوا قبل ألا تحجوا، تقعد أعرابها على أذناب أوديتها فلا يصل إلى الحج أحد". (هق) عن أبي هريرة. (حجوا قبل ألا تحجوا) فيه وفيما قبله ما يدل على أن الحج على التراخي لأنه علله بما يدل أنه لولا ما ذكره من العلة لما أمرهم بتعجيل الحج. (تقعد أعرابها على أذناب أوديتها) جمع ذنابة بالضم وهو الموضع الذي ينتهي إليه مسايل الماء في الأودية، وضمير أعرابها وأوديتها للسيل الدال عليها السياق أي يقعد لتمنع وتخطف السفر (فلا يصل إلى الحج أحد) قال القرطبي: وذلك بعد رفع القرآن من الصدور والمصاحف وذلك بعد موت عيسى حين لا يبقى في الأرض من يقول الله الله انتهى. (هق) (¬1) عن أبي هريرة). 3669 - "حجوا؛ فإن الحج يغسل الذنوب كما يغسل الماء الدرن". (طس) عن عبد الله بن جراد. (حجوا؛ فإن الحج يغسل الذنوب) لما كانت الذنوب أوساخ لا بد من غسلها إما بالتوبة أو بالنار في الآخرة بين - صلى الله عليه وسلم - أن من غسلها الحج إلى بيت الله وأنه يذهبها. (كما يَغْسل الماء الدرن) أي الوسخ وهو من تشبيه المعقول بالمحسوس. (طس) (¬2) عن عبد الله بن جراد)، قال الهيثمي: فيه يعلي بن الأشدق وهو كذاب. ¬

_ = (2695)، والضعيفة (544): موضوع. (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 431)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2697): موضوع، وقال في الضعيفة (544): باطل. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4997)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 209)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2696)، والضعيفة (542): موضوع.

3670 - "حجوا تستغنوا، وسافروا تصحوا". (عب) عن صفوان بن سليم مرسلاً. (حجوا تَسْتغنوا) أي يبارك لكم في الأرزاق، ويوسع عليكم فيها أو عن غسل الذنوب بغير حج من الطاعات وقوله: (وسافروا) أي أي سفر (تصحوا) فإن الأسفار تكسب الأبدان صحة ويحتمل أنه أريد: وسافروا إلى الحج، وفيه أن صحة الأبدان مرادة لله تعالى وأنها من المقاصد التي يسافر لها، وزاد في رواية الديلمي: "وتناكحوا تكثروا؛ فإني مباه بكم الأمم". (عب) (¬1) عن صفوان بن سليم) بضم الميم وفتح اللام مرسلاً وقد رواه الديلمي من رواية ابن عمر. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (8819)، والديلمي في الفردوس (2663)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2694)، والضعيفة (3479).

الحاء مع الدال المهملة

الحاء مع الدال المهملة 3671 - " حد الجوار أربعون داراً". (هق) عن عائشة. (حد الجوار) بالدال المهمة قال الشارح (¬1): هكذا بخط المصنف ثم قال: لكني رأيته ثابتًا في أصل الروضة "حق" بالقاف، وهكذا ذكره ابن الملقن وابن جماعة وأثبته الكمال ابن أبي شريف هكذا بخطه ثم رأيت في مسند أبي يعلى وغيره من الأصول كذلك وبه يعرف أن التصحيف من المصنف لا من النساخ انتهى. (أربعون داراً) أي من كل جانب. (هق) (¬2) عن عائشة) قال شارحه: ظاهر صنيع المصنف أن البيهقي خرجه وسلمه، والأمر بخلافه، بل قال: روي عن عائشة هكذا وروي عنها "أوصاني جبريل بالجار إلى أربعين داراً" وكلاهما ضعيف والمعروف المرسل الذي أخرجه أبو داود انتهى. ولفظ أبي داود: "حق الجوار أربعون داراً هكذا وهكذا وأشار قداماً وخلفاً" (¬3) قال الزركشي: سنده صحيح وابن حجر: رجاله ثقات. 3672 - "حد الساحر ضربه بالسيف". (ت ك) عن جندب. (حد الساحر ضربه بالسيف) روي بالتاء والهاء والأول أولى ولم يقل القتل تصويرا لكيفيته وإعلاما بأنه يكون لهذا النوع من القتل لا غيره قال البيضاوي: محل الحديث إذا اعتقد الساحر أن لسحره تأثيراً بغير القدر أو كان سحره لا يتم إلا بدعوة كوكب أو شيء يوجب الكفر انتهى، وقالت المالكية: إذا وقع من ¬

_ (¬1) انظر: فيض القدير (3/ 376). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 276)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2698). (¬3) أخرجه أبو داود (5151)، وانظر تلخيص الحبير (3/ 93).

فاعله فهو كفر مطلق فيقتل لكفره عملا بظاهر الحديث. فائدة: قال الإمام الرازي (¬1) في تفسيره: أهل السنة على جواز أن يقدر الساحر على أن يطير في الهواء أو يقلب الإنسان حماراً أو الحمار إنساناً لكنهم قالوا: إن الله هو الخالق لهذه الأشياء، عندما يلقي الساحر أشياء مخصوصة وكلمات معينة. (ت ك) (¬2) عن جندب) قال الحاكم: صحيح غريب، وقال الترمذي: لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه وفيه إسماعيل المكي وهو مضعف من قبل حفظه، والصحيح وقفه انتهى، كذا في جامعه وقال في العلل: سألت عنه محمداً يعني البخاري فقال: هذا لا شيء وإسماعيل مضعف جداً انتهى، وأشار مغلطاي: إلى أنه وإن كان ضعيفًا فإنه يتقوى بكثرة طرقه. 3673 - "حد يعمل في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً". (ن هـ) عن أبي هريرة. (حد يعمل في الأرض) أي يقام على من وجب عليه (خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحاً) أي يوما تقدم الكلام في الحديث ووجه الحكمة في الأربعين (ن هـ) (¬3) عن أبي هريرة) قال الديلمي: وفي الباب [عن] ابن عباس وابن عمر. 3674 - "حد الطريق سبعة أذرع". (طس) عن جابر. (حد الطريق) أي بين الدور (سبعة أذرع) توضيحه ما رواه مخرجه الطبراني ¬

_ (¬1) انظر: تفسير الرازي (2/ 248). (¬2) أخرجه الترمذي (1460)، والحاكم (4/ 401)، وانظر علل الترمذي (1/ 237)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2699)، والضعيفة (1446). (¬3) أخرجه النسائي (4/ 335)، وابن ماجه (2538)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3130)، وصححه في الصحيحة (231).

أيضًا عن عبادة أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قضى بالرحبة تكون بين الطريق ويريد أهلها البنيان فيها فقضى أن يترك بينهما في الطريق سبعة أذرع. (طس) (¬1) عن جابر) قال الهيثمي: فيه سويد بن عبد العزيز وثقه دحيم وضعفه جمهور الأئمة. 3675 - "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج". (د) عن أبي هريرة. (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) تقدم في: "بلغوا عني" بلفظه. (د) (¬2) عن أبي هريرة قال السخاوي (¬3): أصله صحيح. 7676 - "حدثوا عني بما تسمعون، ولا تقولوا إلا حقا، ومن كذب علي بني له بيت في جهنم يرتع فيه". (طب) عن أبي قرصافة. (حدثوا عني بما تسمعون) أي بما ثبت سنده، قال شارحه: نسخ الكتاب هكذا بالباء الموحدة قال: ورأيت في أصول صحيحة قديمة من الفردوس مصححه بخط الحافظ ابن حجر: "كما" بدل "بما" وهو أنسب انتهى. (ولا تقولوا إلا حقاً) أي الأشياء تظنونه حقا وهو كالاحتراس عن إطلاق قوله بما يسمعون. (ومن كذب عليّ) بتشديد الياء أي قال عليّ ما لم أقله أو أفعله أو أقره. (بني) بضم الموحدة مبني للمجهول بانيه. (بيت في جهنم يرتع فيه) والرتع الاتساع في الخصب كما تقدم فاستعماله هنا تهكم وقد روي هذا بلفظ: من كذب على نبي على أن على مخفّفه حرف الجر وبعدها نبي بالنون أي على نبي من أنبياء الله وهي تصحيف والأول الصحيح. (طب) (¬4) عن أبي قرصافة) تقدم أنه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (9234)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 159)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3129). (¬2) أخرجه أبو داود (3662)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3131)، والصحيحة (2926). (¬3) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 302). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 18) (2516)، والديلمي في الفردوس (2655)، وانظر قول =

بكسر القاف فراء فصاد مهملة وبعد الألف فاء كناني صحابي قال ابن عدي: هذا الحديث عن أبي قرصافة لا يعرف إلا من هذا الطريق. 3677 - "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يُكَذَّبَ الله ورسوله؟ ". (فر) عن علي مرفوعا وهو في (خ) موقوف (صح). (حدثوا الناس بما يعرفون) أي يدركونه وتسعه عقولهم لا بما يخفى عليهم معرفته وفهمه من المتشابه وما لا يدركه إلا من مارس المعارف وطال اطلاعه على الحقائق، وقر في ذهنه الإيمان لأنه من كان على خلافه فإنه تشكك عليه الحق ولذا قال: (أتريدون أن يُكَذَّبَ الله ورسوله) أي أن ينسب الرب تعالى ورسله إلى الكذب فتأثموا لأنكم سبب ذلك وفيه أن بعض المعارف لا يناه بها لكل عارف وإن من إظهار العلوم ما يضر إظهاره ولذا روى زين العابدين - رضي الله عنه -: بادت جوهر علم لو أبوح به ... لقيل إنك ممن يعبد الوثنا وفي معناه كثير. (فر) (¬1) عن علي) عليه السلام وهو في (خ) موقوف) هو في معنى حديث: "أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم" وسنده كما قال ابن حجر: ضعيف جداً، لا موضوع. 3678 - "حدثني جبريل قال: يقول الله تعالى: "لا إله إلا الله" حصني فمن دخل حصني أمن عذابي". ابن عساكر عن علي. (حدثني جبريل قال: يقول الله تعالى: "لا إله إلا الله" حصني) تشبيها به ثم أطلقه عليها تشبيه بليغ أو استعارة والحصن المكان الذي لا يقدر عليه ¬

_ =الهيثمي في المجمع (1/ 148)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2702). (¬1) أخرجه البخاري تعليقا كتاب العلم باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا (1/ 59) (127)، والديلمي في الفردوس (2656)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2701).

لارتفاعه. (فمن دخله) بقولها واستجماع شرائطها. (أمن عذابي) كما يأمن العدو من آوى إلى حصن حصين وفيه أن العذاب طالب للعبد لا ينجيه منه إلا الاعتقال بكلمة الشهادة. (ابن عساكر (¬1) عن علي عليه السلام). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (7/ 115)، والرافعي في التدوين (2/ 214)، والديلمي في الفردوس (8082)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2700).

الحاء مع الذال المعجمة

الحاء مع الذال المعجمة 3679 - " حذفُ السلام سنَّةٌ". (حم د ك هق) عن أبي هريرة. (حذفُ السلام سنَّةٌ) بالذال المعجمة قال ابن الأثير في النهاية (¬1). معناه لا يمد ولا يعرب بل يسكن آخره وتبعه المحب الطبري قال ابن حجر (¬2): مقتضى كلام الرافعي الاستدلال به أي لأن الجزم يراد به عدم تحديث التكبير جزم لا لهذا فإنه في السلام على أن التكبير جزم لا يمد وفيه نظر لأن استعمال لفظ الجزم في مقابل الإعراب اصطلاح حادث لأهل العربية فكيف تحمل عليه الألفاظ النبوية، قال الكمال ابن أبي شريف: بل هو عندهم اصطلاح غريب إذ الجزم عندهم نوع من أنواع الإعراب لا مقابل له وهو مختص بالفعل، قال ابن حجر: وأما خبر التكبير جزم فلا أصل له ثم إن ما تقرر من كون المراد بحذف السلام ما ذكر هو ما درجوا عليه لكن رأيت الديلمي فسره بسرعة القيام بعد السلام في الصلاة فقال عقيب قوله سنة يعني إذا سلم يقوم عجلا انتهى. (حم د ك هق) (¬3) عن أبي هريرة) قال الترمذي: حسن صحيح وأقره الإشبيلي قال ابن القطان: وهو لا يصح مرفوعاً ولا موقوفا كما ذكره أبو داود ولو صححه الترمذي. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 356)، والقاموس (3/ 126). (¬2) انظر: التلخيص الحبير (1/ 225)، وانظر: عون المعبود (3/ 215). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 532)، وأبو داود (1004)، والترمذي (297)، والحاكم (1/ 355)، والبيهقي في السنن (2/ 180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2703).

الحاء مع الراء

الحاء مع الراء 3680 - " حرس ليلة في سبيل الله على ساحل البحر أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله ألف سنة السنة ثلاثمائة يوم واليوم كألف سنة". (هـ) عن أنس. (حرس ليلة في سبيل الله على ساحل البحر أفضل من صيام رجل وقيامه في أهله) أي في غير الجهاد سواء كان في وطنه أو لا، لكنه خرج على الغالب. (ألف سنة السنة ثلاثمائة يوم) كأن المراد هذه السنة التي ذكرت وإلا قسما السنة أكثر من ذلك. (اليوم كألف سنة) قال في الميزان: هذه عبارة عجيبة لو صحت كان مجموع ذلك الفضل ثلاثمائة ألف سنة وستين ألف ألف سنة [2/ 398] انتهى. (هـ) (¬1) عن أنس فيه سعيد بن خالد ضعفه أبو زرعة وغيره وقال أبو حاتم: منكر الحديث وابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. 3681 - "حرس ليلة في سبيل الله عز وجل أفضل من ألف ليلة يقام ليلها ويصام نهارها". (طب ك هب) عن عثمان. (حرس ليلة في سبيل الله عز وجل أفضل من ألف ليلة يصام نهارها ويقام ليلها) أي في غير ساحل البحر وأما فيه فتقدم فضله. (طب ك هب) (¬2) عن عثمان قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي في التلخيص ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2770)، وانظر الميزان (3/ 194)، والمغني في الضعفاء (1/ 257)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2705)، والضعيفة (1234): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 91) (145)، والحاكم (2/ 91)، والبيهقي في الشعب (4234)، وانظر: فتح الباري (6/ 83)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2704).

وهو غير سديد كيف وقد أورد مصعبا في الضعفاء (¬1) وقال: ضعفوه وهو مصعب بن ثابت عن أبي الزبير عن عثمان، وقال في الكاشف: فيه لين، نعم قال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن. 3682 - "حرَّم الله الخمر، وكل مسكر حرام". (ن) عن ابن. (حرَّم الله الخمر، وكل مسكر حرام) تقدم غير مرة والمراد ما من شأنه الإسكار. (ن) (¬2) عن ابن عمر) رواه عنه الطبراني أيضا والديلمي. 3683 - "حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم". (ت) عن أبي موسى. (حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم). (ت) (¬3) عن أبي موسى هو من حديث سعيد بن هند قال الترمذي: حسن صحيح وضعفه ابن دقيق العيد بأن الصحة من شرطها الاتصال وقد حكى الداني في الإيماء عن الدارقطني أن سعيد بن أبي هند لم يسمع من أبي موسى، قال العراقي: ذكره ابن أبي حاتم في كتاب المراسيل ومن ثمة ضعف ابن حبان الخبر، وقال: معلول لا يصح قال الزين: وقد يجاب بأنه يرتفع بالشواهد إلى درجة الصحة كما يتأكد المرسل بمجيئه من غير ذلك الوجه انتهى. 3684 - "حرم على عينين أن تنالهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر". (ك هب) عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) انظر الكاشف (2/ 267)، والمغني (2/ 660). (¬2) أخرجه النسائي (3/ 236)، والطبراني في الكبير (12/ 316) (13225)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3134)، والصحيحة (1814). (¬3) أخرجه الترمذي (1720)، وانظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 219)، والتلخيص الحبير (1/ 52)، والمراسيل لابن أبي حاتم صـ67، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3137).

(حرم على عينين أن تنالهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس الإسلام وأهله من أهل الكفر) تقدم الكلام عليه قريباً. (ك هب) (¬1) عن أبي هريرة سكت عليه الحاكم وتعقب عليه الذهبي بأن فيه انقطاعاً. 3685 - "حرم ما بين لابتي المدينة على لساني". (خ) عن أبي هريرة (ن) عن أبي سعيد (صح). (حرم) بالبناء للمجهول قيل أو بفتحتين خبر مقدم. (ما بين لابتي المدينة) مبتدأ وأيد الأول برواية أحمد: "أن الله حرم" تقدمت الرواية وتقدم الكلام في الحديث وفي "إن الله". (على لساني) إعلام بأنها لم تحرم إلا في زمنه - صلى الله عليه وسلم - قال ابن العربي: لا خلاف أن المدينة محرمة بتحريم الله على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - مضاعفة الحرمة كمكة لكن أبو حنيفة قال: لا يحرم صيدها والحديث نص في الرد عليه. (خ) عن أبي هريرة (ن) (¬2) عن أبي سعيد. 3686 - "حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس". (حم) عن ابن مسعود. (حرم على النار) قال الشارح: هو كذا فيما وقفت عليه من النسخ والذي في مسند أحمد: "حرمت النار على" (كل هين لين) من الهون وهو السكينة والوقار واللين بمعناه تقدم أنه بالتخفيف فيهما. (سهل قريب من الناس). (حم) (¬3) عن ابن مسعود)، وعزاه الهيثمي للطبراني: في الكبير والأوسط وقال: فيه أبو أمية ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 92)، والبيهقي في الشعب (4235)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3136). (¬2) أخرجه البخاري (1770) عن أبي هريرة، والنسائي (2/ 487) عن أبي سعيد. (¬3) أخرجه أحمد (1/ 415)، والترمذي (2488)، والطبراني في الكبير (10/ 231)، والأوسط (837)، والديلمي في في الفردوس (461)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 75)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3135).

يعلى ضعيف، قال الحافظ الزين: ورواه الترمذي لكن بدون لين، وقال: حسن غريب، قال في الفردوس: وفي الباب معيقيب وأبو هريرة. 3687 - "حرمت التجارة في الخمر". (خ د) عن عائشة (صح). (حرمت التجارة في الخمر) أي بيعاً وشراءًا ولو من ذمي وتقدم الكلام فيه. (خ د) (¬1) عن عائشة) قالت: لما نزلت الآيات الأواخر من سورة البقرة خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأهن علينا فقال: إلى آخره. 3688 - "حرمت النار على كل عين بكت من خشية الله، وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله، وحرمت النار على كل عين غضت عن محام الله، أو عين فقئت في سبيل الله". (طب ك) عن أبي ريحانة. (حرمت النار على كل عين بكت من خشية الله، وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله، وحرمت النار على كل عين غضت عن محام الله، أو عين فقئت في سبيل الله) تقدم الكلام في الكل قريبًا. (طب ك) (¬2) عن أبي ريحانة) (¬3) بالراء فالمثناة تحتية فالحاء المهملة ونون بعد الألف اسمه شمعون بشين معجمة وقيل مهملة ابن زيد الأزدي حليف الأنصار صحابي شهد فتح دمشق قال في سبب الحديث خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة فأوفى بنا على شرف فأصابنا برد شديد حتى كاد أحدنا يحفر الحفير فيدخل فيه ويغطى عليه بجحفته فلما رأى ذلك قال: "ألا رجل يحرسنا الليلة أدع الله له بدعاء يصيب فضلاً؟ " فقال رجل من الأنصار: أنا، فدعا له فقلت: أنا فدعا ثم ذكره، قال الحاكم: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2113)، وأبو داود (3490). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8741)، والحاكم (2/ 92)، وأحمد (4/ 134)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 287)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (12706). (¬3) الإصابة (3/ 358).

صحيح، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 3689 - "حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فقيل له: قد خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت، فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟ ". (حم م د ن) عن بريدة (صح). (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم) أي أمهات القاعدين خص نساء المجاهدين لما كان الحديث مسوقا لبيان فضيلة خلافة القاعد للمجاهد في أهله لقضاء حوائجهم والنفع لهم وكان فيه ضرورة [2/ 399] الدخول إلى منازلهم سد ذريعة الحرام بتخصيص هذا الحكم بهن وإلا فكل أجنبية محرمة كحرمة الأم وفي التسمية بالأم إشارة إلى إنه ينبغي من القاعدين البر بنساء المجاهدين والنفع وقضاء الحوائج والإحسان. (وما من رجل من القاعدين) عن الجهاد. (يخلف رجلاً من المجاهدين) الذين خرجوا إلى الجهاد. (في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة) أي وقفه الله بأمر الملائكة بإيقاف المجاهد ليخاطب من خانه. (فقيل له) أي للمجاهد. (قد خلفك في أهلك) أي بسوء. (فخذ من حسناته ما شئت، فيأخذ من عمله ما شاء) فيه أنها يطلق له حسنات من خانه ليأخذها كيف شاء. (فما ظنكم؟) استفهام لتعظيم شأن ذلك، كأنه يقول: فما ظنكم من أحله الله هذه المنزلة ومكنه من حسنات من خانه وأخبره على رؤوس الأشهاد أنه قد خانه في أهله، والمراد: فما تظنون في ارتكاب هذه الجريمة العظيمة هل تتركون معها أو ينتقم منكم الذي خان في أهله؟ (حم م د ن) (¬1) عن بريدة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 352)، ومسلم (1897)، وأبو داود (2496)، والنسائي (6/ 50).

3690 - "حرمة الجار على الجار كحرمة دمه". أبو الشيخ في ثواب عن أبي هريرة. (حرمة الجار على الجار) أي حرمة عرضه وماله. (كحرمة دمه) لما كان الدم لا يجهل حرمته أحد يشبه به العرض والمال، وخص الجار وإلا فكل مسلم على المسلم حرام، لأنه مظنة الشخص أو التعرض لذكره، والقرب من ماله ولأن رعايته آكد فخيانته أشد. (أبو الشيخ (¬1) في ثواب عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضا الديلمي. 3691 - "حرمة مال المسلم كحرمة دمه". (حل) عن ابن مسعود. (حرمة مال المسلم كحرمة دمه) قال ابن العربي: أي في وجوب الدفع عنه وصيانته له. (حل) (¬2) عن ابن مسعود) قال مخرجه: غريب من حديث الحسن بن صالح، وإبراهيم الهجري وأخرجه الدارقطني عنه باللفظ المذكور، قال الفريابي: في اختصاره فيه عمر بن عثمان الكلائي، قال النسائي وغيره: متروك، وأخرجه عنه البزار من رواته عمر وابن عثمان عن ابن شهاب عن الأعمش عن أبي وائل عنه قال: تفرد به شهاب، قال ابن حجر: وله طرق أخرى عن حميد عن أنس، قال الهيثمي: ورواه البزار وأبو يعلى وفيه محمد بن دينار وثقه جمع وضعفه جمع وبقية رجال أبي يعلى ثقات. 3692 - "حريم البئر مد رشائِها". (هـ) عن أبي سعيد. (حريم البئر) أي الذي يستحقها صاحبها يلقي فيها ترابها ويحرم على غيره ¬

_ (¬1) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (1/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2707)، والضعيفة (3483). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 334)، والبزار (1699)، والدارقطني (3/ 26)، والقضاعي في الشهاب (177)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 46)، والمجمع (4/ 172)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3140).

من له الاختصاص الانتفاع بها. (مد رشائِها) بكسر الراء والمد حبلها الذي يتوصل به لمائها والمراد من جميع الجهات. (هـ) (¬1) عن أبي سعيد) قال الذهبي (¬2): فيه منصور بن صُقير فيه لين. 3693 - "حريم النخلة مد جريدها". (هـ) عن ابن عمرو وعن عبادة بن الصامت. (حريم النخلة) سببه عن أبي سعيد قال: اختصم رجلان إليه في نخلة فقطع منها جريدة ثم ذرع بها النخلة فإذا هي خمسة أذرع فجعلها حريمها، أخرجه عنه الطحاوي. (مد جريدها) بالجيم أي سقفها فإذا طال طالت وإذا قصر قصرت. (هـ) (¬3) عن ابن عمرو) ورواه عنه الطبراني أيضا قال الهيثمي: فيه منصور بن صقر وهو ضعيف عن عبادة بن الصامت ورواه الطحاوي عن أبي سعيد. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2487)، وانظر: التحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 225). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2708)، والضعيفة (3484) (¬2) انظر: المغني (2/ 678). (¬3) أخرجه ابن ماجه (2489)، والطبراني في الكبير (12/ 453) (13647)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 69)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3142).

الحاء مع الزاي

الحاء مع الزاي 3694 - " حُزُقَّة حُزُقَّة تَرَق عين بَقَّة". وكيع في الغرر وابن السني في عمل يوم وليلة، (خط) وابن عساكر عن أبي هريرة. (حُزُقَّة حُزُقَّة تَرَق عين بقة) الحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لما كان يرقص الحسن أو الحسين رضي الله عنهما يقول: "حُزُقَّة حُزُقَّة تَرَق عين بَقَّة" فترق الغلام حتى وضع قدميه على صدره الشريف - صلى الله عليه وسلم -، و: "حُزُقَّة" بضم الحاء المهملة وضم الزاي، ثم قاف مشددة مرفوعة ثم تاء منونة، خبر مبتدأ محذوف، أي: أنت حزقة، وقوله: "حزقة" كذلك أو خبر مكرر وروي بالضم غير منون أي: يا حزقة بحذوف حرف النداء وهو شاذ نحو قولهم: أطرق كراً، لأن حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم أو المضاف وعليه فالثاني كذلك أو تكرير للمنادى والحزقة القصير الضعيف المقارب الخطو من ضعفه، قال امرؤ القيس: وأعجبني مشي الحزقة خالد ... كمشي آتان حلئت بالمناهل وقيل هو القصير العظيم البطن وترق بالمثناة الفوقية فراء فقاف أي اصعد. (عين بَقَّة) بالباء الموحدة والقاف البعوضة وهو منادى مضاف شبهه بعين البعوضة إشارة إلى صغره، ولا شيء أصغر من عينها، أفاده الزمخشري (¬1)، وفيه جواز ملاعبة الصبى، وجواز المبالغة في الأمثال والتشبيهات، ومزاح الصبي ونحوه [2/ 400]. وكيع في الغرر وابن السني في عمل يوم وليلة، (خط) وابن عساكر (¬2) عن أبي هريرة) قال: سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) الفائق (1/ 278). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 139) وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 194)، وابن السني في =

وهو آخذ بكفيه جميعا حسنا وحسينا وقدماه على قدميه وهو يقول: "حُزُقَّة حُزُقَّة تَرَق عين بَقَّة" فترقى الغلام حتى وضع قدميه على صدره ثم قال له: "افتح فاك" فقبله وقد أخرجه الطبراني وأبو نعيم وغيرهما، قال الهيثمي: فيه أبو مزود عن أبيه عن أبي هريرة، وأبو مزود لم أجد من وثقه، وبقية رجاله رجال الصحيح. ¬

_ = عمل اليوم والليلة (423)، والطبراني في الكبير (3/ 49) (2652)، وأحمد في فضائل الصحابة (1405)، والبخاري في الأدب المفرد (249)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2709)، والضعيفة (3485).

الحاء مع السين

الحاء مع السين 3695 - " حسان حجاز بين المنافقين والمؤمنين: لا يحبه منافق ولا يبغضه مؤمن". ابن عساكر عن عائشة. (حسان) (¬1) بتشديد السين المهملة هو ابن ثابت شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الإسلام مثلها وسبب الحديث أنه استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هجاء المشركين فقال - صلى الله عليه وسلم -: "كيف بنسبي فيهم؟ " فقال: لأسلنك كما تسل الشعرة من العجين، فذكره. (حجاز) بكسر الحاء المهملة آخره زاي وفي رواية: باء موحدة. (بين المؤمنين والمنافقين)؛ لأنه كان يناضل عن أعراض المؤمنين فيحجبها ويمنعها عن الذم والمراد بالمنافقين ما يشمل الكفار ولأجل أنه حجاب بين الفريقين (لا يحبه منافق) لأنه منعه عن إطلاق لسانه في المؤمنين (ولا يبغضه مؤمن) لأنه صانه عن الذم من لسان عدوه. (ابن عساكر (¬2) عن عائشة) وأخرجه أبو نعيم في الحلية والديلمي في مسند الفردوس. 3696 - "حسب المؤمن من الشقاق والخيبة أن يسمع المؤذن يثوب بالصلاة فلا يجيب". (طب) عن معاذ بن أنس. (حسب المؤمن من الشقاق والخيبة أن يسمع المؤذن يثوب بالصلاة) بالثاء المثلثة آخره باء موحدة قال في الفردوس: إنه من التثويب الرجوع إلى الأمر بالمبادرة بالصلاة فإذا قال المؤذن: حي على الصلاة، قال: هلموا إليها، وإذا قال: حي على الفلاح فقد رجع إلى كلام يؤول إلى المبادرة في الصلاة أيضا ¬

_ (¬1) الإصابة (2/ 62). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 398)، والديلمي في الفردوس (2742)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2710)، والضعيفة (1208).

انتهى. (فلا يجيبه) أي يتابعه في ألفاظها على المأثور أو يأتي الصلاة وهو الأظهر. (طب) (¬1) عن معاذ بن أنس) قال الهيثمي: فيه زبان بن فائد ضعفه ابن معين ووثقه أبو حاتم. 3697 - "حسب امرئ من البخل أن يقول: آخذ حقي كله ولا أدع منه شيئا". (فر) عن أبي أمامة. (حسب امرئ من البخل) أي كفاه من الاتصاف بالبخل. (أن يقول: آخذ حقي كله ولا أدع منه شيئا) إعلام بأن البخل ليس منع الإعطاء فحسب بل والقضاء في حق الإنسان وعدم المسامحة والمضايقة في التافه ومن ثم رد الفقهاء الشهادة به. (فر) (¬2) عن أبي أمامة) فيه هلال بن العلاء الرقي أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: ضعفه أبو حاتم. 3698 - "حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون". (حم ت حب ك) عن أنس. (حسبك من نساء العالمين) أي يكفيك في معرفة فضلهن من معرفة جميع النساء والخطاب لأنس أو عام. (مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون) عرفت ببعلها لا بأبيها؛ لأن الله عرفها به في القرآن وأبوها مزاحم وقد تقدم ذكر الأربع رضي الله عنهن، وليس في هذا الحديث بيان فضلاها إلا أن التقديم الذكري فيه إشارة إلى ذلك سيما مع تأخر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 183) (396)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 42)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2711). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4858)، والحاكم (2/ 25)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2712). (¬3) انظر المغني (2/ 714).

آسية عن خديجة وفاطمة مع أنها أقدم منهما زماناً. (حم ت حب ك) (¬1) عن أنس) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 3699 - "حسبي الله ونعم الوكيل" أمان لكل خائف". (فر) عن شداد بن أوس. (حسبى الله ونعم الوكيل) أي التكلم بهذه الكلمات مع إخلاص القلب. (أمان لكل خائف) وتقدم في أول الكتاب أنه قالها الخليل عليه السلام عند الإلقاء في نار الكفار وتقدم الكلام على معناها وعلى العطف في نعم على حسبي فراجعه. (فر) (¬2) عن شداد بن أوس) وفيه بقية بن الوليد وحاله معروف ومكحول قال الذهبي: حكى ابن سعد أنه ضعف ووثقه غيره. 3700 - "حسب رجائي من خالقي، وحسبي ديني من دنياي". (حل) عن إبراهيم بن أدهم عن أبي ثابت مرسلاً (ح). (حسب رجائى من خالقي) أي يكفيني ما أرجوه من إفضاله برفعي عالي الدرجات والرجاء ارتياح القلب وانتظار المحبوب المتوقع وهذا أنسب بمنصب المعصوم وأما غيره فإنه يصدق على انتظار محبوب تمهدت جميع أسبابه الداخلة تحت اختيار العبد ولم يبق إلا ما لا يدخل تحت اختياره وهو فضل الله سبحانه وتعالى بصرف القواطع فالعبد إذا بث بذر الإيمان وسقاه بالطاعات وطهر قلبه عن دنس الأخلاق الرديئة وانتظر من فضل الله تثبيته على ذلك إلى الموت وحسن الخاتمة كان انتظاره رجاء حقيقيًّا محمودًا داعيا إلى القيام بمقتضى الإيمان وإن قطع من بذر الإيمان تعهده بالطاعات وترك القلب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 135)، والترمذي (3878)، وابن حبان (15/ 464) رقم (7003)، والحاكم (3/ 171، 172)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3143). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2688)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2713).

مشحوناً برذائل الأخلاق وانهمك في اللذات ثم تشبث بالرجاء فهو أحمق مغرور. (وحسبي [2/ 401] ديني من دنياي) أي يكفيني من الدنيا أن أنال صلاح ديني لأن المال غاد ورائح والعاقل من آثر ما يبقى على ما يفنى. (حل) (¬1) عن إبراهيم بن أدهم) عن أبي ثابت (مرسلاً) قيل: إنه ابن منصور العجلي أو البلخي الزاهد صاحب الكرامات. 3701 - "حسن الخلق خلق الله الأعظم". (طب) عن عمار بن ياسر. (حسن الخلق) تقدم الكلام عليه غير مرة والإخبار عنه بقوله: (خلق الله الأعظم) إعلام بأن حسن الخلق في العبد هي خلق الله لأنه أعطاها عبده والأعظم صفة لله وإن كان على الأول أو للخلق كما ضبط فيما قوبل على خط المصنف إعلام بأن من أعطاه الله حسن الخلق فقد أعطاه شيئا عظيماً. (طب) (¬2) عن عمار بن ياسر) قال الهيثمي: فيه عمرو بن الحصين وهو متروك انتهى وقال العمراني والمنذري: سنده ضعيف جداً. 3702 - "حسن الخلق نصف الدين". (فر) عن أنس. (حسن الخلق نصف الدين) لأنه إذا حسن خلق العبد طهر قلبه وصفا خاطره وانشرح صدره فبعثه على إدراك أحكام الدين فهو نصف لهذا الاعتبار أو لأن الدين قسمان: معاملة للعباد ومعاملة للرب وحسن الخلق بها يتم الأول فيكون نصفا بهذا الاعتبار. (فر) (¬3) عن أنس) بن مالك، فيه خلاد بن عيسى ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 42)، و (8/ 54)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2714)، والضعيفة (3488). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8344)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 20)، والترغيب والترهيب (3/ 273)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2715)، والضعيفة (3490): موضوع. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2712)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2716).

ضعفوه، قال العقيلي: مجهول وساق في الميزان من مناكيره هذا الخبر. 3703 - "حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد". (عد) عن ابن عباس. (حسن الخلق يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد) بالجيم فمثناة تحتية فدال مهملة الماء الجامد من شدة البرد، وذلك لأن صنائع المعروف لا تكون إلا من حسن الخلق والصنائع حسنات والحسنات يذهبن السيئات. (عد) (¬1) عن ابن عباس) ورواه البيهقي في الشعب، وضعفه والخرائطي في المكارم، قال العراقي: والسند ضعيف أيضا لكن شاهده في الطبراني بسند ضعيف "ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة" (¬2). 3704 - "حسن الشِّعر مال، وحسن الوجه مال، وحسن اللسان مال، والمال مال". ابن عساكر عن أنس. (حسن الشِّعر مال، وحسن الوجه مال، وحسن اللسان مال، والمال مال) في الميزان زاد متصلا بهذا يعني في المنام انتهى فإذا رأى الإنسان في منامه أنه حصل له شيء حسن من ذلك يؤوّل بحصول مالٍ له فإذا رأى أن شيئا منها خرج من يده يؤول بخروج مال منه. (ابن عساكر (¬3) عن أنس) ورواه أبو نعيم في الحلية والديلمي في مسند الفردوس بلفظه عنه. 3705 - "حسن الصوت زينة القرآن". (طب) عن ابن مسعود. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 241)، والبيهقي في الشعب (8036)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2717)، وقال في الضعيفة (440). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 222) (411). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 390)، والديلمي في الفردوس (2718)، وابن عدي في الكامل (7/ 254)، وانظر الميزان (7/ 209)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2718): موضوع.

(حسن الصوت) أي بالتلاوة. (زينة القرآن) أي يزيده حسنًا وتقدم "زينوا القرآن بأصواتكم" أو: "زينوا أصواتكم بالقرآن" وهو حث على تحسين التأدية. (طب) (¬1) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: فيه سعيد بن زَرْبي وهو ضعيف. 3706 - "حسن الظن من حسن العبادة". (د ك) عن أبي هريرة. (حسن الظن) أي بالله تعالى. (من حسن العبادة) أي من العبادة الحسنة على أنه من إضافة الموصوف إلى الصفة، ويحتمل حسن الظن بالعباد من جملة أنواع العبادة ولا ينافيه حديث: "احترسوا من الناس بسوء الظن" لما قدمناه في شرحه في الجزء الأول. (د ك) (¬2) عن أبي هريرة) فيه عند أبي داود هنّاد بن عبد الحميد البصري قال أبو حاتم: مجهول وعند الحاكم صدقة بن موسى قال الذهبي: ضعفوه. 3707 - "حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة تمنع ميتة السوء". (حم طب) عن رافع بن مكيث. (حسن الملكة نماء) أي زيادة وبركة للمالك. (وسوء الخلق شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة تمنع ميتة السوء) تقدمت هذه الفصول مراراً. (حم طب) (¬3) عن رافع بن مكيث، قال الهيثمي: فيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات. 3708 - "حسن الملكة يمن، وسوء الخلق شؤم". (د) عن رافع بن مكيث. (حسن الملكة) يعني حسن الصنيعة مع المملوك من الرفق به فلا يحمله ما ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 56) (9942)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 233)، وانظر: كذلك: المغني (1/ 259). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3144)، والصحيحة (1815) (¬2) أخرجه أبو داود (4993)، والحاكم (4/ 285)، وانظر المغني (1/ 308)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2719) (¬3) أخرجه أحمد (3/ 502)، والطبراني في الكبير (5/ 17) (4451)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 110)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2720).

لا يطيق ويتعهده في مهماته ويعفو عن زلته. (يمن) أي ما يوجب البركة لأنه يرغب فيه حينئذ ويحسن خدمته ويؤثر طاعته فيبارك له فيه وفيما تصرف فيه. (وسوء الخلق شؤم) خلاف اليمن لحصول أضداد ما ذكر أولاً. (د) (¬1) عن رافع بن مكيث) بفتح الميم وكسر الكاف وبالمثلثة قبلها تحتية مثناة: شهد الحديبية كذا في الكاشف (¬2) وقيل: إنه تابعي فهو مرسل وفيه بقية وفيه كلام معروف. 3709 - "حسن الملكة يمن، وسوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة، والصدقة تدفع القضاء السوء". ابن عساكر عن جابر. (حسن الملكة يمن) قال البغدادي: الملكة القدرة والتسليط على الشيء، والمراد هنا المماليك والعبيد [2/ 402] وحسن الملكة الرفق بهم. (وسوء الخلق شؤم، وطاعة المرأة ندامة) وذلك لأن غالب آراء النساء خلاف الصواب لما ثبت من أنهن ناقصات عقل، وهذا أغلبي وإلا فقد رجع - صلى الله عليه وسلم - إلى رأي أم سلمة في الحديبية كما عرف من كتب السيرة. (والصدقة تدفع القضاء السوء) أي الميتة على غير أهبة فجأة أو سكرا من غير توبة. (ابن عساكر (¬3) عن جابر) قال العامري: حديث حسن. 3710 - "حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن، يزيد القرآن حسناً". الدارمي وابن نصر في الصلاة (ك) عن البراء. (حسنوا القرآن) أي لفظه وتلاوته. (بأصواتكم) بأن ترتلوه وتكلفوا حسن التلفظ به وقيل إنه مقلوب وأنه حسنوا أصواتكم بالقرآن أي داوموا على قراءته، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2721). (¬2) الكاشف (1/ 389). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 445)، وانظر فيض القدير (3/ 511)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2722)، والضعيفة (3491): ضعيف جداً.

قال الطيبي: لا يحتمل القلب مثل ما يحتمله زينوا القرآن بأصواتكم لتعليله بقوله: (فإن الصوت الحسن، يزيد القرآن حسناً) قال القشيري: هذا دليل على فضيلة الصوت الحسن، فالسماع لا بأس به وتعقبه ابن تيمية (¬1) بأنه إنما يدل على فضيلة الصوت الحسن بكتاب الله تعالى لا بالغناء فمن شبه هذا بهذا فقد شبه الحق بالباطل. الدارمي وابن نصر في الصلاة (ك) (¬2) عن البراء) هو ابن عازب حيث أطلق. 3711 - "حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا والحسن والسبطان من الأسباط" (خد ت هـ ك) عن يعلى بن مرة. (حسين مني وأنا منه) سببه عن يعلي بن مرة قال خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى طعام دعي إليه فإذا حسين يلعب بالسكة فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمام القوم وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ويضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى فوق رأسه فقبله ثم ذكره، قال القاضي: كأنه بنور الوحي علم ما سيحدث بين الحسين وبين القوم فخصه بالذكر وبيّن أنهما شيء واحد في وجوب المحبة وحرمة التعرض والمحاربة، وأكد ذلك بقوله: (أحب الله من أحب حسيناً) فإن محبته محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومحبة رسول الله محبة الله أي أن من أحبه فقد أحب الله على أنه إخبار ولفظ "الله" منصوب على المفعولية ويحتمل أنه إنشاء دعاء وهو مرفوع على الفاعلية وعليه ضبطت وقوله: (والحسن والحسين سبطان من الأسباط) أي هما طائفتان من رسول الله وقطعتان منهما أو المراد أنه يتشعب منهما نسله ويكون من نسلهما خلق كثير ¬

_ (¬1) الاستقامة 1/ 289). (¬2) أخرجه الدارمي (3501)، والبيهقي في الشعب (2141)، والحاكم (1/ 768)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3145).

وقد وقع وقيل الأسباط خاصة الأولاد وقيل: أولاد الأولاد، وقيل: أولاد البنات كما في النهاية (¬1). (خد ت هـ ك) (¬2) عن يعلى بن مرة) قال الهيثمي: إسناده حسن. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 334). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب (364)، والترمذي (3775)، وابن ماجه (144)، والحاكم (3/ 194)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3146)، وصححه في الصحيحة (1227).

الحاء مع الصاد المهملة

الحاء مع الصاد المهملة 3712 - " حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء". (طب حل خط) عن ابن مسعود. (حصنوا أموالكم بالزكاة) أي اجعلوا إخراجها يمنعها عن الآفات الدنيوية والعقوبات الأخروية فإنه ما تلف مال في بر أو بحر إلا بمنع الزكاة وسره أن الصدقة حق في مال الأغنياء للفقراء وهم عاجزون عن استيفائها من الأغنياء فإذا لم يخرجها من وجبت عليه انتصف الله منه للفقير بتلف مال الغني وإنزال الآفات به فإذا زكّاه سلم من ذلك. (وداووا مرضاكم بالصدقة) أي عنهم فإنها أنفع من الأدوية الجسيمة، والمراد بها عند الإطلاق الزكاة كما يأتي، ووجه الحكمة أنها تدفع عن الفقير ألم الحاجة والفقر فيجازي المتصدق بدفع ألم المرض. (وأعدوا للبلاء الدعاء) أي اجعلوه عدة لدفع البلاء، فإنه تقدم أنه يخففه أو يدفعه. (طب حل خط) (¬1) عن ابن مسعود) وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح تفرد به موسى بن عمير، قاله ابن عدي وعامة ما يرويه لا يتابع عليه، ثم ساق له أحاديث منها هذا، انتهى. وقال الهيثمي: فيه موسى بن عمير متروك، وفي الميزان أنه قال أبو حاتم: ذاهب الحديث كذاب. 3713 - "حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستعينوا على حمل البلاء بالدعاء والتضرع". (د) في مراسيله عن الحسن مرسلاً. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 128) (10196)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 104)، والخطيب في تاريخه (6/ 333)، وانظر العلل المتناهية (2/ 494)، والميزان (6/ 554)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2724)، والضعيفة (3492).

(حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستعينوا على حمل البلاء بالدعاء والتضرع) وهو بألفاظ الماضي آنفاً إلا اليسير، وفيه ما يدل على أنه لا حق في المال سوى الزكاة. (د) (¬1) في مراسيله عن الحسن مرسلاً). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في مراسيله (105)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2723).

الخاء مع الضاد المعجمة

الخاء مع الضاد المعجمة 3714 - " حضرموت خير من بني الحارث". (طب) عن عمرو بن عنبسة. (حضرموت خير من بني الحارث) هم قبيلتان من اليمن والحديث بتفضيل حضرموت على بني الحارث في الدين والاستجابة للرسول - صلى الله عليه وسلم -. (طب) (¬1) عن عمرو بن عنبسة) [2/ 403] قال الهيثمي: رواه عن شيخه بكر بن سهل الدمياطي وفيه مقال، وقال الذهبي: حمل عنه الناس وهو مقارب الحال وقال النسائي: ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح. 3715 - "حضر ملك الموت رجلا يموت فشق أعضاءه فلم يجده عمل خيرا، ثم شق قلبه فلم يجد فيه خيرا ففك لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول ك "لا إله إلا الله" فغفر له بكلمة الإخلاص". ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين (هب) عن أبي هريرة. (حضر ملك الموت رجلاً يموت) أي في حالة النزع لقبض روحه، قال شارحه: فأفاد أن الجملة حال من "رجلا" إلا أنه لا يخفى أنه نكرة لا يصح الحال عنه إلا بتقدمها عليه فالأولى أنه صفة رجلا أي رجلا متصفا بأنه يموت والمضارع للحال أي متصفا بأنه يعالج مشاق الموت قبل أن يغرغر ويبلغ الساعة التي لا ينفع نفسًا فيها إيمانها. (فشق أعضاءه) أي سلك فيها وفتشها لا أنه شقها بالقطع كما يفعل الآدمي. (فلم يجده عمل خيراً) أي بأعضائه فما مد يديه إلى خير ولا رجليه إلى طاعة ولا عينيه إلى اعتبار ولا سمعه إلى اتعاظ وكل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 98) (192)، والبخاري في التاريخ (2691)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2726).

جارحة لها طاعة فهو نفي لطاعة كل جارحة. (ثم شق قلبه فلم يجد فيه خيراً) ظاهره ولا اعتقاد حقية تلك الكلمة التي غفر له بها وهو خلاف ما تقرر في قواعد الشرع من أنه لا حكم لقول لا يعتقد فيحصل خيرا على التخصيص باعتقاد حقية تلك الكلمة ولا خير فيه من خصال البر كالرحمة والشفقة ومحبة فعل الخير ونحوها ويحتمل أنه بوجدانه معتقدا لتلك الكلمة ولم ير شيئا من دلائلها في جوارحه لم يعتد بالاعتقاد لأنه لا حكم له حتى يسري إلى الجوارح أقل حال اللسان، ويحتمل أن الملك لا يطلع على الاعتقادات وما يعلمها إلا عالم الغيب وهو بعيد لأنه لا فائدة لاطلاعه على القلب لو كان كذلك، أي لو كان لا يطلع على الاعتقادات فإنه ما اطلع على القلب إلا ليعرف ما اتصف به. (ففك لحييه فوجد طرف لسانه لاصقا بحنكه يقول: "لا إله إلا الله" فغفر له) أي فأعلم الله الملك أنه قد غفر له. (بكلمة الإخلاص) قال الفخر الرازي: إنما سميت كلمة الإخلاص لأن كل شيء يتصور أن يشوبه غيره فما خلص لله سمي خالصًا إن قيل كيف إتمامه وهو في السياق، قيل ما فيه دليل على أنه في الحالة التي لا يقبل معها إيمان لاحتمال أنه قبلها وهل هذه من هذه الأمة أم لا دليل أنه من هذه الأمة. (ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين (هب) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه ابن لال والديلمي. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1015، 9235)، والخطيب في تاريخه (9/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2725)، وقال في الضعيفة (2590): منكر.

الحاء مع الفاء

الحاء مع الفاء 3716 - " حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات". (حم م ت) عن أنس (م) عن أبي هريرة (حم) في الزهد عن ابن مسعود موقوفا (صح). (حفت الجنة بالمكاره) أي أحيطت من جميع نواحيها، والمكاره جمع مكرهة وهي ما يكرهه الإنسان. (وحفت النار بالشهوات) تقدم قريبا بلفظ حجبت. (حم م ت) عن أنس (م) عن أبي هريرة (حم) (¬1) في الزهد عن ابن مسعود موقوفاً، ورواه البخاري في الرقائق. 3717 - "حفظ الغلام الصغير كالنقش في الجحر، وحفظ الرجل بعدما يكبر كالكتاب على الماء". (خط) في الجامع عن ابن عباس". (حفظ الغلام الصغير) أي بكل ما حفظ كما تفيده أل فإنه اسم الجنس فإنها للاستغراق. (كالنقش في الحجر) لا يزول عنها أثره. (وحفظ الرجل بعدما يكبر كالكتاب على الماء) أي لا يثبت أصلا وهذا من تشبيه المعقول بالمحسوس لكمال تصويره وفيه حث على تعليم الصبيان معالم الدين التي تنفعهم وأمور الدنيا التي تعينهم على الدين وقبول ما يخبرون به فلا يقدح عنهم بعدم الحفظ وعكسه من حفظ بعد كبر سنه (خط) (¬2) في الجامع عن ابن عباس). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 153)، ومسلم (2822)، والترمذي (2559) عن أنس، ومسلم (2823) عن أبي هريرة، وأحمد (1/ 23) عن ابن مسعود موقوفا. والبخاري (6122) عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه الخطيب في جامعه (1/ 310)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2727)، والضعيفة (2591).

الحاء مع القاف

الحاء مع القاف 3718 - " حقًّا على المسلمين أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس أحدهم من طيب أهله فإن لم يجد فالماء له طيب". (ت) عن البراء. (حقًّا) (¬1) بالنصب مصدر لفعل محذوف أي حق حقا كحديث: "عمدًا فعلته يا عمر" ذكره الزين العراقي، وقال الطيبي: هو مصدر مؤكد أي حق ذلك حقًا فحذف الفعل وأقيم المصدر مقامه التفرقة بين الكلامين أن الأول: ظاهر في أنه حذف الفعل جوازاً، والثاني. أنه وجوباً. (على المسلمين) أي على كل فرد. (أن يغتسلوا يوم الجمعة وليمس) بفتح الميم وضمها. (أحدهم من طيب أهله) وقال الطيبي: هو عطف على معنى الجملة السابقة إذ فيه تتمة من الأمر أي ليغتسلوا وليمسوا. (فإن لم يجد الماء) الذي اغتسل به. (له طيب) قال العراقي: المشهور في الرواية كسر الطاء وسكون التحتية أي يقوم مقام الطيب في الأجر. (ت) (¬2) عن البراء) ورواه عنه أيضا أحمد وأبو يعلى والديلمي. 3719 - "حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس". (ق) عن أبي هريرة (صح). (حق المسلم على المسلم) الحق كما في التحرير الشيء المستحق على الغير من غير أن يكون فيه تردد، وفي المفهم (¬3): الحق الثابت في الشرع فإنه مطلوب مقصود قصدًا مؤكدًا لكن إطلاقه على الواجب أولا وقد أطلق هنا على [2/ 404] القدر المشترك بين الواجب وغيره في تعليق الحكم بصفة الإسلام ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (61). (¬2) أخرجه الترمذي (528)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2737). (¬3) انظر: المفهم للقرطبي (5/ 488).

إعلام بأنه حق على كل متصف بهذه الصفة لمن شاركه في الاتصاف وأنهم كلهم من حيث الإسلام سواء فيها برّهم وفاجرهم غنيهم وفقيرهم، شريفهم ووضيعهم رئيسهم ومرؤوسهم من يعرفه ومن لا يعرفه منهم. (خمس) أي خصال خمس أو خمس خصال بينها بقوله في الأولى: (رد السلام) أي إعادته لمن ابتدأ به وهذا فرض على العين إذا انفرد، وعلى الكفاية إذا كان في جماعة ويحتمل أن المراد ما يشتمل الابتداء به كما يقيده الحديث التالي في عده من الحقوق، (و) الثانية: (عيادة المريض) يحتمل أنها واجبة والأظهر أنها سنة مؤكدة (و) الثالثة: (اتباع الجنائز) أي المشي معها فإنه فرض كفاية كرد السلام قال ابن الكمال وقد نقل أهل الإجماع أن إيجاب تجهيزه لقضاء حقه وكان على الكفاية لصيرورة حقه مقضياً بفعل البعض، (و) الرابعة. (وإجابة الدعوة) قيل: وجوباً في وليمة العرس وندبا في غيرها، (و) الخامسة: (وتشميت العاطس) أي الدعاء له إذا حمد الله، قال الطيبي: يجوز عطف السنة على الواجب إذا دلت عليه قرينة (ق) (¬1) عن أبي هريرة) وخرجاه في كتاب الجنائز. 3720 - "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه". (خد م) عن أبي هريرة. (صح) (حق المسلم على المسلم ست) كأنه - صلى الله عليه وسلم - أعلمه ربه بالسادسة بعد إخباره بالخمس. (إذا لقيته فسلم عليه) أي ابتداءًا أو ردًّا. (وإذا دعاك) أي لطعام (فأجبه) ويحتمل الأعم منه. (وإذا استنصحك) أي طلب منك النصيحة في أي أمر. (فانصح له) باذلا الجهد غير غاش له ولا ينبغي أن يشير إلا بعد طلب ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1240)، ومسلم (2162).

الرأي منه فلا تتبرع به. (وإذا عطس فحمد الله) هذا تقييد إطلاق الأول. (فشمته) حمله الظاهرية على الوجوب وقواه ابن القيم في حواشي السنن. (إذا مرض فعده وإذا مات فأتبعه) وتقدمت العيادة واتباع الجنائز. واعلم: أنه ذكر في هذا ستة حقوق ومفهوم عدده غير مراد فإن له حقوقا غيرها، منها ما رواه الأصفهاني سنده إلى علي مرفوعاً كما في روض الأفكار: "للمسلم على المسلم ثلاثون حقاً لا براءة له منها إلا بالأداء والعفو يغفر ذلته ويرحم غبرته ويستر عورته ويقيل عثرته ويقبل معذرته ويرد غيبته ويديم نصيحته ويحفظ خلته ويرعى ذمته ويعود مريضه ويشهد ميتته ويجيب دعوته ويقبل هديته ويكافئ صلته ويشكر نعمته ويحسن نصرته ويحفظ حليلته ويقضي حاجته ويسمع مسألته ويطيب كلامه ويبر إنعامه ويصدق إقسامه وينصره ظالما أو مظلوما ويواليه ولا يعاديه ويحب له من الخير ما يحب لنفسه ويكره له من الشر ما يكره لها" (¬1) انتهى ولم يف ثلاثين كما في صدره. (خد م) (¬2) عن أبي هريرة) هذا من أفراد مسلم ولم يخرجه البخاري. 3721 - "حق الزوج على زوجته أن لا تمنعه نفسها، وإن كانت على ظهر قتب، وأن لا تصوم يومًا واحداً إلا بإذنه إلا الفريضة فإن فعلت أثمت ولم يقبل منها، وأن لا تعطي من بيته شيئاً إلا بإذنه فإن فعلت كان له الأجر وكان عليها الوزر، وأن لا تخرج من بيته إلا بإذنه فإن فعلت لعنها الله وملائكة الغضب حتى تتوب أو تُراجع وإن كان ظالماً". الطيالسي عن ابن عمر. (حق الزوج على زوجته) بالتاء على اللغة القليلة. (أن لا تمنعه نفسها، وإن كانت على ظهر قتب) تقدم في: "إذا ... " وتقدم وجه تحقيق القتب (وأن لا ¬

_ (¬1) انظر نصب الراية (2/ 257)، والمغني (5/ 109). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (925)، ومسلم (2162).

تصوم يومًا واحداً إلا الفريضة إلا بإذنه) أي فإنها تصومها وإن لم يأذن، وفي رواية: "إلا المريضة" فقيل: المراد التي لا يمكن الاستمتاع بها. (فإن فعلت) أي صامت تطوعا. (أثمت) لمخالفة زوجها. (ولم يقبل منها) ولا تثاب عليه والمراد إذا كان مقيما عندها لا غائبا عنها. (وأن لا تعطي من بيته شيئاً) صدقة ولا غيرها. (إلا بإذنه) أو علمها برضاه. (فإن فعلت كان له الأجر) لأنه إنفاق من ماله. (وكان عليها الوزر) لأنها تعدت، إن قلت: تقدم حديث ابن مسعود عند الشيخين: "إذا أنفقت المرأة من بيت زوجها من غير أمره فلها نصف أجره" (¬1) وأنه يعارض ما هنا، [2/ 405] قلت: يحتمل أنه أريد هناك أمراً خاصاً هو التصدق بالكسرة ونحوها مما يعتاد الناس إخراجه فيخص به عموم هذا أو يراد هنا إعطاء غير ذلك مما لا تسمح به النفس. (وأن لا تخرج من بيته) أي خروج ولو إلى أعظم طاعة وإن مات أبوها أو أمها. (إلا بإذنه فإن فعلت) الخروج بغير إذنه. (لعنها الله وملائكة الغضب) أي الذين جعلهم الله موكلين بعقوبة من غضب عليه من عباده. (حتى تتوب) أي حتى تقلع نادمة عن الخروج بغير إذنه ويعفو عنها لأنه حق له. (أو تُراجع) أي ترجع إلى منزلها أي ويعفو عنها زوجها أو تعاود طاعة زوجها، قيل: إن الظاهر أن أو بمعنى الواو وفي نسخة بأو المراد التوبة والرجوع. (وإن كان ظالمًا) أي لها والمراد غير قائم بما يجب عليه من حقوقها فإنه لا يسقط تفريطه فيما يجب لها حقا وهو قيد عائد إلى الجميع من الأربع الصفات المنهي عنها ويحتمل عوده إلى الأخيرة وهو الخروج من المنزل، قيل والإتيان بهذا القيد كأنه لمزيد الزجر والتهويل وإلا فلو ظلمها من حقوقها ولم يمكن التوصل ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2066، 5192، 5195، 5360)، ومسلم (1026).

إليه إلا بالحاكم فلها الخروج بغير إذنه أو كان بجوار البيت فساق يريدون الفجور بها جاز لها الخروج وإن لم يأذن. واعلم أن الاقتصار على هذه الحقوق فيه أنه لا يجب عليها نحو طبخ وإصلاح المنزل وغسل الثياب إلا أنه قد ثبت من أدلة أخرى أن عليها إصلاح المنزل بحسب العرف، وقالت الشافعية وغيرهم: إنه لا يجب عليها أن تخدمه الخدمة التي اطردت بها العادة، قالوا: وأما ما جرت به عادة النساء في الأمصار والأعصار والبلاد والقرى والبوادي والعجم والعرب من زمن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلى الآن فهو بر وإحسان من جانب النساء مسامحة منهن للأزواج. (الطيالسي (¬1) عن ابن عمر). 3722 - "حق الزوج على المرأة أن لا تهجر فراشه، وأن تبر قسمه، وأن تطيع أمره، وأن لا تخرج إلا بإذنه، وأن لا تدخل إليه من يكره". (طب) عن تميم الداري (حق الزوج على المرأة أن لا تهجر فراشه، وأن تبر) بفتح الباء الموحدة. (قسّمه) أي إذا أقسم عليها في أمر أبرته فعلا أو تركا وقد تقدم أنه لا يمين للمرأة مع زوجها في ثلاثة والمراد بما لا معصية فيه (و) كذلك في. (وأن تطيع أمره) أي الأمر الذي لا يخالف أمر الشارع. (وأن لا تخرج إلا بإذنه، وأن لا تدخل إليه) أي إلى منزله. (من يكره) دخوله أو يكرهه وإن كان نحو أبيها وأمها وولدها من غيره أو منه. (طب) (¬2) عن تميم الداري) نسبة إلى جده الدار بن هانئ أو إلى دارين محل بالبحرين، قال الهيثمي: فيه ضرار بن عمرو وهو ضعيف انتهى. 3723 - "حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أن ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (1951)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2730)، والضعيفة (3515). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 52) (1258)، وانظر قول الهيثمي في المجمع" (4/ 314)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2729): ضعيف جداً.

فائدة

حقه". (ك) عن أبي سعيد. (حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه) سببه عن راويه: أنه جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بابنته فقال: هذه ابنتي أبت أن تتزوج فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أطيعي أباك" فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته؟ فذكره، والقرحة بالقاف مفتوحة ومضمومة والحاء مهملة: الجرح وقيل بالضم الاسم وبالفتح المصدر ولا يخفى ما في هذا التمثيل من بيان تأكد حق الزوج. فائدة: حكى البيهقي في الشعب (¬1) أن أسماء بن خارجة الفزاري لما أراد إهداء ابنته إلى زوجها قال لها: يا بنية كوني لزوجك أمة يكن لك عبدا ولا تدني منه فيملك ولا تباعدي عنه فتثقلي عليه وكوني كما قلت لأمك: خذي البشر مني تستديمي مودتي ... ولا تنطقي في سورتي حين أغضب فإن صفات الحب في الصدر والأذى ... إذا اجتمعا لم يبرح الحب يذهب [2/ 406] (ك) (¬2) عن أبي سعيد) قال الحاكم: صحيح ورواه البزار عن أبي سعيد بأتم من هذا فقال: إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج فقال: "أطيعي أباك" فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته؟ قال: "حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها أو انتثر منخراه صديدا أو دماً ثم ابتلعته ما أدت حقه" فقالت: والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تنكحوهن إلا بإذنهن" قال المنذري: رواه البزار بإسناد جيد رواته ثقات مشهورون، وابن حبان في صحيحه. ¬

_ (¬1) الشعب (8738). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 205)، والبزار (2665)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 34)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3148).

3724 - "حق المرأة على الزوج: أن يطعمها مما طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح، ولا يهجر إلا في البيت". (طب ك) عن معاوية بن حيدة. (حق المرأة على الزوج: أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح) بأن يقول: قبح الله وجهها. (ولا يهجر إلا في البيت) اختلف المفسرون في معنى الهجر فالجمهور أنه ترك الدخول عليهن والإقامة عندهن على ظاهر الآية من الهجران وهو البعد، وظاهره أن لا يضاجعها وقيل يضاجعها ويوليها ظهره وقيل: يترك جماعها ولا يكلمها، قال ابن المنير: والحصر الواقع في خبر معاوية هذا غير معمول به بل يجوز هجرها في غير البيوت كما وقع للمصطفى - صلى الله عليه وسلم - في هجره أزواجه في المشربة، قال ابن حجر (¬1): الحق أن ذلك مختلف باختلاف الأحوال فربما كان الهجر في البيت أسوأ منه في غيره وعكسه والغالب أن الهجر في غير البيت آلم للنساء لضعف نفوسهن وأجزأ. (طب ك) (¬2) عن معاوية بن حيدة) بفتح الحاء المهملة كما تقدم قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حق زوجة أحدنا عليه فذكره قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي وصححه الدارقطني في العلل ورواه أبو داود وابن ماجه والنسائي باللفظ المزبور عند معاوية المذكور. 3725 - "حق الجار إن مرض عدته، وإن مات شيعته، وإن استقرضك أقرضه وإن أعوز سترته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح ولا تؤذيه بريح قدرك إلا أن تغرف له ¬

_ (¬1) فتح الباري (9/ 301). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 428) (1039)، والحاكم (2/ 204)، وأبو داود (2764)، والنسائي (6/ 323)، وابن ماجه (1850)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3148).

منها". (طب ك) عن معاوية بن حيدة. (حق الجار) سببه عن معاوية بن حيدة قلت يا رسول الله: ما حق جاري عليّ فذكره. (إن مرض عدته، وإن مات شيعته) هذان من حق المسلم على المسلم كما سبق إلا أنه خصص الجار لأنه أولى بذلك إذ له الحقان الجوار والإِسلام فإن المراد الجار المسلم ويحتمل الأعم منه وقد عاد - صلى الله عليه وسلم - يهوديا كان يخدمه وأما التشييع فلم يأت فيه شيء إلا أنه قد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر عليا عليه السلام بمواراة أبيه أبي طالب ولو جاز التشييع لحضره - صلى الله عليه وسلم - كما أنه عاده في مرضه وقد يقال إذنه لعلي عليه السلام دليل الجواز وقد يقال ذلك لكونه أقرب قريب فيجوز في حق القريب لا الجنب وقوله: (وإن استقرضك أقرضه) الإقراض مندوب في حق كل طالب إلا أنه في حق الجار آكد ويحتمل أن هذه الحقوق واجبة للجار على جاره مندوبة في قرض غيره وقوله: (وإن أعوز) بالمهملة والزاي الذي أتى بأمر يعيبه. (سترته) فلا تشيع قبيح ما يأتيه. (وإن أصابه خير) من الأمور التي اعتاد الناس التهنئة بها. (هنأته) أي دعوت الله له أن يهنيه ما أولاه وأظهرت السرور بما ناله. (وإن أصابته مصيبة) في نفس أو أهل أو مال. (عزيته) أي صبّرته وواسيته. (ولا ترفع بناءك فوق بنائه فتسد عليه الريح) أي تمنعه من الضوء. (ولا تؤذيه بريح قدرك) أي برائحة طعامك وهذان في حق الجار الملاصق لا مطلق الجار الذي حدد بأربعين داراً أو المراد من يؤذيه ما ذكر فينبغي كتم ذلك عنه لئلا يؤذيه ما أنت فيه. (إلا أن تغرف) بالغين المعجمة والراء. (له منها) أي تعطيه مما طبخت قال ابن حجر (¬1): والذي يشمل الجميع إرادة الخير له وموعظته بالحسنى والدعاء له بالهداية وترك الأذى الإضرار على اختلاف ¬

_ (¬1) فتح الباري (10/ 442).

أنواعه حسيا كان أو معنويا إلا في المواضع التي يجب فيها والإضرار بالقول أو الفعل والذي يخص المصالح هو جميع ما تقدم وغير المصالح كفه عما يرتكبه بالحسنى على حسب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويعظ الكافر بعرض الإِسلام عليه وإظهار محاسنه والترغيب فيه برفق ويعظ الفاسق بما يناسبه أيضًا ويستر عليه زَلَلُهُ عن غيره وينهاه برفق فإن أفاد وإلا هجره قاصدا تأديبه مع إعلامه بالسبب لينفك (طب ك) (¬1) عن معاوية بن حيدة) قال الهيثمي: فيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف وقال العلائي: إنه أحد المتروكين وقال ابن حجر: هذا الحديث روي بأسانيد واهية لكن اختلاف مخرجيها يشعر بأن للحديث أصلاً. 3726 - "حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة، والسباحة، والرماية، وأن لا يرزقه إلا طيباً". الحكيم وأبو الشيخ في الثواب (هب) عن أبي رافع. (حق الولد على الوالد) سببه عن أبي رافع قال قلت: يا رسول الله أللولد حق علينا كحقنا عليهم فذكره. (أن يعلمه الكتابة، والسباحة) بكسر السين المهملة هي العوم بين الماء. (والرماية) بكسر الراء الرمي بالقسي وذلك لعموم نفع الثلاث له ولغيره. (وأن لا يرزقه إلا طيباً) بتشديد المثناة التحتية أي لا يطعمه إلا ما يحل ولا يرشده إلى شيء من المكاسب إلا إلى ما يحل من التجارة والصناعة لا ما يحرم مثل الحجامة بل يكره إليه ما حرمه الله وينفره عنه ما استطاع. الحكيم وأبو الشيخ في الثواب (هب) (¬2) عن أبي رافع تعقبه مخرجه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 419) (1014)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 165)، وفتح الباري (10/ 446)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2728)، والضعيفة (2587). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 348)، والبيهقي في الشعب (8665)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 166)، والميزان (2/ 115)، والمغني (2/ 496)، والعلل المتناهية (2/ 522)، وقال=

البيهقي بقوله: عيسى بن إبراهيم يعني أحد رجاله يروي ما لا يتابع عليه انتهى وفي الميزان: إنه منكر الحديث وفي الضعفاء: تركه أبو حاتم ومن ثمة قال ابن حجر: إسناد الحديث ضعيف. 3727 - "حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، ويزوجه إذا أدرك، يعلمه الكتاب". (حل فر) عن أبي هريرة. (حق الولد على والده أن يحسن اسمه) لأنه تعالى لا يحب من الأسماء إلا الحسن ولأنها قد جرت سنته تعالى أن يأخذ المسمى صفة من الاسم وشَوْبا منه فإن حسن حسن الاتصاف وإن قبح قبح حتى قال ابن جني: مر بي دهر وأنا أسمع الاسم لا أدري معناه فآخذ معناه من لفظه فإذا كشفته فإذا هو ذلك المعنى بعينه أو قريب منه وقال صاحب القاموس في سفر السعادة: أمر الأمة بتحسين الأسماء فيه تنبيه أن الأفعال ينبغي أن تكون مناسبة للأسماء لأنها تواليها ودالة عليها، لا جرم اقتضت الحكمة الربانية أن يكون بينها تناسب وارتباط وتأثير الأسماء في المسميات والمسميات في الأسماء ظاهرتين وإليه أشار من قال: وقل ما أبصرت عيناك ذا لقب ... إلا ومعناه إن فكرت في لقبه وقدمنا في ذلك كلاما (ويزوجه إذا أدرك) أي بلغ سنا ينتفع معها بالزواج فإنه يصون بذلك دينه ويدخله في السنة، إن قلت لم يذكر من حقوقه عليه تعليمه القرآن ولا الصلاة وغيرها من أركان الإيمان؟ قلت: قوله: (ويعلمه الكتاب) ذريعة إلى تعلم القرآن بل قيل إنه أراد بها قراءة القرآن ولأنه قد يكتفي ببعض الأحاديث عن بعض فقد ثبت من غيره الأمر ¬

_ =الألباني في ضعيف الجامع (2732): ضعيف جدًّا.

نكتة

بتعليم الصلاة وغيرها من الأركان. (حل فر) (¬1) عن أبي هريرة) فيه يوسف بن سعيد مجهول (¬2) والحسين بن عمارة قال الذهبي في الضعفاء (¬3): متروك اتفاقاً. 3728 - "حق كبير الإخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده". (هب) عن سعيد بن العاصي. (حق كبير الإخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده) أي في وجوب بره وامتثال أمره وتوقيره وتعظيمه وكل بطن له حق على من بعده وعليه حق لمن قبله ويلزم التشبيه بحق الأب أن للصغير حقًّا على الكبير كحقه على أبيه. (هب) (¬4) عن سعيد بن العاصي) قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف ورواه الحاكم والديلمي باللفظ قال: وفي الباب أبو هريرة عند أبي الشيخ وغيره. 3729 - "حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه". (هب) عن ابن عباس. (حق الولد على والده أن يحسن اسمه ويحسن أدبه) قال الغزالي (¬5): الولد أمانة عند أبويه وقلبه جوهرة نفيسة خالية عن كل نقش وصورة وهو قابل لكل ما نقش فيه مائل إلى كل ما يقال به إليه فإن عود الخير وعلمه نشأ عليه وإن عود خلافه رئي عليه والإثم في رقبة القيم والولي عليه. نكتة: قيل إنه كان لعامر بن عبد الله بن الزبير ابن لم يرض سيرته فحبسه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 184)، والديلمي في الفردوس (2670)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2734)، والضعيفة (3494): ضعيف جداً. (¬2) انظر المغني (2/ 762). (¬3) انظر المغني (1/ 174). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (7929)، والديلمي في الفردوس (2673)، وأبو داود في المراسيل (487)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2736)، والضعيفة (1878). (¬5) الإحياء (3/ 72).

وقال: لا أخرجك حتى تحفظ القرآن فأرسل إليه أن قد حفظته فقال: لا بيت خير لك من بيت جمعت فيه كتاب الله تعالى فأقم فما أخرج إلا لجنازة أبيه عامر وأدخل شابا فأخرج شيخاً. (هب) (¬1) عن ابن عباس) قال مخرجه البيهقي: فيه محمَّد بن الفضل بن عطية أحد رواته ضعيف لا يحتج بما انفرد به انتهى، قال الذهبي: محمَّد هذا تركوه واتهمه بعضهم أي بالوضع، وفيه أيضاً محمَّد بن عيسى المدائني قال الدارقطني: متروك وقيل كان مغفلاً. 3730 - "حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، ويحسن موضعه، ويحسن أدبه". (هب) عن عائشة. (حق الولد على والده أن يحسن اسمه، ويحسن موضعه) أي المحل الذي يضعه فيه في ترضيعه ثم في تأديبه ثم استيطانه. (ويحسن أدبه) قال الحليمي: أي ينشئه على الأخلاق الحميدة ويعلمه القرآن ولسان العرب وما لا بد منه في أحكام الدين فإذا بلغ حد العقل عرَّفه البارئ بالأدلة التي توصل إلى معرفته من غير أن يسمعه شيئاً من مقالات الملحدين لكن يذكره له في الجملة أحيانا ويحذره عنها وينفره عنها بكل ممكن ويبدأ من الدلائل بالأقرب فالأقرب الأجلى ثم ما يليه وكذا يفعل بالدلائل الدالة على نبوة نبينا - صلى الله عليه وسلم - انتهى. (هب) (¬2) عن عائشة) قال مخرجه البيهقي عقيبه: وهو ضعيف انتهى، قال الشارح: لأن فيه عبد الصمد بن النعمان أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: قال الدارقطني. غير قوي عن عبد الملك بن حسين (¬4) وقد ضعفوه عن عبد الملك ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8658)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2731)، والضعيفة (199): موضوع. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (8667)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2733). (¬3) انظر المغني (2/ 396). (¬4) انظر المغني (2/ 404).

بن عمير (1) وقد قال ابن معين: مختلط. 3731 - "حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا يغسل فيه رأسه وجسده". (ق) عن أبي هريرة (صح). (حق لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يوما) تقدم بيان هذا اليوم المبهم أنه يوم الجمعة. (يغسل فيه رأسه وجسده) من عطف العام على الخاص وتخصيص الرأس اهتماما به لأنهم كانوا يجعلون فيه الدهن والخطمي ونحوهما وكانوا يغسلونه أولاً ثم يغتسلون. (ق) (¬2) عن أبي هريرة) قال الذهبي في المهذب (¬3): إنما رواه البخاري تعليقا وسنده صحيح انتهى فما كان ينبغي للمصنف أن يضمه مع مسلم إذ الرمز لما خرجاه في الصحيحين غيره تعليق. 3732 - "حق على كل مسلم السواك، وغسل يوم الجمعة، وأن يمس من طيب أهله إن كان". البزار عن ثوبان. (حق على كل مسلم السواك، وغسل الجمعة) أي لصلاتها كما سلف. (وأن يمس من طيب أهله) المراد من هذه العبارة أنه لا يتكلف بطلب طيب بل ما وجده في منزله كما قال وإلا فالماء له طيب ولذا قال: (إن كان). (البزار (¬4) عن ثوبان) قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة (¬5) ضعفه البخاري والنسائي وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به. ¬

_ = (1) انظر المغني (2/ 407). (¬2) أخرجه البخاري (856)، ومسلم (849). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 1280). (¬4) أخرجه البزار (314) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 172)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3153). (¬5) انظر المغني (2/ 748).

3733 - "حق على كل من قام من مجلس أن يسلم عليهم، وحق على كل من أتى مجلسا أن يسلم". (طب هب) عن معاذ بن أنس. (حق على كل من قام من مجلس أن يُسلّم عليهم) أي أهله المدلول عليهم بذكره. (وحق على من أتى مجلسا أن يسلّم) أي على من فيه تمامه عند مخرجه: فقام رجل ورسول الله يتكلم فلم يسلم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أسرع ما ننسى". (طب هب) (¬1) عن معاذ بن أنس) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وزبان بن فائد وقد ضعفا. 3734 - "حق على الله عون من نكح التماس العفاف عما حرم الله". (عد) عن أبي هريرة. (حق على الله عون من نكح التماس العفاف عن ما حرّم الله). (عد) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه عنه ابن منيع والديلمي وتقدم معناه غير مرة. 3735 - "حقيق بالمرء أن يكون له مجالس يخلو فيها ويذكر ذنوبه فيستغفر الله منها". (هب) عن مسروق مرسلاً. (حقيق بالمرء) أي يحق له ويتوجب عليه. (أن يكون له مجالس يخلو فيها) عن كل أحد. (ويذكر) ضبط في نسخة قوبلت على نسخة المصنف بالرفع على أنه عطف على أن يكون، وبالنصب على أنه عطف على يكون ومثله فيستغفر. (ذنوبه) فإن بالخلوة يتفرغ قلبه لذكر ما قدمته يداه وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} [الكهف: 57]، الآية. فإن نسيان الذنوب هو السبب لكل بلاء؛ لأنه بنسيانها ينسى وجوب التوبة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 186) رقم (408)، والبيهقي في الشعب (8848)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 35)، وانظر المغني (1/ 236)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2735): ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 265)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3152).

ويزداد قلبه قسوة قال الله تعالى: {نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67]، فإذا تذكرها فرغ قلبه وعلم شدة إتيانه. (فيستغفر الله منها) أي بطلب غفرها وسترها فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والحسرة ومن ثم قيل لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، وقيل النفس كالشريك الخوّان إذ لم تحاسبه ذهب بمالك وقال الحسن (¬1): إنما يخف الحساب غدا على قومٍ حاسبوا أنفسهم في الدنيا. (هب) (¬2) عن مسروق مرسلاً) تقدم أنه ابن الأجدع أحد الأعلام مات سنة ثلاث وستين. ¬

_ (¬1) أورده ابن أبي شيبة في المصنف (36357)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 157)، والدينوري في المجالسة (1556). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (748)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2738).

الحاء مع الكاف

الحاء مع الكاف 3636 - " حكيم أمتي عويمر". (طمس) عن شريح بن عبيد مرسلاً. (حكيم أمتي عويمر) هو أبو الدرداء (¬1) وتقدم أن لكل أمة حكيما، وحكيم هذه الأمة أبو الدرداء وتقدم الكلام فيه. (طس) (¬2) عن شريح) بضم المعجمة مصغر ابن عبيد مصغر أيضاً (مرسلاً) أرسل عن أبي أمامة هذا وفيه يحيى البابلي (¬3) قال ابن عدي: الضعف على حديثه بين وقال الذهبي: له حديث موضوع اتهم به وكأنه يشير إلى هذا. ¬

_ (¬1) انظر الإصابة (4/ 447). (¬2) أخرجه الطبراني في الشاميين (967)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2739). (¬3) انظر الميزان (7/ 196)، والمغني (2/ 739).

الحاء مع اللام

الحاء مع اللام 3737 - " حلق القفا من غير حجامة مجوسية". ابن عساكر عن عمر. (حلق القفا) يعني إزالة شعر قفا الرأس أو مطلقاً. (من غير حجامة مجوسية) أي من شعار المجوس وكأن المراد تخصيص القفا بالحلق من صفاتهم وأما للحجامة فلا بأس به. (ابن عساكر (¬1) عن عمر) ورواه الطبراني والديلمي عنه أيضاً. 3738 - "حلوة الدنيا مرة الآخرة، ومرة الدنيا حلوة الآخرة". (حم طب ك هب) عن أبي مالك الأشعري. (حلوة الدنيا) أي لذاتها الحلوة التي تميل النفس إليها وتهواها. (مرة الآخرة) لأن عقاب الشهوات النار. (ومرة الدنيا) أي التكاليف التي تشق على النفس فيها كالجهاد وبذل المال وكل نوع يشق في النفس الإتيان به مما فيه الأجر هو: (حلوة الآخرة) أي الأمر الذي يستحلي ويلتذ به في الآخرة، قال الإِمام الرازي: الجمع بين لذات الدنيا ولذات الآخرة ممتنع غير ممكن والله تعالى يمكن المكلف من تحصيل أيهما شاء، فإذا شغل بتحصيل أحدهما فقط فقد فوت الآخر على نفسه. (حم طب ك هب) (¬2) عن أبي مالك الأشعري) قال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 204)، والطبراني في الأوسط (2969)، والصغير (261)، الديلمي في الفردوس (2749)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2740)، والضعيفة (3496). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 342)، والطبراني في الكبير (3/ 291)، (3438)، والبيهقي في الشعب (10336)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 249)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3155)، والصحيحة (1817).

الحاكم: صحيح وأقره الذهبي قال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني ثقات. 3739 - "حليف القوم منهم، وابن أخت القوم منهم". (طب) عن عمرو بن عوف. (حليف القوم منهم) الحليف المعاهد يقال تحالفوا إذا تعاهدوا وتعاقدوا على أن يكون أمرهما واحد في النصرة والحماية قال إبراهيم الحربي: الحلاف أيمان كانوا يتحالفون على أن يلزم بعضهم بعضاً. (وابن أخت القوم منهم) تقدم بلفظه في صدر الكتاب. (طب) (¬1) عن عمرو بن عوف) قال الهيثمي: فيه الواقدي وهو ضعيف، قال ابن حجر: وفيه قصة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 12) (2)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 194)، وانظر فتح الباري (8/ 634)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3156).

الحاء مع الميم

الحاء مع الميم 3740 - " حمزة بن عبد المطلب أخي من الرضاعة". ابن سعد عن ابن عباس وأم سلمة. (حمزة بن عبد المطلب) هو عمه - صلى الله عليه وسلم - أسد الله. (أخي من الرضاعة) أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، قاله - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له: ألا تتزوج بنت حمزة فإنها أجمل بنات قريش، وفيه تحريم بنت الأخ من الرضاعة. (ابن سعد (¬1) عن ابن عباس وأم سلمة) هو في مسلم بغير ابن عبد المطلب. 3741 - "حمزة سيد الشهداء يوم القيامة". الشيرازي في الألقاب عن جابر. (حمزة سيد الشهداء يوم القيامة) أي أعظمهم عند الله منزلة وأوفرهم لديه أجراً. (الشيرازي (¬2) في الألقاب عن جابر) هو ابن عبد الله حيث أطلق. 3742 - "حمل نوح معه في السفينة من جميع الشجر". ابن عساكر عن علي. (حمل نوح معه في السفينة من جميع الشجر) ظاهره المثمرة وغيرها ويحتمل أنه لنفع من في السفينة بها أو لحفظ أصولها ويحتمل أنه أراد المثمرة فقط. (ابن عساكر (¬3) عن علي) رضي الله عنه أخرجه في تاريخ دمشق الذي يصرح به المصنف تارة. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 109)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3157). (¬2) انظر الاستيعاب (1/ 372)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3158). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (62/ 261)، وانظر فيض القدير (3/ 397)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2742).

3743 - "حملة القرآن عرفاء أهل الجنة يوم القيامة". (طب) عن الحسين بن علي. (حملة القرآن عرفاء أهل الجنة) جمع عريف وتقدم أنه الرئيس الذي يتعرف منه أحوال قبيلته، والمراد أنهم سادات أهل الجنة (يوم القيامة). (طب) (¬1) عن الحسين بن علي) عليهما السلام فيه إسحاق بن إبراهيم بن سعيد المدني وهو ضعيف ذكره الهيثمي، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال فيه أيضاً فإنه متروك وتعقبه المصنف بأن المتن صحيح. 3744 - "حملة القرآن أولياء الله، فمن عاداهم فقد عادى الله، ومن والاهم فقد والى الله". (هو) وابن النجار عن ابن عمر. (حملة القرآن أولياء الله، فمن عاداهم فقد عادى الله، ومن والاهم فقد والى الله) أي فقد تحققت له موالاته تعالي وكملت ولم يأت بعد في المعاداة لأنه يرجى للمعادى التوبة وقد تقدم أنهم أهل الله وأنهم آل الله ومن عادى أولياءه وآله وأهله فقد عاداه سبحانه وتعالى ويكون الحديث كالتفسير لقوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} [يونس: 62] الآية. (فر) وابن النجار (¬2) عن ابن عمر) فيه داود بن المحبر كان يضع الحديث على الثقات ورواه أبو نعيم في الحلية ومن طريقه أورده الذهبي. 3745 - "حمل العصاة علامة المؤمن، وسنة الأنبياء". (فر) عن أنس. (حمل العصاة) أي للتوكأ عليها والانتفاع بها. (علامة المؤمن) لأنها دليل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 132) (2899)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 161)، والموضوعات (1/ 253)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2744)، والضعيفة (3497). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2692)، والحكيم في نوادره (3/ 260)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2743)، والضعيفة (224): موضوع.

التواضع. (وسنة الأنبياء) كما شهد له عصاة موسى وقد كان له - صلى الله عليه وسلم - عَنَزَة تحمل معه في سفره. (فر) (¬1) عن أنس) فيه يحيى بن هاشم الغساني قال الذهبي في الضعفاء (¬2): قالوا كان يضع الحديث. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2750)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2741)، والضعيفة (535): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 745).

الحاء مع الواو

الحاء مع الواو 3746 - " حواري الزبير من الرجال، وحواري من النساء عائشة". الزبير بن بكار وابن عساكر عن أبي الخير مرثد بن عبد الله مرسلاً. (حواري الزبير) تقدم: "إن لكل نبي حواريا ... " الحديث. (من الرجال، وحواري من النساء عائشة) الحواري الناصر للرجل، والحواريون أصحاب عيسى، قيل لهم ذلك لأنهم كانوا يحورون الثياب أي يبيضونها، والمراد أن الزبير وعائشة بمنزلة الحواري في الاختصاص والمحبة. (الزبير بن بكار وابن عساكر (¬1) عن أبي الخير) بالخاء المعجمة فمثناة تحتية فراء (مرثد) بفتح الميم وسكون الراء فمثلثة بن عبد الله (مرسلاً). 3747 - "حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان رجلاً موسراً، وكان يخالط الناس، وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، فقال الله عَزَّ وَجَلَّ لملائكته: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه". (خد ت ك هب) عن أبي مسعود. (حوسب رجل ممن كان قبلكم) أي حاسبه الله تعالى على أعماله التي قدمها، وفيه دليل على أنه قد يكون الحساب قبل يوم القيامة. (فلم يوجد له شيء من الخير) قال القرطبي: عام مخصوص لأن عنده الإيمان ولذلك تجاوز عنه بالعفو (إن الله لا يغفر أن يشرك به) والأليق أنه ممن وقي شحّ نفسه والمعنى لم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (18/ 374)، وانظر سير أعلام النبلاء (1/ 49)، وفتح الباري (7/ 80) وقال: رجاله موثقون لكنه مرسل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2745)، وقال في الضعيفة (2655): منكر.

يوجد له من النفل إلا هذا ويحتمل أن له غيره لكن غلب هذا عليه ويحتمل أنه أراد بالخير المال أي لم يوجد له فعل خير في المال إلا إنظار المعسر. (إلا أنه كان رجلاً موسراً) أي قام به اليسار واتصف به. (وكان يخالط الناس) أي يعاملهم ويضاربهم. (وكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر) أي يساهلوه في القضاء ولا يشاححونه فيه. (فقال الله عَزَّ وَجَلَّ) أي بعد حسابه وعدم وجدان كل خير إلا هذا. (لملائكته) أي الذين حاسبوه. (نحن أحق بذلك) أي بالتجاوز عنه لأنه تعالى أكرم الكرماء (منه) أي من ذلك الرجل. (تجاوزوا عنه) أي عن ذنوبه والحديث حث على المسامحة وأن التجاوز عن العباد سبب لتجاوز الله عن عبده. (خد ت ك هب) (¬1) عن أبي مسعود) ظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد في الصحيحين قال شارحه: وهو ذهول فإنه في مسلم، وذلك لما علم عند أئمة الحديث أنه لا يعدل عن الصحيحين أو أحدهما إلى غيرهما إذا كان الحديث فيهما أو في أحدهما. 3748 - "حوضي كما بين صنعاء والمدينة، فيه الآنية مثل الكواكب". (ق) عن حارثة بن وهب والمستورد. (حوضي كما بين صنعاء والمدينة) أي مسافة عرضه قال القاضي: الحوض على ظاهره عند أهل السنة وحديثه متواتر تواتراً معنوياً فيجب الإيمان به وتردد البعض في تكفير منكره وقال القرطبي (¬2): أحاديث الحوض متكاثرة وقد رواه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1561)، وأحمد (4/ 125)، والبخاري في الأدب المفرد (293)، والترمذي (1307)، والحاكم (2/ 34)، والبيهقي في الشعب (11242). (¬2) انظر: فتح الباري (11/ 471).

أكثر من ثلاثين وروى عنهم من التابعين أمثالهم ثم لم تزل تلك الأحاديث تتوالى وتسير الرواة بها في جميع الأعصار إلى أن انتهى ذلك إلينا وقامت به حجة الله علينا فأجمع عليه السلف والخلف وقد أنكره قوم من المبتدعة فأحالوه على ظاهره وغلطوا في تأويله من غير إحالة عقلية ولا عادية تلزم من إجرائه على ظاهره ولا يعارضه سمعية ولا نقلية تدعو إليه فتأويله تحريف صدر عن عقل سخيف. (فيه الآنية مثل الكواكب) أي كثرة قيل وإنارة قال القاضي: إشارة إلى غاية الكثرة من قبيل لا يضع عصاه عن عاتقه واختار النووي أن المراد الحقيقة ولا مانع منه، واعلم أنه قد ورد أن لكل نبي حوضا على قدر رتبته وأمته فالحوض ليس من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - ثم اعلم أن هذه الرواية تخالفها رواية "حوضي ما بين إيلة وصنعاء" (¬1) ورواية "ما بين جرباء وأذرح" (¬2) قال فيه التنقيح: ووجه الجمع بينهما أن هذه الأقوال صدرت على جهة التمثيل لبعد أقطار الحوض وخاطب المصطفى أهل كل جهة بما يعرفون من المواضع وهو تمثيل وتقريب لكل أحد بما يعرفه من تلك المواضع انتهى، وسبقه إلى قريب منه القرطبي فقال: اختلفت الروايات الدالة على قدر الحوض، فظن بعض المعاصرين أنه اضطراب ولا كذلك بل تحدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث الحوض مراراً وذكر تلك الألفاظ المختلفة إشعارًا بأنه لا تحقيق تقدير وكلها تفيد أنه كبير متسع وسبب ذكر الجهات المختلفة في قدره أنه كان بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات فخاطب كلا بالجهة التي يعرفها. (ق) (¬3) عن حارثة بن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (31688). (¬2) أخرجه البخاري (6206)، ومسلم (2299). (¬3) أخرجه البخاري (6219)، ومسلم (2298).

وهب والمستورد) أي ابن شداد بن عمرو الحجازي. 3749 - "حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء، وماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من يشرب منها فلا يظمأ أبداً". (ق) عن ابن عمرو (صح). (حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء) أي هو مربع لا يزيد طوله ولا عرضه. (وماؤه أبيض من اللبن) قال القرطبي (¬1): جاء أبيض هنا على الأصل المرفوض والمستعمل الفصيح كما في الرواية الأخرى أشد بياضا من الثلج ولا معنى لقول من قال من النحاة لا يجوز التلفظ بهذه الأصول المرفوضة مع صحة هذه الروايات وشهرة تلك الكلمات. (وريحه) أي ريح مائه. (أطيب من المسك) خصه لأنه أطيب الطيب. (وكيزانه كنجوم السماء، من يشرب منه) أي من الحوض. (فلا يظمأ أبدا) أي لا يجد ألم الظمأ ولا يلزم أنه لا يشرب من أنهار الجنة بل شرب الجنة لذة مشتهاة لا لظمأ. واعلم أنه قد اختلف في الحوض متى يشرب الناس منه، فقيل إنه بعد الصراط، قال العراقي: وهو غلط والصواب أنه قبله والناس يخرجون من قبورهم عطاشا فناسب تقديمه، وخالفه القرطبي فقال: الظاهر أنه بعد النجاة من النار وأهوال القيامة لأن من وصل إلى موضع فيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ولا يمنع منه كيف يعاد إلى حساب انتهى. قلت: أحاديث إنه يذاد عن حوضه - صلى الله عليه وسلم - أقوام يدل أنه قبل الحكم بالنجاة من النار لأنه يعاقب بالمنع عن الورود والشرب والله أعلم. (ق) (¬2) عن ابن عمرو). ¬

_ (¬1) التذكرة (صـ 347). (¬2) أخرجه البخاري (6578)، ومسلم (2292).

3750 - "حوضي من عدن إلى عمان البلقاء، ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، وأكوابه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، وأول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين: الشعث رؤوسا، الدنس ثياباً، الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم السدد". (ت ك) عن ثوبان. (حوضي من عدن) بفتح المهملات. (إلى عمان) بفتح المهملة وتشديد الميم: موضع بالشام وهو المراد أيضًا لإضافته إلى (البلقاء) وبه ضبطه المصنف بخطه وأما عمان بضم المهملة وتخفيف الميم فموضع باليمن. (ماؤه أشد بياضا من اللبن) جاء باسم التفضيل هنا على الأصل الأكثر وفي الرواية الأولى على الأقل منه على جواز أي الأمرين. (وأحلى من العسل، وأكوابه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، وأول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين: الشعث رؤوسا، الدنس ثياباً، الذين لا ينكحون المتنعمات ولا تفتح لهم السدد) بالمهملات الأولى مضمومة أي الأبواب وأراد بها أبواب الملوك أي لا جاه لهم عندهم وتقدم الكلام على بقية ألفاظه. (ت ك) (¬1) عن ثوبان) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 3751 - "حولها ندندن". (د) عن بعض الصحابة (هـ) عن أبي هريرة. (حولها) الضمير للجنة كما في خط المصنف وكما يدل عليه صدر الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: ما تقول في الصلاة؟ قال أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، أما والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال صلى الله عليه وسلم: حولها ندندن. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2444)، والحاكم (4/ 204)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3162).

قلت: ويحتمل أن الضمير للكلمات التي قالها الرجل والمراد حول سؤال الجنة والاستعاذة من النار. (ندندن) كلام أرفع من الهينمة تسمع نغمته ولا يفهم. (د) (¬1) عن بعض الصحابة (هـ) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (792) عن بعض أصحاب النبي، وابن ماجه (3847) عن أبي هريرة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3163).

الحاء مع الياء

الحاء مع الياء 3752 - " حيثما كنتم فصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني". (طب) عن الحسين بن علي. (حيثما كنتم فصلوا عليّ) أي في أي مكان نزلتم، وفي الإتحاف: أنه يستثنى من هذا العموم الأمكنة التي لا يذكر الله فيها كالأخلية. (فإن صلاتكم تبلغني) أي تبلغها عنكم الملائكة السياحود لإبلاغ ذلك عنكم إليّ كما تقدم حديثه في "إنّ". (طب) (¬1) عن الحسين بن علي) عليهما السلام قال الهيثمي: فيه حميد بن أبي زينب لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح، قال السخاوى: وله شواهد. 3753 - "حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار". (هـ) عن ابن عمر (طب) عن سعد. (حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار) سببه أن رجلاً قال كان أبي يصل الرحم وكان وكان فأين هو قال: في النار، فكأنه وجد من ذلك فقال: أين أبوك فذكره بقوله فبشره أي الكافر في مصباح الزجاجة للمصنف رحمه الله أنه عدل إلى جواب عام عن قوله: فأين أبوك ولم يعين الجواب عن والده بنفى ولا وإثبات ويحتمل أن يكون سؤال الأعرابي عمن ربّى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عمه أبو طالب لأنه ربّاه وكان يقال له أبوه وتكرر ذلك ولم يعرف لوالد النبي - صلى الله عليه وسلم - حالة شرك مع صغره جداً فإنه توفي وهو ابن ست عشرة سنة وقال سفيان بن عيينة: حكايته إبراهيم - رضي الله عنه - في قوله {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 82) (2729)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 162)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3164)، والصحيحة (3146).

ما عبد أحد من ولد إسماعيل صنما قط، وروي أن الله تعالى أحيا أبوي النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى آمناً به، قال السيوطي وغيره: والذي نقطع به أنهما في الجنة ولي في ذلك عدة مؤلفات وفي ذلك حجج قوية ومن أقواها أنهما من أهل الفترة وقد أطبق أئمتنا الشافعية والأشعرية على أن من لم تبلغه الدعوة لا يعذب ويدخل الجنة لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15] وعود الضمير إلى المضاف إليه من القليل ولفظ التبشير هو استعاره تهكمية تبعية وفيه أنه يسمع من في القبر خطاب من خاطبه وفيهم أنهم يعلمون به وأن قد علموا أنهم من أهل النار فإنه مراد إعلامهم بذلك ليزدادوا غما وحزنًا. (هـ) عن ابن عمر (طب) (¬1) عن سعد". 3754 - "حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم". الحارث عن أنس. (حياتي خير لكم) لأنها سبب لنيل كل سعادة وإفادة كل مطلوب ولا يزال لواء الخير منشورًا عليهم في كل ساعة من صباح ومساء وملائكة الوحي تخالطهم وتهبط في ديارهم فأي خير أتم من هذا وأعم وقوله: (ومماتي) وفي رواية "موتي". (خير لكم) وذلك لأنه تقل التكاليف الواردة وأعظمها التخفيف عن القيام بحقه - صلى الله عليه وسلم - وإعظامه وإكرامه وإجلاله والتبادر إلى ما يأمر به وينهى عنه فإن هذه الحقوق وإن كانت ثابتة له بعد وفاته لكنها في حياته آكد فإن رفع الصوت على صوته لا يكون إلا في حياته مع ما فيه من الوعيد وكذلك التخلف عنه والرغبة بنفوسهم عن نفسه - صلى الله عليه وسلم - قيل: ولأنه بعد وفاته يستمر في السماء يسأل الله لأمته في كل يوم للمتهافتين التوبة وللتائبين الثبات وللمستقيمين الإخلاص ولأهل الصدق الوفاء وللصديقين وفور الحظ فبين بقوله "ومماتي خير لكم" ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1573) عن ابن عمر، والطبراني في الكبير (1/ 145) (326) عن سعد بن أبي وقاص، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3165)، والصحيحة (18).

عدم انقطاع النفع لهم وأنواعه عدة، واعلم أنه قد استشكل تركيب الحديث وإنه في معنى حياتي خير لكم من مماتي ومماتي خير لكم من حياتي كما يقتضيه اسم التفضيل ولا يخفى تدافعه وأجاب المؤلف رحمه الله بأن الإشكال إنما هو من ظن أن خيراً هنا اسم تفضيل ولا كذلك فإن لفظة خير لها استعمالان أحدهما أن يراد بها معنى التفضيل لا الأفضلية وضدها أشر، الثاني أن يراد بها معنى الأفضلية وهي التي توصل بمن وهذه أصلها أخير حذفت همزتها تخفيفا فخير في الحديث أريد بها التفضيل فلا توصل بمن وليست بمعنى أفضل وإنما المقصود أن في كل من حياته ومماته خير لا أن هذا أخير من هذا وهذا أخير من هذا انتهى. قلت: ويحتمل أنه تفضيل وكل خير من الآخر باعتبار ودونه باعتبار وفي الحديث الثاني ما يرشد إليه. (الحارث (¬1) عن أنس) قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف وذلك أن فيه خراش بن عبد الله ساقط وقد رواه البزار بهذا اللفظ من حديث ابن مسعود قال الحافظ العراقي رجاله رجال الصحيح إلا أن عبد المجيد بن أبي داود خرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائي وضعفه بعضهم انتهى، فلو نسبه المصنف للبزار لكان أولى له من الإتيان به من طريق مجمع على ضعفها. 3755 - "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، فإذا أنا من كانت وفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم: فإن رأيت خيراً حمدت الله، وإن رأيت شراً استغفرت لكم". ابن سعد عن بكر بن عبد الله مرسلاً. (حياتي خير لكم تحدثون) بالضم للمثناة الفوقية وبعده مهملتان أي توقعون ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (953)، والحكيم في نوادره (4/ 176)، والبزار (1925)، وانظر: الميزان (2/ 439)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2747).

أحداثًا في الأمور توجب لكم عقوبات شرعية وآثاماً أو تحدثون أموراً من أسباب توجب أحكامًا شرعية فيها نجاتكم عن الآثام وإبانة لكم عن كيفية الأحكام وهو المراد بقوله: (ويحدث لكم) مبني للمجهول أي يحدث الله تعالى لكم بواسطته توبة تكفر الذنوب وأحكاما تبين لكم ما تأتونه وما تذرونه وقوله: (فإذا أنا مت كانت وفاتي خير لكم) لأنه لا يموت إلا وقد بلغ إليهم كل ما يحتاجون إليه كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من شيء يقربكم إلى الجنة ويباعدكم عن النار إلا قد دللتكم عليه" (¬1) وكما قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} الآية. [المائدة: 3] وقوله: (تعرض علي أعمالكم) جملة استئنافية كأنه قيل لماذا كانت خيراً فإنه لا يرى الخير إلا في بقائه بين أظهرهم يفاض عليهم بواسطته كل خير ويدفع عنهم بوجوده كل شر. (فإن رأيت خيراً) أي حسنة (حمدت الله) لأنه يسره ذلك؛ لأنه يثاب - صلى الله عليه وسلم - عليه لأنه الذي سن كل حسنة فكل من أتى بخير فله - صلى الله عليه وسلم - منه قسط ولأن عامل الخير بإدخاله السرور على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ينال خيراً فإن من أنواع الخير إدخال السرور على المؤمنين كيف على رأس المؤمنين وسيد المرسلين وبذا الخير الذي ناله فاعل الخير بوفاته وفيه ما يدل على أنها لا تعرض عليه أعمال أمته إلا بعد وفاته. (وإن رأيت شراً) أي سيئة. (استغفرت لكم) أي أطلب لكم المغفرة من الله فكان خيراً لهم نالوه بوفاته (ابن سعد (¬2) عن بكر بن عبد الله مرسلاً) هو المزني بضم الميم وكسر النون قال الذهبي (¬3): إمام ثقة واعلم أنه قد رواه البزار موصولاً من حديث ابن مسعود قال الهيثمي: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (34332). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 194)، والبزار (1925)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 24)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2746)، والضعيفة (975). (¬3) الكاشف (1/ 274).

ورجاله رجال الصحيح انتهى، قال شارحه: وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره موصولًا وهو ذهول ثم ساق رواية البزار وقال فأعجب له من قصور ممن يدعي الاجتهاد المطلق انتهى. قلت: إذا كان ذهولا كما قلت أولا فلا قصور وادعاء الاجتهاد المطلق لا ينافيه جهل عدم الرفع لمثل هذا الحديث الذي ليس من أحاديث الأحكام فالاعتراض بمثل هذا إسراف في تتبع الاعتراضات.

المحلى باللام من حرف الحاء المهملة

المحلى باللام من حرف الحاء المهملة 3756 - " الحائض والنفساء إذا أتيتا على الوقت تغتسلان وتحرمان وتقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت". (حم د) عن ابن عباس. (الحائض والنفساء إذا أتتا على الوقت) أي الميقات الذي يحرمان منه. (تغتسلان) غسل الإحرام حال الحيض والنفاس تشبها بالمتعبدين بذلك ونيل الثواب وإلا فإنه لا يحل لهما بالغسل شيئاً. (وتحرمان) بضم المثناة الفوقية من أحرم دخل في الإحرام. (وتقضيان) أي تؤديان. (المناسك كلها) من أعمال الحج والعمرة. (غير الطواف بالبيت) فإنه لا يحل لهما. (حم د) (¬1) عن ابن عباس). 3757 - "الحاج الشعث التفل". (ت) عن ابن عمر. (الحاج) مبتدأ. (الشعث) بكسر المهملة أي مغبّر الرأس غير حالقه ولا مرجله. (التفل) بريقه بمثناة فوقية مشدّدة ففاء أي الذي ترك استعمال الطيب من التفل وهو الريح الكريهة أو من تفل الشيء من فيه رماه متكرها له وهما خبر عن الحاج أي أن هذه حقيقة الحاج فمن لا يكون بصفته فما هو الحاج حجا مقبولا أو مطلقاً. (ت) (¬2) عن ابن عمر) قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح. 3758 - "الحاج الراكب له بكل خف بضعة بعيره حسنة". (فر) عن ابن عباس. (الحاج الراكب له بكل خف يضعه بعيره حسنة) أي بكل خَطوة تخطوها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 213)، وأبو داود (1744)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3166)، والصحيحة (1818). (¬2) أخرجه الترمذي (2998)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 218)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3167).

دابته بعيرًا كانت أو غيره إلا أنه خصه لأنه الغالب وتمام الحديث عند مخرجه الديلمي: "والماشي له بكل خطوة يخطوها سبعون حسنة" انتهى وما كان يحسن من المصنف حذفه والحديث صريح في تفضيل حج الماشي وقالت الشافعية بخلافه ولهم أدلة معروفة. (فر) (¬1) عن ابن عباس)، فيه عبد الله بن محمَّد بن ربيعة ضعفه ابن عدي كما قال الذهبي، ومحمد بن مسلم الطائفي ضعفه أحمد ووثقه غيره. 3759 - "الحاج في ضمان الله مقبلًا ومدبراً". (فر) عن أبي أمامة. (الحاج في ضمان الله مقبلاً) أي إلى بيت الله. (ومدبراً) إلى وطنه وتقدم معنى ضمان الله وهذا صدر الحديث وتمامه عند مخرجه الديلمي: "فإن أصابه في سفره تعب أو نصب غفر الله عَزَّ وَجَلَّ له بذلك سيئاته وكان له بكل قدم ترفعه ألف درجة في الجنة وبكل قطرة تصيبه من مطر أجر شهيد". (فر) (¬2) عن أبي أمامة) هو الباهلي الصحابي. 3760 - "الحاج والغازي وفد الله عَزَّ وَجَلَّ إن دعوه أجابهم، وإن استغفروه غفر لهم". (هـ) عن أبي هريرة. (الحاج والغازي وفد الله عَزَّ وَجَلَّ) الوفد الجماعة يجتمعون ويزورون البلاد ويقصدون الكبراء للاسترفاد فشبه كلا من الحاج والغازي بالجماعة الوافدين على الأمراء لأن كل واحد وافد إليه تعالى قاصدا عطاءه ولذا قال. (إن دعوه) لحاجة. (أجابهم) بإعطائها. (وإن استغفروه) عطف خاص على عام وإلا ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (789)، وابن عدي في الكامل (4/ 258)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2748)، والضعيفة (3499): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2761)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2749)، والضعيفة (3500): موضوع.

فإن الاستغفار طلب حاجة هي المغفرة. (غفر لهم) في هذه الأخبار حث لهم على الدعاء وكونهم إن استغفروه غفر لهم لا ينافي أنه يغفر لهم بنفس الحج لجواز تعدد أنواع المكفرات، والجامع بين الحاج والغازي أن كلا منهما فارق في الغالب وطنه وخرج منه إجابة لمولاه وبذلا لنفسه فيما يرضاه (هـ) (¬1) عن أبي هريرة) وأخرجه الديلمي أيضًا وفي الباب ابن عمر. 3761 - "الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله والمجمع في ضمان الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم". الشيرازي في الألقاب عن جابر. (الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله والمجمع) بضم الميم الأولى وتشديد الثانية مكسورة: أي الذي يمضي إلى صلاة الجمعة. (في ضمان الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم) إنشاء في صورة الإخبار أي إن سألوه فإنه يعطيهم أو جعل نفس الإجابة إلى ما ندبهم إليه سؤالا والإثابة على فعلهم عطاء. (الشيرازي في الألقاب (¬2) عن جابر). 3762 - "الحافي أحق بصدر الطريق من المنتعل". (طب) عن ابن عباس. (الحافي) قال في الفردوس: الحافي الذي لا خف ولا نعل في رجليه. (أحق بصدر الطريق من المنتعل) أي إذا مشى الحافي استحق صدر الطريق أي وسطه وأسهله لأنه أرفق به وفيه من ملاحظة الله سبحانه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - لمصالح العباد ما لا يخفى. (طب) (¬3) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة ويحيى بن عثمان بن صالح وحديثهما حسن وفيهما ضعف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2892)، والديلمي في الفردوس (2760)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2750). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2751). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 374) (12048)، والديلمي في الفردوس (2819)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 109)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2752).

3763 - "الحباب شيطان". ابن سعد عن عروة وعن الشعبي وعن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم مرسلاً. (الحباب) بضم المهملة وموحدتين. (شيطان) أي اسم شيطان وسببه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قعد على شفير قبر عبد الله بن أبي المنافق فجعل الناس يقولون لابنه يا حباب افعل كذا يا حباب افعل كذا فقال - صلى الله عليه وسلم -: لا تسمه الحباب فإن "الحباب شيطان"، وفي الطبراني من حديث خيثمة بن عبد الرحمن عن أبيه قال دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لأبي: هذا ابنك قال نعم قال ما اسمه قال الحباب، قال: لا تسمه الحباب فإن "الحباب شيطان" ويجمع بينهما بتعدد السبب وفيه النهي عن التسمي بأسماء الشيطان وإن لم يكن الاسم قبيحا فإن الحباب الحب كالوداد كما وصف أم حباب الدنيا في القاموس (¬1) وقد سموا حبيبا فالنهي عنه من حيث أنه قد لا يشبه اسم شيطان. (ابن سعد (¬2) عن عروة) بضم المهملة ابن الزبير (وعن الشعبي) اسمه عامر بن شراحيل (وعن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم) الأنصاري قاضي المدينة وأميرها (مرسلاً) وتقدم رواية الرفع عن الطبراني. 3764 - "الحبة السوداء فيها شفاء من كل داء إلا الموت". أبو نعيم في الطب عن بريدة. (الحبة السوداء) هي الشونيز. (فيها شفاء من كل داء) قيل إنه عام مراد به الخاص أي من كل داء يحدث عن رطوبة أو يبوسة أو بلغم لأنها حارة يابسة. (إلا الموت) كأن المراد إلا داء قضي أنه سبب الموت فإن الموت لا يسمى داء ¬

_ (¬1) انظر القاموس (1/ 50). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 541)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2753)، والضعيفة (3511).

أو الاستثناء منقطع. أبو نعيم في الطب (¬1) عن بريدة) ورواه الطبراني عن أسامة قال الهيثمي: رجاله ثقات. 3765 - "الحجامة في الرأس هي المغيثة أمرني بها جبريل حين أكلت من طعام اليهودية". ابن سعد عن أنس. (الحجامة في الرأس) أي إخراج الدم من صفحة القفا لا بالمفصد. (هي المغيثة) بضم الميم فغين معجمة فمثناة تحتية فمثلثة من الإغاثة أي يغيث من الأمراض والأدواء. (أمرني بها جبريل حين أكلت من طعام اليهودية) يريد الشاة التي سمتها له زينب اليهودية بخيبر وقالت إن كان نبياً لم تضره وإلا استرحنا منه، وقضيتها معروفة في كتب السير، وقيل قتلها رسول الله، وقيل لا، والجمع أنه تركها فلما مات بعض من أكل منها من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قتلها، وفيه التداوي بالحجامة من الطعام المسموم. (ابن سعد (¬2) عن أنس). 3766 - "الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشر من الشهر دواء لداء سنة". ابن سعد (طب عد) عن معقل بن يسار. (الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشر من الشهر دواء لداء السنة) أي لما تحدث تلك السنة من الأمراض وفي حديث: "احتجموا يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي صرف فيه عن أيوب البلاء" (¬3) وسيأتي فيحمل على أن المراد سبع عشرة كما هنا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 616 و617) وابن السني (ق 52/ ب)، والطبراني في الكبير (1/ 187) (491)، والأوسط (5283) عن أسامة بن شريك وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 88)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3168)، والصحيحة (1819). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 447)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2758)، والضعيفة (3517): ضعيف جداً. (¬3) انظر فيض القدير (3/ 403).

ويأتي بيان أنه قد عارضه حديث مضى في الكتاب. (ابن سعد (طب عد) (¬1) عن معقل بن يسار) قال الهيثمي عقيب رواية الطبراني فيه زيد بن أبي الحواري العمي وهو ضعيف وقد وثقة الدراقطني وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال ابن جرير: هذا عندنا خبر واه لا يثبت في الدين بمثله حجة ولا نعلمه يصح لكنه روي في كلام بعض السلف وقال ابن الجوزي: موضوع وسلام وشيخه متروكان. 3767 - "الحجامة في الرأس من الجنون، والجذام، والبرص، والأضراس، والنعاس". (عق) عن ابن عباس (طب) وابن السني في الطب عن ابن عمر. (الحجامة في الرأس) قد خصص من الرأس نقرة الرأس فإن الحجامة فيها تورث النسيان كما في خبر مرفوع والحجامة في الرأس تنفع. (من الجنون) أي لا يحدث أو يرفع الحادث. (والجذام، والبرص، والأضراس، والنعاس) يحتمل الأمرين أيضاً. (عق) عن ابن عباس (طب) وابن السني (¬2) في الطب عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه مسلمة بن سالم وهو ضعيف وفيه عند غير الطبراني إسماعيل بن شبيب أو ابن شيبة الطائفي قال في الميزان (¬3): واه وأورد له فيما أنكر عليه هذا الحديث وقال قال النسائي: منكر الحديث. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات والطبراني في الكبير (20/ 215) (499)، وابن عدي في الكامل (3/ 301)، وانظر الموضوعات (3/ 214)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2760)، والضعيفة (1799): موضوع. (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 83)، وابن عدي في الكامل (6/ 51) عن ابن عباس، والطبراني في الكبير (12/ 291) (13150)، والأوسط (4547) عن ابن عمر، وأبو نعيم في الطب (رقم 321) وابن السني (ق 28/ ب)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 93)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2757): ضعيف جداً، وضعفه في الضعيفة (3516). (¬3) انظر: ميزان الاعتدال (1/ 233).

3768 - "الحجامة في الرأس شفاء من سبع إذا ما نوى صاحبها: من الجنون، والصداع، والجذام، والبرص، والنعاس، ووجع الضرس، وظلمة يجدها في عينيه". (طب) وأبو نعيم عن ابن عباس. (الحجامة في الرأس شفاء من سبع) أي علل. (إذا ما نوى صاحبها) ما زائدة واعتبار النية في الشفاء تدل أنه تعالى جعل ذلك سببا للشفاء مع النية ولم يجعله مطلقا مثل شرب المسهل مثلا. (من الجنون، والصداع، والجذام، والبرص، والنعاس) دل على أن النعاس علة والمراد به ما يكثر ويدل على فرط الرطوبة وفساد الدماغ. (ووجع الضرس، وظلمة يجدها في عينيه) أي الحاجم الدال عليه الحجامة أو العليل الدال علته سبع علل أو الإنسان المسوق له الحديث قال الأطباء: الحجامة في الأخدعين تنفع من أمراض الرأس والوجه كالأذنين والعينين والأسنان والأنف والحلق والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم وينقي الرأس، وعلى ظهر القدم تنفع من قروح الفخذين والساقين وانقطاع الطمث وعلى أسفل الظهر تنفع دماميل الفخذ وجربه وبثوره والبواسير وداء الفيل وحكة الظهر ومحل ذلك كله إذا كان الدم هائجا وصادف وقت الاحتياج. (طب) وأبو نعيم (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عمرو بن رباح العبدي وهو متروك وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح وقال في الفتح: حديث ضعيف وعمرو بن رباح أحد رواته متروك رماه الفلاس وغيره بالكذب. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 29) (10938)، وأبو نعيم في الطب (رقم 321، 505)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 93)، والعلل المتناهية (2/ 878)، وفتح الباري (10/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2758)، والضعيفة (3894).

3769 - "الحجامة على الريق أمثل، وفيها شفاء وبركة، وتزيد في الحفظ، وفي العقل، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس، واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة ويوم السبت ويوم الأحد، واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، فإنه اليوم الذي ابتلى فيه أيوب، وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء" (هـ ك) وابن السني وأبو نعيم عن ابن عمر. (الحجامة على الريق) أي قبل إدخال الفم شيئاً. (أمثل) أي أقرب إلى النفع قال ابن القيم (¬1): والحجامة على الشبع تولد أمراضا. (وفيها شفاء وبركة، وتزيد في العقل، وفي الحفظ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس) أي إذا كان أحد الثلاثة الأيام التي أرشد إليها - صلى الله عليه وسلم - سابع عشر أو تاسع عشر أو أحد وعشرين. (واجتنبوا الحجامة يوم الجمعة والسبت ويوم الأحد) ظاهره ولو وافقت أحد الأيام الثلاثة، (واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء، فإنه) أي الثلاثاء (اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء) فالخير فيه يرجى. واعلم: أن هذا الحديث والذي سبق آنفا وصى - صلى الله عليه وسلم - فيه بالحجامة يوم الثلاثاء وقد تقدم حديث النهي عن الحجامة فيه وأن فيه ساعة لا يرقأ فيها الدم فقيل يحتمل أنه أراد هنا اليوم الذي يوافق أنه سابع عشر كما في حديث معقل والنهي عن غيره أو أن ذلك الحديث ضعيف كما بين هنالك. (واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء، فإنه اليوم الذي ابتلى فيه أيوب) أي ابتدأ فيه إصابته بالبلاء فهو مشئوم لا يرجى خيره. (وما يبدو جذام ولا برص إلا في يوم الأربعاء أو في ليلة الأربعاء) أي أنه تعالى ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 53).

قدر نزول هذه الأدواء بهذا اليوم وليلته لحكمة يعلمها هو سبحانه وتعالى. (هـ ك) وابن السني وأبو نعيم (¬1) عن ابن عمر) قال الذهبي: فيه عطاف وثقه أحمد وغيره وقال أبو حاتم: ليس بذاك انتهى، وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح من جميع طرقه. 3770 - "الحجامة تنفع من كل داء، ألا فاحتجموا" (فر) عن أبي هريرة. (الحجامة تنفع من كل داء، ألا فاحتجموا) قالوا خاطب - صلى الله عليه وسلم - بالحجامة أهل الحجاز ومن في معناهم من أهل البلاد الحارة فإن دمائهم رقيقة تميل إلى ظاهر البدن لجذب الحرارة [لها] إلى سطح البدن. (فر) (¬2) عن أبي هريرة) فيه محمَّد بن أحمد بن حمدان (¬3) قال الذهبي في الذيل: قال أبو حاتم: رأيتهم يكذبونه. 3771 - "الحجامة يوم الأحد شفاء". (فر) عن جابر، عبد الملك بن حبيب في الطب النبوي عن عبد الكريم الحضرمي معضلا. (الحجامة يوم الأحد شفاء) إذا وافق أحد الثلاثة الأيام أو في آخر الشهر أو من نصفه الآخر مطلقا وذلك لحكمة يعلمها الله سبحانه فإن تخصيص الأمكنة والأزمنة بالخصائص أمر إلهي واقف على حكمته تعالى في الأغلب. (فر) (¬4) عن جابر، عبد الملك بن حبيب في الطب النبوي عن عبد الكريم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3487، 3488)، والحاكم (4/ 235، 454) وابن السني في عمل اليوم والليلة (570) والخطيب في تاريخه (10/ 38)، وانظر العلل المتناهية (2/ 874) وعلل ابن أبي حاتم (2/ 320) والمجروحين (3/ 21) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3169) والصحيحة (1819). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2782)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2755)، والضعيفة (3512): موضوع. (¬3) انظر المغني: (2/ 549). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (2778)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2759)، والضعيفة (3518): ضعيف جداً.

الحضرمي) نسبة إلى حضرموت وهو مصري عابد (معضلا) تقدم تفسيره فهاتان طريقان مرفوعة ومعضلة فقول الشارح عقيبه واعلم أن الديلمي خرج الحديث في الفردوس من حديث جابر مرفوعاً فاقتصار المصنف على رواية إعضاله تقصير وقصور انتهى كلام في غير محله إذ المصنف قد بين الروايتين قال: ثم إن فيه المنكدر بن محمَّد قال الذهبي (¬1): اختلف قول أحمد وابن معين فيه وقد وثق. 3772 - "الحجامة تكره في أول الهلال ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال". ابن حبيب عن عبد الكريم معضلاً. (الحجامة تكره في أول الهلال) الهلال غرة القمر أو لليلتين أو إلى ثلاث أو إلى سبع ولليلتين من آخر الشهر قاله في القاموس (¬2) والمراد هنا: أول ليلة منه أو إلى السبع يحتمل المراد أنه يكره كراهية شرعية. (ولا يرجى نفعها حتى ينقص الهلال) أي لا ينفع لا في العلل التي سبق الكلام أنها دواءها وقد اتفق الأطباء على هذا وأنه لا يحترك الدم إلا بعد مضي النصف من الشهر قالوا ولتضييق الحادثة يحتجم في أي وقت. (ابن حبيب (¬3) عن عبد الكريم معضلا) هو الأول الحضرمي ولعل اعتراض الشارح على هذه الرواية وأنه وقع سبق قلم في جعله على الأولى. 3773 - "الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم". البزار عن جابر. ¬

_ (¬1) انظر: ميزان الاعتدال (4/ 191). (¬2) انظر القاموس (4/ 93). (¬3) أخرجه ابن حبيب كما في الكنز (28113)، وانظر فيض القدير (3/ 405)، وكشف الخفاء (1/ 415)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2754).

(الحجاج والعمار وفد الله) تقدم قريباً. (دعاهم) إلى بيته وقصده وأداء شعائره. (فأجابوه) بقصده من كل فج عميق وبلد سحيق. (وسألوه) حوائجهم. (فأعطاهم). (البزار (¬1) عن جابر) قال الهيثمي: رجاله ثقات. 3774 - "الحجاج والعمار وفد الله يعطيهم ما سألوا ويستجيب لهم ما دعوا ويخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم ألف ألف". (هب) عن أنس. (الحجاج والعمار وفد الله يعطيهم ما سألوا يستجيب لهم أو دعوا) من عطف الخاص على العام. (ويخلف عليهم ما أنفقوا) وهو تفسير الفرد مما أفاده قوله: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39] وتقدم أنه من الثلاثة الذين يحق عليه تعالى عونهم فهذا نهاية الإعانة أن تعينه ثم تخلفه وبين كمية الإخلاف بقوله. (الدرهم) منصوب بدل من ما. (ألف ألف) منصوب أيضاً بنزع الخافض أي بألف ألف ويحتمل أنهما منصوبان بمقدر أي يخلف الدرهم بمعنى يجعله ألف ألف. (هب) (¬2) عن أنس) فيه ثمامة البصري قال البيهقي مخرجه عقيبه: وثمامة غير قوي انتهى، وقال أبو حاتم (¬3): ثمامة منكر الحديث، وفيه أيضاً محمَّد بن عبد الله بن سيلمان قال ابن منده (¬4): مجهول. 3775 - "الحجاج والعمار وفد الله إن سألوا أعطوا، وإن دعوا أجابهم، وإن أنفقوا أخلف لهم والذي نفس أبي القاسم بيده ما كبر مكبر على نشز ولا أهل مهل على شرف من الأشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر حتى ينقطع به منقطع التراب". (هب) عن ابن عمرو. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1153) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 211)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3173)، والصحيحة (1820). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4105)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2766). (¬3) انظر المجروحين (1/ 207)، والمغني (1/ 123). (¬4) انظر: المغني (2/ 599).

(الحجاج والعمار وفد الله إن سألوا أعطوا) معبر الصيغة وحذف مفعول سألوا لإفادة التعميم أي أيّ شيء كما حذفه لذلك في قوله. (وإن دعوا أجابهم، وإن أنفقوا أخلف لهم والذي نفس أبي القاسم) هي كنيته - صلى الله عليه وسلم - كما سلف. (بيده) أي في قدرته وتصرفه. (ما كبر مكبر على نشز) بفتح النون والشين المعجمة أي من أي محل مرتفع لأنه سن - صلى الله عليه وسلم - للمسافر التكبير على كل نشز. (ولا أهل مهل) هو من أهلّ الصبي إذا رفع صوته وكذا كل متكلم رفع صوته أو خفض كما في القاموس (¬1) والمراد هنا ما رفع صوته بالذكر رافع. (على شرف) بتحريك الراء. (من الأشراف) هو المحل العالي أيضًا. (إلا أهلّ ما بين يديه) من كل شجر وحجر ومدر أي رفع صوته متابعًا للذاكر. (وكبّر) هو بيان للمهلّ به. (حتى ينقطع به) أي بما بين يديه. (منقطع التراب) في المصباح: منقطع الشيء بصيغة اسم المفعول حيث ينتهى طرفه كمنقطع الوادي والرمل والطريق والمنقطع بالكسر الشيء بنفسه وهو اسم عين والمفتوح اسم معنى (هب) (¬2) عن ابن عمرو) فيه بكر بن بكارة (¬3) قال النسائي: غير ثقة ومحمد بن حميد قال الذهبي: ضعفوه 3776 - "الحج سبيل الله تضعف فيه النفقة سبعمائة ضعف". سمويه عن أنس. (الحج سبيل الله) أي طريق طاعته التي دعا عباده إليها. (تضعف فيه) بالبناء للمجهول. (النفقة سبعمائة ضعف) هو ينافي مقدار المضاعفة الماضية الدرهم ألف ألف وكأنه في بعض نفقاته وهذا في بعض أو لعله أخبر - صلى الله عليه وسلم - بهذا ثم أعلمه الله ¬

_ (¬1) انظر القاموس (4/ 66). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4104)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2765). (¬3) انظر المغني (1/ 112)، وضعفاء النسائي (1/ 25).

بذلك. (سمويه (¬1) عن أنس) ورواه عنه أيضاً الطبراني والديلمي بلفظ "الحج من الجهاد ونفقته تضاعف بسبعمائة". 3777 - "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". (طب) عن ابن عباس (حم) عن جابر. (الحج المبرور) تقدم أنه الذي لا يخالطه شيء من الآثام. (ليس له أجر إلا الجنة). (طب) عن ابن عباس (حم) (¬2) عن جابر قال الهيثمي: فيه محمَّد بن ثابت وهو ضعيف انتهى، قال الشارح وهو في الصحيحين باللفظ المزبور وزاد عقيبه "والعمرة إلى العمرة تكفر ما بينهما" (¬3). 3778 - "الحج عرفة من جاء قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد أدرك الحج، أيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه". (حم 4 ك هق) عن عبد الرحمن بن يعمر. (الحج عرفة) سببه عن راويه قال: إن ناساً أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة فسألوه فأمر مناديا ينادي: الحج عرفة وهو مبتدأ أو خبر على تقدير مضاف من الجانبين أي معظمه أو ملاكه الوقوف بها لفوات الحج بفواته قاله البيضاوي (¬4)، وقال الطيبي: تعريفه للجنس وخبره معرفة فيفيد الحصر نحو: (ذلك الكتاب) انتهى، والمراد معظم أفعاله الوقوف بعرفة لأنه لم يرد بالحج في الحديث القصد مطلقا ولا القصد المخصوص على الوجه المعروف بل أراد به ما ذكر. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2757)، وانظر فيض القدير (3/ 406)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2762). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 181) رقم (11429) عن ابن عباس، وأحمد (3/ 325) عن جابر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 207)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3170). (¬3) أخرجه البخاري (1773)، ومسلم (1349) عن أبي هريرة. (¬4) انظر: تفسير البيضاوي (1/ 128).

قلت: وهو حصر ادعائي لا حقيقي إذ معلوم أن ثمة أركانا للحج غيره. (من جاء) أي إلى عرفة ولو مارًّا بها. (قبل طلوع الفجر من ليلة جمع) أي ليلة مزدلفة وهي ليلة النحر ومن هنا قيل كل يوم يتبع ليلته إلا يوم عرفة فإن ليلته بعده لإجراء ما يفعل فيها، وسميت ليلة جمع لأنها تجمع فيها الصلاتين. (فقد أدرك الحج) لأنه لا يفوته شيء من أفعاله بعد ذلك. (أيام منى ثلاثة) هي الأيام المعدودات وأيام التشريق ورمي الجمار وهي الثلاثة التي بعد النحر. (فمن تعجّل) في النفر منها. (في يومين) اليومين الأولين. (فلا إثم عليه) في تقدمه للثالث. (ومن تأخر) من الثاني ونفر في الثالث. (فلا إثم عليه) في تأخره بل هو الأفضل. (حم 4 ك هق) (¬1) عن عبد الرحمن بن يعمر) (¬2) بفتح المثناة التحتية وسكون المهملة وفتح الميم أو ضمها فراء: صحابي نزل الكوفة قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. 3779 - "الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت". (فر) عن جابر (ك) عن زيد بن ثابت. (الحج والعمرة فريضتان) أي واجبتان وفيه دلالة على وجوب العمرة، زاد الحاكم في روايته: "على الناس كلهم إلا أهل مكة فإن عمرتهم طوافهم". (لا يضرك بأيهما بدأت) أي لا ترتيب بينهما بل هو غير بالبداية بأيهما. (فر) عن جابر)، قال الديلمي: الصحيح موقوف، وقال الذهبي في التنقيح (¬3): هذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 309)، وأبو داود (1949)، والترمذي (889)، والنسائي (2/ 424)، وابن ماجه (3015)، والحاكم (1/ 635، 2/ 305)، والبيهقي في السنن (5/ 173)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3172). (¬2) الإصابة (4/ 368). (¬3) انظر: التحقيق ومعه تنقيح التحقيق للذهبي (6/ 1419) طبعة، دار الوعي حلب، وتنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (2/ 283)، دار الكتب العلمية، بيروت.

الحديث إسناده ساقط (ك) (¬1) عن زيد بن ثابت قال ابن حجر: إسناده ضعيف والمحفوظ عن زيد بن ثابت موقوف أخرجه البيهقي (¬2). 3785 - "الحج جهاد كل ضعيف". (هـ) عن أم سلمة. (الحج جهاد كل ضعيف) أي أجره لهم أجر الجهاد؛ لأنه بذل النفس لمشقة الأسفار وملاقاة الأخطار والمال للإنفاق وتقدم قريباً. (هـ) (¬3) عن أم سلمة) من حديث أبي جعفر محمَّد بن علي بن الحسين عليهم السلام، قال السخاوي (¬4): ورجاله ثقات يحتج بهم في الصحيح لكن لا يعرف لأبي جعفر سماع من أم سلمة انتهى، وقال الترمذي في العلل إنه سأل البخاري عنه فقال: إنه مرسل من حديث محمَّد بن علي عن أم سلمة وهو لم يدركها. 3781 - "الحج جهاد، والعمرة تطوع". (هـ) عن طلحة بن عبيد الله (طب) عن ابن عباس. (الحج جهاد) كتب المصنف على الحاشية: في رواية: فريضة، وهي الأوفق لقوله: (والعمرة تطوع) تمسك به من يرى أنها غير فريضة ورده من أوجبها بأنه ضعيف لا يقاوم أدلة إيجابها. (هـ) عن طلحة بن عبيد الله (طب) (¬5) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2754) عن جابر، والحاكم (1/ 643)، والدارقطني (2/ 284) عن زيد بن ثابت، وانظر التلخيص الحبير (2/ 225)، والدراية (2/ 47)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2764)، والضعيفة (3520). (¬2) انظر: السنن الكبرى (4/ 351). (¬3) أخرجه ابن ماجه (2902)، وأحمد (6/ 294)، وانظر علل الترمذي (1/ 129)، وعلل ابن أبي حاتم (1/ 286)، والدارقطني (7/ 71)، وكشف الخفاء (1/ 420)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3171). (¬4) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 301). (¬5) أخرجه ابن ماجه (2989) عن طلحة بن عبيد الله، والطبراني في الكبير (11/ 442) (12252)، والبيهقي في السنن (4/ 348) عن ابن عباس، وانظر التلخيص الحبير (2/ 226)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2761)، والضعيفة (200).

عباس) قال الهيثمي فيه محمَّد بن الفضل بن عطية وهو كذاب وقال الذهبي في المهذب (¬1): متروك، وفي المطامح: فيه ماهان ضعيف، وقال ابن حجر: خرجه ابن ماجه عن طلحة وهو ضعيف والبيهقي عن ابن عباس وقال: لا يصح في ذلك شيء. 3782 - "الحج قبل التزويج". (فر) عن أبي هريرة. (الحج قبل التزويج) قيل في نسخة المصنف بحذف المثناة وقد اختلف الناس في الأولى هل تقديم الحج أو التزوج فقيل: الأولى تقديم التزوج ليكون فكره مجتمعا تمسكا بأدلة وما بالوا بهذا الحديث لشدة ضعفه، وقيل بل الأولى الحج ثم التزوج لأن بعده مظنة أن يشغله عن الحج. قلت: ولو فصل فيه فقيل من كان شديد الحاجة إلى النكاح لا صبر له فالتزوج أُقدم ومن كان ليس كذلك فالحج أُقدم لكان وجهاً. (فر) (¬2) عن أبي هريرة فيه غياث بن إبراهيم قال الذهبي (¬3): تركوه وميسرة بن عبد ربه قال الذهبي (¬4): كذاب مشهور. 3783 - "الحجر الأسود من الجنة" (حم) عن أنس (ن) عن ابن عباس. (الحجر الأسود) هو الركن الأسود في ركن الكعبة الذي يلي الباب من جانب الشرق ارتفاعه من الأرض الآن ذراعان وثلث كما قال الأزرقي. (من الجنة) أي أنه أخرجه إليه من أحجارها كما تقدم، وقيل: إنه تمثيل لا حقيقة وأنه لما له من الشرف واليمن يشارك جواهر الجنة ويحتمل أنه من الجنة أي يؤول ¬

_ (¬1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4/ 1729) رقم (7501). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2752)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2763): موضوع. (¬3) انظر: المغني (2/ 507). (¬4) انظر: المصدر السابق (2/ 689).

إليها بأن يرفع من الدنيا عند خرابها إلى الجنة، إن أريد أنه يؤول إليها وإن أريد أنه كان منها فقد تقدم أنه كان ياقوتة تضيء فطمس نورها. (حم) عن أنس (ن) (¬1) عن ابن عباس). 3784 - "الحجر الأسود من حجارة الجنة ". سمويه عن أنس. (الحجر الأسود من حجارة الجنة) إن قيل تقدم قريبا: "أن حصباؤها الياقوت". قلت: هي حجارتها والحجر الأسود يكون ياقوتا أيضاً. (سمويه (¬2) عن أنس) وأخرجه البيهقي أيضاً في الشعب عنه بهذا اللفظ وكذا الطبراني والبزار والسند ضعيف. 3785 - "الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضاً من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك ". (حم عد هب) عن ابن عباس. (الحجر الأسود من الجنة، وكان أشد بياضا من الثلج حتى سودته خطايا أهل الشرك) قال القاضي: لعل هذا الحديث جار مجرى التمثيل والمبالغة في بيان الحجر وتفظيع شأن الخطايا والمعنى أن الحجر لما فيه من اليمن والبركة يشارك جواهر الجنة فكأنه نزل منها وأن خطايا بني آدم تكاد تؤثر في الجماد فتجعل الأبيض مسودا فكيف بقلوبهم أو لأنه من حيث إنه مكفر للخطايا محاء للذنوب كأنه من الجنة ومن كثرة تحمله أوزار بني آدم كأنه ذا بياض شديد فسودته الخطايا هذا واحتمال إرادة الظاهر غير مدفوع عقلًا ولا سمعاً. قلت: بل لا يروج سواه ولا يترجح غيره كيف وقد أخرج أحمد والترمذي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 277) عن أنس، والنسائي في الكبرى (2/ 399) عن ابن عباس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3174). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 75)، والطبراني في الكبير (11/ 146) رقم (11314)، والأوسط (4954)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 146)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3175).

وابن حبان والحاكم من حديث ابن عمرو: "أن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة طمس الله تعالى نورهما ولو لم يطمس نورهما لأضاء ما بين المشرق والمغرب" (¬1) فإنه مناد على أنه نور حقيقي ومن البعيد أن يكون نوراً غير حقيقي فإنه صريح في أنه حقيقي وفي أن سبب الطمس إثم الذنوب قال الطبري: في بقائه أسود عبرة لمن تبصر فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر ففي القلب أشد، وروى الجنيد في فضائل مكة بسند ضعيف عن ابن عباس: إنما غير بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة. (حم عد هب) (¬2) عن ابن عباس). 3786 - "الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيضا كالماء، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا برئ ". (طب) عن ابن عباس. (الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره) إن قيل تقدم حديث ابن عمرو في أن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة ... الحديث ذكرناه آنفا فكيف قيل: وما في الأرض من حجارة الجنة غيره. قلت: يحتمل أن المراد ليس فيها غيره من الأحجار التي تعود إليها وترفع بخلاف المقام فقد يفنيه الله تعالى مع فناء الأرض وذلك لأن الحجر الأسود يرفع ليشهد لكل من استلمه، ويحتمل أن المراد من كونهما من ياقوت الجنة أنهما يرفعان إليها فأما الحجر الأسود فلأن أصله منها وأما المقام فإكرام من الله ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 213)، والترمذي (878)، وابن حبان (9/ 24) (3710)، والحاكم (1/ 626). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 307، 329، 373)، وابن عدي في الكامل (2/ 263)، والبيهقي في الشعب (4034)، وأخرجه الترمذي (877) بلفظ: خطايا بني آدم بدل خطايا أهل الشرك، وصحح الألباني لفظ خطايا بني آدم في صحيح الجامع (6756)، والصحيحة (2618)، وضعف لفظ: خطايا أهل الشرك في ضعيف الجامع (2767).

له وإلا فهو من أحجار الدنيا فإن الإخبار بأنه من ياقوت الجنة لا ينافي كونه من أحجار الدنيا ويكون المراد ليس على الأرض حجر أخرج من الجنة. (وكان أبيض كالماء) أي المتعقد ثلجا ليوافق الأول أو في صفائه فإن الماء لا لون له على الصحيح. (ولولا ما مسه من رجس الجاهلية) أي خطاياهم وأوزارهم. (ما مَسّه ذو عاهة إلا برئ) إلا أنها حالت الخطايا بين العباد وبين نيل بركته في الدنيا وبقي لهم نيل بركته في الآخرة بتكفير الذنوب والشهادة لكل من وافاه أو استلمه. (طب) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير. 3787 - "الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين، يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا". ابن خزيمة عن ابن عباس. (الحجر الأسود ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وإنما سودته خطايا المشركين) قال في الروض (¬2) عن الزبير بن بكار: حكمة كون الخطايا سودته دون غيره من حجارة الكعبة وأستارها أن العهد الذي أخذه الله تعالى على ذرية آدم أن لا يشركوا به شيئاً كتبه في صك وألقمه الحجر الأسود كما ورد في رواية، فالعهد الذي فيه هو الفطرة التي فطر الناس عليها من التوحيد وكل مولود يولد على ذلك الميثاق حتى يسود قلبه بالشرك فلما حال عن العهد وصار قلب ابن آدم من الخطايا بعد ما ولد عليه من ذلك العهد اسود الحجر أسود بعد ابيضاضه وكانت الخطايا سبب ذلك. (يبعث يوم القيامة مثل أحد) أي يجيء ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 146) (11314)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 242)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2768). (¬2) الروض الأنف (1/ 97).

وهو كأحد في المقدار. (يشهد لمن استلمه) بيده. (وقبّله) بفمه. (من أهل الدنيا) وأما قول عمر: "إنه لا يضر ولا ينفع" كما ثبت ذلك فإنه أراد به دفع ما كانت عليه الجاهلية من الاعتقاد في الأحجار أو لأنه لا يضر ولا ينفع وإنما الله تعالى هو الذي جعل هذه الشهادة له وألقمه صك الميثاق. (ابن خزيمة (¬1) عن ابن عباس). 3788 - "الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده". (خط) وابن عساكر عن جابر. (الحجر يمين الله في الأرض) أي يمنه وبركته والأحسن عدم تأويله ويكل ما أراده - صلى الله عليه وسلم - إلى الله تعالى. (يصافح بها عباده) أي يصفح عنهم بسبب تركها. (خط) وابن عساكر (¬2) عن جابر) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه إسحاق بن بشير كذبه ابن أبي شيبة وغيره وقال الدارقطني هو في عداد من يضع، وقال ابن العربي: هذا حديث باطل لا يثبت. 3789 - "الحجر يمين الله تعالى، فمن مسحه فقد بايع الله". (فر) عن أنس الأزرقي عن عكرمة موقوفاً. (الحجر يمين الله تعالى) أي يمنه وبركته والأحسن عدم تأويله ويكل علمه إلى الله تعالى. (فمن مسحه فقد بايع الله) أي صار بمثابة من بايعه في بيوت الإكرام من البائع له والإحسان إليه والرعاية لحقه، وفيه وفيما قبله فضيلة الاستلام والحجر. (فر) (¬3) عن أنس) فيه علي بن عمر العسكري، قال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن خزيمة (2734)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2770). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 217)، والخطيب في تاريخه (6/ 328)، وانظر العلل المتناهية (2/ 575)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2772). (¬3) أخرجه الديلمي (2807) عن أنس، والأزرقي في أخبار مكة (1/ 88) عن ابن عباس موقوفاً، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2771): موضوع.

الذهبي (¬1): صدوق ضعفه البرقاني والعلاء بن مسلمة الروّاسي، قال الذهبي (¬2): متهم بالوضع (الأزرقي عن عكرمة موقوفاً) أي على ابن عباس. 3790 - "الحجر الأسود نزل به ملك من السماء". الأزرقي عن أبي. (الحجر الأسود نزل به ملك من السماء) هذا من أدلة من قال بالحقيقة وأنه من الجنة حقيقة. (الأزرقي (¬3) عن أبي أخرجه في تاريخ مكة). 3791 - "الحِدَّة تعتري خيار أمتي". (طب) عن ابن عباس. (الحِدَّة) بكسر المهملة هي الطيش والخفة قيل: وأريد هنا النشاط والسرعة في الأمر والمراد به الصلابة في الدين. (تعتري خيار أمتي) والاعتراء العروض والذهاب بسرعة وهذا يؤيد أنه أريد الأول إذ الصلابة في الدين ملازمة لخيار الأمة. (طب) (¬4) عن ابن عباس) أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، وفيه آفات سلام الطويل (¬5) والفضل بن عطية والبلاء فيه منه. 3792 - "الحِدَّة تعتري حملة القرآن لعزة القرآن في أجوافهم". (عد) عن معاذ. (الحِدَّة تعتري حملة القرآن لعزة القرآن في أجوافهم) قيل يحملهم على المبادرة بالحدة قهرا فينبغي للواحد منهم الاستقامة في نفسه وكلها عن التعزز بسطوة القرآن لأن العزة للرب الأعلى سبحانه وتعالى لا للعبد. (عد) (¬6) عن ¬

_ (¬1) انظر: المغني (2/ 452). (¬2) انظر: المغني (2/ 445). (¬3) أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (1/ 83)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2769)، والضعيفة (2684): موضوع. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 194) (11471)، وأبو يعلى (2450)، وانظر العلل المتناهية (2/ 733)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2774): موضوع، وضعفه في الضعيفة (26). (¬5) انظر: المغني (1/ 275)، وقال الذهبي: متروك. (¬6) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 66)، وابن حبان في المجروحين (3/ 75)، وانظر: المغني=

معاذ)، فيه وهب بن وهب بن كثير قال ابن معين: يكذب، وقال أحمد: يضع، ثم سرد له أخبارا ختمها بهذا ثم قال: هذه أحاديث مكذوبة. 3793 - "الحدة لا تكون إلا في صالحي أمتي وأبرارها، ثم تفئ" (فر) عن أنس. (الحدة لا تكون إلا في صالحي أمتي وأبرارها) هذا أمر أغلبي. (ثم تفئ) أي ترجع، من فاء إذا رجع، وأسنده إلى الحدة مجازًا ويحتمل أنه مسند إلى المحتد الدال عليه الحدة لأنه ضبط بالمثناة الفوقية في نسخة قوبلت على خط المصنف وإلا فهو أي الرجوع لصاحبها أي يرجعون بسرعة من غير إضرار بالغير. (فر) (¬1) عن أنس) فيه بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس قال الذهبي (¬2) في بشر قال الدراقطني: متروك. 3794 - "الحديث عني ما تعرفون". (فر) عن علي. (الحديث عني ما تعرفون) تقدم تفسيره في حديث: "إذا سمعتم الحديث عني تلين له قلوبكم" تقدم في إذا وبيان معناه هنالك فهو تفسير ما أريد هنا. (فر) (¬3) عن علي) - رضي الله عنه - قال الهيثمي: فيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان والحاكم وضعفه ابن عدي وبقية رجاله ثقات. 3795 - "الحرائر صلاح البيت، والإماء فساد البيت". (فر) عن أبي هريرة. (الحرائر) جمع حرة. (صلاح البيت) أي المنزل الذي تسكنه لأن الحرة ¬

_ = (2/ 727)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2773)، والضعيفة (27): موضوع. (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2775)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2775): موضوع. (¬2) انظر: المغني (1/ 105). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 497)، والبزار (3718)، وابن حبان (1/ 264) (63) عن أبي أسيد بمعناه، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 149)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2776): ضعيف جدًّا.

عارفة بتدبير المنزل ترجع إلى عقل وحياء وعفاف كما قيل: إذا لم يكن في منزل المرء حرة ... تدبره ضاعت عليه مصالحه (¬1) (والإماء فساد البيت) لما فيهن من الرعونة والوقاحة وعدم الرعاية لمن يكفلهن، والحديث حث على اتخاذ الحرائر دون الإماء لأن صلاح البيت مراد شرعًا وعقلًا وهذا أغلب في النوعين. (فر) (¬2) عن أبي هريرة) قال البخاري وغيره فيه متروك. 3796 - "الحرب خدعة". (حم ق د ت) عن جابر (ق) عن أبي هريرة (حم) عن أنس (د) عن كعب بن مالك (هـ) عن ابن عباس وعن عائشة، والبزار عن الحسين (طب) عن الحسين، وعن زيد بن ثابت، وعن عبد الله بن سلام، وعن عوف بن مالك وعن نعيم بن مسعود، وعن النواس بن سمعان، ابن عساكر عن خالد بن الوليد (صح). (الحرب خدعة) بفتح الخاء وسكون الدال أي هي خدعة واحدة من تيسّرت له حُقّ له الظفر وبضم الخاء وسكون الدال أي خُداعة للمرء بما تخيل إليه وتمنّيه فإذا لابسها وجد الأمر بخلاف ما تخيله، وبزنة همزة مبالغة في الصيغة وبفتحتين جمع خادع وبكسر فسكون أي محل الخداع ومظنته وموضعه، قال النواوي (¬3): أفصحها فتح الخاء وسكون الدال هي لغته - صلى الله عليه وسلم - المراد بأنها لغته أنها رفع فتحدث بها الرواية عنه. قال العسكري: أراد بالحديث أن المماكرة في الحرب أنفع من الطعن والضرب والمثل السائر: إذا لم تغلب ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة للثعالبي (ولد 35 - ت 429 هـ). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2820)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2777)، والضعيفة (3522): موضوع. (¬3) شرح صحيح مسلم (12/ 45).

فاخلب أي اخدع، وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة الخندق حين بعث نعيم بن مسعود يخذل بين قريش وغطفان واليهود ويكون بالتورية واليمين وإخلاف الوعد قال النووي (¬1): اتفقوا على حل خداع الكفار في الحرب كيف كان حيث لا نقض عهد ولا أمان فينبغي قدح الفكر وإعمال الرأي في الحرب حسب الاستطاعة فإنه فيها أنفع من الشجاعة وهذا الحديث قد عد من الحكم. (حم ق د ت) (¬2) عن جابر (ق) عن أبي هريرة (حم) عن أنس (د) عن كعب بن مالك (هـ) عن ابن عباس وعن عائشة، البزار عن الحسن (طب) عن الحسين، وعن زيد بن ثابت، وعن عبد الله بن سلام، وعن عوف بن مالك وعن نعيم بن مسعود، وعن النواس بن سمعان، ابن عساكر عن خالد بن الوليد، وهو حديث متواتر. 3797 - "الحرير ثياب من لا خلاق له". (طب) عن ابن عمر. (الحرير ثياب من لا خلاق له) أي لابسها لا نصيب له من الخير، والخلاق: النصيب الوافر من الخير (طب) (¬3) عن ابن عمر) ورواه عنه الديلمي ثم قال: وفي الباب حفصة وأبو هريرة. 3798 - "الحريص الذي يطلب المكسبة من غير حلها". (طب) عن واثلة. ¬

_ (¬1) شرح مسلم (12/ 45). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 297، 308)، والبخاري (3030)، ومسلم (1739)، وأبو داود (2636)، والترمذي (1675) عن جابر بن عبد الله، والبخاري (3029)، ومسلم (1740) عن أبي هريرة وأحمد (3/ 224) عن أنس، وأبو داود (2637) عن كعب بن مالك، وابن ماجه (2833) عن عائشة، و (2834) عن ابن عباس، والبزار (537) عن علي، والطبراني في الكبير (3/ 82) و (2728) عن الحسن بن علي، و (5/ 136) (4866) عن زيد بن ثابت، و (18/ 53) (95) عن عوف بن مالك، وابن عساكر في تاريخ دمشق (48/ 48) عن خالد بن الوليد. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2817)، والطبراني في الكبير و (8/ 120) (7552) عن أبي أمامة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3177).

(الحريص) يعني الذي ورد ذمه. (الذي يطلب المكسبة) يريد اسم الآلة أي يجعل محل كسبه. (من غير حلها) ويحتمل أنه أراد بها المعيشة التي يكتسب فالكسب مندوب إليه أو واجب فإن كان من حله كالأسباب التي أذن الله بها من التجارة والزراعة ونحوهما ففاعلها غير حريص ولا مذموم بل ممدوح على ذلك وإن كان من غير حلها فهو الحريص المذموم وذلك أنه لما أعرض عن الكسب الذي يحل وتناول ما لا يحل أشعر بتلهب جوفه حرصا وجشعا على الدنيا لأنه ما آثر السبب المنهي عنه إلا لحرصه وطمعه أنه ينال منه ضعف ما يناله من المكسب المأمور به المأذون فيه ولا شك أن من عامل بالربا ونحوه ما هو إلا لطمعه في المال وحرصه عليه. (طب) (¬1) عن واثلة) هو ابن الأسقع حيث أطلق. 3799 - "الحزم سوء الظن". أبو السيخ في الثواب عن علي، والقضاعي عن عبد الرحمن بن عائذ. (الحزم) بالزاي قال جار الله هو ضبط الدين وإتقانه والحذر من فوته، وقال الطيبي: ضبط الإنسان أمره وأخذه بالثقة. (سوء الظن) أي بالنفس فلا يحسن ظنه بها فيضيع تكميلها، وبالناس فلا يثق بكل أحد فإن الثقة بكل أحد عجز وهذا في معاملته إياهم ومتاخمته لهم يكون محترسا عنهم وغير واقع في سرهم مع عدم سوء الاعتقاد فيهم وحاصله أن الحزم فيما يرجع إلى نفسه منهم ولا يعتقد القبيح بهم وقد أكثر الناس القول في هذا ما هو معروف من نظم ونثر. (أبو الشيخ في الثواب (¬2) عن علي) كرم الله وجهه ورواه عنه الديلمي أيضًا، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 78) (193)، وأبو يعلى (7492)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2778). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (24)، والديلمي في الفردوس (2797)، وابن أبي حاتم في المراسيل (1/ 124)، عن عبد الرحمن بن عائذ، وانظر الميزان (7/ 138)، وضعفه الألباني في=

(والقضاعي عن عبد الرحمن بن عائذ) تقدم أن أوله مهملة وآخره معجمة فيه علي بن الحسين بن بندار قال الذهبي في ذيل الضعفاء (¬1): اتهمه ابن طاهر أي بالوضع، وبقية، وقد مر بيان حاله والوليد بن كامل قال في الميزان (¬2) ضعفه أبو حاتم والأزدي. 3800 - "الحسب المال، والكرم التقوى". (حم ت هـ ك) عن سمرة. (الحسب المال) قال جار الله (¬3): الحسب ما يعده الإنسان من مآثره ومآثر آبائه والمراد أن الفقير ذا الحسب لا يوقر ولا يحتفل به ومن لا حسب له إذا أثري جل في العيون انتهى. وقال العامري شارح الشهاب: أشار بالخبر إلى أن الحسب الذي يفتخر به أبناء الدنيا اليوم المال قصد وفهم بذلك حيث أعرضوا عن الأحساب الحقيقية ومكارم الأخلاق الدينية والحديث إخبار عما صار عليه الناس لا عن معنى شرعي ولا لغوي وهو مراد به التهجين قوله: (الكرم التقوى) قيل أصل الكرم كثرة الخير فلما كان المتقي كثير الخير كثير الفوائد في الدنيا وله الدرجات العلى في العقبى كان أعم الناس كرما فكأنه لا كرم إلا التقوى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] وهو إخبار عن حقيقة الكرم وأن التقوى لا إعطاء المال من غير تقوى لأنه يريد الكرم المحمود عند الله الذي يستحق صاحبه هذا الاسم هو هذا لأن من لازم ذي التقوى إعطاء المال في وجوهه وهو الكريم عند الناس وفي متعارفهم فالتقوى تشمل المكارم ¬

_ =ضعيف الجامع (2779)، وقال في الضعيفة (1151): ضعيف جداً. (¬1) انظر المغني (2/ 445). (¬2) انظر الميزان (7/ 137). (¬3) انظر: الفائق (1/ 281).

الدينية والشيم المرضية التي بها شرف الدارين. (حم ت هـ ك) (¬1) عن سمرة) قال الترمذي: صحيح وقال الحاكم: على شرط البخاري وأقره الذهبي لكنه قيل: إنه من حديث الحسن عن سمرة وقد تكلموا في سماعه منه. 3801 - "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار". (هـ) عن أنس. (الحسد) المذموم الذي هو في الحقيقة سخط لقضاء الله واعتراض عليه. (يأكل الحسنات) أي يستهلكها كما يستهلك الآكل ما يأكله. (كما تأكل النار الحطب) أي كما تذهبه وتفنيه قال الطيبي: الأكل هنا استعارة لعدم القبول وأن حسناته مردودة عليه وليست بثابتة في ديوان عمله الصالح حتى يحبط انتهى، قال الغزالي: الحسد هو المفسد للطاعات الباعث على الخطيئات وهو الداء العضال الذي ابتلي به كثير من العلماء فضلا عن العامة حتى أوردهم النار وحسبك أن الله سبحانه أمر بالاستعاذة من شر الحاسد كما أمر بها من شر الشيطان، وينشأ عن الحسد إفساد الطاعات وفعل المعاصي من الشرور والعجب والهم بلا فائدة وعمى القلب حتى لا يكاد يفهم حكماً من أحكام الله تعالى والحرمان والخذلان فلا يكاد يظفر بمراد حزن دائم وعقل هائم وغم لازم، وقد استدل بالحديث على أنه من الكبائر وأنه يحبط الحسنات وأجاب من لا يرى إحباطها بأنه سبب لأن يفعل الحاسد بالمحسود فعلا من إتلاف نفسه أو ماله يفضي به إلى أن يصرف حسناته بأسرها إليه عوضا عما أساء به إليه. قلت: وفي كلام الطيبي السابق قريبا جواب عن هذا غير ما ذكر وهو أنه أفاد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 10)، والترمذي (3271)، وابن ماجه (4219)، والحاكم (2/ 177، 4/ 361)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3178).

أنه مانع عن قبول الحسنات والإثابة عليها كما يمنع الأباق قبول طاعة الآبق، (والصدقة تطفئ الخطيئة) أي تطفئ النار التي تسببت من فعل الخطيئة في الآخرة أو أن الخطيئة نار في القلب فتطفئها الصدقة. (كما يطفئ الماء النار) فينبغي لمن قارف خطيئة التصدق على أثرها. (والصلاة نور المؤمن) تقدم أنها له نوراً في قبره أو على الصراط أو فيهما. (والصيام جنة من النار) بضم الجيم أي وقاية من عذابها فلا يدخل النار صاحبه إذا وفي بحقه. (هـ) (¬1) عن أنس) قال العراقي: سنده ضعيف، وقال البخاري: لا يصح لكنه في تاريخ بغداد بإسناد حسن (¬2). 3802 - "الحسد في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فقام به وأحل حلاله وحرم حرامه، ورجل آتاه الله مالاً فوصل به أقرباءه ورحمه وعمل بطاعة الله تمنى أن يكون مثله". ابن عساكر عن ابن عمرو. (الحسد في اثنتين) أي الذي لا يضر صاحبه ليس إلا في خصلتين أو في صفتين والحسد حقيقي ومجازي، فالحقيقي تمني زوال نعمة الغير، والمجازي تمني مثلها ويشمل الغبطة وهو المراد هنا بقوله: (رجل آتاه الله القرآن فقام به وأحل حلاله وحرم حرامه) جملة استئنافية بيان للاثنتين كأنه قيل فقيل صفتان ثابتتان بالموصوف وهو رجل إلى آخره، وقوله (أحل حلاله) إلى آخره عطف يفسر معنى القيام به وإحلال حلاله اعتقاد أنه حل والعمل على وفقه ومثله تحريم حرامه. (ورجل آتاه امالاً) أي حلالاً فإنه الذي يراد ها. (فوصل به أقرباءه ورحمه) خاص على عام. (وعمل بطاعة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4210)، وانظر: الخطيب في تاريخه (2/ 227)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2781)، والضعيفة (1901). (¬2) إلى هنا كلام العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 31).

الله) في الإنفاق والتصدق وغيرها من أنواع البر. (تمنى) أي كل واحد من الرجلين. (أن يكون مثله) أي مثل الآخر فيتمنى الأول الذي قام بكتاب الله أن يكون له ما للآخر من المال وحسن الإنفاق منه وتمنى الآخر أن يجمع له القرآن والقيام به، فكل واحد من الرجلين يتمنى أن يجتمع له الأمران وقد شرح هذا حديث أبي كبشه عند أحمد والترمذي: "إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله مالًا وعلما فهو يتقي فيه ربه عَزَّ وَجَلَّ ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل، ورجل رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان" (¬1) الحديث مضى في ثلاث، وفيه أنه يؤجر من يتمنى ذلك إذا كان صادق النية، ويحتمل أن ضمير يتمنى عائد إلى الآخر فقط وهو ذو المال إلا أنه لا يناسب صدر الحديث، ويحتمل أنه للحاسد وغيرهما الدال عليه لفظ الحسد أي يتمنى الحاسد لهما ما هما فيه أي يجتمع له أو يحصل له أحدهما. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عمرو) فيه روح بن صلاح ضعفه ابن عدي وقواه غيره وخرجه الجماعة كلهم بتفاوت قليل. 3803 - "الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل". (فر) عن معاوية بن حيدة. (الحسد) الحقيقي. (يفسد الأعمال) الصالحة (كما يفسد الصبر) بكسر الموحدة (العسل) فيخرجه عن الانتفاع به ويبطله ويذهب صفته وحلاوته كذلك الحسد يفسد أعمال صاحبه ويخرجها عن انتفاعه بها ويذهب حلاوة ثوابها وفيه دليل أن الإحباط في الأول مراد به رد الحسنات وعدم إثباتها في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 231)، والترمذي (2325). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 4)، وأخرجه البخاري (4737)، ومسلم (815)، والترمذي (1936)، والنسائي (5/ 27)، وابن ماجه (4209).

ديوان الطاعات كما قاله الطيبي. (فر) (¬1) عن معاوية بن حيدة) فيه مخيّس بن تميم (¬2) قال الذهبي في الضعفاء: مجهول وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه عن بهز بن حكيم وفيه لين. 3804 - "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة". (حم ت) عن أبي سعيد (طب) عن عمرو بن علي وعن جابر وعن أبي هريرة (طس) عن أسامة بن زيد، وعن البراء (عد) عن ابن مسعود. (متواتر). (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة) قال ابن الحاجب: الإضافة للتوضيح باعتبار بيان العام بالخاص فليس ذكر الشباب وقع ضائعا وقدمنا أنه يحتمل أنهما سيدا من مات شابا من أهل الجنة أو أنهما سيدا أهل الجنة لأن أهلها كلهم شباب وتقدم الكلام فيه في الهمزة مع التاء أول الكتاب في: "أبو بكر ... " الحديث". (حم ت) (¬3) عن أبي سعيد (طب) عن عمر) يعني ابن الخطاب وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وفي نسخة عن عمر بن علي وهو غلط، وعن جابر وعن أبي هريرة (طس) عن أسامة بن زيد، وعن البراء (عد) عن ابن مسعود وقال الترمذي حسن صحيح، قال المصنف: وهو متواتر. 3805 - "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما". (هـ ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4315)، والبيهقي في الشعب (8294)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 361)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2782)، والضعيفة (3523). (¬2) انظر المغني (2/ 649)، والميزان (6/ 391)، وضعفاء العقيلي (4/ 263). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 3، 62، 82)، والترمذي (3768) عن أبي سعيد الخدري، والطبراني في الكبير (3/ 35) و (2598) عن عمر بن الخطاب، و (3/ 36) (2600) عن علي كرم الله وجهه، و (3/ 37) (2605) عن أبي هريرة، وفي الأوسط (5209) عن أسامة بن زيد، و (6540) عن البراء، وابن عدي في الكامل (5/ 322) عن ابن مسعود، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3180)، وصححه في الصحيحة (796).

ك) عن ابن عمر (طب) عن قرة، وعن مالك بن الحويرث (ك) عن ابن مسعود. (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما) أي أفضل كما صرحت به رواية الطبراني: "أفضل منهما" وبيان فضله وسوابقه أوضحناه، في الروضة الندية. (هـ ك) (¬1) عن ابن عمر) فيه معلى بن عبد الرحمن عن أبي ذئب عن ابن عمر قال الذهبي: ومعلى متروك، (طب) عن قرة بضم القاف صحابي قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وبقية رجاله رجال الصحيح، وعن مالك بن الحويرث الليثي له وفادة وصحبة قال الهيثمي: فيه عمر بن أبي أبان ومالك بن الحسن ضعيفان وقد وثقا (ك) عن ابن مسعود قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن الحكم بن عبد الرحمن فيه لين. 3806 - "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران". (حم ع حب طب ك) عن أبي سعيد. (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى مريم ويحيى بن زكريا) فإنهما ليس لهما سيادة عليهما بل هم سواء في السيادة أو ابنا الخالة أفضل يحتمل الأمرين. (وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان) أي إلا ما ثبت: (من) فضل: (مريم بنت عمران) فإنهما سواء أو أن مريم الأفضل كما سلف. (حم ع حب طب ك) (¬2) عن أبي سعيد). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (118)، والحاكم (3/ 182) عن ابن عمر، والطبراني في الكبير (3/ 39) (2617) عن قرة بن إياس، و (19/ 292) (650)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 183)، والحاكم (3/ 182)، عن ابن مسعود، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3182)، والصحيحة (796). (¬2) أخرجه أحمد 3/ 64، وأبو يعلى (1169)، وابن حبان 15/ 412 (6959)، والطبراني في الكبير (3/ 38) (2610)، والحاكم 3/ 182، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3181).

3807 - "الحسن مني، والحسين من علي ". (حم) وابن عساكر عن المقدام بن معد يكرب. (الحسن مني، والحسين من علي) قال الديلمي: معناه الحسن يشبهني والحسين يشبه عليا عليهم السلام انتهى، وكان الغالب على الحسن الحلم والأناة كالنبي - صلى الله عليه وسلم - والغالب على الحسين الحدة وشدة البأس كعلي عليهما السلام، وقيل: كان الحسن - رضي الله عنه - يشبه النبي من أعلاه ويشبه عليا - رضي الله عنه - من أسفله، والحسين يشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - من أسفله وأعلاه يشبه علي كرم الله وجهه. (حم) وابن عساكر (¬1) عن المقدام بن معد يكرب) قال الحافظ العراقي: سنده جيد وقال غيره فيه بقية صدوق لكن له مناكير وعجائب وغرائب. 3808 - "الحسن والحسين شنفا العرش، وليسا بمعلقين". (طس) عن عقبة بن عامر. (الحسن والحسين شنفا العرش) بفتح الشين المعجمة وفتح النون والفاء تثنية شنف وهو القرط المعلق في الآذان، قال الديلمي: أي هما بمنزلة الشنفين من الوجه والمراد أن أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يساره. (وليسا بمعلقين) دفع لما يتوهم من التشبيه بالشنف فإنه لا يكون زينة إلا إذا علق في الأذن فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنهما زينتاه من غير تعليق به وهو إخبار عن شرفهما وأنهما زينة للعرش. واعلم: أن الشارح شرح على هذا اللفظ ثم قال: وما ذكر من أن الرواية بالشين المعجمة هو ما في نسخ وهو الموجود في نسخ الفردوس وغيره لكن اطلعت على نسخة المصنف التي بخطه فرأيته كتبها بالسين المهملة، قلت: وفي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 132)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 219)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3179)، والصحيحة (811).

نسخة قوبلت عليها كذلك وبالياء المثناة من تحت تثنية سيف. (طس) (¬1) عن عقبة بن عامر) قال الهيثمي: فيه حميد بن علي وهو ضعيف. 3809 - "الحق أصل في الجنة، والباطل أصل في النار". (تخ) عن عمر. (الحق أصل في الجنة) أي الآن هو أصل ثابت يتفرع عنه كل خير وهدي في الدنيا ويحتمل أنه يوم القيامة يجعله الله أصلاً فيها ويحتمل أنه على حذف مضاف أي أصل في دخولها وأنها لا تدخل إلا باتباعه والاحتمالات تجري في قوله: (والباطل أصل في النار). (تخ) (¬2) عن عمر). 3810 - "الحق بعدي مع عمر حيث كان". الحكيم عن الفضل بن العباس. (الحق بعدي مع عمر) أي الرأي السديد والقول الثابت الذي يوافق عند الله ورسله يكون مع عمر. (حيث كان) لأنه تعالى قد جعله من المحدثين كما في حديث: "إن من أمتي لمحدثين وإن منهم لعمر" (¬3) أي ملهمين إلى صحة الرأي وصدق الحدس. (الحكيم (¬4) عن الفضل بن العباس) فيه القاسم بن يزيد قال في الميزان عن العقيلي: حديث منكر ثم ساق مما أنكر عليه هذا. 3811 - "الحكمة تزيد الشريف شرفاً، وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك". (عد حل) عن أنس. (الحكمة) قال البيضاوي: هي استعمال النفس الإنسانية باقتباس النظريات وكسب الحكمة التامة بالأفعال الفاضلة بقدر الطاقة البشرية، قيل: فيه قصور ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (337)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2783). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (1335)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2784). (¬3) أخرجه البخاري (3282)، ومسلم (2398). (¬4) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 31، 3/ 138)، وانظر الميزان (5/ 463)، وضعفاء العقيلي (3/ 482)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2785)، والضعيفة (3524): موضوع.

لعدم شموله لحكمة الله تعالى فالأولى أن يقال: العلم بالأشياء كما هي والعمل كما ينبغي وقال ابن دريد: كل كلمة وعظتك أو زجرتك أو دعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح فهي حكمة، قال النووي (¬1): في الحكمة أقوال كثيرة مضطربة كل من قائلها اقتصر على بعض صفاتها وقد صفا لنا منها أنها عبارة عن العلم المتصف بالأحكام المشتمل على المعرفة بالله تعالى المصحوب بنفاذ البصيرة وتهذيب النفس والأخلاق وتحقيق الحق والعمل به والصد عن اتباع الهوى والباطل والحكيم من له ذلك. (تزيد الشريف شرفاً) أي شريف الحسب تزيده رفعة وعلوا لأنها كمال إلى كماله. (وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك) وقال الغزالي: نبه بهذا على ثمرتها في الدنيا ومعلوم أن الآخرة خير وأبقى قال سالم بن أبي الجعد: اشتراني مولاي بثلاثمائة وأعتقني فقلت: بأي حرفة أحترف فاحترفت بالعلم فما تمت لي سنة حتى أتاني أمير المدينة زائرا فلم آذن له. (عد حل) (¬2) عن أنس) قال مخرجه أبو نعيم: غريب تفرد به عمرو عن صالح انتهى. أراد به عمرو بن حمزة عن صالح عن الحسن عن أنس قال العراقي: سنده ضعيف، وقال العسكري: ليس هذا من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بل من كلام حسن أو أنس. 3812 - "الحكمة عشرة أجزاء: تسعة منها في العزلة، وواحد في الصمت". (عد) وابن لال عن أبي هريرة. (الحكمة عشرة أجزاء: تسعة منها في العزلة) أي عن الناس؛ لأنه لا يستفاد من قربهم إلا ظلمة القلب وكدورة الخاطر وضياع العمر بلا فائدة، قال ¬

_ (¬1) شرح مسلم (2/ 33). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 143)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2786)، والضعيفة (3525).

الفضيل: إذا رأيت أسدا فلا يهولنك وإذا رأيت آدمياً ففر منه وبالجملة الاختلاط إذا كان لا يستفاد منه علم أو ما يصلح به الحال فإنه للضر أقرب منه إلى النفع، قال الحميدي صاحب الجمع بين الصحيحين: لقاء الناس ليس يفيد شيئًا ... سوى الهذيان من قيل وقال فاقلل من لقاء الناس إلا ... لأخذ العلم أو إصلاح حال (وواحد في الصمت) أي جزء من الحكمة يوجد في الصمت أو الصمت نفسه حكمة تقدم الكلام فيه (عد) وابن لال (¬1) عن أبي هريرة) قال الذهبي: إسناده واه. 3813 - "الحلف حنث أو ندم". (تخ ك) عن ابن عمر. (الحلف حنث) إن لم يف بما حلف عليه من ترك أو فعل. (أو ندم) إن وفى لأنه تقدم بمنع نفسه باليمين، عن ما أقسم عليه وتقدم بلفظه والحديث للتحذير من الحلف. (تخ ك) (¬2) عن ابن عمر) ورواه البيهقي، قال فيه المهذب (¬3) وفيه ضعف. 3814 - "الحلف منفقة للسلعة، ممحقة للبركة". (ق د ن) عن أبي هريرة (صح). (الحلف منفقة للسلعة) بفتح الميم وسكون النون وفتح الفاء أي مظنة لتنفيق السلعة. (ممحقة للبركة) أي مذهبة لها من المحق وهو بزنة منفقة وحكى عياض ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 442)، والديلمي في الفردوس (2771)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2787)، والضعيفة (3526): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (1930)، والحاكم (4/ 336)، والبيهقي في السنن (10/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2788)، والضعيفة (3758). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 15344).

ضم أوله وكسر الحاء اسم الفاعل قال الزركشي: الرواية بفتح أولهما وسكون ثانيهما مفعلة، وأخبر عن الحلف بالمؤنث لأنه في تأويل النهي، قيل أو لأن التاء للمبالغة لا للتأنيث وتقدم الكلام في معناه مراراً. (ق د ن) (¬1) عن أبي هريرة) وفي لفظ مسلم: "ممحقة للربح" وما في الكتاب لفظ البخاري. 3815 - "الحليم سيد في الدنيا وسيد في الآخرة". (خط) عن أنس. (الحليم) هو الذي يضبط نفسه عند هيجان الغضب. (سيد في الدنيا وسيد في الآخرة) قال الشارح: إنه وقف على أصول صحيحة قديمة من تاريخ الخطيب فيها "رشيد" بدل "سيد"، والحلم من أشرف خصال الإنسان ولا يتخلق به إلا من كمل وقاره ورسخ عقله ولم تلم به الخفة والطيش، وقد كانت صفة الحلم بسيد الرسل صفة راسخة أرسخ من الجبال الرواسي، وقد أثنى الله سبحانه في كتابه على الحليم واتصف به تعالى. (خط) (¬2) عن أنس) فيه قبيصة بن حريث (¬3) قال البخاري: في حديثه نظر والربيع بن صبيح أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) ويزيد الرقاشي تركوه ومن ثمة قال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 3816 - "الحمد لله رب العالمين" هي السبع المثاني الذي أوتيته والقرآن العظيم". (خ د) عن أبي سعيد بن المعلى (صح). (الحمد لله رب العالمين) أي السورة التي افتتحت بهذه الجملة. (هي السبع المثاني الذي أوتيته) ولذا أنث العائد في قوله هي، أي التي امتن الله تعالى عليه - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2087)، ومسلم (1606)، وأبو داود (3335)، والنسائي (7/ 246). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 310)، وفي "رشيد" وانظر العلل المتناهية (2/ 733)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2789). (¬3) انظر ضعفاء العقيلي (3/ 484)، والميزان (5/ 465). (¬4) انظر الميزان (3/ 64)، والمغني (1/ 228).

بإعطائها في قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] وتقدم أنه أعطيها مكان الإنجيل وقوله: (والقرآن العظيم) يحتمل أنه عطف على السبع المثاني خبر عن ضمير الحمد لله، والمعنى أنها كل من السبع المثاني ومن القرآن العظيم وأن الفاتحة تسمى بالقرآن العظيم كما تسمى بالسبع المثاني ويحتمل أنه عطف على ضمير المفعول في أوتيته، أي وأوتيت القرآن العظيم إن قُريَ بالنصب، والحديث كأنه سيق لتفسير آية الحجر وتقدم وجه تسميتها بالمثاني في أعطيت، بناء على ثبوت نسخة أوتيته وإلا فالأكثر أوتيت فليس فيها إلا الوجه الأول ويحتمل النصب في القرآن على أنه مفعول معه. (خ د) (¬1) عن أبي سعيد بن المعَلّى (¬2) بضم الميم وفتح اللام مشددة واسمه رافع وقيل: الحارث قال ابن عبد البر: إنه الأصح ابن نفيع بن المعَلّى الأنصاري. 3817 - " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} " أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني". (د ت) عن أبي هريرة. {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هي (أم القرآن) قيل لأنها تشتمل على ما فيه من العلوم كما قدمناه (وأم الكتاب) لذلك أيضاً لأن الكتاب هو الولد وليست المرادة في قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4] لأن ذلك هو اللوح، فالكتاب أريد به القرآن فهما في معنى واحد فإن قلت من أسماء القرآن النور والهدى وغيرهما من أسمائه كذلك، فهل يصح أن يقال مثلا هي أم النور وأم الهدى ونحوه؟ قلت: قد بحث في الإتقان (¬3) في أسماء السور بحثا في أنها توقيفية أم لا فإن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4204، 4370، 4426، 4720)، وأبو داود (1458)، وانظر التمهيد لابن عبد البر (20/ 216). (¬2) الاستيعاب (1/ 281). (¬3) انظر: الإتقان للسيوطي (1/ 149).

قيل بالآخر صح بما ذكر والاقتصار في الحديث على بعض أسمائه وإضافتها إليه لا يمنع من غيره متماثل. (والسبع المثاني) قال جار الله (¬1): المثاني هي السبع كأنه قيل السبع هي المثاني، سميت المثاني لأنها تثنى في قومات الصلوات انتهى. (د ت) (¬2) عن أبي هريرة قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. 3818 - "الحمد لله، دفن البنات من المكرمات". (طب) عن ابن عباس. (الحمد لله، دفن البنات من المكرمات) أي لآبائهن سببه أنه صلى الله عليه وسلم لما عزي بابنته رقية قاله وذلك لأنه سترٌ لها وخير وأنشدوا (¬3): القبر أخفى سترة للبنات ... ودفنها يروى من المكرُمات أما ترى الله تعالى اسمه ... قد جعل النعش بجنب البنات قد جعل النعش بجنب البنات يريد ما في النجوم من الكواكب المسماة "بنات نعش" بإضافته إليهن، فيه إشارة إلى ملازمته لهن وإنهن جميعات بالاتصال به وهو نكتة شعرية خالية. (طب) (¬4) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عثمان بن عطاء الخراساني وذكره ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه المصنف ساكتا عليه، قال ابن الجوزي: وسمعت شيخنا الأنماطي الحافظ يحلف بالله: ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً من هذا قط. 3819 - "الحمد لله رأس الشكر، وما شكر الله عبد لا يحمده". (عب هب) عن ابن عمرو. ¬

_ (¬1) انظر: الفائق (1/ 177). (¬2) أخرجه أبو داود (1457)، والترمذي (3124)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3184). (¬3) الأبيات منسوبة للباخرزي علي بن الحسين (ت 467 هـ). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 366) (12035)، والقضاعي في الشهاب (250)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 12)، والموضوعات (3/ 235)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2792)، والضعيفة (185): موضوع.

(الحمد رأس الشكر) لأن الحمد باللسان وحده والشكر به وبالقلب والجوارح فهو إحدى شقيه ورأس الشيء بعضه وجعله رأسه لأن ذكر النعمة باللسان والثناء على مولاها أسبغ لها وأدل على مكانها في الاعتقاد وآداب الجوارح لها لخفاء عمل القلب وما في عمل الجوارح من الاكتمال لخلاف عمل اللسان وهو النطق الذي يفصح عن الكل كذا في الكشاف (¬1). (وما شكر الله عبدٌ لا يحمده) لأن الإنسان إذا لم يثن على المنعم بما يدل على تعظيمه لم يظهر منه شكر وإن اعتقد وعمل فلم يعد شاكرا لكون حقيقة الشكر إظهار النعمة كما أن كفرانها إخفاؤها والاعتقاد خفي وعمل الجوارح محتمل بخلاف النطق قاله الشريف في حواشي الكشاف. (عب هب) (¬2) عن ابن عمرو) قال المصنف في شرح التقريب (¬3): رواه الخطابي في غريبه والديلمي في الفردوس بسند رجاله ثقات لكنه منقطع وفي حاشية القاضي: منقطع بين قتادة وابن عمر. 3820 - "الحمد على النعمة أمان لزوالها". (فر) عن عمر. (الحمد على النعمة) من المنعم عليه. (أمان لزوالها) فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. (فر) (¬4) عن عمر. 3821 - "الحمرة من زينة الشيطان". (عب) عن الحسن مرسلاً. (الحمرة) في الثياب وغيرها. (من زينة الشيطان) لأنه خلق من النار ولونها ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 5). (¬2) أخرجه عبد الرزاق (19574)، والبيهقي في الشعب (4395)، والديلمي في الفردوس (2784)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2790)، والضعيفة (1372، 3528). (¬3) انظر: تدريب الراوي للسوطي (1/ 57) طبعة عبد الوهاب عبد اللطيف وفيه عزاه إلى "الطبراني في الأوسط بسند ضعيف"، وانظر: غريب الحديث للخطابي (1/ 346). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (2783)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2791)، والضعيفة (3529).

الحمرة فهو بالطبع يهوي ما خلق منه وهذا الإخبار نهي عنها وأقوال الناس فيها سبعة أقوال شهيرة: (1) الجواز مطلقاً، (2) التحريم مطلقا، (3) الجواز لما خف، (4) ويحرم ما ليس كذلك، يكره لبس الأحمر لقصد الزينة، (5) ويجوز في البيوت، يجوز لبس ما صبغ غزله ثم نسج لا ما صبغ بعد نسجه (6) يحرم ما صبغ بالعصفور دون غيره، (7) يحرم ما ليس فيه لون غير أحمر أي ما كان كله أحمر. (عب) (¬1) عن الحسن مرسلاً) ورواه ابن أبي شيبة، وفي الفتح: أنه وصله ابن السكن. 3822 - "الحمى من فيح جهنم فأبردها بالماء". (حم خ) عن ابن عباس (حم ق ن هـ) عن ابن عمر (ق ت هـ) عن عائشة (حم ق ت ن هـ) عن رافع بن خديج (ق ت هـ) عن أسماء بنت أبي بكر (صح). (الحمى من فيح جهنم) أي من شدة حرها أي أنها من شدة حر الطبيعة وهي تشبه نار جهنم في كونها معذِّبة ومذيبة للجسد أو المراد أنها أنموذج من نار جهنم أخرجت للأبدان لتتغطى بها أو أنها حظ المؤمن من عذابها. (فأبردوها بالماء) بوصل الهمزة وضم الراء قاله أبو البقاء وحكى عياض قطعها مع كسر الراء لكن قال الجوهري (¬2): إنها رديئة وقال القرطبي (¬3): إنه أخطأ من زعم قطع الألف والمراد سكنوا حرارتها بغسل أطراف المحموم وسقيه الماء فإنه يحصل به التبريد لأن الماء بارد رطب ينساغ بسهولة فيصل للطافته إلى أماكن العلة فيدفع حرارتها من غير حاجة إلى معاونة الطبيعة فلا يشتعل بذلك عن مقاومة ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (19975)، وابن أبي شيبة (35335)، وانظر فتح الباري (10/ 237)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2793)، والضعيفة (4331). (¬2) انظر: فتح الباري (10/ 175). (¬3) زاد المعاد (4/ 23).

العلة كما نبه عليه بعض الأطباء وقد قدمنا عن ابن القيم أنه خطاب لأهل بعض الأقطار لا لكل محموم. (حم خ) (¬1) عن ابن عباس (حم ق ن هـ) عن ابن عمر (ق ت هـ) عن عائشة (حم ق ت ن هـ) عن رافع بن خديج (ق ت هـ) عن أسماء بنت أبي بكر. 3823 - "الحمى كبر من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار". (حم) عن أبي أمامة. (الحمى كير من جهنم) أي حقيقة. (فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار) أي يصيبه المقضي له به في قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم: 71] كذا قيل أو يصيبه مما اقترف من الذنوب. (حم) (¬2) عن أبي أمامة) قال المنذري: إسناد أحمد لا بأس به وقال الهيثمي: فيه أبو الحصين الفلسطيني ولم أر له راوياً غير محمَّد بن مطرّف. 3824 - "الحمى كير من جهنم فنحّوها عنكم بالماء البارد". (هـ) عن أبي هريرة. (الحمى كير من جهنم فنحّوها) بالحاء المهملة أي بعّدوها. (عنكم بالماء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 291)، والبخاري (3088) عن ابن عباس، وأحمد (2/ 85)، والبخاري (3091)، ومسلم (2209)، والنسائي (4/ 379)، وابن ماجه (3472) عن ابن عمر، والبخاري (3090)، ومسلم (2210)، والترمذي (2074)، وابن ماجه (3471) عن عائشة، وأحمد (5/ 368)، والبخاري (5394)، ومسلم (2212)، والترمذي (2073)، والنسائي (4/ 380)، وابن ماجه (3473) عن رافع بن خديج، والبخاري (5392)، ومسلم (2211)، والترمذي (2074)، وابن ماجه (3474) عن أسماء بنت أبي بكر. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 264)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 1296)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 154)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 305)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3188)، وصححه في الصحيحة (1822).

البارد) كما تقدم. (هـ) (¬1) عن أبي هريرة). 3825 - "الحمى كير من جهنم وهي نصيب المؤمن من النار". (طب) عن أبي ريحانة. (الحمى كير من جهنم وهي نصيب المؤمن من النار) قال الزين العراقي: إنما جعلت حظه من النار لما فيها من الحر والبرد المضر بالجسم وهذه صفة جهنم وهي تكفر الذنوب فتمنعه من دخول النار، وقال المصنف: الحمى طهور من الذنوب وتذكرة للمرء بنار جهنم كي يتوب، ولها منافع بدنية ومآثر سنية فإنها تنقي البدن وتنقي عنه العفن، رب سُقم أزلي ومرض عولج منه زمانا وهو ممتليء فلما طرأت عليه أبرأته فإذا هو منجلي كما قيل: وربما صحت الأجسام بالعلل، وذكروا أنها تفتح كثيرا من السدد وتنضح من الأخلاط والمواد ما فسد وينفع من الفالج واللقوة والتشنج والامتلائي والرمد. (طب) (¬2) عن أبي ريحانة) شمعون (¬3) قال الهيثمي كالمنذري: فيه شهر بن حوشب وفيه كلام معروف وقال ابن طاهر: إسناده فيه جماعة ضعفاء. 3826 - "الحمى حظ أمتي من جهنم ". (طس) عن أنس. (الحمى حظ أمتي من جهنم) قال ابن القيم: ليس المراد أنها هي نفس الورود المذكور في القرآن لأن سياقه يأبى حمله على الحمى قطعا بل إنه وعد عباده كلهم لورود النار فالحمى للمؤمن تكفير خطاياه فيسهل عليه الورود ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3475)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3189). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 93) (7468)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 305)، والترغيب والترهيب (4/ 154)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3190). (¬3) انظر: الإصابة (3/ 359).

فينجو منه سريعاً. (طس) (¬1) عن أنس) قال الهيثمي: فيه عيسى بن ميمون ضعفه جمع وقال الفلاس: صدوق كثير الخطأ والوهم، متروك الحديث. 3827 - "الحمى تحت الخطايا كما تحت الشجرة ورقها". ابن قانع عن أسد بن كرز. (الحمى تحت الخطايا كما تحت الشجرة ورقها) أي تساقط الحمى عن ظهر حامله الخطايا كما تسقط الشجرة الورق، فيه تشبيه المعقول بالمحسوس بجامع الإزالة بالكلية. (ابن قانع (¬2) عن أسد بن كرز) بضم الكاف وسكون الراء فزاي صحابي (¬3). 3828 - "الحمى رائد الموت وسجن الله في الأرض". ابن السني، وأبو نعيم في الطب عن أنس. (الحمى رائد الموت) بالراء فالمثناة التحتية بعد الألف فالمهملة أي رسوله الذي يتقدمه كما يتقدم الرائد قومه، فهي منذرة بقدومه ليستعد صاحبها به بالمبادرة بالتوبة، والخروج من المظالم، والاستغفار، وإعداد الزاد، والمراد أنها في الأغلب كذلك. (و) هي. (سجن الله في الأرض) يأتي تفسيره بلسانه - صلى الله عليه وسلم - قريباً. ابن السني، وأبو نعيم (¬4) في الطب عن أنس) وكذا رواه الديلمي والقضاعي في الشهاب. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7540)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 306)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2795): موضوع. (¬2) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 43)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2794)، والضعيفة (3531) (¬3) انظر الإصابة (1/ 53). (¬4) أخرجه ابن السني في الطب (من 48/ أ) وأبو نعيم في الطب (رقم 582)، وفي عمل اليوم والليلة (568)، والقضاعي في الشهاب (58)، والديلمي في الفردوس (2790)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2797)، والضعيفة (3533).

3829 - "الحمى رائد الموت وهي سجن الله في الأرض للمؤمن يحبس بها عبده إذا شاء، ففتروها بالماء". هناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (هب) عن الحسن مرسلاً. (الحمى رائد الموت وهي سجن الله في الأرض للمؤمن يحبس بها عبده إذا شاء) ثم الحبس (يرسله) عن (إذا شاء) (ففتروها بالماء) بالفاء مشددة فراء أي جنبوها، تقدم آنفاً كل ما فيه. (هناد في الزهد، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (هب) (¬1) عن الحسن مرسلاً). 3830 - "الحمى حظ كل مؤمن من النار". البزار عن عائشة. (الحمى حظ كل مؤمن من النار) أي أنها تكفر ما توجب النار ذكره المصنف. (البزار (¬2) عن عائشة قال المنذري: إسناده حسن وقال الهيثمي: فيه عثمان بن مخلدة ولم أجد من ذكره. 3831 - "الحمى حظ المؤمن من النار يوم القيامة". ابن أبي الدنيا عن عثمان (الحمى حظ المؤمن من النار يوم القيامة) أي من نار يوم القيامة وفي هذه العبارة في الأحاديث من قوله حظه إعلام بأن كل مؤمن له حظه من العذاب وقسط وجزء لابد له منه. (ابن أبي الدنيا (¬3) عن عثمان) ورواه العقيلي بلفظه في الضعفاء قال الشارح ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (405)، وابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (رقم 92)، والبيهقي في الشعب (9870)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2798). (¬2) أخرجه البزار (2361) كما في كشف الأستار، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 154)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 306)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3187). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في المرض والكفارات (رقم 157)، وابن عساكر في تاريخ دمشق 59/ 313)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 287) وقال: وفي إسناده نظر، وانظر لميزان (4/ 154)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3186).

ولهذا الحديث طرق متعددة متكثرة لا يخفى عن من له أدنى ممارسة لعلم الحديث. 3832 - "الحمى حظ كل مؤمن من النار، وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة". القضاعي عن ابن مسعود. (الحمى حظ كل مؤمن من النار، وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة) بالجيم وضم الميم وتشديد الراء أي تامة قيل وذلك لأن عروق الإنسان. بعدد أيام السنة فإذا حم ليلة تألم منه كل عرق فيكفر كل عرق يوما قال بعض الأطباء: من حم ليلة لم تعد قوته إلا بعد سنة وكان أبو هريرة يقول: أحب الأوجاع إلي الحمى لأنها تعطي كل مفصل حقه من الأجر بسبب عموم الوجع. (القضاعي (¬1) عن ابن مسعود) وأعله ابن طاهر بالحسن بن صالح وقال: تركه يحيى بن القطان وابن مهدي فقول شارح الشهاب: إنه صحيح غير صحيح. 3833 - "الحمى شهادة". (فر) عن أنس. (الحمى شهادة) أي من مات بها فله أجر الشهادة في الآخرة. (فر) (¬2) عن أنس) فيه الوليد بن محمَّد قال الذهبي في الضعفاء (¬3): وكذبه يحيى. 3834 - "الحمَّام حرام على نساء أمتي". (ك) عن عائشة. (الحمّام حرام على نساء أمتي) أي دخوله وتقدم إباحته لمريضة أو نفساء وذهب جماعة إلى أنها كراهة تنزيهية ويأباها لفظ التحريم. (ك) (¬4) عن عائشة) ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (62)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2796)، والضعيفة (3532): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2788)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2799)، وقال في الضعيفة (3535): موضوع. (¬3) انظر الميزان (7/ 140)، والمغني (2/ 724). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 322)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3192)، وصححه في الصحيحة=

قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 3835 - "الحواميم ديباج القرآن". أبو الشيخ في الثواب عن أنس (ك) عن ابن مسعود موقوفاً. (الحواميم) أي السور السبع التي أولها "حم". (ديباج القرآن) في القاموس (¬1): الديباج النقش فارسي معرب والمراد أنها زينت القرآن. (أبو الشيخ في الثواب عن أنس (ك) (¬2) عن ابن مسعود) موقوفاً. 3836 - "الحواميم روضة من رياض الجنة". ابن مردويه عن سمرة. (الحواميم روضة من رياض الجنة) يعني أنها تبلغ بتاليها ومتأملها حلول روضة من رياض الجنة وكأن المراد أنه يتميز تاليها بمحل في الجنة عن غيره وإن دخلها غيره. (ابن مردويه (¬3) عن سمرة) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 3837 - "الحواميم سبع، وأبواب جهنم سبع، تجيء كل حاميم منها تقف على باب من هذه الأبواب تقول: اللهم لا تدخل هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأ بي". (هب) عن الخليل بن مرة مرسلاً. (الحواميم سبع، وأبواب جهنم سبع) كأن الظاهر سبعة لكنه ذكره للازدواج أو بتأويل الفُرَج. (تجيء كل حاميم منها تقف على باب من هذه الأبواب) يجعلها الله عَزَّ وَجَلَّ يصور لها ذلك أو المراد ملائكتها. (تقول: اللهم لا تدخل هذا الباب) أي من هذا الباب. (من كان يؤمن بي ويقرأ بي) بالباء الموحدة ¬

_ = (3439). (¬1) انظر القاموس (1/ 186). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 474)، والبيهقي في الشعب (2471) عن ابن مسعود، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2800)، والضعيفة (3537): موضوع. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2816)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2801)، والضعيفة (3538): ضعيف جداً.

بخط المصنف والمراد أنها تقول ذلك ويستجيب الله لها. (هب) (¬1) عن الخليل بن مرة) (¬2) بضم الميم وتشديد الراء مرسلاً وهو الضبي نزيل الكوفة قال أبو حاتم: غير قوي مات سنة ستين ومائة. 3838 - "الحور العين خلقن من الزعفران". ابن مردويه (خط) عن أنس. (الحور) تقدم أنه جمع حوراء وتقدم تفسير الحور. (العين) جمع عيناء تقدم. (خلقن من الزعفران) أي أنه أصلهن كما أن أصل البشر التراب، ونساء الدنيا إذا دخلن الجنة كن خيرا منهن كما ثبت ذلك والحديث صريح إنهن خلقن وأنهن الآن في الحياة وعليه عدة أحاديث، قال المصنف في فتاويه: إن الحور والولدان وزبانية جهنم لا يموتون وأنهم ممن استثناه الله تعالى في قوله: {إِلَّا مَنْ شَاءَ اللهُ} [الزمر: 68] وأما الملائكة فيموتون بالنص والإجماع ويتولى قبض أرواحهم ملك الموت ويموت بلا ملك الموت. (ابن مردويه (خط) (¬3) عن أنس) فيه الحارث بن خليفة قال الذهبي في الذيل (¬4) مجهول وقال ابن القيم (¬5) وقفه أشبه بالصواب. 3839 - "الحور العين خلقن من تسبيح الملائكة". ابن مردويه عن عائشة. (الحور العين خلقن من تسبيح الملائكة) بالمهملتين أوله مثناة فوقية أي من تنزيه الملائكة لله تعالى وتقديسهم والله أعلم ما أراد به لأن التسبيح عرض ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2479)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2802). (¬2) الكاشف (1/ 376)، والتقريب (1/ 196). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (7/ 98)، والديلمي في الفردوس (2735)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2803)، والضعيفة (3539). (¬4) انظر: المغني (1/ 40). (¬5) حادي الأرواح (صـ 161).

والحور أجسام ثم لعل هذا صنف من الحور والأول صنف. (ابن مردويه (¬1) عن عائشة). 3840 - "الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب". (ق 4) عن النعمان بن بشير (صح). (الحلال) من الأفراد التي بينها الله لعباده على لسان رسله أو على حكم العمل على القول به. (بيّن) بزنة لين أي واضح لا لبس فيه ولا خفاء وهو ما نص الله عليه أو رسوله أو أجمع على عينه أو جنسه ومنه ما لم يرد عليه منع في الأصح. (والحرام بيّن) بنص الله تعالى على حرمته أو رسوله أو إجماع الأمة بأن نهى عنه أو توعد على فعله والتحريم إما لمفسدة أو مضرة خفية كالزنا وذبيحة الحربي، أو مضرة واضحة كالسم وشرب المسكر. (وبينهما أمور مشتبهات) أي ملتبسة بالأمرين لعدم اتضاح الحرمة أو الحل لتجاذب الأدلة لها وتنازع المعاني والأسباب لحكمها فلا يتضح حكمها بكثير من الناس ولذا قال: (لا يعلمها) أي لا يعلم حكمها. (كثير من الناس) لخفاء النص أي عدم صراحته أو تعارض النصين وإنما يؤخذ من عموم أو مفهوم أو قياس أو استصحاب أو لاحتمال الأمر فيه الوجوب والندب والنهي والكراهة والحرمة أو لغير ذلك وما هو ¬

_ (¬1) عزاه في الدر المنثور لابن مردويه (7/ 421) وانظر فيض القدير (3/ 423)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2804).

كذلك إنما يعلمه قليل من الناس وهم الراسخون. (فمن اتقى) من التقوى وهي لغة: جعل النفس في وقاية مما يخاف، وشرعا: حفظ النفس عن الآثام وما تجر إليها. (المشبهات) بضم الميم أوله والموحدة بعد المعجمة ثم هاء جمع مشبه بمعنى مشتبه ووضع الظاهر موضع المضمر تفخيما لشأن هذه الأمور وزيادة في إيضاح المراد. (فقد استبرأ) بالهمز وقد تخفف أي طلب البراءة. (لدينه) من العقوبة الشرعية. (وعرضه) يصونه بترك الوقيعة فيه بعدم تركه مما يحسن تركه والعرض قيل الحنث وقيل: النفس، وقيل: موضع المدح والذم من الإنسان وفيه إعلام بأن كونه ملاحظ شرعًا كالدين (ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام) أي يوشك أن يقع فيه لأن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه فإنه يوافق الحرام وإن لم يقصده؛ لأنه يعرض عليه بالحوم حوله فإن المشبهات حمى المحرمات ولذا مثله بضرب المثل بالمحسوس بقوله: (كراع) أصله الحافظ لما ينظره ومن ثم قيل للوالي راع وللعامة رعية وللزوج راع ثم خص عرفا بحافظ الحيوان وأراده هنا. (يرعى حول الحمى) أي المحل المحمي الذي حصره مالكه على غيره. (يوشك) بكسر المعجمة أي يسرع ويقرب. (أن يواقعه) أي تأكل ماشيته منه فيعاقب ثم أكد هنا النهي بقوله: (ألا) حرف تنبيه لا يأتى بها إلا لتأكيد ما بعدها ويطلب إصغاء السامع لما يليها. (وإن لكل ملك) من ملوك العرب. (حمى) يحميه لماشيته عن الناس ويتوعد من يقرب. (ألا وإن حمى الله تعالى في أرضه محارمه) أي المعاصي التي حرمها ونهى عنها فكما أن من هتك حمى ملك من ملوك الدنيا عاقبه الملك أشد العقاب كذلك من هتك حمى الله تعالى فالمحتاط لدينه لا يقرب مما يقرب إلى الخطيئة والقصد تجنب الشبهات وأنه إذا كان حمى الملك يحترز منه خوف العقوبة فحمى الرب تبارك

وتعالى أحق بالاجتناب لشدة عقابه ولما كان الخطاب لذوي الألباب وكان الإنسان هو القلب حقيقة الذي يميل إلى الشيء فيتبعه البدن قال: (ألا وإن في الجسد مضغة) قطعة لحم بقدر ما يمضغ. (إذا صلحت) بفتح اللام وضمها: انشرحت بالهداية. (صلح الجسد كله) أي كان داعياً له إلى الالتفات إلى الطاعات. (وإذا فسدت) أي أظلمت بالضلالة. (فسد الجسد كله) بانبعاثه في القبائح ثم بينها بعد هذا الإبهام المشوق للنفس إليها عامة التشويق بقوله: (ألا وهي القلب) ولا يخفى ما في هذا التأكيد والإبهام ثم التفسير من تعظيم شأن القلب وسمي قلباً لأنه محل الخواطر المختلفة الحاملة على الانقلاب أو لأنه خالص البدن وخالص كل شيء قلبه وتقدم أنه ملك الأعضاء وأنها جنوده ببسط في الجزء الأول وقد أفرد جماعة هذا الحديث بالتأليف لما فيه من الفوائد حتى جعلوه ثلث العلم أو ربعه، قيل: ولو قيل إنه جملة الدين لما عدم وجهاً. (ق 4) (¬1) عن النعمان بن بشير) قال بعض شراح مسلم: هذا الحديث عليه نور النبوة وعظيم الموقع من الشريعة. 3841 - "الحلال بين والحرام بين، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك". (طس) عن عمر. (الحلال بين والحرام بين) قال الغزالي (¬2): نظر الجاهل أن الحلال مفقود وأن السبيل إلى الوصول إليه مسدود حتى لم يبق من الطيب إلا الماء والحشيش الثابت في الموات وما عداه فقد أحالته الأيدي العادية وأفسدته المعاملات ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري وطرفه (2051) (52)، ومسلم (1599)، وأبو داود (3329)، والترمذي (1205)، والنسائي (3/ 239)، وابن ماجه (3984). (¬2) في الإحياء (2/ 88).

الفاسدة وليس كذلك بل قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الحلال بين ولا تزال هذه الثلاثة وإنما الذي فقد العلم بالحلال وبكيفية الوصول إليه. (فدع ما يريبك) بفتح المثناة التحتية والفاء في فدع للتفريع عما قبلها أيم اترك ما حصل عنه ريب في القلب واضطراب فإنه من غير البين عادلا عنه. (إلى ما لا يريبك) مما يطمئن إليه القلب وتسكن إليه النفس قال الحكيم: هذا عند المحققين الموصوفين فطهارة القلوب ونور اليقين فأولئك هم أهل هذه الرتبة، أما العوام والعلماء الذين غذوا بالحرام فلا التفات إلى ما تطمئن إليه قلوبهم المحجبة بحجاب الظلمات (طص) (¬1) عن عمر) قال الهيثمي في موضع: إسناده حسن، وقال في محل آخر: فيه أحمد بن شبيب (¬2) قال الأزدي: منكر الحديث وتعقبه الذهبي بأن أبا حاتم وثقه. 3842 - "الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفى عنه". (ت هـ ك) عن سلمان. (الحلال ما أحل الله في كتابه) أي فيما كتبه وفرض العمل به على العباد فيشمل أنواع الأدلة الأربعة؛ لأنه فرض العمل بها كما عرف في الأصول، (والحرام ما حرم الله في كتابه) أي على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - فإنه قد شمله كتاب الله بقوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] والقياس بالعلم المنصوص عليه مما أتانا به الرسول - صلى الله عليه وسلم -. (وما سكت عنه فهو مما عفى عنه) قال الحافظ العراقي: فيه حجة للقائلين بأن الأصل في الأشياء قبل ورود ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (32)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 74)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3194). (¬2) انظر الميزان (1/ 240).

الشرع الإباحة حتى يتبين التحريم أو الوجوب وهي قاعدة من قواعد الأصول لا يستكفى فيها بهذا الحديث الضعيف انتهى. (ت هـ ك) (¬1) عن سلمان) قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء فذكره، قال الترمذي في العلل: سألنا عنه محمدا يعني البخاري فقال: ما أراه محفوظًا وقال الذهبي: فيه سيف بن هارون البُرجُمي ضعفه جمع وقال الدارقطني: متروك (¬2). 3843 - "الحياء من الإيمان". (م ت) عن ابن عمر (صح). (الحياء من الإيمان) أي شعبة من شعابه كما سلف، قال الراغب: الحياء انقباض النفس عن القبائح وهو من خصائص الإنسان وأول ما يظهر من قوة الفهم في الصبيان وجعل في الإنسان ليرتدع عن ما تنزع إليه الشهوة من القبائح فلا يكون كالبهيمة وهو مركب من خير وعفة ولذلك لا يكون المستحي فاسقا ولا الفاسق مستحيا لتنافي اجتماع العفة والفسق وأما الخجل فحيرة النفس لفرط الحياء ويحمد في النساء والصبيان ويذم باتفاق في الرجال والوقاحة مذمومة بكل لسان وهي عدم الحياء وهي انسلاخ من الإنسانية وحقيقتها لجاج النفس في تعاطي القبيح واشتقاقها قرحاً من وقاح أي صلب. (م ت) (¬3) عن ابن عمر) قال مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - برجل يعظ أخاه في الحياء أي في تركه فقال: "دعه" ثم ذكره والحديث قد نسبه المصنف في الدرر (¬4) إلى الشيخين فإفراده لمسلم هنا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1726)، وابن ماجه (3367)، والحاكم (4/ 129)، وانظر علل الترمذي (1/ 281)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3195). (¬2) قال الحافظ في التقريب (2727): ضعيف أفحش ابن حبان القول فيه من صغار الثامنة، وانظر: المغني (1/ 292). (¬3) أخرجه البخاري (24)، ومسلم (36)، وأبو داود (4795)، والترمذي (2615)، والنسائي (6/ 537)، وابن ماجه (4184). (¬4) انظر: الدرر المنتثرة للسيوطي (ص: 203).

يشعر أنه ليس في البخاري وليس كذلك وعزاه لهما أيضاً في الأحاديث المتواترة. 3844 - "الحياء والإيمان مقرونان لا يفترقان إلا جميعاً". (طس) عن أبي موسى. (الحياء والإيمان مقرونان) أي كل واحد قرن بالآخر ونيط به فإذا وُجد وُجد وإذا ارتفع ارتفع فلذا قال: (لا يفترقان إلا جميعاً) أي إلا تفرقا يجتمعان فيه، قال الطيبي: فيه رائحة التجريد حيث جرد من الإيمان شعبة منه وجعلها قرين له على سبيل الاستعارة كأنهما رضيعا ثدي أي تقاسما أن لا يفترقا. (طس) (¬1) عن أبي موسى) وقال الطبراني عقيبه: تفرد به محمَّد بن عبيدة القوسي وهو ضعيف. 3845 - "الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر". (حل ك هب) عن ابن عمر. (الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) هو كما سلف آنفا والمراد أنه إذا رفع الحياء عن الإنسان نقص إيمانه ورفع كامله أو رفع بأصله فإنه لا يعتد بما بقي. (حل ك هب) (¬2) عن ابن عمر) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي وقال العراقي: صحيح غريب إلا أنه قد اختلف على جرير بن حازم في رفعه ووقفه. 3846 - "الحياء هو الدين كُلُّه". (طب) عن قرة. (الحياء هو الدين كله) أي عمدة من عمده لا يتم إلا به ولا يتصف الإنسان بالإيمان حتى يتصف به حتى كأنه كل الإيمان فإن من اتصل به اتصل بكل خير ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (622)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2808). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 297)، والحاكم (1/ 73)، والبيهقي في الشعب (7727)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3200).

من خصال الإيمان وهذا الحصر ادعائي لا حقيقي. (طب) (¬1) عن قرة) هو ابن إياس قال: ذكر الحياء عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: الحياء من الدين فقال: "بل هو الدين كله" وضعفه المنذري وقال الهيثمي: فيه عبد الحميد بن سوار ضعيف. 3847 - "الحياء خير كله". (م د) عن عمران بن حصين (صح). (الحياء خير كله) لأنه مبدأ الخير فلا يأتي منه إلا الخير وأما الحياء الذي ينبع عن المواجهة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلا فإنه لا يعد حياء بل ضعف في القلب وخور في الطبع ورعونة في الأخلاق فإنه لا يؤثر على الحياء من الله غيره إلا من كان كذلك وأما من آثر الله سبحانه وتعالى على عباده فلا يستحي عن أمرهم بما أمر الله به ونهيهم عما نهى عنه. (م د) (¬2) عن عمران بن حصين) وفي الباب عن أنس وغيره. 3848 - "الحياء لا يأتي إلا بخير". (ق) عن عمران بن حصين (صح). (الحياء لا يأتي إلا بخير) لأن من استحيا من الناس أن يروه على قبيح دعاه ذلك إلى الحياء من ربه أشد فلا يضيع فريضة ولا يرتكب خطيئة. (ق) (¬3) عن عمران بن حصين) ورواه عنه أيضاً أحمد وغيره. 3849 - "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار". (ت ك هب) عن أبي هريرة (خد هـ ك هب) عن أبي بكرة (طب هب) عن عمران بن حصين. (الحياء من الإيمان) قال جار الله (¬4): جعل كالبعض منه لمناسبته له لأنه يمنع ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 29) (63)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 268)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 26)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2809). (¬2) أخرجه مسلم (37)، وأبو داود (4796). (¬3) أخرجه البخاري (6117)، ومسلم (37). (¬4) انظر: الفائق (1/ 340).

عن المعاصي كما يمنع الإيمان، وقال ابن الأثير (¬1): جعل الحياء وهو غريزة من الإيمان له اكتساب؛ لأن المستحي ينقطع بحيائه عن المعاصي فصار كالإيمان الذي يقطع بينه وبينها وجعله بعضه لأن الإيمان ينقسم إلى ائتمار بما أمر الله به وانتهاء عما نهى عنه فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان أخص الإيمان. (والإيمان في الجنة) أي المؤمن المتصف به أو إنه سبب موصل إليها. (والبذاء) بالمعجمة آخره ممدود الفحش في القول. (من الجفاء) بالمد أي الطرد والإعراض وتركه الصلة والبر. (والجفاء في النار) يوضحه مما في حديث آخر: "وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم" (¬2). (ت ك هب) (¬3) عن أبي هريرة (خد هـ ك هب) عن أبي بكرة (طب هب) عن عمران بن حصين قال الهيثمي في موضع: رجاله رجال الصحيح وأعاده في آخر وقال: فيه محمَّد بن موسى، وأعاده في آخر وقال: فيه محمَّد بن موسى بن أبي نعيم وثقه أبو حاتم وكذبه جمع وبقية رجاله رجال الصحيح وأطلق الذهبي في الكبائر أنه صحيح. 3850 - "الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق". (حم ت ك) عن أمامة. (الحياء والعي) بكسر المهملة أي عي اللسان عن النطق بالفحش لا عي القلب فإنه تقدم ذمه. (شعبتان من الإيمان) أي صفتان من صفاته فإن الحياء ¬

_ (¬1) النهاية في غريب الحديث (صـ 1106). (¬2) أخرجه الترمذي (2616)، وابن ماجه (3973). (¬3) أخرجه الترمذي (2009)، والحاكم (1/ 119)، والبيهقي في الشعب (7707) عن أبي هريرة، والبخاري في الأدب المفرد (1314)، وابن ماجه (4184)، والحاكم (1/ 118)، والبيهقي في الشعب (7708) عن أبي بكرة، والطبراني في الكبير (18/ 178) (409)، والبيهقي في الشعب (7710) عن عمران بن حصين، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 91، 8/ 26)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3199)، والصحيحة (495).

يمنع العبد عن إتيان القبيح والعي يمنعه عن الفحش وليس المراد به العي عن خلقة بل كف اللسان بالإخبار. (والبذاء) الفحش. (والبيان) أي طلاقة اللسان وفصاحتها بما يكون مذموما من هجو الناس وذمهم، قال الطيبي: إنما قوبل العي في الكلام مطلقا بالبيان الذي هو التعمق في النطق والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الغير تيها وعجبا مبالغة لذم البيان. (شعبتان من النفاق) أي صفتان من صفاته قال القاضي: لما كان الإيمان باعثا على الحياء والتحفظ في الكلام والاحتياط فيه عد من الإيمان وما يخالفهما من النفاق. (حم ت ك) (¬1) عن أبي أمامة قال الترمذي: حديث حسن وقال الذهبي: صحيح. 3851 - "الحياء والإيمان في قَرَنٍ، فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر". (طس) عن ابن عباس. (الحياء والإيمان في قرن) بتحريك الراء وهو ضفيرة الشعر جمعه قرون أي مجموعان في حبل. (فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر) لأنه لا ينتفع بالإيمان من أضاع الحياء. (طس) (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه يوسف بن خالد السهمي كذاب خبيث انتهى. 3852 - "الحياء زينة، والتقى كرم، وخير المركب الصبر، وانتظار الفرج من الله عَزَّ وَجَلَّ عبادة". الحكيم عن جابر. (الحياء زينة) لأنه يلبس العبد ثياب النزاهة عن ارتكاب ما يقبح وينشأ عنه الوقار والحلم ولأنه يزينه عند الله بذلك وعند الناس. (والتقى كرم) تقدم أن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 269)، والترمذي (2027)، والحاكم (1/ 51)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3201). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8313)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 92)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2807): موضوع.

الكرم التقوى بهذه الصيغة الحصرية والكلام عليه. (وخير المركب الصبر) لأن الصبر ثبات العبد بين يدي الرب لأحكامه ما أحب منها وما كره فهو خير مركب ركب به إليه وسماه مركبا لأن التكاليف الأمرية والنهيية كالمفاوز لا يقطعها إلا من كان الصبر مركبه فإنه ينجيه ولا يخاف عطية لأنه تعالى جعل الدنيا طريقا إلى الآخرة وجعل قطع نهايتها بمطية الصبر فكان خير المراكب. (وانتظار الفرج من الله عَزَّ وَجَلَّ عبادة) العبد في دار الدنيا في السجن حقيقة فهو منتظر للفرج من مولاه فهو في سجن الشهوات وسجن الهموم والغموم وسجن الأحزان والكروب وسجن التكاليف الشرعية والبدنية فلا يزال منتظر للفرج من ربه فهو عبادة لأنه انقطاع عن الخلق إلى الحق. (الحكيم (¬1) عن جابر). 3853 - "الحياء من الإيمان، وأحيى أمتي عثمان". ابن عساكر عن أبي هريرة. (الحياء من الإيمان) قال ابن القيم (¬2): إن الحياء مشتق من الحياء والغيث يسمى حياءً بالقصر لأن به حياة الأرض والنبات والحيوان ولهذه الحياة حياة الدنيا والآخرة فمن لا حياء له سيء الحال في الدنيا شقي في الآخرة. (وأحيى أمتي عثمان) أي أشدهم حياء وهذه الصفة على اللغة المكثورة تقدم نظيرها مرارا، وكان عثمان شديد الحياء كما ذكر في صفته في تراجمه. (ابن عساكر (¬3) عن أبي هريرة) أخرجه في تاريخه في ترجمة عثمان. 3854 - "الحياء عشرة أجزاء: فتسعة في النساء، وواحد في الرجال". (فر) عن ابن عمر. (الحياء عشرة أجزاء: فتسعة في النساء، وواحد في الرجال) لا شك أن الله بقدرته ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2805). (¬2) الجواب الكافي (1/ 46). (¬3) انظر فيض القدير (3/ 429)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3198).

وحكمته خص النساء بأكثر الحياء لحكمة ظاهرة لا تخفى وكأن هذا من أسباب قلة الفجور وتمام الحديث عند مخرجه الديلمي بلفظ: "ولولا ذلك ما قدر الرجال على النساء" انتهى أي لولا ألقي عليهن من الحياء لم يصبرن عن الجماع وطلبه من الرجال طرفة عين، وما كان حق المصنف بأن يحذف آخر الحديث. (فر) (¬1) عن ابن عمر) فيه الحسن بن قتيبة الخزاعي قال الذهبي (¬2): متروك. 3855 - "الحيات مسخ الجن صورة، كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل". (طب) وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس. (الحيات مسخ) أي مسخ الله الجن من إضافة المصدر إلى مفعوله. (الجن) تقدم أن الجن ثلاثة أصناف صنف حيات فهن من الجن وبين هنا أنهن مسخ منهم لا أنهم أصل خلقتهم وكان ذلك لذنوب لا نعلمها والظاهر أن المراد بعض الحيات. (كما مسخت القردة والخنازير من بني إسرائيل) وجيء بقوله من بني إسرائيل بيانا للمراد ويحتمل أنه أريد بمسخت غيرت مخرجه من بني إسرائيل تضميناً، القردة والخنازير لم تمسخ في نفسها وإنما مسخ إليها بنو إسرائيل فالأصل كما مسخت بنو إسرائيل إلى القردة والخنازير لكنها قلبت العبارة تهجينا وإشارة إلى أن مسخ بني إسرائيل إلى القردة والخنازير كأنه مسخ للقردة والخنازير حيث جعلت من غرمائها الذي خلقه الله مختص بها. (طب) (¬3) وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس) قال الهيثمي: رجاله أي الطبراني رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2765)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2806)، والضعيفة (3541): موضوع. (¬2) انظر: المغني (1/ 166). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 341) (11946)، والأوسط (4269)، وأبو الشيخ في العظمة (10855)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 46)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3203)، والصحيحة (1824).

3856 - "الحية فاسقة، والعقرب فاسقة، والفأرة فاسقة، والغراب فاسق". (هـ) عن عائشة. (الحية فاسقة، والعقرب فاسقة، والفأرة فاسقة، والغراب فاسق) تمام الحديث عند مخرجه: "والكلب الأسود البهيم شيطان" انتهى وإنما سميت هذه الحيوانات فواسق على الاستعارة لخبثهن وقيل لخروجهن من الحرمة في الحل والحرم أي لا حرمة لهم بحال ومنه الحديث إنه سمى الفأرة فويسق بالتصغير لخروجها من جحرها على الناس وإفسادها، وقال الخطابي: أراد بتفسيقها تحريم أكلها ومنه قول عائشة، وقد سئلت عن الغراب، فقالت: ومن يأكله وقد سماه فاسقاً. (هـ) (¬1) عن عائشة). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3249)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3204)، والصحيحة (1825).

حرف الخاء المعجمة

حرف الخاء المعجمة الخاء مع الألف 3857 - " خاب عبد وخسر لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر". الدولابي في الكنى، وأبو نعيم في المعرفة، وابن عساكر عن عمرو بن حبيب. (خاب عبد وخسر) أي حرم الخير والرحمة من الله فإنه لا يرحم من عباده إلا الرحماء. (لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر) فإنه ما سلبه تعالى ذلك إلا لما علمه فيه من عدم العمل بمقتضى الرحمة لو أعطيها أو المراد أنه لم يعمل بمقتضى ما أعطي من الرحمة فجعل كأنه لم يجعل الله في قلبه رحمة فلا يرد أنه حيث لم يجعل الله في قلبه رحمة فلا ذم متوجه عليه لأنه خبر مقدور له الاتصاف بما لم يجعل الله تعالى له، والحديث إخبار بأن من لا رحمة له على العباد لا رحمة له من الله كما يفيده: "الرحماء يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" (¬1). الدولابي بضم الدال آخره موحدة نسبة إلى دولاب بفتح الدال قرية بالري لكن قال السمعاني: الناس يضمونها والدولابي محمَّد بن أحمد بن إسحاق الوراق الأنصاري عالم عامل محدث حسن التصوف روى عنه الطبراني وابن حبان (في الكنى وأبو نعيم في المعرفة، وابن (¬2) عمرو بن حبيب) بن عبد شمس (¬3) قال الذهبي (¬4): ويقال له عمرو بن سمرة وله صحبة. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1924). (¬2) أخرجه الدولابي في الكنى والأسماء (3/ 430)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 4568)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 54)، وانظر فيض القدير (3/ 430)، والإصابة (4/ 614)، وكشف الخفاء (1/ 446)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3205)، والصحيحة (456). (¬3) انظر الإصابة (4/ 619). (¬4) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 404).

3858 - "خالد بن الوليد سيف من سيوف الله". البغوي عن عبد الله بن جعفر. (خالد بن الوليد) (¬1) بن المغيرة القرشي أحد الأبطال في الجاهلية والإِسلام. (سيف من سيوف الله) أي أنه كالسيف في فصامه وإصابة أعداء الإِسلام به. (البغوي (¬2) عن عبد الله بن جعفر) رضي الله عنهما. 3859 - "خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين". ابن عساكر عن عمر. (خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين) فيه أنه سله من لا يغالب ولا يفل حده ولا يهان جنده وفيهما منقبة لخالد ظاهره. (ابن عساكر (¬3) عن عمر) فيه الوليد بن شجاع قال أبو حاتم: لا يحتج به ورواه أبو يعلى والطبراني والديلمي عن خالد. 3860 - "خالد بن الوليد سيف من سيوف الله، ونعم فتى العشيرة". (حم) عن أبي عبيدة. (خالد بن الوليد سيف من سيوف الله، ونعم فتى العشيرة) أي هو جمع له بين صفة أنه سيف الله والمدح بأنه من الممدوحين من فتيان عشيرته وهم قريش أو أنه مع كونه سيف الله فإنه كامل في خصال الفتيان من المروءة والوفاء وحسن الخلق. (حم) (¬4) عن أبي عبيدة) من حديث عبد الملك بن عمير قال: استعمل ¬

_ (¬1) انظر الإصابة (2/ 251). (¬2) أخرجه البغوي (3704) عن عبد الله بن جعفر، والطبراني في الكبير (2/ رقم 1459) عن أنس وانظر فيض القدير (3/ 430)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3206). (¬3) أخرجه أبو يعلى (7188) عن خالد بن الوليد، وابن عساكر في تاريخ دمشق (58/ 403)، وانظر فيض القدير (3/ 430)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3207). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 90)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 348)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3208)، والصحيحة (1826).

عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالدا فقال خالد: بعث عليكم أمين هذه الأمة، وقال أبو عبيدة: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خالد سيف الله ... " إلخ. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن عبد الملك بن عمير لم يدرك أبا عبيدة ولا عمر. 3861 - "خالد بن الوليد سيف الله، وسيف رسوله، وحمزة أسد الله، وأسد رسوله، وأبو عبيدة بن الجراح أمين الله، وأمين رسوله، وحذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن، وعبد الرحمن بن عوف من تجار الرحمن عَزَّ وَجَلَّ". (فر) عن ابن عباس. (خالد بن الوليد سيف الله، وسيف رسوله، وحمزة أسد الله، وأسد رسوله) لا يخفى ما بين الوصفين من التفاوت فإن الأسد يهزم بزئره ويخاف قبل لقائه ويتجنب محل يظن أنه به وإذا وثب لم يبق قلب إلا أخفقه ولا طرفاً إلا أرقه والسيف لا يخاف في قرابه ولا يهاب إلا في يد ضرَّابه. (وأبو عبيدة بن الجراح (¬1) أمين الله، وأمين رسوله) تقدم اختصاصه لهذه الصفة وأنه الأوحدي فيها وإن كان كل الصحابة أمناء (وحذيفة بن اليمان) (¬2) تقدم ضبطه. (من أصفياء الرحمن) جمع صفي وهو من صافه الله وأخلصه لحبه واصطفاه لكرامته. (وعبد الرحمن بن عوف (¬3) من تجار الرحمن عَزَّ وَجَلَّ) كان من أوسع الصحابة مالًا ومتجراً فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه قصد بالتجارة طاعة الله سبحانه ونفع عباده بجلب الأرزاق من أرض إلى أرض وجب كان عمله لله أضافه إليه. (فر) (¬4) عن ابن عباس) فيه أحمد ¬

_ (¬1) الإصابة (7/ 269). (¬2) الإصابة (2/ 45). (¬3) الإصابة (4/ 346). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (2967)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2810)، والضعيفة (3542): ضعيف جداً.

بن عمران (¬1) قال البخاري: يتكلمون فيه. 3862 - "خالفوا المشركين: وأحفوا الشوارب، وأوفروا اللحى". (ق) عن ابن عمر (صح). (خالفوا المشركين) في الهيئة. (وأحفوا الشوارب) تقدم الكلام عليه ضبطا ومعنى في الهمزة مع الخاء أول الكتاب. (وأعفوا اللحى) تقدم واعفوا اللحى والمراد أنه لا يؤخذ منها: واللحى بكسر اللام وضمها، قال ابن تيمية (¬2): الجملتان بدل من الأولى فإن الإبدال يقع في الجمل كما في المفردات قال تعالى: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ} الآية [الأعراف: 141]. (ق) (¬3) عن ابن عمر). 3863 - "خالفوا اليهود: فإنهم لا يصلون في نعالهم، ولا خفافهم". (د ك هق) عن شداد بن أوس. (خالفوا اليهود) قال ابن حبان: في رواية: "والنصارى". (فإنهم لا يصلون في نعالهم) هو تعليل لمطوي أي خالفوهم وصلوا في نعالكم وخفافكم فإنهم إلى آخره. (ولا خفافهم) ويمكن أنهم نهوا عن الصلاة فيهما ويحتمل أنهم ابتدعوا ذلك، قال العراقي: وحكمة الصلاة في النعلين مخالفة أهل الكتاب كما تقرر فيه خشية أن يتأذى أحد بنعليه إذا خلعهما مع ما في لبسهما من حفظهما من سارق أو دابة تنجس نعليه، قال: وقد نزعت نعلي مرة فأخذه كلب فعبث به ويجوز هذا إذا لم يعلم فيهما نجاسة، قيل وهذا من الرخص لا من المندوب لأن ذلك لا يدخل في المعنى المطلوب من الصلاة وهو وإن كان من ملابس الزينة ¬

_ (¬1) انظر ضعفاء ابن الجوزي (1/ 82)، والميزان (1/ 266). (¬2) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 58). (¬3) أخرجه البخاري (5892)، ومسلم (259).

فقد تقصر به عن هذه الزينة انتهى، قال ابن حجر (¬1): هذا الحديث دليل يرجع إليه أي فيندب ذلك، قلت: وهو الأظهر قال وقد ورد في كون النعال من الزينة المأمور بأخذها في الآية حديث ضعيف، أورده ابن عدي والعقيلي وابن مردويه من حديث أنس. (د ك هق) (¬2) عن شداد بن أوس) صححه الحاكم وأقره الذهبي وقال الزين العراقي: في شرح الترمذي إسناده صحيح. ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (1/ 494). (¬2) أخرجه أبو داود (652)، والحاكم (1/ 391)، والبيهقي في السنن (2/ 432)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3210).

الخاء مع الدل المهملة

الخاء مع الدل المهملة 3864 - " خدر الوجه من النبيذ تتناثر منه الحسنات". البغوي وابن قانع (عد طب) عن شيبة بن أبي كثير الأشجعي. (خدر الوجه) بفتحهما فراء أي ضعفه واسترخاؤه. (من) أثر شرب: (النبيذ) تقدم تفسيره في أول الباز (تتناثر) أي تتساقط. (منه) أي من شربه. (الحسنات) أي حسنات شاربه أي من شرب نبيذا حتى خدر وجهه منه ذهبت حسناته وتساقطت كأنها أوراق شجرة هبت عليها ريح عاصف في يوم شات والحديث يفيد أن النبيذ حرام، ويفيد حرمة كل مخدر كالجوزة والحشيشة؛ لأنه على التحريم المستفاد من الوعيد بتناثر الحسنات على التحذير فأينما وجدت العلة وهي التخدير وجدت الحرمة. البغوي وابن قانع (عد طب) (¬1) عن شيبة بن أبي كثير الأشجعي) قال الذهبي: فيه الواقدي وهو ضعيف جدًا وقد وثق. 3865 - "خدمتك زوجك صدقة". (فر) عن ابن عمر. (خدمتك) بكسر الكاف خطاب مؤنث. (زوجك صدقة) أي قائم مقام الصدقة في الأجر قاله صلى الله عليه وسلم لمرأة قالت له: ليس لي مال فأتصدق إلا أخرج من بيت زوجي فأعين الناس على حوائجهم فذكره وفيه إشعار أن خدمة الزوج بأعمال البيت من طحن وطبخ غير واجب. (فر) (¬2) عن ابن عمر) فيه مسلم بن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 336) (417)، والطبراني في الكبير (7/ 303) (6203)، والأوسط (7821)، وابن عدي في الكامل (6/ 242)، وانظر الميزان (6/ 275)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2811)، والضعيفة (3543): موضوع. (¬2) عزاه في كنز العمال للديلمي (45138)، وانظر فيض القدير (3/ 431)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2812).

محمَّد الطائفي ضعفه أحمد ووثقه غيره. 3866 - "خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد". (ك) عن حذيفة. (صح). (خديجة) (¬1) أي بنت خويلد زوج المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأم أولاده وأول نساءه وهي أفضل أمهات المؤمنين قال العراقي: على الصحيح المختار وقاله ابن السبتي أيضًا وغيره. (سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد) هي أول من آمن من النساء مطلقا بالاتفاق وأرسل الله إليها بالسلام مع جبريل عليه السلام، قال ابن القيم: وهذه خصوصية لا تعرف لامرأة غيرها، قال في الفتح (¬2): كانت خديجة تدعى في الجاهلية الطاهرة وماتت على الصحيح بعد البعثة بعشر سنين في رمضان وقيل بثمان وقيل بسبع وأقامت مع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - خمسًا وعشرين سنة على الصحيح وموتها قبل الهجرة بثلاث سنين وقد صدقت النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول وهلة وتقدم من ثباتها في الأمر ما يدل على وفور عقلها وقوة يقينها وصحة حزمها لا جرم كانت أفضل نساءه - صلى الله عليه وسلم - انتهى. (ك) (¬3) عن حذيفة) صححه المصنف. 3867 - "خديجة خير نساء عالمها، ومريم خير نساء عالمها، وفاطمة خير نساء عالمها". الحارث عن عروة مرسلاً. (خديجة خير نساء عالمها) أي العالم التي هي فيهم والخيرية الأكثرية في الإثابة والفضل والمقدار عند الله تعالى. (ومريم خير نساء عالمها، وفاطمة خير نساء عالمها) فيه أنها أفضل من أمهات المؤمنين ومن أمها لأنها من عالمها ¬

_ (¬1) انظر الإصابة (7/ 600). (¬2) فتح الباري (7/ 134). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 203)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2814).

(وهي خير أمة أخرجت للناس) ويحتمل أن المراد بعالمها من فارقتهم عند الوفاة ومن كانوا آخر عالم فارقتهم، فيكون عالم خديجة غير عالم فاطمة لأن المراد غالب من فارقتهم وإلا فبعض من فارقتهم خديجة فارقتهم أيضاً فاطمة ويحتمل أن عالمهما واحد وإنه إخبار بأن كلا غير عالمها وهما في ما بينهما غير مبين في هذا في لها الأخيرية على الأخرى منهما. (الحارث (¬1) عن عروة مرسلاً) قالوا: وهو مرسل صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (990)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2814).

الخاء مع الذال المعجمة

الخاء مع الذال المعجمة 3868 - " خذل عنا، فإن الحرب خدعة". الشيرازي في الألقاب عن نعيم الأشجعي. (خذل عنا) التخذيل حمل الأعداء على الفشل وترك القتال. (فإن الحرب خدعة) تقدم لفظه ومعناه قريباً قاله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق لنعيم بن مسعود. (الشيرازي في الألقاب (¬1) عن نعيم الأشجعي) ورواه أيضاً عنه أبو نعيم والديلمي. 3869 - "خذ الأمر بالتدبير: فإن رأيت في عاقبته خيراً فامض، وإن خفت غيا فأمسك". (عب عد هب) عن أنس. (خذ الأمر بالتدبير) سببه أنه قال له رجل أوصني: يا رسول الله فذكره واللام في الأمر عامة لكل أمر ديني ودنيوي والتدبير النظر في العواقب وإدبار الأمور وتقدم تفسيره. (فإن رأيت في عاقبته خيراً) في الدين والدنيا أو فيهما مع سلامة الدين. (فامض فيه) أي فافعله. (وإن خفت) من فعله (غياً) أي شراً في دين أو دنيا. (فأمسك) عن فعله قال الطيبي: الخوف هنا بمعنى الظن كما في: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة: 229] ويجوز كونه بمعنى العلم واليقين لأن من أخاف شيئاً احترز منه وهذا أنسب بالمقام؛ لأنه وقع في مقابله "رأيت" وهو بمعنى العلم وهما نتيجتا الفكر والتدبير. (عب عد هب) (¬2) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (11397)، وانظر فيض القدير (3/ 432)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2818)، وقال في الضعيفة (3777) ضعيف جداً. (¬2) أخرجه عبد الرزاق (2333)، وابن عدي في الكامل (1/ 385)، والبيهقي في الشعب (4649)، وانظر الميزان (1/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2815): ضعيف جدًّا.

أنس) فيه أبان بن عياش قال البيهقي عقب تخريجه: أبان بن عياش ضعيف في الرواية انتهى، وفي الميزان عن بعضهم: أنه يكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وساق هذا الحديث مما أنكر عليه. 3871 - "خذ الحب من الحب، والشاة من الغنم، والبعير من الإبل، والبقرة من البقر". (د هـ ك). (خذ الحب من الحب) الخطاب بالأمر لفائض الزكاة من الرعية من الإِمام أو عامله وفيه أنه لا يوجد إلا العين لا القيمة ولا بدلها وفيهما خلاف في الفروع. (والشاة من الغنم، والبعير من الإبل، والبقرة من البقر) وهذا في معرفة جنس المأخوذ وأما قدره وقدر ما يجب فيه فموكول إلى أدلته المعروفة والمثبتة لهذا. (د هـ ك) (¬1) عن معاذ) قال الحاكم: صحيح على شرطهما إن صح سماع عطاء عن معاذ وقال البزّار: لا نعلم أنه سمع منه. 3871 - "خذ عليك ثوبك، ولا تمشوا عراة". (د) عن المسور بن مخرمة. (خذ عليك ثوبك) هو خطاب لراويه المستورد قال: حملت حجراً ثقيلاً أمشي به فسقط ثوبي فقال رسول الله: "خذ" فذكره. (ولا تمشوا عراة) عم بعد خصوصه بالخطاب للإعلام فإن الحكم عام في كل أحد وذكر المشي وإن كان غير مراد المفهوم لأنه خرج على صورة القصة وقيل إن مشيا خاليا أو لعجز عما يستره فإنه جائز لا لغير ذلك وإن كان خالياً. (د) (¬2) عن المسور بن مخرمة). 3872 - "خذ حقك في عفاف واف أو غير واف". (هـ ك) عن أبي هريرة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1599)، وابن ماجه (1814)، والحاكم (1/ 546)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2816)، والضعيفة (3544). (¬2) أخرجه أبو داود (4016)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3212).

(طب) عن جرير. (خذ حقك في عفاف) أي عف عن الحرام وسوء المطالبة وإطلاق اللسان بما لا يحل وهو خطاب لرجل مر به - صلى الله عليه وسلم - وهو يتقاضى رجلًا وقد ألح عليه فقاله وهو إرشاد إلى حسن التقاضي وأن لا يطلق من القول ما يفحش وإلا فقد تقدم أن لصاحب الحق مقالا أو قبل أن يطاوله غريمه. (واف أو غير واف) كان الظاهر نصبه على الحالية من حقك أي خذه حال كونه وافيا لسماحة نفس المعطي أو حال كونه غير واف لسماحتك فيحتمل أنه على ما سلف من كتب المحدثين القدماء للمنصوب بغير ألف إلا أنه بعيد هنا ويحتمل أنه استئناف حذف صدره أي وهو واف أو واف وهي جملة حالية أيضاً، ومراد الحديث الأمر بالمسامحة من الآخذ وعدم التقضي بقبيح القول، أخرج العسكري عن الأصمعي قال: أتى أعرابي قوما فقال لهم: هل لكم في الحق أو فيما هو خير من الحق، قالوا: وما خير من الحق؟ قال: التفضل والتغافل أفضل من أخذ الحق كله، وهذا الحديث يعد من الأمثال. (هـ ك) (¬1) عن أبي هريرة) وصححه الحاكم، وقال الحافظ الزين: إسناده حسن، (طب) عن جرير) قال الهيثمي: فيه داود بن عبد الجبار وهو متروك. 3873 - "خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة". (ت ك) عن ابن عمرو. (خذوا القرآن) أي تعلموه: (من أربعة) اثنان من المهاجرين واثنان من الأنصار. (من ابن مسعود، وأبي بن كعب) وهما المهاجران. (ومعاذ بن جبل، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2422)، والحاكم (2/ 38) عن أبي هريرة، والطبراني في الكبير (2/ 311) (2295)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 135)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2817).

وسالم مولى أبي حذيفة) وهما أنصاريان أمروا بالأخذ عنهم لأنهم أخذوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبط وإتقان ولا يلزم منه أنه لا يكون غيرهم شاركهم في حفظه في ذلك الوقت لأنه مفهوم عدد لا اعتبار به وقول الكرماني: إنه إعلام بأن الأربعة ينفردون بعده - صلى الله عليه وسلم - بذلك، قد رُدّ بأنه قد مهر في القرآن بعده - صلى الله عليه وسلم - جماعة كثيرون. (ت ك) (¬1) عن ابن عمرو) قال الهيثمي: رجاله ثقات انتهى وقد أخرجه البخاري بلفظ: "خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب" قال الشارح: ترك المصنف بنسبته إليه [البخاري] غفلة. 3774 - "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتَّى تملوا". (ق) عن عائشة (صح). (خذوا من العمل ما تطيقون) سببه عن عائشة قالت: ذكرت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن امرأة لا تنام الليل فذكره، وهو إرشاد إلى عدم الإيغال في الأعمال كما سلف والمراد لا تكلفوا ما لا تطيقون فإنكم لابد وأن تملوا لما تقدَّم من أن لكل شرة فتره وقوله: (فإن الله لا يمل حتَّى تملوا) تعليل لمطوي أي فإن مللتم فإنَّ الله لا يمل عن قبول الأعمال كلما اجتهدتم ولا يعرض عن الإثابة كما تعرض ملوك الدنيا وتمل، والملل فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة الشيء فيورث الكلال في الفعل وهو محال في حقه تعالى لكنه عبر به للمشاكلة من باب نسوا الله فنسيهم ويكفيها الإشارة إلى الاجتهاد في العمل الذي يطاق ودفع إيهام طلب التقلل من الطاعات فإن معناه اعملوا المطاق لكم منها فإن من عملتم لوجهه دائم الإقبال بالمكافأة فهو يلاقي معنى فأوغل فيه برفق في أنه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4999)، ومسلم (2464)، والترمذي (3810)، والحاكم (3/ 605)، والنسائي (5/ 67)، وانظر المجمع (9/ 52).

يراد الاجتهاد مع عدم الإخلال للنفس وعدم الإخلال بالمطلوب. (ق) (¬1) عن عائشة). 3875 - "خذوا من العبادة ما تطيقون، فإن الله لا يسأم حتى تسأموا". (طب) عن أبي أمامة. (خدوا من العبادة ما تطيقون، فإن الله لا يسأم حتى تسأموا) والسآمة كالملال كما قال القاضي: إنها فتور في النفس من كثرة مزاولة شيء يوجب الكلال في الفعل والإعراض عنه وهو مستحيل في حقه تعالى فهو مسوق على نهج المشاكلة كالأول أي أنه تعالى لا يعرض عنكم وعن مكافأتكم على الأعمال إعراض من يمل ويسأم مكافأة من اجتهد في خدمته كملوك الدنيا حتى يقولوا: نجتهد في الطاعة قيل: إن يعرض عنا ويترك مكافأتنا، ويجري هذه الاحتمال في الأول. (طب) (¬2) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه بشر بن نمير ضعيف ورواه مسلم (¬3) من حديث عائشة بلفظ: "خذوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يسأم حتى تسأموا". 3876 - "خذوا عني، خذوا عني، قد جعل الله لهن سبيلا، البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم". (حم م هـ) عن عبادة بن الصامت (صح). (خذوا عني، خذوا عني) قال الطيبي: تكرير خذوا يدل على ظهور أمر كان خفيا شأنه فاهتم به، قال القرطبي: أي افهموا عني تفسير السبيل المذكور، في قوله تعالى: {فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ} [النساء: 15] الآية، واعملوا به وذلك أن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1869)، ومسلم (785). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 241) (7939)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 162). (¬3) أخرجه مسلم (785).

مقتضى الآية أن من زنى حبس في بيته حتى يموت وبه قال ابن عباس في النساء وابن عمر فيهما فكان هو حد الزنا؛ لأنه يحصل به الإيلام والعقوبة بأن يمنع من التصرف والنكاح حتى يموت فذلك حده، غير أن ذلك الحكم كان ممدودا إلى غاية وهي أن يبين الله تعالى لهن سبيلاً غير الحبس فلما بلغ وقت بيانه المعلوم عند الله تعالى بينه لرسوله - صلى الله عليه وسلم - فبلغه لأصحابه بقوله: "خذوا عني" وعَدّ أخذ بعن والأصل تعديته بمن لأنه ضمّن ما معنى الصدور عنه أو الرواية أي خذوه صادراً عني أو ارووه مأخوذاً عني. (قد جعل الله لهن) أبي للنساء الزواني من باب (حتى توارت بالحجاب)، ولأنه قد علم في الآية في قوله: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ} [النساء: 15] أنه التحدث عنه والضمير لهن. (سبيلاً) أي طريقاً يخلصن به من الحبس في البيوت. (البكر بالبكر) جملة استئنافية لبيان السبيل والبكر في الأصل من لم توطئ من الرجال والنساء فأريد هنا من لم تتزوج كذا في المجرد وفي الكلام حذف لظهور قرينته أي البكر إذا زنا بالبكر عليه: (جلد مائة) أو إن زنا البكر بالبكر فيه جلد مائة أو حكمه أو نحو ذلك أي جلد مائة جلدة لكل واحد من البكرين فأجمل الكلام؛ لأنها قد أوضحت الآية: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} [النور: 2]. (ونفي سنة) أي عن البلد التي وقع فيها الزنا ومن نفى النفي فله دليل لا يقاوم هذا الحديث كما عرف في الفروع ومن خصصه في الرجال دون النساء لا دليل له على التخصيص ناهض. (والثيب بالثيب) هو كما سلف في تعزيره في نظيره، والثيب في الأصل من تزوج ودخل من ذكر أو أنثى وأريد به هنا المحصن. (جلد مائة والرجم) إلى أن يموت وبظاهره أخذت الظاهرية فأوجبت الجمع بين الجلد والرجم وخالف غيرهم وقال "إنه - صلى الله عليه وسلم - رجم ماعزا ولم يجلده فدل على نسخه.

وأجيب: بأن رجم ماعز قبل آية النور وبغير ذلك مما في الفروع وللرجم شرائط في الفروع معروفة بأدلتها. (حم م هـ) (¬1) عن عبادة بن الصامت) قال: كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربّد وجهه فأنزل عليه فلقي ذلك ثم سري عنه فقال: "خذوا عني ... " إلى آخره. وكأنه يراه لم يخرج عنه في هذا المعنى والحكم، ولم يخرج البخاري عن عبادة شيئاً كذا قاله الشارح ويأتي عنه خلافه. 3877 - "خذوا العطاء ما دام عطاء، فإذا تجاحفت قريش بينها الملك وصار العطاء رُشاً عن دينكم فدعوهم". (تخ د) عن ذي الزوائد. (خذوا العطاء) أي من السلطان. (ما دام عطاء) أي لله ولاستحقاقكم لا لغرض للمعطي. (فإذا تجاحفت) بالجيم والحاء والفاء مخففات قال الزمخشري (¬2): من الإجحاف يقال: الجحف الضرب بالسيف والمجاحفة المزاحفة يقال: تجاحف القوم في القتال إذا تناول بعضهم بعضا بالسيوف. (قريش بينها الملك) أي تقاتلوا عليه وقال كل أنا أحق بالخلافة. (وصار العطاء رُشاً عن دينكم) أي لتتبعوهم سواء استحق الأمر أم لا. (فدعوه) أي لا تأخذوه لأن أخذه يحمل على اقتحام الحرام وطاعة لسلطان فيما لا يحل وهذا دليل على جواز أخذ عطايا السلطان لا في مقابلة أمر. (تخ د) (¬3) عن ذي الزوايد) بالزاي المفتوحة وبعد الألف مثناة تحتية آخره دال مهملة واسمه يعيش (¬4) صحابي جهني سكن المدينة وحكى ابن ماكولا عن بعضهم أنه البراء بن عازب. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 313، 317)، ومسلم (1690)، وأبو داود (4415)، وابن ماجه (2550). (¬2) الفائق في غريب الحديث (1/ 190). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ (743)، وأبو داود (2958)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2817). (¬4) الإصابة (6/ 688).

3878 - "خذوا على أيدي سفهائكم". (طب) عن النعمان بن بشير. (خذوا على أيدي سفهائكم) أي امنعوا المبذرين الذين ينفقون المال في ما لا ينبغي ولا دراية لهم بحسن تصرف لضعف آرائهم، يقال: أخذت على يدي فلان إذا منعته مما يريد فعله كأنك تمسك يده، والخطاب للأولياء وهو دليل على الحجر، وتمام الحديث عند مخرجه الطبراني: "قبل أن تهلكوا ويهلكوا". (طب) (¬1) عن النعمان بن بشير) ورواه البيهقي في الشعب وأبو الشيخ والديلمي. 3879 - "خذوا جنتكم من النار، قولوا: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات الصالحات". (ن ك) عن أبي هريرة. (خذوا جنتكم) بضم الجيم. (من النار) أي وقايتكم قالوا: يا رسول الله كيف نفعل؟ قال: (قولوا: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" فإنهن) أي هذه الكلمات. (يأتين يوم القيامة مقدمات) بكسر الدال جمع مقدمة الجماعة أي متقدمة أمام الجيش. (ومعقبات) بكسر القاف. (ومجنبات) بكسر النون وهي التي تكون في الميمنة والميسرة فكأنهن جيش من جهات قائلهن تسترنه عن النار وفي الفردوس سميت معقبات؛ لأنها عادت مرة بعد أخرى وكل من عمل عملاً ثم عاد إليه فقد عقب، وقيل: المعقب لكل شيء خلف يعقب ما قبله. (وهن الباقيات الصالحات) المشار إليهن في القرآن. (ن ك) (¬2) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (1349)، والبيهقي في الشعب (7577)، والديلمي في الفردوس (2838)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2820)، والضعيفة (2284). (¬2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6/ 212)، والحاكم (1/ 725)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3214).

3880 - "خذوا يا بني أرفدة حتى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة". أبو عبيدة في الغريب والخرائطي في اعتلال القلوب عن الشعبي مرسلاً. (خذوا يا بني أرفدة) بفتح الهمزة وسكون الراء ففاء مكسورة وقد تفتح فدال مهملة لقب للحبشة أو اسم جنس أو اسم جدهم الأكبر أو معناه يا بني الإماء وهذا قاله خطابا للحبشة يوم عيد لهم وقد رآهم وهم يرقصون ويلعبون بالدرق والحراب أي: خذوا في لعبكم هذا. (حتى تعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة) وأنه ليس فيه تشديد وتضييق عن المباح، وهذا اللعب كأنه للتمرين في الحرب، قال ابن حجر (¬1): فلا حجة فيه لمن زعم أنه دليل على جواز الرقص وسماع اللهو. (أبو عبيدة) القاسم بن سلام (في الغريب) أي كتابه في "غريب الحديث" (والخرائطي في اعتلال القلوب (¬2) عن الشعبي مرسلًا). وقد أخرجه أبو نعيم موصولاً من حديث الشعبي عن عائشة قالت: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذين يدكون بالمدينة فقام عليهم فكنت أنظر بين أذنيه وهو يقول: "خذوا ... " إلى آخره. قالت: فجعلوا يقولون: أبو القاسم الطيب فجاء عمر فانذعروا، قال في الميزان: هذا منكر وله إسناد آخر واه. 3881 - "خذوا للرأس ماءًا جديداً". (طب) عن جارية بن ظفر. (خذوا للرأس) أي في مسحه في الوضوء. (ماءًا جديداً) قال في الفردوس فمسحه ببل غسل اليد لا يكفي لاستعماله وهو تعليل عليك بل إن ¬

_ (¬1) فتح الباري (6/ 553). (¬2) أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (1/ 327)، والحميدي (254)، والحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (866) عن عائشة، وانظر الميزان (4/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3219)، والصحيحة (1829).

صح فتبعد. (طب) (¬1) عن جارفة بن ظفر) بفتح الجيم وكسر الراء وفاء كذا قاله الشارح: وفي نسخ الجامع بالمثناة التحتية بعد الراء الحنفي اليمامي أبو نمران، نزيل الكوفة (¬2) قال الهيثمي: فيه دهثم بن قرّان ضعفه جمع وذكره ابن حبان في الثقات. 3882 - "خذوا من عرض لحاكم، واعفوا طولها". أبو عبد الله بن مخلد الدوري في جزئه عن عائشة. (خذوا من عرض لحاكم) أي من شعرها. (واعفوا طولها) أي لا تأخذوا منه فيخصص حديث: "واعفوا اللحى بطولها" (أبو عبد الله بن مخلد) (¬3) بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح اللام (الدوري) بضم الدال المهملة وسكون الواو وكسر الراء نسبة إلى محلة ببغداد سمع الدورقي والزبير بن بكار وعنه الدارقطني وغيره ثقة ثبت (في جزئه عن عائشة) ورواه الديلمي في الفردوس عنها وبيض لسنده. 3883 - "خذي فرصة من مسك فتطهري بها". (ق ن) عن عائشة (صح). (خذي) أيها المرأة. (فرصة) بكسر الفاء وسكون الراء فصاد مهملة. (من مسك) بكسر الميم الطيب المعروف وروي بفتحها وهو الجلد، قال عياض: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 260) (2091)، والبزار (3793)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 90)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 1/ 234، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2821)، وقال في الضعيفة (995): ضعيف جداً. (¬2) انظر: الإصابة (1/ 444)، وقال الحافظ: قال ابن حبان: له صحبة ... وقال: ولا يعرف له رواية إلا من طريق دهشم ضعيف جدًّا. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2833)، والدوري كما عزا له في الكنز (17225)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2822).

وهو من رواته الأكثر وفي الفائق (¬1) أن المراد قطعة ممسكة أي خلقة مسكت بالأيدي كثيرا كأنه أراد أن لا يستعمل الجديد. (فتطهري بها) أي تنقي بها أثر الدم من الحيض ونحوه بأن تجعله في نحو صوفة وتدخله فرجها وفي الحديث حذف بينته رواية مسلم بلفظ: "تأخذ إحداكن ماءها وسدرها فتتطهر فتحسن الطهور ثم تصب عليها الماء ثم تأخذ فرصة"، قال المصنف: وبه سقط السؤال، كيف يكون أخذ الفرصة بياناً للاغتسال. (ق ن) (¬2) عن عائشة) ورواه الطيالسي وأبو يعلى والحلواني. 3884 - "خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك، ويكفي بنيك". (ق د ن هـ) عن عائشة (صح). (خذي) يا هند زوجة أبي سفيان أم معاوية (¬3)؛ لأنها اشتكت أن زوجها أبو سفيان شحيح لا يعطيها ما يكفيها وولدها إلا ما أخذت منه وهو لا يعلم. (من ماله بالمعروف) أي من غير تقتير ولا إسراف قال القرطبي: إن الأمر للإباحة، وإنها وإن كانت مطلقة لفظا فهي مقيدة معنى كأنه قال: إن صح ما ذكرتي فخذي: (ما يكفيك، ويكفي بنيك) لأنها الكافلة لهم وأحالها على العرف؛ لأنه ليس فيه تحديد شرعي، والباء في: "بالمعروف" يجوز تعلقها بخذي ويكفيك. واعلم: أن هذا إفتاء منه - صلى الله عليه وسلم - لا حكم لها لعدم استيفاء شروطه قال العلائي: إذا صدر منه - صلى الله عليه وسلم - قول حمل على أغلب تعريفاته وهو الإفتاء ما لم يقم دليل على خلافه وفيه أن نفقة الزوجة والأبناء على الآباء لا الأمهات وأن القول للزوجة في النفقة وأن نفقتها تقدر بالكفاية وأن للأم طلب ذلك عند الحاكم وأن لها ¬

_ (¬1) انظر: الفائق (1/ 262). (¬2) أخرجه البخاري (314)، ومسلم (332)، وأبو يعلى (4733)، والنسائي (251). (¬3) الإصابة (8/ 155).

ولاية نفقة ولدها ولو في حياة أبيه وأن من له حق عند من يمنعه منه له أخذه بغير علمه ولو من غير جنسه، وإن المظلوم له أن يتظلم إلى المفتي فيقول: قد ظلمني أبي أو زوجي، فكيف طريقي إلى الخلاص وأنه لا يلزمه أن يقول: ما قولك في إنسان ظلمه أبوه أو زوجه لهذا الخبر فإنها ذكرت الشح والظلم لها ولولدها وعينت أبا سفيان قيل وعدم التعيين أولى ذكره الغزالي. (ق د ن هـ) (¬1) عن عائشة) وله عندهما ألفاظ آخر. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5374)، ومسلم (1714)، وأبو داود (3532)، والنسائي (3/ 481)، وابن ماجه (2293).

الخاء مع الراء

الخاء مع الراء 3885 - " خرجت من نكاح غير سفاح". ابن سعد عن عائشة. (خرجت من نكاح غير سفاح) بضم التاء إخبار عن نفسه - صلى الله عليه وسلم - وعن والديه وتنقله في الأصلاب الطاهرة والأرحام المنزهة أي أنه ما وقع في سلسلة آبائه إلا وطئ عن عقد نكاح على طريقة الإِسلام كما بين في أن نكاح الجاهلية كان أنحاء أربعة أحدها النكاح الإِسلامي وإليه أشار صاحب الهمزية في قوله: لم نزل في ضمائر الكون تختار ... لك الأمهات والآباء وقوله: "غير سفاح" تأكيد. (ابن سعد (¬1) عن عائشة) أخرجه في الطبقات، قال الذهبي: فيه الواقدي هالك. 3886 - "خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح". ابن سعد عن ابن عباس. (خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح) تفسيره ما رواه البيهقي مرفوعاً: "ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء ما ولدني إلا نكاح الإِسلام" وفيه الإخبار بعناية الله به صلى الله عليه وسلم. (ابن سعد (¬2) عن ابن عباس) رضي الله عنهما. 3887 - "خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، ولم يصيبني من سفاح الجاهلية شيء". العدني (عد طس) عن علي. (خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 61)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3224). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 61)، وانظر: كشف الخفاء (1/ 452)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3223).

لم يصيبنى من سفاح الجاهلية شيء) أورد هنا إشكال هو أن أئمة التاريخ ذكروا أن كنانة بن مخرمة تزوج برّة زوجة أبيه فولدت نضراً أحد أجداده - صلى الله عليه وسلم -، وأجيب بأن نضراً إنما هو من ريحانة لا من برة وباستثناء ذلك وبأنه كان نكاح قبل الإِسلام وكلها إقناعية ولا دلالة في قوله تعالى: {إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 23] على الجواز كما وهم البعض فإنه استثناء من الفعل لا الحرمة وبأن الجاحظ نقل عن أبي عثمان أن كنانة لم يولد له من زوجة أبيه برة بل من بنت أخيها واسمها برّة أيضاً فغلط كثير لموافقة الاسم والقرآن انتهى، قلت: إذا ثبت الحديث فلا يسمع الإشكال فإن نقل المؤرخين لا يقاوم به كلام خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم بل يحكم على نقلهم بعدم الصحة وصحة كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم. (العَدَني) بفتح العين والدال للمهملتين آخره نون نسبة إلى عدن وهو محمَّد بن يحيى بن أبي عمرو ساكن مكة وفي هامش نسخة قوبلت على نسخة المصنف أنه محمَّد بن عمرو شيخ الترمذي (عد طس) (¬1) عن علي) - رضي الله عنه - قال الهيثمي: فيه محمَّد بن جعفر بن محمَّد صحح له الحاكم في مستدركه وقد تكلم فيه، قلت: في المغني (¬2): محمَّد بن جعفر بن محمَّد بن علي العلوي الصادق تكلم فيه ولم يترك. 3888 - "خرجت وأنا أريد أن أخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان فاختلجت مني، فاطلبوها في العشر الأواخر، في سابعة تبقى؛ أو تاسعة تبقى، أو خامسة". الطيالسي عن عبادة بن الصامت. (خرجت) أي من منزلي. (وأنا أريد أن أخبركم بليلة القدر) أي بعين الليلة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4728)، والديلمي في الفردوس (2949)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 214)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3225). (¬2) انظر: المغني في الضعفاء (2/ 563).

التي هي فيها وأقول هي ليلة كذا جزمًا. (فتلاحى) بالحاء المهملة أي تنازع وتخاصم وتشاتم. (رجلان) هما كعب بن مالك وابن أبي حدرد كان له دين على كعب فطلبه فتنازعا ورفعا أصواتهما بالمسجد. (فاختلجت مني) بضم الهمزة للمجهول بعدها خاء معجمة فمثناة فوقية فلام فجيم أي انتزعت عن حفظي ونسيتها قال عياض (¬1): فيه ذم المخاصمة وأنها سبب للعقوبة لكن ليست المخاصمة على طلب الحق مذمومة مطلقا بل لوقوعها في المسجد وهو محل الذكر لا للغو انتهى، وفيه أنه قد تشدد على الأمة وتعسر نيل بعض البركات عليها بسبب فعل البعض منها لما لا يرضاه الله. (فاطلبوها) أي الليلة. (في العشر الأواخر) أي من رمضان وفيه أنه بقي حفظ جملة زمانها. (في سابعة تبقى) أي ليلة تبقى بعدها سبع ليال وهي ليلة ثالث وعشرين. (أو تاسعة تبقى) أي ليلة تبقى بعدها تسع وهي ليلة أحد وعشرين. (أو خامسة تبقى) وهي ليلة خمس وعشرين، قال الطيبي: قوله في تاسعه إلى آخره يدل من قوله العشر الأواخر وتبقى صفة لما قبله من العدد كذا رواه الشارح. قلت: ولو قيل المراد بتاسعة تبقى ليلة تاسعة من العشر باقية منها وهي ليلة تاسع وعشرين ومثله سابعة إلى ليلة سبع وعشرين كما أنه المراد في خامسة يبقى لما كان بعيدا غايته يقول كون ليلة واحد وعشرين غير مذكورة هنا ولا ضير فيه فإن ليلة تاسع وعشرين قد فاتت على تقرير الشارح الأول وهي من لياليها وفي قول الطيبي أن تبقى صفة لما قبلها من العدد احتمال للأمرين أي تبقى هي في نفسها أو تبقى بعدها والأول وصف لها بحال نفسها وتبقى بمعنى تصير باقية. (الطيالسي (¬2) عن عبادة بن الصامت) وهو في البخاري بنحو هذا اللفظ عن ¬

_ (¬1) شرح النووي على مسلم (8/ 63). (¬2) أخرجه البخاري طرفاه في (2023 - 6049) (49، 1919، 5702)، والطيالسي (576).

عبادة فدل على ما أولناه به أنه أراد ما أخرج عنه في ذلك المعنى، كذا قاله الشارح وتقدم قريبا أنه لم يرو البخاري لعبادة شيئاً. 3889 - "خرج رجل ممن كان قبلكم في حلة له يختال فيها، فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة". (ت) عن ابن عمرو. (صح) (خرج رجل ممن كان قبلكم) قيل إنه قارون وقال السهيلي في الأعلام عند قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا} [الصافات: 97] قائل هذه المقالة فيما ذكره الطبري اسمه الهيزم رجل من أعراب فارس وهم الترك وهو الذي جاء في الحديث: "بينا رجل يمشي في حلة له يتبختر فيها فخسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة". (في حلة يختال فيها) أي يتبختر ويتكبر. (فأمر الله الأرض فأخذته) أي ابتلعته. (فهو يتجلجل) بالجيمين. (فيها) أي في الأرض أي يغوص ويضطرب ويتحرك في نزوله فيها. (إلى يوم القيامة) وهو تحذير من الكبر وترهيب من الخيلاء. (ت) (¬1) عن ابن عمرو) وصححه المصنف بالرمز عليه. 3890 - "خرج نبي من الأنبياء بالناس يستسقون الله تعالى فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة". (ك) عن أبي هريرة. (خرج نبي من الأنبياء) في رواية أحمد أنه سليمان - عليه السلام -. (يستسقون الله تعالى) أي يطلبون السقي. (فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء فقال: ارجعوا فقد استجيب لكم من أجل هذه النملة) زاد ابن ماجه في روايته: "ولولا الدواب لم تمطروا" واستدل به على ندب إخراج الدواب في الاستسقاء، قلت: وعلى ندب ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2491)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3222).

رفع اليدين في الدعاء نحو السماء وعلى إدراك الحيوانات وإنها تدعوا الله وتعلم أنه ولي كل نفع ودافع كل شر. (ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 3891 - "خروج الآيات بعضها على إثر بعض يتتابعن كما تتابع الخرز في النظام". (طس) عن أبي هريرة. (خروج الآيات) أي أشراط الساعة العشر. (بعضها على إثر بعض) أي أنه لا ينقطع دهرا طويلًا وإلا فقد تقدم أنهم يعمرون بعد خروج الدابة ويتداعون بصفة الإيمان والكفر الذي عرفا من إثرها وهي من الآيات فمن قال إن الآيات كلها في ثمانية أشهر لا يصح كلامه إلا أن قوله: (يتتابعن كما تتابع الخرز في النظام) تؤيد تقاربها فلعله في بعض من الآيات لا في الحكم على ما بين أولها وآخرها والنظام بزنة كتاب: الخيط الذي يناط فيه الخرزات. (طس) (¬2) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل وداود الزهري وهما ثقتان. 3892 - "خروج الإِمام يوم الجمعة للصلاة يقطع الصلاة، وكلامه يقطع الكلام". (هق) عن أبي هريرة. (خروج الإِمام يوم الجمعة) أي الخطيب لأنه كان الإِمام في العصر الأول. (للصلاة) أي لصلاة الجمعة. (يقطع الصلاة) التي يمنع الإحرام بها وهذا لمن كان في المسجد لا لمن دخل بعد خروجه فالصحيح إنها لا تسقط تحية المسجد ولو كان في خطبته. (وكلامه) على البر أي خطبته. (يقطع الكلام) أي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 473)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2823). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4271)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 321)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3223).

يقطع إباحته لأنه لا جمعة لمن لغى كما تقدم. (هق) (¬1) عن أبي هريرة) قال ابن حجر: رواه مالك في الموطأ عن الزهري وروى عن أبي هريرة مرفوعاً قال البيهقي وهو خطأ والصواب من قول الزهري وفي الباب عن ابن عمر مرفوعاً. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 192)، ومالك في الموطأ (233)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 61)، (73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2824).

الخاء مع الشين المعجمة

الخاء مع الشين المعجمة 3839 - " خشية الله رأس كل حكمة، والورع سيد العمل". القضاعي عن أنس. (خشية الله رأس كل حكمة) لأنها الدافعة لأمن مكر الله والاغترار به الذي لا تنال الحكمة مع وجودهما. (والورع سيد العمل) وتقدم الكلام في الورع وقد حصر الدين كله فيه مبالغة وجعل عملا مع أنه كف إعلاما بأن في الكف الكائن عنه مدافعة للنفس هو العمل بل سيد الأعمال. (القضاعي (¬1) عن أنس) ورواه الديلمي أيضًا عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (41)، والديلمي في الفردوس (2964)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2826)، والضعيفة (1583).

الخاء مع الصاد المهملة

الخاء مع الصاد المهملة 3894 - " خص البلاء بمن عرف الناس، وعاش فيهم من لم يعرفهم". القضاعي عن محمَّد بن علي مرسلاً. (خص البلاء) أي الفتنة والامتحان. (بمن عرف الناس) فإنه يأتيه من قبلهم كل فتنة ومحنة فإن الله خلق العباد مختلفي الأخلاق والأغراض والشهوات فلا يزال عارفهم في ابتلائه ومداراة لشرهم ودفع مكائدهم ويقال الاستكثار من الأصحاب كالاستكثار من الطعام والشراب يجلب الداء العضال ويولد عداوة الرجال ولذا قيل: وما ضرني إلا الذي قد عرفته ... جزى الله خيراً كل من لست أعرف ولابن الرومي: عدوك من صديقك مستفاد ... فقلل ما استطعت من الصحاب فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشراب (وعاش فيهم من لم يعرفهم) أي يهنأ بعيشه وخلص صافيه عن كدر المعارف وقيل: لبعض الملوك: من خير الناس؟ قال: من لا يعرفنا ولا نعرفه. القضاعي (¬1) عن محمَّد بن علي بن أبي طالب) المعروف بابن الحنفية (مرسلًا) قال السخاوي وغيره: ضعيف، وأخرجه موصولاً الديلمي وغيره من حديث عمر بن الخطاب. 3895 - "خصاء أمتي الصيام والقيام". (حم طب) عن ابن عمرو ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي (588)، والديلمي في الفردوس (2958)، وانظر المقاصد الحسنة (صـ 323)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2828)، والضعيفة (3545).

(خصاء أمتي) بضم الخاء والمد وتكسر. (الصيام والقيام) قاله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن مظعون - رضي الله عنه - وقد قال تحدثني نفسي أن أختصي وأن أترهب في رؤوس الجبال فنهاه عن الرهبانية وأمره بما يقوم مقامها في الإثابة وهو أيسر منها وأفضل وهو الصيام والقيام بأن الصوم يضعف الشهوة ولذا سماه في حديث: "وجاء" والقيام يذلل النفس ويشغل الفكر فيكسر الشهوة. (حم طب) (¬1) عن ابن عمرو) قال الحافظ العراقي: إسناده جيد، وقال الحافظ الهيثمي: رجاله ثقات وفي بعضهم كلام. 3896 - "خصال لا تنبغي في المسجد: لا يتخذ طريقا، ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض فيه بقوس، ولا ينثر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيِّء، ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه من أحد، ولا يتخذ سوقاً". (هـ) عن ابن عمر. (خصال) جمع خصلة قال الزمخشري في الأساس (¬2): هي الخلة أو الشعبة، مأخوذة من خصل الشجر ما تدلى من أطرافه ومن المجاز: خصلة حسنة. (لا تنبغي في المسجد) تقدم أن هذه العبارة تطلق على ما يحرم ويكره. (لا يتخذ طريقا، ولا يشهر فيه سلاح، ولا ينبض فيه بقوس) قال شارحه: بنون وضاد معجمة أي لا يحرك وترها لترن وفي النسخ بالقاف من القبض وهو جعله من النبض. (ولا ينثر فيه نبل، ولا يمر فيه بلحم نيِّء) بكسر النون وهمز بعد المثناة التحتية ممدود هو الذي لم يطبخ وقيل: لم ينضج. (ولا يضرب فيه حد، ولا يقتص فيه من أحد) من القصاص في عضو أو نفس. (ولا يتخذ سوقاً) أي لا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 173)، وابن عدي في الكامل (2/ 450)، ولم أقف عليه في الكبير، وقول العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (3/ 21)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 253)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3228)، والصحيحة (1830). (¬2) الفائق في غريب الحديث (1/ 376).

يباع فيه ولا يشترى وقد خولفت هذه أو غالبها في أشرف مساجد الله على وجه الأرض المسجد الحرام. (هـ) (¬1) عن ابن عمر) فيه زيد بن جَبِيْرة، قال فيه الميزان: قال البخاري: متروك الحديث، وأبو حاتم لا يكتب حديثه وساق هذا من مناكيره وقال ابن الجوزي: لا يصح، وقال المنذري: ضعيف. 3897 - "خصال ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كان ضامنا على الله أن يدخله الجنة: رجل خرج مجاهدا؛ فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله، ورجل تبع جنازة؛ فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله، ورجل توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لصلاة؛ فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله، ورجل في بيته لا يغتاب المسلمين ولا يجر إليه سخطا ولا تبعة؛ فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله". (طس) عن عائشة. (خصال ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن) أي في حال تلبسه بفعلها. (إلا كان ضامناً على الله أن يدخله الجنة) قيل أي مع السابقين الأولين أو من غير عذاب. (رجل خرج مجاهدا؛ فإن مات في وجهه) أي في طريق جهاده ذاهبا أو آيباً. (كان ضامناً على الله) كرره للتأكيد أي كان مضمونا عليه تعالى أجره. (ورجل تبع جنازة) أي خرج معها متقدما أو متأخرا عنها. (فإن مات في وجهه) كما سلف آنفاً. (كان ضامنا على الله، ورجل توضأ فأحسن الوضوء) باستيفائه لما أمره الله به. (ثم خرج إلى المسجد لصلاة) فريضة أو نافلة. (فإن مات في وجهه كان ضامناً على الله، ورجل في بيته) أي جلس فيه. (لا يغتاب المسلمين) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (748)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 127)، والميزان (3/ 147)، والعلل المتناهية (1/ 402)، والدراية (1/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2830)، وقال في الضعيفة (1497): ضعيف جدًّا.

بقلبه أو بلسانه عند من يتصل به. (ولا يجر إليه) أي إلى نفسه. (سخطاً) أي ما يسخط الله تعالى عليه أو ما يسخط نفسه ويؤذيه ويغضبه وحاصله لا يصدر منه شر وعطف: (ولا تبعة) به لأنه أريد بالسخط الاحتمال الثاني أي لا يجر إلى نفسه شيئًا يتبع به أي يعاقب به عند الله والتبعات أظهر إطلاقها في حقوق المخلوقين. (فإن مات في وجهه) أي في حاله هذا. (كان ضامناً على الله) وفيه بيان أن العزلة لها شرائط لا تكون خيرا إلا بها واعلم أن الحديث ذكر في صدره خصال ست ولم يسرد إلا أربعاً فكأنه سقط من الراوي اثنتان ولم يتعرض الشارح لهذا، ولا نقل رواية أخرى. (طس) (¬1) عن عائشة) قال الهيثمي: فيه عيسى بن عبد الرحمن بن أبي فروة: متروك. 3898 - "خصلتان لا يجتمعان في منافق: حسن سمت، ولا فقه في الدين". (ت) عن أبي هريرة. (خصلتان لا يجتمعان في منافق) أي لا يتصف بهما، خصلتان لا تجتمعان مبتدأ موصوف والخبر محذوف، أي مما أحدثكم به كقوله تعالى: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا} [النور: 1]، أي مما أوحينا إليك. (حسن سمت) أي حسن هيئة ومنظر في الدين، قال القاضي: السمت في الأصل الطريق ثم استعير لهذا الخبر يقال: ما أحسن سمته أي هديه. (ولا فقه في الدين) عطفه على السمت مع كونه منفيا لكونه في سياق النفي، قال التوربشتي: حقيقة الفقه في الدين ما وقع في القلب ثم ظهر في اللسان فأفاد العلم وأورث التقوى وأما ما يتدارس المغرورون فبمعزل عن الرتبة العظمى لتعلق الفقه بلسانه دون قلبه، قال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3822)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 277)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2829): ضعيف جداً.

الطيبي: قوله "لا يجتمعان" ليس المراد أن واحدة منهن قد تحصل دون الأخرى بل هو تحريض للمؤمن أن يكون متصفا بهما. (ت) (¬1) عن أبي هريرة) قال الترمذي عقبه: غريب لا نعرفه إلا من حديث عوف عن خلف بن أيوب العامري ولا أدري كيف هو انتهى، قلت وفي المغني (¬2): خلف بن أيوب العامري البلخي المفتى عن عوف صادق ضعفه ابن معين. 3899 - "خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل، وسوء الخلق". (خدت) عن أبي سعيد. (خصلتان لا يجتمعان في مؤمن البخل، وسوء الخلق) أي في مؤمن كامل الإيمان فلا يرد أن كثيرا متصف بهما من الموحدين ويحتمل أنه أريد بهما بلوغ النهاية في ذلك بحيث لا ينفك عنهما فمن اتصف بهما حينًا وبضدهما حينا فلا يخلو عنهما ويحتمل أن يراد باعتبار الأغلب منهما قال الطيبي: أفرد البخل عن سوء الخلق وهو معصية وجعله معطوفا عليه يدل على أنه أسوئها وأشنعها لأن البخيل بعيد عن الله بعيد عن الجنة بعيد عن الناس. (خد ت) (¬3) عن أبي سعيد) قال الترمذي: بعده غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى انتهى. قال الذهبي: وصدقة ضعيف ضعفه ابن معين وغيره وفي المغني: ليس بحجة. 3900 - "خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مؤمن إلا دخل الجنة، ألا وهما يسير ومن يعمل بهما قليل: يسبح الله في دبر كل صلاة عشرًا ويحمده عشراً، ويكبره ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2684)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3229)، والصحيحة (278). (¬2) انظر المغني (1/ 211). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (282)، والترمذي (1962)، وانظر المغني في الضعفاء (1/ 308)، وليس فيه: ليس بحجة. بل فيه: ضعفوه وذكر هذا الحديث، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2833)، والضعيفة (1119).

عشراً، فذلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، ويكبر أربع وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمده ثلاثًا وثلاثين، ويسبح ثلاثًا وثلاثين، فتلك مائة باللسان وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمس مائة سيئة". (حم خد 4) عن ابن عمرو. (خصلتان لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة) فيه إيهام تعظيماً لشأنهما وزادهما تعظيما بحرف التنبيه في قوله: (ألا وهما يسير) لا كلفة في الإتيان بهما. (ومن يعمل بهما قليل) لبعد أكثر النفوس عن الخير وتكاسلها عن الطاعة وإن سهل فعلها وبين الأول منهما بقوله: (يسبح الله) تعالى أي العبد المسلم. (في دبر كل صلاة) أي مكتوبة لأن الإضافة للعهد وهي المعهودة وكما دلت له الفذلكة آخرا. (عشراً) أي تسبيحات أو مرات. (ويحمده عشرا) أي عقيب الصلاة. (ويكبره عشراً) كذلك وذلك بأن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر أو يفرد كل واحدة ويستكملها عشرا ثم أختها كذلك وقد فهم بعض الأول وبعض التالي والحديث صادق عليهما. (فذلك) أي الفعل أو العشرات. (خمسون ومائة باللسان) لأنها خمس مرات في اليوم والليلة كل مرة ثلاثون وهي مائة وخمسون. (وألف وخمسمائة في الميزان) لأن كل وأحدة حسنة وكل حسنة بعشر أمثالها فهو ألف عن مائة وخمسمائة عن خمسين فهذه الأول من الخصلتين وبين الثانية بقوله: (ويكبر أربع وثلاثين إذا أخذ مضجعه) أي أراد أخذه أو شرع فيه حقيقة. (ويحمده ثلاثًا وثلاثين، ويسبح ثلاثًا وثلاثين) يحتمل أنه يرتبه هكذا مقدما للتكبير ثم ما بعده إلا أنها قد وردت روايات أخر بتقديم التسبيح ثم التحميد ثم التكبير فيحمل على التخيير. (فتلك مائة) في (اللسان وألف في الميزان) أي مضاعفة. (فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمس مائة سيئة) ألفاً فصيحة معنى إذا أحرز أحدكم هذا الأجر فقد كفرت خطاياه وأنه يكفر عنه بكل

حسنة سيئة فتحط عنه ألفا سيئة وخمسمائة سيئة فأيكم إلى آخره استفهام إنكار أي لا أحد يعمل ذلك في يومه وليلته وزاد الطيبي بعد رقم هذا قيل رؤية كلامه قرر ما قررناه فالحمد لله. (حم خد 4) (¬1) عن ابن عمرو) قال الترمذي: حسن صحيح، وفي الأذكار: إسناده صحيح إلا أن فيه عطاء بن السائب وفيه خلف سببه اختلاطه وقد أشار أبو أيوب السختياني إلى صحة حديثه هذا. 3901 - "خصلتان معلقتان في أعناق المؤذنين للمسلمين: صيامهم وصلاتهم" (هـ) عن ابن عمر. (خصلتان معلقتان في أعناق المؤذنين) أي معلق أجرهما أو إثمهما أو حكمهما. (للمسلمين: صيامهم وصلاتهم) شبه حالة المؤذنين وإناطة المسلمين بهم بحال أسير في عنقه ربقة الرق لا يخلصه منها إلا المن أو الفداء قاله الطيبي. (هـ) (¬2) عن ابن عمرو) قال ابن حجر: فيه مروان بن سالم الجزري وهو ضعيف ورواه الشافعي مرسلاً قال الدارقطني: المرسل هو الصحيح. 3902 - "خصلتان من كان فيه كتبه الله شاكراً صابراً، ومن لم يكونا فيه لم يكتبه الله شاكرًا ولا صابرًا: من نظر في دينه إلى من هو فوقه فاقتدى به، ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه؛ كتبه الله شاكراً صابراً، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 160، 204)، والبخاري في الأدب المفرد (1216)، وأبو داود (5065)، والترمذي (3410)، والنسائي 6/ 46، وابن ماجه (926)، وصحح الألباني في صحيح الجامع (3230). (¬2) أخرجه ابن ماجه (712)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 183)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2831)، والضعيفة (901): موضوع.

ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه لم يكتبه الله شاكرًا ولا صابرًا ". (ت) عن ابن عمرو. (خصلتان من كان فيه كتبه الله شاكرا صابرا، ومن لم يكونا فيه لم يكتبه الله شاكرًا ولا صابراً) بينهما بعد هذا الإبهام بقوله: (من نظر في دينه إلى من هو فوقه) أي لاحظ من هو أكثر منه طاعة وأتم للأوامر والنواهي امتثالاً. (فاقتدى به) أي اجتهد في الإلحاق به والاتصاف بما اتصف به. (ونظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه) من سعد الحال أو صحة البدن أو القبول عند الناس أو أي أمر دنيوي فإنه لا يقدم الإنسان من هو دونه. (كتبه الله شاكراً) لأنه باقتدائه بمن هو فوقه في الدين اجتهد في الطاعة فصار شاكراً (و) بحمده على ما أعطى كتبه الله: (صابراً) والثانية من الخصلتان. (ومن نظر في دينه إلى من هو دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه) تفريع على الآخر وأما الأول فلم يفرع عليه لأن نفس نظره إلى من هو دونه في الدين قد فرط فيه؛ لأنه دل على استحسانه لحاله في الدين واستحقاره لغيره فيه وهو لا يعلم بالحقيقة عند الله لعل الأحقر في نظره عبد الله أكثر فلذا: (لم يكتبه الله شاكرًا ولا صابراً). (ت) (¬1) عن ابن عمرو) فيه المثنى بن الصباح ضعفه ابن معين وقال النسائي متروك. 3903 - "خصلتان لا يحل منعهما: الماء، والنار". البزار (طص) عن أنس. (خصلتان لا يحل منعهما: الماء، والنار) تقدم الكلام فيه في ثلاث. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2512)، وابن المبارك في الزهد (180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2832)، والضعيفة (1924).

(البزار (طس) (¬1) عن أنس) قال أبو حاتم: هذا حديث منكر وأقره الحافظ ابن حجر، وقال الهيثمي: فيه الحسن بن أبي جعفر وهو ضعيف وفيه توثيق لين، قلت: في المغني (¬2) ضعفوه ولم يذكر توثيقاً. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (681)، والبزار (1586) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 124)، وتلخيص الحبير (3/ 65)، وعلل ابن أبي حاتم (1/ 378)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2834)، والضعيفة (3546). (¬2) انظر المغني (1/ 157).

الخاء مع الطاء

الخاء مع الطاء 3904 - " خطوتان إحداهما أحب الخطأ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ، والأخرى أبغض الخطا إلى الله: فأما التي يحبها فرجل نظر إلى خلل في الصف فسده، وأما التي يبغض فإذا أراد الرجل أن يقوم مد رجله اليمنى ووضع يده عليها وأثبت اليسرى ثم قام". (ك (صح) هق) عن معاذ. (خطوتان) بضم الخاء تثنية خطوة به أيضًا وهو ما بين القدمين في المشي وبالفتح المرة. (إحداهما أحب الخطا إلى الله) تعالى أي يثيب فاعلها ويرضى منه فعله. (والأخرى أبغض الخطا إلى الله) تعالى يعاقب فاعلها ولا يرضاها منه. (فأما التي يحبها فرجل) أي فخطو رجل. (نظر إلى خلل في الصف) أي فرجة من صف الصلاة. (فسده) إما بولوجه فيه أو يضم بعض المصلين إليه. (وأما التي يبغض فإذا أراد الرجل أن يقوم مد رجله اليمنى ووضع يده عليها وأثبت اليسرى) أي في مقعده. (ثم قام) لعل النقص من حيث أنه صفة الكسلان والحكمة مجهولة لنا. (ك هق) (¬1) عن معاذ) قال الذهبي في المهذب (¬2): قلت: هذا منقطع، قلت: وفي ما قوبل على نسخة المصنف رمز الصحة على الحاكم. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 406)، والبيهقي في السنن (2/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2835)، والضعيفة (5284). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 3156).

الخاء مع الفاء

الخاء مع الفاء 3905 - " خفف على داود القرآن فكان يأمر بدوابه فتسرج فيقرأ القرآن من قبل أن تسرج دوابه ولا يأكل إلا من عمل يده". (حم خ) عن أبي هريرة (صح). (خفف) مغير صيغة. (على داود القرآن) أي سهل عليه وفسر له القرآن أي تلاوته وأراد به الزبور أو التوراة وسماه قرآنا لاعتبار معناه اللغوي وهو الجمع وقيل لأنه قصد به إعجازه من جهة القراءة وهذا كان من معجزاته وقرآن كل نبي يطلق على كتابه الذي آتاه الله وقيل أريد بالأول القرآن والثاني الزبور. (فكان يأمر بدوابه فتسرج) أي يوضع عليها السراج. (فيقرأ القرآن) أي الزبور. (من قبل أن تسرج دوابه) أي يفرغ من قراءته من قبل تمام إسراجها قال الشارح: فقد دل الحديث على أنه سبحانه يطوي الزمان لمن يشاء من عباده كما يطوى لهم المكان. قلت: ما هنا طي زمان بل توسعة فيه عليه فقط ولا دلالة في الحديث إلا على أنه يسر عليه جريان الحروف على فمه والكيفية مجهولة لنا ولهذا كان هذا الفعل من معجزاته ثم نقل عن ابن أبي شريف أن أبا طاهر المقدسي كان يقرأ في اليوم والليلة خمس عشرة ختمة انتهى. قلت: هذا أمر لا يذعن به العقل ولا ورد به عن المعصوم - صلى الله عليه وسلم - النقل فهذا النقل مبني على تهوكات صوفية وأمور ذوقية لا نؤمن بها ولا نقبل إلا ما جاء عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من الأخبار في الخوارق ولو كان هذا صحيحا لكان أحق الناس به الصحابة ليتسع حفظ كتاب الله تعالى وتنتشر على كل لسان وما ورد إلا أنه كان يأخذ الواحد فيهم الآيات الثلاث ويحزبون القرآن أحزابًا وكان المصطفى

- صلى الله عليه وسلم - يعارضه جبريل - رضي الله عنه - كل رمضان مرة وفي عام قبضه عارضه مرتين لكن الشارح يصدق عن المتصوفة كل خارقة ويصغي سمعه لهم إلى كل ناعقة ولما أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه كان داود عليه السلام يأمر بدوابه فتسرج دل على أنه ذو سعة في الحال والمال وذو خدم وحول فأخبر أنه كان مع ذلك: (لا يأكل إلا من عمل يده) أي من ثمن ما كان يعمله وهو نسج الدروع لأن عمل اليد أطيب الكسب فخص به تشريفًا له عن أكل غيره لأنه كان ملكا ضخم الملك، وفيه فضيلة الأكل من كسب اليد. (حم خ) (¬1) عن أبي هريرة). 3906 - "خففوا بطونكم وظهوركم لقيام الصلاة". (حل) عن ابن عمر. (خففوا بطونكم وظهوركم لقيام الصلاة) أي قللوا الأكل لتخف جوار حكم للقيام إلى الصلوات فإن الشبع يوجب الكسل عن الطاعة وظهوركم قيل بقلة الأكل أيضًا ويحتمل بقلة الدثار والأدفية في الليل لأنها تثقل البدن وتزيد في النوم ويتولد عنه الكسل وقد ورد أنه ثني له - صلى الله عليه وسلم - فراشه بالليل فثقل نومه فأمرهم بإعادته إلى حاله الأول. (حل) (¬2) عن ابن عمر) ورواه عنه الديلمي أيضاً. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 325)، والبخاري (3417). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 255)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2836)، والضعيفة (3547): موضوع.

الخاء مع اللام

الخاء مع اللام 3907 - " خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله، وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض". أبو بكر الشافعي في الغيلانيات عن أبي هريرة. (خلفت فيكم شيئين) أي سأخلف أو بمعنى تركت. (لن تضلوا بعدهما) إذا تمسكتم بهما. (كتاب الله، وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض) تقدم تقريره. (أبو بكر الشافعي (¬1) في الغيلانيات عن أبي هريرة) ورواه عنه الدارقطني بلفظه وفيه كما قال الفريابي صالح بن موسى ضعفوه وفيه داود بن عمر الضبي قال أبو حاتم: منكر الحديث. 3908 - "خلقان يحبهما الله، وخلقان يبغضهما الله: فأما اللذان يحبهما الله فالسخاء والسماحة، وأما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق والبخل، وإذا أراد الله بعبد خيراً استعمله على قضاء حوائج الناس". (هب) عن ابن عمرو. (خلقان) بضم الخاء واللام تثنية خلق تقدم تفسيره. (يحبهما الله) أي يرضاهما ويثيب عليهما. (وخلقان يبغضهما الله) فيعاقب عليهما. (فأما اللذان يحبهما الله تعالى فالسخاء) بالمد. (والسماحة) أي: الجود بطيبة نفس، وفي رواية للديلمي بدل: "السماحة ": "الشجاعة". (وأما اللذان يبغضهما الله فسوء الخلق والبخل) عطفه عليه مع أنه منه إبانة لشدة ذمه عنده تعالى. (وإذا أراد الله بعبد خيراً) يقاوم بيان معنى إرادته تعالى الخير لعبده. (استعمله على قضاء حوائج الناس) أي جعله عاملاً عليها وساقها إليه ورزقه القيام بها وذلك؛ لأن في قضاء حوائج ¬

_ (¬1) أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (رقم 597)، والدارقطني (4/ 245)، والحاكم (1/ 172)، والبيهقي في السنن (10/ 114)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3232).

العباد من الأجر ما لا يحيط به العبارة فيسوق تشبيه إلى من يريد له الخير. (هب) (¬1) عن ابن عمرو) ورواه الأصبهاني وغيره. 3909 - "خلق الله الخلق فكتب آجالهم، وأعمالهم، وأرزاقهم". (خط) عن أبي هريرة. (خلق الله الخلق) أي المخلوقات كلها. (فكتب آجالهم) أي الحد الذي ينتهي إليه أعمارهم. (وأعمالهم) أي مقاديرها طولًا وقصراً. (وأرزاقهم) وتقدم الكلام فيه. (خط) (¬2) عن أبي هريرة) فيه عبد الرحمن بن عبد العزيز قال الذهبي (¬3): مضطرب الحديث وبشر بن الفضل (¬4) مجهول. 3910 - "خلق الله جنة عدن، وغرس أشجارها بيده، فقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون". (ك) عن أنس. (خلق الله جنة عدن) قيل اسم جنة من الجنان وقال ابن القيم (¬5): الصحيح إنها كلها جنات عدن والاشتقاق يدل على أنها كلها جنات عدن لأنه من الإقامة والدوام يقال عدن إذا أقام. (وغرس أشجارها بيده) عبارة عن كمال العناية بها فإنه لا يعمل الملك عملا بيده إلا إذا اعتنى فيه وأطلق اللازم وهو اليد وأراد الملزوم وهو العمارة التامة وذلك تفضيل لها منه تعالى على غيرها ولا يخفى أن هذا فيه ما يدل أنها جنة خاصة من الجنان لا كما قال ابن القيم. (فقال لها) أي ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7659، 10839)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2843)، والضعيفة (1706): موضوع. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 211)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2841)، والضعيفة (3550). (¬3) انظر الميزان (4/ 302). (¬4) انظر المغني (1/ 107). (¬5) انظر: حادي الأرواح (ص: 68).

بعد تمام العناية بها. (تكلّمي) أي تتكلم ما فيك من الحور والولدان أو أنث حقيقة كما في: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: 11] وإن جهلنا الكيفية. (فقالت: قد أفلح المؤمنون) أي فازوا وظفروا حيث بلغ بهم عناية الرب إلى اتخاذ هذا المسكن لهم، وفي هذا الإخبار حث للنفوس على التشمير للأعمال المبلغة إلى هذه الدار. (ك) (¬1) عن أنس) قال الحاكم عقيبه: صحيح وتعقبه الذهبي فقال: بل ضعيف انتهى، وفي الميزان: إنه باطل. 3911 - "خلق الله آدم من تراب الجابية، وعجنه بماء الجنة". (عد) عن أبي هريرة. (خلق الله آدم من تراب الجابية) بالجيم وموحدة بعد الألف فمثناة تحتية موضع بدمشق. (وعجنه بماء الجنة) قال القاضي: واشتهر أن آدم خلق من طين وأنه كان ملقى ببطن عمان وهو من أودية عرفات وظاهر هذا أنه خلق في الجنة ولفق بين الحديثين بأن طينته خمرت في الأرض وألقيت فيها حتى استعدت لقبول الصورة الإنسانية فحملت إلى الجنة فصورت ونفخ فيها الروح. الحكيم (عد) (¬2) عن أبي هريرة) وإسماعيل بن رافع قال الدارقطني وغيره: متروك الحديث وقال ابن عدي أحاديثه كلها فيها نظر ثم ساق هذا الخبر. 3912 - "خلق الله آدم على صورته، وطوله ستون ذراعا، ثم قال: اذهب فسلم على أولئك النفر -وهم نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 426)، وانظر الميزان (5/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2842)، والضعيفة (1283). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 281)، وانظر الميزان (1/ 384)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2838).

ورحمة الله، فزادوه: "ورحمة الله" فكل من يدخل الجنة على صورة آدم في طوله ستون ذراعا، فلم تزل الخلق تنقص بعده حتى الآن". (حم ق) عن أبي هريرة (صح). (خلق الله آدم على صورته) أي على صورة آدم التي كان عليها من مبدأ فطرته إلى موته لم يتفاوت هيئته بخلاف بنيه فإن كلا منهم يكون نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما وأعصاباً عارية ثم يكسوها لحما ثم حيواناً مخبأ لا يأكل ولا يشرب ثم يكون مولودًا رضيعاً ثم طفلاً مترعرعاً ثم مراهقاً ثم شابا ثم كهلا ثم شيخا، والمعنى: خلق الله آدم أي صوّره أو نفخ فيه الروح حال كونه على صورته التي هو عليها وفي قوله: (وطوله ستون ذراعًا) ما يدل على ذلك ويدل له أيضاً ما في رواية أحمد ولم ينتقل أطوارا كذريته والمراد بذراع نفسه، قال ابن حجر: وروى عبد الرزاق "أن آدم لما أهبط إلى الأرض كان رجلاه في الأرض ورأسه في السماء فحطه الله إلى ستين ذراعاً" (¬1) فظاهره أنه كان مفرط الطول في ابتداء فطرته، وظاهر هذا الحديث أنه خلق ستين ذراعا ابتداء وهو المعتمد. (ثم قال: اذهب فسلم على أولئك النفر) وذلك بعد أن علمه تعالى السلام. (وهم نفر من الملائكة جلوس) هذا مدرج من كلامه - صلى الله عليه وسلم - لا من كلام الله تعالى بيانا لهم، قال ابن حجر: لم أقف على تعيينهم. (فاستمع ما يجيبونك) بالجيم من الإجابة وبالحاء المهملة ومثناة مشددة من التحية. (فإنها) أي الذي يجيبونك به وأنثه باعتبار تحية أوقاتها أي المذكورة باعتبار أنها جملة من الابتداء أو الجواب. (تحيتك وتحية ذريتك، فذهب فقال: السلام عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله) فيه جواز حذف الواو في الرد وقدمنا البحث في ذلك في الجزء الأول. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (9090).

(فزادوه ورحمة الله) قال القرطبي (¬1): قد دل هذا الخبر على تأكيد السلام وأنه من الشرائع القديمة التي كلف بها آدم عليه السلام ثم لم تنسخ في شريعة انتهى. (فكل من يدخل الجنة) أي من نبيه. (على صورة آدم) حسنًا وضاحة ولونا، وفي "مثير الغرام في زيارة القدس والشام": أن آدم - عليه السلام - كان أمرد وإنما حدثت اللحية لولده وكان أجمل البرية وعند ابن أبي الدنيا عن أنس يرفعه: "أنهم يدخلون الجنة على طول آدم وعلى حسن يوسف وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثون سنة" (¬2). (في طوله ستون ذراعاً) قال السمهودي: ما ذكر من الصفات من طول آدم وغيره ثابت لكل من يدخل الجنة كما تقرر فيشمل من مات صغيرا بل جاء ما يدل على ثبوت ذلك في السقط وروى البيهقي (¬3) بسند حسن عن المقدام: "ما من أحد يموت سقطًا ولا هرمًا وأنحاء الناس فيما بين ذلك إلا بعث ابن ثلاث وثلاثين فإن كان من أهل الجنة كان على مسحة آدم وصورة يوسف وقلب أيوب، ومن كان من أهل النار عظم كالجبال (¬4). (فلم تزل الخلق تنقص بعده حتى الآن) أي فإنه انتهى نقصها واستقرت على هذه الأشكال المختلفة اختلافاً يسيراً، قيل: هذا مقدم في الترتيب على قوله: فكل من يدخل الجنة إلى آخره، قال ابن حجر (¬5): هذا يشكل بما يوجد الآن من آثار الأمم السالفة كديار ثمود فإن مساكنهم تدل على أن قامتهم لم تكن مفرطة في الطول على حسب ما يقتضيه الترتيب المألوف وعهدهم قديم والزمان الذي بينهم ¬

_ (¬1) فيض القدير (3/ 446). (¬2) الأحاديث المائة لابن طولون (94). (¬3) أخرجه في البعث والنشور (ص: 437). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 280) 663) ومسند الشاميين (1839). (¬5) فتح الباري (6/ 367).

وبين آدم دون ما بينهم وبين هذه الأمة ولم يظهر لي إلى الآن ما يزيل هذه الإشكال انتهى. قلت: قد يقال إنه ليس في الحديث دلالة على أنها تنقص تدريجا كل زمان مقدارا معينا بل المراد أنها تناقصت وانتهاء نقصانها إلى أن تكلمه وزمانه وعصره فيحتمل أنه رفع النقص الكبير في أول الزمن أيام نوح وبعد الطوفان ولم تبلغ هذه الغاية فما زال يظهر نقصه وإن قل إلى زمانه فثمود لا يلزم أن يقال إليها باعتبار ومنها من زمن آدم يحتمل طولاً زائداً على ما دل عليها أثارها؛ لأنه لا يراد ذلك إلا لو كان النقص في كل زمان مقداراً معيناً. (حم ق) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه الطبراني وغيره. 3913 - "خلق الله مائة رحمة، فوضع رحمة واحدة بين خلقه يتراحمون بها، وخبأ عنده مائة إلا واحدة". (م ت) عن أبي هريرة (صح). (خلق الله مائة رحمة، فوضع رحمة واحدة بين خلقه يتراحمون بها، وخبأ عنده مائة إلا واحدة) تقدم الحديث قريباً. (م ت) (¬2) عن أبي هريرة). 3914 - "خلق الله التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق، في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل" (حم م) عن أبي هريرة (صح). (خلق الله التوبة) أي الأرض ذات التربة. (يوم السبت) هذا ابتداء خلق ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 315، 323)، والبخاري (3148)، ومسلم (2841). (¬2) أخرجه البخاري (6104)، ومسلم (2752)، والترمذي (3541).

الأرضين. (وخلق فيها) أي في التربة. (الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه) أي كل ما يكره من دواب السموم والشرور وغيرها. (يوم الثلاثاء، وخلق النور) بالراء وفي رواية: "الحوت" بالتاء ولا ينافيه لأنه خلقهما فيه معًا والنور لعله يشمل الشمس والقمر والنجوم. (يوم الأربعاء) وقيل: المراد بالنور الخير فيشمل الأنهار والماء (وبث فيها الدواب) أي فرّق فيها أحادًا متكثرة في جهات مختلفة والدواب جمع الدابة من الدبيب الحركة بالنفس. (يوم الخميس، وخلق الله آدم بعد العصر من يوم الجمعة، في آخر الخلق) قد وقع هذا الترتيب على وفق الحكمة الإلهية فإنه قدم أصل المنزل ثم أرساه بالأوتاد ثم أخصبه بالأشجار ثم خلق ما لا بد منه من الشرور في هذه الدار ثم خلق ما يدفعه من الخير والأنوار، وفي تقديم خلق المكروه إشارة إلى أن هذه الدار دار الشرور وإنه الأصل فيها ثم بث ما لا يتم نفع الحيوان الإنساني إلا به من الدواب ثم بعد تأهيب المسكن وما فيه خلق الساكن: (في آخر ساعة من ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل) وفي هذا الترتيب إرشاد للعباد إلى الأناة في الأفعال والتؤدة وإلا فإنه قادر على إيجاد الكل في أقل من لحظة، والحديث دل على أنها خلقت الأرض بما فيها في أسبوع وخلق آدم في آخره إلا أنه قد ثبت أنها قد سكنت الأرض من قبل آدم الجن كما سرده أئمة التفسير في تفسير: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا} [البقرة: 30] وثبت أن آدم جمع من تربة الأرض وبقي ملقى أربعين سنة، ولعله يقال إن الأرض مخلوقة قبل ذلك على غير هذه الهيئة التي خلقت عليها ووصفها في الحديث. (حم م) (¬1) عن أبي هريرة) قال الزركشي: أخرجه مسلم وهو من غرائبه وقد تكلم فيه ابن المديني ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 327)، ومسلم (2789)، والبخاري في التاريخ الكبير (1317).

والبخاري وغيرهما من الحفاظ وجعلوه من كلام كعب الأحبار لأن أبا هريرة إنما سمعه من كعب لكنه اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعاً، قال بعضهم: هذا الحديث في متنه غرابة شديدة فمن ذلك أنه ليس فيه ذكر خلق السماوات وفيه ذكر خلق الأرض وإقامتها في سبعة أيام وهذا خلاف القرآن لأن الأرض خلقت في أربعة أيام ثم خلقت السماوات في يومين. 3915 - "خلق الله عَزَّ وَجَلَّ الجن ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح في الهواء، وصنف عليهم الحساب والعقاب، وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف: صنف كالبهائم، وصنف أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين، وصنف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله". الحكيم وابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن أبي الدرداء. (خلق الله عَزَّ وَجَلَّ الجن ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض) بفتح الخاء أشهر من كسرها وضمها وشينين معجمات وهي خرشاتها وهوامها قال جار الله (¬1): الواحدة خشاشة سميت به لاتخشاشها في التراب من خش الأرض دخل فيها. (وصنف كالريح في الهواء) أي يطيرون لهم أجنحة كما تقدم في الجيم في حديث الجن. (وصنف عليهم الحساب والعقاب) هم الذين تقدم أنهم يحلون ويظعنون وفيه أن الأولين لا حساب عليهم. (وخلق الله الإنس ثلاثة أصناف) باعتبار الصفات لا باعتبار الذوات والأول باعتبارهما معاً. (صنف كالبهائم) زاد الديلمي: في روايته هنا قال الله تعالى: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا} [الأعراف: 179] الآية. وقد نزلهم منزلة البهائم حقيقة حتى في ¬

_ (¬1) انظر: الفائق (1/ 370).

الأجسام وهم الكفار فإنهم لما استعملوا أبدانهم في غير ما خلقت له من عبادة الله تعالى كانت كأجسام البهائم حقيقة ولذا قال في الصنف الثاني: (وصنف أجسادهم أجساد بني آدم) فهم يستعملونها في الطاعة ظاهراً. (وأرواحهم أرواح الشياطين) خبثًا وشرية وهؤلاء هم أشرار العصاة ويحتمل أنهم المنافقون فقط. (وصنف في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله) وهؤلاء هم خلص المؤمنين وهو الدليل على أنه أريد بالأوسط أشرار العصاة، قال الغزالي قال وهب: بلغنا أن إبليس تمثل ليحيى بن زكريا - عليهما السلام - فقال: أخبرني عن بني آدم؟ قال: هم عندنا ثلاثة أصناف: أما صنف منهم فأشد الأصناف علينا نقبل عليه حتى نفتنه ونتمكن منه ثم يفزع إلى الاستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركناه منه فلا نحن ندرك منه حاجتنا فنحن في عناء منه والصنف الآخر في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نتلعب بهم كيف شئنا، والصنف الثالث مثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء انتهى. (الحكيم (¬1) وابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن أبي الدرداء) فيه يزيد بن سنان الرهاوي قال في الميزان: ضعفه ابن معين وغيره وتركه النسائي وساق له مناكير هذا منها. 3916 - "خلق الله آدم فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن، ثم ضرب كتفه اليسرى فخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، قال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي، وهؤلاء في النار ولا أبالي". ابن عساكر عن أبي الدرداء. (خلق الله آدم فضرب كتفه اليمنى فأخرج ذرية بيضاء كأنهم اللبن) لونا ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 50)، وابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (86)، وأبو الشيخ في العظمة (5/ 1639)، وابن حبان في المجروحين (3/ 107)، وانظر الميزان (7/ 248)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2839).

وذلك لأنهم أهل النجاة فقد أخرجهم بيض الألوان لأنهم في (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه) بيض الوجوه ولأنهم يلبسون نور الإيمان في دار الدنيا ويعطون نورهم يوم القيامة وأخرجهم من اليمنى لأنهم أصحاب اليمين. (ثم ضرب كتفه اليسرى فخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم) بضم الحاء المهملة جمع حممة الفحمة وذلك لأنهم من المسودة وجوههم في الآخرة ولأنهم يتصفون بظلمة الكفر وفي قوله في الأول فأخرج بنسبة الإخراج إلى ذاته تشريفا لتلك الذرية وفي قوله في الآخر فخرج وصفا لها وإعلاما بعدم العناية بها. (قال: هؤلاء في الجنة) أي الذرية البيضاء. (ولا أبالي) أي لا أكترث بإدخالهم دار كرامتي مع أنهم لا يأتون من الأعمال ما يوجبها فإنه لا يدخل أحد بعمله الجنة ويحتمل أنه ذكر مشاكلة لما بعده. (وهؤلاء) الذرية السوداء. (في النار) أي مصيرهم ومآلهم. (ولا أبالي) بإدخالهم إياها وتعذيبهم لأنهم يستحقون ذلك فلا يستحقون مبالاة لعذابهم، والمراد أنه تعالى قد علم ما يأتيه كل من الفريقين باختياره فاختاره بأنهم من أهل الجنة ومن أهل النار إعلام بما يختاره كل فريق من غير جبر ولا قسر. (ابن عساكر (¬1) عن أبي الدرداء) وأخرجه أحمد والطبراني والبزار قال الهيثمي: ورجاله ثقات انتهى. 3917 - "خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمنا، وخلق فرعون في بطن أمه كافراً ". (عد طب) عن ابن مسعود. (خلق الله يحيى بن زكريا في بطن أمه مؤمناً) أي محكوماً عليه بالإيمان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 441)، والديلمي في الفردوس (5290)، والحكيم في نوادره (4/ 201)، وعبد الله بن أحمد في السنة (1059)، والبخاري في التاريخ الكبير (2314)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 397 و 52/ 366)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 185)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3234).

معلوما فيه أنه يختاره وإلا فمن في البطن لا يتصف به حقيقة وكذلك قوله: (وخلق فرعون في بطن أمه كافراً) قال الذهبي: وكذلك جميع من خلقه فليس للرسل أثر في سعادة أحد كما أنه ليس لإبليس أثر في شقاوة أحد لتميز أهل القبضتين عند الحق قبل بعثة الرسل لا يزيدون ولا ينقصون انتهى، قال الغزالي: من هنا يأتي الشيطان الإنسان فيقول: لا حاجة لك إلى العمل؛ لأنك إن خلقت سعيدا لن يضرك قلة العمل وإن خلقت شقيا لم تنفعك كثرته، فإن عصم الله العبد رده بأن يقول: إنما أنا عبد الله وعلى العبد امتثال العبودية والرب أعلم بربوبيته يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد وأنه ينفعني العمل حيث كنت فإن كنت سعيداً احتجت إليه لزيادة الثواب أو شقيا فكيف ألزم نفسي على أن لا يعذبني على الطاعة كيف ووعده الحق وقد وعد على الطاعة بالإثابة. (عد طب) (¬1) عن ابن مسعود) وأخرجه الديلمي قال الهيثمي: إسناده جيد انتهى وفي الميزان: أن فيه محمد بن سليم العبدي من حديثه ونقل عن النسائي وغيره أنه غير قوي وعن آخرين أنه ثقة. 3918 - "خلق الله الحور العين من الزعفران". (طب) عن أبي أمامة. (خلق الحور العين من الزعفران) هي خلقة البعض منهن وتقدم أن بعضهن خلق من التسبيح، قال ابن القيم (¬2): هذا في المنشآت في الجنة ليس في المولودات بين الآباء والأمهات وإذا كان هذه الخلقة الآدمية التي هي أحسن الصور مادتها من تراب فما الظن بمن خلقت من ماء وزعفران ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 215)، والطبراني في الكبير (10/ 224) (10543)، وانظر الميزان (6/ 179)، وقول الهيثمي في المجمع (7/ 193)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3237). (¬2) حادي الأرواح (صـ 162).

الجنة. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) ورواه عنه الديلمي أيضًا. 3919 - "خلق الله الإنسان والحية سواء: إن رآها أفزعته، وإن لدغته أوجعته، فاقتلوها حيث وجدتموها". الطيالسي عن ابن عباس. (خلق الإنسان والحية سواء) أي متماثلان في نفرة كل واحد عن الآخر وخوفه منه. (إن رآها أفزعته) أي أخافته لما فيها من السمية. (وإن لدغته أوجعته، فاقتلوها حيث وجدتموها) هو مقيد بغير حيات البيوت وتقدم البحث في ذلك. الطيالسي (¬2) عن ابن عباس) ورواه عنه أيضاً الطبراني في الأوسط قال الهيثمي: وفيه جابر غير منسوب والظاهر أنه الجعفي وقد ضعفوه. 3920 - "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم". (حم م) عن عائشة (صح). (خلقت الملائكة من نور) فهي أرواح مجردة عن كل كثيف. (وخلق الجان) هو أبو الجن أو هو إبليس. (من مارج من نار) أي من نار مختلطة بهواء مشتعل والمرج الاختلاط فهو من عنصرين هواء ونار. (وخلق آدم مما وصف لكم) مبنيا وصف للمفعول أي وصفه الله في كتابه ففي بعضها أنه خلقه من ماء وفي بعضها من تراب وفي بعضها من المركب منهما وهو الطين وفي بعضها من صلصال وهو الطين ضربته الشمس والريح حتى صار كالفخار. (حم م) (¬3) عن عائشة) ولم يخرجه البخاري. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 200) (7813)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 419)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2840). (¬2) أخرجه الطيالسي (2619)، والطبراني في الأوسط (4500)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 45)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2837): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه أحمد (6/ 153، 168)، ومسلم (2996).

3921 - "خلقت النخلة، والرمان، والعنب من فضل طينة آدم". ابن عساكر عن أبي سعيد. (خلقت النخلة، والرمان، والعنب من فضلة طينة آدم) قد يقال تقدم قريبا أن خلق الأشجار قبل خلق آدم فكيف التلفيق؟ وجوابه أن المراد بخلق آدم نفخ الروح فيه فقد كانت حمرت طينته وفصلت منها فصلة خلقت منها المذكورات أو إنه يخص الأشجار ما عدا الثلاث، وتقدم: "أكرموا عمتكم النخلة" الحديث. ابن عساكر (¬1) عن أبي سعيد) وأخرجه الديلمي أيضًا بسند مقدوح فيه. 3922 - "خلل أصابع يديك ورجليك". (حم) عن ابن عباس. (خلل أصابع يديك ورجليك) أي في الوضوء وظاهر الأمر الوجوب لكن قيل صرفه إلى الندب أدلة أُخر. (حم) (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن أبي زياد ضعيف. 3923 - "خللوا بين أصابعكم لا يخللها الله يوم القيامة بالنار". (قط) عن أبي هريرة. (خللوا بين أصابعكم لا يخللها الله يوم القيامة بالنار) الوعيد دليل الوجوب إذ لا وعيد على ترك مندوب إلا أن الحديث لا يقوم به حجة. (قط) (¬3) عن أبي هريرة) قال ابن حجر: إسناده واهٍ جدًّا وتبعه السخاوي، وقال الكمال بن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 382)، والديلمي في الفردوس (2954)، والرافعي في التدوين (2/ 417)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2844)، وقال في الضعيفة (262): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 287)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 130)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3239)، والصحيحة (1306، 1349). (¬3) أخرجه الدارقطني (1/ 95)، وانظر الدراية (1/ 24)، والمقاصد الحسنة (صـ 326)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2846)، والضعيفة (3551): ضعيف جداً.

الهمام: حديث ضعيف فيه يحيى بن ميمون التمار. 3924 - "خللوا بين أصابعكم لا يخلل الله بينها بالنار، وويل للأعقاب من النار". (قط) عن عائشة. (خللوا بين أصابعكم لا يخلل الله بينهما بالنار، وويل للأعقاب من النار) استطرد من تخلل الأصابع إلى غسل الأعقاب لأنه يقع التساهل فيهما معا كثير. (قط) (¬1) عن عائشة) قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ويخلل أصابعه ويدلك عقبيه ويقول: "خللوا أصابعكم لا يخللها الله بالنار وويل للأعقاب من النار" هذا لفظ الدارقطني من رواية عمر بن قيس ثم قال الدارقطني: ضعف قيس ويحيى بن ميمون وقال ابن حجر: سنده ضعيف جداً. 3925 - "خللوا لحاكم، وقصوا أظفاركم، فإن الشيطان يجري ما بين اللحم والظفر". (خط) في الجامع وابن عساكر عن جابر. (خللوا لحاكم، وقصوا أظفاركم، فإن الشيطان يجري ما بين اللحم والظفر) أي إذا رآه متسخا أو أنه مسكنه فيحب اتساخه. (خط) (¬2) في الجامع وابن عساكر عن جابر). 3926 - "خليلي من هذه الأمة أويس القرني". ابن سعد عن رجل مرسلاً. (خليلي من هذه الأمة أويس) مصغر بضم الهمزة ابن عامر أو عمرو. (القرني) بفتح القاف والراء نسبة إلى قبيلة من مُرّاد من اليمن لم يره النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما أخبر بفضله، قتل مع أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بصفين وقيل مات على ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (1/ 95)، وانظر الدراية (1/ 24)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2845). (¬2) أخرجه الخطيب في جامعه (1/ 374)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 247)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2847)، والضعيفة (1705): موضوع.

أبي قبيس وقيل بدمشق، وفي الميزان عن مالك أنه أنكره، وقال ابن حبان: كان بعض أصحابنا ينكر كونه [في الدنيا] (¬1). والمراد من قوله: "خليلي" أي في الآخرة لأنه لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - أو المراد يصلح لخلتي لو أدركني. ابن سعد (¬2) عن رجل) من التابعين (مرسلاً). ¬

_ (¬1) انظر: ثقات ابن حبان (4/ 53)، وميزان الاعتدال (1/ 279) و (1/ 281). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (6/ 163)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2848): موضوع، وقال في الضعيفة (1707): منكر.

الخاء مع الميم

الخاء مع الميم 3927 - " خمروا الآنية، وأوكئوا الأسقية، وأجيفوا الأبواب، واكفتوا صبيانكم عند المساء، فإن للجن انتشارًا وخطفة وأطفئوا المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت". (خ) عن جابر (صح). (خَمِّروا) بتشديد الميم أي غطوا: (الآنية) عام لما فيه شيء ولما هو عاطل إلا أنه يحتمل اختصاصه بالأول. (وأوكئوا) بكسر الكاف. (الأسقية) أي أفواهها. (وأجيفوا) بجيم وفاء. (الأبواب، واكفتوا) بكسر الفاء. (صبيانكم) أي ضموهم إليكم. (عند المساء) قيد للجميع أي عند دخولكم في الليل ويحتمل عوده إلى الأخير فقط لما تقدم من الأمر يكفهم حتى تذهب فوعة العشاء وكما يرشد إليه قوله: (فإن للجن انتشارا وخطفة) بالخاء المعجمة والفاء بزنة حفظه جمع خاطف وهو الأخذ بسرعة أي أن الجن يختطف الصبيان. (وأطفئوا) بهمزة قطع وسكون المهملة وكسر الفاء بعدها همزة مضمومة. (المصابيح عند الرقاد، فإن الفويسقة) هي الفأرة تصغير فاسقة. (ربما اجترت الفتيلة فأحرقت أهل البيت) تقدم هذا كله والأمر للإرشاد فتكون للندب مع قصد الامتثال. (خ) (¬1) عن جابر) ظاهره انفراد البخاري فيه وقد عزاه الديلمي وغيره إليه وإلى مسلم. 3928 - "خمروا وجوه موتاكم، ولا تشبهوا باليهود". (طب) عن ابن عباس. (خمروا وجوه موتاكم) أي غطوها. (ولا تشبهوا باليهود) فإنهم لا يخمرون وجوههم وهذا ما قاله - صلى الله عليه وسلم - في غير المحرم إلا أنه عام اللفظ وإن كان سببه خاصاً. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3138، 5937)، ومسلم (2012)، وأحمد (3/ 388)، وأبو يعلى (2130).

(طب) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: رجاله ثقات. 3929 - "خمس بخمس: ما نقض قوم العهد إلا سلط عليهم عدوهم، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر، ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا المكيال إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر". (طب) عن ابن عباس. (صح) (خمس) من الخصال يفعلها العباد يقابلها الله تعالى جزاء. (بخمس: ما نقض قوم العهد) بينهم وبين قوم آخرين. (إلا سلط عليهم عدوهم) أي جعل السلطان له عليهم جزاء بما نكثوه من العهد. (وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر) أي كثر وانتشر. (ولا ظهرت فيهم الفاحشة) هي الزنا. (إلا فشا فيهم الموت، ولا طففوا المكيال إلا منعوا) بالبناء للمفعول. (النبات) وذلك بمنع الغيث وإذهاب بركته. (وأخذوا بالسنين) أي بالقحط. (ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر) ووجوه الحكمة واضحة في كل خصلة حصلت عقوبة على ما نيطت بها. (طب) (¬2) عن ابن عباس) وأخرجه ابن ماجه بلفظه عنه أيضاً ورمز عليه المصنف بالصحة. 3930 - "خمس صلوات افترضهن الله عَزَّ وَجَلَّ، من أحسن وضوءهن، وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وخشوعهن -كان على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد: إن شاء غفر له وإن شاء عذبه". (د هق) عن عبادة بن الصامت. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 183) (11436)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 25)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2862)، والضعيفة (3556). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 45) (10992)، وأخرجه ابن ماجه (4019)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 65)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3240).

(خمس صلوات) قال الطيبي: مبتدأ وقوله: (افترضهن الله عَزَّ وَجَلَّ على العباد) صفة صلوات والجملة الشرطية بعده خبر وهي قوله: (من أحسن وضوءهن) أي الذي شرطت صحتها به. (وصلاهن لوقتهن) أي لدخوله وحلوله الذي عينه الله تعالى وجعل له ابتداء وانتهاء. (وأتم ركوعهن) وسجودهن أي أتى بهما كاملين بالاطمئنان كما علم - صلى الله عليه وسلم - المسيء صلاته تقدم وأتى بأذكارها. (وخشوعهن) أي بالقلب أولاً ثم يسري إلى الجوارح ثانيا. (كان) له. (على الله عهد أن يغفر له) جملة أن يغفر له جملة محذوفة المبتدأ أو صفة عهد أو بدل منه وقال الطيبي: أنه يحذف الياء أي بأن يغفر له لأن العهد في معنى الوعيد كما يقال وعده بكذا وقال القاضي: شبه وعده تعالى بإثابته عبده على طاعاته بالعهد الموثوق به الذي لا يخلف. (ومن لم يفعل فليس له على الله عهد) بأن يغفر له بل: (إن شاء غفر له وإن شاء عذبه) قال القاضي: وَكَلَ أمر التارك إلى مشيئته تعالى إن شاء عذبه وإن شاء غفر له. (د هق) (¬1) عن عبادة بن الصامت) وعزاه المناوي للترمذي والنسائي. 3931 - "خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافا بحقهن كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد: إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة". مالك (حم د ن هـ حب ك) عق عبادة بن الصامت. (خمس صلوات كتبهن الله على العباد، فمن جاء بهن لم يضيع منهن شيئاً استخفافا بحقهن) قال الباجي: احتراز عن السهو وقال ابن عبد البر (¬2): ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (425)، وابن ماجه (1401)، والنسائي (1/ 142)، والبيهقي في السنن (3/ 366)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3242). (¬2) التمهيد (23/ 293).

أن لا يقيم حدودها. (كان له عند الله عهد أن يدخله الجنة) مع السابقين الأولين أو من غير عذاب بصغائره أو بعض كبائره. (ومن لم يأت بهن) أي تركهن أصلاً أو أتى بهن على الصفة التي لا ترضيه تعالى. (فليس له عند الله عهد: إن شاء عذبه وإن شاء أدخله الجنة) أخذ منه أنه لا يفسق تاركها ولا يتعين عذابه. (مالك حم د ن هـ حب ك) (¬1) عن عبادة بن الصامت) قال العراقي: وصححه ابن عبد البر. 3932 - "خمس صلوات من حافظ عليهن كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له نور يوم القيامة ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي بن خلف". ابن نصر عن ابن عمرو. (خمس صلوات من حافظ عليهن كانت له نوراً) في قبره وحشره. (وبرهاناً) حجة تجادل بها عن نفسه. (ونجاة) من العذاب. (يوم القيامة) قيد في الثلاثة. (ومن لم يحافظ عليهن لم يكن له نور يوم القيامة) حيث يسعى نور المؤمنين بين أيديهم وبأيمانهم. (ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع فرعون وقارون وهامان وأبي) مصغر. (ابن خلف) هو الجمحي الذي قتله رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بيده يوم أحد وكان يقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكة: عندي فرس أقتلك عليه، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أقتلك عليه، فقتله يوم أحد ولم يقتل بيده الشريفة غيره وقد قال: "أشقى الناس من قتله نبي أو قتل نبيا" واعلم أن هذا الوعيد ينافي ما سلف من أنه تحت المشيئة فيحمل هذا على من تركها تهاونا بها وزعما لعدم وجوبها ونحو ذلك أو أنه مع من ذكر ثم يعفى عنه لكونه موحداً. (ابن ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (268)، وأحمد (5/ 315، 319)، وأبو داود (1420)، والنسائي (1/ 142)، وابن ماجه (1401)، وابن حبان (6/ 174) (2417)، والحاكم (2/ 348)، وانظر التمهيد لابن عبد البر (23/ 291)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3243).

نصر (¬1) عن ابن عمرو). 3933 - "خمس فواسق تقتلن في الحل والحرم: الحية والغراب الأبقع، والفأرة، والكلب العقور، والحديا". (م ن هـ) عن عائشة (صح). (خمس فواسق) قال النواوي (¬2): روي بالإضافة وبالتنوين قال الزمخشري (¬3): أصل الفسق الخروج والجور وقيل: للعاصي فاسق لذلك وسميت هذه الحيوانات فواسق على الاستعارة لخبثهن وخروجهن من الحرمة، وقال غيره: سميت بذلك لخروجها بالإيذاء أو الفساد عن طريق معظم الدواب. (تقتلن) خبر خمس على أن فواسق صفة لخمس. (في الحل) أي في المواضع التي لم يحرمها الله تعالى. (والحرم) بفتحهما حرم مكة المعروف أي أنه لا حرمة لهن. (الحية) أريد بها ما يشمل الثعبان. (والغراب الأبقع) الذي في بطنه أو ظهره بياض، وأخذ قوم بهذا القيد وقال آخرون: لا اعتبار به لأن روايات الإطلاق أصح والأبقع هو غراب البين، قال صاحب المجالسة: سمي بذلك لأنه بان عن نوح لما وجهه إلى الماء فغاب ولم يرجع. (والفأرة) بهمز وتسهل. (والكلب العقور) من أبنية المبالغة أي الجارح المفترس كالأسد والذئب والنمر، وسماها كلبا لاشتراكها في السبعية ونظير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه على بعض ولد أبي لهب: "اللهم سلط عليه كلباً من كلابك" (¬4) فافترسه أسد، وقيل أريد الكلب المعروف. (والحديا) بضم المهملة ¬

_ (¬1)) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 133)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2851). (¬2) شرح مسلم (8/ 113). (¬3) الفائق (3/ 115 - 116). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 211)، وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 207)، وانظر الإصابة (6/ 527).

وفتح الدال المهملة وتشديد المثناة تحتية مقصور بضبط المصنف وهو تصغير الحدأة واحدة الحدأ الطائر المعروف. (م ن هـ) (¬1) عن عائشة). 3934 - "خمس قتلهن حلال في الحرم: الحية، والعقرب، والحدأة، والفأرة، والكلب العقور". (د) عن أبي هريرة. (خمس قتلهن حلال) أي لا حرج ولا إثم فيه. (في الحرم) وأولى في الحل. (الحية، والعقرب، والحدأة) مقصور مهموز بزنة عنبة. (والفأرة، والكلب العقور) فيباح قتلهن بل يجب في أي محل ولو في جوف الكعبة لأن ما كان ممنوعًا ثم جاز وجب كذا قاله شارحه، قال النووي (¬2): اتفق العلماء على أنه يجوز للمحرم قتلهن ثم اختلفوا في ما يكون في معناهن قال الشافعي: المعنى في جواز قتلهن كونهن مؤذيات وكل مؤذ للمحرم يجوز قتله وما لا فلا، ويجوز أن يقتل في الحرم كل من وجب عليه قتل: بقود أو رجم أو محاربة ويجوز إقامة الحدود فيه. (د) (¬3) عن أبي هريرة). 3935 - "خمس كلهن فاسقة يقتلهن المحرم: ويقتلن في الحرم: الفأرة، والعقرب، والحية، والكلب العقور، والغراب". (حم) عن ابن عباس. (صح) (خمس كلهن فاسقة) قال أبو البقاء: وقع في هذه الرواية بالتاء ووجهه أنه محمول على المعنى لأن المعنى كل منهن فاسقة فيجوز أن تكون التاء للمبالغة نحو نسّابة ولو حمل على اللفظ لقيل كلهن فاسق قال تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: 95] انتهى. (يقتلهن المحرم ويقتلن في الحرم) وهن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3136)، ومسلم (1198)، والترمذي (837)، والنسائي (2/ 386، 388)، وابن ماجه (3087). (¬2) شرح مسلم (8/ 115). (¬3) أخرجه أبو داود (1847)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3245).

مخصصات مما نبع منه الحرم والمحرم. (الفأرة، والعقرب، والحية، والكلب العقور) تقييده بالعقر في هذه الأحاديث أشعر بأن غيره لا يقتل وإليه ذهب جمع وصححه الشافعية ولهم قول مرجوح بجواز قتل غيره للأمر بقتل الكلاب. (والغراب) لم يقيده بالأبقع إما أنه مقيد به وأطلق هنا اكتفاء بذلك أو لأنه لا اعتبار بالقيد. (حم) (¬1) عن ابن عباس) وصححه المصنف. 3936 - "خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر". ابن عساكر عن أبي أمامة. (خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة) أي بل يجاب مع توفر شرائطها. (أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر) أي ليلة عيد الإفطار أول ليلة من شوال. (وليلة النحر) أي عند الأضحى. (ابن عساكر (¬2) عن أبي أمامة) ورواه عنه الديلمي أيضًا والبيهقي من حديث ابن عمر قال ابن حجر: وطرقه كلها معلولة. 3937 - "خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط". (حم ق) عن أبي هريرة (صح). (خمس) أي خصال. (من الفطرة) بكسر الفاء يريد بها هنا السنة أي من السنة القديمة التي اختارتها الأنبياء وأمرت بها الأمم حتى صار كأنها أمر جبلي ومفهوم العدد غير مراد لأنه يأتي "عشر من الفطرة". (الختان) بكسر الخاء المعجمة اسم لفعل الخاتن وسمي به المحل وهو الجلدة التي تقطع، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 257)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3246). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2975)، وأخرجه عبد الرزاق (7927)، والبيهقي في الشعب (3713) عن ابن عمر، وانظر التلخيص الحبير (2/ 80)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2852)، والضعيفة (1452): موضوع.

قال الشافعي: إنه واجب بخلاف بقية الخمس بناء على أنه أريد بالفطرة ما يشمله وغيره. (والاستحداد) بالمهملات استعمال الحديد لإزالة شعر العانة وفي رواية: "وحلق العانة" قيل وهو يشمل التنوير أي إزالته بالنورة بخلاف رواية الكتاب. (وقص الشارب) هو الشعر النابت على الشفة العليا. (وتقليم الأظفار) من القلْمِ القطع والمراد إزالة ما يزيد على ما يلابس رأس الأصبع من الظفر لأن الوسخ يعلق به، قال العراقي: وهو سنة إجماعا لا تجب إلا إذا امتنع وصول الماء إلى ما يجب تطهيره وهذان يجري فعله أو فعل غيره لهما والأولى توليهما بنفسه. (ونتف الإبط) لأنه محل الرائحة الكريهة المجيفة بالعرق فيتلبد ويهيج فيشرع نتفه لتضعف وتحصل السنة بالحلق أيضًا والنتف أولى. (حم ق) (¬1) عن أبي هريرة). 3938 - "خمس من الدواب كلهن فاسق، يقتلن في الحرم: الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور". (ق ت ن) عن عائشة (صح). (خمس) مبتدأ صح الابتداء به لوصفه بقوله: (من الدواب كلهن) مبتدأ وخبره: (فاسق يقتلن في الحرم) خبر خمس. (الغراب، والحدأة، والعقرب، والفأرة، والكلب العقور) علله الشافعي: بأنها لا تؤكل وما لا يؤكل ولا يولد من مأكول إذا قتله المحرم فلا فدية عليه، ومالك: بالإيذاء فكل مؤذ يجوز للمحرم قتله وخصت بالحكم لأنها تكثر في المساكن. (ق ت ن) (¬2) عن عائشة). 3939 - "خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح: الغراب، والحدأة، والفأرة، والعقرب، والكلب العقور". مالك (حم ق د ن هـ) عن ابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 239، 283، 410، 489)، والبخاري (5550)، ومسلم (257). (¬2) أخرجه البخاري (3136)، ومسلم (1198)، والترمذي (837)، والنسائي (2/ 373).

(خمس من الدواب ليس على المحرم في قتلهن جناح: الغراب، والحدأة، والفأرة، والعقرب، والكلب العقور). (مالك حم ق د ن هـ) (¬1) عن ابن عمر). 3940 - "خمس من حق المسلم: رد التحية، وإجابة الدعوة، وشهود الجنازة، وعيادة المريض، وتشميت العاطس إذا حمد الله". (هـ) عن أبي هريرة (صح). (خمس من حق المسلم على المسلم) وله حقوق غيرها. (رد التحية) أي الابتداء بها والرد عليه إذا أريد بالحق ما يشمل الواجب والمندوب. (وإجابة الدعوة) إلى طعام وليمة وغيرها وجوبا فيها على المختار ندباً في غيرها. (وشهود الجنازة) أي جنازته كما يأتي صريحاً في غيرها. (وعيادة المريض) كما سلف. (وتشميت العاطس إذا حمد الله) تقدمت كلها. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة) صححه المصنف بالرمز عليه. 3941 - "خمس من الإيمان؛ من لم يكن فيه شيء منهن فلا إيمان له: التسليم لأمر الله، والرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله، والتوكل على الله، والصبر عند الصدمة الأولى". البزار عن ابن عمر. (خمس من الإيمان) أي من صفات أهله. (من لم يكن فيه شيء منهن فلا إيمان له) أي كاملاً. (التسليم لأمر الله) أي الانقياد لكل ما أمر الله. (والرضا بقضاء الله) أي الاطمئنان وسكون النفس عن الجزع بما قضاه تعالى. (والتفويض إلى الله) أي إلقاء الأمور إليه وإناطتها بتدبيره. (والتوكل على الله) أي إلقاء ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (789)، وأحمد (2/ 50)، والبخاري (1730)، ومسلم (1199)، وأبو داود (1846)، والنسائي (2/ 375)، وابن ماجه (3088). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1435)، وأحمد (2/ 332)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3251)، وحسنه في الصحيحة (1832).

الحوائج بيده وجعله وكيلا يتصرف في عبده راضيا بما فعله. (والصبر عند الصدمة الأولى) أي حفظ النفس عن الجزع عند مفاجأة المصيبة وابتداء وقوعها. (البزار (¬1) عن ابن عمر) قال البزار عقيبه: علته سعيد بن سنان أي وهو ضعيف ورواه أيضاً الطبراني من هذا الوجه، قال الهيثمي: فيه سعيد بن سنان لا يحتج به. 3942 - "خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والسواك، والتعطر". تخ) والحكيم والبزار، والبغوي (طب) وأبو نعيم في المعرفة (هب) عن حصين الخطمي. (خمس من سنن المرسلين) أي من طرقهم وفعلهم وأراد به ما يشمل الأنبياء. (الحياء) تقدم. (والحلم) انشراح الصدر واتساعه لما يرد عليه. (والحجامة) لأن للدم حرارة وقوة تغير الطبع إذا ترك. (والسواك) لأن الفم محل الوحي وطريق الذكر. (والتعطر) لأنه يحبه الله وتحبه الملائكة. (تخ) والحكيم والبزار، والبغوي (طب) وأبو نعيم في المعرفة (هب) (¬2) عن حصين) مصغر بالمهملتين الخطمي بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء فيه عمر بن محمَّد الأسلمي تفرد به، عدّه الذهبي في الضعفاء، قال: هو من المجاهيل. 3943 - "خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والتعطر، والنكاح". (طب) عن ابن عباس. (خمس من سنن المرسلين: الحياء، والحلم، والحجامة، والتعطر، والنكاح) ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (29) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 56)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2853)، والضعيفة (3552) ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (1955) والحكيم في نوادره (2/ 254)، والطبراني في الكبير (22/ 293) (749)، والبيهقي في الشعب (7717)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 83)، وانظر علل ابن أبي حاتم (2/ 338)، والميزان (5/ 268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2858).

تقدم كل هذا وأخذ منه وما قبله أن من سننهم ستة. (طب) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن شيبة قال الذهبي: واهٍ وذكر له هذا الحديث وغيره. 3944 - "خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله: من عاد مريضاً، أو خرج مع جنازة، أو خرج غازياً، أو دخل على إمامه يريد تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته فسلم الناس منه وسلم من الناس". (حم طب) عن معاذ. (خمس من فعل واحدة منهن كان ضامنا على الله) بأن يثيبه أو يدخله الجنة أو يبعده من النار. (من عاد مريضاً) عام في المسلم وغيره ولعل المراد الأول. (أو خرج مع جنازة، أو خرج غافلاً) في قتال كفار أو بغاة. (أو دخل على إمامه) العادل. (يريد تعزيره) أي تعظيمه. (وتوقيره) عطف تفسيري. (أو قعد في بيته فسلم الناس منه) أي كف عنهم يشعر يده ولسانه. (وسلم من الناس) وفيه أن طلب السلامة من الناس للنفس مطلق به لله تعالى. (حم طب) (¬2) عن معاذ) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله ثقات. 3945 - "خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد: المقتول في سبيل الله فهو شهيد، والغريق في سبيل الله شهيد، والمبطون في سبيل الله شهيد، والمطعون في سبيل الله شهيد، والنفساء في سبيل الله شهيد". (ن) عن عقبة بن عامر. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 186) (11445)، والكامل لابن عدي (1/ 313)، والميزان (1/ 233)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 99)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2857). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 241)، والطبراني في الكبير (20/ 37) (55)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 277)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3253).

(خمس من قبض في شيء منهن) أي قبض الله روحه. (فهو شهيد) أي له أجر الشهداء. (المقتول في سبيل الله) شهيد أي الجهاد فإنه: (شهيد) في أحكام الدارين. (والغريق في سبيل الله شهيد) يحتمل في طريقه للجهاد لأنه الذي يصدق عليه سبيل الله ويتبادر منه ويحتمل أنه أريد الذي غرق لا عن سبب منه وكذلك قوله: (والمبطون) أي الذي أصيب بداء البطن. (في سبيل الله شهيد) ومثله: (والمطعون في سبيل الله) أي الذي أصيب بالطاعون. (شهيد، والنفساء) التي تموت عقب الولادة. (في سبيل الله شهيد) ذكره للازدواج أو لأنه أريد بها الشخص وفي نسخة بالناس (ن) (¬1) عن عقبة بن عامر) الجهني. 3946 - "خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة: من صام يوم الجمعة، وراح إلى الجمعة، وعاد مريضا، وشهد جنازة، وأعتق رقبة". (ع حب) عن أبي سعيد. (خمس من عملهن في يوم) أراد به الجمعة كما دل له بقيته من إطلاق المطلق على المقيد. (كتبه الله من أهل الجنة) أي حكم له بها أو كتبه في صحائف أعماله. (من صام يوم الجمعة) مضاف إلى شيء قبلها أو بعدها وإلا فقد ثبت النهي عن إفرادها وسواء كان فرضا أو نفلا. (وراح إلى الجمعة) إلى صلاتها. (وعاد مريضا، وشهد جنازة، وأعتق رقبة) ولو أنثى. (ع حب) (¬2) عن أبي سعيد) قال الهيثمي: رجاله ثقات. 3947 - "خمس لا يعلمهن إلا الله: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (3/ 25)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3254). (¬2) أخرجه أبو يعلى (1044)، وابن حبان (7/ 6) (2771)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 169)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3252)، والصحيحة (1023).

أَرْضٍ تَمُوتُ} ". (حم) والروياني عن بريدة. (خمس لا يعلمهن إلا الله) أو من أعلمه من رسله وفسرها بقوله: (إن الله عنده علم الساعة) أي وقتها المعني الذي تقوم فيه. (وينزل الغيث) أي يعلم نزوله في زمانه. (ويعلم ما في الأرحام) من ذكر أو أنتى شقي أو سعيد ونحوهما. (وما تدري نفس ماذا تكسب) من خير أو شر. (غداً) جعل لنا الدراية التي فيها معنى الجبلة ولجنابه تقدس العلم تفرقة بين العلمين. (وما تدري نفس بأي أرض تموت) خص المكان ويعلم الزمان بالأولى. قلت: ولدخوله فماذا تكسب غدا وعبر لأن عنده علم الساعة فيعرف الاختصاص من تقديم الطرق وعلم من قوله: ينزل الغيث أنه يعلم زمان نزوله لأنه الذي يوجده ولم يقل ويعلم نزول الغيث؛ لأن الإعلام بالجادة أبلغ في الإخبار عن كماله مع استلزامه للعلم بزمان نزوله وعبر عما في الأرحام فإنه يعلمه لأنه صار موجودا لكنه لا يعلمه سواه وفي هاتين القرينتين شبه الاحتباك المعروف من أنواع البديع حيث عبر في الأول بالإيجاد وعلم منه العلم وعبر في هذا بالعلم وعلم منه الاختصاص بالإيجاد إذ لو أوجده سواه تعالى لشاركه في علمه ثم عبر عن علمه في الأخريين بنفي دراية الأنفس بما يكسبه في غدها وعدم درايتها بأي أرض موتها وهو كالاستدلال على أنه الذي يختص بعلم الخمسة لأنه يقول أنها لا تعرف نفس ما يعلق بها ويهمها فكيف تعلم غيره وقد علم من علمه بما في الأرحام أنه يعلم كل ما يتعلق بالأنفس من كسب. (حم) والروياني (¬1) عن بريدة) قال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 353)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 89)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3255).

3948 - "خمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله، وقتل النفس بغير حق، وبهت المؤمن، والفرار من الزحف، ويمين صابرة يقتطع بها مالاً بغير حق". (حم) وأبو الشيخ في التوبيخ عن أبي هريرة. (خمس ليس لها كفارة) أي لا يغطي إثمها عمل ولا يسقطه. (الشرك بالله) {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48] والمراد به الكفر لأنه أعم منه لكن عبر به لأنه الغالب. (وقتل النفس) المعصومة. (بغير حق) وهو من أدلة من ذهب إلى أنها لا توبة لقاتل العمد كما قدمناه في الهمزة في "أبى الله ... " الحديث إن حملنا عدم التكفير على عمومه ولم نخصصه بالتوبة. (وبهت المؤمن) بفتح الموحدة وسكون الهاء وتحرك من بهته كمنعه بَهْتًا وَبُهتانًا أي قال عليه ما لم يفعل والبهتية الباطل الذي يتخير من بطلانه والكذب كالبهت بالضم كما في القاموس (¬1) ومفهوم المؤمن إن تبهت غيره لا وعيد عليه ويحتمل أنه خرج على الأغلب وإلا فكل بهت متوعد عليه. (والفرار من الزحف) تقدم عده من الكبائر وفيه أنه لا يكفره عمل. (ويمين صابرة) من الوصف بحال صاحبها أي صابر حالفها بمعنى مصبور أي محبوس على خلقها وتقدم تفسيرها أيضاً (يقتطع بها) الحالف الدال عليه اليمين (ما لا بغير حق) أي تأخذ بضعة منه بغير حق له فيه والمراد أنه لا يكفر هذه شيء إلا التوبة عنها لما علم من الشريعة فالإيمان توبة عن الشرك وغيره مما ذكر بالتوبة عنه. (حم) وأبو الشيخ (¬2) في التوبيخ عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضاً. ¬

_ (¬1) انظر القاموس (1/ 125). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 361)، والديلمي في الفردوس (2677)، والطبراني في الشاميين (1184)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3247).

3949 - "خمس هن من قواصم الظهر: عقوق الوالدين، والمرأة يأتمنها زوجها تخونه، والإمام يطيعه الناس ويعصي الله، ورجل وعد عن نفسه خيرا فأخلف، واعتراض المرء في أنساب الناس". (هب) عن أبي هريرة. (خمس هن قواصم الظهر) بالقاف والصاد المهملة جمع قاصمة من قصمه يقصمه إذا كسره. (عقوق الوالدين) أو أحدهما وإن علا. (والمرأة يأتمنها زوجها تخونه) فإن إثمها في ذلك يقصم ظهرها سواء خانته في نفسها أو ماله. (والإمام يطيعه الناس ويعصي الله) عَزَّ وَجَلَّ فإن إثمه يقصم ظهره لأنه بطاعة الناس له يجب عليه شكر النعمة وزيادة الاجتهاد في العبادة. (ورجل وعد عن نفسه خيراً فأخلف) فإثم إخلافه قاسم لظهره، وعليه: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ ...} [التوبة: 75]. (واعتراض المرء في أنساب الناس) أي الوقيعة فيه وتمام الحديث عند مخرجه الديلمي "وكلكم لآدم وحواء". (هب) (¬1) عن أبي هريرة) فيه الحارث بن النعمان ذكره الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال أبو حاتم: غير قوي. 3950 - "خمس من العبادة: قلة الطعم، والقعود في المساجد، والنظر إلى الكعبة، والنظر في المصحف، والنظر إلى وجه العالم". (فر) عن أبي هريرة. (خمس من العبادة: قلة المطعم) لأن كثرته تورث التكاسل عن الطاعة والصمم عن الموعظة. (والقعود في المساجد) في طاعة من انتظار الصلاة أو تلاوة أو تعلم الناس الشرائع. (والنظر إلى الكعبة) أي مشاهدة البيت فيجتمع لمن في المسجد الحرام عبادتان النظر إليها والقعود فيه. (والنظر في المصحف) ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5144)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2859)، والضعيفة (2435). (¬2) انظر الميزان (2/ 181)، والمغني (1/ 143).

ظاهره وإن لم يتلو شيئا وقيل مع القراءة. (والنظر إلى وجه العالم) أي العامل بعلمه. (فر) (¬1) عن أبي هريرة) فيه سليمان بن الربيع (¬2) النهدي قال الذهبي تركه الدارقطني. 3951 - "خمس من أوتيهن لم يعذر على ترك عمل الآخرة: زوجة صالحة، وبنون أبرار، وحسن مخالطة الناس، ومعيشة في بلده، وحب آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم -". (فر) عن زيد بن أرقم. (خمس من أوتيهن لم يعذر على ترك عمل الآخرة) لأنه قد توفرت له أسباب الطاعات. (زوجة صالحة) أي تعجبه إذا رآها وتحفظه إذا غاب عنها. (وبنون أبرار) لأنهم أعوانه على دينه ودنياه. (وحسن مخالطة الناس) أي ملكة يقتدر بها على مخالطتهم بخلق حسن قال الشارح: لفظ الناس هو ما في نسخ كثيرة ووقعت على نسخة المصنف قرائن فيها بخطه مخالطة النساء والظاهر أنه سبق قلم. (ومعيشة في بلده) من غير تنقل بالأسفار. (وحب آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم -) فإنهم النور الأكبر وسبب السعادة فمن رزق هذه الخمس فقد توفرت له أسباب الطاعات فإن تركها كان ذنبه أكثر وعذره غير مقبول وكلما ذكر وجه إعانته على الطاعة واضح وأما حب آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فوجهه أن من أحب قوماً تخلق بأخلاقهم واجتهد في لحاقهم فلا عدد لمحبتهم عن الاقتداء بهم وسلوك طريقتهم. (فر) (¬3) عن زيد بن أرقم) ورواه أبو نعيم عنه أيضًا ومن طريقه رواه الديلمي. 3952 - "خمس يعجل الله لصاحبها العقوبة: البغي: والغدر، وعقوق ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2969)، وانظر العلل المتناهية (2/ 828)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2855)، والضعيفة (1710): ضعيف جداً. (¬2) انظر ضعفاء ابن الجوزي (2/ 19)، والميزان (3/ 293)، والمغني (1/ 279). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2974)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2856)، والضعيفة (3553).

الوالدين، وقطيعة الرحم، ومعروف لا يشكر" ابن لال عن زيد بن ثابت. (خمس يعجل الله لصاحبها العقوبة) في دار الدنيا (البغي) التعدي على العباد. (والغدر، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، ومعروف لا يشكر) أي وعدم شكر المعروف لمن أسداه إليه من الرب تعالى أو العبد فإن من لم يشكر الناس لا يشكر الله. (ابن لال (¬1) عن زيد بن ثابت) ورواه عنه الديلمي أيضا وغيره. 3953 - "خمس خصال يفطرن الصائم وينقضن الوضوء: الكذب، والغيبة، والنميمة، والنظر بشهوة، واليمين الكاذبة" الأزدي في الضعفاء (فر) عن أنس. (خمس خصال يفطرن الصائم) قال حجة الإِسلام: بين أن الصوم المقبول المثاب عليه في الآخرة الثواب الكامل ليس هو ترك الطعام والشراب والوقاع فرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع بل مع صيانة الجوارح فاللسان عن النطق بما لا يحل والغنى عن النظر الداعي إلى ما لا يحل. (وينقضن الوضوء) أي يقللن أجره لا نقضا حقيقياً بحيث يصير باطلا لأدلة أخر. (الكذب، والغيبة، والنميمة، والنظر بشهوة) عام فيما يحل نظره وما لا يحل. (واليمين الكاذبة) سواء اقتطع بها حق مسلم أو لا. (الأزدي في الضعفاء) والمتروكين عن عيسى بن سليمان وداود عن داود بن رشيد عن بقية عن محمَّد بن حجاج عن جابان بالجيم فالموحدة فنون آخره قال في المغني (¬2): لا يعرف وقال أبو حاتم: ليس بحجة، (عن أنس) ذكره في ترجمة محمَّد بن حجاج وقال لا يكتب حديثه وقال ابن الجوزي: هذا موضوع في اللسان وغيره جابان قال الأزدي: متروك ¬

_ (¬1) عزاه في كنز العمال لابن لال (44009)، وأخرجه الديلمي (2798)، وانظر فيض القدير (3/ 459)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2860)، والضعيفة (3554): ضعيف جدًا. (¬2) انظر: المغني (1/ 125).

الحديث ثم أورد له هذا الخبر (فر) (¬1) عن أنس)، قال العراقي: قال أبو حاتم هذا كذب انتهى وذلك لأن فيه سعيد بن عنبسة كذبه ابن معين وغيره. 3954 - "خمس دعوات يستجاب لهن: دعوة المظلوم حتى ينتصر، ودعوة الحاج حتى يصدر، ودعوة المغازي حتى يقفل، ودعوة المريض حتى يبرأ، ودعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب، وأسرع هذه الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب". (هب) عن ابن عباس. (خمس دعوات يستجاب لهن: دعوة المظلوم حتى ينتصر) لنفسه بقول أو فعل. (ودعوة الحاج حتى يصدر) من باب قفل يقفل أي يرجع إلى وطنه. (ودعوة المغازي حتى يقفل) بالقاف والفاء من قفل يقفل أي عاد والاختلاف في العبارة تفنن (ودعوة المريض حتى يبرأ) قال الطيبي: حتى في القرائن الأربع بمعنى إلى كقولك سرت حتى تغيب الشمس لا أن ما بعد حتى داخل فيما قبلها فدعوة المظلوم سبحانه إلى أن ينتصر وكذا الباقي. (وأسرع هذه الدعوات إجابة دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب) لما فيها من الإخلاص وعدم شائبة الرياء. (هب) (¬2) عن ابن عباس) فيه زيد العمي قال الذهبي: ضعيف متماسك ورواه عنه أيضا الحاكم ومن طريقه رواه البيهقي. 3955 - "خمس من العبادة: النظر إلى المصحف، والنظر إلى الكعبة؛ والنظر إلى الوالدين، والنظر في زمزم؛ وهي تحط الخطايا، والنظر في وجه العالم". (قط ن) عن. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2979)، وانظر الميزان (8/ 68)، واللسان (2/ 86)، وعلل ابن أبي حاتم (1/ 258)، والموضوعات (2/ 195)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2849): موضوع. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (1125)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2850)، والضعيفة (1364): موضوع.

(خمس من العبادة) أي خمس نظرات أو لحظات. (النظر إلى المصحف) ظاهره ولو لم يقرأ (والنظر إلى الكعبة؛ والنظر إلى الوالدين) أو إلى أحدهما. (والنظر في زمزم) أي إلى ماءها أو إليها في نفسها وكلمه في على الأول أدل (وهي) أي زمزم أنثه لأنها حفرة أي النظر إليها. (تحط الخطايا) أي ذنوب الناظر. (والنظر في وجه العالم) العامل، واعلم أن المراد أن للنظر في هذه الأشياء ثواب العبادة إن أراد به التوقير والتعظيم للمنظور إليه. (قط) (¬1) عن) هكذا في نسخة المصنف رحمه الله مبيض لراويه قاله شارحه: وكذا فيما رأيناه من النسخ. ¬

_ (¬1) عزاه في كنز العمال (43494) للدارقطني، وانظر فيض القدير (3/ 460)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2854).

الخاء مع الياء المثناة التحتية

الخاء مع الياء المثناة التحتية 3956 - " خيار المؤمنين القانع، وشرارهم الطامع". القضاعي عن أبي هريرة. (خيار المؤمنين) خيار بزنة كتاب جمع خَيِّر ككيِّس أي كثير الخير والمراد أن المرتضى المختار عند الله تعالى: (القانع) ما أتاه وهو الذي لا يطمح لنفسه إلى ما عند غيره ولا يتأسف على فائت، أخبر عن الجمع بالمفرد لأنه أراد به الجنس. (وشرارهم) جمع شرير أي كثير الشر يقيض الخير والشر يقيض الخير. (الطامع) أفرده لما ذكر آنفا والطمع مفتاح كل شر فمن أطاعه قاده إلى كل بلية، واعلم: أن هذه الصفة الآتية في هذه الأحاديث التي هي اسم تفضيل إلى آخره الخاء مع الياء المثناة التحتية ليس المراد أن من وصف بها خير من كل من أضيف إليها فليس المراد أن القانع مثلا خير من كل أفراد الأمة من المؤمنين بل المراد في ذلك الإخبار بأنه ذو خير ومن الخيار قال الحليمي (¬1): إذا قلت خير الأشياء كذا لا يراد تفضيله في نفسه على جميع الأشياء لكن على أنه خيرها في حال دون حال وواحد دون آخر كما قد ينصرف واحد بالكلام فيقول: لا شيء أفضل من السكوت أي حيث لا يحتاج إلى الكلام ثم قد ينصرف بالسكوت فيقول: لا شيء أفضل من الكلام ويقال فلان أعقل الناس وأفضلهم والمراد من أعقلهم وأفضلهم، والمراد من خيار المؤمنين كذا قاله (القضاعي (¬2) عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضًا. ¬

_ (¬1) انظر: شعب الإيمان (4/ 10). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (1274، 1275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2863)، وقال في الضعيفة (3557): ضعيف جدا.

3957 - "خيار أمتي في كل قرن خمسمائة، والأبدال أربعون، فلا الخمسمائة ينقصون، ولا أربعون، كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخل في الأربعين مكانه، يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم؛ ويتواسون فيما آتاهم الله". (حل) عن ابن عمر. (خيار أمتي في كل قرن) تقدم تفسيره. (خمسمائة) أي الذين يختارهم الله ويرضى طرائقهم، هذا العدد من كل أمة في جميع البلاد. (والأبدال) تقدم شأنهم في الهمزة في المحلى باللام. (أربعون) أي رجلا وتقدم أن في النساء مثلهم عددا وتقدم أنهم أربعون في الشام وثلاثون في غيره وأنهم الجميع سبعون. (فلا الخمسمائة ينقصون) عن عددهم هذا وأما الزيادة فمسكوت عنها إلا من مفهوم العدد. (ولا أربعون) أي ينقصون ولما كان النقص ضروريا بالموت أبان أنه: (كلما مات رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه) من أفراد الناس (و) كلما مات من الأربعون. (أدخل) إليه. (في الأربعين مكانه) ويحتمل أن المراد كلما مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الخمس المائة وأدخل ذلك البدل في الأربعين أي وأبدل في الخمس المائة من أثناء الناس ولم يذكره للعلم به من أنهم لا ينقصون وفيه أن الأبدال خيار الخيار قال [2/ 453] الشارح: قالوا: يا رسول الله دلنا على أعمالهم فقال: (يعفون عمن ظلمهم، ويحسنون إلى من أساء إليهم؛ ويتواسون فيما آتاهم الله) فلا يستأثر أحد على أحد فهذا ظاهر أنه صفة لكل من ذكر من الخيار والأبدال، ولكنه قد حكم بأن الأبدال خيار الخيار فلابد من امتيازهم بصفة فيحتمل أن هذا وصفهم أو أنهم الأوحديون في الاتصاف به. (حل) (¬1) عن ابن عمر) فيه سعيد بن عبدوس عن عبد الله بن هارون الصوري ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 8)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 302)، وانظر الموضوعات (3/ 151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2869)، وقال في الضعيفة (935): موضوع.

مجهولان قال الذهبي (¬1): والخبر مكذوب في أخلاق الأبدال وحكم ابن الجوزي بوضعه وأقره المصنف في مختصره في الموضوعات ولم يتعقبه فالعجب إدخاله في كتابه هذا. 3958 - "خيار أمتي الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا، وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به، وإنما نهمتهم ألوان الطعام والثياب ويتشدقون بالكلام". (حل) عن عروة بن رويم مرسلاً. (خيار أمتي الذين يشهدون) أي عن صميم القلب وخلوص الاعتقاد. (أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) هذه الشهادة لا بد منها لكل من أراد الاتصاف بأنه من أمته - صلى الله عليه وسلم - فالخيار هو المتصف بكل ما ذكر مع اختصاصه بأنه: (من الذين إذا أحسنوا) أي أتوا بالحسنة. (استبشروا) أي حصلت لهم البشرى بما وفقهم الله من الإتيان بما يرضاه. (وإذا أساءوا) أي أتوا بسيئة. (استغفروا) عنها بالتوبة الصحيحة فالاستغفار من السيئات من دليل الإيمان والخوف من الرحمن وقد جعل الله ذلك من صفات المتقين في قوله: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [آل عمران: 135]. (وشرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به) بالغين والدال المعجمات مجهولا وليس هذا محل الذم وإنما هو قوله: (نهمتهم ألوان الطعام والثياب) هذا مورد الذم وذكر الأول؛ لأنه تسبب عنه الآخر وينشأ من جهته. (ويتشدقون في الكلام) أي يتوسعون فيه ويتكلمون بملإ أشداقهم. (حل) (¬2) عن عروة) بضم المهملة (ابن رويم) بالراء مصغر هو اللخمي الأزدي ¬

_ (¬1) انظر: ميزان الاعتدال (4/ 217)، وأقره الحافظ في اللسان (3/ 369). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 120)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2866)، والضعيفة (3571).

له مقاطيع (مرسلاً) قال ابن حجر (¬1): يرسل كثيرا وهو صدوق. 3959 - "خيار أمتي علماؤها، وخيار علمائها رحماؤها، ألا وإن الله تعالى ليغفر للعالم أربعين ذنبا قبل أن يغفر للجاهل ذنبا واحداً ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره قد أضاء، يمشي فيه ما بين المشرق والمغرب كما يضيء الكوكب الدري". (حل خط) عن أبي هريرة القضاعي عن ابن عمر. (خيار أمتي علماؤها) لما يصدر عنهم من الخير الكثير من يسر العلم بالإفادة والإفتاء والتدريس والمراد علماء الكتاب والسنة كما مر غير مرة. (وخيار علمائها رحماؤها) لأنهم الذين يعطفون على ذوي الجهل ويبذلون العلم ويهدون الضال. (ألا وإن الله تعالى ليغفر للعالم) يحتمل مطلق العالم أو ذي الرحمة. أربعين ذنباً) في الآخرة أو في الدنيا والأربعين مراد به التكثير لا عين العدد أو هو بحكمه. (قبل أن يغفر للجاهل ذنبًا واحداً) عناية بالعالم منه تعالى لإنفاقه ساعاته في طاعة مولاه. (ألا وإن العالم الرحيم يجيء يوم القيامة وإن نوره) الذي يعطيه الله تعالى. (قد أضاء، يمشي فيه) جملة خالية من فاعل أضاء: (ما بين المشرق والمغرب) طرق للإضاءة. (كما يضيء الكوكب الدري) يعني في السماء. (حل خط) (¬2) عن أبي هريرة) قال مخرجه أبو نعيم: غريب جدًا انتهى وذلك لأن فيه محمَّد بن إسحاق السلمي، قال الخطيب: إنه أحد الغرباء المجهولين وقال في الميزان: هذا خبر باطل والسلمي فيه جهالة، القضاعي عن ابن عمر قال شارحه: غريب جدا وقال غيره: خبر باطل وأقر المصنف كلام ¬

_ (¬1) انظر: التقريب (4560). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 188)، والخطيب في تاريخه (1/ 238)، وانظر الميزان (6/ 64)، واللسان (5/ 68)، وأخرجه القضاعي في الشهاب (1276) عن ابن عمر، وانظر الموضوعات (1/ 220)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2868): موضوع، وقال في الضعيفة (367): باطل.

الأئمة في بطلانه في مختصر الموضوعات بعد نقله له. 3965 - "خيار أمتي الذين إذا رؤوا ذكر الله؛ وشرار أمتي المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون البرآء العنت". (حم) عبد الرحمن بن غنم (طب) عن عبادة بن الصامت. (خيار أمتي الذين إذا رؤوا ذكر الله) تقدم أنه يحتمل إما بتذكيرهم للعباد أو بما يعلوهم من حسن الهيئة والسمت الدال على معرفتهم لله. (وشرار أمتي المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة) بما ينقلونه ويفتعلونه. (الباغون البرآء العنت) هما منصوبان على المفعولية لاسم الفاعل وتقدم أن هؤلاء من الثمانية الذين هم أبغض الخليقة إلى الله تعالى وأنه يعذرهم، (والعنت) بفتحتين المشقة والفساد والهلاك والإثم والغلظ والخطأ والزنا كل ذلك قد جاء، والحديث يحتملها كلها أي الذين يبغونهم ما شق عليهم مما هم براء منه، وتقدم بلفظ الباغون البراء الدحضة. (حم) (¬1) عن عبد الرحمن بن غنم) بفتح الغين المعجمة وسكون النون قال الهيثمي: فيه شهر بن حوشب [2/ 454] وثق وضعف وبقية رجاله رجال الصحيح، (طب) عن عبادة بن الصامت) قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة وهو: متروك. 3961 - "خيار أمتي أَحِدَّاؤهُمُ، الذين إذا غضبوا رجعوا ". (طس) عن علي. (خيار أمتي أَحِدَّاؤهُمُ) جمع حديد كشديد وأشداء أي الناشط السريع إلى فعل الخير مأخوذ من حد السيف وتقدم في: "تعتري الحدة" ويروى بالجيم من الجد ضد الهزل لكنه لا يلائمه. (الذين إذا غضبوا رجعوا) والمراد الحدة الناشئة عن قوة الإيمان لا عن الكبر والهوى وسرعة رجوعهم من شكيمة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 227) عن عبد الرحمن بن غنم، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 93)، ولم أقف عليه من الكبير، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2865).

الإيمان فهو حدة تنشأ عن قوة إيمانه وغيرته كما كانت حدة موسى عليه السلام، قال الفاكهي: يشتبه على كثير من الناس الحدة بسوء الخلق والفارق المميز ما ختم به هذا الحديث وهو قوله: "الذين إذا غضبوا رجعوا" فالرجوع والصفاء هو الفارق، وصاحب الخلق السيء يحقد وصاحبها لا يحقد فالغالب أن صاحبها لا يغضب إلا لله سبحانه. (طس) (¬1) عن علي) -عليه السلام- قال الهيثمي: فيه يغنم بن سالم بن قنبر وهو كذاب انتهى، وقال الذهبي في الضعفاء (¬2): قال ابن حبان: كان يضع الحديث. 3962 - "خيار أمتي أولها، وآخرها نهج أعوج ليسوا مني، ولست منهم". (طب) عن عبد الله بن السعدي. (خيار أمتي أولها) لأنهم أهل عصره المقتبسون من أنواره ومن يتصل بهم. (وآخرهما نهج أعوج) النهج الطريق والأعوج الذي لا استقامة له والمراد ذو نهج أعوج بمعنى أن طريق دينهم غير مستقيمة بل معوجة وفي رواية بالثاء المثلثة بدل الهاء أي نثج والنثج الوسط وما بين الكاهل إلى الظهر أي ليسوا من خيارهم ولا من أرذالهم بل من وسطهم كذا ذكره الديلمي. (ليسوا مني، ولست منهم) قال الزمخشري: معنى قولهم هو مني أي هو بعضي والغرض الدلالة على شدة الاتصال وتمازج الأهواء واتحاد المذاهب ومنه: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36]، وقوله: ليسوا مني إلى آخره نفي لهذه البعضية من الجانبين. (طب) (¬3) عن عبد الله بن السعدي) بفتح أوله وسكون المهملة الثانية قرشي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5793)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 26)، وانظر الميزان (4/ 162)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2864): موضوع، وقال في الضعيفة (29): باطل. (¬2) انظر المغني (2/ 760)، والمجروحين (3/ 145). (¬3) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 75)، ولم أقف عليه من الكبير، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 17)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2867).

عامري صحابي قال الهيثمي: فيه يزيد بن ربيعة وهو متروك. 3963 - "خيار أمتي من دعا إلى الله تعالى، وحبب عباده إليه". ابن النجار عن أبي هريرة. (خيار أمتي من دعا إلى الله تعالى) أي دعا عباده إلى طاعته وتقواه. (وحبب عباده إليه) أي هداهم وأرشدهم فصاروا محبوبين إلى بارئهم تعالى. (ابن النجار (¬1) عن أبي هريرة). 3964 - "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم". (م) عن عوف بن مالك (صح). (خيار أئمتكم) أي أمراؤكم. (الذين تحبونهم) لحسن سيرتهم وعدلهم وخلقهم وخصالهم الشريفة. (ويحبونكم) لحسن طاعتكم لله ولهم. (وتصلون عليهم) أي تدعون لهم. (ويصلون عليكم) أي يدعون لكم فالصلاة هنا بمعناها اللغوي. (وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم) بجورهم عليكم وتعديهم وعدم تقيدهم لأوامر الله تعالى. (ويبغضونكم) لسوء طاعتكم وعدم امتثالكم لهم. (وتلعنونهم) لذلك (ويلعنونكم) وليس فيه دليل على جواز لعن أئمة الجور فإنه إنما ساقه إخبارا بما يكون ولا دليل على إباحة ذلك، قال الماوردي: الإِمام إذا كان خيرا أحبهم وأحبوه وإن كان شرا أبغضهم وأبغضوه وأصل ذلك أن خشية الله تبعث على طاعته في خلقه وطاعته فيهم تبعث على محبته ولذلك كانت محبته دليلاً على خيره وبغضهم له دليلا على شره وقلة مراقبته انتهى، وتمام الحديث في مسلم قالوا يا رسول الله: أفننابذهم؟ قال: "لا ما أقاموا فيكم ¬

_ (¬1) عزاه في كنز العمال (28779) لابن النجار، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2870).

الصلاة إلا من ولي عليه وال يأتي شيئا من معصية الله فلا ينزعن يده عن طاعة. (م) (¬1) عن عوف بن مالك ولم يخرجه البخاري عن عوف. 3965 - "خيار ولد آدم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد، وخيرهم محمَّد". ابن عساكر عن أبي هريرة. (خيار ولد آدم خمسة: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد) هؤلاء هم الخمسة أولوا العزم يجمعهم قوله: ألوا العزم نوح والخليل كلاهما ... وموسى وعيسى والنبي محمَّد وذكرهم تعالى في سورة الأحزاب وفي الشورى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} [الأحزاب: 7] وقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ} الآية [الشورى: 13]. (وخيرهم محمَّد) أي خيار الخيار منهم خاتمهم وخيارهم من بعده إبراهيم قيل إجماعا وفي الصحيح: "خير البرية إبراهيم" وخص منها محمدا بنداء وغيره قال المصنف في النقاية: لم أقف على نقل أيهم أفضل [2/ 455] وينقدح تفضيل موسى لاختصاصه بالكلام فعيسى فنوح انتهى وتعقب أن الفخر الرازي نظر الإجماع على تقديم موسى وعيسى على نوح فإنه قال في أسرار التنزيل: لا نزاع في أن أفضل الأنبياء هؤلاء الأربعة محمَّد وإبراهيم وموسى وعيسى هذا لفظه. (ابن عساكر (¬2) عن أبي هريرة) ورواه عنه البزار بلفظه قال الهيثمي بعد ما عزاه له ورجاله رجال الصحيح. 3966 - "خيار من تعلم القرآن وعلمه". (هـ) عن سعد. (خياركم من تعلم القرآن وعلمه) قال في شرح المشكاة: لابد من تقييد ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1855). (¬2) أخرجه البزار (2863) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2876).

التعلم والتعليم بالإخلاص، قلت: وهو معلوم في كل عمل يوعد عليه أجر. (هـ) (¬1) عن سعد) قال الهيثمي: فيه راو ضعيف. 3967 - "خياركم من قرأ القرآن وأقرأه". ابن الضريس، وابن مردويه عن ابن مسعود. (خياركم من قرأ القرآن وأقرأه) يصدق ولو على بعض سوره وأبانه ويشمل التعليم بالأجرة وفيه خلاف أسلفناه في الجزء الأول (ابن الضريس، وابن مردويه (¬2) عن ابن مسعود). 3968 - "خياركم أحاسنكم أخلاقاً". (حم ق ت) عن ابن عمرو (صح). (خياركم أحاسنكم أخلاقاً) جمع أحسن أفعل تفضيل جمعه؛ لأنه مع إضافته يجوز فيه الأمران الإفراد والمطابقة لمن هو له وتقدم ضبط حسن الخلق مراراً وفيه تعريفات كثيرة، قال يوسف بن أسباط: علامة حسن الخلق عشرة أشياء، قلة الخلاف، وحسن الإنصاف وترك تطلب العثرات وتحسين ما يبدو من السيئات والتماس المعذرة واحتمال الأذى والرجوع بالملامة على نفسه والتفرد بمعرفة عيوب نفسه دون عيوب غيره وطلاقة الوجه ولين الكلام. (حم ق ت) (¬3) عن ابن عمرو) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا أخبركم بخياركم ... فذكره. 3669 - "خياركم أحاسنكم أخلاقا، والموطؤون أكنافاً، وشراركم الثرثارون المتفيهقون المتشدقون". (هب) عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (213)، وصححه الألباني ف صحيح الجامع (3268)، والصحيحة (1173). (¬2) أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (رقم 134)، والطبراني في الأوسط (3062)، والخطيب في تاريخه (2/ 96)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2875). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 161، 193)، والبخاري (6035)، ومسلم (2321)، والترمذي (1975).

(خياركم أحاسنكم أخلاقا، والموطؤون أكنافاً) اسم المفعول للتوطئة وهي التمهيد والتدليل وفراش وطيء لا يؤدي جنب النائم والأكناف الجوانب أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن فيها من يصاحبهم ولا يتأذى وهو من أحسن البلاغة. (وشراركم الثرثارون) بالمثلثة فراء فمثلثة هم الذين يكثرون الكلام تكلفًا وتشدقًا والثرثرة كثرة الكلام وترديده. (المتفيهقون) الذين يتوسعون في الكلام ويفتحون به أفواههم. (المتشدقون) الذين يتكلفون بأشداقهم ويتقعرون في مخاطباتهم ويتوسعون في الكلام من غير احتياط واحتراز وقيل المستهترين بالناس يلوي شدقه بهم وعليهم. (هب) (¬1) عن ابن عباس). 3970 - "خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله بهم، وشراركم المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، والباغون البرآء العنت". (هب) عن ابن عمر. (خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله بهم، وشراركم المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، والباغون البرآء العنت) تقدم بلفظه في العاشر حديث وزاد ابن الشيخ في روايته: "يحشرهم الله في وجوه الكلاب" انتهى، أوحى الله إلى موسى -عليه السلام- أن في بلدك ساعيا ولست أمطرك وهو في أرضك، قال: يا ربِّ دلني عليه أخرجه، قال: يا موسى أكره النميمة وأنم. (هب) (¬2) عن ابن عمر) فيه ابن لهيعة وابن عجلان وفيهما كلام كثير. 3971 - "خياركم في الجاهلية خياركم في الإِسلام إذا فقهوا". (خ) عن أبي هريرة (صح). (خياركم في الجاهلية خياركم في الإِسلام إذا فقهوا) بضم القاف على ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7988)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3260). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (6708)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2871).

المشهور ويحكى كسرها، قال الطيبي: فإن قيل فما فائدة التقييد بقوله: "إذا فقهوا" لأن كلَّ من أسلم وكان شريفاً في الجاهلية خير ممن ليس له شرف، فيها سواء فقه أم لا، قلنا: ليس كذلك فإن الإيمان يرفع التفاوت المعتبر في الجاهلية فإذا تحلى الرجل بالعلم والحكمة واستجلب النسب الأصلي فيجتمع شرف النسب مع شرف الحسب وفهم منه أن المسلم الوضيع المتحلي بالعلم أرفع منزلة من المسلم الشريف العاطل فمعناه أن من اجتمع له خصال شرف من الجاهلية من شرف الآباء ومكارم الأخلاق وصنائع المعروف مع شرف الإِسلام والفقه منه فهو الأحق بهذا الاسم، ذكره القرطبي. (خ) (¬1) عن أبي هريرة) قال: قيل يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: "أتقاهم" قالوا ليس عن هذا نسألك قال [2/ 456] قال: "فيوسف نبي الله ابن نبي الله" قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "فمن معادن الناس" ثم ذكره. 3972 - "خياركم ألينكم مناكب في الصلاة". (د هق) عن ابن عباس. (خياركم ألينكم مناكب في الصلاة) جمع ليّن كبيّن أي ألزمكم للسكينة والوقار والخضوع والخشوع، وقيل: أراد من لا يمتنع لضيق المكان على مريد الدخول في الصف قال ابن الهمام: وبهذا يعلم جهل من يستمسك عند دخول داخل بجنبه في الصف ويظن أن فسحه له ربما تسبب عنه أنه يتحرك لأجله بل ذاك إعانة على إدراك الفضيلة وسد الفرجات في الصف، قال البيهقي: معنى خياركم: يريد أن فاعل ذلك من خيار المؤمنين لا أنه خيارهم إذ قد لا يوجد لين المنكب فيمن غيره أفضل نفسًا ودينًا وإنما هو كلام عربي يطلق على الحال ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3175، 3194، 3203، 4412)، ومسلم (2378).

والوقت وعلى إطلاق الشيء المفضَّل عليه بالأعمال الفاضلة. (د هب) (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه أبو داود ورده عبد الحق بأن فيه عمارة بن ثوبان ليس بالقوي، وقال ابن القطان (¬2): فيه مجهولان. 3973 - "خياركم أحسنكم قضاء للدين". (ت ن) عن أبي هريرة. (خياركم أحاسنكم) وفي رواية بالإفراد والإقران جائزان قال الكرماني: خياركم يحتمل أنه مفرد وأنه جمع فإن قلت: كيف يخبر عن المفرد بالجمع؟ قلت: اسم التفضيل المقصود به الزيادة على من أضيف إليه يجوز فيه الإفراد والمطابقة لمن هو له. (قضاء) أي للدين بالإيفاء وعدم المماطلة والزيادة على ما في ذمته فإنه قاله - صلى الله عليه وسلم - حين استقرض ورد خيراً مما أخذ وذلك من مكارم أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - وذلك من القرض لجر منفعة فإنه إنما هو المشروط في أصل القرض من زيادة في كم أو وصف فإنه المحرم. (ت ن) (¬3) عن أبي هريرة) قال: استقرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورد خيراً منه ثم ذكره، والحديث أخرجه الشيخان وإليهما نسبه المصنف في الدرر (¬4) وقال العراقي: متفق عليه. 3974 - "خياركم خيركم لأهله". (طب) عن أبي كبشة. (خياركم خياركم لأهله) أي لزوجاته وأرحامه ومن يصدق عليه الاسم أنه أهله أي من خياركم كما أسلفناه أول هذا الحرف. (طب) (¬5) عن أبي كبشة) هو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (672)، والبيهقي في الشعب (4220)، وفي السنن (3/ 101)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3264)، وصححه في الصحيحة (2533). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 21). (¬3) أخرجه البخاري (2182، 2260، 2263، 2465)، ومسلم (1160)، والترمذي (1317)، والنسائي (4/ 40). (¬4) الدرر المنتثرة (ص: 222). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 341) (854)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3266).

الأنماري بفتح الهمزة الصحابي سعيد بن عمرو أو عمرو بن سعيد. 3975 - "خياركم خياركم لنسائهم". (هـ) عن ابن عمرو. (خياركم خياركم لنسائهم) المعنى الأول إلا إنه أخص منه وفي رواية لابن خزيمة وابن عساكر: لنسائي فأوصى ابن عوف لهم بحديقة وأربعة آلاف. (هـ) (¬1) عن ابن عمرو) ورواه عنه أيضاً الديلمي. 3976 - "خياركم أطولكم أعمارا، وأحسنكم أعمالاً". (ك) عن جابر. (خياركم أطولكم أعماراً، وأحسنكم أعمالاً) لأنه كلما طال عمر من حسن عمله زادت منه الأفعال الصالحة وتابع في المتاجر الرابحة وحث نفسه في كسب الخيرات وبذل نفسه ونفيسه في ادخار الحسنات. (ك) (¬2) عن جابر) قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبركم بخياركم" قالوا: بلى فذكره. 3977 - "خياركم أطولكم أعماراً، وأحسنكم أخلاقاً". (حم) والبزار عن أبي هريرة. (خياركم أطولكم أعماراً، وأحسنكم أخلاقاً) هذا تنصيص على بعض الأعمال الصالحة الداخلة تحت عموم الأعمال في الأول أفردها بشرف حسن الخلق، قالوا: طريق تحصيل الأخلاق الحميدة كثيرة الذكر وصحبة المرشد الكامل. (حم) والبزار (¬3) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه ابن إسحاق مدلس. 3878 - "خياركم الذين إذا سافروا قصروا الصلاة وأفطروا". الشافعي، والبيهقي في المعرفة عن ابن المسيب مرسلاً. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1978)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (35/ 282)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3265)، والصحيحة (1835). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 489)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3263)، والصحيحة (1298). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 403)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 22)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3262).

(خياركم الذين إذا سافروا قصروا الصلاة وأفطروا) وفيه دليل على أنه لا يجب القصر ولا الإفطار على المسافر بل إنهما الأفضل. (الشافعي، والبيهقي (¬1) في المعرفة عن ابن المسيب مرسلا) ووصله أبو حاتم في العلل عن جابر يرفعه بلفظ: "خياركم من قصر الصلاة في السفر وأفطر". 3879 - "خياركم من ذكركم بالله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه، ورغبكم في الآخرة عمله". الحكيم عن ابن عمرو. (خياركم من ذكركم بالله رؤيته) وذلك رؤية من علاه من الله سمات ظاهرة لاح منها نور الجلالة وهيئة الكبرياء وأنس الوقار فإذا نظر الناظر إليه ذكر الله تعالى لما يراه من آثار الملكوت عليه فهذه صفة الأولياء فالقلب معدن هذه الأشياء ومستقر النور ومشرب الوجه من ماء القلب فإذا كان على القلب نور معارف الله تعالى والإيمان ووعده ووعيده تأدى ذلك النور إلى الوجه فإذا رآه الرائي وقع عليه ذكر الله تعالى. (وزاد في علمكم منطقه) أي علمه بالله وصفاته وكبريائه وجلاله وذلك بما يعرفكم به من آلائه ويذكركم به من نعمائه ويدعوكم إليه من معرفة وجوه حكمته. (ورغبكم في الآخرة عمله") أي لما [2/ 457] يرونه من اجتهاده في طاعاته وحسن إتيانه بها على الوجه الشرعي المطابق للهدي النبوي فهذه الثلاث الصفات صفات من قد جمع بين العلم والعمل وأشرق على وجهه وجوارحه آثار ذلك فإن رأيته ذكرك بربك وإن نطق زادك علماً لحق خالقك وإن عمل رغبك في العمل لآخرتك التي إليها معادك. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 25)، وعبد الرزاق (4480)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (6558)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (رقم 1647)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2872).

الحكيم (¬1) عن ابن عمرو) قال: قيل يا رسول الله من نجالس؟ فذكره، ورواه العسكري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. 3980 - "خياركم كل مُفَتَّنٍ تواب". (هب) عن علي. (خياركم كل مُفَتَّنٍ تواب) بضم الميم وتشديد المثناة الفوقية من الفتنة أي ممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب فيتوب الله عليه ثم يعود ثم يتوب فلذا جاء بصيغة المبالغة في تواب والتكثير في مفتن قال في المفهم: معناه الذي تكرر منه الذنب والتوبة وكلما وقع في الذنب عاد إلى التوبة لا من قال (استغفر الله) بلسانه وقلبه مصر على تلك المعصية فهذا الذي استغفاره يحوج إلى استغفار وقال الغزالي (¬2): الشر معجون بطينة الآدمي قل ما يخلو عنه وإنما غاية سعيه أن يغلب خيره شره، ومن مكائد الشيطان للمذنبين أنه يوسوس إليهم أنها لا تنبغي التوبة حتى يعلم أنه لا يعود إلى الذنب، هذا من مكائده التي يوقع فيها العصاة حتى لا تزال ذنوبهم تتعدد وقلوبهم بالمعاصي تسوَّد وليس إنسان إلا في المسارعة إلى التوبة من كل ذنب فإنه لعله سبق له أجر يومه إلى الوفاة على السلامة. (هب) (¬3) عن علي) عليه السلام، قال العراقي سنده ضعيف انتهى. 3981 - "خير الإدام اللحم، وهو سيد الإدام". (هب) عن أنس. (خير الإدام) هو ما يتأدم به أي يصلح به جامدا كان أو مائعا جمعه أُدم مثل كتاب وكتب. (اللحم) من حيث هو، وهو في نفسه متفاضل حسبما يعرف من ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 39) عن عبد الله بن عمرو، وعبد بن حميد (631)، وابن عدي في الكامل (6/ 324) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2874)، والضعيفة (2830). (¬2) إحياء علوم الدين (4/ 3). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7120)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2873)، والضعيفة (2241).

الكتب الطيبة. (وهو سيّد الإدام) أي شريفه وتقدمه على غيره في الخاصة والإخبار عنه بأنه خير الإدام مراد به في النفع وبأنه سيده فيه وفي محبوبتيه إلى الناس في نفسه حتى إن نسبته إلى سائر الأدم نسبة السيد إلى قومه. (هب) (¬1) عن أنس) فيه هشام بن سليمان ضعفه جمع عن يزيد الرقاشي وسبق أنه متروك. 3982 - "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره". (حم ت ك) عن ابن عمرو. (خير الأصحاب عند الله) أي في حكمه وقضائه. (خيرهم لصاحبه) في الوفاء نحو صحبته وأخوته. (وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره) بمعنى أنه لا يفضل من الرجلين عنده إلا من كان لصاحبه ولجاره خيراً من غيره وإن كان الآخر قد يفضل لأمر لآخر وفيه حث على الوفاء نحو الصاحب والجار وفيه أن شر الأصحاب عنده تعالى شرهم لصاحبه ومثله في الجار. (حم ت ك) (¬2) عن ابن عمرو) قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 3983 - "خير الأصحاب صاحب إذا ذكرت الله أعانك، وإذا نسيت ذكرك". ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن الحسن مرسلاً. (خير الأصحاب صاحب إذا ذكرت الله أعانك) على ذكره. (وإذا نسيت) ذكره تعالى. (ذكرك) هذا كالبيان الأول بالمراد بالخيرية عنده تعالى. (ابن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5904)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2879) ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 167)، والترمذي (1944)، والحاكم (1/ 610، 2/ 111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3270)، والصحيحة (103).

الدنيا (¬1) في كتاب الإخوان عن الحسن مرسلاً) أي أفضلها عنده تعالى وأكثرها إفادة. 3984 - "خير الأضحية الكبش الأقرن، وخير الكفن الحلة". (ت هـ) عن أبي أمامة (د هـ ك) عن عبادة بن الصامت. (خير الأضحية الكبش الأقرن) أي ماله قرنان حسنان معتدلان، وذهب مالك بهذا إلى أن التضحية بالغنم أفضل من غيرها. (وخير الكفن الحلة) قال ابن العربي: يعني بالحلة الثوبين كما ورد في الصحيح في المحرم الذي رفصته ناقته كفنوه في ثوبين وهو أقله وأكثره ثلاثة وهو أجله أي أدنى الكمال. (ت هـ) عن أبي أمامة (د هـ ك) (¬2) عن عبادة) قال الترمذي: غريب وفيه عفير مضعف في الحديث وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي في التلخيص لكنه قال في المهذب (¬3): فيه أبو حاتم بن أبي نصر مجهول. 3985 - "خير الأعمال الصلاة في أول وقتها". (ك) عن ابن عمر. (خير الأعمال الصلاة في أول وقتها) تقدم الكلام فيه في "أفضل" باستيفاء في الجزء الأول. (ك) (¬4) عن ابن عمر) قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه يعقوب بن الوليد الأزدي المدني كذاب انتهى. 3986 - "خير البقاع المساجد، وشر البقاع الأسواق". (طب ك) عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1754)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2880). (¬2) أخرجه الترمذي (1517)، وابن ماجه (3130) عن أبي أمامة، وأبو داود (3156)، وابن ماجه (1473)، والحاكم (4/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2881). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 5947). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 301)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2882).

(خير البقاع المساجد) لأنها محل العبادة والتلاوة ونزول الملائكة بالرحمة. (وشر البقاع الأسواق) لأنها محل الرياء والأيمان الفاجرة والآثام فالخيرية والشرية للبقاع باعتبار ما يقع فيها [2/ 458] من الأفعال. (طب ك) (¬1) عن ابن عمر) فيه قصة عند الطبراني في الأوسط عن أنس مرفوعاً بلفظ قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: "أي البقاع خير؟ قال: لا أدري، قال: فسل ربك عَزَّ وَجَلَّ، فبكى جبريل فقال: أولنا أن نسأل إلا إذا يشاء ثم عرج إلى السماء ثم أتى فقال: خير البقاع بيوت الله قال: فأي البقاع شر، فعرج إلى السماء ثم أتى فقال: شر البقاع الأسواق"، والحديث له شواهد يقوى بها فلا يضره تفرد عيينة بن واقد في أحد الطريقين. 3987 - "خير التابعين أويس". (ك) عن علي. (خير التابعين أويس) هو القرني الذي تقدم ذكره قريبًا في "خليل" ويقال إنه اجتمع بعمر بن الخطاب، وقال ابن الجوزي قصة اجتماعه بعمر باطلة، قال المصنف: وعندي في وضعها وقفة. (ك) (¬2) عن علي) عليه السلام وعزاه الديلمي لمسلم بأزيد من هذا ولفظه "خير التابعين رجل من قرن يقال له أويس القرني وله والدة وكان بيده بياض فدعا الله فأذهبه الله عنه إلا موضع درهم من سرته انتهى (¬3)، أخرج مسلم عن أُسَيْر بن عمرو، ويقال: ابن جابر وهو -بضم الهمزة وفتح السين المهملة-، قال كان عمر بن الخطاب إذا أتاه أمداد أهل اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر: حتى أتى على أويسٍ فقال له: أنت أويس ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7140)، والحاكم (1/ 167، 2/ 9)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3271). (¬2) أخرجه مسلم (2542)، والحاكم (3/ 455، 456). (¬3) من هنا إلى نهاية الحديث، مضاف في الهامش.

بن عامر؟ قال نعم، قال من مراد ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: لك والدة؟ قال: نعم، قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد، ثم من قَرَن كان به برص، وبرئ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بار لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل"، فاستغفر لي فاستغفر له، فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الكوفة، قال: ألا أكتب لك إلى عاملها؟ قال: أكون في غبراء الناس أحب إليَّ، فلما كان العام المقبل حج رجل من أشرافهم فوافق عمر فسأله عن أويس فقال: تركته: رثَّ البيت قليل المتاع، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد من أهل اليمن من مراد، ثم من قرن كان به برص فبرأ منها، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بَرٌّ لو أقسم على الله لأبره، إن استطعت أن يستغفر لك فافعل"، فأتى أويس وقال استغفر لي فقال: أنت أحدث عهدًا بسفر صالح فاستغفر لي، قال: لقيتَ عمر؟ قال: نعم فاستغفر له. قال ففطن له الناس فانطلق على وجهه" انتهى. من رياض الصالحين ولقصته روايات (¬1). 3988 - "خير الخيل الأدهم، والأقرح، الأرثم، والمحجل ثلاثاً مطلق اليمين؛ فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية". (حم ت هـ ك) عن أبي قتادة. (خير الخيل الأدهم) أي الأسود والدهمة السواد. (والأقرح) بقاف وحاء مهملة هو الذي في وجهه قرحة بالضم دون الغرة وأما القادح: فهو الذي دخل في السنة الخامسة. (الأرْثَم) بفتح الهمزة فراء فمثلثة من الرثمة بفتح فسكون ¬

_ (¬1) انظر: رياض الصالحين (ص: 239) طبعة الفحل.

بياض في جحفلة الفرس العليا أي شفته وفي النهاية (¬1) هو الذي أنفه أبيض وشفته العليا. (والمحجّل ثلاثاً) من قوائمه. (مطلق اليمين) أي عن التحجيل. (فإن لم يكن أدهم فكميت) بضم الكاف أي لونه بين سواد وحمرة، قال سيبويه سألت الخليل عنه فقال الأشقر فإنه بين سواد وحمرة كأنه لم يخلص إلى واحد منهما فأراد بالتصغير أنه منهما قريب والفرق بينه وبين الأشقر بالعرف والذنب فإن كان أحمر فأشقر أو أسود فكميت. (على هذه الشية) بكسر الشين المعجمة وفتح التحتية على اللون والصفة وهو متعلق بمقدر أى خير الخيل على هذه من الدهمة أو الكميتية تكرير لما في صدره إفادة لتأكيد الخيربة والمراد تخير الخيل أي للجهاد والبركة والارتباط. (حم ت هـ ك) (¬2) عن أبي قتادة) قال الترمذي: صحيح غريب قال الحاكم صحيح على شرطهما وأقره الذهبي. 3989 - "خير الدعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير". (ت) عن ابن عمرو. (خير الدعاء يوم عرفة) أي أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة وقد بينه في آخره بأنه لا إله إلا الله إلى آخره كأنه قال: خير الدعاء لا إله إلا الله إلى آخره إلا إنه جاء بهذا على هذا النحو من الإخبار ليفيد أن ليوم عرفة اختصاصا بهذا الدعاء بعينه وتسمى الكلمة الشريفة دعاء مع أنها ثناء لأنها تشارك الدعاء في جلب الإقامة وحصول المراد. (وخير ما قلت) قال الطيبي: أي دعوت فهو بيان له. (أنا ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 196). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 300)، والترمذي (1696)، وابن ماجه (2789)، والحاكم (2/ 101)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3273).

والنبيون من قبلي) أراد ما يشمل الرسل. (لا إله إلا الله وحده) تأكيد لتوحيد الذات والصفات. (لا شريك له) تأكيد لتوحيد الأفعال. (له الملك) قال السهيلي: هنا أخذ في إثبات ماله بعد نفي مالاً يجوز عليه. (وله الحمد) قدم الملك لأنه ملك فحمد في مملكته وختمه بقوله: (وهو على كل شيء قدير) ليتم معنى الحمد أولا يحمد المنعم حقيقة حتى يعلم أنه لو شاء لم ينعم فإذا كان جائزا منه الأمران استحق الحمد على الكمال قال الشلوبين: في حديث "أفضل ما قلت أنا والنبيون ... إلى آخره" هذا مما فيه الخبر نفس المبتدأ في المعنى فلم تحتج الجملة إلى ضمير، وقال ابن مالك في شرح التسهيل من الإخبار عن مفرد بجملة الحديث معنى قوله - صلى الله عليه وسلم - أفضل ما قلت إلى آخره. (ت) (¬1) عن ابن عمرو) وقال: غريب فيه حماد بن حميد ليس بالقوي عندهم انتهى. قال ابن العربي: ليس في دعاء عرفة حديث يعول عليه إلا هذا وما ذكروه من المغفرة فيه والفضل لأهله أحاديث لا تساوي سماعها. 3990 - "خير الدعاء الاستغفار". (ك) في تاريخه عن علي. (خير الدعاء الاستغفار) طلب المغفرة وهي خير ما يلقاه العبد قيل لبعض العارفين أيما أفضل الاستغفار أو التسبيح فقال: الثوب الوسخ أحوج إلى الصابون منه إلى البخور. (ك) (¬2) في تاريخه عن علي - رضي الله عنه -. 3991 - "خير الدواء القرآن". (هـ) عن علي. (خير الدواء القرآن) تقدم أن فيه شفاء للناس وبيان ذلك وشرطه فإنه دواء القلوب والأبدان والأرواح وظاهره أن كله شفاء وقد أفردت آيات بالتأليف في ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3585)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3274)، والصحيحة (1503). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2897)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2883).

بيان ذلك وممن اعتنى بإفراد ذلك الغزالي والبوني. (هـ) (¬1) عن علي) - رضي الله عنه - ورواه عنه الديلمي وضعفه الترمذي. 3992 - "خير الدواء الحجامة والفصادة". أبو نعيم في الطب عن علي. (خير الدواء الحجامة والفصاد) أي خير الدواء لمن داءه من الدم. (أبو نعيم (¬2) في الطب عن علي) - رضي الله عنه -. 3993 - "خير الذكر الخفي، وخير الرزق ما يكفي" (حم حب هب) عن سعد. (خير الذكر الخفي) أي ما لا يعرفه الناس من ذاكره لتخفيه عنهم لأنه أبعد عن الرياء وهو مخصوص بما شرع الجهر به كالآذان والقراءة في جهر باب الصلاة ونحوه (وخير الرزق ما يكفي) أي ما يقنع به ابن آدم ويقوم بحاجته على الوجه المطلوب شرعًا وإلا فإنه لا يملأ عين ابن آدم إلا التراب ويأتي تفسير الكافي من الرزق أنه ما كان يوما بيوم. (حم حب هب) (¬3) عن سعد) فيه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي لبانة قال ابن معين: ليس بشيء وقال الدارقطني: ضعيف قاله الذهبي في المغني (¬4)، وقال الهيثمي: إنه وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3501، 3533)، والديلمي في الفردوس (2890)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2885). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 183)، وانظر فيض القدير (3/ 471)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2884). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 172، 180، 186)، وابن حبان (3/ 91) (809)، والبيهقي في الشعب (552)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 81)، وانظر: تهذيب التهذيب (9/ 268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2887). (¬4) انظر: المغني (2/ 604).

3994 - "خير الرجال رجال الأنصار، وخير الطعام الثريد". (فر) عن جابر. (خير الرجال رجال الأنصار) لأنهم نصروا الدين وآووا المهاجرين وآثروا بأنفسهم وأموالهم في نصرة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - وآله الأكرمين. (وخير الطعام الثريد) لسهولة أكله وكثرة منافعه كما سلف. (فر) (¬1) وإن جابر) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 3995 - "خير الرزق الكفاف" (حم) عن الزهد عن زياد بن جبير مرسلاً. (خير الرزق الكفاف) هو ما كف عن الناس أي أغنى عنهم أو هو ما يكف الإنسان عن الحاجة وعن السؤال. (حم) (¬2) في الزهد عن زياد بن جبير) بضم الجيم وفتح الموحدة تابعي بصري قال في الكاشف (¬3) ثقة وفي التقريب يرسل كثيرا (مرسلاً). 3996 - "خير الرزق ما كان يومًا بيوم كفافاً". (عد فر) عن أنس. (خير الرزق ما كان يوما بيوم كفافاً) أي بقدر كفاية العبد فلا يعوزه ما يضره ولا يفضل عنه ما يطغيه ويلهيه لأن ذلك هو الاقتصاد المحمود. (عد فر) (¬4) عن أنس) فيه مبارك بن فضالة أورده الذهبي في الضعفاء (¬5) وقال: ضعفه أحمد والنسائي. 3997 - "خير الزاد التقوى، وخير ما ألقى في القلب اليقين". أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس. ¬

_ (¬1) عزاه صاحب الكنز إلى الديلمي (33719)، وانظر فيض القدير (3/ 472)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2888)، والضعيفة (3564). (¬2) أخرجه أحمد في الزهد (1/ 235)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3275)، وصححه في الصحيحة (1834). (¬3) انظر الكاشف (1/ 409)، والتقريب (1/ 218). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 247)، والديلمي في الفردوس (2907)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2889)، والضعيفة (1521): موضوع. (¬5) انظر المغني (2/ 540).

(خير الزاد التقوى) هذا لفظ قرآني والمراد خير الزاد للآخرة وللدنيا التقوى أي خير ما يعده الإنسان زاد التقوى فإن بها النجاة وقطع مسافات الدارين الدنيا والآخرة. (وخير ما ألقى في القلب) أي ما ألقاه الله وجعله في قلب عبده: (اليقين) بصدق الله وصدق رسله واليقين العلم الذي يوصل صاحبه إلى حد الضروريات ولا يمتري في صحة ما اعتقده وضروريته فإذا وصلت هذه الحقيقة إلى القلب لم تلهه عن الإتيان بما يقتضيه شيء، قال الحكيم: سمي يقيناً لاستقراره في القلب وهو النور فإذا استقر النور في القلب دام وإذا دام صارت بصيرة فاطمأنت فيخلص القلب من أشغاله وقد كان صلى الله عليه وسلم يدعوا الله أن يرزقه يقينا صادقا وقد كان - صلى الله عليه وسلم - أكمل الناس يقينا إلا أنه يعلم أمته الدعاء ويطلب الاستمرار على ما هو عليه (أبو الشيخ (¬1) في الثواب عن ابن عباس) ورواه أيضاً الديلمي. 3998 - "خير السودان أربعة: لقمان، وبلال، والنجاشي، ومهجع". ابن عساكر عن الأوزاعي معضلاً. (خير السودان أربعة) من الرجال. (لقمان) تقدم ذكر كثير من أقواله في الأول وقيل إنه عاش ألف سنة وأدرك داود -عليه السلام- وأخذ عنه والأكثر على أنه حكيم لا نبي. (وبلال) مؤذنه - صلى الله عليه وسلم -. (والنجاشي) ملك الحبشة الذي آمن به - صلى الله عليه وسلم - ولم يلقه. (ومهجع) بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الجيم آخره مهملة هو مولى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقال إنه من أهل اليمن أصابه سبي فمَنَّ عليه عمر وهو من المهاجرين الأولين وهو أول من استشهد يوم بدر ذكره ابن سعد في الطبقات ¬

_ (¬1) عزاه في كنز العمال لأبي الشيخ في الثواب (5635)، وانظر فيض القدير (3/ 473)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2890)، والضعيفة (3565): ضعيف جدًا.

والحديث إخبار بأن هؤلاء خير السودان وليس فيه بيان أنهم أفضل. (ابن عساكر (¬1) عن الأوزاعي معضلاً) واسم الأوزاعي عبد الرحمن. 3999 - "خير السودان ثلاثة: لقمان، وبلال، ومهجع". (ك) عن الأوزاعي عن أبي عمار عن واثلة. (خير السودان ثلاثة: لقمان، وبلال، ومهجع) لا ينافي الأول في أنهم أربعة لما سلف في نظائره زاد الحاكم في روايته مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني مهجعا واعترض بأن [2/ 460] الصحيح أنه مولى عمر. (ك) (¬2) عن الأوزاعي عن أبي عمار عن واثلة) قال الحاكم: صحيح. 4000 - "خير الشراب في الدنيا والآخرة الماء". أبو نعيم في الطب عن بريدة. (خير الشراب في الدنيا والآخرة الماء) فإن به حياة كل حيوان ونبات ولا يدفع العطش بشيء كما يدفع به. أبو نعيم (¬3) في الطب عن بريدة) هو ابن الحصيب حيث أطلق. 4001 - "خير الشهادة ما شهد بها صاحبها قبل أن يُسألها". (طب) عن زيد بن خالد. (خير الشهادة) خيرية الشهادة في نشر لها وخير الشهود في أداء شهادته (ما شهد بها صاحبها قبل أن يُسألها) مبني للمجهول ومحمول على شهادة الحسبة كما مر ويجيء، فلا ينافي أحاديث الذم بمن يشهد قبل أن يسألها سيأتي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 330)، وابن سعد في الطبقات (3/ 391)، وانظر فيض القدير (3/ 473)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2891)، والضعيفة (1454). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 321)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2892)، وقال في الضعيفة (1455) منكر. (¬3) أخرجه أبو نعيم الأصفهاني في الطب (رقم 714) وابن السني في الطب (ق 58/ أ)، وانظر فيض القدير (3/ 473)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2893).

(طب) (¬1) عن زيد بن خالد) ورواه عنه أحمد. 4002 - "خير الشهود من أدى شهادته قبل أن يُسألها". (هـ) عن زيد بن خالد. (خير الشهود من أدى شهادته قبل أن يُسألها) هو محمول على ما فيه حق للحق وحمل أيضاً على ما لم يعلم صاحب الحق أن عنده له شهادة فيشهد له ليصل إلى حقه. (هـ) (¬2) عن زيد بن خالد الجهني. 4003 - "خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولا تهزم اثنا عشر ألفا من قلة". (د ت ك) عن ابن عباس. (خير الصحابة أربعة) كأن المراد صحابة السفر وذلك لأنه إذا مرض أحدهم جعل أحدهم وصيا والآخرين شاهدين والثلاثة لا يبقى فيهم غير واحد وللشارح هنا كلام قليل الإفادة ويحتمل أن المراد بهم من يصحب الإنسان في حضره ويتخذهم أعوانا على أموره ويحتمل أن الحكمة مجهولة يرشد إلى ذلك اعتبار الأربعة في قرابته. (وخير السرايا) جمع سرية وهي طائفة يبعثها الإِمام إلى العدو وسميت به لأنها تسري في الليل فعيلة بمعنى فاعلة. (أربع مائة) كأنه سر إلهي بأن جعل النصر مقرونا بهذا العدد فإن الخيرية مراد بها الخيرية فيما بعثت له من قتال العدو. (وخير الجيوش) جمع جيش وهو الجند أو السائرون لحرب أو غيرها كما في القاموس (¬3). (أربعة آلاف) سره أيضاً غير معلوم ولو تكلف الشارح لذلك وجوها غير مستقرة. (ولا تهزم اثنا عشر ألفاً من قلة) لأنها قد بلغت غاية الكثرة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 232) (5184)، وأحمد (5/ 192)، ومسلم (1719)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3276). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2364)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3277). (¬3) انظر القاموس (2/ 325).

عدداً فلا يطرق إليها قلة تنهزم بسببها بل لا تنهزم إلا لسبب، وقد كان جيش حنين اثنى عشر ألفاً لأنه - صلى الله عليه وسلم - دخل مكة في عشرة آلاف ثم انضاف إليهم من الطلقاء ألفان فأعجبت بعضهم الكثرة فلم تغن عنهم شيئاً كما قال الله. (د ت ك) (¬1) عن ابن عباس) قال الترمذي: حسن غريب ولم يصححه قال لأنه يروي مسنداً ومرسلاً ومعضلاً، قال ابن القطان (¬2): هذا ليس بعلة فالأقرب صحته. 4004 - " خير الصداق أيسره". (ك هـ) عن عقبة بن عامر. (خير الصداق) بكسر المهملة المهر. (أيسره) أي أقله وأخفه على الزوج لدلالته على يمن المرأة وبركتها وكان - صلى الله عليه وسلم - يصدق نساءه اثنى عشر أوقية فهو خير الصداق وسبب الحديث عن راويه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لرجل: "أترضى أن أزوجك فلانة" قال: نعم، فقال للمرأة: "أترضين" قالت: نعم فزوجه ولم يفرض صداقا ولم يعطها شيئا وكان ممن شهد خيبر فأوصى لها بسهمه عند الموت فباعته بمائة ألف فذكره - صلى الله عليه وسلم -. (ك هـ) (¬3) عن عقبة بن عامر) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 4005 - "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول". (خ د ن) عن أبي هريرة (صح) (خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى) تقدم أن لفظ الظهر مقحم وأن الخبر إخبار بأن أفضل الصدقة ما كانت عن غنى لأن صاحبه يعطيه بسماحة نفس غالبا بخلاف الفقير فإنها تتبع نفسه ما أخرجه من النفقة ولا ينافيه: "أفضل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2611)، والترمذي (1555)، والحاكم (1/ 611، 2/ 110)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3278)، وعدل الشيخ الألباني عن القول بصحة الحديث لأسباب ذكرها في السلسلة الضعيفة (986). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 244) و (2/ 332). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1891)، والحاكم (2/ 198)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3279).

الصدقة جهد المقل" لأن الفضيلة تتفاوت بحسب الأشخاص لقوة التوكل، قال النووي (¬1): أي التصدق بجميع المال مستحب لمن لا دين عليه ولا له عيال لا يصبرون ويكون هو يصبر على الإضافة والفقر فإن لم يجمع هذه الشروط فهو مكروه. (وابدأ) بالهمز وتركه. (بمن تعول) أي من تلزمك نفقته. (خ د ن) (¬2) عن أبي هريرة) وأخرج فيه مسلم (¬3) قوله: "ابدأ بمن تعول". 4006 - "خير الصدقة ما أبقت غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول". (طب) عن ابن عباس. (خير الصدقة ما أبقت غنى) أي أبقت لصاحبها بعد إخراجها ما يغنيه لئلا يعود سائلا وفيه أنه لا خير في إخراج المال كله وعليه: {وَيَسْألونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219] ويحتمل أن المراد ما أخر لك فأبقت عنها في يد من أعطى كما في قول عمر: إذا أعطيتم فأغنوا وفيه ندب جعل الصدقة الكبيرة في يد من يغنيه خير من تفريقها على جماعة لا تغنيهم. (واليد العليا خير من اليد السفلى) أراد بالخيرية لها [2/ 461] كثرة الأجر، قال عياض: العليا المعطية والسفلى المانعة، وقال ابن حجر (¬4): الأحاديث متضافرة على أن العليا المعطية والسفلى السائلة وهو المعتمد وقول الجمهور. (وابدأ بمن تعول) تقدم. (طب) (¬5) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه الحسن بن أبي جعفر الجفري وفيه كلام انتهى، إلا أن في البخاري معنى الحديث. ¬

_ (¬1) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (7/ 125)، وفتح الباري (3/ 296). (¬2) أخرجه البخاري (1426)، وأبو داود (1676)، والنسائي (5/ 62). (¬3) أخرجه مسلم (1034). (¬4) فتح الباري (3/ 297). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 149) (12726)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 98)، وسبق معناه في البخاري قبل هذا لحديث، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3280).

4007 - "خير الصدقة المنيحة: تغدو بأجر وتروح بأجر". (حم) عن أبي هريرة. (خير الصدقة المنيحة) تقدم أنها إعطاء نحو شاة ينتفع بصوفها ولبنها والقطر وهي على ملك صاحبها. (تغدو بأجر) لأن في الغداة ينتفع بها غالبا (و) مثله. (وتروح بأجر) ويحتمل أن المراد تغدو إلى من يمنحها بأجر لصاحبها وتروح من عنده حين يردها بأجر. (حم) (¬1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن صبيحة ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه كلاما وبقية رجاله ثقات. 4008 - "خير العيادة أخفها". القضاعي عن عثمان. (خير العيادة) للمريض. (أخفها) أي أخفها قعودا عند المريض لأنه قد يتضرر بطول الإقامة عنده هذا على أنه بالمثناة التحتية بعد المهملة وروي بالموحدة والمراد به تخيير أخف العبادة على الإملال للنفس بها للأحاديث التي تقدمت غير مرة، قال الغزالي (¬2): خير الأمور أدومها وإن قل ويقال القليل الدائم القطرات من الماء يتقاطر على الأرض على التوالي يحدث فيها خضرة لا محالة ولو وقعت على حجر والكثير المتفرق كماء صب دفعة لا يتبين له أثر. (القضاعي (¬3) عن عثمان)، قال الحافظ ابن حجر: يروى بالموحدة والمثناة التحتية وهو في الفردوس أيضًا. 4009 - "خير العمل أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله". (حل) عن عبد الله بن بسر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 358)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 133، 4/ 241)، وضعفه الألباني في الضعيفة (3630). (¬2) إحياء علوم الدين (1/ 333). (¬3) أخرجه القضاعي في الشهاب (1221)، والديلمي في الفردوس (2891)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2894)، والضعيفة (3566): موضوع.

(خير العمل أن تفارق الدنيا ولسانك رطب من ذكر الله) حث على ذكر الله وأن يستمر حتى يوافيه الموت وهو ذاكر فيه وظاهره أنه يكفي الذكر اللساني وإن لم يحضر القلب وإن كان ذلك أعلى قدراً أو جعل اللسان رطبة بالذكر إما أنه يجري الريق حقيقة بالذكر أو لأنها كاليابسة عن الخير إذا لم يذكر. (حل) (¬1) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون السين المهملة. 4010 - "خير الغداء بواكره، وأطيبه أوله". (فر) عن أنس. (خير الغداء) قيد بالدّال المهملة وهو ما يتغدى بأكله وبالذال المعجمة وهو ما يتغذى به وكلاهما مع غين معجمة. (بواكره) جمع باكورة وهي أول الفاكهة ونحوها فسره به الشارح على ضبط الغذاء بالمعجمة قال ويحتمل ما يؤكل في البكرة وهي أول النهار قلت: وهو صحيح على الضبطين. (وأطيبه أوله) أي الغذاء والمراد خيره في النفع وأطيبه في الذوق. (فر) (¬2) عن أنس) فيه عتبان بن مالك عن عتبة بن عبد الرحمن القرشي وعتبان قال أبو حاتم: غير قوي وعتبة: متروك متهم. 4011 - "خير الكسب كسب اليد العامل إذا نصح". (حم) عن أبي هريرة. (خير الكسب) للمعاش. (كسب اليد العامل أي الأجير إذا نصح) فيما عمله وأتقن عمله وأجاد صنعه وتجنب الغش وبذل العناية وترك الخيانة وفيه أنه أفضل من التجارة والزراعة وعليه اعتمد النووي. (حم) (¬3) عن أبي هريرة) قال ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 112)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3282)، والصحيحة (1836). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2908)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2895)، والضعيفة (3567): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 334، 257)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 61، 98)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3283).

الحافظ العراقي (¬1): إسناده حسن وقال تلميذه: الهيثمي رجاله ثقات. 4012 - "خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". ابن النجار (فر) عن أبي هريرة. (خير الكلام أربع لا يضرك) في إحراز أجرهن وثوابهن. (بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) تقدم ذكر فضلها مراراً. (ابن النجار (فر) (¬2) عن أبي هريرة) قال الديلمي: وفي الباب أبو ذر وسمرة. 4013 - "خير المجالس أوسعها". (حم خد د ك هب) عن أبي سعيد (ك هب) عن أنس. (خير المجالس أوسعها) تقدم أن سعة الدار من سعادة الرجل وكذلك سعة المنزل ويختلف ذلك باختلاف الأحوال والأوقات والبلدان ولعل المراد المجلس الذي يعده الإنسان لا تزال ضيقة ونحوه لا ما يختص به. (حم خد د ك هب) (¬3) عن أبي سعيد) فيه سهل بن عمار (¬4) العتكي النيسابوري قال الذهبي في الضعفاء: كذبه الحاكم أي في تاريخه وقال في اللسان: صحح له الحاكم في المستدرك وتعقبه في تلخيصه بالتناقض. (ك هب) عن أنس) فيه مصعب بن ثابت (¬5) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفوا حديثه، قال الهيثمي وبقية ¬

_ (¬1) انظر: قول العراقي في تخريج الإحياء (2/ 75). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2896)، وابن حبان (5/ 118) رقم (1812)، وأخرجه مسلم (2137) عن سمرة بن جندب. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 69)، والبخاري في الأدب (1136)، وأبو داود (4820)، والحاكم (4/ 299)، (300)، والبيهقي في الشعب (8241) عن أبي سعيد، والحاكم (4/ 299)، والبيهقي في الشعب (8240)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 59)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3285)، والصحيحة (832). (¬4) انظر الميزان (3/ 334)، واللسان (3/ 121)، والمغني (1/ 288). (¬5) انظر الميزان (6/ 435)، والمغني (2/ 660).

رجاله ثقات. 4014 - "خير الماء الشبم، وخير المال الغنم، وخير المرعي الأراك والسلم". ابن قتيبة في غريب الحديث عن ابن عباس. (خير الماء الشبم) بفتح المعجمة وكسر الموحدة البارد أو سين مهملة فنون [2/ 462] مكسورة العالي على وجه الأرض أو العالي الرفيع ذكره الزمخشري (¬1)، وقال ابن قتيبة: يروى بشين معجمة ونون موحدة وأنا أحسبه سين مهملة ونون، وقال هذا أولى بكلام جرير الآتي فإنه شبيه بما ذكره عن مائهم ولم يذكر أن ماءهم بارد. (وخير المال الغنم) لأن فيها البركة. (وخير المرعي الأراك) شجر السواك المعروف. (والسَّلَم) بفتح المهملة واللام شجر واحدته سلمه. (ابن قتيبة (¬2) في غريب الحديث عن ابن عباس) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجرير: "يا جرير إني أحذرك الدنيا وحلاوة رضاعها ومرارة فطامها يا جرير أين تنزلون؟ قال: في أكناف دبيشة بين سلم وأراك وسهل ودكداك شتاؤنا ربيع وماؤنا نبيع ... " الحديث، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن خير المال ... " الحديث، وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس. 4015 - "خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده". (م) عن ابن عمرو (صح). (خير المسلمين من سلم المسلمون) خرج مخرج الغالب وإلا فالمعاهد مأخوذ على المسلم كف يده ولسانه عنه. (من لسانه ويده) خص اللسان لأنه المعبر عما في النفس والجارحة التي هي أكبر الجوارح خوضًا وأسرعها حركة وأكثرها ضررا ولأنها تشمل بضرها الماضين والموجودين ومن يأتي بعد وعبر ¬

_ (¬1) الفائق (1/ 433). (¬2) أخرجه ابن قتيبة في غريب الحديث (1/ 542) وانظر معجم ما استعجم (1/ 295)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2896)، وقال في الضعيفة (1773): موضوع.

بالجارحة ولم يقل من قوله أو من كلامه ليشمل من يخرجها استهزاء بالناس واليد لأن أكثر الأفعال يصدر ويوقع بها وشمل الكناية بتعم الثلاثة الأصناف التي عمها اللسان ويدخل فيها الاستيلاء على حق الغير وتقدم حديث البخاري "أفضل المسلمين" وهنا "خير المسلمين"، قال الكرماني (¬1): هما جميعاً من باب التفضيل؛ لأن الفضل بمعنى كثرة الثواب في مقابلة القلة والخير بمعنى النفع في مقابلة الشر لكن الأول في الكمية والثاني في الكيفية. (م) (¬2) عن ابن عمرو) قال: إن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أى المسلمين خير فذكره. 4016 - "خير الناس أقرؤهم، وأفقههم في دين الله، وأتقاهم لله، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر وأوصلهم للرحم". (حم طب) عن درة بنت أبي لهب. (خير الناس أقرؤهم) القرآن أي أكثرهم له تلاوة أو أحسنهم أو أعرفهم بمعناه والأول أقرب لقوله. (وأفقههم في دين الله) فإنه دل بعطف المغايرة وأنه أريد بالأقرأ الأكثر تلاوة وبالأفقه العارف معاني كلام الله فإنه لا يتم الفقه في دين الله إلا بمعرفة معاني كلامه فإن العلماء ورثة الأنبياء والأنبياء أهل معرفة كلام الله، قال بعضهم مقام القارئ من الأنبياء مقام الوصي من الميت ومقام الفقيه مقام الوارث والوصي يقوم مقام الميت نفسه دون الوارث والوصي تقدم على الورثة فلذا قدم القارئ. (وأتقاهم لله، وآمرهم بالمعروف، وأنهاهم عن المنكر) فإنه لا يقوم بهذه الوظيفة إلا من رسخ في قلبه التقوى وآثر أمر الله على كل ما سواه وما يواقب في الله أحد من خلقه وفي التحقيق أن هذا أعظم ما بعثت له الرسل وتقدم الكلام في هذا كما تقدم في معنى: (وأوصلهم للرحم) فإنه لا ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 56). (¬2) أخرجه مسلم (40).

يصل رحمه إلا من اتقى ربه. (حم طب) (¬1) عن درة) تضم الدال المهملة وتشديد الراء، بنت أبي لهب من المهاجرات قالت: قام رجل إلى النبي وهو يخطب فقال أي الناس خير؟ فذكره قال الهيثمي رجال أحمد ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر. 4017 - "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته". (حم ق ت) عن ابن مسعود. (صح). (خير الناس قرني) أي أهل عصري قال جار الله (¬2): القرن الأمة من الناس سميت قرنا لتقدمها على من بعدها. (ثم الذين يلونهم) ذكر الضمير لأنه أراد بالقرن أهله، إما لأنه اسم للأمة كما قال جار الله، أو شطر من الزمان كما أسلفناه فأطلقه على الأهل مجاز والذين يلون قرنه هم التابعون. (ثم الذين يلونهم) أتباع التابعين وقيل: وهم حدود العشرين والمائتين ثم ظهرت البدع واختلفت الأهواء، قيل: وهو يدل على أن الصحابة أفضل ممن بعدهم وأن التابعين أفضل من أتباعهم وهكذا لكن هل الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أو الإفراد فيه قولان ذهب ابن عبد البر إلى الأول والجمهور إلى الثاني [2/ 463] قال ابن حجر: والذي يظهر أن من قاتل مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أو في زمانه بأمره أو أنفق شيئاً من ماله بسببه لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنا من كان وأما من لم يقع له ذلك فهو محل البحث ومن وقف على سير أهل القرن الأول علم أن شأوهم لا يلحق. (ثم يجيء أقوام) جمع قوم. (تسبق شهادة أحدهم يمينه) أي يشهد بعد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 432)، والطبراني في الكبير (24/ 257) (657)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 263)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2897). (¬2) انظر: الفائق (3/ 172).

حلفه على حقية شهادته (ويمينه شهادته) أي يحلف على حقية شهادة التلفظ بها وهو دليل الجراءة وعدم التورع في الأقوال قال البيضاوي والكرماني (¬1): هم قوم حراص على الشهادة مشغوفون بترويجها يحلفون على ما يشهدون به تارة يحلفون قبل أن يشهدوا وتارة يعكسون واحتج به من رد شهادة من حلف معها والجمهور على خلافه. (حم ق ت) (¬2) عن ابن مسعود) ورواه عنه النسائي وابن ماجه قال المصنف: يشبه أن الحديث متواتر. 4018 - "خير الناس القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، الثالث". (م) عن عائشة (صح). (خير الناس) أي المؤمنين. (القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني، الثالث) واستدل به البعض على أنه لا يسأل عن عدالة الثلاثة القرون لهذه الشهادة النبوية بالخيرية، قلت مع كون الحق أنه تفضيل للمجموع لا للأفراد لا يتم إلا على كلام ابن عبد البر. (م) (¬3) عن عائشة). 4019 - "خير الناس قرني، ثم الثاني، ثم الثالث ثم يجيء قوم لا خير فيهم". (طب) عن ابن مسعود. (صح). (خير الناس قرني، ثم الثاني، ثم الثالث ثم يجيء قوم لا خير فيهم) هذا بيَّن حكم من يأتي بعد الثلاثة والأُوَل سكت عنه وهو يدل على أنه أريد بالخيرية المجموع لأن عدمها للمجموع ضرورة أنه أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه لا بد من طائفة على الحق لا يضرهم من خذلهم. (طب) (¬4) عن ابن مسعود) وصححه المصنف. ¬

_ (¬1) انظر: عمدة القاري (13/ 214). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 378، 434، 442)، والبخاري (2509، 3451)، ومسلم (2533)، والترمذي (3859)، والنسائي (3/ 494). (¬3) أخرجه مسلم (2536). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 92) (10058)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3293).

4020 - "خير الناس قرني الذي أنا فيهم، ثم الذين يلونهم؛ ثم الذين يلونهم، والآخرون أراذل". (طب ك) عن جعدة بن هبيرة. (خير الناس قرني الذي أنا فيهم) هذه الجملة صفة لقرنه وفيها دليل على أنه ما أراد بالقرن الأول في الأحاديث الماضية إلا الأمة الذي هو بين أظهرهم فيحتمل أن هذه الخيرية التي لهم كانت بسبب كونه - صلى الله عليه وسلم - فيهم يفيض عليهم أنواره ويبين لهم من التنزيل أسراره صلى الله عليه وسلم وعلى آله الأكرمين وأن المراد بالذين يلونه عصر خلفائه الراشدين والذين يلونهم العصر الذي بقي فيه من صحابته أقوام وأن الخيرية للقرون الثلاثة هي القرن التي ما خلت عمن صحبه وعليه يحمل قول الزجاج الذي عندي، أن القرون كل ملة كان فيها نبي أو طبقة من أهل العلم سواء قلت السنون أو كثرت. (ثم الذين يلونهم؛ ثم الذين يلونهم، والآخرون أراذل) جمع رذل، وهو من كل شيء الرديء منه (طب ك) (¬1) عن جعدة) بفتح الجيم وسكون العين المهملة (بن هبيرة) مصغر صحابي صغير له رؤية على ما ذكره الذهبي (¬2) وهو ابن أم هانئ رضي الله عنهما قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن الأزدي لم يسمع من جعدة وقال في الإصابة: أن جعدة مختلف في صحبته نقله عن أبي حاتم. 4021 - "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون ويحبون السمن، يعطون الشهادة قبل أن يسألوها". (ت ك) عن عمران بن حصين. (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 285) (2187)، والحاكم (3/ 211)، وانظر الإصابة (1/ 483)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2898)، والضعيفة (1511، 3569). (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة للذهبي (1/ 85 رقم 796).

(خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعدهم قوم يتسمنون) بفتح المثناة التحتية بعدها مثناة فوقية فسين مهملة فميم مشددة فنون أي يتكثرون بما ليس منهم ويدعون ما ليس لهم من الشرف وقيل أراد جمعهم وقيل يحبون التوسع في المأكل والشرب وهي أسباب السمن. (ويحبون السمن) قال ابن العربي: إنما ذم حب السمن لأن ابن آدم حسبه لقيمات يقمن صلبه وموالاة الشبع والرفاهية مكروهة ومحبة السمن مكروهة في النفس محبوبة في الغير كالزوجة والأمة انتهى. (يعطون الشهادة قبل أن يسألوها) مبني للمجهول بضبط المصنف فيهما أي يشهدون قبل أن تطلب منهم الشهادة حرصا على أدائها وتقدم التلفيق بينه وبين ما ينافيه، قال ابن حجر (¬1): واستدل بهذا الحديث على تعديل أهل القرون الثلاثة وإن تفاوتت منازلهم في الفضل [2/ 464] وهذا محمول على الأغلب الأكثر وإلا فقد وجد في القرنين من وجدت فيه الصفات المذمومة بقلة، بخلاف من بعد القرون الثلاثة فإنه كثير انتهى، قلت: ولا يتم إلا على ما ذهب إليه ابن عبد البر لا على ما اختاره الجمهور وابن حجر إلا أن يقال لا تلازم بين العدالة والأفضلية. (ت ك) (¬2) عن عمران بن حصين) صححه المصنف بالرمز. 4022 - "خير الناس من طال عمره؛ وحسن عمله". (حم ت) عن عبد الله بن بسر. (صح) (خير الناس من طال عمره؛ وحسن عمله) لأنه لا يزال يأتي بالحسن من ¬

_ (¬1) فتح الباري (7/ 7). (¬2) أخرجه الترمذي (2221، 2302)، والحاكم (3/ 535)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3294).

الأعمال ويدخرها ولو لم يكن إلا استمراره على الإيمان والقيام بحقه من الأركان. (حم ت) (¬1) عن عبد الله بن بُسر) صححه المصنف بالرمز وقال في الكبير عن الترمذي: حسن غريب. 4023 - "خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله". (حم ت ك) عن أبي بكرة. (خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله) لأنه لا يزال يجمع لنفسه الآثام ويوهب لها حلول سيء المقام قال: المناوي هذان قسمان من أربعة طرفان بينهما واسطة بينته إما طويل العمر أو قصيرة ثم هو حسن العمل أو سيئه، فطويل العمر حسن العمل وطويل العمر سيء العمل طرفان شرهما الثاني، وقصير العمر حسن العمل وقصير العمر سيء العمل واسطتان خيرهما الأول. (حم ت ك) (¬2) عن أبي بكرة) قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: إسناد أحمد جيد. 4024 - "خير الناس خيرهم قضاء". (هـ) عن عرباض بن سارية. (خير الناس خيرهم قضاء) أي للدَّين كما سبق، قال بعض العارفين إذا قضيت فأحسن القضاء ورده في الكيل والوزن وأرجح تكن بذلك من خيار عباد الله وهو الكرم الخفي اللاحق بصدقة السرّ، فإن المعطى له لا يشعر بأنه صدقة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 188، 190)، والترمذي (2329)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3296). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 40، 43)، والترمذي (2330)، والحاكم (1/ 489)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 203)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3297).

سر في علانية ويورث ذلك محبةً ووداً في نفس المقضي له ونحو ذلك، ففي حسن القضاء فوائد جمة. (هـ) (¬1) عن عرباض بن سارية) قال استسلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكراً فجاء به إبل الصدقة فأمرني أن أقضي بكرة فقلت: لا أجد إلا جملا رباعياً، فقال: "اعطه إياه" قال: "خير الناس أحسنهم قضاء" ورواه الجماعة إلا البخاري. 4025 - "خير الناس أحسنهم خلقاً". (طب) عن ابن عمر. (خير الناس أحسنهم خلقاً). (طب) (¬2) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه من لم يوثق في رجال الكتب. 4026 - "خير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه، ورجل معتزل في بادية يؤدي حق الله الذي عليه". (ك) عن ابن عباس (طب) عن أم مالك البهزية. (خير الناس في الفتن) فتنة الكفار أو البغاة. (رجل آخذ بعنان فرسه) عبارة عن ملازمته لإعداد فرسه. (خلف أعداء الله) أي في خلاف ما هم عليه من الأحوال وإن آتاهم من جهة أمام. (يخيفهم ويخيفونه، أو رجل معتزل في بادية) كأنه قيد أغلبي فإنه لا يكمل الاعتزال إلا فيها وإلا فلو اعتزل في وطنه لتم له الخيريّة إذا هو يؤدي حق الله الذي عليه من واجباته البدنية الماليّة، قال النواوي: فيه فضل العزلة في أيام الفتن إلا أن تكون قوة على إزالة الفتنة فيلزمه السعي في إزالتها عينا أو كفاية. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2286)، وأخرجه مسلم (1600)، وأبو داود (3346)، والترمذي (1318)، والنسائي (4/ 40)، وابن ماجه (2285) عن أبي رافع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 354) (13326)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 58)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3287).

نكتة: قيل: وجد تحت وسادة حجة الإِسلام رقعة مكتوب فيها هذه الأبيات: ما في اختلاط الناس خير ولا ... ذو الجهل بالأشياء كالعالم يا لائمي في هجرهم جاهلا ... عذري منقوش على خاتم (¬1) ووجد في نقش خاتمه: {وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} [الأعراف: 102] انتهى، وأنشدوا في المعنى: أخص الناس بالإيمان عبد ... خفيف الحاذ مسكنه القفار له في الليل حظ من صلاة ... ومن صوم إذا طلع النهار وقوت النفس يأتيه كفافا ... وكان له على ذاك اصطبار وفيه عِفّة وبه خَمول ... إليه بالأصابع لا يشار [2/ 465] فذلك قد نجى من كل شر ... ولا تمسسه يوم البعث نار (طب) (¬2) عن أم مالك) البهزية بفتح الموحدة وسكون الهاء وكسر الزاي صحابية قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 4027 - "خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده". (فر) عن ابن عمر. (خير الناس مؤمن فقير يعطي جهده) أي مقدوره في الصدقة واستدل به مفضل الفقير على الغني، قيل: ولا دليل فيه لأنه فضل فقيراً يتصدق بجهده فهو يتصف بفضل الصابرين وغناء الشاكرين فجمع بين موجبي التفضيل. (فر) (¬3) ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة لأبي حامد الغزالي (450 - 555 هـ). (¬2) في المطبوع زيادة (ك) عن ابن عباس. أخرجه الحاكم (4/ 493)، 510 عن ابن عباس، والطبراني في الكبير (25/ 150) (360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3292)، والصحيحة (698). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2893)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2899)، والضعيفة (3568): موضوع.

عن ابن عمر) قال الحافظ العراقي (¬1): سنده ضعيف جداً. 4028 - "خير الناس أنفعهم للناس". القضاعي عن جابر. (خير الناس أنفعهم للناس) في الإحسان إليهم بماله وجاهه، قيل: يؤخذ منه أن الإِمام العادل خير الناس لأنه أعمهم نفعاً للعباد بالأمرين. (القضاعي (¬2) عن جابر) فيه عمرو بن أبي بكر السكسكي الرملي قال في الميزان: واهٍ، وقال ابن عدي: له مناكير، وابن حبان: يروي عن الثقات الطامات ثم أورد له أخباراً ذا منها. 4029 - "خير النساء التي تسره إذا نظر، تطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره". (حم ن ك) عن أبي هريرة. (خير النساء التي تسره) أي زوجها لقرينة السياق. (إذا نظر) لجمالها فإنه إعانة له على عفة فرجه وصلاح دينه. (وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها) بمنعه عن التمكين منها وخروجها عن منزله بغير إذنه. (ولا مالها بما يكره) فلا تنفق ولا تصرف منه إلا بإرادته. (حم ن ك) (¬3) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 4030 - "خير النساء التي تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك". (طب) عن عبد الله بن سلام. (خير النساء التي تسرك إذا أبصرت) فيه أنه يندب لها أن لا تترك الزينة والطيب لأنه مما يسره. (وتطيعك إذا أمرت، وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك) ¬

_ (¬1) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 84). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (1234)، وانظر الميزان (5/ 300)، والمجروحين (2/ 79)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3289). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 251، 432)، والنسائي في المجتبى (3231) (5/ 310)، والحاكم (2/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3298)، وحسنه في الصحيحة (1838).

تقدم أن الذي تخونه في الغيب من شقاء الرجل. (طب) (¬1) عن عبد الله بن سلام) قال الهيثمي: فيه زريك بن أبي زريك لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 4031 - "خير النكاح أيسره". (د) عن عقبة بن عامر. (خير النكاح أيسره) أي أقله مؤنة وأسهله مهرًا وأقربه حظية يعني أن هذا من علامات بركته وأنه مأذون فيه عليه علامات البركة. (د) (¬2) عن عقبة بن عامر) ورواه عنه الديلمي أيضًا. 4032 - "خير أبواب البر الصدقة". (قط) في الأفراد (طب) عن ابن عباس. (خير أبواب البر الصدقة) البر الإحسان أي أن الصدقة خير أبوابه لما فيها من نفع الفقير وسماحة نفس المخرج وحسن الخلق وتربية الله لها وإطفاؤها لغضبه وغير ذلك من فوائدها. (قط) في الأفراد (طب) (¬3) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. 4033 - "خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة". (فر) عن عابس بن ربيعة. (خير إخوتي علي) يعني به ابن أبي طالب كرم الله وجهه في الجنة لأنه أخوه قرينًا في النسب والذي اتخذه أخا في الله سبحانه حين واخى بين أصحابه كما بيناه في الروضة الندية. (وخير أعمامي حمزة) أسد الله ومن شد الله به عضد رسوله - صلى الله عليه وسلم -. (فر) (¬4) عن عابس) بمهملة أوله وآخره بينهما موحدة مكسورة، ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء في المختارة (429)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 273)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3299). (¬2) أخرجه أبو داود (2117)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3300)، والصحيحة (1842). (¬3) أخرجه الدارقطني (انظر: أطراف الغرائب رقم 2290)، والطبراني في الكبير (12/ 184 (12834)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 110)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2877)، والضعيفة (3561). (¬4) عزاه في الكبير (32893) للديلمي وانظر الإصابة (3/ 566)، وفيض القدير (3/ 482)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2878)، والضعيفة (3562): موضوع.

ربيعة قيل من السابقين ممن عُذّب في الله سبحانه وفيه عباد بن يعقوب شيخ البخاري أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: قال ابن حبان: رافضي داعية. 4034 - "خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن والحارث). (طب) عن أبي سبرة. (خير أسمائكم عبد الله وعبد الرحمن والحارث) تقدم أنهما خير الأسماء، والحارث أصدقها فضمه إليهما هنا في الخيرية من حيث صدقه وتقدم الكلام في ذلك. (طب) (¬2) عن أبي سبرة) بفتح المهملة وسكون الموحدة قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح لكن ظاهر الرواية الإرسال. ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 328)، والميزان (4/ 44). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 295) (754)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 50)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3269).

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ السَّادِسُ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182 هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بسم الله الرحمن الرحيم

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ السَّادِسُ

(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمَّد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 0 - 6706 - 00 - 603 - 978 (ج 6) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب - العنوان ... ديوي 23206 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 0 - 6706 - 00 - 603 - 978 (ج 6) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس:4450012 - 009661 البريد الإلكتروتي: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

4035 - "خير أمراء السرايا زيد بن حارثة: أقسمهم بالسوية؛ وأعدلهم في الرعية". (ك) عن جبير بن مطعم. (خير أمراء السرايا) تقدم أنها جمع سرية قطعة من الجيش فعيلة بمعنى فاعله لأنها تسري بالليل. (زيد بن حارثة) هو مولاه - صلى الله عليه وسلم - المعروف وبين وجه خيريته بقوله. (أقسمهم بالسوية) بين أهل الفيء والغنيمة. (وأعدلهم في الرعية) أي فيمن جعل راعيا عليهم قيل جواز السجع إذا كان بغير تكلف. (ك) (¬1) عن جبير بن مطعم) قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه الواقدي. 4036 - "خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر". ابن عساكر عن علي والزبير معا. (خير أمتي بعدي أبو بكر وعمر) تقدم في فضلهما أحاديث جمة. (ابن عساكر (¬2) عن علي والزبير معًا) أي خرجه عنهما جميعًا بسند واحد. 4037 - "خير أمتي القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يخلف قوم يحبون السمانة ويشهدون قبل أن يستشهدوا". (م) عن أبي هريرة (صح). (خير أمتي) أمة الإجابة. (القرن الذي بعثت فيه) يحتمل أن المراد خير الأزمنة زمان بعثت فيه لأنه زمان مَنَّ الله على عباده بالرحمة العامة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] ويدخل فيه أن خير الناس ناس عصره. (ثم الذين يلونهم [2/ 466]، ثم الذين يلونهم، ثم يخلف قوم يحبون السمانة) بفتح السين المهملة وتخفيف الميم أي السمن، وتقدم تفسيره. (ويشهدون قبل أن يستشهدوا) تأملت في تكرير ذمه - صلى الله عليه وسلم - لمن يؤدي شهادته قبل طلبها وإذا سره أن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 238) وقال الألباني في ضعيف الجامع (2900) والضعيفة (3570): موضوع. (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 427)، وانظر فيض القدير (3/ 483)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2904)، والضعيفة (3573).

الله قد عصم الأموال والدماء والأعراض ثم جعل الشهداء دلائل أخذ ما حكم تعالى بأخذه فيها فهم في الحقيقة أدلة له تعالى يصبهم لأخذ ما حرمه إلا بحقه فالمأخوذ عليهم التحرّي والتورع عن اقتطاع أنها شهادتهم وعدم بذل الشهادة إلا عند حاجتهم وطلبها ولذا قال: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ} [البقرة: 282] فالشاهد به تقتطع الأموال وتسفك الدماء وتباح الأعراض وهي عمدة ما حرمه الله، وتورعه أهم المطلوبات للشارع فإنه أمين الله تعالى وقد علم تعالى أنه يخلق من يتساهل في ذلك غاية التساهل حتى صار العامة يتقارضون الشهادات يشهد هذا لهذا باطلا فإذا احتاج إليه قضاة ذلك ومن سبر أحوال الناس ويعلو بالنظر في شيء من خصوماتهم رأى العجب العجاب فليعلم الناظر أنه لا يكثر الشارع التحذير من أمر وتكرر الذم له إلا وقد علم أنه يتساهل الناس فيه فبالغ - صلى الله عليه وسلم - في الإبلاغ. (م) (¬1) عن أبي هريرة). 4038 - "خير أمتي الذين لم يعطوا فيبطروا، ولم يمنعوا فيسألوا". ابن شاهين عن الجذع (ح). (خير أمتي الذين لم يعطوا) مبني للمجهول أي لم يوسع الله عليهم الأرزاق ومحط رحال الخيرية قوله: (فيبطروا) أي فيتفرع عن إعطائهم بطر النعمة وكفرها. (ولم يمنعوا) أي الرزق الذي يقوم بهم. (فيسألوا) أي يطلبوا الناس أرزاقهم ويريقوا ماء وجوههم وهو محل الإعلام بالخيرية وفي الحقيقة أنه من أعطي الكفاف فلا بطر ولا سؤال مع القناعة. (ابن شاهين (¬2) عن الجذع) بفتح الجيم والذال المعجمة وعين مهملة أنصاري اسمه ثعلبة بن زيد. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2534). (¬2) أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 437)، والمحاملي في أماليه (1/ 406)، وانظر فيض القدير (3/ 483)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2902).

4039 - "خير أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا، وإذا أحسنوا استبشروا، وإذا سافروا قصروا وأفطروا". (طس) عن جابر. (خير أمتي الذين إذا أساءوا استغفروا) جاء بـ: "إذا" لأن الإساءة متحققة من العباد والخيرية من حيث الاستغفار وعدم الإصرار. (وإذا أحسنوا استبشروا) لما قدمناه غير مرة. (وإذا سافروا قصروا) الرباعية. (وأفطروا) الواجب لأن الله يحب إتيان رخصه، وتقدم أنه استدل به من لا يرى وجوب الأمرين. (طس) (¬1) عن جابر) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة. 4040 - "خير أمتي أولها، وآخرها، وفي وسطها الكدر". الحكيم عن أبي الدرداء. (خير أمتي أولها وآخرها) المراد زمان المسيح كما صرح به الحكيم في روايته لهذا: "ولن يخزي الله أمة أنا أولها وآخرها المسيح" قال الحكيم: فالميزان لسانه في وسطه وباستواء الطرفين والكفتين يستوي اللسان ويقوم الوزن فجعلت أوائل هذه الأمة وآخرها {يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} [الأعراف: 159] فهذا الوسط الأعوج ينجو لهاتين الكفتين المستقيمتين انتهى. قلت: وبهذا الحديث يعلم أن المراد بقوله في ما سلف: "ثم يجيء قوم لا خير فيهم" لا يراد به إلا القرن من وسط الذي عبر عنه هنا بقوله: (وفي وسطها الكدر) بفتح الكاف والدال المهملة وهو عدم الصفو وتغير الماء الصافي بنحو الأوساخ وفيها أنها تغير صافي دينها مع بقاءه، وأما حديث: "أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره" (¬2) فالمراد بالأول الأول الإضافي وهو من بعد القرن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6558)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2901)، والضعيفة (3571). (¬2) أخرجه الترمذي (2869).

الأول الذي حكم له - صلى الله عليه وسلم - بأنه يليه وأن له خيرية وبالآخر هذا الآخر الذي هو زمن المسيح ولا يراد بالأول الأول الحقيقي أعني القرن الذي هو - صلى الله عليه وسلم - فيه لأنه معلوم أنه أفضل من عيسى بقرنه أشرف من قرنه والله أعلم. (الحكيم الترمذي (¬1) عن أبي الدرداء). 4041 - "خير أهل المشرق عبد القيس". (طب) عن ابن عباس). (خير أهل المشرق عبد القيس) القبيلة المعروفة التي وفد وافدهم عليه - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع وكانوا من خير وفد، وتمام الحديث عند مخرجه: "أسلم الناس كرها وأسلموا طائعين" انتهى وما كان يحسن حذفه فإنه بيان لوجه تفضلهم مع لطافة لفظه. (طب) (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عنده وعند البزار وهب بن يحيى بن زمام ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 4042 - "خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه، أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا". (خد هـ حل) عن أبي هريرة. (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم) هو الصغير الذي مات أبوه وإن كانت أمه في الحياة. (يحسن إليه) بالبناء للمجهول أي يكرمه أهل البيت الذي هو فيه وذلك؛ لأن الإحسان إليه [2/ 467] مما يحبه الله ويرضى عن فاعله ومدح البيت مدح لسكانه إما مجاز من إطلاق المحل على الحال أو إعلام أنه قد طاب مسكنهم لطيب فعلهم. (وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه) مجهول أيضاً. (أنا وكافل اليتيم) أي القائم بمصالحه. (في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 92)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2903)، والضعيفة (3572). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 230) (12970)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3302)، والصحيحة (1843).

والوسطى لا تفاوت في الدرجة إلا مقدار التفاوت بينهما. (خد هـ حل) (¬1) عن أبي هريرة) ضعفه المنذري وقال المناوي: رجال ابن ماجه موثوقون وقال العراقي: فيه ضعف. 4043 - "خير بيوتكم بيت فيه يتيم مكرم". (عق حل) عن عمر. (خير بيوتكم) أيها المسلمون. (بيت فيه يتيم مكرّم) بتشديد الراء أي يحسن إليه في القيام بمصالحه. (عق حل) (¬2) عن عمر) وأخرجه ابن ماجه بلفظه وفيه إبراهيم الضبي قال الدارقطني: وغيره متروك. 4044 - "خير تمركم البرني: يذهب الداء، ولا داء فيه". الروياني (عد هب) والضياء عن بريدة، (عق طس) وابن السني، وأبو نعيم في الطب (ك) عن أنس، (طس ك) أبو نعيم عن أبي سعيد. (خير ثمراتكم) بالثاء المثلثة. (البرني) بفتح الباء وسكون الراء وكسر النون نوع من التمر أكبر من الصيحاني يضرب إلى السواد. (يذهب الداء) عن آكله. (ولا داء فيه) أي لا يولد داء وهو لما غرسه النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة بيده الشريفة، وزاد: ولا داء فيه لأنه قد يكون في الشيء نفع وضر. (الروياني (عد هب) والضياء (¬3) عن بريدة) فيه أبو بكر الأعين ضعفه ابن معين وغيره وعتبة بن عبد ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب (137)، وابن ماجه (3679)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 337)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 236)، وفيض القدير (3/ 484)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2905)، والضعيفة (1637). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 97)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 337)، وانظر علل ابن أبي حاتم 2/ 176، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2906). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 279)، والبيهقي في الشعب (5876)، والضياء في المختارة (7/ 118) والروياني (رقم 43) عن بريدة، وانظر الموضوعات (3/ 35)، وفتح الباري (4/ 490)، وأخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 206)، والطبراني في الأوسط (6092)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (564)، والحاكم (4/ 226) وأبو نعيم في الطب رقم (822)، وابن السني=

الله قال البعض: إنه مجهول وقال ابن حبان ينفرد بالمناكير ولذا أورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه المؤلف بأن الضياء خرجه في المختارة ولم يتعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه قال الشارح: ولا يخفى ما فيه، (عن طس) وابن السني، وأبو نعيم في الطب (ك) عن أنس) قال: مخرجه العقيلي لا يعرف إلا بعثمان بن عبد الله العبدي وهو مجهول وحديثه غير محفوظ وقال الشارح وفيه عبيد ابن واقد ضعفه أبو حاتم وقال الحاكم بعد تخريجه: صحيح وتعقبه الذهبي في تلخيصه بأن فيه عثمان لا يعرف فالحديث منكر، (طس ك) وأبو نعيم عن أبي سعيد) قال الحاكم: أخرجاه له شاهداً يعني لحديث أنس وفيه مجهول وقال الهيثمي في رواية الطبراني سعيد بن زيد وهو ضعيف. 4045 - "خير ثيابكم البياض: ألبسوها أحياءكم، وكفنوا فيها موتاكم". (قط) في الأفراد عن أنس. (خير ثيابكم البياض) من حيث اللون فإنه محبوب إلى الله سبحانه وقد أبيض وجوه المؤمنين في الآخرة. (فألبسوها أحياءكم، وكفنوا فيها موتاكم) بأنهم من المبيضة وجوههم ولأنها ثياب من يرضى الله عنهم في الآخرة، روى الترمذي عن عائشة قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ورقة فقالت له خديجة: إنه كان صدقك وإنه مات قبل أن تظهر فقال: "رأيته في المنام وعليه ثياب بيض ولو كان من أهل النار لكان عليه ثياب غير ذلك" (¬1) فدل على أن البياض لباس أهل الجنة ¬

_ = في الطب (ق، 68/ أ) عن أنس، وأخرجه الطبراني في الأوسط (7406)، والحاكم (4/ 227) عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه أبو نعيم في الطب عن علي بن أبي طالب (821و 825) وعن أبي هريرة (823)، وعن أبي بكر الصديق (824)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 40)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3303). (¬1) أخرجه أحمد (6/ 65)، والحاكم (4/ 435).

ولا ينافيه ما في القرآن من أن لباسهم ثياب خضر وأنه يكون متعددا من هذا ومن هذا. (قط) (¬1) في الأفراد عن أنس) صححه ابن القطان وقال ابن حجر: رواه أصحاب السنن عن أبي داود والحاكم أيضاً من حديث سمرة واختلف في وصله وإرساله. 4046 - "خير ثيابكم البياض: فكفنوا فيها موتاكم، وألبسوها أحياءكم، وخير أكحالكم الإثمد: ينبت الشعر، ويجلو البصر". (هـ طب ك) عن ابن عباس (صح). (خير ثيابكم البياض: فكفنوا فيها موتاكم، وألبسوها أحياءكم، وخير أكحالكم الإثمد: ينبت الشعر) أي شعر أهداب العين وهي واقية لها. (ويجلو البصر) عن الرطوبات الفاسدة والبخارات وتقدم بلفظه وجمع بينهما بأنه زينة للبشر. (هـ طب ك) (¬2) عن ابن عباس) قال الديلمي: وفي الباب [عن] ابن عمر. 4047 - "خير جلسائكم من ذكركم الله رؤيته، وزادكم في عملكم منطقه، وذكركم الآخرة عمله". عبد بن حميد والحكيم عن ابن عباس. (خير جلسائكم من ذكركم الله رؤيته، وزاد في علمكم منطقه وذكركم الآخرة عمله) تقدمت فصوله والكلام فيه قريباً. عبد بن حميد والحكيم (¬3) عن ابن عباس ورواه أبو يعلى بلفظه قال الهيثمي: فيه مبارك بن سنان وثق وبقية رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1472، 3566)، وأحمد (1/ 355)، والدارقطني في الغرائب والأفراد (رقم 944 أطراف الغرائب)، والحاكم (1/ 506)، عن ابن عباس و (4/ 205) عن سمرة بن جندب، وانظر التلخيص الحبير (2/ 69، 108)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3304). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3566)، والطبراني في الكبير (12/ 45) (12427)، والحاكم (4/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3305). (¬3) أخرجه عبد بن حميد (631)، والحكيم في نوادره (2/ 41، 39، 42، 4/ 81)، وأبو يعلى (2437)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 226)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2907)، والضعيفة (2830).

4048 - "خير خصال الصائم السواك". (هق) عن عائشة. (خير خصال الصائم السواك) تمسك به من لم ير كراهيته بعد الزوال بل ندبه وحديث الخلوف لا يعارضه كما توهم. (هق) (¬1) عن عائشة قال البيهقي: بعد سرده مجالد غيره أثبت منه. 4049 - "خير ديار الأنصار بني النجار". (ت) عن جابر. (خير ديار الأنصار) [2/ 468] وفي رواية "دور" والمراد هنا قبائلهم وبطونهم من قبيل إرادة الحال وذكر المحل، قلت: ويحتمل أن المراد نفس الدار وخيريتها بخيرية من سكنها. (بني النجار) بفتح النون وتشديد الجيم بطن من الأنصار قيل: سمي جدهم بالنجار لأنه اختتن بقدوم التجارة أو لأنه ضرب رجلاً فنجره وبني النجار أخوال النبي - صلى الله عليه وسلم -. (ت) (¬2) عن جابر هو في الصحيحين بزيادة لفظ: "خير دور الأنصار بني النجار ثم بني عبد الأشهل، ثم بنو الحارث، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير" انتهى. 4050 - "خير ديار الأنصار بني عبد الأشهل". (ت) عن جابر. (خير ديار الأنصار) أي منازلهم قال القاضي: برواية البخاري يريد بالدور البطون لأن الدار يعبر بها عن المحلة وبالمحلة عن أهلها وإذا أراد به ظاهره فقوله بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل على حذف المضاف لإقامة المضاف إليه مقامه وتكون خيريتها بحسب خيرية أهلها انتهى. قلت: وهو ما ذكرناه آنفاً. (وبنو عبد الأشهل) بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة ولا يعارض الأول بأنه أريد بتفضيل بني النجار التفضيل الحقيقي ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 272)، وابن ماجه (1677)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2908)، والضعيفة (3574). (¬2) أخرجه الترمذي (3912)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3306).

وأريد بهذا الإضافي بدليل العطف في خبر الشيخين بقوله "ثم بنو عبد الأشهل" وقد روي بالعكس إلا أنه اختلف على أبي سلمة فيها ورواية تقديم بني النجار لا اختلاف فيها فهي أرجح لسلامتها. (ت) (¬1) عن جابر) ورواه مسلم في صحيحه بزيادة لفظ: "خير دور الأنصار دار بني النجار ودار بني عبد الأشهل ودار بني الحارث بن الخزرج الخزرج من دار بني ساعدة والله لو كنت مؤثرا بها أحدا لآثرت بها عشيرتي". 4051 - "خير دينكم أيسره". (حم خد طب) عن محجن بن الأدرع (طب) عن عمران بن حصين (طس عد) والضياء عن أنس. (خير دينكم أيسره) أي الذي لا مشقة فيه ودين الإِسلام كذلك بالنظر إلى ما كان من دين الأولين من الآصاد والأغلال لكن بعض هذا الدين أيسر من بعض فالحديث إرشاد إلى عدم إملال النفس بتكلف العبادة والتعمق فإنه لم يغالبه أحد إلا غلبه. (حم خد طب) (¬2) عن محجن) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح الجيم (ابن الأدرع (¬3)) بفتح همزته وسكون الدال المهملة، (طب) عن عمران بن حصين) وقال: تفرَّد به إسماعيل بن زيد، (طس عد) والضياء عن أنس قال الزين العراقي (¬4): في سنده جيد. 4052 - "خير دينكم أيسره، وخير العبادة الفقه". ابن عبد البر في العلم عن أنس. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3913)، ومسلم (2511)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3307). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 338)، والبخاري في الأدب (341)، والطبراني في الكبير (20/ 296) (704) عن محجن بن الأدرع، والطبراني في الكبير (18/ 230) (573) عن عمران بن حصين، والطبراني في الأوسط (427)، وابن عدي في الكامل (3/ 406)، والضياء في المختارة (2565) عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3309). (¬3) انظر: الإصابة (5/ 778). (¬4) انظر: تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (1/ 8).

(خير دينكم أيسره) في رواية "اليسر". (وخير العبادة) لفظ ابن عبد البر "وأفضل". (الفقه) قال الماوردي: يشير إلى أنه لا سبيل إلى معرفة جميع العلوم فيجب صرف الاهتمام إلى معرفة أهمها والعناية بخيرها وأفضلها وهو علم الفقه بين الناس بمعرفته يرشدون وبجهله يضلون انتهى وأراد أنه أريد بالفقه علم الفروع فحسب. قلت: هذا منه مبني على وهم تتابع فيه الخاصة هو تفسير اللفظ اللغوي بالعرف الحادث فإنه ما أريد بالفقه لغة إلا فهم ما جاء عن الله وعن رسوله ليتفقهوا في الدين لا الحصر على قواعده معرفة علم الفروع الذي صار عند الإطلاق الأخير لا يتناول سواه فإنه عرف حادث فما أراد في الحديث إلا فهم ما جاء عن الله وعن رسوله بالتفهم من أئمة الدين لا نوعاً خاصاً كما زعموه. (ابن عبد البر (¬1) في العلم عن أنس) رواه أيضاً أبو الشيخ والديلمي، قال العراقي: إسناده ضعيف. 4053 - "خير دينكم الورع". أبو الشيخ في الثواب عن سعد - رضي الله عنه -. (خير دينكم الورع) لأن الورع دائم المراقبة لمولاه فلا يغفل عما أمره به ولا يأتي ما نهاه عنه. (أبو الشيخ (¬2) في الثواب عن سعد" ورواه عنه الديلمي أيضاً. 4054 - "خير سحوركم التمر". (عد) عن جابر (ض). (خير سحوركم التمر) يعني التسحر به أفضل من غيره إما لأنه قليل العفونة فلا يغفل القلب بعفونة عن الذكر ولا يثقل الأعضاء عن الطاعة أو لخاصة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عبد البر في جامع العلم وفضله (رقم 73)، والديلمي في الفردوس (2876)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2909). (¬2) عزاه إلى الشيخ في الكنز (7280)، وأخرجه الحاكم (1/ 92) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووأفقه الذهبي والبيهقي في الشعب (1706) عن مطرت وانظر فيض القدير (3/ 487)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3308).

يعلمها الله. (عد) (¬1) عن جابر) بن عبد الله حيث أطلق. 4055 - "خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم" (ع طب) عن واثلة (هب) عن أنس وابن عباس (عد) عن ابن مسعود. (خير شبابكم من تشبه بكهولكم) أي في حسن الهيئة والسمت والوقار وسكينة الحلم ونزاهة التقوى عن مداني الأمور وكف نفسه عن عجلة الطبع وأخلاق السوء والصبوة واللهو. (وشر كهولكم من تشبه بشبابكم) في العجلة [2/ 469] وقلة الثبات وعدم الصبر عن الشهوات فإن الشباب شعبة من الجنون فمن تخلق به فقد خرج عنه فهو كالغافل يتطلب المغيرات كما أن من خرج عن موجباته واهتدى بهدي الكهولة فقد صار كمن بلغ برد السخافة ولبس جلباب العقل والحديث حث للشباب على التحلي بحلية من فارق الشباب وكملت نهاه وذم من عكس ذلك. (ع طب) (¬2) عن واثلة) قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم، (هب) عن أنس) قال الهيثمي: فيه الحسن بن أبي جعفر ضعيف (وعن ابن عباس) قال البيهقي عقيبه: تفرد به بحر بن كنيز السقاء (¬3) انتهى وبحر قال في الكاشف: تركوه وفي الضعفاء اتفقوا على تركه، (عد) عن ابن مسعود) قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 4056 - "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 98)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2910). (¬2) أخرجه أبو يعلى (7483)، والطبراني في الكبير (22/ 83) (202) عن واثلة، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 270)، والبيهقي في الشعب (7805) عن أنس، و (7806) عن ابن عباس، وانظر قول الهيثمي في قول الهيثمي في المجمع (10/ 270)، وابن عدي في الكامل (1/ 254)، وانظر العلل المتناهية (2/ 710)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2911)، والضعيفة (3575). (¬3) انظر الميزان (2/ 5)، والمغني (1/ 100)، والكاشف (1/ 263).

آخرها وشرها أولها" (م 4) عن أبي هريرة (طب) أبي أمامة وعن ابن عباس (صح). (خير صفوف الرجال) في صلاة الجماعة. (أولها) لأنه صف الملائكة ولاتصاله بالإمام. (وشرها آخرها) لاتصاله بأول صفوف النساء فهو شرها من جهة قربه أو لبعده عن صف الملائكة (وخير صفوف النساء) إذا كن مع الرجال. (آخرها) لبعده عن الرجال. (وشرها أولها) لكونه بعكس ذلك فإن قربهن من الرجال يحرك الشهوة ويشغل القلب عن الصلاة، قال النووي (¬1): هذا على عمومه إن صلين مع الرجال فإن تميزن فهن كالرجال خيرها أولها وشرها آخرها، قال الطيبي: والخير والشر في صفي الرجال والنساء ليس للتفضيل لئلا يلزم من نسبة الخير إلى أحد الصفين شركة الآخر فيه، ومن نسبة الشر إلى أحدهما شركة الآخر فيه فيتناقض ونسبة الشر إلى الصف الأخير فصفوف الصلاة كلها خير إشارة إلى أن تأخر الرجل عن مقام القرب مع تمكنه منه هضم لحقه وسفه لرأيه فلا يبعد أن يسمى شراً، قال المتنبي: ولم أر في عيوب الناس شيئًا ... كنقص القادرين على التمام (م4) (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري، (طب) عن أبي أمامة وعن ابن عباس). 4057 - "خير صلاة النساء في قعر بيوتهن". (طب) عن أم سلمة. (خير صلاة النساء) أي أفضلها فرضا وأما النفل فهن والرجال سواء في ¬

_ (¬1) شرح مسلم (4/ 159). (¬2) أخرجه مسلم (440)، وأبو داود (678)، والترمذي (224)، والنسائي (1/ 289)، وابن ماجه (1000) عن أبي هريرة، والطبراني في الكبير (8/ 165) (7692) عن أبي أمامة، و (11/ 203) (11497) عن ابن عباس.

فضلها. (في قعر بيوتهن) قال البيهقي (¬1): فيه دلالة على أن النهي عن منعهن عن المساجد أمر ندب أي يدل على ندب ما نهوا عن منعهن عنه وهو قول عامة العلماء، وقعر بيوتهن وسطها وما تقعر منها أي سفل وأحيط من جوانبه وقوله في الخبر الآخر: "إلا أن أفضل صلاة المرأة في أشد بيتها ظلمة" (¬2). (طب) (¬3) عن أم سلمة) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة. 4058 - "خير طعامكم الخبز، خير فاكهتكم العنب" (فر) عن عائشة. (خير طعامكم الخبز) خبز أي طعام من بر أو شعير إن كانت الأفضلية باعتبار الصنعة وإلا فالبر إن كان باعتبارها مع الأنفعية. (وخير فاكهتكم العنب) فيه أنه خير من التمر وقد ورد أن التمر الأفضل وكأنه بالنظر إلى البقاع، فالتمر في بعضها خير الفاكهة وفي بعضها العنب خيرها. (فر) (¬4) عن عائشة) قال الشارح: كتب الحافظ ابن حجر على حاشية الفردوس بخطه: هذا السند مختلط انتهى. قال: وأقول فيه الحسن بن شبل (¬5) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء قال: وكان ببخارى معاصرا للبخاري كذبه سهل بن شاهين. 4059 - "خير طيب الرجال ما ظهر ريحه، وخفى لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه، وخفي ريحه". (عق) عن أبي موسى. (خير طيب الرجال ما ظهر ريحه، وخفى لونه) كالمسك والعنبر والعود. ¬

_ (¬1) السنن الكبرى (3/ 132). (¬2) أخرجه ابن خزيمة (1692)، والبيهقي في السنن (3/ 131). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 313) (709)، وانظر قول الهيثمي في قول الهيثمي في المجمع (2/ 33)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3311). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (2883)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2912)، والضعيفة (3576): موضوع. (¬5) انظر المغني (1/ 160).

(وخير طيب النساء ما ظهر لونه، وخفي ريحه) كالزعفران ونحوه وذلك لأن المطلوب حسن الرائحة من الرجال وعدم إظهار لون الزينة والعكس في النساء ولا بظهور الرائحة فيهن تدعو إلى الفتنة. (عن) (¬1) عن أبي موسى). 4060 - "خير لهو المؤمن السباحة، وخير لهو المرأة المغزل". (عد) عن ابن عباس. (خير لهو المؤمن السباحة) أي خير شيء يلهو به السباحة في الماء (وخير لهو المرأة المغزل) بكسر الميم وفيه أنه لا بد من التلهي بشيء فأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى خير ما يلهيها به لأن في السباحة تدرب على الغياصة وفيها فوائد، وفي شغل المرأة بمغزلها إبعاد لها عن الشر ومثل المغزل الخياطة والتطريز ونحوها، واعلم أن لفظ الحديث عند ابن عدي من حديث ابن عباس مرفوعاً: "لا تعلموا نسائكم [2/ 470] الكتابة ولا تسكنوهن الغرف وقال خير لهو المؤمن السباحة وخير لهو المرأة المغزل" انتهى فالمصنف اقتطعه من آخره كما ترى. (عد) (¬2) عن ابن عباس) قال مخرجه: ابن عدي في الكامل: جعفر بن نصر يعني راويه حدث عن الثقات بالأباطيل انتهى، وحكم ابن الجوزي بوضعه وأقره المؤلف، قال الشارح: هو وإن كان ضعيفاً فله شواهد منها عند ابن حبان عن عائشة مرفوعاً: "لا تسكنوهن الغرف ولا تعلمونهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور" ورواه الحاكم عنها، وقال: صحيح الإسناد وخرجه البيهقي في الشعب عن ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 49)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2913). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 152)، وانظر الموضوعات (3/ 268)، وأخرجه البيهقي في الشعب (2453)، والحاكم (2/ 435) عن عائشة، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2922)، والضعيفة (1381): موضوع.

الحاكم إلا أنه قال ابن حجر في الأطراف (¬1) بعد قول الحاكم صحيح: بل عبد الوهاب أحد رواته متروك. 4061 - "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم: فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشر ماء على ظهر الأرض ماء بوادي برهوت بقبة حضرموت كرجل الجراد من الهوام: يصبح يتدفق ويمسي لا بلال بها" (طب) عن ابن عباس. (خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم) ليس الخيرية من حيث العذوبة فإن غيره أعذب منه بل من حيث بركته ومن حيث أن: (فيه طعام من الطعم) كذا بخط المصنف وفي رواية "طعام طعم" بالإضافة أي طعام إشباع فإنه يقنع شاربه عن الطعام، والطعم بالضم الطعام فهو من إضافة الشيء إلى صفته وقد اكتفى به جماعة من الصحابة مثل أبي ذر الغفاري كما ذكر في قصة إسلامه. (وشفاء من السقم) كذا بخطه وفي رواية: "شفاء سقم" أي شفاء من الأمراض إذا شرب لها بنية صادقة. (وشر ماء على وجه الأرض ماء بوادي برهوت) بفتح الباء والراء بئر عميقة وبسكن الراء وهي المشار إليها في الآية: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ} [الحج: 45]. (بقبة حضرموت) قال الزمخشري (¬2): برهوت بئر بحضرموت يقال أن بها أرواح الكفار أو اسم للبلد الذي فيه هذا البئر أو واد باليمن انتهى وفي الفردوس عن الأصمعي عن رجل من أهل برهوت أنهم يجدون الريح الفظيع المنتن فيها ثم يمكثون جثيا فيأتيهم الخبر بأن عظيم من الكفار مات فيرون أن الريح منه (¬3) وقد أخذ جمع من الشافعية أنه يكره استعمال هذا الماء في الطهارة وغيرها ¬

_ (¬1) انظر: إتحاف المهرة للحافظ ابن حجر (17/ 44) رقم (22375). (¬2) الفائق (1/ 101). (¬3) انظر: معجم البلدان (1/ 405) معجم ما استعجم (ص: 246).

(كرجل الجراد) الرجل بالكسر الجراد الكبير. (من الهوام) أي فيها هوام كثيرة ككثير الجراد. (يصبح يتدفق) أي ماء لكثرته. (ويمسي لا بلال) بفتح الموحدة لا شيء. (بها) تبل شيئاً. (طب) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: رجاله ثقات وصححه ابن حبان وقال ابن حجر: رجاله موثقون وفي بعضهم مقال لكنه قوي في المتابعات. 4062 - "خير ما أعطي الناس خلق حسن". (حم ن هـ ك) عن أسامة بن شريك. (خير ما أعطي الناس) في رواية الإنسان. (خلق حسن) بضم الخاء وتقدم غير مرة الثناء عليه وسؤاله - صلى الله عليه وسلم - أن يهديه الله لأحسن الأخلاق. (حم ن هـ ك) (¬2) عن أسامة بن شريك) صحابي تفرد بالرواية عنه زياد بن علاقة على الصحيح (¬3) قال: قالوا يا رسول الله ما خير ما أعطي الناس؟ فذكره، قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي. 4063 - "خير ما أعطي الرجل المؤمن خلق حسن، وشر ما أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة". (ش) عن رجل من جهينة. (خير ما أعطي الرجل المؤمن خلق حسن) لما فيه من تكميل إيمانه وفيه أنه عطية منه تعالى وقدمنا أنه نوعان: وهبي وكسبي، والكسبي في الحقيقة عائد إلى اللفظية لأن إلهام التعلم لهم والتدرب فيه عطية منه تعالى. (وشر ما أعطي الرجل قلب سوء في صورة حسنة) أي قلب السوء الحقود اللحود الخبيث فإنه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 98) (11167)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 286)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3322)، وحسنه في الصحيحة (1056). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 278)، والنسائي في الكبرى (6/ 9)، وابن ماجه (3436)، والحاكم (4/ 442)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3321). (¬3) انظر: الإصابة (1/ 49).

ملك الإنسان في الحقيقة فإذا كانت الصورة حسنة وملكها سيء لم يكن صاحبها إلا مذموما ممقوتاً يتخيل فيه الخير بحسن منظره ويجتنى فيه الشر لسوء مخبره بخلاف ذي الصورة القبيحة فإنه لا يتخيل فيه خير ولا ترقب منه فلاح فلا يضره سوء قلبه لأنه غير مظنة للخير وهو حث لذي الصورة الحسنة إن تكملها بحسن قلبه إن قاده إلى سوء. (ش) (¬1) عن رجل من جهينة) الظاهر أنه صحابي. 4064 - "خير ما تداويتم به الحجامة". (حم طب ك) عن سمرة. (خير ما تداويتم به الحجامة) قال ابن القيم (¬2): إنه إشارة إلى أهل الحجاز والبلاد الحارة لأن دماؤهم رقيقة تميل إلى ظاهر البدن فتجلب الحرارة إلى صفح الجسد ومسام أبدانهم واسعة ففي القصد لهم خطر فالحجامة خير ما تداووا به لإخراج الدم. (حم طب ك) (¬3) عن سمرة) تقدم أنه ابن جندب. 4065 - "خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري، ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة". (حم ن) عن أنس. (خير ما تداويتم به الحجامة والقسط [2/ 471] البحري) هو الأبيض وفي رواية تقدمت "الهندي" وهو الأسود وتقدم أنه يقطع البلغم وينفع الكبد والمعدة وحمى الربع والدور والسموم وغيرها والأسود أيبس من الأبيض ومن فوائده أنه يدر البول والطمث ويقتل الدود من الأمعاء (¬4). (ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز) بالغين المعجمة والزاي. (من العذرة) بالعين المهملة مضمومة والذال المعجمة ساكنة والراء وجع في الحلق يعتري الصبيان كثيرًا وقيل: قرحة تخرج ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (34364)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2923). (¬2) زاد المعاد (4/ 49). (¬3) أخرجه أحمد أخرجه أحمد (5/ 19)، والطبراني في الكبير (7/ 185) (6784)، والحاكم (4/ 231، 232، 233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3323)، الصحيحة (1053). (¬4) زاد المعاد (4/ 322).

بين الأذن والحلق سميت بها؛ لأنها تظهر عند طلوع العذرة كوكب تحت الشعرى وطلوعها يكون في الحر فكانت إذا وقعت في الصبي عمدت المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلا شديداً فتدخلها في أنفه فتطعن ذلك الموضع فينفجر منه دم أسود، وذلك الطعن يسمى الذعر يقال ذعرت المرأة الصبي إذا غمزت حلقه من العذرة أو فعلت به ذلك فقوله من العذرة أي من أجلها. (حم ن) (¬1) عن أنس) وأخرج الشيخان معناه. 4066 - "خير ما تداويتم به الحجم والفصاد" أبو نعيم في الطب عن علي (ح). (خير ما تداويتم به الحجامة والفصاد) لكل جسم ما يحتمله. أبو نعيم (¬2) في الطب عن علي) - رضي الله عنه -. 4067 - "خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق". (حم ع حب) عن جابر. (خير ما ركبت إليه الرواحل) أي من المساجد أو من كل مرتحل إليه والأول المراد. (مسجدي هذا) أي مسجد المدينة النبوية. (والبيت العتيق) أي الكعبة فإنها البيت العتيق كما قال تعالى: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحج: 29] والواو لا تقتضي الترتيب فلا تقتضي أفضلية مسجده على البيت فإنه خلاف ما اتفقت عليه الروايات ولا تقديمه يقتضي ذلك فإنه إنما قدمه؛ لأنه المشاهد الحاضر للمخاطبين. (حم ع حب) (¬3) عن جابر) ورواه عنه أحمد بلفظ: "خير ما ركبت إليه الرواحل مسجد إبراهيم ومسجدي" قال الهيثمي: حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 107)، والبخاري (5368)، ومسلم (2214)، والنسائي (4/ 373). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 182)، وانظر فيض القدير (3/ 490)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2924). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 336)، وأبو يعلى (2266)، وابن حبان (4/ 495) (1616)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 3، 4)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3325)، الصحيحة (1648).

4068 - "خير ما يخلف الإنسان بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلم ينتفع به من بعده". (هـ حب) عن أبي قتادة. (خير ما يخلف الإنسان بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلم ينتفع به من بعده) تقدم في "إذا" وفي إن بأبسط منه ونقلنا ما نظمه المصنف من الخصال التي انتهى بها إلى عشر. (هـ حب) (¬1) عن أبي قتادة) قال المنذري: بعد ما عزاه لابن ماجه: إسناده صحيح وقد عزاه ابن حجر إلى مسلم والنسائي. 4069 - "خير ما يموت عليه العبد أن يكون قافلا من حج، أو مفطراً من رمضان". (قط) عن جابر. (خير ما يموت عليه العبد أن يكون قافلا من حج) أي راجعاً منه لأنه يعود مغفورة ذنوبه. (أو مفطر من رمضان) يحتمل أن المراد عقيب إفطاره من أي يوم ويحتمل أن المراد بعد فراغه من الشهر في غرة شوال. (فر) (¬2) عن جابر) فيه أبو جناب الكلبي أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وضعفه النسائي والدارقطني. 4070 - "خير مال المرء مهرة مأمورة، أو سكة مأبورة". (حم طب) عن سويد بن هبيرة. (خير مال المرء مهرة مأمورة) أي كثيرة النتاج يقال أمرهم فأمروا أي كثروا. (أو سكة مأبورة) بكسر السين المهملة أي الطريقة المصطفة من النخل ومنها قيل للأزقة سكك لإصطفاف الدور فيها والمأبورة بالباء الموحدة الملقحة من ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (241)، وابن حبان (1/ 295) (93)، و (11/ 266) (4902)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 55، 68)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3326). (¬2) انظر فيض القدير (3/ 491)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2927). (¬3) انظر المغني (2/ 733)، واسمه: يحيى بن أبي حية.

التأبير تلقيح النخل (¬1). (حم طب) (¬2) عن سويد بن هبيرة) قال أبو حاتم: له صحبة قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. 4071 - "خير مساجد النساء قعر بيوتهن". (حم هق) عن أم سلمة. (خير مساجد النساء قعر بيوتهن) أراد جمع مسجد اسم مكان لا المحل المعروف أي أن قعر البيوت لهن كالمساجد للرجال في أن أفضل الفريضة فيها تقدم. (حم هق) (¬3) عن أم سلمة) قال في المهذب (¬4): إسناده صويلح انتهى وقال الديلمي: هو زلل فإنه من حديث ابن لهيعة عن دراج. 4072 - "خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمَّد، وآسية امرأة فرعون". (حم طب) عن أنس (صح). (خير نساء العالمين أربع) يحتمل العالمين للاستغراق لكل عالَم أو عالم كل واحدة وحدث معهم ويأتي في الثاني ما يدل على الثاني. (مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمَّد، وآسية امرأة فرعون) في تأخيرها ذكراً مع تقدمها على الكل عصرا ما يشعر بأنها دون من ذكر فضلاً واحدًا وتقدم قريباً. (حم طب) (¬5) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 4073 - "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها وخديجة بنت خويلد". (ق ت) عن علي (صح). ¬

_ (¬1) الفائق (2/ 189). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 468)، والطبراني في الكبير (7/ 91) (6471)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 258)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2926). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 297)، والبيهقي في السنن (3/ 131)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3327). (¬4) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 4759). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 135)، والطبراني في الكبير (22/ 402) (1004)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3328).

(خير نسائها) أي نساء الدنيا في زمانها والضمير لغير مذكور يفسره الحال وليس المراد أن مريم خير نسائها إذ يصير [/ 472] كقولهم يوسف أحسن إخوته وقد صرحوا المنفعة؛ لأن أفعل التفضيل إذا أضيف وقصد به الزيادة على من أضيف إليه يشترط أن يكون منهم كزيد أفضل الناس فإن لم يكن منهم لم يجز كما في يوسف أحسن إخوته لخروجه عنهم بإضافتهم إليه ذكره الزركشي. (مريم بنت عمران) خبر خير نسائها. (وخير نسائها) أي هذه الأمة أو أهل عصرها: (وخديجة بنت خويلد) قال القاضي البيضاوي: قيل الكناية الأولى راجعة إلى الأمة التي فيها مريم والثانية إلى هذه الأمة وروى وكيع الذي هو أحد رواة الصحيح أنه أشار إلى السماء والأرض يعني هما خير العالم التي تحت السماء وفوق الأرض كل منهما في زمانه ووحد الضمير؛ لأنه أراد حملة طبقات السماء وأقطار الأرض وأن مريم خير من صعد بروحه إلى السماء وخديجة خير نسائها على وجه الأرض والحديث ورد في أيام حياتها انتهى، وفي المطامح: الضمير حيث ذكر مريم عائد إلى السماء ومع خديجة على الأرض دليله ما رواه وكيع وابن نمير وأبو أسامة وأشار وكيع من بينهم إلى السماء بأصبعه عند ذكر مريم وإلى الأرض عند ذكر خديجة وزيادة العدل مقبولة، والمعنى أنهما خير نساء بين السماء والأرض انتهى. (ق ت) (¬1) عن علي) - رضي الله عنه - وفي الباب أبي جعفر وغيره. 4074 - "خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش: أحناء على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده". (حم ق) عن أبي هريرة (صح). (خير نساء ركبن الإبل) كناية عن نساء العرب وخرج به مريم فإنها لم تركب بعيرا قط، على أن الحديث ورد في الترغيب في نكاح القرشيات فلا تعرض فيه لمن انقضى زمانهن. (صالح) بالإفراد ورواية "صلاح" بضم أوله وتشديد ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3432، 3815)، ومسلم (2430)، والترمذي (3877).

اللام. (نساء قريش) أي الصالحات دينا وحسنِ عشرة وقوله: (أحناء) بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة فنون من الحنو والشفقة وهي جملة مستأنفة لبيان الحكم بأنها خير النساء المذكور والضمير لنساء أفرده وذكره لأنه بإضافة خير إليه اكتسى الأمرين منه. (على ولد في صغره) أي في حين حاجته إلى الحنو والشفقة. (وأرعاه على زوج) أي أرفق وأصون وأحفظ وأحسن تدبراً. (في ذات يده) أي فيما تحويه يده من ماله وقيل إنه كناية عن البضع الذي يملك الانتفاع به يعني هن أشد حفظا لفروجهن على أزواجهن وفيه أن للنسب تأثير في الأخلاق وأن القرشيات خير من ذكر لما ذكر وفيه أن الشفقة على الأولاد مراده للشارع فيمن يراد نكاحها وكذلك رعاية ذات يد الزوج. (حم ق) (¬1) عن أبي هريرة) قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم هانئ فاعتذرت بكبر سنها وأنها أم عيال فرفقت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يتأذى بالمسنة ولا بمخالطة أولادها فذكره. 4075 - "خير نساء أمتي أصبحهن وجهاً، وأقلهن مهراً". (عد) عن عائشة. (خير نساء أمتي أصبحهن وجهاً، وأقلهن مهراً) لأن صباحة الوجه يحصل بها العفة وقلة المهر تدل على البركة كما تقدم أن أبركهن أيسرهن. (عد) (¬2) عن عائشة) لم يسكت ابن عدي عليه بل أورده في ترجمة الحسين بن المبارك الطبراني وقال: إنه متهم كذا ذكره في اللسان. 4076 - "خير نسائكم: الودود، الولود، المواسية، المواتية، إذا اتقين الله، وشر نسائكم: المتبرجات، المتخيلات، وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم" (هق) عن ابن أبي أذينة الصدفي مرسلاً، وعن سلمان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 269)، والبخاري (3434)، ومسلم (2527). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 364)، وانظر اللسان (2/ 313)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2928)، والضعيفة (1197): موضوع.

بن يسار مرسلاً. (خير نسائكم: الودود، الولود) بفتح أولهما وتقدم معناهما. (المواتية) الموافقة للزوج. (المواسية) بالمال. (إذا اتقين الله) فإنهن إذًا قمن بحق الله تعالى وحق الزوج وفيه أنه لا خيرية في المرأة حتى تكون تقية. (وشر نسائكم: المتبرِّجات) المظهرات الزينة للأجانب وقد نهى الله عن ذلك وعده من أفعال الجاهلية. (المتخيلات) المتكبرات من الخيلاء بالضم العجب والكبر. (وهن المنافقات) أي في صفاتهن. (لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم) قيل الأبيض الجناحين أو الرجلين وقيل أحمر الرجلين وأراد قلة من يدخل الجنة منهن كقلة هذا الغراب فإنه لا يكاد يوجد. (هق) (¬1) عن ابن أبي أُذَيْنة) مصغر أذن، الصدفي والصاد والدال المهملات المفتوحات فالفاء نسبة إلى الصدف قبيلة من حمير (مرسلاً، وعن سلمان بن يسار مرسلاً) قال الحافظ العراقي: روي بإسناد صحيح عن سعيد بن يسار مرسلاً. 4077 - "خير نسائكم العفيفة، الغلمة، عفيفة في فرجها، غلمة على زوجها". (فر) عن أنس. (خير نسائكم العفيفة، الغلمة) بفتح الغين المعجمة وكسر اللام التي شهوتها هائجة لكن لا تحمد مطلقًا ولذلك قيده بقوله: (عفيفة في فرجها) أي لا تفضي [2/ 473] بها شهوتها إلى ما لا يحل. (غَلِمة على زَوجها) أي تختص بغلمها زوجها لا تظهر إلا له، قال بعضهم خرجت ليلة وإذا بجارية كفلقة القمر فراودتها عن نفسها فقالت أما لك زاجر من عقل إن لم يكن لك ناه من دين قلت ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 82) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3330) والصحيحة (1849).

ما ترانا إلا الكواكب قالت فأين مكوكبها (فر) (¬1) عن أنس) فيه عبد الملك بن محمَّد الصنعاني، قال ابن حبان لا يجوز أن يحتج به عن زيد بن جبيرة قال الذهبي: تركوه (¬2). 4078 - "خير هذه الأمة أولها وآخرها: أولها فيهم رسول الله، وآخرها فيهم عيسى بن مريم، وبين ذلك نهج أعوج، ليس منك ولست منهم". (حل) عن عروة بن رويم مرسلا. (خير هذه الأمة أولها وآخرها) بينه بما استأنف من قوله. (أولها فيهم رسول الله، وآخرها فيهم عيسى بن مريم) لم يقل نبي الله ولا رسوله فإنه يبعث عيسى على ملة نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. (وبين ذلك نهج أعوج) أي معوجة طريقتهم غير مستقيمة خليقتهم. (ليس منك) أيها المخاطب المؤمن. (ولست منهم) لا تتصف بصفتهم ولا يتصفون بصفتك. (حل) (¬3) عن عروة بن رويم) تقدم أنه بضم الراء مرسلاً. 4079 - "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة". (حم م ت) عن أبي هريرة (صح). (خير يوم طلعت عليه الشمس) هذا الوصف للتعميم نظير {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 38] أي كل دابة إذ كل يوم كذلك. (يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة) بعد خلقه على أنه خلق في الأرض أو الجنة التي أهبط منها وفيه أنه خلق في غير الجنة التي أهبط منها. (وفيه أخرج منها) لا شك أن ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2878)، وابن حبان في المجروحين (1/ 125)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 396)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2929)، وقال في الضعيفة (1498): ضعيف جداً. (¬2) انظر: الكاشف (رقم 3479). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 123)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2930).

الأولين فضليهما ظاهرة من إيجاد هذا النوع الإنساني الدال على كمال قدرة بارئه وحكمته وإدخال آدم الجنة من أعم النعم وأتمها، أما إخراجه منها قلما تسبب عنه من عمارة هذه الدار فالرسل والأنبياء والأبرار ومن الخلافة في الأرض وإنزال الكتب وعبادة الله فيها فإنه فضيلة خُص بإيجادها هذا اليوم الشريف. (ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة) قال القاضي (¬1): بين الصبح وطلوع الشمس وقيام الساعة سبب تعجيل جزاء الأخيار وإظهار شرفهم وظهورهم على الفجار فمن قال وقوع هذه الأشياء قد لا تدل على شرفه فقد أبعد عن معرفة أسرار كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلت: وفيه أن الزمان يتصل بعضه بعضا باعتبار ما يحدثه الله فيه ولذا قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ} [الدخان: 3] وقال: {فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ} [القمر: 19]. (حم م ت) (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. 4080 - "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه قبض، وفيه تقوم الساعة، ما على الأرض من دابة إلا وتصبح يوم الجمعة مصيخة حتى تطلع الشمس شفقا من الساعة، إلا ابن آدم، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن وهو في الصلاة يسأل الله إلا أعطاه الله إياه". مالك (حم 3 حب ك) عن أبي هريرة. (خير يوم طلعت فيه الشمس) قال شارحه الذي وقفت عليه في أصول صحيحة عليه. (يوم الجمعة) ظاهره من أيام الدهر كله وتقدم البحث فيه في الجزء الأول. (فيه خلق آدم) أي نفخ فيه الروح أو خمرت طينته. (وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه قبض، وفيه تقوم الساعة) قال القاضي: وفيه بيان لفضله إذ ¬

_ (¬1) انظر: شرح مسلم للنووي (6/ 142). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 504)، ومسلم (854)، والترمذي (488، 491).

لا شك أن خلق آدم فيه يوجب له شرفاً يعز به وكذا قبضه فيه فإنه سبب لوصوله إلى جنان الفردوس والخلاص من البليات وكذا النفخة وهي نفخ الصور فإنه مبدأ قيام الساعة ومقدمات البشارة الثانية وأسباب توصل أرباب الكمال إلى ما أعد لهم من النعيم المقيم. (ما على الأرض من دابة إلا وتصبح يوم الجمعة مصيخة) بضم الميم فصاد مهملة ومثناة تحتية فخاء معجمة أي مسيخة منتظرة لقيامها وفيه أن كل دابة تعلم ذلك. (حتى تطلع الشمس) غاية للإصاخة لأنها إذا طلعت تبين لها تأخره. (شفقا من قيام الساعة) مفعول له المصيخة أي ترقب قيامها وتصغى أذانها إلى سماع أشراطها خوفا من وقوعها وظهور آيات الله ولعل والله أعلم أنها تصيخ انتظارا لطلوع الشمس من مغربها لأنه أول الآيات وأنها إذا طلعت كذلك كان من الأفزاع والأصوات ما تفزع كل سمع. (إلا ابن آدم) استثناه من كل دابة فإنه لا يترقبها إما لقسوة قلبه وغفلته عن الأمور وشغلته بدنياه أو أنه تعالى جعل شأن الدواب أعظم من شأنه في ذلك لحكمة لا يعلمها وجعل لابن آدم بعض الغفلة ليتم عمارة هذه الدار. (وفيه ساعة لا يوافقها) أي يصادفها. (عبد مؤمن وهو في الصلاة) ولو منتظر لها كما في حديث عبد الله بن سلام أسلفناه في الجزء الأول. (يسأل الله إلا أعطاه الله إياه) تقدم الكلام فيها زاد أحمد ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم، قلت: ويحتمل أن المراد أن أول علامات الساعة وهي طلوع الشمس من مغربها يكون ابتداؤه يوم الجمعة وقد أعلم الله ذلك كل دابة بالإلهام أو غيره فهي تنتظر رجفة الناس وأصوات فزعهم بطلوعها كذلك ويحتمل الصحية التي يهلك كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -. مالك (حم 3 حب ك) (¬1) عن أبي هريرة) ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (240)، وأحمد (2/ 417)، وأبو داود (1046)، والترمذي (491)، والنسائي (517، 518)، وابن حبان (7/ 7) (2772)، والحاكم (1/ 413)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3334).

قال الترمذي: صحيح وقال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي. 4081 - "خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين، وما مررت بملأ من الملائكة ليلة بي أسري بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد". (حم ك) عن ابن عباس (صح). [2/ 474] (خير يوم تحتجمون فيه) قال أبو البقاء: خير أصله أفعل تفضيل وهي مضاف إلى ما هي بعضٌ له، وتقديره خير أيام فالواحد هنا في معنى الجمع. (سبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين) قال أيضاً كان الظاهر التذكير لأنه خبر عن يوم فأنث لأنه حمل على الليل لأن التأنيث به يقع واليوم تبع له، ولذا قال: "إحدى" على معنى الليلة، وقيل بل الوجه أنه أريد باليوم الوقت ليلاً كان أو نهاراً كما يقال يوم بدر، يوم الجمل ثم أنث على أصل التاريخ، وقوله: وإحدى وعشرين، هي في هذه الرواية بالنصب والجيد أن يكون مرفوعاً إلى هنا كلامه. (وما مررت بملأ) الجماعة. (من الملائكة في ليلة أسري بي إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمَّد) الزمها ومر أمتك بها وفيه فضيلة الحجامة. (حم ك) (¬1) عن ابن عباس) قال ابن الجوزي: قال يحيى: عباد بن منصور أي أحد رواته ليس بشيء، وقال ابن الجنيد هو متروك، وقال النسائي: ضعيف وكان تغيَّر (¬2)، قلت: فالعجب تصحيح المصنف بالرمز عليه. 4082 - "خير ما تداويتم به اللدود، والسعوط، والحجامة والمشي". (ت) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن ابن عباس. (خير ما تداويتم به اللدود) بالفتح ما سقاه المريض من الأدوية في أحد شقي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 354)، والحاكم (4/ 233)، وانظر العلل المتناهية (2/ 876)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3332)، والصحيحة (1847). (¬2) ميزان الاعتدال (2/ 376).

فمه (والسعوط) بفتح السين مهملة مفتوحة بعدها مهملة ما يصب في الأنف من الدواء. (والحجامة، والمشي) بفتح الميم والشين المعجمة مكسورة وتشديد المثناة التحتية الدواء المسهل لأنه يحمل صاحبه على المشي إلى الخلاء. (ت) وابن السني وأبو نعيم (¬1) في الطب عن ابن عباس) قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ ورواه عنه ابن ماجه أيضاً. 4083 - "خير الدواء اللدود، والسعوط، والمشي، والحجامة والعلق". أبو نعيم عن الشعبي مرسلاً. (خير الدواء اللدود والسعوط والحجامة، والعلق) بفتح العين المهملة واللام فقاف بخط المصنف دويبة حمراء في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية لمصها الدم الغالب على الإنسان وفيه كالذي قبله مشروعية الطب كما سلف غير مرة. (أبو نعيم (¬2) عن الشعبي مرسلاً). 4084 - "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي". (ت) عن عائشة (هـ) عن ابن عباس (طب) عن معاوية. (خيركم خيركم لأهله) عشرة وتوددا، قال ابن الأثير (¬3): هو إشارة إلى صلة الرحم والحث عليها. (وأنا خيركم لأهلي) فكان خير الناس مطلقًا وليس هذا من باب الفخر بل إعلام للعباد بما كان عليه من حسن العشرة ليقتدوا به وقد عرف من شمائله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان خير الناس للناس ولأهله بالأولى فقد كان لأهله على حال لا يكون لغيره من حسن العشرة واحتمال الأذى والإنصاف ونحو ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2048)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (596)، وأبو نعيم في الطب (403)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2925)، والضعيفة (1959). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (180)، وانظر فيض القدير (3/ 495)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2886). (¬3) انظر: النهاية (2/ 189).

ذلك مما في كتب فضائله وسيره. (ت) عن عائشة (هـ) عن ابن عباس (طب) (¬1) عن معاوية صححه الترمذي وتمام الحديث عنده كما في الفردوس "وإذا مات صاحبكم فدعوه ولا تعقوا فيه لا انتهى. 4085 - "خيركم خيركم للنساء". (ك) عن ابن عباس. (خيركم خيركم للنساء) أي لأزواجه وهو خاص والوصية بالخيرية للأهل عامة إلا أنهن أحق بحسن الصحبة ويحتمل أن يشمل البنات والأخوات ونحوهن. (ك) (¬2) عن ابن عباس) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 4086 - "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم". ابن عساكر عن علي. (خيركم خيركم لأهله) قدمنا أول هذه الصيغة ما يفيد المراد من خيركم فتذكر. (وأنا خيركم لأهلي) أي فتخلقوا بخلقي واقتدوا بفعلي فألينوا لهم الجانب وأحسنوا معهم المعاملة. (ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم) يعني أن كريم الطباع يكرم أهله لأنهم أحق الناس بكرامته واللئيم يهين نسائه للؤم طبعه، وعن مالك أنه يجب على الإنسان أن يتحبب إلى أهله فيكون أحب الناس إليهم، قلت: ولا تكمل لهن العفة إلا بذلك. (ابن عساكر (¬3) عن علي) كرم الله وجهه. 4087 - "خيركم من أطعم الطعام، ورد السلام". (ع ك) عن صهيب. (خيركم من أطعم الطعام) لإخوانه وضيفانه وللناس على العموم. (ورد ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3895) عن عائشة وابن ماجة (1977) عن ابن عباس، والطبراني في الكبير (19/ 363) (853) عن معاوية، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3314)، والصحيحة (285). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3316). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 313)، وانظر كشف الخفاء (1/ 463)، وفيض القدير (3/ 496)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2916)، والضعيفة (845): موضوع.

السلام) أي إفشاؤه على من يعرف وعلى من لا يعرف فإطعام الطعام دليل على الكرم وبذل السلام دليل حسن الخلق وسعة الصدر فقد أرشد الحديث إلى بذل القرب المالية والبدنية وحث على الجود، وقدم البذل لأنه أعز على النفس وهي به أشح فحثها عليه أهم. (ع ك) (¬1) عن صهيب) [2/ 475] ورواه أيضاً عنه أحمد. 4088 - "خيركم خيركم قضاء". (ن) عن عرباض. (خيركم خيركم قضاء) للدين تقدم قريباً. (ن) (¬2) عن عرباض) هو ابن سارية ويقال بالألف واللام. 4089 - "خيركم خيركم لأهلي من بعدي". (ك) عن أبي هريرة. (خيركم خيركم لأهلي من بعدي) أي من أعانهم بالمحبة والإحسان والإجلال والإعظام بعد وفاتي، والمراد حسن دعائهم لأجله - صلى الله عليه وسلم - كما يشعر به إضافة الأهل إليه ودرجة الخيرية ظاهر واضح في ذلك، وقوله من بعدي لأنه الذي يطمع فيه الدعاء به وأما في حياته فإنه قد يدعون لأجله ولأنهم بالدعاء به بعد وفاته أجدر وأحوج. (ك) (¬3) عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضاً أبو يعلى وأبو نعيم والديلمي ورجاله ثقات ولكن شذ رواته بقوله "أهلي" والكل إنما قالوا لأهله ذكره ابن أبي خيثمة. 4090 - "خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون، ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن". (ق 3) عن عمران بن حصين (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (440)، والحاكم (4/ 310)، وأحمد (6/ 16)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3318). (¬2) أخرجه النسائي (7/ 219)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3313). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 352)، وأبو يعلى (5924)، والديلمي في الفردوس (2851)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3315)، والصحيحة (1845).

(خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يكون بعدهم قوم يخونون) الأمانات وأعظمها الطاعات. (ولا يؤتمنون) أي ليس فيهم أهلية الائتمان ولا الاتصاف بها فليس تأكيداً للأول. (ويشهدون، ولا يستشهدون) أي لا يطلب منهم تحمل الشهادة أو لا يطلب منهم أداؤها أو لا يطلبان جميعاً فالأول زور والثاني فضولي والثالث جمع بين الصفتين. (وينذرون) بضم الذال المعجمة وكسرها. (ولا يوفون) مع أنه يتعين الوفاء مع القول بوجوبه أو يكون الأولى وهذا مع أدلة الوجوب. (ويظهر فيهم السمن) تقدم تفسيره. (ق 3) (¬1) عن عمران بن حصين). 4091 - "خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ الذي لا أهل له ولا ولد". (ع) عن حذيفة. (خيركم في المائتين) قال شارحه: الذي وقفت عليه في أصول صحيحة بعد المائتين (كل خفيف الحاذ) بالحاء المهملة آخره ذال معجمة خفيفة أصله طريق المتن أي ما يقع عليه اللبد من ظهر الفرس أي خفيف الظهر من العيال والمال وقد فسره - صلى الله عليه وسلم - بقوله. (الذي لا أهل له ولا ولد) ولا يعارض "تناكحوا تكاثروا" لأن ذلك فيمن توفرت معه أسباب النكاح وهذا فيمن على خلافه أو لأن ذلك فيمن قبل المائتين وهذا فيما بعدها وفي هذا ما يرشد إلى أن النهج الأعوج فيما بعد المائتين وأنه يستعان عليه بقلة المال والأهل. (ع) (¬2) عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2651، 3650، 6428، 6695)، ومسلم (2535)، وأبو داود (4657)، والترمذي (2222)، والنسائي (3/ 135). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10350)، والديلمي في الفردوس (2852)، وابن عدي في الكامل (3/ 176)، وانظر الميزان (3/ 83)، والعلل المتناهية (2/ 635، 636)، وعلل ابن أبي حاتم (2/ 132، 420)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2919): موضوع، وقال في الضعيفة (3580): باطل.

حذيفة) فيه داود بن الجراح قال الدارقطني: متروك، قال في الميزان: وهذا الحديث مما يغلط فيه وقال أحمد: حديثه من المناكير وقال الذهبي في الضعفاء داود، وقال الدارقطني ضعيف ووثقه ابن معين، وقال له حديث واحد منكر "خيركم في المائتين كل خفيف الحاذ" انتهى قال العراقي: طرقه كلها ضعيفة. 4092 - "خيركم خيركم لنسائه وبناته". (هب) عن أبي هريرة (ض). (خيركم خيركم لنسائه وبناته) دل أنه حيث أطلق النساء على أنه أريد بهن الأزواج. (هب) (¬1) عن أبي هريرة). 4093 - "خيركم خيركم للمماليك". (فر) عن عبد الرحمن. (خيركم خيركم للمماليك) أي لمن جعله الله تحت يده وملكة يمينه قيل وكذا مماليك غيره وتقدمت حقوق المملوك عن الأحبار. (فر) (¬2) عن عبد الرحمن بن عوف) فيه محمَّد بن إسماعيل بن أبي فديك أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: ثقة مشهور وقال ابن سعد: ليس بحجة عن عبد الملك بن زيد ضعيف عن مصعب بن مصعب (¬4) قال ابن أبي حاتم ضعفوه. 4094 - "خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم". (د) عن سراقة بن مالك. (خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم) الدفع عن كل شر ينزل بكل مسلم مندوب إليه وهو في حق العشيرة آكد لما لهم من الرحم ولكنه ما لم يفش بسببه إثم وقيد به مع أنه معلوم لأن الإنسان في حق العشيرة تقوم نفسه حمية وتثور في الانتصار لهم فحذر عن الإثم وإن كان معلوماً ليكون حاضراً في ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8720)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2918). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2854)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2917). (¬3) انظر المغني (2/ 556)، والميزان (6/ 71). (¬4) انظر الميزان (6/ 439).

الذهن. (د) (¬1) عن سراقة بن مالك) بضم السين المهملة وفتح الراء والقاف فيه أيوب بن سويد (¬2) أبو مسعود الحميري ضعفه ابن معين وغيره. 4095 - "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". (خ ت) عن علي (حم د ت هـ) عن عثمان. (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) تقدم قال بعض المحققين الذي يسبق إلى الفهم من تعلم القرآن حفظه وتعلم فقهه فالخيار من جمعهما، قال الطيبي: لا بد من قيد التعلم والتعليم بالإخلاص فكل عمل تقيد به وإلا فلا خير فيه وتقدم. (خ ت) (¬3) عن علي) كرم الله وجهه، (حم د ت هـ) عن عثمان) (صح). 4096 - "خيركم من لم يترك آخرته لدنياه، ولا دنياه لآخرته، ولم يكن كلا على الناس". (خط) عن أنس. (خيركم من لم يترك آخرته) أي أعمالها الصالحة وأضيفت إليه؛ لأنه لا بد له من ملابستها والكون فيها. (لدنياه) أي لتحصيلها والسلامة من شرها. (ولا دنياه لآخرته) أي ولا يترك دنياه التي لا بد له من قيام ذاته ودينه منها [2/ 476] لآخرته أي للتوفر على أعمالها. (ولم يكن كلا على الناس) بفتح الكاف وتخفيف اللام أي ثقيلًا عليهم لطلب ما في أيديهم بلسان الحال أو المقال بل يكسب من دنياه ما يقوم به حاله ومن أعمال آخرته ما ينجيه في مآله ولا يتوهم أن فيه منافاة للتوكل لأن التوكل قطع النظر عن الأسباب لا تركها بالكلية فدفع الضرر المتوقع أو الواقع لا يناقض التوكل كالهرب من السبع والسيل وإصاغة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5120)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2915): موضوع. (¬2) انظر ضعفاء ابن الجوزي (1/ 130). (¬3) أخرجه البخاري (5027، 5028)، والترمذي (2909) عن علي كرم الله وجهه، وأحمد (1/ 69)، وأبو داود (1452)، والترمذي (2907)، وابن ماجة (211) عن عثمان - رضي الله عنه -.

لقمة بالماء، (خط) (¬1) عن أنس) فيه نعيم بن سالم قال ابن حبان: نعيم يضع عن أنس وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 4097 - "خيركم من يرجى خيره، ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره، ولا يؤمن شره". (ع) عن أنس (حم ت) عن أبي هريرة. (خيركم من يرجى خيره) لاعتياد ذلك منه أو لما دل عليه من أخلاقه. (ويؤمن شره) لذلك (وشركم من لا يرجى خيره) لأنه ما علم منه. (ولا يؤمن شره) لأنه قد عرف به، وقيل: من وقر الإيمان في قلبه أقبلت القلوب على رجاء خيره والأمنة من شره ومن ضعف إيمانه لم يرج منه خيرًا ولا أمن منه شراً، قال الطيبي التقسيم يقتضي أربعة أقسام ذكر قسمين ترغيبا وترهيبا وترك الباقيين إذ لا ترغيبًا ولا ترهيبًا. (ع) (¬2) عن أنس (حم ت) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: رواه الإِمام أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح وفي الكبير عن الترمذي أنه قال: هذا حديث صحيح. 4098 - "خيركم أزهدكم في الدنيا، وأرغبكم في الآخرة". (هب) عن الحسن مرسلاً. (خيركم أزهدكم في الدنيا) تقدم حقيقة الزهد ويأتي في الزاي. (وأرغبكم في الآخرة) لا تتم فضيلة الزهد في الدنيا إلا مع الرغبة في الآخرة وإلا كان غير كامل الفضيلة. (هب) (¬3) عن الحسن مرسلاً). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 221)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2920)، والضعيفة (501): موضوع. (¬2) أخرجه أبو يعلى (3910) عن أنس، وأحمد (2/ 368، 378)، والترمذي (2263) عن أبي هريرة وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3320). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10521)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2914)، والضعيفة (3577).

4099 - "خيركم إسلاماً أحسنكم أخلاقاً إذا فقهوا" (خد) عن أبي هريرة. (خيركم إسلاماً أحاسنكم أخلاقاً، إذا فقهوا) فيه أنه لا تتم فضيلة حسن الخلق إلا بالفقه ولا الفقه إلا به وأن من أحرز أحدهما فليجتهد في الآخر لتتم له الفضيلة ومن لم يحصلهما لم يجتهد فيهما. (خد) (¬1) عن أبي هريرة) وسنده حسن. 4100 - "خيركن أطولكن يداً". (ع) عن أبي برزة. (خيركن أطولكن يداً) قاله - صلى الله عليه وسلم - خطاب لزوجاته وأراد بطول اليد الصدقة كناية لا اليد الحقيقة وسبق أنه كان أكثرهن صدقة زينب وقد دل هذا أنها أفضلهن إلا إنه مضى عن ابن حجر حكايته الإنفاق أن الأفضل منهن خديجة ويحتمل أن يكون هذا قاله في المدينة خطاباً للموجودات وإن كان الأكثر على أن عائشة الأفضل بعد خديجة. (ع) (¬2) عن أبي برزة) بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح الزاي قال كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - تسع نسوة فقال يوماً: خيركن أطولكن يدا فقامت كل واحدة تضع يدها على الجدار فقال: لست أعنى هذا ولكن أصنعكن للمعروف انتهى، قال الهيثمي: إسناده حسن، قلت: قدمنا في الجزء الأول أنهن كن يقسن أيديهن أيها أطول بعد وفاته حتى ماتت زينب فعرفن مراده - صلى الله عليه وسلم - وذكرنا أنه أنفق لهن في خفاء المجاز ما اتفق لعدي ابن حاتم في آية: (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود) كما أسلفناه فينظر. 4101 - "خيرهن أيسرهن صداقاً". (طب) عن ابن عباس. (خيرهن أيسرهن) أي النساء بدلالة السياق. (صداقاً) تقدم أنه دليل بركة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (285)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3312). (¬2) أخرجه أبو يعلى (7430)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 248)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2920)، وقال في الضعيفة (3581): موضوع.

المرأة وحسن حاله معها. (طب) (¬1) عن ابن عباس رواه الطبراني بإسنادين في كل واحد ضعف، في أحدهما جابر الجعفي وفي الآخر رجاء بن الحارث وهما ضعيفان، قال البخاري: رجاء بن الحارث ليس بالقائم وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه ثم أورد هذا الخبر. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 78) (11100)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2931)، والضعيفة (3584).

الخاء مع المثناة التحتية مشددة

الخاء مع المثناة التحتية مشددة 4102 - " خُيّر سليمان بين المال والملك والعلم، فاختار العلم، فأعطي الملك والمال لاختياره العلم". ابن عساكر (فر) عن ابن عباس. (خُيّر سليمان) بتشديد التحتية مجهولا أي خيره الله تعالى: (بين) إعطائه له: (المال والملك) هو التلبس بشرف الدنيا والاستئثار بخيرها. (والعلم) أي فهم ما جاء من عند الله من كتبه وأحكامه ومعارفه أي خيره الله أحد الثلاثة. (فاختار العلم) كما اختار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللبن لما خير ليلة الإسراء بينه وبين الخمر. (فأعطي الملك والمال) أي مع العلم. (لاختياره العلم) أي كان اختياره العلم سببا لإعطائه الأمرين تبعًا له؟ إن قلت: في القرآن أنه طلب الملك. قلت: يمكن أنه طلبه ثم خيّر بينه وبين العلم [2/ 477] والمال فاختار الأنفس منهما وإن كان قد طلب غيره ويحتمل أنه لما أعطى العلم سأل الله الملك لأنه بالعلم عرف أنه تعالى الوهاب لكل خير وعلم ما في الملك من فوائد الدين روي أن معسكره كان مائة فرسخ في مائة خمسة وعشرون للجن ومثلها للإنس ومثلها للطير ومثلها للوحش وكان له ألف بيت من قوارير فيها ثلاثمائة منكوحة وسبعمائة سرية وبساط من ذهب وأبريسم يوضع عليه كرسيه وهو من ذهب وحوله ستمائة ألف كرسي فيقعد على الذهب والعلماء على الفضة وحولهم الناس وحولهن الجن ويظلهم الطير وترفع الصبا البساط فيسير مسيرة شهر في لحظة انتهى، والحديث فيه بيان شرف العلم وإن غيره تبعاً له، وأنه هبة من الرب يهبه لمن يشاء.

(ابن عساكر (هو) (¬1) عن ابن عباس) ورواه عنه ابن عبد البر تعليقاً. 4103 - "خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة؛ لأنها أعم وأكفى، أترونها للمؤمنين المتقين؟ لا ولكنها للمذنبين المتلوثين الخطائين". (حم) عن ابن عمر (هـ) عن أبي موسى. (خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل شطر أمتي الجنة) تقدم. (فاخترت الشفاعة) هذا اللفظ في الهمزة في "أتاني جبريل" والكلام عليه هنالك إلا أنه قال هنا "نصف أمتي" والشطر هنا أراد به النصف وزاد هنا حكمة اختيار الشفاعة بقوله: (لأنها أعم) أي تعم أكثر من نصف الأمة. (وأكفى) بالهمزة أي أكثر كفاية من النصف. (أترونها) بفتح الهمزة وضم المثناة الفوقية وهو استفهام إنكار أي لا يطيق بها. (للمؤمنين المتقين) قال شارح الشفاء: بنون وقاف مفتوحات مع تشديد القاف جمع منقي بمعنى مطهر من التنقية (لا) أي لا يظنون هذا وهذا من نوع الاكتفاء. (ولكنها للمذنبين المتلوثين) بتشديد الواو بعدها مثلثة من التلوث التلبس بالشيء. (الخطائين) عبّر هنالك بأنها لمن مات لا يشرك بالله شيئًا وهم أعم مما هنا لأنها تشمل الشفاعة للمتقين في علو الدرجات فإنها أحد أقسام الشفاعة وهي كائنة اتفاقا وهذه الشفاعة الخاصة لعصاة نوع من الشفاعات خاصة بذوي الأحرام، قال القاضي: إن قلت ما ذكر يستدعي أن لا يدخل النار أحد من العصاة، قلت: اللازم من عموم العفو وهو لا يستلزم عدم دخول النار لجواز أن يعفو عن بعضهم بعد الدخول وقبل استيفاء العذاب، هذا وليس بحتم أن يدخل النار أحد من الأمة بل العفو عن الجميع جائز لموجب وعده حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/ 275)، والديلمي في الفردوس (2957)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2933): موضوع.

[النساء: 48] ولقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] انتهى. قلت: وهذا الحديث في فضيلته - صلى الله عليه وسلم - على سليمان -عليه السلام- إن الله خيره بين أمرين أخروين كل منهما خير من الدنيا وما فيها ثم خيره بين أمور نفعها عائد على عباده نفعاً لا يشاركه نفع. (حم) (¬1) عن ابن عمر) ورواه عنه الطبراني أيضاً قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير النعمان بن مراد وهو ثقة، (هـ) عن أبي موسى) قال المنذري بعد ما عزاه لأحمد والطبراني: إسناده جيد. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 75) عن ابن عمر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 378)، وابن ماجة (4311) عن أبي موسى الأشعري، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 242)، والعلل المتناهية (2/ 920)، وعلل الدارقطني (7/ 226)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3335) دون قوله (لا ولكنها للمذنبين الخاطئين) وضعفه في ضعيف الجامع (2932)، والضعيفة (3585).

المعرف باللام من حرف الخاء

المعرف باللام من حرف الخاء 4104 - " الخازن الأمين الذي يعطي ما أمر به كاملا موفَّرَا طيبة به نفسه، فيدفعه إلى الذي أمر له به أحد المتصدقين" (حم ق د ن) عن أبي موسى (صح). (الخازن) أي الحافظ لمال من يخرج الصدقة من ملك وغيره. (المسلم الأمين الذي يعطي ما أمر به) مغير صيغة أي ما أمره به من هو خازن له (كاملا موفَّرَا) بتشديد الفاء تأكيد للكامل أو الكامل الوافي، والموفر: المزيد فيه. (طيبة به نفسه) بالسماحة والرضا. (فيدفعه) عطف على يعطي وعطفه بالفاء إشارة إلى المسارعة بالدفع. (إلى الذي أمر له به) مغير صيغة أيضًا أي أمر الآمر له به بالدفع والإتيان به بعد: "يعطي" إرشاد إلى أنه يتولى الإعطاء والدفع بنفسه من غير واسطة ليكون أكمل بهبته. (أحد المتصدقَين) بصيغة التثنية وهو خبر الخازن وجوز القرطبي روايته بصيغة الجمع، والمراد أن الخازن المتصف بالإِسلام؛ لأن الكافر لا قربة له وبالأمانة لأن الخائن مأزور لا مأجور وتطيبه النفس ليحصل له النية مثل أجر الأمر المالك للمال كما يفيده ظاهر الحديث، ويحتمل أن له أجرًا أصح به أن يقال له: متصدق ولا يبلغ أجر المالك [2/ 478]، للمالك نظير قوله: القلم أحد اللسانين فالذي يتصدق بماله أجره مضاعف أضعافا كثيرة والخازن له عشر حسنات. (حم ق د ن) (¬1) عن أبي موسى). 4105 - "الخاصرة عرق الكلية، إذا تحرك أذى صاحبها فداوها بالماء الْمُحْرَق والعسل". الحرث وأبو نعيم في الطب عن عائشة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 409) والبخاري (2319) ومسلم (1023) وأبو داود (1684) والنسائي (2/ 41).

(الخاصرة) بالصاد المهملة والراء، وقال في الفردوس: الخاصرة وجع الخصر وهو الجنب. (عرق الكلية) أي وجع الكلية. (إذا تحرك أذى صاحبها فداوها بالماء الْمُحْرَق) اسم مفعول من حرق بالحاء والراء والقاف أي المغلي على النار. (والعسل) لم يذكر الكيفية وكأنه يخلط الماء بالعسل ويشرب. (الحارث وأبو نعيم (¬1) في الطب عن عائشة)، قال ابن الجوزي: لا يصح فيه: الحسين بن علوان، قال ابن عدي: يضع الحديث انتهى وأفرده الحاكم عن عائشة بهذا اللفظ، وقال: صحيح، وأقره الذهبي، إلا أنه أشار في الميزان إلى أنه: خبر منكر لا يكاد يُعرف. 4106 - "الخال وارث". ابن النجار عن أبي هريرة. (الخال وارث) أي بالخؤولة لمن لا عصبة له ولا ذو سهم كما بينه الحديث الثاني والحديث دليل على توريث ذوي الأرحام وهو كلام الجماهير ومن لم يورثهم أول الحديث بأنه من باب قولهم: الجوع زاد من لا زاد له وبعضهم بأن المراد أنه يرث ماله؛ لأنه أولى به من سائر المسلمين وقيل أراد به السلطان لأنه يسمى خالا انتهى، قلت: بطلان هذه التآويل لا يفتقر إلى الدليل. ابن النجار (¬2) عن أبي هريرة) ورواه الدارقطني عن أبي هريرة أيضاً بلفظه وفيه شريك عن ليث وفيهما كلام يسير من جهة حفظهما ذكره الفرياني. 4107 - "الخال وارث من لا وارث له" (ت) عن عائشة (عن) عن أبي الدرداء. ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (556) كما في زوائد الهيثمي، والحاكم (4/ 225، 449)، وابن عدي في الكامل (2/ 359)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 79)، وانظر العلل المتناهية (2/ 879، 880)، وميزان الاعتدال (1/ 542) وضعفه في ضعيف الجامع (2934) والضعيفة (1223). (¬2) أخرجه الدارقطني (4/ 86)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3337)، والصحيحة (1848).

(الخال وارث من لا وارث له) أي من ذي سهم وعصبة. (ت) عن عائشة (عن) (¬1) عن أبي الدرداء) قال الترمذي: غريب ورواه أيضاً أبو داود. 4108 - "الخالة بمنزلة الأم". (ت ق) عن البراء (د) عن علي (صح). (الخالة بمنزلة الأم) في الحضانة عند فقد الأم وأمهاتها لأنها تقرب من الأم في الحنو والشفقة فلها حق في الحضانة ولا دليل فيه على أنها ترث لأنه ما سيق الحديث إلا لبيان استحقاقها الحضانة إلا أنه قد يقال العبرة عموم اللفظ لا خصوص السبب. (ت ق) عن البراء (د) (¬2) عن علي) -عليه السلام-. 4109 - "الخالة والدة". ابن سعد عن محمَّد بن علي مرسلاً. (الخالة والدة) أي بمنزلتها في وجوب برها واستحقاقها الحضانة عند فقدها وسائر مال الأم غير الميراث، هذا وقد أخذ منه أن الخالة مقدمة على العمة في الحضانة وأخذ منه الذهبي ومما قبله أن عقوق الخالة كبيرة. (ابن سعد (¬3) عن محمَّد بن علي مرسلاً) وقد رواه الطبراني عن أبي مسعود مرفوعاً قال الهيثمي: قيس بن الربيع أحد رواته مختلف فيه وبقية رجاله ثقات. 4110 - "الخبث سبعون جزءًا: للبربر تسعة وستون جزءًا، وللجن والإنس جزء واحد". (طب) عن عقبة بن عامر. (الخبث) بضم الخاء وسكون الموحدة الفجور ويروى بالباء الموحدة ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2104) عن عائشة والعقيلي في الضعفاء (4/ 263) عن أبي الدرداء، وأبو داود (2899) عن المقدام، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3338). (¬2) أخرجه البخاري (4251)، والترمذي (1904) عن البراء، وأبو داود (2280) عن علي كرم الله وجهه. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 35) عن محمَّد بن علي مرسلاً، والطبراني في الكبير (17/ 243) (677) عن أبي مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 323)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3340).

عوض المثلثة وهو الخداع والمكر كذا في مسند الفردوس. (سبعون جزءا: للبربر) تقدم أنهم بموحدتين ورائين بزنة جعفر قوم من أهل المغرب كالأعراب في القسوة والغلظة. (تسعة وستون جزءا، وللجن والإنس جزء واحد) والحديث تحذير من البربر. (طب) (¬1) عن عقبة بن عامر) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الحكم لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف. 4111 - "الخبز من الدرمك". (ت) عن جابر. (الخبز من الدرمك) بفتح الدال المهملة وسكون الراء وهو الدقيق الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لين ونعومة وأصل هذا أن ابن صياد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن تربة الجنة فقال: "درمكة بيضاء" فجاء اليهود فسألهم فقالوا: خبزة فقال: "الخبز من الدرمك". (ت) (¬2) عن جابر) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 4112 - "الخبر الصالح يجيء به الرجل الصالح، والخبر السوء يجيء به الرجل السوء". ابن منيع عن أنس. (الخبر الصالح) أي الدال على الخير والصادق. (يجيء به الرجل الصالح) أي التقي أي أن خبر التقي مظنة ذلك (والخبر السوء) أي الذي يسوء المخبر به والكاذب (يجيء به الرجل السوء) لأن: "كل إناء بالذي فيه ينضح" فإنه لا يخزن الخير إلا الخيّر ولا يأتي بالشر إلا الشِّرِّير وفيه أنه يترتب من الصالح خبر الخير ومن السوء خبر الشر (ابن منيع (¬3) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً [2/ 479]. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 299) (824)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 234)، وضعفه في ضعيف الجامع (2935)، والضعيفة (2535). (¬2) أخرجه الترمذي (3327)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 399، 412)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2937). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3001)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2936)، وقال في الضعيفة (455): موضوع.

4113 - "الختان سنة للرجال، ومكرمة للنساء". (حم) عن والد أبي المليح (طب) عن شداد بن أوس وعن ابن عباس. (الختان سنة للرجال) أي طريقة من طرائقهم المشروعة ولا دليل في هذا على أنه سنة ولا واجب لأن السنة في مقابلة الواجب اصطلاح جديد لا يفسر به كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتقدم الكلام هل سنة أو واجب، قال الرازي: وحكمته أن الحشفة قوية الحس ما دامت مستوره بالقلفة يقوي بها اللذة عند المباشرة فإذا قطعت صلبت الحشفة فضعفت اللذة وهو اللائق بشرعنا فقليل اللذة لا قطعها توسطا بين الإفراط والتفريط. (ومكرمة للنساء) أي إكرام في حقهن وحكمة فيهن حكمة في الرجال. (حم) (¬1) عن والد أبي المليح) فيه حجاج بن أرطأة قال الذهبي: ضعيف لا يحتج به، (طب) عن شداد بن أوس وعن ابن عباس) قال الهيثمي: ضعيف منقطع وأقره الذهبي قال العراقي: سنده ضعيف. 4114 - "الخراج بالضمان". (حم 4 ك) عن عائشة. (الخراج بالضمان) قال ابن حجر في تحفته: أن رجلاً ابتاع غلاما فاستعمله مدة ثم رأى فيه عيبا وأراد رده فقال البائع: يا رسول الله: قد استعمل غلامي فقال - صلى الله عليه وسلم -: "الخراج بالضمان". قال القاضي: الخراج اسم ما يخرج من الأرض ثم استعمل في منافع الأملاك كريع الأراضي وغلة العبيد والحيوانات فالباء متعلقة بمحذوف أي مستحق بسبب الضمان والمعنى: أن الغلة بإزاء الضمان فمن كان ضمان المبيع عليه كان خراجه له وكما أن المبيع لو تلف أو نقص في يد المشتري فهو في عهدته وقد تلف ما تلف على ملكه ليس على بائعه شيء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 75) عن والد أبي المليح، والطبراني في الكبير 7/ 273 (7112) عن شداد بن أوس (11/ 233) (11590) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2938)، والضعيفة (1935).

فكذا لو زاد وحصل منه غلة فهي له لا للبائع وإذا فسخ البيع فالغنم لمن عليه الغرم، قال شيخ الإِسلام زكريا في شرح الروض: وأورد عليه المغصوب والمبيع قبل قبضه فإن كلا منهما لو تلف تحت ذي اليد ضمنه وليس له خراجه، وأجيب عنهما: بأن الضمان معتبر هنا بالملك لأنه الضمان المعهود في الخبر ووجوب الضمان على ذي اليد في الغصب ليس بكونه ملكه بل بوضع يده على ملك غيره بطريق تطمئن به وعن الثاني أيضاً يقصر الخبر على سببه وهو فيما بعد القبض، واعلم: أن الخبر عام في فوائد الأعيان سواء كانت من المبيع كالنكاح والمهر وغيرهما أو غيرها كالغلة وعليه الشافعية ولغيرهم تفصيل معروف في الفروع (حم 4 ك) (¬1) عن عائشة) قال الترمذي: حسن غريب، انتهى وحكى البيهقي عنه أنه عرضه على البخاري فأعجبه. 4115 - "الخرق شؤم، والرفق يمن". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن ابن شهاب مرسلا. (الخرق) بالضم والسكون هو الحمق والجهل. (شؤم) أي على المتخلق به يوقعه في الشر. (والرفق) هو اللين ولطف الجانب. (يمن) على المتخلق به ينال به البركة والخير. (ابن أبي الدنيا (¬2) في ذم الغضب عن ابن شهاب مرسلاً) هو الزهري تقدم ذكره. 4116 - "الخضر هو إلياس". ابن مردويه عن ابن عباس. (الخضر هو إلياس) بكسر الهمزة قال السهيلي الأصح أن إلياس مصدر سمي به ضد الرجاء ولامه للتعريف وهمزته همزة وصل وقيل قطع انتهى، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 49، 237)، وأبو داود (3508)، والترمذي (1285)، والنسائي (4/ 11)، وابن ماجة (2243) والحاكم (2/ 18، 19). (¬2) عزاه في الكنز (34046) لابن أبي الدنيا في ذم الغضب، وانظر فيض القدير (3/ 504)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2939).

والمراد أن الخضر كنيته واسمه إلياس وهو غير إلياس المشهور الآتي في الحديث التالي ولا مانع من الاشتراك في الاسم لكن هذا اشتهر بلقبه وذاك باسمه ومن فهم الاتحاد فقد وهم فإنهما غيران بلا شك وللناس خلاف طويل في اسم الخضر فقيل إنه إلياس أخذا بهذا، والأكثر أن اسمه بليا وقيل إليا وقيل إليسع وقيل عامر وقيل أجمد، حكاه القشيري ونوزع وفي أبيه خلاف طويل قيل إنه لآدم لصلبه وقيل لقابيل وقيل إنه من الملائكة وهو من غريب الأقوال. (ابن مردويه (¬1) عن ابن عباس) فيه من لا يعرف. 4117 - "الخضر في البحر: وإلياس في البر، يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج، ويحجان ويعتمران كل عام، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل". الحارث عن أنس. (الخضر في البحر) أي معظم إقامته فيه. (وإلياس في البر، يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج) الذي حكى الله قصته في كتابه. (ويحجان ويعتمران كل عام، ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل) تمامه: "طعامهما ذلك" انتهى، قيل إنه حديث ضعيف إلا أنه يتقوى بوروده من عدة طرق وألفاظ [2/ 480]، مختلفة في المستدرك وغيره وفيها أن طول الخضر ثلاثمائة ذراع وأنه اجتمع بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأكل معه وأنزلت عليهما مائدة من السماء فيها خبز وحوت وكرفس وفيها أنهما يصومان رمضان بالقدس وفيها أن إلياس يعمر مع الخضر وأنه يبقى إلى آخر الدنيا، ثم الناس مختلفون في حياة الخضر فالمحققون كابن تيمية (¬2) وغيره أنه ليس بحي، ¬

_ (¬1) عزاه في الكنز (34046) لابن مردوية، وانظر الإصابة (1/ 110)، وفيض القدير (3/ 504)، والديباج (1/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2941). (¬2) انظر: مجموع الفتاوى (27/ 101)، والرد على المنطقيين (صـ 185).

وللمصنف رسالة في ذلك. الحارث (¬1) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 4118 - "الخط الحسن يزيد الحق وضحا". (فر) عن أم سلمة. (الخط) أي الكتابة. (الحسن) هو الواضح الجلي الظاهرة حروفه المفصلة كلماته. (يزيد الحق) الذي يرقم به. (وضحا) بتحريك العين بالفتح وفي رواية وضوحا، وذلك لأنه يبسط القاري إلى تأمله وتجريد الهمة بالنظر فيه وتدبره ويقال: الخط الحسن وشي محبوب وذهب مسبوك متنزه الألحاظ ومجتبى الألفاظ، ويقال تسويد بخط الكاتب أملح من توريد بحد الكاعب، قالوا يجب على من إذا حفظ العلم أن يعتني بأمرين حفظ تقويم الحروف على أشكالها الموضوعة لها وضبط ما اشتبه منها والنقط والشكل المميز وما زاد على هذين من تحسين الخط وملاحة نظمه زيادة حذق بصنعته وليس شرط في صحته. (فر) (¬2) عن أم سلمة)، قال في الميزان: هذا خبر منكر. 4119 - "الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله". (ع) والبزار عن أنس (طب) عن ابن مسعود. (الخلق كلهم عيال الله) أي فقراؤه وهو الذي يعولهم قال العسكري: هذا على المجاز والتوسع لأنه لما كان المتضمن لأرزاق العباد الكافل لها كان الخلق كعالة. (فأحبهم إلى الله) أي أكثرهم محبوبية. (أنفعهم لعياله) بالهداية لمعالم الدين والقيام بمصالحهم والرفق والحنو بهم وأنواع نفعهم غير منحصرة ولا مجهولة قال أبو العتاهية في معناها: الخلق كلهم عيال الله تحت ظلاله ... فأحبهم برا إليه أبرهم بعياله ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (926)، والديلمي في الفردوس (3000)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2940): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2994)، وابن قانع في معجم الصحابة (3/ 60)، وانظر الميزان (4/ 14)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2942)، والضعيفة (3587).

(ع) والبزار (¬1) عن أنس) قال الهيثمي: فيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك (طب) عن ابن مسعود) قال ابن الجوزي: حديث: لا يصح، وقال الهيثمي: فيه ابن عمير وهو أبو هارون القرشي: متروك. 4120 - "الخلق كلهم يصلون على معلم الخير، حتى نينان البحر". (فر) عن عائشة. (الخلق كلهم يصلون على معلم الخير) أي يدعون له وأراد بالخير العلم الشرعي كما بينته رواية أخرى. (حتى نينان) بكسر النون وسكون المثناة التحتية فنون بعد ألفه نون جمع نون أي حيتان. (البحر) وذلك لأن نفعه يعم كل حيوان" حتى من هو مأمور بقتله لأنه يعلمهم أنهم إذا قتلوا أحسنوا القتلة وإذا ذبحوا أحسنوا الذبحة وفيه ما في نظائره من الدليل على أن للحيوانات إدراكا للأمور الدينية. (فر) (¬2) عن عائشة) وكذا أبو نعيم وفيه شاذ بن فياض أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) عن الحارث بن شبل (¬4) وقد ضعفه الدارقطني. 4121 - "الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد، والخلق السوء يفسد العمل كما يفسد الخل العسل". (طب) عن ابن عباس. (الخلق) بضم الخاء. (الحسن يذيب الخطايا) عن صاحبه (كما يذيب الماء الجليد) هو الثلج فإنه إذا وضع في الماء ذاب وذلك لأنه ينقب على صنائع ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (3315، 3370، 3478)، والحارث بن أبي أسامة (911)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 191)، والطبراني في الكبير (10/ 86) (10033) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 191)، والعلل المتناهية 2/ 536، وقال في ضعيف الجامع (2946)، والضعيفة (3590): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 193)، والديلمي في الفردوس (2996)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3343). (¬3) انظر الميزان (3/ 359)، والمغني (1/ 293). (¬4) انظر المغني (1/ 141).

المعروف وهي تمح الخطايا. (والخلق السوء يفسد العمل) أي الصالح. (كما يفسد الخل العسل) لأنه يغير طعمه من الحلوة الصرفة المحبوبة إلى خلافها ويغير أيضاً لونه، وفيه أن الخلق السوء في عالم المثال حامض والعمل الصالح حلو (طب) (¬1) عن ابن عباس فيه عيسى بن ميمون المديني وهو ضعيف ذكره الهيثمي ورواه عنه أيضاً البيهقي في الشعب وضعفه المنذري وغيره. 4122 - "الخلق الحسن زمام من رحمة الله". أبو الشيخ في الثواب عن أبي موسى. (الخلق الحسن زمام) بكسر الزاي ما يزم به البعير في أنفه ينقاد به فشبه الخلق الحسن بقيادته لصاحبه إلى كل خير بالزمام وكل زمام من أصل يوجد فيه من خيط أو جلد فأبان أنه. (من رحمة الله) وأن برحمة الله ينقاد العبد لكل خير وهذا الذي ذكره المصنف صدر من الحديث وتمامه: [2/ 481]، عند مخرجه بعد قوله من رحمة الله في أنف صاحبه والزمام بيد الملك يجره إلى الخير والخير يجره إلى الجنة وأن الخلق السيئ زمام من عذاب الله عَزَّ وَجَلَّ في أنف صاحبه والزمام بيد شيطان والشيطان يجره إلى الشر والشر يجره إلى النار، انتهى بلفظه، وما كان يحسن حذفه وإن جاز (أبو الشيخ (¬2) في الثواب عن أبي موسى) وأخرجه الحاكم والبيهقي في الشعب عن أبي موسى بلفظه من طريقين وقال: كلاهما ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 319) (10777)، والديلمي في الفردوس (2991)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 24)، والترغيب والترهيب (3/ 276)، وقال في ضعيف الجامع (2945)، والضعيفة (441): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2993) والبيهقي في الشعب (8037) وعزاه في الكنز (5135) إلى أبي الشيخ في الثواب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2943)، والضعيفة (3588).

2123 - "الخلق الحسن لا ينزع إلا من ولد حيضة، أو ولد زنية". (فر) عن أبي هريرة. (الخلق الحسن لا ينزع إلا من ولد حيضة) أي ممن جامع زوجته في حال حيضها وعلقت به. (أو ولد زنية) بكسر الزاي، قال في الفردوس: ويقال زَنية بفتحها فإنه إذا تخلق من ماء حرام ساء خُلُقه لخبث أصله. (فر) (¬1) عن أبي هريرة) فيه بشر بن رافع، قال الذهبي (¬2): ضعيف باتفاق. 4124 - "الخلق وعاء الدين". الحكيم عن أنس. (الخلق وعاء الدين) أي إناؤه الذي يجتمع فيه فإن كان وعاء صالحاً لا خلل فيه حفظ الدين ولم يفسده وإن اختل أفسده كما تقدم قريبا وتشبيهه بالإناء في غاية الحسن لأنه يحيط به من جوانبه كلها وفيه مبالغة في كون الخلق الحسن من الدين. (الحكيم (¬3) عن أنس) إلا أنه لم يذكر له سندا بل علقه فإطلاقه العزو إليه غير صواب لأنه لا يكون إلا في المسند. 4125 - "الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر، من شربها وقع على أمه، وخالته، وعمته". (طب) عن ابن عباس (صح). (الخمر أم الفواحش) أي تجمعها إليها تؤول وعنها تنشأ. (وأكبر الكبائر) أي من أكبرها لما تقدم من أن أكبر الكبائر الشرك بالله تقدم في الهمزة في أكبر وبيّن بعض ما ينشأ منها من الكبائر بقوله: (من شربها وقع على أمه، وخالته، وعمته) أي جامع أحد من ذكر أو كلهن إقداما منه على عظيم المعصية لشدة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2992)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 24)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2944)، والضعيفة (3589). (¬2) انظر: المغني (1/ 105). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 44، 45)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2947).

العربدة أو المراد أنه ينشأ عنه تساهله في الدين حتى يفعل هذا القبيح مستحقراً لقبحه والمراد التحذير منها لأنها مفتاح كل شر. (طب) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف فرمز المصنف لصحته غير صحيح. 4126 - "الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر، ومن شرب الخمر ترك الصلاة، ووقع على أمه وعمته وخالته". (طب) عن ابن عمر. (الخمر أم الفواحش، وأكبر الكبائر، ومن شرب الخمر) وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في تهجين حال شاربها وتقريبا لذكر اسمها من مفسدتها التي هي. (ترك الصلاة) لأنه يزول عقله أو لأنه يتساهل فيها لأن المعصية تجرئه على المعصية ويحتمل أن المراد أنه ترك الصلاة المقبولة لما يأتي أنها لا تقبل صلاته أربعين يوما وإن فعل الصلاة فهو كلا فعل. (ووقع على أمه وعمته وخالته) أي مثلا فيشمل غيرهن بالأولى وفيه بيان أشدية قبح الخمر وأنه ينفتح به كل باب من الشر. (طب) (¬2) عن ابن عمرو) وهو ابن العاص. 4127 - "الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة". (حم م 4) عن أبي هريرة (صح). (الخمر من هاتين الشجرتين: النخلة والعنبة) يراد بالخمر هنا ما يخامر العقل ويزيله لأن الخمر اللغوي هي التي من ماء العنب ولا تكون من النخلة والغرض من الحديث بيان حكم الخمر المحرمة، قال الطيبي وقوله من هاتين بيان لحصولها منهما غالبًا وليس للحصر لخلو التركيب عن أداته. وقال ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 164) (11372)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 67)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3345)، والصحيحة (1853). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ رقم 11372) عن ابن عباس، وانظر فيض القدير (3/ 507)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2948).

العربي: هذا بيان من المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة إذ لم يكن عندهم مشروب إلا من هذين النوعين وكان عند غيرهم من كل مطعوم فعند قوم من بر وعند آخرين من ذرة وعند آخرين من أرز وغيرها، فخاطب أولئك بقوله إن من الزبيب خمرا وإن من البر خمرًا وإن من الشعير خمرا إلى آخره، وقال القرطبي (¬1): هذا الحديث حجة للجمهور على تسمية ما يعصر من غير العنب بالخمر إذا أسكر. (حم م 4) (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. 4128 - "الخمر أم الخبائث، فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوما، فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية ". (طس) عن ابن عمرو (صح). (الخمر أم الخبائث) أي من الأفعال والأقوال. (فمن شربها لم تقبل صلاته أربعين يوما) قيل لأنها تبقى في عظامه وثؤثر في قلبه هذا المقدار من المدة فلا يأتي بصلاة تقبل وإن أخرت على الفرق بينهما. (فإن مات وهي في بطنه مات ميتة جاهلية) أي على ضلالة كما يموت أهل الجاهلية. (طس) (¬3) عن ابن عمرو) فيه الحكم بن عبد الرحمن البجلي (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: مختلف فيه انتهى والمصنف رمز لصحته ورواه الدارقطني عن ابن عمر بلفظه وفيه الحكم بن عبد الرحمن بن أنعم ضعفه [2/ 482] ابن معين وقال أبو حاتم: صالح. 4129 - "الخلافة في قريش، والحكم في الأنصار، والدعوة في الحبشة، والجهاد والهجرة في المسلمين والمهاجرين بعد". (حم طب) عن عتبة بن عبد (ح). ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (10/ 39). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 408، 409، 517)، ومسلم (1985)، وأبو داود (3678)، والترمذي (1875)، والنسائي (3/ 210، 4/ 181)، وابن ماجة (3378). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (3667)، والدارقطني (4/ 247)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3344). (¬4) انظر الميزان (2/ 342).

(الخلافة في قريش) أي الخلافة على الأمة من خلفاء الجور والعدل كائنة في قريش والحديث حمله الناس على أن المراد الحق لهم فيها وأنه لا يجوز نصب غيرهم، وحمله آخرون على أنه إخبار بما يكون وأنها لا تخرج عنهم الخلافة مع جواز نصب غيرهم ممن يكمل بالنصب قالوا وإلا لزم أن لا يصح في قرائنه وهو قوله: (والحكم في الأنصار، والدعوة) أي الأذان. (في الحبشة) ولا يقوله الجمهور وإنما جعل الحكم في الأنصار لأن أكثر الفقهاء في عصره منهم كمعاذ وغيره وجعل الأذان في الحبشة لأن بلالا منهم مؤذنه، قال في الفردوس: الدعوة الأذان والحكم التفقه والقضاء لأن أكثر فقهاء الصحابة من الأنصار انتهى. ويحتمل أنه إعلام بأن هؤلاء الثلاثة الأصناف هم الأولون بالاتصاف بما ذكر من الثلاث الصفات يتصفون بالأولية إلى آخر الدهر ويكون ذلك فضيلة لهم أنهم هم السابقون إلى خصال الكمال. (والجهاد والهجرة في المسلمين) أي كائنة في صفاتهم وما فرض عليهم. (والمهاجرين بعد) بالضم بقطعه عن الإضافة أي بعد عصري والمراد أن الجهاد والهجرة بعد عصره فإنها فرضهم وفيه تأييد للاحتمال الذي قدمناه فإنه ما أتي به إلا لأن الأظهر من قوله: "والجهاد ... إلى آخره" أي في زمنه كما أن المراد بالأذان والحكم والخلافة بالنظر إلى من قرب عصرها منه كأنها فيه. (حم طب) (¬1) عن عتبة بن عبد) صحابي (¬2) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 4130 - "الخلافة بالمدينة والملك بالشام" (تخ ك) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - (صح). (الخلافة بالمدينة) أي خلافة النبوة تكون لمن بويع في المدينة كالخلفاء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 185)، والطبراني في الكبير (17/ 121) (298)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 192)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3342)، والصحيحة (1851). (¬2) انظر: الإصابة (5/ 258).

الأربعة أما الحسن السبط فهو وإن بويع في العراق فإن إمامته ثابتة بالنص. (والملك بالشام) أي من بويع به كمعاوية وبني أمية وبني العباس. (تخ ك) (¬1) عن أبي هريرة) - رضي الله عنه - رمز المصنف لصحته. 4131 - "الخلافة بعدي في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك". (حم ت ع حب) عن سفينة (صح). (الخلافة) قال ابن حجر (¬2): أراد بالخلافة خلافة النبوة وأما معاوية ومن بعده فعلى طريقة الملوك وليسوا خلفاء. (بعدي في أمتي ثلاثون سنة) قالوا لم يكن في الثلاثين إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن السبط عليهما السلام فمدة أبي بكر - رضي الله عنه -: سنتان وثلاثة أشهر وعشرة أيام، ومدة عمر - رضي الله عنه -: عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام، ومدة عثمان - رضي الله عنه -: إحدى عشرة سنة وإحدى عشرة شهرًا وستة أيام، وعلي: أربع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيام، قلت: وعلى هذا فأيام الحسن السبط - رضي الله عنه - ستة أشهر ناقصة أربعة أيام كملت بها ثلاثون سنة. (ثم ملك بعد ذلك) أي يصير الأمر إلى ملوك ليسوا على خلافة النبوة فإنه لا يصدق اسم الخلافة إلا على من قام بالسنة والكتاب، وخرج البيهقي في المدخل (¬3) عن سفينة أن أول الملوك معاوية وقال جار الله (¬4): افتتحوا يعني الخلفاء الأربعة المشرق والمغرب ومزقوا ملك الأكاسرة وملكوا خزائنهم واستولوا على الزمام ثم خرج الدين على خلاف ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ (1807)، والحاكم (3/ 75)، وانظر العلل المتناهية (2/ 766)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2949)، والضعيفة (1188). (¬2) فتح الباري (12/ 392). (¬3) أخرجه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى (رقم 30). (¬4) الكشاف (1/ 847).

سيرتهم فكفروا بتلك الأنعم ففسقوا وذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ... " إلى آخره. (حم ت ع حب) (¬1) عن سفينة) ورواه أبو داود عنه والنسائي رمز المصنف لصحته. 4132 - "الخوارج كلاب النار". (حم هـ ك) عن ابن أبي أوفى (حم ك) عن أبي أمامة. (الخوارج) جمع خارجي وهم الذين خرجوا على أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه بعد التحكيم وقد استوفينا طرفا من أحوالهم في الروضة الندية شرح التحفة العلوية وهم الموارق كما سماهم المصطفي - صلى الله عليه وسلم - بذلك في عدة أخبار كفَّروا الوصي أخزاهم الله وفضائحهم عديدة ولذا أخبر عنهم الصادق بأنهم. (كلاب النار) أي يدخلونها في صورة الكلاب زيادة في إهانتهم وعدائهم وذلك أنهم حرفوا كتاب الله وأخرجوا المسلمين عن الإِسلام بأدنى ذنب فغير الله خلقتهم إلى أقبح خلقة. وسئل الوصي (¬2) -كرم الله وجهه- عنهم هل كفار؟ فقال: من الكفر فَرّوا، فقيل: أمنافقون؟ قال: المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلاً وهؤلاء يذكرونه بكرة وأصيلا، قوم أصابتهم فتنة فعموا وصموا وقضاياهم قد [2/ 483] استوفاها المبرد في الكامل (¬3). (حم هـ ك) (¬4) عن ابن أبي أوفى) هو من حديث الأعمش قال: قال أحمد الأعمش لم يسمع من ابن أبي أوفى، (حم ك) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 221)، وأبو داود (4646)، والترمذي (2226)، والنسائي (5/ 47)، وابن حبان (15/ 34) (6657)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3341). (¬2) قد أكثر المؤلف من ذكر لفظ الوصي وإطلاقه على علي بن أبي طالب، وقلنا لا يجوز اقلاقه عليه حسب معتقدهم، راجع للتفصيل المقدمة. (¬3) انظر: الكامل في اللغة والأدب للمبرد (ص: 229). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 355)، وابن ماجة (173)، والحاكم (2/ 163) عن ابن أبي أوفى، وأحمد (5/ 250)، والحاكم (3/ 163) عن أبي أمامة، وانظر الموضوعات (1/ 278)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3341).

أمامة)، قال ابن الجوزي: تفرد به المخزومي عن إسماعيل وإسماعيل ليس بشيء، قال أحمد: حدث بأحاديث موضوعة، قال ابن حبان: يضع على الثقات. 4133 - "الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام البعير". (هـ) عن ابن عباس (ح). (الخير) أي المال والرزق أو عام فيشمل المغفرة ونحوها. (أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه) مبني للمجهول أي يأكل فيه الضيفان. (من الشفرة إلى سنام البعير) شبه سرعة وصول الخير إلى البيت الذي يأكل فيه الضيفان بسرعة وصول الشفرة إلى سنام البعير لأنه أول ما يقطع ويؤكل لمزيد لذته (هـ) (¬1) عن ابن عباس) قال العراقي والمنذري: سنده ضعيف، ورمز المصنف له بأنه حسن. 4134 - "الخير أسرع إلى البيت الذي يغشى من الشفرة إلى سنام البعير". (هـ) عن أنس (ح). (الخير أسرع إلى البيت الذي يغشى) مجهول أي يغشاه الضيوف. (من الشفرة إلى سنام البعير) في هذا التشبيه هنا وفي الأول سر لطيف هو أنه وازن بين الخلف والبدل وبين فعل الضيف بنحوه البعير لضيفانه. (هـ) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف لكن له شواهد. 4135 - "الخير مع أكابركم". البزار عن ابن عباس (ح). (الخير) أي البركة كما في رواية أخرى. (مع أكابركم) أي في السنن أو في العلم والعمل وإن كانوا أصغر سناً. البزار (¬3) عن ابن عباس) ورواه أيضاً ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3357)، وانظر تخريج أحاديث الإيحاء (3/ 188)، والترغيب والترهيب (3/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2951). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3356)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2952). (¬3) أخرجه البزار (1256) كما في كشف الأستار، والطبراني في الأوسط (8991)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2955): ضعيف جداً.

الديلمي عنه ورمز المصنف لحسنه. 4136 - "الخير عادة، والشر لجاجة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين". (هـ) عن معاوية (صح). (الخير عادة) أي تعود النفس إليه وتحرص عليه أو المراد أنه بالتعود فمن لم يكن في طباعه خير تعوده حتى تمرن عليه والعادة مشتقة من العود إلى الشيء مرة بعد أخرى قال العامري في شرح الشهاب: وأكثر ما تستعمل العرب العادة في الخير وفيما يسر وينفع قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "عوّدوا قلوبكم الرأفة" (¬1) فحث على تعويده ليؤلف فيسهل يقال: اعترض كلب على طريق عيسى -عليه السلام- فقال: اذهب عافاك الله، فقيل له تخاطب كلبًا، قال: لساني عودته الخير فتعود، وقال الحكماء: العادة طبيعة خامسة (والشر لجاجة) -بالجمين من اللجاج- أكثر ما يستعمل في المراجعة في الشيء التفسير وشؤم الطبع بغير تدبر عاقبة وسمى فاعله لجوجا كأنه أخذ من لجة البحر وهو أخطر ما فيه فزجرهم المصطفى - رضي الله عنه - عن عادة الشر بتسميتها لجاجة وميزها عن تعود الخير بالاسم للفرق. (ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) أي يفهمه ويبصره معاني كلام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - لأن ذلك يقوده إلى التقوى والتقوى تقوده إلى الجنة. (هـ) (¬2) عن معاوية بن أبي سفيان) رمز المصنف لصحته وفيه مروان بن جناح قال في الميزان عن أبي حاتم: لا يحتج به وعن الدارقطني لا بأس به. 4137 - "الخير كثير، ومن يعمل به قليل". (طس) عن ابن عمرو (ح). (الخير كثير) أي أسباب نيله واسعة من أفعال وأقوال وتروك. (ومن يعمل به ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 358)، والقضاعي في مسند الشهاب (731)، وقال الشيخ الألباني في الضعيفة (1179): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن ماجة (221)، وانظر الميزان (6/ 397)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3348)، والصحيحة (651).

قليل) لشغله الكثير بالإقبال على الدنيا ومتاعها وإعراضهم عن النيات التي بها تنقلب المباحات طاعات. (طس) (¬1) عن عمرو) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه الحسن بن عبد الأول ضعيف. 4138 - "الخير كثير وقليل فاعله". (خط) عن ابن عمرو (ح). (الخير كثير وقليل فاعله) هو كما قبله. (خط) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه، وفيه أحمد بن عمران الأخنسي (¬3) قال البخاري: يتكلمون فيه وعطاء بن السائب ثقة ساء حفظه. 4139 - "الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة، والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة لا يقبضها". (طس) عن أبي هريرة. (ح) (الخير) قد فسرته الأحاديث بأنه الأجر والمغنم. (معقود بنواصي الخيل) أي بذاتها كنى عن الذات بها يقال: فلان مبارك الناصية أي الذات والخير اسم جمع لهذا الجنس المجبول على الاختيار لما خلق فيه من الاعتزاز به وقوة المنة في الاشتراك عليه الذي منه يسمى واحده فرسًا وفي هذه الجملة من البديع التجنيس المضارع وهو ما اختلف المتجانسان بحرف والحرفان متقاربان مخرجا كالراء واللام هنا. (إلى يوم القيامة، والمنفق على الخيل كالباسط كفه بالنفقة) أي في سبيل الله. (لا يقبضها) أي مشابه في أجره من يستمر إنفاقه. (طس) (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله رجال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5608)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 125)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2954). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2953)، والضعيفة (1536). (¬3) انظر ضعفاء ابن الجوزي (1/ 82). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (3522)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3349).

الصحيح وهو في الصحيحين باختصار النفقة. 4140 - "الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة". مالك (حم ق ن هـ) عن ابن عمر، (حم ق ن هـ) عن عروة بن الجعد (خ) عن أنس (م ت ن هـ) عن أبي هريرة، (حم) عن أبي ذر، وعن أبي سعيد (طب) عن سوادة بن الربيع، وعن النعمان بن بشير، وعن أبي كبشة (صح). (الخيل معقود في نواصيها الخير) أي ملازم لها كأنه معقود فيها فهو استعارة مكنية كما ذكره القاضي. (إلى يوم القيامة) أي إلى آخر دار التكليف، فيه إعلام بأن الجهاد لا ينقطع إلى انقطاع دار التكليف. مالك (حم ق ن هـ) (¬1) عن ابن عمر) [2/ 484] وأخرجه الشافعي أيضاً، (حم ق ن هـ) عن عروة بن الجعد بفتح الجيم وسكون المهملة آخره مهملة (خ) عن أنس (م ت ن هـ) عن أبي هريرة، (حم) عن أبي ذر الغفاري، وعن أبي سعيد الخدري (طب) عن سوادة من الربيع، وعن أبي كبشة وعن النعمان بن بشير قال المصنف: هو متواتر. 4141 - "الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم". (حم ق ت ن) عن عروة البارقي (حم م ن) عن جرير (صح). (الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم) قال الطيبي يحتمل كون الخير المفسر بهما استعارة لدنوه وملازمته وخص الناصية لرفعة قدرها وكأنه شبهه بظهوره بشيء محسوس معقود على محل مرتفع وقيل إنه أمر ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (999)، وأحمد (2/ 49)، والبخاري (2849، 3644)، ومسلم (1871)، والنسائي (6/ 222)، وابن ماجة (2787) عن ابن عمر، وأحمد 4/ 375، والبخاري (2850، 2852، 3119، 3643)، ومسلم (1873)، والنسائي 6/ 222، وابن ماجة (2786) عن عروة بن الجعد، والبخاري (3445) عن أنس، ومسلم (1873)، والترمذي (1636)، والنسائي (6/ 219)، وابن ماجة (2788) عن أبي هريرة، وأحمد (5/ 181) عن أبي ذر، و (3/ 352) عن أبي سعيد، والطبراني في الكبير (7/ 97) (4680) عن سواد بن الربيع، و (22/ 339) (849) عن أبي كبشة.

خاص بناصيتها بدليل النهي عن قصها. (حم ق ت ن) (¬1) عن عروة هو البارقي (حم م ن) عن جرير) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح وجه فرسه فذكره. 4142 - "الخيل معقود في نواصيها الخير واليمن إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، قلدوها، ولا تقلدوا الأوتار". (طس) عن جابر. (الخيل معقود في نواصيها الخير واليمن) البركة. (إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها، قلدوها) أي قلدوها طلب أعداء الله والدفاع عن المسلمين. (ولا تقلدوها الأوتار) أي طلب أوتار الجاهلية ودخولها التي كانت عليكم والأوتار جمع وتر بالكسر هو الدم وطلب الثأر قيل: وهذا تكلف وتعسف قال النواوي (¬2): وهو تأويل ضعيف، وقيل: أراد الأوتار جمع وتر القوس أي لا تجعلوا في أعناقها الأوتار فتختنق لأن الخيل ربما رعت الأشجار فنشبت الأوتار ببعض شعبها فتخنقها، وقيل إنما نهاهم عنها لأنهم كانوا يعتقدون أن تقليد الخيل بالأوتار يدفع عنها العين والأذى فيكون كالعوذة لها فنهاهم وأعلمهم أنها لا تدفع ضرراً ولا تصرف حذراً (¬3). (طس) (¬4) عن جابر قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة. 4143 - " (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها، فامسحوا بنواصيها، وادعوا لها بالبركة، وقلدوها، ولا تقلدوا الأوتار". (حم) عن جابر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 375)، والبخاري (2852)، ومسلم (1873)، والترمذي (1694)، والنسائي (6/ 222) عن عروة البارقي، وأحمد (4/ 361)، ومسلم (1872)، والنسائي (6/ 222) عن جرير بن عبد الله البجلي. (¬2) انظر: فتح الباري (6/ 142). (¬3) انظر شرح السيوطي (6/ 219). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (8982)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 259)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3356).

(الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها) أي على نفقتها. (فامسحوا بنواصيها) فإنها محل البركة وفيه أنه يمسح محل البركة كالحجر الأسود والأركان وأوراق المصحف لا ما اعتاده الناس من مسح القبور والأعواد التي عليها المسماة توابيت. (وادعوا لها بالبركة) حال المسح أو مطلقا أي لزيادة بركتها. (وقلدوها) مر تفسيره ويحتمل أن يراد واجعلوا لها قلادة من شعر ونحوه وإليه يرشد قوله: (ولا تقلدوا الأوتار) على أن المراد به وتر القوس، قال ابن حجر (¬1): في هذه الأخبار كلها ترغيب في الغزو على الخيل وبقاء الإِسلام وأهله إلى يوم القيامة لأن من لازم بقاء الجهاد بقاء المجاهدين وهم المسلمون فهو كحديث: "لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق" (حم) (¬2) عن جابر) قال الهيثمي: رجاله ثقات. 4144 - "الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كباسط يده في صدقة، وأبوابها وأوراثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة". (طب) عن عريب المالكي. (الخيل معقود في نواصيها الخير والنيل) بفتح النون وسكون المثناة التحتية أي أصابه الخير وأريد به المغنم. (إلى يوم القيامة، وأهلها معانون عليها والمنفق عليها كباسط يده في صدقة) في الأجر. (وأبوابها وأوراثها لأهلها عند الله يوم القيامة من مسك الجنة) أي تصير كذلك والمراد بهذه كلها ما يأتي قريبا من أنها التي للرحمن تعالى. (طب) (¬3) عن عريب) بعين مهملة مفتوحة وراء ¬

_ (¬1) فتح الباري (6/ 56). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 352) وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 259) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3355). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 188) (505)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2956).

مكسورة بن عبد الله المُليكي شامي قال البخاري: له صحبة، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. 4145 - "الخيل ثلاثة: ففرس للرحمن، وفرس للشيطان، وفرس للإنسان: فأما فرس الرحمن فالذي يرتبط في سبيل الله، فعلفه وروثه وبوله في ميزانه، وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه، وأما فرس الإنسان يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها، فهي ستر من فقر". (حم) عن ابن مسعود (صح). (الخيل ثلاثة) أي في حكمها عند الله تعالى. (ففرس للرحمن) أي ارتباطه لمطابقة مراده. (وفرس للشيطان) أي مما يعجبه ارتباطها ومكانه منه سواس الشيطان وخدمه وكفى به إثماً. (وفرس للإنسان) أي حظها مقصور على نفسه في الدنيا لا أجر ولا وزر. (فأما فرس الرحمن) الإضافة للتشريف وفيها أن مرتبطها من خدم الرحمن. (فالذي يرتبط في سبيل الله) ولجهاد أعدائه وإعلاء كلمته. (فعلفه وبوله وروثه في ميزانه) أي في كفة حسنات من ارتبطه تكون أجرا له وتكون في الجنة له مسكاً. (وأما فرس الشيطان فالذي يقامر أو يراهن عليه) مبنيان للمجهول، كلمة أو لشك الراوي لأن الراهنة هي المقامرة، وذلك على ما كان عليه الجاهلية بأن يتواضعا بينهما جعلا يستحقه السابق منهما ذكره الزمخشري. (وأما فرس الإنسان فالفرس يرتبطها الإنسان يلتمس بطنها) أي يطلب بها النتاج. (فهي) أي لهذا الثالث. (ستر من فقر) أي تحول بينه وبين الفقر [2/ 485] لارتفاقه بها كما يحول السير بينه وبين الناظرين. (حم) (¬1) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: رجاله ثقات فإن كان القاسم بن حسان سمع من ابن مسعود فالحديث صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 395)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 260)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3350).

4146 - "الخيل لثلاثة: هن لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو أنها قطعت طيلها فاستنت شرفًا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت ولم يرد أن يسقيها كان ذلك له حسنات، ورجل ربطها تغنيا وسترا وتعففا لم ينس حق الله في رقابها وظهورها، فهي له كذلك ستر، ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإِسلام فهي وزر". مالك (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة (صح). (الخيل لثلاثة) قال في الفتح (¬1): فهم منه بعضهم الحصر فقال اتخاذ الخيل لا يخرج عن كونه مطلوبا أو مباحا أو ممنوعا فيشمل المطلوب الواجب والمندوب والممنوع والمكروه والمحرم واعترض. (هن لرجل أجر) أي ذات أجر وجعلها نفسه مبالغة كما في الآخرين. (ولرجل ستر) من الفقر. (وعلى رجل وزر) أي إثم. (فأما التي هي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله) أي أعدها للجهاد. (فأطال لها) أي للخيل حبلها. (في مرج) بسكون الراء وبالجيم أرض واسعة ذات كلأ ترعى فيها سمي به لأنها تمرج فيه أي تسرح وتجيء وتذهب كيف شاءت. (أو روضة) شك من الراوي: وقيل الموضع الذي يكثر فيه الماء فيكون فيه صنوف النبات من الرياحين وغيرها فالفرق بين المرج والروضة أن الأول معد لرعي الدواب والروضة إنما هي للتنزه فيها. (فما أصابت في طيلها) ذلك بكسر الطاء المهملة وفتح التحتية الحبل الطويل الذي تربط به لترعى. (من المرج أو الروضة) من بيان لماء. (كانت له حسنات) يعني لصاحبها بقدر موضع إصابتها في ذلك الحبل الذي تربط فيه. (ولو أنها قطعت طيلها فاستنت) ¬

_ (¬1) فتح الباري (6/ 64).

بالسين المهملة فمثناة فوقية فنون مشددة أي غدت ومرجت. (شرفا أو شرفين) أي شوطا أو شوطين سمي شرفا لأن الغازي يشرف على ما يتوجه إليه والشرف العالي من الأرض. (كانت آثارها) بالمد أي مقدار آثارها في الأرض بحوافرها عند غدوها. (وأرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر) بسكون الهاء وفتحها واحد الأنهار. (فشربت ولم يرد أن يسقيها كان ذلك) أي مقدار ما شربته. (حسنات له) وإذا كان هذا الأجر مع عدم قصده فبالأولى لو قصد ذلك. (ورجل ربطها تغنيا) بفتح المثناة الفوقية فغين معجمة فنون مفتوحة فمثناة تحتية مشددة أي للاستغناء بها عن الناس. (وسترا) من الفقر. (وتعففاً) عن سؤال العباد لما يحصله من نتاجها أو أجرتها أو غيرهما. (لم ينس حق الله في رقابها) بالإحسان إليها في علفها وسقيها وتفقدها والمراد بالرقبة الذات من إطلاق الجزء على الكل كرقبة مؤمنة. (وظهورها، فهي له ستر) تستره عن الفقر. (ورجل ربطها فخراً) أي يفاخر بها غيره. (ورياء) إظهارا للطاعة وباطنه خلافه. (ونواء) بكسر النون والمد أي مناوءة ومعاداة. (لأهل الإِسلام) قيل والواو بمعنى أو فكل واحد مذموم على انفراده. (فهي له وزر) جاء باللام محل على للازدواج. (مالك (حم ق ت ن هـ) (¬1) عن أبي هريرة). 4147 - "الخيل في نواصي شقرها الخير". (خط) عن ابن عباس. (الخيل في نواصي شقرها الخير) أي اليمن والبركة والشقر جمع أشقر والشقرة من الألوان وهي تختلف بالنسبة إلى الإنسان والخيل والإبل ففي الإنسان حمرة صافية مائلة إلى البياض، وفي الخيل حمرة صافية يحمر معها العرق والذنب فإن اسود فهو الكميت وفي الإبل شدة الحمرة، قال العراقي: سبب تفضيله - صلى الله عليه وسلم - للشقر ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (958)، وأحمد (2/ 383)، والبخاري (2860)، ومسلم (987)، والنسائي (6/ 216)، وابن ماجة (2788).

من الخيل للتفاؤل بها زاد أحمد في مسنده (¬1) بعد ما ذكر حديثه وفيه وسألوه: لم فضل الأشقر؟ قال: لأنه كان أول من جاء بالفتح صاحب الأشقر. (خط) (¬2) عن ابن عباس)، وفيه إسماعيل بن عبد الله قال الذهبي: متروك الحديث. 4148 - "الخيمة درة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون". (ق) عن أبي موسى (صح). (الخيمة) أي المذكورة في القرآن في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] قال في الفردوس: لما نزل قوله تعالى {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} قيل: يا رسول الله ما الخيمة؟ فذكره والخيمة هي بيت من بيوت الأعراب مربع (درة مجوفة) بفتح الواو المشددة أي واسعة الجوف. (طولها في السماء ستون ميلاً في كل زاوية منها) أي من زوايا الخيمة. (للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون) أي من أهله لسعتها وكثرة مرافقها. (ق) (¬3) عن أبي موسى)، ووهم من زعم أنه من أفراد البخاري. ¬

_ (¬1) رواه أحمد (4/ 345). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 261)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3351). (¬3) أخرجه البخاري (3243، 4879)، ومسلم (2838).

حرف الدال المهملة

حرف الدال المهملة الدال مع الألف 4149 - " داووا مرضاكم بالصدقة". أبو الشيخ في الثواب عن أبي أمامة. (داووا مرضاكم بالصدقة) تقدم أن الصدقة تدفع البلاء والأمراض منها فالصدقة دافعة لها وهي أنفع الأدوية. (أبو الشيخ (¬1) في الثواب عن أبي أمامة) وأخرجه البيهقي والخطيب من حديث ابن مسعود والطبراني من حديث أبي أمامة. 4150 - "داووا مرضاكم بالصدقة، فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض" (فر) عن ابن عمر. (داووا مرضاكم بالصدقة) من نحو إطعام طعام وإغاثة ملهوف وكل معروف صدقة (فإنها تدفع عنكم الأمراض والأعراض) قال في سفر السعادة: كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يعالج الأمراض بثلاثة أنواع: بالأدوية الطبيعية وبالأدوية الإلهية وهذا منها، وبأدوية مركبة منهما، قال في سلك الجواهر: الصدقة أمام الحاجة سنة مطلوبة والخواص يقدمونها أمام حاجاتهم إلى الله -عز وجل- كالحاجة إلى شفاء مريض وكشف كربة وكل بلية، قال الحليمي: فإن قيل أليس الله قدر الأعمار والآجال والصحة والسقم فما فائدة التداوي بالصدقة أو غيرها؟ قلنا: يجوز أن يكون عند الله تعالى في بعض المرضى إن تداوى سلم وإن أهمل نفسه لم يهمله ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3557) عن أبي أمامة، وفي السنن (3/ 382)، والطبراني في الأوسط (1963)، والخطيب في تاريخه (6/ 333) عن ابن مسعود، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3358).

المرض فيهلك انتهى. قلت: قدمنا في الجزء الأول بحثًا في هذا مبسوطا (فر) (¬1) عن ابن عمر)، قال البيهقي: منكر بهذا الإسناد. 4151 - "دباغ الأديم طهوره" (حم م) عن ابن عباس (د) عن سلمة بن المحبق (ن) عن عائشة (ع). عن أنس (طب) عن أبي أمامة وعن المغيرة (صح). (دباغ الأديم) الجلد الذي نجس بالموت (طهوره) بفتح الطاء أي مطهره ليصير طاهرا ينتفع به وأما الجلد الذي لم ينجس بالموت كجلد المغلظ فاختلف فيه فقيل لا يطهره الدباغ وقيل بل اللفظ عام وتقدم البحث في ذلك. (حم م) (¬2) عن ابن عباس (د) عن سلمة بن المحبق) بمهملة ثم موحدة وقاف بزنة معظم صحابي نزل البصرة (ن) عن عائشة) قالت: سألت رسول الله عن جلود الميتة فذكره (ع). عن أنس (طب) عن أبي أمامة وعن المغيرة). 4152 - "دباغ جلود الميتة طهورها". (قط) عن زيد بن ثابت (ح). (دباغ جلود الميتة طهورها) قال في الفردوس: معناه أنه إذا دبغ فهو طاهر وهذا شامل للمأكول وغيره من كل جلد نجس بالموت وهو ما عليه الشافعية وخصته الحنفية بالمأكول. (قط) (¬3) عن زيد بن ثابت)، رمز المصنف لحسنه، قال الفريابي في حاشية الدارقطني بخطه: فيه الواقدي ضعفوه قال البخاري: ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3556)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2957)، والضعيفة (3591): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 372)، ومسلم (363) عن ابن عباس، وأبو داود (4125) عن سلمة بن المحبق، والنسائي في الكبرى (3/ 84) عن عائشة وأبو يعلى (7086) عن أنس، والطبراني في الكبير (7/ 46) (6338) عن أبي أمامة. (¬3) أخرجه الدارقطني (1/ 48)، وابن حبان (4/ 105) (1290)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 50)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3360).

متروك وشيخه معاذ بن محمَّد الأنصاري مجهول ورواه عنه أيضاً ابن حبان وقال ابن جماعة في مسنده: شريك القاضي وتقه ابن معين لكنه اختلط آخراً. 4153 - "دباغ كل إهاب طهوره". (قط) عن ابن عباس (ح). (دباغ كل إهاب طهوره) قال ابن العربي: زعم بعض المغفلة وهو أبو يوسف أن جلد الخنزير يطهر بالدباغ تعلقًا بالعموم (قط) (¬1) عن ابن عباس)، رمز المصنف لحسنه ورواه عن عدة طرق عن عدة من الصحابة بألفاظ مختلفة ثم قال: أسانيدها صحاح. 4154 - "دب إليكم داء الأمم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم". (حم ت) والضياء عن الزبير بن العوام (صح). (دب) أي سار إليكم سيرا لطيفا وخالطكم بحيث لا تشعرون، قال الطيبي: الدب يستعمل في الأجسام فاستعير للسراية على سبيل التبعية. (داء الأمم الحسد والبغضاء) بيان الداء والبغضاء. (هي الحالقة حالقة الدين) أي مزيلة باستئصال كإزالة الموسى للشعر شبه البغضاء بآلة القطع للشعر المحسوس وأثبت لها الحلاقة. (لا حالقة الشعر) قال ابن الأثير (¬2): نقل الداء من الأجسام إلى المعاني ومن أمر الدين إلى الآخرة. (والذي نفسي بيده) أي بيد ربه. (لا تدخلوا الجنة) كأن الظاهر إثبات النون على النفي فكأنه شبهه بالنهي. (حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا) أي يحب بعضكم بعضاً. (أفلا أنبئكم بشيء إذا ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (1/ 46)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3361). (¬2) النهاية (1/ 428).

فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم) فإنه يزيل الضغائن ويجلب الحب. (حم ت) والضياء (¬1) عن الزبير بن العوام) رمز المصنف لصحته فيه مولى الزبير مجهول قاله المناوي، ورواه بلفظه من هذا الوجه البزار قال الهيثمي كالمنذري: وسنده جيد. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (164، 167)، والترمذي (2510)، والضياء في المختارة (889)، والبزار (2232)، وانظر فيض القدير (3/ 516)، والمجمع (8/ 30)، والترغيب والترهيب (3/ 285، 347)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3361).

الدال مع الثاء المثلثة

الدال مع الثاء المثلثة 4155 - " دثر مكان البيت فلم يحجه هود ولا صالح حتى بوأه الله لإبراهيم". الزبير ابن بكار في النسب عن عائشة (ض). (دثر) من باب قتل يقتل أي درس يقال دثر المنزل دثورا إذا هبت عليه الرياح وتغشى رسومه الرمل وغطاه التراب. (مكان البيت) أي الكعبة وذلك بالطوفان وقد روي أنه كان مكان البيت بعده ربوة لا تعلوها السيول؟ (ولم يحجه هود ولا صالح) مع أنه كان شرعية حجه ثابتة من آدم -عليه السلام-. (حتى بوأه الله لإبراهيم) بوأه له أسكنه كما في الضياء فأسس قواعده وبناه ودعا الناس إلى حجه وقد وردت أخبار بحج هود وصالح [2/ 487] وسندها كلها ضعيفة كما قاله المصنف رحمه الله (الزبير بن بكار (¬1) في النسب عن عائشة)، فيه إبراهيم بن محمَّد بن عبد العزيز الزهري عن عروة عنها، قال في الميزان: إبراهيم واه، قال ابن عدي: عامة أحاديثه مناكير ومن ثمة رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3072)، وابن عدي في الكامل (1/ 251)، وانظر الميزان (1/ 181)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2958)، والضعيفة (5446): ضعيف جدا.

الدال مع الحاء المهملة

الدال مع الحاء المهملة 4156 - " دحية الكلبي يشبه جبريل، وعروة بن مسعود الثقفي يشبه عيسى بن مريم، وعبد العزى يشبه الدجال". ابن سعد عن الشعبي مرسلاً. (دحية) بزنة حلية وقد يفتح أوله بعد نقل الزمخشري عن الأصمعي أنه لا يقال بالكسر. (الكلبي) نسبة إلى بني كلب. (يشبه جبريل) أي في صورته إذا أتاه - صلى الله عليه وسلم - في صورة إنسان فإنه يأتيه على صورة دحية وكان دحية من أجمل الناس يضرب بحسنه المثل كان إذا دخل بلدة برزت العواتق لرؤيته من خدورهن. (وعروة) بضم المهملة. (ابن مسعود الثقفي) نسبة إلى ثقيف وهو الذي أرسلته قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية ثم أسلم ودعا قومه إلى الإِسلام فقتلوه. (يشبه عيسى بن مريم) ولما قتله قومه قال مثله في قومه كصاحب يس. (وعبد العزى) هو ابن قصي. (يشبه الدجال) فيه دلالة على أن أيات الحدوث على الدجال بإذنه وأن بينته كافية في الدلالة على أنه من المخلوقين، وفيه شرف لمن أشبه الملك والنبي - صلى الله عليه وسلم - ونقص لمن أشبه الدجال (ابن سعد (¬1) عن الشعبي مرسلاً). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 250)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3362)، والصحيحة (1857).

الدال مع الخاء المعجمة

الدال مع الخاء المعجمة 4157 - " دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت: ما هذه فقالوا: هذا بلال، ثم دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت ما هذه فقالوا هذه الغميصاء بنت ملحان". عبد بن حميد عن أنس، الطيالسي عن جابر (ح). (دخلت الجنة) أي في النوم لأنه لا يدخل أحد الجنة في اليقظة وإن دخلها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء فبلال لا يدخلها. (فسمعت خشفة) بفتح المعجمتين والفاء صوت حركة أو وقع نعل، زاد في رواية: "أمامي". (فقلت: ما هذه) أي للملائكة أو للولدان وحور العين. (فقالوا: هذا بلال) قال العراقي في شرح التقريب (¬1): إن قيل كيف رأى بلالًا أمامه مع أنه أول من يدخل الجنة، قلنا: إنه لم يقل أنه يدخلها قبله يوم القيامة وإنما رآه أمامه مناماً، وأما الدخول حقيقة فهو أول داخل، فهذا الدخول المراد به سريان الروح، قال القاضي: ولا يجوز إطلاقه على ظاهره إذ ليس لنبي من الأنبياء أن يسبقه فكيف بأحد من أمته. (ثم دخلت الجنة) أي مرة أخرى. (فسمعت خشفة فقلت ما هذه قالوا هذه الغميصاء) بغين معجمة ويقال بالمهملة أيضا وصاد مهملة مصغر من الرمص وجع في العين وهي أم أبي طلحة وهي أخت أم سليم خالة أنس، ويقال: الرميصاء ولها قصة تأتي قريباً. (بنت ملحان) بكسر الميم فحاء مهملة. (عبد بن حميد (¬2) عن أنس بن مالك)، الطيالسي عن جابر ورواه عنه الديلمي أيضاً رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) انظر: طرح التثريب (1/ 490). (¬2) أخرجه عبد بن حميد (1346)، والديلمي في الفردوس (3049) عن أنس، والطيالسي (1719) عن جابر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3370).

4158 - "دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت: ما هذه الخشفة؟ فقيل: هذا بلال يمشي أمامك". (طب عد) عن أبي أمامة. (دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي) أي أمامي. (قلت: ما هذه الخشفة؟ قيل: هذا بلال يمشي أمامك) قيل هذا شيء كوشف به - صلى الله عليه وسلم - من عالم الغيب في نومه أو يقظته، قيل: وهو لا يدل على تفضيل بلال على العشرة المبشرة فضلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما سبقه للخدمة، قال الطيبي: وهذا لا يناقض قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] لما أن التقدم بين يدي الرجل خارج عن صفة المتابع المنقاد لأن الآية واردة في النهي عما لا يرضي الله ورسوله كما يشهد له سبب النزول، والحديث ليس كذلك ومن ثم قرره على السبب الموجب لذلك واستحمده. قلت: والسبب هو ما صرح به الحديث أنه سأله - صلى الله عليه وسلم - ما الذي سبق به إلى الجنة فقال: ما توضأت وضوءا إلا صليت ركعتين. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: رجال الصغير ثقات وقد رواه أحمد في حديث طويل انتهى يريد بالصغير رواية الطبراني لأنه رواه في الأوسط والصغير. 4159 - "دخلت الجنة ليلة أسري بي، فسمعت في جانبها وجسا فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا بلال المؤذن" (حم ع) عن ابن عباس. (دخلت الجنة ليلة أسري بي) هذا دخول حقيقي في يقظة فلا يتم ما قاله العراقي من أنه ما سمع حركة بلال إلا مناماً. (فسمعت في جانبها وَجْسا) بفتح الواو وسكون الجيم بعدها مهملة أي صوتا خفيا قال ابن الأثير (¬2): الوجس ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 199) (7809)، وابن عدي في الكامل (7/ 213)، والطبراني في الأوسط (6150)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 299)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3369). (¬2) النهاية في غريب الحديث (5/ 337).

الصوت الخفي. (فقلت: ما هذا يا جبريل؟) فيه التصريح بالمسؤول، (فقال: هذا بلال المؤذن) لم يحذف المبتدأ مع القرينة وإن كان ذكره الأصل ولأن المقام مقام إطناب، قال العراقي: فيه وفيما قبله ندب قص الرؤيا الصالحة على أصحابه وأن الإنسان إذا رأى لصاحبه خيرا بشره به وأن رؤيا الأنبياء حق ومنقبة لبلال انتهى [2/ 488]. قلت: هذا يدل على أن الحافظ العراقي يرى أن الإسراء كان مناما والحق خلافه كما حققه ابن القيم (¬1) ثم يحتمل أنها رؤية واحدة في ذلك الدخول وأن هذا الحديث مبين لوقت الدخول والسماع ومعين للمسئول ويحتمل التعدد. (حم ع) (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير قابوس وقد وثق وفيه ضعف. 4160 - "دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل درجتين" ابن عساكر عن عائشة. (دخلت الجنة فرأيت لزيد بن عمرو بن نفيل) بضم النون وفاء تصغير نفل وهو ابن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة فارق دين قومه قبل بعثة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهو والد سعيد بن زيد أحد العشرة المشهود لهم بالجنة وزيد أحد الأربعة الذين فارقوا عبادة الأوثان في الجاهلية وتفرقوا في البلدان يلتمسون الحنيفية دين إبراهيم ففارق زيد دين قومه واعتزل الأوثان والميتة والدم والذبائح التي تذبح للأوثان ونهى عن قتل الموءودة وقال: أعبد رب إبراهيم ونادى قومه يعيب ما هم فيه، وقد استوفى ابن هشام في السيرة (¬3) وسرد من أشعاره التي دلت على توحيده ما هو مذكور هناك، وقتل ببلاد لخم قبل ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (3/ 267). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 257)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 300)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3372). (¬3) سيرة ابن هشام (2/ 92).

البعثة، ورباه ورقة بن نوفل ذكره ابن هشام في السيرة، وإذا عرفت هذا فقد وهم المناوي أربعة أوهام: كونه ابن عم خديجة، كونه أدرك البعثة وآمن، وكونه تبعه ثم آمن، كونه قال الزين العراقي ينبغي أن يعد فهذه الأربع خصال صادقة في ورقة بن نوفل لا في زيد فتدبرهم. وقال أشعار في التوحيد قوله: أربًّا واحداً أم ألف رب ... أدين إذا تقسمت الأمور تركت اللات والعزى جميعًا ... كذلك يفعل الرجل البصير (¬1) وأشعاره في المعنى واسعة وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه دخل الجنة خبراً. (درجتين) أي منزلتين عظيمتين. فائدة: قال الزين العراقي: ينبغي أن يقال إنه أول من آمن من الرجال لأن أول الوحي نزل في حياته فآمن به وصدقه، وذكره ابن منده في الصحابة، ويأتي في الغين أنه غفر له لأنه مات على دين إبراهيم وأنه يدل على أنه لم يدرك البعثة، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه دخل الجنة فرآه. (ابن عساكر (¬2) في التاريخ عن عائشة) وفيه الباغندي مضعف لكن قال الحافظ ابن كثير إسناده قوي. 4161 - "دخلت الجنة فرأيت على بابها: الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر فقلت: يا جبريل كيف صارت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر؟ قال: لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير، والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه" (طب) عن أبي أمامة. (دخلت الجنة فرأيت) يحتمل أنه رآه له الملك أو أنه أوحي إليه بلفظه ذلك أو أنه كان يقرأ المكتوب في غير عالم الشهادة وما كان أميا إلا في غيب الشهادة. ¬

_ (¬1) الأبيات المنسوبة لأمية بن الصلت. (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (19/ 512)، وانظر سير أعلام النبلاء (1/ 131)، وفيض القدير (3/ 518)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3367)، والصحيحة (1406).

(على بابها) أي مكتوباً. (الصدقة بعشرة) أي أجراً من الأجر أو درهما بعشرة دراهم. (والقرض بثمانية عشر) مثله، قال الطيبي: القرض اسم مصدر والمصدر في الحقيقة الإقراض ويجوز كونه هنا بمعنى المقروض. (فقلت: يا جبريل كيف كانت الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر) يعني والذي يتبادر أن الصدقة أكثر أجرًا لأنها إخراج للمال بلا عود إلى مالكه فلا نفع له بعد ذلك به ولا مشقة على قابضه برده بخلاف القرض، وفيه أنه يسأل عن حكمة الأمور الشرعية عند مخالفيها لما يقتضيه ظاهر الحال. (قال: لأن الصدقة تقع في يد الغني والفقير) لأنها قد تعطى من لا يسأل فقد يكون غنيا ولا تقع منه موضعا نافعاً. (والقرض لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه) فأبان أن الحكمة في التفضيل في دفع الحاجة وهي متحققة في القرض لازمة له بخلاف الصدقة فإنها مظنة له لا غير وقد عارض هذا حديث ابن حبان: "من أقرض درهما مرتين كان له كأجر صدقة" (¬1) فجمع بعضهم بأن القرض أفضل من الصدقة باعتبار الابتداء بامتيازه عنها بكونه وجه من لم يعتد السؤال وهي أفضل من حيث الانتهاء لما فيها من عدم رد المقابل وعند تقابل الخصوصيتين قد تترجح الأولى وقد تترجح الثانية باعتبار الأثر المترتب والحق أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمان وعليه تنزل الأحاديث المتعارضة. (طب) (¬2) عن أبي أمامة) قال الهيثمي فيه عتبة بن حميد وثقه ابن حبان وغيره وفيه ضعف. 4162 - "دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان، كذلكم البر، كذلكم البر" (ت) والحاكم عن عائشة. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (11/ 418) (5040). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 249) (7976)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 126)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2961).

(دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت: من هذا؟ قالوا:) أي الملائكة (حارثة) بحاء مهملة ومثلثة. (ابن النعمان) الأنصاري من بني مالك ابن النجار وكان أبو الناس بأمه كما في تمام الحديث بلفظ: "كان أبو الناس بأمه" وما كان يحسن من المصنف حذفه فإنه قال المناوي (¬1): إنه قد صح هذا اللفظ من كلامه - صلى الله عليه وسلم - وليس بمدرج حتى يكون عذره في حذفه، وقوله: (كذلكم البر، كذلكم البر) قال الطيبي: المشار إليه ما سبق والمخاطبون الصحابة رضي الله عنهم؛ لأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - رأى هذه الرؤيا وقصها على أصحابه فلما بلغ إلى قوله النعمان نبههم على سبب تلك الدرجة بقوله: كذلكم البر أي حارثة نال تلك الدرجة بسبب البر وموقع هذه الجملة التذييل كقوله تعالى: {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل: 34] وفيه من المبالغة جعل جزاء البر برا وعرف الخبر بلام الجنس تنبيها على أن هذه الدرجة لا تنال إلا ببر الوالدين والتكرير للاستيعاب والتقرير والتأكيد، انتهى كلام الطيبي. قلت: ولم يذكر الشارح هل هذا قبل وفاة حارثة أو بعدها فينظر. (ت ك) (¬2) عن عائشة) وقال الحاكم: على شرطهما [2/ 489] وأقره االذهبي وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح قال الحافظ في الإصابة: إسناده صحيح. 4163 - "دخلت الجنة فرأيت فيها جنابذ من اللؤلؤ ترابها المسك، فقلت: لمن هذا يا جبريل؟ قال: للمؤذنين والأئمة من أمتك يا محمد" (ع) عن أبي. (دخلت الجنة فرأيت فيها جنابذ) بالجيم فنون بعد الألف فموحدة فذال ¬

_ (¬1) انظر: فيض القدير (3/ 519). (¬2) أخرجه الترمذي (3689)، والحاكم (3/ 229)، وانظر الإصابة (1/ 618)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3371)، والصحيحة (913).

معجمة قال في النهاية (¬1): جمع جنبذة: القبة. (من اللؤلؤ ترابها المسك، فقلت: لمن هذا يا جبريل) سأله عنها - صلى الله عليه وسلم - لا لحسنها وتميزها عن سائر ما رآه من محاسن الجنة. (قال: للمؤذنين والأئمة من أمتك يا محمَّد) فيه فضيلة الصفتين كأنهما سيان في المساكن وللناس خلاف في أيهما أفضل وفيه أنه لا بأس بالسؤال عن الشيء المعجب المستغرب. (ع) (¬2) عن أبي) بن كعب ورواه أبو الشيخ والديلمي. 4164 - "دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي، فقلت: ما هذه الخشفة؟ فقيل الغميصاء بنت ملحان" (حم م ن) عن أنس (صح). (دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي، فقلت: ما هذه الخشفة؟ فقيل الغميصاء بنت ملحان) مر ضبطهما ومن هي وهي زوج أبي طلحة سيدة الصابرات التي مات ولدها وزوجها غائب فنحته في ناحية البيت فجاء أبو طلحة فقدمت إفطاره فقال: كيف الصبي؟ قالت: هو أسكن مما كان ثم تصنعت له فأصابها، ثم قالت: ألا تعجب لجيراننا أعيروا عارية فطلبت منهم فجزعوا فقال: بئس ما صنعوا، فقالت: ابنك كان عارية فقبض فحمد واسترجع فخليق بمثل هذه أن تكون في أعلى عليين (حم م ن) (¬3) عن أنس). 4165 - "دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه خيام اللؤلؤ، فضربت بيدي إلى ما يجري فيه الماء فإذا مسك أذفر، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله" (حم خ ت ن) عن أنس (صح). ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 305). (¬2) أخرجه أبو يعلى في معجمه (54)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2963)، والضعيفة (826): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 239، 268)، ومسلم (2456)، والنسائي (5/ 103).

(دخلت الجنة فإذا أنا بنهر حافتاه) أي جانباه. (خيام اللؤلؤ) الإضافة بمعنى من. (فضربت بيدي) بتخفيف المثناة. (إلى ما يجري فيه الماء) أي إلى أرضه التي يجري فيها. (فإذا هو مسك أذفر) بفتح الهمزة وسكون المعجمة ففاء فراء، قال أنس: ما الأذفر؟ قال الذي لا خلط فيه وقيل الشديد الرائحة. (فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاكه الله) بإخباره في الآية: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]، (حم خ ت ن) (¬1) عن أنس). 4166 - "دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب، فلولا ما علمت من غيرتك لدخلته" (حم ت حب) عن أنس (حم ق) عن جابر (حم) عن بريدة وعن معاذ (صح). (دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر) سأل عنه ليعلم من هو فيبشره. (قالوا: لشاب من قريش) قال الزين العراقي: حكمة كونه لم يقال لعمر ابتداء بيان فضيلة قريش ولو قال لعمر فات التنبيه على ذلك، قلت: ولزيادة التشويق إلى المخبر عنه. (فظننت أني أنا هو) قد كان اكتهل بعد النبوة فكأنه حمل الشاب على حال دخول الجنة فإن كل أهلها شباب. (فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب فلولا ما علمت من غيرتك) بفتح الغين المعجمة وسكون المثناة التحتية. (لدخلته) كأنه لما رآه من حسنه أحب الدخول إليه، والغيرة إنما تكون على حشم الإنسان، فيه دليل أن القصر مسكون بالحور العين، وتمام الحديث: "فبكى عمر ثم قال: أعليك بأبي أنت وأمي يا رسول الله أغار؟ " وقد عارض هذا خبر ابن أبي الدنيا عن أنس مرفوعاً: "دخلت الجنة فإذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 103)، والبخاري (6210، 4680)، وأبو داود (4748)، والترمذي (3359)، والنسائي في الكبرى (6/ 523).

فيها قصر أبيض، فقلت لجبريل: لمن هذا القصر؟ قال لرجل: من قريش، فرجوت أن أكون أنا، فقلت: لأي قريش، فقال: لعمر" (¬1) وجمع بين الخبرين بأن الرؤيا متعددة ولا مانع من تعدد القصور ويحتمل أن يراد بياض نوره وإشراقه وضياؤه وذهب الجنة لا يشبه ذهب الدنيا من كل وجه (حم ت حب) عن أنس. (حم ق) (¬2) عن جابر (حم) عن بريدة وعن معاذ وفي الباب غيرهم. 4167 - "دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة" الروياني والضياء عن بريدة (صح). (دخلت الجنة فاستقبلتني جارية شابة، فقلت: لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة) هو مولاه - صلى الله عليه وسلم - وحبه الذي ما بعثه في جيش قط إلا أمَّره عليهم استشهد بمؤتة - رضي الله عنه -. (الروياني في مسنده والضياء (¬3) في المختارة عن بريدة) رمز المصنف لصحته، وفيه الحسين بن واقد أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) وقال استنكر أحمد بعض حديثه. 4168 - "دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها، فإذا جعفر يطير مع الملائكة وإذا حمزة متكئ على سرير" (طب عد ك) عن ابن عباس (صح). (دخلت الجنة البارحة) اسم لأقرب ليلة مضت وظاهره دخول حقيقي. (فنظرت فيها، فإذا جعفر) هو ابن أبي طالب استشهد بمؤتة وتقدم ذكره. يطير مع الملائكة) لأنه قطعت يداه في الجهاد قال البيهقي: لم يرد أنه يطير بجناحين ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الجعد في مسنده (رقم 2905). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 107، 191)، والترمذي (2394)، وابن حبان (1/ 251) (54) عن أنس، وأحمد (3/ 309)، والبخاري (6621)، ومسلم (2394) عن جابر، وأحمد (5/ 354) عن بريدة. (¬3) أخرجه الروياني (2/ 277)، والضياء في المختارة (2072)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3366)، والصحيحة (1859). (¬4) انظر المغني (1/ 170).

كالطير بريش بل المراد بهما صفة ملكية وقوة روحانية، ومنعه ابن حجر لقيد المانع من العمل على الظاهر، وورد عند البيهقي: "أن جناحيه من ياقوت" (وإذا حمزة) بن عبد المطلب عم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - سيد الشهداء المقتول بأحد - رضي الله عنه - (متكئ على سرير) وهذا من الأدلة على أن حياة الشهداء في البرزخ حياة حقيقية بأجسادهم. (طب عد ك) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته [2/ 495] قال الحاكم صحيح ورده الذهبي بأن فيه سلمة بن بهرام ضعفه أبو داود. 4169 - "دخلت الجنة فإذا جارية أدماء لعساء، فقلت: ما هذه يا جبريل؟ فقال إن الله تعالى عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأُدْم اللعس فخلق له هذه" جعفر بن أحمد القمي في فضائل جعفر، والرافعي في تاريخه عن عبد الله بن جعفر. (دخلت الجنة فإذا جارية أدماء) أي شديدة السمرة قال في القاموس (¬2): السمرة منزلة بين السواد والبياض فيما يقبل ذلك. (لعساء) في الضياء اللَّعَس: لون حسن في الشفة تضرب إلى السواد، وشفة لعساء وامرأة لعساء، وقال الأزهري: لم يرد به سواد الشفة كما فسره أبو عبيد، وإنما أراد سواد ألوانهم يقال: جارية لعساء إذا كان في لونها أدنى سواد مشربة من الحمرة فإذا قيل: لعساء الشفة فهو على ما فسره قاله في النهاية (¬3). (فقلت: ما هذه يا جبريل؟ فقال: إن الله عز جل عرف شهوة جعفر بن أبي طالب للأُدْم اللعس) أي النساء المتصفات لهاتين الصفتين. (فخلق له هذه) فيه أنه يطلق عرف الله في الأخبار عن علمه تعالى وإن لم يجز أن يقال له عارف، وفيه فضيلة لجعفر - رضي الله عنه - في إعطاء الله سبحانه له شهوته لا يقال هذا نائب لكل من دخل الجنة فإن فيه ما تشتهيه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 107) (1466)، وابن عدي في الكامل (3/ 230)، والحاكم (3/ 217، 231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3363). (¬2) انظر القاموس (4/ 124). (¬3) انظر النهاية (4/ 253).

الأنفس لأنا نقول هذا الأعداد والعناية من الآن، والإخبار بأنه تعالى فعل له ما عرف أنه يهواه قبل طلبه هو محل الخصوصية ويحتمل أنها قد اتصلت به لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون. (جعفر بن أحمد (¬1) القمي) بضم القاف وتشديد الميم نسبة إلى قم بلدة كبيرة بين أصبهان وساوة أكثر أهلها شيعة (في فضائل جعفر، والرافعي في تاريخه) أي تاريخ قزوين (عن عبد الله بن جعفر) يرفعه إليه - صلى الله عليه وسلم -. 4170 - "دخلت الجنة فرأيت في عارضتي الجنة مكتوبا ثلاثة أسطر بالذهب: السطر الأول: "لا إله إلا الله محمَّد رسول الله" والسطر الثاني: "ما قدمنا وجدنا، وما أكلنا ربحنا، وما خلفنا خسرنا" والسطر الثالث: "أمة مذنبة ورب غفور" الرافعي وابن النجار عن أنس. (دخلت الجنة فرأيت في عارضتي) بالعين مهملة فالراء فضاد معجمة أي عرضتي بابها، في الضياء عارضة الباب للعضادتين من فوق، (مكتوبا ثلاثة أسطر بالذهب) في الضياء: السطر: الصف من الكتاب ونحوه (السطر الأول: "لا إله إلا الله محمَّد رسول الله") فيه دليل أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بعض المكتوب وقد قدمنا بحثا في ذلك لأنه لم يقل هنا فقلت ما هنا بل عرفه بنفس رؤيته. (والسطر الثاني: "ما قدمنا وجدنا) يحتمل أنه مكتوب بهذا اللفظ على الحكاية عن العباد قاله الرب تعالى وإلا فكان الظاهر ما قدمتم وجدتم أي كل ما قدمناه من عمل صالح أو شيء وجدناه حذف العائد، أي: وجدنا جزاءه، ويحتمل أنه خاص بالأعمال الصالحة وأنه يقوله من دخل الجنة بعد حلولها. (وما أكلنا) في ذات الدنيا. (ربحنا) لأنه ما تحقق الانتفاع إلا به والأكل عبارة عن الاستهلاك يشمل ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين (2/ 35)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2960)، وقال في الضعيفة (3272): موضوع.

اللبس ونحوه. (وما خلفنا) من مال لوارثه. (خسرنا) لأنه انتفع به غيرنا، إن قلت تقدم: "إنك إن تذر ذريتك أغنياء خير لك ... " الحديث. والمراد الخيرية في الأجر قلت: ذلك في تفضيل ما يخلفه لوارثه على الوصية بالصدقة وهذا في إخراج الصدقة قبل المرض فالصدقة وأنت صحيح شحيح كما تقدم هي التي جعل ما عداها خسرانًا فكان بالنظر إلى أجرها خسر ماله حيث لم ينفعه في تلك الحال. (والسطر الثالث: "أمة مذنبة) كأن المراد أمته - صلى الله عليه وسلم -: كثيرة الذنب. (ورب غفور) كثير المغفرة لو أتوه بقراب الأرض خطايا للقاهم بقرابها مغفرة كما يجيء وفيه تبشير للأمة بالغ. (الرافعي وابن النجار (¬1) عن أنس)، الرافعي في تاريخ قزوين وابن النجار في تاريخ بغداد. 4171 - "دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها البله". ابن شاهين في الإفراد، وابن عساكر عن جابر. (دخلت الجنة فإذا أكثر أهلها البله) بضم الباء الموحدة جمع أبله وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير أو من غلبت عليه سلامة الصدر فحسن ظنه بالناس فأغفل أمر دنياه فجهل حذق التصرف فيها وأقبل على آخرته فشغل نفسه بها فلذلك كان أكثر أهل الجنة، فأما الأبله: وهو الذي لا عقل له فغير مراد في الحديث: "وخير أولادنا الأبله الغفول يراد أنه لشدة حيائه كالأبله وهو غفول. (ابن شاهين في الإفراد، وابن عساكر (¬2) عن جابر) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه أحمد بن عيسى قال ابن حبان: يروي عن المجاهيل المناكير وفي ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين (3/ 91)، وابن حبان في الثقات (9/ 235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2962)، وقال في الضعيفة (3291): منكر. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 911)، والبيهقي في الشعب (1366)، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/ 276)، وانظر الميزان (1/ 269)، ولسان الميزان (1/ 240)، والعلل المتناهية (2/ 934)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2959).

الميزان [2/ 491] فيه محمَّد بن إبراهيم القرشي. 4172 - "دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها اليمن، ووجدت أكثر أهل اليمن مذحج". (خط) عن عائشة. (دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها) أهل (اليمن) أي أهله وتقدم تحديده. (ووجدت أكثر أهل اليمن مذحج) بفتح الميم فذال معجمة ساكنة بزنة مسجد اسم أكمة باليمن ولدت عندها امرأة من حمير كانت زوجة أود فسميت باسمها ثم صارت علماً على القبيلة ومنهم الأنصار وعليه فلا تنصرف للتأنيث والعلمية وقال الجوهري: مذحج اسم الأب قال: والميم عند سيبويه أصلية وعليه فهو منصرف. إن قلت: متى هذا الوجدان المذكور في الحديثين فإنه لم يكن البله قد دخلوا الجنة ولا أهل اليمن بل بعضهم أو أكثرهم لم يكن قد وجد قلت أعلمه الله سبحانه بسعة أماكنهم في الجنة ومنازلهم فيها فوجدهم باعتبارها أكثر سكانها. (خط) (¬1) عن عائشة) وفيه حمزة بن الحسين السمسار قال في الضعفاء (¬2): حمزة بن الحسين الدلال عن ابن إسحاق قال الخطيب: كذاب. 4173 - "دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم". ابن سعد عن أبي بكر العدوي مرسلاً. (دخلت الجنة فسمعت نحمة) قال العراقي: بنون مفتوحة فحاء مهملة الصوت أو السعلة أو النحنحة، وقال السهيلي: النحمة سعلة مستطيلة. (من نعيم) مصغر بمهملة هو أبو عبد الله القرشي العدوي أسلم قبل عمر بن الخطاب وكتم إيمانه وكان ينفق على أرامل بني عدي فمنعوه من الهجرة وقالوا ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 229)، وانظر الميزان (6/ 34)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2959). (¬2) انظر: المغني (1/ 192).

له: أقم على أي دين شئت ثم هاجر عام الحديبية ومعه أربعون من أهل بيته واستشهد يوم اليرموك أو بأجنادين، فهذه النحمة سمعها منه - صلى الله عليه وسلم - وهو حي وفيه فضيلة له. (ابن سعد (¬1) عن أبي بكر العدوي) بالعين والدال مهملات نسبة إلى عدي بن كعب بن لؤي (مرسلاً) أرسل عن ابن عمر وغيره قال في الكاشف: ثقة. 4174 - "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة". (م د) عن جابر (د ت) عن ابن عباس مرسلاً. (صح). (دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة) تقدمت فيه ثلاثة تفاسير في قوله: "أتاني جبريل" في الهمزة أول الكتاب. (م د) (¬2) عن جابر (د ت) عن ابن عباس) قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصر على المروتين بمشقص. 4175 - "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت" (حم ق هـ) عن أبي هريرة (خ) عن ابن عمر (صح). (دخلت امرأة النار) قال ابن حجر (¬3): لم أقف على اسمها، فقيل: حميرية، وقيل: إسرائيلية، ولا تعارض لأن طائفة من حمير تهودت (في هرة) أي لأجلها أو بسببها ذكره الزمخشري (¬4)، قال ابن مالك: في هنا للتعليل وهو مما خفي على كثير من النحاة وتعقبه الطيبي فإنهم يقدرون المضاف أي في شأن هرة أو في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 138)، وانظر الإصابة (6/ 458)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2964). (¬2) أخرجه مسلم (1218)، وأبو داود (1789)، عن جابر، وأبو داود (1790)، والترمذي (932)، والنسائي (2/ 368)، والبزار (3449)، والطبراني في الكبير (11/ 60) (45، 11)، عن ابن عباس، وانظر تخريج أحاديث الهداية لابن حجر (2/ 34). (¬3) فتح الباري (1/ 282). (¬4) الفائق في غريب الحديث (1/ 370).

أمرها والهرة هي السنور جمعها هرر كقردة وقرد والذكر هر وتجمع على هررة كقردة. (ربطتها فلم تطعمها) حتى ماتت جوعا كما في روايات البخاري والفاء تفصيل وتفسير للربط. (فلم تدعها) لم تتركها. (تأكل من خشاش الأرض) بفتح الخاء المعجمة أشهر من كسرها وضمها كما في الديباج وغيره وروى النواوي أنه يروي بحاء مهملة وغلط قائله حرساتها وهوامها، قال الزمخشري (¬1): الواحدة خشاشة سميت به لانخشاشها في التراب. قال الطيبي: وذكر الأرض للإحاطة والشمول مثل {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 38] حتى ماتت، اختلف في المرأة هل مسلمة أم كافرة حكى الحافظ ابن حجر (¬2) الثاني عن قوم، وقال النووي: الظاهر أنها كانت مسلمة وإنها دخلت النار لهذه المعصية وتوبع عليه، وقال القرطبي: هل كانت مسلمة أو كافرة يحتمل الأمرين فإن كانت كافرة ففيه أن الكفار مخاطبون بالفروع ويعاقبون على تركها وإلا فقد تلخص أن سبب تعذيبها حبس الهرة ففيه أن الهرة لا تملك وأنه لا يجب إطعامه إلا على من حبسه، واعلم أنه قد ورد النص الصريح الصحيح أنها كافرة، قال علقمة: كنا جلوسا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت أنت الذي تحدث أن امرأة عذبت في هرة ربطتها الخ فقال سمعته منه - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: هل تدري ما كانت المرأة إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة وإن المؤمن أكرم على الله من أن يعذبه في هرة [2/ 492] فإذا حدثت عن رسول الله فانظر كيف تحدث" (¬3) رواه أحمد، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، قلت: وظاهره أنه ليس خبرها مرفوعاً بل قالته ¬

_ (¬1) الفائق (1/ 235). (¬2) فتح الباري (6/ 357). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 519). وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 116، 10/ 190).

اجتهاداً. (حم ق هـ) (¬1) عن أبي هريرة (خ) عن ابن عمر) ورواه عنه مسلم بلفظ: "عذبت امرأة في هرة أوثقتها .. إلى آخره. 4176 - "دخول البيت دخول في حسنة وخروج من سيئة". (عد هب) عن ابن عباس. (دخول البيت) أي الكعبة المشرفة ظاهر في مجرد الدخول من دون الصلاة لذكر. (دخول في حسنة وخروج من سيئة) أي يكتب للداخل حسنة وتخرج عنه سيئة من ذنوبه ففيه ندبية دخول البيت الحرام ولا يجب إجماعا وحكى القرطبي: عن قوم أن دخوله نسك، ورد بأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ما دخله عام حجه فإنه لم يدخله إلا عام الفتح وهو غير محرم ولم يدخله عام حجة الوداع، قال في الفتح (¬2): ويشهد له ما في تاريخ الأزرقي أنه إنما دخلها مرة واحدة عام الفتح ثم حج فلم يدخلها" (¬3). (عد هب) (¬4) عن ابن عباس) وفيه محمَّد بن إسماعيل البخاري أورده الذهبي في الضعفاء (¬5) وقال ابن الجوزي: كان كذابًا وفيه عبد الله بن المؤمل (¬6)، قال الذهبي: ضعفوه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 261)، والبخاري (3140)، ومسلم (2619)، وابن ماجة (4256) عن أبي هريرة، والبخاري (3140)، ومسلم (2242) عن ابن عمر. (¬2) فتح الباري (1/ 499). (¬3) انظر شرح الزرقاني (2/ 472). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 137)، والبيهقي في الشعب (4053)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2966). (¬5) انظر الميزان (6/ 73)، والمغني (2/ 557). (¬6) انظر الميزان (4/ 207)، والمغني (1/ 359).

الدال مع الراء

الدال مع الراء 4177 - " درهم ربا يأكله الرجل -وهو يعلم- أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية". (حم طب) عن عبد الله بن حنظلة. (درهم ربا يأكله الرجل -وهو يعلم-) أنه ربا سواء كان هو الكاسب له أو غيره. (أشد عند الله) في العقوبة. (من ستة وثلاثين زنية) وأما تعيين هذا المقدار. من العدد فلسرّ لا يعلمه إلا الله قال الطيبي: إنما كان أشد من الزنا لأن من أكله فقد حاول مخالفة الله ورسوله ومحاربتهما بعقله الزائغ، قال تعالى {فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279] أي بحرب عظيم فتحريمه محض تعبد ولذلكَ رد قولهم إنما البيع مثل الربا بقوله: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} [البقرة: 275] وأما قبح الزنا فظاهر عقلاً وشرعًا وله وازع وزواجر سوى الشرع فأكل الربا يهتك حرمة الله عَزَّ وَجَلَّ وفاعل الزنا يخرق جلباب الحياء انتهى، وتمام الحديث عند مخرجه في الخطم وكأنه سقط على المصنف -رحمه الله- (حم طب) (¬1) عن عبد الله بن حنظلة) الأنصاري وحنظلة هو غسيل الملائكة وفيه حسين بن محمَّد بن بهرام (¬2)، المروزي سئل أبو حاتم عن حديث يرويه حسين فقال: خطأ فقيل له الوهم ممن؟ قال: ينبغي أن يكون من حسين انتهى، وتعقبه الحافظ ابن حجر بأنه احتج به الشيخان ووثقه غيرهما وبأن له شواهد انتهى، قلت: في المغني للذهبي الحسين بن محمَّد بن بهرام عن أبي ذئب مجهول كذا قال أبو حاتم وظنه شيخا آخر عن أبي أحمد المروزي الحافظ المشهور انتهى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 225)، والطبراني في الكبير (11/ 114) (11216)، وانظر الميزان (2/ 303)، والقول المسدد (1/ 41)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3375)، والصحيحة (1033). (¬2) انظر المغني (1/ 175).

بلفظه فقول ابن الجوزي: إنه موضوع من مجازفته. 4178 - "درهم أعطيه في عقل أحب إلى من مائة في غيره". (طس) عن أنس. (درهم أعطيه في عقل) العقل الدية قيل سميت لأن الدية كانت تعقل بفناء المقتول فسميت الدية عقلا وإن كانت دراهم أو دنانير أو غيرهما، وقيل سميت عقلا لأنها تعقل الدماء عن أن تسفك قاله في الضياء فالمعنى أعطيه في إعانة دية على من لزمته. (أحب إلى من مائة في غيره) أي أعطيها في صدقه أو نحوها من وجوه القرب لأن الأحبية إليه - صلى الله عليه وسلم - للشيء إنما هي لما فيه من الأجر وذلك لأنه يصان بالدية الدماء وانتهاك الحرم وانتشار الشر. (طس) (¬1) عن أنس) قال الهيثمي: فيه عبد الصمد بن عبد الأعلى قال الذهبي: فيه جهالة. 4179 - "درهم حلال يشترى به عسلا ويشرب بماء المطر شفاء من كل داء". (فر) عن أنس (ض). (درهم حلال يشترى به عسلاً) لأن فيه شفاء وإذا كانت قيمته حراما قل نفعه. (ويشرب) أي العسل ممزوجاً: (بماء المطر) لأنه ماء مبارك كما قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} [ق: 9]. (شفاء من كل داء) لأنه اجتمع فيه أسباب الشفاء الحل والعسل وماء المطر. (فر) (¬2) عن أنس) رمز عليه المصنف رمز التضعيف ورواه أيضاً أبو نعيم. 4180 - "درهم الرجل ينفق في صحته خير من عتق رقبة عند موته". أبو الشيخ عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6868)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 292)، والميزان (4/ 352)، واللسان (4/ 16)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2967)، والضعيفة (3594). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2859)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 22)، عن أنس، وانظر فيض القدير (3/ 524)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2969)، والضعيفة (3596).

(درهم الرجل ينفق في صحته) أي في وجوه الخير. (خير من عتق رقبة عند موته) أي في الأجر لما تقدم من أن "أفضل الصدقة أن تخرجها وأنت صحيح شحيح تأمل الغنى وتخشى الفقر"، وهذا في فضل الصدقة بالنظر إلى منفقها لا إلى موقعها وبالنظر إلى مشقة مجاهدة النفس في الإخراج فإنه أشق في تلك الحال لا عند الإيصاء. (أبو الشيخ (¬1) عن أبي هريرة) فيه يوسف بن السَّفر الدمشقي قال في الميزان [2/ 493]: عن الدارقطني: متروك وعن ابن عدي: له بواطل وساق منها هذا. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 163)، وانظر الميزان (7/ 298)، والمغني (2/ 762)، واللسان (6/ 322)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2968)، والضعيفة (3595): ضعيف جدا.

الدال مع العين المهملة

الدال مع العين المهملة 4181 - " دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك موكل به كلما دعا لأخيه قال الملك: آمين ولك بمثل ذلك" (حم م هـ) عن أبي الدرداء. (صح). (دعاء المرء المسلم مستجاب لأخيه) متعلق بدعاء الأخ المسلم. (بظهر الغيب) لفظ ظهر مقحم وهو حال من المضاف إليه لأن الدعاء مصدر أضيف إلى فاعله ثم بين الإجابة بجملة استئنافية بقوله: (عند رأسه ملك) هو غير الحافظين. (موكل به) أي بالتأمين على دعائه بذلك كما يفيده قوله: (كلما دعا لأخيه) بخير. (قال الملك: آمين) تقدم أن معناه استجيب. (ولك بمثل ذلك) متعلق بمحذوف أي ولك أدعو بمثل ما دعوت به أو لك مستجاب بمثل ما دعوت ويحتمل إنه إخبار من الملك أن الله تعالى جعل له مثل ما دعا به وأنه تعالى أطلع الملك على ذلك. (حم م هـ) (¬1) عن أبي الدرداء) ولم يخرجه البخاري. 4182 - "دعاء الوالد يفضي إلى الحجاب" (هـ) عن أم حكيم. (دعاء الوالد) قيل الأصل فيشمل الجد الأعلى والمراد لولده أو عليه. (يفضي) بالفاء والضاد المعجمة. (إلى الحجاب) أي يصعد ويصل إليه قال الزين العراقي: هذا بمعنى قوله في دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب أو هو دونه لأن في ذلك نفي الحجاب كل محتمل والأول أقرب وفي كتاب الصلة لابن المبارك عن مجاهد: "دعوة الوالد لا تحجب دون الله". (هـ) (¬2) عن أم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 195)، ومسلم (2733)، وابن ماجة (2895). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3863)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2977).

حكيم) بنت وداع الخزاعية (¬1) فيه حبابة بنت عجلان عن أمها صفية بنت جرير وهما مجهولتان تفرد عنهما التبوذكي. 4183 - "دعاء الوالد لولده كدعاء النبي لأمته" (فر) عن أنس. (دعاء الوالد لولده كدعاء النبي لأمته) وقد علم أن دعاء النبي مقبول غير مردود (فر) (¬2) عن أنس) ورواه عنه أيضاً أبو نعيم من طريقه قال الزين: في شرح الترمذي هذا حديث منكر وحكم ابن الجوزي بوضعه وقال: قال أحمد: هذا حديث باطل منكر وأقره عليه المصنف في مختصر الموضوعات. 4184 - "دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد". البزار عن عمران حصين. (دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب لا يرد) وذلك أنه مع الغيبة يكون مع الإخلاص غالباً (البزار (¬3) عن عمران بن حصين) سكت عليه الهيثمي ولم يتعقبه قال الزين العراقي: وهو في مسلم بلفظ: "دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة". 4185 - "دعاء المحسن إليه للمحسن لا يرد". (فر) عن ابن عمر (صح). (دعاء المحسن إليه للمحسن) الأول اسم مفعول والآخر اسم فاعل. (لا يرد) بل يقبله تعالى مكافأة على امتثاله لأمر الله بالمكافأة. (فر) (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وفيه محمَّد بن إسماعيل بن عياش قال أبو داود: لم يكن ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (8/ 196)، والتقريب (8725). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3037)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 347)، وانظر الموضوعات (2/ 205)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2976): موضوع. (¬3) أخرجه البزار (3577)، ومسلم (2733). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (3040)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2975)، والضعيفة (3597): ضعيف جداً.

بذاك وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: ضعفه أحمد والدارقطني. 4186 - "دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت". (حم خد د حب) عن أبي بكرة. (صح). (دعوات المكروب) أي المغموم المحزون والكرب يدهم المرء فيأخذ بنفسه ويغمه ويحزنه فالدواء الدعاء بقوله: (اللهم رحمتك) منصوب مفعول لقوله: (أرجو) قدم للحصر. (فلا تكلني) من وَكَلَه إلى كذا ألجأه إليه. (إلى نفسي) أي إلى تدبيرها ونظرها لما ينفعها. (طرفة عين) منصوب على الظرفية أي مقدار طرفة عين أي مرة من وضع الجفن على الجفن فإنه لا يلحق الإنسان غم ولا غيره إلا إذا وكل إلى نفسه. (وأصلح لي شأني كله) أي اجعله صالحاً لا فساد يلحقه فإنه إذا صلح الشأن كله لم يبق للهم طريق. (لا إله إلا أنت) ختمه بهذه الكلمة الشريفة فإنه لا يتم رجو الرحمة وإصلاح الشأن وعدم وكله إلى نفسه إلا لمن أقر بها وأحضر قلبه لمعناها. (حم خد د حب) (¬2) عن أبي بكرة) رمز المصنف لصحته، قال ابن حبان: صحيح وأقره عليه ابن حجر لكن قال المناوي: فيه جعفر بن ميمون: غير قوي. 4187 - "دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له". (حم ت ك هب) والضياء المقدسي عن سعد. ¬

_ (¬1) انظر الميزان (6/ 96). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 42)، والبخاري في الأدب (701)، وأبو داود (5090)، وابن حبان (3/ 250) (970)، وانظر فتح الباري (11/ 148)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3388).

(دعوة ذي النون) أي الحوت وصاحبه يونس لأنه التقمه فنسب إليه. (إذ) أي حين. (دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) تقدم أنه جمع فيها نفي كل إله وإثباته تعالى إلها وتنزيهه عن كل قبيح والإخبار عن نفسه بأنه اتصف بالكينونة من جملة الظالمين لأنفسهم مؤكدا لإخباره والإخبار في هذا الموضع تنزيهه القادر على كل شيء فيه كمال الإيمان والإخلاص، قال الحسن: ما نجا إلا بإقراره على نفسه بالظلم وإنما قبل منه ولم يقبل من فرعون حيث قال: {لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ} [يونس: 90] لأن يونس ذكرها في الحضور والشهود وفرعون [2/ 494] ذكرها في الغيبة تقليدًا لبني إسرائيل ذكره الرازي. قلت: بل لأنه كما قال الحسن: إنما نجا بالإقرار على نفسه بالظلم ولم يكن ذلك من فرعون. (لم يدع بها رجل مسلم) أو امرأة مسلمة في شيء قط. (إلا استجاب الله له) فإن قيل هذا ذكر لا دعاء قلنا هو ذكر يفتح به الدعاء ثم يدعو بما شاء وهو كما ورد من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين. (حم ت ن ك هب) والضياء (¬1) عن سعد)، قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي وهو من رواية إبراهيم بن محمَّد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه عن جده. 4188 - "دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه". الطيالسي عن أبي هريرة (صح). (دعوة المظلوم) في ماله أو نفسه أو عرضه. (مستجابة) فاجتنبوا ظلمه. (وإن كان فاجرا) يشمل الكافر والفاسق ما لم يكن عنده لأحد مظلمة مثل مظلمته كما تقدم في حرف الخاء المعجمة. (ففجوره على نفسه) أي يختص به عقابه فلا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 170)، والترمذي (3505)، والحاكم (1/ 684)، والبيهقي في الشعب (620)، والضياء في المختارة (1042)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3383).

يتعداه إلى منعه عن الإنصاف من ظالمه وتقدم الكلام في ذلك غير مرة. (الطيالسي (¬1) عن أبي هريرة) ورواه أحمد والبزار بلفظه عن أبي هريرة قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن وقال البغدادي العامري: صحيح غريب. 4189 - "دعوة الرجل لأخيه بظهر الغيب مستجابة، وملك عند رأسه يقول: آمين ولك بمثل ذلك". أبو بكر في الغيلانيات عن أم كرز. (دعوة الرجل لأخيه بظهر الغيب مستجابة، وملك عند رأسه يقول: آمين) وينبغي أن يجهر بالدعوة ليأمن عليها الملك. (ولك بمثله) الباء زائدة في المبتدأ أي لك مثل الدعاء في الأجر أو في معناه. قال النواوي (¬2): الرواية بكسر الميم وعن عياض بفتحها والثاء وزيادة هاء أي عديله ونظيره. (أبو بكر (¬3) في الغيلانيات عن أم كرز)، ورواه مسلم عن أم الدرداء وأبي الدرداء معا بلفظ: "دعوة الأخ لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثله". 4190 - "دعوة في السر تعدل سبعين دعوة في العلانية". أبو الشيخ في الثواب عن أنس. (دعوة في السر تعدل سبعين دعوة في العلانية) لأن السر أتم في الإخلاص والإقبال على الدعاء. (أبو الشيخ في الثواب (¬4) عن أنس) ورواه عنه الديلمي. ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2330)، وأحمد (2/ 367)، والقضاعي في الشهاب (315)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 103)، والمجمع (10/ 151)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3382)، والصحيحة (767). (¬2) الأذكار (صـ 922). (¬3) أخرجه مسلم (2732) وأبو بكر في الغيلانيات (رقم 588). (¬4) أخرجه معمر بن راشد في جامعه (10/ 442)، والديلمي في الفردوس (3046)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2978)، وقال في الضعيفة (3598): ضعيف جدًا.

4191 - "دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب: دعوة المظلوم، دعوة المرء لأخيه بظهر الغيب". (طب) عن ابن عباس (صح). (دعوتان ليس بينهما وبين الله حجاب) قال العلائي: والمراد بالحجاب نفي المانع للرد فاستعير الحجاب للرد فكان نفيه دليلاً على ثبوت الإجابة والتعبير بنفي الحجاب أبلغ من التعبير بالقبول لأن الحجاب من شأنه المنع عن الوصول إلى المقصود فاستعير نفيه لعدم المنع. (دعوة المظلوم) أي على من ظلمه. (دعوة المرء لأخيه بظهر الغيب). (طب) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي وهو ضعيف وجزم المنذري بضعفه لكن قال: لكن له شواهد، والمصنف رمز لصحته. 4192 - "دع عنك معاذا؛ فإن الله يباهي به الملائكة". الحكيم عن معاذ. (دع عنك معاذا) أي اترك ذكره بما ينقصه أو يزري به والمراد به ابن جبل. (فإن الله يباهي به الملائكة) أي يفاخرهم به لعلمه وعبادته وزهادته ولذلك يأتي يوم القيامة أمام العلماء بقذفة حجر. (الحكيم) (¬2) عن معاذ). 4193 - "دع داعي اللبن". (حم تخ حب ك) عن ضرار بن الأزور (صح). (دع داعي اللبن) أي اترك في الضرع قليلاً من اللبن فإنه يدعو ما فوقه من اللبن فإنه إذا استقصى أبطأ الدر، وهذا الحديث قال - صلى الله عليه وسلم - لضرار حين أمره بحلب ناقته. (حم تخ حب ك) (¬3) عن ضرار بن الأزور) بتقديم الزاي على الراء واسم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 119) (11231)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 152)، والترغيب والترهيب (4/ 43)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2986)، والضعيفة (3602) (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2971)، وقال في الضعيفة (1856): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 339) وابن حبان (2582) والحاكم (2/ 72)، البخاري في التاريخ (3050) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3376).

الأزور مالك، قال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد أحدها رجاله ثقات. 4194 - "دع قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال". (طس) عن ابن مسعود (صح). (دع قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال) تقدم الكلام على الثلاث الجمل في: "إن الله ... ". (طس) (¬1) عن ابن مسعود)، قال جاء رجل إلى النبي فقال: أوصني، فذكره، رمز المصنف لصحته وهو غير صحيح ففيه السري بن إسماعيل وهو متروك قاله الحافظ الهيثمي، معناه في صحيح البخاري بل لفظه: "إن الله كره لكم قيل وقال ... " إلخ (¬2). 4195 - "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك". (حم) عن أنس (ن) عن الحسن بن علي (طب) عن وابصة ابن معبد (خط) (¬3) عن ابن عمر (صح). (دع ما يريبك) بفتح المثناة من رابه أو ربه في الريب أي الشك وبضمها والأول أكثر أي اترك الأمر الذي يوقعك في الريبة والأمر للندب لأن توقي الريب مندوب لا واجب على الأصح. (إلى ما لا يريبك) أي عادلا عما فيه الريبة إلى ما لا ريبة فيه من الحلال البين، قال القاضي: هذا الحديث من أعلام النبوة لأنه أخبر - صلى الله عليه وسلم - عما في ضمير وابصة قبل أن يتكلم به، والمعنى أن من أشكل عليه شيء والتبس ولم يتبين أنه من أي القبيلين هو فليتأمل إن كان من أهل الاجتهاد أو يسأل المجتهدين إن كان مقلداً فإن وجد [2/ 495] ما يسكن إليه نفسه ويطمئن به قلبه وينشرح صدره فليأخذ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (518)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 158)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2972). (¬2) أخرجه البخاري (2277). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 112)، والطبراني (22/ 147) (399) والخطيب في تاريخه (2/ 220).

به وإلا فليدعه وليأخذ بما لا شبهة فيه ولا ريبة هذا طريق الورع والاحتياط. (حم) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه أبو عبد الله الأسد لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح، (ن) عن الحسن بن علي، (طب) عن وابصة بكسر الموحدة فمهملة مفتوحة ابن معبد، (خط) عن ابن عمر بن الخطاب. 4196 - "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق ينجي" ابن قانع عن الحسن". (دع ما يريبك) من الأمور. (إلى ما لا يريبك فإن الصدق ينجي) صاحبه عن الهلكة لأنه لا ريبة فيه فقيس عليه غيره مما كان في رتبة الصدق في اطمئنان النفس به فاته وما ليس كذلك فاجتنبه والمعنى اترك الأمر الذي فيه الريبة عادلا ومنقلبا إلى ما لا ريبة فيه فإنه ينجيك كما أن الصدق لما كان لا ريبة فيه كان فيه النجاة وقدمنا في الجزء الأول أن في هذا دليلا على أنه تعالى جعل عند كل نفس وازعًا يدرك به النجاة والهلكة فيما يأتيه من الأمور. (ابن قانع (¬2) عن الحسن). 4197 - "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة وإن الكذب ريبة". (حم ت حب) عن الحسن (صح). (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة) أي يطمئن له القلب وتسكن إليه النفس أي محل طمأنينته أو بسببها فأطلقها عليه مبالغة. (وإن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 153) عن أنس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 152)، والنسائي (3/ 239) عن الحسن بن علي، والطبراني في الكبير (47/ 122) (399) عن وابصة بن معبد، والخطيب في تاريخه (2/ 220) عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3377). (¬2) أخرجه ابن قانع كما في الكنز (7294) ولم أجد في معجم الصحابة لابن قانع المطبوع، وانظر فيض القدير (3/ 528)، وكشف الخفاء (1/ 489)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2973).

الكذب ريبة) يوقع في قلق القلب واضطرابه، قال الطيبي: جاء بهذا القول ممهدا لما تقدمه من الكلام ومعناه إذا وجدت نفسك ترتاب من شيء فاتركه فإن نفس المؤمن تطمئن إلى الصدق وترتاب من الكذب فارتيابك من الشيء ينبئ عن كونه مظنة للباطل فاحذره، وطمأنينتك إلى الشيء مشعر بحقيقته فتمسك به، والصدق والكذب مستعملان في المقال والأفعال وما يحق ويبطل من الاعتقاد وهذا مخصوص بذوي النفوس الشريفة القدسية المطهرة من وسخ الذنوب ودنس العيوب. (حم ت حب) (¬1) عن الحسن) قال الترمذي: حسن صحيح وقال الذهبي: سنده قوي ورواه عنه النسائي وابن ماجة. 4198 - "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله". (حل خط) عن ابن عمر (ح). (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله) قال بعضهم: الورع كله في ترك ما يريب إلى ما لا يريب وفي هذه الأحاديث عموم يقضي أن الريبة تقع في العبادات والمعاملات وسائر أنواع الأحكام وأن ترك الريبة في ذلك كله. واعلم أن هذه الأحاديث قاعدة من قواعد الدين وأصل في الورع الذي عليه مدار اليقين وراحة من ظلمة الشكوك والأوهام المانعة لنور اليقين (حل) (¬2) قال مخرجه أبو نعيم: غريب من حديث مالك تفرد به ابن رومان عن أبي وهب، (خط) عن ابن عمر)، قال الخطيب عقيبه: هذا الحديث باطل من حديث قتيبة عن مالك عن نافع عن ابن عمر وإنما يحفظ من حديث عبد الله بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 200)، والترمذي (2518)، وابن حبان (2/ 498) (722)، والنسائي (3/ 239)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3378). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 352)، والخطيب في تاريخه (2/ 220)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2974): موضوع.

أبي رومان عن ابن وهب عن مالك تفرد به ابن أبي رومان وكان ضعيفاً، والصواب عن مالك وقفه. 4199 - "دعهن يبكين ما دام عندهن، فإذا وجب فلا تبكين باكية". مالك (ن ك (ح)) عن جابر بن عتيك. (دعهن) أي يا ابن عتيك. (يبكين) أي النسوة التي حضرن عند احتضار عبد الله بن ثابت. (ما دام عندهن) لم تخرج نفسه. (فإذا وجب) أي خرجت روحه. (فلا تبكين باكية) قاله - صلى الله عليه وسلم - لما جاء لعيادة عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب فصاح به فلم يجبه فاسترجع وقال: "غلبنا عليك يا أبا الربيع" فصاح النسوة وبكين فجعل ابن عتيك يسكتهن، فذكره، فقالوا: ما الوجوب يا رسول الله؟ قال: "الموت" أخذ منه الشافعي أنه يكره البكاء بعد الموت لأنه أسف على ما فات وأنه لا كراهة قبل الموت. مالك (ن ك) (¬1) عن جابر بن عتيك) (¬2) بفتح المهملة بعدها مثناة فوقية فمثناة تحتية، ابن قيس الأنصاري صحابي جليل من بني غنم صحح المصنف على رمز الحاكم. 4200 - "دعهن يا عمر، فإن العين دامعة، والقلب مصاب والعهد قريب". (حم ن هـ ك) عن أبي هريرة (صح). (دعهن يا عمر) يبكين (فإن العين دامعة) أي فائضة بالدمع. (والقلب مصاب) موجع بالمصيبة. (والعهد قريب) قال الطيبي: كان الظاهر أنه يعكس لأن قرب العهد مؤثر في القلب بالحزن والحزن مؤثر في البكاء لكنه قدم شاهد وفيه أنهن لم يكن يزدن على البكاء النياحة والجزع انتهى، أي قريب بعهد وفاة ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (554)، وأبو داود (3111)، والنسائي (1/ 606)، والحاكم (1/ 503)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2988). (¬2) الإصابة (1/ 452).

من يبكين عليه وسببه أنه مات ميت في آل رسول الله فاجتمع النساء يبكين فقام عمر ينهاهن ويضربهن، فذكره، وفيه أنه لا كراهة بعد الموت للبكاء [2/ 496] فيخالف الأول وقد يقال هذا في البكاء الاضطراري الذي لا يمكن دفعه إلا بمحذور ويلحقه في جسده والأول بخلاف ذلك. (حم ن هـ ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف بالتصحيح على الحاكم. 4201 - "دعهن يبكين، وإياكن ونعيق الشيطان، إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة، ومهما كان من اليد ومن اللسان فمن الشيطان". (حم) عن ابن عباس (صح). (دعهن) أي يا عمر. (يبكين، وإياكن) التفات من خطابه إلى خطابهن. (ونعيق الشيطان) منصوب محذر منه وقد فسره آخره كما ساقه التعليل بقوله: (فإنه) أي الشأن. (ما كان من العين) دمعاً. (ومن القلب) حزناً. (فمن الله ومن الرحمة) فلا لوم عليكن لأن الله خلق الرحمة في قلوب عباده. (ومهما كان من اليد) بنحو لطم خد أو شق حبيب. (ومن اللسان) من الصياح ونحوه. (فمن الشيطان) أي أنه الآمر بفعله، هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما ماتت رقية بنته، فجعل النساء يبكين فنهاهن عمر. (حم) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال في الميزان: هذا حديث منكر فيه علي بن زيد بن جدعان وقد ضعفوه. 4202 - "دعوا الحسناء العاقر، وتزوجوا السوداء الولود، فإني أكاثر بكم الأمم يوم القيامة". (عب) عن ابن سيرين مرسلا. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 273، 408)، والنسائي (1/ 610)، وابن ماجة (1587)، والحاكم (1/ 537)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2987)، والضعيفة (3603). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 335)، وانظر الميزان (5/ 157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2989)، والضعيفة (3360).

(دعوا الحسناء العاقر) التي لا تلد أي لا تزوجوها لحسنها. (وتزوجوا السوداء الولود، فإني مكاثر بكم الأمم) علة للأمرين. (يوم القيامة) أي مفاخرهم ومغالبهم. (عب) (¬1) عن ابن سيرين مرسلاً) واسمه أبو بكر بن أبي عمرة البصري ثقة عابد كبير القدر لا يرى الرواية بالمعنى. 4203 - "دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم". (د) عن رجل. (دعوا الحبشة ما ودعوكم) أي اتركوا جهادهم وقتالهم ما تركوكم قيل استعمال ودع ماضيًا قليل، قال الطيبي: جاء في القرآن: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} [الضحى: 3]، قال ابن المظهر: كلام المصطفى - صلى الله عليه وسلم - متبوع لا تابع بل فصحاء العرب بالإضافة إليه أقل. (واتركوا الترك ما تركوكم) تقدم بلفظه وعلله بأنهم أول من يسلب ملك الأمة، قال الخطابي: والجمع بين هذا وبين قوله: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً} [التوبة: 36] أن الآية مطلقة والحديث مقيد فيحمل المطلق على المقيد ويجعل الحديث مخصصا لعموم الآية وكل ذلك ما إذا لم يدخلوا بلادنا قهرًا وإلا وجب قتالهم. (د) (¬2) عن رجل) كذا في أصول متعددة وفي مسند الفردوس أنه أخرجه أبو داود عن ابن عمر كذا قال. 4204 - "دعوا الدنيا لأهلها من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ حتفه وهو لا يشعر". ابن لال عن أنس. (دعوا الدنيا) لأهلها أي المشغولين بها المتهالكين على طلبها وقوله: (من أخذ من الدنيا فوق ما يكفيه أخذ حتفه) أي ما فيه هلاكه. (وهو لا يشعر) جملة ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (10343)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2979). (¬2) أخرجه أبو داود (4309، 4302)، والنسائي (3/ 28)، وأحمد (5/ 371)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3384).

مستأنفة لبيان وجه الأمر لترك الدنيا. (ابن لال (¬1) عن أنس) وأخرجه البزار عن أنس وقال: لا يروى عنه - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه قال المنذري: ضعيف، وقال الهيثمي: وشيخه العراقي: فيه هانئ بن المتوكل ضعفوه. 4205 - "دعوا الناس يصيب بعضهم من بعض، فإذا استنصح أحدكم أخاه فلينصحه". (طب) عن أبي السائب (صح). (دعوا الناس يصيب بعضهم من بعض) سببه أنه مر - صلى الله عليه وسلم - برجل وهو يساوم صاحبه فجاءه رجل فقال للمشتري دعه فذكره، والمراد دعوهم يأخذ بعضهم من بعض ويتساومون لينال البعض من البعض خيرًا ورزقاً. (فإذا استنصح أحدكم أخاه) أي طلب منه أن ينصحه فيما يأخذه أو يبيعه. (فلينصحه) ولا ينتزع بالنصيحة ويمنع أخاه عن شراء ما يهواه. (طب) (¬2) عن أبي السائب) قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني: وفيه عطاء بن السائب وقد اختلط والمصنف رمز لصحته وروى مسلم: "دعوا الناس يرزق الله بعضهم من بعض" (¬3). 4206 - "دعوا لي أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد ذهبًا ما بلغتم أعمالهم". (حم) عن أنس (صح). (دعوا لي أصحابي) أي لا تسبوهم، قال النووي (¬4): سبهم من أكبر الفواحش وقال عياض: من الكبائر، وقال بعض المالكية: يقتل سابهم. (فوالذي نفسي بيده لو أنفقتم مثل أحد) بضم الهمزة الجبل المعروف. (ذهبا) ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (363)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 76)، والمجمع (10/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2980)، والضعيفة (3599). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 303) (676)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 83)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3385). (¬3) أخرجه مسلم (1522). (¬4) شرح مسلم للنووي (16/ 93).

أي في سبيل الله. (ما بلغتم أعمالهم) أي مقدار ما لهم من الأجور، قال بعضهم قوله: أصحابي يضاف فيعم كل صاحب، لكنه عموم مراد به الخصوص لأن السبب الآتي يدل على أن الخطاب لخالد وأمثاله ممن تأخر إسلامهم وأن المراد هنا متقدموا الإِسلام منهم الذين كانت لهم الآثار الجميلة والمناقب الجليلة في نصرة الدين والإنفاق واحتمال الأذى في الله تعالى ومجاهدة أعدائه. (حم) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وأخرجه البزار عنه أيضاً قال: كان بين خالد بن الوليد وابن عوف كلاماً فقال خالد: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها فذكر ذلك للنبي فذكره، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 4207 - "دعوا لي أصحابي وأصهاري". ابن عساكر عن أنس. (دعوا لي أصحابي وأصهاري) صهر الرجل أبو مرأته وأهل بيتها أصهار ومن العرب من يجعل أهل الزوج وأهل المرأة كلهم [2/ 497] أصهارا قاله الضياء هو من عطف الخاص على العام فإن أصهاره من أصحابه وتمام الحديث عند مخرجه: "من آذاني في أصحابي وأصهاري أذاه الله تعالى يوم القيامة". (ابن عساكر (¬2) عن أنس) فيه فضيل بن مرزوق ضعيف سواء كان الكوفي أو غيره وقد عيب على مسلم إخراجه حديث الكوفي في صحيحه لأنه مجهول. 4208 - "دعوا صفوان بن المعطل فإنه خبيث اللسان، طيب القلب". (ع) عن سفينة. (دعوا صفوان بن المعطل) بفتح الطاء المشددة بزنة معظم أي اتركوه فلا تتعرضوا له بشر. (فإنه خبيث اللسان طيب القلب) ظاهره نقيه من الشرك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 266)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 15)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3386)، والصحيحة (1923). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (95/ 104)، والديلمي في الفردوس (3034)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2983)، والضعيفة (3601).

والغش والخيانة والحسد وغير ذلك من الأمراض القلبية والعمل إنما هو على طهارة القلوب فإن اللسان لا عبرة بها إذا كان القلب بخلافها. (ع) (¬1) عن سفينة)، قال: شكا رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صفوان بن المعطل وقال هجاني فذكره، قال الهيثمي: فيه عامر بن أبي صالح بن رستم وثقه جمع وضعفه جمع وبقية رجاله رجال الصحيح. 4209 - "دعوا صفوان بن المعطل فإنه يحب الله ورسوله". ابن سعد عن الحسن مرسلاً. (دعوا صفوان فلا تؤذوه فإنه يحب الله ورسوله) هذه منقبة لصفوان وحكم له بأشرف خصلة وهي محبته لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو أمر قلبي. (ابن سعد (¬2) عن الحسن مرسلاً) وهو البصري كما عرفت. 4210 - "دعوني من السودان فإنما الأسود لبطنه وفرجه) (طب) عن ابن عباس. (دعوني من السودان) أي الزنج أي من تقنيتهم. (فإنما الأسود لبطنه وفرجه) أي لا يهتم إلا بهما فإن جاع سرق وإن شبع فسق كما في خبر آخر، وفيه ذم من كان همه بطنه وفرجه لأنه يدل على ضعة نفسه وعدم سموها إلى الخير ولذا أتى بأداة الحصر إشارة إلى أنه لا بد لكل أحد من ذلك لكن الذم متوجه إلى قصر الهمة عليهما. (طب) (¬3) عن ابن عباس) قال: ذكر السودان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره، ¬

_ (¬1) خرجه البخاري في التاريخ (1918)، والشاشي في مسنده (176)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 364)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2981)، والضعيفة (3600). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 493)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2982). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 191) (11463)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 235)، والموضوعات (3/ 144)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2984)، والضعيفة (727): موضوع.

قال الهيثمي: فيه محمَّد بن زكريا الغلابي وهو ضعيف وقد وثقه ابن حبان وقال يعتبر حديثه إذا روى عن ثقة انتهى، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال يحيي: منكر الحديث وتعقبه المصنف بأن ابن حبان ذكره في الثقات وقال البخاري: سنده ضعيف إلا أن له شواهد. 4211 - "دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً". (خ ت) عن أبي هريرة (صح). (دعوه فإن لصاحب الحق) على من له عليه. (مقالاً) أي صولة الطلب وقوة الحجة فلا يلام إذا تكرر طلبه وساء تقاضيه. وسببه إن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يتقاضاه ديناً فأغلظ فهمَّ به أصحابه فقال - صلى الله عليه وسلم -: "دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً"، ثم قال: "أعطوه سنا مثل سنه" قالوا: لا نجد إلا أمثل من سنه، قال: "أعطوه فإن خيركم أحسنكم قضاء" كذا رواه الشيخان فإسناد المصنف إلى البخاري وحده تقصير. (خ ت) (¬1) عن أبي هريرة) ونسبه إلى الشيخين معاً النووي والعراقي. 4212 - "دعوه يئن فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى يستريح إليه العليل". الرافعي عن عائشة. (دعوه) أي المريض. (يئن) أي يريح نفسه بالأنين ولا تنهوه عنه. (فإن الأنين اسم من أسماء الله تعالى) أي أن لفظ آه من أسماء الله تعالى إلا أنه لم يرد أن ذلك في أسمائه الحسنى، وأسماؤه تعالى توقيفية فإن صح الحديث فهو منها. (يستريح إليه العليل) فيه رد لما رواه أحمد عن طاوس أن أنين المريض شكوى وقد ذهب جمع من الشافعية إلى أنه مكروه رده النووي (¬2) بأن الحديث ضعيف والكراهة لا تثبت إلا بحديث صحيح، وحكى الإِمام ابن جرير في كتابه الآداب ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2183، 2260، 2271، 2465، 2467)، ومسلم (1601)، والترمذي (1317). (¬2) عمدة القاري (21/ 222).

الشريفة والأخلاق الحميدة خلافا بين السلف أن أنين المريض هل يؤخذ به ثم رجح الرجوع فيه إلى النية فإذا نوى به سخط قضاء الله عوقب به أو الاستراحة من الألم جاز. (الرافعي (¬1) عن عائشة)، قالت: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعندنا عليل يئن فقلنا له اسكت، فذكره. ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين (4/ 72)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2985).

الدال مع الفاء

الدال مع الفاء 4213 - " دفن البنات من المكرمات". (خط) عن ابن عمر. (دفن البنات من المكرمات) أي من الخصال التي يكرم الله بها أباءهن تخفيفا عليه للمؤنة وثقل التكليف، وفي الفردوس خبر مرفوع: "نعم الكفء القبر للجارية"، وأما خبر: "نعم الصهر القبر" فلا أصل له (¬1). واعلم أنه لم يقل هذا - صلى الله عليه وسلم - ذلك كراهة للبنات بل خرج مخرج تعزية النفس وماتت للحبر ابن عباس - رضي الله عنهما - بنت فجاء الناس يعزونه فقال لهم: عورة سترت ومؤنة كفيت وأجر ساقه الله تعالى فاجتهد المهاجرون أن يزيدوا فيها حرفا فما قدروا. (خط) (¬2) عن ابن عمر) فيه حميد بن حماد أورده الذهبي [2/ 498]، في الضعفاء (¬3) وقال: قال ابن عدي: يحدث عن الثقات بالمناكير انتهى، وأورده ابن الجوزي من هذا الطريق وحكم بوضعه وأقره المصنف في مختصر الموضوعات. 4214 - "دفن بالطينة التي خلق منها". (طب) عن ابن عمر. (دفن) مغير صيغة. (بالطينة التي خلق منها) قاله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى حبشيا يدفن بالمدينة وفي رواية للبزار أنه - صلى الله عليه وسلم - مر بجماعة يحفرون قبرا فسأل عنه فقالوا: حبشي قدم فمات فقال: لا إله إلا الله، سيق من أرضه وسمائه إلى التوبة التي خلق منها" (¬4)، وفيه أنه لا يدفن عبد إلا في طينته التي خلق منها. ¬

_ (¬1) (1) قال القاري في المصنوع (384): لا أصل له بهذا اللفظ. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (7/ 291)، وابن عدي في الكامل (2/ 278)، وانظر الموضوعات (2/ 212)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2990)، والضعيفة (186): موضوع. (¬3) انظر المغني (1/ 194)، والميزان (2/ 385). (¬4) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (3/ 42)، وأحمد في فضائل الصحابة (528)، والحاكم (1/ 512)، والبيهقي في الشعب (رقم 9891)، وقال الألباني في الصحيحة (1858): حسن.

إن قلت: هو خلق من ماء {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45]. قلت: الماء مستحيل من الأغذية وفيها أجزاء أرضه أو أنه يذر على نطفته تراباً من موضع قبره كما أخرج عبد بن حميد عن عطاء: أن الملك الموكل بالأرحام ينطلق فيأخذ من المكان الذي يدفن فيه فيذره على النطفة فيخلق من التراب ومن النطفة وهذا هو الأقرب أو المتيقن. (طب) (¬1) عن ابن عمر)، قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن عيسى ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 217)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 42)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3389) وفي الصحيحة (1858) أيضًا.

الدال مع اللام

الدال مع اللام 4215 - " دليل الخير كفاعله". ابن النجار عن علي. (دليل الخير كفاعله) أي من أرشد إلى خير ديني أو دنيوي فهو كفاعله، قال عياض: معناه أن للدال ثوابا كما أن لفاعل الخير ثوابًا ولا يلزم تساويهما وخالفه غيره وبعكس المعونة في الخير المعونة في أفعال الشر ذكره عياض. (ابن النجار (¬1) عن علي) عليه السلام أخرجه في تاريخ بغداد. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد (7/ 383)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3390).

الدال مع الميم

الدال مع الميم 4216 - " دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين ". (طب) عن كثيرة بنت سفيان. (دم عفراء) العفراء الشاة التي يصرف لونها إلى بياض فيه غبرة غير ناصع، والعفرة لون الأرض. (أزكى عند الله من دم سوداوين) أي من الشياه كأنه لحكمة خافية علينا. (طب) (¬1) عن كبيرة) بفتح الكاف فموحدة فمثناة تحتية (بنت سفيان) الخزاعية (¬2) أدركت الجاهلية قالت: يا رسول الله إني وأدت أربع بنات في الجاهلية، قال: "أعتقي أربع فتيات" قالت: وقال لها دم عفراء إلى آخره، قال الهيثمي وفيه محمَّد بن سليمان بن مَسْمُول وهو ضعيف (¬3). 4217 - "دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين". (حم ك) عن أبي هريرة. (دم عفراء أحب إلى من دم سوداوين) يعني في الضحية وفي غيرها من القرب. (حم ك) (¬4) عن أبي هريرة)، قال الذهبي في المهذب (¬5): فيه أبو ثفالة واهٍ، وقال الهيثمي: فيه أبو ثفال، قال البخاري: فيه نظر. 4218 - "دم عمار ولحمه حرام على النار أن تأكله أو تمسه". ابن عساكر عن علي. ¬

(¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 15) (9)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 18)، والإصابة (8/ 93)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3392). (¬2) الاستيعاب (4/ 1907). (¬3) انظر: المغني (2/ 588). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 417)، والحاكم (4/ 252)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 18)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3391)، والصحيحة (1861). (¬5) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبرى (رقم 14814)، وانظر كذلك المغني (2/ 776).

(دم عمار) بن ياسر. (ولحمه حرام على النار أي نار جهنم أن تأكله أو تمسه) لتمكن الإيمان في قلبه وعظم صحبته وشهادته - رضي الله عنه - وفي هذه العبارة دون أن يقال عمار إعلام بعناية الله به وأنه قد حرم كل جزء منه على النار على انفراده. ابن عساكر (¬1) (عن علي) كرم الله وجهه من حديث أوس بن أوس قال: كنت مع علي فسمعته يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكره، وفيه عطاء بن مسلم الخفاف أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال قال ابن حبان: لا يحتج به وضعفه أبو داود ورواه البزار عن علي -عليه السلام-، قال الهيثمي: ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (760)، ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 401)، والديلمي في الفردوس (3068)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 295)، وعلل الدارقطني (4/ 151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2991)، والضعيفة (3604). (¬2) انظر الميزان (5/ 96)، والمغني (2/ 435).

الدال مع الواو

الدال مع الواو 4219 - " دوروا مع كتاب الله حيثما دار". (ك) عن حذيفة (صح). (دوروا مع كتاب الله حيثما دار) أي كونوا معه في تحليل ما أحله وتحريم ما حرمه كما بينه حديث آخر بهذا اللفظ. (ك) (¬1) عن حذيفة بن اليمان). 4220 - "دونك فانتصري". (هـ) عن عائشة. (دونك) بكسر الكاف خطاب لعائشة: (فانتصري) أي لنفسك من زينب التي دخلت بغير إذنك وهي غضبى فتكلمت بكلام أوجع عائشة فقال - صلى الله عليه وسلم - لعائشة: "دونك فانتصري" قالت عائشة فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبس ريقها في فيها لا ترد علي فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتهلل وجهه. (هـ) (¬2) عن عائشة) من حديث خالد بن سلمة عن عروة، قال ابن عدي: خالد لين وقال ابن معين: ثقة لكنه يبغض عليا كرم الله وجهه فلا رحمه الله. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 162، 3/ 442)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2992)، والضعيفة (3605). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1981)، وأحمد (6/ 93)، وابن عدي في الكامل (3/ 22)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3393)، والصحيحة (1862).

الدال مع الياء آخر الحروف

الدال مع الياء آخر الحروف 4221 - " دية المعاهد نصف دية الحر". (د) عن ابن عمرو (ح). (دية المعاهد) بالفتح أي الذمي. (نصف دية الحر) عمل به أحمد ومالك فقالا: دية الكتابي نصف دية المسلم، وقال الشافعي: كثلثها وقال أبو حنيفة مثلها. (د) (¬1) عن ابن عمرو)، قال الهيثمي فيه جماعة لم أعرفهم [2/ 499]. 4222 - "دية عقل الكافر نصف عقل المؤمن". (ت) عن ابن عمرو (ح). (دية عقل الكافر نصف عقل المؤمن) قال القاضي: أراد بالكافر الكتابي الذي له ذمة وأمان والعقل هو الدية كما تقدم فالإضافة للبيان. (ت) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه. 4223 - "دية المكاتب بقدر ما عتق منه دية الحر وبقدر ما رق منه دية العبد". (طب) عن ابن عباس (ض). (دية المكاتب بقدر ما عتق منه) أي باعتبار ما سلمه من مال الكتابة. (دية الحر) لأنه بتسليم ذلك القدر صار ذلك العبد حرًّا. (وبقدر ما رق منه دية العبد) قال الخطابي: أجمعوا على أن المكاتب عبد ما بقي عليه درهم في جنايته والجناية عليه ولم يذهب إلى هذا الحديث إلا النخعي وتعقبه ابن رسلان بأنه حكى عن أحمد. (طب) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4583)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 299)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3395). (¬2) أخرجه الترمذي (1413)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3397). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 353) (11991)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3396).

4224 - "دية أصابع اليدين والرجلين سواء عشر من الإبل لكل إصبع". (ت) عن ابن عباس (صح). (دية أصابع اليدين والرجلين سواء عشر من الإبل) قال أبو البقاء: وقع في هذه الرواية عشرة بالتاء وهو خطأ والصواب عشر لأن الإبل مؤنثة والتاء لا تثبت مع المؤنث في العدد والمراد أن لكل إصبع عشر من الإبل في الجناية. (ت) (¬1) عن ابن عباس) ورواه عنه أحمد، ورمز المصنف لصحته. 4225 - "دية الذمي دية المسلم". (طس) عن ابن عمر (ض). (دية الذمي دية المسلم) وإليه ذهب الحنفية والثوري وسواء كان قتله عمدا أو خطأ. (طس) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه أبو كرز عبد الله بن كرز وهو ضعيف وهذا أنكر حديث رواه انتهى. 4226 - "دين المرء عقله ومن لا عقل له لا دين له". أبو الشيخ في الثواب وابن النجار عن جابر. (دين المرء عقله ومن لا عقل له لا دين له) تقدم تفسير العقل وذلك أنه لا يتم الدين إلا به لأنه كاشف الحقائق وبه يعرف المعبود ويصدق الرجل المحافظ على المروءة وما أقام الله الحجة إلا على عاقل. (أبو الشيخ في الثواب وابن النجار (¬3) عن جابر) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 4227 - "دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1391)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3394). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (791)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 299)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2993). (¬3) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (816)، وابن عدي في الكامل (3/ 100)، والرافعي في التدوين (4/ 90)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2994): موضوع، والضعيفة (3606): باطل.

(م) عن أبي هريرة (صح). (دينار أنفقته في سبيل الله) أي في مؤنة الغزو، ودينار مبتدأ، وتنفقه في سبيل الله صفة له، وما بعده مبتدأ وموصوفه والخبر قوله: أعظمها أجراً .. إلى آخره. (ودينار أنفقته في رقبة) أي في اعتاقها. (ودينار تصدقت به على مسكين) يشمل الفقير. (ودينار أنفقته على أهلك) يعني من يلزمه إنفاقه. (أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك) واستدل به على أن فرض العين أفضل من فرض الكفاية لأن النفقة على الأهل فرض عين أفضل من نفقة الجهاد وهو فرض كفاية. (م) (¬1) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (995).

المعرف باللام من الدال المهملة

المعرف باللام من الدال المهملة 4228 - " الدار حرم، فمن دخل عليك حرمك فاقتله". (طب) عن عبادة بن الصامت (صح). (الدار حرم) بفتح الراء أي بيت الإنسان ومنزله محرم دخولها إلا بإذن صاحبها. (فمن دخل عليك حرمك فاقتله) قال البيهقي (¬1): إن صح فإنما أراد أنه يأمره بالخروج وإن لم يخرج ضربه وقد تقدم الكلام في فقأ العين من النظر في دار الغير. (حم طب) (¬2) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته وقد أعله الهيثمي بأن فيه محمَّد بن كثير السلمي وهو ضعيف، وقال الذهبي: محمَّد بن كثير السلمي واهٍ. 4229 - "الداعي والمؤمن في الأجر شريكان والقارئ والمستمع شريكان، والعالم والمتعلم في الأجر شريكان". (فر) عن ابن عباس (ض). (الداعي والمؤمَّن) اسم فاعل من أَمَّن قال آمين. (في الأجر شريكان) أي لكل من الأجر مثل ما للآخر. (والقارئ والمستمع) لقراءته. (في الأجر شريكان) حيث استويا في الإخلاص وحسن النية وغير ذلك من المقاصد والمراد المقاصد للاستماع لا السامع غير قاصد. (والعالم والمتعلم) أي المفهم والمتفهم. (في الأجر شريكان) لأن كلا معاون في تحصيل الخير. (فر) (¬3) عن ¬

_ (¬1) السنن الكبرى (8/ 341). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 326)، وابن عدي في الكامل (6/ 253)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 130)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 245)، والميزان (6/ 309)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2995)، والضعيفة (3607). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3093)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2996)، والضعيفة=

ابن عباس) فيه إسماعيل الشامي قال الذهبي (¬1): ممن وضع الحديث وجويبر بن سعد قال الدارقطني وغيره: متروك. 4230 - "الدال على الخير كفاعله". البزار عن ابن مسعود. (الدال على الخير كفاعله) إن حصل ذلك الخير بدلالته فله مثل ثوابه وإلا فله ثواب دلالته، وقال القرطبي: ذهب بعض الأئمة إلى أن المثل المذكور إنما هو بغير تضعيف وأن فعل الخير لم يفعله الدال وليس كما قال بل ظاهر اللفظ المساواة، وتمام الحديث عند مخرجه: "والدال على الشر كفاعله" أي لإعانته عليه فعليه كفل من الإثم وإن لم يحصل بمباشرته. (البزار (¬2) عن ابن مسعود)، قال عبد الحق: البزار عن أنس وقال المصنف في الدرر: البزار عن أنس فما وقع هنا سهو، (طب) عن سهل بن سعد" وقال: لم يرو عن سهل إلا بهذا الإسناد وفيه عمران بن محمَّد بن سعيد لم يسمع من أبي حازم وقال العراقي: إسناده ضعيف جدًا وعن ابن مسعود فيه زياد النميري ضعفه ابن معين وقال أبو حاتم لا يحتج به. 4231 - "الدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان". (حم ع) والضياء عن بريدة، ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أنس. (الدال على الخير كفاعله) قال الأبي ظاهر الحديث [2/ 500] المساواة وقاعدة الشريعة أن الأجر على قدر المشقة إذ مشقة من أنفق عشرة دراهم ليس كمن دل ويدل عليه أن من دل إنسانا على قتل آخر يعزر ولا يقتص منه انتهى. ¬

_ = (3608): موضوع. (¬1) انظر: ميزان الاعتدال (1/ 427)، والمغني (1/ 138). (¬2) أخرجه البزار (1742) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 166)، والطبراني في الكبير (6/ 186) (5945)، وقال السيوطي في الدرر المنتثرة: البزار في حديث أنس، وأخرجه مسلم من حديث أبي مسعود الأنصاري بلفظ: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله"، وانظره في مسلم (1893)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3399)، والصحيحة (1660).

قلت: ذلك في أحكام الدنيا ولا يبعد أنه في الآخرة مثل المباشر عذابًا. (والله يحب إغاثة اللهفان) أي إغاثة المكروب فينبغي لكل أن يعينه لأنه سعى فيما يحبه الله. (حم ع) والضياء (¬1) عن بريدة، ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج عن أنس) قال المنذري: فيه زياد النميري ضعيف وقد وثق وله شواهد، قال الهيثمي: فيه زياد النميري وثقه ابن حبان وقال عطاء وابن عدي: ضعفه جمع وبقية رجاله ثقات. 4232 - "الدباء تكبر الدماغ، وتزيد في العقل". (فر) عن أنس. (الدباء) بضم المهملة وقد تفتح وتشديد الموحدة القرع. (يكثر الدِّماغ) أي مشبه. (وتزيد في العقل) لخاصية فيه علمها - صلى الله عليه وسلم - ولذا كان - صلى الله عليه وسلم - يحبه. (فر) (¬2) عن أنس) قال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر من أكل الدباء، فقلنا: يا رسول الله إنك لتحبها فذكره، وفيه نصر بن حماد قال النسائي وغيره: ليس بثقة ويحيى بن العلاء قال الذهبي: في الضعفاء (¬3) قال أحمد كذاب يضع الحديث ومحمد بن عبد الله الحبطي لينه ابن حبان (¬4). 4233 - "الدجال عينه خضراء". (تخ) عن أبي. (الدجال) تقدم وجه تسميته واشتقاقه وفي الفتح (¬5) عن شيخه صاحب القاموس أنه اجتمع له من الأقوال سبب تسمية المسيح خمسون قولاً. (عينه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 357)، وأبو يعلى (4296)، والضياء في المختارة (2193) عن بريدة، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 69)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 137)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2997). (¬2) أخرجه الديلمي كما في الكنز (28277)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (231)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (2998): موضوع. (¬3) انظر الميزان (7/ 205)، والمغني (2/ 741). (¬4) انظر: المغني (2/ 599). (¬5) انظر: فتح الباري (13/ 94).

خضراء) كالزجاجة هذا تمام الحديث ولعل المصنف ذهل عنه قال ابن حجر (¬1): وهذا يوافق كأنها كوكب دري أي المراد بوصفها بالكوكب شدة اشتقاقها قال وتشبيهًا بالزجاجة أو بالكوكب الدري لا ينافي تشبيهها بالعنبة الطافية في رواية وبالنخاعة في الحائط المجصص في أخرى لأن كثيراً ممن يحدث في عينه النتوء يبقى معه الإدراك فيكون من هذا القبيل. (تخ) (¬2) عن أُبيّ) هو ابن كعب ورواه أحمد والطبراني بلفظ: "الدجال إحدى عينيه كأنها زجاجة خضراء" قال الهيثمي: رجاله ثقات. 4234 - "الدجال ممسوح العين يكتب بين عينه كافر يقرؤه كل مسلم". (م) عن أنس (صح). (الدجال ممسوح) بالحاء المهملة. (العين) أي إحدى عينيه مثل جبهته ليس فيه أثر عين وفي رواية: اليمنى، وفي أخرى: اليسرى ولا تعارض؛ لأن أحدهما طافية لا ضوء فيها والأخرى ناتئة كحبة عنب. (مكتوب بين عينيه كافر) وفي رواية: "ك ف ر". (يقرؤه كل مسلم) وظاهره كتابة حقيقية خلق الله إدراكها في بصر المؤمن بحيث يراه وإن لم يعرف الكتابة ولا يراها الكافر وإن عرفها كما يرى المؤمن الأدلة ببصيرته وإن لم يرها الكافر وذلك زمان خرق العادات). (م) (¬3) عن أنس). 4235 - "الدجال أعور العين اليسرى، جفال الشعر، معه جنة ونار: فناره جنة وجنته نار". (حم هـ م) عن حذيفة (صح). ¬

_ (¬1) فتح الباري (13/ 98). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (1615)، وأحمد (5/ 123)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 337)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3401)، والصحيحة (1863). (¬3) أخرجه مسلم (2933).

(الدجال أعور العين اليسرى) وفي رواية للبخاري: "أعور العين اليمنى" ولا معارضة لأن إحداهما طافية لا ضوء فيها والأخرى ناتئة كحبة عنب. (جُفال الشعر) بضم الجيم وتخفيف الفاء أي كثيرة. (معه جنة ونار فناره جنة وجنته نار) أي من أدخله الدجال ناره بتكذيبه إياه تكون تلك النار سببا لدخوله الجنة في الآخرة ومن أدخله جنته بتصديقه إياه فتكون جنته سببًا لدخوله النار في الآخرة وزاد في رواية بعد قوله: فجنته نار: "فمن ابتلي بناره فليستغث بالله وليقرأ فواتح الكهف فتكون عليه بردا وسلاماً، وفي رواية: "أنه يجيء معه مثل الجنة والنار فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وفي رواية: "معه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء وصورة النار سوداء تدخن"، وقيل: هذا يرجع إلى اختلاف المرئي بالنسبة إلى الرائي أو يكون الدجال ساحرا فيجعل الشيء بصورة عكسية، وقيل: غير ذلك. (حم م هـ) (¬1) عن حذيفة)، قال الديلمي: وفي الباب ابن عمر وغيره. 4236 - "الدجال لا يولد له، ولا يدخل المدينة ولا مكة". (حم) عن أبي سعيد (صح). (الدجال لا يولد له) أي بعد خروجه. (ولا يدخل المدينة) النبوية. (ولا مكة) فإن الملائكة تقوم على أنقابهما فتمنعه منها تطرده عن دخولهما وينزل بقربهما ويخرج إليه من في قلبه مرض. (حم (¬2) عن أبي سعيد) صححه المصنف بالرمز عليه. 4237 - "الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة". (ت ك) عن أبي بكر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 383، 397)، ومسلم (2934)، وابن ماجة (4071). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 43، 97)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3403).

(الدجال يخرج من أرض) أي بلد. (بالمشرق) أي من جهته. (يقال لها خراسان) بلد كبيرة مشهورة، قال البسطامي: هي موضع الفتن ويكون خروجه إذا غلا السعر ونقص القطر، قال ابن حجر (¬1): أما خروجه من جهة المشرق فجزم ثم جاء في هذه الرواية [2/ 501] أنه يخرج من خراسان، وفي رواية أنه يخرج من أصبهان أخرجه مسلم، وأما الذي يدعيه فإنه يخرج أولاً فيدعي الإيمان والصلاح ثم يدعي النبوة ثم يدعي الإلهية كما أخرجه الطبراني، وأما حديث أبي نعيم عن كعب: أن الدجال تلده أمه بقوص من أرض مصر فإنه لا ينافي ما هنا لأنه يولد بها ثم ينشأ بخراسان. (يتبعه أقوام) قيل من الأتراك واليهود. (كأن وجوههم المجان) بفتح الميم والجيم وتشديد النون جمع مجن وهو الترس سمي به لأنه يستر المستجن به أي يغطيه. (المطرقة) بضم الميم وتشديد الراء المفتوحة وتخفف أي الأتراس التي ألبست للعقب شيء فوق شيء ذكره الزمخشري (¬2)، يشبه وجوه أتباعه بالمجان في غلظها وعرضها وفظاظتها. (ت ك) (¬3) عن أبي بكر) قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الترمذي: حسن غريب ورواه ابن ماجه أيضاً. 4238 - "الدجال تلده أمه وهي منبوذة في قبرها فإذا ولدته حملت النساء بالخطائين". (طس) عن أبي هريرة. (الدجال تلده أمه) بضم الهمزة والضمير. (وهي منبوذة) بالنون فموحدة فدال آخرها معجمة أي ملقاة. (في قبرها) ظاهره ميتة، وفي رواية لأبي نعيم ¬

_ (¬1) فتح الباري (13/ 91). (¬2) الفائق في غريب الحديث (4/ 49). (¬3) أخرجه الترمذي (2237)، والحاكم (4/ 573)، وابن ماجه (4072)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3403).

والديلمي: تلده أمه وهي مثبورة في قبرها. (فإذا ولدته حملت النساء بالخطائين) بالخاء المعجمة بعد الطاء مثنيتان تحتيتان لم يذكر معناه شارحه ولا رأيناه في النهاية فينظر إن شاء الله تعالى ويحتمل أنه محل أو نساء الخطائين أهل الخطايا. (طس) (¬1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، قال البخاري: مجهول، وفي الميزان: قال أبو حاتم لا يحتج به، وقال ابن عدي: منكر الحديث ثم ساق له أحاديث منكرة هذا أولها. 4239 - "الدعاء هو العبادة". (حم ش خد 4 حب ك) عن النعمان بن بشير (ع) عن البراء. (الدعاء هو العبادة) قال الطيبي: جاء بضمير الفصل والخبر المعرف باللام ليدل على الحصر لأن العبادة ليست غير الدعاء، وقال غيره: المعنى أنه أعظم العبادة فهو كخبر: "الحج عرفة" أي ركنه الأكبر لدلالته على أن فاعله مقبل على الله تعالى معرض عما سواه ولأنه مأمور به وفعل المأمور به عبادة، وسماه عبادة ليخضع الداعي ولأنه يظهر ذلته ومسكنته وافتقاره إذ العبادة ذل وخضوع ومسكنة. (حم ش خد 4 حب ك) (¬2) عن النعمان بن بشير) قال الترمذي: حسن صحيح وقال الحاكم: صحيح، (ع) عن البراء) قال النووي: أسانيده صحيحة. 4240 - "الدعاء مخ العبادة". (ت) عن أنس. (الدعاء مخ العبادة) أي خالصها لأن الداعي إنما يدعو الله عند انقطاع أمله ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5122)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 2)، والميزان (5/ 60)، والكامل في الضعفاء (5/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2999). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 267)، وابن أبي شيبة (29167)، والبخاري في الأدب (714)، وأبو داود (1479)، والترمذي (3372)، والنسائي (6/ 450)، وابن ماجة (3828)، وابن حبان (3/ 172) (890)، والحاكم (1/ 667) عن النعمان بن بشير، وأبو يعلى في معجمه (328) عن البراء، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3407).

عما سواه وذلك حقيقة التوحيد والإخلاص ولا عبادة فوقها فكان مخها، وأيضاً لما فيه من إظهار الافتقار والتبرئ من الحول وهو صفة العبودية والإعلان بذلة البشرية ولأنه لا يدعو إلا وقد كمل إيمانه وقام عليه برهانه. (ت) (¬1) عن أنس)، وقال: غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة. 4241 - "الدعاء مفتاح الرحمة، والوضوء مفتاح الصلاة، والصلاة مفتاح الجنة". (فر) عن ابن عباس. (الدعاء مفتاح الرحمة) أي من دعا فقد فتح باب الرحمة. (والوضوء مفتاح الصلاة) لا تدخل إلا به. (والصلاة مفتاح الجنة) لأنه لا يدخلها إلا المصلون. (فر) (¬2) عن أنس) بإسناد ضعيف. 4242 - "الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض". (ع ك) عن علي. (الدعاء سلاح المؤمن) أي يدفع عنه البلاء ويعالجه كما يدفع عدوه بالسلاح وقدمنا أن للدعاء مع البلاء ثلاث مقامات أن يقوى عليه فيدفعه أو يساويه فيقاومه أو يضعف عنه فيخففه فالدعاء كالسلاح إذا كان تاما لا آفة به والساعد قوي والمانع مفقود حصلت به النكاية في العدو ومتى تخلف واحد من الثلاثة تخلف التأثير فإذا كان الداعي صالحاً والقلب مع اللسان حاضراً والمانع مفقوداً حصل النجح بلا ريب، (وعماد الدين) العماد واحد الأعمدة التي يعتمد عليها أي هو الذي يعتمد الدين عليه ويقوم به؛ لأنه لا يدعو الله إلا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3371)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3003). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3086)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3004)، والضعيفة (3609).

من كمل به ثقته وإيمانه بإعانته وقدرته. (ونور السماوات والأرض) التي تشرق بها لأنها تشرق بأسماء الله تعالى إشراقا حقيقيا والدعاء مشتمل عليها، وصدر الحديث: "ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم ويدر لكم أرزاقكم تدعون الله في ليلكم ونهاركم فإن الدعاء سلاح المؤمن ... " إلى آخره. (ع ك) (¬1) عن علي) كرم الله وجهه صححه الحاكم وأقره الذهبي في التلخيص لكن قال في الميزان بعد عزوه للحاكم: إن فيه انقطاعا وقال الهيثمي: في طريق أبي يعلى محمَّد بن الحسن [2/ 502] بن أبي يزيد وهو متروك. 4243 - "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة". (حم د ت ن حب) عن أنس (صح). (الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة) مع تكامل شرائطه فإنما هذا بيان وقت الإجابة ولابد من سائر الشرائط التي أسلفناها في الجزء الأول. (حم د ت ن حب) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 4244 - "الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا". (ع هـ) عن أنس (صح). (الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا) هذا كما سلف في نظيره. (ع) (¬3) عن أنس) قال الهيثمي: فيه يزيد الرقاشي مختلف في الاحتجاج به. قلت: ورمز عليه المصنف بالصحة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (439)، والحاكم (1/ 669)، والميزان (6/ 106)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 147)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3001)، والضعيفة (179): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 119)، وأبو داود (521)، والترمذي (212)، والنسائي في الكبرى (9896)، وابن حبان 4/ 593 (1696) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3408). (¬3) أخرجه أبو يعلى (3680)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3408).

4245 - "الدعاء مستجاب بين النداء والإقامة". (ك) عن أنس (صح). (الدعاء مستجاب بين النداء) أي الأذان يحتمل أن المراد بين كلماته ويحتمل أنه أريد به الأذان والإقامة كالرواية الأولى فإن الكل نداء إلى الصلاة. (ك) (¬1) عن أنس) صححه المصنف بالرمز عليه. 4246 - "الدعاء يرد القضاء، وإن البر يزيد في الرزق، وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه". (ك) عن ثوبان (صح). (الدعاء يرد القضاء) الذي لم ينبرم وتقدم أن القضاء قضاءان ويحتمل أن المراد يهونه ويرزق بسببه الداعي الرضى بالقضاء حتى يعده نعمة. (وإن البر) أي الإحسان إلى العباد. (يزيد في الرزق) في قدره حقيقة أو بالبركة. (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) تمامه عند الضياء وغيره: ثم قرأ رسول - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ (17)} [القلم: 17]. (ك) (¬2) عن ثوبان صححه المصنف بالرمز وقال الذهبي: فيه علي بن قرين كذاب عن سعيد بن راشد ضعفه ابن معين. 4247 - "الدعاء جند من أجناد الله مجند يرد القضاء بعد أن يبرم". ابن عساكر عن نمير بن أوس مرسلاً. (الدعاء جند من أجناد الله مجند) بضم الميم وتشديد النون أي مجموع. (يرد القضاء بعد أن يبرم) أي الأمر المقضي بوقوعه، ويبرم مبني للمجهول أي بعد أن يحكم بوقوعه فالمراد هنا تحفيفه وتهوينه على النفس. (ابن عساكر (¬3) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 314)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3406). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 548)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3006). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/ 158)، وانظر الإصابة (6/ 511)، وفيض القدير (3/ 542)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3000)، والضعيفة (1899): موضوع.

نمير) تصغير نمر الحيوان المعروف (ابن أوس مرسلاً) هو الأشعري قاضي دمشق تابعي ثقة، قال في التقريب (¬1): وهم من عده من الصحابة. 4248 - "الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء". (ك) عن ابن عمر. (الدعاء ينفع مما نزل) في الأقضية وتحقق وقوعه بأن يخففه ويهونه ويرفع منه ما يريده الله. (ومما لم ينزل) وقد قدر نزوله بأن يمنعه. (فعليكم) إغراء لهم (عباد الله) منادى حذف حرف ندائه (بالدعاء) قال الطيبي: الفاء جزاء شرط محذوف يعني إذا رزق بالدعاء الصبر والتحمل بالقضاء النازل ورد به ما لم ينزل فالزموا عباد الله الدعاء وحافظوا عليه وخص عباد الله بالذكر تحريضا على الدعاء وإشارة إلى أن الدعاء هو العبادة فالزموه واجتهدوا فيه. (ك) (¬2) عن ابن عمر) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن فيه عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي واهٍ انتهى، وقال ابن حجر: سنده واه ومع ذلك صححه الحاكم. 4249 - "الدعاء يرد البلاء". أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة. (الدعاء يرد البلاء) هذا كما سلف ولابد من شرائطه، قال الغزالي (¬3): قيل لإبراهيم بن أدهم: ما بالنا ندعوا فلا يستجاب لنا وقد قال الله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60] قال: لأن قلوبكم ميتة، قيل: وما الذي أماتها؟ قال: ثمان خصال: عرفتم حق الله فلم تقوموا به وقرأتم القرآن فلم تقوموا بحدوده وقلتم نحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتركتم سنته وقلتم نخشى الموت ولم تستعدوا له وقال ¬

_ (¬1) انظر: التقريب (7190). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 670)، والترمذي (3548)، وانظر: فتح الباري (11/ 95)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3409). (¬3) إحياء علوم الدين (3/ 38).

الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ} [فاطر: 6] وطاوعتموه على المعاصي وقلتم نخاف النار فأرهقتم أبدانكم فيها وقلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها وإذا قمتم من فراشكم رميتم بعيوبكم وراء ظهوركم وقدمتم عيوب الناس أمامكم فكيف يستجاب لكم، انتهى. أبو الشيخ في الثواب (¬1) عن أبي هريرة) وفي الباب غيره. 4250 - "الدعاء محجوب عن الله حتى يصلى على محمَّد وأهل بيته". أبو الشيخ عن علي (صح). (الدعاء محجوب عن الله) سبحانه عن قبوله إياه. (حتى يصلى) أي توقع الصلاة من الداعي. (على محمَّد وأهل بيته) - صلى الله عليه وسلم - وعليهم، قال الحليمي (¬2): وإنما شرعت الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - في الدعاء لأنه علمنا الدعاء بأركانه فنقضي بعض حقه اعتدادا بالنعمة، وفيه شرعية الصلاة عليه وعلى آله في الدعاء والأولى كونها في أوله وآخره فإن الله تعالى أكرم من أن يقبل الطرفين ويترك الوسط. (أبو الشيخ في الثواب (¬3) عن علي) كرم الله وجهه رمز المصنف لصحته، وأخرجه البيهقي في الشعب عنه أيضًا مرفوعًا وموقوفاً ورواه الترمذي عن ابن عمر بلفظ: "إن الدعاء موقوف [2/ 503] بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى يصلى على محمَّد إلى آخره - صلى الله عليه وسلم - " (¬4). 4251 - "الدم مقدار الدرهم يغسل وتعاد منه الصلاة" (خط) عن أبي هريرة (ض). (الدم مقدار الدرهم يغسل) عن البدن والثوب. (وتعاد منه الصلاة) إن صلى ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2912)، وانظر فيض القدير (3/ 543)، وكشف الخفاء (1/ 486)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3005)، والضعيفة (3610). (¬2) انظر: شعب الإيمان (2/ 197). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (1576)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3002). (¬4) أخرجه الترمذي (486).

فيه قبل غسله. (خط) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وفيه صالح الترمذي أورده الذهبي في الضعفاء وقال قال ابن حبان لا يحل كتب حديثه ونوح بن أبي مريم قال الذهبي: تركوه، وقال الحاكم: وضع نوح هذا حديث فضائل القرآن وحكم ابن الجوزي بوضعه وقال: نوح هذا كذاب، وأقره عليه في مختصره في الموضوعات. 4252 - "الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته". (طس) عن أبي هريرة. (الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه) أي جعلها كالخواتيم جمع خاتم في قضاء الحاجات بها. (من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته) قال الغزالي (¬2): من نعم الله تعالى على خلقه خلق الدراهم والدنانير وبهما قوام الدنيا وهما حجران لا نفع في عينهما لكن يضطر الخلق إليهما لأن كل إنسان يحتاج إلى مطعم وملبس وسائر حوائجه وقد يعجز عما يحتاجه ويملك ما يستغني عنه فاحتيج إليهما في المعاوضات ومعرفة ختم الأشياء فخلقهما الله تعالى حاكمين متوسطين بين سائر الأمور لتقدير الأموال بهما فخلقا كالحكم العدل وليتوسل بهما إلى جميع الأشياء لأنهما عزيزان في أنفسهما ولا غرض في عينهما ونسبتهما إلى سائر الأموال واحدة فمن ملكها فكأنه ملك كل شيء لا كمن يملك نحو ثوب فإنه لا يملك إلا ثوبا فلو احتاج لنحو طعام لم يرض صاحبه بالثوب فاحتيج لشيء هو في صورته كأنه ليس بشيء وهو في معناه كأنه كل الأشياء وكما أن المرآة لا لون لها وتحكي كل لون فالنقد لا غرض فيه وهو وسيلة لكل غرض والحرف لا ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 330)، وانظر الموضوعات (2/ 123)، وقال لألباني في ضعيف الجامع (3007)، والضعيفة (149): موضوع. (¬2) إحياء علوم الدين (4/ 91).

معنى له في نفسه وتظهر به المعاني في غيره انتهى. (طس) (¬1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه أحمد بن محمَّد بن مالك بن أنس وهو ضعيف وقال الذهبي: حديث ضعيف. 4253 - "الدنيا حرام على أهل الآخرة، الآخرة حرام على أهل الدنيا، والدنيا والآخرة حرام على أهل الله. (فر) عن ابن عباس. (الدنيا) وتقدم أنها عبارة عما على الأرض إلى قيام الساعة أو كل موجود قبل الحشر أو ما أدرك حسا والآخرة ما أدرك عقلا أو ما فيه شهوة للناس رجح النووي الثاني وبعض المحققين ما قبل الآخرة وقوله: (حرام على أهل الآخرة) أي ممنوعة عنهم كما يمنع الحرام والمراد المنع قدرا أي أنه تعالى لا يطلق الدنيا عليهم لئلا تفتنهم عما خلقوا له من الدار الباقية. (والآخرة حرام على أهل الدنيا) أي على من جعل الدنيا غاية علمه ومبلغ فعله وهمه وملك قلبه حبها، قال الشافعي: من ادعى أنه جمع بين حب الدنيا وحب خالقها فقد كذب. (والدنيا والآخرة حرام على أهل الله) أي من كمل حبه لله والتذاذه بعبادته لم ير للدنيا قدرا ولا للآخرة فكأنهما محرمتان عليه لأنه قد فرغ قلبه عنهما بمولاه فلم ير في الأشياء سواه ولا يقع على محبوب غيره هواه. (فر) (¬2) عن ابن عباس) فيه جبلة بن سليمان أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال قال ابن معين: ليس بثقة. 4254 - "الدنيا حلوة خضرة". (طب) عن ميمونة (صح). (الدنيا حلوة) بضم الحاء ولسكون اللام. (خضرة) بفتح الخاء المعجمة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6507)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 65)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3008). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3110)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3009)، والضعيفة (32): موضوع. (¬3) انظر الميزان (2/ 112).

وكسر الضاد أي مشتهاة مونقة تعجب الناظرين وفي تشبيهها بالخضرة التي تأكلها الأنعام إشارة إلى أن المستكثر منها كالبهيمة تستكثر من المرعى وإشارة إلى سرعة زوالها كزوال اخضرار الأرض وتقدم الحديث. (طب) (¬1) عن في ميمونة) هي بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين رضي الله عنها وعزاه المصنف إلى الشيخين في الأحاديث المتواترة وجعله منها. 4255 - "الدنيا حلوة رطبة". (فر) عن سعد. (الدنيا حلوة رطبة) أي لينة نضرة والكل إخبار بحسن نظرها وطيب مذاقها وأنها هكذا في الأعين والأذواق في الحقيقة وأنه تعالى قد نهاهم [2/ 504] عن شيء تحبه النفوس. (فر) (¬2) عن سعد) فيه مصعب بن سعيد (¬3) قال الذهبي جرحه ابن عدي ورواه عنه الحاكم أيضاً. 4256 - "الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقه بورك له فيها ورب متخوض فيما اشتهت نفسه منها ليس له يوم القيامة إلا النار". (طب) عن ابن عمر (صح). (الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها بحقه) أي بالقدر الذي يستحقه منها وهو قدر كفايته أو لما يستحقه حلالاً من مكاسبها وإن كان فوق كفايته. (بورك له فيها) أي جعل الله البركة فيما لديه. (ورب متخوض فيما اشتهت نفسه ليس له يوم القيامة إلا النار) فيه ما يقيد أنه أريد بحقه كفايته لأن التخوض التوسع في الشيء مأخوذ من خوض الماء وأن من توسع في كل ما اشتهت نفسه فهو ممن لا ينال في الآخرة إلا العذاب، ولهذا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 24) (58)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1608). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3115)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3010)، والضعيفة (3612). (¬3) انظر الميزان (6/ 435)، والمغني (2/ 660).

قال لقمان لابنه: خذ من الدنيا بلاغك وأنفق فضول كسبك لآخرتك ولا ترفض الدنيا كل الرفض فتكون عيالا وعلى أعناق الرجال كَلّا. (طب) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال المنذري: رواته ثقات، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 4257 - "الدنيا خضرة حلوة من اكتسب فيها مالاً من حله وأنفقه في حقه أثابه الله عليه في الآخرة وأورده جنته، ومن اكتسب فيها مالاً من غير حله وأنفقه في غير حقه أحله الله دار الهوان، ورب متخوض في مال الله ورسوله له النار يوم القيامة. (هب) عن ابن عمر (صح). (الدنيا خضرة) في لونها. (حلوة) في ذوقها. (من اكتسب فيها مالاً من حله وأنفقه في حقه) أي في وجوه القرب التي أمره الله بها (أثابه الله عليه) أي على كل واحد من كسبه وإنفاقه. (وأورده جنته ومن اكتسب فيها مالاً من غير حله وأنفقه في غير حقه أحله الله دار الهوان) وهي نار جهنم وبقي قسمان تقتضيهما القسمة من كسبه: من غير حله وأنفقه في حقه فهو آثم، بكسبه غير مأجور في إنفاقه لأنه الله تعالى لا يقبل إلا طيبًا، ومن كسبه من حله وأنفقه في غير حقه فهو آثم بالإنفاف. (ورب متخوض في مال الله ورسوله) أي يثوب أموال المسلمين التي عينها الله ورسوله لمصارفها. (له النار يوم القيامة) هو خارج من الأربعة لأنه أنفق ماله فيه شائبه حق من حقه وغير حقه لأنه شأن المتخوض إلا أنه أشد إثما من الأقسام الأربعة لأنه أكل حق غيره مما أمنه الله عليه. (هب) (¬2) عن ابن عمر) رمز عليه المصنف بالتصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 350) (816)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 77)، وقول الهيثمي في المجمع (3/ 99)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3410). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10304)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3011)، والضعيفة (3611).

4258 - "الدنيا دار من لا دار له ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له". (حم هب) عن عائشة (هب) عن ابن مسعود موقوفاً (صح). (الدنيا دار من لا دار له) قال القاضي: لما كان القصد الأول من الدار الإقامة في عيش هنيء أبديّ والدنيا بخلافه لم تستحق أن تسمى فمن داره الدنيا لا دار له: {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64]، قال عيسى -عليه السلام-: من ذا الذي يبني على الموج دارا تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً. (ومال من لا مال له) لأن القصد من المال الإنفاق في وجوه القرب فمن أتلفه في شهواته واستيفاء لذاته فحقيق بأن يقال لا مال له: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)} [آل عمران: 185] ولذلك قدم الظرف في قوله: (ولها يجمع من لا عقل له) لغفلته عما يهمه في الآخرة ويراد منه في الدنيا والعاقل إنما يجمع للدار الآخرة: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197] قال: في الحكم لأنه لهذا الدار أن تنهدم دعائمه وتسلب كرائمه فالعاقل من كان بما هو أبقى أفرح منه بما هو يفنى. (حم هب) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته (هب) عن ابن مسعود موقوفاً) قال الحافظ المنذري والعراقي: إسناده جيد. 4259 - "الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر". (حم م ت هـ) عن أبي هريرة (طب ك) عن سليمان، والبزار عن ابن عمر (صح). (الدنيا) أي الحياة الدنيا أو دار الدنيا. (سجن المؤمن) بالنسبة إلى ما أعد له في الآخرة من النعيم المقيم. (وجنة الكافر) بالنسبة إلى ما لما أعد له من عذاب الجحيم، وقيل: لأن المؤمن صرف نفسه عن لذاتها فكأنه في السجن مقيم، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 71)، والبيهقي في الشعب (10638) عن عائشة والبيهقي في الشعب (10637) عن ابن مسعود، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3012).

والكافر صرفها في الشهوات فكأنه في جنة ونعيم وقيل: إن المؤمن مضيق عليه بالتكاليف المطلوبة منه فهو ممنوع عن الإخلال بها ومانع لنفسه عن ذلك فكأنه في السجن والكافر مطلق رسنه لا يراقب أمرًا فكأنه غير مكلف. نكتة: ذكر الشارح أنه ذكر أن الحافظ ابن حجر لما كان قاضي القضاة مر يوما بالسوق في موكب عظيم وهيئة جميلة فهجم عليه يهودي يبيع الزيت الحار وأثوابه ملطخة بالزيت وهو في غاية [2/ 505] الرثاثة والشناعة فقبض على لجام بغلته وقال: يا شيخ الإِسلام تزعم أن نبيكم قال: "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" فأي سجن أنت فيه وأي جنة أنا فيها فقال الحافظ: أنا بالنسبة لما أعد الله لي في الآخرة من النعيم كأني الآن في السجن وأنت بالنسبة لما أعد لك في الآخرة من العذاب الأليم كأنك في الجنة فأسلم اليهودي. انتهى. قلت: ويحفظ أن مثلها اتفق للإمام عبد الله بن حمزة عليهما السلام وأنه أجاب وهو حدث السن بهذا الجواب فأعجب به أهل زمانه ولا يعد في اتفاق ذلك للرجلين. (حم م ت هـ) (¬1) عن أبي هريرة (طب ك) عن سلمان) ورواه عنه العسكري بأبسط من هذا فأخرج عن عامر بن عطية قال رأيت سلمان أكره على طعام فقال حسبي أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن أطول الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا يا سلمان إنما الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر". (البزار عن ابن عمر) زاد ابن المبارك في روايته عن ابن عمر: "إنما مثل المؤمن حين تخرج نفسه كمثل رجل كان في سجن فأخرج منه فجعل يتقلب في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 323)، ومسلم (2956)، والترمذي (2324)، وابن ماجة (3114)، عن أبي هريرة والطبراني في الكبير (6/ 268) (6183)، والحاكم (3/ 699) عن سلمان، والبزار (2498)، وابن المبارك في الزهد (598) عن ابن عمرو.

الأرض ويتفسح فيها". 4260 - "الدنيا سجن المؤمن وسنته، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنة". (حم طب حل ك (صح)) عن ابن عمر. (الدنيا سجن المؤمن وسنته) بفتح المهملة والنون فتاء التأنيث فضمير والسنة القحط والجدب هكذا ضبطه الزركشي في اللآلئ (¬1) وتبعه المصنف. (فإذا فارق الدنيا) بالموت (فارق السجن والسنة) فخرج إلى السعة من الضيق وإلى الخصب من الجدب وكأنه أريد به المؤمن الذي ضيق على نفسه الدنيا وعزفها عنها وأقبل بكليته على الآخرة. (حم طب حل ك) (¬2) عن ابن عمرو) ولم يصححه الحاكم بل سكت عليه، كذا قال الشارح، والمصنف صححه على رمز الحاكم، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 4261 - "الدنيا سبعة أيام من أيام الآخرة". (فر) عن أنس. (الدنيا) في رواية الديلمي زيادة: "كُلها" وكأنه سقط عن قلم المصنف سهوا. (سبعة أيام من أيام الآخرة) تمامه عند مخرجه الديلمي وذلك قوله تعالى: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47] انتهى، فأفاد أن عمر الدنيا ومقدار سكونها سبعة آلاف سنة وقد اختلف في ذلك وللمصنف رسالة سماها: الكشف في مجاوزة هذه الأمة الألف، جواب سؤال اتفق في زمانه وقيل: إن معنى ذلك وحقيقته لا يعلمها إلا الله تعالى. (فر) (¬3) عن أنس) من حديث العلاء ¬

_ (¬1) انظر: اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة (ص: 123). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 197)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 177)، والحاكم (4/ 351) وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3015)، والضعيفة (2536). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4151)، وانظر الميزان (3/ 305)، وكشف الخفاء (2/ 417)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3014).

بن زيد قال عنه الذهبي في الضعفاء قال ابن المديني: العلاء بن زيد يضع الحديث انتهى، وفي الميزان: إنه تالف يضع، وقال البخاري: منكر الحديث وساق له مناكير هذا منها، وقال ابن حبان يروي عن أنس نسخة موضوعة وقال السخاوي (¬1): إسناده غير ثابت. 4262 - "الدنيا سبعة آلاف سنة أنا في آخرها ألفاً". (طب) والبيهقي في الدلائل عن الضحاك بن زمل. (الدنيا سبعة آلاف سنة) أي عمرها ذلك. (أنا في آخرها) أي في الألف السابع لا في آخره. واعلم: أنه قد اختلف الناس في ذلك فأخذ البعض بهذا الخبر المعلول قائلاً إنه عند انقراض الألف السابع ينقضي عمر الدنيا وقد نقل الشارح كلاما عن البسطامي تقويةً لهذا، لا تقوم به حجة مع أن هذا يكذبه الواقع فإنا في قريب نصف القرن الثاني عشر وقد جاوزنا الألف السابع بمائة وبضع وأربعين سنة ولم تكن قد ظهرت أشراط الساعة التي أولها طلوع الشمس من مغربها وقد جاء أن بين أول الآيات وآخرها مائتي سنة وقال مغلطاي: هذا الحديث لا يثبت فيه فقد ذكر ابن الأثير في "منال الطالب": أن ألفاظه مصنوعة ملفقة وهو متداول بين رواة الحديث وأئمته وذكر بعض الحفاظ أنه موضوع، ولما ذكره أبو الفرج في العلل: وصف بعض رواته بالوضع، وقال الذهبي: قد جاءت النصوص في فناء هذه الدار وأهلها ونسف الجبال وذلك تواتره قطعي لا محيد عنه ولا يعلم متى ذلك إلا الله سبحانه وتعالى. (طب) والبيهقي (¬2) في الدلائل عن الضحاك بن زمل بكسر ¬

_ (¬1) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 693). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 352) (8146)، والبيهقي في الدلائل (7/ 38)، وابن حبان في المجروحين (1/ 331)، والديلمي في الفردوس (3118)، وانظر قول الهيثمي في المجمع=

الزاي وسكون الميم قال ابن الأثير (¬1): الضحاك من [2/ 506] أتباع التابعين، وقال ابن المديني: أما ابن زمل هذا فلا أعلمه سُمي بشيء من الروايات قال مغلطاي: وذكر العسكري وابن منده وابن حبان اسمه عبد الله إذا عرفت هذا فالمصنف تبع الطبراني في أنه صحابي قال في الروض الأنف (¬2): هذا الحديث وإن كان ضعيفاً فقد روي موقوفاً على ابن عباس من طرق صحاح وتعضده آثار انتهى. وقال ابن حجر: هذا الحديث إنما هو عن ابن زمل وسنده ضعيف جداً وأخرجه ابن السكن في الصحابة وقال: إسناده مجهول (¬3)، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 4263 - "الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة" (حم م ن) عن ابن عمرو (صح). (الدنيا متاع) المتاع انتفاع ممتد من قولهم: جبل ماتع أي مرتفع، قال في الكشف: هو من متع النهار إذا طال، قال في الكشاف (¬4): شبه الدنيا بالمتاع الذي يدلس به على المستام ويغره حتى يشتريه ثم يتبين له فساده ورداءته. (وخير متاعها المرأة الصالحة) قال الطيبي: قيد بالصالحة إيذانا بأنها شر المتاع لو لم تكن صالحة وقال الأكمل: المراد بالصالحة التقية المصلحة لحال زوجها في بيته المطيعة لأمره وفيه إيماء إلى أنها لطيب حلال في الدنيا؛ لأنه سبحانه وتعالى ¬

_ = (7/ 184)، والموضوعات (3/ 125)، وتلخيص الموضوعات للذهبي (ص:206)، وتنزيه الشريعة (2/ 466)، والأربعين المتباينة السماع (ص: 101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3013): موضوع، وفي السلسلة (3611). (¬1) انظر: أسد الغابة (1/ 529) و (1/ 612). (¬2) الروض الأنف (1/ 250). (¬3) انظر: الإصابة (4/ 96) وفتح الباري (11/ 351). (¬4) الكشاف (1/ 225).

زين الدنيا بسبعة أشياء ذكرها بقوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ} [آل عمران: 14] الآية وتلك السبعة هي ملاذها وغاية آمال طلابها وأعمها رتبة وأعظمها شهوة النساء ولأنها تحفظ زوجها عن الحرام وتعينه على القيام بأمور دينه ودنياه وكل لذة أعانت على لذات الآخرة فهي محبوبة مرضية لله تعالى فصاحبها يلتذ بها من جهة تنعمه وقرة عينه بها ومن جهة إيصالها له إلى مرضاة الله تعالى. (حم م ن) (¬1) عن ابن عمرو) ولم يخرجه البخاري. 4264 - "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عَزَّ وَجَلَّ" (حل) والضياء عن جابر (صح). (الدنيا ملعونة) اللعن الطرد والإبعاد والمراد ملعونة شهواتها وملاذها وما زين للناس فيها أي متروكة عن نظر الله إليها متروك ما فيه من شهواتها عنه أيضاً فيكون إخبارا عن بعدها عن الله ويلزم بعده عن من اهتم بها قيل ويحتمل أن المراد أنها متروكة متروك ما فيها بالنظر إلى من تركها من عباده الأنبياء والأولياء بخرابهم الدنيا وبناء الآخرة. واعلم: أنه إخبار عن الله عَزَّ وَجَلَّ أنه لعنها فلا يجوز لنا اللعن لها ولذا نهى الوصي (¬2) كرم الله وجهه من سمعه يلعنها؛ لأن المراد الإخبار أنها عنده تعالى متروكة مطرودة عن تعظيمه لها ونظره إليها والقصد إعلام العباد بذلك ليستحقروها وليس لهم لعنها، وقد كتبنا رسالة في هذا الحديث جواب سؤال وبسطنا فيها المقال وهي في مجموع الأجوبة. (ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله عَزَّ وَجَلَّ) قد بين ذلك الحديث الثاني فإنه ذكره وما والاه في الآخرة. (حل) والضياء (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 168)، ومسلم (1467)، والنسائي في الكبرى (5344). (¬2) انظر حول إطلاق "الوصي" على علي بن أبي طالب في المقدمة. (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 157، 7/ 90)، والضياء في المختارة (97)، وضعفه الألباني في=

4265 - "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلماً". (هـ) عن أبي هريرة (طس) عن ابن مسعود. (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه) أي ما والاه الله وأحبه والموالاة المحبة بين اثنين وقد تكون من واحد وهو المراد هنا يعني ملعون ما في الدنيا إلا ذكر الله وما أحبه الله مما يجري في الدنيا وقيل المراد ما والى ذكر الله والذي يواليه طاعته وامتثال أمره وتجنب نهيه لأن ذكر الله تعالى يقتضي ذلك. (وعالمًا) بأحكام الله وشرائعه. (أو متعلماً) لذلك وهما منصوبان عطف على ذكر الله تعالى وروي بالرفع أيضاً قال الطيبي: النصب الظاهر والرفع على التأويل كأنه قيل الدنيا مذمومة لا يحمد فيها إلا ذكر الله وعالم ومتعلم وخصهما بعد دخولهما فيما وإلى ذكر الله إعلاما بعظم شرفهما وفخامة شأنهما والمراد أن الدنيا مبعدة عن الله وعن نظره إليها متروكة لا يؤبه لها إلا هذه الأربعة وبدأ بذكر الله عَزَّ وَجَلَّ لأنه أشرف الأشياء. واعلم: أن هذا الحديث من جوامع الكلم وكنوز الحكم لدلالته بالمنطوق على جميع الخصال الحميدة وبالمفهوم على رذائلها القبيحة. (هـ) عن أبي هريرة (طس) (¬1) عن ابن مسعود) قال [2/ 507] الطبراني لم يروه عن ثوبان عن عبد لله إلا أبو مطرف المغيرة بن مطرف قال الهيثمي: ولم أر من ذكره. 4266 - "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكرا لله". البزار عن أبي مسعود (صح). ¬

_ =ضعيف الجامع (3019). (¬1) أخرجه ابن ماجة (4112)، والترمذي (2322) عن أبي هريرة والطبراني في الأوسط (4072) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 122)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3414).

(الدنيا ملعونة ملعون ما فيها) من الأعراض والجواهر. (إلا أمراً بمعروف أو نهيا عن منكر أو ذكرا لله) فإن هذه الأمور مما يحبه الله وأمر به وأحب فاعله فليس مطرودًا ولا متروكًا عنده تعالى. (البزار (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وليس كذلك فقد قال الهيثمي: فيه المغيرة بن مطرف ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا. 4267 - "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عَزَّ وَجَلَّ" (طب) عن أبي الدرداء (صح). (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله تعالى) أي ما قصد به من الأعمال مطابقة أمره ونهيه وثوابه وهذا أعم من الذي قبله إذ أفاد أن كل ما قصد به وجهه فإنه خارج عن لعنة الله وطرده. (طب) (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقد قال الهيثمي: فيه خراش بن المهاجر ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات، لكن قال المنذري: إسناده لا بأس به. 4268 - "الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمَّد". أبو عبد الرحمن السلمي الصوفي في الزهد عن عائشة" (ح). (الدنيا) أي لذاتها وشهواتها. (لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمَّد) صلوات الله عليه وعليهم أي لا تليق بهم ولا يحمل شرفهم طلبها والتوسع فيها والعناية بشأنها لأنه صفوة الله من عباده وخير من أخرجه من العدم إلى بلاده فشأنه أجل من أن تنبغي له الدنيا التي لا يحبها مولاه ولا يرتضيها لأحد ممن سواه فضلا عمن اختاره واجتباه وآله من عصارة شرفه ومنصبه ومن أوراق أغصان شجرته ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1736)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3017). (¬2) أخرجه الطبراني في الشاميين (612)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 222)، والترغيب والترهيب (1/ 24)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3018).

ومنبته لا يجمل بهم إلا التحلي بحليته والاقتداء بسيرته. قال ابن عطاء الله: إنما لم يرض الدنيا لهم وجعل الآخرة محلا لجزائهم لأن هذه الدار لا تسع ما يريد أن يعطيهم ولأنه تعالى أجل قدرهم عن الجزاء في دار لا بقاء لها. (أبو عبد الرحمن السلمي في الزهد (¬1) عن عائشة) حسنه المصنف بالرمز ورواه عنها الديلمي من طريقين. 4269 - "الدنيا لا تصفو لمؤمن كيف وهي سجنه وبلاؤه؟ ". ابن لال عن عائشة (ض). (الدنيا لا تصفو لمؤمن) أي عن الأكدار من الهموم والغموم والأسقام والمخاوف ونحوها. (كيف) تصفو له. (وهي) في حقيقة الأمر. (سجنه) كما تقدم. (وبلاؤه) فتنته وهو استدلال على عدم صفوها وخص المؤمن لأن الكافر لا تصفو له الداران أو لأن الكافر لما كان لا قيد شرعي يتعبد به فكأنها صافية له لأنه يتبع هواه وكل ما يريده من شهواتها لا يمنعه عنها مانع. قال حكيم: أسباب الحزن فقد محبوب أو فوات مطلوب ولا يخلو منهما إنسان لأن الثبات والدوام معدومان في عالم الكون والفساد. قال ابن عطاء الله: لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار فقد أبرزت ما هو واجب عنها ومستحق صفها وإنما جعلها الله محلا للأغيار ومعدنا لوجود الأكدار تزهيدا لك فيها علم أنك لا تقبل النصح المجرد فأذاقتك من ذواقها ما يسهل عليك فراقها. وفي تذكرة المقريزي أن من شعر العلائي: ومن رام في الدنيا حياةً خليةً .. من الهم والأقدار رام محالا فهاتيك دعوى قد تركت دليلها .. على كل أبناء الزمان محالا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن لال كما في الكنز (6090)، والديلمي (2927)، وانظر فيض القدير (3/ 551)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3521)، والضعيفة (3617): موضوع.

(ابن لال (¬1) عن عائشة)، رمز المصنف لضعفه، ورواه عنها أيضاً الديلمي وذكر أن الحاكم خرجه. 4270 - "الدهن يذهب بالبؤس والكسوة أي تحسينها تظهر الغنى والإحسان إلا الخادم مما يكبت الله به العدو". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن طلحة. (الدهن) بنحو الزيت والسمسم. (يُذهب البؤس) وهو الفقر كما في القاموس (¬2) والمراد أنه يخرج من يدّهن عن هيئة الفقراء أو أنه يذهب الفقر وييسر الله سبحانه بسببه الغنى يحتمل ذلك. (والكسوة) على صاحبها تظهر الغنى أي تدل على غنى لابسها وهو مراد الله تعالى فإنه إذا أنعم على عبده أحب أن يرى أثر نعمته عليه. (والإحسان إلى الخادم) أي إحسان السيد إلى خادمه بالكسوة والمأكل وحسن الهيئة. (مما يكبت الله به العدو) أي يحزنه كبت العدو إذا أذله وصرعه ويقال أحزنه والمكبوت الحزين، ولله شرعية هذه الأشياء وأن إحزان العدو مراد الله تعالى فإنه ليس الخير لمجرد إفادة معنى مثل الحث على ما تضمنه ولا حث إلا على مشروع. (ابن السني وأبو نعيم (¬3) في الطب عن طلحة)، ورواه الطبراني والديلمي عن عائشة. 4271 - "الدواء من القدر، وقد ينفع بإذن الله تعالى". (طب) وأبو نعيم عن ابن عباس (ح). (الدواء من القدر) [2/ 508] أي من جملة ما قدره الله وقضاه فإنه قدر لكل ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3105)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3020)، والضعيفة (3616): ضعيف جداً. (¬2) انظر القاموس (2/ 256). (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (544)، وأبو نعيم في الطب (رقم 215)، وابن السني في الطب النبوي (ق 19/ ب)، مثله والطبراني في الأوسط (9/ 126)، والديلمي في الفردوس (3101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3023).

داء دواء ففيه إشارة إلى جواب ما يقال كيف يدفع ما قدره الله من الأسقام ونحوها بالدواء فيقال لأنه من القدر أيضاً فهو من دفع القدر بالقدر. (وقد ينفع) بإذهاب الداء أو تخفيفه. (بإذن الله) أي بإرادته وهو من إخبار للحث على التداوي. (طب) (¬1) وأبو نعيم عن ابن عباس) رمز المصنف على الطبراني رمز الحسن. 4272 - "الدواء من القدر، وهو ينفع من يشاء بما يشاء القدر فهو الذي قدر الداء والدواء". ابن السني عن ابن عباس (ح). (الدواء من القدر، وهو) أي الله عَزَّ وَجَلَّ. (ينفع من يشاء) من عباده. (بما يشاء) من الأدويه فربما يكون الشيء دواء لشخص لا يكون دواء لغيره لغير تلك العلة لأن الله تعالى هو الشافي حقيقة والأدوية أسباب وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما قيل له: هل الأدوية تنفع من الأقدار. (ابن السني (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وأخرجه عنه الديلمي. 4273 - "الدواوين ثلاثة: فديوان لا يغفر الله منه شيئًا، وديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئًا؛ فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئًا فالإشراك بالله، وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئًا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه: وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئاً فمظالم العباد بينهم القصاص لا محالة". (ك هب) عن عائشة (صح). (الدواوين) جمع ديوان بكسر الدال وقد تفتح فارسي معرب، قال ابن عربي: هو الدفتر، قال الطيبي: المراد هنا صحائف الأعمال. (ثلاثة: فديوان لا يغفر الله منه شيئاً) أي لا يغفر ما فيه مرقوم. (وديوان لا يعبأ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 169) (12784)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 85)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3415). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (690)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3416).

الله) بالهمزة ما عبأت به إذ لم ينال به وأصله من العبئ الثقيل كأنه قال ما أرى له وزنا ولا قدرا، قال تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي} الآية. [الفرقان: 77]. (به شيئاً، وديوان لا يترك الله منه شيئاً) بل يعمل فيه بقضية العدل بين أهله. (فأما الديوان الذي لا يغفر الله منه شيئًا فالإشراك بالله) تعالى، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48]، {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ} [المائدة: 72]. (وأَما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئًا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه) من صوم يوم تركه أو صلاة مفروضة تركها فإن الله يغفر ذلك إن شاء ويتجاوز عنه. (وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئًا فمظالم العباد بينهم) أي ظلم بعضهم بعضا في ماله أو عرضه أو نفسه (القصاص) مبتدأ. (لا محالة) خبره أو خبر محذوف أي جزاءه القصاص أي المساواة وإنصاف المظلوم من ظالمه قال الطيبي: إنما قال في القرينة الأولى: لا يغفر ليدل على أن الشرك لا يغفر أصلاً وفي الثانية: لا يترك ليؤذن بأن حق الغير لا يهمل قطعا أو يرضيه الله عنه وفي الثالثة: لا يعبأ ليشعر بأن حقه تعالى مبني على المسامحة والمساهلة فيترك الانتصاف لنفسه جوداً ولطفاً. (حم ك) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف على الحاكم بالصحة والحال أن فيه صدقة بن موسى قال الذهبي (¬2): ضعفوه ويزيد بن بابنوس فيه جهالة (¬3). 4272 - "الديك الأبيض صديقي". ابن قانع عن أيوب بن عتبة. (الديك الأبيض صديقي) قيل لأنه أقرب الحيوانات صوتا إلى الذاكرين الله تعالى وهو يحفظ غالبا أوقات الصلوات ويوقظ لها فهو محبوب لإعانته على ما يوصل إلى الرحمة والبركة كالصديق قال الشارح ولفظ صديقي بخط المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 240)، والحاكم (4/ 619)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3022). (¬2) انظر: المغني (1/ 308). (¬3) المصدر السابق (2/ 747).

ولعله سبق قلم من رواية أخرى والذي وقفت عليه بخط الحافظ ابن حجر وغيره تبعاً لابن الأثير معزوا في التخريج لابن قانع إنما هو بلفظ "خليلي" بدلا عن "صديقي" ولم يحكوا سواه. (ابن قانع) (¬1) من طريق هارون بن محمَّد عن جابر بن مالك (عن أثوب) بزنة أحمد بمثلثة بعد الهمزة آخره موحدة ذكره (ابن حجر ابن عتبة) صحابي قال ابن الأثير: قال أحمد حديث منكر لا يصح إسناده وفي اللسان عن ذيل الميزان جابر بن مالك عن أثوب إن "الديك صديقي" إلى آخره وعند هارون بن نجيد آفته أحدهما فإن رجال إسناده معروفون غيرهما. 4275 - "الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدو الله". أبو بكر البرقي عن أبي زيد الأنصاري. (الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدو الله) أي إبليس لأنه يعين على ذكر الله وينبه على الصلاة فلا غرو كان صديقًا لمن يحب الصلاة عدوا لمن يعادي الله وتمام الحديث "وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبيته معه في البيت. (أبو بكر البرقي) (¬2) بفتح الموحدة وسكون الراء نسبة إلى برقة بلد بالمغرب خرج منها جماعة علماء في كل فن، عن أبي زيد الأنصاري اسمه عمرو بن أخطب صحابي (¬3) جليل عرف بكنيته وفيه محمَّد بن [2/ 509] حمير وضاع عن محمَّد بن مهاجر ليس بشيء بل كذبه البعض ولذا أورده ابن الجوزي في الموضوعات وأقره المصنف في مختصره ولم يتعقبه فما كان له إيراده هنا. 4276 - "الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي". الحارث ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 325)، وانظر الميزان (8/ 68، 69)، واللسان (2/ 87)، والإصابة (1/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3025). (¬2) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (878)، وانظر فيض القدير (3/ 554)، وانظر الموضوعات (3/ 4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3026). (¬3) الإصابة (4/ 599).

عن عائشة وأنس. (الديك الأبيض صديقي) أي أحبه حب الصديق. (وصديق صديقي) أي من يصادقني فهو يحبه. (وعدو عدوي) وقد ورد النهي عن سبه كما أخرجه أبو نعيم "لا تسبوا الديك فإنه صديقي وأنا صديقه وعدو عدوي والذي بعثني بالحق لو يعلم بنوا آدم ما في صوته لاشتروا لحمه وريشه بالذهب والفضة لأنه ليطرد مدى صوته من الجن انتهى. (الحارث) (¬1) أي ابن أبي أسامة، (عن عائشة و) وعن (أنس) أخرجه عنهما في مسنده. 4277 - "الديك الأبيض صديقي وعدو عدو الله يحرس دار صاحبه وسبع دور". البغوي عن خالد بن معدان. (الديك الأبيض صديقي وعدو عدو الله يحرس دار صاحبه وسبع آدُور) بمد الهمزة جمع دار مقلوب أي يحرس أهله دار صاحبه وأهل سبع غيرها وللديك خاصية جعلها الله تعالى وتقدم ذكر حكايات في الجزء الأول .. (البغوي (¬2) عن خالد بن معدان) مرفوعاً أورده ابن الجوزي في الموضوعات؛ لأنه من رواية طلحة بن يزيد عن الأحوص عن خالد وطلحة متروك وتعقبه المصنف بأن ابن حجر قال: لم يتبين لي الحكم على هذا المتن بالوضع وإنما رواته ضعفاء. 4278 - "الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب حبيبي، جبريل يحرس بيته، وستة عشر بيتاً من جيرانه: أربعة عن اليمين وأربعة عن الشمال وأربعة من قدام وأربعة من خلف". (عق) وأبو الشيخ في العظمة عن أنس. ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (877) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3027). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3130)، وانظر الموضوعات (3/ 5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3029).

(الديك الأبيض الأفرق) في القاموس (¬1) عرفة مفروق. (حبيبي وحبيب حبيبي، جبريل) عليه السلام هذه أبلغ من الإخبار عن الأبيض بأنه صديقي لأنه هنا فيه زيادة صفة الأفرق ولذا قال: (يحرس بيته) الذي هو فيه. (وستة عشر بيتاً من جيرانه) وفي الأبيض فقط وسبقه الستة عشر من الجهات الأربع كما بينه بقوله. (أربعة عن اليمين وأربعة عن الشمال وأربعة من قدام وأربعة من خلف) زاد أبو نعيم في رواية "وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبيته معه في البيت". (عق) وأبو الشيخ (¬2) في العظمة عن أنس) قال في الميزان عن ابن أبي حاتم: حديث منكر وتبعه المصنف في الدرر فقال: هذا منكر وعقبه مخرجه العقيلي بقوله في ترجمة أحمد بن محمَّد الترمذي هو منكر الحديث، وساق له ما أنكر عليه هذا الخبر فما كان للمصنف حذف ما عقبه به. 4279 - "الديك يؤذن بالصلاة من اتخذ ديكا أبيض حفظ من ثلاثة: من شر كل شيطان وساحر وكاهن". (هب) عن ابن عمر. (الديك يؤذن بالصلاة) أي معلم بدخول وقتها وله مفرقة بالوقت الليلي ليست لغيره فإنه يقسط صوته فيه تقسيطا لا يكاد يتفاوت ويتوالى صياحه قبل الفجر وبعده فلا يكاد يخطئ طال الليل أم قصر ومن ثمة أفتى بعض الشافعية باعتماد الديك المجرب في الوقت. (من اتخذ ديكا أبيض حفظ) أي منع. (من) شر. (ثلاثة: من شر كل شيطان وساحر وكاهن) فيه أن الكهانة غير السحر قال الداودي: يتعلم من الديك خمس خصال، حسن الصوت والقيام وقت السحر ¬

_ (¬1) انظر القاموس (ص:1184). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 127)، وأبو الشيخ في العظمة (1253)، وانظر ميزان الاعتدال (1/ 144)، واللسان (1/ 284)، والموضوعات (3/ 5)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3524)، والضعيفة (3618): موضوع.

والغيرة والسخاء وكثرة الجماع. (هب) (¬1) عن ابن عمر) قال البيهقي: هذا إسناد مرسل وهو به أشبه. 4280 - "الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي يحرس دار صاحبه وتسع دور حولها". الحارث عن أبي زيد الأنصاري. (الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي يحرس دار صاحبه وتسع دور حولها) في الأول سبع وفي هذا تسع كأنه وقع الإعلام بالسبع وكأن المراد من جهة من الأربع الجهات وإلا فقد سلف أنه يحفظ ستة عشر داراً ثم أعلم - صلى الله عليه وسلم - بالتسع. الحارث (¬2) عن أبي زيد الأنصاري) الذي تقدم ذكر اسمه قريباً. 4281 - "الدينار بالدينار لا فضل بينهما، والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما" (م ن) عن أبي هريرة (صح). (الدينار) يباع. (بالدينار لا فضل بينهما) أي لا زيادة ولم يذكر النساء لأنه قد أفاده من غيره ولا غير المضروف لأنه يأتي في الذهب ما هو أعم فيه وفي غيره بلفظ: "الذهب بالذهب ... " إلى آخره. (والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما) هذان نوعان من الأنواع التي حرم الربا فيها خصهما لأنهما أكثر الأنواع ملابسة بيعا وشراء (م ن) (¬3) عن أبي هريرة. 4282 - "الدينار كنز والدرهم كنز والقيراط كنز". ابن مردويه عن أبي هريرة (صح). (الدينار كنز والدرهم كنز والقيراط كنز) القيراط اسم جزء من أجزاء الدينار ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5177)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3030). (¬2) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (878)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3028). (¬3) أخرجه مسلم (1588)، والنسائي (4/ 29).

وهو نصف عشرة في أكثر البلاد وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين جزعا أي إذا لم يخرج زكاة هذه الأشياء مع بلوغها النصاب فإنها كنز داخلة تحت قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34] الآية، وإذا أديت زكاته فليس بكنز. (ابن مردويه (¬1) عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف كذا قال الشارح: والمصنف رمز عليه رمز الصحة ورواه الديلمي عنه وبيض له. 4283 - "الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم، وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع ملح بصاع ملح لا فضل بين شيء من ذلك". (طب ك) عن أبي أسيد الساعدي. (الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم وصاع حنطة بصاع حنطة وصاع شعير بصاع شعير وصاع [2/ 510] ملح بصاع ملح لا فضل بين شيء من ذلك) هذه أنواع ما حرم فيه من الربا لم يفت منها هنا إلا التمر فإن الدينار للذهب والدرهم للفضة وخص الفضل وإلا فإن النسأ أيضاً محرم لأنه الأهم فإن طلب الزيادة هو الحامل في الغالب على التقارض. (طب ك) (¬2) عن أبي أسيد الساعدي) بفتح الهمرة مالك بن ربيعة قال راويه عن أبي أسيد سمعته وابن عباس يفتي الدينار بالدينارين فقال له أبو أسيد وأغلظ فقال ابن عباس: ما كنت أظن أحدًا يعرف قرابتي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لي مثل هذا فقال أبو أسيد: لقد سمعت رسول الله يقول فذكره، فقال ابن عباس: إن هذا شيء كنت أقوله برأيي ولم أسمع فيه شيئاً انتهى، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي، قال الهيثمي: بعد ما عزاه للطبراني: إسناده حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي (2949)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 219)، وفيض القدير (3/ 554)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3424)، والصحيحة (721). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 268) (595)، والحاكم (2/ 23)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 114)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3421).

4284 - "الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما فمن كانت له حاجة بورق فليصطرفها بالورق والصرف ها وها". (هـ ك) عن علي. (الدينار بالدينار لا فضل بينهما والدرهم بالدرهم لا فضل بينهما فمن كانت له حاجة بورق) بتثليث الراء والكسر أفصح. (فليصطرفها بذهب ومن كانت له حاجة بذهب فليصطرفها بالورق والصرف ها وها) بالمد والقصر والمعنى خذ وهات فيشترط التقابض في الصرف بالمجلس. (هـ ك) (¬1) عن علي)، فيه العباس بن عثمان بن شافع جد الإِمام الشافعي عن عمر بن محمَّد بن الحنفية، قال في الميزان لم أر عنه راوياً إلا ولده محمَّد، وقال الحاكم: صحيح غريب وأقره الذهبي. 4285 - "الدين يسر ولن يغالب الدين أحد إلا غلبه" (هب) عن أبي هريرة. (الدين) بكسر الدال. (يسر) أي ذو يسر والمراد مبني على التخفيف والتسهيل أخبر عنه باليسر مبالغة والمراد أنه يخالف الأديان فيه في ذلك. (ولن يغالب) الدين أي يطلب مغالبته بالأعمال الصالحة ليستقصي ما فيه من القرب. (أحدٌ إلا غلبه) أحد فاعل يغالب، ونقل الشارح عن ابن حجر. إنه أضمر الفاعل للعلم به وكأنها رواية سقط فيها لفظ أحد والذي شرح عليه الشارح ورأيناه في ما قوبل على خط المصنف بإثبات أحد والشارح حاطب ليل يجمع الكلام ولا يفصل ما في المقام، والدين مفعول مقدم على الفاعل وقد تقدم هذا المعنى مرارًا والمراد لا يتعمق أحد في الدين ويترك الرفق ويأخذ بالعنف إلا غلبه الدين وعجز المتعمق وانقطع. قال ابن المنير: فيه علم من ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2261)، والحاكم (2/ 56)، وانظر الميزان (4/ 52)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3423).

أعلام النبوة فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع وليس المراد من أخذ بالأكمل في العبادة لأنه من الأمور المحمودة بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال والمبالغة في الفعل المؤدي إلى ترك الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبه النوم آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في جماعة أو إلى خروج وقتها. (هب) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه البخاري بلفظ إن الدين إلى آخره. 4286 - "الدين النصيحة". (تخ) عن ثوبان، البزار عن ابن عمر. (الدين النصيحة) أي عماده وقوامه النصيحة على "نحو الحج" عرفة بولغ في النصيحة حتى جعل الدين كله إياها، وتقدم الكلام على الحديث في: "إن الدين النصيحة" مستوفى لأن لفظ الحديث هنالك كان أوفى. (تخ) (¬2) عن ثوبان) مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، (البزار عن ابن عمر)، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وقد عزاه المصنف في الدرر إلى مسلم. 4287 - "الدين شين الدين" أبو نعيم في المعرفة عن مالك بن يخامر، القضاعي عن معاذ. (الدَّين) بفتح الدال. قال ابن العربي: الدين عبارة عن معنى يثبت في ذمة الغير للغير مؤجل أو حال (شين الدين) بكسرها أي عيبه وفي شرح الشهاب لما جمع الدَّين محاسن الإِسلام ظاهرا وجمال الإيمان باطنا نهى عن شين هذا الجمال بالدين وذلك لأنه يشغل القلب بهمه وقضائه والتذلل للغريم عند لقائه وتحمل منته إلى تأخير أوانه وربما يعد بالوفاء فيخلف أو يحدث الغريم بسببه ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3881)، والبخاري (39) بلفظ (إن الدين يسر ....). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (1522) عن ثوبان، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 87)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3417).

فيكذب أو يحلف فيحنث أو يموت فيرتهن به (أبو نعيم في المعرفة (¬1) عن مالك بن يخامر) (¬2) بضم التحتية والمعجمة وكسر الميم الحمصي السكسكي قال الذهبي: يقال له صحبة انتهى، وقال أبو نعيم: لم يثبت، وفيه عبد الله بن شبيب [2/ 511] الربعي قال في الميزان (¬3) إخباري علامة لكنه واهٍ، قال الحاكم: ذاهب الحديث وبالغ في ذلك فقال: يحل ضرب عنقه، (القضاعي عنه عن معاذ) بن جبل فيه إسماعيل بن عياش أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) وقال مختلف فيه وليس بالقوي لكن قال العامري في شرحه: حسن. 4288 - "الدين راية الله في الأرض فإذا أراد أن يذل عبدا وضعها في عنقه". (ك) عن ابن عمر. (الدين) بفتح الدال المشددة. (راية الله في الأرض) أي التي وضعها فيها لإذلال من شاء إذلاله. (فإذا أراد الله أن يذل عبدا وضعها في عنقه) وذلك بإيقاعه في الاستدانة ويترتب عليها الذل والهوان ولهذا تكرر في عدة أحاديث استعاذة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - منه، وأما الاستدانة للضرورة فهو جائز وقد استدان - صلى الله عليه وسلم - وإنما المراد الدين الذي عنه مندوحة فإنه لا يعان أحد على قضائه فلا يزال في ذلة لازم الغريم له. (ك) (¬5) عن ابن عمر)، قال الحاكم على شرط مسلم ورده الذهبي لأنه من حديث بشر بن عبيد الدارس، وبشر واه فالصحة من أين؟. ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (31)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 5435) عن مالك بن يخامر والديلمي في الفردوس (3099) عن معاذ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3032)، وقال في الضعيفة (472): موضوع. (¬2) الإصابة (5/ 759). (¬3) انظر الميزان (6/ 577)، واللسان (7/ 406). (¬4) انظر المغني (1/ 85). (¬5) أخرجه الحاكم (2/ 29)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3031)، والضعيفة (473): موضوع.

4289 - "الدين دينان: فمن مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه، ومن مات ولا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته، وليس يومئذ دينار ولا درهم". (طب) عن ابن عمر (ح). (الدين دينان: فمن مات وهو ينوي قضاءه) أي إيفاء صاحبه متى تمكن. (فأنا وليُّه) أي أقضيه عنه مما يفئ الله علي من الغنائم فإنه كان يتحمل بدين الهالك الذي لم يترك الوفاء آخر الأمرين كما قدمنا ثم يلزم الإِمام من بعده ذلك ولذا قال في القسم المقابل للأول. (ومن مات ولا ينوي قضاءه فذاك) أي الدين. (الذي) لم ينو قضاءه هو الذي (يؤخذ من حسناته) وظاهره ولو قضاه عنه الإِمام أو غيره وأنه بنفس النية يؤخذ من حسناته فإن لم تف حسناته أخذ من سيئات خصمه فألقيت عليه ثم طرح في النار كما جاء في خبر آخر وأما من نيته الوفاء ولم يقض عنه الإِمام ولا تمكن منه فإنه لا تؤخذ من حسناته بل يعوض الله عنه غريمه في الآخرة. (ليس يومئذ) أي يوم الأخذ وهو يوم القيامة. (دينار ولا درهم) حتى يقضي غريمه عين ماله الذي في ذمته وهذا تحريض على نية القضاء. (طب) (¬1) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن عبد الرحمن البيلماني وهو ضعيف ورواه عنه الديلمي ورمز المصنف لحسنه. 4290 - "الدين هَمّ بالليل ومذلة بالنهار". (فر) عن عائشة. (الدين هَمّ بالليل) فإنه يخلو المديون فيه بنفسه فيتذكر أنه إذا أصبح طولب وضيق عليه ولم يجد لخلاصه حيلة بات ليلته محزونا مغموما حتى إذا نام رأى أحوالًا منكدة. (ومذلة) محل ذلة لمن هو عليه. (بالنهار) لا سيما إذا كان غريمه سيء التقاضي فهو البلاء الأكبر والموت الأحمر والقصد بهذه الأخبار الإعلام ¬

_ (¬1) لم أقف عليه من الكبير، عزاه للطبراني في الكنز (15477)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3418).

بأن الدين مكروه لما فيه من تعريض النفس للمذلة فإن دعت إليه الحاجة فلا بأس به. (فر) (¬1) عن عائشة) ثم قال الديلمي: وفي الباب أنس وغيره. 4291 - "الدين ينقص من الدين والحسب". (فر) عن عائشة. (الدين) بالفتح. (ينقص من الدين) بالكسر لأنه يحمل على الكذب وخلف الوعد وقد يجر إلى سخط القضاء وإلى الاحتيال في تحصيل شيء من غير حله ليرضي به رب الدين. (والحسب) أي الشرف والعلو لأنه لا يزال حامله مذموما بالألسنة مهجنا عليه ما أتاه وهذا كله تنفير عن الدين. (فر) (¬2) عن عائشة) فيه الحكم بن عبد الله الأيلي قال الذهبي في الضعفاء (¬3): متروك متهم أي بالوضع. 4292 - "الدين قبل الوصية وليس لوارث وصية". (هق) عن علي. (الدين) بفتح الدال. (قبل الوصية) أي يجب تقديمه والوفاء به على تنجيزها. (وليس لوارث وصية) قدمنا الكلام على هذه الجملة في الجزء الأول في: "إن الله" (هق) (¬4) عن علي) فيه يحيى بن أبي أنيسة قال الذهبي في المهذب (¬5): ويحيي ضعيف انتهى، وأخرجه الدارقطني عن علي يرفعه وفيه عاصم لينه ابن عدي، وأخرجه الحارث بن أبي أسامة من حديث ابن عمر بمثله قال ابن حجر: سنده ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3105)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3033)، والضعيفة (3619): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3034)، والضعيفة (3620، 474): موضوع. (¬3) انظر المغني (1/ 183)، والميزان (2/ 337). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 232)، والدارقطني (4/ 97)، وانظر الدراية (2/ 290)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3419). (¬5) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبرى (رقم 10086).

حرف الذال أي المعجمة

حرف الذال أي المعجمة الذال مع الألف 4293 - " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد رسولاً". (حم م ت) عن العباس بن عبد المطلب (صح). (ذاق طعم الإيمان) قال الراغب (¬1): الذوق وجود الطعم في الفم وأصله فيما يقل تناوله وإذا كثر يقال له الأكل، وقال غيره: الذوق ضرب مثل لما تناولوه عند المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من الخير وأراد وجد حلاوته في قلبه وذاق طعمه، شبه الأمر الحاصل الوجداني من الرضا بالأمور الآتية منه - صلى الله عليه وسلم - بمطعوم يلتذ به ثم ذكر المشبه به [2/ 512] وأراد المشبه ورشح له بقوله ذاق. (من رضي بالله ربا) أي قنع به وبربوبيته ورضي بكل ما جاء منه تعالى فإن ذلك شأن من رضي بكونه مربوبا لله تعالى. (وبالإِسلام ديناً) قال الهيثمي: لا يخلو إما أن يراد بالإِسلام الانقياد كما في حديث جبريل أو مجموع ما يعبر بالدين عنه كما في خبر "بني الإِسلام على خمس" ويؤيد الثاني اقترانه بالدين لأن الدين جامع بالاتفاق وعلى التقديرين هو عطف على قوله بالله وما عطف عام على خاص وكذا قوله: (وبمحمد رسولاً) إن قيل قد استلزمه الثاني قيل: أفرد ليعلم أن كل واحد مقصود لذاته. (حم م ت) (¬2) عن العباس بن عبد المطلب) ولم يخرجه البخاري. 4294 - "ذاكر الله في الغافلين بمنزلة الصابر في الفارين". (طب) عن ابن مسعود. ¬

_ (¬1) مفردات القرآن (ص517). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 208)، ومسلم (34)، والترمذي (2623).

(ذاكر الله في الغافلين) أي الذاكر بين جماعة غافلين عن الذكر، قال النووي (¬1): واعلم أن فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتكبير ونحوها بل كل عامل لله بطاعة فهو ذاكر لله، غدا قاله سعيد بن جبير - رضي الله عنه - وغيره، وقال عطاء -رحمه الله- مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام كيف يشتري ويبيع ويصلي ويصوم ويحج وينكح ويطلق وأشباه هذا انتهى. قلت: إن أريد أن الأجر في الذكر كالأجر في الطاعات فالأجر لا يعرف تفاضله ولا مقداره إلا بالتوقيف وإنه إذا أطلق الشارع الذكر والثناء عليه فهو شامل لكل طاعة كما هو ظاهر مراد القائل وهذا يبعده أنه ورد الذكر مع الطاعات قسما مستقلا في الآيات والأحاديث مثل {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إلى قوله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [الأحزاب: 35] بعد عدد أنواع من الطاعات ومثل ما سلف في آخر الهمزة "إني رأيت البارحة ... " الحديث بطوله وفيه خصال من الطاعات لكل منها شيء من الأجر وخص الذكر بدفعه احتواش الشياطين عن الذكر "قال رأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فطرد الشياطين عنه" (¬2) وفي الحديث الآخر أن الذاكر أفضل من المنفق الذهب والفضة في سبيل الله ومن المجاهد الذي ينقطع سيفه، وبالجملة فالأحاديث والآيات ماضية بأن الذكر نوع من الطاعات مغاير لها لأنه شامل لكل طاعة والله اعلم بالمراد. (بمنزلة الصابر في الفارين) في الجهاد للعدو، فالذاكر قاهر لجند الشيطان وهازم له والغافل مقهور وفار عن مجاهدة عدوه. (طب) (¬3) عن ابن مسعود) أي في الكبير وأخرجه في الأوسط ¬

_ (¬1) الأذكار (صـ21). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 234)، وانظر العلل المتناهية (2/ 698). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 16) (9797)، وفي الأوسط (271)، وانظر قول الهيثمي في=

أيضاً وقال الهيثمي بعد ما عزاه لهما: رجال الأوسط وثقوا وقضيته أن رجال الكبير ما وثقوا فلو عزاه المصنف للأوسط لكان أولى. 4295 - "ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين، وذاكر الله في الغافلين كالمصباح في البيت المظلم، وذاكر الله في الغافلين كمثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي قد تحات من الصريد، وذاكر الله في الغافلين يعرفه الله مقعده من الجنة، وذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل فصيح وأعجم". (حل) عن ابن عمر. (ذاكر الله في الغافلين مثل الذي يقاتل عن الفارين) لا شك أن العباد لا يزال جنود الشيطان لهم غاوية وعليهم رائحة وغادية ولا خيل ولا دخل لقتالهم إلا بجيوش الذكر وفرسان الأدعية فمن غفل عن الذكر فقد صار مهزوما مقهوراً عن عدوه موليا، فمن ذكر الله منهم فهو المقاتل لعدوهم المدافع عن حوزتهم. (وذاكر الله في الغافلين) كرره ليناط به كل مرة ما لم ينط به أولاً. (كالمصباح في البيت المظلم) شبه الذاكر بالمصباح الذي يضيء لأهل المنزل المظلم وذلك لأن القلوب في ظلمة الشهوات والشبهات ولا تنير إلا بمصابيح الذكر وشموس التلاوة. (وذاكر الله في الغافلين كمثل الشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي قد تحات من الصريد) بمهملة أوله وآخره وراء ومثناة تحتية شدة البرد ويروى من الجليد شبه الذاكر بالغصن الأخضر الذي يعد للإثمار والغافل باليابس الذي يهيء للإحراق ذكره القاضي، قال الحكيم: فكذلك أهل الغفلة أصابهم حريق الشهوات فذهب ثمار القلوب وهي طاعة الأركان فالذاكر قلبه ¬

_ =المجمع (10/ 80)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3036)، وقال في الضعيفة (672):ضعيف جداً.

رطب بذكره فلم يضره قحط ولا برد. (وذاكر الله في الغافلين يعرفه الله مقعده من الجنة) أي محل قعوده كأن المراد عند موته أو في البرزخ. (وذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل فصيح وأعجم) الفصيح بنو آدم والأعجم البهائم هكذا ذكره متصلاً به مخرجه أبو نعيم فما أدري أهو من تتمة الحديث أو من كلام الراوي. (حل) (¬1) عن ابن عمر) قال في الكبير: (حل هب) وابن صصري في آماليه وابن شاهين في الترغيب في الذكر وقال: هذا حديث صحيح الإسناد حسن المتن غريب الألفاظ عن ابن عمر انتهى، وقال الحافظ العراقي: ضعيف، قال الشارح وذلك لأن فيه عمران بن مسلم البصير قال في الميزان: قال البخاري: منكر الحديث ثم أورد له هذا الخبر. 4296 - "ذاكر الله في رمضان مغفور له وسائل الله فيه لا يخيب". (طس هب) عن عمر. (ذاكر الله في رمضان) ولم يقل وهو صائم ليشمل الليل. (مغفور له) ذنبه. (وسائل الله فيه) أي في رمضان. (لا يخيب) بفتح أوله وتخفيف المثناة التحتية وبضمة وتشديدها. (طس هب) (¬2) عن عمر) قال الهيثمي: فيه هلال بن عبد الرحمن وهو ضعيف قال الذهبي في الضعفاء (¬3): منكر الحديث، قال الشارح: وفيه عبد الله بن عدي بن جدعان قال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين وقال أحمد ويحيي: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: غير قوي. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 181)، والبيهقي في الشعب (565)، وابن عدي في الكامل (5/ 91)، وانظر الميزان (5/ 295)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3037)، وقال في الضعيفة (671): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6170، 7341)، والبيهقي في الشعب (3672)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3038)، والضعيفة (3621): موضوع. (¬3) انظر المغني (2/ 714)، والميزان (7/ 100).

4297 - "ذاكر الله خاليا كمبارزة إلى الكفار من بين الصفوف خالياً". الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس. (ذاكر الله خاليا) أي عن الناس ولعله يشمل الذكر سراً. (كمبارزة إلى الكفار) عدّاه بإلى [2/ 513] لأنه ضمنه مفضيا وواصلاً. (من بين الصفوف) إلى صفوف المسلمين. (خاليا) عمن بصحبته من المجاهدين وتقدم فضيلة من كان كذلك في "ثلاثة". (الشيرازي في الألقاب (¬1) عن ابن عباس) ورواه عنه أيضاً الديلمي لكن بيَّض له ولده. ¬

_ (¬1) عزاه في الكنز (1833) للشيرازي في الألقاب وأخرجه الديلمي (3142)، وانظر فيض القدير (3/ 559)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3035).

الذال مع الموحدة

الذال مع الموحدة 4298 - " ذبح الرجل أن تزكيه في وجهه". ابن أبي الدنيا في الصمت عن إبراهيم التيمي مرسلاً. (ذبح الرجل أن تزكيه في وجهه) أي أن تزكيته ومدحه في وجهه بمنزلة ذبحه لأنه يلجئه إلى شدة حيائه منه والإجابة كرها فيتألم من ذلك تألم المذبوح كذا قيل، ويحتمل أنه أريد التزكية في وجهه تعظم نفسه عنده فيضره ذلك كما يضره الذبح، والأخبار تفيد بتحريم التزكية في الوجه لأنه شبيه بالمحرم وهو القتل والمراد ما لم يدعوا إليه ضرورة شرعية من مثل التعديل ونحوه. (ابن أبي الدنيا في الصمت (¬1) عن إبراهيم التيمي) بفتح المثناة الفوقية وسكون المثناة التحية نسبة إلى تيم هو قبيلة معروفة قيل ويحتمل أنه بفتح المثناة التحتية أيضاً نسبة إلى تيم بالتحريك بطن من غافق هو الزاهد المشهور (مرسلاً) أرسل عن عائشة وغيرها. 4299 - "ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر إنه إن ذكر لم يذكر إلا اسم الله". (د) في مراسيله عن الصلت مرسلاً. (ذبيحة المسلم) للمأكول. (حلال ذكر اسم الله) عند الذبح. (أو لم يذكر) كأنه بيان لما في الآية: {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121]، إنه أريد ذبيحة غير المسلم لما أفاده من قوله: (إنه) أي المسلم أو الشأن. (إن ذكر) أي على ذبيحته. (لم يذكر إلا اسم الله) فإذا طواه فلا ضير فيه احتج به الجمهور على عدم وجوب التسمية على الذبيحة وقالوا هي سنة لا واجبة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3427).

والمذبوح حلال سواء تركها سهوا أو عمدا وفرق أحمد بين العامد والناسي ومال إليه الغزالي فإنه قال: إن الآية ظاهرة في الإيجاب والأخبار متواترة بالأمر بها لكن لما صح عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن يذبح على اسم الله سمى أو لم يسم" (¬1) احتمل كونه عاما موجبا لصرف الآية والأخبار عن ظاهرها ويحتمل تخصيصه بالناسي، والثاني أولى انتهى كلامه إلا أن هذا الحديث الذي حكم بصحته بالغ النووي في إنكاره وقال: هو مجمع على ضعفه قال: وقد خرجه البيهقي من حديث أبي هريرة وقال منكر لا يحتج به، أقول: لا يخفى أن الآية ظاهرة في تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه لأنه الأصل في النهي فإن ثبت أحاديث حل ما لم يذكر اسم الله عليه كأن النهي في الآية للكراهة وأما كون التسمية واجبة أو غير واجبة فلا دلالة لأحاديث التحليل على ذلك لأنه يجوز كونها واجبة يأثم تاركها وتحل ذبيحته والآية وإن وردت في النهي عن أكل ما لم يسم عليه ولم تتعرض لإيجاب التسمية إلا أنها مقيدة لأنه إذا حرم ما لم يسم عليه وقد علم أنه قد نهي عن إضاعة المال فالذبح بغير تسمية إضاعة لو لم ترد الأحاديث بحله فلم يأذن الشارع في الذبح إلا بشرطه وهو التسمية فتكون واجبة فإن تركها ترك واجبا وأثم وحل الأكل لورود الدليل به والله أعلم. (د) (¬2) في مراسيله عن الصلت مرسلاً) بفتح المهملة وسكون اللام وآخره مثناة هو السدوسي مولى سويد بن ميمون قال ابن القطان (¬3): الصلت لا يعرف حاله، قال ابن حجر: رواه البيهقي عن ابن عباس موصولا وفي سنده ضعف وأعله ابن ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (9/ 636)، وسبل السلام (4/ 85). (¬2) أخرجه أبو داود في مراسيله (378)، والبيهقي في السنن (9/ 240)، وانظر فتح الباري (9/ 636)، والتلخيص الحبير (4/ 137)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3039). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 310).

الجوزي بمغفل بن عبد الله زعم أنه مجهول فأخطأ، لكن قال البيهقي: الأصح وقفه على ابن عباس وقال في الفتح: الصلت ذكره ابن حبان في الثقات وهو مرسل جيد أما كونه يبلغ درجة الصحة فلا. 4300 - "ذبوا عن أعراضكم بأموالكم". (خط) عن أبي هريرة، وابن لال عن عائشة. (ذبوا) أي امنعوا وادفعوا. (عن أعراضكم بأموالكم) تمامه عند مخرجه الخطيب قالوا: كيف نذب يا رسول الله بأموالنا عن أعراضنا؟ قال: "تعطون الشاعر ومن تخافون لسانه" انتهى بلفظه. (خط) (¬1) عن أبي هريرة، ابن لال عن عائشة) ورواه عنها أيضاً الديلمي. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو بكر في الغيلانيات (رقم 801)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 193)، وأخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 107) عن أبي هريرة، والديلمي في الفردوس (3143) عن عائشة وصححه الألباني في صحيح الجامع (3426).

الذال مع الراء

الذال مع الراء 4301 - " ذراري المسلمين يوم القيامة تحت العرش: شافع ومشفع من لم يبلغ اثنتي عشرة سنة، ومن بلغ ثلاث عشرة سنة فعليه وله". أبو بكر في الغيلانيات، وابن عساكر عن أبي أمامة. (ذراري المسلمين) أي أطفالهم من الذر بمعنى التفريق لأن الله فرقهم في الأرض أو من الذرء بمعنى الخلق. (يوم القيامة تحت العرش) أي في ظله. (شافع) كل واحد منهم لأبويه. (ومشفّع) بقبول الشفاعة عند الله تعالى. (من لم يبلغ اثنتي عشرة سنة) بدل مما قبله أو خبر مبتدأ محذوف قال المصنف: ثم إذا أدخلوا الجنة كانوا مع أرفع الأبوين مكانا وخير الوالدين فضلاً وإحساناً. (ومن بلغ ثلاث عشرة سنة فعليه) ذنبه. (وله) أجر طاعته وظاهره أن هذه سن التكليف والذي عليه الناس أنه خمس عشرة سنة أو الاحتلام لأن هذا الحديث لا يقوم به حجة. (أبو بكر في الغيلانيات، وابن عساكر (¬1) عن أبي أمامة) ورواه عنه الديلمي وأبو نعيم وفيه زكريا الشامي قال في الميزان: وهّاه ابن المبارك وقال النسائي والدارقطني متروك ثم ساق له هذا الخبر وفي اللسان عن الحاكم أنه يروي أحاديث موضوعة [2/ 514]. 4302 - "ذراري المسلمين في عصافير خضر في شجر الجنة يكفلهم أبوهم إبراهيم". (ص) عن محكول مرسلاً. (ذراري المسلمين في عصافير) قيل جمع عصفور وهي عيدان الشجر وفي ¬

_ (¬1) انظر ميزان الاعتدال (3/ 81)، واللسان (2/ 462)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3041): موضوع.

بمعنى على، وفي القاموس (¬1) في مادة عصفور وشجر يسمى من رأى مثلي له صورة كالعصافير كثيرة بفارس. (خضر في شجر الجنة) أي عليها. (يكفلهم) أي يقوم بهم بكفايتهم. (أبوهم إبراهيم) خليل الرحمن لما امتثل أمر الله سبحانه بذبح ولده وإقدامه على أمر الله وبسماحة نفسه بثمرة قلبه امتثال لأمر ربه أعاضه بكفالة أطفال المسلمين من عباده. (ص) (¬2) عن محكول مرسلاً) وتمام الرواية "بعد إبراهيم حتى يردهم إلى إيمانهم". 4203 - "ذراري المسلمين يكفلهم إبراهيم". أبو بكر ابن أبي داود في البعث عن أبي هريرة (صح). (ذراري المسلمين يكفلهم إبراهيم) أي في الجنة واعلم إنما قاله المصنف: من أنه ورد في رواية أن في الجنة شجرة من خير الشجر لها ضروع كضروع البقر فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضعوا منها، قال وروي ابن أبي حاتم عن خالد بن معدان: أن السقط يكون في نهر من أنهار الجنة يتقلب فيه حتى تقوم الساعة لا ينافي كون إبراهيم كافلهم فإن كفالتهم حفظهم وتفقد أحوالهم وهو عام للكل ولا ينافي بينها في ذاتها لأنهم مختلفون في الأحوال. (أبو بكر بن أبي داود (¬3) في البعث عن أبي هريرة) رمز عليه المصنف رمز الصحة فقد رواه أحمد والحاكم والديلمي باللفظ هذا. 4304 - "ذروة الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص للتوكل، والاستسلام للرب". (حل) عن أبي الدرداء. ¬

_ (¬1) انظر القاموس (2/ 90). (¬2) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (514)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3040). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 326)، والحاكم (1/ 541)، والديلمي في الفردوس (3153)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3428).

(ذروة الإيمان) ذروة الشيء بالضم بقائه والكسر أعلاه. (أربع خلال) جمع خلة بلفظ خصلة معناها: (الصبر للحكم) أي حبس النفس على الوفاء بحكم الله القدري من مصائب الأبدان والأموال والأنفس والسر في مر الصبر على فعل المأمور وعلى ترك المنهي (والرضا بالقدر) أي بما قدره الله والرضا اطمئنان النفس بالواقع. (والإخلاص للتوكل) أي إفراد النية بالإخلاص بالتوكل عليه. (والاستسلام للرب) أي الانقياد له في أوامره ونواهيه وتمام الحديث عند مخرجه "ولولا ثلاث خصال صلح الناس شح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه) (حل) (¬1) عن أبي الدرداء) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 4305 - "ذروة سنام الإِسلام الجهاد في سبيل الله لا يناله إلا أفضلهم". (طب) عن أبي أمامة (صح). (ذروة سنام) كسحاب معروف أي أعلى سنام. (الإِسلام الجهاد في سبيل الله) أي أعلاه وأرفعه ولا مانع من تعدد الأعلى لأن المراد به أعلاه في الأجر. (لا يناله إلا أفضلهم) أي لا ينال أجر الأعلى إلا أفضل المسلمين المدلول عليه بلفظ الإِسلام لأنه جاد بنفسه لله فلا غرو كان أفضلهم. (طب) (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته وليس بصواب فقد أعله الهيثمي بأن فيه علي بن زيد وهو ضعيف انتهى، فلا حسن فضلاً عن الصحة. 4306 - "ذر الناس يعملون فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة وأوسطها وفوقها عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس" (حم ن) عن معاذ (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (202)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 635)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3044). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 223) (7885)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 274)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3045)، وفي الضعيفة (5146).

(ذر الناس) الخطاب لمعاذ لما قال له - صلى الله عليه وسلم -: إن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال: ألا أخبرهم فقاله. (يعملون) لم يجزمه لأنه لم يقصد السببية. (فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) ودخول الجنة وإن كان بفضل الله سبحانه يرفع المنازل فيها بالأعمال على المختار. (والفردوس أعلاه) أي أعلا ما ذكر وفي نسخة أعلاها أي الجنة. (درجه وأوسطها) أي خيارها. (وفوقها عرشُ الرحمن) وقد جاء أنه سقفها. (ومنها تفجّر أنهار الجنة) الأربعة كما سلف. (فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس) فإنه أكرم المسئولين فيسأل خير ما خلقه قال ابن القيم (¬1): أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأعلاها ذات عرش الرحمن وكلما قرب إلى العرش كان أنور وأزهر فلذا كان الفردوس أعلى الجنان وأفضلها. (حم ن) (¬2) عن معاذ) - رضي الله عنه - رمز المصنف لصحته، في التعليل إعلام بأن دخول الجنة بقول لا إله إلا الله ورفع المنازل بالأعمال فنهى - صلى الله عليه وسلم - معاذاً عن إعلامهم لئلا يتكلوا فيفوتهم رفع الدرجات. 4307 - "ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود". (عد) عن ابن مسعود (ض). (ذروا الحسنى العقيم) أي اتركوا التزوج بها إن اتصفت بعدم الولادة. (وعليكم بالسوداء الولود) كان الأظهر في المقابلة للحسناء القبيحة إلا أنه عبر بالسواد لأنه تستلزمه مستقبح عند الأكثر وتمامه عند أبي يعلى "فإني مكاثر بكم الأمم حتى بالسقط يظل يتخبط بباب الجنة ويقال له أدخل فيقول: حتى يدخل والدي معي" انتهى. (عد) (¬3) عن ابن مسعود) فيه حسان بن الأزرق ضعفه ¬

_ (¬1) ابن القيم في الفوائد (1/ 27). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 240)، والترمذي (2530)، صححه الألباني في صحيح الجامع (3429). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 371)، وانظر الميزان (2/ 223)، واللسان (2/ 187)، وقال=

نعوذ بالله من ذلك. (طب) (¬1) عن حذيفة بن أسيد) (¬2) غفاري صحابي من أهل بيعة الرضوان قال الهيثمي: رجال الطبراني رجال الصحيح ورمز المصنف لصحته. 4326 - "ذهبت العزى، فلا عزى بعد اليوم". ابن عساكر عن قتادة مرسلاً. (ذهبت العزى) بضم المهملة وتشديد الزاي. (فلا عزى بعد اليوم) أي ذهبت هي في نفسها بهيئتها وذهبت عبادتها فلا تعبد بعد اليوم قاله لما أمر بهدمها. (ابن عساكر (¬3) عن قتادة مرسلاً) هو ابن دعامة تابعي جليل. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 179) (3051)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 173)، وفتح الباري (12/ 375)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3438). (¬2) انظر الإصابة (2/ 42). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 231)، وانظر سير أعلام النبلاء (1/ 370)، وفيض القدير (3/ 567)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3058).

مجاذيب. (خط) (¬1) عن علي) كرم الله وجهه فيه أيوب بن سويد قال الذهبي في الكاشف (¬2): ضعفه أحمد وغيره، قال في المغني للذهبي: أيوب بن سويد الرملي عن الأوزاعي وغيره ضعفه أحمد وجماعة وتركه النسائي. 4309 - "ذروني ما تركتم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه". (حم م ن هـ) عن أبي هريرة (صح). (ذروني ما تركتم) أي اتركوني من السؤال مدة ما تركتم فلا تتعرضوا بكثرة البحث عن ما لا يعنيكم في دينكم كما كان يفعل أهل الكتاب مع أنبيائهم كما أفاده (فإنما أهلك) فاعله مستتر عائدا لله تعالى لدلالة المقام ويحتمل أنه مبني للمفعول ونائبه بكثرة مسائلهم، ويحتمل أنه للفاعل والفاعل بكثرة والباء زائدة من باب كفى بالله وهذه النسخة الصحيحة وفي نسخة فإنما هلك والأمر فيها واضح. (من كان قبلكم) أي ما أوقع من تقدمكم من الأمم في الهلاك. (بكثرة سؤالهم) أي بسببها عما لا يعني. (واختلافهم) بالضم لأنه أبلغ في ذم الاختلاف إذ لا يتقيد في بكثرة الخلاف بخلاف ما لو جر لتقيد به كذا قيل وقيل بالجر عطف على كثرة لا على السؤال لأن الاختلاف على الأنبياء حرام قل أو كثر. (على أنبيائهم) أي كل أمة على نبيها وأهلكوا أو لعنوا فإن قيل: السؤال مأمور به {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43] قيل: هذا فيما تتم به أداء المأمور به وترك المنهي عنه والنهي عن سؤال ما ليس من ذلك القبيل إذا سألوا هل الرسل بشر. (فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) فإنه ما كلف ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 292)، وانظر الميزان (4/ 201)، وقال الألباني في ضعيف الجامع موضوع (3043). (¬2) انظر الكاشف (1/ 261).

تعالى عباده إلا بالمستطاع من الأعمال وعليه ورد {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]. (وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه) أي دائماً ولم يقيده بالاستطاعة لأن الترك دائما مطلق. قال النووي (¬1): هذا الحديث من جوامع الكلم وقواعد الإِسلام ويدخل فيه كثير من الأحكام كالصلاة فمن عجز عن ركن أو شرط فيأتي بمقدوره وكذا الوضوء وستر العورة وحفظ بعض الفاتحة وإخراج بعض زكاة الفطر لمن لم يستطع إخراج الكل والإمساك في رمضان لمفطر لعذر إلى غير ذلك. (حم م ن هـ) (¬2) عن أبي هريرة) قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره وظاهره انفراد مسلم به وقد رواه البخاري في الاعتصام قال المناوي: ألفاظهما متقاربة. ¬

_ (¬1) شرح مسلم (9/ 102). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 495) في مسنده، ومسلم في صحيحه (73)، والنسائي في سننه (3598)، وابن ماجة في سننه (2).

الذال مع الكاف

الذال مع الكاف 4310 - " ذكاة الجنين ذكاة أمه". (د ك) عن جابر (حم د ت هـ حب قط ك) عن أبي سعيد (ك) عن أبي أيوب وعن أبي هريرة (طب) عن أبي أمامة وأبي الدرداء وعن كعب بن مالك. (ذكاة الجنين ذكاة أمه) مبتدأ وخبره والمراد أن تذكية أمه تذكية له لأنه جزء منها وذكاتها ذكاة لجميع أجزائها وروى الآخر بالنصب على الظرف نحو جئت طلوع الشمس أي وقت طلوعها أي ذكاته حاصلة وقت ذكاة أمه قال الخطابي وغيره: رواية الرفع هي المحفوظة والمراد على الوجهين أن الجنين إذا خرج ميتا أو به حركة مذبوح بذبح أمه يؤيده ما في بعض طرقه من قول السائل يا رسول الله: إنا ننحر الإبل ونذبح البقرة والشاة فنجد في بطنها الجنين فنلقيه أو نأكله؟ فقال: كلوه إذا شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه فسؤاله والجواب ظاهر فيما ذكر إلا أنه ظاهر في الميت، أما إذا خرج وبه حركة قيل ومن البعيد القول بأن معناه التشبيه أي كذكاة أمه ويراد به الحي لا الميت لما فيه من التقدير المستغني عنه، قلت: ولأنه إبانة لحكم معلوم يقلل فائدة الحديث قال ابن المنذر: لم يرو لأحد من الصحابة والعلماء أن الجنين لا يؤكل إلا باستئناف ذكاة [2/ 516] إلا عن أبي حنيفة. (د ك) عن جابر (حم د ت هـ حب قط ك) عن أبي سعيد (ك) عن أبي أيوب وعن أبي هريرة (طب) (¬1) عن أبي أمامة وأبي الدرداء وعن كعب بن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2828) والحاكم (4/ 127) عن جابر، وأحمد (3/ 39)، وأبو داود (2827)، والترمذي (1476)، وابن ماجة (3199)، وابن حبان (13/ 207) (5889)، والدارقطني (4/ 274)، والحاكم (4/ 126)، عن أبي سعيد، والحاكم (4/ 128) عن أبي أيوب وأبي هريرة، والطبراني في الكبير (8/ 102) (7498) عن أبي أمامة وأبي الدرداء، وصححه الألباني في صحيح=

مالك)، قال الغزالي (¬1): صح صحة لا يتطرق إليها احتمال في متنه ولا ضعف في سنده، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، قال الحافظ العراقي: ليس كذلك قال عبد الحق: لا يحتج بأسانيده كلها انتهى وقال ابن حجر: الجواب في أسانيده ما ينتهض به الحجة انتهى، قال العراقي: رواه الطبراني في الأوسط بسند جيد انتهى، وفي الباب أيضاً أبو أمامة وأبو الدرداء وأبو هريرة وعلي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وكعب وغيرهم ولما نظر ابن حبان إلى ذلك أقدم على تصحيحه وتبعه القشيري وغيره (¬2). 4311 - "ذكاة الجنين إذا أشعر ذكاة أمه ولكنه يذبح حتى ينصاب ما فيه من الدم". (ك) عن ابن عمر (صح). (ذكاة الجنين إذا أشعر) أي نبت له شعر على جلده. (ذكاة أمه) أي تذكيتها مغنية عن تذكيته إذا خرج مشعراً. (ولكنه يذبح) قيل ندبا لما يقيده السياق. (حتى ينصاب) بالصاد المهملة أي ينصب وزيادة الألف للمبالغة مثل يحمار. (ما فيه من الدم) فذبحه ليس إلا لإنقائه عن الدم لا يكون الحل متوقفا عليه. واعلم: أنه لم يقل أحد بأن هذا الحديث مقيد للأول بل القائلون أن ذكاة أمه مغنية لا يفرقون بين المشعر وغيره والقائلون لا تغني لا يفرقون أيضًا وقد عارضه حديث الدارقطني عن ابن عمر مرفوعاً: "ذكاة الجنين ذكاة أمه أشعر أم لم يشعر" إلا أنه من رواته مبارك بن مجاهد ضعيف. (ك) (¬3) عن ابن عمر) ¬

_ = الجامع (3431) (¬1) إحياء علوم الدين (2/ 116). (¬2) انظر: التحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 363)، وابن عبد البر في التمهيد (23/ 76 - 77)، ونصف الراية (4/ 258)، والتلخيص الحبير (4/ 157 - 158)، وراجع: زاد المعاد لابن القيم (4/ 340). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3046).

صححه المصنف بالرمز وقد أخرجه أبو داود أيضاً. 4312 - "ذكاة الميتة دباغها". (ن) عن عائشة. (ذكاة الميتة) أي جلودها. (دباغها) فالاندباغ يقوم مقام الذكاة في الطهارة لأنه لو ذكى ما هي جلدة لكانت ظاهرة فإن فقد التذكية فالدباغ قائم مقامها. (ن) (¬1) عن عائشة) قال الديلمي: في الباب ابن عباس وغيره ورواه الدارقطني من عدة طرق بألفاظ مختلفة وقال أسانيدها صحاح. 4313 - "ذكاة كل مسك دباغه". (ك) عن عبد الله بن الحارث. (ذكاة كل مسك) بفتح الميم المهملة ساكنة أي جلد. (دباغه) بما يعتاد الدبغ به والمراد أديم الميتة لا المذكاة ثم هل المراد بالعموم الخصوص أي أديم ما يؤكل أو على عمومه تقدم الكلام فيه. (ك) (¬2) عن عبد الله بن الحارث) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 4314 - "ذكر الله شفاء القلوب". (فر) عن أنس. (ذكر الله شفاء القلوب) مما يلحقها من الآلام بظلمة الذنوب وبدنسها من درن الغفلة، قال الراغب (¬3): ذكر الله تارة يكون لعظمته فيتولد منه الهيبة والإجلال وتارة لقدرته فيتولد منه الخوف والحزن وتارة لرحمته فيتولد منه الرَّجاء وتارة لنعمته فيتولد منه الشكر فحق على المؤمن أن لا ينفك عن ذكره أبدا على أحد هذه الوجوه. واعلم: أن الذكر نوعان أحدهما: ذكر أسماء الرب تعالى وصفاته والثناء عليه وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به وهذا النوع هو المذكور في الأحاديث نحو ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (3/ 84)، والدارقطني (1/ 44)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3432). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 138)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3433). (¬3) مفردات القرآن (ص 510).

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ونحو ذلك فأفضل هذا النوع أحق للثناء وأعمه نحو سبحان الله عدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته وأضعاف أضعاف ذلك كله، والنوع الثاني: الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته نحو قولك: الله عَزَّ وَجَلَّ يسمع أصوات عباده ويرى حركاتهم ولا يخفى عليه خافية من أعمالهم ونحو ذلك وهذا النوع أيضاً ثلاثة أنواع: حمد وثناء ومجد فالحمد هو الإخبار عنه تعالى بصفات كماله مع محبته والرضا عنه ولا يكون المحب الساكت حامدًا والمثني بلا محبة حامداً حتى يجمع له المحبة والثناء فإن كرر الحامد شيئاً بعد شيء كان ثناء فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان مجدا والدليل لثلاثة الأنواع ما في الحديث القدسي: "إذا قال العبد الحمد لله قال الله حمدني عبدني، وإذا قال الرحمن الرحيم قال تعالى أثنى علي عبدي، وإذا قال مالك يوم الدين قال مجدني عبدني" (¬1)، والنوع الثاني من الذكر ذكر أمره ونهيه وأحكامه وهو أيضاً نوعان أحدهما ذكره بذلك إخباراً عنه نحو أمر بكذا ونهى عن كذا والثاني ذكره عند أمره فتبادر إليه وعند نهيه فهرب عنه، أفاده ابن القيم (¬2) في الكلم الطيب. (فر) (¬3) عن أنس) أهمله المصنف عن الرمز. 4315 - "ذكر الأنبياء من العبادة، وذكر الصالحين كفارة، وذكر الموت صدقة، وذكر القبر يقربكم من الجنة". (فر) عن معاذ. (ذكر الأنبياء من العبادة) أي ذكركم إياهم من ذكر فضائلهم ومعجزاتهم ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (5/ 12)، والبيهقي في الشعب (2362). (¬2) انظر: الوابل الصيب (ص96). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (717)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3047).

وشرائعهم بعض عبادتكم أو ذكر الأنبياء لله تعالى بعض من عبادتهم له. (وذكر الصالحين) فيه الاحتمالان. (كفارة وذكر الموت) أي ذكركم إياه. (صدقة) تؤجروا عليها لأنه يجري من قلق القلب وانزعاج الخاطر ما ينشأ به القلق والانزعاج من فراق المال بإخراجه صدقة. (وذكر القبر) أي ذكركم حلوله ونزوله والكون فيه. (يقربكم إلى الجنة) لأنه من أعظم المواعظ التي تقودكم إلى الخير العائد إلى الجنة وهاتان القرينتان دليل على الاحتمال الأول في الأولين. (فر) (¬1) عن معاذ) فيه محمَّد بن محمَّد الأشعث قال الذهبي: اتهمه ابن عدي أي بالوضع وكذبه الدارقطني والوليد بن مسلم ثقة مدلس ومحمد بن راشد قال النسائي: ليس بالقوي. 1316 - "ذكر علي عبادة". (فر) عن عائشة. (ذكر علي) بن أبي طالب كرم الله وجهه أي ذكركم مناقبه وفضائله وصفاته الشريفة. (عبادة) لكم أجرها ويدخل في ذكره تقرير كلامه ونشر مواعظه وأذكاره والرواية لما صح عنه وهذه منقبة جليلة حيث جعل ذكره عليه السلام كذكر الأنبياء عليهم السلام عبادة لا كذكر الصالحين كفارة. (فر) (¬2) عن عائشة) فيه الحسن بن صابر الكسائي قال الذهبي: قال ابن حبان منكر الحديث (¬3). 4317 - "ذكرت وأنا في الصلاة تبرا عندنا فكرهت أن يبيت عندنا فأمرت بقسمته". (حم خ) عن عقبة بن الحارث (صح). (ذكرت) بصيغة الفاعل [2/ 517]. (وأنا في الصلاة تبراً) بكسر المثناة ¬

_ (¬1) عزاه في الكنز (32247) إلى الديلمي في الفردوس. انظر فيض القدير (3/ 564)، وكشف الخفاء (1/ 505)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3048)، والضعيفة (1932): موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3151)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3048)، والضعيفة (1932): موضوع. (¬3) انظر: لسان الميزان (2/ 214)، والمجروحين (1/ 239).

الفوقية وسكون الموحدة الذهب لم يصف ولم يضرب. (عندنا فكرهت أن يبيت عندنا فأمرت بقسته) أي قبل المساء وفيه أن الذكر في الصلاة لما لا يتعلق بها لا ينقصها ولا يفسدها وإنشاء العزم في أثنائها على ما يجوز لا يضر والمراد فعزمت على الأمر بقسمته وفيه جواز الاستثناء به مع تمكن المباشرة (حم خ) (¬1) عن عقبة) بضم المهملة وسكون المثناة الفوقية ابن الحارث صحابي من مسلمة الفتح (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 384)، والبخاري (1163). (¬2) انظر الإصابة (4/ 518).

الذال مع الميم

الذال مع الميم 4318 - " ذمة المسلمين واحدة، فإن جارت عليهم جائرة فلا تخفروها؛ فإن لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة". (ك) عن عائشة. (ذمة المسلمين واحدة) الذمة العهد سمي به لأنه يذم بتعاطيه على إضاعته وقيل الذمة ما يذم على إضاعته من عهد وأمان ومنه سمي المعاهد ذميا أي هي كشيء واحد لا يختلف باختلاف المراتب ولا يجوز نقضها بتفرد العاقد لها. (فإن جارت عليهم) أي على المسلمين. (جائرة) أي إذا جار أحد على المسلمين عليهم كافرا أي أجاز له المخالطة أمناً. (فلا تخفّروها) بالخاء المعجمة فالفاء فالراء مضمومة والفاء مكسورة أفصح من فتحها وضم الفاء أي لا تنقضوا عهده وأمانه وأجاز به سواء كان حرًّا أو عبدًا ذكرًا أو أنثى. (فإن لكل غادر) بعد العهد. (لواء) أي سمة وصفة وهيئة أو علماً حقيقة. (يعرف به يوم القيامة) فيشهر على رؤوس الخلائق أنه نقض عهده. (ك) (¬1) عن عائشة) قال الهيثمي فيه محمَّد بن سعد وثقه ابن حبان وضعفه أبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 153)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 329)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3435)، والصحيحة (3948).

الذال مع النون

الذال مع النون 4319 - " ذنب العالم ذنب واحد، وذنب الجاهل ذنبان". (فر) عن ابن عباس. (ذنب العالم ذنب واحد) في عقابه. (وذنب الجاهل ذنبان) قد شرح الحديث آخره عند مخرجه الديلمي قيل ولما يا رسول الله؟ قال: "العالم يعذب على ركوبه الذنب والجاهل يعذب على ركوبه الذنب وتركه العلم" انتهى بلفظه فحذف المصنف له وهو كالشرح للحديث من سوء التصرف وقد عارض هذا الحديث ما يأتي "ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله علمه، واحد من الويل، وويل لمن يعلم ولم يعمل سبع من الويل" يأتي الكلام عليه في محله إن شاء الله تعالى. (فر) (¬1) عن ابن عباس) فيه جويبر بن سعيد قال الذهبي: قال الدارقطني وغيره: متروك (¬2). 4320 - "ذنب لا يغفر وذنب لا يترك وذنب يغفر: فأما الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذي يغفر فذنب العبد بينه وبين الله عزَّ وجلَّ، وأما الذي يترك فظلم العباد بعضهم بعضاً". (طب) عن سلمان (صح). (ذنب) تنكيره للتعظيم أو للنوعية. (لا يغفر وذنب لا يترك) تقدم قريبا الكلام فيه. (وذنب يغفر: فأما الذي يغفر فالشرك بالله) {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48 - 116]. (وأما الذي لا يغفر فذنب العبد بينه وبين الله عزَّ وجلَّ) أي يجوز أن يغفره الله لمن يشاء. (وأما الذي لا يترك) بل لا بد من الانتصاف ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3165)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3050)، والضعيفة (3623) ضعيف جدًّا. (¬2) انظر: الكاشف (826).

فيه. (فظلم العباد بعضهم بعضًا) تقدم ذلك. (طب) (¬1) عن سلمان) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه يزيد بن سفيان بن عبد الله بن رواحة ضعيف تكلم فيه ابن حبان وغيره وبقية رجاله ثقات. 4321 - "ذنب يغفر وذنب لا يغفر وذنب يجازى به: فأما الذنب الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الذنب الذي يغفر فعملك بينك وبين ربك، وأما الذنب الذي يجازي به فظلمك أخاك". (طس) عن أبي هريرة (صح). (ذنب يغفر وذنب لا يغفر وذنب يجازى به) لا يتصف بأنه يغفر لأنه لا يغفر تعالى إلا ما كان إليه أو لا يغفره. (فأما الذنب الذي لا يغفر) قدمه في النشر لأنه أهم وإن أخره في اللف. (فالشرك بالله، وأما الذنب الذي يغفر) أي يجوز غفرانه. (فعملك بينك وبين ربك، وأما الذنب الذي يجازي به فظلمك أخاك) فسره ما في بعض الآثار أنه يوقف العبد بين يدي الله عَزَّ وَجَلَّ وله من الحسنات أمثال الجبال لو سلمت به لكان من أهل الجنة فيقوم أصحاب المظالم فيكون قد سب هذا وأخذ مال هذا وضرب هذا فيقتص من حسناته حتى لا يبقى له حسنة فتقول الملائكة ربنا كملت حسناته وبقي له طالبون فيقول: ألقوا من سيئاتهم على سيئاته وصكوا به صكا في النار انتهى. (طس) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه طلحة بن عمرو وهو متروك. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 252) (6133)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 348)، والميزان (7/ 245)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3052). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7595)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 348)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3053): ضعيف جداً.

الذال مع الهاء

الذال مع الهاء 4322 - " ذهاب البصر مغفرة للذنوب، وذهاب السمع مغفرة للذنوب، وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك". (عد خط) عن ابن مسعود. (ذهاب البصر) أي بالعمى بعد أن كان صحيحاً ويحتمل مطلقاً. (مغفرة للذنوب) التي كان عملها وظاهره تناول الكبائر والصغائر. (وذهاب السمع) بالصمم بعد صحته [2/ 518] ويحتمل مطلقاً. (مغفرة للذنوب، وما نقص من الجسد فعلى قدر ذلك) كأن المراد فأجره على قدر نفعه وبحسبه. (عد خط) (¬1) عن ابن مسعود) فيه داود بن الزبرقان وهارون بن عنترة بن عبد الله بن السائب قال ابن عدي عقيب روايته: هذا منكر المتن والإسناد وهارون بن عنترة لا يحتج به وداود بن الزبرقان ليس بشيء انتهى، وحكم ابن الجوزي بوضعه وتبعه على ذلك المصنف في مختصر الموضوعات فالعجب إيراده هنا. 4323 - "ذهب المفطرون اليوم بالأجر". (حم ق ن) عن أنس (صح). (ذهب المفطرون اليوم بالأجر) قاله - صلى الله عليه وسلم - في سفر كان الناس فيه منهم صائم ومنهم مفطرون فعجز الصائمون عن الأعمال وانبعث المفطرون فيها فسقوا الركاب وعالجوا ما يصلح به شأنهم من ضرب الأبنية والسقي وغير ذلك فبشرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنهم ذهبوا ذلك اليوم بالأجر قال الطيبي: فيه من المبالغة ما فيه يعني أنهم قضوا واستصحبوا معهم من الأجر شيئًا انتهى، وهو أجر ما فعلوه من خدمة الصائمين وفيه أن الفطر في السفر أولى. (حم ق ن) (¬2) عن أنس) بن مالك - رضي الله عنه -. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 97)، والخطيب في تاريخه (2/ 152)، وانظر الموضوعات (3/ 98)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3057)، والضعيفة (827) موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 325)، والبخاري (2733)، ومسلم (1119)، والنسائي (2/ 105).

4324 - "ذهبت النبوة، وبقيت المبشرات". (هـ) عن أم كرز. (ذهبت النبوة) أي بعثت الأنبياء لأنه - صلى الله عليه وسلم - خاتم رسل الله إلى عباده. (وبقيت المبشرات) بكسر المعجمة جمع مبشرة وهي البشرى وفسرها في الخبر الآتي بأنها الرؤيا الصالحة وهي جزء من النبوة كما يأتي في الراء. (هـ) (¬1) عن أم كرز) بضم الكاف وسكون الراء بعدها فزاي هي الكعبية رواه عنها أحمد وصححه ابن خزيمة وابن حبان والبزار. 4325 - "ذهبت النبوة، فلا نبوة بعدي، إلا المبشرات: الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له". (طب) عن حذيفة بن أسيد (صح). (ذهبت النبوة، فلا نبوة بعدي) هذا أمر قد وقع عليه اتفاق الأمة كلها لا خلاف فيه لأحد. (إلا المبشرات) استثناها من النبوة فإنها جزء منها وبينها بقوله: (الرؤيا الصالحة يراها الرجل) يعني نفسه لنفسه. (أو ترى له) مغير الصيغة أي يراها له غيره من الناس قال الحافظ في الفتح (¬2): ظاهر الاستثناء مع ما تقدم ويجيء من أن الرؤيا جزء من النبوة أن الرؤيا نبوة وهو غير مراد لأن جزء الشيء لا يستلزم ثبوت وصفه له كمن قال: أشهد أن لا إله إلا الله رافعا بها صوته لا يسمى مؤذنا ولا يقال: إنه أذّن، وإن كان جزءًا من أجزاء الأذان وكذا من قرأ قائمًا لا يسمى مصليًّا وإن كانت القراءة جزءًا من الصلاة ثم إن الرؤيا الصالحة وإن اختصت غالبًا بأهل الصلاح فقد تقع لغيرهم قال علماء التعبير إذا رأى الكافر أو الفاسق رؤيا صالحة كانت بشرى بهدايته أو التوبة أو إنذار من بقائه على حاله وقد يرى ما يدل على الرضى بما هو فيه ابتلاء وغرورًا ومكرًا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3896)، وأحمد (6/ 381)، وابن حبان (13/ 411) (6047)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3439). (¬2) فتح الباري (12/ 375).

نعوذ بالله من ذلك. (طب) (¬1) عن حذيفة بن أسيد) (¬2) غفاري صحابي من أهل بيعة الرضوان قال الهيثمي: رجال الطبراني رجال الصحيح ورمز المصنف لصحته. 4326 - "ذهبت العزى، فلا عزى بعد اليوم". ابن عساكر عن قتادة مرسلاً. (ذهبت العزى) بضم المهملة وتشديد الزاي. (فلا عزى بعد اليوم) أي ذهبت هي في نفسها بهيئتها وذهبت عبادتها فلا تعبد بعد اليوم قاله لما أمر بهدمها. (ابن عساكر (¬3) عن قتادة مرسلاً) هو ابن دعامة تابعي جليل. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 179) (3051)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 173)، وفتح الباري (12/ 375)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3438). (¬2) انظر الإصابة (2/ 42). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 231)، وانظر سير أعلام النبلاء (1/ 370)، وفيض القدير (3/ 567)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3058).

الذال مع الواو

الذال مع الواو 4327 - " ذو الدرهمين أشد حسابا من ذي الدرهم، وذو الدينارين اشتد حسابا من ذي الدينار". (ك) في تاريخه عن أبي هريرة (هب) عن أبي ذر موقوفاً. (الدرهمين) أي مالكها. (أشد حساباً من ذي الدرهم) لأنه أكثر نعمة وأطول فضلا وحسابه على قدر ما حازه. (وذو الدينارين أشد حساباً) في الآخرة. (من ذي الدينار) حاصله أن من زاد غناه زاد في الآخرة عناءه فإنه لا بد من الحساب لا حسب الحال في الدنيا قال الغزالي (¬1): ما من شيء يتخلف من الدنيا عنك بعد الموت إلا وهو حسرة عليك بعده فإن شئت فاستكثر وإن شئت فاستقلل فإن استكثرت فلست مكثرا إلا من حسرة وإن استقللت فلست تخفف إلا عن ظهرك وما أعطي عبد شيئاً من الدنيا إلا قيل: خذ على ثلاثة أثلاث شغل وهم وطول حساب. (ك) (¬2) في تاريخه عن أبي هريرة) مرفوعاً (هب) عن أبي ذر موقوفاً) عليه. 4328 - "ذو السلطان وذو العلم أحق بشرف المجلس". (فر) عن أبي هريرة (ذو السلطان وذو العلم أحق بشرف المجلس) [2/ 519] عمن سواهم من الرعايا والحديث يتناول الجائر والفقيه الفاجر. (فر) (¬3) عن أبي هريرة) فيه يعقوب بن حميد بن كاسب قال الذهبي: ضعفه أبو حاتم وغير واحد وما ترك، وفيه رجل مجهول انتهى. ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (4/ 502). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3156) عن أبي هريرة، والبيهقي في الشعب (10647) عن أبي ذر موقوفاً عليهما وقال الألباني في ضعيف الجامع (3054)، والضعيفة (3625): موضوع. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3055)، والضعيفة (3626).

4329 - "ذو الوجهين في الدنيا يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار". (طس) عن سعد (ح). (ذو الوجهين في الدنيا) قال النووي (¬1): هو الذي يأتي كل طائفة بما تحب فيظهر لهم أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه خدل ليطلع على أحوال الطائفتين، وقال ابن العربي: الوجه هنا بمعنى القصد. (يأتي يوم القيامة وله وجهان من نار) تشويها له بين العباد وإظهارا لما كان فيه من الفساد إلا أن يكون ذلك لموجب مداراة أو اتقاء شر أو تأليف أو إصلاح بين الناس كإتيانه كلا بجميل يعتذر به لكل عن الآخر فإنه حسن مرغوب فيه وبما تقرر علم أنه لا تدافع بين هذا وبين قول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: فيمن استأذن عليه "بئس أخو العشيرة فلما دخل ألان له القول" (¬2) وقول علي كرم الله وجهه: إنا لنتبسم في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم. (طس) (¬3) عن سعد بن أبي وقاص) رمز المصنف لحسنه وهو خطأ فقد جزم المنذري بضعفه، وقال الهيثمي وغيره: فيه خالد بن يزيد العمري وهو كذاب. ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (10/ 475). (¬2) أخرجه البخاري (5685)، ومسلم (2591). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6278)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 95)، والترغيب والترهيب (3/ 371)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3056): موضوع.

الذال مع الياء آخر الحروف

الذال مع الياء آخر الحروف 4330 - " ذيل المرأة شبر". (هق) عن أم سلمة، وعن ابن عمر (صح). (ذيل المرأة) هو ما تجره على الأرض من ردائها. (شبر) فينبغي أن تجره في الأرض شبرا زيادة في الستر وهذا قاله أولاً ثم استزدنه فزادهن شبراً آخر فصار ذراعا وقال: "لا تزدن عليه" وقال الزين العراقي: الأولى لهن الاقتصار على شبر ولهن الزيادة إلى ذراع فقط وهذا كما أنه مدح الإزار في حق الرجل إلى نصف الساق ثم نفى الحرج فيما بعد ذلك إلى الكعبين فينبغي أن تكون المرأة كذلك ليس لها الاقتصار على ما رخص فيه أولا ولها أن تستكمل الرخصة في الذراع انتهى. (هق) (¬1) عن أم سلمة) قالت سئل رسول الله كم تجر المرأة من ذيلها؟ قال: "شبراً" قالت: إذاً ينكشف عنها، قال: "فذراع لا تزيد عليه" (وعن ابن عمر) قال: "رخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأمهات المؤمنين شبراً ثم استزدنه فزادهن شبراً" رمز المصنف لصحته. 4331 - "ذيلك ذراع". (هـ) عن أبي هريرة (ح). (ذيلك) بكسر كاف الخطاب خطاب لفاطمة رضي الله عنها. (ذراع) ذراع اليد وهو شبران ولا زيادة عليه قال ابن العربي: وهل أول الذراع من الحد الممنوع منه الرجال وهو من الكعبين أو من الحد الممنوع وهو نصف الساق أو من أدنى ما يمس الأرض الظاهر الثالث. (ها (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه الديلمي. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3440)، والصحيحة (1864). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3582)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3441).

المعرف باللام من هذا الحرف

المعرّف باللام من هذا الحرف 4332 - " الذباب كله في النار إلا النحل". البزار (ع طب عن ابن عمر (طب) عن ابن عباس، وعن ابن مسعود. (الذباب كله) ورواية "كلها". (في النار) أي يعذب بها أهلها لا ليعذب هو كذا أوله الخطابي كالجاحظ. (إلا النحل) فإن فيه شفاء فلا يناسب حالهم كذا قاله الشارح ولم ينشرح الصدر لهذا الكلام والله بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - أعلم، ويحتمل أنه أراد أن شأنها إلقاء نفسها في النار كما تفعله الفراش والحنادث في إلقاء نفسها في نار المصباح والله أعلم، ويحتمل أن المراد أن الله تعالى يجعله يوم القيامة في النار يؤدي به أهلها على ما بهم من الأذى ويكون نعمة له وسلم أهل الجنة عنه. (البزار (ع طب) (¬1) عن ابن عمر) قال الهيثمي: رجال أبي يعلى ثقات، قال ابن حجر: حديث ابن عمر هذا ضعيف، (طب) عن ابن عباس وعن ابن مسعود) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير وفي الأوسط بأسانيد وبعضها رجالها ثقات كلهم وفي رواية أبي يعلى زيادة "عمر الذباب أربعون يومًا والذباب كله في النار"، قال الهيثمي: رجاله ثقات، فعرف أن قول ابن الجوزي أنه موضوع موضوع. 4333 - "الذبيح إسحاق". (قط) في الإفراد عن ابن مسعود، والبزار وابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب، ابن مردويه عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (4231)، والطبراني في الكبير (12/ 398) (13468) عن ابن عمر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 136)، والطبراني في الكبير (11/ 65) (11058) عن ابن عباس، وفي الأوسط (1575)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 390)، والموضوعات (3/ 48)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3442).

(الذبيح إسحاق) أخذ به الأكثر وأجمع عليه أهل الكتابين ويروى عن ثلاثين من الصحابة أو يزيدون واختاره ابن جرير وجزم به في الشفاء لكن سياق الآية شاهد بكونه إسماعيل وهو الذي كان بمكة ولم ينقل أن إسحاق كان بها وبه قال بعض المحدثين وقال الحليمي: إنه الأظهر وأبو حاتم إنه الصحيح والبيضاوي الأظهر وابن القيم الصواب وقال: القول بأنه إسحاق باطل من نيف وعشرين وجهاً. (قط) (¬1) في الأفراد عن ابن مسعود والبزار وابن مردويه عن العباس [2/ 520] بن عبد المطلب)، قال الهيثمي: وفيه المبارك بن فضالة ضعفه الجمهور انتهى، ورواه عنه الحاكم من طرق وقال على شرطهما وقال الذهبي: صحيح، (ابن مردويه عن أبي هريرة) قال ابن كثير: فيه الحسن بن دينار متروك وشيخه منكر. 4334 - "الذكر خير من الصدقة". أبو الشيخ عن أبي هريرة (ض). (الذكر) أي ذكر الله، قال في الكشاف (¬2): ذكر الله يتناول كل ما كان ذكر طيب تسبيح وتهليل وتكبير وتمجيد وتوحيد وصلاة وتلاوة ودراسة علم وغير ذلك مما كان رسول الله يستغرق به ساعات ليله ونهاره. (خير من الصدقة) أي من صدقة النفل وتمام الحديث عند مخرجه: "والذكر خير من الصيام" انتهى. (أبو الشيخ (¬3) عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضًا ورمز عليه المصنف بالضعف. 4335 - "الذكر نعمة من الله، فأدوا شكرها". (فر) عن نبيط بن شريط (ح). (الذكر نعمة من الله) على عبده حيث علمه ذكره ثم رزقه آلة ذكره ثم وفقه ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 609) عن ابن مسعود، والبخاري في التاريخ (2513)، والبزار (1308) عن العباس، وانظر علل الدارقطني (8/ 250)، وقال الألباني في ضعيف الجامع في (3059): موضوع. (¬2) الكشاف (ص 1309). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4616)، وابن حبان في المجروحين (1/ 280)، وانظر العلل المتناهية (2/ 831)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3061)، والضعيفة (3628): موضوع.

له. (فأدوا شكرها) أي شكر نعمة الذكر وإليه أشار من قال: إذا كان شكري نعمة الله نعمة ... عليّ بها في مثلها يجب الشكر فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله ... وإن طالت الأوقات واتصل العمر (فر) (¬1) عن نبيط) (¬2) بالنون ثم موحدة فمثناة مصغر (ابن شريط) بفتح المعجمة الأشجعي الكوفي صحابي صغير ورواه عنه أيضاً أبو نعيم. 4336 - "الذكر الذي لا تسمعه الحفظة يزيد على الذكر الذي تسمعه الحفظة سبعين ضعفاً". (هب) عن عائشة. (الذكر الذي لا تسمعه الحفظة) ظاهره أنها لا تسمع إلا ما يسمعه بنوا آدم وهو الذكر الخفي وهو لساني لكن يسره. (يزيد) في أجره. (على الذكر الذي تسمعه الحفظة سبعين ضعفا) فمن هنا كانت التلاوة سراً أفضل كما تقدم وتمام الحديث عند مخرجه: "فإذا جمع الله الخلق وجاءت الحفظة بما كتبوا وحفظوا يقول الله تبارك وتعالى: انظروا هل بقي له من شيء؟ فيقولون: ربنا ما تركنا شيئاً إلا أحصيناه وكتبناه، فيقول الله تبارك وتعالى فإن لك عندي خبئاً لا يعلم به أحد غيري وأنا أجزيك به وهو الذكر الخفي" انتهى. (هب) (¬3) عن عائشة) فيه إبراهيم بن المختار أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) وقال أبو حاتم صالح انتهى، وقال العراقي: إسناده ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي (1749)، وانظر فيض القدير (3/ 569)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3062)، والضعيفة (2035): مو ضوع. (¬2) انظر الإصابة (6/ 422). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (555)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3060)، والضعيفة (3627): ضعيف جدًا. (¬4) انظر الميزان (1/ 191).

4337 - "الذنب شؤم على غير فاعله إن عيره ابتلي به وإن اغتابه أثم وإن رضي به شاركه". (فر) عن أنس (ض). (الذنب شؤم على غير فاعله) وأما عليه فهو واضح، وبين شؤوميته على الغير بقوله: (إن عيّره) بالمهملة فالمثناة تحتية. (ابتلي به) في نفسه لما تقدم من أن البلاء موكل بالمنطق وأنه لو عير رجل رجلاً برضاع كلبة لرضعها. (وإن اغتابه) أي ذكره في غيبته وهو كاره. (أثم وإن رضي به شاركه في الإثم) لأن الراضي بالمعصية كفاعلها ولا يعارض هذا ما مر من حديث: "إن الله ينفع بالذنب" فإنه أريد هنالك بانكسار القلب والندم والتوبة. (فر) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 4338 - "الذهب بالورق ربا إلا ها وها والتمر بالتمر ربا إلا ها وها والشعير بالشعير ربا إلا ها وها". مالك (ق 4) عن عمر (صح). (الذهب بالورق ربا إلا ها وها) بالمد والقصر صوت بمعنى خذ أي بيع الذهب بالفضة. (ربا) في كل حال إلا حال حضورهما وتقابضهما وهذا في المختلفين. فإنه لا بد فيه من التقابض وأما المتفقان فقد بينه بقوله: (والبر بالبر ربا إلا ها وها والتمر بالتمر ربا إلا ها وها والشعير بالشعير ربا إلا ها وها) هذا في المتفقة نوعا وذكر التقابض لأنه سيق الحديث فيه وإلا فلابد فيه من التساوي كما علم في غيره أن الممنوع منه في الربا بأن أمران الزيادة والنسيئة فإذا اختلفت جازت الزيادة لا النسيئة ويأتي ما يفيده: مالك (ق 4) (¬2) عن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3169)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3063)، والضعيفة (3629). (¬2) أخرجه مالك (1308)، والبخاري (2134، 2170، 2174)، ومسلم (1586)، وأبو داود (3348)، والترمذي (1243)، والنسائي (7/ 273، 274، 275)، وابن ماجة (2259).

4339 - "الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلاً بمثل يدًا بيد فمن زاد أو استزاد فقد أربى والآخذ والمعطي سواء". (حم م ن) عن أبي سعيد (صح). (الذهب) بالرفع مبتدأ حذف منه مضاف أي بيع الذهب للعلم به. (بالذهب) خبره أو خبره محذوف وهو متعلق خبره أي يباع بالذهب ويجوز نصبه أي بيعوا الذهب. (والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير) حكي كسر السين والمشهور فتحها (والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد) أي حال كونهما متماثلين أي متساويين قدراً. (يد بيد فمن زاد) على مقدار الآخر من جنسه. (أو استزاد) أي طلب الزيادة أو أخذها. (فقد أربى) أي فعل الربا المحرم. (والآخذ والمعطي) للزيادة. (سواء) في الإثم لتعاونهما عليه فإن كلا آكل ومؤكل. (حم م ن) (¬1) عن أبي سعيد) ولم يخرجه البخاري [2/ 521]. 4340 - "الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح: مثلاً بمثل، يدًا بيد فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد" (حم م د هـ) عن عبادة بن الصامت (صح). (الذهب بالذهب) قدم لشرفه على كل ما سواه. (والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح) هذه هي الستة الأنواع جمعها هذا الحديث وفي غيره البعض منها كأنه كان يخصص - صلى الله عليه وسلم - بالحكم كل شيء منها عند الحاجة إلى بيانه. (مثلا بمثل) أي تباع حال كونها متماثلة و (سواء بسواء) تأكيد للمثلية وقوله: (يدا بيد) أي حال كونه تقابضا هذا في يد تدفع وهذا في يد تؤخذ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 47)، ومسلم (1584)، والنسائي (4/ 30).

وهذا بيان للحكمين الممنوعين في الربا. (فإذا اختلفت هذه الأصناف) فيما بينها كذهب بفضة. (فبيعوا كيف شئتم) من حيث الزيادة والاستزادة إذا كان البيع يدا بيد فلابد من التقابض فيها إذا اختلفت وقد اختلف الناس في إلحاق غير هذه الستة بها اختلافا طويلا ولنا في ذلك رسالة سميناها: "القول المجتبى في تحقيق مسائل الربا" استوفينا فيها الكلام بما لا يحتمله المقام. (حم م د هـ) (¬1) عن عبادة بن الصامت) قال القاضي والطيبي: هذا الحديث عمدة باب الربا عد أصولا وصرح بأحكامها وشروطها على الوجوه التي يتعامل بها. 4341 - "الذهب والحرير حل لإناث أمتي، وحرام على ذكورها". (طب) عن زيد بن أرقم وعن واثلة (صح). (الذهب والحرير) أي لبسهما. (حل لإناث أمتي) قيل وجه الحكمة أن النساء قليلات الصبر عن التزين فلطف بهن في إباحته ولأن تزينهن للأزواج غالبا وقد ورد أن حسن التبعل من الإيمان (وحرام) لبسهما. (على ذكورها) ويؤخذ منه أن الرجل لا يحسن أن يبالغ في استعمال اللذت لكونه من صفات الإناث. (طب) (¬2) عن زيد بن أرقم) قال الهيثمي: فيه ثابت بن زيد بن ثابت بن أرقم وهو ضعيف، وعن واثلة رمز المصنف لصحته. 4342 - "الذهب حلية المشركين، والفضة حلية المسلمين، والحديد حلية أهل النار". الزمخشري في جزئه عن أنس. (الذهب حلية المشركين) أي زينتهم التي يعتادون التزين بها وظاهره اختصاصهم بها ومن ثم قيل إن حل حلية الذهب للمؤمنات منسوخ. (والفضة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 314)، ومسلم (1587)، وأبو داود (3349)، وابن ماجة (2254). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 211) (5125)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 143)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3449).

حلية المسلمين) فيحل اتخاذ خاتم الفضة وأخذ ابن القيم بإطلاقه فقال: يحل تحلي الرجال بالفضة مطلقاً. (والحديد حلية أهل النار) أي قيود أهل النار وسلاسلهم وإلا فأهل النار لا يحلون فيها. (الزمخشري) (¬1) هو جار الله العلامة الشهير المعدوم النظير في العربية وسائر الفنون والتفسير (في جزئه عن أنس) ورواه عنه أيضاً الديلمي وبيض له. تم حرف الذال وجملة ما فيه ثلاثة وخمسون حديثاً ¬

_ (¬1) عزاه في كنز العمال (17358) إلى الزمخشري في جزئه، وانظر فيض القدير (3/ 573)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3064).

حرف الراء

حرف الراء الراء مع الألف 4343 - " رأت أمي حين وضعتني سطع منها نور أضاءت له قصور بصرى". ابن سعد عن أبي العجفاء. (رأت أمي) هي سيدة نساء بني زهرة آمنة بنت وهب وهي رؤية عين لا منام. (حين وضعتني) أي ساعة وضعه - صلى الله عليه وسلم - والدته والأصح أنه ولد بالشعب من مكة بعد فجر الاثنين ثاني عشر ربيع الأول عام الفيل. (نوراً أضاءت له قصور بصرى) بضم الموحدة وسكون الصاد المهملة بلد من أعمال دمشق قيل وخصت بذلك النور إشارة إلى أنه أول ما يفتح من بلاد الشام وقد وقع كذلك في الهمزية: وأضاءت قصور قيصر بالروم ... يراها من داره البطحاء يدل أنه أوسع مما هنا فينظر في شرحه لابن حجر والحديث الآتي ما يدل لكلامه إلا أنه في رؤية منامية. (ابن سعد (¬1) في الطبقات عن أبي العجفاء) بالمهملة فجيم ففاء اسمه هرم بن شبيب وقيل بالعكس وقيل بصاد بدل السين المهملة وظاهر صنيع المصنف أنه صحابي وليس كذلك بل تابعي كبير وثقه بعضهم وقال البخاري: في حديثه نظر. 4344 - "رأت أمي كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام". ابن سعد عن أبي أمامة (ح). (رأت أمي) أي في المنام. (كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 102)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3065).

فأول بولد يخرج منها يكون ذلك النور منه، قال في اللطائف: هذا النور إشارة إلى ما جاء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض وزال به ظلمة الشرك وخصت به الشام لأنها دار ملكه ومحل سلطانه وفي صفته في كتب الله السابقة محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مولده بمكة ومهاجرته بيثرب وملكه بالشام. (ابن سعد (¬1) عن أبي أمامة) قال ابن حجر: صححه ابن حبان والحاكم. 4345 - "رأس الحكمة مخافة الله تعالى". الحكيم وابن لال عن ابن مسعود. (رأس الحكمة) التي هي العلم بالعمل أو العلم بأحوال الموجدات على ما هي [2/ 522] عليه بقدر الطاقة البشرية ويطلق على المعلومات وعلى أحكام الأمور وسلامتها من الآفات وعلى منع النفس من الشهوات وغير ذلك. (مخافة الله) أي أصلها وأبينها الخوف لأن الحكمة تمنع النفس عن المنهيات والشهوات والشبهات ولا يحمل على العمل بها إلا الخوف منه سبحانه وتعالى فيحاسب نفسه على كل خطرة ونظرة وملذة ولأن الخشية تدعوه إلى الزهد في الدنيا فيفرغ قلبه فيعطيه الله حكمة ينطق بها، فالخوف سبب واصل لعدود الحكمة. (الحكيم وابن لال (¬2) عن ابن مسعود) ورواه عنه البيهقي في الشعب أيضاً. 4346 - "رأس الدين النصيحة لله ولدينه ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وللمسلمين". سمويه (طس) عن ثوبان. (رأس الدين) أي أصله وعماده الذي يقوم به. (النصيحة) كأنه قيل لمن؟ قال: (لله ولدينه ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة) جعل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 102)، وابن حبان (14/ 312) (6404)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3451)، والصحيحة (1925). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 84)، والبيهقي في الشعب (743)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3066).

النصيحة للكل رأسا لأن من نصح بعضًا مما ذكر وترك بعضًا لم يعد ناصحًا، قال في الكشاف: والنصح إخلاص العمل من شائبة الفساد. (سمويه (طس) (¬1) عن ثوبان (قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: فيه أيوب بن سويد ضعفه أحمد وابن معين، وذكره ابن حبان في الثقات (¬2) وقال: رديء الحفظ، وقال الهيثمي: لا يحتج بحديثه والمصنف صحح على رمز الطبراني. 4347 - "رأس الدين الورع". (عد) عن أنس (ض). (رأس الدين الورع) أي قوة الدين واستحكام قواعده التي بها يثبت الورع بالكف عن أسباب التوسع في الأمور الدنيوية صيانة لدينه وحراسة لعرضه ومروءته والمتورع دائم المراقبة للحق حذراً من مزج حق بباطل وبذلك قوام الدين ونظامه يعني أن قضية الدين استعمال التورع فمن أهمله فلا كمال لدينه فإن من تعداه يوشك أن يقع في حيز الباطل قال يحيى بن معاذ: كيف يكون زاهدًا من لا ورع له؟ تورع عن ما ليس لك ثم ازهد فيما لك. (عد) (¬3) عن أنس) بن مالك - رضي الله عنه - رمز المصنف لضعفه. 4348 - "رأس العقل بعد الإيمان بالله التحبب إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر". (طس) عن علي. (رأس العقل بعد الإيمان بالله) لأن الإيمان بالله أصل العقل إذ لم يخلق إلا لمعرفة الله سبحانه بما نصبه من ألائه. (التحبب إلى الناس) أي استجلاب ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1184)، والروياني (657)، ومحمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (760)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 87)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3067)، والضعيفة (2175). (¬2) انظر ثقات ابن حبان (8/ 125). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 155)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3068)، والضعيفة (829): موضوع.

ودهم ومحبتهم وفي بعض التفاسير عن ابن جرير مكتوب في التوراة ليكن وجهك بسيطا وكلمتك طيبة تكن أحب إلى الناس من الذين يعطونهم العطاء، وأسباب المحبة كثيرة غير مجهولة وتقدم بعض ما يحصلها وفيه أن الله يحب من العبد أن يحب الناس ليحبوه. (طس) (¬1) عن علي) كرم الله وجهه هو من حديث أهل البيت عليهم السلام عن آبائهم. 4349 - "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس". البزار عن أبي هريرة. (رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس) أي التحبب بتحصيل أسبابه من طلاقة الوجه والبشر والإحسان ونحوه كما سلف، وتمام الحديث "في غير ترك الحق" هكذا ساقه الديلمي وغيره، وهو قيد معتبر فحذفه غير صواب اللهم إلا أن تكون رواية قيل: علامة العاقل أربعة: لا يشكو من المصائب ولا يتخذ عمله رياء ويحتمل أذى الخلق ولا يكافئهم ويداري العباد على تفاوت أخلاقهم. (البزار (هب) (¬2) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: في رواية البزار وفيه عبيد الله بن عمر القيسي وهو ضعيف قال البيهقي عقيب روايته لم يسمعه هشيم عن علي يريد: علي بن زيد بن جدعان وهذا حديث يعرف بأشعث بن براز عن علي بن زيد عن ابن المسيب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدلسه هشيم انتهى. 4350 - "رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر". (هب) عن علي. (رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس) ظاهره بالعموم لكل مسلم وكافر. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4847)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3070). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6070)، والبيهقي في الشعب (9055)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 17)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3071)، والضعيفة (3631).

(واصطناع الخير) أي المعروف بأنواعه. (إلى كل بر وفاجر) قال الحكماء: اتسعت دار من يداري وضاقت أسباب من يماري، قال في شرح الرسالة العضدية: التودد طلب مودة الأكفاء والأمثال لأهل الفضل قال: وإذا أردت مودة تحظى بها ... فعليك بالأكفاء والأمثال نكتة: قال العسكري: قال بعضهم ما من حديث صحيح إلا وأصله في القرآن، قيل: فحديث رأس العقل إلى آخره فأين هو فيه؟ قال في قوله تعالى {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} [المزمل: 10]. (هب) (¬1) عن علي) كرم الله وجهه فيه عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن أهل البيت عليهم السلام أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: له عجائب عن أبيه عن جده. 4351 - "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس، وأهل التودد في الدنيا لهم درجة في الجنة، ومن كانت له في الجنة درجة فهو في الجنة، ونصف العلم حسن المسألة، والاقتصاد في المعيشة نصف العيش، يبقي نصف النفقة، وركعتان من رجل ورع أفضل من ألف ركعة من مخلط، وما تم دين إنسان قط حتى يتم عقله والدعاء يرد الأمر، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصدقة العلانية تقي ميتة السوء، وصنائع المعروف إلى الناس تقي صاحبها مصارع السوء: الآفات والهلكات وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة والمعروف ينقطع فيما بين الناس ولا ينقطع فيما بين الله وبين من افتعله". الشيرازي في الألقاب (هب) عن أنس. (رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس) قالوا معنى التودد في هذه [2/ 523] الأحاديث الإتيان بالأفعال التي تودك الناس ويحبونه بالإتيان بها ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8062)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3076): موضوع. (¬2) انظر الميزان (4/ 59).

كما يرشد إليه حديث "وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس" (¬1) لكن يقصد بذلك أنه امتثال لأمر الله تعالى وبكونه أمره بذلك وبكونهم عباده ولا طلبا لمكافئتهم فإذا انقطع لله أحبه الناس. (وأهل التودد في الدنيا لهم درجة في الجنة) أي منزلة رفيعة. (ومن كانت له في الجنة درجة فهو في الجنة) قال الماوردي: التودد يعطف القلوب على المحبة ويزيل البغضاء ويكون ذلك بصنوف من البر ويختلف باختلاف الأشخاص والأحوال. (ونصف العلم حسن المسألة) أي حسن الطلب للعلم فإنه إذا أحسن المسألة أقبل عليه العالم للإفادة وألقى عليه ما في سرائره فكأنه حاز نصف العلم من أول الطلب. (والاقتصاد في المعيشة) قصد العيش الاقتصاد التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط. (نصف العيش، يبقي نصف النفقة) تكون سببًا لبقاء نصفها. (وركعتان) نفلاً أو فرضاً. (من رجل ورع أفضل من ألف ركعة من) رجل (مخلط) لا يتوقى الشبهات قال بعض العارفين: الورع اجتناب ما يفسد أنواع القربات ويكدر صفاء المعاملة وحقيقته توفي كل ما يحذر منه وغايته تدقيق النظر في إظهار الإخلاص من شائبة الشرك الخفي. (وما تم دين إنسان قط حتى يتم عقله) قيل ولذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا وصف له عبادة إنسان سأل عن عقله. (والدعاء يرد الأمر) الذي قضاه الله وأمر به. (وصدقة السر تطفئ غضب الرب) كما سبق مراراً. (وصدقة العلانية تقي ميتة السوء) تقدم تفسيرها. (وصنائع المعروف إلى الناس) أي الإحسان إليهم بأنواع الإحسان. (تقي) أي تدفع. (صاحبها مصارع السوء) أي تدفع ذلك وهو جمع مصرع ما يصرع الإنسان فيه وبينها، بالإبدال منها بقوله: (الآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة) أي من بذل ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 348)، والبيهقي في الشعب (10522)، والقضاعي في الشهاب (643).

خيره للناس في الدنيا أتاه الله جزاء معروفة في الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفعه الله في أهل التوحيد في الآخرة (والعرف) بالضم وفي نسخة المعروف (ينقطع فيما بين الناس) أي ينقطع إلينا منهم على فاعله به (ولا ينقطع فيما بين الله وبين من افتعله) لأنه تعالى يكافئه في الدار التي لا ينقطع نعيمها. (الشيرازي في الألقاب (هب) (¬1) عن أنس) تعقبه مخرجه البيهقي بقوله هذا إسناد ضعيف والحمل فيه على العسكري أو القمي انتهى، أراد بالعسكري الفضل بن يحيى راويه وبالقمي إسماعيل القمي راويه عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس. 4352 - "رأس العقل المداراة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة". (هب) عن أبي هريرة. (رأس العقل المداراة) قال ابن الأثير (¬2): غير مهموز ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا عنك ويؤذوك وقد يهمز، وينبغي العناية بمداراة العدو أكثر كما قيل (¬3): إلق العدو بوجهٍ لا قُطوب به ... يكاد يقطر من ماء البشاشات فأحزم الناس من يلقى أعاديه ... في جسم جعد وثوب من مسرات وفيه أن المداراة محثوث عليها ما لم تؤد إلى ثلم دين أو نقص مروءة كما في الكشاف (¬4) (وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة) قال ابن الأثير: روي عن ابن عباس في معناه يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة لهم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8061)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3072). (¬2) النهاية في غريب الحديث (2/ 260). (¬3) الأبيات منسوبة إلى القاضي التنوخي (ت 342 هـ). (¬4) انظر: الكشاف (1/ 823).

معروفهم وتبقى حسناتهم جامعة فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيغفر له ويدخله الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدار والآخرة. (هب ((¬1) عن أبي هريرة) لم يسكت عليه البيهقي بل قال عقيبه: وصله منكر وإنما يروى منقطعاً. 4353 - "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس، وما يستغني رجل عن مشورة، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة ". (هب) عن سعيد بن المسيب مرسلاً. (رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس) فيه وفيما قبله أن من تودد إلى الناس وليس بمؤمن أنه غير عقله غير ثابت وذلك لأنه أهمل التودد إلى مولاه ومن يكل خيراً ولاه فلا اعتداد بتودده إلى العباد، قال الغزالي (¬2): من ابتلي بمخالطة الناس فعليه بمداراتهم ما أمكن وقطع الطمع من مالهم وجاههم ومعونتهم فإن الطامع خائب غالبا وإذا سألت أحداً حاجة فقضاها فاشكر الله عَزَّ وَجَلَّ عليها وإن قصر فلا تعاتبه ولا تشكه فتصير [2/ 524] عداوة وكن كالمؤمن يطلب المعاذير ولا تكن كالمنافق تطلب العيوب وقيل لعله قصر لعذر لم نطلع عليه (وما يستغني رجل عن مشورة) عام في كل إنسان وقدمنا الكلام في ذلك، ويقال من استغنى برأيه ضل ومن اكتفى بعقله زلّ. (وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وإن أهل المنكر في الدنيا) أي الآتين بالقبائح والأفعال المنكرة في دار الدنيا. (هم أهل المنكر في الآخرة) أي أهل ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8446)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3069). (¬2) إحياء علوم الدين (2/ 334).

عذابها، المنكر الشنيع الفظيع. (هب) (¬1) عن سعيد بن المسيب مرسلاً) قال الذهبي في المهذب: مرسل وضعيف وقال ابن الجوزي: متن منكر، وأقول: فيه محمَّد بن عمرو أبو جعفر قال الذهبي (¬2): مجهول ويحيى بن جعفر أورده الذهبي في ذيل الضعفاء والمتروكين (¬3) وقال مجهول. 4354 - "رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة". ابن أبي الدنيا في قضاء الحاجات عن ابن المسيب مرسلاً. (رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس) قالوا: من المداراة أن لا يذم طعاما ولا ينهر خادما ولا يطمع في تغيير شيء من جبلات الناس إلا ما اقتضاه التعليم والمداراة باللين مع سهولة الجانب سيما مع الأهل ونحوهم والتغافل عن سفه المبطلين ما لم تترتب عليه مفسدة وأجاد القائل (¬4): إذا عفوت ولم أحقد على أحد ... أرحت نفسي من هم العداوات إني أحيي عدوي عند رؤيته ... لأدفع الشر عني بالتحيات وأحسن البشر للإنسان أبغضه ... كأني به قد ملأ قلبي مسرات ولست أسلم ممن لست أعرفه ... فكيف أسلم من أهل المودات الناس داء دواء الناس تركهم ... وفي الجفاء بهم ترك الأخوّات فخالق الناس واصبر ما بليت بهم ... أصم أبكم أعمى ذو تقيات ¬

_ (¬1) أخرجه الميهقي في الشعب (8447)، وانظر العلل المتناهية (2/ 731)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3073). (¬2) انظر: المغني (2/ 621). (¬3) انظر المغني (2/ 732)، والميزان (7/ 166). (¬4) الأبيات منسوبة للإمام الشافعي رحمه الله (ت 204 هـ).

(وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة) تقدم الكلام آنفاً فيهما. (ابن أبي الدنيا (¬1) في قضاء الحوائج عن بن المسيب مرسلاً). 4355 - "رأس العقل بعد الإيمان بالله الحياء وحسن الخلق". (فر) عن أنس. (رأس العقل بعد الإيمان بالله الحياء وحسن الخلق) تقدم الكلام غير مرة. (فر) (¬2) عن أنس) فيه يحيى بن راشد أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: ضعفه النسائي. 4356 - "رأس الكفر نحو المشرق، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم". مالك (ق) عن أبي هريرة (صح). (رأس الكفر) وفي رواية: "رأس الفتنة". (نحو المشرق) وفي لفظ للبخاري: "قبل المشرق" أي أكثر الكفر من جهة المشرق وأعظم أسباب الكفر منشؤه منه والمراد كفر النعمة لأن أكثر فتن الإِسلام ظهرت من تلك الجهة كفتنة الجمل وصفين والنهروان وقتل الحسين وفتنة مصعب والجماجم وإثارة الفتنة وسفك الدماء كفران نعم الإِسلام ويحتمل أن يكون كفرا حقيقيا ويكون إشارة إلى فتنة التتار التي وقع الاتفاق أنه لا نظير لها في الإِسلام أو خروج الدجال وفي بعض الأخبار أنه يخرج من المشرق وقيل: إنما ذم المشرق لأنه كان مأوى الكفر في ذلك الزمان ثم عمه الإيمان وقال ابن حجر (¬4): هي إشارة إلى شدة كفر المجوس لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3075). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3256)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3074). (¬3) انظر الميزان (7/ 174). (¬4) فتح الباري (6/ 352).

بالنسبة إلى المدينة وكانوا في غاية القوة والتكبر والتجبر حتى مزق ملكهم ثم استمرت الفتنة بعد الفتنة من تلك الجهة. (والفخر) ادعاء الشرف والعظم. (والخيلاء) احتقار الناس. (في أهل الخيل والإبل والفدّادين) بالفاء وتشديد المهملة آخره مهملة الذين يرفعون أصواتهم في حروثهم ومواشيهم واحدهم فداد قاله في النهاية (¬1). (أهل الوَبر) بالتحريك فموحدة وهم أهل البادية (والسكينة) فعيلة من السكون هي الوقار والتواضع والطمأنينة والرحمة. (في أهل الغنم) لأنهم دون أهل الوبر في التوسع والكثرة ولأن الغنم فيها البركة (مالك (ق) (¬2) عن أبي هريرة). 4357 - "رأس هذا الأمر الإِسلام، ومن أسلم سلم، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد، لا يناله إلا أفضلهم". (طب) عن معاذ (صح). (رأس هذا الأمر) أي الدين والعبادة. (الإِسلام) أي الانقياد لله ولرسوله فإنه بمنزلة الرأس من جميع الأعمال [2/ 525] الدينية والقرب ونحوها فإذا بعد فلا أثر لشيء مما عداه كما أن الحيوان إذا ذهب رأسه لانتفاء سائر بدنه فائدة. (ومن أسلم سلم) أي عن شرور الدنيا لأنه يحقن دمه وماله وأهله وعن شرور الآخرة. (وعموده) الذي يقوم عليه ويعتمده. (هو الصلاة) فإنها المقيمة لشعار الدين الرافعة لمنار الإِسلام كما أن عمود البيت الذي يقيمه. (وذروة) بفتح أوله وضمه قيل وكسره. (سنامه) أي أعلاه. (الجهاد) فإنه أعلى أنواع العبادة من حيث إن به ظهور دين الإِسلام. (لا يناله إلا أفضلهم) دينا وليس ذلك كغيره من العبادات فهو أعلى من هذه الجهة وإن فضله غيره من جهات. قال ابن الزملكاني: قد استبان من هذا ونحوه أن العبادات والقربات فيها فاضل ومفضول وقد دل ¬

(¬1) النهاية في غريب الحديث (3/ 802). (¬2) أخرجه مالك (1743)، والبخاري (3125)، ومسلم (52).

على ذلك المعقول والمنقول ومنها ما يوصل إلى المقام الأسنى لكن قد يعرض للمفضول ما يكسبه على غيره فضلًا، فإن العبادة تفضل تارة باعتبار زمانها، وأخرى بحسب مكانها، وطورا بحسب حال المتصف، وآونة بمقتضى سببها، ومرة تترجح بعموم الانتفاع، وأخرى بوقوعها في بعض الأزمنة أو البقاع كما مر في أحاديث: "أفضل الأعمال ... " ونحوه وحاصله أن العبادة قد تكون فضالة ومفضولة باعتبارين كما يصير فرض الكفاية في بعض الأحوال فرض عين. (طب) (¬1) عن معاذ) بن جبل وصححه المصنف بالرمز عليه. 4358 - "راصوا الصفوف فإن الشيطان يقوم في الخلل". (حم) عن أنس (صح). (راصوا) بالصاد المهملة المشددة المضمومة. (الصفوف) اللام للعهد أي صفوف الصلاة أي تلاصقوا وضموا أكتافكم بعضها إلى بعض حتى لا يكون بينكم فرجة تسع واقفا أو يلج فيها مار، والرص: ضم الشيء إلى الشيء قال الله تعالى: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4] ويقال: رُص إذا ضم بعضه إلى بعض. (فإن الشيطان يقوم في الخلل) أي الذي بين خلل الصفوف ليشوش على المصلين صلاتهم ويمحق بركتها وتقدم ذلك. (حم) (¬2) عن أنس) قال الهيثمي: رجاله موثوقون انتهى ورمز المصنف لصحته. 4359 - "راصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق" (ن) أنس (صح). (راصوا صفوفكم) في نفسها لئلا تقع فرجة بين رجلين. (وقاربوا بينها) أي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 55) (96)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3077). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 154)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 90)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3454).

بين الصفوف بحيث لا يتسع صفين لصف بينهما. (وحاذوا بالأعناق) بالذال المعجمة من المحاذاة المساواة أي يكون عنق كل منكم على سمت عنق الآخر أي لا يرتفع بعضكم على بعض ولا عبرة بالأعناق أنفسها إذ ليس على الطويل ولا له أن ينحني حتى يحاذي عنقه عنق القصير الذي بجنبه، ذكره القاضي، وتمام الحديث: "فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف" بالحاء المهملة والذال المعجمة والفاء غنم سود صغار، قال الزمخشري: سميت به لأنها محذوفة عن المقدار الطويل. (ن) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه أبو داود أيضًا بلفظه. 4360 - "رأى عيسى ابن مريم رجلاً يسرق فقال له أسرقت قال كلا والذي لا إله إلا هو فقال عيسى: آمنت بالله وكذبت عيني". (حم ق ن هـ) عن أبي هريرة (صح). (رأى عيسى ابن مريم رجلاً يسرق) لم يسم الرجل ولا المسروق (فقال له: أسرقت؟) بهمزة الاستفهام وروي بدونها قال القرطبي: ظاهر قول عيسى سرقت أنه خبر عما فعل من السرقة وكأنه حقق السرقة عليه لأنه أخذ مال غيره ويحتمل أنه استفهام حذفت همزته وحذفها قليل. (قال: كلا) حرف ردع أي ليس الأمر كما قلت ثم أكد ذلك بالحلف بقوله: (والذي) وفي رواية: "لا والله الذي". (لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله) أي صدقت من حلف بالله فإن المؤمن الكامل لا يحلف بالله كاذباً. (وكذبت عينيَّ) بتشديد المثناة وبتخفيفها أي كذبت ما رأيته من سرقته لاحتمال أنه أخذ بإذن صاحبه أو لأنه قام له أن فيه حقا له وهذا خرج مخرج المبالغة في تصديق الحالف لا أنه كذّب نفسه وعينه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (667) والنسائي في المجتبى (2/ 92)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3455).

حقيقة أو أراد صدقه في الحكم لأنه لم يحكم بعلمه وإلا فالمشاهدة أعلى اليقين فكيف يكذب عينه ويصدق قول المدعي ويحتمل أنه رآه مد يده إلى الشيء فظن أنه تناول فلما حلف رجع إلى ظنه ذكره جمع واستدل به على درء الحد بالشبهة ومنع القضاء بالعلم والراجح عند الحنابلة [2/ 526] والمالكية منعه مطلقاً وعند غيرهم جوازه إلا في الحدود. (حم ق ن هـ) (¬1) عن أبي هريرة) - رضي الله عنه -. 4361 - "رأيت ربي عَزَّ وَجَلَّ" (حم) عن ابن عباس (صح). (رأيت ربي عَزَّ وَجَلَّ) قيل رؤية قلبية وقيل منامية وقيل مشاهدة والأولى الوقف عن التعيين والإيمان لما صح وإحالة معناه ومعرفته إلى الله تعالى. (حم) (¬2) عن ابن عباس)، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، انتهى، ورمز المصنف لصحته. 4362 - "رأيت الملائكة تغسل حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الرهب". (طب) عن ابن عباس (ح). (رأيت الملائكة) أي يوم أحد. (تغسل حمزة بن عبد المطلب وحنظلة بن الراهب) سماه - صلى الله عليه وسلم - راهباً؛ لأنه كان يدعى عند قومه بذلك وإلا فإنه قد سماه - صلى الله عليه وسلم - فاسقا، وذلك أنهما قتلا يوم أحد وهما جنبان قاله في مسند الفردوس، أما حنظلة فتقدم أنه غسل لأنه كان قد قتل جنباً، وأما حمزة فلعله إكراماً له وهذا لا ينافي أنهم يحشرون، وأوداجهم تشجب دماً ويبعثون بكلومهم ونحوها؛ لأنه يمكن أنه تعالى يجري الدم ذلك اليوم يوم القيامة كما كان في حال القتل، فإن قلت: هل يلزمنا لو علمنا أنه قتل الشهيد جنباً غسله لاجتنابه؟ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 314، 383)، والبخاري (3260)، ومسلم (2368)، والنسائي (8/ 249)، وابن ماجة (2102). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 290)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 78)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3466).

قلت: لا؛ لأنه لو لزمنا لأمرنا به ولم نكتف بغسل الملائكة لأنهم لا يسقطون ما كلفنا به بفعلهم. (طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه الديلمي أيضاً. 4363 - "رأيت إبراهيم ليلة اسري بي فقال يا محمَّد أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التوبة عذبة الهاء وأنها قيعان وغراسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله". (طب) عن ابن مسعود (صح). (رأيت إبراهيم الخليل ليلة أسري بي فقال: يا محمَّد أقرئ أمتك) الأمة المجيبة. (السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان) جمع قاع الأرض المستوية التي لا غراس فيها ولا أبنية، قال الطيبي: هنا إشكال إذ ذلك يدل على أن أرض الجنة خالية عن الأشجار والقصور وقوله تعالى: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [التحريم:8] تدل على أنها غير خالية إذ لا تسمى جنة إلا لما فيه من الأشجار المتكاثفة. وجوابه: أنها كانت قيعانا ثم أوجد فيها القصور والأشجار على حسب أعمال العاملين لكل ما يختص به على حسب عمله. (وغراسها) جمع غرس وهو ما يغرس. (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله) أي أعلمهم أن هذه الكلمات تورث قائلها الجنة لأن الساعي في اكتسابها لا يضيع سعيه لأنها المغرس الذي لا يتلف ما استودع فيه فإنه تعالى لما سنّ للعبد العمل جعله كالغارس لأشجار الجنة مجازاً من إطلاق السبب على المسبب ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 391) (12094)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3463).

ولما كان سبب إيجاد الله الأشجار عمل العاملين أسند الغرس إليه والقصد بيان طيب الجنة والتشويق إليها والحث على ملازمة هؤلاء الكلمات التي هي الباقيات الصالحات، قاله الطيبي. قلت: وهذا من الخليل - عليه السلام - نصيحة للأمة وحثا لهم على المسارعة في الخيرات لأنهم على ملته {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج: 78] وفيه أنه يسن لمن أبلغ قوماً نصحا مع رجل أن يبلغهم السلام أولاً. (طب) (¬1) عن ابن مسعود)، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي وهو ضعيف والمصنف رمز لصحته ورواه الترمذي باختصار الحولقة. 4364 - "رأيت ليلة أسري بي موسى رجلاً آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم رجلاً مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس، ورأيت مالكاً، خازن النار، والدجال". (حم ق) عن ابن عباس (صح). (رأيت ليلةً أسري بي) أي بعضه. (موسى رجلاً آدم) أي أسمر اللون. (طوالاً) بضم الطاء وتخفيف الواو أي طويلاً. (جعداً) بفتح الجيم وسكون العين المهملة فمهملة أي جعد الجسم وهو اجتماعه واكتنازه لا الشعر على الأصح. (كأنه من رجال شنوءة) بفتح الشين فنون فهمز أي من هذه القبيلة المعروفة وهم حي من اليمن. (ورأيت عيسى رجلاً مربوع الخلق) أي بين الطويل والقصير، وقوله: (إلى الحمرة) حال أي مائلًا لونه إليها، والبياض فلم يكن شديد الحمرة ولا البياض. (سبط الرأس) أي مسترسل شعر الرأس والسبوطة ضد الجعودة. (ورأيت مالكًا) قال النووي (¬2): أكثر الأصول مالك بالرفع وهو منصوب إلا أنه سقطت الألف خطأ. (خازن النار والدجال) وقد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 173) (10363)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 91)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3460). (¬2) شرح النووي على مسلم (2/ 227).

رأى غير من ذكر في هذه الليلة إلا أنه أتى هنا ببعض من فيها. (حم ق) (¬1) عن ابن عباس) اللفظ هنا للبخاري وتمامه فيه: "في آيات أراهن الله إياه فلا تكن في مرية من لقائه" انتهى، قيل: وهو من كلام الراوي أدرجه دفعا لاستبعاد السامع بدليل قوله إياه وإلا لقال إياي. 4365 - "رأيت جبريل له ستمائة جناح". (طب) عن ابن مسعود (صح). (رأيت جبريل) أي على صورته التي خلق عليها وفي الصحيحين أنه لم يره عليها إلا مرتين، قال ابن تيمية (¬2): يعني المرة التي في الأفق الأعلى والنزلة الأخرى عند سدرة المنتهى. (له ستمائة جناح) قال السهيلي: إنها صفات ملكية لا تدرك بالعين فإنه تعالى أخبر بأنها مثنى وثلاث ورباع ولم ير لطائر ثلاثة أو أربعة أجنحة فكيف بستمائة [2/ 527] فدل على أنها صفات لا تضبط بالفكر ولا ورد بيانها فيجب الإيمان بها إجمالًا واعترض بأن لفظ الطبراني يرجح أنها كالطير وقد ورد نثر الجناح بحيث سد الأفق وهذا نص صريح في أن جبريل ملك موجود يرى بالعيان فمن زعم أنه خيال موجود في الأذهان لا الأعيان فقد كفر وخرج عن جميع الملل. (طب) (¬3) ورواه البخاري في تفسير سورة النجم ومسلم في الإيمان (عن ابن مسعود) بخلاف في اللفظ يسير ورمز المصنف لصحته. 4366 - "رأيت أكثر من رأيت من الملائكة معتمين" ابن عساكر عن عائشة. (رأيت أكثر من رأيت من الملائكة) رؤية حقيقية. (معتمين) أي عليهم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 245)، والبخاري (3239، 3396)، ومسلم (165). (¬2) انظر: أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (ص: 82). (¬3) أخرجه البخاري (3060، 4575، 4576)، ومسلم (174)، والطبراني في الكبير (10/ 190) (10423).

العمائم يحتمل أنها من ثياب الجنة أو من نور أو غيره، ولو لم يثبت إلا هذا في العمامة لما كنى في شرعيتها لأنا لسنا مأمورين بالاقتداء بالملائكة في الهيئة، ويحتمل أن وجه الإخبار لنا الحث على ذلك لأنها إذا كانت من ملابس الملأ الأعلى فيحسن منا أن لا نعدل عن هيئتهم، على أن لبس العمامة قد ثبت الأمر به والحث عليه في عدة من الآثار. (ابن عساكر (¬1) في التاريخ عن عائشة)، سكت عليه المصنف. 4367 - "رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين" (ت ك) عن أبي هريرة (صح). (رأيت جعفر بن أبي طالب ملكا) أي في هيئة ملك. (يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين) سمي الجناح جناحا لأنه يميله الطائر عند طيرانه ومنه: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ} [الأنفال: 61] أي مالوا، وجعفر - رضي الله عنه - قتل بمؤتة بعد أن أخذ الراية بيمينه فقطعت فأخذها بشماله فقطعت فاحتضنها فأعاضه الله عن بدنه جناحين وتقدم في: "دخلت ... " كلام السهيلي في حملهما على خلاف ظاهرهما وتقدم مناقشته في ذلك. (ت ك) (¬2) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه والد علي المديني انتهى. قال ابن حجر في الفتح: في إسناده ضعف لكن له شواهد. قلت: المصنف رمز عليه بالصحة. 4368 - "رأيت خديجة على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب، لا لغو فيه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8901)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 120)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3080). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (22/ 81)، والترمذي (3763)، والحاكم (3/ 231)، وانظر فتح الباري (7/ 76)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3465)، والصحيحة (1226).

ولا نصب". (طب) عن جابر (ح). (رأيت) وفي رواية أبصرت. (خديجة بنت خويلد) أم المؤمنين - رضي الله عنها - (على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب) بفتح القاف والصاد المهملة هو اللؤلؤ المجوف وفي الضياء: القصب من الجوهر ما كان أجوفاً مستطيلاً. (لا لغو فيه ولا نصب) بفتح الصاد، أي تعب وقد سبق ذلك قيل ويحتمل أنه رؤية في المنام أو في اليقظة، قلت ورواية أبصرت تدل على الآخر ظاهراً. (طب) (¬1) عن جابر) قال: سئل رسول - صلى الله عليه وسلم - عن خديجة أنها ماتت قبل أن ينزل الفرائض والأحكام فذكره، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق انتهى، ورمز المصنف لحسنه. 4369 - "رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوباً: الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر، فقلت: يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة". (هـ) عن أنس (ح). (رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة) قيل: يحتمل أنه الباب المحيط الأعظم، ويحتمل أنه على كل أبوابها، قلت: أو بعضها. (مكتوبا الصدقة) ظاهره في فرض ونفل إلا أنه قد تقرر في قواعد الشريعة أن أجر الفرض أكثر من أجر النفل ويحتمل اختصاصه بالنفل. (بعشر أمثالها) قال الحكيم معنى أن المتصدق حسب له الدرهم الواحد بعشرة دراهم بدرهم صدقته وتسعة زيادة. قلت: ظاهر اللفظ أنها عشرة غير درهمه. (والقرض بثمانية عشر) وقال أيضًا: الفرض ضوعف له فيه فدرهم قرضه وتسعة مضاعفة فهو ثمانية عشر والدرهم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 8) (6)، وانظر قول الهثيمي في المجمع (9/ 223) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3080).

القرض لم يحسب لأنه يرجع إليه فبقي التضعيف فقط وهو ثمانية عشر والصدقة لم ترجع إليه فبقي التضعيف فقط وهي ثمانية عشر والصدقة لم ترجع إليه الدرهم فكانت له عشرة فأعطاه إليه انتهى. (فقلت: يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة؟) قيل إن أفضلية الحسنات بالنظر إلى أكثرية الجزاء. (قال: لأن السائل يسأل وعنده) أي شيء من الدنيا يغنيه عن السؤال وكأنه خرج على الأغلب. (والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة) فكان أفضل نظرًا إلى الموقع وتقدم الحديث بلفظه في: دخلت الجنة. (هـ) (¬1) عن أنس)، رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف وأصله قول ابن الجوزي حديث لا يصح فإن أحمد بن خالد أحد رجاله ليس بشيء وقال النسائي: ليس بثقة. 4370 - "رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب، وبحر البحيرة". (حم ق) عن أبي هريرة (صح). (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي) بضم المعجمة وتخفيف الزاي أحد رؤساء خزاعة الذي ولوا البيت بعد جرهم، قال الكلبي: لما تفرق أهل سبأ بسبب سيل العرم نزلوا بئر مازن على ماء يقال له غسان [2/ 528] فمن أقام منهم به فهو غساني وانخزعت منهم بنو عمرو بن يحيى عن قومهم فنزلوا مكة وما حولها فسموا خزاعة (يجر قصبه) بضم القاف وسكون المهملة أمعاءه، وقال ابن الأثير (¬2): اسم للأمعاء كلها، وقيل: لما كان أسفل البطن من الأمعاء. (وكان أول من سيب السوائب) جمع سائبة وهي الناقة كانت تسيب في الجاهلية بنذر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2431)، وانظر العلل المتناهية (2/ 602)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3583)، والضعيفة (3637): ضعيف جدًا. (¬2) انظر: النهاية (4/ 110).

ونحوه فلا تحلب ولا تركب ولا ينتفع منها بشيء يتقربون بذلك إلى الله تعالى قال الله تعالى: {بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ} [المائدة: 103] قاله في الضياء، (وبحر) بالباء الموحدة وتشديد الحاء المهملة (البحيرة) فعيلة في الضياء: البحيرة الناقة كانت في الجاهلية إذا نتجت خمسة أبطن آخرها تثقب أي ذكر شقوا أذنها وخلوها لا تحلب ولا تركب ولا يحمل عليها شيء وقيل: هي ابنة السائبة فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه رآه يعذب لأنه أول من شرع تضييع المال الذي خلقه الله لنفع عباده، قلت: ولا يبعد إلحاق هذه الأموال التي تضاع على بناء القبور وكسوتها من الستائر الفاخرة والقناديل المعظمة وأشباهها بذلك وفيه مناسبة لتعذيبه على التسييب بجر بطونه في جهنم وتسييبها عن محلها وفيه أن أهل الفترات يعذبون والحجة عليهم قائمة {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} [فاطر: 24] (حم ق) (¬1) عن أبي هريرة). 4371 - "رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر" (عد) عن عائشة (ض). (رأيت شياطين الإنس والجن فروا من عمر) قال ابن عباس: كانت رؤيته عند الناس أهيب من سيوف غيره وتقدم هذا وفيه فضيلة لعمر. (عد) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 4372 - "رأيت كأن امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت جهينة، فتأولتها أن وباء المدينة نقل إليها". (خ ت هـ) عن ابن عمر (صح). (رأيت) زاد الطبراني "في المنام". (كأن امرأة سوداء ثائرة) بالمثلثة شعر (الرأس) أي منتفشة من ثار الشيء إذا انتشر. (خرجت من المدينة) أي طيبته - صلى الله عليه وسلم -. (حتى نزلت جهينة) قرية عظيمة وهي الجحفة. (فتأولتها) أي فسر بها من أَوَّل الشيء تأويلا إذا فسره بما يؤول إليه. (أن وباء المدينة) أي مرضها والوباء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 366)، والبخاري (3333)، ومسلم (2856). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 51)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3468).

يمد ويقصر مرض عام. (نقل إليها) وجه التأويل أنه اشتق من اسم السوداء، السوء والذل والصور في عالم الملكوت بالغة للصفة فلا جرم لإبراء المعنى القبيح إلا في صورة قبيحة كما يرى الشيطان في صورة كلب وخنزير ونحو ذلك واعلم أنه قد ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - سأل الله سبحانه أن ينتقل وباء المدينة إلى غيرها فكان هذه الرؤيا بعد السؤال إعلاما له - صلى الله عليه وسلم - بأنه قد أجيب دعاه. (خ ت هـ) (¬1) عن ابن عمر) وتقدم كلام فيه في "أوتيت" أول الكتاب. 4373 - "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعون جزءاً من النبوة". (حم ق) عن أنس، (حم ق د ت) عن عبادة بن الصامت، (حم ق هـ) عن أبي هريرة (صح). (رؤيا المؤمن) أي الصالح كما قيده في الحديث الثاني. (جزء من ستة وأربعون جزءاً من النبوة) يأتي من سببعين من أربعين من خمسين، قيل: والجمع بينها أنها تختلف باختلاف مراتب الأشخاص في الكمال والنقص وما بينهما وقيل: بوجوه أخر والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك وتقدم وجه التجربة. (حم ق) (¬2) عن أنس، (حم ق د ت) عن عبادة بن الصامت، (حم ق هـ) عن أبي هريرة) وفي الباب ابن مسعود وحذيفة وسمرة وغيرهم. 4374 - "رؤيا المسلم الصالح جزء من سبعين جزءاً من النبوة". (هـ) عن أبي سعيد (صح). (رؤيا المسلم) ومثله المسلمة لكن إذا كان لإبقائها وإلا ففي الفتح عن القيرواني وغيره من أئمة التعبيران المرأة إذا رأت ما ليست له بأهل فهو لزوجها والعبد لسيده والطفل لأبويه. (الصالح) قيل المراد من اعتدل مزاجه وتفرع ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6631، 6633)، والترمذي (2290)، وابن ماجة (3924). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 106)، والبخاري (6586)، ومسلم (2264) عن أنس، أخرجه أحمد (5/ 319)، والبخاري (6586)، ومسلم (2264)، وأبو داود (5018)، والترمذي (2271) عن عبادة بن الصامت، وأحمد (2/ 233) والبخاري (6587) ومسلم (2263) وابن ماجة (3894).

خياله عن الأمور المزعجة واللذات الوهمية وقيل: الذي يناسب حاله حال النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكرم شيء مما أكرم به الأنبياء وهو الاطلاع على نوع من الغيب. (جزء من سبعين جزءا من النبوة) يحتمل أنه أريد به التكثير لا التعيين. (هـ) (¬1) عن أبي سعيد) صححه المصنف بالرمز [2/ 529]. 4375 - "رؤيا المؤمن الصالح بشرى من الله وهي جزء من خمسين جزءاً من النبوة". الحكيم (طب) عن العباس بن عبد المطلب (صح). (رؤيا المؤمن الصالح بشرى من الله) أي له أو لمن تُرى له. (وهي جزء من خمسين جزءاً من النبوة) واعلم أنه قد يرى الفاسق الكافر الرؤيا الصادقة ولكنه نادر وحينئذ فالناس ثلاثة أصناف: الأنبياء رؤياهم كلها صدق وقد يكون فيها ما يحتاج إلى التعبير، والصالحون: والأغلب على رؤياهم الصدق وقد يقع فيها ما لا يحتاج إلى التعبير، ومن سواهم: في رؤياهم الصدق والأضغاث وهم ثلاثة أقسام مستورون والغالب استواء الحال في حقهم وفسقه والأغلب على رؤياهم الأضغاث ويقل منهم الصدق وكفار ويندر منهم في رؤياهم الصدق قاله المهلب قال القرطبي: وقد وقع لبعض الكفار منامات صحيحة صادقة كمنام الملك الذي رأى سبع بقرات ومنام عاتكة عمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهي كافرة ونحوه كثير وقد يرى الصالح الأضغاث. الحكيم (طب) (¬2) عن العباس بن عبد المطلب) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه ابن إسحاق وهو مدلس وبقية رجاله ثقات. 4376 - "رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءا من النبوة وهي على رجل طائر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3895)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3459). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 118)، والطبراني في الكبير (11/ 245) (11627)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 174)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3079).

ما لم يحدث بها فإذا تحدث بها سقطت ولا تحدث بها إلا لبيباً أو حبيباً". (ت) عن أبي رزين (صح). (رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة) تمامه عند البخاري في رواية "وما كان من النبوة فلا يكذب" انتهى قيل: إنها مدرجة من ابن سيرين. (وهي على رجل طائر ما لم يحدث بها) قال الطيبي: التركيب من قبيل التشبيه التمثيلي شبه الرؤيا بطائر سريع الطيران علق على رجله شيء يسقط بأدنى حركة فالرؤيا مستقرة على ما يسوقه القدر إليه من التعبير. (فإذا تحدث بها سقطت) أي وقع ما عبرت به. (ولا تحدث بها) أيها الرائي. (إلا لبيباً) أي عاقلا كاملاً حسن الدراية بما فيها فيبشرك أو يعظك بمعناها. (أو حبيباً) لا يفسرها إلا بما تحب. (ت) (¬1) عن أبي رزين) رمز المصنف بصحته وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ. 4377 - "رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد ربه في المنام". (طب) والضياء عن عبادة بن الصامت (صح). (رؤيا المؤمن كلام يكلم به العبد) مضبوط في نسخة على خط المصنف برفعه ونصب. (ربه) على أنه الفاعل وأنه المكلم والظاهر خلافه وتكليم الرب من إذنه تكليم ملك الرؤيا وهذه إذا كانت الرؤيا كلاماً، وتفسير بعض السلف لقوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51] قال: من وراء حجاب. (في المنام) يدل على أنه تعالى المتكلم. (طب) والضياء (¬2) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف بالصحة على الضياء وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2278)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3456). (¬2) أخرجه الضياء في المختارة (337)، والحكيم في نوادره (1/ 390)، وابن أبي عاصم في السنة (486) وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 174)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3078).

الراء مع الباء الموحدة

الراء مع الباء الموحدة 4378 - " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها". (حم خ ت) عن سهل بن سعد (صح). (رباط) بكسر ففتح مخفف قال القاضي: الرباط المرباطة وهي أن يربط هؤلاء خيولهم في ثغرهم وهؤلاء خيولهم في ثغرهم ويكون كل منهما مستعدا لصاحبه مترصداً لقصده ثم اتسع فيها فأطلقه على ربط الخيل واستعدادها للغزو حيث كان وقد يتجوز به للمقام بأرض والتوقف فيها. (يوم في سبيل الله) أي ملازمة المحل الذي بين الكفار والمسلمين لحراسة المسلمين عنهم وإن كان وطنه بشرط نية الإقامة به لدفع الغدر. (خير من الدنيا وما عليها) لو ملكها الإنسان وتنعم بها لأنها زائلة، زائل ما فيها بخلاف نعيم الآخرة فإنه باق وعبر بعلى دون "في" لأنها أعم منها وأقوى، وفيه دليل على أن الرباط يصدق باليوم الواحد خلافاً لمالك فقال: أقله أربعون يوماً. (وموضع سوط أحدكم) الذي يجاهد به وبالأولى سيفه وقوسه. (من الجنة خير من الدنيا وما عليها) لما فيها من النعيم وكل ما تهواه النفس. (والروحة يروحها العبد في سبيل الله) قدمها؛ لأن غالب تلك الديار الحرمية سفن الرواح والرواح من الزوال إلى الغروب. (أو الغدوة) المرة الغدوة وهو خروج أول النهار. (خير من الدنيا وما عليها) أي من نيله الدنيا وما عليها، ويحتمل أن أجره خير من أجر الدنيا وما عليها لو حصلت له وأنفقها [2/ 530] في وجوه القرب. (حم خ ت) (¬1) عن سهل بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 337)، والبخاري (2892)، والترمذي (1664).

سعد) وعزاه ابن الأثير لمسلم (¬1)، قال النووي: وهو وهم. 4379 - "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات مرابطاً جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجرى عليه رزقه وأمن من الفتان" (م) عن سلمان (صح). (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه) في الأجر لا ينافيه من أنه خير من الدنيا وما عليها ومن أنه خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل لاحتمال اختلاف الزمان والعمل والعامل. (وإن مات مرابطا) أي المرابط والدال عليه السياق. (جرى عليه عمله) الصالح. (الذي كان يعمله) حال رباطه لا ينقطع عنه أجره، قال الطيبي: معناه أنه يقدر له من العمل بعد موته كما جرى منه قبل الممات. (وأجرى عليه رزقه) أي من الجنة بأن الشهداء فيها أحياء عند ربهم يرزقون فموته في الرباط شهادة في هذه الخصلة. (وأمن من الفتَّان) بفتح الفاء وتشديد المثناة الفوقية أي من فتنة القبر وهما نكير ومنكر وغيرهما من فتنته. (م) (¬2) عن سلمان) هو الفارسي حيث أطلق. 4380 - "رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه" (حم) عن ابن عمر (صح) (رباط يوم خير من صيام شهر وقيامه) أي من أجر صيامه نهارًا وقيامه ليلاً. (حم) (¬3) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف. 4381 - "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل" (ت ن ك) عن عثمان. ¬

_ (¬1) انظر: جامع الأصول لابن الأثير (رقم 7169). (¬2) أخرجه مسلم (1913). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 177)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 289)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3480).

(رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه) أي من عبادة ألف يوم. (من المنازل) فيه أن حسنة الجهاد الرباط بألف حسنة وأخذ بعضهم من التعبير بالجمع المحلى بلام الاستغرق أن الرباط أفضل من الجهاد في المعركة. وأجيب: بأن الحديث في حق من فرض عليه الرباط وتعين بأمر الأمام قال في المطامح: واختلف هل الأفضل الجهاد أو الرباط والحديث يدل على أن الرباط أفضل لأنه جعله الغاية التي تنتهي إليها أعمال البر والرباط يحقن دماء المسلمين والجهاد يسفك دماء المشركين فانظر ما بين الدمين يتضح لك الفرق بين العملين. (ت ن ك) (¬1) عن عثمان) قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي. 4382 - "رباط شهر خير من صيام دهر، ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر، وغدي عليه برزقه، وريح من الجنة، ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله" (طب) عن أبي الدرداء. (رباط شهر خير من صيام دهر) لم يعينه - صلى الله عليه وسلم - فيحتمل أن يقاس على رباط يوم وليلة خير من صيام شهر فيراد به ثلاثون شهراً. (ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر) وهو غير الفتان فإن ذلك أمن من رابط يومًا وليلة وهذا من رابط شهرًا ويعلم منه أنه قد أمن من الفتان؛ لأنه قد رابط يوماً وليلة. (وغدي عليه برزقه، وريح من الجنة، ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله) هو كما سلف آنفاً. (طب) (¬2) عن أبي الدرداء) لم يتكلم عليه المصنف. 4383 - "رباط يوم في سبيل يعدل عبادة شهر أو سنة صيامها وقيامها، ومن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1667)، والنسائي في المجتبى (6/ 39)، والحاكم (2/ 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3078). (¬2) لم أقف عليه من الكبير، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 155)، ومجمع الزوائد (5/ 290)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3480).

مات مرابطاً في سبيل أعاذه الله من عذاب القبر وأجري له أجر رباطه ما قامت الدنيا" الحارث عن عبادة بن الصامت (صح). (رباط يوم في سبيل يعدل عبادة شهر أو سنة) شك من الراوي. (صيامها وقيامها) تقدم التلفيق بينه وبين ما قبله. (ومن مات مرابطا في سبيل الله) ولو يدفع عن أهله. (أعاذه الله من عذاب القبر وأجري له أجر رباطه ما دامت الدنيا) أي مدة بقائها وهو المراد بقوله في الأولى حتى يبعثه الله. (الحارث (¬1) عن عبادة بن الصامت) وعزاه الديلمي إلى مسلم من حديث سلمان. 4384 - "رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره" (حم م) عن أبي هريرة (صح). (رب) بضم الباء وفتحها مشددة ومخففة. (أشعث) الأشعث الذي لا يحلق رأسه ولا يرجله قال القاضي: الأشعث المغبر الرأس المتفرق الشعر. (مدفوع بالأبواب) أي مردود عن الدخول عند إرادته على الأعيان والأغنياء وعن الحضور في محافلهم. (لو أقسم على الله لأبره) أي أبو قسمه وأوقع مطلوبه إكراماً منه تعالى له ويحتمل أنه أريد بالقسم الدعاء وإبراره إجابته وفيه فضيلة بعض من يكون حامل المنزلة قليل الحظ وفيه أنه لا يحتقر العبد أحداً من عباد الله. (حم م) (¬2) عن أبي هريرة) لم يخرجه البخاري. 4385 - "رب أشعث أغبر ذي طمرين تنبؤ عنه أعين الناس لو أقسم على الله لأبره" (ك حل) عن أبي هريرة (صح). (رب أشعث أغبر ذي طمرين تنبؤ عنه أعين الناس) أي لا تنظره إلا ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة (629) كما في زوائد الهيثمي، والديلمي في الفردوس (3270)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3085). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 325) ومسلم (2622، 2854).

باستحقار. (لو أقسم على الله لأبره) يحتمل الأمرين القسم والدعاء. (ك حل) (¬1) عن أبي هريرة). 4386 - "رب ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره) البزار عن ابن مسعود. (رب ذي طمرين) الطمر الثوب الخلق. (لا يؤبه له) بضم المثناة التحتية وسكون الواو بعدها موحدة أي لا يبالى به. (لو أقسم على الله لأبره) وتمامه في رواية ابن عدي "لو قال: اللهم إني أسألك الجنة لأعطاه الجنة ولم يعطه من الدنيا شيئاً" انتهى، وفيه دليل على أنه أريد بالإقسام الدعاء. (البزار (¬2) في مسنده عن ابن مسعود قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير جارية بن حزم وقد وثقه ابن حبان على ضعفه. 4387 - "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر" (هـ) عن أبي هريرة (صح). (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع) محمول على من لم يخلص النية أو لا يتجنب قول الزور والكذب [2/ 531] والبهتان والغيبة ونحوها من المناهي فيحصل له الجوع والعطش ولا يحصل له الثواب، وقال الغزالي (¬3): هو الذي يفطر على الحرام ويفطر على لحوم الناس بالغيبة أو من لم يحفظ جوارحه عن الآثام. (ورب قائم) أي متهجد. (ليس له من قيامه إلا السهر) لسوء نيته أو ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 364) وأبو نعيم في الحلية (1/ 7) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3086). (¬2) أخرجه البزار (2035)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 264) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3487). (¬3) الإحياء (1/ 235).

غصب منزل صلاته أو نحو ذلك. (هـ) (¬1) عن أبي هريرة) صححه المصنف بالرمز عليه وأخرجه النسائي أيضًا عنه. 4388 - "رب قائم حظه من قيامه السهر، ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش" (طب) عن ابن عمر (حم ك هق) عن أبي هريرة. (رب قائم حظه من قيامه السهر) لسوء نيته. (ورب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش) جعلها حظه كالتهكم كأنهما أجره ومطلوبه وفيه زجره عن إتعاب بدنه وإجاعته وإعطاشه وعمل لا أجر له فيه. (طب) (¬2) عن ابن عمر (حم ك هق) عن أبي هريرة (قال الحافظ العراقي: إسناده حسن وقال تلميذه الهيثمي: رجاله موثقون. 4389 - "رب طاعم شاكر أعظم أجرا من صائم صابر" القضاعي عن أبي هريرة. (رب طاعم شاكر) لله على ما أولاه. (أعظم أجرا من صائم صابر) على ألم الجوع وفقد المألوف فالشاكر الكامل شكره أعظم أجرا من الصائم الصابر وهذا من أعظم حجج من فضل الغني الشاكر على الفقير الصابر كذا قيل، والحديث حث على الشكر. (القضاعي (¬3) عن أبي هريرة) وفي الباب عن غيره أيضاً. ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في الكبرى (2/ 239، 256)، وابن ماجه (1690)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3488). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 382) (13413) عن ابن عمر، وأحمد (2/ 373)، والحاكم (1/ 596)، والبيهقي في السنن (4/ 270) عن أبي هريرة، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 202)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3490). (¬3) أخرجه القضاعي في الشهاب (1427)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3090)، والضعيفة (3636): موضوع.

4390 - "رب عذق مذلل لابن الدحداحة في الجنة" ابن سعد عن ابن مسعود (رب عذق) بفتح العين المهملة وسكون الذال المعجمة بضبط المصنف وهو النخل وبالكسر العرجون لما فيه من الشماريخ. (مذلل) بضم أوله والتشديد بضبط المصنف أي سهل على من يجتنى منه التمر ويروى مدلي. (لابن الدحداحة) (¬1) بفتح الدالين المهملتين وسكون الحاء المهملة بينهما صحابي أنصاري لا يعرف إلا بأبيه. (في الجنة) مكافأة له على ما تصدق به وذلك أنه لما نزل: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [البقرة: 245] قال ابن الدحداح: يا رسول الله استقرضنا ربنا قال: "نعم" قال: فإن لي حائطين أحدهما بالعالية والآخر بالسافلة فقد أقرضت ربي خيرهما فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هو لليتيم الذي عندكم" ثم ذكره. (ابن سعد (¬2) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: رواه البزار وفيه حميد بن عطاء ضعيف والطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن قيس ضعيف انتهى. وقد أخرجه مسلم. 4391 - "رب عابد جاهل، ورب عالم فاجر، فاحذروا الجهال من العباد والفجار من العلماء" (عد فر) عن أبي أمامة. (رب عابد جاهل) بالله وبما له من صفات الكمال فيتعب عن عبادته لأدنى شيء. (ورب عالم فاجر) أي منبعث في المعاصي فعلمه وبال عليه. (فاحذروا ¬

_ (¬1) الإصابة (2/ 566). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 66)، والبيهقي في السنن (6/ 64، 158)، والبزار (2033)، وأبو يعلى (4986)، والطبراني في الأوسط (1866)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 114)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3489)، وقد أخرجه مسلم (965) عن جابر بن سمرة.

الجهّال من العبَّاد) فإنهم يغرونكم بعبادتهم تحسبونهم على خير وليس كذلك فإن الفقه أساس العبادة فمن فقده فعبادته منهدمة. (والفجار من العلماء) لأنهم يقونكم ويحملونكم على الضلال وقد تقدم أول الكتاب في: آفة الدين. (عد فر) (¬1) عن أبي أمامة) قال ابن عدي عقيب روايته: بشر الأنصاري أحد رواته وضاع وساق له أحاديث هذا منها. 4392 - "رب معلم حروف أبي جاد دارس في النجوم ليس له عند الله خلاق يوم القيامة". (طب) عن ابن عباس. (رب معلم حروف أبي جاد) هي الحروف المعروفة المركب منها الكلام إلا إنه اختص علم النجم وتواضع أهله عليها في حسابه. (دارس) من الدراسة (في النجوم) أي هو رأس أي أصل عظيم في علمها يدرسها ويقررها. (ليس له عند الله خَلاق) أي نصيب من الخير. (يوم القيامة) لاشتغاله بما فيه أخطار عظيمة وخوضه في فصول لا تعني. (طب) (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه خالد بن يزيد القمي وهو كذاب. 4393 - "رب حامل فقه غير فقيه، ومن لم ينفعه علمه ضره جهله، اقرأ القرآن ما نهاك فإن لم ينهك فلست تقرؤه". (طب) عن ابن عمرو. (رب حامل فقه) أي حافظه. (غير فقيه) لعدم استنباطه منه بل تحمل الرواية من غير أن يكون له استدلال واستنتاج كذا قيل: ويحتمل غير عامل به كما يرشد إليه قوله. (ومن لم ينفعه علمه) بأن يهتدي به إلى الخير. (ضَرَّه جَهله) لأنه إذا لم يعمل بعلمه وينتفع به فهو على العمل يجهله وضره به حاصل قال الذهبي: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 14، 6/ 441)، والديلمي في الفردوس (3249)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3091)، والضعيفة (494): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 41) (10980)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 117)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3092).

فيه إشارة إلى أن المفهوم تتفاضل فإذا رأيت فقيهاً خالف حديثا أو رده عليك أو صرف معناه فلا تبادر إلى تضليله. (اقرأ القرآن ما نهاك) أي مدة ما أثر فيك نهيه. (فإن لم ينهك فلست تقرؤه) فإن هذا لا يعارضه ليس هي قرأته المطلوبة منك. (طب) (¬1) عن ابن عمرو) قال المنذري: فيه شهر بن حوشب يعني وفيه خلاف. 4394 - "ربيع أمتي العنب والبطيخ". أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب الأطعمة، وأبو عمر النوقاني في كتاب البطيخ (فر) عن ابن عمر. (ربيع أمتي العنب والبطيخ) أي هما ربيع الأبدان لأن الإنسان يرتاح لهما وقيل لأكلهما فيربوا نفعهما [2/ 432] في البدن وينمو به ويظهر حسنه كما أن الربيع إظهار آثار رحمة الله تعالى وإحياء الأرض بعد موتها وقد فضل العنب والبطيخ وهل الأفضل العنب أو البطيخ فيه خلاف الأكثرون على الثاني والأولى أكلهما معاً ليكسر حر هذا برد هذا وبرد هذا حر هذا. (أبو عبد الرحمن السلمي في كتاب الأطعمة، وأبو عمر النوقاني) بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وبعد الألف نون نسبة إلى نوقان أحد مدينتي طوس (في كتاب البطيخ)، والعقيلي في الضعفاء (فر) (¬2) عن ابن عمر) فيه عندهما محمَّد بن أحمد بن مهدي قال في الضعفاء (¬3) قال الدارقطني ضعيف جدًا عن محمَّد بن ضوء، قال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به كذاب متهتك بالخمرة والفجور وسبق أن السلمي وضاع ولهذا أورد الحديث ابن الجوزي في الموضوعات وسكت عليه المصنف في مختصرها. ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (741)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 74)، والمجمع (1/ 184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3089). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3267)، والرافعي في التدوين (2/ 90)، وانظر الموضوعات (3/ 45)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3093)، والضعيفة (155): موضوع. (¬3) انظر المغني (2/ 549)، والميزان (6/ 44).

الراء مع الجيم

الراء مع الجيم 4395 - " رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي". أبو الفتح بن أبي الفوارس في أماليه عن الحسن مرسلاً. (رجب شهر الله) إضافة الشهر إلى الله عَزَّ وَجَلَّ يدل على شرفه وفضله ومعنى الإضافة الإشارة إلى أن تحريمه من فعل الله ليس لأحد تبديله كما كانت الجاهلية تحله وتحرم مكانه صفر ولا دليل فيه على ندب صوم رجب قال النووي (¬1): لم يثبت في صوم رجب ندب ولا نهي بعينه. (وشعبان شهري) أي مأخوذ عليَّ تعظيمه ولهذا كان لا يصوم في شهر بعد رمضان أكثر من شعبان. (ورمضان شهر أمتي) أمرت بصومه وتعظيمه. (أبو الفتح بن أبي الفوارس في أماليه (¬2) عن الحسن مرسلاً) قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: حديث ضعيف جداً، هو من مرسلات الحسن ومرسلات الحسن لا شيء عند أهل الحديث، ولا يصح في فضل رجب حديث انتهى. وظاهر صنيع المصنف أنه لم يرد مرفوعًا وهو ذهول فقد رواه الديلمي وابن نصر من ثلاث طرق مرفوعاً عن أنس. ¬

_ (¬1) شرح مسلم (8/ 39). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3804)، والديلمي في الفردوس (3275، 3276)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3094)، والضعيفة (4400).

الراء مع الحاء المهملة

الراء مع الحاء المهملة 4396 - " رحم الله أبا بكر: زوجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالاً من ماله، وما نفعني مال في الإِسلام ما نفعني مال أبي بكر، رحم الله عمر: يقول الحق وإن كان مرا، لقد تركه الحق وما له من صديق، رحم الله عثمان: تستحيه الملائكة، وجهز جيش العسرة، وزاد في مسجدنا حتى وسعنا، رحم الله عليا: اللهم أدر الحق معه حيث دار" (ت) عنه علي (صح). (رحم الله أبا بكر) إنشاء بلفظ الخبر أي نجاه وأنعم عليه في الدارين. (زوجني ابنته) عائشة رضي الله - رضي الله عنها -. (وحملني إلى دار الهجرة) إلى المدينة لأنه صحبه ولأنه أعطاه ناضحا كان له يركب عليه وإن كان بقيمته كما عرف في كتب السيرة. (وأعتق بلالاً من ماله) وذلك أنه شراه من سيده لما رآه يعذبه على إسلامه فشراه وأعتقه. (وما نفعني مال في الإِسلام ما نفعني مال أبي بكر) روى ابن عساكر (¬1) أنه أسلم وله أربعون ألف دينار فأنفقها عليه - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن المسيب: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه، قال في العوارف: فيه دليل على شكر المحسن على الإحسان والدعاء له وأنه لا ينافي كمال التوحيد كما عرف في غيره. (رحم الله عمر: يقول الحق وإن كان مرًّا) على من هو عليه أو كان على عمر نفسه مرا لأنه يصدم به الصديق والقريب والبعيد ويكلف نفسه على قوله وإن شق عليه. (لقد تركه الحق وما له من صديق) لأنه لا يتركه وأكثر الخلق لا ينقادون له وفيه تأسية لمن قال الحق وعمل به وهجره الناس، وفيه أن رضا الله مقدم على كل ما سواه. (رحم الله عثمان) هو ابن عفان. ¬

_ (¬1) انظر: تاريخ دمشق (30/ 66).

(تستحيه الملائكة) أي تستحي منه وكان أحيا الأمة. (وجهز جيش العسرة) هي غزوة تبوك فإنه أعان عليها بكذا كذا من الإبل وأقتابها سميت جيش العسرة لأنها كانت في أشد الوقت وأشده حرًا وأبعده سفراً. (وزاد في مسجدنا) أي مسجد المدينة. (حتى وسعنا) فإنه لما كثر المسلمون ضاق عليهم فصرف عليه عثمان حتى وسعه. (رحم الله عليا: اللهم أدر الحق معه حيث دار) لم يذكر له منقبة لأن مناقبه معروفة جمة بل عدل إلى الدعاء له بما ذكر فكان أقضى الناس ولم يفارقه الحق في شيء من أفعاله وكأنه والله أعلم خصه بهذه الدعوة لما أعلمه الله من تأخر زمانه عن زمان الثلاثة وكثرت أعداءه وحروبه فأخبرهم بالدعاء له، أن الحق معه يدور لأن دعاءه - صلى الله عليه وسلم - ما يرد فهو بمثابة الإخبار. (ت) (¬1) عن علي) كرم الله وجهه صححه المصنف بالرمز قال شارحه: ليس كما زعم وقد أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: الحديث يعرف بمختار قال البخاري: هو منكر وقال ابن حبان: يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى سبق إلى القلب أنه يتعمدها انتهى [2/ 533] وفي الميزان: مختار بن نافع منكر الحديث جدًا وعد هذا من مناكيره. 4397 - "رحم الله ابن رواحة، كان أينما أدركته الصلاة أناخ". ابن عساكر عن ابن عمر (صح). (رحم الله ابن أبي رواحة) (¬2) بفتح الراء والواو هو عبد الله الصحابي الجليل البدري شهيد مُؤتَة. (كان أينما أدركته الصلاة) وهو سائر على بعيره. (أناخ) بعيره وظل محافظا على أول الوقت يدل على أنه يحافظ عليه في غير سفره أشد. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (4441)، وانظر الميزان (6/ 386)، وابن حبان في المجروحين (3/ 15)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 210)، والعلل المتناهية (1/ 255)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3095)، والضعيفة (2094): ضعيف جداً. (¬2) الإصابة (4/ 82).

(ابن عساكر (¬1) عن ابن عمر) فيه همام بن نافع الصنعاني قال العقيلي: حديث غير محفوظ وقد رواه الطبراني بلفظ: "رحم الله أخي عبد الله بن رواحة كان أينما أدركته الصلاة أناخ" قال الهيثمي: إسناده حسن انتهى فلو أتى المصنف بها لكان أولى. 4398 - "رحم الله قُساً، إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم". (طب) عن غالب بن أبجر. (رحم الله قُسًا) بضم القاف فسين مهملة هو ابن ساعدة الأيادي، وسبب الحديث على ما في السيرة وغيرها أن رجلاً أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنه ضلت له ضالة فطلبها فوجد قسا في ظل شجرة فسلم فرد فإذا هو يعين جرارة في الأرض خوارة ومسجد بين قبرين وأسدين عظيمين فإذا سبق أحدهما إلى الماء تبعه الآخر يضربه بقضيب وقال ارجع حتى تشرب من قبلك فقلت: ما هذان القبران قال: أخوان لي كان يعبدان الله تعالى لا يشركان به فأدركهما الموت فقبرتهما وها أنا بين قبريهما حتى ألحق بهما ثم نظر إليهما فتغرغرت عيناه بالدموع وانكب عليهما يقول (¬2): خليلي هُبا طالما قد رقدتما ... أجدكما لا تقضيان كراكما ألم تريا أني بسمعان مفرد ... وما لي فيه من خليل سواكما مقيم على قبريكما لست بارحا ... طوال الليالي أو يجيب صداكما كأنكما والموت أقرب غاية ... بروحي في قبريكما قد أتاكما ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (28/ 85) والطبراني في الكبير (12/ 322) (13241)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 371)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 316)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3096). (¬2) الأبيات منسوبة لقس بن ساعدة (ت 23 ق).

فلو جعلت نفس لنفس وقاية ... لجدت بنفسي أن تكون فداكما فذكره وقوله: (إنه كان على دين أبي إسماعيل بن إبراهيم) دليل على أن أهل الفترات مخاطبين بدين من قبلهم من الرسل. (طب) (¬1) عن غالب (¬2) بالمعجمة والموحدة (بن أبجر) بفتح الهمزة وسكون الجيم فراء صحابي حدّث، نزل الكوفة قال الهيثمي: رجاله ثقات. 4399 - "رحم الله لوطا يأوي إلى ركن شديد، وما بعث الله بعده نبياً إلا وهو في ثروة من قومه" (ك) عن أبي هريرة (صح). (رحم الله لوطا) هو ابن أخي إبراهيم وتقدم الدعاء له على الركن المزعج من باب {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ} [التوبة: 43] كان (يأوي إلى ركن شديد) رواية البخاري "لقد كان يأوي" يعني إنه لما أنه قال لما جاءه قومه يهرعون إليه يريدون بضيفانه الفاحشة: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} [هود: 80] أي منعة وعشيرة وأقارب استنصر بهم عليكم ليدفعوا عن أضيافي، قال القاضي: كأنه استغرب منه هذا القول وعده نادرة إذ لا ركن أشد من الركن الذي كان يأوي إليه وهو عصمة الله وحفظه وقال غيره: ترحم عليه لسهوة ذلك الوقت حين ضاق صدره فقال: {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} أي إلى عز العشيرة وهو كان يحب الإيواء إلى الله تعالى فهو أشد الأركان، وقال النووي: يجوز أنه لما اندهش بحال الأضياف قال ذلك، أو أنه التجأ إلى الله تعالى في باطنه وأظهر هذا القول للأضياف اعتذارًا وقسمًا العشيرة ركنا لأن الركن يستند إليه ويمتنع به وشبهه بالركن من الجبل لشدتهم ومنعهم. (وما بعث الله بعده نبيًّا إلا في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 265) (663)، وفي الأوسط (8015)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 49)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3114). (¬2) الإصابة (1/ 225).

ثروة) أي كثرة ومنعة. (من قومه) تمنع عنه من يريد ضره قيل: واستشكل بآية {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ} [البقرة: 19] وإنه قتل في يوم واحد في بيت المقدس ثلاثمائة نبي ولعله يقال: إنما المراد بمنع العشيرة منعها عما ينهضم به من الإساءة إلى ضيفانه وجيرانه وما تعتاده العشيرة من الذم لما كان منها في الأمور العرفية لا أتباعه في دينه فرب عشيرة تنفر عما جاءها في دينها بخلاف ما يعتاده مع منعها عنه الأسوأ مثل ما اتفق لأبي طالب مع المصطفى فالقتل على الدين غير ما يراه من منع العشيرة. (ك) (¬1) عن أبي هريرة) وقال: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 4400 - "رحم الله حمير: أفواههم سلام، وأيديهم طعام، وهم أهل أمن وإيمان". (حم ت) عن أبي هريرة (ح). (رحم الله [2/ 534] حميراً) هو أبو قبيلة من اليمن من أولاد سبأ بن يشجب وأراد به هنا القبيلة بدليل بقوله: (أفواههم سلام) أي لا تزال ناطقة به حتى كأنها متكونة من سلام. (وأيديهم طعام) أي لا تبرح ممدودة تبذل الطعام للضيف والجائع وفيه المبالغة التي في الأول. (وهم أهل أمن وإيمان) أي الناس أمنين من أيديهم وألسنتهم وقلوبهم مطمئنة بالإيمان مملوءة بنور الإتقان. (حم ت) (¬2) عن أبي هريرة) قال: قال رجل يا رسول الله ألعن حميراً فأعرض عنه مراراً فذكره حسنه المصنف بالرمز. 4401 - "رحم الله خرافة، إنه كان رجلاً صالحاً". الفضل الضبي في الأمثال عن عائشة (ض). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 611)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3499). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 278)، والترمذي (3939)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3109)، والضعيفة (349): موضوع.

(رحم الله خرافة) بضم الخاء المعجمة فراء مفتوحة ففاء اسم رجل من عذرة أسرته الجن وحدث بما رأى فكذبوه وقالوا: حديث خرافة وأجروه على ما يكذبونه وكل ما يُستملح أو يُتَعجَّب منه، أخرج ابن أبي الدنيا في "ذم البغي" (¬1) عن أنس قال: اجتمع نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول الكلمة كما يقول الرجل عند أهله، فقالت إحداهن: كأن هذا حديث خرافة فقال: "أتدرين ما خرافة". (إنه كان رجلاً صالحاً) من عُذرة أصابته الجن، فكان فيهم حيناً فرجع يحدث بأحاديث لا تكون في الإنس بها الحديث. أنه كان رجلاً صالحاً فاستحق الدعاء له تمامه عند مخرجه: "وأنه أخبرني أنه خرج ليلة ليقضِ حاجته فلقيه ثلاثة من الجن فأسروه فقال واحد نستعبده وقال آخر نقتله فمر بهم رجل وذكر قصة طويلة والمصنف اقتصر على بعض الحديث، قال ابن حجر: ولم أر من عد خرافة من الصحابة وهذا دليل أنه منهم. (المفضل بن محمَّد بن يعلي بن عامر الضبي (¬2)) بفتح المعجمة وتشديد الموحدة نسبة إلى ضَبَّة بن أد الكوفي كان علّامة راوية (في الأمثال عن عائشة) رمز عليه المصنف بالضعف. 4402 - "رحم الله الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار". (هـ) عن عمرو بن عوف (صح). (رحم الله الأنصار) هم الأوس والخزرج غلبت عليهم الصفة. (وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) وفي رواية "وأزواجهم وذرياتهم" وفي أخرى "وموالي الأنصار" وهذا الدعاء والإخبار وهم حقيقون بالأمرين وفيه نيل الذرية ببركة الآباء لسوابقهم. (هـ) (¬3) عن عمرو بن عوف) رمز المصنف لصحته ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم البغي (رقم 27). (¬2) أخرجه الضبِّي في الأمثال كما في الكنز (33256) وانظر: والإصابة (2/ 270)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3114). (¬3) أخرجه ابن ماجة (165)، والطبراني في الكبير (17/ 12) (2)، وقال الألباني في ضعيف الجامع=

ورواه عنه الطبراني وفيه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني وهو ضعيف وقد حسن له الترمذي وبقية رجاله ثقات. 4403 - "رحم الله المتخللين والمتخللات". (هب) عن ابن عباس. (رحم الله المتخللين والمتخللات) أي من الرجال والنساء في أوقات الصلاة بالمضمضة والاستنشاق وإزالة الخلالة من الفم كما تقدم مفسراً في الحديث منه في "حبذاً". (هب) (¬1) عن ابن عباس) فيه قدامة بن محمَّد المديني قال في الضعفاء (¬2): جرحه ابن حبان وإسماعيل بن شيبة، قال الأزدي والنسائي: منكر الحديث ومن ثمة قال البيهقي عقيب تخريجه: فيه نظر. 4404 - "رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء والطعام". القضاعي عن أبي أيوب. (رحم الله المتخللين من أمتي في الوضوء) بالمضمضة والاستنشاق وإزالة الخلالة من الفم ومثله في الغسل. (و) في (الطعامِ) والوضوء وغيره وذلك؛ لأن إزالة الوسخ من الفم الذي هو محل التلاوة والذكر مرادٌ لله وقد حث على السواك وتقدم أنه لا شيء أشق على الملكين من أن يريا بين أسنان صاحبهما شيئاً. (القضاعي (¬3) عن أبي أيوب) قال شارحه: حسن غريب ورواه عنه أيضاً الديلمي. 4405 - "رحم الله المتسرولات من النساء". (قط) في الأفراد (ك) في تاريخه (هب) عن أبي هريرة (خط) في المتفق والمفترق عن سعد بن طريف (عق) عن مجاهد بلاغاً. ¬

_ = (3099)، والضعيفة (3640): ضعيف جداً. (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6054) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3100) والضعيفة (3638). (¬2) انظر المغني (2/ 523)، والميزان (5/ 467). (¬3) أخرجه القضاعي في الشهاب (583)، والديلمي في الفردوس (3220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3101).

(رحم الله المتسرولات من النساء) أي اللابسات السراويل محافظة على ستر العورة وتقدم في "اتخذوا السراويلات" الحديث. (قط) (¬1) في الأفراد (ك) في تاريخه (هب) عن أبي هريرة) قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس على باب المسجد مرت امرأة على دابة فلما حاذته عثرت بها فأعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل: إنها متسرولة فذكره وفيه من لا يُعْرَف، (خط) في المتفق والمفترق عن سعد بن طريف) قال ابن حجر: قال الخطيب: يقال أن له صحبة ثم روى له هذا الحديث وقال لم أكتبه إلا من هذا الوجه وفيه غير واحد من المجهولين (عق) عن مجاهد بلاغاً) قال بلغني أن امرأة سقطت عن دابتها فانكشفت والنبي - صلى الله عليه وسلم - قريب منها فأعرض فقيل: عليها سراويل فذكره، وفيه محمَّد بن مسلم الطائفي [2/ 535] ضعفه أحمد وقد وثقه غيره. 4406 - "رحم الله امرءاً اكتسب طيباً، وأنفق قصداً، وقدم فضلاً ليوم فقره وحاجته". ابن النجار عن عائشة. (رحم الله امرءاً اكتسب طيباً) أي حلالاً. (وأنفق قصداً) أي بتدبير واعتدال من غير تفريط ولا إفراط. (وقدم فضلاً) أي ما فضل عن إنفاق نفسه ومؤنته. (ليوم فقره وحاجته) وهو يوم لا ينفع مال ولا بنون ذكر الطيب إعلاماً بأنه لا ينفعه إلا ما أنفقه من الحلال. (ابن النجار (¬2) عن عائشة). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (5192) أطراف الغرائب، والخطيب في المتفق المفترق (رقم 697) والبيهقي في الشعب (7808)، والبزار (898) عن أبي هريرة وعبد الرزاق (5043)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 54) عن مجاهد مرسلاً، والرافعي في التدوين (1/ 224) عن علي، وانظر الإصابة (3/ 64)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3102)، وقال في الضعيفة (3252): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن النجار في تاريخه كما في الكنز (9207)، وانظر فيض القدير (4/ 23)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3104).

4407 - "رحم الله امرءاً أصلح من لسانه". ابن الأنباري في الوقف، والموهبي في العلم (عد خط) في الجامع عن عمر، ابن عساكر عن أنس. (رحم الله امرأ أصلح من لسانه) بأن ألزمه الصدق والذكر والنطق بكل خير، وقيل المراد إصلاحها بتعلم العربية فإن بها معرفة العلوم الشرعية وما وقع الخطأ إلا من اللحن، روى بعض المحدثين أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة بسكون لامه ثم قال لي منذ عشرين سنة ما حلقت رأسي قبلها لهذا النهي فقيل له: هذا تصحيف إنما هو الحلق محركًا وهو أن يتحلق الناس قبل الجمعة، وقيل إن النصارى كفرت بتصحيفها كلمة أوحى الله إلى عيسى أنّي ولّدتك بالتشديد فخففوا وفي هذا حكايات والأول الأظهر إلا أن سببه يدل له قال راويه إنه مر عمر بقوم رموا أشياء فأخطئوا ثم قالوا نحن متعلمين فقال لحنكم أشد من رميكم أي من خطابكم فيه سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. (ابن الأنباري في الوقف والابتداء، والموهبي) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الهاء والموحدة نسبة إلى موهب المحدث في العلم (عد خط) (¬1) في الجامع عن عمر) أورده في الميزان في ترجمة عيسى بن إبراهيم وقال: هذا ليس بصحيح، (ابن عساكر عن أنس) ورواه عنه أيضاً أبو نعيم والديلمي وأورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: حديث لا يصح. 4408 - "رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعاً". (د ت حب) عن ابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 250)، والخطيب في جامعه (2/ 24)، والديلمي في الفردوس (3206)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 395)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 103)، وراجع العلل المتناهية (2/ 704)، وانظر الميزان (5/ 373)، واللسان (4/ 391)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3103)، والضعيفة (2414) موضوع.

(رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً) قال ابن قدامة (¬1): هذا ترغيب فيها لكنه لم يجعلها من السنن الرواتب بدليل أن ابن عمر راويه لم يحافظ عليها وقال الغزالي (¬2): يستحب استحبابا مؤكداً رجاء الدخول في الدعوة النبوية فإنها مستجابة لا محالة. (د ت) وحسنه (حب) (¬3) وصححه عن ابن عمر) قال ابن القيم (¬4): اختلف فيه فصححه ابن حبان وضعفه غيره وقال ابن القطان (¬5): سكت عليه عبد الحق تسامحًا فيه لكونه من رغائب الأعمال وفيه محمَّد بن مهران وهّاه أبو زرعة وقال الفلاس: له مناكير منها هذا الخبر. 4409 - "رحم الله امرءاً تكلم فغنم أو سكت فسلم". (هب) عن أنس وعن الحسن مرسلاً. (رحم الله امرءاً تكلم فغنم) الخير بقوله: (أو سكت) عما لا خير فيه. (فسلم) فيه أن قوله الخير خير من السكوت لأن قول الخير ينتفع به من ينتفع والصمت لا يتعدى صاحبه نفعه. (هب) (¬6) عن أنس وعن الحسن مرسلاً) قال الحافظ العراقي: سنده مرسل رجاله ثقات بسند فيه ضعف فإنه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين. ¬

_ (¬1) انظر: المغني لابن قدامة (1/ 798). (¬2) الإحياء (1/ 194). (¬3) أخرجه أبو داود (1271)، والترمذي (430)، وابن حبان (6/ 206) (2453)، والطيالسي (1936)، وانظر الميزان (6/ 332)، والتلخيص الحبير (2/ 12)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3493). (¬4) زاد المعاد (1/ 298). (¬5) بيان الوهم والإيهام (2/ 410). (¬6) أخرجه البيهقي في الشعب (4938) عن أنس، و (4934) عن الحسن مرسلاً، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3492).

4410 - "رحم الله عبداً قال فغنم أو سكت فسلم". أبو الشيخ عن أبي أمامة (رحم الله عبدا قال) أي خيراً. (فغنم) أجراً (أو سكت) عن شر (فسلم) عقوبة. (أبو الشيخ (¬1) عن أبي أمامة) ورواه عنه الديلمي، ثم قال: وفي الباب أنس - رضي الله عنه -. 4411 - "رحم الله عبدا قال خيراً فغنم، أو سكت عن سوء فسلم". ابن المبارك عن خالد بن أبي عمران مرسلاً. (رحم الله عبداً قال خيرا فغنم) فيه بيان المقول. (أو سكت عن سوء فسلم) فيه بيان المسكوت عنه. (ابن المبارك) في الزهد (¬2) (عن خالد بن أبي عمران مرسلاً) هو قاضي إفريقية قال الذهبي (¬3): صدوق مات سنة تسع وثلاثين ومائة. 4412 - "رحم الله امرأ علق في بيته سوطا يؤدب به أهله". (عد) عن جابر (ض). (رحم الله امرءاً علق في بيته سوطا يؤدب به أهله) أي من أساء الأدب منهم ولا يتركهم هملا فقد يكون التأديب أولى من العفو في بعض الأحوال وإنما قال: "علق" ولم يقتصر على أدب إيذانا بأنه لا يضرب أولاً بل يزجر ويهدد ويحضر لهم آلة الضرب فإن نفع ذلك فيهم فلا يتعداه وإلا ضرب واتقى الوجه والمقاتل. (عد) (¬4) عن جابر) فيه عباد بن كثير ضعفه البخاري والنسائي وابن معين ولهذا أعله مخرجه ابن عدي ولم يسكت عليه ورمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الربيع بن حبيب في مسنده (778)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3497)، والصحيحة (855). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (380)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3496)، والصحيحة (855). (¬3) انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 378)، والكاشف (رقم 1344)، وفيهما (توفي 1299 هـ). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 335)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3106).

4413 - "رحم الله أهل المقبرة، تلك مقبرة تكون بعسقلان". (ص) عن عطاء الخراساني بلاغاً. (رحم الله أهل المقبرة) بتثليث الموحدة الموضع الذي تدفن فيه الأموات ثم بينها بقوله: (تلك مقبرة تكون بعسقلان) بفتح وسكون بلد معروف قال ابن حجر: وكان عطاء [2/ 536] راوي هذا الحديث يرابط بها كل عام أربعين يوما حتى مات. (ص) (¬1) عن عطاء الخراساني بلاغاً) أي قال: بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وعطاء هو: ابن أبي مسلم مولى المهلب بن أبي صفرة قال ابن حجر (¬2): صدوق يهم كثيراً ويرسل ويدلس، وهذا الحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه ابن حجر في المسدد بأنه: حديث في فضائل الأعمال والتحريض على الرباط فليس فيه ما يحيله العقل ولا الشرع فالحكم عليه بالبطلان لا يتجه انتهى. 4414 - "رحم الله حارس الحرس". (هـ ك) عن عقبة بن عامر. (رحم الله حارس الحرس) بفتح الحاء والراء والحارس الحافظ وفي رواية "الجيش" وتمام الحديث: "الذين يكونون بين الروم وعسكر المسلمين ينظرون لهم ويحذرونهم" كذا في مسند الفردوس وآخره يفسر صدره. (هـ ك) (¬3) عن عقبة بن عامر) قال الحاكم: صحيح وأقره الذَّهبي. 4415 - "رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2415)، وانظر القول المسدد (ص 27)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3107). (¬2) انظر: تقريب التهذيب (4600). (¬3) أخرجه ابن ماجة (2769)، والحاكم (2/ 95)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3107)، والضعيفة (3641).

نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء". (حم د ن هـ حب ك) عن أبي هريرة (صح). (رحم الله رجلاً قام من الليل) أي بعد النوم؛ لأنه لا يسمى تهجداً إلا ما كان بعد نوم. (فصلّى) ولو ركعة لحديث: "عليكم بصلاة الليل ولو ركعة". (وأيقظ امرأته) في رواية "أهله" فيعم غيرها. (فصلت، فإن أبت) القيام. (نضح في وجهها الماء) أي رشه به ليذهب عنها النوم وفيه أنه يندب إيقاظ المرأة للنافلة ويحرض على نفلها ويندب لها إيقاظ الزوج أيضاً لذلك كما أفاده بقوله: (رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء) أفاد كما قال الطيبي: من أصاب خيرًا ينبغي له أن يحب لغيره ما يحب لنفسه فيأخذ بالأقرب فالأقرب فقوله: رحم الله رجلاً فعل كذا تنبيه للأمة بمنزلة رش الوجه بالماء لإيقاظ النائم وذلك أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لما قال ما قال بالتهجد من الكرامات أراد أن يحصل لأمته من ذلك فحثهم عليه عادلا عن صيغة الأمر للتلطف. (حم د ن هـ حب ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرط مسلم وتعقب بأن فيه محمَّد بن عجلان تكلم فيه بذم وثقه آخرون وقال النووي بعد عزوه لأبي داود: إسناده صحيح وصحح المصنف عليه. 4416 - "رحم الله رجلاً غسلته امرأته وكفن في أخلاقه". (هق) عن عائشة. (ح) (رحم الله رجلاً غسلته امرأته) أي بعد موته. (وكفن في أخلاقه) أي ثيابه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 250)، وأبو داود (1308، 1450)، والنسائي (3/ 205) وابن ماجة (1336)، وابن حبان (6/ 306) (2567) والحاكم (1/ 453) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3494)

الخلقة يحتمل إنه إخبار عن أمر وقع ومضى ودعاء لمن كان كذلك فإنه دل إنه لا جاه له ولا مال فكان مرحوما، قال البيهقي في السنن: فُعِل ذلك بأبي بكر غسلته امرأته أسماء وكفن في ثيابه التي كان يبتذلها انتهى. (هق) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وليس بصواب فقد قال الذهبي (¬2): إسناده ضعيف فيه الحكم بن عبد الله تركوه. 4417 - "رحم الله عبدا كانت لأخيه عنده مظلمة في عرض أو مال فجاءه فاستحله قبل أن يؤخذ، وليس ثم دينار ولا درهم، فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته، وإن لم تكن له حسنات حملوا عليه من سيئاتهم". (ت) عن أبي هريرة (صح). (رحم الله عبداً) أي مسلماً. (كانت لأخيه عنده مظلمة) بكسر اللام على الأشهر وحكى الفتح والضم. (في عِرْض) بالكسر هو محل المدح والذم. (أو مال فجاءه فاستحله) أي طلب أن يجعله في حل مما لديه له، يحتمل أن المراد إذا علم بأنه قد نال في عرضه وماله فإنه لا تسقطه التوبة حتى يستحله، ويحتمل أنه لا بد في طلب حله وإن لم يعلم بأن يعلمه أنه قد نال منه فيطلبه أن يجعله في حل فيكون فيه دليل على أنها لا تقبل توبة من قال في أخيه شيئاً وإن كان لا يعلم حتى يعلمه ويستحله وقد سلف الكلام فيه. (قبل أن يؤخذ) أي تُقبض روحه يحتمل الظالم والمظلوم والأول الأقرب. (وليس له ثمة دينار ولا درهم) يقضي منه ما عليه ولا تسمح النفس بالعفو لأنه يوم يحتاج فيه كلٌّ إلى ماله عند الناس. (فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته) فتوفى منها لمن ظلمه. (وإن لم تكن ثم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 501)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3111)، والضعيفة (3693): موضوع. (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 5918).

حسنات) أو لم تف بما عليه. (حملوا عليه من سيئاته) وقذف به في النار كما في عدة أخبار. (ت) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقد رواه البخاري بتغيير يسير. 4418 - "رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى". (خ هـ) عن جابر (صح). (رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى سمحا إذا اقتضى، سمحا إذا قضى) تقدم معناه وأنه يحتمل الأمرين وهو في الإخبار أظهر؛ لأنه قد ورد "أن رجلاً ممن كان قبلكم" وسرد له هذه الصفات، وأخبر أنه رحمه الله لأجلها قدمناه، قال القاضي: رتب الدعاء على ذلك ليدل على أن السهولة والتسامح سبب استحقاق الدعاء ويكون أهلا للرحمة والقضاء والاقتضاء وهو طلب الحق. (خ هـ) (¬2) عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه -). 4419 - "رحم الله قوما يحسبهم الناس مرضى وما هم بمرضى". ابن المبارك عن الحسن مرسلاً. (رحم الله قوماً) أي من الصالحين. (يحسبهم الناس مرضى) لما يرونهم عليه من سخونة [2/ 537] الأبدان والتغيير والاصفرار من هيبة الله وخوفه. (وما هم بمرضى) حقيقة. (ابن المبارك (¬3) عن الحسن مرسلاً) قال الحافظ العراقي (¬4): ورواه أحمد موقوفاً على علي عليه السلام. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2419)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3112). (¬2) أخرجه البخاري (2076)، وابن ماجة (2203). (¬3) أخرجه البخاري (2076) وابن المبارك في الزهد (92)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (116)، والضعيفة (2496، (3888). (¬4) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 185).

4420 - "رحم الله موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر". (حم ق) عن ابن مسعود (صح). (رحم الله موسى) أي ابن عمران. (قد أوذي بأكثر من هذا) قاله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين لما قال رجل إن هذه القسمة ما عدل فيها ولا أريد بها وجه الله تعالى، فتغير وجهه الشريف ثم ذكره تأسية لنفسه الشريفة بأنه قد لقي موسى كليم الله من قومه أشد الأذى فرموه بالأدرة واتهموه بقتل أخيه هارون، قيل: ولما سلكوا في البحر قالوا له: إن صحبنا لا نراهم، فقال: سيروا فإنهم على طريق كطريقكم، قالوا: لا نرضى حتى نراهم، فقال: اللهم أعني على أخلاقهم السيئة ففتحت لهم كوات في الماء فتراءوا وتسامعوا. (فصبر) أي موسى على أذى قومه وصبر - صلى الله عليه وسلم - على قومه، قال الغزالي (¬1): كما لا تخلوا الأنبياء والعلماء عن الابتلاء بالجاهلين كذلك لا يخلو ولي أو عالم عن ضروب من الإيذاء بنحو إخراج من بلده أو سعاية به إلى سلطان أو شهادة عليه حتى بالكفر فاصبر كما صبروا تظفر كما ظفروا فعلى العلماء العدل والقيام لنواميس الشريعة والصدع بالحق عند السلاطين وإظهار السنن وإخماد البدع والقيام لله في أمور الدين ومصالح المسلمين وتحمل الأذى المرتب على ذلك. (حم ق) (¬2) عن ابن مسعود) ورواه غيرهما. 4421 - "رحم الله يوسف إن كان لذا أناة حليما، لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعاً". ابن جرير، وابن مردويه عن أبي هريرة (ح). (رحم الله يوسف) بن يعقوب. (إن كان لذا أناة) أي وقار وتؤدة. (حليمًا) وهي صفات يحبها الله ويحسن الدعاء لمن اتصف بها ثم أبان أمر تلك الصفات ¬

_ (¬1) الإحياء (4/ 29). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 380، 435، 441)، والبخاري (3150، 3405، 4336، 4356، 6059، 6100، 6219، 6336)، ومسلم (1062).

بقوله: (لو كنت أنا المحبوس ثم أرسل إلي لخرجت سريعاً) ولم أقل ارجع إلى ربك فاسأله الآية وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - تواضعا وإبانة لشأن يوسف وإيثارا للإعلام بكمال فضيلته وحسن نظره في إبانة نزاهته وحمدًا لصبره وترك عجلته وفيه حث على الأناة والحلم. (ابن جرير، وابن مردويه (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 4422 - "رحم الله أخي يوسف، لو أنا وأتاني الرسول بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة حين قال: ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة". (حم) في الزهد وابن المنذر عن الحسن مرسلاً (صح). (رحم الله أخي يوسف، لو أنا أتاني الرسول) يدعوني إلى الملك. (بعد طول الحبس لأسرعت الإجابة) أي إجابة الرسول الذي أخبر الله عنه أنه أتى يوسف بقوله: {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ ...} [يوسف: 50]. (حين قال: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ} [يوسف: 50] الآية قال في الكشاف: إنما تأنى وتثبت في إجابة الملك وقدم سؤال النسوة براء لساحته عما سجن فيه لئلا يتسلق به الحاسدون إلى تقبيح أمره عنده ويجعلونه سلما إلى حط منزلته لديه ولئلا يقولوا ما خلد في السجن سبع سنين إلا لأمر عظيم وجرم كبير، قال بعضهم: خاف يوسف أن يخرج من السجن فيناله مرتبة في الملك وسكت عن أمر ذنبه صفحا فيراه الناس بتلك المنزلة فيقولون: هذا الذي أراد امرأة مولاه فأراد بيان براءته وتحقيق منزلته. (حم) في الزهد وابن المنذر (¬2) عن الحسن مرسلاً) رمز المصنف على رمز أحمد بالصحة. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (12/ 139)، وابن مردويه كما في ابن كثير (2/ 479)، وانظر: فيض القدير (4/ 28)، وكشف الخفاء (1/ 515)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3119). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 346، 389)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3491).

423 - "رحم الله أخي يحيى، حين دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صغير، فقال: أللعب خلقت؟ فكيف بمن أدرك الحنث من مقاله؟ ". ابن عساكر عن معاذ - (ض). رحم الله أخي يحيى، حين دعاه الصبيان إلى اللعب وهو صغير، فقال: أللعب خلقت؟) استفهام إنكار أي لم أخلق له بل للعبادة فإن الله أتاه الحكم صبيا يوضحه ما رواه ابن قتيبة من حديث ابن عمر: "أن يحيى دخل بيت المقدس وهو ابن ثمان فنظر إلى العبَّاد واجتهادهم فرجع إلى أبويه فمر في طريقه بصبيان يلعبون فقالوا هلم نلعب قال إني لم أخلق للعب وذلك قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} (¬1) [مريم: 12] وإذا كان هذا كلامه ولم يدرك الحنث. (فكيف بمن أدرك الحنث) بالحاء المهملة فنون مثلثة أي سن الحنث وهو البلوغ. (من مقاله؟) أي أن هذا كلامه وهو صبي فكيف كلامه عند كماله وبلوغه. (ابن عساكر (¬2) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه. 4424 - "رحم الله من حفظ لسانه، وعرف زمانه، واستقامت طريقته". (فر) عن ابن عباس. (رحم الله من حفظ لسانه) أي صانه عن الخوض فيما لا يعنيه، قال الماوردي: للكلام شروط لا يسلم المتكلم إلا بها [2/ 538] وهي أربعة، الأول: أن يكون الكلام لدل يدعوه إليه إما لجلب نفع أو دفع ضرر، الثاني: أن يأتي به في محله ويتوخى به إصابة فرصته، الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته، الرابع: أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به فإذا اختل شرط منها أخطأ. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/ 301). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (64/ 183)، والديلمي في الفردوس (3227)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3098)، والضعيفة (2413): موضوع.

(وعرف زمانه) أي أهله فعاملهم بما يعيش به بينهم غير آثم. (واستقامت طريقته) باستعماله القصد في جميع أموره. (فر) (¬1) عن ابن عباس) فيه محمَّد بن زياد العسكري الميموني، قال في الضعفاء (¬2) وقال أحمد: كذاب خبيث يضع الحديث. 4425 - "رحم الله قسا كأني أنظر إليه على جمل أورق تكلم بكلام له حلاوة لا أحفظه". الأزدي في الضعفاء عن أبي هريرة. (رحم الله قسا) هو ابن ساعدة تقدم قريباً. (كأني انظر إليه) أي الآن لارتسام هيئته في خياله - صلى الله عليه وسلم -. (على جمل أورق) أي يضرب إلى الخضرة كون الرماد أو إلى السواد. (تكلم بكلام له حلاوة لا أحفظه) وورد من طريق عن ابن عباس أنه لما قدم وفد عبد القيس قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أيكم يعرف القس بن ساعدة الأيادي" قالوا: كلنا قال: فما فعل قالوا هلك قال ما أنساه بعكاظ على جمل أحمر يقول: أيها الناس من عاش مات ومن مات فات وكل ما هو آت آت إن في السماء لخبرا وإن في الأرض لعبراً، مهاد موضوع، وسقف مرفوع ونجوم تمور وبحار لا تغور أقسم قس قسما حتما لأن كان في الأرض ليكون سخطاً أن لله لدينا هو أحب إليه من دينكم الذي أنتم عليه ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا فناموا، زاد في رواية أين الآباء والأجداد أين المريض والعُوَّاد أين الفراعنة الشداد أين من بنا رشيد وزخرف ومجَّد وغرَّه المال والولد أين من بغى وطغى وجمع فأوعى فقال: أنا ربكم الأعلى، ألم يكونوا أكثر منكم مالًا وأطول آجالا وأبعد آمالا طحنهم الثرى ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3215، 3217)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3117)، والضعيفة (1771): موضوع. (¬2) انظر الميزان (6/ 154)، والمغني (2/ 851).

بكلكله ومزقهم بتطاوله تلك عظامهم بالية ونفوسهم خالية عمرتها الذئاب العاوية، كلَّا بل هو الواحد المعبود ليس بوالد ولا مولود انتهى. (الأزدي (¬1) في الضعفاء عن أبي هريرة). 4426 - "رحم الله والدا أعان ولده على بره" أبو الشيخ في الثواب عن علي. (رحم الله والدا أعان ولده على بره) بالإغضاء له عن ما لا يخلو عنه البشر واستكثار بره وإن قل إحسان أخلاقه معه وتوقيره إن بلغ سن من يوقر ولا يعمل بقولهم من عرفك صغيراً لم يوقرك كبيرًا ولقد رأينا كثيراً من الآباء يحمل ولده ما لا يطيقه فيلجئه إلى خلافه ويعده عاقا وهو الباحث على حتفه بكفه ولذا دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن أعان ولده على بره. (أبو الشيخ في الثواب (¬2) عن علي) كرم الله وجهه، قال العراقي (¬3): وسنده ضعيف. 4427 - "رحم الله امرأ سمع منا حديثاً فوعاه ثم بلغه من هو أوعى منه". ابن عساكر عن زيد بن خالد الجهني (ض). (رحم الله امرأ سمع منا) يا معاشر المسلمين تشمل من يبلغ إلى آخر الدهر. (حديثاً فوعاه) أي حفظه وصار وعاءا له. (ثم بلغه) أي أداه على ما سمعه من غير تغيير. (من هو أوعى منه) أي أعظم تبصرًا وحفظاً، زاد في رواية: "فرب مبلغ أوعى من سامع" فيه حث على تبليغ العلم وأنه قد يأتي بعده القرن الأول ¬

_ (¬1) عزاه في الكنز (34072) للأزدي في الضعفاء، وانظر الإصابة (5/ 553)، وذكره من طريق الأزدي السيوطي في اللآلي المصنوعة (1/ 167)، وفيض القدير (4/ 29، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3115): موضوع. (¬2) أخرجه هناد في الزهد (995)، وابن أبي شيبة (25415)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3118)، والضعيفة (1946). (¬3) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 196).

من هو أجود فيها. (ابن عساكر (¬1) عن زيد بن خالد الجهني) ورواه الحاكم بنحوه ورمز المصنف لضعفه. 4428 - "رحم الله إخواني بقزوين". ابن أبي حاتم في فضائل قزوين عن أبي هريرة، وابن عباس معا، وأبو العلاء العطار فيها عن علي. (رحم الله إخواني بقزوين) فيه إيثار الأخوة لهم تشريف بليغ وبيان حيازتهم أخوة ذلك الجناب الأفخم، وقزوين: بفتح القاف وسكون الزاي وكسر الواو بعدها نون مدينة كبيرة شهيرة من بلاد العجم وهذا إعلام بأنها يسكنها قوم صالحون يستحقون هذه الأخوة الشريفة ويحتمل أن فيها أنبياء مدفونون وأن الدعاء لهم، وتقدم أنها على باب من أبواب الجنة. (ابن أبي حاتم في فضائل قزوين (¬2) عن أبي هريرة، وابن عباس معاً، وأبو العلاء العطار فيها) أي في فضائل قزوين (عن علي) عليه السلام. 4429 - "رحم الله عينا بكت من خشية الله، ورحم الله عيناً سهرت في سبيل الله". (حل) عن أبي هريرة. (رحم الله عينا بكت من خشية الله) سبب خشية القلب لله. (ورحم الله عينا سهرت في سبيل الله) أي في حراسة المسلمين ومنافرة الكفار. (حل) (¬3) عن أبي هريرة)، قال: غريب من حديث الثوري [2/ 539] لم نكتبه إلا عن محمَّد بن عبد الله الجهبذي عن سعيد بن حرب. 4430 - "رحمة الله علينا وعلى موسى، لو صبر لرأى من صاحبه العجب". (د ن ك) عيق أبي، زاد البارودي "العجاب". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (21/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3105). (¬2) أخرجه الرافعي في التدوين (1/ 20)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3097): موضوع. (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3113)، والضعيفة (3887).

(رحمة الله علينا وعلى موسى) هو كتقديم: {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ} [التوبة: 43] قيل: قرع السمع بما فيه تقديم ونحوه. (لو صبر) على ما رآه يصدر عن الخضر من إتلاف المال وقتل النفس الزاكية وترك استفهامه عن ذلك كما شرط عليه بقوله: {فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا} [الكهف: 70] الرأى من صاحبه العجب) تمامه عند النسائي: "لكنه قال: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا} [الكهف: 76] انتهى" فيه من آداب الدعاء أنه يبدأ بنفسه، وفضل العلم والأدب مع العالم وحرمة المشايخ وترك اعتراض الكبير على أكبر منه ولا يبادره بالإنكار حتى يكشف له قناع ما لديه قال بعضهم: هذا أصل كبير للتسليم في كل ما جاء عن الشرع وإن لم تظهر حكمته للعقول. (د ن ك) (¬1) عن أبي، زاد البارودي "العاجب") صفة للعجب من باب: ليل أليل وظل ظليل، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 4431 - "رحماء أمتي أوساطها". (فر) عن ابن عمرو. (رحماء أمتي أوساطها) أي الذين يكونون في أوسط الزمان قبل ظهور الأشراط. (فر) (¬2) عن ابن عمرو) فيه عثمان بن عطاء قال في الضعفاء (¬3): وثقه الدارقطني وغيره، وعمرو بن شعيب اختلف فيه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2380)، وأبو داود (3984)، والنسائي (3/ 428)، والحاكم (2/ 627). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3120)، والضعيفة (3643). (¬3) انظر المغني (2/ 427).

الراء مع الدال المهملة

الراء مع الدال المهملة 4432 - " رد جواب الكتاب حق كرد السلام". (عد) عن أنس بن بلال عن ابن عباس. (رد جواب الكتاب حق) أي واجب. (كردّ السلام) فإنه يجب اتفاقًا فالجواب عن الكتاب واجب وإن لم يكن فيه سلام إما بالكتابة أو بغيرها قال النواوي: ولو أرسل السلام مع إنسان وجب على الرسول إبلاغه لأنه أمانة ونوزع بأنه بالوديعة أشبه قال: ولو أتاه رسول بسلام من شخص أو في ورقة وجب عليه الرد فورًا وأم بالحديث من قال: إذا كتب الخليل إلى خليل ... فحق واجب رد الجواب إذا الإخوان فاتهم التلاق ... فما صلة بأحسن من كتاب (عد) (¬1) عن أنس) تعقبه مخرجه ابن عدي بقوله: منكر جداً فيه البلخي يعني الحسن بن محمَّد راويه ذو الموضوعات لا تحل الرواية عنه وحكم ابن الجوزي بوضعه وتعقبه المصنف بأن له شاهدا وهو قول ابن عباس المشار إليه بقوله (ابن لال عن ابن عباس) ظاهره أنه رفعه وليس كذلك إنما هو من كلامه ولذا قال ابن تيمية: رفعه غير ثابت. 4433 - "رد سلام المسلم على المسلم صدقه". أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة. (رد سلام المسلم على المسلم صدقة) أي له أجرها وذلك لأن السلام يقع من المسلم عليه موقعا يشبه موقع الصدقة في جبر خاطره والظاهر أن المراد ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 172، 2/ 322)، وانظر الميزان (2/ 271)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3121)، والضعيفة (830): موضوع.

بالرد الابتداء ولذلك شبهه بالنفل لأنه مندوب لا الجواب لأنه واجب. (أبو الشيخ في الثواب (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 4434 - "ردوا السائل ولو بظلف محرق". (حم تخ) عن حواء بنت السكن. (ردوا السائل) أي ادفعوا مسألته. (ولو بظلف) بكسر فسكون وهو للبقر والغنم كالحافر للفرس والبغل. (محرّق) وهو مبالغة في أنه لا يستحقر ما يُرد به قال الطيبي: زاده لإرادة المبالغة بحق كأنه "علم في رأسه نار" يعني لا تردوه رد حرمان بلا شيء وقيل بل المراد ولو بالظلف المحرق فإنه خير من العدم. (حم تخ) (¬2) عن حواء) بزنة اسم أم البشر (بنت السكن) صحابية لها حديث واحد هو هذا، قال ابن عبد البر: حديث مضطرب. 4435 - "ردوا السلام، وغضوا البصر، وأحسنوا الكلام". ابن قانع عن أبي طلحة (ح). (ردوا السلام) على من سلم عليكم وجوبا أو ندبا ابتداء والمراد بالصفة التي علمتم إما متماثلا أو زائدا على المبتدأ لا ناقصا قال ابن حجر: لو أوقع الابتداء بلفظ الجمع لم يكف الرد بلفظ الإفراد لأن الجمع يقتضي التعظيم فلا يكون ردًّا بالمثل فضلا عن الأحسن كذا قاله ابن دقيق العيد. (وغضوا البصر) أي كفوه عن ما لا يحل. (وأحسنوا الكلام) أي أطيبوه للناس وقولوا للناس حسناً. (ابن قانع (¬3) عن أبي طلحة) رمز المصنف لحسنه. 4436 - "ردوا القتلى إلى مضاجعها". (ت حب) عن جابر. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3272)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3122)، والضعيفة (3644). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 435)، والبخاري في التاريخ (845)، وانظر التمهيد لابن عبد البر (4/ 298)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3502). (¬3) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 232)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3123).

(ردوا القتلى) جمع قتيل. (إلى مضاجعها) ورواية: مضاجعهم، والجمع يذكر ويؤنث [2/ 540] أي ادفنوهم حيث قتلوا لفضل المحل الذي قتلوا فيه بالنسبة إليهم لأنهم نالوا فيه السعادة ورزقوا في عرضه الشهادة، قال المظهري: لا ينقل الميت من البلد الذي مات فيه إلى بلد آخر وقيل: بل يجوز، فقد نقل جابر بن عبد الله أباه الذي قتل بأحد بعد ستة أشهر إلى البقيع فدفنه، قيل لعل ذلك للضرورة. (ت) وحسنه (حب) (¬1) عن جابر بن عبد الله) قال: جاءت عمتي بأبي يوم أحد لندفنه في مقابرنا فقال: "ردوا القتلى إلى مضاجعها" قال الترمذي: حسن صحيح، قال العراقي: وقد حكى الترمذي نفسه عن البخاري أنه قال في ربيح منكر الحديث وقال أحمد: غير معروف انتهى يعني بربيح راويه وهو ربيح أو نجيح العنزي. 4437 - "ردوا المخيط والخياط، ومن غل مخيطا أو خياطا كلف يوم القيامة أن يجيء به ولو ليس بجاء". (طب) عن المستورد (ح). (ردوا المخيط) بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح المثناة التحتية. (والخياط) أي الخيط. (من غل مخيطاً أو خياطاً) أي من الغنيمة. (كلف يوم القيامة أن يجيء به ليس بجاء) يعني فيعذب لأنه يقال له جيء به فلا يقدر فيعذب فهو كناية عن دوام تعذيبه وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما قفل من خيبر فجاء رجل يستحله خياطا أو مخيطا فذكره. (طب) (¬2) عن المستورد) قال الهيثمي فيه أبو بكر عبد الله بن حكيم الذاهلي وهو ضعيف وقواه البعض ورواه البيهقي من ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1717)، وابن حبان 7/ 456 (3183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3503). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 303) (721)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 339)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3124).

وجه آخر ورده الذهبي بأن فيه نكارة والمصنف رمز لحسنه. 4438 - "ردوا مذمة السائل ولو بمثل رأس الذباب". (عق) عن عائشة. (ردوا مذمة السائل) بفتح الهاء والذال المعجمة ساكنة أي بضعفه وشهوته. (ولو بمثل رأس الذباب) أي ولو بشيء حقير من الطعام وفيه جواز دفع الصدقة متاقاة على القرض ويحتمل أن يراد ذم الله إياكم على رده. (عق) (¬1) عن عائشة) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح والمتهم به إسحاق بن أبي نجيح قال أحمد: هو من أكذب الناس وقال يحيى: كان يضع وقال الذهبي آفته من عثمان الوقاصي. ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 105)، وانظر العلل المتناهية (2/ 504)، والميزان (1/ 354)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3125)، والضعيفة (1974): موضوع.

الراء مع السين المهملة

الراء مع السين المهملة 4439 - " رسول الرجل إلى الرجل إذنه". (د) عن أبي هريرة (صح). (رسول الرجل إلى الرجل إذنه) أي إذنه بالمجيء إليه بمنزلة الرسول في الدخول إذا وصل إلى المحل الذي دعي إليه أخذه بظاهره جمع فلم يوجبوا على المرسَل إليه استئذانا إذا وصل وأوجبه آخرون وعليه العمل وجُمع بأن الأول فيما إذا قرنت الرسالة من الإتيان والثاني إذا بعدت، قيل: والكلام في من ليس عنده من يستأذن لأجله والأحوط الاستئذان على كل حال. (د) (¬1) عن أبي هريرة) صححه المصنف بالرمز ورواه البخاري عنه أيضاً في الأدب المفرد. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5189)، والبخاري في الأدب المفرد (1076)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3504).

الراء مع الضاد المعجمة

الراء مع الضاد المعجمة 4440 - " رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد". (ت ك) عن ابن عمرو، والبزار عن ابن عمر. (رضا الرب) على الولد. (في رضا الوالد) عليه فإذا رضي الوالد على ولده فالله راض عنه. (وسخط الرب في سخط الوالد) وذلك أنه تعالى أمر بإكرام الأب وطاعته فمن امتثل أمره تعالى رضي عنه ومن خالف أمره غضب عليه، والحديث دليل أن العقوق كبيرة. (ت ك) (¬1) عن ابن عمرو) قال الحاكم: على شرط مسلم، (البزار عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه عصمة بن محمَّد متروك. 4441 - "رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخطهما". (طب) عن ابن عمرو (صح). (رضا الرب في رضاء الوالدين، وسخطه في سخطهما) قال الزين العراقي: أخذ من عمومه أنه تعالى يرضى عنه وإن لم يؤد حقوق ربه أو بعضها إذا كان الوالد مسلما، قال الغزالي: وآداب الولد مع والده: أن يسمع كلامه ويقوم بقيامه ويمتثل أمره ولا يمشي أمامه ولا يرفع صوته فوق صوته ويلبي دعوته ويحرص على طلب مرضاته ويخفض له جناحه بالصبر ولا يمتن بالبر له ولا بالقيام بأمره ولا ينظر إليه شزرًا ولا يقطب وجهه في وجهه. (طب) (¬2) عن ابن عمرو) قال الهيثمي: فيه عصمة بن محمَّد أيضاً متروك والمصنف رمزه بالصحة. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1899)، والحاكم (4/ 168)، والبزار (2394)، والبخاري في الأدب (2)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3506). (¬2) لم أقف عليه من الكبير، وأخرجه الترمذي (1899)، وابن حبان (1/ 328)، وانظر فيض القدير (4/ 33)، والمجمع (8/ 136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3507).

4442 - "رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد" (¬1). (ك) عن ابن مسعود. (رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد) هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود أسلم قديما وهاجر الهجرتين وصلى إلى القبلتين وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يحجبه وهو صاحب سواكه ونعله وطهوره وبشره بالجنة ورضي لأمته ما رضي لها لأنه كان يشبهه في مشيته وسمته وهديه وكان نحيفًا قصيرًا طوله نحو ذراع ولي [2/ 541] قضاء الكوفة وبيت مالها في خلافة عمر. (ك) (¬2) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن حميد الرازي وهو ثقة وبقية رجاله وثقوا. ¬

_ (¬1) الإصابة (4/ 233). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 359)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 290)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3509)، والصحيحة (1225).

الراء مع الغين المعجمة

الراء مع الغين المعجمة 4443 - " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة" (ت ك) عن أبي هريرة. (رغم) بفتح الغين وتكسر أي لصق بالتراب وهو كناية عن حصول غاية الذل والهوان. (أنف رجل ذكرت) بالبناء للمجهول أي وقع الذكر منه أو من غيره. (عنده فلم يصل عليَّ) أي لحقه ذل وخزي مجازاة له على ترك تعظيمي لأن الصلاة عبارة عن تعظيمه فمن عظمه عظمه الله ومن لم يعظمه إهانه وحقر شأنه والفاء تفيد تعقيب الصلاة لذكره - صلى الله عليه وسلم - وفيه دلالة على وجوبها عليه كلما ذكر فإنه لا يدعوا على أحد إلا على تركه واجبا ويدخل في ذكره كتابة اسمه الشريف وكل اسم أو صفة تبادر فيها إرادته ويكفي الكاتب صلاته عليه لفظا والأول خطأ ولفظا لأن ببقاء الخط يصلي عليه كل قارئ له وهل يكفي الخط عن اللفظ فيه تردد. (ورغم أنف) رجل (دخل عليه رمضان فانسلخ قبل أن يغفر له) فإنه لشهر تغفر فيه الخطيئات وتضاعف فيه الطاعات فما ينسلخ إلا وقد غفر الله لمن أقبل على طاعته وتجاوز عن سيئاته فمن لم يغفر له فقد أتى من قبل نفسه ولا يهلك على الله إلا هالك وصار حقيقا بالدعاء بأن يرغم الله أنفه لتفريطه في جنب الله وإقباله على خلاف مراضيه. (ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر) قيد به لأنهما في ذلك أحوج ما يكون إلى بره وإلا فإن برهما مطلوب لله مطلقاً. (فلم يدخلاه الجنة) أي ببرهما فيتسبب عنه دخول الجنة قيل النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل رحمة للعالمين وكان رءوفاً رحيماً فدعاؤه هذا على من أمن ببعد الرحمة ولعله فيمن اشتغل بشهواته عن مرضات ربه بعد أن دله - صلى الله عليه وسلم - على سبيل الفلاح فتجافى

عنه فكأنه أبى إلا النار بإكبابه على العصيان والتمرد على الرحمن فلم يستوجب الغفران حيث لم يعظم من أرسل رحمة للعالمين بالصلاة عليه ولم يقم بتعظيم شهر يفتح الله أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب النيران واستخف بحق والديه فلم يقم به فحق لهؤلاء أن يطهروا بالنار إن لم يدركهم اللطف. (ت ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ من هذا الوجه وقال الحاكم: صحيح، قال ابن حجر: وله شواهد. 4444 - "رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه: من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة". (حم م) عن أبي هريرة (صح). (رغم أنفه) من الرغام بفتح الراء التراب والمراد التصق أنفه بالتراب هذا أصله ثم صار كناية عن الذل والعجز عن الاتصاف قال القاضي (¬2): ويستعمل مجازا بمعنى كره من باب إطلاق اسم السبب على المسبب. (ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه) كرره زياد في التنفير والزجر عما يذكر بعده وفاعله. (من أدرك أبواه عنده الكبر أحدهما أو كلاهما) بدل من أبواه فأضاع ما يجب لهما من الخدمة والقيام بما يجب لهما. (ثم لم يدخل الجنة) العطف بثم للاستبعاد عن فوات إدخلاهما إياه الجنة مع تيسر الأسباب وتعاضد الموجبات. (حم م) (¬3) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3545)، والحاكم 1/ 734، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3510). (¬2) شرح مسلم (6/ 108). (¬3) أخرجه أحمد 2/ 346، ومسلم (2551).

الراء مع الفاء

الراء مع الفاء 4445 - " رفع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه". (طب) عن ثوبان (صح). (رفع عن أمتي الخطأ) أي إثمه لا حكمه فإنه يجب الضمان كما عرف في الفروع ولا ذاته فإنه واقع من الأمة اتفاقاً. (والنسيان) كذلك ما لم يتعاط سببه حتى فوت الواجب فإنه يأثم. (وما استكرهوا عليه) أي ورفع عنهم إثم ما أكرههم الغير على فعله مما لا يحل، قال القاضي: ومفهومه أنه كان يؤاخذ بالخطأ والنسيان أولاً إذ لا تمتنع المؤاخذة بهما عقلاً فإن الذنوب كالسموم فكما أن تناولها يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ فتعاطى الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة لكنه تعالى وعدنا التجاوز عنه رحمةً وفضلًا ومن ثمة أمر الإنسان بالدعاء به استدانة واعتداداً [2/ 542] بالنعمة انتهى. قلت: هذا أخذ بمفهوم الاسم وهو مطرح وعلى نفي التقبيح العقلي والتحسين وهو باطل كما أوضحناه في "إيقاظ الفكرة" وأما الدعاء بربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، فتقيد نظير (وقل رب احكم بالحق) على أنه لا يحكم إلا به وأما فائدة الإخبار هنا منه - صلى الله عليه وسلم - بالإعلام فإن ما أكره عليه العبد نظير ما وقع عنه اسمه أصالة فهو المقصود بالأخبار وذكرهما إرهاصًا له من باب إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون، وأما التعبير بالرفع فهو لا يستلزم أنه كان تم رفع بل هو كما عبر به في رفع القلم الآتي قريباً. (طب) (¬1) عن ثوبان) رمز المصنف بصحته وهو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 97، رقم 1430)، قال الهيثمي في المجمع (6/ 250): فيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف، وأخرجه الضياء في الشاميين (رقم 1090)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3515).

غير صحيح فإنه تعقبه الذهبي بأن فيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف انتهى وأما قول النووي في الروضة (¬1): إنه حسن فقد اعترض باختلاف فيه وتباين الروايات وبقول ابن أبي حاتم عن أبيه (¬2): هذه أحاديث منكرة كأنها موضوعة وأنكره أحمد وقال ابن نصر: هذا الحديث ليس له سند يحتج بمثله (¬3). 4446 - "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر". (حم د ن هـ ك) عن عائشة. (رفع القلم) كناية عن عدم التكليف لأن المكلف يكتب عليه كلما أتاه {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ} [الانفطار: 10، 11] وعبر بلفظ الرفع إشعارًا بأن التكليف لازم لبني آدم. (عن ثلاثة: عن النائم) بدل منها بإعادة العامل. (حتى يستيقظ) فما دام نائما لا خطاب عليه ولا تكليف يلزمه. (وعن المبتلى) أي بالجنون كما علم أن غيره من المرض لا يرتفع به قلم ويدل له ما في غيره (وعن المجنون حتى يعقل) فقوله: (حتى يبرأ) أي يفيق ويعقل. (وعن الصبي) أي الطفل وإن ميز (حتى يكبر) بفتح الموحدة وفي رواية "حتى يشب" وفي أخرى "حتى يبلغ" وفي أخرى "يحتلم" والكل يفسر المراد قال ابن حبان: المراد برفع القلم ترك كتابة الشر عليهم دون الخير قال الزين العراقي: هو ظاهر في الصبي دون المجنون والنائم لأنهما في حيز من ليس قابلاً لصحة العبادة منهم لزوال الشعور فالمرفوع عن الصبي قلم المؤاخذة لا قلم الثواب لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "للمرأة لما سألته ألهذا حج؟ قال: نعم" (¬4) وأما صحة تصرفه فصححه جماعة بإذن وليه وأبطله آخرون بعدم تكليفه فالمصحح راعى التمييز والمانع ¬

_ (¬1) انظر: روضة الطالبين (8/ 193). (¬2) العلل لابن أبي حاتم (1/ 431)، وانظر: جزء من علل ابن أبي حاتم (3/ 380). (¬3) انظر: طرق هذا الحديث في البدر المنير (4/ 183)، والتلخيص الحبير (2/ 63). (¬4) أخرجه مسلم (1336).

راعى التكليف. (حم د ن هـ ك) (¬1) عن عائشة) قال الحاكم: على شرطهما قال ابن حجر: رواه أبو داود والنسائي وأحمد والدارقطني والحاكم وابن حبان وابن خزيمة من طرق عن علي عليه السلام. 4447 - "رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم". (حم د ك) عن علي وعمر. (رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله) زاده إعلاما بأن زوال شيء يسير منه لا يرفع به القلم. (حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم) ومثله الصبية قال السبكي: ليس في رواية "حتى يكبر" بيان ولا في قوله حتى يبلغ ما في هذه الرواية فالتمسك بها لبيانها وصحة سندها أولى، وقوله حتى يبلغ مطلق، والاحتلام مقيد فحمل عليه فإن الاحتلام بلوغ قطعا وبلوغ الخمسة عشرة سنة ليس ببلوغ قطعاً. (حم د ك) (¬2) عنا علي عليه السلام وعمر - رضي الله عنه - وسببه أن عمر أمر بامرأة مجنونة أن ترجم لكونها زنت فمر بها علي كرم الله وجهه فقال: ارفقوا بها ثم أتاه فقال لعمر أما تذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال فذكره، فقال: صدقت وخلّى عنها، وقد أورده ابن حجر من طرق عديدة بألفاظ متقاربة ثم قال وهذه طرق يقوي بعضها بعضها وقد أطنب النسائي في تخريجها وقال: لا يصح منها شيء والوقف أولى بالصواب. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 100)، وأبو داود (4403)، والنسائي (3/ 360)، وابن ماجة (2041)، والحاكم (4/ 430)، والدارقطني (3/ 138)، وابن حبان (1/ 355) (142)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3513، 3514). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 158)، وأبو داود (4401)، وابن خزيمة (1003) و (3048)، وابن حبان (143)، والدارقطني (173)، والنسائي في الكبرى (7343)، وكلام النسائي الذي نقله المؤلف تحت حديث رقم (7347)، والحاكم (1/ 389، 2/ 68)، وانظر تلخيص الحبير (1/ 183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3512).

الراء مع الكاف

الراء مع الكاف 4448 - " ركعة من عالم بالله خير من ألف ركعة من متجاهل بالله". الشيرازي في الألقاب عن علي. (ركعة من عالم بالله) أي بصفاته ونعوت جلاله ووحدانيته وكل [2/ 543] كمال له ونفي كل نقص عنه والإيمان برسله وكتبه وبما فيها. (خير) في الأجر والثواب. (من ألف ركعة من متجاهل بالله) تعالى لأنه في الحقيقة غير عارف لمن عبده فلا أثر لعبادته وما معه إلا كما قال الناس وفي التعبير بمتجاهل ولم يقل جاهل إشارة إلا أنه تكلف الجهل بالله وإلا فإن أوله معرفته بربه باد على علم لا يخفى في الأنفس والآفاق والمعجزات ولا على من تكلّف الجهل وبطلبه فلفقه الكلام النبوي في عبارته، ومن هنا علمت شرف العلم بالله وبحقائق نعوته وأنه أشرف من كل علم سواه ولا نريد به أصول الدين التي دونها الناس وشغلوا أعمارهم في الجدال فيها بل ما تضمنه الكتاب والسنة من معارفه تعالى ولنا رسالة سميناها: "الأجوبة المرضية في المسائل الصعدية" تدلك على ما يراد من أصول الدين وفي كتابنا: إيقاظ الفكرة ما يغني مريد الآخرة إن شاء الله تعالى. (الشيرازي في الألقاب (¬1) عن علي) عليه السلام ورواه الديلمي من حديث أنس. 4449 - "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيه". (م ت ن) عن عائشة (صح). (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) أي يعم ثوابهما خير من كل ما يتنعم به في الدنيا فالمفاضلة راجعة لذات النعيم لا إلى نفس ركعتي الفجر فلا ¬

_ (¬1) انظر فيض القدير (4/ 36)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3126).

يعارضه: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيه" ذكره جمع، وقال الطيبي: إن حمل الدنيا على أعرافها وزهرتها فالخيران مجزي على زعم من يرى فيها خيرًا أو يكون من باب {أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} [مريم: 73] وإن حمل على الإنفاق في سبيل الله فهاتان الركعتان أكبر ثوابا منها ثم المراد بهما صلاة الفجر. (م ت ن) (¬1) عن عائشة) ولم يخرجه البخاري واستدركه الحاكم فوهم. 4450 - "ركعتان بسواك خير من سبعين ركعة بغير سواك" (قط) في الإفراد عن أم الدرداء. (ركعتان بسواك) مع الوضوء بهما أو مطلقاً. (خير من سبعين ركعة بغير سواك) أخذ منه أن الصلاة بسواك أفضل من الجماعة لأنه لم يفضلها على الفرادى إلا سبع وعشرين صلاة وهو خلاف ما علم من شهرة، حث الشارع على الجماعة وشدة عنايته بها، قيل: وجوابه أنه لم يتخذ الجزاء في الخيرين فإن الركعة من الجماعة قد تعدل السبعين ركعة كلها. (قط) في الإفراد (¬2) عن أم الدرداء) ورواه أيضاً البزار بلفظ: أفضل، قال الهيثمي: ورجاله موثوقون انتهى. 4451 - "ركعة بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك، ودعوة في السر أفضل من سبعين دعوة في العلانية، وصدقة في السر أفضل من سبعين صدقة في العلانية". ابن النجار (فر) عن أبي هريرة. (ركعة بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك) قال السمهودي: لا يلزم من ثبوت مزيد المضاعفة لشيء تفضيله على ما لم يثبت له ذلك لأن المضاعفة من جملة المزايا فلا يمتنع وجود مزايا غيرها في الأجر يرجح بها ما لم يثبت منه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (725)، والترمذي (416)، والنسائي (3/ 252). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 272)، والبيهقي في السنن (1/ 38)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3126).

هذه المضاعفة كصلاة الجماعة، كيف وصلاة النفل في بيت بالمدينة أفضل منها بمسجدها مع اختصاصه بالمضاعفة فهذا جواب آخر عن صلاة الجماعة. (وصدقة في السر أفضل من سبعين صدقة في العلانية) ومن ثمة كان الدعاء للأخ بظهر الغيب أرفع رتبة وأسرع إجابة. (ودعوة في السر أفضل من سبعين دعوة في العلانية) كما سلف غير مرة. (ابن النجار (فر) (¬1) عن أبي هريرة) فيه إسماعيل بن أبي زياد فإن كان الشامي فقد قال الذهبي عن الدارقطني: يضع الحديث، أو الشقري فقال ابن معين كذاب، أو السكوني فجزم الذهبي بتكذيبه وأبان بن عياش قال أحمد: تركوا حديثه. 4452 - "ركعتان بعمامة خير من سبعين ركعة بلا عمامة" (فر) عن جابر. (ركعتان بعمامة) أي يصليهما الرجل مصاحبا لعمامة. (خير من سبعين ركعة بلا عمامة) وذلك لما تقدم من أنها من لبس الملائكة وأنه - صلى الله عليه وسلم - رأى أكثر الملائكة معتمين والله يحب الاتصاف بصفتهم سيما عند القيام لحديثه كما تقدم أول الكتاب في المئزر. (فر) (¬2) عن جابر) فيه طارق بن عبد الرحمن أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: قال النسائي: ليس بقوي، عن محمَّد بن عجلان ذكره البخاري في الضعفاء (¬4) وقال [2/ 544] الحاكم: سيء الحفظ، وقال السخاوي (¬5): هذا الحديث لا يثبت. 4453 - "ركعتان خفيفتان خير من الدنيا وما عليها، ولو أنكم تفعلون ما ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3236)، ابن حبان في المجروحين (3/ 33)، وانظر الجرح والتعديل (1/ 330)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3127): موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3233)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3129)، والضعيفة (128): موضوع. (¬3) انظر الميزان (3/ 455)، والمغني (1/ 314). (¬4) انظر الميزان (6/ 256)، والمغني (2/ 613). (¬5) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 466).

أمرتم به لأكلتم غير أذرعاء ولا أشقياء". سمويه (طب) عن أبي أمامة. (ركعتان خفيفتان خير من الدنيا وما عليها) أي عليها فبالأولى الطويلتان وهو حث على الصلاة مطلقاً لا على الحقيقة منها، ودرجة الخيرية أن أجر الركعتين باق بقائه دار الآخرة بخلاف الدنيا فهي فانية. (ولو أنكم تفعلون ما أمرتم به) من الطاعات والعبادات خصوصًا الصلاة. (لأكلتم غير أذرعاء) بفتح الهمزة وسكون الزاي فراء فعين مهملة هكذا فيما ضبط على خط المصنف وفي الحاشية من غير ذرع ولا شقاء في كسب، وفي شرحه بالذال المعجمة جمع ذرع ككتف وهو الطويل اللسان بالشرع والسيار ليلاً ونهاراً والمراد من الكل تحصيل المأكول لكم من غير كلفة ولا مشقة كما قال. (ولا أشقياء) بل توفقون للخير والإتيان به. (سمويه (طب) (¬1) عن أبي أمامة). 4454 - "ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنفلون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم". ابن المبارك عن أبي هريرة. (ركعتان خفيفتان مما تحقرون) بسكون الحاء المهملة وكسر القاف. (وتنفّلون) أي تأتون به نافلة. (يزيدهما هذا) من الزيادة وكأنه أشار إشارة إلى مبين ولم يسم. (هذا في عمله أحب إليه) أي إلى هذا. (من بقية دنياكم) أي مما بقي في عمرها وهذه شهادة للمشار إليه لمحبته فعل الخير ويحتمل أن الضمير لله تعالى وأنه يحب ما يأتيه المذكور وأنه أفضل لديه من إنفاق الدنيا (ابن المبارك (¬2) عن أبي هريرة) أخرجه في الزهد. 4455 - "ركعتان في جوف الليل يكفران الخطايا". (فر) عن جابر. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 209)، والديلمي في الفردوس (3232)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3130). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (31)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3581)، والصحيحة (1388).

(ركعتان في جوف الليل) أي وسطه وكأن المراد ما بعد النصف لأن أفضله ثلثه الأخير. (يكفران الخطايا) عام للكبائر والصغائر. (فر) عن جابر) فيه أحمد بن محمَّد بن الأزهر قال في الضعفاء (¬1): قال ابن عدي: حدث بمناكير، وذكر ابن حبان أنه جرّب عليه الكذب. "ركعتان من الضحى تعدلان عند الله بحجة وعمرة متقبلتين" أبو الشيخ في الثواب عن أنس. (ركعتان من الضحى) أي من صلاتها (تعدلان) أي تساويان في الأجر. (عند الله) والباء في (بحجةٍ) للتعدية. (وعمرةٍ متقبلتين) أي نفلا لما علم من أفضلية الفرض. (أبو الشيخ في الثواب (¬2) عن أنس) ورواه الديلمي عنه أيضاً. 4456 - " ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من الأعزب " (عق) عن أنس. (ركعتان من المتزوج أفضل من سبعين ركعة من الأعزب) لأنه فارغ القلب من شهوة فرجه وبصره فقلبه أشد إقبالاً على طاعته بخلاف غير المتزوج فإنه لا يخلو عن مد عينه وشغل فكره وهذا أغلبي ويختلف باختلاف الأشخاص أيضا وفيه فضيلة التزوج عن التخلي. (عق) (¬3) عن أنس فيه مجاشع بن عمرو) قال العقيلي عقب إخراجه عنه: حديث منكر غير محفوظ، وفي الميزان عن ابن معين إنه أحد الكذابين وقال البخاري: مجاشع بن عمرو منكر مجهول وحكم ابن الجوزي بوضعه. 4458 - "ركعتان من المتأهل خير من اثنتين وثمانين ركعة من العزب" تمام ¬

_ (¬1) انظر: المغني في الضعفاء للذهبي (1/ 53). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3235)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 105)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3132)، وقال في الضعيفة (3647): موضوع. (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 264)، وانظر الميزان (6/ 21)، واللسان (5/ 15)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3134)، والضعيفة (639): موضوع.

في فوائده، والضياء عن أنس. (ركعتان من المتأهل) أي المتخذ أهلا وهو المتزوج. (خير من اثنتين وثمانين ركعة من العزب) لما ذكر أولا ولعله أخبر - صلى الله عليه وسلم - في الأول بالسبعين ثم أعلمه بالزيادة في الفضل. (تمام في فوائده والضياء (¬1) عن أنس) قال المصنف إنه تعقبه الحافظ ابن حجر في أطرافه (¬2) فقال: هذا حديث منكر ما لإخراجه معنى انتهى. وذلك لأنه من طريق مسعود بن عمرو البكري قال في الميزان: لا أعرفه وخبره باطل ثم ساق هذا الخبر بعينه. 4459 - "ركعتان من رجل ورع أفضل من ألف ركعة من مخلط" (فر) عن أنس. (ركعتان من رجل ورع) في أحواله وأفعاله (أفضل من ألف ركعة من مخلط) أي غير متورع بل يخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً ويخلط عمل الدنيا بعمل الآخرة وذلك لأن قلبه مشتغل بالدنيا وطلبها بخلاف الورع فيصير قليل عمله خير من كثير غيره. (فر) (¬3) عن أنس) فيه يونس بن عبيد قال في الضعفاء (¬4): مجهول. 4460 - "ركعتان من عالم أفضل من سبعين ركعة من غير عالم" ابن النجار عن محمَّد بن علي مرسلاً. (ركعتان من عالم) أي عامل بعلمه. (أفضل من سبعين ركعة من غير عالم) ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في فوائده (رقم 702) والضياء في المختارة (2101)، وانظر الميزان (6/ 410)، واللسان (6/ 27)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3133): موضوع، وقال في الضعيفة (640): باطل. (¬2) انظر: المطالب العالية والفوائد المجموعة للشوكاني (ص: 120). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3234)، والبيهقي في الشعب (8061)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3135)، والضعيفة (3646): موضوع. (¬4) انظر: المغني (2/ 766).

تقدم أن ركعة من عالم بالله خير من ألف ركعة من متجاهل بالله ولا يكون العالم عالماً حتى يكون عالماً بالله لأنه رأس العلم فكأنه وقع هذا الإخبار قبل إعلام الله له بالأكثر من الأجر ويحتمل أنه باختلاف مراتب العلماء بالله اختلف الأجر. (ابن النجار (¬1) عن محمَّد بن علي مرسلاً). 4461 - "ركعتان يركعهما ابن آدم في جوف الليل الآخر خير له من الدنيا وما فيها، ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم". ابن نصر عن حسان بن عطية مرسلاً. (ركعتان يركعهما ابن آدم في جوف الليل الآخر) فيه بيان أن جوف الليل فيما مضى يريد به الآخر. (خير له من الدنيا وما فيها) أي من تنعمه به وبما فيها. (ولولا أن أشق على أمتي لفرضتهما عليهم) حرصا على ما ينالونه من أجرها. (ابن نصر (¬2) عن حسان بن عطية مرسلاً) هو أبو بكر المحاربي قال الذهبي (¬3): ثقة عابد نبيل لكنه قدري قال الحافظ العراقي: وصله الديلمي في مسند الفردوس [2/ 545] عن ابن عمر لكنه لا يصح. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (28787) وانظر فيض القدير (4/ 38)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3136). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (1289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3137)، والضعيفة (3648). (¬3) انظر: الكاشف (1004).

الراء مع الميم

الراء مع الميم 4462 - " رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة". البزار عن ابن عمر. (رمضان بمكة) أي صومه بها. (أفضل من ألف رمضان بغير مكة) وذلك لأن حسنات الحرم مضاعفة وهذا إخبار أن الصوم به يضاعف ألف حسنة وذلك لأنه يشق فيه الصوم لشدة حرّه وطلب النفس للماء فيه. (البزار (¬1) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه عاصم بن عمر وضعفه الأئمة أحمد وغيره ووثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويخالف. 4463 - "رمضان شهر مبارك: تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب السعير وتصفد فيه الشياطين، وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر" (حم هب) عن رجل (ح). (رمضان شهر مبارك: تفتح فيه أبواب الجنة) التي هي دار الصائمين والأبرار كأنه يقال قد أهبت لكم الدار وفتحت أبوابها فبادروا بالأعمال التي يستحق بها سكناها، وقيل إنه مجاز عن تفتيح أبواب البر وكثرة وجوه الطاعة وهو كناية عن نزول الرحمة فإن الباب إذا فتح خرج ما فيه متوالياً. (وتغلق فيه أبواب السعير) محتمل الأمرين (وتصفد فيه الشياطين) أي تشد وتربط في الأصفاد وهي القيود أو المراد قهرها بكسر الشهوة النفسية بالجوع أو تصفد حقيقة تعظيما للشهر ولا ينافيه وقوع الشرور فيه لأنها إنما تقل من الصائم حقيقة بشروطه لا عن كل ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (952) كما في كشف الأستار، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 145)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3139)، وقال في الضعيفة (831): باطل.

صائم أو الشر في النفس الخبيثة أو المقيد المتمرد والشر يقع من غيره. (وينادي مناد كل ليلة) أي ملك أو المراد أنه يلقي ذلك في قلوب من يريد به الخير. (يا باغي الخير) أي يا طالبه. (هَلُمَّ) أي أقبل فهذا وقت تيسر العبادة وحبس الشياطين وهذا وقت إعطاء الجزاء الموفور. (ويا باغي الشر أقصر) عن شرك فهذا زمان قبول التوبة والتوفيق للأعمال الصالحة. (حم هب) (¬1) عن رجل) أي من الصحابة رمز المصنف لحسنه وفيه عطاء بن السائب قال في الكاشف (¬2): ثقة ساء حفظه بآخره، وقال أحمد: من سمع منه قديما فصحيح. 4464 - "رمضان بالمدينة خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان، وجمعة بالمدينة خير من ألف جمعة فيما سواه من البلدان". (طب) والضياء عن بلال بن الحرث المزني. (رمضان بالمدينة) أي صومه فيها. (خير من ألف رمضان فيما سواها من البلدان) بضم الباء أوله جمع بلد والمراد غير مكة لما علم من أن مكة أفضل ويحتمل أنهما سيان في هذه الطاعة كما يفيده الحديثان هنا. (وجمعة بالمدينة) أي صلاة جمعة. (خير من ألف جمعة فيما سواه من البلدان) أي الأمكنة لما علم من أنه لا صلاة أفضل من الصلاة في مكة كما يأتي. (طب) والضياء (¬3) عن بلال بن الحارث المزني) بضم الميم وفتح الزاي نسبة إلى مزينة صحابي مات سنة ستين قال الهيثمي: فيه عبيد الله بن كثير وهو ضعيف ثم زاد في الميزان في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 311)، والبيهقي في الشعب (3601)، والنسائي (2/ 66)، وانظر الإصابة (7/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3519). (¬2) انظر الكاشف (2/ 22). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 372) (1144)، والضياء في المختارة (327)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 145)، والميزان (4/ 163)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3138): موضوع، وقال في الضعيفة (831): باطل.

ترجمته: هذا باطل والإسناد مظلم تفرد عنه عبد الله بن أيوب المخزومي ولم يصب ضياء الدين في إخراجه في المختارة. 4465 - "رميا بني إسماعيل، فإن أباكم كان رامياً". (حم هـ ك) عن ابن عباس. (رميا) منصوب بفعل محذوف لقرينة الحال أي ارموا رمياً. (بني إسماعيل) منادى حذف حرف ندائه وسببه أنه - صلى الله عليه وسلم - مر بقوم يرمون بالنبل فذكره. (فإن أباكم) يعني إسماعيل (كان رامياً) فيه ندب التدرب في الرمي والتعرف له وفيه أنه ينبغي اتباع خصال الآباء المحمودة. (حم هـ ك) (¬1) عن ابن عباس) وأخرجه البخاري بلفظ "ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ارموا وأنا مع بني فلان" فأمسك أحد الفريقين بأيديهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ما لكم لا ترمون" قالوا: كيف نرمي وأنت معهم قال: "ارموا فأنا منكم كلكم". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2743، 3193)، وأحمد (1/ 364)، وابن ماجة (2815)، والحاكم (2/ 103).

الراء مع الهاء

الراء مع الهاء 4466 - " رهان الخيل طلق". سمويه والضياء عن رفاعة بن رافع (صح). (رهان الخيل) بكسر الراء المراهنة أي المسابقة عليها قال في العارضة: رهان الخيل عبارة عن حبسها على المسابقة من الرهن وهو الحبس وذلك لأنه تعالى سخر الخيل وأذن في الكر والفر والإيجاف عليها ولم يكن بد من تأديبها وتدريبها والتأدب بها حتى تقحتم غمرة الحرب فيكون أنفع وأنجع في المقصود فشرع الشارع المسابقة عليها على الكيفية المذكورة في الفروع. (طلق) بفتح الطاء واللام هو قيد من جلود وحبل مفتول شديد الفتل والشوط والغاية التي يجري إليها الفرس ومنه برقعت فرسي طلقاً أو طلقين، والمراد الإعلام بأن مقدار السباق يكون ذلك لا يزاد عليه فيضر بالفرس وراكبها. (سمويه والضياء (¬1) عن رفاعة ابن رافع) صححه المصنف برمزه على الضياء [2/ 546] ورفاعة صحابي معروف. ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء في المختارة (186)، والرافعي في التدوين (1/ 270)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3141)، والضعيفة (3256).

الراء مع الواو

الراء مع الواو 4467 - " رواح الجمعة واجب على كل محتلم". (ن) عن حفصة (صح). (رواح الجمعة) أي الرواح يصلونها. (واجب على كل محتلم) أي بالغ وتقدم في الجيم استثناء جماعة عن الوجوب فهذا العام مخصص به. (ن) (¬1) عن حفصة صححه المصنف بالرمز عليه ورواه الديلمي. 4468 - "روحوا القلوب ساعة فساعة". (د) في مراسيله عن ابن شهاب مرسلاً، أبو بكر بن المقري في فوائده، والقضاعي عنه عن أنس. (روحوا القلوب ساعة فساعة) أي أريحوها بعض الأوقات من مكابدة العبادات بمباح لا عقاب فيه ولا ثواب قال أبو الدرداء: إني لأجم فؤادي ببعض الباطل لأنشط للحق (¬2)، وقال علي - عليه السلام -: أجموا هذه القلوب فإنها تمل كما تمل الأبدان (¬3) أي تكل، وقوله "ساعة فساعة" أي ساعة للذكر والعبادة وساعة لإراحة النفس. (د) (¬4) في مراسيله عن ابن شهاب مرسلاً، أبو بكر بن المقري في فوائده والقضاعي عنه عن أنس)، قال السخاوي (¬5): يشهد له ما في مسلم وغيره: "يا حنظلة ساعة وساعة". ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (3/ 89)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3521). (¬2) أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 248). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في العقل وفضله (94). (¬4) أخرجه أبو داود في مراسيله (652) عن الزهري مرسلاً، والقضاعي في الشهاب (672) عن أنس، وانظر كشف الخفاء (1/ 524)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3140)، والضعيفة (3649). (¬5) انظر: المقاصد الحسنة (ص:372).

الراء مع الياء آخر الحرف

الراء مع الياء آخر الحرف 4469 - " رياض الجنة المساجد". أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة (ض). (رياض الجنة المساجد) أي أن البقاء بها والطاعة سبب لحلول رياض الجنة فكأنها هي أو المراد الإقامة فيها بالطاعة تريح القلوب كأنها في رياض الجنة. (أبو الشيخ في الثواب (¬1) عن أبي هريرة) ورواه أيضاً ابن أبي شيبة والديلمي ورمز المصنف بضعفه. 4470 - "ريح الجنة يوجد من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجدها من طلب الدنيا بعمل الآخرة". (فر) عن ابن عباس (ض). (ريح الجنة يوجد من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجدها) أي الريح. (من طلب الدنيا بعمل الآخرة) أي من اتخذ عمل الآخرة سلماً يتوصل به إلى الدنيا ونيلها وعدم وجدان ريحها كناية عن عدم دخولها أي لا يجدها من هذه المسافة ويحتمل أنه لا يجدها مطلقا وأنه كناية عن عدم دخول الجنة ويحتمل أن المراد أنه يحرم هذه النعمة وإن دخل الجنة. (فر) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف بضعفه. 4471 - "ريح الجنوب من الجنة، وهي ريح اللواقح التي ذكر الله في كتابه، فيها منافع للناس والشمال من النار تخرج فتمر بالجنة فيصيبها نفحة منها فبردها من ذلك". ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب وابن جرير، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (8267)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3142)، والضعيفة (3650). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3261)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3143)، والضعيفة (3651).

(ريح الجنوب) أي اليمانية. (من الجنة وهي الريح اللواقح التي ذكرها الله في كتابه، فيها منافع للناس) بإلقاح أشجارهم وإدرار الأمطار عليهم. (والشمال) بزنة سلام وتأتي مهموزاً شمائل بزنة جعفر وهي الريح الشامية تهب من جهة القطب (من النار تخرج فتمر بالجنة فيصيبها) أي الريح. (نفحة منها) من الجنة. (فبردها من ذلك) والرياح أربع هاتان والصبا تهب من مطلع الشمس وهي القبول والرابعة الدبور كرسول تهب من المغرب يجمعها قوله: شملت بشام والجنوب تيامنت ... وصبت بنجد والدبور بمغرب (ابن أبي الدنيا في كتاب السحاب، وابن جرير، وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه (¬1) عن أبي هريرة). 4472 - "ريح الولد من ريح الجنة ". (طس) عن ابن عباس. (ريح الولد من ريح الجنة) يحتمل أن ذلك في ولده - صلى الله عليه وسلم - في فاطمة وابنيها خاصة ولذا قيل هما ريحانتا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقيل لعلي عليه السلام أبو الريحانتين، ويحتمل أن المراد كل ولد صالح للمؤمن أو المراد أن الولد الصالح كسب الرجل والكسب الطيب والعمل الصالح مقدمة الجنة وهو الزاد إليها أو المراد يلتذ به أبواه التذاذهما بريح الجنة. (طس) (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: رواه عن شيخه محمد بن عثمان بن سعيد (¬3) وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه: المطر والرعد والبرق (رقم 136)، وأبو الشيخ في العظمة (86771، 86772)، والديلمي في الفردوس (3262)، وابن عدي في الكامل (7/ 267)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3144)، وقال في الضعيفة (3652): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5860)، والصغير (823)، والبيهقي في الشعب (11061)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3145)، والضعيفة (2499). (¬3) انظر: المغني للذهبي (2/ 612).

المعرف باللام من الراء

المعرف باللام من الراء 4473 - " الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". (حم د ت ك) عن ابن عمرو، زاد (حم ت ك) "والرحم شجنة من الرحمن: فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله". (الراحمون) أي ذو الرحمة من عباد الله لمن في أرضه من حيوان، آدمي وغيره بالإحسان وكف الظلم والتوجع والسعي في إصلاح حالهم وهو جمع راحم قال الجويني في ينابيع العلوم: حكمة إتيانه بالراحمين جمع راحم دون الرحماء جمع رحيم وإن كان غالب ما ورد من الرحمة استعمال الرحيم لا الراحم لأن الرحيم صيغة مبالغة فلو عبر بجمعها اقتضى الاقتصار عليه فأتى بجمع راحم إشارة إلى أن العباد منهم من قلّت رحمته فيصح وصفه بالراحم فيدخل في ذلك ثم أورد على نفسه حديث "إنما يرحم الله من عباده الرحماء" (¬1) فقال: إن ثم جواباً أحق أن يكتب بماء الذهب على صفحات القلوب وهو أن لفظ الجلالة دال على العظمة والكبرياء ولفظ الرحمن دال على كمال العفو بالاستقراء فحيث أتى بلفظ الجلالة لم يناسب معها إلا ذكر ما هو أكمل في الرحمة انتهى. (يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى) أي يتفضل عليهم بعفوه وغفرانه وبره وإحسانه جزاءً وفاقاً. (ارحموا من في الأرض) عم في الأمر بعد وعد من اتصف بالرحمة برحمته وعم كل من في الأرض ولا ينافيه الأمر [2/ 547] بقتل الكفار ورجم الزناة والحدود؛ لأنها من الرحمة فإنها من باب إنزال أخف العقوبتين ودفع أثقلهما. (يرحمكم من في السماء) أي من رحمته عامة لأهل السماء الذين هم أكثر وأعظم من أهل ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1224، 6279)، ومسلم (923).

الأرض أو المراد يرحمكم أهل السماء كما تشير إليه رواية أهل السماء، قال البوني: إن كان لك شوقاً إلى رحمة الله فكن رحيماً لنفسك ولغيرك ولا تستبد بخيرك فارحم الجاهل بعلمك والذليل بجاهك والفقير بمالك والضعيف بشفقتك ورأفتك والعصاة بدعوتك والبهائم بعطفك ورفع غضبك، فأقرب الناس من الله رحمةً أرحمهم لخلقه فكل ما يفعله من خيرٍ دق أو جل فهو صادر عن صفة الرحمة وللحافظ أبي القاسم علي بن هبة الله بن عساكر: بادر إلى الخير يا ذا اللب مغتنماً ... ولا تكن من قليل الخير محتشماً واشكر لمولاك ما أولاك من نعم ... فالشكر يستوجب الأفضال والكرما وارحم بقلبك خلق الله وارعهم ... فإنما يرحم الرحمن من رحما (حم د ت ك) (¬1) عن ابن عمرو) قال الترمذي: حسن صحيح، وزاد (حم ت ك) (والرحم شجنة) بالشين المعجمة مكسورة ومضمومة (من الرحمن) أي مشتقة من اسمه يعني قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبهه بذلك مجازاً واتساعاً وأصل الشجنة شعبة من أغصان الشجرة (فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله) أي قطع عنه جوده وفضله ورحمته. 4474 - "الراشي والمرتشي في النار". (طص) عن ابن عمرو. (الراشي) أي معطي الرشوة. (والمرتشي) آخذها (في النار) قال الخطابي: أي تلحقهما العقوبة إذا استويا في المقصد فرشى المعطي لينال باطلاً فلو أعطى لتوصل به لحق أو دفع باطل فلا حرج، قال ابن القيم (¬2): والفرق بين الرشوة والهدية أن الراشي يقصد بها التوصل إلى إبطال حق أو تحقيق باطل وهو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 160)، وأبو داود (4941)، والترمذي (1924)، والحاكم (4/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3522)، والصحيحة (925). (¬2) الروح (ص: 240).

الملعون في الخبر فإن رشى لدفع ظلم اختص المرتشي وحده باللعنة، والمهدى يقصد استجلاب المودة، ومن كلامهم البراطيل تنصر الأباطيل. (طص) (¬1) عن ابن عمرو قال الهيثمي: رجاله ثقات وقال المنذري: ثقات معروفون. 4475 - "الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب". (حم د ت ك) عن ابن عمرو. (الراكب شيطان) قال ابن قتيبة: أي المراد أن الشيطان يطمع في الواحد كما يطمع فيه اللص والسبع فإذا خرج وحده فقد تعرض للشيطان والسبع واللص فكان شيطاناً، وقوله: (والراكبان شيطانان) لأن كلا منهما متعرض لذلك وقال المنذري: قوله شيطان أي عاصي كل واحد منهما كقوله: شياطين الإنس والجن أن المراد بهم عصاتهم وقيل: شبهما بذلك لمخالفتهما نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن التوحد في السفر والتعرض للآفات التي لا تندفع إلا بالكثرة وقال الطبراني: هذا زجر أدب وإرشاد لما يخاف على الواحد من الوحشة وليس بحرام فالسائر وحده بفلاة والبائت في بيت وحده لا يأمن من الوحشة سيما إذا كان ذا فكرة رديئة وقلب ضعيف وأما خروجه - صلى الله عليه وسلم - في سفر الهجرة هو وأبو بكر إنما هو فللضرورة كذا قيل قلت: وما سافرا إلا والدليل معهما عامر بن فهيرة وإنما نفس الخروج إلى غار ثور وحدهما وما هو بمسافة بعيدة ولا يعد سفرا وأما إرساله البريد وحده للضرورة أيضاً مع أنه كان وإن بعثه منفردا فلابد في الغالب أن ينضم إلى رفقة. (والثلاثة ركب) لزوال العلة والأمن مما يخاف ففيه أنه لا يخرج الإنسان سفرا إلا مع ثلاثة فصاعداً (حم د ت ك) (¬2) عن ابن عمرو) قال الحاكم: صحيح وأقره ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (58)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3146). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 186، 214)، وأبو داود (2607)، والترمذي (1674)، والحاكم (2/ 112)، =

الذهبي وقال ابن حجر: حسن الإسناد وصححه ابن خزيمة. 4476 - "الراكب يسير خلف الجنازة، والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها قريبا منها، والسقط يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة". (حم د ت ك) عن المغيرة. (الراكب يسير خلف الجنازة) أي إذا ركب من يشيعها فالسنة له المشي خلفها وفيه جواز الركوب معها. (والماشي يمشي خلفها وأمامها وعن يمينها وعن يسارها) يعني أنه غير وأن الكل سنة في حقه بشرط أن يكون: (قريبا منها) لم يأخذ بهذا إلا ابن جرير الطبري وأما الشافعية فقالت: أمامها مطلقاً [2/ 548] والحنفية خلفها مطلقاً، وإذا صح الحديث فلا رأي لأحد معه والمصنف قد صحح هذا بالرمز على أبي داود. (والسقط يصلى عليه) إذا علمت حياته أو استهل صارخا. (ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة) هذه من فوائد الأولاد الدعاء للآباء بألسنتهم. (حم د ت ك) (¬1) عن المغيرة) هو ابن شعبة قال الحاكم: على شرط البخاري وأقره الذهبي ولم يختص أبو داود بإخراجه كما أفهمه اقتصار المصنف عليه بل قد أخرجه الأربعة. 4477 - "الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان: فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث حين يستيقظ عن يساره ثلاثا وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره". (ق د ت) عن أبي قتادة (صح). ¬

_ =وحسنه الحافظ في فتح الباري (6/ 53)، وقال النووي في رياض الصالحين (ص: 305): قال الترمذي: حديث حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3524)، وحسنه في الصحيحة (62). (¬1) أخرجه أحمد 4/ 249، وأبو داود (3180)، والترمذي (1012)، والحاكم (1/ 517)، والنسائي (1/ 631)، وابن ماجة (1481)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3525).

(الرؤيا) بالقصر كالبشرى مختصة غالبا بشيء محبوب يرى مناما كذا قاله جمع، وقال آخرون: الرؤيا كالرؤية جعل ألف التأنيث فيها مكان ثانيه للفرق بين ما يراه النائم واليقظان. (الصالحة) أي المنتظمة الواقعة على شرائطها وهي ما فيها بشرى أو إيقاظ على غفلة وقال الكرماني (¬1): الصالحة صفة موضحة للرؤيا لأن غير الصالحة تسمى بالحلم أو مخصصة والصلاح باعتبار صورتها أو تعبيرها. (من الله) أي بشرى منه تعالى أو تحذير وإنذار ذكره القرطبي. قال الكرماني: حقيقة الرؤيا الصالحة أنه سبحانه وتعالى يخلق في قلب النائم وحواسه الأشياء كما يخلقها في اليقظان فيقع ذلك في اليقظة كما رآه وربما جعلها مثلا على أمور يخلقها الله أو خلقها فتتبع تلك كما جعل الغيم علامة على المطر. (والحلم) بضم فسكون أو بضمتين هو الرؤيا غير الصالحة. (من الشيطان) أي من وسوسته فهو الذي يري ذلك الإنسان ليحزنه بسوء ظنه بربه، قيل الحلم في لسان العرب يستعمل استعمال الرؤيا والتفرقة بينهما من الاصطلاحات الشرعية التي لم يعطها بليغ ولم يهتد إليها حكيم بل نصبها صاحب الشرع علامة للفصل بين الحق والباطل كأنه كره أن يسمى ما كان من الله وما كان من الشيطان باسم واحد. (فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه فلينفث) بضم الفاء وكسرها. (حين يستيقظ عن يساره ثلاثاً) كراهية للرؤيا وتحقيرًا للشيطان واستقذارا له وخص اليسار لأنها محل الأقذار. (وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره) لصدق التجائه وحسن ظنه بربه كما أن الصدقة تدفع البلاء قال الحافظ ابن حجر (¬2): ورد في صفة التعوذ أثر صحيح "أعوذ بما عاذت به ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (12/ 353). (¬2) فتح الباري (2/ 371).

ملائكة الله ورسله من شر رؤياي هذه أن يصيبني منها ما أكره في ديني أو دنياي " (¬1). تنبيه: ذكر الحكيم أن سبب الرؤيا أن الإنسان إذا نام ينصدع نور النفس حتى يجول في الدنيا ويصعد إلى الملكوت فيعاين الأشياء تم يرجع إلى معادنه فإذا وجد مهلة عرض على العقل والعقل مستودع لحفظ ذلك. نكتة: قال ابن نفيس في الشامل ما حاصله: قد تكون الرؤيا عن مأكول لكثرة تبخيره وتدخينه فإذا تصعد إلى الدماغ حركه عن أوضاعه فيتعرض عنه اختلاط الصور التي في مقدم الدماغ بعضها في بعض ويحصل من ذلك صور مخالفة للصور الواردة عن الحواس فبذلك تكون الأحلام مشوشة. فائدة: وقد تحدث الأحلام لأمر مهم يتفكر فيه في اليقظة فيستمر عمل القوة المفكرة فيه وهذا كالصانع والمفكر في العلوم وكثيراً ما يكون الفكر صحيحا لأن القوة تكون قويت عما عرض لها من الراحة ولتوفر الأرواح على القوة الباطنة ولذلك كثيرا ما يتخيل حينئذ مسائل لم تخطر بالبال وذلك لتعلقها بالفكرة المتقدمة في اليقظة وهذه الوجوه من الأحلام لا اعتبار بها في التعبير وأكثر من تصدق أحلامه من يتجنب الكذب فلا يكون لمتخيل عادة بوضع الصور والمعاني الكاذبة وكذلك الشعراء يندر صحة أحلامهم لأن الشاعر من عادته التخيل لما لا حقيقة له وأكثر فكره إنما هو في وضع الصور والمعاني الكاذبة انتهى، قلت: وهذه الأقسام قد خرجت من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الصالحة" (ق د ت) (¬2) عن أبي قتادة) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4769). (¬2) أخرجه البخاري (5415، 6594)، ومسلم (2261)، وأبو داود (5021)، والترمذي (2277).

4478 - "الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان: فمن رأى رؤيا فكرهه منها شيئاً فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدا، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر ولا يخبر بها إلا من يحب". (م) عن أبي قتادة (صح). (الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان: [2/ 549] فمن رأى رؤيا فكره منها شيئاً) فإنه يعرف غالب من يرى في حال الرؤيا قبحها وحسنها وأنه لا يخفى إلا الأقل الذي يحتاج إلى التعبير (فلينفث عن يساره إذا استيقظ) كما في الأول. (وليتعوذ بالله من الشيطان فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحداً) هذه زيادة على ما في الأول في دفع شرها. (فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر) بضم الياء وسكون الموحدة وكسر المعجمة أي يصير مستبشرا بحسنها. (ولا يخبر بها إلا من يحب) لأنه لا يأمن أن يفسرها غير من يحب بخلاف وجهها الذي هي عليه حسداً ومكيدة ولذا قال أبو الأسباط - عليه السلام-: {لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ ...} الآية. [يوسف: 5]. (م) (¬1) عن أبي قتادة) اسمه الحارث وقيل: عمر وقيل: النعمان. 4479 - "الرؤيا ثلاثة: فبشرى من الله، وحديث النفس، وتخويف من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء، وإن رأى شيئاً يكرهه فلا يقصه على أحد، وليقم يصلي، وأكره الغل وأحب القيد، القيد ثبات في الدين". (ت هـ) عن أبي هريرة. (الرؤيا ثلاثة: فبشرى من الله) سماها بشرى لما فيها من تبشير الرأي وسميت البشرى بشرى لتأثيرها في بشرة الإنسان وهي الرؤيا الصالحة يراها ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2261).

وترى له. (وحديث النفس) وهو ما تكون النفس في فكرة به في اليقظة. (وتخويف من الشيطان) بأن يريه ما يحزنه ويكرهه قال البغوي: أشار إلى أن ما كل ما يراه النائم صحيح وأنه لا عبرة بهذين الأخيرين في التعبير. (فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء) أي على حبيب ولبيب كما تقدم. (وإن رأى شيئاً يكرهه فلا يقصه على أحد، وليقم يصلي) أي ما شاء، قال القرطبي: والصلاة بجمع البصق عن المضمضة والتعوذ قبل القراءة فهي جامعة للآداب انتهى. قلت: ولا يخفى ضعفه بل هي عوض عنهما أو يضمهما إليها (وأكره الغل) بضم المعجمة هو جعل الحديد في العنق نكالا وعقوبة وقهراً وإذلالًا وفيه إشارة إلى تقييد العنق وتثقيله بتحمل الدين أو المظالم أو كونه محكوما عليه وقد يكون ذلك في دينه كواجبات فرط فيها أو معاصي اقترفها أو حقوق لازمة أضاعها مع القدرة أو في دنياه كشدة تلازمه أو بلية يقع فيها وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - إعلام، ببعض ما يكره للنائم. (وأحب القيد) أي أن يراه النائم وإبانة وجه حبه بالجملة الاستئنافية بقوله: (القيد ثبات في الدين) لأنه في الرجلين وهو كف عن المعاصي والشر والباطل. (ت هـ) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضاً أحمد وغيره قال الترمذي: حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح. 4480 - "الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عُبِّرت وقَعَتْ، ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي". (د هـ) عن أبي رزين. (الرؤيا على رجل طائر) أي هي كشيء معلق برجله لا استقرار لها. (ما لم تعبر) بالبناء للمجهول وتخفيف الموحدة في أكثر الروايات أي ما لم تفسر. (فإذا ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2280)، وابن ماجة (3906)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3533).

عُبِّرت وَقَعَتْ) أي صح معناها قال في النهاية (¬1): يريد أنها سريعة السقوط إذا عبرت كما أن الطائر لا يستقر غالبا فكيف يكون ما على رجله، وفي جامع الأصول: كل حركة من كلمة أو شيء يجري لك فهو طائر يقال اقتسموا داراً فطار سهم فلان في ناحية كذا أي خرج وجرى، والمراد أن الرؤيا على رجل قدر جارٍ وقضاء ماض من خير أو شر وهي لأول عابر. (ولا تقصها إلا على واد أو ذي رأي) أي عالم بالتعبير فإنه يبين لك وجهها وقال القاضي: معناه لا يبثها إلا على حبيب لا يقع في قلبه لك إلا خيراً أو عاقل لبيب لا يقول إلا بفكر بليغ ونظر صحيح ولا يواجهك إلا بخير. (د هـ) (¬2) عن أبي رزين) اسمه لقيط كما سلف وعزاه الزركشي إلى الترمذي وقال صحيح وقال في الاقتراح: إسناده على شرط مسلم (¬3). 4481 - "الرؤيا ثلاثة: منها تهاويل من الشيطان ليحزن ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة". (هـ) عن عوف بن مالك (صح). (الرؤيا ثلاثة) أي أقسام ثلاثة. (منها تهاويل من الشيطان) جمع تهويل وهو ما يهول ابن آدم أي يفزعه أشد الفزع ويزعجه أشد الإزعاج. (ليحزن ابن آدم) ولا حقيقة لها في نفس الأمر. (ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه) قال القرطبي: ويدخل فيه ما يلازمه في يقظته من الأعمال والعلوم والأقوال وما ¬

_ (¬1) انظر النهاية (3/ 123). (¬2) أخرجه أبو داود (5020)، وابن ماجه (3914)، والترمذي (2278)، وأخرجه أحمد (4/ و 12 و 13) وابن حبان (444)، والدارمي (2/ 126)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3535). (¬3) قال الحافظ في الفتح (12/ 432): صححه الحاكم، وانظر قول الزركشي في اللآلي المنثورة (ص: 101)، والمقاصد الحسنة (ص: 372)، ولم أجد في كتاب الاقتراح لابن دقيق العيد (ص: 442) بتحقيق عامر صبري، لم أجد قوله هذا، مع أن الحديث موجود.

يقوله الأطباء من أن الرؤيا خلط غالب على الرائي. (ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) قال الحاكم: أصل الرؤيا حق جاء من عند الله الحق المبين يخبر عن أنباء الغيب وهي بشارة أو نذارة أو معاتبة وكانت عامة [2/ 550] أمور الأولين بها ثم ضعفت في هذه الأمة لما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - به من الوحي ولما فيها من الصديقين وأهل الإلهام واليقين فاستغنوا بها عن الرؤيا والمؤمن محسود ولع به الشيطان لشدة عداوته فهو يكيده ويحزنه من كل وجه ويلبس عليه فإذا رأى رؤيا صادقة خلطها ليفسد عليه بشراه أو نذارته أو معاتبته ونفسه عون الشيطان فيلتبس عليه ما اهتم به في يقظته وهذان الصنفان ليسا من أنباء الغيب والصنف الثالث هي الرؤيا الصادقة التي هي من أجزاء النبوة. (هـ) (¬1) عن عوف بن مالك الأشجعي) صحابي مشهور وصحح المصنف بالرمز عليه. 4482 - "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة". (خ) عن أبي سعيد (م) عن ابن عمر، وعن أبي هريرة (حم هـ) عن أبي رزين (طب) عن ابن مسعود (متواتر). (الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة) فإن قيل: إذا كانت جزءاً من النبوة كيف كان للكافر فيها نصيب وهو غير موضع للنبوة وقد ذكر جالينوس أنه عرض له ورم في المحل الذي يتصل بالحجاب فأمره الله في المنام بفتق العرق الضارب من كفه اليسرى ففعل فكان فبرأ؟ فالقول إن الكافر وإن لم يكن محلا فليس كل مؤمن أيضاً محلاً لها وقد جاز أن يرى المؤمن الذي لا يجوز أن يكون نبيا ما يدله على خير في دنياه فلا يمتنع أن يرى الكافر مثلها، والحاصل أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة وليست بانفرادها نبوة كما ليست كل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3907)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3534).

شعبة من شعب الإيمان إيمان بانفرادها ولا كل جزء من أجزاء الصلاة صلاة. (خ) (¬1) عن أبي سعيد الخدري (م) عن ابن عمر، وعن أبي هريرة (حم هـ) عن أبي رزين (طب) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وفي الباب عن جمع كثيرين قال المصنف: وهو متواتر. 4483 - "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة". (حم هـ) عن ابن عمر (حم) عن ابن عباس. (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءًا من النبوة) قيل: مجازاً لا حقيقة؛ لأن النبوة انقطعت بموته - صلى الله عليه وسلم - نعم إن وقعت من النبي فهي جزء من أجزاء النبوة حقيقة، والجزء: النصيب والقطعة من الشيء وجمعه أجزاء. (حم هـ) (¬2) عن ابن عمر (حم) عن ابن عباس): قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 4484 - "الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة". ابن النجار عن ابن عمر. (الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءاً من النبوة) قد أطال الناس في التلفيق بين هذه الأعداد بما لا طائل تحته وأقرب كلام على ما فيه ما قاله الحافظ ابن حجر (¬3): إنها اختلفت الأعداد بحسب الوقت الذي حدث فيه المصطفى بذلك كأن يكون بعد أن أكمل ثلاث عشرة سنة بعد مجيء الوحي إليه عده فإن الرؤيا جزء من ستة وعشرين إن ثبت الخبر به وذلك وقت الهجرة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6989) عن أبي سعيد، ومسلم (2263) عن أبي هريرة، و (2265) عن ابن عمر، وأحمد (4/ 10)، وابن ماجة (3914)، عن أبي رزين، والطبراني في الكبير (10/ 223) (10540) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 172). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 18)، وابن ماجة (3897) عن ابن عمر، وأحمد (1/ 315)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 174)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3529). (¬3) فتح الباري (12/ 365).

ولما أكمل عشرين حدث بأربعين واثنين وعشرين حدث بأربعة وأربعين ثم بخمسة وأربعين ثم بستة وأربعين في آخر حياته وما عدا ذلك من الروايات بعد الأربعين فضعيف ورواية الخمسين تحتمل جبر الكسر ورواية السبعين للمبالغة وما عدا ذلك لم يثبت انتهى وإنما قلنا على ما فيه لأنه كلام تخميني يفتقر إلى تاريخ أوقات الروايات ورواية ستة وعشرين لم يسردها المصنف وكأنها ثبتت عند ابن حجر. (ابن النجار (¬1) عن ابن عمر) سكت عنه المصنف. 4485 - "الرؤيا ستة: المرأة خير، والبعير حرب، واللبن فطرة، والخضرة جنة، والسفينة نجاة والتمر رزق" (ع) في معجمه عن رجل من الصحابة. (الرؤيا ستة) أي أقسامها ستة كما بينه: (المرأة خير) أي رؤية المرأة خير والخير مشترك بين المال وغيره. (والبعير حرب) بالمهملة آخره موحدة أي تدل على حصوله. (واللبن فطرة) أي يدل على السنة والعلم والقرآن لأنه أول شرب يتناوله المولود من طعام الدنيا وهي الذي تفتق أمعائه وبه تقوم حياته كما يقوم بالعلم حياة القلوب وقد يدل على الحياة لأنها كانت به في الصغر قيل هذا في اللبن الحليب أما الرايب فهم والمخيض أشد غلبة منه ولبن ما لا يؤكل حرام وديون وأمراض ومخاوف وقيل: أراد لبن الإبل والبقر والغنم ولبن الوحش نسك في الدين. (والخضرة جنة والسفينة نجاة والتمر) بالمثناة. (رزق) يريد أن رؤية هذه الأشياء في النوم تأول بما ذكر. (ع) (¬2) في معجمه عن رجل من الصحابة). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 188)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3528)، والصحيحة (1869). (¬2) أخرجه أبو يعلى في معجمه (325)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3147).

4486 - "الربا سبعون باباً والشرك مثل ذلك". البزار عن ابن مسعود (ض). (الربا) بالموحدة وقال العراقي: اقترانه بالشرك يدل أنه بالمثناة وهو بالموحدة على ضبط ما ضبط على نسخة المصنف. (سبعون باباً) أي أبوابه كثيرة غير منحصرة لأن المراد به أكل مال الناس بالباطل في [2/ 551] المعاملة فمنه تطفيف المكيال والميزان وبخس الناس أشيائهم ونحوه مما لا يخفا على من تحرى لدينه وفي قرنه بالشرك في قوله: (والشرك مثل ذلك) ما يدل على تهويل شأنه وقبح حال من ارتكب فيه، والحديث للتحذير من الربا والتجنب عن أنواعه لئلا يقع فيه. (البزار (¬1) عن ابن مسعود) رمز عليه المصنف بالضعف. 4487 - "الربا ثلاثة وسبعون باباً". (هـ) عن ابن مسعود (ض). (الربا ثلاثة وسبعون باباً) قال العراقي (¬2) في تخريج الإحياء: المشهور أنه بالموحدة وتصحف على الغزالي بالمثناة وأورده في ذم الرياء. (هـ) (¬3) عن ابن مسعود) قال الحافظ العراقي: إسناده صحيح انتهى، وفيما قوبل على نسخة المصنف رمز لضعفه. 4488 - "الربا ثلاثة وسبعون بابا أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم". (ك) عن ابن مسعود. (الربا) بالموحدة أي إثم الربا قاله الطيبي يوافق قوله: (ثلاثة وسبعون باباً أيسرهما مثل أن ينكح الرجل أمه) قال الطيبي: إنما كان الربا أشد من الزنا لأنه مخالفة لله محضة؛ لأنه تعبدي إلى تحريمه بخلاف الزنا ففيه زواجر عقلية ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1935)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 117)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3540). (¬2) تخريج إحياء علوم الدين (4/ 50). (¬3) أخرجه ابن ماجه (2275)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3538).

وزواجر أخرى غير الشرع فآكل الربا يهتك حرمة الله والزاني يخلع جلباب الحياء فريحه يهب حينا ثم يسكن ولوائه يخفق مرة ثم يقر. (وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم) أي الاستطالة فيه وذلك أن يسبه سبة فيسبه سبتين كما ثبت في غيره. (ك) (¬1) عن ابن مسعود (قال الحافظ العراقي: إسناده صحيح. 4489 - "الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل". (ك) عن ابن مسعود. (الربا وإن كثر) أي المال بسببه (فإن عاقبته تصير إلى قل) بضم القاف بمعنى قلة كالذل والذلة أي أنه يؤول إلى قلة لما ينفتح على فاعله من البلايا والمصائب التي تجتاح ما جمعه وتهلكه وهذا من أعلام النبوة فقد شاهد كل من رأى ذلك. (ك) (¬2) عن ابن مسعود) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 4490 - "الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وأربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه". (طس) عن البراء (صح). (الربا اثنان وسبعون بابا أدناها مثل إتيان الرجل أمه) أي في إثمه وقبحه عند الله. (وإن أربى الربا) أي أعظمه. (استطالة الرجل في عرض أخيه) قال القاضي: الاستطالة في عرضه أن يتناول منه أكثر مما يستحقه على ما قيل له وأكثر مما رخص فيه ولذلك مثله بالربا وعده من عداده ثم فضله على جميع أفراده لأنه أكثر مضرة وأشد فسادا فإن العرض شرعا وعقلا أعز على النفس من المال وأعظم منه خطراً ولذلك أوجب الشارع بالمجاهرة بهتك الأعراض أكثر مما لم يوجب بنهب الأموال. (طس) (¬3) عن البراء) قال الهيثمي: فيه عمر بن راشد وثقه العجلي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 43)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3539). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 43)، وأحمد (1/ 395)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3542). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7151)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 117)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3537)، والصحيحة (1871).

وضعفه جمهور الأئمة (¬1) انتهى. فلم يصب المصنف بالرمز بالصحة عليه. 4491 - "الربا سبعون حوبا أيسرها أن ينكح الرجل أمه". (هـ) عن أبي هريرة. (الربا سبعون حوباً) بضم الحاء المهملة وتفتح أي ضربا من الإثم والحوب الإثم والتقدير إثم الربا قال الطيبي: لا بد من تقديره ليطابق قوله: (أيسرها أن ينكح) أن يطأها على معناه اللغوي. (الرجل أمه) كما تقدم وإنما شبه بنكاح الأم لأن وطأها فيه مانع عقلي وشرعي وطبعي فهو أشد أنواعه قبحاً. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة) قال الحافظ العراقي: فيه أبو معشر واسمه نجيح مختلف فيه. 4492 - "الربوة الرملة" ابن جرير وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن مرة البهزي. (الربوة) بالضم والفتح ما ارتفع من الأرض وفي الكشاف (¬3) مثلث الراء هي: (الرملة) أي رملة بيت المقدس وقيل: دمشق وفي فلسطين وقيل: مصر، والحديث ورد لتفسير الآية وبيان مكان الربوة. (ابن جرير وابن أبي حاتم، وابن مردويه (¬4) عن مرة البهزي) (¬5) ضبط بالزاي في نسخة قوبلت على أصل المصنف رمز المصنف بتضعيفه. 4493 - "الرِّجل جبار". (د) عن أبي هريرة (صح). (الرِّجل) بكسر الراء وسكون الجيم. (جبار) بضم الجيم الهدر الذي لا يلزم ¬

_ (¬1) انظر: تهذيب الكمال (21/ 241) والمجروحين (2/ 83). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2274)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3541). (¬3) الكشاف (1/ 154). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (6695)، وابن جرير في تاريخه (1/ 351)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 72)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3148). (¬5) انظر: الإصابة (5/ 612).

أحداً والمراد ما أصابت الدابة برجلها من غير أن يتسبب صاحبها إلى تقصير هدر ولا يضمنه صاحبها. (د) (¬1) عن أبي هريرة) صححه المصنف برمزه عليه قال الشارح: رواه النسائي وبسط الدارقطني والبيهقي في تضعيفه. 9494 - "الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح، والرجل السوء يأتي بالخبر السوء". (حل) وابن عساكر عن أبي هريرة. (الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح، والرجل السوء يأتي بالخبر السوء) تقدم بلفظه، هذا قال الشارح: الذي وقفت عليه في أصول صحيحة قديمة من الفردوس مصححة بخط الحافظ ابن حجر عازياً له لأبي نعيم: يحب الخبر الصالح [2/ 552] والرجل السوء يحب الخبر السوء فينظر. (حل) وابن عساكر (¬2) عن أبي هريرة ورواه عنه الديلمي أيضاً. 4495 - " الرجل أحق بصدر دابته وأحق بمجلسه إذا رجع". (حم) عن أبي سعيد. (الرجل أحق بصدر دابته) أي في الركوب عليها إن أركب معه غيره. (وأحق بمجلسه إذا رجع) أي إذا قام لحاجة ثم عاد إليه وهذا عام للمساجد والأسواق وغيرهما. (حم) (¬3) عن أبي سعيد) قال الهيثمي: وغيره فيه إسماعيل بن رافع قال البخاري: ثقة مقارب الحديث وضعفه جمهور الأئمة وبقية رجاله رجال الصحيح. 4496 - "الرجل أحق بصدر دابته، وبصدر فراشه، وأن يؤم في رحله". الدارمي (هق) عن عبد الله بن حنظلة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4592)، والدارقطني (3/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3153). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 95)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 361)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3152): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 32)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 61)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3543).

(الرجل أحق بصدر دابته، وبصدر فراشه، وأن يؤم في رحله) أي يكون إمام صلاة من أتاه وفي رواية في بيته فالمالك للدار إذا حضر أولى من المستعير والعبد في بيته أحق من مولاه كذا قيل، قلت: أما على إنه لا يملك فالمالك مولاه فهو أحق وتقدم البحث في ما إذا زار السلطان صاحب المنزل أيهما أحق؟ في الجزء الأول قبل الاطلاع على الحديث الآتي الدال على أنه لا أولوية لذي البيت مع الإِمام. (الدارمي (هق) (¬1) عن عبد الله بن حنظلة) هكذا النسخ من الأصل والشارح شرح على عبد الله بن الحنظلية ولعله سبق قلم منه ورمز المصنف عليه بالصحة وقد أعله الذهبي في المهذب (¬2) مستدركًا على البيهقي: بأن فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة تركه أحمد وغيره قال العراقي في شرح الترمذي: فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة وثقه ابن أبي شيبة وضعفه أحمد وابن معين والبخاري. 4497 - "الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، والصلاة في منزله، إلا إماما يجمع الناس عليه". (طب) عن فاطمة الزهراء. (الرجل أحق بصدر دابته، وصدر فراشه، والصلاة في منزله، إلا إماما يجمع الناس عليه) فإنه أحق منه قيل: ومثله نوابه الأعلى فالأعلى. (طب) (¬3) عن فاطمة الزهراء) رضي الله عهنا قال الهيثمي: فيه إسحاق بن يحيى بن طلحة تقدم الكلام فيه قريباً. 4498 - "الرجل أحق بمجلسه، وإن خرج لحاجته ثم عاد فهو أحق بمجلسه". (ت) عن وهب بن حذيفة. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (2666)، والبيهقي في السنن (3/ 69)، وانظر تحفة الأحوذي (8/ 46)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3149)، والضعيفة (3655). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 4723). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 414) (1025)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 65)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3150).

(الرجل أحق بمجلسه، وإن خرج لحاجته ثم عاد فهو أحق بمجلسه) إن كان قد قعد فيه في حينه ذلك لا لو كان يعتاد البقاء فيه كما يعتاده الحاكم مثلاً أو المدرس في المسجد من المحل المعين فإنه إذا جاءه غيره ابتداء في زمن الصلاة أو البقاء للذكر ثم جاء من يعتاده في الأخبار الماضية فإنه لا حقَّ له فيه، كيف وقد نمى عن اعتياد مكان معين. (ت) (¬1) عن وهب بن حذيفة) قال الترمذي: صحيح غريب. 4499 - "الرجل أحق بهبته ما لم يُثَب منها". (هـ) عن أبي هريرة. (الرجل أحق بهبته ما لم يُثَبْ منها) أي يكافئ عليها ويعوض عنها وقد عارضه: "العائد في هبته كالعائد في قيئه" قيل: ذاك فيمن وهب لمن دونه فإنه لا يرجو مكافآته وهذا فيمن وهب للأعلى. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة) قال الذهبي: فيه إبراهيم بن الفضل ضعفوه وقال البخاري: كثير الوهم. 4500 - "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخال". (د ت) عن أبي هريرة (ح). (الرجل على دين خليله) أي أنه يسرق أخلاقه فأخلاقه أخلاقه ودينه دينه وهو مشاهد. (فلينظر أحدكم من يخالل) أي فليتأمل بعين بصيرته إلى دين من يخالله ويصادقه فإنه سائر إلى صفته عن قريب. (د ت) (¬3) عن أبي هريرة) حسنه الترمذي وتبعه المصنف بالرمز وقال النووي في رياضه (¬4): إسناده صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2751)، وأحمد (3/ 422)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3544). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2387)، والبخاري في التاريخ (872)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3151)، والضعيفة (3656). (¬3) أخرجه أبو داود (4833)، والترمذي (2378)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3545)، والصحيحة (927). (¬4) انظر: رياض الصالحين (رقم: 317).

4501 - "الرجم كفارة لما صنعت" (ن) والضياء عن الشريد بن سويد (صح). (الرجم) بالجيم. (كفارة لما صنعت) بتاء التأنيث لأنه في امرأة أمر بها - صلى الله عليه وسلم - فرجمت فجيء إليه فقيل: قد رجمناها هذه الخبيثة فذكره، وأفاد أن الحدود كفارة لأهلها وتقدم في "ثلاث" أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا نعلم هل هي كفارة أم لا؟ " وذكرنا هنالك أنه قاله قبل إعلام الله له. (ن) والضياء (¬1) عن الشريد بن سويد) صححه المصنف بالرمز عليه. 4502 - "الرحم شجنة معلقة بالعرش" (حم طب) عن ابن عمرو (صح). (الرحم شجنة) بالضم والكسر شعبة من غصن أي قرابة مشتبكة كاشتباك عروق الشجرة. (معلقة بالعرش) استعارة وإشارة إلى عظم شأنها. (حم طب) (¬2) عن ابن عمرو) قال الهيثمي: رجاله ثقات انتهى. ومن ثم رمز المصنف بصحته. 4503 - "الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله". (م) عن عائشة (صح). (الرحم معلقة بالعرش) أي متمسكة به آخذة بقائمة من قوائمه. (تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله) يحتمل الإخبار والدعاء قال القرطبي (¬3): الرحم التي توصل خاصة وعامة فالعامة رحم الدين وتجب صلتها بالود والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحق الواجب والمندوب، والخاصة تزيد بالنفقة على القريب وتفقد حاله والتغافل عن زلته ويتفاوت ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في الكبرى (4/ 305)، والطبراني في الكبير (4/ 101) (3794)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3546). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 163)، والطبراني في الأوسط (6623) وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 149)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3547). (¬3) انظر: فتح الباري (10/ 418).

مراتب استحقاقهم في ذلك وتقدم الأقرب فالأقرب. (م) (¬1) في الأدب عن عائشة) قال المناوي: لم ينفرد به مسلم عن صاحبه بل قد [2/ 553] ذكره الحميدي وغيره فيما اتفقا عليه. 4504 - "الرحم شجنة من الرحمن، قال الله: من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته". (خ) عن أبي هريرة وعن عائشة (صح). (الرحم شجنة من الرحمن) أي اشتق اسمه من اسمه كما بينه الحديث القدسي "أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي". (قال الله: من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته) أي أعرضت عنه وهو تحذير شديد من القطيعة. (خ) (¬2) عن أبي هريرة وعن عائشة). 4505 - "الرحمة عند الله مائة جزء: فقسم بين الخلائق جزءاً، وأخر تسعاً وتسعين إلى يوم القيامة". البزار عن ابن عباس (صح). (الرحمة عند الله تعالى مائة جزء: فقسم بين الخلائق) ظاهره إنسهم وجانهم والملائكة وكل ما يتصف بها. (جزءاً واحداً) يتعاطفون به ويتراحمون كما تقدم. (وأخر تسعا وتسعين إلى يوم القيامة) حتى أن إبليس يتطاول إليها في ذلك اليوم وفيه تيسير للمؤمنين. (البزار (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته فيما قوبل على أصله. 4506 - "الرحمة تنزل على الإِمام، ثم على من يمينه الأول فالأول". أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة. (الرحمة) أي في الصلاة. (تنزل على الإِمام) أولاً. (ثم على من على يمينه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2555) ولم يخرجه البخاري. (¬2) أخرجه البخاري (5989، 5988). (¬3) أخرجه البزار (2534) كما في كشف الأستار، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3550).

الأول فالأول) بدل من من ولم يذكر من على يساره ومن خلفه. (أبو الشيخ في الثواب (¬1) عن أبي هريرة) ورواه الديلمي أيضاً. 4507 - "الرزق إلى بيت فيه السخاء أسرع من الشفرة إلى سنام البعير". ابن عساكر عن أبي سعيد. (الرزق إلى بيت فيه السخاء) بالمد الجود والكرم. (أسرع من الشفرة) بفتح الشين وسكون الفاء السكين العظيمة. (إلى سنام البعير) خصه لأنه أنفس ما فيه بأول ما يقطع منه وتقدم وجه خصوصه بالذكر. (ابن عساكر (¬2) عن أبي سعيد) ورواه أبو الشيخ وسبق لابن ماجة قال العراقي: وكلها ضعيفة. 4508 - "الرزق أشد طلبا للعبد من أجله القضاعي عن أبي الدرداء. (الرزق أشد طلبا للعبد من أجله) قال حجة الإِسلام: قد قسم الله الأرزاق وكتبها في اللوح المحفوظ وقدر لكل واحد ما يأكله ويشربه ويلبسه كل بمقدار مقدر ووقت مؤقت لا يزيد ولا ينقص ولا يتقدم ولا يتأخر وفي المعنى: يا طالب الرزق الهنيئ بقوة ... هيهات أنت بباطل مشغوف رعب الأسود بقوة جيف الفلا ... وحق الذئاب والشهد وهو ضعيف (القضاعي (¬3) عن أبي الدرداء): 4509 - "الرضاع يغير الطباع". القضاعي عن ابن عباس (ض). (الرضاع يغير الطباع). (القضاعي (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف بضعفه ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3311)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3154)، والضعيفة (3657): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن ماجة (3356)، والطبراني في الأوسط (3174)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 24)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3155)، والضعيفة (3658). (¬3) أخرجه القضاعي في الشهاب (241)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3551). (¬4) أخرجه القضاعي في الشهاب (35)، وانظر الميزان (3/ 407)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع =

وقال الشارح: قال شارح الشهاب: حسن، وأقول فيه صالح بن عبد الجبار قال في الميزان: أتى بخبر منكر جدًا ثم ساق هذا ثم قال: فيه انقطاع. 4510 - "الرضاع يحرم ما تحرم الولادة". مالك (ق ت) عن عائشة (صح). (الرَّضاعة) بفتح الراء اسم بمعنى الإرضاع. (يحرم) بضم المثناة الفوقية وتشديد الراء مكسورة. (ما تحرُم الولادة) أي مثل ما تحرم الولادة وتبيح ما تبيحه ولكنه ذكر الحكم الأهم وهو التحريم وهو بالإجماع فيما يتعلق بتحريم التناكح وتوابعه والجمع بين قريبتين وانتشار الحرمة بين الرضع وأولاد المرضعة وتنزيلهم منزلة الأقارب في حل نحو نظر وخلوة وسفر لا في باقي الأحكام كتوارث ووجوب إنفاق وإسقاط قود ونحوه وهذا في التحريم من الولادة وفي رواية "من النسب" وأما من الصهر كانت الزوجة من الرضاعة فهل يحرم الجمع بينهما كما يحرم بينهما من النسب؟ في المسألة نزاع طويل أودعه ابن القيم كتابه زاد المعاد (¬1)، وألف بعض المتأخرين رسالة في ذلك ولا يحتمل هذه التعليقة غير الإرشاد إلى محل البحث. (مالك (ق ت) (¬2) عن عائشة). 4511 - "الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب، معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله". (ت) عن ابن عباس. (الرعد ملك من ملائكة الله موكل بالسحاب) هو ورد بتفسير الرعد كما يفيده ما يأتي من سياقه وتوكيله بالسحاب أنه يسوقه كما يسوق الحادي إبله. (معه مخاريق من نار) بفتح الميم وخاء معجمة جمع مخراق بكسرها وسكون المعجمة أصله ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا أراد بها آلة يزجر ¬

_ = (3156)، وقال في الضعيفة (3659): ضعيف جداً. (¬1) انظر: زاد المعاد (5/ 491). (¬2) أخرجه مالك (1254)، والبخاري (3105)، ومسلم (1444)، والترمذي (1147).

بها الملائكة. (يسوق بها السحاب حيث شاء الله) أن يوجهها إليه وهذه المخاريق هي البروق. (ت) (1) عن ابن عباس) هو بعض من حديث أخرجه الترمذي قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أنا أبو نعيم عن عبد الله بن الوليد إلى أن ساقه إلى ابن عباس قال: أقبلت يهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: "ملك من الملائكة" الحديث قالوا: فما هذا الصوت الذي يسمع؟ قال: "زجرة بالسحاب إذا زجره حتى يأتي حيث أمر" قالوا: صدقت قالوا: فأخبرنا عن ما حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: "اشتكى عرق النسا فلم يجد شيئاً يلائمه إلا لحوم الإبل وألبانها" قالوا: صدقت. هذا حديث حسن [2/ 554] صحيح غريب انتهى. 4512 - "الرفث الإعرابة والتعريض للنساء بالجماع، والفسوق المعاصي كلها، والجدال جدال الرجل صاحبه". (طب) عن ابن عباس (صح). (الرفث) هو كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة. (الإغرا) بكسر الهمزة فغين معجمة فراء ممدودة والضمير في. (به) للجماع أو للرفث بإرادة الجماع به كما هو أحد معانيه ويراد به أحد معانيه أو كلها وتضميره معنا منها وهو استخدام وذلك بأن يقول للمرأة أجامعك. (والتعريض للنساء بالجماع) وهو دون الإغراء أن يقول لها أضاجعك. (والفسوق المعاصي كلها) فيشمل الصغائر والكبائر لأنها يشملها اسم المعصية. (والجدال جدال الرجل صاحبه) في النهاية (¬2): الجدال مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمراد الجدال ليحق باطلاً أو يبطل حقاً، والحديث وارد لتفسير الآية: {فَلَا رَفَثَ وَلَا ¬

_ 1) أخرجه الترمذي (3117)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3553)، والصحيحة (1872). (¬2) النهاية (4/ 322).

فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197]. (طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 4513 - "الرفق رأس الحكمة. القضاعي عن جرير (ض). (الرفق رأس الحكمة) أي التخلق به يصير الإنسان في أعلى درجاتها فإن به تنتظم الأمور ويصلح حال الجمهور قال سفيان: أتدرون ما الرفق؟ هو أن يضع الأمور مواضعها الشدة في موضعها واللين في موضعه والسيف في موضعه والسوط في موضعه (القضاعي (¬2) عن جرير) رمز المصنف لضعفه وقال العامري: شارح الشهاب: حسن ورواه أبو الشيخ والديلمي من حديث جابر. 4514 - "الرفق في المعيشة خير من بعض التجارة". (قط) في الأفراد، والإسماعيلي في معجمه (طس هب) عن جابر. (الرفق في المعيشة) هي ما يعيش به الإنسان والرفق الاقتصاد بقدر ذات اليد. (خير من بعض التجارة) أي أنه إذا أنفق متقصداً كان أبرك له من بعض التجارة مع الإسراف وهو حث على الاقتصاد. (قط) في الأفراد، والإسماعيلي في معجمه (طس هب) (¬3) عن جابر) قال الهيثمي: بعد ما عزاه للطبراني: إن فيه عبد اللَّه بن صالح المصري قال عبد الملك بن شعيب: مأمون ثقة وضعفه جمع. 4515 - "الرفق به الزيادة والبركة ومن يحرم الرفق يحرم الخير". (طب) عن جرير. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 22) (10914)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3157)، والضعيفة (1313). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3159)، والضعيفة (1574). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (8746)، والبيهقي في الشعب (6556)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجمه (1/ 364)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 74)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3160)، والضعيفة (3677).

(الرفق به) أي فمنه أو بسببه. (الزيادة) في الرزق. (والبركة) عطف. (ومن يحرم الرفق يحرم الخير) يحتمل أن من موصولة وما بعدها من الفعلين مرفوع ويحتمل الشوطية فتجزمان وهو عام لكل خير. (طب) (¬1) عن جرير) ورواه عنه البزار. 4516 - "الرفق يمن، والخرق شؤم". (طس) عن ابن مسعود. (الرفق يمن) أي بركة. (والخرق) بضم المعجمة. (شؤم) أي جهل وحمق كذا في النهاية (¬2) وفي الفردوس: الخرق الحمق وهو نقيض الرفق وقال الراغب (¬3): الحمق بأنه قلة التنبه لطريقة الحق والخرق بأنه الجهل بالأمور العملية وذلك أن يفعل أكثر مما يجب أو أقل أو على غير نظام محمود. (طس) (¬4) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: فيه المعلي بن عرفات وهو متروك وقال شيخه العراقي: رواه الطبراني عن ابن مسعود وضعفه والبيهقي عن عائشة وكلاهما ضعيف. 4517 - "الرفق يمن والخرق شؤم، وإذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب الرفق، فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه، وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شانه، الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ولو كان الحياء رجلاً لكان رجلاً صالحاً، وإن الفحش من الفجور، وإن الفجور في النار، ولو كان الفحش رجلاً لكان رجلاً سوءا، وإن الله لم يخلقني فحاشاً". (هب) عن عائشة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 346) (2449)، (2/ 348) (2458)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3158)، والضعيفة (3676). (¬2) انظر النهاية (2/ 254). (¬3) مفردات القرآن (ص 404). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (4087)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 19)، والبيهقي في الشعب (7722) عن عائشة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3161)، وقال في الضعيفة (5404): ضعيف جدًا.

(الرفق يمن والخرق شؤم، وإذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم باب الرفق، فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه) من الأقوال والأفعال قال عمرو بن العاص لابنه عبد الله: ما الرفق؟ قال: أن يكون ذا أناة وتلاين، قال فما الخرق؟ قال معاداة إمامك ومناوأة من يقدر على ضرك. (وإن الخرق لم يكن في شيء قط إلا شأنه) أي عابه (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة) أي ذو الإيمان ومن اتصف به فالحياء في الجنة. (ولو كان الحياء رجلاً) أي لو خلقه كذلك. (لكان رجلاً صالحاً) لأن جبلته ومادته الحياء وما يأتي منه إلا الصلاح وفيه أنه يجوز فرض المعاني أجساماً إما بقدرة الله على ذلك أو توسعاً (وإن الفحش من الفجور) أي قسم منه فإن الفجور الانبعاث في المعاصي والفحش جزء منه. (وإن الفجور في النار) أي ذو الفجور. (ولو كان الفحش رجلاً لكان رجلاً سوءاً) بقبح مادته. (وإن الله لم يخلقني فاحشاً) أي لم يجعل مادة خلقتي وأصلها قابلة للاتصاف بالفحش. (هب) (¬1) عن عائشة) فيه موسى بن هارون قال الذهبي: مجهول. 4518 - "الرقبى جائزة". (ن) عن زيد بن ثابت (صح). (الرقبى) بضم الراء هي أن يقول الرجل جعلت لك هذه الدار فإن من قبلي عادت إلي وإن مت قبلك ذلك فهي فعلا بزنة حبلا من المراقبة؛ لأن كل واحد يرقب موت صاحبه وكانت في الجاهلية تجري بينهما فأخبر - صلى الله عليه وسلم - بأنها. (جائزة) أي غير ممنوعة شرعاً. (ن) (¬2) عن زيد بن ثابت) [2/ 555] رمز المصنف لصحته. 4519 - "الرقوب التي لا يموت لها ولد". ابن أبي الدنيا عن بريدة (صح). (الرقوب) بفتح الراء مشددة عند الشارع وفي لسانه. (التي لا يموت لها ولد) ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8418)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3162)، والضعيفة (3889). (¬2) أخرجه النسائي (6/ 268)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3554).

لا ما تعارفه الناس من أنها التي لا يعيش لها ولد فإنه إذا مات ولدها قبلها تلقاها من أبواب الجنة وسببه عن راويه أنه بلغه - صلى الله عليه وسلم - أن امرأة مات لها ولد فجزعت عليه فقام إليها ومعه أصحابه يعزيها فقال: أما أنه بلغني أنك جزعت قالت: ما لي لا أجزع وأنا رقوب لا يعيش لي ولد فذكره، وهذا من باب "أتدرون من المفلس" ومن باب "ليس الشديد بالصرعة بل الذي يحفظ نفسه عند الغضب" تقدم فيه الكلام في الجزء الأول. (ابن أبي الدنيا (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 4520 - "الرقوب كل الرقوب الذي له ولد فمات ولم يقدم منهم شيئاً". (حم) عن رجل (صح). (الرقوب كل الرقوب الذي له ولد) أي أولاد. (فمات ولم يقدم منهم شيئاً) أي لم يمت قبله منهم أحد أي الذي يستحق هذا الاسم تعدونه صفة نقص عندكم وهذا الرقوب هو الذي فاته أجر الصبر على فراق ولده وما يموت قبله لا ما تقولون أنتم. (حم) (¬2) عن رجل) قال الهيثمي: فيه أبو حفصة لا أعرفه وبقية رجاله ثقات انتهى، والمصنف رمز لصحته. 4521 - "الرقوب الذي لا فرط له". (تخ) عن أبي هريرة. (الرقوب الذي لا فَرط له) هو كالأول في معناه إذ الفرط من يتقدم موته موت أبويه أو أحدهما. (تخ) (¬3) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (46)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 11)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3555). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 367)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 68)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3555). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ (1444)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3556).

4522 - "الركاز الذي ينبت في الأرض". (هق) عن أبي هريرة. (الركاز) بكسر الراء آخره زاي. (الذي ينبت في الأرض) أي إنه اسم للمعدن من الفلزات وقال الزركشي: الركاز الشيء المدفون لما في البخاري "الركاز دفن الجاهلية" (¬1) وهذا الحديث هنا معلول والحديث بيان لمسمى الركاز إذا ورد في لسان الشارع. (هق) (¬2) عن أبي هريرة) رواه عن الأعمش عن أبي صالح قال الدارقطني: هذا وهم فإنه ليس من حديث الأعمش ولا أبي صالح إنما يرويه رجل مجهول ورواه أيضاً أبو يعلى قال الهيثمي: فيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد ضعيف. 4523 - "الركاز الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض يوم خلقت". (هق) عن أبي هريرة (ض). (الركاز الذهب والفضة الذي خلقه الله في الأرض) أي في المعادن. (يوم خلقت) أي وليس هو مدفن أحد، لكن قال الشافعي: إنه ما دفنه جاهلي في موات مطلقا وفيه الخمس، وضعفوا هذا الحديث والمال المستخرج من الأرض له أسماء: فما دفنه بنو آدم كنز، وما خلقه الله في الأرض معدن، والركاز يعمهما من ركز الرمح غرزه وهما مغروزان، في الأرض. (هق) (¬3) عن أبي هريرة) ضعفه المصنف بالرمز. 4524 - "الركب الذين معهم الجلجل لا تصحبهم الملائكة. الحاكم في الكنى عن ابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1428). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 152)، وأبو يعلى (6609)، وانظر نصب الراية (2/ 380)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3164). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3163).

(الركب) في الضياء جمع راكب لا يقال إلا لأهل الإبل دون غيرها. (الذين معهم الجلجل) بضم الجيم وسكون اللام وضم الجيم الثانية وهو الجرس الصغير كما في القاموس (¬1) (لا تصحبهم الملائكة) لأنه يشبه الناقوس والملائكة لا تصحب رفقة معها الناقوس ويأتي البسط من هذا. (الحاكم في الكنى (¬2) عن ابن عمر) صححه المصنف بالرمز. 4525 - "الركعتان قبل صلاة الفجر أدبار النجوم، والركعتان بعد المغرب أدبار السجود". (ك) عن ابن عباس. (الركعتان قبل صلاة الفجر) أي السنة للفريضة. (أدبار النجوم) بفتح الهمزة وكسرها أي هي المرادة في قوله تعالى: {فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} [الطور: 49]. (والركعتان بعد المغرب أدبار السجود) أي المرادة في الآية فأَبان أن التسبيح يريد به النافلة في الوقتين المعينين. (ك) (¬3) عن ابن عباس) قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه رشدين ضعفه أبو زرعة والدارقطنى وغيرهما. 4226 - "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة". (ك) عن أنس. (الركن) أي الحجر الأسود سموه ركنا من تسمية الجزء باسم الكل لشرفه. (والمقام) الحجر التي قام عليها الخليل عند بنائه البيت وأثر أقدامه فيها. (ياقوتتان من يواقيت الجنة) تقدم بيانهما قريباً. (ك) (¬4) عن أنس) قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه داود الزبرقان متروك. 4527 - "الركن يمان". (عق) عن أبي هريرة (ض). ¬

_ (¬1) انظر القاموس (3/ 256). (¬2) أخرحه أحمد (2/ 27)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3558). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 465)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3165). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 627)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3559).

(الركن يمان) أي يماني الجهة. (عق) (¬1) عن أبي هريرة) وضعفه المصنف بالرمزة لأنه أورده العقيلي في ترجمة بكار بن محمَّد، وقال: لا يثبت، ذكره عنه في لسان الميزان، وبكار: قال أبو زرعة: ذاهب الحديث له مناكير. 4528 - "الرمي خير ما لهوتم به". (فر) عن ابن عمر. (الرمي) أي بالقسي. (خير ما لهوتم به) أي أنه من اللهو إلا أنه خيره لأنه يتمرن به على حرب الأعداء ويتدرب فيه لقتالهم وسببه أنه - صلى الله عليه وسلم - افتقد رجلاً فقال: "أين فلان؟ " فقيل: ذهب يلعب فقال: "ما لنا وللعب" فقيل: ذهب يرمي فقال: الرمي "ليس بلعب" فذكره. (فر) (¬2) عن ابن عمر) فيه عبد الرحمن [2/ 556] بن عبد الله العمري قال الذهبي: تركوه واتهمه بعضهم أي بالوضع. 4529 - "الرهن مركوب ومحلوب". (ك هب) عن أبي هريرة (صح). (الرهن) يعني المرهون. (مركوب) إن كان مما يركب. (ومحلوب) بالحاء المهملة إن كان مما يحلب أي يركبه ربه ويحلبه ويأتي بيانه في الثاني. (ك هب) (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وفيه إبراهيم بن مجشر البغدادي في الميزان: له مناكير من قبل الإسناد منها هذا الحديث ورجح وقفه الدارقطني والبيهقي. 4530 - "الرهن يركب بنفقته، ويشرب لبن الدر إذا كان مرهوناً". (خ) عن أبي هريرة (صح). (الرهن يركب) بالبناء للمجهول. (بنفقته) أي أن أجره ظهره في نفقته. (ويشرب لبن الدر) أي ذات الدرر وهو اللبن فهو من إضافة الشيء إلى نفسه ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 150)، وانظر لسان الميزان (2/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3166)، وقال في الضعيفة (3660): ضعيف جدًا. (¬2) عزاه في الكنز (10839) إلى الديلمي في مسند الفردوس وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3167) (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 67)، والبيهقي في السنن (6/ 38)، وانظر الميزان (1/ 179)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3561).

نحو: {وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [ق:9]، قاله ابن حجر (¬1): وتعقب بأنه إذا أريد بالدر ذات الدر فليس من إضافته إلى نفسه. (إذا كان مرهوناً) أي إذا كان راكبه وحالبه المرتهن أخذ به أحمد وأجاز للمرتهن الانتفاع بالرهن وإن لم يأذن مالكه إذا قام بمصالحة وقال الشافعي: الكلام في الراهن فلا يمنع من ظهرها ودرها فهي محلوبة ومركوبة له كما قبل الرهن، وقال الشافعي في رواية وأبو حنيفة: ليس للراهن ذلك لأنه ينافي الرهينة والحبس الدائم. (خ) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه عنه أبو داود بلفظ "يحلب" مكان "يشرب". 4531 - "الرواح يوم الجمعة واجب على كل محتلم، والغسل كاغتساله من الجنابة". (طب) عن حفصة (صح). (الرواح يوم الجمعة) أي لصلاتها. (واجب على كل محتلم) أي مكلف غير ما تقدم استثناؤه. (والغسل) أي واجب وصفته. (كاغتساله من الجنابة) إذ وجوبه كوجوبه وتقدم. (طب) (¬3) عن حفصة) صححه المصنف برمزه، وقد قال الطبراني: تفرد به عن بكير بن عبد الله بن عياش بن عباس وعنه مفضل بن فضالة. 4532 - "الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها". (ق ن) عن سهل بن سعد (صح). (الروحة والغدوة في سبيل الله أفضل من الدنيا وما فيها) تقدم وهو في تعظيم شأن الجهاد وتحقير أمر الدنيا. (ق ن) (¬4) عن سهل بن سعد) الساعدي. 4533 - "الريح من روح الله تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا رأيتموها فلا ¬

_ (¬1) فتح الباري (5/ 144). (¬2) أخرجه البخاري (2511)، وأبو داود (3526)، وأبو يعلى (6639) وابن 5935). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 195) (3526)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (6772)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3168). (¬4) أخرجه البخاري (2794، 2892، 3250، 6415)، ومسلم (1880)، والنسائي (3/ 11).

تسبوها، واسألوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها". (خد د ك) عن أبي هريرة. (الريح من روح الله) بفتح الراء أي من رحمته أو التي: (تأتي) من حضرة الله سبحانه. (بالرحمة) بالإغاثة {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} [الحجر: 22]، إذ الرحمة حقيقة لمن أراد رحمته. (وتأتي بالعذاب) لمن أراد هلكته. (فإذا رأيتموها) أي أدركتم آثارها. (فلا تسبوها، واسألوا الله خيرها) أي ما هي سبب له من الخير. (واستعيذوا بالله من شرها) أي شر ما أرسلت به قال ابن العربي: إسناد الفعل إليهما مجاز وإنما المأمور الملك الموكل بإرسالها وإمساكها وتحريكها وتسكينها وعبر به عنها لأنها معرفة لها. (خد د ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 4234 - "الريح تبعث عذاباً لقوم، ورحمة للآخرين". (فر) عن عمر (ض). (الريح تبعث عذابا لقوم، ورحمة للآخرين). (فر) (¬2) عن عمر قال شارحه: فيه عمرو بن دينار قهرمان الزبير قال الذهبي: متفق على ضعفه ولذا رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب (906، 720)، وأبو داود (5097)، والحاكم (4/ 318)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3564). (¬2) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (2/ 179)، وانظر فيض القدير (4/ 60)، وكشف الخفاء (1/ 525)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3563)، والصحيحة (1874).

حرف الزاي

حرف الزاي الزاي مع الألف 4535 - " زادك الله حرصا ولا تعد". (حم خ د ن) عن أبي بكرة (صح). (زادك الله حرصا ولا تعد) الخطاب لأبي بكرة أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - راكعا فركع قبل أن يصل إلى الصف ثم مشى إلى الصف خوفا من فوات الركوع فقال - صلى الله عليه وسلم -: حين انصرف من صلاته من صنع كذا؟ قال أبو بكرة: أنا فذكره أي زادك الله حرصا على الخير إلا أنك لا تحرم إلا وقد اتصلت بالصف. قال القاضي (¬1): ذهب الجمهور إلى أن الانفراد خلف الصف مكروه ولا يبطل الصلاة بل هي منعقدة وذهب جمع من السلف إلى بطلانها والحديث حجة عليهم فإنه لم يأمره بالإعادة والمشهور في الرواية "لا تعد" بفتح العين المهملة من العود وروي بسكون أي من العدو أي لا تسرع في المشي إلى الصلاة. (حم خ د ن) (¬2) عن أبي بكرة) ورواه ابن حبان وغيره قال ابن حجر: ألفاظهم مختلفة. 4536 - "زادني ربي صلاة، وهي الوتر، ووقتها ما بين العشاء إلى طلوع الفجر". (حم) عن معاذ (صح). (زادني ربي صلاة، وهي الوتر) أتي زادني بفرضها عليَّ إن صح ذلك أو زادنيها ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (2/ 268). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 39)، والبخاري (750)، وأبو داود (683)، والنسائي (2/ 118)، وابن حبان (5/ 568) (2194)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 284).

نافلة على الفرائض. (ووقتها ما بين العشاء) أي صلاتها. (إلى طلوع الفجر) ومنهم من قال: تحرى بعد دخول وقت العشاء وإن لم يصل الفريضة فلا يقدر مضاف، وفيها نزاع. (حم) (¬1) عن معاذ) صححه المصنف برمزه قال الهيثمي: فيه عبد الله بن زحر ضعيف متهم. 4537 - "زار رجل أخا له في قرية فأرصد الله له ملكاً على مدرجته فقال: أين تريد؟ قال: أخا لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة تربها؟ قال: لا، إلا أني أحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، إن الله أحبك كما أحببته". (حم خد م) عن أبي هريرة. (زار رجل أخا له في قرية) أي أراد زيارته والأخ عام من [2/ 557] النسب والإيمان. (فأرصد الله له ملكاً) أي وكله بحفظه فقال: أرصده لكذا إذا وكله بحفظه. (على مَدْرَجته) بفتح الميم وسكون المهملة فجيم مفتوحتين هي الطريق سميت لأن الناس يدرجون فيها. (فقال: أين تريد؟ قال: أخا لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمة) أي تكافئه بقصده إلى قريته. (تربّها) بفتح المثناة فراء مضمومة فموحدة مشددة أي تحفظها وتراعيها وتسعى في إصلاحها كما يربي الرجل ولده. (قال: لا، إلا أني أحبه في الله) أي لا يدعوني إلى زيارته إلا حبه لله. (قال: فإني رسول الله إليك) أخبرك. (إن الله أحبك كما أحببته) أي لأجل حبك إياه، أفاد فضل الحب في الله وأنه سبب لحب الله وفضل الزيارة للأخ لأجل محبته لله وأنه يرى الإنسان الملك ويخاطبه قال الغزالي (¬2): زيارة الإخوان في الله من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 242)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 239)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3563). (¬2) إحياء علوم الدين (2/ 159).

جواهر عبادة الله وفيها الزلفة الكريمة إلى الله مع ما فيها من ضروب الفوائد وصلاح القلب لكن بشرطين أحدهما: أن لا يخرج إلى الإكثار والإفراط كما أفاده الخبر الآتي، والثاني أن يحفظ حق ذلك للتجنب عن الرياء والتزين وقول اللغو والغيبة ونحو ذلك (حم خد م) (¬1) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري في صحيحه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 292)، ومسلم (2567)، والبخاري في الأدب المفرد (350).

الزاي مع الراء

الزاي مع الراء 4538 - " زر القبور تذكر بها الآخرة، واغسل الموتى، فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة، وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك، فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة يتعرض لكل خير". (ك) عن أبي ذر. (زر) أي يا أبا ذر لأن الخطاب له. (القبور تذكر بها الآخرة) مجزوم جواب الأمر أي إن تزر تذكر لأن الإنسان إذا شاهد القبر يذكر الموت ونزوله باللحد وما بعده من الأهوال وفيه عظة واعتبار والمراد تذكر بها الآخرة ليعمل لها لا ذكرا مجردا عن العمل قال الغزالي (¬1): فيه ندب زيارة القبور لكن لا يمسح القبر ولا يقبله فإن ذلك عادة النصارى قال: وكان ابن واسع يزور يوم الجمعة ويقول: بلغني أن الموتى يعلمون من زارهم يوم الجمعة ويوم قبله ويوم بعده. (واغسل الموتى، فإن معالجة جسد خاو) بالمعجمة أي خال عن الزور من قوله تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً} [النمل: 52]. (موعظة بليغة) أي عبرة يعتبر بها العامل بالغة غاية في الاعتبار فإنه يعالج جسداً لا حراك به ولا سمع ولا بصر ولا نطق وبه كان سميعاً بصيراً ناطقا متحركا في الساعة الأولى فأي عبرة وعظة أبلغ من ذلك وتعلم أنك عن قريب سائر إلى ذلك. (وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك) فتنكسر نفسك وتكره إليك دار الفناء. (فإن الحزين في ظل الله) أي ظل عرشه. (يوم القيامة يتعرض لكل خير) من إفاضة رحمة ومغفرة وإدخاله جنته وفيه أنه يبتغي بطلب ما يحزن القلب ويكسر النفس ويذكر بالآخرة كحضور مقامات الوعاظ والخطباء والذاكرين والتالين. (ك) (¬2) عن أبي ذر) ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (4/ 491). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 533، 4/ 366)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3170)، والضعيفة =

قال الحاكم: رواته ثقات قال الذهبي: لكنه منكر لأنه فيه يعقوب بن إبراهيم ويعقوب واه ثم هو منقطع لأنه رواه يعقوب عن يحيى بن سعيد عن أبي موسى الخولاني ويحيي لم يدرك أبا موسى. 4539 - "زر غباً تزدد حباً". البزار (طس هب) عن أبي هريرة، البزار (هب) عن أبي ذر (طب ك) عن حبيب بن مسلمة الفهري (طب) عن ابن عمرو (طس) عن ابن عمر (خط) عن عائشة. (زر) أي يا أبا هريرة. (غباً) بكسر الغين المعجمة ثم موحدة أصله أن يرد الإبل الماء يوماً ويدعه يوماً فالمراد: زر أخاك وقتا بعد وقت. (تزدد) عنده. (حباً) وذلك لأن الإكثار من الزيارة يمل والإقلال منها مخل كما قيل (¬1): عليك بإقلال الزيارة إنها ... إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا فإني رأيت الغيث يسأم دائما ... ويسأل بالأيدي إذ هو أمسكا وقد قال (¬2): وقد قال الرسول وكان برًّا ... إذا زرت الحبيب فزره غبًّا وقيل (¬3): أقلل زيارتك الصديق ... تكون كالثوب استجده وأمل شيء لأمرئ ... أن لا يزال يراك عنده وفي الحديث ندب الزيارة والتقليل منها مع المعاودة وندب طلب المحبة من الناس وفعل ما يحببه إليهم وعد هذا العسكري من الأمثال. البزار (طس ¬

_ = (3663). (¬1) أورده ابن حبان في روضة العقلاء (ص: 117)، وعزاه لأحمد بن محمَّد الصيداوي. (¬2) أورده أبو هلال العسكري في "جمهرة الأمثال" (ص: 505). (¬3) عزاه ابن حبان في روضة العقلاء (ص: 116) إلى محمَّد بن عبد الله بن زنجي البغدادي.

هب) (¬1) عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين كنت بالأمس، [2/ 588] قلت: زرت ناساً من أهلي فذكره، إلا أنه قال البزار عقيبه: ما نعلم فيه حديثاً صحيحاً وقال البيهقي عقيبه: طلحة بن عمرو أي أحد رجاله غير قوي قال: وقد روي بأسانيد هذا أمثلها انتهى وقال ابن طاهر (¬2): رواه ابن عدي في أربعة عشر موضعاً من كامله فأعلها كلها، البزار (هب) عن أبي ذر) قال الهيثمي: فيه عويد بن أبي عمران الجوني وهو متروك، (طب ك) عن حبيب بن مسلمة الفهري) بكسر الفاء وسكون الهاء وكسر الراء نسبة إلى فهو بن مالك قال في التقريب (¬3): مختلف في صحبته والراجح ثبوتها لكن كان صغيرا انتهى قلت: رمز المصنف على الحاكم بالصحة، (طب) عن ابن عمرو (طس) عن ابن عمر (خط) عن عائشة) واعلم أن لهذا الحديث طريقا أمثل من هذه المذكورة عند الطبراني من حديث ابن عمر قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات انتهى وقال المنذري: هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة واعتنى غير واحد من الحفاظ بجمع طرقه والكلام عليها ولم أقف له على طريق صحيح كما قال البزار: بل له أسانيد حسان عند الطبراني وغيره. 4540 - "زر في الله؛ فإنه من زار في الله شيعه سبعون ألف ملك". (حل) عن ابن عباس (ض). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1754)، والبيهقي في الشعب (8371)، وابن عدي في الكامل (3/ 222) عن أبي هريرة، والبزار (3963)، والبيهقي في الشعب (8362) عن أبي ذر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 175)، والطبراني في الكبير (4/ 21) (3535)، والحاكم (3/ 390) عن حبيب بن مسلمة، والخطيب في تاريخه (10/ 182) عن عائشة وانظر الترغيب والترهيب (3/ 248)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3568). (¬2) انظر: الدرر المنتشرة (ص: 259). (¬3) انظر: تقريب التهذيب (1106).

(زر في الله) أي أخاك. (فإنه) أي الشأن. (من زار في الله) أي لأجل محبته لذلك وإتيانه لمن زاره. (شيّعه) بتشديد التحتية المثناة بعد المعجمة في الضياء شيعه عند شخوصه صحبه وخرج معه. (سبعون ألف ملك) يحتمل التكثير والحقيقة، والتشييع: ظاهر أنه من عند خروجه من منزله وعند عوده من عند أخيه وقيل بل في عوده وهذا إكرام له وإبانة لشرف زيارة الأخ وإعلام بفضلها ولا تشيع الملائكة إلا من يرتضيه الله سبحانه. (حل) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 205)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3171)، والضعيفة (3664).

الزاي مع الكاف

الزاي مع الكاف 4541 - " زكاة الفطر فرض على كل مسلم: حر وعبد، ذكر وأنثى، من المسلمين، صاع من تمر، أو صاع من شعير". (قط ك هق) عن ابن عمر. (زكاة الفطر) بكسر الفاء ويقال لها زكاة رمضان وزكاة الصوم وصدقة الرؤوس وزكاة الأبدان. قال الزمخشري (¬1): صدقة الفطر زكاة والفرق بينها وبين المعهودة أن تلك مطهرة للمال وهذه طُهْرة لبدن المزكي بالكفارة. (فرض) أي واجبة حكى ابن المنذر عن الأربعة إيجابها ونقل عن مالك أنها سنة وابتدأ فرضها في الثانية من الهجرة في رمضان قبل العيد بيومين. (على كل مسلم: حر وعبد) فالعبد على سيده وجوب إخراجها، قيل وأما المكاتب فلا يلزمه لضعف ملكه ولا سيده لأنه كالأجنبي معه. (ذكرٍ وأنثى) ظاهره وجوبه على الأنثى عن نفسها ولو مزوجة وبه قالت الحنفية وقال غيرهم يجب على زوجها إلحاقا بالنفقة قلت: وإلحاقها بالزكاة أقرب. (من المسلمين) قال الطيبي: من المسلمين حال من عبد وما عطف عليه ومعناه فرض على جميع الناس من المسلمين إما كونها فيما وجبت وعلى من وجبت فيعلم من نصوص أخرى انتهى أي فلا يجب على كل مسلم يخرج عن عبد وقريب كافرين كذا قيل والأظهر أنه حال من مجموع المعطوف والمعطوف عليه لأن قوله كل مسلم حر وعبد ذكر وأنثى بدل من مسلم فالمراد مسلم إلى آخرها وزيادة من المسلمين زيادة في إبانة الإيجاب على المسلمين وأن من كان من عدادهم وذا خلافتهم فإنها واجبة عليه كما وجبت على من اتصف بالإِسلام. (صاع من تمر، أو صاع من شعير) خبر زكاة الفطر وتقدم تحقيق الصاع وأنه أربعة أمداد والمد ¬

_ (¬1) انظر: الفائق (ص/ 119).

ملأ كفي الرجل المتوسط وهذا تخيير بين التمر والشعير فيخرج من أيهما شاء ولا يجزئ إخراج غيرهما وبه قال ابن حزم قال الحافظ العراقي: هو أسعد الناس بالعمل بهذه الرواية المشهورة لكنه ورد في روايات ذكر أجناس أخر في تفضيلها وعليها التعويل والاقتصار هنا عليهما لأنهما أغلب قوت البلد. (قط ك هق) (¬1) عن ابن عمر) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 4542 - "زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين والفقراء من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات". (قط هق) عن ابن عباس. (زكاة الفطر طهرة للصائم) أي شرعها الله لذلك. (من اللغو) هو المطرح من الكلام السالف منه. (والرفث) تقدم أنه كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة وأخذ منه ابن المسيب والحسن أنها لا تجب إلا على من صام والجمهور على خلافه [2/ 559] وقالوا: ذكر التطهر خرج مخرج الغالب. (وطعمة) بضم الطاء أي طعام للفقراء و: (للسماكين) ظاهر أنهم مصرفاها لا غيرهما من سائر أنواع مصارف الزكاة. (من أداها قبل الصلاة) أي صلاة العيد. (فهي زكاة مقبولة) لأنها أخرجت في وقتها الذي عينه الله فهي مجزئة متقبلة. (ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) له أجرها كأجرها وليس لها أجر هذه القربة الخاصة وبه قال ابن حزم، وقال: لا يجوز تأخيرها عن الصلاة والجمهور على خلافه وهو بالحديث أسعد وأما ابتداء وجوبها فقال أحمد: بغروب شمس ليلة العيد، وقيل: بطلوع الفجر. (قط هق) (¬2) عن ابن عباس) من ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 140، 143)، والحاكم (1/ 409)، والبيهقي في السنن (4/ 162)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3571). (¬2) أخرجه الدارقطني (2/ 138)، والبيهقي في السنن (2/ 165)، وأبو داود (1609)، وابن ماجة (1827)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3570).

رواية عكرمة قال الفريابي: عكرمة يتكلم فيه قيل يرى رأى الخوارج وأخرجه ابن ماجه عن ابن عباس أيضاً. 4543 - "زكاة الفطر على كل حر وعبد ذكر وأنثى صغير وكبير فقير وغني، صاع من تمر، أو نصف صاع من قمح". (هق) عن أبي هريرة (ض). (زكاة الفطر على كل حر وعبد) أخذ داود بظاهره وما قبله من أنه يخرج العبد عن نفسه قال أبو زرعة: لم يقله غيره. قلت: من أثبت له ملكا لقياس كلامه وأوجبها عليه. (ذكر وأنثى صغير وكبير) في إيجابها على الصغير مع أن نفقته واجبة على غيره ما يشعر أنها تجب على من تلزمه النفقة فيخرج الزوج عن زوجته وعن قرابته اللازمة نفقته، وقال ابن حزم بوجوبها على العمل لأنه جسما في بطن أمه صغيرا ورد عليه الناس وذكر الكبير مبالغة في الإبانة والتأكيد وإلا فإنه قد علم من نفس الإيجاب فإنه على المكلفين. (فقير) ظاهره فيمن لا يملك قوت يومه ولا يجد إلا الصاع لا أكثر ولا أقل فمن اشترطه أو العسر فعن غير دليل وقد عللت فيما مضى بأنها تطهيرة لكل الصائمين محتاجين إلى التطهرة وفي لفظ لأبي داود من حديث عبد الله بن ثعلبة أو ثعلبة بن عبد الله "أما غنيكم فيزكيه الله وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطاه" (¬1). (وغني، صاع من تمر، أو نصف صاع من قمح) أي من بر وإليه ذهب جماهير، ومن السلف الخلفاء الأربعة وابن مسعود وجابر وأبو هريرة وابن الزبير وبنتا أبي بكر عائشة وأسماء لهذا ولما في حديث عمرو بن شعيب عند الترمذي وقال: حسن غريب وفيه "أو مدان من قمح" وهو عند الحاكم أيضاً من حديث ابن عباس في حديث أمر الصارخ بذلك ينادي في مكة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1619).

(هق) (¬1) عن أبي هريرة) قال شارحه في سنده من لا يعول عليه ورمز المصنف لضعفه. 4544 - "زكاة الفطر على الحاضر والبادي". (هق) عن ابن عمرو (ض). (زكاة الفطر على الحاضر والبادي) أي ساكن المدن والبادية وقال ربيعة والليث لا تجب على أهل البادية وكأنه منهما رأي محض. (هق) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 164)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3173)، والضعيفة (3666). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3172)، والضعيفة (3665).

الزاي مع الميم

الزاي مع الميم 4545 - " زمزم طعام طعم، وشفاء سقم" (ش) والبزار عن أبي ذر. (زمزم) قال المحب: سميت به لكثرة مائها أو لزمزمة جبريل وكلامه وهي بئر في المسجد الحرام بينها وبين الكعبة ثمان وثلاثون ذراعا قال المصنف: لها أسماء برة، ومضنونة، وشراب الأبرار. (طعام طعم) بضم الطاء في النهاية (¬1): أي تشبع الإنسان إذا شرب ماءها كما يشبع الطعام يقال هذا الطعام طعم أي يشبع من أكله. (وشفاء سقم) أي يشفي من السقم معنويا أو حسيا مع اليقين. (ش) والبزار (¬2) عن أبي ذر قال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح. 4546 - "زمزم حفنة من جناح جبريل". (فر) عن عائشة (ض). (زمزم حفنة) بفتح الحاء المهملة أي حفنة بكلتا اليدين. (من جناح جبريل) يحتمل من تغير الماء أي حفنه بجناحه حفنها من الأرض وفي رواية "هزمه" أي غمزة يقال همز الأرض همزة إذا شقها شقا. (فر) (¬3) عن عائشة رمز المصنف لضعفه. 4547 - "زملوهم بدمائهم؛ فإنه ليس من كلم يكلم في الله إلا وهو يأتي يوم القيامة يدمأ، لونه لون الدم وريحه ريح المسك". (ن) عن عبد الله بن ثعلبة. ¬

_ (¬1) انظر النهاية (3/ 54). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (14132)، والبزار (3929)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 286)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3572). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3354)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3174)، والضعيفة (3667).

(زملوهم) أي لفوهم والضمير للشهداء لأنه قاله - صلى الله عليه وسلم - في شهداء أحد. (بدمائهم) أي مصاحبة لها غير مغسولة عنهم. (فإنه) أي الشأن. (ليس من كلم) بسكون اللام أي جرح. (يكلم) يجرح. (في الله) أي في سبيله. (إلا وهو يأتي يوم القيامة يدمأ) أي يسيل منه الدم كأنه يوم جرحه. (لونه لون الدم) أي ليشهد لصاحبه. (وريحه ريح المسك) لئلا يتأذى به هو أو غيره، وتمام الحديث "وقدموا أكثرهم قرآنا" انتهى كأنه سقط من قلم المصنف، أخذ منه [2/ 560] أنه لا يغسل الشهيد. (ن) (¬1) عن عبد الله بن ثعلبة) بالمثلثة والمهملة قال الذهبي (¬2): له صحبة إن شاء الله تعالى، ورواه عنه أحمد والطبراني والشافعي والحاكم والديلمي وغيرهم. 4548 - "زن وأرجح". (حم 4 ك حب) عن سويد بن قيس. (زن وأرجح) هو بفتح الهمزة وكسر الجيم أي زن وأرجح أي زمنه راجحا هو خطاب منه - صلى الله عليه وسلم - لوزان وزن له كما في سببه عن راويه أنه أتى مكة ببز فأتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى فاشترى منه سراويل فوزن ثمنه وثمة وزان يزن بالأجر فقال: "يا وزان زن وأرجح" وفيه الندب إلى إرجاح الوزن وهو الزيادة على القدر قيل فيه فائدتان: الأولى لأنه لا تتحقق براءة الذمة في العدل نفسا إلا بالإرجاح فيصير قليل الرجحان في طريق الورع والعدل كالواجب، الثانية أنه إحسان إلى من له الحق وخياركم أحسنكم قضاء، وفيه صحة هبة المجهول المشاع فإن الرجحان هبة وهو غير معروف القدر، قال ابن القيم (¬3): إنه - صلى الله عليه وسلم - اشترى السراويل ولم ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (4/ 78)، وأحمد (5/ 431)، والشافعي في الأم (1/ 267)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3573). (¬2) انظر: الكاشف (2657) وتجريد أسماء الصحابة (1/ 300). (¬3) زاد المعاد (1/ 134).

يلبسها. (حم 4 ك حب) (¬1) عن سويد بن قيس) قال الترمذي: حسن صحيح وقال الحاكم على شرط مسلم وقال في الإصابة: سويد بن قيس العبدي روى عنه سماك بن حرب أنه - صلى الله عليه وسلم - اشترى من رجل سراويل أخرجه أصحاب السنن واختلف فيه على سماك أي متنه اضطرب وقال في سنده: المسيب بن واضح فيه مقال. 4549 - "زنا العينين النظر". ابن سعد (طب) عن علقمة بن الحويرث. (زنا العينين النظر) أي أن النظر بهما داعيه إلى الزنا لأنه ينظر ثم يخطر ثم يخطو ثم يفعل ويحتمل أن إثم النظر بالنسبة إلى العين إثم الزنا لها وهو دون إثم الزنا بالفعل وذلك لأنهما يلتذان به قال الغزالي: زنا (¬2) العينين من كبائر الصغائر وهو يؤدي إلى الفاحشة الكبيرة وهي زنا الفرج ومن لم يقدر على غض بصره لم يقدر على حفظ دينه. (ابن سعد (طب) (¬3) عن علقمة بن الحويرث) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن مطرف لم أعرفه وبقية رجاله ثقات ورواه القضاعي في الشهاب وقال العامري شارحه: صحيح. 4550 - "زنا اللسان الكلام". أبو الشيخ عن أبي هريرة. (زنا اللسان الكلام) أثبت الزنا إليها لأنها تلتذ بالكلام الحرام كما يلتذ الفرج بالوطئ الحرام ويأثم بهذا كما يأثم بذاك، وفيه أن لكل جارحة حظ من الزنا فزنا الآذان الاستماع لما لا يحل واليدين البطش فيما يحرم والرجل السعي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 352)، وأبو داود (3336)، والترمذي (1305)، والنسائي (4/ 284)، وابن ماجة (2220)، والحاكم (2/ 35، 4/ 213)، وابن حبان (11/ 547) (5147)، وانظر الإصابة (2/ 246)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3573). (¬2) إحياء علوم الدين (3/ 102). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/ 77)، والطبراني في الكبير (18/ 8) (8)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3575).

وكل جارحة تصرفت فيما يحرم عليها فيه التصرف فذلك التصرف منها هو زناها. (أبو الشيخ (¬1) عن أبي هريرة) ورواه الديلمي. 4551 - "زِنيّ شعر الحسين، وتصدقي بوزنه فضة، وأعطي القابلة رجل العقيقة". (ك) عن علي. (زِنيّ) أي يا فاطمة. (شعر الحسين) - عليه السلام- أي شعر رأسه بعد حلقه لأن حلقه من إماطة الأذى عنه فإن شعر المولود ضعيف فيحلق ليقوى ويفتح المسام ويخرج البخار وفيه تقوية لحواسه. (وتصدقي بوزنه فضة) وكأن وزنه درهماً أو بعض درهم كما قاله ابن إسحاق عن علي كرم الله وجهه قال ابن حجر (¬2): اتفقت الروايات على ذكر التصدق بالفضة، وقال الرافعي: يندب بذهب؛ فإن لم يفعل فبفضة إلا أن عند الطبراني "ذهب أو فضة" وفيه راو ضعيف. (وأعطي القابلة) هي المرأة التي تقبل الولد وتلقاه عند ولادته من بطن أمه. (رِجْل العقيقة) هي اسم للذبيحة التي تذبح عن المولود أي إحدى رجليها مقابلة لفعلها ومكافأة على إحسانها وفيه سنة الحلق للطفل وقد بين وقتها يوم سابعه والذبيحة عنه والتصدق. (ك) (¬3) عن علي) كرم الله وجهه وقال: صحيح، قال العراقي: هو عند الترمذي منقطع بلفظ حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (13058)، وانظر فيض القدير (4/ 66)، وكشف الخفاء (1/ 533)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3576). (¬2) انظر: التلخيص الحبير (4/ 148). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 197)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3175)، والضعيفة (3890).

الزاي مع الواو

الزاي مع الواو 4552 - " زوجوا الأكفاء وتزوجوا الأكفاء، واختاروا لنطفكم، وإياكم والزنج؛ فإنه خلق مشوه". (حب) في الضعفاء عن عائشة. (زوجوا الأكفاء وتزوجوا) من (الأكفاء، واختاروا لنطفكم، وإياكم والزنج؛ فإنه خلق مشوّه) تقدمت جميع فصوله والكلام عليها في "تخيروا". (حب) في الضعفاء (¬1) عن عائشة حكم ابن الجوزي بوضعه وأقره المؤلف ولم يتعقبه إلا بأن له شاهدا "تخيروا لنطفكم، واجتنبوا هذا السواد". 4553 - "زوجوا أبناءكم وبناتكم". (فر) عن ابن عمر. (زوجوا أبناءكم وبناتكم) تمامه عند مخرجه: قيل يا رسول الله: هذا أبناؤنا نزوج فكيف [2/ 516] ببناتنا؟ قال: "حلوهن بالذهب والفضة وأجيدوا لهن الكسوة وأحسنوا إليهن بالنحلة ليرغب فيهن" انتهى وما كان يحسن حذفه فإنه مبين لصدره. (فر) (¬2) عن ابن عمر) فيه عبد العزيز أبي رواد قال في الضعفاء: ضعفه أبو الجنيد، وقال ابن حبان: يروي عن نافع عن ابن عمر أشياء موضوعة. 4554 - "زودك الله التقوى وغفر ذنبك، ويسر لك الخير حيثما كنت ". (ت ك) عن أنس (صح). (زودك الله التقوى وغفر ذنبك، ويسر لك الخير حيثما كنت) تقدم في: "جعل". (ت ك) (¬3) عن أنس) رمز المصنف عليه بالصحة. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (3/ 299)، وابن حبان في المجروحين (2/ 286)، وانظر العلل المتناهية (2/ 614)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3178)، والضعيفة (730): موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3334)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3177)، والضعيفة (3669). (¬3) أخرجه الترمذي (3444)، والحاكم (2/ 107)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3579).

4555 - "زودوا موتاكم "لا إله إلا الله"" (ك) في تاريخه عن أبي هريرة (ض). (زودوا موتاكم) أي المشارفين على الموت الذين في سياقه. (لا إله إلا الله) أي اجعلوها زادهم وذلك بأن تلقنوهم إياها وهو مثل حديث "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله". (ك) في تاريخه (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضاً ورمز المصنف لضعفه. 4556 - "زوروا القبور، فإنها تذكركم الآخرة" (هـ) عن أبي هريرة. (زوروا القبور) عام في ندب الزيارة للذكور والإناث ويأتي حديث "لعن الله زوارات القبور" (فإنها تذكركم الآخرة) قالوا: إنه ليس للقلوب القاسية أنفع من زيارة القبور وللزيارة آداب: منها أن يحضر قلبه ولا يكون حظه منها النظر إليها فقط فإن البهائم تشاركه في ذلك، والقصد لوجه الله والإحسان إلى إخوانه الموتى بالتلاوة والسلام عليهم بالمأثور قالوا: ولا ينبغي إلا في الأسبوع مرة الجمعة أو قبلها بيوم أو بعده به لأنه إذا كثر تردده سقطت الخشية من قلبه كما سبق للحفارين وغيرهم. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه عنه ابن منيع والديلمي وقد أخرجه مسلم بزيادة. 4557 - "زوروا القبور ولا تقولوا هجراً". (هـ) عن زيد بن ثابت. (زوروا القبور ولا تقولوا هجراً) بضم الهاء وسكون الجيم في النهاية (¬3) أي فحشا يقال: أهجر في منطقه يهجر إهجاراً إذا فحش، وقد علمه - صلى الله عليه وسلم - ما يقولونه عند زيارتها والتسليم على الموتى والدعاء لهم بالمغفرة ولعل النهي عن الهجر ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3338)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3170). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1569)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3577). (¬3) انظر النهاية (5/ 96).

هو نهي عما أعلمه الله به من أن الأمة تتخذ زيارتها لإنزال الحوائج بها والإقسام على الله بحقها ونداؤها كما تنادي الأحياء وغير ذلك من المنكرات التي افتعلها الجهلة. (هـ) (¬1) عن زيد بن ثابت) قال الهيثمي: فيه محمَّد بن كثير بن مروان وهو ضعيف جداً. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1578)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 58)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3578).

الزاي مع الياء آخر الحروف

الزاي مع الياء آخر الحروف 4558 - " زين الحاج أهل اليمن". (طب) عن ابن عمر. (زين الحاج أهل اليمن) أي هم زينة الحجاج وبهجتهم لما فيهم من التواضع وحسن الشمائل ولين الأخلاق. (طب) (¬1) عن ابن عمر) قال راويه حبان بن بسطام كنا عند ابن عمر فذكروا حاج اليمن وما يصنعون فقال ابن عمر: لا تسبوا أهل اليمن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، فذكره قال الهيثمي: إسناده حسن فيه ضعفاء ووثقوا. 4559 - "زين الصلاة الحذاء". (ع) عن علي (ض). (زين الصلاة الحذاء) بكسر الحاء المهملة والمد أي الصلاة في النعال. واعلم: أنه قد اختلف في لبس النعال في الصلاة هل مستحب أو مباح أو مكروه قال ابن دقيق العيد: الحديث يدل للإباحة لا للندب لأن ذلك لا دخل له في الصلاة وذلك وإن كان من كمال الزينة وكمال الهيئة لكن في ملابسته للأرض التي تكثر فيها النجاسة ما يقصر عن هذا المقصود انتهى، ويحتمل أنه أريد بالحذاء المحاذاة بالمناكب في الصفوف. (ع) (¬2) عن علي) كرم الله وجهه قال الزين العراقي: هذا لا أصل له عن عبد الملك وهو مما وضعه محمَّد بن الحجاج، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن الحجاج العمي وهو كذاب انتهى ورمز عليه المصنف بالضعف وكان الأحق به حذفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3873)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 55)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3180)، والضعيفة (3671). (¬2) أخرجه أبو يعلى (532)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 54)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3681)، والضعيفة (689): موضوع.

4560 - "زينوا القرآن بأصواتكم". (حم د ن هـ حب ك) عن البراء، أبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي هريرة (قط) في الأفراد (طب) عن ابن عباس (حل) عن عائشة. (زينوا القرآن) من التزين بما فيه الزينة وهي بهجة العين أو غيرها من الحواس التي لا تخلص إلى باطن المزيَّن. (بأصواتكم) قال البيضاوي: إنه مطلوب والمراد زينوا أصواتكم بالقرآن قيل والتزيين بالخشية عند تلاوته كما دل له قول السائل: من أحسن الناس صوتاً بالقرآن يا رسول الله؟ قال: "من إذا سمعته رأيت أنه يخشى الله" وقيل: لا، قلت: فيه بل هو حث على ترتيله ورعاية إعرابه وتحسين الصوت به وتنبيه على التحرز من اللحن والتصحيف فإنه إذا قرئ كذلك كان أوقع في القلب وأشد تأثيرا فيه. (حم د ن هـ حب ك) (¬1) عن البراء) قال الحاكم: صحيح ورواه عنه البخاري من عدة طرق وكأنه لم يستحضره المصنف، (أبو نصر السجزي في الإبانة عن أبي هريرة) ورواه عنه ابن حبان في صحيحه، (قط) في الأفراد (طب) عن ابن عباس) ورواه عنه أبو داود في المصاحف، (حل) عن عائشة) فيه سعد بن المرزبان الأعور، قال ابن معين: لا يكتب حديثه. 4561 - "زينوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً". (ك) عن البراء (صح). (زينوا القرآن بأصواتكم) أي بتحسين تأديته وحسن قراءته. (فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً) [2/ 562] والمراد تحسين الصوت من غير ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 283)، وأبو داود (1468)، والنسائي (2/ 179) (5/ 21)، وابن ماجة (1342)، وابن حبان (3/ 25) (749)، والحاكم (1/ 761) عن البراء، وابن حبان (3/ 27) (750) عن أبي هريرة، وأبو نعيم في الحلية (7/ 139) عن عائشة، وأخرجه البخاري تعليقاً في كتاب التوحيد باب (52) قول النبي الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة (6/ 2743).

الخروج إلى الألحان الغنائية وعدم التغني به كما قدمناه في الجزء الأول. (ك) (¬1) عن البراء) رمز المصنف لصحته. 4562 - "زينوا أعيادكم بالتكبير". (طص) عن أنس. (زينوا أعيادكم بالتكبير) فإنه زينة الأعياد والمراد به رفع الصوت كما ثبت عن السلف وأنه كان يكبر عمر في محله في مني حتى يكبر كل أهل الموسم ويدخل فيه تكبير التشريق عقيب الصلوات. (طص) (¬2) عن أنس) قال الهيثمي: فيه عمر بن راشد ضعفه أحمد وابن معين والنسائي. 4563 - "زينوا العيدين بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس". زاهر في تحفة عيد الفطر (حل) عن أنس. (زيِّنوا العيد (¬3) أي عيد الفطر والأضحى (بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس) أي التنزيه لله تعالى بالتسبيح والمراد الحث على الذكر في يومي العيد بقول لا إله إلا الله والله أكبر والحمد وسبحان الله وهي الكلمات الأربع تقدم فضلها مراراً. (زاهر في تحفة عيد الفطر (حل) (¬4) عن أنس) ورواه الديلمي عنه وسكت عنه المصنف. 4564 - "زينوا مجالسكم بالصلاة علي، فإن صلالكم علي نور لكم يوم القيامة". (فر) عن ابن عمر. "زينوا مجالسكم بالصلاة علي، فإن صلالكم علي نور لكم يوم القيامة) أي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 768)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3581)، والصحيحة (771). (¬2) أخرجه الطبراني في الصغير (599)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 197)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3182). (¬3) هكذا ورد في المخطوط، بالإفراد. (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 288)، والديلمي في الفردوس (3332)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3183)، والضعيفة (3672): موضوع.

يجعل ثوابها نوراً يستضاء به في ظلمات الموقف والمراد الحث على الإكثار منها في كل محل. (فر) (¬1) عن ابن عمر) قال المصنف في فتاويه الحديثية: إنه حديث ضعيف انتهى وذلك أن فيه محمَّد بن حسن النقاش قال الذهبي: اتهم بالكذب، والحسين بن عبد الرحمن قال في الميزان: تركوا حديثه وساق له أخبارا هذا منها ثم قال: منكر موقوف. 4566 - "زينوا موائدكم بالبقل، فإنه مطردة للشيطان مع التسمية". (حب) في الضعفاء (فر) عن أبي أمامة. (زينوا موائدكم) جمع مائدة وهي ما يؤكل عليها. (بالبقل) في الضياء: البقل معروف وكل نبات اخضرت له الأرض بقل فالمراد هنا مطلق المخضرات التي تؤكل وهل يدخل البصل والثوم مع النهي لمن أكلها عن إتيان المسجد يحتمل. (فإنه مطردة للشيطان) أي أنه يطرده عن حضوره الطعام. (مع التسمية) ليكون منطردا للأمرين وإن كانت التسمية وحدها كافية في طرده إلا أنه يكون مع ذلك أشد بعدا ونفوراً. (حب) في الضعفاء (فر) (¬2) عن أبي أمامة) فيه إسماعيل بن عياش مختلف فيه عن برد بن سنان في المغني (¬3): وثقه ابن معين وغيره وضعفه ابن المديني وقال: ويرى القدر، قال في الضعفاء عن أبي داود: إنه يرى القدر ورواه أبو نعيم أيضاً. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3330)، وانظر لسان الميزان (2/ 294)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3184)، والضعيفة (3673): موضوع. (¬2) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 186)، والديلمي في الفردوس (3333)، وانظر الميزان (2/ 243)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3185)، والضعيفة (20): موضوع. (¬3) انظر: المغني (2/ 101).

المعرف باللام من هذا الحرف

المعرف باللام من هذا الحرف 4567 - " الزائر أخاه المسلم أعظم أجرا من المزور". (فر) عن أنس. (الزائر أخاه المسلم أعظم أجرا) في ثواب الزيارة وبالنظر إليه. (من المزور) فيها، إن قيل وأي أجر للمزور فيها حتى يشارك الزائر في الأجر؟ قلت: لفظ الحديث كما قال شارحه: "الزائر أخاه المسلم الآكل طعامه أعظم أجرا من المزور المطعم في الله" قال: هذا نصه كما وقف عليه في نسخ مصححة بخط الحافظ ابن حجر وحينئذ فقد أبان الحديث جواب السؤال وما كان للمصنف هذا التصرف في الرواية. (فر) (¬1) عن أنس) ورواه عنه أيضاً البزار ومن طريقه تلقاه الديلمي. 4568 - "الزائر أخاه في بيته الآكل من طعامه: أرفع درجة من المطعم له". (خط) عن أنس. (الزائر أخاه في بيته الآكل من طعامه) أي طعام أخيه. (أرفع درجة من المطعم له) هو كالأول وفيه إبانة معناه مع حذف المصنف لبعضه وفيهما حث على زيارة الإخوان وعلى إكرامهم بالإطعام. (خط) (¬2) عن أنس) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، فيه عامر بن محمَّد بصري لا يعرف وخبره باطل عن أبيه عن جده. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3358)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3186) موضوع، والضعيفة (3674): باطل. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 21)، وانظر العلل المتناهية (2/ 743)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3187): موضوع.

4568 - "الزاني بحليلة جاره لا ينظر الله إليه يوم القيامة، ولا يزكيه ويقول له: ادخل النار مع الداخلين". الخرائطي في مساوئ الأخلاق (فر) عن ابن عمرو (الزاني بحليلة جاره) الحليلة بالمهملة الزوجة والحليل الزوج لأن كلا منهما حلال للآخر والزنا قبيح مطلقا إلا أنه بزوجة الجار أشد قبحا لأنه هتك لحرمة الله وحرمة الجوار وخيانة لمن استأمنك لأن غالب الجار أن لا يتحفظ عن جاره. (لا ينظر الله إليه يوم القيامة) أي برحمته ولا عفوه. (ولا يزكيه ويقول له: ادخل النار مع الداخلين) أي في عدادهم ومن جملتهم وهو وعيد شديد على فعل هذا القبيح. (الخرائطي في مساوئ الأخلاق (فر) (¬1) عن ابن عمرو) فيه ابن لهيعة عن ابن أنعم وقد سبق بيان حالهما. 4569 - "الزبانية إلى فسقة حملة القرآن أسرع منهم إلى عبدة الأوثان فيقولون: يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال لهم: ليس من يعلم كمن لا يعلم ". (طب حل) عن أنس. (الزبانية) الشرط سموا بذلك لزبهم أي دفعهم قيل واحدهم زبينة بكسر الزاي وهو المتمرد من الجن والإنس يقال زبنية عفرية وقيل زابن وقيل زباني أفاده في الضياء. (أسرع إلى فسقة [2/ 563] حملة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان) أي الزبانية المأمورون بأخذ العصاة إلى العذاب أشد سرعة في الأخذ لهم يقدمونهم على أحد عبدة الأوثان. (فيقولون) أي فسقة الحملة. (يبدأ) بغير همزة. (بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال لهم) أي تقول الزبانية لهم أو من شاء الله أو كل قائل. (ليس من يعلم) في عقوبته. (كمن لا يعلم) أي أنتم علمتم الحق ¬

_ (¬1) أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (رقم 382) و (462)، والديلمي في الفردوس (3371)، وابن حبان (10/ 264) (4416)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3188)، والضعيفة (3675).

والباطل فأتيتم الباطل وهم لا يعلمون ما تعلمونه وإن كانوا يعلمون أن عبادة الأوثان باطلة فإنه لا عذاب إلا بإقامة الحجة ولا تقوم إلا على من عرفها والمعنى أنتم أكثر علماً وقد لبستم إذ تلبستم الإيمان وحمل القرآن قال ابن عبد السلام: يؤخذ منه أن عذاب العالم أشد من عذاب الجاهل ثم ذكر تفصيلاً في ذلك لم يحضرنا فننقله. (طب حل) (¬1) عن أنس) قال الطبراني عقيبه: غريب من حديث أبي طوالة عن أنس تفرد به عبد الله العمري انتهى وقال ابن الجوزي: موضوع وقال المنذري: له مع غرابته شواهد وفي الميزان: أنه حديث منكر. 4570 - "الزبيب والتسمية هو الخمر". (ن) عن جابر (صح). (الزبيب والتمر هما الخمر) أي هما أصله ومنهما يعصر ويتخذ وليس المراد الحصر بل المبالغة قال ابن طاهر: إنما هو بالنسبة إلى ما كان حينئذ بالمدينة. (ن) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته وأصله قول ابن حجر في الفتح: صحيح. 4571 - "الزبير ابن عمتي، وحواري من أمتي". (حم) عن جابر. (الزبير ابن عمتي) صفية بنت عبد المطلب. (وحواري) أي ناصري. (من أمتي) قال الزمخشري (¬3): حواريو الأنبياء صفوتهم والخُلَّص لهم من الحور وهو أن يصفو بياض العين ويشتد خلوصه فيصفو سوادها. (حم) (¬4) عن جابر) ورواه ابن أبي شيبة والديلمي والخطيب. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 286)، وابن حبان في المجروحين (1/ 210)، والديلمي في الفردوس (3376)، وانظر التخويف من النار لابن الجوزي (1/ 205)، والميزان (2/ 102)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3189). (¬2) أخرجه النسائي (2/ 288)، وانظر الفتح (10/ 68)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، والصحيحة (1875). (¬3) الفائق في غريب الحديث (1/ 330). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 314)، وابن أبي شيبة (32164)، والديلمي في الفردوس (3366)، والخطيب في تاريخه (5/ 126)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3583)، والصحيحة (1877).

4572 - "الزرقة في العين يمن". (حب) في الضعفاء عن عائشة (ك) في تاريخه (فر) عن أبي هريرة (صح). (الزرقة في العين يمن) أي بركة أي أن من عينها زرقاء من النساء أو من الرجال فإنه مظنة البركة، وعن أبي هريرة عند الديلمي "تزوجوا الزرق فإن فيهن يمناً" وزاد الديلمي في روايته في هذا الحديث "وكان داود أزرق" انتهى. (حب) (¬1) في الضعفاء عن عائشة) قال ابن الجوزي: موضوع أي لأن فيه محمَّد بن يونس الكديمي رواه عنه عباد بن صهيب وعباد متروك والكديمي البلاء منه وفي الميزان: عباد أحد المتروكين وقال ابن المديني: ذهب حديثه بتركه قال البخاري والنسائي، (ك) في تاريخه) وعليه رمز الصحة عن المصنف (فر) عن أبي هريرة) وفيه حسين بن علوان. 4573 - " الزكاة قنطرة الإِسلام". (طب) عن أبي الدرداء. (الزكاة) قال الزمخشري (¬2): الزكاة في الأسماء المشتركة تطلق على عين وهي الطائفة من المال المزكَّى بها وعلى معنى وهي الفعل الذي هو التزكية ومن الجهل بهذا أتى من ظلم نفسه بالطعن على قوله عز من قائل: {وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} [المؤمنون: 4]، ذاهبا إلى العين، وإنما المراد الفعل أعني التزكية وقوله: (قنطرة الإِسلام) القنطرة الجَسْر وما ارتفع من البناء وذلك لما فيها من عز الإِسلام وقوته وأخذ المال من يد من أبى واستكبر عن إعطائها فهي كالبناء ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 164) عن عائشة، وانظر الميزان (4/ 28)، والموضوعات (3/ 124)، والديلمي في الفردوس (3367) عن أبي هريرة، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3190)، والضعيفة (217): موضوع. (¬2) الفائق (2/ 119).

المرتفع منه. (طب) (¬1) عن أبي الدرداء) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح وقال الهيثمي: رجاله موثقون إلا بقية فمدلس وقال المصنف في حاشية البيضاوي: سنده ضعيف وفي تخريج الكشاف لابن أبي شريف فيه الضحاك ابن أبي حمزة وهو ضعيف. 4574 - "الزكاة في هذه الأربعة الحنطة، والشعير، والزبيب، والتمر". (قط) عن عمر. (الزكاة في هذه الأربعة) أي واجبة فيها. (الحنطة، والشعير، والزبيب، والتمر) ليس المراد الحصر بل لأن هذه الأربعة هي الأشهر وفي رواية: "في خمسة" زاد الذرة، والمراد الإخبار بأنه تعالى أوجب الزكاة في هذه الحبوب مع أنه أوجبها في غيرها إلا أن هذه الأهم لعمومها. (قط) (¬2) عن عمر) قال ابن حجر: فيه متروك، وقال أبو زرعة: مرسل عن عمر إلا أنه قد ثبت عند الحاكم والبيهقي وقال البيهقي: رواته ثقات "لا تأخذوا الصدقة إلا من هذه الأربعة: الشعير، والحنطة، والزبيب، والتمر". 4575 - "الزنا يورث الفقر". القضاعي (هب) عن ابن عمر. (الزنا يورث الفقر) أي يكون سببًا للعقوبة به وذلك لأن الله سبحانه قد أعلم العبد بما أحل له من النكاح فإذا آثر ما حرم عليه حرم عليه [2/ 564] رزقه قال شارح الشهاب: الفقر نوعان: فقر يدٍ وفقر قلبٍ فالزنا يذهب بركة ماله ويمحقه لأنه كفر النعمة واستعان بها على المعصية للمنعم فيسلبها ثم يبتلى بفقر قلبه إلى ما ¬

_ (¬1) لم أقف عليه في الكبير، وأخرجه القضاعي في الشهاب (270)، وانظر العلل المتناهية (2/ 493)، والمجمع (3/ 62)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3191)، والضعيفة (5069). (¬2) أخرجه الدارقطني (2/ 96)، والحاكم (1/ 558)، والبيهقي في الشعب (7539)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 166)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3584)، والصحيحة (879).

ليس عنده ولا يعطى الصبر عنده وهو العذاب الدائم، وأخرج ابن عساكر (¬1) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: "أوحى الله إلى موسى إني قاتل القاتلين ومفقر الزناة". القضاعي (هب) (¬2) عن ابن عمر) قال المنذري: فيه الماضي بن محمَّد وفي الميزان: حديث منكر وإسناده فيه ضعف، وفي المغني (¬3): الماضي بن محمَّد شيخ لابن وهب، قال أبو حاتم: الحديث الذي رواه باطل. 4576 - "الزنجي إذا شبع زنى، وإذا جاع سرق، وإن فيهم لسماحة ونجدة". (عد) عن عائشة. (الزنجي إذا شبع زنى) أي فأجيعوه لتدفعوا فساده. (وإذا جاع سرق) فاحترسوا من شره، ولما ذكر صفات الذم عقبها بصفات المدح فقال: (وإن فيهم) أي في هذا النوع. (لسماحة) أي كرماً. (ونجدة) أي شجاعة وبأسا وفيه بيان ما في هذا النوع من خير وشر ليعاملوا بما يقتضيهما. (عد) (¬4) عن عائشة) قال ابن الجوزي: إنه موضوع؛ لأنه من رواية عنبسة البصري متروك وتعقبه المصنف بأن له شاهداً، قال السخاوي: شاهده عند الطبراني في الأوسط "الأسود إذا جاع سرق وإذا شبع زنا". 4577 - "الزهادة في الدنيا ليست بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك أوثق منك بما في يد الله، وأن لا تكون في ¬

_ (¬1) انظر: تاريخ دمشق (61/ 152). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (66)، والبيهقي في الشعب (5417)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 187)، والميزان (6/ 3)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3192) موضوع، والضعيفة (140): باطل. (¬3) انظر: المغني (2/ 537). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 265)، وابن حبان في المجروحين (2/ 178)، والطبراني في الأوسط (7698)، وانظر الموضوعات (3/ 45)، وكشف الخفاء (1/ 262)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (3193)، والضعيفة (729): موضوع.

ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها أبقيت لك". (ت هـ) عن أبي ذر. (الزهادة في الدنيا) التي حث الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عليها. (ليست بتحريم الحلال) على نفسك كأن لا تأكل لحما ولا تجامع الحسناء فقد كان رسول الله قدوة الزاهدين وإمام المتقين يأكل اللحم والحلوى والعسل وينكح النساء ويحب الطيب ونحو ذلك. (ولا إضاعة المال) فإنه منهي عنها كما تقدم. (ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك) من المال. (أوثق منك بما في يد الله) تعالى فيبخل بإخراجه في وجوه الخير خشية أن لا يخلفه عليك فإنه سوء ظن بالله وحرص على ما في اليد من المال. (وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب منك فيها) أي في بقاء ما أصبت به. (لو أنها أبقيت لك) فالزهد مركب من أمرين الوثوق بما عند الله والرغبة في ثواب المصيبة فهو في الحقيقة عائد إلى إيثار ما عند الله على ما عند النفس، قال بعضهم: الزاهد من لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره، قال ابن القيم (¬1): وأحسن الحدود للزهد أنه فراغ للقلب من الدنيا لا فراغ اليد منها، وسئل أحمد بن حنبل عن من معه ألف دينار أيكون زاهدا؟ قال: نعم بشرط أن لا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا نقصت، قال الغزالي (¬2): الزهد ترك طلب المفقود من الدنيا وتفريق المجموع وترك إرادتها واختيارها قالوا: وأصعب الكل ترك الإرادة القلبية إذ كم تارك لها بظاهره محب لها بباطنه. (ت هـ) (¬3) عن أبي ذر) قال الترمذي: غريب وقال المناوي: ¬

_ (¬1) طريق الهجرتين (ص: 33). (¬2) الإحياء (4/ 297). (¬3) أخرجه الترمذي (2340)، وابن ماجة (4100)، وانظر فيض القدير (4/ 72)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3194): ضعيف جداً.

فيه عمرو بن واقد قال الدارقطني: متروك. 4578 - "الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة فيها تتعب القلب والبدن". (طس عد هب) عن أبي هريرة (هب) عن عمر موقوفاً (ض). (الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن) وفي نسخة "والجسد" لأن من كان بما عند الله أوثق بما عند نفسه من المال وفي ثواب المصيبة أرغب منه في بقائها لا جرم لم يجزع على فائت ولا يفرح بآتٍ فقلبه في روح عن الإنزعاج والقلق والاضطراب وراحة البدن متابعة لراحة القلب. (والرغبة فيها تتعب القلب والبدن) لأن قلبه لا يزال ملتهباً وبدنه لا يبرح نصبا ومع ذلك لا ينال إلا ما قُدّر له فيزيد تعبا وتلفا. (طس عد هب) عن أبي هريرة (هب) (¬1) عن عمر موقوفاً) قال المنذري: إسناده مقارب ورمز المصنف لضعفه. 4579 - " الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة في الدنيا تطيل الهم والحزن". (حم) في الزهد (هب) عن طاوس مرسلاً. (الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن) لأنه يتفرغ لمطالعة الملكوت ويسرح طرف فكره في آيات خالقه فلا تزال أنوار المعارف واردة كل حين عليه وأنواع اللطائف وافدة إليه فيريح قلبه ويرتاح ويقبل من المتاجرة الفكرية نفائس الأرباح وراحة البدن متابعة لراحة القلب إذ البدن محل والقلب الحال والبدن منزل والقلب هو الساكن وراحة المسكن بالسكان. (والرغبة في الدنيا تطيل الهم والحزن) لأنه لا يزال مهمومًا بما يأتيه حزينًا على ما فاته. (حم) في الزهد (هب) (¬2) عن طاوس مرسلاً [2/ 565] ورواه الطبراني في الأوسط مرفوعاً عن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6120)، وابن عدي في الكامل (1/ 375)، والبيهقي في الشعب (10537) عن أبي هريرة، والبيهقي في الشعب (10070) عن ابن عمر، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3196). (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 10)، والبيهقي في الشعب (10536)، والطبراني في الأوسط =

أبي هريرة قال الهيثمي: فيه أشعث بن نزار لم أعرفه وهذا المرسل الذي ذكره المصنف فيه الهيثم بن جميل قال الذهبي: حافظ له مناكير. 4580 - "الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة فيها تكثر الهم والحزن، والبطالة تقسي القلب". القضاعي عن ابن عمرو. (الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن، والرغبة فيها تكثر الهم والحزن، والبطالة) بكسر الموحدة أفصح من الفتح وهي الفراغ عن الحق والاشتغال بالباطل. (تقسي القلب) فإنه لا يلين القلب إلا بالاشتغال بالحق وما يقسي القلب منهي عنه فالأخبار نهي عن الاشتغال بما يقسو به القلب. القضاعي (¬1) عن ابن عمرو ورواه ابن لال والحاكم والطبراني وغيرهم. ¬

_ = (6120)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 286)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3195): ضعيف جداً. (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (278)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3197): ضعيف جدًا.

حرف السين المهملة

حرف السين المهملة السين مع الألف 4581 - " سأحدثكم بأمور الناس وأخلاقهم: الرجل يكون سريع الغضب، سريع الفيء، فلا له ولا عليه كفافاً، والرجل يكون بعيد الغضب سريع الفيء فذاك له ولا عليه، والرجل يقتضي الذي له، ويقضي الذي عليه، فذاك لا له ولا عليه، والرجل يقتضي الذي له ويمطل الناس الذي عليه فذاك عليه ولا له". البزار عن أبي هريرة. (سأحدثكم بأمور الناس وأخلاقهم) أي بصفاتهم وما هم عليه من الطبقات المختلفة ثم بين ذلك بالاستئناف بقوله: (الرجل يكون سريع الغضب) فيما يقتضي الغضب. (سريع الفيء) أي الرجوع عن غضبه وإذا كان كذلك. (فلا له) فضل أو أحد في رجوعه. (ولا عليه) وزر أو ذم في غضبه والمراد ما لم يكن قد نشأ عن غضبه مفسدة. (كفافاً) حال من فاعل يكون لا له ولا عليه حال كونه كافًّا لخيره وشره بما اتصف به من سرعة الغضب وسرعة الفيئة. (والرجل يكون بعيد الغضب) أي لا يغضب إلا عن أمر عظيم. (سريع الفيء) أي الرجوع عن غضبه. (فذاك له) أي أجر ومدح لسرعة فيئه وبعد غضبه. (ولا عليه) أي ليس عليه وزر ولا ذم، واعلم أن هذين قسمين من أربعة أقسام قد مضت والأخيران: سريع الغضب بطيء الفيء فهذا عليه لا له وبعيد الغضب بعيد الفيء فهذا عليه لا له ثم ذكر صفات باعتبار القضاء والاقتضاء فقال: (والرجل يقتضي الذي له) أي على غيره. (ويقضي الذي عليه) لغيره. (فذاك لا له) فضيلة. (ولا عليه) نقيصة لأنه لم يأت بإحسان ولا إساءة. (والرجل يقتضي الذي له ويمطل الناس الذي عليه) أي يستوف القضاء من وقت إلى وقت مع

القدرة. (فذاك عليه) أي وزر. (ولا له) فضل قالوا: المطل كبيرة فقيل: إذا تكرر، وقيل: لا يشترط. (البزار (¬1) عن أبي هريرة) وأخرجه الطبراني والديلمي قال الهيثمي: رواه البزار من طريق عبد الرحمن بن شريك عن أبيه وهما ثقتان وفيهما ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح. 4583 - "سألت ربي أن لا يعذب اللاهين من ذرية البشر فأعطانيهم". (ش قط) في الأفراد والضياء عن أنس. (سألت ربي أن لا يعذب اللاهين) أي البُله الغافلين، وقيل: الذين لم يعتمدوا الذنوب إنما يفرط منهم سهوا أو غفلة أو الأطفال قيل: يتعين الأخير بخبر الطبراني برجال ثقات عن ابن عباس أنه سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه عن اللاهين فسكت فلما فرغ من غزوه طاف فإذا هو بغلام وقع وهو يعبث بالأرض فنادى مناديه: أين السائل عن اللاهين فأقبل الرجل فنهى عن قتل الأطفال ثم قال "هذا من اللاهين" (¬2) ويناسبه أيضاً قوله: (من ذرية البشر فأعطانيهم) لأن الذرية في الأغلب الصغار. (ش قط) في الأفراد والضياء (¬3) عن أنس) قال ابن الجوزي: حديث لا يثبت وله عدة طرق ورواه أبو يعلى من طرق قال الهيثمي: رجال أحدهما رجال الصحيح عن عبد الرحمن بن المتوكل وهو ثقة. 4583 - "سألت ربي أبناء العشرين من أمتي فوهبهم لي". ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (1546) كما في كشف الأستار، والطبراني في الأوسط (3984)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3200). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1997). (¬3) أخرجه الضياء في المختارة (2639)، وأبو يعلى (3636)، والطبراني في الأوسط (5957)، والدارقطني في الغرائب والأفراد كما في أطراف الغرائب (1095)، وأخرجه ابن بشران في أماليه (رقم 1561)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 219)، والعلل المتناهية (2/ 926)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3592)، وانظر كذلك الصحيحة (1881).

(سألت ربي أبناء العشرين من أمتي) أي سألت المغفرة لمن مات منهم على الإِسلام. (فوهبهم لي) تفضلا منه لقرب زمان تكليفهم من زمان وفاتهم فغفر لهم ما أتوه في خلال ذلك وهذه بشرى لمن مات في تلك السنن. (ابن أبي الدنيا (¬1) عن أبي هريرة). 4584 - "سألت الله في أبناء الأربعين من أمتي فقال: يا محمَّد قد غفرت لهم، قلت: فأبناء الخمسين؟ قال: إني قد غفرت لهم، قلت: فأبناء الستين؟ قال: قد غفرت لهم، قلت: فأبناء السبعين؟ قال: يا محمَّد إني لأستحي من عبدي أن أعمره سبعين سنة يعبدني لا يشرك بي شيئاً أن أعذبه بالنار، فأما أبناء الأحقاب، أبناء الثمانين والتسعين فإني واقف يوم القيامة فقائل لهم: ادخلوا من أحببتم الجنة". أبو الشيخ عن عائشة. (سألت الله في أبناء الأربعين من أمتي) أي المغفرة بدليل قوله: (فقال: يا محمَّد قد غفرت لهم) كأن هذا خاص في قوم معروفين أو من شاء الله. (قلت: فأبناء الخمسين؟ قال: إني قد غفرت لهم) كأنه لما أخبره تعالى أنه قد غفر لأبناء الأربعين إما إجابة لسؤاله - صلى الله عليه وسلم - وأنه أريد قد أعطيتك ما سألت وغفرت لهم أو المراد إخباره بأنه قد غفر لهم قبل السؤال فنشأ عن ذلك سؤاله عن أبناء الخمسين فإنهم بالمغفرة أحق. (قلت: فأبناء الستين؟ قال: قد غفرت لهم، [2/ 566] قلت: فأبناء السبعين؟ قال: يا محمَّد إني لأستحي من عبدي أن أعمره سبعين سنة يعبدني لا يشرك بي شيئًا أن أعذبه بالنار) قيل: بالخلود فيها لثبوت الورود ثم أنه تعالى أفاده زيادة على ما سأله بقوله. (فأما أبناء الأحقاب) جمع حقب وهو ثمانون سنة وقيل تسعون والحديث دل على أنه يطلق عليهما لقوله ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3220)، والضعيفة (1473).

في بيانهم: (أبناء الثمانين والتسعين فإني واقف يوم القيامة فقائل لهم: أدخلوا من أحببتم الجنة) فهذا تشفيع لهم في غيرهم ويعلم أنه قد غفر لهم بالأولى هكذا فيما قوبل على خط المصنف رحمه الله قيل: وفي نسخة وافقهم وهي الأولى قال القاضي: المغفرة هنا التجاوز عن صغائرهم وأن لا يمح حسناتهم بالذنوب لا أن يصيروا فيه كلهم مغفورا لهم غير معذبين توفيقًا بينه وبين ما دل عليه الكتاب والسنة في أن الفاسق من أهل القبلة يعذب بالنار لكنه لا يخلد، وقال الطيبي: المراد أنهم لا يجب عليهم الخلود بل تنالهم الشفاعة وعصاة هذه الأمة من عذب منهم نقى وهذب ومن مات على الشهادتين يخرج من النار وتنالهم الشفاعة وإن اجترحوا الكبائر. (أبو الشيخ (¬1) عن عائشة) ورواه الديلمي أيضاً. 4585 - "سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي؛ لئلا تفتضح عند الأمم، فأوحى الله عَزَّ وَجَلَّ إلي: يا محمَّد: بل أنا أحاسبهم: فإن كان منهم زلة سترتها عنك، لئلا تفتضح عندك". (فر) عن أبي هريرة. (سألت الله أن يجعل حساب أمتي إلي) أي لا يحاسبون على رؤوس الأشهاد وفيه أن غيرهم يحاسب كذلك. (لئلا تفتضح عند الأمم) أي بكثرة ذنوبها وفيه محبته - صلى الله عليه وسلم - ستر أمته وطي قبائحها. (فأوحى الله عَزَّ وَجَلَّ إلى: يا محمَّد: بل أنا أحاسبهم) من غير اطلاع أحد. (فإن كان منهم زلة سترتها) أي عن كل أحد حتى: (عنك) مع شفقتك بهم. (لئلا تفتضح عندك) وهذا نهاية الكرم الإلهي والجود الرحماني قوبل به عناية الشفقة النبوية والرحمة المحمدية ومحبته لستر الأمة ولذا وصفه الله بأنه رؤوف رحيم، قال ابن العربي: المصطفى كسائر المسلمين في أصل الإجابة في أنه يجوز أن يعطى ما دعا فيه وأن يعرض عما سأل انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (2842)، والديلمي في الفردوس (3408)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3217).

قلت: أما هنا فقد أعطاه أكثر مما سأل فقد تضمن إعطائه المطلوب. (فر) (¬1) عن أبي هريرة) وقد رواه عنه غيره. 4586 - "سألت ربي أن يكتب على أمتي سبحة الضحى، فقال: تلك صلاة الملائكة من شاء صلاها ومن شاء تركها، ومن صلاها فلا يصليها حتى ترتفع". (فر) عن عبد الله بن زيد. (سألت ربي أن يكتب على أمتي) أي يفرض. (سبحة الضحى) بضم المهملة وسكون الموحدة وكأنه - صلى الله عليه وسلم - سأل فرضيتها على الأمة مع إشفاقه أن لا يشق عليها وذلك لما رآه فيها من عظم الأجر فأراد أن تناله الأمة بالفرضية لأنهم يحافظون على الفريضة. (فقال: تلك صلاة الملائكة) يحتمل أنها فرض في حقهم أو نفل. (من شاء) من الأمة. (صلاها ومن شاء تركها) لا حرج عليه. (ومن صلاها فلا يصليها حتى ترتفع) أي الشمس المدلول عليها بذكر الضحى. (فر) (¬2) عن عبد الله بن زيد) لكن الديلمي لم يذكر له سندا فسكوت المصنف عنه غير سديد. 4587 - "سألت ربي فيما تختلف فيه أصحابي من بعدي فأوحى إلي: يا محمَّد: إن أصحابك عندي بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوء من بعض: فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى". السجزي في الإبانة وابن عساكر عن عمر. (سألت ربي) أي العفو. (فيما تختلف فيه أصحابي من بعدي) من المسائل العلمية والأفعال والقتال وكأنه وقع السؤال بعد إخباره تعالى له أن أصحابه ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3409)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3216)، والضعيفة (330) موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3406)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3224).

يختلفون من بعده. (فأوحى إلي: يا محمَّد: إن أصحابك عندي) أي حكمي عليهم وأيضاً فهم عندي: (بمنزلة النجوم في السماء بعضها أضوء من بعض) أي أشد ضوءا من الآخر يعني والكل يهتدى بنوره وإن قل فيهم مثلها في كونهم هداة ولذا قال: (فمن أخذ بشيء مما هم عليه من اختلافهم فهو عندي على هدى) لأنهم مهتدون هادون ففيه أنه سأل مغفرة الاختلاف فأبان تعالى أنه ليس بمعصية ولا يخرجون به عن الهداية بل هم هادون والهادي مأجور لا مأزور وفيه جواز التقليد. (السجزي في الإبانة) في أصول الديانة (وابن عساكر (¬1) عن عمر) تعقبه ابن عساكر بعد إخراجه بقوله: قال ابن سعد: زيد العمي بن الحواري كان ضعيفاً في الحديث انتهى وقال ابن الجوزي: لا يصح وفي الميزان: هذا الحديث باطل انتهى وقال ابن حجر في تخريج المختصر: هذا حديث غريب سئل عنه البزار فقال: لا يصح هذا من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - انتهى. 4588 - "سألت ربي أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي، ولا يتزوج إلى أحد من أمتي، إلا كان معي في الجنة، فأعطاني ذلك. (طب ك) عن عبد الله بن أبي أوفى. (سألت ربي أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي) تزوج إليه ومنه صاهره والمراد من أمة الإجابة فلا يشمل والد خديجة [2/ 576] رضي الله عنها. (ولا يتزوج إلي أحد من أمتي) أي يصاهر بي. (إلا كان معي في الجنة) أي مصاحب لي في الكون فيها ولا يلزم أن يكون في درجته - صلى الله عليه وسلم -. (فأعطاني ذلك) فهذه شفاعة في دار الدنيا لبعض الأمة، قيل: ويشمل من تزوج من ذريته فتكون فضيلة لكل من صاهر شريفا من أولاده. (طب ك) (¬2) عن عبد الله بن أبي أوفى) وقال الحاكم: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (19/ 383)، والديلمي في الفردوس (3400)، وابن عدي في الكامل (3/ 200)، وانظر العلل المتناهية (1/ 283)، والميزان (4/ 336)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3226)، والضعيفة (60): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 329) (2374)، والحاكم (4/ 465)، وانظر قول الهيثمي في =

صحيح وأقرَّه الذهبي وقال الهيثمي: فيه عند الطبراني عمار بن سيف ضعفه جمع ووثقه ابن معين وبقية رجاله ثقات. 4589 - "سألت ربي أن لا يدخل أحداً من أهل بيتي النار فأعطانيها". أبو القاسم بن بشران في أماليه عن عمران بن حصين. (سألت ربي أن لا يدخل أحدا من أهل بيتي النار فأعطانيها) أي هذه الخصلة المذكورة قيل المراد مؤمني أهل بيته بنو هاشم وبنو المطلب أو فاطمة وعلي وابناهما أو زوجاته وأغرب المصنف فتمسك بعمومه وجعله شاهدا بدخول أبويه الجنة - صلى الله عليه وسلم - قال: وعموم اللفظ وإن طرقه الاحتمال معتبر قال: وتوجيهه أن أهل الفترة موقوفون إلى الامتحان بين يدي الملك الديان فمن سبقت له السعادة وأطاع دخل الجنان أو الشقاوة وعصا دخل النيران قال: وفي خبر الحاكم ما يلوح بأنه يرتجى لأبويه الشفاعة وليست إلا التوفيق عند الامتحان بالطاعة وخبر الحاكم يريد به هذا، قلت: وللمصنف رسالة في أنه أحيا الله سبحانه لرسوله - صلى الله عليه وسلم - أبويه فآمنا به ونظمه بقوله: نبي الهدى أحيا له أبواه كي ... يعودا به فضلاً ومنا من الله فصدق فإن الله جل جلاله كريم وإن كان الحديث به واهٍ، وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5]، قال: رضي محمَّد أن لا يدخل أحدًا من أهل بيته النار. (أبو القاسم بن بشران) (¬1) بكسر الموحدة وسكون المعجمة (في أماليه عن عمران بن حصين) وأخرجه ابن سعد والملا في سيرته وهو عند الديلمي وولده بلا سند. ¬

_ = المجمع (8/ 9)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3221). (¬1) أخرجه ابن بشران في أماليه (رقم 333)، والديلمي في الفردوس (3403)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3223)، والضعيفة (322): موضوع.

4590 - "سألت ربي فأعطاني أولاد المشركين خدماً لأهل الجنة، وذلك أنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك، ولأنهم في الميثاق الأول". أبو الحسن بن ملة في أماليه عن أنس. (سألت ربي فأعطاني) قدم الإخبار بالإجابة قبل ذكر المسئول اهتماما بشأن ذكر البشرى بالعطية والمسئول هو قوله: (أولاد المشركين) أي نجاة أولاد المشركين. (وخدما لأهل الجنة) منصوب بمقدر أي يجعلهم ويحتمل الحال. (وذلك) أي المبيح للسؤال مع أنه لا شفاعة لكافر أو لا عطاء مع أنه تعالى لا يغفر أن يشرك به. (لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك) فيه أن الشرك إنما لحق الآباء وأدركوه بأجسادهم وإلا فإنهم فطروا على الإيمان ولذا قال: (ولأنهم في الميثاق الأول) أي عالم الذر وتحقيقه تقدم في الجزء الأول، فأولاد المشركين في الجنة وهذا رأي الجماهير قال المصنف: في السندسية والأخبار الواردة بأنهم في النار بعضها متين لكنها من المنسوخ عند أهل التحقيق والرسوخ بالشفاعة الواقعة من المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فيهم حيث قال في الخبر الأول "سألت ربي" الخ قال: والناسخ من الكتاب قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164]، انتهى، قلت: وفي نسخ الأخبار إشكال فإنه لا نسخ إلا للأحكام كما عرف في الأصول (أبو الحسن بن ملة) بفتح الميم وتشديد اللام مفتوحة (في أماليه (¬1) عن أنس). 4591 - "سألت ربي أن لا أزوج إلا من أهل الجنة، ولا أتزوج إلا من أهل الجنة". الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس. (سألت ربي أن لا أزوج) أي بناتي أو كل من أنا وليه. (إلا من أهل الجنة) أي ¬

_ (¬1) ذكره الحكيم (1/ 314)، والسيوطي في الدر المنثور (3/ 144)، وعزاه في الكنز (39306) إلى أبي الحسن بن ملة في أماليه، وانظر فيض القدير (4/ 77)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3225).

ممن علم الله أنهم من أهلها. (ولا أتزوج إلا من أهل الجنة) والمراد من الأمة ولا يدخل والد خديجة رضي الله عنها. (الشيرازي في الألقاب (¬1) عن ابن عباس) وفي الباب عن ابن عمر وغيره عند الطبراني وغيره. 4592 - "سألت الله الشفاعة لأمتي فقال: لك سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، قلت: رب زدني، فحثى لي بيديه مرتين وعن يمينه وعن شماله". هناد عن أبي هريرة (صح). (سألت ربي الشفاعة لأمتي) أي أن يعطينها في الآخرة. (فقال: لك سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب) يحتمل أنهم قوم لهم صفات خاصة ويحتمل أن تعيينهم موكول إليه - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل أنه أريد نفس العدد أو التكثير. (قلت: رب زدني، فحثى لي بيديه مرتين) كأن المراد أعلمني أنه يحثو يوم القيامة (وعن يمينه وعن شماله) يجب الإيمان بما ذكر من غير كيفية، وقيل: إنه ضرب تمثيل لأن [2/ 568] من شأن المعطي إذا استزيد أن يحثو بكفيه بغير حساب وقال البعض: هو كناية عن الكثرة وإلا فما ثم حثو ولا كف. (هناد (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال ابن حجر: سنده جيد ورواه عنه ابن منيع. 4593 - "سألت جبريل: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أكملهما وأتمهما". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3856) عن ابن عمرو، والحاكم في المستدرك (3/ 137) عن ابن أبي أوفى، وانظر فيض القدير (4/ 77)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3222)، والضعيفة (3545). (¬2) أخرجه هناد في الزهد (178)، وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7908/ 2)، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (31739)، وابن الجعد في مسنده (2849)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3590).

(ع ك) عن ابن عباس. (سألت جبريل: أي الأجلين قضى موسى) يعني في إجارة شعيب هل العشر أو الثمان. (فقال: أكملهما وأتمهما) وهو إتمام العشر. (ع ك) (¬1) عن ابن عباس) قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن راويه ابن إبراهيم لا يعرف (¬2) ورواه الطبراني عن جابر قال الهيثمي: فيه موسى بن سهل لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 4594 - "سألت جبريل هل ترى ربك؟ قال: إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور، ولو رأيت أدناها لاحترقت". (طس) عن أنس (ض). (سألت جبريل هل ترى ربك؟ قال: إن بيني وبينه سبعين حجاباً من نور، لو رأيت أدناها) أي أقربها إلى (لاحترقت) إما لعدم قوته على رؤية أدنى الحجب أو لأنه تعالى جعلها محرقة لمن دنا من أدناها وهذه الأحاديث مما يقف الماهر عن الخوض في معانيها مع إيمانه بما صح منها. (طس) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه قائد الأعمش قال أبو داود عنده أحاديث موضوعة. 4595 - "سألت ربي عن هذه الآية: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} من الذين لم يشإ الله أن يصعقهم؟ قال: هم الشهداء، ثنية الله تعالى متقلدون أسيافهم حول عرشه". (ع قط) في الأفراد (ك) وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي هريرة. (سألت ربي عن هذه الآية) أي عن تفسير المجمل فيها بواسطة الملك أو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2408)، والحاكم (2/ 442)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 87)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3591)، والصحيحة (1880) والصحيحة (1879). (¬2) انظر: الميزان (2/ 407). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6407)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 79)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3219).

طلبه أن يلقي إليه معناها على لسانه أو على قلبه - صلى الله عليه وسلم -. {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، المسئول عنه. (من الذين لم يشإ الله أن يصعقهم) بضم أوله وكسر العين المهملة أي يجعلهم صعقين. (قال: هم الشهداء، ثنية) بالمثلثة فنون فمثناة تحتية. (الله تعالى) أي استثناؤه. (متقلدون أسيافهم حول عرشه) ولا يعارضه ما عند الفريابي أنهم جبريل وميكائيل وملك الموت وإسرافيل وحملة العرش وخبر الله به أنهم الثلاثة الأول وأن الكل من المستثنى وإنما صح استثناء الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وقد روي أن المستثنى الحور والولدان. (ع قط) في الأفراد (ك) وابن مردويه والبيهقي في البعث (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 4596 - "ساب الموتى كالمشرف على الهلكة" (طب) عن ابن عمرو (صح). (ساب الموتى) السب الشتم. (كالمشرف على الهلكة) أي يكاد يدنو من الهلاك الأخروي وهذا وما بعده تحذير عن السب وهو ظاهر في كل مؤمن إلا من أباح الشارع سبه. (طب) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته. 4597 - "ساب المؤمن كالمشرف على الهلكة" (طب) عن ابن عمرو (صح). (ساب المؤمن) عام في المؤمن وغيره لأنه قد نهى عن سب موتى الكفار لئلا يؤذوا به الأحياء ويحتمل اختصاصه بالمؤمن. (كالمشرف على الهلكة) شبهه ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 277)، والديلمي في الفردوس (3414)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 216)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3218)، والضعيفة (3685): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه هناد في الزهد (1161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3198).

به لأنه ما قد وقع فيها لأنه من حاله التوبة فينجو ولا يقع فيها. (البزار) (¬1) عن ابن عمرو) قال المنذري: إسناده جيد والهيثمي رجاله ثقات. 4598 - "سابقنا سابق، ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له". ابن مردويه والبيهقي في البعث عن عمر (ح). (سابقنا سابق) أي محكوم له في نفس الأمر بالسبق. (ومقتصدنا ناج، وظالمنا مغفور له) الحديث مساق بتفسير الآية {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32]. (بن مردويه والبيهقي في البعث (¬2) عن عمر) رمز المصنف عليه بالحسن وفيه الفضل بن عميرة الغفاري قال في الميزان عن العقيلي: لا يتابع على حديثه ثم ساق له هذا الخبر. 4599 - "سادة السودان أربعة: لقمان الحبشي، والنجاشي وبلال، ومهجع". ابن عساكر عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر مرسلاً. (سادة السودان) باعتبار ما نالوه من صفات الكمال المديني. (أربعة: لقمان الحبشي، والنجاشي وبلال، ومهجع) تقدم ذكر الأربعة مراراً. فائدة: في المحلى لابن حزم أنه لا يكمل حسن لحور العين في الجنة إلا بسواد بلال فإنه يعرف سوادهن شامات في خدودهن سبحان من أكرم أهل طاعته انتهى، قلت: إن ثبت توقيفا فيا حبذا أو ما يكون إلا عن توقيف فإنه لا ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (246) وهناد (رقم 1161)، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 73): رواه البزار ورجاله ثقات وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 311) رقم (4206)، وانظر فيض القدير (4/ 79)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3586). (¬2) أخرجه البيهقي في البعث والنشور (رقم 59) و (60) والديلمي في الفردوس (3511)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 443)، والرافعي في التدوين (3/ 331)، وانظر الميزان (5/ 430)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3199) وقال في الضعيفة (3678): ضعيف جداً.

يعرف إلا من جهة الرسل. (ابن عساكر (¬1) عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر مرسلاً) هو تابعي جليل ثم قال ابن عساكر ورواه معاوية بن صالح عن الأوزاعي. 4600 - "سارعوا في طلب العلم، فالحديث من صادق خير من الدنيا وما عليها من ذهب وفضة". الرافعي في تاريخه عن جابر. (سارعوا في طلب العلم) [2/ 569] أي علم الآخرة الناشئ عن الله سبحانه وعن رسله صلى الله عليهم. (فالحديث من صادق) أي تستفيدونه من صادق في إخباره وهو ما كان عن الله ورسوله أو عن آيات الله سبحانه وآلائه المعلومة. (خير من الدنيا وما عليها من ذهب وفضة) لأن فوائد العلم باقية وثمرته حلول الجنة والمعارف لا تزول والدنيا مرتحل وما عليها. (الرافعي (¬2) في تاريخه لقزوين عن جابر). 4601 - "ساعات الأذى يذهبن ساعات الخطايا". ابن أبي الدنيا في الفرج عن الحسن مرسلاً (ض). (ساعات الأذى في الدنيا) أي المصائب والأسقام والهموم والغموم التي لا بد لكل إنسان منها. (يذهبن ساعات الخطايا) أي يكفرن بالجزاء عليه ما اقترف منهن من الخطايا. (ابن أبي الدنيا في الفرج (¬3) عن الحسن مرسلاً) ورواه البيهقي عن الحسن أيضاً ضعفه المصنف بالرمز. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (1/ 462)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3201)، والضعيفة (1453). (¬2) أخرجه الرافعي في التدوين (1/ 188)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3202) وقال في الضعيفة (3250): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج بعد الشدة (رقم 12)، والبيهقي في الشعب (9926)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3207).

4602 - "ساعات الأذى في الدنيا يذهبن ساعات الأذى في الآخرة". (هب) عن الحسن مرسلاً (فر) عن أنس. (ساعات الأذى في الدنيا يذهبن ساعات الأذى في الآخرة) أي ما لحق الإنسان في ساعات الدنيا من أذى المصائب النفسية والمالية والأهلية تذهب عنه أذى ساعات القيامة من المواقف وما بعده وما قبله. (هب) عن الحسن مرسلاً (فر) (¬1) عن أنس. 4603 - "ساعات الأمراض يذهبن ساعات الخطايا". (هب) عن أبي أيوب (ساعات الأمراض يذهبن ساعات الخطايا). (هب) (¬2) عن أبي أيوب قال عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً من الأنصار فأكب عليه يسأله فقال: ما غمضت منذ سبع فذكره وضعفه المنذري وذلك لأن فيه الهيثم بن الأشعث قال الذهبي في الضعفاء (¬3): مجهول عن فضالة بن جبير قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة. 4604 - "ساعة السبحة حين تزول عن كبد السماء، وهي صلاة المخبتين وأفضلها في شدة الحر". ابن عساكر عن عوف بن مالك. (ساعة السبحة) تقدم أن المراد بها الصلاة قال الزمخشري (¬4): السبحة من التسبيح كالمتعة من التمتع، والمكتوبة والنافلة وإن التقيا في أن كل واحدة تُسَبَّح فيها إلا أن النافلة جاءت بهذا الاسم أخص من قبل أن التسبيحات في الفرائض نوافل فكأنه قيل: النافلة سبحة على أنها شبيهة بالأذكار في كونها غير ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (9926) عن الحسن مرسلاً، والديلمي في الفردوس (3506) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3206)، والضعيفة (3679). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (9925)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3208) ضعيف جداً، وضعفه في الضعيفة (3680). (¬3) انظر الميزان (7/ 104)، والمغني (2/ 715). (¬4) الفائق في غريب الحديث (2/ 147).

واجبة والمراد هنا الصلاة عقيب الزوال وهي الأربع الركعات التي تقدم فضلها في أربع فهذا تعيين دوقتها؛ فإنه: (حين تزول) أي تميل الشمس أضمر لدلالة السياق. (عن كبد السماء) أي وسطها. (وهي) أي السبحة تلك الساعة. (صلاة المخبتين) أي المطمئنين الخاشعين أي يأتي بها من اتصف بالإخبات والاطمئنان بالإيمان. (وأفضلها في شدة الحر) أي في الأيام ذات الحر الشديد. (ابن عساكر (¬1) عن عوف بن مالك) أخرجه في تاريخه. 4605 - "ساعة في سبيل الله خير من خمسين حجة". (فر) عن ابن عمر. (ساعة في سبيل الله) أي في الجهاد. (خير) في الأجر. (من خمسين حجة) قيل لمن تعين عليه الجهاد وصار في حقه فوض عين. (فر) (¬2) عن ابن عمر) ورواه أبو يعلى عنه أيضاً. 4606 - "ساعة من عالم متكئ على فراشه ينظر في علمه خير من عبادة العابد سبعين عاماً". (فر) عن جابر. (ساعة من عالم متكئ على فراشه ينظر في علمه) أي يتأمل معانيه لينشره لعباد الله سبحانه بتأليف أو تدريس أو إفتاء. (خير من عبادة العابد سبعين عاماً) لأن العلم أصل العبادة ومنافعه متقدمة والمراد علم الكتاب والسنة والعمل به. (فر) (¬3) عن جابر) رواه عنه أبو نعيم. 4607 - "ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء، وقلما ترد على داع دعوته لحضور الصلاة والصف في سبيل الله". (طب) عن سهل بن سعد الساعدي (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (50/ 54)، والديلمي في الفردوس (6788)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3203)، والضعيفة (3681): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3503)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3204). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3504)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3205)، والضعيفة (3978): موضوع.

(ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء، وقلما ترد على داع دعوته) أي عند تفتيحها لصعود الأعمال الصالحة. (لحضور الصلاة) أي الفريضة إما دخول وقتها أو إقامة العباد لها. (والصف في سبيل الله) أي حضور الصف وهو الاصطفاف لقتال العدو (طب) (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه وقد رواه الديلمي وغيره. 4608 - "سافروا تصحوا" ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي سعيد (ض). (سافروا تصحوا) من الصحة والعافية والمراد به السفر المعهود؛ فإن به ينتفس الطبيعة وتشتد الأعضاء وتذهب العفونة وتحلل عن الأبدان المرهلة وقيل: أرد بالسفر الذكر والعمل والاعتبار لتصح القلوب عن علل الشهوات والشبهات. (ابن السني وأبو نعيم في الطب (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه. 4609 - "سافروا تصحوا وتغنموا". (هق) عن ابن عباس، والشيرازي في الألقاب (طس) وأبو نعيم في الطب، والقضاعي عن ابن عمر (ض). (سافروا تصحوا وتغنموا) فإن الأسفار تنتج الأرباح وتجلب الأرزاق، ويروى للشافعي: تغرب على اسم الله في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج هم واكتساب معيشة ... وعلمٍ وآدابٍ وصحبة ماجد وفيه الدلالة على طلب الأرزاق. (هق) (¬3) عن ابن عباس) من طريق بسطام بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 60) (1764)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3587). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (534)، وفي الطب النبوي (ق 12/ أ)، وأبو نعيم في الطب (رقم 120)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3209). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 102) عن ابن عباس، والطبراني في الأوسط (7400)، والقضاعي في الشهاب (622)، وأبو نعيم في الطب (119)، وابن السني في الطب (ق 12/ أ) عن ابن عمر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3212)، وقال في الضعيفة (255): منكر.

حبيب وفيه محمَّد بن داود واه قاله في المهذب (¬1)، (الشيرازي في الألقاب (طس) وأبو نعيم في الطب، والقضاعي عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه [2/ 570]. 4610 - "سافروا تصحوا وترزقوا" (عب) عن محمَّد بن عبد الرحمن مرسلاً. (سافروا تصحوا وترزقوا) يقال: لزوم قعر البيت موت والسير في الأرض نشور. (عب) (¬2) عن محمَّد بن عبد الرحمن مرسلاً. 4611 - "سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا". (حم) عن أبي هريرة (صح). (سافروا تصحوا، واغزوا تستغنوا) قيل قرنه بالغزو وأشعر بأنه يريد بهذا وما قبله سفر الجهاد ونحوه من كل سفر واجب فلا ينافيه ما يأتي من حديث "السفر قطعة من العذاب" مما ظاهره الترهيب فيه. (حم) (¬3) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: رجاله ثقات ورمز المصنف لصحته. 4612 - "سافروا مع ذوي الجدود وذوي الميسرة". (فر) عن معاذ. (سافروا مع ذوي الجدود) جمع جد وهو البخت والحظ. (والميسرة) اليسار لما كانت الأسفار مظنة الأخطار والإذلال للنفوس والتجرع لكؤوس البؤس أرشد - صلى الله عليه وسلم - المزيد للسفر أن يصاحب في أسفاره ذوي الحظ والجد لأنهم يسعدون بسعدهم ويسلمون عن المعاطب ببركات ما وهبه الله لهم من الحظ والبخت. (فر) (¬4) عن معاذ) فيه إسماعيل بن زياد فإن كان الشامي فقد قال الذهبي: قال الدارقطني: ممن يضع أو الشقري فقال ابن معين: كذاب أو السكوني فجزم الذهبي بأنه كذاب. ¬

_ (¬1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 10888). (¬2) أخرجه عبد الرزاق (9269) في مصنفه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3211). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 380) وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 324)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3210). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (3378)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3213)، والضعيفة (3684): موضوع.

4613 - "ساقي القوم آخرهم" (حم تخ د) عن عبد الله بن أبي أوفى (صح). (ساقي القوم آخرهم) شربا قال العراقي: فيه أن الذي يباشر سقي الماء أو غيره يكون شربه بعد الجماعة كلهم لأن الإناء بيده فلا ينبغي أن يعجل خلافاً لما يعتاده الملوك والأمراء من شرب الساقي قبل خشية أن يكون فيه سم، وفي مسند البزار أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بعد أكله من شاة خيبر لم يتناول مما أحضره له غير أهله شيئا حتى يؤكل منه فرعاية السنة أولى ما لم يخف على نفسه. (حم تخ د) (¬1) عن عبد الله بن أبي أوفى) رمز المصنف لصحته ورواه مسلم بطوله. 4614 - "ساقي القوم آخرهم شرباً". (ت هـ) عن أبي قتادة (طس) والقضاعي عن المغيرة. (ساقي القوم آخرهم شرباً) أي من يدير عليهم اللبن والماء ونحوهما قيل: ومثله ما يعرف من مأكول ومشموم فإن المفرق يكون آخرهم تناولا لنفسه، قال ابن العربي: وهذا أمر ثابت عادة وشرعا وحكمته ندب الإيثار فلما صار في يده ندب له أن يقدم غيره لما فيه من كرم الأخلاق وشرف السليقة وغيرة القناعة وهل المراد من يناديهم أو المالك، الأول هو الأظهر. (ت هـ) (¬2) عن أبي قتادة) قال الترمذي: حسن صحيح (طس) والقضاعي عن المغيرة) فيه تابت البناني قال الزين العراقي: لا أعرف له سماعا من المغيرة. 4615 - "سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم". (حم ت ك) عن سمرة. (سام) ابن نوح. (أبو العرب وحام أبو الحبش) أي السودان. (ويافث أبو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 354)، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2088)، وأخرجه أبو داود (3725)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3588). (¬2) أخرجه الترمذي (1894)، وأخرجه ابن ماجة (3434)، والطبراني في الأوسط (1174)، والقضاعي (87) عن المغيرة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3589).

الروم) والثلاثة أولاد نوح لصلبه فالعالم من أولاده كما قال تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} [الصافات: 77]، قال ابن جرير: وروي أن نوحا دعا لسام أن يكون الأنبياء من ولده ودعا ليافث أن يكون الملوك من ولده ودعا على حام بأن يتغير لونه ويكون ولده عبيدا وأنه رق بعد ذلك له فدعا له بأن يرزق الرأفة من أخويه. (حم ت ك) (¬1) عن سمرة) قال الزين العراقي: هذا حديث حسن وقال الديلمي: وفي الباب عمران بن الحصين. 4616 - "ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضلت النساء". (طب خط) وابن عساكر عن ابن عباس. (ساووا بين أولادكم في العطية) أي الهبة ونحوها بين الصغير والكبير والذكر والأنثى. (فلو كنت مفضلًا أحدًا) أي آذنا ومبيحا لتفضيل أحدٍ. (لفضلت النساء) فإنهن أضعف بطشا وأقل جهداً، واحتج الحنابلة على أنه لو فضل الأب في العطية أساء وأمر بالارتجاع. (طب خط) (¬2) وابن عساكر عن ابن عباس) قال الذهبي: فيه إسماعيل بن عياش وشيخه ضعيفان. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 9)، وأخرجه الترمذي (3231)، والحاكم (2/ 595)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3214)، والضعيفة (3683). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 354) (11997)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 107)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 333)، وأخرجه الديلمي في الفردوس (3391)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3215).

السين مع الباء الموحدة

السين مع الباء الموحدة 4617 - " سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر". (حم ق ت ن هـ) عن ابن مسعود (هـ) عن أبي هريرة، وعن سهد (طب) عن عبد الله بن مغفل، وعن عمرو بن النعمان بن مقرن (قط) في الأفراد عن جابر (صح). (سباب) بكسر السين وتخفيف الموحدة. (المسلم) أي سبه وشتمه والتكلم في عرضه وما يعيبه. (فسوق) أي خروج عن الطاعة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - بارتكاب ما نهيا عنه قال النووي (¬1): فيحرم سب المسلم بغير سبب شرعي. (وقتاله) لأجل الإِسلام (كفر) حقيقة أو أنه إذا لم يرد قتاله لأجل الإِسلام بل القتال لغيره هو كفر جحود لنعمة الإِسلام فإن المؤمن أخو المؤمن فإذا قاتله فقد كفر نعمة أخوته وقيل لم يرد حقيقة خروجه من الملة بل لمبالغة في التحذير وجمع بينهما بأن الأعراض والأموال شقيقان. (حم ق ت ن هـ) (¬2) عن ابن مسعود (هـ) عن أبي هريرة، وعن سعد (طب) عن عبد الله بن مغفَّل) فيه عند الطبراني كثير بن يحيى وهو ضعيف كما قاله الهيثمي، (وعن عمرو بن النعمان بن مقرن) بضم الميم [2/ 571] وفتح القاف وتشديد الراء مكسورة، (قط) في الأفراد عن جابر). 4618 - "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه". (طب) عن ابن مسعود (صح). ¬

_ (¬1) شرح صحيح مسلم للنووي (2/ 54). (¬2) أخرجه أحمد في المسند (1/ 385)، والبخاري (48) ومسلم (64)، والترمذي في سننه (1983) والنسائي (4116) وابن ماجه (3939) عن ابن مسعود (3940) عن أبي هريرة والطبراني في الكبير (17/ 80) عن عبد الله بن مغفل وعن عمرو بن النعمان بن مقرن، والدارقطني في الغرائب والأفراد كما في أطراف الغرائب (3790).

(سباب المسلم) مصدر سب سباً وسِباباً شتم شتماً وجيعاً. (فسوق) تسقط به العدالة والمرتبة وينقص به إيمانه. (وقتاله كفر) لنعمة أخوة الإيمان أو حقيقة كما سلف. (وحرمة بماله كحرمة دمه) لما ذكر الأعراض والدماء أبان أن المال كالدم في الحرمة فأخذه بغير حق كفر لنعمة الإيمان ومعصية كبيرة تستحق إطلاق اسم الكفر عليها. (طب) (¬1) عن ابن مسعود) قال: انتهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مجلس الأنصار ورجل منهم يعرف بالبَذاء فذكره رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 4619 - ""سبحان الله"" نصف الميزان "والحمد لله" تملأ الميزان "والله أكبر" تملأ ما بين السماء والأرض، والطهور نصف الإيمان والصوم نصف الصبر". (حم هب) عن رجل من بني سليم (صح). (سبحان الله، نصف الميزان) أي يملأ ثوابها كفة الميزان. (والحمد لله، تملأ الميزان) بانضمامها إلى التسبيح تملأ الكفة الأخرى كذا قيل، والأظهر أنها تملؤه أي كفتيه معاً. (والله أكبر، تملأ ما بين السماء والأرض) تقدم أن المراد أنه لو كان ثوابها جسما لملأ ذلك. (والطَّهور) بفتح الطاء. (نصف الإيمان) تقدم الكلام فيه. (والصوم نصف الصبر) وقد سبق الجميع موضحا في الجزء الأول. (حم هب) (¬2) عن رجل من بني سليم) رمز المصنف لصحته. 4620 - ""سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر" في ذنب المسلم مثل الآكلة في جنب ابن آدم". ابن السني عن ابن عباس (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 159) (10316)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3596)، وصححه في الصحيحة (3947). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 260)، والبيهقي في الشعب (631)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3228).

(سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ في ذنب المسلم) أي أثر قوله لها في ذنبه وما آتاه. (مثل الأُكْلَة) بزنة قرحة داء في العضو. (في جنب ابن آدم) أي تفنيه وتذهبه كذلك هذه الكلمات تفني الذنب وتذهبه قال حجة الإِسلام: ولا يكون كذلك إلا إذا حصلت معانيها في القلب أما مجرد تحريك اللسان بها مع الغفلة عن معناها فليس من المكفرات في شيء. ابن السني (¬1) عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه. 4621 - ""سبحان الله" نصف الميزان "والحمد لله" ملء الميزان "والله أكبر" ملء السماوات والأرض "ولا إله إلا الله" ليس دونها ستر ولا حجاب حتى تخلص إلى ربها عز وجل". السجزي في الإبانة عن ابن عمرو، وابن عساكر عن أبي هريرة. ("سبحان الله" نصف الميزان "والحمد لله" ملء الميزان "والله أكبر" ملء السماوات والأرض "ولا إله إلا الله" ليس دونها ستر ولا حجاب حتى تخلص إلى ربها عَزَّ وَجَلَّ") تقدم بألفاظه والكلام عليه. (السجزي (¬2) في الإبانة عن ابن عمر، وابن عساكر عن أبي هريرة). 4622 - "سبحان الله!! ماذا أنزل الليلة من الفتن؟ وماذا فتح من الخزائن؟ أيقظوا صواحب الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة". (حم خ ت) عن أم سلمة (صح). (سبحان الله!! ماذا أنزل) الله. (الليلة) تعجب مما أنزله الله من الأمر المقدور وأوحى به إليه وقوله: (من الفتن) بيان لما أنزل أراد بها الفتن الجزئية ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني (179)، والديلمي (3524)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3230): موضوع. (¬2) أخرجه السجزي في الإبانة كما في الكنز (2021)، وابن عساكر في تاريخه (34/ 345)، وانظر فيض القدير (4/ 85)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3229).

القريبة المأخذ كفتنة الرجل في أهله وماله تكفرها الصلاة أي ما أنزل من مقدمات الفتن قيل والملجأ إلى التأويل أنه لا فتنة في حياته - صلى الله عليه وسلم - قلت وقوله: (وماذا فتح من الخزائن) يشعر بأنه أراد بالفتن ما أعلمه الله به من فتح بلاد كسرى وقيصر فإنها فتن على الكفار ونكال بهم وفيها بشرى للمؤمنين وقال الطيبي: عبر عن الرحمة بالخزائن لكثرتها وعزتها وعن العذاب بالفتن لأنها أسباب مؤدية إليه وجمعهما تمكين بهما ومعنييهما. (أيقظوا) بفتح الهمزة نبِّهوا للتهجد كما تشير إليه رواية "لكي يصلين" قال الكرماني: ويجوز كسر الهمزة أي انتبهوا. (صواحب الحجر) بضم الحاء المهملة وفتح الجيم والراء هن أزواجه - صلى الله عليه وسلم - أمر بإيقاظهن ليحصل لهن حظ من الرحمة المنزّلة تلك الليلة خصّهن لأنهن الحاضرات أو من قبيل "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول" وقال ابن العربي: كأنه أخبر بأن بعضهن ستكون فيها أي في الفتنة يريد عائشة وما كان في يوم الجمل فأمر بإيقاظهن تخصيصا لذلك ومنه في الأمر بالأمر يإيقاظهن على أنه لا ينبغي لهن التكاسل عن الطاعة اعتمادا على كونهن أزواجه - صلى الله عليه وسلم - وغيرهن بالأولى. (فرب كاسية في الدنيا) أي نفس كاسية بأنواع الثياب. (عارية) بالجر صفة لكاسية والرفع على خبرية محذوف أي هي عارية. (في الآخرة) تقدم العمل فيه التسبيح عند التعجب ونشر العلم والتذكير بالليل وندب الإيقاظ للنائم للنافلة والتحذير من الفتن والإرشاد إلى أن الصلاة تدفع شرها، والإخبار بأن من تنعم في الدنيا قد لا يتنعم في الآخرة. (حم خ ث) (¬1) عن أم سلمة) قالت: استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة فزِعاً فذكره. 4623 - "سبحان الله!! أين الليل إذا جاء النهار؟ ". (حم) عن التنوخي. (سبحان الله، أين الليل إذا جاء النهار) [2/ 572] قالوا: كتب هرقل إلى النبي ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6218)، وأحمد (6/ 297)، والترمذي (2196) وقال: حديث حسن صحيح.

- صلى الله عليه وسلم - تدعوني إلى جنة عرضها السماوات والأرض فأين النار؟ قال فذكره فقاله - صلى الله عليه وسلم - معلماً له بأن قدرة الله قد أحدثت من إبانة فقدان الليل عند مجيء النهار فإن النهار يملأ الأكوان ثم يأتي الليل فالقادر على هذا قادر على إيجاد مكان للنار غير السماوات والأرض. (حم) (¬1) عن التنوخي) نسبة إلى تنوخ بالمثناة الفوقية فنون وبعد الواو خاء معجمة. 4624 - "سبحوا ثلاث تسبيحات ركوعا، وثلاث تسبيحات سجوداً". (هق) عن محمَّد بن علي مرسلاً. (سبحوا ثلاث تسبيحات ركوعاً) أي في حال الركوع في الصلاة والكيفية عرفت من غيره وهو أن يقول سبحان الله العظيم وبحمده. (وثلاث تسبيحات سجودًا) أي في حال السجود بأن يقول سبحان ربي الأعلى وبحمده والروايات مختلفة فيها عددا وصفة وقد ثبت رواية أبي داود أن الثلاث أدنى الكمال وأكمل منه خمس فسبع فتسع فإحدى عشرة، وهل الأمر للندب أو للوجوب؟ الجماهير أنه للأول. (هق) (¬2) عن محمَّد بن علي مرسلاً) وابن الحنفية. 4625 - "سبحي الله عشراً واحمدي الله عشراً، وكبري الله عشراً، ثم سلي الله ما شئت، فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت". (حم ت ن حب ك) عن أنس. (سبحي الله عشراً واحمدي الله عشراً، وكبري الله عشراً) تقدمت الصفة في قول ذلك. (ثم سلي الله ما شئت) من خير الدنيا والآخرة. (فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت) ظاهره في أي حين عقيب صلاة أو لا وأنه من أراد من الدعاء في أي ساعة ولم نجد في الروايات دليلاً على تعيين المخاطبة ويحتمل أنها أم هانئ بنت أبي طالب المرادة في الحديث الثاني وأنها اختلفت الروايات والرواة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 441)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3227)، والضعيفة (3686). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3232).

والله أعلم. (حم ت ن حب ك) (¬1) عن أنس) قال الهيثمي: إسناده حسن. 4626 - "سبحي الله مائة تسبيحة، فإنها تعدل لك مائة رقبة من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة فإنها تعدل لك مائة فرس من مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهلل الله مائة تهليلة، فإنها تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل أفضل منها إلا أن يأتي بمثل ما أتيت". (حم طب ك) عن أم هانئ. (سبحي الله مائة تسبيحة) هو خطاب لأم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: يا رسول الله كبُر سِنّي ودق عظمي فدلني على عمل يدخلني الجنة فذكره أي قولي سبحان الله مائة مرة. (فإنها تعدل لك مائة رقبة) أي عتق مائة نفس. (من ولد) بضم الواو وسكون اللام تكون جمعاً كأسد وواحداً كسفل. (إسماعيل) هذا تتميم ومبالغة في معنى العتق لأن فك الرقبة أعظم مطلوب وكونه من عنصر إسماعيل الذي هو أشرف الناس نسبًا أعظم وأمثل. (واحمدي الله مائة تحميدة؛ فإنها تعدل لك مائة فرس من مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله) في هذا من الفضيلة ما تقصر عنه عن العبارة وفيه أن التحميد أشرف من التسبيح. (وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة) بقلائد الهدايا. (متقبلة) أي اهديها إلى بيت النار وقبلها الله سبحانه. (وهللي الله مائة تهليلة) أي قولي لا إله إلا الله. (فإنها تملأ ما بين السماء والأرض) أي بأجرها أو بذاتها أو بالملائكة النازلين برفعها. (ولا يُرفع) مبنيا للمجهول. (يومئذ) أي يوم تقولين ذلك مفهمة أنه يقال كل يوم مرة. (لأحد عمل) من شيء قاله. (أفضل منها) أي أكثر ثواباً. (إلا أن يأتي بمثل ما أتيت) فإنه يرفع له مثله ولولا هذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 120)، والترمذي (481)، والنسائي (3/ 51)، وابن حبان (5/ 353) (2011)، والحاكم (1/ 385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3233)، والضعيفة (3688).

الحمل لزم أن يكون الآتي بالمثل إتياناً فضل وليس المراد واعلم أن الأصل في أحد أن يستعمل في النفي وواحد في الإثبات وقد تستعمل أحدهما مكان الآخر قليلاً كما في هذا الحديث. تنبيه: الأفضل الإتيان بهذه الأذكار على هذا العدد المعين، وهل إذا زاد عليه يحصل ذلك الثواب والمرتب من الشارع عليه أم لا؟ قيل: لا لأن ذكره الأعداد حكمه خاصية وإن خفيت علينا لأن كلام الشارع لا يخلو عنها فربما يفوت الآخر الموعود بالزيادة ألا ترى أن المفتاح إذا زيد على أسنانه لا يفتح والأصح الحصول لإتيانه بالقدر المرتب عليه الثواب فلا تكون الزيادة التي من جنسه مزيلة له بعد حصوله ذكره العراقي. (حم طب ك) (¬1) عن أم هانئ) قال الهيثمي: أسانيده حسنة. 4627 - "سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علماً، أو أجري نهرا، أو حفر بئرا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجداً، أو ورث مصحفاً، أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته". البزار وسمويه عن أنس (صح). (سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته) أي كأنه مباشر له. (من علّم علماً) يصدق على التأليف والإفتاء وتقدم من نشر وهي أعم. (أو أجري نهراً، أو حفر بئراً) ظاهره ولو لنفسه لأنه يتعدى نفعه إلى الغير ويحتمل أن المراد حفره وإجرائه للناس (أو غرس نخلًا) كذلك ومثله العنب والتين وسائر الفواكه التي لها نقاء ونماء. (أو غرس نخلا، أو بنى مسجداً، أو ورث مصحفاً) [2/ 573] ظاهر في أنه ورثه لورثته ولم يخرجه عن ملكه بهبة ولا وقف. (أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته) تقدم في أن ممن يلحق سبع من الخصال وقدمنا أنها قد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 344)، والطبراني في الكبير (24/ 414) (1008)، والحاكم (1/ 695)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3234)، وحسنه في الصحيحة (1316).

انتهت إلى عشر ونظمها المصنف وقدمنا نظمه هنالك، قال البيهقي: هذا الحديث لا يخالف الحديث الصحيح "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" وقد قال فيه: "إلاَّ من صدقة جارية" وهي تجمع ما ذكره من الزيادة. (البزار وسمويه (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وهو باطل وقد أعله الهيثمي وغيره، بأن فيه محمَّد بن عبيد اللَّه العزرمي ضعيف غير أنه تقدم -يريد تقدم في كتابه مجمع الزوائد- ما شهد لبعضه انتهى وقال المنذري: إسناده ضعيف ومثله قال الذهبي. 4628 - "سبع مواطن لا تجوز فيها الصلاة: ظاهر بيت الله، والمقبرة، والمزبلة، والمجزرة، والحمام، وعطن الإبل، ومحجة الطريق". (هـ) عن ابن عمر (سبع مواطن لا تجوز فيها الصلاة: ظاهر بيت الله) أي ظهر الكعبة لأنه ينافي تعظيمها واحترامها بالاستعلاء. (والمقبرة) مثلث الباء. (والمزبلة) محل الزبل لأنه محل النجاسة. (والمجزرة) محل جزر الحيوان ذبحه. (والحمام) ظاهر في بيته الداخلي والخارجي لأن عليه أنه محل الشيطان. (وعَطْن الإبل) أي المكان الذي تنحى إليه إذا شربت ليشرب غيرها فإذا اجتمعت سبقت للمرعى. (ومحجة الطريق) أي معظمه ووسطه مثل قوله: قارعة الطريق، واعلم أنه يحتمل نفي الجواز التحريم وهو فيه ظاهر ويحتمل أنه نفي للكراهة التنزيهية وعليه الشافعية أي تكره وتصح. (هـ) (¬2) عن ابن عمر) فيه أبو صالح كاتب الليث قال ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (149)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 344)، والبيهقي في الشعب (3449) وعزاه في كنز العمال لسمويه (43662)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 408) والمنذري في الترغيب والترهيب (1/ 53) و (1/ 41)، وانظر فيض القدير (4/ 78)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3602). (¬2) أخرجه ابن ماجة (746)، وانظر الميزان (4/ 125)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3235).

ابن عبد الهادي: كلهم طعن فيه وفي الميزان: أنه من مناكير كاتب الليث، وقال الدميري: عن النووي (¬1) أنه حديث ضعيف. 4629 - "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". مالك (ت) عن أبي هريرة أو أبي سعيد (حم ق ن) عن أبي هريرة (م) عن أبي هريرة وأبي سعيد معا (صح). (سبعة) مفهوم العدد لا اعتبار به فقد ورد إظلال العرش لجماعة آخرين جمعها الحافظ ابن حجر في كتاب سماه "معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال" وتبعه في ذلك السخاوي والمصنف فألفا فيها ومجموعها نحو سبعين خصلة. (يظلهم الله في ظله) هو خبر سبعة أي يدخلهم في ظل رحمته وإضافته إليه تشريفا مثل: {نَاقَةُ اللَّهِ} [الأعراف: 73] وهو تعالى منزه عن الظل فإنه من صفات الأجسام (¬2). (يوم لا ظل) مبني على الفتح. (إلا ظله) مرفوع من باب لا إله إلا الله أي لا رحمة إلا رحمته ويحتمل أنه أريد ظل عرشه حقيقة (¬3) عن حر القيامة وكربها. (إمام عادل) في أوامره ونواهيه وتقيده لأحكام الله عَزَّ وَجَلَّ. (وشاب) ¬

_ (¬1) انظر: المجموع شرح المهذب (3/ 151). (¬2) إن هذا التعليل لا يستعمله السلف الصالح؛ لأن لفظ الجسم من الألفاظ المجملة التي تحتمل معنى صحيحاً ومعنى فاسداً، ولا يصح إثباته ولا نفيه بإطلاق، لا بد من الاستفصال عن المراد به. (¬3) انظر للتفصيل حول "الظل" كتاب صفات الله عَزَّ وَجَلَّ الواردة في الكتاب والسنة للسقاف (ص:205 - 209).

خصه لأنه في سن الشهوات والغفلات قال: (نشأ في عبادة الله) فإنه قد عزف نفسه عن شهواتها وقادها بزمام تقواه إلى ما يرضي به مولاه. (ورجل قلبه معلق بالمسجد) أي محب له شغف بسكونه. (إذا خرج منه حتى يعود إليه) كناية عن التردد إليه في أوقات الصلاة فلا يخرج منه إلا عازما على العود إليه. (ورجلان تحابا في الله فاجتمعا على ذلك وافترقا عليه) أي جمع بينهما الحب في الله وافترقا بالموت عليه لم يفرق بينهما عارض دنيوي أو المراد يحفظان الحب في الله في الحضور والغيبة وعدت هذه خصلة واحدة مع أنها ثنتان لأن المحبة لا تكون إلا بين اثنين. (ورجل ذكر الله) بقلبه أو بلسانه. (خالياً) من الناس. (ففاضت عيناه) أي بالدمع والمراد فاض الدمع فهو مجاز كجرى الميزاب، زاد البيهقي: من خشية الله فبكاؤه يكون عن خوف أو شوق أو محبة. (ورجل دعته) أي طلبته. (امرأة) إلى الزنا بها هذا هو الأظهر لا ما قيل للنكاح فخاف العجز عن حقها أو التنفل عن العياقة بالكسب لها. (ذات منصب) بكسر المهملة أصل وشرف أو حسب ومال. (وجمال) أي مزيد الحسن. (فقال) بلسانه زاجراً عن الفاحشة ويحتمل بقلبه زاجراً لنفسه ولا مانعا من الجمع وخص ذات المنصب والجمال لأن الرغبة فيها أشد فالصبر عنها مع طلبها له أشق. (إني أخاف الله رب العالمين، ورجل تصدق بصدقة) نفل أو فرض وقيل: المراد الأول لأن الفرض يسن إظهار إخراجها. (فأخفاها) عن كل أحد. (حتى لا تعلم) يجوز رفعه من باب مرض حتى لا يرجو به وبالنصب نحو سرت حتى تغرب الشمس. (شماله ما تنفق يمينه) هذه مبالغة في الإخفاء بحيث لا يعلم بعض أعضائه لو كان يعلم [2/ 574] ما أنفقه، وقيل: أريد لو كان شماله رجل ما أدرك ما أنفقه والأول الأظهر. مالك (ت) عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد (حم

ق ن) عن أبي هريرة (م) (¬1) عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً) أي أخرجه عنهما وفي الأول شك لا أدري من الشاك هل المخرج أو بعض الرواة. 4630 - "سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله: رجل ذكر الله ففاضت عيناه، ورجل يحب عبدًا لا يحبه إلا لله، ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياها، ورجل يعطي الصدقة بيمينه فيكاد يخفيها عن شماله، وإمام مقسط في رعيته، ورجل عرضت عليه امرأة نفسها ذات منصب وجمال فتركها لجلال الله، ورجل كان في سرية مع قوم فلقوا العدو فانكشفوا فحمى آثارهم حتى نجا ونجوا أو استشهد". ابن زنجويه عن الحسن مرسلًا، ابن عساكر مرسلاً عن أبي هريرة. (سبعة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله) قيل إضافة الظل إلى العرش تشريف لأنه محل الكرامة وإلا فالشمس وسائر العالم تحت العرش وليس فوقه شيء يظل منه. (رجل ذكر الله) أي ذكر عقابه لمن عصاه أو إثابته لمن أطاعه أو اشتاق إلى لقائه. (ففاضت عيناه) أي فاض دمعه من عينيه ثم أنه يحتمل التقييد بالخلوة كما سلف ويحتمل الإطلاق. (ورجل يحب عبدا لا يحبه إلا لله) فلما آوى أخاه لمحبته له لله آواه تعالى إلى ظله. (ورجل قلبه معلق بالمساجد من شدة حبه إياها) ولا يحبها إلا من قلبه متعلق بالطاعات لأنها محلاتها. (ورجل يعطي الصدقة) من يستحقها. (بيمينه فيكاد يخفيها عن شماله) أي يبالغ في إخفائها عن بعض جوارحه لو كان ينفرد بعلم ما يفعله وهو يدل للاحتمال الأول في الأول. (وإمام مقصد) أي عادل. (في رعيته) قيل يؤخذ منه أن العادل إذا كان في أعلى ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1709)، والترمذي (3291) عن أبي هريرة أو أبي سعيد، وأحمد (2/ 439)، والبخاري (660)، ومسلم (1031)، والنسائي (8/ 222) عن أبي هريرة، ومسلم (1031) عن أبي هريرة وأبي سعيد.

الدرجات يوم القيامة فالجائر في أخسها وأوضعها. (ورجل عرضت عليه امرأة نفسها ذات منصب وجمال فتركها) احتشاما لله. (لجلال الله سبحانه) وامتثالا لنهيه. (ورجل كان في سرية مع قوم فلقوا العدو فانكشفوا) أي فروا عنه. (فحمى) بالمهملة وفتح الميم أي منع. (آثارهم) لئلا يلحقهم العدو. (حتى نجا ونجوا) فإنه أنجى نفسه وقومه فاستحق النجاة في يوم الفزع. (أو استشهد) فإنه قد آثرهم وفداهم بنفسه، ونظم أبو شامة الحديث (¬1) فقال: وقال النبي المصطفى إن سبعة ... يظلهم الله العظيم بظله محب عفيف ناشئ متصدق ... وباكٍ مصل والإمام بعدله وزادها ابن حجر في أبيات أخر. (ابن زنجويه (¬2) عن الحسن مرسلاً)، ابن عساكر مرسلاً عن أبي هريرة. 4631 - "سبع يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل دعته امرأة ذات منصب فقال: إني أخاف الله، ورجلان تحابا في الله، ورجل غض عينه عن محارم الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله". البيهقي في الأسماء عن أبي هريرة (ح). (سبعة يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله: رجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل دعته امرأة ذات منصب) وكذلك امرأة أرادها ذو منصب وجمال فامتنعت فإنها مثل الرجل وقس عليه ما يصلح قيام النساء به من غير هذا من الخصال. (فقال: إني أخاف الله، ورجلان تحابا في الله، ورجل غض عينه عن محارم الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله) المراد أنه نال ¬

_ (¬1) فتح الباري (2/ 143). (¬2) أخرجه ابن زنجويه كما في الكنز (43562)، وابن عساكر في تاريخه (66/ 234)، وانظر فيض القدير (4/ 90)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3236).

الكرامة بسبب غضه وحراسته وإلا فالذي يظله العرش الرجل جميعه لا عينه. (البيهقي في الأسماء (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 4632 - "سبعة لعنتهم وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل حرمة الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي، والمستأثر بالفيء، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل الله ويذل من أعز الله". (طب) عن عمرو بن شغوي (ح). (سبعة لعنتهم وكل نبي) عطف على الضمير المرفوع المتصل ولم يؤكده لأنه قد وقع الفصل بضمير المفعول وقوله: (مجاب) صفة كاشفة لأن كل نبي كذلك. (الزائد في كتاب الله) أي الذي يدخل فيه من الألفاظ ما ليس منه أو يحمله من المعاني ما لا يدل لفظه عليه كتفاسير الباطنية ونحوهم من المحرفين الكلم عن مواضعه وكتاب الله للجنس فيشمل كل كتاب له عَزَّ وَجَلَّ ولذا لعنهم كل نبي ويحتمل أنه ما أريد به إلا غير القرآن فإن القرآن محفوظ عن الزيادة والنقصان. (والمكذب بقدر الله) أي يزعم أن الله لم يقدر الأشياء ولا علمها قبل كونها كما حققناه في الجزء الأول. (والمستحل حرمة الله) أي العاد لما حرمه الله حلالاً فإنه مكذب بحكمة الله سبحانه. (والمستحل من عترتي ما حرم الله) من أبدانهم وترك تعظيمهم فإن لهم على الأمة حقا لا يجهله إلا من غطى الشقاء على نور بصيرته وكذلك المستحل من غير العتيرة آثم إلا أنهم لما كان حقهم آكد وقد علم الله سبحانه أنه يكثر لهم الأعداء والحُسَّد فخصهم. (والتارك لسنتي) إهمالاً لها وعدم مبالاة [2/ 575] بسلوك طريقها والمراد طريقته التي كان عليها الشاملة لأفعاله وأقواله وتروكه. (والمستأثر بالفيء) أي الغنيمة من إمام أو أمير لأنه تعالى قد عينها لمصارف في الآية معروفين. (والمتجبر ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (2/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3238).

بسلطانه) أي بقوته وقهره. (ليعز من أذل الله) وهم العصاة وأرباب الجرائم الذين أمر الله سبحانه بإذلالهم. (ويذل من أعز الله) سبحانه وهم أهل طاعته وتقواه وأئمة العلم والعمل فإن السلطان المتجبر همه إهانة ذوي التقوى لأنهم عما يأتيه ينهون وشغلهّ إعزاز العصاة؛ لأنه بهم يتسلط على عباد الله. (طب (¬1) عن عمرو بن شغوي) بشين وغين معجمات بخط المصنف قال الذهبي: يقال له صحبة شهد فتح مصر ورمز المصنف لحسنه. 4633 - "سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يكتوون، ولا يكوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون". البزار عن أنس. (سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة) ظاهره سبعون ألف إلا أن في بعض روايات مسلم عقبه بقوله: "زمرة واحدة منهم على صورة القمر" يدل على أن المراد سبعون ألف زمرة وفي رواية "مع كل ألف سبعون ألفاً" قال المظهري: يحتمل أنه أريد بالسبعين العدد ويحتمل أنه أريد به التكثير ورجح الثاني بأنه قد ورد بألفاظ مختلفة فروي مائة ألف، وروي مع كل ألف سبعون ألفاً. (بغير حساب) وإذا انتفى عنهم الحساب فلا عقاب وقد ثبت في رواية بلفظه وبينهم بقوله: (هم الذين لا يكتوون، ولا يكوون، ولا يسترقون) واعلم أن في بعض الروايات "ولا يرقون" ولكنه ليس في البخاري، قال ابن تيمية (¬2): هو الصواب وإنها لفظة مقحمة وقعت في هذا الحديث وهو غلط من بعض الرواة فإن الوصف الذي جعل استحقاق دخول هؤلاء الجنة به بغير حساب وهو تحقيق ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 43) (89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3237)، والضعيفة (3689). (¬2) انظر: مجموع الفتاوى (1/ 182).

التوحيد وتجريده فلا يسألون غيرهم أن يرقيهم. (ولا يتطيرون) لأن الطيرة نوع من الشرك. (وعلى ربهم يتوكلون) قدم الظرف ليفيد الاختصاص أي عليه لا على غيره وهو درجة الإخلاص والخواص المعرضين عن غير الله تعالى. (البزار (¬1) عن أنس) قال العلائي: حديث غريب من حديث أنس، صحيح من حديث غيره، وقال تلميذه الهيثمي: رواه البزار وفيه مبارك أبو سحيم وهو متروك، وقال غيره: مبارك واهٍ جداً. 4634 - "سبق درهم مائة ألف درهم: رجل له في رهمان أخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه مائة ألف فتصدق بها". (ن) عن أبي ذر (ن حب ك) عن أبي هريرة. (سبق درهم مائة ألف درهم) أي سبقه بالقبول أو بكثرة الأخذ أو بهما، قالوا كيف يا رسول الله سبق درهم مائة ألف درهم؟ فقال: (رجل له درهمان أخذ أحدهما فتصدق به، ورجل له مال كثير فأخذ من عرضه) بضم المهملة أي جانبه. (مائة ألف فتصدق بها) فيه أن الصدقة بالقليل من القليل أكثر أجراً من الكتيرة من الكثير وتقدم معناه. (ن) (¬2) عن أبي ذر (ن حب ك) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرط مسلم. 4635 - "سبق المفردون المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عن أثقالهم، فيأتون يوم القيامة خفافاً". (ت ك) عن أبي هريرة (طب) عن أبي الدرداء. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في الكنز (5683)، وأبو يعلى في مسنده (37836)، انظر مجمع الزوائد (10/ 408)، وانظر فيض القدير (4/ 92)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3604). (¬2) أخرجه النسائي (5/ 59) عن أبي ذر، والنسائي (2/ 32)، وابن حبان 8/ 135 (3347)، والحاكم (1/ 576)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3606).

(سبق المفردون) يروى بتشديد الراء وتخفيفها، قال النووي في الأذكار (¬1): الذي قاله الجمهور التشديد أي المتفردون عن الناس المعتزلون من فرد إذا اعتزل وتخلى للعبادة فكأنه أفرد نفسه بالتبتل إلى الله تعالى أي سبقوا بالدرجات العلى وقيل الزلفى، قالوا: يا رسول الله وما المفردون؟ قال: (المستهترون) بالمهملة فمثناة فوقية وبعد الهاء مثلها فراء يقال استهتر فلان بكذا أي أولع به فلا يتحدث بغيره ولا يفعل سواه. (في ذكر الله) هو المولوع به أي تحروا النظر فيه كأنه قد صار مستقراً لهم. (يضع الذكر عنهم أثقالهم) أي ذنوبهم التي تثقلهم لو أبقيت. (فيأتون يوم القيامة خفافاً) فيسبقوا المثقلين نظير فاز المخفون. (ت ك) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه مسلم عنه بلفظ: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له حمدان فقال سيروا هذا حمدان سبق المفردون قالوا: وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيراً والذاكرات"، (طب) عن أبي الدرداء) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي وقال الهيثمي رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمَّد بن بقية بن أبي مريم وهو ضعيف. 4336 - "سبق المهاجرون الناس بأربعين خريفا إلى الجنة؛ يتنعمون فيها والناس محبوسون للحساب، ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف". (طب) عن مسلمة بن مخلد. (سبق المهاجرون الناس بأربعين خريفا) أي عاماً. (إلى الجنة) لأنهم سبقوهم بالخروج في دار الدنيا عن أوطانهم إلى البلاد التي يعبد الله فيها فجزاهم بالسبق سبقا. (يتنعمون فيها [2/ 576] والناس) الذين لم يهاجروا. (محبوسون ¬

_ (¬1) الأذكار (ص: 21). (¬2) أخرجه مسلم (2676)، والترمذي (3596)، والحاكم (1/ 673) عن أبي هريرة، وابن عدي في الكامل (5/ 15) عن أبي الدرداء، وعزاه في المجمع (10/ 75) إلى الطبراني.

للحساب، ثم تكون الزمرة الثانية مائة خريف) قال شارحه: الله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك. (طب) (¬1) عن مسلمة بن مخلد) (¬2) بفتح الميم واللام أنصاري صحابي سكن مصر ووليها مرة، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن مندة الشامي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 438) (1064)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 15)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3241) (¬2) انظر: الإصابة (6/ 116).

السين مع المثناة الفوقية

السين مع المثناة الفوقية 4637 - " ست خصال من الخير: جهاد أعداء الله بالسيف، والصوم في يوم الصيف، وحسن الصبر عند المصيبة، وترك المراء وأنت محق، وتبكير الصلاة في يوم الغيم، وحسن الوضوء في أيام الشتاء" (طب) عن أبي مالك الأشعري (ض) (ست خصال من الخير: جهاد أعداء الله بالسيف) خصه لأنه أعم الآلات ولأن الجهاد به أشق من غيره لأنه مناصبة القرن لا أن المراد لا غيره. (والصوم في يوم الصيف) لأنه الفصل الذي يشتد حره ويشق الصبر عن الماء فيه ما لا يشق في غيره. (وحسن الصبر عند المصيبة) أي حسن تلقيها وعدم الجزع على حلولها والرضا بما قدره الله فيها. (وترك المراء) الجدال والخصام. (وأنت محق) أي في جدالك إذ المبطل بجداله آثم. (وتبكير الصلاة في يوم الغيم) أي المبادرة بإيقاعها بعد دخول وقتها، قال في الفردوس: التبكير هنا التقديم في أول الوقت وإن لم يكن أول النهار وذلك لأن تأخيرها مع الغيم مظنة لخروج الوقت قبل أدائها وتقدم مثله في العصر بخصوصه. (وحسن الوضوء في أيام الشتاء) أي إسباغه في شدة البرد في الماء البارد. (فر هب) (¬1) عن أبي مالك الأشعري) قال البيهقي: عقب إخراجه بحر بن كثير السقاء ضعيف انتهى، وقال الذهبي اتفقوا على ترك بحر وفيه ضعفاء غيره، وقد رمز المصنف بضعفه لذلك. 4638 - "ست خصال من السحت: رشوة الإِمام وهي أخبث ذلك كله، وثمن الكلب، وعسب الفحل، ومهر البغي، وكسب الحجام، وحلوانه الكاهن". ابن مردويه عن أبي هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2755)، والديلمي في المسند (3302)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3243)، والضعيفة (3692).

(ست خصال من السحت) بضم المهملة أي الحرام سمي به لأنه يسحت البركة أي يذهبها. (رشوة الإِمام) مثلث الفاء أي ما يأخذه في مقابلت أن يحق باطلا أو يبطل حقا ومثله الحاكم ويحتمل أنه أريد به المعنى الأصلي اللغوي فيشمله. (وهي أخبث ذلك) الإشارة إلى ما في الذهن مما يذكر لأنه لما قدم لفظ العدد حصل المعدود في ذهن السامع جملة فصحت الإشارة إليه وذكره لأن المراد ما يذكر ولذلك أفرده وأكده بقوله. (كله) لذلك. (وثمن الكلب) ولو معلماً لنجاسته والنهي عن بيعه. (ومهر البغي) أي ما تأخذه الزانية في مقابل الفجور بها سماه مهرا مجازاً. (وعسب الفحل) عسب بالمهملتين أجرة ضراب الفحل لأنه بيع لمائه وهو معدوم. (وكسب الحجام) تقدم أنه أخبث الكسب وتقدم أن بإعطائه - صلى الله عليه وسلم - للحجام أجره دل على أنه غير محرم. (وحلوان الكاهن) بضم الحاء المهملة مصدر حلوته إذا أعطيته أصله من الحلواه شبه بالحلو من حيث أنه يأخذه سهلا بلا مشقة والكاهن من يزعم مطالعة الغيب ويخبر عن الكوائن. (ابن مردويه (¬1) عن أبي هريرة) ورواه البزار والديلمي. 4639 - "ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم القيامة تقول كل واحدة منهن: قد كان يعمل بي: الصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم". (طب) عن أبي أمامة (ض). (ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم القيامة) أي عهد بالأمان أو بدخول الجنة أو بالأمان من الفزع الأكبر أو بها كلها. (تقول كل واحدة منهن) أي من الست. (قد كان يعمل بي: الصلاة، والزكاة، والحج، والصيام، وأداء الأمانة، وصلة الرحم) تقدمت كلها. (طب) (¬2) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3486)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3244)، وقال في الضعيفة (3693): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 255) (7993)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 46)، وضعفه =

يونس بن أبي خيثمة لم أر أحدا ذكره انتهى ولذا رمز المصنف بضعفه. 4640 - "ست من كن فيه كان مؤمنا حقا: إسباغ الوضوء، والمبادرة إلى الصلاة في يوم دجن، وكثرة الصوم في شدة الحر، وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وترك المراء - وإن كنت محقاً". (فر) عن أبي سعيد. (ست من كن فيه) أي اتصف بهن. (كان مؤمناً حقاً) أي ثابتة له حقيقية الإيمان. (إسباغ الوضوء) تقدم غير مرة. (والمبادرة إلى الصلاة) بعد دخول وقتها. (في يوم دجن) بفتح المهملة وسكون الجيم أي غم. (وكثرة الصوم في شدة الحر) أي في زمانه أو مكانه ومن ثم كان صوم مكة أضعاف الصوم في غيرها كما سلف. (وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وترك المراء وإن كنت محقا) والخصم مبطل وذلك أن الجدال ذريعة إلى إثارة كل شر فلا ينبغي الخوض فيه إلا على قدر الأمر الذي لا بد منه. (فر) (¬1) عن أبي سعيد) فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال الذهبي (¬2): متروك. 4641 - "ست من أشراط الساعة: موتى، وفتح بيت المقدس، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها، وفتنة يدخل حرها بيت كل مسلم، وموت يأخذ في الناس كقعاص الغنم، وأن يغدر الروم فيسيرون بثمانين بندا تحت كل بند اثنا عشر ألفاً". (حم طب) عن معاذ (صح). (ست من أشراط الساعة) أي وقوعها من علامات قرب الساعة. (موتى) أي وفاته - صلى الله عليه وسلم -. (وفتح بيت المقدس) على أهل الإِسلام. (وأن [2/ 577] يعطى الرجل) بالبناء للمجهول أي يعطيه السلطان. (ألف دينار فيسخطها) استقلالاً ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (3245)، والضعيفة (2446). (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3485)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3246): ضعيف جداً. (¬2) انظر: المغني (1/ 71).

لها أي يكثر الطمع فلا يقنع أحد بعطية وإن كثرت. (وفتنة يدخل حرها) أي مشقتها وجهدها لكثرة القتل والنهب. (بيت كل مسلم) قيل هي إشارة إلى وقعة التتار وقيل غيرها لأنها لم تقع بعد. (وموت يأخذ في الناس كقعاص) بضم القاف بعدها عين مهملة فألف فصاد مهملة. (الغنم) هو داء يقعص منه الغنم فلا تستلبث أن تموت ذكره جار الله (¬1)، وقيل داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة وقيل: إن هذه الآفة ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر فمات منها سبعون ألفا في ثلاثة أيام وكان بعده فتح بيت المقدس. (وأن تغدر الروم) بالغين المعجمة فدال مهملة. (فيسيرون بثمانين بندا) بالموحدة فنون ساكنة فدال مهملة هو العلم الكبير. (تحت كل بند اثنا عشر ألفا) وفي رواية "غاية" بدل "بند" في اللفظين قال الزمخشري (¬2): وهي الأجمة شبه بها كثرة السلاح والغابة الرَّاية. (حم طب) (¬3) عن معاذ) قال الهيثمي: فيه النَّهَّاس بن قهم وهو ضعيف (¬4) انتهى، فرمز المصنف بصحته غير صحيح، والحديث في البخاري بلفظ "اعدد ست بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان كقعاص الغنم ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفاً" انتهى في كتاب الجزية من البخاري. ¬

_ (¬1) انظر الفائق (3/ 392) والنهاية (4/ 134). (¬2) الفائق في غريب الحديث (3/ 392). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 228)، والطبراني في الكبير (20/ 122) (244)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 322)، وأخرجه البخاري (3005) عن عوف بن مالك. (¬4) انظر: المغني (2/ 701).

4642 - "ستة أشياء تحبط الأعمال: الاشتغال بعيوب الخلق، وقسوة القلب، وحب الدنيا، وقلة الحياء وطول الأمل، وظالم لا ينتهي". (فر) عن عدي بن حاتم. (ستة أشياء تحبط) أي تبطل. (الأعمال: الاشتغال بعيوب الخلق) أي بذكرها وذمهم بها فإنه ينسى بذلك عيوب نفسه فلا يزال آتيا بكل قبيح فيتولد منه كل سوء. (وقسوة القلب) أي امتناعه وإباؤه عن قبول الحق. (وحب الدنيا) فإنه رأس كل خطيئة. (وقلة الحياء) في الحق والخلق. (وطول الأمل) فإنه ما أطاله أحد إلا أساء العمل. (وظالم) لنفسه ولعباد الله. (لا ينتهي) عن ظلمه فلا يزال ظالما حتى يحبط عمله. (فر) (¬1) عن عدي بن حاتم) فيه محمَّد بن يونس الكديمي الحافظ قال الذهبي قال ابن معين: اتهم بأنه يضع الحديث وقال ابن حبان: كان يضع على الثقات قال الذهبي: قلت انكشف عندي حاله. 4643 - "ستة مجالس المؤمن ضامن على الله تعالى ما كان في شيء منها: في سبيل الله، أو مسجد جماعة أو عند مريض، أو في جنازة، أو في بيته، أو عند إمام مقسط يعزره ويوقره". البزار (طب) عن ابن عمرو. (ستة مجالس) أنت العدد لأن الجمع يؤنث. (المؤمن) مبتدأ. (ضامن على الله) خبره أي مضمون عليه تعالى لا يضيع فيها عمله. (ما كان في شيء منها) قال شارحه: لفظ رواية البزار فيما وقفت عليه من الأصول "ست مجالس ما كان المرء في مجلس منها إلا كان ضامنا على الله". (في سبيل الله) أي جهاد عدوه (أو مسجد جماعة) منتظرًا لها أو فيها أو بعدها. (أو عند مريض) عائداً أو ممرضاً (أو في جنازة) غاسلا أو مشيعا أو نحوه (أو في بيته) كافا لشره عن الناس ولنفسه ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 53)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3247)، والضعيفة (3694): موضوع.

عن شرهم (أو عند إمام مقسط) عادل (يعزره) بالمهملة فزاي ثم راء يعظمه (ويوقره) قال الحافظ العراقي: فيه فضيلة المبادرة إلى الخصال المذكورة وأنه إذا مات الإنسان على خصلة منها كان في ضمان الله بمعنى أن ينجيه من هول القيامة ويدخله دار السلامة. (البزار (طب) (¬1) عن ابن عمرو) قال الزين العراقي: رجاله ثقات. 4644 - "ستة لعنتهم لعنهم الله وكل نبي مجاب: الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله تعالى، والمتسلط بالجبروت فيعز بذلك من أذل الله ويذل من أعز الله، والمستحل لحرم الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي". (ت ك) عن عائشة (ك) عن علي (صح). (ستة لعنتهم لعنهم الله) قال القاضي: لم يعطفه على ما قبله إما لأنه دعاء وما قبله خبر وإما لكونه عبارة عما قبله في المعنى فإن لعنة الله هي لعنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبالعكس. (وكل نبي مجاب) بالميم ويروى بالمثناة التحتية وظاهره أنه عطف على ضمير الفاعل في: "لعنتهم" ومجاب صفة إلا أنه قال القاضي: لا يصح لئلا يلزم كون بعض الأنبياء غير مجاب بل هي جملة ابتدائية عطف على ستة [2/ 578] لعنتهم أو حال من فاعل لعنتهم. (الزائد في كتاب الله) تقدم قريباً في: "سبعة لعنتهم". (والمكذب بقدر الله، والمتسلط بالجبروت) أي المستولي أو الغالب أو الحاكم بالتكبر والعظمة والجبروت فعلوت من تجبر الإنسان إذا تعاطى منزلة من التعالي لا يستحقها. (فيعز بذلك من أذل الله) من العصاة. (ويدل من أعز الله) من أهل طاعته. (والمستحل لحرم الله، والمستحل ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (2536) كما في كشف الأستار، ولم أقف عليه من الكبير، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 23)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3249)، والضعيفة (3058).

من عترتي) أي قرابتي. (ما حرم الله) من إيذائهم وإهانتهم وترك ما يجب لهم. (والتارك لسنتي) أي المعرض عنها أو بعضها استخفافا بها وقلة احتفال بها وترك السابع وهو المستأثر بالفيء وكأنه لعن من ذكر مرتين أو سرد السبعة فنسي الراوي خصلة. (ت ك) (¬1) عن عائشة (ك) عن علي) وقال: على شرط البخاري وصحَّحه المصنف بالرمز. 4645 - "ستخرج نار من حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس". (حم ت) عن ابن عمر (صح). (ستخرج نار من حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس) أي تسوقهم إلى محل حشرهم وتمام الحديث قالوا يا رسول الله: فما تأمرنا؟ قال: "عليكم بالشام". (حم ت) (¬2) عن ابن عمر) قال الترمذي عقيبه: غريب حسن صحيح ورمز المصنف بصحته. 4646 - "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: "بسم الله". (حم ت هـ) عن علي (ح). (ستر) بكسر المهملة وتفتح أي حجاب وهو مبتدأ خبره أن يقول وهي مضاف إلى ما الموصولة وهي. (ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم) أي بني آدم. (الخلاء) وفي رواية "الكنيف". (أن يقول: بسم الله) فإنه بقوله تصرف الجن أبصارها عن المتخلي، قالوا ويتأكد ذلك في حق النساء، قال بعض شراح أبي داود: وهذا يدل على أن التسمية أول الذكر المسنون عند ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2154)، والحاكم (1/ 91) عن عائشة، والحاكم كذلك (2/ 571) عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3248). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 53، 69، 119)، والترمذي (2217)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3609)، والصحيحة (2768).

الدخول وهو: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" وقد جاز زيادة التسمية في خبر رواه سعيد بن منصور في سننه (¬1) ولفظه: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء يقول: بسم الله اللهم إني أعوذ بك ... " إلى آخره. (حم ت هـ) (¬2) عن علي) -رضى الله عنه- رمز المصنف لحسنه وهو كما قال أو أعلى فإن مغلطاي مال إلى صحته فإنه لما نقل عن الترمذي أنه غير قوي قال: لا أدري ما يوجب ذلك لأن جميع من في سنده غير مطعون عليهم بوجه من الوجوه بل لو قال قائل إسناده صحيح لكان مصيباً. 4647 - "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: "بسم الله". (طس) عن أنس (ح). (ستر ما بين أعين الجن وبين عورات بني آدم إذا وضع أحدهم ثوبه أن يقول: "بسم الله") ظاهره وما قبله أنه يقتصر على ذلك ولا يزيد الرحمن الرحيم وهو ظاهر ما سلف عن سنن سعيد بن منصور. (طس) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما فيه سعيد بن مسلمة الأموي ضعفه البخاري وغيره ووثقه ابن حبان وبقية رجاله موثقون. 4648 - "سترة الإِمام سترة من خلفه". (طس) عن أنس (ض). (سترة الإِمام) بضم المهملة ما يجعله الإِمام بينه وبين القبلة وتقدم الكلام فيها وهنا أبان أنها: (سترة من خلفه) من المأمومين فلا يحتاجون إلى اتخاذ سترة ¬

_ (¬1) رواه ابن أبي حاتم في العلل (1/ 64 رقم 167)، وابن أبي شيبة في المصنف (1/ 11 رقم %)، وانظر: البدر المنير (2/ 390). (¬2) أخرجه أحمد 1/ 243، والترمذي (606)، وابن ماجة (297)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3611). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (2504)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3610).

لأنه إذا مر بينهم المار لا يغير صلاتهم فإن سترته تغني من خلفه عن اتخاذ سترة وهذا المراد من الحديث، وفيه احتمال آخر هو أن سترة من خلفه سترة له وهل ستر من خلفه من لم يستتر إلا غلب سترته لكنه غير مراد، وفي رواية: سترة لمن خلفه قيل: فيدخل فيه أنه لو مر بين يدي الإِمام مار يضر صلاته لا صلاة من خلفه وفيه تأمل، وأخذ المالكية اختصاص النهي عن المرور بين يدي المصلي ما إذا كان إماما أو منفردا أو أن المأموم لا يضره من مر بين يديه لأن سترة الإِمام سترة له انتهى، ونوزع بأن السترة تقيد رفع الحرج عن المصلي لا عن المار. (طس) (¬1) عن أنس) قال الزين في شرح الترمذي: فيه سويد بن عبد العزيز ضعيف، ومثله قال ابن حجر فلذا رمز المصنف لضعفه. 4649 - "ستشرب أمتي من بعدي الخمر يسمونها بغبر اسمها، يكون عونهم على شربها أمراؤهم". ابن عساكر عن كيسان (ض). (ستشرب أمتي من بعدي الخمر يسمونها بغير اسمها) أي لا يغنيهم ذلك عن العقوبة لكنه تنبيه على أنه لا ينبغي تغيير اسمها لأنه ذريعة إلى شربها. (يكون عونهم على شربها أمراؤهم) لأنهم يشربونها فيستن بهم غيرهم وهذه هي النبيذ الذي عم بلاؤها في الدولتين وكانوا يسمونها طلاً تحرجاً من أن يقال أنهم يشربون الخمر، وقيل: إن المراد أنهم يتوصلون بما أبيح من النبيذ إلى شرب الخمر قائلين إنه نبيذ وهذا من أعلام النبوة فإنه وقع [2/ 579] كذلك. ابن عساكر (¬2) عن كيسان) قيل هو اسم لجماعة من الصحابة كان ينبغي تمييزه، قلت: كونه صحابيا كاف في معرفته كرجل منهم مبهم ورمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (465)، وانظر فتح الباري (1/ 571)، وتحفة الأحوذي (2/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3250)، والضعيفة (3695). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (10/ 36)، وانظر الإصابة (6/ 412)، وفيض القدير (4/ 97)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3251)، والضعيفة (3691).

4650 - "ستفتح عليكم أرضون، ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه". (حم م) عن عقبة بن عامر (صح). (ستفتح عليكم أرضون) بفتح الهمزة والراء. (ويكفيكم الله) أي أمر عدوكم فلا يبقى حرب وأذا كان كذلك. (فلا يعجز) بكسر الجيم وضمها. (أحدكم أن يلهو بأسهمه) أي يلعب بها ويدرب نفسه للقتال بتكرير اللعب بالنبال (حم م) (¬1) عن عقبة بن عامر) ولم يخرجه البخاري. 4651 - "ستفتح عليكم الدنيا حتى تنجدوا بيوتكم كما تنجد الكعبة، فأنتم اليوم خير من يومئذ". (طب) عن أبي جحيفة (ح). (ستفتح عليكم الدنيا) أي ينفتح من أرضها ما كان مغلقًا ومن رزقها ما كان مضيقاً. (حتى تنجدوا بيوتكم) من التنجيد التزيين أي تزينوها بالستور. (كما تنجد الكعبة) أي تزين. (فأنتم اليوم) قبل التزيين. (خير من يومئذ) لأن ذلك توسع في الدنيا لا يحبه الله واعلم أنه ليس فيه دلالة على تحريم الستور على الجدران ولا إذن وإنما هو إخبار عن ما يكون وقد وقع كما قاله - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه ثبت من أحاديث أخر النهي عن ذلك. (طب) (¬2) عن أبي جحيفة) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الجبار بن العباس الشامي وهو ثقة انتهى ورمز المصنف لحسنه. 4652 - "ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي، ألا وعمالها في النار إلا من اتقى الله وأدى الأمانة". (حل) عن الحسن مرسلاً. (ستفتح مشارق الأرض ومغاربها على أمتي) قد وقع هذا كما قاله - صلى الله عليه وسلم - فهو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 157)، ومسلم (1918). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 108) (270)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 291)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3614)، والصحيحة (2486).

من أعلام نبوته - صلى الله عليه وسلم -. (ألا) كلمة تنبيه ليصغى السامع إلى ما بعدها. (وعمالها) جمع عامل وهم الأمراء. (في النار) أي نار جهنم. (إلا من اتقى الله) في عمالته. (وأدى الأمانة) خصها مع أنه قد دخل فيمن اتقى الله لأنها أهم الأمور في يد العمال. (حل) (¬1) عن الحسن مرسلاً) وقد رواه أحمد موصولا إلا أنه ضعيف. 4653 - "ستفتحون منابت الشيح". (طب) عن معاوية. (ستفتحون منابت) جمع منبت وهو محل النبات. (الشيح) بفتح المعجمة فمثناة تحتية فحاء مهملة: شجر. والحديث إعلام بأنهم يفتحون من البلاد ما يتسع منها من مشارقها ومغاربها وأقاليمها كما وقع. (طب) (¬2) عن معاوية) قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وفيه ضعف وحديثه حسن. 4654 - "ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به". (حم ق) عن أبي هريرة (صح). (ستكون فتن) قال القسطلاني: المراد الاختلاف الواقع بين أهل الإِسلام بسبب اجترائهم على الإِمام ولا يكون الحق فيها معلوما بخلاف زمان علي عليه السلام ومعاوية، انتهى، يريد فإن الحق فيها معلوم للإجماع من الطوائف كلها أن معاوية باغي لحديث عمار وغيره. (القاعد فيها) أي في زمنها. (خير من القائم) لأن القائم يرى ويسمع من الفتنة ما لا يراه القاعد فهو أقرب إليها. (والقائم فيها) غير مباشر لشيء من أمورها. (خير من الماشي) لأن الماشي يباشر منها ما لم يباشره القائم. (والماشي فيها خير من الساعي) إليها لأن الذي يسعى خائض ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 199)، وأحمد في مسنده (5/ 366)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3253)، والضعيفة (2153). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 375) رقم (881)، وانظر مجمع الزوائد (5/ 325)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3254).

فيها، قال النووي (¬1): القصد بيان خطرها والحث على تجنها والهرب منها ومن التشبث في شيء منها لأن شرها يكون على حسب التعلق بها. (من تشرف لها) بفتح المثناة الفوقية فشين معجمة فراء مشددة أي تطلع لأجلها. (تستشرفه) أي تجره إليها وتدعوه إلى الوقوع فيها. (ومن وجد فيها ملجأ) أي عاصما أو موضعا يلتجيء إليه ويعتصم به. (أو معاذا) بفتح الميم وبالذال المعجمة أي محلا يعوذ به ويعتصم وهو شك من الراوي. (فليعذ به) أي فليذهب إليه ويعتزل فيه والحديث تحذير من الفتن وحث على تجنبها. (حم ق) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه مسلم بنحوه عن أبي بكرة. 4655 - "ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع". (م د) عن أم سلمة (صح). (ستكون أمراء فتعرفون) أي تفعلون أفعالا فتعرفون بعضها. (وتنكرون) بعضها. (فمن كره) ما ينكره فقد. (برئ) من الإثم بالنفاق والمداهنة والمراد كره وأنكر بلسانه لمقابلته بقوله: (ومن أنكر) أي بقلبه فقد. (سلم) من الإثم والعقوبة عن ترك التكبر ظاهرا، وقال النووي (¬3): معناه من أنكر بقلبه ولم يستطع إنكارا بيده ولا بلسانه فقد بريء من الإثم وأدى ما أمر به ومن أنكر بحسب طاقته فقد سلم من هذه المعصية. (ولكن من رضي) أي بما يأتونه. (وتابع) فعمل بعملهم فإنه الذي ما بريء وما سلم فحذف خبر لكن لدلالة السياق على أنه ضد ما أثبت لمن قبله، وتمام الحديث: "قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما صلوا" انتهى. (م د) (¬4) عن أم سلمة) وأخرجه الترمذي أيضاً في الفتن ولم يخرجه البخاري [2/ 580]. ¬

_ (¬1) شرح النووي على مسلم (18/ 8). (¬2) أخرجه البخاري (7081)، ومسلم عن أبي بكرة (2886)، وأحمد (7783). (¬3) شرح النووي على مسلم (12/ 243). (¬4) أخرجه مسلم (1854)، وأبو داود (4760)، والترمذي (2265).

4656 - "ستكون بعدي هنات وهنات، فمن رأيتموه فارق الجماعة أو يريد أن يفرق أمر أمة محمَّد كائنا من كان فاقتلوه، فإن يد الله مع الجماعة، وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض". (ن حب) عن عرفجة (¬1) (صح). (ستكون بعدي هنات وهنات) بفتح الهاء والنون آخره مثناة فوقية مرفوعة منونة جمع هنة وهي كناية عن ما لا يراد التصريح به لبشاعته أي أشياء قبيحة وأمور عظائم. (فمن رأيتموه فارق الجماعة) الصحابة ومن بعدهم من السلف، قال أبو شامة: حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد لزوم الحق واتباعه وإن كان المتمسك به قليلاً والمخالف كثيراً، قال البيهقي: إذا فقدت الجماعة فعليك بما كانوا عليه من قبل وإن كنت وحدك فأنت حينئذ الجماعة. (أو يريد أن يفرق أمر أمة محمَّد) بإنشاء الشقاق وإظهار الخلاف والتحزب للقتال. (كائنا من كان) أي حال كونه متصفًا بأي صفة. (فاقتلوه) دفعًا لشق عصا المسملين وتفريق جماعتهم. (فإن يد الله مع الجماعة) أي عنايته ورحمته وحفظه. (وإن الشيطان مع من فارق الجماعة يركض) فمن فارقهم فهو في سبيل الشيطان وحظه وليست يده عليه ولا حافظ عليه. (ن حب) (¬2) عن عرفجة) (¬3) بفتح المهملة وسكون الراء ففاء مفتوحة فجيم صحابي رمز المصنف لصحته. 4657 - "ستكون أمراء تشغلهم أشياء، يؤخرون الصلاة عن وقتها فاجعلوا صلاتكم معهم تطوعاً". (هـ) عن عبادة بن الصامت (صح). (ستكون أمراء تشغلهم أشياء، يؤخرون الصلاة عن وقتها) المختار أو عن جميعه ويؤيده الثاني وهذا من أعلام النبوة وقع في بني أمية ثم في غالب الأمراء ¬

_ (¬1) النسائي (7/ 92). (¬2) أخرجه النسائي (7/ 92) وابن حبان (10/ 438) (4577)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3621). (¬3) انظر الإصابة (4/ 485).

بعدهم. (فاجعلوا صلاتكم معهم تطوعاً) أي وصلوا الفريضة لوقتها كما جاء بلفظه في غير هذا وفيه أن الصلاة إلى الأمراء وإن كانوا خونة وأنه تصح إمامة الفاجر للصلاة وأنه يحافظ على تسكين الفتنة بإتيانهم الصلاة معهم وأن تأخيرهم إياها أهون من الخروج والفتنة والاعتزال. (هـ) (¬1) عن عبادة بن الصامت) صححه المصنف برمزه عليه. 4658 - "ستكون بعدي أئمة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها، صلوها لوقتها فإذا حضرتم معهم الصلاة فصلوا". (طب) عن ابن عمرو (صح). (ستكون بعدي أئمة) أي فسقة كما في رواية الديلمي. (يؤخرون الصلاة عن مواقيتها) كأنه قيل: فماذا نصنع؟ فقال: (فصلوها لوقتها) فإنه لا يجوز تأخيرها وفيه دليل على التوقيت. (وإذا حضرتم معهم الصلاة فصلوا) قال ابن تيمية (¬2): هذا كالصريح في أنهم كانوا يفوتونها وهو الصحيح وفيه كما قيل صحة الصلاة خلف الفاسق لأمره بالصلاة خلف أولئك الأئمة انتهى. قلت: كنت استدللت بهذا ونحوه في رسالة في "صحة الصلاة خلف الفاسق" قبل الوقوف على كلام ابن تيمية والحمد لله وقال جمع منهم المهلب أراد تأخيرها عن وقتها المستحب لا إخراجها عن وقتها وقال ابن حجر (¬3): هو مخالف للواقع فقد صح أن الحجاج وأميره الوليد وغيرهما كانوا يؤخرونها عن وقتها. (طب) (¬4) عن ابن عمرو) ورمز المصنف لصحته قال شارحه ليس كما قال فقد قال الهيثمي: فيه سالم بن يزيد الخياط ضعفه ابن معين وغيره ووثقه أحمد. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1257)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3617). (¬2) انظر: مجموع الفتاوى (22/ 61)، والفتاوى الكبرى (2/ 33). (¬3) انظر: فتح الباري (2/ 149). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 291) (958)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3619).

4659 - "ستكون عليكم من بعدي أئمة يأمرونكم ما لا يعرفون ويعملون بما تنكرون، فليس أولئك عليكم بأئمة". (طب) عن عبادة بن الصامت (ح). (ستكون عليكم من بعدي أئمة يأمرونكم ما لا يعرفون) من كتاب الله وسنة رسوله. (ويعملون بما تنكرون، فليس أولئك عليكم بأئمة) أي لا يجب عليكم طاعتهم إلا في طاعتي لا في غيرها (طب) (¬1) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه الأعشى بن عبد الرحمن لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 4660 - "ستكون أئمة من بعدي يقولون فلا يرد عليهم قولهم، يتقاحمون في النار كما تقاحم القردة". (ع طب) عن معاوية (ض). (ستكون أئمة من بعدي يقولون) أي المنكر من القول بدليل قوله: (فلا يرد عليهم قولهم) مهابة لهم وخوفًا من بطشهم. (يتقاحمون في النار) بالقاف والحاء المهملة أي يقعون فيها كما يقتحم الإنسان الأمر العظيم ويرمي نفسه فيه بلا رويَّة. (كما تقاحم القِرَدة) أي في الأمر الذي تثبت عليه هذا ويحتمل أن الضمير يتقاحمون للأئمة ولمن لم يرد عليهم مداهنة وتهاونا بالدين. (ع طب) (¬2) عن معاوية) رمز المصنف لضعفه. 4661 - "ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرًا إلا من أحياه الله بالعلم". (هـ طب) عن أبي أمامة. (ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافراً) أي تتلوّن صفاته فيذهب دينه لوقوعه فيها فيحتمل الكفر حقيقة أو كفر دون الكفر. (إلا من أحياه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 696) (رقم: 68)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 227)، وفيض القدير (4/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3256). (¬2) أخرجه أبو يعلى في مسنده (7382)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3615).

الله بالعلم) أي أنجاه عن الفتنة بما لديه من العلم فيكون على بصيرة يعرف به الحق وينقه من الباطل فيجتنبه. (هـ طب) (¬1) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: رجاله ثقات. 4662 - "ستكون فتنة صماء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت له، وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف". (د) عن أبي هريرة (صح). (ستكون فتنة صماء بكماء عمياء) أي تعمي الناس فلا [2/ 581] يرون منها مخرجا ويصمون الأسماع للفضائح ويسكتون عن التكلم فهو وصف لها لما يتأثر عنها أو المراد أنها تصيب الحواس فلا تسمع ولا تبصر ولا تتكلم. (من أشرف لها استشرفت له) أي من يطلع إليها تطلعت إليه فالخلاص في البعد عنها. (وإشراف اللسان فيها) أي خوضها وإطالته في شأنها. (كوقوع السيف) في الإثم قيل وهو إخبار لما وقع بين السلف وقيل: يحتمل أنها لم تقع بعد. (د) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال لشارحه: ليس كما قيل ففيه كما قال المناوي وغيره: عبد الرحمن بن البيلماني، قال المنذري وغيره: لا يحتج به وضعفه آخرون. 4663 - "ستكون أحداث وفتنة وفرقة واختلاف فإن استطعت أن تكون المقتول لا القاتل فافعل ". (ك) عن خالد بن عرفطة. (ستكون أحداث وفتن وفرقة واختلاف) أي يحدث كل هذا بين الأمة. (فإن استطعت) خطاب لغير معين. (أن تكون المقتول لا القاتل فافعل) يريد كف ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3954)، والطبراني في الكبير (8/ 233) (7910)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 303)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3258)، والضعيفة (3696): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه أبو داود (4264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3257).

يدك عن القتال واستسلم وهو ظاهر فيما يكون بين المسلمين لا فيما بين المسلمين والكفار فلا يجوز الاستسلام. (ك) (¬1) عن خالد بن عرفطة) (¬2) بضم المهملة والفاء صحابي من عمال معاوية وفيه علي بن زيد بن جدعان قال ابن حجر: ضعيف إلا أنه اعتضد. 4664 - "ستكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم، يحدثون فيكذبونكم، ويعملون فيسيئون العمل، لا يرضون منكم حتى تتحسنوا قبيحهم، وتصدقوا كذبهم، فأعطوهم الحق ما رضوا به، فإذا تجاوزوا فمن قتل على ذلك فهو شهيد". (طب) عن أبي سلالة. (ستكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم) لأن الفيء والخراج بأيديهم. (يحدثون فيكذبونكم، ويعملون فيسيئون العمل) فهم مسيئون في الأقوال والأفعال. (لا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم، وتصدقوا كذبهم) في قولهم بتصديقه وفي فعلهم بالموافقة عليه. (فأعطوهم الحق) أي ما يستحقونه غير محسنين لقبائحهم. (ما رضوا به) أي مدة رضاهم به. (فإذا تجاوزوا) بظلمهم غير الحق. (فمن قتل على ذلك) أي على منعهم ما طلبوه من غير الحق. (فهو شهيد). (طب) (¬3) عن أبي سلالة) بضم المهملة قال الهيثمي: فيه عاصم بن عبد الله وهو ضعيف. 4665 - "ستكون معادن يحضرها شرار الناس". (حم) عن رجل من بني سليم. (ستكون معادن) هي تامة أي توجد وتحدث جمع معدن وهو محل الجواهر ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 316)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3616). (¬2) انظر الإصابة (2/ 244). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 362) (910)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3255).

المستخرجة أو هي أنفسها. (يحضرها شرار الناس) أي ما تركوها ولا يقربونها لما يلزم من مزاحمة الأشرار عليها من الفتن والقتل. (حم) (¬1) عن رجل من بني سليم) ورواه الخطيب عن ابن عمر قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بقطعة من ذهب كانت أول صدقة جاءته من معدن فقالوا: ما هذه؟ فقال: "صدقة من معدن ... كذا" فذكره، قال الهيثمي: فيه راو لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح. 4666 - "ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم، ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحزة يأخذ بمراق الرجل، يستشهد الله به أنفسهم ويزكي به أعمالهم". (حم) عن معاذ (صح). (ستهاجرون إلى الشام فيفتح لكم) قيل الظاهر أن أصله تفتح لكم فتهاجرون بتقديم وتأخير. (ويكون فيكم داء كالدمل) بضم المهملة. (أو كالحزة) بضم الحاء المهملة وفتح الزاي مشددة من الحز القطع، وفي النهاية (¬2): حزه قطعه وفي غيرها القطعة من اللحم قطعت طولاً. (يأخذ بمراق الرجل) بتشديد القاف ما سفل من البطن فما تحته من المحال الذي يرق جلدها لا واحد لها. (يستشهد الله به أنفسهم) أي يجعلهم به شهداء. (ويزكي به أعمالهم) أي ينميها ويطهرها من العوارض الخبيثة. (حم) (¬3) عن معاذ) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن عبيد الله لم يدرك معاذاً. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 5/ 430، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3625)، والصحيحة (506). (¬2) انظر النهاية (1/ 377). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 241)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3260).

السين مع الجيم

السين مع الجيم 4667 - " سجدتا السهو في الصلاة تجزيان من كل زيادة ونقصان". (ع عد هق) عن عائشة. (سجدتا السهو في الصلاة) فرضاً أو نفلاً. (تجزيان من كل زيادة) كركعة خامسة وسجدة ثالثة. (ونقصان) كترك شيء من أجزائها مع أدائه وظاهره سواء زاد أو ترك فرضاً أو مسنوناً. (ع عد هق) (¬1) عن عائشة) قال البيهقي: تفرد به حكيم بن نافع الرقي وكان ابن معين يوثقه انتهى، وتعقبه الذهبي (¬2) بأن أبا زرعة قال: ليس بشيء (¬3). 4668 - "سجدتا السهو بعد التسليم، وفيهما تشهد وسلام ". (فر) عن أبي هريرة، وابن مسعود. (سجدتا السهو بعد التسليم) أي تفعلان بعده وعليه أئمة من العلماء منهم أبو حنيفة والثوري، وقال الشافعي: قبله، وفصل مالك فقال: إن كان لنقص قدم وإلا أخر توفيقا بين الأخبار ورد بأنه كان آخر الأمرين من النبي - صلى الله عليه وسلم - فعله قبله، ولأحمد تفصيل آخر سلك فيه مسلك الوارد من الصفات عنه - صلى الله عليه وسلم -. (وفيهما تشهد وسلام) هو من أدلة من يقول أنهما يفعلان بعد التسليم أي كتشهد الصلاة. (فر) (¬4) عن أبي هريرة، وابن مسعود) فيه يحيى بن العلاء قال في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (4592)، ابن عدي في الكامل (2/ 222)، والبيهقي في السنن (2/ 364)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3626) والصحيحة (510). (¬2) في كتابه: المهذب في اختصار السنن الكبير (2/ 780 رقم (3416). (¬3) انظر ترجمته في: المجروحين (1/ 248)، وتاريخ بغداد (8/ 268)، ولسان الميزان (2/ 344) رقم (1397). (¬4) انظر فيض القدير (4684)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3261)، والضعيفة (3698): موضوع.

الضعفاء (¬1) وقال أحمد: كذاب يضع الحديث ويحيى بن أكثم القاضي قال في الضعفاء (¬2) [2/ 582] صدوق وقال الأزدي: يتكلمون فيه، وقال ابن الجنيد: لا يشكون فيه أنه يسرق الحديث. ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 741)، والميزان (7/ 205). (¬2) انظر المغني (2/ 741).

السين مع الحاء المهملة

السين مع الحاء المهملة 4669 - " سحاق النساء زنا بينهن". (طب) عن واثلة. (سحاق النساء) بكسر المهملة بعدها مهملة بعد ألفه قاف بضاع المرأة المرأة. (زنا بينهن) أي إثمه إثم الزنا ويحرم كما يحرم وهل هو في الحد مثله تجلد البكر وترجم الثيب يحتمل اللفظ ذلك وما في اللسان: من أن علياً - رضى الله عنه- أمر في امرأتين وجدتا في لحاف واحد يتساحقان بإحراقهما فأحرقتا بالنار، فإنه منكر جداً، وقد عد الذهبي وغيره السحاق من الكبائر لهذا الحديث وغيره. (طب) (¬1) عن واثلة) قال الهيثمي: رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 63) (153)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3262)، والضعيفة (1601).

السين مع الخاء المعجمة

السين مع الخاء المعجمة 4670 - " سخافة بالمرء أن يستخدم ضيفه". (فر) عن ابن عباس. (سخافة بالمرء) أي نقص في عقله، وفي الفردوس: السخافة آفة العقل والسخف بالفتح آفة العيش. (أن يستخدم ضيفه) فإن العقل يقضي بإكرام الضيف لا بإهانته والاستخدام إهانة له. (فر) (¬1) عن ابن عباس) فيه دُبَيْس المُلائي قال الذهبي (¬2): قال أبو حاتم: ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3502)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3263). (¬2) انظر: المغني (1/ 221).

السين مع الدال المهملة

السين مع الدال المهملة 4671 - " سددوا وقاربوا". (طب) عن ابن عمرو (صح). (سددوا) اقتصدوا في الأمور وتجنبوا الإفراط والتفريط ولا تترهبوا فتسأم نفوسكم ويختل معاشكم ولا تنهمكوا في أمر الدنيا فتعرضوا عن الطاعة رأساً. (وقاربوا) اقربوا إلى الله بالمواظبة على طاعته مع الاقتصاد فاعبدوه طرفي النهار وزلفا من الليل. (طب) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف بصحته وقال الهيثمي: فيه سلام الطويل مجمع على ضعفه. 4672 - "سددوا وقاربوا وأبشروا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم الجنة عمله، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة". (حم ق) عن عائشة (صح). (سددوا) أي اقصدوا السداد من سدد الرجل إذا صار ذا سداد. (وقاربوا) لا تغلوا والمقاربة القصد في الأمور من غير تفريط ولا إفراط. (وأبشروا) أي أن البشرى مقارنة للأمرين السداد والمقاربة. (واعلموا أنه لن يدخل أحدكم الجنة عمله) قال القاضي (¬2): أراد بيان أن النجاة من العذاب والفوز بالثواب بفضل الله ورحمته والعمل غير مؤثر فيهما على سبيل الإيجاب والاقتضاء بل غايته أنه بعد العمل يتفضل عليه ويقرب إليه الرحمة كما قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] وليس المراد توهين العمل ونفيه بل توقيف العباد على أن العمل إنما يتم بفضل الله وبرحمته لئلا يتكلوا على أعمالهم اغترارا بها وأما: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل: 32] فالحديث في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 167)، والطبراني في الكبير (3/ 5355) وأبو نعيم في الحلية (5/ 68)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3627). (¬2) انظر شرح النووي على مسلم (16/ 130).

الدخول والآية في حصول المنازل فيها. (ولا أنا) عدل عن مقتضى الظاهر وهو ولا إياي انتقالا عن الخطاب إلى التكلم وتقديره ولا أنت ممن ينجيه عمله استبعادا عن هذه النسبة إليه. (إلا أن يتغمدني الله) بالغين المعجمة أي يسترني مأخوذ من غماد السيف. (بمغفرة ورحمة) أي يجعل ذلك محيطا بي إحاطة الغلاف بما يحفظ فيه قاله القاضي. (حم ق) (¬1) عن عائشة). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 125)، والبخاري (6099)، ومسلم (2817).

السين مع الراء

السين مع الراء 4673 - " سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن". (حل) عن أبي هريرة (خط) في الجامع (فر) عن ابن عمر، ابن النجار عن ابن عباس. (سرعة المشي) أي إسراع الرجل في مشيته. (تذهب بهاء المؤمن) أي هيبته وجماله قيل لأن السرعة تتعب فتغيّر اللون والهيئة، قلت: والأظهر أنها تدل على الخفة والطيش وعدم الوقار وهو ذهاب بهاء الإيمان. (حل) (¬1) عن أبي هريرة) فيه محمَّد بن عبد الملك الأصمعي قال الخطيب: لم أر له ذكر إلا في هذا الحديث قال في الميزان: هو حديث منكر جداً، (خط) (¬2) في الجامع (فر) (¬3) عن ابن عمر) فيه عمر بن محمَّد بن صهبان غالب أحاديثه مناكير قال في المغني (¬4) قال أبو زرعة: واهٍ، (ابن النجار عن ابن عباس). 4674 - "سرعة المشي تُذْهِب بهاء الوجه". أبو القاسم بن بشران في أماليه عن أنس. (سرعة المشي تذهب ببهاء الوجه) أي حسن هيئته قال السخاوي: هذا وما قبله إذا لم يخش من بطء السير تفويت أمر ديني. (أبو القاسم بن بشران في أماليه عن أنس) ورواه أبو نعيم والديلمي (¬5) من حديث ابن عمر. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 290). والديلمي في الفردوس (3508) عن أبي هريرة، وانظر الميزان (6/ 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3265). (¬2) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/ 394) عن ابن عمر، وانظر العلل المتناهية (2/ 707). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3508) عن أبي هريرة، وانظر الميزان (6/ 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3265). (¬4) انظر المغني (2/ 473). (¬5) أخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه (1258)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 290)، والديلمي في مسند الفردوس (3508) والخطيب (/417)، قال الألباني في ضعيف الجامع (3264): موضوع، وقال في الضعيفة (55): هذا إسناد باطل ليس فيهم من هو معروف بالثقة.

السين مع الطاء

السين مع الطاء 4675 - " سطع نور في الجنة فقيل: ما هذا؟ فإذا هو ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها". الحاكم في الكنى (خط) عن ابن مسعود. (سطع نور في الجنة) أي ظهر ولاح. (فقيل: ما هذا) أي قال بعض أهل الجنة لبعض. (فإذا هو) أي فبحثوا عنه فوجدوه. (من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها) واعلم أن هذا السطوع والضحك تعبيران يكون باعتبار المستقبل إلا أنه عبر عنه بالماضي لتحقق وقوعه فإن الأزواج لا يجتمعون بأهليهم إلا بعد فصل القضاء ودخول أهل الجنة الجنة، ويحتمل أنه الاجتماع الروحاني قبل ذلك والأول أظهر. (الحاكم في الكنى (¬1) (خط) عن ابن مسعود) فيه حَلْبَس بن محمَّد قال في الضعفاء: مجهول، وفي الميزان: أن الحديث باطل [2/ 583]. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 253)، وابن عدي في الكامل (2/ 457)، وانظر المغني (1/ 188)، والميزان (2/ 356)، واللسان (2/ 344)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3266)، والضعيفة (3699): موضوع.

السين مع العين المهملة

السين مع العين المهملة 4676 - " سعادة لابن آدم ثلاث وشقاوة لابن آدم ثلاث، فمن سعادة ابن آدم: الزوجة الصالحة، والمركب الصالح، والمسكن الواسع، وشقوة لابن آدم ثلاث: المسكن السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء. الطيالسي عن سعد (صح). (سعادة لابن آدم ثلاث) أي حصولها له من أمارات سعادته. (وشقاوة لابن آدم ثلاث) كذلك. (فمن سعادة ابن آدم: الزوجة الصالحة) تقدم أنها التي تسره إذا نظر وتحفظه إن غاب وتطيعه إن أمر. (والمركب الصالح) السريع غير النفور ولا الشرود ولا الحرون. (والمسكن الواسع) بالنسبة إليه ويختلف باختلاف الناس. (وشقوة لابن آدم ثلاث: المسكن السوء، والمرأة السوء، والمركب السوء) هي ما اتصف بضد ما اتصف بها الثلاثة التي بضدها، واعلم أن هذه الأشياء من سعادة الدنيا وقد تكون من سعادة الدين أيضاً فإن من رزق الثلاثة الأول طاب عيشه وكملت لذته فقد تعينه على أمور دينه فتكون سعادة في الدين والدنيا وقد لا فتكون سعادة دنيوية فقط. وخصال الشقاوة قد يصبر عليها من كانت له فيسارع فتكون سعادة في الدين وقد يجزع فتكون شقاوة وأما في الدنيا فما هي إلا من أسباب التعب والنصب والهم والكدر وغير ذلك. (الطيالسي (¬1) عن سعد) رمز المصنف لصحته ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (210)، والحاكم في المستدرك (2/ 144)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3629).

السين مع الفاء

السين مع الفاء 4677 - " سفر المرأة مع عبدها ضيعة". البزار (طس) عن ابن عمر. (سفر المرأة مع عبدها ضيعة) في الكشاف (¬1) أن عبد المرأة معها بمنزلة الأجنبي فحلا كان أو خصيا انتهى، وفيه أنها لو لم تجد محرما فإنها لا تخرج للحج مع عبدها بل يسقط فرضها عنها. (البزار (طس) (¬2) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه بزيغ بن عبد الرحمن ضعفه أبو حاتم وبقية رجاله ثقات انتهى وفي اللسان: بزيع هذا ذكره ابن حبان في الثقات وقال الأزدي: منكر الحديث. ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 838). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6639)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 214)، والميزان (2/ 16)، واللسان (2/ 12)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3268)، والضعيفة (3701).

السين مع اللام

السين مع اللام 4678 - " سل ربك العافية والمعافاة في الدنيا والآخرة، فإذا أعطيت العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت". (ت هـ) عن أنس (ح). (سل ربك العافية) أي السلامة من المكاره. (والمعافاة) مصدر من قولك عافاك الله معافاة. (في الدنيا والآخرة) متعلق بهما على التنازع أو بالأخير، قيل العافية أن يسلم من الأسقام والبلايا والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك أي يعفيك عنهم ويعفيهم عنك. (فإذا أعطيت) مبني للمجهول. (العافية في الدنيا وأعطيتها في الآخرة فقد أفلحت) أي فزت وظفرت قالوا: هذا السؤال متضمن للعفو عن الماضي والآتي، والعافية في الحال والمعافاة في الاستقبال قال ابن القيم (¬1): فما سئل الله شيئاً أحب إليه من العافية. (ت هـ (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 4679 - "سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة". (تخ ك) عن عبد الله بن جعفر. (سل الله العفو) أي الفضل والنماء من عفو الشيء كثرته ونماؤه ومنه: {حَتَّى عَفَوْا} [الأعراف: 95] أي كثروا قاله ابن جرير والذي يتبادر منه ترك المؤاخذة بالذنب. (والعافية في الدنيا والآخرة) فإن ذلك يتضمن إزالة الشرور الماضية والآتية. (تخ ك) (¬3) عن عبد الله بن جعفر) جاء إليه رجل فقال: مرني ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (4/ 195)، ومدارج السالكين (3/ 103). (¬2) أخرجه الترمذي (3512)، وابن ماجة (3848)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3269). (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ (560)، والحاكم (3/ 657)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3631).

بدعوات ينفعني الله بهن؟ قال نعم سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسأله رجل: عما سألتني عنه فذكره. 4680 - "سلمان منا أهل البيت". (طب ك) عن عمرو بن عوف (صح). (سلمان منا أهل البيت) منصوب بأخص وبالجر على البدل من الضمير، قال الراغب: نبه به على أن مولى القوم يصح نسبته إليهم كما قال "مولى القوم منهم" (¬1) وفيه شهادة لسلمان بالطهارة والحفظ الإلهي، وسبب الحديث كما في المستدرك أنه - صلى الله عليه وسلم - خط الخندق عام الأحزاب حتى بلغ الذاحج فقطع كل عشرة أربعين ذراعاً فقال المهاجرون سلمان منا وقالت الأنصار سلمان منا فذكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (طب ك) (¬2) عن عمرو بن عوف) رمز المصنف لصحته وجزم الذهبي بضعف سنده وقال الهيثمي: فيه عند الطبراني كثير بن عبد الله المزني ضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات. 4681 - "سلمان سابق فارس". ابن سعد عن الحسن مرسلاً. (سلمان سابق فارس) بالإضافة وهي بلاده أي إلى الإِسلام وفي حديث آخر أنه أولهم إسلاماً. (ابن سعد في الطبقات (¬3) عن الحسن مرسلاً [2/ 584] ورواه ابن عساكر وفيه عندهما ابن عليه وفيه كلام مشهور. 4682 - "سلم علي ملك ثم قال لي: لم أزل أستأذن ربي عَزَّ وَجَلَّ في لقائك حتى كان هذا أوان أذن لي، وإني أبشرك أنه ليس أحد أكرم على الله منك". ابن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6380). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 212) (6040)، والحاكم (3/ 691)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (6/ 130)، وله شاهد في حديث علي أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 56) وإسناد رجاله كلهم ثقات، وراجع: كشف الخفا (2/ 490)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3272)، والضعيفة (3704): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 82)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 405)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3271)، والضعيفة (3703).

عساكر عن عبد الرحمن بن غنم. (سلم علي ملك ثم قال لي: لم أزل أستأذن ربي عَزَّ وَجَلَّ في لقائك حتى كان هذا أوان أذن لي) فيه أنه لا تفعل الملائكة طاعة إلا بإذنه تعالى. (وإني أبشرك أنه) أي الشأن. (ليس أحد) حتى الملائكة. (أكرم على الله منك). (ابن عساكر (¬1) عن عبد الرحمن بن غنم) بفتح المعجمة وسكون النون قال: كنا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندنا ناس من أهل المدينة أهل نفاق فإذا سحابة فقال - صلى الله عليه وسلم - "سلم علي ... " إلى آخره. 4683 - "سلوا الله الفردوس؛ فإنها سرة الجنة، وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش". (طب ك) عن أبي أمامة. (سلوا الله الفردوس) أي جنة الفردوس. (فإنها سرة الجنة) أي وسطها وهو بهذا في رواية. (وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش) أي صوته لكونها الطبقة العليا من طبقات الجنان وسقفها عرش الرحمن. (طب ك) (¬2) عن أبي أمامة) قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه جعفر بن الزبير هالك وقال الهيثمي: فيه عند الطبراني جعفر بن الزبير متروك. 4684 - "سلوا الله العفو والعافية؛ فإن أحد لم يعط بعد اليقين خيراً من العافية". (حم ت) عن أبي بكر (ح). (سلوا الله العفو والعافية) العفو محو الذنب، العافية السلامة من الأسقام والبلايا. (فإن أحد لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية) جمع بين عافيتي الدين والدنيا لأن صلاح العبد لا يتم في الدارين إلا بالعفو واليقين، فاليقين يدفع عنه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (35/ 313)، وانظر فيض القدير (4/ 107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3270)، والضعيفة (3702). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 246) (7966)، والحاكم (2/ 402)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 398)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3273)، والضعيفة (3705).

عقوبة الآخرة والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه. (حم ت) (¬1) عن أبي بكر) قال المنذري: رواه الترمذي من رواية عبد الله بن محمَّد بن عقيل وقال: حسن غريب ورواه النسائي من طريقين واحد أسانيده صحيح ورمز المصنف لحسنه. 4685 - "سلوا الله من فضله؛ فإن الله يحب أن يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج". (ت) عن ابن مسعود (صح). (سلوا الله من فضله) قال الطيبي: الفضل الزيادة وكل عطية لا تلزم المعطي والمراد أن إعطاء الله ليس بسبب استحقاق العبد بل إفضالاً منه تعالى من غير سابقة. (فإن الله يحب أن يسأل) أي من فضله فإن خزائنه مملوءة لا تنقصه نفقة. (وأفضل العبادة انتظار الفرج) أي أفضل الدعاء انتظار الداعي الفرج بالإجابة ويزيد في خضوعه وعبادته وتذلّله. (ت) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وليس كما قال ففيه حماد بن واقد قال الترمذي: ليس بالحافظ وقال العراقي (¬3): ضعفه ابن معين وغيره إلا أنه حسن ابن حجر الحديث. 4686 - "سلوا الله علماً نافعا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع". (هـ هب) عن جابر (صح). (سلوا الله علماً نافعا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع) قال ابن رجب: هو كالسحر وغيره من العلوم التي تضر في الدين أو الدنيا وقد ورد تفسير العلم الذي لا ينفع بعلم النسب في حديث مرسل رواه أبو داود في مراسيله انتهى، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 3)، والترمذي (3558)، والنسائي (6/ 220)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 137)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3632). (¬2) أخرجه الترمذي (3571)، وانظر لسان الميزان (4/ 362)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3278). (¬3) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 254).

ويحتمل أنه أريد العلم الذي لا عمل معه قال الغزالي (¬1): العلم النافع هو ما يتعلق بالآخرة وهو علم أحوال القلب وأخلاقه المذمومة والمحمودة وما هو مرضي عند الله تعالى وذلك خارج عن ولاية البعثة بقول المصطفى "أرباب السيف والسلطنة عنه حيث قال هلا شققت عن قلبه" (¬2) وقد اتفقوا على أن الشرف في العلم لتعمل به ممن يعلم علم اللعان والظهار والسلم والإجارة ليتقرب بتعاطيها إلى الله فهو محبوب، وعلم طريق الآخرة فرض عين في علم الفتوى عنه عند علماء الأمة. (هـ هب (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته قال شارحه: وأخطأ فإن فيه أسامة بن زيد فإن كان ابن أسلم فقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه أحمد وجمع وكان صالحا، وإن كان الليثي فقد قال النسائي: ليس بالقوي وقال العلائي: الحديث حسن غريب. 4687 - "سلوا الله لي الوسيلة، أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون أنا هو". (ت) عن أبي هريرة (صح). (سلوا الله لي الوسيلة) هي ما يتوسل به إلى الشيء ويتقرب به والمراد هنا. (أعلى درجة في الجنة) سميت وسيلة لأنها منزلة ليتقرب بها إلى الله سبحانه ويتوسل إليه، وقيل الوسيلة التي اختص بها هي منزلة يكون منها بمنزلة الوزير من الملك من غير تمثيل فلا يصل أحد إلى خير إلا بواسطته. (لا ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون أنا هو) قال ابن القيم (¬4): هكذا الرواية ووجهه أن الجملة خبر عن اسم كان المستتر فيها ولا يكون تأكيدا ولا فضلا بل مبتدأ. ¬

_ (¬1) الإحياء (1/ 17). (¬2) انظر فيض القدير (4/ 108). (¬3) أخرجه ابن ماجة (3843)، والبيهقي في الشعب (1781)، وابن حبان (1/ 283) (82)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3635). (¬4) انظر: حادي الأرواح (1/ 56).

(ت) (¬1) عن أبي هريرة) وقال: غريب إسناده ليس بالقوي [2/ 585] وكعب غير معروف انتهى. فرمز المصنف لصحته غير صحيح. 4688 - "سلوا لي الوسيلة، فإنه لا يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة". (ش طس) عن ابن عباس (صح). (سلوا الله لي الوسيلة، فإنه لا يسألها لي عبد مسلم في الدنيا إلا كنت له شهيدا) هو شك من الراوي. (أو شفيعا يوم القيامة) فيه بيان أجر السائل وقد أعلمه الله تعالى أنها إليه وإنما يعبد الأمة بسؤالها له لينالوا الأجر بذلك. (ش طس) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وليس كما ظن بل هو حسن لأن في سنده من فيه خلاف. 4689 - "سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها". (طب) عن أبي بكرة. (سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها) عادة من طلب شيئا من غيره أن يمد يده إليه ليضع فيها ما يطلبه والداعي طالب من الله تعالى فأرشده إلى كيفية مد يده إليه. (طب) (¬3) عن أبي بكرة) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير خلاد بن عمار الواسطي وهو ثقة. 4690 - "سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم". (د هق) عن ابن عباس (صح). (سلوا الله ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها) الباء فيهما للآلة أو للمصاحبة. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3612)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3636). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (29590)، والطبراني في الأوسط (633)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3637). (¬3) عزاه للطبراني في الكنز (3229)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 266)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3634).

(فإذا فرغتم) من الدعاء. (فامسحوا وجوهكم) تبركاً بإيصالها إلى وجهه بعد مدها إلى ربه. (د هق) (¬1) عن ابن عباس رمز المصنف لصحته وهو غير صواب فقد قال مخرجه أبو داود: وروي عن ابن عباس من غير طريق وكلها واهية وهذا الطريق أمثلها وهو ضعيف انتهى ونقله عنه البيهقي وأقره الذهبي وابن حجر. 4691 - "سلوا الله حوائجكم البتة في صلاة الصبح". (ع) عن أبي رافع (ض). (سلوا الله حوائجكم البتة) أي قطعا ولا ترددوا في سؤاله؛ فإنه إن لم يسألها لم تتسهل، والبت: القطع. (في صلاة الصبح) لأنها أول صلاة النهار وهي في باكورة اليوم وساعة فراغ القلب عن شغل الدنيا وتفرغه لطلب الحاجات، وفيه ندب الدعاء في الصلاة لحوائج الدارين. (ع) (¬2) عن أبي رافع) ضعفه المصنف بالرمز عليه ورواه الديلمي. 4692 - "سلوا الله كل شيء حتى الشسع، فإن الله إن لم ييسره لم يتيسر". (ع) عن عائشة (ض). (سلوا الله كل شيء حتى الشسع) بكسر الشين المعجمة فمهملتان هو أحد سيور النعل. (فإن الله إن لم ييسره لم يتيسر) فإذًا لا طريق إلى حصول شيء من الخير في الدين والدنيا إلا من الرب تعالى وطلبه من طريق نيله فلا يعجز العبد عن السؤال فإن الله لا يبخل عن العطاء. (ع) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1485)، والبيهقي في السنن (2/ 212)، وضعف الألباني في ضعيف الجامع (3274). (¬2) أخرجه أبو يعلى في مسنده (5058) والديلمي، في مسند الفردوس (3198)، وانظر فيض القدير (4/ 110)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3275)، والضعيفة (1908). (¬3) أخرجه أبو يعلى (4560) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3277)، وقال في الضعيفة (21) لا أصل له.

لضعفه وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن عبد الله بن المنادى وهو ثقة انتهى. فالعجب من المصنف تضعيف ما ليس بضعيف، وتصحيح ما ليس بصحيح، ويحسن ما ليس بحسن. 4693 - "سلوا أهل الشرف عن العلم، فإن كان عندهم علم فاكتبوه، فإنهم لا يكذبون". (فر) عن ابن عمر. (سلوا أهل الشرف) أي المنازل الرفيعة في الدين أو المناصب العلية في الدنيا والمال قال الراغب (¬1): الشرف أخص بمآثر الآباء والعشيرة ومن ذلك قيل: للعلوية أشراف وقيل: بل الشرف بالهمم العالية لا بالعظام البالية. (عن العلم، فإن كان عندهم علم فاكتبوه، فإنهم لا يكذبون) لأنهم يصونون شرفهم أن يدنسوه بعار الكذب ومن كلامهم: ولد الشريف أولى بالشرف والدر أغلى من الصدف وهذا أمر أعلى قال القسطلاني: إذا طاب أصل المرء طابت فروعه ... ومن غلط جاءت يد الشوك بالورد وقد يخبث الفرع الذي طاب أصله ... ليظهر صنع الله في العكس والطرد وفيه أنه تؤخذ الرواية ممن يظن صدقه. (فر) (¬2) عن ابن عمر) ورواه الديلمي. ¬

_ (¬1) مفردات القرآن (1/ 982). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3384)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3279).

السين مع الميم

السين مع الميم 4694 - " سمى هارون ابنيه شبراً وشبيراً، وإني سميت ابني الحسن والحسين كما سمى به هارون ابنيه". البغوي، وعبد الغني في الإيضاح، وابن عساكر عن سلمان. (سمى هارون ابنيه شبرا وشبيراً) كجبل وجبيل قال في الفردوس: هما اسمان سريانيان معناهما الحسن والحسين. (وإني سميت ابني الحسن والحسين كما سمى به هارون ابنيه) وفي القاموس (¬1): شبير كقمير ومشبر كمحدث ابنا هارون عليهما السلام وبأسمائهم سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسن والحسين رضي الله عنهما انتهى. البغوي (¬2)، وعبد الغني في الإيضاح، وابن عساكر عن سلمان) ورواه الطبراني بسند فيه برذعة بن عبد الرحمن وهو كما قال الهيثمي: ضعيف وفي الميزان: له مناكير ومنها هذا الخبر. 4695 - "سم ابنك عبد الرحمن". (خ) عن جابر (صح). (سم ابنك عبد الرحمن) لما سبق من أنه أحب الأسماء إليه تعالى عبد الله وعبد الرحمن والخطاب لرجل كما قال جابر: [2/ 586] ولد لرجل غلام فسماه القاسم فقلنا لا نكنيك أبا القاسم ولا كرامة فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك فذكره. فائدة: قال (¬3): التسمية حق للأب لا للأم فلو تنازع أبواه في تسميته فهي ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص: 259). (¬2) أخرجه أبو نعيم في المعرفة (5/ 311 رقم 1665) وابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة (177)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 119)، وأخرجه الطبراني في (3/ 97 رقم 2778)، وأورده البخاري في التاريخ الكبير (2/ 147)، وقال: إسناده مجهول، وانظر فيض القدير (4/ 111)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3280): ضعيف جدًا. (¬3) بياض بالأصل.

للأب لأن الولد يتبع أباه في النسب والتسمية تعريف النسب والمنسوب. (خ) (¬1) عن جابر). 4696 - "سموه بأحب الأسماء إلي حمزة". (ك) عن جابر. (سموه) أي الغلام المولود المذكور في سببه قال جابر: ولد لرجل غلام فقالوا: ما نسميه يا رسول الله؟ فذكره. (بأحب الأسماء إلى حمزة) أي بأحب أسماء الشهداء أو قرابتي إلى حمزة فلا يعارضه السابق لأن المراد هنالك أحب الأسماء المضافة إلى أسمائه تعالى. (ك) (¬2) عن جابر) قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي فقال: يعقوب بن يزيد بن كاسب أحد رجاله ضعيف وصوابه مرسل. 4697 - "سموا أسقاطكم، فإنهم من أفراطكم" ابن عساكر عن أبي هريرة. (سموا أسقاطكم) جمع سقط المولود قبل تمامه. (فإنهم من أفراطكم) جمع فرط بالتحريك الذي يتقدم القوم فيهيء لهم ما يحتاجون إليه من منازل الآخرة ومقامات الأبرار ووجه التعليل أن بالتسمية يكمل معرفته بهم في الآخرة. (ابن عساكر (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف. 4698 - "سموا السقط يثقل الله به ميزانكم، فإنه يأتي يوم القيامة يقول: أي رب أضاعوني فلم يسموني". ميسرة في مشيخته عن أنس. (سموا السقط) مثلث القاف. (يثقل الله به ميزانكم، فإنه يأتي يوم القيامة يقول: أي رب أضاعوني فلم يسموني) قيل وذلك عند كمال خلقه ونفخ الروح ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5832). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 216)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3284)، والضعيفة (3707). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (23/ 146)، وانظر فيض القدير (4/ 112)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3281)، والضعيفة ([[3322]]): موضوع.

فيه لا عند كونه علقة أو مضغة. (ميسرة في مشيخته (¬1) عن أنس) ورواه عنه الديلمي إلا أنه بيض لسنده. 4699 - "سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي". (طب) عن ابن عباس (صح). (سموا) بفتح السين وضم الميم. (باسمي، ولا تكنوا بكنيتي) والكنية ما صدّر بأب أو أم قيل إن النهي مخصوص بحال حياته وتقدم أن كنيته أبو القاسم وتقدم سبب النهي. (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 4700 - "سموا باسمي، ولا تكنوا بكنيتي، فإني إنما بعثت قاسما أقسم بينكم". (ق) عن جابر (صح). (سموا باسمي) فيه الندب للتسمية باسمه ويحتمل أنه للإباحة لقرنه بالنهي في قوله: (ولا تكنوا) بفتح المثناة الفوقية وسكون الكاف. (بكنيتي فإني إنما بعثت قاسما أقسم بينكم) أي ما أحله الله من الغنائم ومن الوحي وتعليم الأحكام وليس لأحد غيره ذلك فهو أبو القاسم لكن لما مات ابنه صغيراً جعل معنى اسمه له - صلى الله عليه وسلم - وكأنه ما سماه قاسما إلا بوحي وإعلام أنه يكنى به لأن معناه قائم في حقه - صلى الله عليه وسلم -. (ق) (¬3) عن جابر) وفي الباب عن ابن عباس وأبي حميد وغيرهما. 4701 - "سموا بأسماء الأنبياء، ولا تسموا بأسماء الملائكة". (تخ) عن عبد الله بن جراد. (سموا بأسماء الأنبياء، ولا تسموا بأسماء الملائكة) تقدم في الباء وفيه ندب ¬

_ (¬1) أخرجه ميسرة في مشيخته كما في الكنز (45215)، والديلمي في الفردوس (321)، وانظر فيض القدير (4/ 112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3282)، والضعيفة (3322): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 163) (12770)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3641). (¬3) أخرجه مسلم (2133)، والبخاري (2946).

التسمية بأسماء الأنبياء وكراهتها أو تحريمها بأسماء الملائكة. (تخ) (¬1) عن عبد الله بن جراد) قال البيهقي: في إسناده نظر. 4702 - "سمي رجب؛ لأنه يترجب فيه خير كثير لشعبان ورمضان". أبو الحسن بن محمَّد الخلال في فضائل رجب عن أنس. (سمي) أي: الشهر وكأنه تقدم ذكره. (رجب لأنه يترجب) أي يتكثر ويتعظم. (فيه خير كثير لشعبان ورمضان) يقال: رجبه مثل عظمه وزنا ومعنى، والمراد أن يتهيأ فيه خير كبير للمتعبدين في شعبان ورمضان. (أبو محمَّد الحسن بن محمَّد الخلال) (¬2) بالخاء المعجمة مفتوحة وتشديد اللام (في فضائل) شهر (رجب عن أنس). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (63)، والبيهقي في السنن (9/ 306)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3283): ضعيف جدًا. (¬2) انظر فيض القدير (4/ 113)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3285)، والضعيفة (3708): موضوع.

السين مع الواو

السين مع الواو 4703 - " سوء الخلق شؤم". ابن شاهين في الأفراد عن ابن عمر. (سوء الخلق شؤم) على صاحبه وغيره والشؤم: الشر والوبال. (ابن شاهين (¬1) في الأفراد عن ابن عمر). 4704 - "سوء الخلق شؤم وشراركم أسوأكم خلقاً" (خط) عن عائشة. (سوء الخلق شؤم وشراركم) أي من شراركم. (أسوأكم خلقا) تقدم الكلام فيهما غير مرة. (خط) (¬2) عن عائشة) وروى أبو داوود بعضه قال الحافظ العراقي: وكلاهما لا يصح. 4705 - "سوء الخلق شؤم، وطاعة النساء ندامة، وحسن الملكة نماء". ابن منده عن الربيع الأنصاري. (سوء الخلق شؤم، وطاعة النساء ندامة) أي طاعة الرجل المرأة أو المرأة المرأة فالإضافة إلى مفعول المصدر وذلك لأن رأي المرأة غالباً لا يأتي برشد. (وحسن الملكة نماء) أي زيادة في الخير والبركة. (ابن منده (¬3) عن الربيع الأنصاري). 4706 - "سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد النحل العسل". الحارث، والحاكم في الكنى عن ابن عمر. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن شاهين كما في الكنز (7344)، وانظر فيض القدير (4/ 113)، ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3286). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 276)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 249) وابر عساكر في تاريخ دمشق (5/ 129)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3287)، والضعيفة (795): موضوع. (¬3) أخرجه ابن منده كما في الكنز (7346)، وانظر فيض القدير (4/ 133)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3288).

(سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد النحل العسل) قال العسكري: أراد أن الذي يفعل الخير إذا قرنه بسوء الخلق أفسد عمله وأحبط أجره كالمتصدق إذا أتبعه بالمن والأذى. (الحارث، والحاكم (¬1) في الكنى عن ابن عمر) ورواه ابن حبان في الضعفاء عن أبي هريرة (والبيهقي في الشعب عن ابن عباس). 4707 - "سوء المجالسة شح، وفحش، وسوء خلق". ابن المبارك عن سليمان بن موسى مرسلاً. (سوء المجالسة شح) بذات اليد على الجليس. (وفحش) بالقول عليه. (وسوء خلق) من عطف العام على الخاص فإنهما شعبتان منه وفيها أن حسن المجالسة أن لا تشح ولا تفحش وتحسن مع جلسائك أخلاقك [2/ 587] (ابن المبارك (¬2) عن سليمان بن موسى مرسلاً) وهو الأموي مولاهم الدمشقي الأشدق قال النسائي: غير قوي (¬3). 4708 - "سوداء ولود خير من حسناء لا تلد، وإني مكاثر بكم الأمم، حتى بالسقط محبنطئًا على باب الجنة، فيقول: يا رب وأبواي، فيقال له: ادخل الجنة أنت وأبواك". (طب) عن معاوية بن حيدة. (سوداء) كذا في النسخ وقال الشارح: إنه الذي رآه في نسخة الجامع والذي رآه في أصول صحيحة بخط الحافظ ابن حجر في الفردوس وغيره سوآء بزنة شوعاء وهي القبيحة الوجه يقال رجل أسوء وامرأة سوآء كذا ذكره الديلمي. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد بن حميد (799)، وابن حبان في المجروحين (3/ 51)، والبيهقي في الشعب (8036)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 291)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3289)، والضعيفة (3709): موضوع. (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (668)، وانظر فيض القدير (4/ 114)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3290). (¬3) قال الخطيب في التقريب (2616): صدوق فقه في حديثه بعض لين وخولط قبل موته بقليل.

(ولود) أي كثيرة الولادة. (خير من حسناء لا تلد) أي عند الله تعالى؛ لأن النكاح شرع لطلب النسل. (وإني مكاثر بكم الأمم، حتى بالسقط محبنطئًا) بضم الميم وسكون الحاء المهملة بعدها موحدة مفتوحة ونون ساكنة فطاء مكسورة وهو المتغضب المستبطئ للمشي وقيل: هو الممتنع عنه امتناع طلبه لا امتناع إبآء. (على باب الجنة) حتى أذن له بالدخول يقال له ادخل الجنة. (فيقول: يا رب وأبواي، فيقال له: ادخل الجنة أنت وأبواك) المراد بهما المسلمان. (طب) (¬1) عن معاوية بن حيدة) قال الهيثمي: فيه علي بن الربيع وهو ضعيف. 4709 - "سورة الكهف تدعى في التوراة الحائلة، تحول بين قارئها وبين النار" (هب) عن ابن عباس (ض). (سورة الكهف تدعى في التوراة الحائلة) بالحاء المهملة أي الحاجزة والمانعة. (تحول بين قارئها وبين النار) أي بين دخوله إياها وفيه أن قصة أهل الكهف مسرودة في التوراة وإن أجرها فيها وفي القرآن في الحيلولة ثابت ويحتمل أن في التوراة الإعلام بأن سورة الكهف تنزل في القرآن تسمى الحائلة والمراد أنها تجادل وتخاصم عن تاليها أو أنها تجسم هنالك وتمنعه. (هب) (¬2) عن ابن عباس) ضعفه المصنف بالرمز عليه. 4710 - "سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة، وهي تبارك". (طس) والضياء عن أنس. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 416) (1004)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3291)، والضعيفة (3267). (¬2) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (2448)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3292)، والضعيفة (3259): ضعيف جدًا.

(سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية) قال ابن حجر (¬1): الآية العلامة وآية القرآن علامة على تمام الكلام أو لأنها جماعة من كلمات القرآن والآية تقال للجماعة، قالوا: لا يختلف العادون أن تبارك ثلاثون آية غير التسمية. (خاصمت عن صاحبها) أي حاججت عنه ودافعت. (حتى أدخلته الجنة) بعد منعه عن دخولها. (وهي تبارك) قال الطيبي: وهذا الإبهام ثم البيان لقوله (وهي تبارك) نوع تفخيم لشأنها وتعظيم لا يخفى قال القاضي: وهذا وما أشبهه عبارة عن اختصاص هذه السورة ونحوها بمكان من الله وأنه لا يضيع أجر من حافظ عليها ولا يهمل مجازاة من ضيعها قيل والأحسن أن المراد أن الله يأمر من شاء من ملائكته أن يقوم بذلك. (طس) (¬2) والضياء عن أنس) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وقال ابن حجر: حديث صحيح. 4711 - "سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر". ابن مردويه عن ابن مسعود (ح). (سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر) أي الكافة له عن قارئها إذا مات ووضع في قبره أو أنها إذا قرئت على قبر ميت منعت عنه العذاب ويؤخذ منه ندب ما اعتيد من قراءتها خصوصا على القبور للزائر. (ابن مردويه (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف بحسنه قال الحافظ ابن حجر في آماليه: أنه حسن، وأخرجه الترمذي والبيهقي والحاكم وغيرهم. ¬

_ (¬1) فتح الباري (1/ 63). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3654)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3644). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 498) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي، وأخرجه الترمذي (2890) وقال: حديث غريبٌ من هذا الوجه، والطبراني في الكبير (12/ 174) (رقم 12801)، وابن مردويه ما في الكنز (2649)، وانظر فيض القدير (4/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3643)، والصحيحة (1140).

4712 - "سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة". (حم ق د هـ) عن أنس (صح). (سووا صفوفكم) أي اعتدلوا فيها على سمت واحد وسدوا فرجها ثم علله بقوله. (فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة) أي من تمامها وكمالها ومن جملة إقامتها المأمور بها في الآية وأخذ ابن حزم بظاهره فأوجب التسوية بأن الإقامة واجبة وكل شيء من الواجب واجب. (حم ق د هـ) (¬1) عن أنس) واللفظ للبخاري. 4713 - "سووا صفوفكم، لا تختلف قلوبكم". الدارمي عن البراء. (سووا صفوفكم) عند الشروع في الصلاة. (لا تختلف) أي لئلا تختلف. (قلوبكم) أي أهواؤها وإرادتها والقلب تابع للأعضاء فإن اختلف اختلفت وإذا اختلفت فسدت الأعضاء لأنه رئيسها. (الدارمي (¬2) عن البراء) وفي الباب عن غيره أيضاً. 4714 - "سووا صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم". (هـ) عن النعمان بن بشير (صح). (سووا صفوفكم) أي اعتدلوا على سمت واحد حتى تصيروا كالرمح أو كالقداح. (أو ليخالفن الله بين وجوهكم) بأن تفترقوا فيأخذ كل واحد وجهاً غير الذي أخذ صاحبه؛ لأن تقدم البعض على البعض مظنة الكبر المفسد للقلوب وسبب لتأثرها الناشئ عنه الحقد والضغائن. (هـ) (¬3) عن النعمان بن بشير) رمز عليه المصنف بالصحة. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (433)، والبخاري (690). (¬2) أخرجه الدارمي (1264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3648). (¬3) أخرجه ابن ماجة (994)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3646).

4715 - "سووا القبور على وجه الأرض إذا دفنتم". (طب) عن فضالة بن عبيد (ض). (سووا القبور على وجه الأرض إذا دفنتم) أي موتاكم ولا ترفعوها وقد ثبت عن القاسم بن محمَّد أن عمته عائشة كشفت له عن قبر المصطفى [2: 588] وصاحبيه فإذا هي مسطحة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء (¬1)، وأما رواية البخاري أنه مسنم (¬2) حملها البيهقي (¬3) على أن تسنيمه حادث لما سقط جداره وأصلح زمن الوليد وقيل زمن عمر بن عبد العزيز وهذا الأمر ظاهر في الوجوب وقد خالفه الناس شرقًا وغربًا وصار القبب والمشاهد أهم الأعمال من أبناء الدنيا والعلماء لا ينكرون ثم طال الأمد فصارت أصنامًا يعكف عليها وتعبد يتمسح بها الزائر ويطوف بها طوافه بالبيت فإنا لله وإنا إليه راجعون. (طب) (¬4) عن فضالة بن عبيد) وعزاه الديلمي إلى مسلم والنسائي وكذا لأحمد والمصنف رمز لضعفه. 4716 - "سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته". (فر) وأبو الحسن بن المفضل المقدسي في الأربعين المسلسلة عن أبي موسى. (سلامة الرجل في الفتنة أن يلزم بيته) قال الخطابي (¬5): العزلة في الفتنة سنة الأنبياء وسيرة الحكماء فلا أعلم لمن عابها عذراً لا أسلم من تجنبها فخراً ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3220). (¬2) أخرجه البخاري (1325). (¬3) السنن الكبرى (4/ 3). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 314) (812)، والديلمي (رقم 3390)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3645). (¬5) انظر: العزلة للخطابي (ص: 8).

سيما في هذا الزمان. (فر) (¬1) وأبو الحسن بن المفضل المقدسي في الأربعين المسلسلة عن أبي موسى) وله شواهد وقد أفرد الخطيب في العزلة جزءا قلت: وللسيد الإمام محمَّد بن إبراهيم مؤلف العواصم كتاب فيها جمع فيه خمسين حديثاً. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3507)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3649).

السين مع الياء آخر الحروف

السين مع الياء آخر الحروف 4717 - " سيأتي أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحباً بوصية رسول الله، وأفتوهم". (هـ) عن أبي سعيد (ح). (سيأتونكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم: مرحباً) أي أتيتم رحبا من الأرض فاستأنسوا ولا تستوحشوا والمراد أكرموهم وأحسنوا نزلهم. (بوصية رسول الله) أي لمن هم وصيته والموصى بإكرامه وإعزازه وقد كان السلف على ذلك كان بعض السلف إذا جاءه الطالب قال مرحباً بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (وأفتوهم) بالفاء فمثناة فوقية أي علموهم وفي رواية للديلمي بالقاف والنون يعني أرضوهم وقيل لقنوهم وقيل أعينوهم. (هـ) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه ورواه الطيالسي والديلمي وغيرهما. 4718 - "سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة: درهم حلال، أو أخ يستأنس به أو سنة يعمل بها". (طس حل) عن حذيفة. (سيأتي عليكم زمان لا يكون فيه شيء أعز من ثلاثة: درهم حلال) لأنه يفشوا الحرام فلا يكاد يوجد حلالاً وخص الدرهم لأن الالتباس في الدراهم والدنانير أكثر، ويحتمل أنه أراد به التمثيل. (أو أخ يستأنس به) قال الزمخشري (¬2): الصديق الذي هو صادق في ودادك يهمه ما يهمك وهو أعز من بيض الأنوق وفيه قيل (¬3): سمعنا بالصديق ولا نراه ... على التحقيق يوجد في الأنام وأحسبه محالا لقبوه على ... وجه المجاز من الكلام ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (247)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3651). (¬2) الكشاف (1/ 885). (¬3) الأبيات منسوبة إلى الناشئ الأكبر (ت 293 هـ).

(أو سنة يعمل بها) لأنه يتطابق الناس على البدع ويمضي عليها الأول فيأنس بها الآخر ولا ينكر ولا يبقى لها اسم ولا جسم. (طس حل) (¬1) عن حذيفة) قال أبو نعيم عقيب تخريجه: غريب من حديث الثوري تفرد به روح بن صلاح قال ابن عدي: وهو ضعيف. 4719 - "سيأتي على أمتي زمان يكثر فيه القراء، ويقل الفقهاء، ويقبض العلم، ويكثر الهرج، ثم يأتي من بعد ذلك زمان يقرأ فيه القرآن رجال من أمتي لا يجاوز تراقيهم، ثم يأتي من بعد ذلك زمان يجادل المشرك بالله المؤمن في مثل ما يقول". (طس ك) عن أبي هريرة. (سيأتي على أمتي زمان يكثر فيه القراء) الذين يحفظون القرآن على ظهر قلب ولا يفهمون معانيه. (ويقل الفقهاء) العارفون معاني الكتاب والسنة والأحكام المأخوذة عنهما. (ويقبض العلم) بموت حملته. (ويكثر الهرج) بفتح الهاء وسكون الراء وجيم القتل والفتن. (ثم يأتي من بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال من أمتي لا يجاوز تراقيهم) كناية عن عدم العمل به وأنه لا يرفع إلى الله تعالى. (ثم يأتي من بعد ذلك زمان يجادل المشرك بالله) بالرفع فاعل الجدال. (المؤمن في مثل ما يقول) أي يجادله ويخاصمه ويقاوم حجته بحجة مثلها في كونها حجة لكنها حجة داحضة والمراد بيان أنه يقل العارفون بالله وسرعة الرد لشبهة الكافر في جدالهم بباطله لأنه لا يجد من يلقمه الحجر ويشرقه بريقه وفيه أنه ينبغي الجدال لإيضاح الحق ودفع الباطل. (طس ك) (¬2) عن أبي هريرة) قال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (88)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 370)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3296)، والضعيفة (3713). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (3277)، والحاكم (4/ 504)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3295).

الهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. 4720 - "سيأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور، فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور". (ك) عن أبي هريرة. (سيأتي على الناس زمان يخير فيه الرجل بين العجز والفجور) أي بين أن يرتكب ما يرتكبه الفجرة أو يقال أنه عاجز ويذم بذلك (فمن أدرك ذلك الزمان فليختر العجز على الفجور) لأنه لا يأثم بالاتصاف بالعجز عن معصية الله سبحانه [2/ 589] (ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي قال الشارح: ليس بسديد ففيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال في الميزان (¬3): ضعفه غير واحد وقال ابن عدي: أجمعوا على ضعفه. 4721 - "سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة". (م) عن أبي هريرة (صح). (سيحان) بفتح السين من السيح وهو جري الماء على ظهر الأرض وهو نهر العواصم بقرب مصيصة وهو غير سيحون. (وجيحان) بالجيم وحاء مهملة بزنته نهر دونه وأما سيحون فنهر بالهند والسند وجيحون نهر بلخ وينتهي إلى خوارزم فمن زعم أنهما واحد فقد وهم، فقد حكى النووي (¬4) الاتفاق على المغايرة. (والفرات) بضم الفاء نهر في الكوفة. (والنيل) نهر مصر. (كل من أنهار الجنة) قال الطيبي: سيحان مبتدأ وجيحان مبتدأ ثان وكذا ما فيها وكل مبتدأ أيضاً خبره من أنهار الجنة والجملة خبر عن الأول وحذف العائد إلى كل منهما ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 484)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3294)، والضعيفة (3711). (¬2) انظر: المغني (1/ 45)، وفيه: حديثه مستقيم وضعفه غير واحد. (¬3) انظر الميزان (1/ 202). (¬4) انظر: شرح صحيح مسلم (17/ 176).

والمراد أنها لعذوبة مائها وبركتها وكثرة منافعها كأنهار الجنة أو أن في الجنة أنهاراً تسمى بهذه الأسماء أو هو على ظاهره ولها مادة من الجنة وهو لقربها. (م) (¬1) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. 4722 - "سيخرج أقوام من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن". (طب) عن عقبة بن عامر. (سيخرج أقوام من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن) أي يتلقونه بألسنتهم من غير تدبر لمعانيه ولا تأمل في أحكامه بل يمرونه على ألسنتهم كما يمر اللبن المشروب عليها بسرعة وهذا ذم لهم ويحتمل أن المراد يغتذون به كما يغتذى باللبن فيكون مدحا لهم. (طب) (¬2) عن عقبة بن عامر) قال الهيثمي: رجاله ثقات وأخرجه مسلم بلفظه عن أبي هريرة. 4723 - "سيخرج أهل مكة ثم لا يعبرها إلا قليل، ثم تمتلئ وتبنى، ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبداً". (حم) عن عمر. (سيخرج أهل مكة) أي من مكة. (ثم لا يعبرها) بضم الموحدة أي يصلها. (إلا قليل) رغبة عنها. (ثم تمتلئ) بعد خلوها. (وتبنى) مساكنها. (ثم يخرجون منها فلا يعودون فيها أبداً) وكأن هذا مما لم يقع وهو وأقع بإخبار الصادق به. (حم) (¬3) عن عمر) ورواه عنه أبو يعلى، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2839). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 297) (821)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3653)، والصحيحة (1886). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 23)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 298)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3298).

4724 - "سيخرج ناس إلى المغرب يأتون يوم القيامة وجوههم على ضوء الشمس". (حم) عن رجل (ض). (سيخرج ناس إلى المغرب) أي للجهاد أو للهجرة أو لطلب العلم. (يأتون يوم القيامة وجوههم على ضوء الشمس) في الإنارة والإشراق إكراما من الله تعالى لهم. (حم) (¬1) عن رجل) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وفيه ضعف. 4725 - "سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية". (طس) وأبو نعيم في الطب (هب) عن بريدة (ض). (سيد الإدام) اختلف فيه فالجمهور أنه ما يؤكل به الخبز مما يطيبه مركبا كان أم لا واشترط أبو حنيفة الاصطباغ. (في الدنيا والآخرة اللحم) أي أنه في شرفه وتقدمه عند النفس واللذة والنفع في الندب، قال الطيبي: وهو مستعار من الرئيس المقدم الذي يعتمد إليه في الحوائج ويرجع إليه في المهمات والجامع لمعاني الأقوات ومحاسنها هو اللحم ويطلق السيد أيضاً على الفاضل، وفي خبر "قوموا إلى سيدكم" أي أفضلكم، واللحم سيد المطعومات لأن به تعزم قوة الحياة في الشخص المغتذي به قال ابن حجر: قد دلت الأخبار على إيثار اللحم ما وجد إليه سبيل وما ورد عن عمر وغيره من إيثار أكل غيره فإما لقمع النفس عن تعاطي الشهوات والإدمان عليها وإما لكراهة الإسراف والإسراع في تبذير المال وقلة الشيء عندهم إذ ذاك. (وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء) تقدمت منافعه. (وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية) بالفاء وغين معجمة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 424)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3299)، والضعيفة (3715).

هي نور الحناء من أطيب الرياحين معتدلة في الحر واليبس فيها بعض قبض وإذا وضعت بين ثياب الصوف منعت السوسة ومنافعها كثيرة. (طس) (¬1) (وأبو نعيم في الطب (هب) عن بريدة) قال الهيثمي: فيه سعيد بن عتبة القطان لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر وقال ابن القيم (¬2): إسناده ضعيف ورمز المصنف لضعفه. 4726 - "سيد الأدهان البنفسج، وإن فضل البنفسج على سائر الأدهان كفضلي على سائر الرجال". الشيرازي في الألقاب عن أنس، وهو أمثل طرقه. (سيد الأدهان البنفسج) بكسر الموحدة وفتح النون وسكون الفاء وفتح المهملة فجيم وهو نبات بستاني وبري يكون في الظلال منبسطا ورقه دون السفرجل وزهره [2/ 590] فرفيرى ربيعي يدرك ببيسان طيب الرائحة دهنه ينفع الشقوق خصوصا بالمصطكى وله منافع كثيرة وهو بارد رطب. (وإن فضل البنفسج على سائر الأدهان كفضلي على سائر الرجال) فيه تنويه بفضل دهن البنفسج بالغ. (الشيرازي في الألقاب (¬3) عن أنس) وله طرق عدة كلها معلولة فلذا قال المصنف وهو أي طريق الشيرازي أمثل طرقه أي أحسنها مع أن فيه محمَّد بن ثابت وقال البخاري: فيه نظر وقال النسائي: ضعيف قاله في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7477)، وأبو نعيم في الطب (رقم 847)، وأخرجه البيهقي في الشعب (5904)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 35)، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق العقيلي (3/ 126)، وانظر: المقاصد الحسنة (ص: 393) وتنزيه الشريعة (2/ 248)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3316)، والضعيفة (3579): ضعيف جدًا. (¬2) انظر: زاد المعاد (4/ 318). (¬3) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (17212)، وأبو نعيم في الطب (رقم 905)، وانظر فيض القدير (4/ 119)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 91)، والمغني (2/ 561)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3317).

المغني (¬1)، وقال ابن القيم (¬2): في البنفسج حديثان باطلان موضوعان هذا أحدهما والثاني "فضل دهن البنفسج على الأدهان كفضل الإِسلام على سائر الأديان" (¬3). 4727 - "سيد الاستغفار أن تقول: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة". (حم خ ن) عن شداد بن أوس (صح). (سيد الاستغفار) أي أفضل أنواع الأذكار التي يطلب بها المغفرة هذا الذكر الجامع لمعاني التوبة كلها قال الطيبي: لما كان هذا الدعاء جامعا لمعاني التوبة كلها استعير له اسم السيد وهو في الأصل للرئيس الذي يقصد في الحوائج ويرجع إليه في المهمات. (أن تقول) أي المستغفر الدال عليه المصدر. (اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني) قال الحافظ ابن حجر (¬4): في نسخة معتمدة من البخاري تكرير أنت وسقطت الثانية في معظم الروايات. (وأنا عبدك) يجوز أن تكون مؤكدة وأن تكون مقدرة أي أنا عابد لك كقوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا} [الصافات: 112]، قاله الطيبي. (وأنا على عهدك ووعدك) أي على ما عاهدتك عليه وواعدتك من الإيمان لك وإخلاص الطاعة لك، وقال المصنف: العهد ما أخذ عليهم في عالم الذر يوم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: 172] والوعد ما جاء على لسان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أن من مات لا يشرك بالله دخل الجنة. (ما استطعت) ¬

_ (¬1) انظر: المغني (2/ 561). (¬2) انظر: زاد المعاد (4/ 282). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 230) رقم (2898). (¬4) فتح الباري (11/ 99).

أي مدة دوام استطاعتي ومعناه الاعتراف بالعجز والقصور عن القيام بالواجب من حقه تعالى. (أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك) بفتح الهمزة وضم الباء فواو مهموز أي أعترف وألتزم وأصل البوء اللزوم ومنه: "فقد باء بها أحدهما" أي التزمها ورجع بها. (بنعمتك علي، وأبوء بذنبي) أي أعترف وقيل معناه: أحمله برغمي لا أستطيع صرفه عني وقال الطيبي: أعترف أولى لأنه تعالى أنعم عليهم ولم يقيده يشمل كل الإنعام ثم اعترف بالتقصير وإن لم يقم بأداء شكرها وعده ذنبا مبالغة في التقصير وهضم النفس. (فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) هو اعتراف بالذنب وإقرار بأنه لا غافر له سواه تعالى وفائدة الاعتراف محو الاقتراف كما قيل: وإن اعتراف المرء يمحق ذنوبه ... كما أن إنكار الذنوب ذنوب (من قالها) أي هذه الكلمات. (من النهار موقنا بها) أي مخلصا من قلبه مصدقا بها. (فمات من يومه) ذلك. (قبل أن يمسي) أي يدخل في المساء. (فهو من أهل الجنة) أي من الداخلين إليها مع السابقين أو من دون أن يمسه عذاب. (ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) فينبغي أن يقولها نهارا وليلا كل ذاكر قال ابن أبي جمرة: جمع الحديث من بدائع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى "سيد الاستغفار" وفيه الإقرار لله وحده بالإلهية والعبودية وأنه الخالق والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه والرجاء لما وعده والاستغفار من شر ما جنى على نفسه وإضافة النعم إلى موجدها وإضافة الذنب إلى نفسه ورغبته في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر على ذلك إلا هو، قال: ويظهر أن الذكر المذكور لا يكون سيد الاستغفار إلا إذا جمع صحة النية والتوجه والأدب. (حم خ ن) (¬1) عن شداد بن أوس) ورواه عنه الطبراني وغيره. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 122) البخاري (5964)، والنسائي (8/ 279)، والطبراني في الكبير (7/ 297).

4728 - "سيد الأيام عند الله يوم الجمعة، أعظم من يوم النحر والفطر، وفيه خمس خصال: فيه خلق آدم، وفيه أهبط من الجنة إلى الأرض، وفيه توفي، وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها الله شيئاً إلا أعطاه إياه ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا ريح ولا جبل ولا حجر إلا وهو مشفق من يوم الجمعة". الشافعي (حم تخ) عن سعد بن عبادة. (سيد الأيام عند الله يوم الجمعة) أي أفضلها لأن السيد أفضل القوم أو مقدمها فإن الجمعة متبوعة كما أن السيد يتبعه القوم قاله الطيبي. (أعظم من يوم النحر والفطر) أي يومي العيد مع أنهما فاضلان ولذا أمر تعالى بتعظيمهما. (وفيه خمس خلال) هو جواب عما يقال وماذا فيه من الفضل والخير؟ ودل أن ما يذكر من الخير التي فضل اليوم بوقوعها. (فيه خلق آدم، وفيه أهبط من الجنة إلى الأرض، وفيه توفي، وفيه ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئاً إلا أعطاه إياه ما لم يسأل إثما أو قطيعة رحم، وفيه تقوم الساعة وما من ملك مقرب) وغيره بالأولى. (ولا سماء ولا أرض ولا ريح ولا جبل ولا حجر) عطفهما على الأرض تخصيص وتنصيص على أنه أريد الأرض نفسها لا ساكنها. (إلا وهو مشفق) أي خائف. (من يوم الجمعة) أي من قيام الساعة فيها. (الشافعي (حم تخ) (¬1) عن سعد بن عبادة) وإسناده حسن. 4729 - "سيد السلعة أحق أن يسام" (د) في مراسيله عن أبي حسين (صح). (سيد السلعة) بكسر المهملة البضاعة والمراد مالكها وصاحبها. (أحق أن يسام) مبني للمجهول أي يسومه المشتري بأن يقول له: بكم تبيع سلعتك؟ يقال: سام البائع السلعة سوما عرضها للبيع وسامها المشتري وأسامها: طلب ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 72)، وأحمد (3/ 430)، والبخاري في التاريخ (1911)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3318)، والضعيفة (3726).

من البائع أن يبيعها منه. (د) (¬1) في مراسيله عن أبي حسين) هو العكلي زيد بن الخباب مرسلاً). 4730 - "سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب". (ك) عن جابر (طب) عن علي (صح). (سيد الشهداء عند الله يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب) أسد الله وعم رسوله (ك) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته وكأنه لقول الحاكم صحيح إلا أنه تعقبه الذهبي بأن فيه الفضل بن صدقة قال النسائي: متروك (طب) عن علي) كرم الله وجهه قال الهيثمي: فيه عند الطبراني علي بن الحزوَّر وهو متروك انتهى، قلت: في المغني (¬3): إنه هالك. 4731 - "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله". (ك) والضياء عن جابر. (سيد الشهداء) جمع شهيد قيل سمي الشهيد شهيداً لأن روحه شهدت أي حضرت دار السلام عند موته وروح غيره إنما يشهدها يوم القيامة أو لأنه تعالى شهد له بالجنة أو لأن ملائكة الرحمة يشهدونه أو لكونه شهد ما أعد الله له من الكرامة أو لكل ذلك أو لغيره. (حمزة بن عبد المطلب) - رضي الله عنه - شهيد أحد عم المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. (ورجل قام إلى إمام جائر فأمره) أي بمعروف. (ونهاه) عن منكر. (فقتله) واستحقاقه لسيادة الشهداء لأنه خاطر بنفسه في ذات الله ولا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في مراسيله (166)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3319). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 219) عن جابر، والطبراني في الكبير (3/ 151) (2958) عن علي، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 268)، والميزان (5/ 145)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3676). (¬3) انظر: المغني (2/ 444).

ناصر له إلا الله سبحانه. (ك) والضياء (¬1) عن جابر) قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه حفيد الصفار ولا يدرى من هو. 4732 - "سيد الشهداء جعفر بن أبي طالب، ومعه الملائكة، لم ينحل ذلك أحد ممن مضى من الأمم غيره، شيء أكرم الله به محمداً". أبو القاسم الحرفي في أماليه عن علي. (سيد الشهداء جعفر بن أبي طالب، ومعه الملائكة) أي يطيرون معه في الجنة مصاحبين له. (لم يُنحَل) بالحاء المهملة مفتوحة مبني للمجهول أي لم يعط. (ذلك) أي مصاحبة الملائكة. (أحد) بالرفع نائب يبخل ولم ينب الأول مع أنه الأولى وجواب هذا. (ممن مضى من الأمم غيره) أي غير جعفر أي أنه لم يصاحب الملائكة في الطيران والمرافقة سواه. (شيء) خبر مبتدأ محذوف أي ذلك أو هو ما خص به جعفر شيء. (أكرم الله به محمدا) لأنه أكرم به ابن عمه والباذل نفسه في نصرة دينه. أبو القاسم الحرفي (¬2) بالحاء المهملة مفتوحة وسكون الواو بعدها فاء (في أماليه عن علي) كرم الله وجهه. 4733 - "سيد الشهور شهر رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة". البزار (هب) عن أبي سعيد (ح). (سيد الشهور شهر رمضان، وأعظمها حرمة ذو الحجة) لأن فيه الأيام المعلومات والمعدودات ويوم عرفة يوم الحج الأكبر في الأصح فهو أعظم حرمة لما فيه من المناسك، ورمضان أفضل لما فيه من الطاعات، ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 195)، والديلمي في الفردوس (3472)، وعزاه في الكنز (33264) إلى الضياء في المختارة، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3675). (¬2) أخرجه أبو القاسم الحرقي في أماليه كما في الكنز (33190)، وانظر فيض القدير (4/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3320).

وقيل: رمضان أفضل من ذي الحجة إذا قوبلت الجملة بالجملة وفضلت إحدى الجملتين على الأخرى ولا يلزم تفضيل كل أفراد الجملة ويؤيده أن جنس الصلاة أفضل من جنس الصوم وصوم يوم أفضل من ركعتين. (البزار (هب) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه وليس كما قال وقد قال الهيثمي [2/ 592]: ففيه يزيد بن عبد الملك النوفلي ضعفوه. 4734 - "سيد الفوارس أبو موسى". ابن سعد عن نعيم بن يحيى مرسلاً. (سيد الفوارس أبو موسى) هو الأشعري والفوارس جمع فارس ويجمع على فرسان وهو المستعمل، وأما فوارس فهو شاذ كما في المصباح (¬2) وغيره لأن فواعل إنما هو جمع فاعلة مثل ضاربة وضوارب. (ابن سعد (¬3) عن نعيم بن يحيى مرسلاً). 4735 - "سيد القوم خادمهم". عن أبي قتادة (خط) عن ابن عباس. (سيد القوم خادمهم) لأن السيد هو الذي يفزع إليه في النوائب ويحمل الأثقال عنهم وفي ما تحمل خادمهم عنهم الأمور وكفاهم مؤنتهم وقام بأعباء ما لا يطيقونه كان سيدهم بهذا الاعتبار. (عن أبي قتادة) واعلم أنه لم يرمز المصنف لمخرجه في نسخته وعزاه المصنف في الدرر المنتثرة (¬4) لابن ماجه عن أبي قتادة فلا يبعد أنه سقط رمزه من نسخة الجامع سهوا لخفائه وعزاه في در ابن النجار للترمذي وقد ثبت في ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3755)، والديلمي في الفردوس (3478)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 140)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3321)، والضعيفة (3727). (¬2) المصباح المنير (2/ 467). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3322)، والضعيفة (2262). (¬4) انظر: الدرر المنتثرة (ص: 272).

نسخة الجامع، (خط) (¬1) عن ابن عباس) قال في المواهب: وفي سنده ضعف وانقطاع. 4736 - "سيد القوم خادمهم وساقيهم آخرهم شرباً". أبو نعيم في الأربعين الصوفية عن أنس (ض). (سيد القوم خادمهم وساقيهم آخرهم شرباً) وعليه أنشد الإِمام البيهقي: إذا اجتمع الإخوان كان أذلهم ... لإخوانه نفسًا أبر وأفضلا وما الفضل في أن يؤثر المرء نفسه ... ولكن فضل المرء أن يتفضلا (أبو نعيم في الأربعين الصوفية (¬2) عن أنس) وأخرجه ابن ماجة والديلمي ورمز المصنف لضعفه. 4737 - "سيد القوم في السفر خادمهم، فمن سبقهم بخدمة لم يسبقوه بعمل إلا الشهادة". (ك) في تاريخه (هب) عن سهل بن سعد. (سيد القوم في السفر خادمهم) أي ينبغي أن يكون كذلك لما يلزمه من الرعاية لمصالحهم وتفقد أحوالهم. (فمن سبقهم بخدمة لم يسبقوه بعمل) لأنه قد فضلهم بالخدمة. (إلا الشهادة) لأنه شريكهم فيما يزاولونه من الأعمال بواسطة خدمته ذكره الطيبي، وأنشد البيهقي: إن أخا الإحسان من يسعى ... معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك ... شتت فيه شمله ليجمعك ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 187)، وانظر: المقاصد الحسنة (ص: 395)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3323)، والضعيفة (1502). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الأربعين على مذهب المتحققين من الصوفية (رقم 27)، وابن ماجه (3434)، والديلمي في الفردوس (3473)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3324)

(ك) في تاريخه (هب) (¬1) عن سهل بن سعد)، ورواه عنه الديلمي، وفي الباب عقبة بن عامر. 4738 - "سيد الناس آدم، وسيد العرب محمَّد، وسيد الروم صهيب، وسيد الفرس سلمان، وسيد الحبشة بلال وسيد الجبال طور سيناء، وسيد الشجر السدر، وسيد الأشهر المحرم، وسيد الأيام الجمعة، وسيد الكلام القرآن، وسيد القرآن البقرة، وسيد البقرة آية الكرسي، أما إن فيها خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركة". (فر) عن علي (ض). (سيد الناس آدم) قد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - سيد ولد آدم وهذا العام مخصوص، وأما قوله: (وسيد العرب محمَّد) فلا دليل فيه بأنه لا سيادة له على غيرهم لأنه من مفهوم الاسم غير مراد ولأن من ساد العرب ساد غيرهم لأنهم أشرف ولد آدم. (وسيد الروم صهيب) لأنه أولهم إسلاما كما قال: (وسيد الفرس سلمان) لذلك. (وسيد الحبشة بلال) لسبقه إياهم بالإِسلام وتعذيبه في حب الله سبحانه. (وسيد الجبال طور سيناء) فضله الله وذكره في كتابه. (وسيد الشجر السدر) ويأتي النهي عن قطعه ووجه ذلك. (وسيد الأشهر المحرم) لأنه مقدمها وهي له تبع فإنه أول السنة لا أنه أفضلها فإن رمضان أفضل منه أو يراد بالأشهر الأربعة الحرم فإنه أفضلها. (وسيد الأيام الجمعة) لما مر من بيان فضله. (وسيد الكلام القرآن) لأنه كلام خالق القوى والقدر. (وسيد القرآن البقرة) لما اشتملت عليه من الأحكام وبيان معالم الإِسلام. (وسيد البقرة آية الكرسي) لما ثبت من فضلها فيما سلف. (أما) بفتح الهمزة مخفف الميم كلمة تنبيه. (إن فيها) أي آية الكرسي. (خمس كلمات في كل كلمة خمسون بركةً) لم أر من فسرها ولعلها والله ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8407)، والديلمي في الفردوس (3474)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3325).

أعلم ما اشتمل عليه صدرها من الجلالة والألوهية والضمير المنفصل له تعالى وصفتي الحياة والقيومية. (فر) (¬1) عن علي) كرم الله وجهه رمز المصنف لضعفه وكأنه لأن فيه محمَّد بن عبد القدوس قال فيه الذهبي (¬2): مجهول، ومجالد قال أحمد: ليس بشيء. 4739 - "سيد إدامكم الملح". (هـ) والحكيم عن أنس (ض). (سيد إدامكم الملح) لأن به صلاح الأطعمة وطيبها، وسيد الشيء هو الذي يصلحه ويقوم به وأخذ منه الغزالي (¬3) أن من آداب الأكل أن يبدأ به ويختم به الآكل. (هـ) والحكيم (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه [2: 593] لأن فيه عيسى البصري عن رجل قال في الميزان عن أحمد: أن عيسى لا يساوي شيئاً ثم أورد له أخباراً هذا منها. 4740 - "سيد ريحان أهل الجنة الحناء". (طب خط) عن ابن عمرو. (سيد ريحان أهل الجنة الحناء) أي نوره وهي الفاغية كما تقدم قريباً. (طب خط) (¬5) عن ابن عمرو) فيه بكر بن بكار (¬6) عن شعبة قال في الميزان عن ابن معين: إنه ليس بشيء وفي اللسان عن ابن أبي حاتم: ضعيف الحديث سيء الحفظ له تخليط وحكم ابن الجوزي بوضع هذا الحديث ونوزع. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3471)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3326)، والضعيفة (3728): موضوع. (¬2) انظر: المغني (2/ 609). (¬3) إحياء علوم الدين (2/ 5). (¬4) أخرجه ابن ماجة (3315)، والحكيم في نوادره (2/ 143)، وانظر الميزان (5/ 387)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3315). (¬5) أخرجه ابن المبارك (231)، والخطيب في تاريخه (5/ 55)، وانظر العلل المتناهية (2/ 655)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3677). (¬6) انظر الميزان (2/ 58)، واللسان (2/ 48)، والمغني (1/ 112).

4741 - "سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم" أبو نعيم في الطب عن علي. (سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم) سماه هنا طعاماً وفيما سلف إداماً وإنه يصدق عليه الأمران وهذا صدر الحديث وتمامه عند مخرجيه: "ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل" انتهى. قال الغزالي (¬1): من ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه ومن داوم عليه أربعين يوما قسا قلبه. (أبو نعيم في الطب (¬2) عن علي) كرم الله وجهه من حديث عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن أهل البيت عليهم السلام له نكتة باطلة، وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقد أخرج ابن ماجه من حديث أبي الدرداء بلفظ: "سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم" قال الزين العراقي: وسنده ضعيف. 4742 - "سيد كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر، وإن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في السماء". (خط) عن أنس. (سيد كهول أهل الجنة أبو بكر وعمر، وإن أبا بكر في الجنة مثل الثريا في السماء) أفرده في الذكر بعد أن جمعه مع عمر إيذانا بأنه أفضل منه وأن اتفقا في سيادة كهول من في الجنة وقدمنا تحقيق الكلام في هذا الترتيب فيما سبق. (خط) (¬3) عن أنس) وفيه يحيى بن عنبسة قال الذهبي في الضعفاء: قال ابن حبان: يضع الحديث. 4743 - "سيدة نساء المؤمنين فلانة، وخديجة بنت خويلد أول نساء المسلمين إسلاماً". (ع) عن حذيفة (صح). ¬

_ (¬1) الإحياء (3/ 95). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (849)، وابن ماجة (3305)، والرافعي في التدوين (2/ 317)، وانظر الميزان (3/ 304)، وابن حبان في المجروحين (1/ 332)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 204)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3327)، والضعيفة (3724): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 307)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3328): موضوع

(سيدة نساء المؤمنين) أي في الجنة أو في الدارين. (فلانة) أي مريم ويحتمل عائشة. (وخديجة بنت خويلد أول نساء المسلمين إسلاماً) وهذه فضيلة لخديجة رضي الله عنها وإن شاركها فيها غيرها بل هي أول الناس إسلاما معه - صلى الله عليه وسلم - وهي أول أمهات المؤمنين وهي التي لم يتزوج عليها رسول الله ولا كدر قلبها بالضرائر وهي التي رزق الأولاد منها دون غيرها وبقيت منفردة به - صلى الله عليه وسلم - خمسة وعشرين عاما وبسبب سبقها لنساء الأمة بالإِسلام يكون لها مثل أجر كل من أسلم لما ثبت: أن من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها. (ع) (¬1) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته. 4744 - "سيدات نساء أهل الجنة أربع: مريم، وفاطمة، وخديجة، وآسية". (ك) عن عائشة (صح). (سيدات نساء أهل الجنة أربع مريم وفاطمة وخديجة وآسية) بمد الهمزة فمهملة فمثناة تحتية امرأة فرعون، قال جمع: إنه نص في تفضيل خديجة على عائشة وغيرها من زوجاته لا يحتمل التأويل، قال القرطبي (¬2): لم يثبت في حق واحدة منهن أنها نبية إلا مريم، وقد أورد ابن عبد البر من وجه آخر عن ابن عباس رفعه: "سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية) (¬3) قال: وهذا حديث حسن يرفع الإشكال، وتعقبه ابن حجر (¬4) بأن الحديث غير ثابت، قال: وقد يتمسك بالحديث من يقول إن مريم غير نبية لتسويتها بخديجة وهي غير نبية بالاتفاق، وجوابه: أنه لا يلزم من التسوية في شيء التسوية في جميع ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (3039)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3329). (¬2) انظر: فتح الباري (6/ 471). (¬3) انظر الاستيعاب (4/ 1822، 1895). (¬4) انظر: فتح الباري (7/ 136).

الصفات انتهى، وما في تفسير البيضاوي (¬1) من حكايته الإجماع أنه لم تتنبَّأ امرأة متحقق الخلاف وسيما في مريم فإن القول بنبوتها شهير ذهب إليه كثير. (ك) (¬2) عن عائشة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي ورواه الطبراني بنحوه، ولذا رمز المصنف لصحته. 4745 - "سيدرك رجلان من أمتي عيسى ابن مريم، ويشهدان قتال الدجال". ابن خزيمة (ك) عن أنس (صح). (سيدرك رجلان من أمتي عيسى ابن مريم) فيه إشكال: فإن عيسى يبعث في أمته - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون جمع كثير لا رجلان والله أعلم بمراده - صلى الله عليه وسلم - منه. (ويشهدان قتال الدجال) أي قتال عيسى له وقتله إياه بباب لُدّ. (ابن خزيمة والحاكم (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الذهبي: حديث منكر وفيه عباد [2: 594] بن منصور ضعيف انتهى، قال الهيثمي: على رواية أبي يعلى. 4746 - "سيسدد هذا الدين برجال ليس لهم عند الله خلاق". المحاملي في أماليه عن أنس. (سيشدد) من التشديد التقوية. (هذا الدين برجال ليس لهم عند الله خلاق) أي نصيب من الخير وهم أمراء السوء والعلماء الذين لم يلج العلم قلوبهم بل حظهم منه جريانه على ألسنتهم قد دنسوه بأبواب الأطماع. (المحاملي في أماليه (¬4) عن أنس) وأخرجه أيضًا الطبراني بلفظه عن أنس. ¬

_ (¬1) تفسير البيضاوي (1/ 30). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 205)، والطبراني في الأوسط (1107)، وفي الكبير (11/ 11928)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3678). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 587)، وأبو يعلى (2820)، وابن عدي في الكامل (4/ 339)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3300)، والضعيفة (3716). (¬4) أخرجه المحاملي في أماليه كما في الكنز (28959)، والديلمي في مسند الفردوس (3285)، انظر فيض القدير (4/ 125)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3656).

4747 - "سيصيب أمتي داء الأمم: الأشر، والبطر، والتكاثر، والتشاحن في الدنيا، والتباغض، والتحاسد، حتى يكون البغي". (ك) عن أبي هريرة. (سيصيب أمتي داء الأمم) قالوا: يا رسول الله وما داء الأمم قال: (الأشر) بفتح الهمزة والمعجمة فراء كفر النعمة. (والبطر) بزنته الطغيان عند النعمة وشدة الفرح والمرح وطول الغناء. (والتكاثر) التفاخر بالأموال والأولاد والزخارف. (والتشاحن) أي التعادي والتحاقد. (في الدنيا والتباغض والتحاسد) أي تمني زوال نعمة الغير. (حتى يكون البغي) أي مجاوزة الحد هذا تحذير من التنافس في الدنيا لأنها أساس الآفات ورأس الخطايا وأصل الفتن. (ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 4748 - "سيعزي الناس بعضهم بعضا من بعدي بالتعزية بي". (ع طب) عن سهل بن سعد (ض). (سيعزي الناس بعضهم بعضاً) أي يصبرونهم على ما يجدونه من المصائب الحالة بهم. (من بعدي بالتعزية بي) أي بسبب التصبر على فراقي فإنه أعظم ما أصيب به بنوا آدم وهو من أعلام النبوة فإنه يقول كل مع المحزون ذلك فيقول: قد أصبنا بفراق الرسول - صلى الله عليه وسلم - فكل خطب هين بعده. (ع طب) (¬2) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: رجالهما رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي ووثقه جمع. 4749 - "سيقتل بعذراء أناس يغضب الشر لهم وأهل السماء". يعقوب بن سفيان في تاريخه وابن عساكر عن عائشة. (سيقتل بعذراء) بالغين المهملة والدال المعجمة فراء فألف قرية من قرى ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 185)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3658). (¬2) أخرجه أبو يعلى (7547)، والطبراني في الكبير (6/ 135) (5757)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 38)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3301)، والضعيفة (1983).

دمشق. (ناس يغضب الله لهم وأهل السماء) قال الشارح: هم حجر بن عدي وأصحابه وفد على المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (¬1) وشهد صفين مع علي عليه السلام أميراً وقتل بعذراء من قرى دمشق وقبره -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بها، قال ابن عساكر في تاريخه (¬2): عن أبي معشر وغيره: كان حجر عابدا ولم يحدث قط إلا توضأ ولا توضأ إلا صلى أطال زياد خطبته فقال له حجر الصلاة فمضى زياد في الخطبة فضرب بيده إلى الحصى وقال الصلاة: وضرب الناس بأيديهم فنزل فصلى وكتب إلى معاوية فطلبه فقدم عليه فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: أَوَ أمير المؤمنين أنا، فأمر بقتله فقتل وقتل من أصحابه رضي الله عنهم من لم يتبرأ من علي كرم الله وجهه وأبقى من تبرأ منه أخزاهم الله (¬3). ¬

_ (¬1) قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) (1/ 313): "وأما البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان فذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة". قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (11/ 228): ذكره محمَّد بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة، وذكر له وفادة، ثم ذكره في الأولى من تابعي أهل الكوفة. وقال أبو أحمد العسكري: أكثر المحدثين لا يصححون له صحبة. (¬2) انظر: تاريخ ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 227). (¬3) قد بيّن معاوية رضي الله عنه عذره في هذا! أخرج ابن عساكر في "تاريخه" (12/ 230) بسنده إلى ابن أبي مليكه قال: عن معاوية جاء يستأذن على عائشة فأبت أن تأذن له فخرج غلام لها يقال له ذكوان قال: ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له وكان أطوع مني عندها فلماذا دخل عليها قال: أمتاه فيما وجدت علي يرحمك الله؟ قالت: وجدت عليك في شأن حجر وأصحابهم أنك قتلتهم فقال لها: وأما حجر وأصحابه فإنني تخوفت أمرًا وخشيت فتنة تكون تهراق فيها الدماء وتستحل فيها المحارم وأنت تخافيني دعيني والله يفعل بي ما يشاء قالت: تركتك والله تركتك والله تركتك والله. من طريق الإِمام أحمد عن عفان عن ابن علية عن أيوب عن عبد الرحمن بن أبي مليكة. وأخرج ابن عساكر في "تاريخه" (12/ 229): لما قدم معاوية دخل على عائشة فقالت أقتلت حجرًا؟ قال يا أم المؤمنين إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحياءه في فسادهم بمثل الطريق السابق.=

وأخرج ابن عساكر أيضاً (¬1): عن سفيان الثوري قال معاوية: ما قتلت أحدًا إلا وأنا أعرف فيم قتلته ما خلا حجر فإني لا أعرف فيم قتلته، وروى ابن الجنيد في كتاب الأولياء: أن حجر بن عدي أصابته جنابة فقال للموكل به: أعطني شرابي أتطهر به ولا تعطني غدا شيئاً فقال أخاف أن تموت عطشا فيقتلني معاوية فدعا الله سبحانه فانسكبت سحابة فقال صحبه ادع الله أن يخلصك قال اللهم خر لي انتهى (يعقوب بن سفيان في تاريخه، وابن عساكر (¬2) عن عائشة) من حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عائشة قال: دخل معاوية على عائشة فقالت له: ما حملك على ما صنعت من قتل أهل عذراء حجر وأصحابه؟ قال: رأيت قتلهم فيه صلاحا للأمة وبقاءهم فسادا، قالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ¬

_ = وقد قال ابن العربي في "العواصم من القواصم" (211): "فإن قيل: قتل حجر بن عدي -وهو من الصحابة مشهور بالخير- صبراً أسيراً يقول زياد: وبعثت إليه عائشة في أمره فوجدته قد فات بقتله، قلنا علمنا قتل حجر كلنا واختلفنا فقائل يقول قتله ظلماً وقائل يقول قتله حقاً. فإن قيل: الأصل قتله ظلماً إلا إذا ثبت عليه ما يوجب قتله قلنا الأصل أن قتل الإِمام بالحق فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل ولو كان ظلماً محضاً لما بقي بيت إلا لعن فيه معاوية وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العباس -وبينهم وبين بني أمية ما لا يخفى على الناس- مكتوب على أبواب مساجدها: "أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم. ولكن حجراً -فيما قال- رأى من زياد أموراً منكرة فحصبه وخلعه وأراد أن يقيم الخلق للفتنة فجعله معاوية ممن سعى في الأرض فساداً (2). وقد كلمته عائشة في أمره حين حج فقال لها: دعيني وحجراً حتى نلتقي عند الله وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين وما أنتم ودخولكم حيث لا تشعرون فما لكم لا تسمعون؟ " ا. هـ انظر قصة حجر بن عدي في كتاب: الطبقات الكبرى لابن سعد (6/ 151) والاستيعاب (174) والبداية والنهاية (11/ 229)، والإصابة (2/ 37). (¬1) انظر: تاريخ ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 227). (¬2) أخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 328)، و (329)، وابن عساكر في تاريخه (12/ 226، 227)، وانظر فيض القدير (4/ 126)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3302).

فذكره قال في الإصابة (¬1): في سنده انقطاع. 4750 - "سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية". (ع) عن أنس. (سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم) جمع حنجرة وهي الحلقوم أي لا يتعداها إلى قلوبهم، قال النووي (¬2): المراد أنه ليس لهم حظ منه إلا مروره على ألسنتهم ولا يصل إلى حلوقهم فضلا عن وصوله إلى قلوبهم؛ لأن المطلوب [2/ 595] تعقله وتدبره بالقلب أو لا تفهمه قلوبهم. (يمرقون من الدين) يخرجون من دين الإِسلام. (كما يمرق السهم من الرمية) بفتح فكسر فتشديد الشيء الذي يُرمَى فَعِيلة بمعنى مفعولة أدخلت فيه الهاء وإن كان فَعِيل بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث للإعلام بنقلها من الوصفية إلى الاسمية المراد أنهم يفارقون الدين بسرعة من غير اكتراث كما يفارق السهم الرميَّة وقد ثبت في عدة طرق أنه نعت الخوارج وبه استدل من كفرهم وهو مقتضى صنيع البخاري حيث قرنهم بالملحدين وبه صرح ابن العربي وقال الصحيح: أنهم كفار وإليه مال جماعة وذهب أكثر العلماء إلى أنهم فساق وقال الخطابي: أجمع علماء المسلمين على أن الخوارج مع ضلالهم فرقة من فرق المسلمين انتهى، قلت: إليه يشير كلام أمير المؤمنين -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ- وقد استوفينا الإشارة في الروضة الندية شرح التحفة العلوية. (ع) (¬3) عن أنس)، قال ابن حجر: رجاله ثقات وروى أحمد نحوه بسند جيد عن أبي سعيد. ¬

_ (¬1) الإصابة (2/ 37). (¬2) شرح مسلم (7/ 19). (¬3) أخرجه أبو يعلى (3117)، وأحمد (3/ 15)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 44)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3660).

4751 - "سيكون في أمتي أقوام يتعاطى فقهاؤهم عضل المسائل أولئك شرار أمتي". (طب) عن ثوبان (ح). (سيكون في أمتي أقوام يتعاطى فقهاؤهم عضل المسائل) بفتح المهملة والضاد المعجمة وقيل: بضم المهملة أي مشكلات المسائل. (أولئك شرار أمتي) لأنهم لا يقصدون بذلك إلا التفيهق والتغليظ للغير وإظهار عجزه وإبراز شرافة أذهانهم وكله ينافي مقصد العلم والتعليم. (طب) (¬1) عن ثوبان)، رمز المصنف لحسنه، وما كان بحسن منه فقد قال الهيثمي وغيره: إن فيه يزيد بن ربيعة وهو متروك. 4752 - "سيكون بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، ثم يؤمر بعده القحطاني، فوالذي بعثني بالحق ما هو بدونه". (طب) عن جاحل الصدفي" (ح). (سيكون بعدي خلفاء) تقدم تعين مدتهم وأنها ثلاثون. (ومن بعد الخلفاء أمراء ومن بعد الأمراء ملوك) إشارة إلى أنه لا يزال أمر الملك إلى مخالفة لأمر النبوة درجات حتى يكون ذلك. (ومن بعد الملوك جبابرة) جمع جبار وهو المتمرد العاصي العاتي. (ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً) هو المهدي قد ثبت بيان حاله وصفاته من أحاديث أخر وهو متواتر خروجه وقد أخطأ من قال: ثلاثة ليس لها نبأ ... مهديهم والغول والعنقاء (ثم يؤمر) مبني للمجهول مشدد الميم. (بعده القحطاني) نسبة إلى قحطان ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 155) رقم (1431)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 155)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3311) ضعيف جدًا.

بالقاف والمهملة قال البسطامي: إنه يخرج بأرض اليمن. (فوالذي بعثني بالحق ما هو) أي القحطاني. (بدونه) أي بأدنى رتبة من الرجل الذي هو من أهل بيتي وفيه كرامة للقحطاني وهو غير السفياني الذي يخرج من غوطة دمشق فإنه رجل فاجر يقابله القحطاني. (طب) (¬1) عن جاحل) بالجيم والحاء المهملة بزنة فاعل الصدفي بالمهملتين بعدهما فاء (¬2)، قال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم انتهى والمصنف رمز لحسنه. 4753 - "سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ: إذا ظهرت المعازف والقينات واستحلت الخمر". (طب) عن سهل بن سعد (ض). (سيكون في آخر الزمان خسف) من خسف الله به إذا أذهبه في الأرض. (وقذف) رمي بالحجارة بعده. (ومسخ) تحويل الصورة إلى ما هو أقبح منها، وللناس خلاف وهل مسخ حقيقة للصور أو للقلوب فكأنه قيل متى ذلك يا رسول الله؟ فقال: (إذا ظهرت المعازف) بعين مهملة بعد ألفه زاي ففاء جمع معزفة بفتح الزاي: آلة اللهو وفي حواشي الدمياطي أنها الدفوف ويطلق على كل لشعب عزف. (والقينات) بفتح القاف تقدم أنها الجارية المغنية. (واستحلت الخمر) أي عدوها حلالا اعتقادا ليكون كفرا أو شربوها كما يشرب الحلال فيكون فسقاً. (طب) (¬3) عن سهل بن سعد)، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن أبي الريان وهو ضعيف وبقية رجال أحد الطريقين رجال الصحيح انتهى والمصنف رمز لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 374) (937)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 190)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3305) موضوع، وضعفه في الضعيفة (3722). (¬2) انظر: الإصابة (1/ 441). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 150) (5810)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 10)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3665).

4754 - "سيكون في آخر الزمان شرطة يغدون في غضب الله، ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون من بطانتهم". (طب) عن أبي أمامة (ض). (سيكون في آخر الزمان شُرطة) بضم المعجمة وفتح الراء والطاء واحدها شرطي وهم نخبة أصحاب السلطان. (يغدون في غضب الله) أي يفعلون أفعالا تغضبه تعالى [2/ 596] من سفك الدماء وهتك الحرم ونهب الأموال ويحتمل أنها ظرفية وأن غضبه ظرفا لهم والاحتمالان جاريان في. (يروحون في سخط الله فإياك) كأنه خطاب لغير معين من كل سامع ويحتمل إنه لراويه وفيه أن المراد بآخر الزمان ما بعد عصره أنه أمر نسبي. (أن تكون من بطانتهم) بكسر الموحدة بطانة الرجل صاحب سره وداخلة أمره وصفيه الذي يقضي حوائجه إليه شبه ببطانة الثوب كما يقال فلان شِعاري. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) وعزاه في الفردوس إلى مسلم وأحمد ورمز المصنف لضعفه. 4755 - "سيكون بعدي سلاطين الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل الجرب، لا يعطون أحدا شيئاً إلا أخذوا من دينه مثله". (طب ك) عن عبد الله بن الحارث بن جزء. (سيكون بعدي سلاطين الفتن على أبوابهم كمبارك الإبل) قال الزمخشري (¬2): أراد مبارك الإبل الجرباء يعني أن هذه الفتن تُعدي من يَقْربهم إعداء هذه المبارك الإبل الملس إذا أنيخت فيها انتهى. قلت: وهو خطاب جار على اعتقادهم وإلا فقد نفى - صلى الله عليه وسلم - العدوى. (لا يعطون أحدا شيئاً) من الشرف والمال. (إلا أخذوا من دينه مثله) لأنهم لا يعطون إلا على الهوى ولا هوى لهم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 136) (7616)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3310). (¬2) انظر: الفائق (1/ 103).

إلا في من يداهنهم ويحسن قبيحهم ويصدق كذبهم. (طب ك) (¬1) عن عبد الله بن الحارث (¬2) بن جزء) بفتح الجيم وسكون الزاي بعدها همزة الزبيدي بضم الزاي صحابي سكن مصر وهو آخر من مات بها من الصحابة، قال الهيثمي: عقب عزوه إلى الطبراني فيه حسان بن غالب وهو متروك. 4756 - "سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، فأولئك شرار أمتي". (طب حل) عن أبي أمامة (ض). (سيكون رجال من أمتي يأكلون ألوان الطعام ويشربون ألوان الشراب ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، فأولئك شرار أمتي) لأنهم توسعوا في نعم الله وجعلوا شكر نعمة التوسع في الأقوال وملأوا الأشداق بها أو لأن ذلك التوسع لا يكون من الحلال فإنه لا يتسع في الغالب لذلك وهو نهي عما ذكر من الصفات. (طب حل) (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري وقال العراقي: سنده ضعيف، وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين في أحدهما جميع بن ثوب متروك وفي الأخرى أبو بكر بن أبي مريم وهو مختلط. 4757 - "سيكون في أمتي رجل يقال له أويس بن عبد الله القرني وإن شفاعته في أمتي مثل ربيعة ومضر". (عد) عن ابن عباس. (سيكون في أمتي رجل يقال له أويس بن عبد الله القرني) نسبة إلى قرن بفتح الراء قبيلة من مراد وغلط الجوهري في قوله نسبة إلى قرن ميقات أهل نجد. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 734)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 246)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3306)، والضعيفة (3720): ضعيف جداً. (¬2) الإصابة (4/ 46). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 107) (7512)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 90)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 83)، والمجمع (10/ 250)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3663).

(وإن شفاعته في أمتي) أي من يشفع لهم. (مثل ربيعة ومضر) وفيه فضيلة لأويس تقدم الكلام فيه وفي وفاته. (عد) (¬1) عن ابن عباس) قال الحافظ العراقي: رويناه في جزء السماك من حديث أبي أمامة: سيدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر وإسناده حسن وليس فيه ذكر لأويس. 4758 - "سيكون بعدي بعوث كثيرة فكونوا في بعث خراسان ثم انزلوا في مدينة مرو. فإنه بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة، ولا يصيب أهلها سوء أبداً" (حم) عن بريدة (صح). (سيكون بعدي بعوث) جمع بعث وهم سرية يبعثهم السلطان إلى البلدان لقتال الأعداء وحفظ الأقاليم (كثيرة فكونوا في بعث خراسان) أي فيمن يبعث إليه وخراسان بلد مشهور ومعناه كل بلا تعب لأن "خر" بمعنى "كل" وآسان بمعنى سهل وقيل معناه بالفارسية مطلع الشمس (ثم انزلوا بمدينة مرو، فإنه بناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة) فيه أن أبنية الصالحين ينبغي النزول بها لبركتهم التي فيها (ولا يصيب أهلها سوء أبدًا) بركة دعوة ذي القرنين، قال الديلمي: إنه قبر بمرو من الصحابة أربعة الحسن بن عمرو الغفاري وأبو برزة الأسلمي وبريدة بن الحصيب وقثم بن العباس (حم) (¬2) عن بريدة) رمز المصنف لصحته وهو من حديث أوس عن أخيه سهل بن بريدة وأوس قال الدارقطني: متروك وسهل لم يخرج له أحد من الستة وأورده الذهبي في الميزان في ترجمة أوس وقال: حديث منكر انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 75)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3312). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 357)، والطبراني في الأوسط (8215)، وانظر الميزان (1/ 446)، والعلل المتناهية (1/ 309)، والمجمع (10/ 64)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3304)، وقال في الضعيفة (3719): ضعيف جداً.

إلا أنه تعقبه ابن حجر بأن الصواب أنه حسن انتهى، قلت قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الأوسط فيهما أوس بن عبد الله ورواه الطبراني [2/ 597] في الكبير وفيه حسام بن مصك وهو مجمع على ضعفهما انتهى يريد ضعف أوس وحسام فالعجب من أين له الحسن. 4759 - "سيكون قوم يعتدون في الدعاء". (حم د) عن سعد (صح). (سيكون أقوام يعتدون في الدعاء) وتمامه عند مخرجيه: "والطهور" واعلم أن الاعتداء في الدعاء يكون من وجوه كثيرة بأن يطلب ما لا يحل أو يستحيل شرعا أو يجهر بصوته أو يفرط في الدعاء على الغير والاعتداء في الطهور بفتح الطاء مجاوزة الحد والمبالغة في الطهارة، قال ابن القيم (¬1): إذا قرنت هذا الحديث بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190] وعلمت أن الله يحب عبادته أنتج لك من هذا أن وضوء الموسوس ليس بعبادة يقبلها الله وأسقط الفرض عنه فلا تفتح له أبواب الجنة الثمانية لوضوئه (حم د) (¬2) عن سعد) رمز المصنف لصحته وسببه أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة فقال: أي بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله يقول فذكره. 4760 - "سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما يأكل البقر من الأرض". (حم) عن سعد (ض). (سيكون قوم يأكلون بألسنتهم كما يأكل البقر من الأرض) أي يجعلون النفاق والكذب والزور والشتم ونحوه آلة لأكلهم الأموال وشبههم بالبقر من حيث أنهم لا يهتدون بما ينفعهم ويضرهم في الدين ويحتمل أن المراد أنهم ¬

_ (¬1) إغاثة اللهفان (1/ 142). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 172، 183)، وأبو داود (1480)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3671).

يأكلون بأفواههم شرها ونهما كما تأكل البقرة. (حم) (¬1) عن سعد) قال الحافظ العراقي: فيه من لم يسم انتهى ورمز المصنف لضعفه. 4761 - "سيكون بمصر رجل من بني أمية أخنس يلي سلطانا ثم يغلب عليه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بهم إلى الإسكندرية فيقاتل أهل الإِسلام بها فذلك أول الملاحم". الروياني وابن عساكر عن أبي ذر. (سيكون بمصر رجل من بني أمية أخنس) بفتح الهمزة وسكون الخاء المعجمة فنون فمهملة بزنة أحمر وهو منقبض قصبة الأنف عريض الأرنبة. (يلي سلطانا ثم يغلب) للبناء للمجهول. (عليه أو ينزع منه فيأتي إلى الروم) مستنصراً بهم. (فيأتي بهم إلى الإسكندرية فيقاتل أهل الإِسلام بها فذلك أول الملاحم) في جامع عبد الرزاق (¬2) أن رجلاً أراد أن يسمي ولده الوليد فنهاه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: سيكون رجلاً يقال له الوليد يعمل في أمتي عمل فرعون في قومه. (الروياني وابن عساكر (¬3) عن أبي ذر) قال ابن عساكر عقيبه: رواه ابن الوليد بن أسلم عن ابن لهيعة واختلف عليه فيه فقال عنه ابن لهيعة عن سعد عن حسان سمعت أبا النجم سمعت أبا ذر قال أبو سعيد ابن يونس: الحديث معلول انتهى. 4762 - "سيكون بعدي قوم من أمتي يقرأون القرآن ويتفقهون في الدين، يأتيهم الشيطان فيقول: لو أتيتم السلطان فأصلح من دنياكم واعتزلتموهم بدينكم، ولا يكون ذلك، كما لا يجتني من القتاد إلا الشوك كذلك لا يجتني من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3670)، والصحيحة (419). (¬2) أخرجه معمر بن راشد في جامعه (11/ 43)، والحاكم (4/ 539)، وانظر علل الدارقطني (2/ 159)، وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 125): هذا خبر باطل ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عمر رواه ولا سعيد حدث به ولا الزهري رواه ولا هو عن حديث الأوزاعي. (¬3) أخرجه الروياني في مسنده (3/ 261)، وابن عساكر في تاريخه (12/ 445)، وانظر فيض القدير (4/ 131)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3308).

قربهم إلا الخطايا". ابن عساكر عن ابن عباس. (سيكون قوم بعدي من أمتي يقرأون القرآن ويتفقهون في الدين، يأتيهم الشيطان فيقول) أي يوسوس لهم. (لو أتيتم السلطان فأصلح من دنياكم) لما ينالونه من المال والجاه. (واعتزلتموهم) جمع الضمير مع عوده إلى السلطان كأنه أريد به الجنس. (بدينكم) إلى هنا ما يقوله الشيطان لهم وقوله: (ولا يكون ذلك) إخبار منه - صلى الله عليه وسلم - بأنه لا يتم لمن اقترب من السلطان نيل المرام وسلامة الدين فإنهما لا يجتمعان. (كما لا يجتنى من القتاد إلا الشوك) تمثيل ناظر إلى أن ما ينال من الدنيا لا يعد شيئاً نافعا بل ضارًّا لأنه فوت الدين وزاده بياناً بقوله. (كذلك لا يجتني من قربهم إلا الخطايا) فإنهم كشجر القتاد مثمر بالخطايا. (ابن عساكر (¬1) عن ابن عباس) ورواه عنه أيضا أبو نعيم والديلمي. 4763 - "سيكون في آخر الزمان ديدان القراء، فمن أدرك ذلك الزمان فليتعوذ بالله منهم". (حل) عن أبي أمامة. (سيكون في آخر الزمان ديدان) جمع دود بمهملة أوله وآخره وهو مضاف إلى قوله: (القراء) جمع قارئ ولا أدري ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تكلم عليه شارحه ولا أفاد فيحتمل والله أعلم أن المراد أنه يكون القراء ديدان الدين يفسدونه كما تفسد الدودة الحبة والإضافة بيانية أي ديدانهم القراء. (فمن أدرك ذلك الزمان فليتعوذ بالله منهم) أي يتعوذ بالله من شرهم فإنهم يفسدون الدين فلا يدفع شرهم إلا التعوذ منهم. (حل) (¬2) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 314)، والديلمي في الفردوس (3430)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3313)، والضعيفة (2625). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 35)، والديلمي في الفردوس (3423)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3309).

4764 - "سيكون في آخر الزمان أناس من أمتي يحدثونكم بما لا يسمعوا به أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم". (م) عن أبي هريرة. (صح) (سيكون ناس [2/ 598] في آخر الزمان من أمتي يحدثونكم بما لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم) من الأحاديث الكاذبة والقصص المخترعة. (فإياكم وإياهم) أي احذروهم وبعدوا أنفسكم عنهم قال الطيبي: يجوز حمله على المشهور من المحدثين فيكون المراد بها الموضوعات وأن يراد به مما هو بين الناس أي يحدثونهم بما لم يسمعوا عن السلف من علم الكلام ونحوه فإنهم لم يتكلموا فيه وعلى الأول ففيه إشارة إلى أن الحديث ينبغي أن لا يتلقى إلا عن ثقة عرف بالحفظ والضبط وشهر بالصدق والأمانة حتى ينتهى الخبر إلى الصحابي وهذا من أعلام النبوة فقد وقع في كل عصر من التحديث بالكذب ما لا يجهل. (م) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: ولا أعلم له علة. 4765 - "سيكون أمراء يعرفون وينكرون فمن نابذهم نجا ومن اعتزلهم سلم ومن خالطهم هلك". (ش طب) عن ابن عباس (ح). (سيكون أمراء يعرفون) أي بعض أحوالهم لكونها على وفق الحق. (وينكرون) بعضها لمخالفتها لهم (فمن نابذهم) أي أنكر بلسانه مثلاً. (نجا) من النفاق والمداهنة. (ومن اعتزلهم) منكرا بقلبه. (سلم) من العقوبة على ترك المنكر. (ومن خالطهم هلك) أي وقع فيما يوجب الهلاك الأخروي حيث خالطهم راضياً بما يأتونه. (ش طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه هشام بن بسطام وهو ضعيف وقد أخرجه مسلم من حديث أبي سلمة. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (6). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (37743)، والطبراني في الكبير (11/ 39) (10973)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 228)، وأخرجه مسلم (1854) من حديث أم سلمة.

4766 - "سيكون بعدي أمراء يقتتلون على الملك يقتل بعضهم بعضاً". (طب) عن عمار (ض). (سيكون بعدي أمراء يقتتلون على الملك يقتل بعضهم بعضًا) هذا من أعلام النبوة فقد وقع كما قاله - صلى الله عليه وسلم -. (طب) (¬1) عن عمار) رمز المصنف لضعفه. 4767 - "سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر" (حم ك) عن ابن عمر (صح). (سيكون في أمتي أقوام يكذبون بالقدر) تقدم الكلام في ذلك. (حم ك) (¬2) عن ابن عمر) ورواه عنه أبو داود في السنن والترمذي في القدر ورمز المصنف لصحته. 4768 - "سيكون بعدي قصاص لا ينظر الله إليهم". أبو عمر بن فضالة في أماليه عن علي. (سيكون بعدي قصاص) جمع قاص الذي يقص على الناس كما سبق ومنهم الذين يعظون ولا يتعظون ويُزهدون في الدنيا ولا يَزهدون ويقولون ما لا يفعلون. (لا ينظر الله إليهم) هذا من أعلام النبوة فقد وقع ذلك وتقدم أن عدم نظره تعالى كناية عن عدم إكرامهم ورحمته لهم. (أبو عمر بن فضالة بزنة سحابة في أماليه (¬3) عن علي) كرم الله وجهه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (37222)، وأبو يعلى في مسنده (1650)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3303)، والضعيفة (3718). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 90)، والحاكم (1/ 158)، وأبو داود (4613)، والترمذي (2152)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3669). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (8723)، وعزاه في الكنز (29452) إلى أبي عمرو بن فضالة في أماليه، وعزاه في الكنز (29452) إلى أبي عمرو بن فضالة في آماليه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3307).

4769 - "سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله عَزَّ وَجَلَّ". (طب ك) عن عبادة بن الصامت. (سيلي أموركم) أي زعامتكم. (من بعدي رجال يعرفونكم) من أفعالهم القبيحة وأقوالهم الكاذبة. (ما تنكرون) لأنه غير جار على قانون الشرع. (وينكرون عليكم ما تعرفون) من السنة وأساليب الشريعة. (فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصى الله عَزَّ وَجَلَّ) قيل فيه وفيما قبله إعلام بأنه لا ينعزل الإِمام بالجور ولا الفسق ولا يجوز الخروج عليه بذلك إلا أنه لا يطاع فيما أمر به من المعاصي. (طب ك) (¬1) عن عبادة بن الصامت)، قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأنه تفرد به عبد الله بن واقد وهو ضعيف. 4770 - "سيليكم أمراء يفسدون وما يصلح الله يهم أكثر فمن عمل منهم بطاعة الله فله الأجر وعليكم الشكر ومن عمل منهم بمعصية الله فعليه الوزر وعليكم الصبر". (هب) عن ابن مسعود. (سيليكم أمراء يفسدون) أي في الأرض بأحكام الجور وقبض أموال العباد. (وما يصلح الله بهم أكثر) أي والذي يصلح الله بهم من تأمين السبل والانتصاف من الظالمين أكثر. (فمن عمل منهم بطاعة الله) تعالى مع ما هم عليه من الأفعال الغير المطالعة. (فله الأجر وعليكم الشكر ومن عمل منهم بمعصية الله فعليه الوزر وعليكم الصبر) قال الزمخشري (¬2): يريد بالوزر العقوبة الثقيلة الباهظة وسماها وزرا تشبيها في ثقلها على المعاقب وصعوبة مآلها بالحمل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2894)، والحاكم (3/ 402)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3672). (¬2) الكشف (1/ 766).

الذي يفدح الحامل وينقض ظهره أو لأنها جزاء الوزر وهو الإثم. (هب) (¬1) عن ابن مسعود (قال الحافظ العراقي: ضعيف وذلك لأن فيه حكيم بن حزام (¬2) قال في الميزان: قال أبو حاتم: متروك، وقال البخاري: منكر الحديث وساق هذا الخبر وفيه أيضاً عبد الملك بن عمير (¬3) قال أحمد: مضطرب الحديث. 4771 - "سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج ونشابهم وأتراسهم سبع سنين". (هـ) عن النواس (صح). (سيوقد المسلمون من قسي يأجوج ومأجوج) في الكشاف (¬4): أنهما اسمان أعجميان بدليل منع صرفهما وهما من ولد يافث وقيل: يأجوج من الترك ومأجوج من الحيل [2/ 599] (ونشابهم وأتراسهم) أي بعد أن يهلكهم الله تعالى كما تقدم ذكر ذلك وفيه إبانة لكثرة سلاحهم ولذا قيل أنهم تسعة أعشار والناس عشر. (سبع سنين). (هـ) (¬5) عن النواس) صححه المصنف بالرمز. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3314) (¬2) انظر ميزان الاعتدال (2/ 352). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 151). (¬4) الكشاف (1/ 86). (¬5) أخرجه ابن ماجه (4076)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3673)، والصحيحة (1940).

المعرف باللام من هذا الحرف

المعرف باللام من هذا الحرف 4772 - " السائحون هم الصائمون". (ك) عن أبي هريرة (صح). (السائحون) جمع سائح من ساح في الأرض إذا ذهب فيها وفسره هنا بأنهم. (هم الصائمون) وذلك لأن الذي يسيح في الأرض متعبداً يسيح ولا زاد له فحين يجد يطعم والصائم يمضي نهاره ولا يطعم شيئاً فشبه به وأصله من السيح وهو الماء الجاري الذي ينبسط ويمضي إلى غير حد ولا ينتهي والحديث تفسير لما في الآية. (ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته ورواه ابن منده وأبو الشيخ وغيرهما. 4773 - "السائمة جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس" (حم) عن جابر (صح). (السائمة) أي الراعية المرسلة في رعيها وفي رواية "السائبة". (جبار) بضم الجيم وتخفيف الموحدة أي هدر. (والمعدن جبار) أي ما استخرج من نحو لؤلؤ وياقوت هدر لا شيء فيه. (وفي الركاز الخمس) وهو ما دفنه الجاهليون في موات مطلقاً. (حم) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته لكن قال الهيثمي: فيه مجالد بن سعيد وقد اختلط. 4774 - "السابق والمقتصد يدخلان الجنة". (ك) عن أبي الدرداء (صح). (السابق والمقتصد يدخلان الجنة) بغير حساب، أي المذكوران في الآية: {ثُمَّ ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 365)، والديلمي في الفردوس (3575)، وابن عدي في الكامل (2/ 220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3330)، والضعيفة (3729). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 335)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 303)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3679).

أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ ...} الآية. [فاطر:32] والظالم لنفسه يحاسب حساباً يسيراً غير مناقش في حسابه ولا مشاحح فيه ثم يدخل الجنة قاله - صلى الله عليه وسلم - في تفسير الآية. (ك) (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 4775 - "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار". (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة (صح). (الساعي على الأرملة والمسكين) الذي يذهب ويجيء في مصالحهما والأرملة التي لا زوج لها والمراد الكافل لهما العامل لمؤنتهما الذي يذهب ويجيء في قضاء حوائجهما. (كالمجاهد في سبيل الله) في أجره وثوابه. (أو) بالشك في كثير من الروايات وفي بعضها بالواو. (القائم الليل) متهجداً. (والصائم النهار) ويجوز في الليل والنهار الحركات الثلاث من باب الحسن الوجه كما عرف. (حم ق ت ن هـ) (¬2) عن أبي هريرة). 4776 - "السباع حرام". (حم ع هق) عن أبي سعيد (صح). (السباع) بكسر المهملة ثم موحدة مخففة على الأشهر وقيل بالشين المعجمة ذكره المنذري وابن الأثير (¬3) والمصنف أورده على الأول في هذا الحرف وهو المفاخرة بالجماع. (حرام) لما فيه من هتك الأسرار أو هو أن يتساب الرجلان فيرمي كل واحد منهما صاحبه بما يسوء أو المراد جلود السباع حرام أو هي أنفسها. (حم ع هق) (¬4) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 462)، وانظر قول الهيثمي في (7/ 96)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3331). (¬2) أخرجه (2/ 361) أحمد والبخاري (5353)، ومسلم (2982)، والترمذي (1969)، والنسائي في السنن الكبرى (2/ 46)، وابن ماجه (2140). (¬3) النهاية (2/ 842). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 29)، وأبو يعلى في مسنده (1396)، والبيهقي في السنن (7/ 194)، وانظر قول =

الهيثمي بعد ما عزاه لأحمد وأبي يعلى: فيه دراج وثقه ابن معين وضعفه غيره انتهى، وقال غيره: فيه أحمد بن عيسى المصري كذبه ابن معين وهو ثقة. 4777 - "السباق أربعة: أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش". البزار (طب ك) عن أنس (طب) عن أم هانئ (عد) عن أبي أمامة (صح). (السباق) بضم المهملة وتشديدها والموحدة. (أربعة: أنا سابق العرب) أي إلى الإيمان وإلى كل مكرمة أو إلى الجنة. (وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش) كذلك والأظهر أن المراد السبق إلى الإيمان وهو مستلزم للسبق إلى كل خير. البزار (طب ك) عن أنس) رمز المصنف لصحته لكن قال الحاكم: تفرد به عمارة بن زاذان عن ثابت قال الذهبي (¬1): وعمارة ضعفه الدارقطني انتهى. (طب) عن أم هانئ) قال الهيثمي: فيه فائد العطار وهو متووك، ورواه الطبراني عن أبي أمامة قال الهيثمي: وسنده حسن، (عد) (¬2) عن أبي أمامة) قال في الميزان عن أبي زرعة وأبي حاتم: حديث باطل لا أصل له بهذا الإسناد. 4778 - "السبع المثاني فاتحة الكتاب". (ك) عن أبي. (السبع المثاني) المذكورة في الآية. (فاتحة الكتاب) قيل: لأنها سبع آيات بالبسملة وقيل لأنها تثنى في الصلاة وفيها وجوه أخر قدمناها في الهمزة مع ¬

_ = الهيثمي في (4/ 295)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3332). (¬1) انظر ميزان الاعتدال (5/ 212). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 29) (7288)، والحاكم (3/ 321) عن أنس، والطبراني في الكبير (24/ 435) (1062) عن أم هانئ، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 305)، وابن عدي في الكامل (2/ 75)، وانظر: المغني (2/ 508) وميزان الاعتدال (2/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3333).

المهملة. (ك) (¬1) عن أبي) -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأرجو أن لا تخرج من المسجد [2/ 600] حتى تعلم سورة ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها" ثم ذكره، صححه الحاكم. 4779 - "السُّبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى محمَّد علي بن أبي طالب". (طب) وابن مردويه عن ابن عباس. (السُّبق) بضم المهملة مشددة وتشديد الموحدة جمع سابق. (ثلاثة: فالسابق إلى موسى) أي إلى متابعته. (يوشع) وهو أيضا القائم من بعده. (بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس) وهو: حبيب النجار. (والسابق إلى محمَّد) - صلى الله عليه وسلم -. (علي بن أبي طالب) كرم الله وجهه؛ فإنه أول من آمن به كما حققناه في الروضة الندية وفيه منقبة له عليه السلام عليّة. (طب) (¬2) وابن مردويه عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه الحسن بن أبي الحسن الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح انتهى. 4780 - "السبيل الزاد والراحلة". الشافعي (ت) عن ابن عمر (هق) عن عائشة. (صح) (السبيل) المذكور في آية الحج. (الزاد والراحلة) المبلغان إلى بيت الله تعالى. الشافعي (ت) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته إلا أنه أورده في الميزان في ترجمة محمَّد بن عبد الله الليثي وقال ضعفه ابن معين وتركه النسائي، (هق) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3351)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3681). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 93) (11152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3334). (¬3) أخرجه الشافعي في الأم (2/ 116)، والترمذي (2998)، والبيهقي في السنن (4/ 327) عن ابن عمر، والعقيلي في ضعفائه (3/ 332) عن عائشة, وانظر الميزان (7/ 454)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3335).

عائشة) قال الذهبي في المهذب (¬1): فيه إبراهيم بن يزيد وهو ضعيف لكن له شاهد مرسل عن ابن عباس -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-. 4781 - "السجدة التي في ص سجدها داود توبة ونحن نسجدها شكراً". (طب خط) عن ابن عباس. (السجدة التي في صاد سجدها داود توبة) أي شكرًا لله تعالى على قبول توبته كما تفسره في رواية أخرى. (ونحن نسجدها شكراً) لله تعالى على قبول توبة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. (طب خط) (¬2) عن ابن عباس) فيه محمَّد بن الحسن الإِمام أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: قال النسائي ضعيف انتهى ورواه النسائي في سننه وأحمد في مسنده (¬4) عن أبي سعيد: رأيت وأنا أكتب سورة ص حين بلغت السجدة الدواة والقلم وكل شيء حضر خر ساجدا فقصصتها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يزل - صلى الله عليه وسلم - يسجدها. 4782 - "السجود على سبعة أعضاء: اليدين والقدمين والركبتين والجبهة, ورفع اليدين إذا رأيت البيت وعلى الصفا والمروة وبعرفة وبجمع وعند رمي الجمار وإذا أقيمت الصلاة". (طب) عن ابن عباس (صح). (السجود) في صلاة وغيرها واجب. (على سبعة أعضاء: اليدين والقدمين والركبتين والجبهة) وقوله: (ورفع اليدين إذا رأيت البيت) أي رفعهما للدعاء أو لنفس الرؤية. (وعلى الصفا والمروة) للساعي بينهما. (وبعرفة) للواقف. ¬

_ (¬1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4/ 1710 رقم 7411). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 34) (12386)، الخطيب في تاريخه (13/ 54)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3682). (¬3) انظر: المغني (2/ 568). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 78)، والحاكم في المستدرك (2/ 469)، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 232): رواته رواة الصحيح، وكذا قال الهيثمي في المجمع (2/ 284).

(وبجمع) بسكون الميم مزدلفة. (وعند رمي الجمار) الثلاث إما قبل إلقاء الأحجار أو بعدها. (وإذا أقيمت الصلاة) رفعهما إلى حد الأذنين أو المنكبين أوجبه أحمد والمراد عند الإحرام بها (طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 4783 - "السجود على الجبهة والكفين والركبتين وصدر القدمين من لم يمكن شيئا منه من الأرض أحرقه الله بالنار". (قط) في الأفراد عن ابن عمر (ض). (السجود على الجبهة) أي واجب وقيل بل ندب. (والكفين) وهما المراد من اليدين في الأول. (والركبتين وصدور القدمين) أي بطون أكفهما. (من لم يمكن شيئا منه) أي من المذكورة. (من الأرض أحرقه الله بالنار) وهو دليل الوجوب في الكل إذ لا وعيد إلا على ترك واجب أو فعل محرم. (قط) (¬2) في الأفراد عن ابن عمر) ورمز المصنف لضعفه. 4784 - "السحاق بين النساء زنا بينهن". (طب) عن واثلة (ض). (السحاق بين النساء زنا بينهن) أي في حرمته ولحوق الإثم وإن تفاوت المقدار في الإغلاظية، ولا حد فيه بل التعزير فقط لعدم الإيلاج فإطلاق الزنا عليه مجاز كما يطلق على زنا العينين. (طب) (¬3) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه ورواه الديلمي أيضاً. 4785 - "السحور أكله بركة فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء؛ فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين". (حم) عن أبي سعيد (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 452) (12282)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3337)، وقال في الضعيفة (1053): منكر. (¬2) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد كما في أطراف الغرائب (3/ 434 رقم 3175)، وابن عدي في الكامل (1/ 267)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3336). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 63) (153)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3338): ضعيف جداً.

(السحور أكله بركة) بالإضافة أي زيادة في القدرة على الصوم أو على الأجر. (فلا تدعوه, ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء) فإنها تجزئه عن السحر بغيره. (فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين) صلاة الله رحمته لهم وصلاة الملائكة دعاؤهم لهم بالمغفرة وهذا ترغيب في السحور وإعلام بأن فيه فائدتين من الإعانة على الصوم ومحبة الله لفاعله ورحمته له ودعاء الملائكة له بالمغفرة. (حم) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه ابن رفاعة لم أجد من وثقه ولا من جرحه وبقية رجاله رجال الصحيح. 4786 - "السخاء خلق الله الأعظم". ابن النجار عن ابن عباس. (السخاء خلق الله الأعظم) قال الماوردي: السخاء في المخلوق بذل ما يحتاج إليه عند الحاجة وأن يوصل إلى مستحق بقدر الطاقة. وقال الراغب (¬2): السخاء في هيئة الإنسان داعية إلى بذل المقتنيات حصل معه البذل أولاً [2/ 601] ويقابله الشح والجود وقال البعض: السخاء أتم وأكمل من الجود، والحديث حث عليه وإبانة أنه خلق عظيم من أخلاق الله عَزَّ وَجَلَّ أي يتصف به تعالى فإنه لا جواد في الحقيقة سواه أو يعطيه من يشاء من عباده فالمراد خلق الله اتصافا أو هبة منه لغيره أو هما. (ابن النجار (¬3) عن ابن عباس) ضعفه المنذري. 4787 - "السخاء شجرة من أشجار الجنة أغصانها متدليات في الدنيا، فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة، والبخل شجرة من أشجار النار أغصانها متدليات في الدنيا، فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 12)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 150)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3683). (¬2) مفردات القرآن (صـ 751). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3542)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3339)، والضعيفة (3731).

(قط) في الأفراد (هب) علي (عد هب) عن أبي هريرة (حل) عن جابر (خط) عن أبي سعيد وابن عساكر عن أنس (فر) عن معاوية (ض). (السخاء) قال ابن العربي: هو لين النفس بالعطاء وسعة القلب بالمواساة. (شجرة من أشجار الجنة) أي شجرة من أشجارها في عموم نفعه وإفاضة الخير منه. (أغصانها متدليات في الدنيا) هذا ظاهر في الحقيقة وأنها شجرة حقيقة. (فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة) بتمسكه به. (والبخل شجرة من أشجار النار أغصانها متدليات في الدنيا، فمن أخذ بغصن) من أغصانها. (قاده ذلك الغصن إلى النار) والمراد أن من اتصف بالسخاء كان من أهل الجنة لأنه لا يقوده إلا إلى كل خير ومن اتصف بالبخل قاده إلى النار لأنه لا يجره إلا إلى كل شر وناهيك أن الجود من صفات الواحد المعبود والبخل من صفات من كثرت نعمة ربه لديه وقابلها بالجحود فإنه لا يبخل إلا لسوء ظنه بمولاه بأنه لا يعطيه فيما أخرجه وأعطاه. (قط) (¬1) في الأفراد (هب) عن علي) كرم الله وجهه (عد هب) عن أبي هريرة) قال مخرجه البيهقي وهو ضعيف وقال ابن الجوزي لا يصح (حل) عن جابر) فيه عاصم بن عبد الله بن عبد العزيز بن خالد قال ابن الجوزي: موضوع، عاصم ضعيف وشيخه كذاب (خط) عن أبي سعيد) ثم قال الخطيب عقيبه: إنه حديث منكر ورجاله ثقات، (وابن عساكر عن أنس) فيه ضعفاء ومجاهيل (فر) عن معاوية) رمز المصنف لضعفه قال الزين العراقي (¬2): طرقه كلها ضعيفة وأورده ابن الجوزي في الموضوع. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10875) عن علي، والبيهقي في الشعب (10877)، وابن عدي في الكامل (1/ 253) عن أبي هريرة، والخطيب في تاريخه (3/ 306) عن أبي سعيد الخدري، وابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 289) عن أنس والديلمي في الفردوس (3544)، وانظر الموضوعات (2/ 182)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3340)، والضعيفة (3892). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 186).

4788 - "السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار، والجاهل السخي أحب إلى الله من عابد بخيل". (ت) عن أبي هريرة (هب) عن جابر (طس) عن عائشة (صح). (السخي قريب من الله) لأن الله تعالى يحبه. (قريب من الناس) لأنها جبلت القلوب على حب من أحسن إليها. (قريب من الجنة) لإتيانه بخير أعمالها. (بعيد من النار) لتحصنه منها بما يرضي الله سبحانه. (والبخيل بعيد من الله) لأنه يبغضه فإنه لا يبخله إلا سوء ظنه بمولاه. (بعيد من الناس) لأنه يقال تسقط الطير حيث تلتقط الحب وتغشى منازل الكرماء. (بعيد من الجنة) لأنه لم يتصف بصفات أهلها. (قريب من النار) لأنه شارك أهلها في صفتهم. (والجاهل السخي أحب إلى الله من عابد بخيل) قال ابن العربي: هذا مشكل يباعد الحديث عن الصحة مباعدة كثيرة وعلى صحته فيحتمل أن معناه أن الجهل قسمان: جهل بما لا بد معرفته في عمله واعتقاده، وجهل بما يعود نفعه على الناس من العلم، فأما المختص به فعابد بخيل خير منه وأما الخارج عنه فجاهل سخي خير منه؛ لأن الجهل والعلم يعود إلى الاعتقاد والسخاء والبخل للعمل وعقوبة ذنب الاعتقاد أشد من ذنب العمل. (ت) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وأما مخرجه الترمذي فقال: غريب، (هب) عن جابر (طس) (¬1) عن عائشة) قال شارحه: فيه عندهم جميعاً سعيد بن محمَّد الوراق وهو ضعيف وهذا يوجب الحكم بوضعه كما قاله ابن الجوزي. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1961) عن أبي هريرة, والبيهقي في الشعب (10848) عن جابر، والطبراني في الأوسط (2363) عن عائشة، وانظر الموضوعات (2/ 180)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3341)، والضعيفة (154): ضعيف جداً.

4789 - "السر أفضل من العلانية، والعلانية أفضل لمن أراد الاقتداء". (فر) عن ابن عمر (ض) .. (السر أفضل من العلانية) في كل عمل غير الجماعة وما شرع فيه الإعلام من ذكر وصدقة ونحوهما. (والعلانية أفضل لمن أراد الاقتداء) به في أفعاله وأقواله لأنه يضيف إلى طاعته هداية غيره. (فر) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن الحسين السلمي الصوفي قال الذهبي (¬2): صدوق لكنه يروي عن من دب ودرج فكثرت العجائب والمناكير في حديثه وعثمان بن زائدة قال في الضعفاء: له حديث منكر وفي اللسان (¬3): حديثه غير محفوظ. 4790 - "السراويل لمن لا يجد الإزار، والخف لمن لم يجد النعلين". (د) عن ابن عباس (صح). (السراويل) جائز لبسها. (لمن لا يجد الإزار، والخف لمن لم يجد النعلين) ذهب الشافعي إلى جواز لبس السراويل للمحرم إذا لم يجد الإزار ولا يحتاج إلى فتقها. (د) (¬4) عن ابن عباس) [2/ 602] رمز المصنف لصحته وقد عزاه في الفردوس إلى مسلم. 4791 - "السرعة في المشي تذهب بهاء المؤمن" (خط) عن أبي هريرة (ح). (السرعة في المشي تذهب بهاء المؤمن) أي وقاره وحسن هيئته. (خط) (¬5) ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3572)، وانظر المغني في الضعفاء (2/ 425)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3342)، والضعيفة (2406): ضعيف جدًا. (¬2) الميزان (6/ 119). (¬3) اللسان (4/ 141). (¬4) أخرجه أبو داود (1829)، وأخرجه البخاري (1841) و (5804) ومسلم (1178)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3684). (¬5) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (1/ 417)، وانظر العلل المتناهية (2/ 706)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3343).

عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، فيه أبو معشر ضعفه يحيى والنسائي والدارقطني. 4792 - "السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله". القضاعي (فر) عن ابن عمر (ض). (السعادة كل السعادة طول العمر في طاعة الله) تقدم إلا أن لفظ مخرجه القضاعي "طول العمر في عبادة الله" ويدل لضعف ما استمر على الألسنة: "ما من بر ولا فاجر إلا وباطن الأرض خير له من ظهرها". القضاعي (فر) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه قال العراقي: إسناده ضعيف وقال في مسند الشهاب: غريب جداً. 4793 - "السعيد من سعد في بطن أمه, والشقي من شقي في بطن أمه". (طص) عن أبي هريرة. (السعيد من سعد في بطن أمه، والشقي من شقي في بطن أمه) أي أنه تعالى قد سبق علمه بالمتصف بالأمرين والمختار من عباده لأي النجدين فلا ينافيه: "كل مولود يولد على الفطرة" (¬2) لأن ذلك مما يخلقه الله قابلًا له وهذا فيما علم تعالى أنه يختاره ويعدل إليه. (طص) (¬3) عن أبي هريرة) قال ابن حجر: سنده صحيح وسبقه إلى ذلك العراقي ومثله في الدرر. ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (312)، والديلمي في الفردوس (3566)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3344)، والضعيفة (2407). (¬2) أخرجه البخاري (1319)، ومسلم (2658). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (773)، والأوسط (8465)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة وانظر: الدرر المنتشرة (ص: 274)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3685).

4794 - "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه, فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل الرجوع إلى أهله". مالك (حم ق هـ) عن أبي هريرة (صح). (السفر قطعة من العذاب) أي جزء منه لما فيه من التعب ومعاناة الريح والشمس والبرد والخوف والخطر وأكل السمن وقلة الماء والزاد وفراق الأحبة ولذا قيل: وإن اغتراب المرء من غير خلة ... ولا همتة يسمو بها لعجيب وحسب الفتى ذلا وإن أدرك المنى ... ونال الثريا أن يقال غريب وقوله: (يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه) استئناف بياني وهي منصوبة بنزع الخافض لأن منع يتعدى إلى الأول بنفسه وهو أحدكم وإلى الثاني بمن ومنعه منها أنها تقتضي حال السفر تأخير ما يقدم وتقديم ما يؤخر والتقليل مما لا ينفع إلا الإكثار منه ونحو ذلك فالمراد أنه قطعة من عذاب الدنيا وأبعد من قال المراد أنه جزء من عذاب الآخرة بسبب الإثم الناشئ عن المشقة وتناقص الطاعات فإنه غير مراد كيف وقد بين ذلك في الجملة الاستئنافية. (فإذا قضى أحدكم نهمته) بفتح فسكون: رغبته أو حاجته. (من وجهه) أي من الوجه الذي يسافر لأجله. (فليعجل الرجوع إلى أهله) ليستريح من العذاب اللازم بالسفر. (مالك (حم ق هـ) (¬1) عن أبي هريرة). 4795 - "السفل أرفق". (حم م) عن أبي أيوب (صح). (السفل) بكسر أوله وضمه. (أرفق) قاله - صلى الله عليه وسلم - لأبي أيوب لما نزل بالمدينة فنزل - صلى الله عليه وسلم - في السفل وأبو أيوب في العلو ثم استدرك أبو أيوب رعاية الأدب ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (2/ 980) (1768)، وأحمد (2/ 236)، والبخاري (1710)، ومسلم (1927)، وابن ماجه (2882).

فعرض عليه التحول إلى العلو فقال: "السفل أرفق" أي بأصحابه وقاصديه. (حم م) (¬1) عن أبي أيوب) الأنصاري -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-. 4796 - "السكينة عباد الله السكينة". أبو عوانة عن جابر. (السكينة) بفتح المهملة مخففة فعيلة من السكون الوقار والطمأنينة والرزانة وهي منصوبة بتقدير الزموا السكينة. (عباد الله) منادى حذف حرف ندائه. (السكينة) تكرير حثا على ترقبها وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما أفاض من عرفات. (أبو عوانة) (¬2) بفتح المهملة عن جابر. 4797 - "السكينة مغنم، وتركها مغرم" (ك) في تاريخه والإسماعيلي في معجمه عن أبي هريرة. (السكينة مغنم) أي راحة وغنيمة لأنه لا يزعج صاحبها. (وتركها مغرم) لأنه يوقع صاحبه في القلق والاضطراب كما يوقعه ما يحل به من الغرم. (ك) (¬3) في تاريخه والإسماعيلي في معجمه عن أبي هريرة) قال الحاكم عقيبه: هذا أعجب ما أنكر على سفيان بن وكيع فإنه صحيح الإسناد شاذ المتن. 4798 - "السكينة في أهل النساء والبقر". البزار عن أبي هريرة. (السكينة في أهل الشاء والبقر) أي يتصف بها هذان الصنفان، قيل: أراد بأهل الغنم أهل اليمن لأن غالب مواشيهم الغنم والبقر بخلاف ربيعة ومضر فإنهم أصحاب الإبل، وقيل خص أهل الغنم والبقر لأنهم في الغالب أقل من أهل الإبل في التوسع والكثرة وهما من أسباب الفخر والخيلاء [2/ 563] وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 415)، ومسلم (2053). (¬2) أخرجه مستخرج أبي عوانة (رقم 2882)، وأحمد (3/ 355)، والنسائي (2/ 425)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3688). (¬3) أخرجه الإسماعيلي في معجم الشيوخ (1/ 433)، والديلمي في الفردوس (3565)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3346)، والضعينة (3732).

المجد ابن تيمية: أصل هذا أن الله جبل بني آدم بل سائر المخلوقات على التفاضل بين الشيئين المتشابهين وكل ما كانت المشابهة أكثر فالتفاعل في الأخلاق والصفات أتم حتى يؤول الأمر إلى أن لا يتميز أحدهم عن الآخر إلا بالعين وكل ما كان بين إنسان وإنسان مشاركة في جنس خاص كان التفاعل فيه أشد ثم بينه وبين سائر الحيوان مشاركة الجنس المتوسط فلابد من نوع ما من المفاعلة وبهذا الأصل وقع التأثر والتأثير في بني آدم واكتساب بعضهم أخلاق بعض بالمعاشرة والمشاكلة وكذا الآدمي إذا عاشر نوعا من الحيوان اكتسب بعض أخلاقه فلذا كان الخيلاء والفخر في أهل الإبل، والسكينة في أهل الغنم وصار الجمالون والبغالون فيهم أخلاق مذمة من أخلاق الجمال والبغال وصار الحيوان الإنسي فيه بعض أخلاق الناس من العشرة والموافقة وقلة المشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة يوجب مشاكلة ومشابهة في الأمور الباطنة على وجه المشارفة والتدرج الخفي. (البزار (¬1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه كثير بن زيد وثقه أحمد وجماعة وفيه ضعف. 4799 - "السلطان ظل الله في الأرض، فمن أكرمه أكرمه الله، ومن أهانه أهانه الله". (طب هب) عن أبي بكرة (صح). (السلطان ظل الله في الأرض) لأنه يأوي إليه المظلوم والمحتاج لدفع أذى حر الظلم والحاجة كما يأوي إلى الظل من حر الشمس وهذا شامل للعادل والجائر بلفظه ويحتمل أنه ما يراد به إلا العادل لأنه الذي يستدفع به الأذى لا الجائر فمنه يصلك الأذى وحر الجور والظلم فإذا كان ظل الله. (فمن أكرمه أكرمه الله) لأنه أكرم من أمر الله بإكرامه فيجازيه الله بالإكرام. (ومن أهانه أهانه ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في الكنز (6300)، وانظر قول الهيثمي في (4/ 66)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3689).

الله) لأنه لا يهين من يأمر الله بإكرامه إلا من لا يمتثل أمر الله فيستحق الإهانة. (طب هب) (¬1) عن أبي بكرة) رمز المصنف لصحته وفيه سعد بن أوس فإن كان هو العبسي فقد ضعفه الأزدي وإن كان البصري فضعفه ابن معين كما قاله في الضعفاء. 4800 - "السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر وكان على الرعية الشكر، وإن جار أو حاف أو ظلم كان عليه الوزر وكان على الرعية الصبر، وإذا جارت الولاة قحطت السماء، وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي، وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة، وإذا أخفرت الذمة أديل الكفار". الحكيم والبزار (هب) عن ابن عمر (ض). (السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم من عباده) هذه الجملة بينت وجه شبهه بالظل وأنه يستراح إلى برد عدله كما يستراح إلى برد الظل. (فإن عدل كان له الأجر وكان على الرعية الشكر) لهذه النعمة التي في طيها نعم. (وإن جار أو حاف أو ظلم) شك من الراوي في ما خاطبه من اللفظ والثلاثة بمعنى. (كان عليه الوزر وعلى الرعية الصبر) قال الطيبي: أي يلزمهم الصبر على جوره ولا يجوز لهم الخروج عليه إلا إن كفر، ثم لا منافاة بين فرض جوره من عدله لأن قوله "السلطان ظل الله" بيان لشأنه وأنه ينبغي له أن يكون كذلك فإذا خرج كونه ظل الله فهو من قبيل: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى} [ص: 26] فرتب على الحكم الوصف المناسب ونهاه في ما لا يناسب انتهى. (وإذا جارت الولاة قحطت السماء) أي ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7373)، وانظر ميزان الاعتدال (3/ 177)، والمغني في الضعفاء (1/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3350)، والضعيفة (1662).

إذا ذهب العدل انقطع القطر. (وإذا منعت) مبني للمفعول. (الزكاة هلكت المواشي) لأن الزكاة تنميها والنمو بركة فإذا لم تزك ذهبت الأصل بأصله وفيه مأخذ يكون الزكاة إلى ولاة الجور. (وإذا ظهر الزنا) بالزاي والنون. (ظهر الفقر والمسكنة) لأنه لما لم يستغن بالنكاح الشرعي سلمه الله المال الذي به الغنى عن الحاجات والمسكنة الذلة. (وإذا أخفرت الذمة) بضم الهمزة وسكون الخاء المعجمة ففاء فراء من أخفر العهد إذا نقضه. (أديل الكفار) بضم الهمزة وسكون المهملة بمثناة تحتية من الإدالة الغلبة يقال: أديل لنا على أعدائنا أي نصرنا عليهم. (الحكيم والبزار) قال الهيثمي: فيه سعيد بن سنان أبو مهدي متروك، [2/ 564] (هب) (¬1) عن ابن عمر) قال البيهقي عقيبه: أبو مهدي سعيد بن سنان ضعيف عند أهل العلم بالحديث انتهى والمصنف قد رمز لضعفه. 4801 - "السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه الضعيف، وبه ينتصر المظلوم ومن أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة". ابن النجار عن أبي هريرة (ض). (السلطان ظل الله في الأرض، يأوي إليه الضعيف) قال في الفردوس: قيل أراد بالظل العز والمنعة. (وبه ينتصر المظلوم ومن أكرم سلطان الله) أي الذي ولاه وأعطاه الملك. (في الدنيا) التي هي دار ولايته. (أكرمه الله يوم القيامة) جزاء وفاقاً. (ابن النجار (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 4802 - "السلطان ظل الله في الأرض فمن غشه ضل ومن نصحه اهتدى". (هب) عن أنس (ض). ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (4/ 153)، والبيهقي في الشعب (7396)، وانظر قول الهيثمي في (5/ 196)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3353)، والضعيفة (604): موضوع. (¬2) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (14582)، وانظر فيض القدير (4/ 143)، وكشف الخفاء (1/ 552)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3352)، والضعيفة (1663).

(السلطان ظل الله في الأرض فمن غشه ضل) قال: غشه أعظم غش لأنه غش لكل من ولي عليه فيجعل الله عقوبة غشه ضلال غاشه عن طريق الرشاد. (ومن نصحه اهتدى) لأنه ناصح لمن كان تحت طاعته. (هب) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن يونس القرشي وهو الكديمي الحافظ اتهمه ابن عدي بوضع الحديث وقال الذهبي في الضعفاء: انكشف عندي حاله. 4803 - "السلطان ظل الله في الأرض، فإذا دخل أحدكم بلدا ليس فيه سلطان فلا يقيمن به". أبو الشيخ عن أنس (ض). (السلطان ظل الله في الأرض، فإذا دخل أحدكم بلدا ليس فيه سلطان فلا يقيمن به) لأنه يعرض بنفسه بأن يظلم ولا ينصر ويهان ولا يكرم وقد نهى الله عن إذلال العبد نفسه. (أبو الشيخ (¬2) عن أنس) ضعفه المصنف بالرمز ورواه الديلمي أيضاً. 4804 - "السلطان ظل الرحمن في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم من عباده: فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإن جار وحاف وظلم كان عليه الإصر وعلى الرعية الصبر". (فر) عن ابن عمر. (السلطان ظل الرحمن في الأرض، يأوي إليه كل مظلوم من عباده) أي هذا من شأن السلطان وما يجب عليه أن يتصف به. (فإن عدل كان له الأجر وعلى الرعية الشكر، وإن جار وحاف وظلم) عطفهما مع اتحادها زيادة في تهجير ما يصدر عنه مع غنيته عن ذلك. (كان عليه الإصر) بكسر الهمز فصاد مهملة قال ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7376)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3351)، وانظر المغني في الضعفاء (2/ 246)، والضعيفة (475): موضوع. (¬2) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (14584)، وأخرجه ابن أبي حاتم في العلل (2/ 409)، والخطابي في غريب الحديث (1/ 155)، والديلمي في مسند الفردوس (3370)، وانظر فيض القدير (4/ 143)، وضعفه الألباني في ضعيف (3349).

الزمخشري: هو الثقل الذي يأصر حامله أي يحبسه في مكانه لفرط ثقله. (وعلى الرعية الصبر). (فر) (¬1) عن ابن عمر) فيه عمرو بن عبد الغفار قال الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال ابن عدي: اتهم بالوضع وسعيد بن سعد قال الذهبي: ضعيف (¬3). 4805 - "السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض يرفع له عمل سبعين صديقاً". أبو الشيخ عن أبي بكر. (السلطان العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض) يصيب به أعداءه وينصر به أولياءه. (يرفع له عمل سبعين صديقاً) أي كل يوم وتمامه عند مخرجه كما في الفردوس "كلهم عابد مجتهد" وكأنه سقط من قلم المصنف. (أبو الشيخ (¬4) عن أبي بكر) ورواه عنه الديلمي أيضًا. 4806 - "السلف في حبل الحبلة ربا". (حم ن) عن ابن عباس (صح). (السلف في حبل الحبلة) بالتحريك للموحدة مصدر سمي به المحمول كما يسمى بالحمل وإنما أدخلت عليه التاء للإشعار بتمنيها الأنوثة به فالحبل الأول يراد به ما في بطون النوق من الحمل والثاني حبل الذي بطون النوق فالمراد نتاج النتاج (ربا) لأنه من بيع ما لم يخلق وعبر بالربا عن الحرام أو كأنه اسم عام يقع على كل محرم في الشرع. (حم ن) (¬5) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته ورواه عنه الديلمي أيضاً. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3553)، ابن عدي في الكامل (3/ 361)، والقضاعي (1/ رقم 304)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3348): موضوع. (¬2) انظر: المغني (2/ 486). (¬3) انظر: المصدر السابق (1/ 26)، وقد تصحف اسمها في المخطوط. (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (1487)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3347): موضوع. (¬5) أخرجه أحمد (1/ 240)، والنسائي (7/ 293) , وصححه الألباني في صحيح الجامع (3690).

4807 - "السِّل شهادة". أبو الشيخ عن عبادة بن الصامت. (السل) بكسر المهملة وتشديد اللام داء معروف أصله قرحة في الرئة معها حمى شديدة وسببه ملازمة بارد يابس وعفونة خلط (شهادة) أي الموت بها شهادة في الآخرة يرد بها من مات به منازل الشهداء. (أبو الشيخ (¬1) عن عبادة بن الصامت) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 4808 - "السماح رباح، والعسر شؤم" القضاعي عن ابن عمر (فر) عن أبي هريرة. (السماح) بتخفيف الميم. (رباح) بتخفيف الموحدة وقال الغزالي في أماليه: يريد أن التسامح أحرى أن يربح قال شارح الشهاب: السماحة السهولة في الأمر وذلك لأن سعة الأخلاق وسخاء النفس والرفق بالمعامل من أسباب البركة (والعسر شؤم) شؤم أي مذهب للبركة ماحق للنمو منفر للقلوب وهو شامل لكل أمر قال بعضهم: انظر إلى قصة بقرة بني إسرائيل لما شددوا شدد الله عليهم. (القضاعي (¬2) عن ابن عمر) فيه عبد الرحمن بن زيد قال الذهبي (¬3): ضعفه أحمد والدارقطني وآخرون، (فر) عن أبي هريرة) فيه حجاج بن فُرافِصة أورده في الضعفاء (¬4) وقال: قال أبو زرعة: ليس بقوي. 4809 - "السمت الحسن والتُؤَدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة". (ت) عن عبد الله بن سرجس. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 489) عن راشد بن حبيش، والطبراني في الكبير (18/ 161) عن عنترة وفي الأوسط (1265) عن سلمان والربيع بن حبيب في مسنده (451)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3691). (¬2) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (23)، والديلمي في الفردوس (3571) عن أبي هريرة, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3354). (¬3) المغني في الضعفاء (2/ 380). (¬4) انظر: المغني (1/ 150).

(السمت الحسن والتؤدة) تقدم أنها بزنة هُمَزَة وهي ترك العجلة في الأمور. (والاقتصاد) بين طرفي [2/ 565] الإفراط والتفريط في الأمور كلها. (جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة) لأن هذه الخصال من شمائل أهل النبوة ينبغي لكل أحد التخلق بها. (ت) (¬1) (عن عبد الله بن سرجس) قال الترمذي: حسن غريب، وقال المناوي (¬2): رجاله موثقون. 4810 - "السمت الحسن جزء من خمسة وسبعين جزءا من النبوة". الضياء عن أنس (صح). (السمت الحسن جزء من خمسة وسبعين جزءا من النبوة) قال بعض العارفين الطريق إلى معرفة سر هذا القدر مسدود فإنه من علم النبوة. (الضياء (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 4811 - "السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب أو كره, ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع عليه ولا طاعة". (حم ق 4) عن ابن عمر (صح). (السمع والطاعة) أي لأصلي الأمر. (حق على المرء المسلم فيما أحب أو كره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية) من أولي أمره. (فلا سمع عليه ولا طاعة) لأنه لا طاعة فيما لا يرضاه الله لأحد. (حم ق4) (¬4) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2010)، وانظر فيض القدير (4/ 145)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3692). (¬2) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (4/ 333 رقم 4072). (¬3) أخرجه الضياء في الأحاديث المختارة (2209)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3355). (¬4) أخرجه البخاري (7144) ومسلم (1839) وأبو داود (2626) والترمذي (1707) والنسائي (7/ 160) وابن ماجة (2864) وصححه الألباني في صحيح وضعيف الجامع (3693).

4812 - "السنة سنتان: سنة الله فريضة، وسنة في غير فريضة، فالسنة التي في الفريضة أصلها في كتاب الله تعالى، أخذها هدى وتركها ضلالة، والسنة التي أصلها ليس في كتاب الله تعالى الأخذ بها فضيلة، وتركها ليس بخطيئة". (طس) عن أبي هريرة. (السنة) بالضم للمهملة أي الطريقة المحمود سلوكها في الدين. (سنتان: سنة في فريضة) أي مفروضة مأمور بها. (وسنة في غير فريضة) فلا وجوب في أدائها. (فالسنة التي في الفريضة أصلها في كتاب الله تعالى) أي فيما كتبه على عباده وفرضه عليهم. (أخذها هدى وتركها ضلالة) لا تحل بحال. (والسنة التي ليس أصلها في كتاب الله تعالى) أي فيما كتبه وحكمه على عباده. (الأخذ بها فضيلة, وتركها ليس بخطيئة) بل يجوز تركها وفعلها فيه الأجر. (طس) (¬1) عن أبي هريرة) قال الطبراني: لم يروه عن أبي سلمة إلا عيسى بن واقد قال الهيثمي: ولم أر من ترجمه. 4813 - "السنة سنتان: من نبي، ومن إمام عادل". (فر) عن ابن عباس. (السنة سنتان) سنة (من نبي) مرسل هكذا في رواية الديلمي ولعله سقط من قلم المصنف وسنة. (من إمام عادل) أي أن طريقه الهدى إما أن يبينها نبي مرسل أو يبينها إمام عادل باجتهاد صحيح، والمراد أنه يجب اتباع طريقة الإِمام العادل التي يأمر بها فيما يعود على العباد نفعه كما يجب اتباع أمر النبي المرسل في كل مجال لا أن المراد إن الإِمام له أن يشرع سنة للعباد، قال شارحه: ولفظ الفردوس في نسخة بخط الحافظ ابن حجر: السنة سنتان سنة من نبي مرسل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4011)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 172)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3357، 3356): موضوع.

وسنة من إمام عادل. (فر) (¬1) عن ابن عباس) فيه علي بن عبدة التميمي قال في الضعفاء (¬2): قال الدارقطني: كان يضع. 4814 - "السنور سبع". (حم قط ك) عن أبي هريرة. (السنور) بكسر المهملة وفتح النون مشددة هو الهر ورواية وكيع وغيره بلفظ الهر. (سبع) قال عياض: يجوز ضم الموحدة وسكونها إلا أن الرواية بالضم أي طاهر الذات سؤره طاهر لأن أسوار السباع الطاهرة الذات طاهرة. (حم قط ك) (¬3) عن أبي هريرة) قال كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي قوماً من الأنصار في دورهم [...] (¬4) عليهم وعاتبوه فقال: "لأن في داركم كلباً" قالوا: وفي دارهم سنور، وهذا صححه الحاكم ونوزع بقول أحمد: حديث غير قوي وبأن فيه عيسى بن المسيب ضعفه أبو داود وابن حبان والنسائي. 4815 - "السنور من أهل البيت وإنه من الطوافين أو الطوافات عليكم". (حم) عن أبي قتادة. (السنور من أهل البيت) أي الذي هو فيه يعني حكمه حكمهم في أنه لا ينجس ما ولغ فيه. (لأنه من الطوافين) جمعه بالواو والنون لتنزيله منزلة العاقل وإجرائه مجراه في الطهارة. (أو الطوافات عليكم) رواه أحمد بألفه وبدونها ونقل النواوي الواو عن رواية الترمذي وابن ماجة وعن الموطأ ومسند الدارمي وقال العراقي: إسقاط الألف أكثر وبتقدير ثبوتها هو شك من الراوي أو للتقسيم قال ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (3377) وانظر فيض القدير (4/ 146)، وانظر ميزان الاعتدال (5/ 174)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3357)، والضعيفة (3737): موضوع. (¬2) المغني (2/ 451). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 372)، والدارقطني (1/ 63)، والحاكم (1/ 292)، وانظر ميزان الاعتدال (5/ 389)، وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع (3358). (¬4) بياض بالأصل.

النواوي والثاني أظهر؛ لأنه بمعنى روايات الواو والمعنى أنها كالخدم الذين يتصلون بأهل البيت ولا يتحفظ منهم ولا يحجبون ولا يستأذنون وفيه طهارة سؤر الهر كما في الذي قبله وعليه عامة العلماء. (حم) (¬1) عن أبي قتادة) جَوَّده مالك وحسنه الدارقطني وصححه الحاكم. 4816 - "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب". (حم) عن أبي بكر، الشافعي حم ن حب ك هق) عن عائشة (هـ) عن أبي أمامة. (السواك) مذكر وقيل: يؤنث وأنكره الأزهري. (مطهرة للفم) مصدر بمعنى الفاعل [2/ 606] أي آلة تنظفه وتذهب قلحه. (مرضاة للرب) أي محل رضاء له تعالى به أو سبب لرضاه وذلك لأنه تعالى يحب النظافة وفيه حث على السواك وتقدمت فيه عدة أحاديث. (حم) (¬2) عن أبي بكر الشافعي) (حم ن حب ك هق) عن عائشة (هـ) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن عبد الله بن محمَّد لم يسمع من أبي بكر يريد عبد الله ابن محمَّد بن أبي بكر وقال ابن الصلاح: إسناده صالح وقال البغوي: حديث حسن وقال النواوي في رياضه (¬3): أسانيده صحيحة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 309)، والحاكم (1/ 160)، وقال: صحيح احتج به مالك في الموطأ، والدار القطني (1/ 75)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3694). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 3) عن أبي بكر، وأخرجه أبو يعلى (109)، راجع علل الدارقطني (1/ 277)، والتلخيص الحبير (1/ 60)، والشافعي في مسنده (1/ 14)، وأحمد كذلك (6/ 47)، والنسائي (1/ 10)، وابن حبان (3/ 348) (1067)، والبيهقي في السنن (1/ 34) عن عائشة، وانظر: التلخيص الحبير (1/ 60)، وابن ماجه (289) عن أبي أمامة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3695). (¬3) انظر: البغوي شرح السنة (1/ 354)، خلاصة الأحكام (89)، ورياض الصالحين (1/ 359)، انظر: البدر المنير (1/ 687).

4817 - "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ومجلاة للبصر". (طس) عن ابن عباس (صح). (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) يحتمل أنه بمعنى الفاعل أي مرض للرب أو المفعول أي مرضات للرب وعطف مرضاة يحتمل الترتيب بأن تكون الطهارة به علة للرضا وأن يكونا مستقلين في العلية قاله الطيبي. (ومجلاة للبصر) بالجيم، أي يجلوا البصر (طس) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته إلا أنه قال الهيثمي رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعاً ورواه أبو يعلى والديلمي. 4818 - "السواك يطيب الفم ويرضي الرب". (طب) عن ابن عباس (ح). (السواك يطيب الفم ويرضي الرب) قيل فيه دلالة على وجوبه لأن تركه يسخط الرب وإسخاطه حرام فتركه حرام. (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 4819 - "السواك نصف الإيمان، والوضوء نصف الإيمان". رستة في كتاب الإيمان عن حسان بن عطية مرسلاً (ح). (السواك نصف الإيمان) لأنه يزيل الأوساخ عن محل الأقوال التي هي نصف الإيمان فإن نصفه أقوال ونصفه أفعال. (والوضوء نصف الإيمان) لأنه طهارة للظاهر من البدن والباطن وتقدم في أنه شطر الإيمان تحقيق النصفية. (رستة (¬3) في كتاب الإيمان عن حسان بن عطية مرسلاً) هو من أصحاب علي -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ-. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7496)، وأبو يعلى (109، 110)، والديلمي (3548)، وانظر قول الهيثمي في (1/ 220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3361)، والضعيفة (5278). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 428) (12215)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 2/ 396)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3696) (¬3) أخرجه رسته في كتاب الإيمان كما في الكنز (26159)، وانظر فيض القدير (4/ 148)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3363).

4820 - "السواك واجب، وغسل الجمعة واجب على كل مسلم". أبو نعيم في كتاب السواك عن عبد الله بن عمرو بن حلحلة ورافع بن خديج معا. (السواك واجب) أي يؤكد تأكيد الواجب لأنه قد حكي الإجماع على عدم وجوب السواك إلا أنه حكى الشيخ أبو حامد عن أبي داود أنه أوجبه للصلاة وعن ابن راهوية يجب وإذا ترك محمداً بطلت صلاته وحكي الماوردي أنه يجب ولكن لا تبطل الصلاة بتركه. (وغسل الجمعة واجب على كل مسلم) تقدم أنه أريد بهذه العبارة في حقه تأكيد السنية. (أبو نعيم (¬1) في كتاب السواك عن عبد الله بن عمرو بن حلحلة) بفتح المهملة الأولى وسكون اللام وفتح المهملة الثانية (ورافع بن خديج معاً). 4821 - "السواك من الفطرة". أبو نعيم عن عبد الله بن جراد. (السواك من الفطرة) أي من السنة التي حض العباد عليها لأنه من النظافة والنفس تميل إليها بالفطرة فلا يتركه إلا من تغيرت فطرته. (أبو نعيم (¬2) عن عبد الرحمن بن جراد) بلفظ الحيوان المعروف. 4822 - "السواك يزيد فصاحة الرجل". (عق عد خط) في الجامع عن أبي هريرة. (السواك يزيد فصاحة الرجل) أي يسهل مجاري الكلام ويصفي الصوت ويزكي الحواس وينظف الأسنان والفم واللسان واللهوات ولسانه فيسهل نطقه وتزيد فصاحته. (عق عد خط) (¬3) في الجامع عن أبي هريرة) فيه عمرو بن داود ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (978، 1100)، وعزاه في كنز العمال (26160)، إلى أبي نعيم في كتاب السواك، وانظر فيض القدير (4/ 148) والتلخيص الحبير (1/ 68) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3364). (¬2) عزاه في الكنز (26161) لأبي نعيم وانظر فيض القدير (4/ 148)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3362). (¬3) أخرجه العقيلي في ضعفائه (3/ 156)، وابن عدي في الكامل (6/ 370)، والخطيب البغدادي في=

عن سنان بن أبي سنان قال العقيلي: مجهولان والحديث منكر تفرد به يعلي بن ميمون ويعلى ضعيف. 4823 - "السواك سنة فاستاكوا أي وقت شئتم". (فر) عن أبي هريرة. (السواك سنة) أي طريقة مسلوكة من طرائق الرسل. (فاستاكوا أي وقت شئتم) فيه أنه لا يكره في خبر من الأخبار من فطر ولا صيام. (فر) (¬1) عن أبي هريرة) فيه صدقة بن موسى قال الذهبي: ضعفوه عن فرقد ضعفه جمع عن أبي المهزم ضعفوه. 4824 - "السواك شفاء من كل داء إلا السام، والسام: الموت). (فر) عن عائشة. (السواك شفاء من كل داء إلا السام، والسام: الموت) هذا من أعظم الحث عليه والمبالغة في استعماله. (فر) (¬2) عن عائشة) ظاهره أنه ذكره الديلمي مسندا وليس كذلك فإنه ذكره هو وولده بلا سند فإطلاق المصنف العزو إليه غير صواب. 4825 - "السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن فتعلموها، فإن تعلمها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة". (فر) عن أبي سعيد. (السورة التي تذكر فيها البقرة) أي قصتها وعرفت بالإضافة إليها. (فسطاط القرآن) بضم القاف (¬3) وكسرها المدينة التي فيها مجتمع الناس وكل مدينة ¬

_ = الجامع (2/ 147)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3365)، والضعيفة (642): موضوع. (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 49)، وعزاه في الكنز (26163) إلى الديلمي وانظر فيض القدير (4/ 149)، والمغني في الضعفاء (1/ 308)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3359). (¬2) عزاه في الكنز (26164) إلى الديلمي، وانظر فيض القدير (4/ 149)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3360). (¬3) هكذا ورد في المخطوط، وصوابه (بضم الفاء وكسرها).

فسطاط أي أنها تجمع معاني القرآن بكثرة ما فيها من الأحكام والقصص ومعظم [2/ 607] أصول الدين وفروعه. (فتعلموها، فإن تعلمها بركة) أي تعلموا ما فيها من الأحكام وما اشتملت عليه من المعاني. (وتركها حسرة) لأنه جهل لمهم من الدين من أهمله تحسر على فواته في الدنيا لأن الجهل داء وفي الآخرة لأنه يرى ما يناله العالمون لها من كرامة الله لهم فيتحسر. (ولا تستطيعها) أي تعلمها. (البطلة) أي السحرة كذا في الفردوس جمع باطل سموا بذلك لانهماكهم في الباطل قيل: المراد أنها من المعجزات المحسوسة فإنه لا يمكن الساحر محاولة معارضتها وقال الطيبي: المراد بالسحرة من الموحدين وأرباب البيان كقوله: "إن من البيان لسحرا" (فر) (¬1) عن أبي سعيد) فيه إسماعيل بن أبي زياد الشامي قال الذهبي: قال الدارقطني يضع الحديث. 4826 - "السلام قبل الكلام". (ت) عن جابر. (السلام قبل الكلام) لأن الابتداء به تفاؤلا بالسلامة وإيناسا لمن يخاطبه وتبركا بسم الله تعالى وهذا يشمل المخاطبة والمكاتبة والمراد أن السنة لمن أراد أن يكلم أحدا أن يبدأه بالسلام قال ابن القيم (¬2): ويذكر عن المصطفى أنه كان لا يأذن لمن لا يبدأ بالسلام (¬3). (ت) (¬4) عن جابر) قال الترمذي: إنه منكر، ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3559)، وانظر ميزان الاعتدال (1/ 388)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3366)، والضعيفة (3738): موضوع. (¬2) زاد المعاد (2/ 378). (¬3) أخرج الخرائطي في مكارم الأخلاق (832): عن ابن عمر مرفوعاً قال: "من بدأ بالسؤال قبل السلام، فلا تجبه حتى يبدأ بالسلام" كما سيأتي. (¬4) أخرجه الترمذي (2699)، وأبو يعلى (2059)، والقضاعي في الشهاب (34)، وابن الأعرابي في معجمه (1027)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 95)، وميزان الاعتدال (6/ 146)، وابن عدي في كماله (6/ 204)، وانظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 186)، والعلل المتناهية (2/ 720)، والبدر المنير (7/ 17)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3373): موضوع.

وقال في الأذكار: حديث ضعيف، وفي الميزان في ترجمة محمَّد بن زاذان قال: لا نكتب حديثه وضعفه الدارقطني، نعم رواه ابن عدي في كامله عن عمر بإسناد حسن باللفظ المذكور قال ابن حجر فيه: إنه إسناد لا بأس به ولو أخرجه المصنف من تلك الطريق لكان أولى به. 4827 - "السلام قبل الكلام، ولا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلم". (ع) عن جابر. (السلام قبل الكلام، ولا تدعوا أحدا إلى الطعام حتى يسلم) لأن الدعاء إلى الطعام إكرام للمدعوا ومن أعرض عن السلام لم يستحق الإكرام. (ع) (¬1) عن جابر) قال الهيثمي: في إسناده من لم أعرفه قال ابن القيم (¬2): هذا وإن كان إسناده وما قبله ضعيفًا فالعمل عليه وقد اعتضد بإسناد حسن وهو الحديث الآتي. 4828 - "السلام قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه". ابن النجار عن عمر. (السلام قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤال) عن أي شيء. (قبل السلام فلا تجيبوه) لأنه لا يستحق الجواب لإعراضه عن السنة فيعرض عنه. (ابن النجار (¬3) عن عمر) وقد أخرجه أحمد عن عمر. 4829 - "السلام تحية لملتنا، وأمان لذمتنا". القضاعي عن أنس. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى في مسنده (2059)، وابن المقري في معجمه (1001)، وانظر قول الهيثمي في (10/ 347)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 720)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3374)، والضعيفة (1736): موضوع. (¬2) زاد المعاد (2/ 378). (¬3) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (832) عن ابن عمر، وابن عدي في الكامل (5/ 291)، وانظر: بيان الوهم (3/ 186)، والبدر المنير (7/ 17)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3699)، والصحيحة (816).

(السلام تحية لملتنا) أي لأهل ملتنا أي سبب لحياتها وبقاءها وقوة سلطانها وبقاء للألفة بين أهل الإِسلام. (وأمان لذمتنا) أي مشعر بأمانك لمن سلمت عليه قال العلماء من سلم على غيره فقد أمنه من شره وعاهده على ذلك فلا ينقص ما فعل به من ذلك فقدل المسلم: السلام عليكم علامة للمسالمة وأنه لا حرب فالمسلّم كأنه يقول للمسلم عليه أجيبك بأن السلام أي السلامة محيطة بك من جميع جهاتك فأنا مسالم لك بكل حال أو منقاد فأقبل عقد هذا التأمين. القضاعي (¬1) عن أنس) وأخرجه الطبراني بلفظه عن أبي أمامة. 4830 - "السلام اسم من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض، فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب ". البزار (هب) عن ابن مسعود. (السلام اسم من أسماء الله تعالى) ومعناه سلامته مما يلحق الخلق من العيب والفناء والنقص وتقدم في الأسماء الحسنى شرحه. (وضعه الله في الأرض) أي أمركم به وعلمكم لفظه. (فأفشوه بينكم، فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام، فإن لم يردوا عليه رد عليه من هو خير منهم وأطيب) وهم الملائكة الكرام. (البزار (هب) (¬2) عن ابن مسعود) قال المنذري: رواه البزار والطبراني واحد أسانيد البزار جيد قوي. ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (262) عن أنس، والطبراني في الكبير (8/ 109) (7518) عن أبي أمامة، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3368)، والضعيفة (3734): موضوع. (¬2) أخرجه البزار في مسنده (1771)، والبيهقي في الشعب (8782)، والطبراني (10/ 10391)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 287)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3697)، والصحيحة (184).

4831 - "السلام اسم من أسماء الله عظيم، جعله ذمة بين خلقه، فإذا سلم المسلم على المسلم فقد حرم عليه أن يذكره إلا بخير" (فر) عن ابن عباس (ض). (السلام اسم من أسماء الله عظيم) لا ينافيه ما تقرر من أن معناه في التحية الدعاء؛ لأنهم [2/ 608] يعلمون ما فيه من التأمين أي اسم الله تعالى يبلغك السلامة كما أن الرحمة تبلغه الرحمة وقول المسلم السلام عليكم أي الله مطلع عليكم وناظر إليكم فكأنه باطلاع الله تعالى عليه وتخوّفه ليأمن منه ويسلم من شره. (جعله ذمة بين خلقه، فإذا سلم المسلم على المسلم فقد حرم عليه أن يذكره إلا بخير) لأنه قد عقد ذمة له بسلامه عليه وفي ذكره بالسوء غدر. (فر) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه فيه عطاء بن السائب أورده في الضعفاء وقال أحمد: من سمع منه قديما فهو صحيح. 4832 - "السلام تطوع، والرد فريضة". (فر) عن علي. (السلام تطوع، والرد فريضة) كما علم من السنة ومن الآية فإن الأمر ظاهر في الوجوب. (فر) (¬2) عن علي) كرم الله وجه، فيه حاجب بن أحمد الطوسي قال الذهبي: ضعيف معروف، وفيه رجل مجهول. 4833 - "السيد الله". (حم د) عن عبد الله بن الشخير. (السيد) حقيقة هو (الله) لا غيره أي هو الذي تحق له السيادة فحقيقة السؤدد ليست إلا له إذ الخلق كلهم عبيده قال الزمخشري (¬3): السيد فيعل من ساد ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3534)، وانظر ميزان الاعتدال (5/ 90)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3367)، والضعيفة (3733): موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3538)، وانظر: ميزان الاعتدال (2/ 163)، والمغني (1/ 140)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3369). (¬3) الفائق في غريب الحديث (2/ 207).

يسود قلبت واوه ياء لمجامعتها الياء وسبقها إياها بالسكون انتهى. وقال الراغب (¬1): سيد الشيء هو الذي يملك سؤدده أي شخصه جميعه وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما خاطبه مخاطب بما يخاطب به الرؤساء من قوله: أنت سيدنا ومولانا فذكره، وأما قوله: أنا سيد ولد آدم فهو إخبار عما أعطاه الله من الشرف على النوع الإنساني واستعمال السيد في غير الله تعالى شائع ذائع قال النووي (¬2): المنهي عنه استعماله على جهة التعظيم لا التعريف واستدل بعضهم بهذا الخبر على أن السيد من أسماء الله تعالى. (حم د) (¬3) عن عبد الله بن الشخير) (¬4) بكسر الشين وتشديد الخاء المعجمتين عوفي عامري سكت عليه أبو داود ثم المنذري وسبب الحديث أن رجلاً جاء إلى النبي فقال أنت سيد قريش فقال السيد الله تعالى قال أنت أعظمها طولا وأعلاها قولاً فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا بقولكم ولا يستهوينكم الشيطان أنا عبد الله ورسوله". 4834 - "السيوف مفاتيح الجنة". أبو بكر في الغيلانيات، وابن عساكر عن يزيد بن شجرة. (السيوف مفاتيح الجنة) أي سيوف الغزاة لأن بها نيل الدرجات في الجنة. (أبو بكر في الغيلانيات، وابن عساكر (¬5) عن يزيد بن شجرة) (¬6) صحابي مشهور من أمراء معاوية وفيه بقية وحاله مستور. ¬

_ (¬1) المفردات (ص 854). (¬2) الأذكار (ص 836). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 24)، وأبو داود (4806)، والنسائي (6/ 70)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3700). (¬4) الإصابة (4/ 127). (¬5) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (65/ 220)، وأبو بكر في الغيلانيات (رقم 602)، والحاكم (3/ 563)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3376). (¬6) الإصابة (6/ 662).

4835 - "السيوف أردية المجاهدين". (فر) عن أبي أيوب، والمحاملي في أماليه عن زيد بن ثابت (ح). (السيوف أردية المجاهدين) أي هي بمنزلة الأردية وتقدم ذكر ذلك. (فر) (¬1) عن أبي أيوب) فيه أبو ذؤيب بن عمامة السهمي قال في الضعفاء قال الدارقطني: ضعيف والوليد بن مسلم ثقة مدلس، (والمحاملي في أماليه عن زيد بن ثابت) ورواه أبو نعيم أيضاً. ¬

_ (¬1) أخرجه المحاملي في أماليه (رقم 448)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 113)، الديلمي في الفردوس (3555) عن زيد بن ثابت، وانظر المغني في الضعفاء (1/ 225)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3375)، والضعيفة (3739).

حرف الشين المعجمة

حرف الشين المعجمة الشين مع الألف 4836 - " شاب سخي حسن الخلق أحب إلى الله من شيخ بخيل عابد سيء الخلق". (ك) في تاريخه (فر) عن عبد الله بن مسعود. (شاب سخي حسن الخلق خير من شيخ بخيل عابد سيء الخلق) لما تقدم قريبا من أن السخاء وحسن الخلق أشرف الصفات فلا تقاومها صفة. (ك) في تاريخه (فر) (¬1) عن عبد الله بن مسعود) سكت عليه المصنف. 4837 - "شارب الخمر كعابد وثن، وشارب الخمر كعابد اللات والعزى" الحارث عن ابن عمرو. (شارب الخمر كعابد وثن) في إثمه وفساد قلبه وعمله. (وشارب الخمر كعابد اللات والعزى) تنصيص على أقبح الأديان بعد الإطلاق والإبهام قال ابن عباس فيما رواه عنه ابن ماجة: يشبه أن يكون فيمن استحلها. (الحارث (¬2) عن ابن عمرو) قال العراقي: إنه ضعيف. 4838 - "شاهت الوجوه". (م) عن سلمة بن الأكوع (ك) عن ابن عباس (صح). (شاهت الوجوه) أي قبحت يقال شاه شوهاً والشوهاء المرأة القبيحة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3587) عن ابن عباس، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3377)، والضعيفة (646): موضوع. (¬2) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (549)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 305)، والبزار في مسنده (2382)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3701).

والمرأة الحسناء فهو من الأضداد وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين وقد غشيه العدو فنزل عن بغلته وقبض قبضة من تراب ثم استقبل به وجوههم فذكره فما منهم إلا من ملأ عينيه من تلك القبضة فولوا مدبرين. (م) (¬1) عن سلمة بن الأكوع (ك) عن ابن عباس). 4839 - "شاهداك أو يمينه". (م) عن ابن مسعود. (صح). (شاهداك) أصله عن ابن مسعود قال: كان بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "شاهداك ... " إلى آخره، وتقديره: لك ما شهد به شاهداك أو ليحضر شاهداك أو يشهد بالرفع على فاعلية محذوف دل عليه السياق ويحتمل أنه خبر محذوف أي الواجب أو مبتدأ حذف خبره أي شهادة شاهديك الواجب ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وأعرب إعرابه (أو يمينه) عطف عليه بتقدير ذلك أو يكفيك يمين المدعى عليه ثم المراد بالشاهدين البينة سواء كان رجلين أو رجل وامرأتين أو رجلاً واليمين من الطالب لكنه خص الشاهدين لأنه مع الأغلب أو المراد شاهداك وما في معناهما مما ثبت أن الحكم له ومن أخذ بظاهره وهم من نفى الحكم بشاهد ويمين قيل يلزمه أن ينفي الحكم برجل وامرأتين لأنه ينفيه مفهوم هذا ولهم أن يقولوا: ثبت ذلك بالنص فلا يقاومه المفهوم فنقول: كذلك يثبت الحكم بشاهد ويمين بالنص النبوي الثابت من طرق صحيحة كثيرة أنه قضى - صلى الله عليه وسلم - بشاهد ويمين والتنصيص على شيء لا يلزم منه نفي ما عداه. (م) (¬2) عن ابن مسعود) وقد أخرجه البخاري أيضاً بلفظه عن ابن مسعود ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1777) عن سلمة بن الأكوع، والحاكم (1/ 268) عن ابن عباس. (¬2) أخرجه مسلم (138)، والبخاري (2380).

فظن المصنف انفراد مسلم به عن صاحبه وليس كذلك. 4840 - "شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يوجب الله له النار". (حل ك) عن ابن عمر. (شاهد الزور) أي الافتراء من زور عليه إذا افترى عليه قال القيصري: شاهد الزور من يميل عن الوسط لأخذه من الازورار وهو الميل وشاهد العدل من لم يمل بشهادته إلى أحد الجانبين. (لا تزول قدماه) من موقف شهادته. (حتى يوجب الله له النار) قال الذهبي (¬1): شاهد الزور قد ارتكب كبائر: أحدها [الكذب]: والافتراء والله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} [غافر: 28]. ثانيها: أنه ظلم من شهد عليه حتى أخذ بشهادته ما له أو عرضه وروحه. ثالثها: ظلم من شهد له بأن ساق إليه [المال] الحرام فأخذه بشهادته فلذلك استحق النار. (حل ك) (¬2) عن ابن عمر) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في التلخيص، وتعقبه في المهذب (¬3): بأن فيه محمَّد بن الفرات ضعيف وأورد له في الميزان هذا الحديث ثم قال: قال النسائي: متروك وساق له ابن الجوزي عدة طرق وقال: لا يثبت شيء منها. 4841 - "شاهد الزور مع العشار في النار". (فر) عن المغيرة. (شاهد الزور مع العشار) أي المكاس وهو الجباء في العرف. (في النار) ¬

_ (¬1) الكبائر (ص: 79). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 109)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 264)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 762)، وميزان الاعتدال (6/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3378). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 15797).

لجرأته على الله عَزَّ وَجَلَّ وأخذ المحكوم له المال ونحوه بواسطته كما أن العشار يأخذ الملوك أموال عباد الله على يديه. (فر) (¬1) عن المغيرة) قال ابن الجوزي: قال ابن حبان هذا خبر باطل، ومحمد بن حذيفة يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3635)، وانظر العلل المتناهية (2/ 762)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3379): موضوع.

الشين مع الموحدة

الشين مع الموحدة 4842 - " شباب أهل الجنة خمسة: حسن، وحسين، وابن عمر، وسعد بن معاذ، وأبي بن كعب". (فر) عن أنس. (شباب أهل الجنة) أي الشباب الذين ماتوا في سبيل الله نالوا أجر أهل الجنة كذا قيل. (خمسة: حسن، وحسين) ريحانتا الرسول - صلى الله عليه وسلم - سيدا شباب أهل الجنة وقد وقع التقديم على الشرف. (وابن عمر) ابن الخطاب. (وسعد بن معاذ) الشهيد النقيب الخزرجي. (وأبي بن كعب) المغازي المشهور. (فر) (¬1) عن أنس) فيه أبو شيبة الجوهري قال الذهبي (¬2): قال الأزدي: متروك. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3598)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3380)، والضعيفة (3380). (¬2) انظر: المغني (2/ 790).

الشين مع الراء

الشين مع الراء 4843 أ- "شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، الذين يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام". ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (هب) عن فاطمة الزهراء. (شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم) فسره بقوله. (الذين يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون في الكلام) جملة تعريفية عن الاعتداء بالنعيم مسوقة للذم أي يتوسعون فيه بغير احتراز واحتياط تقدم المعنى في هذا مرارا، وفيه أن النعيم به ما ذكر فيحتمل أنه المراد في آية التكاثر إلا أنه قد ورد تفسيرها بأعم من ذلك، ويؤخذ منه أن خيار الآية من طعامهم لون واحد ولباسهم كذلك. (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (هب) (¬1) عن فاطمة الزهراء) قال البيهقي عقيبه تفرد به علي بن ثابت عن عبد الحميد الأنصاري انتهى، وعلي بن ثابت قال في الضعفاء: ضعفه الأزدي وعبد الحميد ضعفه القطان وهو ثقة انتهى وجزم المنذري بضعفه. 4843 ب- "شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم، وغذوا به يأكلون من الطعام ألوانا ويلبسون من الثياب ألوانا، ويركبون من الدواب ألوانا، يتشدقون في الكلام ". (ك) عن عبد الله بن جعفر. (شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم، وغذوا به يأكلون من الطعام ألواناً) فيه كراهة ألوان الطعام وتعددها لا لأنها حرام بل لأن ذلك من دواعي التوسع في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الغيبة والنميمة (10)، وفي الجوع (175)، وفي الصمت (150)، والبيهقي في الشعب (5669)، وانظر المغني في الضعفاء (2/ 444)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3705).

الدنيا ويتفرع عليه زيادة الشهوات كما أن قوله. (ويلبسون من الثياب ألواناً، ويركبون من الدواب ألواناً) [2/ 610] ويحتمل أن المراد تعدد الألوان منها أو يحتمل أن المراد كثرة الثياب ولو في لون واحد وإنما خرج مخرج الغالب أنها إذا تعددت تلونت. كذلك (يتشدقون في الكلام) لأن التوسع في المأكل والملبس والمركب يدعوا إلى التوسع في الكلام. (ك) (¬1) عن عبد الله بن جعفر) ورواه البيهقي في الشعب قال العراقي: وفيه أصرم بن حوشب ضعيف. 4844 - "شرار أمتي الثرثارون المتشدقون المتفيهقون، وخيار أمتي أحاسنهم أخلاقاً". (خد) عن أبي هريرة. (شرار أمتي الثرثارون) والثرثرة: صوت الكلام وترديده تكلفاً وخروجاً عن الحق واستكثارا في الحديث. (المتشدقون) أي المتكلمون بملأ أشداقهم جمع متشدق وهو الذي يتكلف الكلام فيلوي به شدقيه وهو من يلوي شدقيه استهزاء بالناس والشدق جانب الفم. (المتفيهقون) أي المتوسعون في الكلام الفاتحون به أفواههم وهذه الصفات في معنى واحد وكل عبارة كافلة بذم من يفعل ذلك. (وخيار أمتي أحاسنهم أخلاقاً) كما تقدم وإنما ذكره مع ذكر الثرثارون لأن من حسنت أخلاقه وزن أقواله وأفعاله فقل كلامه فيما لا يعني وصان نفسه عن الثرثرة والتشدق والفيهقة فإنه لا يتصف بها إلا من ساءت أخلاقه وعظم كبرياؤه واستحسن حال نفسه واستحقر من دونه. (خد) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه الديلمي والبزار. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 657)، وسكت عليه، وقال الذهبي: أظنه موضوعاً فإسحاق بن واصل الضبي متروك، وأصرم بن حوشب متهم بالكذب، وأخرجه الطبراني في الأوسط (7757)، والبيهقي في الشعب (5669)، وصححه الألباني في الصحيحة (1891). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1308)، والديلمي في الفردوس (3646)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3704).

4845 - "شرار أمتي الصباغون والصياغون". (فر) عن أنس. (شرار أمتي الصباغون) بمهملة وموحدة بعد الألف معجمة. (والصياغون) بمهملة ومثناة تحتية بعد الألف معجمة لما هو دأبهم من المطل وعدم الوفاء وكثرة الكذب والمواعيد الباطلة والأيمان الفاجرة كما جاء معللا بذلك عن عمر ومنهم من حمله على الصواغون بالكلام إلا أنه حمل بعيد. (فر) (¬1) عن أنس) قال السخاوي: سنده ضعيف أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح. 4846 - "شرار أمتي من يلي القضاء، إن اشتبه عليه لم يشاور، وإن أصاب بطر وإن غضب عنف، وكاتب السوء كالعامل به". (فر) عن أبي هريرة. (شرار أمتي من يلي القضاء) أي فصل الحكومات بين المتشاجرين، أي يكون ذلك من شأنه وصفته وخلقه على أنهما صفة اصطلاحية. ويتصف بأنه. (إن اشتبه عليه) الحكم في حادثة. (لم يشاور) أي يحكم برأيه من غير مشاورة للعلماء وقد أمر الله بالمشاورة وسؤال أهل الذكر وفيه الأمر بالمشاورة قبل الحكم وإن كان عالماً. (وإن أصاب) الحق في حكمه. (بطر) أي تكبر واستعظم ما أنفق منه. (وإن غضب) على أحد الخصمين. (عنّف) بتشديد النون أي لم يرفق به وأغلظ عليه في القول وظاهره إن غضب بحق فإنه يذم بتعنيفه وأما إذا غضب بباطل فهو ملام على نفس الغضب، وقريب منه قوله تعالى: {وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105] كما دل له سببها كما في الأمهات وقوله: (وكاتب السوء كالعامل به) إعلام بأن كاتب الحكم مثلا كالحاكم فيما ذكر إلا أنه أعم ببطئ فيشمل كل كاتب وكل سوء وأن الكتابة كالفعل في إثم الكاتب لأن الكتابة ¬

_ (¬1) عزاه في الكنز (9413) إلى الديلمي انظر فيض القدير (4/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3382).

نفسها فعل. (فر) (¬1) عن أبي هريرة) فيه عبد الله بن أبان قال الذهبي: قال ابن عدي: مجهول، منكر الحديث. 4847 - "شرار الناس شرار العلماء في الناس". البزار عن معاذ. (شرار الناس شرار العلماء في الناس) وهم الذين اتخذوا علمهم سلما إلى الدنيا وكسبها وأضاعوا العمل بما أمروا به: {اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [الجاثية: 35] قال عيسى -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ-: "مثل علماء السوء مثل صخرة وقعت على فم النهر لا تشرب ولا تترك الماء يخلص إلى الزرع" (¬2)، والحديث إخبار بأن شرار الناس أشرار للعلماء وفيه غاية الذم لعلماء السوء وللحديث سبب، قال معاذ: تعرضت أو تصديت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يطوف بالبيت قلت: أي الناس شر قال: اللهم غفرًا سل عن الخير ولا تسأل عن الشر ثم ذكره. (البزار (¬3) عن معاذ) قال الهيثمي والمنذري: فيه الخليل بن مرة قال البخاري: منكر الحديث وأورده في الميزان من جملة ما أنكر على حفص الأيلي. 4848 - "شرار قريش خيار شرار الناس". الشافعي والبيهقي في المعرفة عن ابن أبي ذئب معضلاً. (شرار قريش خيار شرار الناس) وذلك لما جبلوا عليه من المكارم والأخلاق التي يفضلون بها سائر الناس فذوا الشر منهم خير من ذوي الشر من غيرهم وهذه فضيلة عظيمة ولم يقل: أقل شراً، وقد جاء بلفظ الخير وأضاف ¬

_ (¬1) انظر الكامل لابن عدي (5/ 146)، وكشف الخفاء (2/ 7)، وانظر المغني في الضعفاء (1/ 335)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3384)، والضعيفة (3743): ضعيف جدًا. (¬2) انظر فيض القدير (4/ 156). (¬3) أخرجه البزار في مسنده (2649)، وانظر قول الهيثمي في (1/ 185)، والترغيب والترهيب (1/ 74)، وميزان الاعتدال (2/ 465)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3381)، والضعيفة (1418).

الخير إليهم في حال وصفهم بقلة الشر وأضاف الشر إلى الناس، وهذا من لطيف وجوه الخطاب. (الشافعي (¬1) والبيهقي في المعرفة عن ابن أبي ذئب) هو محمَّد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث قال أحمد: هو أفضل من مالك، وقد ذكره الذهبي في التذكرة (¬2) وأثنى عليه، وفي نسخ: ذؤيب وهو من تصحيف النساخ (معضلاً) تقدم بيانه. 4849 - " شراركم عزابكم". (ع طس عد) عن أبي هريرة. (شراركم عزابكم) بضم المهملة وتشديد الزاي جمع العزب وهو من لامرأة له ومن النساء من لا زوج لها وإنما جعلهم شرار الناس لأن العزب [2/ 611] وإن كان صالحا فهو معرض نفسه للشر غير آمن للفتنة ذكره البيهقي. (ع طس عد) (¬3) عن أبي هريرة) قال: لو لم يبق من أجلي إلا يوم للقيت الله بزوجة فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكره قال الهيثمي: فيه خالد بن إسماعيل المخزومي قال في الميزان عن ابن عدي: يضع الحديث وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ومن أباطيله هذا الخبر. 4850 - "شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم". (حم) عن أبي ذر (ع) عن عطية بن بسر. (شراركم) أي أيها الأخيار (عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم) الرذل الدون الخسيس أي هم أخس الموتى في الأجر والإكرام من الله. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 279)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار (رقم 37)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3385). (¬2) انظر: تذكرة الحفاظ (1/ 191). (¬3) أخرجه أبو يعلى في مسنده (2042)، والطبراني في الأوسط (4476)، وابن عدي في الكامل (3/ 43)، وابن حبان في المجروحين (1/ 281)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 251)، وميزان الاعتدال (2/ 406)، واللسان (2/ 373)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3386).

(حم) عن أبي ذر (ع) (¬1) عن عطية بن بسر) (¬2) بضم الموحدة وسكون المهملة المازني صحابي صغير قال الهيثمي: فيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف قال: وهذا من الأحاديث التي لا تخلوا عن ضعف واضطراب لكن لا يبلغ الحكم عليها بالوضع انتهى، قال المصنف ردا على ابن الجوزي في الموضوعات حيث حكم بوضعه: قد أخرجه أحمد عن أبي بهذا اللفظ ورجاله ثقات انتهى، قلت: فكان كلام البيهقي: على رواية أبي يعلى وللحافظ ابن حجر من أبيات. أراذل الأموات عزابكم ... شراركم عزابكم يا رجال أخرجه أحمد والموصلي ... والطبراني الثقات الرجال من طرق فيها اضطراب ولا ... نحلوا من الضعف على كل حال 4851 - "شراركم عزابكم، ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل". (عد) عن أبي هريرة. (شراركم عزابكم ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل) تقدم بيانه في الراء وهذه الأحاديث كلها في تفضيل النكاح على التخلي وهي مسئلة فيها خلاف قدمناه. (عد) (¬3) عن أبي هريرة) فيه يوسف بن السفر قال ابن عدي بعد إخراجه: موضوع آفته يوسف انتهى. والمصنف لم يرمز عليه بشيء فيما صحح على أصله. 4852 - "شر البلدان أسواقها". (ك) عن جبير بن مطعم (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 163) عن أبي ذر، وأيو يعلى في مسنده (6856) عن عطية بن بسر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 250)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3388)، والضعيفة (2511). (¬2) الإصابة (4/ 509). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 163)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3387).

(شر البلدان) ورواية الطبراني: البلاد. (أسواقها) قال الطيبي: لعل تسمية الأسواق بالبلاد خصوصا تلميح إلى قوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} [الأعراف 58] وسكان الأسواق أكثرهم فساق مشغولون بالحرص واللهو اللهم إلا أن يعمد رجل إلى طلب الحلال ليصون به دينَه وعرضه {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173]. (ك) (¬1) عن جبير بن مطعم) رمز المصنف لصحته ورواه عنه أيضاً أحمد وأبو يعلى. 4853 - "شر البيت الحمام، تعلوا فيه الأصوات وتكشف فيه العورات فمن دخله لا يدخل إلا مستتراً". (طب) عن ابن عباس. (شر البيت الحمام) بين شريته بقوله: (تعلوا فيه الأصوات) باللغو والفحش. (وتكشف فيه العورات فمن دخله فلا يدخل إلا مستتراً) متزراً، فيه الإذن بالدخول وإن كان شر بيت ويتجنب الداخل ما هو سبب الذم وخص الأخير بكونه أهم ولأن خلافه محرم. (طب) (¬2) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه يحيى بن عثمان التيمي ضعفه البخاري والنسائي ووثقه أبو حاتم وبقية رجاله رجال الصحيح. 4854 - "شر الحمير الأسود القصير". (عق) عن ابن عمر. (شر الحمير الأسود القصير) جمع حمار قال في النهاية (¬3): يقع على الذكر والأنثى وهذه الشرية كأنها في الانتفاع به وأنه يقل نفعه أو أنه في صفة الشياطين ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 166)، وأحمد (4/ 81)، وأبو يعلى في مسنده (7403)، وحسنه الألباني في صفة الفتوى (9). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 25) رقم (10926)، وانظر قول الهيثمي في (1/ 278)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3389)، والضعيفة (3744). (¬3) النهاية (1/ 439).

أو لسر مجهول، قالت العرب: الحمار كثير الروث قليل الغوث لا ترقأ به الدماء ولا تمهر به النساء. (عق) (¬1) عن ابن عمر) فيه مبشر بن عبيد الحمصي قال في الميزان قال أحمد: يضع الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث ثم ساق له هذا الخبر. 4855 - "شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله". (م) عن أبي هريرة (صح). (شر الطعام) في رواية "بئس" أي من شر الطعام فإن من الطعام ما هو شر منه. (طعام الوليمة) المراد وليمة العرس لأنها المعهودة والإضافة للعهد وقوله: (يمنعها من يأتيها) من الفقراء. (ويدعى إليها من يأباها) من الأغنياء يحتمل أنها صفة للوليمة على تقدير زيادة اللام أو كونها للجنس حتى يعامل المعرف معاملة المنكر قاله البيضاوي ثم أنه لا يناسب ما قدمناه من أن الإضافة عهدية والسلام [2/ 612] أيضا وإنما تكون هذه الجملة على تقديره استئنافية استئنافًا بيانيًا فالذم للوليمة من هذه الجهة وإلا فهي مندوبة والإجابة واجبة ولذلك قال: (ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله) فإنه نص صريح في وجوب الإجابة إليها ومن تأوله بترك الندب فقد أبعد وظاهره أن الإجابة واجبة وإن اختصت الدعوة بالأغنياء كانت مذمومة وبه قال شارح مسلم، والطيبي، فيجب الدعوة ويأكل شر الطعام، والذم على الداعي لا على المدعو إليها وعن الشافعي: إذا اختصت بالأغنياء فلا تجب الإجابة، ولا تجب الإجابة لوليمة غير عرس ومنه وليمة التسري وقيل يجب، واختاره السبكي، قيل والإطلاق يؤيده، قلت: الأصح أن وليمة التسري إن كانت تسمى لغة ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 235)، وانظر ميزان الاعتدال (6/ 17)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3390)، والضعيفة (739): موضوع.

عرسا وإلا فلا. (م) (¬1) في النكاح عن أبي هريرة) وأخرجه البخاري موقوفاً بلفظ "شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الأغنياء ويترك الفقراء ومن ترك إجابة الدعوة فقد عصى الله ورسوله". 4856 - "شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الشبعان ويحبس عنه الجائع". (طب) عن ابن عباس. (شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليها الشبعان) أي ذو الغنى. (ويحبس) أي يمنع. (عنه الجائع) قال القاضي (¬2): سماه شرا لما عقّبه به فإنه الغالب فيها فكأنه قال: شر الطعام طعام الوليمة التي من شأنها هذا فاللفظ وإن أطلق فالمراد به التقييد، قلت: والأظهر أنها جملة استئنافية كما قدمناه وينتفي الشر عن الوليمة بعموم الدعوة للفقراء والأغنياء. (طب) (¬3) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه سعيد بن سويد المعولي لم أجد من ترجمه وعمران القطان وثقه أحمد وضعفه النسائي وغيره. 4857 - "شر الكسب مهر البغي وثمن الكلب وكسب الحجام". (حم م ن) عن رافع بن خديج (صح). (شر الكسب مهر البغي) أي ما تأخذه على الزنا مهرا توسعاً. (وثمن الكلب) ظاهره الإطلاق وأجازه الحنفية بيع المعلم. (وكسب الحجام) حراً كان أو عبداً والأولان حرامان والثالث مكروه، قال القرطبي: لفظ شر من باب التعميم المشترك في مسمياته أو من باب استعمالها في القدر المشترك بين الحرام ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1432)، والبخاري (4882). (¬2) انظر: فتح الباري (9/ 231). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 159) (12754)، وفي الأوسط (6190)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 53)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3391)، وراجع: إرواء الغليل (7/ 5).

والمكروه. (حم م ن) (¬1) عن رافع بن خديج). 4858 - "شر المال في آخر الزمان المماليك". (حل) عن ابن عمر. (شر المال في آخر الزمان المماليك) أي التجارة فيهم أو اقتنائهم للاستغلال بهم في الإجارات ونحوها وذلك لأنه تفسير حال الأحرار آخر الزمان فبالأولى المماليك فهو تحذير عنهم في آخر الزمان. (حل) (¬2) عن ابن عمر) فيه يزيد بن سنان الرهاوي قال ابن الجوزي في الموضوعات: إنه خبر موضوع لأن يزيد متروك وتبعه على ذلك المصنف وأقره عليه فالعجب من ذكره هنا في كتابه هذا. 4859 - "شر المجالس الأسواق والطرق وخير المجالس المساجد فإن لم تجلس في المسجد فالزم بيتك". (طب) عن واثلة (صح). (شر المجالس الأسواق والطرق) لأنهما مظنة الشر وملابسة الأيمان الفاجرة والتعرض للشرور كما تقدم. (وخير المجالس المساجد) لأنها بيوت الله ومحال طاعاته، قال الطيبي: قدم الداء على الدواء والمرض على الشفاء بما عسى أن يبدو من المكلف شيء في بيت الشياطين ويتداركه في بيت الرحمن، فإن قيل: كيف قرن المساجد بالأسواق وكم من بقاع شر من الأسواق؟ قلت: ذهب في التقابل إلى معنى الالتهاء والاشتغال وأن الأمر المديني يدفعه الأمر الدنيوي والأسواق معدن الالتهاء عن ذكر الله وما والاه. (فإن لم تجلس في المسجد فالزم بيتك) لأنك فيه تخلو عن كسب الشر وقد يكسب الخير. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 140)، ومسلم (1586)، والنسائي (3/ 111). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 94)، والديلمي في الفردوس (3660)، والدارقطني في الغرائب والأفراد كما في أطراف الغرائب (3161)، وابن عدي في الكامل (6/ 260)، وانظر: الموضوعات لابن الجوزي (2/ 235)، واللآلي المصنوعة (2/ 118)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3392): موضوع.

(طب) (¬1) عن واثلة) رمز المصنف لصحته وأخرجه الديلمي. 4860 - "شر الناس الذي يسأل بالله ثم لا يعطي" (تخ) عن ابن عباس (صح). (شر الناس الذي يسأل بالله) مبني للمجهول المقسم عليه في طلب الإعطاء باسم الله. (ثم لا يعطي) السائل والإتيان بـ "ثم" لاستبعاد عدم الإعطاء بعد تأكد سببه وهو السؤال باسم الله. (تخ) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 4861 - "شر الناس المضيق على أهله". (طس) عن أبي أمامة. (شر الناس المضيق على أهله) أي المقصر عليهم في الإنفاق مع سعة ذات اليد وبالأخلاق فلا ينبسط معهم ويسيء معاملتهم وخطابهم وتمامه عند الطبراني يفسره: قالوا يا رسول الله كيف يكون مضيقا على أهله؟ قال: "الرجل إذا دخل بيته خشعت امرأته وهرب ولده فرقا وإذا خرج ضحكت امرأته واستأنس [2/ 613] أهل بيته" وحذف المصنف له غير صواب لأنه شرح لصدره. (طس) (¬3) عن أبي أمامة) قال الهيثمي: فيه عبد الله ابن يزيد بن الصلت وهو متروك. 4862 - "شر الناس منزلة يوم القيامة من يخاف لسانه أو يخاف شره". ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أنس (صح). (شر الناس منزلة يوم القيامة) أي أقلهم وأقبحهم منزلاً. (من يخاف لسانه أو يخاف شره) تقدم معناه مرارًا. (ابن أبي الدنيا (¬4) في ذم الغيبة عن أنس) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 60) (142)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3393)، والضعيفة (2609): موضوع. (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1149)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3708). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (8798)، وانظر قول الهيثمي في (8/ 25)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3394): ضعيف جداً. (¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3395).

4863 - "شر قتيل بين الصفين أحدهما يطلب الملك" (طس) عن جابر (ح). (شر قتيل بين صفين) من صفوف الحرب وهو خارج على الغالب وإلا فالقتيل مع طالب الملك كذلك مطلقا فإن: (أحدهما يطلب الملك) قتل في غير سبيل الله. (طس) (¬1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 4864 - "شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع" (تخ د) عن أبي هريرة. (شر ما في رجل) نكره استحقارا له وحطا لرتبته عن الرجل أي شر صفة فيه. (شح هالع) أي جازع يعني شح يحمله على الحرص على المال والجزع على ذهابه، وقيل: هو ألا يشبع بل كل ما وجد شيئًا بلعه ولا قرار له ولا يتبين في جوفه، قيل: الشح بخل مع حرص فهو أبلغ في المنع من البخل فالبخل يستعمل في الضنة بالمال والشح فيما يمنع النفس من الاسترسال فيه من بذل مال أو معروف أو طاعة والهلع أفحش الجزع. (وجبن خالع) أي شديد كأنه يخلع فؤاده من شدة خوفه والإسناد في هالع وخالع إلى الشح والجبن مع أنهما للمتصف بهما مجاز ومبالغة كأنهما قد صارا أصلين فيه بحيث يوصفان. (تخ د) (¬2) عن أبي هريرة) قال ابن طاهر: إسناده متصل وقال الزين العراقي: إسناده جيد. 4865 - "شرب اللبن محض الإيمان من شربه في منامه فهو على الإِسلام والفطرة ومن تناول اللبن بيده فهو يعمل بشرائع الإِسلام". (فر) عن أبي هريرة. (شرب اللبن) أي في المنام. (محضر الإيمان) أي يدل على أن قلب الرائي خالص الإيمان صادقه. (من شربه في منامه فهو على الإِسلام والفطرة) أي من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6469)، وانظر قول الهيثمي في (7/ 292)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3396). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1514)، وأبو داود (2511)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3709)، والصحيحة (560).

يرى أنه يشربه. (ومن تناول اللبن) في المنام. (بيده فهو يعمل بشرائع الإِسلام) أي فإنه دال على أنه عامل بأحكام الإِسلام. (فر) (¬1) عن أبي هريرة) فيه إسماعيل بن أبي زياد والمسمى به ثلاثة كل منهم قد رمي بالكذب. 4866 - "شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس". (عق خط) عن أبي هريرة. (شرف المؤمن) أي فخره عند الله تعالى. (صلاته) للتهجد (بالليل)، والشرف لغة العلو وشرف كل شيء أعلاه وهذا هو علوه عند الله. (وعزه استغناؤه عما في أيدي الناس) يعني عدم طمعه فيما في أيديهم فإنه ما يكون كذلك إلا إذا أنزل فاقته بمولاه وآثره على كل ما سواه. (عق) فيه داود بن عثمان الثغري قال مخرجه العقيلي عقيبه: داود حدث عن الأوزاعي وغيره بالبواطيل منها هذا الحديث وليس له أصل انتهى وحكم ابن الجوزي بوضعه، (خط) (¬2) عن أبي هريرة) فيه أيضاً داود بن عثمان الثغري. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3640)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3397)، والضعيفة (1971): موضوع. (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 37)، والقضاعي (1/ 151)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 81)، وتمام في فوائده (1022)، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 33)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3710)، والصحيحة (1903).

الشين مع العين المهملة

الشين مع العين المهملة 4867 - " شعار المؤمنين على الصراط يوم القيامة رب سلم سلم". (ت ك) عن المغيرة. (شعار المؤمنين) بكسر الشين المعجمة أي علامتهم التي يعرفون بها. (على الصراط) حين يقرون عليه. (يوم القيامة) والشعار في الأصل العلامة التي تنصب ليعرف بها الرجل ثم استعير في القول الذي يعرف الرجل به أهل دينه. (رب سلم سلم) قال القاضي (¬1): أي يقول كل نفر منهم يا رب سلمنا من عطب الصراط أي اجعلنا سالمين من آفاته آمنين من مخافته، قال الغزالي: ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل. (ت ك) (¬2) عن المغيرة) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي وقال الترمذي: غريب لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق قال الذهبي: وعبد الرحمن بن إسحاق ضعفوه. 4868 - "شعار أمتي إذا حملوا على الصراط يا لا إله إلا أنت". (طب) عن ابن عمرو. (شعار أمتي) كأنهم اختصوا من بين المؤمنين فلهم شعار مستقل غير شعار المؤمنين الأولين وهو الجماعة وذلك جماعة. (إذا حملوا) بالبناء للمفعول. (على الصراط) أي مشوا عليه. (يا لا إله إلا أنت) أي يا الله فيحتمل أنهم يحذفون المنادى لشدة الهول أو أنه اختص في الحكاية للعلم به أو في الرواية. ¬

_ (¬1) فتح الباري (11/ 454). (¬2) أخرجه الترمذي (2432)، والحاكم (2/ 407)، وانظر المغني في الضعفاء (2/ 375)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3398).

(طب) (¬1) عن ابن عمرو) وفيه عبدوس بن محمَّد لا يعرف. 4869 - "شعار المؤمنين يوم يبعثون من قبورهم لا إله إلا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون". ابن مردويه عن عائشة. (شعار المؤمنين يوم يبعثون من قبورهم لا إله إلا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون) هذا قولهم عند الخروج من القبور. (ابن مردويه (¬2) عن عائشة) سكت المصنف عن الرمز عليه. 4870 - "شعار المؤمنين في ظلم القيامة لا إله إلا أنت". الشيرازي عن أبي عمرو. (شعار المؤمنين يوم القيامة في ظلم) جمع ظلمة. (القيامة لا إله إلا أنت) أي هذا قولهم هناك ولعله يكون لهم كالمصباح يستضيئون به في ظلمة القيامة. (الشيرازي (¬3) عن ابن عمرو) وكذلك لا رمز عليه. 4871 - "شعبان بين رجب وشهر رمضان تغفل الناس عنه ترفع فيه أعمال العباد فأحب ألا يرفع عملي إلا وأنا صائم". (هب) عن أسامة. (شعبان بين رجب وشهر رمضان) ليس المراد به الإخبار عنه أنه [2/ 614] بين ذلك بل لأنهم قد كانوا بالنسيء الذي يفعلونه يحولونه عن زمانه هذا ويقدمون ويؤخرون وهم غير جاهلين لكونه بين هذين الشهرين أي ذكر ذلك مقدمة لقوله: (تغفل الناس عنه) أي عن تعظيمه وصومه وقد كانوا يعظمون ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (160)، وانظر قول الهيثمي في (10/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3401)، والضعيفة (1972). (¬2) عزاه في الدر المنثور (8/ 184) إلى ابن مردويه, وانظر فيض القدير (4/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3400). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 395)، والديلمي (3412)، وانظر فيض القدير (4/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3399).

رجب بالذبائح فيه واحترامه وجعله عيداً ورمضان بالصوم فيه كما أمر الله وتعظيم رجب كان ثابتًا في الجاهلية وأما رمضان فيأمر الله سبحانه بصومه ثم بقى رجب حظه من التعظيم باحترامه والذبيحة فيه في الإِسلام بخلاف شعبان فلم يكن له شيء فأخبر - صلى الله عليه وسلم - بأنه لما كان مهملا بين شهرين معظمين مع أنها: (ترفع فيه أعمال العباد) بقوله: (فأحب أن لا يرفع عملي إلا وأنا صائم) فلهذا كان لا يصوم في شهر بعد رمضان أكثر من شعبان، إن قيل: هل في هذا الحديث دلالة على ندب صوم رجب؟ قلت: سئلت عنه وأجيب بجواب بسيط حاصله أنه لا دلالة فيه على ندب صومه بل فيه الإخبار بأن الناس لا يغفلون عن رجب ورمضان فاحتمل أنهم لا يغفلون عن تعظيمه كما قدمناه فإنه المعروف عندهم بأنه من الأشهر الحرم وكانوا ينحرون فيه العتيرة ويحتمل أن المراد لا يغفلون عن صومه وغايته أن هذا الإخبار تقرير منه - صلى الله عليه وسلم - يدل على الجواز لا غير ولا خلاف فيه فلا دلالة على الندبية هذا حاصل الجواب. (هب) (¬1) عن أسامة بن زيد) وقد أخرجه النسائي أيضاً بلفظه. 4872 - "شعبان شهري ورمضان شهر الله". (فر) عن عائشة (صح). (شعبان شهري) يعني أصومه من غير إيجاب. (ورمضان شهر الله) أي أوجب صيامه على العباد وتمام الحديث عند مخرجه "ورمضان المطهر ورمضان المكفر" انتهى. (فر) (¬2) عن عائشة) فيه الحسن بن يحيى الخشني قال الذهبي: تركه الدارقطني انتهى، والمصنف رمز لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3820)، والنسائي (2 رقم 2356)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3711)، والصحيحة (1898). (¬2) عزاه في الكنز (35172) إلى الديلمي وانظر كشف الخفاء (2/ 13)، وميزان الاعتدال (2/ 277)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3402): موضوع.

4873 - "شعبتان لا تتركهما أمتي النياحة والطعن في الأنساب" (خد) عن أبي هريرة (صح). (شُعبتان) بضم المعجمة خلتان. (لا تتركهما أمتي) إخبار عن أنهما تفعلهما مع أنهما منهيان عنهما. (النياحة) رفع الصوت بالندب على الميت. (والطعن في الأنساب) أي الوقيعة فيها بالنفي ونحوه. (خد) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (395)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3712)

الشين مع الفاء

الشين مع الفاء 4874 - " شفاء عرق النسا ألية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم تشرب على الريق كل يوم جزءاً". (حم هـ ك) عن أنس (صح). (شفاء عرق النسا) بزنة عصا عرق يخرج في الورك ببطن الفخذ، والأفصح النسا لا عرق النسا ذكره ابن الأثير وتعقبه ابن القيم (¬1) بأن العرق أعم فهو من إضافة العام إلى الخاص. (أَليِة شاةٍ) بفتح الهمزة معرفة. (أعرابية) وفي رواية: "كبش عربي أسود ليس بالعظيم ولا بالصغير" فينبغي للمستعمل الجمع بين الروايتين. (تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء، ثم تشرب) أي الأجزاء. (على الريق كل يوم جزءا) أي في كل يوم ثلثاء قال أنس: وصفته لثلاث مائة نفس كلهم تعافى وهذا خطاب لأهل الحجاز ونحوهم؛ فإن هذا العلاج ينفعهم إذ المرض هذا يحصل من يبس وقد يحصل من مادة غليظة لزجة وفي الإلية إنضاج وتليين والمرض يحتاجهما وخصه الشاة العربية لقلة فضولها ولطف جوهرها وطيب مرعاها. (حم هـ ك) (¬2) عن أنس) قال الحاكم: على شرطهما وأقرَّه الذهبي، ورمز عليه المصنف بالصحة. 4875 - "شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي". (حم د ت حب ك) عن أنس (صح) (ت د حب) عن جابر (طب) عن ابن عباس (خط) عن ابن عمرو عن كعب عجرة. (شفاعتي) الإضافة عهدية أي التي أعطاني الله في الآخرة كائنة وثابتة. (لأهل ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 65). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 219)، وابن ماجه (3463)، والحاكم (4/ 229)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3713)، والصحيحة (1899).

الكبائر) أي العصاة المستوجبين النار بذنوبهم وللمعتزلة نزاع في هذه الشفاعة محله كتب الكلام وذكر الكبائر لا ينافي ثبوت الشفاعة لأهل الصغائر كما يفيده الحديث التالي؛ لأنه مفهوم لا يقاوم العموم إلا عند من يرى التخصيص به فيختصان أي هذا الحديث والتالي بأهل الكبائر. (من أمتي) هذه أحد أنواع الشفاعة وهي لذوي الكبائر إما بعدم دخولهم النار أو بإخراجهم منها. (حم د ن حب ك) عن أنس) رمز المصنف لصحته، (ت د حب) عن جابر) قال الترمذي: قال جابر: ومن لم يكن من أهل الكبائر فما له والشفاعة (طب) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عنده موسى بن عبد الرحمن الصنعاني وهو وضاع، (خط) (¬1) عن ابن عمرو وعن كعب بن عجرة) قال الترمذي في العلل: سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فلم يعرفه وفي الميزان [2/ 615] إنه خبر منكر. 4876 - "شفاعتي لأهل الذنوب من أمتي، وإن زنى، وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء". (خط) عن أبي الدرداء (صح). (شفاعتي لأهل الذنوب) أعم من الصغائر والكبائر. (من أمتي) قال أبو الدرداء وإن زنى وإن سرق قال: (وإن زنى، وإن سرق على رغم أنف أبي الدرداء) تقدم الكلام في هذا في الجزء الأول في "أتاني" في الهمزة مع المثناة. (خط) (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته والحال أن فيه محمَّد بن إبراهيم الطرسوسي قال الحاكم: كثير الوهم ومحمد بن سنان الشيرازي قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 213)، وأبو داود (4739)، والترمذي (2435)، والطبراني في الكبير (1/ 258) (749) عن أنس، والترمذي (2436)، وابن حبان (14/ 386) (6467)، والحاكم (1/ 40) عن جابر، والطبراني في الكبير (11/ 189) (11454) عن ابن عباس، وانظر قول الهيثمي في (10/ 378)، وعلل الترمذي (1/ 333)، وميزان الاعتدال (2/ 399)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3714) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3714). (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (1/ 416)، وانظر ميزان الاعتدال (6/ 180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3404).

الذهبي في الذيل: صاحب مناكير. 4877 - "شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي". (خط) عن علي (ض). (شفاعتي لأمتي) أي العصاة بالغفران وغيره وزيادة الدرجات وقوله: (من أحب أهل بيتي) بدل من أمتي يفيد أنه لا يشفع لأحد من أمته إلا لمن أحب آله وإن بغضهم أو عدم محبتهم معصية تمنع عن أشرف الأشياء وهي الشفاعة في الآخرة لأن معصيته عظيمة وأنه لم يحب من كل خير أتاه بواسطة من يحبون لأجله ولم يمتثل قوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] فحرم أعظم الأشياء نفعاً. (خط) (¬1) عن علي) كرم الله وجهه رمز المصنف لضعفه. 4878 - "شفاعتي مباحة إلا لمن سب أصحابي". (حل) عن عبد الرحمن بن عوف (ض). (شفاعتي مباحة) أي غير ممنوعة عن أحد. (إلا لمن سب أصحابي) ورواية الديلمي: "إلا على من" أي فإنها محظورة ممنوعة عنه لعظم ذنبه بإساءته إلى من نصر الله ورسوله وبذل نفسه في إقامة دينه. (حل) (¬2) عن عبد الرحمن بن عوف) رمز المصنف لضعفه. 4879 - "شفاعتي يوم القيامة حق، فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها". ابن منيع عن زيد بن أرقم وبضعة عشر من الصحابة (متواتر). (شفاعتي يوم القيامة حق) أي ثابتة أكرمه الله تعالى بها وهي أنواع بيناها فيما ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (2/ 146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3403)، والضعيفة (3747). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 236)، والديلمي في الفردوس (3580)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3405).

سلف منها في تخفيف العذاب أو عدم دخول النار لمن استحقها أو الخروج منها لمن دخلها وفي رفع الدرجات وهذه الآخرة متفق عليها بين المعتزلة وغيرهم وإن أوهم كلام الشارح أنهم ينفونها فهو غلط عليهم وإنما ينفون الشفاعة لأهل الكبائر. (فمن لم يؤمن بها) أي يعتقد صدق إخباره - صلى الله عليه وسلم - بها وأنها ثابتة لهم. (لم يكن من أهلها) أي لم تنله مكافأة له لما اعتقده وإعمال بمقتضى معتقده في حقه. (ابن منيع (¬1) عن زيد بن أرقم وبضعة عشر من الصحابة) ومن ثم أطلق عليه التواتر. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3406).

الشين مع الميم

الشين مع الميم 4880 - " شمت العاطس ثلاثا؛ فإن زاد فإن شئت فشمته وإن شئت فلا". (ت) عن رجل. (شمت العاطس) أي قل: يرحمك الله إن عطس وحمد والأمر للندب قال النووي: تشميت العاطس سنة كفاية عند أصحابنا قال القرطبي: سمي الدعاء تشميتا أنه إذا استجيب للمدعو له فقد زال عنه الذي شمت به عدوه لأجله. (ثلاثاً) أي ثلاث مرات إن توالى عطاسه وحمد فإنه لا يسن له التشميت إلا إذا حمد كما تقدم في "إذا". (فإن زاد) أي عطاسه على الثلاث. (فإن شئت فشمته وإن شئت فلا) لأن الذي به زكام فهو من الآلام فيدعى له بالعافية، قال النواوي (¬1): يسن الدعاء له بغير دعاء العطاس المشروع بل دعاء المسلم للمسلم بنحو العافية والسلامة. (ت) (¬2) عن رجل) قال الترمذي عقيبه: غريب وإسناده مجهول أي فيه مجاهيل. 4881 - "شمت أخاك ثلاثاً فإن زاد فإنما هي نزلة أو زكام". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة (ح). (شمت أخاك) أي في الإِسلام. (ثلاثاً فإن زاد فإنما هي نزلة أو زكام) فلا يشرع تشميته بل يُدعى له بالعافية، حكى النووي عن ابن العربي أنه اختلف هل يقال لمن تتابع عطاسه أنت مزكوم في الثانية أو الثالثة أو الرابعة، الصحيح في الثالثة. (ابن السني وأبو نعيم (¬3) في الطب عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وفيه ¬

_ (¬1) الأذكار (ص 610). (¬2) أخرجه الترمذي (2744)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3407). (¬3) أخرجه أبو داود (5034)، والبيهقي في الشعب (9358)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3715).

محمَّد بن عبد الرحمن بن المحبر متروك، وقد أخرجه أبو داود موقوفاً على أبي هريرة ومرفوعا لكنه لم يذكر النزلة بل قال: فإن زاد فهو زكام، قال العراقي: إسناده جيد.

الشين مع الهاء

الشين مع الهاء 4882 - " شهادة المسلمين بعضهم على بعض جائزة, ولا تجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض؛ لأنهم حسد". (ك) في تاريخه عن جبير بن مطعم. (شهادة المسلمين بعضهم على بعض جائزة) أي مقبولة معمول بها. (ولا تجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض) وإن اتصفوا بالإِسلام لأنه عارضه المانع المشار إليه بقوله: (لأنهم حُسَّد) بضم الحاء وتشديد الشين أي أنه يحسد بعضهم بعضا فلا تقبل عليه لأن داء الحسد يحمله على خلاف الحق أو لأن الحسد يحط رتبة قبوله على حاسده، وفيه أنها لا تقبل شهادة الحاسد [2/ 616] من غير العلماء على من يحسده، قال ابن عباس (¬1): العلماء يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة وهو إخبار أن الحسد غالب على العلماء يفيد لزومهم لذلك وكفاية أن تحط شهادته عن القبول. (ك) (¬2) في تاريخه عن جبير بن مطعم) إلا أنه قال الحاكم عقيبه: ليس هذا من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإسناده فاسد من أوجه كتيرة يطول شرحها انتهى، وجزم ابن الجوزي بوضعه وتبعه على ذلك المصنف في مختصر الموضوعات له، فالعجب أنه لم يرمز عليه بعلامة الضعف هنا. 4883 - "شهدت غلاما مع عمومتي حلف المطيبين، فما يسرني أن لي حمر النعم وأني أنكثه". (حم ك) عن عبد الرحمن بن عوف (صح). (شهدت) أي حضرت. (غلاماً) أي حال كوني غلاما أي صغير السن. (مع عمومتي) جمع عم كما يجمع على أعمام كبعل وبعولة والعمومة أيضاً مصدر ¬

_ (¬1) أورده الغزالي في الإحياء (1/ 45). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3603)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3410)، والضعيفة (3748): موضوع.

العم كالأبوة والحوقلة. (حلف المطيبين) بضم الميم وتشديد المثناة التحتية مفتوحة جمع مطيب اسم مفعول ويصح كسرها جمع اسم الفاعل وضبط المصنف بالأول، والحلف بالكسر: المعاهدة والمعاقدة بين القوم على أمر، والتطيب استعمال الطيب والمراد هنا: حلف بني هاشم وتميم وزهرة فإنهم اجتمعوا في دار ابن جدعان وتحالفوا على أن لا يتخاذلوا ثم ملأوا جفنة طيبا ووضعوها في المسجد عند الكعبة وغمسوا أيديهم فيها وتعاقدوا على التناصر والأخذ بيد المظلوم من الظالم ومسحوا الكعبة بأيديهم المطيبة تأكيدا فسموا المطيبين وقوله: (فما يسرني أن لي حمر النعم) أي الإبل، وكانت أنفس نفيس عند العرب. (وأني أنكثه) أني أنكثه تقريرا لذلك الحلف وإعلام بأنه عليه وأنه وإن كان في فعل الجاهلية فإنه حسن مقرر في الشرع، وفيه أنه يجوز مثل هذا في الإسلام. واعلم: أنه قد وقع حلفان في قريش هذا أحدها والآخر حلف بني عبد الدار وحلفاؤها خلق كثير تعاهدوا أن لا يتخاذلوا وسموا الأحلاف، وكان عمر منهم والمصطفى من المطيبين. (حم ك) (¬1) عن عبد الرحمن بن عوف) فيه عبد الرحمن بن إسحاق وفيه كلام معروف، وقال في المغني (¬2) قال أحمد: صالح الحديث وقال أبو داود: ثقة إلا أنه قدري، وقال الدارقطني ضعيف انتهى وأما المصنف فرمز عليه بالصحة هنا. 4884 - "شهداء الله في الأرض أمناء الله على خلقه، قتلوا أو ماتوا". (حم) عن رجال (صح). (شهداء الله في الأرض) أي القوم الذين سبق علم الله بأن لهم أجر الشهداء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 193)، والحاكم (2/ 239)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3717)، والصحيحة (1900). (¬2) انظر المغني (2/ 375).

هم. (أمناء الله على خلقه) أي جعلهم أمناء على خلقه في دار الدنيا تقبل في الآخرة شهادتهم على خلقه سواء. (قتلوا) فكانوا من شهداء السيف. (أو ماتوا) على الفرش من غير قتال فإنهم شهداء في الآخرة، قال محمَّد بن زياد الألهاني: ذكر عند أبي عتبة الخولاني الطاعون والمبطون والنفساء فغضب أبو عتبة وقال: حدثنا أصحاب نبينا ثم ذكره. (حم) (¬1) عن رجال) أي من الصحابة قال الهيثمي: رجاله ثقات انتهى ومن ثم رمز المصنف بصحته. 4885 - "شهران لا ينقصان، شهراً عيد: رمضان، وذو الحجة". (حم ق 4) عن أبي بكرة (صح). (شهران لا ينقصان) ظاهره عن العدد فإن كل شهر ثلاثون يوما فيحتمل أن المراد أنهما كذلك في الأغلب وإلا فلا يصح على عمومه إذ هو خلاف الواقع وهو لا يخبر - صلى الله عليه وسلم - إلا بالحق ولا ينطق عن الهوى، قال الطحاوي (¬2): وجدناهما ينقصان في أعوام، وقيل المراد أنهما لا ينقصان في ثواب العمل فيهما وإنهما خصهما لتعلق حكم الصوم والحج بهما فكلما ورد من الفضائل والأحكام حاصل سواء كان رمضان ثلاثين يوما أو تسع وعشرين يومًا وسواء كان الوقوف التاسع أو غيره قال النووي: هذا هو الصواب. (شهرا عيد) أي هما شهرا عيد لكونه يقع عقيب. (رمضان) ولأنه في عاشر ذي الحجة رمضان (وذو الحجة) بدل من شهراً، وشهرا عيد بدل مما قبله كما يحتمل أنه خبر محذوف كما قدرناه. (حم ق 4) (¬3) عن أبي بكرة) صريح الرمز أنه رواه الأربعة لكن قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 200)، وانظر قول الهيثمي في (5/ 302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3716)، والصحيحة (1902). (¬2) شرح معاني الآثار (2/ 58). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 38)، والبخاري (1813)، ومسلم (1089)، وأبو داود (2323)، والترمذي (692)، وابن ماجه (1659)، والبزار في مسنده (3624) والبيهقي 4/ 250، والبغوي (1717).

المناوي: لم يروه النسائي. 4886 - "شهر رمضان شهر الله، وشهر شعبان شهري، شعبان المطهر، ورمضان المكفر". ابن عساكر عن عائشة (ض). (شهر رمضان شهر الله) لأنه أمر بصومه. (وشهر [2/ 617] شعبان شهري) لأنه كان يصومه. (شعبان المطهر) اسم فاعل أي يطهر العباد لأن فيه عرض الأعمال كما سلف فيطهرها بالمغفرة. (ورمضان المكفر) للذنوب أي بصومه. ابن عساكر (¬1) عن عائشة) ورواه عنها بلفظه الديلمي، ورمز المصنف لضعفه. 4887 - "شهر رمضان يكفر ما بين يديه إلى شهر رمضان المقبل". ابن أبي الدنيا في فضل رمضان عن أبي هريرة (صح). (شهر رمضان يكفر ما بين يديه إلى شهر رمضان المقبل) هو كالتفسير لتسميته المكفر في الحديث الأول والمراد تكفيره للذنوب من صغيرة وكبيرة كما يقتضيه عموم اللفظ، وقيل: لا يكفر الكبيرة إلا التوبة. (ابن أبي الدنيا (¬2) في فضل رمضان عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 4888 - "شهر رمضان معلق بين السماء والأرض، ولا يرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر". ابن شاهين في ترغيبه, والضياء عن جرير. (شهر رمضان) أي صومه أو آخر صومه. (معلق بين السماء والأرض، ولا يرفع إلى الله) أي يقبل. (إلا بزكاة الفطر) أي بإخراجها لأنها تكفر ما وقع فيه من اللغو وغيره. (ابن شاهين في ترغيبه, والضياء (¬3) عن جرير) أورده ابن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 274)، وانظر فيض القدير (4/ 166)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3411)، والضعيفة (3746): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في فضل رمضان (235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3414). (¬3) أخرجه الديلمي (901)، والمنذري في الترغيب والترهيب (2/ 97)، والديلمي في الفردوس (901)، وانظر العلل المتناهية (2/ 499)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3413)، والضعيفة (43).

الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، فيه محمَّد بن عبد الله البصري مجهول. 4889 - "شهيد البر يغفر له كل ذنب إلا الدين والأمانه, وشهيد البحر يغفر له كل ذنب والدين والأمانة". (حل) عن عمة النبي - صلى الله عليه وسلم - (ح). (شهيد البر) أي المقتول فيه لإعلاء كلمة الله. (يغفر له) بشهادته (كل ذنب إلا الدين) بفتح المهملة. (والأمانة) التي عنده للخلق إذا قصر في إيصالها إلى مستحقها. (وشهيد البحر يغفر له كل ذنب والدين والأمانة) يحتمل أن المراد به المقاتل في البحر وهو الظاهر لمقابلته شهيد البر ويحتمل أن يراد به الأعم فيشمل الغريق فيه لأنه من شهداء الآخرة، وفيه دلالة على فضل جهاد البحر على جهاد البر بزيادة المشقة. (حل) (¬1) عن عمة النبي - صلى الله عليه وسلم -) فيه يزيد الرقاشي ضعيف قاله الزين العراقي وقد عزاه في الفردوس إلى ابن ماجة. 4890 - "شهيد البحر مثل شهيدي البر، والمائد في البحر كالمتشحط في دمه في البر، وما بين الموجتين في البحر كقاطع الدنيا في طاعة الله، وإن الله عَزَّ وَجَلَّ وكل ملك الموت بقبض الأرواح، إلا شهداء البحر؛ فإنه يتولى قبض أرواحهم، ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين، ويغفر لشهيد البحر الذنوب كلها والدين". (هـ طب) عن أبي أمامة (ض). (شهيد البحر مثل شهيدي البر) أي له أجر شهيدين. (والمائد في البحر) أي الرائح فيه الذي يدور رأسه في البحر لاضطرابه وتغير طبعه فيه. (كالمتشحط في دمه في الأرض) أي له أجر المتشحط بدمه شهيداً. (وما بين الموجتين في البحر كقاطع الدنيا في طاعة الله) له من الأجر في تلك الساعة أجر من قطع عمر الدنيا في طاعة الله تعالى أو عمره في الدنيا أو قاطع الدنيا أي السائر فيها كلها في طاعة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم (8/ 51)، وأخرجه ابن ماجه (2777) عن أبي أمامه، والديلمي (3652) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3416)، والضعيفة (816).

الله. (وإن الله عَزَّ وَجَلَّ وكل ملك الموت بقبض الأرواح، إلا شهداء البحر؛ فإنه يتولى قبض أرواحهم) بلا واسطة وفيه إكرام لهم وتعجيل عناية بشأنهم. (ويغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين) والأمانة كما تقدم. (ويغفر لشهيد البحر الذنوب كلها والدين) والأمانة بإعاضته لصاحب الدين والأمانة من عنده تعالى. (هـ طب) (¬1) عن أبي أمامة)، رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عفير بن معدان، قال الزين العراقي: إنه ضعيف جداً. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2778)، والطبراني في الكبير (8/ 170) (7716)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3415): موضوع.

الشين مع الواو

الشين مع الواو 4891 - " شوبوا مجلسكم بمكدر اللذات الموت". ابن أبي الدنيا في ذكر الموت عن عطاء الخراساني مرسلاً (صح). (شوبوا مجلسكم) أي اخلطوا أحاديثكم في مجالسكم. (بمكدر اللذات) أي بذكر منغص كل لذة وهو (الموت) لأنه يرغبكم في الآخرة ويزهدكم في الدنيا ويكسر النفوس ويبدل الفرح بالبؤس ويرضيكم بقليل الرزق ولا يقنعكم بقليل العمل. (ابن أبي الدنيا (¬1) في ذكر الموت عن عطاء الخراساني مرسلاً) رمز المصنف لصحته قال الزين العراقي: ورويناه في أمالي الخلال من حديث أنس وقال لا يصح. 4892 - "شوبوا شيبكم بالحناء فإنه أسرى لوجوهكم، وأطيب لأفواهكم، وأكثر لجماعكم، الحناء سيد ريحان أهل الجنة، الحناء يفصل ما بين الكفر والإيمان". ابن عساكر عن أنس (ض). (شوبوا شيبكم بالحناء) أي اخضبوه واخلطوه بصبغه بالحناء. (فإنه أسرى لوجوهكم) بالسين المهملة والراء أي أنضر لها. (وأطيب لأفواهكم) أي لنكهتها. (وأكثر لجماعكم) أي تزيدكم فيه قوة. (الحناء) أي نوره. (سيد ريحان أهل الجنة) كما تقدم. (الحناء يفصل) أي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الموت مرسلاً كما في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 192)، وانظر فيض القدير (4/ 167)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3409).

يفرق. (ما بين الكفر والإيمان) أي ما بين أهل الكفر فإنهم لا يخضبون إلا بالسواد وأهل الإيمان يخضبون بالحناء. (ابن عساكر (¬1) عن أنس) في روايته من لا يعرف ولذا رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (7/ 18)، وانظر فيض القدير (4/ 167)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3408)، والضعيفة (3745).

الشين مع الياء آخر الحروف

الشين مع الياء آخر الحروف 4893 - " شيئان لا أذكر فيهما: الذبيحة، والعطاس، وهما مخلصان لله". (فر) عن ابن عباس. (شيئان لا أذكر فيهما) أي لا يسن ذكري عندهما. (الذبيحة) حال الذبح. (والعطاس) من العاطس والمشمت. (وهما) أي الشيئان. (مخلصان لله) لا يذكر فيهما غيره تعالى. (فر) (¬1) عن ابن عباس) فيه الحسن بن أبي جعفر قال الذهبي: ضعفوه عن نهشل قال ابن راهويه [2/ 618]: كان كذاباً. 4894 - "شيبتني هود وأخواتها". (طب) عن عقبة بن عامر، وعن أبي جحيفة. (شيبتني هود وأخواتها) أي سورة هود وأشباهها من السور التي فيها ذكر القيامة وأهوالها وذلك لأن ما فيها من أخبار الحشر والنشر يوجب للمتيقن بها الأحزان والهموم فيشيب لأنه يتسارع الشيب عند ذلك، قال جابر بن عبد الله: مرَّ بي في بعض الكتب أن رجلاً أمسى فاحم الشعر كحنك الغراب وأصبح أبيض الرأس واللحية كالثغامة فقال: رأيت القيامة والناس يقادون بسلاسل إلى النار فمن هول ذلك أصبحت كما ترون. (طب) (¬2) عن عقبة بن عامر، وعن أبي جحيفة) اسمه وهب بن عبد الله كما تقدم. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3583)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3417) والضعيفة (3749): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 286) (790) عن عقبة بن عامر، (22/ 123) (318) عن أبي جحيفة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3720).

4895 - "شيبتني هود وأخواتها: الواقعة، والحاقة، وإذا الشمس كورت". (طب) عن سهل بن سعد. (شيبتني هود وأخواتها: الواقعة، والحاقة، وإذا الشمس كورت) لما ذكر فيها من الأمم الخالية وما حل بها من العقوبات والحوادث وما فصل من أحوال القيامة فيها وطبقات العباد. (طب) (¬1) عن سهل بن سعد) قال الهيثمي: فيه سعيد ابن سلام العطار وهو كذاب انتهى. 4896 - "شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتسائلون، وإذا الشمس كورت". (ت ك) عن ابن عباس (ك) عن أبي بكر، ابن مردويه عن سعد (صح). (شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتسائلون، وإذا الشمس كورت) لما ذكر أولاً. (ت ك) (¬2) عن ابن عباس (ك) عن أبي بكر) رمز المصنف لصحته قال قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أراك قد شبت، فذكره قال في الاقتراح: إسناده على شرط البخاري، ابن مردويه عن سعد فيه سفيان بن وكيع قال الذهبي: ضعيف. 4897 - "شيبتني هود وأخواتها قبل المشيب". ابن مردويه عن أبي بكر. (شيبتني هود وأخواتها قبل المشيب) أي قبل زمانه المعتاد. (ابن مردويه (¬3) عن أبي بكر). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 148) (5804)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3419). (¬2) أخرجه الترمذي (3297)، والحاكم (2/ 374) وابن أبي شيبة (30268)، والمروزي في مسند أبي بكر (30)، رواه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 358) وعن ابن عباس، وابن سعد في الطبقات (1/ 435)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 350)، وأبو يعلى (107 و 108) عن ابن عباس، وعزاه في الدر المنثور لابن مردويه (4/ 397) عن سعد، وانظر: الاقتراح لابن دقيق العيد (ص: 60)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3419). (¬3) عزاه في الدر المنثور لابن مردويه (4/ 396)، وانظر فيض القدير (4/ 168)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3721).

4898 - "شيبتني هود وأخواتها من المفصل". (ص) عن أنس، ابن مردويه عن عمران (ح). (هود وأخواتها). (شيبتني هود وأخواتها من المفصل) هي المعدودة في الأحاديث فإن كلها من المفصل. (ص) (¬1) عن أنس، ابن مردويه عن عمران) بن الحصين. 4899 - "شيبتني سورة هود وأخواتها: الواقعة، والقارعة، والحاقة، وإذا الشمس كورت، وسأل سائل". ابن مردويه عن أنس. (شيبتني سورة هود وأخواتها) بينها بالإبدال منها بقوله: (الواقعة والقارعة والحاقة وإذا الشمس كورت وسأل سائل) قال العلماء لعل ذلك لما فيهن من التخويف الفظيع والوعيد الشديد باشتمالهن على قصرهن على حكايته أحوال الآخرة وعجائبها ومصائبها وأحوال الهالكين والمعذبين مع ما في بعضهن من الأمر بالاستقامة وهو من أصعب المقامات. (ابن مردويه (¬2) عن أنس). 4900 - "شيبتني هود وأخواتها وما فعل بالأمم قبلي". ابن عساكر عن محمَّد بن علي مرسلاً. (شيبتني هود وأخواتها وما فعل بالأمم قبلي) هو كالتفسير والبيان لوجه الخوف من السور المذكورة ويحتمل ما قيل ما عرفته منها ومن غيرها. (ابن عساكر (¬3) عن محمَّد بن علي مرسلاً) هو ابن الحنفية. ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور (1109)، وعزاه في الدر المنثور (4/ 397) لابن مردويه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3722). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 435) وعزاه في الدر المنثور (4/ 397) لابن مردويه، وانظر فيض القدير (4/ 169)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3418). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 176)، وابن سعد في الطبقات (1/ 435)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3421).

4901 - "شيبتني هود وأخواتها: ذكر يوم القيامة، وقصص الأمم". (عم) في زوائد الزهد، وأبو الشيخ في تفسيره عن أبي عمران الجوني مرسلاً (صح). (شيبتني هود وأخواتها) وقوله: (ذكر يوم القيامة, وقصص الأمم) استثناء فيه بيان وجه الشيب كأنه قيل لماذا؟ قال ذكر ... إلى آخره أي أنه خاف على أمته من هول القيامة وخاف عليها ما حل بالأمم قبلها فشاب خوفا عليهم من بطش الله وحلول نقمته. (عم) (¬1) في زوائد الزهد، وأبو الشيخ في تفسيره عن أبي عمران الجوني) بفتح الجيم وسكون الواو وبالنون اسمه عبد الملك بن حبيب أحد علماء البصرة (مرسلاً)، رمز المصنف لصحته. 4902 - "شيطان يتبع شيطانة، يعني حمامة". (د هـ) عن أبي هريرة (صح). (شيطان) أي هذا الرجل الذي يتبع الحمامة وذلك لأنه - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً يتبع حمامة فذكره. (يتبع شيطانة) أي يقفو أثرها لاعبا بها سماه شيطانا لإقباله على اللعب وسماها شيطانة لأنها أغفلته عن الحق وألهته عما خلق له وقوله: (يعني حمامة) مدرج للبيان لا من كلامه - صلى الله عليه وسلم -، وفيه كراهة اللعب بالحمام. (د هـ) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته عن أنس وعن عثمان وعن عائشة قال المناوي فيه محمَّد بن عمرو بن علقمة الليثي فيه خلاف. 4903 - "شيطان الردهة يحتدره رجل من بجيلة يقال له: الأشهب أو ابن الأشهب راع للخيل علامة سوء في قوم ظلمة". (حم ع ك) عن سعد (صح). (شيطان الردهة) بفتح الراء المشددة وسكون المهملة، هي النقرة في الجبل ¬

_ (¬1) عزاه في الكنز (2592) إلى زوائد الزهد وانظر فيض القدير (4/ 169)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3420). (¬2) أخرجه أبو داود (4940)، وابن ماجة (3764، 3767)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3724).

يستنقع فيها الماء. (يحتدره) بالحاء المهملة والدال المهملة أي شرع في أخذه وقتله. (رجل من بجيلة) بزنة قبيلة، قبيلة من العرب. (يقال له) أي يسمى. (الأشهب) بالمعجمة آخره موحدة. (أو ابن الأشهب) شك من الراوي. (راع للخيل علامة سوء) بالمهملة آخره تاء تأنيث أي هو علامة سوء أي علامة للشر، قال في الفردوس: أراد به ذا الثدية انتهى يريد به الحروري الذي قتله أمير المؤمنين كرم الله وجهه. (في قوم ظلمة) هم أصحابه [2/ 619] وهو علامتهم التي عرفوا بها وقد فتش عنه علي -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ- يوم حروراء حتى وجده وقد شرحنا قصته في الروضة الندية. (حم ع ك) (¬1) عن سعد" رمز المصنف لصحته، ورواه عنه الديلمي أيضاً. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 179)، وأبو يعلى (753)، والحاكم (4/ 566)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3422)، وقال في الضعيفة (3750): منكر.

المحلي بالألف

المحلي بالألف 4904 - " الشاة في البيت بركة، والشاتان بركتان، والثلاث ثلاث بركات". (خد) عن علي (ح). (الشاة في البيت بركة) أي نمو وزيادة في خيره. (والشاتان بركتان، والثلاث ثلاث بركات) وظاهره أيما زاد زادت البركة بالدر والنسل والصوف وفيه ندب اتخاذها في البيوت. (خد) (¬1) عن علي) كرم الله وجهه، ورمز المصنف لحسنه إلا أن فيه صفدي بن عبد الله قال في الميزان: وهو حديث منكر، وساق هذا. 4905 - " الشاة بركة، والبئر بركة، والتنور بركة، والقداحة بركة". (خط) عن أنس (ض). (الشاة بركة، والبئر) في البيت والمال ونحوه. (بركة، والتنور بركة) أي الكل زيادة في الخير ونمو فيه لعظم النفع بها. (والقداحة) بفتح القاف وتشديد الدال المهملة وهي الزناد التي تقدح بها النار. (بركة) لشدة الحاجة إليها وعدم الغنية عنها. (خط) (¬2) عن أنس) فيه أحمد بن نصر الزراع قال الخطيب عقيب إخراجه: الزراع ليس بحجة انتهى، وقال الذهبي: قال الدارقطني: الزراع كذاب دجال وفيه أيضاً داود المحبر قال أحمد والبخاري: لا شي كان يضع انتهى، والمصنف رمز لضعفه وكان الأولى حذفه؛ لأن فيه وضاعا وقد قال في الديباجة: أنه قد جرده عن أحاديث الوضّاعين. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (573)، وانظر الميزان (3/ 433)، والمغني (1/ 309) وقال: له حديث منكر، واللسان (3/ 191)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3424): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 495)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3423)، والضعيفة (3751): موضوع.

4906 - "الشاة من دواب الجنة". (هـ) عن ابن عمر (خط) عن ابن عباس. (الشاة من دواب الجنة) أي أن الجنة فيها شياه، أو أن هذه التي في دار الدنيا تكون في الآخرة في الجنة. (هـ) عن ابن عمر (خط) (¬1) عن ابن عباس) قال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 4907 - "الشام صفوة الله، من بلاده: إليها يجتبي صفوته من عباده فمن خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه, ومن دخلها من غيرها فبرحمة". (طب ك) عن أبي أمامة (صح). (الشام صفوة الله، من بلاده) أي مختارة منها ومجتباه, وظاهره في البقعة نفسها. (إليها يجتبي) بالجيم فمثناة فوقية: أي يجتمع من جبوت الشيء وجبيته جمعته. (صفوته من عباده) لأنه يجمع المبتدأ من الساكن والمسكن. (فمن خرج من الشأم إلى غيرها فبسخطة) أي بسبب سخط الله عليه أخرجه من صفوته من بلاده. (ومن دخلها من غيرها فبرحمته) أي بسببها وهذه فضيلة لدمشق لأنها المراد بالشام حيث تطلق. (طب ك) (¬2) عن أبي أمامة)، رمز المصنف لصحته. 4908 - "الشام أرض المحشر والمنشر" أبو الحسن بن شجاع الربعي في فضائل الشام عن أبي ذر (صح). (الشام أرض المحشر والمنشر) أي يحشر الناس من قبورهم إليها ويجتمعون فيها، والحشر الجمع، والنشر البعث. (أبو الحسن بن شجاع) (¬3) بالمعجمة فجيم آخره مهملة (الربعي) بفتح الراء والموحدة (في فضائل الشام عن أبي ذر) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2306) عن ابن عمر، والخطيب في تاريخه (7/ 434)، وانظر العلل المتناهية (2/ 663)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3725). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 171) (7718)، والحاكم (4/ 555)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3425)، وقال في الضعيفة (3753): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الربعي في فضائل الشام (4) وقال الألباني: صحيح، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 182)، والبزار (3965)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3726).

المصنف لصحته. 4909 - "الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة, والمشهود هو الموعود يوم القيامة". (ك هق) عن أبي هريرة (صح). (الشاهد) المذكور في قوله تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]. (وهو يوم عرفة) لأنه يشهد لمن حضر الموقف. (ويوم الجمعة) لأنه يشهد لمن حضر الصلاة. (والمشهود هو) اليوم (الموعود) وهو: (يوم القيامة) لأنه يشهده أي يحضره الخلائق كلها من الجن والإنس. (ك هق) (¬1) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي ورمز المصنف لصحته. 4910 - "الشاهد يرى ما لا يرى الغائب". (حم) عن علي، والقضاعي عن أنس (صح). (الشاهد) أي الحاضر. (يرى ما لا يرى الغائب) سببه عن راويه علي كرم الله وجهه قال: قلت يا رسول الله أكون في أمرك إذا أرسلتني كالسكة المحماة نظمه من قال (¬2): يرى الشاهد الحاضر المطمئن ... من الأمر ما لا يرى الغائب أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فقال - صلى الله عليه وسلم -: "بل الشاهد" إلخ قال ابن جرير: أراد به رؤية القلب لا رؤية العين أي أن الشاهد يتبين له من الرأي والنظر في الأمر ما لا يظهر للغائب لأن الشاهد للأمر يتضح له ما لا يتضح للغائب. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 564)، والبيهقي في السنن (3/ 170)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3427)، والضعيفة (3754). (¬2) الأبيات منسوبة إلى مغفل الهذلي وهو من شعراء الجاهلية.

(حم) (¬1) عن علي) كرم الله وجهه رمز المصنف عليه بالصحة، (والقضاعي عن أنس) قال العامري: شارح الشهاب: صحيح. 4911 - "الشباب شعبة من الجنون، والنساء حبالة الشيطان". الخرائطي في اعتلال القلوب عن زيد بن خالد الجهني (ح). (الشباب شعبة من الجنون) الشعبة من الشيء ما يتشعب منه كالغصن من الشجرة قال الزمخشري: يعني أن الشباب مشبه بطائفة من الجنون لأنه يغلب على العقل فيميل بصاحبه إلى الشهوات غلبة الجنون كما قيل (¬2): قالت عهدتك مجنونا فقلت لها ... إن الشباب جنون برؤه الكبر (والنساء حبالة) بضم المهملة وفي رواية "حبائل". (الشيطان) أي مصائده أي أن المرأة شبكة يصيد بها [2/ 620] الشيطان العبد والحديث تحذير عن عدم مدافعة الشاب لشبابه فإنه جنون لا يدفعه إلا بالتصبر والتتبع لما يدفعه وتحذير عن فتنة النساء. (الخرائطي في اعتلال القلوب (¬3) عن زيد بن خالد الجهني) رمز المصنف لحسنه وقال شارح الشهاب: صحيح. 4912 - "الشتاء ربيع المؤمن". (حم ع) عن أبي سعيد (صح). (الشتاء ربيع المؤمن) لأنه يرتع فيه في روضات الطاعات كما فسره الحديث الثاني قال العسكري: إنما قال الشتاء ربيع المؤمن لأن أحمد الفصول عند العرب فصل الربيع لأنه فيه الخصب ووجود المياه والزرع ولذا كانوا يقولون للرجل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 1/ 83، والقضاعي في الشهاب (85)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3728)، والصحيحة (1904). (¬2) الشعر منسوب إلى أحمد بن أبي فنن (ت 278 هـ). (¬3) أخرجه الخرائطي في اعتلال القلوب (193)، والقضاعي في الشهاب (116)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3428) , والضعيفة (2464).

الكريم: هو ربيع اليتامى فيقيمونه مقام الخصيب في الخير. (حم ع) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: إسناده حسن. 4913 - "الشتاء ربيع المؤمن: قصر نهاره فصام، وطال ليله فقام". (هق) عن أبي سعيد (ح). (الشتاء ربيع المؤمن) بين كونه كالربيع له بقوله: (قصر نهاره فصام) فلا يشق به صومه بل يعده غنيمة. (وطال ليله فقام) لأنه اتسع لأخذ حظ النفس من النوم والراحة وحظها من التهجد. (هق) (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه ورواه القضاعي وزعم شارحه أنه صحيح. 4914 - "الشحيح لا يدخل الجنة". (خط) في كتاب البخلاء عن ابن عمر (ض). (الشحيح لا يدخل الجنة) لأنها دار الأسخياء ومن غلب عليه الشح بخل بإخراج ما يحب من الواجبات المالية فيمنع عن الجنة لذنوبه. (خط) في كتاب البخلاء (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه ورواه أيضاً الديلمي. 4915 - "الشرك الخفي أن يعمل الرجل لمكان الرجل" (ك) عن أبي سعيد (صح). (الشرك الخفي) قال ابن القيم (¬4): الشرك شركان، شرك يتعلق بذات المعبود ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 75)، وأبو يعلى (1061)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3429). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 297)، والقضاعي في الشهاب (141، 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3430). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4066)، وانظر قول الهيثمي في (10/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3431)، والضعيفة (4402). (¬4) الجواب الكافي (1/ 90).

وأسمائه وصفاته وأفعاله، وشرك في عبادته ومعاملته لا في ذاته وصفاته والأول نوعان: شرك تعطيل وهو أقبح أنواع الشرك لتعطيل المصنوع من صانعه وتعطيل معاملته مما يجب على العبد من حقيقة التوحيد، وهذا ثاني الأولين ومن الشرك من جعل معه إلهًا آخر ولم يعطل، والثاني وهو الشرك في عبادته أخف وأسهل فإنه يعتقد التوحيد لكنه لا يخلص معاملته وعبوديته بل يعمل لحظ نفسه تارة ولطلب الدنيا والرفعة والجاه أخرى فلله من عمله نصيب ولنفسه وهواه نصيب وللشيطان نصيب وهذا حال أكثر الناس وهو الذي أراده المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فإذا عرفت هذا فالشرك نوعان: جلي: وهو عبادة الصنم ليقربه إلى مولاه وخالقه، وخفي: بين ذلك - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (أن يعمل الرجل لمكان الرجل) أي يعمل لطاعة الله لأجل يراه ذلك الإنسان أو يبلغه عنه حسن حاله وسماه شركا لأنه قد شاب عبادة الله نغيرها وظاهره أنه لا يحمله على العمل إلا رؤية ذلك الإنسان فأما لو قصده مع عبادة الله فكذلك أيضاً. (ك) (¬1) عن أبي سعيد) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي ولذا رمز المصنف لصحته. 4916 - "الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا". الحكيم عن ابن عباس. (الشرك في أمتي) أي ثابت فيها وهو: (أخفى من دبيب النمل على الصفا) أي من أثر دبيبها فإنه لا أثر له في الصفا أو من سماعه فإنه لا يسمع فكذلك الشرك الخفي لا يدركه الغير من قاصده أو لا يدركه فاعله فيتحذر عنه ويحترز عن أسبابه، قال الغزالي (¬2): ولذلك أي لخفائه عجز عن الوقوف على غوائله سماسرة العلماء فضلاً عن عامة العباد وهو من أواخر غوائل النفس وبواطن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 365)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3729). (¬2) انظر: الإحياء (3/ 274 - 275).

مكائدها وإنما يبتلى به العلماء والعبّاد المشمرين عن ساق الجد بسلوك سبيل الآخرة فإنهم مهما جهدوا أنفسهم وجاهدوها وفطموها عن الشهوات وصانوها عن الشبهات وحملوها بقهرهم إياها على أصناف العبادات عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة الواقعة على الجوارح بالخير وإظهار العلم والعمل فوجدت مخلصا عن ضيق المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق ونظرهم إليه بعين الوقار والتعظيم فنازعت إلى إظهار الطاعة وتوصلت إلى اطلاع الخلق ولم تقنع باطلاع الخالق، وفرحت بحمد الناس ولم تقنع بحمد الله سبحانه وعلمت أنهم إذا عرفوا تركه للشهوات [2/ 621] وتوقيه للشبهات وتحمله مشاق العبادات أطلقوا ألسنتهم بالمدح له والثناء وبالغوا في الإعزاز له ونظروا إليه بعين الاحترام وتبركوا بلقائه ورغبوا في بركة دعائه وفاتحوه بالسلام والخدمة وقدموه في المحافل والمجالس وتصاغروا له فأصابت النفس في ذلك لذة هي من أعظم اللذات وشهوة أغلب الشهوات فاستلانت نفسه خشونة العبادات والتذت بها لإدراكها في الباطن لذة اللذات وشهوة الشهوات فهو يظن أن حياته بالله وبعبادته المرضية وإنما حياته لهذه الشهوة الخفية التي يعمى عن إدراكها كل عقلة ولا تدركها إلا العيون النافذة القوية ويرى أنه مخلص في طاعة رب العالمين وقد أثبت اسمه في جريدة المباهين. الحكيم (¬1) عن ابن عباس) وأخرجه أبو يعلى وابن عدي وابن حبان من حديث أبي بكر. 4917 - "الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره, تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم، تقولها ثلاث مرات" الحكيم عن أبي بكر. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 142)، وأبو يعلى (58)، وابن عدي في الكامل (7/ 240)، وابن حبان في المجروحين (3/ 130)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3730).

(الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل، وسأدلك) أيها المخاطب. (على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك) أي خفيه. (وكباره) أي جليه. (تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم وأستغفرك لما لا أعلم) فيه أنه يستغفر عن المعاصي التي لا يعلمها العبد وأنه قد يؤخذ بما لا يعلمه لتفريطه في التحرز عنه. (تقولها ثلاث مرات) يحتمل أن المراد كل يوم ويحتمل أن المراد كلما سبق إلى النفس الوقوف مع ذلك وذلك أنه لا يدفع منك كل شر إلا من ولي خلقك من العدم فإذا استعذت به أعاذك إذا علم منك صدق اللجوء. (الحكيم (¬1) عن أبي بكر) وأخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني عن أبي موسى. 4918 - "الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء، وأدناه أن تحب على شيء من الجور، أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب في الله والبغض في الله؟ قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ". الحكيم (ك حل) عن عائشة (صح). (الشرك أخفى في أمتي من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء) فيه أن المراد خفاؤه عن نظر الناظرين إليه أو خفاؤه عن من يقصده من الفاعلين. (وأدناه أن تحب) مبني للفاعل. (على شيء من الجور) أي أدنى الشرك لمحبتك للغير لأجل أنه جار في أمر من الأمور التي لا يحل الجور فيها هواء منك وإيثارا لما تحب على مرضاة الله. (أو تبغض على شيء من العدل) أي تبغض الغير لأنه فعل شيئا من العدل إيثارا لهواك ومخالفة لمولاك فسمى هذين شركا لأنك أحببت ما لا يحبه الله وأبغضت ما لا يبغضه فهو إشراك به تعالى ثم أبان عظمة هذين الأمرين بقوله: (وهل الدين) استفهام تقرير. (إلا الحب في الله والبغض في ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 143)، وأبو يعلى (60، 61)، وأحمد (4/ 403)، وأبو نعيم (7/ 112)، والطبراني في الأوسط (3503)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3731).

الله) فمن أحب من نهى الله عن حبه وأبغض من أمر الله بحبه فقد ترك الدين. (قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}) فجعل تعالى اتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم - علامة محبة الله تعالى ومحبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا تكون إلا لله فسمى الدين والإيمان. الحكيم (ك حل) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي. 4919 - "الشرود يرد". (عد هق) عن أبي هريرة. (الشرود يرد) الشرود فعول من شرد إذا نفر أي إذا اشترى الإنسان دابة أو عبداً فوجدها شرودا فله ردها بالعيب. (عد هق) (¬2) عن أبي هريرة) قال: كان لبشر الغفاري مقعد من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكاد يخطئه وإنه ابتاع بعيرا فشرد فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك وفيه عبد السلام بن عجلان قال ابن حجر: ضعيف. 4920 - "الشريك أحق بصقبه ما كان". (هـ) عن أبي رافع (صح). (الشريك أحق بصقبه) الصقب بالتحريك القرب. (ما كان) أي ما وجد فهي تامة وظاهره أنه في الخليط في العين المبتاعة وأنه يستحقها بالشراء أو بالشفعة ويحتمل أنه عام في كل شرك وكل حق وأنه يدخل في ذلك الجار وحقوق الجوار، وتمام الحديث عند الطبراني قيل يا رسول الله وما الصقب؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "الجوار" وهو يحتمل الخليط والجار فإن الخليط جار. (هـ) (¬3) عن أبي رافع) ورواه أيضاً البخاري بلفظه ورمز المصنف لصحته. 4921 - "الشريك شفيع، والشفعة في كل شيء" (ت) عن ابن عباس (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 147)، والحاكم (2/ 319)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 253)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3432)، وقال في الضعيفة (3755): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 183)، والبيهقي في السنن (5/ 322)، وانظر الإصابة (1/ 318)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3434)، والضعيفة (3756). (¬3) أخرجه البخاري (6579)، وابن ماجة (2495).

[2/ 622] (الشريك شفيع) أي له الأخذ بالشفعة قهراً. (والشفعة في كل شيء) عام للحيوان والجمادات فلا يخص إلا بدليل وقد خص في الفروع منه كثير بأدلة منها ما ينهض وما لا ينهض. (ت) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وفيه أبو حمزة السكوني وقد تكلم فيه وقد روي موقوفاً وهو أصح من رفعه. 4922 - "الشعر بمنزلة الكلام: فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام" (خد طس) عن ابن عمرو (ع) عن عائشة (صح). (الشعر بمنزلة الكلام) أي المنثور ومن حكمه. (فحسنه كحسن الكلام، وقبيحه كقبيح الكلام) قال النواوي (¬2): يعني الشعر كالنثر فإذا خلى من محذور شرعي فهو مباح وقد قال عمر: نعم الهدية للرجل الشريف الأبيات يقدمها الرجل بين يدي حاجته يستعطف بها الكريم ويستنزل بها اللئيم لكن التجرد له والاقتصار عليه مذموم كما في الأذكار. (خد طس) (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، وقال في الأذكار إسناده حسن، وقال الهيثمي: إسناده ضعيف وكذا قال ابن حجر في الفتح (ع) عن عائشة) فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وثقه دحيم وجماعة، وضعفه ابن معين وجماعة. 4923 - "الشعر الحسن أحد الجمالين يكسوه الله المرء المسلم". زاهر بن طاهر في خماسياته عن أنس. (الشعر) بفتح المعجمة. (الحسن أحد الجمالين يكسوه الله المرء المسلم) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1371)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3435): ضعيف جدًا، وقال في الضعيفة (1009): منكر. (¬2) الأذكار (ص 872). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب (865)، والطبراني في الأوسط (7696) عن عبد الله بن عمرو، وانظر قول الهيثمي في (8/ 122)، وفتح الباري (10/ 539)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3733)، والصحيحة (447).

أي هو من الجمال، ولذلك أذن للرجل الخاطب أن يسأل عن شعرها بقوله إذا خطب أحدكم المرأة فليسأل عن شعرها فإن الشعر أحد الجمالين. (زاهر بن طاهر في خماسياته (¬1) عن أنس) كأنه جمع أحاديث بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه خمسة رواة كتلاثيات البخاري. 4924 - "الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي". (خ هـ) عن ابن عباس (صح). (الشفاء في ثلاثة) الحصر ادعائي لأن الشفاء في هذه أبلغ وأنفع. (شربة عسل، وشرطة محجم) هو الشق بالمحجم وفي معناه القصد. (وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي) لأن فيه تعذيباً فلا يرتكب إلا لضرورة ولذا تقول العرب: آخر الدواء الكي؛ لأنه لا يقدم على غيره من الأدوية. واعلم أن في ذكر هذه الثلاثة تنبيه على أن أصول الأمراض الامتلائية ثلاثة إما دموية، أو صفراوية أو بلغمية أو سوداوية فشفاء الدموية إخراج الدم وخاصة الحجامة لأنها أغلب أدويته والصفراوية وما معها بالمسهل ونبه عليه بالعسل وأما الكي فهو من أدوية الامتلائية إلا أنه لا يقدم على غيره ولا يترك. (خ هـ) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 4925 - "الشفعاء خمسة: القرآن، والرحم، والأمانة، ونبيكم، وأهل بيته". (فر) عن أبي هريرة. (الشفعاء) جمع شفيع ككرماء من الشفاعة وهي على ما في النهاية (¬3) السؤال في ¬

_ (¬1) عزاه في الكنز (17179) لزاهر بن طاهر في خماسياته, وانظر فيض القدير (4/ 175)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3436). (¬2) أخرجه البخاري (5356)، وابن ماجة (3491). (¬3) انظر النهاية (2/ 156).

التجاوز عن الذنوب والجرائم. (خمسة) أي الذين يؤذنون في الشفاعة في: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255] والشفاعة أنواع واقتصر ابن الأثير على تفسير نوع منها لأنه الأصل وبين الخمسة للإبدال. (القرآن) فإنه شافع لتاليه وحامله ويحتمل أنه كذلك لكل مؤمن به وتقدم في سورة الملك أنها جادلت عن صاحبها وظاهره أنه شافع حقيقة وأنه له في النشأة الآخرة تجسيما كما قدمناه في الجزء الأول. (والرحم) أي الموصولة وتقدم في الحديث الطويل في رؤياه - صلى الله عليه وسلم - في إني وفيه. (ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤذنين ولا يكلمونه فجاءته صلة الرحم فقالت إن هذا كان واصلا لرحمه فكلمهم وكلموهم) فهذه أنواع من الشفاعة. (والأمانة) تقدم الكلام في معناها والمراد الوفاء بها. (ونبيكم) فله - صلى الله عليه وسلم - الشفاعات المعروفة ولغيره من الرسل شفاعات أيضاً فيحتمل أنه إخبار عن الشفاعات لهذه الأمة وأولئك شفعاء لأممهم. (وأهل بيته) فإنهم يشفعون للمؤمنين وهذه فضيلة لهم واضحة وقد ثبت الشفاعة لقوم آخرين مثل ما ورد في الحاج وفي أويس القرني وغير ذلك فمفهوم العدد غير مراد والإعلام بما ذكر تبشير للعباد وحث لهم على الوفاء بحق من ذكر لينالوا بهم الشفاعة. (فر) (¬1) عن أبي هريرة) وفيه عبد الله بن داوود ضعفوه وعبد الملك بن عمير قال أحمد: مضطرب الحديث، وقال ابن معين: يختلط. 4926 - "الشفعة في كل شرك: في أرض، أو ربع، أو حائط، لا يصلح له أن يبيع حتى يعرض على شريكه فيأخذ أو يدع، فإن أبى فشريكه أحق به حتى يؤذنه" (م وإن) عن جابر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (977)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3437)، والضعيفة (3762).

(الشفعة) في النهاية (¬1): الشفعة في الملك معروفة وهي مشتقة من الزيادة لأن الشفيع يضم المبيع إلى ملكه فيشفعه به كان واحدا فردا فصار زوجاً شفعاً، والشافع هو الجاعل الوتر شفعاً. (في كل شرك: في أرض، أو ربع، أو حافظ) شرك بكسر المعجمة وسكون الراء: هو الاسم من الشركة يقال شركته في الأمر أشركته شركة قاله المصنف في المرقاة، والربع: قال الخطابي: الربعة والربع المنزل الذي يربع به الإنسان ويتوطنه يقال ربع وربعة كما يقال في دار ودارة وفي النهاية (¬2): الربعة أخص من الربع والحائط والبستان ففيه إثبات الشفعة في المساكن والأطيان. (لا يصلح له) لفظه في جامع الأصول (¬3): لا يحل له. لفظ سيما أبي داود ربعة بالتاء. (أن يبيع حتى يعرض على شريكه) الضمائر للبائع والشافع أي مريد أحد الأمرين. (فيأخذ أو يدع، فإن أبى) البائع أن يعرض كما دل بعض ألفاظه فإذا باع فلم يؤذنه فهو أحق به. (فشريكه أحق به حتى يؤذنه) فيه حرمة البيع حتى يؤذن به شريكه، وقد أخرج البخاري وأبو داود والنسائي من حديث عمرو بن الشريد قال وقفت على سعد بن أبي وقاص فجاء المسور بن مخرمة فوضع يده على إحدى منكبي إذ جاء أبو رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا سعد ابتع مني بيتي في دارك، فقال سعد والله ما أبتاعها، فقال المسور والله لتبتاعنها، فقال سعد: والله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة قال أبو رافع: لقد أعطيت بها خمسمائة دينار ولولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الجار أحق بصقبه" (¬4) ما أعطينكها بأربعة آلاف وأنا أعطى بها خمسمائة دينار فأعطاه ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 156). (¬2) انظر النهاية (2/ 40). (¬3) انظر: جامع الأصول (1/ 418) رقم (415). (¬4) أخرجه البخاري (2139)، وأبو داود (3516)، والنسائي (4/ 62).

إياها، فانظر إلى حال السلف من حال الناس يبالغ البائع في الكتم عمن له الشفعة بل يعين المشتري على التحيل لإسقاطها وفيه دليل على سقوط الحيلة لإبطالها وفيه أنه إذا باع بعد مؤاذنة شريكه لم يبق له حق في الشفعة من مفهوم الشرط في قوله: "فإذا باع ... " (م د ن) (¬1) عن جابر) وأخرجه أيضاً البخاري والترمذي عنه وقد قال ابن الأثير (¬2): إن الحميدي جعل هذا الحديث من أفراد البخاري ومن أفراد مسلم ولم يذكره في المتفق عليه وما أعلم السبب في ذلك ولعله قد عرف فيه ما لم نعرفه انتهى. 4927 - "الشفعة فيما لم تقع فيه الحدود، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة". (طب) عن ابن عمر (صح). (الشفعة فيما لم تقع فيه الحدود) جمع حد وهو الحاجز بين الشيئين ومنتهى كل شيء كما في القاموس (¬3). (فإذا وقعت الحدود فلا شفعة) أخرج الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث جابر: "قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالشفعة في كل مال لم يقسم فإذا وقعت الحدود وصرفت الطرق فلا شفعة" (¬4) وقد عارضت ما تقدم من أحاديث إيثار الشفعة للجار فذهب جماعة من الصحابة إلى أنه لا شفعة للجار لهذا الحديث وبه قال مالك والشافعي وأحمد إما لقدحهم في أحاديث ثبوت الشفعة للجار بما هو معروف فبنوا على الأصل من أنه لا دليل على ذلك أو لأنهم حملوا حديث الجار على الندب جمعا بين الأدلة وقال بعض المتأخرين بل أحاديث شفعة الجار ثابتة غير معارضة وأما مفهوم الحصر في ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2273)، ومسلم (1608)، وأبو داود (3513)، والنسائي (4/ 47). (¬2) جامع الأصول (1/ 418). (¬3) انظر القاموس (2/ 42). (¬4) أخرجه البخاري (2364)، وأبو داود (3514)، والترمذي (1370)، والنسائي (4/ 62)، وابن ماجة (2499).

رواية: "إنما جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الشفعة ... " الحديث إنما هو فيما قبل قسمة البيع بين المشتري والشريك فمدلوله أن القسمة تبطل الشفعة وهو صريح رواية البخاري وأحمد وأبي داود وابن ماجة: "إنما جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الشفعة في كل مال لم يقسم" تقدم ومراده أنه إذا اقتسم المشتري وخليطه الذي له الشفعة ما بينهما فلا شفعة له لأنه برضاه بالقسمة قد أبطل حقه من الشفعة فهذا من مسقطات حق الخليط ولا يعرض فيه للإسقاط شفعة الجار قبل البيع وهو كلام قويم. (طب) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن عبد الله العمري كان كذابا انتهى. 4928 - "الشفعة في العبيد وفي كل شيء". أبو بكر في الغيلانيات عن ابن عباس (ض). (الشفعة في العبيد وفي كل شيء) تعميم بعد التخصيص وكان ذكر الحديث لسبب. (أبو بكر في الغيلانيات (¬2) عن ابن عباس) رضي الله عنهما. 4929 - "الشفق الحمرة، فإذا غاب الشفق وجبت الصلاة". (قط) عن ابن عمر (صح). (الشفق) في القاموس (¬3) بفتح الفاء في القاموس: (الحمرة) في الأفق من الغروب إلى العشاء الآخرة أو إلى قربها أو إلى قريب العتمة وفي النهاية (¬4) أنه من الأضداد يقع على الحمرة التي ترى في المغرب بعد مغيب الشمس وبه أخذ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 373) (13385)، وانظر قول الهيثمي في (4/ 159)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3736). (¬2) أخرجه أبو بكر في الغيلانيات (رقم 228)، وفيض القدير (4/ 177)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3438)، وقال في الضعيفة ضعيف جداً (1010). (¬3) انظر القاموس (3/ 352). (¬4) انظر النهاية (2/ 98).

الشافعي وعلى البياض الباقي في الأفق [2/ 624] الغربي وبه أخذ أبو حنيفة والحديث أبان أنه الحمرة. (فإذا غاب الشفق) وضعه موضع الضمير زيادة في التقرير. (وجبت الصلاة) أي صلاة العشاء وفيه بيان المجمل مما أطلق في عشرة من أحاديث الأوقات حمل على المعنى. (قط) (¬1) عن ابن عمر) رمز عليه المصنف بالصحة قال شارحه وهو غير صواب فقد قال الذهبي في التنقيح (¬2): فيه نكارة انتهى وقال الدارقطني: إنه موقوف من قول ابن عمر. 4930 - "الشقي كل الشقي من أدركته الساعة حياً لم يمت". القضاعي عن عبد الله بن جراد. (الشقي كل الشقي) السعادة غير الشقاوة وتقدم الكلام على هذا التركيب في الجزء الأول والمراد كامل الشقاوة. (من أدركته الساعة حياً) فكان من المحشورين لا من المنشورين وذلك لأنها لا تقوم إلا على شرار الخلق ولا يقال هذا شيء لا اختيار فيه لأنه تأخر إيجاده وتأخرت وفاته وهما غير مختارين له لأنا نقول هو إعلام بعلامة شقاوته وأنه ما كان من فريق المحشورين إلا لما علمه الله من شقاوته إذ لو كان من السعداء لقبضته الريح التي يبعثها الله تعالى لقبض روح كل مؤمن قبل قيام الساعة وكالإخبار بأنه من أهل النار وقوله: (لم يمت) تأكيد لما قبله أو لأن الساعة لا تقوم إلا وقد بعث الأموات وصاروا أحياء فيكون وصفا تقييدياً. (القضاعي (¬3) عن عبد الله بن جراد) بزنة الحيوان المعروف تقدم. 4931 - " الشمس والقمر يكوران يوم القيامة". (خ) عن أبي هريرة (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 269) (3)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3440). (¬2) انظر: تنقيح التحقيق المطبوع مع التحقيق (2/ 7 رقم 346). (¬3) أخرجه القضاعي في مسنده (1/ 207) (313)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3441): موضوع.

(الشمس والقمر يكوران) في تفسير أبي السعود (¬1): {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير: 1] لفت من كورت العمامة، إذا لففتها على أن المراد بذلك إما رفعها وإزالتها من مقرها فإن الثوب إذا أريد رفعه يلف لفا ويطوى ونحوه قوله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ} [الأنبياء: 104] وأما لف ضوئها المنبسط في الآفاق المنتشر في الأقطار على أنه عبارة عن إزالتها والذهاب بها بحكم إسلام زوال اللازم لزوال الملزوم أو ألقيت عن فلكها كما وضعت النجوم بالانكدار من طعنه فكوره إذا ألقاه على الأرض، وعن ابن عباس تكويرها إدخالها في العرش. (يوم القيامة) ولم يأت في القرآن إلا الإعلام بتكوير الشمس. نكتة شريفة: قال ابن القيم (¬2) في بعض كتبه: قرأ قارئ: {وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} الآيات وفي الحاضرين أبو الوفاء بن عقيل فقال له قائل: يا سيدي هب أنه نشر الموتى للبعث والحساب وزوج النفوس بقرنائها للثواب والعقاب فلم هدم الأبنية وسير الجبال ودك الأرض وفطر السماء ونثر النجوم وكور الشمس فقال: إنما بني الدار للسكنى والتمتع وجعلها وجعل ما فيها للاعتبار والتفكر والاستدلال عليه بحسن التأمل والتذكر فلما انقضت مدة السكنى وأخلاهم من الدار خربها للانتقال منها فأراد أن يعلمهم بأن الكونين كانت معمورة لهم وفي إحالة الأحوال وإظهار تلك الأهوال بيان القدرة بعد بيان العزة وتكذيب لأهل الإلحاد وزنادقة المنجمين وعباد الكواكب والشمس والقمر والأوثان فيعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين، فإذا رأوا منازل آلهتهم قد انهدمت ومعبوداتهم قد انتثرت وانفطرت ومحالها قد تشققت ظهرت فضائحهم وتبين كذبهم وظهر ¬

_ (¬1) تفسير أبو السعود (9/ 114). (¬2) بدائع الفوائد (3/ 700)، مفتاح دار السعادة (2/ 163).

أن العالم محدث مربوب مدبر له رب يصرفه كيف يشاء تكذيبا لملاحدة الفلاسفة القائلين بالقدم فكم آية من حكمة في هذه الدار دالة على عظم قدرته وعزته وسلطانه وانفراده بالربوبية وانقياد المخلوقات كلها لقهره وإذعانها لمشيئته فتبارك الله رب العالمين، انتهى، ولا يخفى لطافته. (خ) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضاً البزار وزاد في روايته أن الحسن قال لأبي هريرة: ما ذنبهما؟ فقال: أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسكت الحسن. 4932 - "الشمس والقمر ثوران عقيران في النار، إن شاء أخرجهما وإن شاء تركهما". ابن مردويه عن أنس (ض). (الشمس والقمر ثوران) في النهاية (¬2) بالثاء يعني المثلثة كأنهما يمسخان وقد روى بالنون وهو تصحيف. (عقيران في النار) العقر النحر أي منحوران فيها وحكمة ذلك أن يشاهد عبادهما إهانتهم تصديقا لقوله تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} [الأنبياء: 98] وليس في ذلك تعذيب للشمس والقمر لأنهما جماد لا يحس العذاب بل هو نظير وقودها بالحجارة، وأما جعلهما في صورة البقر فلأن فرقة من الكفار قد عبدت البقر أيضاً فهو إعلام لعباد البقر بما أعلم به عباد الشمس والقمر. (إن شاء أخرجهما وإن شاء تركهما) لأنه بإدخالهما النار قد حصل مقتضى الحكمة. (ابن مردويه (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (¬4) وقال: فيه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3200). (¬2) النهاية (1/ 228). (¬3) أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (15201)، والطيالسي في مسنده (2103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3443). (¬4) انظر: الموضوعات (1/ 140).

يزيد الرقاشي (¬1) ليس بشيء ودرست ابن زياد، قال ابن حبان: لا يصح الاحتجاج به ونازعه المصنف بما حاصله أنه ضعيف لا موضوع. 4933 - "الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان، فإذا ارتفع فارقها، فإذا استوت قارنها، فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها، فإذا غربت فارقها". مالك (ن) عن عبد الله الصنابحي. (الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان) في النهاية (¬2): الشمس تطلع بين قرني شيطان أي ناحيتي رأسه وجانبيه، وقيل: القرن للقوة أي حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط فيكون كالمعين [2/ 625] لها وقيل بين قرنيه أي أمتيه الأولين والآخرين وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها فكأن الشيطان سول له ذلك فإذا سجد لها كان كأن الشيطان مقترن بها. (فإذا ارتفعت فارقها) كأن المراد مقدار رمح كما قدر لزوال وقت الكراهة. (فإذا استوت قارنها) أي توسطت في كبد السماء وهو الوقت المنهي عن الصلاة فيه. (فإذا زالت فارقها، فإذا دنت للغروب قارنها) كأن قدره أيضًا رمح من غروبها وهي صناعة صلاة المنافق وهي حيث تصير الشمس كثرب البقر فحرمت الصلاة في هذه الأوقات لذلك، وقيل: معنى قرنه قوته فإنه إنما يقوى أمره في هذه الأوقات ومن ثمة تعبد الشمس فيها. (فإذا غربت فارقها). (مالك (ن) (¬3) عن عبد الله الصنابحي) بضم المهملة وتخفيف النون وكسر الباء الموحدة وبالحاء المهملة صحابي قال ابن حجر (¬4) كشيخه العراقي: إنه تابعي كبير لا صحبة له فالحديث ¬

_ (¬1) انظر المجروحين (3/ 98). (¬2) النهاية في غريب الحديث (4/ 81). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ (512)، والنسائي (1/ 275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3442). (¬4) الإصابة (4/ 217).

مرسل، قال ابن حجر: ورواه مسلم في حديث طويل. 4934 - "الشمس والقمر وجوههما إلى العرش، وأقفاؤهما إلى الدنيا". (فر) عن ابن عمر. (الشمس والقمر وجوههما إلى العرش) فالنور الذي إلى العرش أبلغ لأنه نور الوجه وقد روي عن ابن عباس أن الشمس والقمر خلقهما الله تعالى من نور العرش وجعل قدر الشمس كقدر الدنيا من مشارقها إلى مغاربها والقمر دون الشمس ولكن إنما يرى ضوئها من شدة ارتفاع السماء وبعدها من الأرض. (وأقفاؤهما إلى الدنيا) بهذا النور الذي يملأ الدنيا من ظهورهما. (فر) (¬1) عن ابن عمر فيه العباس بن الفضل فإن كان الموصلي فقد قال ابن معين ليس بثقة وإن كان الأزرق البصري فقد قال البخاري ذهب حديثه، وقد أوردهما الذهبي معاً في الضعفاء وسعيد بن سليمان النشيطي قال الذهبي (¬2): فيه ضعف وشداد بن سعيد الراسبي قال العقيلي له غير حديث لا يتابع على شيء منها. 4935 - "الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله: المقتول في سبيل الله شهيد، والمطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة". مالك (حم د ن هـ حب ك) عن جابر بن عتيك. (الشهادة) هي الاسم مما اشتق منه الشهيد ويأتي وجه اشتقاقه والمراد أنواع الشهادة وأسبابها. (سبع سوى القتل في سبيل الله) فالإخبار عن غيره لأنه قد ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 116)، وعزاه في الكنز (15198) إلى الديلمي، وانظر فيض القدير (4/ 178)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3444) ضعيف جداً. (¬2) انظر: المغني (1/ 261).

علم أنه أعلى درجات الشهادة. (المقتول في سبيل الله شهيد) قال في النهاية (¬1) هذا الأصل في إطلاقه ثم اتسع فأطلق على من سماه النبي - صلى الله عليه وسلم - في المبطون ونحوه وسمي شهيداً لأن الله وملائكته شهود له بالجنة وقيل: لأنه حي لم يمت كأنه حاضر شاهد وقيل: لأن ملائكة الرحمة تشهده وقيل لقيامه بشهادة الحق وقيل لأنه شهد ما أعده الله له من الكرامة بالقتل وزاد في القاموس (¬2) أو لأنه من سيشهد يوم القيامة على الأمم الخالية أو لسقوطه على الشاهدة أي الأرض. (والمطعون) أي الهالك بألم الطاعون كما تقدم. (شهيد) ولا تجري فيه وجوه الاشتقاق كلها كمالا بمعنى. (والغريق شهيد) فإن كان في جهاده فهو كالأول. (وصاحب ذات الجنب) هي الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في الجنب وتنفجر إلى داخل وقلما سلم صاحبها وذو الجنب الذي أخذته ذات الجنب وصارت ذات الجنب علماً لها وإن كانت في الأصل صفة مضافة. (شهيد والمبطون) من كانت هلاكه بألم بطنه من إسهال واستسقاء ونحوه. (شهيد وصاحب الحريق) من كانت وفاته بالنار حريق بها. (شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد) إذا انهدم عليه جدار أو نحوه. (والمرأة تموت بجمع) في القاموس (¬3): ماتت بجمع قتيلته عذراء أو حاملاً أو مثقلة (شهيدة) ولا أعلم أنه تعرض أحد لوجه غير هؤلاء من الشهداء فإن ثمة أمراض أعظم من هذه المذكورة وقد ألحق في الأحاديث ما بلغه أربعين شهيداً. (مالك (حم د ن هـ حب ك) (¬4) عن جابر بن ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 361). (¬2) القاموس (1/ 372). (¬3) القاموس (1/ 917). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 446)، وأبو داود (3108)، وابن ماجه (2804)، والحاكم (1/ 503)، والنسائي (4/ 363)، والطبراني في الكبير (2/ 191) رقم (1779)، وصححه الألباني في صحيح=

عتيك) قال النووي: صحيح بلا خلاف وإن لم يخرجه الشيخان. 4936 - "الشهادة تكفر كل شيء إلا الدين، والغرق يكفر ذلك كله". الشيرازي في الألقاب عن ابن عمرو. (الشهادة تكفر كل شيء) أي تغطيها وهو عام نحو الحق وفق الخلق فاستثني من ذلك قوله. (إلا الدين) وذلك لعظم حق المخلوقين سيما المال فإنه أعز شيء عندهم ويحتمل أن الدم والعرض كذلك لأن الثلاثة قرائن في التحريم لكنه ذكر أخفها تنبيها على الأثقل ثم أنه إذا كان لا يكفر الدين مع أنه أخذ برضا صاحبه ما أخذه غصبا ونهباً. (والغرق يكفر ذلك كله) أي كل شيء والدين وفيه بيان أن الغرق أعظم من غيره من أنواع الشهادة في هذه الخلة ولا يلزم أن يكون الهالك به أرفع مقاما عند الله تعالى فقد يكون الشيء فاضلا من جهة مفضولاً من أخرى (الشيرازي في الألقاب (¬1) عن ابن عمرو). 4937 - "الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم: والشهيد في سبيل الله". مالك (ق ت) عن أبي هريرة (صح). (الشهداء خمسة) لا ينافي الإخبار بأنهم سبعة لأنه قد يخبر - صلى الله عليه وسلم - بما أعلمه الله ثم يعلمه بزيادة على ذلك كما [2/ 262] نبهنا عليه مراراً. (المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم: والشهيد في سبيل الله) تأخيره من باب الترقي. (مالك (ق ت) (¬2) عن أبي هريرة). ¬

_ = الجامع (3739). (¬1) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (11098)، وانظر فيض القدير (4/ 179)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3445). (¬2) أخرجه البخاري في صحيحه (2828)، ومسلم (1914)، والترمذي (1063)، وموطأ مالك (239).

4938 - "الشهداء أربعة: رجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك الذي يرفع الناس إليه أعينهم يوم القيامة هكذا، ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهو في الدرجة الثانية، ورجل مؤمن خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة، ورجل مؤمن أسرف على نفسه لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الرابعة" (حم ت) عن عمر (الشهداء) المقبولون في سبيل الله أقسام. (أربعة) باعتبار ما لهم عند الله من الأجر (رجل مؤمن جيد الإيمان) وصفه بالإيمان للمدح وإلا فلا يكون الشهيد إلا مؤمناً، والجيد بزنة كيس ضد الرديء وأريد به هنا إيمان ثابت لا شك فيه أو غير مخلوط بتقصير في أعماله وفيه أي دلالة إلى تقسيم الإيمان إلى الكامل والناقص. (لقي العدوّ فصدق الله) أي فعل فعل الصادقين بعهد الله إذ في عهد الإيمان الوفاء بشروطه ومنها الجهاد فإذا وفي به معه صدق الله. (حتى قتل فذاك الذي يرفع الناس أعينهم إليه يوم القيامة) في الجامع ورفع رأسمه حتى سقطت قلنسوته ولا أدري قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة النبي - صلى الله عليه وسلم -. يحتمل أن المراد في الموقف أو في الجنة (هكذا) (ورجل مؤمن جيد الإيمان لقي العدو فكأنما ضرب جلده بشوك طلح) أي داخل الخوف كل عضو منه. (من الجبن أتاه سهم غرب) بفتح المعجمة والراء وتسكن وبالإضافة والتوصيف السهم الذي لا يعرف راميه. (فقتله فهو في الدرجة الثانية) في الآخرة وذلك لفضيلة الشجاعة كأن الأولى أعلى عند الله مقاماً فيما قد استويا في جودة الإيمان واختلفا في ثبات القلب. (ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئاً) فيه ما يدل على أن جودة الإيمان خلوه عن الأعمال السيئة. (لقي العدو فصدق الله حتى قتل فذاك في الدرجة الثالثة) آخره لعدم جودة إيمانه وفيه أن جودة الإيمان أفضل من كمال

الشجاعة فإنما ألحقت الثاني بالأول وقدمته على الثالث مع أنه صاحبه لا يخلو عن الجبن. (ورجل مؤمن أسرف على نفسه) بإكثاره المخالفة ورجوعه على طاعاته. (لقي العدو فصدق الله حتى قتل) فهو كالأول في الشجاعة ودون الثلاثة في الإيمان. (فذاك في الدرجة الرابعة) آخره نقص إيمانه عمن تقدمه أنجته عن العذاب بإسرافه شهادته وشجاعته. (حم ت) (¬1) عن عمر). 4939 - "الشهداء على بارق -نهر بباب الجنة- في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً". (حم طب ك) عن ابن عباس (صح). (الشهداء على بارق) بين مسماه بالإبدال منه. (نهر بباب الجنة) ظاهر أنهم لم يدخلوا الجنة وأنهم على بابها وقد تقدم حديث: "إن أرواحهم في طير خضر" ولا منافاة لأنه يحتمل أنهم أنواع لكل منهم مقام وإنعام قبل قيام الساعة. (في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشياً) كما قال تعالى: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] وقدمنا كلاماً بسيطاً في الجزء الأول في حياة الشهداء (حم طب ك) (¬2) عن ابن عباس) ورمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. 4940 - "الشهداء عند الله على منابر من ياقوت في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله على كثيب من مسك، فيقول لهم الرب: ألم أوف لكم وأصدقكم؟ فيقولون: بلى وربنا". (عق) عن أبي هريرة. (الشهداء عند الله على منابر من ياقوت) إعلام بموقفهم يوم القيامة عند ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 23)، والترمذي في سننه (1644)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3446)، والضعيفة (2004). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 266)، والطبراني في الأوسط (123)، والحاكم (2/ 84)، وانظر قول الهيثمي في (5/ 294)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3742).

جزاء الخلائق كما يدل له. (يوم لا ظل إلا ظله) وتقدم الكلام عليه. (على كثيب من مسك، فيقول لهم الرب: ألم أوف لكم وأصدقكم؟) أي ما وعدتكم به من الإكرام ومن السلامة من الأفزاع والأهوال مع الإِمام. (فيقولون: بلى وربنا) وخطابه تعالى من زيادة إكرامه لهم في ذلك المقام. (عق) (¬1) عن أبي هريرة). 4941 - "الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول ولا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا، فأولئك يلتقون في الغرف العلا من الجنة، يضحك إليهم ربك، إن الله تعالى إذا ضحك إلى عبده المؤمن فلا حساب عليه". (طس) عن نعيم بن هبار. (الشهداء الذين يقاتلون في سبيل الله في الصف الأول) من صفوف الجهاد فإن الاصطفاف له من أساليبه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا} [الصف: 4]. (ولا يلتفتون بوجوههم حتى يقتلوا) صفة لهم بثبات القلوب وصدق النية وفي نسخة قضيت على نسخة المصنف يقتلون بإثبات النون والوجه حذفها. (فأولئك يلتقون في الغرف العلا من الجنة، يضحك إليهم ربك) مجاز عن كمال إكرامهم والرضا عنهم والأولى الإيمان مع الوقف عن التأويل كما قدمناه في الجزء الأول ثم استأنف إبانة لفائدة هذا الضحك بقوله: (إن الله تعالى إذا ضحك إلى عبده المؤمن) صفة كاشفة إذ لا يضحك لغيره. (فلا حساب عليه). (طس) (¬2) عن نعيم بن هبار) بالباء الموحدة آخره راء ويقال همار ويقال هدار ويقال همار الشهير صحابي شامي وقال الهيثمي: رواه الطبراني ¬

_ (¬1) رواه العقيلي في الضعفاء (1/ 102)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3447). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 287)، والطبراني في الأوسط (3193) وأبو يعلى (6855) وسعيد بن منصور في سننه (2/ 219 رقم 2566)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1277)، وانظر فيض القدير (4/ 181)، وانظر قول الهيثمي في (5/ 292)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3740).

وأحمد وأبو يعلى ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات انتهى قال الشارح: وقضيته أن رجال الطبراني ليسوا كذلك فعليه اعترض من وجهين من حيث اقتصاره على الرواية المرجوحة وعدوله عن أحمد [2/ 627]. 4942 - "الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة". (ن) عن أبي هريرة (صح). (الشهر يكون تسعة وعشرين، ويكون ثلاثين) في القاموس (¬1): الشهر الهلال والقمر أو هو إذا ظهر وقارب التمام والعدد المعروف من الأيام فيحتمل أن المراد هنا الأول وأن المراد الإعلام عن مدته وأنها تارة كذا وتارة كذا ويحتمل أن يزاد الآخر والمعنى متحد والقصد الإعلام بأن الشهر في الشريعة له أصلان والعبرة فيها رؤية الهلال وفيه إبطال ما عدا هذا من الحساب وأنه يجوز توالي نقصانه وتوالي تمامه فلذا قال: (فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا) فيه ما يدل لأنه أريد به الشهر معناه الأول وأنه لا طريق إلى الصوم والإفطار إلا الرؤية إذ لو كان غيرها لما أهمله - صلى الله عليه وسلم - عن البيان سيما مع قوله: (فإن غم عليكم) حال دون رؤيته سحاب. (فأكملوا العدة) فإنه لو كان به علامة أخرى لذكرها وكذلك لو كان شهر يتم وشهر ينقص كما يقوله الأكثر من العامة لكان علامة يجب ذكرها مع أنها باطلة بالحس والتجربة فقد وقع توالي التمام وتوالي النقصان. فائدة: من هنا يعرف بطلان ما اشتهر من قولهم صيامكم رمضان تعويدكم عرفة وبعض يظنه حديثا وهو باطل كما قاله العلامة الأشجر في فتاويه أنه لا ¬

_ (¬1) القاموس (2/ 65).

أصل له في المرفوع ولا في الموقوف كما قاله الحافظ بن حجر (¬1) والحافظ السخاوي وبيان بطلانه أنه ليس قبل ذي الحجة إلا ثلاثة أشهر برمضان فإذا تمت كلها كان عند النحر بعد أول رمضان بيوم وإذا نقص منها واحد وافق النحر أول الصوم وإذا نقص اثنان كان قبل أول صيام رمضان بيوم وإذا نقصت الثلاثة كان يوم النحر قبله بيومين فهذه أربعة تقادير لا يحصل الاتفاق إلا على تقدير واحد منها وحاشا كلام النبوة عن مثل هذا. (ن) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وظاهر صنيعه أنه ليس في أحد الصحيحين وهو فيهما معا. 4943 - "الشهوة الخفية، والرياء: شرك". (طب) عن شداد بن أوس (ح). (الشهوة الخفية) تقدم أن من الشهوة الخفية محبة العالم أن يجلس إليه فيحتمل أنه المراد هنا ويحتمل أن المراد كل شهوة يذمها الشارع وإن أخفاها مريدها، وفي قربها بقوله: (والرياء: شرك) ما يدل للأول فهما من الشرك كما تقدم لأنه أريد غير الله تعالى بما أبداه من فعل الخير. (طب) (¬3) عن شداد بن أوس) رمز لحسنه. 4944 - "الشهيد لا يجد مسَّ القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يقرصها". (ن) عن أبي هريرة (صح). (الشهيد لا يجد مسَّ القتل) أي ألم مسه أو المراد شدة سكرة الموت. (إلا كما يجد أحدكم القرصة) مصدر قرص إذا قطع مصاع للوحدة أي الواحدة من القرص. (يقرصها). (ن) (¬4) عن أبي هريرة) رمز لصحته. ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 2161)، والتلخيص الحبير (2/ 186، 197). (¬2) أخرجه النسائي (4/ 139)، وأخرجه البخاري (1907)، ومسلم (1085)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3744). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 284) (7144)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3448). (¬4) أخرجه النسائي (3/ 25)، وفي المجتبى (6/ 36)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3746).

4945 - "الشهيد لا يجد ألم القتل، إلا كما يجد أحدكم مس القرصة". (طس) عن أبي قتادة (صح). (الشهيد لا يجد ألم القتل، إلا كما يجد أحدكم مس القرصة) يحتمل أنه أريد قرصة البعوض ونحوها والحكمة في ذلك أنه لما أقدم باذلا لروحه هون الله عليه ألم القتل. (طس) (¬1) عن أبي قتادة) رمز عليه بالصحة وقال الهيثمي: فيه رشدين بن سعد وهو ضعيف قال الشارح وفيه أيضاً ابن لهيعة. 4946 - "الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه ويزوج حوراوين، ويشفع في سبعين من أهل بيته، والمرابط إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة، وغدي عليه، وريح برزقه، ويزوج سبعين حوراء، وقيل له: قف فاشفع إلى أن يفرغ من الحساب". (طس) عن أبي هريرة (ح). (الشهيد يغفر له في أول دفعة من دمه) أي تندفع منه. (ويزوج حوراوين) ظاهره في تلك الساعة وقد وردت الأحاديث بذلك في عدة ومنامات صادقة وأنه لا يخرج من الدنيا إلا وقد رأى ذلك. (ويشفع في سبعين من أهل بيته) أي من ذويه وقراباته ويحتمل أنه على حقيقته والحكمة مجهولة ويحتمل أنه أريد به التكثير كما نبهنا عليه مراراً. (والمرابط) أي الملازم للثغر لنكاية العدو وتقدم تحقيقه. (إذا مات في رباطه كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة) أي أجر رباطه كأنه حي لم يمت فهو حي عند ربه وعمله مستمر عمل الأحياء فهذا نهاية الجود الإلهي وهذا من الذين إذا مات لم ينقطع عمله. (وغدي عليه، وريح برزقه) أي يأتيه رزقه في الغداة والرواح من الجنة كما سلف وفيه أن أوقات طعام الآخرة على نحو أوقات طعام أهل الدنيا ويحتمل أنه يراد بهما الاستمرار كما في قوله ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (280) وانظر قول الهيثمي في (5/ 294) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3745).

تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: 46]. (ويزوج سبعين حوراء، وقيل له: قف فاشفع إلى أن يفرغ الحساب) دل أنه أفضل من الشهيد المقتول وإن مات على فراشه في الرباط وذلك أنه بتوطين نفسه على الرباط ونكاية الأعداء نال كرامة أبلغ من كرامة الشهداء فإن استشهد مرابطا كان أعظم أجراً. (طس) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه [2/ 628]. 4947 - "الشؤم سوء الخلق". (حم طس حل) عن عائشة (قط) في الأفراد (طس) عن جابر (ض). (الشؤم) هو خلاف اليمن وهو ما يتفرع عنه الشأمة. (سوء الخلق) قدمنا تحقيقه في الأول وذلك أن سوء الخلق عنه ينشأ كل شر فلذا حصر الشؤم عليه لما عرف المسند إليه. (حم طس حل) عن عائشة (قط) في الأفراد (طس) (¬2) عن جابر)، رمز لضعفه، وضعفه المنذري وقال الهيثمي: فيه أبو بكر بن مريم وهو ضعيف وهذا في رواية عائشة ورواية جابر فيها الفضل بن عيسى الرقاشي (¬3) ضعيف وقال العراقي: حديث لا يصح. 4948 - "الشونيز دواء من كل داء إلا السام، وهو الموت". ابن السني في الطب، وعبد الغني في الإيضاح عن بريدة (ض). (الشونيز) بضم المعجمة وقيل بفتحها وسكون الواو فنون فمثناة تحتية فزاي ويقال الشنيز والشونوز والشهنيز هو الحبة السوداء، وفي الصحيحين من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3323)، وانظر فيض القدير (4/ 183)، والمجمع (5/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3449). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 85)، والطبراني في الأوسط (4360)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 103) عن عائشة والطبراني في الأوسط (5726) والدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد (1699) عن جابر، وانظر قول الهيثمي (في 8/ 25)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3426). (¬3) انظر المجروحين (2/ 211)، وضعفاء العقيلي (3/ 442)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3738).

حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام" والشونيز لغة الفرس. (دواء من كل داء) مثل قوله تعالى: (تدمر كل شيء) أي تقبل التدمير وهي نافعة من كل الأمراض الباردة وتدخل في الأمراض الحارة اليابسة وهي حارة يابسة تذهب النفخ وتفتح السدد وتحلل الرياح ومنافعه عديدة وقد ذكر منها جملة نافعة في الهدي النبوي (¬1). (إلا السام) بغير همزة (وهو الموت) استثناء منقطع لأنه ليس الموت من الأدواء كأنه لم يبق ما يستثنى إلا ما ليس بداء مبالغة في نفعها. (ابن السني في الطب، وعبد الغني في الإيضاح (¬2) عن بريدة) رمز بضعفه لكنه قد ثبت معناه في الصحيح. 4949 - "الشياطين يستمتعون بثيابكم، فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليه أنفاسها، فإن الشياطين لا تلبس ثوبا مطوياً". ابن عساكر عن جابر (ض). (الشياطين يستمتعون بثيابكم) أي ينتفعون بها باللبس كما دل له آخره وذلك بعد نزعها ولذا قال: (فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليه أنفاسها) وفيه أن المحذور ليس لبس الشياطين لها بل كونها تعود إليها قوتها ونظارتها بطيها أو أن المراد ترجع إليها أنفاسها وتسلم من لبسهم لها كما دل له. (فإن الشيطان لا للبس ثوباً مطوياً بل يجتنبه) كأنه أنطى حرزا عليه وعوذه منه نفيه الأمر بطي ما نزع من الثياب ليلاً أو نهارًا والإعلام بأن الشياطين غير ممنوعين عن الانتفاع بثياب بني آدم وأن أجسامهم قابلة لوضع الثياب عليها وإن كانت ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 272). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (3440)، والترمذي (2041) وقال: حسن صحيح عن أبي هريرة وعزاه في الكنز (28253) لابن السني وعبد الغني، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3738).

لطيفة وإن إبقاء رونق الثياب وحسنها مراد ولذا شبهه بالأنفاس التي بها حياة الأبدان. (ابن عساكر (¬1) عن جابر) ورمز عليه بالضعف. 4950 - "الشيب نور المؤمن لا يشيب رجل شيبة في الإِسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة ورفع بها درجة". (هب) عن ابن عمرو. (الشيب نور المؤمن) يحتمل أن المراد أنه في الآخرة نور له أو أنه في الدنيا عند الملائكة علامة النور له في الآخرة أو أن قدره عنده تعالى كذلك مثلما قيل في خلوف فم الصائم وفي الآثار أن أول من شاب إبراهيم الخليل -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ- فلما رآه قال ما هذا يا رب؟ قال: هذا نور من نوري فقال: ربِّ زدني من نورك، وأحسن من قال واسمه السيد إبراهيم محمَّد الوزير وقد شاب: يا رب إبراهيم لا حرقته ... قد بدا نورك في غداره إن الكريم إذا عصاه عبده ... لا يحرقن نوره بناره ويحتمل أن المراد بكونه نوراً أنه حسنات والحسنات سبب نور العبد في البرزخ ويوم القيامة ويرشد له. (لا يشيب رجل شيبة في الإِسلام) أي شعرة واحدة حال كونه في الإِسلام. (إلا كانت له بكل شيبة حسنة) أي إلا وجدت له بكل شيبة تأتيه حسنة. (ورفع بها درجة) كأن ذلك لما يلحق القلب من الانكسار وفي اعتباره بقرب فراق هذه الدار فإنه ليس بعد المشيب قرار فإن شعر الفتى أوراق غصن حياته فإذا شابت نادت بدنو وغاية كما قيل (¬2): لم أبك إذا رحل الشباب وإنما ... أبكي لأن يتقارب الميعاد ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (37/ 338)، وانظر: كشف الخفا (1679)، وانظر قول الهيثمي في 5/ 135، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3450). (¬2) الأبيات منسوبة إلى صردر بن صرير (ت 465 هـ).

شعر الفتى أوراقه فإذا ذوت ... جفت على آثارها الأعواد (هب) (¬1) عن ابن عمرو) من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وفيه الوليد بن كثير (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال ابن سعد ليس بذلك وعبد الرحمن بن الحارث قال أحمد: متروك الحديث. 4951 - "الشيب نور من خلع الشيب فقد خلع نور الإِسلام فإذا بلغ الرجل أربعين سنة وقاه الله الأدواء الثلاثة: الجنون والجذام والبرص". ابن عساكر عن أنس (ض). (الشيب نور من خلع الشيب فقد خلع نور الإِسلام) فيه كراهة خلعه. (فإذا بلغ الرجل أربعين سنة وقاه الله الأدواء الثلاثة) ذكر هذه الجملة بعد الأولى كالتأسية لمن ذهب شبابه وتغير من لون شعره إهابه بأنه تنزل السلامة من أضر الأدواء. (الجنون والجذام والبرص). (ابن عساكر (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وابن عساكر أورده في ترجمة الوليد وقال: قال العقيلي: يروي عن الأوزاعي أباطيل لا أصل لها وقال ابن حبان: هذا حديث لا أصل له من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأقره الذهبي، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 4952 - "الشيخ في أهله كالنبي في أمته". الخليلي في مشيخته وابن النجار عن أبي رافع (ض). (الشيخ في أهله) في القاموس (¬4): الشيخ من استبان فيه السن أو من خمسين أو ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3633)، وانظر كشف الخفاء (2/ 21)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3748). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 724). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (63/ 300)، وانظر كشف الخفاء (2/ 22)، والعلل المتناهية (2/ 689)، والمجروحين (3/ 82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3451). (¬4) القاموس المحيط (ص: 325).

إحدى وخمسين إلى آخر عمره أو إلى الثمانين. (كالنبي في أمته) أي له عليهم حق شابه حق النبي من طاعاته وإكرامه واحترامه ولهم عليه بذل النصيحة والموعظة والهداية [2/ 629] (الخليلي في مشيخته (¬1) وابن النجار عن أبي رافع) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حبان: هذا موضوع، وقال غيره: هذا باطل، وقال الزركشي: ليس من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي الميزان: في ترجمة محمَّد بن عبد الملك القناطري (¬2) روى حديثًا باطلاً: "الشيخ في أهله كالنبي في أمته" وقيل له القناطري؛ لأنه كان يكذب قناطير. 4953 - "الشيخ في بيته كالنبي في قومه" (حب) في الضعفاء الشيرازي في الألقاب عن ابن عمر (ض). (الشيخ في بيته) أي في أهل بيته. (كالنبي في قومه) قال ابن حبان في هذا الحديث: إنه موضوع وممن جزم بكونه موضوعاً شيخ الإِسلام ابن حجر ومن قبله ابن تيمية، وقال إنه ليس من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما يقوله بعض أهل العلم، وربما يقول بعض أهل العلم فيه: الشيخ في جماعته كالنبي في أمته يتعلمون من علمه ويتأدبون من أدبه وكل ذلك باطل (حب) (¬3) في الضعفاء والشيرازي في الألقاب عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 4954 - "الشيخ يضعف جسمه وقلبه شاب على حب اثنتين طول الحياة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3483)، والرافعي في التدوين من طريق الخليلي (3/ 95)، وابن عساكر في معجم الشيوخ (رقم 871) وقال: هذا حديث منكر، والقناطري كذاب ... وانظر كشف الخفاء (2/ 22)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3452): موضوع. (¬2) انظر ميزان الاعتدال (6/ 244)، ولسان الميزان (5/ 267). (¬3) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 39)، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 183)، والسيوطي في اللآلي المصنوعة (1/ 140)، وانظر: كشف الخفاء (2/ 22)، وميزان الاعتدال (4/ 150)، والمقاصد الحسنة (ص: 609)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3453): موضوع.

وحب المال". عبد الغني بن سعد في الإيضاح عن أبي هريرة (ض). (الشيخ يضعف جسمه وقلبه شاب) أي له همة الشباب وقوة شهوته أو بكل شباب قلبه عند ضعف جسمه فيكون أبلغ من قلوب الشباب وأحرص. (على حب اثنتين طول الحياة وحب المال) أبهمها أولاً ثم فسرها ثانيا إبانه لموقع ذلك وزيادة في طلب إصغاء السامع إلى ما يلقى إليه والحديث من أعلام النبوة؛ فإنه أمر مشاهد تبرئه كل عن نفسه وما أحسن قول أبي مالك (¬1): عصيت هوى نفسي صغيرا وعندما ... رمتني الليالي بالمشيب وبالكبر أطعت الهوى عكس القضية ليتني ... خلقت كبيرا ثم عدت إلى الصغر والإعلام منه - صلى الله عليه وسلم - بهذا تحذيرا عن طاعة شباب القلب ومتابعة هواه فإن الشباب شعبة من الجنون فمن أطاع قلبه في شبابه فقد أطاع الجنون وجعله قائده إلى كل ما لا تحمد عقباه عند ملاقاته المنون. (عبد الغني بن سعيد في الإيضاح (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لكن معناه ثابت من أحاديث أخرى وله شواهد. 4955 - "الشيطان يلتقم قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس عنده وإذا نسي الله التقم قلبه". الحكيم عن أنس (ح). (الشيطان يلتقم قلب ابن آدم) واضع فاه عليه مدخل له فيه كاللقمة قابض له عن التصرف في غير الوسواس. (فإذا ذكر الله خنس) أي تأخر عنه؛ ولذا يسمى الخناس لأن عادته أن يخنس أي يتأخر إذا ذكر العبد ربه. (عنده) عند ذكر الله. ¬

_ (¬1) نسبه في نفح الطيب (4/ 327) إلى أبي الحسن عبد الملك بن عياش الكاتب الأزدي اليابري. (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 338)، بلفظ: "الشيخ على حب اثنتين طول ... "، وعزاه في الكنز (7555) إلى عبد الغني بن سعيد في الإيضاح، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3749).

(وإذا نسي الله التقم قلبه) فلا يطرده شيء إلا ذكر الله تعالى. (الحكيم (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 4956 - "الشيطان يهُمُّ بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم". البزار عن أبي هريرة (صح). (الشيطان يهُمُّ بالواحد والاثنين) أي بإضلالهما وإغوائهم وجذبهما إلى الشر وخصاله؛ لأن قوته تتوفر على من قل عدده، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "يد الله مع الجماعة". (فإذا كانوا) أي المحدث عنهم. (ثلاثة لم يهم بهم) ويحتمل أن المراد في الجماعة والصلاة، دونهم كلما كثروا أيس عنهم، ويحتمل أنه أريد الواحد في السفر رأيت هذا الاحتمال في الشرح منسوبا إلى الديلمي، والاثنان فيه لما سلف من حديث: "الراكب شيطان والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب". (البزار (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن ابن أبي الزناد (¬3) وهو ضعيف انتهى وأعله ابن القطان بعبد العزيز بن عبد الله الأصم وقال: لا يعرف بالحديث. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم (2/ 454)، وأبو يعلى (4301)، والديلمي (3507)، وانظر قيض القدير (4/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3454). (¬2) أخرجه البزار (1029)، والديلمي في الفردوس (3687)، وأخرجه مالك (1765)؛ وانظر: ابن عبد البر في التمهيد (20/ 8)، وأورده الدارقطني في العلل (1714)، وراجع: بيان الوهم والإلهام، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 283)، وانظر قول الهيثمي في (5/ 285)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1482). (¬3) انظر ميزان الاعتدال (4/ 300)، ولسان الميزان (4/ 32).

حرف الصاد

حرف الصاد 4957 - " صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر". (هـ) عن عبد الرحمن بن عوف (ن) عنه موقوفاً (ح). (صائم رمضان في السفر كالمفطر في الحضر) أي كمفطر رمضان في الحضر وقد علم أنه محرم فيحرم الصوم في السفر وهو دليل لداود والإمامية على وجوب الفطر وأما حديث الأسلمي الذي كان يريد الصوم في السفر فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: إن شئت فصم وإن شئت فأفطر فإنه قد قيل إنه في النفل، وحديث: "ليس من البر الصيام في السفر" متفق عليه، لا يدل على التحريم لأن نفي البر لا يلزم منه التحريم والحق أنه يجوز صوم رمضان في السفر لأنه صح أنه - صلى الله عليه وسلم - صام عام الفتح لما خرج إلى مكة ولم يفطر إلا بكراع الغميم. (هـ) (¬1) عن عبد الرحمن بن عوف (ن) عنه موقوفاً) رمز عليه بالحسن وقد صحح ابن أبي حاتم والدارقطني والبيهقي وقفه على عبد الرحمن. 4958 - "صاحب الدابة أحق بصدرها". (حب) عن بريدة (حم طب) عن قيس بن سعد، وعن حبيب بن مسلمة (حم) عن عمر (طب) عن عصمة بن مالك الخطمي، وعن عروة بن مغيث الأنصاري (طس) عن علي البزار عن أبي هريرة، أبو نعيم عن فاطمة الزهراء. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 382) ابن ماجة في سننه (1666)، قال البوصيري (2/ 64): هذا إسناد ضعيف ومنقطع، والنسائي في الكبرى (2/ 106)، والمجتبى (4/ 183)، والبيهقي في السنن (4/ 244)، والبزار (1025)، والضياء في المختارة (911)، والفريابي في الصيام (128)، وانظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 238)، وعلل الدارقطني (564)، وفتح الباري (4/ 184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3456).

(صاحب الدابة) مالكها أو مكتريها أو مستعيرها. (أحق بصدرها) في ركوبه إن أردف عليها غيره وتقدم. (حب) (¬1) عن بريدة (حم طب) عن قيس بن سعد، وحبيب بن مسلمة (حم) عن عمر (طب) عن عصمة بن مالك الخطمي) بفتح المعجمة بطن من الأنصار، (وعن عروة بن مغيث) بالمعجمة فمثناة تحتية فمثلثة (الأنصاري (طس) عن علي البزار عن أبي هريرة)، (أبو نعيم عن فاطمة الزهراء) قال الهيثمي: فيه ابن أبي ليلى سيء الحفظ ورجاله ورجال أحمد ثقات ورواية عصمة فيها الفضل بن المختار ضعيف وعروة بن مغيث الأنصاري قال الهيثمي: مختلف في صحبته وعده البخاري تابعيا وهو الصحيح ورواية فاطمة الزهراء فيها الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك [2/ 630]. 4959 - "صاحب الدابة أحق بصدرها إلا من أذن". ابن عساكر عن بشير. (صاحب الدابة أحق بصدرها إلا من أذن) تقييد لمطلق الأول وإعلام بأنه ليس لغير صاحبها التصدر إلا بإذنه. (ابن عساكر (¬2) عن بشير) فعيل من البشر وما كان له إطلاقه فإنه لجماعة من الصحابة لا يعرف المعين إلا باسم أبيه فيكون نظير عن رجل من الصحابة. 4960 - "صاحب الدين مأسور بدينه في قبره يشكو إلى الله الوحدة". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في صحيحه (11/ 36) (4735) عن بريده, وأحمد (3/ 420)، والطبراني في الكبير (4/ 21) (3534) والأوسط (1948)، وعن قيس بن سعد، وأحمد (1/ 19) عن عمر، والطبراني في الكبير (11/ 178) (470) عن عصمة, وأبو نعيم في المعرفة (4913) عن عروة بن مغيث الأنصاري والطبراني في الكبير (17/ 147) رقم (14061)، وابن قانع في المعجم (1220)، وقال الحافظ في المطالب العالية (2719): ضعيف مرسلاً، لكن له شواهد، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 415 - 416)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3750). (¬2) عزاه في الكنز (24965)، وانظر فيض القدير (4/ 188)، وكشف الخفاء (2/ 19)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3751).

(طس) وابن النجار عن البراء. (صاحب الدين) من عليه الدين لغيره. (مأسور بدينه في قبره) أي موثق بسببه من الأسر الشد والغصب أو مشدود به حامل له قد جعله الله عينا يحملها. (يشكو إلى الله الوحدة) عن من يعينه على فك أسره، وفيه تشديد في الدين لا يخفى كما مر نظائره. (طس) (¬1) وابن النجار عن البراء) قال الهيثمي: بعد رواية الطبراني فيه مبارك بن فضالة وثقه عفان وابن حبان وضعفه جمع. 4961 - "صاحب الدين مغلول في قبره لا يفكه إلا قضاء دينه". (فر) عن أبي سعيد (ض). (صاحب الدين مغلول) هو من غل الأسير إذا جعل فيه الغل وهو حديدة تجمع يد الأسير إلى عنقه ويقال لها الجامعة أيضاً كما في النهاية (¬2) وعوقبت اليد لأنها الآخذة للدين. (في قبره) فيه إثبات عذاب القبر ولا يشك فيه. (لا يفكه إلا قضاء دينه) فإن لم ينص عنه بوصية أو غيرها لم يفك إلا في الآخرة عند إعطاء غريمه من حسناته وهذا وما قبله مقيد بما تقدم من حديث ابن عمر قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من مات وهو ينوي قضاءه فأنا وليه ومن مات ولا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته ليس يومئذ دينار ولا درهم. (فر) (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه وفيه أحمد بن يزيد بن العوام (¬4) قال الذهبي في الذيل: مجهول. 4962 - "صاحب السنة إن عمل خيرا قبل منه وإن خلط غفر له". (خط) في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (893)، وانظر قول الهيثمي في (4/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3457). (¬2) النهاية في غريب الحديث (3/ 717). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3788)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3458). (¬4) تاريخ بغداد (5/ 227).

المؤتلف عن ابن عمر (ض). (صاحب السنة) تقدم تفسير السنة والمراد أن العامل بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتبع لطريقته الهاجر للبدعة. (إن عمل خيراً قبل منه) لأن خيره على طريقة الهدى فيقبل. (وإن خلّط غفر له) أي عمل صالحًا وآخر سيئًا غفر له لاتباعه السنة وفيه أن صاحب البدعة لا يقبل خيره ولا يغفر سيئه وقد سبق أن الله لا يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته. (خط) (¬1) في المؤتلف عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 4963 - "صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله إلا أن يكون ضعيفاً يعجز عنه فيعينه عليه أخوه المسلم ". (طس) وابن عساكر عن أبي هريرة (ض). (صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله) فلا يحل له أن يحمله غيره فإذا تنازع البائع والمشتري في حمل المبيع فحمله على مشتريه لأنه صار صاحبه إلا ما جرى به العرف، والحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل السوق فاشترى سراويل فأراد أبو هريرة أن يحمله فقاله - صلى الله عليه وسلم -. (إلا أن يكون ضعيفاً يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم) إرشاد لإعانة المسلم لأخيه المسلم متى يعجز عنه ويحتمل الإيجاب إن خاف ضياعه. (طس) (¬2) وابن عساكر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال الحافظ الزين العراقي وابن حجر: سنده ضعيف وقال السخاوي: ضعيف جداً بل بالغ ابن الجوزي فحكم بوضعه. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في المؤتلف والمختلف كما في الكنز (911)، وأخرجه أبو يعلى (6162)، وابن الأعرابي في معجمه (2275)، وذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة (2/ 223)، وانظر فيض القدير (4/ 188)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3459). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6594)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 206)، وابن حبان في المجروحين (2/ 51)، وأبو يعلى (6162) والبيهقي في الآداب (509)، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 47)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3460) والضعيفة (89): موضوع.

4964 - "صاحب الصف وصاحب الجمعة لا يفضل هذا على هذا ولا هذا على هذا". أبو نصر القزويني في مشيخته عن ثوبان (ض). (صاحب الصف) في صفوف الصلاة وصفوف القتال وهو بالأول أنسب. (وصاحب الجمعة) حاضرها وإن تأخر صفه وموقعه. (لا يفضل هذا على هذا) ليس المراد الإشارة إلى صاحب الصف وصاحب الجمعة المذكورين بل الإشارة إلى ما تأول عليه إضافة الجنس فيهما والمراد أن صاحب الصف لا يفضل صاحبه في صفه وإن أيمن الإِمام وأيسره مثلان في الفضل وهكذا كل صف في المتأخرة وإن كان الأول أفضل فليس المراد إلا أفراد كل صف صف وكذلك حاضر الجمعة لا يفضل حاضرها معه بل الكل قد اشتركوا في فضيلة إجابة النداء والامتثال بالسعي وإن تفاوتت الفضائل باعتبار الدنو من الإِمام والصف الأول والتبكير في الحضور كما يختلف أهل الصف الواحد في فضيلة الإقبال على الصلاة وحضور القلب فهو شيء آخر لم يرد في الحديث بل المراد فيه بيان استواء مواقف أهل الصف في فضيلة الاقتداء وحضار الجمعة في إجابة النداء وهذه الجملة أفادة نفي فضيلة أحد المشار إليه على الآخر فاحتمل أنه مساو للآخر المبقى فضله عليه أو أن الآخر أفضل أو أن الأول أنقص كما إذا قيل أنت لا تفضل على زيد احتمل أن المراد بل تساويه أو تزيد عليه أو تنقص عنه غير أن المراد تساويهما بقوله: (ولا هذا على هذا) (أبو نصر القزويني (¬1) في مشيخته عن ثوبان) رمز المصنف لضعفه. 4965 - "صاحب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر". (ع) عن أنس (ض). (صاحب العلم) حامله العامل به والمراد علم السنة والكتاب كما سلف. ¬

_ (¬1) أخرجه القزويني في التدوين (1/ 266) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3461).

(يستغفر له كل شيء) عموم أريد به الخصوص أي من الحيوانات كما دل له قوله: (حتى الحوت في البحر) وذلك لما ينال العباد من بركاته ومن نفعه بل كل حيوان نائل من بركته فإن بإحيائه شريعة الإِسلام ينال بركاته الأنام ويشمل الطير والأنام فيجازونه بالطلب من الله سبحانه وتعالى له المغفرة. (ع) (¬1) [2/ 631] عن أنس) ضعفه المصنف برمزه لضعفه. 4966 - "صاحب الصور واضع الصور على فيه منذ خلق ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه فينفخ". (خط) عن البراء (ض). (صاحب الصور) في النهاية (¬2) هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ- عند البعث للموتى إلى المحشر وقال بعضهم أن الصور جمع صورة يريد صورة الموتى ينفخ فيها الأرواح والصحيح الأول لأن الأحاديث تعاضدت عليه تارة بالصور وتارة بالقرن انتهى. (واضع الصور) بالإضافة وعدمها. (على فيه منذ خلق) يحتمل أن المراد الصور ولعل خلقه متأخر عن خلق العباد لأنه إنما خلق لأجلهم ويحتمل أن الضمير لصاحبه وأنه خلق المصور قبل خلق العباد لأن الملائكة مخلوقون قبل البشر ويدل للأول ما في كتب التفسير من حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لما فرغ الله تعالى من خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه في فيه شاخص بصره إلى العرش متى يؤمر؟ " قال: قلت: يا رسول الله ما الصور؟ قال: "القرن" قال: قلت: كيف هو؟ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى كما في الكنز (28737)، والمطالب العالية (3159)، وأخرجه في نسخة وكيع عن الأعمش (42) عن أنس، وأخرجه الدارمي (343) بلفظ: "معلم الخير يستغفر له ... " وكذلك ابن أبي شيبة (26113)، والآجري في أخلاق العلماء (34) وابن بشران في أماليه (351)، وابن شاهين في الترغيب (218) كلهم عن ابن عباس، وانظر فيض القدير (4/ 268)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3753). (¬2) النهاية (3/ 58).

قال: "عظيم والذي نفسي بيده إن عظم داره فيه كعرض السماوات والأرض فيؤمر بالنفخ فيه فينفخ نفخة لا يبقى عندها في الحياة أحد غير من شاء الله ثم يؤمر أخرى فينفخ نفخة لا يبقى معها إلا بعث وقام) وقد ذكر الله تعالى النفخة الأولى في سورة النمل والنفختين معا في سورة الزمر. (ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فيه) النفخ لغة إخراج الريح من الفم. (فينفخ) والحديث إعلام بأن أحوال فناء هذه الدار ومن فيها قد فرغ الحق تعالى من ذلك وأن هذا الانتظار عبادة لبعض ملائكته الكرام وأنه تعالى أخفى شأن الساعة فلا يعلمها غيره. (خط) (¬1) عن البراء) وعليه رمز التضعيف؛ لأن فيه عبد الصمد بن نعمان أورده الذهبي في الذيل وقال: صدوق وقال الدارقطني: غير قوي وعبد الأعلى بن أبي المساور أورده في الضعفاء وقال تركه أبو داود والنسائي. 4967 - "صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال فإذا عمل العبد حسنة كتبها بعشر أمثالها وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين: أمسك فيمسك ست ساعات فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا وإن لم يستغفر كتب عليه سيئة واحدة". (طب هب) عن أبي أمامة (ض). (صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال) هما الملكان الكاتبان لأعمال العباد الوارد ذكرها في كتاب الله: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق: 17] وفي كتب التفسير عنه - صلى الله عليه وسلم - أن مقعد مليكك على ثنيتك ولسانك قلمهما وريقك مدادهما وأنت تجري فيما لا يعنيك فلا تستحي من الله ولا منهما وبين وجه الإمارة لكاتب اليمين بقوله: (فإذا عمل العبد حسنة كتبها بعشر أمثالها) من ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 39)، وابن الأعرابي في معجمه (872)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3752).

إقامة صفة الجنس المميز مقام الموصوف تقديره عشر حسنات أمثالها كما في الكشاف قال سعد الدين إنما وجهه جار الله بهذا بياناً لوجه ترك إلحاق التاء إذ المثل مذكر فيكون الواجب عشرة أمثال قال جار الله أيضًا: وهذا أقل ما وعد من الإضعاف وقد وعد بالواحد سبعمائة ووعد ثوابا بغير حساب، ومضاعفة الحسنات فضل ومكافأة السيئات عدل (¬1). (وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبها قال له فيحب اليمين: أمسك) فهذا من أحكام إمارته عليه. (فيمسك ست ساعات فإن استغفر الله منها لم يكتب عليه شيئا) والمراد مع ندامته وإن كان من حقوق العباد فمع تخلصه عنه. (وإن لم يستغفر كتب عليه سيئة واحدة) هذا من أعظم كرم الله تعالى وجوده وكمال رحمته وبره ضاعف الحسنة فضلا منه وأمهل في السيئة أناة بعباده لعله يتوب ثم كتب سيئة ثم وصفها بالوحدة تأكيدا لوحدتها. (طب هب) (¬2) عن أبي أمامة)، رمز المصنف لضعفه ولفصوله شواهد ثم رأيت في الشرح أنه قال الهيثمي: رجاله وثقوا. 4968 - "صالح المؤمنين أبو بكر وعمر". (طب) وابن مردويه عن ابن مسعود (ض). (صالح المؤمنين) أي المذكور في آية التحريم بأنه مولاه - صلى الله عليه وسلم -. (أبو بكر وعمر) هذا قاله ابن مسعود ومجاهد وعكرمة والضحاك وغيرهم وقيل: هو أبو بكر رواه مكحول عن أبي أمامة وقيل هو عمر قاله سعيد بن جبير ومجاهد وقيل علي بن أبي طالب -عَلَيْهِ اْلسَّلاَمْ-. أخرجه ابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 386). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 191) (7787)، والبيهقي في الشعب (7043)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 208)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3463): ضعيف جداً.

وأخرجه ابن مردويه عن أسماء بنت عميس سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب ذكر ذلك المصنف في الدر المنثور (¬1)، والحق أن اللفظ عام لكل صالح من المؤمنين وقد أخرج الشيخان عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن وليي الله وصالح المؤمنين" (¬2) والظاهر أنه عام لكل صالح مؤمن والتنصيص على البعض إبانة لفضله ولا تنافي بين تفسيره بكل من ذكر كما لا يخفى وإنما هو كذكر بعض أفراد العام. (طب) (¬3) وابن مردويه عن ابن مسعود) ورمز المصنف لضعفه [2/ 632]. 4969 - "صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى وصام داود نصف الدهر وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر صام الدهر وأفطر الدهر". (طب) عن ابن عمرو (ح). (صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى) فيه أن شرعية الصيام قديمة وقد دل لها: {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183] وفيه أنه لا كراهة ولا تحريم لصيام الدهر في تلك الشريعة وإن كان الحكم فيه أحدهما في شرعنا وفيه أن يومي الفطر والأضحى أيضاً من الشريعة الأولى إلا أنه لم يكن صوم رمضان مفروضا فيها فالتعبير عنه بيوم الفطر نظراً إلى ما استقر عليه شرعنا لأنه كان محرما صومه قبل فرض رمضان. (وصام داود نصف الدهر) قد بين كيفية التنصيف أحاديث أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما ولعل المراد ما عدا الأضحى ¬

_ (¬1) قال الحافظ في الفتح (10/ 422): أخرجه ابن مردويه بسندين ضعيفين، وقال شيخ الإِسلام ابن تيميه في منهاج السنة (7/ 292 - 294): الحديث كذب موضوع، وفيه فوائد أخرى مهمة حول الموضوع. (¬2) أخرجه البخاري (5644)، ومسلم (251). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 205) (10477)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3464).

والفطر. (وصام إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر) ظاهره أنها مطلقة لا أيام البيض بخصوصها وتأخره من باب الترقي في فضيلة الفاعل والفعل. (صام الدهر) باعتبار أجر صومه لأن الحسنة بعشر أمثالها فيكون ذلك ثلثمائة وستين حسنة عدة أيام السنة والمراد بالدهر هنا السنة أو العمر لأنه حسب له صوم أيام عمره وأما الدهر في قوله: "وأفطر الدهر" فإنه مجاز في إطلاق اسم الكل على جزئه لأنه لما كان أكثر عمره فطرا فكأنه لم يصم شيئاً وقد ثبت في شرعنا الحث على الصومين الأخيرين والنهي عن الأول وثبت أن صوم داود أفضل الصوم. (هب) (¬1) عن ابن عمرو) وعليه رمز الحسن قال الهيثمي: صيام نوح - صلى الله عليه وسلم - رواه ابن ماجة وصيام داود في الصحيح وهذا الخبر فيه أبو فراس ولم أعرفه. 4970 - "صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع". (حم م 3) عن أبي (صح). (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) هذا من علامات مرور ليلة القدر صغرها لأنها بطلوع الشمس فيها على خلاف عادتها بل ضعيفة النور واستحق ذلك الصباح التمييز والتصغير، والله أعلم ما الحكمة في ضعف نورها في صباح ليلتها. (حم م 3) (¬2) عن أبي). 4971 - "صدق الله فصدقه". (طب ك) عن شداد بن الهاد (صح). (صدق الله فصدقه) سببه أن رجلاً من الأعراب آمن وهاجر فلما كانت غزوة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1714) قال البوصيري (2/ 72): هذا إسناد ضعيف لضعف ابن لهيعة، والبيهقي في الشعب (3846)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 276)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 195)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3465). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 130)، ومسلم (762) وأبو داود (13178)، والترمذي (793) وقال: حسنٌ صحيحٌ، والنسائي (2/ 274) (3410)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3754).

خيبر غنم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا فقسمه فأعطاه نصيبه فقال: ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ها هنا -وأشار إلى حلقه- بسهم فأموت فأدخل الجنة فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن تصدق الله يصدقك" ثم نهضوا إلى قتال العدو فأصابه سهم حيث أشار فقال - صلى الله عليه وسلم -: "صدق الله فصدقه" ففيه أنه - صلى الله عليه وسلم - لا يعلم من أحوال القلوب والنيات إلا ما أعلمه الله ولذا جاء بالشرطية وأتى بإن دون إذا لصعوبة هذه النية وأنه لا يحصل الجزم بها ... (¬1) وفيه أن من أراد من الله تعالى أمراً دينيا بصدق عزيمة أعطاه الله تعالى إياه. (طب ك) (¬2) عن شداد بن الهاد) رمز المصنف لصحته، وسمي الهاد لأنه كان يوقد النار ليلا ليهتدي بها من سلك الطريق من الأضياف. 4972 - "صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته" (ق 4) عن عمر (صح). (صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته) سببه أن يعلي بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفرو فقد أمن الناس فقال: عجبت مما عجبت فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: "صدقة تصدق الله بها عليكم" الحديث، أتى القصر مع الأمن صدقة من الله فيجب عليكم قبولها كما اقتضاه الأمر وفيه إيجاب القصر وهو الحق كما قررناه في حواشي ضوء النهار وهو بناء على أن الآية نزلت في قصر العدد وقد قيل: إنها نزلت في قصر الصفة أعني صلاة الخوف وقد بينا ¬

_ (¬1) هنا عبارة بمقدار كلمتين غير واضحة. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 271) (7108)، والحاكم (3/ 526)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3756).

الحق هنالك. (ق 4) (¬1) عن عمر). 4973 - "صدقة الفطر صاع تمر أو صاع شعير عن كل رأس أو صاع بر أو قمح بين اثنين: صغير أو كبير حر أو عبد ذكر أو أنثى غني أو فقير، أما غنيكم فيزكيه الله تعالى وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطاه". (حم د) عن عبد الله بن ثعلبة. (صدقة الفطر) ويقال بها زكاة الفطر وأضيفت إليه والمراد به يوم الفطر لوجوب إخراجها فيه وإن كان سببها الصوم وقول الشارح: إن الواجب لا يسمى صدقة مردود بالأمر بالقبول إن سلم ما قاله. (صاع تمر أو صاع شعير عن كل رأس) من إطلاق الجزء على الكل أي كل شخص. (أو صاع بر أو قمح) القمح البر كما في القاموس (¬2) فهو شك من الراوي. (بين اثنين: صغير أو كبير) يحتمل أنه عطف بياني لقوله: "رأس" وهو الأظهر ويحتمل أنه عن اثنين وفي كل واحد منهما صغير أو كبير ويعلم اسما إذا كانا صغيرين أو كبيرين بدلالة السياق ومثلهما ما عطفه. (حر أو عبد ذكر أو أنثى غني أو فقير) لما كان إيجابها على الفقير مخالفاً لسائر الواجبات المالية من الزكاة ونحوها ومخالفا لكونه يصرفها أكان مظنه أن يقال: لماذا أوجبت على الفقير ثم استطرد ذكر علة إيجابها على الغني فقال: (أما غنيكم فيزكيه الله تعالى) قدمه على الفقير وإن كان الأهم بيان إيجابها عليه لأنه قدمه في اللف وقدمه فيه لأن تعلق الوجوب في حقه أوضح (وأما فقيركم فيرد الله عليه أكثر مما أعطاه) يحتمل أن الضمير له تعالى أي أعطاه لأجل الله أنه لما الموصولة ويحتمل أنها مصدرية فالضمير ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (686)، وأبو داود في سننه (1199) والترمذي (3034) والنسائي في الكبرى (20/ 11) والمجتبى (3/ 116)، وابن ماجه (1065) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3762). (¬2) القاموس المحيط (ص 303).

للمعطي وفيه إيجابه على الفقير واختلف في تحديده والأقرب أنه من ملك قوت يومه غداءه [2/ 633] وعشاءه غيرها وحققناه في حاشية الضوء وكذلك فيه دليل على إجزاء نصف صاع من الحنطة كم حققناه هنالك وقد علل إيجابها بأنها طهرة من اللغو والرفث ولا ينافيه التعليل بالتزكية والإعاضة (حم د) (¬1) عن عبد الله بن ثعلبة) تتبعت رجالهما في السنن والخلاصة فما رأيت فيهم مجروحا إلا أن في الشرح أنه قال ابن قدامة: تفرد به النعمان بن راشد وهو كما قال البخاري: يتهم كثيراً وهو صدوق في الأصل وقال: هنا ذكرت لأحمد حديث عبد الله بن ثعلبة هذا فقال: ليس بصحيح إنما هو عن الزهري مرسلاً قلت: من قبل من هذا؟ قال: من قبل النعمان بن راشد وليس بقوي. 4974 - "صدقة الفطر على كل إنسان مدان من دقيق أو قمح، ومن الشعير صاع، ومن الحلواء زبيب أو تمر صاع". (طس) عن جابر (ض). (صدقة الفطر على كل إنسان مدان من دقيق أو قمح، ومن الشعير صاع، ومن الحلواء زبيب أو تمر صاع) فيه ذكر الدقيق والحلوى قالوا ولم يثبت فيهما أي في الزبيب والدقيق وهذا الحديث رمز المصنف لضعفه. (طس) (¬2) عن جابر) قال الهيثمي: فيه الليث بن حماد ضعيف. 4975 - "صدقة الفطر صاع من تمر أو صاع من شعير أو مدان من حنطة فيه إبانة عن كل صغير وكبير وحر وعبد". (قط) عن ابن عمر (ح). (صدقة الفطر صاع من تمر أو صاع من شعير أو مدان من حنطة) أبان أن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 432)، وأبو داود (1620)، وانظر: فيض القدير (4/ 191)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3468). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7664)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 81)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3469): ضعيف جداً.

الصاع أربعة أمداد إذ الواجب من الحنطة نصف الصاع وقد جعله هنا مدين. (عن كل صغير وكبير وحر وعبد) اقتصار عن ذكر الذكر والأنثى لما علم من أن النساء شقائق الرج الذي الأحكام ولأنه قد صرح به فيما ثبت من الأحاديث غيره. (قط) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وفيه بقية. 4976 - "صدقة الفطر على كل صغير وكبير وذكر وأنثى يهودي أو نصراني حر أو مملوك نصف صاع من بر أو صاعا من تمر أو صاعا من شعير". (قط) عن ابن عباس (ض). (صدقة الفطر على كل صغير وكبير وذكر وأنثى يهودي أو نصراني) فيه أنه لا اعتداد بمفهوم حديث كل مسلم وأنه إنما خرج مخرج الغالب لأنهم الأقدم في الخطاب، ويحتمل أن المراد إذا كانا مملوكين لمسلم فيجب عليه إخراج فطرتهما كما يجب نفعهما. (حر أو مملوك) ما يتعد ذلك. (نصف صاع من بر أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير) الوجه رفع نصف وما بعده، وفي نسخة نصت على نسخة المصنف بالنصب وكأنه على تقدير حذف يكون مع اسمها وهو ضعيف في العربية. (قط) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه الدارقطني: تفرد به سلام الطويل وهو متروك قال الذهبي في التنقيح (¬3): خبره واه انتهى. 4977 - "صدقة ذي الرحم على ذي الرحم صدقة وصلة" (طس) عن سلمان بن عامر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 143)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3761). (¬2) أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 15)، وانظر: نصب الراية (2/ 420)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3470): ضعيف جداً. (¬3) انظر: تنقيح التحقيق (5/ رقم 1172).

(صدقة ذي الرحم على ذي الرحم صدقة وصلة) عام للصدقة الواجبة وغيرها ولكل ذي رحم حتى الأصول والفصول ولا يخرجهما إلا دليل وقد حققناه في حاشية الضوء. (طس) (¬1) عن سلمان بن عامر) رمز المصنف لصحته وهو خطأ لأنه قال الهيثمي وغيره: فيه غالب بن فزان وهو ضعيف. 4978 - "صدقة السر تطفئ غضب الرب". (طص) عن عبد الله بن جعفر، والعسكري في السرائر عن أبي سعيد (صح). (صدقة السر) أي المخلية وتقدم في أحكامها أنها لا تعلم يساره ما تخرج يمينه. (تطفئ غضب الرب) أي تكون سببا لذلك فيحتمل ممن أغضب ربه بمعصية أن يتدارك ذلك بصدقة السر. (طص) (¬2) عن عبد الله بن جعفر، والعسكري) في السرائر عن أبي سعيد رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: في طريق الطبراني أصرم بن حوشب وهو ضعيف. 4979 - "صدقة المرء المسلم تزيد في العمر وتمنع ميتة السوء ويذهب الله تعالى بها الفخر والكبر". أبو بكر بن مقسم في جزئه عن عمرو بن عوف (ض). (صدقة المرء المسلم تزيد في العمر) تقدم لنا في الجزء الأول الكلام على هذا وبيان يحتملانه. (وتمنع ميتة السوء ويذهب الله تعالى بها الفخر والكبر) عن القلب فيطهر عنهما ويصفيه ويحتمل أن المراد ذهاب إثمهما إن اتفقا وتقدم ذكر فوائد الصدقة. (أبو بكر بن مقسم (¬3) في جزئه عن عمرو بن عوف) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3556)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 116)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3763). (¬2) أخرجه الطبراني في الصغير (1034)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3759). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3763)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3471): ضعيف جداً.

4980 - "صغاركم دعاميص الجنة يتلقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة". (حم خد م) عن أبي هريرة (صح). (صغاركم) أيها المسلمون أو العباد. (دعاميص الجنة) بفتح المهملة بعدها عين مهملة آخره مهملة جمع دعموص وهي دويبة تكون في مستنقع الماء والدعموص أيضًا الدخال في الأمور أي أنهم سياحون في الجنة دخالون في منازلها لا يمنعون من موضع كما أن الصبيان في الدنيا لا يمنعون من الدخول على الحرم ولا يحتجب منهم أحد قاله في النهاية (¬1). (يتلقى أحدهم أباه) أي في خارج الجنة كما دل له: (فيأخذ بثوبه) كأنه بعد أن يكسوهم الله تعالى. (فلا ينتهي) عن ملازمة أبيه. (حتى يدخله الله وأباه الجنة) فهذه شفاعة خاصة. (حم خد م) (¬2) عن أبي هريرة). 4981 - "صغروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه". الأزدي في الضعفاء والإسماعيلي في معجمه عن عائشة (ض). (صَغِّروا الخبز وأكثروا عدده يبارك لكم فيه) فيه أن بركة الطعام مطلوبة وأن في نفس الصنعة تحصيل بركة. (الأزدي في الضعفاء (¬3) والإسماعيلي في معجمه عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وفي اللسان في ترجمة جابر بن سليم قال الأزدي: منكر الحديث لا يكتب حديثه ثم روى له هذا الخبر وقال: هذا خبر منكر لا شك فيه انتهى ولابن حجر في التخريج والخبر واه بحيث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات والمتهم به جابر وتعقبه ابن الجوزي في الحكم ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 120). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 510)، والبخاري في الأدب المفرد (145)، ومسلم (2636). (¬3) أخرجه الإسماعيلي في معجم الشيوخ (202) عن عائشة وذكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 292) وذكره الحافظ في اللسان (2/ 86)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص:422)، وانظر: المصنوع في الحديث الموضوع (175)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3472) موضوع.

بوضعه المؤلف بأن له شواهد وهو الخبر الآتي: "فرقوا طعامكم يبارك لكم فيه" واعترض بأن الشاهد لا ينفع في الموضوعات. 4982 - "صفتي أحمد المتوكل ليس بفظ ولا غليظ يجزي بالحسنة الحسنة ولا يكافئ بالسيئة مولده بمكة ومهاجره طيبة وأمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ويوضئون أطرافهم أناجيلهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال قربانهم الذي يتقربون به إلى دماؤهم رهبان بالليل ليوث بالنهار". (طب) عن ابن مسعود (ح). (صفتي أحمد المتوكل) الصفة والاسم لغة مترادفان ولذا أخبر عن الصفة بهما فإن الأول علم له - صلى الله عليه وسلم - وقد يقال إنه صفة لأن علمه محمد إلا أنه خلاف الظاهر فإنهما علمان له وتقدم وجه اشتقاقه وبيان النسبة بينه وبين محمد والمتوكل الانقطاع عن الخلق إلى الحق تعالى والمراد الإخبار عن صفاته في الكتب الإلهية. (ليس بفظ ولا غليظ) الفظ السيء الخلق والغليظ الخشن الجانب وقد نفى الله تعالى عنه كونه فظًّا غليظًا في القرآن بقوله: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ} [آل عمران: 159] وذكر علته بأنه لو كان على خلافهما لانفضوا من حوله [2/ 634]. (يجزي بالحسنة الحسنة) أي يكافئ ويقابل من أتى بالحسنة الحسنة وقوله: (ولا يكافئ بالسيئة) تفنن في التعبير حيث قال يجزئ ثم قال يكافئ أي بل يعفو ويصفح مع أنه يجوز له المكافأة. (مولده بمكة ومهاجره طيبة) محل ولادته أشرف البقاع ومحل هجرته خير مهاجر. (وأمته الحمادون) جمع حماد أي كثير الحمد إن أصابه الخير حمد الله أو الشر حمده على ما يناله من أجرها ويأتي حديث: "عجباً لأمر المؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيراً له وإن أصابته ضراء شكر وكان خيراً له" وجعل هذا من صفاته - صلى الله عليه وسلم - شفقة لهم الوصف بحال المتعلق لا على الأسلوب النحوي وفي التحقيق هي

صفة له لأنها ما اتصفت أمته بالحمادون إلا بهدايته - صلى الله عليه وسلم - لهم إلى ذلك. (يأتزرون على أنصافهم) على أنصاف سوقهم وتقدم في حرف الهمزة أول الكتاب من حديث ابن عمر وأنه - صلى الله عليه وسلم - رأى الملائكة تتأزر إلى أنصاف سوقها. (ويوضئون أطرافهم) كما أمرهم الله تعالى. (أناجيلهم في صدورهم) في القاموس (¬1) الإنجيل وتفتح وتؤنث، كتاب عيسى - صلى الله عليه وسلم - والمراد هنا القرآن وفيه ما يدل أنه سمي بالإنجيل قال المصنف في الإتقان (¬2): إن الحديث يدل على هذه التسمية للقرآن قال: إلا أنه لا يجوز ذلك أن يطلق عليه انتهى. وفي الفردوس أنه يقال الإنجيل لكل كتاب محفوظ فكل ثوب وافر السطور وبه وصف للأمة بأنهم يحفظون القرآن عن ظهر قلب وقد ورد أن غيره من كتب الله تعالى لا تحفظ كذلك وهذه صفات للنوع لا للأفراد (يصفون للصلاة كما يصفون للقتال) يحتمل أنه لم شرع هذه الكيفية في صفوف الصلاة في الشريعة الأولى ويحتمل خلافه وأنها من صفاتهم وإن اتفقت لغيرهم أيضاً (قربانهم الذي يتقربون به إليَّ) أي يطلبون به القرب إليه تعالى فإن التقرب إليه تعالى مطلوب في كل ملة كما فيما حكاه تعالى عن ابني آدم (دماؤهم) يحتمل أن المراد به الجهاد وبذلهم للأنفس تقربا إليه تعالى ويحتمل أن المراد ما شرعه تعالى من إراقة دماء النحر والهدايا (رهبان بالليل) جمع راهب من الرهب وهو الخوف فالمراد أنهم في الليل يعبدونه تعالى خوفا من عقابه ولا يعارضه حديث "لا رهبانية في الإِسلام" (¬3) فإنه نهى عن ترهب النصارى من ترك ملاذ الدنيا والعزلة عن أهلها وقضاء الأنفس ووضع السلسلة في العنق وغير ذلك فإنه المنهي عنه لأجوبة ولوازمه فإنه مأمور به ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (1/ 1369). (¬2) الإتقان في علوم القرآن (1/ 147). (¬3) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 111): لم أره بهذا اللفظ وهناك حديث سعد بن أبي وقاص عند الطبراني: أن الله أبدلنا بالرهبانية الحنيفية السمحة.

(ليوث بالنهار) جمع ليث وهو الأسد أي كالأسود في الشدة على أعداء الله تعالى وقد وصف تعالى صحابة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأنهم أشداء على الكفار والتقييد بالليل والنهار خرج مخرج الغالب لأن غالب فراغ القلوب والأبدان فلا يقال على الله تعالى بالليل وغالب الجهاد وظهور الشدة بالنهار. (طب) (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. 4983 - "صفوة الله من أرضه الشام وفيها صفوته من خلقه وعباده وليدخلن الجنة من أمتي ثلاث حثيات لا حساب عليهم ولا عذاب". (طب) عن أبي أمامة (ض). (صفوة الله من أرضه الشأم) أي خيرته من الأرض وفضيلة البقاع بالنظر إلى ما يقع فيها من الطاعات ولذا قال. (وفيها صفوته من خلقه وعباده) فإن المختارين من العباد هم أهل طاعاته فعطفهم كالإشارة إلى وجه اصطفائها وكأنه مخصوص بما عدا الحرمين وبيت المقدس ويحتمل أنه أريد بالشام القدس. (وليدخلن الجنة من أمتي ثلة) أي طائفة وكأن المراد بهم السبعون الألف الذين ثبت في الصحيح أنهم يدخلون الجنة، والناس ثلاث طبقات من يحاسب ويعاقب، ومن يحاسب ويعفى عنه، ومن لا حساب عليه ولا عقاب. (لا حساب عليهم ولا عذاب) وفسرهم - صلى الله عليه وسلم - بأنهم الذين لا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون وتقدم في ذكر هذا عقيب ما تقدم ما يرشد إلى أنهم أو أكثرهم من أهل الشام وتقدم أنه محل الإبدال. (طب) (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن عبيد الله الحمصي وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 89) (10046)، وانظر قول الهيثمي في (8/ 271)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3473)، وكذا في الضعيفة (3770). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 194) (7796)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3765).

4984 - "صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار". (حم هب) عن عائشة (ح). (صلة الرحم) الصلة مصدر وصل صلة مثل وعد عدة حذفت فاؤه لزوما وعوض عنها تاء التأنيث كما علم في علم الصرف، والصلة الإحسان ويأتي وهو مضاف إلى مفعوله. (وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار) أي كل خصلة منهن تكون سببًا في ذلك أو المجموع سببا في المجموع وعمارة الديار حياتها وازدراع أرضها وكثرة حيوانها النافع وتقدم معنى زيادة الأعمار والإخبار بهذا حث على فعل الثلاثة وفيه دليل على أنه لا ضير في فعل القرب لطلب خير الدنيا، وفيه أن قطيعة الرحم وسوء الخلق وسوء الجوار سبب لخراب الديار ونقص الأعمار. (حم هب) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 4985 - "صلة الرحم تزيد في العمر وصدقة السر تطفئ غضب الرب". (القضاعي عن ابن مسعود (ح). (صلة الرحم تزيد في العمر وصدقة السر) الجامع بينهما حتى تعاطفا إذ الكل إحسان يراد به وجه الله تعالى. (تطفئ غضب الرب) تقدم قريبا بلفظه. (القضاعي (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه وليس بجيد فقد قال الحافظ ابن حجر: فيه من لم يعرف وهو كما قال فقد قال الحافظ في الفتح: رواه أحمد برجال ثقات [2/ 635]. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 159)، والبيهقي في الشعب (7969)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3767). (¬2) أخرجه القضاعي (100)، وانظر قول الهيثمي في (3/ 115)، والتلخيص الحبير (3/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3766).

4986 - "صلة القرابة مثراة في المال محبة في الأهل منسأة في الأجل". (طس) عن عمرو بن سهل (ح). (صلة القرابة مثراة في المال) زيادة في ثروته وكثرته. (محبة في الأهل) لأنها جبلت القلوب على حب من أحسن إليها. (منسأة في الأجل) من نسأت البيع مهموزا أخرت ثمنه ومنه النسيء لشهر كانت العرب تؤخره عن وقته يحتمل أنه آلة أي آلة في تأخير الأجل وكذلك محبة ومثراة أو اسم مكان جعلت الصلة مكانا لما ذكر تجاوزا وإعلامًا بأن ما ذكر لازم عنها لزوم الظرف للمظروف. (طس) (¬1) عن عمرو) هكذا في نسخ الجامع وقال الحافظ في التقريب صوابه عمر بضم المهملة بن سهل، رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 4987 - "صل من قطعك وأحسن إلى من أساء إليك وقل الحق ولو على نفسك". ابن النجار عن علي (ض). (صل من قطعك) دفعًا بالتي هي أحسن كما أمر الله تعالى في كتابه (وأحسن إلى من أساء إليك) وهذه من أشرف الخصال {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} [فصلت: 35]. (وقل الحق ولو على نفسك) كما قال تعالى: {كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} الآية. [النساء: 135]. (ابن النجار (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه قال الحافظ: الحسين بن زيد ضعفه ابن المديني وغيره. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8710)، وانظر قول الهيثمي في (8/ 152)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (3768). (¬2) عزاه في الكنز (6929) إلى ابن النجار، وفيض القدير (4/ 197)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3769).

4988 - "صلوا قراباتكم ولا تجاوروهم فإن الجوار يورث بينكم الضغائن". (عق) عن أبي موسى. (صلوا قراباتكم) في الإمداد أن الصلة نوع من أنواع البر والإحسان كما فسرها بذلك غير واحد والقطيعة ضدها وهي ترك الإحسان، وعدوا قطع الرحم من الكبائر وضبطوا ذلك بترك ما ألفه من إحسان أو نحوه كمكاتبة ومراسلة ونحوها. (ولا تجاوروهم) لما كثرت التوصية في صلة القرابة وكان التجاور مظنة أن يعرفونه بينهم ليكون أتم في الاتصال نهى عنه الشارع لما علله به من قوله. (فإن الجوار يورث بينكم الضغائن) أي الأحقاد وذلك مجرب معلوم وإن كان الحديث ضعيفا وذلك أن القرابة مع التجاور تبعث بينهم التحاسد وبقوله عن الجوار بينهم ما لا يكون بينهم وبين غيرهم من الجيران. (عق) (¬1) عن أبي موسى) من رواية أبي سعيد بن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري حديث منكر؛ لأنه فيه سعيد. 4989 - "صلّت الملائكة على آدم فكبرت عليه أربعا وقالت: هذه سنتكم يا بني آدم". (هق) عن أبي (صح). (صلّت الملائكة على آدم) بعد موته وكأن المراد مع ولده أو أنهم علموا أولاده كيفية الصلاة عليه وفيه أنها أول صلاة على ميت وقد كان مات هابيل في حياة آدم شهيدًا ويحتمل أنها قد كانت علمته شرعيتها وأنه صلى آدم على هابيل وإنما ذكر هذا إعلاما بتعظيم آدم بصلاة الملائكة عليه إلا أن آخره يدل للأول. (فكبرت عليه أربعًا وقالت: هذه سنتكم يا بني آدم) أي الطريقة التي جعلها ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (565) والديلمي في الفردوس (3748)، وانظر: ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 281)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3475)، والضعيفة (776): موضوع.

لكم ولموتاكم فالإشارة إلى الصلاة ولا ينافيه أن ثبت زيادة التكبير على أربع. (هق) (¬1) عن أبي) رمز المصنف لصحته قال الشارح: وهي هفوة فإن فيه عثمان بن سعيد وهو لين، قاله الذهبي في المهذب (¬2). 4990 - "صل صلاة مونع كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك، واياس عما في أيدي الناس تعش غنيا وإياك وما يعتذر منه". أبو محمد الإبراهيمي في كتاب الصلاة وابن النجار عن ابن عمر. (صل صلاة مودع) تقدم في الحديث: "صلاة من يظن أنه لا يرجع إليها أبداً"، فهو بيان الموح. (كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك) تقدم الكلام عليه في الجزء الأول وهو حث على الإقبال على الصلاة. (واياس عما في أيدي الناس تعش غنياً) فإن الطمع فيما في أيديهم هو الفقر الحاضر. (وإياك وما يعتذر منه) سلف الكلام عليه في الهمزة في: "إياك" وإنه تحذير عن فعل ما لا يسكت الناس عنه السؤال عنه ويطلب المعاذير لفعله. (أبو محمد الإبراهيمي في كتاب الصلاة وابن النجار عن ابن عمر) وأخرجه الطبراني في الأوسط (¬3) عن ابن عمر قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 4991 - "صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب". (حم خ 4) عن عمران بن حصين (صح). (صل قائمًا فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب) فيه أن الصلاة لا تسقط بتعذر القيام لأن له بدلا هو القعود ولا يتعذر القعود لأن له بدلا هو كونه ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن الكبري (4/ 36) (6730)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3477). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6167). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3742)، والطبراني في الأوسط (4427)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 395)، وفيض القدير (4/ 197)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3776).

على جنب وفيه خلاف بين الفقهاء في الفروع وظاهره أنه لا وجوب إن تعذر على جنب إلا أنه قد جاء من حديث ابن عباس: فإن نالته مشقة صلى نائما يومئ برأسه فإن نالته مشقة سبح وإن كان فيه ضعفاً. (حم خ 4) (¬1) عن عمران بن حصين). 4992 - "صل قائمًا إلا أن تخاف الغرق" ك عن ابن عمر" (صح). (صل قائمًا إلا أن تخاف الغرق) هو خطاب لمن في السفينة وفيه أنه لا تجزئ صلاة القاعد الفرض إلا لخشية الغرق (ك عن ابن عمر) (¬2) ورمز المصنف لصحته. 4993 - "صل لصلاة أضعف القوم ولا تتأخذ مؤذنًا يأخذ على أذانه أجرًا" طب عن المغيرة " (صح). (صل لصلاة أضعف القوم) يعني إذا كنت إمامًا لهم لما أفادته غيره من الأدلة، (ولا تتخذ مؤذنًا يأخذ على أذانه أجرًا) فيه أن اتخاذ المؤذن مأمور به ولكنه منهي عن اتخاذ من يأخذ أجرته على أذانه حمل النهي على التحريم أبو حنيفة وحمله على الكراهة الشافعي وتقدم الكلام عليه (طب عن المغيرة) (¬3) رمز المصنف لصحته. 4994 - "صل بالشمس وضحاها ونحوها من السور". (حم) عن بريدة (صح). (صل بالشمس وضحاها ونحوها من السور) هو خطاب لمن أم قوما في صلاة فريضة وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - نهى معاذا عن التطويل لما شكاه بعض قومه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 426)، والبخاري (1117)، وأبو داود (952)، والترمذي (372)، والنسائي (3/ رقم 1659) بنحوه، وابن ماجة (1223). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 409)، وصححه الألباني في صحيح الجامع ح (3777). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 43) ح (1057)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3773).

وقال: "صل بالشمس وضحاها ونحوها". (حم) (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته. 4995 - "صل الصبح والضحى فإنها صلاة الأوابين". زاهر بن طاهر في سداسياته عن أنس. (صل الصبح والضحى فإنها صلاة الأوابين) الضمير عائد على الضحى، والأواب: كثير الرجوع إلى الله إلى طاعته وفي ذكر الضحى عقب الفجر ما يرشد إلى أنه لا صلاة بعدها إلا الضحى ووقتها من عقب زوال وقت الكراهة وتقدم الكلام فيها [2/ 636]، وتقدم أنها: "إذا فاءت الأفياء وهبت الأروح أنها ساعة الأوابين" فيدل مع هذا على تعدد صفات الأوابين وقد وصف الله عبده داود بأنه أواب، فالآتي بصلاة الضحى يتصف بصفة الأنبياء عليهم السلام. (زاهر بن طاهر في سداسياته (¬2) عن أنس) أي الأحاديث التي بينه وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها ستة من الرواة لا غير وهي نظير ثلاثيات البخاري. 4996 - "صلوا أيها الناس في بيوتكم فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة". (خ) عن زيد بن ثابت (صح). (صلوا أيها الناس) في النداء بعد الأمر حث على الأمر المذكور. (في بيوتكم) المراد بها منازلهم فيشمل كل مسكن، والمراد النافلة بقوله: (فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته) وذلك لجمعية القلب فإنها أقرب إلى الخلو من المساجد وللبعد عن توهم الرياء. (إلا المكتوبة) أي التي كتبها الله وفرضها فإن صلاة المرء لها في غير بيته من المسجد أو البرية أفضل ولو كانت فرادى كما صرحت به أحاديث ذكرناها في حاشية ضوء النهار فنفل البيت فرادى أفضل منه جماعة في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 355)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3772). (¬2) انظر فيض القدير (4/ 220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3476).

المسجد وفرادى الفرض في المسجد أفضل منها جماعة في البيت وهذا خاص بالرجال، ثم النفل عام نوافل الفرائض. (خ) (¬1) عن المغيرة). 4997 - "صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً" (ت ن) عن ابن عمر (صح). (صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا) لأن القبر لا عمل فيه فمن ترك الصلاة في منزله فقد جعله قبرا وتقدم بلفظه. (ت ن) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 4998 - "صلوا في بيوتكم ولا تتركوا النوافل فيها". (قط) في الأفراد عن أنس وجابر. (صلوا في بيوتكم ولا تتركوا النوافل فيها) قد اجتمع الأمر هنا والنهي عن فعل النافلة في البيوت فإن مفعول صلوا المحذوف هو النوافل لكنه حذف لدلالة الثاني عليه وهذا تأكيد على التنفل في المنازل بليغ. (قط) (¬3) في الأفراد عن أنس وجابر). 4999 - "صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبوراً، ولا تتخذوا بيتي عيدا، وصلوا علي وسلموا فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم". (ع) والضياء عن الحسن بن علي (ح). (صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورًا، ولا تتخذوا بيتي عيداً) في القاموس (¬4) العيد بالكسر اعتيادك قربهم أو مرض أو نحوه وكل يوم فيه جمع انتهى، فأظهر معانيه هنا لا تجعلوا قبري مجمعاً لكم ومنه ويرشد إليه قوله - صلى الله عليه وسلم - "اللهم لا ¬

_ (¬1) أخرجه زاهر بن طاهر في سداسياته كما في الكنز (21493)، وأخرجه البخاري (698، 6860). (¬2) أخرجه الترمذي (451)، والنسائي (3/ 197)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3784). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3698)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3786). (¬4) انظر القاموس (2/ 53).

تجعل قبري وثنا يعبد" لأن العبادة لازمة للاجتماع فالنهي عن اتخاذه عيدا نهى عن ذريعة عبادته فلا يتخذ قبره كذلك فالحديث نهي عن اعتياد مجيء قبره - صلى الله عليه وسلم - وقبر غيره بالأولى وأخرجه أبو داود بلفظ "قبري" وكذلك أخرجه أبو يعلى في رواية، والمراد ببيته - صلى الله عليه وسلم - قبره لأنه بيته والعيد مشتق من المعاودة والاعتياد فالمراد هنا لا تتخذوه مكاناً يقصد للاجتماع فيه وانتيابه للعبادة أو لغيرها، قال ابن القيم (¬1): كما أن المسجد الحرام وعرفة ومنى ومزدلفة والمشاعر جعلها الله عيداً للحنفاء ومثابة لها قال: قال شيخ الإِسلام -يريد ابن تيمية- (¬2): وجه الدلالة فيه أن قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل قبر على وجه الأرض وقد نهي عن اتخاذه عيدًا فقبر غيره أولى بالنهي كائنا من كان ثم إنه قرن ذلك بقوله "ولا تتخذوا بيوتكم قبورًا" أي لا تعطلوها من الصلاة فيها والدعاء والقرآن فيكون بمنزلة القبور فأمر بتحري النافلة في البيوت ونهى عن تحري النافلة عند القبور ويدل له أيضاً قوله. (وصلوا علي وسلموا فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم) فإنه يدل أن المراد لا تعتادوا المجيء إلى قبري ليصلوا علي ويسلموا فإنه يبلغني دعاؤكم لي من دون كلفة مجيئكم إليَّ وليس نهيا عن شرعية زيارته - صلى الله عليه وسلم - بل عن الاعتياد لذلك وجعله موضع دعاء وصلاة قال ابن القيم وقد حرف هذه الأحاديث من قال إنه أمر بملازمة قبره والعكوف عنده واعتياده وقصده وانتيابه ونهى عن أن يجعل كالعيد الذي إنما يكون في العام مرة أو مرتين فكأنه قال: لا تجعلوه بمنزلة العيد الذي يكون من الحول إلى الحول واقصدوه كل ساعة وكل وقت وهذا مراغمة ومجادة ومناقضة لما قصده الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقلب للحقائق ونسبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ¬

_ (¬1) إغاثة اللهفان (1/ 190). (¬2) اقتضاء الصراط (1/ 323).

التدليس والتلبيس بعد التناقض فقاتل الله أهل الباطل أنى يؤفكون، ولا ريب أن في أمر الناس باعتبار أمر وملازمته وكره إتيانه بقوله: لا تجعلوه عيداً فهو إلى التلبيس وضد البيان أقرب منه إلي الدلالة والبيان، وقد أطال النفس في إغاثة اللهفان في هذا المعنى. (ع) والضياء (¬1) عن الحسن بن علي) رمز المصنف لحسنه وفي نسخة رمز له بالصحة لكنه قال الهيثمي: فيه عبد الله - صلى الله عليه وسلم - بن نافع وهو ضعيف. 5000 - "صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل". (ت) عن أبي هريرة (صح). (صلوا في مرابض الغنم) الأمر للإرشاد أو الإباحة. (ولا تصلوا في أعطان الإبل) جمع عطن، وهو مبرك الإبل، حول الماء يقال عطنت الإبل هي عاطنة وعواطن إذا سقيت وبركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب مرة أخرى وأعطنت الإبل إذا فعل بها وذلك قاله في النهاية (¬2)، قال ولم ينه عن الصلاة فيها لأجل النجاسة فإنها موجودة في مرابض الغنم وقد أمر بالصلاة فيها والصلاة مع النجاسة لا تجوز وإن أراد أن الإبل تزدحم في المنهل فإذا شربت رفعت رؤوسها ولا يؤمن من نفارها وعفرها في ذلك الموضع فيؤذي المصلى عفرها أي تلهيه عن صلاته أو تنجسه سائر أبوالها انتهى. قلت: يقال الأمر بالصلاة في مرابض الغنم دليل طهارة أزبالها وأبوالها أما الإبل فقد علل وجه النهي في الحديث الثاني بأنها خلقت من الشياطين فهو نهي عن الصلاة من محالها كالنهي عن الصلاة في الحمامات لأنها موضع الشياطين. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (6761)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 247)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3785). (¬2) انظر النهاية (3/ 174). والقاموس (4/ 25).

(ت) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الترمذي: إنه حسن صحيح. 5001 - "صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين". (هـ) عن عبد الله بن مغفل (صح). (صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين) كأن المراد أن فيها صفات من صفات الشياطين كشدة النفار وإيذاء صاحبها ونحوه لا أنها خلقت هي من الشياطين لأنها من الدواب المخلوقة من الماء الداخلة في عموم {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: 45]، والشياطين خلقت من النار ويحتمل أن في أصل جبلتها الخلق من النار وهذه هي العلة المنصوصة على النهي لا النجاسة ولو كانت النجاسة علة لذكرت لأنها أهم من هذه العلة إذ هي ألصق بشأن الصلاة فما عدل - صلى الله عليه وسلم - إلى هذه إلا لعقد تلك. استشكل التعليل [بكونها خلقت من الشياطين] بما ثبت من صلاته - صلى الله عليه وسلم - عليها النافلة (هـ) (¬2) عن عبد الله بن مغفل) رمز المصنف لصحته. 5002 - "صلوا في مرابض الغنم ولا توضأوا من ألبانها ولا تصلوا في معاطن الإبل وتوضأوا من ألبانها". (طب) عن أسيد بن حضير (صح). (صلوا في مرابض الغنم ولا توضأوا من ألبانها) أي لا تغسلوا أيديكم منه وتقدم حديث أم سلمة: "إذا شربتم اللبن فتمضمضوا فإن له دسمًا" إلا إنه يحتمل عدم الوضوء هنا على غسل الأيدي فقط أو يراد أعم من ذلك ويخص لبن الغنم بهذا، وقيل: المراد الوضوء الشرعي دفعاً لتوهم الوضوء من شرب ألبانها وفيه بعد. (ولا تصلوا في معاطن الإبل وتوضأوا من ألبانها) أي اغسلوا منه الأيدي لا الوضوء الشرعي فإنه لا قائل به من اللبن إنما الخلاف في لحومها. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (348)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3787). (¬2) أخرجه ابن ماجة (769)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3788).

(طب) (¬1) عن أسيد بن حضير) رمز المصنف لصحته قال مغلطاي: حديث صحيح متصل والنهي في هذه الأحاديث للتنزيه عند الشافعي والجمهور كما أن الأمر في الصلاة في مرابض الغنم للإباحة لا للندب ولا الوجوب. 5003 - "صلوا في مراح الغنم وامسحوا رغامها فإنها من دواب الجنة". (عد هق) عن أبي هريرة (ض). (صلوا في مراح الغنم) بضم الميم أي مأواها وليس باسم مكان من راح وإلا فكان الصواب الفتح ويحتمل أنه اسم مكان منه إلا أنه شذ بفتح ميمه. (وامسحوا رغامها) بضم الراء فغين معجمة وقيل المشهور أنه بالمهملة وهو المروي كما في النهاية (¬2) وهو ما سيل من أنفها قال ويجوز أن يكون أراد مسح التراب عنها رعاية لها وإصلاحا لشأنها. (فإنها من دواب الجنة) يحتمل أنها أخر منها ويحتمل أنها تكون في الآخرة منها وفيه ما كان من الجنة مأمور بإكرامه. (عد هق) (¬3) عن أبي هريرة) في نسخة صحيحة قوبلت على نسخة المصنف رمز المصنف رمز الصحة وفي أخرى رمز الضعف عليه وليس كما قال، فقد قال الحافظ الهيثمي: فيه الحجاج بن أرطأة وفيه مقال. 5004 - "صلوا في نعالكم ولا تشبهوا باليهود". (طب) عن شداد بن أوس (صح). (صلوا في نعالكم) هذه سنة هجرت وجهلت وهكذا فإنه كان - صلى الله عليه وسلم - يصلي بنعله أحيانا ولذا صلى بها مرة وفيها قذر ثم أخبره جبريل - صلى الله عليه وسلم - به فخلعها فخلع ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 206) (559)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3487). (¬2) انظر النهاية (2/ 142). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 68)، والبيهقي في السنن (2/ 448)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 142)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3789)، وحسنه في الصحيحة (1128).

أصحابه فإنه صريح أنهم كان جميعًا منتعلين. (ولا تشبهوا باليهود) فأنهم لا يرون ألصلاة بالنعال وفيه الأمر بمخالفتهم وعدم التشبه بهم. (طب) (¬1) عن شداد بن أوس رمز المصنف لصحته، وليس كما قال ففيه يعلي بن شداد قال في الميزان: توقف بعضهم في الاحتجاج بخبره "صلوا" إلى آخر ما هنا وهو شيخ محله الصدق انتهى. قال يعلى: لم أر فيه تعديلاً ولا تجريحاً. 5005 - "صلوا خلف كل بر وفاجر، وصلوا على كل بر وفاجر وجاهدوا مع كل بر وفاجر". (هق) عن أبي هريرة (ض). (صلوا خلف كل بر وفاجر) قد حققنا صحة هذا الحكم في رسالة مستقلة لا لهذا الحديث فإنه ضعيف. (وصلوا) أي صلاة الجنازة. (على كل بر وفاجر) لأن بفجوره لا يسقط عنه فرض الصلاة عليه، وذكر البر استطراد وبيان أن الحكم في الصفتين سواء، وإلا فإنه من الأحكام المعلومة. (وجاهدوا) الكفار والبغاة. (مع كل بر وفاجر) وقد عمل بهذا الصحابة فجاهدوا وغزوا الكفار وأمرهم معاوية وأميرهم يزيد ابنه. (هق) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف عليه بالضعف، وقال الشارح: سكت عليه فأوهم سلامته من العلل وليس كذلك فقد قال الذهبي في المهذب (¬3): فيه انقطاع وجزم ابن حجر بانقطاعه قال العقيلي ليس لهذا المتن إسناد يثبت والبيهقي: كلها ضعيفة غاية الضعف والحاكم: هذا منكر. 5006 - "صلوا ركعتي الضحى بسورتيهما: والشمس وضحاها والضحى". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 290) (7164)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 142) انظر للتفصيل: البدر المنير (4/ 132 - 138) وانظر اللسان (3/ 228) وصححه الألباني في صحيح الجامع (3790). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3478). (¬3) انظر: المهذب (رقم 6072).

(هب فر) عن عقبة بن عامر (ض). (صلوا ركعتي الضحى بسورتيهما) الإضافة لأدنى ملابسة وكأنه في الأولى تغليب وإلا فهي سورة الشمس أو لأنه ذكر فيها لفظ الضحى. (والشمس وضحاها والضحى) وفيه مراعاة اسم الصلاة لما ذكر في السورتين. (هب فر) (¬1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه مجاشع بن عمرو قال الذهبي في الضعفاء: قال ابن حبان يضع الحديث عن ابن لهيعة وهو ضعيف. 5007 - "صلوا صلاة المغرب مع سقوط الشمس بادروا بها طلوع النجم". (طب) عن أبي أيوب. (صلوا صلاة المغرب مع سقوط الشمس) لأن ذلك وقتها. (بادروا بها طلوع النجم) المراد الجنس وهو حث على المسارعة بها قبل ظهور النجوم وهو يعارض حديث الشاهد عند مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - والشاهد النجم منهم من خرج في حديث مسلم لأن هذا الحديث أيده فعله - صلى الله عليه وسلم - والأحسن أن يحمل حديث الشاهد على يوم الغيم إذ لا يعرف غروب للشمس إلا بطلوع الشاهد وظهوره وقيل المراد بالشاهد الليل. (طب) (¬2) عن أبي أيوب) من حديث أحمد بن يزيد بن أبي حبيب عن رجل عن أبي أيوب قال الهيثمي: بقية رجاله ثقات. 5008 - "صلوا قبل المغرب ركعتين صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء". (حم م) عن عبد الله المزني (صح). (صلوا قبل المغرب ركعتين صلوا قبل المغرب ركعتين) أي بعد أذانه لما ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6842)، والديلمي في الفردوس (3702)، وانظر الميزان (7/ 285)، والمغني (2/ 498)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3479)، والضعيفة (3774): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 176) (4058)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 310)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3780)، والصحيحة (1915).

سلف من حديث: "بين كل أذانين صلاة لمن شاء" إلا أنه قد سلف حديث "بين كل أذانين صلاة إلا المغرب" فهو يعارض ما هاهنا فقيل المراد بالنفي صلاة السنة الراتبة بين الأذان والإقامة فإنها ثابتة في الفجر والعصرين والإثبات هنا في مطلق النافلة كما قال: (لمن شاء) قلت: ويكون الحديث الأول عام للكل ولا ينافيه أنهما آكد في بعض الصلوات. (حم م) (¬1) عن عبد الله المزني) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه البخاري من حديث عبد الله بن مغفل. 5009 - "صلوا من الليل ولو أربعا، صلوا ولو ركعتين، ما من أهل بيت تعرف لهم صلاة من الليل إلا ناداهم مناد: يا أهل بيت قوموا إلى صلاتكم". ابن نصر (هب) عن الحسن مرسلاً. (صلوا من الليل) أي نفلاً وإلا فلابد من صلاة فرضية. (ولو أربعاً) فيه الحث على كثرة الصلاة وأدناها ركعتان كما أفاده بقوله ولو ركعتين ولو صلى ركعتين وفي حديث آخر ولو ركعة (ما من أهل بيت تعرف لهم صلاة من الليل إلا ناداهم مناد) من الملائكة احتفالا بهم وعناية من الله بشأنهم. (يا أهل البيت قوموا لصلاتكم) فيه أن المراد بها التهجد وهي ما كانت بعد نوم فإنه لا تهجد إلا ما كان بعد النوم وظاهر القيام أنه في اليوم. (ابن نصر (هب) (¬2) عن الحسن مرسلاً) [2/ 638]. 5010 - "صلوا على أطفالكم فإنهم من أفراطكم" (هـ) عن أبي هريرة (ض). (صلوا على أطفالكم) صلاة الجنازة والطفل بالكسر الصغير من كل شيء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 55)، والبخاري (6934)، ومسلم (838). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3488)، والضعيفة (3782).

أو المولود وولد كل شيء كما في القاموس (¬1). (فإنهم من أفراطكم) الفرط فتقدم القوم إلى الماء ليرتاد لهم فالمراد هم المتقدمون إلى الدار الآخرة يطلبون لكم الأمر كما يتقدم مرتاد الماء ووجه التعليل أنهم إذا صلوا عليهم فقد زودوهم فعلا صالحا يحسن به قدومهم ويتم لهم الأجر بذلك كما يزود مرتاد الماء ليتم نيل ما يطلبه. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من حديث البختري بن عبيد عن أبيه قال الذهبي: والبختري ضعيف وأبوه مجهول، قال الدميري: هذا من منكراته. 5011 - "صلوا على كل ميت وجاهدوا مع كل أمير" (هـ) عن واثلة (ض). (صلوا على كل ميت) أي من أموات المسلمين لما علم أنه لا صلاة على غيرهم وهو شامل للفاسق فإن الحق وجوب الصلاة عليه كما حررناه في حاشية الضوء وشامل للشهيد أيضًا ولنا توقف في وجوب الصلاة عليه وعدمها كما بيناه هنالك. (وجاهدوا مع كل أمير) كما تقدم قريبًا فإذا طلب الجائر النفير إلى جهاد المشركين وجب امتثاله وطاعته لأن أمره هنا طاعة لله. (هـ) (¬3) عن واثلة) ورمز المصنف لضعفه. 5012 - "صلوا على من قال: لا إله إلا الله، وصلوا وراء من قال: لا إله إلا الله" (طب حل) عن ابن عمر (ض). (صلوا على من قال: لا إله إلا الله) المراد مع إقراره بأن محمدا رسول الله لما علم من أنه لا يكون مسلما إلا بهما معا فالاقتصار على الأولى للعلم بالثانية ¬

_ (¬1) انظر القاموس (4/ 25). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1509)، وانظر المغني (1/ 101)، والتلخيص الحبير (2/ 114)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3480). (¬3) أخرجه ابن ماجة (1525)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3482).

أو لأنه لا اعتداد بقول لا إله إلا الله حتى يضيف إليها الشهادة بالنبوة لأنه إذا لم يضفها إليها فهو لغو من القول فعلى الأول أنها إذا أطلقت علم أن المراد مع قرينتها وقد ثبت له حكمها وعلى الثاني أنه لا حكم لها ولا يراد بها إلا المجموع: من إطلاق الجزء على الكل، ثم إنه لا بد من القول مع اعتقاد ذلك ولذا نهى الله تعالى عن الصلاة على المنافقين {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84]، ولا أنه علق الأمر على القول لأنه الذي يعلم البشر فيحمل قائله على صحة الاعتقاد ما لم يظهر له خلافه. (وصلوا وراء من قال: لا إله إلا الله) فيه دليل على أن رتبة الإمام التقدم على المأموم وهم وراءه لا أنه يتوسط المأمومين كما نقل عن ابن مسعود - رضي الله عنه -. (طب حل) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه قال الذهبي في التنقيح (¬2): فيه عثمان بن عبد الرحمن واه ومحمد بن الفضل بن عطية متروك. 5013 - "صلوا على موتاكم بالليل والنهار". (هـ) عن جابر (ض). (صلوا على موتاكم بالليل والنهار) فيه أنه لا كراهة بصلاة الجنازة في الليل وإنما قيل بكراهة الدفن فيه وقد تقدم. (هـ) (¬3) عن جابر) رمز المصنف لضعفه. 5014 - "صلوا علي؛ فإن صلاتكم علي زكاة لكم". (ش) وابن مردويه عن أبي هريرة (ض). (صلوا علي) تقدم تفسير الصلاة ووجه اشتقاقها في الجزء الأول وفي القاموس: تفسيرها بحسن الثناء من الله عز وجل على رسوله، هذا أمر مطابق ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 447) (13622)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 320)، وانظر الميزان (5/ 53)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3483). (¬2) انظر: تنقيح التحقيق (3/ رقم 836 و 837). (¬3) أخرجه ابن ماجة (1522)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3484)، والضعيفة (3974).

أمر الآية فهو للوجوب. (فإن صلاتكم علي زكاة لكم) أي زيادة وهو في أجوركم لما ثبت من أن من صلى عليه - صلى الله عليه وسلم - صلاة صلى الله عليه بها عشراً. (ش) وابن مردويه (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه إلا أن له طرقاً يقوي بعضها بعضاً قال ابن دقيق العيد قد اتفقوا على وجوب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل يجب في العمر مرة وهو الأكثر وقيل: يجب في كل صلاة في التشهد الأخير وهو مذهب الشافعي وقيل: يجب كلما ذكر واختاره الطحاوي من الحنفية والحليمي من الشافعية. 5015 - "صلوا علي صلى الله عليكم" (عد) عن ابن عمرو وأبي هريرة (ض). (صلوا علي صلى الله عليكم) دعاء منه - صلى الله عليه وسلم - لمن صلى عليه بأن يصلى الله عليه أي يرحمه وكفى شرفا للمصلي عليه - صلى الله عليه وسلم - بدعائه له ودعاؤه لا يرد. (عد) (¬2) عن ابن عمر وأبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 5016 - "صلوا عليّ، واجتهدوا في الدعاء، وقولوا: "اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد". (حم (صح) ن) وابن سعد سمويه والبغوي والبارودي وابن قانع (طب) عن زيد بن خارجة (صح). (صلوا عليّ، واجتهدوا في الدعاء) أي الدعاء بالصلاة عليه ويحتمل أنه أريد الدعاء بعد الصلاة عليه بأي نوع من الأنواع لأنها مفتاح كل دعاء ويؤيد الأول قوله: (وقولوا: "اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد) هذا تفسير للأمر بالصلاة وقوله. (وبارك على محمد، وعلى آل محمد) تفسير للاجتهاد في الدعاء ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (8704)، وأحمد (2/ 365)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3486). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 312)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3485).

له - صلى الله عليه وسلم - والبركة: الزيادة أي وزده تشريفا وتكريما وتعظيما، قال ابن دقيق العيد في وجوب الصلاة على الآل وجهان: عند الشافعي وقد تمسك من قال بالوجوب بلفظ الأمر. قلت: وهو الظاهر لأنه قد حمل الأمر على الوجوب في حقه - صلى الله عليه وسلم - وهي صيغة واحدة ولا يحمل على الندب والوجوب بلفظ واحد ولا وجه للتكليف والمجاز ومن هنا تعين ذكر الآل في الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - لورود التعليم بذلك مما عليه جلة المحدثين في حذفهم خطاً ولفظاً في القراءة مخالف للسنة. قال: واختلفوا في الآل فقال الشافعي إنهم بنو هاشم وبنو المطلب وقال غيره أهل دينه عليه السلام، قال تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46]. قلت: وفي حديث زيد بن أرقم عند مسلم في حديث الثقلين وفيه أنهم قالوا لزيد من آله؟ قال: هم الذين حرمت عليهم الصدقة: آل على، وآل عباس، وآل عقيل، وآل جعفر، وتفسير الصحابي يقدم على غيره وقد يزاد فيهم عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث لأنه والفضل سبب تحريم الصدقة كما حققناه في حواشي ضوء النهار وتقدم القول بأن الآل أولاد الحسنين بحديث الكساء: "اللهم هؤلاء أهل بيتي"، إلا أنه قد قيل: إنه لا يقتضي الحصر عليهم وللبحث موضع آخر. (كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) في رواية مسلم زيادة "كما صليت على إبراهيم" قيل وبارك ومثله عند الموطأ والترمذي وأبي داود والنسائي أعني إثبات التشبيه للصلاة عليه بالصلاة على إبراهيم وإن اختلفت ألفاظهم اختلافاً كثيرأوحديث الكتاب ليس فيه إلا ذكر البركة على إبراهيم. قال ابن دقيق العيد: أشهر سؤال بين المتأخرين وهو أن [2/ 639] المشبه دون المشبه به فكيف نطلب صلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - شبه بالصلاة على إبراهيم عليه السلام وذكر أجوبة ستة: الأول: أنه شبه أصل الصلاة بأصل الصلاة لا القدر بالقدر كما قالوا في قوله

تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: 183]، أن المراد أصل الصيام لا عينه ووقته قال وليس هو بالقوي، قلت لكنه رجحه القرطبي. الثاني: أن التشبيه وقع في الصلاة على الآل فقوله صل على محمد مقطوع عن التشبيه وهو التشبيه بصلاة الآل بصلاته على إبراهيم وآله واعترض بأن غير الأنبياء لا يساويهم فكيف يطلب ما لا يمكن وقوعه. الثالث: أنه شبه المجموع بالمجموع ومعظم الأنبياء هم آل إبراهيم فإذا تقابلت الجملة بالجملة وتعذر أن يكون لآل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل ما لآل إبراهيم الذين هم الأنبياء كان ما توفر من ذلك حاصلاً للرسول - صلى الله عليه وسلم - فيكون زائدًا على الحاصل لآل إبراهيم ثم ذكر جوابين آخرين فيهما بعض الطول والسخف، وذكر ابن القيم (¬1): في بعض كتبه عن هذا السؤال أربعة عشر جواباً وزّيفها كلها إلا تشبيه المجموع بالمجموع. (إنك حميد مجيد) قال ابن دقيق العيد: حميد بمعنى محمود وردت بصيغة المبالغة أي مستحق لأنواع المحامد ومجيد مبالغة من ماجد والمجد الشرف فيكون ذلك كالتعليل لاستحقاق الحمد بجميع المحامد ويحتمل أن يكون حميد مبالغة من حامد ويكون ذلك كالتعليل للصلاة المطلوبة فإن الحمد والشكر يتقاربان فحميد قريب من معنى شكور وذلك مناسب لزيادة الأفضال والإعطاء لما يراد من الأمور العظام وكذلك المجد والشرف مناسبته لهذا المعنى ظاهرة. (حم ن) وابن سعد وسمويه والبغوي والبارودي وابن قانع (طب) (¬2) عن زيد بن خارجة) ورمز المصنف ¬

_ (¬1) انظر: جلاء الأفهام (ص: 210). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 48)، والنسائي (3/ 48)، والطبراني في الكبير (5/ 218) (5143)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3783).

على رمز أحمد بالصحة قال الشارح: وليس كما قال ففيه عيسى بن يونس قال في اللسان (¬1) كأصله قال الدارقطني: مجهول وعثمان بن حكيم قال الذهبي في الذيل: قال ابن معين: مجهول، وخالد بن سلمة قال في الضعفاء (¬2) مرجئ يبغض علياً. 5017 - "صلوا على أنبياء الله ورسله؛ فإن الله بعثهم كما بعثني". ابن أبي عمر (هب) عن أبي هريرة (خط) عن أنس (ض). (صلوا على أنبياء الله ورسله) عطف الأخص على الأعم يحتمل أن المراد صلوا عليهم هكذا جملة أو على كل فرد مع ذكره. (فإن الله بعثهم كما بعثني) فيه أن استحقاق الصلاة هي البعثة من اللَّه تعالى فلا يصلى على أحد من غير الأنبياء والرسل وهي مسألة خلاف فأبو حنيفة وابن حنبل في رواية وكثير من محققي أصحابه يجوزون الصلاة على آحاد المؤمنين كالخلفاء الأربعة ونقل عن مالك والشافعي المنع من ذلك لما روي عن ابن عباس أنه قال: لا تصح الصلاة على غير النبي - صلى الله عليه وسلم - وللمسألة موضع آخر. (ابن أبي عمر (هب) عن أبي هريرة (خط) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وهو كما قال قال الحافظ في حديث أبي هريرة سنده واه وحديث أنس فيه علي بن أحمد البصري قال الذهبي في الضعفاء (¬4): لا يعرف، حديثه منكر. ¬

_ (¬1) انظر اللسان (7/ 333) (¬2) انظر المغني (1/ 203). (¬3) أخرجه عبد الرزاق (3118)، والبيهقي في الشعب (131) وفي الدعوات الكبير (151) عن أبي هريرة، والخطيب في تاريخه (7/ 380) عن أنس، والدارقطني كما في أطراف الغرائب (5374)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3782)، وصححه في الصحيحة (2963) وضعفه في فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - (45، وراجع: جلاء الأفهام (1/ 49، 462). (¬4) انظر: المغني (2/ 442): وفيه: فيه جهالة، وحديثه فموضوع.

5018 - "صلوا على النبيين إذا ذكرتموني؛ فإنهم قد بعثوا كما بعثت". الشاشي وابن عساكر عن وائل وابن حجر (ض). (صلوا على النبيين إذا ذكرتموني) يحتمل أنه قيد لإطلاق الأول وأنه يصلى عليهم إذا ذكر - صلى الله عليه وسلم - فيصلى عليه ثم عليهم إذا ذكروا فالمراد إذا ذكرتموني وذكرتموهم صليتم عليّ وعليهم، يحتمل أنه ليس بقيد للأول بل ذكر بعض صور ذكرهم. (فإنهم قد بعثوا كما بعثت) أي قد شابهنا في استحقاق طلب الدعاء من الله تعالى لنا بما أجراه على أيدينا من الخير لعباده. (الشاشي وابن عساكر (¬1) عن وائل بن حجر) ورمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الملك الرقاشي قال في الكاشف (¬2) صدوق يخطئ وموسى بن عبيد ضعفوه ومحمد بن ثابت يجهل وقد روي عن ابن عباس بسند قال فيه الحافظ ابن حجر: إنه ضعيف. 5019 - "صلي في الحجر إذا أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت، ولكن قومك استقصروه حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت". (حم ت) عن عائشة (صح). (صلي في الحجر) خطاب لعائشة رضي الله عنها لأنها أحبت دخول الكعبة للصلاة فيها فقاله - صلى الله عليه وسلم - لها في القاموس (¬3): الحجر بالكسر ما حواه الحطيم المدار بالكعبة شرفها الله تعالى من جانب الشمال. (إن أردت دخول البيت) خرج الشرط على السبب وإلا فالصلاة في الحجر لا تتوقف على إرادة دخول البيت. (فإنما هو قطعة من البيت) فيه أن البيت اسم لنفس الكعبة وعليه دل الإبدال في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 391)، وانظر فيض القدير (4/ 205)، وكشف الخفاء (1/ 96)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3781). (¬2) انظر الكاشف (1/ 669). (¬3) انظر القاموس (2/ 32).

{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَام} [المائدة: 97]. (ولكن قومك استقصروه) أي طلبوا قصره أي منعه عن الدخول في البناء. (حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت) وقد علله في غير هذا من الأحاديث بأن ذلك لتقاصر نفقتهم. (حم ت) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقد قال الترمذي: حسنٌ صححٌ. 5020 - "صم شوالاً". (هـ) عن أسامة (صح). (صم شوالاً) هو شهر الفطر جمعه شواويل وشوالات وفيه ندبية صومه إلا يوم الفطر منه فقد ثبت تحريم صومه. (هـ) (¬2) عن أسامة) رمز المصنف لصحته. 5021 - "صم رمضان، والذي يليه، وكل أربعاء وخميس، فإذا أنت قد صمت الدهر". (هب) عن مسلم القرشي (ح). (صم رمضان، والذي يليه) أي وصم الذي يليه فهو من عطف الجملة على الجملة لا المفرد على الجملة المفرد لأنه عمم منه استعمال صيغة الأمر في الوجوب والندب في لفظ واحد. (وكل أربعاء وخميس) يصح من عطف الجملة على الجملة أو المفرد على المفرد على الثاني أعني الذي يليه. (فإذا أنت قد صمت الدهر) أي أحرزت أجر هذا وأيام الدهر وليس هذا مبنياً على التوزيع الذي ذكر في صيام ثلاثة أيام من كل شهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فإنه هنا أكثر من ذلك عدداً. (هب) (¬3) عن مسلم القرشي) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح لصحته، وقال الترمذي: غريبٌ ولم يضعفه أبو داود. 5022 - "صمت الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب، وعمله ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 92)، والترمذي (876)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3792). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1744)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3490). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3868)، وأبو داود (2432)، والترمذي (748)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3489).

مضاعف". أبو زكريا بن مندة في أماليه (فر) عن ابن عمر (ض). [2/ 640] (صمت الصائم تسبيح) أي في أجره الذي يكتب له وهذه من أعظم فضائل الصيام. (ونومه عبادة) في الأجر. (ودعاؤه مستجاب، وعمله) من الخير. (مضاعف) للصائم فرضاً ونفلاً. (أبو زكريا بن منده في أماليه (فر) (¬1) عن ابن عمر) ورمز لضعفه قال شارحه فيه شيبان بن فروخ قال أبو حاتم: يرى القدر اضطر إليه الناس بآخره وقال الحافظ في الفتح: في إسناده الربيع بن بدر وهو ساقط. 5023 - "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والمهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ". (ك) عن أنس (صح). (صنائع المعروف) جمع صنيعه وهي الإحسان إلى الغير. (تقي مصارع السوء) والآفات. (والمهلكات) تقدم كل لفظ من هذه الألفاظ كما تقدم تفسير قوله. (وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة). (ك) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: هذا الحديث لم أكتبه إلا عن الصفار وابنه عن جابر انتهى فالعجب من المصنف ورمزه. 5024 - "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف". (طس) عن أم سلمة (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3761)، وانظر فتح الباري (7/ 151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3493)، وقال في الضعيفة (3784): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 213)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3795).

(صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفياً) حال كونها خفية وذكره ذهاباً إلى معنى المعطي والمخرج. (تطفئ غضب الرب) أي تدفع أثر غضبه وهو عقابه أو يبدله برضاه. (وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة) إعلام بأن الصدقة لا تنحصر في المال بل الكلمة الطيبة صدقة. (وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة) أي أهل العذاب المنكر والوبال وفي مقابلته ما يدل على أنه أريد بأهل المعروف وأهل الإحسان أهل الجزاء الحسن الذي يعرف لهم عند الله تعالى ويحتمل أنه أريد بأهل المنكر في الدنيا أهل التكذيب بالله ورسله في الدنيا هم أهل التكذيب في الآخرة حيث يقولون في الآخرة (والله ربنا ما كنا مشركين). (وأول من يدخل الجنة أهل المعروف). (طس) (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي فيه عبد الله بن الوليد ضعيف. 5025 - "صنفان من أمتي ليس لهما في الإِسلام نصيب: المرجئة والقدرية". (تخ ت هـ) عن ابن عباس (هـ) عن جابر (خط) عن ابن عمر (طس) عن أبي سعيد (ح). (صنفان) الصنف في القاموس (¬2) بالفتح والكسر النوع. (من أمتي) أمة إجابته. (ليس لهما في الإسلام) أي في أجره وثوابه وإن كان لهما. (نصيب) في اسمه في الدنيا وصيانته لدمائهم وأموالهم. (المرجئة) من الإرجاء التأخير القائلين أن الله تعالى أرجأ عذاب أهل الكبائر فلا عذاب عليهم، وإن الإيمان قول بلا عمل. (والقدرية) تقدم تحقيق المراد بهم في الجزء الأول وأنهم الذين ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6086)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3796). (¬2) القاموس (3/ 163).

يقولون إن الأمر أنف. (تخ ت هـ) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي غريب قال الذهبي هو من حديث ابن نزار ونزار تكلم فيه ابن حبان وابنه ضعيف (هـ) عن جابر (خط) عن ابن عمر (طس) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه وقال الخطيب عقيبه: إنه منكر، قال العلائي: بعد سرد ما ذكر من الثلاثة والحق أنه ضعيف لا موضوع ولكنه قال الهيثمي: إن رجاله ثقات وكذا قال المنذري وقد وهاه الطبراني في الأوسط. 5026 - "صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة: إمام ظلوم غشوم وكل غالٍ مارقٍ". (طب) عن أبي أمامة (ض). (صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة) مع أنه تقدم أنها لكل من قال لا إله إلا الله وأنها لأهل الكبائر فهذا تخصيص من ذلك العموم. (إمام ظلوم) مبالغة ظالم. (غشوم) بالمعجمتين الظلوم أيضاً. (وكل غالٍ) من الغلول تقدم أنه تجاوز الحد في الأمور. (مارقٍ) من مرق السهم من الرمية نفذها أي خارج بغلوه من الدين مع أنه باق على الإسلام إلا أنه بغلوه صار كالخارج عنه. (طب) (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجال الكبير ثقات ورواه عنه الديلمي أيضاً وفي الباب معقل بن يسار. 5027 - "صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة: المرجئة والقدرية". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ (654)، والترمذي (2149)، وابن ماجة (62) عن ابن عباس، و (73) عن جابر، والخطيب في تاريخه (5/ 367) عن ابن عمر، والطبراني في الأوسط (5587) عن أبي سعيد، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 206)، والترغيب والترهيب (3/ 127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3498). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 281) (8079)، وانظر قول الهيثمي في (7/ 207)، والديلمي في الفردوس (3782)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3798)، والصحيحة (470).

(حل (ح)) عن أنس (طس) عن واثلة وعن جابر. (صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي يوم القيامة) هو أيضاً تخصيص لعموم شفاعته. (المرجئة والقدرية). (حل) عن أنس (طس) (¬1) عن واثلة وعن جابر) رمز المصنف على أبي نعيم بالحسن وقال الهيثمي: في رواية أبي نعيم محمد بن محصن متروك وفي رواية الطبراني يحيي بن كثير السقاء هو متروك، أورد الحديث ابن الجوزي في الموضوعات. 5028 - "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". (حم م) عن أبي هريرة (صح). (صنفان من أهل النار لم أرهما بعد) أي قد أخبره الله عنهما قبل وجودهما مع أن غيرهما من الأصناف كالمرجئة والقدرية لم يكونوا قد وجدوا في عصره ولا رآهما فتخصيص هذا من أعلام بفظاعة شأنهما وإنهما لم يكونا في الأوليين. (قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس) هم أعوان الظلمة والشرط. (ونساء كاسيات) قال النووي (¬2): كاسيات من نعم الله. (عاريات) من شكره وقيل: كاسيات من الثياب عاريات من فعل الخير وقيل: تكشف بعض بدنها وتستر بعضه إظهاراً للزينة ولجماها وقيل: تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها فهن كاسيات عاريات في المعنى. (مميلات مائلات) في شرح مسلم أي عن الطاعة ومائلات عن حفظه وقيل مميلات لأعطافهن وأعناقهن وقيل المشطة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 254) عن أنس، والطبراني في الأوسط (640)، وانظر قول الهيثمي في (7/ 206)، والموضوعات (1/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3496). (¬2) شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 190).

الميلاء وهو الغدائر وشدها إلى فوق وهي مشطة البغايا وقيل مائلات إلى الرجال مميلات لهم بما يبدين من الزينة. (رؤوسهن كأسنمة البخت) بالموحدة مضمومة والمعجمة ساكنة آخره مثناة فوقية قال في القاموس (¬1): الإبل الخراسانيَّة، المائلة والمراد أنهن يعظمن رؤسهن بالخرق التي تلفها المرأة على رأسها حتى تشبه أسنمة الإبل واعلم أنه وقع في بعض النسخ مائلات وعليها شرح الشارح وذكر هنا من تقدم مائلات هو ما في كثير من الروايات لكن في مسلم تقدم مميلات، وجاء في الرواية وحق مائلات أن يتقدم؛ لأن ميلهن في أنفسهن متقدم الوجود في أمالتهن قال وصح ذلك لأن الصفات المجتمعة لا يلزم ترتيبها ألا ترى أنها يصح عطفها بالواو وهي جامعه لا مرتبة. (لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها) كناية عن عدم دخولها أصلاً. (وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا) لعله من الراوي أو أنه منه - صلى الله عليه وسلم - وقد جاء في غيره من مسيرة خمسمائة عام. (حم م) (¬2) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) انظر القاموس (1/ 97). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 355، 440)، ومسلم (2128). إلى هنا انتهى المجلد الثاني حسب توزيع الصنعاني، وليس في آخره خاتمة كما في المجلدات الأخرى

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ السَّابِعُ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182 هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بسم الله الرحمن الرحيم

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ السَّابِعُ

(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمَّد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 7 - 6707 - 00 - 603 - 978 (ج 7) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب- العنوان ديوي 23206 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 7 - 6707 - 00 - 603 - 978 (ج 6) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا بالأنوار النبوية ودلَّنا بذلك على كل طريقة سوية مرضية، وفتح للعلماء من الخير أبواباً علية، وحفظ بهم على العباد علوماً نافعة دينية ودنيوية، والصَّلاة والسَّلام على من طلعت من أفق نبوته شمس الإفادة، وفاضت عن علومه بحور الاستفادة، محمد خير من أعطى الحسنى وزيادة وعلى آله أهل المعارف والسيادة .. وبعد: فإنَّ كتاب الجامع الصغير جمع من الأحاديث النبوية الطيب الكثير، وأتى على أسلوب قرَّب البعيد، وسهل طريق الإفادة على الذكي والبليد، وقد جمعت عليه كلمات بفتح المستغلق من معانيه، وبفصل ما أجمل من مبانيه وتوضيح ما يحتاج إلى التوضيح، ويجمع بين المتعارضات بوجه صبيح، وقد سبق في الجزء الأول الحامل على تأليفه والباعث على تحريره وترصيفه، والله أسأل أن ينفع به المسلمين، وأن يجعله من الأعمال النافعة لجامعه وسامعه في يوم الدين، ويعفو عما فيه من الخطأ والزلل الذي لا يخلو عنه غير كلام المعصوم. 5029 - "صنفان من أمتي لا يردان على الحوض، ولا يدخلان الجنة؛ القدرية والمرجئة. (طس) عن أنس (ح) ". (صنفان) في القاموس (¬1) الصنف بالكسر والفتح: النوع والضرب أي نوعان. (من أمتي) أمة الإجابة. (لا يردان) من الورود والإشراف على الماء دخله أو لم يدخله. (على الحوض) تقدم ذكره، وعدم وروده لمنعهما عنه مع الحاجة إليه فالإخبار بمنعهما عنه لكنه عبر عنه بعدم الورود للعلم بأنه لا يترك وروده مع شدة الحاجة إليه إلا ممنوع عنه. (ولا يدخلان الجنة) أي بعملهما، وإن جاز ¬

_ (¬1) القاموس (3/ 163).

دخولهما إياها بغيره من شفاعة أو محض عفو، أو لا يدخلانها إلا بعد العذاب لهما، وقوله: (القدرية والمرجئة) بدل من لفظ صنفان، ويحمل أن يكون خبر مبتدأ كأنه قيل: من هم؟ فقال: هم القدرية والمرجئة ويكون استئنافاً بيانياً، وفي هذا الإيهام أولاً ثم التفسير ثانياً ما لا يخفى وذلك من نوع التوشيع، وتقدم بيان المراد بالمرجئة والقدرية (¬1). (طس (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن هارون الفروي وهو ثقة. قلت: لم أجده في الميزان ولا في المغني ولا في تقريب التهذيب. 5030 - "صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء. (حل) عن ابن عباس (ض) ". (صنفان من الناس) لم يقل من أمتي إشارة إلى جريان الحكم المذكور في غير أمته من سائر الأمم. (إذا صلحا) الصلاح خلاف الفساد وهو يجري في أمور الدين والدنيا، فالصلاح في الدين هو الوقوف عند أحكام الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والتأدب بآدابها أمراً ونهياً وغيرهما، وفي الدنيا ملاحظة أمور العباد، ويتبع أقرب ما يكون معه إلى السداد. (صلح الناس) لأن الناس تبع لعلمائهم وأمرائهم. (وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأمراء) هو كالأولى في إعرابه ونكتته وهذا من أعلام النبوة (¬3): وهل أفسد الناس إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4204)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3497). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4204)، وانظر المجمع (7/ 207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3497). (¬3) الأبيات منسوبة للإمام ابن المبارك (ت 181 هـ).

وأمر ذلك شمس لا يحتاج إلى دليل وتقدم في آفة الدين. (حل (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، ورواه ابن عبد البر قال العراقي: وسنده ضعيف. 5031 - "صوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل. سمويه عن أنس (ح) ". (صوت أبي طلحة) (¬2) هو زيد بن سهل بن الأسود الأنصاري الخزرجي البخاري العقبي البدري، والمراد صوته الجهوري. (في الجيش) قيده به لأن الصوت الجهوري في غير الجيش مذموم، أو لأن هذه الفضيلة تختص به فيه. (خير من ألف رجل) لما فيه من إنزال الرعب بالعدو، قال في الفردوس: كان أبو طلحة إذا كان في الجيش جثا بين يديه ونثر كنانته، ويقول: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء رواه ابن منيع، وفي الحديث حث على رفع الأصوات على الأعداء. وفي الكشاف (¬3): أن العباس بن عبد المطلب كان أجهر الناس صوتا يروى أن غارة أتتهم يوما فصاح العباس ياصباحاه، فأسقطت الحوامل لشدة صوته، وفيه يقول نابغة بني جعدة (¬4): زجر أبي عروة السِّباع إذا ... أشفقن أن يختلطن بالغنم زعمت الرواة أنه كان يزجر السباع عن الغنم فتنفتق مرارة السبع في جوفه، انتهى. ولما قرأ علينا بعض العلماء في الكشاف (¬5) وبلغنا هذا المحل قال: فكيف تسلم الغنم من صوته وقد أهلك به السبع؟ فقلت: لعل الغنم اعتادت ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 96)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (495)، والضعيفة (16): موضوع. (¬2) الإصابة (2/ 607). (¬3) الكشاف (ص 1059). (¬4) الأبيات للنابغة الجعدي (ت 50 هـ). (¬5) انظر الكشاف (4/ 355).

سماع صوته فلا يضرها هذا إن صحت الرواية. (سمويه (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 5032 - "صوت الديك وضربه بجناحيه ركوعه وسجوده. أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة، ابن مردويه عن عائشة (ض) ". (صوت الديك وضربه بجناحيه ركوعه وسجوده) يحتمل أنه لف ونشر، ويحتمل أن المراد المجموع كالمجموع وأنه بمثابة الصلاة في حقه وتمام الحديث ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} [الإسراء: 44]، فيه دليل أن المراد بالتسبيح في الآية العبادة لا خصوص الذكر. (أبو الشيخ (¬2) في العظمة عن أبي هريرة، ابن مردويه عن عائشة) ورمز المصنف لضعفه. 5033 - "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة". البزار والضياء عن أنس (صح) ". (صوتان ملعونان) لعن الصوت عبارة عن لعن فاعله أو المراد تبعيد الصوت نفسه عن الرحمة فأولى من صوّته، أو المراد أنه لا يرفع كما يرفع الكلم الطيب [3/ 2]. (في الدنيا والآخرة) أي مستمر لعنهما في الدارين. (مزمار) هو الآلة التي يزمر بها ويتغنى، والمراد به هنا الغناء مطلقاً لا نفس الآلة بدليل إبداله من صوت، ويحتمل أنه أريد به الغناء بهذه الآلة لا غيرها والصوت نفسه كما في حديث "لقد أوتي مزمار من مزامير آل دواد" (¬3) فإنه لم يرد الآلة ضرورة وعلى هذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 111)، والحاكم (3/ 397)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3800)، والصحيحة (1916). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1759)، والزهد لابن أبي عاصم (1/ 3) عن عائشة، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3499)، والضعيفة (3786): موضوع. (¬3) أخرجه البخاري (5048)، ومسلم (793).

القرطبي وابن تيمية. (عند نعمة) بالكسر والمهملة وهو اللائق بقرينه، ومن قال: إنه بالمعجمة فقد أبعد رواية ودراية، والمراد الأصوات عند الأفراح. (ورنّة) بفتح الراء وتشديد النون صيحة. (عند مصيبة) كأصوات النياحة على الموتى، والتخصيص خرج على الغالب فلا مفهوم له، وهذا اللعن يقتضي تحريم هذين الصوتين في كل حال، فمن زعم -القشيري- جواز ذلك في غير هاتين الحالتين فقد أبعد، وقد استوفينا أدلة تحريم الغناء في حاشية ضوء النهار. (البزار والضياء (¬1) عن أنس) رمز المصنف على الضياء بالصحة، وقال المنذري: رواته ثقات، ومثله قال الهيثمي. 5034 - "صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين، والثاني كفارة سنتين، والثالث كفارة سنة، ثم كل يوم شهراً. أبو محمد الخلال في فضائل رجب عن ابن عباس (ض) ". (صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين) قال ابن القيم (¬2): قد ورد النهي عن صوم رجب وقد نقل ابن أبي شيبة أنّ عمر كان يفطر من صام فيه ويقول إنه شهر كانت تعظمه الجاهلية. (والثاني كفارة سنتين) أي وصوم اليوم الثاني ويحتمل أن ذلك لمن صام الأول لا لمن صام الثاني وحده ويجري هذا في قوله: (والثالث كفارة سنة) ولا يخفى ما ثبت من أن من صام رمضان وأتبعه بستّ من شوال كصيام السنة وقد تقرر أن فضيلة الفريضة تضعف على فريضة النفل، فهذه الفضائل تدل على نكارة الحديث إلا أن يقال التكفير غير أجر الصوم الثابت لمن صام رمضان والست من شوال. (ثم كل يوم شهراً) أي يكفر ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء في الأحاديث المختارة (2201)، وانظر المجمع (3/ 13)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (3801). (¬2) زاد المعاد (2/ 61).

شهراً عطف على المعنى لا اللفظ. (أبو محمد الخلال) (¬1) بالخاء المعجمة في فضائل رجب عن ابن عباس، رمز المصنف لضعفه، قال ابن الصلاح وغيره: لم يثبت في صوم رجب نهي ولا ندب، وقال ابن حبان: لم يصح في فضل صوم رجب شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه. قال المصنف: وأمثل ما ورد في صومه حديث البيهقي في الشعب "في الجنة قصر لصوام رجب" (¬2). قلت: بل ورد الحث على صوم الأشهر الحرم وهو منها، وأكثر ما في هذا ما ذكره في الديباج (¬3) شرح صحيح مسلم بن حجاج بلفظ: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب إلى آخره، قال النووي (¬4): الظاهر أن مراد سعيد بهذا الاستدلال أنه لا نهي فيه ولا ندب بل له حكم الشهور، ولم يثبت في صوم رجب نهي ولا ندب لعينه ولكن أصل الصوم مندوب إليه في الأشهر الحرم، وفي سنن أبي داود أنه - صلى الله عليه وسلم - ندب إلى الصوم من الأشهر الحرم ورجب أحدها انتهى. قلت: وروى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي قلابة قال: في الجنة قصر لصوام رجب وقال هذا أصح ما ورد في صوم رجب، قال: [وإن كان موقوفاً على أبي قلابة] وأبو قلابة من التابعين ومثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ عمن فوقه ممن يأتيه الوحي قد ذكر معنى هذا في الشرح (¬5). 5035 - "صوم ثلاثة أيام من كل شهر، ورمضان إلى رمضان صوم الدهر وإفطاره". (حم م) عن أبي قتادة (صح) ". (صوم ثلاثة أيام من كل شهر) قد عين هذة الثلاث حديث الأيام البيض. ¬

_ (¬1) أورده المناوي في فيض القدير (4/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3500). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3802). (¬3) انظر الديباج (3/ 238). (¬4) شرح مسلم (8/ 38). (¬5) شعب الإيمان (3/ 368) رقم (3802).

(ورمضان إلى رمضان) فما بعد إلي غير داخل فيما قبله. (صوم الدهر) فهم الناس أن المراد من الدهر السنة وذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم - عقيب بعض الأحاديث: الحسنة بعشر أمثالها، والثلث كل شهر يحصل منها في السنة ستة وثلاثون يوماً وبالمضاعفة يكون ثلاثمائة وستين يوماً وهذا التضعيف قد ثبت لصوم الثلاث من كل شهر ولصوم رمضان وست من شوال وهنا ظاهره أنه لكل ثلاث ولرمضان وذلك ستة وستون يوماً والتضعيف يقتضي أكثر من عدة السنة فينظر في وجهه وقد بحثنا في نحو هذا في حاشية الضوء وأثبتنا أنه لا متمسك في الحديث لمن قال باستحباب صوم الدهر (وإفطاره) ظاهره أنه خبر بعد خبر فالمراد صوم ما ذكر صوم الدهر في مضاعفة الأجر وإفطار الدهر في بلوغ الصائم قضاء أوطاره من إفطاره إذ لا يفوته أوطار المفطرين لسعة زمان إفطاره حتى كأنه أفطر دهره وفي ذكر هذا الخبر الأخير مع أن الكلام سيق لبيان الأجر حث للنفوس على هذا النوع من الصوم إشعارها بأنه لا يفوتها أغراضها من الإفطار وليس للشارح هنا شيء يقيد مع أن الحديث يحتاج إلى الكلام على بيان معناه. (حم م (¬1) عن أبي قتادة) ورمز لصحته المصنف. 5036 - "صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر". (حم هق) (صح) ". (صوم شهر الصبر) هو رمضان لما فيه من الصبر على مشقتي العطش والجوع والجماع. (وثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر) سلف معناه قريباً. (حم هق (¬2) عن أبي هريرة) ورمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 296)، ومسلم (1162). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 263)، والبيهقي في السنن (4/ 293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3803).

5037 - "صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر يذهبنَّ وَحَرَ الصَّدر. البزار عن علي وعن ابن عباس، البغوي والباوردي (طب) عن النمر بن تولب (صح) ". (صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر يذهبنَّ) كان الظاهر يذهب لأنه للصوم لكنه لوحظ المذكورات باعتبار صومهن. (وَحَرَ الصَّدر) بالمهملة محركة وهو غشه وحقده أو غيظه أو نفاقه أو أشد الغضب [31/ 3] وهذه من أجل فوائد الصوم فإن ذلك يستلزم شرح الصدر الذي سأله كليم الله عليه السلام وامتن به الرب تعالى على خاتم رسله وبه صلاح دين العبد ودنياه. (البزار (¬1) عن علي وعن ابن عباس البغوي والباوردي (طب) عن النمر بن تولب). بمثناة آخره موحدة رمز المصنف لصحته على الطبراني إلا أنه قال الهيثمي: أن في طريقه مجهولا لأنه قال: حدثنا رجل من عكل، وأخرجه أحمد في المسند بلفظه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وكذا رجال البزار. 5038 - "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية، ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية. (حم م د) عن أبي قتادة (صح) ". (صوم يوم عرفة يكفّر سنتين ماضية) هي التي هو فيها. (ومستقبلة) هي التي بعده وقد استشكل تكفير الذنب الآتي وأجيب بأن المراد أنه يوفق ويسدد فلا يأتي ذنبا يحتاج إلى تكفير فقد استعمل على هذا التكفير في معنى مجازي. (وصوم عاشوراء) هي عاشر المحرم على الأكثر وقيل تاسعه. (يكفر سنة ماضية) مقادير التفضيل لا يطلع عليه فلا يقال أن التفرقة بين يوم عرفة ويوم عاشوراء علتها كذا، وقيل: وجهها أن يوم عرفة سنة خاتم الرسل - صلى الله عليه وسلم - ففضلت على يوم عاشوراء لأنه سنة كليم االله عليه السلام. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في مسنده (688) عن علي، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 238) عن ابن عباس وانظر المجمع (3/ 196، 197)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3804).

قلت: لا يخفى ضعفه لأنه ما صار سنة لنا إلا لما سنه لنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - فهما سنته جميعاً. (حم م د (¬1) عن أبي قتادة) رمز لصحته. 5039 - "صوم يوم التروية كفارة سنة، وصوم يوم عرفة كفارة سنتين. أبو الشيخ في الثواب وابن النجار عن ابن عباس (ض) ". (صوم يوم التروية) هو ثامن الحجة سمي به لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعد أو لأن إبراهيم عليه السلام كان يتروى ويتفكر في رؤياه فيه، قاله في القاموس. (كفارة سنة) هذا ينقض ما قيل: لأنه أيضاً من سنة خاتم الرسل - صلى الله عليه وسلم - كيوم عرفة. (وصوم يوم عرفة كفارة سنتين) قال الشارح: المراد الصغائر وسلف لنا بحث في الجزء الأول فيه تحقيق المراد. (أبو الشيخ في الثواب، وابن النجار (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 5040 - "صوم يوم عرفة كفارة السنة الماضية والسنة المستقبلة. (طس) عن أبي سعيد (صح) ". (صوم يوم عرفة) لغير الحاج والمسافر. (كفارة السنة الماضية والسنة المستقبلة) هو كما سلف. (طس (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته إلا أن من رواته الحجاج بن أرطأة (¬4) وفيه كلام قال الذهبي في المغني: الحجاج بن أرطأة الكوفي النخعي من كبار الفقهاء تركه ابن المهدي والقطان وقال أحمد: لا يحتج به وقال ابن معين والنسائي ليس بالقوي وقال الدارقطني لا يحتج به وقال ابن عدي: ربما أخطأ ولم يتعمد، وقال ابن معين صدوق يدلس، خرج له ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 295)، ومسلم (1162)، وأبو داود (2425)، والنسائي (2/ 150). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في الثواب، وابن النجار في الكنز (12087)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 211)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3501): موضوع. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (2065)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3805). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 149).

مسلم مقرونا بغيره انتهى؛ وقد أطال في الميزان ترجمته وذكر أقوالا له وأفعالا فيه غرابة دالة على تركه. 5041 - "صومكم يوم تصومون، وأضحاكم يوم تضحون. (هق) عن أبي هريرة (ح) ". (صومكم) أي المشروع لكم. (يوم تصومون) أي تجتمعون على صومه وقد أمرهم - صلى الله عليه وسلم - أن يصوموا لرؤيته فإن غم أكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما فمن تبع الحديث هذا هو المراد بمتابعته في الصوم هنا والفطر فهو في قوة صومكم الذي شرع لكم يوم تصومونه عن رؤية أو إكمال عده لأنه الذي به أمرتم وعبّر بهذا إعلاما بأن من شذ عن الجماعة شذ واعتبر هذا. (وأضحاكم يوم تضحون) وقوله في النار وهو يتضمن الإعلام بأنه يأتي من يقدم يوماً أو يؤخر يوماً كالباطنية، وقد أخذت الحنفية منه: أن من انفرد برؤية الهلال إذا رده الحاكم لا يلزمه الصوم وإذا أفطر بجماع فلا كفارة عليه وعليه كلام في حاشية الضوء حسن. (هق (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو مزيف فقد قال الذهبي في المهذب: فيه الواقدي الواهي. وفي الميزان (¬2) عن أحمد: هو كذاب يقلب الأخبار، عن ابن المدينى: يضع، ثم ساق له هذا الخبر. 5042 - "صوما؛ فإن الصيام جنة من النار ومن بوائق الدهر. ابن النجار عن أبي مليكة (ض) ". (صوماً) هو خطاب لعائشة وحفصة -رضي الله عنهما- (فإن الصيام جنة) بضم الجيم وتشديد النون أي وقاية. (من النار ومن بوائق الدهر) بالموحدة والقاف: نوائبه وشروره، وفيه أنه لا بأس لملاحظة الأغراض الدنيوية بالأعمال ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 252)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3807). (¬2) انظر ميزان الاعتدال (6/ 273).

الدينية حيث يراد ذلك من الله تعالى. (ابن النجار (¬1) عن ابني مليكة) تثنية ابن وهما الراويان ووهم الشارح هنا فشرح على ابن أبي مليكة وقد أخرجه النسائي عن عائشة وابن عباس قال عبد الرحمن: فيه خطاب بن القاسم (¬2) عن خصيف، قال النسائي: حديث منكر وقد رمز المصنف لضعفه. 5043 - "صوموا تصحوا" ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة". (صوموا تصحوا) وصحة الأبدان مطلوبة؛ لأن بها كمال الدين والدنيا، يقال مفتاح الهدى والصحة الجوع لأن الأعضاء إذا أدنيت لله نور الله القلب وصفى النفس وقوي الجسم قال: فإن الداء أكثر ما تراه ... يكون عن الطعام أو الشراب (ابن السني وأبو نعيم (¬3) في الطب عن أبي هريرة) قال الزين العراقي: كلاهما بسند ضعيف. 5044 - "صوموا الشهر وَسَرَرَهُ. (د) عن معاوية (صح) ". (صوموا الشهر) يطلق على الهلال وعلى العدد المعروف من الأيام ففي الكلام حذف أي أول الشهر وقرينته قوله: (وَسَرَرَهُ) بالمهملة والراء مفتوحات [3/ 4] آخر ليلة منه، ويقال سرار كسحاب سمي بذلك لاستتار القمر فيه والحديث محمول على من كانت له عادة في هذا الصوم وفي المتفق عليه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: "صمت من سرر هذا الشهر شيئًا" قال: لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فإذا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (23603)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3502). (¬2) انظر ميزان الاعتدال (2/ 445) والكاشف (1394)، وقال الحافظ في التقريب (1724): ثقة اختلط قبل موته. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8312)، وانظر كشف الخفاء (1/ 539)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3504)، والضعيفة (253).

أفطرت رمضان فصم يومين مكانه" (¬1) قالوا: ففي هذا دلالة على نهيه وفيه عندي تأمل لأنه ما قاله - صلى الله عليه وسلم - له إلا وقد ذهب اليوم الذي هو سرر شعبان فأمره بقضائه فلا دليل أنه نهاه عن صوم السرار في سؤاله عن صومه فالعلة تدل على جوازه، عن صوم السرر من شعبان ولو كان بعبادة من كل شهر أو يذره منه بدليل قوله: "فإذا أفطرت فصم يومين مكانه". (د (¬2) عن معاوية) رمز المصنف لصحته. 5045 - "صوموا أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، هن كنز الدهر". أبو ذر الهروي في جزء من حديثه عن قتادة بن ملحان". (صوموا أيام البيض) أي أيام الليالي بينها قوله: (ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة) وقع العدد بياناً لليالي والمراد أيامها (هن كنز الدهر) الكنز ما يكنز لنفاسته والمراد أن صائمها كنز دهره وحفظه عن الضياع في ما لا ينفع لأنه كصيامه الدهر كان بعض الصحابة يقول أنا صائم ثم يرى يأكل ويشرب فيقال له في ذلك فيقول صمت ثلاثة أيام من هذا الشهر فأنا صائم في فضل الله مفطر في ضيافة الله. (أبو ذر الهروي (¬3) في جزئه من حديثه عن قتادة بن ملحان) بكسر ميمه وسكون اللام بعدها مهملة. 5046 - "صوموا من وَضَحٍ إلى وَضَحٍ. (طب) عن والد أبي المليح (ح) ". (صوموا من وَضَحٍ إلى وَضحٍ) بمعجمة فمهملة محركات أي من الهلال إلى الهلال من هلال رمضان إلى هلال شوال، والوضح الهلال وهو في الأصل البياض ذكره الزمخشري (¬4) ومن زعم أن معناه من الفجر إلى الغروب فقد وهم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1983)، ومسلم (1161). (¬2) أخرجه أبو داود (2329)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3808). (¬3) أخرجه أبو ذكر الهروي في جزئه كما في الكنز (24186)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 213)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3503). (¬4) الفائق في غريب الحديث (4/ 110).

فإن تمام الحديث "فإن خفي عليكم فأتموا العدة ثلاثين يوماً" يناوئ على الأول. (طب (¬1) عن والد أبي المليح) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن سالم ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله موثوقون. 5047 - "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين. (ق ت) عن أبي هريرة (ن) عن ابن عباس (طب) عن البراء (صح) ". (صوموا لرؤيته) أي هلال رمضان المدلول عليه بالسياق أي لوقت الرؤية وقد علم أن الصوم الشرعي هو الإمساك عن المفطرات نهارا مع تبييت النية فلا يرد أنه يلزم الصوم عند الرؤية وحالها، وقيل: اللام بمعنى بعد. (وأفطروا لرؤيته، أي هلال شوال والرؤية مضافة إلى المفعول وقد حذف الفاعل أي لرؤيتكم إياه ويكفي رؤية من يكمل به نصاب شهادته من واحد على قول كما اخترناه في حاشية الضوء أو اثنين. (فإن غم عليكم) مبني للمفعول أي حال دونكم ودون رؤيته حائل. (فأكملوا) من الإكمال وهو بلوغ الشيء إلى غاية حدوده. (شعبان ثلاثين) قال ابن القيم (¬2) وغيره: لا يناقضه خبر "فإن غم عليكم فاقدروا له قدره" (¬3) فإن القدر هو الحساب المقدر والمراد به إكمال عدة الشهر الذي غم وقال النووي (¬4): اقدروا له تمام القدر ثلاثين وأخذ ابن شريح من قوله: "فأكملوا" وقوله: "فاقدروا" بأنه يجوز الصوم بحساب النجوم للمنجم قال: فاقدروا للخواص وأكملوا للعوام فإن القمر يعرف وقوعه بعد الشمس بالحساب ورد بالمنع لأن الشرع علق الحكم بالرؤية فلا يقوم الحساب مقامه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 190) رقم (504)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 158)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3812)، والصحيحة (1918). (¬2) زاد المعاد (2/ 36). (¬3) أخرجه البخاري (1900)، ومسلم (1080). (¬4) انظر الديباج (3/ 185).

ولأنه إنما يعرف بالحساب موضعه من الارتفاع والانخفاض وإنه إنما يتم بالرؤية وسيره في كل برج في أرجح من يومين، وأقل من ثلاثة فلا ينضبط بطؤه وسرعته ولأنه يوجب تفاوت المكلفين في القدر والإكمال، وأنه تقيد، ولأنه لو جاز لوجب تعلمه على من تقوم بهم الحجة لأنه احتياط في العبادة كما أمرنا بإحصاء شهر شعبان لرمضان، كذا قيل. قال ابن تيمية (¬1): أجمع المسلمون إلا من شذ من المتأخرين المخالفين المسبوقين بالإجماع على أن مواقيت الصوم والفطر والنسك إنما تقام بالرؤية عند إمكانها لا بالكتاب والحساب الذي سلكه الأعاجم من روم وفرس وهند وقبط وأهل الكتاب. (ق ت (¬2) عن أبي هريرة (ن) عن ابن عباس (طب) عن البراء). 5048 - "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته وانسكوا، فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين، فإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا (حم ن) عن رجال من الصحابة (صح) ". (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته) قال الطيبي: اللام مثلها في {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ} [الإسراء: 78]، أي لوقت دلوكها. (وانسكوا) لها، في النهاية (¬3) النسك والنسك الطاعة والعبادة وكل ما تقرب به إلى الله تعالى. فالمراد وتقربوا بالصوم لوقت الرؤية وزمانها. (فإن غُم عليكم) يفسره ما يأتي من قوله فإن حال بينكم وبينه سحاب. (فأتموا ثلاثين) صوما وإفطارا إبقاء على الأصل. (فإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا) تمسك به من يوجب الصيام إلا بشاهدين وأنه يكفي كونهما مسلمين وإن لم يعلم عدالتهما. قلت: قد ثبت الصوم بشاهد ¬

_ (¬1) اقتضاء الصراط (1/ 87). (¬2) أخرجه البخاري (1810)، ومسلم (1081)، والترمذي (684) جميعهم عن أبي هريرة، وأخرجه النسائي (2/ 70) عن ابن عباس، وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 25) رقم (1175) عن البراء. (¬3) النهاية في غريب الحديث (5/ 117).

واحد [3/ 5] كما قررناه في حاشية ضوء النهار، فالحديث هنا خرج على الغالب ولا يخفى أن ذكر الرؤية والشهادة والإكمال يدل أنه لا طريق غير ما ذكر في الصوم والإفطار إذ لو كانت لما أهملهما معلم الشرائع - صلى الله عليه وسلم - في مقام البيان. (حم ن (¬1) عن رجال من الصحابة) ورمز المصنف لصحته. 5049 - "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب فأكملوا عدة شعبان، ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان. (حم ن هق) عن ابن عباس (صح) ". (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن حال بينكم وبينه سحاب فأكملوا عدة شعبان) يعني ثلاثين فإن كان شعبان حال بين رؤية هلاله وبينهم غير أكملت عدة رجب ثم كذلك. (ولا تستقبلوا الشهر استقبالاً) في هذا النهي والتأكيد ما ينفي صيام اليوم الذي يشك فيه ولأن صائمه لم يكمل عدة شعبان، وزاده تأكيدًا قوله. (ولا تصلوا رمضان بيوم من شعبان) لكن الناس خالفوا هذا الحكم وتسرعوا إلى ما نهوا عنه. (حم ن هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 5050 - "صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً وبعده يوماً. (حم هق) عن ابن عباس (صح) ". (صوموا يوم عاشوراء) الأمر للندب إن كان بعد فرض رمضان وللوجوب إن كان قبله. (وخالفوا فيه اليهود) كأنه قيل بماذا نخالفهم فقال: (صوموا قبله يوماً وبعده يوماً) يحتمل أنه بمعنى أو يوما بعده لما ثبت من حديث "لإن بقيت ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 321)، والنسائي (2/ 69)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3811). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 226)، والنسائي (4/ 136)، والبيهقي في السنن (4/ 207)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3809)، والصحيحة (1917).

إلى قابل لأصومن التاسع" (¬1) قال ابن رجب الحنبلي: يتحصل من الأخبار أنه كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - أربع حالات كان يصومه بمكة ولا يأمر بصومه فلما قدم المدينة وجد أهل الكتاب يصومونه ويعظمونه وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر فيه بخلافهم فصامه وأمر بصومه وأكد فلما فرض رمضان ترك التأكيد ثم عزم في آخر عمره أن يضم إليه يوما آخر مخالفة لأهل الكتاب ولم يكن فُرِضَ قط على الأرجح. (حم هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وهو غفلة عن قول الحافظ الهيثمي: وغيره فيه محمد بن أبي ليلى وفيه كلام كثير انتهى، وفيه أيضاً داود بن علي الهاشمي قال في الميزان (¬3): ليس بحجة ثم ساق له هذا الخبر. 5051 - "صوموا يوم عاشوراء، يوم كانت الأنبياء تصومه. (ش) عن أبي هريرة (صح) ". (صوموا يوم عاشوراء) كأنه قيل لماذا نعظمه بصومه فأتى بجملة استئنافية. (يوم كانت الأنبياء تصومه فصوموه) فيه الاقتداء بمن سلف من الأنبياء، قال ابن رجب: صامه نوح وموسى وغيرهما، وقد كان أهل الكتاب يصومونه وكذا الجاهلية فإن قريشا كانت تصومه، ومن أعجب ما ورد أنه كان يصومه الوحش والهوام، فقد أخرج الخطيب في التاريخ مرفوعا: "أن القرد والطير صام عاشوراء"، قال ابن رجب: سنده غريب وقد روى ذلك عن أبي هريرة. وروي عن الخليفة القادر بالله أنه كان يبيت الخبز للنحل فتأكله إلا يوم عاشوراء. (ش (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1134). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 241)، والبيهقي في السنن (4/ 287)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 188)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3506). (¬3) انظر ميزان الاعتدال (3/ 20). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (9355)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3507).

5052 - "صوموا وأوفروا أشعاركم فإنها مَجْفَرَةٌ. (د) في مراسيله عن الحسن مرسلاً " (ض). (صوموا وأوفوا أشعاركم) أي أبقوها لتطول ولا تزيلوها. (فإنها مَجْفَرَةٌ) بفتح الميم والفاء بينهما جيم ساكنة بضبط المصنف رحمه الله أي مقطعة للنكاح ونقص لمآئه يقال جفر الرجل إذا أكثر الضراب وعدل عنه وتركه وانقطع فالصوم، وتوفير شعر العانة مما يكسر شهوة النكاح وهو الجامع في العطف بين الأمرين وهذا خطاب لمن لا يستطيع النكاح مثل حديث: "فإنه له وجاء" (¬1). (د (¬2) في مراسيله عن الحسن) ورمز المصنف لضعفه. 5053 - "صومي عن أختك. الطيالسي عن ابن عباس (صح) ". (صومي عن أختك) أي الميتة التي لزمها الصوم وماتت وهو في ذمتها، سببه أن امرأة قالت: يا رسول الله إن أختي ماتت وعليها صوم أفأصوم عنها؟ وفيه دليل على أنه يصح قضاء القريب الحي عن الميت وإن لم يوص وحققناه في حاشية الضوء. (الطيالسي (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 5054 - "صلاة الأبرار ركعتان إذا دخلت بيتك، وركعتان إذا خرجت. ابن المبارك (ص) عن عثمان بن أبي سودة مرسلاً ". (صلاة الأبرار) قال الشارح: لفظ الرواية هذه كما حكاه المؤلف في مختصر الموضوعات وكذا غيره "صلاة الأوابين والأبرار". (ركعتان إذا دخلت بيتك) أي مسكنك بيتا كان أو غيره. (وركعتان إذا خرجت) فيه التفات من الغيبة إلى ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1905)، ومسلم (1400). (¬2) أخرجه أبو داود في مراسيله (299)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3505). (¬3) أخرجه الطيالسي في مسنده (2630)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3813)، والصحيحة (1946).

الخطاب لحث السامع أن يكون من الأبرار. (ابن المبارك (¬1) (ص) عن عثمان بن أبي سوادة مرسلاً) هو المقدسي تابعي قال في التقريب (¬2): ثقة. 5055 - "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال. (حم م) عن زيد بن أرقم، عبد بن حميد وسمويه عن عبد الله بن أبي أوفى (صح) ". (صلاة الأوابين) جمع أواب وهو الرجاع بالتوبة والإخلاص في الطاعة. (حين ترمض) بفتح المثناة الفوقية والميم من باب نعت ينعت قاله المصباح (¬3). (الفصال) بكسر الفاء جمع فصيل في النهاية (¬4) هو أن تحمى الرمضاء [3/ 6]، وهي الرمل فتبرك الفصال من شدة حرها وإحراقها أخفافها، قال ابن الأثير: المراد صلاة الضحى عند الارتفاع واشتداد الحر واستدل به على فضل تأخير الضحى إلى شدة الحر وإنما أضاف الصلاة في هذا الوقت للأوابين لأن النفوس تميل فيه إلى الدعة والسكون والاستراحة فصرفها إلى الطاعة والاشتغال فيه بالصلاة أدب من يرد النفس إلى مرضاة الرب. (حم م (¬5)) عن زيد بن أرقم) رمز المصنف لصحته، عبد بن حميد وسمويه عن عبد الله بن أبي أوفى. 5056 - "صلاة الجالس على النصف من صلاة القائم (حم) عن عائشة (صح) ". (صلاة الجالس على النصف من صلاة القائم) المراد إذا كان نفلاً وكان قادراً على القيام لا لو كان فرضاً وهو معذور عن القيام وهذا في غير نبينا - صلى الله عليه وسلم - فإنه من خصائصه أن صلاته قاعداً لا تنقص أجر صلاته قائماً كما يأتي النص بذلك. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (1279)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3508). (¬2) انظر: التقريب (4477). (¬3) المصباح (ص 238). (¬4) النهاية (2/ 641). (¬5) أخرجه أحمد (4/ 367)، ومسلم (648).

(حم (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وهو في البخاري بلفظ: "صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم" (¬2). 5057 - "صلاة الجماعة تفضل عن صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة. مالك (حم ق ت ن هـ) عن ابن عمر". (صلاة الجماعة) هم العدد من الناس يجتمعون، تقع على المذكور والإناث أي الصلاة فيها، وتصدق الجماعة ولو على اثنين الإِمام وآخر معه لحديث "الاثنان جماعة" تقدم. (تفضل) من باب كرم يكرم. (صلاة الفذ) بالفتح والمعجمة الفرد أي يزيد على صلاة المنفرد، والمراد صلاة كل فرد فرد في جماعة تفضل صلاته منفرداً. (بسبع وعشرين درجةً) أي مرتبة أي ضعفا وقيل المعنى أن صلاة الجماعة بمثابة سبع وعشرين ضعفاً وعبر بدرجة دون نحو جزاء ونصيب لإرادته أن الثواب من جهة العلو والارتفاع وأن تلك فوق هذه بكذا وكذا في درجة. واعلم أن سر هذا التقييد بالعدد لا يتوقف عليه إلا بنور النبوة وأنه لا تنافي في اختلاف الأعداد من سبع وعشرين وخمس وعشرين لأن القليل لا ينفي الكثير ومفهوم العدد غير معتبر، وقيل: بل أعلم - صلى الله عليه وسلم - بالكثير بعد القليل أو أنه يختلف باختلاف المصلين قلة وكثرة ونية وخشوعا وشرفا بفقه وغيرها وأن الأكثر للصلاة الجهرية والأقل للسرية لنقصها عنها باعتبار سماع قراءة الإمام والتأمين لتأمينه أو الأكثر لمن أدرك الصلاة كلها والأقل لمن أدرك بعضها. (مالك حم ق ت ن هـ) (¬3) عن ابن عمر). 5058 - "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين درجة. (حم خ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 62)، وانظر المجمع (2/ 149)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3816). (¬2) أخرجه البخاري (1065). (¬3) أخرجه مالك (288)، وأحمد (2/ 65)، والبخاري (645)، ومسلم (650)، والترمذي (215)، والنسائي (1/ 294)، وابن ماجة (789).

هـ) عن أبي سعيد (صح) ". (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ) أخذ من هذه العبارة عدم وجوب الجماعة وأنها ليست بشرط في صحة الصلاة لما في صيغة أفضل من الاشتراك في التفاضل ولو كانت شرطاً أو واجبة لما كانت صلاة الفذ ذات درجة حتى يفاضل بينها وبين الجماعة، وأجيب بأنه صحيح في عدم الشرطية، وأما أنه يدل على عدم وجوب الجماعة فلا فإنه لا يلزم من عدم شرطيتها عدم وجوبها، غايته أنه تكون صلاة الفذ صحيحة مجزئة وتكون إنما بترك الجماعة لوجوبها. (بخمس وعشرين درجة) قال ابن حجر (¬1): جاء عن بعض الصحب قصر التضعيف على التجميع في المسجد العام، قال: وهو الراجح في نظري. (حم خ هـ (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 5059 - "صلاة الجماعة تعدل خمساً وعشرين من صلاة الفذ. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (صلاة الجماعة تعدل خمساً وعشرين من صلاة الفذ) فيه ما يدل أنها بمثابة ما لو صلى خمسًا وعشرين صلاةً فُرادى. (م (¬3) عن أبي هريرة) وصححه المصنف. 5060 - "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه خمساً وعشرين درجة، وذلك أن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد، فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت الصلاة ¬

_ (¬1) فتح الباري (2/ 135). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 55)، والبخاري (646)، وابن ماجة (788)، وانظر فتح الباري (2/ 135). (¬3) أخرجه مسلم (649).

تحبسه، وتصلي الملائكة عليه ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه، يقولون: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه ما لم يحدث فيه. (حم ق د هـ عن أبي هريرة) (صح) ". (صلاة الرجل) ومثله المرأة حيث يشرع لها الخروج إلى الجماعة وذلك لأن وصف الرجولية بالنسبة إلى ثواب الأعمال غير معتبر شرعًا ولا يقال أنه سيأتي أن صلاة المرأة في بيتها أفضل لأنا نقول هو مسلم ولا ينافي هذا كما أن صلاة الرجل في الفلاة أفضل لا ينافي هذا، وكما أن الصلاة في المساجد الثلاثة أفضل. (في جماعة تزيد) أي ثواب صلاته، أو صلاته باعتبار الثواب. (على صلاته في بيته وصلاته في سوقه) ظاهره سواء كانت جماعة أو فرادى، إلا أنه قال ابن دقيق العيد: الذي يظهر أن المراد يقابل الجماعة في المسجد الصلاة في غيره منفردا، ثم هو في تخصيص البيت والسوق إخراجًا على الغالب فلا مفهوم له لأن غالب بقاء الرجل فيهما (خمساً [3/ 7] وعشرين درجة) وفي رواية "ضعفاً" وفي أخرى "جزءا" قيل فيه التسوية بين صلاة البيت والسوق، وقال ابن حجر (¬1): لا يلزم من حمل الحديث على ظاهره التسوية، إذ لا يلزم من استوائهما في المفضولية عن صلاة المسجد كون أحدهما ليس بأفضل من الآخر وكذا لا يلزم كون الصلاة جماعة في بيت أو سوق أنه لا فضل فيها على الصلاة منفرداً بل الظاهر أن التضعيف المذكور يختص بالجماعة في المسجد، والصلاة في بيت مطلقاً أولى منها بالسوق؛ لأن الأسواق محل الشياطين، والصلاة جماعة ببيت أو سوق أفضل من الانفراد. قلت: ما قاله صحيح بالنظر إلى أدلة أخرى لا إلى هذا الحديث. (وذلك) أي ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (2/ 135).

التضعيف المذكور سببه: (أن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء) أي أتى بواجباته ومسنوناته (ثم أتى المسجد) يفيد أنه لا يضر التراخي ولا يلزم الفورية وقياس الظاهري أنه لا بد من التراخي لما يقتضيه ثم. (لا يريد إلا الصلاة) أي لا قصد له إلا فعل الصلاة فلو خرج قاصدا لها ولأمر آخر من عيادة المريض وقضاء حاجة وتدريس فليس له على صلاته هذا الأجر (لم يخط خطوة) بفتح حرف المضارعة وضم الطاء، "خطوةً" في الصحاح: بالضم، ما بين القدمين وبالفتح المرة الواحدة وجزم اليعمري بأنها هنا بالفتح، وقال القرطبي: هي في رواية مسلم بالضم، (إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد) وفيه أن الأبعد عن محل وضوءه أفضل لزيادة الخطوات (فإذا دخل المسجد كان في صلاة) أي في ثواب صلاة لا في حكمها فيحل له الكلام وغيره مما منع عنه في الصلاة يستمر مدة. (ما كانت الصلاة) التي خرج لها. (تحبسه) أي تمنعه عن الخروج وظاهره أنه لا يكون في صلاة بعد فراغه من الفريضة التي خرج لها وإن بقى في المسجد، إلا لأحاديث أخر قاضية بأن الباقي ينتظر الصلاة في صلاة. (وتصلي الملائكة) حفظته أو غيرهم (عليه ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه) قال ابن حجر (¬1): لعله للغالب فلو قام لبقعة أخرى منه ناوياً الصلاة كان كذلك، ثم بيّن دعاء الملائكة بعد إبهامه بقوله: (يقولون: اللهم اغفر له) كما حكاه الله {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} الآية. [غافر: 7] (اللهم ارحمه، اللهم تب عليه) أي وفقه للتوبة وتقبلها منه. (ما لم يؤذ فيه) أحداً من الخلق بيد أو لسان أو إشارة شفة أو أجفان. (أو يحدث) فيه بالتخفيف من الحدث، وأخطأ من شدد، قال ابن بطال: المراد من الحدث حدث الفرج لكن يؤخذ منه أن تجنب حدث اليد واللسان أولى لأنهم أشد إيذاء. ¬

_ (¬1) فتح الباري (2/ 143).

قلت: ليس العلة الإيذاء في الأجر بل نفس الحدث الناقض للوضوء وتخصيص حدث الفرج يفتقر إلى دليل، إلا على من لا يرى ناقضاً إلا ما كان من الفرجين كما هو رأي البخاري وغيره فتخصيص الفرج صحيح. واعلم أن هذه الأمور المذكورة علة التضعيف وسببه فإذا كان كذلك فما ترتب على متعدد لا يوجد بوجود بعضه إلا إذا دل دليل على إلغاء شيء مما ذكر هنا، قال الحافظ في الفتح: هذا الحديث قد تمسك به من ذهب إلى عدم وجوب الجماعة وإنها سنة فقط لاقتضائه ثبوت الصحة والفضيلة بلا جماعة وجوابه أنه لا يلزم أكثر من ثبوت الصحة لما في البيت أو السوق في الجملة بلا جماعة ولا ريب فيه إذا كانت الجماعة، فالمعنى: صلاة الجماعة أفضل من صلاته في بيته فيما يصح فيه ولو كان مقتضاه الصحة مطلقاً بلا جماعة لم يدل على ندبها لجواز أن الجماعة ليست من أفعال الصلاة فيكون تركها مؤثما لا مفسداً. (حم ق د هـ (¬1) عن أبي هريرة)، قال الشارح: قصة صنيع المصنف أن كلا منهم روى الحديث هكذا وليس كذلك بل قوله "اللهم تب عليه" ليس عند الشيخين بل هو لابن ماجه كما ذكره القسطلاني. 5061 - "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده خمساً وعشرين درجة، فإذا صلاها بأرض فلاة فأتم وضوءها وركوعها وسجودها بلغت صلاته خمسين درجة. عبد عن حميد (ع حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده خمساً وعشرين درجة، فإذا صلاها) يعني وحده، وقال الشارح: في جماعة كما يشير إليه السياق، قلت في الترغيب: أخرج الحاكم وصححه عند "صلاة الرجل في الفلاة تضاعف على ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد والبخاري (647)، ومسلم (649)، وأبو داود (559)، وابن ماجة (786).

صلائه في الجماعة ... " الحديث. (¬1) وقال المنذري: قد ذهب بعضهم إلى تفضيلها على الصلاة في الجماعة وساق من الأحاديث ما يرشد إلى أن المراد صلاته منفردا في الفلاة (بأرض فلاة) [3/ 8] في القاموس (¬2): الفلاة القفر أو المفازة لا ما فيها أو أقلها للإبل ربع، أو للحمير والغنم والصحراء الواسعة انتهى. قلت: ولعله المراد هنا. (فأتم وضوءها وركوعها وسجودها) الظاهر أن هذا شرط لكل صلاة فخرج على الأغلب. (بلغت صلاته خمسين درجة) قال ابن حجر (¬3): كأن سره أن الجماعة لا تتأكد في حق المسافر لوجود المشقة. قلت: كلامه يؤيد ما قدمناه من أن المراد صلاة الفلاة فرادى، قال أبو زرعة: وهو حجة على مالك في ذهابه: أن لا فضل لجماعة على جماعة، قلت: هذا من أبي زرعة في على أن المراد بصلاة الفلاة في جماعة. (عبد بن حميد، ع حب ك (¬4) عن أبي سعيد) رمز المصنف بالصحة على الحاكم. 5062 - "صلاة الرجل في بيته بصلاة، وصلاته في مسجد القبائل بخمس وعشرين صلاة، وصلاته في المسجد الذي يُجَمَّعُ فيه بخمسمائة صلاة، وصلاته في المسجد الأقصى بخمسة آلاف صلاة، وصلاته في مسجدي هذا بخمسين ألف صلاة، وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة. (هـ) عن أنس (صح) ". (صلاة الرجل في بيته بصلاة) لعل المراد الصلاة هنا للفريضة فرادى وأن التفضيل باعتبار البقاع في هذا الحديث لا غيرها والمراد أنها لا تضاعف. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 326). (¬2) القاموس (3/ 281). (¬3) انظر: فتح الباري (2/ 134) وعون المعبود (2/ 187). (¬4) أخرجه عبد بن حميد في مسنده (976)، وأبو يعلى في مسنده (1011)، وابن حبان (5/ 404) (2055)، والحاكم (1/ 326)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 162)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3824)، والصحيحة (3824).

(وصلاته في مسجد القبائل) المراد به مسجد الحارة المنسوب إليها كمسجد بني فلان ونحوه. (بخمس وعشرين صلاة) إن أريد الفرادى كما ذكرناه فهذه المضاعفة غير مضاعفة الجماعة ولعلها درجات لا تبلغ درجات الجماعة. (وصلاته في المسجد الذي يُجَمَّعُ فيه) قيل أن تقام فيه الجمعة. (بخمسمائة صلاة) لا يقال هذه مع كونها فرادى فضلت الجماعة؛ لأنا نقول: هذه درجات غير تلك الدرجات فيمكن أن قدر الدرجة الواحدة من درجات الجماعة يوازي عدة درجات من هذه. (وصلاته في المسجد الأقصى بخمسة آلاف صلاة) هذه فضائل للبقاع لا يقف أحد على سرها إل بنور الوحي. (وصلاته في مسجدي هذا بخمسين ألف صلاة، وصلاته في المسجد الحرام) يحتمل أن يراد به الحرم كله لأنه أحد ما يطلق عليه هذا اللفظ. (بمائة ألف صلاة) قال ابن حجر (¬1): أخذ منه بعض الصحابة قصر التضعيف إلى خمس وعشرين على التجميع في المسجد العام الذي يصلي فيه القبائل، فذهب الشافعي أن من صلى في غيره فله خمس أو سبع وعشرون درجة وكذا من صلى مع اثنين لكن صلاة الأول أكمل، قلت: هذا مبني على أنه أريد هنا الجماعة. (هـ (¬2) عن أنس) ورمز المصنف لصحته. 5063 - "صلاة الرجل قاعدًا نصف الصلاة، ولكني لست كأحد منكم. (م د ن) عن ابن عمرو (صح) ". (صلاة الرجل قاعداً) المراد نفلاً ولم يبين كيفية القعود ويؤخذ من إطلاقه جوازه على أي صفة شاء المصلي وقد اختلف في الأفضل، فعن الأئمة الثلاثة يصلي متربعا، وقيل مفترشاً قاله الشارح (نصف الصلاة) في الأجر، (ولكني لست كأحد منكم) فإن صلاته - صلى الله عليه وسلم - قاعداً كصلاته قائماً في الأجر هذا من ¬

_ (¬1) فتح الباري (2/ 135). (¬2) أخرجه ابن ماجة (453)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3509).

خصائصه كما عرف، قال الزين العراقي وتبعه ابن حجر: أن هذا مبني على دخول المتكلم في عموم خطابه. (م د ن (¬1) عن ابن عمر) ورمز لصحته المصنف. 5064 - "صلاة الرجل قائماً أفضل من صلاته قاعداً، وصلاته قاعداً على النصف من صلاته قائماً، وصلاته نائماً على النصف من صلاته قاعداً. (حم د) عن عمران بن حصين (صح) ". (صلاة الرجل قائماً) نفلاً (أفضل من صلاته قاعداً) وقد بين قدر الأفضل في الحديث الأول وفي قوله. (وصلاته قاعدا على النصف من صلاته قائماً وصلاته نائمًا) بالنون من النوم والمراد به الاضطجاع كما فسره به البخاري (على النصف من صلاته قاعدًا) قال ابن عبد البر وابن بطال (¬2): الجمهور لا يجوزون النفل مضطجعاً فإن أجازه أحد مع القدرة فهذا حجته، قال ابن حجر: قد حكى الترمذي عن الحسين جواز النفل مضطجعاً وهو الأصح عند الشافعية، لكن يلزم القادر الإتيان بالركوع والسجود حقيقة ولا يجزئه الإيماء نائماً بهما ثم إن الحديث في غير المعذور (حم د (¬3) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لصحته. 5065 - "صلاة الرجل تطوعاً حيث لا يراه الناس تعدل صلاته على أعين الناس خمساً وعشرين. (ع) عن صهيب (ض) ". (صلاة الرجل) خرج على الغالب وإلا فالمرأة كذلك في نفلها. (تطوعا حيث لا يراه الناس) ظاهره سواء كان في مسجد خالٍ أو بيته. (تعدل صلاته على أعين الناس خمساً وعشرين) أي درجة أو صلاة وذلك لأن النفل شرع للتقريب إلى الله تعالى فكلما كان أخفى كان أبعد عن الرياء ونظر الخلق، أما الفرائض ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (573)، وأبو داود (950)، والنسائي (3/ 223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3826). (¬2) انظر: فتح الباري (2/ 585). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 433)، وأبو داود (951)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3825).

فشرعت لإشادة الدين وإظهار شعائره فهي حقيقة بأن تقام على رؤوس الأشهاد. (ع (¬1) عن صهيب) رمز المصنف لضعفه. 5066 - "صلاة الضحى صلاة الأوابين. (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (صلاة الضحى) تقدم الكلام فيها (صلاة الأوابين) أي التي يطلق عليها أنها صلاة الأوابين مثل حديث: "صلاة الأوابين حين يرمض الفصال" (¬2) فهو إخبار بأن صلاة الضحى وصلاة الأوابين واحدة (فر (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 5067 - "صلاة القاعد نصف صلاة القائم. (حم ن هـ) عن أنس (هـ) عن ابن عمرو (طب) عن ابن عمرو عن عبد الله بن السائب وعن المطلب بن أبي وداعة". (صلاة القاعد) نفلاً في أجرها. (نصف صلاة القائم) كما سلف أصل الحديث، عن أنس قال: قدم الناس المدينة وهي محمة فحم الناس فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد والناس [3/ 9] يصلون من قعود فقال: "صلاة القاعد ... " الحديث. (حم ن هـ (¬4) عن أنس) قال ابن حجر: رجال أحمد ثقات، وقال الحافظ العراقي: إسناد ابن ماجه جيد، لكن اختلف فيه على حبيب بن أبي ثابت. (هـ (¬5)) عن ابن عمرو (طب) (¬6) عن أبي عمر وعن عبد الله بن السائب ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حجر في المطالب العالية (547) من طريق أبي يعلي، صححه الألباني في صحيح الجامع (3821) (¬2) أخرجه مسلم (748). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس بماثور الخطاب (2/ 389) (729)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3827). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 240)، والنسائي (1/ 429)، وابن ماجة (1230)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2838). (¬5) أخرجه ابن ماجة (1229)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2838). (¬6) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 291) رقم (688)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2838).

وعن عبد المطلب بن أبي وداعة) بفتح الواو والدال المهملات، قال الهيثمي: فيه عبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف يعني في رواية الأولين وفي رواية الآخرين صالح بن أبي مضر ضعفه الجمهور. 5068 - "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلي ركعة واحدة توتر له ما قد صلي. مالك (حم ق4) عن ابن عمر (صح) ". (صلاة الليل مثنى مثنى) في مسلم أن ابن عمر سئل ما مثنى مثنى؟ قال: تسلم في كل ركعتين والحديث مسوق لبيان فضيلة النفل ليلاً كذلك، وفيه أن صلاة النهار سواء فيها المثنى وغيرها، وقالت الحنفية: فيه أن نفل النهار أربع ورُدّ بأن مفهوم الليل لا يعمل به. (فإذا خشي أحدكم الصبح) أي طلوع الفجر المانع عن النفل (صلى ركعة واحدة توتر له) أي يصير. (ما قد صلي) شفعاً وتراً وفيه أن أقل الوتر ركعة وأنها مفصولة بالتسليم عما قبلها وأنه يخرج وقت الوتر بطلوع الفجر. (مالك حم ق 4 (¬1) عن ابن عمر). 5069 - "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة، فإن الله وتر يحب الوتر. ابن نصر (طب) عن ابن عمر (صح) ". (صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة) ظاهره وما قبله أن الإتيان بواحدة إنما هو عند مخافة فوات الإيتار بأكثر وإلا فهو الأفضل. (فإن الله وتر) أي واحد لا شريك له في ذاته ولا صفاته (يحب الوتر) أي يرضاه ويكافئ عليه وأما ما أمر به شفعا كالفرائض غير المغرب فلحكمة هو أعلم بها. (ابن نصر (طب) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته على الطبراني. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (402)، والبخاري (472، 473)، ومسلم (749)، وأبو داود (1295)، والترمذي (437)، والنسائي (3/ 227)، وابن ماجة (1322). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 264) رقم (13058)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3511).

5070 - "صلاة الليل والنهار مثنى مثنى. (حم ع) عن ابن عمر" (صح). (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) قال الدارقطني: ذكر النهار يزيد على الروايات فهو وهم من البارقي، قال المناوي: ممنوع؛ لأنَّه ثقة قد احتجَّ به مسلم وزيادة الثقة مقبولة ومع قبول الزيادة يكون نفل الليل والنهار مثنى مثنى أفضل إلا ما ورد شفعاً كالأربع قبل الظهر (حم ع (¬1) عن ابن عمر) قال الهيثمي: حديث صحيح رواته كلهم ثقات وقد رمز المصنف لصحته. 5071 - "صلاة الليل مثنى مثنى، وجوف الليل أحق به. ابن نصر (طب) عن عمرو بن عنبسة" (صح). (صلاة الليل مثنى مثنى) أي اثنتين اثنتين لمن أراد (وجوف الليل) قال الشارح: أي سدسه الخامس. (أحقُ به) أي بالنفل على هذه الكيفية وفي رواية: "أجوبة" دعوةً عوض أحق به. (ابن نصر (طب) (¬2) عن عمرو بن عنبسة) بموحده ومهملتين مفتوحتين صحابي معروف رمز المصنف بالصحة، على الطبراني، قال الهيثمي: وفيه أبو بكر بن أبي مريم ضعيف. 5072 - "صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل. (طب) عن ابن عباس (صح) ". (صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل) يستدل به وبما قبله على منع التطوع بركعة في غير الوتر وهو محكي عن مالك ومذهب الشافعي جوازه قياساً على الوتر لحديث: "الصلاة خير موضوع فمن شاء أستقل ومن شاء استكثر" (¬3) وفيه الرد على أبي حنيفة في منعه الوتر بركعة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 26)، وأبو يعلى (5431)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3831). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 303) رقم (13184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3513). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 179).

واحدة. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة إلا أنه مدلس. 5073 - "صلاة الليل مثنى مثنى، وتشهد في كل ركعتين، وتبأس وتمسكن، وتقنع بيدك، وتقول: اللهم اغفر لي، فمن لم يفعل ذلك فهو خداج. (حم د ت هـ) عن المطلب بن أبي وداعة (ح) ". (صلاة الليل مثنى مثنى، وتشهد) يحتمل أنه اسم وأنه فعل أمر (في كل ركعتين) قال العراقي: يحتمل أن المراد يسلم من كل ركعتين أو أن المراد يتشهد في كل ركعتين، وإن جمع ركعات بتسليمة ويكون قوله: "وتشهد في كل ركعتين" يفسر المعنى "مثنى مثنى"، قلت: الاحتمال الأول أظهر. (وتبأس) قال الخطابي: معناه إظهار للبؤس والفاقة، وقال ابن المديني: البؤس الخضوع والفقر (وتمسكن) قال الخطابي: من المسكنة، فقيل معناه: السكون والوقار والميم زائدة. (وتقنع) بالقاف فنون مهملة. (بيدك) قال الحسيني في شرح الترمذي معناه: رفع اليدين في الدعاء، وفي رواية: "وتضع يديك" وهو عطف على محذوف أي إذا فرغت منهما فسلم ثم ارفع يديك، وقال العراقي: يحتمل أن مراده الرفع في القنوت. (وتقول: اللهم اغفر لي، فمن لم يفعل ذلك) يعني كلما ذكر وقيل من فاته ما ذكر من رفع اليدين والدعاء بالمغفرة. (فهو خداج) الخدل النقصان أي ناقصة من الأجر. (حم د ت هـ (¬2) عن المطلب بن وداعة) رمز المصنف لحسنه، قال المناوي: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 36) رقم (10963)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3830). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 167)، وأبو داود (1296)، والترمذي (385)، وابن ماجة (1325)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3512).

فيه عبد الله بن نافع بن أبي العمياء، قال البخاري: لا يصح حديثه، وقال الحسيني: فيه اضطراب وإعلال. 5074 - "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها. (د) عن ابن مسعود (ك) عن أم سلمة (صح) ". (صلاة المرأة) ولو عجوزاً. (في بيتها) قيل: هو الموضع المعد للنوم. (أفضل من صلاتها في حجرتها) بالمهملة مضمومة فراء، كل موضع [3/ 10] حجر عليه بالحجارة. (وصلاتها في مخدعها) مثلث الميم، وخاء معجمة ثم مهملة خزانتها في أقصى بيتها. (أفضل من صلاتها في بيتها) قال في الفتح: وجه كون صلاتها في الأخفى أفضل لتحقق الأمن فيه من الفتنة ويتأكد ذلك بعد حدوث ما أحدث النساء من التبرج والزينة، قال البيهقي (¬1): وفي الحديث دلالة على أن الأمر بأن لا يمنعن عن المساجد أمر ندب وهو قول عامة العلماء وفيه دليل أيضاً أن فرادى النساء أفضل من جماعتهن لأن المخدع لا يتسع للجماعة وسيصرح به الحديث الآتي. (د عن ابن مسعود، ك (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته. 5075 - "صلاة المرأة وحدها تفضل على صلاتها في الجمع بخمس وعشرين درجة. (فر) عن ابن عمر". (صلاة المرأة وحدها تفضل على صلاتها في الجمع) ظاهره جمع رجال أو نساء. (بخمس وعشرين درجة) وفي أمره بالإذن للنساء يخرجن للجماعة دليل ¬

_ (¬1) السنن الكبرى للبيهقي (3/ 133). (¬2) أخرجه أبو داود (570) عن ابن مسعود، والحاكم (1/ 328) عن أم سلمة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3733).

على جواز العدول إلى المفضول مع إمكان الأفضل. (فر (¬1) عن ابن عمر) فيه بقية بن الوليد وتقدم الكلام فيه. 5076 - "صلاة المسافر ركعتان حتى يؤوب إلى أهله أو يموت. (خط) عن عمر". (صلاة المسافر ركعتان) لغير الثلاثية لما علم من أنه لا تخفيف فيها والحديث ظاهر في وجوب القصر كما هو الحق وقررناه في حواشي ضوء النهار، ثم رجحنا أخرى في رسالة أن المسافر مخير بين التمام والقصر لأدلة سرد ألفاظها هناك. (حتى يؤوب) أي يرجع. (إلى أهله أو يموت) فيه مأخذ لمن قال: إنه يقصر في سفره ولو طالت إقامته في أي محل. (خط (¬2) عن عمر) وفيه بقية وخالد بن عثمان العثماني، قال الذهبي: قال ابن حبان: بطل الاحتجاج به وقد عزاه في الفردوس إلى النسائي. 5077 - "صلاة المسافر بمنىً وغيرها ركعتان. أبو أمية الطرسوسي في مسنده عن ابن عمر (صح) ". (صلاة المسافر بمنىً وغيرها ركعتان) كأنه لدفع من يتوهم أن إتمام الصلاة في الأماكن الشريفة أفضل لأنها زيادة عمل في محل فضل وقد أتم عثمان في منى واعترض على ذلك وذكرت له أعذاراً شمل عليها الهدي النبوي. (أبو أمية الطرسوسي (¬3) في مسنده عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 5078 - "صلاة المغرب وتر النهار. (ش) عن ابن عمر (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3726)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3514)، والضعيفة (2887) وقال: منكر. (¬2) أخرجه النسائي (3/ 183)، والخطيب (12/ 312)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3516)، والضعيفة (3775): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه مسلم (694).

(صلاة المغرب وتر النهار) عامة كما في الميزان فأوتروا صلاة الليل، ولما كان الله يحب الوتر جعل آخر كل صلاة من ليل ونهار وتراً فالمغرب يوتر شفع النهار وأضيف إليه لوقوعه عقبه وإلا فهو يقع في أول الليل، والوتر بعد العشاء يوتر شفع الليل. (ش (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه ورواه أحمد بلفظ: "صلاة المغرب أوترت النهار فأوتروا صلاة الليل" قال الحافظ العراقي: والحديث سنده صحيح. 5079 - "صلاة الهجير من صلاة الليل. ابن نصر (طب) عن عبد الرحمن بن عوف". (صلاة الهجير) تقدم بيانها في حديث أنس "أربع قبل الظهر كعدلهن بعد العشاء" فقوله: (من صلاة الليل) أي من جملتها في الثواب والمشقة، (ابن نصر (طب) (¬2) عن عبد الرحمن بن عوف) قال الهيثمي: رجاله موثقون. 5080 - "صلاة الوسطى صلاة العصر. (حم ت) عن سمرة (ش ت حب) عن ابن مسعود (ش) عن الحسن مرسلاً (هق) عن أبي هريرة البزار عن ابن عباس، الطيالسي عن علي". (صلاة الوسطى) المذكورة في كتاب الله المؤكد الأمر بالمحافظة عليها والوسطى الفضلى (صلاة العصر) هذا هو أرجح الأقوال مع الاختلاف الشديد في تعيينها فهذا نص إن صح الحديث. (حم ت عن سمرة) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح (ش ت حب عن ابن مسعود، ش عن الحسن مرسلاً، هق ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (6709)، وأحمد (2/ 30)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3834)، والصحيحة (2814). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 134) رقم (282)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 221)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3518)، والضعيفة (3783).

عن أبي هريرة، البزار عن ابن عباس، الطيالسي (¬1) عن علي) قال الهيثمي: رجاله موثقون. 5081 - "صلاة الوسطى أول صلاة تأتيك بعد صلاة الفجر. عبد بن حميد في تفسيره عن مكحول مرسلاً (ض) ". (صلاة الوسطى أول صلاة تأتيك بعد صلاة الفجر) وهي الظهر وإلى هذا ذهب جماعة منهم المصنف وبعد صحة الحديث الأول لا بد من تأويل هذا الحديث مع أنه ضعيف لا يقاوم الأول. (عبد بن حميد (¬2) في تفسيره عن مكحول مرسلاً) رمز المصنف عليه بالضعف. 5082 - "صلاة أحدكم في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة. (د) عن زيد بن ثابت، ابن عساكر ابن عمر (صح) ". (صلاة أحدكم في بيته) أي نفلاً. (أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة) يعني المكتوبات الخمس، قال ابن حجر (¬3): يحتمل أن يراد بالمكتوبة ما يشرع له الجماعة، قال ابن رسلان: فيه نظر، قال الإسنوي: ويستثنى من النفل الصلوات المشهودة كالعيدين، قال المحب الطبري: فيه دلالة ظاهرة على أن النافلة في البيت تضاعف تضعيفا يزيد على الألف لأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فضلها على الصلاة في مسجده والصلاة فيه بألف صلاة، وهل يطرد هذا التضعيف في نافلة بيوت مكة على مسجدها؟ فيه احتمالان: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 22)، والترمذي (182) عن سمرة، وأخرجه ابن أبي شيبة (8626)، والترمذي (181)، وابن حبان (5/ 41) (1746) عن ابن مسعود، وأخرجه ابن أبي شيبة (8598) عن الحسن مرسلاً، وأخرجه البيهقي في السنن (1/ 460)، وأخرجه البزار (2062) عن ابن عباس، وأخرجه الطيالسي (94) عن علي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3835). (¬2) أخرجه عبد بن حميد (77)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3517). (¬3) انظر: فتح الباري (3/ 68).

أحدهما: يعم لعموم التفضيل في الأحاديث وخص مسجده بالذكر لأن المخاطب من أهله. والثاني: أن يكون الحكم خاصا بمسجده والتقييد به لنفي الحكم عن مسجد مكة فهو يزيد عليه في الفضل مكانة فكأنه قال: في مسجدي هذا فما دونه في الفضل لا فيما زاد عليه فيه. (د عن زيد بن ثابت، ابن عساكر (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته على أبي داود وقال الترمذي: حسن وسكت عليه أبو داود. 5083 - "صلاة بسواك أفضل سبعين صلاة بغير سواك. ابن زنجويه عن عائشة (ض) ". (صلاة بسواك) عند القيام إليها أو عند الوضوء لها، وقالت الحنفية: يكره السواك عند القيام إلى الصلاة وأن محله الوضوء لاشتراكهما في إزالة [3/ 11] الأوساخ، والأفعال النبوية يدل له: (أفضل من سبعين صلاة بغير سواك) قال ابن عبد البر: فضل السواك مجمع عليه والصلاة بعد السواك أفضل منها قبله بلا خلاف، قال ابن دقيق العيد (¬2): سر ندب السواك لها أنا مأمورون أن نكون في حالة التقرب إلى الله تعالى في حال كمال ونظافة إظهارا لشرف العبادة، قال: وقيل: إن الأمر يتعلق بالملك وهو أنه يضع فاه على فم القارئ فيتأذى بالريح الكريهة فيتأكد السواك لها لذلك، وقد أخرج البزار عن علي مرفوعا قال العراقي: رجاله رجال الصحيح "إن العبد إذا تسوك ثم صلي ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه حتى يضع فاه على فيه فما يخرج منه شيء إلا صار في جوف الملك فطهروا أفواهكم للقرآن" (¬3) وذكر السبعين يحتمل أنه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1044) عن زيد بن ثابت، وابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 138)، وأخرجه ابن أبي شيبة (6452) عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3814). (¬2) انظر فتح الباري (2/ 376). (¬3) أخرجه البزار (603).

للتكثير ويحتمل الحقيقة وسواء فيه الفرادى والجماعة. (ابن زنجويه (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، وقال الشارح: قد أخرجه أحمد والحاكم وصحَّحه ابن خزيمة والبيهقي وضعفه كلهم. 5084 - "صلاة تطوع أو فريضة بعمامة تعدل خمسا وعشرين درجة بلا عمام، وجمعة بعمامة تعدل سبعين جمعة بلا عمامة. ابن عساكر عن ابن عمر (ض) ". (صلاة تطوع أو فريضة بعمامة) الظاهر أنها ما تسمى عمامة عرفا فالمصلي بقلنسوة أو نحوها ليس له هذا الأجر. (تعدل خمسا وعشرين صلاة بلا عمامة، وجمعة) أي صلاة جمعة. (بعمامة تعدل سبعين جمعة بلا عمامة). (ابن عساكر (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر: إنَّه موضوع بعد عزوه إلى الديلمي عن ابن عمر أيضاً، وأقره على ذلك السخاوي. 5085 - "صلاة رجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله من صلاة أربعة تترى، وصلاة أربعة يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى، وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى". (طب هق (صح)) عن قُباث بن أشيم". (صلاة رجلين يؤم أحدهما صاحبه أزكى عند الله) أي أنمى وأرفع شأناً. (من صلاة أربعة تترى) بفتح الفوقية وسكون الثانية وفتح الراء مقصورا أي متفرقين غير مجتمعين. (وصلاة أربعة يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة ثمانية تترى، وصلاة ثمانية يؤمهم أحدهم أزكى عند الله من صلاة مائة تترى) وظاهره أن صلاة ثمانية تترى أزكى عند الله من صلاة اثنين يؤم أحدهما صاحبه، وعلى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 272)، والبيهقي في السنن (1/ 38)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3519). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (37/ 355) والديلمى في الفردوس (2571)، وانظر كشف الخفا (2/ 94)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3520)، والضعيفة (127): موضوع.

هذا القياس في الأربعة جماعة، أن عشرة تترى أزكى عنده تعالى منها. (طب هق (¬1) عن قباث) (¬2) قيل: بضم القاف وتخفيف الموحدة وبالمثلثة، وقال الناصر: هو بفتح القاف بلا خلاف بين أهل العلم وبه ضبطه المصنف بخطه (ابن أشيم) بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح الياء، وقباث صحابي شهد بدراً، رمز المصنف على البيهقي بالصحة، وقال الهيثمي: رجال الطبراني موثقون، وأما طريق البيهقي فقد قال الذهبي في المهذب (¬3): إسناده وسط. 5086 - "صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين (د) عن أبي أمامة". (صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما) يخرج الذكر بينهما. (كتاب في عليين) أي عمل مكتوب يصعد به الملائكة المقربون إلى عليين، وعليون اسم لديوان الملائكة عليهم السلام يرفع إليه أعمال الصلحاء، قال الطيبي: معناه مداومة الصلاة من غير شوب بما ينافيها لا يزيد عليها ولا عمل لعلي منها فكنى بذلك عنه وهذا المذكور قطعة من الحديث وهو عند مخرجه بلفظ: "من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم، ومن خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كلأجر المعتمر، وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين" فاختصره المصنف كما ترى. (د (¬4) عن أبي أمامة) فيه عبد الوهاب بن محمد الفارسي، قال في الميزان (¬5): رمي بالاعتزال وكان يصحف في الإسناد والمتن. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الشاميين (488)، والبيهقي في السنن (3/ 61)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3836)، وصححه في الصحيحة (1912). (¬2) انظر الإصابة (5/ 407). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4416). (¬4) أخرجه أبو داود (1288، 558)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3837). (¬5) انظر: ميزان الاعتدال (2/ 683) ولسان الميزان (2/ 141).

5087 - "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام. (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة (حم م ن هـ) عن ابن عمر (م) عن ميمونة (حم) عن جبير بن مطعم، وعن سعد بن الأرقم (صح) ". (صلاة في مسجدي هذا) في الإتيان باسم الإشارة ما يرشد إلى أن ما زيد فيه بعده - صلى الله عليه وسلم - غير داخل فيما ذكر من الفضيلة، ثم رأيت النووي (¬1) صرح بهذا وسبب الحديث أن الأرقم تجهز يريد بيت المقدس وجاء يودع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: "ما يخرجك حاجة أو تجارة" قال: لا والله يا رسول الله بأبي أنت وأمي لكني أردت أصلي في بيت المقدس، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة في مسجدي هذا ... " الحديث. (أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام) أي فإن الصلاة فيه أفضل منها في مسجده - صلى الله عليه سلم - كما يأتي قريبًا، وهذا الفضل في الأجر لا أنه يسقط به فوائت لو صلى من عليه صلوات في المسجد الحرام أو مسجده - صلى الله عليه وسلم - لما أسقطت عنه إلا واحدة وإن كان أجرها مضاعفاً، وهذا التضعيف يخص الفرائض لا النوافل فتقدم تفضيلها في البيوت، ثم رأيت بعد هذا لأنه لا فرق بين النفل وغيره عند الشافعية، قال النووي: وتخصيص الطحاوي وغيره للفرض خلاف إطلاق الأخبار، قال الرافعي: قد يكون النفل [3/ 12] في البيت أفضل لعموم خبر: "أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة". قلت: بناء على أن التضعيف غير الفضل ولا يخفاك أنه تقدم حديث أبي داود وصححه وفيه بيان أن التفضيل للفرائض. (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة (حم م ن هـ) عن ابن عمر (م) عن ميمونة (حم) (¬2) عن جبير بن مطعم، وعن سعد بن ¬

_ (¬1) شرح مسلم (9/ 163 - 164). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 239)، والبخاري (1190)، ومسلم (1394)، والترمذي (325)، والنسائي (5/ 214)، وابن ماجة (1454) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (2/ 29)، ومسلم (1395)،=

أبي وقاص وعن الأرقم بن أبي الأرقم)، قال ابن عبد البر في التمهيد (¬1): حديث ثابت. 5088 - "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام فإني آخر الأنبياء، ومسجدي آخر المساجد. (م ن) عن أبي هريرة (صح) ". (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد) وقد علم أن المساجد أفضل البقاع للفرائض. (إلا المسجد الحرام) أي أنه أفضل كما يأتي. (فإني آخر الأنبياء، ومسجدي آخر المساجد) أي مساجد الأنبياء وهذا تعليل لمطوي كأنه قيل ما بال مسجده - صلى الله عليه وسلم - فضل سائر مساجد الأنبياء؟ فقال لأني آخرهم فقد علم أن خاتمهم أفضل من غيري فلا عدوان بفضل متعبده سائر المساجد. (م ن (¬2) عن أبي هريرة) قال ابن عبد البر (¬3): روى عن أبي هريرة من طرق ثابتة صحاح متواترة، قال العراقي: لم يرد التواتر الذي ذكره أهل الأصول بل الشهرة، قلت: بل يحتمل أنه أراد التواتر الأصولي إلى أبي هريرة. 5089 - "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه. (حم هـ) عن جابر (صح) ". ¬

_ = والنسائي (5/ 213)، وابن ماجة (1405) عن ابن عمر، وأخرجه مسلم (1396) عن أم المؤمنين ميمونة، وأخرجه أحمد (4/ 80). (¬1) انظر: التمهيد (6/ 17). (¬2) أخرجه مسلم (1394)، والنسائي (5/ 213). (¬3) التمهيد (6/ 17).

(صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه) يأتي في الأحاديث أن صلاة في مسجده - صلى الله عليه وسلم - بعشرة آلاف صلاة. (إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه) يحتمل دخول مسجده - صلى الله عليه وسلم - في العموم ويحتمل عدمه وبيناه في حواشي ضوء النهار. (حم هـ (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الحافظ الزين العراقي: إسناده جيد. 5090 - "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة. (حم (صح) حب) عن ابن الزبير". (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة) أي بمائة صلاة في مسجدي ليكون مائة ألف فيطابق الأول وبعد رقم هذا التوجيه رأيته بعينه لزين الدين العراقي تلفيقاً للأحاديث والحمد لله، واستدل به الجمهور على أفضلية مكة على المدينة وأن الأمكنة تشرف بفضل العبادة فيها على غيرها وهو رأي الثلاثة، وقال مالك: المدينة أفضل، قال ابن عبد البر: وروى عنه ما يدل على أن مكة أفضل. (حم حب (¬2) عن ابن الزبير) رمز المصنف بالصحة على رمز أحمد، وقال العراقي في شرح الترمذي: رجاله رجال الصحيح ومثله قال الهيثمي في رجال أحمد. 5091 - "صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصيام شهر رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر فيما سواها، وصلاة الجمعة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 343)، وابن ماجة (1406)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3838). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 5)، وابن حبان (4/ 449) (1620)، وانظر المجمع (4/ 6)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3841).

بالمدينة كألف جمعة فيما سواها". (هب) عن ابن عمر (ح) ". (صلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصيام شهر رمضان بالمدينة كصيام ألف شهر فيما سواها) قال حجة الإِسلام (¬1): وكذا كل عمل بالمدينة بألف مما في غيرها ولم يستثن مكة فيحتمل أنها أفضل صياما كما في الصلاة ويحتمل غيره. (وصلاة الجمعة بالمدينة كألف جمعة فيما سواها) في ذكر الفرائض من الصيام والجمعة ما يرشد إلى أن التفضيل للفرائض في الصلوات أيضاً حسن. (هب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الشارح: إن مخرجه البيهقي عقبه بقوله: هذا إسناد ضعيف بمرة انتهى؛ فحذف المصنف له من سوء الصنيع انتهى. 5092 - "صلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألف صلاة، وفي بيت المقدس خمسمائة صلاة". (هب) عن جابر (ح) ". (صلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، وصلاة في مسجدي ألف صلاة، وفي بيت المقدس) أي في مسجده الأصلي. (خمسمائة صلاة) قال حجة الإِسلام: وسائر الأعمال فيها الواحد بخمس مائة. (هب (¬3) عن جابر) رمز المصنف لحسنه ورواه الطبراني عن أبي الدرداء وابن عبد البر عن البراء، قال الهيثمي: وسنده حسن. 5093 - "صلاتان لا يصلى بعدهما: الصبح حتى تطلع الشمس، والعصر حتى تغرب الشمس. (حم حب) عن سعد بن وقاص" (صح). (صلاتان لا يصلى بعدهما) أي نفلاً (الصبح حتى تطلع الشمس) وهو واضح في النهي عن النفل بعد فعل الصلاة كما في قوله. (والعصر حتى تغرب الشمس) ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (1/ 243). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4148)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3522). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (4144) عن جابر، وابن عبد البر (6/ 30)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4211).

وقد ورد ما يدل أن النهي في الفجر بعد طلوعه وإن لم يفعل صلاته، وفي العصر بعد فعله وحققنا ذلك في اليواقيت، وهل النهي شامل لذوات الأسباب الأظهر شموله وليس مع المخصص حجة. (حم حب (¬1) عن سعد) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 5094 - "صلاتكن في بيوتكن أفضل من صلاتكن في حجركن، وصلاتكن في حجركن أفضل من صلاتكن في دوركن، وصلاتكن في دوركن أفضل من صلاتكن في مسجد الجماعة. (حم طب هق) عن أم حميد" (صح). (صلاتكن في بيوتكن أفضل من صلاتكن في حجركن) تقدم تفسير ذلك. (وصلاتكن في حجركن أفضل من صلاتكن في دوركن) كأن المراد بالدور ما لا تختص به المرأة من بيت أو حجرة. (وصلاتكن في دوركن أفضل من صلاتكن في مسجد الجماعة) دل على أن كلما كان أبعد عن الناس [3/ 13] فهو أفضل لها، قال الشارح: إنه حجة من كره لهن شهود الجمعة وهو مذهب أهل الكوفة، وأبي حنيفة. قلت: لا يخفى أن مفضولية شيء لا تدل على كراهته فإن صلاة الرجل فرادى مفضولة ولا قائل بكراهتها فهذا لا يستدل به على الكراهة. (حم طب هق (¬2) عن أم حميد) الأنصارية امرأة أبي حميد قالت: قلت: يا رسول الله إنا نحب الصلاة -يعني معك- فيمنعنا أزواجنا فذكره ورمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 171)، وابن حبان (4/ 416) (1549)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 225)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3843). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 148) رقم (356)، والبيهقي في السنن (3/ 132)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 34)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3844).

5095 - "صلاح أول هذه الأمة: بالزهد واليقين، ويهلك آخرها بالبخل والأمل". (حم) في الزهد (طس هب (صح)) عن ابن عمرو". (صلاح أول هذه الأمة: بالزهد واليقين) إذ بهما يصير العبد خالصاً لله متواضعا له متوليا لمن والاه. (ويهلك آخرها بالبخل والأمل) قال الشارح: إنه وجد في أصول صحيحه: "وهلاك" وهذا الموافق لـ "صلاح" وذلك أن البخل لا يكون إلا من فقد اليقين وسوء الظن برب العالمين والتلذذ بالشهوات واستغراق القلب في ذلك حتى يطول الأمل، قال بعضهم: الأمل كالسراب يطمع من يراه ويخيب من رجاه، وتقدم فيه كلام كثير، وجعله هلاكا لأن من بخل منع الواجب ومن طال أمله أعرض عما فرض عليه وعن التوبة. (حم في الزهد (طس هب) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف على البيهقي بالصحة، وقال الهيثمي: فيه عصمة بن المتوكل ضعفه غير واحد ووثقه ابن حبان، وقال الترمذي: إسناده محتمل للتحسين ومتنه غريب. 5096 - "صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان. (م) عن أبي هريرة" (صح). (صياح المولود حين يقع) أي يسقط من بطن أمه. (نزغة) قال القرطبي: الصحيح في الرواية بنون وزاي ساكنة وغين معجمة من النزغ وهو الوسوسة والإغراء بالفساد ووقع لبعض الرواة: "فزعة" بالفاء والزاي وعين مهملة. (من الشيطان) يريد بها إيذائه وإفزاعه لأنه يسوءه ما ولد عليه من الفطرة. (م (¬2) عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 10)، والطبراني في الأوسط (7650)، والبيهقي في الشعب (10845)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 286)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3845). (¬2) أخرجه مسلم (2367).

أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. 5097 - "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وهي أيام البيض: صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة. (ن ع هب) عن جرير" (صح). (صيام ثلاثة أيام) قال الطيبي: الصوم إمساك المكلف بالنية من الخيط الأبيض إلى الخيط الأسود عن تناول الأطيبين والاستمناء وهو وصف سلبي وإطلاق العمل عليه يجوز (من كل شهر صيام الدهر) فسروه بالسنة فإن تم فالمراد به عدد حسنات الصوم للثلاثة من كل شهر مضاعفة بثلاث مائة وستين يوما وبحثنا فيه في حواشي ضوء النهار، وبين الثلاث وعينها بقوله: (وهي أيام البيض) أي أيام الليالي البيض سميت بيضا لأن القمر يطلع من أولها إلى آخرها، ثم أبدل منها قوله: (صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة) قيل: وجه صومها أي تخصيصها أنه لما عم النور ليلها ناسب أن يعم العبادة نهارها أو لأن الكسوف يكون غالبا فيها وقد أمرنا بفعل القرب عنده. (ن ع هب (¬1) عن جرير) رمز المصنف لصحته. 5098 - "صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وإفطاره. (حم حب) عن قرة بن إياس (صح) ". (صيام ثلاثة أيام من كل شهر في صيام الدهر وإفطاره) قيل: هو مطلق قيده ما قبله من حديث البيض، وقيل: بل هو على إطلاقه وتقدم الكلام على معنى: "وإفطاره". (حم حب (¬2) عن قرة بن إياس) بكسر الهمزة رمز المصنف لصحته، ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (4/ 221)، وأبو يعلى (7504)، والبيهقي في الشعب (3853)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3849). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 436)، وابن حبان رقم (3652)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 196)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3848)، والصحيحة (2806).

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 5099 - "صيام حسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر. (حم ن حب) عن عثمان بن أبي (صح) ". (صيام حسن) أي محبوب إلى الله أو خفيف على النفس أو تستحسنه الملائكة أو العقلاء من أهل الإيمان. (صيام ثلاثة أيام من الشهر) أوضحه بعد الإبهام زيادة في موقعه عند المخاطب. (حم ن حب (¬1) عن عثمان بن أبي العاص) رمز المصنف لصحته. 5100 - "صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بعدة بشهرين، فذلك صيام السنة". (حم ن حب) عن ثوبان (صح) ". (صيام شهر رمضان بعشرة أشهر) لأنه ثلاثون يوما اليوم بعشرة أيام فيكون عشرة أشهر (وصيام ستة أيام بعدة) عقيبه لا مطلق البعدية إلا أنه فهم الناس الأول ويجب في هذا الفهم ناظم الهدى في شرحه وقد ذكرناه في حواشي الضوء. (بشهرين فذلك) التضعيف وقوله: (صيام السنة) خبر مبتدأ محذوف أي ذلك أو هو. (حم ن حب (¬2) عن ثوبان) رمز المصنف لصحته. 5101 - "صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله يكفر السنة التي قبله. (ت هـ حب) عن أبي قتادة (صح) ". (صيام يوم عرفة) لغير مسافر وواقف بعرفة. (إني أحتسب على الله) أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 22)، والنسائي (8/ 409)، وابن حبان رقم (3649)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3850). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 280)، والنسائي في الكبرى (2/ 162)، وابن حبان رقم (3635)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3851).

أرجو منه، قال ابن الأثير (¬1): الاحتساب إلى الله البدار إلى طلب الأجر وتحصيله باستعمال أنواع البر، قال الطيبي: وكان القياس أرجوا من الله موضع جملة أحتسب وعداه بعلى التي للوجوب على سبيل الوعد مبالغة في تحقق حصول (أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) معناه أن يحفظه عن أن يذنب فيها أو يعطى من الثواب ما يكون كفارة لذنوبها أو يكفرها حقيقة ما وقع فيها ويكون المكفر متقدمًا [3/ 14] على المكفَّر، قال صاحب العدة: وذا لا يوجد مثله في شيء من العبادات (وصيام يوم عاشوراء إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) قيل لم يتعرضوا لتوجيه قوله: "أحتسب" هنا وفيما قبله ولم يجزم كما جزم في خبر الصلوات الخمس بأنهن مكفرات، قيل: قد يقال وعد الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالتكفير المذكور فقال المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "إني أرجو على عدة أن يكفر هذا المقدار". (ت هـ حب (¬2) عن أبي قتادة) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: ظاهره أنه لم يخرجه من الأربعة إلا هذان وليس كذلك بل خرجه الجماعة جميعاً إلا البخاري وعجيب من المصنف كيف خفي عليه حديث ثابت في مسلم. 5102 - "صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم. (هب) عن عائشة (ض) ". (صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم) هذا زيادة على ما سلف من أنه يكفر لسنتين فإن صيام ألف يوم يكفر أكثر من ذلك، قيل: والمراد ألف يوم ليس فيها عرفة. (هب (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال الشارح: فيه سليمان بن أحمد الواسطي قال الذهبي (¬4): ضعفوه والوليد بن مسلم أورده الذهبي في الضعفاء ¬

_ (¬1) النهاية في غريب الحديث (1/ 955). (¬2) أخرجه مسلم (1162)، والترمذي (749)، وابن ماجة (1730)، وابن حبان (3632). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3764)، وابن حبان (8/ 393) (3630)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3523). (¬4) المغني في ضعفاء الرجال (1/ 277).

وقال: ثقة مدلس سيما في شيوخ الأوزاعي وسليمان بن موسى قال البخاري: عنده مناكير، وقال النسائي: ليس بالقوي ودَلْهَمْ بن صالح، ضعفه ابن معين وغيره (¬1). 5103 - "صيام يوم السبت لا لك ولا عليك. (حم) عن امرأة (صح) ". (صيام يوم السبت) المطلق الذي لا يوافق أي الأيام التي ورد الحث على صومها. (لا لك) أجر في صومه. (ولا عليك) وزر فيه ويأتي النهي عن صومه فيكون للكراهة تنزيها بقرينه هذا. (حم (¬2) عن امرأة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة. 5104 - "صيام المرء في سبيل الله يبعده من جهنم مسيرة سبعين عاماً. (طب) عن أبي الدرداء (صح) ". (صيام المرء في سبيل الله) أي في الجهاد ولو في بلده (يبعده من جهنم) لو كان قد استحقها بذنوبه. (مسيرة سبعين عاماً) ويحتمل أنها لمطلق التكثير وأنها للتحديد وسره أن يجتمع له جهادان جهاد العدو وجهاد النفس عن شهواتها. (طب (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه مسلمة بن علي وهو ضعيف، قال الشارح: وقد أخرج الحديث البخاري والترمذي في الجهاد ومسلم في الصوم فترك المصنف لعزوه إليهم ذهول شنيع. ¬

_ (¬1) انظر: المغني للذهبي (1/ 223 رقم 2051). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 368)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 198)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3852)، والصحيحة (225). (¬3) أخرجه البخاري (2685)، مسلم (1153)، الطبراني في مسند الشاميين (290).

المعرف باللام من حرف الصاد

المعرف باللام من حرف الصاد 5105 - " الصائم المتطوع أمير نفسه: إن شاء صام، وإن شاء أفطر. (حم ت ك) عن أم هانئ (صح) ". (الصائم المتطوع أمير نفسه) بالراء وفي رواية بالنون يعني أمر صومه إليه. (إن شاء صام) أي أتم صومه. (وإن شاء أفطر) ويأتي تقييد هذا المشتبه بما قيل نصف النهار. (حم ت ك (¬1) عن أم هانئ) قالت: دخل على رسول الله - صلى الله عليه سلم - فدعا بشراب فشرب ثم ناولني فشربت، فقلت: يا رسول الله إني كنت صائمة فذكره، رمز المصنف عليه بالصحة، قال الترمذي: في إسناده مقال، ورواه النسائي وقال: في إسناده اختلاف كثير. 5106 - "الصائم المتطوع بالخيار ما بينه وبين نصف النهار. (هق) عن أنس، وعن أبي أمامة". (الصائم المتطوع بالخيار ما بينه وبين نصف النهار) مفهومه أنه لا خيار له بعد النصف وأنه يلزمه تمام تطوعه. (هق (¬2) عن أنس) أخرجه من حديث عون بن عمار عن حميد عن أنس، قال البيهقي عقيبه: وعون ضعيف وعن أبي أمامة من طريق جعفر بن الزبير، قال الذهبي: وجعفر متروك ورواه من طريق أخرى فيها مجهولان. 5107 - "الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار (هب) عن ابن عباس (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 341)، والترمذي (732)، والنسائي في الكبرى (2/ 249)، والحاكم (1/ 604)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3854). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 277، 278)، وانظر الميزان (2/ 125)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3526).

(الصائم بعد رمضان كالكار بعد الفار) يعني من فرغ من الصوم ثم رجع إليه كمن كر إلى الحرب بعد أن هرب عنه وهو إرشاد إلى صوم ست من شوال. (هب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وفيه بقية بن الوليد قال الذهبي (¬2): صدوق لكنه يروي عمن دب ودرج فكثرت مناكيره وإسماعيل بن بشير (¬3) قال العقيلي: متهم بالوضع. 5108 - "الصائم في عبادة، وإن كان نائما على فراشه. (فر) عن أنس (ض) ". (الصائم في عبادة، وإن كان نائما على فراشه) فأجر صومه منسحب عليه ولو نام كل يومه وفيه أن الأجر على النية لا المشقة فإنه لو نام كل يومه كان مأجوراً، مع أنه لا مشقة عليه. (فر (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الشارح: فيه محمد بن أحمد بن سهل (¬5)، قال الذهبي في الضعفاء: قال ابن عدي ممن يضع الحديث. 5109 - "الصائم في عبادة ما لم يغتب مسلماً أو يؤذه. (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (الصائم في عبادة ما لم يغتب مسلماً أو يؤذه) فإذا فعل ذلك كان في معصية لا في عبادة. (فر (¬6) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الشارح: فيه عبد ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3737)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3527)، والضعيفة (3789): ضعيف جداً. (¬2) انظر: المغني (1/ 109 رقم 944). (¬3) انظر ضعفاء العقيلي (1/ 81). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (3824)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3530)، والضعيفة (653). (¬5) انظر المغني (2/ 457). (¬6) أخرجه الديلمي (3825)، وابن عدى في الكامل (5/ 283)، وانظر العلل المتناهية (2/ 540)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3528): ضعيف جداً، وفي الضعيفة (1829): منكر.

الرحيم بن هارون (¬1) قال الذهبي في الضعفاء: قال الدارقطني: يكذب، والحسن بن منصور قال ابن الجوزي في العلل: غير معروف الحال، وقال ابن عدي: حديث منكر. 5110 - "الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي، ما لم يغتب، فإذا اغتاب خرق صومه. (فر) عن ابن عباس". (الصائم في عبادة من حين يصبح إلى أن يمسي، ما لم يغتب) فإنه يخرج عن عبادته [3/ 15]. (فإذا اغتاب خرق صومه) أي أفسده وأبطل ثوابه وإن حكم بصحته وأسقط عنه الفرض ويثاب في الآخرة على صومه ويعاقب على غيبته. (فر (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف والشارح. 5111 - "الصابر الصابر عند الصدمة الأولى. (تخ) عن أنس (ح) ". (الصابر الصابر) أي الصابر الصبر الكامل. (عند الصدمة الأولى) الصدمة الأولى هي الشيء الصلب واستعمل مجازا في كل مكروه حصل بغتة قاله المصنف في الديباج (¬3) وذلك أن مفاجأة المكروه له روعة تروع القلب وتزعجه وللصبر حقائق ذكرناها في كتابنا "السيف الباتر"، والمراد هنا أن الصبر الحقيقي هو ما كان عند أول وقوع المصيبة لا ما كان بعد ذلك وقد سبقه جزع. (تخ (¬4) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 5112 - "الصبحة تمنع الرزق. (عم عد هب) عن عثمان (ض) ". ¬

_ (¬1) انظر: الكامل لابن عدي (5/ 283)، والمغني (2/ 392)، والعلل المتناهية (2/ 832)، ولسان الميزان (7/ 286)، والضعفاء والمتروكين (2/ 103). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3826)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3529)، والضعيفة (3790): موضوع. (¬3) الديباج (3/ 14). (¬4) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1949)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3855).

(الصبحة) بضم المهملة وسكون الموحدة نوم أول النهار، قال البيهقي (¬1): الصبحة: النوم عند الصباح وجوز في الفائق (¬2) فتح صادها في شرح الشهاب إن كانت الرواية بالفتح فالمراد الفعلة وهي المرة الواحدة، وبالضم فالاسم ومعناه نوم الغداة قبيل ارتفاع الشمس (تمنع الرزق) لأن الملائكة الموكلين يؤمرون بكرة النهار بسوق رزقه إليه فإن غفل ونام حرم بركة الرزق والاستغناء به عن طلب غيره وليس المراد منع أصله، وفي خبر أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أتى فاطمة وهي نائمة فقال: "قومي فاشهدي رزقك" (¬3) كذا نقله الشارح غير منسوب إلي أحد. (عم) نسبه الهيثمي وغيره إلى أحمد لا إلي ابنه وأعله بإسحاق بن أبي فروة وقال: هو ضعيف (عد هب (¬4) عن عثمان) من طريق إسحاق بن أبي فروة، قال ابن الجوزي في الموضوعات: موضوع، إسحاق بن أبي فروة (¬5) متروك (هب عن أنس عقبه البيهقي) ببيان علته فقال: إسحاق بن أبي فروة تفرد به فغلط في إسناده وقد رمز المصنف لضعفه. 5113 - "الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. (حل هب) عن ابن مسعود". (الصبر نصف الإيمان) في النهاية (¬6): أراد بالصبر الورع؛ لأن العبادة قسمان: نسك وورع، فالنسك ما أمرت به الشريعة، والورع ما نهت عنه وإنما ينتهي عنه ¬

_ (¬1) شعب الإيمان (4/ 180). (¬2) انظر الفائق (2/ 286). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (4735). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 73)، وابن عدى (1/ 327)، والبيهقي في الشعب (4731) عن عثمان بن عفان، وأخرجه البيهقي في الشعب (4732) عن أنس، وانظر العلل المتناهية (2/ 696)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3531)، والضعيفة (3019): ضعيف جداً. (¬5) الميزان (1/ 344). (¬6) النهاية (3/ 7).

بالصبر فكان الصبر نصف الإيمان (واليقين الإيمان كله) لأن مدار اليقين على الإيمان بالله وبقضائه وقدره وبما جاء به رسله مع الثقة بوعده ووعيده فهو متضمن للإيمان ولكل ما جاء الإيمان به، وقيل: اليقين قوة الإيمان بالقدر والسكون إليه، وقال الغزالي (¬1): المراد باليقين المعارف القطعية الحاصلة بهداية الله عبده إلى أصول الدين. (حل هب (¬2) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، وقد قال البيهقي عقبه: تفرد به يعقوب بن حميد عن محمد بن خالد المخزومي، والمحفوظ عن ابن مسعود من قوله غير مرفوع انتهى. ويعقوب قال الذهبي: ضعفه أبو حاتم وغير واحد. 5114 - "الصبر رضا. الحكم وابن عساكر عن أبي موسى". (الصبر رضا) أي التحقق بصفة الصبر يفتح باب الوصول إلى مقام الرضا حتى كأنه نفس الرضا، قيل: الصبر ثلاث درجات: الأولى ترك الشكوى وهي درجة التائبين، ثم الرضا بالقضاء وهي درجة الزاهدين، ثم محبة ما يصنع به مولاه وهذه درجة الصديقين. (الحكيم وابن عساكر (¬3) عن أبي موسى) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 5115 - "الصبر والاحتساب أفضل من عتق الرقاب، ويدخل الله صاحبهن الجنة بغير حساب. (طب) عن الحكيم بن عمير الثمالي (ض) ". (الصبر والاحتساب أفضل) الاعتداد بما أصيب به عند الله تعالى كما قدمناه ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (4/ 66). (¬2) أخرجه أبو نعيم (5/ 34)، والبيهقي في الشعب (48)، وانظر الميزان (6/ 131)، والعلل المتناهية (2/ 815)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3536)، والضعيفة (499) وقال: منكر. (¬3) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 292)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 237)، والديلمي في الفردوس (3843)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3533)، والضعيفة (3792).

(من عتق الرقاب) لأنه أصل كل طاعة، فإن الطاعات لها أفعال أو تروك ولا يتم شيء منهما ويأتي به العبد إلا إذا كان صابراً. (ويدخل الله صاحبهن) أي صاحب الصبر والاحتساب وجمع الضمير مع الاثنين له نظائر ويحتمل عوده إليهما وإلى عتق الرقاب. (الجنة بغير حساب) لعظيم أجرهن. (طب (¬1) عن الحكيم بن عمير الثمالي) رمز المصنف لضعفه. 5116 - "الصبر عند الصدمة الأولى. البزار (ع) عن أبي هريرة (صح) ". (الصبر عند الصدمة الأولى) معناه أن الصبر عند قوة المصيبة أشد فالثواب عليها أكثر فإن طول الأيام تبلي المصائب فيصير الصبر طبعاً (البزار ع (¬2) عن أبي هريرة) قال: مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبقيع على امرأة فأمرها بالصبر ثم ذكره. رمز المصنف لصحته وليس بجيد فقد قال الهيثمي وغيره: فيه بكر بن الأسود أبو عبيدة الناجي (¬3). 5117 - "الصبر عند أول صدمة. البزار عن ابن عباس (صح) ". (الصبر عند أول صدمة) هو أبلغ من قوله عند "الصدمة الأولى" لأن ذلك يصدق عليه ولو بعد مرور حين ما من وقوعها بخلاف هذا وكأن المصيبة تصدم القلب [2/ 16] بعظيم موقعها ساعة بعد ساعة حتى اتصفت الصدمة بالأولى. (البزار (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وفيه الواقدي قد ضعَّفوه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 217)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3537)، والضعيفة (1860). (¬2) أخرجه أبو يعلى (6567)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 2) وفيه الضيا: ... وهو ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3856). (¬3) انظر: التاريخ الكبير (2/ 87)، وضعفاء العقيلي (1/ 147)، ونصب الراية (3/ 297). (¬4) أخرجه أبو يعلى في مسنده (6 رقم 3458)، والبيهقي في سننه (4/ 65)، وعزاه في المجمع للبزار (3/ 3) وانظر فيض القدير (4/ 234)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3857).

5118 - "الصبر عند الصدمة الأولى، والعبرة لا يملكها أحد صبابة المرء إلى أخيه. (ص) عن الحسن مرسلاً". (الصبر عند الصدمة الأولى، والعبرة) بفتح المهملة تجلب الدمع وانهماره (لا يملكها أحد) فلا لوم في انسكاب الدمع ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "تدمع العين ويحزن القلب" (¬1). (صبابة المرء إلى أخيه) نصب على أنه مفعول له ويصح رفعه خبر مبتدأ محذوف والصبابة الميل من صبا إلى الشيء إذا مال إليه وقيل: هي الشوق وشدته. (ص (¬2) عن الحسن مرسلاً). 5119 - "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد. (فر) عن أنس (هب) عن علي موقوفًا (ض) ". (الصبر من الإيمان) كائن منه ومنتقص ومتنزل: (بمنزلة الرأس من الجسد) فكأن الإيمان جسم ورأس وجسد وقد علم أن الرأس هو عمدة حياة الإنسان وأنه إذا ذهب ذهب البدن وإذا تغير تغير وذلك لأن الصبر داخل في كل باب من أبواب الدين، وقد حققنا فضائله في كتابنا "المختصر من كتاب ابن القيم" (¬3). (فر عن أنس، هب (¬4) عن علي موقوفاً" رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: فيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف. 5120 - "الصبر ثلاثة: فصبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية؛ فمن صبر على المعصية حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2315)، والبخاري (1242) تعليقاً. (¬2) أخرجه عبد الرزاق (6667)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3534). (¬3) يقصد كتاب عدة الصابرين (ص 91). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (3840) عن أنس، والبيهقي في الشعب (9718)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3535)، والضعيفة (3953): ضعيف جداً.

الله له ستمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين إلى منتهى الأرضين، ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة، ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين إلى منتهى العرش مرتين. ابن أبي الدنيا في الصبر وأبو الشيخ في الثواب عن علي (ض) ". (الصبر) باعتبار متعلقاته: (ثلاثة: فصبر على المصيبة) التي تنزل به حتى لا يسخطها. (وصبر على الطاعة) التي أمر بها حتى يؤديها. (وصبر عن المعصية) التي نهى عنها حتى يجتنبها، فالإيمان كله راجع إلى هذه القواعد الثلاث، صبر على المقدور وترك المحذور وفعل المأمور وإلى الثلاثة وقعت الإشارة بقوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ} [لقمان: 17]. (فمن صبر على المصيبة حتى يردها) أي يرد ألمها وحرارتها على القلب (بحسن عزائها) أي بحسن صبره عليها وذلك بالرضا بالقلب وعدم السخط باللسان وعلمه أن ما اختاره الله منها له خير مما يختار لنفسه. (كتب الله له ثلاثمائة درجة) أي منزلة عالية في الجنة كذا قيل، فالمراد ثلاث مائة منزلة متقاربة هذا المقدار. (ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) فالمقدار ثلاث مائة ما بين الأرض والسماء. (ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة) ضوعفت على الصبر على المصيبة المقدورة، وذلك لأن الصبر عليها يأتي به المؤمن والكافر والبر والفاجر إما اختياراً أو اضطراراً فإنه لا بد له من أن يصبر صبر الأبرار أو يسلوا سلو البهائم بخلاف الصبر على فعل الطاعة فإنه لا يأتي به إلا من صدق الرسل وقطع بالإنابة والعقوبة ثم كانت الدرجة أعلى مع تضاعفها كما دل له قوله: (ما بين الدرجتين كما بين تخوم الأرضين) بضم المثناة الفوقية وخاء معجمة مضمومة أي حدودها ومعالمها (إلى منتهى الأرضين) جمع الأرض وأفردها في الأول لأن المراد إلى أسفل الأراضي كلها بخلاف الأول

فالمراد الأرض العليا، (ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة) زيدت المضاعفة لما علم من أن الصبر عن المعصية لا يكون إلا بمجاهدة للنفس تامة ومجاهدة للشيطان وعزوف النفس عن مشتهاها فهو أشق الثلاثة على الأنفس ولذا كانت مقدار درجاته: (ما بين الدرجتين) أي منتهى الدرجة ومبتدأها من جهة العلو ومن جهة التحتية، (كما بين تخوم الأرضين إلى منتهى العرش مرتين) الذي هو أعلى المخلوقات وأرفعها وهذه نهاية في العلو ليس فوقها نهاية. (ابن أبي الدنيا في الصبر وأبو الشيخ (¬1) في الثواب عن علي) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن الجوزي: إنه موضوع. 5121 - "الصبي الذي له أب يُمْسَحُ رأسه إلى خلف، واليتيم يُمْسَحُ رأسه إلى قدام (تخ) عن ابن عباس (ض) ". (الصبي) يعني الطفل ولو أنثى. (الذي له أب) في الحياة. (يُمْسَحُ رأسه إلى خلف) فيه ندب مسح رؤوس الأطفال تأنيسا لهم. (واليتيم) الذي مات أبوه وإن كانت له أم في الحياة. (يُمْسَحُ رأسه إلى قدام) فيبدأ من جهة الخلف، وذلك لأنه أبلغ في تأنيسه وقد مر هذا في "إذا". (تخ (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 5122 - "الصبي على شفعته حتى يدرك، فإذا أدرك فإن شاء أخذ وإن شاء ترك. (طس) عن جابر". (الصبي على شفعته حتى يدرك) يعني إذا كان له عقار فباع شريكه نصيبه فلم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصبر (24)، وانظر الموضوعات (3/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3532)، والضعيفة (3791). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 129)، وانظر فيض القدير (4/ 235)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (353): موضوع.

يأخذ له وليه بالشفعة فهي ثابتة له [3/ 17] إذا بلغ. (فإذا أدرك) سن البلوغ. (فإن شاء أخذ وإن شاء ترك) إذ حقه ثابت. (طس (¬1) عن جابر) سكت عليه المصنف ورواه الديلمي أيضاً. 5123 - "الصخرة صخرة بيت المقدس على نخلة، والنخلة على نهر من أنهار الجنة، وتحت النخلة آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنت عمران: ينظمان سموط أهل الجنة إلى يوم القيامة. (طب) عن عبادة بن الصامت (صح) ". (الصخرة صخرة بيت المقدس) ثابتة. (على نخلة، والنخلة على نهر من أنهار الجنة، وتحت النخلة) أي تحت ظلها. (آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم بنت عمران) يحتمل أنهما الآن تحتها في الحياة وأنهما: (ينظمان سموط أهل الجنة) بضم المهملة جمع سمط بكسرها هو الخيط الذي ينظم فيه اللؤلؤ ونحوه وقوله: (إلى يوم القيامة) صريح في هذا الاحتمال. (طب (¬2) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته، وقد قال الهيثمي: فيه محمد ابن مخلد الرعيني (¬3)، قال ابن عدي: حدث بالأباطيل وهذا الحديث من منكراته انتهى؛ ومثله قاله الذهبي في الميزان، قال الذهبي: ورواه الخطيب في فضائل القدس بإسناد مظلم وهو كذب ظاهر، فالعجب من المصنف رحمه الله. 5124 - "الصدق بعدي مع عمر حيث كان. ابن النجار عن الفضل (ض) ". (الصدق) يتحقق ويعرف. (بعدي مع عمر) وإلا فهو كان معه - رضي الله عنه - في حياته. (حيث كان) أي حيث كان عمر وفي أي جهة وعلى أي صفة وفي أية حالة، فإن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6140)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3540). (¬2) أخرجه الديلمى في الفردوس (3871)، وانظر الميزان (6/ 327)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 218)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3541)، والضعيفة (1252): موضوع. (¬3) لسان الميزان (5/ 375).

الصدق دائر معه لا يتخلف عنه بتخلف الأحوال لما عرف من شدته وصلابته في الدين وعزيمته وهي لازمة للصدق (ابن النجار (¬1) عن الفضل) المراد به ابن العباس ورمز المصنف لضعفه. 5125 - "الصدقة تسد سبعين باباً من السوء. (طب) عن رافع بن خديج" (ض). (الصدقة) الواجبة والنافلة. (تسد) أي تدفع. (سبعين باباً من السوء) قيل: إنه في نسخ صحيحة وأصول مقروءة بالمعجمة والراء والموجود فيما رأيناه بالمهملة والواو والمهملة مفتوحة مع الإضافة إليه كما في المصباح، وذكر السبعين تكثير ومحتمل الحقيقة. (طب (¬2) عن رافع بن خديج) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه حماد بن شعيب ضعيف. 5126 - "الصدقة تمنع ميتة السوء. القضاعي عن أبي هريرة (صح) ". (الصدقة تدفع ميتة السوء) بكسر الميم، قيل: المراد بها ما لا تحمد عاقبته ولا تؤمن غائلته من الحالات كالفقر المدقع والوصب الموجب للإثم والقلق والعلل المفضية إلى كفران النعمة ونسيان الذكر والأحوال الشاغلة عما له وعليه، قال الطيبي: الأولى حملها على سوء الخاتمة ووخامة العاقبة من العذاب في الآخرة، وقيل: ميتة السوء قد تكون في صعوبة سبب الموت كهدم وذات الجنب ونحو ذلك وقد تكون بسوء حاله في الدين ككونه على بدعة أو شك أو إصرار على كبيرة. قلت: ونعم القول هذا فالصدقة الخالصة تدفع الكل. (القضاعي (¬3) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (2154)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3542): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 274) (4402)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 3/ 109، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3543)، والضعيفة (3797). (¬3) أخرجه القضاعي (98)، انظر التلخيص الحبير (3/ 114)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3546)، والضعيفة (665).

هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال العامري: أيضاً صحيح، وقال الحافظ ابن حجر: فيه من لا يعرف. 5127 - "الصدقة تمنع سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص. (خط) عن أنس". (الصدقة تمنع سبعين بابا من أنواع البلاء) في الدين والدنيا ولذا قال: (أهونها الجذام والبرص) فإنهما أدوى الأدواء البدنية إلا أنهما إذا نسبتا إلى البلاء في الدين كان أهون الأدواء. (خط (¬1) عن أنس) فيه الحارث بن النعمان (¬2)، قال الذهبي في الضعفاء: قال البخاري: منكر الحديث، وفي الكاشف: قال أبو حاتم: غير قوي. 5128 - "الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة، وصلة الرحم. (حم ت ن هـ ك) عن سلمان بن عامر (صح) ". (الصدقة على المسكين) الأجنبي. (صدقة) لا غير (وهي على ذي الرحم) يحتمل أن المراد المسكين أو مطلقاً. (اثنتان) أي له أجر صدقتين بينها قوله: (صدقة، وصلة) فهي عليه أفضل لاجتماع السببين وهو حث على الصدقة على الأقارب إلا أنه قال ابن حجر (¬3): لا يلزم من ذلك أن تكون هبة ذي الرحم أفضل مطلقا لاحتمال أن يكون المسكين محتاجاً ونفعه بذلك متعدياً والآخر بعكسه يعني فالحديث محمول على الأغلب وفيه دليل على جواز إعطاء القريب صدقة الفرض أي الزكاة. (حم ت ن هـ ك (¬4) عن سلمان بن عامر) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3545). (¬2) انظر المغني (1/ 143)، والكاشف (1/ 305). (¬3) فتح الباري (5/ 219). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 17)، والترمذي (658)، والنسائي (5/ 92)، وابن ماجة (1844)، والحاكم (1/ 564)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3858).

لصحته وقد حسنه الترمذي وصحَّحه الحاكم وأقره الذهبي. 5129 - "الصدقة على وجهها واصطناع المعروف وبر الوالدين وصلة الرحم تحول الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء. (حل) عن علي". (الصدقة على وجهها) أي المطلوب شرعاً وهي أن تكون من حل وأن توافق المحل وتخلص بها النية (واصطناع المعروف) إلى العباد كافة بالأقوال والأفعال، فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" (¬1). (وبر الوالدين وصلة الرحم) هم القرابة. (تحول) المذكورات. (الشقاء سعادة، وتزيد في العمر، وتقي مصارع السوء) يحتمل أنه لف ونشر وأن كل واحدة من خصال الخير تجلب واحدة من الخصال المذكورة. (حل (¬2) عن علي) - رضي الله عنه - من حديث الأوزاعي [3/ 18] قال: قدمت المدينة فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام عن قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} [الرعد: 39]، قال: حدثني أبي عن جدي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سألت عنها رسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لأبشرنك بها يا علي، فبشر بها أمتي من بعدي، الصدقة على وجهها ... " الحديث. قال مخرجه: تفرَّد به إسماعيل بن أبي رماد عن إبراهيم بن أبي سفيان وهو ثقة. 5130 - "الصدقات بالغدوات يذهبن بالعاهات. (فر) عن أنس (ض) ". (الصدقات بالغدوات) بضم المعجمة جمع غداة وهي الصباح أي إخراجها في ذلك الوقت (يذهبن بالعاهات) جمع عاهة وهي الآفة وهو يشمل الآفات الدينية والبدنية، قيل: ويفهم منه أن الصدقة بالعشية تذهب الآفات الليلية. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2626). (¬2) أخرجه أبو نعيم (6/ 145)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3547)، والضعيفة (3795).

قلت: وفي هذا الفهم تأمل فإنَّ الحديث يشعر بأن صدقة الغداة تذهب بلية الليل والنهار. (فر (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه عمرو بن قيس الكندي (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال ابن معين: لا شيء، ووثقه أبو حاتم. 5131 - "الصديقون ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار صاحب آل يس، وعلي بن أبي طالب. ابن النجار عن ابن عباس (ض) ". (الصديقون ثلاثة) الصديق من أبنية المبالغة كالضحيك والنطيق والمراد أن هؤلاء هم الأوحدون في الاتصاف بالصديقية ولا ينافيه أن غيرهم متصف بذلك (حزقيل) بالحاء المهملة فمفتوحة فزاي ساكنة فقاف بعدها مثناة تحتية. (مؤمن آل فرعون) الذي قص الله حديثه في كتابه الكريم. (وحبيب النجار) الأولى بالمهملة والثانية بالجيم بزنة فعال من النجارة لأنه كان ينحت الأصنام (صاحب آل يس) الذي قص الله حديثه في سورة ياسين (وعلي بن أبي طالب) فيه ويأتي أنه أفضل الثلاثة وذلك لصدقه مع الله ورسوله في كل موطن وفيه فضيلة للوصي عليه السلام (¬3). (ابن النجار (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. "الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} وحزقيل مؤمن آل فرعون، الذي قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3737)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3548)، والضعيفة (3798). (¬2) انظر المغني (2/ 488). (¬3) سبق وأن قلت بأن هذا من رواسب الزيدية، ولا يجوز إطلاق الوصي على علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند أهل السنة والجماعة، انظر المقدمة. (¬4) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (2/ 627)، والديلمي في الفردوس (3866)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3550): موضوع.

رَبِّيَ اللَّهُ} وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم. أبو نعيم في المعرفة وابن عساكر عن أبي ليلى (ح) ". (الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال: {يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ} قيل: كان في غار يعبد الله فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وقاتل الكفرة فقالوا: وأنت تخالف ديننا، فوثبوا عليه فقتلوه، وقيل: بوطؤه حتى خرج نصبه من دبره، وقيل: رجموه وهو يقول: اللهم اهد قومي، وقبره بسوق أنطاكية، فلما قتل غضب الله عليهم فأهلكوا بصيحة جبريل عليه السلام، (وحزقيل مؤمن آل فرعون) قيل: كان قبطياً ابن عم لفرعون، آمن بموسى سرًّا، وقيل: كان إسرائيلياً، (الذي قال: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} يريد به موسى عليه السلام. (وعلي بن أبي طالب) عليه السلام الذي كان أول من اتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كثير من الأقوال. (وهو أفضلهم) وكفى له شرفا بهذا، كرم الله وجهه. (أبو نعيم في المعرفة وابن عساكر (¬1) عن أبي ليلى) الأنصاري الكندي، صحابي اسمه بلال أو بليل مصغرا أو يسار أو داود أو نفر. ولم يرمز عليه المصنف بشيء. 5132 - "الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضب، ويحمر وجهه، ويقشعر شعره، فيصرع غضبه. (حم) عن رجل" (صح). (الصرعة) بضم المهملة وفتح الراء المبالغة في الصراع الذي لا يغلب فنقله إلى الذي يغلب نفسه عند الغضب ويقهرها، فإنه إذا ملكها كان قد قهر أقوى أعدائه وشر خصومه كما في النهاية (¬2). (كل الصرعة) قد سبق بيان هذه العبارة فيما سلف، (الذي يغضب فيشتد غضبه) فيه أن الغضب لا يذم إنما يذم ما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 365) رقم (323) وبرقم (6045)، وابن عساكر في تاريخه (42/ 43)، وأحمد في فضائل الصحابة (2/ 655، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3549)، والضعيفة (355): موضوع. (¬2) النهاية (3/ 23).

يتفرع عنه. (ويحمر وجهه) ليلهب بنيران الغضب في قلبه. (ويقشعر شعره) اقشعر جلده أخذته قشعريرة أي رعدة. (فيصرع غضبه) أي يقهره ويدفعه كما يقهر الرجل من يصارعه، وفيه مبالغة في دفعه وأنه بمنزلة العدو المقاوم، قيل: وهذا من الألفاظ اللغوية التي نقلها الشارح لضرب من التأويل. (حم (¬1) عن رجل) رمز المصنف لصحته، وقد قال الهيثمي: فيه أبو حفصة أو ابن حفصة مجهول، وبقية رجاله ثقات. 5133 - "الصرم قد ذهب. البغوي (طب) عن سعيد بن يربوع (صح) ". (الصرم) بضم المهملة وفتحها الهجر والقطيعة. (قد ذهب) أي أبطله الشرع ونهى عنه، وكان عليه الجاهلية فنهى عنه الشارع فوق ثلاث وأباحه دونها. (البغوي طب (¬2) عن سعيد بن يربوع) رمز المصنف لصحته. 5134 - "الصعود جبل من نار يتصعد فيه الكافر سبعين خريفاً ثم يهوى فيه كذلك أبداً. (حم ت حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (الصعود) بفتح الصاد والمراد به ما في قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} [المدثر: 17]، فهو تفسير للآية. (جبل من نار يتصعد) أي يتكلف رقيه وصعوده. (فيه الكافر سبعين خريفاً) أي عاماً. (ثم يهوى) أي يسقط من أعلاه أو ينزل. (فيه كذلك) أي سبعين خريفاً [3/ 19] (أبداً) قال الطيبي: زيد "أبداً" تأكيد. (حم ت حب ك (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 367)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 69)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3859). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 66) (5528)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3551). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 75)، والترمذي (3326)، وابن حبان رقم (7467)، والحاكم (4/ 639)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3552).

5135 - "الصعيد وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين. (ن حب) عن أبي ذر (صح) ". (الصعيد) الطيب الذي ذكره الله تعالى في الآية، والصعيد التراب أو وجه الأرض كما في القاموس (¬1)، وطيبه أن لا يخالطه نجاسة. (وضوء المسلم) بفتح الواو كما ضبطه الطيبي قال: وهو الماء، قال ابن حجر (¬2): أطلق الشارع على التيمم أنه وضوء لكونه قام مقامه. (وإن لم يجد الماء عشر سنين) أو أكثر فليس ذكرها للتحديد بل لمطلق التكثير وكذا إن وجده وله مانع من استعماله، والحديث خرج على سبب وذلك أن أبا ذر رحمه الله قال: يا رسول الله إني أغرب عن الماء ومعي أهلي فتصيبني الجنابة فأصلي بغير طهور ... الحديث، قال ابن حجر في الفتح عقيب الحديث: أنه أشار بذلك إلى أن التيمم يقوم مقام الوضوء ولو كانت الطهارة به ضعيفة لكونها طهارة ضرورية لاستباحة الصلاة. (ن حب (¬3) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته، قال النووي (¬4): حديث صحيح. 5136 - "الصعيد الطيب وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين، فإذا وجد الماء فليتق الله وَليُمَسَّهُ بشرفه، فإن ذلك خير. البزار عن أبي هريرة) ". (الصعيد) مطلق يحمل على ما قيد بالطيب. (وضوء المسلم، وإن لم يجد الماء عشر سنين) مثلاً. (فإذا وجد الماء) حيث كان المانع عن استعماله عدمه. (فليتق الله وَلِيُمَسَّهُ) بضم حرف المضارعة وكسر الميم مضارع أمس. (بشرته) من أعضاء التيمم، قال العراقي: ليس المراد المسح بالإجماع بل الغسل والإمساس ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 374). (¬2) فتح الباري (1/ 235). (¬3) أخرجه النسائي (1/ 171)، وابن حبان رقم (1313)، وانظر فتح الباري (1/ 446)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3860). (¬4) صححه في المجموع شرح المهذب (1/ 364).

يطلق على الغسل (فإن ذلك خير) أي من تركه وأجر من باب: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا} [الفرقان: 24]، مع أنه لا خيرية في مستقر أهل النار كما أنه لا خيرية في استعمال التراب مع عدم المانع عن استعمال الماء فإنه يحرم استعماله، وهل المراد إمساس لبشرته للأسباب التي كان تيمم لها وأنه يعود عليه حكم الجنابة إذا وجد الماء، والأظهر أنه يعود عليه الحكم ويلزمه الغسل لقوله - صلى الله عليه وسلم - لعمرو: "صليت بأصحابك وأنت جنب" (¬1) ولقول أصحابه: صلى بنا يا رسول الله وهو جنب، فقرر قولهم وقد بحثنا فيه في محله. (البزار (¬2) عن أبي هريرة)، وقال البزار: لا نعلمه روى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح انتهى. ورواه الدارقطني باللفظ المذكور عن أبي ذر وطعن فيه. 5137 - "الصُّفْرَةُ خضاب المؤمن، والحمرة خضاب المسلم، والسواد خضاب الكافر. (طب ك) عن ابن عمر (صح) ". (الصُّفْرَةُ خضاب المؤمن) يعني للحيته. (والحمرة خضاب المسلم) فيه التفرقة بين المؤمن والمسلم وإباحه للخضابين. (والسواد خضاب الكافر) لما فيه من التدليس والغش فهو محرم إلا للجهاد كما سلف. (طب ك (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، قال الذهبي والزين العراقي تبعاً لأبي حاتم: حديث منكر (¬4)، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (334)، وأحمد (4/ 203). (¬2) أخرجه البزار (3973)، والدارقطني (1/ 187)، وانظر في الهيثمي في المجمع (1/ 588)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3861). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 604)، وانظر المجمع (5/ 163)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3553)، والضعيفة (3799). (¬4) انظر: قول الذهبي في تلخيصه للمستدرك (3/ 604)، وابن حجر في اللسان (7/ 73)، وفيه: أنه حديث منكر شبه الموضوع.

5138 - "الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً. (حم د ك) عن أبي هريرة (ت هـ) عن عمرو بن عوف (صح) ". (الصلح جائز بين المسلمين) قيل: إنه لغة قطع النزاع، وشرعاً عقد وضع لرفع النزاع بين المتخاصمين وخص المسلمين لانقيادهم وإلا فهو جائز بين الكفار (إلا صلحاً أحل حراماً) كمصالحة من له دراهم على آخر بأكثر منها لاقتضائه الربا وكأن يصالح على نحو خمر، (أو حرم حلالاً) كمصالحة امرأته على أن لا يطأ أمته أو ضرتها، والحديث أصل عظيم في الصلح واستدل به على أن الصلح على الإنكار باطل لأن مال الغير محرم. (حم د ك (¬1) عن أبي هريرة) أخرجه أبو داود من حديث كثير بن زيد الأسلمي. قال ابن القطان (¬2): في كثير كلام كثير، وقال البلقيني: في الاحتجاج به خلاف، وفي الميزان عن ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة، قال: ولهذا لا يعتمد العلماء على تصحيح الترمذي لكونه صحح حديثه، والحاكم من حديث الحسين المصيصي، وقال الحاكم: على شرطهما والمصيصي ثقة تفرد به وتعقبه الذهبي، قال ابن حبان: كان يسرق الحديث. (ت هـ عن عمرو بن عوف) رمز المصنف بالصحة على الترمذي، إلا أنك قد عرفت أنه يصحح حديث كثير وفيه ما سلف. 5139 - "الصمت حُكْم وقليل فاعله". القضاعي عن أنس (فر) عن ابن عمر (ض) ". (الصمت حُكْم) بضم المهملة أي حكمة؛ لأنه يمنع من الجهل والسفه، قالوا: سمي حكمة لأنه ينشأ عنها أو لأن الصمت عما لا خير فيه يثمر الحكمة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 366)، وأبو داود (3594)، والحاكم (4/ 113)، عن أبي هريرة، وانظر الميزان (5/ 493)، والمغني (2/ 531)، وأخرجه الترمذي (1352) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجة (2353) عن عمرو بن عوف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3862). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ رقم 2424).

في قلب الصامت، والمراد الصمت عن غير نشر العلم والعدل (وقليل فاعله) أي قل من يمنع نفسه [3/ 20] عما لا يعنيه وعن التسارع إلى النطق بما لا ثمرة له لغلبة النفس الأمارة بالسوء وعدم التهذيب لها بالرياضة وسرعة حركة اللسان ومخبئها لبث الكلام، وقد روى هذا اللفظ عن لقمان وأنه دخل على داود وهو يسرد درعًا فأراد أن يسأله عنه فأدركته الحكمة فسكت، فلما أتم داود لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت، فقال لقمان: الصمت حكم ... إلخ، فقال له داود: بحق ما سميت حكيماً. (القضاعي عن أنس، فر (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: في سنده ضعف، وأورده البيهقي في الشعب من طريق أنس وقال: غلط فيه عثمان بن سعيد، قال: والصحيح عن أنس أن لقمان قاله (¬2). 5140 - "الصمت أرفع العبادة". (فر) عن أبي هريرة". (الصمت أرفع العبادات) أي أعلاها قدراً وأعظمها أجراً، والمراد به الصمت عما لا خير فيه من الكلام ويتأكد في الحج والصوم، وقد ورد النهي عن إطالة الصمت كحديث أبي داود "لا صمات يوم إلى الليل" (¬3)، وذلك لأن أكثر الخطأ من اللسان فإذا أملك الإنسان لسانه فقد تلبس بباب عظيم من أبواب العبادة وقد تطابقت على هذا الملل، قال وهب: أجمعت الحكماء على أن رأس الحكمة الصمت، وقيل: لا حج ولا رباط أشد من حبس اللسان. (فر (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي (240) عن أنس، والديلمي في الفردوس (3851) عن ابن عمر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3555)، والضعيفة (2424). (¬2) انظر: شعب الإيمان (5026، 5027). (¬3) أخرجه أبو داود (2873)، والطبراني في الأوسط (290)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 57)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2497)، وانظر: إرواء الغليل (5/ 80). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (3849)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3554)، والضعيفة (741).

عن أبي هريرة) وفيه يحيى بن يحيى الغساني قال الذهبي: جرحه ابن معين ووثقه بعضهم. 5141 - "الصمت زين للعالم، وستر للجاهل". أبو الشيخ عن محرز بن زهير (ض) ". (الصمت زين للعالم) لما فيه من الوقار وحسن السمت والتحفظ عن السقطات، فإن من كثرت لفظاته كثرت سقطاته. (وستر للجاهل) لأن المرء مخبوء تحت لسانه كما قاله الوصي (¬1) كرم الله وجهه وهو مخبر عن شأنه فحاله مستور ما لم يتكلم. فائدة: قال الراغب (¬2): الفرق بين الصمت والسكوت والإنصات والإصاخة أن الصمت أبلغ لأنه قد يستعمل فيما لا قوة له على النطق وفيما له قوة النطق، ولهذا قيل: لما لم يكن له نطق الصامت والسكوت لما له نطق فترك استعماله والإنصات سكوت مع استماع ومتى انفك أحدهما عن الآخر لم يقل له إنصات وعليه قوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف: 204]، فقوله وأنصتوا بعد الاستماع ذكر خاص بعد عام والإصاخة الاستماع إلى ما يصعب استماعه كالسب والصوت من مكان بعيد. (أبو الشيخ (¬3) عن محرز) (¬4) اسم فاعل من أحرز بالمهملة والراء والزاي (ابن زهير) صحابي مدني رمز المصنف لضعفه. 5142 - "الصمت سيد الأخلاق، ومن مزح استخف به" (فر) عن أنس (ض) ". ¬

_ (¬1) تقدم الكلام عليه أكثر من مرة ووضحنا مدلوله لدى الشيعة وأبطلنا ذلك. انظر: المقدمة. (¬2) مفردات القرآن (ص 855). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (5055)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3556)، والضعيفة (3820). (¬4) انظر الإصابة (5/ 782).

(الصمت سيد الأخلاق) لأنه يتفرع منه كل خير وكل سلامة، قال الغزالي (¬1): عليك بملازمة الصمت إلا بقدر الضرورة، وكان أبو بكر - رضي الله عنه - يضع حجراً في فيه ليمنعه ذلك عن الكلام. (ومن مزح استخف به) أي هان على الناس ونظر بعين الاستحقار والسخرية وتقدم الكلام في ذلك وتمام الحديث عند مخرجه: "ومن حمل الأمر على القضاء استراح" وما كان المصنف حذفه (فر (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه سعيد بن ميسرة (¬3)، قال الذهبي في الضعفاء: قال ابن حبان: يروي الموضوعات، وقال ابن عدي: هو من ظلمة الأمة. 5143 - "الصمد الذي لا جوف له. (طب) عن بريدة (ض) ". (الصمد الذي لا جوف له) هو تفسير للفظة في الآية قاله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن تفسيره، وفي كتب التفسير أن الصمد: السيد المصمود إليه في الحوائج من صمد إذا قصد. (طب (¬4) عن بريدة) رمز المصنف لضعفه. 5144 - "الصور قرن ينفخ فيه. (حم د ت ك) عن ابن عمر" (صح). (الصور) المذكور في القرآن الكريم. (قرن) أي على هيئة البوق دائرة رأسه كعرض السماوات والأرض وإسرافيل واضع فاه عليه ينظر نحو العرش أن يؤذن له حتى: (ينفخ فيه) فإذا نفخ صعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، قال الحليمي (¬5): والظاهر أن الصور هو الذي ينفخ فيه النفخات جميعاً فإن صيحة الأموات تخالف صيحة الأحياء، وجاء في أخبار أن فيه ثقباً ¬

_ (¬1) الإحياء (4/ 55). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3850)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3557)، والضعيفة (3821): موضوع. (¬3) انظر المغني (1/ 266). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير 2/ 22 (1162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3558). (¬5) انظر: شعب الإيمان (1/ 309).

بعدد الأرواح كلها وأنها تجمع فيه في النفخة الثانية فتخرج كل روح نحو جسدها. (حم د ت ك (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 5145 - "الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس فلا صورة. الإسماعيلي في معجمه عن ابن عباس" (ض). (الصورة الرأس) أي الصورة المحرم تصويرها ما كانت ذات رأس. (فإذا قطع الرأس فلا صورة) لأنه لا يبقى صورة حيوان، فمن قطع رأس صورة من الصور المحرم تصويرها انتفى التحريم لأنها بدونه لا تسمى صورة وألحق به الفقهاء كل ما لا يعيش إلا به. (الإسماعيلي (¬2) [3/ 21] في معجمه عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 5146 - "الصوم جنة. (ن) عن معاذ (صح) ". (الصوم جنة) بضم الجيم وقاية في الدنيا من المعاصي بكسر الشهوة وحفظ الجوارح وفي الآخرة من النار؛ لأنه يقمع الهوى ويمنع الشهوات التي هي من أسلحة الشيطان، فإن الشبع مجلبة للآثام منقصة للإيمان. واعلم أن الإخبار عن هذه المعاني من الصوم والصلاة ونحوهما بالأمور المحسوسة كالجنة يحتمل أنه على الحقيقة وأنه يجعله الله في النشأة الآخرة جسما وإن كان في الدنيا عرضًا ويحتمل أنه أراد التشبيه النفيع وأنه في وقاية صاحبه في الآخرة كالجنة. (ن (¬3) عن معاذ) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 162)، وأبو داود (4742)، والترمذي (2430)، والحاكم (2/ 550)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3863)، والصحيحة (1080). (¬2) أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في معجمه (291)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3864)، والصحيحة (1921). (¬3) أخرجه النسائي (2/ 93)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3865).

5147 - "الصوم جنة من عذاب الله. (هب) عن عثمان بن أبي العاص (صح) ". (الصوم جنة من عذاب الله) وقاية منه لأنه عبادة تشمل جميع البدن كالجنة الواقية للعبد عن السهام. (هب (¬1) عن عثمان بن أبي العاص) رمز المصنف لصحته وفيه سعيد الجريري ضعفه ابن حبان. 5148 - "الصوم جنة يستجن بها العبد من النار". (طب) عنه (صح) ". (الصوم جنة) قال القاضي (¬2): الجنة بالضم الترس وبالكسر الجنون وبالفتح الشجر المظل وأطلقت على البستان لما فيه من الأشجار وعلى دار الثواب لما فيها من البساتين، وقيل: إنها مأخوذة من الجن بمعنى الستر. (يستجن بها العبد من النار) أي يطلب الستر بها منها، وفيه أن النار كالطالب للعبد يحتاج إلى توقيه. (طب (¬3) عنه أي عن عثمان) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: سنده حسن. 5149 - "الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة". (حم ع طب هق) عن عامر بن مسعود (طس عد هب) عن أنس (عد هب) عن جابر (صح) ". (الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة) أي كالغنيمة الباردة فهو من بليغ التشبيه أو من الاستعارة على الخلاف ويأتي بلفظ: "الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء" وهو أبلغ من هذا لما يأتي، ولما كانت الغنيمة تحصل بغير مشقة جعل الصوم في الشتاء كذلك لعدم المشقة فيه لبرد نهاره فلا ظمأ وقصره فلا جوع، والعرب ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3581)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3866). (¬2) انظر: مشارق الأنوار للقاضي (1/ 302). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 58) (8386)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 180)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3867).

تستعمل البارد في شيء ذي راحة لأن الحرارة عالية في بلادهم فإذا وجدوا بردا عدوه راحة، وقيل: الباردة الثابتة من برد لي على فلان كذا أي ثبت أو الطيبة من برد الهواء إذا طاب والأصل في وقوع البرد عبارة عن الطيب والهناء، إن الهواء والماء لما كان طيبهما ببردهما سيما في بلاد تهامة والحجاز، قيل: هواء بارد وماء بارد على سبيل الاستطابة ثم كثر حتى قيل: عيش بارد وغنيمة باردة ذكره جار الله (¬1). (حم ع طب هق) عن عامر بن مسعود) بن أمية بن خلف، قال البيهقي في الشعب: قال يعقوب: ليس لعامر هذا صحبة. (طس عد هب عن أنس) رمز المصنف لصحته، (عد هب (¬2) عن جابر) قال الهيثمي: فيه سعيد بن بشير ثقة لكنه اختلط انتهى، وفيه الوليد بن مسلم قال الذهبي في الضعفاء: ثقة مدلس سيما في شيوخ الأوزاعي وزهير بن محمد (¬3) قال الذهبي في الضعفاء فيه ضعف ما، وقال البخاري: روى عنه أهل الشام مناكير. 5150 - "الصوم يدق المصير، ويذبل اللحم، ويبعد من حر السعير، إن لله مائدة عليها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لا يقعد عليها إلا الصائمون". (طس) وأبو القاسم بن بشران عن أنس (ض) ". (الصوم يدق) بضم حرف المضارعة وكسر المهملة. (المصير) بفتح الميم وكسر المهملة أي الأمعاء أي يصيرها دقيقة. (ويذبل اللحم) بضم فسكون فكسر الموحدة أي يذهب طراوة لحم البدن. (ويبعد من حر السعير) لما تقدم ¬

_ (¬1) انظر: الفائق (1/ 91). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 335)، والترمذي (797)، والبيهقي في السنن (4/ 296)، وأبو يعلى في مسنده (7148) عن عامر بن مسعود، وأخرجه الطبراني في الصغير (716)، وابن عدى في الكامل (3/ 374)، والبيهقي في الشعب (3943) عن أنس، وأخرجه ابن عدى (3/ 219)، والبيهقي في الشعب (3942) عن جابر، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3868)، والصحيحة (1922). (¬3) انظر المغني (1/ 241).

من أنه جنة منه. (إن لله مائدة) في الدار الآخرة (عليها) من أنواع الطعام (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لا يقعد عليها إلا الصائمون) إكراماً لهم {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24]. (طس (¬1) وأبو القاسم بن بشران) في أماليه (عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد المجيد بن كثير الحدائي لم أجد من ترجمه. 5151 - "الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون". (ت) عن أبي هريرة (صح) ". (الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون) تقدم الكلام عليه قال في الفردوس: فسره بعض أهل العلم، فقال: الصوم والفطر والتضحية مع الجماعة ومعظم الناس. (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: غريب حسن. 5152 - "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر. (حم م ت) عن أبي هريرة (صح) ". (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان) قال الطيبي: المضاف محذوف أي صلاة الجمعة منتهية إلى الجمعة، وصوم رضان منتهي إلى رمضان [3/ 22] وقوله: (مكفرات) خبر عن الكل. (لما بينهن) يتعلق بمكفرات والسلام للتقوية، وهذا خبر عن الأخير أي رمضان فإنه مبتدأ أو قوله إلى رمضان صفة له إن أريد به الجنس أو حال إن كان علماً أي رمضان منتهيا إلى رمضان وكذا ما قبله وهو أظهر في الحالية واختار الأولين حذفت لدلالة الأخير ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (9443)، وابن بشران في أماليه (155)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 182)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3559). (¬2) أخرجه الترمذي (697)،، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3869).

عليها أي الصلوات الخمس مكفرات لما بينهن والجمعة إلى الجمعة كذلك وقوله: (إذا اجتنبت الكبائر) قيد في الكل وهو صريح في أن التكفير للصغائر فإن قيل إذا كفرت الصلوات الخمس ذلك فماذا يكفره الجمعة ورمضان، فإن صغائر اليوم هي صغائر الوعد والسنة؟ قلت: إذا دفع التكفير بأحد المذكورات كان الآخر غير مكفر لشيء وأجره موفور لصاحبه، قال ابن بزيزة: هنا إشكال صحب وهو أن الصغائر بنص القرآن مكفرة باجتناب الكبائر فما الذي تكفره الصلوات؟ قلت: وقد سبق لنا بحث في هذا في الجزء الأول يرتفع به الإشكال. (حم م ت (¬1) عن أبي هريرة). 5153 - "الصلوات الخمس كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر، والجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام. (حل) عن أنس". (الصلوات الخمس كفارة لما بينهن) يحتمل أن الحكم على المجموع من حيث هو، ويحتمل أن كل صلاة تكفر ما بين وقتها ووقت الأخرى إلا أنه لا يأتي هذا بتفرقة بين الأمرين؛ لأنه لو كفر ما بين الفجر والظهر مثلا ولم تأت بالظهر فقد فات شرط التكفير وهو قوله: (ما اجتنبت الكبائر) لأن ترك الظهر كبيرة فإن أتى بالخمس صلوات غير الظهر لم تكفر صغائر يومه. فإن قلت: هل شرط الاجتناب لليوم أو للعمر أو لا يتحقق التكفير إلا إذا مات وهو مجتنب للكبائر فلو أتى بكبيرة آخر عمره بطل التكفير، أو كل يوم اجتنب فيه الكبائر كفرت صغائره وإن فعل كبيرة فيما بعده؟ قلت: لم أر فيه كلاما فينظر فيه (والجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام). (حل (¬2) عن أنس). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 400)، ومسلم (233)، والترمذي (214). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 249)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3874).

5154 - "الصلاة وما ملكت أيمانكم، الصلاة وما ملكت أيمانكم". (حم ن هـ حب) عن أنس (حم هـ) عن أم سلمة (طب) عن ابن عمر" (صح). (الصلاة) بالنصب على الإغراء أي الزموا الصلاة واللام فيها للعهد الخارجي أي المفروضة، والمراد لزومها بالمحافظة عليها على وجهها، ولزوم ما ملكت اليمين بالوفاء بحق الله فيه وكذلك قوله: {وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 36]، وأراد به الزكاة لأنها قرينة الصلاة في كتاب الله، وقيل: أراد المماليك. (الصلاة وما ملكت أيمانكم) كرره تأكيداً للأمر به وهذا كان آخر ما قاله - صلى الله عليه وسلم - من الأوامر كما قاله أنس - رضي الله عنه -. (حم ن هـ حب عن أنس، حم هـ د ن أم سلمة) رمز المصنف لصحته (طب) (¬1) عن ابن عمر). 5155 - "الصلاة في مسجد قباء كعمرة. (حم ت هـ ن) عن أسيد بن ظهير (صح) ". (الصلاة) اللام للجنس فيشمل الفرض والنفل ويحتمل أنه أريد الفرض. (في مسجد قباء) هو بالمد والصرف والتذكير وهو في أعلا المدينة. (كعمرة) قال الحافظ العراقي فيه ندب زيارة مسجد قباء والصلاة فيه ويسن كونه يوم السبت لحديث ابن عمر في ذلك، وأخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح: "لأن أصلي في مسجد قباء ركعتين أحب إلي من آتي بيت المقدس مرتين" (¬2) والقول بزيارة مسجد قباء لا ينافي حديث: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد"؛ لأن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 117)، والنسائي في الكبرى (7095) (4/ 258)، وابن ماجة (2697)، وابن حبان (4/ 362) (1493) جميعهم عن أنس، وأخرجه أحمد (6/ 290)، وابن ماجة (1625) عن أم سلمة رضي الله عنها، وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 306) رقم (690) عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3873). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (7533)، والطبراني في الكبير (6/ 75) رقم (5561).

بين قباء والمدينة ثلاثة أميال وما قرب من العصر ليس الذهاب إليه بشد رحال. (حم ت هـ ك (¬1) عن أسيد (¬2)) تقدم أنه بضم وفتح ابن ظهير بضم أوله وهو ابن عم رافع بن خديج، قال الحافظ العراقي: له صحبة، والمصنف رمز لصحته، وقد قال العراقي أيضاً: رواته كلهم ثقات، وقول ابن العربي إنه ضعيف غير جيد. 5156 - "الصلاة في جماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة. (د ك) عن أبي سعيد (صح) ". (الصلاة في جماعة) ولو مع الإِمام وواحد معه لحديث: "الاثنان جماعة" (تعدل خمساً وعشرين صلاة) كما تقدم تحقيقه. (فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها) هذا لا بد منه في فلاة وحضر، وكأنه خص به صلاة الفلاة؛ لأنها مظنة التساهل فيها. (بلغت خمسين صلاة) وهو ظاهر في تفضيل صلاة الفلاة مع الانفراد على صلاة غير الفلاة مع الجماعة. (د ك (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 5157 - "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة. (طب) عن أبي الدرداء". (الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة) قد اختلفت الأحاديث ففي شيء منها أن الصلاة بالمسجد الحرام بمائة صلاة وفي بعضها أنها في مسجد المدينة [3/ 23] بعشرة آلاف، قال الحافظ العراقي: وأصح هذه الأحاديث أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف وفي مسجد المدينة بألف. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 374)، والترمذي (324)، والنسائي في الكبرى (1/ 354)، وابن ماجة (1411)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3872). (¬2) انظر: الإصابة (1/ 84). (¬3) أخرجه أبو داود (560)، والحاكم (1/ 326)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3871).

قلت: وأما بيت المقدس فالأحاديث لم تختلف أنها خمسمائة صلاة. (طب (¬1) عن أبي الدرداء) قال الحافظ العراقي: إسناده حسن، وقال الهيثمي: رجاله ثقات وفي بعضهم كلام وهو حديث حسن. 5158 - "الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة، والصلاة في مسجد الرباطات ألف صلاة" (حل) عن أنس (ض) ". (الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة) فيه أن الأجر ليس على قدر المشقة كما اشتهر، وفيه إثبات شرف بعض البقاع على بعض لخاصية استأثر الله بعلمها. (والصلاة في مسجدي عشرة آلاف صلاة) هذا يخالف الأحاديث الثابتة أنها بألف صلاة إلا أنه لا يقاومها صحة فإنه حديث ضعيف. (والصلاة في مسجد الرباطات) قيل: هو المحل الذي يبنى للفقراء ويقيمون فيه. قلت: والأظهر أنه شيء محدث لم يكن في عصر النبوة فيكون الحديث إن صح من الإخبار بما سيكون. (ألف صلاة). (حل (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 5159 - "الصلاة في المسجد الجامع تعدل الفريضة حجة مبرورة، والنافلة كحجة متقبلة، وفضلت الصلاة في المسجد الجامع على ما سواه من المساجد بخمسمائة صلاة. (طس) عن ابن عمر". (الصلاة في المسجد الجامع) أي الذي يجتمع فيه الناس لإقامة الجمعة. (تعدل الفريضة) أي ثواب صلاة الفريضة تعدل ثواب: (حجة مبرورة) تقدم تفسير الحج المبرور، قال الشارح: ولم أر من أخذ بذلك من الأئمة أي من قال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 424) (1028)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 6)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3569)، وانظر: إرواء الغليل (4/ 342). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 46)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3570)، والضعيفة (1073): موضوع.

بهذه الفضيلة. (والنافلة) أي في المسجد الجامع. (كحجة متقبلة) وهو غير المبرورة. (وفضلت الصلاة في المسجد الجامع على ما سواه من المساجد بخمسمائة صلاة) وهل الحديث شامل للمساجد الثلاثة فينضاف إلى تضاعيفها المتقدمة هذه الزيادة؟ الظاهر الشمول لأن الوصف المذكور ثابت لها أيضاً. (طس (¬1) عن ابن عمر) قال الهيثمي: فيه نوح بن ذكوان ضعفه أبو حاتم. 5160 - "الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، والجمعة في مسجدي هذا أفضل من ألف جمعة فيما سواه، إلا المسجد الحرام وشهر رمضان في مسجدي هذا أفضل من ألف شهر رمضان فيما سواه، إلا المسجد الحرام". (هب) عن جابر". (الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام) فإنها بأكثر من ذلك ولم يستثن بيت المقدس فإنها فيه بأقل من ألف بل بخمسمائة؛ لأن الكلام مسوق لبيان جانب الكثرة لا مجرد المغايرة، وأضيف هذا فيما يأتي وما سلف. (والجمعة) أي صلاتها. (في مسجدي هذا أفضل من ألف جمعة فيما سواه، إلا المسجد الحرام) فإنها فيه بمائة ألف جمعة لأنها داخلة في عمومه صلاة في المسجد بمائة ألف صلاة على أنه لا يخفى أن هذا الحكم في جمعة المدينة قد أفيد من عموم أحاديث أن الصلاة فيه بألف صلاة فهو حكم على بعض أفراد العام بحكمة تشريفاً له وتنصيصاً عليه. (وشهر رمضان) أي صومه. (في مسجدي هذا أفضل من ألف شهر رمضان فيما سواه، إلا المسجد الحرام) وسائر القرب يحتمل فيها القياس على الصلاة ونحوها؛ لأنَّ الشرف للبقعة والمراد القرب في المسجد كصدقة فيه وتلاوة هذا محتمل في مسجد المدينة، وأما حرم مكة ففيه أحاديث دالة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (171)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 46)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3568)، والضعيفة (3806): ضعيف جداً.

على التضعيف لعلها تأتي. (هب (¬1) عن جابر) سكت عليه المصنف. 5161 - "الصلاة نصف النهار تكره إلا يوم الجمعة؛ لأن جهنم كل يوم تسجر إلا يوم الجمعة". (عد) عن أبي قتادة (ض) ". (الصلاة) أي نافلة. (نصف النهار) أي وسطه عند كون الشمس في كبد السماء. (تكره) تحريماً فلا تنعقد كما قالته الشافعية. (إلا يوم الجمعة) أي يكره كل يوم إلا يوم الجمعة أو إلا نصف نهار يوم الجمعة. (لأن جهنم كل يوم تسجر) بضم حرف المضارعة وبمهملة وجيم مشددة، توقد كل يوم أي وسط نهاره. (إلا يوم الجمعة) فإنها لا توقد فيه كأنها كرامة ليوم الجمعة وهذا تعليل لكراهة الصلاة نصف النهار ولا أعرف وجه الحكمة في كراهة الصلاة وقت إيقاد جهنم. (عد (¬2) عن أبي قتادة) رمز المصنف لضعفه، قال ابن سيد الناس: من رواة هذا الخبر من تفقه على أبي قتادة ومثله لا يقال إلا من قبيل التوقيف. 5162 - "الصلاة نور المؤمن. القضاعي وابن عساكر عن أنس (ض) ". (الصلاة نور المؤمن) تنور وجه صاحبها في الدنيا ويكسبه جمالاً وبهاء كما هو مشاهد ومحسوس، وقلبه لأنها تشرق فيه أنوار المعارف وقبره ومسكنه في الدنيا ويعطى نوره يوم القيامة، قال أبو الدرداء: صلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبر (¬3). (القضاعي وابن عساكر (¬4) عن أنس) رمز المصنف على ابن عساكر بالضعف، وقال العامري في شرح الشهاب [3/ 24] ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4147)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3572): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن عدى في الكامل (2/ 373)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3574). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (رقم 15)، عن أبي ذر، انظر تخريج أحاديث الإحياء (1/ 327). (¬4) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (144)، وابن ماجة (4210)، وأبو يعلى (3655)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 198)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3575): ضعيف جداً.

5163 - "الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر. (طس) عن أبي هريرة (صح) ". (الصلاة خير موضوع) بالإضافة والتوصيف أي خير وضعه الله لعباده في دار الدنيا بقربهم بها إليه والمعنى الإضافي أبلغ والمراد مطلق الصلاة فيشمل نفلها ولذا قال: (فمن استطاع أن يستكثر) من هذا الخير. (فليستكثر) وفيه الحث عليها في كل حين وعلى أي حال غير ما نهي عنه. (طس (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عبد المنعم بن بشير انتهى، وقد رواه الإِمام أحمد وابن حبان والحاكم وصححه. 5164 - "الصلاة قربان كل تقي. القضاعي عن علي (ض) ". (الصلاة قربان) بضم القاف مصدر قرب يقرب واسم لما يتقرب به إلى الله تعالى وهو المراد هنا. (كل تقي) هو من اتقى الله في سره وعلنه، أي أن التقي يطلب بصلاته القرب من الله أو يتقرب بها إليه. (القضاعي (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 5165 - "الصلاة خدمة الله في الأرض، فمن صلى ولم يرفع يديه فهي خداج، هكذا أخبرني جبريل عن الله عز وجل، إن بكل إشارة درجة وحسنة. (فر) عن ابن عباس". (الصلاة خدمة الله) من إضافة المصدر إلى مفعوله أي خدمة العبد الله. (في الأرض، فمن صلى ولم يرفع يديه) في المواطن الأربعة التي ثبت بها الدليل حين يكبر للإحرام وحين يركع وحين يرفع رأسه من الركوع وعند نهوضه من التشهد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (243)، وأخرجه أحمد (5/ 178)، وابن حبان (2/ 76) (361)، والحاكم (2/ 652) عن أبي ذر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 249)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3870). (¬2) أخرجه القضاعي (265)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3571)، والضعيفة (3808).

الأوسط. (فهي) أي صلاته. (خداج) بكسر المعجمة أي ناقصة يحتمل في الأجر ويحتمل عدم الإجزاء على القول ببطلان الصلاة بترك الرفع كما بينا القول في ذلك في حواشي ضوء النهار. والخداج قد عبر به عن الأمرين (هكذا أخبرني جبريل عن الله عز وجل) ثم أتى بجملة استئنافية بيان لوجه ذلك. (إن لكل إشارة) في الصلاة باليدين عند رفعهما إذ الكلام فيه. (درجة وحسنة) مقبولة ويحتمل أن يراد بالإشارة الإشارة بالسبابة عند التشهد كما وردت بها الأدلة ويكون ذكرها استطرادا ويحتمل مطلق الإشارة فيشمل الكل. (فر (¬1) عن ابن عباس) فيه أحمد بن علي بن حسنويه شيخ الحاكم قال الذهبي: متهم، وشبابة بن سوار (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال أحمد: كان داعية في الإرجاء. 5166 - "الصلاة خلف رجل ورع مقبولة، والهدية إلى رجل ورع مقبولة، والجلوس مع رجل ورع من العبادة، والمذاكرة معه صدقة (فر) عن البراء". (الصلاة خلف رجل ورع) تقدم تحقيق الورع وأقرب ما قيل: إنه المتقي للشبهات وهو معنى قولهم: هو من يدع ما لا بأس به حذراً مما به العباس مقبولة غير مردودة على صاحبها. (والهدية إلى رجل ورع مقبولة) أي يثبت الله عليها العبد ويكافئه عليها. (والجلوس مع رجل ورع من العبادة) لأنه يكتسب بها خيراً في دينه. (والمذاكرة معه) في أمور الدين. (صدقة) لأنه يدل على الخير ويحصل بمذاكرته فوائد أخروية. (فر (¬3) عن البراء) فيه عبد الصمد بن حسان (¬4)، قال الذهبي: تركه أحمد بن حنبل. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (3798)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3561). (¬2) انظر المغني (1/ 293). (¬3) أخرجه الديلمى في الفردوس (3802)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3562)، والضعيفة (3802): موضوع. (¬4) انظر المغني (2/ 395).

5167 - "الصلاة عماد الدين. (هب) عن عمر (ض) ". (الصلاة عماد الدين) العماد ما يعتمد الشيء عليه، كالبيت على أعمدته فقد شبه الدين بالخيمة وجعلت الصلاة عمادها الذي لا تقوم ولا تنفع إلا به، فكل دين لا صلاة فيه غير قائم ولا نافع لصاحبه. (هب (¬1) عن عمر) من حديث عكرمة، رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال البيهقي عقيبه: عكرمة لم يسمع من عمر قال: وأظنه عن ابن عمر، وقال الحافظ العراقي في حاشية الكشاف: فيه ضعف وانقطاع، انتهى. وقول النووي في التنقيح: حديث منكر باطل رده ابن حجر وشنع. 5168 - "الصلاة عمود الدين. أبو نعيم بن دكين في الصلاة". (الصلاة عمود الدين) العمود كالعماد وقد حث عليها المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قولاً وفعلاً بما لا مزيد عليه وأيقظ في ليلة واحدة علياً وفاطمة مرتين من نومهما حتى جلس عليّ في الثانية وهو يفرك عينيه ويقول: والله ما نصلي إلا ما كتب لنا إنما أنفسنا بيد الله فإن شاء أن يبعثنا بعثنا، فولَّى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويضرب بيديه على فخذيه ويقول: "والله ما نصلي إلا ما كتب لنا، وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً" (¬2). وكان السلف لهم على الصلاة أكمل إقبال والحكايات طويلة في ذلك. (أبو نعيم الفضل بن دكين) (¬3) بالمهملة مضمومة وفتح الكاف والفضل أحد الأعلام من كبار شيوخ البخاري (في الصلاة) لم يذكر المصنف الصحابي، وقال ابن حجر: هو عن حبيب بن سليم عن هلال بن يحيى مرسلاً ورجاله ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2807)، وانظر تخريج الإحياء (1/ 96)، والتلخيص الحبير (1/ 173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3566)، والضعيفة (3805) وقال: ضعيف جداً. (¬2) أخرجه البخاري (1075)، ومسلم (775). (¬3) أخرجه محمد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 219)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 173)، والكاشف (2/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3567).

ثقات وله [3/ 25] طريق أخرى بينها في تخريج الكشاف وتبعه المصنف في حاشيته على البيضاوي. 5169 - "الصلاة عماد الإيمان، والجهاد سنام العمل، والزكاة بين ذلك. (فر) عن علي (ض) ". (الصلاة عماد الدين، والجهاد سنام العمل) أعلاه وأمثله لكنه بعد العماد. (والزكاة بين ذلك) أي بين العماد والسنام أي رتبتها في الفضل دونهما وهذا باعتبار الأغلب والأمانة قد تعرض من المقتضيات ما يفضل به الزكاة على الجهاد، والجهاد على الصلاة، ومن ثمة قد تترك لأجله. (فر (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه، قال الزيلعي: فيه الحارث ضعيف جدا انتهى (¬2)، قلت أراد به الحارث الأعور صاحب علي عليه السلام وفيه كلام كثير. 5170 - "الصلاة ميزان فمن أوفى استوفى. (هب) عن ابن عباس" (ض). (الصلاة ميزان) أي معيار الإيمان. (فمن أوفى) أي أتى بها وافية كاملة. (استوفى) الأجر ويحتمل أن المراد موزون، وقيل: المراد أنه يُوزن بها الإيمان فإنها أصل الإيمان وعماده. (هب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 5171 - "الصلاة تسود وجه الشيطان، والصدقة تكسر ظهره، والتحاب في الله والتودد في العمل يقطع دابره، فإذا فعلتم ذلك تباعد منكم كمطلع الشمس من مغربها". (فر) عن ابن عمر" (ض). (الصلاة تسود وجه الشيطان) أي ترغمه وتحزنه ويحل به الكآبة والحزن. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (3795)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3565)، والضعيفة (3805) وقال: ضعيف جداً. (¬2) انظر: تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف (1/ 43) رقم (19). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3573)، والضعيفة (3809).

(والصدقة تكسر ظهره) تضعف قوته وتهد أركانه. (والتحاب في الله) بين المؤمنين. (والتودد في العمل) أي التحبب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة. (يقطع دابره) في الكشاف (¬1) في قوله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ} [الأنعام: 45]، دابر القوم آخرهم لم يترك منهم أحد قد استؤصلت شأفتهم، والمراد هنا قطعها لدابر مكائده وإبعاده عن إغراء العبد كما دل لذلك قوله. (فإذا فعلتم ذلك) الصلاة والتحاب في الله والتودد بالعمل. (تباعد عنكم) عن إغرائكم وكيده لكم أو عن ساحة الحضور عنكم. (كمطلع الشمس من مغربها) وذلك لأنه يستعين على العبد بتخذيله عن الصلاة فإذا جاهده وأتى بها انتقل إلى التحريش بينه وبين إخوانه المؤمنين فلا أشر على إبليس من تفريق كلمة المؤمنين فإذا فاته ذلك واجبحت قلوبهم على التحاب في الله سعى في إبطال العمل وأن لا يتقرب به إلى الله تعالى فإذا فاته الكل فر عن العبد لضعف مكائده عنه. (فر (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وفيه عبد الله بن محمد بن وهب الحافظ أورده الذهبي في الضعفاء (¬3)، وقال الدارقطني: متروك، وزافر بن سليمان قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه، وثابت اليمامي، قال الذهبي: ضعيف جداً. 5172 - "الصلاة على ظهر الدابة هكذا وهكذا وهكذا. (طب) عن أبي موسى (ض) ". (الصلاة على ظهر الدابة) نفلاً. (هكذا وهكذا وهكذا) قال في الفردوس: إلى القبلة وغيرها في غير المكتوبة جائزة إلى جهات مقصده. (طب (¬4) عن أبي ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف (1/ 359). (¬2) أخرجه الديلمى في الفردوس (3799)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3560)، والضعيفة (3800): ضعيف جداً. (¬3) انظر المغني (1/ 355). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (2427)، وأحمد (4/ 413)، والمروزي في السنة (1/ 103)، وانظر قول =

موسى) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه يونس بن الحارث ضعفه أحمد وغيره ووثقه ابن حبان. 5173 - "الصلاة على نور على الصِّراط، فمن صلى علي يوم الجمعة ثمانين مرة غفرت له ذنوب ثمانين عاماً. الأزدي في الضعفاء (قط) في الأفراد عن أبي هريرة (ض) ". (الصلاة عليَّ نور على الصراط) يستضيء بها قائلها وحده أو نور عام ينفع العباد أجمعين (فمن صلى علي يوم الجمعة) قد خصها - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث الصلاة عليه لشرفها فيجتمع شرف الزمان والعمل (ثمانين مرة) تخصيص هذا العدد مجهولة حكمته، وقد ثبت أن من صلى عليه صلاة صلى الله عليه عشراً. (غفرت له ذنوب ثمانين عاماً) كل صلاة كفرت ذنوب عام. (الأزدي في الضعفاء (قط (¬1) في الأفراد عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الدارقطني: تفرد به حجاج بن سنان عن علي بن زيد ولم يروه عن حجاج بن سنان إلا أسكن بن أبي السكن، قال ابن حجر في تخريج الأذكار: والأربعة ضعفاء. 5174 - "الصيام جنة. (حم ن) عن أبي هريرة". (الصيام جنة) حجاب من النار كما يأتي. (حم ن (¬2) عن أبي هريرة). 5175 - "الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال. (حم ن هـ) عن عثمان بن أبي العاص" (صح). (الصيام جنة من النار) وقاية وستر منها. (كجنة أحدكم من القتال) قال ابن عبد البر: حسبك بهذه فضلا للصائم وهذا إذا لم يخرقه بغيبة أو كذب كما مر ¬

_ = الهيثمي في المجمع (2/ 162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3563)، والضعيفة (3803). (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (3814)، والخطيب في تاريخه (13/ 489)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3564)، والضعيفة (3804). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 257)، والنسائي (4/ 166)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3876).

مراراً. (حم ن هـ (¬1) عن عثمان بن أبي العاص) رمز المصنف لصحته. 5176 - "الصيام جنة حصينة من النار. (هب) عن جابر (صح) ". (الصيام جنة حصينة من النار) وهو كما سلف إلا أنه زاده بوصفها بالحصينة وهي المنع، ومنه سمي الحصين حصينا لأنه يمنع أهله. (هب (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته وفيه يوسف بن يعقوب القاضي، قال الذهبي في الضعفاء (¬3): مجهول، وأحمد بن عيسى وابن لهيعة ضعيفان. 5177 - "الصيام جنة وحصن حصين من النار. (حم هب) عن أبي هريرة (صح) ". (الصيام جنة وحصن حصين من النار) [3/ 26] قال المحقق أبو زرعة: أخذ جماعة من هذا الخبر وما قبله وما بعده أن الصيام أفضل العبادات البدنية مطلقاً، وذهب الشافعي إلى أن أفضلها الصلاة. (حم هب (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: هو في الصحيح خلا "وحصن" إلى آخره. 5178 - "الصيام جنة ما لم يخرقها". (ن هق) عن أبي عبيدة (صح) ". (الصيام جنة ما لم يخرقها) بالمعجمة فراء ويصح بالزاي أي أنه ساتر له من النار ما لم يخرقه بفعله، ويأتي بيان الذي ينخرق به، وتمام الحديث عند البيهقي: "ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فله حظه". (ن هق (¬5) عن أبي عبيدة) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 21)، والنسائي (4/ 167)، وابن ماجة (1639)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3879). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3582)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4308). (¬3) انظر المغني (2/ 764). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 402)، والبيهقي في الشعب (3571)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 180)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3880). (¬5) أخرجه النسائي في المجتبي (4/ 167)، والبيهقي في السنن (3/ 374)، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (3578).

المصنف لصحته. 5179 - "الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة". (طس) عن أبي هريرة". (الصيام جنة ما لم يخرقها بكذب أو غيبة) ذهب الأوزاعي إلى أنها تفطر الصائم وتوجب عليه القضاء وقد نقل عن عائشة وعن سفيان الثوري. (طس (¬1) عن أبي هريرة) قال الهيثمي: فيه الربيع بن بدر وهو ضعيف. 5180 - "الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن، وكل عمل لصاحبه إلا الصيام، يقول الله: الصيام لي وأنا أجزي به. (طب) عن أبي أمامة (صح) ". (الصيام جنة وهو حصن من حصون المؤمن، وكل عمل لصاحبه) أي قد عبد به غيري من آلهتهم التي يدعونها من دوني فكأنه لصاحبه يصرفه حيث يشاء. (إلا الصيام، يقول الله: الصيام لي وأنا أجزي به) قال ابن الأثير (¬2) في الجامع الكبير في غريب حرفي الفاء: إنما خص الصوم والجزاء بنفسه عَزَّ وَجَلَّ وإن كانت العبادات كلها له وجزاؤها منه لأن جميع العبادات التي يتقرب بها العباد إلى الله عز وجل من صلاة وحج وصدقة وتنفل واعتكاف ودعاء وقربان وهدى وغير ذلك من أنواع العبادات قد عبد المشركون بها آلهتهم وما كانوا يتخذونه من دون الله أندادا ولم يسمع أن طائفة من طوائف المشركين في الأزمان المتقادمة عبدت آلهتها بالصوم ولا تقربت إليها به ولا داينها به ولا عرف الصوم في العبادات إلا من الشرائع فلذلك قال الله تعالى: "الصوم لي" أي إلي لا يشاركني فيه أحد ولا عبد به غيري وأنا حينئذ أجزي به فلي قدر اختصاصه بي وأن أتولى الجزاء عليه بنفسي لا أكله إلى أحد من ملك مقرب أو غيره وقد ذكر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4536)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 117)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3579)، والضعيفة (1440): ضعيف جداً. (¬2) النهاية في غريب الحديث (1/ 748).

العلماء في معنى هذا الحديث وجوهًا من التأويلات لا تداني هذا القول ولا تقاربه إذ ما من قول منها إلا وباقي العبادات تشاركه وهذا القول أخبرني به الأمير مجاهد الدين أبو منصور قائمازين بن عبد الله أدام الله سعادته وذكر أنه مما وقع له ابتكاره ولم نسمعه من أحد ولا وقف عليه في كتاب ولم أسمعه أنا من غيره ولقد أصاب فيما وقع له وأحسن وفقه الله تعالى لعرفانه، انتهى كلامه. (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: إسناده حسن. 5181 - "الصيام جنة من النار، فمن أصبح صائماً فلا يجهل يومئذ، وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه، وليقل: إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". (ن) عن عائشة" (صح). (الصيام جنة من النار فمن أصبح صائما فلا يجهل يومئذ) أظهر التجاهل ومعناه لم يعرف حقه بل أنزل به ما يكرهه من شتم وغيره ومنه بيت المعلقة (¬2): ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا والجهل منهي عنه مطلقاً وهو من الصائم أقبح. (وإن امرؤ جهل عليه فلا يشتمه ولا يسبه) مكافأة له على جهله مع أنه تعالى قد أباح له ذلك بقوله: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 148]. (وليقل: إني صائم) قيل: يقوله جهراً، وقيل: سراً؛ ليدفع هيجان غضبه بذكره لصومه. (والذي نفس محمد - صلى الله عليه وسلم - بيده لخلوف) بضم المعجمة، تغير ريح. (فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) وإذا كان هذا في تغير فمه فما ظنك بصلاته وعبادته، قال ابن جماعة فيه أن خلوف فم الصائم أفضل من دم الشهيد في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 133) (7608)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 180)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3881). (¬2) الأبيات منسوبة إلى عمرو بن كلثوم (ت - 39 ق).

سبيل الله؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في دم الشهيد إن: "ريحه ريح المسك" وقال في خلوف الصائم: "إنه أطيب من المسك" وقد اختلف هل هذا الطيب عند الله في الدنيا أو في الآخرة ووقع فيه نزاع بين إمامين من أئمة الحديث أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر في تلخيص الحبير (¬1). (ن (¬2) عن عائشة) رمز المصنف [3/ 27] لصحته. 5182 - "الصيام نصف الصبر. (هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (الصيام نصف الصبر) قيل: إن الصبر حبس النفس عن إجابة داعي الشهوة والغضب والنفس تشتهى الشيء لحصول اللذة بإدراكها وتغضب لفوته وتنفر لتقربها في المؤلم والصوم صبر عن مقتضى الشهوة فقط وهي شهوة البطن والفرج دون مقتضى الغضب لكن من تمام الصوم حبس النفس عنها وبه تمسك من فضل الصبر على الشكر. (هـ (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وغفل عن قول الزين العراقي: حديث ضعيف. 5183 - "الصيام نصف الصبر، وعلى كل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصيام. (هب) عن أبي هريرة". (الصيام نصف الصبر) قال الحليمي (¬4): لأن إجماع العبادات فعل وكف والصوم يقمع الشهوة ليسهل الكف وهو شطر الصبر فهما صبر على أشياء وصبر عن أشياء، والصوم معين على أحدهما فهو نصف الصبر، قال الغزالي: هذا مع حديث الصبر نصف الإيمان يفتح أن الصبر ربع الإيمان. (وعلى كل شيء زكاة، وزكاة الجسد الصيام) لأنه ينقص قوة البدن وينحل الجسم فكأن الصيام ¬

_ (¬1) التلخيص الحبير (1/ 61)، والإمامان: أبو محمد بن عبد السلام وأبو عمرو بن الصلاح. (¬2) أخرجه النسائي (2/ 240)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3878). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1745)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3581). (¬4) انظر: شعب الإيمان (3/ 291).

أخرج شيئاً من جسده لوجه الله فكان زكاته. (هب (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وفيه محمد بن يعقوب قال الذهبي في الضعفاء (¬2): له مناكير، وموسى بن عبيدة ضعفوه، وقال أحمد: لا تحل الرواية عنه. 5184 - "الصيام لا رياء فيه، قال الله تعالى: هو لي، وأنا أجزي به، يدع طعامه شرابه من أجلي. (هب) عن أبي هريرة (صح) ". (الصيام لا رياء فيه) لأنه أمر خفي من أراد كتمه تم له ذلك وهو حكم أغلبي وإخبار عن مظنة الصيام. (قال الله تعالى: هو لي) تعليل لكونه لا رياء فيه؛ لأنه إذا كان لله لا يتوجه إليه الرياء وتقدم معنى كونه له تعالى قريباً كما تقدم بيان معنى: (وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه من أجلي) وإذا تركه كان منتفياً عنه الرياء، قال الطيبي: إن قلت: هذا الحديث ونحوه يدل على أن الصوم أفضل من الصلاة والصدقة. قلت: إذا نظر إلى نفس العبادة كانت الصلاة أفضل من الصدقة وهي من الصوم فإن موارد التنزيل وشواهد الأحاديث النبوية جارية على تقديم الأفضل فإذا نظر إلى كل واحد منهما وما يدلي إليه من الخاصية التي لم يشاركه غيره فيها كان أفضل انتهى. قلت: أحسن من هذا أن يقال إذا لوحظ في الصوم ما فيه من كسر الشهوة وقمع النفس عما تهواه فهو أفضل منها وإن نظر إلى ما في الصلاة من التذلل والخضوع والأذكار فهي أفضل، وإذا نظر إلى ما في الصدقة من نفع الغير ومجاهدة النفس على إخراجها فهي أفضل، فالجهات مختلفة. (هب (¬3) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (229)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3582). (¬2) انظر: المغني (2/ 645) رقم (6097). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3593)، وضعفه الألباني (3580).

هريرة) رمز المصنف لصحته. 5185 - "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان". (حم طب ك هب) عن ابن عمرو (صح) ". (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة) شفاعة حقيقية كما دل له قوله: (يقول الصيام أي رب إني منعته الطعام والشهوات) في نسخة بدله الشراب وهو تحريف. (بالنهار فشفعني فيه) أي نهار رمضان لأن الصوم إذا أطلق فالمراد به الفرض. (ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان) بضم حرف المضارعة وتشديد الفاء وقرن بينهما هنا لأن الصيام غالباً يلازمه القيام. (حم طب ك هب (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: إسناده حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 174)، والحاكم (1/ 740)، والبيهقي في الشعب (1994)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3882)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (10/ 693).

حرف الضاد المعجمة

حرف الضاد المعجمة 5186 - " ضاف ضيف رجلاً من بني إسرائيل وفي داره كلبة مجح فقالت الكلبة: والله لا أنبح ضيف أهلي، فعوى جراؤها في بطنها، قيل: ما هذا؟ فأوحى الله إلى رجل منهم: هذا مثل أمة تكون من بعدكم يقهر سفهاؤها حلماءها. (حم) عن ابن عمرو" (صح). (ضاف ضيف) ضفته أضيفه نزلت عليه ضيفا فالمعنى نزل ضيف. (رجلاً) نصب بنزع الخافض أو ضمن ضاف: قصد. (من بني إسرائيل وفي داره كلبة مجح) بضم الميم وكسر الجيم وتشديد الحاء المهملة أي حامل مقرب دنت ولادتها. (فقالت الكلبة: والله لا أنبح ضيف أهلي) قولاً حقيقياً إكراماً منها له. (فعوى جراؤها في بطنها) عوى يعوي لوى خطمه ثم صوت أو مد صوته ولم يفصح، والجرو بالكسر: صغير كل شيء حتى الحنظل والبطيخ ونحوه وولد الكلب وجمعه جراو على زنة كتاب فالمذكور هنا جمعه. (قيل: ما هذا؟) لم يذكر القائل وكأنه ملك من الملائكة. (فأوحى الله إلى رجل منهم) أي من بني إسرائيل نبي أو غيره: (هذا مثل أمة تكون من بعدكم يقهر سفهاؤها حلماءها) أي يغلبهم، والله أعلم من المراد بالأمة هل أمة من أمم بني إسرائيل فإن أمة محمد خير الأمم. (حم (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته؛ وقال الهيثمي: فيه عطاء بن السائب وقد اختلط. 5187 - "ضالة المسلم حرق النار. (حم ت ن حب) عن الجارود بن المعلى (حم هـ حب) عن عبد الله بن الشخير (طب) عن عصمة بن مالك (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 170)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (7/ 549)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3583)، وفي الضعيفة (3812).

(ضالة المسلم) في النهاية (¬1) الضالة هي الضائعة من كل ما يقتنى من الحيوان وغيره والمراد بها [3/ 28] في هذا الحديث الضالة من الإبل والبقر مما تحمي نفسه ويقدر على الإبعاد في طلب المرعى والماء بخلاف الغنم. (حرق النار) بفتح المهملة والراء أي لهبها أي يدل بمن يأخذها ليتملكها إلى حرق لهب النار، قال القاضي: أراد بها حرق النار لمن أواها ولم يعرفها أو قصد الخيانة فيها كما بينه حديث مسلم: "من أوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها". (حم ت ن حب) عن الجارود بالجيم فراء وآخره مهملة واسمه بشر فلقب به لأنه أغار على بكر بن وائل وجردهم بن المعلى، قال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد رجال بعضها رجال الصحيح، وقال الحافظ ابن حجر: حديث النسائي إسناده صحيح. (حم هـ حب عن عبد الله بن الشخير) رمز المصنف لصحته. (طب (¬2) عن عصمة بن مالك) قال الهيثمي: فيه أحمد بن راشد وهو ضعيف. 5188 - "ضالة المؤمن العلم كلما قيد حديثا طلب إليه آخر. (فر) عن علي (ض) ". (ضالة المؤمن العلم) أي هو لشدة رغبته فيه كأنه أضاعه وقد كان لديه. (كلما قيد حديثاً) بالحفظ له. (طلب إليه آخر) هو طالب أبدًا كناشد الضالة لا يبرح في طلبها. (فر (¬3) عن علي) رمز المصنف لضعفه، فيه الحسن بن سفيان، ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 98). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 80)، والترمذي (1881)، والنسائي (3/ 414)، وابن حبان (11/ 248) (4487) عن الجارود، وأخرجه أحمد (4/ 25)، وابن ماجه (2502) عن عبد الله بن الشخير، والطبراني في الكبير (17/ 184) (489) عن عصمة بن مالك، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3883)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 167). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (3878)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3584): موضوع.

قال الذهبي: قال البخاري: لم يصح حديثه. 5189 - "ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره. (حم هـ) عن أبي رزين (صح) ". (ضحك ربنا) قيل: أي عجيب ملائكته فنسب الضحك إليه لكونه الآمر والمريد، والأحسن ما أسلفناه من السكوت عن التأويل لذلك. (من قنوط عباده) يأسهم عن الخير سيما عن الغيث إذا تأخر عن حينه. (وقرب غيره) بكسر المعجمة وفتح التحتية المثناة فراء في النهاية (¬1): ما يفيد أنه تغير الحال وانتقالها عن الصلاح إلى الفساد ومنه قولهم: كفاك الله غير الأيام والمراد هنا تغير الحال الذي هم عليه من القنوط إلى خلافه من الإغاثة فإنه الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا، وتمام الحديث عن ابن رزين: قلت: يا رسول الله، أو يضحك الرب؟ قال: "نعم"، قلت: لن نعدم من رب يضحك خيراً. (حم هـ (¬2) عن أبي رزين) رمز المصنف لصحته. 5190 - "ضحكت من ناس يأتونكم من قبل المشرق، يساقون إلى الجنة وهم كارهون. (حم طب) عن سهل بن سعد (صح) ". (ضحكت) الضحك خاص بالإنسان من بين الحيوان ومعناه: استفادة سرور يلحقه فتبسط له عروق قلبه فيجري الدم فيها فيفيض إلى سائر عروق قلبه فيجري الدم فيها فتفيض إلى سائر عروق بدنه فيتولد منه حرارة فينبسط لها وجهه وتمتلئ الحرارة فيه فيضيق عنها فتفتح شفتاه وتبدو أسنانه فإن تزايد ذلك السرور لم يمكن ضبط النفس استخفه الفرح فضحك حتى قهقه. (من ناس ¬

_ (¬1) النهاية في غريب الحديث (3/ 754). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 11، 12)، وابن ماجة (181)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3585): ضعيف جداً، وصححه في الصحيحة (2810).

يأتونكم من قبل المشرق) هذا هو المتعجب منه ومنشأ الضحك. (يساقون إلى الجنة) أي يساقون إلى الإسلام الذي هو سبب دخول الجنة. (وهم كارهون) له بل دخلوا فيه خوفاً من السيف ثم وقر الإيمان في قلوبهم، وسبب الضحك معرفته - صلى الله عليه وسلم - تماماً ولون إليه مع كراهتهم لسببه. (حم طب (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته. 5191 - "ضحكت من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل". (حم) عن أبي أمامة (صح) ". (ضحكت من قوم يساقون إلى الجنة مقرنين في السلاسل) أراد بهم الأسارى الذين يؤخذون عنوة في السلاسل فيدخلون في الإِسلام فيصيرون من أهل الجنة. (حم (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته. 5192 - "ضحوا بالجذع من الضأن، فإنه جائز". (حم طب) عن أم بلال". (ضحوا بالجذع) بالجيم والذال المعجمة مفتوحات وهو الشاب الفتي وهو من الإبل ما دخل في الخامسة ومن البقر والمعز ما دخل في الثانية. (من الضأن) ما تم له عام. (فإنه جائز) أي مجزئ في الضحية والحديث سيق لبيان ما يجزئ من الأضحية في السن. (حم طب (¬3) عن أم بلال) قال الهيثمي: رجاله ثقات. 5193 - "ضرب الله تعالى مثلا صراطاً مستقيماً وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتعوجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 338)، والطبراني في المعجم الكبير (8/ 283) (8087)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3886). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3886). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 368)، والطبراني في المعجم الكبير (25/ 164) (397)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3884)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 19).

فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن فتحته تلجه، فالصراط: الإسلام والسوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة: محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله في قلب كل مسلم. (حم ك) عن النواس". (ضرب الله تعالى مثلاً) لضرب الأمثال شأن عظيم في إبراز المعقول في هيئة المحسوس وإرادة المتخيل متحققاً. (صراطاً مستقيماً) قال الطيبي إنه بدل من مثلاً لا على إهدار المبدل كقولك زيدا رأيت غلامه رجلاً صالحاً إذ لو أسقط غلامه لم يتبين. (وعلى جنبتي) بفتح الجيم والباء بلفظ التثنية (الصراط) أي جانبيه والجنبة الناحية. (سوران) تثنية سور، قال الطيبي: هو مبتدأ وعلى خبره والجملة حال من صراطاً. (فيهما أبواب) صفة لسوران. (مفتحة، وعلى الأبواب ستور) جمع ستر. (مرخاة) بالخاء المعجمة مسبلة. (وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تتعوجوا) بالجيم أي تميل يقال عاج يعوج إذا حاد عن الطريق. (وداع يدعو من فوق الصراط) لم يذكر ما يقوله ولعله "ويحك ... " إلى آخره، (فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب) بأن يكشف سترًا من ستورها وإلا فإنها مفتحة (قال) أي الداعي الذي من فوق الصراط، أو قال الباب نفسه (ويحك) زجرًا له من تلك الإرادة [3/ 29] وهي كلمة ترحم وتوجع تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقها (لا تفتحه، فإنك إن فتحته تلجه) تدخله وتقع في محارم الله، وفيه إشعار بتسارع النفوس إلى المعاصي وإنها بمجرد رؤيتها تلج فيها، ثم أنه فسر - صلى الله عليه وسلم - ذلك المثل: (فالصراط: الإسلام والسوران: حدود الله تعالى) أي ما حد العباد عنه ومنعهم من إتيانه. (والأبواب المفتحة: محارم الله) أي ما حرمه على عباده وحذره عليهم وفي جعلها أبواب مفتحة ما يفهم رغبة النفوس إليها وتيسرها وسهولة الدخول فيها ولم

يذكر الستور المرخاة ما هي وكأنها ما شرعه الله من الزواجر والوعيد على الداخل فيها. (وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله) فإنه رأس الإسلام وأصله، فكأنه واقف على رأس الإسلام فإنه يدعو الناس إلى الدخول في الإسلام وينهاهم عن اتباع طرق الضلال منتزع من قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، (والداعي من فوق) أي من فوق الصراط. (واعظ الله في قلب كل مسلم) جعله فوق الصراط وهو الإِسلام لأنه أقرب إلى العبيد وأقدم وهو الداعي إلى اتباع الإسلام وبه يجد العاصي خوار في القلب (حم ك (¬1) عن النواس بن سمعان) قال الحاكم: على شرط مسلم ولا علة له وأقره الذهبي. 5194 - "ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث". (م ت) عن أبي هريرة (صح) ". (ضرس الكافر) في جهنم (مثل أحد) في مقداره. (وغلظ جلده مسيرة ثلاث) ليال ويأتي مقدار جثته جعل كذلك تضعيفاً لعذابه، قال القرطبي (¬2): وهذا إنما هو في حق البعض بدليل حديث "إن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال فيساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس"، قال: ولا شك أن الكفار يتفاوتون في العقاب كما علم من الكتاب والسنة انتهى. قلت: الأظهر أن حديث الحشر أمثال الذر في أول الأمر ثم يكونون في جهنم على تلك الهيئة العظيمة، ثم رأيت الحافظ ابن حجر (¬3) ذكر مثل ما ذكرناه تعقباً ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 183)، الحاكم (1/ 144)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3887). (¬2) المفهم (6/ 73). (¬3) انظر: فتح الباري (11/ 423).

للقرطبي. (م ت (¬1) عن أبي هريرة). 5195 - "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده في النار مسيرة ثلاث مثل الربذة". (ت) عن أبي هريرة (ح) ". (ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد) هذا وهو أصغر ما في الإنسان فما الظن بأعضائه من اليدين والرجلين وغيرهما كما يقيده ما يأتي. (وفخذه مثل البيضاء) قيل: اسم جبل، وقيل: موضع في بلاد العرب. (ومقعده في النار مسيرة ثلاث مثل الربذة). (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 5196 - "ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعا، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان، ومقعده في النار ما بيني وبين الربذة" (حم ك) عن أبي هريرة". (ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون (¬3) ذراعاً) العضد هو الغلظ الذي عبر عنه في الأول بمسيرة ثلاث فهذا الاختلاف لاختلاف أحوال الكفار في العذاب. (وفخذه مثل ورقان) بالراء والقاف بزنة بطران جبل أسود بين العَرْج والرُّوَيْثَة على يمين المار من المدينة إلى مكة قاله في النهاية (¬4) (ومقعده في النار ما بيني وبين الربذة) أي محل قعوده هذا المقدار والربذة: قرية بقرب المدينة قيل: على ثلاث مراحل منها وفيها قبر أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - ولا ينافي أن غلظ جلده ثلاث؛ لأنه إخبار عن غير هؤلاء المذكورين ويحتمل أنه تكلم - صلى الله عليه وسلم - في محل بعيد عن المدينة. (حم ك (¬5) عن أبي هريرة) قال الحاكم ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم في صحيحه (2851)، والترمذي (2579). (¬2) أخرجه الترمذي (2578)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3891). (¬3) ورد في الأصل "أربعون" بدل "سبعون" والصواب ما أثبتناه. (¬4) النهاية (5/ 175). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 328)، والحاكم (4/ 638)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3890)، =

صحيح وأقره الذهبي، قال الهيثمي: قال التميمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير ربعي بن إبراهيم وهو ثقة. 5197 - "ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار" البزار عن ثوبان". (ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعا بذراع الجبار) قال الذهبي: ليس ذا من الصفات في شيء وهو مثل قولك: ذراع الخياط وذراع النجار، قيل: والمراد بالجبار هنا ملك من اليمن أو العجم كان طويل الذراع، وقيل أريد به الطويل. (البزار عن ثوبان) قال الهيثمي (¬1): فيه عباد بن منصور وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات. 5198 - ضع القلم على أذنك، فإنه أذكر للمُمْلي" (ت) عن زيد بن ثابت". (ضع القلم على أذنك، فإنه أذكر للمملي) أي أسرع تذكيراً فيما يريد إنشائه من العبارات والمقاصد، قال القاضي (¬2) عياض: في هذا الخبر وشبهه دلالته على معرفته حروف الخط وحسن تصويرها. قلت: في مأخذه من هذا الحديث خفاء فإنه ليس فيه إلا الإعلام بأن وضع القلم على الأذن سبب للذكر فأين الدلالة على تصوير الحروف، نعم قد ذكر الباجي أنه - صلى الله عليه وسلم - كتب بعد أن لم يكن يحسن الكتابة (¬3) وشن العلماء الغارة عليه بسبب هذه النسبة التي نسبها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولعله يأتي بسط ذلك. (ت (¬4) عن ¬

_ = وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 391). (¬1) انظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 392). (¬2) انظر فتح الباري (7/ 504). (¬3) وطبع الكتاب باسم: تحقيق المذهب بتحقيق أبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري من دار عالم الكتب، الرياض. الطبعة الأولى في عام 1403 هـ. (¬4) أخرجه الترمذي (2714)، والكامل لابن عدي (5/ 262)، وابن حبان في المجروحين =

زيد بن ثابت) قال دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين يديه [3/ 30] كاتب فسمعته يقول: "ضع ... " إلخ. ثم قال: وإسناده ضعيف وذلك لأنه ساقه من رواية عنبسة عن محمد بن زاذان وهما ضعيفان، وزعم ابن الجوزي وضعه، ورده ابن حجر بأنه ورد من طريق أخرى لابن عساكر وقرر وروده بسندين مختلفين يخرجه عن الوضع. 5199 - "ضع أنفك ليسجد معك". (هق) عن ابن عباس (ح) ". (ضع أنفك) أي على الأرض عند السجود. (ليسجد معك) إسناده إليه مجازاً فإن الساجد هو ذو الأنف والحديث دليل لوجوب السجود على الأنف وهو مذهب بعض العلماء مستدلا بحديث ابن عباس: "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه" ولأنه قد ورد في بعض ألفاظ حديث ابن عباس الجبهة والأنف ودفع بأنه لو قيل بوجوبه لزم أن تجب بثمانية أعظم وهو خلاف صدر الحديث، وأجيب بأنه - صلى الله عليه وسلم - جعلهما كعضو واحد ويكون الأنف كالتبع للجبهة، قال ابن دقيق العيد: إنها قد اختلفت العبارة مع الإشارة إلى الأنف فإذا جعلا كعضو واحد، أمكن أن يكون الإشارة إلى أحدهما إشارة إلى الآخر فتتطابق الإشارة والعبارة انتهى، قال ابن جرير (¬1): والخلاف في الأنف إنما هو في الجواز لا في الصحة فلو ترك السجود على أنفه قادرا فلا خلاف بين سلف الأئمة وخلفهم أنه لا إعادة عليه وان أساء وأخطأ بتركه (¬2). (هق (¬3) عن ابن عباس) قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على رجل يسجد على ¬

_ = (2/ 180)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 76)، والموضوعات (1/ 189)، وابن حجر في اللسان (6/ 333)، وضعفه الألباني في المجمع (3588). (¬1) تفسير الطبري (5/ 438). (¬2) انظر: فتح الباري لابن رجب (6/ 49). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3892)، وفي الصحيحة (1644).

جبهته فذكره رمز المصنف لحسنه قال في العلل (¬1): واضح منه خبر عكرمة لا تجزئ صلاة لا يمس الأنف من الأرض ما يمس الجبين. 5200 - "ضع إصبعك السبابة على ضرسك ثم اقرأ آخر يس". (فر) عن ابن عباس". (ضع إصبعك السبابة) بصيغة المبالغة هي التي تلي الإبهام. (على ضرسك) الذي به الألم. (ثم اقرأ آخر يس) من قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ} [يس: 77] إلى آخر ما قاله - صلى الله عليه وسلم - لرجل اشتكى ضرسه قيل: ويظهر أن غيره من الإنسان كذلك. (فر (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف. 5201 - "ضع بصرك موضع سجودك". (فر) عن أنس (ض) ". (ضع بصرك) حال الصلاة. (موضع سجودك) فيه دليل على وجوب ذلك وتمام الحديث قلت: يا رسول الله هذا شديد لا أطيقه. قال: "ففي المكتوبة إذن يا أنس" ووجه أنه أقرب إلى الخشوع وإقبال القلب على الصلاة. (فر (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وذلك لأنه من رواية الربيع بن بدر ضعفوه وفيه غيره من الضعفاء. 5202 - "ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقيل: "بسم الله - ثلاثا" وقل سبع مرات: "أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر". (حم م) عن عثمان بن ¬

_ (¬1) علل الترمذي (ص 70). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2/ 274)، وكما في الكنز (28373)، وقال الألباني في ضعيف الجامع: موضوع (3587)، وفي الضعيفة (3814). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3874)، وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف جداً (3589)، وفي الضعيفة (3815).

أبي العاص الثقفي (صح) ". (ضع يدك) المخاطب عثمان بن أبي العاص لأنه الشاكي للألم في جسده والمراد بها عند الإطلاق اليمين ويأتي التصريح بها. (على الذي تألم من جسدك وقيل: بسم الله) قيل: والأكمل إكمال البسملة. (ثلاثاً) أي كرر التسمية ثلاثاً يحتمل منع تكرير الوضع ويحلل الرفع، ويحتمل أنه يكفي استمراره وخاصية الثلاث والسبع مما تفرد الله بعلمها. (وقيل سبع مرات) بعد إكمال تكرير ما ذكر قبل. (أعوذ بالله وقدرته) ذكر صفة القدرة في غاية المناسبة لاستدفاع الألم. (من شر ما أحد) الآن (وأحاذر) في المستقبل، هذه من الأدوية الإلهية التي هي من أسرع الأدوية لمن خلصت نيته، وظاهره أنها لكل ألم من الآلام التي بالأعضاء. (حم م (¬1) عن عثمان بن أبي العاص الثقفي). قال: شكوت إلى رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - وجعا أجده في جسدي منذ أسلمت فذكره. 5203 - "ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات وقيل: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أحد" في كل مسحة. (طب ك) عنه (صح) ". (ضع يمينك على المكان الذي تشتكي فامسح بها سبع مرات) هذا ظاهر في تكرير رفعها ووضعها (وقل: "أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد) المراد أنه يقارن القول المسح كما تأدى به قوله: (في كل مسحة) وهذه رقية أخرى عامة لكل ألم كالأولى فإنهما أراد ما له. (طب ك (¬2) عنه أي عن عثمان بن أبي العاص) رمز المصنف لصحته. 5204 - "ضعوا السوط حيث يراه الخادم". البزار عن ابن عباس (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 21)، ومسلم (2202)، وابن ماحة (3522). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 46) (8343)، والحاكم (1/ 494)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3894).

(ضعوا السوط) الذي يراد به تأديب الخدم. (حيث يراه الخادم) فإنه يبعثه على حسن الأدب والمحاذرة من الإساءة، وفيه إباحة تأديب الخادم بنحو الضرب وندبية إظهار الملوك لآلة الحرب ونحوها. (البزار (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 5205 - "ضعي في يد المسكين ولو ظلفا محرقاً" (حم طب) عن أم بجيد". (ضعي) يا أم بجيد. (في يد المسكين) أي السائل لأنها قالت: يا رسول الله يأتيني السائل فأنا أهد له بعض ما عندي فقال ذلك. (ولو ظلفا محرقاً) قال القاضي: هذا وما أشبهه؟ إنما يقصد به المبالغة في رد السائل بأدنى ما تيسر ولم يقصد به صدور هذا الفعل من المسئول فإن الظلف المحرقة لا تنفع. (حم طب (¬2) عن أم بجيد) بالموحدة [3/ 31] مضمومة فجيم فمثناة من تحت فمهملة (¬3). 5206 - "ضعي يدك عليه ثم قولي ثلاث مرات: "بسم الله، اللهم أذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك بسم الله". الخرائطي في مكارم الأخلاق، وابن عساكر عن أسماء بنت أبي بكر". (ضعي يدك) الخطاب لأسماء بنت أبي بكر، قال المصنف: كان بها خراج في عنقها فشكته إليه - صلى الله عليه وسلم - (عليه ثم قولي) لم يرد التراخي بل مجرد الترتيب. (ثلاث مرات) واليد موضوعة عليه. (بسم الله، اللهم أذهب عني شر ما أجد بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك) أي أذهب ذلك بسبب دعوته لعبادك إلى عبادتك وحدك، أو دعوته لي التي تدعوا بها، أو هذه الدعوة التي علمنيها ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (4012)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3590)، وحسنه في الصحيحة (1447)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 106)، وكشف الخفا (2/ 82). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 382)، والطبراني (24/ 221) (560)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1440). (¬3) انظر: الإصابة (7/ 590)، والتقريب (8705).

وتلفظت بها (الخرائطي في مكارم الأخلاق، وابن عساكر (¬1) عن أسماء بنت أبي بكر) تقدم سببه. 5207 - "ضعي يدك اليمنى على فؤادك وقولي: "بسم الله داوني بدوائك، واشفني بشفائك، وأغنني بفضلك عمن سواك، وأحذر عني أذاك". (طب) عن ميمونة بنت أبي عسيب (ض) ". (ضعي يدك اليمنى على فؤادك) قال المصنف إنها كانت امرأة غيراء فكان هذا دواء ذلك. (وقولي: "بسم الله داوني بدوائك، واشفني بشفائك، وأغنني بفضلك عمن سواك، وأحدر) بالمهملتين وضم الثانية وضبطه بعض بالذال المعجمة وهو غير صواب والمراد أزل: (عني أذاك) أي بلاك النازل بي. (طب (¬2) عن ميمونة بنت أبي عسيب) تحقق بالمهملتين رمز المصنف لضعفه. 5208 - "ضمن الله خلقا أربعا: الصلاة، والزكاة، وصوم رمضان، والغسل من الجنابة، وهن السرائر التي قال الله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} هو. (هب) عن أبي الدرداء (ض) ". (ضمّن) بتشديد الميم. (الله خلقه) أي جعلهم ضمناؤهم الكفلاء الذين يطالبون بما ضمنوه. (أربعاً) بينها بالإبدال منها. (الصلاة، والزكاة، وقوم رمضان، والغسل من الجنابة) خص هذه من بين سائر التكاليف وإلا فهم ضمناء بها كلها مطالبون بأدائها معاقبون على الإخلال بها لأن الصلاة أهم التكاليف وأعمها، والزكاة من التكاليف المالية وهي أشقها، وصوم رمضان فطم عن الشهوات، والغسل من الجنابة فيه كمال التعبد بعموم الماء لأعضاء ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (69/ 13)، والخرائطي في مكارم الأخلاق برقم (1019)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3592): موضوع، وكذا قال في الضعيفة (3816). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 39) (72)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3591).

طاهرة لم يتصل بها نجاسة، فكل واحدة من هذه الأربع إشارة إلى شعبة من شعب التكاليف. (وهن السرائر التي قال الله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}) ما أسر في القلوب من العقائد والنيات وغيرها وما أخفى من الأعمال وبلاؤه يعرفها ويصفحها والتمييز بين ما طاب منها وما خبث، ولا شك أن هذه الأربع من جملتها فهو بيان لبعض ما شملته الآية. (هب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2751)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3594)، والضعيفة (3817): موضوع.

فصل في المحلى بـ "أل" من هذا الحرف

فصل في المحلى بـ "أل" من هذا الحرف 5209 - " الضالة واللقطة تجدها فانشدها، ولا تكتم، ولا تغيب، فإن وجدت ربها فأدها، وإلا فإنما هو مال الله يؤتيه من يشاء". (طب) عن الجارود (صح) ". (الضالة) تقدم تفسيرها. (واللقطة تجدها فانشدها) يقال أنشدت الضالة فأنا منشدها إذا عرفتها ونشدتها فأنا ناشد إذا طلبتها كما في النهاية (¬1). (ولا تكتم، ولا تغيب) بالمعجمة تخفيها عن العيوب. (فإن وجدت ربها) مالكها. (فأدها) إليه، ويأتي بيان ما يكفي في معرفة ربها. (وإلا) تجده. (فإنما هو مال الله يؤتيه من يشاء) وقد آتاك إياه إلا أنه قد قيد هذا الإتيان بأن يكون وديعة عنده وذكر مدة التعريف وفرقه بين أنواع اللقطة ما أخرجه الستة إلا النسائي من حديث زيد بن خالد قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن لقطة الذهب والورق، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أعرف وكائها وعقاصها ثم عرفها سنة فإن لم تعرف فاستنفقها ولتكن وديعة عندك فإن جاء طالبها يوما من الدهر فأدها إليه" (¬2)، وسئل عن ضالة الإبل فقال: "مالك ولها فإن معها حداها وسقاها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها" (¬3)، وسئل عن الشاة فقال: "خذها فإنما هي لك أو لأخيك أو للذئب"، فهذا الحديث فصل ما أجمل غيره. (طب (¬4) عن الجارود) بالجيم وراء ومهملة آخره صحابي جليل اسمه بشر (¬5)، رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 98). (¬2) أخرجه البخاري (91)، ومسلم (1722)، وأبو داود (1754)، والترمذي (1372)، والنسائي 3/ 419، وابن ماجة (2504). (¬3) أخرجه البخاري (2296)، ومسلم (1722). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 267) (2121)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3897). (¬5) الإصابة (1/ 307).

5210 - "الضب لست آكله ولا أحرمه". (حم ق ت ن هـ) عن ابن عمر (صح) ". (الضب) هو حيوان بري قيل يعيش سبعمائة سنة ولا يشرب. (لست آكله) لعيافة نفسه - صلى الله عليه وسلم - له. (ولا أحرمه) فعلان مضارعان وفي رواية جعلهما اسمين كذا قيل ويتصور الاسمية في الأول لا في الثاني على هذا اللفظ وأظنه وهما انتقل من رواية "لست بآكله ولا بمحرمه" فإنهما اسمان لا غير وأكله حلال عند الكل، قال النووي: أجمع المسلمون على أنه حلال غير مكروه إلا ما روي عن الحنفية من كراهيته وإلا ما حكاه عياض عن قوم بتحريمه ولا أظنه يصح عن أحد، فإن صح فمحجوج بالنص والإجماع من قبله. قلت: وثبت في الأحاديث الأمهات أنه تارة علل عدم أكله بأنه لم يكن بأرض قومه فهو يعافه، وتارة بأنه تعالى غضب على سبط بني إسرائيل فمسخهم دواب فلعل الضب منهم فلا يأكله ولا ينهى عنه وثبت أنه أكل بحضرته [3/ 22]- صلى الله عليه وسلم - مراراً. (حم ق ت ن هـ (¬1) عن ابن عمر). 5211 - "الضبع صيد، وفيه كبش". (قط هق) عن ابن عباس (د ت ن هـ) عن جابر (صح) ". (الضبع) بضم الموحدة وتسكن. (في د) في القاموس (¬2) أنه كان ممتنعاً ولا مالك له وفي النهاية (¬3) قيل: لا يقال للشيء صيد حتى يكون ممتنعاً حلالاً لا مالك له، قلت: والحديث هذا شاهد لهذا التفسير؛ لأنه إخبار عن حله لأنه الذي بعث الشارع - صلى الله عليه وسلم - لتعريف العباد به ونحوه لا الإخبار بأنه ممتنع لا مالك له ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 9)، والبخاري (5536)، ومسلم (1943)، والترمذي (1790)، والنسائي (7/ 197)، وابن ماجة (3242). (¬2) القاموس (1/ 376). (¬3) النهاية (3/ 65).

فإنه معلوم والقول بحله رأي الشافعية وكرهته المالكية وحرمه غيرهم مستدلين بحديث الترمذي وابن ماجة أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "لمن يسأله عنها أو يأكلها أحد؟ " ورد بأنه حديث منقطع. (وفيه كبش) إذا أصابه المحرم. (قط هق (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وفيه يحيى بن المتوكل ضعفوه والعجب من المصنف حيث اقتصر على من ذكر فقد أخرجه (د ت ن هـ) كلهم عن جابر. 5212 - "الضبع صيد فكلها، وفيها كبش مسن إذا أصابها المحرم". (هق) عن جابر (صح) ". (الضبع صيد فكلها) أمر للإباحة وفيه دليل أن إطلاقه يفيد الحل لا بيانه بالفاء بمغيب الأخبار بكونها صيداً. (وفيها كبش مسن إذا أصابها المحرم) في تأنيث ضميرها هنا وتذكيره في الأول دليل أنها تذكر وتؤنث إلا أن في القاموس أنها مؤنثة فتذكيره على التأويل. (هق (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وصححه البغوي. 5213 - "الضحك في المسجد ظلمة في القبر". (فر) عن أنس". (الضحك في المسجد ظلمة في القبر) لأنه ينافي الخشوع الذي يناسب أخلاق الداخل فيه والطاعات تنور القلب والمعصية تظلمه. (فر (¬3) عن أنس) سكت عليه المصنف. 5214 - "الضحك ضحكان: ضحك يحبه الله، وضحك يمقته الله، فأما ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 245)، والبيهقي في السنن (5/ 183) عن ابن عباس، وأخرجه أبو داود (3801)، والترمذي (1791)، والنسائي (5/ 911)، وابن ماجة (3085) عن جابر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3900). (¬2) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس (3706)، والبيهقي في السنن (5/ 183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3899). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (3891)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3597)، والضعيفة (3818): موضوع.

الضحك الذي يحبه الله فالرجل يكشر في وجه أخيه حداثة عهد به وشوقا إلى رؤيته، وأما الضحك الذي يمقت الله تعالى عليه فالرجل بالكلمة الجفاء والباطل ليضحك أو يضحك، يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً". هناد عن الحسن مرسلاً (ض) ". (الضحك ضحكان) باعتبار سببه وإلا فهو في حقيقة ذاته واحد (ضحك يحبه الله) فيثيب عليه (وضحك يمقته الله) فيعاقبه عليه (فأما الضحك الذي يحبه الله فالرجل يكشر) بزنة يضرب من كشر عن أسنانه أبدى عنها تكون في الضحك وغيرها (في وجه أخيه حداثة عهد له وشوقا إلى رؤيته) منصوبان على المفعول له وحبه لما فيه من لقاء أخيه بالبشر والطلاقة وإدخاله السرور عليه. (وأما الضحك الذي يمقت الله، فالرجل يتكلم بالكلمة الجفاء) هو نقيض الصلة والمراد الكلمة التي تكون سببًا لعدم الصلة بين الإخوان. (والباطل) كالهزل واللغو ونحوه. (ليضحك) في نفسه. (أو يضحك) غيره. (يهوي بها) أي بجرير الكلمة وإثمها. (في جهنم سبعين خريفاً) يبلغ قعرها (هناد (¬1) عن الحسن مرسلاً) رمز المصنف لضعفه. 5215 - "الضحك ينقض الصلاة ولا ينقض الوضوء". (قط) عن جابر (ض) ". (الضحك) أي إذا كان في الصلاة. (ينقض الصلاة) قالوا: إذا أظهر به حرفان أو حرف يفهم. (ولا ينقض الوضوء) وظاهره ولو كان يقهقه، وقيل: إذا كان يقهقه نقض الوضوء. (قط (¬2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه فقول الشارح هذا من أحاديث الأحكام وضعفه شديد وسكوت المصنف عليه غير سديد لأنه قد ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (1143)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3596). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 173)، وانظر نصب الراية (1/ 47 - 54)، وتنقيح التحقيق (1/ 122)، والتلخيص الحبير (1/ 115)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3598)، والضعيفة (3819): ضعيف جداً.

رمز لضعفه لأنه تعقبه البيهقي وأبان عليه ثم قال: والصحيح وقفه على جابر، وقال الحافظ ابن حجر: حديث منكر، وخطأ الدارقطني في رفعه ونقل ابن الجوزي وابن عدي عن أحمد أنه ليس في الضحك حديث صحيح. 5216 - "الضرار في الوصية من الكبائر". ابن جرير وابن أبي حاتم في التفسير عن ابن عباس (ض) ". (الضرار) بزنة كتاب قال في الفردوس: أنه إدخال الضرر على الشيء والنقص منه. (في الوصية من الكبائر) ومعناه أن الموصي إذا أوصى بأكثر من ثلث ماله فقد ضارر في الوصية ورثته ونقص حقهم أو ضرار نفسه لتجاوزه ما حده له الشارع. (ابن جرير وابن أبي حاتم (¬1) في التفسير عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 5217 - "الضمة في القبر كفارة لكل مؤمن لكل ذنب بقي عليه لم يغفر له". الرافعي في تاريخه عن معاذ (ض) ". (الضمة في القبر) التي وصفها - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي ذر في المسند لأحمد أنه قال: "يضغط المؤمن فيه ضغطة تزول منها خمائله وتملئ على الكافر نارا" (¬2). (كفارة لكل ذنب) ظاهره من الكبائر ولا يعارضه حديث: "أكثر عذاب القبر من البول" (¬3) لاحتمال تأخرها عن بعض عذاب القبر أو أن عذاب القبر هو الضغطة وتكون أعظم أسبابها البول أو أن المراد من كان ذنبه غير البول وأما هو فله عذاب مستقل (بقي عليه لم يغفر له). (الرافعي (¬4) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن جرير في تفسيره (4/ 289)، وعبد الرزاق في مصنفه (9/ 88)، والطبراني في الأوسط (8947)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3599). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 407). (¬3) أخرجه ابن ماجة (348). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (3901)، والقزويني في التدوين (2/ 352)، وضعفه الألباني في =

5218 - "الضيافة ثلاثة أيام، فما كان وراء ذلك فهو صدقة". (خ) عن أبي شريح (حم د) عن أبي هريرة (صح) ". (الضيافة ثلاثة أيام) يعني من نزل به ضيف فحقه أن يضيفه ثلاثة أيام، يتحفه في الأول الإكرام ويقدم له في الآخرين ما حضر كما بينه غيره، قال الخطابي: يتكلف له في اليوم الأول ما اتسع له من بر وإلطاف، ويقدم له في اليوم الثاني ما كان بحضرته [3/ 33] ولا يزيد على عادته، قال القاضي: سمي الضيف ضيفا لأنه مائل إلى من نزل عليه، والضيف الميل يقال ضاف السهم عن الهدف إذا مال عنه. (فما كان وراء ذلك فهو صدقة) قال الخطابي: إنه صدقة ومعروف إن شاء فعل وإن شاء ترك، قيل: ولا يقال إن جعل ما بعد الثلاث صدقة تقضي بأن ما قبلها واجب؛ لأنه إنما سماه صدقة تنفيراً للضيف عنه لأن الصدقة تنفر النفوس عن أخذها سيما الأغنياء. قلت: ولا يخفى ضعف هذا والأظهر الوجوب. (خ عن أبي شريح، حم د (¬1) هـ عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 5219 - "الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة". (حم ع) عن أبي سعيد، البزار عن ابن عمر (طس) عن ابن عباس" (صح). (الضيافة) اللازمة. (ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة) نافلة غير لازمة. (حم ع) عن أبي سعيد، البزار عن ابن عمر (طس (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف ¬

_ = ضعيف الجامع (3600)، وقال في الضعيفة (3281): موضوع. (¬1) أخرجه البخاري (6476)، ومسلم (48) عن أبي شريح، وأخرجه أحمد (2/ 288)، وأبو داود (3748) عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 64)، وأبو يعلى (1244) عن أبي سعيد، وأخرجه البزار (1589) عن عبد الله بن مسعود، وأخرجه الطبراني في الأوسط (3894) عن ابن عباس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 176)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3901).

لصحته على الطبراني، وقال الهيثمي: فيه رشيد بن كريب وهو ضعيف. 5220 - " الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة، وكل معروف صدقة". البزار عن ابن مسعود" (صح). (الضيافة اللازمة ثلاثة أيام) ظاهره العموم للغني والفقير والبر والفاجر والمسلم والكافر، وأما حديث: "ولا يأكل طعامك إلا تقي" فالمراد به طعام الإتحاف والاجتماع لا الوجوب واللزوم (فما زاد فهو صدقة، وكل معروف) ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق (صدقة) وظاهر الإخبار وجوب الضيافة ولو لم يجد غير مؤونته إلا أن حديث: "ابدأ بنفسك" يبين المراد هنا وأن هذا لمن وجد ما يزيد على كفايته وأهله ولا شك في فضل الإيثار على النفس إلا أنه غير واجب. (البزار (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 5221 - "الضيافة ثلاثة ليال حق لازم، فما سوى ذلك فهو صدقة". الباوردي وابن قانع (طب) (صح) والضياء عن الثلب بن ثعلبة". (الضيافة ثلاثة ليال) دل على أن المراد بالأيام في الإخبار الأول مع لياليها فيلزمه إنزاله للمبيت وإفراشه والإضاءة له. (حق لازم) دليل على الوجوب ناهض، كيف وقد أكد الحقية باللزوم؟ وأخذ به أحمد فأوجبها، قال الجمهور: كان ذلك في صدر الإسلام ثم نسخ أو أن الكلام في أهل الذمة المشروط عليهم ضيافة المارين بهم أو في المضطرين أو مخصوص بالعمال المبعوثين لقبض الزكاة من جهة الإمام فإنه كان على المبعوث إليهم إنزالهم، قال الخطابي: كان ذلك حيث لم يكن بيت مال أما الآن فأرزاق العمال من بيت المال. (فما سوى ¬

_ (¬1) وأخرجه البزار (1589)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 176)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3902).

ذلك فهو صدقة). (الباوردي وابن قانع، طب والضياء (¬1) عن الثلب) بالمثلثة فلام ساكنة ابن ثعلبة رمز المصنف على الطبراني بالصحة لكن، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم، وقال المنذري: في إسناده نظر. 5222 - "الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة وعلى الضيف أن يتحول بعد ثلاثة أيام". ابن أبي الدنيا في قرى الضيف عن أبي هريرة (صح) ". (الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة وعلى الضيف أن يتحول بعد ثلاثة أيام) لئلا يضيق عليه بإقامته فتكون الصدقة على وجه المن والأذى. (ابن أبي الدنيا (¬2) في قِرى الضيف عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 5223 - "الضيافة ثلاثة أيام، فما كان فوق ذلك فهو معروف". (طب) عن طارق بن أشيم". (الضيافة ثلاثة أيام) فإن نزل بمعين لزمه إكرامه، وإن نزل بالبلد كان فرض كفاية أو عين فيلزم كل أحد حظ من حق ضيافته. (فما كان فوق ذلك فهو معروف) والمعروف مندوب إلى فعله. (طب (¬3) عن طارق بن أشيم) بفتح الهمزة بمعجمة ساكنة، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 5224 - "الضيف يأتي برزقه، ويرتحل بذنوب القوم، ويمحص عنهم ذنوبهم". أبو الشيخ عن أبي الدرداء (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (115)، والطبراني في الكبير (2/ 63) (1297)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 251)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3602). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في قِرى الضيف (53)، والجعد في مسنده (1587)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3601). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 320) (8199)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 176)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3903).

(الضيف يأتي برزقه) لأن الله يسوق إلى كل نفس رزقها حيث كانت، وأحسن من قال: لما لم أحب الضيف ... أو ارتاح من طرب إليه والضيف يأكل رزقه ... عندي والحمد في عينيه (ويرتحل بذنوب القوم) الذين أضافوه لما يجعل له من أجر إكرامه. (ويمحص عنهم ذنوبهم) (أبو الشيخ (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه. 5225 - "الضيافة على أهل الوبر، وليست على أهل المدر". القضاعي عن ابن عمر". (الضيافه على أهل الوبر) هم سكان الخيام والبوادي؛ لأن غالب بيوتهم من غالب وبر الإبل. (وليست على أهل المدر) سكان القرى جمع مدرة وأخذ بهذا التفصيل طائفة من أئمة الزيدية ومالك قالوا: لأنه يتعذر ما يحتاجه المسافر في البادية وتتيسر الضيافة على أهلها، وقال الشافعي: الوجوب عام. (القضاعي (¬2) عن ابن عمر) قال عبد الحق: فيه إبراهيم بن عبيد الله بن أخي عبد الرازق حدث بالمناكير، وقال في الميزان، قال الدارقطني: كذاب، ومن مصائبه أحاديث هذا منها وقال ابن حبان: يروى عن عبد الرزاق معلولات كثيرة لا يجوز الاحتجاج بها ومن ثمة قال القاضي حسين: موضوع. قلت: إلا أن الأحاديث هذه قد تضافرت على إيثار حق الضيافة فلا يقصر عن الذي له على إيجابها. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (3896)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3604): موضوع. (¬2) أخرجه القضاعي في مسنده (284)، وابن عدي في الكامل (1/ 273)، وانظر الميزان (8/ 18)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3603)، والضعيفة (791): موضوع.

حرف الطاء المهملة

حرف الطاء المهملة 5226 - " طائر كل إنسان في عنقه". ابن جرير عن جابر (ح) ". (طائر كل إنسان في عنقه) مشتق من قوله تعالى [3/ 34]: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} [الإسراء: 13]، والطائر عمل العبد، والمعنى أن العمل لازم له لزوم القلادة والغل لا ينفك عنه، مثل قولهم: الموت في الرقاب، وعن الحسن: يا ابن آدم بسطت لك صحيفة إذا بعثت قلدتها في عنقك، وقال مجاهد: ما من مولود يولد إلا وفي عنقه ورقة فيها مكتوب شقي أو سعيد، وفي الفردوس طائر الإنسان ما كتبه الله من خير وشر فهو حظه الذي يلزم عنقه لا يفارقه من قولك: طيرت المال بين القوم فطار لفلان كذا. (ابن جرير (¬1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 5227 - "طاعة الله طاعة الوالد، ومعصية الله معصية الوالد". (طس) عن أبي هريرة (ح) ". (طاعة الله) الطاعة الانقياد والامتثال. (طاعة الوالد) جعلها عينها مبالغة، وقد أضافها إلى المفعول، إذ المعنى طاعة الرجل الله طاعة والده، ثم أتى بآلة التعريف عوضا عن المضاف لوضوح المعنى. (ومعصية الله معصية الوالد) فقد دارت طاعته تعالى على طاعة الوالد ثبوتا ونفيا وهذا مقيد إنما إذا كان في غير معصية وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} [لقمان: 15]، (¬2). وقد ذهب جماعة إلى أنه يجب عليه فراق زوجته إذا أمره أبوه بطلاقها لحديث الترمذي عن ابن عمر أنه كانت له امرأة يحبها وأبوه يكرهها فأمره بطلاقها فأخبر ابن عمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3905)، والصحيحة (1907). (¬2) جاء في الحاشية وجوب طلاق الولد امرأته إذا كرهها أبوه وأمره بفراقها.

بذلك، فقال له: "طلقها" (¬1)؛ قال ابن العربي (¬2) صح وثبت. (طس (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رواه عن شيخه أحمد بن إبراهيم بن هبة الله بن كيسان وهو لين عن إسماعيل بن عمر البجلي: وثقه ابن حبان وغيره وضعفه أبو حاتم وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح. 5228 - "طاعة الإمام حق على المرء المسلم، ما لم يأمر بمعصية الله، فإذا أمر بمعصية الله فلا طاعة له". (هب) عن أبي هريرة (صح) ". (طاعة الإمام حق) أي أمر ثابت لازم بإلزام الشارع له وعمومه قاض بأنه وإن كان جائراً. (على المرء المسلم) خص المسلم لأنه الأصل في تعليق الأحكام به وإلا فإنه يلزم غيره طاعة الإمام وقوله: (ما لم يأمر بمعصية الله) يحتمل أن مراده أنه لا طاعة له إذا وقع منه ذلك ولو أمر بطاعة لأن أمره بالمعصية أسقط وجوب طاعته، فيختص وجوب الطاعة بالعادل، ويحتمل أن يراد: فلا طاعة له في ذلك الأمر الخاص الذي هو معصية والاحتمال الآخر أظهر ويدل له "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" (¬4). (فإذا أمر بمعصية الله فلا طاعة له) قيل: ويؤخذ منه وجوب المندوب إذا أمر الإمام به كأن يأمر بالصوم للاستسقاء فإنه يجب ظاهراً وباطناً، قال بعض الشافعية: وتجب الصدقة والعتق إذا أمر بهما. (هب (¬5) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 5229 - "طاعة النساء ندامة". (عق) والقضاعي وابن عساكر عن عائشة". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1189) وقال: حديث حسن صحيح إنما نعرفه من حديث ابن أبي ذئب. (¬2) انظر: عارضة الأحوذي (5/ 164). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (2255)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 136)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3655). (¬4) أخرجه الترمذي (1707)، والبزار (1988). (¬5) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 155)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3907)، والصحيحة (752).

(طاعة النساء) في آرائهن. (ندامة) لأن غالب آرائهن الضعف ومخالفة العقلاء وهذا حكم أغلبي وقد عمل - صلى الله عليه وسلم - برأي أم سلمة في عمرة الحديبية كما هو معروف. (عق والقضاعي وابن عساكر (¬1) عن عائشة) كلهم رواه عن محمد بن سليمان بن أبي كريمة عن هشام عن عروة عن عائشة، قال العقيلي: عقب روايته محمد بن سليمان حدث عن هشام ببواطل لا أصل لها، منها هذا الخبر انتهى، وحكم ابن الجوزي بوضعه. 5230 - "طاعة المرأة ندامة". (عد) عن زيد بن ثابت (ض) ". (طاعة المرأة ندامة) المراد في الخبرين طاعتها فيما يتعلق بالأمور المهمة ويدور على العقلاء لا في محقرات الأمور وفيما يتعلق بحقها وحق منزلها. (عد (¬2) عن زيد بن ثابت) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه ابن عدي لما ساقه من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائقي عن عنبسة بن عبد الرحمن، وعثمان وعنبسة متروكان انتهى، وقال ابن الجوزي: موضوع، عنبسة ليس بشيء وعثمان لا يحتج به وتعقبه المصنف بأن له شاهداً أخرجه العسكري في الأمثال عن عمر: "خالفوا النساء فإن في خلافهن بركة" (¬3) وتقدم أن الشاهد الخبر الموضوع منهما. 5231 - "طالب العلم تبسط له الملائكة أجنحتها رضاً بما يطلب". ابن عساكر عن أنس (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 74)، وابن عدي في الكامل (3/ 362)، والقضاعي (226)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 141)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3607)، والضعيفة (794). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 262)، وانظر الموضوعات (3/ 123)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3606)، والضعيفة (435): موضوع. (¬3) لا أصل له كما أفاده السخاوي ثم المناوي في الفيض (4/ 263)، وقد تكلم عليه الشيخ ناصر في السلسلة الضعيفة (430).

(طالب العلم) الذي يرضاه الله. (تبسط له الملائكة أجنحتها) قال الحليمي: يعني أنها تنظر إليه بعين البهاء والجلال فتستشعر في أنفسها تعظيمه وتوقيره وجعل [3/ 35] وضع الجناح مثلا لذلك يعني أنها تفعل له نحواً مما تفعله مع الأنبياء عليهم السلام؛ لأن العلماء ورثتهم محله النصب على أنه مفعول له. (رضاً بما يطلب) علة وضع الأجنحة. (ابن عساكر (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 5232 - "طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات". العسكري في الصحابة، وأبو موسى في الذيل عن حسان بن أبي سنان مرسلاً". (طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات) لأن العلم به حياة القلوب وحياة ذكر العبد في الدنيا والآخرة، والجهل بخلافه فلا ريب أن طالبه كالحي بين الموتى. أخو العلم حي خالد بعد موته ... وأوصاله تحت التراب رميم وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى ... يعد من الأحياء وهو عديم (¬2) (العسكري في الصحابة) في كتابه فيهم، (وأبو موسى في الذيل) (¬3) هو كتاب لأبي موسى ذيّل به كتاب العسكري (عن حسان بن أبي سنان مرسلاً)، حسان: أحد زهاد التابعين مشهور ذكره ابن حبان في الثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (7/ 218)، والديلمي في الفردوس (3915)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3609). (¬2) الأبيات منسوبة إلى ابن السيد البطليوسي (ت 521 هـ). (¬3) أخرجه العسكري في الصحابة وأبو موسى في الذيل كما في الكنز (28726)، والديلمى في الفردوس (3911)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3608).

5233 - "طالب العلم لله أفضل عند الله من المجاهد في سبيل الله". (فر) عن أنس (ض) ". (طالب العلم أفضل عند الله من المجاهد في سبيل الله) وذلك لأن نفعه أعم لأنه يستفيد ويفيد وبيده سلاح العلم يجاهد به كل معارض ولأن جهاده دائم وجهاد الكفار حينا فحيناً. (فر (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 5234 - "طالب العلم كالغادي والرائح في سبيل الله عز وجل". (فر) عن عمار وأنس (ض) ". (طالب العلم كالغادي والرائح في سبيل الله عز وجل) لا ينافي أنه أفضل من المجاهد لأنه شبه فعله بفعله؛ لأنه لا يغدو ويروح في الطلب كما يغدو ويروح المجاهد وبين أجر الفعلين تفاوت. (فر (¬2) عن عمار وأنس) رمز المصنف لضعفه. 5235 - "طالب العلم طالب الرحمة طالب العلم ركن الإسلام، ويعطى أجره مع النبيين". (فر) عن أنس (ض) ". (طالب العلم طالب الرحمة) لأن رحمة الله قريب من المحسنين وطالب العلم منهم. (طالب العلم ركن الإِسلام) لأن الإِسلام لا يتم إلا بالعلم ولا يكون العلم إلا بالطلب. (ويعطى أجره مع النبيين) على طلبه العلم؛ لأنه وارثهم والخليفة بعدهم. (فر (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 5236 - "طبقات أمتي خمس طبقات، كل طبقة منها أربعون سنة: فطبقتي وطبقة أصحابي أهل العلم والإيمان والذين يلونهم إلى الثمانين أهل البر ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (3913)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3611): موضوع. (¬2) أخرجه الديلمى في الفردوس (3912)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3612)، والضعيفة (3823). (¬3) أخرجه الديلمى في الفردوس (3915)، وضفه الألباني في ضعيف الجامع (3610).

والتقوى، والذين يلونهم إلى العشرين ومائة أهل التراحم والتواصل، والذين يلونهم إلى ستين ومائة أهل التقاطع والتدابر، والذين يلونهم إلى المائتين أهل الهرج والحروب". ابن عساكر عن أنس" (ض). (طبقات أمتي) في القاموس (¬1) الطبق: الكثير من الناس والقرن من الزمان، ولعلة المراد هنا مثل حديث: "خير القرون قرني" (¬2) ويدل له قوله: كل طبقة أربعون سنة (خمس طبقات) باعتبار ما يتصفون به (كل طبقة منها أربعون سنة: فطبقتي وطبقة أصحابي) أي قرني وقرنهم وعد طبقته من جملتها مع أن صدر الحديث في طبقات الأمة (أهل العلم والإيمان) لأنهم غذوا به وأشربوا حبه وفيهم دب ودرج كل من الإيمان والعلم والمراد أن غالب صفة هذه الطبقة ما ذكر مع اتصافهم بصفة الطبقة الثانية (والذين يلونهم إلى الثمانين أهل البر والتقوى) الله أعلم من أي حين ابتدأ التاريخ: هل من الهجرة أو من البعثة أو من غيرهما؛ لأن التأريخ بالهجرة إنما وقع من بعده - صلى الله عليه وسلم - (والذين يلونهم إلى العشرين ومائة أهل التواصل والتراحم) فهذا غالب صفاتهم ولم يخلو عن صفات الأولين (والذين يلونهم إلى ستين ومائة أهل التقاطع والتدابر) التنازع والتهاجر والجفاء والبعد عن الخير (والذين يلونهم إلى المائتين أهل الهرج والحروب) بفتح الهاء وسكون الراء: الفتنة والاختلاط، وهؤلاء هم المتنافسون في الدنيا المتهالكون عليها يقتل بعضهم بعضا ويتسرعون إلى كل شر، والله أعلم بصفات بقية الطبقات من الأمة إلى انقراض الدنيا. (ابن عساكر (¬3) عن أنس) رمز المصنف ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 1165). (¬2) أخرجه البخاري (2509)، ومسلم (2533). (¬3) أخرجه ابن ماجه (4058)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 283)، وانظر اللسان (3/ 232)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3613) وقال: ضعيف جداً.

لضعفه، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في عشرياته من طريقين، وقال: حديث ضعيف فيه عباد ويزيد الرقاشي ضعيفان وله شواهد كلها ضعاف. 5237 - "طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة". مالك (ق ت) عن أبي هريرة (صح) ". (طعام الاثنين) أي المقدر لهما. (كافي الثلاثة) بركة يضعها الله تعالى. (وطعام الثلاثة كافي الأربعة) قال ابن عبد السلام (¬1): إن أريد الإخبار عن الواقع فمشكل، إذ طعام الاثنين لا يكفي إلا هما والجواب أنه خبر بمعنى الأمر: أي أطعموا طعام الاثنين الثلاثة، أو أنه تنبيه على أنه يقوت الأربعة وأخبرنا بذلك لئلا نخدع أو معناه: طعام الاثنين إذا أكلا متفرقين كاف لثلاثة اجتمعوا، وقال المهلب: المراد [3/ 37] من هذه الأحاديث الحث على المكارم والتقنع بالكفاية وليس المراد الحصر في مقدار الكفاية بل المواساة. (مالك ق ت (¬2) عن أبي هريرة). 5238 - "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية". (حم م ت ن) عن عائشة (صح) ". (طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الأربعة) خالف الأول كأنه بالنظر إلى اختلاف الأشخاص. (وطعام الأربعة يكفي الثمانية) قال ابن الأثير (¬3): يعني شبع الواحد قوت الاثنين، وشبع الاثنين قوت الأربعة، وشبع الأربعة قوت الثمانية ومنه قول عمر - رضي الله عنه - عام الرمادة: لقد هممت أن أنزل على أهل كل بيت مثل عددهم فإن الرجل لا يهلك على نصف بطنه، واستنبط منه أن السلطان في المسغبة ¬

_ (¬1) فيض القدير (4/ 264). (¬2) أخرجه مالك (1658)، والبخاري (5077)، ومسلم (2058)، والترمذي (1820). (¬3) النهاية في غريب الحديث (3/ 282).

يفرق الفقراء على أهل السعة بقدر لا يخل بهم. (حم م ت ن (¬1) عن عائشة). 5239 - "طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا". (طب) عن ابن عمر (صح) ". (طعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية، فاجتمعوا عليه ولا تفرقوا) قيل: يجوز كونه كذلك في الغذاء والقوة لا في الشبع، ويجوز أن يراد الندب إلى المواساة وأنه تعالى يجعل فيه البركة إذا طعم مثله الغير. (طب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين، ففي الرواية الأولى من لم أعرفه، وفي الثانية: أبو بكر الهذلي وهو ضعيف. 5240 - "طعام السخي دواء، وطعام الشحيح داء" (خط) في كتاب البخلاء، وأبو القاسم الحرفي في فوائده عن ابن عمر". (طعام السخي) لمن يطعمه. (دواء) ينفع نفع الأدوية في دفع ألم المجاعة وغيرها وتولد الصحة عنه. (وطعام الشحيح داء) يضر ضرة ويحدث ضعف القوة واختلال الصحة وذلك لأنه يطعمه مع تضجر وعدم طيب نفس فيتأثر عنه ما ذكر والأول بخلافه، ويؤخذ منه حسن إجابة دعوة السخي لأنه يحسن عقلاً وشرعا استعمال الدواء وأنه يقبح إجابة دعوة الشحيح؛ أو يحرم لأن الداء منهي عنه عقلاً وشرعا لأنه إضرار. (خط (¬3) في كتاب البخلاء، وأبو القاسم الحرفي) ضبط على ما قُوبل على أصل المصنف بالحاء المهملة فراء ففاء، لكن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 301)، ومسلم (2059)، والترمذي (1820)، والنسائي في الكبرى (6774). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 320) (13236)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 305)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3909). (¬3) أخرجه الديلمى في الفردوس (3954)، وانظر: المقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 146، 436)، وذكر فيه كلام الذهبي وابن حجر، وكشف الخفا (2/ 50)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3614): موضوع.

ضبطه الشارح بمعجمة مكسورة وراء مفتوحة وقاف قال: نسبة إلى بيع الخرق والثياب (¬1)، (في فوائده عن ابن عمر) قال الزين العراقي: رواه ابن عدي والدارقطني في غرائب مالك وأبو علي الصدفي في فوائده وقال: رجاله ثقات أئمة، قال ابن القطان: إنهم لمشاهير ثقات إلا مقدام بن داود فإن أهل مصر تكلموا فيه انتهى. لكن قال في الميزان ومختصر تخريج الكشاف أنه حديث كذب وعزاه المصنف في الدر لابن عدى عن ابن عمر، وقال: إنه حديث لا يثبت، فيه ضعفاء ومجاهيل. 5241 - "طعام المؤمنين في زمن الدجال طعام الملائكة: التسبيح والتقديس، فمن كان منطقه يومئذ التسبيح والتقديس أذهب الله عنه الجوع". (ك) عن ابن عمر (صح) ". (طعام المؤمنين في زمن الدجال) لأنه يحصرهم ويمنع عنهم الميرة (طعام الملائكة: التسبيح والتقديس) يجعله الله لهم غذاء فلا يحتاجون إلى الطعام، وقدرة الله قابلة لذلك، (فمن كان منطقه يومئذ التسبيح والتقديس أذهب الله عنه الجوع) ومثله العطش. (ك (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، قال الذهبي: تعقباً له كلّا إذ فيه، سعيد بن سنان متهم. 5242 - "طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام اليوم الثالث سمعة ومن سمّع سمّع الله به". (هـ ت) عن ابن مسعود (صح) ". (طعام أول يوم) أي طعام الناس في الوليمة. (حق) أمر ثابت شرعا، والحق يطلق على السنة إلا أن قوله: (وطعام اليوم الثاني سنة) دل أنه يراد به الواجب ¬

_ (¬1) انظر ترجمته في تاريخ بغداد (10/ 462). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 557)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3615)، والضعيفة (3825): ضعيف جداً.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أولم ولو بشاة" ظاهره في الإيجاب، قال الطيبي: ينبغي للعبد إذا أحدث الله له نعمة أن يحدث لها شكراً وطعام اليوم الثاني سنة؛ لأنه قد يتخلف عن الأول الأصدقاء فيخبر بالثاني بكلمة للواجب انتهى وفيه التصريح بالإيجاب إلا أنه يأتي ما يدل أنه سنّة. (وطعام يوم الثالث سمعة) بفتح أوله وبضم وسكون ثانيه ويحرك وهو ما نوه بذكره. (ومن سمّع سمّع الله به) بتشديد العين فيهما أي من راءى في الدنيا وسمع الناس تفاخرًا سمع الله الناس بعذابه في الآخرة ويكره الإجابة في الثالث، قيل: تحريماً، وقيل: تنزيها، قال العمراني: إنما يكره إذا كان المدعو في الثالث هو المدعو في الأول وكذا صوره الروياني ووجه بأن إطلاق كونه رياء يشعر بأن ذلك صنع للمباهاة والفخر، وإذا كثر الناس ودعا في كل يوم فرقة فلا مباهاة. (هـ ت (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وليس كما قال فقد ضعفه مخرجه الترمذي صريحاً وقال: لم يرفعه إلا زياد بن عبد الله [3/ 38] وهو ضعيف كثير المناكير والغرائب انتهى، وتبعه عبد الحق جازماً به، وأعله ابن القطان بعطاء بن السائب فإنه اختلط، قال الحافظ ابن حجر: وزياد لم يسمع منه إلا بعد الاختلاط. 5243 - "طعام يوم في العرس سنة، وطعام يومين فضل، وطعام ثلاثة أيام رياء وسمعة". (طب) عن ابن عباس (صح) ". (طعام يوم في العرس سنة) دعا إليها الشارع وسنها وهو ظاهر في عدم الإيجاب حيث قابله بالفضل، وقول الحق: في الحديث الأول بأنه أريد به السنة ويكون قوله: "وطعام اليوم الثاني سنة" أي طريقة مألوفة معروفة فيوافق قوله هنا: (وطعام يومين فضل) زيادة إحسان والفضل طريقة مألوفة ووصفها بالنظر ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1097)، وانظر فتح الباري (9/ 243)، وبيان الوهم والإيهام (816)، والتلخيص الحبير (3/ 195)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3616).

إلى الثاني وإلا فإن الأول فضل وسنة. (وطعام ثلاثة أيام رياء وسمعة) يحتمل أنه لما انضاف إلى الأولين انقلب الكل رياء وسمعة، ويحتمل أنه وصف للثالث لا غير، قال البخاري: يعارض هذا حديث: "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليجب" (¬1) ولم يخص ثلاثة أيام ولا غيرها قال: وهذا أصح، وأصرح من ذلك في الرد ما أخرجه أبو يعلى بسندٍ قال ابن حجر في الفتح: حسن عن أنس - رضي الله عنه -: تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - صفية وجعل عتقها صداقها وجعل الوليمة ثلاثة أيام انتهى. قلت: تقرر في الأصول أنه إذا تعارض القول والفعل قدم القول، وقد ذهب الشافعية إلى هذا الحديث والمالكية إلى خلافه فقال عياض: استحب أصحابنا لأهل السعة كون الوليمة أسبوعاً. (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، ولكنه قد قال الحافظ ابن حجر: رواه الطبراني عن وحشي وابن عباس وسندهما ضعيف، وقال الهيثمي: فيه محمد بن عبد الله العَزْرَمي وهو ضعيف، وقال في محل آخر: طرقه كلها لا تخلو عن مقال لكن مجموعها يدل على أن للحديث أصلاً. 5244 - "طعام بطعام، وإناء بإناء". (ت) عن أنس (صح) ". (طعام بطعام، وإناء بإناء) الباء للمقابلة قاله - صلى الله عليه وسلم - لما أهدت له أم المؤمنين صفية، - قال ابن حجر: ولم يصب من ظنها حفصة -طعاما في قصعة فجاءت عائشة رضي الله عنها فضربت بها فانكسرت وألقت ما فيها فقيل: يا رسول الله ما كفارته فذكره، قال ابن بطال: احتج به الشافعي على أن من استهلك عرضاً أو حيواناً فعليه مثله ولا يقضى بقيمته. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1429)، وانظر فتح الباري (9/ 243). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 151) (11331)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 49، 56)، وانظر فتح الباري (9/ 243)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3617): ضعيف جداً.

قلت: وهو واضح في ذلك واختاره من المتأخرين صاحب المنار وقد تعقب الحافظ ابن حجر ابن بطال في الحكاية عن الشافعي وقال: عليه فيه نظر وإنما يحكم في الشيء بمثله إذا تشابهت أجزاؤه والقصعة متقومة لاختلاف أجزائها والجواب ما قاله البيهقي أن القصعتين كانتا للمصطفى - صلى الله عليه وسلم - فعاقب الكاسرة بجعل المكسورة في بيتها. قلت: هذا التأويل في غاية من البعد دعاه إليه تصحيح المذهب واحتجت الحنفية بالحديث على أن العين المغصوبة إذا تلفت من الغاصب فزال اسمها وأعظم منافعها ملكها الغاصب وضمنها. (ت (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر: إسناده حسن. 5245 - "طعام كطعامها، وإناء كإنائها". (حم) عن عائشة (صح) ". (طعام كطعامها، وإناء كإنائها) ذهب العنبري إلى أن جميع الأشياء إنما تضمن بالمثل فمن أتلف أي شيء لزمه مثله من جنسه، واحتج بهذا الحديث وروى عن أحمد وداود وأجيب بأنه ذكر هذا على جهة المعونة والإصلاح وقد ثبت الحكم لأن القصعة والطعام ليس لهما مثل معلوم. قلت: ولا يخفى هذا التكلف بعد تصريحه - صلى الله عليه وسلم - بالمثلية بل فيه دليل على أن المثل ما قام مقام الشيء وسد مسده وإن فاوته بعض المفاوتة وقد عرف ما في الحديث، وقصته من حسن عشرته - صلى الله عليه وسلم - على الحريم وحلمه وأناته. (حم (¬2) عن عائشة) قالت: ما رأيت صانع طعام مثل صفية صنعت طعاماً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعثت به فأخذتني غيرة فكسرت الإناء فقلت: ما كفارة ما صنعت فذكره، قال ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1359)، وانظر قول ابن حجر في فتح الباري (4/ 409)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3911). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 277)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3912).

ابن حجر: إسناده حسن والمصنف رمز لصحته. 5246 - "طلب العلم فريضة على كل مسلم". (عد هب) عن أنس (طص خط) عن الحسين بن علي (طس) عن ابن عباس، تمام عن ابن عمر (طب) عن ابن مسعود (خط) عن علي (طس هب) عن أبي سعيد (صح) ". (طلب العلم) من إضافة المصدر إلى مفعوله، أي طلب المسلم العلم. (فريضة على كل مسلم) قد اختلف في هذا العلم المفروض على نحو عشرين [3/ 39] قولاً، وأجود ما قيل: إنه ما لا مندوحة عن تعلمه كمعرفة الصانع ونبوة رسله وكيفية الصلاة ونحوها مما يجب على كل مسلم. (عد هب (¬1) عن أنس (طص خط) عن الحسين بن علي) قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن أبي ثابت ضعيف جداً، (طس) عن ابن عباس قال الهيثمي: فيه عبد الله بن عبد العزيز بن أبي داود ضعيف، (تمام في فوائده (¬2) عن ابن عمر (طب) عن ابن مسعود) فيه عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان القرشي قال العجلي: مجهول، (خط عن علي طس هب عن أبي سعيد) سئل عنه النووي فقال: ضعيف وإن كان معناه صحيحاً، وقال ابن القطان: لا يصح فيه شيء وأحسن ما فيه ضعيف، وقال المصنف: جمعت له خمسين طريقاً وحكمت بصحته لغيره ولم أصحح ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 202)، والبيهقي في الشعب (1663) عن أنس، وأخرجه الطبراني في الصغير (61)، والخطيب البغدادي في تاريخه (1/ 407) عن الحسين بن علي وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 120)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (4096) عن ابن عباس وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 119)، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 195) (10439) عن ابن مسعود، وأخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 204) عن علي، وأخرجه الطبراني في الأوسط (8567)، والبيهقي في الشعب (1667) عن أبي سعيد، وانظر: العلل المتناهية (1/ 56)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3913). (¬2) أخرجه تمام في فوائده (56)، وأخرج تمام هذه الروايات كلها من رقم (51 - 56).

حديثاً لم أسبق بتصحيحه سواه انتهى (¬1). قلت: ولذا رمز بالصحة عليه. 5247 - "طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب". (هـ) عن أنس". (طلب العلم فريضة على كل مسلم) ففريضة على العالم تعليمه ولكن ليس كل طالب يعطى مطلوبه فلذا قال: (وواضع العلم عند غير أهله) أهله هم الذين عرف حسن مقصدهم وطيب عنصرهم ولاحت عليهم سيما الطلب لله لا لغيره، (كمقلد الخنازير الجواهر واللؤلؤ والذهب) ووضع النفيس حلية للخسيس قبيح عقلاً فإن الخنزير مأمور بالنفور عنه وعدم ملابسته فكيف يلبس بأفخر الزينة ويقلد بأشرف الحلي كذلك من ليس من أهل العلم، وفي هذا التشبيه من التنفير عن تعليمهم ما لا يخفى. (هـ (¬2) عن أنس) قال المنذري: سنده ضعيف لأن فيه حفص بن سليمان القارئ المشهور قالوا: إنه ثبت في القراءة لا في الحديث، قال البخاري: تركوه، قال السخاوي: حفص ضعيف جدا بل اتهم بالكذب والوضع، قال البيهقي: متنه مشهور وطرقه كلها ضعيفة، وقال ابن عبد البر: روي من وجوه كلها معلولة لكن متنه صحيح (¬3). 5248 - "طلب العلم فريضة على كل مسلم، وإن طالب العلم يستغفر له ¬

_ (¬1) نقل ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 258) عن العراقي قوله في هذا الحديث: حديث حسن غريب وقال الذهبي في تلخيص العلل المتناهية (رقم 26): روي عن علي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وجابر وأنس وأبي سعيد، وبعض طرقه أوهى من بعض وبعضها صالح، والله أعلم، وانظر: تخريج أحاديث مشكلة الفقر رقم (86). (¬2) أخرجه ابن ماجة (224)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 52)، وكشف الخفا (2/ 56)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3626) وقال: ضعيف جداً. (¬3) انظر: جامع بيان العلم وفضله (1/ 35)، والمقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 441)، والعلل المتناهية (1/ 23) ثم ذكر طرقه من رقم (15 - 30).

كل شيء حتى الحيتان في البحر". ابن عبد البر في العلم عن أنس". (طلب العلم فريضة على كل مسلم) وغير المسلم مطلوب منه الإيمان وتوابعه ومنه طلب العلم إلا أنه خص المسلم لأنه العامل للأحكام الملتزم لشرائع الإسلام. (وإن طالب العلم) هو يشمل المعلم فإنه لا يزال العالم طالبا لعلم حتى يفارق الدنيا. (يستغفر له كل شيء) ظاهره من حيوان وجماد وإن كان قوله: (حتى الحيتان في البحر) ظاهر في الحيوانات ثم هو ظاهر في الدعاء بالمغفرة لأنه وارث الأنبياء وخير أهل الأرض فكل ما فيها يدعوا له، وقيل: المراد إن الله يكتب له بعدد كل من أنواع الحيوانات الأرضية استغفارة مستجابه. (ابن عبد البر (¬1) في العلم عن أنس) ثم قال: روي عن أنس من وجوه كثيرة. 5249 - "طلب العلم فريضة على كل مسلم، والله يحب إغاثة اللهفان". (طب) وابن عبد البر عن أنس". (طلب العلم فريضة على كل مسلم) عام للذكر والأنثى والحر والعبد لأنه على وصف يشمل الكل. (والله يحب إغاثة اللهفان) المظلوم المستغيث أو المتحسر المضطر وفي عطفه على طلب العلم إشارة إلى أنه ينبغي من طالب العلم أن يكون لهفانا على فوات ساعته في غيره وإلى أن العالم يتعين عليه فعل ما يحبه الله من إعانته. (طب (¬2) وابن عبد البر (¬3) عن أنس) قال البيهقي: متنه مشهور وسنده ضعيف، وقال أحمد: لا يثبت عندي في هذا الباب شيء، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 25 رقم 17) وذكر طرقه من (ص: 23 - 38)، وانظر ميزان الاعتدال (8/ 166)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3914). (¬2) وجاء في المطبوع (هب). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (1664)، وأبو يعلى (4296)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم برقم (23)، وانظر وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3625).

إسحاق بن راهويه: لم يصح فيه شيء أما معناه فصحيح (¬1). 5250 - "طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ". (فر) عن ابن عباس". (طلب العلم أفضل عند الله من الصلاة والصيام والحج والجهاد في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) أي من نوافل هذه الطاعات، قال الغزالي: العالم سالك دائم السير إلى الله قائم أو نائم آكل أو شارب فاطر أم صائم انقبض أم انبسط. (فر (¬2) عن ابن عباس) فيه محمد بن تميم السعدي (¬3) قال الذهبي في الضعفاء: قال ابن حبان: كان يضع الحديث. 5251 - "طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة، وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر". (فر) عن ابن عباس". (طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة بتهجد) لأن نفع العلم متعد ونفع التهجد خاص بالعالم. (وطلب العلم يوما خير من صيام ثلاثة أشهر) الحكمة في خصوصية هذا العدد مجهولة، قال الغزالي: لا بد للعبد من العلم والعمل لكن العلم أولى بالتقديم وأحرى بالتعظيم لأنه الأصل المتبوع فيجب تقديمه كما أنه يجب أن يعرف المعبود ثم يعبده فكيف يعبد ما لا يعرف. (فر (¬4) عن ابن عباس) فيه نهشل بن سعيد (¬5)، قال الذهبي: قال إسحاق بن راهويه: كان كاذباً. 5252 - "طلب الحق غربة". ابن عساكر عن علي". (طلب الحق غربة) يعني أنها تكثر [3/ 40] البدع وتتيسر المخالفات فمن ¬

_ (¬1) انظر: جامع العلم وفضله (1/ 52). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3910)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3623): موضوع. (¬3) انظر المغني (2/ 560). (¬4) أخرجه الديلمي (3917)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3624): موضوع. (¬5) انظر المغني (2/ 702).

أراد طلب الحق خرج عن المألوفات وعن عادات الجماهير من الجماعات وطلب أمرا يستغربه الناس في طلبه فصار طلبه عين الغربة وهذا واقع منذ تمذهب الناس وتفرقوا في الدين واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، وهو يلاقي حديث: "بدأ الدين غريبا وسيعود غريبًا" (¬1) لأن طلب الغريب غريب. (ابن عساكر (¬2) عن علي)، وفيه علان بن زيد الصوفي، قال الذهبي في الميزان: لعله واضع هذا الحديث. 5253 - "طلب الحلال فريضة بعد الفريضة". (طب) عن ابن مسعود". (طلب الحلال) من الرزق وفيه احتمال يأتي. (فريضة) أي واجب بإيجاب الله تعالى، قيل: وإنما لم يحث تعالى على طلب الرزق؛ لأنه قد خلق في النفوس وازعاً قوياً على ذلك وجبل الطباع عليه. (بعد الفريضة) قيل: واجب طلبه بعد أداء الفرائض الخمس فهي أهم منه، والظاهر أعم من ذلك، وأنه لم يرد بالبعدية إلا دفع توهم، أنه تقدم على الفرائض التي أمر العبد فإنه لو أطلق عن القيد ربما آثرت النفوس طلب الرزق على غيره من الفرائض لأنها تنضم فرضيته إلى ما في النفوس من الحرص عليه والداعي القوي إلى طلبه مقيد بذلك لدفع هذا. (طب (¬3) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه عباد بن كثير الثقفي وهو متروك. 5254 - "طلب الحلال واجب على كل مسلم". (فر) عن أنس". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (145). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 986) مختصر تاريخ دمشق، والقزويني في التدوين (4/ 147)، وانظر ميزان الاعتدال (5/ 133)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3618)، والضعيفة (856): موضوع. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 74)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3620).

(طلب الحلال واجب على كل مسلم) يحتمل أن المراد طلب معرفة الحلال من الحرام والتمييز بينهما في الأحكام، ويحتمل أن المراد الرزق الحلال واجب على كل مسلم لنفسه ولمن يمونه وفيه وفيما قبله رد على من زعم أنه لا يوجد الحلال في الأزمنة التي عمت فيها الشبهات وفاض فيها بحار الجور لأن الحديث عام للأزمنة ولو فقد الحلال لكان تكليفا بما لا وجود له كما قيل: وشيئان معدومان في الأرض درهم حلال وخل في الحقيقة ناصح. (فر (¬1) عن أنس) وفيه بقية وجرير بن حازم أورده الذهبي في الضعفاء (¬2)، وقال: تغير قبل موته، والزبير بن خريق (¬3)، قال الدارقطني: غير قوي، وقد رواه الطبراني في الأوسط عن أنس بهذا اللفظ، قال الهيثمي: وإسناده حسن. 5255 - "طلب الحلال جهاد" القضاعي عن ابن عباس (حل) عن ابن عمر". (طلب الحلال جهاد) لما فيه من مشقة الكسب ولأنه جاهد نفسه في تحري الحلال مع عزته وترك الحرام مع كثرته. (القضاعي عن ابن عباس، حل (¬4) عن ابن عمر) وفيه محمد بن مروان السدي الصغير قال في الميزان: تركوه واتهم بالكذب، ثم أورد له أخباراً منها هذا الحديث. 5256 - "طلحة شهيد يمشي على وجه الأرض". (هـ) عن جابر، ابن عساكر عن أبي هريرة وأبي سعيد (صح) ". (طلحة) (¬5) هو ابن عبيد الله أحد العشرة وأحد الثمانية السابقين إلى الإسلام ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3914)، والطبراني في الأوسط (8610)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3622). (¬2) انظر المغني (1/ 129). (¬3) انظر المغني (1/ 237). (¬4) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (82) عن ابن عباس، وأخرجه ابن عدى في الكامل (6/ 263)، وانظر الميزان (6/ 328)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3619). (¬5) الإصابة (3/ 533).

وأحد الستة يوم الشورى. (شهيد يمشي على وجه الأرض) أي حكمه حكم من ذاق الموت في سبيل الله قد كتب عند الله من الشهداء قبل قتله لأنه جعل نفسه وقاية لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد من الكفار وطابت نفسه لكونه فداه وقد رأى الأمر عيانا وأصيب يومئذ بضع وثمانين طعنة وضربة وعقر في سائر جسده حتى في ذكره، كانوا إذا ذكروا يوم أحد قالوا: ذاك يوم كله كان لطلحة وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - طلحة الفياض وطلحة الجود لأنه كان غاية في ذلك، باع أرضا بتسعمائة ألف درهم فلم يعد بشيء حتى فرقها على الفقراء، وتصدق في يوم بمائة ألف ولم يجد ثوبا يصلي فيه. (هـ عن جابر، ابن عساكر عن أبي هريرة وأبي سعيد) (¬1) رمز المصنف لصحته. 5257 - "طلحة ممن قضى نحبه" (ت هـ) عن معاوية، ابن عساكر عن عائشة (صح) ". (طلحة ممن قضى نحبه) النحب النذر كان ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله عز وجل في الحرب فوفى به، ويقال النحب للموت ويمكن توجيهه هنا بأنه بذل نفسه في سبيل الله وخاطر بها حتى لم يبق بينه وبين الهلاك شيء فهو كمن قتل وذاق الموت في سبيل الله وإن كان حيا يمشي على وجه الأرض، يقال قضى نحبه: إذا مات بمعنى قضي أجله واستوفى مدته، والنحب المدة ذكره القاضي. (ت هـ عن معاوية، ابن عساكر (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 5258 - "طلحة والزبير جاران في الجنة". (ت ك) عن علي". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (125) عن جابر، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 86)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3915). (¬2) أخرجه الترمذي (3740)، وابن ماجة (126) عن معاوية، وأخرجه الحاكم (2/ 450) عن عائشة، وابن عساكر في تاريخ دمشق (25/ 82)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3916).

(طلحة والزبير (¬1)) هو ابن العوام أحد العشرة وهو من شجعان الصحابة فتح اليرموك على يديه وكانت له فيه اليد البيضاء واخترق صفوف الروم من أولهم إلى آخرهم مرتين، وكان له ألف عبد يؤدون الخراج [3/ 41] فيتصدق به ولا يقوم وله درهم منه. (جاران (¬2) في الجنة) وقد كانا في الدنيا خليلين، وفيه الشهادة لهما بالجنة بالخصوص كما شهد لهما في حديث العشرة. (ت ك (¬3) عن علي) قال الحاكم صحيح، قال الذهبي: لا، لأن فيه عقبة بن علقمة تابعي، قال أبو حاتم: ضعيف. 5259 - "طلوع الفجر أمان لأمتي من طلوع الشمس من مغربها". (فر) عن ابن عباس (صح) ". (طلوع الفجر أمان لأمتي من طلوع الشمس من مغربها) الذي هو أول أشراط الساعة ومن بعده لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا فما دام الفجر يطلع فالشمس لا تطلع إلا من مشرقها فإن الفجر مبادئ شعاعها عند قربها من الأفق. (فر (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 5260 - "طهروا هذه الأجساد طهركم الله، فإنه ليس عبد يبيت طاهراً إلا بات معه ملك في شعاره لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال: اللهم اغفر لعبدك، فإنه بات طاهراً". (طب) عن ابن عمر". ¬

_ (¬1) الإصابة (2/ 553). (¬2) في المطبوع "جاراي" وقد شرح عليه المناوي في التيسير (4/ 249). (¬3) أخرجه الترمذي (3741)، والحاكم (3/ 365)، وانظر الجرح والتعديل (4/ 57)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3627)، وفي السلسلة الضعيفة (2311). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (3961)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3628)، والضعيفة (3829).

(طهروا هذه الأجساد) يعني عند النوم كما دل عليه باقيه. (طهركم الله) دعاء لهم بأن يوفقهم الله سبحانه للطهارة الحسية أو بأن تطهرهم عن أدران الذنوب بغفرانها. (فإنه) أي الشأن. (ليس عبد يبيت طاهراً) من النجاسات أو متوضئا وضوءه للصلاة لما أخرجه أحمد والبخاري والترمذي من حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - عنه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوئك للصلاة ثم اضطجع" (¬1) الحديث. (إلا بات معه ملك) لازمه ورافقه. (في شعاره) بكسر المعجمة أي الثوب الذي يلي الجسد. (لا ينقلب) أي الملك لقربه ولأنه فاعل، قال أيضاً ولابد من التجوز في ذلك لأن الملك لا ينام بل يلازم النائم فنسبة التقلب إليه يراد بها ملاحظة إياه ويحتمل العبد. (إلا قال: اللهم اغفر لعبدك، فإنه بات طاهراً) فَعِلّة الدعاء بالمغفرة كونه بات على طهارة واستجلاب دعاء الملك من أهم الأمور، وإذا كان هذا في طهارة الظاهر فطهارة الباطن بأن تبيت تائبا من كل ذنب أفضل وآكد فإن النوم شبيه بالموت وربما أتاه الموت في نومه. (طب (¬2) عن ابن عمر) قال الهيثمي: أرجو أنه حسن الإسناد. 5261 - "طهروا أفنيتكم، فإن اليهود لا تطهر أفنيتها". (طس) عن سعد". (طهروا أفنيتكم) جمع فناء وهو المتسع أمام الدار وهو مفتح بابها، وحيث يدخل منه إليها، والمراد من تطهيرها رفع الأقذار والكناسات منها. (فإن اليهود لا تطهر أفنيتها) ومخالفتهم مراده في مثل هذا أو ليكون تفرقة بين دوركم ودورهم للناظر. (طس (¬3) عن سعد بن أبي وقاص)، قال الهيثمي: رجاله ثقات ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 292)، والبخاري (247)، وأبو داود (5046)، والترمذي (3574). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 446) (13620)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 128)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3936). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4057)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 286)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3935)، وصححه في الصحيحة (236).

رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني. 5262 - "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات أولاهن بالتراب". (م د) عن أبي هريرة (صح) ". (طهور إناء أحدكم) بالضم للطاء على المشهور ذكره النووي (¬1) وتعقب بأنه فهم أن المراد هنا الفعل ولا كذلك وإنما المراد المطهر فهو بفتح الطاء وذلك لأنه بالفتح المطهر وبالضم الفعل. (إذا ولغ فيه الكلب) يقال ولغ يلغ إذا شرب بطرف لسانه، وقيل: أن يدخل لسانه في الماء فيحركه ومفهوم الشرط يقضي بقصر الحكم عليه، لكن إذا قيل: بأن الأمر بالغسل للتنجيس تعدى الحكم إلى ما لحس أو لعق ويكون الولوغ غالبا ويلحق به بقية أعضاءه لأن فمه أشرفها فالباقي أولى وأفهم. ذكر الإناء إخراج الماء المستنقع وبه قال الأوزاعي، لكنه إذا كان للتنجيس جرى الحكم في قليل الماء وكثيره (أن يغسل سبع مرات أولاهن بالتراب) وفي لفظ: "إحداهن" والجمع بينهما أن "أولاهن" عينت المبهمة وفي رواية: "إحداهن" أو "أولاهن" وفي بعضها "إحداهن" وفي بعضها "أولاهن"، قال ابن دقيق العيد: والمقصود عند الشافعي وأصحابه حصول التتريب في مرة من المرات وقد يرجح بكونه في الأولى بأنه إذا ترب أولاً فعلى تقدير أن يلحق بعض المواضع الطاهرة رشاش بعض الغسلات لا يحتاج إلى تتريبه، وإذا أخرت غسلة التتريب فيلحق رشاش ما قبلها بعض المواضع الطاهرة احتيج إلى تتريبه فكانت الأولى أرفق بالمكلف فكانت أولى. قلت: ورجح أيضاً أن رواية "أولاهن" أكثر، واعلم أنه اختلف في العمل بالحديث فذهبت الزيدية والحنفية أنه لا يسبع؛ لأن راوي الحديث أفتى ¬

_ (¬1) شرح مسلم (3/ 100).

بالثلاث ورد بأن الحجة في روايته لا في رأيه، وذهبت الشافعية والمالكية إلى العمل به واختلفوا فقالت الشافعية: إن ذلك لكون الكلب نجساً؛ لأن الطهارة إنما هي عن حدث أو خبث ولا حدث على الإناء فيتعين أنها للنجاسة، وقالت المالكية: التسبيع تعبد، ورجح ابن دقيق العيد الأول قال لأنه إذا دار الحكم بين كونه تعبداً ومعقول المعنى كان حمله على كونه معقول [3/ 42] المعنى أولى لندرة التعبد بالتشهد إلى الأحكام المعقولة المعنى وقد اختلف هل يكفي ذر التراب على المحل أو لابد من جعله في الماء ويوصله إلى المحل ذكر ابن دقيق العيد فيه احتمالين في ذلك. (م د (¬1) عن أبي هريرة) وخالف ما رواه بفتياه. 5263 - "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبعاً: الأولى بالتراب، والهر مثل ذلك". (ك) عن أبي هريرة". (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب) تقدم أنه يقال ولغ إذا شرب، قال في شرح العمدة (¬2): إن في مذهب مالك قول إن ذلك يختص بالماء وأن الطعام الذي ولغ فيه الكلب لا يراق ولا يجتنب وقد ورد الأمر بالإراقة مطلقا في بعض الروايات الصحيحة وأنه أخذه من لفظ الولوغ والألف واللام في الكلب للعموم فهو عام لجميع الكلاب، وفي مذهب مالك قول بتخصيصه بالمنهي عن اتخاذه وذلك كلب الزرع والصيد؛ لأن إيجاب الغسل عليه مع المخالطة عسر وحرج لا يناسبه الإذن والإباحة في الاتخاذ فتكون قرينة على تخصيص العموم، قال ابن دقيق العيد (¬3): وهذا يتوقف على أن تكون هذه القرينة موجودة عند الأمر بغسل الإناء (أن يغسله سبعا: الأولى بالتراب) هذا يقضي بعين التراب، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (279)، وأبو داود (71). (¬2) شرح العمدة (1/ 92). (¬3) إحكام الأحكام (1/ 37).

وقيل: إن الصابون والأسنان في الغسلة الثامنة تقوم مقام التراب، بناءا على أن المراد زيادة التنظيف وهذه تقوم مقام التراب في ذلك، قال ابن دقيق العيد: وهذا عندنا ضعيف؛ لأن النص إذا ورد ونسي واحتمل معنى يختص بذلك الشيء لم يجز إلغاء النص وإطراح خصوص المعنى فيه والأمر بالتراب وإن كان مجملاً لما ذكروه وهو زيادة التنظيف فلا يجزم بتعيين ذلك المعنى فإنه يزاحمه معنى آخر وهو الجمع بين مطهرين أعني الماء والتراب وهذا المعنى مفقود في الصابون والأسنان (والهر مثل ذلك) قال البيهقي: هذا في الكلب مرفوع وفي الهر موقوف ومن رفعه فقد غلط، قال بعض الحفاظ: إن الهر مدرج وعلى فرض الرفع والصحة فإنه في الهر مهجور عند كافة العلماء إلا طاوس فإنه قال به وجعل الهر مثل الكلب في الغسل سبعاً. قلت: قد صحح هذا الحديث الحاكم فهو ناهض لطاوس، إلا أنه قد ثبت حديث أبي قتادة "الهرة ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم" مالك والشافعي وأحمد والأربعة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والدارقطني والبيهقي (¬1)، وقد يقال الحكم بعدم النجاسة لا يقضي بأنه لا يغسل من ولوغه فإن مالكاً قائل بالغسل من ولوغ الكلب ولا يقول بنجاسته ولعل عذر الجماهير عن العمل بهذا الوارد في الهر أرجحية الأحاديث الواردة بخلافه، ولذا قيل: إنه مدرج من قول أبي هريرة. (ك (¬2) عن أبي هريرة) قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وقد أطال المحقق ابن دقيق العيد البحث في ذلك في شرحه لكتابه الإلمام، فمن أحب راجعه. ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (42) والشافعي (11)، وأبو داود (75)، والنسائي (1/ 55)، والترمذي (92)، وأحمد (5/ 309)، وابن حبان (1299)، وابن خزيمة (104)، والبيهقي (1/ 245)، والدارقطني (1/ 70). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3649).

5264 - "طهور الطعام يزيد في الطعام والدين والرزق". أبو الشيخ عن عبد الله بن جراد". (طهور الطعام) قيل: المراد قبله وبعده، وقيل: المراد حل الطعام وطيب مكسبه ويحتمل أن المراد طهارته عن الأوساخ والأمور المستقذرة. (يزيد في الطعام) لما يحدث فيه من البركة. (والدين) بكسر الدال؛ لأنه يصفي القلب فتنبسط الجوارح للطاعة (والرزق) يكون من أسباب زيادته وينبغي أن تعتمد الثلاثة المعاني التي ذكرناها في طهارته. (أبو الشيخ (¬1) عن عبد الله بن جراد) بزنة الحيوان المعروف كما تقدم. 5265 - "طهور كل أديم دباغه". أبو بكر في الغيلانيات عن عائشة". (طهور كل أديم) بفتح الطاء لا غير للإخبار عنه بقوله: (دباغه) فإنه ظاهر في إرادة المطهر لا الفعل وهذا العموم قاض بعموم الحكم لجلود الميتة، وما لا يؤكل حتى الكلب والخنزير وقد تقدم البحث في ذلك. (أبو بكر في الغيلانيات (¬2) عن عائشة) قالت: ماتت شاة ميمونة، فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ألا استمتعتم بإهابها" فقالت: كيف نستمتع بها وهي ميتة فذكره، وقد رواه البيهقي عن عائشة وغيره. 5266 - "طواف سبع لا لغو فيه يعدل عتق رقبة" (عب) عن عائشة". (طواف سبع) أي مرات بالبيت. (لا لغو فيه) التكلم بالباطل وما لا فائدة منه كما تقدم تفسيره بل يستقل بذكر فيه أو سكوت. (يعدل) ثوابه. (عتق رقبة) أي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (40764)، وانظر فيض القدير (4/ 273)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3648)، والضعيفة (3838): موضوع. (¬2) أخرجه في الغيلانيات (852)، والدارقطني (1/ 49) وقال: إسناده حسن، والبيهقي في السنن (1/ 21)، وانظر: نصب الراية (1/ 118)، وقال ابن الملقن في البدر المنير (1/ 607): إسناده حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3934).

ثوابه مثل ثواب عتق رقبة في سبيل الله. (عب (¬1) عن عائشة) ورواه عنها الديلمي إلا أنه بيض ولده لسنده. 5267 - "طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجتك وعمرتك". (د) عن عائشة". (طوافك) بكسر الكاف لأنه خطاب لعائشة. (بالبيت وبين الصفا والمروة) أي وسعيك بينهما أو سماه طوافاً مجازاً. (يكفيك) [3/ 43] أي يجزئك. (لحجتك وعمرتك) وذلك أنها أحرمت من الميقات ثم حاضت فكانت قارنة فلم تطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة عند قدومها مكة لمانع الحيض فلما طهرت أخبرها - صلى الله عليه وسلم - أن طوافاً واحداً وسعياً واحداً كاف عن حجتها وعمرتها وقد بسطنا الكلام في حاشية الضوء. (د (¬2) عن عائشة) ورواه عنها أبو نعيم والديلمي. 5268 - "طوبى للشام، لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه". (حم ت ك) عن زيد بن ثابت (صح) ". (طوبى) في الكشاف: هي مصدر من طاب كزلفى وبشرى ومعنى طوبى لك: أصبت طيباً وخيراً، وقال الطيبي: هي فعلى من الطيب قلبوا الياء واواً للضمة قبلها، قيل معناه: أصيبوا خيراً على الكناية لأن إضافة الخير يستلزم طيب العيش فأطلق اللازم وأريد الملزوم، ثم الكلام إنشاء دعاء منه - صلى الله عليه وسلم - لمن يذكره بإصابة الخير ويأتي أن طوبى اسم شجرة في الجنة، (للشام) أي لأهله وساكنيه كأنهم، قالوا: لماذا يا رسول الله، قال: (لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها) حفظا لها عن الشرور واستجلابا لكل خير تجلب إليه الخيرات وتدفع عنه ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (8833)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3629)، والضعيفة (4035): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أبو داود (1897)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 157)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3917)، والصحيحة (1984).

الهلكات وفيه ترغيب للسكون فيه. (حم ت ك (¬1) عن زيد بن ثابت)، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، ومن ثمة رمز المصنف لصحته. 5269 - "طوبى للشام؛ إن الرحمن لباسط رحمته عليه". (طب) عنه (صح) ". (طوبى للشام؛ إن الرحمن لباسط) أكده بالحرفين ترغيباً لسامعيه في إلقاء الخير، (رحمته) بتنوين باسط ونصبها باسطا ويصح إضافته. (عليه) لفظ الطبراني لباسط يده بدل رحمته. (طب (¬2) عنه) أي عن زيد بن ثابت، رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله أيضاً رجال الصحيح. 5270 - "طوبى للغرباء، أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم". (حم) عن ابن عمرو" (صح). (طوبى للغرباء) جمع غريب ولما كان المراد هنا غير معناه المتبادر فسره - صلى الله عليه وسلم - بجملة استئنافية حيث قال: (أناس صالحون) أي هم أناس متصفون بالصلاح كائنون أو كائنين: (في أناس سوء كثير) فوصفهم بصفة الصلاح التي هي أشرف الصفات ثم بصفة كونهم في قوم خالفوهم في الصفة ولا يصلح مع فساد الكثير من قومه إلا أفراد أهل النجاة كمؤمن آل فرعون وصاحب يس. (من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) لاتصاف قومهم بخلاف صفاتهم فلا يرون لهم طاعة وهؤلاء هم أتباع السنة وأهل الحق لا يزالون غرباء في كل عصر وزمان مد ملأت الدنيا البدع والتمذهبات. (حم (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 184)، والترمذي (3954)، والحاكم (2/ 249)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 60)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3920)، والصحيحة (503). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 158)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 60)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3634). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 177)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 278) (10/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3921)، والصحيحة (1619).

فيه ابن لهيعة وفيه ضعف انتهى؛ ورواه الطبراني بأسانيد، قال الهيثمي: رجال أحدها رجال الصحيح. 5271 - "طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء". (حل) عن ثوبان". (طوبى للمخلصين) الذين خلصوا أعمالهم عن الشرك والرياء وأصلحوا السرائر، قال أبو نعيم مخرج الحديث عقب لفظ "المخلصين الواصلون للحبل والباذلون للفضل والحاكمون بالعدل". (أولئك مصابيح الهدى) الإضافة لأمته أي مصابيح لاهتداء الناس بهم إلى طرق الخير، ويصح كونها بمعنى أي مصابيح في الهدى نفسه يشرق بهم وبمعنى من مصابيح من الهدى أي بعض منه كأنهم تجسموا من الهدى. (تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء) تزول عنهم كل فتنة في الدين لما رزقهم من أنوار الإخلاص واليقين، قد أشرقت ظواهرهم فأبانت لهم ظلمة الابتداع وهداهم إلى صراط الاتباع. (حل (¬1) عن ثوبان) مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: شهدت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسا فقال: "طوبى" فذكره، وفيه عمرو بن عبد الجبار السِّنْجاري (¬2)، أورده في الضعفاء، قال ابن عدي: روى عن عمه مناكير وعبيدة بن حسان (¬3) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء. 5272 - "طوبى للسابقين إلى ظل الله: الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سئلوه بذلوه، والذين يحكمون للناس بحكمهم لأنفسهم". الحكيم عن عائشة (ح) ". (طوبى للسابقين إلى ظل الله) يحتمل إلى الجنة لقوله: "ظلها دائم" أو إلى ظل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 16)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3636)، والضعيفة (2225): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 486). (¬3) انظر الضعفاء لابن الجوزى (2/ 228).

عرش الله يوم لا ظل إلا ظله. (الذين إذا أعطوا الحق) من الأفعال والأقوال والأموال [3/ 44]. (قبلوه) من غير تردد ولا تلكؤ فيه وهم أتباع الرسل الذين أعطاهم أنبياؤهم الحق بالأدلة الحق فقبلوا منهم ما جاءوا به (وإذا سئلوا) الحق الذي يجب عليهم من فعل أو قول أو مال (بذلوه) طيبة به أنفسهم، (والذين يحكمون للناس بحكمهم لأنفسهم) على أنفسهم وهو الأشق وعلى غيرهم وهذا قد دخل في ما قبله إلا أنه خصصه لأنه أشق الأفعال على النفوس لا يأتي به إلا من عصمه الله وهداه إلى سبيل النجاة. (الحكيم (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 5273 - "طوبى للعلماء طوبى للعُبَّاد، ويل لأهل الأسواق". (فر) عن أنس (ض) ". (طوبى للعلماء) العاملين وهم علماء الكتاب والسنة؛ لأنهم أدلة الله وهداة الأمة. (طوبى للعُبَّاد) بالتشديد: الذين عبدوا الله واجتهدوا في طلب مرضاته (ويل لأهل الأسواق) الملازمين لها لاستيلاء الغفلة عليهم ومجالستهم للشياطين فإن الأسواق محل الشياطين تجارتهم فيها تزيين الكذب والأيمان الفاجرة والخديعة والسخرية ونحوها. (فر (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 5274 - "طوبى لعيش بعد المسيح: يؤذن للسماء في القطر، ويؤذن للأرض في النبات، حتى لو بذرت حبَّك على الصفا لنبت، وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره، ويطأ على الحية فلا تضره، ولا تشاح، ولا تحاسد، ولا تباغض". أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين عن أبي هريرة". (طوبى لعيش بعد المسيح) جعل الطوبى لنفس العيش مبالغة بعد المسيح، أي بعد نزوله إلى الأرض وتقدم وجه تسمية عيسى بالمسيح، وقال صاحب ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 165)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3633). (¬2) أخرجه الديلمي كما في الكنز (29329)، وانظر فيض القدير (4/ 275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3635).

القاموس (¬1): إنه جمع في وجه التسمية به خمسين قولاً. (يؤذن للسماء في القطر) فتمطر. (ويؤذن للأرض في النبات) فتنبت. (حتى لو بذرت حبَّك على الصفا لنبت) بإرادة القادر على كل شيء. (وحتى يمر الرجل على الأسد فلا يضره) يجمع الله له بين الأمان والسعة في الأرزاق. (ويطأ على الحية فلا تضره) مع علمه وإحساسها بوطئه لها. (ولا تشاح، ولا تحاسد، ولا تباغض) بل ينزع الله عن قلوبهم ذلك بالكلية، ومقصود الحديث أن النقص في الأموال والثمرات ووقوع التحاسد والتباغض إنما يأتي من شؤم الذنوب فإذا طهرت الأرض أخرجت بركتها وعادت كما كانت، حتى أن العصابة ليأكلون الرمانة ويستظلون بقحفها ويكون العنقود من العنب وقر بغل فالأرض إذا طهرت ظهر فيها الخير الذي محقته الذنوب ذكره ابن القيم (¬2). (أبو سعيد النقاش (¬3) في فوائد العراقيين عن أبي هريرة)، وأخرجه أبو نعيم والديلمي وغيرهم. 5275 - "طوبى لمن أدركني وآمن بي، وطوبى لمن لم يدركني ثم آمن بي". ابن النجار عن أبي هريرة". (طوبى لمن أدركني) أدرك حياتي وعصري وإن لم يره - صلى الله عليه وسلم -. (وآمن بي) فإنه قد فاز بخير الدارين في مبايعته لخاتم رسل الله - صلى الله عليه وسلم -. (وطوبى لمن لم يدركني) بأن وجد بعد وفاتي (ثم آمن بي) ظاهره أن الإيمان به - صلى الله عليه وسلم - في عصره أو من بعده سواء في الفوز ولا شك أنه قد حصل بالإيمان النجاة والفوز وإن تفاوتت الرتب ويأتي بيان فضل من آمن به ولم يدركه - صلى الله عليه وسلم - على من أدركه، وزاد ابن وهب في الحديث عن أبي سعيد فقال رجل يا رسول الله: وما طوبى؟ قال: "شجرة في الجنة مسيرة ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 288). (¬2) الجواب الكافي (ص: 43). (¬3) أخرجه أبو سعيد النقاشي في فوائد العراقيين (28)، والديلمي في الفردوس (3943)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3919)، والصحيحة (1926).

مائة سنة"، ثياب أهل الجنة يخرج من أكمامها والمراد تصيب خير هذه الشجرة من آمن بي. (ابن النجار (¬1) عن أبي هريرة) ورواه الطبراني من حديث ابن عمر. 5276 - "طوبى لمن أكثر الجهاد في سبيل الله من ذكر الله، فإن له بكل كلمة سبعين ألف حسنة، كل حسنة منها عشرة أضعاف مع الذي له عند الله من المزيد، والنفقة على قدر ذلك". (طب) عن معاذ". (طوبى لمن أكثر في الجهاد في سبيل الله) هو إذا أطلق ظاهر في القتال للأعداء لإعلاء كلمة الله، طوبى (لـ: من ذكر الله) يعني في الجهاد كما يدل له ما يأتي من كلام معاذ بلسانه مع التفات قلبه، والذكر القلبي وحده كثير إلا أنه إذا أطلق الذكر فإنه ظاهر في اللسان ولا اعتداد به إلا مع التفات القلب إليه، (فإن له بكل كلمة سبعين ألف حسنة) يحتمل أن ذكر السبعين تحديداً، ويحتمل مجرد التكثير، (كل حسنة منها عشرة أضعاف) فكل ألف حسنة بعشرة آلاف حسنة، (مع الذي له عند الله من المزيد) فإنه تعالى لا يزال يضاعف الحسنات لعبده كما ثبت أنه يربي لعبده الصدقة. (والنفقة) إذا كانت في الجهاد كما يدل له ما يأتي، (على قدر ذلك) تمامه عند الطبراني، قال عبد الرحمن: فقلت لمعاذ: إنما النفقة سبعمائة ضعف، فقال معاذ: قل فهمك إنما ذاك إذا أنفقوها وهم مقيمون في أهليهم غير غزاة فإذا غزوا وأنفقوا خبأ الله، [3/ 45] لهم من خزائن رحمته ما ينقطع عنه علم العباد فأولئك هم حزب الله، وحزب الله هم الغالبون. (طب (¬2) عن معاذ)، قال الهيثمي: فيه رجل لم يسم. ¬

_ (¬1) أخرجه وأحمد (3/ 71)، وابن حبان في صحيحه (16/ 429) (7413)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 67)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3922). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 77) (143)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 282)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3639)، والضعيفة (2610).

5277 - "طوبى لمن أسكنه الله إحدى العروسين: عسقلان أو غزة" (فر) عن ابن الزبير". (طوبى لمن أسكنه الله إحدى العروسين) تثنية عروس يستوي فيه الذكر والأنثى وسماهما عروسين لما فيهما من النضارة وطيب المسكن، (عسقلان أو غزة) بالمعجمتين كما أن الأولى بالمهملتين وهما بلدان معروفان وهذا تنويه عظيم شأنهما وترغيب في سكونهما، ولعل ساكنهما يعان على أمور الآخرة فمدحهما لذلك، (فر (¬1) عن ابن الزبير)، فيه إسماعيل بن عياش: فيه خلاف عن سعيد بن يوسف، أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: ضعفه ابن معين والنسائي عن مصعب بن ثابت وقد ضعفوا حديثه. 5278 - "طوبى لمن أسلم، وكان عيشه كفافاً". الرازي في مشيخته عن أنس". (طوبى لمن أسلم، وكان عيشه كفافاً) بزنة سحاب ما كف عن الناس وأغنى أي قدر كفايته لا يشغله ولا يطغيه، يقال: قليل يكفيك خير من كثير يطغيك. (الرازي في مشيخته عن أنس) ورواه القضاعي في الشهاب (¬3) وقال شارحوه: غريب. 5279 - "طوبى لمن بات حاجا وأصبح غازيا: رجل مستور ذو عيال متعفف قانع باليسير من الدنيا يدخل عليهم ضاحكا، ويخرج منهم ضاحكا، فوالذي نفسي بيده إنهم هم الحاجون الغازون في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ". (فر) عن أبي هريرة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3940)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3637)، والضعيفة (3831). (¬2) انظر المغني (1/ 267). (¬3) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (616)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3638): ضعيف جداً.

(طوبى لمن بات حاجا وأصبح غازياً) أي له أجر الحاج حين يبيت وأجر الغازي حين يصبح وخص كلا بكل؛ لأنه يبيت وقد جاهد نفسه في القناعة بالقليل وإتحاف أولاده والصبر على العفة ويصبح كالغازي في همة الجهاد والعزيمة على الجهاد، فكأنه قيل هو من هذا فقال: (رجل مستور) عن أعين الناس فاقته وحاجته. (ذو عيال متعفف) كاف لنفسه عن كل ما لا يحل ولا يجمل. (قانع باليسير من الدنيا) أي راض به (يدخل عليهم) أي عياله. (ضاحكاً، ويخرج منهم ضاحكاً) أي ليدخل عليهم بذلك المسرة. (فوالذي نفسي بيده إنهم) أي المتصفين بهذه الصفات (هم الحاجون الغازون في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) أي الذين لهم أجر الحجاج والغزاة وأكده بأن والضمير إعلانا بالحكم عليه بم ذكروا تقريرًا له وحصرًا لذلك فيهم حصرًا إدعائًا. (فر) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق، قال الذهبي في الضغفاء (¬2): استضعف في عبد الرازق. 5280 - "طوبى لمن ترك الجهل وآتى الفضل، وعمل بالعدل" (حل) عن زيد بن أسلم مرسلاً". (طوبى لمن ترك الجهل) وتركه بالتحلي بضده وهو العلم. (وآتى الفضل) أي قصد العلم فإنه فضل بدليل مقابلته بالجهل ويحتمل بذل الفضل من ماله مواساة لغيره ويؤيده حديث: "وأنفق الفضل من ماله" (وعمل بالعدل) في حق نفسه وغيره، قال الغزالي (¬3): يعني بالعدل حالة النفس وقوة بها تسوس الغضب والشهوة وتحملهما على مقتضى الحكمة وبضبطهما عن الاسترسال والانقباض ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3923)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3640)، والضعيفة (3833): موضوع. (¬2) انظر المغني (1/ 69). (¬3) الإحياء (3/ 54).

على حسب مقتضاها. (حل (¬1) عن زيد بن أسلم مرسلاً، سكت عليه المصنف. 5281 - "طوبى لمن تواضع في غير منقصة، وذل في نفسه في غير مسكنه، وأنفق من مال جمعه في غير معصية وخالط أهل الفقه والحكمة، ورحم أهل الذل والمسكنة، طوبى لمن ذل نفسه، وطاب كسبه، وحسنت سريرته؛ وكرمت علانيته، وعزل عن الناس شره، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله". (تخ) والبغوي، والبارودي، وابن قانع (طب هق) عن ركب المصري (ح) ". (طوبى لمن تواضع) تذلل وتخاشع. (في غير منقصة) بفتح أوله وقافه وصاده أي غير واضع نفسه فيما يزدري به ويؤدي إلى تضييعه حق الحق والخلق، لأن المراد من التواضع خفض الجناح للمؤمنين مع بقاء عزة الدين، قال الراغب: الفرق بين التواضع والضعة أن التواضع رضا الإنسان بمنزلة دون ما تستحقه منزلته، والضعة وضع الإنسان نفسه بمحل يزدرى به، والفرق بين التواضع والخشوع أن التواضع يعتبر بالأخلاق والأفعال الظاهرة والباطنة، والخشوع يقال باعتبار أفعال الجوارح ولذلك قيل: إذا تواضع القلب خشعت الجوارح، وقال ابن القيم (¬2): الفرق بين التواضع والمهانة، أن التواضع: يتولد من العلم بالله وصفاته وجلاله وإجلاله ومن معرفته بنفسه ونقصانها وعيوب عمله وآفاتها فيتولد من ذلك خلق هو التواضع وهو انكسار القلب لله وخفض جناح الذل والرحمة للخلق، والمهانة: الدناءة والخسة وبذل النفس وابتذالها في نيل حظوظها (وذل في نفسه في غير مسكنه) أي كان منكسر النفس انكساراً لا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 221)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3641): موضوع، وضعفه في الضعيفة (3834). (¬2) الروح (1/ 233).

يظهر عليه كالاستدعاء من العباد أن يصلوه ولذا قال: ذل في نفسه لا عند العباد وعلة ذلته علمه بعيوب نفسه [3/ 46] وكثرة ذنوبه (وأنفق من مال جمعه في غير معصية) متعلق بأنفق ويحتمل يجمعه فإنه لا بد من الأمرين من كونه مجموعا من خلاله ومنفق في طاعة، (وخالط أهل الفقه والحكمة) فاهتدى بهديهم وأشرقت عليه أنوار معارفهم، وفيه الحث على مجالسة من كان كذلك. (ورحم أهل الذل والمسكنة) فإنه لا يرحم الناس من عباد الله إلا الرحماء الذين يرحمهم الرحمن، ولقد مدح - صلى الله عليه وسلم - من تواضع للخلق وكان عند نفسه ذليلاً وأنفق من حلاله في طاعة وخالط من يقتدي به ورحم من فرض الله رحمته وذلك؛ لأنه قد اتصف بكل صفة شريفة باطناً وظاهراً. (طوبى لمن ذل نفسه) أي رأى لها ذلها وعجزها وعيوبها فلم يتكبر أو ذل لها في امتثال أوامر الله ونواهيه، (وطاب كسبه) عطفه عليه لإبانة أنه مع إذلاله نفسه كسب الطيب من الحلال ولم يجعل إذلاله نفسه مسكنة يستدعي بها من العباد نوالهم. (وحسنت سريرته) أي ما يسره من الاعتقادات والخواطر والإرادات. (وكرمت علانيته) ما يعلنه للعباد ويظهره، (وعزل عن الناس شره) فلم يؤذهم بيد ولا لسان فإن: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده" (¬1)، (طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله) الزائد على نفقته ونفقة من يلزمه إنفاقه، (وأمسك الفضل من قوله) أي الزائد على قدر حاجته وترك الكلام فيما لا يعنيه، قال بعض العارفين: من شغل بنفسه شغل عن الناس، ومن شغل بربه شغل عن نفسه. (تخ) والبغوي، والباوردي، وابن قانع (طب هق) (¬2) عن ركب) بفتح ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (10) و (6119)، ومسلم (41). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (1148)، والطبراني في الكبير (5/ 71) (4615)، والبيهقي في السنن (4/ 182)، وفي الشعب (3388)، والقضاعي في مسند الشهاب (615)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3642)، والضعيفة (3835).

الراء وسكون الكاف المصري رمز المصنف لحسنه لأنه قال ابن عبد البر أنه حسن، لكنه قال الذهبي: ركب يجهل ولم يصح له صحبة وفيه نصيح العنسي ضعفوه انتهى، وقال المنذري: رواته إلى نصيح ثقات وقال ابن مندة والبغوي: ركب مجهول لا يعرف له صحبة وأقرهم العراقي، وقال في الإصابة: سنده ضعيف، قال ومراد ابن عبد البر بأنه حسن لفظه انتهى، قال الحكيم: هذا من الآحاد التي قال فيها المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم ... " إلى آخره. فهذا تعرفه قلوب المحققين أي أنه من كلامه - صلى الله عليه وسلم - (¬1). 5282 - "طوبى لمن رزقه الله الكفاف، ثم صبر عليه". (فر) عن عبد الله بن حنطب". (طوبى لمن رزقه الله الكفاف) تقدم ضبطه ومعناه (ثم صبر عليه) ولم يطلب الزيادة ولا أسف على ما فات من حظوظ الدنيا وفي الإتيان بثم إشارة إلى أن الصبر على الكفاف زينة علية يفيده المثال. (فر (¬2) عن عبد الله بن حنطب) بالمهملة وسكون النون مع فتح المهملة وثالثاً الموحدة قال في التقريب (¬3): مختلف في صحبته وله حديث مختلف في إسناده وهو هذا، وذلك لأنه فيه أحمد بن محمد بن مسروق أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) قال: لينه الدارقطني عن خالد بن مجلز، قال أحمد: له مناكير. 5283 - "طوبى لمن رآني وآمن بي مرة، وطوبى لمن لم يرني وآمن بي سبع ¬

_ (¬1) انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (1/ 150)، والترغيب والترهيب (3/ 146)، وكلام الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 498)، والمقاصد الحسنة (ص: 443)، وجامع التحصيل (ص: 176). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3924)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3643)، والضعيفة (3836): ضعيف جداً. (¬3) انظر التقريب (1/ 300). (¬4) انظر المغني (1/ 57).

مرات". (حم تخ حب ك) عن أبي أمامة (حم) عن أنس (صح) ". (طوبى لمن رآني) هذا أخص من الذي تقدم بلفظ "أدركني" يحتمل أنه أريد بالرؤية الإدراك بقرينة أن الحديث مسوق لبيان حال أهل عصره ومن بعدهم ويحتمل أنه هنا فاضل بين إيمان من رآه من أهل عصره وبين من لم يره منهم، وفي الأول بين من أدركه رآه أو لم يره، وبين من لم يدركه وإن كان يقدح في هذا الاحتمال، أنه يكون إيمان من لم يره ولم يلازمه من أهل عصره أفضل من إيمان من لازمه وصحبه. (وآمن بي مرة) أي طاب ما أصابه طيباً واحداً. (وطوبى لمن لم يرني) لا من حيث أنه لم يره بل من حيث قوله: (وآمن بي سبع مرات) وذلك لأن من رآه - صلى الله عليه وسلم - عرف خفية ما جاء به وقامت له أدلة ذلك وظهرت له ظهوراً لا ريب فيه، وكانت دواعي الإيمان متوفرة وأدلته نيره والبحث عنها سهل بخلاف من جاء من بعده فإنه يتعب في البحث عن الأدلة والتتبع وعجزه، فزيادة البناء عليه لزيادة تعبه وإيمانه بالغيب وقد أخذ ابن عبد البر من هذا الحديث ونحوه أنه قد يوجد في من يأتي بعد الصحابة من هو أفضل من بعض الصحابة، وأيده بعضهم بخبر ابن عمر مرفوعاً "أتدرون أي الخلق أفضل إيماناً" قالوا: الملائكة، قال: "وقولهم بل غيرهم"، قالوا الأنبياء، قال - صلى الله عليه وسلم -: "وحق لهم بل غيرهم"، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الخلق إيماناً قوم في [3/ 47] أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني فهم أفضل الخلق إيماناً" (¬1). ولم يتنبه لما ذكرناه في قوله: "رآني" وكأنه حمل الرؤية على الإدراك. (حم تخ حب ك) عن أبي أمامة (حم) (¬2) عن أنس) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 96)، وأبو يعلى (160). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 248)، والبخاري في التاريخ (1576)، وابن حبان (16/ 216) (7233)، والحاكم (4/ 96) عن أبي أمامة، وأخرجه أحمد (3/ 71) عن أنس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 20)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3924)، والصحيحة (1241).

المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي: بأن فيه جميع بن ثوب واه، قال الهيثمي: بعد ما عزاه لأحمد: فيه من لم أعرفه، وقال مرة أخرى: إسناد أحمد ضعيف. 5284 - "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي لم يرني ثلاث مرات". الطيالسي، وعبد بن حميد عن ابن عمر". (طوبى لمن رآني وآمن بي) وذلك من الجهتين، فوزه بأنوار محياه - صلى الله عليه وسلم - وإيمانه به إلا أن الأول لا يمدح عليه الإيماني فإن من رآه من الكفار ولم يؤمن به لا طوبا له ولا كرامة. (وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات) أي أصاب خير ثلاث إصابات ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - قال ذلك ثلاث مرات، وأما اختلاف العدد في الأول حيث قيل: سبع وفي هذا ثلاث فكأنه لتفاوت طبقات المؤمنين به - صلى الله عليه وسلم - بعد، وأما حديث: "خير القرون قرني"؛ فإنه قد وجه بأن التفضيل فيه للجملة لا للأفراد، قالوا والسبب في كون القرن خير القرون أنهم كانوا غرباء في زمانهم لكثرة الكفار، وصبرهم على أذاهم وقبضهم على دينهم فكذا غيرهم إذا أقاموا الدين وتمسكوا به وصبروا على الطاعة حتى ظهور المعاصي والفتن، كانوا عند ذلك أيضا غرباء، وتزكت أعمالهم في ذلك الزمان كما زكت أعمال أولئك. (الطيالسي، وعبد بن حميد (¬1) عن ابن عمر) قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل: أرأيت من آمن بك ولم يرك وصدقك ولم يرك، قال - صلى الله عليه وسلم -: "أولئك إخواني أولئك مني فذكره". 5285 - "طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني". (حم حب) عن أبي سعيد". ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (1845)، وعبد بن حميد (769)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3925)، والصحيحة (1254).

(طوبى لمن رآني وآمن بي) أي مرة واحدة كما يشعر به قوله: (ثم طوبى ثم طوبى ثم طوبى) فيه دليل على أن المراد بثلاثة وسبع فيما مر أنه قرر ذلك - صلى الله عليه وسلم -. (لمن آمن بي ولم يرني) أتى بحرف ثم في كل للإشارة إلى بعد المراتب بين المتعاطفات. (حم حب (¬1) عن أبي سعيد) قال: إن رجلاً قال: يا رسول الله طوبى لمن رآك وآمن بك فذكره. 5286 - "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن رأى من رآني، ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي، طوبى لهم وحسن مآب. (طب ك) عن عبد الله بن بسر (صح) ". (طوبى لمن رآني وآمن بي) فإنه من خير القرون. (وطوبى لمن رأى من رآني) أي وآمن بي ضرورة لأنه من الذين يلونهم وهم التابعون. (ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي) أي المرئي والرائي لأنه القرن الثالث الذي عده - صلى الله عليه وسلم - من أهل الخيرية. (طوبى لهم) أي لكل من ذكر ويحتمل أنه للآخرين. (وحسن مآب) أي مرجع ومرد إليه تعالى. (طب ك (¬2) عن عبد الله بن بسر) رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي: فيه جميع بن ثوب واهٍ، وقال الهيثمي: فيه عند الطبراني بقية وقد صرح بالسماع ... (¬3) وبقية رجاله ثقات. 5287 - "طوبى لمن رآني، ولمن رأى من رآني، ولمن رأي من رأى من رآني". عبد بن حميد عن أبي سعيد، ابن عساكر عن واثلة". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 71)، وابن حبان (16/ 213) (7230)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3923). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 20) (29)، والحاكم (4/ 96)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 20)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3926). (¬3) بياض بمقدار 3 كلمات.

(طوبى لمن رآني) مؤمناً به. (ولمن رأى من رآني) فإنه سمع أوصافه - صلى الله عليه وسلم - وأخباره ممن شافهه وشاهده إن أريد الرؤية. (ولمن رأي من رأى من رآني) وهذه آخر طبقات الخيرية في حديث: "خير القرون قرني" بناء على أن المراد بقرنيه من رآه وبالذين يلونهم من رأى من رآه وبالذين يلونهم من رأى من رأى من رآه. (عبد بن حميد عن أبي سعيد، ابن عساكر (¬1) عن واثلة) بن الأسقع. 5288 - "طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله، ووسعته السنة، ولم يعد عنها إلى البدعة. (فر) عن أنس". (طوبى لمن شغله عيبه) أي تفقده واهتمامه بإصلاحه لا مجرد ذكره كما يفعله الخلعاء من ذكر عيوبهم مع اشتغالهم بإهماله وتتبع عورات الناس فإنه لا أحد إلا وفيه من المعائب ما لو اشتغل بإصلاح شيء منها لشغلته عن كل مهم (عن عيوب الناس) عن ذكرها والبحث عنها والتفتيش عما لا يعنيه منها وإنما يشتغل بعيب نفسه من نفذت أنوار بصيرته وصلحت علانيته وسريرته وأحسن من قال: لي بنفسي شغل عن كل من ... للهوى فرض يوما أو قذف (وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله) ولقد عكس الناس هذا فأمسكوا فضول الأموال وبذلوا فضول الأقوال. (ووسعته السنة) في التعبير بوسعته إشارة إلى أنها قد أتت بكل ما يحتاجه. (ولم يعد) من العدو الذي يفعله الفار من شيء. (إلى البدعة) التي ابتدعها من لم تسعه السنة، وفي مثلهم قيل: تساهل قوم بدنياهم ... وقوم بخلوا لمولاهم فألزمهم باب مرضاته ... وعن سائر الخلق أغناهم ¬

_ (¬1) أخرجه عبد بن حميد (1000) عن أبي سعيد وابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 566)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3927).

فطوبى لهم ثم طوبى لهم ... لقد أحسن الله مثواهم (فر (¬1) عن أنس) قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره، ورواه عنه العسكري في الأمثال، ورواه أبو نعيم من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهم، والبزار من حديث أنس أوله وآخره، والبيهقي والطبراني وسط الحديث، قال الحافظ العراقي (¬2): وكلها ضعيفة. 5289 - "طوبى لمن طال عمره، وحسن عمله. (طب حل) عن عبد الله بن بسر" (صح). (طويى لمن طال عمره، وحسن عمله) لأنه لا تمر به ساعة إلا في طاعة، وكل طاعة إصابة خير وفوز بكل حظ ديني ودنيوي، ومنه يؤخذ: أن موت الإنسان بعد أن كبر وعرف ربه خير من موته طفلاً بلا حساب في الآخرة والحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - جواباً لمن سأله: أي الناس خير، قال القاضي: ولما كان المسئول عنه غيباً لا يعلمه إلا الله عَزَّ وَجَلَّ عدل - صلى الله عليه وسلم - عن الجواب إلى كلام مبتدأ يشعر بأمارات تدل على المسئول عنه وهو طول العمر مع حسن العمل فإنه يدل على سعادة الدارين والفوز بالحسنى. (طب حل (¬3) عن عبد الله بن بسر)، رمز المصنف لصحته قال الحافظ العراقي (¬4): فيه بقية رواه بصيغة "عن" وهو مدلس. 5290 - "طوبى لمن ملك لسانه، ووسعه بيته، وبكى على خطيئته". (طص حل) عن ثوبان (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3929)، والبيهقي في الشعب (10563) عن أنس، وأخرجه أبو نعيم (3/ 203) عن الحسين بن علي، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3644): ضعيف جداً. (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 49). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (2268)، وأبو نعيم (6/ 111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3928)، والصحيحة (1836). (¬4) انظر: تخريج الإحياء (4/ 185).

(طوبى لمن ملك لسانه) أي حفظها كما يحفظ المالك ماله فلا ينفقها إلا في حاجته وما يعود عليه نفعه. (ووسعه بيته) أي مسكنه فلم يؤذ الناس بإساءته إليهم ونزوله عليهم، وفيه إشارة إلى العزلة. (وبكى على خطيئته) أي تاب عنها فإنه من لازم التوبة الندامة والبكاء. (طص حل (¬1) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه، وقد قال الهيثمي كالمنذري: إسناده حسن (¬2). 5291 - "طوبى لمن هدي للإسلام، وكان عيشه كفافاً، وقنع به. (ت حب ك) عن فضالة بن عبيد" (ح). (طوبى لمن هدي للإسلام) فإنه قد فاز بالحظ الذي يربح به في الدارين. (وكان عيشه كفافاً، وقنع به) فإنه بالقنوع يفوز بالأجر لعلمه بأن الله تعالى لم يزو عنه شيئا يستحقه ولأنه يريح قلبه بتفرغ لعبادة مولاه فإن من زاد ماله زادت أشغاله وذهب عنه عافيته وماله. (ت حب ك (¬3) عن فضالة بن عبيد)، رمز المصنف لحسنه، قال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبي. قلت: فكان على المصنف أن يرمز لصحته. 5292 - "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً. (هـ) عن عبد الله بن بسر (حل) عن عائشة (حم) في الزهد عن أبي الدرداء موقوفاً" (ح). (طوبى لمن وجد في صحيفته) يوم يعطاها في القيامة (استغفاراً كثيراً) فإنه يجده عند حاجته إليه وفاقته، قيل: لم يقل لمن استغفر كثيراً؛ لأنه بوجدانه في صحيفته دل على أنه أخلصه لله فرقم في صحائف عمله. (هـ عن عبد الله بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (212)، وأحمد في الزهد (1/ 29)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3929). (¬2) انظر: قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 297)، وقول الهيثمي في المجمع (10/ 537). (¬3) أخرجه الترمذي (2349)، وابن حبان (2/ 480) (705)، والحاكم (1/ 90)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3931).

بسر، حل عن عائشة، حم (¬1) في الزهد عن أبي الدرداء موقوفاً). رمز المصنف لحسنه، قال النووي: سنده جيد (¬2). 5293 - "طوبى لمن يبعث يوم القيامة وجوفه محشو بالقرآن والفرائض والعلم. (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (طوبى لمن يبعث يوم القيامة وجوفه محشو بالقرآن) لكونه حافظاً له ولعل هذا لا يكون إلا لحفاظه غيباً وكذلك. (الفرائض والعلم) وخصَّ الفرائض إعلاماً بشأنها كما ورد عدة أحاديث في الحث عليها والتعميم بعد التخصيص في نكتة كالتخصيص بعد التعميم والحديث دليل أنَّ الحافظة في الجوف والمراد جوف الدماغ كما عرف في مظانه، وفيه أنه يبعث العبد حافظاً لما مات وهو في حفظه وهو ظاهر أحاديث قراءة القرآن في الآخرة وأنه يقال للقارئ: "اقرأ وارق ... " الحديث. وكان قد أجيب على سؤال ورد من بعض أفاضل العلماء من الآل، رأيت إثباته هنا وإثبات جوابه فالسؤال. يا أيها البدر الذي بعلومه ... للناس يفتح كل باب مقفل وإليه يرجع كُلُّ حَبْرٍ عالم ... منهم ويرجوه لحل المشكل إني دعوتك سائلاً مسترشداً ... فأصِخْ لما أملي عليك وأقبل عن قول ربي كل شيء هالك ... إلا الذي استثناه خالقنا العلي هل في العموم كلام ربي داخل ... أم فيه قول إلهنا لم يدخل؟ يا حسرتا يا حسرتا إن فاتنا الـ ... قرآن في دار النعيم الأكمل فَلَكَمْ لنا من لذة في درسه ... يحلو بذوق القارئ المتأمل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3818) عن عبد الله بن بسر، وأخرجه أبو نعيم (10/ 395) عن عائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3930). (¬2) قال المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 309): رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.

إن قلت: ليس بداخل قلنا: هل ... م مخصصاً وأَبِنْ دليلك واثقل أو قلت يدخل قلت يقدح فيه ما ... تروي الثقاة عن النبي المرسل في أن سكان الجنان جميعهم ... يتلونه بترنُّمٍ وترتُّل إن قلت: ذاك هو المخصص قلت لل ... قرآن وهو لغيره لم يشمل بقي الكلام عليك في تصحيحه ... وعَلَيَّ نقل سؤالي المستشكل منه إلى التوراة والإِنجيل مع ... صحف الخليل وكل ذكر أول فجميع تلك كلامه سبحانه ... والحكم فيها واحد فتأمل وسل الأولي قالوا بخلق كلامه ... لا من سواهم فهو عنه بمعزل واعذر وأصلح ما تراه فاسداً ... فيما كتبت إليك واستر واقبل فأجبت: أهلاً براح في الطروس أدرت لي ... صهباء تهزأ بالرحيق السلسل صهباء تستلب العقول فلا تلم ... فَهْماً لقيد خطابها لم يعقل إلى أن قلت: هب أن آخر ما فهمت مراده ... فخذ الذي في ذا السؤال يلوح لي هو أن لفظ الشيء صار مخصصاً ... بالجسم عندي بالدليل الأكمل إذ كان باللغة التي يحظى بها ... ورد الكتاب من العَلِيِّ المنزل لفظ الهلاك يخص بالأحسام لا ... يدنو إلى عرض بها متنقل هل جاء فيها ذا كلام هالك ... فسل الصحاح وسل كتاب المجمل فأذن غدا شيء يراد به هنا ... جسم وذلك ليس بالمستشكل إن قلت سلمنا فأين محله ... بعد الفنا فاسمع سماع متعقل قد قال ربي الله جل جلاله ... وإليه يصعد كل قول أفضل وكلامه أولى الكلام بطيب ... وأحق قول بالصعود إلى العلي

وأتت أحاديث عن المختار في ... ما قلت بين مصحح ومعلل من رفعه عن خلقه لكلامه ... في آخر الزمن الخؤون الأرذل وبسورة الأعراف قد قسم الذي ... في الكون فاقرأ ما بها بتأمل في الخلق ثم الأمر ثم إليه في ... هود مرد الأمر أي ذا المنزل فلعالم الأمر المعظم شأنه ... حكم تلوح لناظر متأمل إن قلت هل هو نازل من بعد ذا ... يتلوه في الجنات كل مرتل فأقول يلهمهم إلهك مثلما ... قد جاء في التسبيح فابحث واسأل وإلى هنا تم الجواب وبعده ... فاسمع جواباً جاء يرفل في الحلي هو أن حُفَّاظَ الكتاب إذا هُمُ ... قاموا إلى حشر وأرفع منزل يحيون والقرآن محفوظ لهم ... كم من دليل في الذي قلنا تُلِي منه تَذَكُّرُهمْ أحاديث الدُّنا ... كم من آية في ذا على المزمل في الطور والصافات فانظر فيهما ... وانظر أحاديث النبي المرسل من قول ربي للذي لكلامه ... قد كان يقرؤها أُتْلُ ورتل وإذا هم حفظوا أحاديث الدنا ... فالذكر أولى أن يكون به مَلِي أترى الرسول يقوم ليس بحافظ ... للذكر هذا لا يقول به ولي سيعيد ربك كل إنسان على ... ما مات من علم وجهل أجهل وكذلك التوراة والإِنجيل في ... ما قلت يدخل بالدخول الأولي هذا الذي قامت عليه أدلة ... بوضوحها حلت عقود المشكل (فر (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه فيه إسماعيل بن أبي زياد الشامي (¬2). قال الذهبي: قال الدارقطني: يضع الحديث. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3932)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3645)، والضعيفة (3837): موضوع. (¬2) انظر المغني (1/ 82).

5294 - "طوبى: شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها". (حم حب) عن أبي سعيد (صح) ". (طوبى: شجرة في الجنة) فهي اسم مشترك بين ما سلف وهذا فيحتمل أن المراد في الأحاديث الماضية الإخبار بأن هذه الشجرة لمن يذكر بعدها وذلك فيما يصح لا في مثل: طوبي للشام. (مسيرة مائة عام) يحتمل أن تلك مسافة ظلها أو أصلها لولا ما يأتي ما يمنع عن إرادته أو أغصانها أو عمقها. (ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها) جمع كم بالكسر وعاء الطلع وعطاء النول قال عبيد بن عمير: هي شجرة في جنة عدن وفي كل دار أو غرفة لم يخلق الله لوناً ولا زهرة إلا هي فيها إلا السواد ولا يخلق الله فاكهة ولا ثمرة إلا فيها في أصلها عينان الكافور والسلسبيل كل ورقة منها تظل أمة (عليها ملك يسبح الله بأنواع التسبيح). (حم حب (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 5295 - "طوبى: شجرة غرسها الله بيده، ونفخ فيها من روحه، تنبت بالحلي والحلل، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة. ابن جرير عن قرة بن إياس". (طوبى: شجرة) في الجنة سميت بذلك لما جعله الله فيها من الطيب والخير. (غرسها الله بيده) أي بقدرته أو اليد هنا النعمة والباء سببية أي بسبب نعمته على عباده وإفضاله عليهم أو تداني من غير واسطة ملك ولا غيره. (ونفخ فيها من روحه) النفخ آخر الروح إلى تجويف جسم صالح لإمساكها والامتلاء بها وليس ثمة نفخ ولا منفوخ وإنما هو تمثيل لإفاضة قامة الحياة بالفعل على المادة العاملة لها وإضافة الروح لله تعالى لأنه خالق الحياة وموجدها ولإظهار كمال العناية وهذه الحياة تحتمل أنها الحياة التي في سائر الأشجار التي هي حياة مثلها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 71)، وابن حبان (16/ 429) (7413)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3918)، والصحيحة (1985).

القابلة للنمو ونحوه وأنها كحياة الأجسام وأن هذه الشجرة تخالف أشجار الدنيا كيف وقد خالفتها بأثمارها ونحوه. (تنبت بالحلي) جمع حلية من الأسوار ونحوها. (والحلل) من السندس والإستبرق. (وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة) لعظمها ولا أعرف حديثاً في مقدار طول سور الجنة فينظر. (ابن جرير (¬1) عن قرة) بضم القاف وتشديد الراء ابن إياس بكسر الهمزة المزني (¬2). 5296 - "طوبى: شجرة في الجنة، غرسها الله بيده، ونفخ فيها من روحه، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت بالحلي، والثمار متهدلة على أفواههم. ابن مردويه عن ابن عباس". (طوبى: شجرة في الجنة غرسها الله بيده، ونفخ فيها من روحه) في تفسير الثعلبي عن قرة يرفعه: طوبى شجرة في الجنة يقال لها: تفتقي لعبدي، فتفتق له عن الخيل سروجها ولجمها وعن الإبل بأزمتها وعما شاء من الكسوة وما في الجنة أهل إلا وغصن من تلك الشجرة متدلية عليهم فإذا أرادوا أن يأكلوا منها تدلت عليهم فيأكلون منها ما شاءوا، فهذا الحديث يزيد هذه الأحاديث وضوحاً. (وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت بالحلي) الحلي جمع حلية وسكت عن الحلل لأنها قد علمت من غيره كما ذكر الثمار هنا ولم يذكر في الأول. (و [3/ 51] الثمار) عام لكل ثمرة (متهدلة) أي أغصانها. (على أفواههم) أي أهل الجنة وإن لم يسبق ذكرهم للعلم بهم، والتهدل التدلي كما في الصحاح. وهدل الشيء أراحه وأرسله. (ابن مردويه (¬3) عن ابن عباس) قال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 149)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3630)، والضعيفة (3830): موضوع. (¬2) انظر: الإصابة (5/ 433). (¬3) أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (39252) انظر فيض القدير (4/ 283)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3631).

الشارح بسند ضعيف، والمصنف سكت عنه. 5297 - "طوبى: شجرة في الجنة لا يعلم طولها إلا الله، فيسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفاً، ورقها الحلل، تقع عليه كأمثال البخت. ابن مردويه عن ابن عمر". (طوبى: شجرة في الجنة لا يعلم طولها) ارتفاعها في الهواء. (إلا الله) فقوله في الحديث السابق: مسيرة مائة عام المراد مسافة أغصانها لا ارتفاعها (فيسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفاً) تقدم مسيرة مائة عام فقيل ذلك للماشي وهذا للراكب، وقيل: هذا للمجد في سيره وذلك للماشي على تمهل. (ورقها الحلل) أي هي في طيها لقوله فيما سلف "يخرج من أكمامها" أو المراد بعد خروجها (تقع عليها) الطير (كأمثال البُخْت) بضم الموحدة وسكون المعجمة نوع من الإبل واحدها بختي كرومي وروم، وتجمع على بخاتي وتخفف وتثقل، زاد في رواية: "فإذا أرادوا أن يأكلوا منها يجيء الطير فيأكلوا منها قديداً وشوياً ثم يطير". (ابن مردويه (¬1) عن ابن عمر)، ورواه أيضاً أبو نعيم والديلمي عن ابن مسعود. 5298 - "طول مقام أمتي في قبورهم تمحيص لذنوبهم. عن ابن عمر". (طول مقام أمتي في قبورهم تمحيص لذنوبهم) تخليص لهم منها. (عن ابن عمر). لم يذكر المصنف مخرجه وفيه عبد الله بن حسان الأفريقي (¬2)، قال في الميزان: سمع مالكاً وأتى بخبر باطل عنه وساق هذا الخبر. 5299 - "طلاق الأمة تطليقتان، وعدتها حيضتان. (د ت هـ ك) عن عائشة (صح) (هـ) عن ابن عمر" (ض). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3946)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3632). (¬2) انظر لسان الميزان (3/ 325)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3647): موضوع.

(طلاق الأمة) إضافة المصدر إلى مفعوله أي إطلاق الزوج الأمة وظاهره حراً كان أو عبداً (تطليقتان) اختلف فيه، منهم من اعتبر الطلاق بحرية الزوجة ورقها لا الزوج واستدل بهذا الخبر ومنهم من عكس وضعف هذا الخبر واستدل بحديث الموطأ "إذا طلق العبد امرأة تطليقتين حرمت عليه حتى تنكح زوجاً غيره حرة أو أمة" وصححه الدارقطني (¬1) ومنهم من جعل العبد والأمة كالحر والحرة. (وعدتها حيضتان) ولم يذكر عدة الوفاة لها والظاهر أنها مثل عدة الحرة ما لم يأت دليل. (د ت هـ ك (¬2) عن عائشة)، رمز المصنف لصحته. (هـ عن ابن عمر) رمز لضعفه، قال أبو داود: حديث مجهول، والترمذي: حديث غريب لا نعرفه مرفوعاً إلا من حديث مظاهر بن أسلم ولا يعرف له غيره وقال الذهبي: مظاهر هذا ضعفوه، وقال ابن العربي: ليس في الباب حديث صحيح (¬3). 5300 - "طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه. (ت) عن أبي هريرة (طب) والضياء عن أنس (صح) ". (طيب الرجال) الذي يليق بهم ويمدحون عليه. (ما ظهر ريحه وخفي لونه) لأن المقصود من طيبهم ظهور طيب الرائحة لا الزينة بلونه، (وطيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه) كالزعفران ونحوه وذلك لأن المراد به الزينة ولأنه إذا ظهر ريحه كان باعثاً للشهوة وربما مرت على الأجنبي، قال سعد: أراهم حملوا قوله وطيب النساء على ما إذا أرادت الخروج أما عند زوجها فتطيب بما شاءت. ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ (1193)، والدارقطني في سننه (4/ 39)، وسعيد بن منصور في سننه (1/ 303). (¬2) أخرجه أبو داود (2189)، والترمذي (1182)، وابن ماجة (2080)، والحاكم (2/ 223)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3650). (¬3) انظر: تهذيب الكمال (28/ 96)، وقال الحافظ في التقريب (6721): ضعيف، وانظر: عارضة الأحوذي (5/ 141).

(ت عن أبي هريرة طب والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته، ورواه البزار (¬1) قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح. 5301 - "طيبوا أفواهكم؛ فإن أفواهكم طريق القرآن. الكجي في سننه عن وضين مرسلاً، السجزي في الإبانة عن بعض الصحابة". (طيبوا أفواهكم) أي بالسواك كما يأتي أي نقوها ونظفوها وأحسنوا ريحها أي اجعلوها طيبة. (فإن أفواهكم) وضع الظاهر موضع الضمير مع الإضافة إليهم وحثاً على تطيبها بأنها إذا كانت أفواههم المتصلة بهم فهي جديرة بذلك. (طريق القرآن) لأنه يمر عليها فلا تمر إلا على ما طاب وفيه ندب الاستياك لمجرد التلاوة. (الكجي (¬2) في سننه عن وضين مرسلاً، السجزي في الإبانة عن بعض الصحابة). 5302 - "طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن. (هـ) عن سمرة (ح) ". (طيبوا أفواهكم بالسواك فإنها طرق القرآن) لم يضع الظاهر هنا بل جرى على مقتضى الظاهر لاختلاف المقامات. (هـ (¬3) عن سمرة) رمز المصنف لحسنه مع أن مخرجه البيهقي قد بين علته عقب روايته فإنه ساقه من طريق غياث بن كلوب (¬4) ثم قال غياث: هذا مجهول انتهى، وقال الذهبي: غياث هذا ضعفه الدارقطني، وفيه أيضا الحسن بن الفضل بن السمح (¬5)، قال الذهبي: مزقوا حديثه. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2787) عن أبي هريرة، والضياء في الأحاديث المختارة (2311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3937) وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 160). (¬2) أخرجه الكجي في سننه عن وضين، والسجزي في الإبانة عن بعض الصحابة كما في الكنز (2752)، والبيهقي في الشعب (2119)، والديلمي في الفردوس (3970)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3940). (¬3) أخرجه ابن ماجة (291)، وانظر الميزان (5/ 408)، والضعفاء لابن الجوزي (2/ 247)، والتلخيص الحبير (1/ 70)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3939). (¬4) الميزان (5/ 408). (¬5) انظر المغني (1/ 166).

5303 - "طيبوا ساحاتكم، فإن أنتن الساحات ساحات اليهود. (طس) عن سعد (ض) ". (طيبوا ساحاتكم) بإزالة ما يلقى فيها من الكناسة ونحوها. (فإن أنتن الساحات ساحات اليهود) فخالفوهم في ذلك وإذا كان هذا في الساحة خارج الدار فأولى ثم أولى تطييب الدار والإزار. (طس (¬1) عن سعد) رمز المصنف لضعفه. 5304 - "طير كل عبد في عنقه. عبد بن حميد عن جابر". (طير كل عبد [3/ 52] في عنقه) تقدم في أول حديث في هذا الحرف بلفظ طائر. (عبد بن حميد (¬2) عن جابر) وقد أخرجه أحمد باللفظ المذكور عن جابر، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله رجال الصحيح. 5305 - "طينة المعتَقِ من طينة المعتِقِ. ابن لال، وابن النجار (فر) عن ابن عباس". (طينة المعتَقِ) اسم مفعول. (من طينة المعتِقِ) اسم فاعل أي طباعه وحليته، قال ابن الأثير (¬3): يقال طانه الله على طينته أي خلقه على جبلته وطينة الرجل خلقه. (ابن لال، وابن النجار، فر (¬4) عن ابن عباس) فيه أحمد بن إبراهيم المروزي قال في الميزان: لا يدرى من هو وأتى بخبر باطل ثم ساق هذا الخبر. 5306 - "طي الثوب راحته". (فر) عن جابر". (طي الثوب راحته) من انتهاك الشيطان له ولبسه إياه كما تقدم تشبيهه - صلى الله عليه وسلم - بما ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي (3969)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3941). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 342)، وعبد بن حميد (1055)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3938). (¬3) النهاية في غريب الحديث (3/ 337). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (3952)، والخطيب في تاريخه (4/ 18)، وانظر الميزان (1/ 209)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3652): موضوع، والضعيفة (3840): باطل.

ينال من الطي برجل فرغ من عمله فاستراح، وفيه حث على طي الثياب. (فر (¬1) عن جابر)، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح لأن فيه عمرو بن موسى الوجهي، قال يحيى غير ثقة، والنسائي والدارقطني: متروك، وابن عدي: هو في عداد من يضع. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3751)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3653)، وانظر العلل المتناهية (2/ 685).

فصل في المحلي بـ "أل" من هذا الحر

فصل في المحلي بـ "أل" من هذا الحر 5307 - " الطابع معلق بقائمة العرش، فإذا انتهكت الحرمة وعمل بالمعاصي واجترئ على الله بعث الله الطابع فيطبع على قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئاً. البزار (هب) عن ابن عمر (ض) ". (الطابع) ضبط عن خط المصنف بالفتح وضبطه الشارح بالكسر، (معلق بقائمة العرش) أي الذي يختم الله به على قلوب الكفار المشار إليه بقوله {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [النحل: 108]. (فإذا انتهكت الحرمة الانتهاك وعمل بالمعاصي واجترئ على الله) الأفعال الثلاثة مبنية للمجهول (بعث الله الطابع فيطبع على قلبه) أي المنتهك والعامل والمجترئ أي يختم على إدراكه للهدى (فلا يعقل بعد ذلك شيئاً) هذا على سبيل المجاز والاستعارة ولا ختم ولا خاتم في الحقيقة والمراد أنه يحدث في نفوسهم هيئة تحثهم على استحسان المعاصي واستقباح الطاعات حتى لا يفعل غير ذلك، ذكره الزمخشري (¬1). قلت: ... (¬2) عن الحقيقة قال البغوي في شرح السنة: الأقوى إجراؤه على الحقيقة لفقد المانع، والتأويل لا يصار إليه إلا للمانع. (البزار هب (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري وقال العراقي: حديث منكر وذلك لأن فيه سليمان بن مسلم الخشاب، قال في الميزان: لا تحل الرواية عنه ولا الاعتبار وساق من مناكيره هذا الخبر وأعاده في محل آخر، وقال: هو ¬

_ (¬1) الكشاف (ص 1000). (¬2) طمس بمقدار كلمتين. (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7213)، وانظر: المجمع (7/ 269)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3654).

موضوع في نقدي ووافقه الحافظ ابن حجر في اللسان (¬1). 5308 - "الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر. (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (الطاعم) الطاعم الآكل يقال: طعم يطعم فهو طاعم إذا ذاقه وأكله ذكره ابن الأثير (الشاكر) للنعمة في آخره. (بمنزلة الصائم الصابر) فالشكر وحده قابل أجره أجر الصوم والصبر؛ لأن الطعم من حيث هو لا أجر فيه، وفيه دليل على علو رتبة الشكر، قال الطيبي: قد تقرر في علم المعاني بأن التشبيه يستدعي جهة جامعة والشكر نتيجة النعماء كما أن الصبر نتيجة البلاء فكيف يشبه الشاكر بالصابر وجوابه أنه ورد أن الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر فقد يتوهم أن ثواب شكر الطاعم يقصر عن ثواب أجر الصائم الصابر فأزيل توهمه بأنهما سيان في الثواب. قلت: وهو الذي يتبادر من الحديث من غير إشكال. (حم ت هـ ك (¬2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وعلقه البخاري. 5309 - "الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر. (حم هـ) عن سنان بن سنة". (الطاعم الشاكر له مثل أجر الصائم الصابر) قال الحكيم: هذا شكر الصادقين عدل شكره على طعامه صبر الصائم على صيامه، أما شكر الصادقين أولياء الرحمن فقد فاق على صبر الصائمين؛ لأن الصبر ثبات العبد في تركه على ¬

_ (¬1) انظر: الضعفاء لابن الجوزي (2/ 24)، والمغني (1/ 283)، وميزان الاعتدال (3/ 314)، ولسان الميزان (3/ 106). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 283)، والترمذي (2486)، وابن ماجة (1764)، والحاكم (4/ 151)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3942).

الشهوات برد ما يحتاج منها، والشاكر من الصديقين يطعم فيفتتح طعامه بـ بسم الله التي تملأ ما بين السماء والأرض ويطفئ حرارة الشهوة ويرى لطف الله في ذلك الطعام وبهذا وما قبله احتج ابن القيم لمن فضل الصبر (¬1) على الشكر، لأنه ذكر في معرض تفضيل الصبر وإلحاق درجة الشكر به والمشبه أعلى من المشبه به. (حم هـ (¬2) عن سنان بن سنة) (¬3) ضبط على خط المصنف بفتح المهملة وتشديد النون ومثله في التقريب (¬4) وهذا الحديث قال العراقي (¬5): في إسناده اختلاف. 5310 - "الطاعون بقية رجز أو عذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل، فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها. (ق ت) عن أسامة (صح) ". (الطاعون) فاعول من الطعن في القاموس (¬6) أنه الوباء. (بقية رجز) بكسر الراء، قال ابن حجر (¬7): وقع الرجس بالسين مهملة والذي بالزاي هو المعروف والرجز العذاب وأصله الاضطراب، (أو عذاب) شك من الراوي. (أرسل على طائفة من بني إسرائيل) هم الذين أمرهم الله أن يدخلوا الباب سجدا فخالفوا فأرسل [3/ 53] عليهم الطاعون فمات منهم في ساعة سبعون ألفاً، (فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه) ظاهره إلا لحاجة وهذا نهي يقتضي تحريم الخروج ويأتي أن الفار منه كالفار من الزحف، قيل: والحكمة في ذلك أنه لو خرج الأصحاء ضاعت المرضى عمن يقوم بها ويغسل جنائزها ويصلي ¬

_ (¬1) انظر: عدة الصابرين (ص 92). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 343)، وابن ماجة (1765)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3943). (¬3) انظر: الإصابة (3/ 186). (¬4) تقريب التهذيب (1/ 256). (¬5) القاموس (1/ 69). (¬6) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 32). (¬7) انظر: فتح البارى (10/ 183).

عليها، (وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها) وذلك للتوقي من المرض والبعد عن المضر وقد قدمنا في الجزء الأول كلاما أبسط من هذا. (ق ت (¬1) عن أسامة) إذا أطلق فهو ابن زيد. 5311 - "الطاعون شهادة لكل مسلم. (حم ق) عن أنس (صح) ". (الطاعون شهادة) يكون الميت به في درجة الشهداء يوم القيامة. (لكل مسلم) فيشمل الفاسق. (حم ق (¬2) عن أنس). 5312 - "الطاعون كان عذابا يبعثه الله على من يشاء، وإن الله جعله رحمة للمؤمنين، فليس من أحد يقع في الطاعون فيمكث في بلده صابراً محتسبا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد. (حم خ) عن عائشة" (صح). (الطاعون كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء) ممن يستحقه بذنبه. (وإن الله جعله رحمة للمؤمنين) من هذه الأمة فهو من خصوصيات هذه الأمة ويحتمل أنه لكل مؤمن ولو من الأمم السابقة قبل، وهل هو رحمة لكل مؤمن أو لمن كمل إيمانه؟ فيه احتمالان، (فليس من أحد يقع في الطاعون فيمكث في بلده) أي بلد الطاعون وإن لم يكن وطنه (صابراً) غير منزعج ولا قلق بل مسلمًا مفوضيًا راضيًا. (محتسباً) طالباً للثواب على صبره، (يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتبه الله له) هذه القيود تقتضي بأنه لو أقام قلقًا متندمًا على عدم خروجه ظانًّا بأنه لو خرج لسلم ما كان له أجر الشهادة، (إلا كان له مثل أجر الشهيد) بصبره واحتسابه ومقامه في بلده ورضاه وإن لم يمت بالطاعون، فإن مات به كان له مثل أجر شهيدين ولا مانع من تعدد الثواب بتعدد الأسباب كمن يموت غريقا أو نفساً أو بالطاعون أفاده الحافظ ابن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3473، 5728، 6974)، ومسلم (2218)، والترمذي (1065). (¬2) أخرجه أحمد 2/ 132، والبخاري (2830، 5732)، ومسلم (1916).

حجر (¬1) قال: والتحقيق أنه يكون شهيداً بوقوع الطاعون به ويضاف له مثل أجر شهيد لصبره، فإنَّ درجة الشهادة شيء وأجرها شيء، والحاصل أنَّ من اتصف بما ذكر ثم مات بالطاعون فهو شهيد لموته وله مثل أجر شهيد لاتصافه، باتصاف الخير ومن مات به ولم يتصف بتلك الصفات فهو شهيد فقط ومن اتصف بها ولم يمت بل سلم فله مثل أجر شهيد جزاء على صفات الخير التي تحلى بها. (حم خ (¬2) عن عائشة) قاله - صلى الله عليه وسلم - لها حين سألته عن الطاعون ما هو؟ 5313 - "الطاعون غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف. (حم) عن عائشة (صح) ". (الطاعون غدة) بضم المعجمة في النهاية (¬3) هي طاعون الإبل، (كغدة البعير المقيم بها) أي ببلد الطاعون المعلوم من السياق. (كالشهيد) المراد صابراً محتسباً إلى آخر ما سلف. (والفار منه كالفار من الزحف) والفرار منه كبيرة. (حم (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 5314 - "الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة. (ك) عن أبي موسى (صح) ". (الطاعون وخز) بالخاء المعجمة الساكنة فزاي في القاموس (¬5) الطعن بالرمح ونحوه لا يكون نافذاً، (أعدائكم من الجن) وقع في النهاية (¬6) بلفظ: "وخز ¬

_ (¬1) فتح الباري (10/ 194). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 64)، والبخاري (2432). (¬3) النهاية (3/ 343). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 145)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 314)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3948). (¬5) القاموس (1/ 679). (¬6) النهاية (5/ 355).

إخوانكم" قال الحافظ ابن حجر (¬1): ولم أره بلفظ "إخوانكم" بعد التتبع الطويل البالغ في شيء من طرق الأحاديث المسندة، ولا في الكتب المشهورة، ولا الأجزاء المنثورة قال ابن القيم (¬2): حكمه تسليط الجن على الإنس بالطاعون أن أعدائنا منهم شياطينهم وأتقياؤهم إخواننا وأمرنا الله بمعاداة أعدائنا فأبي أكثر الناس إلا موالاتهم فسلطوا عليهم عقوبة لهم ومن أمثالهم: إذا كثر الطاغوت أرسل الله الطاعون. (وهو لكم شهادة) أيها المسلمون. (ك (¬3) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته. 5315 - "الطاعون شهادة لأمتي، ووخز أعدائكم من الجن، غدة كغدة الإبل تخرج في الآباط والمراق من مات فيه مات شهيداً، ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه كان كالفار من الزحف. (طس) وأبو نعيم في فوائد أبي بكر بن خلاد عن عائشة (صح) ". (الطاعون شهادة لأمتي) في حكمه (ووخز أعدائكم من الجن) في سببه عقوبة من الله لتسليطهم على الأمة ليكفر بفعلهم الذنوب (غدة كغدة الإبل) في حقيقته ولا ينافي الوخز لأنه الطعن غير النافذ يرميه الجن فتتولد عنه الغدة (تخرج) في الآباط والمراق جمع مرق تكون أسفل البطن يحتمل أنه محل الوخز أو يقع في غيرها وتظهر إبره فيها. (من مات فيه مات شهيداً) إن مات به. (ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله) إذا قام صابراً محتسباً. (ومن فر منه كان كالفار من الزحف). (طس (¬4) وأبو نعيم) في فوائد أبي بكر بن خلاد عن عائشة رمز ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (10/ 181). (¬2) زاد المعاد (4/ 34). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 114)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3951). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (5531)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 315)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3946)، وصححه في الصحيحة (1928).

المصنف [3/ 54] لصحته، وقال الهيثمي: إسناده حسن. 5316 - "الطاعون والغرق والبطن والحرق والنفساء شهادة لأمتي. (حم طب) والضياء عن صفوان بن أمية (صح) ". (الطاعون) أي الموت به أو لما ذكر بعده. (والغرق) بفتح الغين والراء، وقال الشارح بكسر الراء الذي يموت غريقاً. (والبطن) ألمه من جروان أو غيره إذا هلك به (والحرق) بزنة الغرق الميت بحرق النار (والنفساء) التي تموت بالطلق. (شهادة لأمتي) خبر عن الأول وحذفت إخبار ما بعده. (حم طب (¬1) والضياء عن صفوان بن أمية) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه مندل بن علي وفيه كلام كثير. 5317 - "الطاهر النائم كالصائم القائم. (فر) عن عمرو بن حريث". (الطاهر النائم) طهارة الصلاة كما سلف. (كالصائم القائم) في ليل صومه جعله أفضل من مجرد القائم وهذا ترغيب بالغ في الطهارة عند النوم. (فر (¬2) عن عمرو بن حريث) مصغر حارث، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. 5318 - "الطبيب الله ولعلك ترفق بأشياء تَخْرِق بها غيرك. الشيرازي عن مجاهد مرسلاً". (الطبيب الله) خاطب به - صلى الله عليه وسلم - من نظر خاتم النبوة فظنه سلعة، فقال: أنا طبيب أداويها فقال - صلى الله عليه وسلم - أي إنما الشافي الله والواو لا تعد لفظ طبيب في أسماء الله تعالى فلا يقال: أنا طبيب؛ لأن هذا الحديث ضعيف، قال الطيبي: ولأنه وقع جواباً لمن قال: أنا طبيب مطابقة لكلامه كما وقع قوله تعالى: {تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 401)، والطبراني في الكبير (8/ 48) (6329)، والضياء في المختارة (16)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 273)، وصححه في الصحيحة (3950). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (3981)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3655)، والضعيفة (3841).

نَفْسِكَ} [المائدة: 116]، ولم يقل السبب كم ظننته بل عدل إلى وصف الرب؛ بأنه النافع لكل العالم بكل نفع ولم يرد نفي هذا الاسم ممن يتعاطى ذلك، وإنما حول المعنى من الشريعة إلى الطبيعة وبين أن الذي يرجونه من الطبيب فالله فاعله، كذا قيل. (ولعلك ترفق بأشياء) من الرفق وهو نقيض الخرق، أي لعلك تعالج المريض بلطافة العقل فيطعمه ما يرى أنه أوفق ويحميه عما يخاف منه على علته. (تَخْرِق بها غيرك) وفيه تقريره على التطبيب. (الشيرازي (¬1) عن مجاهد مرسلاً). 5319 - "الطرق يطهر بعضها بعضاً. (عد هق) عن أبي هريرة (ض) ". (الطرق) جمع طريق (يطهر بعضها بعضاً) فمن مر في طريق متنجسة ثم مر بطاهرة بعدها فإنه يطهر ما يلبس به من الأولى بمضيه في الأخرى إذا لم يبقى عين. (عد هب (¬2) (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 5320 - "الطعام بالطعام مثلا بمثل. (حم م) عن معمر بن عبد الله (صح) ". (الطعام بالطعام مثلا بمثل) أي يدا بيد كما سلف قال القاضي: الطعام الحنطة سمي به لأنه أشرف ما يطعم به وتقدمت الأحاديث في الأمور الستة كما سلف. (حم م (¬4) عن معمر بن عبد الله) (¬5) بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه ابن عبد الله صحابي من مهاجرة الحبشة. 5321 - "الطعن الطاعون والهدم وأكل السبع والغرق والحرق والبطن وذات الجنب شهادة. ابن قانع عن ربيع الأنصاري (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (2807)، أورده المناوي في فيض القدير (4/ 289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3656). (¬2) هكذا جاء في المخطوط. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 235)، والبيهقي في السنن (2/ 406)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3657)، والضعيفة (4107). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 400)، ومسلم (1592). (¬5) الإصابة (6/ 188).

(الطعن) بالرماح والسيف والمراد القتل في سبيل الله بأي آلة على أي صفة. (الطاعون والهدم) الذي هلك تحته أحد (وأكل السبع والغرق والحرق) كما تقدم في بطنه، (والبطن وذات الجنب) هو ألم معروف. (شهادة) تنال من يهلك بأحدها أجر الشهيد. (ابن قانع (¬1) عن ربيع الأنصاري) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 5322 - "الطفل لا يصلى عليه، ولا يورث، ولا يرث، حتى يستهل. (ت) عن جابر" (ح). (الطفل) إذا ولد ومات. (لا يصلى عليه) صلاة الجنازة، (ولا يورث، ولا يرث، حتى يستهل) صارخاً فإذا كان كذلك لزمت الأحكام المذكورة، قال ابن العربي (¬2): هذا الحديث اضطربت رواته فقيل: مسند، وقيل: غير ذلك وباختلافها نرجع إلى الأصل وهو أنه لا صلاة إلا على حي والأصل الموت حتى تثبت الحياة. (ت (¬3) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وليس كذلك فإنه من رواية إسماعيل بن مسلم، قال الذهبي (¬4): واهٍ، وقال ابن القطان: ضعيف جداً. 5323 - "الطمع يذهب الحكمة من قلوب العلماء. في نسخة سمعان عن أنس". (الطمع) هو تعلق البال بالشيء من غير تقدم سبب له. (يذهب الحكمة من قلوب العلماء) قيل لكعب بحضرة عمر: ما يذهب العلم من قلوب العلماء بعد ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يوسف في كتاب الآثار (907)، وأخرج ابن قانع في معجم الصحابة عن صفوان بن أمية نحوه (2/ 12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3953). (¬2) انظر: عارضة الأحوذي (4/ 245). (¬3) أخرجه الترمذي (1032)، وانظر: بيان الهم والإيهام (1024)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3658). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 87).

أن حفظوه وعقلوه؟ قال: الطمع وشره النفس وذلك أن القلب إناء فإذا دخل فيه غير ما قد صار فيه خرج عنه ما قد دخل وشغل بما أتى (¬1). (في نسخة سمعان (¬2) عن أنس) قال الشارح: كذا بخط المصنف. 5324 - "الطهارات أربع: قص الشارب، وحلق العانة، وتقليم الأظفار، والسواك. البزار (ع طب) عن أبي الدرداء (ض) ". (الطهارات) التي تلزم البدن. (أربع: قص الشارب، وحلق العانة) وقد وقَّت - صلى الله عليه وسلم - لذلك ألا يتجاوز به أربعين يوماً (وتقليم الأظفار) قيل: قد قدر - صلى الله عليه وسلم - وقته بخمسة عشر يوماً فلا ينفي أكثر من ذلك (والسواك) وأوقاته مع الصلوات وتلاوة القرآن وغيره. (البزار) أخرج البيهقي في الشعب (¬3) وصححه أن إبراهيم - عليه السلام - كان أول من اختتن وأول من روعه الشيب، وأول [3/ 55] من جز شاربه وأول من قص أظفاره، وأول من استحد وقد أخرجت أحاديث أنه يقص الأظافر يوم الجمعة، أخرج عبد الرزاق في المصنف عن أبي حميد الحميري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله عنه الداء وأدخل فيه الدواء" (¬4) وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن علي مرفوعاً: "قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم الخميس والغسل والطيب يوم الجمعة" (¬5). (ع طب (¬6) عن أبي الدرداء) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أورده ابن حجر في الإصابة (5/ 451)، وانظر القناعة والعفاف (1/ 75). (¬2) أخرجه سمعان كما في الكنز (7576)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 290)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3659): موضوع. (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (8639)، والبخاري في الأدب المفرد (1250). (¬4) رواه عبد الرزاق في مصنفه (2310). (¬5) أورده الديلمي في الفردوس (8350). (¬6) أخرجه البزار (5/ 1013)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 17233)، وابن عدي في الكامل (6/ 400)، والديلمي في الفردوس (3977)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 168)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3661)، والضعيفة (1271).

لضعفه؛ لأن فيه معاوية بن يحيى الصدفي ضعيف ذكره الهيثمي. 5325 - "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها. (حم م ت) عن أبي مالك الأشعري (صح) ". (الطهور) بضم الطاء لأن المراد الفعل. (شطر الإيمان) وذلك لأن الإيمان يجب ما قبله من الخطايا والوضوء كذلك لأن الوضوء لا يصح إلا مع الإيمان فصار لتوقفه عليه في معنى الشرط، وقيل: المراد بالإيمان هنا الصلاة والطهارة شرط في صحتها، وقيل: الإيمان تصديق القلب، وانقياد بالظاهر وهما شطر الإيمان والطهارة شطر متضمنة للصلاة فهي انقياد بالظاهر كذا قيل، (والحمد لله تملأ الميزان) أي ثوابها أو الرقعة التي يرقمها الملك فيها أو هي نفسها بناء على تجسم الأعراض في الآخرة ومثله قوله: (وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض) يحتمل أنه في دار الدنيا وأنه في الآخرة وذلك لاشتمال هاتين الصفتين على تنزيه الرب عن كل قبيح وإثبات الحمد له فاشتملتا على التخلية بالمعجمة والتحلية بالمهملة، (والصلاة نور) تسعى بين يدي فاعلها في الآخرة وتنور وجهه في الدنيا ويشرق بها قلبه ويشرح بها صدره وينهى عن الفحشاء والمنكر، (والصدقة برهان) حجة لصاحبها تدفع عنه سبعين نوعاً من البلاء وحجة على عدوه إبليس يصك بها وجهه وحجة على إيمانه وصدق توكله وجزمه بالأجر، والخلف من الله والإعاضة، (والصبر ضياء) فرطة الإنارة فهو أبلغ من النور ولذا قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} [يونس: 5]، ولما كانت الأعمال كلها لابدَّ لها من الصبر ولا يتم إلا به كان ضياء للمتصف به يقوده إلى كل طاعة وتذوده عن كل معصية، ومن أراد حقيقة الصبر

ومعرفة أسراره فعليه بكتابنا "السيف الباتر" ففيه ما يشفى ناظره ويقر خاطره، (والقرآن حجة) برهان ودليل. (لك) إن عملت به فإنه يدلك على كل خير وينهاك عن كل شر وضير. (أو عليك) إن خالفته فقد تثبت حجيته على كل حال (كل الناس) من كافر ومؤمن، (يغدو) من الغدو وهو من بين الصبح وطلوع الشمس أي كل منهما يجتهد اجتهاد من همه الغدو في حاجته أو المراد يرحل عن الدنيا إلى الآخرة. (فبائع نفسه) أي فهو بائع حذف المبتدأ لأن حذفه بعد فاء الجزاء يكثر أي باذل لنفسه فيما يفعله من كسبه الصالح أو الطالح (فمعتقها) فهو معتقها بإنقاذها من سخط الله وعذابه، (أو موبقها) مهلكها، قيل: أراد بالبيع الشراء بقرينة قوله: "فمعتقها" إذ الإعتاق إنما يصح من المشتري والمراد من ترك الدنيا وآثر الآخرة اشترى نفسه من ربه بالدنيا فيكون معتقها ومن ترك الآخرة وآثر الدنيا اشترى نفسه بالآخرة فيكون موبقها والفاء في "فبائع" تفصيلية في كونها تفيد الجزاء وفي "فمعتقها" سببية. (حم م ت (¬1) عن أبي مالك الأشعري) قال ابن القطان (¬2): اكتفوا بكونه في مسلم فلم يتعرضوا له، وقد بين الدارقطني وغيره أنه منقطع فيما بين أبي سلام وأبي مالك. 5326 - "الطهور ثلاثاً ثلاثاً واجب، ومسح الرأس واحدة. (فر) عن علي". (الطهور ثلاثاً ثلاثاً) لكل عضو. (واجب) أي سنة مؤكدة فإنه قد أطلق الواجب على ذلك للقرينة هنا وهي وضوءه - صلى الله عليه وسلم - واحدة واحدة، وقال: هذا وضوء لا تقبل الصلاة إلا به فدل أنه واجب ولم يذهب أحد إلى إيجاب الثلاث، (ومسح الرأس واحدة) لا تكرار فيه وإن كررت الأعضاء وقد أطلنا البحث في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 343)، ومسلم (223)، والترمذي (3517). (¬2) بيان الوهم والإيهام (1/ 278).

هذا في حواشي ضوء النهار. (فر (¬1) عن علي) وسنده ضعيف. 5327 - "الطواف حول البيت مثل الصلاة إلا أنكم تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير. (ت ك هق) عن ابن عباس (صح) ". (الطواف حول البيت مثل الصلاة) في أجره وفي اشتراط الطهارة له وأطلق الصلاة فيحتمل أنه كركعتين أو أكثر ويحتمل الأقل وهي ركعة فهي أقل الفعل. (إلا أنكم تتكلمون فيه) [3/ 56] أي يباح لكم فيه خطاب الغير، وأما الكلام من الأذكار فهي مندوبة فيه، قال الطيبي: يجوز أن يكون الاستثناء متصلا أي الطواف كالصلاة في الشرائط التي هي الطهارة وغيره إلا في التكلم ويجوز أن يكون منقطعاً أي الطواف مثل الصلاة لكن رخص لكم في التكلم فيه، (فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا بخير) من مباح الكلام أو مندوبه ويترك اللغو والبذيء من القول. (ت ك هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وقال ابن عبد الهادي (¬3): هذا حديث لا يثبت مرفوعاً والصحيح وقفه. 5328 - "الطواف بالبيت صلاة، ولكن الله أحل فيه النطق، فمن نطق لا ينطق إلا بخير. (طب حل ك هق) عن ابن عباس (صح) ". (الطواف بالبيت صلاة) ولذا أغنى عن تحية المسجد للداخل إليه فإنه يبدأ بالطواف، وقد اختلف هل المراد بالصلاة المعنى اللغوي هنا، أو الشرعي، فمن حمله على الأول وهو الدعاء قال: لا يعتبر فيه الطهارة ولا غيرها، ومن حمله على الثاني قال يعتبر ذلك فيه وهو الأصح لقوله: (ولكن الله أحل فيه النطق) فإنه ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3975)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3662): موضوع. (¬2) أخرجه الترمذي (960)، والحاكم (1/ 360)، والبيهقي في السنن (5/ 87)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3955). (¬3) انظر: تنقيح التحقيق (2/ 316).

يشعر بأنه لم يبح فيه إلا الأمر الذي لا يباح في الصلاة الشرعية، (فمن نطق لا ينطق إلا بخير) قال أبو زرعة: إنه صلاة حقيقية والأصل في الإطلاق الحقيقة وهي حقيقة شرعية، ويكون لفظ الصلاة مشتركاً اشتراكاً لفظياً بين المعهودة والطواف، ولا يرد إباحة الكلام فيه لأن كل ما يشترط في الصلاة يشترط فيه إلا ما يستثنى والمشي مستثنى إذ لا يصدق الطواف شرعا إلا به، وبهذا يتم الاستدلال على شرطية الطهارة كما قاله الخطابي ويندفع قول ابن سيد الناس أن المشبه لا يعطي قوة المشبه به. قلت: وفي كلام أبي زرعة تأمل (¬1). (طب حل ك هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 5329 - "الطواف صلاة فأقلوا فيه الكلام. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (الطواف صلاة) قيل نكرها ليفيد أنها ليست صلاة حقيقية وهو مأخذ بعيد. (فأقلوا فيه الكلام) ليس أمرا بأن تتكلم فيه بالقليل، بل بيان لإباحة القليل من الكلام حيث دعت إليه حاجة. (طب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقد جزم الحافظ ابن حجر وابن الملقن بصحته. 5330 - "الطوفان الموت. ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن عائشة" (ح). (الطوفان) في الآية أعني قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} [الأعراف: 133]. (الموت) الذريع وقد كانوا قبل ذلك تأتي عليهم الحقب من الدهر لا ¬

_ (¬1) وقال أبو زرعة: بأن الطواف صلاة حقيقة إذ الأصل في الإطلاق الحقيقة وهي حقيقة شريعته، وانظر: فيض القدير (4/ 293). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 34) (10955)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 128)، والحاكم (2/ 293)، والبيهقي في السنن (5/ 87)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3954). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 40) (10976)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 130)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3956).

يموت منهم أحد، وفي القاموس (¬1) الطوفان: الموت الذريع. (ابن جرير، وابن مردويه (¬2) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 5331 - "الطلاق بيد من أخذ بالساق. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (الطلاق بيد من أخذ بالساق) وهو الزوج، وسببه أن رجلاً أتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن سيدي زوجني أمته ويريد أن يفرق بيننا، فصعد المنبر فقال: "ما بال أحدكم يزوج عبده أمته ثم يريد أن يفرق بينهما" فذكره، فليس للسيد أن يطلق زوجة عبده، وقد خالف فيه الحنفية ومالك قالوا: لأن له إجباره على النكاح فله أيضاً إجباره على الخروج منه. (طب (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه الفضل بن المختار (¬5) وهو ضعيف. 5332 - "الطير تجري بقدر. (ك) عن عائشة". (الطير تجري) في الهواء. (بقدر) وكل شيء عنده بمقدار. (ك (¬6) عن عائشة) من حديث يوسف بن أبي بريدة عن أبيه، قال الحاكم: لم يخرجا ليوسف وهو عزيز الحديث وقد رواه البزار بهذا اللفظ عن عائشة وقال: لا يروى إلا بهذا الإسناد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير يوسف ووثقه ابن حبان. ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 1077). (¬2) هكذا جاء في المخطوط. (¬3) أخرجه ابن جرير في تفسيره (9/ 31)، وابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1544)، والديلمي في الفردوس (3986)، وانظر فتح الباري (8/ 300)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3660): موضوع، وضعفه في الضعيفة (3843). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 300) (11800)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 334)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3958). (¬5) انظر: اللسان (4/ 449). (¬6) أخرجه الحاكم (1/ 86)، وأخرجه أحمد (6/ 129) عن عائشة، وانظر المجمع (7/ 209)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3959)، والصحيحة (860).

5333 - "الطير يوم القيامة ترفع مناقيرها، وتضرب بأذنابها، وتطرح ما في بطونها، وليس عندها طَلِبَةٌ؛ فاتَّقه. (طب عد) عن ابن عمر". (الطير يوم القيامة لرفع بمناقيرها) كما يرفع الرجل المتوقع لأمر يهول رأسه. (وتضرب بأجنحتها) كما يحك الرجل راحتيه عند التندم والفزع. (وتطرح ما في بطونها) كما يطلق الرجل بطنه عند المخافة. (وليس عندها طَلِبَةٌ) ضبط المصنف بكسر الطاء وفتح اللام وهي ما تطلب به من المظالم. (فاتَّقه) أي احذر أيها السامع من ذلك اليوم. (طس عد (¬1) عن ابن عمر) فيه محمد بن الفرات (¬2) ضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: محمد بن الفرات كذاب. 5334 - "الطِّيَرَةُ شرك. (حم خد 4 ك) عن ابن مسعود". (الطِّيَرَةُ) بكسر الطاء بفتح ما بعدها، قال الحكيم: هي سوء الظن بالله والهرب من قضائه. (شرك) أي من الشرك لأنها كانت تعتقد العرب أن ما يتشاءمون به شيئاً مؤثرًا في حصول المكروه، قال البيهقي في شعب الإيمان (¬3): التطير زجر الطائر وإزعاجها عن أوكارها عند إرادة الخروج للحاجة [3/ 57] فإذا مرت على اليمين تفاءل به ومضى على وجهه، وإن مرت على الشمال تفاءل به وقعد، قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: الفرق بين التطير والطيرة أن التطير: هو الظن السيئ في القلب، والطيرة: الفعل المترتب على الظن السيئ، وفي سنن أبي داود زيادة على اللفظ الذي في الكتاب بلفظ: "وما منا إلا ولكن الله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (5672)، والبيهقي في السنن (10/ 122)، وابن عدي في الكامل (6/ 138)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10336)، والموضوعات لابن الجوزي (3/ 249)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3663)، وقال في الضعيفة (2581): موضوع. (¬2) انظر: التقريب (1/ 501). (¬3) شعب الإيمان (2/ 61 رقم 1166).

يذهبه بالتوكل" (¬1)، وفيه اكتفاء أي: وما منا أحد إلا من قد تعتريه الطيرة وتسبق إلى قلبه الكراهة فحذف اختصارا في الكلام، إلا أنه قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة (¬2): إن هذه الزيادة مدرجة في الحديث ليست من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال بعض الحفاظ: هذا هو الصواب. (حم خد 4 ك (¬3) عن ابن مسعود) قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الذهبي: صحيح، وقال في أمالي العراقي: صحيح. 5335 - "الطِّيَرَةُ في الدار، والمرأة، والفرس. (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (الطِّيَرَةُ في الدار، والمرأة، والفرس) دخل رجلان على عائشة رضي الله عنها فقال لها: إن أبا هريرة قال لنا: إن رسول الله قال: "الطيرة ... " إلخ. فغضبت غضباً شديداً وقالت: ما قاله وإنما قال: إن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك انتهى. قال ابن حجر (¬4): لا معنى لإنكار ذلك على أبي هريرة مع موافقة جمع من الصحابة له وقد تأوله غيرها بأنه سيق لبيان اعتقاد الناس فيها لا أنه إخبار منه - صلى الله عليه وسلم - بثبوت ذلك، ورد هذا بأنه لم يبعث - صلى الله عليه وسلم - ليخبر الناس بمعتقد الأمم الماضية أو الحاصلة وإنما بعث ليعرفهم ما يلزمهم اعتقاده، وقال الخطابي: قيل شؤم الدار ضيقها، وشؤم الفرس أن لا يغزى عليها، وشؤم المرأة أن لا تلد، وما أخرجه أبو داود والحاكم عن أنس أنه قال رجل: يا رسول الله إنا كنا في دار كبير فيها عددنا ومالنا فتحولنا إلى أخرى فقل فيها ذلك، فقال: "ذروها ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3910)، والترمذي (1614)، وابن ماجه (3538). (¬2) مفتاح دار السعادة (2/ 234). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 389)، والبخاري في الأدب المفرد (909)، وأبو داود (3910)، والترمذي (1614)، وابن ماجة (3538)، والحاكم (1/ 64)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3960)، والصحيحة (429). (¬4) فتح الباري (6/ 61).

ذميمة" فقال في النهاية (¬1): أي مذمومة وإنما أمرهم بالتحول عنها إبطالا لما وقع في نفوسهم من أن المكروه إنما أصابهم بسبب سكنى الدار فإذا تحولوا عنها انقطعت مادة ذلك الوهم وزال ما خامرهم من الشبهة انتهى. (حم (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 421). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 289)، وانظر فتح الباري (6/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3664).

حرف الظاء

حرف الظاء 5336 - " ظَهر المؤمن حمىً إلا بحقه. (طب) عن عصمة بن مالك (ح) ". (ظَهر المؤمن حمىً) بالمهملة مكسورة أي محمي معصوم من ضربه وإيذائه. (إلا بحقه) أي لا يضرب ولا يذل إلا لنحو حق من حد أو تعزير، وقد عدوا ضرب المسلم لغير ذلك كبيرة وخص الظَّهر لأنه غالبا محل الضرب وإلا فسائر بدنه كذلك، وهذا الحديث له شاهد أخرجه أبو الشيخ في كتاب السرقة من طريق محمد بن عبد العزيز الزهري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ظهور المسلمين حمى إلا في حدود الله"، قال الحافظ (¬1): وفي محمد ابن عبد العزيز ضعف. (طب (¬2) عن عصمة بن مالك) رمز المصنف لحسنه وليس كذلك، فقد جزم المنذري بضعفه وأعله الهيثمي بأن فيه الفضل بن المختار وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (12/ 85). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 180) (476)، والترغيب والترهيب (3/ 208)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 253)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3665)، والضعيفة (3844): ضعيف جداً.

فصل المحلى بـ "أل" من هذه الحروف

فصل المحلى بـ "أل" من هذه الحروف 5337 - " الظلم ثلاثة: فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه، فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك قال الله: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}، وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضاً حتى يدير لبعضهم من بعض. الطيالسي والبزار عن أنس". (الظلم) قال ابن حجر (¬1): هو وضع الشيء في غير موضعه الشرعي. (ثلاثة) أصناف. (فظلم لا يغفره الله) إلا بالتوبة عنه. (وظلم يغفره) فضلاً منه إن شاء فهو مقيد بالآية. (وظلم لا يتركه) أي لا يترك الطلب به وغفرانه وعدمه عائد إلى من هو له وهذا لف وإجمال فسره وفصله بقوله: (فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك) وبه نص في كتابه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} [النساء: 48] كرره بهذا اللفظ في موضعين في سورة واحدة. (قال الله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}) [لقمان: 13] استدلال تسميته ظلمًا ولعظمته وذلك لأنه وضع العبادة في غير موضعها لما عند غير الله. (وأما الظلم الذي يغفره الله) من شاء فإطلاق السنة هنا مقيد بالكتاب. (فظلم العباد أنفسهم) بإضاعة ما وجب عليها من طاعة مولاها وفاطرها. (فيما بينهم وبين ربهم) مما ليس فيه حق لغيره تعالى، (وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضاً) فإنه لا يتركه ولا يغفره ولا يعاقب عليه حتى يقاض بينهما أو يعفوا من له الحق أو يعوضه الله من عنده كما فصلته الأحاديث في الباب، (حتى [3/ 58] يدير) يجازي ويأخذ. (لبعضهم من بعض) ¬

_ (¬1) فتح الباري (5/ 95).

إن لم يعف بعضهم عن بعض. (الطيالسي والبزار (¬1) عن أنس). 5338 - "الظَّلمة وأعوانهم في النار. (فر) عن حذيفة". (الظَّلمة وأعوانهم في النار) في الآخرة أو معذبون بها في الدنيا بما أوقع الله في قلوبهم من القلق والاشتغال بالدنيا ووحشة الظلم الذي أتوه. (فر (¬2) عن حذيفة) فيه عنبسة بن عبد الرحمن قال الذهبي في الضعفاء (¬3): متروك متهم. 5339 - "الظهر يُرْكَبُ بِنَفَقَتِهِ إذا كان مرهوناً، ولبن الدار يشرب بنفقته إذا كان مرهوناً، وعلى الذي يركب ويشرب النفقة". (خ ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (الظهر) يعني ظهر الدابة المرهونة. (يُرْكَبُ بنَفَقَتِهِ إذا كان مرهوناً) أي يركبه الراهن وينفق عليه أو بنفقة الراهن ويركب عليه بإذن المرتهن فيه قولان. (ولبن الدار) بفتح المهملة والإضافة بثانيه ذات الضرع. (يشرب بنفقته إذا كان مرهوناً، وعلى الذي يركب ويشرب النفقة) فعليه غرمه وله غنمه، قال القاضي: ظاهره إن المرهون لا يهمل ومنافعه لا تعطل وفي المسألة خلاف في الفروع. (خ ت هـ (¬4) عن أبي هريرة) ولم يخرجه مسلم. ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2109)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 309)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3961)، والصحيحة (1927). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4000)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3667)، والضعيفة (3845): موضوع. (¬3) انظر المغني في الضعفاء 2/ 494. (¬4) أخرجه البخاري (2512)، والترمذي (1254)، وابن ماجة (2440).

حرف العين المهملة

حرف العين المهملة 5340 - " عائد المريض يمشي في مخرفة الجنة حتى يرجع. (م) عن ثوبان (صح) ". (عائد المريض) اسم فاعل من عاد المريض زاره وهو عام لكل مريض من مسلم وكافر وقد عاد - صلى الله عليه وسلم - يهودياً كان يخدمه وأما العائد فلا يشمل إلا المسلم وإن كان عاما في لفظه ذلك لأنه الذي يستحق الوعد بالأجر، (يمشي في مخرفة الجنة) هي بالفتح الحائط من النخل والجمع مخارف أي أنه فيما يحوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ثمارها من حيث أن فعله يوجب ذلك قاله الزمخشري (¬1)، وقال ابن العربي: ممشاه إلى المريض لما كان له من الثواب على كل خطوة درجة وكانت الخطى سبباً لنيل الدرجات في النعيم عبر بها عنها لأنه سببها مجازاً، (حتى يرجع) من عيادته وظاهره ثبوت الأجر وإن لم يعلم به المريض، قال في الفتح (¬2): إنها تندب عيادته ولو كان مغمى عليه لأنه يحصل جبر خاطر أهله وما يرجى من بركة دعاء العائد ووضع يده على وجهه والنفث عليه عند التعويذ وغير ذلك. (م (¬3) عن ثوبان) ورواه عنه أيضا الطيالسي. 5341 - "عائد المريض يخوض في الرحمة، فإذا جلس عنده غمرته الرحمة، ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو يده فيسأله: كيف هو؟ وتمام تحيتكم بينكم المصافحة. (حم طب) عن أبي أمامة (صح) ". (عائد المريض) عام لكل مريض من أي مرض وقد استثني الرمد ووجع ¬

_ (¬1) الفائق في غريب الحديث (1/ 359). (¬2) انظر: فتح الباري (10/ 114). (¬3) أخرجه مسلم (2568).

الأسنان ووقت العيادة أن يكون عناء، وفي الإحياء: أنه لا يعاد المريض إلا بعد ثلاثة أيام من ابتداء المرض تمسكا بخبر سيأتي وهو ضعيف، (يخوض في الرحمة) الخوض في الأصل المشي في الماء وتحريكه، ثم استعمل في التلبس بالأمر والتصرف فيه كما في النهاية (¬1) فقد جعل ما يناله من الرحمة ويفوز به من الأجر كالشيء الذي يخاض ويباشر بكل البدن، والمراد في رحمة الله له وزاد الاستعارة ترشيحا بقوله: (فإذا جلس عنده غمرته الرحمة) علته وسترته وفيه ندبية الجلوس عنده من غير إطالة له لحديث آخر. (ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم) إن كنتم جماعة عائدين أو العائد إن كان وحده، (يده على وجهه) على جبينه لأنه المتعارف ولعل العرف لم يختلف، (أو على يده) وهذا الوضع إذا كان الألم عاماً لجسمه كالحمى ونحوها وأما لو كان في شيء في بدنه كجراحة في أي بدنه فلا وضع ويحتمل أنه عام لكل ألم، (فيسأله: كيف هو؟) إن كان غير مغمى عليه ويسن لكل عائد السؤال ولو قد سأله عنده غيره والظاهر أنه لا يسن إذا كان غيره قد سأله بحضرته وسمع جوابه، (وتمام تحيتكم بينكم المصافحة) أي وضع أحدكم صفحة كله بصفحة كف صاحبه إذا لقيه في نحو طريق، وأما زيادة تقبيل كل واحد لصاحبه فبدعة. (حم طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، إلا أنه قال الهيثمي: فيه عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد وكلاهما ضعيف. 5342 - "عائشة زوجتي في الجنة. ابن سعد عن مسلم البطين مرسلاً". (عائشة زوجتي في الجنة) متعلق بزوجتي فيكون ردا على الرافضة الزاعمين خلاف ذلك ويحتمل أنه الخبر عن قوله: "عائشة" وزوجتي صفة لها، فتكون إخباراً بأنها من أهل الجنة كما أخبر عن العشرة أنهم من أهلها زيادة في تشريفها ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 178). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 268)، والطبراني في الكبير (8/ 211) (7854)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 297)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3668).

وإلا فكل زوجاته في الجنة. (ابن سعد (¬1) عن مسلم) بن عمران، ويقال أبي عمران، ويقال ابن عبد الله (البطين) بفتح الموحدة وكسر الطاء مرسلا وهو من ثقات التابعين (¬2). 5343 - "عاتبوا الخيل، فإنها تعتب. (طب) والضياء عن أبي أمامة". (عاتبوا الخيل) في النهاية (¬3) أدبوها وروضوها للحرب والركوب. (فإنها) تتأدب وتقبل العتاب وفي الفردوس: يقال عتب عليه إذ وجد عليه فإذا فاوضه في ما عتب عليه [3/ 59] منه قبل عتابه فإذا رجع المعتوب عليه إلى ما يرضي العاتب فقد أعتب، والاسم العتبى فلذا قال: (فإنها تعتب) أي تقبل وفيه أن لها إدراكاً وإلا لما تأدبت والأمر للإيجاب. (طب (¬4) والضياء عن أبي أمامة) قال الهيثمي في رواية الطبراني بقية ... 5344 - "عادى الله من عادى علياً. ابن منده عن رافع مولى عائشة". (عادى الله) برفع الجلالة على أنها الفاعل و (من عادى علياً) مفعول إخبار بأن من عادى عليًّا فقد عاداه الله أو دعا بذلك، ويحتمل أنه منصوب على مفعولية عادى، ومن عادى فاعل يحتمل الأمرين أيضاً وكونه دعاء، والجلالة فاعلا يؤيده حديث: "اللهم عادِ من عاداه" (¬5) أخرجه البزار وغيره، وفيه فضيلة لأمير المؤمنين كرم الله وجهه. (ابن منده (¬6) عن رافع مولى عائشة) قال في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 66)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3965). (¬2) انظر: تهذيب الكمال (27/ 526)، وقال الحافظ في التقريب (6638): ثقة. (¬3) النهاية (3/ 382). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 12) (7529)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 262)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3667)، والضعيفة (3845): موضوع. (¬5) أخرجه البزار (492). (¬6) أخرجه ابن منده كما في الكنز (32899)، وانظر الإصابة (2/ 448)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3966).

الإصابة نقلاً عن ابن منده: هذا غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. 5345 - "عاديُّ الأرض لله ولرسوله، ثم لكم من بعدي، فمن أحيا شيئاً من موات الأرض فله رقبتها. (هق) عن طاووس مرسلاً، وعن ابن عباس موقوفاً". (عاديُّ الأرض) بتشديد التحتية أي القديم الذي من عهد عاد وهلم جرا، وقال القاضي: عاديها الأبنية والضياع القديمة التي ليس لها مالك نسبة إلى عاد قوم هود لتقادم عهدهم للمبالغة، قال الرافعي: يقال للشيء القديم عادي نسبة إلى عاد الأولى والمراد هنا الأرض غير المملوكة الآن فليس ذلك مختصا بقوم عاد فالنسبة إليهم للتمثيل لما لم يعلم مالكه. (لله ورسوله) أي تختص بهما فهي فيما يتصرف فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (ثم لكم) أيها المسلمون. (من بعد) بالضم على القطع أي من بعدي فلا يحل لأحد في حياته إحياء الأرض إلا بإذنه - صلى الله عليه وسلم -. (فمن أحيا شيئا من موتان الأرض) أي بعدي أو بعد حكمي هذا وإن كنت حيا وظاهره وإن لم يأذن الإمام وموتان الأرض مواتها الذي ليس ملكا لأحد، وفيه لغتان سكون الواو وفتحها مع فتح الميم وغلط من قال بضمها كما قاله ابن بري. (فله رقبتها) ملكاً قال الرافعي: وقوله لكم إشارة إلى أن الذمي لا يمكن من الإحياء بدارنا. (هق (¬1) عن طاووس مرسلاً، وعن ابن عباس موقوفاً) ورواه الشافعي. 5346 - "عارية مؤداة. (ك) عن ابن عباس (صح) ". (عارية) بتشديد المثناة وقد تخفف مأخوذة من العار لأنهم رأوا طلبها عاراً وعيباً، وقيل: من التعاور التداول، قال الطيبي: ولا يتعد مؤداه إلى صاحبها عيناً إن كانت باقية أو قيمة إن تلفت، وفي رواية: "مضمونة" هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما خرج إلى حنين، واستعار من صفوان بن أمية أدرعاً فقال: غصباً يا محمد، فذكره، واختلف في الصفة هل هي كاشفة أو مقيدة فمن قال بالأول قال بالضمان على ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 143)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3669).

كل حال، ومن قال بالثاني قال لا يضمن إلا بالتضمين وفيها خلاف في الفروع هذا مستثناه. وأخذ منه جواز العارية ولو من كافر لأن صفوان لم يكن حينئذ مسلماً وأنه لا كراهة فيها ولا عار. (ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال ابن حجر: وأعلّ ابن حزم وابن القطان طرق هذا الحديث. 5347 - "عاشوراء كان عيد نبيٍ قبلكم فصوموه أنتم. البزار عن أبي هريرة (صح) ". (عاشوراء) بالمد اسم إسلامي لا يعرف قبله، قيل: ليس في قولهم فاعولاء بالمد غيره وألحق به تاسوعاء. (عيد نبيٍ كان قبلكم) قيل: إنه يوم الزينة الذي واعد فيه موسى فرعون وأنه كان عيداً لهم فيحتمل أنه كان نبي قبلهم ثم استمروا عليه. (فصوموه أنتم) قال ابن رجب: هذا يدل على النهي عن اتخاذه عيداً وعلى ندب صوم أعياد الكفار. (البزار (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته لكن قال الهيثمي: فيه إبراهيم الهجري ضعفه الأئمة إلا ابن عدي. 5348 - "عاشوراء يوم العاشر. (قط) عن أبي هريرة (ح) ". (عاشوراء يوم العاشر) من شهر محرم. (قط (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ورواه البزار عن عائشة قال الهيثمي: رجاله يعني البزار رجال الصحيح. 5349 - "عاشوراء يوم التاسع. (حل) عن ابن عباس (ض) ". (عاشوراء يوم التاسع) قيل: لا مخالفة بين هذا وما قبله؛ لأن المقصود ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 585)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 52)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3967). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (1046)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 185)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3670). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4251)، وأخرجه البزار كما في كشف الأستار (1051) عن عائشة وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 189)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3668).

مخالفة أهل الكتاب في هذه العبادة مع الإتيان بها وذلك يحصل بأحد أمرين إما بنقل العاشر إلى التاسع أو بصيامهما معاً فأطلق ابن عباس التاسع بهذا المعنى وكذا قوله أعني ابن عباس اعدد تسعًا وأصبح يوم التاسع صائماً فإنه لم يجعل عاشوراء هو يوم التاسع بل قال للصائم: صم اليوم التاسع واكتفى بمعرفة السائل [3/ 60] أن يوم عاشوراء هو العاشر قال ابن عبد الحق واليقين المتحقق الدافع لكل خلاف إنما يحصل بصوم الثلاثة أيام. (حل (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من حديث أبي أمية بن يعلى عن المقبري قال ابن الجوزي: حديث لا يصح وأبو أمية قال يحيى والدارقطني: متروك (¬2). 5350 - "عاقبوا أرقاءكم على قدر عقولهم. (قط) في الإفراد، وابن عساكر عن عائشة" (ض). (عاقبوا) بالقاف كما فيما قوبل على خط المصنف وفي نسخة بالمثناة الفوقية وهو الأنسب. (أرقاءكم على قدر عقولهم) لأنه لا يخاطب أحد إلا بقدر إدراكه وهي سنة الله تعالى في عباده وحكمة منهم من كملت نعمة الإدراك عليه كمل تكليفه وتوجه إليه الخطاب وإنما يتذكر أولوا الألباب. (قط في الإفراد، وابن عساكر (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 5351 - "عالم ينتفع بعلمه خير من ألف عابد. (فر) عن علي". (عالم ينتفع بعلمه) مبني للمجهول فيشمل ما لو اختص النفع به نفسه. (خير) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 322)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 552)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3671)، وقال في الضعيفة (3849): موضوع. (¬2) انظر: لسان الميزان (2/ 12)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (656). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (37/ 175)، والدارقطني في الأفراد كما في الكنز (25038)، والديلمى في الفردوس (4017)، وابن عدى في الكامل (5/ 241)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3672): موضوع، وقال في الضعيفة (742): باطل.

عند الله في الأجر (من ألف عابد) وذلك لأن نفعه يتعدى إلى غيره إن عم نفعه الأنام وإن اختص النفع به عند الله تعالى بعبادة عارف به وبكيفية عبادته بخلاف عبادة الجاهل فإن المراد بالعابد الجاهل هنا. (فر (¬1) عن علي) سكت عليه المصنف وفيه عمرو بن جميع (¬2) قال الذهبي: في الضعفاء: قال ابن عدي: متهم. 5352 - "عامة أهل النار النساء. (طب) عن عمران بن حصين". (عامة أهل النار) أي أكثرهم. (النساء) لأنهن لا يشكرن العطاء ولا يصبرن على البلاء ولا يقبلن على الطاعة ولا يحترمن عرضاً، عامة أوقاتهن الخوض في العباد وكسب شر زاد ليوم المعاد. (طب (¬3) عن عمران بن حصين) سكت عليه المصنف ومتنه صحيح. 5353 - "عامة عذاب القبر من البول. (ك) عن ابن عباس (صح) ". (عامة عذاب القبر) للمؤمن والكافر. (من البول) أي أكثره بسبب التهاون في التحفظ منه وبقية الحديث "فاستنزهوا من البول" وفيه وجوب إزالته والتحفظ منه والأحاديث فيه كثيرة. (ك (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الدارقطني: إسناده لا بأس به وفيه يحيى القتات مختلف فيه. 5354 - "عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم. (ق د ت) عن النعمان بن بشير (صح) ". عباد الله) بحذف حرف النداء. (لتسون صفوفكم) في الصلاة بإيصال ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (4100)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3673)، والضعيفة (3850): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 482). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 115) (224)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3970). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 293)، والدارقطني (1/ 128)، وانظر: التلخيص الحبير (1/ 106)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3917).

بعضكم ببعض من غير تقدم ولا تأخر وسدوا الفرج. (أو ليخالفن الله بين وجوهكم) قال القاضي: اللام في لتسون التي يتلقى بها القسم، ولكونه في معرض قسم مقدر أكده بالنون المشددة، واو للعطف، ردد الأمرين بتسويتهم الصفوف وإيقاع المخالفة بين وجوههم كناية عن المهاجرة والقطيعة وأن كلاًّ يعرض بوجهه عن الآخر. قلت: وهذه العقوبة تدل على وجوب التسوية لأنه لا عقوبة على ترك مندوب أو مسنون، وفيه أن التهاجر من العقوبات لما فيه من تأليم القلوب وسلب بركة الاتحاد والاتصال، وتقدم فيه أحاديث. (ق د ت (¬1) عن النعمان بن بشير) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلاً ناوئا صدره في الصف فذكره. 5355 - "عباد الله وضع الله الحرج إلا امرءاً اقترض امرءاً ظلماً فذاك يحرج ويهلك عباد الله تداووا، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا داء واحد الهرم. الطيالسي عن أسامة بن شريك (صح) ". (عباد الله وضع الله الحرج) الإثم والمشقة عن هذه الأمة (إلا امرءاً اقترض) بالقاف اقتطع. (امرءاً ظلماً) أي نال منه وعابه وقطعه بالعيبة وأصل القرض: القطع. (فذاك يحرج) يقع في الإثم ومشقة العذاب عليه. (ويهلك) في الآخرة فإن دينه من الذنوب التي لا تترك. (عباد الله تداووا) للأسقام. (فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء) وقدر تعالى لكل مرض ما يدفعه ويرفعه بقدرته تعالى. (إلا داء واحد الهرم) جعل الهرم داء شبيها بالداء؛ لأن الموت يعقبه وفي ذكر ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (717)، ومسلم (436)، وأبو داود (662)، والترمذي (227)، والنسائي (1/ 287)، وابن ماجه (994).

التداوي بعد غيبة الرجل أخاه إشارة إلى مداواة داء الأبدان والأديان ذلك بالتوبة والأخرى بالأدوية. (الطيالسي (¬1) عن أسامة بن شريك) قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كأنما على رؤوسهم الطير، فجاءته الأعراب من جوانب تسأله عن أشياء تقول: هل علينا من حرج في كذا؟ فقال: "عباد الله ... " إلى آخره. رمز المصنف لصحته. 5356 - "عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة. (حم طب ك) عن معاذ (صح) ". (عبد الله بن سلام) (¬2) بتخفيف اللام الإسرائيلي من علماء أهل الذمة وأكابرهم ثم صار من علماء الصحابة وأشرافهم. (عاشر عشرة في الجنة) الله أعلم من أراد - صلى الله عليه وسلم - بالتسعة الذي هو عاشرهم وتقدم حديث العشرة المبشرين بالجنة وهو ما ينفي كون غيرهم محكوم له بها في دار الدنيا، وفي هذا بشرى لعبد الله - رضي الله عنه - وفضله. (حم طب ك (¬3) عن معاذ) رمز المصنف لصحته [3/ 61] وقد أخرجه البخاري في تاريخه من حديث يزيد بن أبي عميرة الزبيدي قال: لما حضرت معاذ الوفاة قيل له: أوصنا؟ قال: التمسوا العلم عند أبي الدرداء وسلمان وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. 5357 - "عبد الله بن عمر من وفد الرحمن وعمار من السابقين والمقداد من المجتهدين" (فر) عن ابن عباس (ض) ". (عبد الله بن عمر) ابن الخطاب. (من وفد الرحمن) أي في الآخرة لأنه من ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (1232)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3973). (¬2) الإصابة (4/ 118). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 242)، والطبراني في الكبير (20/ 119) (238)، والحاكم (3/ 304)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3975).

المتقين، وقد قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: 85] كانوا كالوفود على الملوك ينتظرون كرامتهم. (وعمار) بن ياسر (من السابقين) إلى الإِسلام فإنه أسلم قديماً بمكة في أوائل النبوة ولإسلامه قصة مذكورة في الأمهات فهو داخل في الثناء على السابقين. (والمقداد) وهو ابن الأسود صحابي جليل (من المجتهدين) في العبادة أو في نصرة الدين ويخصص هؤلاء الثلاثة بالذكر بهذه الخصائص تشريفاً له وتنصيصاً وإلا فهم مشاركون في ذلك وقدمنا كلاما في مثل هذا. (فر (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 5358 - "عبد أطاع الله وأطاع مواليه أدخله الله الجنة قبل مواليه بسبعين خريفاً، فيقول السيد: رب هذا كان عبدي في الدنيا، قال: جازيته بعمله وجازيتك بعملك. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (عبد أطاع الله وأطاع مواليه) جمعهم إشارة إلى أنها يجب طاعته لكل مالك وإن كان مشتركاً أو لكل ملك إن انتقل إلى ملاك. (أدخله الله الجنة قبل مواليه) يحتمل أنه إخبار عن معين وأنه قد أدخل، ويحتمل أنه يسري لكل من اتصف بذلك والتعبير بالماضي كما في: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} [يس: 51]، (بسبعين خريفاً) يحتمل الحقيقة ومطلق الكثرة كنظائره، (فيقول السيد: رب هذا كان عبدي في الدنيا) فيه جواز إطلاق السيد والعبد على نحو هذا وقد ورد: "لا يقل أحدكم عبدي وليقل فتاي" (¬2) وورد: "السيد هو الله" فهذا قرينة أن ذلك نهي تنزيه، (قال جازيته بعمله وجازيتك بعملك) فلم أظلم أحداً وفيه فضيلة العبد المطيع وأن جزاء الآخرة بالأعمال لا المقادير وأنه تعالى يسأل عن وجه ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي كما في الكنز (33134)، وانظر فيض القدير (4/ 301)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3676): موضوع. (¬2) أخرجه معمر بن راشد في جامعه (11/ 45)، والبخاري في الأدب المفرد (209).

الحكمة في ما يفعله في الدار الآخرة وأنه تعالى لإنصافه يبين وجهها. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال الطبراني: لم يروه عن يونس إلا عبد الوهاب، وعبد الوهاب هو ابن عطاء ضعفه أحمد وذكر الطبراني غيره من رجال إسناده ضعفاء أيضاً. 5359 - "عتق النسمة أن تنفرد بعتقها وفك الرقبة أن تعين في عتقها. الطيالسي عن البراء". (عتق النسمة) هي النفس. (أن تنفرد بعتقها) لا يشاركك أحد فيها. (وفك الرقبة أن تعين في عتقها) هذا قطعة من حديث يفتقر إلى تفسير وذلك أن أعرابيًّا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: علمني عملا يدخلني الجنة؟ فقال: "لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت في المسألة اعتق النسمة وفك الرقبة" قال: أو ليس واحد؟ قال: "لا عتق النسمة ... " إلى آخره. ووجه الفرق أن العتق إزالة الرق وذلك لا يكون إلا من المالك الذي يعتق، وأما الفك فهو السعي في التخليص فيكون من غيره كمن أدى النجم عن المكاتب وأعانه فيه ذكره القاضي. (الطيالسي (¬2) عن البراء) وأخرجه أحمد باللفظ، قال الهيثمي: رواته ثقات، وأخرجه الدارقطني بلفظه عن البراء وفيه: "وأطعم الجائع واسق الظمآن وآمر بالمعروف وانه عن المنكر" قال الفريابي: فيه محمد بن أحمد بن سوادة لم أجده. 5360 - "عثمان بن عفان وليي في الدنيا ووليي في الآخرة. (ع) عن جابر (ض) ". (عثمان بن عفان وليي في الدنيا وولي في الآخرة) الولي الناصر والموالي وهو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 176) (12804)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3674). (¬2) أخرجه الطيالسي (739)، وأحمد (4/ 299)، والدارقطني (2/ 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3976).

عليهما صحيح، والحديث فضيلة لعثمان وفضائله جمة. (ع (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه وذلك؛ لأنه من رواية طلحة بن زيد عن عبيدة بن حسان، قال ابن الجوزي: موضوع طلحة لا يحتج به وعبيدة يروي الموضوعات عن الثقات وتعقبه المصنف بأنه أخرجه الحاكم وقال: صحيح، وتعقبه الذهبي في تلخيصه، وقال: ضعيف فيه طلحة بن زيد وهو واهٍ. 5361 - "عثمان في الجنة. ابن عساكر عن جابر". (عثمان في الجنة) هو أحد العشرة المشهود لهم بكونهم في الجنة فهذا تخصيص فيه زيادة تنويه وتيسير وفضيلة. (ابن عساكر (¬2) عن جابر) سكت عنه المصنف. 5362 - "عثمان حيي تستحي منه الملائكة. ابن عساكر عن أبي هريرة". (عثمان حيي) بزنة كريم اسم فاعل من الحياء أو صفة مشبهة، والحياء تقدم تفسيره في أول حرف من الكتاب وهو من صفات الخير، وقد وصف الله به رسوله في كتابه الكريم: {إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} [الأحزاب: 53]، (تستحي منه الملائكة) المراد تعظمه وتجله تعظيم الرجل لمن يستحيي منه جزاء من جنس الفعل. (ابن عساكر (¬3) عن أبي هريرة)، قال في اللسان: قال الدارقطني: هذا حديث منكر وذكر وجه نكارته. 5363 - "عثمان أحيى أمتي وأكرمها. (حل) عن ابن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2051)، والحاكم (3/ 104)، وانظر الموضوعات (1/ 334)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3678): موضوع. (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 107)، والطبراني في الأوسط (3502)، وانظر العلل المتناهية (1/ 204)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3979)، والصحيحة (1435). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 92)، والطبراني في الأوسط (8601)، وأبو يعلى (4437)، وانظر اللسان 3/ 204، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3978).

(عثمان أحيى أمتي) أي أشدها وأكثرها حياء اسم تفضيل من غير الثلاثي [3/ 62] وهو هكذا كثير في السنة وكلام العرب فالحق أنه لا يشترط التوصل إليه والمراد بالأمة من في عصره - صلى الله عليه وسلم - أو ومن يأتي إلى يوم القيامة، (وأكرمها) قد اشتهر إنفاقه في سبيل الله حتى أنه أحصى من أعتقه ألفين وأربع مائة تقريبا وتجهيزه جيش العسرة شهير وغير ذلك من صفات كرمه وحيائه من الله ورسوله حتى أنه لم يمس فرجه بيمينه منذ بايع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (حل (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وذلك؛ لأن فيه زكريا بن يحيى المقرئي (¬2) ضعيف. 5364 - "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له. (حم م) عن صهيب" (صح). (عجباً) نصب بفعل محذوف وجوبًا مثل سقيا له عجيب أو أعجب. (لأمر المؤمن) لشأنه وحاله وما قدره الله له. (إن أمره كله خير) أكده بكله لأنه ذو أجزاء باعتبار تفرق صفاته (وليس ذلك) أي خيرته أمره كله (لأحد إلا للمؤمن) بينه بقوله: (إن أصابته سراء) يسر به ونعمة حادثة. (شكر فكان) الشكر، (خيراً له) لما فيه من الأجر. (وإن أصابته ضراء صبر فكان) الصبر، (خيراً له) لأنه يحوز أجر الصابرين الذين يوفون أجورهم بغير حساب فكان أمره كله خير، هذا إن عمل بحق الإيمان فشكر وصبر وإلا كان أمره كله شرًّا له إن لم يشكر ولم يصبر. (حم م (¬3) عن صهيب) ولم يخرجه البخاري. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم (1/ 56)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3977). (¬2) انظر المغني (1/ 240). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 332)، ومسلم (2999).

5365 - "عجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل. (حم خ د) عن أبي هريرة (صح) ". (عجب ربنا) أي عظم عنده وكبر، وقيل: رضي به وأثاب عليه، والتعجب تغير يعتري الإنسان من رؤية ما خفي عليه سببه، فلابد من تأويله في حقه تعالى عند من يرى ذلك (¬1)، واعلم أن عجب الرب تعالى من أي شيء يدل على محبته له غالبا، وقد يدل على بغضه نحو: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: 12]، {وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ} [الرعد: 5]، (من قوم يقادون إلى الجنة في السلاسل) بمعنى الأسارى الذين أسروا عنوة وقرنوا في السلاسل ينتقلون إلى الإسلام ثم يصيرون من أهل الجنة، وهذا من أعلام النبوة؛ لأنه إخبار عمن قرن في السلاسل فأسلم ولم يكن في عصره - صلى الله عليه وسلم - سلاسل يقرن بها الأسارى إذا لم ينقل ذلك، ويحتمل أنه أريد بالسلاسل آلة الإيثاق. (حم خ د (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه مسلم. 5366 - "عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه، فعلم ما عليه فرجع حتى أُهريق دمه، فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي حتى أُهريق دمه". (د) عن ابن مسعود (ح) ". (عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه، فعلم ما عليه) من إثم الفرار عن الزحف وما له من الأجر كما دل عليه آخر الحديث. (فرجع حتى ¬

_ (¬1) العجب صفة من صفات الله عَزَّ وَجَلَّ الثابتة بالكتاب والسنة، ولا يمنع إطلاق ذلك عليه وحمله على ظاهره، إذ ليس في ذلك ما يخيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه، لأنا لا نثبت عجباً هو تعظيم لأمر دَهَمه واستعظمه لم يكن عالماً به، لأنه مما لا يليق بصفاته، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا غيرها من الصفات من دون تشبيه أو تعطيل، انظر: إبطال التأويلات للفراء (ص: 245)، ومجموع الفتاوى (4/ 181). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 406)، والبخاري (3010)، وأبو داود (2677).

أُهريق دمه) الهاء زائدة أي أريق وهو ظاهر في أنه رجع ولا شوكة له يرجوا بها الغلبة على عدوه، (فيقول الله عَزَّ وَجَلَّ لملائكته: انظروا إلى عبدي) أضافه تشريفا له ولم يقل إلى هذا الرجل (رجع رغبة فيما عندي) من الأجر للشهداء. (وشفقة مما عندي) خوفاً من عذابي لمن فر عن عدوه. (حتى أُهريق دمه) أي أريق، فيه دليل على أن فعل الخير رغبة ورهبة صحيح مأجور فاعله، وأما حديث: "إنما المجاهد من جاهد لتكون كلمة الله هي العليا" (¬1) فهو صادق على هذا لأنه قد أراد ذلك وإن لم يتم ولا ينافيه رغبته ورهبته أو أن ذلك مخصوص بخلص المجاهدين. (د (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه وقد رواه الحاكم بلفظه وقال: صحيح وأقره الذهبي. 5367 - "عجب ربنا من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم. (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (عجب ربنا من ذبحكم الضأن في يوم عيدكم) أي رضي به لأنه أمركم به ورضيه وشرعه لكم وفيه فضيلة التضحية بالضأن. (هب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه ابن أبي فديك، قال ابن سعد: ليس بحجة وشبل بن العلاء (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال ابن عدي: له مناكير، والعلاء بن عبد الرحمن (¬5) أورده أيضا في الضعفاء. 5368 - "عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة. (خ) عن أم حرام (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2810)، ومسلم (1904). (¬2) أخرجه أبو داود (2536)، والحاكم 2/ 123، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3981). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7335)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3679): موضوع. (¬4) انظر المغني (1/ 293). (¬5) انظر المغني (2/ 440).

(عجبت من قوم من أمتي) كأن وجه التعجب عظمة قدرة الله في تمليكه الأمة الصفات من العز والسعة التي لم تكن متصفة بها. (يركبون البحر) يعني للغزو، (كالملوك على الأسرة) جمع سرير وهو معروف، يريد أنهم كالملوك في سعة حالهم واستقامة أمرهم وفيه دليل على الرفاهة ومشابهة أهلها وهذا الإخبار منه - صلى الله عليه وسلم - عن رؤيا رآها كما يأتي، قال ابن حجر (¬1): فيه بيان فضيلة المجاهد وجواز ركوب البحر عند غلبة السلامة، ومعجزة من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - وهي إعلامه ببقاء أمته بعده وفيهم أهل شوكة وقوة ونكاية للعدو. قلت: وكأن فضيلة الجهاد أخذها من عجبه - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يعجب إلا من أمر يحبه ويرضاه. (خ (¬2) عن أم حرام) (¬3) مؤنثة بصيغة ضد الحرام وهي الغميصاء زوج عبادة [3/ 63] بن الصامت قالت: نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ فضحك، فقلت: ما يضحكك فذكره. 5369 - "عجبت للمؤمن إن الله تعالى لم يقض له قضاء إلا كان خيراً له. (حم حل) عن أنس (صح) ". (عجبت للمؤمن إن الله لم يقض له قضاء إلا كان خيراً له) تقدم تفسيره في الحديث الخامس قبله كذا قيل، ويحتمل أنه إخبار عن الأقضية الإلهية وأنه تعالى ما يقضي لعبده المؤمن إلا خيراً إن أعطاه ففضل منه لا استدراج وإن منعه فلأنه يدخر له خيرا مما منعه لدار الآخرة لا عقوبة له بخلاف الكافر فالعطاء له استدراج والمنع عنه تعجيل عقاب. (حم حب (¬4) (¬5) عن أنس) رمز المصنف ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (11/ 77)، وشرح صحيح مسلم للنووي (13/ 59). (¬2) أخرجه البخاري (2894). (¬3) الإصابة (8/ 189). (¬4) هكذا جاء في المخطوط. (¬5) أخرجه أحمد (3/ 117)، وأبو نعيم (7/ 71)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 210)، =

لصحته، قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. 5370 - "عجبت للمؤمن وجَزَعِهِ من السقم، ولم يعلم ما له في السقم أحب أن يكون سقيما حتى يلقى الله عَزَّ وَجَلَّ. الطيالسي (طس) عن ابن مسعود (ح) ". (عجبت للمؤمن وجَزَعِهِ) عدم صبره. (من السقم) وجه العجب عدم علم المؤمن بحسن العاقبة في ألمه والسقم بضم المهملة مع سكون القاف وفتحها مع فتحة المرض (ولو يعلم ما له في السقم) من رفع الدرجات وتكفير الخطيئات. (أحب أن يكون سقيما حتى يلقى الله عَزَّ وَجَلَّ) لأنه لا يزداد سقما إلا زاده الله بها في دار القرار نعيماً، وفيه دليل على أنه يؤجر وإن جزع وأجره على نفس الألم وإن فاته أجر الصبر، رأيت القرطبي ذكر مثل هذا فالحمد لله على الوفاق. (الطيالسي طس (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد ضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن أبي حميد وهو ضعيف جداً (¬2). 5371 - "عجبت لملكين من الملائكة نزلا إلى الأرض يلتمسان عبداً في مصلاة فلم يجداه، ثم عرجاً إلى ربهما فقالا: يا ربِّ كنا نكتب لعبدك في يومه وليلته من العمل كذا وكذا فوجدناه قد حبسته في حبالك فلم نكتب شيئاً، فقال الله عَزَّ وَجَلَّ: اكتبا لعبدي عمله في يومه وليلته، ولا تنقصا من عمله شيئاً على أجره ما حبسته، وله أجر ما كان يعمل. (طس) عن ابن مسعود". (عجبت لملكين من الملائكة) زاده للإعلام بأنهما غير معينين واللام لام العلة أي لأجل ملكين والعجب من مجموع ما ذكر ووجهه سعة فضل الله على ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (3985)، وابن حبان (728). (¬1) أخرجه الطيالسي (347)، والطبراني في الأوسط (6123)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 147)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 210) راجع التلخيص الحبير (3/ 198)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3681). (¬2) انظر: الكاشف (4812)، والتقريب (5836)، ولسان الميزان (5/ 149).

عباده وكتبه أجر العمل الصالح لمن لم يعمله (نزلاً إلى الأرض يلتمسان) يطلبان. (عبداً في مصلاة فلم يجداه، ثم عرجاً إلى ربهما فقالا: يا ربِّ كنا نكتب لعبدك) المؤمن. (في يومه وليلته من العمل كذا وكذا) فيه دليل أنهما غير الحفظة وأنه يكتب عملا أيضا غيرهما كما أنهما يكتباه. (فوجدناه قد حبسته في حبالك) يريه كتابة المصيدة أي ما يوجد بها الصيد جعل المرض الذي عاقه كحبل الصيد الذي يشد به. (فلم نكتب شيئاً، فقال تعالى: اكتبوا لعبدي عمله) الذي يعتاده في صحته. (في يومه وليلته، ولا تنقصان من عمله شيئاً) فيه حث للأصحاء على الإكثار من الأعمال الصالحات ليجري لهم أجرها إذا مرضوا فإنه ما من عبد إلا وهو معرض للأسقام وهي نازلة به وقد ثبت في الحديث أنه إذا سافر العبد أيضًا كتب له ما كان يعمله مقيمًا. (علي) بتشديد الياء. (ما حبسته) أي أجر عبادة مدة ما يحبسه تعالى (وله أجر ما كان يعمل) أيام صحته وفي جعله في الأول عليه تعالى وفي الثاني أن له نكتة حسنة هي أنه تعالى الذي حبسه فأجره عليه وأما أعماله التي كتب له أجرها فهي بسببه لأنه تسبب باكتسابها في صحته إلى إتيانها له في مرضه وإلا فالكل عليه تعالى. (الطيالسي طس (¬1) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه. 5372 - "عجبت للمسلم: إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر، وإذا أصابه خير حمد الله وشكر، إن المسلم يؤجر في كل شيء حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه. الطيالسي (هب) عن سعد (صح) ". (عجبت للمسلم: إذا أصابته مصيبة احتسب وصبر) فيثبت له أجر الصابرين المحتسبين. (وإذا أصابه خير حمد الله وشكر) فكان له أجر الشاكرين الحامدين، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2317)، والطيالسي (348)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3682).

قال الغزالي (¬1): لو كشف الحجاب لرأى العبد المصائب من أجل النعم فقد تكون العين التي هي أعز شيء في الإنسان سببًا لهلاكه في بعض الأحيان بل العقل الذي هو أعز الأمور قد يكون سبباً لهلاكه، فالملحدة غداً يتمنون لو كانوا مجانين ولم يتصرفوا بعقولهم في دين الله. (إن المسلم يؤجر في كل شيء) من سراء أو ضراء (حتى في اللقمة يرفعها إلى فيه) إن قصد بها التقوى على الطاعة وإقامة الصلب ليأتي بما فرض عليه وندب له. الطيالسي (هب (¬2) عن سعد) رمز المصنف لصحته وهو عجب، فإنه من رواته عمرو بن سعد قاتل الحسين السبط - رضي الله عنه - ولم يرو عنه من أهل السنن أحد إلا النسائي وقد أنكر عليه (¬3). 5373 - "عجبت لقوم يساقون إلى الجنة في السلاسل وهم كارهون. (طب) عن أبي أمامة (حل) عن أبي هريرة". (عجبت لأقوام يساقون إلى الجنة) إلى الإسلام فأطلقت عليه الجنة من إطلاق المسبب على السبب. (في السلاسل وهم كارهون) قيل: المراد وضع السلاسل في الأعناق، وقيل هو مجاز عن دخولهم في الإسلام مكرهين، وقيل: هو من أسره الكفار من المسلمين مات أو قتل في أيديهم فيحشر مسلسلا ويدخل الجنة كذلك. (طب عن أبي أمامة، حل (¬4) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف. 5374 - "عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه، والله يغفر له حيث أرسل إليه ¬

_ (¬1) الإحياء (4/ 130). (¬2) أخرجه الطيالسي (211)، والبيهقي في الشعب (9950)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3986). (¬3) انظر: الإصابة (5/ 286)، وقال في التقريب (4903): صدوق ولكن مقته الناس لكونه كان أميراً على الجيش الذين قتلوا الحسين بن علي، قتله [أي عمر سعد] المختار وسنة 65 أو بعدها، ووهم من ذكره في الصحابة فقد جزم ابن معين بأنه ولد يوم مات عمر بن الخطاب. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 283) عن أبي أمامة، وأخرجه أبو نعيم (8/ 307) عن أبي هريرة، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3983).

ليستفتي في الرؤيا، ولو كنت أنا لم أفعل حتى أخرج، وعجبت لصبره وكرمه والله يغفر له أُتى ليخرج فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره، ولو كنت أنا لبادرت الباب، ولولا الكلمة لما لبث في السجن حيث يبتغي الفرج من عند غير الله عَزَّ وَجَلَّ. (طب) وابن مردويه عن ابن عباس". (عجبت لصبر أخي يوسف وكرمه) يحتمل أنه بمعنى أعجبني هاتان الخلتان من خلاله لأن الله يحبهما، وهذا الظاهر [3/ 64] ويحتمل فيه ما سلف من نظيره. (والله يغفر له) جملة اعتراضية دعائية لما ذكر ما أعجبه من صفاته عقب ذلك بالدعاء له فإن من أتي بما تحبه النفس تاقت النفس إلى الإحسان إليه، وأكمل الإحسان إلى الموتى الدعاء بالمغفرة، وقوله: (حيث أرسل إليه ليستفتي في الرؤيا) بيان وجه صبره وكرمه والمراد فأفتاهم، حذف لدلالة قوله: (ولو كنت أنا لم أفعل حتى أخرج) أي لم أفتهم حتى يخرجوني ويوسف فعل ذلك صبراً منه على بلية السجن وكرما من طباعه ببذل الفتيا وفيه دليل على جواز أخذ شيء على الفتيا ويحتمل أنه لا يحل وإنما لو جاز ليوسف الخروج لجاز ولو شرطه لأنه تخلص من ظلم فإنه حبس ظلماً وفيه دليل حسن الصبر على الظلم إن نزل بالعبد من الظالم وأنه يجوز للعبد أن يتظلم إن ظلم. (وعجبت لصبره وكرمه والله يغفر له) كرر التعجب لأن كل قصته قاضية ببلوغه ذروة الأمرين من الصبر والكرم. (أُتى) مغير صيغة هو بالمثناة الفوقية ومثناة تحتية وفي رواية: "أبى" بفتح الهمزة والموحدة والألف المقصورة (ليخرج) فقد قال الملك ائتوني به في المرة الأولى. (فلم يخرج حتى أخبرهم بعذره) حيث قال: {ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ ...} الآية. [يوسف: 50]، فإنه أخذ في بيان سبب عذره عن المسارعة في الخروج وأنه لا يخرج حتى يعلم براءته من الذنب الذي حبس لأجله، فهذا من أدلة صبره وهو واضح، وأما أنه دليل كرمه فلأن من يأت صابراً على الضراء حتى

يبرئ صاحبه من التهمة فهو من أكرم الخلق طبعاً. (ولو كنت أنا لبادرت الباب) هذا من أدلة تواضعه - صلى الله عليه وسلم - وإنصافه وبيان شرف غيره ولعله قال هذا هضماً لنفسه وإظهاراً لفضيلة أخيه وإلا فإنه - صلى الله عليه وسلم - من أكرم البرية وأصبرهم. (ولولا الكلمة لما لبث في السجن) بضع سنين، والكلمة هي قوله للذي ظن أنه ناج منهما {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42]، (حيث يبتغي الفرج من عند غير الله عَزَّ وَجَلَّ) بيان الكلمة وأنه طال بقاؤه في السجن لأجلها لأن حسنات الأبرار سيئات المقربين. (طب وابن مردويه (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه إبراهيم بن يزيد القرشي المالكي وهو متروك. 5375 - "عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه، وعجبت لغافل وليس بمغفول عنه، وعجبت لضاحك ملئ فيه ولا يدري أَرُضيَ عنه أم سُخِط؟ (عد هب) عن ابن مسعود (ض) ". (عجبت لطالب الدنيا والموت يطلبه) فإنها لا تطلب الدنيا إلا للانتفاع بها، ومن كان الموت في طلبه كيف يتم له انتفاع بها، ووجه العجب أن هذا ينافي حال العاقل فهو مما يعجب من صدوره عنه. (وعجبت لغافل) عن الآخرة وأعمالها الصالحة. (وليس بمغفول عنه) فإنه محسوب الساعات محصور الكلمات لديه رقيب عتيد، (وعجبت لضاحك ملئ فيه) بالنصب لملء على الظرفية مثل حديث: "ملء السماوات وملء الأرض"، والمراد بالضحك ملء فيه استغراقه فيه، (ولا يدري أَرُضيَ عنه أم سُخِط؟) بالبناء للمفعول فيهما وحذف الفاعل للعلم به وهو الله تعالى، وحق لمن جهل رضي مولاه عنه أن يذري دمعه فكيف إذا جوز غضبه عليه أو جهلهما معاً فإنه على خطر عظيم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "لو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 249) (11640)، والديلمي في الفردوس (4093)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 39)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3984)، والصحيحة (1945).

تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ... " الحديث (¬1). (عد هب (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه. 5376 - "عجبت لمن يشتري المماليك بماله ثم يعتقهم كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه؟ فهو أعظم ثواباً. أبو الغنائم النرسي في قضاء الحوائج عن ابن عمر (ض) ". (عجبت لمن يشتري المماليك بماله ثم يعتقهم كيف لا يشتري الأحرار بمعروفه؟ فهو أعظم ثواباً) فيه أن أجر المعروف والصِّلات والصدقات أعظم من أجر العتق، وتقدم حث كثير على صنائع المعروف. (أبو الغنائم النرسي) (¬3) بالنون مفتوحة فراء ساكنة فسين مهملة فمثناة تحتية: كأنه نسبه إلى نرس بلد بالعراق منها الثياب النرسية كما في القاموس (¬4)، فمن قال أنه بالواو عوض الراء نسبة إلى نوس: قرية بمرو فهو شيء لم نره في القاموس (¬5) في نوس أنها بلد؛ (عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 5377 - "عجبت وليس بالعجب، وعجبت وهو العجب العجيب العجيب، عجبت وليس بالعجب أني بعثت إليكم رجلا منكم فآمن بي من آمن بي منكم، وصدقني من صدقني منكم؛ فإنه العجب وما هو بالعجب ولكني عجبت وهو العجب العجيب العجيب لمن لم يرني وصدق بي. ابن زنجويه في ترغيبه عن عطاء مرسلاً (متنه صحيح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (997)، ومسلم (2359). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 273)، والبيهقي في الشعب (1058)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3680)، وقال في الضعيفة (743): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10923)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3683). (¬4) القاموس المحيط (ص 744) وانظر الأنساب للسمعاني (5/ 79). (¬5) انظر القاموس (2/ 254).

(عجبت وليس بالعجب) أي الشديد بل غيره أعجب منه كما بينه قوله: (وعجبت وهو العجب العجيب) الثابت له صفة التعجب، ثم فسر الطرفين. (عجبت وليس بالعجب أني) بفتح الهمزة على أنه حذف لام التعليل أي لأني: (بعثت إليكم رجلاً) أرسلت حال كوني رجلاً. (منكم فآمن بي من آمن بي منكم، وصدقني من صدقني منكم) عطف تفسير فإن الإيمان التصديق. (فإنه العجب) من حيث أنه غالب على الطباع البشرية [3/ 65] عدم تصديقهم لرجل منهم كما أخبر الله عن الأمم الماضية. (وما هو بالعجب) لأنكم قد شاهدتم أنوار النبوة وظهرت لكم شمس حقية ما جئت به. (ولكني عجبت وهو العجب العجيب العجيب) كرره - صلى الله عليه وسلم - تأكيداً وبيانا لاستعظام ما عجب منه. (لمن لم يرني) من الذين يأتون بعدكم أو من الذين غابوا عني وسمعوا بي في عصري وبعده. (وصدق بي) فإنه آمن بالغيب وأذعن وانقاد ولم يشاهد أنوار النبوة وفيه عظم إيمان من لم يره - صلى الله عليه وسلم - لأن التعجب هنا ناشئ عن عظمة ما يعجب منه. (ابن زنجويه (¬1) في ترغيبه عن عطاء مرسلاً) في نسخة قوبلت على خط المصنف: متنه صحيح. 5378 - "عج حجر إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا سنة ثم جعلتني في أس كنيف، فقال: أو ما ترضى أن عدلت بك عن مجلس القضاة. تمام، وابن عساكر عن أبي هريرة (ض) ". (عج حجر) العج: رفع الصوت، أي رفع صوته شاكياً. (إلى الله تعالى فقال: إلهي وسيدي عبدتك كذا وكذا سنة) هو كلام حقيقي وعبادة حقيقية وأما ماهية العبادة وكيفية النداء فالله أعلم بهما، وقيل: إنه ضرب مثل. (ثم جعلتني في أس ¬

_ (¬1) أخرجه ابن زنجوية في ترغيبه كما في الكنز (34494)، وانظر فيض القدير (4/ 306)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3684).

كنيف) أي أسفل بيت الخلاء، وفيه أنه يتأذى الحجر مما يتأذى منه البشر، أو لا يتأذى ولكنه محل إهانة. (فقال أو ما ترضى أن عدلت بك عن مجلس القضاة) فإنها محل الزور والبهتان ومعترك الفجور وكذب الإيمان فمن بعده الله عنها فقد نزهه عن محل العصيان فالكنيف خير منها، نعوذ بالله من شر الفساد والطغيان والمراد بهم قضاة السوء الذين هم غالب قضاة الأزمان. (تمام، وابن عساكر (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال تمام بعد تخريجه: فيه أبو معاوية عبيد الله بن محمَّد المقرئ المؤدب وهو ضعيف، والحديث منكر. 5379 - "عجلوا الإفطار، وأخَّروا السحور. (طب) عن أم حكيم". (عجلوا الإفطار) عند غروب الشمس كما تقدم مراراً. (وأخروا السحور) إلى قرب طلوع الفجر بقدر خمسين أو ستين آية كما سلف والحكمة في ندبية تعجيل الإفطار وتأخير السحور مخالفة أهل الكتاب، قال ابن تيمية (¬2): إذا كانت مخالفتهم سببا لظهور الدين فإنما المقصود بإرسال الرسل أن يظهر دين الله على الدين كله فتكون نفس مخالفتهم من أعظم مقاصد البعثة. (طس (¬3) عن أم حكيم)، قال الهيثمي: رواه من طريق حبابة بنت عجلان عن أمها عن صفية بنت جرير وهؤلاء النسوة روى لهن ابن ماجة ولم يوثقهن انتهى. قلت: لكن متنه صحيح. 5380 - "عجلوا الخروج إلى مكة، فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له من ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في فوائده برقم (548)، وابن عساكر في تاريخه (38/ 2100)، (54/ 173)، وانظر لسان الميزان (5/ 275)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3685)، والضعيفة (658): موضوع. (¬2) في اقتضاء الصراط (1/ 60). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 163) (395)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3989).

مرض أو حاجة. (حل هق) عن ابن عباس (ض) ". (عجلوا الخروج إلى مكة) خطاب للمستطيع فيكون أمر إيجاب وحد التعجيل أن يستطيع ولو في أول تكليفه وهذا يرد على القول بأنه على التراخي. (فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له) بكسر الراء بخط المصنف. (من مرض أو حاجة) بيان لما فيفوت به الحج والعمرة بعد الإمكان فيكون قد أضاع فريضة في الدين لا ينال مثلها إلا بتوفيق الله، والمراد بالحاجة: الفاقة. (حل هق (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 5381 - "عجلوا الركعتين بعد المغرب ليرفعا مع العمل. (هب) عن حذيفة (ض) ". (عجلوا الركعتين بعد المغرب) أي اللتين هما سنتا بعده. (ليرفعا مع العمل) قيل: عمل النهار ويأتي مع المكتوبة والأظهر أنها في المغرب. (هب (¬2) عن حذيفة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه سويد بن سعيد (¬3) قال أحمد: متروك، وفيه زيد العمي (¬4) أورده الذهبي في المتروكين قال: قال البخاري: تركوه. 5382 - "عجلوا الركعتين بعد المغرب فإنهما ترفعان مع المكتوبة. ابن نصر عنه". (عجلوا الركعتين) اللام للعهد الخارجي فإنه قد علم سنيتهما وأنهما الأحق بالتعجيل (بعد المغرب فإنهما ترفعان) بضم المثناة الفوقية بخط المصنف. (مع ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 340)، وأبو نعيم (7/ 114)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3990). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3068)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3687). (¬3) انظر المغني (1/ 290). (¬4) انظر المغني (1/ 246).

المكتوبة) والمسارعة لرفع المكتوبة محبوب لله بدليل هذا أو لأنه أعظم أجرًا وإن تأخرها تقليل لأجرها. (ابن نصر (¬1) عنه) عن حذيفة. 5383 - "عجلوا صلاة النهار في يوم غير وأخروا المغرب. (د) في مراسيله عن عبد العزيز بن رفيع". (عجلوا صلاة النهار في يوم غيم) قال في الفتح: قيل: المراد بذلك تعجيل العصر وجمعها مع الظهر وروي ذلك عن عمر، قال: إذا كان يوم غيم فأخروا الظهر وعجلوا العصر انتهى قلت: في رواية العصر بدل النهار أخرجها عبد الرازق، قال الحافظ ابن حجر: إسناده قوي، فالمراد الإتيان بالعصر في أول وقته تقديرًا لئلا يؤخر مع الغيم حتى يفوت. (د (¬2) في مراسيله عن عبد العزيز بن رفيع) مصغر رفع قال الذهبي: ثقة (¬3). 5384 - "عد من لا يعودك، وأهد لمن لا يهدي لك. (تخ هب) عن أيوب بن ميسرة مرسلاً) ". (عد) من العيادة للمريض. (من لا يعودك) [3/ 66] وأولى منك من عادك. (وأهد لمن لا يهدي إليك) هو مثل حديث: "صل من قطعك وأعط من حرمك" وهذه مكارم الأخلاق التي شرح الحديث {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} [فصلت: 35]. (تخ هب (¬4) عن أيوب بن ميسرة مرسلاً) قال الهيثمي: هذا ¬

_ (¬1) أخرجه محمَّد بن نصر (2/ 558)، وابن عدى في الكامل (3/ 200)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3686): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أبو داود في مراسيله (1/ 78)، وانظر فتح الباري (2/ 66)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3688). (¬3) انظر: الكاشف (3386)، والتقريب (4095). (¬4) أخرجه البخاري في التاريخ (1307)، والبيهقي في الشعب (8078)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3693)، والضعيفة (2759).

مرسل جيد. 5385 - "عد الآي في الفريضة والتطوع. (خط) عن واثلة (ض) ". (عد) بضم المهملة وتشديد الدال مفتوحة من العدد. (الآي) جمع آية أي آيات قراءتك (في) الصلاة (الفريضة والنافلة) أو في التلاوة الواجبة والنافلة وذلك لأنه لا يصدر شيئاً من الآيات في قراءته أو لأنه أقرب إلى التدبر. (خط (¬1) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه. 5386 - "عدة المؤمن دين، وعدة المؤمن كالآخذ باليد (فر) عن علي". (عدة المؤمن) مصدر وعد مضاف إلى فاعله أي عدته لغيره. (دين) على الواعد يلزمه الوفاء به وقضاؤه لأن خلف الوعد من أقبح الأخلاق. (وعدة المؤمن كالآخذ باليد) كالعطاء الذي يؤخذ وكما أنه لا يحل له أخذ ما قد أعطاه كذلك لا يحل خلفه الوعد. (فر (¬2) عن علي) فيه دارم بن قبيصة قال الذهبي (¬3): لا يعرف. 5387 - "عدد درج الجنة عدد آي القرآن، فمن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجة. (هب) عن عائشة (ض) ". (عدد درج الجنة عدد آي القرآن) وعدد آيات القرآن ستة آلاف ومائتان وثلاثون آية عند الكوفيين، وتقدم حديث أبي سعيد في أنه بلفظ: "إن في الجنة مائة درجة لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم" (¬4) ولا ينافي هذا فإنه كما قال ابن القيم في حادي (¬5) الأرواح: إن ذكر المائة لا ينافي أن ثمة غيرها أو ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 356)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3690)، والضعيفة (3857): موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3689). (¬3) انظر: المغني (1/ 216) رقم (1974). (¬4) أخرجه الترمذي (2532). (¬5) حادي الأرواح (ص 55).

أن المراد أن في كل مائة دراج لا يعلمها إلا الله ثم المراد بالدرج المنزلة كما تقدم. (فمن دخل الجنة من أهل القرآن) أي الذين هم أهله حفظاً وعملاً وفيه أنه قد يكون من أهل القرآن ولا يدخل الجنة. (فليس فوقه درجة) وذلك لأنه يؤمر بأن يقرأ ويرقى وأن آخر مقامه عند آخر آية يقرأها وآخر آية محلها أعلى درج في الجنة، قال القاضي: وتقدر التلاوة على قدر العمل فلا يستطيع أحد أن يتلوا آية إلا وقد قام بما يجب فيها واستكمال ذلك إنما يكون للنبي - صلى الله عليه وسلم - أو لأعاظم أمته على قدر مراتبهم في الدين، قال المصنف: وهذا من خصائص القرآن لم يرد في سائر الكتب مثله. (هب (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 5388 - "عدد آنية الحوض كعدد نجوم السماء. أبو بكر بن أبي داوود في البعث عن أنس". (عدد آنية الحوض) الذي يؤتيه الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - في الآخرة وهو الكوثر. (كعدد نجوم السماء) يحتمل الحقيقة وهو الأظهر أو المبالغة في الكثرة. (أبو بكر بن أبي داود في البعث (¬2) عن أنس) سكت المصنف عليه وقد تقدَّم. 5389 - "عدل صوم يوم عرفة بسنتين؛ سنة مقبلة وسنة متأخرة. (قط) في فوائد ابن مردك عن ابن عمر". (عدل) بلفظ الماضي. (صوم يوم عرفة بسنتين) أي قام مقام صومهما (سنة مقبلة) يجوز جرها على الإبدال من سنتين ورفعها على الابتداء وصفتها تابعة لها ويجوز ذلك في قوله. (وسنة متأخرة) أي ماضية وتقدم توجيهه. (قط (¬3) في فوائد ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1998)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1880)، وقال في الضعيفة (3858): منكر. (¬2) أخرجه ابن أبي داود في البعث (39) والضياء في المختارة (1876)، وأبو يعلى (3951)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3991). (¬3) أخرجه الصيداوى في معجم الشيوخ (1/ 138)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3692).

أبي مدرك عن ابن عمر). سكت عنه المصنف وهو ثابت المتن. 5390 - "عذاب القبر حق. (خط) عن عائشة". (عذاب القبر حق) أي أمر ثابت لا مرية فيه، زاد في رواية الديلمي: "لا يسمعه الجن والإنس ويسمعه غيرهم" قال ابن القيم (¬1): عذاب القبر قسمان: دائم وهو عذاب الكفار وبعض العصاة، ومنقطع وهو عذاب من خفت جرائمه، إلا أنه نقل في كتابه البدائع (¬2) عن القاضي أبي يعلى أنه لابد من انقطاع عذاب القبر لأنه من عذاب الدنيا والدنيا وما فيها منقطع فلابد أن يلحقهم الفناء والبلى ولا يعرف قدر مدة ذلك انتهى وأقره ابن القيم ويؤيده ما أخرجه هناد (¬3) عن مجاهد: "للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم حتى يوم القيامة فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52]. (خط (¬4) عن عائشة عزاه الديلمي) وغيره إلى الشيخين، قال الشارح: فقد رأيته في صحيح البخاري بهذا اللفظ. 5390 - "عذاب القبر من أثر البول، فمن أصابه بول فليغسله، فإن لم يجد ماء فليمسحه بتراب طيب. (طب) عن ميمونة بنت سعد (ض) ". (عذاب القبر من أثر البول) أي بقيته في طرف المخرج فيصيب البدن. (فمن أصابه بول فليغسله، فإن لم يجد ماء) فيه أنه إذا أطلق الأمر بالغسل فهو بالماء لا غير. (فليمسحه بتراب طيب) طاهر ويؤخذ منه أن التراب يرفع النجس من أي محل في البدن، ويقاس على البول غيره بالأولى وأنه لا يضره الترطيب بعد ذلك ¬

_ (¬1) الروح (1/ 89). (¬2) انظر: بدائع الفوائد (3/ 618). (¬3) أخرجه هناد في الزهد (317). (¬4) أخرجه البخاري (1372)، والخطيب في تاريخه (5/ 64)، والديلمى في الفردوس (4155).

بالمحل وإليه ذهب بعض العلماء. (طب (¬1) عن ميمونة) رمز المصنف لضعفه في نسخة قوبلت على خطه. 5391 - "عذاب هذه الأمة جعل بأيديها في دنياها. (ك) عن عبد الله بن يزيد (صح) ". (عذاب هذه الأمة) أمة إجابته - صلى الله عليه وسلم - على ذنوبها (جعل بأيديها في دنياها) بإذاقة بعضهم [3/ 67] بأس بعض فكل من أصابه من أي الأمة أذي فهو مكفرة لذنوبه، والمراد أن كثيراً من الأمة كذلك، وبعضهم عذابهم في الآخرة وفي الدنيا. (ك (¬2) عن عبد الله بن يزيد) قال الحاكم: على شرطهما ولا علة له وقد رمز المصنف لصحته. 5392 - "عذاب أمتي في دنياها. (طب ك) عنه (صح) ". (عذاب أمتي في دنياها) إضافة المصدر تفيد العموم أي كل عذابها إلا أنه قد ثبت تعذيبهم في القبر وفي النار فالمراد غالب عذابها أو على معاصي مخصوصة يعلمها الله تعالى وتقدم تفسير العذاب أنه بأيديها وهذا من ألطاف الله بالأمة أن جعل عامة عذابها في دنياها، وقد تكلم الإمام مؤلف القواصم على هذه الأحاديث في الجزء الثالث فأجاد. (طب ك (¬3) عنه عبد الله بن يزيد) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله -يعني الطبراني- ثقات. 5394 - "عذاب القبر حق، فمن لم يؤمن به عذب. ابن منيع عن زيد بن أرقم (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 37) (68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3695). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 113)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2109). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7164)، والحاكم (1/ 114)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 224)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3993).

(عذاب القبر حق، فمن لم يؤمن به عذب) عذاباً مخصوصاً على عدم إيمانه به. فائدة: في رياض الرياحين: بلغنا أن الموتى لا يعذبون ليلة الجمعة تشريفا للوقت، قال: ويحتمل اختصاص ذلك بعصاة المسلمين دون الكفار، وعمم النسائي فقال: الكافر يرفع عنه العذاب يوم الجمعة وليلتها وجميع رمضان، وأما المسلم فيعذب في قبره لكن تنقطع عنه يوم الجمعة وليلتها ثم لا يعود إليه إلى يوم القيامة وإن مات يوم الجمعة أو ليلتها يكون له عذاب ساعة واحدة وضغطة القبر كذلك ثم ينقطع عنه العذاب ثم لا يعود إليه إلى يوم القيامة، قال السيوطي: وهذا يدل على أن عصاة المسلمين لا يعذبون سواء جمعة واحدة أو دونها إذا وصلوا الجمعة انقطع ثم لا يعود وهذا يحتاج إلى دليل انتهى، وتمام الحديث عند مخرجه: "وشفاعتي يوم القيامة حق فمن لم يؤمن بها لم يكن من أهلها" وما كان للمصنف حذفه، قال الحافظ ابن حجر: كنت أتعهد قبر والدي للقراءة عليه فخرجت يومًا بغلس في رمضان فجلست أقرأ على قبره ولم يكن في المقبرة غيري فسمعت تأوهًا عظيمًا وأنينًا بصوت فأزعجني من قبر مجصص مبيض فقطعت القراءة واستمعت فسمعت صوت العذاب من داخله وذلك الرجل المعذب يتأوه بحيث يقلق سماعه القلب فلما وقع الإسفار خفي حسه فسألت عن القبر فقالوا: قبر فلان لرجل أدركته وكان على غاية من لزوم المسجد والصلاة والصمت ولكنه كان يعامل بالربا، قال: وحكينا ذلك لبعض أهل بلدة قال: أعجب منه عبد الباسط رسول القاضي فلان لما حفرنا قبره لننزل عليه ميتا آخر رأينا في رقبته سلسلة وفيها كلب أسود مربوط معه فخفنا ورددنا التراب عليه (¬1). قلت: وقد أطال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه الروح من المنامات ¬

_ (¬1) انظر: فيض القدير (4/ 309).

والحكايات المشاهدة في هذا الشأن. (ابن منيع (¬1) عن زيد بن أرقم) رمز عليه في نسخة قوبلت على خط المصنف صحيح. 5395 - "عُرَامَة الصبي في صغره زيادة في عقله في كبره. الحكيم عن عمرو بن معدي كرب، أبو موسى المديني في أماليه عن أنس". (عُرَامَة الصبي في صغره) بالراء بعد المهملة بزنة غراب هي الحدة والشراسة، وفي القاموس (¬2) عرم كبصر وضرب وكرم ويحمد من الصبي لأنه دليل على وفرة ذكائه وحرارة رأسه والناس يتفاضلون في أصل البنية في الفطنة والكياسة والحظ من العقل. (زيادة في عقله في كبره) قيل: العقل ضربان: ضرب يبصر به الإنسان أمر دنياه، وضرب يبصر به أمر آخرته والأول من نور الروح والآخر من نور الهداية فالأول يوجد في عامة الناس إلا لعارض، والثاني في الموحدين فقط وهم يتفاوتون في النوعين غاية التفاوت وهذا مجرب في الصبيان، أعني ما ذكر في الحديث. (الحكيم (¬3) عن عمرو بن معدي كرب، أبو موسى المديني في أماليه عن أنس) ورواه الديلمي وبيض ولده بسنده. 5396 - "عُرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة، عليهن أسس الإسلام، من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله، الصلاة المكتوبة، وصوم رمضان". (ع) عن ابن عباس (ض) ". (عُرى الإسلام) جمع عروة وهي ما يوثق به الشيء ويناط إلى غيره به. (وقواعد الدين) أساسه وما ركب عليه الإسلام هو الدين، ولذا قال: (عليهن أسس الإسلام) بوضعه موضعه. (من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3694). (¬2) القاموس (1/ 1467). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 346)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3697).

شهادة أن لا إله إلا الله) فمن تركها فالاتفاق أنه كافر حلال الدم والمراد مع قرينتها وهي أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (الصلاة المكتوبة) الفرائض الخمس. (وصوم رمضان) قيل: هذا فيهما محمول على الزجر والتهويل أو على من ترك مستحلاً، قال الذهبي في الكبائر: هذا حديث صحيح، وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا غرض ولا مرض أنه شر من المكاس والزاني ومدمن الخمر بل [3/ 68] يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال انتهى. ولم يذكر - صلى الله عليه وسلم - الزكاة والحج مع أنهما من قواعد الدين إما لأن الحديث قبل فرضهما ويبعد ذلك أن فرض الزكاة قبل صوم رمضان أو لعموم التكليف بالثلاثة لكل أحد بخلاف الزكاة والحج فالمكلف بهما الغني والمستطيع أو لأنه يعلم حكمهما من غير هذا، وإنما الوعيد على الكل واحد. (ع (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقد سمعت كلام الذهبي. 5397 - "عُرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. (خ طب) عن ابن عباس وأبي حبَّة البدري". (عُرج بي) مغير الصيغة أي عرج بي جبريل أي رفعني (حتى ظهرت) ارتفعت قال تعالى: {وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف: 33] (بمستوى) قال القاضي: وهو اسم مكان على صيغة اسم المفعول من الاستواء واللام إما للعلة بمعنى علوته لأستوي عليه ولاستعلائه أو بمعنى إلى كما في قوله تعالى: {أَوْحَى لَهَا} [الزلزلة: 5]، (أسمع فيه صريف الأقلام) صريرها وأصله صوت البكرة عند الاستقاء، ومنه: -لها صريف صريف الفعو بالمشّد- والحديث إخبار بأنه - صلى الله عليه وسلم - بلغ في الارتقاء رتبة علية اتصلت بمبادئ الكائنات واطلعت على تصاريف ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2349)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3696).

الأحوال وجري قلم المقادير وأقلام كتبه أعمال العباد. (خ طب (¬1) عن ابن عباس وأبي حبة) (¬2) قال الذهبي (¬3): بموحدة يعني بعد المهملة هو الصحيح ويقال بالمثناة التحتية ويقال: بنون اسمه مالك أو ثابت الأنصاري البدري. 5398 - "عرش كعرش موسى. (هق) عن سالم بن سعيد بن عطية مرسلا". (عرش) كذا بخط المصنف وفي رواية: عريش بزيادة مثناة تحتية بعد الراء. (كعرش موسى) العرش ما يستظل به من خيمة أو نحوها والجمع عرش كقليب وقلب، وسبب الحديث أنه سئل - صلى الله عليه وسلم - أن يعتني بسقف مسجده، فقال: "عرش كعرش موسى" قال السهيلي: إنه كان يكره الطاق حولي المسجد. (هق (¬4) عن سالم بن سعيد بن عطية مرسلاً) قال الذهبي في المهذب (¬5): إنه واه. 5399 - "عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا، فقلت: لا يا ربِّ، ولكني أشبع يوما وأجوع يوماً، فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك. (حم ت) عن أبي أمامة (ح) ". (عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً) تنازع عرض ويجعل في بطحاء مكة كلاهما يطلبه مفعولا، وقد أعمل الثاني وحذف المفعول من الأول على ما يختاره نحاة البصرة، ولو أعمل الأول لقال: ليجعلها ذهباً مفعولا يجعل الثاني. (فقلت: لا يا رب) إيثارًا للزهد في الدنيا لنقتدي به، وإلا فإنه لا ينقص ذلك من أجره شيئا كما صرح به في غير هذا، ولما علله به من قوله: (ولكني أشبع يوما وأجوع يوماً) وذلك وأن يأتي له مع وجود المال إلا أن وجوده مظنة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (349، 1636، 3432)، والطبراني في الكبير (22/ 326) (821). (¬2) الإصابة (7/ 83). (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 157) رقم (1832). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 439)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3998). (¬5) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 3813).

التوسع وأن يتصل الشبع؛ ولأنه يفوته التفرغ لطلب ما عند الله؛ ولأنه يعظم موقع نعمة العطاء بعد ضدها. (فإذا جعت) بضم الجيم. (تضرعت إليك) في طلب ما عندك بذلة وخضوع فإن عروض الأسباب يسوق العبد إلى مولاه والانكسار بين يديه كما يرضاه. (وذكرتك) ذكر سؤال وطلب وإلا فإن الشاكر ذاكر. (وإذا شبعت حمدتك وشكرتك) فأحرزت أجر الصابرين وأجر الشاكرين، وفي الحديث لف ونشر لا يخفى، وهذا الحديث من أدلة تفضيل الفقر على الغنى والصبر على الشكر وقد بينا تحقيقه في مختصرنا في ذلك. (حم ت (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: إنه تبع في ذلك الترمذي، قال في المنار: وينبعي أن يقال فيه إنه ضعيف فإنه من رواية يحيى بن أيوب بن عبيد الله بن زحر عن علي بن زيد قال العراقي: فيه علي بن زيد ضعيف. 5400 - "عرض عليَّ أول ثلاثة يدخلون الجنة، وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة: فالشهيد، ومملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده، وعفيف متعفف، وأما أول ثلاثة يدخلون النار: فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله، وفقير فخور. (حم ك هق) عن أبي هريرة (صح) ". (عرض عليَّ) في دار الدنيا. (أول ثلاثة يدخلون الجنة) والثلاثة هم أول الداخلين إليها وليس المراد واحد من ثلاثة هو أولهم بل الإضافة بيانية أي أول هم ثلاثة، وقال الطيبي: إضافة أفعل إلى النكرة للاستغراق وأن أول كل ثلاثة ثلاثة من الداخلين إلى الجنة هؤلاء الثلاثة وإن تقدم أحد الثلاثة على الآخرين فليس في اللفظ إلا التسبق عند علماء البيان. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 254)، والترمذي (2347)، وقال الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف جداً (3704).

قلت: وفيه خفاء ويحتمل أن المراد ذكر الأول من الثلاثة وهو الشهيد، والمسلط ثم ذكر الآخرين استطرادا فالإضافة بمعنى اللام تحقق (¬1). (وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة: فالشهيد، ومملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده) أراد له الخير وقام بخدمته حق القيام. (وعفيف) عن تعاطي ما لا يحل له. (متعفف) عن سؤال الناس، قال الطيبي: إطلاق الشهادة وفيه العفة والعبادة يشعر بأن مطلق الشهادة أفضل منهما فكيف إذا قرنت بإخلاص ونصح، والوجه استغناء الشهادة عن التقييد إذ شرطها الإخلاص والنصح ولا ينافيها أحاديث: "أن الفقراء يدخلون الجنة [3/ 69] قبل الأغنياء بخمس مائة عام" فإنه يقضي أنهم أول الناس دخولا لأن أولئك بالنظر إلى الأغنياء وهذا بالنظر إلى كل داخل. (وأما أول ثلاثة يدخلون النار: فأمير مسلط) التسليط التغليب وإطلاق القهر والغلبة. (وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله في ماله) من زكاة وصلة رحم وإطعام جائع ونحو ذلك. (وفقير فخور) مفتخر متكبر لأنه يقبح منه ذلك زيادة قبح لأنه في محل الانكسار وعدم الافتخار والاستكبار فخور وأقبح من فخور الغني وإن كان الكل حراماً. (حم ك هق (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وفيه عامر العقيلي ذكره الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: شيخ مجهول ليحيى بن أبي كثير لكن الذهبي في الكبائر أطلق على هذا الحديث الصحة. 5401 - "عرضت علي الجنة والنار آنفاً في عُرض هذا الحائط فلم أرى ¬

_ (¬1) بياض بالأصل بمقدار كلمتين. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 425)، والحاكم (1/ 544)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 82)، وقال الألباني في ضعيف الجامع ضعيف جداً (3703). (¬3) انظر: المغني (1/ 324) رقم (3016).

كاليوم في الخير والشر، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً. (م) عن أنس (صح) ". (عرضت علي الجنة والنار آنفاً) بالمد أي الآن. (في عُرض هذا الحائط) بضم المهملة جانبه أو وسطه. (فلم أرى كاليوم) صفة لمحذوف أي لم أر يوما كاليوم أو مر بنا، وفيه تنويه شأنه وتهويل لأمره. (في الخير والشر) لف ونشر. (ولو تعلمون ما أعلم) من شدة عقاب الله للعصاة. (لضحكتم قليلاً) يحتمل أنه أريد بالقلة العدم وهو استعمال شائع، أو المراد التعليل حقيقة فإنه إذا علموا ما عند الله من سعة الرحمة والعفو ضحكوا وإن علموا ما عنده من شدة العذاب والبطش وعلموا تقصيرهم فيما يأتونه لكان البكاء أكثر كما قال. (ولبكيتم كثيراً) لغلبة سلطان الوجل على القلوب. واعلم: أن هذا الإخبار منه - صلى الله عليه وسلم - برؤيته الجنة والنار في عرض الحائط جعله الغزالي من أمثلة الحسي حيث قسم الموجودات إلى خمس مراتب في كتابه المنقذ من الضلال قال: وأما الوجود الحسي فهو ما يتمثل في القوة الباصرة من العين مما لا وجود له خارج العين فيكون موجودا في الحس ويختص به الحاس ولا يشاركه غيره وذلك كما يشاهد النائم بل كما يشاهده المريض المستيقظ إذ قد تتمثل له صورة لا وجود لها خارج حسه بل قد يتمثل للأنبياء والأولياء في اليقظة والصحة صورة جميلة محاكية لجواهر الملائكة وينتهي إليهم الوحي والإلهام بواسطتهما فيتلقون من أمر الغيب في اليقظة ما يتلقاه غيرهم في النوم، ثم قال: ومن أمثلة ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عرضت علي الجنة في عرض هذا الحائط ... " الخبر. فمن قام عنده البرهان على أن الأجسام لا تتداخل وأن الصغير لا يتسع للكبير حمل ذلك على أن نفس الجنة لا ينقل إلى الحائط لكن يمثل له الجنة وصورتها في الحائط حتى كأنه شاهدها كما شاهد

مثال شيء كثير في جرم صغير كما يشاهد السماء في مرآة صغيرة، والحديث من أدلة خلق الجنة والنار وأدلته لا تحصى، وما أحسن ما أخذه بعضهم من الحديث فقال: إن الحكمة في رؤيته - صلى الله عليه وسلم - الجنة والنار في دار الدنيا أن يأنس بأهوال القيامة فيتفرغ للشفاعة لأمته في يوم الفزع الأكبر ويقول: "أمتي أمتي". (م (¬1) عن أنس) ورواه غيره. 5402 - "عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها فرأيت من محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق، ورأيت في سيئ أعمالها النخاعة في المسجد لم تدفن. (حم م هـ) عن أبي ذر" (صح). (عرضت علي أمتي بأعمالها) قال أبو البقاء: في محل النصب على الحال أي ومعها أعمالها أو متلبسة بأعمالها كقوله تعالى: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] أي ومعهم إمامهم. (حسنها وسيئها) بدلاً من أعمالها كأن الله تعالى أراه كل أمته من وجد ومن سيوجد كما في عالم المثال. (فرأيت من محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق) كل ما يؤذي من شوك أو عذرة أو حجر والإماطة الإزالة. (ورأيت في سيئ أعمالها النخامة في المسجد لم تدفن) قال النووي (¬2): ظاهره أن الدفن لا يختص بصاحب النخامة بل يدخل فيه كل من رآها ولم يدفنها وقد ثبت أن كفارتها دفنها من فاعلها. (حم م هـ (¬3) عن أبي ذر). 5403 - "عرضت علي أجور أمتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها". (د ت) عن أنس (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2359). (¬2) شرح مسلم (5/ 38). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 178)، ومسلم (553)، وابن ماجة (3683).

(عرضت علي أجور أمتي، حتى القذاة) قال البيضاوي: وتبعه العراقي إنه بالرفع عطف على أجور أمتي، ويحتمل الجر وحتى بمعنى إلى وتقديره إلى آخر القذاة. (يخرجها الرجل من المسجد) وفيه حث على نظافة المساجد والعناية في ذلك. (وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها) لم يقل حفظها لينبه على أنها كانت نعمة عظيمة أولاها الله تعالى إياها ليقوم بحقها ويشكر مولاها على ما أنعم به عليه، وإنما جعل النسيان أعظم الذنوب لأنه لا يكون إلا [3/ 70] عن غفلة ولهو عن ذكر الله وإعراضه عن كلامه ورجع إلى الجهل بعد العلم، والظاهر أن المراد نسيان ألفاظه لا ترك العمل به وإن احتمل فالأول ظاهر اللفظ ولا ينافيه حديث: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" لأنَّ العقاب هنا على تفريطه وغفلته وعدم تعاهد تلاوته وقد عد نسيانه من الكبائر لهذا الحديث أو نسيان آية منه. واعلم: أن المراد النسيان مع عدم التذكر والتتبع لحفظه والتعاهد له وإلا فقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "رحم الله فلانا فقد أذكرني البارحة آية كنت أنسيتها" (¬1) لفظه أو معناه. (د ت (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال الترمذي: أنه غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه لأنه من رواية المطلب بن عبد الله بن حنطب قال البخاري: لا أعرف للمطلب سماعا من أحد من الصحابة، وقال ابن حجر: في إسناده ضعف لكن له شواهد، وقال الزين العراقي: استغربه البخاري لكن سكت عليه أبو داود. 5404 - "عرضت علي أمتي البارحة لدى هذه الحجرة، حتى لأنا أعرف بالرجل منهم من أحدكم بصاحبه صوروا لي في الطين. (طب) والضياء عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (755) ومسلم (788). (¬2) أخرجه الترمذي (2916)، وأبو داود (461)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3700).

حذيفة بن أسيد (صح) ". (عرضت علي أمتي) بذواتها. (البارحة) هي أقرب ليلة مضت: (في هذه الحجرة، حتى لأنا أعرف بالرجل منهم من أحدكم بصاحبه صوروا لي في الطين) قالوا: من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أنه عرض عليه أمته بأسرهم حتى رآهم وعرض عليه ما هو كائن منهم إلى يوم القيامة، والحكمة في هذا العرض تبشيره - صلى الله عليه وسلم - بكثرة أتباعه. (طب (¬1) والضياء عن حذيفة بن أسيد) رمز المصنف لصحته. 5405 - "عَرَفَ الحق لأهله. (حم ك) عن الأسود بن سريع (صح) ". (عَرَفَ) مبني للمعلوم فاعله ما دل عليه السياق (الحق لأهله) سببه أنه أتي إليه - صلى الله عليه وسلم - بأسير فقال: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمَّد فقاله - صلى الله عليه وسلم - وهذا من حسن نطقه ولطافته - صلى الله عليه وسلم - وتمام الحديث: خلوا سبيله. (حم ك (¬2) عن الأسود بن سريع) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح ولكنه رد الذهبي، وقال: فيه محمَّد بن مصعب ضعفوه، وقال الهيثمي: فيه عند أحمد والطبراني محمَّد بن مصعب وثقه أحمد وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح. 5406 - "عرفت جعفر في رفقة من الملائكة يبشرون أهل بيشة بالمطر. (عد) عن علي". (عرفت جعفرا) بن عمه أبي طالب شهيد مؤتة - رضي الله عنه -. (في رفقة) مثلثة جماعة وكثمار تحقق بمرافقتهم. (من الملائكة يبشرون أهل بيشَة) بكسر الموحدة وسكون المثناة تحتية وفتح المعجمة واد بطريق اليمامة. (بالمطر) فيه فضيلة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 181) (3054)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3701)، وفي الضعيفة (3861). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 435)، والحاكم (4/ 284)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3705)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 199).

لجعفر وأنه حي وأنه مع الملائكة يغدو ويروح وكأن المراد البشارة بالمطر بشر السحائب وسوق الرعود والبروق إلى أهل المحل فيستبشرون بالإغاثة. (عد (¬1) عن علي) سكت المصنف عليه. 5407 - "عرفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرفة، ومزدلفة كلها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحَسَّرٍ، ومنى كلها منحر". (طب) عن ابن عباس (ح) ". (عرفة) الموضع المعروف لكل عارف على اثني عشر ميلاً من مكة سميت بذلك لأن آدم وحواء تعارفا بها، أو لقول جبريل لإبراهيم - عليه السلام - لما علمه المناسك أعرفت، قال: عرفت، أو لأنها مقدسة معظمة كأنها عُرِفَتْ أي طُيِّبَتْ قاله في القاموس (¬2). (كلها موقف) الواقف بأي جزء منها آت بمنسك الوقوف الذي شرعه الله تعالى قاله - صلى الله عليه وسلم - دفعا لما يتوهم من أن محل الوقوف حيث وقف ولذا قال قبله: "وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف". (وارتفعوا عن بطن عرفة) بزنة همزة هي ما بين العلمين الكبيرين من جهة عرفة. (ومزدلفة) موضع بين عرفات ومنى سميت بذلك لأنه يتقرب إلى الله تعالى فيها أو لاقتراب الناس إلى مني بعد الإفاضة أو لمجيء الناس إليها في زلف من الليل أو لأنها أرض مستوية منكوسة وهذا أقرب قاله القاموس (¬3). (كلها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحَسَّرٍ) اسم فاعل من حسر كقطع منفلا سمي به لأنه حسر فيه الفيل، محل فاصل بين مزدلفة ومنى. (ومنى كلها منحر) لدماء الحج فلا يختص به مكان دون مكان. (طب (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3706). (¬2) القاموس المحيط (ص 1080). (¬3) القاموس (1055). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 199) (11231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4006)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 251).

5408 - "عرفة اليوم الذي يعرف فيه الناس. ابن منده وابن عساكر عن عبد الله بن خالد بن أسيد". (عرفة) يطلق على الموضع ويطلق على يوم التاسع من ذي الحجة وهو المراد هنا (اليوم الذي يعرف فيه الناس) بضم حرف المضارعة وتشديد الراء أي يقفون فيه بعرفه، قال السبكي: والمراد واتفقوا فيه على ذلك لأن المسلمين لا يتفقون على ضلال وإجماعهم حجة حتى لو غم الهلال وأكمل الناس لفقده وقفوا في تاسع الحجة بظنهم وعيدوا في غد ثم بان أنهم وقفوا في العاشر فوقوفهم صحيح وكذا إذا أكملوا رمضان بثلاثين فأفطروا من الغد ثم بان أنه يأتي شوال كان فطرهم يوم أفطروا فهذا معنى الحديث انتهى. قلت: [3/ 71] وقدمنا غير هذا المعنى في الحديث في حرف الصاد المهملة. (ابن منده وابن عساكر (¬1) عن عبد الله بن خالد بن أسيد) سكت عليه المصنف. 5409 - "عريشاً كعريش موسى، ثمام وخشيبات، والأمر أعجل من ذلك. المخلصي في فوائده وابن النجار عن أبي الدرداء". (عريشاً) نصب بفعل محذوف تقديره اجعلوه أي المسجد ضمها به قال ذلك عند عمارة مسجده (كعرش موسى)، أي اجعلوه وتقدم أنه ما يستظل به ويدفع الحر والبرد بأنه قال ذلك عند عمارة مسجده و (ثمام) بمثلثة كغراب نبت ضعيف قصير يستر به خصاص البيوت. (وخشيبات) جمع خشيبة مصغر. (والأمر) كناية عن حضور الموت. (أعجل من ذلك) أي إشادة البنيان. (المخلصي في فوائده وابن النجار (¬2) عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (5/ 176)، والدارقطني (33)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3707). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (5135)، والديلمي في الفردوس (4136)، وحسنه الألباني في =

5410 - "عزمة على أمتي لا يتكلمون في القدر. (خط) عن ابن عمر". (عزمة) نصب على أنه مفعول مطلق حذف فعله جواز أي عزمت عزمة وهو للتأكيد (على أمتي) عزم عليه أراد فعله وقطع عليه (لا يتكلمون في القدر) تقدم تحقيق المراد بالقدر في الجزء الأول باستيفائه. (خط (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن خالد البصري، قال الذهبي: قال أبو حاتم: منكر الحديث وفيه أيضاً محمَّد بن الحسين الدوري قال الذهبي: اتهم بالوضع وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح. 5411 - "عزمة على أمتي لا يتكلمون في القدر، ولا يتكلمون في القدر إلا شرار أمتي في آخر الزمان. (عد) عن أبي هريرة". (عزمة) مثل ما قبله (على أمتي أن لا يتكلموا في القدر) فإنه لا يأتي خوضهم فيه إلا بالشر (ولا يتكلم في القدر إلا شرار أمتي) لأنهم مخالفون هذه العزمة ويفتحون على أنفسهم كل شر (في آخر الزمان) لأنه زمان شرار الأمة. (عد (¬2) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وفيه أبو المهزم ليس بشيء. 5412 - "عزيز على الله تعالى أن يأخذ كريمتي عبد مسلم ثم يدخله النار. (حم طب) عن عائشة بنت قدامة (ح) ". (عزيز على الله) عز علي أن يفعل كذا حق في القاموس وفي النهاية (¬3): عزيز علي أن أراك بحال سيئة أي اشتد وشق أي حق على الله. (أن يأخذ كريمتي عبد مسلم) الكريمة كل جارحة شريفة والمراد هنا العينان أي يذهب بصره، (ثم ¬

_ = صحيح الجامع (4007). (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (2/ 189)، والعلل المتناهية (1/ 154)، وانظر الجرح والتعديل (2/ 242). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 312)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (226). (¬3) القاموس (1/ 1744)، والنهاية (3/ 456).

يدخله النار) فإنه تعالى حق عليه ألا يفعل ذلك إن صبر عبده وفيه فضيلة للضرير واضحة. (حم طب (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن عثمان الخطابي ضعفه أبو حاتم وغيره. 5413 - "عسى رجل يحدث بما يكون بينه وبين أهله، أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها فلا تفعلوا؛ فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها والناس ينظرون. (طب) عن أسماء بنت يزيد (ح) ". (عسى) فعل للترجي في المحبوب والإشفاق في المكروه وهو المراد هنا. (رجل) لم يقل أحدكم بإضافته إلى المسلمين لأنه في هذا الحال ينبغي ألا يكون منهم. (يحدث الناس بما يكون بينه وبين أهله) من أمر الجماع وتفاصيله لا ذكره جملة فإنه قد قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "هل منكم من قارف الليلة" أو نحو هذا اللفظ. (أو عسى امرأة تحدث بما يكون بينها وبين زوجها) من ذلك وأما ذكر القبلة فجائز فقد قالت عائشة رضي الله عنها: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقبّل بعض نسائه وهو صائم ومرادها نفسها، ويحتمل أنه ما جاز هذا إلا أنه تشريع وإبانة حكم. (فلا تفعلوا) أيها الرجال والنساء، (فإن مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في ظهر الطريق فغشيها) أي جامعها، (والناس ينظرون) إليهما فجعله مثل شيطان بغى بشيطانة لأن قوله لقي بدل على أنه وجدها ولا سبب بينهما، وجعل الجماع في أعلى الطريق؛ لأنه لا يخفى على أحد، وقال ينظرون ولم يقل جلوس أو نحوه زيادة في تهجين ما أتياه من الإخبار بما بينهما. (طب (¬2) عن أسماء بنت يزيد بن السكن) صحابية رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 365)، والطبراني في الكبير (24/ 343) (856)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3710)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 308). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 162) (414)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4008)، وانظر المجمع (4/ 294).

5414 - "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء. (حم م 4) عن عائشة (صح) ". (عشر من الفطرة) أي من سنة الأنبياء والمذكور هنا تسع فقال بعض: من للتبعيض، وفيه وهم ظاهر فإنه يلزم أن المراد عشر بعض الفطرة، ومع كونه وهما فهو غير رافع الإشكال فهي لابتداء الغاية أو للبيان وأما كون المذكور تسعا فلعله سهو من الراوي، أو أنه - صلى الله عليه وسلم - أعلمهم أن عشراً من الفطرة وعد لهم بعضها وأحال البعض على ما يعرفونه من غير هذا، أو المراد عشر خصال أو صفات أو سنن من سنن الأنبياء، (قص الشارب) هو وما بعده بدل من عشر أو خبر مبتدأ محذوف، وتقدم تحقيق المراد وأنه إحفاؤه والتعبير بالقص لأنَّه الغالب إلا فإنه لو أزيل بالحلق ونحوه لأصاب السنة، (وإعفاء اللحية) أي إبقاؤها بلا قص من باب حتى عفو، إلا لحية الأنثى فتزال. (والسواك) [3/ 72] أي الاستياك. (واستنشاق الماء) أي استصعاده إلى الأنف عند الوضوء والاستنثار: دفعه منها وقد يعبر بالأول عنهما فكأنه المراد هنا. (وقص الأظفار) كما سبق وقد ألف المصنف السيوطي كتابين لطاف في قص الأظفار. (وغسل البراجم) بفتح الموحدة وكسر الجيم: جمع برجمة بضمهما وهي العقدة التي تكون في ظهور الأصابع يجتمع فيها الوسخ ونبه بها على ما عداها مما اجتمع فيه الوسخ من أنف وأذن، والمراد عند الوضوء وغيره، (ونتف الإبط) أي شعره. (وحلق العانة) الشعر حول ذكر الرجل وفرج المرأة، (وانتقاص الماء) بقاف وصاد مهملة على الأكثر كناية عن الاستنجاء بالماء، لأن انتقاص الماء المطهر لازم له، لا يخفى بعد إرادته - صلى الله عليه وسلم - لهذا المعنى بهذا اللفظ وما هو إلا كالتعمية والألغاز، فالأقرب أنه بالفاء والمعجمة: يراد به الاستنجاء أو يراد المعنى الثاني من معنييه بالقاف والله أعلم، وقيل: المراد انتقاص البول بالماء لأنه إذا غسل

الذكر بعد بوله انقطع البول؛ لأن في الماء خاصية قطع البول وهذا أقرب من الأول، فالمصدر على الأول مضاف إلى الفاعل وعلى الثاني إلى المفعول، وعليه فالمراد بالماء البول وروي بالفاء: وهو نضح الماء على ما دخله الإزار بعد الطهر دفعا للوسواس، قال النووي: والصواب الأول، والعاشرة التي لم تذكر هي "الختان". فائدة: قيل: يتعلق بهذه الخصال أمور دينية ودنيوية تدرك بالتتبع منها تحسين الهيئة وتنظيف البدن جملة وتفصيلا والاحتياط للطهارة والإحسان إلى المخالط بكف ما يتأذى بريحه، ومخالفة شأن الكفار من المجوس واليهود والنصارى، وامتثال الشرع والمحافظة على ما أشار إليه قوله تعالى {فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر: 64] فكأنه قال: حسنت صوركم فلا تشوهوها مما يقبحها، والمحافظة عليها محافظة على المروءة لأن الإنسان إذا كان حسن الهيئة انبسطت إليه النفوس فقبل قوله وحمد رأيه. (حم م 4 (¬1) عن عائشة) رواه مسلم من حديث زكريا بن أبي زائدة عن مصعب ثم قال: قال زكريا قال مصعب ونسيت العاشرة وقد تكون المضمضة انتهى، قال عياض: لعلها الختان المذكور مع الخمس، قال النووي (¬2): هو أولى، قال: قال النسائي وفي الحديث علة عندهم الجميع وهو مصعب بن شيبة، قال أحمد: له مناكير، وأبو حاتم والدارقطني: ليس بالقوي لكن لروايته شاهد صحيح. 5415 - "عشر خصال عملها قوم لوط بها أهلكوا، وتزيدها أمتي بخلة: إتيان الرجال بعضهم بعضا، ورميهم بالجلاهق والخذف، ولعبهم بالحمام، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 137)، ومسلم (88)، وأبو داود (53)، والترمذي (2757)، والنسائي (8/ 126)، وابن ماجة (293). (¬2) شرح مسلم (3/ 150).

وضرب الدفوف، وشرب الخمور، وقص اللحية، وطول الشارب والصفير، والتصفيق، ولباس الحرير، وتزيدها أمتي بخلة: إتيان النساء بعضهن بعضاً. ابن عساكر عن الحسن مرسلاً" (ض). (عشر خصال عملها قوم لوط بها أهلكوا) لا بغيرها والمراد أنها سبب بعثة لوط لهم يدعوهم إلى تركها فكذبوا وقالوا: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ} [الشعراء: 167] فأهلكوا بتكذيبه وعدم الإيمان به، وتلك الخصال هي سبب السبب لأن تكذيب الرسول أعظم من ارتكاب تلك الأمور فالعقوبة عليه أقدم عنده تعالى، (وتزيدها أمتي نحلة (¬1)) بالنون والحاء المهملة: أي عطية أي خلة يعطيها هذه العشر كما ينحل الرجل الرجل مالاً، هكذا ضبط في النسخ الصحيحة، والشارح فسرها بخصلة بناءا على أنها بالمعجمة والباء الموحدة عطف على محذوف: أي تفعلها أمتي وتزيدها بخصلة من خصال السوء يأتي بيانها، (إتيان الرجال بعضهم بعضاً) فإنها معصية ما سبقهم بها أحد، قال تعالى حاكيا عن قوم لوط: {مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت: 28]، فعليهم وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. (ورميهم) أي تراميهم، (بالجلاهق) بضم الجيم كعلابط البندق الذي يرمى به وأصله بالفارسية جلة كما في القاموس (¬2)، (والخذف) بالمعجمتين والفاء رمتك بحصاة أو نواة أو نحوها تأخذها بين سبابتيك يخذف بها، وتقدم النهي عنها: "إياكم والخذف فإنها تكسر السن وتفقأ العين ... " الحديث. في الهمزة، (ولعبهم بالحمام) كسحاب، طائر قوي لا يألف البيوت معروف أو كل ذي طوق واللعب بها هو السباق بها الذي رواه فيه ابن أبي مريم الحديث الكذب بين يدي المنصور، (وضرب الدفوف) ¬

_ (¬1) أثبتناها طبقا لضبط الشارح. (¬2) انظر القاموس المحيط (3/ 218)، والجلة: كبة غزل والكثير جلها وبها سمي الحائك.

كأن المراد في غير أعراس وإلا فقد رخص فيها له وكذلك للقادم كما مر - صلى الله عليه وسلم - من نذرت أن تضرب بين يديه إذا قدم أن تفي بنذرها. (وشرب الخمور، وقص اللحية) أي استئصالها كما يفعله عبيد الأتراك وغيرهم. (وطول الشارب) بعدم الأخذ منه، (والصفير) بالصاد مهملة ويقال بالسين: التصويت [3/ 73] بالفم والشفتين، (والتصفيق) ضرب صفحة الكف على صفحة الأخرى وذلك عند الغناء ونحوه لا مطلق التصفيق فقد أمرت به النساء للفتح على الإمام وكذلك لتنبيه الإنسان على آخر، (ولباس الحرير) واعلم أنه يحتمل أن الإهلاك وقع بالمجموع من حيث هو وإن كان في إفراده ما ليس بمحرم مثل الدف والصفير ويحتمل أن الكل محرم وأنه وقع الترخيص في التدفيف فيما سلف لهذه الأمة، (وتزيدها أمتي بخلة: إتيان النساء بعضهن بعضاً) وذلك كالربا في حقهن وقد استشكل هذا بخبر البيهقي (¬1) وغيره: "إنما حق القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء والرجال بالرجال"، وقد توفق بينهما بأن المراد أنه يكثر في هذه الأمة. (ابن عساكر (¬2) عن الحسن البصري مرسلاً) رمز المصنف لضعفه. 5416 - "عشرة في الجنة: النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة. (حم د هـ) والضياء عن سعيد بن زيد (صح) ". (عشرة في الجنة) أي محكوم بها لهم في دار الدنيا (النبي في الجنة) اللام للعهد الخارجي والمراد محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (وأبو بكر في الجنة) تقدم سرد العشرة ما ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5460). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 322)، والديلمى في الفردوس (4081)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3711)، والضعيفة (1233): موضوع.

عداه - صلى الله عليه وسلم - في حرف الهمزة بلفظ: "أبو بكر في الجنة ... " إلى آخر ما هنا إلا أنه لم يذكر هنالك نفسه وذكر العاشر أبا عبيدة بن الجراح وهنا ذكر نفسه ولم يذكر أبا عبيدة ولم يذكر سعد بن أبي وقاص وذكر سعد بن مالك، (وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة) هكذا في نسخ الجامع والذي في حديث العشرة المتقدم وغيره سعد بن أبي وقاص وكذلك عده من ألف في فضائل العشرة كابن الأمير في الجامع فإنه أفردهم بالذكر وأما سعد بن مالك فهو صحابي جليل، قال ابن الأثير (¬1): كان من الحفاظ المكثرين العلماء الفضلاء العقلاء وأثنى عليه كثيرا ولم يعده من العشرة ولا منافاة فهذه شهادة له خاصة وإنما ذكرت هذا لئلا يظن الناظر أن هؤلاء هم العشرة المشهورون ويحتمل أنه أراد سعد بن مالك سعد بن أبي وقاص لأن اسم أبي وقاص مالك فيكون قد ذكره باسمه دون كنيته إلا أنه يبعده اشتهاره بالكنية دون الاسم وإن كان يقربه كونه أحد العشرة الذين تكررت الشهادة لهم والشارح لم يتكلم هنا بثبت شغله، (وسعيد بن زيد) ابن عمرو بن نفيل القرشي العدوي في الجنة كرر الإخبار عن كل فرد بأنه في الجنة ولم يكتف بالإخبار عن الجميع بلفظ واحد تنصيصاً على أن كل فرد محكوم له بالجنة وزيادة في بيان شرفهم رضي الله عنهم قال بعضهم والتفسير بالجنة لا يلزم منه الأمن من البعد عن كمال القرب إنما اللازم الأمن من النار على أن الوعد لا يمنع الحيرة والدهشة والخوف ولهذا كانوا باكين خاشعين خائفين من سوء العاقبة ومن عذاب الآخرة، إن قيل: قد ثبت عند مسلم من حديث سعد: "ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحي إنه من أهل الجنة ¬

_ (¬1) أسد الغابة (1/ 438).

إلا لعبد الله بن سلام" (¬1) قيل: لا منافاة؛ لأنه يحتمل أنه لم يسمع تبشير العشرة وسمعه غيره أو أنه أخبر بذلك قبل علمه بهذا ثم اعلم أن مفهوم العدد غير مراد فقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - شهد لجماعة بالجنة كالحسنين وأمهما وجدتهما وعبد الله بن سلام وغيرهم. (حم د هـ والضياء (¬2) عن سعيد بن زيد) رمز المصنف لصحته. 5417 - "عشرة أبيات بالحجاز أبقى من عشرين بيتاً بالشام. (طب) عن معاوية (ض) ". (عشرة أبيات في الحجاز أبقى) بالموحدة والقاف من البقاء أي أكثرها بقاءً. (من عشرين بيتاً بالشام) كأنَّ المراد أن أهل الشام يسرع إليهم الفناء بالطاعون ونحوه بخلاف أهل الحجاز والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -. (طب (¬3) عن معاوية) رمز المصنف لضعفه. 5418 - "عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار: عصابة تغزو الهند، وعصابة تكون مع عيسى بن مريم. (حم ن) والضياء عن ثوبان (صح) ". (عصابتان) بتثنية عصابة وهي الجماعة من عشرة إلى أربعين. (من أمتي أحرزهما الله) بالمهملة فراء فزاي من الإحراز وهو الحفظ من النار. (عصابة تغزو الهند) جهاداً لمن به من الكفرة سواء ظفرت أم لا. (وعصابة تكون مع عيسى بن مريم) ولعله أريد بالعصابة مطلق الكثرة إن كانت لا تطلق على أكثر من أربعين فإنه معلوم أن غزو الهند لا يقوم به أربعون ومن يجاهد مع عيسى ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3601). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 188)، والترمذي (3748)، وابن ماجة (133)، والضياء في المختارة (1089)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4010). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 395) (930)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3712)، والضعيفة (3865).

- عليه السلام - كذلك. (حم ن والضياء (¬1) عن ثوبان) رمز المصنف لصحته ولكن [3/ 74] فيه الجراح بن مليح قال الذهبي في الضعفاء (¬2): ليس بشيء. وقد قال الطبراني: لا يروى عن ثوبان إلا من طريقه. 5419 - "عظم الأجر عند عظم المصيبة، وإذا أحب الله قوماً ابتلاهم. المحاملي في أماليه عن أبي أيوب". (عظم الأجر) بكسر المهملة أي كثرته على الصبر. (عند عظم المصيبة) لأنه كلما عظم موقعها في القلب كان الصبر عليها أشد فالأجر أكثر ويحتمل أن المراد الأجر على نفس المصيبة وإن لم يقابل بالصبر، والتفرقة بين سبب الأجر والعوض اصطلاح كلامي. (وإذا أحب الله قوماً ابتلاهم) أي بالشر وإن كان إعطاء الخير قد يكون ابتلاء أيضاً إلا أنه غير مراد هنا وتمام الحديث: "فمن رضي فله الرضا ومن جزع فله الجزع" أي من رضي فله أجر الرضا ومن جزع فعليه وزر جزعه، وفيه دليل لما ذكرناه من أن الأجر على الصبر. (المحاملي) (¬3) بفتح الأولى من الميمين وكسر الثانية نسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس في السفر وهو القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المحاملي كان يحضر مجلس إملائه عشرة آلاف (¬4)، (في أماليه عن أبي أيوب) سكت عليه المصنف. 5420 - "عفو الله أكبر من ذنوبك. (فر) عن عائشة". (عفو الله أكبر) بالموحدة بضبط المصنف. (من ذنوبك) بكسر الكاف بضبطه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 278)، والنسائي (6/ 42)، والطبراني في الأوسط (6741)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4012)، والصحيحة (1934). (¬2) انظر المغني (1/ 128). (¬3) أخرجه المحاملي كما في الكنز (6638)، وانظر فيض القدير (4/ 317)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4013). (¬4) انظر: ترجمته في سير أعلام النبلاء (15/ 259) رقم (110).

أيضاً خطاباً لعائشة رضي الله عنها والكبير يتلاشى عنده الصغير فهو الذي يغفر الذنوب جميعاً. (فر (¬1) عن عائشة) ورواه الطبراني في الأوسط وعنه تلقاه الديلمي فلو نسبه إلى أصله كان أولى قال الهيثمي: فيه نوح بن ذكوان ضعيف. 5421 - "عفو الملوك أبقى للملك. الرافعي عن علي". (عفو الملوك) عن رعاياهم ومن عاداهم وأساء إليهم. (أبقى للملك) وأدوم لثباته لأن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها ومن أعظم الإحسان العفو عن الإساءة. (الرافعي (¬2) عن علي) اسم الرافعي عبد الكريم (¬3). 5422 - "عفوت لكم عن صدقة الجبهة، والكسعة والنخة. (هق) عن أبي هريرة (ض) ". (عفوت لكم عن صدقة الجبهة) هي الخيل سميت به لأنها خيار البهائم كما يقال وجه القوم وجبهتهم لسيدهم. (والكسعة) بضم الكاف وسكون المهملة الحمير والبقر العوامل والرقيق لأنها تكسع بالعصا إذا سيقت قاله القاموس (¬4). (والنخة) بضم النون وفتحها والخاء المعجمة مفتوحة مشددة البقر العوامل أو كل دابة استعملت وفي القاموس (¬5): الرقيق والبقر العوامل، فهذه الثلاثة لا زكاة فيها عفا الله عنها لطفاً بعباده. (هق (¬6) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال ابن حجر: سنده ضعيف، وقد اضطرب فيه راويه سليمان بن الأرقم أبو معاذ. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4854)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3716)، والضعيفة (3867). (¬2) أخرجه القزويني في التدوين (2/ 17)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3717). (¬3) انظر ترجمته في: الطبقات للسبكي (6/ 131)، وطبقات الإسنوي (1/ 570). (¬4) القاموس (1/ 980). (¬5) القاموس (1/ 334). (¬6) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 118)، وانظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3718).

5423 - "عفوا تعف نساؤكم. أبو القاسم بن بشران في أماليه (عد) عن ابن عباس". (عفوا) بضم فائه عن الفاحشة ومقدماتها. (تعف نساؤكم) عنها كأنه يجعل الله عقوبة الرجل على عدم العفة عدم عفة أهله ويكون شؤما لحق أهله بسيئته أو لأنه إذا عف يوفر على قضاء حاجة أهله فأعفهم وإن لم يعف لم يقض حاجتها فاحتاجت إلى الفاحشة، فهذا من أعلام النبوة والحكايات فيه كثيرة. (أبو القاسم بن بشران في أماليه. عد (¬1) عن ابن عباس) سكت المصنف عنه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 5424 - "عفو تعف نساؤكم، وبروا آباءكم تبركم أبناءكم، ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه فلم يقبل عذره لم يرد علي على الحوض. (طس) عن عائشة". (عفوا تعف نساؤكم، وبروا آباءكم) وأمهاتكم. (تبركم أبناءكم) جزاءاً وفاقاً فإن الجزاء من جنس الفعل. (ومن اعتذر إلى أخيه المسلم من شيء بلغه عنه) فيه ندب الاعتذار إذا بلغ عن الإنسان إلى أخيه ما يوحشه عنه (فلم يقبل عذره) سواء صدق فيه أم كذب لما ورد في روايته الآتيه محقاً كان أو مبطلاً، لأنه ليس المراد من الاعتذار إلا إزالة الوحشة وقد وقع بالتنصل عما قيل (لم يرد على الحوض) الذي لم يقبل لأنه ينافي مكارم الأخلاق التي بعث - صلى الله عليه وسلم - ليتممها ولأنه ليس على من أذنب إلى الله تعالى إلا الاعتذار بالتوبة وأي حق آكد من حق الله تعالى. (طس (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه خالد بن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن بشران في أماليه برقم (420)، وابن عدى في الكامل (1/ 330)، وانظر الموضوعات (3/ 85). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6295)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 155، 275)، وورد =

يزيد العمري (¬1) وهو كذاب. 5425 - "عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آبائكم تبركم أبنائكم، ومن أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (عفوا عن نساء الناس) ذوات الأزواج وغيرهن وشمل العفة عن النظر وما فوقه بل عن الخطرات التي يتبعها التمني ونحوه لا الخاطر المار الذي لا يمكن دفعه وفي إضافتهن إلى الناس زيادة تنفير لأنهن قد صرن حقاً للغير لا يحسن لعاقلٍ أن يحاذيهم ما هو حق لهم. (تعف نساؤكم) ويلزمه بطريق المفهوم أنه لو لم تعفوا لم تعف نساؤكم. (وبروا آبائكم تبركم أبنائكم) أي يكن سبباً لجزائكم ببر أولادكم لكم ويلزمه أن من عق أباه عقه أولاده والأم أولى (ومن أتاه أخوه) في الإسلام. (متنصلا) بالصاد المهملة: انتفى من ذنبه واعتذر إليه. (فليقبل ذلك منه محقاً) كان في تنصله (أو مبطلاً) فيه وجوب قبول المعاذير [3/ 75] من أي ذنب: اقبل معاذير من يأتيك مُعتذراً ... إن بَرَّ عندك فيما قال أو فجرا (¬2) (فإن لم يفعل) يقبل عذر أخيه. (لم يرد على الحوض) مع شدة حاجته إلى وروده وذلك لأنه وافاه أخوه ملتهباً من حرارة ذنبه طامعاً في تبريد مائه بفرات القبول فلم يرده الراد لعذره إلا تلهباً وظمأً فناسب أن يعاقب في يوم حاجته وظمأه إلى عدم ورود الماء الذي من شرب منه لم يظمأ أبداً: جزاءا وفاقاً. ¬

_ = في الأصل: يزيد بن خالد العمي والتصحيح من المجمع، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3714): موضوع. (¬1) جاء في المخطوط: فيه يزيد بن خالد القمي والصواب ما أثبتناه. (¬2) الأبيات منسوبة إلى البحتري (ت 284 هـ).

(ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وردَّه الذهبي فقال: فيه سويد بن قتادة: ضعيف، وقال المنذري: هو سويد بن عبد العزيز واه. 5426 - "عقر دار الإسلام بالشام. (طب) عن سلمة بن نفيل (ح) ". (عقر) بضم المهملة وبفتح وسكون القاف. (دار الإسلام) في النهاية (¬2)، أصله وموضعه (بالشام) كأنه أشار به إلى وقت الفتن أي تكون الشام يومئذ أمناً منها، وأهل الإسلام به أسلم وفيه حث على لزوم الشام عند الفتن ومعناه كثير في الأحاديث. (طب (¬3) عن سلمة) بفتحات ابن نفيل بنون وفاء مصغراً رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 5427 - "عقل شبه العمد مغلظ مثل عقل العمد، ولايقتل صاحبه. (د) عن ابن عمرو (صح) ". (عقل شبه العمد) العقل: الدية من الإبل لعقلها بفناء أولياء المقتول أي شدها وكأن الأصل في الدية الإبل وشبه العمد أن يرمى إنسان بشيء ليس من عادته أن يقتل مثله وليس من غرضك قتله فيصادف قضاءً وقدراً فيقع في مقتل فيقتل كما في النهاية (¬4) (مغلظ) بأن يكون أثلاثاً، ثلاثون حقة، ثلاثون جزعة، وأربعون خلفة أي حاملاً كذا في شرحه وفي النهاية (¬5) مثله إلا أنه قال: وأربعون ما بين ثنية إلى نازل عامها كلها خلفة إلى حامل لكنها مخففة بكونها مؤجلة. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 170)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3715): ضعيف جداً. (¬2) النهاية (3/ 529). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 53) (6359)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 40)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4014). (¬4) النهاية (2/ 1085). (¬5) النهاية (3/ 713).

(مثل عقل العمد) في التثليث، (ولا يقتل صاحبه) أي لا قصاص فيه والحديث دليل لمن أثبت شبه العمد وفيه خلاف في الفروع. (د (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وفيه خلاف كثير. 5428 - "عقل المرأة مثل عقل الرجل حتى تبلغ الثلث من ديتها. (ن) عن ابن عمرو (ض) ". (عقل المرأة) ديتها. (مثل عقل الرجل) أي ديتها مثل ديته وذلك فيما كان من أطرافها. (حتى تبلغ الثلث من ديتها) المقدرة بدية الرجل فإذا انقضت عليها جناية في طرف من أطرافها لا يجاوز ثلث الدية قدر بدية الرجل أي كان العضو التالف منها كأنه عضو رجل فإذا جاوره رجع بها إلى نصف دية الرجل وكان مالكاً يذهب إلى هذا وحده. (ن (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال الذهبي: وفيه إسماعيل بن عياش عن ابن جريج. 5429 - "عقل أهل الذمة نصف عقل المسلمين. (ن) عن ابن عمرو (ض) ". (عقل أهل الذمة) أي ديتهم اللازمة لمن جنى عليهم. (نصف عقل المسلمين) إلى هذا ذهب مالك وابن عمر، وفي المسألة خلاف في الفروع. (ن (¬3) عن ابن عمرو) هو من حديث عمرو بن شعيب أيضاً، وقد رمز المصنف لضعفه. 5430 - "عقوبة هذه الأمة بالسيف. (طب) عن رجل، (خط) عن عقبة بن مالك". (عقوبة هذه الأمة) أي عذابها على ذنوبها في دنياها (بالسيف) أي القتل بأي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4565)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4016). (¬2) أخرجه النسائي (8/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3719). (¬3) أخرجه النسائي (8/ 45)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4015).

آلة إلا أنه خرج على الأغلب فهذا من رحمة الله بهم أن جعل لهم العقوبة في الدنيا وجعلها بالسيف لا بالخسف والمسخ وتمام الحديث: "والساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر" وفيه بيان أن هذه عقوبة بعض المعاصى أو بعض العصاة وهو المقتول والساعة موعد القاتل. (طب (¬1) عن رجل) من الصحابة قال الديلمي: أظنه عبد الله بن يزيد الخطمي، (خط عن عقبة بن مالك) هما اثنان ليثي، وجهني فكان يحسن تمييزه وإن كان الكل صحابة. قال الهيثمي: رجال الطبراني رجال الصحيح انتهى، والمصنف سكت عليه. 5431 - "علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبداً. ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن بكر بن خنيس مرسلاً". (علامة أبدال أمتي) تقدم وجه التسمية وتحقيقهم في آخر حرف الهمزة في المحلى باللام منه (أنهم لا يلعنون شيئا أبداً) لأن المؤمن لا يكون لعاناً ولأن اللعن الطرد من رحمة الله وهم يقربون إلى رحمة الله لا يبعدون عنها وفيه أنه لا يحمد لعن شيء من الأشياء ولو كافرًا فإنه لو كان يحمد لما تركه عباد الله الصالحون. (ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء (¬2) عن بكر بن خنيس) بالمعجمة فنون فمهملة مصغراً تابعي زاهد عابد (مرسلاً، قال في التقريب (¬3): صدوق له أغاليط كثيرة. 5432 - "علامة حب الله تعالى حب ذكر الله، وعلامة بغض الله بغض ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ. (هب) عن أنس". (علامة حب الله) أي حب العبد لربه وهو مضاف إلى مفعوله أو حب الله عبده فإلي فاعله فإن الله إذا أحب عبده ملأ قلبه ولسانه من ذكره. (حب ذكر الله) ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 317)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4017)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 225). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في الأولياء (59)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3720): موضوع. (¬3) التقريب (1/ 26).

حب العبد ذكر مولاه فإن من أحب شيئا ولع بذكره ولهج قلبه ولسانه به. (وعلامة بغض الله) فيه احتمالان. (بغض ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ) لأن من أبغض شيئا أبغض لفظه وكل [3/ 76] ما يتعلق به ولذا قيل: وإذ كرهت بنا كرهت حديثه ... وإذا سمعت غناه لم أطرب والحديث إعلام لنا بعلامة من يحب الله فيلزمنا محبته وموالاته وعلامة من يبغضه فيلزمنا بغضه ومعاداته اللهم إنا نسألك حبك والولوع بذكرك ونعوذ بك من بغضك ونسألك رضاك. (هب (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف ورواه عنه الحاكم والديلمى. 5433 - "على الخمسين جعة. (قط) عن أبي أمامة (ض) ". (على الخمسين) من الرجال المكلفين (جعة) أي صلاة جمعة ومفهوم عدده أنه لا جمعة على غيرهم من عدد أقل ولا أكثر إلا أن الحديث سيق لبيان أقل من يجب عليهم الجمعة فليس مفهوم الأكثر ملاحظا والعمل بهذا الحديث رواه مذهبا لعمر بن عبد العزيز وقولا لابن حنبل ابن حزم في المحلى وفي عدد من يجب عليه الجمعة أربعة عشر قولا سردها السرخسي في شرح هداية الحنفية ولا يخفى أن مفهوم العدد مطرح عند عامة الأصوليين إلا أن تمام الحديث عند مخرجه: "ليس فيما دون ذلك جمعة" وما كان للمصنف حذفه وفيه نفي مفهوم الأكثر وبيان أنه سيق لمعرفة مقدار أقل من يجب عليه الجمعة. (خط (¬2) (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه لأنه تعقبه مخرجه بأن جعفر بن الزبير أحد ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (409)، والديلمي في الفردوس (4141)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3721). (¬2) هكذا جاء في المخطوط. (¬3) أخرجه الدارقطني (2/ 4)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 176)، وانظر: البدر المنير (4/ 597)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3732): موضوع.

رجاله متروك، قال ابن القطان (¬1): تضعيف الحديث بجعفر ظلم إذ من فوقه ومن تحته أضعف. 5434 - "على الركن اليماني ملك موكل به منذ خلق الله السماوات والأرض، فإذا مررتم به فقولوا: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} فإنه يقول: أميم آمين". (خط) عن ابن عباس (هب) عنه موقوفاً (ض) ". (على الركن اليماني) المعروف في بيت الله العتيق. (ملك موكل) بالتأمين على دعاء العباد عنده. (به منذ خلق الله السماوات والأرض، فإذا مررتم به) عند الطواف أو مطلقاً، (فقولوا: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}) صحة وكفافاً وتوفيقاً إلى الخير، ({وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً}) ما يطلبه من الثواب، وعن علي - رضي الله عنه - الحسنة في الدنيا المرأة الصالحة وفي الآخرة الحوراء. ({وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}) وعنه - رضي الله عنه - عذاب النار مرآة السوء. (فإنه يقول "آمين") أي استجب يا ربنا وفيه الحث على الدعاء المذكور في ذلك المحل اغتناما لتأمين الملك، وهل يؤمن الملك على غير هذا الدعاء؟ الظاهر ذلك وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - هذا لأنه جامع لخير الدنيا والآخرة يطلب الخير فيهما والاستعاذة من أعظم الشر. (خط (¬2) عن ابن عباس. هب عنه موقوفاً) رمز المصنف لضعفه. 5435 - "على النساء ما على الرجال، إلا الجمعة، والجنائز، والجهاد. (عب) عن الحسن مرسلا". (على النساء) من الفرائض. (ما على الرجال، إلا الجمعة) صلاتها. (والجنائز) تشيعها ودفنها وصلاتها فإن لم يوجد رجل لزم المرأة. (والجهاد) ¬

_ (¬1) انظر: بيان الوهم والإيهام (4/ 46). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 226)، والبيهقي في الشعب (4046)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3733): ضعيف جداً.

بالسيف لا باللسان والجنان ولها الدفاع عن النفس، وهل يجب عليها فيه بحث. (عب (¬1) عن الحسن مرسلاً) سكت عليه المصنف. 5436 - "على الوالي خمس خصال: جمع الفيء من حقه، ووضعه في حقه، وأن يستعين على أمورهم بخير من يعلم، ولا يجمرهم فيهلكهم، ولا يؤخر أمر يوم لغد". (عق) عن واثلة (ض) ". (على الوالي) اسم فاعل من ولي الأمر تقلده والمراد به الإمام الأعظم. (خمس خصال: جمع الفيء) في النهاية (¬2): هو ما حصل للمسلمين من أموال الكفار من غير حرب ولا جهاد. (من حقه) من موضعه الذي هو فيه حق. (ووضعه في حقه) أي مستحقه الذي بينته الآية {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ...} إلى آخرها [الحشر: 6]، وقد اختلف فيه فقيل: سدس لظاهر الآية ويصرف سهم الله في عمارة الكعبة وسائر المساجد وقيل بخمس لأن ذكر الله لمجرد التبرك والتعظيم ويصرف سهم الرسول الآن في الإمام والثغور وسائر المصالح وقيل غير ذلك والكلام مستوفى في محله، (وأن يستعين في أمورهم) أي أمور الرعية المدلول عليها بالسياق. (بخير من يعلم) فلا يحل له أن يولي من يعلم أن غيره خير منه، (ولا يجمرهم) بضم حرف المضارعة والجيم المخففه والميم المكسورة والراء جمع الجيش في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم (فيهلكهم) بالنصب لحصول شرطي نصب الفاء، (لا يؤخر أمر يوم لغد) أي لا يؤخر الأمور الفورية خشية الفوات والفساد وهذه الخصال هي أمهات ما يجب عليه لرعيته ووراء ذلك واجبات عديدة لازمة له. (عق (¬3) عن واثلة) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9675)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3735): موضوع. (¬2) النهاية (3/ 953). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 190)، وانظر ميزان الاعتدال (2/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3736).

المصنف لضعفه؛ لأن فيه جعفر بن مرزوق المدائني قال في الميزان: عن العقيلي أحاديثه مناكير لا يتابع على شيء منها ثم ساق هذا الخبر. وكان على المصنف أن يذكر أن مخرجه أعلّه وإن كان هذا ليس من قاعدته في هذا الجامع وكأنه يكتفي بالرمز. 5437 - "على اليد ما أخذت حتى تؤديه. (حم 4 ك) عن سمرة (صح) ". (على اليد) التعريف للجنس (ما أخذت) من مال الغير بغصب أو غيره. (حتى تؤديه) ترده من غير نقص عين ولا صفة، قال الطيبي: ما موصولة مبتدأ، وعلى اليد خبره والرابط محذوف أي ما أخذته اليد ضمان على صاحبها [3/ 77] والإسناد إلى اليد على المبالغة لأنها هي المتصرفة وأخذ به المالكية فضمنوا الإجزاء مطلقاً. (حم 4 ك (¬1) عن سمرة) كلهم من حديث الحسن عنه، وفي سماع الحسن منه خلاف وزاد فيه أكثرهم: ثم نسي الحسن فقال هو أمين ولا ضمان عليه، قال الترمذي: حديث حسن، والمصنف رمز لصحته. 5438 - "على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال. ملك (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (على أنقاب المدينة) بالنون جمع نقب بالسكون مداخلها وفوهات طرقها (ملائكة) موكلون، (لا يدخلها الطاعون) تقدم بيانه، قال الطيبي: جملة لا يدخلها مستأنفة بيان لموجب استقرار الملائكة على الأنقاب وعن عدم دخول الطاعون، من خصائص المدينة وهو لازم لدعاء المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فلم ينقل أنها دخلها الطاعون، وذكر النووي (¬2) في الأذكار: أن الطاعون لم يدخل المدينة ولا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 8)، وأبو داود (3561)، والنسائي في الكبرى (5783)، والترمذي (1266)، وابن ماجة (2400)، والحاكم (2/ 55)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3737). (¬2) الأذكار (ص 354).

مكة أصلاً، لكن ذكر جمع أن الطاعون العام دخل مكة أما المدينة فلم يذكر أنه دخلها وهذا من معجزاته - صلى الله عليه وسلم - فإن الأطباء عجزوا عن دفع الطاعون عن بلد بل عن قرية وقد امتنع عن المدينة هذه الأعصار المتطاولة فإن قيل: كيف لا يدخل الطاعون المدينة مع أنه شهادة وأجيب بأن المراد بكونه شهادة أن ذلك يترتب عليه وينشأ عنه وكونه وخزًا من الجن يحسن مدح المدينة بعدم دخوله إليها. (ولا الدجال) فإنه لا يدخلها بل يمنع عنها فإنه ينزل بالسبخة محل قريب من المدينة فترجف المدينة بأهلها أي يحركهم ويزلزلهم فيخرج منها من كان في قلبه مرض. (مالك حم ق (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه النسائي أيضاً. 5439 - "على أهل كل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب وفي كل أضحى شاة. (طب) عن مخنف بن سليم". (على أهل كل بيت أن يذبحوا شاة في كل رجب) قال البيهقي: الأمر فيه للندب؛ لأنه جمع بين الضحية، والعتيرة غير واجبة إجماعاً وهي ما يذبح في رجب. قلت: دلالة الاقتران غير ناهضة كما علم في محله. (وفي كل أضحى شاة) قال البغوي: هذا ضعيف أو منسوخ وبفرض صحته فلا حجية لمن قال بوجوب الضحية كأبي حنيفة؛ لأن الصيغة غير صريحة في الوجوب المطلق كأنه يريد إن غلى يرد في غير الوجوب. (طب (¬2) عن مخنف) بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح النون (ابن سليم) قال ابن عبد البر (¬3): لا أحفظ له غير هذا الحديث، وقال الترمذي: غريب ضعيف، وقال الخطابي: فيه أبو رملة مجهول، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 237)، والبخاري (1867) ومسلم (1379)، والنسائي في الكبرى (7526). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 311) (740)، والبيهقي في السنن (9/ 312)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4029). (¬3) انظر: الاستيعاب (1/ 461).

وقد رواه أحمد والأربعة إلا النسائي عن مخنف أيضاً، "على أهل كل بيت في كل عام أضحية وعتيرة" (¬1) قال ابن حجر (¬2): سنده قوي. 5440 - "على ذروة كل بعير شيطان فامتهنوهن بالركوب، فإنما يحمل الله تعالى" (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (على ذروة) ذروة الشيء بالضم والكسر أعلاه. (كل بعير) الجمل النازل، والجذع، وقد يكون للأنثى والظاهر هنا أنه لهما (شيطان) ظاهره حقيقة ويحتمل أن المراد فيها صفة شيطانية من الشمس والشرود. (فامتهنوهن) امتهنه استعمله للمهنة وهي الخدمة والمراد ذللوهن (بالركوب) المقرون بذكر الله لينفروا عنها الشياطين، (فإنما يحمل الله تعالى) تعليل بمطوي كأنه قيل: واذكروا اسم الله عند ركوبها فإنه الذي يحمل وإلا فلا يمكنكم مزاحمة الشياطين كما يدل له ما يأتي. (ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 5441 - "على ظهر كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فسموا الله، ثم لا تقصروا عن حاجاتكم. (حم ن حب ك) عن حمزة بن عمرو الأسلمي (صح) ". (على ظهر كل بعير شيطان) لأنها مخلوقة من الشياطين كما سلف فهي آية جيء بها للمناسبة بينهما في أصل الخلقة، (فإذا ركبتموها فسموا الله) كما علمكم رسوله أي لا تتركوا بعضها تقصيراً منكم لأجل أن على ظهر البعير شيطاناً خشية من شره. (ثم لا تقصروا عن حاجاتكم). (حم ن حب ك (¬4) عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 76)، وأبو داود (2788)، والترمذي (1518)، وابن ماجة (3125). (¬2) انظر: فتح الباري (10/ 4) و (9/ 597). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 602)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4030). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 494)، والنسائي (6/ 130) وفي الكبرى (1338)، وابن حبان (4/ 602)، والحاكم (1/ 602)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4031).

حمزة بن عمرو الأسلمي) رمز المصنف لصحته. 5442 - "على كل بطن عقولة. (حم م) عن جابر" (صح). (على كل بطن عقولة) بضم العين والقاف في النهاية (¬1): البطن ما دون القبيلة وفوق الفخذ أي كتب عليهم ما تغرمه العاقلة فهي ما على كل قوم، وقال غيره معناه أن على الفخذ من القبيلة حصته من الدية لدخوله في كونه عاقلة أي شرطه، قال في الفردوس: قيل أراد به الجنين إذا قتله البطن. (حم م (¬2) عن جابر) وفي الباب غيره في معناه. 5443 - "على كل سلامى من ابن آدم في كل يوم صدقة، ويجزئ عن ذلك كله ركعتا الضحى. (طس) عن ابن عباس". (على كل سلامي) بضم السين وتخفيف اللام وهو العضو وقيل: هي عظام الأصابع وقيل المفاصل وقيل الأنامل. قال البيضاوي: والمراد هنا العظام كلها (من ابن آدم في كل يوم صدقة) شكراً لما أصبح عليه من السلامة والعافية. (ويجزي من ذلك) قال النووي (¬3): بفتح أوله وضمه، (ركعتا الضحى) لأن الصلاة عمل لكل عضو من أعضاء البدن وهذه حكمة مجهولة في اختصاص ركعتي الضحى بذلك، وقيل: هي من بعد الطلوع إلى الزوال وهذا حث على [3/ 77] الضحى بليغ؛ لأنه أجزى عن الواجب عن جميع أعضاء البدن. (طس (¬4) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه من لم أجد ترجمته. ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 650). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 321)، ومسلم (1507)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4033). (¬3) الأذكار (ص 758). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (4449)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 237)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4035).

5444 - "على كل محتلم رواح الجمعة، وعلى كل من راح الجمعة الغسل. (د) عن حفصة". (على كل محتلم) أي مكلف لا محتلم بالفعل والمراد من غير المعذورين كالعبد والمسافر، (رواح الجمعة) الرواح إليها والقصد لها وهو دليل وجوبها عيناً وهو مذهب أكثر الأئمة، (وعلى كل من راح الجمعة الغسل) لها فيه وجوبه وأنه يختص بمن يروح إليها ويحضرها لا بغيره، فالغسل للصلاة لا للنوم وتقدم الكلام في معناه مراراً. (د (¬1) عن حفصة) سكت عليه المصنف وقد قيل أن إسناده صالح. 5445 - "على كل مسلم في كل سبعة أيام غسل يوم، وهو يوم الجمعة. (حم ن حب) عن جابر (صح) ". (على كل مسلم في كل سبعة أيام غسل يوم وهو يوم الجمعة) سلف معناه والكلام في صرفه عن الوجوب وأنه صرفه عنه حديث "فبها ونعمت" ويأتي أنه لا يقاومه أن الوجوب هو الظاهر (حم ن حب (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 5446 - "على كل مسلم صدقة، فإن لم يجد فيعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع فيعين ذا الحاجة الملهوف، فإن لم يفعل فيأمر بالخير، فإن لم يفعل فيمسك عن الشر، فإنه له صدقة. (حم ق ن) عن أبي موسى (صح) ". (على كل مسلم صدقة) من ماله وفيه إيجاب صدقة النفل. (فإن لم يجد مالاً فيعمل بيديه) يكتسب بهما وفيه حث على الكسب. (فينفع نفسه ويتصدق، فإن لم يستطع فيعين ذا الحاجة الملهوف) المستغيث في أي حاجة. (فإن لم يفعل) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (342)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4036). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 403)، والنسائي (3/ 93)، وابن حبان (4/ 21) (1219)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4034).

لعجز وتقصير منه، (فيأمر بالخير) في لفظ بالمعروف وزاد الطيالسي: وينهى عن المنكر. (فإن لم يفعل فيمسك عن الشر) فلا يأتي منه (فإنه) قيل كذا بخط المصنف والذي في البخاري (فإنها) قال شارحه: تأنيث الضمير باعتبار الخصلة التي هي الإمساك (صدقة). قلت: إذ ملاحظة للخير وهو صدقة على نفسه وغيرها إذا نوى بالإمساك القربة بخلاف محض الترك كما ذكره ابن منير. وحاصله أن الشفقة على العباد والسعي في نفعهم متعين إما بمال حاصل أو ممكن التحصيل أو بغير مال إما فعل وهو الإعانة أو ترك وهو الإمساك عن الشر مع النية وفيه أن الترك فعل إذا قصد وهذا من أعظم تيسير الله لعبده أسباب الخير. (حم ق ن (¬1) عن أبي موسى) من حديث سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده وسعيد متفق على عدالته. 5447 - "على مثل جعفر فلتبك الباكية. ابن عساكر عن أسماء بنت عميس". (على مثل جعفر) بن أبي طالب شهيد مؤته. (فلتبك الباكية) التي من شأنها البكاء فإنه كان جامعا لخصال الخير كلها كما أسلفناه من جوده وغيره وفيه إباحة البكاء سيما على ذي الصفات الخيرية. (ابن عساكر (¬2) عن أسماء بنت عميس) سكت عليه المصنف. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 395)، والبخاري (1445)، ومسلم (1008) والنسائي (5/ 64)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4037). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6666)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3738)، والضعيفة (3883).

5448 - "علام يقتل أحدكم أخاه إذا رأي أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدعوا له بالبركة (ن هـ) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف (صح) ". (علام) استفهام إنكار. (يقتل أحدكم أخاه) قاله - صلى الله عليه وسلم - لعامر بن ربيعة لما نظر إلى سهل بن حنيف وهو يغتسل فرأى جسده ناعماً فأغمي عليه فتغيظ المصطفى عليه ثم ذكره. (إذا رأى أحدكم من أخيه مما يعجبه) من ماله أو بدنه أو غير ذلك. (فليدع له بالبركة) قال ابن العربي: هذا إعلام وتنبيه على أن البركة تدفع العين المضرة وقال غيره: قد أشار - صلى الله عليه وسلم - بقوله فليدع إلى آخره إلى الاغتسال الآتي بيانه في: "العين حق" الحديث. (ن هـ (¬1) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف) رمز المصنف لصحته واسم أبي أمامة أسعد وقيل سعد معدود في الصحابة، قال في التقريب (¬2) له رواية ولم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئًا فالحديث مرسل. 5449 - "علام تدغرن أولادكن بهذا العلاق عليكن بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية من سبعة أدواء منها ذات الجنب ويسعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب (حم ق د هـ) عن أم قيس بنت محصن (صح). (علام تدغرن) بالدال المهملة والغين معجمة والراء بزنة سأل يسأل وهو غمز الحلق والخطاب لنسوة. (أولادكن) قاله لأم قيس وقد دخلت عليه بولد لها وقد أعلقت عنه، عالجت رفع لهاته بأصبعها والدغرة معالجة حلق الولد بالأصابع فهو استفهام إنكار، (بهذا العلاق) بالعين المهملة مكسورة وهذه رواية الشيخين ولمسلم "الإعلاق"، قال القرطبي (¬3): وهو الصواب، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في الكبرى (10036)، وابن ماجة (3509)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4020). (¬2) التقريب (1/ 619). (¬3) انظر: المفهم للقرطبي (5/ 603).

النووي (¬1): هو الأشهر عند أهل اللغة بل زعموا أنه الصواب وأن العلاق لا يجوز فإنه مصدر أعلقت عنه ومعناه أزالت عنه العلاق وهو الداهية والآفة في الكلام، (عليكن بهذا العود الهندي) قيل: هو القسط البحري وذلك بأنه يدق ناعماً يذاب ويُسعط به فإنه يصل إلى العذرة فينفعها لكونه حاراً يابسًا قال القرطبي (¬2): ظاهره أنه يستعمل مفردا لا يضاف إليه غيره. (فإن فيه سبعة أشفية) جمع شفاء كداء وأدوية، (من سبعة أدواء منها ذات الجنب) قال الترمذي: يعني السِّلّ واعترض، وقال القرطبي: وجع فيه يسمى الشُّوصه، قال الطيبي: خصه بالذكر لأنه أصعب الأدواء. (ويسعط به من العذرة) 3/ 78] بضم المهملة وسكون المعجمة وهي وجع في الحلق يهيج من الدم، وقيل: قرحة تخرج في الخرم الذي بين الأنف والحلق يعرض للصبيان عند طلوع العذرة: وهي خمسة كواكب تحت الشعرى الغبور وتسمي العذاري فإذا وقع ذلك في الصبي عمدت المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلاً شديداً فتدخلها في أنفه فيطعن ذلك الموضع فيتفجر منه دم أسود وربما أقرحه وذلك الطعن يسمي الدغر وكانوا بعد ذلك يعلقون عليه علاقاً كالعوذة وأما السعوط بالقسط من العذرة، وقال ابن العربي: صفته هنا أن يؤخذ سبعة حبات منه تدق ثم تخلي بزيت ثم تفرغ في منخره، (ويلد به من ذات الجنب) بأن يصب الدواء في أحد شقي الفم واقتصر من السبعة على ما ذكر لأنه الموجود حينئذ أو أن الراوي هو الذي اقتصر وأرشد - صلى الله عليه وسلم - إلى معالجة العذرة بالفسط لكونه حاراً وهي إنما تعرض زمن الحر بالصبيان وأمزجتهم حارة وقطر الحجاز حار؛ لأن الدواء الحار ينفع في المرض الحار بالعرض كثيراً وبالذات أيضاً. ¬

_ (¬1) شرح مسلم (14/ 201). (¬2) المفهم (5/ 603).

فائدة: قال النووى (¬1): اعترض من في قلبه مرض فقال: أجمع الأطباء على أن مداواة ذات الجنب بالقسط خطير جداً لفرط حرارته، قال الماوردى: وقد كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه، وقد ذكر جالينوس أن الفسط ينفع من وجع الصدر وذكر بعض حذاق الأطباء: يستعمل لجذب الخلط من باطن الندب إلى ظاهره وهذا يعطل ما زعمه المعترض الملحد، قال القرطبي (¬2): وليسأل من أهل الخبرة المسلمين هل يستعمل مفرداً أو مع غيره فتعقل. (حم ق د هـ (¬3) عن أم قيس بنت محصن) أخت عكاشة. 5450 - "علقوا السوط حيث يراه أهل البيت. (حل) عن ابن عمر". (علقوا السوط) الذي يؤدب به المسيء. (حيث يراه أهل البيت) فيرعوون عن ملابسة الرذائل خوفاً أن ينالهم منه نائل، قال ابن الأنباري: لم يرد الضرب به لأنه لا يأمر بذلك أحداً وإنما أراد لا ترفع أدبك عنهم. (حل (¬4) عن ابن عمر) وقال: غريب من حديث عبد الله بن دينار والحسن بن صالح تفرد عنه سويد بن عمرو الكلبي. 5451 - "علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فإنه أدب لهم. (عب طب) عن ابن عباس". (علقوا السوط حيث يراه أهل البيت) فيه الإرهاب بآلة التأديب للأهل وأنه سنة، (فإنه أدب) بالتنوين اسم من أدبه (لهم) أي باعث لهم على الأدب والتخلق بالأخلاق الفاضلة والمزايا الكاملة وفيه أن تأدب أهل الإنسان مطلوب. (عب ¬

_ (¬1) شرح مسلم (14/ 191). (¬2) المفهم للقرطبي (5/ 603). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 356)، والبخاري (5713)، ومسلم (2214)، وأبو داود (3877)، وابن ماجة (3462). (¬4) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (7/ 332)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4021).

طب (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف. 5452 - "علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه. ابن عساكر عن ابن عمر (ض) ". (علم لا يقال به) أي لا يعمل به ولا يعلم من يستحقه، (ككنز لا ينفق منه) فإثمه إثم كانز المال فإنه تعالى إنما أمر بالتعلم لنفعه المتعلم غيره فقال تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ} [التوبة: 122]، فإن إنذارهم لهم بإخبارهم بقبح الجهل وإنه سبب كل هلكة. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عمر)، رمز المصنف لضعفه. 5453 - "علم لا ينفع كنز لا ينفق منه. القضاعي عن ابن مسعود (ض) ". (علم لا ينفع) صاحبه بالعمل به وغيره بإفاضته. (ككنز لا ينفق منه) وباله على جامعه وقد كان من دعاء المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "وأسألك علماً نافعاً"، وفيه: "أعوذ من علم لا ينفع". (القضاعي (¬3) عن ابن مسعود) قال شارحه العامري: غريب، رمز المصنف لضعفه. 5454 - "علم الإسلام الصلاة فمن فرغ لها قلبه وحافظ عليها بحدها ووقتها وسننها فهو مؤمن. (خط) وابن النجار عن أبي سعيد - رضي الله عنه - ". (علم) بالتحريك لعينه محققاً قال الزمخشري (¬4): العلم والعلامة واحد وهو ما دل على الشيء ومنه {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ} [الزخرف: 61]، أي دلالة على مجيئها أي منار (الإسلام) وفي رواية الإيمان، (الصلاة) المفروضة يعني أن فعل الصلاة ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (9/ 447)، والطبراني في الكبير (10/ 284) (10669)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4022). (¬2) أخرجه الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 341)، وابن عبد البر في جامع العلم وفضله برقم (778)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4023). (¬3) أخرجه القضاعي (263)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4024). (¬4) الكشاف (ص 1022).

يدل على إيمان فاعلها، (فمن فرغ لها قلبه) عن الأفكار الدنيوية والأشغال الصادة عن تأمل أسرارها وإقبال القلب على الله تعالى. (وحافظ عليها بحدها) أي ما حده الله تعالى من عددها وصفاتها، (ووقتها) الذي بينه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لأمته أكمل بيان. (وسننها) ما سنه فيها من أحكامها فروضًا فيها أو مسنوناً فإن السنة الطريقة لا المعنى العرفي. (فهو مؤمن) كامل الإيمان ومن خالف ذلك فليس بمؤمن أي كامل الإيمان. (خط (¬1) وابن النجار عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف وقد قال الخطيب عقيبه: هذا الحديث غريب جداً انتهى، وذلك؛ لأن فيه أبو عيسى القتات (¬2) ومحمد بن جعفر (¬3) ضعيفان. 5455 - "علم الباطن سر من أسرار الله وحكم من حكم الله يقذفه في قلوب من يشاء من عباده. (فر) عن علي (ض) ". (علم الباطن) قال الغزالي (¬4): "علم الآخرة قسمان: علم مكاشفة وعلم معاملة، فعلم المكاشفة هو علم الباطن وذلك غاية العلوم وهو عبارة عن نور يظهر في القلب عند تطهيره من الصفات [3/ 79] المذمومة. (سر من أسرار الله عَزَّ وَجَلَّ) السر الجبار وخوف كل شيء وأفضله وكأن المراد أنه من أفضل ما يهبه الله لعباده من الهبات. (وحكم من حكم الله) أمر نافع من أمره. (يقذفه) يلقيه بشرطه، (في قلوب من يشاء من عباده) فهو موهبة من الله تعالى تلي كسب غير تطهير القلب عن الأغبار ومنه الفراسة الذي يحدثها الله في قلوب ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 109)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3723)، والضعيفة (3723). (¬2) انظر المعني (1/ 224). (¬3) انظر المغني (2/ 563). (¬4) الإحياء (3/ 24).

الصالحين من عباده (¬1). (فر (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 5456 - "علم النسب علم لا ينفع وجهالة لا تضر. ابن عبد البر عن أبي هريرة (ض) ". (علم النسب علم لا ينفع) صاحبه في الآخرة. (وجهل لا يضر) قيل: لا ينافي ما سبق من الأمر بتعلمه في حديث: "تعلموا من أنسابكم ... " تقدم؛ لأن المراد هنا التوغل فيه. قلت: أو لأن المراد هنالك تعلم الأنساب نسب نفسه وقرابته كما يدل له قوله في الحديث: "ما تصلون به أرحامكم" فهذا هو المأمور به وهذا الحديث في تعلم الإنسان نسب غيره. (ابن عبد البر (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وسببه أنه قيل: يا رسول الله فلان أعلم الناس بأنساب العرب وبالشعر وبما اختلف فيه العرب ... فذكره، قال الحافظ ابن رجب: إسناده لا يصح، وقال ابن حجر: قد روي هذا الكلام مرفوعاً ولا يثبت وروي موقوفاً على عمر ولا يثبت أيضاً (¬4). 5457 - "علمني جبريل الوضوء وأمرني أن أنضح تحت ثوبي مما يخرج من البول بعد الوضوء. (هـ) عن زيد بن حارثه (ح) ". (علمني جبريل الوضوء) المعروف الشرعي (وأمرني أن أنضح تحت ثوبي) كناية عن مخرج البول لقوله: (لا يخرج من البول بعد الوضوء) وفيه العفو عما ¬

_ (¬1) انظر: فيض القدير (4/ 326). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4104)، وانظر العلل المتناهية (1/ 83)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3724): موضوع، وفي الضعيفة (1227). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (6968)، وانظر: الإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر (ص: 1) وجمهرة الأنساب لابن حزم (ص: 2)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3725). (¬4) انظر فتح الباري (6/ 527).

يخرج بعد الوضوء وكأنه أمر نادر معفو عنه إذ لو كان حقيقة لما كفى فيه إلا الغسل ولكان ناقضاً للوضوء فالمراد مما يتوهم أنه يخرج ولسنا متعبدين في الطهارات بالظنون بل باليقين لكن شرع هذا النضح لتسكن النفس عن الوسواس إن أدركت بللا. (هـ (¬1) عن زيد بن حارثه) رمز المصنف لحسنه، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجة: حديث إسناده ضعيف، وسئل عنه أبو حاتم فقال: هذا حديث كذب باطل (¬2) وبه يعلم أن تحسين المصنف وهم. 5458 - "علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين واضربوه عليها ابن عشر. (حم ت طب ك) عن سبرة (صح) ". (علموا) خطاب للأولياء (الصبي) والصبية. (الصلاة ابن سبع سنين) متى بلغ من السن سبع سنين، وفيه رد على من زعم أنه لا يطلق الصبي إلا على الرضيع ثم يقال فيه غلام إلى سبع سنين، وابن منصوب، قال أبو البقاء: على أحد وجهين: الحالية من الصبي والبدلية منه، وابن عشر كذلك حالا أو بدلا منه. (واضربوه عليها ابن عشر) سنين أخذ بعض العلماء من الأمر بضربه أنها واجبة عليه لأنه لا عقوبة إلا على واجب وبه قال أحمد، قيل: وأشار إليه الشافعي، والجمهور: أنها لا تجب إلا بالبلوغ، وقالوا الأمر بضربه ندباً وجزم البيهقي بأنه حديث منسوخ بحديث: رفع القلم عن الصبي حتى يحتلم. (حم ت طب ك (¬3) عن سبرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقرَّه الذهبي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (462)، وأحمد (5/ 203)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3722). (¬2) انظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (2/ 84) و (8/ 317). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 404)، والترمذي (407)، والطبراني (7/ 15) (6546)، والحاكم (1/ 389)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4025).

وهو من حديث عبد الملك بن الربيع (¬1) قال في الرياض: إن ابن معين ضعفه (¬2). 5459 - "علموا أبنائكم السباحة والرمي والمرأة المغزل. (هب) عن ابن عمر (ض) ". (علموا) خطاب للأولياء. (أبنائكم السباحة) بكسر المهملة: العوم، بفتحها لأنه منجي من الهلاك لمن وقع بين الماء وينقذ غيره، قال عبد الملك للشعبي: علم ولدى العوم فإنهم يجدون من يكتب لهم ولا يجدون من يسبح لهم (¬3). (والرمي) بالسهام ونحوها؛ لأنهم يحتاجون ذلك عند لقاء الأعداء، (والمرأة) عطف على أبناءكم أي وعلموا، (المغزل) بكسر الميم أي الغزل بها وفيه الحث على تأديب الأولاد كل بما يليق به وهل تعلم المرأة السباحة؟ فإن خوف الهلكة حاصل لها فيدخل في أبناءكم وبعطف المغزل على الرمي فيه احتمال ويحتمل أنها لا تعلمه لأنه ينافي التستر كما لا تعلم الرمي لأنه لا جهاد عليها ويحتمل أنها تعلم الرمي أيضا لتدفع عن نفسها (هب (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن مخرجه البيهقي قال عليه: سياقه من حديث أحمد بن عبيد العطار عن أبيه عبيد العطار: منكر الحديث. 5460 - "علموا أبنائكم السباحة والرماية ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل وإذا دعاك أبواك فأجب أمك، ابن منده في المعرفة وأبو موسى في الذيل (فر) عن أبي بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري (ض) ". (علموا أبنائكم السباحة) زعم بعضهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعم لأنه لم يثبت أنه ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 405). (¬2) انظر: البدر المنير (3/ 240). (¬3) أورده الزمخشري في "ربيع الأبرار ونصوص الأخبار" (ص: 206). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (8664)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3727): ضعيف جداً، وفي الضعيفة (3877).

سافر في بحر ولا في الحرمين بحر ونوزع بما أخرجه البغوي عن ابن أبي مليكة أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - دخل هو وأصحابه غديراً فقال: ليسبح كل رجل إلى صاحبه فسبح كل رجل إلى صاحبه حتى أبو بكر والمصطفى - صلى الله عليه وسلم - فسبح إلى أبي بكر حتى اعتنقه (¬1) (والرماية) مصدر رمي وفي لفظ والرمي، (ونعم لهو المؤمنة [3/ 80] في بيتها الغزل) أي خير ما تلهو به ذلك، (وإذا دعاك أبواك فأجب أمك) أي إذا دعا كل واحد منهما قدم الأم لأنها أحق بأكثر من الأب، (ابن مندة في المعرفة وأبو موسى في الذيل، فر (¬2) عن أبي بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سليم بن عمرو الأنصاري قال في الميزان: روى عنه علي بن عياش خبراً باطلاً وساق هذا الحديث. 5461 - "علموا بنيكم الرمي فإنه نكاية العدو. (فر) عن جابر (ض) ". (علموا بنيكم الرمي فإنه نكاية للعدو) وقد أفتي ابن الصلاح بأن الرمي بالنشاب أفضل من الضرب بالسيف؛ لأنه أبلغ في نكاية العدو. (فر (¬3) عن جابر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الله بن عبيدة (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعيف، ومنذر بن زياد (¬5) وقال الدارقطني: متروك. 5462 - "علموا ويسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا وإذا غضب أحدكم ¬

_ (¬1) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/ 177) رقم (181)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (30/ 152)، وانظر: الصواعق المحرقة (1/ 211)، وشرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين رقم (111)، والموضوعات (3/ 9). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1105)، وأورده العجلوني في كشف الخفاء (2/ 88)، وقال: سنده ضعيف لكن له شواهد، انظر ميزان الاعتدال (3/ 324)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3726)، وفي الضعيفة (3876). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4008)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3728). موضوع. (¬4) انظر المغني (1/ 346). (¬5) انظر المغني (2/ 676).

فليسكت". (حم خد) عن ابن عباس (صح) ". (علموا ويسروا) عطفه عليه لأنه قد يلازم التعليم التعنيف والتعسير. (ولا تعسروا) لأن الله بعث نبيه بالحنيفية السمحة السهلة. (وبشروا) عباد الله بسعة رحمته وبأنها غلبت غضبه وبأنه فتاح أبواب العلم والعمل. (ولا تنفروا) بالتشديدات على العباد وتهويل أمور الدين وهذا عام لكل من علم أي علم أو أفتى أن يسلك الرفق مع العباد أجمعين فإنه لا يأتي بالخير سواه، (وإذا غضب أحدكم) من أمر يتعلق به (فليسكت) لا إذا كان غضبه لمنكر ارتكب أو حرمة انتهكت فلا سكوت بل يجب عليه التكلم بما هو فرضه ويحتمل أن يراد فليسكت عن قبيح الكلام وندبه الذي يستخرجه بسورة الغضب لا عن الكلام مطلقا وهذا من أدوية دفع الغضب وهو صفة الكاظمين الغيظ. (حم خد (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وليس بسديد فقد قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم مدلس ولم يخرج له مسلم إلا مقرونا بغيره. 5463 - "علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف. الحارث (عد هب) عن أبي هريرة (ض) " (علموا ولا تعنفوا) بل علموا برفق وسهولة خلق والعنف ضد الرفق. (فإن المعلم) يعني برفق (خير من المعنف) أي المعلم بعنف وعبر عنه بالمعنف إشارة إلى أنه لا يستحق اسم التعليم لأنه أفسده بالتعنيف، قال الماوردي: على العلماء أن لا يعنفوا متعلماً ولا يحتقروا ولا يستصغروا مبتدئا فإن ذلك أدعى إليهم وأعطف عليهم وأحث على الرغبة فيما لديهم. قلت: والحكايات في صدق هذا كثيرة فكم ترك التعليم من عالم من أجل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 283)، والبخاري في الأدب المفرد (2556)، وصححه الألباني في ضعيف الجامع (4027).

عنف معلمهم، (الحارث عد هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن حميد بن سواد عن عطاء قال ابن عدي بعد أن رواه حميد: هذا منكر الحديث، ومثله قال مخرجه البيهقي، إلا أنَّه قال الزركشي: من شواهده ما أخرجه مسلم عن أبي موسى أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قال له ولمعاذ حين بعثهما إلى اليمن: "يسِّرا ولا تعسِّرا وبشِّرا ولا تنفِّرا" (¬2). 5464 - "علموا رجالكم سورة المائدة وعلموا نسائكم سورة النور. (ص هب) عن مجاهد مرسلا (ض) ". (علموا) الخطاب لمن قد قرأ السورتين. (رجالكم سورة المائدة) لأنها اشتملت على أحكام واسعة أولها الوفاء بالعقود والأمر بالتعاون على البر والتقوى والنهي من التعاون على الإثم والعدوان وما لا يأتي عليه العد من الأحكام، (وعلموا نسائكم سورة النور) لما فيها من الزجر عن الأفك والتصون عن النظر وتحريم إظهار الزينة والآداب الواسعة التي يتبوأ أكثرها بالنساء. (ص هب (¬3) عن مجاهد مرسلاً) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عتاباً بن بشير (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: مختلف في توثيقه، وخصيفًا (¬5) ضعفه أحمد وغيره. واعلم أن هذه الرموز قد صار يكتفي بها المصنف عن ذكر علة الحديث؛ لأن بيان الإعلال نافع لذكر الإسناد وقد بني كتابه على حذفه والشارح صار ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (1/ 188 رقم 43)، وابن عدي في الكامل (2/ 274)، والبيهقي في الشعب (1749)، وانظر: الفقيه والمتفقه (2/ 8 رقم 980)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3731)، وقال في الضعيفة (2635): منكر. (¬2) أخرجه البخاري (2873) ومسلم (1733). (¬3) أخرجه والبيهقي في الشعب (2428)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3729). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (2/ 422). (¬5) انظر المغني في الضعفاء (1/ 209).

يعترضه في كل حديث ذي علة بأنه ما علله وبعد اكتفى به بالرمز لا يرد عليه ذلك وقد أشرنا إلى هذا فيما سبق إلا أنه كثر من الشارح ذكره فنبهنا عليه. 5465 - "علمي حفصة رقية النملة. أبو عبيد في الغرائب عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة". (علمي) الخطاب للشفاء بنت عبد الله. (حفصة) بنت عمر أم المؤمنين (رقية) بضم الواو وسكون القاف. (النملة) في النهاية (¬1) قيل: إن هذا من لغز الكلام ومزاحه كقوله للعجوز: "لا يدخل الجنة عجوز" وذلك أن رقية النمل شيء كانت تستعمله النساء تعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع ورقية النملة التي كانت بينهن أن يقال: العروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شيء يفتعل غير أن لا تعص الرجل ويروى عوض يحتفل كذا نحو الذم وتفتعل وعوض تختضب تفتأل فأراد عليكم بهذا المقال تأديب [3/ 81] حفصة؛ لأنه ألقى إليها سرًّا فأفشته انتهى، وقيل: النملة قروح تخرج في الجنب فترقى فتذهب. (أبو عبيد في الغريب (¬2) عن أبي بكر بن سليمان بن أبي خيثمة) كان عليه أن يقول مرسلًا؛ لأن أبا بكر المذكور غير صحابي. 5466 - "عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك". (حم م ن) عن أبي هريرة". (عليك) أي الزم. (السمع والطاعة) منصوبان ومرفوعان النصب باسم الفعل الذي هو عليك والرفع على أنه جار ومجرور متعلق بمحذوف وهو خبر مقدم ما بعده مبتدأ السمع والطاعة وأحب أي عليك والكلام خبر ومعناه الأمر ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 255). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 372)، وأبو داود (3887)، وانظر: غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلّام (1/ 83)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4028).

أي أطع واستمع أي استمع ما يقال وأطع ما تؤمر به وهو مقيد بما كان طاعة بحديث: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" (¬1) (في عسرك ويسرك) في حال فقرك وغناك وقدم العسر لأنه مظنة الخروج عن السمع والطاعة فتقديمه أهم. (ومنشطك ومكرهك) بزنة مفعل اسم زمان أو مكان أي فيما يوافقك وما لا يوافقك (وأثرة عليك) بفتحات ومثلثة وهو لا يخص يعني إذا فضل ولي الأمر عليك غيرك بالاستحقاق ومنعك حقك فاصبر ولا تخالفه والحديث أمر بطاعة الأمراء. (حم م ن (¬2) عن أبي هريرة). 5467 - "عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر وصل صلاتك وأنت مودع وإياك وما يعتذر منه. (ك) عن سعد" (صح). (عليك بالإياس) أي الزمه متمسكًا به ملتبسًا به فزيد بالباء لتضمينه ما ذكر مبالغة في الاتصاف به وقال الرضي: إن أسماء الأفعال وإن كان حكمها في التعدي واللزوم حكم الأفعال التي بمعناها لكن كثيراً ما تزاد الباء في معمولها لضعفها عن العمل انتهى، واليأس ضد الرجاء. (مما في أيدي الناس) فإنه راحة للقلب غناً للنفس وعزة للجانب. (وإياك والطمع) احذر الاتصاف به. (فإنه الفقر الحاضر) وصفه بالحضور؛ لأنه ملازم للقلب حاضر عند النفس واقف بإزاء الفكر وفيه تحذير عنه ووصفه بما تكرهه النفوس من الفقر فإن الطامع إنما يطمع لينال الغنى فإذا كان الطمع غير ما يفر منه ويطلب خلافه فكيف يليق الاتصاف به وإلهاب القلب بحضوره. (وصل صلاتك وأنت مودع) أي للصلاة كأنها آخر صلاة لا يأتي بعدها إلا الموت وذلك أن العبد مقرون بأجله لا يدري ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1707)، والطبراني في الكبير (18/ 170) رقم (381). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 381)، ومسلم (1836)، والنسائي (4/ 422)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4039).

متى يفاجئه فقد تكون تلك الصلاة آخر صلاة حقيقة وتقدم الكلام فيه. (وإياك وما يعتذر منه) أي احذر إتيان ما يلام عليه فيعتذر منه وتقدم أيضًا. (ك (¬1) عن سعد" هو إذا أطلق فالمراد ابن أبي وقاص إلا أنه ذكر أبو نعيم أن المراد هنا سعد أبو محمد الأنصاري وذكر ابن منده أنه سعد بن عبادة ورمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، ولكنه تعقَّبه الذَّهبي بأنَّ فيه محمَّد بن سعد المذكور وهو ضعيف. 5468 - "عليك بالبز فإن صاحب البز يعجبه أن يكون الناس بخير وفي خصب. (خط) عن أبي هريرة". (عليك بالبز) بالموحدة والزاي وهو أمر للمخاطب بأن يتجر فيه. (فإن صاحب البز يعجبه) أي يحب ويرجو (أن يكون الناس بخير وفي خصب) فإنهم إذا كانوا كذلك تيسر ما يشترون به البز كسوة لأولادهم وعيالهم وأهليهم بخلاف الذي يتجر في الأقوات فإنه يحب أن يكون الناس في جدب فيبتغ ما عنده من الطعام وفيه حث على التجارة في البز. (خط (¬2) عن أبي هريرة) قال سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يتجر فذكره. 5469 - "عليك بالخيل فإنَّ الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة. (طب) والضياء عن سوادة بن الربيع". (عليك بالخيل) أي باقتنائها وارتباطها. (فإن الخيل معقود في نواصيها الخير) قد فسره أحاديث آخر بأنه الأجر والمغنم. (إلى يوم القيامة) أي لا يخرج عنها ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 362)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3739)، وفي الضعيفة (3739). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3740).

ذلك أبدًا وتقدمت أحاديث جمة في ذلك في آخر حرف الهمزة. (طب (¬1) والضياء عن سوادة بن الربيع) قال الشارح: لم يره في الصحابة المشاهير (¬2). 5470 - "عليك بالصعيد فإنه يكفيك. (ق ن) عن عمران بن حصين (صح) ". (عليك بالصعيد) اللام للعهد أي المذكور في الآية والمراد به التراب أو ما صعد على وجه الأرض (فإنه يكفيك) لكل صلاة عن الماء وظاهره أنه كالماء في حكمه فلا ينقضه إلا ناقضه ويصلي به ما شاء وعليه جماعة من المحققين وهو الحق كما حققناه في حاشية ضوء النهار. (ق ن (¬3) عن عمران بن حصين) قال رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا لم يصلِّ فسأله فقال: أصابتني جنابة ولا ماء فذكره. 5471 - "عليك بالصوم فإنه لا مثل له (حم ن حب ك) عن أبي أمامة (صح) ". (عليك بالصوم) هو خطاب لأبي أمامة قال: قلت: يا رسول الله مرني بأمر ينفعني فذكره (فإنه لا مثل) لا عدل له لأنه يقوي القلب والفطنة ويزيد في الذكاء ومكارم الأخلاق ومنافعه جمة وفضائله كثيرة كما سلف. (حم ن حب ك (¬4) عن أبي أمامة) رمز المصنف [3/ 83] لصحته قال ابن القطان (¬5): هو حديث يرويه ابن مهدي وفيه عبد الله بن أبي يعقوب لا يعرف حاله انتهى. وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 97) (6480)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4040)، وفي الضعيفة (1936). (¬2) انظر: تهذيب الكمال (11/ 229)، والإصابة (3/ 221)، وقال المزي: له صحبة. (¬3) أخرجه البخاري (348)، وأبو نعيم في المسند المستخرج على صحيح مسلم (1535)، والنسائي (1/ 171). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 264)، والنسائي (4/ 165)، وابن حبان (3/ 213) (3426)، والحاكم في المستدرك (1/ 582)، وانظر المجمع (3/ 181)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4044). (¬5) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 430).

5472 - "عليك بالصوم فإنه مخصي. (هب) عن قدامة بن مظعون عن أخيه عثمان (ح) ". (عليك) يابن مظعون هكذا جاء مصرحًا به في رواية الطبراني. (بالصوم فإنه مخصي) بفتح الميم وسكون المعجمة بعدها مهملة أي أنه في كسر شهوة النكاح كرض الخصيتين والحديث حث على كسر شهوة النكاح بالصوم مثل حديث فإنه له وجاء. (هب (¬1) عن قدامة) بضم القاف وتخفيف المهملة بعده ابن مظعون عن أخيه عثمان رمز المصنف لحسنه كما قيل. 5473 - "عليك بالعلم فإن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والرفق أبوه واللين أخوه والصبر أمير جنوده. الحكيم عن ابن عباس (ض) ". (عليك بالعلم) أي بتعلمه وطلبه. (فإن العلم خليل المؤمن) أي مخالِله ومصاحبه وملازمه والمراد علم السنة والكتاب فإنهما أنس المؤمن ومغنيانه عن الأحباب والأصحاب. (والحلم وزيره) مؤازره وحامل أثقال تكاليف الدنيا ومساوئ الخلطاء استطرده مع الأمر بالعلم لأنه لا علم لمن لا حلم له فذكره معه للإشارة إلى أن المأمور بالعلم هو من له صفة الحلم. (والعقل دليله) تقدم تفسير العقل وجعله الدليل؛ لأنه الذي يقوده إلى كل فلاح وصلاح ونجاح وهو حجة الله على عبده وهو أيضًا استطراد فيه ما أسلفناه في الحلم. (والعمل قيمه) بتشديد المثناة التحتية من أبنية المبالغة معناه القائم بنجاته وسلامته وفيه أنه لا علم إلا مع عمل. (والرفق أبوه) أصله الذي ينشأ منه ويتفرع عليه كمال اتصافه بالإيمان وكل من كان سبباً لإيجاد شيء وإصلاحه سمي أباً. (واللين أخوه) اللين سهولة الطباع والأخلاق وسلامتها عن الاعوجاج وهو قريب من الرفق، ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3595)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3741).

والأخ عضد الإنسان وناصره فاللين للمؤمن هو الذي يعينه على أموره. (والصبر أمير جنوده) جنود المؤمن هي ما يدافع به هواه ويقهر به أعداءه من النفس الأمارة والشيطان الرجيم والشهوات والأخلاق المرذولات من الغضب والحمق وغير ذلك فالصبر أمير الجنود الذي يدفع الأعداء والجنود هي قهر النفس وطرد الشيطان والعزوب عن الشهوات وما لا يعد من عدد الخير الدافعة لجيوش الشر ولا تتم كلها إلا بالصبر فلذا كان أمير الجنود. (الحكيم (¬1) عن ابن عباس) قال: كنت يوماً رفيقاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن" قلت: بلى، فذكره رمز المصنف لضعفه. 5474 - "عليك بالهجرة فإنها لا مثل لها عليك بالجهاد فإنه لا مثل له وعليك بالصوم فإنه لا مثل له عليك بالسجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط بها عنك خطيئة. (طب) عن أبي فاطمة (ح) ". (عليك بالهجرة) التحول من دار الكفر إلى دار الإيمان. (فإنها لا مثل لها) وقال الديلمي: المراد الهجرة مما حرم الله. (عليك بالجهاد) للأعداء وأعظمهم نفسك فإنها أعدى أعدائك وكل جهاد لا يتم إلا بعد هزمها. (إنه لا مثل له) لا يعدله عمل من الأعمال. (وعليك بالصوم فإنه لا مثل له). إن قيل: كيف وصف كلاً من التي ذكرها بأنه لا مثل له وهل هو إلا تدافع. قلت: المراد لا مثل للهجرة لمن يريد الخلوص عن مقاربة الكفار والسكون في خير الديار ولا مثل للجهاد لمن يريد مكانة أعداء الله ولا مثل للصوم لمن يريد الطاعة التي هي خالصة وهي تجزي بها فكل نعي يتوجه إلى أمر خاص فلا تدافع (عليك بالسجود) يحتمل أن المراد به الحقيقة والمراد به الصلاة تعبير بالجزء ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3743).

الأشرف عن الكل وعلى الأول بمجرد السجود لا لسبب من تلاوة أو شكر يكون عبادة مقصودة. (فإنك إن تسجد لله سجدة) مخلصاً لها له تعالى (سجدة إلا رفعك) الله تعالى (بها درجة) تكرر ذلك الدرجة المنزلة في الأحاديث وقد فرق بينهما، قال القسطلاني: إن قلت: ما الفرق بين الدرجة والمنزلة؟ قلت: ما نيل بجزاء عمل تفضلاً من الله منزلة كقوله: {جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [البينة: 8]، وما حصل نجاة شافع أو ابتداء من الله فهو يسمى درجة ونضرب لك مثلاً فنقول: أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - معه في الجنة ومنزلته أشرف منهنَّ فلم ينالها بعمل موصل بل بفضل، وبناته - صلى الله عليه وسلم - مع أزواجهن في الجنة وهو أفضل على ما اختاره المخلصون من العلماء كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "فاطمة بضعة مني" وبضعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل انتهى، وفيه تأمل. (وحط) عنك. (بها خطيئة) أي محاها عنك عبَّر بالحط كأنَّها [3/ 84] كانت على ظهر محمولة. (طب (¬1) عن أبي فاطمة) الليثي أو القرشي أو الأسدي اسمه أنيس أو عبد الله بن أنس صحابي رمز المصنف لحسنه. 5475 - "عليك بأول السوم فإن الربح مع السماح. (ش د) في مراسيله (هق) عن الزهري مرسلًا". (عليك بأول السوم) في القاموس (¬2): السوم في المبايعة كالسوام بالضم سمت السلعة وساومت واستمت بها وعليها غالب المراد هنا أوَّل الدفع إن كان بائعًا أو المسمى إن كان مشتريًا والمراد الحث على المساهلة ولذا علله بقوله. (فإن الربح) هو الزيادة. (مع السماح) مخفف الميم لأن الله يحب المساهلة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 321) (809)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4045). (¬2) القاموس المحيط (ص 1452).

فيسوق إليه الربح في سلعته. (ش د (¬1) في مراسيله، هق عن الزهري مرسلًا) سكت عليه المصنف وقد رواه الديلمي عن ابن عباس لكنه بيض لسنده. 5476 - "عليك بتقوى الله تعالى والتكبير على كل شرف. (ت) عن أبي هريرة (ح) ". (عليك بتقوى الله تعالى) قيل: التقوى هي إطراح استغناء العبد بشيء من شأنه. (والتكبير على كل شرف) بالتحريك أي علو من الأرض وهو أمر للمسافر وذلك أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: "عليك بتقوى الله تعالى والتكبير على كل شرف" فلما أن ولى الرجل قال: "اللهم اطو له البعيد وهوّن عليه السفر". (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 5477 - "عليك بتقوى الله فإنها جماع كل خير وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين وعليك بذكر وتلاوة كتاب الله فإنه نور لك في الأرض وذكر لك في السماء واخزن لسانك إلا من خير فإنك بذلك تغلب الشيطان. ابن الضريس (ع) عن أبي سعيد (ض) ". (عليك بتقوى الله فإنها جماع) بكسر الجيم جامعة (كل خير وعليك بالجهاد فإنه رهبانية المسلمين وعليك بذكر الله وتلاوة كتاب الله) هو من عطف الخاص على العام تشريفًا له فإنه أي ذكر الله أو التلاوة خاصة. (فإنه نور لك في الأرض) يجعله الله سيماك وعلامتك عند عباده وملائكته. (وذكر لك في السماء) عند ملائكته (واخزن لسانك) احفظها (إلا من خير فإنك بذلك) أي بخزن لسانك أو بجميع ما سلف. (تغلب الشيطان) فإنه لا يأتي من أعد هذه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (35882)، والمراسيل لأبي داود (167)، وانظر كشف الخفا (2/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3745). (¬2) أخرجه الترمذي (3445)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2545).

العدة لدفاعه أو أنه لا يأتي الناس غالبًا إلا من عند حصائد ألسنتهم فإن خزنت لسانك لم تلق من كيده ما تخافه. (ابن الضريس ع (¬1) عن أبي سعيد) قال: جاء رجل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: أوصني فذكره رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وقد وثق وبقية رجاله ثقات. 5478 - "عليك بتقوى الله عَزَّ وَجَلَّ ما استطعت واذكر الله عند كل حجر وشجر وإذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة السر بالسر والعلانيةُ بالعلانية. (حم في الزهد) (طب) عن معاذ (صح) ". (عليك بتقوى الله عَزَّ وَجَلَّ ما استطعت) الحديث سيق من الآية {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16]. (واذكر الله عند كل حجر وشجر) ظاهره غير مراد؛ لأنه لا تقييد للذكر بذلك فإنه مراد لله في كل حال، قيل: المراد بالشجر: الحضر، وبالحجر: السفر أي حاضر أو مسافر، وقيل: الخصب والجدب والأظهر أن المراد به أعم من ذلك وأن المراد جميع الأمكان والأحوال (وإذا عملت سيئة فأحدث عندها توبة) تكفرها لأنه قد ثبت أن كاتب الأعمال ينتظر بالمسيء حيناً بعد إتيانه بالسيئة فإن تاب لم يكتبها عليه. (السر بالسر) قيل: السر فعل القلب، (والعلانيةُ بالعلانية) وهي فعل الجوارح ويحتمل أن السر أن تأتي بسيئة لا يطلع عليها أحد فتكون توبته منها سرًا، والعلانية ما اطلع عليه الناس فيعلن بتوبته ليحمل على السلامة ويزول ما اعتقده فيه المطلع على قبيح فعله. (حم في الزهد، طب (¬2) عن معاذ) رمز المصنف لصحته لكن قال المنذري: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن برقم (66)، وأبو يعلى (1000)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 392)، و (10/ 542)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3746). (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 26)، والطبراني في الكبير (20/ 159) (331)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 48)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3747)، وصححه في الصحيحة (3320).

إسناده حسن لكن عطاء لم يلق معاذاً يريد به والحديث من روايته عنه. 5479 - "عليك بحسن الخلق فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم ديناً. (طب) عن معاذ". (عليك بحسن الخلق فإن أحسن الناس خلقاً أحسنهم ديناً) فإنه لا يتم حسن خلقه إلا بتأدبه بآداب الله ورسوله وتقدم الكلام في حسن الخلق مراراً. (طب (¬1) عن معاذ) سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه عبد الغفار بن القاسم: وهو وضاع (¬2)، فكان ينبغي للمصنف حذفه. 5480 - "عليك بحسن الخلق وطول الصمت فوالذي نفسي بيده ما تجمل الخلائق بمثلهما (ع) عن أنس". (عليك بحسن الخلق وطول الصمت) من مباح الكلام وفي قوله طول الصمت إشارة إلى أنه لا يترك الكلام. (فوالذي نفسي بيده) بقدرته. (ما تجمل الخلائق) بالجيم من الجمال. (بمثلهما) فهما جمال المرء في دنياه وآخرته ففي دنياه يحمد الناس حاله وفي أخراه يجمله الله بإثابته عليهما. (ع (¬3) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 5481 - "عليك بحسن الكلام وبذل الطعام. (خد ك) عن هانئ بن يزيد" (صح). (عليك بحسن الكلام) مأخوذ من قول الله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 144) (295)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 25)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3748)، والضعيفة (3886): موضوع. (¬2) انظر: لسان الميزان (4/ 42)، والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لابن العجمي (برقم 415). (¬3) أخرجه أبو يعلي (3298)، وانظر المجمع (10/ 301)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4048).

[البقرة: 83] قالوا: وحسن الكلام أن يزين ما يتكلم به قبل النطق بميزان العقل ولا يتكلم إلا بما تمس الحاجة إليه. (وبذل الطعام) لكل من كان من [3/ 85] خاص أو عام وتقدم في مثله الكلام. (خد ك (¬1) عن هانئ بن يزيد) (¬2) الحارثي صحابي له وفادة قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بشيء يوجب الجنة فذكره، قال الحاكم: صحيح ولا علة له وأقرَّه الذهبيُّ، وقال العراقي: إسناده حسن والمصنف رمز لصحته. 5482 - "عليك بركعتي الفجر فإن فيهما فضيلة. (طب) عن ابن عمر". (عليك بركعتي الفجر) أي نافلته. (فإن فيهما فضيلة) ولا ينبغي للمؤمن أن تفوته فضيلة من الأعمال وفي خبر: أنهما خير من الدنيا وما فيها. (طب (¬3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن البيلماني ضعيف. 5483 - "عليك بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يحططن الخطايا كما تحط الشجرة ورقها (هـ) عن أبي الدرداء (ح) ". (عليك بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) الزم قول هذه الكلمات فهي أفضل الكلمات كما تقدم في سرد فضائلها والحث عليها كلام كثير. (فإنهن يحططن الخطايا) عن قائلهن. (كما تحط الشجرة ورقها) عند يبسها وهبوب الرياح عليها. (هـ (¬4) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه. 5484 - "عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (811)، والحاكم في المستدرك (1/ 74)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4049)، والصحيحة (1939). (¬2) انظر معجم الصحابة (3/ 210). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 217)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3749). (¬4) أخرجه ابن ماجة (3813)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3750).

درجة وحط عنك بها خطيئة. (حم م ت ن هـ) عن ثوبان وأبي الدرداء (صح) ". (عليك) أي المخاطب السائل عن عمل يدخلك الجنة. (بكثرة السجود) أي في الصلاة بأن يطيله أكثر من غيره من الأركان أو بكثره الصلاة فأطلقه عليها أو السجود نفسه مجردًا عن الصلاة إلا أنه صحح الرافعي أنَّ التقرب بسجدة فرده بلا سبب حرام، وتعقبه المحب الطبري: بأن جواز ذلك أولى بل لا يبعد ندبه فإنه عبادة مشروعة استقلالًا مطلقًا، قال: والحديث يقتضي كل سجود وحمله على السجود في الصلاة خلاف الظاهر (فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة) هذا الحديث من أدلة فضل السجود على غيره من الأركان وقدمنا البحث في ذلك والحق أن هيئة السجود أفضل من هيئة القيام، وذكر القيام أفضل من ذكر السجود. (حم م ت ن هـ (¬1) عن ثوبان وأبي الدرداء) قالوا كلهم: قال معدان: لقيت ثوبان فقلت أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟ قال: سألت عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره، وزاد مسلم والترمذي: ثم لقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك. 5485 - "عليك بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه (م) عن عائشة (صح) ". (عليك) بكسر الكاف خطاب لعائشة، قال لها ذلك وقد ركبت بعيرًا وجعلت تردده وتضربه. (بالرفق) لين الجانب والاقتصاد في جميع الأمور والأخذ بأيسر الأمور وأقربها وأحسنها. (فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه) قال الطيبي: يكون تامة وفي كل شيء متعلق به يحتمل أن يكون ناقصه وهو خبرها والاستثناء مفرع من أعم عام أي لا يكون الرفق مستقرًا في شيء يتصف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 276)، ومسلم (488)، والترمذي (388)، والنسائي (2/ 228)، وابن ماجة (1422).

بشيء من الأوصاف إلا يصفه الزينة والشيء العام في الأعراض والذوات. (ولا ينزع من شيء إلا شانه) والله يحب ما يزان ويكره ما يشان. (م (¬1) عن عائشة) وتقدم سببه. 5486 - "عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش. (خد) عن عائشة (صح) ". (عليك) بكسر الكاف خطاب لها أيضًا قاله - صلى الله عليه وسلم - لها حين قالت لليهود: عليكم السام واللعنة بعد قولهم له - صلى الله عليه وسلم -: السام عليك. (بالرفق وإياك والعنف) بتثليث العين والضم أفصح الشدة والمشقة أي احذري العنف فإن كل ما في الرفق من الخير ففي العنف من الشر مثله. (والفحش) بالنصب عطف على العنف محذرًا منه أيضًا وهو التعدي في القول والحديث حث على الرفق في الأمور وتحذير خلافه. (خد (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 5487 - "عليك بالصلاة فإنها أفضل الجهاد واهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة. المحاملي في أماليه عن أم أنس (ض) ". (عليك) بكسر الكاف خطاب لأم أنس قالت: يا رسول الله جعلك الله في الرفيق الأعلى وأنا معك علمني عملا فذكره. (بالصلاة فإنها أفضل الجهاد) إذ هي جهاد لأعظم الأعداء. (واهجري) اتركي. (المعاصي) كلها. (فإنها) أي هجر المعاصي. (أفضل الهجرة) فإن الهجرة ما شرعت إلا لتكون سبباً لهجر المعاصي. (المحاملي في أماليه (¬3) عن أم أنس) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه الطبراني في ترجمة أم أنس هذا من معجمه وقال: ليست هي أم أنس بن ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2594). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4042). (¬3) أخرجه المحاملي كما في الكنز (18919)، والديلمي في الفردوس (4076)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3742).

مالك فتنبه له قال البغوي: لا أعلم لها غيره (¬1). 5488 - "عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي: اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك مما سألك به محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وأعوذ بك مما تعوذ به محمَّد وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً. (خد) عن عائشة (ح) ". (عليك) يا عائشة (بجمل الدعاء وجوامعه) هي ما قل لفظه وكثر معناه التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو التي تجمع الثناء على الله تعالى، وآداب المسألة كأنها قالت: ما أقول؟ فقال: (قولي اللهم إني أسألك من الخير) من ابتدائية ولا يصح أن تكون تبعيضية لقوله: (كله) تأكيد للخبر. (عاجله وآجله) بدل منه والعاجل خير الدنيا والآجل خير الآخرة. (ما علمت منه وما لم أعلم) تعميم بعد تعميم. (وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما [3/ 86] لم أعلم) هو كل ما سلف. (وأسألك الجنة) تخصيص بعد التعميم، إذ هي من الخير الآجل أو أنها قد انفصلت الجملة الأخرى عن الأولى فهو ابتداء سؤال (وما قرب إليها من قول أو عمل) فإنه لا توفيق إلا بالله وفي عطفه إعلام بأن الجنة لا تدخل إلا بالعمل وفي سؤال دخولها أولاً إعلام بأن العمل وحده لا يكفي في دخولها بل لا بد من فضل الله والعمل الصالح، وقد قدمنا بحثاً في هذا. (وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل) فإنه لا عصمة عن القبائح من الأعمال وصيانة إلا بلطف الله. (وأسألك ما سألك به نبيك محمَّد) ما موصولة أطلبك من الذي طلبك به أي بسببه وهو ¬

_ (¬1) انظر هذا الكلام في الإصابة (1/ 255).

حسن الظن بالله فإنه سبب سؤاله - صلى الله عليه وسلم - لربه، فكأنه قال: سبب حسن الظن بك الذي سأله محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، والمراد مما يجوز لنا سؤاله ونشارك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من النجاة والفوز بحلول الجنة ونحو ذلك فلا يرد أنه سأله المقام المحمود والدرجات العلى فيكون سؤاله لنا ولا يصح. (وأعوذ بك مما تعوذ منه محمَّد وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً) وفي رواية خيراً فهذا الدعاء قد اشتمل على جمل الدعاء وجوامعه وخير الدنيا والآخرة والعياذ من شرهما وغير ذلك. (خد (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 5489 - "عليك بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً، وأرضى باليسير. (هـ هق) عن عويم بن ساعدة (ض) ". (عليكم) يا معشر الناكحين. (بالأبكار) بتزوجهن وإيثارهن على غيرهن. (فإنهن أعذب أفواهاً) أطيب وأحلى ريقًا هو كناية عن قلة البذاءة والشكاية لبقاء حيائهن بعدم مخالطة الرجال. (وأنتق) بالنون والمثناة الفوقية والقاف والنتق: الرمي (أرحاماً) أي أكثر ولادة ورميا بالأولاد. إن قلت: حديث: "عليكم بالولود" يعارضه لأنَّ البكر لا يعلم كونها ولودا؟ قلت: البكر مظنة الولادة فالمراد بالولود المظنة لذلك. (وأرضى باليسير) من الجماع أو أعم، فلا تحمل زوجها كلفة ولا مشقة. (هـ هق (¬2) عن عويم بن ساعدة) رمز المصنف لضعفه، وعويم بن ساعدة قال البغوي في شرح السنة: ليس له صحبة فالحديث مرسل والمصنف تابع الحافظ ابن حجر، والحافظ ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (639)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4047). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1861)، وأخرجه أبو نعيم في الطب برقم (449)، والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 81)، قال البوصيري في الزوائد (2/ 98): فيه محمَّد بن طلحة قال فيه أبو حاتم لا يحتج به وانظر السلسلة الصحيحة (623).

ابن حجر (¬1) تابع التهذيب في كونه صحابيا. 5490 - "عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحاما وأعذب أفواه وأقل خبا وأرضي باليسير. (طس) عن جابر" (ض). (عليكم بالأبكار فإنهن أنتق أرحماماً) وذلك لكثرة حرارتها وفيه أن المراد بالنكاح طلب النسل. (وأعذب أفواه) فيه أن المستحسن مدعوا إليه شرعاً كما أنه مدعوا إليه طبعاً. (وأقل خبا) بالخاء المعجمة مكسورة أي خداعاً (وأرضى باليسير) كما سلف. (طس (¬2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه, قال الهيثمي: فيه يحيى بن كثير السقاء متروك. 5491 - "عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاما وأسخن أقبالًا وأرضى باليسير من العمل. ابن السني وأبو نعيم في الطب عن ابن عمر (ض) ". (عليكم بالأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً وأسخن) بالمهملة والمعجمة والنون من السخونة. (أقبالاً) بفتح الهمزة والقاف وموحدة أي فروجًا واحدها قبل بضم القاف وسكون الموحدة سمي به لأن صاحبه يقابل به غيره. (وأرضى باليسير من العمل) قال الطيبي: وباجتماع هذه الصفات يكمل المقصود من الزواج. (ابن السني وأبو نعيم في الطب (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر (¬4): فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف. ¬

_ (¬1) الاستيعاب (1/ 386)، والإصابة (4/ 745)، والتهذيب (8/ 155)، وتقريب التهذيب (1/ 434). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7677)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4053). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (448)، وقال محققه: وأخرجه ابن السني في الطب (ق 39/ ب) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4053). (¬4) انظر: التلخيص الحبير (3/ 145).

5492 - "عليكم بالأترج فإنه يشد الفوائد. (فر) عن عبد الرحمن بن دلهم معضلا". (عليكم بالأترج) بضم الهمزة والأترجة والتريج والتريجة معروف (فإنه يشد الفؤاد) يقويه بخاصيته ويطيب النكهة إذا مضغ ويذهب البخر ويفتح سدد الدماغ ويعين على الهضم ويحشى ويجلب النوم. (فر (¬1) عن عبد الرحمن بن دلهم بالمهملة معضلًا) تقدم تحقيق المعضل. 5493 - "عليكم بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر. (حل) عن ابن عباس". (عليكم بالإثمد) هو الكحل الأسود (فإنه يجلو البصر) أي يزيد نور العين لدفعه المواد الرديئة النازلة من الرأس (وينبت الشعر) بفتح العين أفصح للازدواج ويصح سكونها، والمراد بالشعر هدب العين لأنه يقوي طبعاً بها، قال ابن العربي: الكحل مشروع مستثنى من التداوي قبل نزول الداء الذي هو مكروه شرعاً وطبعاً وذلك لحاجة الانتفاع بالبصر وكثر تصرفه وعظم نفعه، قيل: أنه يطرأ على البصر من الغبار بما يكون عنه القذى فشرع الاكتحال ليزول ذلك الداء فهو من التداوي بعد نزول الداء لا قبله ومنافع الاكتحال واسعة. (حل (¬2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وفيه عثمان بن خثعم المكي (¬3) قال في الميزان: قال ابن معين: أحاديثه غير قوية له هذا الخبر ورواه ابن خزيمة وصححه ابن عبد البر والخطابي. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4062)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3753). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 343)، وانظر التمهيد لابن عبد البر (5/ 277)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4056). (¬3) انظر الميزان (7/ 450).

5494 - "عليكم بالإثمد عند النوم فإنه يجلو البصر وينبت الشعر. (هـ) عن جابر (هـ ك) عن ابن عمر". (عليكم [3/ 87] بالإثمد عند النوم) هذا بيان وقت استعماله ويأتي أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكتحل كل ليلة. (فإنه يجلو البصر وينبت الشعر) تعلق بظاهره قوم فأنكروا على الرجال الاكتحال نهاراً، قال ابن جرير: وهو خطأ؛ لأنه إنما خط عليه عند النوم؛ لأنه أنفع لا لكراهة استعماله في غيره من الأوقات. (هـ (¬1) عن جابر) فيه سعيد بن سالم العطار (¬2) قال في الميزان عن ابن المديني: يضع الحديث، (هـ ك (¬3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقد قال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الذَّهبي، لكن قال: فيه عثمان بن عبد الملك صويلح (¬4). 5495 - "عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر. (طب حل) عن علي". (عليكم بالإثمد فإنه منبتة) بفتح الميم وسكون النون وفتح الموحدة. اللشعر) ومثله (مذهبة للقذى) جمع قذاة ما يقع في العين من نحو تراب (مصفاة للبصر) من النوازل التي تنحدر إليه من الرأس. (طب حل (¬5) عن علي) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه عون بن محمَّد ابن الحنفية روى عنه جمع، ولم يوثقه أحد، وبقية رجاله ثقات، وقال العراقي في شرح الترمذي: إسناده ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (34996)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4054). (¬2) وانظر ميزان الاعتدال (3/ 206). (¬3) أخرجه ابن ماجة (3495)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3776): ضعيف جداً. (¬4) انظر ميزان الاعتدال (6/ 61). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 109) (183)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 178)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 96)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4055).

جيد، وفي الفتح (¬1): إسناده حسن. 5496 - "عليكم بالباءة فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. (طس) والضياء عن أنس (صح) ". (عليكم بالباءة) كالحاءة كما في القاموس (¬2): النكاح. (فمن لم يستطع) لقلة ذات يده أو نحوه (فعليه بالصوم) يديمه ويلزمه. (فإنه له) أي لمن لم يستطع (وجاء) بزنة كساء وهو يرض الخصيتين حتى يتفضخا فشبه الصوم به وجعله نفس الوجاء لأنه يقلل شهوة النكاح ولا يقطعها، وهذا من الأدوية النافعة والطاعات التابع بعضها لبعض لأن تقليل شهوة النكاح لغير المستطيع طاعة بطاعة هي الصوم. (طس والضياء عن أنس) (¬3) رمز المصنف لصحته. 5497 - "عليكم بالبياض من الثياب فليلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم فإنها من خير ثيابكم. (حم ن ك) عن سمرة (صح) ". (عليكم بالبياض من الثياب) لفظ الحاكم: "عليكم بهذه الثياب البيض". (فليلبسها أحياؤكم) فإنَّها أجمل وانظر في العيون والأمر يقتضي الوجوب إلا أنه حمل على الندب إجماعاً. (وكفنوا فيها موتاكم) فيه اتخاذ الكفن وأما كونه أبيض فندب لما سلف آنفًا. (فإنها من خير ثيابكم) في لونها ورونقها وفي قوله: من خير ما يشعر بأن غيرها فيه خير أيضاً. (حم ن ك (¬4) عن سمرة) رمز المصنف لصحته لأنه قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (10/ 157). (¬2) القاموس (1/ 43). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (8203)، والضياء في المختارة (1853)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4058). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 12)، والنسائي (5/ 477)، والحاكم (4/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4062).

5498 - "عليكم بالبغيض النافع التلبينة فوالذي نفسي بيده إنه ليغسل بطن أحدكم كما يغسل الوسخ عن وجهه بالماء. (هـ ك) عن عائشة (صح) ". (عليكم بالبغيض) إلى الطباع (النافع) للأدواء (التلبينة) بفتح فسكون ويقال: تلبين أيضاً حساء من نخالة ولبن وعسل كما في القاموس (¬1) يصير كاللبن بياضا ورقة (فوالذي نفسي بيده إنه) أي الحساء المذكور أو المذكور وفي رواية أنها وهو ظاهر (ليغسل بطن أحدكم) بإزالة ما فيه من الأدواء والأوساخ والمراد بطنه من العروق وغيرها لا نفس البطن وحده (كما يغسل) مغير صيغة (الوسخ عن وجهه بالماء) قال الموفق البغدادي: إذا شئت منافع التلبينة فاعرف منافع ماء الشعير سيما إذا كان بحاله فإنه يجلو وينفذ بسرعة ويغذي غذاء لطيفاً وقد أطال ابن القيم في الهدي (¬2) في قسم الطب النبوي في ذكر منافعة. (هـ ك (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي. 5499 - "عليكم بالتواضع فإن التواضع في القلب ولا يؤذين مسلم مسلماً فلرب متضاعف في أطمار لو أقسم على الله لأبره. (طب) عن أمامة". (عليكم بالتواضع) وهو عدم التطاول والترفع والتكبر. (فإن التواضع في القلب) لا في الزي واللباس فإذا حل القلب فاض أثره إلى الجوارح (ولا يؤذين مسلم مسلماً) بتكبره وتطاوله عليه بغير ذلك من أنواع الأذية (فلرب متضاعف) اسم فاعل مظهر من نفسه للضعف (في أطمار) جمع طمر وهو الثوب الخلق (لو أقسم على الله لأبره) فالقدر عند الله لمن طهر قلبه وصلحت سريرته وإن كان متضاعفاً في إخلاق ثياب فلا يحتقر من كان كذلك لعله من أولياء الله ومن أهان ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 1586). (¬2) زاد المعاد (4/ 109). (¬3) أخرجه ابن ماجة (3446)، والحاكم (4/ 228)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3755).

لله ولياً فقد آذن الله بالحرب وخص من ذكر؛ لأنَّه غالب ما يقع الترفع على من كان كذلك. (طب (¬1) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف لكن قال الهيثمي: فيه محمَّد بن سعيد المصلوب (¬2) وهو يضع الحديث. 5500 - "عليكم بالثفاء فإن الله جعل فيه شفاء من كل داء. ابن السني وأبو نعيم عن أبي هريرة". (عليكم بالثفاء) بمثلثة مضمومة وفاء مفتوحة هو الخردل، وقيل: حب الرشاد. (فإن فيه شفاء من كل داء) وهو حار يابس يلين البطن ويحرك الباءة ومنافعه كثيرة. (ابن السني وأبو نعيم عن أبي هريرة (¬3)) سكت عليه المصنف. 5501 - "عليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم". (طس) عن أبي أمامة (ض) ". (عليكم بالجهاد في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله فمن كان كذلك فهو المجاهد في [3/ 88] سبيل الله وهو شامل لأنواع الجهاد. (فإنه باب من أبواب الجنة) سبب لدخول باب من أبوابها أطلق عليه من إطلاق اسم السبب على المسبب. (يذهب الله به الهم والغم) فإن الشقي من أعداء الله، والإعلاء لكلمة الله تغسل عن القلب أدران همومه وغمومه وأحزانه، فالجهاد من أدوية الغم والهم. (طس (¬4) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عمرو بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 186) (7768)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3755). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 585). (¬3) عزاه في كنز العمال لابن السني وأبي نعيم في الطب (رقم 28281)، ولم أجده في "الطب النبوي" لأبي نعيم المطبوع. ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3757). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (8334)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 272)، والحاكم (2/ 74)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4063)، وفي الصحيحة (1941).

حصين وهو متروك انتهى، إلا أنه أخرجه الحاكم في المستدرك بلفظه وقال: صحيح وأقرَّه الذَّهبي فلو عزاه المصنف إليه لكان أولى. 5502 - "عليكم بالحجامة في جوزة القَمَحَدُوَة فإنها دواء من اثنين وسبعين داء وخمسة أدواء من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس. (طب) وابن السني وأبو نعيم (ض) ". (عليكم بالحجامة في جوزة) بالجيم مفتوحة والزاي. (القمحدوة) بفتح القاف والميم وسكون المهملة وضم المهملة وفتح الواو والمراد نقرة القفا الناشرة فوقه التي تقع على الأرض إذا استلقى الإنسان والحجامة فيها تنفع من جحظ العين ونتوءها وغير ذلك من المنافع كما أشار إليه قوله: (فإنها دواء من اثنين وسبعين داء) غير معينة هنا. (وخمسة أدواء) عين منها أربعة وهو الوجه في أنه لم يقل من سبعة وسبعين داء ليفرق بما لم يعينه بقوله: (من الجنون والجذام والبرص ووجع الأضراس) ولم يذكر الخامس فلعله سهو من الراوي، ومنافع الحجامة كثيرة، وقد حث عليها - صلى الله عليه وسلم - كثيراً. (طب (¬1) وابن السني وأبو نعيم عن صهيب) رمز المصنف لضعفه على الطبراني إلا أنه قال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات. 5503 - "عليكم بالحزن فإنه مفتاح القلب أجيعوا أنفسكم وأظمئوها. (طب) عن ابن عباس". (عليكم بالحزن) بضم المهملة والزاي الساكنة وقد يفتحان، معروف والمراد على ما فات من الأعمال الصالحة, وعلى ما أسلفه من الأعمال القبيحة وعلى ما يستقبله من أهوال الحشر والنشر ولو لم يكن إلا وجود الموت لكفى ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 36) (7306)، ولم أجده في الطب النبوي لأبي نعيم المطبوع، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3758)، وفي الضعيفة (3894).

وحده باعثاً على الحزن (فإنه مفتاح القلب) آلة فتحه لذكر الله ومعرفته والتفكر في آلائه، وكأنهم قالوا: يا رسول الله كيف يحصل الحزن؟ فقال: (أجيعوا أنفسكم وأظمئوها) فإن ذلك يذل النفس ويكسر سَوْرة شهواتها ويردها عن جماحها ويولد الحزن والأفكار الصالحة المثيرة للأحزان ومن حزن في هذه الدار عاد حزنه فرحا في دار القرار. (هب (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: إسناده حسن. 5504 - "عليكم بالحناء فإنه ينور رؤوسكم ويطهر قلوبكم ويزيد في الجماع وهو شاهد في القبر. ابن عساكر عن واثلة". (عليكم بالحناء) أي بالاختضاب به. (فإنه ينور رؤوسكم) يقويها ويثبت شعرها ويحسنها ويزيل ما بها من نحو قروح وبثور. (ويطهر قلوبكم) يؤثر فيها نورانية ويزيل عنها الظلمة أو يطهرها عن الأخلاق المرذولة لخاصية جعلها الله فيه. (ويزيد في الجماع) وزيادته محبوبة إلى الله تعالى لما فيه من التناسل وإعفاف موطوءة الرجل. (وهو شاهد في القبر) يشهد للمؤمن عند الملائكة. واعلم: أن للحناء فوائد عديدة سردها ابن القيم (¬2) في الهدي ويأتي بعضها قريباً. (ابن عساكر (¬3) عن واثلة) سكت عليه المصنف، وقال: ابن الجوزي في الواهيات لا يصح؛ ولأنه رواه من طريق معروف الخياط، وقال ابن عدي: إن المعروف بن عبد الله الخياط له أحاديث منكرة جداً. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 267) (11964)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3759). (¬2) زاد المعاد (4/ 82). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (43/ 566)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 690)، وابن عدي في الكامل (2/ 326)، وانظر كشف الخفا (2/ 448)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3760)، وفي الضعيفة (1469): موضوع.

5505 - "عليكم بالدلجة فإن الأرض تطوى بالليل. (د ك هق) عن أنس (صح) ". (عليكم) أيها المسافرون (بالدلجة) بالضم والفتح للمهملة سير أول الليل فإن ساروا من آخره فأدّلجوا بالتشديد كما في القاموس (¬1) والحديث يحتمل الأمرين والتعليل بقوله: (فإن الأرض تطوى بالليل) صحيح على الاحتمالين أي يطويها الله بقدرته للمسافر ما لا يطويها نهارا وهو حث للمسافر على ما فيه الرفق له. (د ك هق (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: على شرطهما، وأقرَّه الذَّهبي وقال: قال المنذري بعد عزوه لأبي داوود: إسناده حسن. 5506 - "عليكم بالرمي، فإنه من خير لهوكم. البزار عن سعد". (عليكم بالرمي، فإنه من خير لهوكم) قال الطرطوشي: أصل اللهو ترويح النفس بما لا تقتضيه الحكمة. قلت: وفي الحديث أن بعض اللهو مأمور به لا لكونه لهواً في الحقيقة بل لما فيه من المنافع الآجلة. (البزار عن سعد) (¬3) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا حاتم بن الليث وهو ثقة. 5507 - "عليكم بالرمي، فإنه من خير لعبكم. (طس) عن سعد (صح) ". (عليكم بالرمي، فإنه خير لعبكم) هو كما سلف. (طس (¬4) عن سعد) بن أبي ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 242). (¬2) أخرجه أبو داود (2571)، والحاكم (1/ 613)، والبيهقي (5/ 256)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 40)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4064). (¬3) أخرجه البزار في مسنده (1146)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 268)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4066). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (2049)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 268)، ووصححه الألباني في صحيح الجامع (4065).

وقاص رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح خلا حاتم المذكور. 5508 - "عليكم بالزبيب، فإنه يكشف المرة, ويذهب بالبلغم، ويشد العصب، ويذهب بالعياء، ويحسن الخلق، ويطيب النفس، ويذهب بالهم. أبو نعيم عن علي (ض) ". (عليكم بالزبيب, فإنه يكشف المرة) بكسر الميم وتشديد الراء فإنه مزاج من أمزجة البدن يظهرها ويبرزها. (ويذهب بالبلغم) أي يذهب به [3/ 89] (ويشد العصب) بحركة الصاد المهملة أطناب المفاصل أي يقويها. (ويذهب بالعياء) بفتح المهملة وتخفيف للمثناة التحتية: التعب. (ويحسن الخلق، ويطيب النفس) لما يحدث فيها من الانبساط والانشراح. (ويذهب بالهم) هو كالعنب الحلو منه حار والحامض بارد قابض. (أبو نعيم (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 5509 - "عليكم بالسراري فإنهن مباركات الأرحام. (طس ك) عن أبي المرداء (د) في مراسيله، والعدني عن رجل من بني هاشم مرسلاً (صح) ". (عليكم بالسراري) جمع سرية بضم وبكسر ثم تشديد وقد تكسر السين أيضاً سميت به لأنها من التسري وأصله من السر وهو من أسماء الجماع، وأطلق عليها ذلك لأنها تكتم أمرها عن الزوجة غالباً قال الراغب (¬2): قال عمر: ليس قوم أكيس من أولاد السراري لأنهم يجمعون عز العرب ودهاء العجم. (فإنهن مباركات الأرحام) كثيرة النتاج، إن قيل: تقدم من حديث أنس: "تخيروا لنطفكم واجتنبوا هذا السواد فإنه لون مشوه" وهنا حث على السراري. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (2840)، وانظر كشف الخفا (2/ 431) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3761). (¬2) مفردات القرآن (ص 1276).

قلت: ليس كل سرية سوداء فإن ألوان الترك والعجم ألوان صافية فيحمل هذا على اللون الحسن وفي الجيوش من هو صافي اللون أيضاً. (طس (¬1) مالك عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته ولكن من رواته: عثمان بن عطاء الخرساني وعنه: محمَّد بن عبد الله بن قلابة، وعنه عمرو بن الحصين، قال ابن الجوزي: موضوع لأنَّ عثمان بن عطاء لا يحتج به، وابن قلابة يروي الموضوعات عن الثقات وعمرو بن الحصين ليس بشيء، انتهى وقال ابن حجر في الفتح والمطالب العالية: إسناده واهٍ، وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: فيه عمرو بن الحصين العقيلي متروك. (د (¬2) في مراسيل, والعدني عن رجل من بني هاشم مرسلاً) وأخرج أحمد من حديث ابن عمرو مرفوعاً: "انكحوا أمهات الأولاد فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة" (¬3) قال ابن حجر: إسناده أصلح من الأول، لكنَّه غير صريح في التسري. 5510 - "عليكم بالسكينة عليكم بالقصد في المشي بجنائزكم. (طب هق) عن أبي موسى (ح) ". (عليكم بالسكينة): الوقار والتأني (عليكم بالقصد) التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط (في المشي بجنائزكم) وذلك بأن يكون بين المشي المعتاد والخبب لصحة الأمر بالإسراع بها. (طب هق (¬4) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8353)، وراجع: فتح الباري (9/ 127)، والمطالب العالية (5/ 287)، والموضوعات (2/ 259)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3762)، وفي الضعيفة (3895). (¬2) أبو داود في مراسيله (1/ 181). راجع: المطالب العالية (5/ 287). (¬3) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1349). (¬4) أخرجه الطيالسي (522)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 22)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3763).

5511 - "عليكم بالسنا والسنوت، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت". (هـ ك) عن عبد الله بن أم حرام (صح) ". (عليكم بالسنا) بالمد والقصر منافعه كثيرة. (والسنوت) بزنة تنور ويروى بضم المهملة، والفتح أفصح، قيل: العسل، وقيل: الرب، وقيل: الكمون الكرماني، وقد عد ابن القيم (¬1) فيه ثمانية أقوال، وحكى عن بعض الأطباء أن الأجدر بالمعنى والأقرب إلى الصواب أنه العسل الذي يكون في زقاق السمن. (فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام وهو الموت) بالمهملة وهو الموت، فيه أن الموت من الأدواء وطريق استعماله أن يخلط السنا مدقوقاً بالعسل المخالط السمن ثم يلعق فيكون أصلح من استعماله مفردا لما في العسل والسمن من إصلاح السنا وإعانته على الإسهال. (هـ ك (¬2) عن عبد الله بن أم حرام) ضد الحلال، رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وتعقَّبه الذَّهبي بأنَّ فيه عمرو بن بكر عن إبراهيم بن أبي عبيدة وعمرو اتهمه ابن حبان وقال ابن عدي: له مناكير (¬3). 5512 - "عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم، مرضاة للرب. (حم) عن ابن عمر (صح) ". (عليكم بالسواك فإنه مطيبة للفم) وطيبه محبوب لله؛ لأنه طريق القرآن والذكر ولأن الله يحب الرائحة الطيبة. (مرضاة للرب) يرضاه وكل ما يحبه الرب يتعين الإتيان به وهو على جهة الندب إذا لم يجب كما هنا فإنه قام الدليل على ندبه وذهب إسحاق بن راهويه كما حكاه عنه الماوردي إلى وجوبه لكل صلاة وإن من ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 67). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3457)، والحاكم (4/ 224)، وانظر المغني في الضعفاء (1/ 21)، وحسنه الألباني في الصحيح الجامع (4067)، وصححه في الصحيحة (1798). (¬3) الكامل في الضعفاء (5/ 146).

تركه عمدا لم تصح صلاته، وبه قدح على من زعم الإجماع على ندبه وإن كان قول إسحاق غير صحيح فإن الحق ندبه ندبا مؤكداً. (حم (¬1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي والمنذري: فيه ابن لهيعة، ورواه البخاري تعليقا مجزوما من حديث عائشة، وابن خزيمة موصولا كما بينه العراقي. 5513 - "عليكم بالسواك، فنعم الشيء السواك: يذهب بالحفر وينزع البلغم، ويجلو البصر، ويشد اللثة, ويذهب بالبخر، ويصلح المعدة، ويزيد في درجات الجنة، ويُحْمِدُ الملائكة ويرضي الرب، ويسخط الشيطان. عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا عن أنس (ض) ". (عليكم بالسواك، فنعم الشيء السواك: يذهب بالحفر) بالمهملة والفاء مفتوحتين وتسكن الفاء آخره راء داء يكون في أصول الأسنان أو صفرة تعلو الأسنان (وينزع البلغم) عن المعدة. (ويجلو البصر) لأنه يستخرج المائة النازلة من الدماغ (ويشد اللثة) وهي اللهاة وتقويتها قوة للأسنان (ويذهب بالبخر) بالمعجمة محركة هو تغيير رائحة الفم. (ويصلح المعدة) وهذه فوائد بدنية والفوائد الدينية ما أفاده (ويزيد في درجات الجنة، وتحمِده الملائكة) يبنى على فاعله. (ويرضي الرب ويسخط الشيطان) وفوائده جمة، قد ألف فيها بعضهم كتاباً مستقلًا. (عبد الجبار الخولاني) (¬2) بفتح المعجمة وسكون الواو وآخره نون: نسبة إلى خولان قبيلة نزلت بالشام (في تاريخ داريا) بالمهملة مفتوحة فراء بعد الألف فمثناة تحتية قرية بالشام (عن أنس) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 108)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 220)، والترغيب والترهيب (1/ 101)، راجع: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 79)، والتلخيص الحبير (1/ 60)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4068). (¬2) أخرجه الخولاني في تاريخ داريا (ص: 105)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3764).

5514 - "عليكم بالشام. (طب) عن معاوية بن حيدة (ض) ". (عليكم بالشام) أي سكونه قيل مطلقا لكونه أرض الحشر والنشر، وقيل: في آخر الزمان؛ لأنَّ جيوش الإِسلام ينزوي إليها عند فساد أمر الدين وغلبة الشر على الخير. (طب (¬1) عن معاوية بن حيدة) رمز المصنف لضعفه, وقال الهيثمي: أسانيده كلها ضعيفة لكن رواه أبو يعلى بسند رجاله رجال الصحيح في حديث طويل. 5515 - "عليكم بالشام؛ فإنها صفوة بلاد الله يسكنها خيرته من خلقه, فمن أبي فليلحق بيمنه, وليسق من غُدُرِه, فإن الله عَزَّ وَجَلَّ تكفل لي بالشام وأهله. (طب) عن واثلة". (عليكم بالشام؛ فإنها صفوة بلاد الله) أي المختارة منها. (يسكنها خيرته من خلقه) فخير البقاع يسكنها خير الناس. (فمن أبى) امتنع عن سكون الشام. (فليلحق بيمنه) أي ينزل باليمن ويسكنها إن لم يسكن الشام وأضاف اليمن إلى المأمور مع جعل الشام صفوة مضافة إليه تعالى ما يدل على علو شأن الشام (وليستق) أمر من الاستقاء. (من غُدُرِه) بضم المعجمة والمهملة بوزن ورد جمع غدير، قيل: إن الضمير فيها للشام وإنه عطف على قوله: "عليكم بالشام" وقوله. (فإنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ تكفل لي بالشام وأهله) اعتراض ولا يخفى أنَّ الأقرب اليمن وإن كان قوله: "فإنَّ الله تكفل لي بالشام وأهله" يؤيد الأول أي ضمن لي حفظها وحفظ أهلها. (طب (¬2) عن واثلة) سكت المصنف عليه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد كلها ضعيفة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 420) (1015)، وأبو يعلى برقم (5551)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 42)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4069). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 58) (157)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 59)، والعلل المتناهية (1/ 311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4070).

5516 - "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن (هـ ك) عن ابن مسعود". (عليكم بالشفاءين) قال المظهر: شفاء البئر والنهر طرفه والشفاء من المرض معافاة طرق السلامة وصار اسماً للبئر. (العسل) وهو لعاب النحل وله مائة اسم كذا قيل (والقرآن) أجره ترقيا إلى الأعظم الأشرف الأنفع جمع بين الطب البشري والإلهي وبين الفاعل الطبيعي والروحاني وطب الأجساد وطب الأرواح والسبب الأرضي والسماوي وقد أطال وأطاب ابن القيم في هديه - صلى الله عليه وسلم - في الطب في بيان شأن القرآن والعسل (¬1)، وقدمنا في الجزء الأول ما فيه كفاية. (هـ ك (¬2) عن ابن مسعود) قال الحاكم: صحيح على شرطهما، وقال البيهقي في الشعب: الصحيح موقوف على ابن مسعود. 5517 - "عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة، ولا تحاسدوا, ولا تباغضوا؛ ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله. (حم خد هـ) عن أبي بكر (صح) ". (عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر) أي مصاحب له وملازم دائر معه حيث دار، والبر الإحسان وهو عام للإحسان مع الخالق والمخلوق والنفس. (وهما في الجنة) أي الصدق والإحسان من صفات أهل الجنة وأخلاقهم أو هما وصاحبهما المتصف بهما فيها، (وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور) يلازمه ويصاحبه والفجور الخروج عن الطاعة، (وهما في النار) أي من صفات أهلها وأخلاقهم أو يتجسدان في الآخرة ويزج بهما في النار فيكونا مع أصحابها ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (4/ 30). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3452)، والحاكم (4/ 223)، وانظر الشعب (2581)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3765).

المتصفين بهما، (وسلوا الله اليقين) فإنه من أعطاه الله اليقين كان صادقاً في أفعاله وأقواله باراً في جميع أحواله، (والمعافاة) عن الصفات القبيحة والأسقام البذيئة، (فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيراً من العافية) لأن باليقين حصلت عافية دينه وبالعافية كفى دينه بدنه فتتم له الطاعة بالقلب والجوارح. (ولا تحاسدوا) لا يحسد أحدكم غيره. (ولا تباغضوا) فإن الله يحب المتحابين فيه ويبغض المتباغضين. (ولا تقاطعوا) التقاطع التهاجر وهو منهي عنه لما يجر إليه من تشاحن القلوب، (ولا تدابروا) كناية عن التباعد والتهاجر كأن كل واحد يوجه إلى الآخر دبره ولا يقبل عليه بوجهه. (وكونوا عباد الله) في هذه العبارة التنويه جمع للقلوب وتنبيه على أن الكل عبيد لمالك واحد وأنهم قد شرفوا بالإضافة إليه وبكونهم عبيداً له، فلا يفخر أحد على أحد لاستوائهم في تلك الرتبة ولا يتخلقون بالأخلاق التي نهاهم عنها فيفسدوا شرف الاتصاف بالعبودية له تعالى. (إخواناً كما أمركم الله) حيث قال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، وهو وإن كان خيراً فهو في قوة كونوا [3/ 91] إخوة يشفق بعضكم على بعض؛ ولأن أمرهم أيضاً بهذه الصيغة أي قوله كونوا إخواناً على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -. (حم خد هـ (¬1) عن أبي بكر الصديق) رمز المصنف لصحته ورواه النسائي في اليوم والليلة. 5518 - "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. (حم خد م ن) عن ابن مسعود (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 3)، والنسائي في الكبرى (10719)، والبخاري في الأدب (724)، وابن ماجة (3849)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4072).

(عليكم بالصدق) عام للأقوال والأفعال وإن كان في الأول أشهر، فإنه يقال صدق في فعله ومكيال صادق إذا كان وافيًا ونحوه. (فإن الصدق يهدي إلى البر) يدل عليه ويعود إليه، والواسم جامع لأنواع الخير كلها. (وإن البر يهدي إلى الجنة) يدل عليها ويوصل إلى حلولها وهي غاية كل مطلوب وقد وقع نيلها بسبب الصدق فهو السبب الأولى وسبب السبب (وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً) فيكون من رفقاء النبيين كما قال الله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] ولو لم يكن للصدق إلا هذا الشرف لكفاه، (وإياكم) احذر. (والكذب فإن الكذب يهدي) من باب اهدوهم إلى صراط الجحيم أو قصد مشاكلة قريبه. (إلى الفجور) الميل عن الاستقامة والانبعاث في المعاصي، (وإن الفجور يهدي إلى النار) والسبب الأولى الكذب فالكذب يهدي إلى النار، (وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) والمراد إظهار ذلك لخلقه بكتابته في اللوح أو الصحف أو بالإلقاء في القلوب وعلى الألسنة والعقاب في الآخرة عقاب الكذابين. (حم خد م ن (¬1) عن ابن مسعود). 5519 - "عليكم بالصدق، فإنه باب من أبواب الجنة، وإياكم والكذب؛ فإنه باب من أبواب النار. (خط) عن أبي بكر (ض) ". (عليكم بالصدق، فإنه باب من أبواب الجنة) أي سبب لدخولها فكأنه بابها الذي يدخل منه. (وإياكم والكذب؛ فإنه باب من أبواب النار) سبب لدخول باب من أبوابها أو أن في أبوابها باباً يقال الكذب وهذا عام لكل كذب في جد أو هزل وقد رخص فيه على الزوجة والصلح وفي الحرب وقيل لا ترخيص فيه أصلاً ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 432)، والبخاري في الأدب المفرد (386)، ومسلم (2607)، والنسائي في الكبرى (10719).

انما يأتي بالمعاريض من الكلام. (خط (¬1) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه، وذلك لأن فيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، قال الذهبي في الضعفاء (¬2): كذبوه. 5520 - "عليكم بالصف الأول، وعليكم بالميمنة، وإياكم والصف بين السواري". (طب) عن ابن عباس (ض). (عليكم بالصف الأول) أي في صلاة الجماعة وهو الذي يلي الإمام. (وعليكم بالميمنة) أي من الصف الأول وظاهره أنه أفضل من السمت. (وإياكم والصف بين السواري) جمع سارية وهي العمود وكان وجه الحكمة بقطع الصفوف بتخلل السواري والله يحب أن يكون صفاً متصلاً. (طب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن يوسف المكي وهو ضعيف. 5521 - "عليكم بالصلاة فيما بين العشائين) فإنها تذهب بملاغاة النهار. (فر) عن سلمان (ض). (عليكم بالصلاة فيما بين العشائين) أي المغرب والعشاء ففيه تغليب والمراد النفل بينهما، (فإنها تذهب بملاغاة) جمع لغو (النهار) أي بإثم لغوه، وتصدق ولو بركعتين ولفظه في مسند الفردوس: فإنها تذهب بملاغاة أول النهار. (فر (¬4) عن سلمان) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه إسماعيل بن أبي زياد بالمثناة التحتية ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 82)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3766)، والضعيفة (3905): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 384). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 357) (12004)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3767)، والضعيفة (2895). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (3029)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3768)، وقال في الضعيفة (681): موضوع.

لا النون وهو متروك يضع الحديث قاله الدارقطني، فكان على المصنف حذفه من كتابه. 5522 - "عليكم بالصوم، فإنه محسمة للعروق، ومذهبة للأشر. أبو نعيم في الطب عن شداد بن عبد الله". (عليكم بالصوم، فإنه محسمة) بالمهملتين اسم آلة من الحسم وهو القطع. اللعروق) قيل: أي مانع للمني عن السيلان لأنه يقلله جداً. (ومذهب) يزله محسمة أي آلة للذهاب. (للأشر) البطر بزنته، ومعناه أن الصوم يكسر النفس ويذهب بطرها. (أبو نعيم (¬1) في الطب عن شداد بن عبد الله). 5523 - "عليكم بالعمائم؛ فإنها سيما الملائكة, وأرخوا لها خلف ظهوركم. (طب) عن ابن عمر (هب) عن عبادة (ض) ". (عليكم بالعمائم) أي بلبسها. (فإنها سيما الملائكة) أي علامتهم يوم بدر أو دائماً وفيه ندب التحلي بحلية الملائكة والأبرار (وأرخوا لها خلف ظهوركم) فيه ندب العذبة التحتية والفوقية فإنهما خلف الظهور وقدر الإرخاء غير مذكور فتصدق على القليل وتقبح إن جاوز الحد. (طب عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عيسى بن يونس، (هب (¬2) عن عبادة) فيه الأحوص بن حكيم عن خالد بن معدان، قال العراقي: في شرح الترمذي والأحوص ضعيف. 5524 - "عليكم بالغنم؛ فإنها من دواب الجنة: فصلوا في مراحها، وامسحوا رَغَامَهَا. (طب) عن ابن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (1112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3769)، والضعيفة (4111). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 383) (13418) عن ابن عمر وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 120)، وأخرجه البيهقي في الشعب (6262) عن عبادة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3770)، والضعيفة (669).

(عليكم بالغنم) باتخاذها واقتنائها، والغنم جنس يطلق على الضأن والمعزى ولا واحد للغنم من لفظه (فإنها من دواب الجنة) أي أخرجت منها أو هي الآن جنسها فيها أو هي داخلة في الآخرة إليها. (فصلوا في مراحها) بفتح الميم فراء فحاء المهملة مأواها، (وامسحوا رَغَامَهَا) [3/ 92] بالمعجمة والمشهور فيه والمروي بالمهملة قاله في النهاية (¬1) وفسره عليهما ما يسيل من أنوفها، وتمام الحديث عند مخرجه: قلت: يا رسول الله ما الرغام، قال - صلى الله عليه وسلم -: "المخاط" والأمر قيل للإباحة والأظهر الندب. (طب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه صبيح لم أجد من ترجمه. 5525 - "عليكم بالقرآن: فاتخذوه إماما وقائدًا، فإنه كلام رب العالمين الذي هو منه وإليه يعود، فآمنوا بمتشابهه، واعتبروا بأمثاله. ابن شاهين في السنة وابن مردويه عن علي". (عليكم بالقرآن) الزموا تدبره وتلاوته (فاتخذوه إمامًا وقائداً) تقتدون به وتنقادون لأمره ونهيه. (فإنه كلام رب العالمين) فأي هدي أعظم من هديه وأي كلام أنفع منه. (الذي هو) أي القرآن. (منه) من عنده تعالى. (وإليه يعود) حين يرفعه أو يعود أجر تلاوته عند أن يصعد إليه الكلم الطيب أو بيان متشابهه. (فآمنوا بمتشابهه) كما وصفه الله تعالى وذلك الراسخون في العلم (واعتبروا) اتعظوا (بأمثاله) التي ضربها لكم وما يعقلها إلا العالمون وتقدم الكلام في الأمثال. (ابن شاهين في السنة وابن مردويه (¬3) عن علي) سكت المصنف عليه. ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 587). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5346)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 67)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4073). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4023)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3771)، والضعيفة (3906): موضوع.

5526 - "عليكم بالقرع، فإنه يزيد في الدماغ، وعليكم بالعدس، فإنه قدس على لسان سبعين نبياً. (طب) عن واثلة (ض) ". (عليكم بالقرع) بفتح القاف وسكون الراء وقد تفتح بعدها مهملة وهو الدباء. (فإنه يزيد في الدماغ) في قوته وزيادته زيادة للبدن جميعاً وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحبه وفي مسند أحمد عن أنس: "كان أحب الطعام إليه - صلى الله عليه وسلم - الدباء" (¬1). (وعليكم بالعدس، فإنه قدس) عظم شأنه بذكر منافعه والانتفاع به (على لسان سبعين نبياً) زاد البيهقي: "آخرهم عيسى بن مريم - عليه السلام - وهو يرق القلب ويسرع الدمع". وأخرج ابن السني في الطب عن أبي هريرة مرفوعاً: "أن نبياً من الأنبياء اشتكى إلى الله تعالى قساوة قلب قومه فأوحى الله إليه: أن مر قومك يأكلوا العدس فإنه يرق القلب ويدمع العينين ويذهب الكبر وهو طعام الأبرار" (¬2). قال ابن القيم (¬3): قد ورد فيه يعني العدس أحاديث كثيرة كلها باطلة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقل شيئاً منها ثم ذكر هذه الأحاديث، قال: وأرفع شيء جاء فيه وأصحّه أنه شهوة اليهود التي قدموها على المن والسلوى وهو قرين الثوم والبصل في الذكر وطبعه طبع الموت بارد يابس وساق كلاماً حسناً. (طب (¬4) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه، قال: فيه عمرو بن الحصين وهو متروك، قال الزركشي: وجدت بخط ابن الصلاح أنه حديث باطل، وقال النووي: حديث أكل البطيخ والباقلاء والعدس والأرز ليس فيه شيء صحيح، وسُئل عنه ابن المبارك قال: ولا على لسان نبي واحد، وذكره ابن الجوزي في الموضوعات من عدة طرق ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 204). (¬2) ذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة (2/ 180)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (2/ 299). (¬3) المنار المنيف (ص: 51 - 52)، ونقد المنقول (ص: 42). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 63) (152)، وانظر الموضوعات (2/ 294)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3772)، والضعيفة (40): موضوع.

وحكم عليه بالوضع ودندن عليه المصنف بما لا طائل تحته. 5527 - "عليكم بالقرع، فإنه يزيد في العقل، ويكثر الدماغ. (هب) عن عطاء مرسلًا". (عليكم بالقرع، فانه يزيد في العقل، ويكثر الدماغ) لما فيه من الرطوبة وهو بارد رطب في الثانية وهو أقل الثمار الصيفية مضرة وله في دفع الحميات اليد البيضاء. (طب (¬1) عن عطاء مرسلاً) سكت عليه المصنف وفيه مخلد بن قريش قال في اللسان (¬2): قال ابن حبان في الثقات: يخطئ. 5528 - "عليكم بالقنا والقسي العربية، فإن بها يعز الله دينكم ويفتح لكم البلاد. (طب) عن عبد الله بن بسر". (عليكم بالقنا) بفتح القاف بعدها نون، جمع قناة وهي الرمح. (والقسي) بكسر القاف جمع قوس (العربية) أي التي يرمي بها العرب أو تصنعها، قال ابن تيمية (¬3): احترز بالعربية عن العجمية، فتكره؛ لأنَّها من زي العجم وقد أمرنا بمخالفتهم. (فإن بها) تقديمه للاهتمام لا للحصر. (يعز الله دينكم) أي دين الإِسلام. (ويفتح لكم البلاد) وهو من أعلام نبوته فإنه إخبار عن غيب وقد وقع كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم -. (طب (¬4) عن عبد الله بن بسر) قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًّا - عليه السلام - إلى خيبر فعممه بعمامة سوداء ثم أرسلها من وراءه، أو قال: على كتفه اليسرى ثمَّ خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبع الجيش فمر برجل يحمل قوسا فارسيا فقال: "ألقها فإنها ملعونه ملعون ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5947)، وانظر اللسان (6/ 107)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3773)، والضعيفة (510): موضوع. (¬2) انظر: الثقات لابن حبان (9/ 185)، واللسان (6/ 9). (¬3) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 140). (¬4) أخرجه الضياء في المختارة (97)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3774).

من يحملها" ثم ذكره وفيه بكر بن سهل الدمياطي (¬1)، قال الذهبي: مقارب الحديث -وقال النسائي: ضعيف، وبقية رجاله رجال الصحيح، قال الهيثمي: إلا أني لم أجد لأبي عبيدة بن سليم من عبد الله بن بسر سماعا. 5529 - "عليكم بالقناعة فإن القناعة مال لا ينفد. (طس) عن جابر" (ض). (عليكم بالقناعة) أي الرضا بالقليل [3/ 93]، وقيل: هي الاكتفاء بما يندفع به الحاجة أو السكون عند عدم المألوف أو ترك التشوف إلى المقصود والرضا الموجود. (فإن القناعة مال لا ينفد) سماها مالاً لأن المراد أن من اتصف بها كمن اتصف بوجدان المال في راحة الخاطر إلا أنها تزيد عليه لأنها لا تنفد أي لا يخشى نفادها ولا يقع في شيء خير من المال لأنه يخشى نفاده. (طس (¬2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه خالد بن إسماعيل المخزومي متروك. 5530 - "عليكم بالكحل، فإنه ينبت الشعر، ويشد العين. البغوي في مسند عثمان عنه". (عليكم بالكحل) أي الاكتحال بالإثمد كما سلف. (فإنه ينبت الشعر) شعر الأهداب. (ويشد العين) يقوي نورها لما يخففه من المواد الفاسدة. (البغوي (¬3) في مسند عثمان عنه) أي عن عثمان سكت المصنف عليه. 5531 - "عليكم بالمرزنجوش فشموه, فإنه جيد للخشام. ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس". (عليكم بالمرزنجوش) بالراء فزاي فنون فجيم آخره معجمة الريحان ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 113). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2134)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 256)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3775)، والضعيفة (3907): موضوع. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4048)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3776) ضعيف جداً.

الأسود أو نوع من الطيب أو نبت له ورق يشبه ورق الآس. (فشموه، فإنه جيد للخشام) بمعجمة مضمومة فمعجمة أي الزكام، وفي الفردوس الخشام داء يأخذ الإنسان في خيشومه ومنه يقال رجل مخشوم، والخيشوم الأنف، قال ابن القيم (¬1): إنه حار يابس في الثالثة ينفع شمه من الصداع البارد الكائن عن البلغم والسوداء والزكام والرياح الغليظة ويفتح السدد الحادثة في الرأس والمنخرين وأطال في منافعه بما هو معروف في الهدي. (ابن السني وأبو نعيم (¬2) في الطب عن أنس) سكت عليه المصنف، قال ابن القيم: لا أعلم صحته. 5532 - "عليكم بالهليلج الأسود فاشربوه، فإنه من شجر الجنة طعمه مر، وهو شفاء من كل داء. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (عليكم بالهليلج الأسود) الكابلي أو الهندي. (فاشربوه) بعد نقعه بالماء. (فإنه من شجر الجنة) وأشجار الجنة كلها منافع لا ضار فيها. (طعمه مر) فلا تنفروا عنه. (وهو شفاء من كل داء) والهليلج بارد في الأولى يابس في الثانية أكله يطفئ الصفراء وينفع الخفقان والجذام والتوحش والطحال ويقوي خمل المعدة. (ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وفيه سيف بن محمَّد الثوري (¬4) قال الذهبي: قال أحمد وغيره في سيف: أنه كذاب. 5533 - "عليكم بالهندباء، فإنه ما من يوم إلا وهو يقطر عليه قطر من قطر ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 356). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (673) وقال محققه: أخرجه ابن السني في الطب النبوي (ق 55/ 2)، والديلمي في الفردوس (4050)، وقال الأزدي: إنه باطل، وانظر لسان الميزان (3/ 369)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3777). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 448)، وأبو نعيم في الطب برقم (654)، وسكت عنه الحاكم وقول الذهبي في تلخيص المستدرك. وقال الألباني في ضعيف الجامع (3778)، والضعيفة (3909): موضوع. (¬4) انظر المغني (1/ 292).

الجنة". أبو نعيم عن ابن عباس". (عليكم بالهندباء) في القاموس (¬1) بالكسر وفتح الدال وقد تكسر: بقلة معروفة الواحدة هندباءة، قيل: يحتمل أن المراد في الحديث بذره أو ورقه أو أصله والأول أقرب، قال ابن القيم (¬2): هي مستحيلة المزاج منقلبة بانقلاب فصول السنة فهي في الشتاء باردة ورطبة في الصيف حارة يابسة وفي الربيع والخريف معتدلة وفي غالب أحوالها تميل إلى البرودة واليبس وهي قابضة جيدة للمعدة وأطال في عدة منافعها بعد أن ذكر أن فيها ثلاثة أحاديث موضوعة عد منها هذا الحديث المذكور. (فإنه ما من يوم إلا وهو يقطر عليه قطر من قطر) بفتح القاف وسكون الطاء وفتحها. (الجنة) وكل ما كان من الجنة فهو مأمور بالاتصال به والتبرك. (أبو نعيم (¬3) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وسمعت قول ابن القيم: إنه موضوع، وفيه عمرو بن أبي سلمة ضعفه ابن معين وغيره. 5534 - "عليكم بأبوال الإبل البرية وألبانها". ابن السني وأبو نعيم عن صهيب". (عليكم بأبوال الإبل البرية) أي شربها والتداوي بها وهي من أدوية الاستشفاء والإرشاد هنا إلى مداوة ذلك الداء بها وهو من أدلة طهارتها ومن حكم بنجاستها قال يجوز التداوي بالنجس, وقال ابن القيم (¬4): لا يجوز التداوي بالمحرمات ولم يأمروا مع قرب عهدهم بالإِسلام بغسل أفواههم وما ¬

_ (¬1) انظر القاموس (1/ 139). (¬2) زاد المعاد (4/ 368). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الطب (برقم 676) راجع لسان الميزان (1/ 337)، والمنار المنيف (ص: 54)، والموضوعات (3/ 120)، وتنزيه الشريعة (2/ 247)، وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (509): موضوع. (¬4) زاد المعاد (4/ 42).

أصابته ثيابهم من أبوالها للصلاة وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز، يريد فدل على الطهارة. (وألبانها) خص البرية لأنها ترعى المراعي الزكية الطيبة، قال ابن العربي: ولا يمتنع أن يكون بول الإبل وألبانها دواء لبعض الأشخاص في بعض الأحوال في بعض البلدان. قلت: ثبت في الصحيحين (¬1) من حديث أنس قال: قدم رهط من عرينة وعكل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فاجتووا المدينة فشكوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "لو خرجتم إلى إبل الصدقة فشربتم من ألبانها وأبوالها" فلما صحوا عمدوا إلى الرعاة فقتلوهم .. الحديث، قال ابن القيم: لبن اللقاح العربية نافع من السدد لما فيه من التفتيح ونقل عن الأطباء كلاما جيدا في منافع الألبان والأبوال المذكورة. (ابن السني وأبو نعيم عن صهيب) (¬2). 5535 - "عليكم بأسقية الأدم التي يلاث على أفواهها. (د) عن ابن عباس". (عليكم بأسقية [3/ 94] الأدم) بفتحتين جمع أديم وهو الجلد المدبوغ والسقاء ظرف الماء واللبن. (التي يلاث) بمثلثة تشد وتربط. (على أفواهها) لحديث إرشاده إلى الإناء الذي يكون فيه الماء وإلى الشد على أفواه الأسقية لئلا يدخل ما يضر. (د (¬3) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وقيل: إنه رمز لحسنه. 5536 - "عليكم باصطناع المعروف، فإنه يمنع مصارع السوء، وعليكم بصدقة السر، فإنها تطفئ غضب الله عَزَّ وَجَلَّ. ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (231)، ومسلم (1671). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (377)، وقال محققه: وأخرجه ابن السني في الطب (ق 33 أ) والبزار في مسنده (2096)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3752)، وقال الألباني في الضعيفة (1407): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه أبو داود (3694)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4051).

عن ابن عباس". (عليكم باصطناع المعروف) إلى كل أحد من بني آدم بل وإلى سائر الحيوانات، فإن امرأة دخلت النار في هرة، وزانية دخلت الجنة في إحسانها إلى كلب. (فإنه يمنع مصارع السوء) تقدم بلفظه والكلام عليه. (وعليكم بصدقة السر) التي لا يطلع عليها إلا الله تعالى وتقدم بيان فضلها في السبعة الذين يظلهم الله بظله، وأنه هل المراد مطلق الصدقة أو النفل فقط. (فإنها تطفئ غضب الله عَزَّ وَجَلَّ) قد ثبت هذا التعليل لمطلق الصدقة فيما تقدم فأما أن يقال يحمل المطلق على المقيد وهو بعيد هنا، أو يقال: المراد أن هذه أكثر إطفاء. (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (¬1) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه ومتنه صحيح. 5537 - "عليكم بألبان الإبل والبقر، فإنها ترم من الشجر كله وهو دواء من كل داء. ابن عساكر عن طارق بن شهاب". (عليكم بألبان الإبل والبقر، فإنها) أي المذكورة. (ترم) بالراء مضمومة ومكسورة تجمع (من الشجر) كله من الحار والبارد والرطب فيعتدل لبنها لذلك قال ابن القيم (¬2): اللبن وإن كان بسيطا في الجنس إلا أنه مركب في أصل الخلقة تركيباً طبيعياً من جواهر ثلاثة: الجبنية والسمنية والمائية، فالجبنية: باردة رطبة مغذية للبدن، والسمنية: معتدلة الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح كثيرة المنافع، والمائية: حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن وأجود ما يكون عند حلبه ثم لا تزال تنقص جودته على ممر الساعات فيكون حين تحلب أقل برودة وأكثر رطوبة والحامض بالعكس وأجوده ما اشتد بياضه وطاب ريحه ولذّ طعمه وكان فيه حلاوة يسيرة ودسومة معتدلة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (6)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4052). (¬2) انظر: زاد المعاد (4/ 352).

واعتدل قوامه في الرقة والغلظ وحلب من حيوان فتي صحيح معتدل اللحم محمود المرعى والمشرب وهو محمود يولد دماً جيدا ويرطب البدن اليابس ويغذوا غذاء حسناً وينفع من الوسواس والغم والأمراض السوداوية وأطال في منافعه (وهو دواء من كل داء) عموم مراد به الخصوص كما عرف في محله. (ابن عساكر عن طارق بن شهاب) (¬1). 5538 - "عليكم بألبان البقر: فإنها ترم من الشجر كله وهو دواء من كل داء. ابن عساكر عن طارق بن شهاب". (عليكم بألبان البقر: فإنها ترم من كل شجر) قال ابن القيم (¬2): لبن البقر يغذو البدن ويخصبه ويطلق البطن باعتدال وهو من أعدل الألبان، وأفضلها بين لبن الضأن ولبن المعز في الرقة والغلظ والدسم. (وهو) شفاء. (من كل داء) قال ابن القيم: إذا شرب لبن البقر بعسل نفع من السم القاتل والحية والعقرب. (ك) (¬3) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف. 5539 - "عليكم بألبان البقر، فإنها دواء، وأسمانها، فإنها شفاء، وإياكم ولحومها، فإن لحومها داء. ابن السني وأبو نعيم (ك) عن ابن مسعود". (عليكم بألبان البقر، فإنها دواء، وأسمانها) جمع سمن. (شفاء) قال ابن القيم رحمه الله (¬4): السمن حار رطب في الأولى فيه جلاء يسير ولطافة، وذكر جالينوس: أنه أبرأ به الأورام الحادثة في الأذن والأرنبة وإذا دلك به موضع ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 421)، وانظر فيض القدير (4/ 347)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3754). (¬2) انظر: زاد المعاد (4/ 352). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 446)، وابن الجعد في مسنده (2073)، والبزار في مسنده (1450)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1808). (¬4) زاد المعاد (4/ 293).

الأسنان نبتت سريعاً وإذا خلط مع عسل ولوز مر جلا ما في الصدور والرئة والكيموسات الغليظة اللزجة إلا أنه ضار بالمعدة سيما إذا كان مزاج صاحبها بلغميا. وسمن البقر والمعز: إذا شرب مع العسل نفع من شرب السم القاتل ومن لدغ الحيات والعقارب وفي كتاب ابن السني عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: لم يستشف الناس بشيء أفضل من السمن. (وإياكم ولحومها، فإن لحومها داء) قال ابن القيم (¬1): إن لحمها بارد يابس عسر الانهضام بطيء الانحدار يولد دماً سوداوياً لا يصلح إلا لأهل الله والتعب الشديد ويورث إدمانه الأمراض السوداوية كالبهق والجرب والقوباء والجذام وداء الفيل والسرطان والوسواس وحمى الرِّبع وكثيراً من الأورام وهذا لمن لم يعتده أو لم يدفع ضرره بالفلفل والثوم الدارصيني والزنجبيل ونحوه وذكره أقل برودة وأنثاه أقل يبساً. ولحم العجل: لا سيما السمين من أعدل الأغذية وأطيبها وألذها [3/ 95] وأحمدها وهو حار رطب إذا انهضم غذى غذاء قوياً. (ابن السني وأبو نعيم (¬2) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، قال الشارح: قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي إلا أنه قال النسائي: قد تساهل الحاكم في تصحيحه، قال الزركشي: قلت: هو منقطع وفي صحته نظر فإن في الصحيح أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ضحى عن نسائه بالبقر وهو لا يتقرب بالداء. 5540 - "عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء وسمنها دواء، ولحمها داء. ابن السني وأبو نعيم عن صهيب" (متنه صحيح). (عليكم بألبان البقر، فإنها شفاء وسمنها دواء، ولحمها داء) تقدم شرحه ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 340). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب رقم (858)، وقال محققه: وأخرجه ابن السني في الطب (ق 69/ أ) والحاكم (4/ 448)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4060).

قريباً. (ابن السني وأبو نعيم (¬1) عن صهيب) قال ابن القيم (¬2) بعد سياقه بإسناده: لا يثبت هذا الإسناد والمصنف سكت عليه وفي هامش ما قوبل على أصله: أن متنه صحيح. 5541 - "عليكم بإنقاء الدبر، فإنه يذهب بالباسور" (ع) عن ابن عمر (صحيح المتن) ". (عليكم بإنقاء الدبر) في غسل الاستنجاء والإنقاء معروف (فإنه يذهب بالباسور) وهو من الآلام التي تدفعها الطبيعة إلى المعدة والاستنجاء بالماء البارد نافع في دفعه كما تقدم في الحديث. (ع (¬3) عن ابن عمر) فيما قوبل على أصل المصنف كتب عليه صحيح المتن. 5542 - "عليكم بثياب البيض فالبسوها وكفنوا فيها موتاكم. (طب) عن ابن عمر". (عليكم بثياب البيض) من إضافة الصفة إلى موصوفها أي الثياب البيض، إما على التأويل المعروف في النحو أو على أنه جائز في الأقل. (فألبسوها) أحياؤكم (وكفنوا فيها موتاكم) ندباً كما سلف. (طب (¬4) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف إلا أن متنه صحيح. 5543 - "عليكم بثياب البيض: فليلبسها أحياؤكم، وكفنوا فيها موتاكم. البزار عن أنس". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (325)، وابن السني في الطب (ق 28/ ب) وابن الجعد في مسنده (2/ 964)، وانظر كشف الخفا (2/ 92)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4061)، وحسنه في الصحيحة (1533). (¬2) زاد المعاد (4/ 293). (¬3) انظر الكامل في الضعفاء (2/ 308)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3780) موضوع. (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 276) (13100)، ووصححه الألباني في صحيح الجامع (4075).

(عليكم بثياب البيض: فليلبسها أحياؤكم) فإنها أجمل في العيون وأحب إلى الله، إن قيل: لم يذكر الله تعالى أن ثياب أهل الجنة فيها بيض بل ذكر أنها خضر من سندس واستبرق؟ فالجواب: أن الجنة دار النعيم والدنيا دار العبادة والثياب البيض في دار الدنيا أحب إليه تعالى للعبادة فيها والألوان المنوعة في الآخرة أكمل في تنعم أهلها. (وكفنوا فيها موتاكم). (البزار (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 5544 - "عليكم بحصى الخذف الذي ترمى به الجمرة. (حم ن حب) عن الفضل بن العباس". (عليكم بحصى الخذف) بالمعجمتين تقدم تفسيره قريباً. (الذي ترمى به الجمرة) قال السبكي: المراد بهذا مع قول الراوي في آخره والنبي - صلى الله عليه وسلم - يشير بيده كما يخذف الإنسان الإيضاح والبيان بحصي الخذف وليس المراد أن الرمي يكون على هيئة الخذف انتهى، فالحديث مسوق لبيان قدر الحصاة التي يرمي بها لا هيئة الرمي فقد تقدم النهي. (حم ن حب (¬2) عن الفضل بن العباس) قال: كنت ردف النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما دخل بطن مني ذكره، قال ابن حجر: إسناده صحيح. 5545 - "عليكم بذكر ربكم، وصلوا صلاتكم في أول وقتكم، فإن الله عَزَّ وَجَلَّ يضاعف لكم الأجر. (طب) عن عياض (صح) ". (عليكم بذكر ربكم) ذكركم إياه (وصلوا صلاتكم) التي فرضت عليكم تثابون بفعلها وتعاقبون بتركها فلذا أضيفت إليهم لأن لهم خيرها وشرها. (في ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (4/ 1106)، والطبراني في الأوسط (5387)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 128)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4074). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 213)، والنسائي (5/ 258)، وابن حبان (3872)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4076).

أول وقتكم) أضافه إليهم؛ لأنه زمان وجوبها عليهم وسببه (فإن الله عَزَّ وَجَلَّ يضاعف لكم الأجر) في الذكر والصلاة لأول وقتها. (طب (¬1) عن عياض) عياض في الصحابة نحو عشرين، فكان على المصنف تمييزه، قاله الشارح، قلت: كونه صحابيا كاف عن معرفة عينه وقد رمز المصنف لصحته. 5546 - "عليكم برخصة الله التي رخص لكم". (م) عن جابر (صح). (عليكم برخصة الله التي رخص لكم) قاله - صلى الله عليه وسلم - وقد رأى رجلاً في السفر اجتمع عليه الناس وقد ظلل عليه فقال: "ما له؟ "، قالوا: صائم، وهو ظاهر في وجوب الأخذ بالرخصة. (م (¬2) عن جابر). 5547 - "عليكم بركعتي الفجر، فإن فيهما الرغائب" الحارث عن أنس". (عليكم بركعتي الفجر) سنته. (فإن فيهما الرغائب) جمع رغيبة وهي ما يرغب فيه من الأموال والذخائر أراد أن فيهما الأجر الجزيل والثواب الكثير، وتقدم الحث على ركعتي الفجر وقد كان لا يتركها - صلى الله عليه وسلم - سفرا ولا حضرا كما لا يترك الوتر. (الحارث عن أنس) (¬3). 5548 - "عليكم بركعتي الضحى، فإن فيهما الرغائب. (خط) عن أنس". (عليكم بركعتي الضحى، فإن فيهما الرغائب) ما يرغب فيه من الأجر العظيم وبه سميت صلاة الرغائب. نكتة: قال بعض الناس أن المواظبة على صلاة الضحى يورث العمى وهو كلام باطل نقله الشارح. (خط (¬4) عن أنس) سكت عليه المصنف، وفيه إبراهيم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 369) (1013)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3781). (¬2) أخرجه مسلم في صحيحه (1115). (¬3) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3783). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3782).

بن سليمان الزيات: (¬1) قال ابن عدي: ليس بالقوي. 5549 - "عليكم بزيت الزيتون: فكلوه، وادهنوا به, فإنه ينفع من الباسور. ابن السني عن عقبة بن عامر". (عليكم بزيت الزيتون) قدمنا منافع الزيت في الجزء الأول في شرح حديث: "ائتدموا بالزيت" والإضافة للبيان وإلا فإنه لا زيت إلا للزيتون. (فكلوه) اجعلوه إداماً لما تأكلونه. (وادهنوا به فإنه) أكلًا ودهناً. (ينفع من الباسور). [3/ 96] (ابن السني (¬2) عن عقبة بن عامر). 5550 - "عليكم بسيد الخضاب الحناء: يطيب البشرة، ويزيد في الجماع. ابن السني وأبو نعيم عن أبي رافع (ض) ". (عليكم بسيد الخضاب الحناء) للبدن كله، قال ابن القيم (¬3): إنه بارد في الأولى يابس في الثانية، من منافعه: أنه محلل نافع من حرق النار، وفيه قوة موافقة إذا ضمد به وينفع إذا مضغ من قروح الفم والسلاق العارض ويبرئ القلاع الحادث في أفواه الصبيان والضماد به ينفع من الأورام الحارة الملهبة ويفعل في الجراحات فعل دم الأخوين، ومن خواصه أنه إذا بدأ الجدري يخرج بصبي يخضب أسافل رجليه بحناء، فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيها شيء منه وهذا صحيح مجرب لا شك فيه، ومن منافعه ما أشار إليه بقوله: (يطيب البشرة) ينعمها ويحسن لونها. (ويزيد في الجماع) قال ابن العربي (¬4): قد أكثر ¬

_ (¬1) الكامل في الضعفاء (1/ 265)، وانظر المغني في الضعفاء (1/ 16). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب برقم (463)، وابن السني (ق 40/ أ)، والديلمي في مسند الفردوس رقم (3870) وانظر: ميزان الاعتدال (3/ 39)، وانظر فيض القدير (4/ 349)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3784). (¬3) زاد المعاد (4/ 82). (¬4) انظر كلام ابن العربي في شرحه للترمذي (8/ 211).

الناس في الحناء ووضعت فيه الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالكذب واتباع الجهال وطلاب المعاش بالباطل عند الناس تقربا إلى قلوبهم ولا يوجد فيها شيء إلا على ضعف كحديث أبي رافع وغيره دونه فلا يعول عليه فلا فائدة فيه وأنذروا كل من يروي شيئاً فيه بعقوبة الله البالغة وبأنه قد تبوء مقعده من النار بالحديث الصادق الصحيح. قلت: قد أخرج فيه أحاديث في البخاري في تاريخه وأبو داوود في سننه والترمذي (¬1) وقد نقلها ابن القيم في الهدي (¬2) ساكتا عنها. (ابن السني وأبو نعيم (¬3) عن أبي رافع) قال ابن العربي: حديث لا يصح وقد رمز المصنف لضعفه. 5551 - "عليكم بشواب النساء فإنهن أطيب أفواها، وأنتق بطونا وأسخن أقبالاً. الشيرازي في الألقاب عن بشير بن عاصم عن أبيه عن جده". (عليكم بشواب النساء) أي أبكارهن لأن قوله: (فإنهن أطيب أفواها، وأنتق بطونا وأسخن أقبالا) فيما سلف تعليل لاتخاذ الأبكار، ويحتمل أنه أكمل فيهن وفي الشواب أيضاً ذلك وإن كان دونه. (الشيرازي في الألقاب عن بشير) هكذا نسخ الجامع بالموحدة والمعجمة وضبط الشارح بمثناة تحتية مضمومة ومهملة مصغرا ذكر أنه في بعض النسخ وفي بعضها كما ذكرناه، (ابن عاصم عن أبيه عن جده)، قال الكمال ابن أبي شريف في كتاب: من روى عن أبيه عن ¬

_ (¬1) أخرج أبو داود (3858) وأحمد (6/ 462) من حديث سلمى امرأة أبي رافع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , ما شكى إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال له: "احتجم"، ولا شكى إليه وجعاً في رجليه إلا قال له: "اختضب بالحناء"، وأخرج الترمذي (2055) عن سلمى أم رافع خادمة النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان لا يصيب النبي - صلى الله عليه وسلم - قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء. (¬2) المصدر السابق (4/ 81). (¬3) أخرجه الروياني في مسنده (717)، وابن عدي في الكامل (6/ 451)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3785)، وفي الضعيفة (3926): موضوع.

جده (¬1) لم أعرف يسيرًا ولا أباه ولا جده ولم أجده أيضاً في ثقات التابعين لابن حبان انتهى (¬2)، قال الشارح: وهذا بناء على أنه يسير بالمثناة مصغراً وأما على أنه بشر بالموحدة فهو معروف من ثقات الطبقة الثالثة كما في التقريب وأصله (¬3). 5552 - "عليكم بصلاة الليل ولو ركعة واحدة. (حم) في الزهد وابن نصر (طب) عن ابن عباس (صح) ". (عليكم بصلاة الليل) نافلة وهي التهجد ولا تكون إلا بعد نوم ويحتمل أن المراد مطلق النفل فتصدق على النافلة بعد المغرب ونحوه والأول أقرب. (ولو ركعة واحدة) فيه دليل جواز التنفل بركعة فردة وتقدم الخلاف فيها. (حم (¬4) في الزهد) إن كان الزهد كتاباً مستقلاً لأحمد فلا يحسن إتيانه برمزه؛ لأنه لم يجعله إلا له في مسنده كما سلف في الخطبة وإن كان بابا من أبواب مسنده فصحيح وقدمنا نظير هذا، وابن نصر (طب (¬5) عن ابن عباس) قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصلاة الليل ورغب فيها حتى قال - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم ... " إلى آخره، قال الهيثمي: فيه حسين بن عبد الله ضعيف. 5553 - "عليكم بغسل الدبر، فإنه مذهبة للباسور". ابن السني وأبو نعيم عن ابن عمر". ¬

_ (¬1) عزاه في كنز العمال للشيرازي في الألقاب (44551)، وعزاه في الكنز كذلك لابن نصر (21408)، وأخرجه الديلمي (3847)، وانظر فيض القدير (4/ 350)، والمغني في الضعفاء (1/ 106)، وانظر السلسلة الصحيحة (623). (¬2) اذكر كتاب: من روى عن أبيه عن جده لقاسم بن قطلوبغا (ص: 129) وذكره باسم: بشير بن عاصم عن أبيه عن جده, وذكر له هذا الحديث، ونقل هذا الكلام. (¬3) وذكره الحافظ في التقريب (690): باسم: بشر بن عاصم، وقال: ثقة من السادسة. (¬4) أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 16)، والطبراني في الأوسط (6821). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 212) (11530)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3786).

(عليكم بغسل الدبر) بعد الخارج والمراد الإنقاء كما سلف آنفاً. (فإنه مذهبة) بفتح الميم وسكون المعجمة. (للباسور) كما تقدم أن المراد بالماء الباردة لأنه يسد الدبر ويضيق حلقته عن بروز شيء من الباسور. (ابن السني وأبو نعيم (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وذكره في الميزان (¬2) في ترجمة: عثمان بن مطر الشيباني من حديث ونقل عن جمع تضعيفه وأنه حديث منكر لا يثبت، وساقه في اللسان (¬3) في ترجمة: عمر بن عبد العزيز الهاشمي، وقال شيخ مجهول له أحاديث لا يتابع عليها. 5554 - "عليكم بقلة الكلام، ولا يستهوينكم الشيطان، فإن تشقيق الكلام من شقائق الشيطان". الشيرازي عن جابر (ض) ". (عليكم بقلة الكلام) إلا في خير (ولا يستهوينكم الشيطان) لا يوقعنكم في مهواه (فإن تشقيق الكلام) بالمعجمة والقاف التعمق فيه ليخرج أحسن مخرج. (من شقائق الشيطان) ومن التشدق تكلف التسجيع والتصنيع فيه كثرة الكلام يتولد عن أمرين: إما محبة الرئاسة يريد أن يري الناس علمه وفصاحته، وإما [3/ 97] قلة العلم بما يجب عليه في الكلام وعلاجه ودواءه ملاحظة ما ورد من أن العبد مؤاخذ بما يتكلم به ومسئول عنه {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]. (الشيرازي (¬4) عن جابر) قال: إن أعرابياً مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - حتَّى ¬

_ (¬1) أخرجه لابن عدي في الكامل (2/ 308) و (5/ 163)، وابن حبان في المجروحين (2/ 100) وأبو نعيم في الطب (رقم 464)، وابن السني (ق 40/ أ) وانظر فيض القدير (4/ 350)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3787) والضعيفة (798): موضوع. (¬2) انظر: ميزان الاعتدال (5/ 168 - 169). (¬3) انظر: لسان الميزن (4/ 315). (¬4) عزاه في الكنز (7863) للشيرازي، وانظر الإصابة (1/ 432)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3788).

أزبد شدقه أي ظهر عليه مثل الرغوة فذكره رمز المصنف لضعفه. 5555 - "عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد". (حم ت ك هق) عن بلال (ت ك هق) عن أبي أمامة، ابن عساكر عن أبي الدرداء (طب) عن سلمان، ابن السني عن جابر (صح) ". (عليكم بقيام الليل) التهجد فيه (فإنه دأب الصالحين قبلكم) أي عادتهم وسماتهم دأب في عمله دأبا وتحرك دؤبا بالضم جد وتعب ومنه (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين) وفيه أنَّ قيام الليل سنة قديمة. (وقربة إلى الله تعالى) تقرب من رضوانه وغفرانه. (ومنهاة) بفتح الميم وسكون النون قال القاضي مفعلة بمعنى اسم الفاعل. (عن الإثم) أي من شأنها أن تنهي من واظب عليها عن الإثم، (إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر)، وذلك أن الله ينور قلبه ويكف عن غير الخير جوارحه. (وتكفير للسيئات) تغطية لها وستر عن كشفها بالعقوبة عليها. (ومطردة) مثل منهاة أي طاردة. (للداء عن الجسد) عام لكل داء، قال ابن الحاج (¬1) في قيام الليل: من الفوائد أنه يحط الذنوب كما تحط الريح العاصف الورق الجاف من الشجرة وينور القلب ويحسن الوجه ويذهب الكسل وينشط البدن ويري الملائكة موضعه من السماء كما يري الكوكب الدري للناس من السماء. (حم ت ك هق (¬2) عن بلال) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حديث حسن ولا يصح، سمعت محمداً يعني البخاري يقول: محمَّد القرشي: هو ابن ¬

_ (¬1) انظر: المدخل (2/ 182). (¬2) أخرجه أحمد والترمذي (3549)، والروياني (رقم 745)، والشاشي في مسنده (905)، والبيهقي (2/ 502).

سعيد الشامي متروك ترك حديثه. (ت ك هق (¬1) عن أبي أمامة، ابن عساكر (¬2) عن أبي الدرداء، طب (¬3) عن سلمان) قال الهيثمي: في سند الطبراني عبد الرحمن بن سليمان أبي الجون ضعفه أبو داود، (وابن السني (¬4) عن جابر)، قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وأقرَّه الذهبي. 5556 - "عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم. (ك هب) عن أبي أمامة (صح) ". (عليكم بلباس الصوف تجدوا حلاوة الإيمان في قلوبكم) لأنه يكسر النفس ويذهب الكبر فتقع في القلب حلاوة الإيمان هذا إن لبسه تواضعاً وزهداً ووجدان حلاوة الإيمان في القلب عبارة عن زيادة نوره وإخباته ورضاه عن مولاه ولذته بالإيمان كلذة اللسان بالحلاوة الحقيقية. (ك هب (¬5) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، قال الزين العراقي: فيه محمَّد بن يونس الكديمي (¬6) وقد ضعفوه وقال غيره فيه عبد الله بن داود التمار (¬7) ضعفوه، وإسماعيل بن عياش (¬8) فيه مقال، وثور بن يزيد (1) قدري. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3549)، وابن خزيمة (رقم 1135)، والحاكم (1/ 451)، والبيهقي (2/ 502) والطبراني في الأوسط (3253)، وابن أبي الدنيا في التهجد رقم (2، 3). (¬2) أخرجه ابن عساكر عن أبي الدرداء (63/ 120). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 92) (7466)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4079) وضعيف الجامع (3889)، وانظر: الضعيفة (5348). (¬4) عزاه إليه في الكنز (21409). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 81)، والبيهقي في الشعب (6150)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3790)، وفي الضعيفة (90): موضوع. (¬6) انظر المجروحين (2/ 312). (¬7) انظر الكامل في الضعفاء (4/ 243). (¬8) انظر المغني في الضعفاء (1/ 85).

قلت: وقال ابن تيمية (¬2): إنه - صلى الله عليه وسلم - لم يلبس الصوف هو ولا الصحابة. 5557 - "عليكم بلحم الظهر، فإنه من أطيبه. أبو نعيم عن عبد الله بن جعفر". (عليكم بلحم الظهر) من كل حيوان مأكول ويحتمل أنه خاص بالضأن كما يدل عليه السبب، قال ابن القيم (¬3): أجود اللحم عائذه بالعظم والأيمن أخف من الأيسر وأجود والمقدم أفضل من المؤخر وكان أحب الشاة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقدمها وكلما على منه سوى الرأس كان أخف وأجود مما سفل. (فإنه من أطيب) اللحم ولحم الظهر كثير الغذاء يولد دماً محموداً وفي سنن ابن ماجه مرفوعاً: "أطيب اللحم لحم الظهر" (¬4). (أبو نعيم (¬5) عن عبد الله بن جعفر) قال: "أهدي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة وأرغفه فجعل يأكل ويأكلون فسمعته يقول فذكره" ورواه عنه الطبراني، قال الهيثمي: فيه أصرم بن حوشب متروك. 5558 - "عليكم بماء الكمأة الرطبة، فإنها من المن، وماؤها شفاء للعين. ابن السني وأبو نعيم عن صهيب". (عليكم بماء الكمأة الرطبة) بفتح الكاف وسكون الميم وبهمز وبدونه واحدة الكمأ، والكمأ بفتح فسكون نبت لا ورق له ولا ساق يوجد في الأرض بغير زرع سميت كمأة لاستتارها تحت الأرض وهي مما يوجد في الربيع ويأكل نيا ومطبوخا ويسميها العرب نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته. (فإنها من المن) الذي ¬

_ = (1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 124). (¬2) انظر: منهاج السنة (4/ 42). (¬3) انظر: زاد المعاد (4/ 340). (¬4) أخرجه ابن ماجه (3308). (¬5) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 873)، والطبراني في الأوسط (7761)، وفي الصغير (1035)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 36)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4080).

أنزل علي بني إسرائيل وهو الطل الذي يوجد على الشجر فيجمع ويؤكل وفي قوله إنها من المن قولان: أحدهما: أن المن الذي أنزل علي بني إسرائيل لم يكن هذا الحلو فقط بل أشياء كثيرة منّ الله بها عليهم من النبات الذي يوجد عفوا من غير صنعة ولا علاج ولا حرث فهو من منّ الله لأنه لم يشبه كسب العبد. والثاني: أنه شبه الكمأة بالمن الذي ينزل من السماء لأنه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا زرع يذر ولا يسقي. (وماؤها [3/ 98] شفاء للعين) قال ابن القيم (¬1): إنها باردة رطبة في الثالثة رديئة للمعدة بطيئة الهضم وإذا أدمنت أورثت القولنج والسكتة والفالج ووجع المعدة وعسر البول والاكتحال بها نافع من ضعف البصر والرمد الحار وقد اعترف فضلاء الأطباء بأن ماءها يجلو العين قيل وصفته أن يؤخذ فيقشر ثم يسلق حتى ينضج أدنى نضج ثم يشق ويستخرج ماؤها ويكتحل به وقد فعل ذلك المتوكل في رمد أعيا الأطباء فبرأ في الدفعة الثانية فقال زعيم الأطباء يوحنا أشهد أن صاحبكم يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - لحكيم فإن جعل المسيل في مائها وهو بارد فإنه لا ينفع بل يضر. (ابن السني وأبو نعيم (¬2) عن صهيب) وفي الهدي أنه أخرج الشيخان أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين" (¬3). 5559 - "عليكم بهذا السحور، فإنه هو الغذاء المبارك. (حم ن) عن المقدام (صح) ". (عليكم بهذا السحور) بضم المهملة الأولى ما يتسحر به ولو بالماء. (فإنه هو ¬

_ (¬1) انظر زاد المعاد (4/ 334). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 258)، وابن السني في الطب (ق 23/ أ)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3791). (¬3) أخرجه البخاري (4208)، ومسلم (2049).

الغذاء المبارك) الذي ينفع صاحبه عامة يومه أو المبارك لما فيه من الأجر. (حم ن (¬1) عن المقدام) بن معدي كرب رمز المصنف لصحته وليس بصواب فإن فيه بقية بن الوليد (¬2) وغيره من الضعفاء. 5560 - "عليكم بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية, يستعط به من العذرة, ويلد به من ذات الجنب. (خ) عن أم قيس" (صح). (عليكم بهذا العود الهندي) أراد به القسط ويقال له القسط البحري (فإن فيه سبعة أشفية, يستعط به من العذرة) بضم المهملة ومكون المعجمة القسط ضربان: الأبيض الذي يقال له البحري والآخر الهندي وهو أشد حراً والأبيض اللين ومنافعهما كثيرة جداً وهما حاران يابسان في الثالثة وتقدم تفسير العذرة، وأما كيفية السعوط: يدق وينخل ويعجن ويجفف ثم يحل عند الحاجة ويسعط به في أنف الإنسان وهو مستلق على ظهره وبين كتفيه ما يرفعهما لينخفض رأسه فيتمكن السعوط من الوصول إلى دماغه ويستخرج ما فيه من الداء بالعطاس (ويلد به من ذات الجنب) ورم يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع من سيء الأمراض وأخوفها واللدود: جعل الدواء في أحد جانبي الفم والاقتصار من السبعة على ذكر هذين النوعين إما اختصار من الراوي أو منه - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنهما أعظم الآلام، قيل: وإنما خص السبعة؛ لأنها أصول يدخل تحت كل واحد منها منافع جمة لأدواء مختلفة ولا تستغرب ذلك ممن أوتي جوامع الكلم - صلى الله عليه وسلم -. (خ (¬3) عن أم قيس) (¬4) بنت محصن الأسدية أخت عكاشة يقال: اسمها آمنة من السابقات المهاجرات. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 132)، والنسائي (4/ 146) عن المقدام، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4081). (¬2) المغني في الضعفاء (1/ 109). (¬3) أخرجه البخاري (5/ 57). (¬4) الإصابة (8/ 280).

5561 - "عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض، وقبل أن يرفع، العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس بعد" (هـ) عن أبي أمامة (ض) ". (عليكم بهذا العلم) الإشارة إلى علم السنة والكتاب. (قبل أن يقبض) أي يقبض حملته وأهله. (وقبل أن يرفع) من الأرض بانقراض العلماء أو يرفع حقيقة من الصدور عند فساد الزمان وأخذه حيث لا يعمل بالعلم. (العالم والمتعلم شريكان في الأجر) لأن ذلك يؤجر على الإفاضة وهذا يؤجر على التلقي والحفظ لما يلقى إليه. (ولا خير في سائر الناس) في بقيتهم. (بعد) مقطوعة عن الإضافة أي بعد العالم والمتعلم، قال المنذري: وهذا قريب من معنى قوله: "الدنيا ملعونة ملعون من فيها إلا ذكر الله وما والاه". (هـ (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف لا يحتج به قاله المنذري. 5562 - "عليكم بهذه الحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام، وهو الموت. (هـ) عن ابن عمر (ت حب) عن أبي هريرة (حم) عن عائشة (صح) ". (عليكم بهذه الحبة) الحبة بكسر حائها بذور البقل وحب الرياحين فأما بالفتح فهي الحنطة والشعير ونحوهما (السوداء) قال ابن القيم (¬2): هي الشونيز في لغة الفرس وهي الكمون الأسود ويسمى الكمون الهندي، وقيل: الخردل، وقيل: الحبة الخضراء ثمرة البطم وكلاهما وهم والصواب أنها الشونيز. (فإن فيها شفاء من كل داء) قال ابن القيم (¬3) مثل قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (228)، وانظر الترغيب والترهيب (127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3792). (¬2) انظر زاد المعاد (4/ 301). (¬3) زاد المعاد (4/ 272).

رَبِّهَا} [الأحقاف: 25]. (من كل شيء) أي كل شيء يقبل التدمير، ونظائره وهي نافعه من جميع الأمراض الباردة، ويدخل في الأمراض الحارة اليابسة بالعرض فيوصل قوي الأدوية الباردة الرطبة إليها بسرعة تنفيذها، وقد أطال ابن القيم في عد منافعها. (إلا السام) وهو الموت فإنه لا ينفع منه شيء. (هـ (¬1) عن ابن عمر (ت حب) عن أبي هريرة (حم) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وفي الهدي النبوي (¬2) ساق الحديث بهذا اللفظ الذي ساقه المصنف، وقال: إنه ثبت في الصحيحين من حديث أم سلمة عن أبي هريرة، فكان نسبته إليهما أولى. 5563 - "عليكم بهذه الخمس: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله". (طب) عن أبي موسى (صح) ". (عليكم بهذه الخمس) الجمل والإكثار منها. (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله [3/ 99] أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله) تقدم الكلام على كل جملة منها مراراً. (طب (¬3) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، وقد أعله الهيثمي وغيره: بأن فيه جرير بن أيوب (¬4) وهو ضعيف جداً. 5564 - "عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون فتداووا به، فإنه مصحة من الباسور. (طب) وأبو نعيم عن عقبة بن عامر (ض) ". (عليكم بهذه الشجرة المباركة) أي بثمرها وما يخرج من دهنها وقد وصفها الله في كتابه العزيز بالبركة. (زيت الزيتون فتداووا به) أكلاً وإدهاناً للبدن والباسور ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3448) عن ابن عمر، والترمذي (2041)، وابن حبان (6071) عن أبي هريرة، وأحمد (6/ 146) عن عائشة، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (4083). (¬2) المصدر السابق (4/ 272). (¬3) انظر المجمع (10/ 90)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3793) وقال: ضعيف جداً. (¬4) انظر ميزان الاعتدال (2/ 116).

وحده (فإنه مصحة) بفتح الميم المهملة وفتح المهملة المشددة. (من الباسور) قيل: في نسخ بالنون والذي في نسخ الجامع بالباء الموحدة، والناسور بالنونِ العِرْق الغَبِر الذي لا ينقطع عِلّةٌ في المآقي وعلة في حوالي المقعدة وعلة في اللثة قاله في القاموس (¬1). (طب (¬2) وأبو نعيم عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، قال في الميزان عقب إيراده: إن فيه عثمان بن صالح (¬3) قال أبو حاتم: كذاب، وقال الهيثمي عقب عزوه للطبراني: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله رجال الصحيح. 5565 - "عليكم حج نسائكم، وفك عانيكم". (ص) عن مكحول مرسلاً (صحيح الإسناد) ". (عليكم حج نسائكم) أي أزواجكم قيل ويحمل ذلك على أنه من باب المرؤة والندب لا الوجوب جمعا بينه وبين أدلة أخرى نادت بأنه لا يجب على الزوج تحجيج زوجه، قال المحب الطبري: ظاهر الحديث الوجوب بدليل على ولا أعلم أحداً قال بوجوب السفر عليه معها فيحمل على الندب. (وفك عانيكم) أسيركم من أيدي الكفار وهنا في الأسير على بابه بالنسبة لمآسير المسلمين عند تعذر بيت المال. (ص (¬4) عن مكحول مرسلاً) في نسخة قُوبلت على خط المصنف صحيح الإسناد. 5566 - "عليكم هديا قاصدا، فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه. (حم ك هق) عن بريدة (صح) ". ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 446). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 281) (774)، وأبو نعيم في الطب (رقم 463)، ابن السني (ق 40/ أ)، وانظر العلل المتناهية (2/ 279)، والمجمع (5/ 100)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3794): موضوع، وفي الضعيفة (194): كذب. (¬3) انظر ميزان الاعتدال (5/ 52). (¬4) انظر فيض القدير (4/ 353)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3796).

(عليكم هدياً قاصداً) أي طريقا معتدلا لا يميل إلى أحد طرفي الإفراط والتفريط، وسبب الحديث عن بريدة قال: خرجت ذات يوم أمشي فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي فأخذ بيدي فانطلقنا جميعًا فإذا برجل يصلي يكثر من الركوع والسجود، فقال: "أترى هذا يرائى"، قلت: الله ورسوله أعلم، فأرسل يده وطبق بين يديه ثلاث مرات يرفع يديه ويضربهما ويقول: عليكم ... إلى آخره (عليكم هدياً قاصدًا عليكم هدياً قاصداً) كرره تأكيداً وحثًّا على ذلك والحديث مسوق للتحذير من الغلو في الدين كما أرشد إليه قوله. (فإنه) أي الشأن (من يشاد) يقاومه ويغاليه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقتها (هذا الدين يغلبه) يؤديه ذلك إلى التقصير عن العمل وترك الواجبات وتقدم كلام كثير في هذا المعني .. (حم ك هق (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي، وقال الهيثمي: رجاله موثقون. 5567 - "عليكم من الأعمال بما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا". (طب) عن عمران بن حصين (صح) ". (عليكم من الأعمال) الصالحة (بما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا) جاء به للمشاكلة فإن الملل حقيقة فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء فيورث الكلال عن الفعل والإعراض عنه وهذا لا يجوز عليه تعالى وتقدم الكلام في حديث: "أكلفوا من الأعمال" في الهمزة مع الكاف، فأغنى عن إعادته. (طب (¬2) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: إسناده حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 361)، والحاكم (1/ 457)، والبيهقي (3/ 18)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 62)، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (4086). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 228) (568)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4085).

5568 - "عليكم بـ "لا إله إلا الله" والاستغفار، فأكثروا منهما، فإن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب، وأهلكوني بـ "لا إله إلا الله" والاستغفار، فلما رأيت ذلك أهلكت بالأهواء، وهم يحسبون أنهم مهتدون" (ع) عن أبي بكر (ض) ". (عليكم ب "لا إله إلا الله" والاستغفار، فأكثروا منهما) الأولى لتثبيت الإيمان والأخرى لغسل درن العصيان. (فإن إبليس قال: أهلكت الناس بالذنوب) لأنها تدخلهم النار ويستحقون بها غضب الجبار وأي هلاك فوق هذا (وأهلكوني بـ "لا إله إلا الله" والاستغفار) لأن بهما يحصل لهما النجاة من العذاب ومن غضب رب الأرباب ونجاتهم مما يهلك إبليس غيضاً وقهراً. (فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء) جمع هوى مقصور هوى النفس أي أهلكتهم بميل نفوسهم إلى الأمور المذمومة ولا يرد بها معاصي وذنوبا بل. (وهم يحسبون أنهم مهتدون) فلا يستغفرون عن ذلك فيتم له هلاكهم فليتنبه الفطن وليحذر اتباع هواه بغير هدى من الله. (ع (¬1) عن أبي بكر)، رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه عثمان بن مطر وهو ضعيف. 5569 - "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسئولات، مستنطقات، ولا تغفلن فتنسين الرحمة". (ت ك) عن بسيرة (صح) ". (عليكن) أيها النسوة. (بالتسبيح) قول سبحان (والتهليل) أي التوحيد. (والتقديس) قيل: قول الملائكة: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، والفرق بين التسبيح والتقديس، أن التسبيح للأسماء لا للآلاء وكلاهما يؤدى إلى العظمة (واعقدن بالأنامل) أي اعددن بها مرات التسبيح، وفيه ندب عد الذكر وعقده ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى في مسنده (136)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 207)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3795): موضوع.

بالأنامل لأن الكل طاعات. (فإنهن) [3/ 100] أي الأنامل. (مسئولات) يوم القيامة عما يفعلن من الخير والشر فإن لكل عضو عبادة وكل عضو مسئول. (مستنطقات) أي مطلوب نطقهن، (ولا تغفلن) من الغفلة الإعراض عن الشيء (فتنسين) بضم المثناه الفوقية أي ينساكن الله من (الرحمة) أي يتركن عنها من قوله تعالى: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67] قيل هذا أصل في السُّبْحة المعروفة وكان ذلك معروفًا بين الصحابة فقد أخرج عبد الله بن أحمد أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألف عقدة ولا ينام حتى يسبح به (¬1)، وفي حديث أخرجه الديلمي: "نعم المذكر السبحة" (¬2) فإن قلت: فأيهما أفضل التسبيح بالأنامل أو بالسبحة. قلت: نقل المؤلف السيوطي أن عقد التسبيح بالأنامل أفضل لظاهر الحديث، قيل: إذا أمن الغلط وإلا فالسبحة أولى وقد اتخذ السبحة عدة من أولياء الله ورؤى في يد الجنيد سبحة، فقيل له: بيدك تمسك السبحة؟ فقال: طريق وصلت بها إلى ربي فلا أفارقها, ولم ينقل عن أحد من السلف ولا الخلف كراهتها. (ت ك (¬3) عن بسيرة) مصغر بسرة بموحدة والمهملة والراء صحابية من الأنصاريات، وقيل: من المهاجرات وهي بنت ياسر (¬4) أو أم ياسر رمز المصنف لصحته. 5570 - "عليهم ما حملوا، وعليكم ما حملتم". (طب) عن يزيد بن سلمة الجعفي (ض) ". (عليهم) أي الأمراء لأنه قال الصحابة يا رسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء ¬

_ (¬1) أورده ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 446). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (6765). (¬3) أخرجه الترمذي (3583)، والحاكم في المستدرك (1/ 732)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4087). (¬4) الطبقات الكبرى (8/ 310).

من بعدك يأخذون الحق الذي علينا ويمنعون الحق الذي لنا فذكره أي يجب عليهم. (ما حملوا) من تكاليف الإمارة. (وعليكم ما حملتم) من السمع والطاعة في طاعة الله وعدمها في معصية الله. (طب (¬1) عن يزيد بن سلمة الجعفي) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبيد بن عبيدة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 5571 - "علي أخي في الدنيا والآخرة. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (علي) بن أبي طالب - رضي الله عنه - (أخي) بالمؤاخاة الخاصة فإنه آخى - صلى الله عليه وسلم - بين أصحابه واتخذ علياً أخاً له كما قررناه في الروضة الندية شرح التحفة العلوية في شرح قولنا. وأخى قال له خير الورى ... وهو أمر ظاهر ليس خفيا (¬2) قال الإِمام أحمد: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعلي - رضي الله عنه -, وقال النيسابوري: لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ما ورد في حق علي - رضي الله عنه -. (في الدنيا والآخرة) فيه الإعلام بثبوت قدمه على الهدى إلى أن يوافي المصطفى في دار البقاء .. (طب (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي: كل ما ورد في حق أخوة علي - رضي الله عنه - فهو ضعيف. قلت: قد أبان الحافظ ابن حجر أنه صحَّ حديث الأخوة وأخرجه الضياء وغيره واستوفينا الكلام فيه في الروضة الندية شرح التحفة العلوية بما يشفى. 5572 - "علي أصلي وجعفر فرعي. (طب) والضياء عن عبد الله بن جعفر". (علي أصلي) أي أصل ذريتي فإن أولاده أولاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يأتي: "كل بني ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 40) (6321)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 220)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4088). (¬2) الأبيات للصنعاني. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 949)، وابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/ 218)، ش ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3797).

أنثى فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أبا عصبتهم وأنا أبوهم" وقد سلف تحقيق ذلك. (وجعفر فرعي) هو مدح له من باب المقابلة. (طب والضياء (¬1) عن عبد الله) بن جعفر سكت عليه المصنف وقال الهيثمي فيه من لم أعرفهم. 5573 - "علي إمام البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذلة". (ك) عن جابر (صح) ". (علي إمام البررة) أي اتباعه البررة. (وقاتل الفجرة) المتبعين في المعاصي يصدق على الكفار والبغاة وهذا غاية المدح له إن أولياءه أولياء الله ومن يقطره بسيفه الفجار أعداء الله. (منصور من نصره) بنصرة الله لنصره إياه يحتمل أن المراد من نصره علي فهو منصور لنصر علي إياه وشده لأزره أو من نصر علياً وأعانه فإن الله ينصره ويعينه وكذلك. (مخذول من خذله) يحتمل أمرين، والحديث إخبار بأن الله تعالى قد أجاب لرسوله - صلى الله عليه وسلم - دعاءه حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم انصر من نصره واخذل من خذله". وقد أورد عليه سؤال أنَّه لم تتم له النصرة في صفين على معاوية وأهل الشام فكيف وقد دعا المصطفى بالنصرة لمن نصره؟ وجوابه: أنه سؤال من لم يعرف حقيقة حرب صفين وقد حققنا في الروضة الندية أنه كان قد تم النصر له - عليه السلام - فالتجأ أهل الشام إلى الخديعة والمكر برفع المصاحف حتى آل الكلام إلى المتاركة فكان على نية غزوهم إلى الشام فشغل بحرب أهل حروراء (¬2) ثم أدركته الشهادة فهو منصور عليهم غالب لهم لم ينالوا ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (186)، والديلمي في الفردوس (4176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3798)، والضعيفة (2873). (¬2) قرية بظاهر الكوفة نزل بها الخوارج الذين خالفوا عليًّا - رضي الله عنه - فنسبوا إليها انظر: معجم البلدان (2/ 245).

منه أمراً يريدونه وغايته أنه أمهل إلى استئصالهم وأخذهم لما تعرض حديث الحكمين واضطرب أصحابه في صفين عند نشر المصاحف فإنه لم ينشرها أهل الشام إلا بعد نصرته عليهم وقرب أخذهم واستئصالهم فكأنه وادعهم [3/ 101] عند ذلك بعد تمام النصرة له فقد ظهر أنه مخذول من خذله ومنصور من نصره. (ك (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح إلا أنه قال الذهبي: بل والله موضوع، وأحمد أي بن عبد الله كذاب، فما أجهلك على سعة معرفتك انتهى (¬2). قلت: هنا يعلم بيوض عرفة العصبية, وما ينسب إلى الذهبي من النصب كهذه العبارة وبهذا القسم ولو تكلم بالإنصاف لقدح في روايه من غير حلف بالله، ومن غير تعجب من جهل الحاكم أبي عبد الله فالموضع موضع تهمة كما أبان عنه عبارة الذهبي فلا يقبل هذا القدح مثله على هذه الصفة وبهذه الحقارة؛ لأنه قد صار الذهبي محل تهمة في هذا. 5574 - "عَلِيٌّ بَابُ حِطَّةِ مَنْ دَخَلَ مِنْهُ كَانَ مُؤْمِناً، مَنْ خَرَجَ مِنْهُ كَانَ كَافِراً". (قط) في الأفراد عن بن عباس". (علي باب حطة) شبّه به لأن من دخل منه حطت عنه الذنوب، كذلك من دخل قلبه حب علي يحط ذنوبه، (من دخل منه) ترشيح للاستعارة على رأي أو للتشبيه البليغ علي آخر (كان مؤمناً) والمراد من دخوله الامتثال لما أمر به من حبه علي الوجه المشروع من غير غلو ولا تفريط. (ومن خرج منه) بأن أبغضه ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 129)، والخطيب في تاريخ بغداد (4/ 219)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3799)، وفي الضعيفة (357): موضوع. (¬2) كما سيأتي حكم عليه الذهبي بالوضع ولا يستفاد منه حكم. قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (7/ 312): والظن بالصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين وللمجتهد المخطئ أجر وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس فثبوته للصحابة بالطريق الأولى". وراجع للتفصيل المقدمة.

بعض الخوارج. (كان كافراً) قيل: والمراد من خرج منه خرج عليه وحاربه ونابذه كان كافراً أتيا بخصلة من خصال الكفار وهو بغضهم لأهل الإيمان وقتالهم لهم. (قط (¬1) في الأفراد عن ابن عباس). سكت عليه المصنف، قال الدارقطني بعد إخراجه: تفرد به حسين الأشقر (¬2) عن شريك وليس بالقوي، قال البخاري: حسين عنده مناكير، وقال الهذلي: هو كذاب. 5575 - "علي عيبة علمي". (عد) عن ابن عباس". (علي عيبة) بالمهملة مفتوحة بعدها مثناة تحتية فموحدة. (علمي) أي حاضني وموضع سري ومعدن نفائسي والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه، قال ابن دريد: وهذا من كلامه الموقن الذي لم يسبق إليه، ضرب المثل به في إرادة إطلاعه على أموره الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره وذلك غاية في مدح علي. (عد (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه ضرار بن صرد (¬4) أبو نعيم الطحان، قال البخاري والنسائي: متروك وكذبه ابن معين. 5576 - "علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا على الحوض". (طس ك) عن أم سلمة (صح) ". (علي مع القرآن) تابع له لا يفارق أمره ونهيه ومواعظه وأمثاله ومعرفة معانيه والاشتغال به ولا يأتي أمراً ولا نهياً إلا: (والقرآن مع علي) مصاحبه (لن يفترقا) فعلي لا يأتي خلاف القرآن فهو لا يفارقه والقرآن لا يفارق من اتخذه قدوته فهما مصطحبان (حتى يردا على الحوض) وورود القرآن حقيقة إذا تجسمت ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4179)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3800). (¬2) الضعفاء والمتروكين (1/ 33). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3801)، وفي الضعيفة (2165): موضوع. (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 312).

الأعراض في الآخرة، أو جعل ورود علي على الحوض مصاحبا للقرآن، ورودا للقرآن وهذا الحديث من أدلة العصمة (¬1) لأن من لازم القرآن ولازمه القرآن لا يأتي معصية إذ لو أتاها لفارقه القرآن والحديث يشهد بأنه لا فراق بينهما، فالحديث من أجل أدلة فضائله وأدلة علمه بتأويله فإنه لا يلازم إلا من عرف معانيه وقد ثبت أن ابن عباس أكثر الصحابة علماً بالتأويل وقد قال: ما أخذت في تفسيره أي القرآن فعن علي - رضي الله عنه -، وقد أخرج الدارقطني أن عمر سأل علياً عن مسألة فأجاب، فقال: أعوذ بالله أن أعيش في قوم ليس فيهم أبو الحسن ونظائر هذا كثيرة جداً، وأخرج البزار عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي - رضي الله عنه -: "من فارقني فارق الله ومن فارقك فارقني" (¬2) قال الهيثمي: رجاله ثقات. (طس ك (¬3) عن أم سلمة) رضي الله عنها رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي وهذه طريق الحاكم، وأما طريق الطبراني فقال الهيثمي: فيه صالح بن أبي الأسود ضعيف. 5577 - "علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي". (حم ت ن هـ) عن حبشي بن جنادة (صح) ". (علي مني) هو متصل بي وأنا متصل به في الاختصاص والمحبة وغيرهما ومن هذه تسمى اتصالية كان مختلط به ولك أن تقول: إنها تبعيضية. (وأنا من ¬

_ (¬1) لا دليل فيها على عصمة علي ولا غيره من الأئمة بل العصمة ثبتت للأنبياء فقط وكان - صلى الله عليه وسلم - أشدهم وأقواهم في العصمة, لأن الله تعالى أعانه على قرينه من الجن فلم يأمره إلا بخير. انظر: الصواعق المحرقة للهيتمي (1/ 120). (¬2) انظر المجمع (9/ 135)، وميزان الاعتدال (3/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1366). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4880)، والحاكم (3/ 134)، وقال العلائي في إجمال الإصابة في أقوال الصحابة (ص: 55) وأخرج الحاكم بسند حسن .. ثم ذكره, وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 183)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3802).

علي) لو اقتصر على الأول لكان غايته الدلالة على اتصال علي به ويجوز أنه - صلى الله عليه وسلم - متصل به وأن لا يتصل به؛ لأنه إيصال مجازي قلبي مرجعه الحب ونحوه فأتى بالجملة الأخرى لبيان اتصاله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً به. (لا يؤدي عني إلا أنا أو علي) فهو الذي يقوم مقام نفسي وكونه منه - صلى الله عليه وسلم - (¬1) قد تكرر في مواضع قد أكثرنا منه في الروضة الندية ولا يخفى ما فيه من الفضيلة. (حم ت ن هـ (¬2) عن حبشي بن جنادة) (¬3) الأول بضم المهملة وسكون الموحدة فمعجمة بعدها مثناة ثقيلة والثاني بضم الجيم فنون بعد الألف مهملة ورمز المصنف لصحته. 5578 - "علي مني بمنزلة رأسي من بدني". (خط) عن البراء (فر) عن ابن عباس". (علي مني بمنزلة رأسي من بدني) فهو متصل بي اتصال أشرف [3/ 102] أعضائه به وأكملها وأتمها وهو كالإيضاح لقوله علي مني والبيان. (خط (¬4) عن البراء)، قال ابن الجوزي: في إسناده مجاهيل، (فر (¬5) عن ابن عباس) قال ابن الجوزي: فيه الحسين الأشقر عنده مناكير، وقيس بن الربيع (¬6) قال يحيى: ليس بشيء، والمصنف سكت عليه. 5579 - "علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي". أبو بكر المطيري في جزئه عن أبي سعيد". ¬

_ (¬1) شِنشِنة أعرفها من أَخزَمِ، تقدم في المقدمة ما يرد هذا ويبطله. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 165)، والترمذي (3719)، والنسائي في الكبرى (8147)، وابن ماجه (119)، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (4091). (¬3) الطبقات الكبرى (6/ 37). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (7/ 11)، وانظر قول الهيثمي في العلل المتناهية (1/ 212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3803). (¬5) أخرجه الديلمي في الفردوس (4174). (¬6) انظر المغني في الضعفاء (2/ 526).

(علي مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي) قال القرطبي وغيره: نفى الاتصال به من جهة النبوة فبقي من جهة الخلافة؛ لأنها تلي النبوة في الرتبة ثم إنها محتملة أن تكون في حياته أو بعد مماته فخرج ما بعد مماته؛ لأن هارون مات قبل موسى بنحو أربعين سنة فتعين أن يكون في حياته عند مسيره إلى تبوك كمسير موسى إلى مناجاة ربه انتهى. قلت: لا يخفى أن لو عاش هارون لكان خليفة موسى كما عاش علي بعده - صلى الله عليه وسلم -، قال القرطبي: وإنما قال: إلا ... إلى آخره، تحذيراً مما وقع فيه قوم موسى من الغلو كغلاة الروافض فإنهم زعموا أنه نبي يوحى إليه. (أبو بكر المطيري) بفتح الميم وكسر الطاء فمثناة تحتية ساكنة نسبة إلى المطيرة قرية بناحية: "سُرّ من رأى" ينسب إليها جمع من المحدثين واسمه محمَّد بن جعفر بن أحمد الصيرفي (في جزئه عن أبي سعيد) وقد أخرجه أحمد والبزار قال الهيثمي (¬1): رجال أحمد رجال الصحيح. قلت: قد أشبعنا الكلام عليه في الروضة الندية. 5580 - "علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه". المحاملي في أمالية عن ابن عباس (صحيح المتن) ". (علي بن أبي طالب مولى من كنت مولاه) قد سبق أن لفظ مولى مشترك بين معان، وأبعد من قال: المراد هنا يتولى من كنت أتولاه بل ظاهره أن المراد أن ما ثبت لي من الولاية فهو لعلي إلا ما خصه لاختصاص النبوة. (المحاملي في أماليه (¬2) عن ابن عباس) في ما قُوبل على نسخة المصنف أنه صحيح المتن. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 32)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 109)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4090). (¬2) أخرجه المحاملي في أماليه (رقم 35)، وابن أبي عاصم الشيباني في الآحاد والمثاني (2359) , =

5581 - "علي يزهر في الجنة ككواكب الصبح لأهل الدنيا". البيهقي في فضائل الصحابة (فر) عن أنس". (علي يزهر في الجنة) أي يُضيء لأهلها ويرون نوره (ككواكب الصبح لأهل الدنيا) كما يرى الكوكب الذي يظهر عند الفجر، خص كوكب الفجر؛ لأنه يرى غالب الناس وعامتهم بخلاف كوكب الليل فإنه وقت نومهم وفيه إشارة إلى أنه يراه أهل الجنة وغالبهم أو لأن الجنة أنوار كلها وكوكب الصبح يظهر مع ابتداء ظهور الأنوار النهارية، أو المراد بكوكب الصبح الشمس. (البيهقي في فضائل الصحابة، (فر (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: لا يصح، فيه يحيى الفاطمي متهم، وإبراهيم بن يحيى متروك. 5582 - "علي يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين". (عد) عن علي" (ض). (علي يعسوب المؤمنين) سيدهم قال في المحكم: اليعسوب أمير النحل ثم كبر حتى سموا كل رئيس يعسوباً (والمال يعسوب المنافقين) وجه ذكر المنافقين أنهم يبغضون علياً -لا يبغضك إلا منافق- ولما ذكر أنَّ سيد المؤمنين الذين يحبونه ناسب ذكر المنافقين وسيدهم لأن الضد يذكر بضده. (عد (¬2) عن علي) - رضي الله عنه - رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال ابن الجوزي في العلل: حديث غير صحيح. 5583 - "علي يقضي ديني". البزار عن أنس". ¬

_ = وأحمد (1/ 331)، وانظر فيض القدير (4/ 358)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6523). (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4178)، وانظر قول ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 521)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3804)، وفي الضعيفة (3915) ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 244)، وانظر العلل المتناهية (1/ 240)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3805).

(علي يقضي ديني) روي بكسر المهملة أي يبلغ عني الأحكام ويوصلها إلى الأنام، وبفتحها وهو الأشهر، أخرج الطبراني عن ذؤيب قال: لما احتضر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت له صفية: لكل امرأة من نسائك لها أهل تلجأ إليهم وإنك أجليت أهلي فإن حدث بي حادث فإلى من ألجأ؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "إلى علي"، قال الهيثمي (¬1): رجاله رجال الصحيح. وأخرج البزار عن جابر قال: "دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العباس فقال: "اضمن عني ديني ومواعيدي". قال: لا أطيق ذلك فوقع به ابنه عبد الله، فقال: فعل الله بك من شيخ، فقال: دعني، فدعى علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال: نعم هي علي فضمنها فلما قدم على أبي بكر مال قال: هذا مال الله وما أفاء الله على المسلمين فخذ فاقض دينه فقضاه"، قال الهيثمي (¬2): فيه إسماعيل بن يحيى متروك. (البزار (¬3) عن أنس) سكت المصنف عليه، قال الهيثمي: فيه ضرار بن صرد وهو ضعيف. 5584 - "عم الرجل صنو أبيه". (ت) عن علي (صح). (طب) عن ابن عباس". (عم الرجل صنو أبيه) أي مثله يعني أصلهما واحد فتعظيمه كتعظيمه، وفيه حث على إكرام العم، وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - حثًّا على إكرام عمه العباس كأنه يقول: لو كان أبي حيًّا لوجب تعظيمه لأجلي فهذا عمي مثله. (ت (¬4) عن علي رمز ¬

_ (¬1) أورده الهيثمي في المجمع (9/ 113) وعزاه للطبراني. (¬2) أورده الهيثمي في المجمع (9/ 113) وعزاه للبزار. (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 47)، والبزار (3/ 197) رقم (2555) كشف الأستار) وقال البزار: هذا الحديث منكر، وانظر المجمع (9/ 113)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4092)، والصحيحة (1980). (¬4) أخرجه الترمذي (3760)، والطبراني في الكبير (10/ 291) (10698)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4100).

المصنف لصحته، طب عن ابن عباس) سكت المصنف عليه. 5585 - "عمار ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما". (هـ) عن عائشة (ح) ". (عمار) هو ابن ياسر من سادات الصحابة وفضائلهم (¬1) (ما عرض عليه أمران) أي ما عرض له أمران (إلا اختار الأرشد منهما) وهو الأحب إلى الله، والأوفر عنده أجراً. (هـ (¬2) عن عائشة) رمز [3/ 103] المصنف لحسنه. 5586 - "عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه. (حل) عن علي". (عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه) بضم الميم ثم معجمات أي ملأ الله جوفه به فهي تعدى من الجوف إلى العظام الظاهرة، والمشاش رؤوس العظام، وقال الجوهري: رؤوس العظام اللينة التي يمكن مضغها، والمراد أن الإيمان قد خالط لحمه وعظامه وصار كأنه جزء من أجزاءه البدنية وهذا مدح لعمار لا مزيد عليه، وفي رواية لأبي نعيم (¬3): "عمار ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه". (حل (¬4) عن علي) سكت المصنف عليه وفيه أحمد بن المقدام أورده الذهبي في الضعفاء (¬5) وقال: ثقة صاحب مزاح. 5587 - "عمار يزول مع الحق حيث يزول" ابن عساكر عن ابن مسعود (ض) ". (عمار يزول مع الحق حيث يزول) أي يدور معه حيث دار لا يفارقه بحال، وهذه منقبة جليلة ودليل على أن الحق كان في الحروب التي وقعت لأمير ¬

_ (¬1) انظر: الاستيعاب (1/ 350)، والإصابة (4/ 575). (¬2) أخرجه ابن ماجه (148)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4102). (¬3) في الحلية (1/ 140). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 139)، وابن ماجه (147)، وابن حبان (15/ 552) (7076)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4103)، والصحيحة (807). (¬5) انظر المغني (1/ 60).

المؤمنين علي - عليه السلام - مع علي لأن عمارا لم يفارقه فيها وقتل شهيدا في صفين. (ابن عساكر (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه. 5588 - "عمار خلط الله الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه، وخلط الإيمان بلحمه ودمه، يزول مع الحق حيث زال، وليس ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً". ابن عساكر عن علي (ض) ". (عمار خلط الله الإيمان ما بين قرنه إلى قدمه) إن قلت: الإيمان من قسم الاعتقاد ومحله القلب لا غير؟ قلت: قد نزل كل عضو منه بمنزلة القلب إشارة إلى أنه لو كان كل عضو أهلا للاعتقاد لملئت أعضائه إيماناً وأريد أن جوارحه كلها انقادت للإيمان، ويوجه كل عضو من أعضاؤه إلى ما خلق له كتوجه القلب إلى الإيمان وزاد المعنى تأكيدا بقوله: (وخلط الإيمان بلحمه ودمه يزول مع الحق حيث زال) وهو سر انقياد جميع جوارحه إلى الطاعة والإيمان. (وليس ينبغي للنار) هذه العبارة تقتضي أنها منعت عنه النار وحرم جسده عليها. (أن تأكل منه شيئاً) لأنه لم يأتِ أمرًا يقتضي تسليطها عليها. (ابن عساكر (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه وكتب على هامش ما قوبل على أصله: صحيح المتن. 5589 - "عمار تقتله الفئة الباغية". (حل) عن أبي قتادة (صحيح المتن) ". (عمار تقتله الفئة الباغية) الخارجة عن الحق المخالفة للإمام الواجب الطاعة، وزاد الطبراني في روايته: "الناكثة عن الحق" والمراد بهذه الطائفة معاوية ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 406)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3813). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 393)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3812)، والضعيفة (3918).

- رضي الله عنه - وحزبه كما هو معلوم وقد استوفاه أهل السير والتواريخ في ذلك وهو الذي قاد أهل السنة إلى القول ببغي معاوية كما نقلناه في الروضة الندية عن علمائهم. (حل (¬1) عن أبي قتادة) سكت المصنف عليه وفي هامش ما قوبل على أصله صحيح المتن وقد عد من الأحاديث المتواتر لفظها بل قيل: لا يوجد متواتر اللفظ إلا هذا الحديث وحديث: "من كذب علي متعمداً ... " الحديث (¬2). كما في أصول الحديث. 5590 - "عمداً صنعته يا عمر". (حم م 4) عن بريدة (صح) ". (عمداً) نصب بفعل عمدت ذلك عمداً وهو صلاته - صلى الله عليه وسلم - الصلوات الخمس بوضوء واحد كما دل عليه سببه. (صنعته يا عمر) وسببه أن عمر قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد ومسح على خفيه فقال: صنعت شيئاً لم تكن صنعته، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "عمداً" وكأنه - صلى الله عليه وسلم - فهم أن عمر ظنه فعل ذلك سهواً منه، وفيه جواز الخمس بوضوء واحد وهو اتفاق إلا ما شذ من خلاف. (حم م 4 (¬3) عن بريدة بن الحصيب). 5591 - "عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة". البزار عن ابن عمر (حل) عن أبي هريرة، وابن عساكر عن الصعب بن جثامة". (عمر بن الخطاب سرج أهل الجنة) أي يزهر ويضيء لأهلها كما يزهر ويضيء السراج أهل الدنيا، أو أن أهل الجنة ينتفعون بهديه وأمره ونهيه في الدنيا كما يهتدون بضوء السراج. (البزار عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 198)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4101)، والصحيحة (7129). (¬2) رواه البخاري (110)، ومسلم (3) عن أبي هريرة. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 350)، ومسلم (277)، وأبو داود (172)، والترمذي (61)، والنسائي (1/ 86)، وابن ماجه (510).

الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري ضعيف. (حل (¬1) عن أبي هريرة) ثم قال: غريب من حديث مالك تفرَّد به عنه الواقدي، (وابن عساكر عن الصعب) بمهملتين مع فتح الأولى وسكون الثانية (ابن جثامة) بالجيم المفتوحة وتشديد المثلثة. 5592 - "عمر معي، وأنا مع عمر، والحق بعدي مع عمر حيث كان". (طب عد) عن الفضل". (عمر معي) في الدين والهدى. (وأنا مع عمر) مؤيداً له لما هو عليه من الحق. (والحق بعدي مع عمر) أي أنه لا يفارقه في أقواله ولا أفعاله. (حيث كان) في أي مكان وأية جهة نزل. (طب عد (¬2) عن الفضل) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: في إسناده من لم أعرفهم. 5593 - "عمرو بن العاص من صالحي قريش". (ت) عن طلحة". (عمرو بن العاص) يأتي في كتب الحديث كثيراً بحذف الياء لغة في المنقوص، والصحيح إتيانها. (من صالحي قريش) كأن المراد في خصلة من الخصال التي تحمد من قريش فقد كانت لهم خصال تحمد. (ت (¬3) عن طلحة) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 333)، والديلمي في الفردوس (4146) عن أبي هريرة، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه (44/ 167) عن يصعب بن جثاوة، وأخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (12/ 49)، وابن حنبل في فضائل الصحابة (677)، وابن عدي في الكامل (4/ 190)، عن ابن عمر، وانظر المجمع (9/ 74)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3806): موضوع، وقال في الضعيفة (3916): باطل. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 280) (717)، وفي الأوسط (2629)، وابن عدي في الكامل (1/ 188)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 26)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3857)، والضعيفة (3524): موضوع. (¬3) أخرجه الترمذي (3845)، والضياء في المختارة (844)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 354)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4095)، والصحيحة (653).

سكت عليه المصنف قال الهيثمي: رجاله ثقات. 5594 - "عمران بيت المقدس خراب يثرب, وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال". (حم د) عن معاذ (ض) ". (عمران بيت المقدس) أي مبنى عمر فهو: (خراب يثرب) وكأن المراد في آخر الزمان كما دل له قوله: (وخراب يثرب خروج الملحمة) هو اسم لموضع القتال والتحام الحرب، وقال في النهاية [3/ 104] (¬1): هو الحرب وموضعه. (وخروج الملحمة فتح القسطنطينية) أي فتح المسلمين إياها، وقد سلف أنها تفتح بالتكبير وهي الآن مستقر الإِسلام ومحل سلطان أهل الإِسلام فهذا إخبار عن أنها يأخذها الكفار ثم يفتحها بعد ذلك أهل الإِسلام. (وفتح القسطنطينية خروج الدجال) أي أن هذه الأمور تتقارب بعضها من بعض في حدوثه وقد ثبت أن الدجال يخرج والمدينة عامرة ويصان أهلها عن فتنته، فكأن المراد هنا أنها تخرب ثم تعاد. (حم د (¬2) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، قال المنذري: فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان بن صالح تكلم فيه غير واحد. 5595 - "عمرة في رمضان تعدل حجة". (حم خ هـ) عن جابر (حم ق د هـ) عن ابن عباس (د ت هـ) عن أم معقل (هـ) عن وهب بن خنيس (طب) عن ابن الزبير (صح) ". (عمرة) معروفة وقال الراغب (¬3): العمرة الزيارة التي فيها عمارة الوقت وجعله الشرع المقصد المخصوص. (في رمضان) في ليله أو نهاره. (تعدل ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 239). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 232)، وأبو داود (4294)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4096). (¬3) مفردات القرآن (ص 1010).

حجة) تقابلها وتماثلها في الثواب؛ لأن الأعمال تفضل بفضل الوقت، قال الطيبي: هذا من باب المبالغة وإلحاق الناقص بالكامل ترغيبا ونصا عليه وإلا كيف يعدل ثواب العمرة بثواب الحج انتهى، فيعلم أنها لا تقوم مقامه في إسقاط الفرض، وفيه أن الشيء يشبه الشيء ويجعل عدله إذا أشبهه في بعض المعاني لا كلها. (حم خ هـ) عن جابر (حم ق د هـ) عن ابن عباس (د ت هـ) عن أم معقل) بفتح الميم وكسر القاف (هـ) عن وهب بن خنيس) بالمعجمة ونون موحدة ومهملة بزنة جعفر صحابي (طب) (¬1) عن ابن الزبير). 5596 - "عمرة في رمضان كحجة معي". سمويه عن أنس". (عمرة في رمضان كحجة معي) فيه فضل الحج معه - صلى الله عليه وسلم - وأن العمرة في رمضان تكون في أجرها كأجر الحج معه - صلى الله عليه وسلم - فهي أفضل من مطلق الحج فتقيد الأول وفيهما الحث على الإكثار من الاعتمار في رمضان. (سمويه (¬2) عن أنس) سكت المصنف عليه، وفيه داود بن يزيد الأزدي (¬3) ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وغيرهم، وهلال بن يزيد قال في الميزان: قال ابن حبان: له مناكير، وقد أخرجه الطبراني والبزار والحاكم باللفظ المذكور بل في سنن أبي داود، قال ابن العربي: إنه صحيح فما كان للمصنف أن يعدل إلى غير من ذكر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 352)، والبخاري (1764)، وابن ماجه (2995) عن جابر، وأخرجه أحمد (1/ 308)، والبخاري (1690)، ومسلم (1256)، وأبو داود (1990)، وابن ماجه (2994) عن ابن عباس، وأخرجه أبو داود (1988)، والترمذي (939)، وابن ماجه (2993) عن أم معقل، وأخرجه ابن ماجه (2992) عن وهب بن خنيس، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 176) (11410) عن ابن الزبير. (¬2) أخرجه سمويه كما في الكنز (12292)، والطبراني في الكبير (1/ 251) (722)، والبزار (636)، وانظر الميزان (7/ 97)، وانظر: البدر المنير (6/ 75)، والترغيب والترهيب (2/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4098). (¬3) انظر التقريب (1/ 200).

5597 - "عمل الأبرار من الرجال الخياطة، وعمل الأبرار من النساء المغزل". تمام (خط) وابن عساكر عن سهل بن سعد" (ض). (عمل الأبرار) جمع بار وهو المطيع من الرجال. (الخياطة) خياطة الثياب. (وعمل الأبرار من النساء المغزل) تقدم مراراً. (تمام) سكت المصنف عليه، وقد قال في مختصر الموضوعات له: إن فيه موسى بن إبراهيم المروزي متروك (خط) (¬1) تعقبه الخطيب بعد إخراجه بأن فيه أبو داود النخعي كذاب، وقال: دجال، وقال يحيى: إنه أكذب الناس، وفي الميزان عن أحمد: كان يضع الحديث، وحكم ابن الجوزي بوضعه، ولم يتعقبه المصنف إلا بإيراد حديث تمام، وقال: إن موسى متروك لم يزد على ذلك، (وابن لال وابن عساكر) رمز المصنف بالضعف على ابن عساكر عن (سهل بن سعد). 5598 - "عمل البر كله نصف العبادة, والدعاء نصف فإذا أراد الله تعالى بعبد خيرا انتحى قلبه للدعاء". ابن منيع عن أنس (ض) ". (عمل البر) بكسر الموحدة. (كله نصف العبادة، والدعاء نصف) فالدعاء وعمل البر العبادة كلها وعمل البر عام لكل عمل من أعمال الخير. (فإذا أراد الله بعبد خيرا انتحى) بحاء مهملة. (قلبه للدعاء) أماله له وجمعه إليه واعتمد عليه يقال: انتحى في سيره، اعتمد على الجانب الأيسر، ثم صار مرادًا به الاعتماد والمثل في كل وجه، والحديث مسوق للحث على الدعاء. (ابن منيع (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في فوائده (رقم 1250)، والخطيب في تاريخه (9/ 15)، وابن عدى في الكامل (3/ 247)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 199)، وانظر الميزان (3/ 306)، والموضوعات (2/ 251)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3808)، وقال في الضعيفة (109) موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4096)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3809).

5599 - "عمل الجنة الصدق، وإذا صدق العبد بر، وإذا بر آمن، وإذا آمن دخل الجنة، وعمل النار الكذب، إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار". (حم) عن ابن عمر (ح) ". (عمل الجنة الصدق) لأنه سبب للإتيان بأعمالها كما قال: (وإذا صدق العبد بر) أتى بأعمال البر (وإذا بر آمن) لأن البر سبب لطمأنينة القلب. (وإذا آمن) ضبط في النسخ أمن من الأمان والأظهر أنه آمن بالمد من الإيمان لمقابلته بالكفر ولأن الإيمان هو سبب لقوله: (دخل الجنة) فالصدق سبب أصلي لدخول الجنة، (وعمل النار الكذب، إذا كذب العبد فجر) انبعث في المعاصي (وإذا فجر كفر) آل به فجوره إلى الكفر (وإذا كفر دخل النار) بالكذب. (حم (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 5600 - "عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة". الرافعي عن أبي هريرة (فر) عن ابن مسعود". (عمل قليل في سنة) مصاحب لها. (خير من عمل كثير في بدعة) واسم التفضيل على غير بابه؛ لأن عمل البدعة لا خير فيه بل فيه الشر والعقوبة والظرفية مجازية كأنهما لصدورهما معهما مظروفان لهما متمكنان منهما تمكن المظروف بظرفه. (الرافعي عن أبي هريرة، فر (¬2) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف وفيه أبان بن يزيد العطار (¬3) لينه القطان. 5601 - "عمل هذا قليلًا وأجر كثيراً". (ق) عن البراء (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3810)، وفي الضعيقة (4153). (¬2) أخرجه القزويني في التدوين (1/ 257) عن أبي هريرة، والديلمي في الفردوس (4598) عن ابن مسعود، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3811)، وفي الضعيفة (3917). (¬3) انظر المغني (1/ 8)، والضعفاء لابن الجوزي (1/ 20).

(عمل هذا) الإشارة إلى رجل جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقنعًا في الحديد فقال يا رسول الله: أقاتل أو أسلم؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: "أسلم ثم قاتل ففعل [3/ 105] فقتل فقاله - صلى الله عليه وسلم -. (قليلاً) بالنسبة إلى زمان إسلامه وإن كان الجهاد عمل بالغ (وأجر كثيراً) لأنه أجر الأبد. (ق عن البراء) (¬1) ورواه أحمد والطيالسي وغيرهم. 5602 - "عُمُّوا بالسلام، عُمُّوا بالتشميت". ابن عساكر عن ابن مسعود (ض) ". (عُمُّوا) بالضم وتشديد الميم. (بالسلام) قيل: بأن يقال في لفظه: "السلام عليكم" ويحتمل أن معناه معنى أفشوا السلام، والمراد: عموا به كل من لقيتم ممن تعرفون وغيرهم، (عُمُّوا بالتشميت) قيل: بأن تقول يرحمكم الله أو نحوه، ويحتمل الاحتمال الآخر في الأول، قيل: وعلى الاحتمال الأول منهما فلو أفرد وقال: السلام عليك ومثله في التشميت كان إتيانا لسنة والأمر للندب. (ابن عساكر (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه. 5603 - "عمي وصنو أبي العباس". أبو بكر الغيلانيات عن عمر (متنه صحيح) ". (عمي وصنو أبي العباس) وإذا كان كذلك لزمهم حفظ حقه وحبه وإكرامه لأجله - صلى الله عليه وسلم - والإخبار بهذا مع العلم به حثا على معرفة حقه. (أبو بكر (¬3) في الغيلانيات عن عمر) (متنه صحيح). 5604 - "عن الغلام عقيقتان، وعن الجارية". (طب) عن ابن عباس". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2808) ومسلم (1900). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 247)، والديلمى في الفردوس (4014)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3814)، والضعيفة (3924). (¬3) أخرجه أبو بكر في الغيلانيات (رقم 256)، وأحمد في فضائل الصحابة (1784)، والديلمى في الفردوس (5371)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4104).

(عن الغلام) الذكر يسن: (عقيقتان) شاتان فإنَّ العقيقة الشاة التي تذبح عند حلق شعر المولود كما في القاموس (¬1)، ويقال للشعر الذي يخرج على رأس المولود من بطن أمه عقيقة؛ لأنه يحلق، وجعل الزمخشري (¬2) في الشعر أصلاً والشاة مشتقة كما في النهاية (¬3). (وعن الجارية) عقيقة تجزئ عنها شاة، ذهب الليث إلى وجوبها وبه قالت الظاهرية وقال الجمهور: سنة؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - علقها في أحاديث بمحبة فاعلها وذلك من أدلة الندب، قال ابن الأثير: وأما حديث: "لا أحب العقوق" فليس فيه توهين لأمر العقيقة ولا إسقاط لها وإنما كره الاسم وأحب أن تسمى بأحسن منه كالنسيكة والذبيحة جرياً على عادته في تغيير الاسم القبيح وفي هذا وما بعده ردًّا على مالك حيث سوى بين الذكر والأنثى في إجزاء الشاة الواحدة. (طب (¬4) عن ابن عباس). 5605 - "عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة". (حم (ح) د ن هـ حب) عن أم كرز (حم هـ) عن عائشة (طب) عن أسماء بنت يزيد". (عن الغلام شاتان مكافئتان) متماثلتان في السلامة عن العيوب، وقيل: متعادلتان في السن والجنس، وقيل: مذبوحتين من كافأ الرجل بين بعيرين إذا وجأ في لبة هذا ثم لبة ذاك فنحرهما معا ذكره الزمخشري (¬5). (وعن الجارية شاة) على قاعدته الشريفة في تفضيل الذكر على الأنثى، قيل: واقتصاره في الإخبار على الشاة يفهم منه أنه لا يجزئ غيرها ولو أعلى كالإبل والبقر وبه صرح جمع، إلا أنه ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 1175). (¬2) الفائق (2/ 228). (¬3) النهاية (2/ 135). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 150) (11327)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4107). (¬5) الفائق (3/ 267).

نقل عن مالك أنه كان يعق بجزور. (حم د ن هـ حب عن أم كرز) رمز المصنف على أحمد بالصحة، (حم هـ عن عائشة، طب (¬1) عن أسماء بنت يزيد). 5606 - "عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة: لا يضركم أذكرانا كن أم إناثاً". (حم د ت ن ك حب) عن أم كرز (ت) عن سلمان بن عامر، وعن عائشة (صح) ". (عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة: لا يضركم أذكرانا كن) أي الأنفس التي يعقون عنها. (أم إناثاً) فإن العقيقة سنة عن النوعين: وفيه رد على من زعم أنها لا تسن العقيقة عن الأنثى، قال ابن المنذر: وهو رأي ضعيف لا يلتفت إليه لمخالفته السنة الصحيحة من وجوه. (حم د ت ن ك حب) عن أم كرز (ت) (¬2) عن سلمان بن عامر، وعن عائشة)، قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي ورمز المصنف لصحته. 5607 - "عن يمين الرحمن تعالى -وكلتا يديه يمين- رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله تعالى، هم جماع من نوازع القبائل، يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطابيه". (طب) عن عمرو بن عبسة (ح) ". (عن يمين الرحمن تعالى) اليمين والشمال من أسماء الجوارح، والله تعالى منزه عن الجارحة وسمات النقص فقوله: (وكلتا يديه يمين) يعني أنهما بصفة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 381)، وأبو داود (2834)، والترمذي (1516)، والنسائي (3/ 76)، وابن حبان (12/ 128) (5312)، والحاكم (4/ 266) عن أم كرز، وأخرجه الترمذي (1513) عن عائشة, وصححه الألباني في صحيح الجامع (4106). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 422)، وأبو داود (2835)، والترمذي (1516)، والنسائي (7/ 165)، والحاكم (4/ 265)، وابن حبان (12/ 129) (5313) عن أم كرز، وأخرجه الترمذي (1513) عن عائشة و (1515) عن سلمان بن عامر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4106).

الكمال لا نقص في واحدة منهما؛ لأن الشمال تنقص عن اليمين وهذا على سبيل المجاز والاستعارة تعالى الله عن صفة الجسم (¬1). (رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء) ذكر ذلك لأن الذي يتبادر أن من لهم ذلك المقام الشريف هم هؤلاء. (يغشى بياض وجوههم) يغطي نوره. (نظر الناظرين، يغبطهم النبيون والشهداء) يحبون أن ذلك المقعد لهم. (بمقعدهم) تشبيه. (وقربهم من الله تعالى) كأن قيل من هم يا رسول الله؟ قال: (هم جماع) بزنة زمان. (من نوازع القبائل) جماعات من قبائل شتى. (يجتمعون على ذكر الله فينتقون) من الانتقاء: الاختيار. (أطايب الكلام) من ذكر الله تعالى. (كما ينتقي آكل التمر أطايبه) فيه تنويه بالاجتماع على ذكر الله تعالى واختيار أشرف الكلام منه ويصدق في الذين يتناقلون القرآن بينهم فإنه أطيب الكلام وأشرفه. (طب (¬2) عن عمرو بن عبسة) بموحدة بين مهملتين صحابي ورمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) اليدان: صفة لله عَزَّ وَجَلَّ، نثبتها كما نثبت باقي صفاته تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل وهي ثابتة بالكتاب والسنة، قال شيخ الإِسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (6/ 263): "إن لله تعالى يدين مختصتان به ذاتيتان له كما يليق بجلاله"، توصف يد الله عَزَّ وَجَلَّ بأنها يمين، وهذا ثابت بالكتاب والسنة كما في قوله سبحانه: {وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً: " ... ويطوي السماء بيمينه ... " رواه البخاري (7382)، ومسلم (2787)، وأثبت صفة الشمال أو اليسار كثير من العلماء فقال الشيخ محمَّد بن عبد الوهاب في آخر باب من كتاب التوحيد في المسألة السادسة: التصريح بتسميتها الشمال" يعني: حديث ابن عمر عند مسلم (2788)، وانظر: إبطال التأويلات (ص: 176)، والرد على بشر المريسي (ص: 155)، وقطف الثمار (ص: 66) وشرح كتاب التوحيد للشيخ الغنيمان (1/ 311)، إن صفات الله توقيفية، وما لم يأت دليل صحيح صريح في وصف إحدى يدي الله بالشمال أو اليسار، فإننا لا نتعدى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - "كلتاهما يمين" فيد الله ليست كيد البشر: شمال ويمين، ولكن كلتا يديه سبحانه يمين. والله أعلم. انظر القول في المجسمة مجموع الفتاوى (3/ 185، 197) الفتاوى الكبرى (6/ 470). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 168) (358) من حديث معاذ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3815)، وانظر المجمع (10/ 77) عن عمرو بن عبسة.

5608 - "عند الله خزائن الخير والشر مفاتيحها الرجال، فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وويل لمن جعله الله مفتاحا للشر مغلاقا للخير". (طب) والضياء عن سهل بن سعد (صح) ". (عند الله خزائن الخير) كل شيء محبوب سمي خيراً. (والشر) كل أمر مكروه يقال له شرًّا والمراد [3/ 106] عنده تعالى خزائن جزائهما لفاعلهما. (مفاتيحها الرجال) لأنهم بأفعالهم عالم يفتحون تلك الخزائن وينالون منها الجزاء. (فطوبى) أي الجنة والأمر المرغوب فيه: (لمن جعله الله مفتاحاً للخير) فإنه ينال كل كرامة عند الله (مغلاقاً للشر) فإنه ينال الأجرين أجر الفتح والإغلاق. (وويل) عذاب ونكال: (لمن جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقا للخير) وقال الطيبي: معناه أن الذي يحتوي على خزائن المال فينفقها في سبيل الله ولا ينفقها في سبيل الشيطان، فهو مفتاح الخير مغلاق الشر، وعكسه الذي ينفقها في عكسه فإنه مفتاح الشر مغلاق للخير، هذا خلاصة كلامه. (طب والضياء (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته. 5609 - "عند الله علم أمية بن أبي الصلت" (طب) عن الشريد بن سويد (ض) ". (عند الله علم أمية بن أبي الصلت) قدمنا بيان حاله في أول الكتاب في شرح حديث: "آمن شعر أمية بن أبي الصلت وكفر قلبه" وبسبب هذا الحديث أنه قال: راويه الشريد: "ردفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هل معك شيء من شعر أمية" (¬2)، قلت: نعم، فأنشدته مائة قافية كلما أنشدته قافية، قال: "هيه" أي زدني، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 150) (5812)، والبخاري في التاريخ (618)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4108). (¬2) أخرجه مسلم (2255).

ثم ذكره والحديث الذي سلف دل على أنه مات كافرا، فكأنه - صلى الله عليه وسلم - قال هذا قبل إعلام الله له بحاله. (طب (¬1) عن الشريد بن سويد) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال الشارح: إنه قد أخرجه مسلم باللفظ المذكور عن الشريد، وقال: إنه ذهول من المصنف عجيب عدم نسبته إليه. 5610 - "عند اتخاذ الأغنياء الدجاج يأذن الله تعالى بهلاك القرى". (هـ) عن أبي هريرة" (ض). (عند اتخاذ الأغنياء الدجاج) بالمهملة وجيمين الطائر المعروف. (يأذن الله تعالى بإهلاك القرى) عند اقتنائهم لها، وسبب الحديث كما قاله راويه: أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر الأغنياء باتخاذ الغنم وأمر الفقراء باتخاذ الدجاج وذكره وذلك لأنه تضييق على الفقراء لأنهم يتعيشون ببيضها وفروخها ويبيعون ذلك من الأغنياء، فإذا اتخذها الأغنياء استغنوا عنها فضاع كسب الفقراء. واعلم: أن لفظ الحديث عند مخرجه هكذا "عند اتخاذ الأغنياء الدجاج هلاك الفقراء فيأذن الله بهلاك القرى" فسقط من كلام المصنف هلاك الفقراء. (هـ (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال السخاوي (¬3): وهو ضعيف، وقال المصنف: قد ورد مرفوعاً: "غنم فقراء أمتي الدجاج والجمعة حج فقرائها" (¬4). 5611 - "عند أذان المؤذن يستجاب الدعاء، فإذا كان الإقامة لا ترد دعوته" (خط) عن أنس". (عند أذان المؤذن يستجاب الدعاء) فهو من ساعات الإجابة وذلك بعد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 320) (7259)، ومسلم (2255). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2307)، وانظر كشف الخفا (1/ 400)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3816)، والضعيفة (119): موضوع. (¬3) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 285). (¬4) ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في الضعيفة (192) وقال: موضوع.

إجابة المؤذن لأنه السنة. (فإذا كان الإقامة) إذا وجد لفظ الإقامة. (لا ترد دعوته) أي الداعي. (خط (¬1) عن أنس) ورواه الديلمي وبيض له. 5612 - "عند كل ختمة دعوة مستجابة". (حل) وابن عساكر عن أنس". (عند كل ختمة) أي تمام قراءة القرآن، مصدر ختم يختم ختما بلغ آخره والباء للوحدة وأما تسمية المصحف ختمة فلم يأت في اللغة فهو لحن (دعوة مستجابة) وتقدم حديث أبي أمامة: "إذا ختم أحدكم فليقل: اللهم آنس وحشتي في قبري". (حل) (¬2) سكت المصنف عليه وفيه عبدة بن يحيى بن هاشم عن مسعر عن أنس قال: ولا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى، (وابن عساكر عن أنس) وفيه يحيى بن السمسار كذبه ابن معين كما في الميزان. 5613 - "عندي أخوف عليكم من الذهب أن الدنيا ستصب عليكم صبا فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب". (حم) عن رجل (ح) ". (عندي أخوف عليكم من الذهب) أي عندي أمر أشد تخوفية مني عليكم من ملككم الذهب. (أن الدنيا) مبتدأ خبره عندي إلى آخره (ستصب عليكم صبأ) ذهبها وفضتها وجميع أنواع خيراتها. (فيا ليت أمتي لا تلبس الذهب) حين تصب عليها الدنيا فإنه محرم عليهم لبسه، وقد وقع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - كما أخبر وهو من أدلة تحريم لبس الذهب، وقوله: "يا ليت" حذف المنادى أي يا قوم أتمنى عدم لبس الأمة للذهب لما فيه من الإثم، ويحتمل الكراهة. (حم (¬3) عن رجل) ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3817)، والضعيفة (3919). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 260)، والبيهقي في الشعب (2087)، والخطيب في تاريخه (9/ 390)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 271)، وانظر الميزان (7/ 224)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3819)، والضعيفة (3190): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3820)، والضعيفة (4154).

رمز المصنف لحسنه. 5614 - "عنوان كتاب المؤمن يوم القيامة حسن ثناء الناس عليه". (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (عنوان) بضم المهملة وبكسر. (كتاب المؤمن) في القاموس (¬1): عنوان الكتاب وعُنْيانه وُيكسران: سمي به لأنه يَعِنُّ له من ناحيته، وأصلُه: عُنَّان كرُمَّان، وكلّ ما استدللت به على شيء بظاهره على غيره فهو عنوان له. (يوم القيامة) من الدليل على ما في طي كتابه من الخير. (حسن ثناء الناس عليه) في دار الدنيا لما ثبت من أنهم شهداء الله في أرضه ويقاس عليه عنوان صحيفة الفاجر [1/ 107] قبح ثناء الناس عليه في الدنيا، والمراد أن من أثنى الناس عليه خيرا فهو دليل حسن صحيفته في الآخرة ومن أثني عليه شر فهو دليل قبح صحيفته. (فر (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن الحسن الأزدي (¬3)، قال الذهبي: قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ومحمد بن كثير المصيصي ضعفه أحمد. 5615 - "عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب". (خط) عن أنس (ض) ". (عنوان صحيفة المؤمن) أي دليل ما في باطنها من خير. (حب علي بن أبي طالب) - رضي الله عنه - أي حب عليًّا فمن كان محبًّا له كان دليلاً على حسن صحيفته في الآخرة ويؤخذ منه عكسه والمراد الحب الذي لا إفراط فيه كالغلاه. (خط (¬4) ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص: 1570). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3822)، والضعيفة (3920). (¬3) انظر المغني (2/ 570). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 410)، وانظر قول ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 245)، =

عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه كما قال مخرجه الخطيب أبو الفرج: أحمد بن محمَّد بن جوري العكبري في حديثه مناكير، قال ابن الجوزي: حديث لا أصل له يريد هذا الحديث. 5616 - "عهد الله تعالى أحق ما أُدُّي". (طب) عن أبي أمامة" (ح). (عهد الله تعالى) أي ما عهده إلى عباده على لسان رسله وكتبه من الإيمان به وحده وامتثال أمره ونهيه. (أحق ما أُدُّي) من سائر الحقوق وفيه أن حق الله يقدم على حقوق العباد. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه. 5617 - "عهدة الرقيق ثلاثة أيام". (حم د ك هق) عن عقبة بن عامر (صح) ". (عهدة الرقيق) بقافين بينهما مثناه تحتية المملوك والعهدة بضم الفاء (¬2). (ثلاثة أيام) فإذا اشتراه المشتري ولم يشترط البائع البراءة من العيب فما أصاب المشتري من عيب في الأيام الثلاثة فهو من مال البائع ويرد إن شاء بلا بيّنة فإن وجد به عيبا بعد الثلاثة فلا يرد إلا ببيّنه وهذا مذهب مالك (حم د ك هق عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته. (هـ (¬3) عن سمرة) قال الحاكم: صحيح لكن الحسن لم يسمع من عقبة بن عامر فهو منقطع ومن ثمة ضعفه أحمد وغيره. 5618 - "عودوا المريض، واتبعوا الجنازة تذكركم الآخرة". (حم حب هق) عن أبي سعيد (صح) ". ¬

_ = وقال الألباني في ضعيف الجامع (3821): موضوع، والضعيفة (789) وقال: باطل. (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 148) رقم (7648)، والنسائي (3/ 410)، والدارقطني (3/ 40)، والروياني (1257) عن أبي أمامة, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3831). (¬2) كذا في المخطوطة والصواب بضم العين. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 152)، وأبو داود (3506)، والحاكم (2/ 25)، والبيهقي في السنن (5/ 323) عن عقبة بن عامر، وأخرجه ابن ماجه (2244) عن سمرة بن جندب, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3832).

(عودوا المريض) الأمر للندب. (واتبعوا الجنازة) أي شيعوها. (تذكركم) العيادة واتباع الجنازة. (الآخرة) وذكرها مراد محبوب لله تعالى؛ لأنها الدار المرادة التي دار الدنيا سبيل إليها وليس المراد مجرد ذكر الآخرة بل الذكر الذي يزهد في الدنيا ويرغب في الآخرة. (حم حب هق (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 5619 - "عودوا المرضى، ومروهم فليدعوا لكم، فإن دعوة المريض مستجابة وذنبه مغفور". (طس) عن أنس (ض) ". (عودوا المرضى، ومروهم) أي اطلبوا منهم. (فليدعوا لكم، فإن دعوة المريض مستجابة) لانكسار قلبه وقربه من الله تعالى. (وذنبه مغفور) كأنه العلة في إجابة دعائه. (طس (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري. 5620 - "عودوا المريض، واتبعوا الجنائز، والعيادة غِبًّا، أو ربعاً، إلا أن يكون مغلوبا فلا يعاد، والتعزية مَرَّة". البغوي في مسند عثمان عنه". (عودوا المريض، واتبعوا الجنائز) لما حثهم على العيادة بين لهم وقتها بقوله. (والعيادة غِبًّا) أي يوما فيوماً. (أو ربعاً) بكسر الراء بأن يترك يومين بعد العيادة ثم يعاد في الرابع قال في الإتحاف: إن هذا بحسب الأعم الأغلب وإلا فنحو الصديق والقريب يعاد كل يوم بحسب المصلحة والحاجة والعادة. (إلا أن يكون مغلوباً) على عقله بأن لا يعرف العايد. (فلا يعاد) لعدم فائدة عايدِيْه. (والتعزية مَرَّة) فلا يكررها المعزي لما فيه تجديد الحزن. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 31)، وابن حبان (7/ 221) (2955)، والبيهقي في السنن (4/ 76)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4109). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6027)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 166)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3823)، والضعيفة (1222): موضوع.

رجاله ثقات. 5630 - "عينان لا تريان النار: عين بكت وجلا من خشية الله، وعين باتت تكلأ في سبيل الله. (طس) عن أنس". (عينان لا تريان النار) وإذا لم يرياها لم يدخلها. (عين بكت وجلا من خشية الله) اعلم: أن البكاء إمَّا من حزن أو من وجع أو من فزع أو من فرح أو من شكر أو من خشية الله وهو أعلاها درجة وأغلاها ثمناً في الدار الآخرة (وعين باتت تكلأ في سبيل الله) تحرس فيه. (طس (¬1) عن أنس) سكت المصنف عليه، وفيه زفر بن سليمان قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه. 5631 - "عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". (ت) عن ابن عباس (صح) ". (عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله) يحتمل أنه مقيد ما سلف من الإطلاق، ويحتمل أن هذا ذكر الأفضل وإلا فالكل له الأجر في ذلك. (وعين باتت تحرس في سبيل الله) تحرس الغزاة وأموالهم والمسلمين. (ت (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وهو من حديث عطاء الخراساني، قال الترمذي في العلل: سألت محمداً يعني البخاري عن عطاء الخراساني فقال: هو ثقة لم أر أحداً تكلم فيه بشيء. ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (4113). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط ح (5779)، والبخاري في التاريخ الكبير (2624)، وانظر الكامل (3/ 233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4111). (¬2) أخرجه الترمذي (1639) وقال: حديث حسن، وانظر علل الترمذي (1/ 271)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (4112).

إليه. (عوذوا بالله من عذاب النار) فالاستعاذة بالله منها سبب لتجنب أسباب دخولها. (عوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال) فهي أعظم فتنة قد حذر منها كل نبي قومه. (عوذوا بالله من فتنة المحيا والممات) هذا من العام بعد الخاص فإن عذاب القبر والنار من [1/ 108] فتنة الممات وفتنة الدجال من فتنة المحيا والاستعاذة من هذه الأربع قد وردت بها عدة أحاديث وإنما تكون في آخر التشهد. (م ن (¬1) عن أبي هريرة). 5623 - "عورة المؤمن ما بين سرته إلى ركبته". سمويه عن أبي سعيد (ح) ". (عورة المؤمن) العورة بسكون الواو الخلل في شعر أو غيره وكل ما يستحي منه. (ما بين سرته إلى ركبته) هي العورة التي يجب سترها ويذم مكشفها. (سمويه (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه وقد رواه الحارث في مسنده, قال ابن حجر: فيه شيخ الحارث داود بن المحبر وهو سلسلة ضعفاء إلى عطاء. 5624 - "عورة الرجل على الرجل كعورة المرأة على الرجل، وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل". (ك) عن علي (صح) ". (عورة الرجل على الرجل كعورة المرأة على الرجل) أي يحرم النظر من الرجل إلى ما بين سرة الرجل وركبته وشبهه بالمرأة لأنه قد تقرر حرمة النظر إلى المرأة من الرجل إنما محل البيان عورة الجنس مع جنسه ولذا قال: (وعورة المرأة على المرأة كعورة المرأة على الرجل). (ك (¬3) عن علي) رمز المصنف لصحته لأنه قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه إبراهيم بن علي ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (588)، والنسائي في الكبرى 4/ 461. (¬2) أخرجه الحارث كما في بغية الباحث (رقم 143)، والديلمي في الفردوس (4115)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 279)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3826). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3825) والضعيفة (3923).

الرافعي (¬1) ضعفوه. 5625 - "عوضوهن ولو بسوط، يعني في التزويج". (طب) والضياء عن سهل بن سعد". (عوضوهن) أي عوضوا البضع بالصداق. (ولو بسوط) أي بشيء حقير جداً فإنه إذا كان متمولاً يجوز جعله صداقاً أو كان منفعة على ما هو الصحيح. (يعني في التزويج) مدرج من كلام الراوى أو تفسير من المصنف وفيه وجوب المهر وأنه يجزئ أقل قليل منه. (طب (¬2) والضياء عن سهل بن سعد) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 5626 - "عون العبد أخاه يوماً خير من اعتكافه شهراً". ابن زنجويه عن الحسن مرسلاً". (عون العبد أخاه يوماً) أي إعانته إياه علي أعمال الخير ونحوها. (خير من اعتكافه شهراً) فإن الله في عون العبد ما كان في عون أخيه. (ابن زنجويه (¬3) عن الحسن مرسلاً). 5627 - "عويمر حكيم أمتي، وجندب طريد أمتي: يعيش وحده، ويموت وحده، والله يبعثه وحده". الحارث عن أبي المثنى المليكي مرسلاً". (عويمر) هو أبو الدرداء اسمه زيد بن قيس الأنصاري الصحابي الجليل - رضي الله عنه - (¬4). (حكيم أمتي) تقدم حديث: "حكيم أمتي عويمر" وتقدم الكلام فيه في ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 20). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 182) ح (5931)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 280)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3829). (¬3) عزاه إلى ابن زنجويه في الكنز (7211)، وأورده المناوي في فيض القدير (4/ 368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3827). (¬4) انظر: الإصابة (4/ 747).

الحاء. (وجندب) وهو أبو ذر وهو جندب بن جنادة. (طريد أمتي) لأنه أخرجه عثمان من المدينة وسكن الربذة كما هو معروف (يعيش وحده) بقية عمره (ويموت وحده) مات بالربذة وليس عنده أحد غير خادمه وزوجته (والله يبعثه وحده) دعاء منه - صلى الله عليه وسلم - أن يبعثه الله أمة وحده وهذه فضائل لأبي ذر وفضائله عدة (¬1). (الحارث (¬2) عن أبي المثنى المليكي)، قال شارحه: لعل الصواب الأملوكي بفتح الهمزة وسكون الميم وضم اللام آخره كاف نسبة إلى أملوك بطن من ردمان قبيلة من رعين (مرسلاً) (¬3). 5628 - "عيادة المريض أعظم أجراً من اتباع الجنائز". (فر) عن ابن عمر". (عيادة المريض أعظم أجراً من إتباع الجنائز) لأن فيه أنواع من القرب نوع يرجع إلى المريض ونوع يعود إلى العائد ونوع يعود على أهل المريض ونوع يعود على العامة وقيل؛ لأن معاملة الحي أولى وأفضل من معاملة غيره. (فر (¬4) عن ابن عمر)، ورواه أبو الشيخ وغيره. 5629 - "عينان لا تمسهما النار أبداً: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". (ع) والضياء عن أنس (صح) ". (عينان لا تمسهما النار أبدًا) لا تمس صاحبهما (عين بكت من خشية الله) قال الطيبي: إنه كناية عن العالم العابد المجاهد مع نفسه (وعين باتت تحرس في سبيل الله) في الجهاد. (ع (¬5) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته، قال المنذري: ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (7/ 125). (¬2) أخرجه الحارث في مسنده ح (1019)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3830). (¬3) انظر: الأنساب للسمعاني (1/ 208). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (4111)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3833)، والضعيفة (3925): ضعيف جداً. (¬5) أخرجه أبو يعلى (4346)، والضياء في المختارة (2198)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 159)، =

رجاله ثقات. 5630 - "عينان لا تريان النار: عين بكت وجلا من خشية الله، وعين باتت تكلأ في سبيل الله. (طس) عن أنس". (عينان لا تريان النار) وإذا لم يرياها لم يدخلها. (عين بكت وجلا من خشية الله) اعلم: أن البكاء إمَّا من حزن أو من وجع أو من فزع أو من فرح أو من شكر أو من خشية الله وهو أعلاها درجة وأغلاها ثمناً في الدار الآخرة (وعين باتت تكلأ في سبيل الله) تحرس فيه. (طس (¬1) عن أنس) سكت المصنف عليه، وفيه زفر بن سليمان قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه. 5631 - "عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". (ت) عن ابن عباس (صح) ". (عينان لا تصيبهما النار: عين بكت في جوف الليل من خشية الله) يحتمل أنه مقيد ما سلف من الإطلاق، ويحتمل أن هذا ذكر الأفضل وإلا فالكل له الأجر في ذلك. (وعين باتت تحرس في سبيل الله) تحرس الغزاة وأموالهم والمسلمين. (ت (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وهو من حديث عطاء الخراساني، قال الترمذي في العلل: سألت محمداً يعني البخاري عن عطاء الخراساني فقال: هو ثقة لم أر أحداً تكلم فيه بشيء. ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (4113). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط ح (5779)، والبخاري في التاريخ الكبير (2624)، وانظر الكامل (3/ 233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4111). (¬2) أخرجه الترمذي (1639) وقال: حديث حسن، وانظر علل الترمذي (1/ 271)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (4112).

فصل المحلى باللام من حرف [3/ 109] العين

فصل المحلى باللام من حرف [3/ 109] العين 5632 - " العائد في هبته كالعائد في قيئه" (حم ق د ن هـ) عن ابن عباس (صح) ". (العائد في هبته كالعائد في قيئه) المراد أنَّه كما يقبح أن يقيء الرجل ثم يأكله كذلك يكره أن يتصدق بشيء ثم يسترجعه والحديث دل على تحريم الرجوع في الهبة ولو بالشراء كما في حديث: فرس عمر ... المعروف وتقدم الخلاف في ذلك، قال الشافعي: لا يرجع في الهبة إن كانت لأجنبي لا لفرعه وقال أبو حنيفة بعكسه. وقال مالك: للأب الرجوع وكذلك الأم وتمام الحديث: "ليس لنا مثل السوء" وفي لفظ: "كالكلب يعود في قيئه" (¬1). (حم ق د ن هـ) (¬2) عن ابن عباس. 5633 - "العارية مؤداة، والمنحة مردودة". (هـ) عن أنس (صح) ". (العارية) بتشديد الياء مأخوذة من العار منسوبة إليه لأنَّهم يرون العارية عاراً وعيباً وقيل: مأخوذة من التعاور التداول. (مؤداة) أي يجب ردها على مالكها عينا حال الوجود وقيمة عند التلف وقد اختلف العلماء في هذا الحكم فقيل: العارية أمانة لا تضمن إلا بالتعدي، وقيل: بالأول وهو وجوب الرد إلى آخره وهو الأوفق بالحديث ومنشأ الخلاف حديث: "بل عارية مضمونة" هل الصفة مقيدة أو كاشفة؟ ولا شك أنَّ الأصل في الصفة التقييد إلا أنَّ هذا الحديث ونحوه دل على أن الصفة هناك كاشفة. (والمنحة) بكسر الميم فمهملة بعد النون هي ما يمنح الرجل صاحبه من أرض يزرعها أو شاة يحلبها ثم يردها. ¬

_ (¬1) رواه الترمذي (1298). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 217)، والبخاري (2449)، ومسلم (1622)، وأبو داود (3538)، والنسائي (4/ 123)، وابن ماجه (2385).

(مردودة) مضمونه ترد إلى مانحها. (هـ (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحافظ ابن حجر: وله في النسائي طريقان من رواية غيره وصحح ابن حبان أحدهما. 5634 - "العارية مؤداة, والمنيحة مردودة, والدين مقضي، والزعيم غارم". (حم د ت هـ) والضياء عن أبي أمامة" (صح). (العارية مؤداة, والمنيحة مردودة) خالف بين اللفظين تفنناً وإلا فالتأدية تلاقي المردودة (والدين مقضي) إلى من هو له وجاء بالجميع حملًا إخبارية لأنها أبلغ من الإتيان بها على صيغة الأمر. (والزعيم غارم) بالزاي المهملة الكفيل والضمين. (غارم) لما ضمنه بمطالبه المضمون له، والحديث دليل لمن ضمنه وظاهره سواء كان كفيلا بالبدن أو بالمال وفيه خلاف في الفروع، قال الطيبي: من وجب عليه حق لغيره فإما أن يكون على سبيل الأداء بما يتصل به فهو العارية أو يدور ما يتصل به فالمنحة أو على وجه القضاء من غير عينة فالدين أو على الغرامة بالالتزام بالكفالة. (حم د ت هـ (¬2) والضياء عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجال أحد ثقات وجزم ابن حجر في تخريج الهداية بضعفه، وفي تخريجه الرافعي ما يدل على قوته عنده. 5635 - "العافية عشرة أجزاء: تسعة في الصمت, والعاشرة في العزلة عن الناس". (فر) عن ابن عباس". (العافية) هي السلامة من شرور الأديان والأبدان. (عشرة أجزاء) تجزئة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2399)، وأخرجه النسائي (3/ 411) عن أبي أمامة، وانظر التلخيص الحبير (3/ 47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4115). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 267)، وأبو داود (3565)، والترمذي (1265)، وابن ماجه (2398)، والضياء في المختارة (2144)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 145)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 163)، والتلخيص الحبير (3/ 47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4116).

اعتبارية أي وجود العافية في هذه العشرة. (تسعة في الصمت) فإنه لا يأتي الداء إلا من اللسان فهي محل الآفات كلها (والعاشر في العزلة) أي الانفراد (عن الناس) حيث استغنى عنهم واستغنوا عنه، فإن دعاه الشرع لمخالطتهم لتعلم أو تعليم فالاجتماع بهم أولى مع صيانته للسانه وجميع جوارحه عمن لا خير فيه، وقد ألف الإِمام محمَّد بن إبراهيم الوزير - رحمه الله - أوراق في العزلة وساق فيها خمسين حديثا وأتى بفوائد العزلة ومرجحاتها. (فر (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، قال الحافظ العراقي: إنه حديث منكر. 5636 - "العافية عشرة أجزاء: تسعة في طلب المعيشة، وجزء في سائر الأشياء". (فر) عن أنس (ض) ". (العافية عشرة أجزاء: تسعة في طلب المعيشة) من وجه حلال؛ لأنه إذا فوت طلب المعيشة دخل عليه آفات الأذى الدينية والدنيوية من كل وجه من سؤاله الناس، ومقت من لم يعطه، والإطراء بما لا يحل فيمن أعطاه، والسخط على الرب والعياذ بالله وغير ذلك. (وجزء في سائر الأشياء) وفي رواية الديلمي "العبادة عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت والعاشر كسب اليد من الحلال". (فر (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 5637 - "العالم أمين الله في الأرض". ابن عبد البر في العلم عن معاذ (ض) ". (العالم) بالكتاب والسنة العامل بعلمه. (أمين الله في الأرض) لأنه تعالى قد حمله أمانة المعارف والأحكام وشرائع الإِسلام فلا يخش الله والرسول ويخون أمانته بتضييع العمل فإن الله سائله عن أمانته. (ابن عبد البر (¬3) في العلم عن ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (4231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3834). (¬2) أخرجه الديلمى في الفردوس (4222)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3835). (¬3) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان الوهم وفضله (رقم 205)، والديلمى في الفردوس (4204) , =

معاذ) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. 5638 - "العالم والمتعلم شريكان في الخير، وسائر الناس لا خير فيه". (طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (العالم والمتعلم شريكان في الخير) الذي هو الأجر لاشتراكهما في نشر العلم الذي به قوام الدين والدنيا. (وسائر الناس لا خير فيه) لأن كل خير عائد إلى العلم الذي به تمام خير الدنيا والآخرة. (طب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه [3/ 110] ولكنه أعله الهيثمي بأن فيه معاوية بن يحيى الصدفي قال ابن معين: هالك ليس بشيء. 5639 - "العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كل شيء، وإذا أراد أن يكثر به الكنوز هاب من كل شيء". (فر) عن أنس". (العالم إذا أراد بعلمه وجه الله) لا الدنيا ونفاستها وحظها. (هابه كل شيء) لأنه يعظم عند الله فيعظمه في قلوب عباده، فيهاب مهابة إلهية ويحب محبة رحمانية، وإنما خص المهابة؛ لأنه إذا هيب اتبع؛ لأنه آمر عن الله وناه عنه فهو محتاج إلى أن يتبعه الناس، فإلقاء المهابة له فيمتثل أمره ونهيه (وإذا أراد أن يكثر به الكنوز) أي بسبب العلم بأن يجعله مأكلة له. (هاب من كل شيء) فلا ينطق بأمر ولا نهي ولا ينشر عن الله حكماً ينفع به عباده وهان على أهل الدنيا والآخرة. (فر (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه الحسن بن عمرو ¬

_ = وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 6)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3837). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 220) (7875)، وابن ماجه (228)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3845). (¬2) أخرجه الديلمى في الفردوس (4201)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3836)، والضعيفة (3928).

القيسي (¬1)، قال الذهبي: مجهول. 5640 - "العالم سلطان الله في الأرض، فمن وقع فيه فقد هلك". (فر) عن أبي ذر". (العالم سلطان الله في الأرض) أي يسلطه بما أتاه من العلم على هداية عباده ودلالتهم إلى الخير، وأوجب عليهم طاعته كما أوجب طاعة السلطان. (فمن وقع فيه) بذم وإهانة وأذية. (فقد هلك) لأن الله ناصره وخاذل من عاداه وذمه كما قيل: لحوم أهل العلم مسمومة ... ومن يعاديهم سريع الهلاك وفيه الأمر بطاعة العلماء والتحذير من الوقيعة فيهم. (فر (¬2) عن أبي ذر) سكت عليه المصنف والحال أنَّ الديلمي في مسنده الفردوس لم يذكر له سنداً بل ينص له لعدم وقوفه عليه فإطلاق المصنف العزو إليه غير صواب؛ لأنه بإطلاقه أفاد أنه أخرجه الديلمي والإخراج لا يكون إلا بذكر السند. 5641 - "العالم والعلم في الجنة، فإذا لم يعمل العالم بما يعلم كان العلم والعمل في الجنة، وكان العلم في النار". (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (العالم والعلم والعمل في الجنة) إذا عمل به عالمه (فإذا لم يعمل العالم بما يعلم كان العلم والعمل) لمن عمل به (في الجنة وكان العالم الذي لم يعمل بعلمه في النار) والمراد بالعلم الذي يلازم العمل به من أي عامل والمراد من كون العلم في الجنة إما بأنه يتجسد أي أن المراد أنه يسلب العالم الذي لا يعمل علمه وينزع عنه الاتصاف به وينتقل إلى من عمل به من سكان الجنة فيكون في الجنة ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 165). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4046)، وانظر فيض القدير (2/ 762)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3838).

وصاحبه في النار. (فر (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه الحسن بن زياد اللؤلؤي (¬2) قال الذهبي: كذبه ابن معين وأبو داود. 5642 - "العامل بالحق على الصدقة كالغازي في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ حتى يرجع إلى بيته". (حم د ت هـ ك) عن رافع بن خديج (صح) ". (العامل بالحق على الصدقة) أي الزكاة يقتضيها على وجهها ووضعها في محلها. (كالغازي في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) لأن كل واحد قائم بأمر الله وشاد لأزر الإِسلام ونافذ فيما يحبه الله تعالى فأجرهما سواء. (حتى يرجع) العامل. (إلى بيته) أي يعود من عمله ويحتمل حتى يرجع المغازي أي يثيب له مثل أجره حتى يعود إلى وطنه. (حم د ت هـ ك (¬3) عن رافع بن خديج) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الترمذي: حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقرَّه الذهبي، وقال ابن القطان: في رواية أبي داود أحمد بن إسحاق والكلام فيه كثير فالحديث لأجله حسن لا صحيح، وقال الهيثمي: في رواته أحمد بن إسحاق ثقة لكنه مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح. 5643 - "العباد عباد الله، والبلاد بلاد الله، فمن أحيا من موات الأرض شيئاً فهو له، وليس لعرق ظالم حق". (هق) عن عائشة (ح) ". (العباد عباد الله) فهو ربهم وخالقهم وإليه مردهم (والبلاد بلاد الله) خلقها لعباده مقراً لهم ومتعبداً ومزدرعًا. (فمن أحيا من موات الأرض شيئاً) تقدم ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (4198)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3839): موضوع، وضعفه في الضعيفة (3929). (¬2) انظر المغني (1/ 159). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 143)، وأبو داود (2936)، والترمذي (645)، وابن ماجه (1809)، والحاكم (1/ 564)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 84)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4117).

تفسيره في أول هذا الحرف في عادي الأرض. (فهو له) يستحقه ويملكه لا حق لغيره فيه. (وليس لعرق ظالم حق) هو أن يجيء الرجل إلى أرض قد اختارها رجل قبله فيغرس فيها غرساً غصباً ليستوجب به الأرض، والرواية لعرقٍ بالتنوين وهو على حذف مضاف أي لذي عرق يجعل العرق نفسه ظالماً هو لصاحبه أو يكون الظالم من صفة صاحب العرق المقدر وإن روى بالإضافة فيكون الظالم صاحب العرق والحق للعرق وهو أحد عروق الشجرة كما في النهاية (¬1). (هق (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 5644 - "العبادة في الهرج كهجرة إلي". (حم ت هـ) عن معقل بن يسار (صح) ". (العبادة) بالموحدة. (في الهرج) بفتح الهاء أي وقت الفتن واختلاط الأمور. (كهجرة إلي) في كثرة الثواب قال ابن العربي: وجب تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرون فيه من دار الكفر وأهله إلى دار الإيمان وأهله فإذا وقعت الفتن تعين على المرء أن يفر بدينه من الفتن إلى العبادة ويهجر أولئك الأقوام في تلك الحالة وهو أحد أقسام الهجرة. (حم م ت هـ (¬3) عن معقل بن يسار) قال الترمذي: حديث صحيح غريب إنما يعرفه من حديث العلي بن زياد قلت: قال ابن حبان في الثقات العلاء بن زياد من علماء البصرة [3/ 111] وقرائهم. 5645 - "العباس مني وأنا منه". (ت ك) عن ابن عباس (صح) ". (العباس) ابن عبد المطلب. (مني) ليس المراد في النسب فإنه معلوم بل ¬

_ (¬1) انظر: النهاية (3/ 445). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 142)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4118). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 25)، ومسلم (2948)، والترمذي (2201)، وابن ماجه (3985).

المراد أنه متصل بي اتصالاً يوجب عليكم تعظيمه ومحبته. (وأنا منه) متصلًا به اتصالاً يلزمني له الحق من إكرامه، والإعلام لكم بشأنه وقد امتثل الصحابة ذلك، أخرج ابن عبد البر أن عمر، وعثمان لم يمرا بالعباس وهما راكبان إلا نزلا إجلالاً له حتى يجوزهما، ومثله أخرج الزبير بن بكار وقال: كان أبو بكر وعمر في ولايتهما ... إلخ. (ت ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي. 5646 - "العباس عم رسول الله، وإن عم الرجل صنو أبيه". (ت) عن أبي هريرة (ح) ". (العباس عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) لم يقل عمي إبانة لتشريف العباس يقرع الأسماع بأنه عم رسول رب العالمين. (وإن عم الرجل صنو أبيه) أتى به مؤكدًا له بإن إمالة للأسماع إلى الإصغاء لما يلقى إليها والإخبار بأنه صنو أبيه إلزام لإكرامه لأنه في المعقول إكرام قرابة من يحبونه والآن أولى قرابته بإكرامهم إياه فأخبرهم - صلى الله عليه وسلم - بكرمه حتى نبه أن عمه يلزمهم إكرامه كإكرام أبيه لو كان حياً مؤمناً وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يكرمه حتى أنه كان إذا جلس - صلى الله عليه وسلم - كان أبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعثمان بين يديه فإذا جاء العباس تنحى له أبو بكر وجلس العباس مكانه كما أخرجه الدارقطني (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 5647 - "العباس وصيي ووارثي". (خط) عن ابن عباس (ض) ". (العباس وصيي) كأنه في أمر خاص وإلا فقد ثبت أن علياً كرم الله وجهه وصيه (¬3) كما حققناه في الروضة الندية (ووارثي) لو كان يورث - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه عصبته. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3759)، والحاكم (3/ 367)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3842). (¬2) أخرجه الترمذي (3761)، ومسلم (983) بمعناه. (¬3) تحدثنا مرات عن هذا الموضوع، راجعه في المقدمة.

(خط (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه على ذلك المصنف ساكتاً عنه فالعجب إيراده هنا مع تصريحه في الخطبة أنه جرده عن الموضوعات. 5648 - "العباس عمي وصنو أبي، فمن شاء فليباه بعمه". ابن عساكر عن علي". (العباس عمي وصنو أبي، فمن شاء فليباهي بعمه) أي يفاخر بعمه أي أنه مباح ذكر العم والافتخار به سروراً لوجوده وكريم صفاته أو من شاء فليفاخرني بعمه ويأتي "بعم كعمي" في صفاته ولا يجد ذلك أحد وكفى به فخراً يكون رسول الله ابن أخيه. (ابن عساكر (¬2) عن علي). 5649 - "العبد من الله وهو منه, ما لم يخدم، فإذا خدم وقع عليه الحساب". (ص هب) عن أبي الدرداء (ح) ". (العبد) اللام للجنس. (من الله) يتصل به اتصال الموحد بالكسر بموحدة بالفتح والمعفو عنه بالعافي كما يشعر به ما يأتي من قوله: ومع غلبة الحساب فإنه أشعر بأنه معفو عنه فقيل اتخاذه الجزم والمكرم بالمكرم. (وهو منه) أي متصل بربه اتصال مملوك بمالكه. (ما لم يخدم) بالخاء المعجمة مبنية للمفعول أي يكون له خدم وخول أي لا يزال مسامحاً في زلاته معفواً عنه في هفواته قبل استخدامه لغيره. (وإذا خدم وقع عليه الحساب) هو قريب من حديث: "من اتخذ من الخدم غير ما ينكح" ثم تعين بإتيان فاحشة الزنا فعليه متل آثامهن من ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 137)، وانظر الموضوعات (1/ 232)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3843)، والضعيفة (787): موضوع. (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (26/ 314)، والطبراني في الأوسط (9250)، وانظر العلل المتناهية (1/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3841).

غير أن ينقص من آثامهن شيء يأتي فكذلك من اتخذ الخدم فعصوا، أو المراد أنه إذا وُلّي على خادم حوسب عليه لكونه والياً عليه وصار عنده فسببه حق للمخلوقين بخلافه قبل الاستخدام فإنه لا يحاسب؛ لأن الذنوب لربه الكريم وكان المراد بالاستخدام الزيادة على ما يحتاجه وإلا فقد كان له - صلى الله عليه وسلم - خدم ولكل أحد من أصحابه وقالت له أم سليم: خادمك أنس، فالحديث تحذير عن اتخاذ ما لا حاجة إليه. (ص هب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه وفيه إسماعيل بن عياش وفيه خلاف. 5650 - "العبد مع من أحب". (حم) عن جابر (صح) ". (العبد مع من أحب) في الآخرة فإنه إن أحب مولاه كان معه في كرامته ورضوانه وإن أحب أولياءه كان قرينهم في الجنة وإن أحب أعداءه كان معهم حيث كانوا والمراد المحبة الشرعية فلا تدخل محبة عيسى من النصارى ولا محبة علي من الروافض ولا غيرهم. (حم (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: إسناد أحمد حسن. 5651 - "العبد عند ظنه بالله، وهو مع من أحب". أبو الشيخ عن أبي هريرة (ح) ". (العبد عند ظنه بالله) فإن ظن به العفو عما الله عنه وإن ظن به أن يعاقبه عاقبه وهذا أصل عظيم في باب حسن الظن بالله إلا أنه لا يخفى أن الظن أمر يجذبه الله في القلب عند وجود الإمارات فمن أطاع الله تعالى واتقاه حصل عنده ظن ¬

_ (¬1) أخرجه معمر بن راشد (11/ 97)، والبيهقي في الشعب (10403)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3846)، والضعيفة (3931). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 394)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 280)، لم هذا الحديث في ضعيف الجامع ولا في صحيح الجامع.

النجاة ومن عصاه وخالفه حصل عنده ظن خلافها فلا يكون الظن الحسن إلا مع الفعل الحسن وإلا كان من الأماني الفارغة، وقد بسط في غير هذا المقام، أحسن من بسط فيه ابن القيم في كتابه الجواب الشافي. (وهو) في الآخرة. (مع من أحب) من صالح أو طالح. (أبو الشيخ (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 5652 - "العبد الآبق لا تقبل له صلاة، حتى يرجع إلى مواليه". (طب) عن جرير (ح) ". (العبد الآبق) المملوك الهارب من مولاه بلا عذر وأراد به الإنسان فيشمل [3/ 112] الأمة. (لا تقبل له صلاة) أي لا يثاب عليها وأما أنها تسقط الواجب فتسقطه وتقدم الكلام في الجزء الأول بأبسط من هذا. (حتى يرجع إلى مواليه) ونبه بالصلاة على غيرها من القرب. (طب (¬2) عن جرير) رمز المصنف لحسنه. 5653 - "العبد المطيع لوالديه ولربه في أعلى عليين" (فر) عن أنس". (العبد المطيع لوالديه) المنقاد لهما البار بهما (ولربه) قال الشارح: الذي رآه في الأصول الصحيحة المحررة بخط الحافظ ابن حجر وغيره بلفظ: رب العالمين. (في أعلى عليين) يرفعه الله مكافأة له على طاعاته. (فر (¬3) عن أنس) رواه أبو نعيم وعنه تلقى الديلمي. 5654 - "العتل كل رَغِيب الجوف، وثيق الخلق، أكول، شروب، جموع للمال منوع له". ابن مردويه عن أبي الدرداء (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (1/ 231)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3845): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 320) (2331)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4121). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (2331)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3844)، والضعيفة (833): موضوع.

(العُتل) بضم المهملة ومثناة فوقية أي المذكور في الآية الكريمة. (كل رَغِيب الجوف) بالراء فالمعجمة فمثناة تحتية فموحدة أي واسعة ذو رغبة في كثرة الأكل. (وثيق الخلق) بفتح فسكون ثابت قوي. (أكول، شروب، جوع للمال منوع) له صفات مبالغة مذموم من اتصف بها ويجوز فيها الرفع على القطع والجر. على الأصل والعتل في الأصل الشديد الجافي الغليظ وهذه الصفات لازمة له، ففسره - صلى الله عليه وسلم - باللازم. (ابن مردويه (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه. 5655 - "العتل الزنيم الفاحش اللئيم". ابن أبي حاتم عن موسى بن عقبة مرسلاً (ض) ". (العتل الزنيم) الدعي في النسب الملحق بالقوم وليس منهم. (الفاحش) ذو الفحش في فعله وقوله (اللئيم) الدنيء النفس المهين وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عن تفسير الآية ولا يتنافى التفسير الأول بل يلاقيه. (ابن أبي حاتم (¬2) عن موسى بن عقبة مرسلاً) رمز المصنف لضعفه وموسى بن عقبة ثقة مفت. 5656 - "العتيرة حق". (حم ن) عن ابن عمرو (ح) ". (العتيرة) بالمثناة فوقية ثم تحتية فراء. (حق) هي الذبيحة في رجب، وقيل: كان الرجل يقول إذا كان كذا فعلي أن أذبح من كل عشرة شاة كذا في رجب يسمونها الصائر الرجبية قال الخطابي في تفسيرها في الخبر بشاة تذبح في رجب هذا هو اللائق بالأمر وقيل: إنها نسخت. (حم ن (¬3) عن ابن عمرو) رمز ¬

_ (¬1) عزاه في الدر المنثور لابن مردويه (8/ 249)، وانظر فيض القدير (4/ 375)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3848). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 227)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3847)، والضعيفة (3932). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 182)، والنسائي (7/ 168)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4122).

المصنف لحسنه. 5657 - "العجب أن ناسا من أمتي يؤمون البيت لرجل من قريش قد لجأ بالبيت، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فيهم المستبصر، والمجبور، وابن السبيل، ويهلكون مهلكا واحداً، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم". (م) عن عائشة (صح) ". (العجب أن ناسا من أمتي يؤمون البيت) يقصدن بيت الله الحرام الرجل من قريش قد لجأ بالبيت) أي لأجل حربه. (حتى إذا كانوا بالبيداء) يحتمل أنه محل معروف أو المراد به الجنس. (خسف بهم، منهم المستبصر) بمهملة فمثناة فوقية فموحدة فمهملة فراء المستبين المقاصد له عمداً. (والمجبور) المكره من أجبر به ويقال جبر به. (وابن السبيل) الذي لا يقصد حرباً بل سالك معهم الطريق. (ويهلكون مهلكا واحداً) بالخسف يقع عليهم الجميع. (ويصدرون) يوم القيامة. (مصادر شتى) مختلفة باختلاف نياتهم كما أفاده: (يبعثهم الله على نياتهم) فالهلاك قد عم المطيع والعاصي وعند البعث يجازى كل بنيته فإن الدنيا دار تعم عقوبتها البار والفاجر والآخرة دار الجزاء يكافئ كل بما صنع. (م (¬1) عن عائشة) قالت: عبث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامه أي اضطرب، فقلت له: صنعت شيئاً في منامك لم تكن تفعله .... فذكره. 5658 - "العجماء جُرْحُهَا جُبَارٌ، والبئر جُبَارٌ، والمَعْدِن جُبَارٌ، وفي الرِّكاز الخُمُسُ". مالك (حم ق 4) عن أبي هريرة (طب) عن عمرو بن عوف (صح) ". (العجماء) بالجيم والميم: البهيمة سميت به لأنها لا تتكلم وكل من لا يقدر ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2884).

عن الكلام فهو أعجم، وقال الزمخشري (¬1): كل حيوان غير إنسان؛ لأنه لا يتكلم ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة النهار عجمى" (¬2) لأنها لا يسمع فيها قراءة. (جُرْحُهَا) لغيرها وجنايتها عليه: (جُبَار) بضم الجيم وتفتح وتخفيف الموحدة أي ما أضرته بجرح أو غيره هدر لا يضمنه صاحبها ما لم يفرط لأن الضمان لا يكون إلا بمباشرة أو تسبيب وعن الشافعي إن كان صاحبها معها ضمن ما أتلفته ليلاً أو نهاراً. (والبئر) أي السقوط فيها إذا حفرها في ملكه أو موات وتلف فيها تالف. (جُبَارٌ) لا أن حفرها تعدياً في طريق أو ملك غيره ضمن وكذا لا ضمان لو انهارت على الأجير لحفرها كذلك السقوط في: (المَعْدِن) إذا حفره في ملكه أو موات لاستخراج ما فيه فوقع فيه إنسان أو انهار على حافره. (جُبَارٌ، وفي الرِّكاز) دفين الجاهلية أصله من الثبات واللزوم ركز الشيء في الأرض ثبت (الخُمُسُ) لبيت المال والباقي لواحدة وفي عطفه على المعدن دليل على تغايرهما وأن الخمس في الركاز لا المعدن وعليه الشافعي ومالك، وعند غيرهما أن الركاز هو المعدن والحديث دليل الأول واحتمال أنه عبر عن معدن بالركاز ووضع الظاهر موضع المضمر خلاف الظاهر. (مالك حم ق [3/ 113] 4، عن أبي هريرة, طب (¬3) عن عمرو بن عوف). 5659 - "العجم يبدأون بكبارهم إذا كتبوا؛ فإذا كتب أحدكم فليبدأ بنفسه". (فر) عن أبي هريرة". (العجم) هم خلاف العرب. (يبدأون بكبارهم إذا كتبوا) إليهم فيقولون إلى ¬

_ (¬1) الفائق في غريب الحديث (2/ 395). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/ 493) عن الحسن مقطوعًا. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ (1560)، وأحمد (2/ 228)، والبخاري (1428)، ومسلم (1710)، وأبو داود (4593)، والترمذي (642)، والنسائي (2/ 23) (2274)، وابن ماجه (2673) عن أبي هريرة، والطبراني في الكبير (17/ 14) (6) عن عمرو بن عوف.

فلان من فلان. (فإذا كتب أحدكم) إلى آخر. (فليبدأ بنفسه) كبيراً كان المكتوب إليه أو حقيراً فيقول من فلان إلى فلان كما قال - صلى الله عليه وسلم - في كتابه إلى هرقل وغيره من محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومثله ما حكى الله عن سليمان: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ} الآية. [النمل: 30]، وذلك يحتمل أنه محبة ما لمخالفة طريق العجم أو لأنه إطراء وتعظيم ومدح للمكتوب إليه وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يكره المدح في الوجه وينهى عنه. (فر (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن عبد الرحمن المقدسي (¬2)، قال الذهبي في الضعفاء: متهم إلا أن في الباب أحاديث عن عدة من الصحابة. 5660 - "العجوة من فاكهة الجنة". أبو نعيم في الطب عن بريدة (ح) ". (العجوة) بالجيم (من فاكهة الجنة) هي نوع من التمر وهي من أجود تمر المدينة، وقال الداوودي: من وسط التمر، وقال ابن الأثير (¬3): ضرب من التمر أكبر من الصَّيْحاني يضرب إلى السواد وهو مما غرسه - صلى الله عليه وسلم - بيده في المدينة، قال في المطامح: يعني أن هذه العجوة تشبه عجوة الجنة في الشكل والصورة والاسم لا في اللذة والطعم لأن طعام الجنة لا يشبه طعام الدنيا فيها، وقال القاضي: يريد به المبالغة في الاختصاص بالمنفعة والبركة فكأنها من طعامها؛ لأن طعامها يزيل الأذى والعناء. (أبو نعيم (¬4) في الطب عن بريدة) رمز المصنف لحسنه وفيه صالح بن حبان القرشي (¬5) ضعفه ابن معين، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4250)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3849)، والضعيفة (3933). (¬2) انظر المغني (2/ 606). (¬3) النهاية في غريب الحديث (3/ 494). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 844)، والروياني (23)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3851)، والضعيفة (3934). (¬5) انظر الكامل (4/ 53)، والمغني (1/ 303).

عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ ثم ساق له هذا الخبر. 5661 - "العجوة والصخرة والشجرة من الجنة". (ك) عن رافع بن عمرو المزني". (العجوة والصخرة) صخرة بيت المقدس. (والشجرة) المكرمة أو شجرة بيعة الرضوان التي وقعت تحتها. (من الجنة) كما سلف، أما المراد في الاسم والشبه الصوري، إلا الحجر فالظاهر أنها على الحقيقة. (ك (¬1) عن رافع بن عمرو المزني) (¬2) صحابي سكن البصرة وبقي إلى خلافة معاوية. 5662 - "العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن, وماؤها شفاء للعين". (حم ن هـ) عن أبي هريرة (ح) (حم ت هـ) عن أبي سعيد وجابر". (وفيها شفاء من السم) ثبت في الصحيحين عنه - صلى الله عليه وسلم -: "من تصبح بسبع تمرات" (¬3) وفي لفظ: "من تمر العالية" وفي لفظ: "من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر"، قال الحليمي (¬4): معنى كونها من الجنة أن فيها شيئاً من ثمار الجنة في الطبع فلذلك صارت شفاء من السم وذلك أن السم قاتل، وتمر الجنة خال من المضار والمفاسد، فإذا اجتمعا في جوف عدل السم الفاسد فاندفع الضرر، ولم يتكلم ابن القيم (¬5) في الهدي على الحكمة في دفع السم والسحر بالعجوة كما هي قاعدته في بيان ما وردت به الأحاديث من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 31)، وابن ماجه (3456)، والحاكم (4/ 134)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3852) ورد في الأصل العزو إلى الحاكم فقط، وباقي التخريج من المطبوع. (¬2) الإصابة (2/ 442). (¬3) أخرجه البخاري (5443)، ومسلم (2047). (¬4) انظر: فتح الباري (10/ 239). (¬5) انظر: زاد المعاد (4/ 88).

الأدوية مع أنه قد يعرض لمنافع التمر والعجوة وساق أحاديث الباب وبين خاصية التمر لكنه لم يبين حكمة دفع السحر بالعجوة مع تعرضه لأدوية السحر والسم ولم يذكرهما من أدويتهما. (والكمأة من المن, وماؤها شفاء للعين) تقدم لفظه والكلام عليه. (حم ن هـ) عن أبي هريرة رمز المصنف لحسنه، (حم ت هـ) (¬1) عن أبي سعيد وجابر). 5663 - "العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا، يؤكل من لحمه، ويحسى من مرقه". ابن النجار عن ابن عباس". (العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم، والكمأة من المن, وماؤها شفاء للعين، والكبش العربي الأسود شفاء من عرق النسا) هو وجع يبتدئ من مفصل الورك وينزل من خلف على الفخذ وربما امتد إلى الكعب وكلما طالت مدته زاد نزوله وقد جاء كيفية التداوي بالكبش العربي لهذا الداء، أخرج ابن ماجه في سننه من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "دواء عرق النسا إليه شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم تشرب على الريق في كل يوم جزء" (¬2)، قال ابن القيم: إن هذا خطاب منه - صلى الله عليه وسلم - للعرب وأهل الحجاز ومن جاورهم ولا سيما أعراب البوادي فإن هذا العلاج من أنفع العلاج لهم فإن هذا المرض يحدث من يبس وقد يحدث من مادة غليظة لزجة فعلاجها بالإسهال والألية فيها الخاصيتان: الإنضاج والتليين ففيها الإنضاج والإخراج [3/ 114] ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 301)، والترمذي (2066)، وابن ماجه (3455) وأبو عن نعيم في الطب (رقم 843) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (3/ 48)، والنسائي (4/ 156)، وابن ماجه (3453) عن أبي سعيد وجابر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4126)، والضعيفة (3935). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3463).

وهذا المرض يحتاج علاجه إلى هذين الأمرين، وفي تعيين الشاة العربية قلة فضولها وصغر مقدارها ولطف جوهرها وخاصية مرعاها لأنها ترعى أعشاب البر كالشيح والقيصوم ونحوهما وهذه النباتات إذا تغذى بها الحيوان صار في لحمه من طبعها بعد أن تلطفها معدته وتكسبها مزاجا ألطف منها ولا سيما الإلية وأطال في بيان هذا وقوله: (يؤكل من لحمه, ويحتسى) بالمهملتين يشرب: (من مرقه) قد بيَّنه حديث ابن ماجه الماضي ويحتمل أنه يجمع بين الأمرين. (ابن النجار (¬1) عن ابن عباس). 5664 - "العدة الدين". (طس) عن علي وعن ابن مسعود (ض) ". (العدة) للغير بأي أمر (دين) أي كالدين في لزوم الوفاء بها، وقد مدح إسماعيل - صلى الله عليه وسلم - بأنه كان صادق الوعد وتقدم أن من صفات المنافق أنه إذا وعد أخلف. (طس (¬2) عن علي وعن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي: في سندهما جهالة، وقال تلميذه الهيثمي: فيه حمزة بن داود ضعفه الدارقطني ورواه القضاعي في الشهاب بهذا اللفظ، وقال: إنه حديث حسن، قال السخاوي (¬3): قد أفردت طرقه في جزء. 5665 - "العدة الدين، ويل لمن وعد ثم أخلف, ويل لمن وعد ثم أخلف، ويل لمن وعد ثم أخلف". ابن عساكر عن علي (ض) ". (العدة دين) كما مضى فكما أن قضاء الدين واجب فالوفاء واجب ولذا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار في كما في الكنز (28201)، والطبراني في الأوسط (3430)، وانظر فيض القدير (4/ 377)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4127) جزءًا منه، وضعّف أكثره في ضعيف الجامع (3850)، والضعيفة (3935). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3513)، والقضاعي في الشهاب (7)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 166)، وكشف الخفا (2/ 73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3853). (¬3) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 454).

توعد من أخلف بقوله: (ويل لمن وعد ثم أخلف، ويل لمن وعد ثم أخلف، ويل لمن وعد ثم أخلف) فإنه لا وعيد إلا على فعل محرم أو ترك واجب. (ابن عساكر (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه ضعيف بعد أن ذكر رواية الطبراني له في الأوسط. 5666 - "العدة عطية". (حل) عن ابن مسعود". (العدة عطية) كالعطية فكما أنه لا يحسن الرجوع في العطية لا يحسن الخلف في الوعد في الحديث: "من وعد وعداً فقد عهد عهداً" (¬2) وقد قال تعالى: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [المائدة: 1]، وأصله أنَّ رجلاً جاء إلى النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله شيئاً فقال: "ما عندي ما أعطيكه" فقال: تعدني فذكره. (حل (¬3) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه، وقد قال العراقي: سنده ضعيف ورواه الطبراني في الأوسط, قال الهيثمي: فيه أصبع بن عبد العزيز الليثي قال أبو حاتم: مجهول، ورواه في الشهاب مرفوعاً، قال العامري: وهو غريب. 5667 - "العدل حسن، ولكن في الأمراء أحسن، السخاء حسن، ولكن في الأغنياء أحسن، الورع حسن، ولكن في العلماء أحسن، الصبر حسن، ولكن في الفقراء أحسن، التوبة حسن، ولكن في الشباب أحسن، الحياء حسن، ولكن في النساء أحسن". (فر) عن علي (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 239)، والديلمي في الفردوس (4228)، وأبو نعيم في تاربح أصفهان (2/ 270)، والطبراني في الأوسط (3538)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 166)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3854). (¬2) أورده المناوي في فيض القدير (4/ 378). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 259)، والطبراني في الأوسط (1752)، والقضاعي في الشهاب (6)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 166)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 94، 154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3855)، والضعيفة (1554).

(العدل) هو خلاف الجور وهو داخل في الأمور كلها أن الله يأمر بالعدل. (حسن) شرعاً وعقلاً، قيل: هو وضع الشيء في محله اللائق به عرفاً وشرعاً وهو أصل لجميع الأخلاق الحميدة. (ولكن في الأمراء أحسن) لأنَّهم مصدر الأوامر والنواهي وبعدلهم تعمر الديار وتخصب الأسعار ويطيب أحوال الدين والدنيا. (السخاء حسن) وهو الكرم والبذل وتقدم تحديده. (ولكن في الأغنياء أحسن)؛ لأنهم يترقب منهم البذل ويرجى منهم العطاء فاستحسنه منهم؛ لأنهم مظنته، وإن كان أعطى غير الغني المنفق على خصاصته قد يكون أكثر أجراً. (والورع) تقدم تحديده. (حسن ولكن في العلماء أحسن) لأنهم الذي ينبغي منهم الزهد في الدنيا وبهم يقتدي العامة. (الصبر حسن) لأنه لا بد منه لكل إنسان. (ولكن في الفقراء أحسن) لأنهم الذين تدعوهم الحاجات إلى خلاف الصبر، فإن صبروا كان صبرهم أحسن من صبر غيرهم. (التوبة) من الذنوب. (حسن) أي فعلها (ولكن في الشباب أحسن) لأنهم مظنة التلوث بالذنب والإقدام عليه وتأخير التوبة. (الحياء حسن) لأنه خير كله (ولكن في النساء أحسن) منه في الرجال لأنهن أحوج إليه وأحق به. (فر (¬1) عن علي) - رضي الله عنه - قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا نبي الله ما علامة المؤمن؟ قال: "ستة أشياء ولكن في ستة من الناس أحسن" رمز المصنف لضعفه. 5668 - "العرافة أولها ملامة، وآخرها ندام, والعذاب يوم القيامة". الطيالسي عن أبي هريرة". (العرافة) عمل التعريف وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس تلى ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (4258)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3856)، والضعيفة (3936): موضوع.

أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم. (أولها ملامة) يلومه الناس على الدخول فيها أو يلومه الله تعالى وملائكته. (وآخرهما ندامة) لأنه بعد الدخول فيها والتلبس بشدائدها يعلم أنه قد جنى على نفسه فيندم. (والعذاب يوم القيامة) أي العذاب عليها، قال النووي: هذا أصل عظيم في اجتناب الولاية والعرافة سيما لمن كان فيه ضعف وهو في حق من دخل فيها بغير أهلية وأما إذا كان أهلا وعدل فأجره عظيم كما تظاهرت به الأخبار، لكن في الدخول فيها خطر عظيم، قال القاضي: أمرها خطير والقيام بحقوقها عسير فلا ينبغي لعاقل أن يهجم عليها. (الطيالسي (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 5669 - "العرب للعرب أكفاء، والموالي أكفاء للموالي، إلا حائك أو حجام". (هق) عن عائشة (ض) ". (العرب للعرب أكفاء) متماثلون متساوون [3/ 115] والكفاءة كون الزوج نظيراً للزوجة في النسب ونحوه بخلاف غير العرب وهم العجم فليسوا بأكفاء للعرب. (والموالي أكفاء للموالي) لأنهم متماثلون. (إلا حائك أو حجام) كأن الأظهر النصيب فكأنه حذف الألف على لغة ربيعة, أو كأنه رسم على اعتبار الوصل فإنه قد يقع هذا في كتب الحديث وظاهر أن الحائك والحجام ليسوا بأكفاء للموالي وإن كانوا منهم فإنهما بالصنعة خرجا عن درجة الموالي إلى أنزل منها، والكفاءة وأنواعها واشتراطها وعدمه مفصل في محله. (هق (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال في المطامح: حديث منكر ورواه البزار من حديث معاذ بلفظ: "العرب بعضهم أكفاء بعض والموالي بعضهم أكفاء بعض"، قال ابن حجر (¬3): وإسناده ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2526)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4128)، والصحيحة (2526). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 135)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3857): موضوع. (¬3) فتح الباري (9/ 133).

5670 - "العربون لمن عربن". (خط) في رواية مالك عن ابن عمر". (العربون) بفتح العين والراء كما في المصباح (¬1)، وفي القاموس: العربون بالضم، ويقال فيه: عربان بزنة قربان، وهو أن يشتري السلعة ويدفع لصاحبها شيئاً على أنه إن مضى البيع حسب من الثمن وإن لم يمضي كان لصاحب السلعة ولم يرتجعه المشتري، قيل: سمي بذلك؛ لأن فيه إعراباً لعقد البيع أي إصلاحًا وإزالة للفساد لئلا يملكه غيره باشترائه، وهو بيع باطل عند الفقهاء لما فيه من الشرط والغرر وأجازه أحمد، وروي عن ابن عمر إجازته وحديث النهي منقطع قاله في النهاية (¬2): وأراد بحديث النهي ما يأتي من حديث ابن عمر: "نهى عن بيع العربون" ويأتي تصحيح المصنف له. (لمن عربن) أي أنه باقٍ على ملك من أعطاه لا يطيب للمشتري إلا إذا تم البيع وصح. (خط (¬3) في رواية مالك عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وفيه بركة بن محمَّد الحلبي متهم وأحمد بن علي ابن أخت عبد القدوس (¬4) قال في الميزان عن الدارقطني: متروك الحديث وخبره باطل ثم ساق هذا الخبر بعينه. 5671 - "العرش من ياقوتة حمراء". أبو الشيخ في العظمة عن الشعبي مرسلاً". (العرش) الذي هو أعظم المخلوقات. (من ياقوتة حمراء) وفي الكشاف (¬5) وغيره أنه من جوهرة خضراء، قال: وبين العالمين خفقان الطير المسرع ثمانون ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 146)، والمصباح (2/ 401). (¬2) النهاية (1/ 90). (¬3) أخرجه الخطيب في رواة مالك كما في الكنز (9654)، وانظر فيض القدير (3/ 379)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3858)، وفي الضعيفة (1219): موضوع. (¬4) انظر ميزان الاعتدال (1/ 261). (¬5) الكشاف (1/ 1122).

ألف عام، قال في المطامح: العرش مخلوق جسماني هو جامع الجوامع في العالم العلوي المحيط وهو سفينة حاملة للوجود كله انتقش في ظله صور جميع العالم، وهو مخلوق لا يعبر عنه وفي أخبار كثيرة ما يدل على أنه أشرف المخلوقات. (أبو الشيخ في العظمة (¬1) عن الشعبي مرسلاً). 5672 - "العرف ينقطع في ما بين الناس، ولا ينقطع فيما بين الله وبين من فعله". (فر) عن أبي اليسر". (العرف) أي المعروف (ينقطع في ما بين الناس) أي يذهب أثره فيما بينهم في الأغلب. (ولا ينقطع فيما بين الله وبين من فعله) بل أجره ثابت له، وفيه حث على فعل المعروف. (فر (¬2) عن أبي اليسر) بفتح المثناة المهملة سكت المصنف عليه وفيه يونس بن عبيد أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: مجهول. 5673 - "العُسَيْلَةُ الجِماع". (حل) عن عائشة". (العُسَيْلَةُ) مصغر عسلة، قال في النهاية (¬4): صغره إشارة إلى القدر القليل الذي يحصل به الحلى. (الجِماع) يعني يكنى به عنها لأن فيه حلاوة يلتذ به وهو تفسير لما وقع في حديث: "حتى تذوقي عسيلته ... الحديث". (حل (¬5) عن عائشة) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي بعد أن ذكر رواية أبي يعلى له: أن فيه أبو عبد الملك لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3859). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4267) عن أبي سعيد الخدري، وانظر فيض القدير (4/ 379)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3860)، والضعيفة (3937): موضوع. (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 575). (¬4) النهاية (3/ 470). (¬5) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 226)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 341)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4129).

5674 - "العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة، والشفع يوم النحر". (حم ك) عن جابر" (صح). (العشر) التي في قوله: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 2]. (عشر الأضحى) أي التي يكون آخرها يوم التضحية عاشر ذي الحجة. (والوتر) في الآية أيضاً (يوم عرفة) لأنه يوم يتميز عن إخوته بالفضيلة والوقوف فيه. (والشفع يوم النحر) لأنه صار شفعاً بانضمامه إلى ما قبله من يوم عرفة (حم ك (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 5675 - "العطاس من الله، والتثاؤب من الشيطان، فإذا تثائب أحدكم فليضع يده على فيه، هذا قال: "آه آه" فإن الشيطان يضحك من جوفه, وإن الله عَزَّ وَجَلَّ يحب العطاس ويكره التثاؤب". (ت) وابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة (ح). (العطاس من الله) أي أنه يحبه، والمحبة منه تعالى ليست لنفس الصفة من التثاؤب والعطاس بل للمتصف بهما أو للأسباب المنزّه بهما؛ لأنَّه دليل الخلو عن التوسع في المطعم ولأنه يحمد الله عنده، قال العراقي: ولا يعارضه حديث عدي ابن ثابت: "العطاس في الصلاة من الشيطان" (¬2) لأن هذا مطلق وحديث عدي مقيد بحال الصلاة على أن حديث عدي ضعيف. (والتثاؤب من الشيطان) لأنه دليل على التوسع في الأطعمة ونحوها والتوسع فيها مذموم فكأن السبب من الشيطان لأنه الحامل على التوسع فجعل المسبب منه. (فإذا تثائب أحدكم فليضع يده على فيه) ليرده ما استطاع. (فإذا قال: "آه آه") تصويتا بتثائبه. (فإن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 327)، والحاكم في المستدرك (4/ 245)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3862)، وقال في الضعيفة (3938): منكر. (¬2) أخرجه الترمذي (2748)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/ 57).

الشيطان يضحك من جوفه) من جوف المتثائب؛ لأنه قد وجد سبيلا إلى الدخول إلى جوفه فلذا أمر برده ما استطاع. (وإن الله عَزَّ وَجَلَّ يحب العطاس ويكره التثاؤب) كرره زيادة في ذكر شرف العطاس [3/ 116] وكراهة التثاؤب والكراهة والحب عائدة إلى أسبابهما. (ت (¬1) وابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد جزم الحافظ ابن حجر في الفتح بضعفه. 5676 - "العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة والحيض والقيء والرعاف من الشيطان". (ت) عن دينار (ض) ". (العطاس والنعاس والتثاؤب في الصلاة) في حال أدائها فريضة أو نفلا. (والحيض والقيء والرعاف) يعني في الصلاة. (من الشيطان) قال: قال الطيبي: إنما فصل بقوله في الصلاة بين ثلاثة: الأول والتي بعدها؛ لأن الثلاثة الأول لا تبطل الصلاة بخلاف الأخيرة فإن الحيض يبطلها اتفاقاً والقيء والرعاف عند بعض العلماء، فإن قيل: هذه الأمور طبيعية أي دخل للشيطان فيها حتى تنسب إليه؟ قلت: لم أجد فيه كلاما ولعله يقال إن الله لما مكن الشيطان من العبد يجري فيه جري الدم عرف بذلك أمراض البدن فيثبطه العبد عن الصلاة حتى يعرف دنو العوارض المذكورة له في الصلاة فعند ذلك يحث على الإتيان بها ليوافق ما يريد مما ينقص أجرها أو يبطلها، هذا وقد أخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة مرفوعاً: "إن الله يكره التثاؤب ويحب العطاس في الصلاة" (¬2) قال ابن حجر (¬3): ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2746)، وانظر فتح الباري (10/ 607)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4130). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (7992). (¬3) انظر الفتح (10/ 607).

وهذا يعارض هذا الحديث وفي إسناده ضعف، وأجاب المصنف في فتاويه بأن المراد التثاؤب والعطاس في الصلاة كلاهما من الشيطان لكن العطاس في الصلاة أحب إلى الله من التثاؤب فيها، والتثاؤب أكره إليه من العطاس فيها وعليه يحمل حديث ابن أبي شيبة فهو راجع إلى تفاوت رتب بعض المكروه على بعض انتهى. قلت: يخدش فيه أن الله تعالى لا يحب شيئاً يكون من الشيطان لا محبة مطلقة ولا نسبية. (ت (¬1) عن دينار) هو الخزاعي المدني تابعي كبير الشأن موثق، وكان على المصنف أن يقول مرسلاً لإيهام الإطلاق أنه صحابي ورمز المصنف لضعفه، قال المناوي: مداره على شريك وفيه مقال معروف. 5677 - "العطاس عند الدعاء شاهد صدق" أبو نعيم عن أبي هريرة (ض) ". (العطاس عند الدعاء شاهد صدق) على إخلاص الداعي لأن الله يحب العطاس فإذا وقع عند الدعاء فقد شهد لصاحبه أنه دعا ربه عند صدور ما يحبه منه فهو شاهد بصدق إخلاص العبد ويحتمل أن المراد شاهد صدق بالإجابة. (أبو نعيم (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه ورواه أبو يعلى بلفظ: "العطسة" عند الحديث شاهد عدل. 5678 - "العفو أحق ما عمل به" ابن شاهين في المعرفة عن حلبس بن زيد". (العفو) التجاوز عن الذنب من الإنسان لآخر أتى إليه بإساءة. (أحق ما عمل به) قريب من قوله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)} [الشورى: 43]، فإن الله عفو يحب العفو، فالحديث حث على عفو المجني ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2748)، وضعفه الألباني (999) كما في مشكاة المصابيح. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب كما في الكنز (25525)، وأبو يعلى (11/ رقم 6352) بلفظ: "العطس عند الحديث شاهد" والطبراني في الأوسط (6505)، وانظر كشف الخفا (2/ 97)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3864) والضعيفة (137): موضوع.

عليه على الجاني. (ابن شاهين في المعرفة (¬1) عن حلبس) مصغر ويحتمل أنه بزنة جعفر آخره مهملة والأولى لم ير من ضبطها (بن زيد) وهو صحابي، قال الذهبي (¬2): له وفادة من وجه واه (¬3). 5679 - "العقل على العصبة, وفي السقط غُرَّةُ عبد أو أمة". (طب) عن حمل ابن النابغة". (العقل) تقدم أنه الدية. (على العصبة) في القاموس (¬4): العصبة محركة الذين يرثون الرجل عن كلالة من غير والد ولا ولد وأما في الفرائض فكل من لم يكن له فريضة مسماة فهو عصبة إن بقي شيء بعد الفرض أخذ، وقوم الرجل الذين يتعصبون له. (وفي السقط) الجنين الذي ظهر فيه أثر التخليق. (غُرَّةُ) بضم المعجمة وتشديد الراء العبد والأمة كما بينه بقوله: (عبد أو أمة) قيل: سمي غرة لأنه غرة ما يملك أي خياره وأفضله, وقيل أطلق الغرة وهي الوجه على الجملة كما قيل رقبة ورأس فكأنه قال فيه نسمة عبد أو أمة ذكره الزمخشري (¬5)، قال الطيبي: أو في قوله أو أمة للتقسيم. (طب (¬6) عن حمل) بالمهملة وفتحها وفتح الميم (بن النابغة) صوابه ابن مالك بن النابغة كما في التقريب (¬7) وغيره. ¬

_ (¬1) ذكره ابن حجر في الإصابة (2/ 117)، وانظر أسد الغابة لابن الأثير (1/ 601)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3867). (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 37) رقم (1419) وفيه: حليس بن زيد بن صفوان الضبي. (¬3) جاء في الحاشية الآتي: في مختصر أسد الغابة للكاشغري: حلبس بن زيد بن صيفي ممن وقد بعد وفاة أخيه الحارث, وهو بالحاء المهملة والباء الموحدة بعد اللام فسين مهملة بزنة جعفر، والكاشغري هو: محمَّد بن محمَّد (ت 709) انظر: كشف الظنون (1/ 81). (¬4) القاموس المحيط (ص: 148). (¬5) الفائق (1/ 241). (¬6) أخرجه الطبراني في الكبير 4/ 9 (3484)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4131)، وفي الصحيحة (1993). (¬7) انظر التقريب (1/ 181).

5680 - "العقيقة حق: عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة". (حم) عن أسماء بنت يزيد". (العقيقة حق) سنة مؤكدة، وقال الإمام أحمد: الأحاديث المعارضة لأحاديث العقيقة لا يعبأ بها (عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة) تقدم الحديث قريبًا والكلام على ألفاظه. (حم (¬1) عن أسماء بنت يزيد) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: رجاله يحتج بهم. 5681 - "العقيقة تذبح لسبع، أو لأربع عشرة، أو لأحدى وعشرين. (طس) والضياء عن بريدة (صح) ". (العقيقة تذبح لسبع) من يوم الولادة. (أو لأربع عشرة) إن لم يذبح في سابع. (أو لإحدى وعشرين) إن لم يذبح في أحد الوقتين قبله، قيل: الحكمة في تأخيرها إلى يوم السابع أنه لا يغلب ظن سلامة بنيته وصحة خلقته وقبوله للحياة إلا بمضي الأسبوع، وظاهر الحديث أن قبله لا يكون لو ذبح عنه عقيقة ولا بعد الأحد والعشرين. (طس (¬2) والضياء عن بريدة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: ورواه [3/ 117] عنه أحمد، وفيه إسماعيل بن المكي (¬3) وهو ضعيف لكثرة غلطه ووهمه. 5682 - "العلماء أمناء الله على خلقه" القضاعي وابن عساكر عن أنس (صح) ". (العلماء) بالكتاب والسنة العاملون بعلمهم. (أمناء الله على خلقه) جمع أمين ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 456)، انظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 90)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4133). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4882)، والديلمي في الفردوس (4232)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4132). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 87).

وهو الثقة الحافظ لما اؤتمن عليه وذلك لأنه أمنهم على ما لا غناء لأحد من الخلق عنه من معرفة الأحكام وغيرها، قال الغزالي (¬1): وإذا كانوا أمناء على خلقه فيجب أن يتكفل كل عالم بإقليم أو بلد أو محلة أو مسجد بتعليم أهلها دينهم وتمييز ما يضرهم عما ينفعهم وما يشقيهم عما يسعدهم ولا ينبغي أن يصبر إلى أن يسأل عنه بل يتصدى لدعوة الناس في نفسه فإنهم ورثة الأنبياء عليهم السلام وهم لم يتركوا الناس على جهلهم بل كانوا ينادونهم في المجامع ويدورون على دورهم في الابتداء يطلبون واحداً واحداً فيرشدونهم، فإن مرضى القلوب لا يعرفون مرضهم كما أن من ظهر على وجهه برص ولا مرآة له لا يعرف ببرصه ما لم يعرفه غيره، وهذا فرض عين على العلماء وعلى السلاطين أن يرتبوا في كل محلة من يعلم الناس دينهم فإن الدنيا دار مرض ليس في بطن الأرض إلا ميت ولا على ظهرها إلا سقيم ومرض القلوب أكثر من مرض الأبدان والعلماء أطباء والسلاطين قوام ديار المرضى فكل مريض لا يقبل العلاج بمداواة العالم سلم للسلطان ليكف شره عن الناس كما يسلم الطبيب المريض لمن يحميه. (القضاعي وابن عساكر (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال العامري في شرح الشهاب: حسن. 5683 - "العلماء أمناء الرسل، ما لم يخالطوا السلطان ويدخلوا الدنيا؛ فإذا خالطوا السلطان ودخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم. الحسن بن سفيان (عق) عن أنس (ح) ". (العلماء أمناء الرسل) لأنهم حاملوا علمهم. (ما لم يخالطوا السلطان) فإنَّهم ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (4/ 50). (¬2) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (115)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 267)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3884).

لما يتقربون إليه باستمالة قلبه بتحسين قبيح فعله وما يوافق هواه وإن أخبروه بما فيه نجاته استثقلهم وأبعدهم، فمخالط السلطان لا يسلم من النفاق والمداهنة والخوض في الثناء والإطراء في المدح (ويداخلو الدنيا) بالتوسيع فيها (فإذا خالطوا السلطان ودخلوا الدنيا) وهما كالمتلازمين أعني مداخلة الدنيا ومخالطة السلطان وهذا في الدنيا التي تصاب من السلطان ولذا قرنها به، وأما إذا كانت الدنيا يطلبها من حلها فإنه لا يذم به. (فقد خانوا الرسل فاحذروهم) ولفظ الحاكم: "فاعتزلوهم" لأنه يخاف منهم إفساد دين العامة لاقتدائهم بهم. الحسن بن سفيان (عق (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن الجوزي: موضوع؛ لأن فيه إبراهيم بن رستم لا يعرف عن عمرو العبدي متروك وتعقبه المصنف بأن قوله موضوع ممنوع وله شواهد فوق الأربعين فيحكم له على مقتضى صناعة الحديث بالحسن. 5684 - "العلماء أمناء أمتي. (فر) عن عثمان (ض) ". (العلماء أمناء أمتي) واعلم أنه لا منافاة بين الأخبار بأنهم أمناء الله وأمناء الرسل وأمناء الأمة لأنهم يحملوا عن الله بواسطة الرسل فهم أمناؤه تعالى بالواسطة وأمناء الرسل بلا واسطة وأمناء الأمة بمعنى عندهم ما أودعه الله من الأحكام إلى الأمة، قال الخطيب: هذه شهادة من النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنهم أعلام الدين وأئمة المسلمين كيف لا وهم أعلم الخلق بوحدانية الله تعالى وصفاته وأعرف الناس بالحلال والحرام. (فر (¬2) عن عثمان) رمز المصنف لضعفه. 5685 - "العلماء مصابيح الأرض، وخلفاء الأنبياء، وورثتي وورثة الأنبياء. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4210)، والقزوينى في التدوين (2/ 445)، وانظر العلل المتناهية (1/ 434)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3883)، والضعيفة (2670). (¬2) أخرجه الديلمي (4211)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3885)، والضعيفة (3949).

(عد) عن علي (ض) ". (العلماء) العاملون. (مصابيح الأرض) أنوارها بهم يستضاء من ظلمات الجهل. (وخلفاء الأنبياء) لأنهم وارثوا علومهم قال تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر: 32]. (وورثتي) عطفه على ما قبله؛ لأنه أراد بالعلماء علماء كل عصر من لدن آدم فخص بعد التعميم إبانة لشرف علماء أمته. (وورثة الأنبياء) إعلام بأن علماء أمته يجمعون بين الوراثتين وراثة علمه ووراثة علم الأنبياء من قبله قد أورثهم العلوم واستخلفهم لينظر كيف يعملون. (عد (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 5686 - "العلماء قادة, والمتقون سادة، ومجالسهم زيادة. ابن النجار عن أنس (ض) ". (العلماء قادة) يقودون الناس إلى أحكام الله من أوامره ونواهيه، والإخبار عنهم في معنى الأمر لهم بقيادة الناس وللناس بالانقياد لهم. (والمتقون سادة) سادوا الناس بأعمالهم الصالحة. (ومجالستهم) يحتمل عودة إلى الأخرى وإلى الفريقين. (زيادة) يزداد بها جليسهم في دينه ودنياه: وقارن إذا قارنت حرًّا ... فإنما يزين ويزري بالفنى قرناؤه (¬2) (ابن النجار (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه ولكنه رواه الطبراني في حديث طويل، قال الهيثمي: رجاله [3/ 118] موثوقون. 5687 - "العلماء ورثة الأنبياء: تحبهم أهل السماء، وتستغفر لهم الحيتان في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل كما في الكنز (28677)، والديلمي (رقم 4028)، والقزويني في التدوين (2/ 129)، وانظر كشف الخفا (2/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3888). (¬2) الأبيات منسوبة إلى صالح بن القدوس (ت 160 هـ). (¬3) أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 171)، وانظر كشف الخفا (2/ 83)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3887): موضوع.

البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة. ابن النجار عن أنس (ض) ". (العلماء ورثة الأنبياء: تحبهم أهل السماء) لأنَّهم يحبون رسل الله وأنبياءه فهم يحبون وراثيهم، ومن لازم حبهم إياهم استغفارهم لهم خاصة غير الاستغفار العام للذين آمنوا. (وتستغفر لهم الحيتان في البحر إذا ماتوا) وبالأولى غير الحيتان من الحيوانات، وقيل: إنه مجاز عن إرادة استقامة حال المستغفر له من طهارة النفس ورفعة المنزلة ورخاء العيش؛ لأن الاستغفار من العقلاء حقيقة ومن الغير مجاز، قال السيد السمهودي: لا رتبة فوق رتبة من يشتغل الملائكة وغيرهم من المخلوقات بالاستغفار له: (إلى يوم القيامة). (ابن النجار (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن حجر: له طرق وشواهد يعرف بها أن للحديث أصلاً انتهى، وقد أخرجه الديلمي وأبو نعيم والحافظ عبد الغني بلفظه. 5688 - "العلماء ثلاثة: رجل عاش بعلمه وعاش الناس به, رجل عاش الناس به وأهلك نفسه, ورجل عاش بعلمه ولم يعش به غيره. (فر) عن أنس (ض) ". (العلماء ثلاثة) باعتبار الانتفاع بالعلم وعدمه. (رجل عاش بعلمه) انتفع به في دينه ودنياه. (وعاش الناس به) انتفع الناس بعلمه لأنه أفاضه عليهم بتعليمه إياهم وتعلمهم له. (ورجل عاش الناس به) أي بعلمه انتفعوا به لما أفاضه عليهم من معارفه. (وأهلك نفسه) لأنه لم يعمل بعلمه. (ورجل عاش بعلمه) انتفع به وعمل بمقتضاه. (ولم يعش به غيره) لأنه لم يبذله لأحد، ولا يخفى تفاوت الرتب وأن الأولى أعلى رتبة من الثالث، والثالث أعلى مرتبة من الثاني فإنه لم يكن علمه إلا ضرر عليه عائد وباله. (فر (¬2) عن أنس) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4209)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 92)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 164)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3889)، والضعيفة (3952). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4212)، وابن أبي شيبة (35698)، وقال الألباني في ضعيف =

لضعفه؛ لأن فيه يزيد الرقاشي، قال الذهبي في الضعفاء: قال النسائي وغيره: متروك. 5689 - "العلم أفضل من العبادة، وملاك الدين الورع. (خط) وابن عبد البر في العلم عن ابن عباس". (العلم أفضل من العبادة) لأن نفعه يتعدى إلى غيره، والعبادة نفعها خاص به ولأنه لا عبادة إلا لعالم؛ لأنه الذي يعرف ما يصح به الأعمال وما يفسدها من الحلال. (وملاك) بكسر ميمه وفتحها قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه. (الدين الورع) وهو الكف عن التوسع في الأمور الدنيوية الصادة عن الله وعن السير إليه. (خط وابن عبد البر (¬1) في العلم عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه يعلى ابن مهدي (¬2) قال الذهبي في الذيل: قال أبو حاتم: يأتي أحياناً بالمنكر وسوار بن مصعب (¬3) ضعيف. 5690 - "العلم أفضل من العمل، وخير الأعمال أوسطها، ودين الله تعالى بين القاسي والغالي، والحسنة بين السيئتين لا ينالها إلا بالله، وشر السير الحقحقة. (هب) عن بعض الصحابة". (العلم أفضل من العمل) لأنه عمل خاص هو أفضل الأعمال، وهل المراد أن الاشتغال مثلا بتحقيق مسألة من مسائل العلم في وقت يتسع مثلا لركعتين أفضل من فعلهما، أو المراد أن نفس العلم وماهيته أفضل من ماهية العمل؟ ¬

_ = الجامع (3886)، والضعيفة (3950): موضوع. (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 436)، وابن عدي في الكامل (3/ 455)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (رقم 83)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3868)، والضعيفة (3939): ضعيف جداً. (¬2) انظر لسان الميزان (7/ 123). (¬3) انظر المغني (1/ 290).

الظاهر أن العلم بالمعنيين المذكورين أفضل من العمل الذي قوبل به. (وخير الأعمال أوسطها) أي أعدلها من غير إفراط وغلو ولا تقصير وتفريط وقوله: (ودين الله بين القاسي) بالقاف والمهملة من قَسَت الدَّراهُم تقسُوا إذا زافت والقسى بوزن السعي الدرهم الرديء والشيء المرذول (¬1) (والغالي) من الغلو التشدد في الشيء ومجاوزته وكلا طرفي قسط الأمور ذميم بيان لقوله أوسطها وزاده بيانا بقوله: (والحسنة بين السيئتين لا ينالها إلا بالله) قال أبو عبيد: أراد أن الغلو في العمل سنة والتقصير عنه سيئة والحسنة بينهما كما جاء في فضل قارئ القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه، وزاده إيضاحاً بقوله: (وشر السير الحقحقة) بالمهملتين والقافين السير العنيف، وفي القاموس (¬2): أرفع السير وأتعبه للظهر أو اللجاج في السير، أو السير أول الليل وأن يلج في السير حتى يقطب راحلته وتنقطع. قلت: وهو نظير، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهرا أبقى، والكل ضرب مثل الغلو في الدين وأن الغالي فيه لا ينال خيراً ولم يضرب مثلاً للمقصر؛ لأنَّ النهي عن الغلو أشد. (هب (¬3) عن بعض الصحابة) سكت عليه المصنف، وفيه زيد بن رفيع (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء. 5691 - "العلم ثلاثة وما سوى ذلك فهو فضل: آية محكمة, أو سنة قائمة, أو فريضة عادلة". (د هـ ك) عن ابن عمرو (صح) ". (العلم) أي أصل العلم أو العلم النافع فالتعريف للعهد. (ثلاثة) أي أقسام ¬

_ (¬1) انظر: النهاية (4/ 98). (¬2) انظر القاموس (3/ 202). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (1694)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3869)، والضعيفة (3940): موضوع. (¬4) انظر المغني (1/ 247).

ثلاثة. (وما سوى ذلك فهو فضل) زائد لا ضرورة إلى معرفته، في المعرب: الفضل الزيادة، وقد غلب جمعه على ما لا خير فيه: فضول بلا فضل، وطول بلا طول، ثم قيل: لمن يشتغل بما لا يعنيه فضولي. (آية محكمة) أي لم تنسخ أو لا خفاء فيها أو لا خلاف فيها، وقال الطيبي: المحكمة التي أحكمت عبارتها بأن حفظت عن الاحتمال والاشتباه فكانت أم الكتاب أي أصله فتحمل المتشابهات عليها ويرد إليها ولا يتم ذلك إلا للماهر الحاذق في علم التفسير والتأويل [3/ 119] الحاوي لمقدمات تفتقر إليها من الأصلين وأقسام العربية. (أو سنة قائمة) ثابتة دائمة محافظ عليها معمول بها عملا متصلاً من قامت السوق نفقت؛ لأنها إذا حوفظ عليها كانت كالشيء النافق الذي تتوجه إليه الرغبات وتنافس فيه المحصلون. (أو فريضة عادلة) يعني في القسمة أي معدلة عن السهام المذكورة في الكتاب والسنة من غير جور، أو أنها مستنبطة من الكتاب والسنة فتكون هذه الفريضة بعدل لما أخذ عنها، والمراد أن العلم الذي ينفع هو أحد هذه الثلاثة. (د هـ ك (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي في المهذب (¬2) وتبعه ربيعه الزركشي: فيه عبد الرحمن بن أنعم ضعيف، وفي المنار: فيه أيضاً عبد الرحمن بن رافع التنوخي (¬3) لم تثبت عدالته بل أحاديثه مناكير. 5692 - "العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنة ماضية، و"لا أدري". (فر) عن ابن عمر". (العلم ثلاثة: كتاب ناطق) منطوق به تلاوة واستدلالاً وعملاً، أو واضح في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2885)، وابن ماجة (54)، والحاكم (4/ 369)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3871). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبرى (5/ رقم 9788). (¬3) انظر المغني (2/ 479).

معناه ظاهر لمن تلاه. (وسنة ماضية) نافذة معمول بها. (ولا أدري) أي الإقرار بالجهل عند حصوله فإنه من العلم؛ لأنه علم بحال النفس وإقرار صفتها من الجهل فلا يقال كيف عده من أقسام العلم فإنه من أخطأ لا أدري أصيب مقاتله، أخرجه بهذا اللفظ الحازمي في سلسلة الذهب عن جماعة من الأئمة أحمد ومالك وغيرهما، وفي مسند الدارمي (¬1) موصولاً من عدة طرق أن عليًّا كرم الله وجهه في الجنة سئل عن مسألة فقال: لا علم لي بها، ثم قال: وأبردها على كبدي سألت عما لا علم لي به، فقلت: لا أعلم، وأخرج البخاري عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: من علم شيئاً فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله أعلم فإن من علم الرجل أن يقول لما لا يعلم الله أعلم" (¬2)، وأخرج الهروي (¬3) عنه أيضاً أنه قال: إذا سُئل أحدكم عما لا يدري فليقل لا أدري فإنه ثلث العلم يكسبه، قال الماوردي: ومما أبدي لك من حالي أني صنفت في البيوع كتاباً جمعت فيه ما استطعت من كتب الناس وأجهدت فيه نفسي وكدرت فيه خاطري حتى تهذّب واستكمل وكدت أعجب به وتصورت أني أشد الناس اضطلاعاً بعلمه، فحضرني أعرابيان فسألاني عن بيع عقداه بالبادية على شروط تضمنت لأربع مسائل لم أعرف لشيء منها جواباً فاطرقت مفكراً وبحالي معتبراً، فقالا: ما عندك لنا جواب وأنت زعيم هذه الطائفة. قلت: لا، فقالا: واهاً لك، وانصرفا فسألا من يتقدمه في العلم كثير من أصحابي، فسألاه فأجابهما مسرعاً فانصرفا راضين بجوابه حامدين لعلمه، فبقيت عالماً أنَّ ذلك زاجر نصيحة، ونذير عظة (¬4) والحكايات في هذا طويلة. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (179). (¬2) أخرجه البخاري (4531)، ومسلم (2798). (¬3) أخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله (رقم 506) وبرقم (278). (¬4) انظر: أدب الدنيا والدين للماوردي (ص: 115) طبعة دار ابن كثير.

(فر (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وظاهره أنه مرفوع، وقد صرح الديلمي نفسه في مسند الفردوس بعدم رفعه، ورواه أبو نعيم، والطبراني في الأوسط والخطيب في رواية مالك مرفوعاً، قال الحافظ ابن حجر: الموقوف حسن. 5693 - "العلم حياة الإِسلام وعماد الإيمان، ومن علَّم علماً أتم الله له أجره, ومن تعلم فعلم علمه الله ما لم يعلم". أبو الشيخ عن ابن عباس". (العلم حياة الإِسلام) لأن الإِسلام لا يعرف حقائقه وشروطه إلا به. (وعماد الإيمان) معتمده ومقصوده الأعظم. (ومن علَّم) بالتخفيف ويصح بالتشديد. (علماً أتم الله) بالمثناة الفوقية. (له أجره) علمه أو تعليمه أي وفاه له وكمله. (ومن نقل علماً فعمل، علمه الله ما لم يعلم) واتقوا الله ويعلمكم الله فالخير كله بيده والعلم من هباته، اللهم ارزقنا العمل بما علمتنا وعلمنا ما جهلنا. (أبو الشيخ (¬2) عن ابن عباس). 5694 - "العلم خزائن، ومفتاحها السؤال، فسلوا يرحمكم الله؛ فإنه يؤجر فيه أربعة: السائل، والمعلم والمستمع، والمحب لهما". (حل) عن علي - رضي الله عنه - (ض). (العلم خزائن) في قلوب العلماء وأفكارهم وأنظارهم. (ومفتاحها السؤال) فإن من لم يسأل لا يعلم ولذا قيل: تعلم فليس المرء يولد عالما ... وليس أخو علم كمن هو جاهل (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1001)، وابن عدي في الكامل (1/ 175)، والهروي في ذم الكلام وأهله (رقم 504) والخطيب البغدادي في تاريخه (4/ 23)، وابن عبد البر في التمهيد (4/ 266)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3770)، والضعيفة (3941). (¬2) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (28661)، وانظر فيض القدير (4/ 388)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3872)، والضعيفة (3942): ضعيف جداً. (¬3) الأبيات منسوبة للإمام الشافعي رحمه الله (ت 204 هـ).

(فسلوا يرحمكم الله) لأنه يرحم السائل عن علم كما يرحم السائل فاقة وبرحمته ينال كل خير. (فإنه يؤجر فيه) أي في السؤال. (أربعة: السائل، والمعلم والمستمع، والمحب لهما) وأجر الكل ناشئ عن السؤال فالسائل ساع في أجور من ذكر وأما النهي عن كثرة السؤال فقد تقدم أن المراد سؤال المال ويحتمل سؤال التعنت في العلم لا لاسترشاد. (حل (¬1) عن علي - رضي الله عنه -) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: فيه داوود بن سليمان الجرجاني القاري كذبه ابن معين ولم يعرفه أبو حاتم ثم قال في اللسان: كأصله [3/ 120] وبكل حال فهو شيخ كذب له نسخة موضوعة عن علي بن موسي الرضي، ثم ساق له عدة أخبار هذا منها. 5695 - "العلم خليل المؤمن، والعقل دليله, والعمل قيمه, والحلم وزيره، والصبر أمير جنوده, والرفق واللين واللين أخوه". (هب) الحسن مرسلاً". (العلم خليل المؤمن) كأنه خالل المؤمن بمحبته ومودته تنجيه عن عذاب ربه ويدله على ما يقويه لديه. (والعقل دليله) فإنه عاقل الطبعة عن الجري إلى شهواته واتباع غفلاته. (والعمل قيمه) القائم بنجاته الكافل لسعادته. (والحلم وزيره) عوينه وظهيره على شدائد دنياه وتكاليف دينه. (والصبر أمير جنوده) تقدم بهذا اللفظ والكلام عليه. (والرفق والده) أي المساهلة في الأمور يدله على صلاح حاله كما يرشده إليها والده. (واللين) خلاف الشدة في الأمور. (أخوه) ينصره على أموره ويعضده على ما يريده، والحديث حث على الاتصاف بهذه الخلال وإن الاتصاف بها ينزله منزلة من هو في أجناد مجندة وأخوان وحفدة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 192)، وانظر اللسان (2/ 417)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3873)، والضعيفة (278): موضوع.

(هب (¬1) عن الحسن مرسلاً) سكت عليه المصنف وفيه سوار بن عبد الله العنبري (¬2) أورده الذَّهبي في الضعفاء، وقد قال النووي: ليس بشيء، وعبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي (¬3)، قال أحمد: طرح الناس حديثه. 5696 - "العلم خير من العبادة, وملاك الدين الورع". ابن عبد البر عن أبي هريرة". (العلم خير من العبادة) في آخره كما سلف. (وملاك الدين الورع) كثيراً ما يجمع بينهما؛ لأنه لا أحسن من ورع ينضم إلى علم، ولا أقبح من طمع يضاف إلى علم. (ابن عبد البر (¬4) عن أبي هريرة) ورواه الديلمي عن عبادة. 5697 - "العلم خير من العمل، وملاك الدين الورع، والعالم من يعمل". أبو الشيخ عن عبادة". (العلم خير من العمل وملاك الدين الورع، والعالم) الذي يفضل في هذه الأحاديث. (من يعمل) فهذا هو العالم الذي يستحق إطلاق اسم العالم عليه لا غيره. (أبو الشيخ (¬5) عن عبادة). 5698 - "العلم دين والصلاة دين، فانظروا عمن تأخذون هذا العلم، وكيف تصلون هذه الصلاة؛ فإنكم تسألون يوم القيامة". (فر) عن ابن عمر". (العلم دين) قال الطيبي: اللام للعهد وهو ما جاء به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بتعليم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4659)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3874)، والضعيفة (2379): موضوع. (¬2) انظر المغني (1/ 289). (¬3) انظر المغني (2/ 383). (¬4) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (رقم 82)، الديلمي في الفردوس (4913)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3875). (¬5) انظر فيض القدير (4/ 390)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3876)، والضعيفة (3943).

العباد من الكتاب والسنة، دين أي تدينون به ربكم تعالى. (والصلاة دين) عطفه عليه إشارة إلى أنه كالصلاة في كونه دينا يعامل به الله عَزَّ وَجَلَّ. (وانظروا عمن تأخذون هذا العلم) فإنه لا يؤخذ إلا عن العدول الثقات كما بينه حديث: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله" (¬1). (وكيف تصلون هذه الصلاة؛ فإنكم) مجازون بها إن خيراً فخير وإن شراً فشر. (فإنكم تسألون يوم القيامة) عن العلم عمن أخذتموه وعن الصلاة كيف صنعتم فيها، والمراد سؤالهم بشأنهم عليهما، وفيه الحث على أخذ العلم عن الثقات الأخيار وعلى إحسان الصلوات وإقامتها. (فر (¬2) عن ابن عمر). 5699 - "العلم علمان: فعلم في القلب فذلك العلم النافع، وعلم على اللسان وذلك حجة الله على ابن آدم". (ش) والحكيم عن الحسن مرسلاً (خط) عنه وعن جابر". (العلم) باعتبار محله (علمان: فعلم في القلب) وهو ما أورث الخشية وزجر عن القبائح، وأقبل بالقلب على بارئه وساقه بأفكاره الصالحة إلى رياض ناديه. (فذلك العلم النافع) لأنه الذي أشرق به القلب وتهذبت به الأخلاق. (وعلم على اللسان) أي محله اللسان يجري به ويعبر عنه ولا قرار له في القلب. (وذلك حجة الله على ابن آدم) أي يكون محجوجا به عند الله تعالى بقوله له: لم تقول ما لا تفعل؟ قال الطيبي: الفاء في: "فعلم" تفصيلية وفي: "فذلك" سببية من باب: خولان فأنكح فتاتهم أي هؤلاء خولان الذين اشتهرت نساؤهم بالرغبة فيهما فانكح منهم، فكذلك قوله: "علم في القلب" دل على كونه مرغوبا فيه فرتب عليه ما بعده والمراد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (599). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4190)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3877)، والضعيفة (3944).

إن العلم إن كان في اللسان لا يكون إلا حجة على حامله ووبالا عليه. (ش والحكيم عن الحسن مرسلاً، خط (¬1) عنه) عن الحسن (عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال الحافظ المنذري: إسناده صحيح، ومثله قال الحافظ العراقي. 5700 - "العلم في قريش، والأمانة في الأنصار". (طب) عن ابن جزء" (ض). (العلم في قريش) أي هم محله ومعدنه ومن رأسهم وسيدهم ومولاهم ظهر وهو باق فيهم لأنهم أهل الأذهان الصحيحة والآراء الرجيحة (والأمانة في الأنصار) كيف لا وقد أمنهم الله تعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وجعلهم أول من آواه ونصره وآوى أصحابه ونصرهم، وهذا الحديث كرامة لهم ولقريش في أنه تعالى خص كل طائفة بفضيلة. (طب (¬2) عن عبد الله بن جزء) بفتح الجيم وسكون الزاي رمز المصنف لضعفه، لكن قال الهيثمي: إسناده حسن. 5701 - "العلم ميراثي، وميراث الأنبياء قبلي". (فر) عن أم هانئ". (العلم ميراثي) أي ورثته من الأنبياء قبلي، وعلمت علمهم أو ورثته للعلماء من بعدي أو ميراثي ورِثته وَوَرَّثته ويجري الاحتمال في قوله: (وميراث الأنبياء قبلي) فإنه ظاهر أنهم ورثوه لمن بعدهم وفيه إعلام بأنه الذي يورث عنه وإن كان لا حصر لحديث: "لا نورث". نفي لإرث المال وتمام الحديث عند مخرجه الديلمي: "فمن كان يرثني فهو معي في الجنة" وما كان للمصنف حذفه وفيه أن من نال حظا من [3/ 121] علمه - صلى الله عليه وسلم - فقد صار وارثا له. (فر (¬3) عن أم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (34361)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 303) عن الحسن مرسلاً، وأخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 346) عن جابر، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3878)، والضعيفة (3945) وقال: منكر. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6631)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 25)، وعزاه الهيثمي إلى الطبراني في الكبير، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3879)، والضعيفة (1592). (¬3) أخرجه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (1/ 57)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3880)؛ =

هانئ) سكت عليه المصنف وفيه إسماعيل بن عبد الملك قال الذهبي (¬1): قال النسائي غير قوي. 5702 - "العلم والمال يستران كل عيب، والجهل والفقر يكشفان كل عيب". (فر) عن ابن عباس". (العلم والمال يستران) أي كل واحد ستر. (كل عيب) يعاب به من اتصف بواحد منهما؛ لأنه بجمال العلم تنظره الأعين فلا يرى عيب خلقته أو عيب صفاته التي لا تنقصه في دينه، وكذلك صاحب المال يستره غناه عن عيوبه عند الناس فلا يرون له عيباً، ويحتمل أن المراد إذا اجتمع العلم والمال في شخص ستراً عيوبه فالغنا يستر عيوبه عند العامة والعلم يستر عيوبه عند الخاصة، كما قيل: فقيمة المرء علمه عند ذي العلم وما في يديه عند الرعاع فإذا ما جزيت هذا وهذا كنت عين الوجود بالإجماع، ويحتمل أن المراد ستر عيوب الذنوب في الآخرة وأن جزاء العلم مع العمل ستر كل ذنب أتاه صاحبه فإنه لا يخلو أحد عن ذنب ولو بالغ في العمل سيما من عظمت نعمة الله عليه فإن سيئاته حسنات من دونه ويجري في المال ويراد به المال مع الإنفاق في وجوه الخير. (والجهل والفقر يكشفان كل عيب) يجري فيهما الاحتمالان يكشف كل واحد منهما أو هما إذا اجتمعا والمراد أنه لا يغتفر لهما عيب؛ لأنه لا فضيلة بستر عيوبهما ويحتمل أنه يكشف حالهما في الآخرة بإظهار ما ارتكباه بالجهل والفقر من المعاصي فإنه ما عصى الله بأعظم من الجهل وكاد الفقر أن يكون كفراً. (فر (¬2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وفي رجاله من هو متكلم فيه. ¬

_ = والضعيفة (3946): موضوع. (¬1) انظر: المغني (1/ 84). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3881).

5703 - "العلم لا يحل منعه". (فر) عن أبي هريرة". (العلم لا يحل) لمن عرفه ولغيره. (منعه) عن طالبيه؛ لأن الله تعالى أخذ على الجاهل أن يتعلم وعلى العالم أن يعلم، والمراد ما لا يتم الإتيان بأوامر الله واجتناب مناهيه إلا به، قال البغدادي: المراد علم الدين المفترض طلبه على كافة المسلمين دون غيره فإن الجهل بالمؤمن يهلك والعلم طريق نجاته فإذا أشفى على الهلاك بجهله فطلب ما يخلصه وجب كما يجب حفظ مهجته من الهلاك الحسين. (فر (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وفيه يزيد بن عياض قال النسائي وغيره: متروك ذكره الذهبي (¬2). 5704 - "العم والد". (ص) عن عبد الله الوراق مرسلاً. (العم والد) أي حكمه في لزوم الحق والبر وحسن المعاملة حكم الوالد وهذا كما قال - صلى الله عليه وسلم -: "الخالة أم". (ص (¬3) عن عبد الله الوراق مرسلاً). 5705 - "العمائم تيجان العرب؛ والاحتباء حيطانها، وجلوس المؤمن في المسجد رباطه". القضاعي (فر) عن علي (صح) ". (العمائم تيجان العرب) أي فيها عز وجمال وهيبة ووقار كتيجان الملوك يتميزون بها عن غيرهم والتاج ما يصاغ للملك من الذهب والجوهر شبه بها العمائم؛ لأن العرب في البوادي تكون بلا عمائم فمن لبس العمامة منهم فكأنه ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (84)، وانظر العلل المتناهية (1/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3882). (¬2) انظر: المغني (2/ 752). (¬3) أخرجه الحسين المروزي في البر والصلة (رقم 83) وهو مرسل، إسناده حسن، ورواه عن الزهري (84) مرسلاً كذلك. طبعة دار الوطن، بالرياض، والطبراني في الكبير (10/ 235) رقم (10580) عن ابن عباس وقال في المجمع (9/ 448): وإسناده حسن عن ابن عباس، وانظر المقاصد الحسنة (ص: 465)، وكشف الخفا (2/ 90)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4142)، والصحيحة (1041).

لبس التاج. (والاحتباء) بالحاء المهملة مكسورة فمثناة فوقية فموحدة قعدة معروفة. (حيطانها) جمع حائط وهو ما يحاط به على الشيء ويجعل كالسور له كذلك هذه الجلسة اختصت بها العرب وعرفت بها حتى كأنها حائط على السور. (وجلوس المؤمن في المسجد رباطه) تقدم تفسير الرباط مراراً أي كالرباط في الأجر أو أنه رباط حقيقة لأنه يحارب الشيطان ببقائه في طاعة ربه، وفيه الحث على البقاء في المساجد. (القضاعي رمز المصنف لصحته (فر) (¬1) عن علي) وقال العامري شارح الشهاب: غريب، وقال السخاوي: سنده ضعيف وذلك لأن فيه حنظلة السدوسي، قال الذهبي: تركه القطان. 5706 - "العمائم تيجان العرب، فإذا وضعوا العمائم وضعوا عزهم". (فر) عن ابن عباس". (العمائم تيجان العرب وإذا وضعوا العمائم) تركوها اختياراً. (وضعوا عزهم) الذي في مسند الفردوس: "وضع الله عزهم" لأنهم إذا اختاروا تركها أذلهم الله تعالى؛ لأنها لبسة يحبها الله ورسوله وقد عمم - صلى الله عليه وسلم - عليا بيده وذيلها من ورائه وبين يديه وقال: "هذه تيجان الملائكة". (فر (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه عتاب بن حرب (¬3) قال الذهبي: قال الفلاس: ضعيف جداً ورواه أيضاً ابن السني من حديث ابن عباس، قال العراقي: وفيه عبد الله بن حميد. 5707 - "العمائم على القلنسوة فصل ما بيننا وبين المشركين، يعطى يوم القيامة بكل كورة يدورها على رأسه نوراً". البارودي عن ركانة". ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (68)، والديلمي في الفردوس (4246)، وانظر كشف الخفا (2/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3892). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4247)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3891). (¬3) انظر المغني (2/ 422).

(العمامة على القلنسوة فصل ما بيننا وبين المشركين) علامة فاصلة تفصل ما بيننا وبينهم فكأن المؤمن يعتم على قلنسوة بخلاف المشركين. (يعطى) أي المعتم الدال عليه السياق. (يوم القيامة بكل كورة) في المصباح (¬1): كار العمامة أدارها على رأسه وكورها بالتشديد مبالغة ومنه كورت الشيء إذا لففته على هيئة الاستدارة، وفي هذا وما قبله ندب العمامة. (يدورها على رأسه نوراً) فكلما كبرت الكور زاد النور إلا أن تنتهي إلى حد مكروه وطول فاحش والأحسن التوسط بين الإفراط والتفريط [3/ 122]. (البارودي (¬2) عن ركانة) بضم الراء وتخفيف الكاف بن عبد بن يزيد بن هاشم المطلبي من مسلمة الفتح ليس له غير هذا الحديث كما في التقريب (¬3). 5708 - "العمد قود - والخطأ دية". (طب) عن عمر وابن حزم (ح) ". (العمد قود) أي قيل العمد فيه القود إذا لم يعف الولي. (والخطأ دية) ولا قود فيه اتفاقاً. (طب (¬4) عن ابن حزم) هو عمرو بن حزم عامل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - على نجران رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عمران بن أبي الفضل وهو ضعيف. 5709 - "العمرى جائزة لأهلها". (حم ق ن) عن جابر (حم ق د ن) عن أبي هريرة (حم د ت) عن سمرة (ن) عن زيد بن ثابت، وعن ابن عباس (صح) ". (العمرى) بضم المهملة وسكون الميم هي السكنى يقال أعمرته الدار عمرى أي جعلتها له سكنها مدة عمره فإذا مات عادت إلى وهي اسم من ¬

_ (¬1) انظر: مصباح المنير (2/ 543). (¬2) أخرجه أبو داود (4078)، وأبو يعلي (1412)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3890)، والضعيفة (1217) وقال: باطل. (¬3) انظر التقريب (1/ 210). (¬4) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (6/ 446)، وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه عمران بن أبي الفضل وهو ضعيف، وانظر التلخيص الحبير (4/ 21)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 286)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4134)، والصحيحة (1986).

أعمرتك الشيء جعلته لك مدة عمرك. (جائزة لأهلها) قال القاضي: أي نافذة ماضية لمن أعمر له أي يملكها الآخذ ملكا تاماً بالقبض كسائر الهبات لما يأتي من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنها لمن ذهبت له" والأدلة على هذا قوية والتفضيل بين الإطلاق والتقييد في ذلك لم تنتهض أدلته ولا ترجع للأول عند جماعة من الفقهاء وترجع عند آخرين لأدلة في محلها (¬1). (حم ق ن) عن جابر (حم ق د ن) عن أبي هريرة (حم د ت) عن سمرة (ن) (¬2) عن زيد بن ثابت، وعن ابن عباس). 5710 - "العمرى ميراث لأهلها". (م) عن جابر وأبي هريرة (صح) ". (العمرى) أي الشيء الذي أعمر. (ميراث لأهلها) أي من ذهبت له للتصريح في الحديث الثاني بذلك وما بعده (م (¬3) عن جابر وأبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. 5711 - "العمرى لمن وهبت له". (م د ن) عن جابر (صح) ". (العمرى لمن وهبت له) أي ملك له وهو من أدلته نص في ذلك. (م د ن) (¬4) عن جابر). 5712 - "العمرى جائزة لأهلها، والرقبى جائزة لأهلها". (4) عن جابر (صح) ". (العمرى جائزة لأهلها) أي هي عطية جائزة لمن ذهبت له؛ لأنها من البر والمعروف ذكره القرطبي (والرقبى) بالراء والقاف بزنة العمرى وهي قول ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (5/ 239). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 297)، والبخاري (2625) و (2626)، ومسلم (1625)، والنسائي (6/ 272) عن جابر، وأخرجه أحمد (2/ 347)، والبخاري (2483)، ومسلم (1626)، وأبو داود (3548)، والنسائي (6/ 277) عن أبي هريرة, وأخرجه أحمد (5/ 8)، وأبو داود (3549)، وأخرجه النسائي (6/ 269، 270) عن زيد بن ثابت وابن عباس. (¬3) أخرجه مسلم (1626). (¬4) أخرجه مسلم (1625)، وأبو داود (3550)، والنسائي (7/ 277).

الرجل لآخر: قد وهبت لك هذه الدار فإن من قبلي رجحت إلي، وإن مت قبلك فهي لك وهي فعلى من المراقبة؛ لأنَّ كل واحد يرقب موت صاحبه وكان من عقود الجاهلية فأخبر الشارع بأنها: (جائزة لأهلها) فهما سواء عند الجمهور وأما حديث: "لا ترقبوا ولا تعمروا" فالنهي فيه للإرشاد ومعناه: لا تهبوا أموالكم مدة ثم تأخذونها، بل إذا وهبتم شيئاً زال عنكم ولا يعود إليكم كذا قيل، والأحسن أن يقال أنه نهي تحريم عن الرجوع في الهبة فنهى عن الملزوم وهو نهي عن اللازم لأنه كان من لازم العمرى، والرقبى عندهم رجوعهما لمن وهبهما. (4 (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 5713 - "العمرى جائزة لمن أعمرها، والرقبى جائزة لمن أرقبها، والعائد في هبته كالعائد في قيئه". (حم ن) عن ابن عباس (صح) ". (العمرى جائزة لمن أعمرها) بالبناء للمجهول قال القاضي: إنها جائزة بالاتفاق تملك بالقبض كسائر الهبات وتورث عنه كسائر أمواله سواء أطلق أو أردفه بأنه لعقبه وورثته بعده هذا على الأصح دليلاً والأكثر قولاً. (والرقبى جائزة لمن أرقبها والعائد في هبته) التي منها العمرى والرقبى. (كالعائد في قيئه) وهذا من أدلة ملكها للموهوب له فإنَّه لا يحل العودة في القيء فكذلك في الهبة. (حم ن (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 5714 - "العمرى والرقبى سبيلهما سبيل الميراث". (طب) عن زيد بن ثابت (صح) ". (العمرى والرقبى سبيلهما سبيل الميراث) فتكون لورثة المرقب اسم مفعول ¬

_ (¬1) أبو داود (3558)، والترمذي (1351)، والنسائي (6/ 274)، وابن ماجة (2383)، وحسنة الألباني في صحيح الجامع (4183). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 250)، والنسائي (6/ 272)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4139).

لا الراقب اسم فاعل وهو من أدلة ملكها. (طب (¬1) عن زيد بن ثابت) رمز المصنف لصحته. 5715 - "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". مالك (حم ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". (العمرة) حال كون الزمان بعدها ينتهي. (إلى العمرة) فإلى للانتهاء ويحتمل أنها بمعنى مع: (كفارة لما بينهما) على الأول أنه تبع التكفير بالأولى وعلى الثاني أنه بهما معا ويؤيد الثاني ما يأتي من قوله: "العمرتان تكفران ما بينهما" ويجري هذا الاحتمال في حديث: "الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان" (والحج المبرور) الذي لا يخالطه إثم أو المقبول المقابل بالثواب. أليس له جزاء إلا الجنة) لأنه أجل الأعمال فجزاؤه أكمل الجزاء. (مالك حم ق 4 (¬2) عن أبي هريرة) قال المناوي: لم يروه أبو داود كما اقتضاه تعميم الصنف. 5716 - "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب والخطايا، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة". (حم) عن عامر بن ربيعة". (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما من الذنوب والخطايا) عطف تفسيري. (والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) كما سلف. (حم (¬3) عن عامر بن ربيعة) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: فيه عاصم بن عبد الله وهو ضعيف. 5717 - "العمرتان تكفران ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 162) (4950)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3895). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 246)، والبخاري (1773)، ومسلم (1349)، والترمذي (933)، والنسائي (5/ 12)، وابن ماجة (2888). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 447)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 278)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4135).

وما سبح الحاج من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة إلا يبشر بها تبشيرة". (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (العمرتان) أي العمرة إلى العمرة. (تكفران ما بينهما) قيده الشارح في الأحاديث كلها بالصغائر ما اجتنبت الكبائر وتقدم لنا بحث على هذا في الجزء الأول. (والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) قال ابن القيم (¬1): فيه دليل على التفريق بين الحج والعمرة في التكرار إذ لو كانت العمرة كالحج لا تفعل في السنة إلا مرة لسوى بينهما ولم يفرق. (وما سبح الحاج) أي قاصد البيت. (من تسبيحة ولا هلل من تهليلة ولا كبر من تكبيرة) أي ما قال: سبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. (إلا يبشر) بكل واحدة. (تبشيرة) أي يبشره الله وملائكته بحصول ما يسره في دار الآخرة. (هب (¬2) عن أبي [3/ 23] هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن في رجاله من لم يعرف. 5718 - "العمرة من الحج بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة الزكاة من الصيام". (فر) عن ابن عباس (ض) ". (العمرة) منزلة. (من الحج بمنزلة الرأس من الجسد) فيه دليل على إيجاب العمرة كما في قوله: (وبمنزلة الزكاة من الصلاة) فإنهما فريضتان لا تجزئ إحداهما عن الأخرى ولابد من الإتيان بهما معها. (فر (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه إسماعيل بن أبي زياد (¬4) وهم ثلاثة قد رمي كل واحد ¬

_ (¬1) زاد المعاد (2/ 92). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4093)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3894)، والضعيفة (5091) وقال: منكر. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4234)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3893)، والضعيفة (3953): ضعيف جداً. (¬4) انظر المغني (1/ 82).

منهم بالكذب، وجويبر قال الذهبي: قال الدارقطني: متروك. 5719 - "العنبر ليس برِكَازٍ، بل هو لمن وجده". ابن النجار عن جابر". (العنبر) اختلف الناس في عنصره، فقالت طائفة: نبات ينبت في قعر البحر فيبتلعه بعض دوابه فإذا ثملت منه قذفته رجيعاً، فيقذفه البحر إلى ساحله، وقيل طل ينزل من السماء في جزائر البحر إلى الساحل، وقيل: روث دابة بحرية شبيهة بالبقرة، وقيل: بل هو جفاء من جفاء البحر أي زبد، وقال صاحب القانون: هو فيما يظن ينبع من عين في البحر والذي يقال: أنه زبد أو روث دابة بعيد (ليس برِكَازٍ) وتقدم أن الركاز هو الذي ينبت في الأرض في الزاي، والعنبر لا يسمى ركازاً، لغة ولا عرفاً. (بل هو لمن وجده) ولا شيء فيه، ظاهره ولا يخمس، قال ابن القيم (¬1): إنه أفخر أنواع الطيب بعد المسك، يقوي القلب والحواس والدماغ. (ابن النجار (¬2) عن جابر). 5720 - "العنكبوت شيطان فاقتلوه" (د) في مراسيله عن زيد بن مرثد مرسلاً". (العنكبوت شيطان) يعني في مثل الشيطان في بعده عن الله. (فاقتلوه) لا أنه شيطان حقيقة، فإن الله لم يجعل لبني آدم على قتل الشياطين قدرة، إن قيل تقدم: "جزى الله العنكبوت عنا خيراً" الحديث وهو ينافي هذا، قيل: لا منافاة؛ لأن ذلك في عنكبوت معين وهذا في الجنس ويجوز أن يخرج من الجنس الخبيث فرد طيب. (أبو داود (¬3) في مراسيله عن يزيد بن مرثد) (¬4) بفتح الميم فراء فمثلثة ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 311). (¬2) انظر فيض القدير (4/ 395)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3896)، والضعيفة (834): موضوع. (¬3) أخرجه أبو داود في مراسيله (500)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3897). (¬4) انظر التقريب (1/ 605).

مرسلاً هو من ضعفاء دمشق تابعي يرسل كثيراً. 5721 - "العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى فاقتلوه". (عد) عن ابن عمر". (العنكبوت شيطان مسخه الله تعالى) كان امرأة سحرت زوجها فلأجل ذلك مسخه الله كما في خبر الديلمي فهو الآن شيطان حكمه حكم الشياطين؛ لأنه عمل عملهم وهو السحر. (فاقتلوه) ندباً كما قيل، ولو قيل وجوباً كما هو ظاهر التعليل بكونه شيطاناً لما بعد إن قيل: قد ثبت أنه لا يعيش ما مسخ غير ثلاث ولا يكون له نسل. قلت: يحتمل أن هذا خاص من ذلك العموم، ويحتمل أن هذا وقع منه - صلى الله عليه وسلم - قبل إعلام الله له بأنه لا نسل لما مسخ ولا طول حياة له، ولكن الحديث الأول يقضي بقتلها وإن لم تكن هي الممسوخة لأنها شيطان، يحتمل تقييد الأول بالثاني وأن المراد العنكبوت الذي مسخه الله شيطانا فاقتلوه وقد ثبت أن ما مسخ لا نسل له، فعلى تقدير أنه أمر - صلى الله عليه وسلم - بقتله قبل إعلام الله له أنه لا نسل لما مسخ يتحقق أن هذا العنكبوت الموجود ليس هو المأمور بقتله وإنما وافق اسمه اسم ما مسخ وما يسمى شيطانا والناس الآن كافة على عدم قتله. نعم وقد روى الثعلبي (¬1) عن علي - رضي الله عنه -: "طهروا بيوتكم عن نسج العنكبوت فإن تركه يورث الفقر"، وفيه أنه لو كان مأمورا بقتله لذكره وإن كان ندباً. (عد (¬2) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه مع أنه لم يسكت عليه مخرجه ابن عدي بل أورده في ترجمة مسلمة بن أبي الخشني وقال: عامة أحاديثه غير محفوظة، وفي الميزان: هو شامي واه تركوه، وقال النسائي: متروك، والبخاري: منكر الحديث، وعدم تعرض المصنف للرمز عليه يدل على أنه لم ينقل أحاديث ¬

_ (¬1) انظر فيض القدير (4/ 395). (¬2) أخرجه ابن عدى في الكامل (6/ 316)، وانظر الميزان (6/ 425)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3898)، والضعيفة (151): موضوع.

الجامع من أصوله بعينها بل من كتب أخر قد نقلت إليها متون الحديث والله أعلم. 5722 - "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر". (حم ت ن هـ حب ك) عن بريدة (صح) ". (العهد الذى بيننا وبينهم) يعني المنافقين هو: (الصلاة) أي هي الموجبة لحقن دمائهم كالعهد في حق المعاهد. (فمن تركها فقد كفر) فإذا تركوها برئت منهم الذمة ودخلوا في حكم الكفار ويقاتلوا قتال من لا عهد له، والمعنى أن العمدة في آخر أحكام الإِسلام عليهم يشبههم بالمسلمين في حضور صلواتهم ولزوم جماعتهم ويؤيد هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - لما استؤذن في قتل المنافقين: "إني نهيت عن قتل المصلين" قال الطيبي: ويحتمل أن يكون الضمير عاماً فيمن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - من المسلمين منافقاً كان أولى. (حم ت ن هـ حب ك (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ولا علة له. 5723 - "العيافة والطيرة والطَّرق من الجبت". (د) عن قبيصة". (العيافة) بالكسر زجر الطير. (والطيرة) هي التشاؤم بأسماء الطيور وأصواتها وممرها عند تنفيرها كما يتشاءم بالعقاب ويستدل به على العقوبة وبالغراب على الغربة وكما ينظر عند تنفيره إن طار [3/ 124] إلى جهة اليمنى تيمنوا به أو على جهة الشمال تشاءموا به. (والطَّرق) بفتح الطاء وسكون الراء في الضرب بالحصى والخط بالرمل: فوالله ما ندري الطوارق بالحصى ... ولا زاجرات الطير ما الله صانع (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 346)، والترمذي (2621)، والنسائي (1/ 231)، وابن ماجة (1079)، وابن حبان (4/ 305) (1454)، والحاكم (1/ 48)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4143). (¬2) الأبيات منسوبة إلى لبيد بن ربيعة العامري (ت: 41 هـ).

(من الجبت) بكسر الجيم فموحدة فمثناة فوقية، قال القاضي: إنه في الأصل الصنم ثم استعير لما يعبد من دون الله وللساحر والسحر فهو تحريم لها أشد تحريم. (د (¬1) عن قبيصة) تقدم ضبطه واختلف في صحبته كما في التقريب (¬2) وأصله سكت عليه المصنف، وقال النووي: إسناده حسن. 5724 - "العيادة فواق الناقة". (هب) عن أنس (ض) ". (العيادة) للمريض. (فواق) بضم الفاء بزنة غراب وهو ما بين رفع اليد وقبضها على الضرع وهو إخبار يراد به الحث على عدم إطالة الجلوس عند المريض. (هب (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه ورواه الديلمي من غير إسناد. 5725 - "العيدان واجبان على كل حالم: من ذكر أو أنثى". (فر) عن ابن عباس (ض) ". (العيدان) بكسر المهملة تثنية عيد والمراد به عيد الفطر وعيد الأضحى، والمراد صلاتهما. (واجبان على كل حالم) محتلم بالفعل أو مع شأنه ذلك ببلوغ سنه. (من ذكر أو أنثى) والحديث من أدلة وجوب صلاتهما وقد بحثنا فيه في حاشية ضوء النهار. (فر (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عمرو بن شَمِر، قال الذهبي (¬5): تركوه. 5726 - "العين حق". (حم ق د ن) عن أبي هريرة (هـ) عن عامر بن وبيعة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3907)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3900). (¬2) انظر: تقريب التهذيب (5509) وهو قبيصة بن بُرمة. (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (9222)، والديلمي في الفردوس (4224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3899). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (4248)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3901)، والضعيفة (3955): موضوع. (¬5) انظر: المغني (2/ 485) رقم (4663).

(العين) الإصابة بها وبصرها. (حق) لا ينكر، قال القرطبي (¬1): هذا قول عامة الأمة ومذهب أهل السنة، وأنكره قوم مبتدعة وهم محجوجون بما يشاهد منه في الوجود فكم من رجل أدخلته العين القبر ومن جمل أدخلته القدر، لكن بمشيئة الله ولا يلتفت إلى مغرض عن العقل والشرع يتمسك باستبعاد لا أصل له فإنا نجد من خواص الأحجار وتأثير السحر ما يقضى منه العجب ويقضي بأن ذلك فعل مسبب كل سبب، قيل: وقرين ذلك بأن المرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد وتدخل البستان فتضر بكثير من الغروس بغير مس، وذكر أن نوعا من الأفاعي إذا وقع بصره على الإنسان هلك، وقد أجرى الله عادته بوجود كثير من القوى والخواص في الأجسام والأرواح يحدث عنها أمور هي سببها فإنه يحدث من النظر إلى من يجسمه الإنسان من الخجل ما يولد حمرة في اللون لم تكن قبل ذلك وكذلك الاصفرار عند رؤية من يخافه كل ذلك بواسطة ما خلق الله تعالى من التأثيرات ولشدة ارتباط التأثير بالعين نسب التأثير إليها وليست هي المؤثرة إنما التأثير للروح والأرواح مختلفة في طباعها وقواها وكيفياتها وخواصها فمنها ما يؤثر في البدن بمجرد الرؤية من غير اتصال، ومنها ما يؤثر بالمقابلة ومنها ما يؤثر بمجرد التوجه، وقد قيل: إن الإصابة بالعين تكون من سم يصل من عين العائن إلى بدن المعيون، وقد قدمنا الكلام في العين في الجزء الأول. (حم ق د هـ عن أبي هريرة (هـ) (¬2) عن عامر بن ربيعة). 5727 - "العين حق تستنزل الحالق". (حم طب ك) عن ابن عباس (صح) ". (العين حق تستنزل الحالق) بالحاء المهملة الجبل العالي يريد أنه لا يختص ¬

_ (¬1) المفهم (4/ 73). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 319)، والبخاري (5740، 5944)، ومسلم (2187)، وأبو داود (3879)، وابن ماجة (3507) عن أبي هريرة، وأخرجه ابن ماجة (3506) عن عامر بن بيعة.

أثرها بالحيوانات بل قد يؤثر في الجمادات، قال الماوردي: وليس هذا على القطع بل جائز أن يكون، وأمر العين مجرب محسوس لا ينكره إلا معاند. (حم طب ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي، وقال الهيثمي بعد عزوه لأحمد والطبراني: فيه دويد البصري قال أبو حاتم (¬2): لين وبقية رجاله ثقات. 5728 - "العين حق، ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا". (حم م) عن ابن عباس (صح) ". (العين حق) لا مرية في إصابة ولا كذب ولا شك. (ولو كان شيء سابق القدر) يصح بالإضافة والتنوين. (لسبقته العين) أي لو جاز أن يسبق القدر شيء في الناشئ قبل أوانه المقدر له لسبقته العين، لكنها لا تسبق القدر لأنه تعالى قدر المقادير قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة، قال القرطبي (¬3): فقوله: "ولو ... إلى آخره" مبالغة في تحقيق إصابة العين فجرى مجرى التخييل إذ لا يرد القدر شيء فإنه عبارة عن سابق علمه تعالى ونفوذ مشيئته ولا راد لأمره ولا معقب لحكمه فهو كقولهم: لأطلبنك ولو تحت الثرى، ولو صعدت السماء، فأجرى الحديث مجرى المبالغة في إثبات العين. (وإذا استغسلتم فاغسلوا) أي طلب أيها المتهمون بإصابتكم بأعينكم لأحد منكم الغسل الذي هو علاج إصابة العين فاغسلوا، وظاهره وجوبا، قال القرطبي: صفة الاغتسال عند العلماء أن يؤتى بقدح من ماء ولا يوضع القدح بالأرض فيأخذ منه غرفة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 294)، والطبراني في الكبير (12/ 184) (12833)، والحاكم (4/ 239)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 107)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4146)، والصحيحة (1250). (¬2) المفهم (4/ 74). (¬3) انظر: المغني (1/ 223).

يتمضمض بها ثم يمجها في القدح ثم يأخذ منه ما يغسل به وجهه ثم يأخذ بشماله ما يغسل به كله اليمنى، ثم بيمينه ما يغسل به كله اليسرى وشماله ما يغسل [1/ 125] مرفقه الأيسر ولا يغسل ما بين المرفقين والكفين ثم قدمه اليمنى على اليسرى ثم شق رأسه اليمنى ثم اليسرى على الصفة والترتيب المتقدم، وكل ذلك في القدح ثم داخلة الإزار وهو الطرف الذي يلي حقوه الأيمن، وذكر بعضهم أن داخلة الإزار يكنى بها عن الفرج، وجمهور العلماء على ما قلناه، فإذا استكمل هذا صبه من خلفه على رأسه، كذا نقله المازري عن عياض وبه قال الزهري، وأخبر أنه أدرك العلماء يصفونه ومضى به العمل وذلك أن غسل وجهه إنما هو صبة واحدة بيده اليمنى وكذا سائر أعضائه وليس على صفة غسل الأعضاء في الوضوء غسل داخلة الإزار إدخاله وغمسه في القدح ثم يقوم الذي يأخذ القدح فيصبه على المعين من ورائه على جميع أعضائه ثم يكفي الإناء على وجه الأرض ويخير العائن على ذلك إن اتهم ويحضره الحاكم إن امتنع، وهذا من الأدوية النافعة التي لم تعرف إلا من نبينا - صلى الله عليه وسلم - وقد عدت من خصائصه وهو مثل أحد الترياق لسم الحية من لحمها فيؤخذ علاج هذا من إبراء النفس. (حم م (¬1) عن ابن عباس). 5729 - "العين حق يحضُرُها الشيطان وحسد بن آدم". الكجي في سننه عن أبي هريرة (ض) ". (العين حق يحضُرُها الشيطان) بالإعجاب ويهيج العائن للإعجاب. (وحسد بن آدم) ضبط بضم المهملة وتشديد المهملة الثانية على أنه جمع حاسد أي أن الحاسة بعين العائن وشاركه في الأمر المؤدي إلى الأضرار بالمحسود، وفسره الشارح بما يقتضي أنه بالجيم جثمان الإنسان حيث قال يحضرها الشيطان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 274)، ومسلم (2188).

بالإعجاب بالشيء، وحسد ابن آدم بغفلته عن الله تعالى، وإن ثبت فهو صحيح فإن لغفلة الإنسان عن الأذكار إبراء في إصابة المكروه. (الكجي (¬1) في سننه عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وقد غفل المصنف حيث لم ينسبه لأحمد مع أنه قد أخرجه في مسنده، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 5730 - "العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر". (عد حل) عن جابر (عد) عن أبي ذر (ض) ". (العين تدخل الرجل القبر) أي تقتله فيدخل القبر إسنادا إلى السبب. (و) تدخل (الجمل القدر) أي يصاب بها فيضطرب فيذبح ويطبخ بسبب العائن. فائدة: أخرج ابن عساكر (¬2) أن سعيد الساجي قيل له: احفظ ناقتك من فلان العائن، فقال: لا سبيل له عليها، فعانها، فسقطت تضطرب فأخبر الساجي فوقف عليه فقال: بسم الله حبس حابس وشهاب قابس رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس إليه على كبده وكلوتيه رشيق وفي ماله يليق {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} الآية. [تبارك: 3] فخرت حدقتا العائن وسلمت الناقة. (عد حل عن جابر) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه تفرد به معاوية بن هشام، (عد (¬3) عن أبي ذر) قال السخاوي (¬4): تفرَّد به شعيب بن أيوب عن معاوية بن معاذ، قال الصابوني: وبلغني أنه قيل له: ينبغي لك أن تمسك عن هذه الرواية ففعل. 5731 - "العين وِكَاءُ السَّهِ، فمن نام فليتوضأ". (حم هـ) عن علي (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الكجي في سننه كما في الكنز (17659)، وأحمد (2/ 439)، والطبراني في الشاميين (459)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3902)، والضعيفة (2364). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (21/ 21). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 408)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 90)، والخطيب (9/ 244) عن جابر، وأخرجه ابن عدي (6/ 408) عن أبي ذر، وانظر كشف الخفا (2/ 99)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4144)، والصحيحة (1249). (¬4) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 470).

(العين) الجارحة الحقيقية. (وِكَاءُ السَّهِ) بفتح المهملة وكسر الهاء أي حافظته عن أن يخرج منه شيء، والوكاء: بالكسر: ما يشد به الكيس ونحوه والسه الدبر. (فمن نام فليتوضأ) جعل اليقظة للإست كالوكاء للقِربة وهو الخيط الذي يشد به فوها، والمعنى أن الإنسان إذا استيقظ أمسك ما في بطنه فإذا نام زال اختياره واسترخت مفاصله ولعله يخرج منه ما ينقض طهره، وفي ذلك إشارة إلى أن نقض الطهارة بالنوم وسائر ما يزيل العقل ليس لأنفسها بل لأنها مظنة خروج ما ينتقض به الوضوء ولذلك خص منه نوم الممكن مقعدته، ذكره البيضاوي. (حم هـ (¬1) عن علي) رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: رمز لحسنه وليس كما قال، فقد قال عبد الحق: حديث علي هذا ليس بمتصل، قال ابن القطان (¬2): وهو كما قال، وقال الساجي: حديث منكر، وقال ابن حجر: أعله أبو حاتم بالانقطاع بين علي والقاطعي. 5732 - "العين وِكاءُ السَّهِ، فإذا نامت العين استطلق الوكاء". (هق) عن معاوية (صح) ". (العين وِكاءُ السَّهِ) يكنى بالعين عن اليقظة لأن النائم لا عين له تبصر. (فإذا نامت العين استطلق الوكاء) أي انحل أي صار مظنة انحلاله. (هق (¬3) عن معاوية) سكت عليه المصنف فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: رمز لصحته وهو زلل فقد تعقبه البيهقي نفسه فقال: أبو بكر ضعيف يريد ابن أبي مريم، وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف جداً؛ لأنه ساقه من طريقه, وقال ابن عبد البر: حديث علي ومعاوية ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 96)، وأبو داود (203)، وابن ماجة (477)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4149). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (644). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (1/ 118)، وابن عبد البر في التمهيد (18/ 247)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4148).

ضعيفان لا حجة فيهما من جهة النقل، وقال مغلطاي: حديث علي أثبت. 5733 - "العينان تزنيان، واليدان تزنيان، والرجلان تزنيان، والفرج يزني". (حم طب) عن ابن مسعود (صح) ". (العينان تزنيان) الزنا الحقيقي إيلاج الفرج في الفرج من المرأة ونسب إلى العين إما لأنها السبب فإن أول الزنا النظر فالعين رائد ذلك ولابد من إطلاق النظر فليكن في خير لأنهما كما قيل: [3/ 126] نظر العيون إلى العيون هو الذي ... جعل الغرام إلى الهلاك سبيلا ويقال: من دامت لحظاته دامت حسراته وضاعت أوقاته إذ أنه جعل إثم نظرها إلى ما حرم كإثم الزنا. (واليدان تزنيان) باللمس لما حرم. (والرجلان تزنيان) الحركة إلى ما حرم من الزنا ونحوه. (والفرج يزني) وهو الحقيقة والمراد ذوا الفرج، والحديث تحذير من حركات الجوارح إلى ما لا يحل لها. (حم طب (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: إسناده جيد. 5734 - "العينان دليلان، والأذنان قمعان، واللسان ترجمان، واليدان جناحان، والكبد رحمة, والطحال ضحك، والرئة نفس، والكليتان مكر، والقلب ملك، فإذا صلح الملك صلحت رعيته, وإذا فسد الملك فسدت رعيته". أبو الشيخ في العظمة (عد) وأبو نعيم عن أبي سعيد، الحكيم عن عائشة). (العينان دليلان) لأن بالنظر يستدل على كل منظور بمعرفة حقيقية وبهما ينظر في الأنفس والآفاق فيعرف الرب الخلاق، والإخبار بهذا مع أنه معلوم إعلام بأنه لا يضيع الاستدلال بهما بل يجعل نظره عبرة واستدلال لا نظر الغافلين كما في قوله: (والأذنان قمعان) فإنه حث على الحفظ لهما وهو بكسر القاف وسكون ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 412)، والطبراني في الكبير (10/ 155) (10300)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4150).

الميم فمهملة والقمع بزنة ضلع الإناء الذي يترك في رؤوس الطروف لتملئ من المايعات من الأشربة والأدهان فالأذنان هما كالحافظ لما يلقى في القلب بواسطتهما، قال الزمخشري (¬1): من المجاز ويل لأقماع القول وهم الذين يستمعون ولا يعون، وفلان قمع الأخبار يتبعها ويحدث بها، وفي القاموس (¬2): القمع ما يوضع في فم الإناء فيصب فيه الدهن وغيره وهو أنسب يكون الأذنين يصب منهما إلى القلب كل ما يرد عليهما. (واللسان ترجان) يعبر عما في الضمير. (واليدان جناحان) ينتفع بهما كما ينتفع الطائر بجناحيه. (والكبد رحمة) أي محل الرحمة. (والطحال) بزنة كتاب. (ضحك) أي مبدأ للضحك. (والرئة نَفَس، والكليتان مكر) كأنهما محل المكر ومقره. (والقلب ملك) لأنه الإنسان في الحقيقة وجميع الجوارح جنوده. (فإذا صلح الملك صلحت رعيته) وقد بسطنا القول فيه فيما تقدم. (وإذا فسد الملك فسدت رعيته) وصلاحه كله في إقباله على مولاه وخالقه وفاطره وفي الاشتغال به، وفساده كله في خلاف ذلك فاللسان يتحرك بإرادته مترجمة عنه والأعضاء قائمة وقاعدة فيما يأمرها به، لا عضواً إلا وهو تابع لما يأمره به حركة وسكوناً. (أبو الشيخ في العظمة, (عد) وأبو نعيم عن أبي سعيد، الحكيم (¬3) عن عائشة) وذلك أنه دخل عليها كعب الأحبار فقال لها بذلك، فقالت: هذا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. آخر حرف العين وجملة أحاديثه أربع مائة حديث ¬

_ (¬1) الفائق في غريب الحديث (3/ 225). (¬2) انظر القاموس (3/ 75). (¬3) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1630)، وابن عدي في الكامل (2/ 215)، والديلمي في الفردوس (9046)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3903)، والضعيفة (3956): ضعيف جداً.

حرف الغين المعجمة

حرف الغين المعجمة 5735 - " غبار المدينة شفاء من الجذام". أبو نعيم في الطب عن ثابت بن قيس بن شماس (ض) ". (غبار المدينة) هي طيبة غلب عليها اسم المدينة كما غلب لفظ البيت على بيت الله الحرام. (شفاء من الجذام) يبرئ من وجد فيه أو يدفعه عن الأجسام التي تجهرت الطبيعة بإبرازه فيها وذلك من بركات سكونه - صلى الله عليه وسلم - بها ومهاجرته إليها وقد جرب ذلك كما ذكر عن شيخ من المحدثين أنه قال: كان في جسد بعض الناس بياض فكان يخرج إلى البقيع عريانا في السحر ويعود فبرء بذلك الغبار، ولا شك أن كل ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - صحيح لا ريب فيه، إلا أنه لا يسلم الاستشفاء بما أخبر به من الآيات والأذكار والأحجار إلا بالعزيمة الصادقة والقلب الواثق بصدق ما أخبر به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كما قدمناه في الجزء الأول. (أبو نعيم (¬1) في الطب عن ثابت بن قيس بن شماس) رمز المصنف لضعفه. 5736 - "غبار المدينة يبرئ من الجذام". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي بكر بن محمَّد بن سالم مرسلاً (ض) ". (غبار المدينة يبرئ من الجذام) هذا وما قبله لا يعرف وجهه بل يجب الإيمان به والتصديق به وهو لا ينفع من شك فيه أو فعله مجرباً، وقال بعض المحدثين: إنه وجد في نفسه شيئاً من صحة هذه فرأى في يده بياضا قدر الدرهم فأقبل على الله بالدعاء والتضرع وخرج إلى البقيع وأخذ من رمل الروضة ودلك ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 294)، والديلمي في الفردوس (4281)، والقزوينى في التدوين (3/ 396)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3904)، وقال في ضعيفة (3957): منكر.

به ذلك البياض فذهب. (ابن السني وأبو نعيم معاً في الطب (¬1) عن أبي بكر بن محمَّد بن سالم مرسلاً) رمز المصنف لضعفه. 5737 - "غبار المدينة يطفئ من الجذام". الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن إبراهيم بلاغا". (غبار المدينة يطفئ من الجذام) قال السيد السمهودي: قد شاهدنا من استشفى به وكان قد أضر به فنفعه جداً. (الزبير بن بكار (¬2) في أخبار المدينة عن إبراهيم بلاغاً) أي أنه قال: بلغنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ذلك. 5738 - "غبن المسترسل حرام". (طب) عن أبي أمامة. (غبن المسترسل) غبنه في البيع خدعه، والمسترسل من الاسترسال، والاستئناس الطمأنينة إلى الإنسان والثقة به. (حرام) لا يحل، وهل يفسخ به البيع أو يأثم فقط ويصح البيع؟ فيه خلاف، والحنابلة تثبت الفسخ [3/ 127] وقال داود يبطل، وقال الفريقان: يصح ولا يفسخ به. (طب (¬3) عن أبي أمامة) سكت المصنف عليه، وقد قال الهيثمي: فيه موسى بن عمير الأعمى كذبه أبو حاتم وغيره وجزم العراقي بضعف الحديث، وقال السخاوي (¬4): هو ضعيف جداً إلا أن له شواهد. 5739 - "غبن المسترسل ربا". (هق) عن أنس، وعن جابر وعن علي". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في الطب (ق 26/ أ)، وأبو نعيم في الطب (رقم 295)، وانظر فيض القدير (4/ 400)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3905). (¬2) أخرجه الزبير بن بكار في أخبار المدينة كما في الكنز (34830)، وانظر فيض القدير (4/ 400)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3906) ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 126) (7576)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 76)، وكشف الخفا (1/ 410)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3907)، وقال في الضعيفة (667): ضعيف جداً. (¬4) انظر المقاصد الحسنة (ص: 292)، وتخريج أحاديث الإحياء (2/ 83).

(غبن المسترسل رباً) أي ما غبنه به مما زاد على القيمة بمنزلة الربا في عدم حل تناوله. (هق (¬1) عن أنس، وعن جابر وعن علي) رضي الله عنهم سكت المصنف عليه، وقال الذهبي (¬2): المتهم بوضعه يعيش بن هشام القرقساني راويه عن مالك عن الزهري عن أنس. 5740 - "غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها". (حم ق هـ) عن أنس (ق ت ن) عن سهل بن سعد (م هـ) عن أبي هريرة (ت) عن ابن عباس (صح) ". (غدوة في سبيل الله) الغدوة من أول النهار إلى الزوال. (أو روحة) الروحة من الزوال إلى آخر النهار. (خير من الدنيا وما فيها) أي أجرها خير في الآخرة من ذلك أو أنه من أجر من أنفق الدنيا في سبيل الله وما فيها وهذا أجر الغدوة أو الروحة فأجر الجمع بينهما أعظم وأعظم، والحديث حث على الجهاد وإبانة لشرفه على أنواع القرب. (حم ق هـ) عن أنس (ق ت ن) عن سهل بن سعد (م هـ) عن أبي هريرة (ت (¬3) عن ابن عباس) قال المصنف إنه متواتر .. 5741 - "غدوة في سبيل الله أو روحة خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت". (حم م ن) عن أبي أيوب (صح) ". (غدوة في سبيل الله) صفة لغدوة ولذا صح الابتداء بها. (أو روحة) أي في ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 349)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3908)، وقال في الضعيفة (668): موضوع. (¬2) انظر: المغني (2/ 760). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 157)، والبخاري (2792، 2796، 6568)، ومسلم (1880) وابن ماجة (2757) عن أنس، وأخرجه البخاري (2794، 2892، 6415)، ومسلم (1881)، والترمذي (1648)، والنسائي (6/ 15) عن سعل بن سعد، وأخرجه مسلم (1883)، وابن ماجة (2755) عن أبي هريرة، وأخرجه الترمذي (1649) عن ابن عباس.

سبيل الله. (خير مما طلعت عليه الشمس وغربت) هو كناية عن الدنيا وما فيها فإنه الذي تطلع عليه الشمس وتغرب فهو كالذي قبله. (حم م ن (¬1) عن أبي أيوب) ورواه عنه الديلمي وغيره. 5742 - "غرَّة العرب كنانة, وأركانها تميم، وخطباؤها أسد، وفرسانها قيس، ولله تعالى من أهل الأرض فرسان، وفرسانه في الأرض قيس". ابن عساكر عن أبي ذر الغفاري". (غرَّة العرب) بضم المعجمة وتشديد الراء بياض في جبهة الفرس، والأغر الأبيض من كل شيء والعرب كما في الصحاح (¬2) جيل من الناس وهم أهل الأمصار والأعراب سكان البادية والذي عليه العرف العام إطلاق لفظ العرب على الجميع وهو لفظ العرب مشتق من الإعراب وهو البيان أخذ من قولهم أعرب الرجل عن حاجته إذا أبان سمواً بذلك لأن الغالب عليهم البيان والبلاغة وتنقسم العرب إلى عاربة ومستعربة وفي تحقيق ذلك خلاف فالعاربة العرب الأولى الذين فهمهم الله اللغة العربية ابتداء فتكلموا بها فهؤلاء هم العرب العاربة ومن عداهم هم المستعربة وفي ذلك بينهم نزاع. (كنانة) بكسر الكاف هو كنانة بن خزيمة وهو الخامس عشر من آبائه - صلى الله عليه وسلم - كما في عمود نسبه الكريم كما تقدم في آباء محمَّد إلى آخره، وكان له من الولد اثنى عشر ذكورا أعقبوا في البلاد وعمرت بذرايتهم البلاد ومنهم علماء الإِسلام كالبلقيني وابن حجر الحافظ وغيرهم كما ذكره في نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب (¬3) والمراد أنهم أشرار العرب, لأن غرة الفرس أشرف. (وأركانها تميم) قبيلة معروفة أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 422)، ومسلم (1883)، والنسائي (6/ 15). (¬2) الصحاح (1/ 367). (¬3) نهاية الأرب (1/ 33).

هم أشرف العرب وخيارهم. (وخطباؤها) أهل فصاحتها. (أسد) حي من بني خزيمة العدنانية وهو أسد بن مدركة بن خزيمة، وخزيمة ذكر في عمود نسب النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سلف. قال في العبر: إن بني أسد بطن كبير متسع ذو بطون قال: وبلادهم مما يلي الكرخ من أرض نجد في مجاورة طيء. واعلم: أن أسداً لفظ مشترك وقع أسماء لجماعة لهم أولاد وبطون منها ما ذكرناه ومنها (¬1) فإنه أب لحي من قريش منهم خديجة رضي الله عنها والزبير أحد العشرة ومنها غير هذين والله أعلم بمراده - صلى الله عليه وسلم - منهم. (وفرسانها قيس) هو اسم وقع مشتركا بين سبعة نفر كلهم له عقب وأولاد لهم كثيرة كما عدهم في نهاية الإرب فالله أعلم ممن أراده - صلى الله عليه وسلم - منهم فيحتمل أنه أراد قيس غيلان قبيلة من مضر من العدنانية فإنهم بطن كبير ذو عدد كثير. (ولله تعالى من أهل الأرض فرسان) جمع فارس من الفراسة بالكسر وهي الحذق بركوب الخيل (وفرسانه في الأرض قيس) ذكر في الأرض لتحقيق الشمول كما في قوله تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} [الأنعام: 38] لا لأن في السماء فرساناً والحديث أفاد أن الله تعالى خص كل قبيلة بفضيلة توزيعا لكمال كل ما اقتضته حكمته (ابن عساكر (¬2) عن أبي ذر). 5743 - "غزوة في البحر مثل عشر غزوات في البر، والذي يسدر في البحر كالمتشحط في دمه في سبيل الله". (هـ) عن أم الدرداء (صحيح المتن) ". (غزوة في البحر) سواء كان القتال فيه أو كان في البر والعبور إليه من البحر. (مثل عشر غزوات في البر) في الأجر. (والذي يسدر) بسكون المهملة الأولى ¬

_ (¬1) بياض في الأصل بمقدار خمسة كلمات. (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 2382)، (15/ 2376) عن أبي الدرداء (57/ 390) عن أبي ذر، الديلمي في الفردوس (4912)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3909) موضوع، وفي الضعيفة (1215): باطل.

وفتح الثانية والراء، دوران الرأس. (في البحر كالمتشحط) بالمعجمة فمهملة والتشحط التخبط والاضطراب. (في دمه في سبيل الله) فلذا أعظم أجره بأن جعل دوران رأسه في البحر كالقتل. (هـ (¬1) عن أم الدرداء) هو صحيح المتن. 5744 - "غزوة في البحر خير من عشر غزوات في البر، ومن أجاز البحر فكأنما أجاز الأودية كلها، والمائد فيه كالمتشحط في دمه". (ك) عن ابن عمرو (صح) ". (غزوة في البحر خير من عشر [3/ 128] غزوات في البر، ومن أجاز البحر) أي جارُه وغيره وتصدق ولو على جوازه في ساعة واحدة. (فكأنما أجاز الأودية كلها) في البر في إحراز الأجر. (والمائد فيه) أي الذابح. (كالمتشحط في دمه). (ك (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، قال ابن حبان: خالد بن زيد أحد رجاله يروي الموضوعات. 5745 - "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم". مالك (حم د ن هـ) عن أبي سعيد (صح) ". (غسل يوم الجمعة) غسله تقييد غسلا بالفتح وبضم أو بالفتح مصدر وبالضم اسم، فغسل في هذه وما بعده بالفتح ويصح الضم والأول أولى، وبإضافة الغسل إلى اليوم تمسك به من قال الغسل لليوم لا للصلاة، والأصح أنه للصلاة. (واجب) في التأكد للأدلة الدالة على عدم وجوبه كذا قاله الأكثر ومن قال: إنه كان واجبا ثم نسخ فقد أبعد. (على كل محتلم) أي مكلف لأن غالب حصول البلوغ بالاحتلام، والحديث من أدلة الوجوب ويأتي تحقيقه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2777)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3910). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 155)، وانظر العلل قول ابن الجوزي في المتناهية (2/ 579)، وابن حبان في المجروحين (1/ 285)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4154).

(حم د ن هـ (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، ورواه مسلم بلفظ "غسل الجمعة على كل محتلم" قال النووي: كذا وقع في جميع الأصول وليس فيه ذكر "واجب". 5746 - "غسل يوم الجمعة واجب كوجوب غسل الجنابة". الرافعي عن أبي سعيد (صح) ". (غسل يوم الجمعة واجب) ثابت لا يترك. (كوجوب غسل الجنابة) هذا من أدلة الوجوب وعليه جماعة واختاره السبكي ونصره ابن دقيق العيد قال: ذهب الأكثر إلى استحباب غسل الجمعة وهم محتاجون إلى الاعتذار عن مخالفة هذا الظاهر وقد أولوا الأمر على الندب وصيغة الوجوب على التأكيد، كما يقال: إكرامكما علي واجب وهو تأويل ضعيف، إنما يصار إليه إذا كان المعارض راجحا على الظاهر وأقوى ما عارضوا به حديث: "من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت ... " إلى آخره. ولا يعارض سنده سند هذه الأحاديث وربما يأودوه تأويلا مستكرها. قلت: ولعله أراد بالمستكره قول من قال: إن واجبًا بمعنى ساقط وجوبه وإن على في قوله "على كل محتلم" بمعنى عن، فإنه لا شك أنه تأويل ساقط، وأن الوجوب هو الظاهر، وكذلك من قال: إن قوله لوجوب الجنابة في صفة الغسل وكيفيته فإنه خلاف ظاهر اللفظ. (الرافعي (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 5747 - "غسل القدمين بالماء البارد بعد الخروج من الحمام أمان من الصداع". أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 60)، ومسلم (846)، وأبو داود (341)، والنسائي (1/ 93)، وابن ماجة (1089) وانظر شرح النووي على مسلم (13416). (¬2) أخرجه القزويني في التدوين (2/ 246)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3913): موضوع.

(غسل القدمين بالماء البارد بعد الخروج من الحمام أمان من الصداع) الكائن عن بخار الحمام. (أبو نعيم (¬1) في الطب عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 5748 - "غسل الإناء وطهارة الفناء يورثان الغنى" (خط) عن أنس". (غسل الإناء) من آثار الطعام أو قبل وضعه فيها أو فيهما معا. (وطهارة الفناء) نظافة حول الدار كما سلف. (يورثان الغنى) وقيل: أريد بالإناء القلب لحديث "إن لله آنية من أهل الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين" (¬2) وبالفناء الصدر وما حول القلب من جنوده، فإن طهارة القلوب فيها الغنى الأكبر، ولا يخفى بُعده. (خط (¬3) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه شيبان بن فروخ ذكره الذهبي في ذيل الضعفاء والمتروكين (¬4)، وسعيد بن مسلم (¬5) قال الذهبي ضعفوه، وعلي بن أحمد (¬6) الزهري كذبه الخطيب وغيره، وذكر أنه وضع هذا الحديث. 5749 - "غشيتكم سكرتان: سكرة حب العيش، وحب الجهل، فعند ذلك لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر، والقائمون بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار". (حل) عن عائشة (ض) ". (غشيتكم السكرتان) أي غطت على بصائركم. (سكرة حب العيش) جعل حب العيش سكرة لأنه يفعل في تخديل العقل وإضعافه عن درك الحقائق، ما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 900)، وانظر فيض القدير (4/ 402)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3912) موضوع، وفي الضعيفة (482): باطل. (¬2) أخرجه الطبراني في الشاميين (840). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (12/ 92)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3911)، وفي الضعيفة (513): موضوع. (¬4) انظر: المغني (1/ 301). (¬5) انظر الميزان (3/ 229). (¬6) انظر المغني (2/ 443).

يفعل السكر. (وحب الجهل) أي حبكم الأمرين غطاء على البصائر والعقول عن إدراك ما ينفعها فتعمل به وما يضرها فتجتنبه. (فعند ذلك) الغشيان أو الحب أو المذكور. (لا تأمرون بالمعروف) لأنكم لا تعرفونه لجهلكم وشغلكم بالعيش أو لظنكم أنه ينغص عليكم مما تحبون من العيش. (ولا تنهون عن المنكر) لذلك، ولا يقال الجهل عذر لأنه يقال: قد فرطوا بترك التعلم. (والقائمون بالكتاب والسنة) أي بأحكامهما في أي عصر من الأعصار (كالسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار) لأنه لا يفضل المهاجرون والأنصار إلا بالقيام بحق الكتاب والسنة، فمن قام بهما كان مثلهم في الأجر والحديث إخبار عن حب الناس للعيش والجهل وأنه يصدهم عن الخير، فهو تحذير عن حبهما وحب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. (حل (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه: إنه غريب. 5750 - "غشيتكم الفتن كقطع الليل المظلم، أنجى الناس فيه رجل صاحب شاهقة يأكل من رسل غنمه، أو رجل أخذ بعنان فرسه من وراء الدروب يأكل من سيفه". (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (غشيتكم الفتن) جمع فتنة وهي مشتركة بين معان كثيرة يقال على الحيرة والإعجاب بالشيء والضلال والكفر والفضيحة والعذاب والإضلال وإذابة الذهب والفضة والجنون والمحبة والمال والأولاد واختلاف [3/ 129] الناس في الآراء ولعله المراد هنا لأنه منشأ كل شر، ويحتمل أن لكل قوم فتنة منهم من فتنته المال والأولاد ومنهم من فتنته الإعجاب بأي شيء فيشغله عما خلق له وعلى هذا وهو الأنسب يجمعها وأن لكل قوم فتنة. (كقطع الليل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 48)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3914): موضوع، وقال في الضعيفة (3959): ضعيف جداً.

المظلم) قطع بزنة عنب ظلمة آخر الليل أو من أوله إلى ثلثه ووصفه بالمظلم زيادة في تأكيد الظلمة، والمراد أنها مثله في تحير الناس وعدم اهتدائهم إلى وجه الصواب والخلاص وفي غشيانه بالآفاق وعمومه الأقطار. (أنجى الناس) أشدهم نجاة من شرها. (فيه) أي في زمن الفتن الدال عليه السياق. (رجل صاحب شاهقة) يلازمها وهي ذروة الجبل. (يأكل من رسل غنمه) بفتح الراء وسكون المهملة أي مما ترسله وهو اللبن. (أو رجل أخذ بعنان) بكسر المهملة، وعنان السماء بالفتح. (فرسه) ملازم لذلك والمراد به الجهاد بالفرس أو غيرها إلا أنه أتى به على الأغلب. (من وراء الدروب) جمع درب وهي الطريق. (يأكل من سيفه) مما كسبه سيفه من الأموال التي أبيحت أخبر - صلى الله عليه وسلم - بأنه لا ينجو من الفتن إلا معزل عن الناس في أبعد محل عنهم وعبر بالشاهقة لأنها أبعد محل يتصل به الناس، أو رجل مجاهد يحمي الدروب عن قطاعها، وفي التعرض لذكر ما يأكلانه إعلام بأنه يعز كسب الحلال في زمن الفتن، وبأنه لا يتم الاعتزال والجهاد إلا بإعداد الحلال من الزاد. (ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 5751 - "غضوا الأبصار، واهجروا الدَّعَارَ، واجتنبوا أعمال أهل النار". (طب) عن الحكيم بن عمير". (غضوا الأبصار) واحفظوا الأعين من النظر إلى ما لا يحل، قال العراقي: في غض البصر تطهير القلب وتكثير الطاعة. قلت: قال تعالى في تعليل ذلك: {ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} [النور: 30] أي أنمى للإيمان في قلوبهم. (واهجروا الدَّعَارَ) بالمهملتين جمع داعر وهو الخبيث المفسد، والمراد ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 560)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4156)، والصحيحة (1988).

هجرهم والإعراض عنهم كراهة لما يأتون من القبائح، أو المراد هجر أعمالهم ويكون قوله: (واجتنبوا أعمال أهل النار) عطف تفسير له أو عطف للأعم على الأخص فإنه نهي عن كل معصية. (طب (¬1) عن الحكيم بن عمير) سكت عليه المصنف، وفيه عيسى بن إبراهيم بن طهمان الهاشمي، قال في الميزان عن البخاري والنسائي: منكر الحديث، وعن أبي حاتم متروك، وساق له أخبارا هذا منها. 5752 - "غط فخذك؛ فإن فخذك عورة". (ك) عن محمَّد بن عبد الله بن جحش (صح) ". (غط فخذك) يا معمر (¬2). (فإن الفخذ عورة) والعورة يجب تغطيتها، قال النووي: ذهب الأكثر إلى أن الفخذ عورة، وعن أحمد ومالك في رواية أن العورة السوءتان فقط وعليه الظاهرية. (ك (¬3) عن محمَّد بن عبد الله بن جحش) قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - على معمر وفخذاه مكشوفتان فذكره رمز المصنف عليه بالصحة، قال ابن حجر: رجاله رجال الصحيح. 5753 - "غط فخذك؛ فإن فخذ الرجل من عورته". (حم ك) عن ابن عباس (صح) ". (غط فخذك) أي بثوبك. (فإن فخذ الرجل) وأولى منه المرأة. (من عورته) وقد ثبت وجوب ستر العورة. (حم ك (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4269)، وابن عدي في الكامل (5/ 250)، وانظر الميزان (5/ 371)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3915)، والضعيفة (3960): موضوع. (¬2) الإصابة (6/ 188). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 738)، وانظر الدراية لابن حجر (2/ 227)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4157). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 275)، والحاكم (4/ 200)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4158).

قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي في التلخيص، لكن قال في التنقيح (¬1): فيه ضعف. 5754 - "غطوا حرمة عورته؛ فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير، ولا ينظر الله إلى كاشف العورة". (ك) عن محمَّد بن عياض الزهري (صح) ". (غطوا حرمة عورته) أي ما يحرم منها، والضمير للصبي. (فإن حرمة عورة الصغير كحرمة عورة الكبير) ظاهر في أن عورة الصبي يحرم النظر إليها في أي سن كان يشتهى أو لا يشتهى. (ولا ينظر الله إلى كاشف عورة) لأنه فاعل محرم. (ك (¬2) عن محمَّد بن عياض الزهري) قال رُفِعتُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى خرقة لم توارَ عورتي فذكره، رمز المصنف لصحته وتعقبه الذهبي بأن إسناده مظلم ومتنه منكر، ولم يذكروا محمَّد بن عياض في الصحابة (¬3). 5755 - "غطوا الإناء، وأوكئوا السقاء، فإن من السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء لم يغط أو سقاء لم يوكأ إلا وقع فيه من ذلك الوباء". (حم م) عن جابر (صح) ". (غطوا الإناء) تقدم ويأتي "ولو بأن يعرض عليه عوداً". (وأوكئوا السقاء) شدوا فمه بالرباط وذلك مع ذكر اسم الله كما سلف، قال القرطبي (¬4): هذا الباب من الإرشاد إلى المصلحة الدنيوية نحو: {وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ} [البقرة: 282]، وليس الأمر قصد به الإيجاب وغايته بأن يكون من باب الندب انتهى. قلت: بل الظاهر الإيجاب لأنه علله بقوله - صلى الله عليه وسلم -. (فإن في السنة ليلة ينزل فيها ¬

_ (¬1) انظر: تنقيح التحقيق للذهبي (2/ رقم 440)، وفيه: أبو يحيى ضعيف. (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 288)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3916)، والضعيفة (1735): موضوع. (¬3) انظر: الإصابة (6/ 30)، وذكر هذا الحديث وقال: وفي السند مع ابن لهيعة غيره من الضعفاء. (¬4) المفهم (3/ 377).

وباء) الوباء بالهمزة والقصر والمد: الطاعون والمرض العام. (لا يمر بإناء لم يغط ولا سقاء لم يوكأ إلا وقع فيه من ذلك الوباء) وتجنب المضار واجب [3/ 130] فإنه لا يحل تحسي السم والتردي من شاهق ونحوه وهذا منه، والليلة هذه مجهولة في السنة كلها فتحترز عنها، وقال الأعاجم: إنها في كانون الأول وقيل آخر ليلة من السنة الرومية. (حم م (¬1) عن جابر) وفي رواية لمسلم "يوماً" بدل ليلة. 5756 - "غطوا الإناء، وأوكئوا السقاء، وأغلقوا الأبواب، وأطفئوا السراج؛ فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح باباً، ولا يكشف إناءة فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عوداً ويذكر اسم الله فليفعل؛ فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم". (م هـ) عن جابر (صح) ". (غطوا الإناء) عام لكل إناء فيه شيء مأكول ومشروب أولاً، إلا أن الظاهر أنه خاص بما فيه ذلك، وقيل: إنه يكفى الإناء الفارغ على فمه. (وأوكئوا السقاء، وأغلقوا الأبواب) عام لأبواب كل منزل. (وأطفئوا السراج) ومثله النار إلا أن العلة تقضي بتخصيص السراج ونحوه مما يسلط عليه الفويسقة (فإن الشيطان لا يحل سقاء، ولا يفتح بابا, ولا يكشف إناء) علة للأوامر الأول وتقدم التعليل بالاحتراز عن الوباء ولا يعارض بجواز تعدد العلل ولم ينشر على ترتيب اللف. (فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض) ضبطه الأصمعي بضم الراء قال القرطبي (¬2): وهو الوجه لا أنه بكسرها أي بصيغة تعرضه. (على إنائه عوداً) أفاده أنه يجزئ تغطية بعض الإناء لفقد ما يغطيه كله. (ويذكر اسم الله) عطف على يعرض والمراد بذكر اسم الله في هذا وما قبله وإن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 355)، ومسلم (2014). (¬2) انظرت المفهم (5/ 281) وفيض القدير (4/ 404).

كان ظاهراً في عوده إلى العرض، قال ابن العربي: هذا من القدرة التي لا يؤمن بها إلا الموحد وهو أن الشيطان يتصرف في الأمور الغريبة العجيبة ويتولج في المسام الضيقة ويعجز بالذكرى (¬1) عن حل الوكاء والغلق وعن التولج من سائر الأبواب والمنافذ. (فليفعل؛ فإن الفويسقة) الفأرة سماها بذلك للذم لوجود معنى الفسق فيها وهو الخروج من شيء إلى غيره. (تضرم) بضم حرف المضارعة وسكون الضاد المعجمة من أضرم النار أوقدها. (على أهل البيت) الذي فيه السراج غير طاف. (بيتهم) بجرها الفتيلة فتفسد ما يتصل به وقد أفاد أن ذكر الله يحول بين الشيطان وبين فعل هذه الأشياء وقضيته أنه يتمكن إذا لم يذكر الله تعالى وقد تردد ابن دقيق العيد في ذلك فقال: يحتمل أن يجعل قوله: "فإن الشيطان ... " إلى آخره. على عمومه ويحتمل تخصيص ما ذكر اسم الله عليه، ويحتمل أن يكون المنع من الله بأمر خارج عن جسمه، قال والحديث دال على منع دخول الشيطان الخارج لا الداخل فيكون ذلك لتحقيق المفسدة لا لرفعها، ويحتمل كون التسمية من الله ابتداء الإغلاق إلى تمامه. (م هـ (¬2) عن جابر وتقدم معناه مراراً). 5757 - "غِفَار غفر الله لهم، وأسلم سالمها الله، وعُصَيَّةُ عصت الله ورسوله". (حم ق ت) عن ابن عمر (صح) ". (غِفَار) بكسر المعجمة وتخفيف الفاء بطن من جاسم من العماليق وهم بنوا غفار بن جاسم بن عمليق. (غفر الله لها) ذنب سرقة الحاج في الجاهلية. (وأسلم سالمها الله) أي صالحها لدخولها في الإِسلام طوعا بغير حرب وهو يحتمل في اللفظين الدعاء والإخبار وقوله: (وعُصَيَّةُ) مصغر عصا بطن من بني ¬

_ (¬1) هكذا في الأصل ولعل صوابه بالذكر أي البسملة. (¬2) أخرجه مسلم (2012)، وابن ماجة (3410).

سليم. (عصت الله ورسوله) يؤيد أنه في الأولين خبر كما أنه في الثالث كذلك، والحديث فضيلة لغفار وأسلم وتقبيح لحال عصية، وفيه إبانة في التأثير لبئس الأسماء في المسميات وأنه لا يوضع الاسم إلا بالعام وإلا فالعقل يقصر عن إدراك شيء من ذلك لأنه علم غيب. (حم ق ت (¬1) عن ابن عمر). 5758 - "غفر الله لرجل ممن كان قبلكم: كان سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا اقتضى". (حم ت هق) عن ابن عمر (صح) ". (غفر الله لرجل ممن كان قبلكم) ظاهره الإخبار (كان سهلاً إذا باع، سهلاً إذا اشترى، سهلاً إذا اقتضى) قال ابن العربي: السهل والسمح ينظران من مشكاة واحدة ويجريان على سنن واحد ويتعلقان بمتعلق واحد وقوله: "ممن كان قبلكم" كالحث لنا على أمثال ذلك لعل الله أن يغفر لنا، وتمسك بالحديث من جعل شرع من قبلنا شرعًا لنا لأنه تعالى ذكره لنا على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - ذكراً أو وعظاً، والحديث أصل في تكفير السيئات بالحسنات وتمسك به من فضل الغنى على الفقر قالوا: إذا كان هذا الغفران بمجرد المساهلة فكيف من تصدق وأطعم الجياع وكسى العراة. (حم ت هق (¬2) عن ابن عمر) (¬3) رمز المصنف لصحته ذكر الترمذي في العلل أنه سأل عنه البخاري فقال: حديث حسن. 5759 - "غفر الله عَزَّ وَجَلَّ لرجل أماط غصن شوك عن الطريق ما تقدم من ذنبه وما تأخر". ابن زنجويه عن أبي سعيد وأبي هريرة". (غفر الله عَزَّ وَجَلَّ لرجل أماط) أي أزال. (غصن شوك عن الطريق) والحديث إخبار لا إنشاء دعاء لما عند أحمد من حديث أنس: أن شجرة كانت ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 117)، والبخاري (3513)، ومسلم (2518)، والترمذي (3941). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 340)، والترمذي (1320)، والبيهقي في السنن (5/ 357)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4162). (¬3) هكذا في المخطوطة وجاء في الجامع عن جابر.

على طريق الناس تؤذيهم فأتى رجل فعزلها فغفر له. (مما تقدم من ذنبه) عن عزلها. (وما تأخر) عنه، قال ابن العربي: هذا بأن تكون اعتدلت كفتا أعماله فلما وضعت في كفة الحسنات إماطته رجحت الكفة وكأن ذلك علامة على المغفرة انتهى. قيل: ولا حاجة إلا هذا بل الكريم تعالى يجازي على القليل بالكثير ولهذا قال جماعة عقب الحديث: أن قليل الخير يحصل [3/ 131] به كثير الأجر، والحديث حث على الإحسان إلى العباد وإزالة ما يؤدي والإعانة على نفعهم وأنه لا يستقل من أعمال الخير شيئاً. (ابن زنجويه (¬1) عن أبي سعيد وأبى هريرة) رواه أبو الشيخ والديلمي. 5760 - "غُفِرَ لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس رَكِيٍّ يلهث كاد يقتله العطش فنزعت خفها فأوثقته بخمارها، فنزعت له من الماء فغفر لها بذلك". (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (غُفِرَ) بالبناء للمجهول. (لامرأة) لم تسم. (مومسة) بضم الميم الأولى وكسر الثانية وهي الفاجرة (مرت بكلب على رأس رَكِيٍّ) بفتح الراء وتشديد الياء البئر. (يلهث) بمثلثة يخرج لسانه (من شدة العطش) كاد يقتله العطش (فنزعت خفها) من رجلها. (فأوثقته بخمارها) بالمعجمة بزنة كتاب ما يغطى به الرأس أي شدته به. (فنزعت له من الماء) فسقته. (فغفر لها) فجورها (بذلك) أي بسبب سقيها للكلب، وفيه أن الكبائر تغفر بحقير الأعمال فضلاً من الله سبحانه، قال ابن العربي: وهذا يحتمل أنه كان قبل النهي عن قتل الكلاب، ويحتمل أنه كان بعده فإن كان بعده فليس بناسخ لأنه إنما أمر - صلى الله عليه وسلم - بقتل كلاب المدينة دون البوادي على أنه وإن وجب قتله يجب سقيه ولا يجمع عليه بين حر العطش ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (3/ 99)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3917).

وحر الموت فإنه - صلى الله عليه وسلم - لما أمر بقتل اليهود شكوا العطش فقال: "لا تجمعوا عليهم حر السيف والعطش" فسقوا. قلت: ظاهر الحديث أنه إخبار عن واقعة اتفقت في غير شرعنا فيما نقدمه، والأمر بالقتل إنما اتفق في شرعنا وهذه بخلاف المرأة التي دخلت النار في هرة كما سبق في حرف الدال المهملة، فهذه الحيوانات سبب لأجر العبد أو وزره. (خ (¬1) عن أبي هريرة). 5761 - "غفر الله عَزَّ وَجَلَّ لزيد بن عمرو ورحمه؛ فإنه مات على دين إبراهيم". ابن سعد عن سعيد بن المسيب مرسلا (صحيح الإسناد) ". (غفر الله عَزَّ وَجَلَّ لزيد بن عمرو) يعني ابن نفيل بن عبد العزى الذي طلب الحنفية قبيل مبعثه - صلى الله عليه وسلم - وسبق في الدال المهملة إخباره - صلى الله عليه وسلم - أنه رأى له في الجنة درجتين وقدمنا هنالك شيئا من شعره وحاله والمغفرة تغطية الذنب بقوله: (ورحمه) أي بإدخاله الجنة وإكرامه بأنواع الكرامات. (فإنه مات على دين إبراهيم) علة المغفرة والرحمة وفيه دليل أنه لم يدرك البعثة فإنه لو أدركها لكان علة المغفرة إسلامه واتباعه له - صلى الله عليه وسلم - وقد قدمنا عن الزين العراقي أنه قال: ينبغي أن يقال أنه أول من آمن من الرجال بناء على إدراكه البعثة إيمانه به - صلى الله عليه وسلم - ويمكن أن يقال أن اتباعه دين إبراهيم من جملة الإيمان به - صلى الله عليه وسلم - قبل وجوده أو بعده، وفيه دليل على أن أهل الجاهلية كانوا متعبدين بدين إبراهيم. (ابن سعد (¬2) عن سعيد بن المسيب مرسلاً) فيما قوبل على خط المصنف أنه: صحيح الإسناد. 5762 - "غِلَظُ القلوب والجفاء في أهل المشرق، والإيمان والسكينة في أهل الحجاز". (حم م) عن جابر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3321، 3467). (¬2) أخرجه ابن سعد (3/ 381)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3978)، وفي الصحيحة (4143): موضوع.

(غِلَظُ) بكسر المعجمة وفتح اللام. (القلوب) قسوتها ونتوءها عن الحق. (والجفاء) الجفاء بالجيم قال القرطبي (¬1): هما بمعنى واحد ويحتمل أن المراد بالجفاء أن القلب لا يميل لموعظة ولا يخشع لتذكرة، والمراد بالغلظ أنها لا تفهم المراد ولا تعقل المعنى. (في أهل المشرق) أي سكان الجهات الشرقية، قال النووي (¬2): كان ذلك في عهده - صلى الله عليه وسلم - ويكون حين يخرج الدجال وهو فيما بين ذلك منشأ الفتن العظيمة ومثار الترك الغاشمة الغاشية. (والإيمان والسكينة) الطمأنينة والسكون. (في أهل الحجاز) هو من جزيرة العرب فإنها تشتمل على خمسة أقسام: تهامة، ونجد، والحجاز، وعروض، ويمن، فالحجاز هو ما بين نجد وتهامة وهو جبل فقيل من اليمن حتى يتصل بالشام سمي حجازا لحجزه بين نجد وتهامة، هذا ولا يعارضه حديث: "الإيمان يمان" لأنه ليس فيه النفي عن غيرهم، قاله ابن الصلاح. (حم م (¬3) عن جابر) قال الهيثمي: وهو في الصحيح يعني صحيح البخاري باختصار. 5763 - "غنيمة مجالس أهل الذكر الجنة" (حم طب) عن ابن عمرو (ح) ". (غنيمة مجالس أهل الذكر) أي الذي يغنمه من يجلس في مجالس ذكر الله تعالى وذكره تعالى ينقسم إلى ذكر بالقلب واللسان وهو أعلى درجاته وبالقلب فقط وهو الثانية، واللسان فقط مع غفلة القلب وهو أدنى مراتبه (الجنة) خبر قوله غنيمة. (حم طب (¬4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: وإسناد أحمد حسن. ¬

_ (¬1) تفسير القرطبي (1/ 482). (¬2) شرح النووي على مسلم (2/ 34). (¬3) أخرجه مسلم (53)، وأحمد (3/ 33). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 190)، والطبراني في مسند الشاميين (1325)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 53)، وضعفه الألباني (3919) في ضعيف الجامع وصححه في الصحيحة (3335).

5764 - "غَيْرَ الدجال أخوف على أمتي من الدجال: الأئمة المضلون". (حم) عن أبي ذر (صح) ". (غَيْرَ الدجال أخوف على أمتي) قال أبو البقاء: ظاهر اللفظ يدل على أن غير الدجال هو المخاف وليس معناه هذا إنما معناه أني أخاف على أمتي من غير الدجال أكثر مما أخاف منه ثم ذكر تأويلا للحديث غير واضح ولا يخفى [3/ 132] أن أخوفه بمعنى أكثر خائفية وأنه من باب ألوم وأشغل، والمعنى أني من غير الدجال أشد خوفا عليكم. (من الدجال) والمعنى واضح يفيد خوفه من الدجال كما يقتضيه اسم التفضيل، واسم التفضيل هنا من الثلاثي من المبني للمجهول وقوله: (الأئمة المضلون) خبر غير، وفي رواية "الأئمة المضلين" بالنصب على أنه بتقدير أعني، وتقدم أن آفة الدين ثلاثة: أحدهم الإِمام الجائر وتقدم عليه الكلام، قال ابن العربي: وهذا لا ينافي حديث: "لا فتنة أعظم من فتنة الدجال" لأن هذا قاله لأصحابه لإزالة الذي خافه عليهم أقرب من الدجال، فالقريب المتيقن وقوعه لمن يخاف عليه أشبه الخوف منه على البعيد المظنون وقوعه ولو كان أشد. قلت: وكأنه أراد بالمظنون وقوعه أي اتصاله بهم وإلا فإن خروج الدجال معلوم الوقوع لا مظنونه. (حم (¬1) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته، قال الحافظ العراقي: سنده جيد ورواه مسلم (¬2) في آخر الصحيح بلفظ: "غير الدجال أخوفني عليكم" ثم ذكر حديثاً طويلاً. 5765 - "غَيْرتان إحداهما يحبها الله، والأخرى يبغضها الله تعالى ومَخْيَلَتَان إحداهما يحبها الله، والأخرى يبغضها الله: الغيرة في الريبة يحبها الله، والغيرة في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 145)، وانظر قول العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 38)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4165)، وفي الصحيحة (1989). (¬2) أخرجه مسلم (2937).

غير ريبة يبغضها الله، والمَخْيَلةُ إذا تصدق الرجلُ يحبها الله، والمخيلة في الكبر يبغضها عَزَّ وَجَلَّ". (حم طب ك) عن عقبة بن عامر (صح) ". (غَيْرتان) بفتح المعجمة تثنية غيرة وهي الحمية والأنفة (إحداهما يحبها الله) أي يحب من اتصف بها لا أنه يحبها لذاتها. (والأخرى يبغضها الله تعالى) كذلك. (ومخيَلَتان) تثنية مخيلة وهي الخيلاء (أحدهما يحبها الله) ويثيب على فعلها ويحمد فاعلها. (والأخرى يبغضها الله) وهذا لف للأمور الأربعة والتركيب كله من التوسيع. (الغيرة في الريبة يحبها الله) قال ابن حجر: هذا الحديث ضابط الغيرة التي يلام صاحبها والتي لا يلام فيها قال وهذا التفضيل يتمحض في حق الرجال لضرورة اجتماع زوجين لمرأة بطريق الحل وأما المرأة فحيث غارت من زوجها في ارتكاب محرم كزنا أو نقص حق وجور عليها لضرة وتحققت ذلك أو ظهرت القرائن فيه فهي غيرة مشروعة فلو وقع بمجرد توهم من غير ريبة فهي الغيرة في غير الريبة وأما إذا كان الزوج مقسطاً عدلاً وافياً نحو كل من زوجتيه فالغيرة إن كانت لما في الطباع البشرية التي لا يسلم منها أحد من النساء فتعذر فيها ما لم تتجاوز إلى ما حرم عليها من قول أو فعل وعليه يحمل ما جاء عن السلف الصالح (¬1) من ذلك كعائشة وزينب رضي الله عنهما وقد عرف معنى قوله: (والغيرة في غير ريبة يبغضها الله، والمَخْيَلةُ إذا تصدق الرجلُ يحبها الله) لأن الإنسان يجد رائحة السخاء فيعطيها طيبة بها نفسه ولا يستكثر كثيراً ولا يعطي شيئاً إلا وهو مستقل له. (والمخيلة في الكبر يبغضها عَزَّ وَجَلَّ) لأنه يبغض الكبر كله. (حم طب ك (¬2) عن عقبة بن عامر) رمز ¬

_ (¬1) فتح الباري (9/ 326). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 154)، والطبراني في الكبير (17/ 340) (939)، والحاكم (1/ 578)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 329)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3920)، وفي الضعيفة (3962).

المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم صحيح وأقرَّه الذهبي، وقال الهيثمي: رجال الطبراني رجال الصحيح. 5766 - "غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود". (حم ن) عن الزبير (ت) عن أبي هريرة (صح) ". (غيروا الشيب) بالخضاب بغير السواد بل بالحناء والكتم. (ولا تشبهوا باليهود) فإنهم لا يخضبون الشيب فقد نهى عن التشبه بهم في أي خصلة من الخصال وأجمعت الأمة على ذلك، قال ابن تيمية (¬1): أمر بمخالفتهم وذلك يقتضي أن يكون جنس مخالفتهم أمرا مقصودا للشارع لأنه إن كان الأمر بجنس المخالفة حصل المقصود وإن كان الأمر بها في تغيير الشيب فقط فهو لأجل ما فيه من المخالفة فالمخالفة إما علة مفردة أو علة أخرى أو بعض علة وكيف ما كان يكون مأمورا بها مطلوبة من الشارع لأن الفعل المأمور به وعبر عنه بلفظ مشتق من معنى أعم من ذلك الفعل فلابد أن يكون ذلك الاشتقاق مما فيه أمرا مطلوبا سيما إن ظهر لنا أن المعنى المشتق منه مناسب للحكمة. (حم ن (¬2) عن الزبير، ت (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وهو فيه تابع للترمذي لكن فيه عمرو بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (¬4)، قال في الميزان: ضعفه ابن معين. 5767 - "غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود والنصارى". (حم حب) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 50). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 165)، والنسائي (5/ 415)، وصححه الألباني في صحيح الجامع. (4167)، وحسنه في الصحيحة (836). (¬3) أخرجه الترمذي (1752). (¬4) انظر الميزان (5/ 318).

(غيروا الشيب) قالوا الأمر للندب قال الزين العراقي: في توجيه كونه للندب وخروجه عن الوجوب أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لم يختضب انتهى، قيل: وفيه نظر فما كان يأمر بشيْ إلا كان أول آخذ به، قلت: قد عرف أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يظهر عليه الشيب حتى يحتاج إلى الخضاب فإنه لا يخضب إلا ما ظهر لونه وغلب لون السواد. (ولا تشبهوا باليهود والنصارى) فإنهم لا يختضبون أو أنهم يخضبون بغير ما أذن فيه وأبيح به الخضاب، قال العراقي: الأول أظهر لحديث: "إن اليهود والنصارى لا يخضبون فخالفوهم" قيل: يدل بالثاني حديث: "السواد خضاب الكافر" وأجيب بأنه لا [3/ 133] يلزم من ذكر الكافر دخول اليهود والنصارى فيه. (حم حب (¬1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته. 5768 - "غيروا الشيب، ولا تُقَربُوه السَّواد". (حم) عن أنس (صح) ". (غيروا الشيب) والمراد في الأحاديث كلها شيب اللحية ويحتمل مطلق الشيب فيشمل الرأس وغيره من الشعر ويدل لذلك أنه قاله - صلى الله عليه وسلم - لما أتى إليه بأبي قحافة يوم الفتح كأن رأسه ولحيته ثغامة بيضاء، قال ابن حجر (¬2): يستحب الخضاب إلا أن يكون عادة لأهل بلدة أنهم لا يخضبون فإنه ينفرد به عنهم يصير في مقام الشهرة فالترك أولى. (ولا تُقَرِبُوا السَّواد) لما سلف. (حم (¬3) عن أنس)، رمز المصنف لصحته وعزاه في الفردوس وغيره إلى مسلم. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 261)، وابن حبان في صحيحه (12/ 278) (5473)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4168)، وفي الصحيحة (836). (¬2) فتح الباري (10/ 355). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 247)، والديلمي في الفردوس (4272).

فصل المعرف باللام من حرف الغين

فصل المعرف باللام من حرف الغين 5769 - " الغازي في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ، والحاج والمعتمر وفد الله: دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم". (هـ حب) عن ابن عمر (صح) ". (الغازي في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) اسم فاعل حقيقة فيما تلبس بالمشتق منه اتفاقا فالمراد المباشر للغزو الملتبس (و) كذلك. (الحاج والمعتمر) وقوله: (وفد الله) خبر عن الكل لأن الوفد القوم يجتمعون ويردون البلاد، واحدهم وافد، وكذلك الذين يقصدون الأمراء للزيارة والاسترفاد ونحوه ومقصود الحديث أنهم مبرورون عند الله مكرمون لأنه كالوفد لدى الملك. (دعاهم فأجابوه) لأنه حثهم على ما ذكر ففعلوا والجزاء من جنس العمل فهو مجازيهم بالإجابة إن دعوه كما أجابوه حين دعاهم ولذا قال: (وسألوه فأعطاهم) جزاءً وفاقاً. (هـ حب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 5770 - "الغبار في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ إسفار الوجوه يوم القيامة". (حل) عن أنس" (ض). (الغبار في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) الذي يثيره اجتماع القوم في الجهاد ويحرفه. (يكون التلبس به) والتملي منه. (إسفار الوجوه) المتلبسة به. (يوم القيامة) أو يجعله الله تعالى نفس النور هنالك. (حل (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 5771 - "الغدو والرواح إلى المساجد من الجهاد في سبيل الله". (طب) عن أبي أمامة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2893)، وابن حبان في صحيحه (10/ 474) (4613)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4171). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3921)، وفي الضعيفة (3963).

(الغدو والرواح) تقدم بيانهما. (إلى المساجد) فالغدو لصلاة الغداة، والرواح لما عداها من صلاة النهار ويحتمل أنه أريد بهما مطلق المعاودة إلى المساجد فيشمل صلاة الليل. (من الجهاد في سبيل الله) لأنه جهاد حقيقة للنفس والشيطان. (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه القاسم أبا عبد الرحمن وفيه خلاف ذكره الهيثمي. 5772 - "الغدو والرواح في تعليم العلم أفضل عند الله من الجهاد في سبيل الله". أبو مسعود الأصفهاني في معجمه، وابن النجار (فر) عن ابن عباس". (الغدو والرواح) يحتمل الأمرين كما سلف. (في تعليم العلم) من كتاب وسنة وأنهما. (أفضل عند الله من الجهاد في سبيل الله) لعموم نفع العلم وعموم بركته وكذلك الغدو والرواح في تعليمه وبذله، يعلم من هذا؛ لأنه لا تعلم إلا عن معلم إذا لم يكن أجره أكثر مع حسن مقصده ومقصد الطالب. (أبو مسعود الأصفهاني في معجمه، وابن النجار فر (¬2) عن ابن عباس) ورواه عنه الحاكم. 5773 - "الغرباء في الدنيا أربعة: قرآن في جوف ظالم، ومسجد في نادي قوم لا يصلى فيه، ومصحف في بيت لا يقرأ فيه، ورجل صالح مع قوم سوء". (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (الغرباء في الدنيا أربعة: قرآن في جوف ظالم) لأنه لا يعمل به فهو غريب عنده غير معروف. (ومسجد في نادي قوم لا يصلى فيه) في الفردوس: النادي مجتمع القوم ودار الندوة أخذت من ذلك لأنهم كانوا يجتمعون ويتحدثون فيه ووجه غربة المسجد ظاهره. (ومصحف في بيت لا يقرأ فيه) أي في المصحف لأنه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 77) (7739)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 29)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3922)، وفي الضعيفة (2007): موضوع. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4303)، وعزاه في الكنز (20240) إلى أبي مسعود في معجمه وابن النجار، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3923)، وفي الضعيفة (3964): ضعيف جداً.

هجر عما هو له، ويحتمل لا يقرأ في البيت، وإن لم يقرأ في المصحف إذا قرئ فيه على ظهر قلب، والأول أظهر. (ورجل صالح مع قوم سوء) وغربته واضحة والإخبار بأن هؤلاء غرباء حث على إخراجهم عن الغربة وتأثيم من غربهم. (فر (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وفيه عبد الله بن هارون الصوري (¬2) قال الذهبي في الذيل: لا يعرف. 5774 - "الغرفة من ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء أو درة بيضاء ليس فيها فصم ولا وصم، وإن أهل الجنة يتراءون الغرف منها كما تراءون الكوكب الدري الشرقي أو الغربي في أفق السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأَنْعِمَا". الحكيم عن سهل (ض) ". (الغرفة) اللام للعهد الخارجي أي التي ذكرها الله في القرآن: {غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ} [الزمر: 20] ونحوها المكان العالي، والمراد في الجنة. (من ياقوتة حمراء أو زبرجدة) بفتح الزاي. (خضراء أو) للتنويع والتقسيم لا للشك، وكذلك في قوله. (درة بيضاء ليس فيها فصم) بالفاء والمهملة الساكنة هو أن يتصدع الشيء ولا يثبت. (ولا وصم) بالمهملة أيضا بزنته أي لا عيب يقال: ما في فلان وصمة أي عيب ولا عار. (وإن أهل الجنة يتراءون الغرفة منها) أي من الغرف المدلول عليها بالمفرد أي من بين الغرف، ويحتمل أنه للجنة أي من الجنة. (كما تراءون الكوكب الدري الشرقي أو الغربي في أفق السماء) تقدم الكلام على هذه الألفاظ في: "أن أهل الجنة" في حرف الهمزة. (وإن أبا بكر وعمر منهم) منهم من أهل الغرف الدال عليهم ذكرها. (وأنْعِمَا) أي وهما أهل لذلك، وتقدم هذا اللفظ في: ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4301)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3924)، وفي الضعيفة (3965): موضوع. (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 361).

"أن أهل الدرجات العلى" في حرف الهمزة أيضا والكلام عليه. (الحكيم (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لضعفه. 5775 - "الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه وعن شماله ومن أمامه ومن خلفه فلم يَرَ أحد يعرفه غفر الله له ما تقدم من ذنبه". ابن النجار عن ابن عباس (ض) ". (الغريب) عن أوطانه وأهله ويحتمل أن يشمل الرجل الصالح بين قرناء السوء ويكون المراد بمن لم يعرفه [3/ 134] أي من الصالحين. (إذا مرض فنظر عن يمينه وعن شماله ومن أمامه ومن خلفه) جهاته الأربع. (فلم يَرَ أحد يعرفه) يأنس به ويطمئن إليه. (غفر الله له ما تقدم من ذنبه) لغربته وفقدان من يأنس به. (ابن النجار (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال السخاوي بعد ما أورد هذا وما أشبهه (¬3): لا يصح شيء من ذلك. 5776 - "الغريق شهيد، والحريق شهيد، والغريب شهيد، والملدوغ شهيد، والمبطون شهيد، ومن يقع عليه البيت فهو شهيد، ومن وقع من فوق البيت فَتُدَقُّ رجله أو عنقه فيموت فهو شهيد، ومن تقع عليه الصخرة فهو شهيد، والغيرى على زوجها كالمجاهد في سبيل الله فلها أجر شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون أخيه فهو شهيد، ومن قتل دون جاره فهو شهيد، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر شهيد". ابن عساكر عن علي (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (3/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3925). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4310)، والقزويني في التدوين (4/ 170)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3926)، والضعيفة (3966). (¬3) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 473).

(الغريق شهيد) في أجره (والحريق) الميت بالحريق (شهيد، والغريب) الميت في غربته عن أوطانه (شهيد، والملدوغ) المصاب بسم الأفاعي. (شهيد، والمبطون شهيد) الهالك بألم الباطن إسهالا كان أو غيره. (ومن يقع عليه البيت) يتهدم عليه أي محل هو فيه. (شهيد، ومن وقع من فوق البيت فَتُندَقُّ رجله أو عنقه) أو غيرهما لأن المعنى دائر على كونه مات بالوقوع من فوق السقف. (فيموت فهو شهيد) ومثله من يقع من أعلى جبل أو نحوه. (ومن تقع عليه الصخرة) الهابطة من فوق. (فهو شهيد، والغيرى على زوجها) الغيرة الشرعية. (كالمجاهد في سبيل الله فلها أجر شهيد) سواء ماتت بالغيرة أو لا. (ومن قتل دون ماله فهو شهيد) إذا قتل دفاعا على ماله لأن آخذه منكر له دفعه ويجوز له ترك الدفاع. (ومن قتل دون نفسه) مدافعا عنه (فهو شهيد، ومن قتل دون أخيه) المؤمن مدافعا عنه أو عن ماله أو عن حرمه. (فهو شهيد، ومن قتل دون جاره) كذلك. (فهو شهيد) وهو من عطف الخاص على العام وإلا فإنه قد دخل تحت أخيه. (والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر شهيد) إن مات دون ذلك، ويحتمل أن له أجر شهيد، وإن مات بسبب آخر. (ابن عساكر (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 5777 - "الغريق في سبيل الله شهيد". (تخ) عن عقبة بن عامر". (الغريق في سبيل الله) إذا مات بالغرق وهو في طريق الجهاد. (شهيد) غرق في بحر أو غيره، مع أنه قد دخل في مطلق الغريق، وكأن هذه درجة في الشهادة أرفع من الأولى. (تخ (¬2) عن عقبة بن عامر). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 166)، والديلمي في الفردوس (4307)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4172)، وقال في الضعيفة (3967): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4173).

5778 - "الغزو خير لِوَدْيِكَ". (فر) عن أبي الدرداء". (الغزو خير لِوَدْيِكَ) الودي بالمهملة صغار النخل، ومعنى الحديث يعرف من سببه وهو أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: "ألا تغزوا"، فقال: يا رسول الله غرست وديا وإني أخاف إن غزوت أن يضيع فذكره، فغزا الرجل فعاد فوجد وديه كأحسن الودي وأجوده، وفيه أن الأعمال الصالحة سبب لصالح أمور الدنيا من المزارع وغيرها. (فر (¬1) عن أبي الدرداء) ورواه أبو نعيم. 5779 - "الغزو غزوان: فأما من غزا ابتغاء وجه الله تعالى وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسر الشريك واجتنب الفساد في الأرض؛ فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخراً ورياءً وسمعة وعصى الإِمام وأفسد في الأرض؛ فإنه لن يرجع بالكفاف". (حم د ن ك هب) عن معاذ (صح) ". (الغزو غزوان) أي غزو يبتغى ويؤجر صاحبه وغزو لا يبتغي ولا يؤجر صاحبه إلا أنه استغنى بتقسيم أحوال الغزاة عن بيان أقسام الغزو. (فأما من غزا ابتغاء وجه الله تعالى) طلبا لامتثال أمره لا طمعاً في غنيمة، ولا ليقال شجاع. (وأطاع الإمام) الذي أمره. (وأنفق الكريمة) أي نفسه أو الناقة العزيزة عليه. (وياسر الشريك) أي باليسر والسهولة مع الرفيق في نفعه وكفاية مؤنته وإعانته. (واجتنب الفساد في الأرض) بأن يتجاوز ما شرعه الله في القتل والأسر ونحوه. (فإن نومه ونبهه) بفتح فسكون يقظته. (أجر كله) كله مبتدأ وأجر خبره ولا يصح جعل كله تأكيد كما قاله الطيبي. (وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة) ليراه الناس ويسمعوا به وهذا مقابل قوله في الأول ابتغاء وجه الله. (وعصى الإِمام ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي (4211)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3928)، وفي الضعيفة (3968): موضوع.

وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بالكفاف) أي ثواب مأخوذ من كفاف الشيء خياره أو من الرزق أي لم يرجع بخير ولا ثواب يغنيه يوم القيامة كذا قيل. قلت: والأظهر فإنه لن يرجع بما يكف عنه ونال غزوه فإنه بريائه وسمعته وفخره يحمل أوزارا لم يعد بما يكف عذابها عنه يوم القيامة. (حم د ن ك هب (¬1) عن معاذ) رمز المصنف لصحته. 5780 - "الغسل يوم الجمعة سنة". (طب حل) عن ابن مسعود (صح) ". (الغسل يوم الجمعة سنة) أي طريقة مسلوكة للمؤمنين وليس المراد بها ما يقابل الفرض؛ لأنه اصطلاح جديد ومن فسرها الشارح المناوي بغير واجب فقد فسر اللفظ اللغوى بالعرف الطارئ، وتقدم الكلام قريبا في ذلك. (طب حل (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته. 5781 - "الغسل واجب على كل مسلم في سبعة أيام شَعْرَهُ وَبَشَرُهُ". (طب) عن ابن عباس (صح) ". (الغسل واجب على كل مسلم في سبعة أيام) أي في كل سبعة أيام مرّة والمراد في يوم الجمعة كما أفصح به في رواية ابن خزيمة والنسائي وبه احتج أبو ثور أنه لليوم وحديث "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل" تقدم دليل عليه أنه للصلاة لا إنه لليوم. (شَعْرَهُ وَبَشَرهُ) نصب بمقدر أي يغسل [3/ 135] أو غسله والمراد به الاستكمال. (طب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 234)، وأبو داود (22095)، والنسائي (6/ 49)، (7/ 155)، والحاكم (2/ 94)، والبيهقي في الشعب (4265)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4174)، والصحيحة (1990). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 212) (10501)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 178)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3931)، والضعيفة (3969). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 31) (10947)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3930).

5782 - "الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستن وأن يمس طيبا إن وجد". (حم ق د) عن أبي سعيد (صح) ". (الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وأن يستن) بذلك أسنانه بالسواك والاستنان الاستياك. (وأن يمس طيبا إن وجد) ظاهره قيد للأخير فقط وظاهره وجوب الثلاثة المذكورة إلا أنه قيل لم يقل أحد بوجوب الآخرين وجعل الجمهور عطفهما على الغسل من أدلة عدم وجوبه إلا إنها من دلالة الاقتران وهي ضعيفة. (حم ق د (¬1) عن أبي سعيد). 5783 - "الغسل يوم الجمعة على كل محتلم، والسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه، ولو من طيب المرأة إلا أن يكثر". (ن حب) عن أبي سعيد (صح) ". (الغسل يوم الجمعة على كل محتلم، والسواك) للصلاة أيضًا كالغسل. (ويمس من الطيب ما قدر عليه) للخروج إلى الصلاة أيضًا. (ولو من طيب المرأة) المكروه للرجال الذي يظهر لونه ويخفى ريحه. (إلا أن يكثر) طيب المرأة فلا يفعله بل يفعل كما دل لفظ المس وفيه التأكيد في بيان مس الطيب. (ن حب (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 5784 - "الغسل من الغسل والوضوء من العمل". الضياء عن أبي سعيد" (صح). (الغسل) لبدن الحي يشرع (من الغسل) أي من غسله لبدن الميت (والوضوء) له شرع (من العمل) كما فسره حديث: "من غسل ميتًا فليغتسل ومن حمله فليتوضأ"، وقد ذهب بعض العلماء إلى الأخذ بظاهر الأمر في الأمرين فأوجب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 69)، والبخاري (840)، ومسلم (846)، وأبو داود (344). (¬2) أخرجه النسائي (3/ 92)، وابن حبان (4/ 34) (1233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4177).

الغسل من الغسل والوضوء من العمل، وأكثر أنه مندوب ولا عذر عن العمل بالحديث بعد صحته. (الضياء (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 5785 - "الغسل صاع والوضوء مد". (طس) عن ابن عمر (ض) ". (الغسل) أي قدر مائه. (صاع) فإنه أقل ما يكفي. (والوضوء مد) كذلك والصاع أربعة أمداد. (طس (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال ابن القطان: ضعيف ولم يبين وجهه وبينه الهيثمي فقال فيه الحكم بن نافع ضعفه أبو زرعة ووثقه ابن معين قال ابن العطار: وقد ورد معناه من طريق صحيح عند ابن السكن. 5786 - "الغسل في هذه الأيام واجب: يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة". (فر) عن أبي هريرة". (الغسل في هذه الأيام واجب) بينها بقوله. (يوم الجمع، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة) ففي الجمعة للصلاة كما بينه غيره من الأحاديث وفي غيرها لليوم نفسه. (فر (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وفيه يحيى بن عبد الحميد قال الذهبي (¬4): قال أحمد: كان يكذب جهاراً. 5787 - "الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من النار، والماء يطفئ النار، فإذا غضب أحدكم فليغتسل". ابن عساكر عن معاوية". (الغضب) هو عرض يتبعه غليان دم القلب لإرادة الانتقام. (من الشيطان) ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء كما في الكنز (42223)، وأخرجه أحمد (2/ 454)، وأبو داود (3161)، وابن حبان (2/ 239) بلفظ: "من غسل ميتاً فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ"، عن أبي هريرة، وانظر فيض القدير (4/ 412)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4176). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3467)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4175). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4297)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3929). (¬4) انظر: المغني (2/ 739).

أي من صفاته أو من إثارة تهيجه في الإنسان وظاهر قوله. (والشيطان خلق من النار) كما صرح به القرآن. (والماء يطفئ النار) فالأولى ما خلق منه فهو دواؤه لأن كل شيء يعالج بضده. (فإذا غضب أحدكم فليغتسل) أي يتوضأ وقد قدمنا ذلك ووجهه ظاهر. (ابن عساكر (¬1) عن معاوية) وأبو نعيم عن أبي مسلم الخولاني قال: كلم معاوية بشيء وهو على المنبر فغضب فنزل فاغتسل وذكره. 5788 - "الغفلة في ثلاث: عن ذكر الله، وحين يصلي الصبح إلى طلوع الشمس، وغفلة عن نفسه في الدين حتى يركبه". (طب هب) عن ابن عمرو (ض) ". (الغفلة) التي هي غيبة الشيء عن البال. (في ثلاث) أي الغفلة الضارة المعدود صاحبها في الغافلين. (عن ذكر الله) في أي حين من الأحيان. (وحين يصلي الصبح إلى طلوع الشمس) عطف خاص على عام أي الغفلة عن ذكر الله في هذا الوقت خاصة لأنه أشرف أوقات الذكر. (وغفلة) الرجل (عن نفسه في الدين) بفتح الدال. (حتى يركبه) بأن لا يحاسب نفسه وينظر في حقوق الناس التي عليه والحديث تحذير عن الغفلة عما ذكر. (طب هب (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه خُدَيْج بن صُوميِّ وهو مستور وبقية رجاله ثقات انتهى وفيه ضعفاء آخرون. 5789 - "الغل والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب". ابن صصري في أماليه عن الحسن بن علي". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (59/ 169)، والديلمي في الفردوس (4314) عن معاوية وأخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 130) عن أبي مسلم الخولاني، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3933). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (4/ 128)، وأخرجه عبد بن حميد (351)، والبيهقي في الشعب (571)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3934)، والضعيفة (3970).

(الغل) بالكسر الحقد. (والحسد) تقدم تفسيره. (يأكلان الحسنات) أي يذهبانها. (كما تأكل النار الحطب) فتذهب نفعه كذلك ما ذكر يذهب نفع الحسنات فيجب تجنبه. (ابن صصرى (¬1) في أماليه عن الحسن بن علي) كرم الله وجهه. 5790 - "الغلة بالضمان". (حم هق) عن عائشة (صح) ". (الغلة) بفتح المعجمة وتشديد اللام وهي ما يحصل من نحو زرع وتمر ومباح. (بالضمان) هو كحديث: "الخراج بالضمان" تقدم الكلام فيه في حرف الخاء المعجمة. (حم هق (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 5791 - "الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل". ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن ابن مسعود (ض) ". (الغنا) بالمد التغني ومن قال إنه بالقصر، والمراد غنا المال خلاف ما قاله الحفاظ. (ينبت النفاق) أي صفته وهي ضعف الإيمان (في القلب) لأنه يزاحمه حب ما يتغنى به من ذكر الجمال ونحوه ولا يزال يزيده (كما ينبت الماء البقل) وينميه في الأرض والحديث من أدلة تحريم الغناء. (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه قال النووى: لا يصح، وأقره الزركشي والزين العراقي. 5792 - "الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع". (هب) عن جابر". (الغناء ينبت النفاق في القلب) يولده فيه ويحصله. (كما ينبت الماء الزرع). ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (1391)، وعزاه إلى ابن صصري في أماليه في الكنز (7444)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3935). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 80)، والبيهقي في السنن (5/ 321)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4179). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (30، 31، 34، 39)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3936).

(هب (¬1) عن جابر) سكت المصنف عليه وفيه علي بن حماد (¬2) قال الدارقطني: متروك وعبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد (¬3) [3/ 136] قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة. 5793 - "الغنى هو الإياس مما في أيدي الناس". (حل) والقضاعي عن ابن مسعود (ض) ". (الغنى) بالكسر والقصر. (هو اليأس مما في أيدي الناس) أي ليس الغناء بكثرة العرض بل باليأس وإقناع النفس عن الأطماع وتقدَّم معناه مراراً وبيان وجهه. (حل والقضاعي (¬4) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأنَّ فيه أبو بكر بن إبراهيم بن زياد العجلي قال في اللسان عن أبي حاتم: مجهول وأورده ابن الجوزى في الموضوعات. 5794 - "الغنى الإياس عما في أيدي الناس، ومن مشى منكم إلى طمع من طمع الدنيا فليمش رويداً". العسكري في المواعظ عن ابن مسعود (ض) ". (الغنى) أي غنا النفس. (الإياس عما في أيدي الناس) لأنَّ ضده الطمع وهو فقر حاضر. (ومن مشى منكم إلى طمع من طمع الدنيا فليمش رويداً) أي مشيا رفيقا بتمهل وتأن فإنه لا يناله إلا ما قسم له وفيه ترخيص في طلب الدنيا لكن برفق. العسكري (¬5) في المواعظ عن ابن مسعود رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3937). (¬2) انظر المغني (2/ 445). (¬3) انظر المغني (1/ 345). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 188)، والقضاعي في مسند الشهاب (199)، وانظر: لسان الميزان (1/ 61)، والموضوعات لابن الجوزى (3/ 123)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3940)، والضعيفة (3971): ضعيف جداً. (¬5) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (422)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3939)، والضعيفة (3971): ضعيف جداً.

5795 - "الغنى الإياس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر". العسكري عن ابن عباس (ض) ". (الغنى الإياس عما في أيدي الناس) فإن من طمع فيما في أيديهم لا يزال فقيراً لأنه لا ينال كل ما يريد ولا يقنعه ما يناله منهم. (وإياك والطمع) احذره. (فإنه الفقر الحاضر) لأن الفقير ملتهب القلب متشتت الفكر لحاجاته كذلك الطامع حاله حال الفقير ففقره حاضر منه لا يفارقه مع أن الفقير قد يفارقه فقره. (العسكري (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه. 5796 - "الغنم بركة". (ع) عن البراء (ح) ". (الغنم) أي اتخاذها. (بركة) زيادة ونمو ومنافع عدة لا تكاد تحصى وهو حث على تقنيها. (ع (¬2) عن البراء) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن عبد الله الرازي وهو ثقة. 5797 - "الغنم بركة، والإبل عز لأهلها، والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، وعبدك أخوك فأحسن إليه، وإن وجدته مغلوبا فأعنه". البزار عن حذيفة (ح) ". (الغنم بركة) كما سلف. (والإبل عز لأهلها) لأنهم يعزون بها وتنقلهم من أرض إلى أرض أو لأنهم يعظمون بها عند نظائرهم. (والخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة) تقدم غير مرة في الخاء المعجمة وتقدم تفسير الخير بالأجر والمغنم (وعبدك) أي مملوكك وقد نهى أن يدعوه سيده بعبده فكأنه جاز هنا لبيان الجواز وأن النهي للكراهة. (أخوك) في الدين. (فأحسن إليه) كما ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 362)، والطبراني في الأوسط (7753)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3938). (¬2) أخرجه أبو يعلي (1709)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 67)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4180).

تحسن إلى أخيك. (وإن وجدته مغلوباً) في شيء من الأعمال التي قلدته بها. (فأعنه) عليها وتقدم معناه. (البزار (¬1) عن حذيفة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه الحسن بن عمارة وهو ضعيف وقد أورده في الميزان بلفظه من حديث أبي هريرة في ترجمة أرطأة بن الأشعث وقال: إنه هالك. 5798 - "الغنم من دواب الجنة، فامسحوا رَغَامَهَا، وصلوا في مرابضها". (خط) عن أبي هريرة) " (ض). (الغنم من دواب الجنة) أخرجت إلى الدنيا ثم تعود إليها. (فامسحوا أَرغَامَهَا) تقدم ضبطه وهو المخاط. (وصلوا في مرابضها) مأواها ليلاً، قيل: والأمر للإباحة لئلا يتوهم كراهة الصلاة فيها كما في معاطن الإبل. (خط (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي: روي عن أبي هريرة مرفوعاً وموقوفاً والأصح الوقف. 5799 - "الغنم أموال الأنبياء". (فر) عن أبي هريرة" (ض). (الغنم أموال الأنبياء) يقتنونها لما فيها من البركة فينبغي لكل اقتناؤها تأسياً بالأنبياء - عليهم السلام - وقد كان له - صلى الله عليه وسلم - مائة من الغنم وإذا ولد الراعي واحدة ذبح مكانها أخري. (فر (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه موسى بن مطير (¬4) قال الذهبي: قال غير واحد: إنه متروك الحديث. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (2942)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 259)، وانظر: الميزان (1/ 318)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4181). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (7/ 431)، والبيهقي في السنن (2/ 450)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4182). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4308)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3941)، والضعيفة (3973) ضعيف جداً. (¬4) انظر الميزان (6/ 564)، والمغني (2/ 687).

5800 - "الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء". (ت) عن عامر بن مسعود" (ض). (الغنيمة الباردة) التي تحصل من غير حر الحروب وملاقاة الأبطال (الصوم في الشتاء) لأنه قصر نهاره وبرد هواه فلا جوع لطول يومه ولا عطش لحره. (ت (¬1) عن عامر بن مسعود). رمز المصنف لضعفه ثم عامر تابعي لا صحابي فهو مرسل فكان عليه أن يقول مرسلاً. 5801 - "الغلام مرتهن بعقيقته: تذبح عنه يوم السابع، ويسمى ويحلق رأسه". (ت ك) عن سمرة" (صح). (الغلام مرتهن بعقيقته) قال أحمد بن حنبل أي لا يشفع لأبويه إذا مات طفلاً نقله عنه الخطابي واستجوده وتعقب بأنه لا يقال لمن لا يشفع لغيره مرتهن والأولى أن يقال: إن العق عنه سبب لانفكاكه من الشيطان الذي طعنه حال خروجه. (تذبح عنه يوم السابع، ويسمى ويحلق رأسه) فهذه ثلاث سنن تفعل يوم سابعه من يوم ولادته فإن ذبح قبله لم تقع عنه فإن لم تحصل يوم سابعه فيوم رابع عشر وإلا فيوم الحادى والعشرين فإن لم يعق عنه سمى غداة ولادته وإطلاق الحلق يشمل الأنثى فيحلق رأسها وحكى الماوردى كراهة حلق رأسها. (ت ك (¬2) عن سمرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه صححه الترمذي والحاكم وأعل بأنه من رواية الحسن عن سمرة وهو مدلس لكن في البخاري أن الحسن سمع حديث العقيقة من سمرة. 5802 - "الغلام مرتهن بعقيقته: فأهريقوا عنه الدم، وأميطوا عنه الأذى". (هب) عن سلمان بن عامر". (الغلام مرتهن) بفتح المثناه الفوقية. (بعقيقته: فأهريقوا عنه الدم) بشاتين عن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (797)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3943). (¬2) أخرجه الترمذي (1522)، والحاكم (4/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4184).

الذكر وواحدة عن [3/ 137] الأنثى كما سلف. (وأميطوا) أي أذيلوا زنة ومعنى (عنه الأذى) شعر رأسه وما عليه من الأقذار وكانت الجاهلية تلطخ رأسه بدم العقيقة فأتى الحديث بالنهي عن ذلك. (هب (¬1) عن سلمان بن عامر) وعزاه الديلمي إلى البخاري. 5803 - "الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافراً، ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا". (م د ت) عن أبيّ (صح) ". (الغلام الذي قتله الخضر) فيما قصه الله من خبره. (طبع يوم طبع كافرا) أي كتب في بطن أمه شقي والولادة على الفطرة كما في حديث: "كل مولود يولد على الفطرة" لا يناقض هذا لأن المراد بالفطرة استعداد القبول للإسلام وذلك لا ينافي علم الله أنه يختار الشقاوة. (ولو عاش لأرهق أبويه) حملهما حبهما له على اتباعه فكان ذلك. (طغياناً وكفراً) أو نفسهما بالردة ولا يقال كفرهما لا يبيح قتله حالاً لأنا نقول جاز ذلك في شرعهم أو نقول هذا علم لدني كما قال تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: 65] وهذا مبني على أن الغلام قتل قبل بلوغه وعليه الجمهور قال القرطبي: والصحيح ذلك، والمراد من طبع كافرًا أنه خلق قلبه على صفة قلب الكافر من القسوة والجهل ومحبة الفساد وضرر العباد وفيه أنه تعالى لما علم ذلك منه أمر الخضر بقتله من باب دفع الضرر المترتب على التكليف انتهى وقد بحثنا فيه في رسالة مستقلة. (م د ت (¬2) عن أبيّ) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. 5804 - "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره". (د) عن أبي هريرة (صح) ". (الغيبة) التي نهى الله عنها بقوله {وَلَا يَغْتَبْ بَّعْضُكُمْ بَعْضاً} [الحجرات: 12]. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (9/ 303)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4185). (¬2) أخرجه مسلم (2661)، وأبو داود (4705)، والترمذي (3150).

(ذكرك أخاك) في الدين في غيبته. (بما يكره) لو بلغه في دينه أو دنياه أو خلقه أو أهله أو خادمه أو ماله أو غير ذلك مما يتعلق به سواء ذكرته بلفظ أو إشارة أو رمز كما في الأذكار (¬1)، قال الغزالي (¬2): وإياك وغيبة القراء المرائين وهي أن تفهم المقصود من غير تصريح فتقول أصلحه الله وقد ساءني وغمني ما جرى عليه فنسأل الله السلامة وأن يصلحنا فإن هذا جمع بين خبيثين: الغيبة وتزكية النفس وقد ولع الناس بالغيبة حتى أنها تدخل في كل حديث من الأحاديث التي تدور بينهم. (د (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 5805 - "الغيبة تنقض الوضوء والصلاة". (فر) عن ابن عمر (ض) ". (الغيبة تنقض الوضوء والصلاة) تمسك به من قال: بحكمه في نقض الوضوء ومن أباه قال: إنه خرج مخرج الزجر والتحذير، وأما نقضه الصلاة فلا أعلم قائلاً به وكأن المراد أنه يذهب أجرها إن وقع بعد فعلها وإلا فلا غيبة حالها. (فر (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 5806 - "الغيرة من الإيمان، والمِذَاءُ من النفاق". البزار (هب) عن أبي سعيد (ح) ". (الغيرة) بالفتح من تغير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص (من الإيمان) لأنها وإن تمازح فيها داعي الطبع وحظ النفس لكونها مما يجدها المؤمن والكافر لكنها بالمؤمنين أحق لأن فيه حكم الرسوم الشرعية. (والمذاء) بميم مكسورة وذال معجمة وهي قيادة الرجل على أهله بأن ¬

_ (¬1) انظر: الأذكار (ص: 338). (¬2) إحياء علوم الدين (3/ 145). (¬3) أخرجه أبو داود (4874)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4187). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (4322)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3944)، والضعيفة (835): موضوع.

يدخل الرجال على أهله ثم يخليهم يماذي بعضهم بعضاً، في مسند البزار تمام الحديث قيل: وما المذاء؟ قال: الذي لا يغار، قيل: ويروى المذال باللام وهو أن يعلق الرجل على فراشه الذي يضاجع عليه زوجته ويتحول عنه إلى فراش غيره. (من النفاق) أي من صفات من ليس للإيمان في قلوبهم مقدار. (البزار هب (¬1) عن أبي سعيد). رمز المصنف لحسنه قال البزار: تفرَّد به أبو مرحوم وهو عبد الرحمن بن أبي كروم قال أبو حاتم: مجهول، وقال الهيثمي: أبو مرحوم وثقه النسائي وضعفه ابن معين وبقية رجاله رجال الصحيح. 5807 - "الغيلان سَحَرَةُ الجنِّ". ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان عن عبد الله بن عبيد بن عمير مرسلا". (الغيلان) جمع غول. (سَحَرَةُ الجنِّ) قالوا: خلقها خلق الإنسان ورجلاها رجلا حمار ويأتي حديث: لا غول: وقد مضي أيضاً. (ابن أبي الدنيا (¬2) في مكائد الشيطان عن عبد الله بن عبيد بن عمير مرسلاً) وعبد الله وثقه أبو حاتم وغيره انتهى حرف الغين المعجمة عدد أحاديثه ثلاثة وسبعون حديثًا. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (1490)، والبيهقي في الشعب (10797)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 327)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3945)، والضعيفة (1808). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (10854)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3946)، والضعيفة (1809).

حرف الفاء

حرف الفاء 5808 - " فاتحة الكتاب شفاء من السم". (ص هب) عن أبي سعيد، أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة وأبي سعيد معا". (فاتحة الكتاب) فاتحة الشيء أوله قيل أنها في الأصل مصدر بمعنى الفتح كالكاذبة بمعنى الكذب ثم أطلقت على أول الشيء تسمية للمفعول بالمصدر ورد بأن فاعله في المصدر قليل والأحسن أنها صفة جعلت اسمًا لأول الشيء إذ به يتعلق الفتح بمجموعه فهو كالباعث على الفتح فيتعلق بنفسه ضرورة فالباء إما لما ثبت الموصوف في الأصل وهو القطعة أو للنقل من الوصفية إلى الاسمية دون المبالغة ليذر بها في غير صنفها والكتاب كالقرآن يطلق على الكل، والكلى والمراد هنا الأول فمعنى فاتحة الكتاب أوله ثم صار بالغلبة علمًا لسورة الحمد وقد تطلق عليها الفاتحة وحدها ولها أسماء [3/ 138] عدّها المصنف في الإتقان (¬1) منها الشافية. (شفاء من السم) قال الطيبي ولعمري أنها كذلك لمن يدبر ويفكر وجوب، قال ابن القيم (¬2): إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع فما الظن بكلام رب العالمين ثم بالفاتحة التي لم تنزل في القرآن ولا في غيره مثلها لتضمنها جميع ما في الكتب فقد اشتملت على ذكر أصول أسمائه تعالى ومجامعها وإثبات المعاد وذكر التوحيد والافتقار إلى الرب في طلب الإغاثة منه وذكر أفضل الدعاء وهو الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كلام معرفته وتوحيده وعبادته تفعل ما أمر به وتجنب ما نهي عنه والاستقامة عليه وتضمنها ذكر أصناف الخلائق وتسميتهم إلى منعم عليه بمعرفته بالحق والعمل به وإلى ¬

_ (¬1) انظر: الإتقان (1/ 151 وما بعدها). (¬2) انظر: ابن القيم زاد المعاد (4/ 162).

مغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته وضال لجهله به بعد ما تضمنته من إثبات القدر والشرع والأسماء والمعاد وتذكية النفس وإصلاح القلب والرد على جميع أهل البدع وحقيق بسورة هذا شأنها أن تشفي من السم ومن غيره. (ص هب (¬1) عن أبي سعيد، أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً) ورواه عنه الديلمي وأبو نعيم. 5809 - "فاتحة الكتاب شفاء من كل داء". (هب) عن عبد الملك بن عمير مرسلا". (فاتحة الكتاب) قال عصام الدين سميت به؛ لأن الله يفتح بها الكتاب على القارئ إذ فيها الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم الذي لأجله نزل القرآن الكريم ولأمر ما صارت أول الكتاب. (شفاء من كل داء) من أدواء الأبدان والأديان لما اشتملت عليه من الأسرار. (هب (¬2) عن عبد الملك بن عمير مرسلاً) عبد الملك رأى عليًّا - عليه السلام - قال أبو حاتم: صالح الحديث ليس بالحافظ، والمصنف سكت عليه وفيه محمد بن منده (¬3) الأصبهاني، قال الذهبي: قال أبو حاتم: لم يكن يصدق. 5810 - "فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن" عبد بن حميد عن ابن عباس". (فاتحة الكتاب تعدل) في فضلها في التلاوة. (بثلثي القرآن) والأجور مقدرة بالحكمة التي يعلمها الله لا لأجل مشقة ولا غيرها فلا يقال ثلثا القرآن أكثر ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (178)، والبيهقي في الشعب (2368)، عن أبي سعيد، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3950)، والضعيفة (3997): موضوع. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (2370)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3951). (¬3) انظر المغني (2/ 635).

مشقة في التلاوة. (عبد بن حميد (¬1) عن ابن عباس). 5811 - "فاتحة الكتاب أنزلت من كنز تحت العرش". ابن راهويه عن علي (ض) ". (فاتحة الكتاب أنزلت) على المصطفي - صلى الله عليه وسلم - أو على الملك الذي نزل بها. (من كنز تحت العرش) لأن الله جمع نبأه العظيم فيها وكنزها تحت العرش بمثابة بنائها وتعظيمه لها فهي أنزلت من مكان خاص لم ينزل منه القرآن كله. (ابن راهويه (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 5812 - "فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين إنس ولا حسن". (فر) عن عمران بن حصين (ض) ". (فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤها) أي المذكورة أو الآيات أو الكلمات. (عبد) ظاهره ولو كافراً. (في دار فيصيبهم) أهل الدار الدال عليهم ذكرها. (عين إنس أو جن) أو للتقسيم، وفيه دلالة أن الجن يصيبون الإنس بأعينهم وهذه رقية تدفع شر أعينهم وتحول بينها وبين الإصابة. (فر (¬3) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لضعفه. 5813 - "فاتحة الكتاب تجزئ ما لا يجزئ شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى لَفُضِّلَت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات". (فر) عن أبي الدرداء". (فاتحة الكتاب تجزئ) تنوب. (ما لا يجزئ شيء من القرآن) قال القاضي: منه ¬

_ (¬1) أخرجه عبد بن حميد في مسند (678)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3949). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (6816)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3947). وفي المطبوع: عبد بن حميد عن ابن العباس. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4372)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3952).

وجوب القراءة بها في الصلاة كأنه يريد أنه قد علم أنه لا بد من قراءة في الصلاة لأدلة ذلك وهذا صريح أنه لا يقوم مقام الفاتحة غيرها فهي واجبة حيث تجب القراءة، قال: وهذا الحديث يرد على أبي حنيفة حيث قال: تجزيء أي آية في الصلاة من القرآن. (ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان) في الآخرة. (وجعل القرآن في الكفة الأخرى) عديلاً لها. (لَفُضِّلَت فاتحة الكتاب) أي زاد. (على القرآن) (سبع مرات) أي توازن القرآن كله سبعها، فقد ثبت أنها سبع آيات فكل آية كالقرآن وذلك لما فيه من الأسرار التي لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى. (فر (¬1) عن أبي الدرداء) ورواه عنه أبو نعيم وعنه تلقاه الديلمي. 5814 - "فارس نطحة أو نطحتان: ثم لا فارس بعد هذا أبداً، والروم ذات القرون كلما هلك قرن خلفه قرن، أهل صبر، وأهله لآخر الدهر هم أصحابكم ما دام في العيش خير". الحارث عن ابن محيريز". (فارس) أي أهل فارس إذا كان اسما للبلاد؛ لأنه قال في القاموس: فارس الفرس أو بلادهم وإذا أريد به الأخرى فلا تقدير. (نطحة أو نطحتان) بالحاء المهملة من نطحه كمنعه ألقاه على وجهه كما في القاموس (¬2) أي لهم نطحة أي قتال واحد يقاتلون المسلمين أو قتالان ذبًّا عن أرضهم ودينهم قال في النهاية: معناه أن فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ثم يبطل ملكها ويزول فحذف الفعل لبيان معناه ولم يذكر وجه استعمال النطحة في ذلك والظاهر أنه مجاز. (ثم لا فارس بعد هذا أبداً) بل يصيرون مسلمين والحكم لدين الإِسلام. (والروم) بالضم جيل من ولد الروم بن عيصور. (فكأنه) أنث في قوله. (ذات ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4386)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3948)، والضعيفة (3996): ضعيف جداً. (¬2) انظر القاموس (1/ 253).

القرون) نظرا إلى القبيلة. (كلما هلك قرن خلفه قرن) في النهاية (¬1) في تفسير القرون جمع قرن لم يرد على هذا هنا وتقدم عنه تفسير القرن أنه أهل كل زمان فالمراد كلما هلك طائفة منه خلفتها طائفة هم (أهل صبر) الجهاد وغيره. [3/ 139] (وأهله) أي الروم. (أهل لآخر الدهر) أي وهم أهل يبقون لآخر الدهر. (هم أصحابكم) أتباعكم ومناصروكم. (ما دام في العيش خير) فالحديث سيق لبيان قوة الروم وشرفهم وبقائهم في الإِسلام بخلاف فارس فإنها تنقرض ولا يبقى لها ذكر. (الحارث (¬2) عن عبد الله بن محيريز) جهملة وراء آخره زاي مصغر. 5815 - "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني" (خ) عن المسور (صح) " (فاطمة) ابنته - صلى الله عليه وسلم -. (بضعة) بفتح الباء الموحدة وجاء الضم فيها والكسر والأشهر الفتح وسكون المعجمة. (مني) قطعة لحم من جملة أعضائي وأجزائي، فمن تبعيضية. (فمن أغضبها) بأي شيء. (أغضبني) استدل به السهيلي على أن من سبها كفر؛ لأنها بضعته لأنها أفضل حتى من الشيخين قال ابن حجر (¬3) وفيه نظر قال السمهودي: معلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بالواسطة بضعة منه، ومن ثمة لما رأت أم الفضل في النوم أن بضعة منه - صلى الله عليه وسلم - وضعت في حجرها أولها - صلى الله عليه وسلم - أنها تلد فاطمة غلاماً فيوضع في حجرها فولدت الحسن - عليه السلام - فوضع في حجرها فكل من يشاهد الآن من ذريتها فهو بضعة من تلك البضعة وإن تعددت الوسائط قال ابن حجر فيه تحريم من يتأذى المصطفي بتأذيه فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يتأذى ¬

_ (¬1) النهاية في غريب الحديث (4/ 81). (¬2) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (702)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3954)، والضعيفة (3999). (¬3) فتح الباري (9/ 2329).

به بشهادة هذا الخبر ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قتل أولادها وقد عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا والعذاب في الآخرة انتهى. (خ (¬1) عن المسور). 5816 - "فاطمة بضعة مني، يقبِضُني ما يقبضها، ويبسُطني ما يبسطها، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وسببي وصهري". (حم ك) عنه (صح) ". (فاطمة بضعة) وفي رواية "مضغة" بالميم المضمومة وغين معجمة ذكره ابن حجر. (مني) أي جزء كائن مني. (يقبِضُني) من القبض خلاف البسط. (ما يقبضها) أي أكره ما تكرهه. (ويبسُطني) ينشرح صدري، (ما يبسطها) ما ينشرح به صدرها، فإدخال السرور عليها كإدخال السرور عليه - صلى الله عليه وسلم - وأخذ منه تحريم التزوج عليها فإنه مما يقبضها، قال في الفتح (¬2) أنه لا يبعد أن يُعَدّ من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - تحريم التزوج علي بناته ويحتمل أن يختص ذلك بفاطمة رضي الله عنها دون أخواتها، (وإن الأنساب) جمع نسب محركة والنسبة بالكسر والضم: القرابة أو في الآباء خاصة كما في القاموس (¬3). (تنقطع يوم القيامة) كما قاله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ في الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] قال البيضاوي: ولا أنساب بينهم تنفعهم لزوال التعاطف والتراحم من فرط الحيرة واستيلاء الدهشة بحيث يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه. (غير نسبي) بالولادة. (وسببي) بالزواج. (وصهري) وهو كالتفسير للنسب إلا أن يقال الصهر من يزوجه الرجل والسبب من يتزوج منهم والأحاديث إخبار بانقطاع نفع الأنساب ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3711)، ومسلم (2449). (¬2) فتح الباري (9/ 329). (¬3) القاموس المحيط (ص: 176).

يوم القيامة والصهارة إلا نسبه - صلى الله عليه وسلم - وصهره فإنه يبقى نفعه في الآخرة. (حم ك (¬1) عنه أي عن المسور)، رمز المصنف لصحته. 5817 - "فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم ابنة عمران". (ك) عن أبي سعيد (صح) ". (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، إلا مريم بنت عمران) قال السبكي: الذي ندين الله به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة ولم يخف علينا الخلاف في ذلك ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل قال الحافظ ابن حجر (¬2): ولوضوح ما قاله السبكي تبعه عليه المحققون وذكر العلم العراقي أن فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الأربعة بالاتفاق، قال السهيلي: لقد تكلم الناس في المعنى الذي سادت به غيرها دون أخواتها وأمها لأنهن متن في حياته - صلى الله عليه وسلم - فكن في صحيفته ومات سيد العالمين - صلى الله عليه وسلم - ورَزؤه في صحيفتها وميزانها وقد روى البزار عن عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "هي خير بناتي لأنها أصيبت بي" (¬3). (ك (¬4) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: وأقره الذهبي. 5818 - "فاطمة أحب إلي منك، وأنت أعز إلي منها، قاله لعلي". (طس) عن أبي هريرة (صح) ". (فاطمة أحب إلي منك) يا علي لأن الخطاب له (وأنت أعز إلي منها) أي هي أحب إلى قلبي لأنها ابنتي وبضعة مني وأنت أجل قدراً عندي وأعز شأنا ومكاناً. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 326)، والحاكم (3/ 172)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4189)، والصحيحة (1995). (¬2) فتح الباري (7/ 129). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 431) (1051)، وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 231) وعزاه للبزار والطبراني في الكبير. (¬4) أخرجه الحاكم (3/ 168)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4190).

(قاله لعلي) مدرج من كلام الصحابي أو المصنف للبيان. (طس (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 5819 - "فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وعقد بيده تسعين". (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (فتح) مبني للمجهول وفي رواية للبخاري: "فتح الله اليوم". (من ردم يأجوج ومأجوج) الذي قص الله تعالى خبره في كتابه. (مثل هذه) أي كالحلقة الصغيرة التي عبر عنها الراوي بقوله. (وعقد بيده تسعين) بأن جعل طرف سبابته اليمنى في أصل الإبهام وضمها ضمًّا محكماً واختلف في العاقد والأرجح أنه مدرج وليس من الحديث وإنما الرواة عبروا عن الإشارة بقوله: مثل هذه بذلك، والمراد به التقريب لا التحديد قال ابن [3/ 140] العربى: والإشارة المذكورة تدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعلم علم الحساب ولا يعارض: "إنا أمة أمية لا نحسب" (¬2) فإن هذا إنما جاء لبيان صورة معينة، قال ابن حجر (¬3): الأولى أن يقال المراد بنفي الحساب ما يتعاطاه أهل صناعته من الجمع والضرب وغير ذلك وأما عقد الحساب فاصطلاح تواضعه العرب بينهم. قلت: لا يخفى أنه إذا كان - صلى الله عليه وسلم - الذي عقد فإنه لا دليل أنه يعرف، أن ذلك عبارة عن تسعين أصلا إذ غاية ما فيه أنه عقد وصور صورة يسميها أهل الحساب تسعين وليس فيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قال هذه تسعون أو عدد تسعين بل الراوي سمى صورة ما فعله بذلك، قيل: إن يأجوج ومأجوج يحفرون في كل يوم حتى ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7675)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3955)، والضعيفة (4000). (¬2) رواه البخاري (3347)، ومسلم (1080) عن ابن عمر. (¬3) انظر فتح الباري (13/ 108).

لا يبقى بينهم وبين أن يخرقوه إلا قليلاً فيقولون: غدا نأتي، فيأتون إليه وقد عاد كما كان فإذا جاء الوقت قالوا عند المساء: غداً إن شاء الله، فإذا أتوا نقبوه وخرجوا، وهذا الحديث دل على أنه قد فتح منه قدر لطيف وهو علامة قرب فتحه. (حم ق (¬1) عن أبي هريرة). 5820 - "فتح الله بابا للتوبة من المغرب عرضه مسيرة سبعين عاما، لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه". (تخ) عن صفوان بن عسال". (فتح الله باباً للتوبة) يحتمل الحقيقة وأنه باب من أبواب السماء يصعد منه توبة التائبين. (من المغرب) أي من جهته وفيه ما يدل على شرف الغرب على الشرق. (عرضه مسيرة سبعين عاماً) والعرض أقل من الطول في الأغلب. (لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه) أي من جهته وقد مرَّ هذا. (تخ (¬2) عن صفوان بن عسال) المرادي صحابي تقدم. 5821 - "فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" (ق ن هـ) عن حذيفة (صح) ". (فتنة الرجل في ماله) أي ضلاله ومعصيته وما يعرض له من الشر ويدخل عليه من المكروه، والمراد هنا بالفتنة المعصية. (وأهله) بما ينالهم من أذاه وما يناله من الهم بهم والاشتغال عن فعل الخيرات بسببهم (ونفسه) بما يعرض له من إيثار شهواتها (وولده) بفرط محبته والاشتغال به عن المطلوبات الشرعية (وجاره) بنحو حسد وفخر ومزاحمة في حق وإهمال بعهده، ونبه بهذه الأربع عما سواها. (يكفرهما) أي الفتنة التي هي المعصية بسبب من ذكر (الصيام والصلاة) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 341)، والبخاري (3169)، ومسلم (2881). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2921)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4191).

المفروضان. (والصدقة) الزكاة. (والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وذلك لأن الحسنات يذهبن السيئات، ونبه بالصلاة والصوم على العبادات الفعلية، وبالصدقة على العبادات المالية، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على العبادات القولية. (ق ن هـ (¬1) عن حذيفة) وسببه أن عمر قال: أيكم يحفظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الفتنة؟ قال حذيفة: أنا أحفظه، قال: إنك عليه لجريء فكيف، قال، قال؛ "فإن فتنة الرجل ... " إلخ. وذكر قصة. 5822 - "فتنة القبر فيِّ، فإن سئلتم عني فلا تشكوا". (ك) عن عائشة (صح) ". (فتنة القبر فيِّ) بتشديد الياء أي بسببي وفي شأن رسالتي، والمراد أن الملكين يسألان الميت عنه - صلى الله عليه وسلم - فيقولون: ما تقول في هذا الرجل؟ فإن ثبته الله قال: إنه عبد الله ورسوله، وإلا قال: سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته. (فإذا سئلتم عني فلا تشكوا) لا تأتوا بالجواب على الشك والتردد بل أجزموا بذلك. (ك (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 5823 - "فجِّرت أربعة أنهار من الجنة: الفرات، والنيل، وسيحان، وجيحان. (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (فجِّرت) بالبناء للمجهول من التفجير أي فجر الله. (أربعة أنهار من الجنة) أي جرت منها وجعلته مادتها من أنهارها. (الفرات) نهر العراق. (والنيل) نهر مصر. (وسيحان) نهر بالقواصم قريب من المصيصية وطرسوس قاله في ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1895)، ومسلم (144)، والترمذي (2258)، وابن ماجة (3955) والنسائي في الكبرى (327). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 414)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3956)، والضعيفة (4001): ضعيف جداً.

النهاية (¬1). (وجيحان) ذكر ابن الأثير فيه كما ذكره في سيحان وأن موضعهما واحد، واعلم أن ذكر كونها من الجنة إبانة لشرفها وفضلها على سائر المياه، وهذه الفضيلة راجعة إلى لذة الاغتذاء بها وبركتها وهو ما ينبت عليها ونحوه. (حم (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 5824 - "فجور المرأة الفاجرة كفجور ألف فاجر، وبر المرأة كعمل سبعين صديقاً. أبو الشيخ عن ابن عمر (ض) ". (فجور المرأة الفاجرة) المنبعثة في المعاصي (كفجور ألف فاجر) في الإثم لأنها تفسد من ليس له همة الفساد وتضر بفسادها البلاد. (وبر المرأة) أي عملها الصالح (كعمل سبعين صديقاً) يضاعف لها الأجر لأنها تمنع نفسها مع كثرة الدواعي منها إلى الفساد. أبو الشيخ (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه ورواه عنه الديلمي وأبو نعيم. 5825 - "فخذ المرء المسلم من عورته. (طب) عن جرهد (صح) ". (فخذ المرء المسلم) والتقييد بالمسلم؛ لأنه الذي يوجه إليه الخطاب ويمتثل ما يؤمر به وإلا فالكافر مثله فيه عورة وقد حققنا ذلك في حواشي ضوء النهار. (من عورته) فيجب سترها ويحرم النظر إليها كما تقدَّم. (طب (¬4) عن جرهد) بالجيم آخره مهملة بزنة مرقد، ورمز المصنف لصحته. 5826 - "فراش للرجل وفراش لامرأته، والثالث للضيف، والرابع للشيطان ¬

_ (¬1) النهاية في غريب الحديث (1/ 858). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 260)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4196)، والصحيحة (111). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 101)، والديلمي في الفردوس (2092)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3957). (¬4) أخرجه الطبراني (2/ 273) (2149)، وأحمد (3/ 478)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4197).

(حم م ن) عن جابر (صح) ". (فراش للرجل) يباح له اتخاذه. (وفراش لامرأته) لأنه يلزمه القيام بما يحتاجه، وفيه أنه لا يلزم الرجل النوم مع زوجته، ورد بأنه وإن لم يجب لكن علم من أدلة أخرى أنه أولى حيث لا عذر لمواظبته - صلى الله عليه وسلم - على ذلك. (والثالث للضيف) يباح أو يندب اتخاذه. (والرابع للشيطان) لأنه زائد على الحاجة وسرف، واتخاذه مماثل للمباهاة لغرض الدنيا وزخارفها فهو مذموم وكل مذموم يضاف إلى الشيطان لأنه يحبه ويحث [3/ 141] عليه فكأنه له أو هو له حقيقة يثيب عليه ويقبل، وفي الحديث جواز اتخاذ الإنسان من الفرش والآلات ما يحتاجه ويترفه به، قال القرطبي: هذا الحديث جاء مبيناً لحديث عائشة - رضي الله عنها - ما يجوز للإنسان أن يتوسع فيه ويترفه منه من العرش لا أنَّ الأفضل أن يكون للإنسان فراش يختص به ولامرأته فراش، فقد كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ليس له إلا فراش واحد في بيت عائشة، وأما فراش الضيف فيتعين للمضيف إعداده لأنه من إكرامه والقيام بحقه؛ ولأنه لا يتأتى له شرعاً الاضطجاع ولا النوم معه وأهله على فراش واحد. إن قيل: هل يحرم اتخاذ الفراش الرابع الذي أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه للشيطان؟ قلت: قيل لا يحرم وإنما هو من قبيل أن الشيطان ليستحل الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه ولا يدل ذلك على التحريم. (حم م د ن (¬1) عن جابر) ولم يخرجه البخاري. 5827 - "فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري، ثم غسله بماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري، ثم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 293)، ومسلم (2084)، وأبو داود (4142)، والنسائي (6/ 135).

أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا: افتح قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد، قال: فأُرسل إليه؟ قال: نعم، ففتح فلما علونا السماء الدنيا فإذا رجل عن يمينه أَسْوِدَةٌ وعن يساره أَسْوِدَةٌ، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأَسْوِدَةُ عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين أهل الجنة، والأسْوِدَةُ عن التي شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح، فقال له خازن السماء الدنيا، ففتح، فلما مررت بإدريس، قال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس، ثم مررت بموسى فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى فقال: مرحباً بالنبي الصَّالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: عيسى ابن مريم، ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم، ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، ففرض الله - عز وجل - على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال موسى: ماذا فرض ربك على أمتك؟ قلت: فرض عليهم خمسين صلاة، قال لي موسى: فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت ربي، فوضع شطرها فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت ربي، فقال: هن خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى فقال: راجع ربك فقلت: قد استحيت من ربي، ثم انطلق بي حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى

فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك". (ق) عن أبي ذر، إلا قوله: "ثم عُرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام". فإنه عن ابن عباس، وأبي حبة البدري (صح) ". (فرج) مبني للمجهول أي فتح. (سقف بيتي) إضافة إليه لسكونه فيه وكان ملكاً لأم هانئ، ولا يُعارضه رواية أنَّه كان بالحطيم؛ لأنَّه فرج من البيت إلى الحطيم. (وأنا بمكة) جملة حالية من نائب فرج، وفيه دليل أنه أخبر بهذا في غير مكة. (فنزل جبريل) أي من الفرجة التي في السقف، قيل: إنما دخل منها لا من الباب لكونه أوقع صدقًا في القلب وأبلغ في المناجاة وتنبيهًا على وقوع الطلب بغير موقع قلب وعلى أنه طلب من الجهة العلوية والأمر بيانه عال وإنه لعلو شأنه تعالى. (ففرج) مبني للمعلوم أي جبريل. (صدري) أي شق ما بين النحر إلى اللبة كما بينه رواته، وهذا شق آخر غير شق صدره وهو صغير، وحكمته ليتأهب للمناجاة ويحمل ما يلقى إليه. (ثم غسله) ليصفو ويزداد قابلية لما يلقى إليه. (بماء زمزم) لأنه من مياه الجنة، ولأنه من خواصه أنه يقوي القلب ويسكن الروع. (ثم جاء بطست) بفتح أو كسر. (من ذهب) لأنه أغلى أواني أهل الجنة، قيل: وهذا قبل تحريم الذهب، وقيل: بأنه فعل الملائكة ولا يلزم أنهم في التكليف مثلنا، وقيل: بل لأنه من آنية الجنة فلا يحرم استعمالها لأنها خلقت للإباحة مطلقاً. قلت: والحق أنه لا يرد شيء من هذا لأن التحريم إنما هو عن الأكل والشرب فيها لا غير ذلك من أنواع الاستعمالات كما صرحت به النصوص وإلحاق غيرهما بهما لا ينهض عليه القياس. (ممتلئ حكمة وإيماناً) ذكره نظرا إلى أنه إناء وإلا فلفظ: الطست مؤنثة، وفيه تجسم الأعراض. (فأفرغها) بالغين المعجمة أي منها: (في صدري ثم أطبقه) غطّاه. (ثم أخذ بيدي) أقامني. (فعرج

بي) فنفذ بي. (إلى السماء الدنيا) القربى. (فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا) وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في الإيضاح ولإنشراح صدره - صلى الله عليه وسلم - عند الإعلام بهذه الفضيلة. (افتح) دل على أن للسماء أبوابًا حقيقة وعليها حجاب. (قال) الخازن. (من هذا) الذي قال: افتح (قال: هذا جبريل) فيه أنه يحسن الجواب باسم الإشارة لا بلفظ أنا، قيل: فيه أنه إنما طلب جبريل الفتح لأن معه غيره ولو كان وحده لما طلب الفتح، ولذا قال الملك: (قال هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد، قال: فأُرسل إليه) أي أرسل الله إليه للعروج رسولاً، وقيل معناه: أهل صار رسولاً؟، ورد بأن كونه رسولاً لله أمر ظاهر لا تسأل عنه الملائكة. (قال: نعم، فافتح) وفيه حسن التثبت وإلا فإنه يعلم أن جبريل لا يصعد أحد إلى السماء إلا بإذن الله تعالى ولا يمكن لبشر أن يصعدها إلا بإرادته. (فلما علونا السماء الدنيا) ارتفعنا عليها. (فإذا) هي الفجائية هنا وفيما يأتي. (رجل عن يمينه أَسْوِدَةٌ) قال الزمخشري: جمع سواد وهو الشخص والمراد هنا جماعة من بني آدم. (وعن يساره أَسْوِدَةٌ) شخوص أيضاً. (فإذا نظر قبل يمينه ضحك) سروراً وفرحاً. (وإذا نظر قبل شماله بكى) حزناً وغمًّا. (فقال مرحباً) أي فسلمت عليه فقاله أي لقيت رحباً وسعة كلمة تقال لتأنيس القادم. (بالنبي الصالح) قدمه على قوله. (والابن الصالح) وإن كان صفة النبوة أقدم لأن صفة النبوة أشرف واقتصر على صفة الصلاح هنا، وفيما يأتي لأنها صفة مفرد يأتي بجمع إذ في ضمنها كل صفة خير وكمال. (قلت: يا جبريل من هذا) فيه أن السؤال عن مثل هذا ليس من التعرض لما لا يعني وأنه يحسن. (قال: هذا آدم) ثم زاده جبريل إفادة في إخباره عما لم يسأل عنه بقوله: (وهذه الأَسْوِدَةُ عن يمينه وعن شماله نسم) بفتح النون ثم مهملة جمع نسمة أي أزواج: (بنيه) وفيه تجسم الأرواح ثم يحتمل أنها أرواح جميع من وجد ومن سيوجد ويحتمل

أنها أرواح الموتى لا غير وروي شيم بمعجمة فمثناة تحتية والأول أصح. (فأهل اليمين أهل الجنة) فهم أصحاب اليمين والسابقون. (والأَسْوِدَةُ التي عن شماله أهل النار) وهم أهل الشمال. (فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى) وهذا صريح أن حياة آدم حياة حقيقية. (ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح، فقال: له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح، فلما مررت بإدريس فيها) تقدم في حرف الهمزة أن إدريس في السماء الرابعة ويوسف في الثانية. وفي كتب التفسير في قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57] إنه في السماء الرابعة أو السادسة (قال: مرحباً) نصبه وما قبله بعامل مضمر أي أتيت رحباً (بالنبي الصالح والأخ الصالح) وصفه بالأخ تلطفاً وتواضعاً لأن الأنبياء إخوة ولم يقل بالابن لأنه ليس من ذريته. (قلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس) قال الشارح: وقضيته أن إدريس في الثانية وليس مرادًا إذ ثم لترتيب الأخبار لا الواقع. قلت: لا يخفى بعده، ثم قال: على أن هذه الرواية شاذة مخالفة للروايات الصحيحة، قلت: وعلى هذا الوجه التعويل في دفع الإشكال. (ثم مررت بموسى) أي ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فمررت بموسى، إلا أنه تقدم أن موسى في السماء السادسة فهذه الرواية شاذة. (فقال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى) ظاهره في السماء الرابعة والذي تقدم أن عيسى ويحيى في السماء الثالثة. (فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى ابن مريم) واعلم أن: الروايات متفقة على أن المرور بعيسى قبل موسى إلا هذه الرواية وظاهره أن عيسى في السماء الرابعة. (ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح) ظاهره أن إبراهيم في السابعة وتقدم كلام في هذا اللقاء

هنالك أي في حديث آدم في السماء الدنيا إلى آخره في حرف الهمزة وظاهره هنا أنه في الخامسة. (قلت من هذا؟ قال: هذا إبراهيم) واعلم أن سياق هذه الرواية يخالف سياق صحيح الروايات غيرها كما أشرنا إليه فلعله وقع من الراوي سرد نفس القصة من غير ملاحظة إلى ترتيب وقوعها. (ثم عرج بي حتى ظهرت) ارتفعت. (مستوى) بفتح الواو موضع مشرف يستوى عليه. (أسمع فيه صريف الأقلام) بفتح المهملة صوتها على اللوح حال كتابتها. (ففرض الله - عز وجل - على أمتي) أي وعلي. (خمسين صلاة) وفي رواية في كل يوم وليلة قيل وكانت كل صلاة ركعتين. (فرجعت بذلك حتى مررت على موسى) وفي رواية ونعم الصاحب كان لكم. (فقال موسى: ماذا فرض ربك على أمتك؟) كأنه علم أنه لا يعرج به إلا لأخذ فرائض على الأمة. (قلت: فرض عليهم خمسين صلاة قال لي موسى: فراجع ربك) وفي رواية: "فارجع إلي ربك" إلى المحل الذي ناجيته فيه. (فإن أمتك لا تطيق ذلك) قيل: إنما اعتنى موسى بذلك دون غيره لأنه قال: ياربِّ اجعلنى من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لما رأى من كرامتهم عند ربهم فاعتنى بشأنهم لأنه منهم. (فراجعت ربي، فوضع عني شطرها) أي نصفها. (فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال: راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك) عرف عدم طاقتها مما قاساه من بني إسرائيل والمراد بعدم الطاقة زيادة المشقة لا أنه تكليف ما لا يطاق. (فراجعت ربي، فقال: هن خمس) عدداً. (وهي خمسون) أجراً. (لا يبدل القول لدي) واعلم أن غير هذه الرواية من الروايات الصحيحة حقق فيها أن التخفيف كان خمسًا خمسًا فهي تفصيل لإجمال هذه. (فرجعت إلى موسى) أي فأخبرته. (فقال: راجع ربك فقلت: قد استحييت من ربي) من طول المراجعة واعلم: أن لأهل الأصول إشكالا في نسخ التكليف بالخمسين قبل بلوغ

المكلفين، وأجوبة عدة على ذلك. (ثم انطلق بي) غير الصيغة كأن المنطلق به غير جبريل (حتى انتهى بي إلى سدرة المنتهى) حيث ينتهي إليه أعمال العباد أو نفوس السائحين [3/ 143] من الملائكة إذ إليه ينتهي علم الخلائق من الملائكة وغيرهم، وغيره غيب لا يعلمه إلا الله، وقيل المراد سدرة المنتهى شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش من عجائب المخلوقات وبدائع المصنوعات، ينتهي إليها علم الخليقة لا يتعداها نبي مرسل ولا ملك مقرب. (فغشيها ألوان لا أدري ما هي) وفي رواية: "لا يستطيع أحد أن ينعتها من حسنها". (ثم أدخلت الجنة) أي والنار، كما في روايات صحيحة، قال ابن العربي: هي خارجة عن أقطار السماوات والأرض، وقال ابن عبد السلام: فيه أن سدرة المنتهى ليست في الجنة. (فإذا فيها جنابذ) بفتح الجيم فنون وكسر الموحدة آخرها معجمة جمع جنبذ بضم الجيم والباء وهو ما ارتفع واستدار كالقبة فارسي معرب. (اللؤلؤ وإذا ترابها المسك) وفوائد الحديث جمة لا تحصى قد أفردت بالتأليف. (ق (¬1) عن أبي ذر، إلا قوله: ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام. فإنه عن ابن عباس، وأبي حبة) بحاء مهملة مفتوحة فباء موحدة مشددة، وغلط من قال بمثناة تحتية، وقال الواقدي: إنه بالنون. (البدري) ليس من الذين شهدوا بدراً. 5828 - "فرخ الزنا لا يدخل الجنة. (عد) عن أبي هريرة". (فرخ) بالخاء المعجمة وفي نسخة بالجيم وهو تصحيف. (الزنا) والفرخ ولد الطائر وكل صغير من الحيوان والنبات. (لا يدخل الجنة) قال ابن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3342)، ومسلم (163).

الجوزي (¬1): هذا الحديث ونحوه أحاديث مخالفة للأصول وأعظمها قوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: 164] انتهى. قال الرافعي في تأريخ قزوين (¬2): أنه رأى بخط الإِمام الطالقاني أن معناه: لا يدخل الجنة بعمل أصلية بخلاف ولد الرشدة فإنه إذا مات طفلا وأبواه مؤمنان ألحق بهما وبلغ درجتهما لصلاحهما كما قال تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيتَهُمْ} [الطور: 21]، وولد الزنا لا يدخل الجنة بعمل أصلية، أما الزاني فنسبه منقطع، وأما الزانية فبشؤم زناها وإن صلحت يمنع من وصول صلاحها إليه انتهى. قلت: ولا يخفى أن لفظ الحديث لا يدخل وهو بعيد عن المعنى المذكور لأنه جعل يدخل يرفع إلى درجة أبويه وفيه أن هذا شؤم لحق الولد بلا ذنب لأنه حط عن رتبة أمه ولا ريب أن شؤم الآباء يلحق الأبناء لا بذنب منهم. (عد (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وابن عدي أخرجه عن حمزة بن داود الثقفي عن محمد بن زنبور عن عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبي صالح عن أبي السمان، قال يحيى: حديث ليس بحجة وقال أبو حاتم: يكتب ولا يحتج به. 5829 - "فرغ الله - عز وجل - إلى كل عبد من خمس: من أجله، ورزقه، وأثره، مضجعه، وشقي أو سعيد". (حم طب عن أبي الدرداء" (صح). (فرغ الله - عز وجل -) أي نَفَذَ قَدَرُه وقضاؤه منتهيا إلى الملك الموكل بالأرحام وما يتعلق بالمخلوق. (إلى كل عبد من خمس) متعلق بفرغ نظرا إلى لفظه. (من ¬

_ (¬1) العلل المتناهية (2/ 769). (¬2) التدوين في أخبار قزوين (2/ 146). (¬3) أخرجه ابن عدي (3/ 449)، والرافعي في التدوين (2/ 146)، وانظر علل الدارقطني (9/ 101)، والميزان (3/ 340)، والمصنوع (1/ 204)، والعلل المتناهية (2/ 769)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3958)، والضعيفة (1462).

أجله) بدل من خمس بإعادة العامل فلا زيادة فيه ولا نقص منه. (ورزقه) كذلك. (وأثره) بفتح الهمزة ومثليه أي أثر مشيه في الأرض كما قال تعالى: ميه {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]. (ومضجعه) يعني سكونه وحركته ومحل موته ومدفنه. (وشقي أو سعيد) قال أبو البقاء: لا يجوز فيه إلا الرفع على تقدير وهو لو جر عطفا على ما قبله لم يجز لأنه يكون المراد فرغ من شقي أو سعيد ولا معنى له، قال الغزالي (¬1): معنى الفراغ من ذلك أنه سبحانه لما قسم ما ذكر وقدر أحدهما على التعيين أن يكون من أهل الجنة والآخر من أهل النار تعيينا لا يقبل التبديل والتغيير فقد فرغ من أمرهم {فَرِيق في الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ في السَّعِيرِ} [الشورى: 7]. قلت: وهو إخبار عن سابقية علمه تعالى بذلك ولا تقتضي السابقية السابقية كما أوضحناه في إيقاظ الفكرة، والمراد أنه تعالى قد علم ما يختاره العبد لنفسه من الشقاوة والسعادة. (حم طب (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: أحد رجال إسنادي أحمد ثقات. 5830 - "فرغ إلى ابن آدم من أربع: الخَلق، والخُلق، والرزق والأجل". (طس) عن ابن مسعود (صح) ". (فرغ) مبني للمجهول. (إلى ابن آدم من أربع) لا ينافيه قوله آنفاً من خمس؛ لأن مفهوم العدد غير معتبر أو لأنه أعلم بالخامسة بعد إعلامه بالأربع كذا قيل، قلت: هذه غير تلك ليس هنا إلا أمران من الخمس الأول. (الخَلق) من كامل وناقص وحسن وقبيح. (والخُلق) بضم المعجمة تقدم تفسيره. (والرزق ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (4/ 31). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 197)، والقضاعي في الشهاب (602)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 195)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4201).

والأجل) والفراغ منها تمثيل بفراغ العامل من عمده كما في حديث "جفت الأقلام وطويت الصحف" (¬1). (طس) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي فيه عيسى بن المسيب البجلي وهو ضعيف عند الجمهور واختلف كلام الدارقطني فيه فوثقه في سننه وضعفه في غيرها. 5831 - "فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس". (د ت) عن ركانة". (فرق ما بيننا) في الهيئة (وبين المشركين العمائم على القلانس) يحتمل اعتمامنا على القلانس أو اعتمامهم عليها والأول أظهر لما تقدم في معناه، وأن العمامة على القلنسوة أتم في الجمال والأحق به أهل الإيمان ولأنه كان - صلى الله عليه وسلم - يعتم على القلنسوة، والحديث يحتمل أنه إخبار عن الواقع وأن المشركين يخالفون المسلمين في ذلك، ويحتمل أنه في معنى الأمر للمسلمين بأن يلزموا من كان تحت وطأتهم من المشركين بذلك الشعار والحديث دليل على أن الفرق بين المشركين والمسلمين مراد لله في اللباس كما خالفوا في الاعتقاد. (د ت (¬3) عن ركانة) بضم الراء وتخفيف الكاف سكت المصنف عليه وقد قال الترمذي: غريب وليس إسناده بالقائم وذلك لأنه من حديث أبي الحسن العسقلاني عن محمد بن ركانة قال الترمذي: لا نعرف العسقلاني ولا ابن ركانة، وفي الميزان: محمد بن ركانة عن أبيه لم يصح حديثه انفرد به أبو الحسن شيخ لا ندري من هو، متنه "فرق ما بيننا" انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 238) (12988). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7325)، والدارقطني في سننه (4/ 200)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 195)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4200). (¬3) أخرجه أبو داود (4078)، والترمذي (1784)، وانظر الميزان (6/ 145)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3959).

5832 - "فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبرى بأرض يقال لها: الغوطة، فيها مدينة يقال لها: دمشق، خير منازل المسلمين يومئذ". (حم) عن أبي الدرداء". (فسطاط) بضم الفاء وكسرها وبالطاء والتاء مكان الطاء المدينة التي يجتمع فيها الناس وأبنية السفر دون السرادق والمراد هنا الأول. (المسلمين يوم الملحمة الكبرى) هي أحد الملاحم التي أخبر بها - صلى الله عليه وسلم - أمته. (بأرض يقال لها: الغوطة) اسم للبساتين والمياه التي حول دمشق وهي غوطتها. (فيها مدينة يقال لها: دمشق) هي. (خير منازل المسلمين يومئذ) لأنهم يسلمون فيها من عدوهم وينجون من شرهم. (حم (¬1) عن أبي الدرداء) وقد أخرجه أبو داود بلفظه. 5833 - "فصل ما بين الحلال والحرام ضرب الدف، والصوت في النكاح". (حم ت ن هـ ك) عن محمد بن حاطب (صح) ". (فصل) بالمهملة الساكنة أي فرق. (ما بين الحلال والحرام) من النكاح بمعنى الوطئ. (ضرب الدف) بالضم وبفتح. (والصوت) أي رفع الأصوات فيه أو الذكر في الناس كما يقال فلان ذكر صوته في الناس كذا قيل: (في النكاح) أي في الأعراس، والمراد أن الحلال من النكاح من شأنه الإعلان به وإظهاره والتدفيف من سعادة للنساء خاصة إذا لم ينضم إليه محظور. (حم ت ن هـ ك (¬2) عن محمد بن حاطب) رمز المصنف لصحته؛ لأنه صححه الحاكم وأقره الذهبي. 5834 - "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر". (حم م 4) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 197)، وأبو داود (4298)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4205). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 259)، والترمذي (1088)، والنسائي (6/ 127)، وابن ماجه (1896)، والحاكم (2/ 201)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4206).

عن عمرو بن العاص (صح) ". (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب) من اليهود والنصارى أو من اليهود فقط. (أكلة السحر) قال النووي (¬1): المشهور وضبط الجمهور أنه بفتح الهمزة مصدر للمرة من الأكل وضبطه المغاربة بالضم وقال عياض (¬2): روي بالفتح والضم، فبالضم بمعنى اللقمة، وبالفتح الأكل مرة واحدة قال: وهو الأشبه هنا لأن الثواب في الفعل لا في الإطعام، قال العراقي: لو قيل الأشبه هنا الضم لم يبعد لأن الفضل يحصل بلقمة واحدة لا تتوقف على زيادة، والحديث حث على السحور، قال ابن تيمية: فيه دليل على أن الفضل بين العبادتين مأمور به. (حم م 4 (¬3) عن عمرو بن العاص) ولم يخرجه البخاري. 5835 - "فصل ما بين لذة المرأة ولذة الرجل كأثر المخيط في الطين إلا أن الله يسترهن بالحياء". (طس) عن ابن عمرو (ض) ". (فصل ما بين لذة المرأة) المراد لذة الجماع. (ولذة الرجل كأثر المخيط) الإبرة. (في الطين) مما يكاد لا يظهر له أثر، والمراد أن شهوة الرجل بالنسبة إلى شهوة المرأة شيء قليل جداً يكاد أن يكون لا أثر له في جنب شهوة المرأة. (إلا أن الله سترهن بالحياء) ولولا ذلك لافتضحن وظهر ذلك عليهن، والحديث إعلام بعظم شهوة المرأة وإذا كان كذلك فيحسن السعي في إعفافهن وقضاء وطرهن. (طس (¬4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أحمد ¬

_ (¬1) شرح النووي على مسلم (7/ 207). (¬2) مشارق الأنوار على الصحاح (1/ 59). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 197)، ومسلم (1096)، وأبو داود (2343)، والترمذي (708)، والنسائي (4/ 146). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (7378)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 293)، وفيض القدير (4/ 430)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3960)، والضعيفة (4004): ضعيف جداً.

بن علي بن شوذب لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات، قال ابن القيم: هذا لا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإسناده مظلم لا يحتج بمثله. 5836 - "فضل الجمعة في رمضان كفضل رمضان على سائر الشهور". (فر) عن جابر". (فضل) بالضاد المعجمة. (الجمعة) أي صلاتها أو نفس اليوم. (في رمضان كفضل رمضان على سائر المشهور) أي كفضل صومه على سائر المشهور إذ خصه نفسه، وهو حث على العمل الصالح في يومها كما في رمضان، أو على الاهتمام بصلاة الجمعة في يومها فيه زيادة على غيره. (فر (¬1) عن جابر) سكت المصنف عليه وفيه هارون بن زياد (¬2) قال الذهبي: قال أبو حاتم: له حديث باطل، وقال ابن حبان: كان ممن يضع الحديث، وعمر بن موسى الوجيهي (¬3)، قال الذهبي: قال ابن عدي: كان يضع الحديث. 5837 - "فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازي على القاعد". (حم) عن حذيفة (ح) ". (فضل الدار القريبة من المسجد) قيل: أضاف الفضل إلى الدار وهو لأهلها على حد {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف: 82]. قلت: والأولى بقاؤه على الحقيقة، وهذه فضيلة للبقعة نفسها كما في غيرها [3/ 145] من البقاع، ووجهه إعانة ساكنها على المحافظة على الجماعة إلا أنه قد عارضه ما تقدم من حديث "أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4351)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3962)، والضعيفة (4003): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 704)، والمجروحين (3/ 94). (¬3) انظر المغني (2/ 474).

ممشى" (¬1) وجمع بينهما يحمل ما هنا على الإِمام الذي يتعطل القريب بغيبته، وذاك على من عدا ذلك لكثرة الخطى فيه المتضمنة كثرة الثواب. (على الدار الشاسعة) بمعجمة ثم مهملتان أي البعيدة عنها. (كفضل الغازي على القاعد) {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 95]. قلت: يحتمل أن فضلها لشرف جوار بيت الله تعالى، وما يكسبها ذلك من أنوار العبادات، فلا يرد المعارضة بحديث: "أعظم الناس أجراً" وفيه حث على قرب البيوت من المساجد كما كان بيته - صلى الله عليه وسلم -. (حم (¬2) عن حذيفة) رمز المصنف لحسنه وفيه ابن لهيعة. 5838 - "فضل الشاب العابد الذي تعبد في صباه على الشيخ الذي تعبد بعد ما كبرت سنه كفضل المرسلين على سائر الناس". أبو محمد التكريتي في معرفة النفس. (فر) عن أنس". (فضل الشاب العابد الذي تعبد) بمثناة فوقية بضبط المصنف أي. (في) حال. (صباه على الشيخ الذي تعبد) مثله في ضبطه. (بعد ما كبرت سنه) السن هنا مقدار العمر مؤنثة في الناس وغيرهم أي بعد علو مقدار عمره. (كفضل المرسلين على سائر الناس) لأنه قهر نفسه في حال الشباب فاستحق الفضل على من ذهبت دواعي شهوته وصار مالك لإربه. (أبو محمد التكريتي) نسبة إلى تكريت بمثناة فوقية ثم راء فمثناة تحتية فمثناة فوقية (في معرفة النفس). (فر (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (623)، ومسلم (662). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 399)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 16)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3963)، والضعيفة (4005): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4355)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3964)، والضعيفة (4006): ضعيف جداً.

عن أنس) سكت المصنف عليه وفيه عمر بن شبيب (¬1) قال الذهبي: ضعفه الدارقطني وقال أبو زرعة واه. 5839 - "فضل الصلاة بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفاً". (حم ك) عن عائشة (صح) ". (فضل الصلاة) فريضة أو نافلة. (بالسواك على الصلاة بغير سواك سبعين ضعفاً) قال أبو البقاء: كذا وقع بهذه الرواية "سبعين" والصواب "سبعون" فالتقدير توجيه لجره بحذف المضاف وبقى المضاف إليه على إعرابه، "فضل سبعين" لأنه خبر فضل الأول، وقال الطيبي: سبعين مفعول مطلق أو ظرف أي تفضل مقدار سبعين، ويجوز أن يكون الأصل بسبعين فحذفت الباء وبقي عملها. (حم ك (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي، إلا أن مداره على ابن إسحاق ومعاوية بن يحيى الصدفي (¬3) قال الدارقطني: ضعيف، ورواه أبو نعيم وابن حبان في الضعفاء من طرق أخرى، قال ابن معين: حديث باطل لا يصح له إسناد، وقال ابن حجر: أسانيده كلها معلولة. 5840 - "فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي". الحارث عن أبي سعيد". (فضل العالم على العابد) أراد العلماء بالله، قال علي أمير المؤمنين - رضي الله عنه -: لقد سيق إلى الجنة أقوام ما كانوا بأكثر الناس صلاة ولا صياما ولا حجا ولكنهم ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 469). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 272)، والحاكم (1/ 244)، وابن حبان في المجروحين (3/ 5)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 67)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3965). (¬3) انظر المغني (2/ 667).

عقلوا عن الله مواعظه فوجلت منه قلوبهم واطمأنت إليه نفوسهم. (كفضلي على أمتي) وهو قدر لا يعلمه إلا الله تعالى. (الحارث (¬1) عن أبي سعيد) سكت المصنف عليه، وأورده ابن الجوزي: في الواهيات وقال: لا يصح، فيه سلام الطويل، قال الدارقطني وغيره: متروك. 5841 - "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله - عز وجل - وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير". (ت) عن أبي أمامة (صح) ". (فضل العالم) الذي أفاض علمه على الناس كما يشعر به آخره. (على العابد كفضلي على أدناكم) قال الطيبي (¬2): في هذا التشبيه تنبيه على أنه لا بد للعالم من العبادة وللعابد من العلم كيف لا؟ والعلم مقدمة العمل وصحة العمل متوقفة على العلم وللناس كلام هنا طويل والذي يفهم من الحديث أنه أراد بفضل العالم النافع بعلمه عباد الله بتعليم وفتيا وإرشاد وتزهيد وغير ذلك من دلائل الخير على مجرد من يقتصر على العبادة سواء كان عالما بحيث يساوي هذا النافع للعباد بعلمه أم دونه في العلم لا الجاهل فإن عبادته لا اعتداد بها كما دلت لهذه الجملة الاستئنافية التي هي إبانة لعلة الفضل. (إن الله - عز وجل - وملائكته وأهل السماوات) أي سكانها من الملائكة الذين لا ينزلون إلى الأرض وهذا تخصيص بعد التعميم وأهل. (الأرضين حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت) ذكر النملة والحوت بعد ذكر الثقلين والملائكة تتميم بجميع أنواع الحيوان وخص النملة من حيوانات البر لأنها مثل في الحقارة فتعرف صلاة غيرها بطريق ¬

_ (¬1) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (39)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 21)، وانظر العلل المتناهية (1/ 278) وعلل الدارقطني (9/ 267)، والمجروحين (1/ 240) وقال الألباني في ضعيف الجامع (3968): موضوع. (¬2) فيض القدير (4/ 432).

الأولى والحوت من حيوان البحر وهو عام لكل حيوان يجري. (ليصلون) هذا من جمع معاني المشترك فإن صلاته تعالى غير صلاة خلقه والمراد يدعون الله بالاستغفار لهم كما سلف فيستغفرون وفيه أيضا تغليب العقلاء على غيرهم. (على معلم الناس الخير) دل على أن هذا الفضل والتفضيل لمن أفاض نفائس علوم الدين على العباد وشملت بركة علمه الحاضر والباد. (ت (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته لأنه قال الترمذي: حسن صحيح إلا أنه تعقب بأن فيه الوليد بن جميل (¬2) [3/ 146] لينه أبو زرعة. 5842 - "فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب". (حل) عن معاذ (ض) ". (فضل العالم على العابد كفضل القمر) ليلة البدر ليلة رابع عشر عند كمال نورها. (على سائر الكواكب) قال البيضاوي: كمال العابد ونوره لازم لذاته لا يتعداه فشابه نور الكواكب، والعلم كمال يوجب للعالم في نفسه فضلا وشرفا ويتعدى منه إلى غيره فيستفيد من نوره وكماله ويكمل بواسطته لكنه ليس كمال للعالم في نفسه بل بواسطة تلقيه من المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فلذلك شبه بالقمر. قلت: كل كمال ليس ثابتًا لأحد باعتبار ذاته إلا الرب تعالى وإلا فالرسل كمالاتهم مفاضة من الرب تعالى وتبارك. (حل (¬3) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه وقد رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة. 5843 - "فضل العالم على العابد سبعين درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض". (ع) عن عبد الرحمن بن عوف". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2685)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4213). (¬2) انظر المغني (2/ 721). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 45)، وأبو داود (3641)، والترمذي (2682)، وابن ماجة (223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4212).

(فضل العالم على العابد سبعين درجة) هكذا فيما قوبل على خط المصنف وفيه من الأوجه مثل ما مر في مثله. (ما بين كل درجتين) من المقدار. (كما بين السماء والأرض) خمسمائة عام كما في الأحاديث. (ع (¬1) عن عبد الرحمن بن عوف) سكت المصنف عليه، وقد قال الهيثمي: فيه الخليل بن مرة، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي: هو ممن يكتب حديثه وليس بمتروك. 5844 - "فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة". ابن عبد البر عن ابن عباس". (فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد) هو مثل ما سلف وإنما ذكر الإيمان تشريفا لاتصافهما به وإلا فلا فضل لمن لا إيمان له. (سبعون درجة) زاد في رواية: "ما بين كل درجتين حضر الفرس السريع المضمر مائة عام". (ابن عبد البر (¬2) في العلم عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. 5845 - "فضل العالم على غيره كفضل النبي على أمته". (خط) عن أنس". (فضل العالم على غيره) ممن ليس بعالم كعلمه. (كفضل النبي على أمته) في التشبيه بالنبي في مثل هذا دليل على أن المراد من أفاض علمه على العباد (خط (¬3) عن أنس). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (856)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3967). (¬2) أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (رقم 77)، وابن حبان في المجروحين 2/ 23، والدارمي (352)، والديلمى في الفردوس (4345)، وابن عدي (3/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3972). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 106)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3969)، والضعيفة (1596): موضوع.

5846 - "فضل العلم أحب إلى من فضل العبادة، وخير دينكم الورع". البزار (طس ك) عن حذيفة (ك) عن سعد (صح) ". (فضل العلم) زيادته أي زيادة الساعات في تعلمه وإنفاقه وادخار أجره. (أحب إلى من فضل العبادة) أي من إنفاق الساعات في فعلها وتحصيلها وذلك لأن أجر العلم أكمل من أجرها. (وخير دينكم الورع) فيه أنه أفضل الثلاثة. (البزار (طس ك) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته، قال المنذري: إسناده لا بأس به، وقال في موضع آخر أنه حسن، (ك (¬1) عن سعد) أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: إنه لا يصح والمتهم بوضعه عبد الله بن عبد القدوس. 5847 - "فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الرحمن على سائر خلقه". (ع) في معجمه (هب) عن أبي هريرة". (فضل القرآن على سائر الكلام) من كتب الله وغيرها. (كفضل الرحمن على سائر خلقه) لأنه كلام أشرف الأشياء وأعظمها من قصرت العبارات عن وصف علاه ورجع كل طرف مخفق خاسئاً عن الإحاطة بألفاظ كلامه ومعناه، فكلامه أشرف الكلام ومعانيه أعظم المعاني التي دارت على الأفهام وحامله له من الفضل ما ليس لغيره من حافظ كل كلام. (ع في معجمه، هب (¬2) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وفيه أشعث الحُمْراني، قال الذهبي (¬3): ثقة، وشهر ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (2969)، والطبراني في الأوسط (3960)، والحاكم (1/ 171) عن حذيفة، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 352)، وأخرجه الحاكم (1/ 170)، وانظر العلل المتناهية (1/ 76، 77)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4214). (¬2) أخرجه أبو يعلى في مسنده (294)، والبيهقي في الشعب (2208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3970)، والضعيفة (1334). (¬3) انظر: المغني (1/ 91).

بن حوشب (¬1) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن عدي: لا يحتج به وقد أخرجه الترمذي بلفظ: "فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقطا (¬2) إلا أنه وقع في ذيل حديث: "يقول الرب: من شغله القرآن عن ذكري وعن مسألتي أعطيته أفضل ما يعطى السائلين، وفضل كلام الله ... " إلى آخره، فلم ينتبه له المصنف، قال الحافظ في الفتح في حديث الترمذي هذا: رجاله ثقات إلا أن عطية الكوفي فقيه ضعيف. 5848 - "فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها كفضل المكتوبة على التطوع". أبو الشيخ عن علي (ض) ". (فضل الماشي خلف الجنازة على الماشي أمامها كفضل المكتوبة) من الفرائض. (على التطوع) النافلة، وقد ورد أن الفريضة تفضل النافلة بسبعين ضعفا. وبهذا الحديث استدل أن المشي للمشيع خلف الجنازة أفضل من المشي أمامها، وقالت الشافعية: الأفضل المشي أمامها وذلك لأن المشيع شفيع والشفيع يتقدم المشفوع له وهذا عدول عن النص إلى الرأي وما مثله من دأب الشافعية إلا أن لهم أدلة أخر. (أبو الشيخ (¬3) عن علي) ورواه عنه الديلمي أيضًا رمز المصنف لضعفه. 5849 - "فضل الوقت الأول على الآخر كفضل الآخرة على الدنيا". أبو الشيخ عن ابن عمر (ض) ". (فضل الوقت الأول) من كل الأوقات التي فيها شرعت الصلوات وغيرها من ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 301). (¬2) أخرجه الترمذي (2926)، وانظر الفتح (9/ 66). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4332)، وانظر العلل المتناهية (2/ 900)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3971)، والضعيفة (4008): ضعيف جداً.

العبادات. (على الآخر) الأولية والأجوبة اعتبارية، ويحتمل أنه أريد بالآخر ما بعد النصف والله أعلم. (كفضل الآخرة على الدنيا) ولا يخفى أن الآخرة دار القرار والدار التي لا رحيل عنها، وكأن المراد بها الجنة نفسها فإن الآخرة تشمل النار والدنيا خير لأهل النار من النار وأفضل، ويحتمل أنه أراد خيرية الدار من حيث هي من غير نظر إلى جنة ولا نار، ولا شك أنها الحيوان، والحديث حث على فعل الطاعات المؤقتة [3/ 147] في أول أوقاتها. (أبو الشيخ (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف. 5850 - "فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة". (هب) عن أبي الدرداء (صح) ". (فضل الصلاة) تقدم تحقيق المراد بها من الفريضة أو النافلة أو هما كما تقدم في تحقيق. (في المسجد الحرام على غيره) من مساجد الدنيا. (مائة ألف صلاة، وفي مسجدي) أي وفضل الصلاة في مسجدي. (ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة) تقدم كل ذلك في حرف الصاد المهملة. (هب (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وفيه سعد بن سالم يعني القداح وليس بذاك عن سعيد بن بشير (¬3) قال الذهبي: شبه المجهول. 5851 - "فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة، وفضل صلاة التطوع في البيت على فعلها في المسجد كفضل صلاة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4353)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3973): موضوع، وضعفه في الضعيفة (4009). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4140)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4211). (¬3) انظر المغني (1/ 256).

الجماعة على المنفرد". ابن السكن عن ضمرة بن حبيب عن أبيه (ض) ". (فضل صلاة الجماعة) يشمل ولو لم يكن إلا باثنين كما يفيده. (على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة) فإن كثر العدد في الجماعة كانت الدرجات أعظم وأفضل، وأما عددها فخمس وعشرون على ما هنا. (وفضل صلاة التطوع في البيت على فعلها في المسجد كفضل صلاة الجماعة على المنفرد) أي خمس وعشرون درجة، والحديث حث على الجماعة سواء كانت في مسجد أو في غيره وعلى النافلة في البيوت، وهل المراد النافلة الفرادى لا غير، أو يشمل النافلة الجماعة، وأن البيت أفضل لهما مطلقا ينظر محل بحث. (ابن السكن (¬1) عن ضمرة بن حبيب عن أبيه)، رمز المصنف لضعفه .. 5852 - "فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر" (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد) أي فضل صلاة الواحد في جماعة على صلاته منفرداً؛ لأن الجمع من حيث هو. (خمس وعشرون درجة) حكمة هذا العدد لا يعلمها إلا الله. (وتجتمع ملائكة الليل) الموكلون بالعبادات الليلة، قيل: هم الحفظة، وضعف بأن الحفظة لا يفارقون الإنسان، ولم ينقل أن حفظة الليل غير حفظة النهار فهم ملائكة غير الحفظة. (وملائكة النهار) الذين ينزلون من السماء عوضا عن ملائكة الليل الذين يصعدون إليها. (في صلاة الفجر) متعلق بتجتمع فيحتمل أنهم يصلون مع المسلمين وأنه تتوفر جمع جماعة الفجر بفريقي الملائكة، ويحتمل أن المراد أنهم يشهدون الصلاة وإن لم يصلوا، وفي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 473) الشطر الأول من الحديث، وابن ماجة (787) عن أبي هريرة بمعناه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4215).

هذا الإخبار حث على جماعة الفجر. (ق (¬1) عن أبي هريرة). 5853 - "فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس كفضل المكتوبة على النافلة". (طب) عن صهيب بن النعمان (ح) ". (فضل صلاة الرجل في بيته) أي النافلة. (على صلاته حيث يراه الناس) يحتمل أنه لو كان في المسجد بحيث لا يراه أحد أن يكون فضل النافلة كفضلها في البيت لوجود عدم الرؤية الذي هو كالعلة. (كفضل المكتوبة على النافلة) وتقدم لنا أنه قد ورد أن الفريضة تفضل النافلة بسبعين ضعفا، وفيه حث على جعل النوافل في البيوت، وكذلك كان فعله - صلى الله عليه وسلم -. (طب (¬2) عن صهيب بن النعمان) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه محمد بن مصعب القرقسائي ضعفه ابن معين وغيره ووثقه أحمد. 5854 - "فضل صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية". ابن المبارك (طب حل) عن ابن مسعود (ض) ". (فضل صلاة الليل) أي نافلة ويحتمل النافلة والفريضة إلا أنه لم يأتِ نص بتفضيل صلاة فريضة الليل على فريضة النهار فالأظهر أن المراد هنا النافلة. (على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية) وذلك لأن صلاة الليل يقبل القلب عليها أكثر من إقباله عليها نهارا لتجرده عن الأشغال وسكون العالم وهدوء الأعين، ولذا حث تعالى على قيام الليل، وحث عليه المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وفيه دليل على أن صدقة السر أفضل من صدقة العلانية لسلامتها عن الرياء ونحوه، وقيل من عرف أنه يقتدي به غيره حسن منه الصدقة جهراً وكانت ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4440)، ومسلم (649). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 46) (7322)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 247)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4217).

أفضل، قيل فيؤخذ منه أن من عرف أنه يقتدى به في نافلة النهار من الليل كانت نافلة النهار أفضل. (ابن المبارك طب حل (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وقال البيهقي: رجاله ثقات، كأنه يريد رجال الطبراني. 5855 - "فضل غازي البحر على غازي البر كفضل غاز البر على القاعد في أهله وماله". (طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (فضل غازي البحر) الغازي من طريق البحر سواء كان العدو في البحر أو خارجه. (على غازي البر كفضل غاز البر على القاعد في أهله وماله) من غير أولي الضرر وقد فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً. (طب (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه. 5856 - "فضل غازي البحر على غازي البر كعشر غزوات في البر". (طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (فضل غازي البحر على غازي البر كعشر غزوات في البر) وذلك لما في ركوب البحر من الأخطار، ويتخرج من هذا فضل حاج البحر على حاج البر. (طب (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه. 5857 - "فضل حملة القرآن على الذي لم يحمله كفضل الخالق على المخلوق". (فر) عن ابن عباس". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (25)، والطبراني في الكبير (10/ 179) (10382)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 167)، والبيهقي في الشعب (3098)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 251)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3976)، والضعيفة (4010). (¬2) لم أقف عليه في المعجم الكبير ولعله في المفقود منه، وانظر فيض القدير (4/ 436) قال: وإسناده حسن، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3979). (¬3) لم أقف عليه في المعجم الكبير ولعله في المفقود منه وانظر فيض القدير (4/ 436)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3978).

(فضل حملة القرآن) أي حافظوه سواء كان عن ظهر قلب أم لا، والمراد من حامله من أقامه على ما أنزل من ربه وعمل بأمره ونهيه ووعده ووعيده، وإذا مر في تلاوته بذكر الجنة حن إليها وعمل عملا يقربه إليها، وإذا مر بذكر النار أشفق منها وهجر كل عمل يوصل إليها، وإذا مر بذكر القرون الأولى اعتبر بها وفرح بنصر الله لأوليائه على أعدائه وعلم أن هذه مع سنة الله أبدا وترقب وقوعها، وإذا مر بضرب الأمثال تأمل ما اشتملت عليه وازداد إيماناً مع إيمانه وإذا مر بحجج الله الدافعة للباطل قوي بها إيمانه وثلج بها صدره، وخلاصته أن يعطي كل آية حقها من التأمل والإقبال بقلبه وسمعه وبصره عليها، فهذا هو حامل القرآن الذي فضله. (على الذي لم يحمله كفضل الخالق) تعالى. (على المخلوق) وهي رتبة لا تدخل تحت مطالعة العقول تحث العبد على الإقبال على كتاب الله والإعراض عن كل ما سواه. (فر (¬1) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وفيه محمد بن تميم الغرياني (¬2) قال الذهبي: قال ابن حبان: كان يضع الحديث، والحكم بن أبان (¬3) قال ابن المبارك: ارم به، ورواه ابن لال من هذه الطريق التي تلقاها الديلمي عنه. 5858 - "فضل الثريد على الطعام كفضل عائشة على النساء". (هـ) عن أنس". (فضل الثريد على الطعام) باعتبار محبة النفس له ورغبتها إليه وانتفاعها به وهو مركب من خبز ولحم ومرق جامع بين الغذاء واللذة والقوة وسهولة ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4342)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3974): موضوع، وقال في الضعيفة (396): كذب. (¬2) انظر المغني (2/ 560). (¬3) انظر المغني (1/ 182).

التناول وقلة المؤنة في المضغ وغير ذلك. (كفضل عائشة على النساء) فإنها جامعة لصفات الكمال من الخلق والخلق وحسن النطق وجودة القريحة وصحة الرأي ورصانة العقل والتحبب للبعل، والحديث ترغيب في الثريد وفيه دليل أنه لا بأس في التأنق في المطعم واختيار الأفضل منه (هـ (¬1) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 5859 - "فضل قراءة القرآن نظراً على من يقرأه ظاهراً كفضل الفريضة على النافلة". أبو عبيد في فضائله عن بعض الصحابة". (فضل قراءة القرآن نظراً) في مصحف ونحوه. (على من يقرأه ظاهراً) أي عن ظهر قلب. (كفضل الفريضة على النافلة) وذلك؛ لأنها تجمع التلاوة والنظر على المصحف فتحصل عبادتان، قيل والمدار على الخشوع فإذا كان مع النظر أتم فهو أفضل وإلا فلا. (أبو عبيد (¬2) في فضائله) أي القرآن (عن بعض الصحابة) ورواه أبو نعيم والديلمي، وفيه بقية. 5860 - "فضَّل الله قريشا بسبع خصال لم يعطها أحدٌ قبلهم ولا يعطاه أحدٌ بعدهم: فضَّل الله قريشاً أني منهم، وأن النبوة فيهم، وأن الحجابة فيهم، وأن السقاية فيهم، ونصرهم على الفيل، وعبدوا الله عشر سنين لا يعبده غيرهم، وأنزل الله فيهم سورة من القرآن لم يذكر فيها أحد غيرهم: (لإيلاف قريش) ". (تخ طب ك (صح)) والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ". (فضَّل) بتشديد المعجمة. (الله قريشا) أي جعلها تفضل الناس. (بسبع ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3281)، والدارمي (2069)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4210). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4342)، وابن شاهين في الترغيب (195)، والقاسم بن سلام في فضائل القرآن (77)، وانظر فتح الباري (9/ 78)، وقال: إسناده ضعيف، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3980).

خصال لم يعطها) بالبناء للفاعل وهو ضميره تعالى. (أحدٌ قبلهم ولا يعطاها) بالبناء للمجهول نائب الفاعل. (أحدٌ بعدهم) فقد فضلوا الأوليين والآخرين. (فضَّل الله قريشاً) أعاده تأكيدا وتنوهيا لما تميزوا به (أني) بفتح الهمزة على تقدير اللام الجارة أي لأني، أو الباء أي بأني والكسر على الاستئناف وهو تفضيل للنوع فلا يلزم منه أنه لا فضل لبعض الأفراد من غيرهم فإنه قد يكون من أفراد غيرهم أفضل (منهم) وكفى لهم شرفا بذلك، وقد قيل في تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: 44] أن القرآن شرف له ولقومه وذكر في العالمين حسن، إن قيل هو - صلى الله عليه وسلم - من أعم من قريش فإنه من ذرية إسماعيل فيشارك قريشا في هذا الشرف من تقدمهم بل من تقدمهم من لدن آدم، قيل: قد جرى العرف بأن قريشا من قبيلة خاصة وكان منها شرفت تلك القبيلة به لاتصاله بها أشد من اتصاله بغيرها والقبيلة الأخص كبني هاشم من قريش شرفها به أعظم وكل أخص به فإنه أشرف من غيره وهذه أولى السبع والثانية. (وأن النبوة فيهم) أي النبوة التي ختم بها ديوان كل نبوة ورسالة، فكونه منهم شرف مستقل وإن لم يكن نبيا لما أعطاه الله من صفات الكمال، فلا يقال هما فضيلة واحدة. (وأن الحجابة فيهم) أي سدانة الكعبة وتولي حفظها وقبض مفتاحها، وكانت أولا في بني عبد الدار ثم صارت الآن في بني شيبة خالدة تالدة. (وأن السقاية فيهم) أي سقي الناس من زمزم، قال في المجمل (¬1): السقاية المحل الذي يتخذ فيه الشراب في الموسم كان من هو نبذه يشتري الزبيب فينبذ في ماء زمزم فيسقي الناس، وكان على ذلك العباس في الجاهلية وأقرها - صلى الله عليه وسلم - في يده في الإِسلام. (ونصرهم على الفيل) أبرهة وأصحابه كما حكاه الله تعالى في كتابه ¬

_ (¬1) انظر: مجمل اللغة (2/ 466).

إجمالا وفي كتب التفسير تفصيلاً (وعبدوا الله عشر سنين) على الإِسلام أي عبده كذلك من آمن منهم به - صلى الله عليه وسلم -. (لا يعبده غيرهم) وذلك قبل هجرته وقبل إسلام الأنصار. (وأنزل الله فيهم سورة من القرآن) خصهم بها. (لم يذكر فيها أحد غيرهم) بينها بقوله: (لإيلاف قريش) أي إلى آخرها، أو لأن هذا اللفظ وحده علم لها، واعلم أنه قد استشكل الحديث من جهتين: الأولى: الإخبار بعبادة قريش قبل الناس بعشر سنين على الإِسلام والمعلوم أن قريشا لم يسلموا إلا في الثامنة عشرة سنة من البعثة والثامنة من الهجرة وذلك عند فتح مكة فإنهم أسلموا كلهم، وجوابه أن المراد أنه - صلى الله عليه وسلم - أول من عبد الله وهو من قريش ولم يعبد الله بعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - أحد غيره ولا سبقه بعبادته على الإِسلام أحد فجعل سبقه - صلى الله عليه وسلم - إلى عبادة ربه فضيلة لقريش لكونه منهم، والقبيلة تشرف بشرف فرد منها كما تذم برذيلة فرد منها بل وينسب إليها فعله نحو قوله تعالى في ثمود: {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ} [الأعراف: 77] والعاقر بعض منهم، وكقوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: 64] والقائل بعض منهم، ثم في هذا الحديث نفسه تفضيل قريش فإن الحجابة فيهم والسدانة فيهم والنبوة فيهم وكل هذه في أفراد منهم كما قررناه وهذا نظير امتنان الله علي بني إسرائيل بقوله: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً} [المائدة: 20] ونظير قوله: {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} [النساء: 54] مع أن النبوة لتعظيمهم والملك العظيم لسليمان - عليه السلام - الجهة الثابتة والإشكال في قوله: "عبدوا عشر سنين" ومعلوم أنه - صلى الله عليه وسلم - شاركه في العبادة جماعة في العشر انتهى وجوابه أنه من وجهين الأول عدم اتصاف مفهوم أن يراد بالناس أكثرهم وجمهورهم، فإن لم

يدخل الناس في الدين دخولا بظهور الأبعد المعسر في اليقين أو يراد ناس مخصوصون، والله أعلم. (تخ طب ك) (¬1)، رمز المصنف على الحاكم بالصحة؛ لأنه قال الحاكم صحيح إلا أنه رده الذهبي بأن فيه يعقوب بن محمد الزهري عن إبراهيم بن محمد بن ثابت ويعقوب ضعيف وإبراهيم صاحب مناكير هذا أنكرها فالصحة من أين، (والبيهقي في الخلافيات عن أم هانئ) بنت أبي طالب. 5861 - "فضَّل الله قريشا بسبع خصال: فضّلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين لا يعبد الله إلا قريش، وفضّلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون، وفضّلهم بأنه نزلت فيهم سورة القرآن لم يدخل فيها أحدٌ من العاملين وهي: (لإيلاف قريش)، وفضّلهم بأن فيهم النبوة، والخلافة، والحجابة، والسقاية". (طس) عن الزبير بن العوام". (فضَّل الله قريشا بسبع خصال) كل واحدة خاصة بهم. (فضّلهم بأنهم عبدوا الله) نسب العبادة إلى الكل من باب (فعقروها). (عشر سنين لا يعبد الله إلا قرشي) والسبق إلى عبادة الله مسارعة إلى الخيرات ولذا قال الخليل - عليه السلام -: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 163] والكليم مثله. (وفضّلهم بأنه نصرهم يوم الفيل وهم مشركون) رعاية منه تعالى لحرمة بيته وسكانه. (وفضّلهم بأنه) أي الشأن. (نزلت فيهم سورة) من (القرآن لم يدخل فيها أحدٌ من العاملين) إيهام وتفخيم بينه قوله. (وهي: (لإيلاف قريش)، (وفضّلهم بأن فيهم النبوة) أي ختامها. (والخلافة) فإنها لقريش كما سلف مراد النص بذلك. (والحجابة، والسقاية) وفيه أن شرف القبيلة بشرف بعض أفرادها داخباره بتفضيلها إعلام لا ما يجب ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ (1004)، والطبراني في الكبير (24/ 409) (994)، والحاكم (2/ 584)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4209)، والصحيحة (1944).

من معرفة شرفهم وفضلهم. (طس (¬1) عن الزبير بن العوام) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي فيه مضعفون. 5862 - "فُضِّلْتُ على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعبس وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة وخُتم بي النبيون". (م ت) عن أبي هريرة (صح) ". (فُضِّلْتُ) مبني للمجهول مشدد المعجمة أي فضلني الله ويحتمل التخفيف من فضل يفضل ككرم يكرم وفاعله الضمير المتصل به أي زدت فضلاً ويجزى الاحتمالات فيما يأتي من نظيره. (على الأنبياء) الذين هم أشرف خلق الله تعالى. (بست) لا ينافي ما يأتي من قوله بخمس لما مر في نظائره غير مرة. (أعطيت جوامع الكلم) تقدم تفسيرها مراراً أي جمع المعاني الكثيرة في ألفاظ يسيرة فهو أبلغ الأنبياء في أقواله. (ونصرت بالرعب) يقذفه الله في قلوب أعدائه فيخذلهم وكفي بقصة الأحزاب والنضير وغيرها وتقدم تقدير ذلك بمسافة شهر ويأتي. (وأحلت لي الغنائم) وكانت لا تحل لنبي قبله بل يجمع ويصير صبره وتأتي نار من السماء تأكلها. (وجعلت لي الأرض) كلها مسجدا تصح فيه الصلاة إلا ما ورد فيه الاستثناء من المقبرة ونحوها وتقدم البحث في ذلك في حرف الهمزة في أعطيت. (وطهوراً) بفتح الطاء وذلك بالتيمم من صعيدها الطيب وفيه أنه لم يكن لغيره ذلك فإنه كان لا يصح صلاة من قبله إلا في مساجدهم بالماء إلا أنه قد قيل أن عيسى - عليه السلام - كان سياحاً في الأرض يصلي حيث أدركته الصلاة قيل فالاختصاص بالمجموع من حيث لا بالأفراد كما أن قوله. (وأرسلت إلى الخلق كافة) قد أورد عليه أن نوحا هو آدم الأصغر وقد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (9173)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 24)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4208).

أرسل إلي الخلق كافة ولم يبق في الأرض بعد الغرق إلا من كان معه، وأجيب عنه بأن نوحًا كان بعد خروجه مبعوثاً إلي الكل لانحصار الخلق فيمن كان معه والمصطفى - صلى الله عليه وسلم - رسالته عامة في أصل البعثة، نعم، قال ابن دقيق العيد: إن بعثة الأنبياء بالتوحيد عامة. (وخُتم بي النبيون) أي أغلق برسالتي بأن الوحي فلا نبي بعده - صلى الله عليه وسلم - وأما عيسى فإنما ينزل على دينه - صلى الله عليه وسلم - وشريعته وتقدم في أعطيت بعض هذه الخصال وخصال غيرها لا منافاة. (م ت (¬1) عن أبي هريرة) ورواه أبو يعلى وغيره. 5863 - "فضلت على الأنبياء بخمس: بعثت إلى الناس كافة، وذخرت شفاعتي لأمتي، ونصرت بالرعب شهراً أمامي وشهراً خلفي، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي". (طب) عن السائب بن يزيد (صح) ". (فضلت على الأنبياء بخمس) خصال. (بعثت إلى الناس كافة) كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} [سبأ: 28]. (وذخرت) بالبناء للفاعل فاعله ياء المتكلم. (شفاعتي لأمتي) قال في المطامح: قد استفاضت أخبار الشفاعة في الشريعة حتى صارت في خبر التواتر. (ونصرت بالرعب شهرا أمامي) أمام الجهة التي أنا بها. (وشهرا خلفي) فيما أخلفه من الجهات خلفي. (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهورا) تمسك بظاهره مالك وأبو حنيفة فقالا: يصح التيمم بجميع أجزاء الأرض من صحراء ورمل ونحوه كما يجوز الصلاة عليها، ورُدّ بأنه مقيد بخبر مسلم "وجعلت تربتها لنا طهوراً" (¬2) والمسألة مبسوطة في محلها. (وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي) بل كانت تحرم ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (523)، والترمدي (1553)، وأبو يعلى (6491). (¬2) أخرجه مسلم (522).

عليهم وتحرقها نار تأتي من السماء. (طب (¬1) عن السائب بن يزيد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك. 5864 - "فضلت بأربع: جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أتى الصلاة فلم يجد ما يصلي عليه وجد الأرض مسجداً وطهوراً، وأرسلت إلى الناس كافة، ونصرت بالرعب من مسيرة شهرين يسير بين يديّ، وأحلت لي الغنائم". (هق) عن أبي أمامة (صح) ". (فضلت) فيه أنه لا بأس بذكر ما فضل به الإنسان على غيره وأنه ليس من الافتخار بل من المتحدث بنعمة الله، بل مثل ما هنا واجب الذكر لما فيه من الأحكام من قوله: (جعلت لي الأرض [3/ 150] مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي) هذا عام لكل فرد من رجال الأمة ونسائها فإنهن كالرجال في الأحكام. (أتى الصلاة فلم يجد ما يصلي عليه) من المساجد التي سبلت للصلاة والماء الذي يزال به الحدث. (وجد الأرض مسجداً وطهوراً) وظاهر الحديث أنه لا يلزمه طلب الماء ولا المساجد بل إذا فقد الأمرين عدل عنهما وإن كان عدم الوجدان إنما هو خاص في التيمم. (وأرسلت إلى الناس كافة، ونصرت بالرعب من مسيرة شهرين) شهراً خلفه وشهراً أمامه كما سلف وإن كان قوله. (يسير بين يديّ) يقضي بأنه أمامه ولا مانع من أنه أعطي ذلك بعد إعطائه مسافة شهر أمامه فضلا من الله. (وأحلت لي الغنائم). (هق (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 154) (6674)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4221). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (1/ 212)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4220).

5865 - "فضلت بأربع: جعلت أنا وأمتي في الصلاة كما تصف الملائكة، وجعل الصعيد لي وضوءا، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم". (طب) عن أبي الدرداء" (صح). "فضلت بأربع: جعلت أنا وأمتي في الصلاة) أي في صفوفها. (كما تصف الملائكة) قال الحافظ العراقي: المراد به التراص وإتمام الصف الأول فالأول في الصلاة فهو من خصائص هذه الأمة وكانت الأمم السابقة يصلون منفردين كل على حدة. (وجعل الصعيد) أي الطيب. (لي) ولأمتي. (وضوءاً) بفتح الواو وفيه دليل على تسمية التيمم وضوءاً، وإن كان لا يحصل به الوضاءة لكنه سمي باسم ما أبدل عنه. (وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً) استدل به على كرامة فضل الإنسان فإنه خلق من الماء والتراب والكل طهور يتقرب به إلى الله تعالى. (وأحلت لي الغنائم) بل جعل رزقه صلى الله عليه وآله وسلم منها تحت ظلال رمحه، قيل: فهي أفضل الكسب. (طب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته. 5866 - "فضلت على الناس بأربع: بالسخاء، والشجاعة، وكثرة الجماع، وشدة البطش". (طب) والإسماعيلي في معجمه عن أنس (ض) ". (فضلت) هذا تفضيل خاص به - صلى الله عليه وسلم - لم تشاركه الأمة فيه ولذا قال: (على الناس) ولم يخص الأنبياء. (بأربع: السخاء) قد ثبت أنه أسخى خلق الله كما عرف في شمائله، كما عرف أنه فضل بالسخاء. (وبالشجاعة) كذلك فإنه كان عند اشتداد العباس يلوذ أصحابه به - صلى الله عليه وسلم -. (وكثرة الجماع) لكمال قوته وصحة ذكورته وتقدم وجه كثرة جماعه في الهمزة في "أتاني جبريل" (وشدة البطش) وهو ¬

_ (¬1) لم أقف عليه من المعجم ولعله من الجزء المفقود منه، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 90)، وقد عزاه للطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4219).

من فروع قوة القلب. (طس) والإسماعيلي في معجمه (¬1) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه على الطبراني، وقال الهيثمي: إسناد الطبراني رجاله موثقون، انتهى وغره قول شيخه: رجاله ثقات، وفي الميزان: أنه خبر منكر رواه الطبراني عن محمد بن هارون عن العباس بن وليد عن مروان بن محمد عن سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس ومروان بن محمد هو الطاطري كان مرجئاً وفيه خلاف، قال في اللسان: لا ذنب لهذا الرجل والظاهر أنَّ الضعفَ من قبل سعيد بن بشير. 5867 - "فضلت على آدمٍ بخصلتين: كان شيطاني كافراً فأعانني الله عليه حتى أسلم، وكن أزواجي عوناً لي، وكان شيطان آدم كافراً، وكانت زوجته عوناً له على خطيئته" (البيهقي في الدلائل عن ابن عمر). (فضلت على آدم بخصلتين: كان شيطاني كافراً فأعانني الله عليه حتى أسلم) أي آمن وهو مبين أن المراد من حديث: "إلا أن الله أعانني عليه فأسلم" أي آمن؛ لا أن المراد أسلم من شره مع بقائه كافراً كما قيل وشيطان آدم هو أخرجه من الجنة والظاهر أن غير آدم من الأنبياء لم يسلم شياطينهم لكنه خص آدم لظهور إغواء الشيطان له، وفيه دليل على أنه قد يسلم من نزغ الشياطين من يسلم. (وكن أزواجي عوناً لي) على الطاعة، وكانت حواء ممن أدخل المعصية على آدم كما أفاده قوله: (وكان شيطان آدم كافراً) فاتفق منه معه ما اتفق. (وكانت زوجته) فيه أنه يصح الإتيان لالتاء في لفظه وإن كان الأفصح زوجه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6816)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجمه (251)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 269)، والميزان (2/ 300، 6/ 401)، واللسان (2/ 303)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3985) موضوع، وفي الضعيفة (1597): باطل.

(عوناً على خطيئته) إذ من طريقها كان إغواؤه. (البيهقي في الدلائل (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وفيه محمد بن الوليد القلانسي قال في الميزان عن ابن عدي: يضع الحديث، وعن ابن عروبة: كذاب، وقال: من أباطيله هذا الخبر، وقال العراقي: ضعيف لضعف محمد بن الوليد. 5868 - "فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين". (د) في مراسيله (هق) عن خالد بن سعدان مرسلاً". (فضلت سورة الحج على القرآن بسجدتين) أي بآيتين يشرع عندهما سجود التلاوة وهو نص على أنه سجد عند الآيتين منها وأن هذا فضل للسورة لكونه زيادة عبادة فيها. (د في مراسيله، هق (¬2) عن خالد بن معدان مرسلاً) قال أبو داود: قد أسند هذا ولا يصح، وقال ابن حجر: كأنه يشير إلى حديث عقبة وهو الآتي. 5869 - "فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما". (حم ت ك طب) عن عقبة بن عامر (صح) ". (فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما) قيل: وجد في نسخ المصابيح "فلا يقرأها" بإعادة الضمير إلى السورة، والصواب: يقرأهما بإعادته إلى آيتي السجدتين كما في أبي داود [3/ 151] والترمذي ووجه النهي عن قراءتهما أن التلاوة إذا كانت سبباً لتضييع ما شرع من السجود فالأولى به ترك القراءة. (حم ت ك طب (¬3) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته، ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الدلائل (5/ 488)، والخطيب في تاريخه (3/ 331)، وانظر الميزان (6/ 361)، والعلل المتناهية (1/ 181)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3984)، والضعيفة (1100): موضوع. (¬2) أخرجه أبو داود في مراسيله (78)، والبيهقي في السنن (2/ 317)، وانظر الدراية (1/ 210)، والتلخيص الحبير (2/ 9)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3983). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 155)، والترمذي (578)، والحاكم (1/ 343)، والطبراني في الكبير =

وقال الترمذي: إسناده ليس بالقوي قيل: ووجهه أن فيه ابن لهيعة ومشرح بن هاعان ولا يحتج بحديثهما كما قاله المنذري. 5870 - "فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين جزءاً من اللذة، ولكن ألقى الله عليهن الحياء". (هب) عن أبي هريرة". (فضلت المرأة على الرجل) المراد تفضيل النوع على النوع لا الأفراد على الأفراد فإنه قد يكون بعض الرجال أكثر من بعض النساء لذة. (بتسعة وتسعين جزءا من اللذة) لذة الجماع. (ولكن ألقى الله عليهن الحياء) فهو الذي يمنعهن من إظهار تلك اللذة. (هب (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وفيه أبو داود مولى أبي مكمل، قال في الميزان: قال البخاري: منكر الحديث ثم ساق له هذا الخبر، قال الشارح: وفيه أيضًا ابن لهيعة وأسامة بن زيد الليثي أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: فيه لين. 5871 - "فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة، وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً، وجعلت تربتها لنا طهوراً إذا لم نجد الماء، وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي". (حم م ن) عن حذيفة (صح) ". (فضلنا) المتكلم والمخاطبون. (على الناس) الذين كانوا قبلنا. (بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة) تقدم بيان وجه الشبه. (وجعلت لنا الأرض كلها مسجداً) والتأكيد بكل لا ينافي استثناء المقبرة والحمام ونحوها. (وجعلت ¬

_ = (17/ 307) (847)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3982). (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7737)، وانظر الميزان (7/ 363)، واللسان (7/ 43)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3981): ضعيف جداً. (¬2) انظر المغني (1/ 66).

تربتها لنا طهوراً) هذا قيد إطلاق الأرض في غيره وقد ذكر في شرح عمدة الأحكام (¬1) أن البعض فرق بين تربة وتراب. (إذا لم نجد الماء) كما قيده تعالى بذلك في آيتين من كتابه. (وأعطيت هذه الآيات) هذا الإعطاء وإن كان خاصا به - صلى الله عليه وسلم - إلا أن بركة الآيات وتلاوتها عام للأمة فكأنهم أعطوها أيضاً، فلا يقال الثلاث كلها لا تختص بالأمة. (من آخر سورة البقرة) وهي قوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ ...} إلى آخر السورة. (من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي) بخلاف كثير من معاني القرآن فقد كانت في صحف الأنبياء قبله، قال الطيبي: هذه الخصال من بعض خصائص هذه الأمة المرحومة ثنتان منها لرفع الحرج ووضع الإصر كما قال الله تعالى: {وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا} [البقرة: 286] وواحدة منها إشارة إلى رفع الدرجات. (حم م ن (¬2) عن حذيفة). 5872 - "فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة" (طب) عن الفضل (ض) ". (فضوح الدنيا) بزنة فلوس جمع فضح بزنة فلس وهو العار والمشقة الحاصلان للنفس من كشف العيوب في الدنيا ونشرها بقصد الاستحلال والتنصل منها. (أهون من فضوح الآخرة) أي أهون من كتمانها وبقائها على الإنسان حتى ينشر ويشتهر في الموقف الأعظم على رؤوس الأشهاد يوم التناد وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - للملتعنة. (طب (¬3) عن الفضل) رمز المصنف لضعفه فيه القاسم بن يزيد قال في ¬

_ (¬1) انظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد (1/ 82). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 383)، ومسلم (522)، والنسائي في الكبرى (8022). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 280) (718)، والقضاعي في مسند الشهاب (246)، وانظر الميزان 5/ 464، وضعفاء العقيلي (3/ 483)، والمجمع (9/ 26)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3986).

الميزان: قال العقيلي: حديثه منكر، ثم ساق من مناكيره هذا الخبر، وقال العراقي: هذا حديث منكر، وقال تلميذه الهيثمي: فيه مجهولون، ورواه أبو يعلى بإسناد أصلح من هذا إذ غايته أن فيه عطاء بن سليم مختلف فيه وبقية رجاله ثقات كما قاله الهيثمي. 5873 - "فطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون، وعرفة يوم تعرفون". الشافعي (هق) عن عطاء مرسلاً". (فطركم يوم تفطرون) تقدم ويأتي. (وأضحاكم يوم تضحون، وعرفة يوم تعرفون) وهو إخبار بأن ما اجتمعوا عليه فهو اليوم المراد عند الله لا ما اختلفوا فيه. (الشافعي هق (¬1) عن عطاء مرسلاً) قال ابن حجر: ورواه الترمذي واستغربه وصححه، والدارقطني عن عائشة يرفعه، وصوب وقفه. 5874 - "فطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون، وكل عرفة موقف، وكل مني منحر، وكل فجاج مكة منحر، وكل جمع موقف". (د هق) عن أبي هريرة (صح) ". (فطركم يوم تفطرون، وأضحاكم يوم تضحون) قال الخطابي (¬2): معناه أن الخطأ موضوع عن الناس فيما يبذل فيه الاجتهاد، فلو اجتهد قوم فلم ينظروا الهلال إلا بعد الثلاثين فأتموا ثم ثبت أن الشهر تسع وعشرون فصومهم وفطرهم ماض، وكذا إذا أخطئوا يوم عرفة أجزأهم ولا قضاء تخفيفا من الله ولطفاً. (وكل عرفة موقف، وكل مني منحر، وكل فجاج مكة منحر) فلا يتوهم ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 73)، وأخرجه الترمذي (802) بلفظ: "الفطر يوم يفطر الناس ... " وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه، والبيهقي في السنن (5/ 176) عن عطاء مرسلاً، وأخرجه الدارقطني (2/ 225) عن عائشة، وانظر البدر المنير (6/ 247 - 248)، والتلخيص الحبير (2/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4224). (¬2) انظر: عون المعبود (6/ 316).

أن الموقف ما وقف فيه - صلى الله عليه وسلم - فقط فأبان لهم بإخبارهم بذلك وكذلك من قوله في المنحر. (وكل جمع) وهو بسكون الميم: المزدلفة. (موقف) للبيات به. (د هق (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته إلا أنه من رواته محمد بن المنكدر ولم يسمع من أبي هريرة كما قاله البزار. 5875 - "فعل المعروف يقي مصارع السوء". ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن أبي سعيد (متنه صحيح) ". (فعل المعروف يقي مصارع السوء) قال العامري: المعروف هنا يعود إلى مكارم الأخلاق مع الخلق كالبر والمواساة بالمال والتعهد في مهمات الإخوان كسد خلة وإغاثة ملهوف وتفريج مكروب وإنقاذ محرم من محذور فيجازيه الله من حسن فعله بأن يقيه مصارع السوء [3/ 152]. (ابن أبي الدنيا (¬2) في قضاء الحوائج عن أبي سعيد) فيما قوبل على نسخة المصنف مكتوب: متنه صحيح. 5876 - "فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدرى ما فعلت، وإني لا أراها إلا الفأر، ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب، وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت". (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (فقدت) بالبناء للمجهول. (أمة من بني إسرائيل) كأن المراد بعد مسخها. (لا يدرى) بالبناء للمفعول أيضا. (ما فعلت) لم يأته فيها من الله الحقيقة مع علمه - صلى الله عليه وسلم - بأنها فقدت ممسوخة. (وإني لا أراها) بضم الهمزة: لأظنها ظناً مؤكداً يقرب من الرؤية البصرية. (إلا الفأر) بإسكان الهمزة والفاء والراء الحيوان المعروف، ثم ذكر أمارة ظنه - صلى الله عليه وسلم -. (ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2324)، والبيهقي في السنن (3/ 317)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4225). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (3)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4226).

وذلك لأن لحوم الإبل وألبانها حرمت علي بني إسرائيل. (وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت) لأنه حلال لهم كلحمها وذلك دليل على أنهما من تلك الأمة ودليل على أن الممسوخ وإن تغيرت صورته لا يتغير طبعه وفيه دليل على الإخبار عن مقتضى الإمارات وعلى الاجتهاد مع إمكان الوحي، إن قيل: قد ثبت أنه تعالى لا يجعل لمنسوخ نسلاً قلنا: قال القرطبي (¬1): هذا قاله ظنًّا وحدساً قبل أن يوحى إليه أن الله لم يجعل لممسوخ نسلاً فلما أوحي إليه علم أن الفأر ليس من نسل ما نسخ. (حم ق (¬2) عن أبي هريرة). 5877 - "فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام". (ت) عن أبي سعيد (ح) ". (فقراء المهاجرين) في رواية الترمذي أيضاً "فقراء المسلمين يدخلون قبل الأغنياء بأربعين خريفاً". (يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام) وفي مسلم عن ابن عمر مرفوعاً "فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفاً" (¬3) قال القرطبي (¬4): اختلاف هذه الأخبار يدل على أن الفقراء مختلفون الحال وكذا الأغنياء ويرتفع الخلاف بأن يرد المطلق في روايتي الترمذي إلى المقيد ويكون المعنى: فقراء المسلمين المهاجرين، والجمع بينها وبين خبر مسلم أن سباق الفقراء من المهاجرين يسبقون سباق الأغنياء منهم بأربعين خريفاً وغير سباق الأغنياء بخمسمائة عام. (ت (¬5) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه لأنه حسنه الترمذي. ¬

_ (¬1) انظر: المفهم (3/ 345). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 234)، والبخاري (3129)، ومسلم (2997). (¬3) أخرجه مسلم (2979). (¬4) المفهم (6/ 30). (¬5) أخرجه الترمذي (2351)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4228).

5878 - "فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد". (ت هـ) عن ابن عباس". (فقيه واحد) عالم بالكتاب والسنة عامل. (أشد على الشيطان من ألف عابد) وذلك؛ لأن الشيطان كلما فتح بابا على الناس من الهوى وزين لهم الشهوات في قلوبهم بين الفقيه العارف مكائده وما كان من غوائله فيسد ذلك الباب ويرده خاسئاً خاسراً، والعابد ربما اشتغل بالعبادة وهو في حبائل الشيطان ولا يدري. قال الغزالي (¬1): المراد بالفقه هنا علم طريق الآخرة ومعرفة دقائق آفات النفوس ومفسدات الأعمال وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا وشدة التطلع إلى نعيم الآخرة واستيلاء الخوف على القلب لا تفريعات الطلاق واللعان والسلم والإجارة فإن التجرد له على الدوام يقسي القلب وينزع الخشية منه كما يشاهد في المتجردين فيه والحديث حث على التفقه في الدين وإيثاره على العبادة. (ت هـ (¬2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقد قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وأورده ابن الجوزي في العلل، وقال: لا يصح والمتهم به روح بن جناح قال أبو حاتم: يروي عن الثقات ما لم يسمعه من ليس متبحراً في علم الحديث يشهد له بالوضع، وقال الحافظ العراقي: ضعيف جداً. 5879 - "فكرة ساعة خير من عبادة ستين سنة". أبو الشيخ في العظمة عن أبي هريرة". (فكرة ساعة) أي صرف الذهن لحظة من العبد في تدبر تقصيره وتفريطه في ¬

_ (¬1) انظر: الإحياء (1/ 32). (¬2) أخرجه الترمذي (2681)، وابن ماجة (222)، والبخاري في التاريح الكبير (1046)، وانظر العلل المتناهية (1/ 134)، والمجروحين (1/ 300)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3987): موضوع.

حقوق الحق ووعده ووعيده وحضوره بين يديه ومحاسبته له ووزن أعماله وخوف خسرانه وجوازه على الصراط وشدته وجدبه أو فكره في مصنوعات مولاه وتدبره لإتقانها وإحكامها ودلالتها عليه وعلى صفات كماله وازدياده إيماناً به تعالى. (خير) في الأجر والثواب. (من عبادة ستين سنة) لأن من قل تفكره قسى قلبه وتفرق شمله وتتابعت عليه الغفلة فهو وإن تعبد فقلبه هائج بأشغال الدنيا متكل على عمله غافل عن حق مولاه وفاطره والفكر عبادة الباطن وهي أفضل من عبادة الجوارح وهي عبادة الظاهر. فائدة: قال العراقي (¬1) عن وهب: كان فيمن قبلكم رجل عبد الله سبعين سنة صائما قائما فسأل الله حاجة فلم تقض فأقبل على نفسه وقال: من قبلك أتيت لو كان عندك خير قضيت حاجتك، فأنزل الله ملكا فقال: ساعتك التي ازدريت فيها على نفسك خير من عبادتك التي مضت. (أبو الشيخ في العظمة (¬2) عن أبي هريرة) [3/ 153] سكت المصنف عليه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: فيه عثمان بن عبد الله القرشي وإسحاق الملطي كذابان فأحدهما وضعه وتعقبه المصنف بأن الحافظ العراقي اقتصر في تخريج الإحياء (¬3) على ضعفه وله شاهد. 5880 - "فكوا العاني، وأجيبوا الداعي، وأطعموا الجائع، وعودوا المريض". (حم خ) عن أبي موسى (صح) ". ¬

_ (¬1) فيض القدير (4/ 443). (¬2) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (43)، وانظر الموضوعات (3/ 144)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3988)، والضعيفة (173): موضوع. (¬3) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 186).

(فكوا العاني) الأسير أي خلصوه من يد العدو، قال ابن بطال (¬1): فكاك الأسير فرض كفاية وبه قال الجمهور وقال ابن راهويه: من بيت المال، قال أحمد يفادى بالرؤوس أو بالمال أو بالمبادلة. (وأجيبوا الداعي) إلى نحو وليمة أو معونة. (وأطعموا الجائع) ندبا إن لم يضطر فإن اضطر فوجوبا قال ابن حجر (¬2): أخذ من الأمر بإطعام الجائع جواز الشبع لأنه ما دام قبل الشبع فصفة الجوع قائمة به والأمر بإطعامه مستمر. (وعودوا المريض) ندباً مؤكداً. (حم خ (¬3) عن أبي موسى) ورواه عنه الحارث وغيره. 5881 - "فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء". (ع) وابن مردويه عن أنس". (فلق) مبني للمجهول. (البحر لبني إسرائيل) الذي حكاه الله في ذكر نجاتهم من فرعون. (يوم عاشوراء) العاشر من المحرم فمن ثمة صاموه شكراً لله على نجاتهم وهلاك عدوهم. (ع وابن مردويه (¬4) عن أنس) سكت المصنف عنه وفيه ضعيفان قال ابن القطان: وقال الهيثمي: فيه يزيد الرقاشي وفيه كلام كثير. 5882 - "فمن أعدى الأَوَّلَ". (ق د) عن أبي هريرة (صح) ". (فمن أعدى الأَوَّلَ) سببه أنه لما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة" فقال أعرابي: يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها. فذكره، وهذا من الأجوبة المسكتة البرهانية التي ¬

_ (¬1) ينظر: شرح ابن بطال، باب فكاك الأسير (9/ 272). (¬2) انظر: فتح الباري (9/ 519). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 406)، والبخاري (2881). (¬4) أخرجه أبو يعلى (4094)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 188)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3989)، والضعيفة (1499): موضوع.

لا يمكن دفعها، إن قيل حديث: "لا يورد ممرض على مصح" (¬1) يعارضه. قلت: أجيب بأنه دفع لإدخال التوهم والمحظور على العامة باعتقاد العدوى عليهم فهو صيانة لعقائدهم عن الأوهام لا أنه لأجل دفع العدوى وكذلك أحاديث الفرار من المجذوم والنهي عن دخول بلاد فيها الطاعون. (ق د (¬2) عن أبي هريرة). 5883 - "فناء أمتي بالطعن، والطاعون وخُز أعدائكم الجن، وفي كل شهادة". (حم طب) عن أبي موسى (طس) عن ابن عمر (صح) ". (فناء أمتي) أي طائفة منهم فلا يرد أن الأكثر يموتون بغير ذلك وقيل معنى الحديث الدعاء لا الإخبار وقد استجيب في طائفة. (بالطعن) القتل. (والطاعون) تقدم أنه: (وخز أعدائكم الجن) وهو بدل من الطاعون ولك رفعه على خبرية مبتدأ محذوف. (وفي كل شهادة) فهو تبشير للأمة بكثرة الشهداء فيهم. (حم طب عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، (طس (¬3) عن ابن عمر)، قال العراقي: سنده جيد، وقال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد، ورجال أحدها ثقات إلا المبهم. 5884 - "فهلا بكراً تلاعبها وتلاعبك، وتضاحكها وتضاحكك". (حم ق د ن هـ) عن جابر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2221). (¬2) أخرجه البخاري (5717)، ومسلم (2220)، وأبو داود (3911). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 395)، والطبراني في الكبير (22/ 314) (792) عن أبي موسى، وأخرجه الطبراني في الأوسط (2273) انظر: الترغيب والترهيب (2/ 221)، وتخريج أحاديث الإحياء (2/ 215)، وقال: رواه أحمد وابن عبد البر في التمهيد بإسناد جيد وقول الهيثمي في المجمع (3/ 47)، وراجع: فتح الباري (10/ 181) عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4231).

(فهلا بكراً) نصب على المفعولية لفعل محذوف، أي فهلا تزوجت كما دل عليه السياق وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - قاله لجابر بن عبد الله وقد سأله هل تزوج ثيباً أو بكراً، قال ثيبا، قال - صلى الله عليه وسلم -: "فهلا بكراً .... ". (تلاعبها) من اللعب المعروف وفيه دليل على أنه يقصد ملاعبة الزوجة وقيل أنه من اللعاب وهو الريق وهو بعيد. (وتلاعبك) يلاعب كل منهما صاحبه ويؤيد الأول. (وتضاحكها وتضاحكك) وذلك؛ لأن البكر أشد شرها من الثيب ولأنه لم يكن قد تعلق قلبها برجل، فيتمكن حبه في قلبها كما قيل: عرفت هواها قبل أن أعرف الهوى ... فصادف قلباً فارغاً فتمكنا (¬1) (حم ق د ن هـ (¬2) عن جابر) قاله له في ليلة شرائه جمله وهي قصة معروفة. 5885 - "فهلا بكراً تعضها وتعضك". (طب) عن كعب بن عجرة (صح) ". (فهلا بكراً) تزوجت. (تعضها) تقبلها. (وتعضك) فيدوم بذلك الائتلاف والموافقة ويبعد وقوع الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله، نعم الثيب أولى من البكر للعاجز عن الافتضاض ولمن عنده أولاد وأرحام يجب أن تقوم بهن كما اعتذر بذلك جابر - رضي الله عنه -، والأطباء يقولون أن جماع الثيب أنفع وأحفظ للصحة وأن نكاح البكر لا ينفع بل يضر، قال الطيبي: مراد الأطباء بكراهة نكاح البكر كراهة وطئها في فم الفرج مع بقاء بكارتها بخلاف الثيب. (طب (¬3) عن كعب بن عجرة) رمز المصنف لصحته. قال الهيثمي: هو من رواية الربيع بن كعب بن عجرة والربيع لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف وقد ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة إلى قيس بن الملوح - مجنون ليلى - (ت 68 هـ). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 308)، والبخاري (5079)، ومسلم (715)، وأبو داود (2048)، والنسائي (3/ 265)، وابن ماجة (1860). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 149) (328)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3990)، والضعيفة (1629).

وثقهم ابن حبان. 5886 - "فوا لهم ونستعين الله عليهم". (حم) عن حذيفة (صح) ". (فوا) بضم الفاء وألف التثنية كما قاله الشارح وهو وهم فاحش، وذلك أن وفا من اللفيف المفروق فاءه واو ولامه يا مثل وعى فمضارعه يفي لأنها تحذف واوه [3/ 154] كوعد يعد ثم أخذ منه الأمر للمثنى هنا فيقال فيا بكسر العين التي هي الفاء وإبقاء اللام التي هي لام الفعل كما يقال عد فلا شك أن قوله وألف التثنية وهم بل هو أمر للجماعة والواو ضميرهم والألف هي التي ترسم بعد واو الجمع كما عرف في قواعد علم الخط وضمت الفاء لأجل الواو مثل عوا من وعى وغاية ما هنا أنه خاطب الاثنين خطاب الجماعة وهو شائع وهو خطاب لحذيفة بن اليمان وأبيه بالوفاء. (لهم) للمشركين بما عاهدوهما عليه حين أخذوهما وأخذوا عليهما ألا يقاتلوهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعذرهما عن القتال معه وأمرهم بالوفاء أي للمشركين وفيه حسن الوفاء بالعهد وإن كان لا يجب لأن طاعة الله ورسوله أقدم بالوفاء إلا أنه - صلى الله عليه وسلم - أذن لهما بالوفاء حفظاً للعهد واتصافاً بالأحسن من الجائزين. (ونستعين الله عليهم) أي نستغني عنكما بإعانة الله على قتالهم وقد أعانه الله فكان له الفتح العظيم يوم بدر. (حم (¬1) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته. 5887 - "في الإبل صدقتها، وفي الغنم صدقتها، وفي البقر صدقتها، وفي البر صدقته، ومن رفع دنانير أو دراهم أو تبراً أو فضة لا يعدها لغريم ولا ينفقها في سبيل الله فهو كنز يكوى بها يوم القيامة". (ش حم ك (صح) هق) عن أبي ذر". (في الإبل) الجر والمجرور في هذه الأحاديث متعلق بمقدر يدل عليه سياقها ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 397)، والطبراني في الكبير (3/ 165 رقم 3012)، وأخرجه أيضاً البزار (رقم 2930)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4232)، والصحيحة (2191).

فهنا يجب وفي كثير مما يأتي وأما في مثل في الجنة فيقدر جعل الله ونحوه، وفي كل حديث بحسبه. (صدقتها) ويأتي بيانها كمية وكيفية في هذا الحرف كما يأتي أيضاً فما أفاده قوله. (وفي الغنم صدقتها، وفي البقر صدقتها، وفي البر صدقته) قال ابن دقيق العيد (¬1): الذي رأيته في نسخة من المستدرك في هذا الحديث البر بضم الموحدة وبراء مهملة وقال ابن حجر (¬2): أن الدارقطني رواه بزاي معجمة لكن طريقه ضعيفة، قلت: وفيما قوبل على خط المصنف من نسخ الجامع بالزاي. (ومن رفع) أجر ما يذكر ومنع ما يجب فيها. (دنانير أو دراهم أو تبرا أو فضة) الأولان في المضروب والآخران في غيره. (لا يعدها لغريم) يقتضيه بها وظاهره أن ما أعده للقضاء لا يجب فيه عليه زكاة وقد بينه غير هذا. (ولا ينفقها في سبيل الله) بإخراج ما يجب فيها من الصدقة. (فهو كنز يكوى بها يوم القيامة) إذا لم يخرج واجبه كما تبين في غير هذا. (ش حم ك هق (¬3) عن أبي ذر) رمز المصنف على الحاكم بالصحة لأنه قال على شرطهما، وقال ابن حجر في التلخيص: إسناده لا بأس به، وقال في تخريج المختصر: حديث غريب رواته ثقات لكنه معلول، قال الترمذي: سألت محمدا يعني البخاري عنه فقال: لم يسمع ابن جرير من عمران بن أبي أنس. 5888 - "في الإبل فرع، وفي الغنم فرع، ويعق عن الغلام، ولا يمس رأسه بدم". (طب) عن يزيد بن عبد الله المزني عن أبيه (صح) ". (في الإبل فرع) بفاء مفتوحة فراء مفتوحة فمهملة. (وفي الغنم فرع) في ¬

_ (¬1) فيض القدير (4/ 445). (¬2) فتح الباري (4/ 379). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (10700)، وأحمد (5/ 179)، والحاكم (1/ 545)، والبيهقي في السنن (4/ 147)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 179)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 260)، وعلل الترمذي (1/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3992)، والضعيفة (1178).

النهاية (¬1): كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مائة قدم بكراً ونحره لصنمه وهو الفرع وكان المسلمون يفعلون في صدر الإسلام ثم نسخ. (ويعق عن الغلام) تقدم كميته وزمانه. (ولا يمس رأسه بدم) كان في الجاهلية يلطخون رأسه بدم العقيقة. (طب (¬2) عن يزيد بن عبد الله المزني عن أبيه) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي رجاله ثقات. 5889 - "في الأسنان خمس خمس من الإبل". (د ن) عن ابن عمرو (صح) ". (في الأسنان) أي ديتها الواجبة فيها. (خمس خمس من الإبل) أي في كل سن سواء بلا فرق بينها، وقد عارضه حديث عمرو بن شعيب عند أبي داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان بلفظ "الأصابع والأسنان سواء عشراً عشراً من الإبل" (¬3) وأجيب بأن المقدار محمول على الأصابع لا على الأسنان وإنما ضمت مع الأصابع في التسوية لا في المقدار. (د ن (¬4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته. 5890 - "في الأصابع عشر عشر". (حم د ن) عن ابن عمرو (صح) ". (في الأصابع عشر عشر) أي الواجب فيمن قطع من ذلك أن يؤدي في كل أصبع عشر من الإبل من غير تفرقة بين صغيرة وكبيرة وأصبع اليدين والرجلين، قال ابن جرير: وحكمه بذلك دليل على أن المدار هنا على الاسم دون المنفعة، وقد أوضحه بقوله في حديث آخر: "الإبهام والخنصر سواء" وكان عمر يرى التفاضل بين الأصابع حتى روي له أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أصابع اليد والرجل ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 435). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (334)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 28)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4236)، والصحيحة (1996). (¬3) أخرجه أبو داود (4562)، وأحمد (2/ 182)، والنسائي (8/ 56). (¬4) أخرجه أبو داود (4563)، والنسائي (8/ 55)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4237).

سواء" (¬1) الحديث أخرجه أبو داود والبزار بتمامه وهذا في الأصبع إذا قطعت من أصلها وإلا ففي كل مفصل ثلث العشر إلا الإبهام فليس فيها إلا مفصلان ففي كل مفصل خمس من الإبل. (حم د ن (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال الحافظ ابن حجر في تخريج المختصر: إنه حديث حسن. 5891 - "في الأنف الدية إذا استوعى جدعه مائة من الإبل، وفي اليد خمسون، وفي الرجل خمسون، وفي العين خمسون، وفي الآمة ثلث النفس، وفي الجائفة ثلث النفس، وفي المُنَقَّلَةِ خمس عشرة من الإبل، وفي الموضِحة خمس، وفي السن خمس، وفي كل أصبع مما هنالك عشر". (هق) عن ابن عمر (صح) ". (في الأنف [3/ 155] الدية إذا استوعى) بالمهملتين قيل والظاهر أنه سبق قلم من المصنف لأنه بخطه كذلك وأن المراد استوفى بالفاء. (جدعه) بالجيم فمهملتان أي قطعه وقوله: (مائة من الإبل) بدل من الدية، قيل وهذا الحكم إجماع أنه يلزم الدية إذا استوصلت وأما إذا لم تستوصل ففيه خلاف في الفروع. (وفي اليد) إذا بطل نفعها نصف الدية وهي: (خمسون، وفي الرجل خمسون) وأقاس الفقهاء على هذا النص كل زوج من أعضاء البدن وتحقيق القياس يفتقر إلى تأمل بشرائطه. (وفي العين خمسون) إذا بطلت بالكلية. (وفي الآمة) ممدود مشدد الميم وهي ما يبلغ خريطة الدماغ المسماة أم الرأس. (ثلث النفس) أي ثلث دية النفس. (وفي الجائفة) البالغة للجوف من أي عضو مجوف كالحلقوم والذكر والظهر. (ثلث النفس، وفي المُنَقَّلَةِ) بتشديد القاف وهو ما ينقل العظم عن موضعه. (خمس عشرة من الإبل، وفي الموضِحة) للعظم بلا هشم. (خمس) من الإبل وهذا صفات لموصوف محذوف أي الجناية الجائفة أو الطعنة. (وفي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4559). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 189)، وأبو داود (4562)، والنسائي (8/ 57)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 26)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4238).

السن) أي سن كانت فالتعريف للجنس. (خمس، وفي كل أصبع) استؤصلت (مما هنالك) في يد أو رجل. (عشر). (هق (¬1) عن عمر) رمز المصنف لصحته ورواه عنه بلفظه البزار قال الهيثمي: فيه محمد بن أبي ليلى سيء الحفظ وبقية رجاله ثقات. 5892 - "في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منها صدقة، النخاعة في المسجد تدفنها والشيء تنحيه عن الطريق: فإن لم تقدر فركعتا الضحى تجزي عنك". (حم د حب) عن بريدة (صح) ". (في الإنسان ستون وثلاثمائة مفصل) وفي رواية "ستمائة وستون" قالوا: وهي غلط. (فعليه أن يتصدق) أي في كل يوم كما بينه لفظ آخر. (عن كل مفصل صدقة) قالوا ومن يطيق ذلك؟ قال: (النخاعة) بتخفيف المعجمة هي البزقة التي تخرج من أصل الفم مما يلي النخاع والنخامة البزقة التي تخرج من أصل الحلق من مخرج الخاء. (في المسجد) تجدها. (تدفنها) بتراب أو نحتها والمراد ذهاب أثرها. (والشيء) مما يؤدي المارين بقاؤه. (تنحيه عن الطريق) تزيله عنها. (فإن لم تجد). (تقدر فركعتا الضحى تجزئ عنك) ما عليك من الصدقة، وفيه فضيلة الضحى وتقدم "على كل سلامى من ابن آدم في كل يوم صدقة ويجزئ من ذلك كله ركعتا الضحى" وتقدم "على كل مسلم صدقة ... " الحديث. وهذه الأحاديث تدل على وجوب ما ذكر، وأما الصدقتان فركعتي الضحى من الواجب المخير. (حم د حب (¬2) عن بريدة) رمز المصنف لصحته لكن قال المناوي: فيه علي بن الحسين بن واقد ضعفه أبو حاتم وقواه غيره. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 86)، والبزار (261)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 296)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4240)، وصححه في الصحيحة (1997). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 354)، وأبو داود (5242)، ابن حبان (4/ 520) (1642)، وانظر فيض القدير (4/ 446)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4239).

5893 - "في الإنسان ثلاثة: الطيرة، والظن، والحسد، فمخرجه من الطيرة ألا يرجع، ومخرجه من الظن ألا يحقق، ومخرجه من الحسد ألا يبغي". (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (في الإنسان ثلاثة: الطيرة، والظن) السيء. (والحسد) أي هذه صفات كامنة فيه لا يكاد يخلو عنها إلا من عصمه الله ولا عتب عليه في كونها فيه إذا لم يعمل بمقتضاها كما أشار إليه قوله: (فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع) عما يريده من أشغاله بل يتوكل على الله. (ومخرجه من الظن) بغيره سواء. (أن لا يحقق) لا يعمل بما يظنه. (ومخرجه من الحسد) لغيره. (ألا يبغي) على من يحسده ليزيل عنه نعماه فهذا إعلام بأن نفس هذه الصفات لا يذم من اتصف بها ما لم يرتب عليها ما يذم شرعا مما ذكر. (هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 5894 - "في البطيخ عشر خصال: هو طعام، وشراب، وريحان، وفاكهة، وأشنان، ويغسل البطن، ويكثر ماء الظهر، ويزيد في الجماع، ويقطع الأبردة، وينقي البشرة". الرافعي (فر) عن ابن عباس، أبو عمرو النوقاني في كتاب البطيخ عنه موقوفا". (في البطيخ عشر خصال) محمودة. (هو طعام) لا غناء به أغناه (وشراب) لما فيه من المائية. (وريحان) أي فيه روح الخاطر. (وفاكهة) يتفكه به. (وأشنان) يغسل به الأيدي كما يغسل بالأشنان. (ويغسل البطن) يجلوه عن الأوساخ. (ويكثر ماء الظهر) يزيد في الباءة. (ويزيد في الجماع) لتقويته الصلب. (ويقطع الأبردة) التي في البدن. (وينقي البشرة) إذا دلك به ظاهر الجلد في الحمام، وفيه جواز استعماله في غير الأكل، ومن خصاله أنه يدر البول وإذا ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3993).

ضمد بلحمه أوجاع العين سكن وجعها، وغير ذلك. (الرافعي فر (¬1) عن ابن عباس، أبو عمرو النوقاني) بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وبعد الألف نون نسبة إلى نقوان، إحدى مدينتي طوس (¬2) (في كتاب البطيخ عنه موقوفاً)، قال بعضهم: كل حديث في البطيخ فهو غير صحيح. 5895 - "في التلبينة شفاء لكل داء". الحارث عن أنس". (في التلبينة) تقدم الكلام عليها في حديث: "عليكم بالبغيض النافع". في حرف العين المهملة. (شفاء لكل داء) عام مخصوص بالمقام إذ المراد كل داء ينفع فيه من الأدواء. (الحارث (¬3) عن أنس) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 5896 - "في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد يستغفر الله إلا غفر له". ابن السني عن أبي هريرة". (في الجمعة ساعة) لحظة لطيفة. (لا يوافقها) يصادفها [3/ 156]. (عبد) مسلم. (يستغفر الله) يطلب غفرانه وخصه؛ لأنه أعظم مطلوب وإلا ففي مسلم: "لا يُسأل الله شيئاً إلا أعطاه" (¬4). (إلا غفر له) بفضل تلك الساعة وفي تعيين وقتها أكثر من أربعين قولاً وقدمنا الكلام فيها والذي رجحه المحققون أنها آخر ساعة من النهار من بعد العصر. (ابن السني (¬5) عن أبي هريرة) ورواه مسلم بلفظ: "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه". ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين (3/ 315)، والديلمي في الفردوس (4371)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3994): موضوع، وقال في الضعيفة (4012): باطل. (¬2) انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 537). (¬3) أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في زوائد الهيثمي (559)، والديلمي (4353)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3995). (¬4) أخرجه مسلم (852). (¬5) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (375)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3996)، وقال في الضعيفة (4013) شاذ.

قال: وهي ساعة خفيفة. 5897 - "في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مائة عام". (ت) عن أبي هريرة (ح) ". (في الجنة مائة درجة) قد سبق أنه لا يعارضه حديث: "إن عدد درج الجنة بعدد آي القرآن" (¬1) لأن تلك المائة درج كبار في كل منها عدة من الدرج لا يعلمها إلا الله (ما بين كل درجتين مائة عام). (ت (¬2) عن أبي هريرة) وحسنه. 5898 - "في الجنة ثمانية أبواب، فيها باب يسمى الريان لا يدخله إلا الصائمون". (خ) عن سهل بن سعد) (صح). (في الجنة ثمانية أبواب) قيل: الظاهر إن هذه الأبواب المتسعة وما زاد عليها فهي كالخوخ المعهودة. (فيها باب يسمى بالريان) فعلان من الري وفي اسمه أكمل مناسبة لكونه: (لا يدخله إلا الصائمون) لأنهم الذين يبست شفاههم وضمنت أكبادهم في حب الله تعالى، قال الحكيم الترمذي: وسائر الأبواب مقسومة على أعمال البر باب الزكاة، باب الجهاد، باب الصدقة، باب الحج، باب العمرة، باب الكاظمين الغيظ، باب الراضين، باب من لا حساب عليه، باب الضحى، باب الذاكرين، باب الصابرين. قلت: إن ثبت به توقيف، وإلا كان باطلا، وفي هذا الحديث حث على الصوم والمراد به الفرض. (خ (¬3) عن سهل بن سعد). 5899 - "في الجنة باب يدعى الريان، يدعى له الصائمون، فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله لا يظمأ أبداً". (ت هـ) عنه" (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1998). (¬2) أخرجه الترمذي (2529)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4245). (¬3) أخرجه البخاري (3257).

(في الجنة باب يدعى الريان) وصف باسم من يدخله وإلا فنفس الباب لا يتصف بالري. (يدعى له الصائمون) يدعون للدخول منه. (فمن كان من الصائمين دخله ومن دخله لا يظمأ أبداً) أورد عليه سؤال وهو: أن كل داخل الجنة لا يظمأ أبدًا، فما الوجه في التخصيص؟ وأجيب: أنه لما كان الصائمون هم الذين يلقون مشقة الظمأ في دار الدنيا ويبس الشفاة وإصراف الأكباد ناسب بشراهم بذلك لأن بضدها تتبين الأشياء فهم أعرف الخلق بمقدار نعمة الري وغيرهم وإن شاركهم في عدم الظمأ فما له موقع عنده كما عند أولئك، وهذا كثير في أحاديث البشرى والنعم من أنه يخص قوم بذكر شيء وهم مشاركون فيه لكن له عندهم أكمل موقع، وأما ما قاله السهيلي إنه لو قال: باب الري لدل على أن الري يختص بالباب فما بعده ولم يدل على ري قبله، وأما الريان ففيه إشعار بأنه لا يدخله إلا الريان بحيث لم يصبه من حر الموقف ما أصاب الناس من الظمأ ففيه مكانة يريد أنه أفاد أنه باب الشخص الريان أي الثابت له الري ولا يجزئ ذلك في باب الري. (ت هـ (¬1) عنه) أي سهل بن سعد رمز المصنف لصحته. 5900 - "في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن". (حم م ت) عن أبي موسى" (صح). (في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة) وصف كاشف؛ لأن الخيمة مجوفة. (عرضها ستون ميلاً) والطول أكثر لما عرف من أنه أكثر من العرض. (في كل زاوية منها أهل) سكان. (ما يرون الآخرين) لبعد ما بينهم. (يطوف عليهم المؤمن) أي يجامعهم فالطواف هنا كناية عن الجماع قاله ابن القيم، وهذه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (765)، وابن ماجة (1640)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4241).

الخيام غير الغرف والقصور بل هي خيام في البساتين على شط الأنهار. (حم م ت (¬1) عن أبي موسى). 5901 - "في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش؛ فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس" (ش حم ت ك) عن عبادة بن الصامت" (صح). (في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) وهي خمسمائة عام كما ثبت في رواية "خمسمائة" قيل: إنه يجوز أن يكون هذا التفاوت معنويًّا ويكون المراد بالدرجة المرتبة فالأقرب إليه تعالى يكون أرفع درجة ممن دونه. قلت: ويبعده أحاديث أنه يرى أهل الدرجة العليا كالكوكب الغابر في الأفق ونحوه كما يبعده قوله: (والفردوس أعلاها درجة، ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة) التي ذكرها الله في سورة محمد صلى الله عليه وسلم. (ومن فوقها يكون العرش) قال ابن القيم (¬2): لما كان العرش أقرب إلى الفردوس مما دونه من الجنان بحيث لا جنة فوقه دون العرش كان سقفاً لها دون ما تحته من الجنان ولعظم سعة الجنة وغاية ارتفاعها كان الصعود من أدناها إلى أعلاها بالتدريج درجة فوق درجة كما يقال للقارئ اقرأ وارق. (فإذا سألتم الله) أي الجنة. (فاسألوه الفردوس) لأنه خيارها. (ش حم ت ك (¬3) عن عبادة بن الصامت) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 411)، والبخاري (4598)، ومسلم (2838)، والترمذي (2528). (¬2) حادي الأرواح (1/ 47). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (34076)، وأحمد (5/ 321)، والترمذي (2531)، والحاكم (1/ 153)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4244).

[3/ 157] المصنف لصحته. 5902 - "في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر". البزار (طس) عن أبي سعيد (صح) ". (في الجنة) من النعم. (ما لا عين رأت) من المحاسن (ولا أذن سمعت) من الأصوات المطربة ومن الأوصاف المعجبة، قال الطيبي: ما هنا موصولة أو موصوفة وعين وقعت في سياق النفي فأفاد الاستغراق والمعنى: ما رأت العيون كلهن ولا عين واحدة منهن فيحتمل نفي الرؤية والعين أو نفي الرؤية فحسب، والمراد عيون البشر وآذانهم. (ولا خطر على قلب بشر) لأن البشر لا يخطر على باله إلا ما يعرفه ويقرب إلى خياله من الأشياء التي عرفها، ونعيم الجنة فوق ذلك، وقال الطيبي: المعنى لا قلب ولا خطور فجعل انتفاء الصفة دليلاً على انتفاء الذات أي إذا لم تحصل ثمرة القلب وهو الإخطار فلا قلب. قلت: لا وجه لحمله على ما ذكره بل المتبادر أنه لا خطور له على قلب البشر نفيا للخطور كما ذكرناه، قال: وخص البشر دون الفريقين قبله لأنهم هم الذين ينتفعون بما أعد لهم ويهيمون به بخلاف الجن. قلت: بل الظاهر أن الجن كالإنس في ذلك وإنما خص البشر لأنهم أشرف الفريقين ويعلم أن الجن لا يخطرونه بالأولى؛ والحديث إخبار بأن نعيم الجنة لا يحاط به. (البزار طس (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح، وقال المنذري: رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح. 5903 - "في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام". (حم ق هـ) أبي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5510)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 90)، والترغيب والترهيب (4/ 293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4246).

هريرة (صح) ". (في الحبة السوداء) أي في استعمالها وكيفيته معروفة في كتب الطب وهي الشونيز كما في حديث مسلم. (شفاء من كل داء إلا السام) الموت تقدم معناه غير مرة. (حم ق هـ (¬1) عن أبي هريرة)، قال شيخ الإِسلام الولي العراقي ما نصه: قال ابن ناصر: لم يصح عن المصطفى شيء فيما يروى في ذكر الحبوب إلا حديث الحبة السوداء وحده. 5904 - "في الحجم شفاء" سمويه (حل) والضياء عبد الله بن سرجس". (في الحجم شفاء) لاستفراغه أعظم الأخلاط الدم وهو في البلاد الحارة أنفع من الفصد. (سمويه حل والضياء (¬2) عن عبد الله بن سرجس) بزنة نرجس تقدم ذكره مراراً. 5905 - "في الخيل السائمة في كل فرس دينار". (قط هق) عن جابر (ض) ". (في الخيل السائمة في كل فرس دينار) زكاتها والظاهر أن المراد في السنة ولم يذكر لها نصاب، وظاهر الحديث أن في كل فرس دينار ولو لم يملك سواها. والحديث معاوض بحديث "عفوت عن الخيل والرقيق" (¬3)، وخبر "ليس في الخيل والرقيق زكاة" (¬4)، وحديث: "ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة" (¬5). (قط هق (¬6) عن جابر) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال الدارقطني ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 241)، والبخاري (5688)، ومسلم (2215)، والترمذي (2041)، وابن ماجة (3447). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 121)، والضياء في المختارة (381)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4248). (¬3) أخرجه أبو داود (1574). (¬4) أخرجه أبو داود (1594). (¬5) أخرجه مسلم (982). (¬6) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 126)، والطبراني في الأوسط (7665)، والبيهقي في السنن =

عقيبه: تفرد به فورك بن الحضرم عن جعفر بن محمد وهو ضعيف جداً ومن دونه أضعف، وقال الذهبي في التنقيح (¬1): إسناده مظلم، وقال ابن حجر: سنده ضعيف جداً، وقال الهيثمي: فيه ليث بن حماد وفورك وكلاهما ضعيف. 5906 - "في الخيل وأبوالها وأرواثها كف من مسك الجنة". ابن أبي عاصم في الجهاد عن عريب المليكي". (في الخيل وأبوالها وأرواثها) يحتمل أنه من باب أعجبني زيد وكرمه وأن قوله: (كف من مسك) إنما هو في الأبوال والأرواث، قال الشارح: الأولى في مثل هذا أن يفوض فهمه إلى الشارع - صلى الله عليه وسلم - ونترك التعسفات في ذلك. (ابن أبي عاصم (¬2) في الجهاد عن عريب) بفتح المهملة وكسر الراء (المليكي) بضم ففتح بضبط المصنف شامي، قال البخاري: ثقة ويقال: أن له صحبة، قال الذهبي (¬3): له حديث من وجه ضعيف وأشار إلى هذا. 5907 - "في الذباب أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء؛ فإذا وقع في الإناء فارسبوه فيذهب شفاؤه بدائه". ابن النجار عن علي". (في الذباب) المعروف. (أحد جناحية داء) وهو السم كما جاء في لفظ، والجناح غير معين إلا أنه قد روى أحمد من حديث أبي سعيد أنه يقدم السم ¬

_ = (1/ 119)، وفي معرفة السنن والآثار (2452)، والخطيب في تاريخه (6/ 298)، وانظر: ابن القطان (2/ 68)، والتلخيص الحبير (2/ 431)، والدراية في تخريج الهداية (رقم: 325)، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 496)، وقول الهيثمي في المجمع (3/ 69)، وراجع للتفصيل: البدر المنير (5/ 404). (¬1) انظر: تنقيح التحقيق (5/ رقم 1120). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1083)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3998). (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ رقم 4085).

ويؤخر الشفاء، وحينئذ فيعرف عيبه بما يقدمه. (وفي الآخر شفاء) كأن المراد شفاء الداء الذي بأحد جناحيه أو مطلقاً وللأول أقرب، ويدل له آخر الحديث. (فإذا وقع) الذباب. (في الإناء) الذي فيه مائع. (فأرسبوه) اغمسوه، يقال رسب الشيء رسوباً ثقل وصار إلى أسفل، وفيه أن المائع لا ينجس بموت ما لا نفس له سائلة؛ لأنَّ الشارع لا يأمر بغمس ما ينجس الماء إذا مات فيه لأنه إفساد، والاعتراض بأنه لا يلزم من غمسه موته لأنه قد يغمسه برفق خلاف الظاهر بل الواقع، وهذا الأمر ظاهره الإيجاب ويعضده أنه لو لم يفعل ذلك لكان إضاعة مال وهي لا تجوز وذلك كما يفعله كثير من الناس في إراقة المشروب إذا وقع فيه الذباب. (فيذهب شفاؤه بدائه) وهذا من بديع حكمة الله أن جعل شفاء دائه فيه ومن لطفه بعموم البلوى به فيسهل إخراج دائه وتجنب إذائه. (ابن النجار (¬1) عن علي) [1/ 158]. 5908 - "في الركاز الخمس". (هـ) عن ابن عباس (طب) عن أبي ثعلبة (طس) عن جابر وعن ابن مسعود (صح) ". (في الركاز) بكسر الراء وتخفيف الكاف: الذي هو دفين الجاهلية في الأرض. (الخمس) أي يجب فيه خمسه لمن ذكره الله من مصارفه في كتابه؛ لأنه غنيمة وتقدم غير مرة. (هـ عن ابن عباس، طب عن أبي ثعلبة، طس (¬2) عن جابر وعن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته على الطبراني في الكبير، وقال الهيثمي: فيه يزيد بن سنان وفيه كلام. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 67) والطيالسي (2188) عن أبي سعيد بنحوه وعزاه في الكنز (28304) لابن النجار، وانظر فيض القدير (4/ 450)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4249). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2510) عن ابن عباس، وأخرجه الطبراني في الكبير (22/ 227) (598) عن أبي ثعلبة الخشنى، وأخرجه الطبراني في الأوسط (4128) عن جابر، و (1206) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 78)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4250).

5909 - "في الركاز العشر". أبو بكر بن أبي داوود في جزء من حديثه عن ابن عمر". (في الركاز العشر) هذا معارض لما قبله ولغيره من الأحاديث المصرحة بالخمس ولا أعلم قائلاً به. (أبو بكر بن أبي داوود في جزء من حديثه عن ابن عمر) (¬1). 5910 - "في السماء ملكان أحدهما يأمر بالشد، والآخر يأمر باللين، وكلاهما مصيب: أحدهما جبريل، والآخر ميكائيل، ونبيان أحدهما يأمر بالين، والآخر بالشدة وكل مصيب: إبراهيم ونوح، ولي صاحبان أحدهما يأمر بالين، والآخر بالشدة: أبو بكر وعمر". (طب) (ض) وابن عساكر عن أم سلمة". (في السماء) متعلق بمقدر أي استقر أو مستقر وهو خبر عن قوله: (ملكان أحدهما يأمر بالشدة) ويحتمل أنه يأمر من يحبه من الملائكة بالشدة فيما يبعثهم له ويحتمل أن المراد جعله الله يلقي في قلوب العباد الشدة حتى كأنه يأمرهم بها ويحتمل يرسله الله بالأمور الشديدة على العباد من الخسف والانتقام ونحوه ويحتمل أن المراد يريد ذلك ويحبه ويدعوا الله أن يعامل به عباده. (والآخر باللين) فيه الاحتمالات. (وكلاهما مصيب) لأنهم لا يفعلون إلا ما أمرهم الله به والظاهر أن الملائكة لم تعتد الاجتهاد لمثل {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)} [الأنبياء: 27] فلا يقال فيه دليل على أن كل مجتهد مصيب. (أحدهما جبريل، والآخر ميكائيل) يحتمل أنه على الترتيب وأن الأمر بالشدة الأول والأمر باللين الآخر ويحتمل العكس وما يأتي دلّل الاحتمال الأول. (ونبيئان) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 164)، وفكره ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 68)، وانظر الميزان (4/ 213)، والمجروحين لابن حبان البستي (2/ 20)، والدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 261)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3999).

لا يصح عطفه على ملكان حتى يصير المعنى: وفي السماء نبيان لأن أمرهما في الأرض وهما فيها ويحتمل عطفه عليه بتقدير وفي الأرض ملاحظة للمعنى (أحدهما يأمر باللين) قدمه على الأمر بالشدة على خلاف السابق مع أنه متأخر زمانا عن الأمر بالشدة إشارة إلى أن من شأن الرسل اللين وهو الأقدم في صفاتهم. (والآخر بالشدة وكل مصيب) يحتمل أن الله تعالى يأمر كل واحد بما يقتضيه حال من أرسل إليهم ويحتمل أنه عن اجتهاد منهما فأحدهما ينظر إلى عظمة الله وقبح عصيانه فيشتد والآخر ينظر إلى رحمة الله وعموم عفوه فيلين وفسر هذا الإيهام بقوله: (إبراهيم) فإنه الآمر باللين القائل: {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُور رَّحِيمٌ} [إبراهيم: 36] ونحوها. (ونوح) الآمر بالشدة والقائل: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: 26] (ولي صاحبان أحدهما يأمر) أي يشير عليّ به ويأمر به إذلالاً لا أمراً. (بالين) عن اجتهاده ونظره. (والآخر بالشدة) كذلك في الأمرين. (أبو بكر) فإنه كان يشير على المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بما فيه لين وعفوه كرأيه في فداء أسرى بدر وغير ذلك. (وعمر) فإنه كان يشير عليه - صلى الله عليه وسلم - بالشدة كرأيه في أسرى بدر فإنه كان رأيه القتل وفي محلات أخر كان يميل إلى الشدة ولم يقل - صلى الله عليه وسلم - هنا وكلاهما مصيب لأن ذلك قاله في حق المعصومين من الملائكة والمرسلين وهذا في حق هذين الصاحبين الجليلين وقد مثل كل واحد بملك ونبي لما قدمه من صفات أولئك فيحتمل أن المراد أنهما أيضا مصيبان وهو الأظهر ويحتمل خلافه وعلى كل حال فالكلام سيق لمدحهما والشارح لم يتكلم بشيء على هذا الحديث جميعه بل شرح ألفاظه ساكتا عنها. (طب وابن عساكر (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف على الطبراني بالضعف وقال الهيثمي: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 315) (715)، وأحمد في فضائل الصحابة (300)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (44/ 61)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف =

رجال الطبراني ثقات. 5911 - "في السمع مائة من الإبل، وفي العقل مائة من الإبل". (هق) عن معاذ". (في السمع) أي دية إذا جنى عليه حتى ذهب بالكلية. (مائة من الإبل) وأقاسوا عليه سائر الحواس من البصر والشم والطعم واللمس، ويجب: (في العقل) إذا ذهب بالجناية. (مائة من الإبل) وإذا ثبت ذلك في السمع ففي العقل بالأولى. (هق (¬1) عن معاذ) سكت المصنف عليه والحكم عليه وله شواهد. 5912 - "في السواك عشر صفات: يطيب الفم، ويشد اللثة، ويجلو البصر، ويذهب بالبلغم، ويذهب الحفر، ويوافق السنة، ويفرح الملائكة ويرضي الرب، ويزيد في الحسنات، ويصحح المعدة". أبو الشيخ في الثواب، وأبو نعيم في كتاب السواك عن ابن عباس (ض) ". (في السواك ثبتت عشر خصال) محبوبة إلى العبد وإلى الرب تعالى. (يطيب الفم) لإذهابه كراهة ريحه. (ويمثل اللثة) لأنها تسترخي من الأبخرة المتصعدة إليها من المعدة والسواك يجلوها. (ويجلو البصر) [1/ 159] لدفعه ما يصعد من الأبخرة. (ويذهب بالبلغم، ويذهب الحفر) بالمهملة مفتوحة وفتح الفاء وسكونها تلاف في أصول الأسنان أو صفرة تعلوها. (ويوافق السنة) الطريقة المحمدية. (ويفرح الملائكة) لأنه طاعة وهم يفرحون بها ويحبون الرائحة الطيبة. (ويرضي الرب) لما فيه من الثواب. (ويزيد في الحسنات) لأنه منها أو لأنها تنمو في نفسها بسببه فقراءة من استاك أكثر أجراً من قراءة من لم يستك. (ويصحح المعدة) لإذهابه البلغم. (أبو الشيخ في الثواب، وأبو نعيم في كتاب ¬

_ = الجامع (4000)، والضعيفة (4015). (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4001).

السواك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأن من رواته الخليل بن مرة وهو كما قال العراقي: ضعيف، عن ابن أبي رباح وقد أخرجه الدارقطني في سننه عن ابن عباس أيضًا بلفظ آخر عد فيه عشر خصال ثم قال الطبراني: في أحد رجاله يعلي بن ميمون ضعيف متروك، وكذلك قد روى أبو نعيم من طريق خالد بن معدان عن أبي الدرداء حديثا في السواك وعد فيه أربعة وعشرين خصلة، لكن قال العراقي: خالد بن معدان لم يسمع من أبي الدرداء، والحديث في متنه نكارة. 5913 - "في الضبع كبش". (هـ) عن جابر (صح) ". (في الضبع) إذا أصابه المحرم. (كبش) وهو ذكر الضأن والأنثى نعجة وإلأكثر على إيجابها في الضبع دون الكبش والحديث يرد عليهم. (هـ (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال البيهقي: حديث جيد تقوم به الحجة. 5914 - "في الضبع كبش، وفي الظبي شاة، وفي الأرنب عناق، وفي اليربوع جفرة". (هق) عن جابر (عد هق) عن عمر (صح) ". (في الضبع كبش، وفي الظبي شاة، وفي الأرنب) اسم جنس يقع على الذكر والأنثى. (عناق) هو أنثى المعز إذا قويت ما لم يبلغ سنة وفي الروضة أنثى المعز من حين يولد إلا أن يرعى (وفي اليربوع) حيوان معروف كلون الغزال. (جفرة) بالجيم مفتوحة وسكون الفاء وراء: هي أنثى المعز إذا بلغت أربعة أشهر وفصلت عن أمها والذكر جفر سمي به لأنه جفر خنتاه أي عظماً. (هق عن ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (1/ 58)، وانظر العلل المتناهية (1/ 335)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4002)، والضعيفة (4016). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3085)، والدارقطني (2/ 245)، وأخرجه أيضاً: ابن خزيمة (2647)، والبيهقي في السنن (5/ 183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4251).

جابر، عد هق (¬1) عن عمر) رمز المصنف لصحته، قال عبد الحق: رواته الثقات الأثبات. 5915 - "في العسل في كل عشرة أَزُقٍّ زِق". (ت هـ) عن ابن عمر (ض) ". (في العسل) بالمهملتين أي يجب فيه. (في كل عشرة أَزُقٍّ) بفتح الهمزة وضم الزاي جمع قلة، الزق وهو السقاء. (زِق) وهذا الحديث أخذ به جماعة ورده آخرون بعدم ثبوت الخبر فيه والأصل براءة الذمة عن الإيجاب. (ت هـ (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الترمذي: لا يصح، وفيه صدقة السمين ضعيف وقد خولف، وقال النسائي: حديث منكر، وقال البخاري ليس في زكاة العسل شيء يصح. 5916 - "في الغلام عقيقة، فأهريقوا عنه دماً، وأميطوا عنه الأذى". (ن) عن سلمان بن عامر الضبي". (في الغلام) الذكر، يسن. (عقيقة، وأهريقوا عنه دماً) اذبحوا عنه كبشين كما سلف ويجزئ واحد. (وأميطوا عنه الأذى) أزيلوا عنه النجاسة بغسله. (ن (¬3) عن سلمان بن عامر الضبي) صحابي معروف. 5917 - "في الكبد الحارة أجر". (هب) عن سراقة بن مالك". (في الكبد الحارة) أي في سقي ذي الكبد الحارة. (أجر) من أي حيوان كان والمراد بالكبد الحارة حياة صاحبها فهي كناية وهو حث على سقي كل حيوان. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 183) عن جابر، وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 428)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4003). (¬2) أخرجه الترمذي (629)، وابن ماجة (1824)، وانظر العلل المتناهية (2/ 497)، وعلل الترمذي (1/ 102)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4252). (¬3) أخرجه النسائي (7/ 164)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4253).

(هب (¬1) عن سراقة) بضم المهملة بن مالك هو الذي له قصة في هجرته - صلى الله عليه وسلم -. 5918 - "في اللبن صدقة". الروياني عن أبي ذر (ض) ". (في اللبن صدقة) أي زكاة لأنها المتبادرة عند الإطلاق، قيل: ولا يعلم أحد أخذ بهذا قيل فيمكن تنزيله على زكاة التجارة ويكون المراد في الماشية ذات اللبن. (الروياني (¬2) عن أبي ذر) رمز المصنف لضعفه. 5919 - "في اللسان الدية إذا منع الكلام، وفي الذكر الدية إذا قطعت الحشفة، وفي الشفتين الدية". (عد هق) عن ابن عمر (ض) ". (في اللسان) تجب (الدية إذا منع الكلام) بسبب الجناية ولو كان العضو باقيا فإن بطل بعض حروف اللسان فبحصتها. (وفي الذكر الدية إذا قطعت الحشفة) موضع الجنابة. (وفي الشفتين الدية) وفي واحدة نصف الدية. (عد هق (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لكن العمل عليه وله شواهد من حديث عمرو بن حزم في نسخة كتابه الذي رجع الناس إليه وأخذوا بما فيه. 5920 - "في المؤمن ثلاث خصال: الطيرة، والظن، والحسد، فمخرجه من الطيرة أن لا يرجع، ومخرجه من الظن أن لا يحقق، مخرجه من الحسد أن لا يبغي". ابن الصصري في أماليه (فر) عن أبي هريرة". (في المؤمن) مستقرة. (ثلاث خصال) لم يخرجه اتصافه بها عن الإيمان. (الطيرة، والظن، والحسد) تقدمت قريبا وكأنه قيل: فماذا مخرجه منها؟ فقال: (فمخرجه من الطيرة) إن وقعت في نفسه. (أن لا يرجع) عما يريده كما تقتضيه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 128) (6587)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4254). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4373)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4004): ضعيف جداً، وضعفه في الضعيفة (4017). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 101)، والبيهقي في السنن (8/ 81)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4005)، والضعيفة (4018): ضعيف جداً.

له الطيرة بل يؤثر التوكل على الله عليها. (ومخرجه من الظن) بالغير. (أن لا يحقق) فترتب عليه حكماً. (ومخرجه من الحسد أن لا يبغي) على من يحسده. (ابن صصري) بالمهملات (في أماليه (فر) (¬1) عن أبي هريرة). 5921 - "في المنافق ثلاث خصال: إذا حدث كذب، وإذا وعد خلف، وإذا ائتمن خان". البزار عن جابر (صح) ". (في المنافق ثلاث خصال: إذا حدث كذب) ولا يخبر بالواقع وشأن [3/ 160] المؤمن أن يخالفه فإذا حدث صدق. (وإذا وعد أخلف) وعده وإذا وعد المؤمن وفي {وإِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ} [مريم: 54] (وإذا ائتمن خان) أمانته وقد أسلفنا الكلام عليه في أول الكتاب في قوله آية المنافق ثلاث. (البزار (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه يوسف بن الخطاب مجهول. 5922 - "في المواضع خمس خمس من الإبل (حم 4) عن ابن عمرو (صح) ". (في المواضع) جمع موضحة وهي التي ترفع اللحم عن العظم وتوضحه أي تظهر بياضه تجب. (خمس خمس) كرره لأن المراد في كل موضحة ذلك. (من الإبل) إن كانت في رأس أو وجه وإلا ففيها حكومة وتمام الحديث: "والأصابع كلها سواء عشر عشر من الإبل" قال القاضي: وأمثال هذه التقديرات تعبد محض لا طريق إلى معرفته إلا التوقيف. (حم 4 (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4367)، والبيهقي في الشعب (1173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4006). (¬2) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (87)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 108)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4255). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 189)، وأبو داود (4566)، والترمذي (1390)، والنسائي (8/ 57)، وابن ماجة (2655)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4256).

5923 - "في الوضوء إسراف، وفي كل شيء إسراف". (ص) عن أبي يحيى السيباني مرسلاً". (في الوضوء) يحصل. (إسراف) أي مجاوزة للحد في استعمال الماء وطول دلك الأعضاء. (وفي كل شيء) من العبادات وغيرها. (إسراف) بحسبه وهو مذموم فعلى المؤمن تجنبه من كل شيء. (ص (¬1) عن يحيى بن أبي عمرو السيباني) بفتح السين المهملة وسكون المثناة التحتية بعدها موحده أبو زرعة الحمصي (مرسلاً) قال الذهبي وغيره: ثقة. 5924 - "في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة بطونهم". ابن السني أبو نعيم في الطب عن ابن عباس". (في أبوال الإبل وألبانها شفاء للذربة) بذال معجمة وراء وباء موحدة. (بطونهم) قال الزمخشري (¬2): الذرب: فساد المعدة وقال ابن الأثير (¬3): الذرب بالتحريك داء يعرض للمعدة فلا يهضم الطعام ويفسد فيها فلا يمسكه وتقدم الكلام عليه في: عليكم بأبوال الإبل البرية. (ابن السني وأبو نعيم في الطب (¬4) عن ابن عباس) ورواه الحارث والديلمي وفيه ابن لهيعة. 5925 - "في أحد جناحي الذباب سم، والآخر شفاء؛ فإذا وقع في الطعام فامقلوه فيه؛ فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء". (هـ) عن أبي سعيد الخدري (صح) " ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (425) عن عبد الله بن عمرو بمعناه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4007). (¬2) الفائق (1/ 450). (¬3) النهاية (2/ 392). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 752)، والحارث بن أبي أسامة في مسنده كما في زوائد الهيثمي (557)، والطبراني في الكبير (12/ 238) (12986)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3991)، وقال في الضعيفة (1406): ضعيف جداً.

(في أحد جناحي الذباب سم) بخط المصنف جناح بغير ياء وهو سبق قلم. (والآخر) من جناحيه فيه: (شفاء؛ فإذا وقع في الطعام) مثلاً أو الشراب. (فامقلوه) بالقاف بعد الميم اغمسوه. (فيه؛ فإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء) وظاهر الأمر للإيجاب ولأن دفع الضار عن النفس واجب (هـ (¬1) عن أبي سعيد الخدري) رمز المصنف لصحته. 5926 - "في أصحابي اثنا عشر منافقا: منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط". (حم م) عن حذيفة" (صح). (في أصحابي) أي الذين ينسبون إلى صحبتي. (اثنا عشر منافقاً) كأن المراد جماعة مخصوصون، وإلا فالظاهر أن المنافقين أكثر، قيل: هم الذين جاءوا مسلمين وقد قصدوا قتله - صلى الله عليه وسلم - ليلة العقبة مرجعه من تبوك حين أخذ مع عمار وحذيفة طريق الثنية والقوم ببطن الوادي، والقوم ببطن الوادي واعلمه الله بما أرادوا وبما هموا به حيث، قال: {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} [التوبة: 74]. (منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط) ولا يلج أصلاً وكأن أربعة يتوبون فيتوب الله عليهم. (حم م (¬2) عن حذيفة). 5927 - "في أمتي خسف ومسخ وقذف". (ك) عن ابن عمرو (صح) ". (في أمتي) سيكون. (خسف ومسخ وقذف) رمي بالحجارة ويأتي قريبا بيان أسباب هذه الثلاثة، إن قيل قد أخرج ابن مردويه من حديث جابر مرفوعاً: "دعوت الله أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم ثنتين وأبي أن يرفع ثنتين، دعوت الله أن يرفع عنهم الرجم من السماء والخسف من الأرض وألا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع عنهم الخسف والرجم، وأبي أن يرفع ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3504)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4234)، والصحيحة (39). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 390)، ومسلم (2779).

الأخريين". وأجيب عنه بجوابين الأول بأنه يجوز أن تكون الإجابة مقيدة بزمان مخصوص وهو وجود الصحابة والقرون الفاضلة، وأما بعد فيجوز وقوعه، والثاني أن المراد لا يقع بجميعهم بل لأفراد منهم غير مقيد بزمانه وتقدم في: "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة ... " الحديث. (ك (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم إن كان أبو الزبير سمع من ابن عمر، وقال الحافظ ابن حجر: والمسخ قد ورد في أحاديث كثيرة في أسانيدها مقال غالباً لكن يدل مجموعها أن لذلك أصلاً. 5928 - "في أمتي كذابون ودجالون سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة، وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي". (حم طب) والضياء عن حذيفة (ض) ". (في أمتي) يكون: (كذابون) مبالغة من الكذب، وفي رواية: "كلهم يكذب على الله ورسوله". (ودجالون) مكارون ملبسون من الدجل وهو التلبيس. (سبعة وعشرون، منهم أربع نسوة) وكأن المراد بهم الذين يدعون النبوة لا مطلق الكذاب والدجال بدليل قوله: (وإني خاتم النبيين لا نبي بعدي) فمن زعم ذلك فهو كاذب. (حم طب) والضياء (¬2) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي بعد ما عزاه لأحمد والطبراني والبزار: رجال البزار رجال الصحيح ودل على أن رجال أحمد والطبراني ليسوا كذلك فلو عزاه المصنف للبزار لكان أولى. 5929 - "في بيض النعام يصيبه المحرم ثمنه". (هـ) عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 492)، وانظر فتح الباري (8/ 292)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4257). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 396)، والطبراني في الكبير (3/ 169) (3026)، وفي الأوسط (5450)، والبزار كما في كشف الأستار (3374)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 332)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4258).

(في بيض النعام يصيبه المحرم) فيتلفه. (ثمنه) ما قومه عدلان. (هـ (¬1) عن أبي هريرة) ورواه الطبراني والديلمي. 5930 - "في بيضة النعام صيام يوم، أو طعام مسكين". (هق) عن أبي هريرة". (في بيضة النعام) إذا أتلفها المحرم. (صيام يوم، أو طعام مسكين) مداً من طعام وفي المسألة خلاف في الفروع. (هق (¬2) عن أبي هريرة) أخرجه الطبراني من حديث عائشة بلفظ: "في بيض نعام كسره رجل محرم صيام يوم لكل بيضة" قال عبد الحق: هذا لا يسند من وجه صحيح. 5931 - "في ثقيف كذاب ومبير". (ت) عن ابن عمر (طب) عن سلامة بنت الحر". (في ثقيف) قبيلة معروفة تسكن بلاد الطائف أي يكون فيهم: (كذاب) وفسر بالمختار بن أبي عبيد زعم أنه نبي يوحى إليه وغير ذلك. (ومبير) بضم الميم فموحدة فمثناة تحتية فراء أي مهلك وهو الحجاج لم يأت مثله في إهلاكه من لا ذنب له، قيل بلغ قتلاه مائة وعشرين ألفا صبرا سواء من قتل في حروبه، والحديث من أعلام النبوة. (ت عن ابن عمر، طب (¬3) عن سلامة بنت الحر) بضم المهملة فراء في الكبير، قال الترمذي: حسن غريب، وحديث الطبراني قال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3086)، والطبراني في الأوسط (6277)، والديلمي (4378)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4009). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 207) والطبراني في الأوسط (6800) عن أبي هريرة، وأخرجه الدارقطني (2/ 249) عن عائشة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4010). (¬3) أخرجه الترمذي (2220) عن ابن عمر، وأخرجه الطبراني في الكبير (24/ 310) (782) عن سلامة بنت الحر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4259)، والصحيحة (3538).

الهيثمي: فيه نسوة مستورات. 5932 - "في ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي أربعين من البقر مسنة". (ت هـ) عن ابن مسعود (ح) ". (في ثلاثين من البقر) يجب. (تبيع أو تبيعة) هو ما بلغ سنة كاملة لأنه يتبع أمه أو لأن قرنه يتبع أذنه. (وفي أربعين من البقر مسنة) وتسمى ثنية وهي ما لها سنتان كاملتان سميت مسنة لكمال أسنانها (ت هـ (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه. 5933 - "في جهنم واد، وفي الوادي بئر يقال لها: "هبهب" حق على الله أن يسكنها كل جبار". (ك) عن أبي موسى (صح) ". (في جهنم) سميت جهنم لأنها كريهة المنظر، والجهام السحاب الذي هرق ماءه والغيث رحمة فلما أنزله الله من السحاب سمي جهاما كذلك جهنم لما نزع الله الرحمة منها سميت جهنم. (وادٍ) من جملة أوديتها، قال الغزالي (¬2): أودية جهنم عدد أودية الدنيا. (وفي الوادي بئر يقال لها) تسمى وتدعى. (هبهب) بزنة زلزل، قال ابن الأثير (¬3): الهبهب السريع وهبهب السراب إذا ترقرق، قال القاضي: سمي بذلك إما للمعانه من شدة اضطراب النار فيه والتهابه من هبهب السراب إذا لمع، أو لسرعة إيقاد ناره بالعصاة واشتعالها فيهم من الهبهب الذي هو السرعة أو لشدة أجيج النار فيه من الهبهاب الذي هو الصياح. (حق على الله) لازم في وعيده. (أن يسكنها كل جبار) متمرد على الله عات متكبر. (ك (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (622)، وابن ماجة (1804)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4260). (¬2) إحياء علوم الدين (4/ 531). (¬3) النهاية في غريب الحديث (5/ 547). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 639)، وانظر الموضوعات (3/ 264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4011)، والضعيفة (1181) (5196).

عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي لكن تعقبهما الزين العراقي بأن فيه أزهر بن سنان (¬1) ضعفه ابن معين وابن حبان وأورد له في الضعفاء هذا الحديث، قيل وحكم ابن الجوزي بوضعه فلم يصب كما لم يصب الحاكم في تصحيحه فهو ضعيف بين الأمرين. 5934 - "في خمس من الإبل شاة، وفي عشر شاتان، وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين ابنة مخاض، إلى خمس وثلاثين، فإن زادت واحدة ففيها ابنة لبون، إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقة، إلى ستين فإذا زادت واحدة ففيها جذعة، إلى خمس وسبعين؛ فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون، إلى تسعين؛ فإذا زادت واحدة ففيها حقتان، إلى عشرين ومائة؛ فإن كانت الإبل أكثر من ذلك ففي كل خمسين حقة، وفي كل أربعين بنت لبون؛ فإذا كانت إحدى وعشرين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون حتى تبلغ تسعاً وعشرين ومائة؛ فإذا كانت ثلاثين ومائة؛ ففيها ابنتا لبون وحقة، حتى تبلغ تسعاً وثلاثين ومائة؛ فإذا كانت أربعين ومائة ففيها حقتان وبنت لبون، حتى تبلغ تسعاً وأربعين ومائة؛ فإذا كانت خمسين ومائة ففيها ثلاث حقاق، حتى تبلغ تسعاً وخمسين ومائة؛ فإذا كانت ستين ومائة ففيها أربع بنات لبون، حتى تبلغ تسعاً وستين ومائة؛ فإذا كانت سبعين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون وحقة، حتى تبلغ تسعاً وسبعين ومائة؛ فإذا كانت شاتين ومائة ففيها حقتان وابنتا لبون، حتى تبلغ تسعاً وثمانين ومائة؛ فإذا كانت تسعين ومائة ففيها ثلاث حقاق وبنت لبون، حتى تبلغ تسعاً وتسعين ومائة؛ فإذا كانت مائتين ففيها أربع حقاق أو خمس بنات لبون، أي السنين وجدت أخذت، وفي سائمة الغنم في كل أربعين شاةً شاةٌ إلى ¬

_ (¬1) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 94) والمغني (1/ 65).

عشرين ومائة؛ فإذا زادت واحدة فشاتان إلى المائتين؛ فإن زادت على المائتين ففيها ثلاث إلى ثلاث مائة، فإن كانت الغنم أكثر من ذلك ففي كل مائة شاةٍ شاة ليس فيها شيء حتى تبلغ المائة ولا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق مخافة الصدقة، وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بالسوية، ولا يؤخذ في الصدقة هرمة، ولا ذات عوار من الغنم، ولا تيس الغنم إلا أن يشاء المصدق" (حم 4) عن ابن عمر (صح) ". (في خمس من الإبل) تجب (شاة) صدقة عنها من لطف الله لم يجحف لصاحبها ولا أخلى الفقراء عن نصيب منها. (وفي عشر شاتان) ولا شيء فيما بين العدتين. (وفي خمس عشرة ثلاث شياه، وفي عشرين أربع شياه، وفي خمس وعشرين ابنة مخاض) زيد في رواية: أنثى وهي من النوق التي لها سنة سميت بذلك؛ لأن أمها تكون حاملاً والمخاض الحوامل من النوق لا واحد لها، ويقال: لواحدتها خلفة ونسبت الابنة إلى الجمع حيث لا واحد له ووصفها بأنثى تأكيداً ولدفع توهم من أن البنت مشتركة كما في "بنت طبق" ويكون هذا فيها. (إلى خمس وثلاثين، فإن زادت) أي عدة الإبل أو الإبل. (واحدة ففيها ابنة لبون) وهو من الإبل من ذكر أو أنثى ما أتى عليه سنتان ودخل في الثالثة فصارت أمها لبونا أي لذات لبن لأنها تكون قد وضعت ويكون هذا الواجب. (إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقة) بكسر المهملة فقاف وهو من الإبل ما دخل في السنة الرابعة وحينئذ يتمكن من ركوبه وتحميله ويستمر وجوب الحقة: (إلى ستين فإذا زادت واحدة ففيها جذعة) وهي من الإبل ما دخل في السنة الخامسة ويستمر وجوبها: (إلى خمس وسبعين؛ فإذا زادت واحدة ففيها ابنتا لبون) يستمر وجوبهما: (إلى تسعين؛ فإذا زادت واحدة ففيها حقتان) يستمر وجوبهما: (إلى عشرين ومائة، فإن كانت الإبل أكثر من ذلك) بحيث كانت مائة

وخمسين أو مائتين فصاعداً كما يفيده [3/ 162] ما يأتي. (ففي كل خمسين حقة، وفي كل أربعين بنت لبون) وهو دليل على استقرار الحساب بعد بلوغ القدر المذكور وهو رأي الجماهير، وقيل: بل يستأنف الحساب بإيجاب الشاة ثم بنت المخاض إلى آخره. (فإذا كانت إحدى وعشرين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون حتى تبلغ تسعا وعشرين ومائة؛ فإذا كانت ثلاثين ومائة؛ ففيها بنتا لبون وحقة) يستمر وجوبها. (حتى تبلغ تسعاً وثلاثين ومائة؛ فإذا كانت أربعين ومائة ففيها حقتان وبنت لبون، حتى تبلغ تسعا وأربعين ومائة؛ فإذا كانت خمسين ومائة ففيها ثلاث حقاق) جمع حقة. (حتى تبلغ تسعاً وخمسين ومائة؛ فإذا كانت ستين ومائة ففيها أربع بنات لبون، حتى تبلغ تسعاً وستين ومائة؛ فإذا كانت سبعين ومائة ففيها ثلاث بنات لبون وحقة) يستمر وجوبها. (حتى تبلغ تسعاً وسبعين ومائة؛ فإذا كانت ثمانين ومائة ففيها حقتان وابنتا لبون) يستمر وجوبها. (حتى تبلغ تسعاً وثمانين ومائة؛ فإذا كانت تسعين ومائة ففيها ثلاث حقاق وبنت لبون) يستمر وجوبها. (حتى تبلغ تسعاً وتسعين ومائة؛ فإذا كانت مائتين ففيها أربع حقاق أو خمس بنات لبون) مخير في ذلك كما قاله. (أي السنين وجدت أخذت) والتخيير إلى المصدق والخطاب له وفي هذا بيان أن خمساً من بنات اللبون تجزئ عن أربع حقاق، في هذه العدة فتكون زيادة على ما أفاده قوله سابقاً: "ففي كل خمسين حقة". (وفي سائمة الغنم) في النهاية (¬1) السائمة من الغنم الماشية الراعية، يقال: سامت تسوم سوما وأسمتها أنا، والمعنى في الغنم السائمة فهو من إضافة الصفة إلى الموصوف والتقييد بالصفة ليخرج المعلوفة فإنه لا زكاة فيها وخص السوم بالغنم مع أن في الإبل خلاف منهم من يشترط سومها ومنهم ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 18).

من لم يشترطه والحديث حجة له. (في كل أربعين شاةً) تجب. (شاةٌ) يستمر وجوبها. (إلى عشرين ومائة؛ فإذا زادت واحدة فشاتان) تجب فيها يستمر وجوبها. (إلى المائتين، فإن زادت على المائتين ففيها ثلاث) يستمر وجوبها (إلى ثلاث مائة، فإن كانت الغنم أكثر من ذلك ففي كل مائة شاةٍ شاة ليس فيها) أي فيما بين العدتين شيء، (حتى تبلغ المائة، ولا يفرق) بضم أوله وفتح ثانيه مشدداً. (بين مجتمع) بكسر ميمه الثانية، (ولا يجمع) بضم أوله وفتح ثالثه أي لا يجمع المالك ولا المصدق. (بين متفرق) بتقديم التاء، (مخافة الصدقة) نصب على المفعول له وهو مصدر مضاف إلى مفعوله والفاعل يحتمل أنه المالك أي يفعل ذلك مخافة المالك كثرة الصدقة أو أنه المصدق يخاف قلبها. قال في النهاية (¬1): قال الشافعي: الخطاب في هذا للمصدق ولرب المال فالخشية خشيتان: خشية الساعي أن تقل الصدقة، وخشية رب المال أن يقل ماله وهذا في مال الخليطين وفيه دليل أن الخلطة تفسير ما لهما شيئا واحداً في إيجاب الصدقة وفيه خلاف وشرائط معروفة في الفروع؛ وفي النهاية: أما الجمع بين متفرق فهو الخلاط وذلك بأن يكون ثلاثة نفر مثلا ويكون لكل واحد وأربعون شاة قد وجب على كل واحد منهم شاة فإذا طلبهم المصدق جمعوها لئلا يكون عليهم فيها إلا شاة واحدة وهذه المخافة من المالك لكثرة الصدقة، وأما تفريق المجتمع فبأن يكون اثنان شريكين ولكل واحد منهما مائة شاة وشاة فيكون عليهما في مالهما ثلاث شياة فإذا أظلهما المصدق فرقا غنمهما فلم يكن على كل واحد منهما إلا شاة واحدة. (وما كان من خليطين فإنهما يتراجعان بالسوية) في النهاية (¬2)، المراد بالخليط الشريك الذي يخلط ماله بمال شريكه والتراجع ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 12). (¬2) المرجع السابق (2/ 25).

هو أن يكون لأحدهما مثلاً أربعون بقرة وللآخر ثلاثون بقرة ومالهما مختلط فيأخذ الساعي عن الأربعين مسنة وعن الثلاثين تبيعا فيرجع بأول المسنة بثلاثة أسباعها على شريكه ويأول التبيع بأربعة أسباعه لأن كل واحد من الشيئين واجب على الشيوع كأن المالك واحد، وفي قوله: "بالتسوية" دليل على أن الساعي إذا ظلم أحدهما فأخذ منه زيادة على فرضه فإنه لا يرجع بها على شريكه وإنما يغرم له قيمة ما يخصه من الواجب [3/ 163] دون الزيادة فيه تأمل، بل لو قيل: إنه يدل على خلاف ذلك وأنهما يشتركان في العدل والظلم لكان أقرب وكأنه لاحظ أن السوية بمعنى الإنصاف وفي التراجع دليل على أن الخلطة تصح مع تمييز أعيان الأموال عند من يقوله به. (ولا يؤخذ في الصدقة هرمة) بكسر الراء كبيرة السن. (ولا ذات عوار) بفتح العين وبضم: المعيبة بما يرونه في البيع (من الغنم) ولا من غيرها من سائر المواشي التي تجب فيها الصدقة (ولا تيس الغنم) أي فحلها (إلا أن يشاء المصدق) في النهاية (¬1): رواه أبو عبيد بفتح الدال يريد صاحب الماشية أي الذي أخذت صدقة ماله وخالفه عامة الرواة وقالوا بكسر الدال وهو عامل الزكاة الذي يستوفيها من أربابها، وقال أبو موسى: الرواية بتشديد الصاد والدال معا وكسر الدال: وهو صاحب المال وأصله المتصدق فأدغمت التاء في الصاد، قال والاستثناء من التيس خاصة لأن الهرمة وذات العوار لا يجوز أخذهما في الصدقة إلا أن يكون المال كله كذلك عند بعضهم وهذا إنما يبحه إذا كان الغرض من الحديث النهي عن أخذ التيس لأنه فحل المعز وقد نهى عن أخذ الفحل في الصدقة لأنه يضر برب المال لأنه يعز عليه إلا أن يسمح به فيؤخذ، والذي شرحه الخطابي في المعالم أن المصدق ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 18).

بتخفيف الصاد: العامل ذاته لأنه وكيل الفقراء في القبض فله أن يتصرف لهم ما يراه مما يؤدى إليه اجتهاده. (حم 4 ك (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 5935 - "في دية الخطأ عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنت مخاض، وعشرون بنت لبون، وعشرون بني مخاض ذكر". (د) عن ابن مسعود" (صح). (في دية الخطأ) هو بيان لقوله تعالى: {وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فتحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَة مُسَلَّمَة إِلَى أَهْلِهِ} [النساء: 92] تجب. (عشرون حقة، وعشرون جذعة، وعشرون بنت مخاض) أفرده؛ لأن مميز العشرين مفرد وإن كان عشرون مدلوله غير مدلول المفرد (وعشرون بنت لبون، وعشرون بني مخاض ذكر) أي كل ابن ذكر وكأن القياس ذكور صفة لبني، ووصف الابن بالذكورة وصف تأكيدي من باب نفخة واحدة أو تقييدي لأن الابن قد يطلق على مطلق الولد من ذكر وأنثى في مثل ابن آدم ونحوه. (د (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته. 5936 - "في طعام العرس مثقال من ريح الجنة". الحارث عن عمر". (في طعام العرس) أي طعام وليمته. (مثقال) أي قدر مثقال. (من ريح الجنة) قال الشارح: الله أعلم بمراد نبيه - صلى الله عليه وسلم - به. قلت: يحتمل الحقيقة ويحتمل أن المراد أنه يحبه الله ويثاب فاعله للسنة أو آكله بطعام في الجنة قدرة ذلك وهو حث على فعل إطعام العرس وعلى حضوره. (الحارث (¬3) عن عمر) ورواه عنه الديلمي. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 15)، وأبو داود (1568)، والترمذي (621)، والنسائي (5/ 18)، وابن ماجة (1807)، والحاكم (1/ 549)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4261). (¬2) أخرجه أبو داود (4545)، وابن ماجة (2631)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4012)، والضعيفة (4020). (¬3) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (406)، والديلمي (4374)، وضعفه الألباني =

5937 - "في عجوة العالية أول البكرة على ريق النفس شفاء من كل سحر أو سم". (حم) عن عائشة (صح) ". (في عجوة العالية) العجوة تمر معروف والعالية الحوائط والقرى التي في الجهة العليا للمدينة مما يلي نجد أي في أكلها. (أول البكرة) أول النهار. (على ريق النفس) كأنه عبارة عن كونه أول داخل إلى المعدة وقد سبق بيان عدد ذلك وأنه سبع تمرات (شفاء من كل سحر) يخبل الإنسان ويغير عقله أو حواسه. (أو سم) يقتل الإنسان قال الخطابي: كون العجوة تنفع من السحر والسم إنما هو ببركة دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بتمر المدينة لا لخاصية في التمر، وقال غيره يحتمل أنه تمر نخل خاص لا يعرف الآن أو هو خاص بزمنه - صلى الله عليه وسلم -. قلت: يعتد الاختصاص بل الظاهر الإطلاق زمانا ونخلا ويخلفه عن إخباره - صلى الله عليه وسلم - إن وقع فلفساد اعتقاد من يستعمله عقابًا ونوليه له ما تولى. (حم (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 5938 - "في كتاب الله ثمان آيات للعين: الفاتحة وآية الكرسي". (فر) عن عمران بن حصين (ض) ". (في كتاب الله تعالى) أصله تركيب إضافي يصدق على كل كتاب له تعالى ثم صار بالغلبة اسمًا للقرآن (ثمان آيات للعين) لدفع شرها ورفع ضرها فسرها بقوله: (الفاتحة) وهي سبع آيات، (وآية الكرسي) والحديث يحتمل أن المراد قراءتها عند العائن أو في المنزل الذي يسكته الإنسان أو عند المعين أو كتابتها وحملها أو محوها والإطلاء أو الشرب لها كل هذا محتمل إلا أنه ذكر الشارح (¬2) ¬

_ = في ضعيف الجامع (4014). (¬1) أخرجه أحمد (6/ 105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4262)، والصحيحة (2000). (¬2) فيض القدير (4/ 457).

أن لفظه فيما رآه مصحح بخط الحافظ ابن حجر في نسخة قديمة من مسند الفردوس: "في كتاب الله - عز وجل - ثمان آيات للعين لا يقرأها عبد في دار فتصيبه في ذلك اليوم عين إنس ولا جن، فاتحة الكتاب وآية الكرسي" انتهى، وهو نص في الاحتمال الثاني ثم المراد أن هذه تنفع من العين ولا يمتنع أن غيرها ينفع فيها كالمعوذتين وغيرها. (فر (¬1) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لضعفه. 5939 - "في كل إشارة في الصلاة عشر حسنات". المؤمل بن إهاب في جزئه عن عقبة بن عامر". (في كل إشارة) أي بالمسبحة [3: 164]. (في الصلاة) أي في التشهد عند قول لا إله إلا الله، (عشر حسنات) قلت: يحتمل أنه تعم الإشارة عند رفع الأيدي في أثناء التكبير وحال الركوع وعند القيام من التشهد الأوسط وهو الأنسب بلفظ: "كل". (المؤمل) بالهمزة بزنة محمد، بن إهاب بكسر الهمزة وبموحدة الربعي العجلي، قال في التقريب (¬2): إنه صدوق له أوهام. (في جزئه عن عقبة بن عامر) ورواه الطبراني (¬3) بلفظ: يكتب بكل إشارة يشيرها الرجل في صلاته بيده بكل أصبع حسنة أو درجة قال الهيثمي: وسنده حسن. 5940 - "في كل ذات كبد حرى أجر". (حم هـ) عن سراقة بن مالك (حم) عن أبي عمرو (صح) ". (في كل ذات كبد حرى) فعلى من الحر تأنيث حران. (أجر) قال القرطبي (¬4) وغيره: عنى به حرارة الحيوان أو حرارة العطش وفي رواية: "رطبة" أي حية ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4372)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4015). (¬2) تقريب التهذيب (7030). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 297) (819)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4016). (¬4) المفهم (4/ 60).

عني بها رطوبة الحياة، (أجر) أي في سقيها ونحوه، قيل: إنه عام مخصوص بالحيوان المحترم وهو ما لم نؤمر بقتله. قلت: بل الظاهر بقاءه على عمومه، قال القرطبي: فيه أن الإحسان إلى الحيوان مما يغفر الذنوب، وتعظم به الأجور، ولا يناقضه الأمر بقتل بعضه أو إباحته فإنه إنما أمر به لمصلحة راجحة ومع ذلك فقد أمرنا بإحسان القتلة، قلت: فيه إلمام بإبقاء العقوم على أصله. (حم هـ عن سراقة بن مالك) رمز المصنف لصحته، (حم (¬1) عن أبي عمرو) سببه أنه قيل: يا رسول الله الغزال يرد علينا هل لنا أجر أن نسقيها قال: "نعم". 5941 - "في كل ركعتين تسليمة". (هـ) عن أبي سعيد (صح) ". (في كل ركعتين) من أي نافلة. (تسليمة) كأن المراد لمن شاء بعد التشهد وإلا فقد ثبت سرده - صلى الله عليه وسلم - للوتر من غير تسليم بين كل ركعتين وكذلك الأربع قبل الظهر ويحتمل أنه عام يخص بما ذكر ويبقى ما عداه على هذا الحكم. (هـ (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 5942 - "في كل ركعتين التحية". (م) عن عائشة (صح) ". (في كل ركعتين التحية) يحتمل التسليم لأنه تحية ويحتمل التشهد؛ لأنه بلفظ: التحيات والشارح حمله على الثاني، وقال: إنه دليل لأحمد على إيجاب التشهد الأول. قلت: فيه تأمل لأنه يحتمل أن التقدير يجب في كل ركعتين أو ليس وإيجاب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 175)، وابن ماجة (3686) عن سراقة بن مالك، وأخرجه أحمد (2/ 222) عن ابن عمرو، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4263). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1324)، والبيهقي في السنن (2/ 380)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4017)، والضعيفة (4023).

التشهد الأخير بدليل مستقل. (م (¬1) عن عائشة). 5943 - "في كل ركعة تشهد وتسليم على المرسلين، وعلى من تبعهم من عباد الله الصالحين". (طب) عن أم سلمة" (صح). (في كل ركعة) أي في كل صلاة فإنها تطلق على الصلاة كلها ركعة. (تشهد وتسليم على المرسلين) لأن من ألفاظه التي علمنا - صلى الله عليه وسلم - لفظ السلام عليك أيها النبي الكريم فيحتمل أن تعريفه جنسي وهو تقييد العموم ويحتمل أنه عهدي مراد به النبي - صلى الله عليه وسلم - محمد ومن سلم عليه فقد سلم على كل نبي كما أن من آمن به فقد آمن بكل رسول. (وعلى من تبعهم من عباد الله الصالحين) لأن فيما علمناه من ألفاظ: "السلام علينا وعلى عباد الله الصلحين" والمتعلق يحتمل يجب وليس أيضاً. (طب (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته. 5944 - "في كل قرن من أمتي سابقون". الحكيم عن أنس (ض) ". (في كل قرن) تقدم تفسيره غير مرة. (من أمتي سابقون) قال الحكيم: هم الأبدال الصديقون وفي شرح الحكيم أن السابق الداعي إلى الله المبعوث على كل قرن للتجديد، والحديث إخبار بأنه لا يزال السابق من الأمة قرنا بعد قرن. (الحكيم (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 5945 - "في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض، إلا لمشرك أو مشاحن". (هب) عن كثير بن مرة الحضرمي مرسلا". (في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض) تفضلاً منه وإعظاما لهذه الليلة المباركة، (إلا لمشرك أو مشاحن) أي مخاصم معاد لا لوجه شرعي، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (498). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 367) (869)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4018). (¬3) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 369)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 8)، والديلمي (4385)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4267)، وصححه في الصحيحة (2001).

وقال الأوزاعي: إنه المبتدع وحملوه عليه لأنه مشاحن لأهل السنة. (هب (¬1) عن كثير بن مرة الحضرمي مرسلاً)، قال ابن سعد: تابعي لا بأس به ومثله قال النسائي وفي التقريب: وهم من عده من الصحابة. 5946 - "في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس يريد قبضها في تلك السنة". الدينوري في المجالسة عن راشد بن سعد مرسلاً". (في ليلة النصف من شعبان يوحي الله إلى ملك الموت بقبض كل نفس) أي يأمره بذلك معيناً له أوقات قبض كل نفس. (يريد قبضها في تلك السنة). (الدينوري) (¬2) نسبة إلى الدينور كما قاله الشارح وفي القاموس (¬3) بكسرها وسكون التحتية المثناة وفتح النون والواو وآخره راء: بلدة من بلاد الجبل، (في المجالسة) كتاب له في عدة أسفار (عن راشد بن سعد مرسلاً) هو الحمصي شهد صفين، قال الذهبي: ثقة. 5947 - "في مسجد الخيف قبر سبعين نبياً". (طب) عن ابن عمر". (في مسجد الخيف) يحتمل قرب مسجد الخيف ويحتمل فيه نفسه وأنه كان جائزًا جعل المساجد [3/ 165] على القبور. (قبر سبعين نبياً). (طب (¬4) عن ابن عمر) ورواه البزار، قال الهيثمي: ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3831)، وانظر الطبقات الكبرى (7/ 448)، وتقريب التقريب (5631)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4268). (¬2) أخرجه الدينوري في المجالسة رقم (944)، وانظر: الكاشف (1498)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4019). (¬3) القاموس المحيط (ص 503). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 414) (13525)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 297)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4020).

5948 - "في هذا مرة، وفي هذا مرة، يعني القرآن والشعر". ابن الأنباري في الوقف عن أبي بكرة". (في هذا) أي القرآن. (مرة، وفي هذا) أي الشعر. (مرة، يعني القرآن والشعر) هو مدرج من كلام الراوي أو المصنف لم أعرف سببه ولا ذكره الشارح، وفيه الإذن بالنظر في الشعر وإنفاق ساعة من ساعات العمر فيه والمراد ما لا غيبة فيه ولا فحش وفيه إباحة لترويح الخاطر. (ابن الأنباري (¬1) في الوقف عن أبي بكرة) أي في كتابه في الوقف أي في القرآن والابتداء. 5949 - "في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف في أهل القدر". (ت هـ) عن ابن عمر (صح) ". (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف) كما تقدم إلا أنه هنا بين فيمن يكون بقوله. (في أهل القدر) تقدم غير مرة بيان المراد بهم. (ت هـ (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 5950 - "في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف إذا ظهرت القيان، والمعازف، وشربت الخمور". (ت) عن عمران ابن حصين (ح) ". (في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف) وبين أن أسبابها غير السبب الأول، في الترمذي قال له رجل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال: (إذا ظهرت القيان) جمع قينة وهي الجارية التي تغني (والمعازف) بالمهملة والزاي بعد الألف والفاء آلة الغناء. (وشربت الخمور) يحتمل أنه لف ونشر وأنه يقع عند كل واحدة من الثلاث الخصال واحدة من العقوبات وإن لم يجتمع زمانها، ويحتمل أنها تقع ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الأنباري في الوقف كما في الكنز (2761)، وانظر فيض القدير (4/ 459)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4021). (¬2) أخرجه الترمذي (2152)، وابن ماجة (4061)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4274).

عند اجتماع الثلاث، ويحتمل أنها تقع الثلاث العقوبات عند كل معصية تحدث، ويحتمل غير ذلك. (ت (¬1) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لحسنه، قال المنذري: أخرجه الترمذي من رواية عبد العزيز بن عبد الله وقد وثق، وقال: حديث غريب. 5951 - "في ما سقت السماء والأنهار والعيون أو كان عثريا العشر، وفيما سقي بالسواني أو النضح نصف العشر". (حم خ 4) عن ابن عمر" (صح). (في ما سقت السماء) بمائها. (والأنهار) جمع نهر وهو الماء البخاري المتسع. (والعيون) جمع عين وهي دون النهر. (أو كان عثريا) بفتح المهملة والمثلثة الذي يشرب بعروقه من ماء المطر ويسمى البعلي يجب: (العشر) عدلا من الله ومواساة للفقراء من أموال الأغنياء، (وفيما سقي بالسواني) جمع سانية وهي الناقة التي تستقي عليها، (أو النضح) بفتح فسكون ما يسقى من الآبار بالعرب ونحوها، (نصف العشر) رفقا من الله بعباده لأن في هذه من المشقة ما ليس فيما أوجب فيه العشر، واعلم: أن عموم هذا الحديث مخصوص بما عند الشيخين: "ليس في ما دون خمسة أوسق صدقة" (¬2). (حم خ 4 (¬3) عن ابن عمر). 5952 - "فيهما فجاهد، يعني الوالدين". (حم ق 3) عن ابن عمرو (صح) ". (فيهما) أي الوالدين كما دل سببه لذلك، وذلك أنه جاءه رجل يستأذنه في الجهاد فقال: "أحي والداك؟ " قال: نعم، قال: "ففيهما فجاهد" أي إن كان الأمر كما قلت ففي خدمة والديك وطاعتهما: (فجاهد يعني الوالدين) مدرج من ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2212)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 182)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4274). (¬2) رواه البخاري (1447)، ومسلم (979) عن أبي سعيد. (¬3) أخرجه البخاري (1483)، وأبو داود (1596)، والترمدي (640)، والنسائي في المجتبى (5/ 41)، وابن ماجة (1871)، وأحمد (3/ 341) عن جابر.

كلام الراوي لبيان المراد، وفيه دليل أن حق والديه أقدم من الجهاد والجمهور على أنه يحرم عليه الخروج له إن منعاه، فيحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - علم أنهما لا يسعدانه إلى الخروج أو أنهما يحتاجان إلى قيامه بهما. (حم ق 3 (¬1) عن ابن عمرو). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 193)، والبخاري (3004)، ومسلم (2549)، وأبو داود (2529)، والترمذي (1671)، والنسائي (6/ 10).

المعرف باللام من حرف الفاء

المعرف باللام من حرف الفاء 5953 - " الفاجر الراجي لرحمة الله تعالى أقرب منها من العابد المقنط". الحكيم والشيرازي في الألقاب عن ابن مسعود (ض) ". (الفاجر) فاعل من الفجور الانبعاث في المعاصي المراد المنبعث في المعاصي. (الراجي لرحمة الله) له ولغيره من عباد الله، والرجاء: هو الطمع في الشيء نظرا إلى كرم المطموع فيه ورحمته وعفوه وهو غير الإرجاء وهذا هو المذموم والأول هو الممدوح وهو من صفات الصالحين {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} [البقرة: 218]، {يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر: 9] وغير ذلك، (أقرب منها) من نيلها منه تعالى. (من العابد المقنط) اسم فاعل أيضا من قنط المشدد أي الذي ييئس نفسه وغيره من رحمة الله لأنه {لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} فإنه لا يقنط العباد من رحمة الله إلا جاهل بالله وبسعة رحمته وعفوه وخير أحوال المؤمن أن يكون بين الرجاء واليأس كما حققناه فيما سلف. (الحكيم والشيرازي في الألقاب (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الله ابن يحيى الثقفي (¬2) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء، وقال: صويلح ضعفه ابن معين وسلام بن سالم في الضعفاء: تركوه باتفاق وزيد العمى ضعيف متماسك. 5954 - "الفار من الطاعون كالفار من الزحف والصابر فيه كالصابر في الزحف" (حم) وعبد بن حميد عن جابر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 93)، والديلمي في الفردوس (4427)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4022)، والضعيفة (4025): موضوع. (¬2) انظر المغني (1/ 362).

(الفار من الطاعون) الهارب من أرض نزل بها الطاعون، (كالفار من الزحف) وقد ثبت أن الفرار من الزحف كبيرة فيحرم الفرار من الطاعون، بل يجب البقاء [3/ 166] في محله والتوكل على الله والرضى بما قضى به، (والصابر فيه كالصابر في الزحف) وتقدم وعده بالجزاء من الله تعالى في "عجب ربنا"، وغيره ويأتي قريباً. (حم وعبد بن حميد (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 5955 - "الفار من الطاعون كالفار من الزحف، ومن صبر فيه كان له أجر شهيد". (حم) عن جابر (صح) ". (الفار من الطاعون كالفار من الزحف) لما فيه من الفرار من قدر الله وما كتبه. (ومن صبر فيه كان له أجر شهيد) لأنه يثاب على المقدور رضا بما كتبه الله وتوكل عليه. (حم (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 5956 - "الفأل مرسل، والعطاس شاهد عدل" الحكيم عن الرويهب (ض) ". (الفأل مرسل) أي الفأل الحسن مرسل من قبل الله تيسيرا للعبد وإدخالاً للسرور عليه فالله تعالى يرسله على لسان من يؤخذ منه الفأل والفأل بالهمزة لا يستعمل إلا فيما يسر وهو الكلمة الصالحة يسمعها الإنسان من قائلها تناسب الحال الذي يريده كأن يكون قلبه مشغولا بمريض فسمع قائلاً يدعوا: يا سالم ونحو ذلك، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحب الفأل. (والعطاس) عند الحديث. (شاهد عدل) للمحدث دال على صدقه وكأن هذا أمر من الله تعالى يحدث العطسة عند الحديث الصادق، وظاهره سواء كانت من المحدث أو من غيره من جلسائه وتقدم أنها دليل إجابة الدعاء، وتقدم أنه عند الدعاء شاهد صدق. (الحكيم (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 324)، وعبد بن حميد (1118)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4276)، وحسنه في الصحيحة (1292). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4277). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 305)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4023).

عن الرويهب) تصغير راهب رمز المصنف لضعفه وهو من رواية محمد عن بقية عن رجل سماه والرجل مجهول ومحمد غير منسوب. 5957 - "الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها". الرافعي عن أنس". (الفتنة) بين العباد بإراقة الدماء وهتك الحرم ونهب الأموال ولو بين رجلين أو رجل وامرأته؛ قال ابن القيم (¬1): الفتنة نوعان: فتنة الشبهات وهي العظمى، وفتنة الشهوات وقد يجتمعان للعبد وقد تنفرد أحدهما، والحق أن الفتنة كل محبة وبلية ومشقة على العبد. (نائمة) غافلة أي غافل عنها الناس. (لعن الله من أيقظها) ونبه الناس عليها وفي هذا دلالة أنها موجودة وإنما هي مغفول عنها فمن نبه الناس لها أصابته اللعنة؛ لأن أحب عباد الله إلى الله أنفعهم لعباده وأكثرهم إدخالًا للسرور عليهم، وأبغضهم إليه عكسه. (الرافعي (¬2) عن أنس) ورواه عنه الديلمي إلا أنه ينص ولده لسنده. 5958 - "الفجر فجران، فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة، وفجر تحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام". (ك هق) عن ابن عباس (صح) ". (الفجر فجران، فجر يحرم فيه الطعام) على الصائم. (وتحل فيه الصلاة) صلاة الفجر وهو الفجر المتضح المستطيل وهو الوقت الذي جعله الله وقتا لعبادة الصيام والصلاة. (وفجر تحرم فيه الصلاة) فريضة الفجر لأنه غير وقت لها. (ويحل فيه الطعام) للصيام وهو الفجر الكاذب الذي يطلع كذنب السرحان ثم يذهب وتعقبه الظلمة. (ك هق (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته؛ لأنه ¬

_ (¬1) إغاثة اللهفان (2/ 165). (¬2) أخرجه الرافعي في التدوين (1/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4024)، وقال في الضعيفة (3258): منكر. (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 304) وقال: على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي وقال: وقفه بعضهم عن سفيان، والبيهقي في السنن (1/ 457)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4279)، الصحيحة (693).

قال الحاكم: على شرطهما. 5959 - "الفجر فجران: فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام، وأما الذي يذهب مستطيلاً في الأفق فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام". (ك هق) عن جابر". (الفجر فجران: فأما الفجر الذي يكون كذنب السرحان) ويقال له: المستطير بالراء وهو الذي يذهب وتعقبه الظلمة ويكون ضوءه مرتفعاً. (فلا يحل الصلاة ولا يحرم الطعام) إسناد التحليل والتحريم إلى الزمان مجاز عقلي؛ لأنه أحد ملابسات الفعل كما أسند إليه إيجابا في قوله: (وأما الذي يذهب مستطيلا في الأفق) نواحي السماء. (فإنه يحل الصلاة ويحرم الطعام) فالفجر الأول لا حكم له، وفي الحديث الأول وهذا دليل على وجود الاشتراك في اللغة خلافا لمن نفاه. (ك هق (¬1) عن جابر) قال البيهقي: روي موصولاً ومرسلاً، والمرسل أصح، قال ابن حجر: المرسل الذي أشار إليه أخرجه أبو داود والدارقطني. 5960 - "الفخذ عورة". (ت) عن جرهد، وعن ابن عباس (صح) ". (الفخذ عورة) يجب سترها كما تقدم وتمام الحديث: "والفرج فاحشة" والحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لجرهد لما مر عليه وهو كاشف عورته، وفي تفريقه بين الفخذ والفرج في التسمية دليل لمن قسم العورة إلى مغلظة وغيرها. (ت (¬2) عن جرهد) بفتح الجيم والهاء، وقال الشارح: بضم الجيم والأول الصواب وهو من أهل الصفة، (وعن ابن عباس) رمز المصنف لصحته قال ابن حجر في المقدمة: فيه ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 304)، والبيهقي في السنن (1/ 377)، والدارقطني (1/ 268)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 178)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4278)، والصحيحة (2002). (¬2) أخرجه الترمذي (2795، 2796)، وابن حبان في صحيحه (4/ 609) (1710)، انظر فتح البارى (1/ 481)، والإصابة (1/ 473)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4280)، والصحيحة (1687).

اضطراب، وقال في الإصابة: في إسناده اختلاف كثير وصححه ابن حبان مع ذلك. 5961 - "الفخر والخيلاء في أهل الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم". (حم) عن أبي سعيد" (صح). (الفخر) بالخاء المعجمة ادعاء العظم والكبر. (والخيلاء) بالضم والمد الكبر والعجب. (في أهل الإبل) فإنهم يتطاولون بها على غيرهم لما فيها من القوة والجمال ولأن الإبل خلقت من الشياطين. (والسكينة) السكون. (والوقار) [3/ 167] التواضع. (في أهل الغنم) قيل: لأنهم غالبًا دون أهل الإبل في التوسع والكثرة وهما من أسباب الخيلاء، والحديث فيه تفضيل لاتخاذ الغنم على اتخاذ الإبل. (حم (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وهو أيضاً في الصحيحين وقد عزاه الديلمي إليهما. 5962 - "الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف". ابن سعد عن عائشة (صح) ". (الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف) تقدم. (ابن سعد (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 5963 - "الفردوس ربوة الجنة وأعلاها وأوسطها، ومنها تفجر أنهار الجنة". (طب) عن سمرة (ض) ". (الفردوس) المذكور في الجنان. (ربوة الجنة) بضم الراء. (وأعلاها) ضبط فيما قوبل على خط المصنف بالمعجمة وهو الأنسب بقوله: (وأوسطها) إلا أن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 96)، وأخرجه البخاري (3308)، ومسلم (52) عن أبي هريرة بلفظ مقارب. (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 490)، والبخاري في التاريخ (2180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4282)، وحسنه في الصحيحة (1292).

يراد بالأوسط خيارها كما هو الأظهر ناسب أعلاها بالمهملة، قال ابن القيم (¬1): فيه أن السماوات كرية مقببة فإن الأوسط لا يكون أعلاها إلا إذا كان كريا وأن الجنة فوق السماوات تحت العرش. قلت: بني على أنه بالمهملة لم يرد بالأوسط الخيار. (ومنها تفجر أنهار الجنة) كما سلف. (طب (¬2) عن سمرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: أحد أسانيد الطبراني رجاله وثقوا وفي بعضهم ضعف. 5964 - "الفريضة في المسجد، والتطوع في البيت". (ع) عن عمر". (الفريضة) من الصلاة. (في المسجد) فإنه أفضل لها. (والتطوع في البيت) فإنه أفضل لها منه. (ع (¬3) عن عمر). 5965 - "الفضل في أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك". هناد عن عطاء مرسلاً". (الفضل) الزيادة على غيرك. (في أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك) تقدم هذا كله وهذه صفات تفضل بها العبد على كل أحد {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)} [فصلت: 35]. (هناد (¬4) عن عطاء مرسلاً) عطاء إذا أطلق ابن أبي رباح. 5966 - "الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس". (ت) عن عائشة (صح) ". ¬

_ (¬1) حادي الأرواح (1/ 47). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 213) (6886)، وانظر قول الهيثمي في المجمع: (10/ 398)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4283)، والصحيحة (2003). (¬3) أخرجه أبو يعلى (4876)، والديلمي (4419)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4025) والسلسلة الضعيفة (6527). (¬4) أخرجه هناد في الزهد (1015)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4026).

(الفطر يوم يفطر الناس) على حكم السنة. (والأضحى يوم يضحي الناس) كذلك قال الترمذي: معناه الفطر والصوم مع الجماعة ومعظم الناس. (ت (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 5967 - "الفطرة على كل مسلم". (خط) عن ابن مسعود (ض) ". (الفطرة) صدقة الفطر. (على كل مسلم) أي واجبة. (خط (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه إبراهيم بن راشد (¬3)، قال الذهبي في الضعفاء: وثقه الخطيب واتهمه ابن عدي، وبهلول بن عبيد الكندي (¬4)، قال الذهبي: ضعفوه. 5968 - "الفقر أزين على المؤمن من العذار الحسن على خد الفرس". (طب) عن شداد بن أوس (هب) عن سعيد بن مسعود". (الفقر أزين) أشد زينة. (على المؤمن) لا غير، فإنه يقال ما أقبح الكفر والإفلاس بالرجل. (من العذار الحسن على) خد (الفرس) فيه مدح الفقر للمؤمن وأنه زينة له عند الله لا في الدنيا فإنه لا يراه أهل الدنيا زينة، نعم: يراه الصالحون زينة للمؤمن ولعلهم المرادون هنا، وفيه تسلية الفقير. (طب عن شداد بن أوس، هب (¬5) عن سعيد بن مسعود) سكت المصنف عليه، وقال العراقي: سنده ضعيف والمعروف أنه من كلام عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (802)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4287). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 294)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4028)، والضعيفة (4027): ضعيف جداً. (¬3) انظر المغني (1/ 14). (¬4) انظر المغني (1/ 115). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 294) (7181) عن شداد بن أوس، وأخرجه البيهقي في الشعب (10509)، وهناد في الزهد (588)، عن سعيد بن مسعود، وانظر لسان الميزان (1/ 349)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4029)، والضعيفة (564).

رواه ابن عدي هكذا، وقال في اللسان: عن ابن عدي إنه حديث منكر. 5969 - "الفقر أمانة، فمن كتمه كان عبادة، ومن أباح به فقد قلد إخوانه المسلمين". ابن عساكر عن عمر (ض) ". (الفقر أمانة) كالأمانة في أنه يحفظ ويصان فلا يبذله الإنسان بإراقة ماء وجهه عند الناس. (فمن كتمه كان) كتمه، أو نفس الفقر. (عبادة) تقوم مقامها في الأجر لصاحبه. (ومن باح به) أظهر ما عنده من الحاجة والافتقار. (فقد قلد إخوانه المسلمين) حاجته وفاقته وتعين عليهم إعانته، وفيه فضيلة كتم الفقر وعدم إظهاره، وأنه إذا باح به تعين إعانته. (ابن عساكر (¬1) عن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح وفيه راجح بن الحسين: مجهول. 5970 - "الفقر شين عند الناس، وزين عند الله يوم القيامة". فر عن أنس (ض) ". (الفقر شين) لصاحبه. (عند الناس) يحتقرونه لأجله ويستخفون به، قيل: مكتوب في حجر من أحجار بيت المقدس (¬2): وكل مقل حين يغدو لحاجة ... إلى كل من يلقى من الناس مذنب وكان بنو عمي يقولون مرحباً ... فلما رأوني معدما ضاع مرحب (وزين عند الله) وهو يدل على أن المراد في الحديث السابق أنه أزين من العذار عند الله. (يوم القيامة) ولذا يدخل تعالى الفقراء قبل الأغنياء إلى الجنة بكذا كذا عام. (فر (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه محمد بن مقاتل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 153)، وانظر العلل المتناهية (2/ 804)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4030)، وقال في الضعيفة (2925) وقال: لا يصح. (¬2) الأبيات منسوبة إلى محمد بن خلف التيمي بالكوفة ذكرها ابن حبان في روضة العقلاء (صـ 182). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4418)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4031)، والضعيفة (4028): موضوع.

الرازي لا المروزي (¬1)، قال الذهبي في الذيل: ضعيف. 5971 - "الفقهاء أمناء الرسل، ما لم يدخلوا في الدنيا، ويتبعوا السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم". العسكري عن علي (ح) ". (الفقهاء أمناء الرسل) لأنهم تحملوا ما جاء به الرسل إلى العباد. (ما لم يدخلوا في الدنيا) بالتوسع فيها والاشتغال بها. (ويتبعوا السلطان) يحتمل أن المراد الأمرين معاً وأن المراد من الدنيا المذموم دخولهم فيها دنيا السلطان كما سلف في "العلماء أمناء الرسل ... " الحديث. (فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم) لأنه دليل أنهم قد أحبوا الدنيا والشرف وعدلوا عما دل عليه [3/ 168] العلم فهم يحبون اتصاف كل أحد بما اتصفوا به من المذمة فلذا حذر عنهم، ولأنهم قد خانوا الأمانة ولا ثقة بخائن، كتب عبد الله بن مبارك إلى بعض أهل العلم الذين اتصلوا بالسلطان: يا جاعل العلم له بازياً ... تصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها ... بحيلة تذهب بالدين وصرت مجنونا بها بعدما ... كنت دواء للمجانين أين رواياتك فيما مضى ... في فتح أبواب السلاطين أين رواياتك فيما مضى ... عن ابن عون وابن سيرين من أبيات. (العسكري (¬2) عن علي) رمز المصنف لحسنه. 5972 - "الفقه يمان، والحكمة يمانية". ابن منيع عن ابن مسعود". ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 635). (¬2) أخرجه العسكري كما في الكنز (2853)، وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 137)، قال أبي: حديث منكر، وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (1/ 185)، والديلمي (4029) بلفظ: الفقهاء أمناء الرسول، انظر فيض القدير (4/ 464)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4032)، والضعيفة (2034).

(الفقه يمان) منسوب إلى اليمن، والألف بدل عن ياء النسبة. (والحكمة يمانية) قيل: معنى يمان أنه مكي، وسبق تفسيره في: "الإيمان يمان" في الجزء الأول. (ابن منيع (¬1) عن ابن مسعود) ورواه عنه الديلمي أيضاً. 5973 - "الفلق: جب في جهنم مغطى". رواه ابن جرير عن أبي هريرة " (ض). (الفلق) المذكور في الآية المستعاذ بربه. (جب) بالجيم والباء الموحدة المشددة: بئر. (في جهنم مغطى) على من يعذب فيه، في رواية أبي حاتم "إذا كشف خرجت منه نار تصيح جهنم من شدة حر ما يخرج منه". (ابن جرير (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 5974 - "الفلق سجن في جهنم، يحبس فيه الجبارون والمتكبرون وإن جهنم لتتعوذ بالله منه" ابن مردويه عن ابن عمرو". (الفلق سجن في جهنم) لا ينافي الأول؛ لأنه يقال له جب ويقال سجن. (يحبس فيه الجبارون والمتكبرون) جزاءً بما كانوا يفعلون. (وإن جهنم لتتعوذ بالله منه) لشدته. (ابن مردويه (¬3) عن ابن عمرو) قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1)} والمعوذتين فذكره. عدة أحاديث حرف الفاء: مائة وخمسة وستون حديثاً. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (383)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4289). (¬2) أخرجه ابن جرير في تفسيره (30/ 96)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4033)، وقال في الضعيفة (4029): منكر. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4627)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4034).

حرف القاف

حرف القاف 5975 - " قابلو النعال". ابن سعد والبغوي والبارودي، (طب) وأبو نعيم عن إبراهيم الطائفي وما له غيره". (قابلو) بالباء الموحدة. (النعال) جمع نعل، قيل: أي اجعلوا لها قبالاً وهو السير الذي يكون بين الأصبعين، وقيل: المراد يضع إحدى نعليه على الأخرى في المسجد والأول أقرب وهو إرشاد إلى مصلحة الإنسان ودلالة على مرافقة. (ابن سعد والبغوي والبارودي، (طب) وأبو نعيم (¬1) عن إبراهيم الطائفي) الثقفي قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى يكلم الناس يقول: "قابلوا ... " إلخ، وفيه عبد الله بن هرمز: ضعيف. (وما له) أي إبراهيم. (غيره) ونقل الذهبي (¬2) عن ابن عبد البر أنه لا يصح ذكره في الصحابة، قال ابن حجر: لفظ ابن عبد البر إسناد حديثه ليس بالقائم، ولا يصح صحبته عندي وحديثه مرسل انتهى. 5976 - "قاتل الله اليهود، إن الله - عز وجل - لما حرم عليهم الشحوم جمَّلوها ثم باعوها فأكلوا أثمانها". (حم ق 4) عن جابر (ق) عن أبي هريرة (حم ق ن هـ) عن عمر (صح) ". (قاتل الله) في رواية لعن الله. (اليهود) قيل: قاتلهم لعنهم أو عاداهم أخرج في صورة المفاعلة، وعبر عنه بما هو سبب عنها فإنهم بما اخترعوا من الحيلة انتصبوا لمحاربة الله ومقاتلته ومن قاتله قتله، ذكره الطيبي، والحديث يحتمل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 333) (997)، وأبو بكر الشيباني في الآحاد والمثاني (1604)، والروياني (1506)، وانظر الإصابة (1/ 20)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4035)، والضعيفة (4030). (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة للذهبي (1/ 2 رقم 16).

الإخبار ويحتمل الدعاء. (إن الله - عز وجل - لما حرم عليهم الشحوم) أي أكلها. (جمَّلوها) بالجيم وتخفيف الميم: أذابوها. (ثم باعوها) مذابة. (فأكلوا أثمانها) وفي بعض الروايات "وأن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه"، قيل: والنهي عن الإذابة للبيع لا للاستصباح، والحديث مسوق لتحريم الحيل، ومنه يعلم تحريم ثمن الخمر وبيعه وغيرها من الحيل لأن الحديث لم يسق لمجرد ذم اليهود بل ولتحذير الأمة من إتيان مثل ما أتوه وقد وسع الكلام فيه في محله، وجملة: إن الله إلى آخرها مسوقة لبيان علة المقاتلة. (حم ق 4) عن جابر (ق) عن أبي هريرة (حم ق ن هـ (¬1) عن ابن عمر وسببه كما في سنن أبي داود عن ابن عباس أنه كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعداً خلف المقام فرفع رأسه إلى السماء فنظر ساعة ثم ضحك ثم ذكره. 5977 - "قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". (ق د) عن أبي هريرة (صح) ". (قاتل الله اليهود) أبعدهم من رحمته. (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) هي جملة تعليلية لبيان المقاتلة وذلك أنهم اتخذوا قبور الأنبياء جهة لقبلتهم، قال القاضي: لما كانت اليهود يسجدون لقبور الأنبياء تعظيما لشأنهم [3/ 169] ويجعلونها قبلة ويتوجهون في الصلاة ونحوها فاتخذوها أوثاناً، لعنهم ومنع المسلمين عن مثل ذلك ونهاهم عنه، وأما القول بأن قبر إسماعيل - عليه السلام - في المسجد الحرام عند الحطيم وأنه يعارض هذا فهو مردود بأن النهي وقع عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 324)، والبخاري (2121)، ومسلم (1581)، وأبو داود (3486)، والترمذي (1297)، والنسائي (4/ 54)، وابن ماجة (2167) عن جا بر، وأخرجه البخاري (437)، ومسلم (530) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (2/ 213)، والبخاري (2110)، ومسلم (1582)، والنسائي (7/ 309)، وابن ماجة (2171) عن ابن عمر، وأخرجه أبو داود (3488) عن ابن عباس.

اتخاذه قبلة يسجد إليها، وقبر إسماعيل لا يعرف محله ولا يقصده أحد بالصلاة إليه، وهذا الحديث إعلام للأمة بأن يتجنبوا اتخاذ القبور مساجد لما في ذلك من الذريعة إلى عبادتها والاعتقاد فيها، وقد وقع من ذلك في جميع الأقطار ما لا ينكره أحد. (ق د (¬1) عن أبي هريرة) وفي الباب جابر وابن عمر وغيرهما. 5978 - "قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون". الطيالسي والضياء عن أسامة (صح) ". (قاتل الله قوماً يصورون ما لا يخلقون) قاله - صلى الله عليه وسلم - لما دخل الكعبة ورأى فيها تصاوير فمحاها، واصل اتخاذ الصور أن الأوائل فعلوها على شكل أسلافهم ليتأسوا برؤية صورهم ويتذكروا أحوالهم الصالحة فيجتهدون كاجتهادهم في الطاعة، ثم خلف من بعدهم خلف سول لهم الشيطان أنَّ أسلافهم كانوا يعبدونها فعبدوها. والحديث دليل على تحريم التصوير على الجدارات ونحوها وتحريمه بجسم مستقل أولى، وزعم من لا علم عنده أنه إنما تحرم في تلك الأزمنة لقرب عهدهم بالأوثان وقد رده العلماء عليه وتأتي أحاديث في التصوير. (الطيالسي والضياء (¬2) عن أسامة) رمز المصنف لصحته. 5979 - "قاتل دون مالك، حتى تحوز مالك، أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة". (حم طب) عن مخارق (ح) ". (قاتل) أمر إرشاد وإيجاب إلا أنه لم يقله أحد. (دون مالك) أي قاتل من تصدى لأخذه. (حتى تحوز مالك) يشمل كل ما سمي مالا وإن قل، (أو تقتل فتكون من شهداء الآخرة) ظاهره أنه لا يكون له في الدنيا حكم الشهداء بل ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (437)، ومسلم (530)، وأبو داود (3227). (¬2) أخرجه الطيالسي (623)، والضياء في المختارة (1336)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4292)، والصحيحة (996).

يغسل ويصلى عليه وفيه خلاف، ويحتمل أن قتله في الآخرة لإفادة أنه من ذي الدرجات فيها مع الشهداء الذين قتلوا لإعلاء كلمة الله (حم طب (¬1) عن مخارق) بضم الميم فالخاء المعجمة والراء والقاف، رمز المصنف لحسنه. 5980 - "قاتل عمار وسالبه في النار". (طب) عن عمرو بن العاص وعن ابنه" (صح). (قاتل عمار) اسم فاعل أضيف إلى مفعوله وهو ابن ياسر قتيل صفين. (وسالبه في النار) عطفه عليه؛ لأن الغالب أنَّ القاتل هو السالب، وإلا فلو قتله ولم يسلبه لكان في النار، وشرح قتله في كتب الأخبار، وحديث: "تقتلك الفئة الباغية" (¬2) حكم بتواتره أئمة، وفيه دليل على فضيلة عمار وأن أمير المؤمنين علي - عليه السلام - كان مصيباً في حربه لأهل صفين، وفيه علم من أعلام النبوة (¬3). (طب (¬4) عن عمرو بن العاص وعن ابنه) عبد الله، ورواه عنه أحمد، قال الهيثمي بعد ما عزاه لهما: رجال أحمد ثقات، فافهم أنَّ رجال الطبراني ليسوا كذلك، والمصنف رمز على الطبراني بالصحة فلو عزاه لأحمد لكان أحمد. 5981 - "قارئ سورة الكهف، تدعى في التوراة الحائلة، تحول بين قارئها وبين النار". (هب فر) عن ابن عباس". (قارئ سورة الكهف) في جمعة أو غيرها وإن كان لها في الجمعة زيادة أجر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 294)، والطبراني في الكبير (20/ 313) (746)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4293). (¬2) أخرجه البخاري (436)، ومسلم (2916). (¬3) سبق التعليق عليه في هذه المسألة وبيان موقف علماء أهل السنة والجماعة منها، راجع: العواصم من القواصم لابن العربي، ورفع الإعلام لشيخ الإسلام ابن تيمية. (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (9252)، وأحمد (4/ 198)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 297)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4294)، والصحيحة (2008).

(تدعى) أي السورة وتسمى. (في التوراة الحائلة) بالحاء المهملة: فاعله، من حال يحول وليس المراد أن السورة بنفسها في التوراة، بل المراد أنه ذكر في التوراة أنَّ الله يعطي محمدا سورة يذكر فيها كذا تسمى الحائلة؛ وجملة تدعى خبر قارئ سورة واكتفى بالعابد إلى المضاف إليه لأنه كالجزء من المبتدأ وإن كان الأكثر خلافه. (تحول بين قارئها وبين النار) بيان لوجه التسمية وإشارة إلى ملاحظته المعاني في الأسماء. (هب فر (¬1) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقد قال البيهقي بعد تخريجه: تفرد به محمد بن عبد الرحمن الجدعاني وهو منكر الحديث انتهى. وفيه أيضاً سليمان بن مرقاع (¬2)، قال الذهبي في الضعفاء: قال العقيلي: إنه منكر الحديث، وإسماعيل ابن أبي أويس (¬3) قال النسائي: ضعيف. 5982 - "قارئ "اقتربت" تدعى في التوراة المبيضة، تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه"، (هب فر) عن ابن عباس (ض) ". (قارئ "اقتربت") يريد بها الصغرى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1)} [القمر: 1]، لأن الكبرى تسمى سورة الأنبياء. (تدعى في التوراة المبيضة) اسم فاعل من بيض مشدداً. (تبيض وجه صاحبها) حافظها أو قارئها في المصحف. (يوم تسود الوجوه) والإسناد إليها مجاز لأنها سبب التبييض. (هب فر (¬4) عن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2448)، والديلمي في الفردوس (4619)، والرافعي في التدوين (1/ 300)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4039)، وقال في الضعيفة (3259): ضعيف جداً. (¬2) انظر المغني (1/ 283). (¬3) انظر المغني (1/ 79). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (2495)، والديلمي في الفردوس (4618)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4036).

ابن عباس)، فيه ما في الذي قبله فالرواة متحدون وقد رمز المصنف لضعفه. 5983 - "قارئ الحديد و"إذا وقعت" و"الرحمن" يدعى في ملكوت السماوات والأرض ساكن الفردوس". (هب فر) عن فاطمة". (قارئ الحديد) سورة الحديد. (و"إذا وقعت" و"الرحمن") سيقت على عكس ترتيب المصحف وكأنه غير ملاحظ هذا الترتيب في قراءتها. (يدعى في ملكوت) في النهاية (¬1): اسم مبني من الملك كالجبروت والرهبوت من الجبر والرهبة، وفي التعريفات للشريف [3/ 170] الملكوت عالم الغيب بالأرواح والنفوس والملك عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية كالعرش والكرسي وكل جسم يتجسد متصرف الخيال المنفصل من مجموع الحرارة والرطوبة واليبوسة. (السماوات والأرض) أي تدعوه الملائكة: (ساكن الفردوس) لأنه قد استحق سكناها بما تلاه فيحتمل أنه بمجرد التلاوة ولو مرة في العمر ويحتمل أنه بالمواظبة عليها وتدبر معانيها وتفهم ما فيها والعمل بما أرشدت إليه. (هب فر (¬2) عن فاطمة) سكت عليه المصنف وقد قال البيهقي: تفرَّد به محمد بن عبد الرحمن عن سليمان وكلاهما منكر. 5984 - "قارئ "ألهاكم التكاثر" يدعى في الملكوت مؤدي الشكر". (فر) عن أسماء بنت عميس". (قارئ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}) أي إلى آخرها وأنه اسم للسورة بتمامها وهو الأقرب. (يدعى في الملكوت) يحتمل أن المراد ما أربد بالأول من عمومه للسماوات والأرض ويحتمل أنه لأحدهما. (مؤدي) اسم فاعل من أداه. ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 671). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (2496)، والديلمي في الفردوس (4621)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4037).

(الشكر) كأنه لما فيها من الإقرار بالسؤال عن النعيم ومن أقر بالسؤال عنه فقد أقر بالإنعام وأنه لا بد من الجزاء عليه وهذا شكره ولأن معاني السورة كلها دالة على شكر النعمة. (فر (¬1) عن أسماء بنت عميس) سكت المصنف عليه وفيه إسماعيل بن أبي أويس قال الذهبي في الذيل: صدوق صاحب مناكير وقال النسائي: ضعيف. 5985 - "قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة حتى النكبة ينكبها والشوكة يشاكها". (حم م ت) عن أبي هريرة (صح) ". (قاربوا) اقصدوا أقرب الأمور فيما تعبدتم به ولا تغلو فيه ولا تقصروا، وقيل: إنه من قولهم قاربت الرجل لاطفته بكلام حسن. (وسددوا) اقصدوا السداد في كل أمر وهو قريب من معنى قاربوا. (ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة) لذنوبه. (حتى النكبة ينكبها) هو ما يصيب الإنسان من الحوادث كما في النهاية. (أو الشوكة يشاكها) تصيبه بحدها فإنها كفارة لذنوبه وفيه تسلية بالغة وإعلام بأنه لا ينال العبد شيء إلا كفر الله عنه من خطاياه وسبب الحديث أنها لما نزلت الآية {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ} [النساء: 123] بلغت من المسلمين مبلغاً شديداً فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره مخبراً أن الجزاء منه ما يكون في دار الدنيا. (حم م ت (¬2) عن أبي هريرة) قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. 5986 - "قاضيان في النار، وقاض في الجنة: قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، وقاض عرف الحق فجار متعمدا"، أو قضى بغير علم فهما في النار". (ك) عن بريدة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي كما في الكنز (2652)، وأخرجه البيهقي في الشعب (2518) بلفظ "أن يقرأ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}. انظر فيض القدير (4/ 468)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4038). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 248)، ومسلم (2574)، والترمذي (3038).

(قاضيان في النار) إخبار عن أحوال الذين يقضون بين الناس في أي أمر عظيم أو حقير قال ابن تيمية (¬1): حتى من يحكم ويفاضل بين الصبيان في الحظوظ. (وقاض في الجنة) فقسمهم إلى ثلاثة وبين صفة كل واحد وحكمه بقوله: (قاضٍ عرف الحق) بالأدلة إذ المقلد لا يسمى عارفاً. (فقضى به فهو في الجنة) لإيقاعه القضاء على مطابقة ما عرفه من الحق. (وقاض عرف الحق فجار) مال عن الحكم به. (متعمداً) للميل. (أو قضى بغير علم فهما) العالم الجائر المتعمد والقاضي الجاهل. (في النار) تمام الحديث عند مخرجه قالوا: فما ذنب هذا الذي يجهل؟ قال: "ذنبه لا يكون قاضيا حتى يعلم" قال الذهبي: كل من قضى بغير علم ولا بينة من الله ورسوله على ما يقضي به فهو داخل في هذا الوعيد المفيد أن ذلك كبيرة. (ك (¬2) عن بريدة)، رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وتعقبه الذهبي بأن ابن أبي بكير الغنوي أحد رجاله منكر الحديث وقال في الكبائر: إسناده قوي. 5987 - "قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار". (هق) عن معاوية بن حيدة (ح) ". (قاطع السدر) الشجر المعروف (يصوب الله رأسه في النار) أي ينكسه جزاءً وفاقاً؛ لأنه نكس رأسها، سئل أبو داود السجستاني عن هذا الحديث فقال: هو حديث مختصر ومعناه: من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل عبثاً وظلماً بغير حق يكون له فيها صوب الله رأسه في النار أي نكسه فيها، وقيل: أراد به سدر مكة؛ لأنها حرم، وقيل: سدر المدينة نهى عن قطعه ليكون أنساً وظلاً ¬

_ (¬1) مجموع الفتاوى (18/ 170). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 101، 102)، وكتاب الكبائر للذهبي (ص: 129)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4298).

لمن يهاجر إليها. وسئل المزني عن هذا فقال: وجهه أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عمن هجم على قطع سدر لقوم، أو ليتيم، أو لمن حرم الله أن يقطع عليه فتحامل عليه فقطعه فاستحق ما قاله فتكون المسئلة سيقت السامع فيسمع الجواب ولم يسمع المسألة واحتج المزني على جواز قطعه بما احتج به الشافعي من إجازة النبي الله - صلى الله عليه وسلم - أن يغسل الميت بماء وسدر ولو كان حراماً لم يجز الانتفاع به قال: والورق من السدر كالغصن وقد سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما حرم قطعه من شجر الحرم بين الورق وغيره فلما لم يمنع من ورق السدر دل على جواز قطع [3/ 171] السدر انتهى من مرقاة الصعود. (هق (¬1) عن معاوية بن حيدة) رمز المصنف لحسنه. 5988 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، لا تعجز عن أربع ركعات في أول النهار أكفك آخره". (حم د) عن نعيم بن همار (صح) (طب) عن النواس". (قال الله تعالى) قالوا: هذا الحديث وأمثاله كلام قدسي وهو ما أخبر الله به بنبيه - صلى الله عليه وسلم - بإلهام أو منام فأخبر - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك المعنى بعبارة من نفسه بخلاف القرآن فإنه اللفظ المنزل عليه - صلى الله عليه وسلم - للإعجاز عن الإتيان بسورة من مثله، قال الطيبي: الحديث القدسي نص إلهي، في الدرجة الثانية وان كان عن غير واسطة ملك غالبا لأن المنظور فيه المعني دون اللفظ وفي القرآن اللفظ والمعنى منظوران، وقال الحافظ ابن حجر: هذا من الأحاديث الإلهية وهي يحتمل أن تكون للمصطفي - صلى الله عليه وسلم - أخذها عن الله بلا واسطة أو بواساطة. (يا ابن آدم، لا تعجز) بفتح الجيم وكسرها. (عن أربع ركعات في أول النهار) قال ابن تيمية (¬2): هذه الأربع ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 141)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4299)، وحسنه في الصحيحة (615). (¬2) ذكره ابن القيم في الزاد (1/ 330).

عندي هي الفجر وسنتها، وقيل: المراد بها الضحى. (أكفك آخره) بالإعانة على الطاعات والقربات وكفاية أمور الدنيا. (حم د عن نعيم بن همار) بتشديد الميم آخره زاي (¬1) رمز المصنف لصحته، (طب (¬2) عن النواسر بن سمعان). 5989 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، صل لي أربع ركعات من أول النهار أكفك إلى آخره". (حم) عن أبي مرة الطائفي (ت) عن أبي الدرداء". (قال الله تعالى: يا ابن آدم، صلِّ لي أربع ركعات من أول النهار أكفك إلى آخره) (حم عن أبي مرة الطائفي) قال في التقريب: وأصله شيخ لمكحول يقال: أن له صحبة، وقيل: الصواب أنه كثير بن مرة المتقدم، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. (ت (¬3) عن أبي الدرداء) قال في الميزان: حسن قوي الإسناد وفي الكبير أنه قال الترمذي: حسن غريب. 5990 - "قال الله تعالى: إني والجن والإنس في نبأ عظيم أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر غيري؟!! ". الحكيم (هب) عن أبي الدرداء (ض) ". (قال الله تعالى: إني والجن والإنس في نبأ عظيم) في خبر له شأن عجيب باعتبار مخالفته للمفعول والمشروع وباعتبار عظيم العقاب عليه بينه بقوله: (أخلق ويعبد غيري) ومن قضية العقل أن من خلق فهو الذي تفرد بالعبادة ولا يعبد سواه. (وأرزق ويشكر غيري؟!) ممن أجريت الرزق علي يديه أو بسبه ¬

_ (¬1) انظر: الإصابة (6/ 462). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 286)، وأبو داود (1289) والدارمي (1/ 145) عن نعيم بن همار، وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 179) (7746) عن أبي أمامة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4342). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 287)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 236)، وأخرجه الترمذي (475)، وانظر الميزان (1/ 402)، والتقريب (8354)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4339).

وذلك من أقبح ما يفعله العباد وأمقته وفيه دلالة على أن العقل يقضي بأن من خلق استحق التذلل له والانقياد لما يرد من جهته ومن رزق فلا يوجه الشكر إلى غيره ولا يشكر من أجراه الله تعالى بيده إلا بواسطة أنه سخره ربه لذلك لا لأن الرزق من جهته. (الحكيم (هب) (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه على البيهقي؛ لأن فيه عنده مهنى بن يحيى مجهول وبقية بن الوليد وشريح بن عبيد ثقة إلا أنه مرسل، وأما الحكيم فذكره من غير إسناد فما كان للمصنف عزوه إليه. 5991 - "قال الله تعالى: من لم يرض بقضائي، ولم يصبر على بلائي، فليلتمس ربا سواي". (طب) عن أبي هند الداري (ض) ". (قال الله تعالى: من لم يرض بقضائي) لما أقضيه وأقدره. (ولم يصبر على بلائي) على ما أبتلي به العباد. (فليلتمس ربا سواي) هذا تعليق بالمحال فيتعين الرضا والصبر لأنه لا رب سواه تعالى، قال الغزالي: الله تعالى يقول: هذا لا يرضانا رباً حتى سخط فليتخذ رباً آخر يرضاه وهذا غاية الوعيد والتهديد لمن عقل، قالوا والقضاء أربع أنواع: نعمة وشدة وخير وشر، فالنعمة يجب الرضا فيها بالقاضي والمقضي، والقضاء ويجب الشكر عليها، والشدة يجب الرضا فيها بالقاضي والقضاء والمقضي ويجب الصبر عليها، والخير يجب فيه الرضا فيه بالقاضي والقضاء والمقضي ويجب عليه ذكر المنة من حيث أنه وفقه له، والشر يجب فيه الرضا فيه بالقاضي والقضاء والمقضي من حيث أنه مقضي لا من حيث أنه شر. (طب (¬2) عن أبي هند الداري) نسبة إلى الدارين هانئ وأبو هند ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 301)، والبيهقي في الشعب (4563)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4048)، والضعيفة (2371). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 320) (807)، وانظر المجروحين (1/ 327)، والمجمع =

اسمه يزيد بن عبد الله وهو أخو تميم الداري رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف جدًّا، قال تلميذه الهيثمي: فيه سعد بن زياد قال الذهبي: متروك، وأورده في اللسان في ترجمة سعيد من حديثه عن أبي هند وقال: قال الأزدي: متروك، وساق ابن حبان له هذا وقال: لا أدري أي الثلاثة منه أو من ابنه أو من جده. 5992 - "قال الله تعالى: من لم يرض بقضائي، وقدري فليلتمس ربا غيري". (هب) عن أنس" (ض). (قال الله تعالى: من لم يرض بقضائي، وقدري) وجاء في الدعاء المرفوع: "وأسألك الرضا بعد القضاء" لأنه رتبة لا يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم. (فليلتمس ربا غيري) أي ولا رب إلا الله فعلى العبد الرضا [3/ 172] بما قضاه عالماً بأن الخير كله فيما قضاه مولاه وساقه الله من خير أو شر. (هب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 5993 - "قال الله تعالى: الصيام جنة يستجن بها العبد من النار، وهو لي، وأنا أجزي به". (حم هب) عن جابر (صح) ". (قال الله تعالى: الصيام) فرضه ونفله (جنة) ترس حقيقة بأن يجعل تعالى يوم القيامة المعاني أعياناً. (يستجن) يجتني ويستتر ويتقي. (بها العبد من النار) فلا تصيبه وإن جارها ووردها. (وهو لي) لم يعبد به غيري كما أسلفناه. (وأنا) لا غيري. (أجزي به) أتولى الجزاء به لفاعله من غير واسطة أحد من ملك وغيره. ¬

_ = (7/ 207)، ولسان الميزان (4/ 167)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4054)، وقال في الضعيفة (505): ضعيف جداً. (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4053)، وقال في الضعيفة (747): ضعيف جداً.

(حم هب (¬1) عن جابر) رمز المصنف عليه بالصحة، قال الهيثمي: إسناد أحمد حسن. 5994 - "قال الله تعالى: كل عمك ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، وإن سابه أحد أو قاتله فليقل: "إني امرؤ صائم" والذي نفس مُحمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" (ق ن) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم) أي الصالح بدليل قوله: (له) إذ السيئ عليه لا له والمراد له منه حظ لاطلاع الناس عليه. (إلا الصيام فإنه لي) لا يطلع عليه غيري ولا يعلم ما يستحقه الصائم من الإثابة، أو معناه أن الأعمال يقتص منها يوم القيامة في المظالم إلا الصوم فإنه لله ليس لأحد من أصحاب الحقوق أن يأخذ منه شيئاً واختاره الغزالي وقد جمع الطالقاني في معناه جزءا جمع فيه نحو خمسين قولاً (وأنا أجزي به) صاحبه جزاء كبيراً وأتولّى الجزاء عليه بنفسي. (والصيام جنة) ترس للعبد يصونه عن العذاب. (وإذا كان) وجد (يوم صوم أحدكم) لنفله أو فرضه. (فلا يرفث) بضم الفاء وتكسر، لا يتكلم بقبيح. (ولا يصخب) بالصاد المهملة والخاء المعجمة لا يصيح. (وإن سابه أحد) شاتمه وتعرض لشتمه. (أو قاتله) أراد مقاتلته. (فليقل) بقلبه أو بلسانه سرًّا أو بهما. (إني امرؤ صائم) زجراً لنفسه وردا لها عن الخوض في الباطل. (والذي نفس مُحمد بيده) بقدرته وتصرفه. (لخلوف) بضم المعجمة. (فم الصائم) تغير ريحه، وفيه رد على من قال: لا تثبت الميم عند الإضافة إلا في الضرورة. (أطيب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 396)، والبيهقي في الشعب (3582)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 180)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4308).

عند الله من ريح المسك) المراد أنه تعالى يثيب على هذه الرائحة ثواباً أكبر مما يثيب على استعمال المسك فيما يرضيه في الجمع والأعياد ونحوها، ويحتمل أنَّ المراد طيبه عند الملائكة، وقيل يجازيه الله في الآخرة بأن يجعل ريحه ونكهته أطيب من ريح المسك كما في دم الشهداء. (وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره) بإتمام صومه وسلامته عن المفسدات بخروجه عن عهدة المأمور به أو بالأكل والشرب بعد الجوع، أو بما يعتقده من وجوه الثواب، أو بما ورد في الخبر "أنَّ للصائم عند فطره دعوة لا ترد". (وإذا لقي ربه فرح بصومه) بنيل ثوابه وعظم المنزلة عند ربه. (ق ن (¬1) عن أبي هريرة) بألفاظ متقاربة. 5995 - "قال الله تعالى: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره". (حم خ) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: "ثلاثة أنا خصمهم) زاد ابن خزيمة: "ومن كنت خصمه خصمته" والخصم مصدر خصمته نعت به للمبالغة كصوم وعدل. (يوم القيامة: رجل أعطى بي) أي عاهد باسمي وعهدي وذمتي. (ثم غدر) في عهده. (ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه) انتفع به بأكل أو غيره إلا أنه خص الأكل لأنه أعظم المنافع. (ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه) ما استأجره لأجله. (ولم يعطه أجره) فهو لا يتولى الله تعالى المخاصمة لمن ظلمهم عنهم. (حم خ (¬2) عن أبي هريرة) ورواه أبو يعلى وغيره. 5996 - "قال الله تعالى: شتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني، وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني، أما شتمه إياي فقوله: إن لي ولداً وأنا الله الأحد الصمد ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1904)، ومسلم (1151)، والنسائي (4/ 162). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 358)، والبخاري (2114)، وأبو يعلى (6571).

لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد، وأما تكذيبه إياي فقوله: ليس يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته". (حم خ ن) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: شتمني ابن آدم) المراد الجنس الصادق بالبعض أي سبني. (وما ينبغي له أن يشتمني) أي لا يجوز له ذلك. (وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني) أي ليس له ذلك فإنه ينافي ما يجب للسيد على عبده. (أما شتمه إياي فقوله: إن لي ولداً) لاستلزامه الإمكان المستدعي للحدوث وذلك غاية الشتم في حق الله تعالى؛ لأن الشتم توصيف الشيء بما هو نقص وازدراء وإثبات الولد لله تعالى غاية في الذم لأنه يستلزم صفات نقص عدة من إتيان الصاحبة وإتيان الشهوة الداعية إلى النكاح والله تعالى منزه عن كل نقص، ولأن الولد لا يتخذه إلا من يفتقر إلى الأعوان ولأن كل من في السماوات والأرض عبيده ونسبة الولد إليه تشريك وجعل نظير له وجزاءً منه وقد أشار تعالى في قوله: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ [3/ 173] وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93)} [مريم: 90 - 93] إلا أن اتخاذ الولد ينافي الألوهية كما أفاد ذلك قوله: (وأنا الله الأحد) لا شريك له في صفاته ولا ملكه ولا ذاته. (الصمد) المصمود إليه في الحوائج يقصده كل من في السماوات والأرض ولو كان له ولد لكان جزءاً له ونظيره. (لم ألد) قدمه على: (ولم أولد) مع أن المولودية متقدمة على الوالدية أي كونه مولوداً أسبق طبعاً على كونه والداً لأنه إنما ساق كونه مولوداً استطراداً وإلا فالمراد الرد على من زعم أنه ذو ولد فإنه لم يقل أحد بأنه تعالى مولود بل استطرده إعلاما بأن كل ذي ولد لا يكون إلا موجودا عن غيره بالخلق عن غير أبوين كآدم أو عنهما كأولاده أو عن أحدهما كما في عيسى

- عليه السلام -، وهو تعالى موجود بذاته لم يوجده أحد فلا يكون له ولد وهذه هي النكتة في الآية في تقديم لم يلد على ولم يولد. (ولم يكن لي كفوا أحد) الكفو النظير ولو كان له تعالى ولد لكان كفواً له ونظيراً، قال الطيبي: هذه أوصاف مشعرة بغلبة الحكم فالأحد ينفي ما يذكر معه من العدد فلو فرض له ولد يكون مثله فلا يكون أحداً، والصمد الذي يصمد إليه في الحوائج، فلو كان له ولد لشركه فيه فيلزم فساد السماوات والأرض. وقوله كفوا أي صاحبة ولا ينبغي له ذلك ولزم منه الاحتياج إلى قضاء الشهوة وكل ذلك وصف له بما فيه نقص وهو معنى الشتم انتهى. إن قيل مثبت الولد منكر لأحديته وصمديته وغيرها فكيف يقوم ما ذكر عليه دليلاً؟ قلت: أما أولا فلأن أدلة وحدته تعالى وصمديته قد قامت عليها الأدلة القطعية في الآفاق والمعجزات نافيها مكابر: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النمل: 14] وهذا جار في كل ما ورد من الاستدلال على الكفار في كتاب الله تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -. (وأما تكذيبه إياي) يرد ما أخبرت به غير رسلي. (فقوله: ليس يعيدني كما بدأني) فإنه أقر بأنه تعالى بدأه وأنكر إعادته إياه ووقع في الكشاف (¬1) في تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...} هو الآية. [الأحزاب: 57] رواية هذا الحديث بلفظ: "بعد أن أبدأني" وهو وهم وليس له معنى على روايته وجميع رواياته في كتب الحديث على هذا اللفظ الذي في الجامع. (وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته) بل هما مثلان ومن قدر على أحد المثلين قدر على الآخر أو الإعادة أهون كما أفاده قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ ¬

_ (¬1) الكشاف (ص 1008).

أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27] فعبارة الحديث قابلة للحمل على معنى الآية والتحقيق أنَّ الكل من البداية والإعادة هين عليه تعالى وأهون مجرد عن معنى الزيادة، وهذا الدليل كرره تعالى في كتابه في غير موضع أعني الاستدلال ببدايته الخلق الذي لا ينكرونه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [الزخرف: 87]، {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)} [الزخرف: 9] على ما ينكرونه من الإعادة وهو أقوى الأدلة على الإعادة وقد بسط في محله. فإن قلت: قوله إن لله ولدا تكذيب أيضا لأنه تعالى أخبر أنه لا ولد له، وقوله ليس يعيدني شتم أيضا لأنه نسبة له تعالى إلى العجز فلم خص أحدهما بالشتم والآخر بالتكذيب؟ قلت: نفي الإعادة نفي صفة كمال واتخاذ الولد إثبات صفة نقصان له والشتم أفحش من التكذيب له ولذلك نفى الله عن ذاته ذلك بأبلغ عبارة حيث قال: (والله الأحد)، كذا قيل. (حم خ ن (¬1) عن أبي هريرة). 5997 - "قال الله تعالى: كذبني ولم يكن له ذلك، وشتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه إياي فقوله: لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولداً". (خ) عن ابن عباس (صح) ". (قال الله تعالى: كذبني) ابن آدم عبر بهذا هنا وفيما سلف تذكيراً للإنسان بنعمة الاتخاذ له ولايته وإرشاداً إلى تذكيره بإسجاد الله لآدم ملائكته وإكرامه له فكأنه يقول: كذبني الذي أنعمت عليه وعلى أبيه الأول وآبائه من بعده بنعمة الاتخاذ والإمداد والمراد جنس ابن آدم وفيه أن من كذب رسله فقد كذبه تعالى؛ لأن الإخبار بالإعادة جاء على لسان رسله. (ولم يكن له ذلك) أراد به نفي الكون ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 317)، والبخاري (3193)، والنسائي (4/ 112).

والمراد ألا ينفى كقوله: {مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا [3/ 174] شَجَرَهَا} [النمل: 60]، في {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ} [آل عمران: 161] ما صح له ذلك لأن النبوة تنافي الغلول وكذلك كونه ابن آدم الذي أوجد من العدم وغذاه مولاه بالدقيق والجليل من النعم ما يصح له في عقل عاقل أن يكذب مولاه من أوجده وأوجد من قبله آباءه: {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77)} [يس: 77]. (وشتمني ولم يكن له ذلك) إنما يجب عليه تبرئة باريه وخالقه ومدحه والثناء عليه وتأمل لطف هذه العبارات، وقوله: ابن آدم ولم يقل الفاجر والكافر ونحوها من الصفات التي يستحقها بتكذيبه لمولاه وشتمه له وقوله: ولم يكن له ذلك ولم يقل: يحرم أو نحوها. (فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان) وقد صح إخبار كل رسول عنه تعالى بإعادة خلقه وقضي العقل بذلك كما بين في محله. (وأما شتمه إياي فقوله: لي ولد) يشمل من نسب إليه الذكر أو الأنثى كما قالوا: الملائكة بنات الله. (فسبحاني أن أتخذ صاحبة) ذكرها وإن لم يشتهر ذكر الصاحبة في كلام المشركين إليه تعالى لكنه يلزم من إثبات الولد إتيانها لأنهم لا يعرفون ولدا إلا من والده قال ابن القيم في بدائع الفوائد: إنه لما فهم عوام النصارى القائلين بأن عيسى ابن الله تعالى كما يقولونه إن الابن يستلزم الصاحبة ولم يستنكفوا من دعوى كون مريم إلهه وأنها والدة الإله عيسى فيقول عوامهم: يا والدة الإله اغفري لي ويصرح بعضهم بأنها زوجة الرب تعالى ولا ريب أن القول بالإيلاد يستلزم ذلك أو إثبات إيلاد لا يعقل ولا يتوهم إلا عن صاحبة وصاحب فخواص النصارى في حيرة وضلال وعوامهم لا يستنكفون عن القول بالزوجة والإيلاد المعقول تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً، والقول في هذا المذهب الخبيث أضل خلق الله فهم كما وصفهم الله: {وقَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ

وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} [المائدة: 77]. (أو ولداً) كما قالوه وقد ذكر تعالى الرد على من زعم أنه اتخذ ولدا في كتابه في مواضع كقوله: {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)} [سورة البقرة: 116، 117]، فذكر أربع حجج في نفي الولد عنه وقد جود الكلام على الآية ابن القيم (¬1) في آخر كتابه بدائع الفوائد بما يشفى ويكفي. (خ (¬2) عن ابن عباس). 5998 - "قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. (حم ق ت هـ عن أبي هريرة) " (صح). (قال الله تعالى) خطابا وإخبارًا لأنبيائه عليهم السلام فيبلغوا عباده. (أعددت) من الإعداد وهو تأهيب الشيء لمن بعد له وفيه دليل على خلق الجنة وتكرر في القرآن: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] (لعبادي الصالحين) القائمين بما أمروا به. (ما لا عين رأت) بتنوينها وتنوين إذن وروى بفتحهما من دونه وكلاهما صحيح إذ هما من باب لا حول ولا قوة إلا بالله وكلمة ما موصولة أو موصوفة وحذف العائد من رأت أي رأته والنكرة في سياق النفي للعموم أي لم تره عين من العيون كلها. (ولا أذن سمعت) أي سمعت وصف ما أعد حقيقة وأن وصفه تعالى في كتابه ووصفت الرسل فهو عند الحقيقة فوق ذلك، ويحتمل أن المراد ما لا عين رأت من المبصرات ولا أذن سمعت من الأصوات والنغمات الطيبات وخص الرؤية والسمع لأن أكثر المحسوسات تدرك بهما والإدراك ببقية الحواس أقل فإذا لم يدرك بأعم الحواس إدراكا لم يدرك بأخصها. (ولا خطر على قلب بشر) أي لم يتصوره قلب بخطوره عليه إذ لا ¬

_ (¬1) بدائع الفوائد (4/ 960). (¬2) أخرجه البخاري (4482).

يخطر عليه إلا ما يعرفه أو يقيسه على ما يعرفه والتخصيص بالبشر هنا يحتمل أنه يدل على أنه أريد بالعين والأذن من عيون البشر وأذانهم فيخرج الملك فإن جبريل - عليه السلام - قد رأى الجنة كما في أحاديث وقول الطيبي: خص البشر لأنهم الذين ينتفعون بما أعد لهم ويهتمون بشأنه بخلاف الملائكة ظاهر في إنه أراد أن تخصيص البشر لهذه النكته وإلا فإن الملائكة مثلهم لا يعرفون ذلك النعيم وهو ظاهر كلامه فما قيل الشارح إنه يعارض كلامه [3/ 175] بما زاده ابن أبي حاتم من قوله: ولا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل مبني على أنه أراد بأن الملائكة تعلمه وهو خلاف ما أفهمه كلامه إذ كلامه يفهم أي الملائكة مثل البشر لا يعلمون نعيم الآخرة إلا أنه خص البشر بالذكر لتلك النكته. إن قيل: قد دخل - صلى الله عليه وسلم - الجنة ورآها ورأى قصورها كما تقدم في عدة من الأحاديث. أجيب: بأن المراد معرفة حقيقة النعيم وذوقه ومباشرفه لا يعرف إلا لمن دخلها في الآخرة وتمام الحديث في مسلم: "ثم قرأ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ} " أي لا تعلم النفوس كلهن ولا نفس واحدة منهن ولا ملك مقرب ولا نبي مرسل، والحديث مسوق لبيان عظيم ما أعده الله لعباده. (حم ق ت هـ) (¬1) عن أبي هريرة. 5999 - "قال الله تعالى: إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة، فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه، فإن عملها كتبتها عليه سيئة واحدة". (ق ت) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 313، 438)، والبخاري (3244)، ومسلم (2824)، والترمذي (3197)، وابن ماجة (4328).

(قال الله تعالى: إذا هم عبدي بحسنة) أرادها مصمما عليها عازما على فعلها. (ولم يعملها) لأمر عاقه عنها. (كتبتها له حسنة) لأنه بالهم بها استحق من كرم ربه أن لا يهمل همه لأنه خير، إذ الهم بالخير خير، والحديث ظاهر أنه لو تركها اختيارا لا لعائق عاقه عنها. (فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف) أي أضعفها له تضعيفا ينتهي لمن أشاء إلى سبعمائة وإنما قيدناه بذلك لأنه قد ثبت بإخباره أن الحسنة بعشر أمثالها حتمًا من فضله تعالى فالتضعيف إلى أكثر منها فضل من الله لمن أراده تعالى. (وإذا هم بسيئة ولم يعملها) قيل أي تركها خوفا منه تعالى ومراقبة له لأجل زيادة مسلم إنما تركها من أجلي فإن تركها لأمر آخر منعه منها فلا. قلت: بل يكتب عليه إثم الإصرار لا غير. (لم أكتبها عليه) لطفاً منه بعباده حيث لم يعاقبهم على الهم بالسيئات وإثابتهم على الهم بالحسنات. (فإن عملها كتبتها عليه سيئة واحدة) فضلاً منه تعالى وجودا ولم يقيد ذلك بعلته كما قيده في حديث الحسنة بلفظ له لعدم الاعتناء بالشر ومحبة الخير للعبد وقيدها بواحدة تحقيرا لها، والحديث سيق لبيان فضل الله لما على عباده وعدله لهم. (ق ت) (¬1) عن أبي هريرة). 6000 - "قال الله تعالى: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقائه". مالك (خ ن) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: إذا أحب عبدي) الحقيق بالإضافة إلى وتشريفه بها وهو المؤمن. (لقائي) قيل الموت، وقال ابن الأثير (¬2): المصير إلى الآخرة وطلب ما عند الله وليس المراد الموت لأن كلا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله، ومن آثرها كره لقاءه. (أحببت لقاءه) أي أردت له الخير، ويحتمل إذا أحب الجنة ونعيمها وجوز عليها رغب في الأعمال الصالحات فاشتاقت الجنة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7062)، ومسلم (128)، والترمذي (3073). (¬2) انظر النهاية (4/ 266).

وما فيها إليه وأحبت لقاءه. (وإذا كره لقائي كرهت لقائه) لأنه لا يكره لقاءه تعالى إلا من سوء ما بينه وبينه بالأوزار كما قيل: أسأت إلي فاستوحشت مني ... ولو أحسنت آنسك الجميل وقيل لأبي حازم: ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم والإنسان يكره الانتقال من العمران إلى الخراب، وقال الزمخشري (¬1): مثل حاله بحال عبد قدم على سيده بعد عهد طويل وقد اطلع مولاه على ما كان يأتى ويذر فإما أن يلقاه ببشر وترحيب بما رضي من أفعاله أو بصد ذلك بما سخط منها. مالك (خ ت) (¬2) (¬3) عن أبي هريرة). 6001 - "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}، قال الله: "حمدني عبدي"، فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}، قال الله: "أثنى علي عبدي"، فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}، قال الله: "مجدني عبدي"، فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}، قال الله: "هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل"، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}، قال: "هذا لعبدي ولعبدي ما سأل". (حم م 4) عن أَبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: قسمت الصلاة) أي قراءتها كما دل له آخره، والمراد الفاتحة، سميت صلاة لأنها لا تصح الصلاة إلا بها نحو: "الحج عرفة" أشار إليه المنذري. قلت: ونكتة الإتيان بالمجاز أنه لو أتى بالحقيقة وقال: قسمت الفاتحة ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 946). (¬2) هكذا ورد في المخطوط. (¬3) أخرجه مالك في الموطأ (569)، والبخاري (7504)، والنسائي (4/ 10).

لتوهم أنه في الصلاة وغيرها وأنه يقول الرب عند قراءتها مجدني عبدي إلى آخره، والظاهر أنه تعالى لا يقول ذلك إلا عند قرائتها في الصلاة، وقيل الصلاة من أسماء الفاتحة. (بيني وبين عبدي نصفين) أي جعلت بعضها دعاء له وبعضها مجرد ثناء عليه، وإنما قلنا مجرد لأن الثناء عليه تعالى يعرض لطلب وسؤال منه: إذا أثنى عليك العبد يومًا ... كفاه من تعرضه الثناء وقيل: والنصف قد يراد به جزء الشيء وإن لم يكن نصفاً حقيقة كما هنا فإن الدعاء أكثر من الثناء. (ولعبدي ما سأل) أي له [3/ 176] ما طلب إشارة إلى أنه لا حجر على العبد في أن يدعوا بما أراد فلا يتوهم أنه لا يتجاوز في الدعاء ما عني له، (فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}) تفصيل لما أجمل أولا وتمسك به من يرى أن البسملة ليست من الفاتحة وهو قوي فإنها ثناء عليه تعالى فما أهملت إلا لأنها ليست من الفاتحة ولك أن تقول لم يعدها لأن صفتي الثناء منها قد ذكرت في نفس السورة أي "الرحمن الرحيم" فاكتفى به عن ذكرهما في البسملة، (قال الله: حمدني عبدي) والإخبار بذلك دليل قبوله تعالى لتحميد عبده إياه والظاهر أنه يقول هذا لملائكته تنويها بشأن العبد. (فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}، قال الله تعالى: "أثنى علي عبدي) الثناء المدح والأول فيه حمده تعالى، وإثبات الحمد وحصره عليه. (فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}، قال: "مجدني عبدي") من المجد وهو الشرف الواسع وهو أبلغ من الحمد والثناء لأنهما من مفهومه. (فإذا قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}، قال: "هذا بيني وبين عبدي") أي هذا اللفظ بصفات للرب منه "إياك نعبد" وللعبد منه "إياك نستعين" ومن عكس هذا فقد وهم. (ولعبدي ما سأل) كرره لما سلف (فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)}) أي الدين الحق. ({صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ

عَلَيْهِمْ}) بكل نعمة، ولذا أطلقه عن القيد ليعم. {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}) وهم اليهود. ({وَلَا الضَّالِّينَ}) وهم النصارى، خص اليهود بالغضب لأنه تعالى غضب عليهم وجعل منهم القردة والخنازير والنصارى بالضالين؛ لأنه تعالى وصفهم بأنهم ضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل. (قال: "هذا لعبدي) أي هذا سؤال يطلب به العبد من ربه الهداية والنجاة من صراط المغضوب عليهم والضالين. (ولعبدي ما سأل) فيه إشارة إلى أن الصلاة محل الدعاء بكل ما يراد من خير الدنيا والآخرة من حقير الأشياء وعظيمها. وهذا حديث شريف فيه إبانة فضل الفاتحة وكرم الرب تعالى، وأخذ من الحديث تعين الفاتحة في الصلاة لأنها سميت صلاة. (حم م 4) (¬1) عن أبي هريرة) سببه أنه حدث أبو هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام" فقيل له: إنا نكون وراء الإِمام، قال: اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "قسمت الصلاة .. الحديث". 6002 - "قال الله تعالى: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته محرما بينكم، فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي، كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا، فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 241، 285)، ومسلم (395)، وأبو داود (821)، والترمذي (2953)، والنسائي (2/ 135)، وابن ماجة (3784).

قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها: فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه". (م) عن أبي ذر (صح) ". (قال الله تعالى: يا عبادي) جمع عبد هو لغة الإنسان والمراد هنا الثقلان بدليل قوله: "لو أن إنسكم وجنكم" والملائكة غير داخلين فيه لأن المراد بالعباد من يتصف بالتقوى والفجور لا غير. (إني حرمت الظلم) وهو وضع الشيء في غير موضعه. (على نفسي) تقدست وتعاليت عنه وامتنعت بعدلي وحكمتي عنه كما يمتنع من حرم عليه أمر عنه فيحتمل أنه استعارة مصرحة ويحتمل أنه مشاكلة لقوله. (وجعلته بينكم محرماً) على لسان رسلي وعلى ما جعلته في العقول من إنكارها لذلك. (فلا تظالموا) أي لا يظلم بعضكم بعضا فإنه لا بد من القصاص بينكم في جزاء الدنيا والآخرة وقدم الإخبار بأنه تعالى حرم الظلم على نفسه مع قهره وقدرته وكون الكل عباده وتحت ملكه فكيف يظلم العبد عبدًا مثله وهما مملوكان لمالك واحد ينتصف من الظالم للمظلوم، ولذا قال في صدر الحديث. (يا عبادي يا عبادي كلكم ضال) غافل عن الشرائع قبل بعثة الرسل أو عن كل أمر ينفع صاحبه فإن الله هو الذي خلق فهدى. (إلا من هديته) إلى مناهج الرشاد والسداد، وهذا الإخبار بضلالهم لا يناقضه حديث: "كل مولود يولد على الفطرة" (¬1) لأن هذا ضلال طارئ قلت: ويحتمل أن المراد بالفطرة نفس ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1319)، ومسلم (2366).

معرفة الرب تعالى لا غير. (فاستهدوني) اطلبوا منه الهداية الدلالة على طرق الخير والإيصال إليها. (أهدكم) فإنه من يهد الله فهو المهتدى، والمراد: طلب الهداية منه تعالى لفظا وفعلًا فإن الذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم، ولما كانت الهداية إذا نالها العبد شاملة لما ينفعه في معاده ومعاشه اقتصر عليها في الحديث كما اقتصر على طلبها في الفاتحة التي تقرأ في كل صلاة وأثنى على رسوله بها في قوله: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7)} [الضحى: 7] وكذلك اقتصر في الإخبار عن المنهيات عن الظلم لأنه من انتهى عنه انتهى عن كل شر، ولما فرغ من الامتنان بأمور الدين شرع في ذكر الامتنان بأمور الدنيا فقال: [3/ 177] (يا عبادي، كلكم جائع) بدأ به لأنه أعظم حاجات الإنسان وبه قوام ذاته وتمام حياته، ولذا قال في صفة الجنة: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118)} [طه: 118] فخص الأمرين لأنهما أعظم حاجات الإنسان. (إلا من أطعمته) فإن الله هو الرزاق ذو القوة المتين. (فاستطعموني) اطلبوا الإطعام مني فإن خزائن الدنيا والآخرة بيدي. (أطعمكم) فإن قيل ما وجه الاستثناء والكل من العباد قد أطعمه تعالى وغذاه برزقه قال الشارح: لأنه أريد بالإطعام ومثله الكسوة النفع التام والبسط في الرزق وعدمهما التقتير والتضيق. قلت: فيلزم أنه أريد بجائع وعار عدم السعة في الأمرين وهو خلاف الظاهر إلا أنه التجأ إليه لأنه لو لم يقل بذلك لزم الاستثناء المستغرق وقد منعه الأصوليون، وجعل ابن الحاجب وشراح كتابه في الأصول، الحديث من أدلة القائلين بجواز استثناء الأكثر ولا يتم إلا إذا أريد ما قيل إنه أريد التوسعة وأن الموسع عليهم الأكثر. (يا عبادي، كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم) اطلبوني وافتقروا إلى وفيه رد على من زعم أن من الأدب مع الرب عدم الطلاب منه. (يا عبادي،

إنكم تخطئون) بضم أوله وكسر ثالثه يفعلون الخطيئة من خطأ يخطئ إذا فعل عن غير قصد. (بالليل والنهار) قيل: فيه مقابلة لاستحالة وقوع الخطأ من كل منهم ليلا ونهاراً. قلت: كأنه يريد أن البعض يخطئ في الليل والبعض في النهار. (وأنا أغفر الذنوب جميعاً) قال الشارح: غفر الشرك وما لا يشاء يغفر إن الله لا يغفر أن يشرك به، قلت: قوله: (فاستغفروني أغفر لكم) يقتضي أن المراد كل ذنب حتى الشرك لأن المراد توبوا إلى من ذنوبكم أغفرها جميعا، وأما آية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ} فهي في غير التائبين والحديث إنما يناسبه آية: {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] وهي في التائبين وفي الإتيان بجملة وأنا أغفر إلى آخرها أتم دعاء للعباد إلى التوبة وأكمل باعث عليها ولم يأت بنظيرها فيما سلف. (يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني) حذفت نون إعرابه لأنه في سياق النفي أي لا يستقيم ولا يصح ولا يتصور أن تضروني، (ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني) فما أطلب منكم أن تسألوني وأن تستغفرونى لحاجة لي منكم ولا لدفع ضرر أخافه. (يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم) الإنس منكم والجن منكم أيها العباد. (كانوا على أتقى) بالمثناة الفوقية من التقوى. (قلب رجل منكم) أي على تقوي أتقي قلب قاله القاضي، قال الطيبي: لا بد منه ليستقيم أن يقع أتقي خبرًا لكان ثم إضافة أفعل إلى نكرة مفردة تدل على أنك لو تقصيت قلب رجل رجل بل كل الخلائق ولن يجد أتقى من قلب هذا الرجل. (ما زاد ذلك في ملكي شيئاً) فإنه لا تزيده طاعة المطيع ولا تنقصنه معاصي العاصي. (يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم) أولهم من أول أب لهم وآخرهم إلى ما ليس بعده شيء وقد دخل المخاطبون بالأولى لأنه إذا كان الطرفان وهما أكثر

منهم لا يزيدون في ملكه تعالى ولا ينقصون فأولى هم ولأن علة العبودية بالله للكل على سواء. (وإنسكم وجنكم) هو عطف التفاصيل على الجمل فإن الكل عباده تعالى. (كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم) خصه وإلا فالمراد رجل أو جني لأنه يعلم بالمقايسة فإن الخطاب مع الثقلين. (ما نقص ذلك من ملكي شيئاً) قال الطيبي: يجوز كونه مفعولا إن قلنا نقص متعد ومفعولا مطلقا إن قلنا إنه لازم قلت: ويجري مثله فيما قبله قيل لأنه مرتبي بقدرته وإرادته وهما دائمان لا انقطاع لهما فكذا ما ربط بهما. (يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا) انتصبوا وتصدوا لا القيام حقيقة. (في صعيد واحد) أي أرض واحدة قال القاضي: قيد السؤال بالاجتماع في مكان واحد لأن تزاحم السؤال مما يذهل المسئول ويسيمه ويعسر عليه إنجاح مآربهم والإسعاف لمطالبهم، (فسألوني) أطلقه ليشمل أي شيء يسألونه، (فأعطيت كل إنسان مسألته) الخاصة به كما يقتضيه إضافتها إليه خص الصعيد الواحد وأتي بالفاء في السؤال والإعطاء إشارة إلى أنه لو اجتمع الخلائق كلهم في مقام واحد في خبر واحد وعقب الاجتماع بسؤالهم له تعالى لأي مطلوب [3/ 178] كان وعقبه الإعطاء لكل ما سئل وفي قوله مسألته إشارة إلى أنها مسألة خاصة لكل سائل وأنهم لم يجتمعوا على مطلوب واحد، (ما نقص) ذلك الإعطاء، (مما عندي) في خزائن ملكي، (إلا كما ينقص المخيط) بكسر فسكون ففتح: الإبرة (إذا دخل البحر) وهو لا ينقص منه شيئاً وإنما ضرب الله تعالى ذلك مثلاً بما هو في غاية القلة ونهاية ما يشاهدونه فإن البحر من أعظم المرئيات والإبرة صغيرة صقيلة لا يعلق بها شيء وإن فرض لكنه لا يظهر حساً ولا يعتد به عقلاً (يا عبادي، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم) أضبطها وأحفظها بعلمي

والحفظة من ملائكتي. (ثم أوفيكم إياها) أعطيكم جزائها وافياً تاماً إن خيراً فخير وإن شراً فشر والتوفية إعطاء الحق على التمام ذكره القاضي فما تجدونه من خير وشر فهو منكم فلا نفع لي فيه ولا ضرر علي منه (فمن وجد خيراً) يناله ويلتذّ به. (فليحمد الله) على توفيقه لطاعته التي ترتب عليها ذلك الخير والثواب فضلاً منه ونعمة. (ومن وجد غير ذلك) شراً ولم يذكره بلفظه تعليماً لخلقه كيفية آداب النطق بالكتابة مما يؤذى ذكره أو يستحي من لفظه أو إشارة إلى أنه إذا اجتنب لفظه فأولى اجتناب فعله. (فلا يلومن إلا نفسه) فإخها آثرت شهواتها على رضا بارئها ورازقها فكفرت إنعامه ولم تتبع أحكامه وهذا حديث جليل المقدار غزير الفوائد يحتمل مجلداً في الكلام عليه وكان أبو إدريس راويه عن أبي ذر إذا حدث به جثى على ركبته تعظيماً له. (م) (¬1) عن أبي ذر) وأخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه ورواته موثقون قال أحمد: ليس لأهل الشام حديث أشرف منه. 6003 - "قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني وصبر على ما ابتليته فإنه يقول من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا، ويقول الرب للحفظة: إني قيدت عبدي هذا وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر، وهو صحيح". (حم ع طب حل) عن شداد بن أوس (ح) ". (قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمناً) الابتلاء يكون بالخير والشر وهو في الآخر هنا أوضح (فحمدني وصبر على ما ابتليته) والحديث ظاهر أنه أريد بالبليّة المرض. (فإنه) العبد. (يقوم من مضجعه) الذي أوجبه له الابتلاء. (ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا) لا ذنب عليه فإنه يغفر له بحمده وصبره على بلائه وهو عام لكبائر الذنوب وصغائرها وخصه الجمهور كما ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2577)، وأحمد (5/ 160)، والترمذي (2495)، وابن ماجة (4257).

عرف بالصغائر وقوله كيوم ولدته أمه يأباه. (ويقول الرب للحفظة) الموكلين بأعماله الصالحة. (إني) أنا تأكيد للإعلام بأنه تعالى هو الذي قيده بلا سبب من العبد. (قيدت عبدي) أضافه هنا تشريفاً له بعد أن جرده عن خطاياه ونكره في الأول لأنه قبل تجريده عن الذنوب. (هذا) أي حبسته عن طاعته. (وابتليته) لحكمة جرى بها علمي. (فأجروا له) من الطاعات. (ما كنتم تجرون له قبل ذلك) قبل الابتلاء. (من الأجر) بيان لما أتى من الطاعة التي هي سبب الأجر عبر عن السبب بالمسبب إشارة إلى أن طاعاته قد قبلت وقد سارت أجورًا وإلا فإن الأجر في دار الجزاء وإنما توفون أجوركم يوم القيامة. (وهو صحيح) وتقدم حديث "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمله صحيحاً مقيماً" فينبغي من العبد أن يستكثر من الطاعات أيام صحته وإقامته فإنها جارية له إذا عاقه عنها عائق المرض والسفر. (حم ع طب حل) (¬1) عن شداد بن أوس) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: خرجه الكل من رواية إسماعيل بن عياش عن راشد الصنعاني وهو ضعيف في غير الشاميين. 6004 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما ذكرتني وشكرتني، وإذا ما نسيتني كفرتني". (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما ذكرتني) ما شرطية ويحتمل أنها مدية والذكر المراد به ذكر القلب أو اللسان معه أي ذكرت إنعامي وإحساني. (شكرتني) فإن شكر الله بذكره أو ما ذكرت إنعامي وإحساني لزم أن تشكرني إذ من لازم شكر الإنعام شكر المنعم. (وإذا ما نسيتني كفرتني) كلمة ما زائدة ومن نسي الله تعالى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 123)، والطبراني في الكبير (7/ 279) (7136)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 310)، وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (4300)، والصحيحة (2009).

فقد كفر به إذ نسيانه يشعر بأنه لا يعتقده منعماً عليه وهو عين الكفران. (طس) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه أبو بكر الهذلي وهو ضعيف انتهى وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح. 6005 - "قال الله عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِق أُنْفِق عليك". (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى) خطاباً لكل أحد. (أَنْفِقْ) على عباد الله وهو بفتح الهمزة وكسر الفاء. (أُنْفِق عليك) بضم فسكون أي أعطك خلفه والحديث مشتق من قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]، قال الطيبي: هذا مشاكلة لأن إنفاق الله تعالى لا ينقص من خزائنه شيئًا وهذا ظاهر؛ لأنه إذا أنفق ظهر بصورة الفقر والعبودية والسخاء فاستحق نظر الحق إليه من [3/ 178] جهة فقره الذي لا بد من خيره ومن جهة مقابلة وصفه بوصف ربه وظهور أسمائه. قلت: أما المشاكلة المعروفة في البديع فما يصح هنا لأن الإنفاق يسند إليه تعالى حقيقة وليس فيه استلزام نقص ما ينفق منه فكأنه أراد أنه شاكل العبد بإنفاقه صفات ربه من كرمه وجوده. (حم ق) (¬2) عن أبي هريرة). 6006 - "قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر: بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار". (حم ق د) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم) قال الطيبي: الإيذاء إيصال المكروه إلى الغير وإن لم يؤثر فيه وإيذائه تعالى عبارة عن فعل ما لا يرضاه قلت: أو قوله كما هنا. (يسب الدهر) يروى بالباء الجارة وبالمثناة من تحت حرف المضارعة والدهر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7265)، وابن بشران في أماليه (229)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 79)، والعلل المتناهية (2/ 830)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4057): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 464)، والبخاري (4684)، ومسلم (993).

اسم لمدة العالم من ابتداء تكوينه إلى انقراضه ويعبر به عن المدة الطويلة. (وأنا الدهر) أي مقلبه ومدبره فأقيم المضاف مقام المضاف إليه أو بتأويل مدبر أي المدبر بما يحدث ولذا عقبه بقوله. (بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار) أي أجدهما وأُبليهما وأذهب بالملوك كما في رواية أحمد قال الراغب (¬1): المعنى أنا فاعل ما يضاف إلى الدهر من الحوادث فإذا سب الآدمي الدهر يعتقد أنه فاعل ذلك فقد سبني وقال القاضي: من عادة الناس إسناد الحوادث والنوازل إلى الأيام والأعوام وسبهما لا من حيث أنها أيام وأعوام فهم في الحقيقة سبوا فاعلها وعبروا عنه بالدهر في سبهم وهو معنى قوله: وأنا الدهر لا أن حقيقته حقيقة الدهر ولإزاحة هذا الوهم الزائع أردفه بقوله: أقلب الليل والنهار فإن مقلب الشيء ومغيره لا يكون نفسه وقد زعم البعض أن من أسمائه تعالى لفظ الدهر. (حم ق د) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه أيضاً عنه النسائي في التفسير. 6007 - "قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يقول: "يا خيبة الدهر" فلا يقولن أحدكم: "يا خيبة الدهر" فإني أنا الدهر: أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما". (م) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يقول: "يا خيبة الدهر") أي يقول ذلك إذا أصابه مكروه في القاموس (¬3): خاب يخيب خيبة حرم أي يا حرمان الدهر في ما أطلبه أو من خيبه الله خسر وكفر ولم ينل ما طلب. (فلا يقولن أحدكم: "يا خيبة الدهر" فإني أنا الدهر) قيل: التقدير وأنا مقلب الدهر والمتصرف فيه والمعنى أن الزمان يذعن لأمري لا اختيار له فمن ذمه على ما يظهر فيه صادراً عني فقد ¬

_ (¬1) مفردات القرآن (ص 1629). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 238)، والبخاري (4826)، ومسلم (2246)، وأبو داود (5274)، والنسائي في الكبرى (6/ 457). (¬3) انظر القاموس (1/ 64).

ذمني فأنا الضار والنافع والدهر ظرف لا أثرله. (أقلب ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما) عند قيام القيامة وخراب هذه الدار وسب الدهر والتحرم منه باب فتحه الشعراء ودخله الناس كافة ولا يعلم أنه جاء في كلام النبوة والسلف الصالح سبه أو نسبة شيء إليه فعلى البشر أن يزم لسانه بزمام التقوى عن ذلك. (م) (¬1) عن أبي هريرة. 6008 - "قال الله تعالى: سبقت رحمتي غضبي" (م) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى) مخبراً عن سعة رحمته إيناساً لعباده "ظهاراً لكمال فضله. (سبقت رحمتي غضبي) وفي لفظ للبخاري "غلبت رحمتي" أي آثار رحمتي آثار غضبي قال الدماميني: الرحمة إرادة الثواب والغضب إرادة العقاب ولا توصف الصفات بغلبة ولا يسبق بعضها بعضاً لكن ورد هذا على الاستعارة ولا منع من جعل الرحمة والغضب من صفات الفعل لا الذات فالرحمة هي الثواب والإحسان والغضب الانتقام والعطب فتكون الغلبة على بابها. قلت: ويحتمل أن المراد بالسبق سبقها وجوداً فإن الله برحمته أوجد العباد وتفضل عليهم بنعمة الإيجاد والإمداد ولم يغضب عليهم إلا بعد وقوع الذنوب منهم والحديث بيان لسعة رحمته تعالى وشمولها ووصولها إلى الخلائق قبل الغضب والسبق مقتضى الغلبة والغالب له الحكم أخرى. ولذا كانت رحمة الله في الآخرة تسعة وتسعين رحمة فتضاف إلى الرحمة التي أوجدها لعباده في الدنيا. (م) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه أبو يعلى عنه والديلمي. 6009 - "قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي؟ فليخلقوا حبة, أو ليخلقوا ذَرَّةً، أو ليخلقوا شعيرةً". (حم ق) عن أبي هريرة" (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2246). (¬2) أخرجه البخاري (7114)، ومسلم (2751)، وأبو يعلى (6281)، والديلمي (4474).

(قال الله تعالى: ومن أظلم) لا أحد أظلم. (ممن ذهب) قصد. (يخلق خلقاً) مخلوقاً. (كخلقي) كمخلوقي مشابها له من بعض الوجوه، والمراد لا أظلم في المشبهين من ذلك فلا يرد أن الكافر أظلم، وإذا كانوا في زعمهم يخلقون. (فليخلقوا حبَّة) بفتح المهملة أي قمحة بدليل ذكر الشعير، أو المراد الأعم، وذكر الشعير ذكر لبعض أفراد العام، والأمر للتعجيز فيه وفي قوله: (وليخلقوا ذَرَّةً) بفتح المعجمة [3/ 180] وتشديد الراء: غلة صغيرة، ذكر أصغر الحيوانات وأصغر الجمادات. (وليخلقوا شعيرةً) أخذ منه مجاهد حرمة تصوير الجمادات وما لا روح فيه حيث ذكر الشعيرة وهي جماد، وخالفه الجمهور مستدلين بقوله في حديث آخر "أحيوا ما خلقتم". قلت: وليس بناهض فإنه لا ينافي الصفات على ما لا حياة فيه، قال الشارح: حكي أنه وقع السؤال عن حكمة الترقي من الذرة إلى الحبة إلى الشعيرة فأجاب المتقي الشمني: بديهة بأن صنع الأشياء الدقيقة فيه صعوبة والأمر بمعنى التعجيز فناسب الترقي من الأعلى إلى الأدنى فاستحسنه الحافظ ابن حجر وزاد في إكرام الشيخ واشتهار فضله (¬1) انتهى. قلت: بناء على أن الحديث بتقديم الذرة على الحبَّة والشعيرة، وبناء على أن الترقي يجري في الانتقال من الأعلى إلى الأدنى والمعروف منه عكسه، والذي في نسخ الجامع فيما وقفنا عليه تقديم الحبة وتوسيط الذرة على أنه لا ريب في أن خلق الحيوان أصعب الأشياء لما فيه من الباطن والظاهر، وما في كل منهما من عجائب والحواس ولو لم يكن إلا نفخ الروح، فلو أخر الحيوان لكان قد سلك بالحديث مسلك الترقي، فكأنه أراد بالترقي التنزل معهم من أعلى الأشياء إلى ¬

_ (¬1) ذكره السخاوي عن شيخه الحافظ ابن حجر في الضوء اللامع (1/ 372)، وراجع فيض القدير (4/ 632).

أدناها كما أفاده قوله من الأعلى إلى الأدنى وهذا على الترتيب الذي ذكره، أما على ما في نسخ الجامع التي رأيناها فلا يتم، بل لك أن تقول إنه ترق على الحقيقة من الأدنى إلى الأعلى فعجزوا؛ أولاً بحبة ما من أي الحبوب، ثم ترقي إلى التعجيز بالأعظم صيغة وهو الحيوان، وأما ذكر الشعيرة فما هو إلا كالتكرار لحبة لأنها بعض أفرادها. (حم ق) (¬1) عن أبي هريرة). 6010 - "قال الله تعالى: لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم أكن قد قدرته ولكن يلقيه النذر إلى القدر، وقد قدرته له، أستخرجه به من البخيل، فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني من قبل". (حم خ ن) عن أبي هريرة" (صح). (قال الله تعالى لا يأتي ابن آدم) بالنصب مفعول يأتي وفاعله. (النذر) بفتح النون وبالمعجمة وسكون الراء معروف. (بشيء لم أكن قد قدرته) فإنه لا يرد قدراً إنما ورد في الدعاء أنه يرد القضاء. (ولكن يلقيه النذر إلى القدر) مبالغة في أن النذر لا ينفع بل هو يتنزل منزلة من يلقى أي يوقع الناذر في النذر الذي أراد بالنذر الفرار منه، إن قلت: ما المراد بالنذر؟ قلت: هو ما أخرج مخرج الصدقة وجعل للفقراء أو لمصالح المسلمين أما نذور العامة على المشاهد والقباب فإنه معصية لأنها محرمة وينهى عنها، إن قيل: النذر نوع من الصدقة وقد ثبت أنها تدفع غضب الرب وتقي مصارع السوء وتجلب الرزق وتدفع البلاء. قلت: كأن المراد أن النذر في دفع أمر معين هو المراد هنا أو لاستجلابه والصدقة لا تكون كذلك بل تكون بنية أنه تعالى يكافئ عبده عليها بدفع البلاء مثلا أو المراد اعتقاد الناذر أن السبب الدافع للبلاء أو الجالب للرخاء هو النذر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 232)، والبخاري (5609)، ومسلم (2111).

فهذا مع هذه النية لا أثر له ويخرج عن كونه كالصدقة والمحل يعد محل بحث للناظر، وقال النووي (¬1): معناه أنه لا يأتي بهذه القربة مبتدئا تطوعا، بل في مقابلة نحو شفاء مريض مما علق النذر عليه. (وقد قدرته له) أي للناذر أي قدرت ما يحاول بالنذر جلبه أو دفعه، ويحتمل أن المراد قدرت النذر وأنه من المقدرات أيضاً فإن كل كائنة بقدر. (أستخرج به) أي بالنذر أو بالقدر على التفسير الثاني. (من البخيل) أي مالاً لأن البخيل غالبا إنما يستعمل في المال كما قاله الزين العراقي، ويحتمل أن المراد كل عبادة كما في حديث "أبخل الناس من بخل بالسلام" قال الخطابي وفي قوله "أستخرج به" إشارة بوجه الوفاء. (فيؤتيني عليه) أي علي ببذل لي على ما قد قدرته. (ما لم يكن يؤتيني) عليه. (من قبل) أي ما لم يكن ببذله لي من قبل إرادته للمطلوب الذي قدرته، وفيه ذم النذر، وهل يفيد كراهته؟ الظاهر ذلك لا سيما وقد سماه بخيلا وهو اسم يكرهه الله تعالى، فالحديث أفاد أن النذر لا تأثير له في جلب نفع أو دفع ضرر قد قدره الله تعالى. (حم خ ن (¬2) عن أبي هريرة). 6011 - "قال الله تعالى: إذا تقرب إليَّ العبد شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلى ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة". (خ) عن أنس، وعن أبي هريرة (هب) عن سلمان (صح) ". (قال الله تعالى: إذا تقرب إليّ عبدي) بالطاعات التي تطلب بها قربه مني. (شبرا) أي قدرا قليلاً ضربه مثلاً. (تقربت إليه ذراعاً) أي وصلت رحمتي إليه أكثر من دنوهِ بطاعاته أو المراد بـ "تقربت إليه" زدته بقربه وطاعاته قربا ¬

_ (¬1) شرح مسلم للنووي (11/ 99). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 314)، والبخاري (6609)، ومسلم (1640)، والنسائي (7/ 16)، وأبو داود (3288).

وطاعات بتوفيقه لها من باب: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17]. (وإذا تقرب إلي ذراعاً) وهو من طرف المرفق إلى طرف الإِصبع [3/ 181] الوسطى والساعد كما في القاموس (¬1). (تقربت إليه باعاً) هو قدر قامة البدن، كما فيه أيضا والمعنى: كلما ازداد طاعات ازددت منه قربا كما سلف. (وإذا أتاني مشيا) يمشي مشياً (أتيته هرولة) هي الإسراع في المشي، قال النووي (¬2): معناه: من تقرب إلى بطاعاتي تقربت إليه برحمتي وإن زاد زدته، فإن أتاني يمشي وأسرع في طاعتي أتيته هرولة أي صببت عليه الرحمة وسبقته بها ولم أحوجه إلى المشي الكثير في الوصول إلى المقصود. (خ) (¬3) عن أنس، وعن أبي هريرة (طب) (¬4) عن سلمان). ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 925). (¬2) الكامل (11/ 121). (¬3) أخرجه البخاري (7536) عن أنس، وأخرجه البخاري (7537)، ومسلم (2675) عن أبي هريرة وأخرجه الطبراني في الكبير (6/ 254) (6141) عن سلمان. (¬4) عزاه الشارح للطبراني في الكبير، وعزاه المصنف للبيهقي في الشعب.

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلِّدُ الثَّامِنُ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بسم الله الرحمن الرحيم

التَّنْويْرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلِّدُ الثَّامِنُ

(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمَّد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 4 - 6708 - 00 - 603 - 978 (ج 8) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب- العنوان ... ديوي 23206 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 4 - 6708 - 00 - 603 - 978 (ج 8) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

6012 - "قال الله تعالى: لا ينبغي لعبد لي أن يقول: أنا خير من يونس ابن متى". (م) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: لا ينبغي لعبد) أي لا يحل له. (أن يقول: أنا خير من يونس بن متى) بفتح الميم وتشديد المثناة مقصور اسم أمه، ولم يشتهر نبي باسم أمه سواه، وقول ابن الأثير (¬1): وعيسى مدخول إذ الشهرة بأحد الأبوين فيمن له أبوان أي لا يخير أحد نفسه على يونس من حيث النبوة لأن الأنبياء في النبوة سواء إنما التفاوت في الدرجات كذا قيل، أو المراد أنه لا يقول أحد من الناس نزل في ضيق وكرب من تكذيب الناس للحق الذي يأتي به فصبر على تكذيبهم وأذاهم هو خير من يونس لأجل ما حكي عنه من قلة صبره على أذى قومه لأن له مقاما عند الله رفيعا ينغمر فيه ما وقع من قلة صبره. (م) (¬2) عن أبي هريرة). 6013 - "قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه". (م هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء) الذين زعم المشركون أنهم لي شركاء (عن الشرك) قال الطيبي: اسم التفضيل مجرد عن الزيادة (من عمل عملًا) من الطاعات (أشرك فيه) معي. (غيري) بالرياء ونحوه (تركته وشركه) قال القاضي: المراد هنا العمل والواو بمعنى مع، والحديث تحذير من الرياء وإخبار بأنه شرك. (م هـ) (¬3) عن أبي هريرة، قال المنذري: إسناد ابن ماجه رواته ثقات. ¬

_ (¬1) شرح النووي على مسلم (3/ 17)، وفي كلام النووي تأويل لصفة الهرولة، والهرولة صفة من صفات أفعاله تعالى التي يجب علينا الإيمان بها من غير تكييف ولا تمثيل, لأنه أخبر بها عن نفسه فوجب علينا قبولها بدون تكييف. (¬2) أخرجه البخاري (3234)، ومسلم (2376). (¬3) أخرجه مسلم (2985)، وابن ماجة (4202)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 35).

6014 - "قال الله تعالى: أنا الرحمن، أنا خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي: فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته, ومن بتها بتته". (حم خد د ت ك) عن عبد الرحمن بن عوف (ك) عن أبي هريرة". (قال الله تعالى: أنا الرحمن) أي المسمى بهذا الاسم (أنا خلقت الرحم) القرابة التي تسمى بهذا الاسم، والمراد كل قريب ولو غير محرم (وشققت لها اسما من اسمي) للاتفاق في الحروف الأصول، فيه تعظيم لشأن الرحم للإخبار بأنه خالقها تشريفا لها، ثم الإخبار باشتقاق اسمها من اسمه تعالى الذي يتضمن الرحمة المناسبة لما يعامل به الرحم ولم يأت باسمها من سائر صفاته كالحليم والكريم ونحوه لأنه أريد بالدلالة على المراد من نفس اللفظ، وفيه أن الألفاظ يراعى فيها معانيها وأنها صادرة عن حكمة، إما بوضعه أو بإلهام البشر للوضع. (فمن وصلها) بما اقتضى حُسنه العقل وأرشد إليه الشرع (وصلته) برحمتي وإحساني (ومن قطعها) عن إحسانه وإكرامه. (قطعته) من إحساني وإكرامى جزاءاً وفاقاً (ومن بتها) أي قطعها (بتته) زيادة في التأكيد والوعيد (حم خد د ت ك) عن عبد الرحمن بن عوف (ك) (¬1) عن أبي هريرة، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 6015 - "قال الله تعالى: الكبرياء ردائي؛ والعظمة إزاري، فمن نازعنى واحداً منهما قذفته في النار". (ك) عن أبي هريرة". (قال الله تعالى: الكبرياء) هي العظمة والملك، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود ولا يوسف بها إلا الله تعالى. (ردائي؛ والعظمة) الاسم من عظم، والعظيم من أسمائه تعالى، هو الذي جل قدره عن حدود العقول فلا يتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته (إزاري) الرداء والإزار يستعار كل واحد منهما ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 191)، والبخاري في التاريخ (991)، وأبو داود (1694)، والترمذي (1907)، والحاكم (4/ 174) جميعهم عن عبد الرحمن بن عوف، وأخرجه الحاكم (4/ 173) عن أبي هريرة وصححه الألباني في صحيح الجامع (4314)، والصحيحة (520).

للمعاني فيقال شعار قلبي الكرم فهما استعارة عن الاتصاف، وقال الكلاباذي: الرداء عبارة عن الجمال والبهاء، والإزار عبارة عن الجلال والستر والحجاب، قلت: وسماهما بذلك تهجينا على من اتصف بهما بأنه كمن نازع الغير ثيابه التي عليه ليتجمل بها. (فمن نازعني واحدا منهما) أي من تعظم واستكبر فكأنه نازع الرب صفاته. (قذفته في النار) أي رميته فيها قذفا به كما تقذف الحجارة. (ك) (¬1) عن أبي هريرة). 6016 - "قال الله تعالى: الكبرياء ردائي؛ فمن نازعني ردائي قصمته". (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، فمن نازعني ردائي قصمته) بالقاف والمهملة وهو كسر الشيء وإبانته. (ك) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 6017 - "قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعز إزاري فمن نازعني في شيء منهما عذبته". سمويه عن أبي سعيد، وأبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: الكبرياء ردائي، والعز إزاري) لا يعارض الأول لتعدد صفات مجده تعالى. (من نازعني في شيء منهما عذبته) بمنازعته مولاه في صفات علاه، وهل هو منع للأسماء ومعانيها أو للمعاني فقط؟ الظاهر أنه منع لهما معا، ويحتمل أن النهي عن المعنى أعني نفس التكبر والتعزز مع جواز إطلاق اللفظ على البشر كما قال تعالى: {والله الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون: 8] أي هم المتصفون بها دون الكفار. (سمويه (¬3) عن أبي سعيد، وأبي هريرة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 248)، وأبو داود (4090)، وابن ماجة (4174) عن أبي هريرة، وأخرجه ابن ماجة (4175) عن ابن عباس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4311)، والصحيحة (541). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 129)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4309). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 364)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4310).

6018 - "قال الله تعالى: أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً" (حم ت حب) عن أبي هريرة". (قال الله تعالى: أحب عبادي إلي) من ذوي [3/ 182] الطاعات أو من الصائمين. (أعجلهم فطراً) أكثرهم تعجيلا للإفطار إذا تيقن الغروب فلا ينتظر اشتباك النجوم وفيه أن الله تعالى يحب إتيان ما عينه للعباد وبيَّنه من دون تعمق وتحرّ ونحوه، قيل والمراد في غير الغيم. (حم ت حب) (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وقد قال الترمذي: حسن غريب انتهى، وفيه مسلم بن علي الخشني قال في الميزان: شامي واه، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك، وقال ابن عدي: حديثه غير محفوظ ثم ساق له هذا الخبر. 6019 - "قال الله تعالى: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء". (ت) عن معاذ". (قال الله تعالى: المتحابون في جلالي) الجلال العظمة أي سبب عظمتي حيث أحب من تحابوا لأجلي لهم أو المتحابون في عظمتي أي الكائنين في القيام بحق جلال المتعاضدين على ذلك بتعظيم ما أعظمه وإهابة ما أهبته (لهم) في الآخرة. (منابر من نور) ليست لأحد غيرهم (يغبطهم النبيون والشهداء) في النهاية (¬2) الغبط حسد خاص، يقال: غبطت الرجل إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ما له وأن يدوم عليه ما هو فيه، والمراد أن حالهم في الآخرة بحيث لو غبط الأنبياء والشهداء أحدا لغبطوا هؤلاء مع ما هم فيه من كرامة الله، وقال البيضاوي: لكل ما يعلى به الإنسان ويتعاطاه من علم وعمل عند الله تعالى منزلة لا يشارك فيها غيره مما لا يتصف بها وإن كان له من نوع آخر ما هو أرفع قدرا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 237)، والترمذي (700)، وابن حبان في صحيحه (8/ 276) (3508)، وابن عدي في الكامل (6/ 314)، وانظر الميزان (6/ 423)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4041). (¬2) النهاية في غريب الحديث (3/ 633).

وأعز ذخرا، فيغبطه ويتمنى ويحب أن يكون له مثل ذلك مضموما إلى ما هو له من المراتب الشريفة فذلك معنى قوله: "يغبطهم النبيون" لأن الأنبياء عليهم السلام قد استغرقوا فيما هو أغلى من ذلك من دعوة الخلق وإظهار الحق وإعلاء الدين وإرشاد العامة وتكميل الخاصة، إلى غير ذلك من كلفات شغلهم عن العكوف على مثل هذه الجزيئات والقيام بحقوقهم والشهداء وإن نالوا مرتبة الشهادة فهم إذا رأوا يوم القيامة منازلهم وشاهدوا قربهم وكرامتهم عند الله ودوا لو كانوا ضامين خصالهم مع خصالهم فيكونون جامعين بين الحسنيين فائزين بالمرتبتين هذا أولى ما قيل من التأويل (ت) (¬1) عن معاذ) سكت عليه المصنف، وقد قال الترمذي: حسن صحيح، ورواه الطبراني عن العرباض بلفظه قال الهيثمي: إسناده جيد. 6020 - "قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتباذلين في، والمتزاورين في". (حم طب ك هب) عن معاذ (صح) ". (قال الله تعالى: وجبت محبتي) لزمت كما يلزم الواجب. (للمتحابين في) الذين تحابوا في الله أي لأجله ولأجل نصرة دينه وإعلاء كلمته. (والمتجالسين في) لأجل ذكري. (والمتباذلين في) الذين يبذلون ما لديهم لبعض بعضا لأجل الله وما وعد به على ذلك. (والمتزاورين في) الذين يزورون بعضهم بعضاً لأجل ما وعد الله على ذلك من الأجر الله يحب اتصال العباد واعتضادهم وتساندهم على رضاه ولكن الذين يتصفون بما ذكرهم الأعز من الكبريت الأحمر: سألت الناس عن خل وفي ... فقالوا ما إلى هذا سبيل تمسك إن ظفرت بودحر ... فإن الحر في الدنيا قليل ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2390) عن معاذ، وأخرجه الطبراني في الأوسط (1328) عن أبي الدرداء، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 277)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4312)، والصحيحة (3464).

(حم طب ك هب) (¬1) عن معاذ رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي وقال في الرياض: حديث صحيح، وقال المنذري: إسناده صحيح، وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني وثقوا. 6021 - "قال الله تعالى: أحب ما تَعَبَّدَنِي به عبدي إلى النصح لي" (حم) عن أبي أمامة (ح) ". (قال الله تعالى: أحب ما تَعَبَّدَنِي به عبدي) أي تذلل به إلى وتقرب. (النصح لي) في النهاية (¬2): نصيحة الله صحة الاعتقاد في وحدانيته وإخلاص النية في عباداته، ويحتمل أن المراد نصح لعباد الله لأجل الله ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم (حم) (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: ليس كما قال، قال زين الحفاظ في شرح الترمذي بعد ما عزاه لأحمد إسناده صحيح انتهى؛ وأعله الهيثمي بأن فيه عبد الله بن زحر عن علي بن زيد وكلاهما ضعيف. 6022 - "قال الله تعالى: أيما عبد من عبادي يخرج مجاهدا في سبيلي ابتغاء مرضاتي ضمنت له أن أرجعه إن أرجعته بما أصاب من أجر أو غنيمة، وإن قبضته أن أغفر له، وأرحمه، وأدخله الجنة". (حم ن) عن ابن عمر (صح) ". (قال الله تعالى: أيما عبد من عبيدي يخرج مجاهدا في سبيلي) مريدا بذلك. (ابتغاء مرضاتي) لا طلب الذكر والغنيمة (ضمنت له أن أرجعه إن أرجعته) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 233)، ومالك في الموطأ (1711)، والطبراني في الكبير (20/ 80) (150)، والحاكم (4/ 186)، وابن حبان (575)، والبيهقي في الشعب (8992)، وانظر: الترغيب والترهيب (3/ 248)، ورياض الصالحين (1/ 244)، والمجمع (10/ 279)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4331). (¬2) النهاية (5/ 142). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 254)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 87)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4042).

حيث لم تكتب له الشهادة (بما أصاب) في مخرجه. (من أجر) فقط (أو غنيمة) أو معه غنيمة، فإن حصولها لا ينفي حصول الأجر (وإن قبضته أن أغفر له) فلا يحاسب [3/ 183] بخطاياه (وأرحمه) فلا تناله شدائد الآخرة (وأدخله الجنة) من أول الأمر (حم ن) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: إنه رمز لحسنه. 6023 - "قال الله تعالى: افترضت على أمتك خمس صلوات وعهدت عندي عهدا أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي". (هـ) عن أبي قتادة (ح) ". (قال الله تعالى) مخاطباً لرسوله - صلى الله عليه وسلم -. (افترضت) أوجبت. (على أمتك) أي عليك وعليها. (خمس صلوات) في اليوم والليلة. (وعهدت عندي عهداً) أي وعدت وعداً صادقاً عند ملائكتي أو في اللوح المحفوظ. (أنه) أي الشأن. (من حافظ عليهن) على الإتيان بهن. (لوقتهن) المضروب لهن الذي علمك جبريل إياه وعلمت أمتك. (أدخلته الجنة) مع السابقين الأولين. (ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي) بل يكون تحت المشيئة إن شاء غفر له وإن شاء عذبه، والحديث حث على فعل الصلوات في أوقاتهن. (هـ) (¬2) عن أبي قتادة) رمز المصنف لحسنه. 6024 - "قال الله تعالى: إذا بلغ عبدي أربعين سنة عافيته من البلايا الثلاث: من الجنون، والبرص، والجذام، وإذا بلغ خمسين سنة حاسبته حسابا يسيراً، وإذا بلغ ستين سنة حببت إليه الإنابة، وإذا بلغ سبعين سنة أحبته الملائكة وإذا بلغ ثمانين سنة كتبت حسناته وألقيت سيئاته وإذا بلغ تسعين سنة قالت الملائكة: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 117)، والنسائي (3/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4049). (¬2) أخرجه أبو داود (430)، وابن ماجة (1403)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4045)، وصححه في الصحيحة (4033).

أسير الله في أرضه فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ويشفع في أهله" الحكيم عن عثمان (ض) ". (قال الله تعالى: إذا بلغ عبدي) في عمره. (أربعين سنة عافيته من البلايا الثلاث: الجنون، والبرص، والجذام) قيل لأنه عاش في الإِسلام عمر أياما ليس بعده إلا الإدبار، فبينت له من الحرمة ما يدفع به هذه الآفات، قلت: بناء على أن المراد به المؤمن كما اقتضته الإضافة إليه تعالى. (وإذا بلغ خمسين سنة حاسبته حسابا يسيرا) لأن الخمسين نصف أرذل العمر الذي يرتفع به الحساب جملة، وخفة الحساب من الذنب ألا ينزع بسببه البركة ولا يحرم به الطاعة. (وإذا بلغ ستين سنة) وهو عمر التذكر والتوقف الذي قال فيه في {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} [فاطر: 37]، على بعض التفاسير. (حببت إليه الإنابة) أي الرجوع إلى الله تعالى. (وإذا بلغ سبعين سنة أحبته الملائكة) بإلقاء الله ذلك إليهم وبما عرفوه من سابق عبوديته لمولاه وطاعاته. (وإذا بلغ ثمانين سنة) قال الشارح: وهو الخرف كأنه يريد مظنة الخرف وهو فساد العقل وإلا فلا يقال: للثمانين خرفاً. (كتبت حسناته وألقيت سيئاته) أي طرحت فلا تكتب عليه إكراما منه تعالى له. (وإذا بلغ تسعين سنة قالت الملائكة: أسير الله في أرضه) لأنه قد سار في سن يستحق معها الإطلاق من دار الفناء إلى دار البقاء، فإذا لم يطلق فهو أسير الله والأسير قد أمر الله تعالى بالإحسان إليه وهو سبحانه أحق من أحسن إلى أسراه، ففي تسميته أسير إشارة إلى إكرام الله له كما أشار إليه قوله: (فغفر له ما تقدم من ذنبه) من أول تكليفه. (وما تأخر) بعد التسعين. (ويشفع في أهله) في الآخرة، وتمام الحديث عند مخرجه الحكيم: "فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً" كتب له ما كان يعمل في صحته من الخير وإن عمل سيئة لم تكتب، وحذف المصنف له غير صواب، ثم قال الحكيم: وهذا من جيد الحديث، وقد

أتت روايات أخر وليس فيها الحكاية عن الله وهذا حديث يخبر عن حرمة الإِسلام وما يوجب الله لمن قطع عمره مسلماً من الإكرام ومثل هذا موجود في خلقه, ترى الرجل يشتري عبدا فإذا أتت عليه ستون سنة فيقول هذا طالت صحبته وعتق عبدنا فيرفع عنه بعض العبودية ويخفف من ضريبته فإذا زادت مدة صحبته زيد رفقاً (الحكيم (¬1) عن عثمان) رمز المصنف لضعفه، قال الشارح فيه: مجهول وضعيف. 6025 - "قال الله تعالى: إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه، أو في ولده، أو في ماله، فاستقبله بصبر جميل استحييت يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديواناً". الحكيم عن أنس (ض) ". (قال الله تعالى: إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه، أو في ولده، أو في ماله، فاستقبله) أي ما وجهته أو البلاء الذي في معنى المصيبة. (بصبر جميل) هو الصبر الذي لا شكوى معه إلى المخلوقين. (استحييت يوم القيامة أن أنصب له ميزاناً) أي تركت نصب الميزان لأعماله ترك من يستحي، قال القرطبي: فيه أن الميزان حق ولا يكون في حق كل أحد فمن لا حساب عليه لا يورد عليه والمجرمون يعرفون بسيماهم وإنما يكون في حق من بقى من أهل المحشر ممن خلط عملا صالحا وآخر سيئا من المؤمنين وقد يكون للكفار (أو أنشر له ديوانا) أي صحيفة لعمله، قال حجة الإِسلام: إن الذين لا يحاسبون لا يرفع لهم ميزانا ولا ينشر لهم ديواناً. (الحكيم (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، ورواه ابن عدي عنه أيضاً قال الحافظ العراقي: في إسناده ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4043). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 290)، والقضاعي في الشهاب (1462)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4044).

6026 - "قال الله تعالى: حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبيتي للمتواصلين فيَّ، وحقت محبتي للمتناصحين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، المتحابون في على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء". (حم طب ك) عن عبادة بن الصامت (صح) ". (قال الله تعالى: حقت محبتي) وجبت (للمتحابين في) ولو اثنين فإن اللام الداخلة على الجمع تصيره جنساً (وحقت محبيتي للمتواصلين في) الاتصال أعم من الزيارة. (وحقت محبتي للمتناصحين في) فإن التناصح في الله من أعظم صفات أهل الإيمان [3/ 184]. (وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في) تقدما بلفظهما قريبًا، زار بعض الصوفية شيخاً له فأعطاه الشيخ ثوباً من ثيابه فلما ولى استدعاه الشيخ فقال: هل معك شيئاً تدفعه إلى؟ فدفع إليه سجادته، فقال: اعلم إن هذه مباذلة لا مبادلة لعلنا ندخل في هذا الحديث وساقه. (المتحابون في) استئناف إخبار بكرامة المتحابين فيه تعالى، وخص هذه الصفة لأن سائر ما ذكر من الصفات المذكورة من التواصل وما بعده لازمة للتحاب (على منابر من نور) بأن يجعله في الآخرة جسما في الآخرة وإن كان في هذا النشأة عرضا، ويكون من أشرف الأجسام، كما أنه من أشرف الأعراض وصف الله به نفسه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وكتابه والإيمان وغير ذلك (يغبطهم بمكانهم) بسببه كما تقدم. (النبيون والصديقون والشهداء) تقدم بيان المراد وأنه التنويه لشرفهم لديه تعالى. (حم طب ك) (¬1) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني موثقون. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 229)، والطبراني في الكبير (20/ 81) (154)، والحاكم (4/ 187)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 279)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4321).

6027 - "قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه -يريد عينيه- ثم صبر عوضته منهما الجنة". (حم خ) عن أنس (صح) ". (قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه -يريد عينيه-) مدرج من كلام راويه وعبر عنهما بهذه العبارة المنادية على عزيهما والمراد سلبت ضوءهما أو قلة الانتفاع به. (ثم صبر) أتى بثم لبعد رتبة الصبر على هذا الشأن النفيس. (عوضته منهما الجنة) وقال الطيبي: ثم للتراخي في الرتبة لأن ابتلاء الله العبد أشد نعمة وصبره عليها مقتض لتضاعف تلك النعمة لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]، ولما أصيب ابن عباس ببصره (¬1) أنشد: إن يذهب الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي للهدى نور عقلي ذكي وقولي غير ذي خطل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور (حم خ) (¬2) عن أنس). 6028 - "قال الله تعالى: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له بهما ثوابا دون الجنة إذا حمدني عليهما" (حل) عن عرباض (صح) ". (قال الله تعالى: إذا سلبت من عبدي كريمتيه) قيل: سماه بذلك لكثرة منافعهما دينا ودنيا ولأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه. (وهو بهما ضنين) أي بخيل هو قيد واقعي فإن كل أحد بهما ضنين. (لم أرض له بهما ثوابا دون الجنة) أي جزاء على سلبهما بشرط قوله: (إذا حمدني عليهما) أي على سلبهما فإنه يعلم أنهما من مواهب الله سبحانه وتعالى فإذا أخذهما فما أخذ على عبده شيئاً إلا من عطاياه، وظاهر الحديث أن العدة بهذا الأجر إنما هي لمن ذهبت عيناه معا إلا أنه أخرج سعيد بن سليم الضبي عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة لشاعر النبي - صلى الله عليه وسلم - حسان بن ثابت. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 144)، والبخاري (5329).

الله تعالى: إذا أخذت كريمتي عبد لم أرض له ثوابا دون الجنة" قلت: يا رسول الله وإن كانت واحدة، قال - صلى الله عليه وسلم -: "وإن كانت واحدة" (¬1) (حل) (¬2) عن عرباض) رمز المصنف لصحته لكن قال الهيثمي: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف، إلا أنه كتب على ما قوبل على خط المصنف أنه صحيح المتن فيكون الرمز بالصحة لذلك لا لإسناده. 6029 - "قال الله تعالى: إني أنا الله لا إله إلا أنا، من أقر لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي". الشيرازي عن علي (ض). (قال الله تعالى: إني أنا الله) أي أنا المعروف المشهور بالوحدانية أو المعبود بحق وهو من قبيل أنا أبو النجم. (لا إله إلا أنا) حال مؤكدة لمضمون هذه الجملة قبلها. (من أقر لي بالتوحيد) نطقاً مع اعتقاده لذلك. (دخل حصني) والحصن الإقرار بكلمة التوحيد. (ومن دخل حصني أمن من عذابي) قال الإِمام الرازي: جعل الله العذاب عذابين أحدهما السيف من يد المسلمين، والثاني عذاب الآخرة، فالسيف في غلاف يرى والنار في غلاف لا ترى فقال تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: من أخرج لسانه من الغلاف المرئي وهو الفم فقال لا إله إلا الله أدخلنا السيف في الغمد الذي يرى الناس، ومن أخرج لسان القلب الذي لا يرى وهو السر فقال لا إله إلا الله أدخلنا سيف عذاب الآخرة في غمد الرحمة وأدخلنا القائل في حصنها حتى تكون واحد لواحد ولا ظلم ولا جور. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2365)، وأحمد في الورع (ص: 82)، وابن حبان (2930)، والطبراني (7504)، وقال الحافظ في المطالب العالية (2537): رواه البخاري من وجه آخر عن أنس - رضي الله عنه - دون قوله: وإن كانت واحدة، إلى آخره وهي زيادة منكرة، وسعيد ضعيف؛ وهو الضبي، ذكره في الاتحافات السنية (131)، وانظر: المجمع (2/ 308). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 254) (634)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 103)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 109)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4305).

فائدة شريفة

فائدة شريفة: في تاريخ نيسابور للحاكم أن علي الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمَّد الباقر بن زين العابدين بن الحسين لما دخل نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة وابن أسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث ما لا يحصى فقالا: أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك المطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك بذكرك [3/ 185] به فاستوقف غلمانه وأمر بكشف الظلة وأقر عيون الخلائق برؤية طلعته فكانت له ذؤابتان متدليتان على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك وصارخ ومتمرغ في التراب ومقبل لحافر بغلته وعلى الضجيج فصاحت الأئمة الأعلام: معاشر الناس اسكتوا وأنصتوا وأسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذوننا بصراخكم، وكان المستملي أبو زرعة والطوسي، فقال الرضى: حدثنا أبو موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمَّد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه شهيد كربلاء عن أبيه علي المرتضى قال: حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "حدثني جبريل قال: حدثني رب العزة سبحانه يقول: كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن عذابي" ثم أرخى الستر فسار فعد أهل المحابر والدوي الذين كانوا يكتبون فزادوا على عشرين ألفاً، قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: ذكر هذا الحديث بهذا السند لبعض أمراء السامانية فكتب له بالذهب وأوصى أن يدخل معه في قبره، فرئي في النوم بعد موته فقيل: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بتلفظي بلا إله إلا الله وتصديقي بأن محمداً رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (الشيرازي (¬1) عن علي) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (8101)، والرافعي القزويني في التدوين (2/ 214)، وأبو نعيم في =

المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف، وقول الديلمي: حديث ثابت، مردود إلا أنه شهد له حديث الحاكم في تاريخه وأبو نعيم عن علي: "لا إله إلا الله حصني ... إلى آخره". 6030 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، مهما عبدتني ورجوتني ولم تشرك بي شيئاً غفرت لك على ما كان منك، وإن استقبلتني بملء السماء والأرض خطايا وذنوبا استقبلتك بملئهن من المغفرة وأغفر لك ولا أبالي". (طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (قال الله تعالى: يا ابن آدم، مهما عبدتني) كما أمرتك (ورجوتني) لقبول عبادتك وفي رواية: "مهما دعوتني" عوض عبدتني، والمراد عليها ورجوت إجابتي. (ولم تشرك بي شيئاً) بل أخلصت العبادة لي ولوجهي. (غفرت لك على ما كان منك) من تقصير عما استحقه عليك. (ولو استقبلتني بملء السماء والأرض خطايا وذنوباً) أي بكل خطيئة غير الشرك. (استقبلتك بملئهن) لم يقل بملائهما لأنه أراد السماوات والأرضين. (مغفرة) فتذهب خطاياك ويسترها. (وأغفر لك ولا أبالي) وهذا في الذنوب التي بين العبد وربه لا في التي بينه وبين العباد، ومعنى لا أبالي لا أشغل بالي به، قالوا: لا يوجد في الأحاديث أرجى من هذا الحديث، قال المظهر: لا يجوز لأحد أن يغتر به ويقول أكثر من الخطيئة ليكثر الله مغفرتي وإنما قاله لئلا ييأس المؤمنون من رحمته ومغفرته وعقوبته لكن مغفرته أكثر، إلا أنه لا يعلم أحد أنه من المعاقبين أو من المغفور لهم فينبغي التردد بين الرَّجاء والخوف، وقال الطيبي: هذا عام خاص بحسب الأوقات والأحوال فإن جانب الخوف ينبغي رجحانه ابتداء والرجاء انتهاء ومطلق محمول على المقيد بالمشيئة في: {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} ¬

_ = الحلية (3/ 192)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4047).

[النساء: 116] أو مع العمل الصالح. (طب) (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن إسحاق الضبي وقيس بن الربيع وفيهما خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح. 6031 - "قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء". (طب ك) عن واثلة (صح) ". (قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي) قال ابن أبي جمرة: المراد بالظن هنا العلم كقوله تعالى: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} [التوبة: 118] وفي المفهم: معنى ظن عبدي بي ظن الإجابة عند الدعاء وظن القبول عند التوبة وظن المغفرة عند الاستغفار لا يعظم الذنب عندك عظمة تبعدك عن حسن الظن الله فإن من عرف ربه استصغر في جنب كرمه ذنبه. (فليظن بي عبدي ما شاء) أي أنا قادر على أن أعمل له ما ظن بي أو أنا عند علمه وإيمانه بما وعدته به من قبول حسناته والعفو عن زلاته وإجابة دعواته. واعلم: أن حسن الظن لا يكون إلا لمن أحسن العمل وأما من أساء العمل فهو في وحشة ذنوبه لا يشتمل قلبه على الظن الحسن كما قيل: أسأت إلي فاستوحشت مني ... ولو أحسنت آنسك الجميل وقدمنا في حسن الظن كلاماً كثيراً في الجزء الأول. (طب ك) (¬2) عن واثلة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، قال الهيثمي: رجاله ثقات وهذا في الصحيحين بدون قوله: "ما شاء". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 19) (12346)، وفي الصغير (820) عن ابن عباس، وفي الأوسط (3560) عن أبي ذر، والبيهقي في الشعب (1040) عن أبي الدرداى وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4341). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 87) (210)، والحاكم (4/ 268)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 318)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4316).

6032 - "قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيراً فله، وإن ظن شراً فله". (حم) عن أبي هريرة (ح) ". (قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرًا [3/ 186] فله وإن ظن شراً فله) ما ظنه فالجزاء يدور على ظنه وظنه يدور على أعماله. (حم) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وفيه كلام معروف. 6033 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، قم إلي أمش إليك، وامش إلي أهرول إليك" (حم) عن رجل "صحيح المتن) ". (قال الله تعالى: يا ابن آدم، قم إلي) إلى خدمتي وعبادتي ومرضاتي (أمش إليك) أسرع بالقبول لطاعتك وتوفيقك لطاعات أخرى تنضاف إليها (وامش إلي) اجتهد فيما يرضيني (أهرول إليك) أسرع أتم إسراع في تقريبك من كرامتي والزلفى لدي (حم) (¬2) عن رجل) من الصحابة، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير شريح بن الحارث وهو ثقة وفيما قوبل على خط المصنف: صحيح المتن. 6034 - "قال الله تعالى لعيسى: يا عيسى، إني باعث من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون صبروا واحتسبوا, ولا حلم ولا علم، قال: يا رب، كيف يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم؟ قال: أعطيتهم من حلمي وعلمي". (حم طب ك هب) عن أبي الدرداء (صح) ". (قال الله تعالى لعيسى) بن مريم عليهما السلام مخبرا له بما يأتي بعده. (يا عيسى، إني باعث) أي خالق. (من بعدك أمة إن أصابهم ما يحبون حمدوا لي وشكروا) على إنعامي. (وإن أصابهم ما يكرهون صبروا واحتسبوا) الأجر لدي. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 391)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4315). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 478)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 196)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4340)، والصحيحة (2287).

(ولا حلم ولا علم) قال الطيبي: هو تأكيد لمفهوم صبروا واحتسبوا؛ لأن معنى الاحتساب أن سعيه على العمل الإخلاص وابتغاء مرضات الرب لا الحلم ولا العلم، فحينئذ يتوجه عليه أنه كيف يصبر ويحتسب من لا علم له ولا حلم فيقال إذا أعطاه من حلمه ليحلم وينفعل بحلم الله وعلمه. قلت: كأن المراد أنهم لا يتعلمون ولا يتعرفون الحلم، بل يجعل الله عقولهم راجحة مهتدية إلى الخير بغير واسطة فيكون عامة الأمة كعلماء من قبلهم في علمهم وحلمهم، وهو يناسبه أن علماء هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل بطريق المقابلة عامة هذه الأمة كعلماء بني إسرائيل كما دل له قوله: (قال: كيف يا رب، يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم؟) فإن هذه الصفات لا تكون إلا للعلماء الحلماء. (قال: أعطيهم من حلمي وعلمي) أي أجعل فطرتهم على ذلك. (حم طب ك هب) (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف بالصحة على البيهقي، قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن سوار وأبو حلبس يزيد بن ميسرة وهما ثقتان. 6035 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، اثنتان لم تكن لك واحدة منهما: جعلت لك نصيبا من مالك حين أخذت بكظمك لأطهرك به وأزكيك، وصلاة عبادي عليك بعد انقضاء أجلك". (هـ) عن ابن عمر" (ض). (قال الله تعالى: يا ابن آدم، اثنتان) من خصال الخير (لم تكن لك واحدة منهما) لولا فضلي عليك بينهما بقوله: (جعلت لك نصيبا من مالك) وهو ثلثه تصنع به ما تشاء من أنواع القرب (حين أخذت بكظمك) الكظم بالتحريك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 450)، والطبراني في الأوسط (3252)، والحاكم (1/ 348)، والبيهقي في الشعب (9953)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 288)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4052): موضوع، وضعفه في الضعيفة (4038، 4991).

مخرج النفس من الحلق. (لأطهرك به وأزكيك) فبالصدقة عند الموت يطهر العبد من أدناس ذنوبه ويزكي بها أعماله. (وصلاة عبادي عليك عند انقضاء أجلك) وهاتان من إفضاله على عبده وإلا فإنه لولا فضل الله عليه ورحمته ما كان له شيء منهما، قال الفاكهاني: من خصائص هذه الأمة الصلاة على الميت والإيصاء بالثلث. قلت: والظاهر أن الصلاة على الميت سنة قديمة من عصر آدم كما في الأحاديث أن الملائكة صلت عليه وقالت هذه سنة بني آدم أي طريقتهم. (هـ) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 3036 - "قال الله تعالى: من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئاً". (طب ك) عن ابن عباس (صح) ". (قال الله تعالى: من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له) قال الطيبي: فيه تعريض بالوعيد به، ومن قال: إن الله لا يغفر الذنوب بغير توبة ويشهد للتعريض قوله: (ولا أبالي) أي لا أحتفل، قلت: بناء على جواز الخطاب لمن لم يوجد والتعريض به وهي مسئلة كلامية مستوفاة في محلها، إن قلت: المغفرة ترك العقوبة وستر الذنب والقدرة على الترك ليس لها شأن القدرة على الفعل فالعلم بها واضح. قلت: المراد من علم أن الله تعالى غفور رحيم عفو كريم علم أنه يغفر الذنوب وأن عفوه عن قدرة إذ لا مدح إلا بعفو عن قدرة كما قيل: كل عفو أتى بغير اقتدار ... حجة لاجئ إليها اللئام فالإيمان بالقدرة على ترك العقوبة إيمان بالقدرة عليها لكنه سلك في الحديث الطريق البرهاني، قال المظهر: فيه أن العلم بذلك سبب للغفران وهو نظير "أنا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2710)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4056)، والضعيفة (4042).

عند ظن عبدي بي" وقد عير الله قوما فقال: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} [فصلت: 23] {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12] (ما لم يشرك بي شيئاً) الحديث مشتق من الآية {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] فإطلاق صدره مقيد بالآية أعني بالمشيئة. (طب ك) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي بأن جعفر [3/ 187] بن عمر العدني أحد رجاله فالصحة من أين؟ 6037 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، اذكرني بعد الفجر وبعد العصر ساعة أكفك ما بينهما. (حل عن أبي هريرة (ض) " ابن المبارك في الزهد عن الحسن مرسلاً). (قال الله تعالى: يا ابن آدم، اذكرني بعد الفجر) أي بعد صلاته إلى طلوع الشمس كما جاء مبينا في أحاديث أخر (وبعد العصر) كذلك إلى الغروب وقوله: (ساعة) يراد بذلك (ما بينهما) قال ابن رجب: يشير إلى أن الأعمال بالخواتيم فإذا كانت البداية والختام بخير شمل الخير ورجا المغفرة بحكم الجميع (حل) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف عليه بالضعف ورواه (ابن المبارك في الزهد عن الحسن مرسلاً). 3038 - "قال الله تعالى: إن المؤمن مني بعرض كل خير، إني أنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمدني". الحكيم عن ابن عباس، وعن أبي هريرة". (قال الله تعالى: إن المؤمن مني بعرض) بالموحدة والمهملة مفتوحات أي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 241) (11615)، والحاكم (4/ 291)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4330). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 213)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 37)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4040)، والضعيفة (4031).

معرض (كل خير) فكل ما يناله فهو خير له كما بينه بقوله: (إني أنزع نفسه من بين جنبيه) أقتصها والمراد بالنفس هنا الروح كذا في القاموس (¬1) ومنه خرجت نفسه، ومن بين جنبيه كناية عن ذاته أو أن النزع يقع بين ذلك حقيقة بعد جمع الروح من أجزاء بدنه إليه. (وهو يحمدني) وذلك من أعظم الخير له أن يناله أعظم الأشياء وهي مصيبة الموت وهو حامد الله تعالى وكل ذلك بفضل الله عليه {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} [النور: 21] (الحكيم (¬2) عن ابن عباس، وعن أبي هريرة). 6039 - "قال الله تعالى: أنا أكرم وأعظم عفوا من أن أستر على عبد مسلم في الدنيا ثم أفضحه بعد إذ سترته، ولا أزال أكفر لعبدي ما استغفرني" الحكيم عن الحسن مرسلاً (عق) عنه عن أنس (ض) ". (قال الله تعالى: أنا أكرم وأعظم عفواً) أي أن صفة الأكرمية والأعظمية في العفو تمنع. (من أن أستر على عبد مسلم في الدنيا) ما أتاه من المقبحات (ثم أفضحه) في الآخرة أو في الدارين (بعد إذ سترته) وفضحته في الآخرة بتعذيبه ومعرفة العباد ما أتاه من قبيح فعله (ولا أزال أغفر لعبدي ما استغفرني) مدة ما طلب المغفرة مني وإن عاد في يومه إلى الذنب وتاب عدت بالمغفرة عليه، والحديث من أجل أحاديث الرَّجاء وإظهار عفو الله. (الحكيم عن الحسن مرسلاً (عق) (¬3) عنه عن أنس) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه أيوب بن ذكوان قال في الميزان عن البخاري: منكر الحديث، وعن الأزدي: متروك الحديث، وعن ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 745). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 91)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4318). (¬3) أخرجه الحكيم (2/ 34) عن الحسن، وأخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 144)، وابن عدي في الكامل (1/ 357) عن أنس، وانظر الميزان (1/ 456)، واللسان (1/ 480)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4046)، والضعيفة (4036).

ابن عدي ما يرويه لا يتابع عليه، وفي اللسان ذكر العقيلي: هذا الحديث فيما أنكر عليه، ثم قال: وروي من غير هذا الوجه بمعنى هذا اللفظ بإسناد أصلح منه. 6040 - "قال الله تعالى: حقت محبتي على المتحابين، أظلهم في ظل العرش يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظلي". ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن عبادة بن الصامت". (قال الله تعالى: حقت محبتي) وجبت مني (على المتحابين) أي في الله كما قيد غيره. (أظلهم في ظل العرش) تقدم غير مرة الكلام فيه. (يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظلي) أي ظل عرشي. (ابن أبي الدنيا (¬1) في كتاب الإخوان عن عبادة بن الصامت) أخرجه أحمد والطبراني بلفظه هذا، قال الهيثمي: رجاله موثقون فكان الأحسن من المصنف نسبته إلى من ذكر. 6041 - "قال الله تعالى: لا يذكرني عبدي في نفسه إلا ذكرته في ملأ من ملائكتي، ولا يذكرني في ملأ إلا ذكرته في الرفيق الأعلى". (طب) عن معاذ بن أنس صحيح متنه) ". (قال الله تعالى: لا يذكرني عبدي في نفسه) دون تلفظه بالذكر بلسانه أو معه من دون إطلاع أحد عليه والأول أقرب (إلا ذكرته في ملأ) بفتح الميم واللام مهموز أي جماعة (من ملائكتي) قال ابن حجر: يستفاد منه أن الذكر الخفي أفضل من الجهر. قلت: بناء على أن المراد بقي نفسه المعنى الآخر، وعليه ففي الدلالة خفاء، بل قوله في الآخر في الرفيق الأعلى يدل على أن الجهر أفضل، وذكر الله له عبارة على إعلانه بإثابته وإجزال أجره. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (رقم 9) وأحمد (5/ 239)، والطبراني في الكبير (20/ 81) (154)، وابن حبان (577)، والشاشي في مسنده (1175)، والضياء في المختارة (375)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 278)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4320).

(ولا يذكرني في ملأ) جماعة من العباد. (إلا ذكرته في الرفيق الأعلى) أعلى الملائكة قدرا وفيه دلالة على أن الذكر جهرًا أفضل وذلك لما فيه من تنبيه الغافلين وإيقاظ القلوب لذكر رب العالمين. (طب) (¬1) عن معاذ بن أنس) في نسخة قوبلت على خط المصنف صحيح متنه، وقال الهيثمي: إسناده حسن. 6042 - "قال الله تعالى: عبدي، إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكبر". (هب) عن ابن عباس (صح متنه) ". (قال الله تعالى: عبدي) أي يا عبدي (إذا ذكرتني) بلسانك فإنه المتبادر عند إطلاق الذكر (خالياً) عن الناس مبعوداً عنهم (ذكرتك) بإثابتي إياك. (خالياً) غير مطلع أحدًا على ما أخفيت لك من الأجر، فإن قلت: كيف التلفيق بين هذا وبين قوله في الأول أنه إذا ذكره في نفسه ذكره في ملأ من الملائكة. قلت: الأول في الذكر النفسي وهذا في الذكر اللساني الخفي وأنه تعالى يخفيه وأما الذكر النفسي فإنه تعالى ينوه به لملائكته وفيه دلالة على أن النفسي أفضل من اللساني المنفرد ذاكره ويحتمل أن ما أخفى الله أجره [3/ 188] أفضل فالذكر على هذا ثلاثة أنواع: نفسي، ولساني خفي، وظاهر. (وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكبر) قدرا وعددا وضبط بالموحدة وفيه دلالة على أفضلية الملائكة على البشر، قال ابن بطال: هذا نص في أن الملائكة أفضل من الآدميين وهو مذهب جمهور أهل العلم وله شواهد: {إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20]. قلت: المسألة كثيرة الجدال طويلة الخلاف والاستدلال. (هب (¬2) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 182) (391)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 78)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4335). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (551)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 78)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4324)، والصحيحة (2011).

عباس) قال المصنف: صح متنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير بشر بن معاذ العبدي وهو ثقة. 6043 - "قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي المؤمن فلم يشكني إلى عواده أطلقته من إساري، ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه، ودما خيراً من دمه, ثم يستأنف العمل" (ك هق) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي المؤمن) اختبرته وامتحنته. (فلم يشكني إلى عواده) زواره في مرضه أي لم يشك ألمه وشدة ما نزل به إلا لربه فإنه لا يشكوه تعالى مؤمن. (أطلقته من إساري) إن لم يحضر أجله مصدر أسره، وفيه أن المريض أسير الله تعالى. (ثم أبدلته لحماً خيراً من لحمه) الذي أذهبه الألم والأخيرية من حيث أنه لحم لم يلابس به معصية أو لأنه لحم صحيح، ومثله قوله: (ودماً خيراً من دمه) أي وغفرت له ما سلف من ذنوبه كما يرشد إليه قوله: (ثم يستأنف العمل) (ك هق) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف عليه بالصحة؛ لأنه قال الحاكم: على شرطهما وأقره الحافظ الذهبي في التلخيص إلا أنه قال في المهذب (¬2): لم يخرجه الستة لعلته انتهى، وقال العراقي (¬3): سنده جيد. 6044 - "قال الله تعالى: عبدي المؤمن أحب إلى من بعض ملائكتي". (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (قال الله تعالى: عبدي المؤمن) ظاهره للجنس، ويحتمل أن الإضافة عهدية والمراد به الرسل أو رسول معين أو غير ذلك (أحب إلي من بعض ملائكتي) ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 500)، والبيهقي في السنن (3/ 375)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4301)، والصحيحة (272). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 5818). (¬3) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 181).

هو بعض مبهم غير معين، الله أعلم بالمراد به وللشارح هنا كلام خارج عن مراد الحديث (طس) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه ابن المهزم متروك. 6045 - "قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين: إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي". (حل) عن شداد بن أوس (ض) ". (قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين) بأن يأمن عقوبتي على ذنبه في الدنيا والآخرة (ولا خوفين) بأن يخافني في الدنيا ويخافني في الآخرة (إن هو أمنني في الدنيا أن أخيفه يوم أجمع عبادي) في الآخرة بحسابه وعقابه. (وإن هو خافني في الدنيا أمنته) في الآخرة بالبشرى والعفو (يوم أجمع عبادي) وفي هذه العبارة إرشاد إلى أنه يعلن بمخافته أو بأمنه، حيث لم يقل يوم القيامة، قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41]، وقد ثبت حديث "أن رجلاً لم يعمل من الخير شيئاً قط إلا التوحيد فلما حضرته الوفاة قال لأهله إذا أنا من فخذوني واحرقوني حتى تدعوني حممة, ثم اطحنوني، ثم ذروني في البحر في يوم رياح، قال ففعلوا به ذلك، فإذا به في قبضة الله عَزَّ وَجَلَّ فقال ما حملك على ما صنعت؟ قال: مخافتك، قال: فغفر الله عَزَّ وَجَلَّ له" (¬2). (حل) (¬3) عن شداد بن أوس) رمز المصنف لضعفه، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6634)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 82)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4051): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 398)، والبخاري (3294). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 98)، وابن المبارك في الزهد (175)، والطبراني في الشاميين (462) عن شداد، وأخرجه البيهقي في الشعب (777) عن أبي هريرة وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 380)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4332)، وصححه في الصحيحة (742).

قال الشارح: وقد رواه البزار والبيهقي عن أبي هريرة، قلت: إلا أنه قال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه محمَّد بن يحيى بن ميمون ولم أعرفه ولم ينسبه الهيثمي إلى البيهقي. 6046 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي، وإن ذكرتني في ملإ ذكرتك في ملإ خير منهم، وإن دنوت مني شبراً دنوت منك ذراعا، وإن دنوت مني ذراعاً دنوت منك باعا، وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول". (حم) عن أنس". (قال الله تعالى: يا ابن آدم، إن ذكرتني في نفسك) من دون تلفظ. (ذكرتك في نفسي) أجعل ثوابك سراً لا يطلع عليه أحد وأتولاه بنفسي لا آكله إلى غيري، والحديث من المشاكلة. (وإن ذكرتني في ملأ) كما سلف (ذكرتك في ملأ خير منهم) أعددت لك الأجر بحضرتهم واطلاعهم، ونوهت بذكرك كما نوهت بذكري. (وإن دنوت مني شبراً) تقربت إلى بطاعتك. (دنوت منك ذراعاً) قربت إليك رحمتي وألطافي وزدتك هذا (وإن دنوت مني ذراعا دنوت منك باعاً) فكلما ازداد العبد تقربا إلى مولاه بطاعاته ازداد الرب تعالى إليه قربا برحمته وألطافه وتوفيقه لأعمال الخير. (وإن أتيتني تمشي أتيتك أهرول) قال قتادة: الله تعالى أسرع بالمغفرة وهو أحد رواته عن أنس ففهم تأويله بالمغفرة، وفيه أن من بعد عن التقرب إلى الله بطاعته بعدت رحمة الله عليه وألطافه وكلما ازداد بعداً عن الله ازداد قرباً من الخذلان والعياذ الله (حم) (¬1) عن أنس قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 6047 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 138)، وعبد بن حميد (1169)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 78)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4337).

ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة". (ت) والضياء عن أنس (صح) ". (قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك) من الذنوب غير الشرك كما عرف من الآية والأحاديث [3/ 189]. (ولا أبالي) لا يشتغل بذلك بالي، قال الطيبي: وفي عدم مبالاته معنى قوله: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ} [الأنبياء: 23] (يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك) على تقدير كونها أجساماً. (عنان) بفتح المهملة: سحاب (السماء) أو عنانها ما عنَّ لك وظهر منها ولو شركا. (ثم استغفرتني) أي تبت توبة صحيحة. (غفرت لك ولا أبالي) فضلاً منه تعالى لا حتماً عليه كما يقوله من أوجب قبول التوبة، قال القاضي: العنان السحاب، الواحدة عنانة من عنَّ إذا اعترض وأضيف إلى السماء لأنه معترض دونها وقد يقال: أعنان السماء وهي صفائحها، وما اعترض من أقطارها, ولعله المراد من الحديث إذ روي أعنان السماء، والمراد من الحديث: لو كثرت ذنوبك كثرة تملأ ما بين السماء والأرض بحيث يبلغ أقطارها وتعم نواحيها ثم استغفرتني غفرت لك جميعها غير مبالي بكثرتها، وان استدعاء الاستغفار المغفرة يستوي فيه القليل والكثير (يا ابن آدم، لو أنك أتيتني بقراب الأرض) بضم القاف ويقال بكسرها والضم أفصح وأشهر أي عليها قال القاضي: وهو مأخوذ من القرب أي ما يقاربها في المقدار (خطايا) قال الطيبي: تمييز من الإضافة مثل قولك: ملأ الإناء عسلاً (ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً) قال الطيبي: ثم للتراخي (لأتيتك بقرابها مغفرة) قال الشارح: ما دمت تائبا عنها مستغفراً منها مستقبلاً إياها. قلت: والأظهر عدم التقييد بذلك، بل تقيد بالمشيئة وهو نظير الآية {إِنَّ اللهَ

لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] وهذا التقييد يناسب مذهب الاعتزال (ت) والضياء (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه إبراهيم بن إسحاق الضبي، وقيس بن الربيع مختلف فيهما. 6048 - "قال الله تعالى: عبدي، أنا عند ظنك بي، وأنا معك إذا ذكرتني". (ك) عن أنس (صح) ". (قال الله تعالى: عبدي، أنا عند ظنك بي) أي جزائي عند ظنك (وأنا معك) بحفظي ورعايتي وألطافي (وإذا ذكرتني) (ك) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 6049 - "قال الله تعالى للنفس: اخرجي، قالت: لا أخرج إلا كارهة". (خد) عن أبي هريرة (صح) ". (قال الله تعالى للنفس) أي لروح العبد (اخرجي) من الجسد عند الموت. (قالت: لا أخرج إلا كارهة) وذلك لأنها ألفت الجسد واشتدت مصاحبتها له فلا تخرج منه إلا كارهة لفراقه ولا ينافي حديث: "من كره لقاء الله كره الله لقاءه" لأنه قد يكره الموت لشدة سكراته مع محبته للقاء الله ونسبة الكراهة والخطاب إلى الروح مجازا والمراد صاحبه ويحتمل الحقيقة وأن الرب تعالى يخاطبها ويحببه (خد) (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته ورواه البزار وزاد "قال ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3540)، والضياء في المختارة (1571) عن أنس، وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 19) (12346)، وفي الأوسط (5483)، وفي الصغير (820) عن ابن عباس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 216)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4338). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 674)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4325)، والصحيحة (2012). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (219)، وفي التاريخ (937)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4329).

اخرجي وإن كرهتِ". 6050 - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، ثلاثة واحدة لي وواحدة لك وواحدة بيني وبينك: فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئاً، وأما التي لك فما عملت من عمل جزيتك به، فإن أغفر فأنا الغفور الرحيم، وأما التي بيني بينك فعليك الدعاء والمسألة وعلى الاستجابة والعطاء". (طب) عن سلمان (ح) ". (قال الله تعالى: يا ابن آدم) الخطاب في هذه الأحاديث للجنس، وقوله (ثلاثة) خبر مبتدأ أي هذه التي يذكرها. (واحدة لي) عليك. (وواحدة لك وواحدة بيني وبينك) منك سببها ومنى مسببها. (فأما التي لي) عليك واجبة. (فتعبدني لا تشرك بي شيئاً) بل تخصني بالعبادة وتخلصها لي. (وأما التي لك) علي فضلاً مني وعدة صادقة لا أخلفها. (فما عملت من عمل) أي عمل خير وبر كما يرشد إليه السياق. (جزيتك به) ويحتمل العموم كما يرشد إليه قوله. (فإن أغفر فأنا الغفور الرحيم) صفتي تقتضي ذلك وفي الاقتصار على هذا الطرف وإهمالِ ما يقابله دليل على سعة عفوه ورحمته. (وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء والمسألة) الظاهر أنه عطف تفسيري. (وعلى الاستجابة والعطاء) كذلك ويحتمل أن الدعاء أريد به استدفاع المكروه، والمسألة استنزال المحبوب والاستجابة في مقابلة الأول والعطاء في مقابلة الثاني. إن قلت: العمل والجزاء بين العبد وربه أيضاً كالدعاء والإجابة وهل الدعاء إلا من جملة الأعمال والإجابة من الجزاء. قلت: هذا دليل على أنه أريد بالعمل أعم من الخير والشر كما أشرنا إليه فعطف الدعاء عطف الخاص على العام. (طب) (¬1) عن سلمان) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 253) (6137)، والبزار (2523)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4058).

لحسنه، وقال الهيثمي: فيه حميد بن الربيع مدلس وفيه ضعف. 6051 - "قال الله تعالى: من لا يدعوني أغضب عليه". العسكري في المواعظ عن أبي هريرة (ح) ". (قال الله تعالى: من لا يدعوني أغضب عليه) أي ومن يدعوني أرضى عنه وهذا غاية الكرم والجود الإلهي وفيه رد على من زعم أن التفويض خير من الدعاء بل فيه إيجاب للدعاء فإنه تعالى لا يغضب إلا [3/ 190] على من ترك واجبا أو فعل محرماً. (العسكري (¬1) في المواعظ عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 6052 - "قال ربكم: أنا أهل أن أتقى فلا يجعل معي إله، فمن اتقى أن يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له". (حم ت ن هـ ك) عن أنس (صح) ". (قال ربكم: أنا أهل أن أتقى) يتقي عذابي وعقوبتي، وبناه للمفعول لأن المراد أن يوقع اتقائي من كل من هو أهل لذلك، قال الطيبي: "أهل الرجل من يجمعهم وإياه نسب أو دين ثم تجوز واستعمل في معني الخليق والجدير فقيل: فلان أهل لكذا أي خليق به، وهو المعني بقوله: (أنا أهل التقوى وأهل المغفرة) فأخبر بأنه حقيق بأن يتقي منه وحقيق بأن يغفر لمن اتقاه وفوض الترتيب إلى ذهن السامع. (فلا يجعل معي إله) لأنه لا إله غيره تعالى (فمن اتقى أن يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له) {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 116] (حم ت ن هـ ك) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب وسهيل ليس بالقوى في الحديث وقد تفرد سهيل بهذا الحديث عن ثابت انتهى ومراده سهيل القطيعي. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 491) بلفظ: "من لا يدعو الله يغضب عليه .. "، انظر فيض القدير (4/ 497)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4055). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 243)، والترمذي (3328)، والنسائي (6/ 501)، وابن ماجة (4299)، والحاكم (2/ 552)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4061).

6053 - "قال ربكم: لو أن عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر بالليل، ولأطلعت عليهم الشمس بالنهار، ولما أسمعتهم صوت الرعد" (حم ك) عن أبي هريرة (صح) ". (قال ربكم: لو أن عبادي أطاعوني) فيما أمرتهم بفعله ونهيتم عنه. (لأسقيتهم المطر بالليل) لأنه أهنأ والمطر فيه أنفع وأبرك. (ولأطلعت عليهم الشمس بالنهار) فيتم بذلك صلاح ثمارهم وراحة قلوبهم، فإن الشمس بعد الإمطار من أسر شيء للقلوب. (ولما أسمعتهم صوت الرعد) قال الطيبي: من باب التيمم فإن السحاب مع وجود الرعد لا يخلو عن شائبة خوف من البرق لقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الرعد: 12]، ففي الحديث دلالة على أن مطر الليل من أمارات رضائه سبحانه واشتهر على الألسنة إذا رضي الله على قوم أمطرهم ليلًا وينسبونه حديثا ولم نره (حم ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه صدقة بن موسى عن محمَّد بن واسع صدقة واه فالصحة من أين؟ واعلم أن هذه الأحاديث إلى هنا أحاديث قدسية تفارق القرآن بأنه اللفظ المنزل للإعجاز بشيء منه، والحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه بإلهام أو منام فأخبر - صلى الله عليه وسلم - عنه بعبارة نفسه وقد تقدم هذا وفيه دليل على أنه يصح نسبة القول إلى من كان المعنى له دون العبارة كالأحاديث المروية بالمعنى وإن كان قد فرق بأن المروي بالمعنى قد ثبت له لفظ بخلاف الأحاديث القدسية فلا لفظ لها إلا ما جاء به - صلى الله عليه وسلم -. 6054 - "قال لي جبريل: لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدشه في فيّ فرعون مخافة أن تدركه الرحمة". (حم ك) عن ابن عباس". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 359)، والحاكم (2/ 380)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4062)، والضعيفة (883).

(قال لي جبريل) مخبراً عن نفسه بشدة غضبه لربه على من عصاه وفائدة الإخبار إفادة أصل الخبر وليقتدي السامع بالملائكة عليهم السلام في الغضب على العصاة وذلك لأن الملائكة معصومون، فكل ما يأتونه طاعة والاقتداء بأهل الطاعات شأن أهل الإيمان. (لو رأيتني) يا محمَّد حين قال فرعون عند إدراك الغرق: {آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90]. (وأنا آخذ من حال البحر) بالحاء المهملة أي طينه الأسود المنتن. (فأدشه في فيّ فرعون) في فمه لئلا يتلفظ بما ينجيه. (مخافة) نصب على المفعول لأجله أي خوفا مني. (أن تدركه الرحمة) لشدة غضبي عليه بما أتاه من أقبح الأفعال، قال الشارح: إنما فعل ذلك غضبا لله لا أنه كره إيمانه فإن كراهة إيمان الكافر كفركما قالوه، وفي الكشاف (¬1): أنه دسه في فيه للغضب على الكافر في وقت قد علم أن إيمانه لا ينفعه، قال وأما ما يضم إليه من زيادة مخافة أن تدركه الرحمة فمن زيادات الباهتين لله ولملائكته لأن الإيمان يصح بالقلب فحال البحر لا يمنعه، قال الشارح: قد يجاب بأن جبريل أراد شغل قلبه لا لسانه، وفي الإتحاف أن كلام الكشاف مختل رواية ودراية، أما الرواية فلأنه أنكر لفظه مخافة أن تدركه الرحمة ولم ينكر سائر الحديث ولم يفصل الروايات المعتبرة بين أول الحديث وآخره، وأما الدراية فلأنه اعتمد على أن الإيمان يصح بالقلب دون اللسان وهو كلام خارج عما تضمنه الحديث إذ لا نزاع أن فرعون تكلم بكلمة الإيمان ولكن لم يقبل منه كما لم يقبل من سائر الكفار كما في الآية التي أسلفنا. قلت: يريد أنه لا يقبل الإيمان من الكافر عند معاينة الهلاك كما قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} إلى قوله: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ [3/ 191] إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا} [غافر: 85] فكذلك إيمان فرعون كان عند ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 531).

رؤيته بأس الله فلم يقبل منه ثم قال أعني صاحب الإتحاف: وكذلك لم يتضمن الحديث إرادة بقاء فرعون على الكفر لأنه قد آمن فلم يبق في وسعه غير ما فعل، فإن أراد الزمخشري على خلاف الإيمان فليس بلازم لأنه قد آمن، وإن أراد بقاء حكم الكفر لعدم قبول الإيمان فإن الله تعالى قد أراد استمرار حكم الكفر على الكافرين أبد الآبدين منذ منعهم التوبة حين رؤية العباس أو طلوع الشمس وإنما خشي جبريل - عليه السلام - أن يرحم الله تضرعه لأن الرحمة والحكمة يسعان ذلك انتهى. (حم ك) (¬1) عن ابن عباس) قال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي في التلخيص لكنه في الميزان نقل عن أحمد أن يوسف بن مهران أحد رجاله لا يعرف ثم ساقه بلفظه. قلت: قد أخرجه الترمذي وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب وصححه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ كلهم من حديث ابن عباس (¬2) وروي من حديث أبي هريرة (¬3) وابن عمر (¬4) وأبي أمامة. 6055 - "قال لي جبريل: بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب". (طب) عن ابن أبي أوفى" (صح). (قال لي جبريل: بشر خديجة) بنت خويلد أم المؤمنين (ببيت في الجنة) قال الخطابي: المراد بالبيت هنا القصر (من قصب) أي لؤلؤ مجوف كما جاء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 245)، والحاكم (4/ 278)، والترمذي (3107)، والبيهقي في الشعب (9393)، والطيالسي (2693)، وعبد بن حميد (664)، وانظر الميزان (7/ 308)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4353)، والصحيحة (2015). (¬2) أخرجه الترمذي (3107)، وقال: حسن كما في المطبوع، والطيالسي (2729)، والبيهقي في الشعب (9393). (¬3) رواية أبي هريرة أخرجها ابن جرير في التفسير (11/ 163)، والبيهقي في الشعب (9390). (¬4) رواية ابن عمر أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 124).

مفسرًا في هذا الحديث بعينه (لا صخب) بفتح المهملة والمعجمة لا صياح فيه (ولا نصب) لا تعب، قال السهيلي (¬1): مناسبة نفي هاتين الصفتين أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإِسلام أجابت خديجة رضي الله عنها طوعًا فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا نزاع ولا تعب بل أزالت عنه كل وحشة وهونت عليه كل عسير فناسب كون بيتها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة، وللسهيلي هنا كلام في نكتة التعبير بالبيت عن القصر ولنا عليه كلام أودعناه في الفوائد المجموعة (طب) (¬2) عن ابن أبي أوفى) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن أبي سمية وقد وثقه غير واحد. 6056 - "قال لي جبريل: قلّبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمَّد، وقلّبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم". الحاكم في الكنى وابن عساكر عن عائشة. (قال لي جبريل: قلّبت مشارق الأرض ومغاربها) أي بأمر الله تعالى، والمراد من في مشارقها ومغاربها وهما كناية عن جميع الأرض. (فلم أجد) في بني آدم. (رجلاً أفضل من محمَّد) يحتمل أنه لم يجد في بني آدم الأحياء في زمانه، ويحتمل في بني آدم أجمعين الأحياء والأموات وهذا بعد تعريف الله لجبريل بصفات الفضل ما هي. (وقلّبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد بني أب) أولاد رجل من بني آدم. (أفضل من بني هاشم) وأفضليتهم من حيث أنه خرج فيهم محمَّد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - والحديث دليل على أنه - صلى الله عليه وسلم - أفضل البشر وأن بني هاشم أفضل القبائل والأفخاذ. (الحاكم في الكنى وابن عساكر (¬3) عن عائشة) قال ابن حجر ¬

_ (¬1) الروض الأنف (1/ 123). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 10) (11)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 224)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4350)، والصحيحة (3608). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6285)، واللالكائي في اعتقاد السنة (4/ 752)، وابن أبي عاصم في =

في أماليه: لوائح الصحة ظاهرة على صفحات هذا المتن، وقد أخرجه أحمد والطبراني والبيهقي والديلمي وغيرهم. 6057 - "قال لي جبريل: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق". (خ) عن أبي ذر (صح) ". (قال لي جبريل) مخبراً عن الله تعالى. (من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً) يحتمل أن هذا الحكم خاص بهذه الأمة ويحتمل أنه عام، وظاهر الآيات العموم. (دخل الجنة) إما مع الأولين بمغفرة الله وعفوه أو بعد تعذيبه ثم إخراجه. (قلت: وإن زنى وإن سرق؟) تقدم وجه ذكر هذين النوعين وخصوصيتهما (قال: وإن) أي وإن: زنى وإن سرق وهذا من الاكتفاء نوع من أنواع البديع ومنه: قالت بنات العم يا سلمى وإن ... كان فقيراً معدماً قالت وإن (¬1) (خ) (¬2) عن أبي ذر الغفاري). 6058 - "قال لي جبريل: ليبك الإِسلام على موت عمر" (طب) عن أبي ذر (ض) ". (قال لي جبريل: ليبك الإِسلام) أي أهله (على موت عمر) وهو أمر في معنى الإخبار، ويحتمل الأمر حقيقة فإنه كان عضد الإِسلام، وحبل الإيمان ولأن موته فتح قفل الفتنة بين المسلمين (طب) (¬3) عن أبي) رمز المصنف لضعفه قال ¬

_ = السنة (2/ 632)، والدولابي في الذرية الطاهرة (230)، والديلمي في الفردوس (4516)، والبيهقي في دلائل النبوة (1/ 76)، وانظر: الأمالي المطلقة لابن حجر (ص: 72)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4064): ضعيف جداً. (¬1) الأبيات منسوبة إلى رؤبة بن الحجاج (ت 145 هـ). (¬2) أخرجه البخاري (3050)، ومسلم (94). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 67) (61)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 74)، والموضوعات (1/ 342)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4065)، والضعيفة (4047): موضوع.

الهيثمي: فيه حبيب كاتب مالك وهو ضعيف متروك كذاب وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 6059 - "قال لي جبريل: يا محمَّد، عش ما شئت؛ فإنك ميت، وأحبب من شئت؛ فإنك مفارقه، واعمل ما شئت؛ فإنك ملاقيه" الطيالسي (هب) عن جابر". (قال لي جبريل: يا محمَّد، عش) الأمر هنا مجاز يراد به قدر في نفسك أو تمن أي عمر (ما شئت؛ فإنك ميت) مثل هذا وعظ وزجر وتهديد، والمعنى ليتأهب من غايته الموت بالاستعداد لما بعده. (وأحبب من شئت؛ فإنك مفارقه) فوطن نفسك على فراق كل من أحببته ليهون عليك فراقه واجعل همك ما يقربك ممن لا يفارقك في دار الدنيا ولا البرزخ ولا الآخرة وهو الله وحده لا شريك له. (واعمل ما شئت) من باب [3/ 192] {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40] للتهديد. (فإنك ملاقيه) أي ملاقي جزاءه إن خيراً فخير وإن شرا فشر والحديث من أبلغ المواعظ، وبوب الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد فقال: باب الإيجاز في الموعظة، وذكره بزيادته التي يأتي لنا ذكره وقد تقدم الحديث في: أتاني جبريل وفيه زياده، واعلم: أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس. (الطيالسي (هب) (¬1) عن جابر) سكت عليه المصنف وفيه الحسن بن أبي جعفر الجعفي (¬2) قال الذهبي: ضعفوه عن أبي الزبير وقد ضعفوه أيضًا وأورده ابن الجوزي من عدة طرق ثم حكم عليه بالوضع. 6060 - "قال لي جبريل: قد حُببت إليك الصلاة فخذ منها ما شئت". (حم) ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (1755)، والبيهقي في الشعب (10540)، وانظر العلل المتناهية (2/ 886)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4355)، والصحيحة (831). (¬2) انظر المغني (1/ 157).

عن ابن عباس (ح) ". (قال لي جبريل: قد حُببت) مبني للمجهول أي حببها الله. (إليك الصلاة) أي فعلها. (فخذ منها ما شئت) فإن الله قد أطلق لك فعلها إذ فيها قرة عينك وجلاء كربك (حم) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه علي بن زيد وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح. 6061 - "قال لي جبريل: راجع حفصة؛ فإنها صوامة قوامة، وإنها زوجتك في الجنة". (ك) عن أنس عن قيس بن زيد (صح) ". (قال لي جبريل) لما فارقت حفصة بنت عمر في المدينة. (راجع حفصة) وكان طلقها طلقة رجعية وهذا الأمر من باب الإشارة والإرشاد ويحتمل أنه عن الله وأنه من باب الإيجاب. (فإنها صوامة قوامة) كثيرة الصوم والقيام ومن كان بهذه الصفة فإنه يرغب فيه لا يرغب عنه (وإنها) عند الله وفي علمه. (زوجتك في الجنة) فلا تفارقها وسبب فراقه إياها كما رواه الطبراني (¬2) "أنها دخلت عليه في بيتها وهو يطأ مارية فقال: لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة وهي أن أباك يلي الأمر بعد أبي بكر، فأخبرت فطلقها ويروى غير ذلك، وفي الحديث فضيلة لحفصة. (ك) (¬3) عن أنس وعن قيس بن زيد) رمز المصنف لصحته ولابن سعد مثله عن ابن عباس عن عمر قال ابن حجر في الفتح: إسناده حسن. 6062 - "قال موسى بن عمران: يا رب من أعز عبادك عندك؟ قال: من إذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 245)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 270)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4063)، والضعيفة (4045). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 117) رقم (12640). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 17)، وابن سعد في الطبقات (8/ 84)، وانظر فتح الباري (9/ 286)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4351)، وصححه في الصحيحة (2007).

قدر غفر". (هب) عن أبي هريرة ". (قال موسى بن عمران) يحتمل أنه بإخبار جبريل له - صلى الله عليه وسلم -، ويحتمل أنه تلقاه من أهل الكتاب (يا رب من أعز عبادك عندك؟) أكرمهم عليك (قال: من إذا قدر) على من أساء إليه (غفر) له ولم يكافئه على سيئاته (هب) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه الديلمي وبيّض ولده لسنده. 6063 - "قال موسى بن عمران: يا رب، كيف شكرك آدم؟ قال: علم أن ذلك مني فكان ذلك شكره". الحكيم عن الحسن مرسلاً". (قال موسى بن عمران: يا رب، كيف شكرك آدم؟) كأنه بعد إخبار الله تعالى لموسى - عليه السلام - فإن آدم شكر ربه فسأله عن الكيفية إذ لا يسأل عن الكيفية لشيء إلا بعد معرفته. (قال: علم أن ذلك) الإنعام الذي شكرني عليه. (مني فكان علمه شكره) لأنه إذا علم أنه من الله تعالى اعتقاد أنه المنعم لا غيره والاعتقاد شكر. (الحكيم (¬2) عن الحسن مرسلاً). 6064 - "قال موسى لربه عَزَّ وَجَلَّ: ما جزاء من عزَّى الثُّكْلى؟ قال: أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي" ابن السني في عمل اليوم والليلة عن أبي بكر وعمران بن حصين". (قال موسى لربه عَزَّ وَجَلَّ: ما جزاء من عزَّى الثُّكْلى؟) التي فقدت ولدها أو حبيبها مثلاً أي صبرها واساها (قال: أظله في ظلي) كما سلف أن المراد ظل عرشي، أو الظل عبارة عن الإحسان (يوم لا ظل إلا ظلي) وإذا كان هذا جزاء المعزي فما ظنك بجزاء المصاب إن صبر، وفيه حث على التعزية ويأتي حديث ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8327)، والديلمي في الفردوس (3419)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4066). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 150)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4068).

"من عزى مصاباً كان له مثل أجره" (ابن السني (¬1) في عمل يوم وليلة عن أبي بكر وعمران بن الحصين) رواه عنه الديلمي وغيره أيضًا. 6065 - "قال دواد: يا زرع السيئات أنت تحصد شوكها وحسكها" ابن عساكر عن أبي الدرداء". (قال دواد) في وعظه لقومه. (يا زارع السيئات) أي مثبتها في أرض صحيفته. (أنت تحصد شوكهاا) وهو جزاؤها. (وحسكها) بالتحريك للمهملتين فتحا: هو الشوك أيضاً، أي إن عملك لك جزاؤه (ابن عساكر (¬2) عن أبي الدرداء). 6066 - "قال داود: إدخالك يدك في فم التنين إلى أن تبلغ المرفق فيقضمها خيرٌ لك من أن تسأل من لم يكن له شيء ثم كان" ابن عساكر عن أبي هريرة". (قال داود) في مناصحته لأمته. (إدخالك) خطاب لغير معين. (يدك في فم التنين) الثعبان العظيم، وقيل الحية العظيمة. (إلى أن تبلغ المرفق فيقضمها خيرٌ لك) في العقبى أو في الدنيا فإن تألمك من ذلك دون تألمك. (من أن تسأل) العطية. (ممن لم يكن له) من الدنيا. (شيء ثم كان) بعد فقره غنى فإنه مستحدث النعمة لا يرجى منه خير ولا ينال منه مطلوب كما قيل: مستحدث النعمة لا يرتجى ... أحشاؤه مملوءة فقر خر له الدهر فنال الغنى ... يا عجبا لو عقل الدهر والحديث من الحكم النبوية الصحيحة. (ابن عساكر (¬3) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (425)، والديلمي في الفردوس (4536)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4067). (¬2) أخرجه ابن عساكر كما في مختصر تاريخه (3/ 81)، وأخرجه ابن حبان في الثقات (5/ 292)، وقال ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 19): وروى بسند غريب -مرفوعاً- ثم ذكره وانظر فيض القدير (4/ 502)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4060)، والضعيفة (4044). (¬3) أخرجه ابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق (1/ 1082)، وأخرجه الديلمي في الفردوس (4531)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 81)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4059)، والضعيفة (4043).

6067 - "قال سليمان بن داود: لأطوفن الليلة على مائة امرأة كلهن تأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال صاحبه: قل: "إن شاء الله" فلم يقل "إن شاء الله" فطاف عليهن فلم يحمل منهن إلا امرأةٌ واحدةٌ جاءت بشق إنسان، والذي نفس محمَّد بيده لو قال: "إن شاء الله" لم يحنث، وكان دَرَكا لحاجته" (حم ق ن) عن أبي هريرة (صح) ". (قال سليمان: لأطوفن) وفي لفظ "لأطيفن" قال عياض: وهما [3/ 193] لغتان فصيحتان واللام موطئة للقسم أي الله لأدورنّ. (الليلة على مائة امرأة) من نسائه كنى بالطواف عن الجماع وفي رواية "سبعين" وفي أخرى "تسعين" ولا منافاة إذ مفهوم القليل لا ينفي الكثير لأنه غير معمول به، قيل: يحتمل أن الليل كان في ذلك الزمان طويلاً جداً بحيث يتأتي فيه جماع مائة امرأة مع نومه وتهجده، ويحتمل أنه تعالى خرق له العادة، وفيه ما رزقه الله من القوة على الجماع وهي تدل على صحة الذكورية وكمال الإنسانية وتقدم الكلام على ما أعطي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من القوة في الجماع في حرف الهمزة (كلهن تأتي بفارس) أي تلد ولداً ذكراً يصير فارسا وهذا إخبار منه مبني على حسن ظنه بالله عز وجل، وإخبار عن نيته أنها ليست لقضاء شهوته بل ليعمر بلاد الله لعباده. (يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه) أي قرينه من الملائكة أو وزيره من الإنس أو خاطره (قل: "إن شاء الله" فلم يقل "إن شاء الله") لنسيان عرض له لا للإباء عن التفويض إلى ربه (فطاف عليهن) جامعهن جميعاً (فلم تحمل منهن إلا امرأةٌ واحدةٌ) صفة للتأكيد (جاءت بشق إنسان) قيل: هو الجسد الذي ألقي على كرسيه (والذي نفس محمَّد بيده) بقدرته (لو قال: "إن شاء الله" لم يحنث) في يمينه، حيث حلف لأطوفن إلى آخره، أي لأبر الله قسمه بأن يرزقه الأولاد على حسب يمينه، وإلا فإنه أقسم على فعل غيره، فإن هبة الأولاد منه تعالى. (وكان دَرَكا) بفتح الراء اسم من الإدراك أي لحاقًا (لحاجته) فالحديث إخبار بأن تقييد الفعل بالمشيئة سبب لتمام المراد وعدمه لعدمه، فلا ينبغي للعبد أن

يعرض عن المشيئة. (حم ق ن) (¬1) عن أبي هريرة). 6068 - "قال يحيى بن زكريا لعيسى بن مريم: أنت روح الله وكلمته، وأنت خير مني، فقال عيسى: بل أنت خير مني، سلَّم الله عليك وسلمت على نفسي" ابن عساكر عن الحسن مرسلاً". (قال يحيى بن زكريا لعيسى بن مريم: أنت روح الله) سمي به لأن خلق روحه ابتداء بلا واسطة أصل وسبق مادة، أو لأنه تعالى أحيا به الأموات كما أحيا بالأرواح الأبدان (وكلمته) لأنه أوجده بقوله (كن) [البقرة: 59 - 117]، أو أنه لما تكلم في غير أوانه بقوله: {إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ} [مريم: 30] الآية، سمي كلمة وأضيف إلى الله تعظيماً (وأنت خير مني) أفضل عند الله وفيه تواضع يحيى واعترافه بفضل غيره عليه (فقال عيسى: بل أنت خير مني، سلَّم الله عليك) بقوله: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ} الآية (وسلمت على نفسي) بقولي: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ} [مريم: 33] الآية، وهذا قاله عيسى تواضعًا، وقيل: علمه بأنه أفضل من يحيى، فإنه أفضل منه بلا نزاع، ولا يقدح فيه ما ذكر من السلام، إذ قد يكون في المفضول مزية بل أو مزايا لا توجد في الفاضل، وفيه بيان جواز ذكر الإنسان للآخر بما فضله الله به (ابن عساكر (¬2) عن الحسن مرسلاً). 6069 - "قال رجلٌ: لا يغفر الله لفلان، فأوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء إنها خطيئة فليستقبل العمل" (طب) عن جندب (ض) ". (قال رجلٌ: لا يغفر الله لفلان) كأنه معين لا أنه لجنس عامل المعاصي كما قيل. (فأوحى الله تعالى إلى نبي من الأنبياء إنها) أي الكلمة التي قالها (خطيئة) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 229، 506)، والبخاري (2819، 3424، 5242، 6639، 6720، 7469)، ومسلم (1654)، والترمذي (1532)، والنسائي (7/ 25، 31). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (64/ 174)، وانظر فيض القدير (4/ 504)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4069).

لأنها حكم على الله تعالى بأنه لا يغفر وعلى العبد العاصي بأنه لا يتوب والكل سر محجوب. (فليستقبل العمل) أي يستأنف الطاعات فإنها قد حبطت بما تفوه به وفيه النهي عن الحكم على معين بأن الله لا يغفر له، إلا إن مات مشركاً. (طب) (¬1) عن جندب) رمز المصنف لضعفه. 6070 - "قالت أم سليمان بن داود لسليمان: يا بني، لا تكثر النوم بالليل؛ فإن كثرة النوم بالليل تترك الإنسان فقيرا يوم القيامة" (هـ هب) عن جابر". (قالت أم سليمان بن داود) واعظة لولدها وكانت من العابدات الصالحات (يا بني، لا تكثر النوم بالليل) فإنه محل المباحات ووقت المصافاة (فإن كثرة النوم بالليل) تفوت عليه قيامه (فتترك الإنسان فقيراً) من الأعمال الصالحة (يوم القيامة) ففيه الحث على قيام الليل فإنها لم تنهه عن كثرة النوم ليسهر في بطالة بل نهت عن كثرة نومه لإرادة قيامه بدليل التعليل وفيه أن قيامه سنة قديمة (هـ هب) (¬2) عن جابر) سكت المصنف عليه وقد تعقبه مخرجه البيهقي بأن فيه يوسف بن محمَّد بن المنكدر (¬3) متروك. 6071 - "قبضات التمر للمساكين مهور الحور العين" (قط) في الأفراد عن أبي أمامة". (قبضات التمر) [3/ 194] صدقة. (للمساكين مهور الحور العين) جمع حوراء من الحور والعين جمع عيناء: واسعة العين والمراد التمثيل بالتمر وإلا فكل الحبوب والفواكه مثله ويحتمل أن المهور خاصة هذه القبضات وأما ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 165) (1680)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4347). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1332)، والبيهقي في الشعب (4746)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4070). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 764).

غيرها من القبضات فله أجور أخر (قط) (¬1) في الأفراد عن أبي أمامة) سكت المصنف عليه وفيه طلحة بن زيد عن الوضين بن عطاء قال ابن الجوزي: موضوع تفرد به طلحة وهو متروك عن الوضين وهو واهي الحديث وأقره عليه المؤلف في مختصر الموضوعات فالعجب إتيانه به هنا. 6072 - "قبلة المسلم أخاه المصافحة" المحاملي في آماليه (فر) عن أنس (صح) ". (قبلة) بضم القاف وسكون الموحدة: هي اللثمة كما في القاموس (¬2) (المسلم أخاه) في الدين (المصافحة) وهي الأخذ باليد أي المشروع هو المصافحة فهي تعدل القبلة بين المؤمنين لا القبلة حقيقة وفيه عدم مشروعية القبلة (المحاملي في آماليه (فر) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته وفيه عمرو بن عبد الجبار قال في الميزان عن ابن عدي: روى عن عمه مناكير وأحاديث غير محفوظة ثم ساق له عدة أحاديث منها هذا. 6073 - "قتال المسلم أخاه كفر، وسبابه فسوق". (ت) عن ابن مسعود (ن) عن سعد (صح) ". (قتال المسلم أخاه) في الدين (كفر) قيل: إنه تشبيه للكفر من حيث إنه من شأن الكفرة فأطلق عليه الكفر تشبيها به، أو أراد الكفر اللغوي وهو التغطية لأن ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في الكنز (16066)، والديلمي في الفردوس (4645)، وانظر الميزان (5/ 249)، والموضوعات (2/ 235)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4071): موضوع. (¬2) القاموس (ص: 1250). (¬3) أخرجه المحاملي كما في الكنز (25345) وأخرجه ابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (431)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (805)، والديلمي في الفردوس (4649)، وابن عدي في الكامل (5/ 141)، وانظر الميزان (5/ 327)، والمغني (2/ 486)، واللسان (4/ 368)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4072)، والضعيفة (4050): ضعيف جداً.

حق المسلم على المسلم أن يعينه وينصره ويكف عنه أذاه فلما قاتله وصار كأنه غطى حقه. قلت: والأحسن هنا ما قد أشرنا إليه فيما سلف أن الكفر يطلق على بعض المعاصي، وليس المراد به الكفر المعروف (وسبابه) بكسر السين وتخفيف الموحدة أي سبه إياه، قيل السباب أشد من السب وهو أن يقول بما فيه وما ليس فيه (فسوق) خروج عن طاعة الله ورسوله، والفسوق أشد من العصيان قال تعالى: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} [الحجرات: 7] وفيه تعظيم مال المسلم وسبابه (ت (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الترمذي: إنه حسن صحيح، قال: وقد روي عن ابن مسعود من غير وجه. 6074 - "قتال المسلم كفر، وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام". (حم ع طب) والضياء عن سعد (صح) ". (قتال المسلم كفر) قيل: إن استحل قتاله (وسبابه فسوق) لا يبقى معه عدالة (ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام) يقطع مواصلته عازماً على قطعه (حم ع طب والضياء (¬2) عن سعد" رمز المصنف لصحته. 6075 - "قتل الرجل صبراً كفارة لما قبله من الذنوب" البزار عن أبي هريرة (صح) ". (قتل الرجل صبراً) بسكون الباء، أي قتل الرجل الرجل صبراً فأضيف المصدر إلى المفعول، والصبر: بأن يمسك ويقتل في غير معركة بغير حق (كفارة) للمقتول (لما قبله من الذنوب) جميعاً حتى الكبائر كما اقتضاه الإطلاق ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2634) عن ابن مسعود، والنسائي (2/ 313) عن سعد بن أبي وقاص، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4358). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 178)، وأبو يعلى (720)، والطبراني في الكبير (1/ 145) (324)، والضياء في المختارة (1023)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4359).

ودل له ما في حديث آخر "ما ترك القاتل للمقتول من ذنب" ويأتي معناه (البزار (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، ولكن أعله الهيثمي بأن فيه صالح بن موسى بن طلحة وهو متروك. 6076 - "قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه". البزار عن عائشة (صح) ". (قتل الصبر لا يمر بذنب إلا محاه) أي ذنب كان من صغير وكبير. (البزار (¬2) عن عائشة)، وقال: لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه، قال الهيثمي: رجاله ثقات ورمز المصنف لصحته. 6077 - "قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا". (ن) والضياء عن بريدة (صح) ". (قتل المؤمن) بغير حق. (أعظم عند الله) في الإثم. (من زوال الدنيا) أي من السعي في زوالها وزوال ما فيها فإن من جملة الدنيا سكانها من المؤمنين إن أريد بالزوال نفس إذهابها، وحينئذ يكون بزوالها زوال العالم من المؤمنين، ويحتمل أن المراد من زوال الدنيا ما عدا قتل المؤمن، أو أن المراد أنه في الإثم أعظم عنده تعالى من ذنوب غير القتل للمؤمن توجب زوال الدنيا أي إزالة الله لها، وفيه إبانة لعظم ذنب القتل للمؤمن، ولذا ذهب من ذهب إلى أنه لا توبة لقاتله لهذا الحديث وأمثاله قال ابن العربي: ثبت النهي عن قتل البهيمة بغير حق فكيف بقتل الآدمي المسلم، فكيف بالصالح. (ن والضياء (¬3) عن بريدة) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (5426)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 266)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4073): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4634)، وابن حبان في المجروحين (2/ 178)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 266)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4360)، والصحيحة (2016). (¬3) أخرجه النسائي (7/ 83)، والبيهقي في الشعب (5342)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4361).

المصنف لصحته. 6078 - "قد تركتكم على البيضاء: ليلها كنهارها, لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وعليكم بالطاعة وإن كان عبداً حبشياً، فإنما المؤمن كالجمل الأنف حيثما قيد انقاد". (حم هـ ك) عن عرباض (صح) ". (قد تركتكم) أيها المخاطبون من أمة الإجابة. (على البيضاء) في لفظ "على المحجة البيضاء، وهي جادة الطريق. (ليلها) في إشراقه. (كنهارها) المراد أنه لا لبس فيها ولا ريب بل قد [3/ 195] اتضحت إيضاح النهار، ومنه يعلم أنه لا لبس في دين الله ولا يحتاج إلى تكلفات المتكلمين وشطحات المتهوكين. (لا يزيغ عنها بعدي) لا يميل عنها إلى غيرها. (إلا هالك) محكوم عليه بالهلاك، أتى من قبل نفسه. (ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً) هذا من أعلام النبوة فقد وقع ذلك بما ملأ البلاد وفرَّق العباد. (فعليكم بما عرفتم من سنتي) طريقتي وسيرتي. (وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) قيل: المراد بهم الأربعة والحسن لحديث "تكون الخلافة ثلاثين سنة" والعجب من قول الشارح هنا: وهذا بالنظر إلى تلك الأزمنة وما قاربها، أما اليوم فلا يجوز تقليد غير الأئمة الأربعة في قضاء ولا إفتاء لا لنقص في مقام أحد من الصحابة ولا لتفضيل أحد الأربعة على أولئك، بل لعدم تدوين مذاهب الأولين وضبطها انتهى؛ فأعجب بحصره القضاء والإفتاء في الأربعة، وأما التدوين فهو واقع لسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أفعاله وأقواله ولكتاب الله تعالى، فهلا عول عليها، وكذلك قد دونت مذاهب أخر كمذهب داود وغيره من أئمة علماء من آل محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، فأي دليل حصر التقليد على الأئمة الأربعة وحرم تقليد غيرهم حتى قال لا يجوز، لقد أعظم المقالة وحرم من تلقاء نفسه ما لم يحرمه الله ورسوله، وأهمل ما أمر الله باتباعه، وكلامه

هذا من جملة الاختلاف الذي أخبر الصادق أنا سنراه وسننه - صلى الله عليه وسلم - وسنة الخلفاء الراشدين المهديين قاضية برد كلامه وذم مرامه فلا حول ولا قوة إلا بالله. (عضوا عليها) أي السنة المذكورة. (بالنواجذ) بالنون والجيم والذال المعجمة: أقصى الأضراس وهي أربعة، أو هي الأنياب، أو التي تلي الأنياب، أو الأضراس كلها، جمع ناجذ والنجذ شدة العض كما في القاموس (¬1) والمراد بجميع الفم كناية عن شدة التمسك بها ولزوم الإتباع لها. (وعليكم بالطاعة) للأمراء عليكم. (وإن عبداً حبشياً) أي وإن كان الأمير كذلك فاسمعوا له وأطيعوا لأوامره في طاعة الله؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. (فإنما المؤمن كالجمل الآنف) بزنة فاعل المزموم في أنفه فهو بمعنى المأنوف وهو الذي عقر أنفه فلم يمتنع على فائدة والقياس المأنوف؛ لأنه مفعول. (حيثما قيد انقاد) بيان لوجه الشبه وإن من شأن المؤمن سهولة الخلق ولين الجانب وأن يجعل الشريعة زماما ينقاد به إلى كل خير وهذا الحديث من أجل الأحاديث قدرًا وأعمها إخبارًا وأنفعها إلى الخير إرشاداً. (حم هـ ك) (¬2) عن عرباض) بن سارية، قال وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقلنا: إن هذه موعظة مودع فما تعهد إلينا فذكره وقد روى الحديث أبو داود فلم ينفرد ابن ماجه من الستة ورمز المصنف لصحته. 6079 - "قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس مُحَدَّثُونَ؛ فإن يك في أمتي أحد منهم فهو عمر بن الخطاب". (حم خ) عن أبي هريرة (حم م ت ن) عن عائشة (صح) ". ¬

_ (¬1) القاموس (ص: 432). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 126)، وابن ماجة (43)، والحاكم (1/ 175)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4369)، والصحيحة (937).

(قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم) في رواية من بني إسرائيل. (أناس مُحَدَّثُونَ) قال القرطبي بفتح المهملة اسم مفعول جمع محدث وهو من ألقي في نفسه شيء علي جهة الإلهام والمكاشفة من الملأ الأعلى أو من ألقى الصواب على لسانه أو من تكلمه الملائكة بلا نبوة أو من إذا رأى رؤياً أو ظن ظنا أصاب كأنه حدث به وألقي في روعه من عالم الملكوت فيظهر على نحو ما وقع له وهذه كرامة يكرم الله بها من يشاء من عباده. (فإن يك في أمتي منهم) أي من نوع المحدثين الماضين لا من أعيانهم أحد. (فإنه عمر بن الخطاب) قال القاضي: صورته صورة ترديد والمراد التأكيد كما يقول الرجل إن يكن لنا صديق فهو فلان وقال القرطبي في قوله: فإن يكن دليل على قلة وقوعه وندرته وعلى أنه ليس المراد بالمحدثين المصيبون فيما يظنون؛ لأنه كثير في العلماء بل وفي العوام من يقوى حدسه فتصح إصابته فترتفع خصوصية الخبر ومعنى الخبر قد تحقق ووقع في عمر قطعا وإن كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يجزم بالوقوع وقد دل على وقوعه أشياء كثيرة كقصة الجبل "يا سارية الجبل" (¬1) وغيرها وأصح ما يدل على [3/ 196] ذلك شهادة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه وكان عمر يزن الوارد بميزان الشرع فإن وافقه وإلا لم يلتفت إليه هذا وتقرير القاضي أقرب، قال الحافظ ابن حجر (¬2): وقد كثر المحدثون بعد العصر الأول وحكمته زيادة شرف هذه الأمة بوجود أمثالهم فيها ومضاهاة بني إسرائيل في كثرة الأنبياء عوضوا كثرة الملهمين، والحديث فضيلة لعمر وإعلام بما يخبر به عن حدسه صحيح لا ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 370)، وأبو نعيم في الدلائل (رقم 525 - 528)، واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة (رقم 2537)، وكرامات الأولياء (رقم (67) وقال ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 131): وهذا إسناد جيد حسن، وقال بعد أن أورده من طرق: فهذه طرق يشد بعضها بعضًا، وصححه الألباني في الصحيحة (3/ 101) رقم (1110). (¬2) فتح الباري (7/ 51).

يظن أنه من الوساوس. (حم خ) عن أبي هريرة (حم م ت ن (¬1) عن عائشة). 6080 - "قد أفلح من أخلص قلبه للإيمان، وجعل قلبه سليماً، ولسانه صادقاً، ونفسه مطمئنة، وخلقته مستقيمة، وأذنه مستمعة، وعينه ناظرة". (حم) عن أبي ذر (ح) ". (قد أفلح) قال القاضي: الفلاح الفوز بالبغية في الدارين (من أخلص قلبه للإيمان) فلا يزاحمه فيه شك ولا ريب ولا رياء ولا سمعة (وجعل قلبه سليماً) لغسله عن الشهوات والشبهات وعن الغل والأحقاد. (ولسانه صادقاً) بأن يتحرى الصدق فلا ينطق إلا به (ونفسه مطمئنة) راضية بما قدره الله لها غير منزعجة ولا قلقة (وخليقته مستقيمة) قائمة على سنن الهدى والشريعة (وأذنه مستمعة) لما يرد عليها من الحق وكلمات الخير استماع نفع. (وعينه ناظرة) لما في مخلوقات الله من عجائب حكمته وبدائع علمه وقدرته وخص السمع والبصر لأن الآيات الدالة على وحدانية الله إما سمعيه فالأذن هي التي تجعل القلب وعاء لها وإما نظرية والعين هي التي تعرف القلب بها وتجعله إناء لها وتمام الحديث "وإنما الأذن قمع والعين مقرة لما يوعي القلب وقد أفلح من جعل قلبه واعياً" هذا تمامه عند مخرجه. (حم (¬2) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: إسناده حسن وأخرجه ابن لال والبيهقي. 6081 - "قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً، وقنعه الله بما آتاه" (حم م ت هـ) عن ابن عمرو (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 339)، والبخاري (3689) عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (6/ 55)، ومسلم (2398)، والترمذي (3693)، والنسائي (5/ 39). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 147)، والطبراني في الشاميين (1141)، والبيهقي في الشعب (108)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 232)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4075)، والضعيفة (4985).

(قد أفلح من أسلم) فإنه خلص عن الذنب الذي لا يغفره الله. (ورزق كفافاً) ما يكف عن الحاجات ويدفع الضرورات والفاقات والمراد بالرزق الحلال؛ لأنه لا فلاح مع رزق حرام (وقنعه الله بما آتاه) من الكفاف فلم يطلب الزيادة وصاحب هذه الحالة يعد من الفقراء لأنه لا يترفه في طيبات الدنيا بل يجاهد نفسه على الصبر عن طلب الزيادة على الكفاف (حم م ت هـ (¬1) عن ابن عمرو) تبع المصنف في عزوه إلى مسلم عبد الحق، وقال في المنار: لم يذكره مسلم وإنما هو عند الترمذي ولم يقل "بما أتاه" وقال فيه: حسن صحيح. 6082 - "قد أفلح من رزق لُبًّا" (هب) عن قرة بن هبيرة". (قد أفلح) في الكشاف (¬2) الفلاح الظفر بالمراد وقيل البقاء في الخير وأفلح دخل في الفلاح (من رزق لُبًّا) عقلاً خالصاً من الشوائب سمي به؛ لأنه خالص ما في الإنسان من قواه وقيل: هو ما زكي من العقل وكل لب عقل ولا عكس وإنما أفلح من رزقه لأن العقل تدرك به المعاني ويمنع عن القبائح ويعرف به الرب تعالى ويصدق به رسله ويقود إلى كل هدى وهو نور الله في القلب وأي فلاح أعظم من امتلاء القلب بنور اليقين (هب) (¬3) عن قرة بن هبيرة) بن عامر القشيري من وجوه الوفود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سكت المصنف عليه وفيه سعيد بن نشيط مجهول ذكره الذهبي في الضعفاء (¬4)، [وعزاه في جمع الفوائد للكبير وقال: براو لم يسم وسببه أن فروة أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه كان لنا أرباب وربات ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 172)، ومسلم (1054)، والترمذي (2348)، وابن ماجة (4138). (¬2) الكشاف: (1/ 811). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (4655، 4656)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 181)، وابن قانع (2/ 357)، والطبراني (19/ 33 رقم 70)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 401): فيه راوٍ لم يسم وبقية رجاله ثقات، وانظر: جمع الجوامع (211) و (1227) و (810)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4076)، والضعيفة (2860). (¬4) انظر: المغني (1/ 266).

نعبدهن من دون الله تعالى فدعوناهن فلم يجبن وسألنهن فلم يعطين فجئناك فهدينا فنحن نعبد الله فقال - صلى الله عليه وسلم - "قد أفلح من رزق لبا" فقال يا رسول الله ألبسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما فكساه فلما كان بالموقف من عرفات قال - صلى الله عليه وسلم -: "أعد علي مقالتي" فأعاد عليه فقال - صلى الله عليه وسلم -: "قد أفلح من رزق لباً" انتهي وقد تقدم في الجامع بلفظ: "أفلح من رزق لبا" وحذف قد وعزاه المصنف للبخاري في التاريخ والطبراني في الكبير عن قرة بن هبيرة] (¬1). 6083 - "قد كنت أكره لكم أن تقولوا: "ما شاء الله وشاء محمَّد" ولكن قولوا: "ما شاء الله ثم شاء محمد" الحكيم (ن) والضياء عن حذيفة" (صح). (قد كنت أكره لكم أن تقولوا: "ما شاء الله وشاء محمَّد") كأنه - صلى الله عليه وسلم - قد سمعهم يقولون ذلك فكرهه ولما ينه عنه لجواز أنه جائز عند الله تعالى ولا ينهى إلا عن قبيح (ولكن قولوا: "ما شاء الله ثم شاء محمَّد") ظاهره أنه قد نهى عن العبارة الأولى تحريما وقيل: إنما هو [نهي] تنزيه رعاية للأدب وإنما فرق بين العبارتين؛ لأن الواو للجمع بين المتعاطفات وثم للدلالة على أن رتبة المعطوف دون المعطوف عليه قال الخطابي: أرشدهم إلى رعاية الأدب في التقديم وإخبار لهم من بين طرق التقديم ثم المفيدة للترتيب والمهملة والفاصلة الزمانية لتفيد أن مشيئة غير الله مؤخرة بمراتب وأزمنة، قال ابن القيم (¬2): وفي معناه الشرك المنهي عنه كقول من لا يتوقى الشرك: أنا بالله وبك، وفي حسب الله وحسبك، وما لي إلا الله وأنت، وأنا متكل على الله وعليك، الله وحياتك، ونحوه من الألفاظ الشنيعة. قلت: ثم هذا الإذن مختص بحياته - صلى الله عليه وسلم - وأما بعد وفاته فالظاهر [3/ 197] أنه ¬

_ (¬1) ما بين المعكوفتين مضاف من الحاشية. (¬2) مدارج السالكين (1/ 344)، وزاد المعاد (2/ 320).

لا يقال ذلك؛ لأنه لا يصح نسبة المشيئة إليه بعد الوفاة. (الحكيم (ن) والضياء (¬1) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته. 6084 - "قد رحمها الله تعالى برحمتها ابنتيها" (طس) عن الحسن بن علي مرسلاً (ح) ". (قد رحمها الله تعالى) الضمير عائد إلى امرأة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعها ابنتان لها فأعطاها ثلاث تمرات فأعطت ابنتيها لكل واحدة منهما تمرة فأكلتا تمرتيهما ثم جعلا ينظران إلى أمهما فشقت تمرتها بينهما نصفين قال فذكره. (برحمتها ابنتيها) وإيثارها لهما بما كان لها، ففيه أن رحمة الأولاد سبب لرحمة الله تعالى. (طب (¬2) عن الحسن بن علي) رمز المصنف لحسنه هكذا نسخ الجامع الصغير كلها فيما رأيناه ومن عجائب الشارح أنه شرح على نسخة فيها عن الحسن مرسلاً فقال هذا وهم من المصنف أوقعه فيه أنه ظن أنه الحسن البصري وليس كذلك بل هو الحسن بن علي، فليس بمرسل كما هو مبين في المعجم الكبير والصغير انتهى. فأعجب له هذا (¬3)، قال الهيثمي: فيه خديج بن معاوية الجعفي وهو ضعيف. 6085 - "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزاه من الجمعة، وإنا مجمعون إن شاء الله تعالى" (د هـ ك) عن أبي هريرة (هـ) عن ابن عباس وعن ابن عمر (صح) ". (قد اجتمع في يومكم هذا) المشار إليه عند التكلم (عيدان) العيد الحقيقي ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (4/ 143)، والنسائي (6/ 244)، والضياء في المختارة (156)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4378). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير 3/ 78 (2715)، وفي الصغير (850)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 158)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4373). (¬3) انظر: المداوي (4/ 436) رقم (2457).

والجمعة (فمن شاء أجزاه) أي حضور صلاة العيد. (من الجمعة) أي من حضورها (وإنا مجمعون إن شاء الله تعالى) ظاهر عموم من أنها تعمه - صلى الله عليه وسلم - وتعم كل حاضر وقوله: وإنا مجمعون إنه اختيار منه - صلى الله عليه وسلم - لأحد الأمرين الجائزين فالقول أنها تسقط عن غير الإِمام وثلاثة معه ليس مما يدل عليه الحديث. (د هـ ك عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح غريب، قال ابن حجر: فيه بقية، (هـ (¬1) عن ابن عباس وعن ابن عمر) قال ابن حجر: ورواية ابن ماجة عن ابن عباس بدل أبي هريرة وهم نبه هو عليه وتخريجه من حديث ابن عمر سنده ضعيف. 6086 - "قد عفوت عن الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرقة من كل أربعين درهما درهم وليس في تسعين ومائة شيء فإذا بلغت مائتين ففيها خمسة دراهم، فما زاد فعلى حساب ذلك، وفي الغنم من كل أربعين شاة شاة، فإن لم يكن إلا تسع وثلاثون فليس عليك فيها شيء، وفي البقر في كل ثلاثين تبيع، وفي الأربعين مسنقع وليس علي العوامل شيء، وفي خمس وعشرين من الإبل خمسة من الغنم، فإذا زادت واحدة ففيها ابنة مخاض، فإن لم تكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر إلى خمس وثلاثين فإذا زادت واحدة ففيها بنت لبون، إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقة طروقة الجمل إلى ستين فإذا كانت واحدة وتسعين ففيها حقتان طروقتا الجمل، إلى عشرين ومائة فإن كانت الإبل أكثر من ذلك ففي كل خمسين حقة، ولا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق خشية الصدق؛ ولا يؤخذ في الصدقة هرمة، ولا ذات عوار، ولا تيس، إلا أن يشاء المصدق، وفي النبات ما سقته الأنهار أو سقت السماء العشر، وما سقي بالغرب ففيه نصف ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1073)، وابن ماجة (1131)، والحاكم (1/ 425) عن أبي هريرة، وانظر التلخيص الحبير (2/ 88)، وأخرجه ابن ماجة (1311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4365).

العشر (حم د) عن علي". (قد عفوت) لكم (عن) زكاة (الخيل والرقيق) المماليك (فهاتوا صدقة الرقة) يعني أن الأصل فيما يملكه الإنسان أن يزكي وذكر العفو يدل على سبق ذنب من إمساك المال عن الإنفاق، ثم بين المقدار الواجب في الرقة فهاتوا. (من كل أربعين درهماً درهماً) في قوله: فهاتوا دون اخرجوا أو اصرفوا دلالة على أن ولايتها إلى الأئمة (وليس في تسعين ومائة شيء) يجب عليكم إخراجه لحكمة يعلمها الله تعالى وإلا فإنه قد أوجب في الأربعين (فإذا بلغت) الرقة. (مائتين ففيها خمسة دراهم فما زاد فعلى حساب ذلك) اختلف في المراد فقال أبو حنيفة: المراد ما زاد إلى أن بلغ أربعين ففيه درهم وهو مذهب عمر بن الخطاب وجماعة من الصحابة، وقال الشافعي: وأحمد وجماعة من الأئمة وهو قول علي عليه السلام وطائفة من الصحابة إذا زادت الدراهم علي المائتين فلا شيء فيها حتى تبلغ أربعمائة ففيها عشرة، يؤيد الأول بحديث معاذ حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن وفيه ولا تأخذ مما زاد -يعني علي المائتين- حتى تبلغ أربعين درهما وفيه ضعيف، وأحاديث أخر ما خلت عن ضعيف ذكرها ابن حزم في المحلى (¬1) ونقلها عنه السرخسي في شرح هداية الحنفية والحاصل أن قوله: فما زاد يحتمل على المائتين ولو درهما ففيه بحسابه ويحتمل إلى الأربعين ويحتمل إلى المائتين، الأول لا أعلم قائلا به والآخر أن محل الخلاف والحق عندي أنه محمل أي ما زاد لاحتماله ولا دليل على أحد احتمالاته فهو محل توقف (وفي الغنم في كل أربعين شاة شاة فإن لم يكن إلا تسع وثلاثون) أي إن لم يوجد إلا هذا العدد (فليس عليك فيه شيء) لطفاً من الله وحكمة الإيجاب في الأربعين في هذا العدد بخصوصية مجهولة وطوى هنا ذكر فرائض ما بعد الأربعين وتقدم ¬

_ (¬1) انظر: المحلى لابن حزم (6/ 63 - 64).

تفصيلها في حرف الفاء. (وفي البقر) يجب (في كل ثلاثين تبيع) كما سلف (وفي الأربعين مسنة) طعنت في السنة الثالثة (وليس على العوامل) جمع عاملة وهو ما يعمل من إبل وبقر في نحو حرث وسقي فلا يجب فيها (شيء) بالغة كما بلغت (وفي خمس وعشرين من الإبل) يجب (خمسة) رؤوس (من الغنم، فإذا زادت واحدة ففيها ابنة مخاض) تقدم تفسيرها (فإن لم تكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر إلى خمس وثلاثين [3/ 198] فإذا زادت واحدة ففيه ابنت لبون، إلى خمس وأربعين، فإذا زادت واحدة ففيها حقة طروقة الجمل) " استحقت أن يطرقها الجمل (إلى ستين فإذا كانت واحدة وسبعين ففيها حقتان طروقتا الجمل) قد طوى هنا من الفرائض ما ينشر في غيره فإنه قال: "فإن زادت واحدة أي بعد ستين ففيها جذعة إلى خمس وسبعين وفيها ابنتا لبون إلى تسعين ... " الحديث. ولعل هذا وقع نسيانا من الراوي (إلى عشرين ومائة فإن كانت الإبل أكثر من ذلك ففي كل خمسين حقة) زاد فيما سلف في حرف الفاء وفي كل أربعين بنت لبون .. الحديث، وفيه تفصيل لما أجمل هنا ... (ولا يفرق بين مجتمع، ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة) تقدم تفسيره في حرف الفاء. (ولا يؤخذ في الصدقة هرمة) عالية السن. (ولا ذات عوار) بفتح المهملة وقد تضم عيب ونقص (ولا تيس) فحل الغنم. (إلا أن يشاء المصدق) بفتح الدال والكسر أكثر تقدم تفسيره، (و) يجب (في النبات فيما سقت الأنهار أو سقت السماء العشر) فيه لحقة مؤنته على مالكه (وما سقي بالغرب) بالدلو (ففيه نصف العشر) تخفيفاً من الله تعالى لمشقته على مالكه (حم د (¬1) عن علي) ذكر ابن حجر: أن الترمذي نقل عن البخاري صحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 92)، وأبو داود (1574)، والترمذي (620)، وابن ماجة (1790)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4375).

6087 - "قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرضين بخمسين ألف سنة" (حم ت) عن ابن عمرو (ح) ". (قدر الله المقادير) أي علم كل شيء بمقداره وكيفيته وكميته، وقيل: أجرى القلم على اللوح وأثبت فيه المقادير على الخلائق ما كان وما يكون وما هو كائن إلى الأبد (قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة) أراد بيان طول الأمد وتمادي الزمان بين التقدير والخلق وأنه هذا القدر لو وجد ليل ونهار قيل أو ما خلق الله العرش بدليل قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] فإنه قبل خلق السماوات والأرض كان كذلك. قلت: قوله على الماء يشعر بتقدم خلق الماء، وقيل: بل أولها القلم لخبر أحمد: "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، قال: وما اكتب: قال: اكتب مقادير كل شيء"، قيل: أوليته بالنسبة إلى ما عدا الماء والعرش، قال ابن حجر: وأما حديث: "أول ما خلق الله العقل" فلم يكن له طريق يثبت (حم ت (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه، وفي الكبير قال الترمذي: حسن صحيح غريب. 6088 - "قدمت المدينة ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية وإن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الفطر ويوم النحر" (هق) عن أنس (ح) ". (قدمت المدينة) زمن الهجرة (ولأهل المدينة) وضع الظاهر موضع المضمر زيادة في تأكيد الإخبار (يومان يلعبون فيهما) قيل: هما يوم النيروز ويوم المهرجان ويحتمل أنهما متتابعان أو متفرقان تجمعهما سنة واحدة. (في الجاهلية، وإن الله تعالى قد أبدلكم بهما خيراً منهما) والإبدال يدل على أنه قد نهى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 169)، والترمذي (2156)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (3891)، وأخرجه البزار (2456)، وعبد بن حميد (343)، وابن حبان (6138)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4380).

عنهما، قلناه قبل رؤية كلام ابن تيمية الآتي وهل في البدل ما في المبدل منه من اللعب، الظاهر أنه لا لعب فيهما ولا يباح فيهما إلا ما أباحه الله ورسوله فيهما (يوم الفطر ويوم النحر) فإنهما عند أهل الإِسلام، قال الطيبي: هذا نهي عن اللعب والسرور فيه في نهاية اللطف وأمر بالعبادة وأن السرور الحقيقي فيها بل {بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58]، قال مخرجه البيهقي: زاد الحسن فيه: "أما يوم الفطر فصلاة وصدقة، وأما يوم الأضحى فصلاة ونسك"، قال المجد (¬1) ابن تيمية: أفاد الحديث حرمة التشبه بهم في أعيادهم لأنه لم ينفها على العيدين الجاهليين ولا يتركهم يلعبون فيهما على العادة، وقال: أبدلكم والإبدال يقتضي ترك المبدل منه، وقال المظهر: فيه دليل على أن يوم النيروز والمهرجان منهي عنهما. قلت: وفيه دليل على أنه لا يعظم غير يومي العيدين وأما ما ينفق في الجهات من تعظيم أيام انفقت فيها واقعات من ميلاده - صلى الله عليه وسلم - الذي يعظمه أهل مكة ويجعلونه عيدا ولو كان ذلك عيداً لكان أحق الناس بتعظيمه الصحابة والتابعين وكذلك تعظيمهم أياماً يسمونها بالأعياد مثل عيد العيدروس ونحوه مما لا يكاد يمر شهر واحد إلا وفيه أعياد لديهم ومثل أيام الزيارات في البهائم وغيرها مما يعظمونه أكثر من تعظيم الأعياد وينفقون فيه من الأموال بالإسراف ما يحرمه الله ورسوله ولا ينهاهم أحد لأن هم من إليه الأمر والنهي قبض المال لا غير، قال لي شيخنا في مكة [3/ 199] وكان من الأبرار الصالحين رحمه الله وأنا أقرأ عليه شرح العمدة لابن دقيق العيد وقد جرى ذكر تعظيم الزيدية للغدير هذا شيء مبتدع لا يحسن فعله أو نحو هذا اللفظ فقلت له: نعم وهو نظير هذا المولد الذي يفعلونه في مكة فقال: هذا فيه تعظيم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ¬

_ (¬1) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 184).

قلت: لو كان فيه خيراً لكان أحق الناس بفعله الصحابة والصالحين من السلف فهم كانوا أشد تعظيما له - صلى الله عليه وسلم - فسكت، وكان هذا الحديث وأهل مكة في عيد لمولد أو ذاك ولقد شاهدناهم عقيب هذا يفعلون فيه من المنكرات مالا يحيط به الوصف مع أنهم تلك السنة يزعمون أنه نهى الذي وصل من الأروام عن كثير من البدع (هق (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: فيه محمَّد بن عبد الله الأنصاري، أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: قال أبو داود: تغيّر شديداً. 6089 - "قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر مجاهدة العبد هواه" (خط) عن جابر (ض) ". (قدمتم) أيها المخاطبون من الصحابة قدوماً (خير مقدم) دعاء لهم وإخباراً بأن قدومهم خير قدوم؛ لأنهم رجعوا إلى الأوطان بعد إرضاء الرحمن بقتل عبدة الأوثان (من الجهاد الأصغر) للعدو البارز للعداوة الذي يدفع بالعدة والعدد. (إلى الجهاد الأكبر) وهو جهاد العدو المخالط المخالل البخاري مع الدم واللحم الذي أعوانه النفس التي في بدن الإنسان والهوى، وكأنهم قالوا: وما الجهاد الأكبر فقال (مجاهدة العبد هواه) الذي يزينه له شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء، قال إبراهيم بن أدهم: أشد الجهاد جهاد الهوى فمن منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلاها. قلت: أكبرية هذا الجهاد من حيث أنه لا يفتر ساعة من ليل ولا نهار ولا يمل ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 277)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4381). (¬2) انظر: المغني (2/ 599) وفيه: ثقة مشهور، قال أبو داود: تغيّر تغيرًا شديداً ... وقال أحمد: "أنكر القطان حديث حبيب بن الشهيد علي الأنصاري في الحجامة للصائم"، ورد في الميزان (3/ 600)، ما أنكره القطان فقال: ما ينبغي أن يتكلم في مثل الأنصاري لأجل حديث تفرد به فإنه صاحب حديث.

ولا يفتر ولا يهادن صاحبه ومن حيث أنه يحارب كل جارحه من الجوارح العين يجرها إلى نظر ما يحرم والأذن إلى سماعه واليد إلى البطش فيه والرجل إلى المشي إليه وكل جارحه يجنبها ومن حيث أنه يدخل إلى ملك البدن وهو القلب فبجيوشه بالأفكار الخبيثة والشهوات الباطلة والإرادات المخالفة والعزوم القبيحة وغير ذلك من أنواع جهاده فعلى العاقل أن يجاهد نفسه ويخادعها ساعة فساعة ويخاطبها خطاب النصوح الآمر يقول: (يا أيتها النفس) أنت على جناح سفر ودارك هذه دار غرور وقدور وإن المسافر إن لم يتزود ركب الخطر وخير الزاد التقوى كما جاء عن سيد البشر. (خط (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه ورواه عنه البيهقي في كتاب الزهد وقال: إسناده ضعيف وضعفه العراقي. 6090 - "قدموا قريشا, ولا تقدموها، وتعلموا منها, ولا تعالموها" الشافعي والبيهقي في المعرفة عن ابن شهاب بلاغا (عد) عن أبي هريرة". (قدموا قريشاً) قيل: المراد في الخلافة لحديث: "الأئمة من قريش" ولأنه - صلى الله عليه وسلم - قدم سالماً مولى أبي حذيفة في الصلاة وخلفه جماعة من قريش وأمر معاذ بن جبل وغيره ومعه قريش فعلم أنه ليس المراد في التقديم في كل خصلة شريفة ومرتبة سنية، قال ابن تيمية (¬2): الأحاديث في فضل قريش فيها كثرة وهي تدل على فضل العرب إذ نسبة قريش إلى العرب كنسبة العرب إلى الناس، وسبب هذا الفضل ما خصوا به في عقولهم وأخلاقهم وألسنتهم وأعمالهم وذلك أن الفضل إنما هو بالعلم النافع أو بالعمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو بالفهم والحفظ وقوة المنطق الذي هو البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزًا للمعاني وجمعًا للمعنى الكثير في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع تم ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 523)، والبيهقي في الزهد الكبير (2/ 165)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4080)، وقال في الضعيفة (2460): منكر. (¬2) اقتضاء الصراط المستقيم.

تميزه بين كل شيئين مشتبهين بلفظ آخر مميز مختصر كما نجده في لغتهم في جنس الحيوان مثلا فإنهم يعبرون بين القدر المشترك بين الحيوان بعبارات جامعة ثم يميزون بين أنواعه في أسماء إلى غير ذلك من خصائص اللسان العربي وأما العمل فعلى الأخلاق وهي الغرائز المخلوقة في النفس وغرائزهم أطوع للخير من غيرهم فهم أقرب إلى الأخلاق المحمودة من نحو سخاء وشجاعة ووفاء وهذا كلام جامع في كل ما يأتي نافع. (ولا تقدموها) لأنها الأحق بالتقديم والخطاب لسائر الأمة غير قريش إن قيل، فإذا اختلفت قريش وطلب كل [3/ 200] التقدم وتنازعوا وأدى إلى الفساد فماذا؟ قلت: يجب عليهم التقيد لأكملهم فيما تقدم فيه الفاضل على المفضول، والعالم من قريش يقدم على الجاهل في الفتوى مثلا والحكم بين الناس، والشجاع مقدم على الجبان في الحروب ونحوها وقد عين - صلى الله عليه وسلم - بعض رتب الفضل أعني من يقوم بها كقوله: "يؤم القوم أقرأهم" فإنه قاض للأقرأ بالتقدم على غيره من قرشي وغيره، إن قلت فيلزم أن يقدم عليهم غيرهم في الخلافة إن كان أقوم بها وأكمل وحينئذ يضيع الحديث. قلت: الأمر في الحديث دليل على أنه لا يخلو الصالح للخلافة عن قريش أصلًا لئن سلم فالمراد بالأمر بالتقديم عند وجود الصالح لذلك لا مع فقده، وإن قلنا: إنه عام في التقديم لهم في كل مزية عظيمة كان المراد ذلك أيضاً. (وتعلموا منها) كل ما يحصل بالتعليم والمراد من عالمها فإذا وجد عالم قرشي وعالم غير قرشي كان أخذ العلم من القرشي. (ولا تعالموها) بفتح المثناة مفاعلة من العلم أي لا تغالبوها في العلم ولا تفاخروها فيه لما سلف من اجتماع الكمال فيهم. واعلم: أن هذه خاصية للنوع لا يلزم وجودها في الأفراد إلا أن من لازمها أن لا يخلو الأفراد كلها عنها وأن لا يوجد في غيرهم من هو أتم من كل أفرادهم.

(الشافعي والبيهقي في المعرفة عن ابن شهاب بلاغًا) أنه قال: بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وظاهر كلام المصنف أنه خرجه الشافعي بلاغًا وأفاد السمهودي في الجواهر أن الشافعي في مسنده وأحمد في المناقب خرجاه من حديث عبد الله بن حنطب، قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "أيها الناس قدموا قريشاً ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعالموها"، وقال الحافظ ابن حجر: إنه أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح لكنه مرسل وله شواهد. (عد (¬1) عن أبي هريرة). 6091 - "قدموا قريشاً، ولا تقدموها، وتعلموا من قريش، ولا تعلموها، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله تعالى" (طب) عن عبد الله بن السائب (صح) ". (قدموا قريشاً) ظاهره العموم في كل شيء وأن الأمر للإيجاب وزاد قوله. (ولا تقدموها) للتأكيد وإلا فإنه قد أفيد للجملة الأولى. (وتعلموا من قريش) حذف مفعوله ليعم كالأول. (ولا تعلموها) فإنه عنها يؤخذ العلم وهذا مشكل فإن القرشي يفتقر إلى أخذ العلم عن غيره فرب فارسي وعجمي أعلم من قرشي فالذي يلوح أن الحديث خطاب لأهل عصره - صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة لا غيرهم فإنه هاجر إليهم المهاجرون من قريش وقد صاروا عالمين بمناسك الدين فأمرت الأنصار وغيرهم من العرب الذين تأخر إسلامهم أن تعلم علم الدين منهم هذا أقرب ما يقال فالمراد تعلموا من عالم قريش كما دل له قوله. (ولولا أن تبطر قريش) أي تكفر النعمة. (لأخبرتها ما لخيارها عند الله تعالى) فإن الوعيد لخيارها وهم علماؤها فالمراد بقريش خيارها في هذه الأحاديث أي قدموا خيار قريش وتعلموا منهم ولا تعلموهم لما لهم عند الله من الكرامة والمنازل العلية ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 162)، والشافعي في مسنده (1/ 278)، والبيهقي في الشعب (1602)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 36، 3/ 103)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4383).

والظاهر أن المراد ببطر قريش القبيلة بأسرها لما نعرفه من إكرام الله لأفراد منها ويحتمل أن المراد خيارها وفيه أنه قد يطوى بعض الخير مخافة الشر. نكتة: قال الشارح استدل بقوله في هذه الأحاديث ونحوها (قدموا قريشاً) على رجحان مذهب الشافعي على غيره ولورود الأمر بتقديم القرشي على من ليس بقرشي ورده عياض بأن المراد الخلافه وتعقبه النووي بأن الأحاديث دلت على أن للقرشي مزية على غيره فصح الاستدلال به. قلت: إذا جعلت الأحاديث أدلة على ما ذكر فالدائرة أوسع من قصر الرجحان على مذهب الشافعي بل كل قرشي فيدخل الهاشمي وغيره وقد قال الشارح: أن السمهودي وغيره، قالوا: كلما جاء في فضل قريش فإنه ثابت لبني هاشم والمطلب (طب (¬1) عن عبد الله بن السائب) رمز المصنف لصحته، وفي نسخة المقابلة صح متنه وفي الشرح أنه من رواته أبي معشر عن المقبري، وأبو معشر ضعيف. 6092 - "قدموا قريشا, ولا تقدموها, ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله" البزار عن علي (صحيح المتن) ". (قدموا قريشا، ولا تقدموها) أي قدموا خيارها كما أسلفناه. (ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها [3/ 201] بما لها) أي لخيارها. (عند الله). (البزار (¬2) عن علي) في نسخة المقابلة على خط المصنف صحيح المتن. 6093 - "قده بيده" (طب) عن ابن عباس" (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1519)، أبو نعيم في الحلية (9/ 64) عن أنس، وراجع لطرق هذا الحديث البدر المنير (4/ 466)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (10/ 25)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4382). (¬2) أخرجه البزار (465)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 64)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4384).

(قده) بضم فسكون أمر. (بيده) سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان يربط يده إلى إنسان بنحو سير أو خيط فقطعه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكره، وفيه جواز إتلاف مال الغير لمثل هذا. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 6094 - "قراءة القرآن في الصلاة أفضل من من قراءة القرآن في غير صلاة، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل التسبيح والتكبير، والتسبيح أفضل من الصدقة والصدقة أفضل من الصوم، والصوم جنة من النار". (قط) في الأفراد (هب) عن عائشة". (قراءة القرآن في الصلاة) حال القيام فيها لثبوت النهي عن قراءته في الركوع والسجود. (أفضل من قراءة القرآن في غير صلاة) لشرف الصلاة وشرف ما يفعل فيها. (وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير) لأن كلام الله أفضل من كل كلام سواه. (والتسبيح) كأن المراد والتكبير. (أفضل من الصدقة) وإن كان نفعها متعدياً. (والصدقة أفضل من الصوم) لتعدي نفعها إلى الغير. (والصوم جنة من النار) قال الطيبي: ذكر خاصية المفضول وترك ذكر خواص الفواضل لأنها تناهت عن الوصف، إن قلت حديث: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم" الحديث يدل على أنَّه أفضل الأعمال وما هنا دل على خلاف ذلك. قلت: إذا نظر إلى نفس العبادة كانت الصلاة أفضل من الصدقة، وهي من الصوم فإن موارد التنزيل وشواهد الأحاديث النبوية جارية على تقديم الأفضل فإذا نظر إلى كل منها وما تدلى إليه من الخاصية التي لم يشارك غيره فيها كان ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 34) (10954)، والنسائي (3/ 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4385).

أفضل هذا جواب الشارح ولا يخفى ما فيه. (قط) في الأفراد (هب (¬1) عن عائشة) سكت المصنف عليه وفيه محمَّد بن سلام قال ابن مندة: له غرائب عن الفضل بن سليمان النميري وفيه مقال عن رجل من بني خزيمة: مجهول. 6095 - "قراءة الرجل القرآن في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك إلى ألفي درجة". (طب هب) عن أوس بن أبي أوس الثقفي (صح) ". (قراءة الرجل) أو المرأة (القرآن في غير المصحف) في الأجر. (ألف درجة) لا يعلم حقيقة المراد بها إلا الله تعالى والمفهوم لنا الأجر الكبير قال الطيبي: إنه خبر لقوله قراءة القرآن بتقدير مضاف أي ذات ألف درجة فيصح الحمل مثل "هم درجات" أي ذو درجات. (وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك إلى ألفي درجة) وإنما ضوعفت القراءة في المصحف, لأنه أتم للتفكر ولأنه يتم به عبادة الجوارح من العين والأيدي وجملة البدن، قيل: والأقرب أن كلما كان التدبر فيه أتم وأكمل كان أفضل من مصحف أو غيره. (طب هب (¬2) عن أوس بن أبي أوس الثقفي) في الكبير (طب عد هب عن عثمان بن عبد الله بن أوس بن أبي أوس الثقفي عن جده) وصحح، وقال الشارح: قال الهيثمي فيه أبو سعيد بن عوذ (¬3) وثقه ابن معين مرة وضعفه أخرى وبقية رجاله ثقات. 6096 - "قراءتك نظرًا تضاعف على قراءتك ظاهراً كفضل المكتوبة على النافلة" ابن مردويه عن عمرو بن أوس". ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (6294) كما في أطراف الغرائب، والبيهقي في الشعب (2243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4082). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 221) (601)، والبيهقي في الشعب (2218)، وابن عدي في الكامل (299)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 165)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4081). (¬3) انظر: المغني (2/ 787).

(قراءتك نظراً) أي في المصحف. (تضاعف على قراءتك ظاهراً) عن ظهر قلب. (كفضل) الفريضة. (المكتوبة على النافلة) من صلاة أو حج أو صدقة. (ابن مردويه (¬1) عن عمرو بن أوس) في الصحابة ثقفي وأنصاري. 6097 - "قرب اللحم من فيك فإنه أهنأ وأمرأ (حم ك هب) عن صفوان بن أمية (صح) ". (قرب اللحم من فيك) عند الأكل. (فإنه) أي تقريبه والمراد تقريب ما ينهش من اللحم لأن سببه أنه كان يأخذ اللحم بيده من العظم فقال - صلى الله عليه وسلم - "قرب اللحم فإنه". (أهنأ) أكثر هناء والهناء كما في العارضة: عزو [خلوص] الشيء عن النصب والنكد. (وأبرأ) قيل بالباء الموحدة أي أسلم من الداء، قال الشارح: وروى "أمرأ" بالميم. قلت: هو الذي في نسخ الجامع من الاستمراء وهي الملائمة. (حم ك هب (¬2) عن صفوان بن أمية)، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، لكن قال المنذري: فيه انقطاع فإن الحاكم وأبا داود خرجاه من حديث عبد الرحمن بن معاوية عن عثمان بن أبي سلمان عن صفوان وعثمان لم يسمع منه ورواه عنه أيضاً الترمذي وفيه عنده خاصة عبد الكريم المعلم واه. 6098 - "قرصت نملة نبيًّا من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت، فأوحى الله إليه: أن قرصتك نملة أحرقت أمة من النمل تسبح" (ق د ن هـ) عن أبي هريرة". (قرصت نملة نبيًّا من الأنبياء) قال الزكي المنذري: جاء من غير وجه أنه ¬

_ (¬1) عزاه في الكنز (2305) لابن مردويه وانظر فيض القدير (4/ 514)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4083)، والضعيفة (4053). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 401)، والحاكم (4/ 126)، والبيهقي في الشعب (5900)، وأخرجه الحاكم (4/ 113)، وأبو داود (3779)، والترمذي (1835)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 96)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4084).

عزير، ونقل المحب الطبري عن الحكيم الترمذي أنه موسى، وروى أنه داود، روى أنه قال: "يا ربِّ [3/ 202] تعذب أهل قرية وفيهم المطيع فأراد ربه أن يريه العبرة في ذلك فسلط عليه الحر فلجأ إلى ظل شجرة عندها بيت نمل فنام فلدغته واحدة وهو في ألذ النوم". (فأمر بقرية النمل) أي بيتها الذي تسكنه (فأحرقت) بالبناء للمفعول وفي رواية للبخاري "أحرق" أي النمل وكان ذلك جائزا في شرعه لا في شرعنا للنهي عن قتل النمل في خبر يجيء. (فأوحى الله إليه: أن) بفتح الهمزة وحذف الجار وهمزة الاستفهام مقدرة أي لأن (قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم) طائفة من الطوائف (تسبح) مسبحة وأتى بالمضارع دلالة على تجدد التسبيح، قال في البحر: فالعتب على ذلك النبي بزيادة القتل على نملة لدغته لا لنفس القتل والإحراق فإنه جائز في شرعه، وقيل: لم يعاتبه إنكاراً على فعله بل إيضاحاً لحكمة شمول الإهلاك لجميع تلك القرية فضرب له المثل بالنمل أي إذا اختلط من يستحق الإهلاك بغيره ويعني إهلاك الكل طريقا للإهلاك المستحق جاز إهلاك الكل. قلت: وفي هذا وما قبله تكلف والظاهر أنه عتاب على نفس الفعل ومثل ذلك يجوز على الأنبياء من باب {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ} [التوبة: 43]. لطيفة: قال الزمخشري رحمه الله (¬1): دخل قتادة الكوفة فاجتمع إليه الناس فقال: سلوني عما شئتم، وكان أبو حنيفة رحمه الله حاضرًا وهو غلاماً حدث، فقال: سلوه عن نملة سليمان كان ذكرا أم أنثى فسألوه فأفحم، فقال: أبو حنيفة كان أنثى، فقيل له: من أين عرفت قال من قوله تعالى: {قَالَتْ نَمْلَةٌ} ولو كان ذكراً، لقال: قال. (ق د ن هـ (¬2) عن أبي هريرة) وتقدم سبب القصة، وقيل: إنه مر ¬

_ (¬1) الكشاف (ص 901). (¬2) أخرجه البخاري (3019، 3319)، ومسلم (2241)، وأبو داود (5266)، والنسائي (3/ 166)، وابن ماجه (3225).

بقرية أهلكت فبقي متعجباً، يقول: يا رب فيهم الصبيان ودواب ومن لا يقترف ذنبًا فاتفق له ما ذكر. 6099 - "قرض الشيء خير من صدقته". (هق) عن أنس" (ض). (قرض الشيء) أي إقراضه هو عام في كل شيء (خير من صدقته) لأن القرض غالبه لا يكون إلا لمحتاج بخلاف الصدقة فقد تقع في يد من لا يستحقها. (هق (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 6100 - "قرض مرتين في عفاف خير من صدقة مرة" ابن النجار عن أنس (ض) ". (قرض مرتين) أي إقراض شيء مرتين. (في عفاف) أي إعفاء عن زيادة تؤدى إليه. (خير من صدقة مرة) دل على أن مضاعفة الإقراض أفضل من الصدقة، والأول دل على أن مجرد الإقراض أفضل فهذا مقيد لإطلاقه في الأمرين مع الزيادة والتضعيف. (ابن النجار (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 6101 - "قريش صلاح الناس، ولا تصلح الناس إلا بهم، ولا يعطى إلا عليهم، كما أن الطعام لا يصلح إلا بالملح". (عد) عن عائشة (ض) ". (قريش صلاح الناس) فسره بقوله (ولا تصلح الناس إلا بهم) أي بإمارتهم وإلقاء أزمة الأمور بأيديهم، قال الحليمي: إذا وجبت التقدمة لقريش كانت لبني هاشم أوجب؛ لأنهم أخص منهم (ولا يعطى إلا عليهم) أي لا يعطى الناس الطاعة لأحد إلا على إمارتهم، أو لا يعطي الله الناس خيرا إلا على إمارتهم وعلى للتعليل أي لأجلهم. (كما أن الطعام لا يصلح) لآكليه (إلا بالملح). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 354)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4085)، والضعيفة (4054). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4644)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4086).

(عد (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 6102 - "قريش خالصة الله تعالى، فمن نصب لها حربا سلب، ومن أرادها بسوء خزي في الدنيا والآخرة". ابن عساكر عن عمرو بن العاص" (ض). (قريش خالصة الله تعالى) أي خاصة له (فمن نصب لها حربا سلب) أي سلبه الله ملكه وما يتقوى به على حربهم (ومن أرادها بسوء خزي) أخزاه الله (في الدنيا والآخرة) لعناية الله تعالى بها ألا ترى أنه لم يكن فيهم منافق في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا بعدها وما ارتد منهم أحد مع أنها ارتدت العرب فكل من أسلم منهم ثبت على إسلامه وحسن حاله (ابن عساكر (¬2) عن عمرو بن العاص) رمز المصنف لضعفه. 6103 - "قريش على مقدمة الناس يوم القيامة، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لمحسنها عند الله تعالى من الثواب". (عد) عن جابر". (قريش على مقدمة الناس يوم القيامة) أي تقدم عليهم أجمعين إكراما من الله تعالى لها، والمراد محسني قريش كما يرشد إليه آخر الحديث. (ولولا أن تبطر قريش) بكفر النعمة. (لأخبرتها بما لمحسنها عند الله تعالى من الثواب) إلا أنه طواه - صلى الله عليه وسلم - صيانة لهم عن البطر. (عد (¬3) عن جابر) سكت المصنف عليه ومخرجه لم يسكت عليه بل قال: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل ليس يرويه غير إسماعيل بن مسعدة وكان يحدث عن الثقات بالبواطيل، وقال ابن حبان: يروي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 37)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4088). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (22/ 110)، والديلمي في الفردوس (4652)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4087)، والضعيفة (784): موضوع. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 303)، وابن حبان في المجروحين (1/ 126)، والمغني (1/ 87)؛ وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 296)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4089)، والضعيفة (1361): موضوع.

[3/ 203] الموضوعات عن الثقات لا تحل الرواية عنه. 6104 - "قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وأشجع وغفار موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله". (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (قريش والأنصار وجهينة) هم أولاد جهينة بن زيد بن ليث منهم عقبة بن عامر الجهني وغيره (ومزينة) بضم الميم وفتح الزاي وسكون التحتية بعدها نون وهو اسم امرأة عمرو بن إد بن طابخة بموحدة فمعجمة بن إلياس بن مضر، وهي مزينة بنت كلب (وأسلم) بن إلحاف بالمهملة بزنة الناس (وأشجع) بمعجمة وجيم بزنة أحمر (وغفار) بكسر المعجمة وتخفيف الفاء وخبر قريش وما بعده قوله: (موالي) بالتشديد والإضافة إلى ضمير النفس أي أنصاري وأحبائي هذا الأقرب هنا، وإن كان للمولى معان عديدة، والمراد: من آمن منهم والشرف يحصل للشيء إذا حصل لبعضه، وروى بالتنوين أي بعضهم أحباء بعض، وروى بتخفيف الباء على حذف المضاف أي موالي الله ورسوله ودل عليه بقوله: (ليس لهم مولى دون الله ورسوله) أي لا ولاء لأحد عليهم إلا الله ورسوله ولأن أشرافهم لم يجرِ عليهم رق ولا يقال لهم موالي لأنهم أول من بادر إلى الإِسلام ولم يسترقوا كغيرهم، قال ابن حجر (¬1): هذه سبع قبائل كانت في الجاهلية في القوة والمكانة دون بني عامر بن صعصعة وبني تميم وغيرهما من القبائل فلما جاء الإِسلام كانوا أسرع دخولاً فيه فانقلب الشرف إليهم، وهذه فضيلة ظاهرة لهؤلاء القبائل. (ق (¬2) عن أبي هريرة). 6105 - "قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة". (حم ت) عن عمرو بن العاص (طب) عن معاوية (صح) ". ¬

_ (¬1) فتح الباري (6/ 543). (¬2) أخرجه البخاري (3504)، ومسلم (2520).

(قريش ولاة الناس في الخير والشر) أي في الجاهلية والإِسلام، ويحتمل في الحرب والسلم، أو الشدة والرخاء، أو الجور والعدل كما يرشد إليه ما يأتي ويستمر ذلك. (إلى يوم القيامة) فالخلافة فيهم ما بقيت الدنيا، والحديث إخبار بأنهم أحق الناس بالخلافة وإن أخرجت عنهم فالمخرج لها ظالم، قال ابن تيمية (¬1): الذي عليه أهل السنة والجماعة أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم وفارسيهم وغيرهم وأن قريشًا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وأفضلهم نسبا وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم لمجرد كون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك ثبت للنبي أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور. (حم ت عن عمرو بن العاص) رمز المصنف لصحته، وقال في الكبير: حسن صحيح غريب، (طب (¬2) عن معاوية). 6106 - "قريش ولاة هذا الأمر: فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبعاً لفاجرهم". (حم) عن أبي بكر وسعد (صح) ". (قريش ولاة هذا الأمر) أي أمر الإمامة العظمى، زاد في رواية "ما أقاموا الدين" قال ابن حجر (¬3): فيحتمل أن يكون خروج القحطاني إذا لم تقم قريش أمر الدين وقد وجد ذلك، فإن الخلافة لم تزل فيهم والناس في طاعتهم إلى أن استخفوا بأمر الدين فضعف أمرهم وتلاشى إلى أن لم يبق شيء من الخلافة سوى اسمها المجرد في بعض الأقطار (فبر الناس تبع لبرهم) أي أنه تعالى يولي الأبرار الأبرار فيكون البر تبعاً للبر (وفاجرهم تبع لفاجرهم) كذلك وقيل كانوا ¬

_ (¬1) اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 148). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 203)، والترمذي (2227) عن عمرو بن العاص، وأخرجه الطبراني في الكبير (19/ 360) (847)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4390)، والصحيحة (1155). (¬3) فتح الباري (6/ 535).

في الجاهلية هكذا البر تبع البر، والفاجر تبع الفاجر إلا أنه لا يخفى أنه لا بر في الجاهلية، والحديث إخبار عن الواقع (حم (¬1) عن أبي بكر وسعد) رمز المصنف لصحته. 6107 - "قسم من الله تعالى لا يدخل الجنة بخيل". ابن عساكر عن ابن عباس (ض) ". (قسم من الله تعالى) حلف منه تعالى (لا يدخل الجنة بخيل) بالحقوق المالية الشرعية حتى يطهر بنار جهنم، وقال الغزالي: يحتمل أن يريد بالبخل من بخل أقبح البخل، وذلك من بخل بكلمة الشهادة، وقيل: المراد أنه إذا تكامل البخل في القلب لم يبق مع كماله إيمان يدخل به الجنة. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال مخرجه ابن عساكر: ضعيف جداً، وفيه محمَّد بن زكريا الغلابي ضعيف (¬3). 9108 - "قسمت النار سبعين جزءًا: فللآمر تسع وستون، وللقاتل جزء حسبه". (حم) عن رجل (ح) ". (قسمت النار) التي يعذب بها القاتل والأمر. (سبعين جزءاً: فللآمر) بالقتل. (تسع وستون) جزءاً. (وللقاتل) بأمر ذلك الآمر. (جزء حسبه) كافيه هذا القدر من العذاب، قيل: يحتمل [3/ 204] أن هذا زجر وتهديد للآمر، ويحتمل أنه فيما لو أكره الأمر المأمور بغير حق. (حم (¬4) عن رجل) رمز المصنف لحسنه، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 5)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4391)، والصحيحة (1156). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (57/ 373)، وانظر فيض القدير (4/ 517)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4090)، وقال في الضعيفة (673). (¬3) انظر: المغني (2/ 581)، وقال: قال الدارقطني: يضع الحديث. (¬4) أخرجه أحمد (5/ 362)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 299)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (4055).

قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن إسحاق وهو ثقة لكنه مدلس. 6109 - "قصوا الشوارب، واعفوا اللحى". (حم) عن أبي هريرة". (قصوا الشوارب) أي اقطعوا الشعر الثابت على الشفة العليا من غير استئصال. (واعفوا اللحى) أي وفروها وكثروها من عفو الشيء وهو كثرته ونماؤه وقد تقدم غير مرة هذا المعنى وأنه السنة. (حم (¬1) عن أبي هريرة). 6110 - "قصوا الشوارب مع الشفاة". (طب) عن الحكم بن عمير (ض) ". (قصوا الشارب مع الشفاة) أي سووها مع الشفاة بأن تقطعوا ما طال ودعوا الشوارب مساويا لها فلا تستأصلوه بالكلية. (طب (¬2) عن الحكم بن عمير) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عيسى بن إبراهيم بن طهمان وهو متروك. 6111 - "قصوا أظافيركم، وادفنوا قلاماتكم، ونقوا براجمكم، ونظفوا لثاتكم من الطعام، واستاكوا, ولا تدخلوا علىّ قحراً بخراً". الحكيم عن عبد الله بن بسر (ض) ". (قصوا أظافيركم) من اليدين والرجلين عند طولها، والأظافير جمع أظفور، والأظفار جمع ظفر (وادفنوا قلاماتكم) في المصباح (¬3): القلامة بالضم هي المقلوعة عن طرف الظفر أي غيبوا ما قطعتم منها في الأرض فإن جسد المؤمن ذو حرمة فما قطع منه فحرمته قائمة فيدفن لئلا يقع في نار أو نحوها. (ونقوا براجمكم) هى ما بين الأظفار أي نظفوا قصبة الأصابع لئلا يعلق بها الدرن فيحول بين الماء والبشرة (ونظفوا لثاتكم) بكسر اللام فمتلثة هى لحم الأسنان (من الطعام) فيه مشروعية المضمضة بعد الطعام؛ لأنه تتأذى الملائكة من رائحة الفم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 229)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4392). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 219) (3195)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 176)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4093)، والضعيفة (4056): ضعيف جداً. (¬3) المصباح المنير (2/ 515).

وتغيره. (واستاكوا, ولا تدخلوا عليّ قخراً) بالقاف والمعجمة والراء (بخراً) بالموحدة والمعجمة والراء والكل بضم أوله وسكون ثانيه ولم نر قخراً في النهاية (¬1) ولا القاموس، قال الحكيم: المحفوظ عندي قحلاً فلجًا ولا أعرف القخر، والبخر بفتحتين تغير الفم. (الحكيم (¬2) عن عبد الله بن بسر) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ ابن حجر: فيه راو مجهول وقال شيخه الزين العراقي: فيه عمر بن بلال غير معروف كما قاله ابن عدي، قال الشارح: وفيه أيضاً عمر بن أبي عمر (¬3) قال الذهبي عن ابن عدي: مجهول، وإبراهيم بن العلاء: لا يعرف. 6112 - "قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة يوم الخميس، والغسل والطيب واللباس يوم الجمعة "التيمي في مسلسلاته (فر) عن علي". (قص الظفر ونتف الإبط وحلق العانة) وقته (يوم الخميس) إذا احتاج إلى ذلك؛ لا أن المراد أنه يفعل كل خميس فقد ثبت أنه وقت لهم في حلق العانة أربعين يوماً. (والغسل والطيب واللباس) الجميل. (يوم الجمعة) يشرع فيه. (التيمي في مسلسلاته (فر (¬4) عن علي). 6113 - "قفلة كغزوة". (حم د ك) عن ابن عمرو (صح) ". (قفلة) هى المرة من القفول الرجوع من السفر. (كغزوة) أي رب قفلة تساوي غزوة في الأجر كأن يمضي من الغزو لزيارة أرحامه أو دفع مخافة عليهم أو نحو ذلك وقيل أراد بالقفلة العودة على العدو والكر عليه بعد الانفصال عنه، ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 32)، والقاموس المحيط (ص 669). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 185)، وانظر فتح الباري (10/ 338)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4092)، وقال في الضعيفة (1472). (¬3) انظر المغني (2/ 471)، وضعفاء النسائي (1/ 80). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (8350)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4091)، وقال في الضعيفة (3239): منكر.

قال الشارح: لكن الذي رأيته في مستدرك الحاكم "كعمرة" بدل غزوة. (حم د ك (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته؛ لأنه صححه الحاكم وأقره الذهبي. 6114 - " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن". مالك (حم خ د ن) عن أبي سعيد (خ) عن قتادة بن النعمان (م) عن أبي الدرداء (ت هـ) عن أبي هريرة (ن) عن أبي أيوب (حم هـ) عن أبي مسعود الأنصاري (طب) عن ابن مسعود وعن معاذ (حم) عن أم كلثوم بنت عقبة، البزار عن جابر، أبو عبيدة عن ابن عباس (صح) ". {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} إلى آخرها. (تعدل ثلث القرآن) مع أنها ثلاث آيات والقرآن يزيد على ستة آلاف، قيل: لأن القرآن قصص وأحكام وصفات وهي متمخضة للصفات هي ثلثه، وقيل: معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف، وقيل: هذا من متشابه الحديث الذي لا يعرف معناه. مالك (حم خ د ن) عن أبي سعيد (خ) عن قتادة بن النعمان (م) عن أبي الدرداء (ت هـ) عن أبي هريرة (ن) عن أبي أيوب (حم هـ) عن أبي مسعود الأنصاري (طب) عن ابن مسعود وعن معاذ (حم) (¬2) عن أم كلثوم بنت عقبة، البزار عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 174)، وأبو داود (2487)، والحاكم (2/ 83)، وقال: صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4393). (¬2) أخرجه مالك (485)، وأحمد (3/ 23)، والبخاري (6643)، وأبو داود (4611)، والنسائي (2/ 171) وابن حبان (791) عن أبي سعيد، وأخرجه البخاري (4/ 50) عن قتادة بن النعمان, وأخرجه مسلم (811) عن أبي الدرداء، وأخرجه الترمذي (2897)، وابن ماجة (3787) عن أبي هريرة وأخرجه النسائي (2/ 171) والطبراني (4/ 66) رقم (4024)، والبيهقي في الشعب (2544) عن أبي أيوب، وأخرجه أحمد (4/ 122)، وابن ماجة (3789) عن أبي مسعود البدري، وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 136) (8669) عن ابن مسعود، وأخرجه أحمد (6/ 403) والطبراني (25/ 74) رقم (182) والبيهقي في الشعب (2545) عن أم كلثوم بنت عقبة، وأخرجه البزار (1866) عن جابر.

جابر، أبو عبيدة عن ابن عباس) قال المصنف: وهو متواتر. 6115 - " {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن". (طب ك) عن ابن عمرو (صح) ". ({قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن) تقدم. (و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تعدل ربع القرآن) فيه القولان الأخيران في "قل هو الله أحد" ولا يجري فيه الأول من الوجوه. (طب ك (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة. 6116 - "قل اللهم اجعل سريرتي خيراً من علانيتي، واجعل علانيتي صالحة، اللهم إني أسألك من صالح ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد غير الضال ولا المضل". (ت) عن عمر (صح) ". (قل اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي) أي ما أسره خيراً مما أظهره؛ ولأنه تعالى يعامل العباد على السرائر. (واجعل علانيتي صالحة) لتكون السريرة أصلح منها. (اللهم إني أسألك من صالح [3/ 205] ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد) وأبان الصالح من ذلك بقوله. (غير الضال) في نفسه. (ولا المضل) لغيره وهذا من أجمع الدعاء ومن جوامع الكلم. (ت (¬2) عن عمر) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عمر قل" فذكره، رمز المصنف لصحته. 6117 - "قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك". (حم د ت حب ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 405) (13493)، والحاكم (1/ 754)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 215)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4405). (¬2) أخرجه الترمذي (3586)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4097).

ك) عن أبي هريرة (صح) ". (قل اللهم فاطر السماوات والأرض) خالقهما، قال المبرد: يجوز وصف اللهم قياسًا عليه لو كان متعديا فقوله: "فاطر السماوات إلى آخره" صفات، وقال سيبويه: بل هي إبدال له على النداء المستأنف. (عالم الغيب) كلما غاب من أي شيء. (والشهادة) كلما شوهد. (رب كل شيء ومليكه) مالكه. (أشهد أن لا إله إلا أنت) قدم الإقرار بالوحدانية على سؤال الاستعاذة تقديما للوسائل قبل المطالب من باب إياك نعبد وإياك نستعين. (أعوذ بك من شر نفسي) التي تجلبه شهواتها وهواها. (ومن شر الشيطان) الذي انتصب لإغواء كل إنسان إلا عباد الله الذين ليس له عليهم سلطان. (وشركه) ما يدعوا إليه ويوسوس به من الإشراك الله تعالى وهذا على رواية كسر السين وسكون الراء ويروى بفتحهما أي حبائله ومصائده واحدها شركة فإن قلت لما قدمت الاستعاذة من شر النفس على الاستعاذة من شر الشيطان مع أن دفع كيده أهم فإنه لا يأتي الشر للنفس إلا من وسوسته. قلت: جعل ذلك من باب الترقي من الأدنى إلى الأعلى (قلها إذا أصبحت) دخلت في الصباح (وإذا أمسيت) دخلت في المساء (وإذا أخذت مضجعك) أردت النوم. (حم د ت حب ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وفي الكبير قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 6118 - "قل اللهم إني أسألك نفسا مطمئنة تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك". (طب) والضياء عن أبي أمامة (صح) ". (قل اللهم إني أسألك نفسا مطمئنة) ساكنة بما تقضيه لها من خير أو شر كما ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 297)، وأبو داود (5067)، والترمذي (3392)، وابن حبان (3/ 242) (962)، والحاكم (1/ 694)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4402).

يفيده وصفها بقوله. (تؤمن بلقائك) فتعمل ليوم لقاءك (وترضى بقضائك) الذي تقضيه لها من الخير والشر (وتقنع بعطائك) من قليل أو كثير (طب والضياء (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، لكن قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. 6119 - "قل اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني". (ك) عن بريدة (صح) ". (قل اللهم إني ضعيف) خلق الإنسان ضعيفاً. (فقوني) على ما أمرت به من عبادتك وجهاد أعدائك وأمور الدين والدنيا. (وإني ذليل) إذ العزة لله ولرسوله وللمؤمنين فالكل في زلة إلا من أعزه الله. (فأعزني) بطاعتك والسمو على عبادتك. (وإني فقير) إليك {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} [فاطر: 15]. (فارزقني) فابتغوا عند الله الرزق وهذا من أجل الأدعية إذ قرن فيه كل صفة للعبد بضدها من المطالب العلية. (ك (¬2) عن بريدة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي، قال الشارح: فيه أبو داود الأزدي الأعمى متروك الحديث. 6120 - "قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي". (ك) والضياء عن جابر (صح) ". (قل اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي) فإن وقعت في ضيق الذنوب فأخرجني إلى واسع مغفرتك فإنه ليس المراد الإعلام بسعة مغفرة الله ولا الإعلام بلازمها فإن الله تعالى يعلم من العبد ذلك بل المراد طلب لازم سعتها وهو الخروج من ضيق الذنوب إليه. (ورحمتك أرجى عندي من عملي) الصالح الذي أرجو قبوله ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 99) (7490)، والديلمي في الفردوس (1835)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4099)، وقال في الضعيفة (4060): منكر. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 708)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4100): موضوع.

لديك فإن من الرحمة قبوله والمكافأة عليه. (ك والضياء (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: رواته كلهم مدنيون لا يعرف أحد منهم بجرح. 6121 - "قل إذا أصبحت: بسم الله على نفسي، وأهلي، ومالي؛ فإنه لا يذهب لك شيء". ابن السني في عمل اليوم والليلة عن ابن عباس". (قل إذا أصبحت: بسم الله) أتبرك. (على نفسي، وأهلي، ومالي؛ فإنه) أي الشأن. (لا يذهب) إذا قلت هذه. (لك) أي عليك. (شيء) من الأشياء وهذا من العوذ الرحمانية المشروط نفعها بالإخلاص. (ابن السني (¬2) في عمل اليوم والليلة عن ابن عباس)، قال: شكا رجل إلى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أنها تصيبه الآفات، فقال له: قل إلى آخره، قال النووي في الأذكار: وإسناده ضعيف. 6122 - "قل كلما أصبحت وإذا أمسيت: بسم الله على ديني، ونفسي، وولدي، وأهلي، ومالي". ابن عساكر عن ابن مسعود (متنه حسن) ". (قل كلما أصبحت) كل صباح تدخل فيه. (وإذا أمسيت: بسم الله على ديني، ونفسي، وولدي، وأهلي) عطف عام على خاص. (ومالي) فالدين أقدم وأهم من النفس ثم النفس ثم الولد ثم سائر الأهل فالترتيب على وفق الحكمة [3/ 206]. (ابن عساكر (¬3) عن ابن مسعود) وفي نسخة المقابلة على خط المصنف متنه حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 728)، والبيهقي في الشعب (7126)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4101)، والضعيفة (4062). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (126)، الأذكار (ص 188) رقم 197)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4096)، والضعيفة (4059). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (54/ 396)، وانظر فيض القدير (4/ 522)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4102).

6123 - "قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك". (حم م هـ) عن طارق الأشجعي (صح) ". (قل اللهم اغفر لي وارحمني) عطف للسبب على مسببه فإن المغفرة مسببة عن الرحمة. (وعافني) فالعافية بها صلاح الدارين. (وارزقني، فإن هؤلاء) الكلمات. (تجمع لك دنياك وآخرتك) لاشتمالها على مطالب الدارين. (حم م هـ (¬1) عن طارق الأشجعي) قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة ثم أمره أن يدعو بهذه الكلمات. 6124 - "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم". (حم ق ت ن هـ) عن ابن عمر، وعن أبي بكر (صح) ". (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً) بما أتيت من المعاصي وهو مشتق من قول أبي البشر: " {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ...} الآية. والنفس هنا الذات مثل النفس بالنفس وإن اختلف العلماء في حقيقة النفس هل هي الروح أو غيرها حتى قيل: إن الأقوال فيها بلغت ألف قول، وكثيراً: بالمثلثة وروى بالموحدة، قال في الأذكار (¬2) ينبغي الجمع بينهما ظلما كثيرا كبيرا احتياطا للمحافظة على اللفظ الوارد، وتعقب بأنه لم يؤمر بالجمع بينهما إنما اختلفت ألفاظ الرواية فالأحسن أن يأتي بهذا تارة وبهذا تارة ليكون قد أتى باللفظ النبوي يقيناً (وإنه) أي الشأن. (لا يغفر الذنوب إلا أنت) لأنك الرب القادر على كل نفع تجلبه وكل ضر تدفعه (فاغفر لي مغفرة) نكرها للتعظيم لأنه لا يمحو الذنب الكبير إلا مغفرة واسعة عظيمة (من عندك) لأن الذي عنده لا يحيط به وصف واصف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 382)، ومسلم (2697)، وابن ماجة (3845). (¬2) الأذكار (ص: 157).

ولا يحصيه عد عاد مع ما فيه من الإشارة إلى أنه طلب أن يكون له تفضلا من عنده تعالى لا يعمل منه. (وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم) هو مناسب للجملتين الدعاء بالمغفرة فإنه صادر عن صفة كونه غفورًا رحيمًا والدعاء بالرحمة لأنها صادرة عن مغفرته المسببة عن رحمته ولا يخفى حسن ترتيب الحديث حيث قدم الاعتراف بالذنب ثم بالوحدانية ثم سؤال المغفرة لأن الاعتراف بالذنب أقرب إلى العفو، والثناء على السيد بما هو أهله أرجى لقبول سؤاله، ففي الحديث وصف العبد بحال نفسه المقتضي حاجته إلى المغفرة وفيه وصف ربه بأنه لا يقدر على هذا المطلوب غيره، وفيه التصريح بسؤال العبد لمطلوبه وفيه بيان المقتضي للإجابة وهو وصف الرب بالمغفرة والرحمة فهذا ونحوه أكمل أنواع الطلب وكثيرا من الأدعية يتضمن بعض ذلك (حم ق ت ن هـ (¬1) عن ابن عمر، وعن أبي بكر) الصديق قال: قلت: يا رسول الله علمني دعاء أدعوا به في صلاتي فذكره وفيه رد على من منع الدعاء في المكتوبة بغير القرآن كالنخعي. 6125 - "قل: آمنت بالله ثم استقم". (حم م ت ن هـ) عن سفيان بن عبد الله الثقفي (صح) ". (قل: آمنت بالله) جدد إيمانك بالله ذكرا بقلبك ونطقا بلسانك. (ثم استقم) التزم الطاعات واجتنب المخالفات وامش الصراط المستقيم والنهج القويم ولا تنكب منهيات الطريق والمعوج غير المستقيم، والحديث مأخوذ من الآية {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30]، وتقدم الكلام فيه، قيل: الاستقامة امتثال كل مأمور وتجنب كل منهي، وقيل: هي المتابعة للسنن النبوية ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 3)، والبخاري (834، 6336، 7388)، ومسلم (2705)، والترمذي (3531)، والنسائي (3/ 53)، وابن ماجة (3835).

مع التخلق بالأخلاق المرضية، وقيل: الاتباع مع ترك الابتداع، وقيل: حمل النفس على أخلاق الكتاب والسنة (حم م ت ن هـ (¬1) عن سفيان بن عبد الله الثقفي) قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإِسلام قولاً لا أسأل عنه غيرك، فذكره ولم يخرجه البخاري قال النووي: لم يرو مسلم لسفيان غير هذا الحديث. 6126 - "قل: اللهم اهدني، وسددني، واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد سداد السهم". (م د ن) عن علي (صح) ". (قل: اللهم اهدني، وسددني، واذكر) عند سؤالك. (بالهدى هدايتك الطريق) أي اخطر ببالك إن المطلوب هداية كهداية من ركب متن الطريق وأخذ في المنهج المستقيم. (وبالسداد سداد السهم) لأن الرامي إذا أراد شيئاً سدد سهمه نحوه ليصيبه قال الراغب: التسديد أن تقوم إرادته وحركته نحو الغرض المطلوب ليهجم في أسرع مدة يمكن الوصول فيها إليه وهو المسئول في قولنا (اهدنا الصراط المستقيم) وفي شرح مسلم يعني اذكر ذلك حال دعائك بهذين اللفظين لأن هادي الطريق لا يزيغ عنه [3/ 207]، ومسدد السهم يحرص على تقويمه ولا يستقيم رميه حتى يقومه، وكذا الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد عمله وتقويمه. فائدة شريفة: تقدم في هذه الأدعية ما هو تعليم بلفظ الأخبار وما هو بلفظ السؤال ووصف الرب ووصف العبد حال نفسه، وقد يقال: كيف يكون الإخبار سؤالاً؟ والجواب ما قاله ابن تيمية (¬2): قال الطالب: السائل تارة يسأل بصيغة الطلب وتارة يسأل بصيغة الخبر إما يوصف حاله وإما يوصف حال المسئول وإما يوصف الحالين كقول نوح - عليه السلام -: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْالَكَ مَا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 384)، ومسلم (38)، والترمذي (2410)، والنسائي (6/ 458)، وابن ماجة (3972). (¬2) الفتاوى الكبرى (5/ 218).

لَيْسَ لِي بِهِ عِلْم وَإلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [هود:47]، فهذا ليس صيغة طلب وإنما هو إخبار عن الله أنه إن لم يغفر له ويرحمه خسر، ولكن هذا الخبر يتضمن سؤال المغفرة وكذلك قول آدم - صلى الله عليه وسلم -: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف: 23] هو من هذا الباب ومن ذلك قول موسى - عليه السلام -: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] فإن هذا وصف لحاله بأنه فقير إلى ما أنزل الله إليه وقد روى الترمذي وغيره عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" (¬1)، وقد سئل سفيان بن عيينة أفضل الدعاء يوم عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، فذكر هذا الحديث، وأنشد قول أمية بن أبي الصلت: أأذكر حاجتي أم قد كفاني ... حياؤك إن شيمتك الحياء إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرضه الثناء قال: فهذا مخلوق يخاطب مخلوقاً فكيف بالخالق تعالى، ومن هذا الباب قول أيوب - عليه السلام -: {مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء: 83] فوصف نفسه ووصف ربه بوصف يتضمن سؤال رحمته بكشف ضره وهي صيغة خبر تضمنت السؤال، وهذا هو من باب حسن الأدب في السؤال، والدعاء فقول القائل لمن يرغب إليه ويعظمه: أنا جائع، أنا مريض، حسن أدب في السؤال، وإن كان في قوله: أطعمني وداوني ونحو ذلك، مما هو بصيغة الطلب طلب جازم من المسئول، فذاك فيه إظهار حاله وإخباره على وجه الذل والافتقار المتضمن لسوء الحال لا بالمقال، وهذا فيه الرغبة التامة والسؤال المحض بصيغة الطلب، وهذه الصيغة صيغة الطلب والاستدعاء إذا كانت ممن يحتاج ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2926).

إليه الطالب أو ممن يقدر على قهر المطلوب منه ونحو ذلك فإنها تقال على وجه الأمر، إما لما في ذلك من حاجة الطالب وإما لما فيه من نفع المطلوب، فأما إذا كانت من الفقير من كل وجه للغني من كل وجه فإنها سؤال محض بتذلل وافتقار وإظهار الحال ووصف الحاجة والاقتصار وهو سؤال بالحال وهو أبلغ من جهة العلم والبيان وذلك أظهر من جهة القصد والإرادة فلهذا كان غالب الدعاء من القسم الثاني؛ لأن الطالب السائل يتصور مطلوبه ومراده بتطلبه وسؤاله فهو سؤال بالمطابقة والقصد الأول ويصرح به اللفظ وإن لم يكن فيه وصف بحال السائل والمسئول فإن تضمن وصف حالهما كان أكمل من النوعين فإنه يتضمن الخبر والعلم المقتضي للسؤال والإجابة ويتضمن القصد والطلب الذي هو في نفس السؤال فيتضمن السؤال والمقتضي له والإجابة كحديث: "قل اللهم إني ظلمت نفسي ... " إلى آخره، فإنه يتضمن ذلك فهذه أنواع ولكل نوع نكتة في بابه (حم م د ن (¬1) عن علي). 6127 - "قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: حب العيش، والمال". (م هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (قلب الشيخ) هو من دخل سن الشيخوخة وهي خمسون أو إحدى وخمسون إلى آخر العمر (شاب) أي قلب شاب له نشاط الشباب ورغبته وهواه، وقال النووي: إنه مجاز والمراد أن قلب الشيخ كامل [3/ 208] الحب للمال محكتم كاحتكام قوة الشاب في شبابه. (على حب اثنتين: حب العيش) وهو الحياة هنا لأنه يأتي بمعنى الطعام. (والمال) لأن به طيب الحياة، والحديث إخبار في معنى التحذير من ذلك لأن من أحب الحياة والمال نسي المعاد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 154)، ومسلم (2725)، وأبو داود (4225)، والنسائي (8/ 177).

والمآل وأهمل صالح الأعمال. (م هـ (¬1) عن أبي هريرة) وروى معناه البخاري. 6128 - "قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: طول الحياة، وكثرة المال". (حم ت ك) عن أبي هريرة (عد) وابن عساكر عن أنس (صح) ". (قلب الشيخ شاب) قيل: وصفه بكونه شاباً لوجود هذين الأمرين في الشباب أكثر وبهم أليق (على حب اثنتين) أو على حبه إياهما (طول الحياة) يجوز الجر والرفع فيه وفي (كثرة المال) والحديث من التوسيع كما سلف نظائره (حم ت ك) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال في الكبير: قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما، وأقره الذهبي (عد (¬2) وابن عساكر عن أنس". 6129 - "قلب المؤمن حلو يحب الحلاوة" (هب) عن أبي أمامة (خط) عن أبي موسى (ض) ". (قلب المؤمن حلو) بضم المهملة في نسخة المقابلة على خط المصنف، وفي القاموس رجل حلو كعدو. (يحب الحلاوة) قيل: يشير إلى أن المؤمن من الخير في الحيوانات كالنحل يأخذ لطائف الأشجار والنوار الحلو ثم يعطي الناس ما يكثر نفعه ويحلو طعمه ويطيب ريحه فهو يحب الحلو ويطعم الحلو، وقال الحكيم: المؤمن الكامل قد وضع الله في قلبه التوحيد بحلاوته فإذا جاءت الشهوة صرف بتلك الحلاوة وجهها. (هب) عن أبي أمامة (خط) (¬3) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1046)، وابن ماجة (4233). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 358)، والترمذي (2338)، وابن عساكر في تاريخه (53/ 118)، والحاكم (4/ 363) عن أبي هريرة، وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 374) عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4408). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (5934) عن أبي أمامة, وأخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 113) عن أبي موسى، وانظر الموضوعات (3/ 123)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4106)، =

موسى) رمز المصنف لضعفه، قال الخطيب: رجاله ثقات غير محمَّد بن العباس بن سهل البزار وهو الذي وضعه وركبه على الإسناد انتهى وعده ابن الجوزي في الموضوعات، وتعقبه المؤلف ورمز عليه هنا بالضعف. 6130 - "قلب شاكر، ولسان ذاكر، وزوجة صالحة تعينك على أمر دنياك ودينك خير ماله اكتنز الناس". (هب) عن أبي أمامة (ح) ". (قلب شاكر) لمولاه على ما أعطاه. (ولسان ذاكر) لربه شاكر لنعمه معترف بذنبه. (وزوجة صالحة) هي التي إن دخل عليها سرته وإن خرج عنها حفظته في نفسها وماله، وبين المراد بها بوصفها بقوله. (تعينك على أمر دنياك ودينك) وخبر الجميع قوله (خير مما اكتنز) من الكنز وهو ما يحفظ ويحرص عليه. (الناس) فمن رزق الثلاث فقد فاز بأعظم الكنوز قدراً. (هب (¬1) عن أبي أمامة) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا معاذ قلب شاكر ... " إلى آخره، رمز المصنف لحسنه وفيه يحيى بن أيوب، قال النسائي: ليس بذلك القوي (¬2). 6131 - "قلوب ابن آدم تلين في الشتاء، وذلك لأن الله تعالى خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء". (حل) عن معاذ (ض) ". (قلوب بني آدم تلين في الشتاء) أي في هذا الفصل لتقبل على الخير وينقاد إليه (وذلك لأن الله تعالى خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء) فيلين ما خلق منه. (حل (¬3) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عمر بن يحيى عن شعبة بن الحجاج وعمر متروك الحديث، قال في الميزان: أتى بخبر باطل وهو هذا ¬

_ = والضعيفة (4065): موضوع. (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4430)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4409). (¬2) انظر ترجمته في المغني (2/ 731). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 216)، وانظر الميزان (5/ 278)، والموضوعات (3/ 231)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4108)، والضعيفة (511): موضوع.

انتهى وحكم ابن الجوزي بوضعه وتعقبه المصنف بما لا يفيد. 6132 - "قليل الفقه خير من كثير العبادة، وكفى بالمرء فقها إذا عبد الله، وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه، وإنما الناس رجلان: مؤمن، وجاهل، فلا تؤذ المؤمن ولا تحاور الجاهل". (طب) عن ابن عمرو (ض) ". (قليل الفقه) في الكتاب والسنة. (خير) عند الله في الأجر. (من كثير العبادة) في جهل وبدعة. (وكفى بالمرء فقها إذا عبد الله) فإنه لا يعبده إلا وقد فقه حقه تعالى عليه وفقه ما يجب له، وفقه كيفية العبادة وهذا كاف في الفقه. (وكفى بالمرء جهلاً إذا أعجب برأيه) فإنه لا يعجب برأيه إلا جاهل غير عارف بنفسه وصفات قصوره. (وإنما الناس رجلان: مؤمن) بالله وبحقه عليه. (وجاهل) بحق مولاه متبع لهواه. (فلا تؤد المؤمن) لأن الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: 58]. (ولا تحاور الجاهل) بالحاء المهملة والراء: من المخاصمة، وروي بالجيم فإنه لا يأتي حواره والقرب منه بخير بل يعديك بشره. (طب (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال المنذري: فيه إسحاق بن أسيد لين، قال: ورفع [3/ 209] الحديث غريب، وقال الهيثمي: فيه إسحاق بن أسيد، قال أبو حاتم لا يشتغل به (¬2). 6133 - "قليل التوفيق خير من كثير العقل، والعقل في أمر الدنيا مضرة، والعقل في أمر الدين مسرة". ابن عساكر عن أبي الدرداء". (قليل التوفيق) من الله لعبده. (خير من كثير العقل) من دون توفيق. (والعقل في أمر الدنيا) وشأنها ومعرفة أسبابها. (مضرة) لأنه يشتغل به عن أمر الآخرة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8698)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 256)، والمجمع (1/ 120)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4111): ضعيف جداً، وضعفه في الضعيفة (5158). (¬2) انظر: المغني (1/ 69).

التي هي خير وأبقى. (والعقل في أمر الدين مسرة) قال الماوردي: ذكروا أن زيادة العقل في الأمور الدنيوية يفضي بصاحبها إلى الدهاء والمكر وذلك مذموم وصاحبه ملوم (ابن عساكر (¬1) عن أبي الدرداء) ورواه الديلمي وبيّض ولده لمسنده. 6134 - "قليل العمل ينفع مع العلم، وكثير العمل لا ينفع مع الجهل". (فر) عن أنس (ض) ". (قليل العمل) الصالح. (ينفع) صاحبه. (مع العلم) أي علمه بالله وما يجب له ولرسوله وما جاء به لأنه يعمل في سنة مع يقين. (وكثير العمل لا ينفع مع الجهل) أي جهل عامله وذلك لأنه لا يأتي به مع يقينه ولا على وجهه الذي شرعه الله ورسوله والحديث حث على العلم والعمل معه وإن قل. (فر (¬2) عن أنس) قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أي العمل أفضل؟ قال: "العلم بالله" قاله ثلاثاً، قال: يا رسول الله أسألك عن العمل وتخبرني عن العلم؟ فذكره ورمز المصنف لضعفه. 6135 - "قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه". البغوي والباوردي وابن قانع وابن السكن وابن شاهين عن أبي أمامة عن ثعلبة بن أبي حاطب". (قليل تؤدي شكره) أي تقوم بشكره، قاله - صلى الله عليه وسلم - لثعلبة بن حاطب، لما قال: يا رسول الله , ادع الله أن يرزقني مالاً (خير من كثير لا تطيقه) أي تطيق شكره وتمامه عند الطبراني "أما تريد أن تكون مثل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو سألت الله أن يسيل الجبال ذهباً وفضة لسالت، وهذا الحديث من الإعلام بالغيب فإنه - صلى الله عليه وسلم - دعا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (60/ 349)، وانظر فيض القدير (4/ 526)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4109). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (4/ 101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4110)، والضعيفة (369): موضوع.

لثعلبة أن ينمي الله ماله فنصت غنمه حتى ضاقت المدينة عنها فنزل واديا وانقطع عن الجمعة والجماعة وطلبت منه الزكاة، فقال: ما هذه إلا أخت الجزية, وفيه نزل {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ ...} [التوبة: 75]، والحديث إشارة إلى أنه يقنع العبد بما يعطى فإنه إنما يطلب ما يكون سببًا لطغيانه. (البغوي والبارودي وابن قانع وابن السكن وابن شاهين (¬1) عن أبي أمامة عن ثعلبة بن أبي حاطب) قال البيهقي: في إسناد هذا الحديث نظر وهو مشهور بين التفسير، انتهى، وأشار في الإصابة إلى عدم صحة هذا الحديث. 6136 - "قم فصل فإن في الصلاة شفاء". (حم هـ) عن أبي هريرة (ض) ". (قم فصل) فرضاً أو نفلاً. (فإن الصلاة شفاء) أي دواء أمراض القلوب وهمومها وغمومها وألمها وقد كان - صلى الله عليه وسلم - وإذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة وبالجملة فالصلاة في القلوب والأبدان أثر لا ينكره إلا من حرم لذتها ولذة مناجاة مولاه بها (حم هـ (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه ولم أر سببه ولا من المخاطب به. 6137 - "قم فعلمها عشرين آية، وهي امرأتك". (د) عن أبي هريرة (ح) ". (قم) أيها المخاطب. (فعلمها) أي المرأة التي عرضت نفسها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (عشرين آية، وهي امرأتك) قال القاضي لهذا الحديث فوائد منها أن أقل الصداق غير مقدر وأنه يجوز أن يجعل تعليم القرآن صداقاً وإليه ذهب ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجمه (127)، والبيهقي في الشعب (4357)، وفي الدلائل (5/ 289)، والبغوي في التفسير (2/ 312)، والطبراني في الكبير (8/ 218) (7873)، وأبو بكر الشيباني في الآحاد والمثاني (2253)، وأبو نعيم في المعرفة (3/ 272)، والواحدي في أسباب النزول (ص: 252)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 266): حديث ضعيف لا يحتج به، وقال ابن حزم في المحلى (11/ 208): وهذا باطل بلاشك وانظر: قول الحافظ في الإصابة (1/ 400)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4112)، والضعيفة (4081): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 390)، وابن ماجة (3458)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4113)، والضعيفة (4066).

الشافعي، ومنها أن الدلالة من طرق القياس على جواز أخذ الأجرة على تعليم القرآن وجعل منفعة الحر صداقاً، وقد تقدم الكلام على الحديث. (د (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 6138 - "قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين، وإذا أصحاب الجد محبوسون، إلا أصحاب النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء". (حم ق ن) عن أسامة بن زيد (صح) ". (قمت على باب الجنة) في عالم المثال (فإذا عامة) أي أكثر. (من دخلها المساكين) قال العكبري: إذا هنا للمفاجأة وهي ظرف مكان والمختار هنا أن يرفع المساكين، وهو خبر عامة. (وإذا أصحاب الجد) الغنى والمال والحظ. (محبوسون) عن دخولها، قيل: يجوز نصب محبوسين على الحال والخبر إذا وهذا لو جاءت رواية بالنصب. (إلا أصحاب النار) من أهل الجد فقد أمر بهم إلى النار فالداخلون [3/ 210] الجنة المساكين والداخلون النار أهل الجد الذين استحقوا دخولها والمحبوسون أهل الجد الذين لم يستوجبوا النار. (وقمت على باب النار فإذا عامة من يدخلها النساء) وقد علله في حديث آخر: بأنهن يكفرن العشير وينكرن الإحسان. (حم ق ن (¬2) عن أسامة بن زيد). 6139 - "قوائم منبري رواتب في الجنة". (حم ن حب) عن أم سلمة (طب ك) عن أبي واقد (صح) ". (قوائم منبري) قواعده. (رواتب في الجنة) قال في الفردوس: يقال رتب الشيء إذا استقر ودام وعد المصنف هذا من خصائص المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والإخبار بهذا إبانة لشرف منبره ثم يحتمل أنه الآن كذلك وهو الظاهر ويحتمل أن المراد يوم القيامة. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4114). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 205)، والبخاري (5196)، ومسلم (2736)، والنسائي في (4/ 209) وفي الكبرى (9265).

(حم ن حب) عن أم سلمة (طب ك) (¬1) عن أبي واقد) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه عند الطبراني يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. 6140 - "قِوَامُ أمتي بشرارها". (حم طب) عن ميمون بن سنباذ (ض) ". (قوام أمتي) بكسر القاف وتخفيف الواو بزنة نظام أي عمادها الذي تقوم به. (بشرارها) أي انتظامها واستقامة أحوالها يكون بأشرارها فيكون من قبيل أن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر، وقال الشارح: إن "قُوّام" بتشديد الواو يعني وضم القاف أي القائمون بأمر الأمة هم شرارها بناء على أنه هكذا من دون باءٍ في شرارها، وذكر أنه نسخه المصنف وشرح على تخفيف الواو وذكره أنه الذي وجده بخط الحافظ بن حجر في مسند الفردوس ونحن لم نر نسخ الجامع إلا كما ذكرناه أولاً. (حم طب (¬2) عن ميمون بن سنباذ) بكسر المهملة وذال معجمة أبو المغيرة العقيلي قيل: له صحبة، قال الذهبي (¬3): فيه نظر انتهى، قال الهيثمي: فيه هارون بن دينار وهو ضعيف والمصنف رمز لضعفه. 6141 - "قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له". (هب) عن جابر" (ض). (قوام) بزنة نظام (المرء عقله) فإن بالعقل ينتظم أمر دينه ودنياه. (ولا دين) نافع (لمن لا عقل له) فإنه لا يقف على أسرار الدين وحكمة رب العالمين إلا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 289، 292)، والنسائي (2/ 35)، وابن حبان (9/ 64) (3749) عن أم سلمة، وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 245) (3296)، والحاكم (3/ 612) عن أبي واقد، وأخرجه أحمد (5/ 227) والطبراني في المعجم الكبير (20/ 353) رقم (835) وابن عدي في الكامل (5/ 346) ترجمة (1501) ترجمة عبد الخالق بن زيد بن واقد، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (4412)، والصحيحة (2050). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 227)، والطبراني في الكبير (10/ 353) (835)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 302)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4413) (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 100 رقم 1228).

من كمل عقله أخرجه البيهقي عن جابر مرفوعًا: "أن رجلاً تعبد في صومعته فأمطرت السماء فأنبتت الأرض فرأى حماراً يرعى فقال: يا رب لو كان لك حمار لرعيته مع حماري فهم به نبيهم فأوحى الله إليه دعه فإنما أجازي العباد على قدر عقولهم"، والحديث فيه بيان شرف العقل لأن الدين الذي فيه خير الدارين تبع له. (هب (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن مخرجه قال: تفرد به حامد بن آدم وكان متهماً بالكذب (¬2)، قال الشارح بعد نقله لهذا: كان على المصنف حذفه يريد لأنه شرط في الخطبة ألا يأتي في كتابه هذا بحديث من رمي بالكذب. قلت: وكم لهذا من نظائر في كتابه، ثم قال الشارح: وليته إذ ذكره لم يحذف كلام مخرجه عليه. قلت: أما هذا فقد اكتفى بالرمز إشارة إلى تضعيف مخرجه له، وقد مر لنا على الشارح نظير هذا، نعم للشارح أن يقول لا يكتفى برمز الضعف عن التكذيب (¬3). 6142 - "قوا بأموالكم عن أعراضكم، وليصانع أحدكم بلسانه عن دينه". (عد) وابن عساكر عن عائشة". (قوا) من الوقاية. (بأموالكم) ببذلها. (عن أعراضكم) صيانة لها فالعرض أعز من المال. (وليصانع أحدكم بلسانه) بكلامه ولين خطابه. (عن دينه) قال الفاكهاني: لا ريب أن المال محبوب عظيم عند النفوس فإذا طلب مداراة السفهاء بدفع المال فمداراتهم بلين المقال والسعي إليهم إن اقتضاه الحال مثله أو بطريق الأولى ولا يبعد وجوده في هذا الزمان. (عد وابن عساكر (¬4) عن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4644)، وابن عدي في الكامل (3/ 101)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4116)، والضعيفة (370): موضوع. (¬2) انظر: المغني (1/ 145). (¬3) انظر المداوي (4/ 443) رقم (2469). (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (14/ 327)، وابن عدي في الكامل (2/ 364)، وقال الألباني في =

عائشة) سكت المصنف عليه، وقد قال: مخرجه ابن عدي: فيه الحسين بن المبارك متهم بالوضع ثم ساق له هذا الحديث. 6143 - "قوتوا طعامكم يبارك لكم فيه". (طب) عن أبي الدرداء". (قوتوا) بالمثناة. (طعامكم) أي كيلوه، وقيل: صغروا أقراصه. (يبارك لكم فيه) والبركة مطلوبة فافعلوا ما جعله الله سبباً لها. (طب) (¬1) عن أبي الدرداء) سكت المصنف عليه، وقال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف، وقال الهيثمي: فيه أبو بكر بن أبي مريم وقد اختلط، وبقية رجاله [3/ 211] ثقات. 6144 - "قولوا: اللهم صلِّ على محمَّد، وعلى آل محمَّد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد". (حم ق د ن هـ) عن كعب بن عجرة (صح) ". (قولوا) أيها المسلمون السائلون عن كيفية الصلاة. (اللهم صلي على محمَّد) أي عظمه في الدنيا برفع ذكره وإتمام نور دينه وإصلاح أمته، وفي الآخرة برفع درجته وإعلاء منزلته. (وعلى آل محمَّد) فيها رد على الرافضة وحديثهم الذي يروونه "من فصل بيني وبين آلي بعلي لم ينل شفاعتي". (كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم) تقدم البحت في التشبيه واستيفاء ما قيل فيه. (إنك حميد) محمود بكل لسان. (مجيد) ماجد: وهو كل من كمل شرفًا وكرماً، قال الطيبي: هذا تذييل للكلام السابق وتقرير له على العموم، أي إنك حميد فاعل ما تستوجب به الحمد من النعم المتكاثرة، والآلاء المتعاقبة المتوالية، مجيد: كثير ¬

_ = ضعيف الجامع (4115)، والضعيفة (608): موضوع. (¬1) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1472)، والبزار (4104)، والديلمي (4568) وابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 445)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 35)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4117).

الإحسان إلى عبادك الصالحين. (اللهم بارك على محمَّد وعلى آل محمَّد) أثبت له دوام ما أعطيته من التشريف والكرامة من برك البعير إذا أناخ بمحل ولزمه وتطلق البركة على الزيادة والأصل الأول كما في النهاية. (كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم) الذين منهم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وآله. (إنك حميد مجيد) تقدم ما فيه. (حم ق د ن هـ (¬1) عن كعب بن عجرة) قال: قلنا: يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي؟ فذكره. 6145 - "قولوا خيراً تغنموا، واسكتوا عن شر تسلموا". القضاعي عن عبادة بن الصامت". (قولوا خيراً) من الأقوال الدالة على الهدى والفلاح والداعية لسامعها إلى الإصلاح. (تغنموا) آخر القول. (واسكتوا عن شر) تفوهون به. (تسلموا) إثمه وعقوبته في الدارين. (القضاعي (¬2) عن عبادة بن الصامت) وقد أخرجه الطبراني بلفظه، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح غير عمرو بن مالك الخشني وهو ثقة. 6146 - "قوموا إلى سيدكم". (د) عن أبي سعيد (صح) ". (قوموا) خطاب للأنصار أو لكل من حضر منهم ومن المهاجرين. (إلى سيدكم) يعني سعد بن معاذ القادم عليهم لما له من الشرف المقتضي للتعظيم، وقيل: معناه لإعانته على النزول عن الدابة لما به من الجرح الذي أصابه يوم الأحزاب، وهذا في غاية البعد ومن أيده بأنه لو أراد تعظيمه لقال لسيدكم رده الطيبي بأن إلى في هذا المقام أفخم من اللام كأنه قال قوموا تلقيا وإكراما ويدل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 244)، والبخاري (3370، 4797، 6357)، ومسلم (406)، وأبو داود (976)، والنسائي (3/ 47)، وابن ماجة (904). (¬2) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (666)، والحاكم (4/ 287)، والديلمي (4600)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 299) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4419) والصحيحة (412).

له ترتيب الحكم على الوصف المناسب المشعر بالعلية فإن قوله: إلى سيدكم علة للقيام له، وفيه ندب إكرام أهل الفضل من علم أو صلاح أو شرف بالقيام لهم إذا أقبلوا والتعريف بشرف ذوي الشرف والإعلام بأقدارهم وتنزيلهم منازلهم وقد قام - صلى الله عليه وسلم - لعكرمة بن أبي جهل لكونه شريفا ولعدي بن حاتم لكونه سيد طيء يتألفهما به. وما ورد من النهي عن ذلك إنما هو القيام للإعظام كما هو دأب الأعاجم لا للإكرام كما كان المصطفى يفعله كما صرح بذلك الغزالي (¬1) بقوله: "القيام مكروه على سبيل الإعظام لا على جهة الإكرام والتنبيه على شرفه، وفيه جواز إطلاق السيد على المخلوق". (د (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال ابن حجر: رجاله ثقات. 6147 - "قيام ساعة في الصف للقتال في سبيل الله خير من قيام ستين سنة". (عد) وابن عساكر عن أبي هريرة (ض) ". (قيام ساعة في الصف) صف الحرب. (للقتال في سبيل الله خير من قيام) الليل عبادة الله. (ستين سنة) فإن شأن الجهاد عظيم لا يقدر قدره. (عد) وابن عساكر (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 6148 - "قيد وتوكل". (هب) عن عمرو بن أمية الضميري (صح) ". (قيد) وفي رواية: قيدها (وتوكل) أي قيّد ناقتك وتوكل على الله فإن التقييد لا ينافي التوكل فإن التوكل اعتماد القلب على الرب في كل عمل ديني أو دنيوي فالتقييد لا ينافي ذلك، وفيه إعلام بأنه لا يترك السبب زاعما أنه متوكل بل فعل ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (2/ 205). (¬2) أخرجه أبو داود (5215)، والبخاري (3043)، ومسلم (1768). (¬3) أخرجه ابن عساكر وتاريخه (22/ 444) وابن عدي في الكامل (4/ 207)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4429).

السبب أصل التوكل ولبه. (هب) (¬1) عن عمرو بن أمية الضمري) قال: يا رسول الله، أرسل ناقتي وأتوكل؟ قال: "بل قيد وتوكل" رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي: سنده جيد. 6149 - "قيدوا العلم بالكتاب". الحكيم وسمويه عن أنس (طب ك) عن ابن عمرو (صح) ". (قيدوا العلم) اضبطوه عن الإضاعة. (بالكتاب) أي بكتابته والحديث إذن بكتابة العلم وقد كره ذلك الخبر قال الحافظ ابن حجر: الأمر استقر والإجماع انعقد على جواز الكتابة للعلم بل على استحبابه [2/ 212] بل لا يبعد وجوبه على من خشي من الغلط الفساد ممن يتعين عليه تعليم العلم. قلت: وأما حديث "لا تكتبوا عني شيئاً غير القرآن" (¬2) عند مسلم فقد أجيب عن التعارض بأن النهي خاص بوقت نزول القرآن خوف لبسه بغيره أو بكتابة غير القرآن معه في شيء واحد فالنهي متقدم والإذن ناسخ عند أمن اللبس، قال ابن حجر: هو أمر بها مع أنه لا ينافيها، وقيل النهي خاص بمن خيف منه الاتكال على الكتابة دون الحفظ دون من لم يجز ذلك ومنهم من أعل خبر مسلم بالوقف. (الحكيم وسمويه عن أنس (طب ك) (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح انتهى. لكن أورده في الميزان في ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1121)، والحاكم (3/ 623) وسكت عليه الحاكم وقال الذهبي: سنده جيد، والقضاعي في الشهاب (633)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (971)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 279)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4432). (¬2) أخرجه مسلم (3004). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 169) عن أنس، وأخرجه الطبراني في الكبير (1/ 246) (700)، والحاكم (1/ 187) عن ابن عمرو، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 152)، والميزان (4/ 250)، والعلل المتناهية (1/ 86)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4434)، والصحيحة (2026).

ترجمة عباد بن كثير من حديثه وقال عن البخاري: تركوه، وعن ابن معين: ليس بشيء، وأعاده في ترجمة عبد الحميد المدني أخو مليح، ونقل ضعفه عن جمع، وأورده ابن الجوزي من طرق، وقال: لا يصح. 6150 - "قيلوا فإن الشياطين لا تقيل". (طس) وأبو نعيم في الطب عن أنس (صح) ". (قيلوا) أمر من القيلولة، قال الجوهري (¬1): وهي النوم في الظهيرة، وقال الأزهري (¬2): القيلولة والقيل عند العرب الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معه نوم بدليل قوله تعالى: {وَأَحْسَنُ مَقِيلًا} [الفرقان: 24] والجنة لا نوم فيها وعمل السلف والخلف على أن القيلولة مطلوبة لإعانتها على قيام الليل. (فإن الشياطين لا تقيل) ومخالفتهم مرادة الله تعالى، والحديث ظاهر في أن الحث عليها لمخالفة الشياطين، وقال حجة الإِسلام: إنما تطلب القيلولة لمن يقوم بالليل ويسهر في الخير فإن فيها معونة على التهجد كما أن في السحور معونة على صيام النهار فالقيلولة من غير قيام بالليل كالتسحر من غير صيام النهار. (طس) وأبو نعيم في الطب (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، ومال الشارح لحسنه ثم قال: وليس كما ذكر فقد قال الهيثمي: فيه كثير بن مروان وهو كذاب انتهى. وفي الفتح: في سنده كثير بن مروان متروك. 6151 - "قيم الدين الصلاة، وسنام العمل الجهاد، وأفضل أخلاق الإِسلام ¬

_ (¬1) الصحاح: مادة "القائلة". (¬2) تهذيب اللغة (3/ 272). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الطب (151) وفي أخبار أصبهان (1/ 195)، والطبراني في الأوسط (28)، والديلمي في الفردوس (4570)، والخطيب في الموضح لأوهام الجمع والتفريق (2/ 159) مثله، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 112)، والفتح (11/ 70)، والميزان (4/ 36)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4431)، والصحيحة (1647).

الصمت حتى يسلم منك". ابن المبارك عن وهب بن منبه مرسلاً". (قيم) بتشديد المثناة التحتية أي عماد. (الدين) الذي يقوم عليه. (الصلاة، وسنام العمل) أي ذروته وأعلاه عند الله. (الجهاد، وأفضل أخلاق الإِسلام) أهله. (الصمت حتى يسلم) الناس بصمتك. (منك) من اغتيابهم ونحوه. (ابن المبارك (¬1) عن وهب بن منبه) بضم الميم وفتح النون وتشديد الموحدة، مرسلاً هو اليماني الصنعاني الأخباري القاضي كان واسع العلم اتهم بالقدر. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (839)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4126)، والضعيفة (4069).

المعرف باللام من حرف القاف

المعرف باللام من حرف القاف 6152 - " القائم بعدي في الجنة، والذي يقوم بعده في الجنة، والثالث والرابع في الجنة". ابن عساكر عن ابن مسعود". (القائم بعدي) بأمر الأمة "أبو بكر". (في الجنة، والذي يقوم بعده) وهو عمر. (في الجنة والثالث) عثمان. (والرابع) علي رضي الله عنهم أجمعين. (في الجنة) هم من العشرة المبشرة لكن هذا تنصيص آخر لمن ولي خلافة النبوة وإشارة إلى أن من بعد الأربعة ليس كذلك أي محكوما لهم بالجنة بل أمره إلى الله (ابن عساكر (¬1) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه، وفيه عبد الله بن سلمة عن عبيدة قال الذهبي: ضعَّفه الدارقطني. 6153 - "القاتل لا يرث". (ت هـ) عن أبي هريرة". (القاتل) عمدا لمورثه. (لا يرث) من الذي قتله، أخذت الشافعية بظاهره فسووا بين قتل العمد والخطأ، وذهب غيرهم إلى تقييده بالعامد. (ت هـ (¬2) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وقد قال الترمذي: لا يصح ولا يعرف إلا من هذا الوجه، قال الذهبي: ثم ابن حجر في تخريج الرافعي: فيه إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة قال النسائي: متروك، وقال البيهقي: إسحاق لا يحتج به. 6154 - "القاص ينتظر المقت، والمستمع ينتظر الرحمة، والتاجر ينتظر الرزق، والمحتكر ينتظر اللعنة والنائحة ومن حولها من امرأة مستمعة عليهن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 108)، ويعقوب الفسوي في المعرفة (3/ 197) وانظر فيض القدير (4/ 532)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4435)، والصحيحة (2319). (¬2) أخرجه الترمذي (2109)، وابن ماجة (2645)، وانظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 260)، والتلخيص الحبير (3/ 85)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4436).

لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" (طب) عن ابن عمر وابن عمرو وابن عباس وابن الزبير (ض) ". (القاص) بالصاد المهملة الذي يقص على الناس ويعظهم ويأتي بأحاديث لا أصل لها يعظ ولا يتعظ ويرغب في الجلوس إليه (ينتظر المقت) من الله تعالى لما يعرض من قصصه من الزيادة والنقصان ولأنه مستندًا إلى كيد الشيطان فكأنه بذلك منتظر للمقت وإن لم ينتظره حقيقة لكن لما كان مآله إليه كان كالمنتظر له. (والمستمع) إلى علم الشريعة كما قيل، والأولى المستمع إلى القاص محسنا ظنه فيه قابلاً لما يقوله ويمليه. (ينتظر الرحمة) من الله لأن قعوده طمعًا في ترقيق قلبه وإقباله على [3/ 213] الله. (والتاجر) الصدوق الأمين كما سلف. (ينتظر الرزق) بتجارته وصدقه وأمانته. (والمحتكر) الذي حبس الطعام مرتقباً به الغلاء. (ينتظر اللعنة) جعل يترقبه غلاء الأسعار ويزول التفسير بأهل البوادي والأمصار كأنه منتظر اللعنة تنزل به. (والنائحة) على الميت المبكية لغيرها بتعداد محاسن من تنوح عليه. (ومن حولها من) كل. (امرأة مستمعة) لنياحها. (عليهن لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) يحتمل أنه دعاء منه - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل أنه إخبار عما وقع من الله تعالى. (طب (¬1) عن ابن عمر وابن عمرو وابن عباس وابن الزبير) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه بشر بن عبد الرحمن الأنصاري، قال العقيلي وابن حبان: وضاع، وفي الميزان عن ابن عدي: من مصائبه أحاديث هذه منها وأورده ابن الجوزي في الموضوعات عن الطبراني من هذا الطريق وقال: لا يصح عبد الوهاب يريد ابن مجاهد الذي روى عنه بشر بن عبد الرحمن الأنصاري ليس بشيء وابن زاذان يريد أيوب بن زاذان أحد رواته متروك وتبعه عليه المصنف في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 426) (13567)، وانظر الميزان (2/ 22)، والعلل المتناهية (2/ 242)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4128)، والضعيفة (4070): موضوع.

مختصر الموضوعات وأقره فالعجب إتيانه به هنا. 6155 - "القبلة بحسنة والحسنة بعشرة". (حل) عن ابن عمر (ض) ". (القبلة) بضم القاف فموحدة واحدة القبل أي قبلة الوالد لولده رحمة له وشفقة ومحبة. (بحسنة والحسنة بعشرة) أمثالها في الجزاء. (حل (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 6156 - "القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة إلا الدين". (م) عن ابن عمرو (ت) عن أنس (صح) ". (القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة) يسترها فلا يعاقب فاعلها عليها وهذا ظاهر في أنه يكفر الكبائر ويؤيده ما يأتي من قوله: "يكفر الذنوب كلها" ويؤيده أيضاً الاستثناء للدين وقد أبى الجمهور ذلك وقالوا: لا يكفر الكبائر إلا التوبة ولنا كلام في ذلك في رسالة مستقلة. (إلا الدين) لبني آدم فإنه لا يكفره كما سلف وفيه عظم حق المخلوقين ويقاس على الدين غيره من الأعراض والدماء. (م) عن ابن عمرو (ت) (¬2) عن أنس) قال الترمذي في العلل: سألت عنه محمداً يعني البخاري فلم يعرفه، قلت: وقاعدة المصنف أن كلما أخرجه الشيخان أو أحدهما يرمز عليه بالصحة. 6157 - "القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة، والأمانة في الصلاة والأمانة في الصوم، والأمانة في الحديث, وأشد ذلك الودائع". (طب حل) عن ابن مسعود (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 255)، وابن عدي في الكامل (1/ 305)، وأخرجه الديلمي (4702) عن أبي سعيد، وانظر فيض القدير (4/ 533)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4129): موضوع. (¬2) أخرجه مسلم (1885) عن ابن عمرو بن العاص، والترمذي (1640) عن أنس، وانظر: علل الترمذي للقاضي (1/ 273).

(القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها إلا الأمانة) فشأنها عظيم عند الله تعالى وأمرها خطير ولما كانت ظاهرة في أموال العباد أبان أنها تدخل في كل أمر من الواجبات فقال: (والأمانة في الصلاة) بأدائها كما أمر الله تعالى وعلمها رسوله - صلى الله عليه وسلم -. (والأمانة في الصوم) كذلك. (والأمانة في الحديث) المروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعن غيره وإن كان في كلام الرسول آكد. (وأشد ذلك) في الأمانة. (الودائع) لأن حقوق المخلوقين عظيمة عند الله تعالى أشد من غيرها وهذا حديث يضاف إلى حديث "إلا الدين" فيكون المخصص من الذنوب الدين والأمانة. (طب حل (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 6158 - "القتل في سبيل الله شهادة، والطاعون شهادة، والبطن شهادة، والغرق شهادة، والنفساء شهادة". (حم) والضياء عن عبادة بن الصامت (صح) ". (القتل في سبيل الله شهادة) كما سلف بل إذا أطلقت الشهادة كان هو المتبادر. (والطاعون شهادة) كما سلف غير مرة. (والبطن) أي الموت بداء البطن. (شهادة) كما في قوله: (والغرق شهادة، والنفساء شهادة). (حم) والضياء (¬2) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته. 6159 - "القتل في سبيل الله شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة، والحرق شهادة، والسيل والنفساء يجرها ولدها بسررها إلى الجنة". (حم) عن راشد بن حبيش (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 219) (10527)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 201)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 532)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4130)، والضعيفة (4071). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 314)، والضياء في المختارة (352)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4438).

(القتل في سبيل الله شهادة، والطاعون شهادة، والغرق شهادة، والبطن شهادة، والحرق) الموت بالنار. (والسيل) إذا سأل بأحد وهو غير الغرق؛ لأن الغرق الوقوع في ماء راكد حذف خبرهما لقرينة ذكره سابقاً، قال الشارح: إن السيل بفتح السين المشددة ومثناة تحتية أي الغرق في الماء كذا ضبطه المصنف بخطه ورأيته يعني فيه فما في كثير من النسخ أنه السيل تحريف من النساخ. (والنفساء) الميتة بالنفاس. (يجرها ولدها بسررها) بزنة حمل وهو ما يقطع وهو السر بالضم أيضاً. (إلى الجنة). (حم (¬1) عن راشد بن حبيش) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: [3/ 214] رجاله ثقات. 6160 - "القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله وآمن بالقدر فقد استمسك بالعروة الوثقى". (طس) عن ابن عباس". (القدر نظام التوحيد) ملاكه الذي ينظمه. (فمن وحد الله وآمن بالقدر) خيره وشره كما في الأحاديث. (فقد استمسك بالعروة الوثقى) التي ينجو بها في دار العقبى. (طس (¬2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه هارون بن المتوكل ضعيف. 6161 - "القدر سر الله، فلا تفشوا سر الله عَزَّ وَجَلَّ". (حل) عن ابن عمر". (القدر سر الله) الذي طواه عن عباده واستأثر بعلمه وتمام الحديث: (فلا تفشوا سر الله عَزَّ وَجَلَّ) وفي رواية للديلمي: "فلا تتكلفوا علمه" والحديث نهي عن الخوض في القدر وأنه من أسرار الله ولا سبيل إلى الاطلاع عليه حتى يفشوه، ولم يذكر المصنف مخرجه ولا راويه، وقال في درر البحار: "القدر سر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 489)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 299)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4439). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3573)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 197)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4132)، والضعيفة (4072).

الله فلا تفشوه". (حل) (¬1) عن ابن عمر) وقال الشارح: وأخرجه ابن عدي في الكامل عن عائشة، قال الحافظ العراقي: وكلاهما ضعيف. 6162 - "القدرية مجوس هذا العصر: إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم". (د ك) عن ابن عمر (صح) ". (القدرية مجوس هذه الأمة) قد حققنا الكلام فيهم مرارًا ووجه تشبيههم بالمجوس أنهم أقروا بالخالق وأنكروا صفته. (إن مرضوا فلا تعودوهم) فإن العيادة إكرام لهم وليسوا أهلاً له. (وإن ماتوا فلا تشهدوهم) لا تشهدوا جنائزهم لذلك ومنه يؤخذ أنه لا يعاد المبتدع ولا يحضر جنازته إذا كانت بدعته كبرى. (د ك) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقد قال الحاكم: على شرطهما إن صح سماع أبي حازم عن ابن عمر، قال الذهبي في المهذب (¬3): إنه منقطع بين أبي حازم وابن عمر، وقال ابن الجوزي: لا يصح. 6163 - "القراء عرفاء أهل الجنة" ابن جامع في معجمه والضياء عن أنس". (القراء) للقرآن الحفاظ له. (عرفاء أهل الجنة) لأن في الجنة أمراء وعرفاء فالأمراء الأنبياء والعرفاء القراء وهي مرتبة شريفة تلو مرتبة النبوة. (ابن جميع) قال شارحه: بضم الجيم (في معجمه والضياء (¬4) عن أنس) سكت المصنف عليه، قال في الميزان: المتهم به محمَّد بن منصور الطرسوسي شيخ ابن جميع. 6164 - "القرآن شافع مشفع، وما حل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 182) عن ابن عمر، وابن عدي في الكامل (7/ 190) عن عائشة، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (4/ 158)، وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع (4131). (¬2) أخرجه أبو داود (4691)، والحاكم (1/ 159)، وانظر العلل المتناهية (1/ 153)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4442). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير رقم (1654 أو 16182). (¬4) أخرجه الضياء في المختارة (2084)، وابن جميع في معجم الشيوخ (1/ 144) (98)، وانظر الميزان (6/ 346)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4137)، والضعيفة (2561): موضوع.

ومن جعله خلفه ساقه إلى النار" (حب هب) عن جابر (طب هب) عن ابن مسعود" (صح). (القرآن شافع) لتاليه. (مشفع) عند بارئه (وما حل) بالمهملة أي مخاصم والمراد أنه مخاصم لمن تركه وأعرض عنه. (مصدق) عليه عند الله في خصامه. (من جعله أمامه) فاهتدى بهديه. (قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه) وبإهماله وإضاعته. (ساقه إلى النار) لأنه الهادي إلى الخير فمن أعرض عنه وقع في العذاب. (حب هب) عن جابر رمز المصنف لصحته (طب هب) (¬1) عن ابن مسعود) قال الهيثمي: فيه الربيع بن يزيد متروك. 6165 - "القرآن غنى لا فقر بعده، ولا غنى دونه" (ع) ومحمد بن نصر عن أنس (ض) ". (القرآن غنى) فمن تعلمه يغنيه الله به عن كل ما سواه ويغنيه به عن فقر الشهوات والشبهات ويغنيه ببركاته عن الحاجات. (لا فقر بعده) فإنه يدفع كل فقر وبؤس. (ولا غنى) لشيء من الأشياء. (دونه) قال الغزالي: لازم رجل عمر - رضي الله عنه - فقال: يا هذا هاجرت إلى عمر أو إلى الله؟ تعلم القرآن فإنه يغنيك عن بابي فغاب حتى فقده عمر فوجده يتعبد، فقال: ما شغلك عنا؟ قال: قراءة القرآن فأغناني عن عمر، قال: وما وجدت فيه؟ فقال: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات: 22] فبكى عمر - رضي الله عنه -. (ع) (¬2) ومحمد بن نصر عن أنس) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان كما في موارد الظمآن (1/ 443) (1793)، والبيهقي في الشعب (2010) عن جابر، وأخرجه الطبراني في الكبير (9/ 198) (10450)، والبيهقي في الشعب (2486) عن عبد الله بن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 171)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4443)، والصحيحة (2019). (¬2) أخرجه أبو يعلى (2773)، والقضاعي في الشهاب (276)، انظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 329) وراجع تخريج أحاديث الإحياء (4/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4134)، والضعيفة (1558).

المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف، وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه عند أبي يعلى يزيد بن أبان الرقاشي وهو ضعيف. 6166 - "القرآن ألف ألف حرف، وسبعة وعشرون ألف حرف، فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين". (طس) عن عمر (ض) ". (القرآن ألف ألف حرف، وسبعة وعشرون ألف حرف) المراد بالحرف المعروف الذي منه يركب الكلام. (فمن قرأه صابراً) على العمل به (محتسباً) لأجره عند الله لا كالذي جعله مأكله أو الذي قرأه ليقال إنه قارئ. (كان له بكل حرف زوجة من الحور العين) والجنة وسعتها قابلة لذلك. (طس) (¬1) عن عمر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه محمَّد بن آدم بن أبي إياس قال في الميزان: تفرد بخبر باطل ثم ساق هذا الخبر، قال الطبراني: لا يروى إلا بهذا الإسناد، قال الهيثمي: وبقية رجاله ثقات. 6167 - "القرآن يقرأ على سبعة أحرف، ولا تماروا في القرآن؛ فإن مراءا في القرآن كفر". (حم) عن أبي جهيم (صح) ". (القرآن يقرأ على سبعة أحرف) تقدم ما فيه من الأقاويل. (ولا تماروا في القرآن) لا تجادلوا فيه. (فإن مراء القرآن) (في) معانيه وما أراد الله به. (كفر) إذ الواجب الإيمان به والوقوف عند متشابهه. (حم) (¬2) عن [3/ 215] أبي جهيم) (¬3) مصغر الأنصاري، قيل: اسمه عبد الله رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6616)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 163)، والميزان (6/ 251)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4133) موضوع، وقال في الضعيفة (4073): باطل. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 169)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 151)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4444). (¬3) انظر الإصابة (4/ 44).

6168 - "القرآن هو النور المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم". (هب) عن رجل (ض) ". (القرآن هو النور المبين) الضياء للقلوب الذي يغني عن كل ما سواه ولا يغني شيء عنه. (والذكر) الذي ذكر الله به عباده ونبههم عن غفلتهم من عبادته. (الحكيم) المحكم في نظامه وأسلوبه وإن اشتمل على المتشابهات أو الحكيم منزلة النعيم. (هب) (¬1) عن رجل) رمز المصنف لضعفه. 6169 - "القرآن هو الدواء" السجزي في الإبانة والقضاعي عن علي". (القرآن هو الدواء) لداء الشبهات والشهوات والشكوك وأمراض النفاق وهو الدواء من الأسقام أيضاً كما سلف تحقيق ذلك وهذا حصر لإفادة ذلك وهو كذلك لكنه يحتاج إلى يقين صادق وإيمان وإتقان وحسن تدبر وتوفيق من الله وإلا فإنه لا يزيد الظالمين إلا خساراً. (السجزي في الإبانة والقضاعي (¬2) عن علي) سكت عليه المصنف، وقال شارح الشهاب العامري: حسن صحيح انتهى، وقال الشارح المناوي: فيه الحسن بن رشيق أورده الذهبي في الضعفاء (¬3). 6170 - "القصاص ثلاثة: أمير، أو مأمور، أو محتال". (طب) عن عوف بن مالك وعن كعب بن عياض". (القصاص ثلاثة) اثنان مأذون لهما في ذلك. (الأمير، والمأمور) منه فقص هذين محبوب مطلوب لأنه تذكير وقد قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] والنهي في الأحاديث متوجهة إلى من يقص برواية الأخبار الموضوعة. (أو مختال) بضم الميم والخاء المعجمة ومثناة فوقية من ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1937)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4136). (¬2) أخرجه القضاعي في الشهاب (28)، والديلمي في الفردوس (4676)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4135)، وقال في الضعيفة (1559) ضعيف جداً. (¬3) انظر المغني (1/ 159).

الاختيال التكبر وهو الذي يذم الله قصاصته ولا يرضاها. (طب) (¬1) عن عوف بن مالك وعن كعب بن عياض) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: إنه رمز لحسنه، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن يحيى الإسكندراني لم أر من ترجمه. 6171 - "القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة؛ رجل علم الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار، ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو في النار" (ع 4 ك) عن بريدة (صح) ". (القضاة) في الآخرة (ثلاثة: اثنان في النار) قدم أهل النار لأنهم الأكثر ولسلوك طريق الترقي (وواحد في الجنة، رجل علم الحق فقضى به فهو في الجنة) قدمه بشرى لأنه أشرف الثلاثة وذلك لأنه علم وعمل. (ورجل قضى للناس على جهل) لا علم عنده ولو وافق قضاؤه الحق (فهو في النار، ورجل عرف الحق فجار في الحكم) فهذا علم وما عمل. (فهو في النار). (ع 4 ك (¬2) عن بريدة) رمز المصنف لصحته. 6172 - "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار وقاض في الجنة؛ قاض قضى بالهوى فهو في النار، وقاض قضى بغير علم فهو في النار، وقاض قضى بالحق فهو في الجنة". (طب) عن ابن عمر" (صح). "القضاة ثلاثة: قاضيان في النار) محكوم لهما بها (وقاض في الجنة) بين ذلك على ترتيب لغة. (قاض قضى بالهوى) عالمًا كان أو جاهلاً فيشمل من قضى ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 61) (112)، وأخرجه أيضًا أحمد (6/ 28)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 190)، وراجع لسان الميزان (5/ 226)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4445)، والصحيحة (2020). (¬2) أخرجه أبو يعلى (5263)، وأبو داود (3573)، والترمذي (1322)، والنسائي (3/ 461)، وفي الكبرى (5922) وابن ماجة (2315)، والحاكم (4/ 101)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4446).

بغير علم وإن وافق الحكم؛ لأنه حكم بهواه. (فهو في النار، وقاض قضى بغير علم فهو في النار) ولو وافق الحق. (وقاض قضى بالحق) عالمًا به متحريًا لمآخذ الحكم من السنة والكتاب بجهده. (فهو في الجنة). (طب) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وأفرد ابن حجر جزءاً فيه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 6173 - "القلب ملك، وله جنود، فإذا صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده, والأذنان قمع، والعينان مسلحة، واللسان ترجمان، واليدان جناحان، والرجلان بريد، والكبد رحمة، والطحال ضحك، والكليتان مكر، والرئة نفس" (هب) عن أبي هريرة". (القلب ملك) للبدن لا يدور تصرفه إلا على إرادته، (وله جنود) هي الحواس والأعضاء، (فإذا صلح الملك صلحت جنوده) فإنه لا يصلح الجند إلا بصلاح الملك (وإذا فسد الملك) وذلك بفساد إرادته واعتقاده وغير ذلك، (فسدت جنوده) لأنها تنبعث في ما يأمر به من صلاح أو فساد ثم فسر وظائف الجنود بقوله: (والأذنان قمع) أوعية تصب ما تسمعه إلى القلب، (والعينان مسلحة) بمهملتين، في القاموس (¬2): المسلحة بالفتح الثغر، والقوم ذو سلاح ويصح المعنيان هنا جميعًا، (واللسان ترجمان) يعبر عما في القلب، (واليدان جناحان) يطير بهما إلى ما يريده من مآربه هما كجناحي الطائر ينال بهما ما يريد. (والرجلان بريد) رسول يقطع بهما المسافات، (والكبد رحمة) محل للرحمة، (والطحال ضحك) أي محل له. (والكليتان مكر) محل لذلك، (والرئة نفس) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 21) (1165)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 193)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (4447). (¬2) القاموس (1/ 1634).

يتنفس منها العبد، والحديث تقدم في حرف العين والمراد ضرب المثل للقلب بالملك وللجوارح بالجنود، وهي بيان وظيفة كل جارحة وذلك كله تقدير العزيز الحكيم. (هب) (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف [3/ 216] عليه، وقال البيهقي: قال الإِمام أحمد: هكذا جاء موقوفاً ومعناه: في القلب جاء في حديث النعمان بن بشير مرفوعًا. 6174 - "القلس حدث" (قط) عن الحسين". (القلس) بالتحريك، قال الخليل: هو ما يخرج ملء الفم أو دون ذلك، فإذا غلب فهو قيء، وفي الفردوس القلس: ما يخرج من الحلق شبه القيء. (حدث) والحديث أخذت به الحنفية والحنابلة، وقال غيرهم: إنه منسوخ أو محمول على غسل الفم. (قط) (¬2) عن الحسين) - رضي الله عنه - عن أبيه عن جده من رواية زيد بن علي، إلا أنه قال الدارقطني (¬3): لم يروه عن زيد غير سوار وسوار متروك. 6175 - "القناعة مال لا ينفد". القضاعي عن أنس". (القناعة) الرضا بما ساقه الله إلى عبده من قليل أو كثير. (مال لا ينفد) أي كالمال الذي لا يفنيه الإنفاق ولا يطلب المتهالك على الدنيا إلا المال الذي لا نفاد له مع أن لا وجود له، إذ كل مال إلى نفاد، فالحديث حث على القناعة وتقدم الكلام فيها. (قط القضاعي (¬4) عن أنس) سكت المصنف عليه وفيه خلاد بن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (109) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4138) والضعيفة (4074). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4138)، وقال في الضعيفة (4075): ضعيف جداً. (¬3) انظر: سنن الدارقطني (1/ 128، 155)، وتخريج الأحاديث الضعاف (رقم 487، 525)، وراجع كتاب: من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن من الضعفاء والمتروكين والمجهولين لناصر الدين المقدسي، طبع وزارة الأوقاف في دولة قطر. (¬4) أخرجه القضاعي في مسنده (63)، والطبراني في الأوسط (2134) عن جابر، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4140): ضعيف جدًّا، (3775) وفي الضعيفة (3907): موضوع.

عيسى الصفار، ورواه الطبراني في الأوسط عن جابر، قال الذهبي: وإسناده واهٍ. 6176 - "القنطار ألفا أوقية". (ك) عن أنس (صح) ". (القنطار ألفا أوقية) الحديث سيق لتفسير الآية {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} [آل عمران: 75]، قال في الكشاف (¬1): القنطار: المال العظيم، قنطرت الشيء إذا رفعته، ومنه القنطرة لأنه بناء مشيد، قال النووي (¬2): أجمع أهل الفقه والحديث واللغة على أن الأوقية أربعون درهماً. (ك) (¬3) عن أنس) قال: سئل رسول - صلى الله عليه وسلم - عن قوله تعالى: {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ} [آل عمران: 14] فذكره، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما، ورده الذهبي بأنه خبر منكر. 6177 - "القنطار اثنتا عشرة ألف أوقية، كل أوقية خير مما بين السماء والأرض". (هـ حب) عن أبي هريرة (صح) ". (القنطار اثنتا عشرة ألف أوقية) بضم الهمزة وتشديد الياء. (كل أوقية خير مما بين السماء والأرض) قال الشارح: قاله في تفسير {وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ} هو انتهى. قلت: الله أعلم بالمراد من الحديث فإنه يخالف الأول في مقدار القنطار، ولا يعرف ما أريد بالخيرية المذكورة. (هـ حب) (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 6178 - "القهقهة من الشيطان والتبسم من الله" (طس) عن أبي هريرة". (القهقهة من الشيطان) أي الضحك بصوت يحبه الشيطان ويحمل عليه. (والتبسم) الضحك قليلاً من غير صوت. (من الله) أي يحبه ولا يمقت صاحبه ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 244). (¬2) النووي (7/ 53). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 194)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4143): موضوع. (¬4) أخرجه ابن ماجة (3660)، وابن حبان (6/ 311) (2573)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4141).

عليه، وهو صفات ضحك الأنبياء {فَتبَسَّمَ ضَاحِكاً} [النمل:19] سيد ضحكه التبسم ... البيت (¬1). والحديث عام للصلاة وغيرها فهو دليل كراهة القهقهة. (طس) (¬2) عن أبي هريرة). عدد أحاديث حرف القاف مائتا حديث وعشرون حديثاً ¬

_ (¬1) هو البيت السادس والعشرون بعد المائة من القصيدة الهمزية للبوصيري وتتمته: سيد ضحكه التبسم والممشـ ... يُ الهوينا ونومه الإغفاء (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7050) والصغير (1057)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4145).

حرف الكاف

حرف الكاف 6179 - " كاتم العلم يلعنه كل شيء حتى الحوت في البحر والطير في السماء" ابن الجوزي في العلل عن أبي سعيد (ض) ". (كاتم العلم) الشافع من علم كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وما ينفع فيهما والمراد ما يحتاج إليه المكلف. (يلعنه كل شيء) من حيوان وجماد. (حتى الحوت في البحر والطير في السماء) فإنها تدعوا عليه بإبعاد الرحمة كما أنها تستغفر لمن يعلم الناس الخير كما سلف وذلك؛ لأن الله تعالى ما علم العالم إلا ليعمل ويعلم الجاهل فإن بخل به استحق العقوبة. واعلم: أن كاتم العلم يكتمه لأحد أسباب: البخل به لئلا ينال من يعلمه من الوجاهة عند الناس ما ناله وتارة اغتباطا منه بالرياسة والمال واشتغالًا بهما وتارة يكون لأنه قد خالف طائفة في مسألة قام له دليلها فإن أظهرها مقت وإن كتم ذلك أثم. (ابن الجوزي (¬1) في العلل عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه حديث لا يصح، فيه يحيى بن العلاء قال أحمد: كذاب يضع. 6180 - "كاد الحليم أن يكون نبياً". (خط) عن أنس (ض) ". (كاد الحليم) بحلمه فإن الحلم: احتمال الأعلى الأذى من الأدنى أو رفع المؤاخذة من مستحقها بحيائه في حق مستعظم أو: هو ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب وهو من أشرف صفات الأنبياء ولذا قارب من اتصف به. (أن يكون نبياً) لتحليه بصفات الأنبياء وأخذه لأشرفها وهو حث على التحلي بصفة الحلم. (خط) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه يزيد الرقاشي متروك ¬

_ (¬1) أخرجه ابن الجوزى في العلل المتناهية (1/ 99)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4146): موضوع. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 310)، وابن الجوزى في العلل المتناهية (2/ 733)، وضعفه =

والربيع [3/ 217] بن صبيح ضعفه ابن معين وغيره ومن ثمة أورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال لا يصح. 6181 - "كاد الفقر أن يكون كفراً، وكاد الحسد أن يكون سبق القدر" (حل) عن أنس" (ض). (كاد الفقر) الذي يضطر صاحبه إلى ما لا بد منه. (أن يكون كفراً) أي قارب أن يوقع صاحبه في الكفر؛ لأنه يحمل على حسد الأغنياء وعلى الاحتيال للرزق من أي وجه كان وعلى التذلل لأهل الدنيا وعلى عدم الرضا بالقضاء وسخط الرزق، والحديث حث على اجتلاب الرزق وطلبه بالإجمال. قال الغزالي (¬1): هذا الحديث ثناء على المال ولا تقف على وجه الجمع بين المدح والذم إلا بأن تعرف حكمة المال ومقصوده وآفته وغوائله حتى ينكشف لك أنه خير من وجه شر من وجه وليس بخير محض ولا شر محض بل هو سبب للأمرين معا يمدح مرة ويذم مرة والبصير المميز يدرك المذموم منه من المحمود. (وكاد الحسد أن يكون سبق القدر) أي كاد الحسد في قلب الحاسد أن يغلب على العلم بالقدر فلا يرى النعمة التي حسد عليها غيره صارت إليه بقدر الله وقضائه هكذا قيل. قلت: ويحتمل أنه مثل ما ورد في العين أنها كادت تسبق القدر وأن اشتعال قلب الحاسد بالمحسود وتمنيه زوال نعمه ومحبة إنزال كل بلاءً به كاد أن يؤثر في المحسود ويسبق القدر الذي قدره الله عليه. (حل) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه يزيد الرقاشي قال في الميزان: تالف وحجاج بن ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (4079). (¬1) إحياء علوم الدين (3/ 234). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 53)، والبيهقي في الشعب (6612)، والقضاعي (586)، وانظر الميزان (2/ 204)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 206)، والعجلوني في كشف الخفا (2/ 141)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4148)، والضعيفة (4080).

فُرافِصة قال أبو زرعة: ليس بالقوي (¬1)، ورواه البيهقي في الشعب وفيه يزيد أيضاً ورواه الطبراني من وجه آخر، قال العراقي: وفيه ضعف، وقال السخاوي: طرقه كلها ضعيفة قال الزركشي لكن يشهد له ما أخرجه النسائي وابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد مرفوعاً: "اللهم إني أعوذ بك من الفقر والكفر" (¬2). 6182 - "كادت النميمة أن تكون سحراً". ابن لال عن أنس (ض) ". (كادت النميمة) قاربت وهي نقل الرجل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الإفساد بينهم. (أن تكون سحراً) مفرقة بين الناقل عنه والمنقول إليه كما يفرق السحر بين المرء وزوجه، وهو تحذير من النميمة وأنها تقارب السحر في الإثم. (ابن لال (¬3) عن أنس) (¬4) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه الكديمي وقد مر غير مرة أنه ضعيف، والمعلي بن الفضل قال الذهبي في الضعفاء (¬5): له مناكير، ويزيد الرقاشي قد تكرر أنه متروك. 6183 - "كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة". (م) عن أبي هريرة". (كافل اليتيم) المربي له القائم بأمره. (له) بأن يكون من قرابته. (أو لغيره) بأن يكون أجنبياً. (أنا وهو) في التقارب والمنزلة (كهاتين) وأشار بالسبابة والوسطى. (في الجنة) مصاحبا له لعظم أجره عند الله تعالى وتقدمت عدة أحاديث في هذا المعنى والحث على الإحسان إلى اليتامى. (م) (¬6) عن أبي هريرة) ¬

_ (¬1) انظر: المغني (1/ 150). (¬2) أخرجه النسائي (4/ 450)، وابن حبان (3/ 305) (1030). (¬3) عزاه في الكنز (8351) لابن لال وانظر فيض القدير (4/ 542)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4149)، والضعيفة (1905):موضوع. (¬4) جاء في المخطوط عن ابن عباس، والصواب ما أثبتناه. (¬5) انظر المغني (2/ 670). (¬6) أخرجه مسلم (2983)، والطبراني في الكبير (20/ 320)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 162).

ورواه البخاري دون قوله "ولغيره" ورواه الطبراني بزيادة قيد كافل اليتيم له أو لغيره إذا اتقى معي في الجنة كهاتين، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 6184 - "كان أول من أضاف الضيف إبراهيم" ابن أبي الدنيا في قري الضيف عن أبي هريرة". (كان أول من أضاف الضيف) أول الناس فعلا للضيافة. (إبراهيم) - عليه السلام - كان يمشي الميل والميلين في طلب من يأكل معه وفي الكشاف كان لا يأكل إلا مع ضيف، قال في النهر: هو الأب الحادي والثلاثون لنبينا - صلى الله عليه وسلم - وهو أول من اختتن وأول من رأى الشيب، وفي الحديث إعلام بشأن الضيافة. وأنها سنة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقد كثرت الأحاديث في الحث على الضيافة، (ابن أبي الدنيا (¬1) في قري الضيف عن أبي هريرة). 6185 - "كان على موسى يوم كلمه ربه كساء صوف، وجبة صوف، وكمه صوف، وسراويل صوف، وكانت نعلاه من جلد حمار ميت". (ت) عن ابن مسعود (ض) ". (كان على موسى يوم كلمه ربه كساء صوف، وجبة صوف، وكمه صوف) الكمة بضم الكاف وتشديد الميم وبكسر الكاف: القلنسوة الصغيرة أو مدورة. (وسراويل صوف) قال ابن العربي: إنما جعل ثيابه كلها صوفاً لأنه كان بمحل لم يتيسر له فيه سوى الصوف فأخذ باليسر ولم يتكلف وكان من الاتفاق الحسن أن أتاه الله هذه الفضيلة وهو على هذه اللبسة التي لم يتكلفها. وقال الزين العراقي: يحتمل كونه مرادا للتواضع وترك التنعم أو لعدم وجود ما هو أرفع ويحتمل أنه [3/ 218] اتفاقي لا عن قصد بل كان يلبس كل ما وجد كما كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. (وكانت نعلاه من جلد حمار ميت) قيل: يحتمل أنها مدبوغة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8640)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4451).

ويحتمل أن شرعه جواز استعمالها بدون دباغ ولكونها من ميت في الجملة قيل له: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} [طه: 12] أي طئ الأرض بقدمك لتنال بركة هذا الوادي وأخذ اليهود منه لزوم خلع النعل في الصلاة وليس الأخذ صحيحاً. (ت) (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الترمذي: سألت البخاري عنه فقال: حميد هذا منكر الحديث وعده من مناكير حميد بن علي الأعرج وذكر مثله في المستدرك ثم قال: هذا أصل كبير في التصوف وعده في الميزان من مناكير الأعرج لكن شاهده حديث أبي أمامة: عليكم بلباس الصوف تجدون حلاوة الإيمان، قال الذهبي: ساقه من طريق ضعيف وسقط نصف السند من النسخة انتهى. قلت: قال ابن تيمية (¬2): لم يأت حديث في لباس الصوف. 6186 - "كان داود أعبد البشر" (ت ك) عن أبي الدرداء (صح) ". (كان داود أعبد البشر) وفي رواية "من أعبد": أكثرهم عبادة في زمانه أو مطلقاً ولذا كان صومه أفضل الصيام وقيامه أفضل القيام كما سلف. (ت ك) (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، فرده الذهبي بأن فيه عبد الله بن يزيد الدمشقي (¬4)، قال أحمد: أحاديثه موضوعة، وقال في جواهر العقدين: إنه في صحيح مسلم (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1834)، والحاكم (1/ 81)، وانظر: علل الترمذي للقاضي أبي طالب (522)، والميزان (2/ 388)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4154)، والضعيفة (4082): موضوع. (¬2) مجموع الفتاوى (11/ 554). (¬3) أخرجه الترمذي (3490)، والحاكم (2/ 470) وقال: صحيح الإسناد، وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 89) وقال الهيثمي في المجمع (8/ 206): رواه البزار في حديث طويل وإسناده حسن، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4453)، وصححه في الصحيحة (707). (¬4) انظر المغني (1/ 363). (¬5) أخرج مسلم (1159) عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عبد الله بن عمرو بلغني=

6187 - "كان أيوب أحلم الناس، وأصبر الناس، وأكظمهم لغيظ" الحكيم عن ابن أبزى". (كان أيوب أحلم الناس) أكثرهم حلمًا والحلم سعة الأخلاق وتقدم تفسيره قريباً وسعة الأخلاق من لوازمه. (وأصبر الناس) كما حكاه الله تعالى في قوله: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا} [ص: 44]. (وأكظمهم لغيظ) لأن الله شرح صدره فاتسع لتحمل مساوئ الأخلاق من العباد (الحكيم (¬1) عن ابن أبزى) (¬2) بهمزة مفتوحة فموحدة فموحدة ساكنة فزاي وألف مقصورة: صحابي. 6188 - "كان الناس يعودون داود يظنون أن به مرضاً، وما به إلا شدة الخوف من الله تعالى". ابن عساكر عن ابن عمر". (كان الناس يعودون داود) يزورونه (يظنون أن به مرضاً) لأنه يتصف بصفات المريض. (وما به إلا شدة الخوف من الله تعالى) وذلك لما غلب على قلبه من الهيبة والجلال فلزمه الوجل حتى كاد يفلق كبده فظهر على جوارحه. (ابن عساكر (¬3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وفيه محمَّد بن عبد الرحمن بن غزوان قال الذهبي: قال ابن حبان: يضع، وقال ابن عدي: متهم بالوضع وأخرجه عنه أبو نعيم والديلمي. 6189 - "كان زكريا نجارا" (حم م هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (كان زكريا) يمد ويقصر. (نجاراً) فيه إشارة إلى أن كل أحد لا ينبغي له ¬

_ = أنك تصوم النهار وتقوم الليل فلا تفعل ... "، قلت: يا رسول الله إن بي قوة قال: "فصم صوم داود نبي الله فإنه كان أعبد الناس" قال: قلت: يا نبي الله وما صوم داود؟ قال: "كان يصوم يومًا ويفطر يوماً". (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (34255)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4152). (¬2) انظر الإصابة (4/ 282). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (51/ 23) وأبو نعيم (7/ 137)، والرافعي في التدوين (3/ 193)، وتمام في فوائده (2/ 49)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4151)، والضعيفة (641): موضوع.

التكبر عن كسب يده؛ لأن نبي الله مع علو درجته اتخذ هذه الحرفة، وفيه أن التجارة لا تسقط المروءة، قال القرطبي: الحرف والصنائع غير الدنيئة زيادة في فضل أهل الفضل لحصول مزية التواضع والاستغناء عن الغير وكسب الحلال الخالي عن المنة. (حم م هـ) (¬1) عن أبي هريرة). 6190 - "كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك". (حم م د ن) عن معاوية بن الحكم (صح) ". (كان نبي من الأنبياء) إدريس أو دانيال أو خالد بن سنان. (يخط) قال القاضي: أي يضرب خطوطاً كخطوط الرمل فيعرف الأحوال بالفراسة بتوسط تلك الخطوط، قال الزمخشري (¬2): كانت العرب تأخذ خشبة وتخط خطوطاً كثيرة على عجل كي يلحقها العدد وتمحوا خطين فإن بقى زوج فهو علامة النجاح أو فرد فعلامة الخيبة (فمن وافق خطه) نصب على مفعوليه وافق فاعله ضمير من أي من وافق خطه: في الصورة والحالة وهي قوة الخاطر في الفراسة وكماله في العلم والورع الموجبين لها (فذاك) الذي يجدون إصابته أو فذاك الذي يصيب ذكره القاضي (¬3) قال: والمشهور خطه بالنصب لكون الفاعل مضمراً وروى بالرفع فيكون المفعول محذوفاً، قيل الحديث سيق للزجر عنه والنهي عن تعاطيه لأن خط ذلك النبي كان معجزة وعلمًا لنبوته وقد انقطعت نبوته ولم يقل، فذلك الخط حرام دفعا لتوهم أن خط ذلك النبي حرام، وقال النووي (¬4): الصحيح [3/ 219] أن معناه من وافق خطه فهو مباح له لكن لا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 405)، ومسلم (2379)، وابن ماجة (2150). (¬2) الفائق (1/ 382). (¬3) انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم (2/ 464). (¬4) شرح مسلم للنووي (5/ 23).

علم لنا باليقين بالموافقة فلا يباح والقصد أنه لا يباح إلا بتيقن الموافقة وليس لنا بها يقين انتهى. وفي النهاية (¬1): قال ابن عباس: الخط هو الذي يخطه الحازي (¬2) وهو علم قد تركه الناس يأتي صاحب الحاجة إلى الحازي فيعطيه حلوانا فيقول له اقعد حتى أخي لك وبين يدي الحازي غلام له معه ميل ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط بها خطوطا كثيرة بالعجلة لئلا يلحقها العدد ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين وغلامه يقول للتفاؤل ابني عيان أسرعا البيان فإن بقى خطان فهو علامة النجاح وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة. وقال الحربي: الخط هو أن يخط ثلاثة خطوط ثم يضرب عليهن بشعير أو نوى ويقول يكون كذا وكذا وهو ضرب من الكهانة. قلت: الخط المشار إليه علم معروف للناس فيه تصانيف كثيرة وهو معمول به إلى الآن ولهم فيه أوضاع واصطلاح وأسام وعمل كثير ويستخرجون به الضمير وغيره وكثيرا ما يصيبون فيه. (حم م د ن) (¬3) عن معاوية بن الحكم) بفتح الحاء والكاف السلمي قال: قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بجاهلية وقد جاء الله بالإِسلام إلى أن قال: ومنا رجال يخطون فذكره، ولم يخرجه البخاري ولا خرج عن معاوية. 6191 - "كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسراً فتجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فلقي الله فتجاوز عنه" (حم ق ن) عن أبي هريرة (صح) ". (كان رجل يداين الناس) أي يجعلهم مديونين له وفي رواية: "رجل لم يعمل ¬

_ (¬1) انظر النهاية (2/ 47). (¬2) الحازي: هو الذي ينظر في الأعضاء وفي خيلان الوجه يتكهّف ويقدر الأشياء بظنه لسان العرب. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 448)، ومسلم (537)، وأبو داود (3909)، والنسائي (3/ 14).

خيراً قط وكان يداين الناس". (فكان يقول لفتاه) غلامه الذي يتولى التقاضي: (إذا أتيت معسراً) من الغرماء. (فتجاوز عنه) بنحو إنظار أو إسقاط أو أخذ سلعة والتجاوز التسامح في التقاضي وقبول ما فيه نقص يسير. (لعل الله أن يتجاوز عنا) قال الطيبي: أراد نفسه لكن جمع الضمير أراد أن يتجاوز عنه وعمن فعل هذا الفعل ليدخل دخولا أوليا ولذا ندب للداعي أن يعم في الدعاء. قلت: هذا من علمه بأن الرب يكافئ العباد على إحسانهم إلى عباده بما يوافق فعلهم وعلمه أنه تعالى لا يضيع عمل عامل. (فلقي الله) عند موته (فتجاوز عنه) مع إفلاسه من الطاعات غير حسن ظنه في ربه وإحسانه إلى عباده والحديث حث على الأمرين: حسن الظن في الله والتساهل في القضاء والإحسان إلى العباد. (حم ق ن (¬1) عن أبي هريرة). 6192 - "كان هذا الأمر في حمير، فنزعه الله منهم وجعله في قريش، وسيعود إليهم". (حم طب) عن ذي مخمر (ح) ". (كان هذا الأمر) أي الخلافة. (في حمير) بكسر المهملة وسكون الميم وفتح المثناة قبيلة من اليمن. (فنزعه الله منهم) بعد أمد طويل استوفى أخبارهم نشوان بن سعيد الحميري في شرح نظمه وبين أحوالهم وعدة ملوكهم وكيفية خروج الأمر منهم وأنه كان قبل بعثة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وقال الشارح: إنه نزع منهم ببعثه - صلى الله عليه وسلم -. (وجعله في قريش) فالخلافة فيهم. (وسيعود إليهم) إلى حمير وبعد نزعه عن قريش آخر الزمان. (حم طب) (¬2) عن ذي مخمر) (¬3) بكسر أوله وسكون المعجمة وفتح الميم ويقال ذو مخبر بموحده بعد المعجمة هو ابن أخي النجاشي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 263)، والبخاري (3480)، ومسلم (1562)، والنسائي (7/ 318). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 91)، والطبراني في الكبير (4/ 234) (4227)، وانظر العلل المتناهية (2/ 767)، والمجمع (5/ 193)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4463)، والصحيحة (2022). (¬3) انظر الإصابة (2/ 417).

صحابي خدم النبي - صلى الله عليه وسلم -, قال الهيثمي: رجالهما أي أحمد والطبراني ثقات. قلت: ورمز المصنف لحسنه، قال الشارح: لكن قال ابن الجوزي: هذا حديث منكر وإسماعيل بن عياش أحد رجاله ضعفوه وبقية مدلس. 6193 - "كان الحجر الأسود أشد بياضا من الثلج، حتى سودته خطايا بني آدم". (طب) عن ابن عباس (ح) ". (كان الحجر الأسود) في لونه. (أشد بياضا من الثلج) وهو أشد الأشياء بياضاً. (حتى سودته خطايا بني آدم) الواقعة على الأرض من كفر وغيره من المعاصي ويحتمل معاصي الوافدين عليه التي يكفرها الله تعالى فإنها تكسوه لقربهم منه السواد وسواده ليس عقوبة له بل محق بركة للعباد أن الحجر الذي أمروا بإعظامه سودوه بذنوبهم وإعلاما لهم بأن المعاصي تؤثر في [3/ 220] الجمادات التي لا ذنب لها فكيف بهم، ويحتمل أن الله سبحانه جعل له إدراكا فهو يتأثم من عصيان العباد واسود من ذلك التأثم أو لأن العباد لعصيانهم ليسوا أهلا لأن يلقاهم بذلك النور السار للقلوب أو لحكمة لا يعلمها إلا الله. فائدة: في أمالي ابن دريد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن آدم - عليه السلام - أهبط ومعه الحجر الأسود وكان أشد بياضاً من الثلج فوضعه على أبي قبيص فكان يضيء من الليل كأنه القمر فحيث بلغ ضوؤه كان من الحرم. (طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 1946 - "كان على الطريق غصن شجرة يؤذي الناس فأماطها رجل فأدخل الجنة". (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (كان على الطريق غصن شجرة يؤدي الناس) في مرورهم. (فأماطها) أي الشجرة: أزالها (رجل عن الطريق فأدخل الجنة) برفعه ما يؤدي المسلمين ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 453) (12285)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4449).

ويؤخذ منه أن من وضع في طريق الناس ما يؤذيهم يدخل به النار. (هـ) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ورواه أحمد وأبو يعلى عن أنس. 6195 - "كبِّر كبِّر". (حم ق د) عن سهل ابن أبي حثمة (حم) عن رافع ابن خديج (صح) ". (كبِّر) بفتح الكاف وكسر الموحدة المشددة. (كبِّر) أي دع الأكبر سنًّا يلي الكلام ويبدأ به وسببه أن عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود انطلقا إلى خيبر وهي يومئذ صلح فأتي محيصة إلى عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه قتيلا فدفنه ثم قدم المدينة فانطلق عبد الرحمن ومحيصة وحويصة ابنا مسعود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذهب عبد الرحمن يتكلم وهو أصغر القوم سنا فذكره وفيه أنه يحترم الكبير ويترك له البداية بالخطاب والتكرير للتأكيد. (حم ق د) عن سهل بن أبي حثمة) بفتح المهملة ومثلثة ساكنة، (حم) (¬2) عن رافع ابن خديج) ورواه عنه أيضاً الترمذي وابن ماجة في الديات، والنسائي في القضاء. 6196 - "كبرت الملائكة على آدم أربعاً". (ك) عن أنس (حل) عن ابن عباس (صح) ". (كبرت الملائكة) في صلاة الجنازة. (على آدم أربعاً) وفيه أن التكبير على الجنازة أربع وأنها سنة قديمة أعني صلاة الجنازة وقول الفاكهي أنها من خصائص هذه الأمة غير صحيح وقد روي تكبير الخمس واختار البعض إلى تخيير الإِمام فيكبر ما شاء. (ك) عن أنس (حل) (¬3) عن ابن عباس) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3682)، وابن أبي شيبة (113)، أحمد (2/ 495)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (438)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4458). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 4)، والبخاري (7192)، ومسلم (1669)، وأبو داود (4520) وأخرجه أحمد (4/ 142)، والترمذي (1422)، والنسائي (8/ 9)، وابن ماجه (2677) عن رافع بن خديج. (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 542) عن أنس، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 96) وابن عدي في الكامل =

المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم صحيح ورده الذهبي بأن فيه مبارك بن فضالة وليس بحجة. 6170 - "كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق، وأنت له به كاذب " (خدد) عن سفيان ابن أسيد (حم طب) عن النواس". (كبرت) بزنة عظمت ومعناها أي عند الله. (خيانة أن تحدث أخاك) في الدين. (حديثًا هو لك به مصدق) إحساناً لظنه فيك. (وأنت له به كاذب) فإنها خيانة له في الحديث وإن شأن المؤمن ألا يلبس على أخيه ويوهمه ما ليس بحق حقاً، قال النووي: والتعريض والتورية إطلاق لفظ هو ظاهر في معنى وتريد معنى آخر يتناوله اللفظ لكنه خلاف ظاهره وهو ضرب من التغرير والخداع فإن دعت إليه ضرورة ومصلحة شرعية راجحة على خداع المخاطب أو حاجة لا مندوحة عنها إلا به فلا بأس وإلا كره فإن توصل به إلى أخذ باطل أو دفع حق حرم وعليه يتنزل هذا الخبر. (خد د) عن سفيان بن أسيد بفتح الهمزة وإسناده كما قال النووي في الأذكار (¬1): ضعيف لكن لم يضعفه أبو داوود فاقتضى كونه حسن عنده كذا قال الشارح، فإن كانت هذه قاعدة لأبي داود وإلا فلا يحكم على الحديث بشيء مع سكوته عنه. (حم طب) (¬2) عن النواس) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه شيخ الإِمام أحمد، عمر بن هارون ضعيف وبقية رجاله ثقات، وقال شيخه العراقي: حديث سفيان ضعفه ابن عدي وحديث النواس سنده جيد. ¬

_ = (6/ 129) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4160). (¬1) الأذكار (ص 882). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (393)، وأبو داود (4971) عن سفيان بن أسيد، وأخرجه أحمد (4/ 183)، والطبراني في الشاميين (495) عن النواس بن سمعان، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4162)، والضعيفة (1251).

6198 - "كبر مقتا عند الله الأكل من غير جوع، والنوم من غير سهر، والضحك من غير عجب، وصوت الرنة عند المصيبة، والمزمار عند النعمة". (فر) عن ابن عمر (ض) ". (كبر مقتاً عند الله) العبارة قاضية بالإنكار الشديد لما يذكر بعدها. (الأكل من غير جوع) فإنه مذموم شرعًا وطبعاً يورث أمراضاً كثيرة ربما أفضى إلى الموت ولأنه يقل شكر النعمة ولا يعرف قدر لذة الطعام. (والنوم من غير سهر) يحتمل أن المراد وكبر مقتا عند الله النوم من غير سهر ويحتمل أنه عطف على الأكل ويجري هذا فيما يأتي وذلك لأن النوم من غير حاجة [3/ 221] إضاعة للوقت وإضرار بالبدن وإضعاف له. (والضحك من غير عجب) فإن فاعله ممقوت لأنه فاعل مسبب لا عن سبب ولأنه يقسي القلب ويعرض للسخرية بفاعله. (وصوت الرنة عند المصيبة) أي الصياح عند الموت. (والمزمار عند النعمة) فإن التزمير قبيح ممقوت فاعله عند غير النعمة فكيف عند النعمة التي تستدعي الشكر للمنعم. (فر) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبد الله بن أبان (¬2)، قال الذهبي: قال ابن عدي مجهول منكر الحديث وعمرو بن بكر السبكي (¬3) قال ابن عدي منكر الحديث. 6199 - "كبروا على موتاكم بالليل والنهار أربع تكبيرات". (حم) عن جابر" (ح). (كبروا على موتاكم) في صلاة الجنازة. (بالليل) إن ماتوا ليلًا ويؤخذ منه عدم كراهة الدفن ليلاً. (والنهار أربع تكبيرات) كما سلف. (حم) (¬4) عن جابر) ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي (4920)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4163). (¬2) انظر المغني (1/ 330). (¬3) انظر المغني (2/ 481). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 336)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4161)، والضعيفة (4058).

رمز المصنف لحسنه. 6200 - "كبري الله مائة مرة، واحمدي الله مائة مرة، وسبحي الله مائة مرة، خير لك من مائة فرس مسرج في سبيل الله، وخير لك من مائة بدنة, وخير لك من مائة رقبة". (حم هـ) عن أم هانئ (ح) ". (كبري الله) يا أم هانئ التي قالت إني ضعفت وكبرت فدلني على عمل ما فذكره بقول الله أكبر أو نحوها. (مائة مرة) في أي حين من ليل أو نهار. (واحمدي الله مائة مرة) بقول الحمد لله أو نحوها من العبارات بمعناها (وسبحي الله مائة مرة) بقول سبحان الله أو نحوه فإن ذلك عند الله. (خير من مائة فرس) ملجم. (مسرج في سبيل الله) كأن المراد في حق هذه القائلة لسر يعلمه الله في كل ما يأتي. (وخير لك من مائة بدنة) تنحر وتفرق على المساكين. (وخير لك من مائة رقبة) تعتقها الله تعالى ولعل هذه الفضائل لهذا الذكر جعلها الله عوضا لهذه المرأة أو لكل من لا يستطيع ما ذكر مما خيرت عليه الله أعلم. (حم هـ) (¬1) عن أم هانئ) رمز المصنف لحسنه. 6201 - "كتاب الله القصاص". (حم ق د ن هـ) عن أنس (صح) ". (كتاب الله القصاص) برفعهما على المبتدأ أو الخبر وحذف مضاف أي حكمة القصاص والإشارة إلى قوله: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194]، {وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ} [المائدة: 45] ونحوهما ويجوز نصب الأول على الإغراء أي عليكم كتاب الله أو الزموا كتاب الله ورفع الثاني على حذف خبره أي القصاص واجب والحديث تقدم سببه في أن من عباد الله من لو أقسم على الله أبره. (حم ق د ن هـ (¬2) عن أنس) بألفاظ متقاربة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3810)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4171). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 128)، والبخاري (4499)، ومسلم (1675)، وأبو داود (4595)، والنسائي (4/ 222)، وفي الكبرى (4752) وابن ماجة (2649).

والمعنى واحد قاله - صلى الله عليه وسلم - في كسر الربيع ثنية الأنصارية. 6202 - "كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض" (ش) وابن جرير عن أبي سعيد (ح) ". (كتاب الله) الإضافة عهدية: إذا أطلق فالمراد به القرآن. (هو حبل الله) أي السبب الذي يتوصل به إلى رضائه تعالى. (الممدود من السماء) محل إنزاله. (إلى الأرض) محل العمل به فهو السبب الذي يوصل إلى رضا الله وقد مده الله لعباده وجعله وصلة لهم إليه فمن لم يصل به إلى الله تعالى فمن قبل نفسه أتى، والحديث حث على التمسك بكتاب الله وشبه المعلوم بالمحسوس إبانة لظهور كونه وصلة إليه تعالى وصلة المحسوس بعضها إلى بعض. (ش) وابن جرير (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. 6203 - "كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات الأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء". (م) عن ابن عمرو (صح) ". (كتب الله تعالى مقادير الخلائق) من حيوان وجماد وملك وإنسان وشيطان وجان أي كمياتها أو قدرها من صغير وكبير وعظيم وحقير وليس المراد أصل التقدير فإنه أزلي ابتداءً. (قبل أن يخلق السماوات الأرض بخمسين ألف سنة) قيل: معناه طول الأمد وتكثير ما بين الخلق والتقدير من المدة لا التحديد إذ لم يكن قبل السماوات والأرض سنة ولا شهر فلا تدافع بينه وبين خبر الألفين. قلت: يصح أن يكون على التحقيق والتحديد وهو مقدار علم الله أنه ذلك القدر لو كانت الأعوام والشهور ويبقى النظر في التلفيق بينه وبين خبر الألفين وجوابه ما مر نظيره أن ذكر الأقل لا ينافي ذكر الأكثر. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (30081)، وابن جرير في تفسيره (4/ 31)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4473)، والصحيحة (2024).

(وكان عرشه على الماء) قيل: فيه صراحة بأن أول المخلوقات العرش والماء الله أعلم أيهما كان أسبق والحديث إخبار عن سابقية تقدير الخلائق ورد على من ادعى أن "الأمر أنف" (م) (¬1) عن ابن عمرو) ورواه عنه الترمذي ولم يخرجه البخاري. 6204 - "كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق: "رحمتي سبقت غضبي"". (هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (كتب ربكم على نفسه بيده) يجب الإيمان به والسكوت عن تأويله مع تنزيه الرب [3/ 222] عن الجارحة والتأويلات سبق نظائرها غير مرة. (قبل أن يخلق الخلق) يوجد شيئاً من الأشياء. (رحمتي سبقت غضبي) هذا المكتوب ويدخل في قبلته خلق الخلق اللوح والقلم إلا أن لفظ "كتب" يشعر بأنهما خاصة قد خلقاً؛ لأنهما آلة الكتابة ويحتمل أن الكتاب كتابة عن ثبوت الأمر المكتوب وتحققه كتحقيق ما رقم ورسم وهو إعلام بسعة رحمته تعالى وأنها السابقة على غضبه فلا يبقى له أثر بعد تقدم الرحمة، وقال القاضي: التزمها تفضلا وإحسانا والمراد بالرحمة ما يعم الدارين. وقال سعد الدين التفتازاني: الكتابة باليد تصوير وتمثيل لا بيانه وتقديره، قال النووي (¬2): غضب الله ورحمته يرجعان إلى عقوبة العاصي وإثابة المطيع والمراد بالسبق كثرة الرحمة وسعتها كما يقال غلب على فلان الكرم والشجاعة إذا كثر منه، قال الطيبي: هذا على وزن {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] أي أوجب (هـ) (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه وقال الشارح لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2653) وأحمد (2/ 169) والترمذي (2156). (¬2) شرح مسلم (16/ 192). (¬3) أخرجه ابن ماجة (189)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4475).

6205 - "كتب على الأضحى، ولم يكتب عليكم -وأمرت بصلاة الضحى، ولم تؤمروا بها". (حم طب) عن ابن عباس (ض) ". (كتب عليَّ الأضحى) أي التضحية: أوجبت علي. (ولم يكتب عليكم) بل هي سنة في حقكم (وأمرت بصلاة الضحى) وأقلها ركعتان: أي أمر إيجاب. (ولم تؤمروا بها) كذلك بل تطوعاً والحديث دليل على أن من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - هذين الأمرين. (حم طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي: فيه جابر الجعفي ضعيف جداً بل كذاب رافضي خبيث، وقال ابن حجر في التخريج: حديث ضعيف من جميع طرقه، وصححه الحاكم فذهل انتهى؛ قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 6206 - "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة: فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه". (م) عن أبي هريرة (صح) ". (كتب على ابن آدم) أي قدر عليه ذلك وكتب كتب تقدير وسابقية علم بأنه يأتيه مختاراً. (نصيبه من الزنا) أي من مقدماته من التمني والتخطي لأجله والتكلم فيه طلباً أو حكايته أو سماعًا ونحوها. (فهو مدرك ذلك لا محالة) خبر مبتدأ محذوف أي هو مصيب لذلك على كل حال. (فالعينان زناهما النظر) أي أنه المستطاع لهما من الزنا وذلك أن النظر مقدمة الزنا وسمي زنا من تسمية المسبب باسم سببه ومثله. (والأذنان زناهما الاستماع) إلى ما يهيج شهوة الزنا أو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 317)، والطبراني في الكبير (11/ 373) (12044)، والدارقطني (4/ 242) وعبد بن حميد في المسند (588)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 264)، والتلخيص الحبير (3/ 118)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4164).

إلى كل ما يحرم. (واللسان زناه الكلام) في ذلك من المراودة والتمني والتسبب بذلك أو كل كلام محرم. (واليد زناها البطش) في ذلك وأسبابه أو في كل محرم. (والرجل زناها الخطى) أي نقلها إلى ذلك أو إليه أو إلى غيره من المحرمات وأفرد اليد والرجل للإعلام بأنها قد تنفرد كل واحدة عن الأخرى في تحصيل ذلك وأسبابه فيأثم بخلاف العينين والأذنين فانفراد أحدهما عن الأخرى لا يكون وإن كان بأن يغمض عينا ويسد أذنا فهو نادر جداً فلله در الكلام النبوي ما أشرف لفظه ومعناه (والقلب يهوى ويتمنى) فذلك حظه. (ويصدق ذلك) المذكور في كل جارحة. (الفرج) بإتيان ما دعت إليه الجوارح. (أو يكذبه) تقدم إتيانه ولا يأثم إثم الزنا حقيقة إلا إذا صدقه الفرج وإن كذبه أثم بما أتته كل جارحة بقدر ما أتته وتقدم الحديث بهذه الألفاظ والكلام عليه. (م) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه البخاري مختصراً. 6207 - "كثرة الحج والعمرة تمنع العيلة" المحاملي في أماليه عن أم سلمة (ض) ". (كثرة الحج) إلى بيت الله. (والعمرة تمنع العيلة) الفقر ببركات هذين العملين الصالحين، وفيه أنه لا ضير في الإتيان بالعمل الصالح لقصد استجلاب الرزق من الرب تعالى؛ لأنه ذكر الحديث للحث على الفعلين ورغب إليهما بإدرار الرزق. (المحاملي (¬2) في أماليه عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الله بن شبيب المكي، قال الذهبي في الضعفاء (¬3): متهم ذو مناكير وفليح بن سليمان (¬4) قال ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6243)، ومسلم (2657). (¬2) أخرجه المحاملي في أماليه (372)، والديلمي (4905)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4165)، والضعيفة (477): موضوع. (¬3) انظر المغني (1/ 342). (¬4) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 87).

النسائي وابن معين: ليس بالقوي، وخالد بن إلياس (¬1) قال الذهبي: ترك وليس بالساقط. 6208 - "كخ كخ ارم بها، أما شعرت أنا لا نأكل الصدقة". (ق) عن أبي هريرة" (صح). (كخ كخ) بفتح الكاف وكسرها وسكون المعجمة مثقلا ومخففاً [3/ 223] وبكسرها منونة وغير منونة فهي ست لغات وهي كلمة رد للطفل عن تناول شيء مستقذر قال الزمخشري (¬2): ويقال أيضاً عند تعذر الشيء فهي من أسماء الأفعال كما في التسهيل ومن أسماء الأصوات على ما في حواشيه وهذه قالها - صلى الله عليه وسلم - للحسن وقد أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فزجره. (ارم بها) بين تمر الصدقة. (أما) مخففة. (شعرت) فطنت. (أنّا) آل محمَّد الذي أنت أحدهم. (لا نأكل الصدقة) لحرمتها علينا وظاهرها يعم النفل قيل: إلا أن السياق خصها بالفرض. قلت: والعام لا يقتصر على سببه إلا أن يدعي أن لفظ الصدقة حقيقة عرفية في الزكاة لم يشمل النفل أصلا وفيه أن الطفل يجنب الحرام ليتسنى عليه وليتمرن ومخاطبة من لا يميز بقصد إسماع من يميز، قيل: وأخذ منه ندب مخاطبة العجمي بما يفهمه من لغته وعلة تحريم الصدقة التنزه عنها لكونها غسالة أوساخ الناس كما صرح به غيره وقد حققنا ذلك في رسالة مستقلة رد على العلامة الجلال سميناها: حل العقال. (ق) (¬3) عن أبي هريرة) قال أخذ الحسن بن علي - رضي الله عنه - تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه فقاله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 207). (¬2) الفائق (3/ 220). (¬3) أخرجه البخاري (1491)، ومسلم (1069).

6209 - "كذب النسابون قال الله تعالى: {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38] ". ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس". (كذب النسابون) قال في الكشاف (¬1): يعني أنهم يدعون علم الأنساب وقد نفى الله علمها عن العباد. (قال الله تعالى؛ وقرونا بين ذلك كثيراً) أي هم من الكثرة بحيث لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، قال ابن دحية: أجمع العلماء والإجماع حجة على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا انتسب لا يتجاوز عدنان. (ابن سعد وابن عساكر (¬2) عن ابن عباس). 6210 - "كرامة الكتاب ختمه". (طب) عن ابن عباس (ض) ". (كرامة الكتاب ختمه) أي وضع الطابع عليه ومنه الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - لما أراد أن يكتب إلى ملوك الأعاجم، قيل له: إنهم لا يقبلون كتاباً إلا عليه خاتم فاصطنعه والختام ككتاب الطين يختم به ويحتمل هنا أنه أريد بختمه وضع الختام عليه والإكرام للكتاب في اللفظ وهو للمكتوب إليه في المعنى. (طب) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضغفه لأن فيه محمَّد بن مروان السدي الصغير متروك كما قاله الهيثمي، وقال العامري: هو حسن. 6211 - "كرم المرء دينه ومروءته عقله، وحسبه خلقه". (حم ك هق) عن أبي هريرة (صح) ". (كرم المرء دينه) أي به يكرم ويشرف ظاهراً وباطناً قولًا وفعلًا والكرم كثرة الخر والمنفعة لا ما في العرف من الإنفاق شرفًا وفخراً. (ومروءته عقله) لأنه ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 624). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 52) وابن سعد في الطبقات (1/ 56)، وخليفة بن خياط في طبقاته (1/ 3)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4166)، والضعيفة (111): موضوع. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (3872)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 8/ 99، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4167)، وقال في الضعيفة (1567، 4231): موضوع.

يتميز عن الحيوانات وبه يقيل نفسه عن كل خلق دني ويكفها عن طباعها الدنية وشهواتها الوبية ويجره إلى إعطاء كل ذي حق حقه من الحق والخلق، وليس المراد بالمروءة ما في العرف من جمال الحال والاتساع في المال بدلا وإظهارا، فليس كل عاقل له مال، قال الحكماء: المروءة نوعان أحدهما البذل والعطاء والآخر كف الهمة عن الأسباب الدنية وهو أتم وأعلى. (وحسبه خلقه) أي ليس شرفه لشرف آبائه بل شرف أخلاقه، قال الأزهري: أراد أن الحسب يحصل للرجل بكرم أخلاقه وإن لم يكن له نسب وإذا كان أي حسب الآباء فهو أكرم له وقال العلائي: حاصل المروءة راجع إلى مكارم الأخلاق لكنها إذا كانت غريزة تسمى مروءة، وقيل: المروءة إنصافك من دونك والسمو إلى من فوقك والجزاء بما أوتى إليك من خير أو شر، هذا وقد نظم معنى الحديث أبو العتاهية فقال: كرم الفتى التقوى وقرته ... محض اليقين ودينه حسبه والأرض طينته وكل بني ... حوى فيها واحد نسبه (¬1) (حم ك هق) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم على شرط مسلم ورده الذهبي بأن فيه مسلماً الزنجي ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الرازي: لا يحتج به. 6212 - "كسب الإماء حرام". الضياء عن أنس (صح) ". (كسب الإماء) جمع أمة (حرام) أي تكسبها بالزنا كما كانت تفعله الجاهلية فلا يحل تمكينهن من ذلك فإنه مهر البغي الذي نهى عنه. (الضياء (¬3) عن أنس) رمز ¬

_ (¬1) وهي أبيات لأبي العتاهية. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 365)، والحاكم (1/ 212)، والبيهقي (7/ 136)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 610)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4168)، والضعيفة (2369). (¬3) أخرجه الضياء في المختارة (1691)، وابن حبان 11/ 562 (5158)، وانظر فتح الباري (4/ 461)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4169)، والضعيفة (4089).

[3/ 224] المصنف لصحته قال ابن حجر: صححه ابن حبان وفي الباب غيره. 6213 - "كسر عظم الميت ككسره حيا". (حم د هـ) عن عائشة" (ح). (كسر عظم الميت) بعد وفاته. (ككسره) في الإثم. (حياً) وفي تألمه وأنه يبقى له إحساس كما يبقى له إدراك بمن يحضره وشيعه فهو نهي عن إيلامه أي إيلام فلا يغتر بقوله: ما لجرح بميت إيلام (حم د هـ) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 6214 - "كسر عظم الميت ككسره عظم الحي في الإثم". (هـ) عن أم سلمة (ح) ". (كسر عظم الميت) وكذلك جرحه وضربه ونحوهما إلا أن قوله: (ككسر عظم الحي في الإثم) يحتمل أنه يأثم الفاعل وإن لم يتألم الميت إذ التشبيه إنما وقع في الإثم فلعله لإهانته والغفلة عن الاتعاظ بحاله. (هـ) (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه ووقع في الإِمام أن مسلماً رواه ورد عليه. 6215 - "كفى بالدهر واعظاً، وبالموت مفرقا" ابن السني في عمل اليوم وليلة عن أنس". (كفى بالدهر) وما يصدر من عجائبه وتقلبه بأهله وبكل إنسان على انفراده. (واعظاً) زاجرًا عن الدنيا والركون إليها والاغترار بها. (وبالموت مفرقاً) بين الأحباب والإخوان والأصحاب والوالد والولد والطارق والبلد فمن عقل عن الدهر عظاته استعد لمماته ومن علم سرعة الفراق بالممات بادر بالأعمال الصالحة قبل الفوات. (ابن السني (¬3) في عمل يوم وليلة عن أنس) قال: جاء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 105)، وأبو داود (3207)، وابن ماجة (1616)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4478). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1617)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4170). (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم 561)، والحارث بن أبي أسامة كما في بغية الباحث عن =

رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن جاري يؤذيني فقال: "اصبر على آذاه وكف عنه أذاك" فما لبث إلا يسيرًا إذ جاءه فقال: مات فذكره وهذا من بليغ حكمة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ووجيزها. 6216 - "كفى بالسلامة داء". (فر) عن ابن عباس". (كفى بالسلامة) في البدن عن الأمراض والأموال عن الآفات والأهل والقرابات عن الوفات. (داء) للأبدان لأن دوام سلامة الإنسان في بدنه وأهله وماله من المصائب يورثه البطر والعجب والكبر ويحبب إليه الدنيا بإلفه الشهوات وحب الدنيا رأس كل خطيئة وحينئذ يحجب قلبه عن الله وعن الإقبال عليه وأي داء أدوى من هذا والحديث تحذير من البطر والعجب فلا ينافي أحاديث سؤال العافية في النفس والأهل والمال والولد وفي الجامع الكبير: "لو لم يكن لابن آدم إلا الصحة والسلامة لكفاه داء قاتلاً" ويحتمل أن المراد اتصاف السلامة بالداء لكونها دليلاً علي إعراض الرب تعالى عن تأديب عبده وإيقاظه وتمحيصه وادخار الأعواض في الآخرة له. (فر) (¬1) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وفيه عمران القطان (¬2)، قال الذهبي ضعفه يحيى والنسائي، قال أحمد: وفي الباب أنس. 6217 - "كفى بالسيف شاهدًا". (هـ) عن سلمة بن المحيق (ض) ". (كفى بالسيف شاهداً) هكذا لفظه في نسخ الجامع وفي النهاية أن لفظه: "كفي بالسيف" أراد أن يقول شاهداً فأمسك ثم قال: "لولا أن يبايع فيه الغيران ¬

_ = زوائد مسند الحارث (رقم 908)، وانظر: المطالب العالية (4/ 144 رقم 2822)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 508)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4171)، والضعيفة (4087). (¬1) أخرجه الديلمي (4871)، والقضاعي في الشهاب (1409) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4173)، والضعيفة (4090). (¬2) انظر الميزان (5/ 287).

والسكران" وجواب لو محذوف أراد لولا تهافت الغيران والسكران في القتل لتممت علي جعله شاهداً أو لحكمت إلى هنا كلامه. قلت: وليس هذا من باب الاكتفاء المعروف عند أئمة البلاغة؛ لأنه يكون مع إرادة اللفظ يرميه وهنا الظاهر أنه - صلى الله عليه وسلم - أراد الإضراب عما يلفظ به والرجوع عما أفهمه أن السيف يكفى شاهداً على القتل، وقال أحمد: أنه لو وجد مع امرأته رجلاً وأقام على ذلك بينة وقتله هدر دمه وقال الشافعي: يلزمه القود، والحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه أن سعد بن عبادة قال لما نزل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} [النور: 4]، قال لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف ولم أمهله. (هـ) (¬1) عن سلمة بن المحبق) بالمهملة وتشديد الموحدة مكسورة والقاف ورمز المصنف لضعفه لأن فيه الفضل بن دلهم (¬2) قال في الكاشف: قال أبو داود وغيره: ليس بالقوي. 6218 - "كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع" (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما يسمع) لأنه يسمع الصدق والكذب فإن حدث بالكذب فالمحدث بالكذب أحد الكاذبين فعليه أن يحدث بما ظن صدقه. (د ك) (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 6219 - "كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت". (حم د ك هق) عن ابن عمرو (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2606)، وأبو داود (4417)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4174)، والضعيفة (4091). (¬2) انظر الكاشف (2/ 122). (¬3) أخرجه أبو داود (4992)، والحاكم (1/ 195)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4480).

(كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت) أي من يلزمه قوته، قال الزمخشري (¬1): قاته يقيته إذا أطعمه قوتًا فعلى القادر السعي على عياله لئلا يضيعهم إن قيل: يعارض ما سبق من الحديث السابق. قلت: ذلك يكفي إثماً من يحدث [3/ 225] وهذا فيما أضاعه من يجب عليه قوته من الأبوين العاجزين والأولاد الصغار. (حم د ك هق) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي، وقال البخاري في الرياض (¬3): صحيح، وسببه أن ابن عمرو كان في بيت المقدس فأتاه مولى له فقال: أقيم هنا رمضان؟ فقال: هل تركت لأهلك ما يقوتهم؟ قال: لا، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. 6220 - "كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في أمر دينه ودنياه". ابن النجار عن أنس (ض) ". (كفى بالمرء سعادة) في الدين والدنيا. (أن يوثق به في أمر دينه) فيؤخذ عنه الديانات ويقبل قوله فيما يرويه وبقوله فيها (ودنياه) فيؤتمن على الأموال والأعراض وإنما كانت من سعادته لتوفير أجره بما ناله العباد على يديه من الخير وما يتسهل له من الرزق بسبب الأمانة. (ابن النجار (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه ورواه القضاعي. ¬

_ (¬1) الفائق في غريب الحديث (3/ 236). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 160)، وأبو داود (1692)، والحاكم (1/ 575)، والبيهقي في السنن (7/ 467)، وروى مسلم في صحيحه (996) بمعناه قال: "كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمّن يملك قُوتَه"، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4481). (¬3) انظر: رياض الصالحين (ص: 202) تحقيق ماهر الفحل. (¬4) أخرجه القضاعي في الشهاب (1417)، والديلمي في الفردوس (4856)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4176)، والضعيفة (4092): موضوع.

6221 - "كفى بالمرء شرًّا أن يتسخط ما قرب إليه". ابن أبي الدنيا في قري الضيف، وأبو الحسين ابن بشران في أماليه عن جابر (ض) ". (كفى بالمرء شراً) في دينه وفي دنياه لأنه يضيف خلقه ويقلق نفسه. (أن يتسخط ما قرب إليه) ما قدم له المضيف من الضيافة فإنه إذا تسخطه ظاهراً كان من ألأم خلق الله وأمقتهم عنده وعند عباده وثقل على من أضافه وقد نهى عن تكليف المضيف ما يثقل عليه وأن سخطه باطناً كفر النعمة وازدرائها فعليه أن يقبل ما قدم إليه ببشر وانبساط خلق وانشراح صدر، وكذلك بتسخطه بما يقدمه إليه أهله فإنه قبيح. (ابن أبي الدنيا في قرى الضيف, وأبو الحسين بن بشران في أماليه (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه يحيى بن يعقوب القاضي، قال في الميزان: قال أبو حاتم: محله الصدق، وقال البخاري: منكر الحديث ثم ساق له هذا الخبر. 6222 - "كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بنفسه". (هب) عن مسروق مرسلاً (ح) ". (كفى بالمرء علماً أن يخشى الله) أي يكفيه من العلم ما يحصل له خشية الله إنما يخشى الله من عباده العلماء ويؤخذ منه أن من لم يخشى الله فلا علم عنده ولا كفاية علم. (وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بنفسه) لأن من أعجب بنفسه فقد جهل صفاتها، ومن جهل صفات نفسه فلا جهل فوق جهله. (هب) (¬2) عن مسروق مرسلاً) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في قرى الضيف (رقم 55)، والقضاعي في الشهاب (1320)، والبيهقي في الشعب (5872)، وانظر الميزان (7/ 228)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4177)، والضعيفة (4093). (¬2) أخرجه البيهقي الشعب (748)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4178).

6223 - "كفى بالمرء فقها إذا عبد الله، وكفى بالمرء جهلاً أن إذا أعجب برأيه" (حل) عن ابن عمرو (حسن المتن) ". (كفى بالمرء فقها إذا عبد الله) فإن فقهاً أثمر إفراد الله بالعبادة يكفي العبد في دينه ودنياه. (وكفى بالمرء جهلاً إذا أعجب برأيه) فإن الإعجاب بالرأي دليل الجهل بالنفس وكفى به جهلاً. (حل) (¬1) عن ابن عمر) في نسخة المقابلة على خط المصنف حسن المتن. 6224 - "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع". (م) عن أبي هريرة (صح) ". (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع) فإنه كما تقدم أنه ليس كل ما يسمع صدقاً فلا بد أن يحدث بحديث يظن كذبه والظاهر أنه إذا حدث ساكتاً عن إبانة ما يظن من كذبه أو بتبعيد وإلا فإنه قد علم أنه قد وقع من أئمة الحديث الإخبار بالموضوعات مع إبانة وضعها. (م) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه أبو داود مرسلاً. 6225 - "كفى بالمرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع". (طب) عن عمران بن حصين (ح) ". (كفى بالمرء من الشر) في دينه. (أن يشار إليه بالأصابِع) تمامه كما يأتي قريبًا قالوا: يا رسول الله, وإن كان خيراً؟ قال: "وإن كان خيراً فهي مزلة، إلا من رحمه الله وإن كان شراً فهي شر" هذا تمام الحديث ووجه الشرية أنه يحصل له العجب والكبر عند نفسه والإعجاب بفعله وهذا شر في دينه فإن قيل هذا أمر لا اختيار له فيه وهؤلاء الرسل والعلماء يشتهرون ويشار إليهم بالأصابع، قيل: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4179)، والضعيفة (5158). (¬2) أخرجه مسلم (5)، وأبو داود (4992).

الذم متوجه إلى من أراد بأعماله وطاعاته ذلك من باب قوله وإنما قرأت ليقال وقد قيل في حديث الأربعة الذين هم أول من تسجر جهنم بهم. (طب) (¬1) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: وليس كما قال، ففيه كثير بن مروان المقدسي (¬2)، قال العقيلي: لا يتابع كثير على لفظه إلا من جهة مقارنة، وقال يحيى: لا يصح كثير ضعيف، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ومن ثمة أورده ابن الجوزى في الواهيات. 6226 - "كفى بالمرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع، وكفى بالمرء من الشح أن يقول: "آخذ حقي لا أترك منه شيئاً". (ك) عن أبي أمامة (صح) ". (كفى بالمرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع) كما سلف. (وكفى بالمرء من الشح أن يقول) في تقاضيه لغريمه أو أخذه نصيبه لشريكه أو نحو ذلك. (آخذ حقي [3/ 226] كله. (لا أترك منه شيئاً) فإن ذلك دليل شحه ونقصه وقد ذم الله ذلك ومدح سهل القضاء سهل الاقتضاء. (ك) (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي؛ بأن هلال بن عمر وأبوه لا يعرفان فالصحة من أين؟! 6227 - "كفى بالموت واعظاً، وكفى باليقين غنى" (طب) عن عمار (ض) ". (كفى بالموت واعظاً) زاجراً للعباد عن كل ما يبعد عن زاد المعاد فهم اليوم في الدور وغدا في القبور يلقون ما قدموا ويندمون حيث لا ينفع ما عليه ندموا تلقاهم الحسنات والسيئات ويأمر بهم الرب إلى الغرفات أو الدركات وقد قال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 210) (518)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 7)، وانظر العلل المتناهية (2/ 825)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4181)، والضعيفة (2231): ضعيف جداً. (¬2) انظر المجروحين (2/ 225)، والمغني (2/ 531). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 25)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4182).

- صلى الله عليه وسلم -: "أكثروا من ذكر هادم اللذات". (وكفى باليقين غنى) قيل: اليقين سكون النفس عن جولان الموارد في الصدر ومن كلام بعض العارفين الغني حق الغنى من أسكن الله قلبه من غناه يقيناً ومن معرفته توكلا ومن عطاياه رضاً فذلك الغني كل الغنى وإن أمسى طاويا وأصبح معوزاً. (طب) (¬1) عن عمار) رمز المصنف لضعفه قال المنذري والعلائي: حديث غريب منقطع؛ لأن الحسن لم يدرك عماراً وفيه أيضاً الربيع بن بدر قال الدارقطني: متروك، وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف جدًّا وهو معروف من قول الفضيل بن عياض. 6228 - "كفى بالموت مزهدا في الدنيا، ومرغباً في الآخرة". (ش حم) في الزهد عن الربيع بن أنس مرسلاً". (كفى بالموت مزهدا في الدنيا) لأن دارًا يفارقها الإنسان حقيقة لا يحتفل بها ولا يرفع بها رأسا وإن ينزل نفسه فيها منزلته إذا كان مسافرا فإنه مسافر حقيقة يقطع في كل نفس مرحلة. (ومرغباً في الآخرة) لأنها دار نزوله ومأوى حلوله إليها منقلبه وبها بقاؤه. (ش حم) (¬2) في الزهد عن الربيع بن أنس مرسلاً) بصري نزل خراسان روى عن أنس وغيره قال أبو حاتم صدوق وقال ابن أبي داود حبس بمرو ثلاثين سنة. 6229 - "كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوته". (م) عن ابن عمرو" (صح). (كفى بك إثما أن يحبس عمن يملك قوته) قال النووي (¬3): قوته مفعول يحبس ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في الشهاب (1410)، والبيهقي في الشعب (10556)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 120) وقال الألباني في ضعيف الجامع (4185)، والضعيفة (502): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (34329)، والبيهقي في الشعب (10555)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4184). (¬3) شرح مسلم (7/ 82).

وقال الطبري: أن يحبس مبتدأ وكفى خبره مقدماً أو خبر مبتدأ محذوف وإثماً يتميز والحديث حث على الإنفاق لمن يجب إنفاقه وتأثيم من أخر قوته. (م) (¬1) عن ابن عمرو) جاءه قهرمانه فقال: أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال: لا، قال: فانطلق فأعطهم فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكره. 6230 - "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة". (ن) عن رجل". (كفى ببارقة السيوف) أي لمعانها قال الراغب: بارقة السيوف لمعانها. (على رأسه) يعني الشهيد. (فتنة) فلا يفتن في قبره ولا يسأل إذ لو كان في إيمانه نفاق لفرّ عند لقاءه العدو، فثباته دليل ثبات إيمانه، قال القرطبي: وإذا كان الشهيد لا يفتن فالصديق أجل قدرًا وأعظم أمراً فهو أحرى بأن لا يفتن. (ن) (¬2) عن رجل) له صحبة قال: يا رسول ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد فذكره. 6231 - "كفى بك إثما أن لا تزال مخاصما". (ت) عن ابن عباس". (كفى بك إثماً أن لا تزال مخاصمًا)، أي محاولاً للخصومة فإن كثرة الخصومة تقضي غالباً إلى ما يذم وقد ورد: "أبغض الخلق إلى الله الألد الخصم" قال لقمان لابنه: يا بني إياك والمراء فإن نفعه قليل وهو يهيج العداوة بين الإخوان، قال بعضهم: ما رأيت شيئاً أذهب للدين ولا أنقص للمروءة ولا أضيع للذة ولا أشغل للقلب من المراء فإن قيل لا بد من الخصومة لاستيفاء الحقوق، فالجواب ما قاله الغزالي: إن الذنب المتأكد إنما هو لمن خاصم بباطل أو بغير علم (ت) (¬3) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الترمذي: غريب ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (996). (¬2) أخرجه النسائي (1/ 660)، وفي الكبرى (2180) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4483). (¬3) أخرجه الترمذي (1994)، والبيهقي في الشعب (8432)، والطبراني في الكبير (11/ 57) (11032)، وانظر قول الحافظ في الفتح (13/ 181)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4186)، والضعيفة (4096).

وخرجه عنه البيهقي والطبراني، وقال ابن حجر: سنده ضعيف. 6232 - "كفى به شحا أن أذكر عند رجل فلا يصلي علي". (ص) عن الحسن مرسلاً (ح) ". (كفى به) أي الرجل المدلول عليه بالسياق. (شحًّا) والشح مذموم شرعا وعقلاً. (أن أذكر عنده فلا يصلي علي) فإنه يخل بالكلام الذي من أيسر الأشياء دعاء لأفضل المخلوقين وأعظمهم عنده يدا وأكثرهم عليه حقًّا الذي لو بذل ماله ونفسه في رضائه لما وفي له وقد أخذ منه وجوب الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - جماعة. (ص) (¬1) عن الحسن مرسلاً) رمز المصنف لحسنه. 6233 - "كفى بالمرء نصراً أن ينظر إلى عدوه في معاصي الله". (فر) عن علي". (كفى بالمرء نصراً) يحتمل أنه بالمعجمة ويحتمل بالمهملة. (أن [3/ 227] ينظر إلى عدوه في معاصي الله) أي ينصره عليها والحال أنه عدوه يجب عليه خذلانه والإنكار عليه هكذا والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم - منه وما أفاد الشارح ضبط لفظه ولا بيان معناه. (فر) (¬2) عن علي) ولم يسنده الديلمي كما أوهمه كلام المصنف. 6234 - "كفى بالرجل أن يكون بذيًّا فاحشا بخيلاً". (هب) عن عقبة بن عامر (ض) ". (كفى بالرجل) دناءة أو إثماً. (أن يكون بذيًّا فاحشاً) في لسانه وأفعاله. (بخيلاً) بما يجب عليه فإن هذه صفات سوء كلها تورثه كل صفة كما قال الغزالي مصدر هذه الأخلاق الخبث واللؤم. (هب) (¬3) عن عقبة بن عامر) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (8701)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4187). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4865)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4183). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (6677)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4182).

المصنف لضعفه. 6235 - "كفى بالمرء في دينه أن يكثر خطؤه، وينقص حلمه، وتقل حقيقته جيفة بالليل بطال بالنهار كسول هلوع، منوع، رتوع" (حل) عن الحكم بن عمير". (كفى بالمرء في دينه) أي نقصًا واختلالاً (أن يكثر خطؤه) وإلا فوقوع الخطأ قليلاً من شأن بني آدم والمراد بالخطأ إثمه وذنبه لا ما يقابل العمد (وينقص حلمه، وتقل حقيقته) فإن حقيقة الإنسان ما يتحقق من خيره وأفعاله الصالحة فإن قلة هذه الحقيقة يخرج عن أشرف صفاته (جيفة بالليل) لنومه (جيفة بالنهار) لإعراضه عن الأعمال الصالحة وعدم اشتغاله بحرفة نافعة (كسول) كصور مبالغة في الكسل (هلوع) قال في الفردوس: الهلع الحرص (منوع) شديد المنع للخير (رتوع) في الفردوس الرتع الأكل بسعة ونهمة والكل صفات مذمومة والقصد التحذير عن الاتصاف بها (حل) (¬1) عن الحكم بن عمير) سكت المصنف عليه وفيه بقية بن الوليد مر غير مرة ذكره، وعيسى بن إبراهيم، قال الذهبي: تركه أبو حاتم. 6236 - "كفى بالمرء إثما أن يشار إليه بالأصابع: إن كان خيرا فهي مذلة، إلا من رحم الله تعالى، وإن كان شرا فهو شر". (هب حب) عن عمران بن حصين (ح) ". (كفى بالرجل إثمًا أن يشار إليه بالأصابع) تعالما به وتنويها بمعرفته كما قيل (¬2): وأفتن فيك الناظرون بأصبع ... يومئ إليك بها وعين تنظر (إن كان) ذلك الواقع من الإشارة أو ما اتصف به مما اقتضى الإشارة إليه. (خيراً) وأنه اشتهر بصلاح وهدى وعلم وتقوى (فهي) أي الإشارة (مزلة) أي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 358)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4180)، والضعيفة (4094): ضعيف جداً. (¬2) الأبيات منسوبة إلى البحتري الوليد بن عبيد (ت 284 هـ).

مظنة زلَله؛ لأنها قد تطغيه وتحمله على جهل قبائحه وتنسيه (إلا من رحم الله تعالى) وبصره بما يضره وما ينفعه (وإن كان) ما اتصف به (شراً) فعرف به وأشارت إليه بسببه الأصابع (فهو) أي الاشتهار بالشر (شر) فالحديث تحذير عن محنة الشهرة بخير أو شر وكراهة ذلك إن وقع وذم النفس عند الهيجان إن اتفقت إليه الإشارات (هب) (¬1) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لحسنه وقد قال مخرجه البيهقي بعد أن ساقه من حديث كثير بن مرة: كثير هذا غير قوي انتهى، وفي الميزان: كثير ضعفوه وقال يحيى: كذاب ثم أورد له هذا الخبر. 6237 - "كفاك الحية ضربة بالسوط، أصابتها أم أخطأتها". (قط) في الأفراد (هق) عن أبي هريرة (ض) ". (كفاك) يكفيك. (الحية) مفعول (ضربة) فاعل. (بالسوط، أصابتها أم أخطأتها) قال البيهقي: هذا إن صح فإنما المراد وقوع الكفاية في الإتيان بالمأمور فقد أمر المصطفي - صلى الله عليه وسلم - بقتلها ولكن الضربة كافية في فعل المأمور به لا أنه أراد المنع عن الزيادة على ضربة واحدة ويدل لذلك حديث مسلم: "من قتل وزغة بضربة فله كذا وكذا حسنة ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة ومن قتلها في الثالثة فله كذا وكذا حسنة أدنى من الثانية" (¬2). قلت: وكأنه يقول: لا فرق بين هذه الخرشات. (قط) في الأفراد (هق) (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 6238 - "كفارة الذنب الندامة، ولو لم تذنبوا لأتى الله بقوم يذنبون ليغفر ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6979)، وانظر الميزان (5/ 496)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4175)، والضعيفة (2231): ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه مسلم (2240). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 266)، والديلمي في الفردوس (4873)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4484)، والصحيحة (676).

لهم". (حم طب) عن ابن عباس (ح) ". (كفارة الذنب) لمن يرتكبه (الندامة) على فعله قال الطيبي: الكفارة عبارة عن الخصلة أو الفعلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة وهي فعالة للمبالغة كضرابة وقبالة وهي من الصفات الغالبة في الاسمية والندم الغم اللازم والحزن. (ولو لم تذنبوا لأتى الله بقوم يذنبون) وليس الحكمة في الإتيان بهم أن يذنبوا بل: (ليغفر لهم) ليظهر أنه متصف بالعفو والغفران وأن رحمته سبقت غضبه قال زين الدين من خصائص هذه الأمة أن الندم له توبة وكانت بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم حرم عليه كل طيب من الطعام وتصبح خطيئته [3/ 228] مكتوبة على باب داره (حم طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه لكن، قال الحافظ العراقي: وتبعه الهيثمي فيه يحيى بن عمر (¬2) بن مالك البكري وهو ضعيف. 6239 - "كفارة المجلس أن يقول العبد: "سبحانك الله وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك" (طب) عن ابن عمرو، وعن ابن مسعود (صح) ". (كفارة المجلس) عما يقع فيه من اللغط ونحوه. (أن يقول العبد) بعد أن يقوم كما جاء بهذا اللفظ في الأوسط للطبراني: (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك) قدم تنزيه الرب تعالى عن كل نقص ثم الحمد والشهادة بالتوحيد ونفي الشريك ثم طلب الاستغفار تقديما للوسائل على المطالب قال الحليمي: هذا قد يلتحق بقوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 7، 8] فينبغي لكل من فارق مجلسا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 289)، والطبراني في الكبير (12/ 172) (12793)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4189)، والضعيفة (2236). (¬2) الصواب كما في الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 201) "عمرو".

أن يأتي بهذا الذكر. (طب) (¬1) عن ابن عمرو، وعن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه عطاء بن السائب وقد اختلط انتهى. لكن رواه النسائي في اليوم والليلة عن رافع بن خديج، قال الحافظ العراقي: سنده جيد. 6240 - "كفارة النذر إذا لم يسمى كفارة يمين". (حم م 3) عن عقبه بن عامر (صح) ". (كفارة النذر إذا لم يسمى) بل نذر وأطلق كأن يقول: إن فعلت كذا فلله علي نذر أو نحو ذلك. (كفارة اليمين) قال ابن حجر (¬2): حمله بعضهم على النذر المطلق وأما حمل بعضهم له على نذر اللجاج والغضب فلا يستقيم إلا في رواية كفارة النذر الذي لم يسم هو النذر المطلق وأما المقيد وهو المعين فلابد من الوقاية. (حم م 3) (¬3) عن عقبة بن عامر). 6241 - "كفارة من اغتبت أن تستغفر له" ابن أبي الدنيا في الصمت عن أنس". (كفارة من اغتبت) أي كفارة الغيبة لأي شخص. (أن تستغفر له) إحساناً إليه عوضا عن الإساءة في حقه وفيه أن ذلك يمحو ذنب الغيبة ولا تحتاج إلى إعلامه وطلب عفوه، وقال الشارح: هذا إن تعذرت مراجعته واستحلاله وإلا تعين ما لم يرتب عليه مفسده. (ابن أبي الدنيا (¬4) في الصمت عن أنس) سكت المصنف عليه وحكم ابن الجوزي بوضعه؛ لأن فيه عتبة بن عبد الرحمن القرشي وهو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 164) (10333)، والنسائي في اليوم والليلة (1/ 321)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4487). (¬2) فتح الباري (11/ 587). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 144)، ومسلم (1645)، وأبو داود (3323)، والترمذي (1528)، والنسائي في المجتبى (3832). (¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (291)، وانظر الموضوعات (3/ 119)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4190) موضوع، وضعفه في الضعيفة (1519).

متروك وتعقبه المصنف بأن البيهقي خرجه واقتصر على تضعيفه وكذلك العراقي في تخريج الإحياء (¬1). 6242 - "كفارات الخطايا إسباغ الوضوء على المكارة، وإعمال الأقدام إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة". (هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (كفارات الخطايا إسباغ الوضوء) إتمامه وإكماله وواجباته ومسنوناته. (على المكارة) من نحو شدة برد. (وإعمال الأقدام إلى المساجد) السعي إليها لنحو صلاة. (وانتظار الصلاة بعد الصلاة) في المسجد أو غيره. (هـ) (¬2) عن أبي هريرة) ورواه عنه أيضا أبو الشيخ رمز المصنف لصحته. 6243 - "كفر بالله تبرأ من نسب وإن دق". البزار عن أبي بكر (ح) ". (كفر بالله تبرأ) أي براءة. (من نسب) ثابت للمتبرأ (وإن دق) التبري والمراد بالكفر هنا ذنب عظيم لا الكفر حقيقة وذلك لأنه كذب على الله تعالى بزعمه أنه لم يجعله من الماء الذي خلقه منه (البزار (¬3) عن أبي بكر الصديق) رمز المصنف لحسنه. 6244 - "كفر بمرء ادعاء نسب لا يعرف أو جحده وإن دق". (هـ) عن ابن عمرو (ح) ". (كفر بمرء ادعاء نسب لا يعرف) أنه منه (أو جحده) أي جحد نسب يعرف وأنه منه. (وإن دق) قال ابن بطال: ليس المراد من هذين الخبرين أن من نسبته الألسنة إلى غير أبيه يدخل في الوعيد كالمقداد بن الأسود وإنما المراد به من تحول عن نسبته لأبيه إلى غير أبيه عالماً عامداً مختاراً وكانوا في الجاهلية لا يستنكرون أن يتبنى الرجل ولد غيره ويصير الولد منتسباً إلى الذي تبناه حتى ¬

_ (¬1) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 119). (¬2) أخرجه أبن ماجة (428)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4489). (¬3) أخرجه البزار (70)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4485).

نزل: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5]، الآية فنسب كل إلى أبيه الحقيقي لكن بقي بعضهم مشهوراً بمن تبناه فيذكر لقصد التعريف لا لقصد النسب الحقيقي كالمقداد بن الأسود وليس أباه بل تبناه واسم أبيه الحقيقي عمرو بن ثعلبه. (هـ) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه. 6245 - "كفر بالله العظيم عشرة من هذه الأمة الغال والساحر والديوث وناكح المرأة في دبرها وشارب الخمر ومانع الزكاة ومن وجد سعة ومات ولم يحج والساعي في الفتن وبائع السلاح من أهل الحرب ومن نكح ذات محرم منه". ابن عساكر عن البراء". (كفر) بلفظ الفعل. (بالله العظيم عشرة من هذه الأمة) أمة الإجابة المسلمين: (الغال) الخائن في المغنم أو غيره. (والساحر) تقدم تحقيقه وبيان السحر. (والديوث) الذي لا يغار على أهله. (وناكح المرأة في دبرها) فإنه محرّم (وشارب الخمر) ولو جرعة (ومانع الزكاة) ولو درهماً. (ومن وجد سعة ومات ولم يحج) فإنه ترك فرض اللَّه مع تكامل شرائطه وعليه {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]. (والساعي في) إثارة (الفتن) بين العباد (وبائع السلاح لأهل الحرب) الذين يحاربون المسلمين. (ومن نكح) أي [3/ 229] وطئ (ذات محرم منه) تحرم عليه فكل منهم كافر إن استحل لرده الشريعة، أو أثم إثماً بليغاً إن لم يستحل قال الشارح: لكن ينبغي استثناء الوطىء في دبر المرأة. قلت: لا وجه له. (ابن عساكر (¬2) عن البراء) وخرجه الديلمي من هذا الوجه عنه أيضاً. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2744)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4486)، وصححه في الصحيحة (3370). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 391)، والديلمي في الفردوس (4922)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4188)، وقال في الضعيفة (2005): موضوع.

6246 - "كف شرك عن الناس فإنها صدقه منك على نفسك". ابن أبي الدنيا في الصمت عن أبي ذر (ح) ". (كف شرك عن الناس) فلا تؤذهم بشيء من قول أو فعل (فإنها) أي هذه الخلة. (صدقه منك على نفسك) يعود نفعها عليك. (ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (¬1) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه. 6247 - "كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة". (ت هـ) عن ابن عمر (ح) ". (كف عنا جشاءك) بتقليل طعامك أو بفراقك مجلسنا وإلا فإن دفع الحادث لا يستطاع؛ لأنه أمر طبيعي والجشاء: الريح الذي يخرج من المعدة عند الامتلاء. (فإن أكثرهم) يعني الناس وفي هذا الالتفات من الخطاب إلى الغيبة غاية اللطف وحسن الخلق في عدم مواجهة المخاطب بما يسوؤه. (شبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة) فإن مفاسد الشبع عديدة كثيرة مفسدة للبدن وللدين يناثر عنها كل كسل عن طاعة وكل حركة للشهوة فيكون سبباً لطول الجوع في الآخرة. (ت هـ) (¬2) عن ابن عمر) قال: تجشى رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره رمز المصنف لحسنه؛ لأنه قال الترمذي: حسن غريب، وذلك الرجل هو أبو جحيفة كما صرح به في عدة روايات وكان حينئذ لم يبلغ الحلم، قال في المعارف: ولم يأكل بعد ذلك على بطنه حتى فارق الدنيا. 6248 - "كف عنه أذاك واصبر لأذاه فكفى بالموت مفرقاً". ابن النجار عن أبي الرحمن الحبلي مرسلاً". (كف عنه أذاك) سببه أن رجلاً شكى عليه - صلى الله عليه وسلم - أذية جاره له فذكره (واصبر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (68)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4490). (¬2) أخرجه الترمذي (2478)، وابن ماجة (3350)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4491)، وصححه في الصحيحة (343).

لأذاه) فإنه الأحسن وإن جاز جزاء السيئة بمثلها لكن الصبر من عزم الأمور. (فكفى بالموت مفرقاً) فيه التسلية بأن المؤذي يفارق من أذاه وذكر له هذا؛ لأنه أقنع للقلب الملتهب من أذية المؤذي من ذكر أجر الصابرين. (ابن النجار (¬1) عن أبي عبد الرحمن الحبلى) بضم المهملة والموحدة واسمه عبد الله بن يزيد المعافري من ثقات الطبقة الثالثة (مرسلاً) تقدم سببه. 6249 - "كفوا صبيانكم عند العشاء فإن للجن انتشار وخطفة) (د) عن جابر (صح) ". (كفوا صبيانكم) عن الانتشار (عند العشاء فإن للجن انتشاراً) تفرقاً في الأزقة. (وخطفة) استيلاء بسرعة وفيه التحذير وأن للجان سلطان على الصبيان واختطافهم. (د) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 6250 - "كفوا عن أهل لا إله إلا الله، لا تكفروهم بذنب فمن أكفر أهل لا إله إلا الله، فهو للكفر أقرب". (طب) عن ابن عمر (ض) ". (كفوا عن أهل لا إله إلا الله) كفوا ألسنتكم عنهم (لا تكفروهم بذنب) ارتكبوا الكفر الأعظم وإلا فقد سلف في هذه الأحاديث الحكم على جماعة أتوا أنواع من المعاصي بالكفر. (فمن أكفر أهل لا إله إلا الله) أي حكم بكفرهم. (فهو) إلى. (الكفر أقرب) لأن من كفر أخاه فقد باء بالكفر أحدهما فإن كان كما قال وإلا فهو الكافر وتقدم معناه غير مرة. (طب) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف ¬

_ (¬1) عزاه في كنز العمال (24898) لابن النجار وانظر البيان والتعريف في بيان ورود الحديث (2/ 141)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4191). (¬2) أخرجه أبو داود (3733)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4492)، وانظر: إرواء الغليل (1/ 80). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 272) (13089)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 106)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4192)، والضعيفة (4097): موضوع.

لضعفه، قال الهيثمي: فيه الضحاك بن حمزة عن علي بن زيد وقد اختلف في الاحتجاج بهما. 6251 - "كل آية في القرآن درجة في الجنة، ومصباح في بيوتكم". (حل) عن ابن عمرو (ض) ". (كل آية في القرآن) يحفظها الرجل أو يتلوها. (درجة له في الجنة) كما سلف أنه يقال للقارئ اقرأ وارق ... الحديث. (ومصباح في بيوتكم) في الدنيا لكثرة الملائكة المقيضين للرحمة والمستمعين للتلاوة ويحتمل في بيوت الآخرة إنارة وإضاءة ونوراً على نور. (حل) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه رشدين بن سعد وقد مر غير مرة ضعفه. 6252 - "كل ابن آدم يأكله التراب، إلا عجب الذنب: ومنه يركب". (م د ن) عن أبي هريرة (صح) ". (كل ابن آدم يأكله التراب) أي كل أجزاء ابن آدم يبلى وتقدم بالكلية إلا ما ثبت من الأنبياء أنها لا تأكلهم الأرض والشهداء والعلماء العاملين والصديقين والمؤذنين المحتسبين وحامل القرآن. (إلا عجب الذنب) بفتح العين وسكون الجيم العظم الذي في أصل صلبه وإنها قاعدة البدن كقاعدة الجدار فيبقى ليركب خلقه في الساعة عند قيام الناس من قبورهم منه خلق. (ومنه يركب) كأنه أول ما يخلق وإلا فإنه يخلق العبد من الماء فهو أول ما يخلق من العظام. (م د ن) (¬2) عن أبي هريرة). 6253 - "كل أحد أحق بماله والده وولده والناس أجمعين". (هق) عن حبان بن الجمحي (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (789)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4209). (¬2) أخرجه مسلم (2955)، وأبو داود (4743)، والنسائي (4/ 666)، وأخرجه البخاري (4651) بمعناه.

(كلما طال عمر المسلم كان له خير) لأنه يزداد بزيادة عمره أعمالاً صالحة ولما سلف من أنه كلما بلغ عشراً من الخمسين والستين ونحوها كان عند الله أعظم قدراً وخص المؤمن لأن غيره لا يزداد إلا شراً. (طب) (¬1) عن عوف بن مالك) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه النَّهاس بن قَهْم (¬2) وهو ضعيف. 6354 - "كلمات الفرج: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم". ابن أبي الدنيا في الفرج عن ابن عباس (ح) ". (كلمات الفرج) التي تقال عند الكرب ليحصل الفرج عنه. (لا إله إلا الله الحليم الكريم) وصفه بالحلم؛ لأن العبد لما كان كثير الذنوب استحق أن تنزل به الكروب فتوسل إلى الله تعالى فارج كل كربة بتوحيده أو لأنه لإخراج كل شريك عن قلبه ثم بصفة الحلم؛ لأنه لا يعاجل بالعقوبة فيرفع الكرب إن كان عقوبة على ذنب وبكرمه تعالى؛ لأنه سامح العبد فيما اجترحه. (لا إله إلا الله العلي العظيم) توسل إليه ثانياً بصفة علوه وعظمته المقتضية لرفع ما علا على قلب العبد من الكرب وعظم عليه من حلوله به. (لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم) توسل إليه ثالثاً بأعظم صفاته وهي ملكه للسماوات وما فيها والأرضين وما فيها ويرقى إلى ربوبيته للعرش الكريم، قال الحكيم: كان هذا الدعاء عند أهل البيت معروفاً مشهوراً يسمونه دعاء الفرج فيتكلمون به في النوائب والشدائد متعارفاً عندهم غياثته والفرج به. (ابن أبي الدنيا (¬3) في الفرج عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 57) (104)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4262). (¬2) انظر: المغني (2/ 701). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 228)، وابن أبي الدنيا في الفرج (رقم 48)، وعبد بن حميد (657)، وصححه =

6255 - "كل الخير أرجوه من ربي" ابن سعد وابن عساكر عن العباس". (كل الخير أرجوه من ربي) فإنه الذي بيده خير الدنيا والآخرة فلا ينبغي أن يخص الأمل بخلة واحدة أو حوائج وسببه أن العباس سأل النبي عما يرجوه لأبي طالب فذكره وقيل بل قاله للعباس في مرضه - صلى الله عليه وسلم - فبين له أنه ينبغي أن يكون المريض راجياً لله كل خير فعلي الأول يكون قاله للعباس قبل أن يعلمه الله تعالى أنه لا يغفر أن يشرك به فإن أعظم الخير المغفرة ولا ترجى لمشرك. (ابن سعد وابن عساكر (¬1) عن العباس). 6256 - "كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها إلى يوم القيامة، إلا عقوق الوالدين؛ فإن الله يجعله لصاحبه في الحياة الدنيا قبل الممات". (طب ك) عن أبي بكرة (صح) ". (كل الذنوب يؤخر الله تعالى ما شاء منها) أي من العقوبة عليها. (إلى يوم القيامة) فإنه يوم الجزاء. (إلا عقوق الوالدين) فإنه من الذنوب التي لا يؤخر جزاؤها. (فإن الله يعجله لصاحبه) فاعله. (في الحياة الدنيا قبل الممات) زاده للتقرير والتأكيدات. قلت: الحديث سيق لبيان عظم ذنب العقوق وقد قال تعالى: {وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ} [الرعد: 134] , وقال: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 12] وتقدم: "فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة" فكيف هذا. قلت: تعجيل العقوبة في الدنيا دليل غضب الرب على المعصية وسرعة انتقامه من فاعلها وعقوبة الآخرة وإن كانت أشد إلا أنها دار الرحمة ودار الشفاعات فرب ذنب فيها يغفر وجرم فيها يكفر وحسنات ترجح فتعجيل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 124، 125)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (66/ 336)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4212)، والضعيفة (4102).

العقوبة دليل أنه لا يكفرها إلا التوبة ثم في تعجيل عقوبة العقوق زجر للعباد عن ذلك فهو لطف لهم ينزجرون به عن العقوق وقد يكون سبباً لتوبة العاق عن عقوقه وتلافيه مما ارتكب من ذلك. (طب ك (¬1) عن أبي بكرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي؛ لأن بكار ضعيف يريد بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة راويه عن أبيه عن جده. قلت: في الخلاصة إنه من الضعفاء الذين يكتب حديثهم. 6257 - "كل العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم". ابن سعد عن علي بن رباح مرسلاً". (كل العرب) قريش وغيرها (من ولد إسماعيل بن إبراهيم) فهو أبوهم وإليه ينتهي نسبهم (ابن سعد (¬2) عن علي) بضم المهملة وفتح اللام، (بن رباح) بفتح الراء وموحدة ومهملة آخره (مرسلاً) هو اللخمي البصري وثقه النسائي. 6258 - "كل الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث: الرجل يكذب في الحرب فإن الحرب خدعة، والرجل يكذب المرأة فيرضيها، والرجل يكذب بين الرجلين ليصلح بينهما". (طب) وابن السني في عمل اليوم وليلة عن النواس (صح) ". (كل الكذب يكتب على ابن آدم) أي يكتب إثمه أو نفسه فيحاسب عليه ويعاقب (إلا ثلاث) وهو منصوب لتكامل شرائط نصبه لكنه في النسخ كلها بغير ألف وهي مراده لكنها قاعدة للمحدثين. (الرجل يكذب في الحرب) كذباً يضر به عدوه ويعز به وليه فإنه لا يكتب عليه إثم ذلك بل ربما كان له فيه أجر. (فإن الحرب خدعة) تقدم ضبطها ولا يتم الخدع إلا بشيء من الكذب بل ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 172)، والبزار (3693)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4213). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4214)، والضعيفة (1942).

قد يجب إذا دعت إليه ضرورة أهل الإِسلام. (والرجل يكذب) على (المرأة فيرضيها) بذلك وهو شامل للزوجة والأولاد من البنات. (والرجل يكذب بين الرجلين ليصلح بينهما) ويزيل ما في أنفسهما فالكذب هنا جائز له ويشمل ما إذا كان أحد الرجلين نفسه فيكذب ليصلح ما يجده أخوه عليه من أي أمر فكما إنه عظم إثم النميمة لما فيها من الإيحاش والتفرق عظم أجر الإصلاح بين المتنافرين قال [3/ 231] الغزالي (¬1): إن الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصود محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعاً فإنه يحرم فيه الكذب لفقد الحاجة وإن لم يمكن التوصل إليه إلا به جاز إن كان ذلك المقصود جائزاً ووجب إن كان واجباً. (طب) وابن السني (¬2) في عمل اليوم والليلة عن النواس) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه محمَّد بن جامع العطار وهو ضعيف انتهى، وقال شيخه العراقي: فيه انقطاع. 6259 - "كل المسلم على المسلم حرام: ماله، وعرضه، ودمه، حسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم". (د هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (كل المسلم) فيه رد علي من زعم أن "كل" لا تضاف إلا إلى نكرة. (على المسلم حرام) لا يحل له منه شيء إلا ما أحله الله. (ماله) يأخذه غصباً فإنه يحرم. (وعرضه) أي هتك عرضه بغير حق. (ودمه) بالخيانة عليه وهذه الثلاثة معلوم تحريمها من الغير بضرورة الدين. (حسب امرئ من الشر) أي يكفيه من شر أخلاقه ويكفي في مذمته وعقوبته. (أن يحقر أخاه) يحتكره ويذله ويستخف به فإن هذا محرم لا يحل وفي قوله: حسب امرئ ما يدل على أن هذا ¬

_ (¬1) في إحياء علوم الدين (3/ 137). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 165) (420)، وابن السني (612)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 81)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4215)، والضعيفة (4103).

الاحتقار يتفق كثيراً للرجل في أخيه (المسلم). (د هـ) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقد رواه مسلم بتمامه بتقديم وتأخير. 6260 - "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الجهار أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول: عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه, ويصبح يكشف ستر الله عنه". (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (كل أمتي معافى) بفتح الفاء مقصوراً اسم مفعول من عافاه الله إذا أعفاه قال النووي (¬2) هو بالهاء في آخره في أكثر النسخ وفي المصابيح وغيرها هكذا من دون هاء قال الطيبي ينبغي أن تكتب ألفه بالياء. قلت: هي قاعدة علم الخط (إلا المجاهرين) بالمعاصي من جاهر بكذا بمعنى جهر به. (وإن من الجهار) بكسر الجيم مصدر فاعل كضراب مصدر ضارب. (أن يعمل الرجل) مثلاً (بالليل عملاً) قبيحاً. (ثم يصبح وقد ستره الله) فلم يطلع عليه عباده. (فيقول: عملت البارحة) هي أقرب ليلة مضت من وقت القول من برح زال (كذا وكذا) كناية عما ينطق به من قبح أفعاله. (وقد بات يستره ربه) القادر على اطلاع العباد عليه حال عصيانه. (ويصبح يكشف ستر الله عنه) فيخالف ربه بهتكه ستر نفسه وترغيب من يستمعه إلى الشر وإشهاده عليه وفيه أن الله يكره نشر ما يأتيه العبد من قبائحه بل يتعين عليه ستر ما بارز به ربه من إتيان قبيح ما نهاه عنه والتوبة وحمده تعالى على ما مر به من إبقائه عليه بعد عصيانه وستره له على معصيته. (ق) (¬3) عن أبي هريرة) ورواه أبو يعلى وغيره. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4882)، وابن ماجة (3933)، وأخرجه مسلم (2564)، والترمذي (1927) مطولاً. (¬2) الأذكار (ص 858). (¬3) أخرجه البخاري (6069)، ومسلم (2990).

6261 - "كل أمتي معافى إلا المجاهر الذي يعمل العمل بالليل فيستره ربه ثم يصبح فيقول: يا فلان إني عملت البارحة كذا وكذا، فيكشف ستر الله عز وجل". (طس) عن أبي قتادة (صح) ". (كل أمتي معافى) من عقوبة الله له على ذنبه فإنه إذا ستره في الدنيا ستره في الآخرى وعفا عنه فقد أخرج البزار والطبراني عن أبي موسى يرفعه: "ما ستر الله على عبد ذنباً في الدنيا فعيره به يوم القيامة" (¬1) قال الهيثمي: فيه عمر بن سعيد الأشج وهو ضعيف (إلا المجاهرين) بالمعاصي التي يرتكبونها (الذي يعمل العمل) القبيح. (بالليل فيستره ربه) فلم يطلع عليه أحدا من عباده لحلمه تعالى ورحمته وتأجيله. (ثم يصبح فيقول: يا فلان) أي مخاطب كان. (إني عملت البارحة كذا وكذا) فإنه يدل على جرأته وإقدامه على المعاصي وعدم حيائه من ربه ولا من عباده. (فيكشف ستر الله عَزَّ وَجَلَّ) قال الغزالي (¬2): الكشف المذموم إذا وقع على وجه المجاهرة والاستهزاء لا على وجه السؤال والاستفتاء بدليل خبر من واقع امرأته في رمضان فأخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فلم ينكر عليه. (طس) (¬3) عن أبي قتادة) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه عون بن عمارة وهو ضعيف. 6262 - "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبي". (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (كل أمتي) المراد هنا أمة الدعوة لا أمة الإجابة. (يدخلون الجنة) ولو بعد الخروج من النار. (إلا من أبى) بفتح الهمزة أي امتنع عن قبول ما جاء به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فالأبي اسم فاعل هو الكافر وقيل المراد أمة الإجابة فالأبي هو ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (3164)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 192). (¬2) إحياء علوم الدين (2/ 201). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (632)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 192)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4219).

العاصي واستثناهم تغليباً وزجراً عن المعاصي وكأنهم قالوا: ومن يأبى يا رسول - صلى الله عليه وسلم - قال. (من أطاعني) باتباعي وامتثال ما جئت به. (دخل الجنة) ولو بعد خروجه من النار إن أريد أمة الدعوة أو دخل الجنة مع السابقين إن أريد له أمة الإجابة. (ومن عصاني) بأن لم يؤمن بي أو بأن يفعل ما نهى الله عنه مع إيمانه. (فقد أبى) فيدخل [3/ 232] النار خالداً مخلداً أو حتى يأذن الله في إخراجه على التقدير الثاني والأول عن الأول. (خ) (¬1) عن أبي هريرة) ولم يخرجه مسلم ووهم الحاكم في المستدرك، فقال: لم يخرجاه. 6263 - "كل امرئ مهيأ لما خلق له" (حم طب ك) عن أبي الدرداء (صح). (كل امرئ مهيأ) ميسر (لما خلق له) الأظهر في تفسير ما خلق له من العبادة الدال على ذلك {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] فكل من الثقلين قد يسره الله لعبادته وفطره على معرفته فإن عدل عن نهج الهدي فمن سوء اختياره أتى وفي الحديث أقوال أخر. (حم طب ك) (¬2) عن أبي الدرداء) قال: قالوا: يا رسول الله أرأيت ما نعمل أمر قد فرغ منه أو شيء نستأنفه قال: "بل فرغ منه" قالوا: فكيف بالعمل فذكره، رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه سليمان بن عيينة وثقه أبو حاتم وضعفه ابن معين وغيره وبقية رجاله ثقات، وقال ابن حجر بعد ما عزاه لأحمد: إسناده حسن. 6264 - "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس". (حم ك) عن عقبة بن عامر (صح) ". (كل امرئ) يوم القيامة (في ظل صدقته) في كنف أجرها وصيانته. (حتى يقضى بين الناس) بفضل حسابهم ويحتمل الحقيقة بأن يجعل الصدقة في ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7280). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 441)، والطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (7/ 196)، والحاكم (2/ 502)، وفتح الباري (11/ 493)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4511).

الآخرة جسماً تظل صاحبها وفيه ترغيب في الصدقة (حم ك) (¬1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: على شرط مسلم، وأقرَّه الذهبي، وقال في المهذب (¬2): إسناده قوي، وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. 6265 - "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه "بالحمد لله" أقطع". (هـ هق) عن أبي هريرة (ح) ". (كل أمر ذي بال) حال شريف يحتفل به ويهتم فالتنوين للتعظيم وقيل شبه الأمر بصاحب. قلت: على طريق الاستعارة المكنية وأثبت له البال تخييلاً كأنه بشدة عنائه صاحبه به صار يعتني هو أيضاً بنفسه. (لا يبدأ فيه) عند ذكره أو فعله. (بالحمد لله) بهذا اللفظ أو بأي لفظ أفاد الثناء على الله تعالى. (أقطع) عن البركة قال النووى فيستحب البداية بالحمد في كل مصنف ودرس وتدريس وخطيب وخاطب وبين يدي جميع الأمور. (هـ هق) (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه تبعاً لابن الصلاح، قال: إنما لم يصح؛ لأن فيه قرة بن عبد الرحمن ضعفه ابن معين وغيره وأورده الذهبي في الضعفاء (¬4)، قال أحمد: منكر الحديث جداً لم يخرج له مسلم إلا في الشواهد. 6266 - "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" أقطع". عبد القادر الرهاوي في الأربعين عن أبي هريرة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 147)، والحاكم (1/ 576)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 110)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4510)، والصحيحة (3484). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6800). (¬3) أخرجه ابن ماجة (1894)، والبيهقي في السنن (3/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4216). (¬4) انظر المغني (2/ 524).

(كل أمر ذي بال) يخرج الأمور الحقيقة الشأن (لا يبدأ فيه) قبل: ذكره أو فعله. (بـ بسم الله الرحمن الرحيم) أي بهذا اللفظ تبركاً به وتيامناً أو المراد بمطلق الثناء فيشمل ما لو بدأ بالحمد لله فعلى الثاني لا تنافي بين الحديثين، حديث البسملة وحديث الحمد له ويؤيد هذا أن كتبه - صلى الله عليه وسلم - كلها إلى الملوك وغيرهم ليس فيها إلا البسملة فقط وعلى الأول فالبداية بالحمد لله عرفية وهي بعد التسمية كما في سورة الفاتحة. (أقطع) ناقص عن البركة مقطوع عنها وهذا عام لكل ذي شأن من فعل أو قول وأما البسملة والحمد له فهما وإن كانا من الأقوال ذوات الشأن إلا أن لزوم التسلسل يدل على أنه أريد ما عداهما لأنه لا يأمر الشارع بالمحال. (الرهاوي) (¬1) بضم الراء نسبة إلى رها: حي من مذحج وذكره ابن عبد الهادي عن عبد الغني بن سعيد المصري أنه بالفتح (في الأربعين عن أبي هريرة)، رمز المصنف لضعفه وقال النووي في الأذكار: إنه حديث حسن وقد روي موصولاً ومرسلاً والحكم للاتصال عند الجمهور. 6267 - "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع، وأبتر ممحوق من كل بركة". الرهاوي عن أبي هريرة" (ض). (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة عليَّ) بتشديد الياء للتكلم بعد التحميد. (فهو أقطع، أبتر ممحوق من بركة) الكل عبارة عن محق بركته ونزعها عما لا يبدأ فيه بذلك. (الرهاوي (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه عبد القادر الرهاوي في الأربعين كما في الكنز (2491)، وأخرجه ابن ماجه (1894)، والخطيب في تاريخه (5/ 77)، وانظر الأذكار للنووي (ص: 259)، وانظر تدريب الراوي (1/ 55)، والتلخيص الحبير (1/ 76)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4217). (¬2) عزاه في الكنز (2510) للرهاوي وانظر فيض القدير (5/ 14)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4218).

لضعفه؛ لأنه قال مخرجه الرهاوي: غريب تفرد بذكر الصلاة فيه إسماعيل بن زياد وهو ضعيف جداً لا يعتبر بروايته ولا بزيادته انتهى. 6268 - "كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول: "لولا أن الله هدانى" فيكون له شكر، وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول: "لو أن الله هدانى" فيكون عليه حسرة". (حم ك) عن أبي هريرة (صح) ". (كل أهل الجنة) الذين ليسوا من أهل العصمة فيخرج الأنبياء. (يرى مقعده من النار) مكان قعوده الذي يستحقه لو كان من أهل النار. (فيقول: "لولا أن الله هدانى") حذف جواب لولا وهو -لكنت من أهل النار- (فيكون له شكر) أي ذلك القول لأنه ثناء على الله بأن هدايته خلص عن عذابه [3/ 232] أو الإرادة تكون سبباً لزيادة شكره وفيه دليل على أن الآخرة دار شكر (وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة) لو كان من السعداء ومن أهلها (فيقول: "لو أن الله هدانى") بتيسير اليسرى أي لكنت من أهل الجنة (فيكون) قوله أو أراه مقعده من الجنة. (عليه حسرة) وتمام الحديث عند الحاكم ثم تلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر: 56] ونسخ الجامع كلها شكراً بالنصب على خبرية كان وكأنها ثبتت رواية برفعه, قال أبو البقاء: كان بمعنى تحدث وشكر فاعلها. (حم ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي وقال: رجال أحمد رجال الصحيح. 6269 - "كل بناء وبال على صاحبه إلا مسجداً". (هب) عن أنس (ح) ". (كل بناء وبال) الوبال في الأصل الثقل والمكروه ويريد به هنا العذاب. (على صاحبه) يوم القيامة وذلك لأن اللَّه تعالى لم يجعل الدنيا دار بقاء بل دار ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 541)، والحاكم (2/ 473)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4514)، والصحيحة (2034).

فناء فأقل شيء يكفي ساكنها. (إلا مسجداً) ونحوه مما يعود نفعه على كافة الأنام فإن بانيه مأجور. (هب) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 6270 - "كل بناء وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا، وأشار بكفه, وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به". (طب) عن واثلة (ح) ". (كل بناء وبال على صاحبه إلا ما كان هكذا، وأشار بكفه) المراد القليل الذي لاغنا عنه كمساكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهي القدوة لمن أراد الاقتداء. (وكل علم وبال على صاحبه يوم القيامة إلا من عمل به) فإنه إذا لم يعمل به كان حجة عليه وعذابا في عنقه. (طب) (¬2) عن واثلة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه هانئ بن المتوكل لا يحل الاحتجاج به بحال. 6271 - "كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه، إلا مريم، وابنها". (م) عن أبي هريرة (صح) ". (كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه) أي يطعنه في جنبه كما بينته الرواية الآتية وهي ظاهرة في الطعن والمس حقيقة وقيل: المراد به الطمع في الإغواء لا حقيقة النخس وإلا لامتلأت الدنيا صياحاً بالإمساس تخييل وتصوير بطمع الشيطان كأنه يمسه بيده، وقال التفتازاني: أي مانع في أن يمس الشيطان المولود حين يولد بحيث يصرخ كما نرى ونسمع وليست تلك المسة للإغواء حتى يدفع أنه لا يتصور في حق المولود حين يولد. قلت: وكلامه الأقرب ويكون ذلك من إبليس غيظاً وحنقاً على سرور العباد بما يهبه الله لهم من الأولاد. (إلا مريم، وابنها) إكراماً من الله لهما أو إجابة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10704)، وأبو داود (5237)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4220). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 55) (131)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 164)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4221)، والضعيفة (2608): ضعيف جداً.

لقول أمها {وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]. (م) (¬1) عن أبي هريرة). 6272 - "كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بأصبعيه حين يولد، غير عيسى ابن مريم: ذهب يطعن فطعن في الحجاب". (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه) حين يولد. (بأصبعيه) قال الطيبي: المس والطعن عبارة عن الإصابة بما يؤذيه ويؤلمه لا كما زعمت المعتزلة أن المس تخييل، وقال القاضي: مس الشيطان تعلقه بالمولود وتشويش حاله والإصابة بما يؤذيه. (حين يولد، غير عيسى بن مريم: ذهب يطعن فطعن في الحجاب) أي المشيمة التي فيها الولد، قال ابن حجر (¬2): اقتصر هنا على عيسى دون الأولى؛ لأن هذا بالنسبة إلى الطعن في الجنب وذاك بالنسبة للمس، أو لأن هذا قبل الإعلام بما زيد فيه بعد. (خ) (¬3) عن أبي هريرة). 6273 - "كل بني آدم حسود، ولا يضر حاسداً حسده ما لم يتكلم باللسان أو يعمل باليد". (حل) عن أنس (ض) ". (كل بني آدم حسود) لغيره من ذوي النعمة. (ولا يضر) في الدين ويؤثر العقوبة. (حاسداً حسده) فإنه لا يؤاخذ بما في قلبه فإنه تعالى عفا عن ما حدثت به الأمة أنفسها. (ما لم يتكلم) في شأن المحسود كلاماً يضره. (أو يعمل باليد) في إزالة نعمة من حسده فإنه حينئذ يضره حسده في دينه وإنما كان كل بني آدم يتصف بالحسد لأن حكمة الله قضت بتفضيل بعض العباد على بعض حتى إنه لا يتفق اثنان في كل خصلة من خصال التفضيل، والتفضيل يقتضي بالطبع الحسد فإنه إذا نظر إلى من فوقه في علم أو في خلق أو خلق أو مال أو أي خصلة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3431)، ومسلم (2366). (¬2) انظر: فتح الباري (6/ 470). (¬3) أخرجه البخاري (3286، 3431، 4548).

من خصال لم يملك نفسه عن أن يحسده إلا من عصمه الله ولكنه تعالى عفا عن ذلك لعلمه بما جبل عليه العبد من الضعف وحبه لنيل كل خير. واعلم: أن لفظ الحديث هكذا: "كل بني آدم حسود وبعض الناس أفضل في الحسد من بعض ... " إلى آخره، وكأنه وقع سقط من قلم المصنف وإلا فهذا لفظه عند من عزاه إليه. (حل) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 6274 - "كل بني آدم خطاء, وخير الخطاءين التوابون". (حم ت هـ ك) عن أنس (صح) ". (كل بني آدم خطاء) فعال صيغة مبالغة من الخطأ، قال [3/ 234] الطيبي: إن أريد من لفظ "كل" الكل من حيث هو كل فتغليب؛ لأن الأنبياء عليهم السلام ليسوا بمبالغين في الخطأ، وإن أريد به الاستغراق وإن كل واحد واحد خطاء لم يستقم إلا على التوزيع كما يقال ظلام للعبيد أي بظلم كل واحد فهو ظالم بالنسبة إلى كل واحد ظلام بالنسبة إلى المجموع وإذا قلت هذا ظلام لعبده كان مبالغة في الظلم. (وخير الخطاءين التوابون) الرجاعون إلى الله بالتوبة والإنابة، فالحديث أخبر أن كل أحد من بني آدم له حظ في الخطأ لما سبقت به الأقدار من ضعف بنية هذا البشر وجبلته على الخطأ وأنه لا يضره ذلك مع التوبة واسم التفضيل غير مراد به الزيادة فإنه لا خير فيمن لم يتب. (حم ت هـ ك) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: غريب لا يعرف إلا من حديث علي بن مسعدة انتهى، وقال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: فيه لين وقال في محل ¬

_ (¬1) أخرجه الذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 1043)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4222)، والضعيفة (3091). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 198)، والترمذي (2499)، وابن ماجة (4251)، والحاكم (4/ 272)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4515).

آخر: فيه ضعف، وقال الزين العراقي: فيه علي بن مسعدة ضعفه البخاري، إلا أنه اقتصر ابن القطان لتصحيح الحاكم، وقال: علي بن مسعدة: صالح الحديث، وغرابته إنما هي فيما تفرد به عن قتادة (¬1). 6275 - "كل بني آدم ينتمون إلى عَصَبَة, إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم". (طب) عن فاطمة الزهراء (ح) ". (كل بني آدم ينتمون إلى عَصَبَة) في الفردوس: الانتماء الارتفاع. (إلا ولد فاطمة) من ذكر وأنثى. (فأنا وليهم) ولأنه الأب لأولاده حكماً شرعياً خصهم الله به كما أن علياً أبوهم الثابت فراشه فلهم أبان حقيقة شرعاً (وأنا عصبتهم) إليها ينتمون قيل ومن خصائصه أن أولاد بناته - صلى الله عليه وسلم - ينسبون إليه بخلاف غيره انتهي قلت: والأظهر أن هذا حكم خاص بأولاد فاطمة لا غيرها من بناته فإنه الحكم الشرعي أن الولد ليس إلا للفراش لا غير وجاء الحديث في أولاد فاطمة لا غير فليس لنا الإلحاق لغيرها بها وقد تقدم الحديث وقدمنا الكلام عليه وهذه فضيلة للبتول رضي الله عنها لم يشاركها فيها غيرها. (طب) (¬2) عن فاطمة الزهراء) رضي الله عنها، رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه شيبة بن نعامة وهو ضعيف (¬3) وأورده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح. 6276 - "كل بني أنثى فإن عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم". (طب) عن عمر (ح) ". ¬

_ (¬1) انظر: بيان الوهم والإيهام لابن القطان (3/ 355)، تخريج أحاديث الإحياء (8/ 123). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 44) (2632)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 172، 173)، والعلل المتناهية (1/ 260)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4223)، والضعيفة (4104، 4342). (¬3) انظر: فيض القدير (5/ 17).

(كل بني أنثى فإن عصبتهم لأبيهم) كما ذلك شرع الله الأصلي منذ خلق العباد. (ما خلا ولد فاطمة فإني أنا عصبتهم وأنا أبوهم) تفضلاً من الله تعالى لهم، قال ابن حجر الهيتمي (¬1): معنى الانتساب إليه الذي هو من خصائصه أنه يطلق عليه أنه أب لهم وأنهم بنوه حتى يعتبر ذلك من الكفاءة، فلا يكافئ شريفه هاشمي غير شريف. قلت: هو مذهب الزيدية إلا أن هذا مذهب لهم حدث في زمان الإِمام أحمد بن سليمان عليه السلام ولا دليل عليه ولا وجه له وقد أبنا الحق في المسألة في حاشية ضوء النهار لأن مؤلفه أعظم من استدل للمسألة هذه وعجيب ذهاب ابن حجر الهيتمي إلى هذا وليس بمذهب للشافعية، وأما الخصوصية لفاطمة الزهراء فكفى يكون أولادها أولاده - صلى الله عليه وسلم - حقيقة وأن الله جعل نسبه في صلب علي عليه السلام. (طب) (¬2) عن عمر) قال الشارح: سببه أن عمر - رضي الله عنه - خطب إلى علي - رضي الله عنه - أم كلثوم فاعتل بصغرها وقال: أعددتها لابن أخي جعفر، فقال عمر: والله ما إياه أردت ولكني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. قلت: ومعلوم أن عمر تزوج أم كلثوم وجاء له منها زيد بن عمر، ورمز المصنف لحسنه، قال الشارح: فيه بشر بن مهران (¬3) وهو متروك. 6277 - "كل بيعين لا بيع بينهما حتى يتفرقا إلاَّ بيع الخيار". (حم ق ن) عن ابن عمر (صح) ". (كل بيعين) بتشديد التحتية بعد الموحدة والمراد بها البائع والمشتري، أطلق عليه البيع تغليباً. (لا بيع بينهما) أي ماض لازم بحيث يلزم نفوذه ويتعذر ¬

_ (¬1) انظر: المغني (1/ 301). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 44) (2631)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 301)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4224)، والضعيفة (802). (¬3) انظر الميزان (2/ 37)، واللسان (2/ 34).

الرجوع عنه. (حتى يتفرقا) من مجلس البيع الذي وقع فيه العقد فيلزم البيع حينئذ بالتفرق وهذا هو خيار المجلس أثبته جماهير الأمة. (إلاَّ بيع الخيار) فإنه لا ينفذ بالتفرق [3/ 235] بل بمضي مدة الخيار بينهما فهو استثناء من التفرق إعلام بأن التفرق يمضي البيع إلا بيع الخيار فإنه لا يمضي إلا بعد مضي مدته. (حم ق ن) (¬1) عن ابن عمر). 6278 - "كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به" (طب حل) عن أبي بكر" (ض). (كل جسد) وفي رواية "كل لحم". (نبت من سحت) من مال حرام يسحت صاحبه في النار. (فالنار) في الآخرة. (أولى به) أن تأكله ويعذب بها، قال الذهبي: يدخل فيه المكّاس، وقاطع الطريق، والسارق، والخائن، والزغلي، من استعار شيئاً فجحده، ومن طفف في وزن أو قيل ومن التقط مالاً فلم يعرفه وأكله ولم يتملكه ومن باع شيئاً فيه عيب فغطاه والمقامر ومخبر المشتري بالزائد هكذا عد المذكورات من الكبائر مستدلًا عليها بهذا الحديث. (هب حل) (¬2) عن أبي بكر) رواه عنه زيد بن أرقم، قال: كان لأبي بكر مملوك يغل عليه فأتاه ليلة بطعام فتناول منه لقمة ثم قال: من أين جئت به، قال: مررت بقوم في الجاهلية، فرقيت لهم فأعطوني، قال: أفٍّ لك كدت أن تهلكني فأدخل يده في حلقه فجعل يتقيأ وجعلت لا تخرج فقيل له لا تخرج إلا بالماء فجعل يشرب ويتقيأ فقيل: له كل هذا من أجل لقمة، فقال: لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، فذكره، رمز المصنف لضعفه وذلك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 135)، والبخاري (2113)، ومسلم (1531)، والنسائي (7/ 250). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (5759)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 31)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4598).

لأن فيه عبد الواحد بن واصل (¬1) قال البخاري والنسائي: متروك، وفي الباب عن عائشة وعن جابر. 6279 - "كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة". (حم ع حب) عن أبي سعيد (صح) ". (كل حرف من القرآن) أي كلمة أو آية. (يذكر فيه القنوت) نحو {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]. (فهو) مراد به. (الطاعة) ولفظ القنوت لغة مشترك بين معان عدة قال في النهاية (¬2): "قد تكرر ذكر القنوت في الحديث ويرد لمعاني متعددة كالطاعة والخشوع والصلاة والدعاء والعبادة والقيام وطول القيام والسكوت فيصرف في كل واحد من هذه المعاني إلى ما يحتمله لفظ الحديث الوارد فيه انتهي فكأن المراد بهذا الحديث أن الطاعة أغلب معانيه. (حم ع) (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: في إسناد أحمد وأبي يعلي ابن لهيعة وهو ضعيف، وقد يحسن حديثه، قال الشارح: وأقول أيضاً: فيه دراج بن أبي الهيثم (¬4) قد سبق أن أحمد وغيره ضعفوه وقال أحمد: أحاديثه مناكير. 6280 - "كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء" (د) عن أبي هريرة (صح) ". (كل خطبة) لجمعة أو حاجة أو أي مهم. (ليس فيها تشهد) ظاهره ولو في أخرها والمراد اشتمالها عليه. (فهي كاليد الجذماء) التي لا تنفع صاحبها، قال ابن العربي: ذكر الله مفتتح كل كلام ولولا الحاجة إلى الدنيا لكان الكلام كله ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 411). (¬2) النهاية (4/ 111). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 75)، وأبو يعلى (1379)، وابن حبان (2/ 7) (309)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 320)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4225)، والضعيفة (4105). (¬4) انظر المغني (1/ 222).

مصروفاً إليه فإذا لم يكن بد من الذكر فليكن بعد ذكر الله تعالى وأراد بالتشهد هنا الشهادتين معاً، قيل: والمراد به مطلق الثناء على الله توسعاً وحينئذ يشمل الحمد لله. (د) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: فيه عبد الواحد بن زياد وعبد الواحد أورده الذَّهبي في الضعفاء (¬2) وقال: ثقه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال الطيالسي: عمد إلى أحاديث كان يرسلها الأعمش فوصلها كلها وهو يروي هذا الحديث عن عاصم بن كليب وعاصم أورده أيضاً في الضعفاء (¬3)، قال: قال ابن المديني: لا يحتج بما تفرد به وقد تفرد به كما قال البيهقي. 6281 - "كل خطوة يخطوها أحدكم إلى الصلاة يكتب له حسنه, ويمحو عنه بها سيئة". (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (كل خطوة) ضبط بالضم والفتح. (يخطوها أحدكم إلى الصلاة) إلى أدائها وظاهره ولو إلى غير مسجد. (يكتب له حسنه ويمحو عنه سيئة) فينبغي إطالة الخطى إلى محل الصلاة ما لم يعارضه فضيلة جماعة أو نحوها. (حم) (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الشارح: وليس على ما ينبغي، ففيه إبراهيم بن خالد (¬5) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال: وثقوه، وقال أبو حاتم كان يتكلم بالرأي وليس محله محل المستمعين. 6282 - "كل خلة يطبع عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب". (ع) عن سعد (ح). (كل خلة) بزنة خصلة ومعناها. (يطبع عليها المؤمن) أي يمكن أن يطبع ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4841)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4520)، والصحيحة (169). (¬2) انظر المغني (2/ 410). (¬3) انظر المغني (1/ 321). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 283)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4521). (¬5) انظر المغني (2/ 462).

عليه (إلا الخيانة والكذب) فإن الله لا يطبعه عليهما بل إنما تحصل له بالتطبع والتشبه بالأشرار الذين يسرق طباعهم الطبَّاع وفيه بيان قبح هاتين الخلتين، والخيانة شاملة للخيانة في الأموال والأقوال والأفعال، والكذب شامل لقبائح الأقوال [3/ 236]. (ع) (¬1) عن سعد) رمز المصنف لحسنه وأورده ابن الجوزي في الواهيات، وقال: فيه علي بن هاشم مجروح، وقال الذهبي في الكبائر: روي بإسنادين ضعيفين. 6283 - "كل خلق الله تعالى حسن" (حم طب) عن الشريد بن سويد (ح) ". (كل خلق الله تعالى) يحتمل أنه بفتح المعجمة، أي كل مخلوقاته، (حسن) لا عيب فيه ولا قبح، بل هو عن حكمة وإتقان ويحتمل أنه بضمها وفتح وضم اللام أي كل أخلاقه وهي صفاته الحسنى، وبه فسره الشارح قال: أي أخلاقه المخزونة عنده التي هي مائة وسبعة عشر كلها حسن، فمن أراد به خيراً منحه شيئاً منها انتهى. قلت: ولا أعلم ما أراد بهذه العدة إذ المعروف أن لله تسعة وتسعين اسماً كما سلف، وتقدم في الكلام عليها أن الحق أنه لا حصر لأسمائه تعالى في التسعة والتسعين، فلا أدري ما أراد بالمائة وسبعة عشر، ويحتمل أنه غلط من النساخ، فإن هذا الشرح: أعني شرح المناوي الكبير لا يكاد يسلم من الغلط. (حم طب (¬2) عن الشريد بن سويد) رمز المصنف لحسنه. 6284 - "كل دابة من دواب البحر والبر ليس لها دم منعقد فليست لها ذكاة". (طب) عن ابن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (711)، وانظر العلل المتناهية (2/ 706)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4226). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 390)، والطبراني في الكبير (7/ 316) (7241)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4522)، والصحيحة (1441).

(كل دابة من دواب البحر والبر) التي أحل الله أكلها. (ليس لها دم منعقد) في نسخة: يتفصد، قال في الفردوس: يقصد الدم إذا سال. (فليست لها ذكاة) بل تحل من دون تذكية، ولا يجب ذكاتها كالجراد ونحوه, وهل يجوز ذكاتها؟ ظاهره عدم الجواز. (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه سويد بن عبد العزيز وهو متروك، وجزم الحافظ ابن حجر بضعف سنده. 6285 - "كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم -". (فر) عن أنس (هب) عن علي موقوفاً". (كل دعاء محجوب) عن القبول. (حتى يصلى) بالبناء للمجهول، أي يصلي الداعي. (على النبي - صلى الله عليه وسلم -) في دعائه فإن الصلاة عليه سبب القبول والإجابة، وذلك أنه تعالى لا يرد الداعي بالصلاة على رسوله خائباً، وهو أكرم من أنه يقبل بعض الدعاء ويرد بعضه وفي الحديث على كونه مرفوعاً تجريد، جرد النبي - صلى الله عليه وسلم - من نفسه شيئاً وخاطبه وكذا قال الشارح (¬2). قلت: والذي يظهر أنه لا تجريد فيه إذ هو خطاب لكل سامع وإنما في الحديث وضع الظاهر موضع المضمر في قوله النبي، وكان مقتضى الظاهر على تضمير المتكلم ونكتة ذلك ظاهرة. (فر) عن أنس (هب) (¬3) عن علي موقوفاً" سكت المصنف عليه وظاهره أن لا علة لرواية أنس، والأمر بخلاف ذلك ففي حديث أنس محمَّد بن عبد العزيز الدينوري، قال الذهبي في الضعفاء (¬4): منكر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 357) (13333)، وأبو يعلى (5646)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 159)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4227)، والضعيفة (4108). (¬2) فيض القدير (5/ 19). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (4754)، والبيهقي في الشعب (1575)، والطبراني في الأوسط (721)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 160)، وأخرجه البيهقي في الشعب (1577) مرفوعاً عن أنس، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4523)، والصحيحة (2035). (¬4) انظر: المغني (2/ 609) وفيه: شيخ صاحب المجالسة، منكر الحديث، ضعيف.

الحديث وأما رواية البيهقي عن علي موقوفة فقد رواها الطبراني في الأوسط عن علي مرفوعاً وزاد فيه "الآل" فقال كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمَّد وآل محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، قال الهيثمي: رجاله ثقات انتهى. 6286 - "كل ذنب عسى الله أن يغفره، إلا من مات مشركاً، أو قتل مؤمناً متعمداً". (د) عن أبي الدرداء (حم ن ك) عن معاوية (صح) ". (كل ذنب) من صغير وكبير. (عسى الله أن يغفره) هو ترجى وكل مرجو من الله واقع إن شاء إلى. (إلا من مات مشركاً) فإن الله لا يغفر أن يشرك به. (أو قتل مؤمنا متعمداً) قيل: إنه يتنزل على ما إذا استحل وإلا فهو تهويل وتغليظ، قال الذهبي في الكبائر: وأعظم من ذلك أن يمسك مؤمناً لمن عجز عن قتله فيقتله أو يشهد بالزور على جمع مؤمنين فتضرب أعناقهم. (د) عن أبي الدرداء (حم ن ك) (¬1) عن معاوية) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رواه البزار عن عبادة بن الصامت أيضاً ورجاله ثقات. 6287 - "كل ذي مال أحق بماله يصنع به ما يشاء". (هق) عن ابن المنكدر مرسلاً". (كل ذي مال) قل أو كثر. (أحق بماله) من والده وولده. (يصنع به ما يشاء) من التصرفات ما لم يخرج عن حد تصرف العقلاء فإنه يمنعه الحاكم وينصرفه عليه. (هق) (¬2) عن ابن المنكدر مرسلاً) هو بضم الميم وسكون النون عبد الله بن الهدير بضم الهاء وفتح المهملة قرشي أحد الأعلام (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4270) عن أبي الدرداء، وأخرجه أحمد (4/ 99)، والنسائي (7/ 81)، والحاكم (4/ 391) عن معاوية بن أبي سفيان، وأخرجه البزار (2730) عن عبادة بن الصامت، وانظر قول الهيتمي في المجمع (7/ 296)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4524)، والصحيحة (511). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 178)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4228). (¬3) انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 353).

6288 - "كل ذي ناب من السباع فأكله حرام" (م ن) عن أبي هريرة (صح) ". (كل ذي ناب من السباع) الناب السن خلف الرباعية والمراد ناب يصول به كالأسد والكلب والنمر والذئب. (فأكله حرام) بهذا أخذ جمهور السلف والخلف وفي التفاصيل خلاف في الفروع. (م ن) (¬1) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري، قال ابن عبد البر: إنه مجمع على صحته. 6289 - "كل راع مسئول عن رعيته". (خط) عن أنس (ض) ". (كل راع مسئول عن رعيته) يسأله الله يوم القيامة: هل أصلح ما يجب [3/ 237] نظره أم لا وليس المراد مجرد السؤال بل يتفرع عليه الجزاء من خير أو شر والسؤال له مع علمه تعالى بما أتاه تقريع وتوبيخ وإقامة الحجة حيث ينطق بما صدر عنه. (خط) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه ربيعة بن عثمان أورده الذهبي في ذيل الضعفاء (¬3) وقال: صدوق وقال فيه أبو حاتم: منكر الحديث، ورواه البيهقي في الشعب بلفظه. 6290 - "كل سارحة ورائحة على قوم حرام على غيرهم". (طب) عن أبي أمامة" (ض). (كل سارحة) في الفردوس: السارحة التي تسرح في الغداة إلى مراعيها. (ورائحة) هي التي تروح وقت الرواح إلى أهلها. (على قوم) تسرح وتروح عليهم لأجلهم. (حرام على غيرهم) التعرض لها بمنعها عن الشرعي أو أخذها أو أخذ شيء من درها أو نحوه. (طب) (¬4) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1933)، والنسائي (7/ 200)، وانظر التمهيد لابن عبد البر (1/ 139). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 340)، والبيهقي في الشعب (11063)، وأحمد (2/ 108)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4526). (¬3) انظر المغني (1/ 230). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 176) (7732)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 163)، وقال=

قال الهيثمي: فيه سليمان بن سلمه الجبابري وهو ضعيف، وقال غيره: فيه الحسن بن علي العمري أورده الذهبي في الضعفاء (¬1). 6291 - "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة، إلا سببي ونسبي". (طب ك هق) عن عمر (طب) عن ابن عباس وعن المسور (صح) ". (كل سبب) قال في الفردوس: السبب هنا الموصلة والمودة، وقيل ما يتوصل به إلى الشيء يبعد عنك فهو سبب وقيل السبب: يكون بالتزويج، (ونسب) وهو ما يكون بالولادة. (منقطع يوم القيامة): {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون: 101]، لا ينفع بعضهم بعضاً، {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34)} الآية [عبس: 34]. (إلا سببي ونسبي) فإنه لا ينقطع بل يتصل وبه تكون النجاة ولا يعارضه أحاديث: "يا بني عبد المطلب، ويا فاطمة بنت محمَّد" ونحوه، وقوله: "لا أغني عنكم من الله شيئاً" (¬2) فإن المراد لا أغني عنكم بمجرد نفسي وقدرتي لا بما يكرمني الله به، أو كان ذلك قبل إعلام الله له بأنه ينفع. (طب ك هق) (¬3) عن عمر)، قال عمر: فتزوجت أم كلثوم لما سمعت ذلك، وأحببت أن يكون بيني وبينه سبب ونسب خرَّج هذا السبب البزار، (طب) عن ابن عباس وعن المسور) رمز المصنف لصحته لأنه قال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: بل منقطع رواه الطبراني ورجاله ثقات. 6292 - "كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (4229): ضعيف جداً. (¬1) انظر: المغني (1/ 162). (¬2) أخرجه البخاري (2602)، ومسلم (206). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 45) (2634)، والحاكم (3/ 153)، والبيهقي في السنن (7/ 114)، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 243) (11621) عن ابن عباس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4527)، والصحيحة (2036).

بين الاثنين صدقة، وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة، ودلُّ الطريق صدقة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة". (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (كل سلامى) بضم السين وتخفيف اللام وفتح الميم مفرد سلاميات: عظام الجسد أو أنامله أو مفاصله أي كل مفصل من مفاصل الثلاثمائة والستين في كل واحد عظم. (من الناس عليه صدقة) ذكر الضمير مع أن سلامى مؤنثة لتأويله بالعضو والمفصل وإيجابها عليه مجاز والمراد على صاحبه ويرجح المجاز هنا الإشارة إلى أن الصدقة في مقابلة هذه النعم التي هي مفاصل الإنسان وما اشتملت عليه من النفع. (كل يوم تطلع فيه الشمس) والمراد بالصدقة نوافل الطاعات لا الصدقة المالية فقط بدليل قوله: (تعدل بين الاثنين) المتخاصمين أو المتحاكمين. (صدقة) خبر تعدل لأنه في تأويل المصدر أي عدلك صدقة، وكذا ما بعده والسابك لها مصادر مقدر أي لأن تعدل بقرينة الإخبار عنها عليهما لأنك كفيتهما مؤنة الخصام كما تكفي الصدقة المحتاج مؤونة حاجته (وتعين الرجل على دابته فيحمل عليها) الراكب أو متاعه. (أو ترفع له عليها متاعه) ما هي حاملة له. (صدقة، والكلمة الطيبة) تخاطب بها أخاك أو تذكر بها ربك. (صدقة، وكل خطوة) بفتح المعجمة المرة الواحدة وبضمها ما بين القدمين وضبط على خط المصنف بالفتح. (تخطوها إلى الصلاة) ولو في منزلك. (صدقة، ودلُّ الطريق) أي دلك الطريق لمن يجهلها فالمصدر أضيف إلى ظرف المكان. (صدقة) عليه ينقذه بها من الضلال وبالأولى الدلالة على طريق النجاة من عذاب الآخرة ومعرفة طريق رضاءه تعالى. (وتميط الأذى) كل ما يؤذي. (عن الطريق صدقة) المار فيها فهذه المذكورات وما أشبهها هي الصدقات عن كل سلامى فينبغي للعبد أن لا يخلي يومه عن أنواع الخير كلها

ليسقط ما وجب عليه ولو بحسن النية والعزم على فعل ما يكون من أسباب الخير. (حم ق) (¬1) عن أبي هريرة). 6293 - "كل سنن قوم لوط فقدت إلا ثلاثاً: جر نعال السيوف، وخصف الأظفار، وكشف عن العورة". الشاسي وابن عساكر عن الزبير بن العوام". (كل سنن قوم لوط) أي طريقتهم القبيحة التي ذمها الله ورسله. (فقدت) بذهاب أثرها. (إلا ثلاثاً: جر نعال [3/ 238] السيوف) على الأرض، نعل السيف سفل قرابه. (وخصف) بالمعجمتين، ضبط على خط المصنف ولم يتكلم عليه الشارح ولا رأيناه في النهاية ولا في القاموس. (الأظفار، وكشف) هو اسم منصوب حذفت الألف خطأ لما سلف قريباً. (عن العورة) فإن هذه السنن القبيحة لم تفقد في هذه الأمة والإخبار نهي عنها. (الشاشي وابن عساكر (¬2) عن الزبير بن العوام) وأخرجه أيضاً أبو نعيم بلفظه عن الزبير. 6294 - "كل شراب أسكر فهو حرام". (حم ق 4) عن عائشة (صح) ". (كل شراب أسكر) أي من شأنه الإسكار، وفي رواية لمسلم كل شراب مسكر. (فهو حرام) يشمل بعمومه كل ما أسكر من مطبوخ وغيره فكل ما أسكر فهو حرام بالنص لا بالقياس على الخمر. (حم ق 4) (¬3) عن عائشة) قالت: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن البتع بكسر الموحدة وسكون المثناة الفوقية وهو نبيذ العسل فذكره. 6295 - "كل شرط ليس في كتاب الله تعالى فهو باطل، وإن كان مائة شرط". البزار (طب) عن ابن عباس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 316)، والبخاري (2821)، ومسلم (1009). (¬2) أخرجه الشاشي في مسنده (49)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (50/ 321)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4230)، والضعيفة (2056): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (6/ 36)، والبخاري (242)، ومسلم (2001)، وأبو داود (3682)، والترمذي (1863)، والنسائي (3/ 213)، وابن ماجة (3386).

(كل شرط) أي اشتراط. (ليس في كتاب الله تعالى) أي في حكمه أو ليس فيه جوازه ووجوبه قال القرطبي (¬1): ليس في كتاب الله ليس مشروعاً فيه تأصيلاً ولا تفصيلاً فإنه من الأحكام ما يوجب تفصيله كالصلاة ومنها ما أصل أصله كدلالة الكتاب على أصلية السنة والقياس والإجماع. قلت: والصلاة لم يؤخذ تفصيلها في القرآن أيضاً بل أخذت تفاصيلها من السنة. (فهو باطل، وإن كان مائة شرط) أي وإن شرط مائة مرة فإنه لا يؤثر وذكره للمبالغة لا للعدد، قال القرطبي: هذا خرج مخرج التكثير أي الشروط الغير المشروعة باطلة وإن كثرت ويستفاد منه أن الشروط الشرعية صحيحة. قلت: وقد بحثنا في هذا في حاشية ضوء النهار. البزار (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 9296 - "كل شيء بقدر حتى العجز والكيس" (حم م) عن ابن عمر (صح) ". (كل شيء بقدر) أي بتقدير الله في الأزل فالذي قدره لا بد أن يقع والمراد كل المخلوقات بتقدير الله المحكم، قال ابن حجر (¬3): معناه أن كل شيء لا يقع في الوجود إلا وقد سبق في علم الله ومشيئته، قال القونوي (¬4): لم يختلف أحد من علماء الإِسلام في أن حكم القضاء والقدر شامل لكل شيء ومستحب على جميع الموجودات ولوازمها من الأفعال والصفات والأحوال وغير ذلك. (حتى العجز) بالجر على أن حتى بمعنى إلى، والعجز، قيل: أراد به عدم القدرة، وقيل: أراد ترك ما يجب بالتسويف وهو عام الدنيا والدين الذي يتصف به العبد عن أموره ومهماته الدينية والدنيوية. (والكيس) بفتح الكاف: النشاط والحذق ¬

_ (¬1) فيض القدير (5/ 22). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 11) (10869)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4530). (¬3) فيض الباري (11/ 478). (¬4) فيض القدير (5/ 22).

والظرافة وكمال العقل، قال الطيبي: قوبل العجز بالكيس على المعنى لأن المقابل الحقيقي للكيس البلادة، والعجز القوة. واعلم: أن كون ما ذكر صادر بقدر لا ينافي الاختيار كما أسلفناه غير مرة. (حم م) (¬1) عن ابن عمر). 6297 - "كل شيء فضل عن ظل بيت وجلف الخبز وثوب يواري عورة الرجل والماء لم يكن لابن آدم فيه حق". (حم) عن عثمان" (ح). (كل شيء فضل عن ظل بيت) يأويه صاحبه. (وجلف الخبز) بكسر الجيم وفتح اللام: جمع جلفة وهي الكسرة من الخبز. (وثوب يواري عورة الرجل والماء) الذي يحتاجه لطعامه وشرابه. (لم يكن لابن آدم فيه حق) يكلف طلبه والاشتغال به بل ولا يلزمه لمن يمونه إلا ذلك ولا حق عليه في غيره. (حم) (¬2) عن عثمان) رمز المصنف لحسنه. 6298 - "كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو ولعب، إلا أن يكون أربعة: ملاعبة الرجل امرأته, وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة". (ن) عن جابر بن عبد الله وجابر بن عمير (ح) ". (كل شيء ليس من ذكر الله فهو لهو ولعب) يذم فاعله. (إلا أن يكون أربعة) أي يوجد. (ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الغرضين) الغرض الهدف وهو ما يرمى فيه، والمشي بين الهدفين هو للرمي (وتعليم الرجل السباحة) فإن هذه الخصال وإن كانت من اللهو فإنها لا تذم ولا يمقت الله فاعلها بل يؤجر عليها إن صلح مقصده ومن ثم أبيح ضرب الدف في الأعراس لأنه يعين على النكاح كما يعين التدرب بالرمي بالقوس على الجهاد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 110)، ومسلم (2655). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 62)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4235).

والسباحة على نجاة الغير ونجاته في نفسه وبالجملة إن المباحات تنقلب طاعات بحسن النيات. (ن) (¬1) عن جابر بن عبد الله وجابر بن عمير) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو [3/ 239] تقصير، فقد قال في الإصابة: إسناده صحيح، وجابر بن عمير قال البخاري: له صحبة، وقال ابن حبان: يقال له صحبة. 6299 - "كل شيء للرجل حل من المرأة في صيامه، ما خلا ما بين رجليها". (طس) عن عائشة (ض) ". (كل شيء للرجل) الزوج. (حل من المرأة) مرأته. (في) حال. (صيامه) وكذلك في حال صيامها. (ما خلا ما بين رجليها) كناية عن جماعها فيجوز القبلة لمن لم تحرك له شهوة. (طس) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه, وفيه إسماعيل بن عياش وقد مر غير مرة الخلاف فيه، ومعاوية بن طويع اليزني أورده الذهبي في الذيل وقال: مجهول. 6300 - "كل شيء ينقص، إلا الشر فإنه يزاد فيه" (حم طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (كل شيء ينقص) بالقاف والصاد المهملة في ضبط المصنف ويروى بالغين المعجمة والضاد كذلك، يقال: غاض الشيء إذا نقص وفاض إذا زاد وكثر. (إلا الشر فإنه) لا ينقص بل. (يزاد فيه) وذلك أنه لا يزال الدين إلى نقص وكل نقص في الدين يتبعه النقص في غيره وفي الحديث "إنه لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه حتى تقوم الساعة" (¬3). (حم طب) (1) عن أبي الدرداء) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (5/ 302، 303)، وفي الكبرى (5/ 302)، وانظر الإصابة (1/ 439)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4534)، والصحيحة (315). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (9444)، وانظر فيض القدير (5/ 24)، والمغني في الضعفاء (2/ 666)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4236)، والضعيفة (4110). (¬3) أخرجه البخاري (6657).

المصنف لحسنه قال الشارح: وليس كما قال، فقد أعله الهيثمي، بأن: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف ورجل آخر لم يسم. 6301 - "كل شيء جاوز الكعبين من الإزار في النار" (طب) عن ابن عباس" (ح). (كل شيء جاوز الكعبين من الإزار في النار) أي كل شيء جاوزهما من قدم صاحب الإزار لا نفس الإزار عقوبة على فعله حيث فعل خيلاء فإسبال الإزار لقصد الخيلاء حرام لهذا الوعيد الشديد، ويستثنى النساء ومن أسبله لضرورة كستر جرح من ذباب يؤذيه وفقد غير الإزار لستره، قاله العراقي (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه النعمان بن المغيرة ضعفه الجمهور. 6302 - "كل شيء قطع من الحي فهو ميت". (حل) عن أبي سعيد (ض) ". (كل شيء قطع من الحي فهو ميت) فما أبين من الحي فإنه في حكم ميتته طهارة ونجاسة. (حل) (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه: تفرد به خارجة بن مصعب فيما أعلم ورواه عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي واقد الليثي وهو المشهور الصحيح. 6303 - "كل شيء خلق من الماء". (حم ك) عن أبي هريرة (صح) ". (كل شيء خلق من الماء) كما قال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} [النور: ¬

_ = (1) أخرجه أحمد (6/ 441)، والطبراني في الشاميين (1474)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4238)، والضعيفة (1509). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 322) (11878)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 124)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4532)، والصحيحة (2537). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4533).

45] فالمراد بشيء: الحيوان ويحتمل أنه أعم ولا ينافيه مفهوم الآية. (حم ك) (¬1) عن أبي هريرة) قال: قلت: يا رسول الله إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شيء، فذكره، رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح خلا أبا ميمون وهو ثقة. 6304 - "كل شيء سوى الحديدة خطأ، ولكل خطأ أرش". (طب) عن النعمان بن بشير (ض) ". (كل شيء) يقتل به. (سوى الحديدة خطأ) أي غير صواب والمراد بالحديدة السيف كما في رواية الدارقطني والمراد أن من وجب عليه حد فقتله الإِمام بغير السيف فإنه يخطئ في ذلك لأنه ليس من إحسان القتلة القتل بغير السيف. (ولكل خطأ أرش) قال ابن حجر (¬2): يعارضه خبر أنس في قصة العرنيين إلا أن عند مسلم في بعض طرقه أنه إنما سملهم؛ لأنهم سملوا الرعاة فالأولى حمله على غير المماثلة في القصاص جمعاً بين الأدلة وحجة الجمهور في ذهابهم إلى أنه يقتل القاتل بما قتل به قوله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} [النحل: 126] وقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194]. (طب) (¬3) عن النعمان بن بشير) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر: سنده ضعيف، وقال الذهبي في التنقيح (¬4): فيه جابر الجعفي واه، وفي الميزان عن جمع: كذاب قائل بالرجعة ثم أورد له هذا الخبر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 295)، والحاكم (4/ 176)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 16)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4232). (¬2) التلخيص الحبير (1/ 43). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 275)، والبيهقي في السنن (8/ 42)، وانظر الميزان (6/ 418)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4234)، والضعيفة (4114). (¬4) انظر: تنقيح التحقيق (9/ رقم 2142).

وقال: قال البخاري: لا يتابع عليه. 6305 - "كل شيء ساء المؤمن فهو مصيبة". ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي إدريس الخولاني مرسلاً". (كل شيء أساء المؤمن) أو رب إساءة من قليل وكثير من مال أو بدن. (فهو مصيبة) يؤجر عليها إن صبر والحديث تفسير لقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} [البقرة: 156] ونحوها. (ابن السني في عمل يوم وليلة (¬1) عن أبي إدريس الخولاني مرسلاً) أبو إدريس له رؤية لا رواية فهو من حيث الرؤية صحابي ومن حيث الرواية تابعي (¬2) قاله الشارح. 6306 - "كل شيء بينه وبين الله حجاب، إلا شهادة أن لا إله إلا الله، ودعاء الوالد لولده". ابن النجار عن أنس (ض) ". (كل شيء) من الأفعال والأقوال. (بينه وبين الله حجاب) فلا يرفع الله تعالى. (إلا شهادة أن لا إله إلا الله) فإنه لا حجاب بينها وبين رفعها إلى حيث يرفع الكلم الطيب. (ودعاء الوالد لولده) فإنه لا يحول بينه وبين [3/ 240] قبوله شيء. (ابن النجار (¬3) عن أنس) وقد أخرجه أبو يعلى والديلمي ورمز المصنف لضعفه. 6307 - "كل شيء يتكلم به ابن آدم فإنه مكتوب عليه: فإذا أخطأ الخطيئة ثم أحب أن يتوب إلى الله عَزَّ وَجَلَّ فليأت بقعة مرتفعة فليمدد يديه إلى الله ثم يقول: اللهم إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبداً؛ فإنه يغفر له ما لم يرجع في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4233)، والضعيفة (4113). (¬2) انظر: أسد الغابة (ص: 569) و (ص: 1136)، والإصابة (5/ 5). (¬3) أخرجه أبو يعلي في معجمه (257)، والديلمي في الفردوس (4746)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4231).

عمله ذلك". (طب ك) عن أبي الدرداء (صح) ". (كل شيء يتكلم به ابن آدم) ظاهره العموم لكل حديث يخرج من بين فكيه. (فإنه مكتوب عليه) إذا كان إثماً أو له إن كان براً. (فإذا أخطأ الخطيئة ثم أحب أن يتوب إلى الله عَزَّ وَجَلَّ) كما أمره الله تعالى بالتوبة. (فليأت بقعة مرتفعة فليمد يديه إلى الله) تعالى إلى سؤاله وطلب غفرانه وعفوه قال السهيلي: لعل المراد به مفارقة موضع المعصية فإنه موضع سوء وأهله كذلك إذا رآهم تشبه بهم أو رأوه فلم ينصروه ولم ينكروا عليه ويشهد لهذا التأويل أحاديث كثيرة. (ثم يقول: اللهم إني أتوب إليك منها لا أرجع إليها أبداً) عازماً على ذلك وإلا كان كاذباً وكان كلامه سخرية. (فإنه يغفر له ما لم يرجع في عمله ذلك) ظاهره أنه إذا رجع لم تتم المغفرة لما سلف من ذنبه الذي تاب عنه وأنها مشروطة بنفوذه في التوبة فإن عاد عادت أوزاره عليه ولم تنفعه تلك التوبة. (طب ك) (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في التلخيص، وقال في المهذب (¬2): إنه منكر. 6308 - "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج". (حم) عن عائشة (حم هـ) عن ابن عمر (هق) عن علي (خط) عن أبي أمامة (صح) ". (كل صلاة) من فرض أو نفل جماعة وفرادى لإمام ومأموم إلا يقرأ فيها بأم القرآن) بالفاتحة سميت بأم القرآن؛ لأنها أول القرآن في التلاوة. (فهي خداج) ذات خداج مصدر خدجت الناقة إذا ألقت ولدها ناقصاً فلا تصح فاستعير للناقص أي فصلاته ذات نقصان أو خديجة أي ناقصة نقص فساد وبطلان والحديث واضح في وجوب قراءة الفاتحة في جملة الصلاة على كل مصل على أي ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7080)، والحاكم (1/ 697)، والبيهقي في السنن (10/ 154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4231). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 15942).

صفة كان من فرادى أو جماعة. (حم) عن عائشة (حم هـ) عن ابن عمر (هق) عن علي (خط) (¬1) عن أبي أمامة) الباهلي رمز المصنف لصحته ورواه الدارقطني بلفظه وزاد فيه: "إلا أن يكون وراء الإِمام" وقال: فيه يحيى بن سلام ضعيف. 6309 - "كل طعام لا يذكر اسم الله تعالى عليه فإنما هو داء ولا بركة فيه، وكفارة ذلك إن كانت المائدة موضوعة أن تسمي وتعيد يدك، وإن كانت قد رفعت أن تسمي الله تعالى وتلعق أصابعك". ابن عساكر عن عقبة بن عامر (ض) ". (كل طعام لا يذكر اسم الله تعالى عليه) في أوله أو آخره أو وسطه ويكفي من التسمية بعض ويكفي تسمية بعض الحاضرين إن كانوا جماعة، تقدم البحث في ذلك في الجزء الأول. (فإنما هو داء) يضر بالجسد أو بالروح أو بالقلب. (ولا بركة فيه، وكفارة ذلك إن كانت المائدة موضوعة أن تسمي) أيها الآكل. (وتعيد يدك) إلى تناول الطعام ولو كان قد فرغ يقول: باسم الله على أوله وآخره. (وإن كانت قد رفعت أن تسمي الله تعالى وتلعق أصابعك) قال النووي (¬2): أجمع العلماء على استحباب التسمية على أول الطعام، قال ابن حجر (¬3): في نقل الإجماع نظر إلا أن يريد أن الاستحباب راجع إلى الفعل وإلا فقد ذهب جمع إلى وجوبها وهو قضية القول بإيجاب الأكل باليمين لأن صيغة الأمر بالجميع واحدة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 142)، وابن ماجة (840) عن عائشة، وأخرجه أحمد (2/ 215)، وابن ماجة (841) عن عبد الله بن عمرو، وأخرجه البيهقي في السنن (2/ 38) عن علي، وأخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 203) عن أبي أمامة الباهلي، وأخرجه الدارقطني (1/ 327) عن جابر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4535). (¬2) شرح النووي على صحيح مسلم. (¬3) فتح الباري (9/ 522).

(ابن عساكر (¬1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه ساقه ابن عساكر في ترجمة منصور بن عمار من حديثه عن ابن لهيعة عن زيد بن حبيب عن أبي الخير ثم قال ابن عساكر: قال ابن عدي: منكر الحديث انتهى. وقال الدارقطني: أحاديثه لا يتابع عليها وابن لهيعة حاله معروف ورواه أيضاً من هذا الوجه الديلمي والمخلص والبغوي وغيرهم. 6310 - "كل طلاق جائز، إلا طلاق المعتوه، والمغلوب على عقله". (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (كل طلاق جائز) أي واقع ماض. (إلا طلاق المعتوه) المجنون. (والمغلوب على عقله) صفة كاشفة قال ابن العربي: قد اتفق الكل على سقوط أثر قوله شرعاً لكن يحاول له وليه أمره كله إن كان له ولي وإلا فالسلطان ولي من لا ولي له، قال: وهذا بخلاف المجنون الذي يجن مرة ويفيق أخرى فإنه في حال جنونه ساقط القول وفي حال إفاقته معتبرة إلا إن غلب عليه الصرع فالاعتبار بالأول. (ت) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من حديث عطاء بن عجلان قال الترمذي: وعطاء ضعيف ذاهب الحديث انتهى، قال ابن الجوزي: قال يحيى: عطاء كذاب كان يوضع له الحديث فيحدث به، وقال ابن حجر: الحديث ضعيف جداً، فيه عطاء بن عجلان متروك (¬3). 6311 - "كل عرفة موقف، وكل منى منحر، وكل المزدلفة موقف، وكل فجاج مكة طريق ومنحر". (د هـ ك) عن جابر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 325)، والديلمي في الفردوس (4762)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4239). (¬2) أخرجه الترمذي (1191)، وانظر العلل المتناهية (2/ 645)، وفتح الباري (9/ 393)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4245). (¬3) انظر: المغني (2/ 435).

(كل [3/ 241] عرفة) اسم للبقعة المعروفة. (موقف) يجزئ من وقف فيه. (وكل مني منحر) الدم النسك. (وكل المزدلفة موقف، وكل فجاج مكة طريق ومنحر) الحديث سيق لتبشير العالم بأنه لا يختص الأجر بالمحلات التي كان - صلى الله عليه وسلم - فيها ولئلا يتوهم إنما كان يقف وينحر من المناسك التي أمرهم بأخذها عنه في قوله: "خذوا عني مناسككم". (د هـ ك) (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 6312 - "كل عرفة موقف، وارفعوا عن بطن محسر، وكل منى منحر، إلا ما وراء العقبة". (هـ) عن جابر (صح) ". (كل عرفة موقف) وكل فجاج مكة طريق ومنحر فمن أتى من أيها فقد أتى بالمشروع. (وارفعوا عن بطن محسر) بمهملتين بصيغة اسم الفاعل: واد بين منى ومزدلفة سمي به لأنه حسر قيل إبرهة هنالك. (وكل منى منحر، إلا ما وراء العقبة) عقبة الجمرة المعروفة. (هـ) (¬2) عن جابر" رمز المصنف لصحته. 6313 - "كل عرفات موقف، وارفعوا عن عرنة، وكل مزدلفة موقف، وارفعوا عن بطن محسر، وكل فجاج منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح". (حم) عن جبير بن مطعم (صح) ". (كل عرفات موقف، وارفعوا عن) بطن. (عرنة) بضم المهملة وفتح الراء بزنة رطبة فإنها موضع الشياطين كما في الأثر. (وكل مزدلفة موقف، وارفعوا عن بطن محسر، وكل فجاج منى منحر، وكل أيام التشريق ذبح) للدماء أضحية أو نسكاً ويحتمل أن المراد دماء الحج فقط. (حم) (¬3) عن جبير بن مطعم" رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1937)، وابن ماجه (3012)، والحاكم (1/ 647)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4536). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3012)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4241): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 82)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 25)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4537).

المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله موثقون. 6314 - "كل عمل منقطع عن صاحبه إذا مات، إلا المرابط في سبيل الله؛ فإنه ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه إلى يوم القيامة". (طب حل) عن العرباض (ح) ". (كل عمل) من أعمال البر والصلاح. (منقطع) أجره. (عن صاحبه إذا مات، إلا المرابط في سبيل الله) المقيم في ثغر من ثغور الإِسلام. (فإنه) إن مات مرابطاً. (ينمى له عمله ويجرى عليه رزقه) لأنه حي عند الله كما نطقت به الآيات. (إلى يوم القيامة) قال القاضي: معناه أن الرجل إذا مات لا يزاد في ثواب ما عمل ولا ينقص منه شيء إلا المغازي فإن ثواب مرابطته تنموا وتتضاعف وليس فيه ما يدل على أن عمله يزاد بضم غيره إليه أو لا يزاد فاندفع قول بعضٍ: هذا الحديث يكاد يخل بالحصر المذكور في خبر: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث". قلت: لا حاجة إلى هذا بل نقول يزاد فيه وحكمه مع الحصر في الحديث المذكور حكم نظائره في أنه قال ذلك قبل العلم بما ذكر من المرابط في سبيل الله وتقدم أن الذين تجري لهم أجورهم بعد الموت عشرة وتقدم نظم المصنف في ذلك ويأتي فيه زيادة على هذا. (طب حل) (¬1) عن العرباض" رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ثقات. 6315 - "كل عين زانية، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي زانية". (حم ت) عن أبي موسي (ح) ". (كل عين) يعني كل عين نظرت إلى أجنبية عن شهوة فهي: (زانية) أي إن هذا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 256) (641)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 157)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4539).

حظها من الزنا وتأثم إن اتبعت النظرةَ النظرةَ أو استمرت فيه إذ المراد أنها بالنظر تجر صاحبها إلى الزنا لأن النظر مبدأ الزنا. (والمرأة إذا استعطرت) بالغت في استعمال العطر. (فمرت بالمجلس) يعني وفيه الرجال الذين تحرك شهواتهم بعطرها. (فهي زانية) لأنها تدعوهم بعطرها إلى ذلك فنزلت ذريعة الشيء منزلته وتقدم الحديث. (حم ت) (¬1) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الهيثمي: رجاله ثقات ورواه النسائي أيضاً في الزينة. 6316 - "كل عين باكية يوم القيامة، إلا عيناً غضت عن محارم الله تعالى، وعيناً سهرت في سبيل الله تعالى، وعينًا يخرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى". (حل) عن أبي هريرة (ح) ". (كل عين باكية يوم القيامة) لعظيم ما تراه من الأهوال. (إلا عيناً غضت) كفت النظر. (عن محارم الله تعالى) ما حرم النظر إليه. (وعيناً سهرت في سبيل الله تعالى) في جهاد أعدائه. (وعيناً يخرج منها مثل رأس الذباب) من الدموع (من خشية الله) وخوف عقابه. (حل (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 6317 - "كل قرض صدقة". (طس حل) عن ابن مسعود (ض) ". (كل قرض) يقرضه الإنسان غيره من ماله. (صدقة) للمقرض يكتب له أجر الصدقة بل جاء أنه أفضل من الصدقة وذلك لما فيه من تفريج كربة وقضاء حاجة. (طس حل) (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي بعد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 408, 407)، والترمذي (2786)، والنسائي (8) رقم (5141)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4540). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 163)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4243)، والضعيفة (5147). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (3498)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 118)، وانظر قول الهيثمي في =

عزوه إلى الطبراني: فيه جعفر بن ميسرة وهو ضعيف، وقال غيره: فيه عتبان بن الربيع أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: ضعَّفه الدارقطني وجعفر بن ميسرة الأشجعي، قال أبو حاتم: منكر الحديث جداً. 6318 - "كل قرض جر منفعة فهو رباً". الحارث عن علي (ض) ". (كل قرض جر منفعة) [3/ 242] للمقرض من المقترض. (فهو رباً) لأنه زيادة على ماله باطلة فلها حكم الربا في الإثم. (الحارث (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه، قال السخاوي: إسناده ساقط قال الشارح: فيه سوار بن مصعب (¬3) قال الذهبي: قال أحمد والدارقطني: متروك الحديث. 6319 - "كل كلام لا يبدأ فيه "بحمد الله" فهو أجذم". (د) عن أبي هريرة (صح) ". (كل كلام لا يبدأ فيه) يبتدئه قائله (بحمد الله) كما سلف. (فهو أجذم) مقطوع البركة ناقصها، تبع المصنف ابن الملقن وغيره في الرواية بحذف لام التعريف قال ابن أبي شريف: الصواب في الرواية إثباتها وهو الذي في نسخ أبي داود المعتمدة بالحمد لله (د) (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، ورواه النسائي والدارقطني وابن حبان والبيهقي وغيرهم وقال ابن حجر: اختلف في وصله وإرساله ورجح الدارقطني إرساله. ¬

_ = المجمع (4/ 126)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4542). (¬1) انظر المغني (2/ 506). (¬2) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (437)، وانظر كشف الخفا (2/ 567)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4244). (¬3) انظر المغني (1/ 290). (¬4) أخرجه أبو داود (4840)، والنسائي في الكبرى (6/ 127)، وابن حبان 1/ 173 (1)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4245).

6320 - "كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله تعالى تكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دماً واللون لون دم، والعرف عرف مسك". (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (كل كلم) بسكون اللام. (يكلمه) بضم فسكون كل جرح يجرحه. (المسلم في سبيل الله تعالى تكون يوم القيامة كهيئتها) أنث باعتبار الجراحة وفي رواية: "كل كلمة يكلمها أو طعنة في دار الدنيا". (تفجر) بفتح الجيم المشددة وحذف الياء أصلها تتفجر. (دماً) كحين إصابتها. (واللون لون دم، والعرف) الرائحة (عرف المسك) وإنما جاء وهي على تلك الهيئة ليشهد صاحبها بشهادته وشهد يعرف ريحه بالفضيلة عند أهل الموقف ومن ثمة كانت السنة أن لا يغسل الشهيد، وفيه فضيلة للشهيد واضحة. (ق) (¬1) عن أبي هريرة). 6321 - "كل ما صنعت إلى أهلك فهو صدقة عليهم". (طب) عن عمرو بن أمية (ح) ". (كلما) قيل: كلمة تفهم تكرر الأمر في عموم الأوقات وكلمة ما موصوفة أي كل شيء وصنعت صفة حذف العائد منها. (صنعت إلى أهلك) من الإحسان ابتغاء وجه الله. (فهو صدقة عليهم) ولذا جاء "ابدأ بنفسك ثم بمن تعول" فهم أحق الناس بالإحسان من الرجل وكلما صنعه إليهم فله فيه أجر الصدقة، وهو عام لما يجب على الرجل من نفعه أهله وغيره والأعمال بالنيات. (طب) (¬2) عن عمرو بن أمية الضمري) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري بعد عزوه لأبي يعلى والطبراني: رجاله ثقات، قال الشارح: رمز المصنف لحسنه تقصير فكان حقه الصحة. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2803)، ومسلم (1876). (¬2) أخرجه أبو يعلى (6877)، والنسائي (5/ 376)، والبخاري في التاريخ (1446)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 43)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4546).

6322 - "كل مال النبي صدقة إلا ما أطعمه أهله وكساهم؛ إنا لا نورث" (د) عن الزبير (ح) ". (كل مال النبي) اللام للجنس بدليل آخره ولفظ رواية الترمذي: "كل مال نبي". (صدقة) على الأمة لا حق لوارثه فيه. (إلا ما أطعمه أهله) فإن الله تعالى أباح له ذلك. (وكساهم) فإنه مستثنى من الصدقة وظاهره أنه صدقة في حياته. (إنا) أي معشر الأنبياء. (لا نورث) لأنه لا ملك لنا فنورثه، قالوا وحكمة ذلك أنه لا يتمنى الوارث موت نبي فيهلك، وأما قوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [النمل: 16] فالمراد به وراثة العلم ومثله قول زكريا {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} [مريم: 6]. (د) (¬1) عن الزبير) رمز المصنف لحسنه. 6323 - "كل مال أدى زكاته فليس بكنز، وإن كان مدفوناً تحت الأرض، وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز، وإن كان ظاهراً". (هق) عن ابن عمر (ض) ". (كل مال أدى زكاته) التي أوجبها الله تعالى. (فليس بكنز) يدخل تحت الوعيد في الآية. (وإن كان مدفوناً تحت الأرض) فيه جواز ادخار المال ودفنه تحت الأرض، وفيه دليل على أنه لا حق في المال سوى الزكاة. (وكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز) داخل تحت الوعيد في الآية. (وإن كان ظاهراً) على الأرض فالكنز في لسان الشارع المال الذي لا تؤدى زكاته وفي لسان العرب (¬2): المال المخزون فوق الأرض أو تحتها، قال ابن الأثير (¬3): فهو حكم شرعي تجوز فيه عن الأصل، وقال ابن عبد البر (¬4): الاسم الشرعي قاض على الاسم اللغوي ولا أعلم مخالفاً أن الكنز ما لم تؤد زكاته إلا شيئاً، روي عن علي وأبي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2975)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4547). (¬2) لسان العرب (5/ 401). (¬3) النهاية (4/ 317). (¬4) التمهيد (17/ 150).

ذر والضحاك قال القاضي لما نزل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ...} الآية. [التوبة: 34] كبر ذلك على الصحابة وظنوا أنها تمنع من جمع المال وضبطه وإن كل من أمسك مالاً قل أو جل فالوعيد لاحق به فبين - صلى الله عليه وسلم - أن المراد بالكنز في الآية ليس الجمع والضبط مطلقاً بل الحبس عن المستحق والإنفاق الواجب الذي هو الزكاة وأنه تعالى ما رتب الوعيد على الكنز وحده بل مع عدم الإنفاق في سبيل الله وهو الزكاة. (هق) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي: ليس بمحفوظ والمشهور وقفه. 6324 - "كل ما توعدون في مائة سنة". البزار عن ثوبان". (كل ما توعدون) من الآيات وأشراط الساعة يكون. (في مائة سنة) من آخر الزمان [3/ 243] لا أنه يقع في مائة سنة من البعثة أو الوفاة. (البزار (¬2) عن ثوبان) ورواه ابن الجوزي فأعله. 6325 - "كل مؤدب يحب أن تؤتى مأدبته، ومأدبة الله القرآن فلا تهجروه". (هب) عن سمرة (ض) ". (كل مؤدب) أي أدب والآدِب: الداعي إلى المأدبة وهي الطعام الذي يصنعه الرجل يدعو إليه الناس. (يحب) بالحاء المهملة. (أن تؤتى مأدبته) بضم المهملة على الأشهر. (ومأدبة الله القرآن) لأنه كالمأدبة غذاء للقلوب وتلك للأبدان وهو يحب أن تؤتى مأدبته وإتيان القرآن العمل به والتلاوة له ولذا قال: (فلا تهجروه) بل داوموا على قراءته وتعلم معانيه. (هب) (¬3) عن سمرة بن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 83)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4249). (¬2) أخرجه البزار (3502)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 257)، وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4246)، والضعيفة (2607). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (2012)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4247)، وقال في الضعيفة (2058): موضوع.

جندب) رمز المصنف لضعفه ورواه عنه الديلمي أيضاً. 6326 - "كل مؤذ في النار". (خط) وابن عساكر عن علي (ض) ". (كل مؤذ) من السباع والحشرات. (في النار) قيل هو وعيد لمن يؤدي الناس أي كل من أذى الناس في الدنيا من الناس أو من غيرهم يعذبه الله في الآخرة ذكره الخطابي والزمخشري. (خط) وابن عساكر (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه ذكره ابن عساكر في ترجمة عثمان الأشج المعروف بابن أبي الدنيا، قال الخطيب: وعثمان عندي ليس بذاك انتهى وأورده الذهبي في المتروكين. 6327 - "كل مسجد فيه إمام ومؤذن فالاعتكاف فيه يصلح". (قط) عن حذيفة (ض) ". (كل مسجد فيه مؤذن وإمام) للصلوات الخمس ومؤذن لها. (فالاعتكاف فيه يصح) ذهبت الحنابلة إلى أنه لا يصح الاعتكاف إلا في مسجد جماعة عملاً بهذا الحديث ونحوه, وقال غيرهم من الجماهير يصح في كل مسجد. (قط) (¬2) عن حذيفة) رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي: هذا الحديث في نهاية الضعف وذلك؛ لأن فيه سليمان بن يسار متهم بوضع الحديث، وقال ابن حبان: يضع على الأثبات ما لا يخفى ووهاه ابن عدي وأورد له من الواهيات عده هذا منها، وفي اللسان: سليمان بن يسار: متهم بوضع الحديث. 6328 - "كل مسكر حرام". (حم ق د ن هـ) عن أبي موسى (حم ن) عن أنس (حم د ن هـ) عن ابن عمر (حم ن هـ) عن (هـ) عن ابنة مسعود" (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 297)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 353)، وانظر العلل المتناهية (2/ 749)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4248): موضوع. (¬2) أخرجه الدارقطني (2/ 200)، وابن عدي في الكامل (3/ 294)، وانظر اللسان (3/ 78)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4250)، والضعيفة (4116): موضوع.

(كل مسكر حرام) سواء أكان من عنب أو زبيب أو غيرهما والحديث دليل على تحريم كل مسكر ولو حشيشًا أو بنجًا وغيرهما وقد جزم النووي بأنها مسكرة وجزم آخرون بأنها مخدرة قال الحافظ ابن حجر (¬1): وهو مكابر؛ لأنها تحدث بالمشاهدة ما يحدثه الخمر من الطرب والنشوة وعلى فرض عدم إسكارها فقد ثبت في أبي داود: النهي عن كل مسكر ومفتر وهو بالفاء. (حم ق د ن هـ) عن أبي موسى (حم ن) عن أنس (حم د ن هـ) عن ابن عمر (حم ن هـ) (¬2) عن أبي هريرة هـ ابن مسعود)، قالوا: يا رسول الله إن شراباً يصنع يقال له المزر وإن شراباً يقال له البتع من العسل فذكره، قال المصنف: الحديث متواتر. 6329 - "كل مسكر خمر وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب لم يشربها في الآخرة". (حم م 4) عن ابن عمر (صح) ". (كل مسكر خمر) مخامر للعقل ومغط له، يعني أن الخمر اسم لكل ما يوجد فيه الإسكار وللشارع أن يحدث الأسماء بعد أن لم تكن كما أن له أن يحدث الأحكام أو المراد أنه كالخمر في الحرمة، ووجوب الحد وإن لم تسم خمراً إلا أنه رد هذا ابن العربي وقال: من قدر ذلك فقد وهم بل الأصل عدم التقدير ولا يصار إلى التقدير إلا لحاجة, ولا يقال الحاجة أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يبعث لبيان الأسماء لأنا نقول بيان الأسماء من جملة الأحكام. (وكل مسكر حرام) قيل: هو في بعض طرقه في الصحيح وكل خمر حرام وهو ينتج كل مسكر حرام، قال الطيبي: فيه ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (10/ 45). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 415)، والبخاري (4343)، ومسلم (1733)، وأبو داود (3684)، والنسائي (8/ 298)، وابن ماجة (3391) عن أبي موسى، وأخرجه أحمد (3/ 119)، والنسائي في الكبرى (4/ 176) عن أنس، وأخرجه أحمد (2/ 16)، وأبو داود (3679)، والنسائي (8/ 296، 297)، وابن ماجة (3387) عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (6/ 314)، والنسائي في الكبرى (3/ 216) عن ابن مسعود.

دليل على جواز القياس باطراد العلة. (ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو مدمنها) مصر على شربها غير تائب عنها كما في رواية أخرى بلفظ "لم يتب" وفي رواية الصحيح: "إلا أن يتوب" (لم يشربها في الآخرة) إن لم يدخل الجنة؛ لأن الخمر شراب أهل الجنة فمن لم يدخلها لم يشربها أو أنه يدخلها ويحرم شربها بأن تنزع عنه شهوتها، ذكره ابن عبد البر واستشكل بأن من لا يشتهي شيئاً لا يخطر بباله لا تحصل له عقوبة ذلك وشهوات الجنة كثيرة يستغنى ببعضها عن بعض، وأجاب الزين العراقي بأن كل شهوة يجد لها لذة لا يجدها لغيرها فيكون ذلك نقصاً في نعيمها بل ورد في الحديث أن طعام الواحد في الجنة يوجد لكل لقمة منها لذة لا يجدها في ما قبلها فهذا في النوع الواحد. (حم م 4) (¬1) عن ابن عمر). 6330 - "كل مسكر حرام، وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام". (د ت) عن عائشة". (كل مسكر حرام) سواء اتخذ من العنب أو من غيره قال القرطبي (¬2): الأحاديث الواردة في هذا [3/ 244] المعنى على صحتها وكثرتها يبطل مذهب الكوفيين القائلين بأن الخمر لا يكون إلا من العنب وما كان من غيره لا يسمى خمراً ولا يتناوله اسم الخمر وهو مخالف للغة العرب والسنة الصحيحة وفهم الصحاب؛ لأنه لما نزل تحريم الخمر فهموا أن الأمر بتجنب الخمر تحريم لكل مسكر ولم يفرقوا بين ما يتخذ من العنب وما يتخذ من غيره وسووا بينهما وحرموا كل مسكر نوعه ولم يتوقفوا ولم يستفصلوا ولم يشكل عليهم شيء من ذلك بل بادروا إلى إراقة ما كان من عصير غير العنب وهم أهل اللسان وبلغتهم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 98)، ومسلم (2003)، وأبو داود (3679)، والترمذي (1861)، والنسائي (8/ 317، 318)، وابن ماجة (3390)، وأخرجه البخاري (5575) بلفظ مقارب. (¬2) المفهم (3/ 357).

نزل القرآن فلو كان عندهم فيه تردد لتوقفوا عن الإراقة حتى يستكشفوا ويستفصلوا ويتحققوا التحريم للنهي عن إضاعة المال فلما بادروا علمنا أنهم فهموا التحريم نصاً. (وما أسكر منه الفرق) بالتحريك مكيال يسع ستة عشر رطلاً. (فملء الكف منه حرام) قال الطيبي: الفرق وملء الكف كلاهما عبارة عن التكثير والتقليل لا التحديد. قلت: ولذا يقول الفقهاء: ما أسكر كثيره فقليله حرام. (د ت) (¬1) عن عائشة) سكت المصنف عليه، وقال القرطبي: إسناده صحيح وقال الشارح: إنه رمز المصنف على صحته. 6331 - "كل مشكل حرام، وليس في الدين إشكال" (طب) عن تميم الداري (ض) ". (كل مشكل) بالمعجمة واللام أي كل حكم أشكل علينا لخفاء النص فيه أو تعارض النصين أو نحو ذلك. (فهو حرام) العمل به على إشكاله بل يجب البحث عن حكمه ودليل حكمه. (وليس في الدين إشكال) بل حكم كل شيء معروف بينه الله تعالى على لسان رسوله وكتابه إنما يأتي إشكاله لقلة الفهم في الكتاب والسنة وإلا فإن الله تعالى لم يهمل حكم شيء من الأشياء. (طب) (¬2) عن تميم الداري) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه الحسين بن عبد الله بن ضميرة مجمع على ضعفه، وفي الميزان كذبه مالك، وقال: قال أبو حاتم: متروك الحديث كذاب، وقال أحمد: لا يساوي شيئاً وقال أبو زرعة: يضرب على حديثه، وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف ومن مناكيره هذا الحديث (¬3). 6332 - "كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفساً فتعذبه في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3687)، والترمذي (1866)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4552). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 52) (1259)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4252)، والضعيفة (1404): موضوع. (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 214)، والمغني (1/ 172)، والميزان (2/ 293).

جهنم". (حم م) عن ابن عباس (صح) ". (كل مصور) لذي روح. (في النار يجعل له) أي يخلف الله له. (بكل صورة صورها نفساً) أي روح. (فتعذبه) تلك الصورة. (في جهنم) ويحتمل أن المراد يجعل الله له بعدد كل صورة شخصاً يعذبه. (حم م) (¬1) عن ابن عباس) من حديث سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها، فقال: ادن مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه: قال: أفتيك ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول، فذكره. 6333 - "كل معروف صدقة" (حم خ) عن جابر (حم م د) حذيفة (صح) ". (كل معروف) قيل: هو ما تقبله الأنفس ولا تجد منه نكيراً (صدقة) ثوابه ثواب صدقة، قال ابن بطال (¬2): أصل الصدقة ما يخرجه من ماله تطوعاً به وقد يطلق على الواجب لتحري صاحبه الصدق في فعله، وقال: دل على أن كل شيء يفعله الإنسان ولو بقوله يكتب له به صدقة، وقال ابن أبي جمرة: المراد بالصدقة الثواب فإن قارنته النية أثيب صاحبه جزماً وإلا ففيه احتمال، قال: وفيه إشارة إلى أن الصدقة لا تنحصر في المحسوس فلا تختص بأهل اليسار مثلاً بل كل أحد يمكنه فعلها بلا مشقة. (حم خ) عن جابر (حم م د) (¬3) حذيفة)، قال المصنف: هذا حديث متواتر. 6334 - "كل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة". (خط) في المجامع عن ابن مسعود". (كل معروف صنعته إلى غني) دفعاً لما يتوهم أنه لا صدقة إلا على فقير. (أو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 308)، ومسلم (2110). (¬2) انظر: فتح الباري (10/ 448). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 344)، والبخاري (6021) عن جابر، وأخرجه أحمد (5/ 397)، ومسلم (1005)، وأبو داود (4947) عن حذيفة.

فقير فهو صدقة) يؤجر فاعله أجر من تصدق على غيره وهذه الأحاديث تفسر الصدقة في حديث: "يصبح على كل سلامى .. الصدقة" الحديث وأن الصدقة تشمل غير المالية كما في أجزاء ذلك الحديث أيضاً. (خط) في الجامع في آداب المحدث والسامع عن جابر (طب) (¬1) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه، وقال العراقي: إسناده ضعيف، وقال الهيثمي: في إسناد الطبراني صدقة بن موسى الدقيقي وهو ضعيف. 6335 - "كل معروف صدقة، وما أنفق المسلم من نفقة على نفسه وأهله كتب له بها صدقة، وما وقى به المرء المسلم عرضه كتب له بها صدقة: وكل نفقة أنفقها المسلم فعلى الله خلفها، والله ضامن، إلا نفقة في بنيان أو معصية". عبد بن حميد (ك) عن جابر (صح) ". (كل معروف) المعروف لغة ما عرف، وشرعاً قال ابن عرفة: الطاعة وسميت الصدقة. (صدقة) لأنها من تصديق الوعد بنفع الطاعة عاجلاً وثوابها آجلاً (وما أنفق المسلم من نفقة على [3/ 245] نفسه وأهله كتب له بها صدقة) مع حسن نيته في ذلك كما قيد به أحاديث أخر وهو شامل ما يجب وما لا يجب وفيه أن المباح يثاب عليه العبد إذا حسنت نيته وفيه أن لنيته له فيها أجر. (وما وقى به المرء المسلم عرضه) يعطيه من يخاف لسانه وشره. (كتب له بها صدقة) لأنه يكف الغير عن محرم وهو دمه ودم سلفه "وكل نفقة أنفقها المسلم فعلى الله خلفها" هو مأخوذ من قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يَخْلُفهُ} الآية (والله ضامن) خلفها ومن أوفى من الله إلا نفقة في بنيان أو معصية، فإن الله لا يخلفه لأنه لا يخلف إلا نفقة يحب إنفاق العبد فيها والسباب كالمعصية ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/ 385)، وابن عبد البر في التمهيد (21/ 20)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4558)، وصححه في الصحيحة (2040).

مبغوض إلى الله تعالى. (عبد بن حميد (ك) (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه عبد الحيمد بن الحسن ضعفوه، وقال في الميزان (¬2): غريب جدًّا. 6336 - "كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان". (هب) عن ابن عباس". (كل معروف صدقة) المعروف في اصطلاح الشرع ما عرف في الشرع حسنه. وبإزائه المنكر وهو ما أنكره وحرمه كما قاله القاضي. (والدال على الخير كفاعله) في الأجر؛ لأنه السبب الموصل إلى الخير. (والله يحب إغاثة اللهفان) تخصيص بعد التعميم فإن إغاثة اللهفان وهو المتحير ذو الحاجة المكروب في أمره، قال الماوردي: المعروف نوعان: قول وعمل فالقول طيب الكلام وحسن الشيم والتودد بجميل القول والباعث عليه وحسن الخلق ورقة الطبع لكن لا يسرف فيه ليكون ملقاً مذموماً وإن توسط واقتصد فهو بر محمود. (هب) (¬3) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وفيه طلحة بن عمرو أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) وقال: قال أحمد: متروك الحديث، وقال العراقي: رواه الدارقطني (¬5) في المستجاد من رواية الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، والحجاج ضعيف وقد جاء مفرقاً في أخبار. 6337 - "كل من ورد القيامة عطشان". (حل هب) عن أنس (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 57)، وعبد بن حميد (1083)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4254). (¬2) انظر: الميزان (2/ 85). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7657)، وتمام في فوائده (1072)، وابن جميع في معجم الشيوخ (131)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (7/ 367)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4556). (¬4) انظر المغني (1/ 316، 317). (¬5) جاء في الأصل "الطبراني" وفي المطبوع من تخريج أحاديث الإحياء "الدارقطني" وهو الصحيح.

(كل من ورد القيامة) وفي رواية "من وافى" وهو المراد من ورد. (عطشان) فلذا جعل لكل نبي حوض ترده عليه أمته. (حل هب) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وفيه محمَّد بن صبيح بن السماك أورده في الضعفاء (¬2) قال ابن نمير: ليس حديثه بشيء، والهيثم بن جماز (¬3) قال أحمد والنسائي: متروك، وقال الذهبي: ضعيف. 6338 - "كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه اللسان، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه". (ع طب هق) عن الأسود بن سريع (صح) ". (كل مولود) من بني آدم (يولد على الفطرة) اللام للعهد {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30]، أي الخلقة التي خلق الناس عليها من الاستعداد لقبول الدين والتهيئ للتحلي بالحق والتأبي عن الباطل والتمييز بين الخطأ والصواب، قال الطيبي: الفطرة تدل على نوع من الفطر وهو الابتداع والاجتماع والمراد هنا تمكن الناس من الهدى في أصل الخلقة فلو ترك عليها استمر على لزومها ولم يفارقها. (حتى يعرب عنه لسانه) من البقاء على الفطرة أو تغييرها. (فأبواه) هما اللذان (يهودانه) يصيرانه يهودياً بإدخاله في دين اليهودية المحرف المبدل. (أو ينصرانه) يصيرانه نصرانياً. (أو يمجسانه) يصيرانه مجوسيًّا, ولا ينافيه {لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ} [الروم:30]. لأن المراد به لا ينبغي أن يبدل تلك الفطرة التي من شأنها أن لا تتبدل وهو خبر في معنى النهي كما ذكره البيضاوي وفيه النهي عن اتباع الآباء في الدين، قال الطيبي: فإن قلت: أمر الغلام الذي قتله الخضر ينقض هذا البيت لأنه لم يلحق بأبويه بل خيف إلحاقهما به. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم (3/ 54، 8/ 216)، والبيهقي في الشعب (3932)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4255)، وقال في الضعيفة (803): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 593). (¬3) انظر المغني (2/ 715).

قلت: لا ينقضه بل يرفعه ويشيد شأنه؛ لأن الخضر نظر إلى عالم الغيب وقتل الغلام، وموسى عليه السلام اعتبر عالم الشهادة وظاهر الشرع فأنكر عليه ذلك ولذلك لما اعتذر الخضر أمسك عنه. قلت: لك أن تقول: هذا الغلام ولد على الفطرة لكن علم الله أنه يغيرها ويسعى في إضلال أبويه، فالخضر بإيماء أغلبي وإلا فقد يضل من غير إضلال أبويه كمن قد هلك أبواه قبل تكليفه ويحتمل أن المراد أنهما اللذان يخرجانه إلى دينهما ولا ينحصر الضلال فيه، ولنا رسالة في الكلام على الحديث. (ع طب هق) (¬1) عن الأسود بن سريع)، رمز المصنف لصحته، قال في اللسان: وهذا [3/ 246] له أسانيد جياد ومعناه في البخاري ومسلم. 6339 - "كل ميت يختم على عمله, إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله؛ فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، يؤمن من فتان القبر". (د ت ك) عن فضالة بن عبيد (حم) عن عقبة بن عامر (صح) ". (كل ميت) في أبي داود: "كل الميت" بالتعريف، قال أبو زرعة: الصواب التنكير لاقتضاء التعريف، استغراق أجزائه فيصير معناه يختم على كل جزء من أجزاء الميت وليس صحيحاً فالتعريف تحريف. (يختم على عمله) أي تطوى صحيفته فلا يكتب له عمل فيها بعد موته. (إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله) في الجهاد. (فإنه ينمو له عمله) ظاهره كل عمل صالح؛ لأن اسم الجنس المضاف من صيغ العموم ويحتمل جهاده لا غير. (إلى يوم القيامة) ولا يعارضه حديث: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" لم ذكرناه مراراً. (يؤمن) بضم ففتح فتشديد. (من فتان القبر) قال عياض: رويناه للأكثر بضم ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلي (942)، والطبراني في الكبير (1/ 283) (826)، والبيهقي في السنن (6/ 203) عن الأسود بن سريع، وأخرجه البخاري (1319)، ومسلم (2658) عن أبي هريرة بمعناه.

الفاء جمع فاتن وعن الطبراني بالفتح أي فتانيه نكير ومنكر فإنهما لا يأتيانه ولا يختبرانه بل يكتفي بموته مرابطاً شاهداً على صحة إيمانه وتقدم قريباً "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة". (د ت ك) عن فضالة بن عبيد (حم) (¬1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحتة، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: بعد أن عزاه لأحمد: فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف. 6340 - "كل ميسر لما خلق له". (حم ق د) عن عمران بن حصين (ت) عن عمر (حم) عن أبي بكر (صح) ". (كل) من المكلفين. (ميسر لما خلق له) فيه أقوال كثيرة أظهرها أن المراد كل ميسر للعبادة التي صرح الرب تعالى أنه خلق العباد لها. (حم ق د) عن عمران بن حصين (ت) عن عمر (حم) (¬2) عن أبي بكر). 6341 - "كل نائحة تكذب إلا أم سعد" ابن سعد في الطبقات عن محمود بن لبيد". (كل نائحة) على الميت. (تكذب) لأنها تأتي بأوصاف غير صادقة. (إلا أم سعد) بن معاذ وتقدم قريباً معناه. (ابن سعد (¬3) في الطبقات عن محمود بن لبيد) ورواه الطبراني في الكبير والديلمي. 6342 - "كل نادبة كاذبة إلا نادبة حمزة". ابن سعد عن سعد بن إبراهيم مرسلاً". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2500)، والترمذي (1621)، والحاكم (2/ 156) عن فضالة بن عبيد، وأخرجه أحمد (4/ 157) عن عقبة بن عامر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 289)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4562). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 427)، والبخاري (6223)، مسلم (2649) عن عمران بن حصين، وأخرجه الترمذي (3111) عن عمر، وأخرجه أحمد أيضاً (1/ 5) عن أبي بكر. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 428)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4563)، والصحيحة (1158).

(كل نادبة) للميت هو كالأول، قال في النهاية (¬1): الندب: أن تذكر النائحة الميت بأحسن أوصافه. (كاذبة) في ندبها إياه. (إلا نادبة حمزة) فإنه أهل لما يوصف به، وهذا تخصيص بعد التخصيص الأول. (ابن سعد (¬2) عن سعد بن إبراهيم مرسلاً)، أرسل عن عمر وعن خاله سعد بن أبي وقاص. 6343 - "كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري". ابن عساكر عن ابن عمر (ض) ". (كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة) {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ} [المؤمنون: 101]، قال الطيبي: النسب: ما رفع إلى ولادة قريبة من قبل الآباء، والصهر: ما كان من خلطة تشبه القرابة يحدثها التزوج. (إلا نسبي وصهري) قال المصنف: قيل معناه أن أمته ينتسبون إليه وأمم سائر الأنبياء لا ينتسبون إليهم، وقيل ينفع يومئذ بالنسبة إليه، ولا ينتفع بسائر الأنساب والثاني هو الأظهر. (ابن عساكر (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه قال الذهبي: فيه ابن وكيع لا يعتمد لكن ورد فيه مرسل حسن. 6344 - "كل نعيم زائل إلا نعيم أهل الجنة، وكل هم منقطع إلا أهل النار". ابن لال عن أنس". (كل نعيم زائل) قضاء من الليل لا مرد له. (إلا نعيم أهل الجنة) فإنه لا يعروه زوال. (وكل هم منقطع) لأنه ينقطع سببه بهلاك الإنسان. (إلا) هم. (أهل النار) ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 33). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 18)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4256)، والضعيفة (2143). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 21)، والطبراني في الأوسط (4132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4564).

فإنه خالد بخلودهم باق ببقائهم. (ابن لال (¬1) عن أنس) سكت المصنف عليه وفيه محمَّد بن حمدويه (¬2) حدث بخبر باطل، وعمرو بن الأزهر (¬3) قال البخاري: يرمى بالكذب، وقال أحمد: يضع الحديث، وقال مسلم: متروك. 6345 - "كل نفس تحشر على هواها، فمن هوى الكفرة فهو مع الكفرة، ولا ينفعه عمله شيئاً". (طس) عن جابر (ض) ". (كل نفس تحشر على هواها) على ما تهواه من خير أو شر. (فمن هوى الكفرة فهو مع الكفرة) كما يقيده حديث يحشر المرء مع من أحب. (ولا ينفعه عمله الصالح شيئاً) قيل: إنه ورد على طريق الزجر والتنفير عن موالاة الكفار، والأظهر أنه على حقيقته، وأن الحب في الله والبغض في الله من أعظم أركان الإيمان, بل قد حصر الإيمان عليها في أحاديث. (طس) (¬4) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: في إسناده ضعفاء وثقوا. 6346 - "كل نفس من بني آدم سيد: فالرجل سيد أهله, والمرأة سيدة بيتها". ابن السني في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة (ض) ". (كل نفس من بني آدم) أي شخص منهم. (سيد) يسود من تحت يده. (فالرجل سيد أهله) يسودهم ويسأل في الآخرة عن حفاظتهم ومعاملته لهم. (والمرأة سيدة بيتها) تسود من تحت يدها، وهو إعلام منه - صلى الله عليه وسلم - بأنه يجب على كل من ساد من تحت يده رعايته. (ابن السني (¬5) في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة) ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4753)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4257): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 572). (¬3) انظر المغني (2/ 481). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (8978)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 113)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4258). (¬5) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (321)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4565) , =

رمز المصنف لضعفه. 6347 - "كل نفقة العبد يؤجر فيها إلا البنيان". (طب) عن خباب (ح) ". (كل نفقة) [3/ 247] ينفقها. (العبد) من ماله. (يؤجر عليها) مع حسن نيته. (إلا البنيان) أي النفقة في العمارة لغير مسجد كما سلف، وغير محتاج إليه، قال الحكيم: إنما كان غير مأجور؛ لأنه ينفق في دنيا قد أذن الله في خرابها قد جعلها فتنة وبلوى للعباد، فمن احتفل بها وعظم شأنها فقد خالف مراد الله فيها، وظاهر هذا أنه لا يؤجر في النفقة؛ وتقدم أنه وبال على صاحبه فهو آثم بالإنفاق، ولا تدافع بين الأمرين. (طب) (¬1) عن خباب) رمز المصنف لحسنه، قال الحافظ العراقي: إسناده جيد. 6348 - "كل نفقة ينفقها المسلم يؤجر فيها: على نفسه، وعلى عياله، وعلى صديقه, وعلى بهيمة, إلا في بناء إلا بناء مسجد يبتغى به وجه الله". (هب) عن إبراهيم مرسلاً" (ض). (كل نفقة ينفقها المسلم يؤجر عليها) إن صلحت نيته. (على نفسه، وعلى عياله، وعلى صديقه, وعلى بهيمة) بالتنكير سواء كانت له أو لغيره. (إلا في بناءٍ) مما لا حاجة إليه كما قيده غيره. (إلا بناء مسجد يبتغى به وجه الله) لا الرياء والسمعة فإن ضرره أكبر من نفعه، روي أن أبا الدرداء بني كنيفاً في حمص فبلغ عمر فكتب إليه فقد كان لك يا عويمر فيم بنت فارس والروم كفاية عن تزيين الدنيا، وقد أذن الله بخرابها فإذا أتاك كتابي هذا فارحل عن حمص إلى دمشق فجعل ذلك عقوبة له (¬2). (هب (1) عن إبراهيم مرسلاً) رمز المصنف لضعفه؛ ¬

_ = والصحيحة (2041). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 64) (3641)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4566). (¬2) أورده ابن أبي الدنيا في قصر الأمل (265).

لأن فيه علي بن الجعد أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: فيه قيس بن الربيع (¬3) تابعي له حديث منكر. 6349 - "كل يمين يحلف بها دون الله فهو شرك" (ك) عن ابن عمر (صح) ". (كل يمين يحلف بها) على أي أمر. (دون الله شرك) فلا يقسم أحد إلا بالله أو بصفاته, قال ابن العربي: يريد به شرك الأعمال لا شرك الاعتقاد من باب قوله "من أبق من مواليه فقد كفر" وذلك لأن اليمين عقد القلب على فعل أو ترك أخبر به الحالف ثم أكده بمعظم عنده فحجر الشرع التعظيم لغير الله لأنه لا يستحق التعظيم غيره تعالى. (ك) (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، ورواه عنه أيضاً أبو نعيم والديلمي. 6350 - "كلكم بنو آدم، وآدم خلق من تراب، لينتهين قوم يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان". البزار عن حذيفة (ح) ". (كلكم بنو آدم) وإخبارهم بذلك مع العلم بأصل الخبر ولازم فائدته تنزيلاً لهم لتعاظمهم منزلة من جهل أصله، ولذا قال: (وآدم خلق من تراب) ومن كان أصله التراب الذي تمتهنه الأقدام كيف يليق به التكبر والتعاظم. (لينتهين) اللام للقسم أي والله لينتهين. (أقوام) عن الافتخار. (يفتخرون بآبائهم) ويتعاظمون على الناس بهم. (أو ليكونن) بفتح اللام عطف على لينتهين والفاعل ضمير قوم فما قبل نون التأكيد مضموم. (أهون على الله من الجعلان) بكسر الجيم جمع جعل بزنة صرد: دويبة سوداء قوتها الغائط فإن شمت ريحاً طيبة ماتت فهي هينة ¬

_ = (1) أخرجه البيهقي في الشعب (10708)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4259). (¬2) انظر المغني (2/ 444). (¬3) انظر المغني (2/ 526). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 66)، والديلمي (4756)، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/ 335)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4567)، والصحيحة (2042).

عند الله تعالى لا شرف لها في خلقه ولا غذاء، فمن تكبر وتعظم بآبائه فهو أهون عند الله منها وفي هذا من التحذير عن الافتخار بالآباء ما لا يجهله أحد، وهو داء قد سرى في كثير من الجهال الذين لآبائهم شرف ولا شرف لهم: لئن فخرت بآباء وذوي شرف ... لقد صدقت ولكن بئس ما ولدوا (البزار (¬1) عن حذيفة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما قال فإن فيه الحسن بن الحسين (¬2) العُرَني وهو ضعيف. 6351 - "كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير على أهله". (طس ك) عن أبي أمامة (صح) ". (كلكم يدخل الجنة إلا من شرد على الله شراد البعير) في القاموس (¬3): أن شراد بالضم لعَابَهُ والكسر أي نفر. (على أهله) شبهه بالبعير؛ لأنه لا يعقل فكذلك من لم يدخل الجنة فإنه ما أتى إلا من قبل نفسه وكأنه لا يعقل نفعه من ضره. (طس ك) (¬4) عن أبي أمامة) رمز المصحف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير علي بن خالد وهو ثقة. 6352 - "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها راع وهي مسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع في مال أبيه وهو مسؤول عن رعيته, فكلكم راع ومسؤول عن رعيته". (حم ق د ت) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (2938)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4568). (¬2) انظر المغني (1/ 158). (¬3) القاموس (1/ 305). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (3149)، والحاكم (4/ 276)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 71)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4570)، والصحيحة (2043).

(كلكم راع) لمن تحت يديه. (وكلكم مسؤول) في الآخرة. (عن رعيته، فالإمام راع) لمن تحت يده وهو أعظم الرعاة قدرا وخطراً. (وهو مسؤول عن رعيته) هل عدل فيهم أو جار وهل حاطهم بنصيحة أو أضاعهم وليس المراد مجرد السؤال بل ليترتب عليه الجزاء من خير أو شر، وهذا يرد الخبر الموضوع المكذوب تكذيباً، وهو "جيران الله إذا استرعى عبداً للخلافة كتب له الحسنات دون السيئات. (والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته) هل وفاهم حقوقهم [2/ 248] وهل أحسن عشرتهم أو لا ليجازى على ما كان منه. (والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها) هل قامت بما يجب عليها ونصحت في التدبير أم لا، وهي أمينة فيما ساقه الزوج إلى بيته من رزقه. (والخادم راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته) فيما جعل أمره إليه. (والرجل راع في مال أبيه) إن ائتمنه عليه. (وهو مسؤول عن رعيته، فكلكم راع) الفاء جواب شرط محذوف أي إذا عرفتم هذا. (وكلكم مسئول عن رعيته) خصص أولاً ثم عمم ثانياً تأكيداً لبيان الحكم أولاً وآخراً وفيه رد العجز على الصدر ذكره كله البيضاوي، وقال الطيبي: كلكم راع تشبيه مضمر الأداة أي كلكم مثل الراعي وكلكم مسئول عن رعيته فيه معنى التشبيه وهذا مطرد في التفصيل ووجه التشبيه حفظ الشيء وحسن التعهد لما استحفظ وهو القدر المشترك في التفصيل فإن الراعي غير مطلوب لذاته بل أقيم لحفظ ما استرعاه ويشمل المنفرد إذ يصدق عليه أنه راع في جوارحه بفعل المأمور وترك المنهي. (حم ق د ت) (¬1) عن ابن عمر). 6353 - "كلما طال عمر المسلم كان له خير". (طب) عن عوف بن مالك (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 5)، والبخاري (2409)، ومسلم (1829)، وأبو داود (2928)، والترمذي (1705).

(كلما طال عمر المسلم كان له خير) لأنه يزداد بزيادة عمره أعمالاً صالحة ولما سلف من أنه كلما بلغ عشراً من الخمسين والستين ونحوها كان عند الله أعظم قدراً وخص المؤمن لأن غيره لا يزداد إلا شراً. (طب) (¬1) عن عوف بن مالك) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه النَّهاس بن قَهْم (¬2) وهو ضعيف. 6354 - "كلمات الفرج: "لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم". ابن أبي الدنيا في الفرج عن ابن عباس (ح) ". (كلمات الفرج) التي تقال عند الكرب ليحصل الفرج عنه. (لا إله إلا الله الحليم الكريم) وصفه بالحلم؛ لأن العبد لما كان كثير الذنوب استحق أن تنزل به الكروب فتوسل إلى الله تعالى فارج كل كربة بتوحيده أو لأنه لإخراج كل شريك عن قلبه ثم بصفة الحلم؛ لأنه لا يعاجل بالعقوبة فيرفع الكرب إن كان عقوبة على ذنب وبكرمه تعالى؛ لأنه سامح العبد فيما اجترحه. (لا إله إلا الله العلي العظيم) توسل إليه ثانياً بصفة علوه وعظمته المقتضية لرفع ما علا على قلب العبد من الكرب وعظم عليه من حلوله به. (لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم) توسل إليه ثالثاً بأعظم صفاته وهي ملكه للسماوات وما فيها والأرضين وما فيها ويرقى إلى ربوبيته للعرش الكريم، قال الحكيم: كان هذا الدعاء عند أهل البيت معروفاً مشهوراً يسمونه دعاء الفرج فيتكلمون به في النوائب والشدائد متعارفاً عندهم غياثته والفرج به. (ابن أبي الدنيا (¬3) في الفرج عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 57) (104)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4262). (¬2) انظر: المغني (2/ 701). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 228)، وابن أبي الدنيا في الفرج (رقم 48)، وعبد بن حميد (657)، وصححه =

6355 - "كلمات من ذكرهن مائة مرة دبر كل صلاة: "الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم" لو كانت خطاياه مثل زبد البحر لمحتهن". (حم) عن أبي ذر (ح) ". (كلمات) خبر مبتدأ محذوف: هذه كلمات. (من ذكرهن) جعلهن ذكره. (مائة مرة) يحتمل قال كل واحدة مائة مرة. (دبر كل صلاة) عقيب الفراغ منها نافلة أو فريضة والآخر أظهر لأنها المتبادر عند الإطلاق. (الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا حول ولا قوة إلا بالله) ظاهره أنه يأتي بها على هذا الترتيب من دون تقديم ولا تأخير. (لو كانت خطاياه) أي القائل لهن. (مثل زبد البحر) بالتحريك ما يزبد على ظهر الماء عند اضطرابه أي لو بلغت في الكثرة والتجسم ذلك وهي كناية عن الكثرة (لمحتهن) هذه الكلمات قال النووي (¬1): ومن زاد على المائة فله أجره المذكور والزيادة وليس هذا من التحديد المنهي عن مجاوزته كعدد الركعات. قلت: ويحتمل أن الأجر المذكور بعينه يختص بهذا العدد المعين وإلا فما حكمة الاقتصار عليه!! (حم) (¬2) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه وليس بجيد فقد قال الهيثمي: فيه أبو كثير وبقية رجاله حديثهم حسن. 6356 - "كلمات من قالهن عند وفاته دخل الجنة: لا إله إلا الله الحليم الكريم -ثلاثاً، والحمد لله رب العالمين- ثلاثاً، تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير". ابن عساكر عن علي (ض) ". (كلمات من قالهن عند وفاته) عند غلبة ظنه بوقوع الموت. (دخل الجنة) مع ¬

_ = الألباني في صحيح الجامع (4571)، والصحيحة (2045). (¬1) في شرح صحيح مسلم (18/ 17). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 173)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4263).

الأولين. (لا إله إلا الله الحليم الكريم -ثلاثاً) يقولها ثلاث مرات. (والحمد لله رب العالمين- ثلاثاً، تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير) لم يقيد ذلك بثلاث فيحمل على المرة وظاهره أن هذا يكون آخر كلامه وقيل: بل يكون يحيي ويميت آخر كلامه كلمة التوحيد [2/ 249] لحديث: "من كان آخر قوله من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة" وبه يندفع التعارض، قلت لا تعارض فإنه لا حصر في أحد الحديثين بل كل حديث على بابه فمن كان آخر قوله أي الأمرين: دخل الجنة. (ابن عساكر (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 6357 - "كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه عند فراغه ثلاث مرات إلا كفر بهن عنه، ولا يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر إلا ختم الله بهن عليه كما يختم بالخاتم على الصحيفة: "سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك". (د حب) عن أبي هريرة". (كلمات لا يتكلم بهن أحد في مجلسه) أي مجلس لغطه ولغوه وحديثه. (ثلاث مرات) عند فراغه من الحديث أو من ذلك المجلس. (إلا كفر بهن عنه) ما وقع من اللغط في ذلك المجلس. (ولا يقولهن في مجلس خير) بالمثناة التحتية بعد المعجمة. (ومجلس ذكر) تخصيص بعد التعميم. (إلا ختم الله بهن عليه) على عمل ذلك المجلس. (كما يختم بالخاتم على الصحيفة) والكلمات هي قوله. (سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك) فبهذه الكلمات تكفر السيئات الواقعة في المجلس ويختم بها فعل الخير الواقع فيه فليداوم عليها كل من فارق مجلساً جلس فيه. (د حب (¬2) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (70/ 201)، وأخرجه كذلك الترمذي (3504)، والنسائي (4/ 397)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4264). (¬2) أخرجه أبو داود (4858)، وابن حبان (2/ 353) (593)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4265).

6358 - "كلمتان خفيفتان على اللسان: ثقيلتان في الميزان, حبيبتان إلى الرحمن: "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم". (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (كلمتان) أراد بالكلمة الكلام مثل كلمة الشهادة وهو خبر وخفيفتان وما بعده صفة والمبتدأ سبحان الله، ونكتة تقديم الخبر تشويق السامع للمبتدأ. (خفيفتان على اللسان) لا كلفة عليها في النطق بهما (ثقيلتان في الميزان) وصفها بالخفة والثقل لبيان كثرة الثواب مع قلة العمل، قال الطيبي: الخفة مستعارة للسهولة شبه سهولة جريها على اللسان بما خف على الحامل لنحو متاع ففيه إشارة إلى أن التكاليف شاقة صعبة وهذه سهلة مع كونها تثقل في الميزان كثقل الشاق. (حبيبتان إلى الرحمن) محبوبتان له أو محبوب قائلهما لتضمنهما المدح والتنزيه له تعالى بالصفات السلبية والصفات الثبوتية للأول التسبيح وللآخر التحميد مع حسن الترتيب بتقديم التخلية بالمعجمة على التحلية بالمهملة. (سبحان الله وبحمده) الواو حالية أي أسبحه ملتبساً بحمده، أو عاطفة أي أسبحه وأتلبس بحمده. (سبحان الله العظيم) وهذا الحديث الشريف ختم به البخاري كتابه الصحيح وتبعه الأئمة من بعده. (حم ق ت) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب ولفظه عنده "سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده". (هـ) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه النسائي في اليوم والليلة. 6359 - "كلمتان إحداهما ليس لها نهاية دون العرش، والأخرى، تملأ ما بين السماء والأرض: لا إله إلا الله، والله أكبر". (طب) عن معاذ (ح) ". (كلمتان إحداهما ليس لها نهاية دون العرش) أي لا انتهاء لها إلا العرش فإليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 232)، والبخاري (6406، 6682، 7563)، ومسلم (2694)، والترمذي (3467)، والنسائي (6/ 207)، وابن ماجة (3806).

تنتهي لأنه أرفع المخلوقات. (والأخرى، تملأ) بنفسها أو بأجرها أو بالملائكة الرافعين لها. (ما بين السماء والأرض: لا إله إلا الله) هذة الكلمة الأولى كلمة التوحيد. (والله أكبر) وهذه الأخرى ويحتمل أن الأجر المذكور إذا جمع بينهما أو مع الانفراد أيضاً. (طب) (¬1) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه, وقال الهيثمي: فيه معاذ بن عبد الله لم أعرفه، وابن لهيعة في ضعف وبقية رجاله ثقات. 6360 - "كلمتان قالهما فرعون: ما علمت لكم من إله غيري -إلى قوله: أنا ربكم الأعلى- كان بينهما أربعون عاماً فأخذه الله نكال الآخرة والأولى". ابن عساكر عن ابن عباس" (ض). (كلمتان قالهما فرعون) أولاهما. (ما علمت لكم من إله غيري) كذباً منه وافتراء وإلا فقد علم أن الله إلهه وخالقه منضافة هذه الكلمات. (إلى قوله) الكلمة الأخرى. (أنما ربكم الأعلى) وهذه أشنع من الأولى نفي علمه بربوبية غيره وإثباتها لنفسه بطريق المفهوم وهذه أثبت ألوهيته صريحاً ووصف نفسه أخزاه الله أنه الرب الأعلى. (كان بينهما) بين الكلمتين (أربعون عاماً) يحتمل أن الأولى هي الأولى في السياق والأخرى الأخرى ويحتمل عكسه والأول أولى بالسياق. (فأخذه الله نكال) لأجل نكاله. (الآخرة) من الكلمتين وقدمها لأنها أشنع. (والأولى) منهما فالأخذ بسببهما. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 6361 - "كلم الله موسى ببيت لحم". ابن عساكر عن أنس". (كلم الله موسى ببيت لحم) بفتح اللام وسكون المهملة قرية من قرى بيت ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 160) (334)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4266). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (52/ 248)، والديلمي في الفردوس (4890)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4267)، والضعيفة (4117).

المقدس (¬1) وكان هذا غير تكليم الله له بالوادي المقدس (ابن عساكر (¬2) عن أنس). 6362 - "كلم المجذوم وبينك وبينه قيد رمح أو رمحين". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن عبد الله بن أبي أوفي". (كلم) بصيغة الأمر. (المجذوم) المصاب بالجذام. (وبينك وبينه) في المكان. (قيد) بكسر القاف وسكون المثناة التحتية وهو منصوب على الظرفية بمعنى القدر. (رمح) لئلا يعرض [3/ 250] لك جذام فتظنه أعداك مع أن ذلك لا يكون إلا بتقدير الله، لكنه - صلى الله عليه وسلم - أمره بالإبعاد عنه صيانة لاعتقاده عن أن يتطرق إليه اختلال إن حصل في جسمه اعتلال. (ابن السني وأبو نعيم (¬3) في الطب عن عبد الله بن أبي أوفى)، قال ابن حجر في الفتح: وسنده واه. 6363 - "كل الثوم نيئاً، فلولا أني أناجي الملك لأكلته" (حل) وأبو بكر في الغيلانيات عن علي". (كل) فعل أمر من أكل يأكل. (الثوم نيئاً) غير نضيج وليس المراد لا ناضجاً فإنه لا نهي عن أكله ناضجاً وإنما هو عن أكله نياً، وقال زين الدين العراقي: بأن هذا الحديث لا يصح فلا يقاوم الصحيح من أحاديث النهي وبأن الأمر بعد النهي للإباحة بدليل حديث أبي داود "كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى يذهب ريحه". (فلولا أني أناجي) بالجيم أخاطب سراً. (الملك لأكلته) وفيه أن الملك يتأذى مما يتأذى منه الإنسان وأن له حاسة شم قال ¬

_ (¬1) انظر: معجم البلدان (1/ 521). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ 37، 53/ 404)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4260)، وقال في الضعيفة (1241): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 292)، وابن عدي في الكامل (2/ 289)، وانظر فتح الباري (10/ 159)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4261)، والضعيفة (1960).

الشارح: إن الذي وقف عليه لأبي نعيم "كلوا الثوم وتداووا به فإن فيه شفاء من سبعين داء ولولا أن الملك يأتيني لأكلته". (حل) (¬1) وأبو بكر في الغيلانيات عن علي) سكت عليه المصنف وفيه حبَّة العُرَني (¬2) قال في الضعفاء: شيعي، قال ضعفه الدارقطني وقال العراقي: ضعفه الجمهور، قلت: إن كان لتشيعه فتلك شكاة ظاهر عنك عارها (¬3). 6364 - "كل الجنين في بطن الناقة". (قط) عن جابر". (كل الجنين) الذي يخرج: (في بطن الناقة) عند ذكاتها إن خرج وليس فيه حياة مستقرة فإن ذكاتها ذكاته، والناقة مثال وغيرها من كل مأكول كذلك والأمر في هذا كالذي قبله للإباحة (قط) (¬4) عن جابر). 6365 - "كل باسم الله ثقة بالله وتوكلاً على الله" (4 حب ك) عن جابر (صح) ". (كل) خطاباً للمجذوم أي كل معي أكلاً مصاحباً. (باسم الله ثقة) مني (بالله) أنه لا يضرني مؤاكلتك. (وتوكلاً) مني (على الله) فإنه واقي كل محذور. (4 حب ك) (¬5) عن جابر) قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيد مجذوم فوضعها في قصعته ثم ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 357)، وأبو بكر في الغيلانيات (رقم 977)، والديلمي في الفردوس (8341)، وانظر العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 659)، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (4098). (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 187)، والمغني (1/ 146)، وميزان الاعتدال (2/ 188). (¬3) بل ترجم له ابن حبان في المجروحين وقال: إنه كان غالياً في التشيع وهو علة الحديث ولكن علته مسلم بن كيسان الأعور فإنه أسوأ حالاً منه. (¬4) أخرجه الدارقطني (4/ 273)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4194). (¬5) أخرجه أبو داود (3925)، والترمذي (1817)، وابن ماجة (3542)، وابن حبان (13/ 488) (6120)، والحاكم (4/ 152)، وانظر فتح الباري (10/ 160)، والعلل المتناهية (2/ 869)، =

ذكره، قال ابن حجر: حديث حسن، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وفيه نظر انتهى؛ وقال ابن الجوزي: تفرد به المفضل بن فضالة وليس بذاك ولا يتابع إلا من طريق لين؛ قلت: والمصنف رمز لصحته. 6366 - "كل، فلعمري لمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق". (حم د ك) عن عم خارجة (صح) ". (كل) أيها الراقي للمعتوه بالفاتحة (فلعمري) قسمي. (لمن أكل برقية باطل) من الكهان (لقد قلت برقية حق) قاله - صلى الله عليه وسلم - لمن رقى بالفاتحة معتوهاً ثلاثة أيام يتلوها عليه في الغداة والعشية ويبزق عليه فشفاه الله فأعطي جعلاً فقال: لا حتى أعلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. (حم د ك) (¬1) عن عم خارجة بن الصلت) قيل: اسمه علاقة بن صخار، وقيل: عبد الله بن عبثر رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي ورواه أيضاً النسائي في الطب. 6367 - "كل ما أصميت، ودع ما أنميت". (طب) عن ابن عباس" (ح). (كل ما أصميت) بالمهملة ما أسرعت إزهاق روحه من الصيد، والإصماء أن تقتل الصيد مكانه في الحال. (ودع ما أنميت) ما أصبته وتأخر موته، والإنماء أن تصيبه إصابة غير قاتلة حالاً. (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه عثمان بن عبد الرحمن أظنه القرشي وهو متروك. 6368 - "كُلْ ما طفا على البحر". ابن مردويه عن أنس". (كُلْ) من السمك وهو ما لا يعيش إلا في الماء. (ما طفا على البحر) أي على ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4195). (¬1) أخرجه أحمد (5/ 210)، أبو داود (3420)، والحاكم (1/ 747)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4494). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 27) (12370)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 31)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4196)، والضعيفة (4101): ضعيف جداً.

على البحر، وهو الذي يموت في الماء، ثم يعلو فوق وجهه فأفاد حل ميتته سواء مات بالاصطياد أو بغيره، وقد عارضه حديث جابر عند أبي داود "ما ألقاه البحر أو جزر عنه فكلوه وما مات فيه فطفا فلا تأكلوه" (¬1). وأجيب بأنه ضعيف منقطع، والقياس يقتضي الحل؛ لأنه سمك لو مات في البحر لأكل بغير تذكية فكذا لو مات فيه فيحل أكله ولو أنتن كما قاله النووي (¬2)، والنهي عن أكل اللحم إذا أنتن للتنزيه، نعم إن خيف ضره حرم. (ابن مردويه (¬3) عن أنس). 6369 - "كُلْ ما فَرَى الأوْدَاجَ ما لم يكن قرض سِنٍّ أو حز ظُفُر". (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (كُلْ ما فَرَى الأوْدَاجَ) جمع ودج بالتحريك وهما العرق الذي في الأخدع، والفرى القطع. (ما لم يكن قرض) بالضاد المعجمة بخط المصنف. (سِنٍّ أو حز) بالمهملة والزاي. (ظُفُر) فلا يحل ما قطع ودجه بسن أو ظفر سواء [3/ 251] اتصلا أو انفصلا، وقالت الحنفية: النهي يتعلق بالمتصل لا بالمنفصل، قال ابن الأثير (¬4): الرواية "كل" أمر بالأكل وقد رواها أبو عبيدة وغيره وقالوا: إنما هو كلما أفرى الأوداج، أي كل شيء أفرى الأوداج. (طب) (¬5) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي: إسناده ضعيف. 6370 - "كُلْ ما رد عليك قوسك". (حم) عن عقبة بن عامر وحذيفة بن اليمان (حم د) عن ابن عمرو (هـ) عن أبي ثعلبة الخشني (صح) ". ¬

_ (¬1) رواه أبو داود (3815)، وابن ماجة (3247). (¬2) شرح صحيح مسلم (13/ 86). (¬3) عزاه في الدر المنثور (3/ 197) لابن مردويه، وأورده المناوي في فيض القدير (5/ 42)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4197). (¬4) النهاية في غريب الحديث (2/ 497). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 211) (7851)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4496)، والصحيحة (2029).

(كُلْ ما رد عليك قوسك) قاله - صلى الله عليه وسلم - لمن قال له يا رسول الله: أفتني في قوسي؟ قال ابن بطال: أجمعوا على أن السهم إذا أصاب الصيد فجرحه جاز أكله ولو لم يعلم هل مات بالجرح أو من سقوطه من الهواء أو من وقوعه على الأرض، أما لو وقع على جبل مثلاً فتردى منه لا يؤكل، وكذا السهم إذا لم ينفذ في مقاتله لا يؤكل إلا إذا أدركت ذكاته. (حم) (¬1) عن عقبة بن عامر) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه راو لم يسم، وحذيفة بن اليمان (حم د) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته (هـ) عن أبي ثعلبة الخشني) نسبة إلى بني خشين بالمعجمتين، قال ابن حجر: فيه ابن لهيعة، وقد أخرج الحديث أبو داود من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن أبي ثعلبة قال قلت: يا رسول الله أفتني في قوسي؟ قال: "كُلْ ما ردت عليك قوسك ذكياً وغير ذكي" قال: وإن تغيب عني؟ قال: "وإن تغيب عنك ما لم يصل أو تجد فيه أثر غير سهمك" وقوله يصل بمهملة مكسورة أي ينتن. 6371 - "كُلْ مع صاحب البلاء تواضعاً لربك وإيماناً". الطحاوي عن أبي ذر". (كُلْ مع صاحب البلاء) من جذام وبرص ونحوه (تواضعاً لربك) حيث وضعت نفسك مع من ابتلاه (وإيماناً) بأنه لا يصيبنك منه شيء إلا بإذن الله وتقديره، وهذا خطاب لمن قوي إيمانه، وحديث "فر من المجذوم" (¬2) لمن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 156، 5/ 388) عن عقبة بن عامر وحذيفة، وأخرجه أحمد (2/ 184)، وأبو داود (2857) عن ابن عمرو، وأخرجه ابن ماجة (3211) عن أبي ثعلبة الخشني، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 30)، وفتح الباري (9/ 606)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4495)، والصحيحة (2028). (¬2) رواه البخاري (5380).

ضعف يقينه، وخيف عليه فساد اعتقاده (الطحاوي (¬1) عن أبي ذر). 6372 - "كلوا الزيت وادهنوا به؛ فإنه من شجرة مباركة". (ت) عن عمر (حم ت ك) عن أبي أسيد (صح) ". (كلوا الزّيتَ) دهن الزيتون (وادّهنوا به) قال الزين العراقي: المراد بالادّهان دهن الشعر به وقيده في رواية "يدهن شعر الرأس به". (فإنه من شجرة مباركة) كما وصفها الله تعالى بالبركة لكثرة منافعها أو لأنها تنبت بالأرض المقدسة ويلزم من بركتها بركة ما يخرج منها من الزيت. (ت) عن عمر (حم ت ك) (¬2) عن أبي أسيد) بفتح الهمزة وكسر المهملة، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي ورمز المصنف له بالصحة، وقال ابن عبد البر: في سنده من الطريقين اضطراب. 6373 - "كلوا الزّيتَ وادّهنوا به؛ فإنه طيب مبارك". (هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (كلوا الزّيتَ وادّهنوا به) الأمر في مثله للإباحة، وقيل: للندب لمن قدر على استعماله، ووفق مزاجه. (فإنه طيب مبارك) كثير الخير والنفع، قال ابن القيم (¬3): الدهن في البلاد الحارة من أسباب حفظ الصحة وإصلاح البدن وهو كالضروري لهم، فأما في البلاد الباردة فضار وكثرة دهن الرأس فيها خطر بالبصر. (هـ ك) (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، ¬

_ (¬1) أخرجه الطحاوي (4/ 310)، والديلمي في الفردوس (3343)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4198). (¬2) أخرجه الترمذي (1851) عن عمر، وأخرجه أحمد (3/ 497)، والترمذي (1852)، والطحاوي في مشكل الآثار (3803)، وابن قانع (1/ 42)، والطبراني (19/ 269 رقم 597)، وانظر: بيان الوهم (2/ 313)، والحاكم (2/ 432)، عن أبي أسيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4498)، وحسنه في الصحيحة (379). (¬3) زاد المعاد (4/ 282). (¬4) أخرجه ابن ماجة والحاكم (2/ 432)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4203).

ورده الذهبي بأن فيه عبد الله بن سعيد المقبري (¬1) أحد رواته واهٍ، قال الزين العراقي: بعد عزوه لابن ماجة وحده: فيه عبد الله بن سعيد المقبري ضعيف. 6374 - "كلوا الزيت وادهنوا به؛ فإن فيه شفاء من سبعين داء منها الجذام". أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة". (كلوا الزيت) قيل ظاهر هذا وما قبله أن إساغة المائعات تسمى أكلا فتشكل على تعريف الأكل بأنه اتصال ما يتأتى فيه المضغ إلى الجوف ممضوغاً كان أو غيره، قال ابن الكمال: فإذن لا يكون اللبن والسويق مأكولاً انتهى، قال الشارح: والحديث كما ترى صريحاً في رده. قلت: يحتمل أن المراد: كلوا بالزيت؛ لأنه إدام كما عرف. (وادهنوا به؛ فإن فيه شفاء من سبعين داء) الظاهر أن المراد التكثير لا التحديد. (منها الجذام) فإنه يرفعه إن نزل أو يدفعه إن لم ينزل، وفيه أنه مأمور بأكل ما فيه نفع للأبدان من الأسقام. (أبو نعيم (¬2) في الطب عن أبي هريرة). 6375 - "كلوا التين فلو قلتُ إن فاكهة نزلت من الجنة بلا عُجْمٍ لقلت هي التين، وإنه يذهب بالبواسير وينفع من النقرس". ابن السني وأبو نعيم (فر) عن أبي ذر". (كلوا التين) هو حار كثير المنافع جيد الغذاء سريع الانحدار واليابس حار لطيف أغذى من جميع الفواكه. (فلو قلتُ) عن إذن من الله. (إن فاكهة نزلت من الجنة) إلى الدنيا. (بلا عُجْمٍ) نواة. (لقلت هي التين) لصدق الأوصاف عليها. (وإنه يذهب بالبواسير وينفع من النقرس) ويفتح السدد [3/ 252] ويدر البول وينضج الدماميل ويحسن اللون ويلين، ومنافعه كثيرة تقدم شيء منها. (ابن ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 340)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 124). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 684)، والعجلوني في كشف الخفا (2/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4202)، وقال في الضعيفة (512): منكر.

السني وأبو نعيم (فر) (¬1) عن أبي ذر) كلهم من رواية يحيي بن أبي كثير عن الثقة. 6376 - "كلوا التمر على الريق؛ فإنه يقتل الدود". أبو بكر في الغيلانيات (فر) عن ابن عباس". (كلوا التمر على الريق) قبل أكل شيء عقب النوم. (فإنه يقتل الدود) التي تولد في البطن؛ لأنه إذا أديم أكله على الريق خفف مادة الدود وأضعفه وقتله. (أبو بكر في الغيلانيات. (فر) (¬2) وكذا ابن عدي كلهم عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وفيه أبو بكر الشافعي قال في الميزان: شيخ للحاكم متهم بالوضع، وعصمة بن محمَّد قال في الضعفاء (¬3): تركوه، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 6377 - "كلوا البلح بالتمر، كلوا الخَلِقَ بالجديد؛ فإن الشيطان إذا رآه غضب، وقال: عاش ابن آدم حتى أكل الخَلِقَ بالجديد". (ن هـ ك) عن عائشة (صح) ". (كلوا البلح) بالموحدة فمهملة في المصباح هو تمر النخل ما دام أخضر، فإذا أخذ في التلون فبسر، فإذا تكامل لونه فهو الزهو. (بالتمر) قال ابن القيم (¬4): إنما أمر بأكله معه دون البسر لأنَّ البلح بارد يابس والتمر حار رطب فكل يصلح الآخر والتمر والبسر حاران وإن كان التمر أشد حراً والتمر حار في الثانية، وهل هو رطب أو يابس؟ قولان. (كلوا الخَلِقَ بالجديد؛ فإن الشيطان إذا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (451)، والديلمي في الفردوس (4716)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4201)، والضعيفة (165). (¬2) أخرجه أبو بكر في الغيلانيات (رقم 950)، والديلمي (4713)، وابن عدي في الكامل (5/ 371)، وانظر الموضوعات (3/ 25)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4200)، والضعيفة (232): موضوع. (¬3) انظر المغني (2/ 433). (¬4) زاد المعاد (4/ 263).

رآه) أي الجديد. (غضب) حسداً لابن آدم وما أنعم الله به عليه. (وقال: عاش ابن آدم حتى أكل الخَلِقَ بالجديد) وأدرك النعمتين وإغاظة الشيطان وإغضابه مراد الله فالأمر للندب، قال في شرح الألفية (¬1): معناه ركيك لا ينطبق على محاسن الشريعة؛ لأن الشيطان لا يغضب من حياة ابن آدم بل من حياته مسلماً مطيعاً لله سبحانه وتعالى، ومن ثمة اتفقوا على نكارته. (ن هـ ك) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال الدارقطني: فيه يحيى بن محمَّد أبو زكير بن هشام (¬3) قال العقيلي: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وقال ابن حبان: أبو زكير لا يحتج به يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل وروى هذا الحديث ولا أصل له ومدار الحديث على جميع طرقه على أبي زكير، وفيه أيضاً محمَّد بن شداد (¬4) قال الدارقطني: لا يكتب حديثه وفي الميزان: هذا حديث منكر رواه الحاكم ولم يصححه مع تساهله في التصحيح انتهى؛ وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 6378 - "كلوا جميعًا ولا تفرقوا؛ فإن البركة مع الجماعة". (هـ) عن عمر". (كلوا جميعاً ولا تفرقوا) تأكيد للأمر بالاجتماع. (فإن البركة) في الطعام. (مع الجماعة) قال ابن المنذر: فيه استحباب الاجتماع على الطعام وأن لا يأكل المرء وحده, وفيه إشارة إلى أن المواساة إذا حصلت حصلت معها البركة فتعم الحاضرين، قال بعضهم: في الأكل مع الجماعة فوائد: منها: ائتلاف القلوب، وكثرة الرزق والمدد، وامتثال أمر الشارع, لأنه تعالى أمر بإقامة الدين وعدم ¬

_ (¬1) انظر: التيسير بشرح الجامع الصغير (2/ 433). (¬2) أخرجه النسائي (4/ 166)، وابن ماجة (3330)، والحاكم (4/ 21) وأبو نعيم في الطب (815)، وانظر الموضوعات (3/ 25)، والميزان (7/ 216)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4199)، والضعيفة (231): موضوع. (¬3) انظر المغني (2/ 743)، وضعفاء العقيلي (4/ 427). (¬4) انظر المغني (2/ 591).

التفرق فيه ولا يتم إلا بائتلاف القلوب ولا تتآلف إلا بالاجتماع على الطعام. (هـ) (¬1) عن عمر) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: رمز المصنف لحسنه وليس كما ظنه فقد ضعفه المنذري وقال: فيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير واهي الحديث، وقال ابن حجر: عمرو بن دينار هذا ضعفوه وهو غير عمرو بن دينار شيخ بن عيينة ذاك وثقوه. 6379 - "كلوا جميعاً ولا تفرقوا؛ فإن طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة؛ كلوا جميعاً ولا تفرقوا؛ فإن البركة مع الجماعة". العسكري في المواعظ عن عمر". (كلوا جميعاً ولا تفرقوا؛ فإن طعام الواحد يكفي الاثنين) بما يضعه الله من البركة فيه. (وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة) ولا يستنكر هذا فإن الله تعالى هو الذي يحدث الشبع عند استعمال الطعام فهو الذي يحدث البركة والشبع بالأقل من المعتاد. (كلوا جميعاً ولا تفرقوا) بحذف إحدى التائين. (فإن البركة مع الجماعة) وطلبها مراد لله تعالى، قال ابن حجر (¬2): يؤخذ منه أن البركة تنشأ عن بركة الاجتماع وأنه كلما كثر ازدادت البركة, ونقل إسحاق بن راهوية عن جرير أن معنى الحديث: أن الطعام الذي يشبع الواحد يكفي قوت الاثنين والذي يشبع الاثنين يكفي قوت الأربعة، وفيه أنه ينبغي للمرء أن لا يحتقر الذي عنده فيمنعه ذلك من تقديمه بل يقدمه وإن قل. (العسكري (¬3) في المواعظ عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3287)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 97)، وفتح الباري (9/ 535)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4500)، والصحيحة (2691). (¬2) انظر: فتح الباري (9/ 535). (¬3) أخرجه العسكري في المواعظ كما في الكنز (20723)، والطبراني في الأوسط (7444)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 98)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4501)، وصححه في الصحيحة (2691).

عمر) ورواه الطبراني في الأوسط بدون "أن البركة ... الخ" وضعفه [3/ 253] المنذري. 6380 - "كلوا لحوم الأضاحي، وادخروا". (حم ك) عن أبي سعيد وقتادة بن النعمان (صح) ". (كلوا لحوم الأضاحي) قال ابن العربي (¬1): لما كانت إراقة دم الأضحية لله أذن في أكلها وكان لحم القرابين لا يؤكل في سائر الشرائع فمن خصائص هذه الأمة أكل قرابينها. (وادخروا) قاله لهم بعد أن نهاهم عن الادخار فوق ثلاث لجهد أصاب الناس ذلك العام فلم يصح إلا بعضهم فحثهم على المواساة فلما زالت العلة ارتفع النهي عن الادخار ورخص فيه والأمر بعد النهي للإباحة، قيل وأفهم اقتصاره عليهما على عدم جواز البيع واتفقوا عليه واختلف في الجلد فأجاز أبو حنيفة بيعه, ومنعه الجمهور. (حم ك) (¬2) عن أبي سعيد وقتادة بن النعمان) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي. 6381 - "كلوا من القصعة في جوانبها, ولا تأكلوا من وسطها؛ فإن البركة تنزل في وسطها". (حم هق) عن ابن عباس (ح) ". (كلوا في القصعة من جوانبها, ولا تأكلوا من وسطها) بالتحريك وقد تسكن. (فإن البركة تنزل في وسطها) وإذا لم يبق رفعت البركة، قال الحافظ العراقي: ووجه النهي عن الأكل من الوسط أن وجه الطعام أفضله وأطيبه فإذا قصده بالأكل استأثر به على رفقته وهو ترك أدب وسوء عشرة، فأما إذا كان وحده فلا حرج، والمراد من البركة هنا الإمداد من الله تعالى، وقال إنه يدخل في الطعام الرغيف فلا يأكل من وسط الرغيف بل من جوانبه، قلت: وفيه تأمل. (حم ¬

_ (¬1) انظر: فيض القدير (5/ 45). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 48)، والحاكم (4/ 259)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4503).

هق) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 6382 - "كلوا من جوانبها وذروا ذروتها يبارك فيها". (د هـ) عن عبد الله بن بسر (ح) ". (كلوا من جوانبها) أي القصعة. (وذروا ذروتها) أي اتركوا أعلاها وليس المراد تركه عن الأكل بل المراد عدم البداية به، بل يؤكل من جوانبها حتى ينتهي إلى وسطها ندباً لا وجوباً. (يبارك) لكم. (فيها) أي في الطعام الذي فيها. (د هـ) (¬2) عن عبد الله ابن بسر) بضم الموحدة فمهملة رمز المصنف لحسنه، قال في الرياض: إسناده حسن، ورواه عنه أيضاً البيهقي وقال في السنن: وإسناده صالح. 6383 - "كلوا بسم الله من حواليها، وأعفوا رأسها؛ فإن البركة تأتيها من فوقها". (هـ) عن واثلة". (كلوا بسم الله) أي قائلين بسم الله. (من حواليها، وأعفوا رأسها) عن الابتداء بالأكل (فإن البركة تأتيها من فوقها) قال ابن العربي: البركة في الطعام لمعان كثيرة: منها استمراؤه وصونه عن مرور الأيدي عليه فتتقذره النفس، قال في المطامح: تحقيق البركة وكيفية نزولها أمر إيماني لا يطلع على حقيقته، قال ابن العربي: إن الآكل يأكل الرغيف على ثلاثة وثلاثين لقمة ويستدير من الجوانب حتى ينتهي إلى الوسط، كما يشير إليه قوله: "فإن البركة تأتيها من فوقها" قال الشارح: أما ما ذكره من الأكل من جوانبه فقد يسلم، وأما ما ذكره من العدد فليس في الحديث دلالة عليه, قلت: على أن إلحاق الرغيف بطعام ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 270) , والبيهقي في السنن (7/ 278)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4502). (¬2) أخرجه أبو داود (3773)، وابن ماجة (3275)، والبيهقي في الشعب (5847)، وفي الآداب للبيهقي (440)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4504).

القصعة محل تأمل. (هـ) (¬1) عن واثلة) فيه ابن لهيعة. 6384 - "كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا، في غير إسراف ولا مخيلة". (حم ن هـ ك) عن ابن عمرو (صح) ". (كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا، في غير إسراف) مجاوزة الحد وظاهره دخول الإسراف في فعل الخير وإلا فقد قيل: لا إسراف في خير. (ولا مخيلة) كعظمة خيلاء وهو التكبر، والحديث جامع لتدبير الإنسان نفسه والإسراف يضر بالجسد والمعيشة، والمخيلة تضر بالنفس حيث تكسبها العجب، وبالدنيا حيث تكسب المقت من الناس، وبالآخرة حيث تكسب الإثم. (حم ن هـ ك) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 6385 - "كلوا السفرجل، فإنه يجلي عن الفؤاد ويذهب بطخاء الصدر". ابن السني وأبو نعيم عن جابر (ض) ". (كلوا السفرجل، فإنه يجلي عن الفؤاد ويذهب بطخاء) بالخاء المعجمة. (الصدر) وهو ثقل وغشاء يقول ما في السماء طخاء أي سحاب وظلمة. (ابن السني وأبو نعيم (¬3) في الطب عن جابر) رمز المصنف لضعفه. 6386 - "كلوا السفرجل على الريق؛ فإنه يذهب وغر الصدر". ابن السني وأبو نعيم (فر) عن أنس". (كلوا السفرجل على الريق فإنه) بأكله كذلك. (يذهب وغر الصدر) بالغين المعجمة والراء: غلية وحرارته وغله، والسفرجل بارد قابض جيد للمعدة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3276)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4499)، والصحيحة (2030). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 181)، والنسائي (5/ 79)، وابن ماجة (3605)، والحاكم (4/ 150)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4505). (¬3) أخرجه ابن السني (ق 65/ ب)، وأبو نعيم في الطب (794)، وانظر: الميزان (4/ 49)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4205).

والحلو منه أقل برداً ويبساً وهو يدر البول ويمنع من قروح الأمعاء، ونفث الدم والهيضة، ويمنع الغثيان وتصاعد الأبخرة إذا استعمل بعد الطعام، ويقوي المعدة والكبد ويشد القلب ويثقل النفس. (ابن السني وأبو نعيم (فر) (¬1) عن أنس) سكت المصنف عليه، وفيه محمَّد بن موسى [3/ 254] الحرشي (¬2) قال الذهبي: قال أبو داود: ضعيف. 6387 - "كلوا السفرجل؛ فإنه يُجم الفؤادَ, ويشجع القلب، ويحسن الولد". (فر) عن عوف بن مالك". (كلوا السفرجل؛ فإنه يُجم الفؤادَ) بالجيم يريحه وقيل يفتحه ويوسعه من جمام الماء وهو اتساعه وكان - صلى الله عليه وسلم - كثيراً ما ينبه على منافع الأشياء التي تناول عملاً بقوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [البقرة: 129]. (ويشجعه القلب) يقويه. (ويحسن الولد) يجعله حسن اللون حسن الطباع. (فر) (¬3) عن عوف بن مالك) سكت المصنف عليه، وقال الشارح: فيه عبد الرحمن العرزمي أورده في الضعفاء, ونقل تضعيفه عن الدارقطني (¬4) قال ابن الجوزي: ليس لخبر السفرجل مدار يرجع إليه، وقال ابن القيم (¬5): روي في السفرجل أحاديث هذه منها ولا تصح. 6388 - "كما تكونوا يولى عليكم". (فر) عن أبي بكرة (هب) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني (ق 66/ أ)، وأبو نعيم في الطب (793)، والديلمي في الفردوس (4712)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4204)، والضعيفة (4099). (¬2) انظر المغني (2/ 637). (¬3) عزاه في الكنز (28260) للديلمي في الفردوس وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 654)، وانظر العلل المتناهية 2/ 564، وفيض القدير (5/ 46)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4206). (¬4) انظر: المغني (2/ 385). (¬5) انظر: زاد المعاد (4/ 293).

إسحاق السبيعي مرسلاً". (كما تكونوا) قيل نصب بما المصدرية حملاً على أنْ كما أنَّ أنْ تحمل على ما فتهمل، ويجوز أن يكون مجزوماً بما ويولي مجزوماً جواباً للشرط على حد: (ألم يأتيك والأنباء تنمى) ويجوز أن تكون ما موصولاً بمعنى الذي أو موصولاً حرفياً وحذفت النون تخفيفاً على كلا الوجهين (يولى عليكم) وخفتم عقابه ولي عليكم من يخافه منكم وعكسه وفي بعض الكتب المنزلة: أنا الله ملك الملوك قلوب الملوك ونواصيها بيدي، فإن العباد أطاعوني جعلتهم عليهم رحمة وإن هم عصوني جعلتهم عليهم عقوبة فلا تشتغلوا بسب الملوك ولكن توبوا إلي أعطفهم عليكم. (فر) عن أبي بكر (هب) (¬1) عن أبي إسحاق السبيعي) بفتح المهملة وكسر الموحدة نسبة إلى سبيع بطن من همدان (مرسلاً) سكت عليه المصنف، وفيه يحيى بن هاشم قال السخاوي (¬2): يحيي في عداد من يضع، وقال البيهقي بعد روايته: هذا منقطع ورواية يحيى بن هاشم ضعيف. 6389 - "كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار، وهما طريقان فأيهما أخذتم أدركتم". ابن عساكر عن أبي ذر". (كما لا يجتنى من الشوك العنب) كما علمتموه بعقولكم. (كذلك لا ينزل الفجار) في الآخرة وعند الله. (منازل الأبرار) أي كعدم اجتناء العنب من الشوك عدم نزول الفجار منازل الأبرار فإن أعمالهم كالشوك لا يجتنى منها إلا العذاب والوبال وفيه الإعلام بأن الخير ينال بالخير والشر بالشر لا كما تتمناه الأطماع الفارغة. (وهما طريقان) إلى الله تعالى. (فأيهما أخذتم أدركتم) إليه. (ابن عساكر (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (4918) عن أبي بكر، وأخرجه البيهقي في الشعب (7391) عن أبي إسحاق السبيعي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4275)، والضعيفة (320). (¬2) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 520). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 260)، وابن حبان في المجروحين (3/ 41)، وانظر =

عن أبي ذر) سكت المصنف عليه، وفيه بكير بن عثمان التنوخي قال في الميزان عن ابن حبان: منكر الحديث جداً، ثم ساق من مناكيره هذا الحديث. 6390 - "كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار، فاسلكوا أي طريق شئتم فأي طريق سلكتم وردتم على أهله". (حل) عن يزيد ابن مرثد مرسلاً". (كما لا يجتنى من الشوك العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار، فاسلكوا أي طريق شئتم) إلى الدار الآخرة ولقاء الله. (فأي طريق سلكتم وردتم على أهله) أهل الخير أو الشر وهو في الإفادة كالأول. (حل) (¬1) عن مرثد بن مرثد مرسلاً). 6391 - "كما لا ينفع مع الشرك شيء كذلك لا يضر مع الإيمان شيء". (خط) عن عمر (حل) عن ابن عمرو". (كما لا ينفع مع الشرك شيء) من الأعمال التي تنفع أهل الإيمان إذا عملوها، والمراد لا ينفع برفع العقوبة وإن وقع بها التخفيف كما روي في قصة أبي لهب وقصة أخيه أبي طالب. (كذلك لا يضر مع الإيمان شيء) من المعاصي الكبائر والصغائر والمراد: لا يخلد في النار، وإن اتفق للعاصي دخولها. (خط) عن عمر حل عن ابن عمرو) سكت المصنف عليهما وفيه منذر بن زياد الطائي وعنه حجاج بن نصير، ومنذر في الميزان عن الدارقطني: متروك الحديث، وساق له ابن عدي مناكير هذا منها، وقال الفلاس: كان كذاباً وحجاج ضعفه ابن معين وغيرها وقال البخاري: متروك. (حل) (¬2) عن ابن ¬

_ = الميزان (6/ 509)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4576). (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 31)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4575)، والصحيحة (2046). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (7/ 134) عن عمر، وأخرجه أبو نعيم (7/ 108) عن ابن عمرو، وانظر الميزان (8/ 209)، والكامل في الضعفاء (2/ 232)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع =

عمرو) سكت عليه المصنف وقد قال مخرجه أبو نعيم: غريب من حديث الثوري عن إبراهيم تفرد به يحيي بن اليمان ويحيي ثقة من رجال مسلم لكنه فلج في آخر عمره فساء حفظه. 6392 - "كما يضاعف لنا الأجر كذلك يضاعف علينا البلاء". ابن سعد عن عائشة (ح) ". (كما يضاعف لنا) معشر الأنبياء الأجر في أعمال الطاعات. (يضاعف علينا البلاء) فأشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل كما سلف، ووجهه والله أعلم تأسي الأمة به فإنه يخف البلاء عليهم إذا علموا أن أشرف خلق الله خصه الله بأشد الابتلاء ولينالوا من الدرجات ما لا عين رأت. (ابن سعد (¬1) عن عائشة) رمز المصنف [3/ 255] لحسنه. 6393 - "كما تدين تدان". (عد) عن ابن عمر". (كما تدين تدان) كما تفعل تجازى وكما تفعل يفعل معك سمي ابتداء الفعل جزاء والجزاء هو الفعل الواقع بعده ثواباً كان أو عقاباً للمشاكلة كما في: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا} [الشورى: 40] مع أن جزاء المماثل لا يسمى سيئة، والحديث إخبار بأن الله تعالى يجازي العبد على وفق فعله إن فعل خيراً فعل به أو شراً فكذلك جزاءاً وفاقاً عدلاً منه تعالى، ويحتمل أنه في دار الدنيا ودار الآخرة فليفعل العبد لنفسه ما أحب أن يفعل به. (عد) (¬2) عن ابن عمر) سكت ¬

_ = (4276)، والضعيفة (320). (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 214)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4577). (¬2) أخرجه ابن عدي (6/ 158)، والبيهقي في الزهد الكبير (2/ 277)، وعبد الرزاق في المصنف (11/ 178)، وأحمد في الزهد (ص: 143)، وفي الأسماء والصفات (1/ 143)، والزركشي في الدرر المنتثرة (ص: 15)، وراجع تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الكشاف للزيلعي (1/ 26)، وانظر فتح الباري (13/ 458)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4274)، والضعيفة (4124).

المصنف عليه وقد ضعفه مخرجه ابن عدي فإنه ساقه من حديث مكرم بن عبد الله الجوزجاني عن محمَّد بن عبد الملك الأنصاري عن نافع عن ابن عمر ثم ضعفه بمحمد المذكور، قال الزركشي: ورواه البيهقي في الأسماء والصفات وفي الزهد عن أبي قلابة مرسلاً: "الذنب لا ينسى والبر لا ينسى، والديان لا يموت وكما تدين تدان" وبه يتقوى، قال ابن حجر: له شاهد مرسل خرجه عبد الرزاق عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء: فذكره. 6394 - "كم من أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره، منهم البراء بن مالك". (ت) والضياء عن أنس (صح) ". (كم) هي في هذه الأحاديث خبرية مفيدة للكثرة ومميزها ما دخلت عليه من. (من أشعث أكبر ذي طمرين) ثوبين خلقين. (لا يؤبه له) لا يبالى به ولا يلتفت إليه يقال ما وبهت له بفتح الباء وكسرها وبها بالفتح والسكون. (لو أقسم على الله) أن يفعل كذا. (لأبره) بأن يفعله أو بأن لا يفعله لما فعله معاملة منه تعالى بحسن ظنه. (منهم البراء بن مالك) أخو أنس لأبويه، قال أنس ثم إن البراء لقي زحفاً من المشركين وقد أوقع المشركين بالمسلمين فقالوا يا براء: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو أقسمت على ربك لأبرك فأقسم على ربك" فقال أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم ثم التقوا على قنطرة السوس فأوقعوا في المسلمين، فقالوا: أقسم يا براء على ربك، فقال أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وألحقتني بنبيك فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا" (¬1) رواه أبو نعيم عن أنس. (ت) والضياء (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته ورواه عنه الحاكم أيضاً وصححه. 6395 - "كم من ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره، منهم عمار بن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 7). (¬2) أخرجه الترمذي (3854)، والضياء في المختارة (1596)، والحاكم (3/ 331)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4573).

ياسر". ابن عساكر عن عائشة (ض) ". (كم من ذي طمرين لا يؤبه له) إذ غالب التفات العباد إلى من يحمل في رياشة. (لو أقسم على الله لأبره) قال الزين العراقي: وقد قلت في ذلك: لا تحسب الفخر في لبس وتدْريع ... ووصف حسن وزي غير مشروع فرب أشعث ذي طمرين مدفوع ... إن قال قولاً تراه غير مسموع لكنه عند ربِّ العرش ذي قسم ... بر إذا رام أمراً غير ممنوع (منهم عمار بن ياسر) من أجل الصحابة وأكرمهم عند الله والتنصيص على بعض الصحابة بهذه الكرامة لا تنفي أن غيرهم له ذلك عند الله سبحانه سيما وقد أفاد بكلمة كم التكثير. (ابن عساكر (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، وقد أخرجه الطبراني في الأوسط بلفظه عنها أيضاً، قال الهيثمي: وسنده ضعيف لكنه انجبر لتعدده فقد رواه اليافعي في أماليه أيضاً. 6396 - "كم من عذق معلق لأبي الدحداح في الجنة". (حم د ت) عن جابر بن سمرة". (كم من عذق) بكسر المهملة وسكون المعجمة. (معلق لأبي الدحداح) بمهملات مفتوح ألفاً ولا يعرف إلا بكنيته لا يعرف اسمه (¬2) والدحداح لغة القصير. (في الجنة) بسبب جبره بخاطر اليتيم الذي خاصمه أبو لبابة في نخلة فبكى فاشتراها أبو الدحداح من أبي لبابة بحديقة فأعطاها اليتيم فبإيثاره الباقي على الفاني جوزي في الآخرة بما هو من جنس فعله. (حم د ت) (¬3) عن جابر بن سمرة) ورواه الطيالسي أيضاً. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 411)، والطبراني في الأوسط (5686)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 294)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4270): ضعيف جداً. (¬2) انظر: الإصابة (1/ 386). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 90) ومسلم (965) وأبو داود (3178) والترمذي (1013) والطيالسي (760).

6397 - "كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يا ربِّ هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه". (خد) عن ابن عمر (صح) ". (كم من جار) تقدم تحقيق القدر الذي يعد جواراً. (متعلق بجاره يوم القيامة) تعلق الغريم بغريمه والخصم بخصمه. (يقول) شاكياً على ربه. (يا رب هذا أغلق بابه دوني) لئلا أنال منه خيراً. (فمنع معروفه) [3/ 256] أي وأنصفه الله منه إذ هو محل الترهيب وحذف للعلم به, فيه تأكيد عظيم لرعاية حق الجار والحث على مواساته وتغليق الباب كناية عن عدم خروج خير منه إليه. (خد) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، ورواه أبو الشيخ والديلمي والأصبهاني وضعفه المنذري. 6398 - "كم من عاقل عقل عن الله أمره، وهو حقير عند الناس ذميمٍ لمنظر، ينجو غداً، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عظيم الشأن هالك غداً يوم القيامة". (هب) عن ابن عمر (ض) ". (كم من عاقل عقل عن الله أمره) فهمه وعرفه وعمل بما عرف. (وهو حقير عند الناس) لا يرون له قدراً ولا يعدونه عندهم كاملاً. (ذميم المنظر، ينجو غداً) بما عقله من أمر الله سبحانه، وفيه أنه لا اعتداد بحسن المنظر والمعرفة عند الناس فإن الله لا ينظر إلا إلى القلوب. (وكم من ظريف اللسان) حاذق في حديثه. (جميل المنظر عظيم الشأن) عند الناس لرئاسته وحذاقته بالكلام هو. (هالك غداً في القيامة) لسوء فعله، فليست النجاة في حسن المنظر والحذاقة بالكلام والعظمة عند الأنام، بل بالإدراك عن الله ومعرفة ما أمر به ونهى والعمل على مقتضى ذلك. (هب) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه من حديث ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (111)، وهناد في الزهد (1045)، والديلمي (4914)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 244)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4268). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4650)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 313)، وقال الألباني في ضعيف =

نهشل بن عباد عن عباد بن كثير عن عبد الله بن دينار، قال البيهقي: عقيب إخراجه: تفرد به نهشل بن عباد انتهى، قال الذهبي: قال ابن راهويه نهشل (¬1) هذا كان كذاباً وعباد قال البخاري: تركوه، وعبد الله بن دينار، قال الذهبي: ليس بالقوي. 6399 - "كم ممن أصابه السلاح ليس بشهيد ولا حميد، وكم ممن قد مات على فراشه حتف أنفه عند الله صديق شهيد". (حل) عن أبي ذر". (كم ممن أصابه السلاح) في الجهاد. (ليس بشهيد) عند الله (ولا حميد) محمود في جهاده لأن الأعمال بالنيات لا بالإصابات. (وكم ممن قد مات على فراشه) في غير معركة. (حتف أنفه) قال في الفردوس: قال أبو عبيد: يقال مات حتف أنفه إذا مات على فراشه، وقال غيره قيل له ذلك لأن نفسه تخرج بنفسه من فيه وأنفه، فأطلق أحد الاسمين على الآخر لتجاوزهما. (عند الله) وفي حكمه. (صديق شهيد) باعتبار نيته وعمله، وسبب الحديث أنه قال - صلى الله عليه وسلم - "من تعدون الشهيد؟ قالوا: من أصابه السلاح ... " فذكره، وعلى نحوه ترجم البخاري: باب لا يقال فلان شهيد أي على سبيل القطع والجزم إلا أن يكون بالوحي، والمراد من الحديث النهي عن تعيين أحد بعينه لوصف الشهادة بل يجوز أن يقال ذلك بطريق الإجمال. (حل) (¬2) عن أبي ذر) سكت المصنف عليه، وقد أورده أبو نعيم من رواية عبد الله بن خبيق بمعجمة فموحدة آخره قاف مصغراً عن يوسف بن أسباط، ثم قال: غريب بهذا الإسناد واللفظ لم نكتبه إلا من رواية يوسف انتهى، ويوسف بن أسباط أورده الذهبي في الضعفاء (¬3)، وقال: ¬

_ = الجامع (4271)، والضعيفة (4118): موضوع. (¬1) انظر المغني (2/ 702). (¬2) أخرجه أبو نعيم (8/ 251)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4273)، والضعيفة (4122). (¬3) انظر المغني (2/ 761).

وثقه يحيى، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال ابن حجر (¬1): في إسناده نظر وأعله بما ذكر. 6400 - "كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة، أو مثلها من تمر". (عق) عن ابن عمر". (كم من حوراء عيناء) بيضاء واسعة العين أعدت للمؤمن في الجنة. (وما كان مهرها) في الدنيا. (إلا) شيئاً حقيراً. (قبضة من حنطة) تصدق بها. (ومثلها من تمر) هي بمعنى أوقية فضل الصدقة، وأن لا يحتقر شيئاً منها. (عق) (¬2) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه، وقد قال مخرجه بعد أن ساقه من حديث أبان بن المحبر: لا يتابعه عليه إلا من هو مثله أو دونه انتهى، وفي الميزان: حديث باطل، قال الأزدي: أبان متروك الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه، ومن ثمة أورده ابن الجوزي في الموضوعات, وأقره عليه المؤلف في مختصرها ولم يتعقبه. 6401 - "كم من مستقبل يوماً لا يستكمله, ومنتظر غدا لا يبلغه". (فر) عن ابن عمر (ض) ". (كم من مستقبل يوماً) راجياً لاستقباله. (لا يستكمله) بل تأتيه فيه منيته. (ومنتظر غداً لا يبلغه) قال إمام الحرمين: الدنيا ثلاثة أنفاس: نفس مضى عملت فيه ما عملت، ونفس أنت فيه، ونفس لا تدري أتدركه أم لا؟ إذ كم من متنفس نفساً ففاجأه الموت قبل النفس الآخر، فلست بمالك إلا نفساً واحداً لا يوماً ولا ساعة فبادر في هذا النفس إلى الطاعة قبل الفوت وإلى التوبة قبل الموت ولا ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (6/ 90). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 42)، وابن حبان في المجروحين (1/ 98)، وانظر الميزان (1/ 129)، والموضوعات (2/ 221)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4269)، وقال في الضعيفة (571): موضوع.

تهتم [3/ 257] بالرزق فلعلك لا تبقى حتى تحتاج إليه فيكون وقتك ضائعاً، والهم فضلاً. (فر) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عون بن عبد الله أورده في اللسان (¬2) ونقل عن الدارقطني ما يفيد ضعفه. 6402 - "كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". (حم ق ت هـ) عن أبي موسى (صح) ". (كَمُل) مثلث الميم إلا أن الكسر ضعيف والكمال التباهي والتمام (من الرجال كثير) في الدين إذ هو الكمال الحقيقي، ويقال كمال المرء في سنة العلم والحق والعدل والصواب والصدق والأدب، والكمال في هذه الخلال موجود في كثير من الرجال بفضل العقول وتفاوتها (ولم يكمل من النساء إلا آسية) بنت مزاحم وقيل: من القبط، قيل ابنة عم فرعون، وقيل من بني إسرائيل من سبط موسى، وقيل: عمة موسى (امرأة فرعون ومريم بنت عمران) تمسك به من زعم نبوة مريم بنت عمران وآسية لأن كمال البشر إنما هو في مقام النبوة، ورُدَّ بأن الكمال في شيء ما يكون حصوله للكامل أولى من غيره، وليست النبوة أولى للنساء لبنائها على الظهور للدعوة وحالهن الاستتار والكمال في حقهن الصديقية وليس في الاقتصار عليهما حصر للكمال فيهما فقد ثبت أن فاطمة رضي الله عنها أكمل النساء على الإطلاق (وإن فضل عائشة على النساء) نساء هذه الأمة ما عدا فاطمة رضي الله عنها (كفضل الثريد) بالمثلثة (على سائر الطعام) قال الشارح: لا تصريح فيه بأفضلية عائشة على غيرها؛ لأن فضل الثريد على غيره إنما هو لسهولة مساغه ويسر تناوله وكان يومئذ جلّ طعامهم. (حم ق ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4913)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4272)، والضعيفة (4121). (¬2) انظر لسان الميزان (4/ 387).

ت هـ) (¬1) عن أبي موسى) ورواه عنه النسائي أيضاً. 6403 - "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". (خ) عن ابن عمر، زاد (حم ت هـ) "وعد نفسك من أصحاب القبور". (صح) ". (كن في الدنيا كأنك غريب) لا تتخذ وطناً ولا تستعد لغد ولا تستكثر مما يشغله عن قطع مسافة غريبة (أو عابر سبيل) قال الطيبي: الأحسن جعل أو بمعنى بل شبه الناسك السالك بطريق لا مسكن له يأويه، ثم ترقى وأضرب عنه إلى عابر سبيل لأن الغريب قد يسكن في بلد الغربة وابن السبيل بينه وبين مقصده أودية رديئة ومفاوز مهلكة وقطاع وشأنه لا يقيم لحظه ولا يسكن لمحة. (خ) في الرقاق عن ابن عمر، زاد (حم ت هـ) (¬2) "وعد نفسك من أصحاب القبور" فلا تأخذ من الدنيا شيئاً إلا ما يبلغك الطاعة، إذ عن قريب وأنت من أهل القبور، (عق) عن ابن عمر). 6404 - "كن ورعاً تكن أعبد الناس، وكن قنعاً تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً، وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب" (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (كن ورعاً) الورع في الأصل الكف عن المحارم والتحرج منها، ثم استعير للكف عن المباح والحلال (تكن أعبد الناس) لدوام مراقبتك واشتغالك بأفضل العبادات لظاهرك وباطنك بإيثار مراد الله على مرادك، وهذا كمال العبودية، ولذا قال الحسن: ملاك الدين الورع (وكن قنعاً تكن أشكر الناس) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 409)، والبخاري (3411، 3433، 3769، 5418)، ومسلم (2431)، والترمذي (1834)، والنسائي (5/ 283) وفي الكبرى (8356)، وابن ماجة (3280). (¬2) أخرجه البخاري (6416) وأحمد (2/ 24) والترمذي (2333) وابن ماجة (4114) والعقيلي (3/ 239).

لأن العبد إذا قنع بما أعطاه الله رضي بما قسم الله له وإذا رضي شكر، والرضى عن الله أعظم الشكر له. (وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمناً) كامل الإيمان. (وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلماً) كامل الإِسلام، فإن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وفيه إرادة التفرقة بين الإيمان والإِسلام (وأقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب) وذلك لأن كثرة الضحك تنشأ عن الفرح بالدنيا والسرور بها، وحياة القلب في عدم الأنس بالدنيا بل في طاعة الله والابتهاج بذكره وإدامة الفكر فيما يرضيه. (هب) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من حديث أبي الرَّجاء قال العلائي: أبو الرجاء متكلم فيه، قال الشارح: وأقول: فيه أيضاً برد بن سنان أورده الذهبي في الضعفاء (¬2). 6405 - "كنت أول الناس في الخلق وآخرهم في البعث". ابن سعد عن قتادة مرسلاً". (كنت أول الناس في الخلق) لأن الله تعالى خلقه نوراً قبل خلق آدم عناية بشأنه وتعظيماً لقدره وأراد بالناس الأنبياء لقوله: (وآخرهم في البعث) فإن آخريته عن الأنبياء لا عن الناس كلهم ويدل حديث "كنت أول النبيين ... " يأتي ومن قال: المراد بالخلق التقدير لا الإيجاد فإنه قبل ولادته لم يكن موجوداً فقد تعقب بأنه لو كان ذلك المراد لم يكن لتخصيصه معنى بل ما ذكرناه من اتخاذه نوراً. (ابن سعد (¬3) عن قتادة [3/ 258] مرسلاً) وقد أخرجه أبو نعيم في الدلائل ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5750)، والبخاري في الأدب المفرد (252)، والترمذي (2305)، وابن ماجة (4217)، وانظر العلل المتناهية (2/ 706)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4580)، والصحيحة (506). (¬2) انظر: المغني (1/ 101). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 149)، وابن عدي في الكامل (3/ 49)، وضعفه الألباني في الضعيفة (661).

من حديث سعد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ "كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعثة" وفيه بقية وسعيد بن بشير، بقية مر الكلام فيه غير مرة وسعيد ضعفه ابن معين وغيره. 6406 - "كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد". (حل) عن ميسرة الفجر، ابن سعد عن ابن أبي الجدعاء (طب) عن ابن عباس (صح) ". (كنت نبياً) في عالم الغيب لا يقال إن أريد التقدير فغيره من الأنبياء كذلك وإن أريد البعثة فما هي مراده ضرورة لأنا نقول يجب الإيمان بما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - من غير تفتيش عن الكيفية التي كان عليها، وقيل: المراد أنه تعالى أخبره بمرتبته وهو روح قبل إيجاد الأجسام الإنسانية كما أخذ الميثاق علي بني آدم قبل إيجاد أجسامهم ذكره ابن العربي: فإن قيل حقيقة آدم من هذا الهيكل المخلوق من طين المنفوخ فيه الروح فمجموع الروح والجسد هو المسمى بآدم فما معنى: (وآدم بين الروح والجسد) فالجواب أنه مجاز عما قيل تمام خلقته قريباً منه, كما يقال فلان بين الصحة والمرض أي حالة تقرب منهما. (ابن سعد حل) عن ميسرة الفجر) (¬1) له صحبة من أعراب البصرة والفجر بالفاء والجيم، (ابن سعد عن ابن أبي الجدعاء (طب) (¬2) عن ابن عباس) قيل: يا رسول الله متى كنت نبياً؟ فذكره، رمز المصنف لصحته قال الطبراني: لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد وفيه قيس بن الربيع قال الذهبي: تابعي له حديث منكر، وأخرجه الترمذي في العلل ¬

_ (¬1) الإصابة (6/ 239). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 53) والبخاري في التاريخ (1606) وأحمد (5/ 59) والحاكم (2/ 665) والقاضي أبو طالب في علل الترمذي (1/ 368) وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 92) (12571) عن ابن عباس وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 223) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4581).

وقال إنه سأل البخاري عنه فلم يعرفه, وقال أبو عيسى: وهو غريب، وأخرجه البخاري في تاريخه، وأحمد وابن السكن والبغوي عن ميسرة أيضاً وأخرجه عنه الحاكم بلفظ: "قلت: يا رسول اللَّه، متى كنت نبياً؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد ... " وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، والمصنف رمز بالصحة على الطبراني وأخرجه أحمد أيضاً، قال الهيثمي: رجالهما رجال الصحيح. 6407 - "كنت بين شر جارين: بين أبي لهب وعقبة بن معيط، إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي حتى إنهم ليأتون ببعض ما يطرحونه على بابي". ابن سعد عن عائشة (ض) ". (كنت) في مكة. (بين شر جارين) في جوارهما وفي غيره (بين أبي لهب وعقبة بن أبي معيط)، فإنهما كانا أشد الناس إيذاء له - صلى الله عليه وسلم - كما أبانه (إن كانا ليأتيان بالفروث) جمع فرث وهو معروف (فيطرحانه على بابي) إيذاء له وفيه أن من سوء الجوار طرح الكناسة بباب الجار (حتى إنهم ليأتون ببعض ما يطرحونه) من الأذى كالغائط والدم (فيطرحونه على بابي) تناهياً في إيصال الأذية إليه - صلى الله عليه وسلم - وفيه الإخبار بتحمل أذى الجار وأن عاقبة ذلك الخير للصابر والنار لسيء الجوار وفائدة الإخبار التحذير من سوء الجوار وأن منه إلقاء ما ذكر بباب الجار (ابن سعد (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 6408 - "كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله علي الكفيت، فما أريده من ساعة إلا وجدته وهو قدر فيه لحم". ابن سعد عن محمَّد بن إبراهيم مرسلاً وعن صالح بن كيسان مرسلاً". (كنت من أقل الناس في الجماع حتى أنزل الله علي الكفيت) بفتح الكاف ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 201)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4277)، والضعيفة (4151): موضوع.

وسكون الفاء وفتح المثناة بضبط المصنف بخطه، ولم يؤرخ زمان إنزاله عليه هل في المدينة أو في مكة؟ (فما أريده من ساعة إلا وجدته) كأنه باقٍ لديه أو ينزل عليه إذا أراده، ويحتمل ما أريد الجماع إلا وجدت القدرة عليه. (وهو قدر فيه لحم) هذا بيان المراد منه وهو يرد على من زعم أن المراد ما أكفت به معيشتي أي أضم وأصلح، قال ابن سيد الناس: وكثرة الجماع محمودة عند العرب إذ هو دليل الكمال وصحة الذكورية ولم يزل التفاخر بكثرته عادة معروفة والتمدح به سيرة مرضية. (ابن سعد (¬1) عن محمَّد بن إبراهيم مرسلاً وعن صالح بن كيسان مرسلاً) قال الذهبي (¬2): كان جامعاً بين الفقه والحديث والمروءة. 6409 - "كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء، غير ألا تشربوا مسكرا". (م) عن بريدة (صح) ". (كنت نهيتكم عن الأشربة) جمع شراب وهو كل مائع رقيق يشرب ولا يتأتى به المضغ حلالاً كان أو حراماً قاله ابن الكمال (إلا في ظروف الأدم) فإنها جلد رقيق لا يجعل الماء حارا فلا يصير مسكراً وأما الآن. (فاشربوا في كل وعاء) غير الأدم. (غير ألا تشربوا مسكراً) فهو نسخ للنهي عن الانتباذ في الأسقية (م) (¬3) عن بريدة) ولم يخرجه البخاري. 6410 - "كنت نهيتكم عن الأوعية، فانبُذُوا، واجتنبوا كل مسكر" (هـ) عن بريدة". (كنت نهيتكم عن الأوعية) أي عن التنبيذ [3/ 259] فيها. (فانبُذُوا) في أي وعاء كان (واجتنبوا كل مسكر) وهذا نسخ صريح للنهي عن الانتباذ في النقير ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 192)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4278)، والضعيفة (6124): موضوع. (¬2) انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 454)، وتذكرة الحفاظ (1/ 148 - 149). (¬3) أخرجه مسلم (977).

والمزفت. (هـ) (¬1) عن بريدة). 6411 - "كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، ليتسع ذوو الطول على من لا طول له، فكلوا ما بدا لكم، وأطعموا وادخروا" (ت) عن بريحة". (كنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي) نهي تحريم أو تنزيه عن إدخارها (فوق ثلاث) من الأيام ابتداؤها من يوم النحر أو من يوم الذبح وأوجبت عليكم التصدق بها (ليتسع ذوو الطول) ليوسع أصحاب الغنى (على من لا طول له) من لا سعة له .. (فكلوا ما بدا لكم) أي مدة أردتم. (وأطعموا) غيركم. (وادخروا) فإنه لم يبق تحريم ولا كراهة، قال القرطبي (¬2): هذا الحديث ونحوه من الأحاديث الرافعة للمنع لم تبلغ من استمر على النهي كعلي وعمر وابنه لأنها أخبار أحاد لا متواترة وما هو كذلك يصح أن يبلغ بعض الناس دون بعض، قال النووي (¬3): هذا من نسخ السنة بالسنة. (ت) (¬4) عن بريدة). 6412 - "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروا القبور، فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة". (هـ) عن ابن مسعود (صح) ". (كنت نهيتكم عن زيارة القبور) لحدثان عهدكم بالكفر والشرك وأما الآن حيث استحكم الإِسلام وصرتم أهل يقين وتقوى (فزوروا القبورة فإنها) أي زيارتها ورؤيتها (تزهد في الدنيا) لأنه يذكر حال من نزلها من المترفين والأغنياء وغيرهم فتقل في عينه الدنيا (وتذكر الآخرة) لأنها أول منازلها وفيه ابتداء الإثابة أو العقوبة، قال ابن تيمية (¬5): قد أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - في زيارتها بعد النهي عنها وعلله ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3405)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4583). (¬2) شرح صحيح مسلم (13/ 129). (¬3) المفهم (3/ 442). (¬4) أخرجه الترمذي (1510)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4585). (¬5) مجموع الفتاوى (24/ 333).

بأنها تذكر الموت والدار الآخرة وأذن إذناً عاماً في زيارة قبر المسلم والكافر، والسبب الذي ورد عليه الخبر يوجب دخول الكافر والعلة موجودة في ذلك كله وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي قبور البقيع والشهداء بالدعاء والاستغفار وهذا المعنى يختص بالمسلمين (هـ) (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، قال المنذري: إسناده صحيح. 6413 - "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها؛ فإنها تُرِق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة، ولا تقولوا هجراً". (ك) عن أنس" (صح). (كنت نهيتكم عن زيارة القبور) لأنهم كانوا يزورونها أيام الجاهلية على وجوه قبيحة فنهى عن زيارتها وهو شامل للرجال والنساء في الأظهر، وإن كان ضمير: "نهيتكم" خاصاً بالذكور (ألا فزوروها) أمر ندب أو إباحة (فإنها تُرِق القلب) بضم حرف المضارعة بما تحدثه بذكر حال الموتى ورقة القلب مرادة لله تعالى. (وتدمع العين) وذلك مطلوب إذا كان فيه رجوع إلى الله تعالى. (وتذكر الآخرة) وذكرها مطلوب لله إذا كان ذكراً يثمر إقبالاً عليها وعزوماً عن الدنيا (ولا تقولوا) عند الزيارة (هُجراً) بضم الهاء أي قبيحاً وفحشاً، قال السبكي: متى كانت الزيارة بهذا القصد لا يشرع فيها قصد قبر بعينه سواء فيه المسلم والكافر، قال النووي (¬2): وبالجواز قطع الجمهور، وقال صاحب الحاوي: لا يجوز زيارة قبر الكافر وهو غلط انتهى ولا يشد الرحال إليها وعليه يحمل ما في شرح مسلم من منع شد الرحال لزيارة القبور وكذا لقصد التبرك إلا لزيارة الأنبياء صلوات الله عليهم. (ك) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر: سنده ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1571)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 189)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4279). (¬2) شرح مسلم (7/ 45). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 532)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 137)، وصححه الألباني في صحيح =

ضعيف. 6414 - "كنس المساجد مهور الحور العين" ابن الجوزي عن أنس (ض) ". (كنس المساجد) بإزالة القمامة منها وهو شامل لكل مسجد. (مهور الحور العين) قيل: بكل كنسة يجعل الله له حوراء إذا فعله محتسباً لا بأجرة كما هو المتعارف الآن. (ابن الجوزي (¬1) في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية، عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الواحد بن زيد متروك وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وحكم بوضعه، وقال: فيه مجاهيل. 6415 - "كونوا في الدنيا أضيافاً، واتخذوا المساجد بيوتاً، وعودوا قلوبكم الرقة، وأكثروا التفكر والبكاء, ولا تختلفن بكم الأهواء، وتبنون ما لا تسكنون، وتجمعون ما لا تأكلون، وتأملون ما لا تدركون". الحسن بن سفيان (حل) عن الحكم بن عمير (ض) ". (كونوا في الدنيا أضيافاً) أي اقنعوا منها بما يقنع الضيف فإنه ينزل في دار مضيفه قانعاً بما يأتيه به غير طامع في طول الإقامة لديه ولا آخذ من ماله ذخراً معترفاً له بالإكرام فالإنسان ضيف الله في داره ينبغي له أن لا يعد الدنيا مسكناً ولا يتخذها وطناً ولا تطمع في البقاء فيها (واتخذوا المساجد بيوتاً) فيها تسكنون لطاعة الله وتأنسون فيها بذكره ولا تهجروها وتخلوها عن السكون والإحياء. (وعودوا قلوبكم الرقة) اجعلوها عادة لها عند ذكر الله ووعده ووعيده [3/ 260] فلا تغافلوها وتعودوها الغفلة فإن القلب ما عوده اعتاده. (وأكثروا التفكر) في المعاد وفي المخلوقات وما في السماوات والأرض من الآيات فإن ¬

= الجامع (4584). (¬1) أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 401)، وانظر كذلك الموضوعات (3/ 215)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4280)، والضعيفة (4147): موضوع.

الفكرة تزيد في الإيمان. (وأكثروا في البكاء) من خشية الله. (ولا تختلفن بكم الأهواء) أهواء الدنيا فتعطفكم عن الله أو أهواء البدع في الدين فتضلوا. (وتبنون ما لا تسكنون) جملة استئنافية أي أنتم تعدون ما تنتفعون به. (وتجمعون ما لا تأكلون، وتأملون ما لا تدركون) فتذهبون الأعمار في ما لا ينفعكم في هذه الدار ولا في دار القرار، وليست هذه صفات من كمل عقله فضلاً عمن كمل إيمانه. (الحسن بن سفيان (حل) (¬1) عن الحكم بن عمير) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عندهم الجميع بقية وموسى بن حبيب، قال الذهبي: ضعفه أبو حاتم. 6416 - "كونوا للعلم رعاة ولا تكونوا له رواة" (حل) عن ابن مسعود (ض) ". (كونوا للعلم) من كتاب وسنة. (رعاة) بالراء جمع راع كما في الفردوس وفي غيره بالواو، والمراد ارعوه بالعمل به. (ولا تكونوا له رواة) فقط فإنه لا ينفعكم روايته إذا فاتتكم رعايته، وتمام الحديث عند مخرجه أبي نعيم فقد يرعوي من لا يروي وقد يروي من لا يرعوي، إنكم لم تكونوا عالمين حتى تكونوا بما علمتم عاملين، وما كان يحسن حذفه وإن كان جائزاً. (حل) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه. 6417 - "كلام ابن آدم كله عليه لا له، إلا أمراً بالمعروف، أو نهياً عن المنكر، أو ذكلرا لله عَزَّ وَجَلَّ". (ت هـ ك هب) عن أم حبيبة (صح) ". (كلام ابن آدم) وبنت آدم (كله عليه) وزره (لا له) نفعه زاده تأكيداً والمراد الكلام الذي لا يحتاج إليه وإلا فهو مباح كطلب إعراضه بالألفاظ أو واجب كسؤاله عن أمور دينه. (إلا أمراً بالمعروف) إرشاد إلى المعروف. (أو نهياً عن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 358)، والقضاعي في مسند الشهاب (731)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4281)، وقال في الضعيفة (1179): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 262)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4282): ضعيف جدًا.

المنكر، أو ذكراً لله عَزَّ وَجَلَّ) والحديث مأخوذ من الآية {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ} [النساء: 114] الآية وفيه التحذير عن إطلاق اللسان بالكلام. (ت هـ ك هب) (¬1) عن أم حبيبة) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: غريب. 6418 - "كلام أهل السماوات: لا حول ولا قوة إلا بالله". (خط) عن أنس". (كلام أهل السماوات) من الملائكة (لا حول ولا قوة إلا بالله) أي ذكرهم هو بهذا اللفظ الذي هو كنز من كنوز الجنة، وتقدم تفسير هذه الكلمة في حديث مرفوع وهي كلمة التفويض إلى الله وإرجاع الأمر كله إليه وفي اعتماد الملائكة لها إبانة لشرفها وفضلها، وأنه ينبغي اعتماد العباد عليها والمراد أنها ذكر أكثر الملائكة أو طائفة منهم مخصوصة وإلا فلهم أذكار أخرى. (خط) (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه أحمد بن محمَّد بن عمران قال الذهبي في الضعفاء: ضعيف معروف، وداود بن صغير قال الدارقطني وغيره: منكر الحديث، ومن ثمة عده ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح. 6419 - "كلامي لا ينسخ كلام الله، وكلام الله ينسخ كلامي، كلام الله ينسخ بعضه بعضاً". (عد قط) عن جابر (ض) ". (كلامي لا ينسخ كلام الله) لا يرفع ما ثبت من أحكامه. (وكلام الله ينسخ كلامي) يرفع حكمه وفيه دليل لمن ذهب من الأصوليين إلى أن القرآن لا ينسخ بالسنة أي الأحكام التي اشتمل عليها لأن لفظ السنة غير متعبد بتلاوته حتى ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2412)، وابن ماجة (3974)، والحاكم (2/ 557)، والبيهقي في الشعب (4954)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4283)، والضعيفة (1366). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 333)، وانظر العلل المتناهية (1/ 47)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4284)، والضعيفة (4123).

يقال إنه ينسخ لفظه بخلاف كلام الله فإنه ينسخ تارة لفظه ومعناه وتارة حكمه دون لفظه وهو الكثير وتارة لفظه دون حكمه كآية (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالاً من الله) كما عرف في موضعه. (وكلام الله ينسخ بعضه بعضاً) قال الجلال: إنه من خصائصه -صلى الله عليه وسلم- أن في كتابه الناسخ والمنسوخ. (عد قط) (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي: فيه جبرون بن واقد الأفريقي متهم فإنه روى بقلة حيائه هذا الحديث، وقال الفريابي: في مختصر الدارقطني: فيه جبرون غير ثقة وعنه داود بن محمَّد القنطري أتى بحديثين باطلين قاله الذهبي: وقال ابن الجوزي في العلل: قال ابن عدي: هذا حديث منكر، وقال في الميزان: تفرد به القنطري وهو موضوع، قال الشارح: وبه يعرف أن عزو المصنف الحديث لابن عدي وحذفه ما أعله به غير مرضي. قلت: قد اطردت قاعدته في الاكتفاء بالإشارة والرمز. 6420 - "كيف أنتم إذا كنتم من دينكم في مثل القمر ليلة البدر لا ببصره منكم إلا البصير؟ ". ابن عساكر عن أبي هريرة". (كيف بكم) أي كيف الحال بكم. (إذا كنتم من دينكم) من أمره ودلائله وقوته ووضوح شأنه وإنارة برهانه. (في مثل القمر ليلة [3/ 261] البدر) ليلة رابع عشر وهي ليلة سلطان القمر وظهور إنارته ونوره وكماله. (لا يبصره) أي القمر. (منكم إلا البصير) دون الأعمى والمعشي إذا ظهر أمر الدين غاية الظهور كيف يكون حالكم عند ذلك؟ أتشكرون هذه النعمة وتعاملونها بما هي أهله من الطاعة؟ أو تكونون على حال غير هذا؟ وهو استفهام خرج مخرج ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 180)، والدارقطني (4/ 145)، وانظر العلل المتناهية (1/ 132)، والميزان (2/ 111)، والمغني في الضعفاء للذهبي (1/ 127)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4285): موضوع.

البشرى والإخبار بأنه سيظهر أمر الدين في الآفاق ظهور البدر في الإنارة والإشراق مع ارتفاع شأنه وعلو مكانه وعزة أعوانه وذهاب سلطان شيطانه. (ابن عساكر (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وقد تعقبه مخرجه ابن عساكر فإنه خرجه في ترجمة صدقة الخرساني، ثم قال: صدقة ضعفه أحمد والنسائي، ووثقه أبو زرعة انتهى، وفي الضعفاء (¬2) للذهبي لا يجوز الاحتجاج به. 6421 - "كيف أنتم إذا جارت عليكم الولاة؟ " (طب) عن عبد الله بن بسر (ح) ". (كيف أنتم إذا جارت عليكم الولاة؟) أي كيف حالكم وصبركم على وقت جور الولاة عليكم أتقاتلون أم تصبرون على جورهم واستئثارهم عليكم؟ وهو استفهام يفيد معناه الإخبار بأنه لا بد من ولاة الجور وقد أمرهم في عدة أحاديث بترك القتال ما أقاموا الصلاة (طب) (¬3) عن عبد الله بن بسر) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما قال ففيه عمر بن بلال الحمصي مولى بني أمية (¬4) قال الهيثمي: جهله ابن عدي، قال في الميزان: قال ابن عدي: غير معروف ولا حديثه محفوظ وأشار إلى هذا الحديث. 6422 - "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟ " (ق) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (24/ 37)، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (1/ 113)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4290). (¬2) انظر المغني (1/ 308). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4908)، والبخاري في التاريخ (1971)، والكامل لابن عدي (5/ 56) انظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 237)، والميزان (5/ 222)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4289)، والضعيفة (2594). (¬4) انظر: المغني (2/ 463).

هريرة" (صح). (كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم) آخر الزمان (وإمامكم منكم؟) الخطاب لقريش، والمراد والخليفة قرشي أو إمام صلاتكم كما في مسلم أنه يقال له: صل بنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة لهذه الأمة، وقال الطيبي: معناه يؤمكم عيسى حال كونه على دينكم وصحح التفتازاني أنه يؤمهم ويقتدي به المهدي لأنه أفضل فإمامته أولى، والحديث استفهام عن حال من يكونون أحياء عند نزول عيسى كيف يكون سرورهم بلقاء هذا النبي الكريم، وكيف يكون فخر هذه الأمة وعيسى روح الله يصلي وراء إمامهم، قيل: وذلك لا يلزم منه انفصال عيسى عن الرسالة لأن جميع الرسل بعثوا إلى الدعاء إلى التوحيد والأمر بالعبادة والعدل والنهي عما خالف ذلك من جزيئات الأحكام بسبب تفاوت الأعصار في المصالح من حيث أن كل واحدة منها حق بالإضافة إلى زمانها يراعى فيها صلاح من خوطب به, فإذا نزل المتقدم في أيام المتأخر نزل على وقفة، ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -: "لو كان موسى حياً لما وسعه إلا اتباعي" (ق) (¬1) عن أبي هريرة) ورواه أحمد أيضاً. 6423 - "كيف أنت يا عويمر إذا قيل لك يوم القيامة: أعلمت أجهلت؟ فإن قلت: "علمت" قيل لك: فماذا عملت؟ وإن قلت: "جهلت" قيل لك: فما كان عذرك فيما جهلت؟ ألا تعلمت" ابن عساكر عن أبي الدرداء". (كيف بك يا عويمر) بتصغير عامر اسم أبي الدرداء المخاطب بهذا (إذا قيل لك يوم القيامة؟) من قبل الله تعالى أي على أي حال يكون وقت السؤال عن العلم والعمل به والجهل وعدم التعلم أي ماذا يكون جوابك (أعلمت أم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3449)، ومسلم (155)، وأحمد (2/ 336).

جهلت؟) استفهام تقريع وتوبيخ وتدرج إلى ما بعده (فإن قلت: "علمت" قيل لك: فماذا عملت فيما علمت؟) سؤال عن ثمرة العلم وفائدته ونتيجته (وإن قلت: "جهلت" قيل لك: فما كان عذرك فيما جهلت؟) أي في جهلك (ألا تعلمت) فالعبد إن اتصف بالعلم سأل عن العمل وإن لم يتصف به وبقي على جهله سئل عن وجه تركه العلم وتعلمه فلا ينجو إلا بالعلم والعمل (ابن عساكر (¬1) عن أبي الدرداء). 6424 - "كيف بكم إذا كنتم من دينكم كرؤية الهلال". ابن عساكر عن أبي هريرة". (كيف بكم) كيف بحالكم، يقال كيف بك إذا كان كذا وكيف أنت، والباء متعلقة بالظرف. (إذا كنتم من دينكم كرؤية الهلال) أي إذا عم الجهل وفقد العلم وغلب الشر وقيل الخير ولا يدرك أحكام الدين والتفاعلية إلا أفراد كما أنه لا يرى الهلال لخفائه إلا أفراد أي التفاوت على ذلك، أو تابعون من الجهل ويقتلون على الاجتهاد في طلب الحق وهو إعلام بأنه سيعم الجهل ويتقاصر العلم، وتخفى الأمور الدينية. (ابن عساكر (¬2) عن أبي هريرة). 6425 - "كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم؟ ". (هـ هب) عن جابر". (كيف يقدس الله أمة) أي على أي حال تعظم أمة التقدس مأخوذ من قدس في الأرض إذا ذهب فيها وأبعد، ويقال قدسه إذا طهره لأن مطهر الشيء يبعده ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 181)، والحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (1124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4288)، والضعيفة (4157). (¬2) أخرجه ابن عساكر (62/ 41) في تاريخ دمشق، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4294)، والضعيفة (2593).

عن الأقذار أي أمة. (لا يؤخذ من شديدهم) [3/ 262] ذي رئاستهم وكبير عشيرتهم. (لضعيفهم؟) والاستفهام منه إنكار وتعجب معناه: أخبروني كيف يظهر الله قوماً لا ينصرون الضعيف العاجز على القوي الظالم مع تمكنهم من ذلك أي لا يظهرهم أبداً. (هـ حب) (¬1) عن جابر). 6426 - "كيف يقدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من قويها، وهو غير متعتع؟ ". (ع هق) عن بريدة (صح) ". (كيف يقدس الله) على أي صفة يكون تقديس (أمة لا يأخذ ضعيفها حقه) أي ما يجب له عليه (من قويها) سلطانه وماله وأعوانه (وهو غير متعتع) بفتح التاء أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه أي من أين تستحق التقديس أمة هذا شأنها يضطهد الضعيف ولا ينكر ذلك، وفيه دليل أن الأمة تعاقب كلها إن اهتضم فيها الضعيف وترك الإنكار عليه أخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال: "إن ذنب أيوب الذي ابتلي به أنه استعان به مسكين على ظالم فلم يعنه" (¬2) وضمير هو للقوي أي بأخذه الضعيف حقه منه من غير إزعاجه وإقلاقه لأنه لا يمكنه ذلك بل يأخذه منه كما يأخذ المستفضل بلطف وبرفق كأنه يعطيه صدقة منه وذلك لخوفه من القوي إن طلب منه بعنف وإلا فإن لصاحب الحق مقالاً أي لا يأخذ الحق حال كون القوي غير مقلق ولا مزعج ولا يسلمه من الروعة (ع هق) (¬3) عن بريدة) قال: لما قدم جعفر من الحبشة قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أخبرني ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4010)، والبيهقي في الشعب (11232)، وابن حبان (11/ 443) (5058)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4598). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 60). (¬3) أخرجه أبو يعلى (2003)، والبيهقي في الشعب (11232)، وفي السنن (10/ 94)، وابن أبي عاصم في السنة (رقم 582) راجع للتفصيل: البدر المنير (9/ 543)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 208)، والميزان (3/ 182)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4597).

بأعجب ما رأيته" قال: مرت امرأة وعلى رأسها مكتل فأصابها فارس فرماه فجعلت تلومه وتقول: ويل لك يوم الملك على كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم فذكره، قال الهيثمي بعد عزوه لأبي يعلى: فيه عطاء بن السائب ثقة لكنه اختلط وبقية رجاله ثقات، وقيل: في رواية البيهقي: عمرو بن قيس عن عطاء أورده الذهبي في المتروكين وقال: تركوه واتهم أي بالوضع، قلت: والمصنف رمز لصحته. 6427 - "كيف وقد قيل؟ ". (خ) عن عقبة بن الحارث (صح) ". (كيف) تجتمع بها وتنكحها. (وقد قيل) إنك أخوها من الرضاعة، قاله - صلى الله عليه وسلم - لعقبة وقد تزوج فأخبرته امرأة أنها أرضعتهما فركب فسأله, قال الشافعي: كأنه لم يرها شهادة فكره له المقام معها تورعا فأمر بفراقها لا من طريق الحكم بل الورع, لأن شهادة المرضعة على فعلها لا يقبل عند الجمهور، وأخذ أحمد بظاهر الخبر فقبلها، واعلم أن الحديث حث على مقام التورع وترك التهم (خ) (¬1) عن عقبة بن الحارث) ولما قال له - صلى الله عليه وسلم - بذلك طلقها ونكحت غيره. 6428 - "كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه" (حم خ) عن المقدم بن معد يكرب (تخ هـ) عن عبد الله بن بسر (حم هـ) عن أبي أيوب (طب) عن أبي الدرداء (صح) ". (كيلوا طعامكم) عند إخراجه ليطحن أو عند إحرازه أو عندهما وحال كونه طحيناً وإن كان معلوماً قدره (يبارك لكم فيه) فإن الله جعل البركة مع كيله، قال ابن الجوزي وغيره: وهذه البركة يحتمل كونها للتسمية عليه وكونها لما بورك في مد أهل المدينة ولا ينافيه خبر عائشة أنها كانت تخرج قوتها بغير قيل فبورك لها فيه فلما كالته فنى، قيل: لأن هذا في طعام يشترى أو يخرجه من مخزنه فبركته بكيله لإقامة القسط والعدل وعائشة كالته احتقاراً كذا قيل والأحسن أن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (88).

يقال ذلك مخصوص ببركته - صلى الله عليه وسلم - (حم خ) عن المقدم بن معد يكرب (تخ هـ) عن عبد الله بن بسر (حم هـ) عن أبي الدرداء (طب) (¬1) عن أبي أيوب). 6429 - "كيلوا طعامكم؛ فإن البركة في الطعام المكيل". ابن النجار عن علي (صحيح المتن) ". (كيلوا طعامكم؛ فإن البركة في الطعام المكيل) خاصة من الله لحكمة نجهلها في الحقيقة وإن علل بشيء فتخمينا كما قيل: إنه إذا أخرجه جزافاً قد ينقص عن كفاية عياله فيتضررون أو يزيد فلا يعرف ما يدخر لتمام السنة وهذه الأحاديث دالة على أن طلب البركة في الطعام محبوب لله تعالى. (ابن النجار (¬2) عن علي) في هامش ما قُوبل على خط المصنف صحيح المتن ورواه القضاعي وغيره، قال بعضهم: حسن غريب. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 131)، والبخاري (2021) عن المقداد بن معد يكرب، وأخرجه البخاري في التاريخ (449)، وابن ماجة (2231) عن عبد الله بن بسر، وأخرجه أحمد (5/ 414) عن أبي الدرداء، وأخرجه الطبراني في الكبير (20/ 272) (643) عن أبي أيوب. (¬2) انظر فيض القدير (5/ 60)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4599).

المعرف بـ اللام من حرف الكاف

المعرف بـ اللام من حرف الكاف 6430 - " الكافر يلجمه العرق يوم القيامة حتى يقول: أرحني ولو إلى النار". (خط) عن ابن مسعود" (ض). (الكافر يلجمه العرق) من الجمه أي يصير كاللجام في النهاية (¬1): يصل إلى أفواههم فيصير بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام (حتى يقول) من شدة ما هو فيه: (أرحني ولو إلى النار) فإنه أخف عليه من الحال الذي يجده ولا [3/ 263] يسيل جسمه بالعرق إلا عن بلاء عظيم نزل بجسده (خط) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وفيه بشر بن الوليد (¬3) قال الذهبي: صدوق لكنه لا يعقل كان قد خرف. 6431 - "الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغموس". (حم خ ت ن) عن ابن عمرو (صح) ". (الكبائر) هي كلما كبر من المعاصي وعظم من الذنوب واختلف في حدها على أقوال كثيرة والأقرب أنها كل ذنب رتب الشارع حداً عليه وصرح عليه بالوعيد. (الإشراك بالله) يحتمل أنها خبر مبتدأ محذوف ويحتمل الخبرية عن الكبائر هي وما بعدها ويعتبر الربط بعد العطف (وعقوق الوالدين) ولو كافرين وهو كل ما يتأذى به الوالدين (وقتل النفس) بغير حق (واليمين الغموس) في النهاية (¬4) هي اليمن الكاذبة الفاجرة التي يقتطع بها الحالف مال غيره، سميت غموساً؛ لأنها ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 234). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (12/ 27)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4295)، والضعيفة (4150). (¬3) انظر المغني (1/ 108). (¬4) انظر النهاية (3/ 386).

تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار وفعول للمبالغة وكلها تقع بالأفعال والأقوال إلا الأخير فإنه قول لا غير وهذه بعض الكبائر ولا ينافيها عد زيادة عليها كما في حديث: الكبائر سبع لما قد أسلفنا في نظائره. (حم خ ت ن) (¬1) عن ابن عمر) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. 6432 - "الكبائر سبع: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقذف المحصنة، والفرار يوم الزحف وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة". (طس) عن أبي سعيد (صح) ". (الكبائر سبع) قيل: يا رسول الله ما هن؟ قال: (الإشراك بالله) بقول أو فعل أو اعتقاد (وعقوق الوالدين) قيل: الأصلين فيشمل الجدين وإن عليا وليس المراد أن الكبيرة عقوقهما معا بل ولو أحدهما (وقتل النفس التي حرم الله) قتلها (إلا بالحق) استثناء منقطع لأنه إذا كان بالحق كالقصاص فإنه ليس من الكبائر. (وقذف المحصنة) التي حصنها الله من الزنا، وإن فتحت الصاد وإن كسرت فالمراد التي أحصنت فرجها من الزنا (والفرار) الهرب (من الزحف) من الجيش في يوم قتال الكفار أو البغاة، قال الذهبي: وفرار الفار من سلطانه أعظم وزرًا من فرار الفار من عسكر خذلوا ثم انضم إلى بلد سلطانهم. (وأكل الربا) أي أخذه وتناوله على أي صفة كان. (وأكل مال اليتيم) الطفل الذي مات أبوه والمراد أيضاً استهلاكه ولو بغير الأكل (والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة) وهذا عند إيجاب الهجرة في أول الأمر قبل إسلام الأعراب وكان يعد من رجع إلى الأعرابية كالمرتد. (طس) (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: والأمر بخلافه ففيه عبد السلام بن حرب أورده الذهبي في ذيل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 201)، والبخاري (6870)، والترمذي (3021)، والنسائي (7/ 89). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5709)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4606).

الضعفاء (¬1) وقال: صدوق وقال ابن سعد: في حديثه ضعف، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ساقه الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: متروك واهٍ. 6433 - "الكبائر: الشرك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله". البزار عن ابن عباس". (الكبائر) جمع كبيرة قال أبو البقاء: هي من الصفات العالية التي لا يكاد يذكر الموصوف معها. (الشرك بالله) كما سلف {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيهِ الْجَنّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: 72] (والإياس من روح الله) بفتح الراء من رحمته التي فيها الإعانة والتخلص من كل كرب. (والقنوط من رحمة الله) يحتمل أن القنوط بالنسبة إلى العباد والإياس بالنسبة إلى نفس الآيس (البزار (¬3) عن ابن عباس) قال: قال رجل: يا رسول الله ما الكبائر؟ فذكره، قال الزين العراقي في شرح الترمذي: إسناده حسن. 6434 - "الكبائر: الإشراك بالله، قذف المحصنة, وقتل النفس المؤمنة, والفرار يوم الزحف، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين المسلمين، وإلحاد بالبيت قبلتكم أحياء وأمواتاً". (هق) عن ابن عمر (صح) ". (الكبائر: الإشراك بالله) أي مطلق الكفر وتخصيص الشرك لغلبته في الوجود (وقذف المحصنة) أي رميها بالزنا لا غيره من المعاصي ومثلها المحصن عند الجماهير، ونازع العلامة الجلال في ذلك في حاشيتة على الكشاف قائلاً إنه لا غضاضة على الرجل في رميه بالزنا بل بعض الجاهلية يجعلونه فخراً والظاهر أن الإجماع منعقد على خلاف قوله وقصة المغيرة وأبي بكرة وصاحبه معروفة دالة للجماهير (وقتل النفس المؤمنة) بغير حق (والفرار يوم الزحف) {إِلاَّ مُتَحَرِّفاً ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 393). (¬2) انظر المغني (1/ 71). (¬3) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3480)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4603).

لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ} [الأنفال: 16] والزحف اسم للجماعة الذين يزحفون: أي يمشون بمشقة (وأكل مال اليتيم) ولم يذكر نصاب في قدر الكبيرة من المال ولعله نصاب السرقة خمسة دراهم ويحتمل ما قل ولو درهماً (وعقوق الوالدين المسلمين) أو أحدهما (وإلحاد) أي ميل عن الحق (بالبيت) وهتك حرمته (قبلتكم) بدل من [31/ 264] البيت (أحياء وأمواتاً) حال من الضمير. واعلم: أن هذه الأحاديث اشتملت على اثنتي عشرة كبيرة: (1) الإشراك. (2) وعقوق الوالدين. (3) قتل النفس. (4) اليمين الغموس. (5) قذف المحصنة. (6) الفرار من الزحف. (7) أكل الربا. (8) أكل مال اليتيم. (9) الرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة. (10) الإياس من روح الله. (11) القنوط من رحمة الله. (12) الإلحاد بالبيت. وقد سردنا في إيقاظ الفكرة عدة من الكبائر التي وردت بها النصوص. (هق) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وفيه عبد العزيز بن سنان، قال في الميزان (¬2): لا يعرف ووثقه بعضهم، وقال البخاري: حديثه عن ابن عمر فيه نظر. 6435 - "الكبر من بطر الحق وغمط الناس". (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (الكبر) على حذف مضاف أي ذو الكبر أو الكبر (من بطر الحق) أي دفعه وأنكره ويرفع من قبوله وفي النهاية (¬3): هو أن يجعل ما جعله الله حقاً من توحيده وعبادته باطلاً وقيل: هو أن يتحير عند الحق فلا يراه حقاً. (وغمط الناس) الغمط بالطاء المهملة بعد غين معجمة الاستهانة والاستحقار ويروى بالعين المعجمة وصاد مهملة, قال القاضي: والمعنى واحد فهذا حقيقة الكبر المنهي عنه شرعاً؛ لأن بطر الحق كبر على الله ورسوله وكتابه وغمط الناس احتقار لهم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 409)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4603). (¬2) انظر الميزان (4/ 251). (¬3) انظر النهاية (1/ 120).

وهم عباد الله مثله أو خير منه. (د ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وهو في مسلم من جملة حديث. 6436 - "الكُبَرَ الكُبَرَ". (ق د) عن سهل ابن أبي حثمة" (صح). (الكبر الكبر) بضم الكاف وسكون الموحدة فيهما والنصب على الإغراء أي قدم الأكبر فالأكبر إرشاد إلى الأدب في تقديم الأسن قاله - صلى الله عليه وسلم - وقد حضره جماعة في شأن صاحب لهم وجدوه قتيلاً في خيبر ولم يعرف قاتله فبدأ أصغرهم يتكلم، فذكره (ق د) (¬2) عن سهل ابن أبي حثمة) الخزرجي صحابي مشهور. 6437 - "الكذب كله إثم، إلا ما نفع به مسلم، أو دفع به عن دَيْنٍ". الروياني عن ثوبان (ح) ". (الكذب كله إثم) أي يأثم فاعله (إلا ما نفع به مسلم) فإنه لا إثم فيه سواء دفع عن نفسه أو ماله (أو دفع به عن دَيْنٍ) لأنه بغير ذلك غش قبيح، قال الغزالي (¬3): الكذب من أمهات الكبائر وإذا عرف به الإنسان سقطت مروءته وارتفعت الثقة به وازدرته العيون واحتقرته النفوس، قال: ومن الكذب الذي لا إثم فيه ما اعتيد في المبالغة نحو جئتك ألف مرة وإن لم يبلغ ألفاً، قال: ومما يعتاد الكذب فيه ويتساهل به أن يقال كل الطعام فيقول: لا أشتهيه وذلك منهي عنه وهو حرام إن لم يكن فيه غرض صحيح. (الروياني (¬4) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه. 6438 - "الكذب يسود الوجه، والنميمة عذاب القبر". (هب) عن أبي برزة". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4092)، والحاكم (4/ 201)، وأخرجه مسلم (91) عن عبد الله بن مسعود. (¬2) أخرجه البخاري (6898)، ومسلم (1669)، وأبو داود (4520). (¬3) إحياء علوم الدين (3/ 117). (¬4) أخرجه الروياني في مسنده (630)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4296): موضوع، وضعفه في الضعيفة (2174).

(الكذب يسود الوجه) في الدنيا بمقت الناس له وردهم لأقواله وفي الآخرة بالعذاب عليه، قال الراغب (¬1): الكذب عار لازم وذل وإثم وحق الإنسان أن يتعود الصدق ولا يترخص في أدنى كذب فمن استحلاه عسر عليه فطامه، وعوتب كذاب في كذبه فقال: لو تغرغرت به وتطعمت حلاوته ما صبرت عنه طرفة عين، قال البيهقي (¬2): الكذب مراتب أعلاها في القبح والتحريم الكذب على الله ثم على رسوله ثم كذب المرء على صحبه بلسانه فجوارحه وكذبه على والديه ثم الأقرب فالأقرب أغلظ من غيره. (والنميمة عذاب القبر) أي سبب له وأوردها عقيب الكذب إشارة إلى أن من الصدق ما يذم كالنميمة والغيبة والسعاية فإنها تقبح وإن كانت صدقاً، قال الراغب: الكذب إما أن يكون اختراع قصة لا أصل لها أو زيادة في قصة أو نقصان أو تحريفاً بتغيير عبارة فالاختراع يقال له الافتراء والاختلاف والزيادة والنقص يقال له ذنب وكل من أراد كذباً على غيره فإما أن يقول بحضرة المقول فيه وهو المعبر عنه بالبهتان أو في غيبته وهو الكذب. (هب) (¬3) عن أبي برزة) سكت عليه المصنف وقد أعله مخرجه البيهقي وقال عقب إخراجه: في هذا الإسناد ضعف. 6439 - "الكرسي لؤلؤ، والقلم لؤلؤ، وطول القلم سبعمائة سنة، وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون". الحسن بن سفيان (حل) عن محمَّد بن الحنفية مرسلاً". (الكرسي) الذي ذكره الله في كتابه. (لؤلؤ) أصله من ذلك. (والقلم) الذي أقسم الله به. (لؤلؤ وطول القلم سبعمائة سنة) أي مسافة ذلك إذا مسح استغرقت مساحته ¬

_ (¬1) مفردات القرآن (1/ 15). (¬2) شعب الإيمان (1/ 149). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (4813)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4297)، والضعيفة (1496): موضوع.

هذا الزمان قيل المراد التكثير لا التحديد كنظائره. (وطول الكرسي حيث لا يعلمه العالمون) كأن المراد الذين يحاولون [3/ 265] علم الأشياء فإنهم لا يطيقون علم ذلك أو العالمون به صورة من الملائكة، هذا إن كسرت اللام جمع عالم وإن فتحت فواضح أنه لا يعلمه إلا الله، قال الإِمام الرازي (¬1): قد جاء في الأخبار الصحيحة أن الكرسي جسم عظيم تحت العرش وفوق السماء السابعة ولا امتناع من القول به فوجب إثباته. (الحسن بن سفيان (حل) (¬2) عن ابن الحنفية مرسلاً) قال الشارح: هذا تصريح من المصنف بأن أبا نعيم لم يروه إلا مرسلاً وهو ذهول عجيب فإنه إنما رواه عن ابن الحنفية عن أبيه أمير المؤمنين مرفوعاً ثم إن فيه عندهما عنبسة بن عبد الرحمن وقد مر قول الذهبي وغيره أنه متروك متهم. 6440 - "الكرم: التقوي؛ والشرف: التواضع؛ واليقين: الغنى". ابن أبي الدنيا في اليقين عن يحيى بن كثير مرسلاً". (الكرم) الذي يمدح به المتصف به. (التقوى) فإن من اتقى الله اتصف بكل خير وصار الكرم مقصوراً عليه. (والشرف: التواضع) قال العسكري: أراد أن الناس متساوون وأن أحسابهم إنما هي بأفعالهم لا بأنسابهم. (واليقين: الغنى) فإن العبد إذا أيقن أن له رزقاً قد قدر لا يتخطاه علم أن طلبه لما لا يقدر عناء. (ابن أبي الدنيا (¬3) في اليقين عن يحيى بن كثير مرسلاً). 6441 - "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم". (حم خ) عن ابن عمر (حم) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) تفسير الرازي (3/ 451). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 180)، والديلمي في الفردوس (4938)، وأبو الشيخ في العظمة (2/ 647)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4298)، والضعيفة (4155): موضوع. (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في اليقين (22)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4299)، والضعيفة (4158).

(الكريم) الجامع لكل ما يحمد من أنواع الخير والفضل والشرف. (ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم) وهذا من تتابع الإضافات والإضافات المتداخلة وقد قيل: إنها تخل بالبلاغة ورد ذلك القزويني بما هو معروف في تلخيص المفتاح، والكريم مبتدأ وابن الكريم الأول صفة له مرفوع وما بعده صفات لما قبله كل لفظ لما قبله. (يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم) خبر المبتدأ السابق فيوسف ابن ثلاثة كرماء رسل كرام أنبياء وهو في نفسه نبي يجمع في نفسه ونبوة الآباء وحسن الصورة وعلم الرؤيا ورياسة الدين والدنيا فهو أكرم الكرماء. (حم خ) عن ابن عمر (حم) (¬1) عن أبي هريرة) قال الشارح: ووهم الحاكم فاستدركه وعجب من الذهبي كيف أقره، وغلط فقال: رواه الشيخان والذي روياه إنما هو خبر "أكرم الناس أنا" (¬2). 6442 - "الكِشْرُ لا يقطع الصلاة، ولكن يقطعها القَرْقَرَةُ" (خط) عن جابر (ض) ". (الكِشْر) بفتح الكاف وسكون المعجمة في القاموس (¬3) كشر عن أسنانه يكشر كشراً الذي يكون في الضحك وغيره والاسم الكشرة بالكسر يقول الشارح: بكسر الكاف غير صحيح إلا أن يكون ثبت رواية الكشرة بالتاء فشرح عليها لكن الموجود فيما شرحه بغير تاء كغيره من النسخ. (لا يقطع الصلاة) لأنه مجرد ظهور الأسنان (ولكن يقطعها القَرْقَرَة) أي القهقهة فإنها تبطلها على خلاف بين الفقهاء هل شرط ظهور حرفين أم مطلقاً (خط) (¬4) عن جابر) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 96)، والبخاري (3390) عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (2/ 332)، والحاكم (2/ 377). (¬2) أخرجه البخاري (3175)، ومسلم (2378). (¬3) انظر القاموس (2/ 236). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 345)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4300)، والضعيفة (4156).

المصنف لضعفه؛ لأن فيه ثابت بن محمَّد الزاهد أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: ضعف لغلطه ورواه عنه الطبراني في الصغير مرفوعاً وموقوفاً قال الهيثمي: رجاله موثقون. 6443 - "الكلب الأسود البهيم شيطان". (حم) عن عائشة (صح) ". (الكلب الأسود البهيم) الذي لا لون فيه آخر بل كله أسود. (شيطان) سمي شيطاناً لكونه أشد الكلاب عقراً وأخبثها وأقلها نفعاً، قال أحمد بن حنبل: لا يصح الصيد به ولا يؤكل صيده لأنه شيطان، وخالفه غيره في ذلك. (حم) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وليس كذلك فقد قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم ثقة لكنه مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح. 6444 - "الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها". (ت هـ) عن أبي هريرة، ابن عساكر عن علي (ح) ". (الكلمة) قال القاضي: الكلمة هنا بمعنى الكلام. (الحكمة) قال الطيبي: جعل الكلمة نفس الحكمة مبالغة أي المحكمة التي يستحسنها العقل وتوافق الشرع. (ضالة المؤمن) مطلوبة يطلبها كما يطلب ضالته. (فحيث وجدها فهو أحق بها) بلفظها ويعمل بها فربما كانت عند من لا يعمل بها، قال بعضهم: الحكمة هاهنا كل كلمة وعظتك وزجرتك ودعتك إلى مكرمة أو نهتك عن قبيح، وفي الحديث حث على التقاط الحكمة من أي قائل. (ت هـ) (¬3) عن أبي هريرة، ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 121). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 157)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 44)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4611). (¬3) أخرجه الترمذي (2687)، وابن ماجة (4169)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 24)، وانظر العلل المتناهية (1/ 95)، وأخرجه القزويني في التدوين (4/ 95) عن علي، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4302): ضعيف جداً.

ابن عساكر عن علي) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه يريد من رواية إبراهيم بن المفضل عن سعيد المقبري قال: وإبراهيم بن المفضل مضعف وقال في العلل: يحيى بن إبراهيم ليس [3/ 266] حديثه بشيء. 6445 - "الكَمْأةُ من المَنِّ، وماؤها شفاءٌ للعين". (حم ق ت) عن سعيد بن زيد (حم ق هـ) عن أبي سعيد وجابر، أبو نعيم في الطب عن ابن عباس، وعن عائشة (صح) ". (الكَمْأة) بفتح الكاف وسكون الميم وبعدها همزة شيء أبيض كالشحم. (من المَنِّ) الذي أنزل علي بني إسرائيل أي هي مما منَّ الله به عليهم في التيه كان ينزل عليهم في سحرهم مثل السكر وهو الترنجبين وسبب الحديث أن جماعة من الصحابة قالوا: ما نرى الكمأة إلا الشجرة التي {اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ} [إبراهيم: 26] والله ما نرى لها أصلاً في الأرض ولا فرعاً في السماء، وقال قوم: هي جدري الأرض فلا يأكلها فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. (وماؤها شفاءٌ للعين) إذا خلط بالدواء وكالبوتيا لا مفرداً فإنه يؤذيها، وقال النووي (¬1): بل مطلقاً وقيل: إن كان الرمد حاراً فماؤها البحت شفاء وإلا فمخلوطاً، وقال الديلمي: أنا جربت ذلك أمرت أن يقطر في عين جارية بمائها وقد أعيى الأطباء علاجها فبرئت. (حم ق ت) عن سعيد بن زيد (حم ق هـ) (¬2) عن أبي سعيد وجابر، أبو نعيم في الطب عن ابن عباس، وعن عائشة). ¬

_ (¬1) شرح مسلم (5/ 14). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 187)، والبخاري (4478)، ومسلم (2049)، والترمذي (2067) عن سعيد بن زيد، وأخرجه أحمد (3/ 48)، وابن ماجة (3453) عن أبي سعيد وجابر، وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 63) (12481) عن ابن عباس.

6446 - "الكَمْأةُ من المَنِّ، والمَنُّ من الجنة، وماؤها شفاءٌ للعين". أبو نعيم عن أبي سعيد (صح) ". (الكَمْأةُ من المَنِّ، والمَنُّ من الجنة) وتنضج الكمأة من الجنة. (وماؤها شفاءٌ للعين) حكى إبراهيم الحربي عن صالح وعبد الله ابني أحمد بن حنبل أنهما اشتكيا أعينهما فأخذ كمأة وعصراها واكتحلا بمائها فهاجت أعينهما ورمدا، قال ابن الجوزي: وحكى شيخنا ابن عبد الباقي أن رجلاً عصر ماء كمأة واكتحل به فذهب عينه، قال ابن حجر (¬1): والذي يزيل الإشكال عن هذا الاختلاف أن الكمأة كغيرها خلق سليماً كالأصل من المضار ثم عرضت له آفات، من نحو جوار وامتزاج فالكمأة في الأصل نافع وإنما عرض له المضار بالمجاورة. (أبو نعيم (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 6447 - " الكنود: الذي يأكل وحده، ويمنع رِفْدَهُ, ويضرب عبدَه". (طب) عن أمامة (ض) ". (الكنود) الذي في الآية (الذي يأكل وحده) تيهاً وبخلاً وكبراً واستقذاراً للغير. (ويمنع رِفْدَهُ) بكسر فسكون عطاؤه وصلته. (ويضرب عبدَه) وأمته حيث لا يباح له الضرب قاله في تفسير الآية. (طب) (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه الوليد بن مسلم قد سبق بيان حاله. 6448 - "الكوثر نهرٌ من الجنة: حافتاه من ذهب، ومجراه على الدُّرِّ والياقوت، تُرْبته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأشد بياضاً من الثلج". (حم ت هـ) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (10/ 165). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (256)، وانظر فيض القدير (5/ 66)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4303). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 245) (7958)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4304).

(الكوثر) الذي ذكره الله بإخباره أنه أعطاه رسوله رسوله - صلى الله عليه وسلم -. (نهرٌ في الجنة: حافتاه من ذهب) أي جانباه. (ومجراه) بفتح الميم. (على الدُّرِّ والياقوت تُرْبته) الذي يجري عليها. (أطيب) ريحاً. (من المسك) أو التي يخرج منها. (وماؤه أحلى من العسل) في طعمه ولا يلزم منه الاستغناء عن نهر العسل. (وأشد بياضاً من الثلج) فهو كامل اللون والطعم والريح والمجرى والجوانب. (حم ت هـ) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. 6449 - "الكوثر نهرٌ أعطانيه الله في الجنة: ترابه مسك أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، تَرِدُهُ طيرٌ أعناقها مثل أعناق الجُزُر، آكلها أنعم منها". (ك) عن أنس (صح) ". (الكوثر نهرٌ أعطاه الله في الجنة) وهو النهر الذي يصب في الحوض كما في البخاري، قال القرطبي في التذكرة (¬2): الصحيح أن له حوضين أحدهما في الموقف والآخر داخل الجنة وكل منهما يسمى كوثراً ترده عليه الأمة (ترابه مسك أبيض) كأنه تحت الدر والياقوت، أبيض (من اللبن) في لونه. (وأحلى من العسل، تَرِدُهُ طيرٌ أعناقها مثل أعناق الجُزُر) جمع جزور. (آكلها) ما يأكله من الحيوانات. (أنعم منها) أشد نعمة ونظرة منها. (ك) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 6450 - "الكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني". (حم ت هـ ك) عن شداد بن أوس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 158)، والترمذي (3361)، وابن ماجة (4334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4615). (¬2) التذكرة للقرطبي (1/ 347). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 186)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4614).

(الكيس) العاقل، وقال الزمخشري (¬1): حسن التأني في الأمور. (من دان نفسه) حسبها وأذلها واستعبدها وقهرها أي جعل نفسه منقادة مطيعة لأوامر ربها. (وعمل لما بعد الموت) فإنه المحل الذي يجب أن يعمل له العاملون. (والعاجز) المقصر في الأمور. (من اتبع نفسه هواها) فلم يكفها عن الشهوات عجزاً عن حفظ نفسه فكيف بحفظ غيرها. (وتمنى على الله الأماني) الفارغة فهو مع تقصيره عن طاعة ربه واتباع شهوات نفسه لا يستعد ولا يستر ولا يصدر ولا يرجع بل يتمنى على الله العفو والجنة مع الإصرار وتركه التوبة والاستغفار، قال العسكري: فيه رد [3/ 267] على المرجئة وإثبات الوعيد، قال الحسن: أن قوماً ألهتهم الأماني حتى فارقوا الدنيا وما لهم حسنة ويقول أحدهم أني حسن الظن بربي وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل، قال الغزالي (¬2): الرَّجاء يكون على أصل والتمني لا يكون على أصل فالعبد إذا اجتهد في الطاعة يقول: أرجوا أن يتقبل الله مني هذا اليسير ويعفو عن هذا التقصير وأحسن الظن فهذا رجاء، وأما إذا غفل وترك الطاعة وارتكب المعاصي فلم ينال بوعد ولا وعيد ثم أخذ يقول أرجو منه الجنة والنجاة من النار فهذه أمنية لا طائل تحتها. (حم ت هـ ك) (¬3) عن شداد بن أوس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، قال الذهبي: لا والله أبو بكر واهٍ، أبو بكر بن أبي مريم الغساني راويه عن ضمرة عن شداد، قال أبو طاهر: مدار الحديث عليه وهو ضعيف جدًا. 6451 - "الكيس من عمل لما بعد الموت، والعاري العاري من الدين، اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة". (هب) عن أنس (ض) ". ¬

_ (¬1) الفائق في غريب الحديث (1/ 405). (¬2) إحياء علوم الدين (3/ 343). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 124)، والترمذي (2459)، وابن ماجة (4260)، والحاكم (4/ 280)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4305)، والضعيفة (5319).

(الكيس من عمل لما بعد الموت) فإنه لا عاقل إلا من ينظر في العواقب ويعمل لها. (والعاري) حقيقة. (العاري من الدين). من لم يكن حلل التقوى ملابسه ... عارٍ وإن كان معموراً من الحلل (اللهم لا عيش) حقيقة. (إلا عيش الآخرة) إذ هو الدائم الذي لا يفنى والباقي الذي لا يزول، والسالم عن كل كدر، والسرور الذي لا يخالطه ضجر، وهذا الدعاء إقرار بحقارة هذه الدار ونفي لعيشها عن حفظ استحقاق اسم العيش وطلب من الله العيش الذي لا فناء فيه ولا تنغيص يعتريه. (هب) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه ساقه البيهقي من حديث عون بن عمارة عن هشام، قال البيهقي: وعون ضعيف. إلى هنا من حرف الكاف مائتا حديث واثنان وسبعون حديثاً وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وسلم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10545)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4306).

بسم الله الرحمن الرحيم وعليه توكلي الحمد لله الذي عرفنا شمائل المختار، ورزقنا الاطلاع على ما جمعه منها الأئمة الأخيار حتى صرنا بمعرفة شمائله كأنا رأيناه عيانا وكأنما شرفنا بصحبته ومرافقته أزمانا فتارة نقول عند قراءتها (¬1): يا عين إن بعد الحبيب وداره ... ونأت منازله وشط مزاره فلك الهنا لقد ظفرت ببغية ... إن لم تريه فهذه آثاره وتارة يأخذنا الطلب لما شملته من كل معنى شريف منها ونستجليه فنقول: يا ألطف مرسل كريم ... ما ألطف هذه الشمائل من يسمع لفظها تراه ... مثل الغصن مع النسيم مائل والصلاة والسلام على من هذه صفات شمائله وعلى آله المتصفين بصفات فضائله .. وبعد: فإن الحافظ السيوطي جعل الله الجنة مأواه وكافأه عن الأمة بإنالته في دار الكرامة ما يهواه جمع الشمائل النبوية في حرف الكاف وأتى منها في الجامع الصغير بما هو كاف شاف، وقد من الله وله الحمد بشرح الجزء الأول من الجامع والثاني والثالث وتوضيح ما من الله به من إبانة الألفاظ والمباني والمباحث وقد اشتمل هذا الجزء على أحاديث الشمائل النبوية والأخبار المفيدة كل صفة له - صلى الله عليه وسلم - رضية والشمائل في التحقيق كتاب مستقل فحسن افتتاحها بالخطبة تعظيما لسيد الرسل - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً. ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة إلى علاء الدين بن سلام كما في "نفحة الرياحنة".

باب "كان" قال الراغب (¬1): هي عبارة عمن مضى من الزمان، وفي كثير وصف الله ذاته الأزلية نحو {وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب:40] وما استعمل في جنس الشيء متعلقاً بوصف له هو موجود فتنبه بها على أن ذلك الوصف لازم له قليل الانفكاك عنه نحو {وَكَان الإِنْسَانُ كَفُورًا} [الإسراء: 67]، وإذا استعمل في الماضي جاز أن يكون المستعمل فيه بقي على حاله وأن يكون تغير نحو فلان كان كذا ولا فرق بين تقدم ذلك الزمان وقرب العهد به نحو كان آدم كذا وكان زيد هنا، قال القرطبي: وزعم بعضهم إن كان إذا أطلق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لدوام الكثرة والبيان فيه العرف وإلا فأصلها إن تصدق على من فعل الشيء ولو مرة. قلت: قد بحث الأصوليون في كان يفعل فكأن البعض أشار إليه والمسألة مبسوطة هنالك وهي (الشمائل الشريفة)، أي هذه الكلمة المثبوت لها الدالة على الشمائل جمع شمال بالكسر الطبع، وأريد هنا صورته الظاهرة والباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها الخاصة بها ووجه إيراد المصنف لها في هذا الجامع مع أنه كله في المرفوع قول الحافظ ابن حجر: الأحاديث التي فيها صفته داخلة في المرفوع اتفاقاً. 6452 - "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيض مليحاً مقصداً". (م ت) في الشمائل عن أبي الطفيل (صح) ". (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبيض) دل على أن أشرف ألوان الإنسان البياض ولذا وصف نساء أهل الجنة به وشبهوا باللؤلؤ. (مليحاً) قال القرطبي (¬2): الملاحة أصلها في العينين. (مقصداً) بالتشديد وفتح الصاد اسم مفعول أي مقتصداً ليس ¬

_ (¬1) المفردات (1279). (¬2) انظر: المفهم للقرطبي (19/ 53).

بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير، في النهاية (¬1) كأن خلقه يحق به القصد من الأمور، والمعتدل الذي لا يميل إلى الأمور في القول والفعل وهو الوسط بين الطرفين ونصبه على المصدر، قلت: إنه خبر بعد خبر لكان. (م ت) (¬2) في الشمائل) في كتابه الذي ألفه في الشمائل (عن أبي الطفيل) [3/ 269] ورواه عنه أبو داود في الأدب. 6453 - "كان أبيض، كأنما صيغ من فضة، رجل شعر". (ت) فيها عن أبي هريرة (ح) ". (كان) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهكذا فيما يأتي جميعاً وهذا الإضمار من المصنف وإلا فإن الراوي مع تعدده لا يأتي به إلا صريحاً، ولعل مثل هذا التحويل يجوز. (أبيض كأنما صيغ) أي خلقه الله من الصبغ بمعنى الإيجاد في الأساس من المجاز فلان حسن الصيغة وهي الخلقة. (من فضة) لما يعلوه من الإضاءة ولمعان الأنوار والبريق، قال عمه أبو طالب: وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل (رجل الشعر) بفتح الراء وكسر الجيم وتسكن في الفتح (¬3): مسرح الشعر، وقيل: كأنه الذي مشط فيكسر، وأغفل في النهاية تفسيره. (ت) (¬4) فيها) الشمائل (عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 6454 - "كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة, وكان أسود الحدقة أهدب الأشفار". البيهقي في الدلائل عن علي". ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 67). (¬2) أخرجه مسلم (2340)، وأبو داود (4864)، والترمذي في كتاب الشمائل المحمدية (13). (¬3) انظر: فتح الباري (6/ 486). (¬4) أخرجه الترمذي في الشمائل (12)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4619)، وصححه في الصحيحة (2053).

(كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة) بالتخفيف من الإشراب وروي بالتشديد من التشريب والإشراب مداخلة نافذة سابغة كالشراب وهو الماء الداخل كلية الجسم للطافته ونفوذه. إن قلت: تقدم إنه كالفضة فتعارض هذا. قلت: قدمنا أن المراد هنالك باعتبار البريق والأنوار التي تعلوه فذكر الإشراب للإعلام بأنه ليس أبيض ناصعاً بل متناسب اللون، وقال البيهقي: يقال إن المشرب منه حمرة إلى السمرة ما ضحى منه الشمس والريح، وأما ما يجب الثبات عليه فهو الأبيض الأزهر، قلت: يشهد له ما عند أحمد: فنظرت إلى ظهره كأنه سبيكة فضة. (وكان أسود الحدقة) بفتحات شديد سواد العين. (أهدب الأشفار) جمع شفر بالضم وبفتح حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر وهو الهدب بالضم والأهدب كثيره، ويقال لطويله أيضاً وليس الأشفار الأهداب كما يفهمه هذا التركيب ففي المصباح (¬1) عن ابن قتيبة أن العامة تجعل أشفار العين الشعر وهو غلط وفي المعرب لم يذكر أحد من الثقات الأهداب الأشفار فهو على حذف مضاف أو تسمية باسم الحال. (البيهقي (¬2) في الدلائل عن علي) ورواه عنه الترمذي أيضاً وقال: أدعج العينين بدل أسود الحدقة. 6455 - "كان أبيض مشرباً بحمرة، ضخم الهامة, أغر، أبلج، أهدب الأشفار". البيهقي عن علي". (كان أبيض مشرباً بحمرة، ضخم الهامة) عظم الرأس وعظمه ممدوح؛ لأنه أعون على الإدراكات ونيل الكمالات. (أغر) صبيح. (أبلج) مشرق يضيء، وقيل: الأبلج [من] نقي ما بين حاجبيه من الشعر فلم يقترنا والعرب تحب البلج وتكره الأقرن. (أهدب الأشفار) تقدم. (البيهقي (¬3) عن علي) كان عليه أن ¬

_ (¬1) المصباح المنير (1/ 354). (¬2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 212، 213)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4621). (¬3) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 213)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4620).

يقول فيه أي في الدلائل؛ لأنه قال الشارح: إنه أخرجه فيها. 6456 - "كان أحسن وجهاً، وأحسنهم خلقاً، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير". (ق) عن البراء (صح) ". (كان أحسن) الناس (وجهاً) حتى من يوسف قال: المصنف: من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أنه أوتي كل الحسن ولم يؤت يوسف إلا شطره. (وأحسنه) بالإفراد كما عرف في النحو أن اسم التفضيل المضاف يجوز فيه الأمران كقول أبي سفيان: عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة. (خلقاً) بضم الخاء على الأفصح فالأول: إشارة للحسن الحسي والثاني: إلى الحسن المعنوي ذكره ابن حجر (¬1) وجزم القرطبي (¬2) بخلافه، فقال: الرواية بفتح الخاء وسكون اللام، قال: أراد حسن الجسم بدليل قوله: بعده (ليس بالطويل البائن) بالهمز وجعله بالباء وهم أي الظاهر طوله. (ولا بالقصير) وكان إلى الطول أقرب بدليل قوله: "البائن" وإطلاق القصر وأما وصفه بالمتردد فيأتي ويأتي إلى الطول ما هو. (ق) (¬3) عن البراء) ورواه جماعة منهم الخرائطي. 6457 - "كان أحسن البشر قدماً". ابن سعد عن عبد الله بن بريدة مرسلاً (صح) ". (كان أحسن البشر قدماً) بفتح القاف والدال معروفة وهذا تفصيل لبعض الأعضاء وإلا فهو أحسن الناس في كل جارحة ويأتي "كان في ساقه حموشة". (ابن سعد (¬4) عن عبد الله بن بريدة مرسلاً) قاضي مرو قال الذهبي: ثقة (1)، ورمز ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (6/ 571). (¬2) انظر: المفهم للقرطبي (19/ 53). (¬3) أخرجه البخاري (3549)، ومسلم (2337). (¬4) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 419)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4318)، والضعيفة (4241).

[3/ 270] المصنف لصحته. 6458 - "كان أحسن الناس خلقاً". (م د) عن أنس". (كان أحسن الناس خلقاً) بضم المعجمة بحيازته جميع المحاسن والمكارم وتكاملها فيه ولذا وصفه تعالى بأنه على خلق عظيم وأتى بكلمة على إشارة إلى أنه استعلى على معالى الأخلاق واستولى عليها وكمال الخلق دليل كمال العقل؛ لأنه الذي تقتبس منه الفضائل وتجتنب به الرذائل وتمام الحديث في مسلم (¬2): فربما تحضر الصلاة وهو في بيتنا فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس ثم ينضح ثم يؤم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونقوم خلفه فيصلي بنا وكان بساطهم من جريد النخل. (م د (¬3) عن أنس) وتمام الحديث في بعض الروايات ذكره لفظ: "النغير"، وقوله - صلى الله عليه وسلم - لأخي أنس: "ما فعل النغير با أبا عمير". 6459 - "كان أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس". (ق ت ن) عن أنس (صح) ". (كان أحسن الناس) صورة إن كان أخبر الراوي بذلك عما رآه وإنه لم يرى أحسن منه كأن المراد بالناس من رآهم الراوي وأخبر عنهم من شاهدهم ولا يعرض فيه للماضين كيوسف عليه السلام ولكن قول ابن حجر: إن أحاديث الشمائل مرفوعة يقضي بأنه أحسن الماضين والموجودين والآتين. (وأجود الناس) قد اشتهر - صلى الله عليه وسلم - بذلك حتى قال بعض: إنه يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وقد أعطاه غنماً بين جبلين (وأشجع الناس) قلنا: وأثبتهم جأشاً وقد ثبتت شجاعته بالتواتر النقلي. ¬

_ = (1) انظر: سير أعلام النبلاء (5/ 50)، وتاريخ الإِسلام (4/ 263). (¬2) مسلم (659). (¬3) أخرجه مسلم (2150)، وأبو داود (4773).

واعلم: أن هذه الصفات جمعت الثلاث القوى، القوة العقلية، والشهوية، والغضبية، والحسن تابع لاعتدال المزاج الناشئ عن صفات النفس التي بها جودة القريحة الدالة على العقل واكتساب الفضائل وتجنب الرذائل والجود وكمال القوة الشهوية والغضبية كمالها الشجاعة وهذه أمهات الأخلاق الفاضلة فلهذا اقتصر عليها. (ق ت ن) (¬1) عن أنس) وبقية الحديث في البخاري ولقد فزع أهل المدينة أي ليلاً فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أسبقهم على فرس استعاره لأبي طلحة، وقال: وجدناه بحراً وهذا ساقه في باب مدح الشجاعة في الحرب. 6460 - "كان أحسن الناس صفة، وأجملها، كان ربعة إلى الطول ما هو، بعيد ما بين المنكبين، أسيل الخدين، شديد سواد الشعر، أكحل العينين، أهدب الأشفار، إذا وطئ بقدمه وطئ بأكلها ليس له إخمص، إذا وضع ردائه عن منكبيه فكأنه سبيكة من فضة، وإذا ضحك يتلالأ". البيهقي عن أبي هريرة (صح) ". (كان أحسن الناس صفة) أي صفة ذاته كما يشعر به بقية الحديث (وأجملها) أي أتمها في الجمال وفسر ذلك بقوله. (كان ربعة) بسكون الموحدة بين الطويل والقصير ولما كان إلى الطول أقرب قال: (إلى الطول ما هو) أي إلى صفة الطول وفي حديث أبي هريرة عند الهذلي في الزهريات قال ابن حجر (¬2): بإسناد حسن "كان ربعة وهو إلى الطول أقرب" (بعيد ما بين المنكبين) أي الذي بين منكبيه من البين والفرق بعيد، وهو من صفات تمام الخلقة. (أسيل الخدين) بالمهملة فمثناة: أي ليس لخديه نتوء ولا ارتفاع، أو أنهما قليلاً اللحم، رقيقاً الجلدة، قال ابن حجر (¬3): وقوله أسيل الخدين هو الحامل لمن قال: كان وجهه مثل السيف، وفي رواية الترمذي "سهل الخدين". (شديد سواد الشعر) الذي ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3040)، ومسلم (2307)، والترمذي (1687)، وابن ماجة (2772). (¬2) انظر: فتح الباري (6/ 569). (¬3) انظر: المصدر السابق (6/ 573).

على رأسه وغيره. (أكحل العينين) في القاموس (¬1): الكحل محركة: أن يعلو منابت الأشعار سواد خلقة، أو أن تسود مواضع الكحل. (إذا وطئ) على الأرض. (بقدمه وطئ بكلها) وهي وطئة ذي الوقار. (ليس له إخمص) أي لا يلصق قدمه بالأرض عند الوطء فسره به الشارح. (إذا وضع ردائه عن منكبيه فكأنه) أي منكبيه. (سبيكة فضة) من بياضه وإشراقه. (وإذا ضحك يتلالأ) أي يلمع ويضيء ولا يخفى أن هذه الصفات صفات من كملت ذاته، وسئل خالد بن الوليد عن صفته - صلى الله عليه وسلم - فقال للسائل: أما إني أفصل فلا فقال: أجمل قال الرسول: على قدر المرسل، وفي نظمنا الشمائل. وربعة إلى الطويل ما هو ... أكحل سبحان الذي سواه [3/ 271] أشجعهم عريض أعلى الظهر ... يضيء نور وجهه كالبدر وجسمه تحسبه في الرؤية ... كأنه سبيكة من فضة (البيهقي (¬2) في الدلائل عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 6461 - "كان أزهر اللون، كان عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكفأ". (م) عن أنس" (صح). (كان أزهر اللون) أي نيره وحسنه وفي الصحاح كغيره: الأبيض المشرق وفسر بالأبيض الممزوج بحمرة نظراً إلى حاصل المراد. (كان عرقه) ما يرشح من جلد الإنسان وغيره من الحيوان. (اللؤلؤ) في صفاءه وبياضه وفي خبر البيهقي (¬3) عن عائشة: "كان يخصف نعله، وكنت أغزل فنظرت إليه فجعل جبينه يعرق وجعل عرقه يتولد نوراً. (إذا مشى تكفأ) بالهمز وتركه أي مال يميناً ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (4/ 44). (¬2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 245)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4633). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 422).

وشمالاً. (م) (¬1) عن أنس) وروى معناه البخاري. 6462 - "كان أشد حياء من العذراء في خدرها". (حم ق هـ) عن أبي سعيد (صح) ". (كان أشد حياء) بالمد أي استحياء من ربه ومن الخلق. (من العذراء) البكر قيل لها عذراء؛ لأن عذرتها أي بشرة بكارتها باقية. (في خدرها) بيتها الذي تكون فيه قيل: والعذراء في الخلوة يشتد حياؤها أكثر مما تكون في غيرها؛ لأنها مظنة الفعل بها والحياء من أشرف الصفات وأحبها إلى الله، ومحل حيائه في غير الحدود ولذا قال لمن أقر بالزنا: "أنكتها" لا يكني كما في الصحاح في كتاب الحدود. (حم ق هـ) (¬2) عن أبي سعيد) وفي الباب عن أنس وغيره. 6463 - "كان أصبر الناس على أقذار الناس". ابن سعد عن إسماعيل بن عياش مرسلاً". (كان أصبر الناس) أكثرهم صبراً. (على أقذار الناس) أفعالهم القبيحة والصبر على أذى الناس من دلائل انشراح صدره واتساعه الذي امتن الله به عليه في قوله: {أَلمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1]. (ابن سعد (¬3) عن إسماعيل بن عياش مرسلاً) عالم الشام في عصره صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم (¬4). 6464 - "كان أفلج الثنيتين، إذا تكلم ريء كالنور يخرج من بين ثناياه". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2330)، وأخرج معناه البخاري (3547). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 71)، والبخاري (3562)، ومسلم (2320)، وابن ماجة (4180). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 378)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4462)، الضعيفة (4219). (¬4) انظر: ميزان الاعتدال (1/ 240).

(ت) في الشمائل (طب) (صح) والبيهقي عن ابن عباس". (كان أفلج الثنيتين) بعيد ما بين الثنايا والرباعيات والفلج فرجة بين الثنايا كما في النهاية (¬1). (إذا تكلم ريء كالنور يخرج من بين ثناياه) قال الطيبي: ضمير يخرج إلى الكلام وهو أشبه في الظهور أو إلى النور فالكاف زائدة وحاصله أنه يخرج كلامه من بين ثناياه الأربع شبيهاً بالنور في الظهور وقيل الأنسب بأول الحديث يخرج من الفلج ما يشبه نور النجم أو نحوه فالضمير إلى المشبه المقدر وقيل يخرج من صفاء الثنايا تلألأت (ت) في الشمائل (طب) (¬2) والبيهقي عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته على الطبراني، قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن أبي ثابت وهو ضعيف. 6465 - "كان حسن السبلة". (طب) عن العذاه بن خالد". (كان حسن السبلة) بفتح المهملة وما بعدها ما أسبل من مقدم اللحية على الصدر، قاله جار الله (¬3). (طب) (¬4) عن العداء) بفتح المهملة وتشديد الدال المهملة وآخره همزة (بن خالد) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 6466 - "كان خاتم النبوة في ظهره بضعة ناشزة". (ت) فيها عن أبي سعيد". (كان خاتم النبوة في ظهره بضعة) بفتح الموحدة قطعة لحم. (ناشزة) بمعجمات مرتفعة من اللحم وفي رواية: "مثل السلعة" وأما ما ورد من أنها كأثر ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 468). (¬2) أخرجه الترمذي في الشمائل (14)، والطبراني في الكبير (11/ 416) (12181)، والبيهقي في الدلائل (1/ 240)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 279)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4463)، والضعيفة (4220): ضعيف جداً. (¬3) المصباح المنير (1/ 488). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 14) (19)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4465).

محجم أو كشامة سوداء أو خضراء أو مكتوب عليها محمَّد رسول الله فأنت المنصور، ونحو ذلك، قال ابن حجر: لم يثبت منها شيء قال المصنف وغيره: جعل خاتم النبوة بظهره بإزاء قلبه حيث يدخل الشيطان من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - على الأنبياء، قال: وسائر الأنبياء كان خاتمهم في يمينهم. (ت) (¬1) فيها) أي في الشمائل (عن أبي سعيد). 6467 - "كان خاتمه غدة حمراء, مثل بيضة الحمامة". (ت) عن جابر بن سمرة". (كان خاتمه) أي خاتم النبوة. (غدة) بضم المعجمة وتشديد المهملة في المصباح (¬2) الغدة: لحم يحدث بين الجلد واللحم يتحرك بالتحريك. (حمراء) قال عصام فيه رد لرواية أنهما سوداء أو خضراء. (مثل بيضة الحمامة) قدراً وصورة لا لوناً وفيها روايات كالتفاحة كالسلعة وغيرها وكلها مقادير متقاربة كل رائي يقدرها على ما يراه. (ت) (¬3) عن جابر بن سمرة). 6468 - "كان ربعة من القوم: ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير، أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق، ولا بالآدم، وليس بالجعد القطط ولا بالسبط". (ق ت) عن ابن عباس (صح) ". (كان ربعة) بفتح الراء وسكون الموحدة فمهملة. (من القوم) وقوله: (ليس بالطويل البائن) الذي يبين للناس بزيادة طوله، من بان إذا ظهر أو يفارقهم بها من باب إذا فارق. (ولا بالقصير) زاد البيهقي في روايته عن علي وهو إلى الطول ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في الشمائل (21)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4807)، والصحيحة (2093). (¬2) المصباح المنير (1/ 488). (¬3) أخرجه الترمذي (3644)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4808)، والصحيحة (2093).

أقرب تفسير [3/ 272] للربعة. (أزهر اللون) مشرقة نيره، وقال ابن حجر: أي أبيض مشرب بحمرة وقد ورد ذلك صريحاً في روايات أخر عند الحاكم والترمذي وغيرهما: "كان أبيض مشرباً بياضه بحمرة" (¬1)، (ليس بالأبيض الأمهق) في القاموس (¬2): الأبهق: الأبيض الذي لا يخالطه حمرة. (ولا بالآدم) بالمد في القاموس (¬3): الأدمة في الإبل لون مشرب سواداً أو بياضاً أو هو البياض الواضح وفي الضياء لون مشرب بياضاً وفيها السمرة وقال القرطبي (¬4): ليس بشديد السمرة وإنما يخالطه بياضه الحمرة لكنها حمرة بصفاء فيصدق عليه أنه أزهر والعرب تطلق على من كان كذلك أسمر والمراد بالسمرة تخالط البياض ولذا جاء في حديث أنس: "كان أسمراً" خرجه أحمد والبزار (¬5)، قال ابن حجر: بإسناد صحيح، صححه ابن حبان. (وليس) شعره. (بالجعد) بفتح الجيم والعين. (القطط) بفتحتين الشديد الجعودة الشبيه بشعر السودان. (ولا بالسبط) بفتح فكسر أو سكون المسبط المسترسل الذي لا تكسر فيه فهو متوسط بين الجعودة والسبوطة وهو خير الشعر. (ق ت) (¬6) عن ابن عباس). قال ابن عبد الحق كان ربعة من القوم من زيادات البخاري على مسلم. 6469 - "كان شبح الذراعين، بعيد ما بين المنكبين، أهدب أشفار العينين". البيهقي عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) سبق تخريجه قريباً. (¬2) القاموس (1/ 1193). (¬3) القاموس (1/ 1398). (¬4) المفهم (4/ 244). (¬5) انظر فتح الباري (6/ 569). (¬6) أخرجه البخاري (3547)، ومسلم (2335)، والترمذي (3623).

(كان شبح الذراعين) بالمعجمة المفتوحة فموحدة ساكنة كما في القاموس (¬1) وقال الشارح: مفتوحة أي طويلهما. (بعيد ما بين المنكبين) عريض أعلا الظهر وما موصولة أو موصوفة لا زائدة لأن بين لازمة الظرفية فلا يخرج عنها والمنكب مجتمع رأس العضد والكتف، وسعة ما بينهما يدل على سعة الصدر وذلك علامة النجابة وفي نظم الشمائل: شبح الذراعين إذا تكلما ... يخرج منه النور أو تبسما (أهدب أشفار العينين) تقدم (البيهقي (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 6470 - "كان شعره دون الجمة، وفوق الوفرة". (ت) في الشمائل (هـ) عن عائشة (صح) ". (كان شعره) أي شعر رأسه. (دون الجمة) بضم الجيم وتشديد الميم، والجمة من شعر الرأس ما سقط على منكبيه والوفرة: الشعر إذا وصل ذلك إلى شحمة الأذن. (وفوق الوفرة) قال أبو شامة قد دلت صحاح الأحاديث على أن شعره إلى أنصاف أذنيه وفي رواية: "يبلغ شحمة أذنيه"، وفي أخرى: "بين أذنيه وعاتقه"، وفي أخرى: "قريبا من منكبيه"، وفي أخرى: "يضرب منكبيه" ولم يبلغنا في طوله أكثر من ذلك، وهذا الاختلاف باعتبار اختلاف أحواله. (ت) في الشمائل (هـ) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 6471 - "كان شيبة نحو عشرين شعرة" (ت) فيها (هـ) عن ابن عمر (صح) ". (كان شيبة) في رأسه ولحيته. (نحو عشرين شعرة) يحتمل أقل من العشرين ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 288). (¬2) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 213، 214)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4616)، وصححه في الصحيحة (2095). (¬3) أخرجه الترمذي في الشمائل (24)، وابن ماجة (3635)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4617).

وروى ابن سعد قال ابن حجر: بإسناد صحيح عن حميد عن أنس: "لم يبلغ ما في لحيته من الشيب عشرين" (¬1) وروى ابن سعد أيضاً بإسناد صحيح عن أنس: "ما عددت في رأسه ولحيته إلا أربع عشرة شعرة" (¬2)، وروى الحاكم عنه أيضاً: لو عددت ما أقبل من شيبة في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن على إحدى عشرة شيبة" (¬3) وفي حديث الهيثم: "ثلاثون عدداً" وجمع بينها باختلاف الأزمان وبأن خبر ابن سعد إخبار عن عدة وما عداه إخبار عن الواقع فأنس لم يعد أربع عشرة وهو في الواقع سبع عشرة أو ثمان عشرة أو أكثر، وذلك كله نحو العشرين. (ت) فيها (هـ) (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 6472 - "كان ضخم الرأس واليدين والقدمين". (خ) عن أنس (صح) ". (كان ضخم الرأس) عظيمه وتقدم بلفظ الهامة وهو دليل على كمال العقل والإدراك وليس المراد ضخامة رؤوس البلادة (واليدين) أي الذراعين كما جاء في رواية. (والقدمين) يعني ما بين الكتب إلى الركبة (خ) (¬5) عن أنس). 6473 - "كان ضليع الفم، أشكل العينين، منهوس العقب" (م ت) عن جابر بن سمرة (صح) ". (كان ضليع الفم) عظيمه، وقيل واسعه وهو بفتح الضاد المعجمة والعرب تمدح عظمه وتذم بصغره وقيل عظيمه مهزوله وذابله والمراد ذبول شفتيه ورقتهما وحسنهما، وقيل: هذا كناية عن قوة فصاحته وكونه يفتتح الكلام ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 431). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (20185)، وعبد بن حميد في مسنده (1243)، وابن حبان في صحيحه (6293). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 432). (¬4) أخرجه الترمذي في الشمائل (39)، وابن ماجة (3630)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4818)، والصحيحة (2096). (¬5) أخرجه البخاري (5908، 5909).

ويختتمه بأشداقه. (أشكل العينين) في بياضهما حمرة على [3/ 273] الصحيح وذلك محمود، قيل: ولا ينافيه كونه أدعج. (منهوش العقب) بإعجام الشين وتهمل، العقب أي قليل لحم العقب ضعيفه وفي نظمه الشمائل: كان ضليع الفم منهوش العقب ... وأشكل العينين حقاً لا كذب (م ت) (¬1) عن جابر بن سمرة). 6474 - "كان ضخم الهامة عظيم اللحية". البيهقي عن علي (صح) ". (كان ضخم الهامة) ضخامة الرأس دليل الرزانة والوقار وليس المراد الكبر المفرط الذي هو دليل البلاهة. (عظيم اللحية) هي بالكسر، في القاموس (¬2) واقتصر عليه وفي الكشاف: أن الفتح لغة، شعر الخدين والذقن والمراد غليظها كبيعها هكذا وصفه جمع منهم على وابن مسعود وغيرهما وفي رواية حميد عن أنس: "كان لحيته قد ملأت من هاهنا" إلى هاهنا ومر بعض الرواة يديه على عارضيه. (البيهقي في الدلائل (¬3) عن علي) رمز المصنف لصحته وروى الترمذي نحوه. 6475 - "كان فخماً مفخماً يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب عظيم الهامة، رجل الشعر، إن انفرقت عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعرة شحمة أذنيه إذ هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ من غير قرن بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية، في صفاء الفضة، ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2339)، والترمذي (3647). (¬2) القاموس (1/ 63). (¬3) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 216)، والترمذي (3635)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4820).

معتدل الخلق، بادنا، متماسكاً، سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة سبط القصب، شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال تقلعاً، ويخطو تكفؤاً، ويمشي هوناً، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه, ويبدء من لقيه بالسلام". (ت) في الشمائل (طب هب) عن هند بن أبي هالة (ح) ". (كان فخماً) بفاء مفتوحة فمعجمة ساكنة أفصح من كسرها عظيماً في نفسه. (مفخماً) اسم مفعول: معظماً في صدور الصدور وعيون العيون، وقيل: فخماً عظيم القدر عند صحبه مفخماً معظماً عند من لم يره قط وهو عظيم أبداً. (يتلألأ وجهه) يضيء ويتوهج. (تلألؤ القمر) بالنصب على المصدرية. (ليلة البدر) ليلة أربع عشرة وهي أحسن ما يكون ليلة البدر وأتم، إن قيل: هلا شبه بضوء الشمس فإنه أتم، قيل: عدل عنه لنكتة أبدع وهي أن نور القمر ظهور في كون مظلم وهو - صلى الله عليه وسلم - ظهر في عالم مظلم بالكفر والشرك وأحسن منه إن الشمس لا تخلو عن الإحراق بخلاف نور القمر فإنه نور محض لا إحراق فيه ولأنه مستفيد نوره من الوحي استفادة القمر نورها من الشمس. (أطول من المربوع) وتقدم أنه ربعة والمراد عند أول نظرة نظر ربعة فإذا تأمل ظهر أنه إلى الطول أقرب. (وأقصر من المشذب) بالمعجمات اسم مفعول -وقول الشارح: اسم فاعل سبق قلم أو غلط من الناسخ- وهو الطويل البائن مع نقص في لحمه وأصله من النخلة الطويلة التي شدت عنها جريدها أي قطع وحرق وفي حديث عائشة: "لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إلا أطاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم

وربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطويهما فإذا فارقاه نسباً إلى الطول ونسب هو إلى الربعة" (¬1)، (عظيم الهامة) مخفف الميم. (رجل الشعر) كأنه مسرح وكأن شعره بأصيل خلقته مسرحاً (إن انفرقت عقيقته) أي شعر رأسه سمي عقيقة تشبيهاً بشعر المولود فإنه يسمى عقيقة لأنه يحلق كما في النهاية (¬2). (فرق) بالتخفيف أي جعل شعره نصفين نصفاً عن يمينه ونصفاً عن يساره. (وإلا) بأن كان مختلطاً. (فلا) يفرقه بل يتركه مختلطاً بحاله معقوصاً وفرة واحدة والمراد أنه لا يتكلف لذلك، وقوله: (يجاوز) استئناف لشعره. (شحمة أذنيه إذ هو وفره) بتشديد الفاء، وقيل: إنه كلام واحد وأتى الشارح في بيانه بما لا يفيد ولعله غلط من النساخ. (أزهر اللون) مشرقه نيره كما سلف. (واسع الجبين) ممتدة طولاً وعرضاً وذلك محبوب محمود. (أزج الحواجب) مدققها مع تقوس وغزارة قيل جمعهما للمبالغة في امتدادهما حتى كأنهما عده حواجب. (سوابغ) بالسين أفصح من الصاد وهو منصوب على أنه حال من المجرور وهي الحواجب وهي فاعلة في المعنى إذ المعنى أزجت حواجبه. (من غير قرن) بفتح القاف والراء أي أن شقي حاجبيه لا يلتقيان (بينهما) أي الحاجبين (عرق) بكسر فسكون (يدره) يحركه نافراً. (الغضب) كان إذا غضب امتلأ ذلك العرق دماً كما يمتلئ الضرع لبناً فيظهر ويرتفع. (أقنى) بقاف ونون مخففة من القناء ارتفاع أعلا الأنف واحد يدأب وسطه (العرنين) طويل الأنف مع دقة أرنبته مع حدب في وسطه وهي أحسن صفات الأنف. (له) العرنين أو النبي وهو الأظهر. (نور يعلوه) يغلبه من حسنه وبهائه ورونقه. (يحسبه من لم يتأمله أشم) مرتفعاً قصبة الأنف [3/ 274]، قيل: هذا يدل على أن قناه كان ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (6/ 571). (¬2) النهاية في غريب الحديث (3/ 533).

قليلاً وهذه جملة اعتراضية وما بعده من أخبار كان (كث اللحية) بالمثلثة في القاموس (¬1): من كثت اللحية كثاثة وكثوثة وكثيثاً: كثرت أصولها وكثفت وقصرت وجعدت. (سهل الخدين) هو مثل أسيل الخدين أي ليس فيهما نتوء ولا ارتفاع. (ضليع الفم) عظيمه أو واسعه (أشنب) أبيض الأسنان مع بريق وتحديد فيها، أو هو رونقها وماؤها أو بردها وعذوبتها. (مفلج الأسنان) مفرق ما بين الثنايا. (دقيق) بالمهملة ويروى بالراء. (المسربة) بضم الراء وفتح الميم وسكون المهملة الشعر وسط الصدر إلى البطن كان كالخيط منه - صلى الله عليه وسلم - سائلاً إلى السرة. (كأن عنقه جيد) بكسر فسكون. (دمية) بالمهملة بزنة عجمة ومثناة تحتية الصورة المنقوشة من نحو رخام أو عاج، شبه عنقه بعنقها لأنه يتأنق في صنعتها مبالغة في حسنها وخصها لأنها كانت مألوفة عندهم. (في صفاء الفضة) قال الزمخشري (¬2): وصف عنقه بالدمية في الاستواء والاعتدال وظرف الشكل وحسن الهيئة والكمال، وبالفضة في اللون والإشراق والجمال. (معتدل الخلق) متناسب الأعضاء خلقاً وحسناً. (بادناً) ضخم البدن لا مطلقاً بل بالنسبة إلى ما يأتي من كوثه شثن الكفين والقدمين، ولما كانت البدانة قد تكون من كثرة اللحم وإفراط السمن الموجب لرخاوة البدن وهو مذموم عقبه بقوله: (متماسكاً) في النهاية (¬3) معتدل الخلق كأن أعضاءه يمسك بعضها بعضاً، إن قيل: في رواية البيهقي: ضرب اللحم وهو ضعيف اللحم الممشوق المستدق فكيف يلائم قوله بادناً؟ قيل: القلة والكثرة والخفة والتوسط من الأمور النسبية المتفاوتة، فحيث قيل: بادناً أراد عدم النحولة والهزال، وحيث قيل: ضرب أريد عدم السمن التام. (سواء البطن والصدر) بالإضافة والتنوين كناية عن كونه ¬

_ (¬1) القاموس (1/ 223). (¬2) الفائق (2/ 227). (¬3) النهاية (4/ 330).

خميص البطن والحشا. (عريض الصدر) في الشفا: واسع الصدر، وفي المواهب: رحب الصدر، قال البيهقي: كان بطنه غير منقبض فهو مساو لظهره, وصدره عريض فهو مساو لبطنه أو العريض بمعنى الوسيع أو هو مجاز عن احتمال الأمور. (بعيد ما بين المنكبين) تقدم. (ضخم الكراديس) بالمهملات في النهاية (¬1): رؤوس العظام واحدها كردوس، وقيل: هي ملتقى كل عظمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين، أراد ضخم الأعضاء. (أنور المتجرد) أي ذو نور ما تجرد من جسمه والمراد جسمه كله كما تقدم أنه أظهر اللون. (موصول ما بين اللبة) بفتح اللام المنحر. (والسرة بشعر) يتعلق بموصول. (يجري) بالجيم والراء. (كالخط) وهو معنى دقيق المسربة الذي سلف آنفاً. (عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك) أي ليس عليهما شعر سوى ذلك. (أشعر الذراعين) تثنية ذراع في القاموس (¬2): من طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطى. (والمنكبين وأعالي الصدر) أي كان على هذه الثلاثة شعر غزير (طويل الزندين) تثنية زند بزنة فلس وهو ما انحسر عنه اللحم من الذراع. (رحب الراحة) واسعها، قال الزمخشري (¬3): رحب الراحة أي الكف دليل الجود، وصغرها دليل البخل. (سبط) بالمهلمة فموحدة محركات. (القصب) بفتح القاف وفتح المهملة جمع قصبة: كل عظم أجوف فيه مخ، أي ليس في ذراعيه وساقيه وفخذيه نتوء ولا تعقد. (شثن الكفين) بالمعجمة فمثلثة جليل المساس والكبد في أنامله غلظ بلا قصر، وذلك محمود في الرجال مذموم في النساء (والقدمين) ولا يعارضه حديث أنس عند البخاري "ما مسست حريراً ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 192). (¬2) انظر القاموس (3/ 24). (¬3) الفائق (2/ 230).

ولا ديباجاً ألين من كفه" (¬1) لأن المراد اللين في الجلد والغلظ في العظام، فيجتمع له نعومة البدن وقوته، قال ابن بطال (¬2): كانت كفه ممتلئه لحماً غير أنها مع ضخامتها لينة، (سائل الأطراف) بسين مهملة ولام ممتدها كما في النهاية (¬3) وفسره البيهقي وغيره بممتد الأصابع طوال غير منعقدة ولا متثنية وتؤيده رواية "كأن أصابعه قضبان فضة" [3/ 275] وروى أبو نعيم "شائل الأطراف" بمعجمة ولام أي مرتفعها، وهو قريب منه بالمهملة، وروى "سائن" بالمهملة ورى سائي بالمهملة والنون آخره آخر الحروف، وسائر بالراء قال الزمخشري (¬4): ومقصود الكل أنها غير متعقدة. (خمصان الأخمصين) بالخاء المعجمة والصاد المهملة فيهما في النهاية (¬5): الأخمص من القدم الموضع الذي لا يلصق بالأرض عند الوطء والخمصان المبالغ فيه أي أن ذلك من أسفل قدميه شديد التجافي عن الأرض، وسئل ابن الأعرابي عنه فقال: لم يرتفع جداً، ولم يسم أسفل القدم جدًّا فهو أحسن ما يكون، وإذا استوى أو ارتفع فهو ذم فيكون المعنى أن أخمصيه معتدل الخمص (مسيح القدمين) أملسهما مستويهما لينهما بلا تكثير ولا تشقق جلده. (ينبو عنهما الماء) يسيل ويمر سريعاً، إذا صب عليهما. (إذا زال زال تقلعاً) أي إذا ذهب وفارق مكانه رفع رجليه رفعاً بائناً متداركاً إحداهما بالأخرى مشية أهل الجلادة، وهو حال أو منصوب على المصدر، أي ذهاب يقلع، والقلع في الأصل انتزاع الشيء من أصله أو تحويله من محله وكلاهما يصلح أن يراد هنا أي ينزع رجله من الأرض أو يحولها بقوة. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3368). (¬2) شرح ابن بطال لصحيح البخاري (17/ 187)، وفتح الباري (10/ 359). (¬3) انظر النهاية (2/ 252). (¬4) الفائق (2/ 227). (¬5) النهاية (4/ 326).

(ويخطو تكفؤا) بالهمز وتركه أي تمايلاً إلى قدام من قولهم: كفئت الإناء إذا قلبته. (ويمشي) تفنن في العبارة، وبعداً عن تكرر اللفظ. (هوناً) بفتح فسكون صفة لمصدر محذوف أي مشياً هيناً بلين ورفق. (ذريع) بالمعجة كفريع وزناً ومعنى. (المشية) بكسر الميم أي سريعاً مع سعة الخطوة فمع كون مشيه بسكينة كان يمد الخطوة كأن الأرض تطوى له. (إذا مشى كأنما ينحط من صبب) ينحدر من الأرض وأصله النزول من علو إلى سفل، ومنه صببت الماء والمراد أنه لا إسراع في مشيته ولا إبطاء وخير الأمور أوسطها. (وإذا التفتَ التفت جميعاً) أي شيئاً واحداً فلا يسارق النظر ولا يلوي عنقه، كالطائش الخفيف بل يقبل ويدبر جميعاً، قيل: ينبغي أن يخص بالتفاته وراءه، أما التفاته يمنة أو يسرة فبعنقه. (خافض الطرف) لا يرفعه، وقد فسره بقوله: (نظره إلى الأرض) حال السكون وحال التحدث. (أطول من نظره إلى السماء) لأنه كان دائم المراقبة متواصل الفكرة، والنظر إلى ما تحت أجمع للفكر وأتم للتأمل (جل نظره) بضم الجيم معظمه وأكثره (الملاحظة) النظر بشق العين مما يلي الصدغ أي نظره كذلك في حال الخطاب فلا ينافيه إذا التفت التفت جميعاً. (يسوق أصحابه) يقدمهم أمامه ويمشي خلفهم كأنه يسوقهم تواضعاً؛ ولأن الملائكة تمشي خلفه كما ورد. (ويبدء) وفي لفظ يبدر. (من لقيه بالسلام) حتى الصبيان تأديباً لهم وتأنيساً. (ت) في الشمائل (طب هب) (¬1) عن ابن أبي هالة) (¬2) ربيب النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن خديجة كان وصّافاً لحلية النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل مع علي في الجمل، وقيل: مات في طاعون عمواس ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في الشمائل (162)، والطبراني في الكبير (22/ 155) (414)، والبيهقي في الشعب (1430)، والبغوي في شرح السنة (6/ 442)، والآجري في الشريعة (1/ 40)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4470). (¬2) انظر الإصابة (6/ 557).

وبقي مدة لم يدفن لكثرة الموتى حتى نادى مناد واروا ربيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فترك الناس موتاهم ورفعوه على الأصابع حتى دفن، رمز المصنف لحسنه ولعله لاعتضاده عنده وإلا ففيه جميع بن عمرو العجلي (¬1) قال أبو داود: أخشى أن يكون كذاباً، وتوثيق ابن حبان له متعقب بقول البخاري: فيه نظر، ولذلك جزم الذهبي بأنه واه وفيه رجل من تميم مجهول ومن ثمة قيل إنه خبر معلول. 6476 - "كان في ساقه حموشة". (ت ك) عن جابر بن سمرة (صح) ". (كان في ساقيه حموشة) بالحاء المهلمة مفتوحة والشين المعجمة: دقيق الساقين، وذلك مما يمدح به، وقد أكثر أهل القيافة ذكر فوائد ذلك. (ت ك) (¬2) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لصحته. 6477 - "كان في كلامه ترتيل أو ترسيل". (د) عن جابر (صح) ". (كان في كلامه) وفي رواية "في قراءته". (ترتيل) تأن وتمهل مع تبيين الحروف والحركات بحيث يتمكن السامع من عدها. (أو ترسيل) عطف تفسير بناء على أنه ثاني بأو أو أنه شك من الراوي، وقد اختلفا أي القراءتين أفضل الترتيل أو الحدر، قال ابن القيم (¬3): والصواب أن قراءة الترتيل [3/ 276] والتدبر أرفع قدرًا وثواب أكثر القراءة أكثر عدداً، فالأول كمن تصدق بجوهرة كبيرة والثاني كمن تصدق بدنانير كثيرة. (د) (¬4) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الزين العراقي: فيه راو لم يسم. 6478 - "كان كثير العرق". (م) عن أنس (صح) ". (كان كثير العرق) وكانت أم سليم تجمع عرقه وتجعله في الطيب لطيب ¬

_ (¬1) انظر الميزان (2/ 152)، والمغني (1/ 136). (¬2) أخرجه الترمذي (3645)، والحاكم (2/ 662)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4474). (¬3) زاد المعاد (1/ 323). (¬4) أخرجه أبو داود (4838)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4823).

ريحه، (م) (¬1) عن أنس) قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي أم سليم فيقيل عندها، فتبسط له نطعاً وكان كثير العرق، فكانت تجمعه فتجعله في الطيب. 6479 - "كان كثير شعر اللحية". (م) عن جابر بن سمرة (صح) ". (كان كثير شعر اللحية) قال القرطبي (¬2): ولا يفهم أنه كان طويلها, لما صح أنه كان كث اللحية أي كثير شعرها غير طويلة. (م) (¬3) عن جابر بن سمرة). 6480 - "كان كلامه كلاماً فصلاً، يفهمه كل من سمعه". (د) عن عائشة". (كان كلامه كلاماً فصلاً) قيل: فاصلاً بين الحق والباطل، والأظهر أن المراد بين المعنى ظاهر الألفاظ لا يلتبس على أحد بل. (يفهمه كل من سمعه) لظهور حروفه وكلماته وإيضاحه وبيانه، وقد تقدم أنه أوتي جوامع الكلم. (د) (¬4) عن عائشة)، ورواه الترمذي إلا أنه قال: يحفظه من جلس إليه. 6481 - "كان وجهه مثل الشمس والقمر، وكان مستديراً". (م) عن جابر بن سمرة (صح) ". (كان وجهه مثل الشمس) في الإنارة. (والقمر) في الحسن والملاحة ويحتمل أن الواو بمعنى أو إذ الشمس تمنع من استيفاء الحظ من رؤيتها فالأليق القمر إذ كان البعض يقول: إنه كالشمس ويقول آخر كالقمر والكل صادق. (وكان مستديراً) تأكيداً للمماثلة والمشابهة ولئلا يذهب الوهم أن التشبيه بالنيرين في الإضائة والملاحة لا في الكيفية. (م) (¬5) عن جابر بن سمرة). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2332). (¬2) المفهم (4/ 239). (¬3) أخرجه مسلم (2344). (¬4) أخرجه أبو داود (4839)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4826)، والصحيحة (2097). (¬5) أخرجه مسلم (2344).

6482 - "كان أبغض الخلق إليه الكذب". (هب) عن عائشة (ح) " (¬1). (كان أبغض) بالمعجمات. (الخلق) يحتمل ضم الخاء واللام أي الأخلاق وفتحها مع سكون اللام، أي أبغض صفات الخلق. (إليه الكذب) لكثرة ضرره وعموم ما يترتب عليه من الفساد، وتقدم فيه من الأحاديث والذم ما يكفي، والمراد أنه ما يتخلق به الخلق، وأبغض ما يتخلق هو به، فإنه ليس خلقه إلا الصدق، عرف بالصادق الأمين صغيراً. (هب) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقد قال مخرجه البيهقي بعد أن ساقه من حديث إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة، وعن محمَّد بن أبي بكرة عن أيوب عن إبراهيم بن ميسرة عن عائشة ما نصه، قال البخاري: هو مرسل، يعني بين إبراهيم بن ميسرة وعائشة، ولا يصح حديث ابن أبي مليكة، قال البخاري: ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث صحيح انتهى، فأفاد ذلك أن فيه ضعفاً وانقطاعاً. 6483 - "كان أحب الألوان إليه الخضرة". (طس) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس (ض) ". (كان أحب الألوان إليه الخضرة) من الثياب وغيرها؛ لأنها من صفات ثياب الجنة والخضرة أحسن الألوان وأكثرها إفراحاً للقلب وفي الخبر: "إن النظر إلى الخضرة والماء البخاري يقوي البصر" (¬3). (طس) وابن السني وأبو نعيم في الطب (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف ¬

_ (¬1) هذا الحديث والذي بعده متأخر في المخطوط ولكنا ذكرناه هنا مراعاة للترتيب الهجائي. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4817)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4618)، والصحيحة (3095). (¬3) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (289). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 221)، والطبراني في الأوسط (5731، 8027)، وابن السني في =

لكن له شواهد. 6484 - "كان أحب التمر إليه العجوة". أبو نعيم عن ابن عباس". (كان أحب التمر إليه العجوة) قيل عجوة المدينة، وقيل: مطلقاً وهي أجود التمر وألينه وألذه ولها منافع كثيرة مر بيان بعضها. (أبو نعيم (¬1) عن ابن عباس) ورواه عنه أيضاً أبو الشيخ باللفظ المذكور قال الزين العراقي: إسناده ضعيف. 6485 - "كان أحب الثياب إليه القميص". (د ت ك) عن أم سلمة". (كان أحب الثياب إليه) من المخيطة بتفصيل وتقطيع. (القميص) لما فيها من السترة فإنه أستر من الإزار والرداء واختلف هل كان الأغلب لبسه القميص أو الإزار والرداء على عادة العرب، قال الشارح: ويلوح أن لبسه له كان أكثر إلا أنه قال الحافظ العراقي: كان الأغلب من عادته وعادة العرب لبس الإزار والرداء. (د ت ك) (¬2) عن أم سلمة) ورواه عنها أيضاً النسائي في الزينة قال الصدر المناوي (¬3): فيه أبو تميلة يحيى بن واضح أدخله البخاري في الضعفاء لكن وثقه ابن معين. 6486 - "كان أحب الثياب إليه الحبرة". (ق د ن) عن أنس (صح) ". (كان أحب الثياب إليه) غير المفصلة [3/ 277] بتقطيع فلا ينافي ما سلف قريباً من أحبيته القميص. (الحبرة) بالمهملة فموحدة قرئ بزنة عنبة وهي برد يماني ذو ألوان من التحبير التحسين وما جاء في بعض الروايات أنها حمراء قد ¬

_ = عمل اليوم والليلة (426)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4623). (¬1) أخرجه أبو نعيم في الطب (845)، وانظر فيض القدير (5/ 82)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4308)، والضعيفة (4162): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أبو داود (4025)، والترمذي (1763)، والحاكم (4/ 213)، والنسائي في الكبرى (9668)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4625). (¬3) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح للمناوي (4/ رقم 3469).

رده ابن القيم (¬1) في أوائل الهدي قيل: وهذا على ما فهم أنس من حاله ولعل البياض كان أحب إليه، قيل: قد يحب الشيء ولا يستعمله لخاصية في غيره. (ق د ن) (¬2) عن أنس). 6487 - "كان أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه". (خ هـ) عن عائشة (صح) ". (كان أحب الدين إليه) بكسر الدال أي التعبد (ما داوم عليه صاحبه) وإن قل كما يأتي والمراد المداومة العرفية فلا يرد أن المداومة تشمل جميع الأزمنة وذلك غير مقدور وإنما كان أحب إليه لأن المداوم يدوم له الإسعاد والإمداد وتدعوه طاعته إلى طاعات ولذا شرع لمن فاته ورده بالليل أن يأتي به في النهار لئلا تفوته المداومة وتارك العمل بعد أن فعله كالهاجر بعد الوصال. (خ هـ) (¬3) عن عائشة). 6488 - "كان أحب الرياحين إليه الفاغية". (طب هب) عن أنس" (ض). (كان أحب الرياحين) جمع ريحان وهو كل نبت طيب الريح إلا أنه غلب عند الإطلاق في عرف العامة إلى نبت مخصوص. (إليه الفاغية) بالغين المعجمة وهو نور الحناء وهي من أطيب الرياحين وأحسنها وعن ابن درستويه: الفاغية عود الحناء يغرس مقلوباً فيخرج بشيء أطيب من الحناء يسمى الفاغية، قال المصنف وفيه منافع من أوجاع الغضب والفالج والصداع وأوجاع الجنب والطحال ويمنع السوس من الثياب وغير ذلك. (طس هب) (¬4) من حديث عبد ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 134). (¬2) أخرجه البخاري (5812، 1151)، ومسلم (2079)، وأبو داود (4025)، والنسائي (8/ 203). (¬3) أخرجه البخاري (43، 1151)، ومسلم (785)، وابن ماجة (4238). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 254) (734)، والبيهقي في الشعب (6074)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4309)، والضعيفة (1757).

الحميد بن قدامة عن أنس) رمز المصنف لضعفه قال ابن القيم (¬1): الله أعلم بهذا الحديث فلا نشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم نعلم صحته، انتهى. وقال الذهبي في الضعفاء (¬2): عبد الحميد بن قدامة عن أنس في الفاغية قال البخاري: لا يتابع عليه. 6489 - "كان أحب الشاة إليه مقدمها". ابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب (هق) عن مجاهد مرسلاً". (كان أحب الشاة إليه) إذا أكلها. (مقدمها) لكونه أبعد من الأذى وأقرب من المرعى وأخف في المعدة وأسرع انهضاماً وهذا من طبه الذي لا يعرفه إلا أفاضل الأطباء؛ لأنهم شرطوا في جودة الأغذية نفعها تأثيرها في القوى وخفتها على المعدة وسرعة انهضامها. (ابن السني وأبو نعيم كلاهما في الطب (هق) (¬3) كلهم عن مجاهد مرسلاً). 6490 - "كان أحب الشراب إليه الحلو البارد". (حم ت ك) عن عائشة" (صح). (كان أحب الشراب إليه) ما يشربه من ماء وغيره فيشمل العسل كما يأتي. (الحلو البارد) فإنه كان يستعذب له الماء ويمزج تارة بالعسل أو المنقوع في تمر وزبيب، قال ابن القيم (¬4): الأظهر أنه يعمهما جميعاً ولا يشكل بأن اللبن كان أحب إليه لأن الكلام في شراب هو ماء أو فيه ماء وإذا جمع الماء هذين الوصفين ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (4/ 318). (¬2) انظر المغني (1/ 369). (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (2469)، وفي الطب (ق 70/ أ)، وأبو نعيم في الطب (869)، والبيهقي في السنن (10/ 7)، وعبد الرزاق (8771)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4310). (¬4) زاد المعاد (4/ 205).

الحلاوة والبرد كان من أعظم أسباب حفظ الصحة ونفع الروح والكبد والقلب نفذ الطعام إلى الأعضاء أتم تنفيذ وأعان على الهضم، وقال في العارضة (¬1): كان يشرب الماء البارد ممزوجاً بالعسل ليكون حلواً بارداً وكان يشرب اللبن ويصب عليه الماء حتى يبرد أسفله. (حم ت ك) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته كأنه تابع الحاكم في ذلك وتعقبه الذهبي فإنه من رواية عبد الله بن محمَّد بن يحيى بن عروة عن هشام عن أبيه عن عائشة وعبد الله هالك والصحيح إرساله. 6491 - "كان أحب الشراب إليه اللبن". أبو نعيم في الطب عن ابن عباس (ض). (كان أحب الشراب إليه اللبن) لكثرة منافعه ولكونه يقوم مقام طعام غيره لتركبه من الجبنية والسمنية والمائية وليس شيء من المائعات كذلك لكن ينبغي أن لا يكثر منه فإنه رديء للمحموم والمصروع وإدامته تؤذي الدماغ وتحدث ظلمة البصر والغشي ووجع المفاصل وسدد الكبد ونفخ [المعدة] ويصلحه العسل. (أبو نعيم (¬3) في الطب عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 6492 - "كان أحب الشراب إليه العسل". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن عائشة" (ض). (كان أحب الشراب إليه العسل) الممزوج بالماء كما قيده وفي رواية أخرى، وفيه من حفظ الصحة ما لا يهتدي له الأفاضل الأطباء وقدمنا مراراً ذكر منافعه. ¬

_ (¬1) انظر: عارضة الأحوذي (8/ 89). (¬2) أخرجه وأحمد (6/ 38)، والترمذي (1895)، والحاكم (4/ 153)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4627)، والصحيحة (3506). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الطب (745)، وانظر فيض القدير (5/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع ([[4312]]).

(ابن السني وأبو نعيم (¬1) في الطب عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 6493 - "كان أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان". (د) عن عائشة (صح) ". (كان أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان) [3/ 278] أخذ منه أنه أفضل الصوم بعد رمضان إلا أنه تقدم أفضل الصوم إلى الله بعد رمضان المحرم وهو لا يحب إلا الأفضل ولعل وجه الجمع أن الإكثار في صوم شعبان أفضل لحديث عائشة أنه لم يكن يصوم في شهر أكثر من شهر شعبان، ويطلق الصوم أفضل في شهر محرم. (د) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته ورواه الحاكم عنها بلفظه، وزاد: "ثم يصله برمضان" وقال: على شرطهما وأقره الذهبي. 6494 - "كان أحب الصباغ إليه الخل". أبو نعيم عن ابن عباس". (كان أحب الصباغ) اسم للصبغ أحب ما يصبغ به الطعام. (إليه الخل) بالمعجمة معروف أي كان أحب الإدام إليه ويأتي حديث "ما أفقر من أدم بيت فيه خل" (¬3)، ومن عجائب الشارح أنه قال: أنه كان أحب المصبوغ إليه ما صبغ بالخل إذا أضيف إليه نحو نحاس صبغ أخضر أو نحو حديد صبغ أسود انتهى بخطه، من الصبغ اللون وهو غلط واضح لا يخفى ولو كان من ذلك لما أخرجه في الطب. (أبو نعيم في الطب (¬4) عن ابن عباس) ورواه عنه أبو الشيخ بلفظه، قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (853)، وفي الطب (ق 64/ ب) وأبو نعيم في الطب (773)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4311). (¬2) أخرجه أبو داود (2431)، والنسائي (4/ 199)، والحاكم (1/ 599)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4628). (¬3) أخرجه الطبراني (24/ 437 رقم 1068)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 313)، والبيهقي في الشعب (5944). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الطب (901)، وانظر فيض القدير (5/ 84)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4313)، والضعيفة (4234): ضعيف جداً.

9495 - "كان أحب الصبغ إليه الصفرة". (طب) عن ابن أبي أوفى (صح) ". (كان أحب الصبغ إليه) من الألوان المصبوغة إليه. (الصفرة) قيل: أراد به الخضاب؛ لأنه كان يخضب بها ويستحسنه ويحتمل أن المراد من الثياب، قيل: لا يعارضه النهي عن المزعفر والمعصفر؛ لأن الذي هنا المراد به في الأصل بخلاف ذلك ويدل على الثاني حديث أبي داوود عن ابن عمر أنه قيل له يصبغ بالأصفر، قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن شيء أحب إليه من الصفرة وكان يصبغ بها ثيابه كلها حتى عمامته, قال ابن عبد البر (¬1): لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبغ بالأصفر إلا ثيابه، وأخرج الطبراني عن قيس التميمي، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثوب أصفر ورأيته يسلم على نسائه، وبهذا يعرف أن قول ابن العربي: لم يرد في لباس الأصفر حديث، ليس بصحيح. (طب) (¬2) عن ابن أبي أوفى) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وهو شيء عجاب فقد، قال الهيثمي: فيه عبد ربه بن القاسم وهو كذاب. 9496 - "كان أحب الطعام إليه الثريد من الخير، والثريد من الحيس". (د ك) عن ابن عباس (صح) ". (كان أحب الطعام إليه الثريد من الخبز) الثريد أن يثرد الخبز أي يفتت ثم يبل بمرق وقد يكون معه لحم وعليه: إذا ما الخبز تأدمه بلحم ... فذاك أمانة الله الثريد (والثريد من الحيس) بالمهملتين بينهما مثناة تحتية طعام يتخذ من تمر وأقط قال: التمر والسمن جميعاً والأقط ... الحيس إلا أنه لم يختلط ¬

_ (¬1) التمهيد (21/ 16). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما عزاه له الهيثمي في المجمع (5/ 226)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4314).

(د ك) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه عن رجل من أهل البصرة لم يسم عن عكرمة عن ابن عباس ثم قال أبو داود في بعض رواياته: أنه حديث ضعيف والحاكم أخرجه من رواية عمرو بن سعيد عن عكرمة عن ابن عباس، وقال: صحيح، وأقرَّه الذهبي فرمز المصنف على الحاكم بالتصحيح. 9497 - "كان أحب العراق إليه ذراع الشاة" (حم د) وابن السني وأبو نعيم عن ابن مسعود (صح) ". (كان أحب العراق) بضم المهملة فراء فقاف جمع عرق وهو العظم الذي عليه لحم، قال في النهاية (¬2): جمع نادر. (إليه ذراعي الشاة) وهو من الغنم والبقر ما فوق الذراع وذلك لأنه أحسن نضجاً وأسرع استمراء وأعظم ليناً وأبعد عن مواضع الأذى مع زيادة لذتها وعذوبة مذاقها. (حم د) وابن السني وأبو نعيم (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته. 9498 - "كان أحب العمل إليه ما دووم عليه وإن قل". (ت ن) عن عائشة وأم سلمة (صح) ". (كان أحب العمل إليه) من العبادات والأعمال الصالحات. (ما داوم عليه وإن قل) تقدم في: أحب الدين اتقاء وبيان وجه الأحبية. (ت ن) (¬4) عن عائشة وأم سلمة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3783)، والحاكم (4/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4315). (¬2) النهاية (3/ 445). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 394)، وأبو داود (3780) والنسائي في الكبرى (4/ 153)، والطبراني في الأوسط (2461)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4629)، وحسنه في الصحيحة (2055). (¬4) أخرجه الترمذي (2856)، والنسائي في المجتبى (3/ 222)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4630).

6499 - "كان أحب الفاكهة إليه الرطب والبطيخ". (عد) عن عائشة، والنوقاني في كتاب البطيخ عن أبي هريرة (صح) ". (كان أحب الفاكهة إليه الرطب والبطيخ) وكان يأكل هذا بهذا لدفع ضرر كل منهما بالآخر وإصلاحه به إذ الرطب حار رطب في الثانية يقوي المعدة الباردة ويزيد في الباءة [3/ 279] والبطيخ بارد رطب مطف للحرارة الملتهبة. (عد) (¬1) عن عائشة، النوقاني في كتاب البطيخ عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 6500 - "كان أحب اللحم إليه الكتف". أبو نعيم عن ابن عباس (ض) ". (كان أحب اللحم إليه الكتف) كما سلف ولذا سمته اليهودية فيه لما أخبرت أنه يهواه فأخبره بسمها بعد نهشات ومات به شهيداً (أبو نعيم عن ابن عباس (¬2)) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي: إسناده ضعيف إلا أنه في الصحيحين بمعناه: "وضعت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصعة من ثريد ولحم فتناول الذراع وكان أحب الشاة إليه" (¬3). 6501 - "كان أحب ما استتر به لحاجته هدف أو حائش نخل". (حم م د هـ) عن عبد الله بن جعفر (صح) ". (كان أحب ما استتر به لحاجته) لقضاء حاجته في نحو الصحراء (هدف) بفتح الهاء والدال ما ارتفع من الأرض أو بناء (أو حائش نخل) بحاء مهملة وشين معجمة نخل مجتمع ملتف كأنه لالتفافه يحوش بعضه بعضاً وفيه ندب الاستتار عند قضاء الحاجة والأكمل أن يغيب شخصه عن الناس وفيه جواز ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 335)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4316)، والضعيفة (1759): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 867)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (رقم 630)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4317)، والضعيفة (4235): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه البخاري (5104)، ومسلم (194) بمعناه.

الاستتار بالأشجار إذا لم تكن مثمرة أو مطلقاً ما لم يفسد ثمرها (حم م د) (¬1) عن عبد الله ابن جعفر). 6502 - "كان أخف الناس صلاة في تمام". (م ت ن) عن أنس (صح) ". (كان أخف الناس) لفظ مسلم: "من أخف الناس". (صلاة في تمام) قيد به دفعاً لمن يتوهم أنه ينقص منها حيث أخفها، قال ابن تيمية (¬2): التخفيف الذي كان يثقل تخفيف القيام والقعود وإن كان يتم الركوع والسجود ويطيلهما فلذلك كانت صلاته قريبة من السواء، وقال بعضهم: تحول عن بعض الأحوال وإلا فهو كان يطيل صلاته جداً أحياناً. (م ت ن) (¬3) عن أنس) ظاهره أنَّه انفرد به مسلم عن البخاري وليس كذلك فقد قال الزين في المغني (¬4): إنه متفق عليه. 6503 - "كان أخف الناس صلاة على الناس، وأطول الناس صلاة لنفسه". (حم ع) عن أبي واقد". (كان أخف الناس صلاة على الناس) أي أنهم كانوا يرون صلاته وإن طالت خفيفة لما يلتذون به من تلاوته ويتبركون به من ملازمته والمراد أنه كان يخففها رعاية لهم لاشتغالهم كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأدخل في الصلاة أريد إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأخففها .... الحديث" (¬5) أو معناه ويرشد إليه. (وأطول الناس صلاة لنفسه) وفيه أنه يندب للإمام التخفيف مع التمام لا كما يصنعه الناس في هذه الأزمنة من المسارعة في الركوع والسجود حتى يعجز المؤتم عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 204)، ومسلم (342)، وأبو داود (2549)، وابن ماجة (340). (¬2) مجموع الفتاوى (23/ 70). (¬3) أخرجه مسلم (469)، والترمذي (237)، والنسائي (2/ 94). (¬4) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 129). (¬5) أخرجه البخاري (677)، ومسلم (470).

متابعة إمامه فلا حول ولا قوة إلا بالله. (حم ع) (¬1) من حديث نافع بن حسن عن أبي واقد) بالقاف والمهملة اسمه الحارث المزني شهد بدراً، قال في المهذب (¬2): إسناده جيد قال أحمد: ونافع هذا لا أعلم عليه إلا خيراً. 6504 - "كان إذا أتى مريضاً أو أتي به قال: "أذهب الباس، رب الناس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقماً". (ق هـ) عن عائشة". (كان إذا أتى مريضاً) عائداً له. (أو أتي به) إليه شك من الراوي أو على حقيقته. (قال) داعياً له. (اذهب الباس) الشدة والعذاب وهو بغير همز هنا لتزاوج ما بعده وأصله الهمز. (رب الناس) فيه أنه لا بأس بالسجع إذا وقع بغير تكلف وتوسل إليه بربوبيته للناس لأن المالك أرحم من كل أحد مملوكه. (اشف أنت الشافي) أخذ منه جواز إطلاق ما ليس في القرآن عليه تعالى بشرط أن لا يوهم نقصاً وأن يكون له أصل في القرآن وفي القرآن: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 80]. (لا شفاء) بالمد مبني على الفتح والخبر محذوف أي لنا، وقوله: (إلا شفاؤك) بالرفع على البدلية من محل لا شفاء. (شفاء) منصوب لأنه مصدر "اشف". (لا يغادر) لا يدع ولا يترك. (سقماً) بسكون وبفتحتين، قال الطيبي: قوله: "شفاء" إلى آخره تكميل لقوله: "اشف" وتنكير سقماً للتعليل واستشكل الدعاء بالشفاء مع ما في المرض من كفارة وأجور، وأجيب بأن الدعاء عبادة ولا ينافيهما. (ق هـ) (¬3) عن عائشة) وكذا النسائي عنها أيضاً. 6505 - "كان إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 5/ 219، وأبو يعلى (1448)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4636)، والصحيحة (2056). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 4666). (¬3) أخرجه البخاري (5675، 5743، 5744. 5750)، ومسلم (2191)، والنسائي في الكبرى (4/ 358)، وابن ماجة (1619)

ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم". (حم د) عن عبد الله بن بسر (صح) ". (كان إذا أتى باب قوم) ليدخل عليهم أو نحوه. (لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه) كراهة أن يقع نظره على ما لا يراد كشفه من داخل البيت وسواء كان الباب مفتوحاً أو مغلقاً للإطلاق والأظهر أنه على الأول. (ولكن) يستقبل. (من ركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم) ظاهره تكريره لإسماعهم ولو سمعوا من أول مرة لم يكرره وهذا إنما يكون في بيوت تهامة ونحوها التي تكون بغير حجاب وأهلها قريبون من الأبواب يسمعون [3/ 280] من بابه الخطاب وظاهره أن السلام يغني عن الاستئذان ويحتمل أنه يكون بعد سماعهم السلام يستأذن وهذه من الآداب التي هجرت. (حم د) (¬1) عن عبد الله بن بسر) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: لحسنه وفيه كما قال ابن القطان: بقية وحاله معروف وعبد الرحمن بن عرق ذكره أبو حاتم (¬2) ولم يذكر له حالاً قال ابن القطان: فهو عنده مجهول. 6506 - "كان إذا أتاه الفيء قسمة في يومه, فأعطى الآهل حظين، وأعطى العَزَبَ حظاً". (د ك) عن عوف بن مالك (صح) ". (كان إذا أتاه الفيء قسمة من يومه) الفيء بالهمز ولا يجوز إبدالها وهو الخراج والغنيمة وقسمته في يومه زهادة عن الدنيا، وإعطاء لكل مستحق حقه، وثقة بالله لا أنه يدخره لحاجته كما يفعله ملوك الدنيا (فأعطى الآهل) بالمد الذي له أهل اسم فاعل من تأهل إذا تزوج (حظين) بفتح المهملة لأنه أكثر حاجة (وأعطى العَزَبَ حظاً) بقدر حاجته وفيه ملاحظة الحاجات في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5186)، والضياء في المختارة (78)، وانظر: بيان الوهم والإيهام (2172)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4638). (¬2) انظر: الجرح والتعديل (5/ 270).

القسمة والعطايا, ولفظ المصابيح الأعزب، قال القاضي: وهو أفعل من العزوبة وما رأيته مستعملاً بهذا المعنى إلا في هذا الحديث وإنما المستعمل له العزب (د ك) (¬1) عن عوف بن مالك) رمز المصنف لصحته قال الحافظ العراقي (¬2): أما حديث: "العطاء على مقدار العيلة" فلم أر له أصلاً. 6507 - "كان إذا أتاه رجل فرأى في وجهه بشراً أخذ بيده". ابن سعد عن عكرمة مرسلاً". (كان إذا أتاه رجل فرأى في وجهه بشراً) بكسر الموحدة وشين معجمة طلاقة وسروراً. (أخذ بيده) إيناساً له وليعرف ما عنده من بشره من نصرة الدين وقيام شعار الإِسلام وتأييد المؤمنين، قال ابن العربي: والأخذ باليد نوع من التودد والمعروف كالمصافحة. (ابن سعد (¬3) عن عكرمة مرسلاً). 6508 - "كان إذا أتاه الرجل وله الاسم لا يحبه حوله". ابن منده عن عتبة بن عبيد". (كان إذا أتاه الرجل) وكذا المرأة فقد حول عدة أسماء من النساء. (وله الاسم لا يحبه حوله) نقله إلى ما يحبه لأنه كان يحب الفأل الحسن وكان شديد الاعتناء بتحويل الأسماء القبيحة وكذلك كان يحول ما فيه تزكية للنفس وفي ذلك عدة قصص. (ابن منده (¬4) عن عتبة) بضم المهملة ومثناة فوقية وموحدة (بن عبد) (¬5) صحابي مشهور، أول مشاهده قريظة، عمر مائة سنة ورواه عنه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2953)، والحاكم (2/ 152)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4642). (¬2) تخريج أحاديث الإحياء (1/ 176). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 378)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4320)، والضعيفة (4163). (¬4) أخرجه أبو بكر الشيباني في الآحاد والمثاني (1365)، والطبراني في الكبير (17/ 119 (293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4641)، والصحيحة (209). (¬5) انظر الإصابة (4/ 436).

الطبراني أيضاً قال الهيثمي: رجاله ثقات. 6509 - "كان إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صل على آل فلان". (حم ق د ن هـ) عن ابن أبي أوفى (صح) ". (كان إذا أتاه قوم بصدقتهم) الواجب (قال) امتثالاً لأمر الله حيث قال: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ...} الآية. [التوبة: 103]. (قال: اللهم صل على آل فلان) كناية عما ينسبون إليه اجعلها لهم طهراً وارحمهم، قيل: وهذا من خصائصه إذ يكره إفراد الصلاة على غير نبي أو ملك؛ لأنه صار شعاراً لهم أن ذكروا فلا يقال لغيرهم وإن كان معناه صحيح، قلت: والأظهر الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - فيمن سلم صدقته إلى الإِمام. (حم ق د ن هـ) (¬1) عن ابن أبي أوفى) علقمة بن خالد بن الحارث الأسلمي. 6510 - "كان إذا أتاه الأمر يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال". ابن السني في عمل يوم وليلة (ك) عن عائشة (صح) ". (كان إذا أتاه الأمر يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته) لا غيرها (تتم الصالحات) من خصال الدنيا والدين: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا} [النور: 21]. والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا (وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال) من السراء والضراء، قال الحليمي: هذا على حسن الظن بالله تعالى وأنه لم يأت بمكروه إلا لخير علمه لعبده فيه وأراد به فكأنه قال: اللهم لك الخلق والأمر تفعل ما تريد وأنت على ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 381)، والبخاري (1497، 4166، 6332، 6359)، ومسلم (1078)، وأبو داود (1590)، والنسائي (5/ 31).

كل شيء قدير. (ابن السني في عمل يوم وليلة (ك) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي بأن فيه زهير بن محمَّد وله مناكير، قال ابن معين: ضعيف فأنى له الصحة وفيه نظم الشمائل: إذا أتاه أي أمر يحمد ... لمقتضى الحال على ما اشتدوا 6511 - "كان إذا أتي بطعام سأل عنه أهدية أم صدقة؟ فإن قيل: "صدقة" قال: لأصحابه: كلوا، وإن قيل: "هدية" ضرب بيده فأكل معهم". (ق ن) عن أبي هريرة (صح) ". (كان إذا أتي بطعام) زاد أحمد في رواية "من غير أهله". (سأل عنه) من أتى به. (أهدية) بالرفع على تقدير هذا وبالنصب على تقدير جئتم به. (أم صدقة) زكاة وفيه جواز الإتيان بها طعاماً ويحتمل صدقة النفل؛ لأنها غالب [3/ 281] ما يؤتى بها طعاما وفيه أنه لا يأكل صدقة النفل. (فإن قيل: "صدقة") فيه دليل على قبول خبر الآحاد؛ ولأن غالب من يأتي بالطعام واحد. (قال: لأصحابه: كلوا) أمر إباحة ولم يأكل. (وإن قيل: "هدية" ضرب بيده فأكل معهم) شبهه بالذهاب في الأرض سريعاً وعداه بالباء، قال البيضاوي: لأن الصدقة منحة لثواب الآخرة والهدية تمليك للغير إكراما ففي الصدقة نوع ذل للآخذ فلذا حرمت عليه بخلاف الهدية. قلت: إلا أنه قد ثبت تحريم الهدية على الأمراء وهو - صلى الله عليه وسلم - إليه أمر الأمراء في عصره إلا أنه قد جعل هذا من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -. (ق ن) (¬2) عن أبي هريرة). 6512 - "كان إذا أتى بالسبي أعطى البيت جميعاً كراهية أن يفرق بينهم". (حم هـ) عن ابن مسعود". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (326)، والحاكم (1/ 677)، وابن ماجة (3803)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4640)، والصحيحة (265). (¬2) أخرجه البخاري (2576)، ومسلم (1077)، والنسائي في الكبرى (2/ 59).

(كان إذا أتى بالسبي) سبى العدو وسبي أسره كاستباه فهو سبي أيضاً. (أعطى) من يريد إعطاعه من المسلمين. (أهل البيت جميعاً) مفعول أعطى الثاني والأول حذف وهو جائز في باب أعطيت (كراهية أن يفرق بينهم) مفعول له علة إعطائه أهل البيت جميعاً والمراد أنه يعطي الآباء والأمهات والأولاد من البنين والبنات بالعين كانوا أو لا كما هو ظاهر إطلاقه وقد جوز التفريق بينهم بالعين وذلك من رأفته - صلى الله عليه وسلم - وشفقته. (حم هـ) (¬1) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: رمز لصحته. 6513 - "كان إذا أتي بلبن قال: بركة". (هـ) عن عائشة". (كان إذا أتي بلبن قال: بركة) أي هذا بركة من الله وزيادة في الخير وهذا زيادة على نعمة الإنعام فإن الله أنعم بها نعمة كاملة بلحومها ثم زاد الإنعام باللبن، ويحتمل النصب بزيادة بركة؛ لأن الشيء بالشيء يذكر فلما أعطاهم تعالى تلك البركة سأله غيرها. (هـ) (¬2) عن عائشة). 6514 - "كان إذا أتي بطعام أكل مما يليه، وإذا أتي بالتمر جالت يده". (خط) عن عائشة (صح) ". (كان إذا أتي بطعام يأكل مما يليه) أريد به ما يقابل الفاكهة وقد أمر - صلى الله عليه وسلم - الآكل أن يأكل مما يليه وذلك لأن الأكل مما يلي الغير مكروه دال على الشره والنهمة وقد يستقذره أكيله وفيه سوء أدب مع كونه شيئاً واحدا ويؤخذ منه أنه إذا كان وحده لا يكره له الأكل من غير ما يليه إلا أنه صرح البغض بالكراهة. (إذا أتي بالتمر) أراد التمر وما في معناه من الفاكهة مطلقاً؛ لأن غالب فاكهة تلك الديار التمر. (جالت يده) بالجيم دارت في جوانبه فينال منه ما أحب لفقد العلة التي في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 389)، وابن ماجة (2248)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4321). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3321)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5432)، والضعيفة (6414).

الطعام، وأخذ العراقي أن ندب أكل الآكل مما يليه فيما إذا كان الطعام لوناً واحداً أما إذا تعددت ألوانه رخص له في الأكل من أي جوانبه، قال ابن العربي: إذا كان الطعام لوناً واحداً لم يكن لجولان اليد فيه معنى إلا الشره والمجاعة، وإذا كان ذا ألوان كان جولانها لمعنى وهو اختيار ما استطاب منه. (خط) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته إلا أن مخرجه الخطيب قال بعد سياقه في ترجمة عبيد بن القاسم ما نصه: هذا كذب، وعبيد بن أخت سفيان كان يضع وله أحاديث مناكير. 6515 - "كان إذا أتي بباكورة الثمرة وضعها على عينيه ثم على شفتيه وقال: اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان". ابن السني عن أبي هريرة (طب) عن ابن عباس، الحكيم عن أنس". (كان إذا أتي بباكورة الثمرة) بالمثلثة أول ما يدرك من الفاكهة. (وضعها على عينيه) إكراماً لها (ثم على شفتيه وقال: اللهم كما أريتنا أوله) أبلغتنا إليه ودفعت عنه العاهات التي تعتري الثمار (فأرنا آخره، ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان) لما بينهما من المناسبة في الحداثة، قال الطيبي: وجه المناسبة أن الصبي ثمرة الفؤاد باكورة الإنسان (ابن السني عن أبي هريرة (طب) (¬2) عن ابن عباس، الحكيم عن أنس) قال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير والكبير ورجال الصغير رجال الصحيح. 6516 - "كان إذا أتي بمدهن الطيب لعق منه ثم أدهن". ابن عساكر عن سالم ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (11/ 93) وقال الألباني في ضعيف الجامع (4324)، والضعيفة (1127). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (523) عن أبي هريرة، وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 362) (1261) عن ابن عباس، وأخرجه الحكيم في نوادره (1/ 125) عن أنس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 246)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4644).

بن عبد الله بن عمر والقاسم بن محمَّد مرسلاً". (كان إذا أتي بمدهن) قال في المصباح (¬1): المدهن بضم الميم ما يجعل فيه الدهن المدهنة تأنيث المدهن، قال وهو من النوادر التي جاءت بالنص وقياسه الكسر والدهن بالضم ما يدهن به من زيت أو غيره والمراد هنا. (الطيب لعق منه) أولاً. (ثم أدهن) وفيه ندب ذلك. (ابن عساكر (¬2) عن سالم بن عبد الله بن عمر والقاسم [3/ 282] بن محمَّد مرسلاً). 6517 - "كان إذا أتي بامرئ قد شهد بدراً والشجرة كبّر عليه تسعاً، وإن أتي به قد شهد بدراً ولم يشهد الشجرة أو شهد الشجرة ولم يشهد بدراً كبر عليه سبعاً وإذا أتي به لم يشهد بدراً ولا الشجرة كبر عليه أربع". ابن عساكر عن جابر". (كان إذا أتي بامرئ) ميت ليصلى عليه. (قد شهد بدراً) الكبرى. (والشجرة) التي بايعهم - صلى الله عليه وسلم - تحتها عام الحديبية الحي ذكرها في القرآن. (كبر عليه تسعاً) فيه أن زيادة التكبير لزيادة الفضيلة. (وإذا أتي به قد شهد بدراً) فقط. (ولم يشهد الشجرة) كبَّر عليه سبعاً. (أو شهد الشجرة ولم يشهد بدراً كبر عليه سبعاً) لمساواة الشجرة لبدر في الفضيلة وفيه أن العازم على الجهاد كالمجهاد حقيقة فإن أهل الشجرة لم يقاتلوا وإنما بايعوا على ذلك. (وإذا أتي به) الضمير لامرئ المذكور أولاً مجردة هنا عن الصفة المذكورة هنالك وفيه صحة إعادة الضمير إلى الموصوف دون صفته. (لم يشهد بدرًا ولا الشجرة كبَّر عليه أربعاً) قالوا: وهذا آخر الأمرين في كل ميت وأنه ناسخ لما عداه، قال ابن عبد البر (¬3): انعقد الإجماع على أربع ولم يعلم من فقهاء الأمصار من قال بخمس إلا ابن أبي ليلى. ¬

_ (¬1) المصباح المنير (1/ 202). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (20/ 202)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 193)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4326) ضعيف جداً. (¬3) انظر: التمهيد لابن عبد البر (6/ 334).

قلت: وقال به من الآل عليهم السلام أمة كبيرة، قال النووي (¬1): أجمع على أنها أربع، قال: لكن لو كبَّر خمساً لم تبطل صلاته (ابن عساكر (¬2) عن جابر) بن عبد الله سكت المصنف عليه وفيه محمَّد بن عمر المحرم قال في الميزان قال أبو حاتم واه، وابن معين ليس بشيء ثم أورد له هذا الخبر. 6518 - "كان إذا اجتلى النساء أقعى وقبل" ابن سعد عن أبي أسيد الساعدي". (كان إذا اجتلى النساء) بالجيم كشف عنهن لإرادة جماعهن يقال جلوت واجتليت السيف ونحوه كشفت صدأه وجلى الخبر للناس جلا بالفتح والمد وضح وانكشف ومنه النص الجلي. (أقعى) قعد على إليتيه مفضياً بهما إلى الأرض ناصباً فخذيه كما يقعى الأسد. (وقبل) المرأة التي يريد جماعها وأخذ منه أنه يسن تقديم الملاعبة والتقبيل ومص اللسان ويروى عن أم سلمة: "أنه كان يغطي رأسه ويخفض صوته ويقول للمرأة عليك السكينة". (ابن سعد (¬3) في الطبقات عن أبي أسيد الساعدي). 6519 - "كان إذا اجتهد في اليمين قال والذي نفس أبي القاسم بيده". (حم) عن أبي سعيد (صح) ". (كان إذا) حلف. (واجتهد في اليمين) أي بالغ فيها طاقته. (قال والذي نفس) أي روح (أبي القاسم) يريد نفسه أو ذاته وجملته. (بيده) بقدرته يتصرف فيها كيف يشاء، قال الطيبي إنه من أسلوب التجريد لأنه جرد من نفسه من سمي أبا ¬

_ (¬1) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (7/ 23). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/ 194)، وابن عدي في الكامل (6/ 142)، وانظر الميزان (6/ 279)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4322): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4327)، والضعيفة (2144).

القاسم وهو هو واصل الكلام نفسي ثم التفت من التكلم إلى الغيبة. قلت: ولابدَّ للعدول من نكتة لم يذكرها وهي إظهار كمال التواضع والانقياد لمولاه لأنه يقول الذي نفس هذا الذي صار ذا كنية وشهرة بين الناس وأنه القاسم بينهم بقدرة الله وإرادته يقبضها إن شاء ويتركها إن شاء فكان في العدول هذه النكتة. (حم (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقد رواه أبو داود وابن ماجة وله ألفاظ. 6520 - "كان إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن" (طب) عن حفصة". (كان إذا أخذ مضجعه) أراد النوم في الموضع الذي يستقر فيه لينام. (جعل يده اليمنى) أي راحته. (تحت خده الأيمن) فينام على شقه الأيمن؛ لأنَّ النوم عليه أسرع إلى الانتباه لعدم استقرار القلب حينئذ؛ لأن محله الجانب الأيسر فيبقى معلقًا لا يستقر فلا يستغرق في النوم كما سلف مراراً (طب) (¬2) عن حفصة) سكت المصنف عليه، وقال الشارح: رمز لصحته وقد أخرجه الترمذي عن البراء بزيادة: "وقال رب قني عذابك يوم تبعث عبادك". 6521 - "كان إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده ثم يقول: باسمك اللهم أحيا، باسمك أموت، وإذا استيقظ قال: الحمد لله الذي أحياناً بعد ما أماتنا وإليه النشور" (حم م ك) عن البراء (حم خ 4) عن حذيفة (حم ق) عن أبي ذر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 48)، وأبو داود (3264)، وابن ماجة (2090)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4328). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 203) (347)، وأبو داود (5045)، والنسائي (4/ 203) عن حفصة وأخرجه الترمذي (3399)، والنسائي في الكبرى (6/ 188) عن البراء، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4647)، والصحيحة (2754).

(كان إذا أخذ مضجعه من الليل وضع يده تحت خده) وهو مقيد بما سلف من اليمين والأيمن. (ثم يقول: باسمك اللهم) أي بذكر اسمك أو بتوسلي به لا بغيره (أحيا) ما حييت. (باسمك أموت) أي عليه أموت، وقيل: لفظ اسم مقحم أي بك وذكر الموت والحياة بذكر النوم واليقظة؛ لأنهما مذكران بهما، وقيل: المراد باسمك الحي أحيا وباسمك المميت أموت اعتراف بأنه تعالى إذا اتصف بصفة كان عنها ما يقتضيه. (وإذا استيقظ) انتبه من نومه. (قال: الحمد لله الذي أحياناً بعد ما أماتنا) أيقظنا بعد نومنا ورد أرواحنا بعد قبضها فإن النوم هو الموت الأصغر. (وإليه النشور) الإحياء بعد الموت إليه لا إلى [3/ 283] غيره للإثابة والعقوبة وفيه أنه يختم عمله ويكون آخر قوله ذكر الله تعالى وأول قوله ذلك. (حم م ك) عن البراء (حم خ 4) عن حذيفة (حم ق) (¬1) عن أبي ذر). 6522 - "كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: باسم الله وضعت جنبي، اللهم اغفر ذنبي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، وثقل ميزاني، واجعلني في الندي الأعلى". (د ك) عن أبي الأزهر (صح) ". (كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال: باسم الله) أي مصاحباً لاسمه أو متبركاً به. (وضعت جنبي) وضع الجنب كناية عن وضع البدن كله. (اللهم اغفر لي ذنبي) ناسب أن يختم يومه بسؤال الغفران فيكون ختم صحيفة عمله طلب المغفرة. (واخسأ شيطاني) اجعله خاسئا مطروداً. (وفك رهاني) بزنة سهام هو ما يجعل وثيقة في الدين والمراد خلص نفسي من عقال ذنوبي فهو كاغفر لي إلا أن فيه الاعتراف بالإجرام وأنها قد رهنت نفسه في يدها وهو من قوله تعالى: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 302)، ومسلم (2711)، والحاكم (1/ 733) عن البراء، وأخرجه أحمد (5/ 397)، والبخاري (5953)، وأبو داود (5049)، والترمذي (3417)، والنسائي (6/ 214)، وابن ماجة (3880) عن حذيفة، وأخرجه أحمد (5/ 154)، والبخاري (6960)، ومسلم (2712) عن أبي ذر.

{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21]. (وثقل ميزاني) الكفة التي توضع فيها الحسنات وهو من إطلاق الكل على الجزء وإذا ثقلت الحسنات فقد نجى. (واجعلني في الندي) بفتح النون وكسر الدال المهملة وتشديد المثناة التحتية القوم المجتمعون في مجلس وأراد بهم الملائكة. (الأعلى) أي الملأ الأعلى. (د ك) (¬1) عن أبي الأزهر) بالزاي أوله والراء آخره، قال النووي في الأذكار: ويقال أبو زهير الأنماري الشامي وفي التقريب (¬2) صحابي لا يعرف اسمه رمز المصنف لصحته. 6523 - "كان إذا أخذ مضجعه قرأ: "قل يا أيها الكافرون" حتى يختمها". (طب) عن عباد بن أخضر (ح) ". (كان إذا أخذ مضجعه قرأ: "قل يا أيها الكافرون" حتى يختمها) يحتمل إذا أراد، ويحتمل إذا صار منه حقيقة وفي هذا وفيما قبله من الأذكار إلا أن حديث "كان إذا أخذ مضجعه ... إلى ثم يقول" دليل أن القول وقد وضع خده على يمينه وإنما خص بالكافرون؛ لأنها براءة من الشرك كما في خبر آخر. واعلم: أنها تعددت الروايات واختلفت فيما كان يقوله فيحتمل أنه كان يختلف الحال فيقول كل ليلة شيئاً ويحتمل أنه كان يقول جميع ما روي فكل روى ما سمع، ويحسن الجمع بين كل ما ورد هل يندب ذلك في يوم القيلولة أولاً: الظاهر أنه عام وإن كان الغالب في الليل. (طب) (¬3) عن عباد) بالتشديد للموحدة (بن الخضر) ليس بصحابي فكان عليه أن يقول مرسلاً، ورمز ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5054)، والحاكم (1/ 724)، وانظر الأذكار (1/ 212)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4649). (¬2) انظر التقريب (1/ 618). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 81) (3708)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 121)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4648): والصحيحة (589).

المصنف لحسنه وقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه يحيى الحماني، ويحيى الجعفي كلاهما ضعيف. 6524 - "كان إذا أخذ أهله الوعك أمر بالحساء فصنع ثم أمرهم فحسوا، وكان يقول: إنه ليرتو فؤاد الحزين، ويسرو عن فؤاد السقيم كما تسرو إحداكن إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها". (ت هـ ك) عن عائشة (صح) ". (كان إذا أخذ أهله) أصاب بعضهم (الوعك) الحمى (أمر بالحساء) بفتح المهملة ثم مهملة ممدود طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن. (فصنع) بالتعبير (ثم أمرهم) أي الموعوكين (فحسوا) فشربوا الحساء (وكان يقول) في بيان حكمة ذلك (إنه ليرتو) براء ساكنة بعد حرف المضارعة ومثناة فوقية مضمومة يشد ويقوى (فؤاد الحزين) زيادة فائدة وإلا فكلامه في السقيم أو لأنه يعتري السقيم الحزن أيضاً (ويسرو) بمهملة يكشف (عن فؤاد السقيم) تفرج عنه وتزيله (كما تسرو إحداكن) خاطبهن لأنهن غالب من يتولى العلاج علاج المرضى (إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها) يكشفه ويزيله وقد تقدمت منافع الحساء مراراً وظاهره أنه لا يستعمل لكل ألم بل للوعك فالمراد السقيم بالوعك (ت هـ ك) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح، قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي. 6525 - "كان إذا أدهن صب في راحته اليسرى فبدأ بحاجبيه ثم عينيه ثم رأسه". الشيرازي في الألقاب عن عائشة". (كان إذا أدهن) افتعل أي أراد الإدهان. (صب في راحته اليسرى) باطن كفه الأيسر. (فبدأ بحاجبيه) فدهنهما. (ثم عينيه ثم رأسه) والله أعلم بالحكمة في ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2039)، وابن ماجة (3445)، والحاكم 4/ 227، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4649).

هذا الترتيب. (الشيرازي (¬1) في الألقاب عن عائشة). 6526 - "كان إذا أراد الحاجة لم يرفع ثوبه حتى يدنو من الأرض". (د ت) عن أنس وعن عمر (طس) عن جابر (صح) ". (كان إذا أراد الحاجة) من تغوط أو بول أي قضاء الحاجة. (لم يرفع ثوبه) عن عورته. (حتى يدنو من الأرض) ولو كان خالياً عن الناس فإذا دنا من الأرض رفعه قليلاً قليلاً وهذا من آداب التخلي اتفاقاً. (د ت) عن أنس وعن ابن عمر (طس) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته على الطبراني وأبو داوود قد أعل روايته بأن عبد السلام رواه عن الأعمش وهو ضعيف، والترمذي قال أيضاً: سألت البخاري عن حديث أنس وابن عمر فقال: كلاهما مرسل قال العراقي: والحديث ضعيف من جميع طرقه انتهى، وقال الهيثمي: في رواية الطبراني الحسين بن عبد [3/ 284] الله العجلي، قيل: كان يضع الحديث. 6527 - "كان إذا أراد الحاجة أبعد". (هـ) عن بلال بن الحارث (حم ن هـ) عبد الرحمن بن أبي قراد (صح) ". (كان إذا أراد الحاجة أبعد) في المكان عن الناس بحيث لا يسمع لجارحة صوت ولا شم رائحة ذكره الفقهاء وقد بين مقدار البعد في حديث ابن السكن في سننه والطحاوي في تهذيب الآثار والطبراني في الأوسط والكبير بسند جيد كما قاله العراقي في شرح سنن أبي داوود بأنه إلى المغمس على ثلثي فرسخ من مكة أو نحو ميلين أو ثلاثة وهو مندوب بالاتفاق، قيل: وفي معنى الإبعاد اتخاذ ¬

_ (¬1) أخرجه الشيرازي في الألقاب كما في الكنز (18299)، وانظر فيض القدر (5/ 92)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4329). (¬2) أخرجه أبو داود (14)، والترمذي (14) عن أنس، وأخرجه الطبراني في الأوسط (5118) عن جابر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 206)، وعلل الترمذي للقاضي أبي طالب (1/ 25)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4652).

الكنف في البيوت وضرب الحجاب وإرخاء الستور وإعماق الحفائر ونحو ذلك مما يوارى العورة ويمنع الريح، قال العراقي ويلحق بقضاء الحاجة كل ما يستحي منه كالجماع فيندب إخفاؤه بتباعد أو ستر قال وكذا إزالة القاذورات كنتف إبط وحلق عانة (هـ) عن بلال بن الحارث (حم ن هـ) (¬1) عبد الرحمن بن أبي قراد) رمز المصنف لصحته قال الحافظ مغلطاي (¬2): في شرح ابن ماجه هذا حديث ضعيف لضعف رواته ومنهم كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني قال أحمد مرة: منكر الحديث ومرة: لا يساوي شيئاً والنسائي والدارقطني متروك وأبو زرعة لا يساوي شيئاً إلا أنه تعضده رواية أحمد عن المغيرة: "كان إذا أراد البراز أبعد حتى لا يراه أحد". 6528 - "كان إذا أراد أن يبول فأتى عزازاً من الأرض أخذ عوداً فنكت به في الأرض حتى يثير من التراب ثم يبول فيه". (د) عن في مراسله والحارث عن طلحة بن أبي قنان مرسلاً (صح) ". (كان إذا أراد أن يبول فأتى عزازاً) بالمهملة المفتوحة ثم زائين بعدها: المكان الصلب. (أخذ عودا فنكت) بالمتناة الفوقية نكت الأرض بالقضيب حتى يؤثر فيها بضربه. (به في الأرض حتى ينثر من التراب ثم يبول فيه) أي في المكان بعد نكته فيأمن من عودة الرشاش إليه فيتجنبه وهو معنى حديث أنه يرتاد لبوله مكانًا دمثاً. (د) (¬3) في مراسيله والحارث عن طلحة بن أبي قنان) بفتح ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (336) عن بلال بن الحارث، وأخرجه أحمد 3/ 443، والنسائي (1/ 71)، وابن ماجة (334) عن عبد الرحمن بن أبي قراد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1465)، والصحيحة (1159). (¬2) شرح ابن حبان (1/ 130). (¬3) أخرجه أبو داود في مراسيله (1)، والحارث (رقم 1)، وانظر الميزان (3/ 468)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4331).

القاف والنون وبعد الألف نون العبدري مولاهم الدمشقي قال في التقريب (¬1): مجهول أرسل حديثاً يريد هذا (مرسلاً)، قال ابن القطان (¬2): طلحة لا يعرف بغير هذا وقال في الميزان طلحة لا يدرى من هو وتفرد عنه الوليد بن سلمان، قلت: والعجب أن المصنف رمز عليه بالصحة فيما رأيناه فيما قوبل على خطه. 6529 - "كان إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة". (ق د ن هـ) عن عائشة (صح) ". (كان إذا أراد أن ينام) من ليل ونهار. (وهو جنب غسل فرجه) ذكره. (وتوضأ) وضوؤه. (للصلاة) أي كما يتوضأ للصلاة، قال ابن حجر (¬3): يحتمل أن يكون الابتداء بالوضوء قبل الغسل سنة مستقلة بحيث يجب غسل أعضاء الوضوء مع بقية الجسد ويحتمل الاكتفاء بغسلها في الوضوء عن إعادته وعليه فيحتاج إلى نية غسل الجنابة في أول جزء وإنما قدم أعضاء الوضوء تشريفا لها وليحصل له صورة الطهارة الصغرى والكبرى وإلى الثاني ذهب بعض قدماء الشافعية، ونقل ابن بطال الإجماع على عدم وجوب الوضوء مع الغسل ورد بأن داود يذهب إلى أن الغسل لا يجزئ عن الوضوء للمحدث انتهى. قلت: وهو رأي طائفة كثيرة من أهل البيت عليهم السلام ثم بقي أن هذا الوضوء عند نومه فإذا أراد الاغتسال عند استيقاظه هل يبدأ بأعضاء الوضوء كما هو عادته في الاغتسال أم يفيض الماء على سائر جسده مكتفيا بذلك الوضوء؟ وقد روى ابن أبي شيبة: "إذا أجنب أحدكم من الليل ثم أراد أن ينام فليتوضأ فإنه نصف غسل الجنابة" (¬4)، قال ابن حجر: رجاله ثقات وفيه أنه يرفع ¬

_ (¬1) انظر التقريب (1/ 283). (¬2) بيان الوهم والإيهام (693). (¬3) انظر: فتح الباري (1/ 360). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (663) عن شداد بن أوس.

الحدث عن أعضائه إلا أنه قد يقال المراد أنه يؤجر أجر نصف الاغتسال وفيه تأمل. (ق د ن هـ) (¬1) عن عائشة). 6530 - "كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة، وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب غسل يديه ثم يأكل ويشرب". (د ن هـ) عن عائشة" (صح). (كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة) ظاهره أنه لأجل الجنابة إلا أنه قد ثبت أنه كان إذا أراد أن ينام توضأ وضوءه للصلاة فيحتمل أن هذا الوضوء لأجل النوم لا لأجل الجنابة إلا إنه يدل أنه للجنابة أحاديث أخر منها ما قدمناه "إذا أجنب أحدكم ... " الحديث. قال جماعة بوجوب الوضوء للمذكور وهو مالك وأتباعه (وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب) فيه أنه لا يكره الأكل والشرب للجنب (غسل يديه) [3/ 285] أي كفيه قيل: لأن أكل الجنب بدون ذلك يورث الفقر لحديث أبي نعيم عن شداد ابن أوس يرفعه "ثلاثة تورث الفقر أكل الرجل وهو جنب قبل أن يغسل يديه وقيامه عرياناً بلا مئزر وسترة والمرأة تشتم زوجها في وجهه" (¬2) (ثم يأكل ويشرب) (د ن هـ) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 6531 - "كان إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه وهي حائض أمرها أن تتزر ثم يباشرها". (خ د) عن ميمونة (صح) ". (كان إذا أراد أن يباشر امرأة) ينال بشرتها التي تحت ثوبها (من نسائه) وليس ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (288)، ومسلم (305)، وأبو داود (222)، والنسائي (1/ 138، 139)، وابن ماجة (584). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2493). (¬3) أخرجه أبو داود (223)، والنسائي (1/ 139)، وابن ماجة (593)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4659).

المراد الجماع. (وهي حائض أمرها أن تتزر ثم يباشرها) أي أمرها بعقد الإزار بين سرتها وركبتها كالسراويل ونحوه لئلا يمس موضع الأذى قيل: والحديث مخصص لآية {فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: 222]. قلت: سياق الآية دال على أن النهي عن القربان وهو كناية عن الجماع لمطلق القرب فلا تخصيص (¬1). (خ د ت) (¬2) عن ميمونة). 6532 - "كان إذا أراد من الحائض شيئاً ألقى على فرجها ثوباً". (د) عن بعض أمهات المؤمنين (صح) ". (كان إذا أراد من الحائض شيئاً) أي مباشرة فيما دون الفرج. (ألقى على فرجها ثوباً) هو واضح في أن الاستمتاع المحرم إنما هو بالفرج فقط وهو دليل الحنابلة وحملوا الأول على الندب جمعا بين الأدلة. (د) (¬3) عن بعض أمهات المؤمنين) رمز المصنف لصحته، قال ابن حجر (¬4): إسناده قوي، وقال ابن عبد الهادي: انفرد بإخراجه أبو داود وإسناده صحيح. 6533 - "كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه". (ق د هـ) عن عائشة (صح) ". (كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه) ظاهره أنه يختص ذلك بالسفر، قال ابن حجر (¬5): ويقرع بينهن إذا أراد القسم فلا يبدأ بأيتهن شاء بل يقرع فمن خرجت بدأ بها وذلك منه - صلى الله عليه وسلم - عملا بالعدل وحذرا من الترجيح بلا مرجح وهذا في حقه ¬

_ (¬1) ينظر: فتح القدير (1/ 344). (¬2) أخرجه البخاري (303)، وأبو داود (2167). (¬3) أخرجه أبو داود (272)، وانظر التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4663). (¬4) انظر: فتح الباري (1/ 404). (¬5) فتح الباري (9/ 311).

ليس واجبًا كما قال ابن أبي جمرة: إنه لا يجب القسم عليه ويجب في حق غيره من الأمة. (فأيتهن) بالتاء، وروي أنهن بدونها وهو للمؤنث قال الدماميني: إنه جائز أي إلحاق الهاء وحذفها عيدان يراد بها مؤنث. (خرج سهمها خرج بها معه) وفي رواية "أخرج" قال ابن حجر: الأولى الصواب وفيه دليل على جواز خروج النساء مع أزواجهنَّ في الجهاد ونحوه والعمل بالقرعة. (ق د هـ) (¬1) عن عائشة) وروي عن غيرها أيضاً. 6534 - "كان إذا أراد أن يحرم يتطيب بأطيب ما يجد". (م) عن عائشة (صح) ". (كان إذا أراد أن يحرم يتطيب بأطيب ما يجد) قبل إحرامه ثم يحرم كما روته عائشة في حجة الوداع وفيه أنه من السنة وقال مالك وغيره: لا يسن والحديث رد عليه. (م) (¬2) عن عائشة). 6535 - "كان إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم". (حل) عن ابن عباس (ض) ". (كان إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة) بزنة رطبة وقد تسكن الحاء. (سقاه من ماء زمزم) لما فيه من الفضائل والمنافع وقد كان يحمل إلى المدينة كما في حديث الحديبية أنه طلب ذلك من سهيل بن عمرو. (حل) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر: هذا غريب من هذا الوجه مرفوعاً والمحفوظ وقفه وفيه مقال من جهة محمَّد بن حميد الرازي قال: وخرجه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2879)، ومسلم (2770)، وأبو داود (1382)، وابن ماجة (1970). (¬2) أخرجه مسلم (1190). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 304)، والفاكهي في تاريخ مكة (2/ 46)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (230)، وانظر: الميزان (2/ 402)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4332)، والضعيفة (4165).

الفاكهي في تاريخ مكة موقوفاً بسند على شرط الشيخين. 6536 - "كان إذا أراد أن يدعو على أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع". (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (كان إذا أراد أن يدعو على أحد) في صلاته. (أو يدعو لأحد) فيها. (قنت) بالدعاء. (بعد الركوع) ظاهره في أي صلاة وفي أي ركعة وظاهره أنه لا يقنت إلا لذلك لا غير. (خ) (¬1) عن أبي هريرة) قال الذهبي: وروى مسلم نحوه. 6537 - "كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه". (د ت) عن عائشة" (ح). (كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر) من اليوم الذي يريد اعتكافه. (ثم دخل معتكفه) فذلك أول وقت الاعتكاف لمن أراد اعتكاف يوم، وفيه أن الاعتكاف اليومي مؤقت بأول النهار وانتهاؤه الغروب؛ قيل: وأما اعتكافه - صلى الله عليه وسلم - العشر من رمضان فكان من الغروب ليلة الحادي والعشرين وإلا لما كان معتكفاً العشر بتمامها. (د ت) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، ورواه الشيخان في ضمن حديث طويل كأن المصنف لم يتنبه له. 6538 - "كان إذا أراد أن يستودع الجيش قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم، وخواتيم أعمالكم". (د ك) عن عبد الله بن يزيد الخطمي". (كان إذا أراد أن يستودع الجيش) الخارجين من عنده للغزو وكذلك غيرهم من مريدي السفر كما تقدم. (قال: أستودع الله دينكم وأمانتكم) قال الطيبي: أستودع الله هو طلب حفظ الوديعة وفيه نوع مشاكلة للتوديع جعل دينهم [3/ 286] وأمانتهم من الودائع؛ لأن السفر يصيب الإنسان فيه المشقة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4560)، ومسلم (675) بمعناه. (¬2) أخرجه أبو داود (2464)، والترمذي (791)، وأخرجه البخاري (2034)، ومسلم (1172) ضمن حديث طويل.

والخوف فيكون ذلك سببا لإهمال بعض أمور الدين فدعاء المصطفى لهم بالمعونة في الدين والتوفيق فيه، ولا يخلو المسافر عن الاشتغال بما يحتاج إليه إلى نحو أخذ وعطاء وعشرة للناس فدعى له بحفظ الأمانة وتجنب الخيانة ثم بحسن الاختتام فيكون مأمون العاقبة. (د ك) (¬1) عن عبد الله بن يزيد الخطمي) (¬2) بفتح المعجمة وسكون المهملة صحابي صغير شهد الحديبية ولىَّ الكوفة لابن الزبير. 6539 - "كان إذا أراد غزوة ورَّى بغيرها". (د) عن كعب بن مالك (صح) ". (كان إذا أراد غزوة) يغزوها بنفسه لا يبعث جيش ليس فيهم فإنه يعينها إلا مثل الغزاة التي بعثهم فيها بكتاب مختوم وأمرهم ألا يفتحوه إلا في محل كذا. (ورَّى) بتشديد الراء أي سترها وكنى: (بغيرها) عنها من وريت الخبر تورية سترته وأظهرت غيره وأصله من وراء الإنسان خلاف أمامه لأن من ورى بشيء كأنه جعله وراءه وضبطه السيرافي في شرح كتاب سيبويه بالهمزة، وأهل الحديث لا يهمزونه كأنهم يسهلونها والحكمة في ذلك التعمية على العدو ولئلا يفطن فيستعد والحرب خدعة وكأن توريته أنه يريد غزوة خيبر مثلاً فيقول: كيف تجدون مياهها؟ موهمًا أنه يريد غزوة مكة وهو من المعاريض الجائزة، وفي صحيح البخاري: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلما أراد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك" (¬3) الحديث. (د) (¬4) عن كعب بن مالك) رمز المصنف لصحته وهو في الصحيحين قال العراقي: متفق عليه. 6540 - "كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: اللهم ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2601)، والحاكم (2/ 107)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4657). (¬2) انظر الإصابة (4/ 267). (¬3) أخرجه البخاري (2948). (¬4) أخرجه أبو داود (2637)، والبخاري (4418)، والبيهقي في السنن (9/ 105).

قني عذابك يوم تبعث عبادك، ثلاث مرات". (د) عن حفصة (ح) ". (كان إذا أراد أن يرقد) صرح بالإرادة فيؤخذ منه تقييد ما أطلق إلا ما لا يتم فيه ذلك وفي رواية: ينام. (وضع يده اليمنى) راحتها. (تحت خده) أي الأيمن. (ثم يقول: اللهم قني عذابك) أجرني منه. (يوم تبعث عبادك) خصه؛ لأنه اليوم الذي يظهر فيه جزاء الأعمال يقول ذلك: (ثلاث مرات) ظاهره أنه لا يقوم بالسنة إلا من قاله ثلاثاً فيقول الشارح: الظاهر حصول أصل السنة بمرة واستكمالها وكمالها باستكمال الثلاث خلاف الظاهر، نعم لو استند إلى ذلك تقدم تقييد الحديث بالثلاث في رواية الترمذي كان لها وجه على أنه قد يقال إن إطلاقه قيده حديث أبي داود هذا. (د) (¬1) عن حفصة) ورواه الترمذي عنها بدون ذكر الثلاث وحسنه ورمز المصنف لحسنه. 6541 - "كان إذا أراد أمرا قال: اللهم خر لي واختر لي". (ت) عن أبي بكر (ض) ". (كان إذا أراد أمرا) من أي الأمور التي يفعلها. (قال: اللهم خر لي) بالخاء المعجمة مكسورة والراء، من خار الله لك في الأمر جعل لك فيه الخير. (واختر لي) أي اجعله مختارا أي اجعل لي الخير في الذي أريده واجعله مختاراً فلا تكرار، وفيه أن هذا الذكر يقوم مقام الاستخارة وصلاتها وكأنه إذا عجله فعل أمر اكتفى بهذا. (ت) (¬2) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه زنفل بالزاي والنون والفاء بزنة جعفر العرفي نسبة إلى عرفة، قال الدارقطني: ضعيف وساق له هذا الحديث، وقال ابن حجر: بعد ما عزاه للترمذي: سنده ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5045)، والترمذي (3398)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4656)، والصحيحة (2754). (¬2) أخرجه الترمذي (3516)، وانظر فتح الباري (11/ 184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4330)، والضعيفة (1515).

6542 - "كان إذا أراد سفرا قال: اللهم بك أصول، وبك أحول، وبك أسير". (حم) عن علي (ح) ". (كان إذا أراد سفرا قال) عند خروجه. (اللهم بك) لا بغيرك (أصول) على الأعداء. (وبك أحول) بالمهملة أكيد العدو وأحتال أو أتحول من مكاني متمسكا بك، قال الزمخشري (¬1): المحاولة طلب الشيء بحيلة والمصاولة المواثبة وهو من حال يحول حيلة بمعنى احتال. (وبك أسير) بأقدارك وبعينك، وفيه أنه ينبغي للعبد أن يجعل جميع حركاته مقرونة بمولاه تعالى. (حم) (¬2) عن علي) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 6543 - "كان إذا أراد أن يزوج امرأة من نسائه يأتيها من وراء الحجاب فيقول لها: يا بنية: إن فلان خطبك فإن كرهته فقولي: لا؛ فإنه لا يستحي أحد أن يقول: لا، وأن أحببت فإن سكوتك إقرار". (طب) عن عمر (ض) ". (كان إذا أراد أن يزوج امرأة من نسائه) من أقاربه وبنات أصحابه. (يأتيها من وراء الحجاب) لأنه يستحي من مواجهتها بذلك أو مثله لأنه لا يواجهها. (فيقول لها: يا بنية) تصغير بلطف وإشفاق. (إن فلانًا قد خطبك) هذا إذا كانت مكلفة. (فإن كرهته فقولي: لا) خاطبها بهذا لئلا يظن أنه [3/ 287] لا يحل لها مخالفته. (فإنه لا يستحي أحد أن يقول: لا) أي لا ينبغي له ذلك. (وأن أحببت) التزوج. (فإن سكوتك إقرار) اكتفى في الرضا بالسكوت؛ لأنه محل حياء أن تصرح به بخلاف الرد فإنه طلب فيه لفظها، وفيه أنه لا بد من رضاء المرأة وإعلامها بالزوج سواء كان المزوج أبا أو غيره. (طب) (¬3) عن عمر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه ¬

_ (¬1) الفائق (1/ 334). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 150)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 130)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4334)، والضعيفة (4167). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 73) (88)، وابن عدي في الكامل (3/ 262)، البيهقي في السنن =

يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو متروك وقد وثقه ابن معين في رواية، ورواه ابن عدي في الكامل وابن أبي حاتم في العلل وأبو الشيخ والفريابي في كتاب النكاح ورواه البيهقي عن ابن عباس وعكرمة المخزومي وغيرهما. 6544 - "كان إذا استجد ثوبا سماه باسمه قميصا أو عمامة أو رداء، ثم يقول: اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك من خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له". (حم د ت ك) عن أبي سعيد (صح) ". (كان إذا استجد ثوباً) لبس ثوبا جديدا أو طلب ذلك. (سماه باسمه) حال كونه: (قميصا أو عمامة أو رداء) بأن يقول: رزقني الله هذه العمامة كذا قرره البيضاوي. (ثم يقول) بعد لبسه: (اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه) إخبار اعتراف وشكر للنعمة، وقوله: (أسألك) جملة دعائية استئناف. (من خيره) قد حذف مفعول أسأل الذي يتعدى إليه بنفسه أي شيئاً من خيره ومن بيانية لا تبعيضية، فالمراد أسألك أمرا أو شيئاً الذي هو خيره. (وخير ما صنع له) فخيره أن يستعمله في طاعة الله وخير ما صنع له أن يلبسه قصد الستر لعورته والتجمل به بين العباد لا رياء ولا سمعة. (وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له) وهو خلاف ما ذكر في الخيرية وفيه ندب هذا الذكر لمن استجد ثوبا وقيل مطلقا لرواية ابن السني "إذا لبث ثوباً". (حم د ت ك) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن، وقال النووي: صحيح. 6545 - "كان إذا استجد ثوبا لبسه يوم الجمعة". (خط) عن أنس". ¬

_ = (7/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4333)، والضعيفة (6614). (¬1) أخرجه أحمد (3/ 30)، وأبو داود (4020)، والترمذي (1767)، والحاكم (4/ 132)، وقال في رياض الصالحين (1/ 434): حسن، وقال في الأذكار (ص: 21): حديث صحيح، وقال الحافظ في في الفتح (10/ 303)، وصححه الترمذي وأبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (245)، وابن بشران في أماليه (70)، والبيهقي في الدعوات الكبير (104)، والطبراني في الدعاء (398)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4664).

(كان إذا استجد ثوباً) أي طلب ثوباً جديدا لقوله: (لبسه يوم الجمعة) لكونه عند أهل الإِسلام وأبرك الأيام. (خط) (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح وعنبسة أحد رواته مجروح، ومحمد بن عبيد الأنصاري روى عن الأثبات ما ليس من حديثهم فلا يجوز الإصحاح به. 6546 - "كان إذا استراث الخبر تمثل ببيت طرفة:* ويأتيك بالأخبار من لم تزود". (حم) عن عائشة (ض) ". (كان إذا استراث) بالمهملة فمثناة فوقية فراء آخره مثلثة استفعل من الريث وهو الإبطاء. (الخبر) أي أمر يريده. (تمثل) قال على طريق المثال، وتمثل بشيء ضربه مثلاً. (ببيت طرفة) بالتحريك، ابن العبد شاعر جاهلي (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) فقوله مثالا بأنه يأتيه بالخبر من لم يحسبه وصدر البيت: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا وكان يتمثل - صلى الله عليه وسلم - بأنصاف الأبيات. (حم) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 6547 - "كان إذا استسقى قال: اللهم اسق عبادك، وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحيي بلدك الميت". (د) عن ابن عمرو (ح) ". (كان إذا استسقى) طلب من الله أن يسقيه الغيث عند حاجته (قال: اللهم اسق عبادك) تلطفاً في المسألة؛ لأن المالك ألطف بعباده من كل لطيف. (وبهائمك) جمع بهيمة وهي كل ذات أربع، ذكرهن لأنهن لا ذنب لهن فهن إلى الرحمة أقرب، وفي حديث عند ابن ماجة "لولا البهائم لم ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 136)، وانظر العلل المتناهية (2/ 682)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4335)، والضعيفة (6061): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (6/ 31)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 281)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4665).

تمطروا" (¬1). (وانشر رحمتك) أطلق الرحمة على السحاب الممطرة؛ لأنها متسببة عنها ويحتمل أنه أريد نفس الرحمة ونشرها عبارة عن العموم بالإغاثة بها. (وأحيي بلدك الميت) شبه الأرض المجدبة بالميت؛ لأن حياتها بالماء فإذا فقدته فهي ميت. (د) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه قال في الأذكار: إسناده صحيح، وقال ابن القطان (¬3): فيه علي بن قادم وهو وإن كان صدوقا فهو مستضعف ضعفه يحيى، وقال ابن عدي: وقفت عليه أحاديث رواها عن الثوري وهذا منها، وقال في الميزان: حدث بأشياء لم يتابع عليها ذكره في ترجمة عبد الرحمن بن محمَّد الحارثي، قال الشارح: وبه يعرف ما في تحسين المصنف له وتصحيح النووي. 6548 - "كان إذا استسقى قال: اللهم أنزل في أرضنا بركتها وزينتها وسكنها، وارزقنا وأنت خير الرازقين". أبو عوانة (طب) عن سمرة" (صح). (كان إذا استسقى قال: اللهم أنزل في أرضنا بركتها) وهو الغيث الهني الذي وصفه الله في القرآن بأنه ماء مبارك. (وزينتها) أي نباتها كما سماه الله [3/ 288] تعالى بذلك في كتابه. (وسكنها) بفتح السين والكاف غياث أهلها الذي تسكن أنفسهم إليه. (وارزقنا وأنت خير الرازقين) فكان يتنوع في دعائه عند طلب ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4019). (¬2) أخرجه أبو داود (1761)، وابن عدي في الكامل (4/ 913)، وانظر الميزان (4/ 314)، وقال النووي في خلاصة الأحكام (2/ 880 رقم 4113): إسناده حسن، وقال في الأذكار (ص: 177): إسناده صحيح، وانظر: التلخيص الحبير (2/ 232)، والبدر المنير (5/ 165)، قال ابن الملقن: رواه أبو داود متصلاً، ومالك "في الموطأ" مرسلاً، قال ابن أبي حاتم: والمرسل أصح، قلت: وفي إسناده مع ذلك علي بن قادم الخزاعي وهو صويلح أهـ. وقال الحافظ في التلخيص (ص 151): ورجح أبو حاتم إرساله أهـ وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4666). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 60).

الإغاثة. أبو عوانة (طب) (¬1) عن سمرة) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: قال ابن حجر: إسناده ضعيف. 6549 - "كان إذا استفتح الصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك". "د ت هـ ك) عن عائشة (ق هـ ك) عن أبي سعيد (طب) عن ابن مسعود وعن واثلة (صح) ". (كان إذا استفتح الصلاة) قال الشارح: الذي وقف عليه في أصول مخرجيه "إذا ابتدأ". (قال) بعد تكبيرة الإحرام. (سبحانك اللهم وبحمدك) قال الطيبي: الواو للحال أي أسبح الله حال كوني متلبسا بحمده. (وتبارك اسمك) قال ابن الأثير (¬2): الاسم هنا صلة أي زائد، وقال الفخر الرازي: كما يجب تنزيه ذاته عن النقائض يجب تنزيه الألفاظ الموضوعة لها عن الرفث وسوء الأدب. (وتعالى جدك) جلالك والجد الحظ. (ولا إله غيرك) رجح الافتتاح بهذا الذكر ابن القيم (¬3) في الهدي النبوي وذكر وجوها مرجحة لافتتاح الصلاة بها مع إشارته إلى أن غيره سندا أثبت منه. (د ت هـ ك) عن عائشة) رمز المصنف لصحته على الحاكم؛ لأنه صححه، وقال أبو داود: لم يروي عن عبد السلام غير طلق بن غنام وليس هذا الحديث بالقوي، وقال النووي في الأذكار (¬4) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة بأسانيد ضعيفة، وقال الذهبي: أخرجه الترمذي من طريق حارثة ابن أبي الرجال وهو واهٍ. (ق هـ ك) عن أبي سعيد) قال الذهبي: فيه علي بن علي الرفاعي وفيه شيء، (طب) (¬5) عن ابن مسعود وعن واثلة) قال الهيثمي: في رواية ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 223) (6928)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4336)، والضعيفة (4168). (¬2) النهاية في غريب الحديث (2/ 1007). (¬3) زاد المعاد (1/ 194). (¬4) الأذكار (ص 112). (¬5) أخرجه أبو دواد (776)، والترمذي (243)، وابن ماجة (806)، والحاكم (1/ 360) عن عائشة، =

الطبراني عمرو بن الحسين وهو ضعيف، قال الشارح: قال الصدر المناوي (¬1): روي مرفوعاً عن عائشة وأبي سعيد وعمر والكل ضعيف، ورواه مسلم موقوفاً ووهم المحب الطبري حيث عزاه للسبعة الستة (¬2) وأحمد بأنه ليس في الصحيح بل ولا صحيح بل ضعيف، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجه: فيه علة خفية وهي الانقطاع بين أبي الجوزاء وبين عبد الله وعائشة فإنه لم يسمع منها، وقال ابن حجر: رجاله ثقات لكن فيه انقطاع وأعله أبو داود وغيره، وقال الطيبي: حديث حسن، قال: وقد رماه في المصابيح بالضعف، وليس كما توهمه. 6550 - "كان إذا استلم الركن قبَّله ووضع خدَّه الأيمن عليه". (هق) عن ابن عباس". (كان إذا استلم الركن) الأيمن، والمراد الحجر نفسه (قبَّله) تشريفاً له وتعظيماً وحباً لأن الله تعالى يحبه (ووضع خدَّه الأيمن عليه) زيادة في إظهار محبته وشرفه (هق) (¬3) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وقد قال البيهقي بعد إخراجه من حديث عبيد الله بن مسلم بن هرمز عن مجاهد: عبيد الله ضعيف، ونقل تضعيفه في الميزان عن ابن معين والنسائي وابن المديني وأورد له هذا الحديث إلا أنه قال في المهذب (¬4): إنه قال أحمد: إنه صالح الحديث. ¬

_ = وأخرجه مسلم (399)، وابن ماجة (804)، والحاكم (1/ 360) عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه الطبراني في الكبير (10/ 108) (10117) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 265)، والتلخيص الحبير (1/ 102، 229). (¬1) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (1/ رقم 573) بتحقيقنا، راجعه لأن فيه فوائد أخرى مهمة. (¬2) جاء في المخطوط السبعة الستة والصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 76)، وانظر الميزان (4/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4337)، والضعيفة (4169). (¬4) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4/ رقم 7844).

6551 - "كان إذا استنَّ أعطى السواك الأكبر، وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه". الحكيم عن عبد الله بن كعب". (كان إذا استنَّ) تسوك مشتق من السن وهو إمرار شيء فيه خشونة على آخر ومنه المس. (أعطى السواك) بعد استنانه به. (الأكبر) ليتبرك به، وفيه أنه لا كراهة في التسوك بسواك الغير إلا أن يقال زالت هنا لبركته - صلى الله عليه وسلم - فلا يجري في غيره وفيه أنه يخص الأكبر بالإكرام من أي أمر إلا ما يأتي من الشرب، والظاهر من الأكبر ألا يفتن. (وإذا شرب) ماءً أو لبناً. (أعطى الذي عن يمينه) تشريفاً له وفيه التفرقة بين السواك والشرب، قال ابن حجر: وظاهر تخصيص الشرب أنه لا يجزئ في الأكل لكن وقع في حديث أنس خلافه. (الحكيم (¬1) عن عبد الله بن كعب)، قال في التقريب (¬2) يقال له رؤية ولا رواية له اتفاقاً فالحديث مرسل. 6552 - "كان إذا اشتد البرد بكَّر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة". (خ ن) عن أنس" (صح). (كان إذا اشتد البرد بكَّر بالصلاة) أتى بها في أول وقتها وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر به والمراد صلاة الظهر. (وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة) أخرها إلى أن يصير للحيطان ظل يمشي فيه قاصد الجماعة، قال الشارح قال الإِمام البخاري يعني [3/ 289] هنا صلاة الجمعة أي قياساً على الظهر لا بالنص لأن أكثر الأحاديث تدل على أن الإبراد بالظهر، وقوله: أعني البخاري يعني الجمعة يحتمل قوله قول التابعي من فهمه وكونه من يفقهه فيرجح عنده إلحاقها بالظهر؛ لأنها إما ظهر وزيادة أو تدل على الظهر لكن الأصح عند الشافعي عدم الإبراد بها. (خ ن) (¬3) عن أنس) وقال الصدر المناوي (1): لم يخرجه أهل السنن ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (2/ 71)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4668). (¬2) انظر التقريب (1/ 319). (¬3) أخرجه البخاري (906)، والنسائي في الكبرى (1/ 465).

الأربع فذهل عن تخريج النسائي له. 6553 - "كان إذا اشتدت الريحُ الشَّمْأَل قال: اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت فيها". ابن السني (طب) عن عثمان بن أبي العاص (ح) ". (كان إذا اشتدت الريحُ الشَّمال) بفتح المعجمة وهي تقابل الجنوب. (قال: اللهم إني أعوذ بك من شر ما أرسلت فيها) وذلك؛ لأنها قد بعثت عذاباً على قوم فيستعيذ - صلى الله عليه وسلم - من شرها تعيذاً لله وإن كان تعالى قد أمنه أن يعذبهم وهو فيهم. (ابن السني (طب) (¬2) عن عثمان بن أبي العاص) رمز المصنف لحسنه وقد قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن إسحاق (¬3) وأبو شيبة (¬4) كلاهما ضعيف. 6554 - "كان إذا اشتدت الريحُ قال: اللهم لَقِحا لا عَقيما". (حب ك) عن سلمة بن الأكوع (صح) ". (كان إذا اشتدت الريحُ) يحتمل الإطلاق أو التقييد بالشمال والأول أقرب. (قال: اللهم لَقِحاً لا عَقيماً) كالعقيم من الحيوان وانتصابهما بفعل محذوف اجعلها حاملة للماء لا خالية عنه. (حب ك) (¬5) عن سلمة بن الأكوع) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي وفي الأذكار: إسناده صحيح. 9555 - "كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده". (ق د هـ) عن عائشة (صح) ". (كان إذا اشتكى) إذا وجد ألما يشكوه. (نفث) بالمثلثة آخره أخرج الريح ¬

_ = (1) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (1/ رقم 992). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 47) (8346)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (421)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4338)، والضعيفة (4170). (¬3) انظر المغني (2/ 375). (¬4) انظر المغني (2/ 613). (¬5) أخرجه ابن حبان (3/ 288) (1008)، والحاكم (4/ 318)، وانظر الأذكار للنووي (1/ 400)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4670)، والصحيحة (2058).

من فمه مع شيء من ريقه، قال الزمخشري (¬1): النفث بالفم شبيه بالنفخ ويقال: نفث الراقي ريقه وهو أقل من النفخ. (على نفسه) بدنه وذاته. (بالمعوذات) بكسر الواو الإخلاص واللتين بعدها سماها بها تغلبياً أو أراد الأخريين وجمع؛ لأن أقل الجمع اثنان أو باعتبار الآيات التي فيهما. (ومسح عنه بيده) قال الطيبي: الضمير في عنه راجع إلى ذلك النفث والجار حال أي نفث على بعض جسده ثم مسح بيده، متجاوزاً عن ذلك النفث إلى جميع أعضائه وفائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهوى الذي ماسه الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر وفيه تفاؤل بزوال الألم وانفصاله كانفصال ذلك الريق وخص المعوذات لما فيها من الاستعاذة بالله واللجأ إليه من كل مكروه وقد قدمنا كلاماً فيهما نفيساً جداً في الجزء الأول. (ق د هـ) (¬2) عن عائشة) ورواه عنها النسائي أيضاً. 6556 - "كان إذا اشتكى ورقاه جبريل قال: بسم الله يبريك، من كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين". (م) عن عائشة (صح) ". (كان إذا اشتكى) أي مرض، قال الزركشي: الشكاية المرض، قلت: مجاز من إطلاق المسبب على السبب. (ورقاه جبريل) بين ذلك بقوله. (قال: بسم الله يبريك) قال القرطبي (¬3): الاسم هنا يراد المسمى فكأنه قال: يبريك الله، قلت: ويحتمل أن المراد تبرك الاسم نفسه. (من كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد) خصه لعظمة أمره وخفاء شره كما خص العين. (وشر كل ذي عين) وتقدم الكلام في الحاسد والعين. (م) (¬4) عن عائشة). ¬

_ (¬1) الفائق (4/ 9). (¬2) أخرجه البخاري (4439، 5016. 5735، 5751)، ومسلم (2192)، والنسائي في الكبرى (4/ 255)، وابن ماجة (3529). (¬3) المفهم (4/ 72). (¬4) أخرجه مسلم (2158).

6557 - "كان إذا اشتكى اقتمح كفًّا من شونيز وشرب عليه ماء وعسلاً". (خط) عن أنس". (كان إذا اشتكى اقتمح) استف، وفي رواية: "تقحم". (كفا) أي ملأ كف. (من شونيز) بضم المعجمة الحبة السوداء. (وشرب عليه) على أثره. (ماء وعسلاً) ماء ممزوجا بعسل؛ لأن في ذلك من حفظ الصحة وإزالة الأخلاط ما لا يهتدي إليه جهابذة الأطباء. (خط) (¬1) عن أنس) ورواه عنه بلفظه الطبراني في الأوسط قال الهيثمي: فيه يحيى بن سعيد القطان ضعيف، قال العراقي: وفيه الوليد بن شجاع قال أبو حاتم: لا يحتج به. 6558 - "كان إذا اشتكى أحد رأسه قال: اذهب فاحتجم وإذا اشتكى رجله قال: اذهب فاخضبها بالحناء". (طب) عن سلمة امرأة أبي رافع" (ض). (كان إذا اشتكى أحد رأسه) أي شكى عليه وجع رأسه. (قال: اذهب فاحتجم) فإن للحجامة أثراً بينًا وشفاء لبعض أنواع الصداع، فلا يجعل كلام الثبوة الخاص الجزئي كلياً عاماً ولا الكلي العام جزئياً خاصاً. (وإذا اشتكى رجله قال: اذهب فاخضبها بالحناء) لأنه يحلل الأورام الحارة ويفعل في الجراحات فعل دم الأخوين فالمراد أنه إذا اشتكى أحد من أحد هذه العلل، ومن خواص الحناء العجيبة المجربة: أنه إذا بدا [2/ 290] جدري بالصبي وخضب به أسافل رجليه أمن على عينيه. (طب) (¬2) عن سلمى امرأة أبي رافع) رمز المصنف لضعفه. 6559 - "كان إذا اشفق من الحاجة ينساها ربط في خنصره أو في خاتمه ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 342)، والطبراني في الأوسط (109)، وانظر العلل المتناهية (2/ 879)، والمجمع (5/ 87)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4339)، والضعيفة (4171): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 298) (755)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4671).

الخيط". ابن سعد والحكيم عن ابن عمر (ض) ". (كان إذا اشفق) خاف. (من الحاجة ينساها ربط في خنصره) بكسر الخاء والصاد كما في المصباح (¬1) مؤنث. (أو في خاتمه) الذي يلبس في الخنصر. (الخيط) بالخاء المعجمة فمثناة تحتية للجنس فيذكرها بسببه، والذكر من الله تعالى، وربط الخيط سبب من الأسباب كحرز الأشياء بالأبواب والأقفال، وكأنه يرى الخيط فينكره فيذكر به ما ينساه. (ابن سعد والحكيم (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الزركشي: فيه سالم بن عبد الأعلى قال فيه ابن حبان: وضاع، وقال ابن أبي حاتم حديث باطل، وقال ابن شاهين: أحاديثه منكرة، وقال المصنف في الدرر (¬3): قال أبو حاتم: حديث باطل، ورواه بمعناه ابن عدي من حديث واثلة والحارث بن أبي أسامة من حديث ابن عمر، قال الحافظ العراقي: كلاهما بسند ضعيف، وقال ابن شاهين: جميع أسانيده منكرة، ونقل الترمذي عن البخاري أنه منكر، وابن أبي حاتم عن أبيه أنه باطل، ورواه ابن الجوزي في الموضوعات من طرق ثلاث ثم حكم بوضعه من جميع طرقه، وزاد المصنف طريقا رابعاً: رواية الطبراني عن محمَّد بن عبدوس بن عبد الجبار بن عاصم عن بقية عن أبي عبد مولى بني تميم عن سعيد المقبري عن رافع بلفظ "كان يربط الخيط في خاتمه يستذكر به ". 6560 - "كان إذا أصابته شدة فدعا رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه" (ع) ¬

_ (¬1) المصباح المنير (1/ 171). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 386)، والحكيم في نوادره (1/ 97)، وابن عدي في الكامل (3/ 342)، وابن حبان في المجروحين (1/ 343)، وأخرجه الطبراني في الكبير (4/ 282) (4431) عن رافع بن خديج، وانظر الموضوعات (3/ 241)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4340): موضوع. (¬3) انظر: الدرر المنتثرة (ص: 22).

عن البراء (ح) ". (كان إذا أصابته شدة) من أي أمر ينوبه (فدعا) لدفعها (رفع يديه) حال الدعاء. (حتى يرى بياض إبطيه) أي لو كان بلا ثوب ليرى، أو كان كم قميصه واسعاً، قيل بياض الإبط من خواصه - صلى الله عليه وسلم -، وأما إبط غيره فأسود لما فيه من الشعر، ورده العراقي بأنه لم ينبت ولا تثبت الخصائص بالاحتمال، ولا يلزم من بياض إبطيه ألا يكون له شعر فإن الإبط إذا نتف شعره بقي المكان أبيض وإن بقى فيه آثار الشعر. قلت: ويحتمل أن المراد بياض ما حولي الإبط فإن الرفع لا يظهر معه باطن الإبط إلا بتأمل وقرب من رافعه، والمراد أنه يراه من لم يتأمل وحكمة رفع اليد إظهار الحاجة، واستدعاء الطلب، فإن ذلك دأب الطالب. (ع) (¬1) عن البراء بن عازب) رمز المصنف لحسنه. 6561 - "كان إذا أصابه رمد أو أحد أصحابه دعا بهؤلاء الكلمات: اللهم متعنى ببصري، واجعله الوارث مني وأرني منه ثأري، وانصرني على من ظلمني". ابن السني (ك) عن أنس (صح) ". (كان إذا أصابه رمد) كأن المراد وجع العين بأي ألم، وذكر الرمد لأنه أغلب آلآمها، ويحتمل أنه له خاصة. (أو أحد أصحابه دعا بهؤلاء الكلمات: اللهم متعني ببصري، واجعله الوارث مني) أي اجعله يخلف أعضائي كلها في القوة، فإذا ضعف عوض ورثه قواه. (وأرني) في العدو. (ثأري) الثأر في الأصل طلب الدم بقتيل بتورية غيره، وأراد هنا: بصرني في العدو، ولما كان ذلك من ألذ ما يدركه البصر ذكره عند الدعاء ببقائه. (وانصرني على من ظلمني) فإن بذلك لذة القلب وأنواره وإشراقه فناسب أن ندعوا بإنارة القلب عند الدعاء ببقاء البصر ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (5763)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4341).

وإنارته، فالجامع بين الكل الإنارة والالتذاذ، ولذا قيل: أطيب الطيبات قتل الأعادي. (ابن السني (ك) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته والذهبي تعقب الحاكم وقال: فيه ضعفاء. 6562 - "كان إذا أصابه غم أو كرب يقول: حسبي الرب من العباد، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين، حسبي الذي هو حسبي، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم". ابن أبي الدنيا في الفرج من طريق الخليل بن مرة عن فقيه أهل الأردن بلاغا". (كان إذا أصابه غم) حزن، سمي غماً لأنه يغطي السرور. (أو كرب) هم، وفيه أن ذلك من لازم البشرية ولا ينافي تنصيب الاتكال عليه تعالى وكمال الثقة به. (يقول: حسبي الرب من العباد) هو كافيني منهم. (وحسبي الخالق من المخلوقين) توسل في الأول بصفة الربوبية، ثم ترقى إلى صفة الخالقية والإيجاد، ثم إلى صفة الرازقية فقال: (وحسبي الرازق من المرزوقين) فإنه إذا كان حسبه من هو مالك للعباد وخالق لهم ورازق فأنى يناله شر من هو مملوك ومربوب ومرزوق فإنهم أمثاله في الاحتياج فلا يخاف منهم من لجأ إلى مولاهم وجعله كافيه. (وحسبي الذي هو حسبي) أي المعلوم بذلك القائم به الذي لا يجهله أحدٌ [3/ 291]. (حسبي الله ونعم الوكيل) هو كافيني شرهم والوكيل في الانتصاف منهم. (حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) وفي هذا التكرير من اللجأ إليه تعالى ما لا يخفى. (ابن أبي الدنيا (¬2) في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (367)، والحاكم (4/ 459)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4342)، والضعيفة (4172): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج (121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4343).

كتاب الفرج من طريق الخليل بن مرة (¬1)) بضم الميم وتشديد الراء نزيل الرقة ضعيف عن (فقيه أهل الأردن) بضم الهمزة وسكون الراء وضم الدال المهملة وتشديد النون من بلاد الفوارس ساحل الشام (بلاغا) قال: بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... إلى آخره، ولم يسم الفقيه الشارح. 6563 - "كان إذا أصبح وإذا أمسى يدعو بهذه الدعوات: اللهم إني أسألك من فجأة الخير وأعوذ بك من فجأة الشر، فإن العبد لا يدري ما يفجؤه إذا أصبح وإذا أمسى". (ع) وابن السني عن أنس (صح) ". (كان إذا أصبح) دخل في الصباح وهو من بعد الفجر (وإذا أمسى) دخل في المساء وكأن المراد في أول الوقتين. (يدعو بهذه الدعوات: اللهم إني أسألك من فجأة الخير) عاجله الآتي بغتة (وأعوذ بك من فجأة الشر) خصهما؛ لأنهما أعظم موقعا من الذي يأتي مع الارتقاب. (فإن العبد لا يدري ما يفجؤه إذا أصبح وإذا أمسى) تعليل ليس المراد به الإخبار بفائدة الخبر ولا لازمه بل إظهار الاحتياج إلى الله والإعلام باعتقاد أنه ليس يعلم إلا ما علمه الله تعالى. (ع) وابن السني (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 6564 - "كان إذا أصبح وإذا أمسى قال: أصبحنا على فطرة الإِسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، وملة أبينا إبراهيم حنيفا مسلماً وما كان من المشركين". (حم طب) عن عبد الرحمن بن أبزى (ح) ". (كان إذا أصبح وإذا أمسى قال: أصبحنا على فطرة الإِسلام) بكسر الفاء دينه الحق قال ابن عبد السلام في أماليه: "على" في مثل هذا يدل على أن الاستقرار ¬

_ (¬1) انظر: الكاشف (1417). (¬2) أخرجه أبو يعلى (3371)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (39)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4344): ضعيف جداً.

والتمكن من ذلك المعنى لأن الجسم إذا علا على شيء تمكن منه واستقر عليه ومنه: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} [البقرة: 5]. (وكلمة الإخلاص) وهي كلمة الشهادة سميت به لأن من قالها فقد خلص عن مذمة الشرك وإباحة دمه وماله. (ودين نبينا محمَّد - صلى الله عليه وسلم -) قيل: الظاهر أنه قاله تعليماً لغيره ويحتمل أنه جرد من نفسه نفسا يخاطبها. قلت: هذا الأظهر فإنه مأمور - صلى الله عليه وسلم - بالإيمان بنبوته وقال في الأذكار: لعله قاله جهراً ليتعلمه منه غيره. (وملة أبينا إبراهيم حنيفاً) مائلاً إلى جهة الحق. (مسلماً وما كان من المشركين) أحوال من إبراهيم ومن لازمه أنها أحوال منبعثة واستفتاح صباحه بهذا تحديد لما هو عليه من الإيمان وتعبد لله سبحانه وإعلان بما انطوى عليه قلبه. (حم طب) (¬1) عن عبد الرحمن بن أبزى (¬2)) بفتح الهمزة فزاي مقصور، الخزاعي مولى نافع بن عبد الحارث استعمله على خراسان وكان عالمًا مرضياً اختلف في صحبته جزم ابن حجر بأنه صحابي صغير رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: الحق الرمز لصحته، فقد قال النووي في الأذكار بعد عزوه لابن السني (¬3): إسناده صحيح ومثله قال العراقي، وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني رجال الصحيح. 6565 - "كان إذا اطلى بدأ بعورته فطلاها بالنورة وسائر جسده أهله". (هـ) عن أم سلمة (ض) ". (كان إذا اطلى) أصله اتطلى فقلبت التاء طاء وأدغمت أي تلطخ بالنورة. (بدأ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 407)، ولم أقف عليه في الكبير، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4674)، والصحيحة (2989). (¬2) أذكار (1/ 185). (¬3) انظر: الإصابة (4/ 282).

بعورته فطلاها بالنورة) أي والزرنيخ إلا أنه اقتصر عليها؛ لأنه يعلم أنها جزء واحد لا يستعمل إلا به للاطلاء. (وسائر) عطف على ضمير المفعول في قوله: طلاها أي وطلى سائر (جسده أهله) فاعل الفعل المحذوف آخر عن مفعوله أي بعض خلائله وفيه أن استعماله غير مكروه وتوقف المصنف في كونه سنة، قال لاحتياجه إلى ثبوت الأمر به كحلق العانة ونتف الإبط وفعله وإن كان دليلاً على السنة فقد يقال هذا من الأمور العادية التي يدل فعله على التشبيه وقد يقال فعله بيانا للجواز وقد يقال إنها سنة ومحله كله ما لم يقصد اتباعه - صلى الله عليه وسلم - في فعله فإن قصده كان مأجوراً قال وأما خبر "كان لا يتنور" فضعيف لا يقاوم هذا الحديث القوي إسناداً على أن هذا مثبت وذلك ناف والقاعدة عند التعارض يقدم المثبت (هـ) (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن كثير في مؤلفه: في الحمام إسناده جيد ورواه عنها البيهقي، قال في المواهب: رجاله ثقات لكن أعل بالإرسال، قال ابن القيم (¬2): وورد في المنورة عدة أحاديث هذا أمثلها، وأما حديث: "كان لا يتنور [2/ 292] وإذا كثر شعره حلقه" فجزم بضعفه غير واحد. 6566 - "كان إذا اطلى بالنورة ولي عانته وفرجه بيده". ابن سعد عن إبراهيم وعن حبيب بن أبي ثابت مرسلاً". (كان إذا اطلى بالنورة ولي عانته) وفي رواية معاينه جمع معين، قال ابن الأثير (¬3): وهي بواطن الأفخاذ. (وفرجه بيده) لا يمكن أحداً يلمسه من أهله لفرط حيائه وإن كان جائزاً. (ابن سعد (¬4) عن إبراهيم وعن حبيب بن أبي ثابت ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3751)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4346). (¬2) زاد المعاد (4/ 364). (¬3) النهاية (3/ 636). (¬4) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 442)، وابن ماجه (3752)، وعبد الرزاق في المصنف =

مرسلاً) سكت عليه المصنف، وقال ابن كثير: إسناده جيد، وحبيب هو الأسدي كان ثقة مجتهدا ورواه ابن ماجه، والبيهقي عن أم سلمة، قال في الفتح: رجاله ثقات لكن أعل بالإرسال وأنكر أحمد صحته. 6567 - "كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته كذب كذبة لم يزل معرضا عنه حتى يحدث توبة". (حم ك) عن عائشة (صح) ". (كان إذا اطلع على أحد من أهل بيته) من عياله أو خدمه. (كذب كذبة) واحدة وبالأولى الأكثر (لم يزل معرضا عنه) تأديباً له وإظهاراً لكراهته ما أتاه وفيه أن الإعراض والإهانة للعاصي عقوبة على ما يأتيه. (حتى يحدث توبة) من كذبه فإنه من أعظم الذنوب كما سلف. (حم ك) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي إلا أنه في الميزان قال يحيى بن سلمة العقيبي، قال العقيلي: حدث بمناكير ثم ساق هذا الخبر. 6568 - "كان إذا اعتم أسدل عمامته بين كتفيه". (ت) عن ابن عمر" (ح). (كان إذا اعتم) لف العمامة على رأسه. (سدل عمامته) أي طرفها. (بين كتفيه) أي خلفه، وفيه مشروعية العذبة، وفي الفتح: أن ابن عمر كان يفعله وسالم والقاسم، نسبه إلى الترمذي. (ت) (¬2) في اللباس عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب وفي الباب عن علي ولا يصح إسناده. 6569 - "كان إذا اغتم أخذ لحيته بيده ينظر فيها". الشيرازي عن أبي هريرة". ¬

_ = (1127)، وانظر فتح الباري (10/ 343)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4345). (¬1) أخرجه أحمد (6/ 152)، والحاكم (4/ 98)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 9)، وانظر الميزان (7/ 221)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4675). (¬2) أخرجه الترمذي (1736)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4676)، وحسنه في الصحيحة (717).

(كان إذا اغتم) بالمعجمة والمثناة من فوق، من الغم. (أخذ لحيته بيده ينظر فيها) كأنه يسلي بذلك حزنه أو يكون أجمع للفكرة كذا قيل والله أعلم بحكمة ذلك. (الشيرازي (¬1) عن أبي هريرة). 6570 - "كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت". (د) عن معاذ بن زهرة مرسلاً". (كان إذا أفطر) من صوم. (قال) حاله. (اللهم لك صمت) لأجل طاعتك وامتثال أمرك لا غير. (وعلى رزقك) لا غيره. (أفطرت) فخصه بالعبادة وخصه بالشكر. (د) (¬2) عن معاذ بن زهرة مرسلاً) قال ابن حجر: معاذ هذا ذكره أبو داود في التابعين لكنه قال: معاذ أبو زهرة وثقه ابن أبي حاتم وعده ابن حبان في الثقات وعده الشيرازي في الصحابة وغلطه المستغفري، وهذا الحديث أخرجه أبو داود في السنن والمراسيل بلفظ واحد فيمكن كون الحديث موصولاً وإن كان معاذ تابعيا لاحتمال كون الذي بلغه له صحابي وبهذا الاعتبار أورده أبو داود في السنن والمراسيل. 6571 - "كان إذا أفطر قال: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله". (د ك) عن ابن عمر (صح) ". (كان إذا أفطر قال: ذهب الظمأ) مهموز مقصور العطش. (وابتلت العروق) خص ذهاب الظمأ مع أنه قد ذهب الجوع؛ لأن الالتذاذ بالماء في البلاد الحارة كالمدينة ومكة أشد؛ ولأنه أول ما يفطرون به والإخبار بذلك شكراً على النعمة بإنالة المستلذ بعد المنع عنه شرعاً. (وثبت الأجر) على الصوم لا يقال كان ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في المجروحين (1/ 348)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4347). (¬2) أخرجه أبو داود (2358)، وفي المراسيل (99)، والبيهقي في السنن (4/ 239)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 202)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4349).

الأولى تقديم ثبوت الأجر لأنا نقول قدم ما قد تحقق حصوله من الأمرين وتيقن، وثبوت الأجر متوقف على مشيئة الله ولذا قال: (إن شاء الله) أو لأنه سلك طريقه الترقي وفيه أن العبد لا يثق ولا يقطع بحصول الأجر على فعل من أفعال البر ويحتمل أن التقييد للثبوت لا لنفس حصول الأجر فإنه قد يحصل ثم تعقبه ما يبطله. (د ك) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وهو من حديث الحسين بن واقد، قال ابن حجر: حديثه حسن وهو عن مروان بن سالم قال الحاكم: احتج به البخاري. 6572 - "كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني، إنك أنت السميع العليم". (طب) وابن السني عن ابن عباس". (كان إذا أفطر قال: اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني، إنك أنت السميع) للدعاء. (العليم) بمن لك صام ولك أفطر ولا ينافي قوله: وثبت الأجر طلب التقبل إذ الدعاء مقيد أو لعدم جزمه بقبوله ولذا فيه الثبوت بالمشيئة. (طب) وابن السني) (¬2) من حديث عبد الملك بن هارون بن عبيدة عن أبيه عن جده (عن ابن عباس)، سكت عليه المصنف قال ابن حجر: غريب من هذا الوجه وإسناده واه جداً انتهى، ورواه الدارقطني من هذا الوجه، وتعقبه الغرياني، وقال عبد الملك: [3/ 293] المذكور تركوه وقال السعدي: دجال. 6573 - "كان إذا أفطر قال: الحمد لله الذي أعانني فصمت، ورزقني فأفطرت" ابن السني (هب) عن معاذ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2357)، والحاكم (1/ 584)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 202)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4678). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 146) (12720)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (482)، والدارقطني في السنن (2/ 185)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 202)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4350).

(كان إذا أفطر قال: الحمد لله الذي أعانني فصمت) إعلام بأنه لولا إعانة الله لما أتى بهذه الطاعة. (ورزقني فأفطرت) فلولا رزقه تعالى لما تم الإفطار. (ابن السني (هب) (¬1) عن معاذ) هكذا نسخ الجامع وإذا أطلق معاذ فه وابن جبل إلا أنه قال الشارح: ابن زهرة أو أبي زهرة بلغه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أفطر قال ذلك قال ابن حجر: أخرجاه من طريق سفيان الثوري عن حصين عن رجل عن معاذ وهذا محقق الإرسال انتهى. فعلى هذا كان على المصنف أن يقول مرسلاً إلا أن في النفس من هذا النقل على هذا الحديث شيء فقد يتفق للشارح أو للنساخ عنه الغلط فينظر وهذه الأدعية تنوعت فينبغي جمعها عند الإفطار والاقتصار على أحدها تقوم به السنة. 6574 - "كان إذا أفطر عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة". (حم هق) عن أنس (ح) ". (كان إذا أفطر عند قوم) أضافوه. (قال) في دعائه. (أفطر عندكم الصائمون) إخبار بمحبتهم للخير فإنه لا يضيف الصائم إلا محبة يحتمل أنه دعاء بأن لا يزال يفطر عندهم الصائمون فيتوفر أجرهم ويتسع رزقهم؛ لأنه إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه وخرج بذنوبهم. (وأكل طعامكم الأبرار) قال المظهر: دعاء وإخبار وهذا موجود في حق المصطفى - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه أبر الأبرار. قلت: فإن كان إخبار فظاهر وإن كان دعاء فهو سؤال بأن الله يجعل إطعامهم للأبرار ليكثر أجورهم وقد سلف "ولا يأكل طعامك إلا تقي". (وتنزلت عليكم الملائكة) أي بالرحمة والخير والبركة. (حم هق) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (481)، والبيهقي في الشعب (3902)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 202)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4348). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 201)، وأبو داود (3854)، والبيهقي في السنن (4/ 239)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4677).

ورواه عنه أيضاً أبو داود قال العراقي: بإسناد صحيح وتعقبه تلميذه ابن حجر. 6575 - "كان إذا أفطر عند قوم قال: أفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة". (طب) عن ابن الزبير (ح) ". (كان إذا أفطر عند قوم) فيه أن هذا الدعاء بخصوصه يقال لمن يفطر عندهم لا من يضيفونه ولو مفطراً. (قال: أفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة) استغفرت لكم وكأنه كان هذا تارة والأولى أخرى. (طب) (¬1) عن ابن الزبير) رمز المصنف لحسنه. 6576 - "كان إذا اكتحل اكتحل وترا، هذا استجمر استجمر وترا". (حم) عن عقبة بن عامر (صح) ". (كان إذا اكتحل اكتحل وتراً) يجعل في كل عين ثلاث مرات فالإيتار لكل عين وإن كان في مجموعهما شفعاً لما رواه الترمذي وحسنه "كان له مكحلة يكتحل كل عين ثلاثة أطراف" (¬2) وقيل بل يكتحل في عين ثلاثاً وفي أخرى اثنتين لما رواه الطبراني (¬3) من حديث ابن عمر قال العراقي: بسند ضعيف إنه كان إذا اكتحل جعل في اليمنى ثلاثاً وفي اليسرى مرودين فجعلهما وتراً، وقيل: بل في كل عين اثنتين ويقسم بينهما واحدا فسر الوتر بهذا ابن وضاح، ويأتي أنه كان يكتحل في كل ليلة (وإذا استجمر استجمر وتراً) قد سلف ذلك مراراً والمراد اتخاذ أحجار ثلاث فيمسح بكل واحدة والمراد هنا المسحات. (حم) (¬4) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجاله رجال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1747)، وابن حبان في صحيحه (5296)، والبزار (2217)، وانظر: التلخيص الحبير (3/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4679)، وفي صحيح ابن ماجه. (¬2) أخرجه الترمذي (2048). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 364) رقم (13353). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 156)، والطبراني في الكبير (17/ 338) (932)، وانظر قول الهيثمي في المجمع =

الصحيح خلا ابن لهيعة. 6577 - "كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعة الثلاثة" (حم م 3) عن أنس (صح) ". (كان إذا أكل طعاماً) يلصق بالأصابع، قيل: أو مطلقاً محافظة على البركة. (لعق أصابعه الثلاثة) التي يباشر بها الأكل وهذا بعض الحديث وتمامه عند مسلم وغيره، وقال: إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان، وأمران نسلت القصعة وقال: "إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة" وفيه رد على من كره لعق الأصابع، قال الخطابي: هم قوم أفسد عقولهم الترفة. (حم م 3) (¬1) عن أنس). 6578 - "كان إذا أكل لم تعد أصابعه ما بين يديه". (تخ) عن جعفر بن أبي الحكم مرسلاً أبو نعيم في المعرفة عنه عن الحكم بن رافع بن يسار (طب) عن الحكم بن عمر". (كان إذا أكل لم تعد أصابعه ما بين يديه) لما مر من الأمر بالأكل مما يلي الآكل فهو من الآداب لأنه ينافي الشره وسوء الطبع. (تخ) (¬2) عن جعفر بن أبي الحكم مرسلاً، أبو نعيم في المعرفة عنه عن الحكم بن رافع بن سيار) بالسين المهملة ثم بالمثناة تحتية ثقيلة فراء في نسخ الجامع (طب عن الحكم بن عمر) وقال الشارح: إنه الذي رآه بخط المصنف قال: والظاهر أنه سبق قلم؛ لأن الذي رأيته بخط ¬

_ = (5/ 97)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4680). (¬1) أخرجه أحمد (3/ 290)، مسلم (2034)، وأبو داود (3845)، والترمذي (1803)، والنسائي (4/ 176). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ (2/ 195) عن جعفر بن أبي الحكم، وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 212) (3163) عن الحكم بن عمرو، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ رقم 1354 و5/ رقم 1809)، وانظر الإصابة (2/ 101)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4683).

الحافظ ابن حجر سنان بنونين وهو الأنصاري الأوسي [3/ 294] له ولأبيه صحبة، وفي التقريب (¬1): صحابي له حديث مختلف في إسناده، انتهى. قلت: راجعت التقريب فلم أر فيه الحكم بن رافع أصلاً فينظر في كلام الشارح (¬2). 6579 - "كان إذا أكل أو شرب قال: الحمد لله الذي أطعم وسقي وسوغه وجعل له مخرجا". (د ن حب) عن أبي أيوب (صح) ". (كان إذا أكل أو شرب قال) بعده. (الحمد لله الذي أطعم وسقي) أطلق لم يذكر المفعول لإرادة العموم أي كل طاعم وشارب. (وسوغه) سهل دخوله في الحلق. (وجعل له مخرجاً) قال الطيبي ذكر نعما أربعاً الإطعام والسقي والتسويغ وسهولة المخرج فإنه خلق الأسنان للمضغ والريق للبلع، وجعل المعدة مقسماً للطعام ولها مخارج فالصالح منه ينبعث للكبد وغيره يندفع في الأمعاء كل ذلك فضل من الله ونعمة يجب القيام بواجبها من الشكر بالجنان والثناء باللسان والعمل بالأركان. (د ن حب) (¬3) عن أبي أيوب) الأنصاري رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر: حديث صحيح. 6580 - "كان إذا التقى الختانان اغتسل". الطحاوي عن عائشة (صح) ". (كان إذا التقى الختانان) منه ومن المرأة (اغتسل) وإن لم ينزل وهو دافع لمفهوم حديث "إنما الماء من الماء" وكان هذا آخر الأمرين. (الطحاوي (¬4) عن ¬

_ (¬1) بل فيه: رافع بن سنان الأوسي أبو الحكم (برقم 186). (¬2) ينظر: كلام الغماري في المداوي تحت رقم (2638). (¬3) أخرجه أبو داود (3851)، والنسائي (4/ 201)، وابن حبان (5220)، وقال النووي في الأذكار (581): إسناده صحيح وانظر: فتح الباري (9/ 581)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4681)، والصحيحة (705). (¬4) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 55)، وأحمد (6/ 123، 227)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4684)، والصحيحة (2063).

عائشة) رمز المصنف لصحته. 6581 - "كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أُدَدٍ، ثم يمسك ويقول: كذب النسابون، قال الله تعالى {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} ". ابن سعد عن ابن عباس". (كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبه معد بن عدنان بن أُدَدٍ) بضم الهمزة ودالين مهملتين مفتوحة أولهما. (ثم يمسك) عما زاد. (ويقول: كذب النسابون) الذين يرفعون الأنساب فوق ذلك. (قال الله تعالى: {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38] وما وصفه الله بالكثرة فهو مما لا يكاد أن يحاط به وقد قال تعالى: {لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللهُ} بعد قوله: {وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ} [إيراهيم: 9] وفيه أنه لا بأس بذكر ما علمه الإنسان من الأنساب وقد تقدم أنه سرد نسبه - صلى الله عليه وسلم - إلى نزار. (ابن سعد (¬1) عن ابن عباس) ورواه في مسند الفردوس لكن، قال السهيلي (¬2): الأصح أن هذا من قول ابن مسعود. 6582 - "كان إذا نزل عليه الوحي نكس رأسه ونكس أصحابه رؤوسهم؛ فإذا أقلع عنه رفع رأسه". (م) عن عبادة بن الصامت (صح) ". (كان إذا نزل عليه الوحي) قيل: حامل الوحي على الإسناد المجازي والأولى حمله على الحقيقة من دون تكييف والوحي لغة الكلام الخفي، وعرفا إعلام الله نبيه الشرائع بوجه ما (نكس رأسه) أطرق كالمتفكر (ونكس أصحابه) إذا كانوا عنده (رؤوسهم؛ فإذا أقلع عنه رفع رأسه) وكان هذه بعض الصفات في بعض الحالات وإلا فقد ذكرت له صفات أخر. (م) (¬3) عن عبادة بن الصامت) وهو من أفراده. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 56)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4351)، والضعيفة (111): موضوع. (¬2) انظر: الروض الأنف للسهيلي (1/ 31). (¬3) أخرجه مسلم (2335).

6583 - "كان إذا نزل عليه الوحي كرب لذلك وتربد وجهه". (حم م) عنه (صح) ". (كان إذا نزل عليه الوحي كرب) بدون حزن. (لذلك) لنزوله إما اهتماما بحفظه أو لشدة الأحكام التي تنزل ليبلغها أو لأن الأمة قد لا تأتي بما يأمرهم به. (وتربد وجهه) بالراء وتشديد الموحدة بضبط المصنف تغير لونه، ذكره ابن حجر قال: وهذا حيث لا يأتيه الملك في صورة رجل وإلا فلا. (حم م) (¬1) عنه عن عبادة) ولم يخرجه البخاري. 6584 - "كان إذا نزل عليه الوحي سمع عند وجهه كدوي النحل". (حم ت ك) عن عمر (صح) ". (كان إذا نزل عليه الوحي سمع) مغير الصيغة أي سمع من عنده. (عند وجهه) شيء. (كدوي النحل) أي من جانب وجهه وجهته يسمع صوتاً خفيفا كدوي النحل كأن الوحي يؤثر فيهم ولا يسمعونه سماعاً تاماً ولا يعلمون منه معنى أو سمعوا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - غطيطه وشدة تقشفه عند نزوله، ذكر معناه القاضي. (حم ت ك) (¬2) عن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذَّهبي بأن فيه يونس بن سالم وقال فيه تلميذه عبد الرزاق إنه لا شيء، انتهى، وقال النسائي حديثه منكر وأعله أبو حاتم وابن عدي والعقيلي بيونس المذكور وقالوا لم يروه غيره ولم يتابع عليه. 6585 - "كان إذا انصرف استغفر ثلاثاً، ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" (حم م 4) عن ثوبان" (صح). (كان إذا انصرف) سلم (من صلاته) الظاهر الفريضة إذ الأصل في الإضافة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 317)، مسلم (2334). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 34)، والترمذي (3173)، والحاكم (1/ 717)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 460)، وابن عدي في الكامل (7/ 174)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4352).

العهد وهي المعهودة (استغفر ثلاثاً) قال أستغفر الله، كما قاله الأوزاعي راويه زاد في رواية "ومسح جبهته بيده اليمنى". (ثم قال) قيل: الظاهر أن التراخي غير مراد من ثم. (اللهم أنت [3/ 295] السلام) المختص بالتنزه عن النقائص والذنوب لا غيرك. (ومنك السلام) يرجى ويطلب لا من غيرك وذلك أن كل مخلوق يفتقر إلى السلامة من شرور الدارين ولا يكون ذلك إلا منه تعالى فهو السالم عن كل نقص وعيب المرجوة منه السلامة. (تباركت) تعاليت وعظم مجدك. (يا ذا الجلال) الذي يجله كل مخلوق ويعظمه ويمجده. (والإكرام) الذي يكرم بعبادته كل مخلوق {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] وإنما استغفر بعد أداء الفريضة؛ لأن العبد يقصر عن القيام بحق مولاه في أداء فرائضه وإن بالغ في ذلك فهو مفتقر إلى عفو الله ثم لما كانت الصلاة بها النجاة من شرور الدارين والسلامة والعبد قاصر عن الوفاء بحقها لنقصه وقصوره ناسب أن يأتي بعد الإتيان بها بوصف الرب بالسلامة وطلبها منه والإقرار بتعاليه واتصافه بالجلال والإكرام للإعلام بأنه غني عن العبد وعبادته. (حم م 4) (¬1) عن ثوبان). 6586 - "كان إذا انصرف انحرف". (د) عن يزيد بن الأسود (ح) ". (كان إذا انصرف) من صلاته بالسلام منها. (انحرف) مال عن القبلة لجانبه الأيمن أو الأيسر قيل والأفضل عن يمينه بأن يدخل يمينه في المحراب ويساره إلى الناس كما ذهب إليه أبو حنيفة أو عكسه كما عليه الشافعية، وفيه أنه حينئذ أفضل من الاستقبال للقبلة. (د) (¬2) عن يزيد بن الأسود)، شهد حنيناً كافراً ثم أسلم رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 275)، ومسلم (591)، وأبو داود (1513)، والترمذي (300)، والنسائي (1/ 397)، وابن ماجة (928). (¬2) أخرجه أبو داود (614)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4687).

6587 - "كان إذا انكسفت الشمس أو القمر صلى حتى تنجلي". (طب) عن النعمان بن بشير (ح) ". (كان إذا انكسفت الشمس أو القمر) لم يرو أنه وقع في عصره - صلى الله عليه وسلم -، كسوف القمر ولا صلاته إنما صلى لكسوف الشمس، نعم وقع الأمر بالصلاة إذا انكسف القمر هذا هو المشهور إلا أنه حكى ابن حبان في سيرته ومغلطاي والعراقي أن القمر خسف في السنة الخامسة فصلى النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الكسوف وكانت أول صلاة كسوف في الإِسلام. (صلى حتى تنجلي) وقد عرف كيفية الصلاة من أحاديث الأحكام. (طب) (¬1) عن النعمان بن بشير) رمز المصنف لحسنه. 6588 - "كان إذا اهتم أكثر من مس لحيته". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن عائشة أبو نعيم عن أبي هريرة (ض) ". (كان إذا اهتم أكثر من مس لحيته) فيعرف بذلك كونه مهموماً قيل: يجوز أن يكون مسه لها تسليماً لله وتفويضاً لأمره فكأنه يوجه نفسه إلى مولاه. (ابن السني وأبو نعيم في الطب (¬2) عن عائشة أبو نعيم عن أبي هريرة). رمز المصنف لضعفه، وقال العراقي: إسناده حسن قال الشارح: لكن أورده في الميزان واللسان في ترجمة سهل مولى المغيرة من حديث أبي هريرة فقال قال ابن حبان: لا يحتج به ورواه البزار عن أبي هريرة أيضاً قال الهيثمي: وفيه رشد ضعفه الجمهور. 6589 - "كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء وقال: سبحان الله العظيم، وإذا اجتهد في الدعاء قال: يا حي يا قيوم". (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (كان إذا أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء) مستمداً الإغاثة من مولاه (وقال: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 210) (572)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4353). (¬2) أخرجه ابن السني في الطب (ق 21/ ب) وفي عمل اليوم والليلة (756)، وأبو نعيم في الطب (232)، وابن عدي في الكامل (1/ 224)، و (3/ 444) عن أبي هريرة وانظر الميزان (3/ 337)، واللسان (3/ 123)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4355)، والضعيفة (707).

سبحان الله العظيم) أنزهه عن كل قبح فما يصيبني هم إلا من تلقاء نفسي لا منه تعالى أو أنزهه عن كونه لا يفرج هذا الهم إلا هو (وإذا اجتهد في الدعاء) بالغ في الطلب (قال: يا حي يا قيوم) القيوم القائم بنفسه مطلقًا لا بغيره ويقوم به كل موجود حتى لا يتصور وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به، وأخذ الحليمي من الخبر أنه يندب أن ندعوا الله بأسمائه الحسنى (ت) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 6590 - "كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوى له". (حم م 3) عن أنس (صح) ". (كان إذا أوى إلى فراشه) دخل فيه، قال القاضي آوى جاء لازما ومتعديا لكن الأكثر في المتعدي المد. (قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا) عام بعد خاص أو المراد به كفاية العدو (وآوانا) بالمد جعل لنا مأوى نأوي إليه ونسكن فيه ونحرز أنفسنا فيه أنفسنا ومتاعنا فيه (فكم ممن لا كافي له) يدفع عنه شر الأشرار. (ولا مؤوّى له) يأويه ويسكنه في مأوى بل تركهم يتأذون في الصحاري بالبرد والحر، وقيل معناه كم من منعم عليه لم يعرف قدر نعمة الله تعالى. (حم م 3) (¬2) عن أنس). 6591 - "كان إذا أوحي إليه وُقِف لذلك ساعة كهيئة السكران". ابن سعد عن عكرمة مرسلا". (كان إذا أوحي إليه) نزل عليه الوحي. (وُقِفَ) بضم الواو وكسر القاف أي سكن (لذلك ساعة كهيئة السكران) يعي ما يأتي إليه ثم يفيق فيخبرهم بما أوحي ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3436)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4356). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 167)، ومسلم (2715)، وأبو داود (5053)، والترمذي (3369)، والنسائي في الكبرى (10635).

إليه. (ابن سعد (¬1) عن عكرمة مرسلاً) (ح). 6592 - "كان إذا بايعه الناس يلقنهم فيما استطعت". (حم) عن أنس (ح) ". (كان [3/ 296] إذا بايعه الناس) بيعة الإِسلام أو على أمر خاص كبيعة الشجرة. (يلقنهم) يلقن كل واحد بقوله (فيما استطعت) أي يقيد ما يبايعونه عليه من الطاعة بالاستطاعة من كمال شفقته ورأفته بأمته وإعلاما لهم بأن الله لم يوجب على العبد من طاعته إلا ما يستطاع (حم) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 6593 - "كان إذا بعث سرية أو جيشا بعثهم من أول النهار". (د ت هـ) عن صخر (ح) ". (كان إذا بعث سرية) قوما يسرون إلى العدو وهم دون الجيش. (أو جيشا بعثهم من أول النهار) لأنه بورك له ولأمته في البكور فهو - صلى الله عليه وسلم - يبعثهم في الساعة المباركة ويأتي أنه "كان إذا خرج خرج يوم الخميس أو السبت أي في أول النهار". (د ت هـ) (¬3) عن صخر) بالمهملة والخاء المعجمة والراء بن وداعة العامري قال الترمذي: لا يعرف له غيره، رمز المصنف لحسنه. وفيه عمارة بن حديد قال الذهبي: عمارة لا يعرف. 6594 - "كان إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره قال: بشروا، ولا تنفروا، ويسروا، ولا تعسروا". (د) عن أبي موسى (صح) ". (كان إذا بعث أحداً من أصحابه في بعض أمره) من جهاد أو نحوه. (قال: بشروا) من تدعونهم إلى الله بسعة رحمته وقبوله توبة من تاب إليه. (ولا تنفروا) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 197)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4354)، وقال في الضعيفة (4176): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4690). (¬3) أخرجه أبو داود (2606)، والترمذي (1212)، وابن ماجة (2236).

المبارك وابن سعد (¬1) عن عبد العزيز بن أبي رواد) بفتح الراء وتشديد الواو، كان صدوقاً عابداً ربما رمي بالإرجاء مرسلاً. 6715 - "كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة، وأكثر حديث النفس". (طب) عن ابن عباس (ض) ". (كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة) بالمد انكسار نفس (وأكثر حديث النفس) بأحوال الموت والقبر وما بعدهما. (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة. 6716 - "كان إذا شهد جنازة علا كربه، وأقل كلامه، وأكثر حديث نفسه". الحاكم في الكنى عن عمران بن الحصين". (كان إذا شهد جنازة علا كربه) بفتح فسكون ما يدهم الإنسان مما يأخذ بنفسه ويغمه ويحزنه. (وأقل كلامه) من ذكر وغيره. (وأكثر حديث نفسه) تفكرا في ما إليه كل حي يصير. (الحاكم (¬3) في الكنى عن عمران بن الحصين). 6717 - "كان إذا صعد المنبر سلم". (هـ) عن جابر (ح) ". (كان إذا صعد المنبر سلم) على الناس قائماً كما في الحديث وفيه رد على من لم يقل بسنية ذلك وهو أبو حنيفة ومالك. (هـ) (¬4) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما قال فقد قال الزيلعي: [3/ 317] حديث واه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (244)، وابن سعد في الطبقات (1/ 385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4425)، والضعيفة (4205). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 106) (11189)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 29)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4426). (¬3) عزاه في الكنز (3/ 185) للحاكم في الكنى انظر فيض القدير (2/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4427). (¬4) أخرجه ابن ماجة (1109)، وانظر نصب الراية (2/ 205)، والتلخيص الحبير (2/ 63)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4745)، والصحيحة (2076).

(د) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 6597 - "كان إذا تضور من الليل قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار". (ن ك) عن عائشة". (كان إذا تضور) بالضاد المعجمة وتشديد الواو والراء أي تقلب وتلوى. (قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض العزيز الغفار) في ضم القهار مع واحده سر شريف وهو الإعلام بأنه مع وحدته قهار لجميع من في السماوات والأرض فليست وحدته وحدة العباد وفي ضم الغفار مع العزة ذلك أيضاً وهو أن العزة تقضي بالبطش والعقوبة على من أساء فأفاد بأنه مع عزته يعفو ويصفح. (ن ك) (¬2) عن عائشة) سكت المصنف عليه وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي، وقال العراقي في أماليه: حديث صحيح. 6598 - "كان إذا تعار من الليل قال: رب اغفر وارحم واهد للسبيل الأقوم". محمَّد بن نصر في الصلاة عن أم سلمة". (كان إذا تعار من الليل) بالمثناة الفوقية فعين مهملة فراء مشددة: استيقظ ولا يكون إلا يقظة مع كلام. (قال: رب اغفر وارحم واهد للسبيل الأقوم) دلني على الطريق السوي وحذف مفعول الهداية الأول للتعميم. (محمَّد بن نصر (¬3) في فضل الصلاة عن أم سلمة) وفي الباب غيره. 6599 - "كان إذا تغذى لم يتعشى، وإذا تعشى لم يتغذ" (حل) عن أبي سعيد". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4788)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4692). (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (7688)، والحاكم (1/ 724)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4693)، والصحيحة (2066). (¬3) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 559)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4359)، والضعيفة (4179).

(كان إذا تغذى) أكل أكلة الغداة والغداء ما يؤكل قبل الزوال. (لم يتعش، وإذا تعشى لم يتغد) إيثاراً للخلو عن الطعام والبعد عن سنن المترفين وإيثارا لغيره من المحتاجين، وعند البيهقي من حديث عائشة: "ما شبع ثلاثاً تباعاً ولو شاء لشبع لكنه يؤثر على نفسه". (حل) (¬1) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف وذكر عند الحافظ العراقي فقال: لم أجد له أصلاً وإنما [3/ 297] رواه البيهقي من فعل أبي جحيفة. 6600 - "كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتي على قوم فسلم عليهم سلم ثلاثاً". (حم خ ت) عن أنس (صح) ". (كان إذا تكلم بكلمة) يفيد بها غيره. (أعادها ثلاثا") من المرات. (ليفهم عنه) علة لوجه الإعادة وذلك؛ لأن من الحاضرين من يقصر فهمه وليبين لمن لم يفهم معناها وهذا من كمال الإبلاع الذي أمر به. (وإذا أتي على قوم) في طريق أو مجلس أو نحوه. (سلم عليهم) وهو من تمام الشرط. (سلم ثلاثاً) هو جواب الشرط، قال ابن القيم (¬2): هذا في السلام على جمع كثير لا يبلغهم سلام واحد فيسلم الثاني والثالث إن ظن أن الأول لم يحصل به السماع ولو كان هديه التسليم ثلاثاً كان أصحابه يسلمون عليه كذلك وسلم على من لقيه ثلاثاً وإذا دخل بيته سلم ثلاثاً ومن تأمل هديه علم أنه ليس كذلك وأن تكرار السلام كان أحيانا لعارض، ومثله قال النووي (¬3): في الأذكار والرياض. (حم خ ت) (¬4) عن أنس). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 323)، وأخرجه البيهقي في الشعب (5644) عن أبي جحيفة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4360)، والضعيفة (250). (¬2) زاد المعاد (2/ 382). (¬3) الأذكار للنووي (1/ 544، 760). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 213)، والبخاري (95)، والترمذي (2723).

6601 - "كان إذا تهجد يسلم بين الركعتين" ابن نصر عن أبي أيوب". (كان إذا تهجد) تجنب الهجود وهو نوم الليل، قال الكرماني: ترك النوم للصلاة فإن لم يصل فليس بتهجد، قال أبو شامة: لعله أراد في عرف الفقهاء أما في اللغة فلا صحة لهذا الاشتراط إلا أن يثبت أن لفظ تهجد بمعنى ترك الهجود ولم يسمع إلا من جهة الشرع ولم تكن العرب تعرفه وهو بعيد. (يسلم بين الركعتين) وتقدم حديث: "إن صلاة الليل مثنى" وكأن هذا في غير الإثبات وإلا فقد ثبت فيه أنه سرد خمسًا ونحوها. (ابن نصر (¬1) عن أبي أيوب) قال الشارح: إنه رمز لحسنه ولم نره فيما قوبل على خطه. 6602 - "كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فنضح به فرجه". (حم د ن هـ ك) عن الحكم بن سفيان". (كان إذا توضأ) فرغ من وضوئه. (أخذ كفا من ماء) ملئ كف منه (فنضح به فرجه) رشه به، قال البيضاوي: إنما فعله ليرتد البول، فإن الماء البارد يقطعه وقيل إنما كان يفعله دفعا للوسوسة وتقدم في الهمزة في: "أتاني جبريل" ذكر هذا. (حم د ن هـ ك) (¬2) عن الحكم) بن سفيان الثقفي، قال ابن عبد البر: له حديث واحد في الوضوء مضطرب الإسناد وهو هذا، وقال في الميزان: قاله يعني الحكم ابن سفيان غيره، وقد اضطرب فيه ألواناً. 6603 - "كان إذا توضأ فضل ماء حتى يسيله على موضع سجوده". (طب) عن الحسن (ع) عن الحسين". (كان إذا توضأ فضل ماء) بتشديد الضاد أي إبقاء فضلة من ماء وضوئه. ¬

_ (¬1) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (2/ 560)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4695)، والصحيحة (2365). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 179)، وأبو داود (166)، والنسائي (1/ 86)، وابن ماجة (461)، والحاكم (1/ 277)، وانظر الميزان (2/ 336)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4697).

(حتى يسيله) بتشديد المثناة. (على موضع سجوده) يجريه عليه، ظاهره أن المراد على جبهته وأنه الاستنان المعروف إلا أنه قال الشارح: موضع سجوده من الأرض ويحتمل على بعد أن المراد جبهته، هذا كلامه ولا أظنه يصح إرادة محل سجوده من الأرض فإنه لم يأت في حديث واحد أنه كان يرشه. (طب) عن الحسن بن علي) رمز المصنف لضعفه، (ع) (¬1) عن الحسين بن علي)، سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: إسناده حسن. 6604 - "كان إذا توضأ حول خاتمه". (هـ) عن أبي رافع (ض) ". (كان إذا توضأ) في رواية للصلاة. (حرك (¬2) خاتمه) في رواية في أصبعه، أي أداره فيها عند غسل اليد التي هو فيها ليبلغ الماء إلى ما تحته، قال ابن حجر (¬3): هذا محمول على ما إذا كان واسعا بحيث يصل الماء إلى ما تحته بالتحريك. (هـ) (¬4) من حديث معمر بن محمَّد بن عبيد الله عن أبيه عن جده أبي رافع) رمز المصنف لضعفه، قال ابن القيم ومغلطاي وغيرهما: حديث ضعيف ضعفه ابن عدي والدارقطني والبيهقي وعبد الحق وابن القطان وابن طاهر والمقدسي والبغدادي وابن الجوزي وغيرهم، ومحمد قال فيه البخاري: منكر الحديث، وقال الرازي: ذاهل منكر جدًا، ومعمر قال ابن معين: ما كان بثقة ولا مأمون، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 85) (2739) عن الحسن بن علي، وأخرجه أبو يعلي (6782) عن الحسين بن علي، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4364)، والضعيفة (2150). (¬2) في الأصل: "حول" والصواب والله أعلم كما أثبتناه. (¬3) فتح الباري (1/ 267). (¬4) أخرجه ابن ماجة (449)، والدارقطني (1/ 83)، والبيهقي في السنن (1/ 57)، وابن عدي في الكامل (6/ 450)، والجرح والتعديل (8/ 373)، وابن الجوزى في الضعفاء والمتروكين (3/ 133)، وابن حبان في المجروحين 2/ 249، والعلل المتناهية (2/ 691)، وانظر للتفصيل: البدر المنير (2/ 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4361).

وقال أبو حاتم عن بعضهم كذاب، وقال ابن حبان أكثر أحاديثه معلولة لا يجوز الاحتجاج به. 6605 - "كان إذا توضأ أدر الماء على مرفقيه". (قط) عن جابر (ح) ". (كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه) فيه أنه يجب إدخال المرفقين في غسل اليدين وهو مذهب الجماهير، وقال زفر وداود لا يجب والحديث حجة عليهما، قال ابن حجر: يمكن أن يستدل بإدخال المرفقين في غسل اليدين لفعله - صلى الله عليه وسلم - والحديث وإن كان ضعيفاً لكن يقويه ما في الدارقطني بإسناد حسن من [3/ 298] حديث عثمان في صفة الوضوء، وفيه "ثم غسل يديه إلى مرفقيه حتى مس أطراف العضدين" (¬1). (قط) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لحسنه وقال ابن جماعة وابن الملقن وابن حجر: ضعيف وفيه القاسم بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن عقيل، قال الذهبي: متروك ومثله قال أبو حاتم، وقال أبو زرعة: منكر الحديث وقال العراقي: حديث ضعيف لضعف القاسم عند الجمهور ولضعف جده عبد الله عند بعضهم، قال ابن حجر: لا التفات لذكر ابن حبان للقاسم في الثقات وصرح بضعف الحديث المنذري وابن الجوزي وابن الصلاح والنووي وغيرهم. 6606 - "كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء". (حم ك) عن عائشة (صح) (ت ك) عن عثمان (ت ك) عن عمار بن ياسر (ك) عن بلال (هـ ك) عن أنس (طب) ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (1/ 83). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 83)، والبيهقي في السنن (1/ 56)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 95)، والبدر المنير (1/ 669) وخلاصة الأحكام للنووي (رقم 177)، المجموع شرح المهذب (1/ 385)، والتلخيص الحبير (1/ 57)، وبلوغ المرام (48)، وفتح الباري (1/ 292)، وأطراف الغرائب (1567)، وتنقيح التحقيق لابن عبد الهادي (1/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4698)، والصحيحة (7206).

عن أبي أمامة وعن أبي الدرداء وعن أم سلمة (طس) عن ابن عمر". (كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء) أدخل الماء في خلالها بأصابعه الشريفة - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن القيم (¬1): كان يخلل لحيته أحياناً وقد اختلف أئمة الحديث فيه فصحح الترمذي وغيره أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يخلل لحيته وقال أحمد وأبو زرعة: لا يثبت بتخليل اللحية حديث. (حم ك) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، (ت ك) عن عثمان) قال الترمذي: حسن صحيح عنه، (ت ك) عن عمار بن ياسر (ك) عن بلال (هـ ك) عن أنس (طب) عن أبي أمامة وعن أبي الدرداء وعن أم سلمة (طس) (¬2) عن ابن عمر) قال الهيثمي: بعض هذه الطرق رجاله موثقون وفي البعض مقال قال الشارح: أشار المصنف باستيعاب مخرجيه إلى رد قول أحمد وأبي زرعة لا يثبت في تخليل اللحية حديث. 6607 - "كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته، وقال: هكذا أمرني ربي". (د ك) عن أنس" (صح). (كان إذا توضأ أخذ كفا من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته، وقال: هكذا أمرني ربي) قال ابن الهمام: طرق هذا الحديث مستكثرة عن أكثر من عشرة من الصحابة وبعضها لا ينزل عن الحسن. (د ك) (¬3) عن أنس) رمز ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 184). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 234)، والحاكم (1/ 250) عن عائشة وأخرجه الترمذي (31)، والحاكم (1/ 249) عن عثمان، وأخرجه الترمذي (29)، والحاكم (1/ 250) عن عمار، وأخرجه الحاكم (1/ 251) عن بلال، وأخرجه ابن ماجة (431)، والحاكم (1/ 250) عن أنس، وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 278) (8070) عن أبي أمامة، و 23/ 298 (664) عن أم سلمة، وأخرجه في الأوسط (1363) عن ابن عمر، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 232، 235)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (469). (¬3) أخرجه أبو داود (145)، والحاكم (1/ 250)، وانظر بيان الوهم والإيهام (2251)، خلاصة الأحكام للندوي (167)، ونصب الراية للزيلعي (1/ 23)، والتلخيص الحبير (1/ 86)،=

المصنف لصحته لكن في المنار: فيه الوليد بن مروان مجهول لا يعرف بغير هذا الحديث لكن له سند حسن رواه محمَّد بن يحيى الذهلي في العلل وتعقبه في الإِمام وقال: قوله في الوليد بن مروان مجهول على طريقته من طلب التعديل وقد روى عن الوليد هذا جماعة من أهل العلم. 6608 - "كان إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك ثم شبك لحيته بأصابعه من تحتها". (هـ) عن ابن عمر (ض) ". (كان إذا توضأ عرك عارضيه) لأجل اللحية. (بعض العرك عركا خفيفاً ثم شبك) بالمعجمة وبموحدة تحتية مشددة. (لحيته بأصابعه من تحتها) ليصل الماء ما تحت الشعر. (هـ) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الواحد بن قيس قال يحيى: لا شيء، قال البخاري: كان الحسن بن ذكوان يحدث عنه بعجائب ثم أورد له أخبارا منها هذا، وفيه رد على ابن السكن تصحيحه له وقال ابن حجر: إسناده ضعيف. 6609 - "كان إذا توضأ صلى ركعتين ثم خرج إلى الصلاة" (هـ) عن عائشة (ض) ". (كان إذا توضأ صلى ركعتين تم خرج إلى الصلاة) فيه سنية ركعتين بعد الوضوء وأن الأفضل فعلهما في البيت قبل الخروج إلى المسجد. (هـ) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 6610 - "كان إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره". (د ت هـ) عن المستورد". ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (4696). (¬1) أخرجه ابن ماجة (432)، والدارقطني (1/ 106)، وانظر علل ابن أبي حاتم (1/ 31)، والتلخيص الحبحر (1/ 87)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4363). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4362).

(كان إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره). (د ت هـ) (¬1) عن المستورد). 6611 - "كان إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه". (ت) عن معاذ (ض) ". (كان إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه) قال ابن القيم (¬2): لم يكن - صلى الله عليه وسلم - يعتاد تنشيف أعضاءه ولا يصح عنه في ذلك حديث البتة بل الذي صح عنه خلافه وأما حديث معاذ يريد هذا ففيه الأفريقي ضعيف وذكر حديثا عن عائشة وضعفه أيضاً قال الترمذي: ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الباب شيء. (ت) (¬3) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه: حديث غريب فيه رشدين بن سعد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهما ضعيفان. 6612 - "كان إذا تلا: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين، حتى يسمع من يليه من الصف الأول". (د) عن أبي هريرة (ح) ". (كان إذا تلا) - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: آمين) يمد ويقصر، (حتى يسمع) بضم حرف المضارعة وكسر الميم أي في الجهرية، (من يليه من الصف الأول) كأن المراد أنهم الذي يتحقق إسماعه إياهم وإلا فالظاهر أنه يسمعها من يسمع قراءته وقد جاء في آخر أنه يقولها حتى يرتج بها المسجد. (د) (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ولكن قال عبد الحق وغيره: إن فيه بشر بن رافع الحارثي ضعيف، وقال ابن القطان: وبشر يرويه عن أبي عبد الله بن عم أبي هريرة وهو لا يعرف حاله. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (148)، والترمذي (40)، وابن ماجة (446)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4700). (¬2) زاد المعاد (1/ 184). (¬3) أخرجه الترمذي (54)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4365)، والضعيفة (4180). (¬4) أخرجه أبو داود (934)، وانظر بيان الوهم والإيهام (865)، والتلخيص الحبير (1/ 238)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4366)، والضعيفة (952).

6613 - "كان إذا جاء الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة، وإذا جاء الصيف خرج ليلة الجمعة، وإذا لبس ثوبا جديدا حمد الله تعالى، وصلى ركعتين، وكسى الخلق". (خط) ابن عساكر عن ابن عباس". (كان إذا جاء الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة) الظاهر أن المراد الكعبة، وقيل: أراد بيت الاعتكاف كذا في الشرح، (وإذا [3/ 299] جاء الصيف خرج ليلة الجمعة، وإذا لبس ثوبا جديدا حمد الله تعالى) وتقدم قريبا لفظ الحمد (وصلى ركعتين) شكرا لله على نعمة الكسوة وليكون أول عمل يعمل في الثوب الصلاة. (وكسى) الثوب. (الخلق) بفتح الخاء واللام بضبط المصنف، قال في المصباح (¬1): خُلُق الثوب بالضم إذا بلي فهو خلق بفتحتين أي يتصدق به ويعطيه أحد الفقراء ففيه ثلاث سنن للمكتسي: حمد الله، صلاة ركعتين، والتصدق بالأول. (خط) (¬2) ابن عساكر عن ابن عباس) أخرجه في ترجمة الربيع خادم المنصور عن المنصور عن أبيه عن جده قال الشارح: وبه يعرف حال السند. 6614 - "كان إذا جاءه جبريل فقرأ جبريل: "بسم الله الرحمن الرحيم" علم أنها سورة". (ك) عن ابن عباس (صح) ". (كان إذا جاءه جبريل) بالوحي (فقرأ جبريل: "بسم الله الرحمن الرحيم" علم) المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بافتتاح جبريل بتبليغ ما جاءه بها. (أنها) أي الموحاة. (سورة) لما عرفه - صلى الله عليه وسلم - من كون البسملة تنزل أول كل سورة وفيه دلالة لمن قال: إنها آية من كل سورة. (ك) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه مثنى بن الصباح متروك كما قاله النسائي. ¬

_ (¬1) المصباح المنير (1/ 196). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 414)، وابن عساكر في تاريخه (18/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4367)، والضعيفة (2381). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 355)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4368)، والضعيفة (4182).

6615 - "كان إذا جاءه مال لم يبيته ولم يقبله". (هق خط) عن الحسن بن محمَّد بن علي مرسلاً". (كان إذا جاءه مال) من فيء أو غنيمة أو خراج. (لم يبيته) لم يتركه يبيت لديه بل يفرقه إن جاءه بعد الزوال. (ولم يقبله) يؤخره إلى القابلة إن جاءه أول النهار والمراد أنه يفرقه حال وصوله. (هق خط) (¬1) عن الحسن بن محمَّد بن علي مرسلاً). 6616 - "كان إذا جرى به الضحك وضع يده على فيه". البغوي عن والد مرة الثقفي". (كان إذا جرى به الضحك) غلبه. (وضع يده على فيه) حتى لا يبدو شيء من باطن فمه وليقلل ضحكه فإنه يكره الاستغراق فيه وكان ضحكه غالبه التبسم. البغوي (¬2) عن والد مرة الثقفي (¬3). 6617 - "كان إذا جاءه أمر يسر به خر ساجداً شكراً لله". (د هـ ك) عن أبي بكرة (صح) ". (كان إذا جاءه) لفظ الحاكم أتاه (أمر) عظيم كما يفيده التنكير (يسر به خر ساجداً) وقع على الفور هاويا إلى إيقاع السجود (شكرا الله) على إنعامه وتواضعا له وإقبالا عليه وإعراضاً عن السرور بالأمور العارضة وفيه سنية ذلك، ولا حجة لمن قال: لا يندب سجود الشكر. (د هـ ك) (¬4) عن) بكار بن عبد العزيز ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 357)، والخطيب في تاريخه (11/ 250)، وأبو يعلى الخليل بن أحمد في الإرشاد (1/ 339)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4369). (¬2) أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 95)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4370)، وقال في الضعيفة (4183): ضعيف جدًا. (¬3) قال الألباني في السلسلة الضعيفة (4183). وإنما هو الجعفي وليس الثقفي (والله أعلم). (¬4) أخرجه أبو داود (2774)، وابن ماجة (1394)، والحاكم (1/ 411)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4701).

بن (أبي بكرة) عن أبيه عن جده أبي بكرة، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: وبكار صدوق وللخبر شواهد، وقال عبد الحق: بكار ليس بالقوي وقال ابن القطان: لكنه مشهور مستور وقد غلب قبول المستورين وقول ابن معين ليس بشيء أراد قلة حديثه، نعم الخبر معلول بأبيه عبد العزيز فإنه لا يعرف انتهي. أخرجه الترمذي، وقال: حسن غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه. 6618 - "كان إذا جلس مجلساً فأراد أن يقوم استغفر عشراً إلى خمس عشرة". ابن السني عن أبي أمامة". (كان إذا جلس مجلسًا) مع أصحابه يتحدث. (فأراد أن يقوم استغفر) الله من ما عساه يتفق في المقام (عشراً) من العدد. (إلى خمس عشرة) وهذا يندب لمن قام من موقف لغط أو بقول كفارة المجلس تقدمت أو يجمع بينهما. (ابن السني (¬1) عن أبي أمامة الباهلي). 6619 - "كان إذا جلس احتبى بيديه". (د هق) عن أبي سعيد (ح) ". (كان إذا جلس) قال الشارح: لفظ أبي داود: "في المسجد"، ولفظ البيهقي في "مجلس" وإغفال المصنف لفظه مع ثبوته في الحديث بعينه غير مرضي. (احتبى بيديه) زاد البزار ونصب ركبتيه أي جمع ساقيه إلى بطنه مع ظهره بيديه عوضا عن جمعهما بالثوب وعلى التقييد بالمسجد فقد استثنى منه القعود بعد صلاة الفجر لما عند أبي داود بسند صحيح: "أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسناء" (¬2) أي بيضاء نقية قال ابن حجر (¬3): ويستثنى أيضاً من الاحتباء باليدين ما لو كان في المسجد ينتظر الصلاة وكذلك والإمام يخطب يوم الجمعة للنهي عنه في حديث جابر بن سمرة ولأنه مجلبة للنوم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (454)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4372): موضوع. (¬2) أخرجه أبو داود (4850). (¬3) فتح الباري (11/ 66).

فتفوته سماع الخطبة وربما انتقض وضوؤه، وفيه أنه لا بأس بالاحتباء بين القوم وفي حديث: "الاحتباء حيطان العرب" (¬1). (د هق) (¬2) كلاهما من حديث عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن إسحاق الأنصاري عن ربيح بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده (عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه وقد تعقبه أبو داود بأن الغفاري منكر [3/ 300] الحديث وقال أيضاً الذهبي في المهذب (¬3): إنه ليس بثقة، وقال الصدر المناوي (¬4): ربيح قال أحمد: ربيح غير معروف ومن ثمة جزم العراقي بضعف سنده. 6620 - "كان إذا جلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء". (د) عن عبد الله بن سلام (ح) ". (كان إذا جلس يتحدث) جملة حالية وخبر كان. (يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء) انتظارا لما يوحى إليه وشوقاً إلى الرفيق الأعلى ذكره الطيبي. فإن قلت: ينافيه ما في عدة أخبار من أن نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء. قلت: قد يقال إن ذلك يختلف باختلاف الأوقات فإذا كان مترقباً لنزول الوحي عليه رفع طرفه إلى السماء وإذا كان في غير هذه الحالة كان نظره إلى الأرض أكثر. (د) (¬5) عن عبد الله بن سلام) ورواه عنه البيهقي في الدلائل ورمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الرامهرمزي في أمثال الحديث (1/ 151) رقم (117). (¬2) أخرجه أبو داود (4846)، والبيهقي في السنن 3/ 236، والبزار (2206)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4702)، والصحيحة (827). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (2/ 5261). (¬4) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (4/ رقم 3785)، بتحقيقنا. وقال الحافظ في التقريب (1891): ربيح مقبول. (¬5) أخرج أبو داود (4837)، والبيهقي في الدلائل (1/ 297)، والخطيب في تاريخه (2/ 83)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4374)، والضعيفة (1768).

6621 - "كان إذا جلس يتحدث يخلع نعليه". (هب) عق أنس (ض) ". (كان إذا جلس يتحدث يخلع نعليه) فخلع النعل حال الجلوس سنة ولو وحده. (هب) (¬1) عن أنس) وفيه الخضر بن أبان الكوفي، قال الذهبي: ضعفه الحاكم وجعفر بن سليمان ضعفه ابن القطان، وفي الكاشف (¬2): ثقة فيه شيء، ومن ثم رمز المصنف لضعفه. 6622 - "كان إذا جلس جلس إليه أصحابه حَلَقَاً حَلَقَاً". البزار عن قرة بن إياس (ض) ". (كان إذا جلس) يتحدث. (جلس إليه أصحابه حَلَقَاً حَلَقَاً) بفتحتين على غير قياس واحده حلقة بالسكون، والحلقة: القوم الذين يجتمعون مستديرين والمراد أنهم حلق مترادفه بعضهم خلف بعض وقعودهم كذلك لاستفادة ما يلقيه من العلوم والأحكام وفيه أنه ينبغي عند العالم إن كثر الأخذ عنه المستفيدون أن يقفوا على هذا التحليق. (البزار (¬3) عن قرة بن إياس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه سعيد بن سلام كذبه أحمد، وقال الشارح: سكوت المصنف عليه غير جيد ثم نقل كلام الهيثمي. 6623 - "كان إذا حزبه أمر صلى". (حم د) عن حذيفة " (صح). (كان إذا حزبه) بفتح المهملة فزاي مفتوحة فموحدة. (أمر) هجم عليه ونزل به هم أو غم وفي رواية: "حزنه" بالنون أوقعه في الحزن يقال حزنني الأمر وأحزنني وأنا محزون ولا يقال محزن ذكره ابن الأثير (¬4). (صلى) لما في الصلاة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6283)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4373). (¬2) انظر الكاشف (1/ 294). (¬3) أخرجه البزار (3311)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 132)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (3471)، والضعيفة (2148) موضوع. (¬4) انظر: النهاية (1/ 951).

من الإعانة على دفع النوائب والأحزان إذ هي إقبال على الله تعالى وإعراضا عما سواه وهو تعالى مفرج كل كربة وكاشف كل هم وحزن وهل يصلي إلى أن ينجلي القلب عن كسوف الحزن أو يجزئ بالركعتين ونحوها. (حم د) (¬1) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته. 6624 - "كان إذا حزبه أمر قال: لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين". (حم) عن عبد الله بن جعفر، (ح). (كان إذا حزبه) ضبطه كما سلف. (أمر قال) لدفعه. (لا إله إلا الله) يفزع إلى كلمة التوحيد التي بها تحقن الدماء والأموال وتدفع الكروب والأهوال. (الحليم) فلا يعاجل بالعقوبة. (الكريم) فيعطي ما يشاء وبحلمه وكرمه يعاذ المحزون. (سبحان الله رب العرش العظيم) نزهه عن كل قبيح وفيه إقرار بأن ما نزل من الأحزان بالعبد فهو من ذنوبه وشروره والرب منزه عنه. (الحمد لله رب العالمين) جاء بالتحلية بعد التخلية ليعلم أنه منزه عن القبيح محمود على اللسان وفي هذه الكلمات جلاء للقلب عن كل كرب، وغسل لأدرانه عن أحزانه فهو يفزع عند الهموم إلى أحد أمرين إما الصلاة أو هذا الذكر. (حم) (¬2) عن عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لحسنه وهو في مسلم بنحوه من حديث ابن عباس. 6625 - "كان إذا حلف على يمين لا يحنث، حتى نزلت كفارة اليمين". (ك) عن عائشة (صح) ". (كان إذا حلف على يمين) في القاموس (¬3): اليمين القسم فإطلاقها على المحلوف عليه من المجاز اللغوي. (لا يحنث) بأن يأتي المحلوف عليه إن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 388)، وأبو داود (1319)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4703). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 280)، ومسلم (2730) عن ابن عباس. (¬3) انظر القاموس (5/ 213).

احتاجه. (حتى نزلت كفارة اليمين) في الآية وتمام الحديث عند مخرجه الحاكم: "فقال لا أحلف على يمين فإذا غيرها خيراً منها إلا كفرت عن يميني ثم أتيت الذي هو خير" وما كان للمصنف حذفه فإنه محل الفائدة. (ك) (¬1) عن عائشة) وقال: على شرطهما وأقره الذهبي، ورمز المصنف لصحته. 6626 - "كان إذا حلف قال: والذي نفس محمَّد بيده" (هـ) عن رفاعة الجهني (ح) ". (كان إذا حلف قال: والذي نفس محمَّد) روحه. (بيده) يتصرف فيها كيف يشاء وأتى باسمه العلم؛ لأن المقام مقام التواضع وحظ النفس ولأنه أدل على إرادة المتكلم بخلاف رسول الله ونحوه. (هـ) (¬2) عن رفاعة) بكسر الراء ابن عوانة بفتح المهملة وموحدة [3/ 303] الجهني رمز المصنف لحسنه. 6627 - "كان إذا حم دعا بقربه من ماء فأفرغها على قرنه فاغتسل". (طب ك) عن سمرة (صح) ". (كان إذا حم) أخذته الحمى التي هى حرارة بين الجلد واللحم. (دعا بقربة من ماء فأفرغها) صبها. (على قرنه) رأسه. (فاغتسل) وذلك دافع لألم الحمى في فصل الصيف في البلاد الحارة وقد قدمنا عن ابن القيم كلاما حسناً في هذا ونحوه. (طب ك) (¬3) عن سمرة) والبزار أيضاً ورمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي لكن قال ابن حجر في الفتح بعد عزوه لهما: في ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4704)، وحسنه في الصحيحة (2068). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2090)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4705). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 227) (6947)، والحاكم (4/ 447)، وانظر فتح الباري (10/ 177)، وقول الهيثمي في المجمع (5/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4376)، والضعيفة (4184).

سنده راو ضعيف، وقال الهيثمي: بعد ما عزاه للطبراني فيه إسماعيل بن مسلم وهو متروك. 6628 - "كان إذا خاف قوما قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم". (حم د ك هق) عن أبي موسى (صح) ". (كان إذا خاف قوماً) فيه جواز الخوف على المعصوم كما خاف موسى عند إلقاء السحرة لسحرهم. (قال: اللهم إنا نجعلك في نحورهم) فلا يستطيعون إيقاع شر بنا يقال جعلت فلاناً في نحو العدو إذا جعلته قبالته وترسا يقاتل عنك ويحول بينك وبينه ذكره القاضي، وخص النحر لأن الأخذ به أقوى وأتم في الدفع عن المدفوع. (ونعوذ بك من شرورهم) قدم الجعل في النحور لأنه الأهم والمراد من الاستعاذة وجاء بها على طريقة التكميل وفيه أنه دعاء يندب عند لقاء من يخاف شره. (حم د ك هق) (¬1) عن أبي موسى) قال الحاكم: على شرطهما وأقرَّه الذهبي ورمز المصنف لصحته، وقال النووي في الرياض والأذكار: أسانيده صحيحة وقال العراقي: سنده صحيح. 6629 - "كان إذا خاف أن يصيب شيئاً بعينه قال: اللهم بارك فيه، ولا تضره". ابن السني عن سعيد بن حكيم". (كان إذا خاف أن يصيب شيئاً بعينه) قال الشارح: الظاهر أن هذا الخوف وهذا القول إنما كان يظهره في قالب التشريع للأمة وإلا فعينه الشريفة إنما تصيب بالخير الدائم والفلاح والإسعاد والنجاح. (قال: اللهم بارك فيه، ولا تضره) لا ينزل به مضرة عند استحسان العيون له. (ابن السني (¬2) عن سعيد بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 414)، وأبو داود (1537)، والنسائي (5/ 188)، والحاكم (2/ 154)، والبيهقي في السنن (5/ 253)، انظر: الأذكار (319)، ورياض الصالحين (918)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4706). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (333)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4377).

حكيم) بن معاوية بن حيدة القشيري أخو بهز تابعي صدوق وكان على المصنف أن يقول مرسلاً. 6630 - "كان إذا خرج من الغائط قال: غفرانك" (حم 4 حب ك) عن عائشة) (صح). (كان إذا خرج من الغائط) محل قضاء حاجته. (قال: غفرانك) منصوب بإضمار الطلب والسؤال: أسألك غفرانك الذي يليق إضافته إليك لما قصرت فيه من الذكر عند التخلي فيندب أن يقول من قضى حاجته ذلك وظاهره مرة وقال القاضي وغيره مرتين وقال المحب الطبري: ثلاثاً فإن قيل: ترك الذكر حال التخلي مأمور به فلا حاجة إلى الاستغفار لتركه، قيل: لأن سببه من قبله أو أنه سأل المغفرة لعجزه عن شكر هذه النعمة من إذهاب الأذى وإبقاء الغذاء. (حم 4 حب ك) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وابن الجارود والنووي في مجموعه، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث عائشة هذا أي لا نعرفه من وجه صحيح فلا ينافي صحته ورواه البيهقي بزيادة "ربنا وإليك المصير" قال الأشبه أنه لا أصل لهذه الزيادة. 6631 - "كان إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني". (هما عن أنس (ن) عن أبي ذر" (صح). (كان إذا خرج من الخلاء قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى) بتسهيل خروجه. (وعافاني) من بقائه ومن صعوبة مخرجه أو من كل داء أو بإبقاء غذاه في بدني فإنه لا يبقى إلا مع العافية، وفيه ندب هذا الذكر عند ذلك. (هـ) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقد قال ابن محمود شارح أبي داود في حديث ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 155)، وأبو داود (30)، والترمذي (7)، والنسائي في الكبرى (6/ 24)، وابن ماجة (300)، وابن حبان (4/ 291) (1444)، والحاكم (1/ 261)، وابن خزيمة (90)، والبيهقي في السنن (1/ 97)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4707).

ماجة: هذا إسماعيل بن مسلم المكي تركوه، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجة: حديث ضعيف لضعف رواته ومنهم إسماعيل منكر الحديث، قال المديني أجمعوا على تركه، وقال الفلاس: إنما يحدث عنه من لا تبصر له بالرجال. (ن) (¬1) عن أبي ذر) وقال ابن محمود: المذكور في إسناد النسائي مضطرب غير قوي، وقال الدارقطني: حديث غير محفوظ. 6632 - "كان إذا خرج من الغائط قال: الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله وآخره". ابن السني عن أنس (ض) ". (كان إذا خرج من الغائط قال: الحمد لله الذي أحسن إلى في أوله) في تناول الغذاء لإصلاح البدن. (وآخره) في إخرجه الفضلة من البدن. (ابن السني (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي فيه عبد الله بن محمَّد العدوي وهو ضعيف وجزم المنذري أيضاً بضعفه يقال إن هذا وما قبله كلها أحاديث ضعيفة ولهذا قال أبو حاتم أصح ما في الباب [3/ 302] حديث عائشة السابق. 6633 - "كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، التكلان على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله". (هـ ك) وابن السني عن أبي هريرة (صح) ". (كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله) أتبرك أو استعين وعليه لا على غيره. (التكلان) بضم المثناة مشددة التوكل والاعتماد. (ولا حول ولا قوة) لي (إلا بالله) ففيه الاستعانة على لقاء الناس بالله والاعتماد عليه والإقرار بأنه لا حول ولا قوة للعبد إلا بالله فليس لكل خارج من منزله أن يقوله. (هـ ك) وابن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (301) عن أنس، وأخرجه النسائي في الكبرى (6/ 24)، انظر: شرح مغلطائي (1/ 70)، وضعّفه الألباني في ضعيف الجامع (4378). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (24)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4379)، والضعيفة (4197): موضوع.

السني (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وليس كما قال فقد قال الحافظ العراقي فيه ضعف. 6634 - "كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، توكلت على الله، اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل، أو فضل، أو نظلم، أو نجهل أو يجهل علينا". (ت) عن وابن السني عن أم سلمة (صح) ". (كان إذا خرج من بيته) ظاهره ولو إلى مسجده. (قال: باسم الله، توكلت على الله) اعتمدت عليه في كل أمر. (اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل) بفتح أوله وكسر الزاي من الزلل الاسترسال من غير قصد يقال زلت رجله تزل إذا زلق وسمي الذنب بغير مصدر له تشبيها بزلة الرجل، قال الطيبي: الأولى حمله على الاسترسال في الذنب ليزدوج مع قوله. (أو نضل) بزنته نزل عن الحق من الضلالة. (أو نظلم) بفعل الظلم لغيرنا أو نظلم بظلمنا غيرنا. (أو نجهل) الحق الذي يجب علينا. (أو يجهل علينا) بأن يتعدى علينا من لا يعرف الحق لنا، قال الطيبي: من خرج من منزله لا بد أن يعاشر الناس ويزاول الأمور فيخاف العدل عن الصراط المستقيم فأما في الدين فلا يخلو أن يضل أو يضل وأما في الدنيا فإما بسبب التعامل معهم بأن يظلم أو يظلم وأما بسبب الخلطة والصحبة فأما أن يجهل أو يجهل عليه فاستفاد من ذلك كله بلفظ وجيز ومتن رقيق مراعيا للمطابقة المعنوية والمشاكلة اللفظية كقوله: ألا لا يجهلن أحد علينا ... فنجهل فوق جهل الجاهلينا (¬2) (ت) عن وابن السني (¬3) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3885)، والحاكم (1/ 700)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (177)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4380)، والضعيفة (4243). (¬2) الأبيات منسوبة إلى عمرو بن كلثوم (ت - 39 ق. هـ). (¬3) أخرجه أبو داود (5094)، والترمذي (3427)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (176)، وانظر: =

حسن صحيح وقال في الرياض: حديث صحيح. 6635 - "كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، رب أعوذ بك من أن أزل، أو أضل، أو أظلِم، أو أُظلَمَ، أو أجهَلَ، أو يجهل علي". (حم ت هـ ك) عن أم سلمة، زاد ابن عساكر "أو أن أبغي أو يبغى علي". (صح) ". (كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله أعوذ بك من أن أزل، أو أضل) بفتح فكسر فيهما وفي رواية "أعوذ بك من أن أزل أو أزل أو أضل أو أضل ببناء الأول للفاعل والثاني للمفعول فيهما. (أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي) بالبناء على ذلك فيهما، وتلك الرواية تناسب هذا وتقدم تفسيره وكأنه كان يقول تارة هذا اللفظ وتارة اللفظ الأول أو أن أحد الرواة عبر بالمعنى عما سمعه. (حم ت هـ ك) (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح ورواه الترمذي وقال: حسن صحيح زاد ابن عساكر في رواية في تاريخه "أو أن أبغي أو يبغى علي". 6636 - "كان إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره". (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (كان إذا خرج يوم العيد) الفطر أو الأضحى. (في طريق رجع في غيره) قيل: يذهب في الطولى لطلب كثرة الأجر ويعود في القصرى ليشتغل بمهم آخر، وعد ابن القيم في الهدي لذلك حكمًا كثيرة وهذا ليس من أفعال الجبلة بل لا يقصد إليه إلا لسر وإن جهلنا حقيقته. (ت ك) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ = رياض الصالحين (ص: 82)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4708)، والصحيحة (3163). (¬1) أخرجه أحمد (6/ 318)، والترمذي (3427)، والنسائي في المجتبي (8/ 285)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (176) (1/ 700)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 408)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4709). (¬2) أخرجه الترمذي (541)، والبيهقي في السنن (3/ 308)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4710).

6637 - "كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضلَّ أو أُضلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أَجْهَلَ أو يُجْهَل علي، أو أبغي أو يبغى علي". (طب) عن بريدة". (كان إذا خرج من بيته قال: باسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضلِّ أو أُضلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظلِمَ أو أُظلَمَ، أَجْهَلَ أو يُجْهَل علي، أو أبغي أو يبغى علي) هو كما سلف. (طب) (¬1) عن بريدة). 6638 - "كان إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم". (هـ حب ك) عن جابر (صح) ". (كان إذا خطب) وعظ الناس في جمعة أو غيرها (احمرت عيناه) لأنه صفة الغضبان (وعلا صوته) رفعه ليؤثر في خواطر السامعين (واشتد غضبه) قال عياض: يعني بشدة غضبه أن صفته صفة الغضبان قال: وهذا شأن المنذر المخوف ويحتمل أنه لنهي خولف فيه شرعه وهكذا تكون صفة الواعظ ليطابق فعله قوله (حتى كأنه منذر جيش) أي يكن ينذر قوما من جيش عظيم قصدوا الإغارة عليهم فإن المنذر كذلك يشتد غضبه خوفا على قومه ويرفع صوته ليبلغهم. (يقول) حال كون المنذر [3/ 3003] يقول (صبّحكم) أتاكم الجيش صباحاً (ومسّاكم) أتاكم مساء، قال الطيبي: شبه حاله في خطبته وإنذاره بقرب القيامة وتهالك الناس فيما يرديهم بحال من ينذر قومه عند غفلتهم بجيش قريب منهم ويقصد الإحاطة بهم بغتة بحيث لا يفوته منهم أحد فكما أن المنذر تحمر عيناه ويرفع صوته على مقاتلهم فكذلك حاله - صلى الله عليه وسلم -، قال النووي: لعل اشتداد غضبه كان عند إنذاره أمرا عظيماً، وفي المطامح: فيه دليل على إغلاظ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 9) (11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4381).

العالم على المتعلم والواعظ على المستمع وشدة التخفيف وتمام الحديث عند ابن ماجه ويقول "بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين أصابعه السبابة والوسطى ويقول: أما بعد فإن خير الأمور كتاب الله وخير الهدي هدي محمَّد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة (هـ حب ك) (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته وأخرجه مسلم بلفظه من حديث جابر بن سمرة. 6639 - "كان إذا خطب في الحرب خطب على قوس، وإذا خطب في الجمعة خطب على عصا". (هـ ك هق) عن سعد القرظ (صح) ". (كان إذا خطب في الحرب) للجمعة أو لعارض وهو الأكثر (خطب على قوس) يتكئ عليه (وإذا خطب في الجمعة) إذا لم تكن في حرب ويحتمل أن خطبة الحرب عبارة عن الخطب العارضة لتعليم البعوث وتجهيز الجيوش والجمعة مطلقا يخطب منها. (على عصا) فيه ندب الاتكاء عند الخطبة على شيء، قال ابن القيم: ولم يحفظ عنه أنه توكأ على سيف وكثير من الجهلة يظن أنه كان يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أنه قام الدين به وهو جهل قبيح لأن الوارد العصا والقوس ولأن الدين إنما قام بالوحي وأما السيف فلحق المشركين والمدينة التي كانت خطبته فيها إنما فتحت بالقرآن. (هـ ك هق) (¬2) عن سعد القرظ) رمز المصنف لصحته ورواه عنه الطبراني في الصغير قال الهيثمي: وهو ضعيف. 6640 - "كان إذا خطب يعتمد على عنزة أو عصا". الشافعي عن عطاء مرسلاً". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (867)، وابن ماجة (45)، وابن حبان (1/ 186) (10)، والحاكم (4/ 569). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1107)، والحاكم (3/ 703)، والبيهقي في السنن (3/ 206)، والطبراني في الكبير (6/ 39) و (5448)، وانظر: المعجم الصغير (1170)، والمجمع (2/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4384).

(كان إذا خطب يعتمد على عنزة) بالمهملة ونون وزاي مفتوحات وهي الرمح الصغير (أو عصا) عطف عام على خاص إذ العنزة عصي في آخرها سنان ويعبر عنها بعكاز في طرفها سنان وبحربة قصيرة والكل ظاهر في أن الاعتماد عند الخطبة على شيء من السنة (الشافعي (¬1) عن عطاء مرسلاً) عطاء بن أبي رباح تابعي. 6641 - "كان إذا خطب المرأة قال: اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة". ابن سعد عن أبي بكر بن محمَّد بن عمرو بن حزم وعن عاصم بن عمر قتادة مرسلاً". (كان إذا خطب المرأة) يريدها لنفسه. (قال) لمن يرسله إليها. (اذكر لها جفنة) بفتح الجيم وسكون الفاء القصعة العظيمة المعدة للطعام. (سعد بن عبادة) ترغيبا للمرأة ومعرفة معنى الحديث يقف على ذكره برمته وهو عند مخرجه وغيره أنه - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة كان سعد بن عبادة يبعث إليه كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم أو ثريد بلبن أو غيره وأكثر ذلك اللحم فكانت جفنته تدور في بيوت أزواجه فأمره - صلى الله عليه وسلم - بإخبار من يريد نكاحها بذلك ترغيباً لها بسعة الحال والسلامة عن مزوالة صنعة الطعام وفيه أنه لا بأس بترغيب المرأة بالأمور الدنيوية. (ابن سعد (¬2) عن أبي بكر ابن محمَّد بن عمرو بن حزم) قاضي المدينة (وعن عاصم بن عمرو بن قتادة مرسلًا) قال الذهبي: وثق وكان علامة، وقد أخرج الحديث الطبراني عن سهل بن سعد قال: كانت للنبي - صلى الله عليه وسلم - كل ليلة من سعد صحفة فكان يخطب المرأة ويقول لك كذا وجفنة سعد تدور معي كلما درت، قال الهيثمي: فيه عبد المؤمن بن عباس بن سعد ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 77)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4385). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 162)، والطبراني في الكبير (6/ 122) (5701)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 282)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4382)، والضعيفة (4247).

6642 - "كان إذا خطب فَرُدَّ، لم يعد، فخطب امرأة فأبت ثم عادت فقال: قد التحفنا لحافا غيرك". ابن سعد عن مجاهد مرسلاً". (كان إذا خطب) امرأة. (فَرُدَّ) بامتناعها أو وليها. (لم يعد) إلى خطبتها ثانياً. (فخطب امرأة فأبت ثم عادت) بالإسعاد. (فقال: قد التحفنا) بالحاء المهملة والفاء (لحافاً) بكسر اللام فالمهملة وفاء كل ثوب يتغطى به كني به عن المرأة لكونها تستر الرجل من جهة الإعفاف وغيره كما سماها الله لباساً. (غيرك) أي تزوجت [3/ 304]، امرأة غيرك وهذا من شرف النفس وعلو الهمة. يا صاح لو كرهت كفي مواصلتي ... لقلت إذ كرهت وصلى لها بيني لا أبتغي وصل من لا يبتغي صلتي ... ولا أبالي حبيبا لا يباليني (¬1) قال المصنف: هو من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - ثم هو يحتمل التحريم والكراهة قياسا على إمساك كارهته ولم أر من يعرض له قلت كأنه أراد بالكاره التي استعاذت منه عند دخوله عليها، (ابن سعد (¬2) عن مجاهد مرسلاً). 6643 - "كان إذا خلا بنسائه ألين الناس، وأكرم الناس، ضحاكاً بساماً". ابن سعد وابن عساكر عن عائشة (ض) ". (كان إذا خلا بنسائه ألين الناس) ألطفهم خلقاً (وأكرم الناس) أخلاقاً وبذلا للمطلوب منه. (ضحاكاً بساماً) كثير الضحك بابتسام حتى إنه من لطفه سابق عائشة يوما فسبقته كما رواه الترمذي في العلل، قال ابن القيم (¬3): كان من تلطفه بهم أنه إذا دخل عليهم في الليل سلم تسليما لا يوقظ النائم ويسمع اليقظان. ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة إلى صالح بن عبد القدوس (ت 160 هـ)، انظر: الإعلام للزركلي (3/ 192). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 160)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4383)، والضعيفة (2147): موضوع. (¬3) زاد المعاد (2/ 378).

(ابن سعد في طبقاته وابن عساكر (¬1) عن عائشة) وفيه حارثة بن أبي الرجال ضعفه أحمد وابن معين وقال البخاري منكر الحديث ذكره في الميزان وساق من مناكيره هذا الخبر ورمز المصنف لضعفه. 6644 - "كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه". (4 حب ك) عن أنس (صح) ". (كان إذا دخل الخلاء) بالفتح والمد المحل الذي يتخلى فيه لقضاء الحاجة ويقال الكنيف والحش والبراز بفتح الموحدة والغائط والمذهب والمرفق والمرحاض سمي خلاء لخلائه في غير أوقات قضاء الحاجة أو لأن داخله يخلو فيه بنفسه أو لأن الشيطان الموكل به سمي به. (وضع خاتمه) لما كان عليه محمَّد رسول الله، وفي لفظ التصريح بأن النقش سبب للخلع قيل وهذا أصل لوضع ما فيه اسم معظم عند الخلاء سواء كان في صحراء أو عمران قيل إلا أنه فيه عند دخول الخلاء وفي الصحراء عند قضاء الحاجة ولا يدل الفعل على غير الندب هنا فقول ابن حبان أنه يدل على عدم الجواز غير واضح إلا أن يريد به الكراهة فعبر عنها بعدم الجواز. (4 حب ك) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط الشيخين ومثله في الاقتراح، وقال النووي: ضعفه أبو داود والنسائي والبيهقي والجمهور قال: وقول الترمذي حسن مردود انتهى ومثل به العراقي في ألفيته للمنكر والحاصل أنه اختلف فيه الأئمة بين مضعف ومصحح ومحسن، قيل: ففي إثبات الكراهة بمجرده نظر لأنها حكم شرعي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 365)، وابن عدي في الكامل (2/ 199)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (3/ 383)، وانظر الميزان (2/ 183)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4386). (¬2) أخرجه أبو داود (19)، والترمذي (1746)، والنسائي (8/ 178)، وابن ماجة (303)، وابن حبان (4/ 260) (1413)، وتمام الرازي في الفوائد (144)، والبيهقي (1/ 95)، والحاكم (1/ 298)، وانظر: خلاصة الأحكام للنووي (1/ رقم 329)، والمجموع (2/ 73)، والتلخيص الحبير (1/ 314)، والاقتراح (ص: 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4396).

6645 - "كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". (حم ق 4) عن أنس" (صح). (كان إذا دخل الخلاء) أي إذا أراد وهو بلفظ الإرادة في الأدب المفرد للبخاري قال ابن حجر (¬1) وهذا في الأمكنة المعدة لذلك بقرينة الدخول والخلاء تقدم أنه المحل المعد لذلك، قيل: ويكنى به عن إخراج الفضلة وإن أريد هنا يشمل الصحراء قيل ويوافقه أن الإتيان بالذكر لا يختص بالبنيان ويوافق الأول الدخول (قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث) بضم الفاء والعين وتسكن وإنكار الخطابي له خطأه فيه الأئمة من بعده ثم قيل: إنه بالسكون بمعناه على التحريك وعليه النووي وابن دقيق العيد، وقيل: بالسكون معناه الشر والمكروه والخبث في الأصل المكروه فإن كان من الكلام فالشتم أو من الملل فالكفر أو من الطعام فالحرام أو من الشراب فالضار. (والخبائث) قيل المعاصي، أو الخبث الشيطان والخبائث البول والغائط أو ذكور الشياطين وآبائهم واستعاذته - صلى الله عليه وسلم - مع عصمته تشريع للأمة قيل: والظاهر أنه كان يجهر به إذ لو لم يسمع لم ينقل وإخباره بها عن نفسه بعيد قال ابن العربي (¬2): إنما شرعت في هذا المحل الاستعاذة؛ لأنه محل خلوة والشيطان يتسلط فيها ما لا يتسلط في غيرها ولأنه موضع تنزه عنه ذكر الله والذكر مبعد للشيطان فإذا ترك اغتنم الشيطان [3/ 305] الفرصة فإذا قدمت الاستعاذة صرف الله كيده. (حم ق 4) (¬3) عن أنس). 6646 - "كان إذا دخل الكنيف قال: باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث". (ش) عن أنس - رضي الله عنه - (صح) ". ¬

_ (¬1) فتح الباري (1/ 244). (¬2) فيض القدير (5/ 126). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 101)، البخاري (142)، ومسلم (375)، وأبو داود (4)، والترمذي (5)، والنسائي (4/ 20)، وابن ماجة (298).

(كان إذا دخل الكنيف) بفتح الكاف وكسر النون محل قضاء الحاجة سمي به لما فيه من الستر إذ معنى الكنيف الساتر (قال: باسم الله، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) بالهمز لا بالياء وفي الحديث التسمية. (ش) (¬1) عن أنس) - رضي الله عنه - قال العراقي: فيه انقطاع والمصنف رمز لصحته. 6647 - "كان إذا دخل الخلاء قال: يا ذا الجلال". ابن السني عن عائشة" (ض). (كان إذا دخل الخلاء قال: يا ذا الجلال) العظمة التي لا تتناهى والعز الذي لا يضاهى وإنما أتي بهذا الذكر لأن عند دخول الخلاء يظهر نقص العبد وقذارته فيذكر بها عزة الرب وعظمته. (ابن السنى (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 6648 - "كان إذا دخل الغائط قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم". (د) في مراسيله عن الحسن مرسلاً، وابن السني عنه عن أنس (عد) عن بريدة". (كان إذا دخل الغائط) المحل المطمئن لقضاء الحاجة (قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس) بكسر الفاء وسكون العين فيهما. (الخبيث المخبث) بضم فسكون فكسر قال الزمخشري (¬3): هو الذي أصحابه وأعوانه خبثاء كقولك للذي فرسه قوي مقوي (الشيطان الرجيم) المرجوم قال العراقي: ينبغي الأخذ بهذه الزيادة وإن كانت روايتها غير قوية، قال ابن حجر (¬4): قد روى هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن المختار عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بلفظ الأمر، قال: إذا دخلتم الخلاء فقولوا بسم الله أعوذ بالله من الخبث ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (5)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4714). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4389). (¬3) الفائق (1/ 348). (¬4) فتح الباري (1/ 244).

والخبائث وإسناده على شرط مسلم وفيه زيادة التسمية ولم أرها في غير هذا، وقال العراقي: هذا يدل لما قال أصحابنا من تقديم التسمية على الاستعاذة وفارق الصلاة؛ لأن الاستعاذة فيها للقراءة والتسمية هناك قراءة. (د) في مراسيله عن الحسن مرسلاً، وابن السني عنه عن أنس) من طريق إسماعيل بن مسلم، ضعفه أبو داود وغيره. (عد) (¬1) عن بريدة) بإسناد ضعيف ورواه ابن السني من حديث ابن عمر وروى ابن ماجة من حديث عبد الله بن زحر عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة مرفوعاً: "لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم" (¬2). 6649 - "كان إذا دخل المرفق لبس حذاءه وغطى رأسه". ابن سعد عن أبي حبيب بن عمر مرسلاً". (كان إذا دخل المرفق) بكسر الميم وفتح الفاء الكنيف. (لبس حذاءه) بكسر المهملة والمد نعله ليصون رجله عما يصيبها. (وغطى رأسه) حياءاً من ربه ولأنه أجمع لمسام البدن وأسرع لخروج الفضلات. (ابن سعد (¬3) عن أبي حبيب) اسمه موسى بن صالح، ويقال: ابن أبي موسى الحمصي (مرسلًا) من حديث أبي بكر بن عبد الله قال الذهبي: ضعيف ورواه البيهقي عنه أيضاً وأبو داود موصولاً من حديث عائشة "كان إذا دخل الخلاء غطى رأسه وإذا أتى أهله غطى رأسه" (¬4) وفيه أحمد بن يونس الكديمي متهم بالوضع كذا قال الشارح ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في مراسيله (2)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (18) عن أنس، وأخرجه ابن عدي (2/ 386) عن بريدة وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4392)، والضعيفة (4191). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 287)، وابن ماجة (299) عن أبي أمامة. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 383)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4393)، والضعيفة (4191). (¬4) أخرجه ابن ماجة (300)، والبيهقي في السنن (1/ 95).

وليس في التقريب ولا الخلاصة أحمد بن يونس إلا واحد هو أحمد بن عبد الله بن يونس ويقال ابن يونس نسبه إلى جده تميمي كوفي قال ابن حجر (¬1): ثقة حافظ من كبار العاشرة أخرج له الستة رمز عليه برمزهم. 6650 - "كان إذا الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجز النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم، وإذا خرج قال الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى فيَّ قوته، وأذهب عني أذاه" ابن السني عن ابن عمر (ض) ". (كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الرجز النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم) والشيطان بدل مما قبله فهي أوصاف له في المعنى. (وإذا خرج قال الحمد لله الذي أذاقني لذته) الضمير للطعام وإن لم يتقدم له ذكر لأنه معلوم. (وأبقى فيَّ قوته، وأذهب عني أذاه) ذكر بعض المحدثين المفسرين في قوله تعالى: {إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)} [الإسراء: 3] في نوح أنه كان إذا ذهب إلى الغائط قال: الحمد لله الذي رزقني لذته وأبقي فيَّ قوته وأذهب عني أذاه. (ابن السني (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من طريق إسماعيل بن نافع عن دريد بن نافع، قال العراقي: إسماعيل مختلف فيه ورواية دريد بن نافع عن عمر منقطعة، وللمنذري هذا حديث ضعيف. 6651 - "كان إذا دخل المسجد قال أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، وقال: إذا قال ذلك حفظ مني سائر اليوم" (د) عن ابن عمرو (ح) ". (كان إذا دخل المسجد قال أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم) ذاته إذ الوجه يعبر به عن الذات. (وسلطانه القديم) [3/ 306] برهانه الدال على وحدانيته ¬

_ (¬1) انظر: التقريب (1/ 81). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم الليلة (25)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4388)، والضعيفة (4187).

وألهيته فإنه متقدم على جميع مخلوقاته عدد الاستعاذة معلقًا بها في كل لفظة بصفة أو بالذات زيادة في الاعتصام بمولاه. (من الشيطان الرجيم) أي بالاستعاذة عند ذلك؛ لأنه محل الطاعات والإقبال على الله تعالى والشيطان أحرص ما يكون على إفساد الطاعة، قال ظاهره النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن المقول كلام إبليس فالضمير له. (إذا قال ذلك حفظ مني سائر اليوم) بقيته وكأنه عطف على مقدر أي ولى الشيطان أو فر أو أدبر وقال. (د) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه وفي الأذكار (¬2): إسناده جيد. 6652 - "كان إذا دخل المسجد يقول: باسم الله والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك" (حم هـ طب) عن فاطمة الزهراء (ح) ". (كان إذا دخل المسجد يقول: باسم الله والسلام على رسول الله) يريد نفسه لأن الإضافة عهدية ويحتمل أنها حسية والافتتاح بالسلام عليه يوافق مقام الدعاء لأنه بداية كل دعاء (اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك) لأن داخل بيت الله متعرض لرحمة الله. (وإذا خرج قال: باسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك) خص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج لأن من دخل اشتغل بما يقربه إلى الله وثوابه مناسب طلب الرحمة ومن خرج انتشر في الأرض ابتغاء فضل الله فناسب طلب الفضل. (حم هـ طب) (¬3) عن فاطمة الزهراء) رضي الله عنها رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (466)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4715). (¬2) انظر: الأذكار للنووي (820). (¬3) أخرج أحمد (6/ 283)، وابن ماجة (771)، والطبراني في الكبير (22/ 423) (1043)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4716).

لحسنه وقال مغلطاي (¬1): حديث فاطمة هذا حسن لكن إسناده ليس بمتصل. 6653 - "كان إذا دخل المسجد صلى على محمَّد وسلم، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على محمَّد وسلم، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك". (ت) عن فاطمة الزهراء (ح) ". (كان إذا دخل المسجد صلى على محمَّد وسلم) فيه بيان أن المراد برسوله في الأول محمَّد وعلى أن المراد بالسلام على رسول الله هو الصلاة والسلام (وقال: رب اغفر لي ذنوبي) طلبه - صلى الله عليه وسلم - المغفرة تعبد وامتثال وتشريع وإلا فإن ذنوبه مغفورة. (وافتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على محمَّد وسلم، وقال: رب اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك) كما سلف (ت) (¬2) وأبو داود أيضاً من حديث فاطمة بنت الحسن عن جدتها فاطمة الزهراء، رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي وأبو داود: ليس بمتصل لأن فاطمة بنت الحسن لم تدرك فاطمة الزهراء رضي الله عنهما. 6654 - "كان إذا دخل المسجد قال: باسم الله، اللهم صل على محمَّد وأزواج محمَّد" ابن السني عن أنس (ح) ". (كان إذا دخل المسجد قال: باسم الله، اللهم صل على محمَّد وأزواج محمَّد) كأنه كان يأتي تارة بهذا اللفط وتارة بهذا، وفيه الصلاة على الأزواج. (ابن السني (¬3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 6655 - "كان إذا دخل السوق قال: باسم الله اللهم إني أسألك من خير هذه السوق، وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك أن أصيب يمينا فاجرة، أو صفقة خاسرة" (طب ك) عن بريدة (صح) ". ¬

_ (¬1) انظر: شرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 315). (¬2) أخرجه الترمذي (314)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4714). (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (88)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4716).

(كان إذا دخل السوق) أراد ذلك. (قال) عند الأخذ فيه. (باسم الله اللهم إني أسألك من خير هذه السوق) أنثها؛ لأن الحق تأنيثها كما صغرت على سويقة ووصفت بنافقة. (وخير ما فيها) أتى بكلمة ما مراداً بها الصفة فيعم العاجل وغيره. (وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها) والاستعاذة هنا لأن السوق معدن الشياطين من الإنس والجن. (اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينًا فاجرة) وصف لليمين بصفة صاحبها وإلا فالفجور لصاحبها لا لها والمراد التي لا بر فيها (أو صفقة خاسرة) هي مثله وفيه أن الغبن في الصفقات مما يستعاذ منه وإن لم يكن فاعله آثماً، فيه دخول السوق لكل فاضل وناقص وندب الدعاء المذكور. (طب ك) (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته كأنه تبع للحاكم فإنه قال: صحيح ورده الذهبي بأن فيه عمرو بن السماك وشعيب بن حرب مختلف فيه وقيل: لا يعرف، وقيل: متروك وفي طريق الطبراني كما قال الهيثمي: محمَّد بن أبان الجعفي وهو ضعيف. 6656 - "كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك". (م د ن هـ) عن عائشة (صح) ". (كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) قيل: لأجل السلام على أهله فإنه من أسماء الله، وقيل لتطييب الفم لأنه ربما يغير فمه عند مخاطبة الناس فإذا دخل بيته كان من حسن معاشرة أهله ذلك ولأنه ربما قبل أو ضاجع ولأنه كان يبدأ بصلاة النفل أول دخول بيته وفيه ندب السواك عند دخول المسجد كما صرح به النووي ومن قال -عياض والقرطبي- خص به دخوله بيته [3/ 307]؛ لأنه مما لا يفعله ذو مروعة بحضرة الناس مردود. (م د ن هـ) (¬2) عن عائشة) وحكى ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5589)، والحاكم (1/ 723)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 77)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4391). (¬2) أخرجه مسلم (253)، وأبو داود (51)، والنسائي (1/ 13)، وابن ماجة (290).

منده الإجماع على صحته ورده مغلطاي (¬1) بأنه أراد إجماع العلماء قاطبة فمتعذر وإن أراد الأئمة المتعاصرين فغير صواب فإن البخاري لم يخرجه فأي إجماع مع مخالفته. 6657 - "كان إذا دخل قال: هل عندكم طعام؟ فإذا قيل: لا، قال: إني صائم" (د) عن عائشة (صح) ". (كان إذا دخل بيته قال: هل عندكم طعام؟) فيه أنه لا يدخر طعام غده ولا يعرف ما في منزله شرف طباع وكرم نفس. (فإن قيل: لا، قال: إني صائم) وإن قيل نعم أمر بتقديمه إليه كما بينته رواية أخرى وهذا محمول على صوم النفل واستدل به على عدم تبييت النية فيه ودفع باحتمال أنه كان ينوي من الليل وأخباره المؤكدة تحتمل ذلك. (د) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 6658 - "كان إذا دخل الجبانة يقول: السلام عليكم أيتها الأرواح الفانية، والأبدان البالية والعظام النخرة، التي خرجت من الدنيا وهي بالله مؤمنة، اللهم أدخل عليهم روحا منك وسلاما منا" ابن السني عن ابن مسعود". (كان إذا دخل الجبانة) محل دفن الأموات سميت بذلك؛ لأنه يفزع ويجبن عند رؤيتها ويذكر الحلول بها، وقال ابن الأثير (¬3): الجبانة الصحراء وتسمى المقابر جبانة لأنها تكون في الصحراء تسمية للشيء باسم موضعه. (يقول: السلام عليكم) في خطابهم دليل حياتهم وأنهم يعرفون الزائر وعليه عدة أدلة وهذا سماع إدراك لا يترتب عليه أجر والسماع المنفي في قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80] سماع القبول والامتثال وفيه أن تحية الموتى بلفظ: ¬

_ (¬1) شرح سنن ابن ماجه (1/ 48). (¬2) أخرجه أبو داود (2455)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4719). (¬3) النهاية في غريب الحديث والأثر (1/ 673).

تحية الأحياء، وحديث "فإن عليك السلام تحية الموتى" إخبار بما كان عليه الجاهلية لا تشريع ومنه: عليك سلام الله قيس بن عاصم. (أيتها الأرواح الفانية) أجسادها أو الفانية بفناء أجسادها فإن الحق أن فناء الأرواح وموتها خروجها من أجسادها. (والأبدان البالية) التي أبلتها الأرض. (والعظام النخرة) المتفتتة يقال: نخر العظم إذا بلي وتفتت. (التي خرجت من الدنيا وهي بالله مؤمنة) صفة احترازية؛ لأنه يسلم على أهل الجبانة، وقد يكون فيهم الكافر ونحوه وسرد الصفات لوعظ السامع وإيقاظه وإعلامه بأنه عن قريب مثلها. (اللهم أدخل عليهم روحاً) بفتح فسكون: سعة واستراحة. (منك، وسلاماً منا) دعاء بالسلامة مقبولا وإنما نسب السلام إلينا مع أنه من الله تعالى كالروح لأنه تعالى أمرنا به فهو منا امتثالاً له تعالى صورة وفيه ندب التسليم على الموتى وقد ورد بألفاظ أخر. (ابن السني (¬1) عن ابن مسعود). 6659 - "كان إذا دخل على مريض يعوده قال: لا بأس، طهور إن شاء الله" (خ) عن ابن عباس (صح) ". (كان إذا دخل على مريض يعوده قال) خطابا له: إلا بأس، طهور) بفتح الطاء أي مرضك مطهر لك من الذنوب. (إن شاء الله) دل على أنه دعاء لا خبر ويحتمل أنه إخبار بمشيئة الله وهي قيد للجملتين معا وفيه أنه يندب لعائد المريض أن يبشره بمغفرة ذنوبه وأنه لا بأس عليه من مرضه. (خ) (¬2) عن ابن عباس) قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أعرابي يعوده فقال ذلك، فقال الأعرابي: قلت: طهور؟ كلا بل هي حمى تفور على شيخ كبير تورده القبور، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فنعم إذا. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (594)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4387)، والضعيفة (4186). (¬2) أخرجه البخاري (3616، 5656، 5662، 7470).

6660 - "كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان، وكان إذا كانت ليلة الجمعة قال: هذه ليلة غراء، ويوم أزهر". (هب) وابن عساكر عن أنس (ض) ". (كان إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان) ارزقنا البركة فيهما والخير والسعة (وبلغنا رمضان) لأنه شهر بورك فيه فلا يطلب إلا بلاغه ليفوز بأجر صيامه وقيامه. (وكان إذا كانت ليلة الجمعة قال: هذه ليلة غراء) كحمراء سعيدة صبيحة. (ويوم أزهر) نير مشرق، لفظ البيهقي: "ويوم الجمعة يوم أزهر" قال ابن رجب: فيه ندب الدعاء بالبقاء إلى الأزمان الفاضلة لإدراك الأعمال الصالحة فيها فإن المؤمن لا يزيده عمره إلا خيراً. (هب) وابن عساكر (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه قال النووي في الأذكار: إسناده ضعيف، وقال مخرجه البيهقي عقيبه: تفرد به زياد النميري، وعنه زائدة بن أبي الرقاد (¬2) قال البخاري: زائدة عن زياد منكر الحديث، وبه جزم الذهبي في الضعفاء (¬3) وبه يعرف أن قول الإسماعيلي: إنه لم يصح في فضل رجب غير هذا خطأ. 6661 - "كان إذا دخل رمضان أطلق كل أسير، وأعطى كل سائل" (هب) عن ابن عباس، وابن سعد عن عائشة". (كان إذا دخل رمضان أطلق كل أسير) إكراماً للشهر بأن لا يضيق فيه على أحد. (وأعطى كل سائل [3/ 208] لأنه كان أجود ما يكون في رمضان. (هب) (¬4) عن ابن عباس)، سكت المصنف عليه وقد قال ابن الجوزي في رواية ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3815)، وأحمد (1/ 259)، والطبراني في الأوسط (3939)، انظر الأذكار (1/ 418)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4395). (¬2) التاريخ الكبير (3/ 433)، والكاشف (1/ 2400)، والتقريب (1/ 213). (¬3) انظر: المغني (1/ 236). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (3629) عن ابن عباس، والخرائطي في مكارم الأخلاق (387)، وابن =

البيهقي: أبو بكر الهذلي قال ابن حبان: يروي عن الأثبات أشياء موضوعة، وقال غندر: كان يكذب، (ابن سعد عن عائشة). 6662 - "كان إذا دخل رمضان شد مئزره، ثم لم يأتي فراشه حتى ينسلخ". (هب) عن عائشة (ح) ". (كان إذا دخل رمضان شد مئزره) بكسر الميم، قال القاضي (¬1): المئزر الإزار ونظيره ملحفة ولحاف كناية عن الاجتهاد في العبادة وعدم قربان النساء. (ثم لم يأتي فراشه حتى ينسلخ) الشهر أي يمضي وهو إخبار عن اجتهاده في العبادة في رمضان تركه لشهواته وأنه ينبغي ذلك للمؤمن وفي أحاديث أخر تأتي بعضها أنه يجتهد في العبادة ويشد مئزره إذا دخل العشر من رمضان. (هب) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وفيه الربيع بن سليمان فإن كان صاحب الشافعي فثقة (¬3) وإن كان البصري الأزدي فضعيف، قال يحيى: ليس بشيء. 6663 - "كان إذا دخل رمضان تغير لونه، وكثرت صلاته وابتهل في الدعاء، وأشفق لونه" (هب) عن عائشة (ض) ". (كان إذا دخل رمضان تغير لونه) عما كان عليه كما يعرض للخائف خشية أن يقصر فيه عن الوفاء بحقوق الله تعالى. (وكثرت صلاته وابتهل في الدعاء) تضرع واجتهد فيه. (وأشفق لربه) أي خاف خشية لربه تعالى وفي الشرح: تغير ¬

_ = سعد في الطبقات (1/ 377) عن ابن عباس وعائشه وانظر المجروحين لابن حبان (1/ 360)، والعلل المتناهية (2/ 530)، وعلل ابن أبي حاتم (1/ 227)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 25)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4396) ضعيف جداً، وفي السلسلة الضعيفة (3015). (¬1) قارن الأنوار (1/ 58). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3624)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4398)، والضعيفة (2346). (¬3) التقريب (1/ 206).

حتى يصير كلون الشفق وشرح على لفقظ لونه بالواو والنون. (هب) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد الباقي بن قانع قال الذهبي: قال الدارقطني: يخطئ كثيراً. 6664 - "كان إذا دخل العشر شد المئزر، وأحيا ليله، وأيقظ أهله". (ق د ن هـ) عن عائشة (صح) ". (كان إذا دخل العشر) زاد ابن أبي شيبة: "الآخر من رمضان" والمراد الليالي. (شد مئزره) كما سلف. (وأحيا ليله) بترك النوم الذي هو أخو الموت فإحياؤه سهره والإيقاع على الليل مجاز عقلي بالاجتهاد في العبادة. (وأيقظ أهله) للصلاة والطاعة، وفيه إيقاظ النائم للنوافل. (ق د ن هـ) (¬2) عن عائشة)، الشيخان في الصوم وأبو داود والنسائي في الصلاة وابن ماجه في الصوم. 6665 - "كان إذا دعا لرجل أصابته الدعوة وولده وولد ولده". (حم) عن حذيفة (صح) ". (كان إذا دعا لرجل أصابته الدعوة) بركتها. (وولده وولد ولده) فينال بركتها من ذكر فضلا من الله لبركة الدعوة النبوية وأما إذا دعا على أحد فقد سأل الله أن يجعلها رحمة على المدعو عليه فينقلب دعاء له. (حم) (¬3) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. 6666 - "كان إذا دعا بدأ بنفسه". (طب) عن أبي أيوب (ح) ". (كان إذا دعا) لغيره. (بدأ بنفسه) زاد أبو داود في روايته "وقال: رحمة الله علينا ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3625)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4397). (¬2) أخرجه البخاري (2024)، ومسلم (1174)، وأبو داود (1376)، والنسائي (3/ 217)، وابن ماجة (1768). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 385)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 268)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4400).

وعلى موسى" وهو سنة رسل الله عليهم السلام، قال نوح: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ...} [نوح: 28] "، وقال الخليل: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ} [إبراهيم: 35] وذلك لأن تقديم الدعاء للنفس أتم في إخلاص الدعاء وأدخل في العبودية وأظهر في الافتقار وأدفع للإعجاب إن طلب منه الدعاء قال ابن حجر: وليس بدايته بنفسه مطرد، فقد قال: رحم الله لوطا، رحم الله يوسف، وقال في دعائه لابن عباس: اللهم فقه في الدين. (طب) (¬1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لحسنه، وقال البيهقي: إسناده حسن وقد أخرجه أبو داود أيضاً قال الشارح: كان بالعزو إليه أحق. 6667 - "كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيديه". (د) عن يزيد (ح) ". (كان إذا دعا فرفع يديه) جداً وجهه كما بينه رواية وفيه ندب رفعه حال الدعاء. (مسح وجهه بيديه) عند فراغه قيل: تفاؤلاً وتيمناً أن كفيه ملئتاً خيراً ففاض منه على وجهه فيتأكد للداعي أو للتبرك بأشرف أسماء الله التي كان أقرب الإعطاء إلى التلفظ بها يديه وفيه سنة مسح الوجه بهما بعد الفراغ من الدعاء وهو خاص بغير حال الصلاة. (د) (¬2) عن يزيد) رمز المصنف لحسنه. 6668 - "كان إذا دعا جعل باطن كله إلى وجهه" (طب) عن ابن عباس (ح) ". (كان إذا دعا جعل باطن كفه) أي كفيه. (إلى وجهه) وروى أيضاً أنه كان تارة يجعل بطون كفيه إلى السماء وتارة ظهورها وحمل الأول على أنه إذا أراد طلب مراد أو دفع ما يقع به ما يكره والثاني على الدعاء برفع ما وقع من البلاء، وروى مسلم أنه فعل الثاني في الاستسقاء، وأحمد: أنه فعله بعرفة، وحكمة رفعهما إلى ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 182)، وأبو داود (3984) عن أبي بن كعب، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4720). (¬2) أخرجه أبو داود (1492)، وأحمد (4/ 221)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4399).

السماء أنها قبلة الدعاء ويأتي أنه إذا سأل جعل [3/ 309] باطن كفيه إليه وإذا استعاذ جعل ظهرهما إليه. (طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: سنده ضعيف، والهيثمي: فيه الحسين بن عبد الله وهو ضعيف. 6669 - "كان إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلم على من عنده من الجلوس؛ فإذا صعد المنبر استقل الناس بوجهه ثم سلم قبل أن يجلس". (هق) عن ابن عمر (ح) ". (كان إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلم على من عنده بقرب منبره من الجلوس) لأنه داخل عليهم آت من منزله. (فإذا صعد المنبر) بلغ الثالثة من درجاته. (استقبل الناس بوجهه ثم سلم قبل أن يجلس) فيندب فعل ذلك لكل خطيب ويجب رد السلام عند الشافعية لدخوله في عموم الآية. (هق) (¬2) من حديث عيسى بن عبد الله الأنصاري عن نافع (عن ابن عمر)، رمز المصنف لحسنه وليس كذلك فقد ضعفه ابن حبان وابن القطان بعيسى المذكور وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. 6670 - "كان إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة". (م) عن عائشة (صح) ". (كان إذا ذبح الشاة) للجنس (قال: أرسلوها) أرسلوا بعضها بقرينة المقام. (إلى أصدقاء خديجة) برا بها بعد وناتها رحمها الله، وفيه حسن العهد وحفظ الوداد بحفظ محبي من مات. (م) (¬3) عن عائشة)، تمامه "قالت عائشة: فأغضبته ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 435) (12234)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 168) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4721). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 205)، وابن عدي في الكامل (5/ 253)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 62)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4401)، والضعيفة (4194). (¬3) أخرجه مسلم (2435).

يوماً فقلت خديجة، فقال: إني رزقت حبها. 6671 - "كان إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه" (3 حب ك) عن أُبي (صح) ". (كان إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه) فالبداية بالنفس هديه في الدعاء للغير سواء كان حاضراً أو غائباً حياً أو ميتا طلبه الدعاء أو دعا له ابتداء من تلقاء نفسه. (3 حب ك) (¬1) عن أُبي)، رمز المصنف لصحته قال الترمذي: حسن صحيح وقال أبو داود والحاكم: صحيح. 6672 - "كان إذا ذهب المذهب أبعد". (4 ك) عن المغيرة" (صح). (كان إذا ذهب المذهب) بفتح الميم وسكون العين محل الذهاب لقضاء الحاجة أو اسم له كما في النهاية (¬2) ونصبه بحرف في مقدر أو قيل: إنه مصدر ذهب ذهابا كناية عن قضاء الحاجة. (أبعد) بحيث لا يسمع لخارجه صوت ولا يشم له ريح ويغيب شخصه عن الناس قيل وهذا في غير البول فإنه كان لا يبعد له كما في الطبراني عن عصمة بن مالك: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض سكك المدينة فانتهى في سباطة قوم فقال: "يا حذيفة استرني حتى بال" (¬3)، وقيل بل مطلقاً والبول من غير إبعاد نادر للحاجة والضرورة. (4 ك) (¬4) عن المغيرة) رمز المصنف لصحته، وصحَّحه الترمذي والحاكم وحسنه أبو داود. 6673 - "كان إذا رأى المطر قال: اللهم صيباً نافعاً". (خ) عن عائشة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3984)، والترمذي (3385)، والنسائي في السنن الكبرى (6/ 391)، وابن حبان (3/ 9) (988)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4723). (¬2) النهاية في غريب الأثر (2/ 431). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير 17/ 179 (472). (¬4) أخرجه أبو داود (1)، والترمذي (20)، والنسائي (1/ 968)، وابن ماجة (331)، والحاكم (1/ 140)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4724)، والصحيحة (1159).

(كان إذا رأى المطر قال: اللهم صيباً) الصيب: المطر الذي يصوب ينزل ويقع ونصبه بمقدر فإن حديث اسقنا، وقوله: (نافعاً) تتميم لدفع ما يوهمه الصيب من التفسير والفساد فهو من باب: فَسَقى ديارَكِ غير مُفْسِدها ... صوبُ الغمام وديمةٌ تَهمي (خ) (¬1) عن عائشة)، ورواه النسائي وابن ماجه لكن بلفظ "سيباً" بالسين بدل الصاد، وقال العراقي: وسند الكل صحيح. 6674 - "كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه" (د) عن قتادة مرسلاً". (كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه) قال الشارح: حذراً من شره لقوله لعائشة في ما رواه الترمذي: "استعيذي بالله من شره فإنه الغاسق إذا وقب" (¬2)، قلت: المعروف أنه قاله لها في غير ليالي الهلال وهي الأولى والثانية والثالثة وأنه فيها لا يسمى غاسقاً فإنه بلفظ: "نظر- صلى الله عليه وسلم -إلى القمر فقال يا عائشة: استعيذي بالله من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب" قال أو أنه صرف وجهه عنه جنوحاً إلى قول أبيه - عليه السلام - (لا أحب الآفلين). قلت: أو لأن أهل الجاهلية منهم من كان يعبد النيرين فصرف وجهه عنه لأنه قد عبد من دون الله إظهارا لأهل الجاهلية ما أتوه أو لحكمة مجهولة. (د) (¬3) عن قتادة مرسلاً) سكت المصنف عليه، وفيه هلال بن محمَّد بن سليم الراسبي، قال ابن حجر عن المنذري: هلال لا يحتج به قال وقد وجدت لهذا المرسل شاهدا مرسلاً أيضاً أخرجه مسدد في مسنده الكبير ورجاله ثقات ووجدت شاهداً موصولاً عند أبي نعيم وهو بعض حديث ورجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1032)، والنسائي (3/ 164)، وابن ماجة (3889) بلفظ "سيباً". (¬2) أخرجه الترمذي (3366)، وانظر فتح الباري (8/ 741). (¬3) أخرجه أبو داود (5093)، وفي المراسيل (528)، وانظر: الأذكار للنووي (ص: 160)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4402)، والضعيفة (3501).

6675 - "كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك: ثلاثاً، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا". (د) عن قتادة بلاغا، ابن السني عن أبي سعيد". (كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد [3/ 310] أي بركة وصلاح معا ولا يصح رفعه هلال ونصبه: اللهم اجعله. (آمنت بالذي خلقك) قيل: يكرر ذلك. (ثلاثاً، ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا) ويسمي الماضي (وجاء بشهر كذا) ويسمي الآتي، قال الطيبي: إما أن يراد بالحمد الثناء على قدرته بأن مثل هذا الإذهاب العجيب وهذا المجيء الغريب لا يقدر عليه إلا الله أو يراد به الشكر على ما أولاه العباد بسبب الانتقال من النعم الدينية والدنيوية، وقيل ما لا يحيى أو غير ذلك. (د) عن قتادة بلاغاً، ابن السني (¬1) عن أبي سعيد)، قال ابن القيم (¬2): فيه وفيما قبله لين، وقال العراقي (¬3): أسنده أيضاً الدارقطني في الأفراد والطبراني في الأوسط عن أنس، وقال أبو داود ليس في هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث مسند صحيح. 6676 - "كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر، ثلاثا، اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر وأعوذ بك من شره، ثلاث مرات". (طب) عن رافع عن خديج". (كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، اللهم إني أسألك من خير هذا ثلاثًا) يقول ذلك ثلاثاً. (اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر وخير القدر) الذي قدر به فيه. (وأعوذ بك من شره) من شر القدر فإنه يشمل الشهر لأنه لا يجري ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5092)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (641) عن أبي سعيد، والطبراني في الأوسط (311) عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4407)، والضعيفة (3508). (¬2) زاد المعاد (2/ 316). (¬3) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 288).

أمر إلا بقدر الله أو المذكور فيشمل الأمرين يقول ذلك: (ثلاث مرات) وكأنه يفصل بين الدعاءين فيكرر الأول ثم الثاني كما دل له ذكر ثلاثاً أولًا وآخراً وفيه ندب الدعاء عند ذلك وتنبيه على الدعاء عند ما له ظهور من تغير النبرات وتجدد الآيات. (طب) (¬1) عن رافع عن خديج)، قال الهيثمي: إسناده حسن. 6677 - "كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والأيمان والسلامة والإِسلام، ربي وربك الله". (حم ت ك) عن طلحة (صح) ". (كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا) قال القاضي (¬2): الإهلال رفع الصوت ثم نقل إلى رؤية الهلال؛ لأن الناس كانوا يرفعون أصواتهم إذا رأوه للإخبار عنه وبذلك سمي الهلال هلالا لأنه سبب إلى رؤيته ومنه إلى اطلاعه وهو في هذا الحديث بهذا المعنى أي أطلعه علينا وأرنا إياه مقترناً: (بالأمن والإيمان) قلت: ويجوز أن يراد به الزمان نفسه والمراد أدخله علينا مصاحبا بالأمن واليمن من سرور الدارين، والإيمان بكل ما أمرت بالإيمان به. (والسلامة والإِسلام) هو كالعطف التفسيري فإن كلا من اللفظين يلاقي الأولين وروعي جنس الاشتقاق فيهما جميعاً. (ربي وربك الله) قاله لأن من أهل الجاهلية من كان يعبد القمرين فرد قولهم وأخبر أنه مثله مربوب لا يضر ولا ينفع. (حم ت) في الدعوات، (ك) (¬3) في الأدب عن طلحة بن عبيد الله) قال الترمذي: حسن غريب ورمز المصنف لصحته، إلا أنه تعقب بأنه من رواية سليمان بن سفيان عند جميعهم وسليمان ضعفه ابن المديني وأبو حاتم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 276) (4409)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4408)، والضعيفة (3507). (¬2) المفهم (2/ 163). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 162)، والترمذي (3451)، والحاكم (4/ 285)، وانظر الإصابة (3/ 537)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4726)، وصححه في الصحيحة (1816).

والدارقطني قال: لين ليس بثقة، وقال ابن حجر: صححه الحاكم وغلط في ذلك فإن فيه سليمان بن سفيان ضعفوه وإنما حسنه الترمذي لشواهده. 6678 - "كان إذا رأى الهلال قال: الله أكبر، ألله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر، وأعوذ بك من سوء القدر، ومن شر يوم المحشر". (حم طب) عن عبادة بن الصامت" (ض). (كان إذا رأى الهلال قال: الله أكبر، الله أكبر) تعظيما للرب الذي أوجده (الحمد لله) على إدراكه (لا حول ولا قوة إلا بالله) استعانة على تكاليفه. (اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر) أراد به الزمان لأنه ظرف الخير والشر. (وأعوذ بك من شر القدر) الذي سبق به القلم وجرى به العلم (ومن شر يوم المحشر) ذكر بتجدد الهلال تجدد الأحوال على الإنسان وما تجري به الأقدار وأعظمها هول المحشر فاستعاذ من شره. (عبد الرزاق حم طب) (¬1) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه راو لم يسم، وقال العراقي (¬2): أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد وفيه من لم يسم، وقال ابن حجر: غريب ورجاله موثقون إلا أن فيه من لم يسم. 6679 - "كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإِسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربي وربك الله". (طب) عن ابن عمر (ح) ". (كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإِسلام، والتوفيق لما تحب وترضى) من الأعمال الصالحات. (ربنا وربك الله) ¬

_ (¬1) أحمد (5/ 329)، والطبراني في الكبير (4/ 276) (4409)، وابن أبي شيبة (9727)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4403). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 288).

يتصرف فينا وفيك ويبدئ ويعيد. (طب) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عثمان بن إبراهيم الحاطبي وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات [3/ 311]. 6680 - "كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإِسلام، والسكينة والعافية، والرزق الحسن". ابن السني عن جدير السلمي". (كان إذا رأى الهلال قال: اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإِسلام، والسكينة) عدم القلق والاضطراب. (والعافية) تخصيص بعد التعميم لأنها من السلامة (والرزق الحسن) الحلال الذي لا يكثر فيطغى ولا يقل فيلهي. (ابن السني (¬2) عن حدير السلمي)، قال الذهبي (¬3): ليس له صحبة. 6681 - "كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا، أسألك من خير هذا الشهر ونوره وبركته وهداه وطهوره ومعافاته". ابن السني عن عبد الله بن مطرف (ض) ". (كان إذا رأى الهلال قال: هلال خير، الحمد لله) والمحمود عليه. (الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا) سمى الشهرين. (أسألك من خير هذا الشهر ونوره) منصوب وما بعده يأتي مفعولي السؤال أي النور القابض على البصائر والأبصار وغيره كائنه منه تعالى. (وبركته وهداه) ما قضيت فيه من الهدى. (وطهوره) تطهير الله فيه من الذنوب لمن تاب. (ومعافاته) الإضافة في الجميع ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 356) (13330)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4404). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (644)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4405)، وصححه في الصحيحة (1816). (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 124)، وفيه: له صحبة، ويؤيد ذلك ما في أسد الغابة (229)، وقال الحافظ: مختلف في صحبته الإصابة (2/ 43).

لملابسة الظرفية وإلا فالحقيقة أن الضمائر له تعالى. (ابن السني (¬1) عن عبد الله بن مطرف) بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الراء آخره الفاء، قال الذهبي: يروى له حديث لا يثبت، قاله البخاري: ورمز المصنف لضعفه. 6682 - "كان إذا رأى سهيلا قال: لعن الله سهيلا؛ فإنه كان عشارا فمسخ". ابن السني عن علي (ض) ". (كان إذا رأى سهيلاً) النجم المعروف. (قال: لعن الله سهيلاً) إيقاعاً للعن على الرجل لا النجم وكأنه كان اسمه سهيلاً. (فإنه كان عشاراً) نص على العلة. (فمسخ) العشار هو المكاس وفي رواية للدارقطني عن ابن عمر: "قال لما طلع سهيل قال: هذا سهيل كان عشارا باليمن فمسخه الله حيث ترون، وفي رواية لابن السني عنه أيضاً: لعن الله سهيلاً فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "كان عشاراً باليمن يظلمهم ويغصب أموالهم فمسخه الله شهاباً" والروايات في ذلك عديدة وفيه تحريم المكس وأن المسخ من العقوبات ولو إلى كوكب نير وإلى محل مرتفع فإن الإنسان أشرف منه. (ابن السني (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه؛ لأن مداره على جابر الجعفي وهو ضعيف وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من طرق منها هذه الطريق وقال مداره على جابر الجعفي وهو كذاب ورواه وكيع عن الثوري موقوفاً وهو الصحيح ورواه الطبراني في الكبير وفيه الجعفي أيضاً. 6683 - "كان إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (646)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4406)، والضعيفة (3509). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (649، 650، 651)، وانظر الموضوعات (3/ 215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4409).

وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال، رب أعوذ بك من حال أهل النار". (هـ) عن عائشة (ح). (كان إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات) الأمور التي تصلح بها الدنيا والآخرة تتم بسبب إنعامه على عباده. (وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال) فإن المكروه في ضمنه محبوب يحمد الله عليه فإن كل ما يأتي من تلقائه فهو إنعام ثم ذكر بالمكروه أشد المكروهات فقال: (رب أعوذ بك من حال أهل النار) فإنه الحال الذي كل مكروه لديه يذهب باطلاً. (هـ) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه قال في الأذكار: إسناده جيد ورواه البزار من حديث علي وفيه عبد الله بن رافع وابنه محمَّد غير معروفين ومحمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعيف قاله في المنار. 6648 - "كان إذا راعه شيء قال: الله الله ربي لا شريك له" (ن) عن ثوبان (ح) ". (كان إذا راعه شيء) أفزعه. (قال الله، الله) تأكيد لفظي يراد به زيادة التبرك والإيقاع في القلب. (ربي لا شريك له) ومن كان الله ربه فلا يهاب شيئاً ولا يفزعه شيء فإنه ناصره ودافع كل سوء عنه. (ن) (¬2) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: فيه سهيل بن هاشم الشامي، في الميزان عن الأزدي منكر الحديث ثم ساق له هذا الخبر. 6685 - "كان إذا رضي شيئًا سكت" ابن مندة عن سهيل بن سعد الساعدي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3803) عن عائشة، والبزار (533) عن علي، وانظر: الأذكار للنووي (ص: 320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4727)، والصحيحة (256). (¬2) أخرجه النسائي في الكبرى (6/ 168)، وانظر الميزان (3/ 336)، وعلل ابن أبي حاتم (2/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4728)، والصحيحة (2070).

أخي سهل (ض) ". (كان إذا رضي شيئاً) من الأقوال أو الأفعال. (سكت) عنه ومن ثمة كان سكوته تقريراً وكان أحد أقسام السنة وكان يعرف الرضا في وجهه. (ابن مندة (¬1) عن سهيل) مصغر (بن سعد الساعدي أخي سهل) مكبر وعرفه به لأنه أشهر من المصغر والمصنف رمز لضعفه. 5586 - "كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير" (حم 4 ك) عن أبي هريرة". (كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج) إذا الأولى شرطية وهذه ظرفية ورفيء بفتح الراء وتشديد الفاء وهمز قال القاضي: الترفية أن يقال للمتزوج بالرفاء والبنين والرفاء بالكسر والمد الالتئام والاتفاق من رفأت الثوب إذا أصلحته، أو السكون والطمأنينة من رفوت الرجل إذا أسكنته استعير للدعاء للمتزوج وإن كان بغير هذا اللفظ. (قال بارك الله لك) في هذا الأمر. (وبارك عليك) [3/ 412] جعل البركة كائنة عليك عامرة لك حتى تعلوك وأفرد لأن المدعوا له أصالة الرجل. (وجمع بينكما) ثناه لأن بالجمع يحصل المطلوب وهو التناسل. (في خير) يشمل أحوالها كلها، قال الزمخشري (¬2) معناه: أنه كان يضع الدعاء بالبركة موضع الترفية المنهي عنها واختلف في علة النهي عن ذلك اللفظ فقيل؛ لأنه لا حمد فيه ولا ثناء ولا ذكر لله وقيل: لما فيه من الإشارة إلى بغض البنات لتخصيص البنين، وقيل: غير ذلك. (حم 4 ك في النكاح) (¬3) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو عوانة في مسنده (5/ 212)، وانظر التمهيد (12/ 39)، والاستيعاب (2/ 669)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4411). (¬2) الفائق في غريب الحديث (2/ 71). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 381)، وأبو داود (2135)، والترمذي (1091)، والنسائي في الكبرى (6/ 73)، وابن ماجة (1906)، والحاكم (2/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع =

هريرة)، قال الترمذي: حسن صحيح وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين وأقرَّه الذَّهبي، وفي الأذكار (¬1): أسانيده صحيحة بعد عزوه للأربعة. 6687 - "كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه (ت ك) عن ابن عم" (صح). (كان إذا رفع يديه في الدعاء) تلقاء وجهه (لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه) تفاؤلاً بحصول المراد وقيل الإمداد فذلك سنة بعدة أحاديث وضعفت أسانيدها قواه كثرتها واختلف كلام النووي (¬2) فقال في التحقيق: إنه سنة وقال في المجموع: لا يندب، تبعاً منه لابن عبد السلام فإنه قال لا يفعله إلا جاهل. (ت ك) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: صحيح غريب وجزم في الأذكار: بضعف سنده. 6688 - "كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت" محمَّد بن نصر عن أبي هريرة (ح) ". (كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت) القنوت لفظ مشترك بين معان ذكرها ابن القيم في الهدي (¬4) وأطال النفس في القنوت وسرد أحاديثه ونقل ذلك ناظم الهدي في شرحه له وأطال وضم إليه كلام الفتح ¬

_ = (4729). (¬1) انظر: الأذكار (ص:283). (¬2) الأذكار للنووي (1/ 918)، وخلاصة الأحكام (1/ 462 رقم 1522)، والمجموع في شرح المهذب (3/ 501)، وقال ابن حجر: حسن، بلوغ المرام (1/ 312)، والعراقي في تخريج أحاديث الإحياء (2/ 488)، وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/ 67): أخرجه الحاكم في مستدركه فلم يصب، وذكره ابن الجوزي في العلل (2/ 840)، راجع للتفصيل: البدر المنير (3/ 640). (¬3) أخرجه الترمذي (3386)، والحاكم (1/ 719)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4412): ضعيف جداً. (¬4) زاد المعاد (1/ 256).

وأطاب ولا يحتمل هذا سوى الإشارة إليه وفيه وفي محله خلاف طويل ولو صح هذا تعين المحل صلاة الصبح ومحله منها بعد آخر ركوع أو قبله لاحتمال قوله أخر ركعة للأمرين لكن تقدم صحته وصحة نظائره اختلف في ذلك فقيل: يقنت في كل صلاة وقيل: لا يقنت رأسا في شيء من الصلوات، وقيل: في الفجر فقيل قبل الركوع وقيل بعده. (محمَّد بن نصر (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ورواه الحاكم في كتاب القنوت بلفظ "كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في الركعة الثانية يرفع يديه ويقول اللهم اهدني فيمن هديت ... " إلى آخره، قال الزين العراقي: وفيه المقبري ضعيف. 6689 - "كان إذا رفع بصره إلى السماء قال: يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك" ابن السني عن عائشة (ح) ". (كان إذا رفع بصره إلى السماء قال: يا مصرف القلوب) مقلبها (ثبت قلبي على طاعتك) قال الحليمي: هذا تعليم منه لأمته أن يكونوا ملازمين لمقام الخوف مشفقين من سلب التوفيق غير آمنين من تضييع الطاعات وتتبع الشهوات. (ابن السني (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 6690 - "كان إذا رفعت مائدته قال: الحمد لله حمداً كثيراً طيبا مباركاً فيه، الحمد لله الذي كفانا وآوانا غير مكفي ولا مكفور ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا" (حم خ د ت هـ) عن أبي أمامة (صح) ". (كان إذا رفعت مائدته) التي فيها طعام الآكلين. (قال: الحمد لله حمدًا كثيراً طيباً) خالصًا من الرياء والسمعة وأنه يرى أنه قضى حق النعمة. (مباركاً فيه) يزيده الله من لديه بركة. (الحمد لله الذي كفانا) عن الجوع أو عن كل شيء ¬

_ (¬1) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 326)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4730)، والصحيحة (2071). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (306)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4413)

يحتاج إليه. (وآوانا) في مسكن نسكن فيه. (غير مكفي) الرفع على خبرية ربنا أي ربنا غني غير محتاج إلى الطعام فيكفى وضبط بالنصب في نسخ صحاح على أنه صفة لحمد أي نحمد حمدا غير مكفي به أي لا يكتفى به بل يعود إليه مرة بعد أخرى ولا نتركه ولا نستغني عنه وربنا منصوب على النداء. (ولا مكفور) مجحود فضله ونعمته (ولا مودع) بفتح الدال مشددة أي غير معرض عنه عند الاستغناء عن الطعام. (ولا مستغن عنه) بالتنوين غير مرغوب عنه. (ربنا) يروى بالنصب وسلف توجيهه وبالرفع كذلك وفيه توجيهات وتقادير لإعرابه كثيره. (حم خ د ت هـ) (¬1) عن أبي أمامة) قال الترمذي: حديث حسن صحيح. 6691 - "كان إذا ركع سوى ظهره حتى لو صب عليه الماء لاستقر" (هـ) عن وابصة (طب) عن ابن عباس وعن أبي برزة، وعن ابن مسعود (ح) ". (كان إذا ركع سوى ظهره) جعله كالصفيحة الواحدة. (حتى لو صب عليه الماء لاستقر) لحسن استواءه وهو السنة في ذلك وعليه الجماهير خلافاً لمن اكتفى بأدنى انحناء. (هـ) عن وابصة (طب) (¬2) عن ابن عباس وعن أبي برزة، وعن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه قال مغلطاي (¬3) في شرح ابن ماجه: سنده ضعيف لضعف طلحة بن زيد (¬4)، قال الساجي والبخاري: منكر الحديث، وأبو نعيم: لا شيء، وأحمد وأبو داود: يضع الحديث، وابن حبان: لا يحل الاحتجاج به والأزدي ساقط وأخرجه الطبراني في سند قال الهيثمي: رجاله ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 261)، والبخاري (5143)، وأبو داود (3849)، والترمذي (3456)، وابن ماجة (3284). (¬2) أخرجه ابن ماجة (872) عن وابصة، والطبراني في الكبير (12/ 167) (12781)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 241)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4732). (¬3) شرح ابن ماجه (6/ 84). (¬4) انظر المغني (1/ 316)، والمجروحين (1/ 383)، وضعفاء ابن الجوزي (2/ 64).

موثقون، وأبو يعلى بسند كذلك. 6692 - "كان إذا ركع قال سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثاً، وإذا سجد قال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثا" (د) عن عقبة بن عامر (ح) ". (كان إذا ركع قال) في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده) بتوفيقه لا بحولي وقوتي والواو للحال أو العطف جملة على جملة والإضافة الأوضح أنها للمفعول أي سبحت متلبسا بحمدي لك. (ثلاثاً) يكرر ذلك في ركوعه ثلاث مرات وهي أدناه (وإذا سجد قال سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثاً) قال أبو داود: هذه الزيادة أعني قوله وبحمده أخاف أن لا تكون محفوظة إلا أنه بين الحافظ ابن حجر ثبوتها في عدة روايات ثم قال: وفيه رد لإنكار ابن الصلاح وغيره هذه الزيادة، قال: وأصلها في الصحيح عن عائشة بلفظ: "كان يكثر أن يقول في ركوعه سبحانك اللهم ربنا وبحمدك" (¬1). (د) (¬2) عن عقبة بن عامر الجهني) رمز المصنف لحسنه، وقال الحاكم: حديث حجازي صحيح الإسناد وقد اتفق على الاحتجاج برواته غير إياس بن عامر وهو مستقيم وخرجه ابن خزيمة في صحيحه (¬3). 6693 - "كان إذا ركع فرج أصابعه، وإذا سجد ضم أصابعه" (ك هق) عن وائل بن حجر (صح) ". (كان إذا ركع فرج أصابعه) المراد من اليدين لما عند ابن حبان "وفيه إذا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (784)، ومسلم (484). (¬2) أخرجه أبو داود (870)، وابن خزيمة (670)، والطبراني في الكبير (17/ رقم 890) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4734). (¬3) أخرجه البزار (2921)، وانظر: خلاصة الأحكام للنووي (1/ 397)، والمجموع (3/ 413)، والبدر المنير (3/ 608)، والتلخيص الحبير (1/ 476).

ركعت فدع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك" (¬1) كذا قيل: والتفريج وسط بحيث تفك كل واحدة عن الأخرى. (وإذا سجد ضم أصابعه) منشورة إلى القبلة وهذا في اليدين، قال القرطبي: حكمة ندب هذه الهيئة في السجود أنه أشبه بالتواضع وأبلغ في تمكين الجبهة والأنف من الأرض مع مغايرته لهيئة الكسلان، وقال ابن المنير (¬2): حكمته أن يظهر كل عضو بنفسه ويتمكن حتى يكون الإنسان الواحد في سجوده كأنه عدد ومقتضاه أن يستقل كل عضو بنفسه ولا يعتمد بعض الأعضاء على بعض وهذا ضد ما ورد في الصفوف من التصاق بعض الأفراد ببعض لأن المراد هناك إظهار الاتحاد بين المصلين حتى كأنهم واحد أفاده ابن حجر. (ك هق) (¬3) عن وائل بن حجر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: سنده حسن. 6694 - "كان إذا رمى الجمار مشى إليه ذاهبا وراجعا" (ت) عن ابن عمر (صح) ". (كان إذا رمى الجمار) جمع جمرة وهي الحجر الصغيرة والمراد هنا مواضع الرمي بمنى وسمي الموضع جمرة لأنه يرمي بالجمار، وقيل: لأنها مجمع الحصى التي يرمى بها من الجمرة وهي اجتماع القبيلة، وقيل: لغير ذلك والمراد إذا أراد رمي الجمار. (مشى إليه) ولم يركب وذكر الضمير نظرا إلى أنه محل وموضع بل يمشي (ذاهباً) إليها، (وراجعاً) منها فهو من سنن الرمي وذكر ابن القيم (¬4) أنه - صلى الله عليه وسلم - رمى جمرة العقبة يوم النحر راكباً، وذهبت الشافعية إلى أنه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (5/ 205) (1887). (¬2) انظر: فتح الباري (2/ 294). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 350)، والبيهقي في السنن (2/ 112)، والطبراني في الكبير (22/ 19) (26)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4733). (¬4) زاد المعاد (2/ 264).

يرمي يوم النحر راكباً. (ت) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته فيما رأيناه مما قوبل على أصله، وقال الشارح لحسنه. 6695 - "كان إذا رمى جمرة العقبة مضى ولم يقف" (هـ) عن ابن عباس" (ح). (كان إذا رمى جمرة العقبة مضى) بعد رميه إياها. (ولم يقف) للدعاء كما كان يقف بعد رمي الجمرتين اللتين قبلها فإنه لما فرغ من رمي جمرة الخيف وقف داعياً رافعاً يديه بقدر سورة البقرة وكذلك وقف بعد فراغه من رمي الجمرة الوسطى داعياً قريباً من وقوفه الأول رافعا يديه أيضاً، قال ابن القيم (¬2): والحكمة في عدم وقوفه بعد رمي جمرة العقبة أنه فرع من العبادة فكأنه خرج من الصلاة وقبلها كان في العبادة فهو يدعوا فيها كما كانت أدعيته غالبها في نفس الصلاة لا بعدها وقيل بل لم يقف لضيق المكان. (هـ) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 6696 - "كان إذا رمدت عين امرأة من نسائه لم يأتيها حتى تبرأ عينها" أبو نعيم في الطب عن أم سلمة". (كان إذا رمدت عين امرأة من نسائه) أزواجه (لم يأتها) لجماع أو لم يجامعها. (حتى تبرأ عينها) أما عناقه لها مع ذلك أو لأنه يحصل لها بالجماع حركات عنيفة تضر بالعين ويطول ألمها وهذا هو الأنسب بإخراج الحديث في الطب. (أبو نعيم (¬4) في الطب عن أم سلمة). 6697 - "كان إذا زوج أو تزوج نثر تمراً" (هق) عن عائشة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (900)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4735)، والصحيحة (2072). (¬2) زاد المعاد (2/ 263). (¬3) أخرجه ابن ماجة (3033)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4736)، والصحيحة (2073). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الطب (277)، وانظر فيض القدير (5/ 141)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4414): موضوع.

(كان إذا زوج) غيره أي أوقع العقد لأي شخص. (أو تزوج) عقد لنفسه [3/ 314] (نثر تمراً) لأنه الذي يكثر في المدينة وإلا فلو نثر في العقد زبيباً ونحوه، غيره لأخذ بالسنة وفيه أن النشار للحاضرين سنة. (هق) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 6698 - "كان إذا سأل الله جعل باطن كفيه إليه، وإذا استعاذ جعل ظهرهما إليه" (حم) عن السائب بن خلاد (ح) ". (كان إذا سأل الله) جلب خير. (جعل باطن كفيه إليه) إلى نفسه إلى تلقاء وجهه. (وإذا استعاذ) من شر. (جعل ظاهرهما إليه) قيل: يجعل يديه كالترس الواقي للشر المطلوب الإعاذة منه. قلت: ولأن الإنسان يبسط يديه ليتناول ما يحبه ويدفع بظهرهما ما يكرهه والحديث الذي مضى "كان إذا دعا جعل باطن كله إلى وجهه" خاص بدعاء الخير وفيه بيان مرجع ضمير إليه في هذا. (حم) (¬2) عن السائب بن خلاد) رمز المصنف لحسنه، قال ابن حجر: فيه ابن لهيعة، وقال الهيثمي: رواه أحمد مرسلاً بإسناد حسن، وكأن تحسين المصنف للمرفوعة لاعتضادها بالمرسلة. 6699 - "كان إذا سأل السيل قال اخرجوا بنا إلى هذا الوادي الذي جعله الله طهورا فنتطهر منه ونحمد الله عليه" الشافعي (هق) عن يزيد بن الهاد مرسلاً". (كان إذا سأل السيل) بالمطر الحادث. (قال اخرجوا بنا إلى هذا الوادي) محل السيل. (الذي جعله الله طهوراً) فيه استخدام بالضمير فإنه للسيل ويحتمل أنه أريد بالوادي السيل من إطلاق المحل على الحال بقرينة عود الضمير إليه ثم أطلق عليه الظهور. (فنتطهر منه ونحمد الله عليه) وذلك لأن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 287)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4415). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 56)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 168)، والتلخيص الحبير (2/ 100)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4737).

مباشرة النعمة أكمل في حمد الله عليها فليس ذلك اقتداء به - صلى الله عليه وسلم -. الشافعي (هق) (¬1) عن بريدة مرسلاً)، قال الذهبي: إنه مع إرساله منقطع أيضاً. 6700 - "كان إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه" (حم) عن جابر (صح) ". (كان إذا سجد جافى) نحى كل يد عن الجنب الذي يليها (حتى نرى) بالنون كما في شرح البخاري للقسطلاني، وفي رواية بالياء التحتية، وفي أخرى "يبدوا". (بياض إبطيه) لكثرة تجافيه فذلك من سنن الصلاة للرجال، قال ابن جرير: من زعم أنه إنما فعله للازدحام وضيق المكان لا دليل عليه وتقدم الكلام على بياض إبطيه. (حم) (¬2) عن جابر وابن خزيمة) رمز المصنف لصحته، وقال أبو زرعة: صحيح، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح ورواه البخاري بلفظ "كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يرى بياض إبطيه"، ومسلم بلفظ "كان إذا سجد فرج يديه عن إبطيه حتى لأرى بياض إبطيه" (¬3). 6701 - "كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته" ابن سعد عن صالح بن خيران مرسلاً". (كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته) وسجد على جبهته دون كور عمامته، قال ابن القيم (¬4): لم يثبت عنه سجود على كور عمامته في حديث صحيح ولا حسن وأما خبر عبد الرزاق "كان يسجد على كور عمامته" (¬5) ففيه متروك. ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في الأم (1/ 253)، والبيهقي في السنن (3/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4416). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 294)، وابن خزيمة (649)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4738). (¬3) أخرجه البخاري (383)، ومسلم (495)، وانظر كلام الغماري في المداوي (5/ 117) رقم (2668). (¬4) زاد المعاد (1/ 215). (¬5) أخرجه عبد الرزاق (1564) وفي إسناده عبد الله بن محرب وهو متروك.

(ابن سعد (¬1) عن صالح بن خيران) بفتح الخاء المعجمة وسكون المثناة من تحت وراء ويقال بالحاء المهملة (مرسلاً)، قال الذهبي: الأصح أنه تابعي، وفي التقريب (¬2) أنه من الطبقة الرابعة. 6702 - "كان إذا سر استنار وجهه كأنه قطعة قمر" (ق) عن كعب بن مالك" (صح). (كان إذا سر) بأي أمر. (استنار وجهه) أنار وأضاء فانتهى للتأكيد. (كأنه قطعة قمر) قال البلقيني: عدل عن تشبيهه بالقمر إلى قطعة منه؛ لأن القمر فيه قطعة يظهر فيها سواد وهو المسمى بالكلف فلو شبه بالمجموع لدخلت هذه القطعة في المشبه به وغرضه التشبيه على أكمل وجه فلذلك قال: قطعة قمر يريد القطعة الصادقة الإشراق الخالية من شوائب الكدر. وقال ابن حجر (¬3): بل المحل الذي يظهر فيه السرور جبينه فوقع التشبيه على بعض الوجه فتناسب تشبيهه ببعض القمر، قال ويحتمل أنه أراد بقطعة القمر نفسه والتشبيه وارد على عادة الشعراء وإلا فلا شيء يعدل حسنه، وفي الطبراني من حديث جبير بن مطعم "التفت بوجهه مثل شقة القمر" (¬4) وهو محمول على صفته عند الالتفات، وفي رواية له "كأنه دارة القمر". (ق) (¬5) عن كعب بن مالك). 6703 - "كان إذا سلم من الصلاة قال ثلاث مرات: سبحان ربك رب العزة عما ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4418)، والضعيفة (4200). (¬2) انظر التقريب (1/ 271)، والكاشف (1/ 494). (¬3) فتح الباري (6/ 574). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 136) (1575)، و (19/ 69) (133) عن كعب بن مالك. (¬5) أخرجه البخاري (3556)، ومسلم (2769).

يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين" (ع) عن أبي سعيد - رضي الله عنه - " (ح). (كان إذا سلم من الصلاة قال ثلاث مرات: سبحان ربك رب العزة عما يصفون) من قولهم إن له ولدًا وصاحبة وشريكاً. (وسلام على المرسلين) ناسب إرداف الثناء على الله تعالى بالثناء على رسله ثم أردفه بالثناء عليه تعالى وحمده تحلية بعد التخلية فقال. (والحمد لله رب العالمين) أخذ منه أنه يفصل بين الفرض والسنة بالذكر. (ع) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. 6704 - "كان إذا سلم لم يقعد إلا بمقدار أن يقول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" (م 4) عن عائشة (صح) ". (كان إذا سلم) من صلاته. (لم يقعد) [3/ 315] في مصلاه. (إلا بمقدار أن يقول: اللهم أنت السلام) تقدم تفسيره في الأسماء الحسنى. (ومنك السلام) السلامة لعبادك كأنه منك. (تباركت) تعاظمت وارتفعت شرفا وعزة وجلالة. (يا ذا الجلال) صاحب العظمة (والإكرام) والمراد أنه لا يمكث مستقبلا القبلة إلا بقدر ما يقول ذلك ثم يجعل يمينه للناس ويساره لقبلة فقد ثبت أنه كان إذا صلى أقبل على أصحابه ويكون ما سلف من حديث "سبحان ربك" إلى آخره يقوله بعد إقباله بوجهه على من خلفه، قال ابن الهمام: لم يثبت عن المصطفي - صلى الله عليه وسلم - الفصل بالأذكار التي يواظب عليها في المساجد في عصرنا من قراءة آية الكرسي والتسبيحات وأخواتها ثلاثاً وثلاثين وغيرها. قلت: قد ورد الحث عليها سيما التسبيح وأخوته بعد فعل الصلاة، والسنة القولية أقوى من الفعلية ففاعله بعدها آتٍ بالسنة مأجور وأما هذه الهيئة من ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (1118)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4419)، والضعيفة (4201): ضعيف جداً.

قعود المصلين خلف الإِمام ورفع أحدهم صوته بالأذكار فهو مبتدع بخصوصه لا من حيث أنه ذكر داخل في جملة ما حث عليه من الاجتماع على ذكر الله تعالى وقد بيناه في محل آخر وكذلك رفع الإِمام يده بالدعاء ودعاؤهم خلفه غير معروف في السنة القولية والفعلية، وأما الحث على بقاء المصلى في مصلاه وإخباره - صلى الله عليه وسلم - أن الملائكة لا تزال تصلي عليه ما دام في مصلاه فإن هذه المواجهة لأصحابه كائنة مع بقائه في مصلاه فما قيل قاله أبو زرعة: أنه قد يترك الشيء وهو يحب فعله خشية المشقة على الناس ومنه تركه البقاء في مصلاه في هذا فغير واضح. (م 4) (¬1) عن عائشة) ولم يخرجه البخاري. 6705 - "كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله" (حم) عن أبي رافع (ض) ". (كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول) فقوله عقيب قول المؤذن لا أنه يسمعه ثم يقول وهذا خفي أخذه من هنا لكنه دل له غيره، (حتى إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله) أي عند كل واحد من اللفظين الأوليين والآخرين وإنما اختصر الراوي، فيقول: كلمة الحوقلة أربع مرات وذلك أنه لما دعي إلى الصلاة والفلاح ناسب أن يأتي بكلمة التفويض واستدعاء الإعانة من الله وظاهره أنه يفردها ولا يقول كما قال المؤذن: وقيل: يجمع بين الحيعلة والحوقلة واختار ابن القيم الأول. (حم) (¬2) عن أبي رافع) رمز المصنف لضعفه ورواه البزّار والطبراني، قال الهيثمي: فيه عاصم بن عبيد ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (592)، وأبو داود (1512)، والترمذي (298)، والنسائي (3/ 69)، وابن ماجة (924). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 9)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 331)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4741)، والصحيحة (2075).

الله وهو ضعيف لكن روى عنه مالك. 6706 - "كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال: وأنا، وأنا". (د ك) عن عائشة (صح) ". (كان إذا سمع المؤذن يتشهد) ينطق بالشهادتين، (قال: وأنا، وأنا) قال الطيبي: إنه عطف على قول المؤذن أشهد على تقدير العامل في الإيجاب أي وأنا أشهد كما تشهد، والتكرير في أنا راجع إلى الشهادتين، وظاهره أنه يكفي ذلك من الإجابة، وبوب عليه ابن حبان بأن إباحة الاقتصار عند سماع الأذان على أنا وأنا، قلت: ويحتمل أنه كان يقول عند كل شهادة وأنا فيقولها أربع مرات فاقتصر الراوي لقرينة السياق. (د ك (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 6707 - "كان إذا سمع المؤذن قال: "حي على الفلاح" قال: "اللهم اجعلنا مفلحين". ابن السني عن معاوية (ض) ". (كان إذا سمع المؤذن قال) في أذانه: ("حي على الفلاح" قال: "اللهم اجعلنا مفلحين") فائزين بخير الدارين وكأنه تارة كان يقول كلمة الحوقلة وتارة هذا، أو كان يجمع بينهما (ابن السني (¬2) عن معاوية) رمز المصنف لضعفه، قال السخاوي (¬3): فيه نصر بن طريف أبو جزء (¬4) القصاب متروك، والراوي عنه عبد الله بن واقد (¬5) قال البخاري: تركوه. 6708 - "كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: "اللهم لا تقتلنا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (526)، والحاكم (1/ 321)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4742). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (91)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4420)، والضعيفة (706): موضوع. (¬3) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 152). (¬4) انظر المغني (2/ 696)، وضعفاء ابن الجوزي (3/ 159). (¬5) المغني (1/ 362)، وضعفاء ابن الجوزي (2/ 145).

بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك" (حم ت ك) عن ابن عمر (صح) ". (كان إذا سمع صوت الرعد) معروف المراد به غير الحقيقة. (والصواعق) مثله والمراد: إذا سمع كل واحد على حدة، أو سمعهما معاً. (قال: "اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك) ومعنى الجملتين متقارب والكل مسوق لدفع غضبه وسؤال رحمته. (وعافنا) من كل غضب وهلاك. (قبل ذلك) قبل المذكورين من غضبك وعذابك أي عافنا أبداً كما يقتضيه السياق وفيه ندب الدعاء عند المفزعات. (حم ت ك) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال النووي في الأذكار (¬2) بعد نسبته للترمذي: في إسناده ضعيف [3/ 316]، قال الحافظ العراقي: وسنده حسن، وفي الخلاصة للبيهقي (¬3): وقال فيه الحجاج بن أرطأة قيل: وهو قصور منه، فالحديث في الترمذي من غير طريقه. 6709 - "كان إذا سمع بالاسم القبيح حوله إلى ما أحسن منه". ابن سعد عن عروة مرسلاً". (كان إذا سمع بالاسم القبيح) كمرة وحرب. (حوله إلى ما أحسن منه) كتبديله عاصية بجميلة، والعاصي بمطيع، وذلك لأن الفطرة السليمة تنفر عن القبيح وتميل إلى خلافه وكان - صلى الله عليه وسلم - يتفاءل ولا يتطير، قال القرطبي: وهذه سنة ينبغي الاقتداء به فيها، وقد تقدم الكلام على هذا. (ابن سعد (¬4) عن عروة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 100)، والترمذي (3450)، والحاكم (4/ 286)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4421)، والسلسلة الضعيفة (1042). (¬2) الأذكار (ص: 404) رقم (463). (¬3) مراد المؤلف: كتاب: خلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإِسلام للنووي (2/ 889 رقم 3149)، وقال فيه: رواه البيهقي بإسناد ضعيف من رواية الحجاج بن أرطأة. (¬4) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 541)، وابن عدي في الكامل (4/ 19) عن عائشة، والطبراني في الأوسط (1/ 126) عن عروة مرسلاً، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4743).

مرسلاً) وقد رواه الطبراني في الصغير عن عائشة بزيادة بسند قال فيه الحافظ العراقي: رجاله رجال الصحيح. 6710 - "كان إذا شرب الماء قال: "الحمد لله الذي سقانا عذباً فراتاً برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا". (حل) عن أبي جعفر مرسلاً" (ض). (كان إذا شرب الماء قال: "الحمد لله الذي سقانا عذباً فراتاً برحمته) بسببها وفضله. (ولم يجعله ملحا أجاجاً) مراً شديد الملوحة وهو بضم الهمزة وقد تكسر نادراً. (بذنوبنا) بسببها فإنها تقتضي أن لا يذوق لذة ولا طيباً. (حل) (¬1) عن أبي جعفر) محمَّد الباقر بن علي بن الحسين (مرسلاً)، رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه جابر بن زيد الجعفي وقد أخرجه الطبراني في الدعاء، قال ابن حجر: والحديث مع إرساله ضعيف من أجل جابر الجعفي. 6711 - "كان إذا شرب تنفَّس ثلاثا، ويقول: هو أهنأ وأمْرَأ وأبرأ". (حم ق 4) عن أنس (صح) ". (كان إذا شرب تنفَّس) خارج الإناء. (ثلاثاً) فيشرب ثلاث مرات ويسمي عند أول كل شربة ويحمد آخرها كما ورد به الحديث الآخر. (ويقول) بعد تمامه. (هو) الشرب ثلاث دفعات. (أهنأ) بالهمز المضمومة من الهناء. (وأمْرَأ) بالهمز قمعا للظمأ وأقوى للهضم. (وأبرأ) بالهمز أكثر برأ أي صحة للبدن فهو لتردده على المعدة الملتهبة دفعات أكثر نفعا من وروده عليها دفعة واحدة فإن هجوم البارد يفسد مزاج الكبد وفيه أن هذا الفعل لأمر عائد على صحة البدن مع ما يحصل من زيادة التسمية والحمد لله. (حم ق 4) (¬2) عن أنس). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 137)، والطبراني في الدعاء (899)، وابن أبي الدنيا في الشكر (70)، انظر: ابن علان في الفتوحات الربانية (5/ 235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4422). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 211)، والبخاري (5631)، ومسلم (2028)، وأبو داود (3727)، والترمذي =

6712 - "كان إذا شرب تنفَّس مرتين". (ت هـ) عن ابن عباس (ض) ". (كان إذا شرب تنفَّس مرتين) لا ينافي الأول لأنه يكون قد شرب ثلاث مرات فأخبر عن المرتين اللتين بين الشرب وأما الثالثة فهي من ضرورة الواقع. (ت هـ) (¬1) عن ابن عباس) رمز لضعفه قال ابن حجر في الفتح: سنده ضعيف. 6713 - "كان إذا شرب تنفّس في الإناء ثلاثاً، يسمي عند كل نفس، ويشكر في آخرهن". ابن السني (طب) عن ابن مسعود (ض) ". (كان إذا شرب تنفّس في الإناء ثلاثاً) ليس الإناء ظرفاً للتنفس بل التنفس خارجه كما عرف من غيره ففي تعليله تنفس لأجل الإناء وسبب كون الماء فيه لا أنه يتنفس فيه قال ابن العربي: إن التنفس في الإناء يعلق به روابح منكرة تفسد الماء والإناء وذلك يعرف بالتجربة. (يسمي عند كل نفس) وقد سمى في أوله لما عرف في غيره. (ويشكر في آخرهن) أي آخر كل نفس وأنث الضمير مراعاة للمعنى أي آخر الأنفاس الثلاثة والمراد آخر كل. ابن السني (طب) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: بعد عزوه للطبراني رجاله رجال الصحيح إلا المعلى فاتفقوا على ضعفه ومن ثمة قال ابن حجر: غريب ضعيف. 6714 - "كان إذا شهد جنازة أكثر الصُّمات، وأكثر حديث نفسه". ابن المبارك وابن سعد عن عبد العزيز بن أبي رواد مرسلاً". (كان إذا شهد جنازة أكثر الصُّمات) بالضم: السكوت. (وأكثر حديث نفسه) قيل: ويكره لمشيع الجنازة رفع الصوت بالذكر والقراءة ويذكر في نفسه. (ابن ¬

_ = (2028)، والنسائي في الكبرى (4/ 199)، وابن ماجة (3416). (¬1) أخرجه الترمذي (1886)، وابن ماجة (3428)، وانظر فتح الباري (10/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4424)، والضعيفة (4204). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (473)، والطبراني في الكبير (10/ 205) (10475)، وانظر: فتح الباري (10/ 93)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4423): ضعيف جداً.

المبارك وابن سعد (¬1) عن عبد العزيز بن أبي رواد) بفتح الراء وتشديد الواو، كان صدوقاً عابداً ربما رمي بالإرجاء مرسلاً. 6715 - "كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة، وأكثر حديث النفس". (طب) عن ابن عباس (ض) ". (كان إذا شهد جنازة رؤيت عليه كآبة) بالمد انكسار نفس (وأكثر حديث النفس) بأحوال الموت والقبر وما بعدهما. (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة. 6716 - "كان إذا شهد جنازة علا كربه، وأقل كلامه، وأكثر حديث نفسه". الحاكم في الكنى عن عمران بن الحصين". (كان إذا شهد جنازة علا كربه) بفتح فسكون ما يدهم الإنسان مما يأخذ بنفسه ويغمه ويحزنه. (وأقل كلامه) من ذكر وغيره. (وأكثر حديث نفسه) تفكرا في ما إليه كل حي يصير. (الحاكم (¬3) في الكنى عن عمران بن الحصين). 6717 - "كان إذا صعد المنبر سلم". (هـ) عن جابر (ح) ". (كان إذا صعد المنبر سلم) على الناس قائماً كما في الحديث وفيه رد على من لم يقل بسنية ذلك وهو أبو حنيفة ومالك. (هـ) (¬4) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما قال فقد قال الزيلعي: [3/ 317] حديث واه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (244)، وابن سعد في الطبقات (1/ 385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4425)، والضعيفة (4205). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 106) (11189)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 29)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4426). (¬3) عزاه في الكنز (3/ 185) للحاكم في الكنى انظر فيض القدير (2/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4427). (¬4) أخرجه ابن ماجة (1109)، وانظر نصب الراية (2/ 205)، والتلخيص الحبير (2/ 63)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4745)، والصحيحة (2076).

وسئل عنه ابن أبي حاتم، فقال: هذا موضوع، وقال ابن حجر حديث ضعيف جداً. 6718 - "كان إذا صلى الغداة جاءه خدم أهل المدينة بآنيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها". (حم م) عن أنس (صح) ". (كان إذا صلى الغداة) صلاة الفجر. (جاءه خدم أهل المدينة بآنيتهم فيها الماء) يجيء كل خادم بإناء أهله ليبرك - صلى الله عليه وسلم - فيها. (فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها) تبريكاً منه عليهم فينال بركته كل أحد وفيه التبرك بآثار الصالحين لمثل هذا، وفيه قربه من الناس واتصال كل أحد به. (حم م) (¬1) عن أنس). 6719 - "كان إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس". (حم م 3) عن جابر بن سمرة (صح) ". (كان إذا صلى الغداة) لفظ مسلم: "الفجر". (جلس في مصلاه) منحرفاً كما سلف. (حتى تطلع الشمس) يذكر الله كما في الطبراني وقد كثر حثه - صلى الله عليه وسلم - على القعود في هذا الوقت في المصلى قيل كان يقعد متربعًا وفي لفظ: "حتى تطلع عليه الشمس حسناء" (¬2) أي نقية بيضاء زائلة عنها الصفرة التي تخيل فيها عند الطلوع. (حم م 3) (¬3) عن جابر بن سمرة). 6720 - "كان إذا صلى بالناس الغداة أقبل عليهم بوجهه فقال: هل فيكم مريض أعوده؟ فإن قالوا: لا، قال: فهل فيكم جنازة أتبعها؛ فإن قالوا: لا، قال: من رأى منكم رؤيا يقصها علينا". ابن عساكر عن ابن عمر (ض) ". (كان إذا صلى بالناس صلاة الغداة) ففرغ منها. (أقبل عليهم بوجهه) وهو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 137)، ومسلم (2324). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 216) (1885). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 100)، ومسلم (670)، وأبو داود (1294)، والترمذي (585)، والنسائي في الكبرى (1/ 404).

قاعد. (فقال: هل فيكم مريض فأعوده؟ فإن قالوا: لا، قال: فهل فيكم جنازة فأتبعها؟ فإن قالوا: لا، قال: من رأى منكم رؤياً) مقصور يكتب بالألف كراهة اجتماع المثلين. (يقصها علينا) وسكت الراوي عما إذا قالوا: نعم، لأنه يعلم أنهم إذا قالوها عاد المريض وشهد الجنازة، قال القرطبي: إنما كان يسألهم عن الرؤيا لما كانوا عليه من الصلاح والصدق، وعلم أن رؤياهم صحيحة يستفاد منها، الاطلاع على كثير من علم الغيب وسن لهم الاعتناء بالرؤى، والتشوق لفوائدها، ويعلمهم كيفية التعبير ويستنكر الاطلاع على الغيب، قال ابن حجر (¬1): فيه أنه يسن قص الرؤى بعد الصبح والانصراف من الصلاة، قال: وفيه رد لما رواه عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن عن بعض علمائهم: لا تقصص رؤياك على امرأة، ولا تحدث بها قبل طلوع الشمس، وعلى من قال من أهل التعبير: إنه يستحب أن يكون تعبير الرؤيا من طلوع الشمس إلى الرابعة ومن العصر إلى قبيل المغرب، قال المهلب: تعبير الرؤيا بعد الصبح أولى من جميع الأوقات لحفظ صاحبها لها لقرب عهده، وبحضور ذهن العابر وقلة شغله بما يفكره فيما يتعلق بمعاشه. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 6721 - "كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن". (خ) عن عائشة (صح) ". (كان إذا صلى ركعتي الفجر) سنته. (اضطجع على شقه الأيمن) للاستراحة أو للفصل بين الفرض والنفل وهو مندوب وقال ابن حزم: واجب لورود الأمر به وإنه شرط في صحة الصلاة وبحث ابن القيم (¬3) في الهدي في ذلك ونقل عن ¬

_ (¬1) فتح الباري (12/ 439). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (39/ 114)، وانظر فيض القدير (5/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4428). (¬3) زاد المعاد (1/ 298).

شيخه ابن تيمية تضعيف حديث الأمر. (خ) (¬1) عن عائشة)، ظاهره انفراده به عن مسلم وقد نسبه لهما الصدر المناوي (¬2). 6722 - "كان إذا صلى صلاة أثبتها". (م) عن عائشة (صح) ". (كان إذا صلى صلاة) نفلاً (أثبتها) داوم عليها ولم يتركها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "أحب الأعمال إلى الله أدومها" (¬3) وكان هذا في غالب نوافله - صلى الله عليه وسلم - وإلا فإنه قد صلى الضحى وتركها (م) (¬4) عن عائشة). 6723 - "كان إذا صلى مسح بيده اليمنى على رأسه يقول: باسم الله الذي لا إله غيره الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم والحزن". (خط) عن أنس". (كان إذا صلى) فرغ من صلاته أو إذا أراد لا أنه يفعله في أثناء صلاته. (مسح بيده اليمنى على رأسه) كأن المراد مقدمه أو كله (يقول: باسم الله الذي لا إله غيره الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم) ما يهمه من أمور الدين والدنيا (والحزن) كل ما يكون على فائت، وقيل الهم والغم والحزن من واد واحد وهو ما يصيب القلب من الألم بفوات محبوب إلا أن الغم أشدها والحزن أشملها. (خط) (¬5) عن أنس). 6724 - "كان إذا صلى الغداة في سفره مشى عن راحلته قليلاً". (حل هق) عن أنس". (كان إذا صلى الغداة في سفره مشى عن راحلته قليلاً) أي لا يركب عقيب ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (626)، ومسلم (736). (¬2) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (1/ رقم 855) بتحقيقنا. (¬3) أخرجه البخاري (6464، 6467)، ومسلم (783). (¬4) أخرجه مسلم (835). (¬5) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 480)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4429)، والضعيفة (660): ضعيف جداً.

صلاته بل يمشي، وتمام الحديث "وناقته تقاد" فتكون سنة فإنه ليس من أفعال الخيلة. (حل) من حديث سلمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس وقال غريب من حديث سليمان ويحيى. (هق) (¬1) عن أنس) ورواه الطبراني في الأوسط بلفظ: "كان إذا صلى الفجر مشى" قال العراقي: إسناده جيد. 6725 - "كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر والركن في كل طواف" (ك) عن ابن عمر (صح) ". (كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر) الأسود بيده أو بفمه أو بالمحجن. (والركن) المراد به اليماني. (في كل طواف) كل شوط يحلق فيه على البيت. (ك) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم، وأقرَّه الذهبي. 6726 - "كان إذا ظهر في الصيف استحب أن يظهر ليلة الجمعة؛ وإذا دخل البيت في الشتاء استحب أن يدخل ليلة الجمعة". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن عائشة". (كان إذا ظهر) الظهور ضد الخفاء ولا أعرف المراد هنا ولا تكلم عليه الشارح ولا رأيته في النهاية وتقدم نظيره وحمله الشارح على الاعتكاف (في الصيف استحب أن يظهر ليلة الجمعة) ويحتمل أن المراد بروزه للناس بروزاً مخصوصاً أو خروجه إلى الجهاد وهو بعيد (وإذا دخل البيت) إن أريد منزله فهو يدخله في أي وقت أو البيت العتيق فلم يدخله إلا مرة في الفتح أو معتكفه. (في الشتاء استحب أن يدخل ليلة الجمعة) لأنها الليلة الغراء (ابن السني وأبو نعيم (¬3) في الطب عن عائشة) كأن وجه ذكره في الطب أنه ذكر فيه الفصلان ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 180)، والبيهقي في السنن (2/ 211)، والطبراني في الأوسط (6951)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4748)، والصحيحة (2077). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 626)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4751)، والصحيحة (2078). (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (469)، وفي الطب (ق 12/ ب) وأبو نعيم في الطب أيضاً =

الصيف والشتاء. 6727 - "كان إذا عرس وعليه ليل توسد يمينه، وإذا عرس قبل الصبح وضع رأسه على كفه اليمنى وأقام ساعده". (حم حب ك) عن أبي قتادة (صح) ". (كان إذا عرس) بالتشديد نزل وهو مسافر آخر الليل للاستراحة (وعليه ليل) أي وفي الليل بقية واسعة كأنها دين عليه يقضي بقطعه. (توسد يمينه) اتخذ كله الأيمن وسادة له كما سلف. (وإذا عرس قبل الصبح) وقد قرب. (وضع رأسه على كفه اليمنى وأقام ساعده) لئلا يتمكن من النوم ويستغرق فيه فإن هذا الصنيع أعون على الانتباه وفيه أنه يحسن ألا يتخذ الإنسان من الوطء ما يمنعه من أول الوقت. (حم حب ك) (¬1) عن أبي قتادة) رمز المصنف لصحته وأخرجه الترمذي في الشمائل: وعزاه الحميدي والمزي لمسلم، واعترض بأنه لا يوجد فيه (¬2). 6728 - "كان إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به". (حم م ت) عن عائشة (صح) ". (كان إذا عصفت الريح) اشتد هبوبها (قال: اللهم إني أسألك خيرها) خيرها بأن تكون لواقح. (وخير ما فيها) ما اشتملت عليه من الحكمة في إرسالها فقوله: (وخير ما أرسلت به) تفسير له ويحتمل من فيها الأعوان المرسلون معها، قال الطيبي: يحتمل الفتح على الخطاب ويحتمل بناؤه للمفعول. (وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به) فإنها ترسل بالخير والشر وفيه ¬

_ = (رقم 138)، والبيهقي في الشعب (3044)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4430). (¬1) أخرجه أحمد (5/ 298)، وابن حبان (14/ 349) (6438)، والبيهقي في السنن (5/ 256)، والترمذي في الشمائل (249) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4752) والصحيحة (2225). (¬2) يراجع المداوي (5/ 119) رقم (2672).

ندب الدعاء والرجوع إلى الله عند مثل ذلك. (حم م ت) (¬1) عن عائشة). 6729 - "كان إذا عطس حمد الله، فيقال له: يرحمك الله، فيقول: يهديكم الله ويصلح بالكم". (حم طب) عن عبد الله بن جعفر (ح) ". (كان إذا عطس) من باب ضرب وقيل: من باب قتل وهو الأشهر. (حمد الله) قال: الحمد لله رب العالمين وروي الحمد لله على كل حال. (فيقال له: يرحمك الله) يقوله من عنده بتعليمه لهم وفيه الدعاء له - صلى الله عليه وسلم - بالرحمة وقد يزاد على ذلك عافانا الله وإياكم من النار كما وردت به رواية. (فيقول) مجيباً عليهم: (يهديكم الله ويصلح بالكم) وتقدم غير مرة. (حم طب) (¬2) عن عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه رجل حسن الحديث على ضعف فيه وبقية رجاله ثقات. 6730 - "كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته". (د ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه) لئلا تظهر هيئته عند ذلك وفي رواية "خمر وجهه وفاه". (وخفض بها صوته) قيل: هذا نوع من الأدب بين يدي الجلساء. (د ت) وقال: حسن صحيح. (ك) (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 6731 - "كان إذا عمل عملا أثبته". (م د) عن عائشة (صح) ". (كان إذا عمل عملاً) دينياً أو دنيوياً (أثبته) أتقنه وأحكم عمله فإن الله يحب من العبد إذا عمل عملاً أن يتقنه كما سلف لأن خلافه عمل العجلان وهو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 123)، ومسلم (899)، والترمذي (3449). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 204)، والطبراني في الكبير (3/ 292) (3441)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 56)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4754)، والصحيحة (2387). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 439)، أبو داود (5029)، والترمذي (2745)، والحاكم (4/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4755).

مذموم أو المراد المديني والإثبات المداومة عليه. (م د) (¬1) عن عائشة). 6732 - "كان إذا غزا قال: اللهم أنت عضدي، وأنت نصيري، بك أجول، وبك أصول، وبك أقاتل". (حم د ت هـ حب) والضياء عن أنس (صح) ". (كان إذا غزا) أراد الخروج له. (قال: اللهم أنت عضدي) معتمدي إذ العضد ما يعتمد عليه وثبوته في الحرب وغيره. (وأنت نصيري) ناصري، فعيل بمعنى فاعل. (بك أجول، وبك أصول، وبك أقاتل) فالكل من الأفعال مستعان فيه تعالى فهو الأمر بقتال العدو ومنه تطلب الإعانة على قتاله. (حم د ت هـ حب) والضياء (¬2) عن أنس رمز المصنف لصحته. 6733 - " (كان إذا غضب احمرت وجنتاه". (طب) عن ابن مسعود، وعن أم سلمة". (كان إذا غضب احمرت وجنتاه) وغضبه لا ينافي ما وصفه الله من الرأفة والرحمة لأنه ما كان يغضب إلا إذا انتهكت محارم الله فغضبه على من انتهكها من جملة رحمته له لأنه يخاف عليه من غضب الله تعالى، وظهور الحمرة في وجنته لأنها تتصعد الحرارة من القلب فيظهر في الخد لأنه أرق اللحم. (طب) (¬3) عن ابن مسعود، وعن أم سلمة). 6734 - "كان إذا غضب وهو قائم جلس، وإذا غضب وهو جالس اضطجع، فيذهب غضبه". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (746)، وأبو داود (1368). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 184)، وأبو داود (2632)، والترمذي (3584)، والنسائي في الكبرى (6/ 155)، وابن حبان (11/ 76) (4761)، والضياء في المختارة (2361)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4757)، والصحيحة (1061، 2459). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 14) (9791)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4758)، والصحيحة (2079).

(كان إذا غضب وهو قائم جلس، هذا غضب وهو جالس اضطجع، فيذهب غضبه) لأن تحول الغضبان من حال إلى حال يذهب به الغضب لأن بتحول البدن تتحول صفة القلب. (ابن أبي الدنيا (¬1) في ذم الغضب عن أبي هريرة). 6735 - "كان إذا غضب لم يجترئ عليه أحد إلا علي". (حل ك) عن أم سلمة (صح) ". (كان إذا غضب لم يجترئ) من الجرأة وهي الإقدام. (عليه أحد إلا علي بن أبي طالب) - رضي الله عنه - وذلك لأنه كان عظيما عنده ولأنه تربى في حجره فهو أَنَس به. (حل ك) (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه حسين الأشقر وثق واتهمه ابن عدي عن جعفر الأحول وجعفر تكلم فيه. 6736 - "كان إذا غضبت عائشة عرك بأنفها وقال: يا عويش، قولي: اللهم رب محمَّد اغفر لي ذنبي، وأذهب غيظ قلبي، وأجرني من مضلات الفتن". ابن السني عن عائشة (ض) ". (كان إذا غضبت عائشة عرك) بالعين المهملة والراء. (بأنفها وقال) ملاطفا لها ومداعباً ومعلماً: (يا عويش) تصغير شفقة مرخم يجوز ضم الشين وفتحها (قولي: اللهم رب محمَّد اغفر لي ذنبي) فإن كان بلاءً من الذنوب فطلاب غفرانها أقدم من كل مطلوب. (وتذهب غيظ قلبي) الذي يثور الغضب. (وأجرني من مضلات الفتن) أصله الفتن المضلة ثم صنع به ما صنع في لجين الماء من التقديم والتأخير لا التشبيه، والعائذات الطير، وفيه أنه يلقن الغضبان ما يزيل غضبه، ويعرك بأنفه وحكمته أن الغضب من صفات الذم وبه، فمسح الأنف يناسب ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (56)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4432). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 227)، والحاكم (3/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4431)، وزاد الألباني في الضعيفة (4206)، علة أخرى: وهي الانقطاع بين منذر الشوري واسم أبيه يعلى وأم سلمة.

إذلالها بعركها". (ابن السني (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 6737 - "كان إذا فاتته الأربع قبل الظهر صلاها بعد الركعتين بعد الظهر". (هـ) عن عائشة" (ح). (كان إذا فاته الأربع) التي كان يتحرى صلاتها (قبل الظهر صلاها بعد الركعتين) اللتين (بعد الظهر) قالوا: إنما أخرها عن الركعتين؛ لأن الموضع بعد الصلاة لها، وقد فات وقت الأربع فلا يفوت وقت الاثنتين فكان تقديمها أولى، وفيه دليل على قضاء النوافل. (هـ) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 6738 - "كان إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين". (حم 4) والضياء عن أبي سعيد (ح) ". (كان إذا فرغ من طعامه) من أكله (قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا) حمد عليه وإن كان لم يشرب لأن الشيء يذكر بنظيره وكل نعمة تقرن بنظيرتها (وجعلنا مسلمين) ترقى بذكر أعظم النعم، ولأن الطعام والشراب يشترك فيه الكافر والمؤمن والناطق البهيمي، فذكر النعمة الخاصة بهم بعد العامة. (حم 4) والضياء (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر: إنه حديث حسن، وقال في الميزان: غريب منكر. 6739 - "كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت؛ لأنه الآن يسأل". (د) عن عثمان (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (552)، وأحمد (6/ 301)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4433)، والضعيفة (4207). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1158)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4759). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 98)، وأبو داود (3850)، والترمذي (3397)، والنسائي في الكبرى (6/ 80)، وابن ماجة (3283)، والضياء في المختارة (1575)، وانظر فتح الباري (9/ 581)، والميزان (8/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4436).

(كان إذا فرغ من دفن الميت) المسلم. (وقف عليه) هو وأصحابه صفوفاً. (فقال: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت) اطلبوا له من الله تعالى أن يثبت لسانه وجنانه بجوابه الملكين. (لأنه الآن يسأل) عن إيمانه ونبيه، قال المظهر: فيه دليل على أن الدعاء نافع للميت وليس فيه دلالة على التلقين عند الدفن كما هو العادة، قال النووي: قال الشافعي والأصحاب: يسن عقيب دفنه أن يقرأ عنده شيء من القرآن فإن ختموا القرآن كله فهو حسن، قال ويندب أن يقرأ على القبر بعد الدفن أول البقرة وخاتمتها ويحسن أن يدعوا بقوله: اللهم هذا عبدك وأنت أعلم به منا ولا نعلم منه إلا خيراً وقد أجلسته لتسأله فثبته بالقول الثابت في الآخرة كما ثبته في الدنيا اللهم ارحمه وألحقه بنبيه ولا تضلنا بعده ولا تحرمنا أجره. (د) (¬1) عن عثمان رمز) المصنف لحسنه وسكت عليه أبو داود وأقره المنذري. 6740 - "كان إذا فرغ من طعامه قال: اللهم لك الحمد، أطعمت، وسقيت، أشبعت، وأرويت، ذلك الحمد، غير مكفور ولا مودع، ولا مستغنى عنك". (حم) عن رجل من بني سليم (ح) ". (كان إذا فرغ من طعامه قال: اللهم لك الحمد، أطعمت [3/ 320] وسقيت) ولما كان يصدق الإطعام والسقي على ما لم يصل إلى حد الشبع والري قال و. (أشبعت وأرويت) لإفادة كمال النعمة (ذلك الحمد، غير مكفور) مجحود النعمة والعطية. (ولا مودع) بفتح الدال مثقلة غير متروك، قال ابن حجر: ويحتمل كسرها على أنه حال من القائل (ولا مستغنى) بفتح النون والتنوين. (عنك) وتقدَّم قريباً (حم) (¬2) عن رجل من بني سليم) له صحبة رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3221)، الأذكار (ص 368) رقم (419)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4760). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 236)، وانظر فتح الباري (9/ 581)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع =

المصنف لحسنه، قال ابن حجر: فيه عبد الله بن عامر الأسلمي فيه ضعف من قبل حفظه وسائر رجاله ثقات. 6741 - "كان إذا فرغ من تلبيته سأل الله رضوانه ومغفرته، واستعاذ برحمته من النار". (هق) عن خزيمة بن ثابت (ض) ". (كان إذا فرغ من تلبيته) من حج أو عمرة. (سأل الله رضوانه) بكسر الراء وضمها رضاه وكأن المراد عقيب كل تدبية يقودها لا الفراغ منها بالكلية عند ندب تركها بعد نقص أفعالهما. (ومغفرته) قدم الرضوان؛ لأنه إذا رضي غفر. (واستعاذ برحمته) بأن يقول أعوذ برحمة الله. (من النار) وفيه أن عقيب التلبية موضع دعاء وطلب للخير واستعاذة من الشر قال الرافعي: استحب الشافعي ختم التلبية بالصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يسأل بعدهما ما أحب، قال ابن الهمام: من أهم ما يسأل طلب الجنة بغير حساب. (هق) (¬1) عن خزيمة بن ثابت) رمز المصنف لضعفه قال الذهبي: فيه صالح بن محمَّد بن زائدة وعبد الله الأموي فيه جهالة، قال ابن حجر (¬2): صالح مدني ضعيف. 6742 - "كان إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه، فإن كان غائباً دعا له، وإن كان شاهداً زاره، وإن كان مريضاً عاده". (ع) عن أنس". (كان إذا فقد) من باب ضرب. (الرجل من إخوانه) بأن لم يره. (ثلاثة أيام سأل عنه) فلا يسأل إلا بعد الثلاث. (فإن كان غائباً) أخبر أنه غائب. (دعا له، وإن كان شاهدا زاره) فيه زيارة الأكابر للأصاغر (وإن كان مريضاً عاده) فيعاد المريض بعد ثلاث وفيه أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عمن فقده من إخوانه بعد ¬

_ = (4437)، والضعيفة (4209). (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 46)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4435). (¬2) التقريب (1/ 273).

ذلك القدر. (ع) (¬1) عن أنس) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه عباد بن كثير كان صالحاً لكنه متروك الحديث لغفلته. 6743 - "كان إذا قال الشيء ثلاث مرات لم يراجع". الشيرازي عن أبي حدرد". (كان إذا قال الشيء) يأمر به أو نحوه. (ثلاث مرات لم يراجع) بضم أوله وفيه جواز المراجعة بأدب ووقار فإنه من باب حسن الصحبة ومحض النصح. (الشيرازي (¬2) عن أبي حدرد) بمهملات بينهن راء ورواه أحمد والطبراني في الأوسط والصغير بلفظه عن أبي حدرد، قال الهيثمي: رجاله ثقات وفيه قصة وهو: أن حدردا كان ليهودي عليه ثلاثة دراهم فاستعدى عليه فقال: يا محمَّد إن لي على هذا أربعة دراهم وقد غلبني عليها، قال: "أعطه حقه"، قال: والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها، قال: "أعطه حقه"، قال: والذي بعثك بالحق ما أقدر عليها، قال: "أعطه حقه"، قال والذي نفسي بيده ما أقدر عليها وقد أخبرته أنك تبعثنا إلى خيبر وأرجو أن نغنم شيئاً فأقضيه قال: "أعطه" قال: وكان إذا قال الشيء: ثلاثاً لم يراجع فخرج به ابن أبي حدرد إلى السوق وعلى رأسه عصابة ومئتزر ببردة فنزع العمامة وأبرز فيها ونزع البردة وقال أشتر هذه البردة. 9744 - "كان إذا قال بلال: "قد قامت الصلاة" نهض فكبر". سمويه (طب) عن ابن أبي أوفى (ض) ". (كان إذا قال بلال) المؤذن. ("قد قامت الصلاة") في الإقامة وكأن المراد عند أول اللفظين. (نهض فكبر) تكبيرة الإحرام فيه أنه لا يقوم عند الإقامة إلا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (3429)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 259)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4384)، والضعيفة (1389):موضوع. (¬2) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (18435)، وأحمد (3/ 423)، الطبراني في الأوسط (4512)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4439).

عند لفظها وأنه يكبر ولا يقول شيئاً قبل التكبير وذلك السنة والتوجه بعد التكبيرة. (سمويه (طب) (¬1) عن ابن أبي أوفى) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الحجاج بن فروخ: واه الحديث. 6745 - "كان إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك". (حم ق د ن هـ) عن حذيفة (صح) ". (كان إذا قام من الليل) للصلاة كما فسرته رواية مسلم "إذا قام ليتهجد"، قيل: ويحتمل أن المراد مجرد القيام في مثل: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة: 9]. (يشوص فاه) بفتح أوله وضم الشين المعجمة فاه. (بالسواك) يدلكه به وينظفه وينقيه وقيل: يغسله، قال ابن دقيق العيد: إن فسر يشوص بيدلك فحمل السواك على الآلة ظاهرا مع احتماله للدلك بأصبعه والباء للاستعانة أو يتغسل فيحتمل الحقيقة أي الغسل بالماء فالباء للمصاحبة ولكن إرادة المجاز وأن تكون تنقية الفم يسمى غسلا على مجاز المشابهة وأيضاً [3/ 321] فعلى حمله على الأسنان يكون إطلاق "فاه" مجازاً من إطلاق الكل على الجزء أو من مجاز الحذف أي بعض فاه ثم المراد لقام انتبه من النوم ولا فرق بين نوم الليل والنهار وقيل يختص بنوم الليل. (حم ق د ن هـ) (¬2) عن حذيفة) كلهم أخرجوه في الطهارة. 6746 - "كان إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين". (م) عن عائشة (صح) ". (كان إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين) قال ابن الحربي: حكمته ¬

_ (¬1) لم أقف عليه في الكبير، وانظر تحفة الأحوذي (3/ 166)، والمجمع (2/ 5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4440). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 382)، والبخاري (245، 889، 1136)، ومسلم (255)، وأبو داود (55)، والنسائي في الكبرى (1/ 63)، وابن ماجة (286).

تنبيه القلب بمناجاة من دعاه إليه ومشاهدته ومراقبته. (خفيفتين) يخفف القراءة فيهما والأركان وذلك ادعاء للنشاط من الابتداء بالتطويل لأنه يلد للنفس نقلها من الأخف إلى الأثقل ومن الأقصر إلى الأطول. (م) (¬1) في الصلاة عن عائشة) ولم يخرجه البخاري. 6747 - "كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا". (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (كان إذا قام إلى الصلاة) قصدها وتوجه إليها وقدم عليها مثل قوله تعالى: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} [المائدة: 6]. (يرفع يديه) حذوا منكبيه. (مداً) يَمُدّها مدًا أو أنه من باب قعد جلوسا ينتصب برفع وهذا الرفع عند تكبيرة الإحرام سنة اتفق عليها الأمة إلا القليل وقيل: بوجوبها وقد حققنا الكلام في ذلك في حاشية ضوء النهار، قيل وحكمته الإشارة إلى إطراح الدنيا والإقبال بكليته على العبادة وقيل الاستسلام والانقياد ليتناسب فعله قوله: الله أكبر، وقيل: استعظام ما دخل فيه وقيل إشارة إلى تمام القيام، وقيل: يستقبل بجميع بدنه، قال القرطبي: وهذا أنسبها وصح أيضاً رفعهما عند تكبيرة ركوعه وعند رفعه منه وعند قيامه من التشهد الأوسط. (الترمذي (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه ورواه بنحوه وصححه ابن خزيمة وابن حبان. 6748 - "كان إذا قام على المنبر استقبله أصحابه بوجوههم". (هـ) عن ثابت (ح) ". (كان إذا قام على المنبر) للخطبة (استقبله أصحابه بوجوههم) لأنه يستدبر القبلة وهم مواجهون لها، وهذا إجماع قيل فإن لم يستقبلهم كره فقط، ولا تبطل ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (767). (¬2) أخرجه أبو داود (753)، والترمذي (240، 239)، وابن خزيمة (473)، وابن حبان (5/ 76) (1777)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4761).

الخطبة. (هـ) (¬1) عن ثابت) رمز المصنف لحسنه. 6749 - "كان إذا قام في الصلاة قبض على شماله بيمينه". (طب) عن وائل بن حجر (ح) ". (كان إذا قام في الصلاة) فرضاً أو نفلاً. (قبض) من باب ضرب. (على شماله بيمينه) وذلك بأن يقبض بكفه اليمنى كوع اليسرى ويقبض الساعد والرسغ باسطا أصابعها أي الكف على الكف كما في رواية ويضعهما فوق صدره أو تحت سرته لأحاديث في ذلك وهي من سنن الصلاة التي كثرت روايتها وصحت. (طب) (¬2) عن وائل بن حجر) رمز المصنف لحسنه. 6750 - "كان إذا قام اتكأ على إحدى يديه". (طب) عنه (ض) ". (كان إذا قام) ظاهره في صلاته لأن أصل السياق فيها لأنه قطعة من حديث، وقيل إنه خاص بقيامه في صلاته من جلسة الاستراحة وهي الجلسة بعد سجوده الثاني كان يقعد قليلاً للاستراحة فإذا انتهض منها. (اتكأ على إحدى يديه) وفي لفظ: على يديه كالعاجز، قيل: وهذا مندوب في حق كل أحد ولو شابا قويا وهي مسألة خلاف، فقيل: إنما تندب في حق العاجز لا غيره وتكلم في ذلك ابن دقيق العيد في شرح العمدة. (طب) (¬3) عنه وائل بن حجر) ورمز المصنف لضعفه. 6751 - "كان إذا قام من المجلس استغفر الله عشرين مرة فأعلن". ابن السني عن عبد الله الحضرمي". (كان إذا قام من المجلس) الذي يقعد فيه مع أصحابه. (استغفر الله عشرين مرة) لتكون كفارة لما وقع في المجلس من زيادة ونقصان وقد سلف عدد أكثر من هذا وسلف الدعاء الذي هو كفارة المجلس وكأنه كان يفعل هذا وهذا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4762). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 9) (1)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4442). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 39) (95)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4441).

ويرشد العباد إلى أي ذلك توسعة لأسباب الخير والغفران. (فأعلن) بالاستغفار وقاله جهراً لا سراً ليقتدى به السامعون ويبلغونه إلى الغافلين. (ابن السني (¬1) عن عبد الله الحضرمي) نسبة إلى حضر موت. 6752 - "كان إذا قدم عليه من الوفد لبس أحسن ثيابه، وأمر عليه أصحابه بذلك". البغوي عن جندب بن مكيث". (كان إذا قدم عليه من الوفد) جمع وافد كصحب وصاحب. (لبس) للقائهم. (أحسن ثيابه) تجملاً لهم ليكون أوقع في صدورهم وفيه ندب ذلك للأمراء ونحوهم. (وأمر عليه أصحابه) بكسر المهملة وتخفيف المثناة من تحت جلتهم كما في القاموس (¬2) أي أمر جملة أصحابه. (بذلك) بلبس أحسن ثيابهم لأن ذلك يرفع من قدره وقدر دينه واتباعه ويغيظ أعداءه ولا يعارضه حديث: "البذاذة من الإيمان" لأنه نهي لاعتياد خلافها فلا يناقض التجمل في الأعياد والجمع وعند لقاء الوفود، وقال الشارح: بل النهي عما كان على وجه الفخر والتعاظم وليس هذا من ذلك القبيل. [3/ 322] قلت: وما ثمة نهي ظاهر من حديث: "البذاذة" وكأنه مشيراً إلى غيره وإن لم يذكره. (البغوي (¬3) عن جندب) بضم الفاء وفي الدال الفتح والضم (بن مكيث) بزنة عظيم بعد الكاف مثناة تحتية وآخره مثلثة. 6753 - "كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم يثني بفاطمة، ثم يأتي أزواجه". (طب ك) عن أبي ثعلبة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4443)، والضعيفة (1370). (¬2) انظر القاموس (1/ 365). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 346)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4444).

(كان إذا قدم من سفر) زاد في رواية البخاري "ضحى" بالضم والقصر وفي لفظ لمسلم "كان لا يقدم من سفرٍ إلا نهاراً في الضحى" (¬1). (بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين) زاد البخاري "قبل أن يجلس" قيل: تبركاً به وليستا تحية المسجد وهل يندب لغير الأمراء الذين يأتيهم الناس فيسلمون عليهم قيل لا، قلت: وفي حديث جابر في شراء الجمل الحديث المشهور ما يشعر بأنه عام لكل قادم من سفر. (ثم يثني بفاطمة) يأتيها ثانيًا بعد إتيانه المسجد أولاً. (ثم يأتي أزواجه) كأنهن يجتمعن في محل واحد فلم يذكر بداية بإحداهن وتمام الحديث "فقدم من سفر فصلى في المسجد ركعتين ثم أتى فاطمة فتلقته على باب القبة فجعلت تلثم فاه وعينه وتبكي فقال: ما يبكيك قالت: أراك شعثًا نصبًا قد اخلولقت ثيابك فقال لها: لا تبكي فإن الله عَزَّ وَجَلَّ بعث أباك بأمر لا يبقى على وجه الأرض بيت مدر ولا حجر ولا وبر ولا شعر إلا أدخله الله به عزًّا أو ذلا حتى يبلغ حيث بلغ الليل. (طب ك) (¬2) عن أبي ثعلبة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: فيه يزيد بن سفيان أبو قرة وهو مقارب الحديث مع ضعف انتهى، وأما الصلاة في المسجد عند البداية من القدوم فرواها البخاري في نحو عشرين موضعاً. 6754 - "كان إذا قدم من سفر تلقي بصبيان أهل بيته". (حم م د) عن عبد الله بن جعفر (صح) ". (كان إذا قدم من سفر تلقي) مبني للمجهول (بصبيان أهل بيته) سروراً بقدومه - صلى الله عليه وسلم - وتمام الرواية معناها أنه سبق عبد الله بن جعفر غيره من الصبيان فأركبه - صلى الله عليه وسلم - بين يديه ثم جاء أحد ابني فاطمة الحسن أو الحسين فأردفه - صلى الله عليه وسلم - خلفه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (716). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 225) (595)، والحاكم (3/ 169)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 262)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4445)، والضعيفة (4244).

فدخلوا المدينة ثلاثة على دابة. (حم م د) (¬1) عن عبد الله بن جعفر). 6755 - "كان إذا قرأ من الليل رفع طورًا وخفض طورا". ابن نصر عن أبي هريرة (ح) ". (كان إذا قرأ من الليل) حال صلاته وغيره. (رفع) قراءته جهر بها. (طوراً) حيناً. (وخفض) بها. (طوراً) قال ابن الأثير: الطور الحالة قال: فإن ذا الدهر أطوار دهارير الأطوار الحالات المختلفة قال ابن جرير: فيه أنه لا شيء في إظهار العمل للناس لمن أمن على نفسه خطرات الشيطان والإعجاب والرياء. (ابن نصر (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه لكن قال ابن القطان: فيه زائدة بن نشيط لا يعرف حاله وأخرجه أبو داود في صلاة الليل عن أبي هريرة وسكت عليه هو والمنذري فهو صالح. 6756 - "كان إذا قرأ: {أَليْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُّحْيِيَ الْمَوْتَى} قال: "بلى"، وإذا قرأ: {أَليْسَ الله بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} " قال: "بلى"". (ك هب) عن أبي هريرة (صح) ". (كان إذا قرأ: {أَليس ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُّحْييِ الْمَوْتَى}) من آخر سورة القيامة. (قال: "بلى") وفي رواية "بلى وعزة ربنا" وذلك لأن صورة الاستفهام يقتضي الجواب. اهذا قرأ: {أَليْسَ الله بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} قال: "بلى") وفي رواية: "بلى وأنا على ذلك من الشاهدين" فيندب للقارئ وهل يندب للسامع ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 203)، ومسلم (2428)، وأبو داود (2566). (¬2) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 321)، والبيهقي في السنن (3/ 12)، والحاكم (1/ 454)، وابن خزيمة (1159)، وابن حبان (6/ 338) (2603)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4767).

ذلك الظاهر يعم. (ك هب) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي: قال الشارح: وهو عجيب ففيه يزيد بن عياض أورده الذهبي (¬2) في المتروكين وقال النسائي وغيره: متروك عن إسماعيل بن أمية قال الذهبي (¬3): فيه ضعف عن أبي اليسع، قال: لا يدري من هو والسند مضطرب. 6757 - "كان إذا قرأ: "سبح اسم ربك الأعلى" قال: "سبحان ربي الأعلى"". (حم د ك) عن ابن عباس (صح) ". (كان إذا قرأ: "سبح اسم ربك الأعلى" قال: "سبحان ربي الأعلى") يؤخذ أنه كلما مر القارئ بآية أمر أو تنزيه أو نحوه أن يفعل ما يفعله المخاطب فإنه مخاطب بذلك وعلى المخاطب أن يتلقى بخطاب من خاطبه أحسن تلق وتمثيل له أتم امتثال وأن الأوامر محمولة على ظاهرها فالتسبيح الإتيان بلفظ سبحان الله. (حم د ك) (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 6758 - "كان إذا قرب إليه الطعام قال: باسم الله، فإذا فرغ قال: اللهم إنك أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت وهديت واجتبيت، اللهم ذلك الحمد على ما أعطيت". (حم) عن رجل (ح) ". (كان إذا قرب إليه الطعام) ليأكل. (قال: باسم الله) عند ابتداء وضع يده في ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 554)، والبيهقي في الشعب (2096)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4446)، وقال في الضعيفة (4245): ضعيف جدًا. (¬2) انظر المغني (2/ 752)، وضعفاء النسائي (1/ 110)، وضعفاء بن الجوزي (3/ 211). (¬3) انظر المغني (1/ 79). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 232)، وأبو داود (883)، والحاكم (1/ 395)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4766).

الإناء. (فإذا فرغ قال: اللهم إنك أطعمت وسقيت وأغنيت) بالإطعام والسقي أو عام لكل غناء. (وأقنيت) جعلت للعبد قنية يقتنيها من متاع الدنيا، مأخوذ من وأنه أغنى وأقنى. (وهديت) عبادك إلى كل فلاح ورشد. (واجتبيت) اخترت من يشاء لمن تشاء. (فلك الحمد كما أعطيت) يحتمل أن الكاف للسببية أي حمدا متسعا كاتساع إعطائك أو للتعليل أي لأجل إعطائك. (حم) (¬1) عن رجل) من الصحابة رمز المصنف لحسنه وأخرجه النسائي عن الرجل المذكور قال ابن حجر في الفتح: سنده صحيح، وقال النووي: في الأذكار إسناده حسن. 6759 - "كان إذا قفل من غزوة أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". مالك (حم ق د ت) عن ابن عمر (صح) ". (كان إذا قفل) بالقاف والفاء رجع. (من غزوة أو حج أو عمرة) قدم الغزو لكونه غالب أسفاره. (يكبر على كل شرف) بفتح الفاء والعين ما ارتفع. (من الأرض ثلاث تكبيرات) قال الطيبي: وجه التكبير على الأماكن العالية هو ندب الذكر عند تجدد الأحوال والتقلبات وكان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يراعي ذلك في الزمن والمكان، وقال العراقي: مناسبة التكبير على المرتفع أن الاستعلاء محبوب للنفوس وفيه ظهور وغلبة فينبغي للمتلبس به أن يذكر عنده أن الله أكبر من كل شيء ويشكر الله على ذلك ويستمطر منه المزيد. قلت: وتقدم توصية المسافر بالتكبير على كل شرف فهو عام لكل مسافر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 236)، والبيهقي في الشعب (6039)، وانظر فتح الباري (9/ 581)، والأذكار للنووي ص (525)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4768).

ولكل سفر. (ثم يقول: لا إله إلا الله وحده) نصب على الحال على التأويل المعروف. (لا شريك له) تأكيد لوحده لأن من كان منفردا بالإلهية لا شريك له عقلا لما عرف في علم الكلام ونقلاً لقوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163] ونحوها. (له الملك) لكل حيوان وجماد. (وله الحمد) قرن الملك بالحمد؛ لأن الغالب أن من كان له الملك من العباد لا يحمد لما لا يخلو عنه من الجور والكبرياء وغير ذلك من صفات البشرية بخلاف ملكه تعالى فإنه ملك ينضم إليه حمد الخلائق له. (وهو على كل شيء قدير) لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض. (آيبون تائبون) خبر مبتدأ أي نحن آيبون من السفر تائبون من الذنب. (عابدون ساجدون لربنا) يحتمل تعلقه بالأول أو بالثاني على التنازع على المذهبين ويحتمل تعلقه بقوله. (حامدون) وتقديمه للاختصاص. (صدق الله وعده) فيما وعد به من نصر دينه وإعلاء كلمته وطمس أثار الشرك وأهله. (ونصر عبده) أراد به نفسه - صلى الله عليه وسلم - فإن الله تعالى لم ينصر بشراً كما نصره في كل معركة حتى في أحد كما عرف من تحقيق القصة. (وهزم الأحزاب) الذين تحزبوا يوم الخندق. (وحده) بغير فعل أحد وخصه بالذكر بعد التعميم؛ لأنه من أعجب المواقف والنصر فيه من أعظم النصر كما عرف من سياق القصة. (مالك (حم ق في الحج، د ت في الجهاد) (¬1) عن ابن عمر). 6760 - "كان إذا كان الرطب لم يفطر إلا على الرطب، وإذا لم يكن الرطب لم يفطر إلا على التمر". عبد بن حميد عن جابر". (كان إذا كان الرطب) وجد في زمانه. (لم يفطر) من صومه. (إلا على الرطب، وإذا لم يكن الرطب لم يفطر إلا على التمر) قيل: لتقويته النظر الذي أضعفه ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (942)، وأحمد (2/ 21)، والبخاري (1797، 3995، 3084، 4416، 6385)، ومسلم (1344)، وأبو داود (2770)، والترمذي (950).

الصوم ولأنه يرق القلب. (عبد بن حميد (¬1) عن جابر). 6761 - "كان إذا كان يوم عيد خالف الطريق". (خ) عن جابر (صح) ". (كان إذا كان يوم عيد) وخرج فيه إلى الجنان. (خالف الطريق) فدخل من غير التي خرج منها وقد تقدم وجه حكمة ذلك وما قيل: فيه من الأقوال التي قال: فيها القاضي عبد الوهاب المالكي أكبرها دعاوى فارغه. (خ) (¬2) في صلاة العيد عن جابر). 6762 - "كان إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين". (حم) عن أنس (ح) ". (كان إذا كان مقيماً) المدينة. (اعتكف العشر الأواخر من رمضان) كما يأتي وقد سلف. (وإذا كان مسافراً) في رمضان كسفره في غزاة بدر وفتح مكة. (اعتكف من العام المقبل) المقبل في رمضانه. (عشرين) عشرًا قضاء الفائتة، وعشراً التي لذلك الشهر وفيه دليل على قضاء فائت الفعل وفي تأخيره إلى رمضان مأخذ لاشتراط الصوم فيه. (حم) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 6763 - "كان إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا". (في ت) عن مالك بن الحويرث (صح) ". (كان إذا كان في وتر من صلاة) يا ركعة أولى أو ثالثة أو الثانية معلوم أنه يقعد فيها للتشهد الأوسط. (لم ينهض) إلى القيام. (حتى يستوي قاعداً) وهذه هي جلسة الاستراحة وهي قعدة خفيفة بعد كل سجدة يقوم عنها وهي سنة. (د ت) (¬4) عن مالك بن الحويرث) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد بن حميد (1144)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4770). (¬2) أخرجه البخاري (986). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4775)، والصحيحة (1410). (¬4) أخرجه البخاري (789)، وأبو داود (844)، والترمذي (287).

6764 - "كان إذا كان صائماً أمر رجلاً فأوفى على شيء؛ فإذا قال: "غابت الشمس أفطر". (ك) عن سهل بن سعد (صح) (طب) عن أبي الدرداء". (كان إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى) أشرف يقال أوفى. (على شيء) أشرف عليه، ولفظ الطبراني على بشر من الأرض أي يأمره ينتظر غروب الشمس. (فإذا قال: "غابت الشمس" أفطر) أفطر مسارعة إلى الفطر [3/ 324] ليحوز أجر المسارعة، وفيه أن ذلك يندب وأنه يقبل خبر الآحاد، ولفظ الطبراني "وإذا قال قد وجبت أفطر". (ك) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقرَّه الذهبي. (طب) (¬1) عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه الواقدي ضعيف. 6765 - "كان إذا كان راكعا أو ساجدا قال: سبحانك وبحمدك أستغفرك ولأتوب إليك". (طب) عن ابن مسعود (ح) ". (كان إذا كان راكعاً أو ساجداً قال: سبحانك) في رواية "ربنا". (وبحمدك) سبحتك متلبساً بحمدك. (أستغفرك وأتوب إليك) فهذا من أذكار هذين الركنين مع غيره من التسبيح المعروف. (طب) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه. 6766 - "كان إذا كان قبل التروية بيوم خطب الناس فأخبرهم بمناسكهم". (ك هق) عن ابن عمر (صح) ". (كان إذا كان قبل التروية) والتروية ثامن ذي الحجة؛ لأنهم كانوا يتروون من ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 599)، وابن حبان (8/ 277) (3510) عن سهل بن سعد، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4772)، والصحيحة (2081). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 155) (10302)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4771)، والصحيحة (2084).

الماء ويغترفونه لما بعده من أيام الحج. (بيوم خطب الناس) في اليوم السابع. (فأخبرهم بمناسكهم) يعلمهم إياه وقد علم أنه لم يحج إلا مرة واحدة فالخطبة هذه واحدة ويحتمل أنه كان يخطب بذلك في المدينة إلا أنه بعيد وجزم الشارح أن الخطبة في مكة عند باب الكعبة وأنه يسن ذلك للإمام ونائبه. (ك هق) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: تفرد به أبو قرة الزبيدي عن موسى وهو صحيح وأقره الذهبي. 6767 - "كان إذا كبر للصلاة نشر أصابعه". (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (كان إذا كبر) في (الصلاة) تكبيرة الإحرام. (نشر أصابعه) بسطها وقوفها مستقبلاً بها القبلة رافعا لهما إلى فروع أذنيه، وتقدم حديث رفع يديه مداً، فالمراد مد اليدين والأصابع وتفريعها وأخذ به الشافعي فقال تفريقها سنة. (ت ك) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 6768 - "كان إذا كربه أمر قال: يا حي يا قيوم، برحمتك استغيث". (ت) عن أنس (ض) ". (كان إذا كربه أمر) شق عليه وأهمه شانه (قال: يا حي يا قيوم) هما على أكثر الأقوال الاسم الأعظم. (برحمتك أستغيث) بصفة الرحمة أطلب الاستغاثة ولما كانت حياة القلب في خلوصه عما سوى الله تعالى وكان الكرب ينافي ذلك توسل باسمه الحي إلى إزالة ما يضاد حياة قلبه وبالقيوم إلى إقامته على نهج الفلاح. (ت) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: هذا حديث غريب. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 632)، والبيهقي في السنن (5/ 111)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4774)، والصحيحة (2082). (¬2) أخرجه الترمذي (239)، والحاكم (1/ 359)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4447). (¬3) أخرجه الترمذي (3524)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4777).

6769 - "كان إذا كره شيئاً رؤي ذلك في وجهه". (طس) عن أنس (ض) ". (كان إذا كره شيئاً) وساءه (رؤي ذلك) أي أثر الكراهة. (في وجهه) كأنه لغاية حيائه لا يصرح بما يكرهه ما لم تنتهك حرمة شرعية بل يظهر على وجهه بتلونه عما كان عليه وهذه من صفات ذوي الحياء والمروءة. (طس) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رواه بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح وأصله في الصحيحين من حديث أبي سعيد بلفظ "كان أشد حياء من العذراء في خدرها وإذا رأي شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه". 6770 - "كان إذا لبس قميصا بدأ بميامنه". (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (كان إذا لبس قميصاً) ونحوه. (بدأ بميامنه) أي أخرج اليد اليمنى من القميص، وقيل: بدأ بجانب يمين القميص، وقال العراقي: المراد جهة اليمين فيندب التيامن في اللبس كما يندب التياسر في النزع لخبر أبي داود عن ابن عمر "كان إذا لبس شيئاً من الثياب بدأ بالأيمن وإذا نزع بدأ بالأيسر" (¬2) وله من حديث أنس "كان إذا ارتدا أو ترجل بدأ بيمينه وإذا خلع بدأ بيساره" قال العراقي: وسندهما ضعيف. (ت) (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال العراقي: رجاله ثقات رجال الصحيح. 6771 - "كان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام قام معه، فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحدا من أصحابه فتناول أذنه ناولها إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2756)، ورواه بمعناه البخاري (6102)، ومسلم (2320) عن أبي سعيد الخدري. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (24919). (¬3) أخرجه الترمذي (1766)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4779).

ينزعها عنه". ابن سعد عن أنس". (كان إذا لقيه أحد من أصحابه فقام قام معه) الظاهر أن المراد الوقوف. (فلم ينصرف) تأدباً وحسن عشرة. (حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه) ولا يخفى ما في هذا من حسن الأدب وخير القلوب. (وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها) أي ناول النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجل يده. (فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه) زاد ابن المبارك في رواية عن أنس "ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه". (وإذا لقي أحداً من أصحابه فتناول أذنه ناولها إياها) ليشاوره. (ثم لم ينزعها حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه) وهذه من أكمل محاسن الأخلاق وأتمها وأحبها إلى الله تعالى منافية لأخلاق المترفين [3/ 325]. (ابن سعد (¬1) عن أنس) وفي أبي داود بعضه. 6772 - "كان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسحه ودعا له" (ن) عن حذيفة (ح) ". (كان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسحه) مسح يده بيده أي صافحه. (ودعا له) اختلف مالك وابن عيينة في معانقة القادم وتقبيل يده، فذهب مالك إلى كراهيته عملاً بهذا، وقال ابن عيينة لا كراهة واحتج بأنه - صلى الله عليه وسلم - لما قدم جعفر من الحبشة خرج إليه - صلى الله عليه وسلم - وعانقه فقال مالك: ذلك خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال ابن عيينة: ما نخصه بفهمنا في مناظرة دارت بينهما. (ن) (¬2) عن حذيفة) رمز المصنف لحسنه، وفي أبي داود والبيهقي "كان إذا لقي أحدًا من أصحابه بدأ بالمصافحة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 378)، والترمذي (2490)، وابن عدي في الكامل (5/ 90)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4780). (¬2) أخرجه النسائي (1/ 145)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4781).

ثم أخذ بيده فشابكه ثم شد قبضته" (¬1). 6773 - "كان إذا مر لقي أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم". (طب) عن جندب (ض) ". (كان إذا مر لقي أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم) فالبداية بالسلام هو السنة ثم المصافحة. (طب) (¬2) عن جندب) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 6774 - "كان إذا لم يحفظ اسم الرجل قال: يا ابن عبد الله". ابن السني عن جارية الأنصارية". (كان إذا لم يحفظ اسم الرجل) وأراد خطابه. (قال: يا ابن عبد الله) فيسن ذلك في خطاب من جهل اسمه. (ابن السني (¬3) عن جارية الأنصارية) هو بالجيم. 6775 - "كان إذا مر بآية خوف تعوذ، وإذا مر بآية رحمة سأل، وإذا مر بآية فيها تنزيه الله سبح". (حم م 4) عن حذيفة" (صح). (كان إذا مر بآية خوف تعوذ) مما يذكر فيها. (وإذا مر بآية رحمة سأل) سأل الله الرحمة. (وإذا مر بآية فيها تنزيه الله سبح) الله وهذا أدب للتالي ينبغي أن يحافظ عليه قال الحليمي: والمؤمنون أولى به منه - صلى الله عليه وسلم - لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهم من أمرهم على خطر. (حم م 4) (¬4) عن حذيفة). 6776 - "كان إذا مر بآية فيها ذكر النار قال: ويل لأهل النار أعوذ بالله من ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5213)، والبيهقي في السنن (7/ 99). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 176) (1172)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 36)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4448) ضعيف جداً، وقال في الضعيفة (4211): منكر. (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (325)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4449). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 389)، ومسلم (772)، وأبو داود (871)، والترمذي (262)، والنسائي (2/ 176)، وابن ماجة (1351).

النار". ابن قانع عن أبي ليلى (ض) ". (كان إذا مر بآية فيها ذكر النار قال: ويل لأهل النار) دعاء عليهم أو إخبار عن حالهم. (أعوذ بالله من النار) فليس ذلك للقارئ في الصلاة وغيرها عند الشافعية وفي غير الصلاة عند المالكية والحنفية، قالوا: ولو وقع ذلك في الصلاة لنقله الجم الغفير، وأجيب بأن الأصل العموم في الخبر والآحاد مقبولون، قال ابن حجر (¬1): أقصى ما تمسك به المانع حديث إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس فهو محمول على ما عدا الدعاء جمعا بين الأخبار. (ابن قانع (¬2) عن أبي ليلى) صحابي أنصاري اسمه بلال ورمز المصنف لضعفه. 6777 - "كان إذا مر بالمقابر قال: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات والصالحين والصالحات وإنا إن شاء الله بكم لاحقون". ابن السني عن أبي هريرة (ح) ". (كان إذا مر بالمقابر) من أهل الإيمان. (قال: السلام عليكم أهل الديار) قيل سمى موضع القبور داراً تشبيهًا له بدار الأحياء لاجتماع الموتى فيها. (من المؤمنين والمؤمنات) والمسلمين والمسلمات فيه دليل على التغاير بين صفة الإِسلام والإيمان. (والصالحين والصالحات) تخصيص بعد التعميم. (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) قيل: الاستثناء بمجرد التبرك، وقيل: بل المراد لاحقون على الإيمان وتقدم غير هذا اللفظ في ذلك وكأنه كان بتعدد ما يقوله. (ابن السني (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، قال ابن حجر: في أمالي الأذكار: إسناده ضعيف انتهى وقد ورد بمعناه في مسلم: "السلام عليكم أهل الديار من ¬

_ (¬1) فتح الباري (11/ 567). (¬2) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4450). (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (591)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 37)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4451)، والضعيفة (4212): موضوع.

المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية" (¬1). 6778 - "كان إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات". (م) عن عائشة (صح) ". (كان إذا مرض أحد من أهل بيته) آي مرض كان وفي لفظ مسلم "من أهله". (نفث عليه) نفخ نفخاً لطيفاً بلا ريق. (بالمعوذات) بكسر الواو لما فيهن من جمع معاني المستعاذ من شره وفائدة التفل التبرك بتلك الرطوبة وفيه ندب الرقية بالقرآن والنفث معها. (م) (¬2) عن عائشة) وتمامه عنده "فلما مرض مرضه الذي مات منه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي". 6779 - "كان إذا مشى لم يلتفت". (ك) عن جابر (صح) ". (كان إذا مشى لم يلتفت) لأنه يواصل المشي ولا يتوانى ولأن التلفت في حال المشي صفة من لا وقار له. (ك) (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن فيه عبد الجبار بن عمر تالف. 6780 - "كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه، وتركوا ظهره للملائكة". (هـ ك) عن جابر (صح) ". (كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه، وتركوا ظهره للملائكة) قال أبو نعيم: لأن الملائكة يحرسونه من أعدائه، قلت: أو يمشون خلفه إعظاما له وإكراما من الله تعالى. (هـ ك) (¬4) عن جابر) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (249). (¬2) أخرجه مسلم (2192). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4786)، والصحيحة (2086). (¬4) أخرجه ابن ماجة (246)، والحاكم (2/ 446)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4787)، والصحيحة (2087).

6781 - "كان إذا مشى أسرع حتى يهرول الرجل وراءه فلا يدركه". ابن سعد عن ابن يزيد بن مرثد مرسلاً (ض) ". (كان إذا مشى أسرع) أراد [3/ 326] بالإسراع الاقتصاد لا أنه يدب دبيب المتماوتين ولا يسرع إسراع الشطار بل كما أدبه الله تعالى بقوله {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} [لقمان: 19] كذا قيل لا أن قوله. (حتى يهرول الرجل) يسرع في مشيه دون الخبب. (وراءه فلا يدركه) يدل على أنه يسرع في مشيه حقيقة إلا أنه قد قيل: إنها تطوى له الأرض فيرى مشيه هونًا ويعجز من لحقه كما في حديث أبي هريرة عند الترمذي "ما رأيت أحدا أسرع من مشيته - صلى الله عليه وسلم - حتى كأن الأرض تطوى له حتى إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث" (¬1). (ابن سعد (¬2) عن ابن يزيد بن مرثد) بالراء فمثلثة مرسلاً رمز المصنف لضعفه. 6782 - "كان إذا مشى أقلع". (طب) عن أبي عنبة (ض) ". (كان إذا مشى أقلع) أي مشى بقوة كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعاً قوياً لا كمن يمشي مختالاً على زي النساء. (طب) (¬3) عن أبي عنبة) بكسر المهملة واحدة العنب رمز المصنف لضعفه. 6783 - "كان إذا مشى كأنه يتوكأ". (د ك) عن أنس (صح) ". (كان إذا مشى كأنه يتوكأ) قال الشارح: إن منه خبر ابن الزبير كان يوكئ بين الصفا والمروة سعياً أي يسعى سعياً شديداً. (د ك) (¬4) عن أنس) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3648). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 379)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4452)، والضعيفة (4213). (¬3) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2498)، وابن عدي في الكامل (3/ 361)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4784). (¬4) أخرجه أبو داود (4863)، والحاكم (4/ 313)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4785)، والصحيحة (2083).

لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 6784 - "كان إذا نام نفخ". (حم ق) عن ابن عباس (صح) ". (كان إذا نام نفخ) كما يقع ذلك لبعض النائمين وهو اندفاع النفس بقوة. (حم ق) (¬1) عن ابن عباس)، وفي الحديث قصة طويلة. 6785 - "كان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة". (م د) عن عائشة" (صح). (كان إذا نام من الليل) عن ورده. (أو مرض) فلم يأت بتهجده. (صلى) عوض الفائت. (من النهار اثنتي عشرة ركعة) كأنها عدة ما فاته وفيه أنه يندب قضاء فائت الليل بالنهار. (م د) (¬2) عن عائشة). 6786 - "كان إذا نام وضع يده اليمنى تحت خده، وقال: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك". (حم ت ن) عن البراء (حم ت) عن حذيفة (حم هـ) عن ابن مسعود". (كان إذا نام) أراد ذلك. (وضع يده اليمنى تحت خده) في أبي داود "الأيمن". (وقال: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) زاد في رواية يقول ذلك ثلاثاً، وتقدم من أذكاره عند النوم كثير وكأنه يجمع الكل من ذلك أو تارة يقول هذا وتارة هذا فروي كلٌّ ما علم وسمع. (حم ت ن) عن البراء (حم ت) عن حذيفة (حم هـ) (¬3) عن ابن مسعود) قال الترمذي: حسن صحيح، وقال ابن حجر: إسناده صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 343)، والبخاري (666، 5957)، ومسلم (763). (¬2) أخرجه مسلم (746)، وأبو داود (1342). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 289)، والترمذي (3399)، والنسائي في الكبرى (10588) عن البراء بن عازب، وأخرجه أحمد (5/ 382)، والترمذي (3398) عن حذيفة، وأخرجه أحمد (1/ 400)، وابن ماجة (3877)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 102)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4790).

6787 - "كان إذا نزل منزلا لم يرتحل حتى يصلى الظهر". (حم د ن) عن أنس (صح) ". (كان إذا نزل منزلاً) في سفره لاستراحة أو نحوها (لم يرتحل حتى يصلى فيه الظهر) إذا أراد الرحيل في وقته فإن كان في وقت فرض غيره فالظاهر أنه كان لا يرتحل حتى يصليه وما أوهمه اللفظ من الاختصاص بالظهر غير مراد فقد أخرج الإسماعيلي وابن راهويه "أنه كان إذا كان في سفر فزالت الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم ارتحل" (¬1)، وفي رواية للحاكم في الأربعين "فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر والعصر ثم يركب" (¬2) قال العلائي: هكذا وجدته بعد التتبع في نسخ كثيرة من الأربعين بزيادة العصر وسند هذه الزيادة جيد، وأخرج البيهقي بسند قال ابن حجر (¬3): رجاله ثقات "كان إذا نزل منزلاً في سفر فأعجبه أقام حتى يجمع بين الظهر والعصر ثم يرتحل فإذا لم يتهيأ له المنزل مد في السير فسار حتى ينزل فيجمع بين الظهر والعصر" (¬4). (حم د ن) (¬5) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 6788 - "كان إذا نزل منزلا في سفر أو دخل بيته لم يجلس حتى يركع ركعتين". (طب) عن فضالة بن عبيد (ض) ". (كان إذا نزل منزلاً في سفر) ظاهره سواء بات فيه أم لا. (أو دخل بيته) في الحضر. (لم يجلس حتى يركع ركعتين) فيندب ذلك لكل أحد. (طب) (¬6) عن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 162). (¬2) أخرجه البخاري (1061)، ومسلم (704). (¬3) فتح الباري (8/ 644). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 162). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 120)، وأبو داود (1205)، والنسائي (1/ 248)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4793). (¬6) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 300) (770)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4454)، =

فضالة بن عبيد) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر في أماليه: سنده واهٍ، وقال شيخه العراقي في شرح الترمذي: فيه الواقدي. 6789 - "كان إذا نزل عليه الوحي ثقل لذلك وتحدر جبينه كأنه جمان، وإن كان في البرد". (طب) عن زيد بن ثابت (صح) ". (كان إذا نزل عليه الوحي ثقل لذلك) ثقلت ذاته. (وتحدر جبينه) عرقاً بالتحريك نصب على التمييز. (كأنه جمان) بضم الجيم مخفف الميم هو كبار الذر. (وإن كان) نزول الوحي. (في البرد) وذلك لشدة ما يلقى عليه من القرآن {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5)} [المزمل: 5] وللوجل من خوف التقصير بما أمر به من قول وشدة ما يأخذه من حفظه في قلبه وجمعه. (طب) (¬1) عن زيد بن ثابت) رمز المصنف لصحته. 6790 - "كان إذا نزل عليه الوحي صُدِعَ فيغلف رأسه بالحناء". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة (ض) ". (كان إذا نزل عليه الوحي صُدِعَ) مغير صيغة أصابه صداع في رأسه. (فيغلف) بالغين المعجمة والفاء من الغلاف [3/ 327] (رأسه بالحناء) تغطية بالطلاء به ليخف حرارة نفسه فإن نور النبوة إذا هاج اشتعل في القلب بورود الوحي فيلطف حرارته بذلك. (ابن السني وأبو نعيم (¬2) في الطب عن أبي هريرة) قال العراقي: قد اختلف في إسناده على الأحوص بن حكيم والمصنف رمز لضعفه. ¬

_ = والضعيفة (1048) وقال: ضعيف جداً. (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 325) (11889)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4792). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (526) وفي الطب (ق 22/ أ) وأبو نعيم في الطب (241)، والطبراني في الأوسط (5629)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4453)

6791 - "كان إذا نزل به هم أو غم قال: يا حي يا قيوم برحمتك استغيث". (ك) عن ابن مسعود (صح) ". (كان إذا نزل به هم أو غم قال: يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) تقدم غير مرة هذا اللفظ والكلام فيه. (ك) (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأنه من رواية عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه، وعبد الرحمن لم يسمع من أبيه. 6792 - "كان إذا نزل منزلا لم يرتحل حتى يصلي فيه ركعتين". (هق) عن أنس (صح) ". (كان إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي فيه ركعتين) نفلاً كما سلف. (هق) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر: حديث صحيح السند معلول المتن، أخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة (¬3) بلفظ "الظهر" بدل ركعتين، قال الشارح: وظهر أن في رواية الأول وهما أو سقوطا والتقدير حتى يصلي الظهر ركعتين، وقد جاء صريحا في الصحيحين. 6793 - "كان إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله الذي سوى خلقي فعدله، وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين". ابن السني عن أنس". (كان إذا نظر وجهه في المرآة) الآلة، المرآة كالمسحاة ما تراءيت فيه المعروفة، وفيه أن النظر فيها سنة وأما وقت النظر فلم يذكر هل في كل يوم وفي أي حين منه والظاهر أنه عند الخروج إلى أصحابه أول النهار، وكان ابن عمر ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 689)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6040). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 253)، وانظر: فتح الباري (8/ 644)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4455). (¬3) سبق تخريجه قريباً.

يكثر النظر في المرآة، فقيل له في ذلك فقال انظر إذا كان في وجهي زين وهو في وجه غيري شين فأحمد الله على ذلك. (قال: الحمد لله الذي سوى خلقي) بفتح فسكون خلقه سويا سالم الأعضاء. (فعدله) كالتفسير للتسوية أي قصيرة معتدلا مناسب الخلق من غير تفاوت فيه لم يجعل أحد العينين أوسع ولا بعض الأعضاء ناقصاً ولا إحدى يديه أطول من الأخرى وهو مشتق من الآية. (وأكرم صورة وجهي) حمد على الخاص بعد الحمد على العام. (فحسنها) جعلها صورة حسناء فإنه تعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم ثم حمد على صفة الخير كله فقال: (وجعلني من المسلمين) إذ الخير كله في نعمة الإِسلام التي ينال بها سعادة الدارين ولما حمد على نعمة التسوية والتعديل انجر الكلام إلى الحمد على نعمة الإِسلام فإن الشيء بالشيء يذكر ولأنه حمد على زينة الظاهر والإِسلام زينة الباطن والظاهر فالحمد عليها أولى. (ابن السني (¬1) عن أنس) ورواه عنه أيضاً الطبراني في الأوسط قال العراقي: سنده ضعيف، والبيهقي في الشعب وفيه هاشم بن عيسى الحمصي أورده الذهبي في الضعفاء (¬2). 6794 - "كان إذا نظر وجهه في المرآة قال: الحمد لله الذي حسن خَلْقِي وخُلُقِي، وزان مني ما شأن من غيري، هذا اكتحل جعل في عين اثنتين وواحدة بينهما، وكان إذا لبس نعليه بدأ باليمنى، وإذا خلع خلع اليسرى وكان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى، وكان يحب التيمن في كل شيء أخذا وعطاء". (ع طب) عن ابن عباس (ض) ". (كان إذا نظر في المرآة) أي نظر وجهه حذف للعلم به أو نزل منزلة اللازم أي إذا وقع النظر ومن لازم نظرها نظر الوجه. (قال الحمد الذي حسن خلقي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (165)، والطبراني في الأوسط (787)، والبيهقي في الشعب (4458)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4459). (¬2) انظر المغني (2/ 706).

وخلقي) الثاني بضم فإنه ولامه تقدم بيان معناه إن قيل: الخلق غير مدرك بحاسة النظر حتى يكون سبباً للحمد عليه. قلت: الخلق الظاهر إذا حسن فهو دليل حسن الخلق الباطن ولذا جاء: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" ولأنه - صلى الله عليه وسلم - قد علم حسن خلقه بإخبار الله له بذلك يشير إلى قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] والمؤكدان أن واللام، بذلك مؤكدا الجر في التأكيد فلما نظر إلى حسن وجهه انتقل إلى حسن خلقه. (وزان مني ما شأن في غيري) قد كان - صلى الله عليه وسلم - أكمل خلق الله حسناً والمراد أنه لم يجعله مكفوف البصر ولا ناقص أي عضو من الأعضاء وليس في هذا انتقاص للغير بل سبق الاعتراف بالنعمة. (وإذا اكتحل جعل في عين اثنتين) أي في كل عين اكتحالتين بالمرود (و) اكتحالة (واحدة بينهما) بين العينين ليكون الاكتحالات خمساً وتراً كما حث على ذلك في أحاديث وكأن هذه إحدى الصفات وإلا فالأكثر أنه كان يجعل لكل واحدة ثلاثاً وقد تقدم ذكر ذلك في شرح "كان إذا اكتحل اكتحل وتراً". (وكان إذا لبس نعليه بدأ باليمين) لأن الإلباس إكرام واليمين أحق بتقديمه كما أن الخلع ليس بإكرام فتبدأ باليسرى فيه كما قال. [3/ 338] (وإذا خلع خلع اليسرى) أي نعلها وقيس عليه دخول الخلاء وقد ورد به نص وغيره. (وكان إذا دخل المسجد) وكل محل شريف قياسا عليه كبيت المؤمن ونحوه. (أدخل رجله اليمنى) لأنه موضع إكرام. (وكان يحب التيمن في كل شيء) من أفعاله. (طب) (¬1) عن ابن عباس) قال الهيثمي: فيه عمر بن الحصين العقيلي وهو متروك ومثله، قال العراقي: ورمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2611)، والطبراني في الكبير (10/ 314) (10766)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4458).

6795 - "كان إذا نظر إلى البيت قال: "اللهم زد بيتك هذا تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبرًا ومهابة". (طب) عن حذيفة بن أسيد (ض) ". (كان إذا نظر إلى البيت) غلب على بيت الله العتيق وهو الكعبة (قال: "اللهم زد بيتك هذا تشريفا وتعظيماً) في قلوب العباد (وتكريما) منهم (وبراً) به منهم. (ومهابة) في قلوبهم (طب) (¬1) عن حذيفة بن أسيد) رمز المصنف لضعفه لأنه من رواية عمر بن يحيى الأيلي (¬2) عن عاصم بن سليمان (¬3) أحد المتروكين وعمر قال ابن حجر: فيه مقال وعاصم المذكور متهم بالكذب وقال الهيثمي: فيه عاصم بن سليمان. 6796 - "كان إذا نظر إلى الهلال قال: اللهم اجعله هلال يمن ورشد، آمنت بالله الذي خلقك فعدلك، تبارك الله أحسن الخالقين" ابن السني عن أنس (ض) ". (كان إذا نظر إلى الهلال) في الصحاح أنه اسم القمر ثلاث ليال من ابتداء رؤيته عند ابتداء رؤيته كما هو الظاهر. (قال: اللهم اجعله هلال يمن ورشد) أي اجعل زمانه وشهر رؤيته كذلك إذ الهلال نفسه يتفرع عنه جعل زمانه كذلك. (آمنت بالله الذي خلقك فعدلك) أوجده فسواه قيل: هو خطاب للهلال وإنه حي غير جماد، قال حجة الإِسلام وليس في الشريعة ما يدفعه. قلت: وليس بنص في خطابه. (تبارك الله) كثر خيره وطاب. (أحسن الخالقين) فيحسن قول ذلك لكل راءٍ له. ابن السني (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 181) (3053)، وفي الأوسط (رقم/ 6132)، وفي الدعاء (854)، وراجع: البدر المنير (6/ 174)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 3/ 238، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4456)، والضعيفة (4215): موضوع. (¬2) انظر اللسان (4/ 338). (¬3) انظر اللسان (3/ 218). (¬4) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (642)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4457)، والضعيفة (4216): موضوع.

6797 - "كان إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه، وجثا على ركبتيه، ومد يديه، وقال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا، اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا". (طب) عن ابن عباس (ح) ". (كان إذا هاجت ريح) ثارت نكرها لأن المراد مطلقها من أي جهة هاجت، وقال ابن المنير: أن الحديث مخصوص بغير الصبا من جميع أنواع الريح لحديث "نصرت بالصبا". (استقبلها بوجهه، وجثا على ركبتيه) قعد عليهما عطف ساقيه إلى تحته قعدة الخائف المستوفز وهو قعود الصغير بين يدي الكبير تأدبا فتأدب - صلى الله عليه وسلم - عند إرادة دعاء ربه. (ومد يديه) تلقاء صدره. (وقال: اللهم إني أسألك من خير هذه الريح) الذي يحدثه بنفسها وحركة هبوبها. (وخير ما أرسلت به) مما ينشأ عنها وشره من رعد وبرق. (وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به) لأنها قد ترسل رحمة وقد ترسل نقمة. (اللهم اجعلها رحمة) تحدث بها الرحمة ولا تحدث إلا رحمة. (ولا تجعلها عذاباً) استشكل ابن العربي خوفه أن يعذبوا وهو فيهم مع الآية {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} [الأنفال: 33] ثم أجاب بأن الآية نزلت بعد القصة وتعقبه ابن حجر بأن آية الأنفال كانت في المشركين من أهل بدر ولفظ "كان" في الحديث يشعر بالمواظبة على ذلك، وأجاب بأن في الآية احتمال تخصيص بالمذكورين أو بوقت دون وقت أو لغير ذلك. (اللهم اجعلها رياحاً) قال الزمخشري (¬1): العرب تقول أنها لا تلقح الشجر إلا من الرياح فالمعنى اجعلها لقاحا للسحاب. (ولا تجعلها ريحاً) أي عذاباً فإنه تعالى وصف الريح بأنها العقيم ووصف الرياح بأنه يرسلها بشرا بين يدي رحمته إن قيل الواقع حال الهبوب والاستعاذة ريح أو رياح فكيف سؤال الجعل؟ ¬

_ (¬1) انظر: الفائق (2/ 90 - 91).

قلت: السؤال قبل تحققها فإنه عند هبوبها فيدعوا بأن يجعلها المحبوبة. (طب) (¬1) عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه لكنه قال الهيثمي فيه حسين بن قيس الملقب بخنش وهو متروك وقد وثقه حصين بن عمر وبقية رجاله رجال الصحيح انتهى، ورواه ابن عدي من هذا الوجه وأعله بالحسين المذكور ونقل تضعيفه عن أحمد والنسائي وقد رواه الحافظ ابن حجر في الفتح (¬2) من حديث أنس ونسبه إلى أبي يعلى وقال صحيح الإسناد. 6798 - "كان إذا واقع بعض أهله فكسل أن يقوم ضرب يده على الحائط فتيمم". (طس) عن عائشة (ض) ". (كان إذا واقع بعض أهله فكسل أن يقوم) يغتسل أو يتوضأ لينام، أو يجامع مرة أخرى أو يأكل أو يشرب. (ضرب يده على الحائط فتيمم) فيه أنه إذا عجز الجنب عن غسل تيمم، قال الشافعي يسن الوضوء لإرادة [3/ 329] جماع ثان أو أكل أو شرب أو نوم فإن عجز عنه تيمم، وفيه دليل على أن إجزاء التيمم بأي تراب اتفق. (طس) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الوليد مدلس. 6799 - "كان إذا وجد الرجل راقدا على وجهه ليس على عجزه شيء ركضه برجله وقال: هي أبغض الرقدة إلى الله تعالى". (حم) عن الشريد بن سويد (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 213) (11533)، وأبو يعلى (2456)، وابن عدي في الكامل (2/ 353)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 135)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4461)، والضعيفة (4217): ضعيف جداً. (¬2) الباري (8/ 578). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (645)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4794).

(كان إذا وجد الرجل) أي الشخص فيشمل المرأة. (راقداً) نائماً في ليل أو نهار وخصه بعضهم بالليل والأول أوجه. (على وجهه ليس على عجزه) بفتح المهملة وضمها مع كل فتح الجيم وسكونها من كل. (شيء) مؤخره شيء سترة من ثوب ونحوه. (ركضه برجله) إيقاظاً له ليتحول عن هذه الرقدة ويستر عجزه والظاهر أن كل واحد سبب مستقل للإيقاظ. (وقال: هي أبغض الرقدة إلى الله تعالى) ويقال: إنها نوم الشياطين وخص الهيئة بالذم لأن ستر العورة قد علم من غيره. (حم) (¬1) عن الشريد بن سويد) رمز المصنف لحسنه قال المناوي: وهو تقصير أو قصور فقد قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 6800 - "كان إذا ودع رجل أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده ويقول: أستودع الله دينك، وأمانتك وخواتيم عملك". (حم ت ن هـ ك) عن ابن عمر (صح) ". (كان إذا ودع رجلاً) في سفره (أخذ) - صلى الله عليه وسلم - (بيده) أي بيد الرجل (فلا يدعها) يتركها (حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده) أدباً منه - صلى الله عليه وسلم - وإيناساً للرجل. (ويقول: أستودع الله دينك، وأمانتك وخواتيم عملك) تقدم شرحها في حرف الهمزة. (حم ت ن هـ ك) (¬2) عن ابن عمر رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 6801 - "كان إذا وضع الميت في لحده قال: "باسم الله، وبالله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله"". (د ت هـ هق) عن ابن عمر (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 388)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4460)، والضعيفة (4218). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 7)، وأبو داود (2600)، والترمذي (3442)، والنسائي (6/ 130)، وفي الكبرى (10/ 344)، وابن ماجة (2826)، والحاكم (2/ 106)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4795)، والصحيحة (14).

(كان إذا وضع الميت) يحتمل أنه على البناء للمجهول ويحتمل المعلوم (في لحده قال: "باسم الله) أي أضعه متلبسا أو نحوه (وبالله) كذلك (وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله) أضعه في لحده كائناً على ملته ومرتفعًا عليها والإضافة عهديه والمراد به هو - صلى الله عليه وسلم - فهذا يسن لمن وضع الميت في لحده أن يقوله على الاحتمالين أو لمن حضر وضعه (د ت هـ هق) (¬1) عن ابن عمر رمز المصنف لحسنه ورواه النسائي وغيره. 6802 - "كان أرحم الناس بالصبيان والعيال". ابن عساكر عن أنس (ض) ". (كان أرحم الناس) أشدهم راحمية. (بالصبيان) هم صغار بني آدم. والعيال) يروى باللام وهم أهل بيت الإنسان ومن يعوله وهو الثابت عن نسخ الجامع، ويروى بالدال المهملة، قال النووي: وكلاهما صحيح إلا أنه يكون هذا من عطف العام على الخاص، ففيه أنه ينبغي زيادة الرحمة لمن ذكر أما الصبيان فلعجزهم فهم أحق بزيادة الرحمة وأما العيال فهم ألصق به وأحق بزيادة رحمته. (ابن عساكر (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 6803 - "كان أكثر أيْمانه لا، ومُصَرِّفِ القلوب". (هـ) عن ابن عمر (ح) ". (كان أكثر أيْمانه) جمع يمين بمعنى القسم. (لا) قال الطيبي: أي نفي للكلام السابق. (ومُصَرِّفِ القلوب) وفي لفظ البخاري "ومقلب" وفي نسبة تقليب القلوب أو تصريفها إليه تعالى إشعار بأنه يتولى قلوب عباده ولا يكلها إلى أحد من خلقه، وتقليب القلوب تقليب إرادته ومحبوباته ومكروهاته لا تقلب ذاته، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3213)، والترمذي (1046)، والنسائي (10928)، وابن ماجة (1550)، والبيهقي في السنن (4/ 55)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4796). (¬2) أخرجه ابن عساكر (تاريخ دمشق) (4/ 88)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 23)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4797).

وإن احتمله اللفظ، وفيه أن الدواعي بخلق الله تعالى، قال النووي (¬1): يندب الحلف من غير تحليف إذا كان لمصلحة كتأكيد أمر مهم، وفي الحلف بهذه اليمين زيادة تأكيد لأن الإنسان قلبه الذي هو أعز الأشياء عليه بيد الله يقلبه كيف يشاء غلب عليه الخوف فارتدع عن الحلف على ما لا يتحققه. (هـ) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 6804 - "كان أكثر دعائه: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك" فقيل له في ذلك قال: إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله: فمن شاء أقام، ومن شاء أزاغ". (ت) عن أم سلمة (ح) ". (كان أكثر دعائه: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك") قال الطيبي: أضاف القلب إلى نفسه تعريضا بأصحابه: لأنه مأمون العاقبة فلا يخاف على نفسه لاستقامتها لقوله تعالى: {إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ} [يس: 3، 4]، وبأن أعراض القلوب من إرادة وغيرها تقع بخلق الله وجواز تسمية الله بما ثبت في الحديث وإن لم يتواتر، وجواز اشتقاق الاسم له من الفعل الثابت. (فقيل له في ذلك قال: إنه ليس آدمي) عام لكل ذكر وأنثى صغير وكبير. (إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله تعالى) تقدم الكلام عليه. (فمن شاء أقام) في طاعته وموافقة مراضيه. (ومن شاء أزاغ) عند أحمد "نسأل الله أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ونسأل الله أن يهب لنا من رحمته إنه هو الوهاب" قال الغزالي: إنما كان ذلك أكثر دعائه لاطلاعه [3/ 330] على عظيم صنع الله في عجائب القلب وتقلبه، فإنه هدف للمصائب من كل جانب، فإذا أصابه شيء وتأثر أصابه من جانب آخر ما يضاده فيتغير وصفه وعجائب صنع الله في القلب لا ¬

_ (¬1) (¬2) أخرجه ابن ماجة (2092)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4800)، والصحيحة (2090).

يهتدي إليها إلا المراقبون لقلوبهم والمراعون لأحوالهم مع الله تعالى فينبغي للعبد أن يكثر من هذا الدعاء أناء ليله ونهاره. (ت) (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الهيثمي: فيه شهر بن حوشب وفيه عندهم ضعف. 6805 - "كان أكثر دعائه يوم عرفة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، بيده الخير، وهو على كلل شيء قدير". (حم) عن ابن عمرو (ح) ". (كان أكثر دعائه يوم عرفة) في عرفة أو غيرها فإنه دعاء لليوم لا للبقعة. (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) في شيء من الهيبة، وكمال صفاته، وهي حال مؤكدة. (له الملك، وله الحمد) هما قرينتان في صفاته تعالى يختص بهما، فإنه لا يجتمع الملك والحمد لغيره إذ غالب من ملك الملك لا يحمد عند العباد. (بيده الخير) يسوقه لمن يشاء ويصرفه عمن يشاء، قال ابن الكمال: اليد مجاز عن القوة المنصرفة، وتقدم لنا كلام في الصفات (¬2). (وهو على كل شيء قدير) هذا من أجل الثناء على الله تعالى وأشرفه وأشمله وخص به يوم عرفة لأنه من أفضل الأيام فيكثر فيه أفضل الذكر. (حم) (¬3) عن ابن عمرو) بفتح المهملة حيث أطلق فهو عبد الله بن عمرو بن العاص رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله موثقون، وقال الحافظ ابن حجر: إن فيه محمَّد بن أبي حميد أبو إبراهيم الأنصاري المدني غير قوي عندهم. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3522)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4801)، والصحيحة (2091). (¬2) أثباتها كما جاءت بدون تأويل ولا تكييف. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 210)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4464)، والضعيفة (4221).

6806 - "كان أكثر ما يصوم الإثنين والخميس، فقيل له، فقال: الأعمال تعرض كل اثنين وخميس، فَيُغْفَر لكل مسلم إلا المتهاجرين فيقول: أَخِّروهما". (حم) عن أبي هريرة (ح) ". (كان أكثر ما يصوم) نفلاً. (الإثنين والخميس، فقيل له) أي سئل عن وجه تخصيصهما. (فقال: إن الأعمال) التي من العباد من خيرها وشرها. (تعرض) على الرب تعالى أو على أحد ملائكته المقربين، والعارض يحتمل أنهما كاتبا اليمين والشمال أو غيرهما. (كل اثنين وخميس) أي فيحب أن تعرض أعماله وهو صائم كما صرح به في أثر آخر. (فَيُغْفَر لكل مسلم) مما يستحق ذلك. (إلا المتهاجرين) بلفظ التثنية لقوله: (فيقول: أَخِّروهما) عن الغفران حتى يصطلحا، وفيه دلالة أن التهاجر أعظم الذنوب، وفيه ندب صوم هذين اليومين، وكالصوم الإكثار من الأعمال الصالحة فيهما لأن العلة عرض الأعمال وهو يقتضي الإكثار من صالح الأعمال فيهما، ويجتنب المهاجرة لعظم الإثم فيها. (حم (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 6807 - "كان أكثر صومه السبت والأحد، ويقول: هما يوما عيد المشركين، فأحب أن أخالفهم". (حم (صح) طب ك هق) عن أم سلمة". (كان أكثر صومه السبت والأحد) إن قلت كيف التلفيق بينه وبين ما قبله؟ قلت: هذه الأكثرية بالنسبة إلى ما عدا الإثنين والخميس كما أن الأكثرية في صوم يوم الخميس والإثنين بالنسبة إلى ما عدا السبت والأحد وله نظائر، وفيه أنه لا يكره صومهما، وزعم الحليمي أنه يكره ورد عليه بهذا. (ويقول: هما يوما عيد للمشركين) السبت لليهود والأحد للنصارى، وفيه أنها تزول كراهة إفراد السبت بالصوم الثابتة بالنص إذا ضم إليه الأحد، فعند الطبراني من حديث أبي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 329)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4804).

أمامة: "لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة ... " الحديث (¬1). (فأحب أن أخالفهم) بصومهما إن قيل إفرادهما بالصوم تعظيم لهما سيما واليهود يصوم يوم السبت؟. قلت: هم يرفهون عن أنفسهم فيهما وإن صاموا حتى وإنهم يدعون الأعمال ويريحون النفوس والأبدان عن الحركات، ولئن سلمنا فهو - صلى الله عليه وسلم - عظم اليومين معاً، ولا طائفة منهم تعظمهما معاً، بل كل طائفة تعظم يوماً لا غير، وأما تعظيم اليومين معا فلا، فالجمع بينهما فيه حصلت المخالفة للمشركين، وفيه أنه ينبغي مخالفة أهل الشرك في كل شيء وأن أهل الكتابين يسمون مشركين. (حم طب ك هق) (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف للصحة على أحمد، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، وصححه ابن حبان، وقال الشارح: قال الذهبي: منكر، ورواته ثقات، وذكره ابن حجر في بلوغ المرام بألفاظ متقاربة وعزاه للنسائي قال وصححه ابن خزيمة. 6808 - "كان أكثر دعوة يدعو بها: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار". (حم ق د) عن أنس (صح) ". (كان أكثر دعوة يدعو بها: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة) قيل: هي الكفاف من مطعم ومشرب، وملبس ومأوى وزوجة بلا سرف. (وفي الآخرة حسنة) رحمتك التي تدخلنا بها الجنة. (وقنا عذاب النار) قال الطيبي: إنما كان يكثر من هذا الدعاء؛ لأنه من جوامع الكلم التي [3/ 331] تحوز جميع الخيرات الدنيوية ¬

_ (¬1) انظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 198). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 323)، والنسائي في الكبرى (2/ 146)، وابن خزيمة (2167)، والطبراني في الكبير (23/ 402) (964)، والحاكم (1/ 602)، والبيهقي في السنن (4/ 303)، وابن حبان (8/ 381) (3661)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 3/ 198)، والتلخيص الحبير (2/ 216)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4803).

والأخروية، وبيان ذلك أنه كرر الحسنة ونكرها، وقد تقرر في علم البيان أن النكرة إذا أعيدت كانت الثانية غير الأولى، فالمطلوب بالأولى الحسنات الدنيوية من الاستقامة والتوفيق والوسائل التي بها اكتساب الطاعات بحيث تكون مقبولة عنده تعالى، وبالثانية ما يترتب عليها من الثواب والرضوان في العقبى. (حم ق د) (¬1) عن أنس)، وكان أنس يكثر الدعاء بها. 6809 - "كان بابه يُقْرَعُ بالأظافير". الحاكم في الكنى عن أنس (ض) ". (كان بابه) الذي يدخل عليه منه. (يُقْرَعُ) بتغيير صيغته يقرعه من يريد الدخول عليه ونحوه. (بالأظافير) مهابة له وتأدباً وتلطفاً في القرع، ولقرب المنزل من الباب، قال الزمخشري (¬2): ومن هذا وأمثاله تقتطف ثمرة أولو الألباب، وتقتبس محاسن الآداب، كما حكي عن أبي عبيد ومكانه من العلم والزهد، وثقة الرواية ما لا يخفى أنه قال: ما دققت باباً على عالم قط، حتى يخرج وقت خروجه، هذا وأما قول السهيلي: إنهم إنما قرعوه بالأظافيرة لأنه لم يكن للباب حلق، فردوه لأنهم إنما فعلوه إجلالاً وتوقيراً؛ نعم إن بعد الباب قرعه بما يسمع من داخل المنزل بحسب الحاجة. (الحاكم (¬3) في الكنى عن أنس) رمز المصنف لضعفه، ورواه البخاري في التاريخ وأبو نعيم عن يزيد عن عمير بن سويد عن أنس، قال فى الميزان: عن ابن حبان: عمير لا يجوز أن يحتج به، ورواه بلفظه البزار، قال الهيثمي: وفيه ضرار بن صرد ضعيف، ورواه البيهقي في الشعب عن أنس بلفظه: "إن أبوابه كانت تقرع بالأظافير". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 101)، والبخاري (6389)، ومسلم (2690)، وأبو داود (1519). (¬2) الكشاف (ص: 836). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب (1080)، والتاريخ (715)، والبيهقي في الشعب (1530)، والبزار كما في كشف الأستار (978)، وانظر الميزان (5/ 356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4805).

6810 - "كان تنام عيناه ولا ينام قلبه". (ك) عن أنس (صح) ". (كان تنام عيناه) كغيره. (ولا ينام قلبه) كغيره فيبقى إدراكه لما رد عليه كإدراكه في اليقظة ورؤياه وحي إن قيل: قد نام في الوادي حتى فاتته الصلاة ولو كان قلبه يقظاناً لما فاتته، أجيب: بأنه يجوز أن إدراك الوقت من خواص العين ورؤيتها لا القلب وقيل بل لأن قلبه كان مستغرقا حينئذ بالوحي. (ك) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم على شرط مسلم ورده الذهبي بأنه من رواته يعقوب بن محمَّد الزهري ويعقوب لم يخرج له مسلم. 6811 - "كان خاتمه من ورق، وكان فصّه حَبَشِيًّا". (م) عن أنس (صح) ". (كان خاتمه من ورق) بكسر الراء: فضة. (وكان فصّه حَبَشِيًّا) بالمهملة فمعجمة بعد الموحدة نسبة إلى الحبشة يحتمل أنه أراد به الجزع أو العقيق لأنه معدنهما الحبشة أو اليمن أو نوعا آخر ينسب إليهما، وذكر ابن البيطار في المفردات أنه صنف من الزبرجد، وفيه سنية اتخاذ الخاتم الفضة وكأنه غير الخاتم الذي كان فيه نقش اسمه - صلى الله عليه وسلم - كما يدل له الحديث الثاني أي للتعدد. (م) (¬2) عن أنس) وفي لفظ عنده "كان يجعل فصه مما يلي كفه". 6812 - "كان خاتمه من فضة فصه منه". (خ) عن أنس (صح) ". (كان خاتمه من فضة فصه منه) قيل: الضمير للخاتم والمراد أنه متصل به لا منفصل عنه وكأن هذا القائل يريد أنه الأول وأن كلمة من تبعيضية. قلت: والأظهر أن الضمير للفضة ذكر باعتبار المذكور وذلك للبعد أن الفص منفصل عن الخاتم حتى يحمل على أنه أريد ذلك، قيل وهو الذي كان ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 468)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4806)، والصحيحة (3557)، وأخرجه مسلم (763) من حديث ابن عباس. (¬2) أخرجه مسلم (2094).

بيد أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم سقط عليه في بئر أريس (خ) (¬1) عن أنس) ذكره في باب اللباس. 6813 - "كان خلقه القرآن" (حم م د) عن عائشة (صح) ". (كان خلقه القرآن) بالخاء المعجمة مما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده إلى غير ذلك، وقال القاضي: كان خلقه جميع ما حصل في القرآن من كل ما استحسنه وأثنى عليه ودعا إليه فقد تحلى به، وكلما استهجنه ونهى عنه تجنبه، وتخلى عنه فكان القرآن بيان خلقه. (حم م د) (¬2) عن عائشة) ووهم الحاكم فاستدركه. 6814 - "كان (¬3) رأيته سوداء، ولواؤه أبيض" (هـ ك) عن ابن عباس (صح) ". (كان (¬4) رأيته) التي تسمى العقاب كما قاله ابن القيم. (سوداء) غالب لونها السواد بحيث يرى من بعد سوداء لا أنها خالصة السواد ذكره القاضي والطيبي، وفي أبي داود أنها كانت صفراء، قال الحافظ: يجمع بينهما باختلاف الأوقات، وفي العلل للترمذي أنها مربعة. (ولواؤه أبيض) قال ابن القيم (¬5): وربما جعل فيه السواد والراية للعلم الكبير واللواء للعلم الصغير [3/ 332] فالراية هي التي يتولاها صاحب الحرب، ويقاتل عليها وإليها يميل المقاتلة واللواء علامة كبكبة الأمير، تدور معه حيث دارت، وقال ابن العربي: اللواء ما يعقد في طرف الرمح، وتكون عليه والراية ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح، وفيه ندب ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5870). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 216)، ومسلم (746)، وأبو داود (1342). (¬3) هكذا جاء في الأصل والصواب كما في الفيض (كانت رأيته). (¬4) هكذا جاء في الأصل والصواب كما في الفيض (كانت رأيته). (¬5) زاد المعاد (3/ 582).

ذلك للأمراء في الحروب، وهل هو أصلي أم من زمنه - صلى الله عليه وسلم - فيما أخرجه أبو يعلى بسند ضعيف عن أنس أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله أكرم أمتي بالألوية" (¬1) ما يشعر أنه خاص بها. (هـ ك) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته ورده الذهبي بأن فيه يزيد بن حبان أخو مقاتل بن حبان وهو مجهول الحال، وقال البخاري: عنده غلط ظاهر، ورواه الطبراني من هذا الوجه، وزاد فيه مكتوب عليه "لا إله إلا الله محمَّد رسول الله". 6815 - "كان ربما اغتسل يوم الجمعة وربما تركه أحياناً" (طب) عن ابن عباس (صح) ". (كان ربما اغتسل يوم الجمعة وربما تركه أحياناً) ففيه دليل أنه غير واجب وتقدمت عدة أحاديث في تأكيد سنيته بل في إيجابه، وهذا الحديث لا يقاومها، قيل: وفي قوله أحيانا دليل أن تركه هو الأقل. (طب) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه محمَّد بن معاوية النيسابوري وهو ضعيف لكنه صدوق. 6816 - "كان ربما أخذته الشقيقة فيمكث اليوم واليومين لا يخرج". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن بريدة (ض) ". (كان ربما أخذته الشقيقة) بمعجمة فقافين بينهما تحتية وهي وجع أحد شقي الرأس. (فيمكث) يلبس في منزله. (اليوم واليومين لا يخرج) لصلاة ولا لغيرها، ¬

_ (¬1) عزاه الحافظ في فتح الباري (6/ 127) إلى أبي يعلى وقال: سنده ضعيف، وانظر: ميزان الاعتدال (2/ 423). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2818)، والحاكم (3/ 215)، والطبراني في الكبير (2/ 22) (1161)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4812). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 242) (12999)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 175)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4467): موضوع.

قال بعضهم: الشقيقة في شرايين الرأس وحدها، وتختص بالموضع الأضعف من الرأس وعلاجه شد العصابة، ولذا كان - صلى الله عليه وسلم - إذا أخذته عصب رأسه، وذكر ذلك ليتأسى به الأليم من الأمة. (ابن السني وأبو نعيم (¬1) في الطب عن بريدة) رمز المصنف لضعفه. 6817 - "كان ربما يضع يده على لحيته في الصلاة من غير عبث". (عد هق) عن ابن عمر (ض) ". (كان ربما يضع يده على لحيته في الصلاة) ظاهره إذا كان لحاجة لقوله: (من غير عبث) لأنه جائز ولا ينافي الخشوع، وأما حديث أنه - صلى الله عليه وسلم - "رأى رجلاً يعبث في الصلاة بلحيته فقال: أما هذا فلو خشع قلبه لخشعت جوارحه" (¬2) فهو واضح أنه في العبث. (عد هق) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وفيه عيسى بن عبد الله الأنصاري قال في الميزان عن ابن حبان: لا ينبغي أن يحتج بما انفرد به، ثم ساق له هذا الخبر. 6818 - "كان رحيما بالعيال". الطيالسي عن أنس (صح) ". (كان رحيمًا) رقيق القلب متفضلاً محسناً. (بالعيال) بمن يعوله ويمونه، وقد سردت صفات معاملته لأهله في شمائله - صلى الله عليه وسلم -. (الطيالسي (¬4) عن أنس) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (170)، وفي الطب (ق 22/ أ)، وأبو نعيم في الطب (240)، والحاكم (3/ 39)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4466) (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 172)، قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 401): وسنده ضعيف وأنه من قول سعيد بن المسيب رواه ابن أبي شيبة في المصنف (6787) وفيه راوٍ لم يسم وقال الألباني في الإرواء (373): موضوع. وقال العراقي في طريح التثرب (3/ 157): وقد تتحرك اليد مع وجود الخشوع. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 253)، والبيهقي في السنن (2/ 265)، وانظر الميزان (5/ 381)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4468)، والضعيفة (4237). (¬4) أخرجه الطيالسي (2115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4814).

المصنف لصحته وقال الشارح: لحسنه. 6819 - "كان رحيما، وكان لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له إن كان عنده". (خد) عن أنس (ض). (كان رحيماً) بكل أحد من العباد، وفي لفظ لمسلم وأبي داود "كان رحيماً رقيقاً" (¬1) ولذا عما عن أهل مكة وقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، ولا ينافيه أنه نبي الملحمة؛ لأنه كان رحمة للعاملين حتى من قتله من الكفار فقد خفف عنه العذاب بتعجيله إذ طول بقاءه لا يحمل إلا المعاصي التي بها زيادة عذابه. (وكان لا يأتيه أحد إلا وعده) إن جاء طالباً ولم يكن مطلوبه عنده، وفي الترمذي "أنه جاءه سائل فقال: ما عندي شيء ولكن ابتع علي فإذا جاءنا شيء قبضته فقال عمر: يا رسول الله قد أعطيته، فما كلفك الله ما لا تقدر عليه فكره قول عمر فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق ولا تخش من ذي العرش إقلالا فتبسم فرحاً بقول الأنصاري، وعرف في وجهه السرور، وقال بهذا أمرت" (¬2)، (وأنجز له إن كان عنده) كأن المعنى وأنجز له؛ لأن الإنجاز مقابل العدة. (حل) (¬3) (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال: روى البخاري الجملة الأولى منه. 6820 - "كان شديد البطش". ابن سعد عن محمَّد بن علي مرسلاً ". (كان شديد البطش) قد أعطي قوة أربعين في البطش والجماع، وفي نجر عن علي عند أبي الشيخ "كان أشد الناس بطشاً" وفي مسلم عن البراء "لكنا والله إذا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (674). (¬2) أخرجه الضياء في المختارة (88)، والخرائطي فيما مكارم الأخلاق (1/ 118). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (278)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4815). (¬4) هكذا جاء الأصل.

حمى البأس نتقي به، وإن الشجاع منا الذي يحاذى به" (¬1) وشدة البطش من كمال الخلقة والقوة. (ابن سعد (¬2) عن محمَّد بن علي مرسلاً) ورواه أبو الشيخ من رواية أبي جعفر معضلاً. 6821 - "كان طويل الصمت" قليل الضحك". (حم) عن جابر بن سمرة (ح) ". (كان طويل [3/ 333] الصمت) لا ينطق إلا في حاجة، صمته تفكر. (قليل الضحك) إن ضحك ضحك تبسماً وإن استغرق في الضحك بدت نواجذه. (حم) (¬3) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير شريك وهو ثقة. 6822 - "كان فراشه نحوا مما يوضع للإنسان في قبره، وكان المسجد عند رأسه". (د) في بعض آل أم سلمة (ح) ". (كان فراشه) في يقظته ونومه. (نحوا مما يوضع للإنسان في قبره) كأن المراد أنه كان مقدار فراشه مقدار اللحد لا يزيد على قدر بدنه. (وكان المسجد عند رأسه) أي مسجده - صلى الله عليه وسلم - يجعله من تلقاء رأسه، قال حجة الإِسلام: فيه إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يتذكر بنومه أنه مضطجع في اللحد كذلك وحيدا فريدا ليس معه إلا عمله ولا يجزى إلا بسعيه وأنه لا ينبغي أن يستجلب النوم بوطائه ومهاده. (د) (¬4) عن بعض آل أم سلمة) رواه في اللباس، وأخرجه ابن ماجة في الصلاة، ورمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1776). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 419)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4469)، والضعيفة (4222): ضعيف جداً. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 86، 88)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4822). (¬4) أخرجه أبو داود (5044)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4472).

6823 - "كان فراشه مِسْحا". (ت) في الشمائل عن حفصة (ح) ". (كان فراشه) الذي يقعد عليه ويرقد. (مِسْحاً) بكسر الميم فسكون المهملة ثم مهملة قال في شرح الشمائل: فراش خشن من صوف، وتمام الحديث عند مخرجه الترمذي يثنيه ثنيتين فينام عليه، فلما كان ذات ليلة. قلت: لو ثنيته أربع ثنيات كان أوطأ فثنيناه له أربع ثنيات، فلما أصبح قال: ما فرشتموه الليلة، قلنا هو فراشك إلا ما ثنيناه أربع ثنيات، قلنا هو أوطأ لك، قال ردوه كحاله الأول، فإنه منعني وطاؤه صلاتي الليلة". (ت) (¬1) في الشمائل عن حفصة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس بجيد، فقد قال العراقي: إنه منقطع. 6824 - "كان فرسه يقال له: "المُرْتَجِزُ" وناقته: "القصواء" وبغلته: "الدُّلدُلُ" وحماره: "عُفَيْرُ "ودرعه: ذات الفضول" وسيفه: "ذو الفقار". (ك هق) عن علي" (صح). (كان فرسه) يطلق على الذكر والأنثى. (يقال له) أي يسمى ويدعى. ("المُرْتَجِزُ") اسم فاعل بالجيم والزاي، قال في القاموس (¬2): المرتجز من المُلاءَة فرس النبي - صلى الله عليه وسلم - سمي به لحسن صهيله اشتراه من سواد بن الحارث بن ظالم، قال ابن القيم: كان أشهب. (وناقته) يقال لها: ("القصواء") بفتح القاف والمد، قيل: هي العضباء أيضاً، وقيل: غيرها. (وبغلته: "الدُّلدُلُ") بمهملتين بزنة قنفذ، قيل: سميت به؛ لأنها تضطرب في مشيتها من شدة الجري، يقال: دلدل في الأرض: ذهب. (وحماره) يقال لها (عُفَيْرُ) بالمهملة والفاء والراء آخره، مصغر أعفر. (ودرعه) يقال له: (ذات الفضول) جمع فضل بالفاء والمعجمة. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي في الشمائل (314)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4471)، وقال في الضعيفة (4223): ضعيف جداً. (¬2) القاموس: (2/ 176).

(وسيفه) يقال له: ("ذو الفقار") قال في القاموس (¬1): بالفتح سيف العاص بن منبه قُتل يوم بدر كافراً فصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم صار إلى علي عليه السلام وفي هذا دليل على ندب تسمية ما يختص به الإنسان من الحيوانات والجمادات وكان عدة خيله أربعاً وعشرين. (ك هق) (¬2) عن علي) رمز المصنف لصحته. 6825 - "كان فيه دعابةُ قليلةُ". (خط) وابن عساكر عن ابن عباس". (كان فيه دعابةُ) بضم المهملة. (قليلةُ) مزاح يسير، قال الزمخشري (¬3): الدعابة كالمزاحة، ودعب يدعب كمرح يمرح، وفي المصباح (¬4): دعب يدعب كمرح يمرح لفظاً ومعنى، والدعابة بالضم اسم لما يستملح جليله، وفيه ندب ذلك وأنه لا يحط من قدر ذي الشأن، وتقدم شيء من مزاحه في الجزء الأول في شرح "إني لأمزح ولكن لا أقول إلا حقا" ونحوه. (خط) وابن عساكر (¬5) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه. 6826 - "كان قراءته المدُّ، ليس فيها ترجيعُ". (طب) عن أبي بكرة (ح) ". (كان قراءته) للقرآن. (المدُّ) وفي لفظ "كان قراءته مدًّا" قال القاضي: أي ذا مد يمد ما كان في قراءته من حروف المد واللين. (ليس فيها ترجيعٌ) بأن يمد غير المدود، ويهمز غير المهموز، كذا قال الشارح وفي النهاية (¬6): الترجيح ترديد القراءة، ومنه ترجيع الأذان، وقيل: هو تقارب ضروب الحركات في الصوت، ¬

_ (¬1) القاموس: (ص: 588). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 665)، والبيهقي في السنن (10/ 26)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4473). (¬3) الفائق في غريب الحديث (1/ 425). (¬4) المصباح المنير (1/ 194). (¬5) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 320)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 217) مختصره) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4475). (¬6) النهاية (2/ 134).

وقد عارضه حديث صفة قراءته يوم الفتح أنه كان يرجع فقيل ذلك حيث كان راكباً بحركة مركوبه به وتقدم في حرف الهمزة مع القاف ذم من رجعه ترجيع الغناء وفي شرح الشمائل المد إشباع الحروف الذي بعد ألف أو واو أو ياء من غير إفراط في ذلك، والترجيع هنا تقارب ضروب الحركات في الصوت. (طب) (¬1) عن أبي بكرة) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: ليس كما ظن فقد قال الهيثمي وغيره: [3/ 334] فيه عمرو بن دحية وهو ضعيف، وقال مرة أخرى: فيه من لم أعرفه، وفي الميزان: عمر المذكور تفرد به وهو متهم بالوضع. 6827 - "كان قميصه فوق الكعبين، وكان كمه مع الأصابع". (ك) عن ابن عباس (صح) ". (كان قميصه) في طوله. (فوق الكعبين) إلى أنصاف ساقيه كما في رواية. (وكان كمه) أي القميص. (مع الأصابع) أصابع اليدين مساوياً لها لا يطول عليها، قال ابن القيم (¬2): وهذه الأكمام التي هي كالإخراج لم يلبسها هو ولا أصحابه البتة، وكما هي مخالفة لسنته في جوازها نظر؛ لأنها من الخيلاء. (ك) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 6828 - "كان كُمُّ قميصه إلى الرُّسْغِ". (د ت) عن أسماء بنت يزيد (ح) ". (كان كُمُّ قميصه) في قدره. (إلى الرُّسْغِ) بالراء مضمومة ثم بالمهملة فالمعجمة وهو ما بين الكف إلى الساعد، وفي القاموس (¬4): الرسغ بالضم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4747)، وابن عدي في الكامل (7/ 83)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 266، 7/ 169)، والميزان (7/ 137)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4476) موضوع. (¬2) زاد الميعاد (1/ 34). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 217)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4477). (¬4) القاموس (3/ 106).

وبضمتين الموضع المستدق بين الحافر وموصل الوظيف من اليد والرجل أو مفصل ما بين الساعد والكف والساق والقدم، وجمع بين هذا وما قبله بأنه كان يلبس هذا في السفر؛ لأنه أعون على سرعة الحركة والبطش (د ت) (¬1) عن أسماء بنت يزيد) رمز المصنف لحسنه، قال العراقي: فيه شهر بن حوشب مختلف فيه، وجزم غيره بضعفه. 6829 - "كان كثيراً ما يُقَبِّلُ عُرْفَ فاطمةَ". ابن عساكر عن عائشة". (كان كثيرا ما يُقَبِّلُ عُرْفَ فاطمةَ) بضم المهملة وسكون الراء ففاء، قيل: (أعلا الرأس) مأخوذ من عرف الديك. قلت: لم يذكره النهاية (¬2) ولا القاموس (¬3) بهذا المعني بل ذكر من معانيه شعر عنق الفرس فيحتمل أن المراد هنا الرقبة وقد جاء في غيره أنه كان يمص لسانها وذلك من حبه لها وكرامتها عليه. (ابن عساكر (¬4) عن عائشة) سكت عليه المصنف. 6830 - "كان له بُرْدٌ يلبسه في العيدين والجمعة". (هق) عن جابر". (كان له بُرْدٌ) بضم فسكون زاد في رواية: أخضر. (يلبسه في العيدين والجمعة) تجملا به، وكان يتجمل به لوفود العرب أيضاً، قال الغزالي (¬5): وكأن هذا عبادة؛ لأنه مأمور بدعوة الخلق وترغيبهم في الاتباع واستمالة قلوبهم، ولو سقط عن أعينهم لم يرغبوا في اتباعه، فكان يجب عليه أن يظهر لهم محاسن أحواله لئلا تزدريه أعينهم، فإن أعين العوام تمتد إلى الظاهر، وأخذ منه الرافعي أنه يسن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4027)، والترمذي (1765)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4479). (¬2) النهاية (3/ 442). (¬3) القاموس (ص 1081). (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 273)، وانظر فيض القدير (5/ 174)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4478). (¬5) الإحياء (3/ 300).

للإمام أن يزيد يوم الجمعة في الهيئة واللباس ويتعمم ويرتدي، وأيده ابن حجر بخبر الطبراني عن عائشة "كان له ثوبان يلبسهما في الجمعة فإذا انصرف طويناهما إلى مثله" (¬1). (هق) (¬2) عن جابر) ورواه عنه أيضاً ابن خزيمة في صحيحه. 6831 - "كان له جَفْنَةٌ لها أربعُ حِلَقٍ". (طب) عن عبد الله بن بسر (ض) ". (كان له جَفْنَةٌ) قال الشارح: بضم الجيم وفتحها، وفي القاموس (¬3): ما تفيد أنه بالفتح لا غير هي القصعة التي يؤكل فيها الطعام. (لها أربعُ حِلَقٍ) بفتح المهملة وكسرها، وكانت معدة للأضياف. (طب) (¬4) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة رمز المصنف لضعفه. 6832 - "كان له حَرْبةٌ يمشي بها بين يديه، فإذا صلى ركزها بين يديه". (طب) عن عصمة بن مالك (ح) ". (كان له حَرْبةٌ) بفتح المهملة وسكون الراء: رمح صغير يشبه العكاز. (يمشي بها بين يديه) إعدادا لها للحاجة التي منها. (فإذا صلى) ظاهره في مسجد أو غيره. (ركزها بين يديه) سترة قيل: وذلك إذا كان في غير محل مبني وكان له حراب غيرها، وفيه إن إعداد ذلك سنة، وظاهر الركز أنه بطولها. (طب) (¬5). عن عصمة بن مالك) رمز المصنف لحسنه، وقال الشارح: إنه قال الهيثمي: وغيره: إنه ضعيف جزم به ولم يوجهه. ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (2/ 498). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 247)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4480). (¬3) القاموس (4/ 209). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير كما في الكنز (18182)، وأخرجه أبو داود (3773)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (615)، وانظر فيض القدير (5/ 174)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4828) وانظر السلسلة الصحيحة (2105). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 183) (485)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4481).

6833 - "كان له حمارٌ اسمه "عُفَيْرُ" (حم) عن علي (طب) عن ابن مسعود (ح) ". (كان له حمارٌ اسمه "عُفَيْرُ" تقدم ضبطه وأنه بالمهملة وضبطه عياض بالمعجمة ووهموه في ذلك وأنه تصغير أعفر كسويد تصغير أسود، والعفرة: حمرة يخالطها بياض، قال ابن حجر: وهو غير الحمار الذي يقال له: يعفور، وقيل: بل هما واحد والأول أصح لأن عفيرا أهداه له المقوقس ويعفور أهداه له فروة بن عمر، وقيل بالعكس ذكره الدمياطي، وقال ابن القيم (¬1): كان له حمار أشهب أهداه له المقوقس ملك القبط، وحمار آخر أهداه له فروة الجذامي. (حم عن علي، طب (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه وقد قال الهيثمي: إسناده حسن. 6834 - "كان له خِرْقَةٌ يَتَنَشَّفُ بها بعد الوضوء". (ت ك) عن عائشة" (صح). (كان له خِرْقَةٌ يَتَنَشَّفُ بها بعد الوضوء) فقيل إن التنشيف بعد الوضوء لا بأس به، وقيل: إنه مكروه لما ورد من أن ميمونة أتته بمنديل فرده، وبما أخرجه الترمذي من أن ماء الوضوء يوزن، وأجاب الأولون بأنها [3/ 335] واقعة حال يتطرق إليها الاحتمال، وبأنه إنما رده مخافة مصيره عادة ومنع دلالته على الكراهة، فإنه لولا أنه كان يتشنف لما أتته به وإنما رده لعذر كاستعجال أو لشيء رآه فيه من وسخ أو تغيير ريح، وأما نفض اليد من ماء الوضوء فقد ورد في حديث ضعيف "لا تنفضوا أيديكم فإنها مراوح الشيطان" قال ابن الصلاح والنووي: لم أجده، وقد أخرجه ابن حبان في الضعفاء وابن أبي حاتم في ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 128). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 111) عن علي، والطبراني في الكبير (10/ 148) (10274) عن ابن مسعود، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4829).

العلل (¬1). (ت ك) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وهو عجيب فقد قال الترمذي: بعد إخراجه: ليس بالقائم ولا يصح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه شيء، وفيه أبو معاذ سليمان بن أرقم (¬3) ضعيف عندهم، قال يحيى: أبو معاذ هذا لا يساوي فلساً، والبخاري: منكر الحديث، والنسائي: متروك، وابن حبان: يروي الموضوعات وينفرد بالمعضلات ولا يجوز الاحتجاج به، وجزم بضعف الحديث ابن القيم في الهدى وعلله بأن سليمان فيه، وابن حجر في تخريج أحاديث الهداية. 6835 - "كان له سُكَّةٌ يتطيب منها". (د) عن أنس (ح) ". (كان له سُكَّةٌ) بضم المهملة وتشديد الكاف في القاموس (¬4): السكُ بالضم إنه طيب يتخذ من الرامك كصاحب شيء أسود يخلط بالمسك مدقوقا منخولا معجونا بالماء، ويعرك شديداً، ويمسح بدهن الخيرى لئلا يلصق بالإناء ويترك ليلة ثم يسحق المسك ويلقمه ويعرك شديدا ويقرص ويترك يومين ثم يثقب بمسلة وينظم في خيط قنب ويترك سنة وكلما عتق طابت رائحته، انتهى ولم يذكر أنه بالتاء. (يتطيب منها) وفيه سنة العناية في الطيب وأنه لا ينافي الزهادة. (د) (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي (1029)، وابن أبي حاتم في العلل (1/ 36 رقم 73)، وابن حبان في المجروحين (1/ 203) وابن الجوزي في العلل (1/ 348) وانظر: البدر المنير (2/ 263، 265) والتلخيص الحبير (1/ 296) والفتح (1/ 362 - 363) وقال الألباني في السلسلة الضعيفة (903): موضوع. (¬2) أخرجه الترمذي (53) والحاكم (1/ 256) والبيهقي في السنن (1/ 185) وانظر الدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 55) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4830) والصحيحة (2099). (¬3) انظر المغني (1/ 277)، وضعفاء النسائي (1/ 48)، وابن الجوزي (2/ 16). (¬4) القاموس (3/ 306). (¬5) أخرجه أبو داود (4162)، والترمذي في الشمائل (425)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4831).

عن أنس) رمز المصنف لحسنه ورواه الترمذي عن أنس أيضاً في الشمائل. 6836 - "كان له سيفُ مُحلِّى: قائمته من فضة، ونعله من فضة، وفيه حِلقُ من فضة، وكان قوس يسمى: "ذا السداد" وكان له كنانة تسمى: "ذا الجُمَع" وكان له ذِراع مُوشحةُ بنحاس تسمى: "ذات الفضول" وكان له حَربة تسمى: "النَّبعاء" وكان له مِجنٌّ يسمى: "الذَّقَنُ" وكان له فرسٌ أشقر يسمى: "المُرْتَجِز" وكان له فرسٌ أدهم يسمى: "السّكْب" وكان له سَرْجٌ يسمى: "الدَّاج" وكان له بغلة شهباء تسمى: "دلدل" وكان له ناقة تسمى: "القصواء" وكان له حمار يسمى: "يعفور" وكان له بساط يسمى: "الكَزَّ" وكان له عَنَزةٌ تسمى: "النَّمِرَ" وكان له رَكوةٌ تسمى: "الصادر" وكان له مرآة تسمى: "المُدِلّةُ" وكان له مقراض يسمى: "الجامع" وكان له قضيب شوحظ يسمى: "الممشوق". (طب) عن ابن عباس". (كان له سيفٌ مُحلِّى: قائمته) أي مقبضه (من فضة، ونعله من فضة) في القاموس (¬1): إنه حديدة في أسفل غمد السيف. (وفيه حِلقٌ من فضة) وكان يسمى ذا الفقار؛ لأن فيه حفر متساوية، قال الأصمعي: دخلت على الرشيد فقال: أريكم سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذو الفقار فجاء به فما رأيت سيفا أحسن منه، إذا نصب لم ير فيه شيء، وإذا بطح عد فيه سبع فقر، وإذا صفيحته يمانية يحار الطرف فيه من حسنه. (وكان له قوس تسمى) بالمثناة الفوقية بضبط المصنف. ("ذا السداد") بالمهملات الاستقامة، سمي به تفائلا بإصابة ما يرمى عنها. (وكان له كنانة) للسهام في القاموس (¬2): كنانة السهام بالكسر جعبة من جلد لا خشب فيها أو بالعكس. (تسمى: "ذا الجُمَع") بفتح الجيم فيما قوبل على خط المصنف، أي لجمع السهام وقال الشارح: إنه بضمها بضبط المصنف. "وكان ¬

_ (¬1) انظر: القاموس (ص: 1374). (¬2) انظر القاموس 4/ 264.

له دِرْعٌ مُوشحةٌ تسمى: "ذات الفضول") بالمعجمة قال في النهاية (¬1): بفضلة كان فيها وسعة. (وكان له حَربة تسمى: "النَّبعاء") بالنون المفتوحة ثم الباء الموحدة الساكنة فعين مهملة وألف ممدودة مهموزة. (وكان له مِجنٌّ) بكسر الميم وسكون الجيم ترس. (يسمى: "الذَّقَنُ") تقدم ضبطه بفتح الذال المعجمة والقاف، ضبط كذا فيما قوبل على خط المصنف. (وكان له فرسٌ أشقر يسمى: "المُرْتَجِز") تقدم ضبطه وأنه سمي بذلك لحسن صوته. (وكان له فرسٌ أدهم أسود يسمى: "السّكْب") بفتح المهملة وسكون الكاف، قال الزمخشري (¬2): سمي به لأنه كثير الجري، وأصل السكب الصب فاستعير لشدة جريه، وكان أغر محجلاً طلق اليمين وهو أول ما ملكه، وأول فرس غزا به. (وكان له سَرْجٌ يسمى: "الدَّاج") لم أر من تكلم عليه. (وكان له بغلة تسمى: "دلدل") تقدم ضبطها، قيل: لم يرو أنها كانت له بغلة غيرها، وفي الهدي إنه كانت له بغلة أخرى يقال لها فضة، وذكر بغلتين غيرهما فكانت أربعاً. (وكانت له ناقة تسمى: "القصواء") تقدم ضبطها، وفي النهاية (¬3) القصواء الناقة التي قطع طرف أذنها، ولم تكن ناقة النبي - صلى الله عليه وسلم - قصواء وإنما هذا لقب لها وأطال في ذكرها [3/ 336] ورد من نوقه - صلى الله عليه وسلم - وهل هي واحد تعددت أسماؤها أم نوق كثيرة. (وكان له حمار يسمى: "يعفور") وهو غير عفير والحديث الذي يذكر أنه حين فتح خيبر وجده وكلمه - صلى الله عليه وسلم - بكلام كثير وبقي معه وكان يرسله إلى أصحابه - صلى الله عليه وسلم - فيقرع الباب على الصحابي برأسه فيخرج فيومئ إليه أنه يجيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه لما مات - صلى الله عليه وسلم - تردى في بئر جزعا عليه، قال ابن حبان: إنه خبر باطل وإسناده ¬

_ (¬1) النهاية (3/ 456). (¬2) الفائق في غريب الحديث (2/ 190). (¬3) النهاية (4/ 75).

ليس بشيء وقال ابن الجوزي لعن الله واضعه (¬1). (وكان له بساط يسمى: "الكَزَّ") بزاي معجمة بخط المصنف، وفي الهدي النبوي فسطاط، وقال شارح الجامع: من رواه كذلك تصحيف. (وكانت له عَنَزةٌ) بفتح المهملة والنون فزاي: حربة صغيرة. (تسمى: "النِّمِرَ") بالنون مكسورة. (وكان له رَكوةٌ) بالراء المفتوحة وسكون الكاف: هي إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء كما في النهاية (¬2). (تسمى: "الصادر") لأنه يصدر عنها بالري (وكان له مرآة تسمى: "المُدِلّةُ") بضم الميم وكسر المهملة. (وكان له مقراض يسمى: "الجامع") كأنه من أسماء الأضداد وإلا فهو الذي يفرق الشعر والظفر عن البدن. (وكان له قضيب) فعيل بمعنى مفعول أي مقضوب مقطوع من شجرة. (شوحظ) أي من شوحظ فالإضافة بمعنى من. (يسمى "الممشوق"). (طب) (¬3) عن ابن عباس سكت المصنف عليه وقال الهيثمي: فيه علي بن عروة متروك، وقال شيخه العراقي: إن علي بن عروة الدمشقي أحد رجاله نسب إلى الوضع، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 6837 - "كان له فرسٌ يقال له: "اللَّحيفُ"". (خ) عن سهل بن سعد (صح) ". (كان له فرسٌ يقال له: "اللَّحيفُ") بالحاء المهملة والخاء المعجمة والتكثير والتصغير، وقيل إنه بالجيم، وعلى كونه بالمهملة هو فعيل بمعنى فاعل كأنه لطول ذنبه يلحف الأرض يغطيها به، وبالخاء المعجمة رواه البخاري، قال في ¬

_ (¬1) انظر: ابن حبان في المجروحين (2/ 108) والميزان (4/ 34) واللسان (5/ 376). (¬2) انظر: النهاية (2/ 634). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 111) (11208)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 272)، والمجروحين (2/ 108)، والموضوعات (1/ 214)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4482)، والضعيفة (4225): موضوع.

النهاية (¬1): ولم نتحققه. (خ) (¬2) عن سهل بن سعد) ذكر الواقدي أنه أهداها له سعد بن البراء، وقيل: ربيعة بن البراء. 6838 - "كان له فرسٌ يقال له: "الظَّرِبُ" وآخر يقال له: "اللِّزازُ"". (هق) عنه (صح) ". (كان له فرسٌ يقال له: "الظَّرِبُ") بفتح المعجمة وكسر الراء وموحدة وهو الجبل الصغير شبه به الفرس لقوته، ويقال: ظربت حوافر الدابة أي اشتدت وصلبت كما في النهاية (¬3). (وآخر يقال له: "اللِّزازُ") بلام مكسورة، ثم زائين بينهما ألف في النهاية (¬4) سمي به لشدة تلوزه واجتماع خلقه ولزنة الشيء لصوبه كأنه يلتزق بالمطلوب بسرعته. (هق) (¬5) عنه أي عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: لحسنه. 6839 - "كان له قَدَحٌ قواريرُ يَشربُ فيه". (هـ) عن ابن عباس (ض) ". (كان له قَدَحٌ قواريرُ) أي من زجاج جمع قارورة سمي بذلك؛ لأنه يقر فيها الشراب، قال في المشارق: إناء يسع ما يروي رجلين وثلاثة، وقال ابن الأثير (¬6): هو إناء بين إناءين لا كبير ولا صغير يشرب فيه أهداه إليه النجاشي. (هـ) (¬7) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) النهاية (4/ 455). (¬2) أخرجه البخاري (2700). (¬3) انظر النهاية (2/ 102). (¬4) انظر النهاية (4/ 25). (¬5) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 25)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 261)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4483)، والضعيفة (4226). (¬6) النهاية (4/ 39). (¬7) أخرجه ابن ماجة (3435)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4485) والسلسلة الضعيفة (4228).

6840 - "كان له قَدَحٌ من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل" (د ن ك) عن أمية بن رقية (ح) ". (كان له قَدَحٌ من عيدان) بفتح المهملة وسكون المثناة من تحت وفتح المهملة جمع عيدانه وهي النخلة السحوق المتجردة. (تحت سريره) توضع تحته، وقال ابن قتيبة: إنه كان سريره خشبات مشدودة بالليف بيعت في زمن بني أمية بأربعة آلاف درهم. (يبول فيه بالليل) ولا يعارض هذا ما عند الطبراني في الأوسط (¬1) بإسناد قال العراقي: جيد "لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول" لأن المراد بانتقاعه طول مكثه، وما في الإناء لا يطول مكثه بل يريقه الخدم في الحال، ثم يعود تحت السرير لما يحدث، قال الولي العراقي: والظاهر أن هذا كان قبل اتخاذ الكنيف في البيوت، وأما بعد اتخاذها فإنه يبول فيها من ليل أو نهار. (د ن ك) (¬2) عن أميمة بن رقيقة) بالتصغير فيهما رمز المصنف لحسنه وحسنه النووي. 6841 - "كان له قَصْعَةٌ يقال لها: "الغراء" يحملها أربعة رجال". (د) عن عبد الله بن بسر (ح) ". (كان له قَصْعَة) بفتح القاف وفي المصباح (¬3): بالفتح معروفة عربية وقيل معربة. (يقال لها: "الغراء") تأنيث الأغر من الغرة البياض في الوجه وقيل غير ذلك. (يحملها أربعة رجال) لعظمها وكأن المراد عند امتلائها بالطعام وهذا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2077). (¬2) أخرجه أبو داود (24)، والنسائي (1/ 31)، والحاكم (1/ 272)، والبيهقي في السنن (1/ 99)، وابن أبي حاتم في الآحاد والمثاني (5/ 497 رقم 3342)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4832). (¬3) المصباح المنير (2/ 506).

بعض من الحديث [3/ 337] وفيه زيادة عند أبي داود. (د) (¬1) عن عبد الله بن بسر) رمز المصنف لحسنه. 6842 - "كان له مكحلة يكتحل منها كل ليلة: ثلاثة في هذه، وثلاثة في هذه". (ت هـ) عن ابن عباس (ح) ". (كان له مكحلة يكتحل منها كل ليلة) عند النوم. (ثلاثة في هذه) الإشارة إلى العين باعتبار معرفة ذلك بالسياق، والمراد اليمنى. (وثلاثة في هذه) اليسرى وهذا يبين ما أجمل في غيره من بيان الإيتار، قال البيهقي: وهذا أصح ما في الاكتحال وفي أحاديث أخر أن الإيتار بالنسبة إلى العينين. (ت هـ) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الترمذي: سألت عنه البخاري فقال: هو حديث محفوظ، وقال الصدر المناوي (¬3): فيه عباد بن منصور ضعفه الذهبي. 6843 - "كان له مِلْحفةٌ مصبوغة بالوَرْسِ والزعفران يدور بها على نسائه، فإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء، وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء، وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء". (خط) عن أنس (ض) ". (كان له مِلْحفةٌ) قيل: بكسر الميم الملاءة التي تلتحف بها المرأة، وفي القاموس (¬4): بكسر الميم ما يلتحف به. (مصبوغة بالوَرْسِ) بالفتح فسكون آخره مهملة نبت أصفر يزرع باليمن ويصبغ به. (والزعفران يدور بها) أي يلبسها حتى يدور بها (على نسائه) كان ذلك للتجمل، وفيه حل لباس المزعفر، ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3773)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4833)، والصحيحة (2105). (¬2) أخرجه الترمذي (2048)، وابن ماجة (3499)، وانظر علل الترمذي (1/ 287)، وفيض القدير (5/ 108)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4486)، والضعيفة (1598): ضعيف جدًا. (¬3) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (4/ رقم 3590). (¬4) انظر القاموس (4/ 215).

ويعارضه حديث الشيخين "نهى أن يتزعفر الرجل" (¬1) وبه أخذ جماعة وقالوا: هذا الحديث لا يقاوم حديث الشيخين، وأما المورس فأخذ جماعة بجواز لبسه لهذا الحديث وغيره، فقد صح أنه كان يصبغ ثيابه بالورس حتى عمامته وألحقه جماعة بالمزعفر في الحرمة. (فإذا كانت) وجدت (ليلة هذه) الإشارة إلى ما في الذهن من إحدى نسائه (رشها (¬2) بالماء) قيل: لحر الحجاب فيقصد تبريدها، وقيل: بل بما مطيب تنشيطًا له في الوقاع. (وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء) (خط) (¬3) في ترجمة نوح القومسي (عن أنس بن مالك) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه محمَّد بن ليث قال الذهبي (¬4): لا يعرف، ونوفل بن إسماعيل قال الذهبي (¬5): منكر الحديث وعمارة بن زاذان (¬6) ضعفه الدراقطني وغيره. 6844 - "كان له مؤذنان: بلال وابن مكتوم الأعمى". (م) عن ابن عمر (صح) ". (كان له مؤذنان) يعني بالمدينة يؤذنان في وقت واحد. (بلال) مولى أبي بكر. (وابن أم مكتوم) اسمه عمرو بن قيس بن زائدة أو عبد الله بن زائدة شهر بكنيته واسم أم مكتوم عاتكة. (الأعمى) فيه أنه لا بأس بذكر مثل هذه الصفة تعريفاً لا تنقصاً، وكان له مؤذن ثالث أبو محذورة بمكة، ورابع سعد القرظ بقباء، وأذن له زياد بن الحارث الصدائي لكنه لم يكن راتبا، وفيه جواز أذان الأعمى، قال ابن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5508). (¬2) هكذا جاء في الأصل. (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 319)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4835)، والصحيحة (2101). (¬4) انظر المغني (2/ 558). (¬5) انظر المغني (2/ 558). (¬6) انظر الميزان (5/ 212)، وضعفاء ابن الجوزي (2/ 203).

حجر: روى الدارمي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر نحواً من عشرين رجلاً فأذنوا" (¬1). (م) (¬2) عن ابن عمر). 6845 - "كان لنعله قِبَالان". (ت) عن أنس (صح) ". (كان لنعله قِبَالان) بكسر القاف، والقبال زمام يجعل بين الأصابع الوسطى والتي تليها أي كان لكل واحدة من نعاله زمامان. (ت) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وقد أخرجه سلطان المحدثين في صحيحه فسبحان الله! 6846 - "كان من أضحك الناس وأطيبهم نفسا". (طب) عن أبي أمامة (ح) ". (كان من أضحك الناس) أي من أكثرهم ضحكاً أي تبسماً لما تقرر أنه كان ضحكه التبسم وهذا من مكارم أخلاقه - صلى الله عليه وسلم -. (وأطيبهم نفساً) كان طيب النفس منشرح الصدر متسع الخاطر قليل الاكتراث وهذه كلها صفات أولي الكمال والحلم. (طب) (¬4) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه لكن قال الهيثمي: إن فيه علي بن زيد الألهاني، ضعيف. 6847 - "كان من أفكه الناس". ابن عساكر عن أنس". (كان من أفكه الناس) من الفكاهة المزاحة أي من أمزح الناس إذا خلى وتقدم أنه كان يمزح ولا يقول إلا حقا وهو من كرم طباعه وحسن خلقه ولين ¬

_ (¬1) أخرجه الدارمي (1196). (¬2) أخرجه مسلم (380). (¬3) أخرجه البخاري (2940، 5519)، والترمذي (1772). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 208) (7838)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 17)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4487).

جانبه. (ابن عساكر (¬1) عن أنس) ورواه الطبراني وزاد "مع نسائه" قال العراقي: وفيه ابن لهيعة. 6848 - "كان مما يقول للخادم: ألك حاجةُ". (حم) عن رجل (ح) ". (كان مما يقول للخادم) أي خادمه أي كان من جملة خطابه له سؤاله هل له حاجة إلطاف بالخادم ففي الكلام حذف بقرينة السياق وما موصولة صفة لمحذوف ويقول صلتها والعائد محذوف أي يقوله، وقوله: (ألك حاجةٌ) مقول القول وفيه بيان لطف طباعه وكرم أخلاقه. (حم) (¬2) عن رجل) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، قال الشارح: والذي في مسند أحمد عن خادم النبي - صلى الله عليه وسلم -[3/ 338] رجل أو امرأة فما كان للمصنف الاقتصار على رجل لأن الخادم يطلق على الذكر والأنثى. قلت: والخطب هين لأنه صحابي على أي لفظ وقع ومعرفة عينه لا يشترط نعم كان عليه أن يقول عن رجل خدمه أو نحوه مما يفيد أنه صحابي فإن إبهامه يوهم أنه غير صحابي وعبارة أحمد صريحة في أنه خادمه - صلى الله عليه وسلم - كما سمعت. واعلم: أن تمام الحديث عند أحمد "حتى كان ذات يوم قال: يا رسول الله حاجتي قال: وما حاجتك قال أن تشفع لي يوم القيامة قال ومن دلك على هذا قال ربي عَزَّ وَجَلَّ قال: أما لا بد فأعني بكثرة السجود" قال العراقي: رجاله رجال الصحيح كما قال تلميذه الهيثمي. 6849 - "كان ناقته تسمى: "العضباء" وبغلته: "الشهباء" وحماره: "يعفور" وجاريته: "خضراء"". (هق) عن جعفر بن محمَّد عن أبيه مرسلاً". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (3/ 372)، والطبراني في الأوسط (6361)، والصغير (870)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4488). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 500)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 249)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4836)، والصحيحة (2102).

(كان ناقته تسمى: "العضباء") بالمهلمة فالمعجمة ممدودة في النهاية: هو علم لها منقول من قولهم: ناقة عضباء: أي مشقوقة الأذن، وقال بعضهم: إنها كانت مشقوقة الأذن وهي التي كانت لا تسبق فجاء أعرابي على قعود فسبقها فشق ذلك على المسلمين، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن حقا على الله أن لا يرفع شيئاً في هذه الدار إلا وضعه"، والأول أكثر، وقال الزمخشري (¬1) هو منقول من قولهم: ناقة عضباء: وهي قصيرة اليد. (وبغلته) أحد بغاله. (الشهباء وحماره: "يعفور") كما تقدم ذلك. (وجاريته: "خضراء") بفتح المعجمة وكسر الصاد والمعجمة وقيل بسكونها وهي خادمته - صلى الله عليه وسلم -. (هق) (¬2) عن جعفر بن محمَّد عن أبيه محمَّد بن علي بن الحسين بن علي - رضي الله عنهم - أجمعين مرسلاً). 6850 - "كان وسادته التي ينام عليها بالليل من أَدَمٍ حشوها ليف". (حم د ت هـ) عن عائشة (ح) ". (كان وسادته) بكسر الواو مخدته. (التي ينام عليها بالليل من أَدَمٍ) بفتحتين جمع أئمة أو أديم وهو الجلد المدبوغ. (حشوها ليف) هو ورق النخل، وفيه كمال زهده في الدنيا وإعراضه عن زخرفها والترفه فيها (حم د ت هـ) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 6851 - "كان لا يأخذ بالقَرْفِ، ولا يقبل قول أحد على أحد" (حل) عن أنس". (كان لا يأخذ) أحدا من العباد. (بالقَرْفِ) بفتح القاف وسكون الراء ففاء التهمة. (ولا يقبل قول أحد على أحد) بل لا يقبل إلا ما كان عن بينة ووجه ¬

_ (¬1) الفائق في غريب الحديث (2/ 173). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 26)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4489). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 295)، ومسلم (2082)، وأبو داود (4146)، والترمذي (2469)، وابن ماجة (4151).

صحيح، ويعارضه حديث "أنه حبس في تهمة" ويجاب أنها إذا قويت الأمارة خرجت عن الوهم إلى الظن الذي يجوز العمل عليه، أو أن المراد أنه كان في حق نفسه لا يقبل التهمة وأما في حق غيره فيعمل بها، ويستوثق حتى تقوم البينة وهو نوع من التبين المأمور في قوله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6]. (حل) (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف ومخرجه ساقه من حديث الربيع بن صبيح عن ثابت، ثم قال: وحديث الربيع عن ثابت غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه. 6852 - "كان لا يؤذن له في العيدين". (م ت) عن جابر بن سمرة (صح) ". (كان لا يؤذن له في العيدين) فإنه خص الأذان بالصلوات الخمس لاجتماع الناس لها عند سماع النداء، وأما صلاة العيدين فكل في الغالب يتأهب لها ولا يفتقر إلى دعاية ولا يشرع فيها الصلاة جامعة ولا غيره، ولم تأت الصلاة جامعة إلا في دعاء الناس لصلاة الكسوف نداء من ليس في المسجد لذلك بخلاف ما يفعله الناس اليوم من النداء بالصلاة جامعة في نفس الجبانة عند القيام إلى الصلاة فإنه بدعة من جهتين فما قاله الشارح من ندبية ذلك في العيدين عند الشافعية، ينظر في وجهه فإن الندب حكم لا يكون إلا عن دليل، قال ابن القيم في الهدي (¬2): وكان إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول الصلاة جامعة، والسنة أن لا يفعل شيء من ذلك. (م د ت) (¬3) عن جابر بن سمرة). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 310)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4490)، والضعيفة (4229). (¬2) زاد المعاد (1/ 425). (¬3) أخرجه مسلم (887)، والترمذي (532)، ورد في الأصل "م د ت" ولم نجده في أبي داود، ولا يوجد رمز "د" في الفيض ولا التيسير.

6853 - "كان لا يأكل الثوم ولا البصل ولا الكراث من أجل أن الملائكة تأتيه وأنه يكلم جبريل". (حل خط) عن أنس". (كان لا يأكل الثوم ولا البصل ولا الكراث) بزنة غراب جمعاً، وكذلك كل ذي رائحة كريهة. (من أجل أن الملائكة تأتيه) وهم يتأذون من الروائح الخبيثة ولذا نهى من أكل من هذا شيء عن قربان المسجد لأن المسجد بيت الملائكة فيؤذيهم بريحه. (وأنه يكلم جبريل) خصه لأنه يختص بخطابه فقربه منه أشد وتأذيه به أكثر وكان غيره من الملائكة الذين يأتونه [3/ 339] لزيارته وتبليغ السلام وغيره مثله. (حل خط) (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف وقد قال مخرجه الخطيب: تفرد به محمَّد بن إسحاق البكري بهذا الإسناد وهو ضعيف وكان فيه تساهل كثير، وأورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال: ضعفه ابن الجوزي. 6854 - "كان لا يأكل الجَراد، ولا الكُلْوتَين ولا الضب من غير أن يحرمها". ابن صصري في أماليه عن ابن عباس". (كان لا يأكل الجَراد، ولا الكُلْوتَين) قيل: لقربها من محل البول من الضأن. (ولا الضب) قد علله بأنه يعافه لأنه لم يكن من طعام أهله أي لم يعتاده. (من غير أن يحرمها) بل أكل الضب على مائدته وهل تكره هذه الأشياء التي لم يأكلها عيافة، الظاهر أنه لا كراهة بخلاف ما فيه أذيه الملائكة كالمذكورات في الحديث الأول فإنها تكره، أو تحرم فإن أذية المسلم محرمة فكيف بالملك؟ (ابن صصري (¬3) في أماليه عن ابن عباس). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 332)، والخطيب في تاريخه (2/ 265)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4491). (¬2) انظر المغني (2/ 553). (¬3) أخرجه ابن الصرصري في أماليه (256)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4492).

6855 - "كان لا يأكل متكئا، ولا يطأ عقبه رجلان". (حم) عن ابن عمرو (ح) ". (كان لا يأكل متكئاً) مائلا إلى أحد شقيه معتمدا عليه وحده، قيل: لأن ذلك فعل المتكبرين، وقد روي عن أنس بسند ضعيف أنه كان "إذا قعد على الطعام استوفر على ركبته اليسرى وأقام اليمنى كما يفعل العبد" (¬1) وروى أبو الشيخ بسند جيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - "كان يجثو على ركبتيه وكان لا يتكأ" (¬2). (ولا يطأ عقبه رجلان) لا يكون له من يمشي خلفه من الاتباع كالسلطان فيكون موطأ العقب لأن من كان ذا مال أو سلطان اتبعه الناس ومشوا خلفه. (حم) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 6856 - "كان لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها: للشاة التي أهديت له". (طب) عن عمار بن ياسر (ض) ". (كان لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها) الذي جاء بها. (أن يأكل منها: للشاة) أي لأجل قصة الشاة. (التي أهديت له) يوم خيبر فأكلوا منها فمات بعض أصحابه، وفيه التحرز من الضرر وجواز إنزاله بمن يريد إنزاله بالإنسان. (طب) (¬4) عن عمار بن ياسر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه عن شيخه إبراهيم بن عبد الله المخزومي وثقه الإسماعيلي وضعفه الدارقطني، وفيه من لم أعرفه وذكره في موضع آخر، وقال: رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) انظر البيان والتعريف (1/ 7). (¬2) أخرجه الضياء في المختارة (1265). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 165)، وأبو داود (3770)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4840)، والصحيحة (2104). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وعزاه له الهيثمي في المجمع (5/ 21)، وأخرجه البزار (1413)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4493)، والضعيفة (4232).

6857 - "كان لا يتطير، ولكن يتفاءل". الحكيم والبغوي عن بريدة (ض) ". (كان لا يتطير) أي يسيء الظن بالشيء ولا يرى الأسباب مؤثرة في المكروهات كما كانت تعتقده العرب. (ولكن يتفاءل) إذا سمع كلاما حسناً يتيمن به إحساناً للظن بربه، قال القرطبي (¬1): إنما كان يعجبه الفأل لأنه ينشرح له القلب ويحسن بالظن بالله. (الحكيم والبغوي (¬2) عن بريدة) رمز المصنف لضعفه، قال ابن القطان: فيه أوس بن عبد الله بن بريدة منكر الحديث. 6858 - "كان لا يتعار من الليل إلا أجرى السواك على فيه". ابن نصر عن ابن عمر (ض) ". (كان لا يتعار) بالعين المهملة يتنبه (من الليل إلا أجرى السواك على فيه) لشدة ولوعه بالنظافة وإزالة الرائحة التي تغير الفم عند النوم. (ابن نصر (¬3) عن ابن عمر) ورواه الطبراني في الكبير قال الهيثمي: سنده ضعيف، ورمز المصنف لضعفه. 6859 - "كان لا يتوضأ بعد الغسل". (حم ت ن هـ ك) عن عائشة " (صح). (كان لا يتوضأ بعد الغسل) هو حجة من يقول تدخل الطهارة الصغرى تحت الكبرى؛ لأنه كان يبدأ بالوضوء ثم يفيض الماء على سائر بدنه فكان يجتزئ به كما ورد في صيغة اغتساله. (حم ت ن هـ ك) (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) المفهم (4/ 125) وفيه: تنشرح له النفس وتستبشر بقضاء الحاجة وبلوغ الأصل فيحسن. (¬2) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 305)، وأبو داود (3920)، والبيهقي في الشعب (1170)، انظر: بيان الوهم والإيهام (409) وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (4112). (¬3) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (1/ 283)، والطبراني في الكبير (12/ 438) (13598)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 126)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4842). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 68)، والترمذي (107)، والنسائي (1/ 137)، وابن ماجة (579)، والحاكم (1/ 255)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4843).

5860 - "كان لا يتوضأ من موطئ". (طب) عن أبي أمامة". (كان لا يتوضأ من موطئ) بفتح الميم وسكون الواو وكسر الطاء مهموز ما يوطئ من الأذى في الطريق أراد لا يعيد الوضوء منه لا أنهم كانوا لا يغسلونه وقيل: بل المراد أنه كان لا يغسل رجله من طين الطريق. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف، وقد قال الهيثمي: فيه أبو قيس محمَّد بن سعيد ضعيف جداً. 6861 - "كان لا يجد من الدقل ما يملأ بطنه" (طب) عن النعمان بشير". (كان لا يجد) كأن المراد أحياناً. (من الدقل) بفتح المهملة وفتح القاف رديء التمر إذا لم يجد منه. (ما يملأ بطنه) فبالأولى إن لم يجد من الطيب، قال الزمخشري (¬2): الدقل تمر رديء لا يتلاصق فإذا نثر تفرق وانفردت كل تمرة عن أختها وفي الحديث إعلام بما كان عليه من التقلل من الدنيا والزهد فيها. (طب) (¬3) عن النعمان بن بشير) ورواه عنه الحاكم وزاد في آخره: "وهو جائع" وقال: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 6862 - "كان لا يجيز على شهادة الإفطار إلا رجلين". (هق) عن ابن عباس وابن عمر (ح) ". (كان لا يجيز) من الإجازة وهو الإمضاء أي لا يمضي ويقبل. (على شهادة الإفطار) وهي شهادة هلال شوال فإضافتها إلى الإفطار لأنه مسبب عنها وإلا فهي شهادة الهلال لا شهادة الصوم وهو هلال رمضان فيكتفي بالواحد. (إلا رجلين) وظاهره أنه [3/ 340] لا يقبل رجلا وامرأة وإن الإعلام بالشهر من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 120) (7549)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 285)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4494): موضوع. (¬2) الفائق في غريب الحديث (2/ 4). (¬3) أخرجه الترمذي (2372)، والحاكم (4/ 360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4844).

باب الشهادة لا الخبر وفي المسألة خلاف معروف. (هق) (¬1) عن ابن عباس وابن عمر) رمز المصنف لحسنه وليس كما قال فقد قال ابن حجر: فيه حفص بن عمرو الأيلي ضعيف ورواه الطبراني في الأوسط قال الهيثمي: وفيه حفص المذكور وهو ضعيف جداً ورواه الدارقطني أيضاً وقال: تفرد به حفص وهو ضعيف الحديث. 6863 - "كان لا يحدث حديثا إلا تبسم". (حم) عن أبي الدرداء (ح) ". (كان لا يحدث) يحتمل أنه مبني للمعلوم وهو الأقرب ويحتمل خلافه. (حديثاً إلا تبسم) من حسن خلقه ولطف طباعه والتبسم كما قيل بمنزلة السنة من النوم قال في الكشاف (¬2) وكذلك ضحك الأنبياء عليهم السلام لم يكن إلا تبسما وفيه أنه ينبغي التبسم عند الحديث لأنه من البشر والطلاقة. (حم) (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه، ولكنه قال الهيثمي: فيه حبيب بن عمرو قال الدراقطني: مجهول. 6864 - "كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم يوم النحر حتى يذبح". (حم ت هـ ك) عن بريدة (صح) ". (كان لا يخرج) من منزله. (يوم الفطر) إلى صلاة العيد. (حتى يطعم) بفتح حرف المضارعة. (ولا يطعم يوم النحر حتى يذبح) ولا ذبح إلا بعد صلاة العيد وكان أول ما يأكل من لحم أضحيته كما زاده في رواية: "فيأكل من نسيكته"، قال الشارح: إنه يحرم الأكل قبل صلاة عيد الفطر ثم نسخ فكان - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 212)، والدارقطني (2/ 156)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 187)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4495): موضوع. (¬2) الكشاف (2/ 90). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 198)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 131)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4496).

تبين بأكله ذلك نسخه. (حم ت هـ ك) (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته وفيه ثواب بن عبيد الله (¬2) قال البخاري: لا أعرف له إلا هذا الحديث وأنكر أبو زرعة وأبو حاتم توثيقه. 6865 - "كان لا يدخر لغد". (ت) عن أنس (صح) ". (كان لا يدخر) شيئاً من الأقوات وغيرها. (لغد) ملكاً فلا ينافي أنه كان يدخر لعياله قوت سنة فإنه كان خازناً قاسماً فلما وقع المال بيده قسم لعياله مثل ما قسم لغيرهم فإن له حقاً في ما أفاء الله على المسلمين ونساؤه لا تطمئن نفوسهن إلا بما دخره عندهن (¬3) فلم يكلفهن ما ليس في وسعهن ويحتمل أنه كان لا يدخر في ابتداء الأمر فلما وسع الله عليه وعلى أصحابه وقيل أهل الحاجات ادخر ذلك. (ت) (¬4) عن أنس) رمز المصنف لصحته إلا إنه من رواية قطن بالقاف بن نسير بالنون ومهملة مصغر قال ابن عدي: كان قطن هذا يسرق الحديث وهذا يعرف بسرقه قال الذهبي: هذا ظن ووهم وإلا فقطن مكثر عن جعفر وقال المناوي: سند الحديث جيد. 6866 - "كان لا يدع أربع قبل الظهر وركعتين قبل الغداة". (خ د ن) عن عائشة (صح) ". (كان لا يدع) يترك أربعاً صلاة. (أربع) ركعات. (قبل الظهر) وتقدمت في حديث الترمذي قبل الظهر ليس فيها تسليم، الحديث في أربع من الهمزة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 360)، والترمذي (542)، وابن ماجة (1756)، والحاكم (1/ 433)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4845). (¬2) انظر المغني (1/ 123). (¬3) جاء في الأصل عندهم والصواب ما أثبتناه. (¬4) أخرجه الترمذي (2362)، وابن عدي في الكامل (6/ 52)، وانظر الميزان (2/ 139)، وفيض القدير (5/ 110)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4846).

(وركعتين قبل الغداة) صلاة الفجر، فإنه واظب عليه سفرًا وحضرًا. (خ د ن) (¬1) عن عائشة). 6867 - "كان لا يدع قيام الليل، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً". (د ك) عن عائشة (صح) ". (كان لا يدع قيام الليل) التهجد فيه. (وكان إذا مرض أو كسل) عن الصلاة فيه قائماً. (يصلى قاعداً) محافظة على قيام الليل وأجره في صلاته قاعدا كأجره في صلاته قائماً. (د ك) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 6868 - "كان لا يدع ركعتي الفجر: في السفر ولا في الحضر، ولا في الصحة ولا في السقم". (خط) عن عائشة (ض) ". (كان لا يدع ركعتي الفجر) هي راتبة صلاة الفجر (في السفر) مع أنها تقصر فيه الفريضة. (ولا في الحضر) بالأولى. (ولا في الصحة ولا في السقم) تأخيره من باب الترقي والحديث حث على فعلها وأنها لا تترك بحال، ويفهم منه أنه قد يترك غيرها من النوافل في سفره ومرضه، قال ابن القيم (¬3): إنه كان يحافظ على الوتر وركعتي الفجر في السفر لا غيرهما من الرواتب. (خط) (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال الشارح: فيه عبد الله بن رجاء قال الذهبي (¬5): ضعفه أحمد والنسائي، وقابوس بن أبي ظبيان أورده الذهبي في الضعفاء (¬6) أيضاً، وقال النسائي وغيره غير قوي. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1182)، وأبو داود (1253)، والنسائي (3/ 251). (¬2) أخرجه أبو داود (1307)، والحاكم (1/ 452)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4849). (¬3) زاد المعاد (1/ 298). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 285)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4497). (¬5) انظر المغني (1/ 338). (¬6) انظر المغني (2/ 517).

6869 - "كان لا يدع صوم أيام البيض في سفر ولا حضر". (طب) عن ابن عباس (ح) ". (كان لا يدع صوم أيام البيض) تقدم ذكرها مراراً. (في سفر ولا حضر) ولا يعارضه "ليس من البر الصيام في السفر؛ لأنه إخبار عن الذي يضر به الصوم. (طب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 6870 - "كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه". (طب) عن ابن عباس (ح) ". (كان لا يدفع الناس عنه) كما يفعله ملوك الدنيا تكبراً وتجبرًا. (ولا يضربوا عنه) هو مرفوع بالنون إلا أنها حذفت تخفيفا لمشابهته صورة المجزوم. (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 6871 - "كان لا يُرَاجَع بعد ثلاث". ابن قانع عن زياد بن سعد (ح) ". (كان لا يُرَاجَع بعد ثلاث) في مطلب ديني أو دنيوي، وقد نهى الله تعالى عن سؤاله وعن الإبرام [3/ 341] عليه وأخذ منه أن المفتي والمدرس لا يراجع فوق ثلاث، وأنه لا بأس بالمراجعة ثلاثاً. (ابن قانع (¬3) عن زياد بن سعد) رمز المصنف لحسنه، قال الحافظ العراقي: إسناده حسن، وزياد بن سعد قال ابن الأثير: جعله ابن قانع من الصحابة والمشهور بالصحبة أبوه وجده (¬4). 6872 - " كان لا يرد الطيب". (حم خ ت ن) عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 11) (12320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4848). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 268) (10628)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4850) والصحيحة (2107). (¬3) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 237)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4851) والصحيحة (2108). (¬4) انظر: أسد الغابة (1/ 388)، والإصابة (3/ 656).

(كان لا يرد الطيب) إن أتاه به أحد لأنه كما في مسلم "خفيف المحمل طيب الريح" ولا منة في قبوله، وأخذ من العلة أن المراد بالطيب الريحان، بل نص في خبر مسلم الآتي "من عرض عليه الريحان فلا يرده ... " الحديث. ووجهه أنه هو الذي يتسامح به ويخف مؤنته بخلاف نحو مسك وعنبر وغالية كما نبه عليه ابن القيم. (حم خ) في الهبة (ت ن) (¬1) ابن القيم) في الاستئذان عن أنس ولم يخرجه مسلم بهذا اللفظ بل بمعناه (¬2). 6873 - "كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ إلا تسوك". (ش د) عن عائشة (صح) ". (كان لا يرقد من ليل ولا نهار فيستيقظ) بالرفع عطف على يرقد لا جواباً للنفي (إلا تسوك) يحتمل أنه لأجل النوم وهو الأقرب، وقيل: لأجل الوضوء؛ لأن تمام الحديث عند مخرجه "قبل أن تتوضأ" لكن قال العراقي: إنه صادق مع تقدمه قيل بزمان كثير فلا يدل ذلك على أنه لأجل الوضوء هذا معنى كلامه. (ش د) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال النووي: في إسناده ضعف، والمنذري: فيه علي بن زيد بن جدعان لا يحتج به، والعراقي فيه أيضاً أم محمد الراوية عن عائشة وهي امرأة زيد بن جدعان مجهولة عيناً وحالاً تفرد عنها ابن زوجها علي. 6874 - "كان لا يركع بعد الفريضة في موضع يصلي فيه الفرض". (قط) في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 133)، والبخاري (2582، 5929)، والترمذي (2789)، والنسائي في الكبرى (2/ 41). (¬2) أخرجه مسلم بمعناه (253): خفيف المحمل من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه طيب الريح. (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (1791)، وأبو داود (57)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 63)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4853).

الأفراد عن ابن عمر". (كان لا يركع بعد الفريضة) أطلق الركوع على الصلاة كلها من باب إطلاق الجزء على الكل. (في موضع يصلي فيه الفرض) بل ينتقل إلى موضع آخر، أو إلى بيته واتفقوا على ندب ذلك. (قط) (¬1) في الأفراد عن ابن عمر). 6875 - "كان لا يسأل شيئاً إلا أعطاه أو سكت". (ك) عن أنس (صح) ". (كان لا يسأل شيئًا) أي لا يسأله أحد شيئًا (إلا أعطاه) إن كان عنده. (أو سكت) إن لم يكن عنده كما في رواية "أو يعده كما في أخرى، وفيه أنه ينبغي للمسئول ألا يجب السائل بالمنع. (ك) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 6876 - "كان لا يستلم إلا الحجر والركن اليماني". (ن) عن ابن عمر (صح) ". (كان لا يستلم) تقدم تفسير الاستلام. (إلا الحجر) الأسود (والركن اليماني) فلا يسن استلام غيرهما من الأركان لهذا الحديث وغيره، قال الشارح: فإن فعل فحسن، قلت: لا حسن في البدعة. (ن) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 6877 - "كان لا يصافح النساء في البيعة". (حم) عن ابن عمر (ح) ". (كان لا يصافح النساء) لا يضع كفه في كف الواحدة منهن بل يبايعها بالكلام فقط، قال العراقي: هذا هو المعروف، ومن زعم أنه كان يصافحهن بحائل فلم يصح به نقل، والظاهر أنه كان يمتنع منه لتحريمه عليه، وإذا كان هذا مع عصمته وانتفاء الريبة فبالأولى غيره. (في البيعة) على الإِسلام ويؤخذ منه أنه ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (3414 أطراف الحديث) وانظر فيض القدير (5/ 185)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4498). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 142)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4854)، والصحيحة (2109). (¬3) أخرجه النسائي (5/ 231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4855).

يصافح الرجال، وأنه ينبغي ذلك للإمام عند بيعته. (حم) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: إسناده حسن. 6878 - "كان لا يصلي المغرب حتى يفطر، ولو على شربة من الماء". (ك هب) عن أنس" (صح). (كان لا يصلي المغرب) وهو صائم. (حتى يفطر، ولو على شربة من الماء) إن لم يجد غيرها فقد كان يفطر بتمرات فإن لم يجد فبالماء فالسنة المسارعة إلى الإفطار عند تحقق الغروب. (ك) في الصوم (هب) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبي. 6879 - "كان لا يصلي قبل العيد شيئاً؛ فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين". (هـ) عن أبي سعيد (ح) ". (كان لا يصلي قبل العيد شيئاً) ظاهره لا في المصلاة وهي الجبانة ولا في المسجد إن صلى العيد فيه فإنها تسقط التحية هذا محتمل وهل يكره الصلاة قبل صلاة العيد في محلها؟ الظاهر الكراهة وعليه الحنفية ولا في منزله أيضاً ويحتمل أن النفي للأول لأنه الذي يطلع عليه المخبر غالبا وبدليل قوله: (فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين) لعلها صلاة المنزل لا خاصة بالعود من صلاة العيد. (هـ) (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه تبعاً لابن حجر حيث قال: في تخريج الهداية: إسناده حسن لكن قال غيره: فيه الهيثم بن جميل أورده ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 213)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 266)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4856)، والصحيحة (530). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 597)، والبيهقي في الشعب (3899)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4858). (¬3) أخرجه ابن ماجة (1293)، وانظر فتح الباري (2/ 476)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4859).

الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال حافظ: له مناكير، وعبد الله بن محمَّد بن عقيل أورده فيهم أيضًا (¬2) وقال: كان أحمد وابن راهويه لا يحتجان به. 6880 - "كان لا يصلي الركعتين بعد الجمعة، ولا الركعتين بعد المغرب، إلا في أهله". الطيالسي عن ابن عمر (ح) ". (كان لا يصلي الركعتين بعد الجمعة) هما ركعتا الظهر وراتبتها، وقد أخرج البخاري: "أنه كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين". (ولا الركعتين بعد المغرب، إلا في أهله) في منزله فهذا هو السنة في هاتين النافلتين. (الطيالسي (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 6881 - "كان لا يصيبه قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء". (هـ) عن سلمى (ض). (كان لا يصيبه قرحة) بفتح القاف وقد تضم وسكون الراء: هي الجراحة. (ولا شوكة) سواء جرحته أم لا. (إلا وضع عليها الحناء) لأنه قابض يابس مبرد فهو في غاية المناسبة للقروح ونحوها وهذا من طبه - صلى الله عليه وسلم -. (هـ) (¬4) عن سلمى) قال الشارح هذا الاسم في الصحب كثير فكان القياس تمييزه. قلت: معرفة عين الصحابي ليست بضرورية بعد الحكم بعدالة الكل. رمز المصنف لضعفه. 6882 - "كان لا يضحك إلا تبسماً". (حم ت ك) عن جابر بن سمرة (صح) ". (كان لا يضحك إلا تبسماً) كما سلف وأما ضحكه أحياناً حتى بدت نواجذه ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 716). (¬2) انظر المغني (1/ 354). (¬3) أخرجه الطيالسي (1836)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4857). (¬4) أخرجه ابن ماجة (3502)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4860).

فنادر بالنسبة إلى الغالب الذي يوجه النفي إليه. (حم ت ك) (¬1) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه الحجاج بن أرطأة لين. 6883 - "كان لا يطرق أهله ليلا". (حم ق ن) عن أنس (صح) ". (كان لا يطرق أهله ليلاً) لا يقدم عليهم من سفر على غفلة وتمام الحديث "وكان يأتيهم غدوة أو عشية" فيكره قدوم الليل على الأهل، ظاهره ولو قدم إليهم الخبر بقدومه. (حم ق ن) (¬2) عن أنس). 6884 - "كان لا يطيل الموعظة يوم الجمعة" (د ك) عن جابر بن سمرة (صح) ". (كان لا يطيل الموعظة) هي اسم من الوعظ، والوعظ الأمر بالطاعة والوصية بها (يوم الجمعة) في خطبته لئلا يمل الناس عن الإقبال إلى الصلاة، وقد ثبت أن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه، وتمام الحديث عند أبي داود "إنما هن كلمات يسيرات" وأما في غير الجمعة إذا خطبهم فقد يطيل كما ثبت في حديث حذيفة أنه خطبهم من بعد العصر حتى كادت الشمس أن تغرب. (د ك) (¬3) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم صحيح. 6885 - "كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". (د) عن ابن عباس (صح) ". (كان لا يعرف) مبني للمعلوم وهو النبي - صلى الله عليه وسلم -. (فصل) بالمهملة. (السورة) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 97، 105)، والترمذي (3645)، والحاكم (2/ 662)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4861)، والصحيحة (2086). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 125)، والبخاري (1800)، ومسلم (1928)، والنسائي في الكبرى (9146). (¬3) أخرجه أبو داود (1107)، والحاكم (1/ 426)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4863)

من القرآن عن أختها. (حتى ينزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم") فإذا نزلت علم أن السورة قد انقضت ونزلت أخرى، وفيه حجة لمن ذهب إلى أنها آية من كل سورة لأنه وصفها بالإنزال، ومن زعم أنه ليس كل منزل قرآن رده الغزالي بأنه ما من منصف إلا يرد هذا التأويل واستيفاء المقوي له في ذلك في أصول الفقه. (د) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته ورواه الحاكم وصححه وقال الذهبي: أما هذا فثابت، وقال الهيثمي رواه البزار عن ابن عباس بإسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح. 6886 - "كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث". (هـ) عن أنس (ض) ". (كان لا يعود مريضا إلا بعد ثلاث) تمضي من أيام مرضه أي مرض كان قال الزركشي: يعارضه أنه عاد زيد بن أرقم من رمد به قبل الثلاث، وفيه دليل على عيادة من به رمد وما يقوله بعض العوام أنه لا يعاد الأرمد لا دليل عليه. (هـ) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال في الميزان: قال أبو حاتم: هذا باطل موضوع، وقال المصنف في الدرر (¬3): ضعفه البيهقي في الشعب وقال إنه منكر، وقال ابن حجر: هذا ضعيف جداً انفرد به سلمة بن علي وهو متروك، وسئل عنه أبو حاتم فقال: حديث باطل إلا أن له شاهداً أورثه بعض قوة وهو خبر "لا يعاد مريض إلا بعد ثلاث" وفيه راو متروك ومن ثمة حكم ابن الجوزي بوضعه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (788)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4864). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1437)، والبيهقي في الشعب (9216)، وانظر الميزان (6/ 426)، وفتح الباري (10/ 113)، والموضوعات (3/ 205)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4499)، والضعيفة (145، 146): موضوع. (¬3) انظر: الدرر المنتثرة في الأحاديث (ص: 22)، وقال: أخرجه ابن عدي من حديث أبي هريرة وهو منكر.

6887 - "كان لا يغدوا يوم الفطر حتى يأكل سبع تمرات" (طب) عن جابر بن سمرة (ح) ". (كان لا يغدوا) من منزله إلى مصلاه. (يوم) عيد. (الفطر حتى يأكل سبع تمرات) قيل: ليعلم نسخ تحريم الأكل قبل صلاته فإنه كان محرما أول الإِسلام، قال جماعة: فيندب ذلك ويكره تركه وأكل التمرات بهذا العدد يتم به التأسي فإن أكل غيرها أو شرب فقد فعل المندوب. (طب) (¬1) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لحسنه ورواه بمعناه البخاري ولفظه "كان لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترا" (¬2) إلا أنه علق الجملة الثانية. 6888 - "كان لا يفارقه في الحضر ولا في السفر خمس: المرآة، والمكحلة، والمشط، والسواك، والمدْريُّ". (عق) عن عائشة ". (كان لا يفارقه في الحضر ولا في السفر خمس) من الآلات. (المرآة) لينظر فيها. (والمكحلة) لأنه يكتحل كل ليلة عند النوم. (والمشي) لتسريح شعره. (والسواك، والمدْريُّ) بكسر الميم وراء وألف مكسورة ويقال المدراة شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح [3/ 343] به الشعر المتلبد ويستعمله من لا مشط له وفي ذلك إشعار بأنه كان يتعهد نفسه بالترجيل وغيره وذلك من سننه المؤكدة، إلا أنه لا يفعله كل يوم بل نهى عنه وإنما كان يفعله عند الحاجة، ذكر معناه العراقي. (عق) (¬3) عن عائشة) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 247) (2039)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4865) دون قوله سبع، وقال في الضعيفة (4228): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه البخاري (910). (¬3) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 115)، وابن عدي في الكامل (7/ 147)، وابن حبان في المجروحين (3/ 148)، وانظر العلل المتناهية (2/ 688)، وعلل ابن أبي حاتم (2/ 304)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4501)، والضعيفة (4249).

سكت عليه المصنف وفيه يعقوب بن الوليد الأزدي، قال في الميزان: كذبه أبو حاتم ويحيى، وحرق أحمد حديثه وقال: كان من الكذابين الكبار يضع الحديث وقد روي من حديث أبي سعيد ومن حديث أم سعد الأنصارية، قال العراقي: وسندهما ضعيف، وقال في موضع آخر: طرقه كلها ضعيفة وأعله ابن الجوزي من جميع طرقه. 6889 - "كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث". ابن سعد عن عائشة". (كان لا يقرأ القرآن) كله. (في أقل من ثلاث) تقدم تحقيق التقدير في حرف الهمزة مع القاف القرآن وحرم قراءته في أقل من ثلاث، ابن حزم ذكره في كتابه المحلى. (ابن سعد (¬1) عن عائشة) قال الشارح: إنه رمز المصنف لحسنه ولم أره فيما قوبل على خطه. 6890 - "كان لا يقعد في بيت مُظلم حتى يضاء له بالسراج". ابن سعد عن عائشة (ض) ". (كان لا يقعد في بيت مُظلم) في الليل. (حتى يضاء له بالسراج) ويطفئه عند النوم، وفي خبر الطبراني عن جابر "أنه كان يكره السراج عند الصبح" (¬2). (ابن سعد (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه جابر الجعفي قال ابن حبان: جابر قد تبرأنا من عهدته. 8691 - "كان لا يقوم من مجلس إلا قال: "سبحانك اللهم ربي، وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك" وقال: لا يقولهن أحد حيث يقوم من ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 376)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4866)، والصحيحة (2466). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8523)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 208): فيه خديج بن معاوية وهو ضعيف. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 387)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4502): موضوع.

مجلسه إلا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس". (ك) عن عائشة (صح) ". (كان لا يقوم من مجلس) فيه جماعة. (إلا قال: "سبحانك اللهم ربي، وبحمدك، لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك) هي كلمات كفارة المجلس وقد تقدمت ببعض مغايرة في لفظها. (وقال) عطف على قال: وتفيد أنه يقول: هذا أيضاً في كل مجلس. (لا يقولهن أحد حيث يقوم من مجلسه إلا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس) قال عياض: كان السلف يواظبون عليه ويقولون: ذلك كفارة المجلس، وظاهره أنه يغفر له كل شيء كان فيه حتى الغيبة والنميمة ويحتمل أنه أريد غير حقوق المخلوقين فإنه قد علم خروجها من إطلاقات الغفران وغير الكبائر فإنها لا تكفر إلا بالتوبة إلا أن يصحب هذا القول ندم وعزم على عدم العود فهو توبة وفيه دليل على أن الاستغفار وإن لم يصحبه أجزأ التوبة يؤجر فاعله ويحتمل أنه أريد هنا لا يقولهن تائباً. (ك) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 6892 - "كان لا يكاد يدع أحدا من أهله في يوم عيد إلا أخرجه". ابن عساكر عن جابر". (كان لا يكاد يدع أحدا من أهله) ذكرا أو أنثى. (في يوم عيد إلا أخرجه) إلى المصلى يحضر صلاة العيد وأخذ منه بعض المحققين أنها آكد من صلاة الجمعة بهذا قال الطيبي: إلا أنه ليس بمندوب في زمننا هذا لكثرة الفساد وفيه تأمل لأنها لا تسقط الطاعات بالمعاصي. (ابن عساكر (¬2) عن جابر). 6893 - "كان لا يكاد يُسأل شيئاً إلا فعله). (طب) عن طلحة" (ض). (كان لا يكاد يُسأل شيئاً إلا فعله) أي لا يطلبه أحد شيئاً إلا أعطاه إياه وتقدم ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 674)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4867). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4503).

معناه مراراً. (طب) (¬1) عن طلحة) رمز المصنف لضعفه. 6894 - "كان لا يكاد يقول لشيء: "لا" فإذا سئل فأراد أن يفعل قال: "نعم" وإذا لم يرد أن يفعل سكت". ابن سعد عن محمَّد بن الحنفية مرسلاً". (كان لا يكاد يقول لشيء: "لا") رد السائلة. (فإذا) هو. (سئل فأراد أن يفعل قال: "نعم") في إجابة سائله. (وإذا لم يرد أن يفعل سكت) فلذا لم يكد أن يقول "لا" وفيه أنه لا بأس بالسكوت في جواب السائل، أما "لا" في قوله تعالى" {قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} [التوبة: 92] فهو إعلام بعدم الوجدان إقناعا لهم وإطابة لقلوبهم وتأنيساً لهم، إنما الموضع قول "لا" مع إمكان المطلوب وتيسّره. (ابن سعد (¬2) عن محمَّد بن الحنفية مرسلاً). 6895 - "كان لا يكل طهوره إلى أحد، ولا صدقته التي يتصدق بها، يكون هو الذي يتولاها بنفسه". (هـ) عن ابن عباس". (كان لا يكل طهوره) بفتح الطاء ماؤه وبضمها فعله وقيل: المراد الأول لأنه لا يأمن غيره أن يتساهل في ماء طهوره والأقرب أنه بضم الطاء والمراد الفعل. (إلى أحد) بل كان يتولى غسل أعضاءه بنفسه. (ولا صدقته التي يتصدق بها) أي لا يكلها إلى غيره بل: (يكون هو الذي يتولاها) في الإخراج. (بنفسه) لأن غيره قد يفعل ما لا يريده ولأن ذلك أتم في التواضع. (هـ) (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وأعله مغلطاي (¬4) في شرح ابن ماجه بأن فيه علقمة بن أبي جمرة مجهول ومطهر بن الهيثم متروك وأطال في بيانه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 116) (212)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4868). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 368)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4869). (¬3) أخرجه ابن ماجة (362)، وانظر مصباح الزجاجة (1/ 54)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4504)، والضعيفة (4250) ضعيف جداً. (¬4) انظر: شرح سنن أبي ماجه (1/ 186 - 187)

6896 - "كان لا يكون في المصلين إلا كان أكثرهم صلاة، ولا يكون في الذاكرين إلا كان أكثرهم ذكراً". أبو نعيم في أماليه (خط) وابن عساكر عن ابن مسعود (ض). (كان لا يكون في المصلين إلا كان أكثرهم صلاة) فإنه أحق خلق الله بالعبادة وأعرفهم بها وبشأنها. (ولا يكون في الذاكرين إلا كان أكثرهم ذكراً) [3/ 344] لله تعالى أخرج الترمذي عن ابن مسعود قال: صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما زال قائماً حتى هممت بأمر سوء، قيل وما هممت به؟ قال: هممت أن أقعد وأدعه. (أبو نعيم في أماليه (خط) وابن عساكر (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه. 6897 - "كان لا يلتفت وراءه إذا مشى، وكان ربما تعلق رداءه بالشجرة فلا يلتفت حتى يرفعوه عليه". ابن سعد والحكيم وابن عساكر عن جابر (ض) ". (كان لا يلتفت وراءه إذا مشى) إذ التلفت فعل ذوي السخف والطيش. (وكان ربما تعلق رداءه بالشجرة فلا يلتفت) لأخذه. (حتى يرفعوه عنه) زاد الطبراني في روايته عن جابر "لأنهم كانوا يمزحون ويضحكون قد أمنوا التفاته - صلى الله عليه وسلم -" وبه يعرف أن تركه الالتفات كان صوباً لأصحابه عن تعبير ما هم فيه ومحبة لإدخال المسرة عليهم ولا يقال أنه يعارض حديث "أنه لا يدع أحداً يمشي خلفه" لأن المراد أنه غالب أحواله أو أنه لا يقصد ذلك واتفق ذلك من أصحابه. (ابن سعد والحكيم وابن عساكر (¬2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 112)، وابن عساكر في مختصر تاريخ دمشق (1/ 238)، والخطيب في تاريخه (10/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4505). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 417)، والحكيم في نوادره (1/ 122)، وابن عساكر كما في مختصر تاريخ دمشق (1/ 219)، والطبراني في الأوسط (3216)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 17)، والمجروحين لابن حبان (2/ 159)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4870).

وقال الشارح أنه قال الهيثمي: إسناده حسن. قلت: المذكورون من مخرجه ليسوا من أهل الكتب التي جمع في كتابه فلعله أخرجه أحد من أهل كتبه فينظر. 6898 - "كان لا يُلهيه عن صلاة المغرب طعام ولا غيره". (قط) عن جابر (ح) ". (كان لا يُلهيه) يشغله. (عن) فعل (صلاة المغرب طعام ولا غيره) فحديث "إذا حضر العشاء والعشاء فابدؤا بالعشاء" مخصوص به لأنه كان يحب تعجيل المغرب، إلا أن في شرح العمدة لابن دقيق العيد (¬1) في شرح "إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدؤا بالعشاء" أنه ينبغي أن يحمل على المغرب ويترجح بما زاد في بعض الروايات "إذا وضع العشاء وأحدكم صائم فابدؤا به قبل أن تصلوا" وهو صحيح وكذلك صح "فابدؤا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب". قلت: فالمراد بالحديث هنا أنه لا يلهيه طعام إذا لم يحضر لا إذا حضر جمعاً بين الأحاديث، أو إذا لم يكن صائماً وهو أقرب والمراد طعام يشغل وقتا تعبد به فلا يرد تقديمه الإفطار على فعلها إذا كان صائماً. (قط) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 6899 - "كان لا يمنع شيئا يُسأله". (حم) عن أبي أسيد الساعدي (ح) ". (كان لا يمنع) السائل. (شيئا يُسأله) قال ابن القيم (¬3): كان فرحه بما يعطيه أكثر من الأخذ. (حم) (¬4) عن أبي أسيد الساعدي) رمز المصنف لحسنه، قال ¬

_ (¬1) انظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 104). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 259)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4507)، والضعيفة (4252). (¬3) طريق الهجرتين (ص 89). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 497)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 13)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4871).

الهيثمي: رجاله ثقات إلا أن عبد الله بن أبي بكر لم يسمع من أبي أسيد ففيه انقطاع. 6900 - "كان لا ينام حتى يستن". ابن عساكر عن أبي هريرة". (كان لا ينام) من ليل أو نهار. (حتى يستن) يستاك كأنه لأنه يوحى إليه وهو نائم فتعبد لذلك. ابن عساكر (¬1) عن أبي هريرة) ورواه أبو نعيم في المعرفة بلفظ "ما نام ليلة حتى يستن" وفيه أنه خاص بنوم الليل. 6901 - "كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه؛ فإذا استيقظ بدأ بالسواك". (حم) ومحمد بن نصر عن ابن عمر (ح) ". (كان لا ينام إلا والسواك عند رأسه؛ فإذا استيقظ بدأ بالسواك) كما سلف غير مرة فيعده بقربة لذلك. (حم) (¬2) ومحمد بن نصر عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الهيثمي: سنده ضعيف. 6902 - "كان لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر". (حم ن ك) عن عائشة" (صح). (كان لا ينام) في ليله. (حتى يقرأ بني إسرائيل) {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى} [الإسراء: 1]. (والزمر) سورة تنزيل، والمراد أنه لا يوقع النوم إلا بعد قراءتهما دخل وقته أو لا والله أعلم. ما الحكمة في تخصيص هاتين السورتين؟ (حم ت ك) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 74)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (رقم 5653)، وانظر فيض القدير (5/ 190)، والإصابة (5/ 783)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4508)، والضعيفة (4253). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 117)، وأبو يعلى (5749)، وابن عدي في الكامل (6/ 243)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 98)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4872)، والصحيحة (2111). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 98، 122)، 189، والنسائي (6/ 179)، وفي الكبرى (10548)، والترمذي=

6903 - "كان لا ينام حتى يقرأ: "ألم تنزيل السجدة" و"تبارك الذي بيده الملك". (حم ت ن ك) عن جابر (صح) ". (كان لا ينام حتى يقرأ: "ألم تنزيل السجدة" و"تبارك الذي بيده الملك") كأنه كان تارة يقرأ هاتين السورتين وتارة ما تقدم أو يجمع بين الأربع. (حم ت ن ك) (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: إنه على شرط مسلم، وقال البغوي: غريب، وقال الصدر المناوي: فيه اضطراب. 6904 - "كان لا ينبعث في الضحك". (طب) عن جابر بن سمرة (ح) ". (كان لا ينبعث في الضحك) لا يسترسل فيه وإن كان كثير التبسم، وأخرج البخاري أنه - صلى الله عليه وسلم - ما رؤي مستجمعاً ضاحكاً قط وتقدم أن كثرة الضحك تميت القلب وكان - صلى الله عليه وسلم -[3/ 345] أحرص الناس على حياة قلبه. (طب) (¬2) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لحسنه. 6905 - "كان لا ينزل منزلا إلا ودعه بركعتين". (ك) عن أنس (صح) ". (كان لا ينزل منزلاً) ظاهره في سفر ولا حضر والأول أقرب. (إلا ودعه بركعتين) ليكون ما يترك فيه عملاً صالحاً فيندب ذلك لكل من رحل عن منزل سكنه. (ك) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح ورده ¬

_ = (2920)، والحاكم (2/ 472)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4874). (¬1) أخرجه أحمد (3/ 340)، والترمذي (2892)، والنسائي (6/ 178)، وفي الكبرى (10542)، والحاكم (2/ 446)، وانظر فيض القدير (5/ 191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4873)، والصحيحة (585). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 244) (2025)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4509) ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 315 - 316) (2/ 10)، وانظر تغليق التعليق (2/ 436)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4510)، وانظر كلامه على قول المناوي في الرد على قول ابن حجر، والضعيفة (1047).

الذهبي بأن فيه أبو حفص الفلاس عبد السلام قال الذهبي: لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه وقال مرة فيه: أنه لين، وقال ابن حجر: إنه حسن غريب وقول ابن حجر إنه صحيح غلطوه فيه. 6906 - "كان لا ينفخ في طعام ولا شراب ولا يتنفس في الإناء". (هـ) عن ابن عباس (ح) ". (كان لا ينفخ في طعام ولا شراب) بل إن كان حاراً صبر عليه وإن كان فيه قذاة أماطها بنحو عود أو أصبع. (ولا يتنفس في الإناء) كما سلف مراراً. (هـ) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أيضاً الطبراني. 6907 - "كان لا يواجه أحداً في وجهه بشيء يكرهه". (حم خد د ن) عن أنس (صح) ". (كان لا يواجه أحداً في وجهه) يعني من المؤمنين لا من المشركين فقد كان يواجههم بما يكرهونه (بشيء يكرهه) تأدباً وحسن خلق بل كان إذا كره أمراً قال: ما بال أقوام يفعلون كذا فينبغي للمؤمن التخلق بأخلاقه - صلى الله عليه وسلم -. (حم خد د ن) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته إلا أنه قال الحافظ العراقي لما عزاه لهؤلاء جميعا وسنده ضعيف. 6908 - "كان لا يولي واليا حتى يعممه ويرخي لها عذبة من جانب الأيمن نحو الأذن". (طب) عن أبي أمامة". (كان لا يولي والياً) على عمل من أعماله. (حتى يعممه) تجملاً له وتحسينا لهيئته. (ويرخي لها عذبة من جانب الأيمن نحو الأذن) ففيه ندب العذبة وقد ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4511)، والضعيفة (4254). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 133) والبخاري في الأدب المفرد (437) وأبو داود (4182) والنسائي (3/ 313)، في الكبرى (10065) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4512)، والضعيفة (4255).

ورد أنه أرخى - صلى الله عليه وسلم - لنفسه عذبة خلف ظهره كما تقدم في هذا الحرف، فكأن هذا أحد الهيئتين المندوبة وأنه يوافق الندب في أي الموضعين كانت. (طب) (¬1) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وقال العراقي وتبعه الهيثمي: إن فيه جميع بن ثوب ضعيف (¬2). 6909 - "كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم". (ع طب ك) عن سهل بن حنيف (صح) ". (كان يأتي ضعفاء المسلمين) من الفقراء ونحوهم. (ويزورهم) في غير مرض تلطفا بهم ومراعاة لحالهم. (يعود مرضاهم ويشهد جنائزهم) تواضعاً منه - صلى الله عليه وسلم - وطلباً للأجر وجبر للخواطر. (ع طب ك) (¬3) عن سهل بن حنيف)، رمز المصنف لصحته. 6910 - "كان يؤتى بالتمر فيه دود فيفتشه يخرج السوس منه". (د) عن أنس (ض) ". (كان يؤتى بالتمر) ليأكله. (فيه دود فيفتشه يخرج السوس منه) فأكل ما أخرج منه الدود لا بأس به ولا يعارضه الحديث الآتي: "نهى أن يفتح التمر" لأنه تمر لا دود فيه، وجوز الشافعية أكل دود نحو الفاكهة معها حياً وميتاً إن عسر تمييزه ولا يجب غسل الفم منه. (د) (¬4) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه. 6911 - "كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم ويحنكهم ويدعو لهم". (ق د) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 144) (7641)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 120)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4513)، والضعيفة (4256): ضعيف جداً. (¬2) انظر: المغني (1/ 36). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (9246)، والطبراني في الكبير (6/ 84) (5586)، والحاكم (2/ 506)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4877)، والصحيحة (2112). (¬4) أخرجه أبو داود (3832)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4875)، والصحيحة (2113)

عائشة (صح) ". (كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم) يدعو لهم بالبركة قيل يقول: بارك الله عليكم. (ويحنكهم ويدعو لهم) أي يضع في حنكهم نحو التمر بعد مضغه له وفيه ندب ذلك من الصالحين. (ويدعو لهم) لأولاد المؤمنين. (ق د) (¬1) عن عائشة). 6912 - "كان يأخذ بالرطب بيمينه، والبطيخ بيساره، ويأكل الرطب بالبطيخ، وكان أحب الفاكهة إليه". (طس ك) أبو نعيم في الطب عن أنس (صح) ". (كان يأخذ الرطب بيمينه) عند الأكل. (والبطيخ بيساره) فيأكل الرطب بالبطيخ ليكسر حر هذا برد هذا والعكس، وفيه جواز الأكل باليدين قال العراقي: ويشهد له ما رواه أحمد (¬2) عن أبي جعفر قال: آخر ما رأيت رسول الله في إحدى يديه رطبات وفي الأخرى قثاء يأكل بعضاً من هذه وبعضاً من هذه، قال ولا يلزم من هذا الحديث لو ثبت أكله بشماله فلعله كان يأكل بيده اليمنى من الشمال رطبة رطبة فيأكل مع ما في يمينه ولا مانع من ذلك قال الحافظ: وأما أكله السكر بالبطيخ كما قاله العراقي (¬3) فلم أر له أصلا إلا في خبر متصل ضعيف وكذلك أكله الخبز بالبطيخ لا أصل له إنما ورد أكله العنب بالخبز في خبر رواه ابن عدي ضعيف (وكان البطيخ أحب الفاكهة إليه) - صلى الله عليه وسلم -. (طس ك) أبو نعيم (¬4) في الطب عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: تفرد به يوسف ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6355)، ومسلم (286)، وأبو داود (5106). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 204)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 291). (¬3) تخريج أحاديث الإحياء (2/ 291). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (7907)، والحاكم (4/ 134)، وأبو نعيم في الطب (833)، والبيهقي في الشعب (5995)، وابن عدي في الكامل (7/ 153)، وذكره البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (7/ 35 رقم 6451) من طريق أبي يعلى، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4514).

بن عطية، قال الذهبي: وهو واه، قال الحافظ العراقي بعد عزوه لهؤلاء جميعاً: وفيه يوسف بن عطية الصفار متروك (¬1). 6913 - "كان يأخذ القرآن من جبريل خمسا خمسا". (هب) عن عمرو (ض) ". (كان يأخذ القرآن) عند نزوله. (من جبريل خمساً خمساً) أي خمس آيات خمس اَيات أي بتلقنه كذلك هذا الأظهر، وقيل: يحتمل السور ويحتمل الأحزاب، قلت: وهو بعيد. (هب) (¬2) عن عمر [3/ 346] رمز المصنف لضعفه. 6914 - "كان يأخذ المسك فيمسح به رأسه ولحيته". (ع) عن سلمة بن الأكوع (ض) ". (كان يأخذ المسك فيمسح به رأسه ولحيته) تطيباً للعباد وللملائكة محبة منه للطيب كما قال: "حبب إلي من دنياكم" وفيه أنه ليس منافياً للزهد في الدنيا. (ع) (¬3) عن سلمة بن الأكوع) رمز المصنف لضعفه. 6915 - "كان يأخذ من لحيته من عرضها ومن طولها" (ت) عن عمرو (ض) ". (كان يأخذ من لحيته) بالمقراض ونحوه. (من طولها وعرضها) زاد في سياق ابن الجوزي في الحديث: "كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها بالسوية" فلعله سقط من قلم المصنف لفظ: "بالسوية" وذلك للقرب من اليد ويحيط من جميع الجوانب؛ لأن الاعتدال محبوب والطول المفرط قد يشوه الخلقة ويطلق ألسنة المغتابين من الناس، قال النخعي: عجبت للعاقل كيف لا يأخذ من لحيته فيجعلها بين اللحيين فإن التوسط في كل شيء حسن ولذلك، قيل: كلما طالت ¬

_ (¬1) انظر: المغني (2/ 763). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (1958)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4515). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 5) (6220)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4516).

اللحية تشمر العقل كما حكاه الغزالي. قال الشاعر (¬1): ما أحد طالت له لحية ... فزادت اللحية في هيئته إلا وما ينقص من عقله ... مقدار ما يزاد في لحيته إن قلت: قد سلف أحاديث "احفوا الشوارب واعفوا اللحى" وإعفاء اللحى عدم الأخذ منها. قلت: ليس إحفاء الشارب استئصاله والمبالغة في أخذه فإعفاء اللحية ترك المبالغة في الأخذ منها فلا ينافيه الأخذ منها طولا وعرضا قليلاً. (ت) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه قال الترمذي: غريب وفيه عمر بن هارون قال الذهبي: ضعفوه وقال ابن الجوزي: حديث لا يثبت المتهم به عمر بن هارون البلخي قال العقيلي: لا يعرف إلا به، وقال يحيى: كذاب، وقال النسائي: متروك، وقال البخاري: لا أعرف لعمر بن هارون حديثا ليس له أصل غير هذا. 6916 - "كان يأكل البطيخ بالرطب". (د) عن سهل بن سعد (ت) عن عائشة (طب) عن عبد الله بن جعفر (صح) ". (كان يأكل البطيخ) بكسر الموحدة ويقال الطبيخ بتقديم الطاء. (بالرطب) والبطيخ نوعان أخضر وأصفر وكأن المراد يأكل ما وقع له منهما بذلك ليكسر حر هذا برد الآخر وقد تكلم ابن القيم على ذلك في الهدى (¬3): ويأتي تعليله بذلك نصاً. (هـ) عن سهل بن سعد (ت) عن عائشة (طب) (¬4) عن عبد الله بن جعفر) ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة إلى المأمون العباسي. (¬2) أخرجه الترمذي (2762)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 194)، وانظر العلل المتناهية (2/ 686)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4517)، والضعيفة (288): موضوع. (¬3) زاد المعاد (4/ 263). (¬4) أخرجه أبو داود (3836) عن سعل بن سعد، والترمذي (1843) وأبو نعيم في الطب (813) =

رمز المصنف لصحته وهو كما قال، قال الحافظ العراقي: إسناده صحيح. 6917 - "كان يأكل الرطب ويلقي النوى على الطبق". (ك) عن أنس (صح) ". (كان يأكل الرطب ويلقي النوى على الطبق) ففيه أنه لا بأس في ذلك إلا أنه يعارضه ما يأتي من حديث: "نهى أن يلقى النواة على الطبق الذي يؤكل منه الرطب والتمر" (¬1)، قال الشارح: ولعل المراد هنا الطبق الموضوع تحت إناء الرطب لا الطبق الذي فيه الرطب. قلت: وهو خلاف ما يظهر ولعله يقال النهي خاص بغيره - صلى الله عليه وسلم - لأنه يتأذى بما لعله يلصق بالنواة من فضلة ريق الآكل ويقذره جليسه بخلافه - صلى الله عليه وسلم - فإنها تهوى النفوس بما اتصل به وتتبرك بفضلة ريقه وبما لابسه وبه يجتمع الحديثان وكأن هذا غالب فعله وإلا فقد أخرج أبو بكر الرافعي في فوائده، قال العراقي: بسند ضعيف: "إنه - صلى الله عليه وسلم - أكل الرطب يوما بيمينه وكان يحفظ النوى بيساره فمرت به شاة، فأشار إليها بالنوى فجعلت تأكل من كفه اليسرى، ويأكل هو بيمينه حتى فرغ وانصرفت الشاة". (ك) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهم وأقره الذهبي. 6918 - "كان يأكل العنب خرطا". (طب) عن ابن عباس (ض) ". (كان يأكل العنب خرطاً) بالمعجمة مفتوحة يقال خرط العنقود واخترطه إذا ¬

_ = و (832) عن عائشة، والطبراني في الكبير (6/ 162) (5859) عن عبد الله بن جعفر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4878)، والصحيحة (57). (¬1) انظر فيض القدير (5/ 194). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 134)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4519)، والضعيفة (4258): ضعيف جداً.

وضعه في فيه فأخذ حبة في فيه ثم يخرج عرجونه عارياً منه، قاله في النهاية (¬1) وفيها أنه روي بالصاد المهملة وفسره بهذا، وقال: والمروي: خرطاً بالطاء. (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه داود بن عبد الجبار، قال العقيلي: داود ليس بثقة ولا يتابع عليه وفي الميزان عن النسائي: متروك، وعن البخاري: منكر الحديث وساق له مناكير هذا منها وقال العراقي في تخريج الإحياء: طرقه ضعيفة وأخرجه البيهقي من طريقين ثم قال: ليس فيه إسناد قوي، ورواه ابن عدي من طريق أخرى عن ابن عباس أوردها ابن الجوزي في الموضوعات وأقره المؤلف في مختصرها ولم يتعقبه إلا بأن العراقي اقتصر على تضعيفه. 6919 - "كان يأكل الخربز بالرطب، ويقول هما الأطيبان". الطيالسي عن جابر (ح) ". (كان يأكل الخربز) بخاء معجمة مكسورة فراء فموحدة فزاي: نوع من البطيخ الأصفر ومن زعم أن المراد الأخضر لأن في الأصفر نوع من الحرارة رده ابن حجر بأن في الأصفر بالنسبة إلى الرطب برداً وإن كان فيه طرف حرارة. (بالرطب ويقول هما الأطيبان) أي من أنواع الفاكهة فأكل الطيبات لا ينافي الزهادة في شهوات الدنيا. (الطيالسي (¬3) عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 6920 - "كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة". (حم طب) عن سلمان، ابن سعد عن عائشة وعن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 62). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 149) (12727)، والبيهقي في الشعب (5966)، وابن عدي في الكامل (6/ 84)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 33)، وانظر الموضوعات (3/ 27)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4520)، والضعيفة (108): موضوع. (¬3) أخرجه الطيالسي (1762)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4518)، والضعيفة (4257).

(كان يأكل الهدية) بعد قبولها وكان يثيب عليها لما في الهدية من الإكرام وهي من جوالب المحبة لحديث: "تهادوا تحابوا" (ولا يأكل الصدقة) ظاهره العموم لصدقة النفل والفرض وذلك لما فيها من الذلة، قال الشارح: كان من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - تحريم صدقة الفرد والنفل. قلت: قد حرمتا على آله سيما صدقة الفرض فلا اختصاص إلا أن يريد بالنسبة إلى الأنبياء قبله فالله أعلم. (حم طب) عن سلمان، ابن سعد (¬1) عن عائشة وعن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ العراقي: إنه متفق عليه بلفظه عن أبي هريرة فلعله ذهل عنه المصنف وإلا فإنه لا يعدل عندهم إلى غير الصحيحين إن كان الحديث فيهما. 6921 - "كان يأكل القثاء بالرطب". (حم ق 4) عن عبد الله بن جعفر (صح) ". (كان يأكل القثاء) القثاء بكسر القاف وقد تضم والباء في (بالرطب) قال الكرماني للمصاحبة أو للملابسة ووجهه أن الرطب حار رطب في الثانية يقوي المعدة الباردة وينفع الباءة لكنه سريع العفن معكر للدم مصدع مورث للسدد ووجع المثانة والأسنان، والقثاء بارد رطب في الثانية منعش للقوى ومطفئ للحرارة الملتهبة ففي كل منهما إصلاح للآخر وإزالة لأكثر ضرره. فائدة: في كيفية أكله لهما. قال ابن حجر: أخرج الطبراني في الأوسط عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما: رأيت في يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - قثاء وفي شماله رطبا وهو يأكل من ذا مرة وذا مرة" (¬2) وفي سنده ضعف. (حم ق 4) (1) عن عبد الله بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 442)، والبخاري (2585)، والطبراني في الكبير (6/ 222) (6065) عن سلمان، وابن سعد (1/ 388، 4/ 77) عن عائشة، وأخرجه البخاري (2576) عن أبي هريرة بمعناه. (¬2) أخرجه الطبراني في الصغير (1035)، وانظر فتح الباري (9/ 573).

جعفر) وأما حديث ابن عباد عن عائشة: "كان يأكل القثاء بالملح" فقد قال العراقي: فيه متروك. 6922 - "كان يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها". (حم م د) عن كعب بن مالك (صح) ". (كان يأكل بثلاث أصابع): الوسطى والمسبحة والإبهام، كما عينها في بعض الأخبار، وفيه أنه لا يأكل بأكثر منها ولا بأقل وقد ورد: لا تأكل بأصبع فإنه أكل الملوك ولا بإصبعين فإنه أكل الشياطين" (¬2) أخرجه الدارقطني في الإفراد بسند ضعيف. (ويلعق يده) يعني أصابعه. (قبل أن يمسحها) فيه ندب الأكل بالثلاث ولعق اليد ومسحها، وقد روي الطبراني في كيفية لعق الأصابع عن كعب بن عجرة: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل بأصابعه الثلاث بالإبهام والتي تليها والوسطى، ثم رأيته يلعق أصابعه الثلاث قبل أن يمسحها الوسطى ثم التي تليها" (¬3) وهذا إذا كان الطعام للأصابع به تلوث لا إذا كان يابساً وفيه مأخذ أنه لا غسل بعد الطعام إذ لو كان لقدمه على المسح صيانة للخرقة عن آثار الطعام. (حم م د) (¬4) عن كعب بن مالك) ولم يخرجه البخاري. 6923 - "كان يأكل البطيخ، بالرطب، ويقول: يكسر حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا". (د هق) عن عائشة (صح) ". (كان يأكل البطيخ بالرطب) إن كان زمانه فإن لم يكن زمانه أكله بالتمر. ¬

_ = (1) أخرجه أحمد (1/ 203)، والبخاري (5440)، ومسلم (2043)، وأبو داود (3835)، والترمذي (1844)، والنسائي في الكبرى (4/ 167)، وابن ماجة (3325). (¬2) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (2686 أطراف الغرائب)، وانظر الميزان (7/ 392)، واللسان (7/ 72)، والعلل المتناهية (2/ 653). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (24467)، وهناد في الزهد (805). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 386)، ومسلم (2032)، وأبو داود (3848).

(ويقول) مفيدا للسامع. (يكسر حر هذا) أي الرطب. (ببرد هذا) أي البطيخ. (وبرد هذا بحر هذا) قيل: والمراد بالبطيخ الأصفر بدليل لفظ "الخربز" بدل البطيخ في الرواية المارة وكان يكثر وجوده بالحجاز بخلاف الأخضر، وقال ابن القيم: المراد الأخضر، قال العراقي: فيه نظر، والحديث دال على أن كل منهما فيه حرارة وبرودة لا أن الحرارة في أحدهما والبرودة في الآخر. قلت: كأنه يريد من البطيخ الأخضر والأصفر وكان الأولى الاقتصار على ذكر البرودة لأن التعليل ناظرًا إليها فيهما فقط وإن كانا لا يخلوان عن حر حرارة ووجه جمعه بين ما ذكر تدبير الغذاء لحفظ الصحة كما قاله ابن القيم. (د هق) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال ابن القيم (¬2): في البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها غير هذا الحديث الواحد. 6924 - "كان يأكل بثلاث أصابع ويستعين بالرابعة". (طب) عن عامر بن ربيعة (ض) ". (كان يأكل بثلاث أصابع) تقدم بيانها [3/ 348] (ويستعين بالرابعة) قيل: وربما كان يأكل بكفه كلها قال ابن العربي في العارضة: ويدل على الأكل بالكف كلها أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يتعرق العظم، وينهش اللحم ولا يمكن ذلك عادة إلا بالكف كلها، قال العراقي (¬3): فيه نظر لأنه يمكن بالثلاث، سلمنا لكن كان يمسك بكفه كلها ليأكل بها سلمنا لكن محل الضرورة لا يدل على عموم الأحوال. قلت: لا يخفى أنه لم يدع ابن العربي ولا من استدل له عموم الأحوال بل في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3836)، والبيهقي في السنن (7/ 281)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4879)، والصحيحة (57). (¬2) زاد المعاد (4/ 263). (¬3) فيض القدير (5/ 196).

قوله ربما دليل على خلاف ذلك. (طب) (¬1) عن عامر بن ربيعة) رمز المصنف لضعفعه، قال زين الدين العراقي: ورويناه عنه في الغيلانيات، وفيه القاسم بن عبد الله العمري هالك (¬2)، قال: وفي مسند بن أبي شيبة عن الزهري مرسلاً: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأكل بالخمس" (¬3). 6925 - "كان يأكل مما مست النار، ثم يصلي ولا يتوضأ". (طب) عن ابن عباس (صح) ". (كان يأكل مما مست النار، ثم يصلي) ولا يتوضأ الوضوء الشرعي وكان هذا آخر الأمرين منه - صلى الله عليه وسلم - فهو ناسخ لأحاديث الوضوء مما مست النار، قال ابن القيم (¬4): إلا من لحوم الإبل فالحكم باق. (طب) (¬5) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 6926 - "كان يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهيا شديدا" (حم) عن أنس (ح). (كان يأمر بالباءة) أي بالنكاح واختلف هل المراد هنا الوطء أو العقد وقرر الشارح أن المراد الوطء لتصريح الأحاديث الحث على التزويج بأن المراد تكثير الأمة، قلت قوله: (وينهى عن التبتل) فإن التبتل الانقطاع عن الشهوات إلى التعبد فهو أقرب بإرادة العقد الذي من لازمه الوطء في الغالب إلا أنه قال ¬

_ (¬1) عزاه في مجمع الزوائد (5/ 25) للطبراني في الكبير وكنز العمال (18200)، وانظر الفيض القدير (5/ 196)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4521)، والضعيفة (4246): موضوع. (¬2) انظر: المغني في الضعفاء (2/ 519). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (24465). (¬4) انظر: بدائع الفوائد (4/ 936)، وإعلام الموقعين (2/ 15). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 324) (10792)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4883). والصحيحة (2116).

الشارح: المراد هنا بغض الرجل للنساء وعدم التلذذ بهن. (نهياً شديداً) تمامه عند مخرجه ويقول: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة" وكان التبتل من شريعة النصارى فنهى عنه أمته، والظاهر في الطلاق لفظ: بامرأته أمر إيجاب لأنه الفرد الكامل من الأوامر ولا يحمل على الندب إلا لقرينة فيؤخذ بهذا في كل ما يأتي. (حم) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وأخرجه الطبراني في الأوسط من طريق حفص بن عمر ذكره ابن أبي حاتم وروى عنه جمع وبقية رجاله رجال الصحيح ذكره الهيثمي. 6927 - "كان يأمر نساءه إذا أرادت إحداهن أن تنام أن تحمد الله ثلاثاً وثلاثين، وتسبح ثلاثاً وثلاثين، وتكبر ثلاثاً وثلاثين". ابن منده عن جابر". (كان يأمر نساءه إذا أرادت إحداهن أن تنام) أي يأمر كل واحدة منهن تريد النوم، وظاهره في ليل أو نهار، ولا تختص نساؤه بذلك بل يندب لكل أحد. (أن تحمد الله ثلاثا وثلاثين) أي تقول الحمد لله تكرر هذا اللفظ ذلك العدد. (وتسبح ثلاثاً وثلاثين) تقول سبحان الله كذلك. (وتكبر ثلاثا وثلائين) بلفظ الله أكبر كذلك، وفي الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - علمه فاطمة ابنته رضي الله عنها لما جاءت تطلبه خادماً وتشكوا إليه من مشقة عمل البيت طحنا واغترافا للماء فأرشدها إلى ذلك عوضًا عن الخادم، وثبت أن عليا كرم الله وجهه قال: ما تركته ليلة من الليالي أو نحو هذا اللفظ فقال له ابن الكواء ولا ليلة الهزبر فقال: قاتلكم الله يا أهل الكوفة ولا ليلة الهزبر. (ابن منده (¬2) عن جابر). 6928 - "كان يأمر بالهدية صلة لما بين الناس". ابن عساكر عن أنس". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 158)، والطبراني في الأوسط (5099)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4522). (¬2) أخرجه ابن منده كما في الكنز (18257)، وانظر الإصابة (2/ 116)، وفيض القدير (5/ 197)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4890).

(كان يأمر بالهدية) أي يحب أن يهادي الناس بعضهم بعضاً. (صلة بين الناس) علة للأمر بها وأنه يحصل بها التواصل بين الناس وهو مقصود للشارع كما أن التهاجر منهي عنه. (ابن عساكر (¬1) عن أنس) سكت المصنف عليه وقد أخرجه البيهقي في الشعب بلفظه عن أنس أيضاً وفيه سعيد بن بشير، قال الذهبي: وثقه شعبة وضعفه غيره وأخرجه الطبراني في الكبير أيضاً، قال الهيثمي: فيه سعيد بن بشير قد وثقه جمع وضعفه آخرون. 6929 - "كان يأمر بالعتاقة في صلاة الكسوف". (د ك) عن أسماء (صح) ". (كان يأمر بالعتاقة) مصدر عتق عتقاً وعتاقة. (في صلاة الكسوف) لأنها من أفضل القربة ينبغي فعلها عند رؤية أعظم الآيات ليعتق الله عباده مكافأة على اعتاقهم. (د ك) (¬2) عن أسماء بنت أبي بكر) رمز المصنف لصحته ورواه البخاري عنها أيضاً في مواضع وكأن المصنف ذهل عنه. 6930 - "كان يأمر أن نسترقي من العين". (م) عن عائشة (صح) ". (كان يأمر أن نسترقي) بالنون للمتكلم مع غيره. (من العين) وقد علمهم رقيتها وهي الاستغسال كما سلف في باب العين المهملة تحقيق كيفيته والحث على الرقية لا ينافي حديث السبعين ألفاً الذين لا يرقون ولا يسترقون بما أسلفناه من أن لا يسترقون [3/ 349] غير ثابته كما قاله ابن تيمية (¬3)، وقد رقى - صلى الله عليه وسلم - نفسه بالمعوذات، والحسنين أيضاً بها. (م) (¬4) عن عائشة). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/ 43) والطبراني في الكبير (1/ 260) (757)، والبيهقي في الشعب (8975)، وانظر قول المجمع (9/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4523)، والضعيفة (4259). (¬2) أخرجه أبو داود (1192)، والحاكم (1/ 483)، وأخرجه بمعناه البخاري (1064). (¬3) مجموع الفتاوى (28/ 123)، والرد على البكري (2/ 299). (¬4) أخرجه البخاري (5738)، مسلم (2159).

6931 - "كان يأمر بإخراج الزكاة قبل الغدو للصلاة يوم الفطر" (ت) عن ابن عمر (ح) ". (كان يأمر بإخراج الزكاة) زكاة الفطر بعد صلاة الصبح. (قبل الغدو للصلاة) لصلاة العيد. (يوم الفطر) فإنه تعالى قال: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى: 14، 15]، وفي بعض التفاسير المراد زكاة الفطر وصلاة العيد لأن شرعيتها لإغناء الفقراء في ذلك اليوم فتخرج في أوله لينتفعوا به ولقد طال الأمر وتنوسيت الشرائع حتى صار عرف كثير من جهات اليمن قبضها مع الزكاة وهي تأخر أشهرا عن يوم الفطر، قال الشافعي: يحرم تأخير آدائها بلا عذر. (ت) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 6932 - "كان يأمر بناته ونسائه أن يخرجن في العيدين". (حم) عن ابن عباس (ح) ". (كان يأمر بناته ونسائه أن يخرجن في العيدين) إلى الجبانة يحضرن الصلاة والوعظ كما سلف واختلف السلف في وجوب الخروج على النساء يوم العيدين إلى الجبان فأوجبه جماعة، منهم: أبو بكر لما أخرجه أحمد مرفوعاً: "حق على كل ذات نطاق الخروج في العيدين" قال ابن حجر (¬2): إسناد حديث أحمد لا بأس به، ومنهم من حمله على الندب قال الشارح (¬3): ونص الشافعي على استثناء ذوي الهيئات والشابة. قلت: وحديث الكتاب يرده فليس في الدنيا ذوي هيئات أشرف من نسائه - صلى الله عليه وسلم - ولا شابة خير من بناته وفي الأحاديث أن من لا عذر لها من الحيض صلت ومن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (677)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4885). (¬2) فتح الباري (2/ 470). (¬3) فيض القدير (5/ 196).

لها عذر حضرت تسمع الوعظ فهو عام لكل مرأة. (حم) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 6933 - "كان يأمر بتغيير الشعر مخالفة للأعاجم". (طب) عن عتبة بن عبد (ح) ". (كان يأمر بتغيير الشعر) بالصبغ غير الأسود. (مخالفة للأعاجم) وتقدم تعليله بأنه مخالفة لليهود ولا بعد في أن يكون مخالفة للجميع. (طب) (¬2) عن عتبة بن عبد)، رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه الأحوص بن حكيم ضعيف. 6934 - "كان يأمر بدفن الشعر والأظافر". (طب) عن وائل بن حجر (ض) ". (كان يأمر بدفن الشعر) الذي يحلق أو يسقط عن البدن. (والأظفار) التي تقلم لأنها جزء من الآدمي وهو مخترم فيدفن بعضه كما يدفن كله وظاهره أنه إذا لم يدفنه صاحبه دفنه غيره من المسلمين. (طب) (¬3) عن وائل بن حجر) رمز المصنف لضعفه. 6935 - "كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر، والظفر، والدم، والحيضة، والسن، والعلقة، والمشيمة". الحكيم عن عائشة". (كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان: الشعر، والظفر، والدم) الخارج من بدنه. (والحيضة) عطف خاص على عام ولأنها قد تكون صفرة أو كدرة. (والسن) ولو من الصبي. (والعلقة) الدودة التي تخرج من البطن ونحوه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4888)، والصحيحة (2115). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 129) (316)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 162)، وحسنه الألباني في صحيع الجامع (4887). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 32) (73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4524)، والضعيفة (2357).

(والمشيمة) التي تخرج في الولادة. (الحكيم (¬1) عن عائشة) ظاهر كلام المصنف أنه أخرجه الحكيم بسنده كما هي قاعدة ما يطلقه المصنف، قال الشارح: وليس كذلك بل ذكره بغير سند فقال وعن عائشة فساقه كما رأيته في كتاب النوادر فينظر. 6936 - "كان يأمر من أسلم أن يختتن، ولو كان ابن ثمانين سنة". (طب) عن قتادة الرهاوي (ح) ". (كان يأمر من أسلم) قال الشارح: من الرجال وكأنه ما ورد في حق النساء ذلك أو كأنه كان يفعل في الجاهلية كما سلف في حديث: "اخفضي ولا تنهكي" الحديث تقدم في الهمزة مع الخاء المعجمة. (أن يختتن، وإن كان ابن ثمانين سنة) فيه دليل على وجوبه فإنه لولا الوجوب لما أباح تأليم الخاتن وليس من باب التداوي فما هو إلا لوجوبه، وتقدم أن إبراهيم -عليه السلام - اختتن وهو ابن ثمانين. (طب) (¬2) عن قتادة الرهاوي)، بفتح الراء نسبة إلى الرها بلدة قال الشارح رمز المصنف لحسنه. 6937 - "كان يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيض". (م د) عن ميمونة (صح) ". (كان يباشر نساءه) يلصق بشرته ببشرة المرأة. (فوق الإزار) للتلذذ والاستمتاع (وهن حيض) جمع حائضة وفيه جواز التمتع بالحائض فيما بين السرة والركبة. (م د) (¬3) عن ميمونة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (1/ 186)، والرافعي في التدوين (1/ 455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4525)، وقال في الضعيفة (3263): منكر. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 14) (20)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4889) دون قوله "ولو كان ابن ثمانين سنة"، وأورده في الضعيفة (4260). (¬3) أخرجه مسلم (294)، وأبو داود (267).

6938 - "كان يبدأ بالشراب إذا كان صائما، وكان لا يعب، يشرب مرتين أو ثلاثا". (طب) عن أم سلمة (ض) ". (كان يبدأ بالشراب إذا كان صائماً) كأن المراد بالبداية الإفطار به وقد ثبت أنه كان يفطر بالتمر كما يأتي قريباً فإذا لم يجده فبالماء فيحتمل أنه كان إذا أفطر بالتمر يشرب بعده الماء فهو بداية بالنسبة إلى الطعام. (وكان) إذا شرب. (لا يعب) بضم المهملة لا يشرب بلا تنفس، قوله: (يشرب مرتين أو ثلاثاً) تفسير لعدم العب وهو كذا في النسخ من دون ألف وتقدم نظيره وأنه من يصنع المحدثون ذلك في المنصوب وقد تقدم أنه كان يفعل ذلك ويقول: [3/ 350] "هو أهنأ وأمرأ وأروى"، وفيه أن الشرب اثنتين سنة أيضاً. (طب) (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. قلت: قد نقلنا كلام أئمة الحديث في يحيى المذكور (¬2) في كتابنا: الروضة الندية ورجحنا عدم ضعفه، وقال الهيثمي في موضع آخر: رواه الطبراني بإسنادين وشيخه في أحدهما أبو معاوية الضرير ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 6939 - "كان يبدأ إذا أفطر بالتمر". (ن) عن أنس (ح) ". (كان يبدأ إذا أفطر) من صومه. (بالتمر) إن لم يجد رطبا وإلا قدمه عليه كما جاء في رواية أخرى. (ن) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 6940 - "كان يبدو إلى التلاع". (د حب) عن عائشة (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 332) (766)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 155، 5/ 80)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4528). (¬2) ينظر: الكامل في الضعفاء (7/ 238 - 239) ورجح أنه غير ضعيف. (¬3) أخرجه النسائي 2/ 253، وفي الكبرى (3318)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4892)، والصحيحة (2117).

(كان يبدو) أي يخرج إلى البادية. (إلى التلاع) بكسر المثناة الفوقية: جمع تلعة وهي ما ارتفع من الأرض وما انهبط منها فهو من أضداد ومسيل الماء وما اتسع من فوة الوادي والقطعة المرتفعة من الأرض كما في القاموس (¬1) وكأن المراد هنا مسيل الماء أنه كان يخرج إليه عند مجيء الماء كما في رواية أخرى. (د حب) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه ورواه أيضاً البخاري في الأدب المفرد. 6941 - "كان يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين". (طس حل) عن ابن عمر". (كان يبعث إلى المطاهر) جمع مطهرة بكسر الميم كل إناء تتطهر منه، والمراد هنا نحو الحياض والبرك المعدة لوضوء المسلمين. (فيؤتى) إليه. (بالماء) منها. (فيشربه يرجو) بشربه منه نيل: (بركة أيدي المسلمين) وفيه تشريف للمسلمين عجيب وتعظيم عظيم، وفيه أنه لا يتقذر ماءًا ستعمله المسلمون في طاعة بل يتبرك به. (طس حل) (¬3) عن ابن) عمر سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: رجاله موثقون ومنهم عبد العزيز بن أبي رواد ثقة نسب إلى الإرجاء. 6942 - "كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا، وأهله لا يجدون عشاء وكان أكثر خبزهم خبز الشعير". (حم ت هـ) عن ابن عباس (صح) ". (كان يبيت الليالي المتتابعة طاوياً) خاوي البطن جائعا هو: (وأهله لا يجدون ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (3318). (¬2) أخرجه أبو داود (2478)، وابن حبان (2/ 310) (550)، والبخاري في الأدب المفرد (580)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4893). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (794)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 203)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 214)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4894)، والصحيحة (2118).

عشاء) ما يتعشون به في الليل. (وكان أكثر خبزهم خبز الشعير) زهدا في الدنيا وتقللا منها، وقد ثبت أيضاً أنها ما كانت لهم مناخل ينخلون بها الشعير بل ينفخونه نفخاً. (حم ت هـ) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته في ما رأيناه مقابل على خطه، وقال الشارح: لحسنه وفيه أبو العلاء البصري ثقة لكنه تغير بآخر أمره. 6943 - "كان يبيع نخل بني النضير، ويحبس لأهله قوت سنتهم". (خ) عن عمر (صح) ". (كان يبيع نخل بني النضير) بزنة كريم قبيلة من يهود المدينة خوله الله أموالهم ونخيلهم أي يبيع ما يأتيه من تمر ذلك النخيل ورطبه وكان: (يحبس يمسك لأهله قوت سنتهم) وذلك لا ينافي التوكل ولا التقلل من الدنيا ولا يعارضه حديث أنه كان لا يدخر شيئا لغد؛ لأن هذا طعام لغيره في الحقيقة قد أخرجه وصيره لهم وإن كانت نفقته لازمة له. (خ) (¬2) عن عمر). 6944 - "كان يتبع الحرير من الثياب فينزعه". (حم) عن أبي هريرة". (كان يتبع) بتشديد المثناة الفوقية. (الحرير من الثياب) التي له وظاهره ولو كان خياطاً خيطت به. (فينزعه) منها لا لتحريم ذلك فإنه كان لا يقتني الثوب الذي فيه الحرير ما يحرمه من الحرير بل كان هذا يستبرأ مما يحل إلا أنه ينزعه زهدا في الدنيا وكراهة لما حرم الله كثيره وإن كان مباحاً. (حم) (¬3) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 255)، والترمذي (2360)، وابن ماجة (3347)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4895)، والصحيحة (2119). (¬2) أخرجه البخاري (5357). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 320)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 140)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4529)، والضعيفة (4261).

6945 - "كان يتبع الطيب في رباع النساء". الطيالسي عن أنس (ح) ". (كان يتبع) بزنة الأول من التتبع. (الطيب في رباع النساء) لم يذكره في النهاية، وقال الشارح: في منازلهن وأماكن أمانتهن ومواضع خلوتهن والرباع كسهام جمع ربع كسهم محل القوم ومنزلهم وديار إقامتهم ويطلق على القوم مجازاً. (الطيالسي (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 6946 - "كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله". (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (كان يتبوأ) يطلب موضعا يصلح: (لبوله) ومثله حديث "كان يرتاد" لقوله: (كما يتبوأ لمنزله) أي كما يطلب موضعا يصلح للسكنى، وفيه أنه يندب لقاضي الحاجة أن يتحرى أرضا لينة من نحو تراب أو رمل لئلا يعود عليه الرشاش فينجسه، فإن لم يجد إلا صلبة لينه بنحو عود، وفيه أنه لا بأس بذكر البول وعدم الكناية عنه وإن كان من كلام الراوي. (طس) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي: فيه يحيى بن عبيد وأبوه غير معروفين، وقال الهيثمي: لم أر من ذكرهما وبقية رجاله ثقات. 6947 - "كان يتحرى صيام الإثنين والخميس". (ت ن) عن عائشة (ح) ". (كان يتحرى صيام الاثنين والخميس) تقدم تحليله في النص بأنهما يومان تعرض فيهما [3/ 351] الأعمال. (ت ن) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب، وأعله ابن القطان (¬4) بأن الراوي عنها أي عائشة ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2042)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4530)، والضعيفة (4262). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3064)، وابن عدي في الكامل (3/ 253)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 204)، وضعفه الألباني في الضعيفة (2459). (¬3) أخرجه الترمذي (745)، والنسائي (4/ 204)، وابن ماجة (1739)، وأحمد (6/ 89)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 214)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4897). (¬4) انظر: الوهم والإيهام (رقم 271).

ربيعة الجرشي مجهول، قال ابن حجر: أخطأ فيه وهو صحابي إلا أنه قال الحافظ العراقي: أنه اختلف في صحبته، وقال أبو حاتم: لا صحبة له. 6948 - "كان يتختم في يمينه". (خ ت) عن ابن عمر (م ن) عن أنس (حم ت هـ) عن عبد الله بن جعفر (صح) ". (كان يتختم في يمينه) كان هذا أكثر أحواله وتختم في يساره وهو في اليمين أفضل عند الشافعي وعكس مالك، قال العراقي في شرح الترمذي وتبعه تلميذه الحافظ ابن حجر (¬1): ورد التختم في اليمين من رواية تسعة من الصحابة وفي اليسار من رواية ثلاثة كذا قالاه، قال الشارح: لكن يعكر عليه نقل العراقي نفسه التختم في اليسار عن الخلفاء الأربعة وابن عمر وعمر بن حريث، قال البخاري: والتختم في اليمين أصح شيء في هذا الباب واليمين أحق بالزينة وكونه صار شعار الروافض لا أثر له. (خ ت) عن ابن عمر (م ن) عن أنس (حم ت هـ (¬2) عن عبد الله بن جعفر). 6949 - "كان يتختم في يساره" (م) عن أنس (د) عن ابن عمر (صح) ". (كان يتختم في يساره) بهذا أخذ مالك وحمله غيره على بيان الجواز. (م) عن أنس (د) (¬3) عن ابن عمر). 6950 - "كان يتختم في يمينه ثم حول في يساره". (عد) عن ابن عمر، وابن عساكر عن عائشة" (ض). ¬

_ (¬1) فتح الباري (10/ 326). (¬2) أخرجه البخاري (1464)، والترمذي (1741) عن ابن عمر، وأخرجه مسلم (2094)، والنسائي (8/ 193) عن أنس، وأخرجه أحمد (1/ 205)، والترمذي (1741)، وابن ماجة (3647) عن عبد الله بن جعفر. (¬3) أخرجه مسلم (2095) عن أنس، وأبو داود (4227) عن ابن عمر.

(كان يتختم في يمينه ثم حول في يساره) قال البغوي في شرح السنة (¬1): وكان ذلك آخر الأمرين، وتعقبه الطبري بأن ظاهره النسخ وليس ذلك مراداً، قال في الفتح (¬2): لو صح هذا الحديث كان قاطعاً للنزل لكن سنده ضعيف، وقال في التخريج: هذه رواية ضعيفة اعتمدها البغوي وجمع بها بين الأخبار. (عد) عن ابن عمر ابن عساكر (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه ورواه أبو الشيخ عن ابن عمر وهو ضعيف من كل وجوهه. 6951 - "كان يتختم بالفضة". (طب) عن عبد الله بن جعفر (ح) ". (كان يتختم بالفضة) ويقال: إنه تختم أولا بالذهب ثم تركه ونهى عنه. طب) (¬4) عن عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لحسنه. 6952 - "كان يتخلف في المسير فيرجى الضعف ويردف ويدعو لهم". (د ك) عن جابر (صح) ". (كان يتخلف في المسير) يتأخر فيه إذا كان في سفر. (فيزجي) بالزاي والجيم. (الضعف) يسوقه ليلحق بالرفاق. (ويردف) على ظهر دابته من لا دابة له. (ويدعو لهم) بالإعانة ونحوها فهذه الآداب ينبغي أن يراعيها من كان أميراً في رفقته عند السفر. (د ك) (¬5) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) انظر: شرح السنة (6/ 60 - 61). (¬2) فتح الباري (10/ 326). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 237)، والطبراني في الأوسط (4536)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 224) مختصر تاريخ دمشق، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4532)، والضعيفة (4263). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 101) (2798)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4898). (¬5) أخرجه أبو داود (2639)، والحاكم (2/ 126)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4901)، والصحيحة (2120).

6953 - "كان يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء". (ق ن) عن أبي هريرة (صح) ". (كان يتعوذ من جهد البلاء) بفتح الجيم والبلاء بالفتح والمد: الحالة الشاقة: اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء، تقدم في الدعوات. (ودرك الشقاء) بسكون الراء إدراك الشقاء واللحاق به أي الشقاوة والهلاك والسبب المؤدي إلى ذلك. (وسوء القضاء) المفضي وإلا فحكم الله كله حسن لا سوء فيه. (وشماتة الأعداء) فرحهم ببلية تنزل بمن يعادونه، فهذه أمهات الشر التي ينبغي الاستعاذة منها. (ق ن) (¬1) عن أبي هريرة). 6954 - "كان يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل، وسوء العمر، وفتنة الصدر، وعذاب القبر". (د ن هـ) عن عمر (ح) ". (كان يتعوذ من خمس: من الجبن، والبخل) فهما قرينتان، سوء الجبن يمنع من نكاية الأعداء، والبخل يمنع من إخراج ما وجب. (وسوء العمر) عدم البركة فيه وكثرة مشاقه ونحو ذلك من الرد إلى أرذله والبقاء كلا على الناس. (وفتنة الصدر) بفتح المهملتين في ما ضبط على خط المصنف أي الانقلاب من السفر والعوذ من المقصد، وقال الشارح بسكون الدال: ما ينطوي عليه الصدر من نحو حسد وغل وعقيدة زائغة (وعذاب القبر) التعوذ منه يعود من ملابسة موجباته. (د ن هـ) (¬2) عن عمر) رمز المصنف لحسنه وسكت عليه أبو داود. 6955 - "كان يتعوذ من: الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سولهما". (ت ن هـ) والضياء عن أبي سعيد (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6347، 6616)، ومسلم (2707)، والنسائي (8/ 269). (¬2) أخرجه أبو داود (1539)، والنسائي (8/ 272)، وابن ماجة (3844)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4533).

(كان يتعوذ من: الجان) وهم الشياطين بقوله: أعوذ بالله من الجان. (وعين الإنسان) فيه أنه يختص إصابة العين بالإنسان فغيره من الخلائق لا يعين. (حتى نزلت المعوذتان فلما نزلت أخذ بهما) في الاستعاذة. (وترك ما سواهما) مما كان يتعوذ به من الكلام فإنهما قد اشتملا على الاستعاذة من شرور الدنيا والآخرة، وقد تكلمنا عل بعض أسرارهما في الجزء الأول، وقد تكلم ابن القيم رحمة الله عليهما بكلام شاف واف في كتابه: بدائع الفوائد (¬1). (ت ن هـ) والضياء (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن غريب. 6956 - "كان يتعوذ من موت الفجأة، وكان يعجبه أن يمرض قبل أن يموت". (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (كان يتعوذ من موت الفجأة) بالضم والمد ويفتح ويقصر: البغتة. (وكان يعجبه أن يمرض قبل أن يموت) ليستعد بالوصية [3، 352] والتثبت والتوبة، والمراد أنه يحبه لنفسه ولغيره. (طب) (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه. 6957 - "كان يتفاءل، ولا يتطير، وكان يحب الاسم الحسن". (حم) عن ابن عباس (ح) ". (كان يتفاءل) بالهمزة إذا سمع كلمة حسنة حملها على معنى يوافق. (ولا يتطير) ولا يتشائم بل إذا رأى ما يكره قال: "اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك". (وكان يحب الاسم الحسن) لأن محبة الحسن من كل شيء هو ما في طباع ذوي الكمال، وقد كان يحول الاسم القبيح لا تشاءما به بل ¬

_ (¬1) انظر: بدائع الفوائد (2/ 425). (¬2) أخرجه الترمذي (2058)، والنسائي (8/ 271)، وابن ماجة (3511)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4902). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 132) (7602)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4543): موضوع.

لأن القبيح مكروه غير محبوب (حم) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه ليث بن سالم وهو ضعيف جداً بغير كذب. 6958 - "كان يتمثل بالشعر: ويأتيك بالأخبار من لم تزود" (طب) عن ابن عباس (ت) عن عائشة (صح) ". (كان يتمثل بالشعر) فيقوله. (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) إما بتقدير يقول كما قدرناه أو هو يدل من الشعر إلى تزوده، وفي رواية: "كان أبغض الحديث إليه الشعر غير أنه تمثل مرة ببيت أخي قيس بن طرفة فقال: ويأتيك من لم تزود بالأخبار، فجعل آخره أوله فقال أبو بكر: ليس هكذا يا رسول الله، فقال: "ما أنا بشاعر (¬2) وهي رواية، قيل: ليس لها إسناد، وعلى صحتها بأنها لا تعارض حديث الكتاب لأنه قد يقوله تارة على أصله وتارة على خلافه. (طب) وكذا البزار عن ابن عباس (ت) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجال الطبراني والبزار رجال الصحيح. 6959 - "كان يتمثل بهذا البيت: كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيا". ابن سعد عن الحسن مرسلاً". (كان يتمثل بهذا البيت) ولا يقيمه على أصله فلعل أصله: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا، وكان يقول: (كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهياً) زاجراً ورادعاً؛ لأن الإسلام زاجر عن القبائح والشيب يريد الموت ويديره فهو زاجر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 257)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4904)، والصحيحة (777). (¬2) انظر: عمدة القاري (4/ 178)، وفيض القدير (5/ 202). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 288) رقم (11763)، والبخاري في الأدب المفرد (793) عن ابن عباس وأخرجه الترمذي (2848)، وأحمد (3116، 146، 156) عن عائشة وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 235، 236)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (9036)، والصحيحة (2057).

عن الغي والقبح فمن اجتمعا له فقد حصل له الزاجران. (ابن سعد (¬1) عن لحسن مرسلاً). 6960 - "كان يتنور في كل شهر، ويقلم أظفاره في كل خمسة عشر يوما". ابن عساكر عن ابن عمر". (كان يتنور) يستعمل النورة لإزالة الشعر يقال: اتنار وتنور وانتور إذا أطلى بالنورة كما في القاموس. فما نقله الخفافي في الريحانة أن قولهم تنور تحريف إنما يقال ذلك إذا أبصر النار غير صحيح لما سمعت عن القاموس (في كل شهر) مرة ويقلم أظفاره يزيلها بمقراض ونحوه. (في كل خمسة عشر يوماً) قال الغزالي (¬2): قيل إن النورة في كل شهر مرة يطفئ الحرارة وينقي اللون ويزيد في الجماع وقد ورد أنه كان يفعلها كل أسبوع وتارة كل أسبوعين. (ابن عساكر (¬3) عن ابن عمر). 6961 - "كان يتوضأ عند كل صلاة". (حم خ 4) عن أنس (صح) ". (كان يتوضأ عند كل صلاة) من الفرائض وهذا أغلبي وإلا فقد يصلي الصلوات كلها بوضوء واحد، وفي لفظ الترمذي: "كان يتوضأ لكل صلاة" ظاهرا وغير ظاهر، قال الطحاوي: إنه محمول على الفضيلة دون الوجوب أو هو مما خص به - صلى الله عليه وسلم - أو كان يفعله وهو واجب عليه ثم نسخ، قال الشارح: الأصح الأخير بدليل حديث الترمذي (¬4): "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ لكل صلاة فلما ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 382)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4535)، والضعيفة (3085). (¬2) إحياء علوم الدين (1/ 140). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (53/ 267)، وانظر فيض القدير (5/ 203)، وضعفه الألباني ي ضعيف الجامع (4536). (¬4) أخرجه الترمذي (61) وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

كان عام الفتح صلى الصلوات كلها بوضوء واحد" فقال عمر: "إنك فعلت شيئا لم تكن فعلته، قال عمدا فعلته" قال الترمذي: حديث صحيح. قلت: لا يدل على أنه كان الوضوء لكل صلاة واجباً، عليه كما قاله ذلك القائل بل يدل على أنه يتوضأ لكل صلاة إما وجوبا أو ندبًا إلا أن يقال إذا وقع منه فعل تردد بين إيجابه وندبه تعين حمله على الوجوب لأنه الأكثر أجراً وحمل فعله عليه يتعين فنقول كان على ذلك القائل التصريح بهذه المقدمة (حم خ 4) (¬1) عن أنس). 6962 - "كان يتوضأ مما مست النار". (طب) عن أم سلمة". (كان يتوضأ مما مست النار) تقدم القول بأنه منسوخ في غير لحوم الإبل. (طب (¬2) عن أم سلمة) سكت عليه المصنف في ما قوبل على خطه، وقال الشارح: إنه رمز عليه بالصحة ومستنده، قول الهيثمي: رجاله موثقون. 6963 - "كان يتوضأ ثم يقبل ويصلي ولا يتوضأ" (حم هـ) عن عائشة صح) ". (كان يتوضأ ثم يقبل) بعض نسائه. (ويصلي ولا يتوضأ) فهو دليل أنه لا نقض بالملامسة (حم هـ) (¬3) عن عائشة)، رمز المصنف لصحته، وحكى الدميري تضعيفه عن البيهقي وضعفه مغلطاي في شرح ابن ماجه (¬4). 6964 - "كان يتوضأ واحدة واحدة، واثنتين اثنتين، وثلاثاً ثلاثاً كل ذلك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 132، 133، 154، 194)، والبخاري (214)، وأبوداود (171)، والترمذي (58، 60)، والنسائي (1/ 93) عن بريدة وابن ماجة (509). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 387) (924)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 48)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4908)، والصحيحة (2121). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 266)، وابن ماجة (503)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4906). (¬4) انظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (2/ 232).

يفعل" (طب) عن معاذ (ح) ". (كان يتوضأ واحدة واحدة) يغسل كل عضو مرة مرة مقتصراً عليها في أعضائه كلها (واثنتين اثنتين) كذلك [3/ 353] (وثلاثاً ثلاثاً، كل ذلك يفعل) وهي منتهى الوضوء وهى وضوؤه - صلى الله عليه وسلم - ووضوء الأنبياء قبله كما ورد ذلك، قال ابن القيم (¬1): وربما غسل بعض الأعضاء واحدة وبعضها اثنتين أو ثلاثاً، قال النووي (¬2): أجمع المسلمون على أن الواجب في غسل الأعضاء مرة مرة وعلى أن الثلاث سنة وقد جاءت الأحاديث الصحيحة مرة مرة ومرتين مرتين وثلاثا ثلاثاً وبعض الأعضاء ثلاثا وبعضها مرتين واختلافها دليل على الجواز ذلك كله وأن الثلاث هي الكمال والواحدة تجزئ. قلت: بل دليل على الندبية لما فوق الواحدة في عضو أو أعضاء لا بمجرد الجواز، وفي جامع الترمذي: "الوضوء يجزئ مرة مرة ومرتين مرتين أفضل وأفضله ثلاث" (¬3) (طب) (¬4) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه ولكن قال الهيثمي: فيه محمد بن سعيد المصلوب: ضعيف جداً. 6965 - "كان يتيمم بالصعيد فلم يمسح ووجهه إلا يديه مرة واحدة" (طب) عن معاذ (ض) ". (كان يتمم بالصعيد) تقدم أنه: ما صعد على وجه الأرض من تراب أو غيره، وآية المائدة ووجود (من) التبعيضية فيها قيد إطلاقه بالتراب (فلم يمسح يديه ووجهه إلا مرة واحدة) فلا يندب تكرير مسح الأعضاء كما ندب في الوضوء ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 184). (¬2) شرح مسلم للنووي (3/ 106). (¬3) أخرجه الترمذي (44) وقال: حديث علي أحسن شيء في هذا الباب وأصح. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير 20/ 68 (125)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4909)، والصحيحة (2122).

بالماء والأصل وجوب الترتيب كالوضوء فتقديم اليدين ليس فيه دليل أنه يسقط لأن الواو لا تقتضيه فلا يعارض الأصل (طب) (¬1) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه محمد بن سعيد المصلوب: كذاب يضع الحديث، قال الشارح: فكان ينبغي للمصنف حذفه مع ما قبله. قلت: لأنه ليس على شرطه على ما في خطبته إلا أنه وقع له كثيرا مخالفة هذا الشرط. 6966 - "كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها" (حم م ت هـ) عن عائشة (صح) ". (كان يجتهد) في العبادة (في العشر الأواخر) من رمضان (ما لا يجتهد في غيرها) فإنه كان يعتكف فيها ويخصها بأنواع الطاعة لأنها ختام الشهر المبارك فيختمها بصالح الأعمال (حم م ت هـ) (¬2) عن عائشة) ولم يخرجه البخاري. 6967 - "كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه وثيابه وأخذه وعطائه، وشماله لما سوى ذلك" (حم) عن حفصة (صح) ". (كان يجعل يمينه لأكله وشربه ووضوئه) بضم الواو الفعل وفي رواية: "وصلاته" والمراد أعمال صلاته التي منها وضوؤه. (وثيابه) أي لبسها بمعنى أنه يبدأ بلبس الشق الأيمن (وأخذه) من الغير (وعطائه) إياه أخذ منه أنه ما هو من قبيل التكريم والتشريف كما عدده ودخول المسجد والسواك والاكتحال وتقليم الظفر ونحوه كأن الندب فعله باليمين والبداية بها (وشماله لما سوى ذلك) بكسر السين وضمها مع القصر فيهما وفتح الشين مع المد بمعنى غير ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 68) (126)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 262)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4537): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (6/ 82)، ومسلم (1175)، والترمذي (796)، والنسائي في الكبرى (2/ 270)، وابن ماجة (1767).

ذلك وأخذ منه أنه ما كان مثل خروج من مسجد ونحوه ندب أن يبدأ باليسرى (حم) (¬1) عن حفصة) رمز المصنف لصحته وقال ابن محمود شارح أبي داود: وهو حسن لا صحيح لأن فيه أبا أيوب الأفريقي لينه أبو زرعة ووثقه ابن حبان، وقال المنذري واليعمري: فيه الأفريقي وفيه مقال، وقال النووي: سنده جيد، وقال العراقي: إشارة المنذري إلى تضعيفه غير معمول بها لأن المقال في أبي أيوب غير قادح لكن فيه آخر وهو الاختلاف في سنده وقال ابن سيد الناس هو معلل. 6968 - "كان يجعل فصه مما يلي كفه" (هـ) عن أنس وعن ابن عمر (صح). (كان يجعل فصه) أي الخاتم (مما يلي كفه) قال ابن العربي: لا أعلم وجهه، وقال النووي: وجهه أنه أبعد عن الزهو والدجب، وزاد العراقي: وبأنه أحفظ للنفس الذي عليه من أن يحاكي فيوضع على صورة نقشه وختم به من شأنه ما يشاء من أهل النفاق فيتم له ما أريد موهما أنه من النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه من نقش خاتمه أو يصيبه صدمة أو عود صلب فيزيل النقش الذي وضع الخاتم لأجله (هـ) (¬2) عن أنس وعن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وهو في مسلم عن ابن عمر بلفظ: "أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتماً من ذهب ثم ألقاه ثم اتخذ خاتماً من ورق ونقش فيه "محمد رسول الله" وقال: لا ينقش أحد على نقش خاتمي وكان إذا لبسه جعل فصه مما يلي باطن كفه. 6969 - "كان يجل العباس إجلال الولد للوالد" (ك) عن ابن عباس (صح) ". (كان يجل) من أجله عظمه (العباس إجلال الولد للوالد) ويقول: "عم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 6/ 287، وأبو داود (32)، والبيهقي في الشعب (2786)، انظر: خلاصة الأحكام (387) وشرح سنن أبي داود للعيني (1/ 113)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4912). (¬2) أخرجه مسلم (2094)، وابن ماجة (3646) عن أنس، ومسلم أيضاً (2091) عن ابن عمر.

الرجل صنو أبيه" كما سلف (ك) (¬1) عن ابن عباس) أخرجه في المناقب وقال: صحيح وأقره الذهبي، ورمز المصنف لصحته. 6970 - "كان يجلس القرفصاء". (طب) عن إياس بن ثعلبة (ض) ". (كان يجلس) أحياناً فإنه قد ثبت: "كان يجلس متربعا" (القرفصاء) [3/ 354] بضم القاف والفاء وتفتح وتكسر وتمد وتقصر والراء ساكنة كيف كان والمراد يقعد محتبياً بيديه (طب) (¬2) عن إياس بكسر) الهمزة آخره مهملة بن ثعلبة رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه محمد بن عمر الواقدي ضعيف. 6971 - "كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير" (طب) عن ابن عباس (ح) ". (كان يجلس على الأرض) من غير حائل. (ويأكل على الأرض) من غير مائدة ولا خوان، كلا أمره كله سهلا لا يتكلف شيئاً ولا يعد لأحواله عدد المطرفين، ويمشي على الأرض وكأن هذه طرائق السلف عدم تكلف شيء من العوائد التى صارت الآن شرائع إن لم تفعل أنكرت ويحدث بها في المواقف (ويعتقل الشاة) أي يجعل رجله بين قوائمها ليحلبها (ويجيب دعوة المملوك) لا يترفع عنه وفيه مأخذ لكون المملوك له مال يملكه (على خبز الشعير) تواضعاً وحسن خلق، وفي رواية: "على خبز الشعير والإهالة السنخة" أي المتغيرة وهذه الأخلاق ينبغي للمؤمن التخلق بها (طب) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: إسناده حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم 3/ 367، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4538)، والضعيفة (4264). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 273) (794)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 11)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4914)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2124). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 67) (12494)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 20)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4915)، والصحيحة (2125).

6972 - "كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم ثم يقوم فيخطب" (د) عن ابن عمر (صح) ". (كان يجلس إذا صعد المنبر) على المنبر بعد أن يسلم على الناس قائماً كما وردت به أحاديث أخر (حتى يفرغ المؤذن ثم يقوم فيخطب) ففيه أنه لا يخطب إلا قائماً. (ثم يجلس) بين الخطبتين (فلا يتكلم) كأنها جلسة للاستراحة (ثم يقوم) ثانياً (فيخطب) الخطبة الثانية ففيه أنه يشرع القيام حال الخطبة والفصل بينهما بقعده فلو لم يقعد كانتا واحدة وهذا هديه - صلى الله عليه وسلم - في خطبه (د) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وفيه عبد الله بن عمرو بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال المنذري: فيه مقال. قلت: في التقريب (¬2): ضعيف عابد. 6973 - "كان يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في السفر" (حم خ) عن أنس (صح) ". (كان يجمع بين الظهر والعصر) في وقت أحديهما (والمغرب والعشاء) كذلك (في السفر) قيده في رواية: "كان إذا جد به السفر" فيحمل هذا المطلق على المقيد وقيل لا يحمل بل يبقى على إطلاقه والذي في غيره: "أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سافر قبل أن تزول الشمس أَخّر الظهر حتى ينزل للعصر فيصليهما جميعاً، وإذا ارتحل بعد زوال الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً، وكذلك في المغرب والعشاء" قال الحاكم: رواته أئمة ثقات وبه يفسر إجمال الحديث هذا وقد دل على جواز الجمع في السفر وقد حققنا الأوقات وأدلتها في رسالتنا اليواقيت في المواقيت (حم خ) (¬3) عن أنس). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1092)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4913). (¬2) انظر: تقريب التهذيب (3489). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 138)، والبخاري (1108، 1110).

6974 - "كان يجمع بين الخربز والرطب" (حم ت) في الشمائل (ن) عن أنس" (صح). (كان يجمع) الأكل (بين الخربز والرطب) كما سلف قريباً، إن قيل: مثل هذه الأحاديث المخبرة لنوع مأكوله ونحوه ما فائدة ذكرها. قلت: لم أر من ذكر فائدة ذلك ويظهر أنها فوائد كثيرة منها: أن أكل الطيبات لا ينافي الزهادة ومنها أنه - صلى الله عليه وسلم - أشرف خلق الله فلا تميل نفسه ولا يحب إلا ما هو شريف في نوعه محبوب للطباع السليمة ومنها أن من أكل من النوع الذي أكله محبة له - صلى الله عليه وسلم - لحب ما يحبه ورغبة فيما رغب فيه كان سببًا لصلاح قلبه وإشراق أنوار الإيمان فيه ووفق إلى فعل كل خير ومنها بيان منافع الأشياء مثل أكله البطيخ بالرطب وتعليله بأن يرد هذا إلى آخره ومنها غير ذلك وقد تأسى به أصحابه في حب ما يحبه من المأكولات (حم ت) في الشمائل (ن) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر في الفتح (¬2): سنده صحيح. 6975 - "كان يحب أن يليه المهاجرون والأنصار فى الصلاة ليحفظوا عنه" (حم ن هـ ك) عن أنس (صح) ". (كان يحب أن يليه) من الولى: القرب تقرب منه. (المهاجرون والأنصار في الصلاة) فيكونوا في الصفوف الأول (ليحفظوا عنه) الأفعال والأقوال في صلاته فيبلغوها عنه قال ابن حجر (¬3): ويعرف حبه للشيء إما بإخباره بذلك أو بالقرائن وفيه أنه ينبغي أن يلي الإمام أولوا الأحلام كما ورد به الحديث وهل حبه للشيء دليل ندبه؟ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 183)، والترمذي في الشمائل (192)، والنسائي (4/ 167)، وفي الكبرى (6726)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4916)، والصحيحة (58). (¬2) انظر: فتح الباري (9/ 573). (¬3) فتح الباري (1/ 523).

قلت: لم أجد فيه شيء وأقل أحواله أنه كان من أفعال البر الندب وإن كان من أفعال الطبائع، مثل: "كان يحب الدباء" فمحل تأمل الأظهر عدم الندبية. (حم ن هـ ك) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجه (¬2) سنده صحيح. 6976 - "كان يحب الدباء" (حم ت) في الشمائل (ن هـ) عن أنس (ح) ". (كان يحب الدباء [3/ 355] بضم المهملة وتشديد الباء الموحدة والمد ويقصر: القرع وزاد هو والنسائي: "ويقول إنها شجرة أخي يونس وهو اليقطين" أيضا ومن قال إنه القرع اليابس فقد وهم كما قاله الحافظ (¬3)، والدباء واحده دباءة أو دبة ذكره الجوهري في المقبل على أن همزته منقلبة قال الزمخشري (¬4): ولا يدرى منقلبة عن واو أو ياء وذكره القاموس (¬5) في الياء (حم ت) في الشمائل (ن هـ) (¬6) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وهو في لفظ ابن ماجه "القرع" وزاد هو والنسائي ما سلف وأما حديث: "إذا طبختم قدرا فأكثروا فيها من الدباء فإنه يشد قلب الحزين" فقال الحافظ العراقي (¬7): لا يصح. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 100)، والنسائي (5/ 84)، وفي الكبرى (8311)، وابن ماجة (977)، والحاكم (1/ 339)، وانظر تحفة الأحوذي (2/ 18)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4924)، والصحيحة (1409). (¬2) انظر: شرح سنن ابن ماجه لمغلطائي (تحت حديث رقم 174). (¬3) انظر: فتح الباري (9/ 525). (¬4) الفائق (1/ 407). (¬5) القاموس المحيط (ص 106). (¬6) أخرجه أحمد (3/ 177)، والترمذي في الشمائل (193)، والنسائي (4/ 155)، وفي الكبرى (6664)، وابن ماجة (3302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4920)، والصحيحة (2127). (¬7) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 293) وليس فيه: لا يصح.

6977 - "كان يحب التيامن ما استطاع: في طهوره وتنعله، وترجله، وفي شأنه كله" (حم ق 4) عن عائشة (صح) ". (كان يحب التيامن) لفظ مسلم "التيمن" أي الأخذ باليمين، قيل: لأنه كان يحب الفأل الحسن وأصحاب اليمين أهل الجنة (ما استطاع) ذلك لأنه لو عجز عنه وقال ابن حجر (¬1): يحتمل أنه أخبر ربه عما لا يستطيع فيه التيمن شرعا كفعل الأشياء المستقذرة باليمين كالاستنجاء والتمخط؟ (في طهوره) بالضم للفعل، قال ابن دقيق العيد: التيمن في الطهور البداية باليد اليمنى والرجل اليمنى في الوضوء وبالشق الأيمن في الغسل (وتنعله) لبسه النعال فيبدأ في لبسه بالرجل اليمنى (وترجله) بالجيم مشط شعره يبدأ بالجانب الأيمن من مشط رأسه وخلفه ولا يقال إنه من باب الإزالة أعني الحلق فيبدأ فيه بالأيسر بل هو من باب الزينة والعبادة، زاد أبو داود: "وسواكه" (وفي شأنه كله) تعميم بعد التخصيص قال ابن دقيق العيد: عام مخصوص؛ لأن لدخول الخلاء والخروج من المسجد ونحوهما يبدأ فيه باليسار وكذلك ما شابهها؛ قال الشارح: تأكيد الشأن بقوله كله يدل على التعميم لأن التأكيد يرفع المجاز. قلت: بناء على أن العام المخصص مجاز وفيه نزاع في الأصول ثم التأكيد لا يمنع من التخصيص فقد قال تعالى: {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) إِلَّا إِبْلِيسَ} [الحجر: 30، 31]، واعلم: أن في رواية "في شأنه كله" بدون واوٍ، قال الطيبي: إنه بدل من قوله "في تنعله" بإعادة العامل ولعل ذكر التنعل لتعلقه بالرجل والترجل لتعلقه بالرأس والطهور لكونه مفتاح العبادة فنبه على جميع الأعضاء فيكون كبدل كل من كل ثم فيه دليل على أن تقديم اليد اليمنى والرجل اليمنى في الوضوء ليس بواجب وإن قيل بأن الترتيب واجب لأنهما كالعضو ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 523).

الواحد (حم ق 4) (¬1) عن عائشة). 6978 - "كان يحب أن يخرج إذا غزا يوم الخميس" (حم خ) عن كعب بن مالك (صح) ". (كان يحب أن يخرج) من وطنه (إذا غزا يوم الخميس) فإنه يوم مبارك وقد دعا - صلى الله عليه وسلم - ربه أن يبارك لأمته في سبتها وخميسها، وفي البخاري: أنه - صلى الله عليه وسلم - قلما يخرج إذا خرج في سفر إلا يوم الخميس ومحبته له لا تستلزم المواظبة عليه فقد خرج يوم السبت، ففيه أنه ينبغي تحرى خروج يوم الخميس اقتداء به - صلى الله عليه وسلم - قيل: إنما أحب الخروج فيه لأنه وافق الفتح له فيه أو لتفاؤل به على أنه يظفر بالخميس الذي هو الجيش (حم خ) (¬2) عن كعب بن مالك). 6979 - "كان يحب أن يفطر على ثلاث تمرات، أو شيء لم تصبه النار" (ع) عن أنس (ح) ". (كان يحب أن يفطر) من صوم (على ثلاث تمرات) قيل: لما فيه من تقوية البصر الذي يضعفه الصوم (أو شيء لم تصبه النار) فقد كان يفطر بالماء إذا لم يجد التمر وباللبن ونحوه مما لم تمسه النار ولم يذكر وجه حكمة ذلك (ع (¬3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه إلا أن فيه عبد الواحد بن زياد قال ابن حجر: عبد الواحد قال البخاري منكر الحديث ومثله قال الهيثمي. 6980 - "كان يحب من الفاكهة العنب والبطيخ". أبو نعيم في الطب عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 94، 130)، والبخاري (168، 426، 5380، 5854، 5926)، ومسلم (268)، وأبوداود (4140)، والترمذي (608)، والنسائي (1/ 78، 8/ 185)، وابن ماجة (401). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 456، 455)، والبخاري (2949). (¬3) أخرجه أبو يعلى (3305)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 199)، والمجمع (3/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4540)، وقال في الضعيفة (996): ضعيف جداً.

معاوية بن يزيد العبسي". (كان يحب من الفاكهة العنب) لما فيه من المنافع واللذة وقد ذكره الله تعالى في ستة مواضع من كتابه الكريم وهو من أفضل الفواكه يؤكل رطبا ويابسا وأخضرا ويانعا وهو فاكهة مع الفواكه وقوت مع الأقوات وإدام مع الأدم ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربه كما قاله ابن القيم (¬1). (والبطيخ) وينبغي أكله قبل الطعام كما قاله بعض الأطباء: أكله قبل الطعام يغسل البطن غسلا ويذهب بالداء أصلاً. أبو نعيم (¬2) في الطب عن معاوية قال الشارح: الذي رأيته في أصول صحيحة أمية بدل معاوية فليحرر [1/ 356] ابن زيد العبسي بالمهملتين بينهما موحدة سكت عليه المصنف وقال العراقي: سنده ضعيف. 6981 - "كان يحب الحلواء والعسل". (ق 4) عن عائشة (صح) ". (كان يحب الحلواء) بالمد على الأشهر فيكتب بالألف ويقصر فيكتب بالياء وهي مؤنثة، قال الأزهري وابن سيده (¬3): اسم لطعام عولج بحلاوة، لكن المراد هنا كما قاله النووي (¬4): كل حلو وإن لم يدخله صنعة وقد يطلق على الفاكهة وفي فقه اللغة أن حلواه - صلى الله عليه وسلم - التي كان يحبها المجيع كعظيم بر يعجن بلبن فإن ثبت فهو المراد هنا (و) عطف العسل عليه من عطف الخاص على العام إعلاما بشرفه على التفسير الأول ومنافع العسل عديدة قد قدمنا منها طرفاً. فائدة: لم يصح أنه - صلى الله عليه وسلم - عرف السكر، وخبر أنه حضر أملاك أنصاري وفيه سكر ¬

_ (¬1) زاد المعاد (4/ 311). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (رقم 808)، وفيه: معاوية بن يحيى عن أمية بن زيد العبسي (ق 66/ ب) وابن عدي في الكامل (5/ 127)، وانظر فيض القدير (5/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4541)، والضعيفة (4265). (¬3) لسان العرب مادة: حلا (14/ 191). (¬4) شرح النووي على مسلم (10/ 77).

قال السهيلي: غير ثابت. (ق 4) (¬1) عن عائشة) وفيه قصة طويلة في الصحيح. 6982 - "كان يحب العراجين ولا يزال في يده منها" (حم د) عن أبي سعيد (صح) ". (كان يحب العراجين) بالمهملة والدال والجيم جمع عرجون وهو العود الأصفر الذي فيه شماريخ العذق فعلون من الانعراج الانعطاف، قاله في النهاية (¬2). (ولا يزال في يده منها) فاعل يزال منها لأنه بمعنى بعضها ويحتمل أنه ضمير يعود إلى العراجين باعتبار مفردها لأن الرواية بالمثناة التحتية وعلى هذا فمن في منها ابتدائه أي لا يزال العرجون في يده كانتا من العراجين ولم يذكر الحكمة في محبته لها وكأنه ما فيها من اللون واتساق الشماريخ المذكرة بحسن خلق الله والله أعلم. (حم د) (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 6983 - "كان يحب الزبد والتمر" (د هـ) عن ابني بسر (ح) ". (كان يحب الزبد) بالزاي والموحدة ومهملة بزنة فعل ما يستخرج من لبن الغنم والبقر بالمخض. (والتمر) قال الشارح: يحب الجمع بينهما في الأكل لأن الزبد حار رطب والتمر حار في الثانية وهل هو رطب في الأولى أو يابس فيه قولان كما قاله ابن القيم (¬4) وقال الشارح: إن التمر بارد يابس وفي جمعه بينهما إصلاح كل منهما بالآخر ولا يخفى أنه وهم منه قال النووي (¬5): فيه جواز أكل شيئين من فاكهة وغيرها معا وجواز أكل طعامين معاً وجواز التوسع في ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5431)، ومسلم (1474)، وأبو داود (3715)، والترمذي (1831)، والنسائي (4/ 370)، وفي الكبرى (7526)، وابن ماجة (3323). (¬2) النهاية في غريب الأثر (3/ 432). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 9)، وأبو داود (480)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4922). (¬4) زاد المعاد (4/ 290). (¬5) فتح الباري (9/ 573).

المطاعم ولا خلاف بين العلماء في جواز ذلك ثم لا يخفى أنه قد أكل التمر مع الزبد وأكله مع الخبز وأكله منفردا فما في هذا الحديث يحتمل أنه أراد الجمع بينهما أو مطلق أكلهما ولو منفردين إلا أنه لم يأت؛ أنه أكل الزبد منفرداً. (د هـ) (¬1) عن ابني) بلفظ التثنية (بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة وهما عبد الله وعطية صحابيان سُلَمِيان كما في التقريب والخلاصة وتصحف على الشارح فقال عن أبي بشر بكسر الموحدة وسكون المعجمة ثم قال: وابن بشر في الصحابة اثنان سلمانيان هما عبد الله وعطية فكان ينبغي تميزه ولا يخفى أنه صحف بسراً وشرح على ابن بلفظ الإفراد وهو غير موجود كذلك في نسخ الجامع بل بلفظ التثنية على أنه قد سلف أنه لا افتقار إلى معرفة عين الصحابي هذا والمصنف رمز لحسنه. 6984 - "كان يحب القثاء" (طب) عن الربيع بنت معوذ". (كان يحب القثاء) (طب) (¬2) عن الربيع بنت معوذ). 6985 - "كان يحب هذه السورة: (سبح اسم ربك الأعلى) " (حم) عن علي (صح) ". (كان يحب هذه السورة: (سبح اسم ربك الأعلى) وذلك لما اشتملت عليه من صفات الرب تعالى والعدة بأنه تعالى يقرئه فلا ينسى ما قرأه وأنه ييسره لليسرى وكون ما اشتملت عليه اشتمل عليه صحف إبراهيم وموسى (حم) (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3837)، وابن ماجة (3334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4921). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 274) (697)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4539)، والضعيفة (5411). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 96)، والبزار (775، 776)، وابن عدي في الكامل (2/ 533)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 136)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4542)، وقال في الضعيفة (4266): ضعيف جداً.

وكذا البزار عن علي) رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه وقال الحافظ: سنده ضعيف وبين تلميذه الهيثمي وجه ضعفه فقال: فيه ثور ابن أبي فاختة وهو متروك. 6986 - "كان يحتجم" (ق) عن أنس" (صح). (كان يحتجم) قد تقدم في الحجامة أحاديث وأمره بها وأثنى عليها وحجمه ابن طيبة وغيره. (ق) (¬1) عن أنس). 6987 - "كان يحتجم على هامته وبين كتفيه، ويقول: من أهراق من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء" (د هـ) عن أبي كبشة (ح) ". (كان يحتجم على هامته) على رأسه يفيد لألم الرأس فالمراد به ما عدا نقرته لحديث الديلمي عن أنس مرفوعاً: "الحجامة في نقرة الرأس تورث النسيان فتجنبوا ذلك" (¬2) إلا أن فيه ابن واصل متهم وتقدم في حجامة الرأس عدة أحاديث في حرف الحاء. (وبين كتفيه) ويفيد لألم الظهر. (ويقول: من أهراق) من أراق أبدلت الهمزة هاء كما هو معروف. (من هذه الدماء) كأن الجمع إشارة إلى أنه لا يهرقها إلا عند وفرتها. (فلا يضره أن لا يتداوى [3/ 357] لشيء) من الآلام. (بشيء) من الأدوية وتقدم حديث الحجامة تنفع من كل داء. (د هـ) (¬3) عن أبي كبشة) رمز المصنف لحسنه. 6988 - "كان يحتجم في رأسه ويسميها أم مغيث" (خط) عن ابن عمر (ض) ". (كان يحتجم في رأسه) فيما عدا نقرة الرأس لما تقدم، قال معمر: احتجمت ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2280)، ومسلم (1577). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (2780). (¬3) أخرجه أبو داود (3859)، وابن ماجة (3484)، انظر صحيح الجامع (4926)، وانظر الضعيفة (1867).

أي في نقرة الرأس فذهب عقلي حتى كنت ألقن الفاتحة ولفظ الطبراني في هذا الحديث: "في مقدم رأسه" (ويسميها أم مغيث) لأنها تغيث الأليم وتنفعه قال ابن حجر (¬1) (¬2): وكان يأمر - صلى الله عليه وسلم - من شكا إليه وجعا في رأسه بالحجامة في وسط رأسه، وفي رواية لابن جرير ويسميها المغيثة، وسماها في رواية المنقذة وفي أخرى النافعة. (خط) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز الأموي ضعيف. 6989 - "كان يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين" (ت ك) عن أنس (طب ك) عن ابن عباس (صح) ". (كان يحتجم في الأخدعين) في القاموس (¬4) الأخدع عرق في المحجمتين وهو شعبة من الوريد (والكاهل) كصاحب مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق وهو الثلث الأعلى وفيه ست فقرات وقيل ما بين الكتفين أو موصل العنق في الصلب ذكره في القاموس (¬5). (وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة وإحدى وعشرين) وتقدم "احتجموا لخمس عشرة ... الحديث" وذكر الكاهل ونحوه لا ينافي ما مر من حجامة ما ذكر لأنه كان يتبع بالحجامة محل الألم فتختلف أماكنها باختلافه وقد اتفق الأطباء على حسن تحري هذه الأيام لإخراج الدم وهذه في تعين الأيام وأما الأوقات في ساعات اليوم فلا أعرف فيها أثر إلا أنه ¬

_ (¬1) جاء في الأصل (ابن جرير) والصواب ما أثبتناه. (¬2) فتح الباري (10/ 154). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 94)، والطبراني في الأوسط (7817)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4928). (¬4) انظر القاموس (3/ 17). (¬5) انظر القاموس (4/ 47).

يحمد حال الخلو عن الطعام. (د ت) عن أنس (طب ك) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن غريب وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي في موضع وقال في آخر: لا صحة له. 6990 - "كان يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه" (ق د) عن عائشة (صح) ". (كان يحدث حديثاً) لا يسرع فيه ولا يخلله السكتات فيقطعه بل يبالغ في إفصاحه وبيانه بحيث (لو عده العاد لأحصاه) لو عد كلماته أو حروفه لأدرك ذلك لوضوح ألفاظه وفصاحتها وبيانها ومنه يؤخذ أنه يحسن الإبانة للحديث والإبلاع في إفصاحه والأناة في التحدث ويتعين ذلك على مدرس العلوم ونحوها (ق د) (¬2) عن عائشة) قال عروة كان أبو هريرة يحدث ويقول: اسمعي يا ربة الحجرة وعائشة تصلي فلما قضت صلاتها قالت لعروة ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفاً إنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث حديثا إلى آخره. 6991 - "كان يحفي شاربه" (طب) عن أم عياش مولاته (ح) ". (كان يحفي شاربه) يبالغ في قصته وفي رواية لابن الأثير يلحف وتقدم "احفوا الشارب" الحديث (طب) (¬3) عن أم عياش) بالمثناة التحتية وآخره معجمة مولاته أي مولاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفي التقريب (¬4) أنها مولاة رقية بنت النبي فالإضافة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3810)، والترمذي (2051)، وابن ماجه (3483) والحاكم (4/ 234) عن أنس وفي الأصل هكذا: (د ت) وهو الصواب والله أعلم، وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 96) (12587)، والحاكم (4/ 234) عن ابن عباس، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4927)، وصححه في الصحيحة (908). (¬2) أخرجه البخاري (3567، (3568)، ومسلم (2493)، وأبو داود (3654). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 185) (5033)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 167)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4543)، والضعيفة (5455): ضعيف جداً. (¬4) انظر التقريب (1/ 757).

إليه هنا لأن ما كان لابنته كان له أو أنها منه في الأصل وهبها لابنته رمز المصنف لحسنه لكن قال الهيثمي فيه عبد الكريم بن روح متروك (¬1). 6992 - "كان يحلف: "لا ومقلب القلوب" (حم خ ت ن) عن ابن عمر (صح) ". (كان يحلف: "لا ومقلب القلوب) أعراضها أو إراداتها لا ذواتها ويحتمل أن المراد ذواتها بأثلاثها في تحت أطباق البر أتم إعادتها بعد ذلك والكل من آيات الله ودلائل قدرته (حم خ في التوحيد وغيره ت ن في الإيمان وغيره) (¬2) عن ابن عمر) ورواه عنه أيضاً ابن ماجه في الكفارة. 6993 - "كان يحمل ماء زمزم" (ت ك) عن عائشة (صح) ". (كان يحمل ماء زمزم) من مكة إلى المدينة ويهديه لأصحابه وكان يستجمله من أهل مكة تبركا به بشرفه وما يقال أنه إذا خرج ماء زمزم من مكة بدلته الملائكة بغيره غير صحيح. (ت ك) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 6994 - "كان يخرج إلى العيدين ماشياً، ويرجع ماشياً" (هـ) عن ابن عمر (ح) ". (كان يخرج إلى العيدين) أي إلى محل صلاتهما. (ماشياً) تواضعاً وأخذاً بالأفضل في المشي إلى محلات الطاعة. (ويرجع ماشياً) ويخالف بين الطريقين فيرجع من غير التي خرج منها كما يأتي لحكم عديدة سلف ذكرها. (هـ) (¬4) عن ¬

_ (¬1) انظر: المغني (2/ 401). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 25، 67، 68)، والبخاري (6628، 7391)، وأبو داود (3263)، والترمذي (1540)، والنسائي (7/ 2)، وابن ماجة (2092). (¬3) أخرجه الترمذي (963)، والحاكم (1/ 660)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4931)، والصحيحة (883). (¬4) أخرجه ابن ماجة (1295)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4932).

ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 6995 - "كان يخرج إلى العيدين ماشيا، ويصلي بغير أذان ولا إقامة، ثم يرجع ماشيا في طريق آخر" (هـ) عن أبي رافع (ح) ". (كان يخرج إلى العيدين ماشيا، ويصلي بغير أذان ولا إقامة) ولا الصلاة جامعة ولا غير ذلك من البدع التي اعتادها الناس. (ثم يرجع ماشياً في طريق أخرى) غير التي خرج منها فهذه هيئات ينبغي المحافظة عليها اقتداء به - صلى الله عليه وسلم - عند من يقول بالتأسي وإن لم يعرف الوجه. (هـ) (¬1) عن أبي رافع) رمز المصنف لحسنه ورواه البزار عن سعد مرفوعاً قال الهيثمي: [3/ 358] فيه خالد بن إياس متروك. 6996 - "كان يخرج في العيدين رافعاً صوته بالتهليل والتكبير". (هب) عن ابن عمر (ض) ". (كان يخرج في العيدين) إلى الجبان: باب المدينة الشرقي، قال ابن شيبة: بينه وبين المسجد ألف ذراع، قال ابن القيم (¬2): إنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصل العيد بالمسجد إلا مرة واحدة لمطر بل كان يفعلها في المصلى دائمًا ومذهب الحنفية أنه الأفضل مطلقاً وقالت الحنابلة والمالكية إلا بمكة وقالت الشافعية: إلا في المساجد الثلاثة لشرفها. (رافعا صوته بالتهليل والتكبير) وهذه سنة هجرها الناس سيما الأمراء وفيه رد على من زعم أنه لا يرفع الصوت بالذكر لقوله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} [الأعراف: 205]،. (هب) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1300)، والبزار (3880)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 203)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4933). (¬2) زاد المعاد (1/ 425). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3714)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4934).

6997 - "كان يخطب قائماً ويجلس بين الخطبتين، ويقرأ آيات، ويذكر الناس" (حم م د ن هـ) عن جابر بن سمرة (صح) ". (كان يخطب قائماً) وأول من خطب قاعداً معاوية. (ويجلس بين الخطبتين) قيل: قدر سورة الإخلاص. (ويقرأ آيات) في نفس الخطبة سواء كانت الأولى أو الأخرى. (ويذكر الناس) بنعم الله عليهم وبطشه بأعدائهم وبالجنة والنار، وكان يخطب في غير الجمعة إذا أراد إعلامهم بأمر أو بعث جيش أو نحوه فهذا هديه في الخطبة التذكير وتلاوة آيات الله وحمد الله، وخلط الناس الحق بالباطل فأكثروا من ذكر ملوكهم والثناء عليهم وغير ذلك فإنا لله وإنا إليه راجعون. (حم م د ت هـ) (¬1) عن جابر بن سمرة). 6998 - "كان يخطب بقاف كل جمعة" (د) عن بنت الحارث بن النعمان" (صح). (كان يخطب بقاف) يقرأها في الخطبة لما فيها من الوعظ وذكر الموت والجنة والنار وغير ذلك (كل جمعة) قيل يحمل على الجمع التي سمعها الراوي أو على الأغلب. (د) (¬2) عن بنت الحارث بن النعمان) صحابية مشهورة وهي أم هشام بنت حارثة بن النعمان النجارية رمز المصنف لصحته وقد أخرجه مسلم عنها أيضًا بلفظه في الصلاة. 6999 - "كان يخطب النساء ويقول: لك كذا وكذا، وجفنة سعد تدور معي إليك كلما دارت" (طب) عن سهل بن سعد (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 86)، ومسلم (862)، وأبو داود (1093) والنسائي (3/ 115، 186، 191، 192)، وابن ماجة (1106). (¬2) أخرجه أبو داود (1100)، ومسلم (873).

(كان يخطب النساء) أراد التزوج بمن يريد منهن (ويقول) لمن يخطبها. (لك كذا وكذا) من مهر ونفقة وكسوة. (وجفنة سعد) ابن عبادة قد مر الكلام فيها (تدور معي إليك كلما دارت) ترغيباً لها في النكاح وفيه أنها ترغب المرأة في خطبتها بالنفقة ونحوها (طب) (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه. 7000 - "كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم" (حم) عن عائشة (ح) ". (كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله) بالمعجمة ثم المهملة يخرزها (ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم) من الاشتغال بمهنة النفس وإصلاح حال المنزل. (حم) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: رجاله رجال الصحيح. 7001 - "كان يدخل الحمام، ويتنور" ابن عساكر عن واثلة (ض) ". (كان يدخل الحمام) قال ابن القيم (¬3): لم يصح في الحمام حديث ولا دخل الحمام قط، ولعله ما رآه بعينه وهو بعيد (وكان يتنور) يطلي بالنورة كما سلف كل شهر. (ابن عساكر (¬4) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه. 7002 - "كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم". مالك (ق 4) عن عائشة وأم سليم (صح) ". (كان يدركه الفجر وهو جنب من) جماع (أهله) زاد في رواية "في رمضان من غير حلم" وأرادت بالتقييد الجماع من غير احتلام الرد على من زعم أن فاعل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 122) (5701)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4544). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 121)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4937). (¬3) زاد المعاد (1/ 167). (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 175)، وانظر فيض القدير (5/ 212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4545)، وقال في الضعيفة (1801): ضعيف جداً.

ذلك عمداً يفطر (ثم يغتسل) بعد الفجر. (ويصوم) بياناً لصحة صوم الجنب، وأما حديث أبي هريرة "من أصبح جنباً فلا يصم" فهو منسوخ، وقد ثبت الإجماع على صحة صوم من أصبح جنبًا كما قاله النووي. (مالك (ق 4) (¬1) عن عائشة وأم سليم). 7003 - "كان يدعى إلى خبز الشعير، والإهالة السنخة". (ت) في الشمائل عن أنس (ح) ". (كان يدعى) يضاف مدعوا (إلى خبز الشعير) كأن المراد أنه يعلمه الداعي له بذلك فيجيبه ولا يأنف ولا يستحقره (والإهالة) بكسر الهمزة دهن اللحم أو كل دهن يؤتدم به يختص بدهن الشحم والإلية (السنخة) بفتح المهملة فنون ساكنة فخاء معجمة المتغيرة الريح، وتمام الحديث "فيجيب" وكأنه سقط من قلم المصنف فإنه من ألفاظ مخرجه وفيه أنه يجيب الإنسان من دعاه على خشن الطعام والإدام. (ت) (¬2) في الشمائل عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 7004 - "كان يدعو عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا اله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم". (حم ق ت هـ عن ابن عباس (طب) وزاد "اصرف عني شر فلان" (صح) ". (كان يدعو عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا اله رب السماوات السبع ورب العرش الكريم) تقدمت ألفاظه قال الطيبي: صدر الثناء بذكر الرب لتناسب كشف الكرب؛ لأنه مقتضى ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (638)، والبخاري (1926، 1932)، ومسلم (1109)، وأبو داود (2388)، والترمذي (779)، والنسائي (2/ 183)، وفي الكبرى (2949، 2950، 2956، 2960) وابن ماجة (1704)، وأحمد (6/ 308). (¬2) أخرجه الترمذي في الشمائل (361)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4939)، والصحيحة (2129).

التربية قال أئمة الحديث: هذا حديث جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند العظائم، قال ابن جرير: كان السلف يدعون به ويسمونه: دعاء الكرب وهو وإن كان ذكرًا لكنه بمنزلة الدعاء لخبر: "من شغله ذكري [3/ 359] عن مسألتي ... " (حم ق ت هـ) عن ابن عباس (طب) (¬1) عنه وزاد "اصرف عني شر فلان" ويسميه بعينه. فائدة: قال ابن بطال (¬2) عن أبي بكر الرازي قال: كنت بأصبهان عند أبي نعيم وهثاك شيخ يسمى أبا بكر عليه مدار الفتيا فسعي به إلى السلطان فسجن فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام وجبريل عن يمينه يحرك شفتيه بالتسبيح فقال لي المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "قل لأبي بكر يدعوا بدعاء الكرب الذي في صحيح البخاري حتى يفرج الله عنه" فأصبحت فأخبرته فدعا به فلم يكن إلا قليلاً حتى أخرج. 7005 - "كان يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار" (ن خ) عن أنس (صح) ". (كان يدور على نسائه) كناية عن جماعهن. (في الساعة الواحدة من الليل والنهار) وتمام الحديث عند البخاري "وكن إحدى عشرة" هذا لفظه ثم ظاهره إن القسم لم يكن واجباً عليه وعورض بحديث "هذا قسمي فيما أملك ... " الحديث. وأجيب بأنه كان ذلك قبل وجوب القسم عليه ورد بأنها دعوى بلا دليل، هذا وقد أشكل قوله في الحديث "وكن إحدى عشرة" بأنه لم يجتمع عنده - صلى الله عليه وسلم - هذا العدد في آن واحد من نسائه، وأجيب عنه بأنه أريد الزوجات والسراري وهو يشملهن اسم النساء (خ ن) (¬3) عن أنس). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 254)، والبخاري (6345، 6346، 7426، 7431)، ومسلم (2730)، والترمذي (3435)، وابن ماجة (3883)، والطبراني في الكبير (12/ 158) (12750). (¬2) شرح ابن بطال تحت حديث رقم (6346). (¬3) أخرجه البخاري (268)، والنسائي في الكبرى (9033).

7006 - "كان يدير العمامة على رأسه، ويغرزها من ورائه، ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه". (طب هب) عن ابن عمر (ض) ". (كان يدير العمامة على رأسه ويغرزها من ورائه) ويجعل طرفها الآخر مغروزاً من تلقاء ظهره. (ويرسل لها ذؤابة) عذبه (بين كتفيه) وتقدم أنه يعمم من يوليه ويرخي له عذبة من الجانب الأيمن نحو الأذن وفيه مشروعية العذبة بين الكتفين أو من الجانب الأيمن ولم يأت في حديث إرسالها من الجانب الأيسر وجاء في قدر طولها أربع أصابع وأكثر ما ورد ذراع وبينهما شبر، قال الشارح: وقوله في القاموس كانت طويلة ممنوع إلا أن يريد طولاً نسبيًا. قلت: لم أجده في القاموس لا في تحت ذؤابة ولا عذبة ولا عمامة فينظر. فائدة: اعلم أنه لم يتحرر كما قاله بعض الحفاظ: شيء في طول عمامته وعرضها وما وقع للطبري أنه سبعة أذرع ولغيره نقلا عن عائشة أنها سبعة في عرض ذراع وأنها كانت في السفر بيضاء وفي الحضر سوداء من صوف، وقيل: عكسه وأن عذبتها كانت في السفر من غيرها وفي الحضر منها فلا أصل له (طب هب) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال الهيثمي: بعد عزوه إلى الطبراني: رجاله رجال الصحيح خلا أبا عبد السلام وهو ثقة. 7007 - " كان يذبح أضحيته بيده". (حم) عن أنس (صح) ". (كان يذبح أضحيته بيده) قال القاضي: هي ما يذبح يوم النحر على وجه القربة وفيه أربع لغات: ضم الهمزة وكسرها جمعها أضاحي وضحية جمعها ضحايا وأضحى جمعها أضحى. قلت: في القاموس (¬2): الأضحية الشاة يضحى بها جمعها أضاحي كالضحية ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 379) (14503)، والبيهقي في الشعب (6252)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4546). (¬2) القاموس المحيط (ص 168).

جمعها ضحايا كالأضحاة جمعها أضحى. ولا يخفي ما بين الكلامين سميت بذلك لذبحها وقت الضحى بيده فهي السنة أن يذبح المضحي بيده ويجوز التوكيل للقادر إلا أنها قالت المالكية: ولا أجر له في ذلك ويكره عند الأكثر (حم) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 7008 - "كان يذكر الله تعالى على كل أحيانه" (م د ت هـ) عن عائشة (صح) ". (كان يذكر الله) الذكر اللساني فإنه الذي يظهر للراوي ومعلوم أن ذكره - صلى الله عليه وسلم - بلسانه لا يفارقه ذكره بقلبه (على كل أحيانه) بأي ذكر من تلاوة وغيرها ماشيا وراكبا وقاعدا أو غير ذلك كما قال تعالى: {اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41]، وهو ألا ينسى ذكره تعالى على حال، قال العراقي: على هنا بمعنى في كما في: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ} [القصص: 15]، أي في حين. قلت: لك أن تقول هي للاستعلاء على بابها أي متمكناً من الذكر تمكن من تعلق على الشيء بحيث لا يفارقه واعلم أن هذا مخصوص بحال الجنابة لحديث: "أنه كان لا يحجبه عن القرآن شيء ليس إلا الجنابة" (¬2). وقد أخذ جماعة لجواز القراءة للجنب بهذا العموم منهم الطبري ولك أن تقول هذا يخص به قراءة القرآن وينفي غيره من الذكر جائزاً للجنب والأكمل أن لا يذكر الله إلا على طهارة فقد تيمم من الجدار لرد السلام وقال: "كرهت أن أذكر الله إلا على طهارة" أو نحو هذا. (م د ت هـ) (¬3) عن عائشة) وعلقه البخاري [3/ 360] في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 118)، وابن ماجة (3155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4942). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 107)، والنسائي في المجتبى (265)، وابن خزيمة (208)، والضياء في المختارة (597). (¬3) أخرجه البخاري تعليقا باب الحائض تقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت (1/ 116)، وباب هل يتبع المؤذن فاه هاهنا وهاهنا (1/ 227)، ومسلم (373)، وأبو داود (18)، والترمذي =

الصلاة، وذكر الترمذي في العلل أنه سأله عنه فقال: صحيح. 7009 - "كان يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء" البيهقي في الدلائل عن ابن عباس (عد) عن عائشة (ح) ". (كان يرى) بعينه. (بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء) قوة وضعها الله في بصره ونورا قذفه في إدراكه كما أنه كان يرى من وراء ظهره كما يرى من أمامه. (البيهقي) أتى بلفظه؛ لأنه لم يضع له إلا رمزين (هب) للشعب و (هق) للسنن بالإتيان بلفظه متعين في الدلائل عن ابن عباس (عد) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وضعفه ابن دحية في كتابه الآيات البينات، وقال السهيلي: ليس بقوي، وقال ابن الجوزي في حديث عائشة: لا يصح، وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة قال العقيلي: يحدث بما لا أصل له وذكره في الميزان مع عدة أحاديث وقال هذه موضوعة وقال الشارح: ورمز المصنف لحسنه لعله لاعتضاده. 7010 - "كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده: يعظمه ويفخمه، ويبر قسمه". (ك) عن عمر (صح) ". (كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده) وقوله: (يعظمه، ويفخمه، ويبر قسمه) كالتفسير لحق الوالد على ولده وفي الحديث قصة: وهي أن عمر لما خرج يستسقي بالعباس قال: يا أيها الناس إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرى للعباس ... الحديت، فاقتدوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتخذوا العباس وسيلة إلى الله فما برحوا حتى سقاهم الله، وفيه أنه يحسن الاقتداء بأهل الخير والصلاح وبيت النبوة ويتقرب ¬

_ = (3384)، وابن ماجة (302). (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 219)، والخطيب في تاريخه (4/ 271)، وانظر العلل المتناهية (1/ 173)، والميزان (4/ 179)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4547): موضوع.

إلى الله تعالى بهم (ك) (¬1) عن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه داود بن عطاء متروك إلا أنه قال: صح نحوه من حديث أنس. 7011 - "كان يرخي الإزار من بين يديه، ويرفعه من ورائه" ابن سعيد عن يزيد بن أبي حبيب مرسلاً". (كان يرخي الإزار من بين يديه) إلى القدر الذي أذن فيه وهو نصف الساق (ويرفعه من ورائه) حال مشيه لئلا يصيبه قذر ونحوه، هكذا قيده الشارح (ابن سعد (¬2) عن يزيد بن أبي حبيب مرسلاً). 7012 - "كان يردف خلفه، ويضع طعامه على الأرض، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار" (ك) عن أنس (صح) ". (كان يردف خلفه) من شاء من آله وأصحابه تواضعاً وجبراً لهم وربما أردف خلفه وأركب أمامه فكانوا ثلاثة على دابة وأردف الرجال، وأردف بعض نسائه. (ويضع طعامه) عند الأكل (على الأرض) يحتمل أنه بلا حائل من طبق ونحوه ويحتمل أنه يراد أنه لا حائل للطبق من الآلات (ويجيب دعوة المملوك) قدمنا أنه ظاهر في ملكه، وقيده الشارح بالمأذون أو العتيق وسمي مملوكاً مجازاً، ونقل عن المصنف أنه قال: المراد بالدعوة النداء بالأذان قال وهو بعيد مناف للقياس أو هذا معدود في سياق تواضعه وليس في إجابة الأذان إذا كان المؤذن عبدا ما يحسن عده من التواضع بل الحر فيه والعبد سواء. قلت: الذي ألجأ المصنف إلى هذا الذي يكاد أن يكون تحريفا المحاماة على المذهب كما ألجأ الشارح إلى التقييد والقول بأن العبد يملك أقرب دليلاً كما ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 377)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4548): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 459)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4944)، والصحيحة (1238).

بيناه في محله (ويركب الحمار) كل ذلك تواضع وكسر للنفس وليقتدي به العباد. (ك) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه مسلم الملائي (¬2) عن أنس ومسلم متروك. 7013 - "كان يركب الحمار عرياً ليس عليه شيء" ابن سعد عن حمزة بن عبد الله بن عتبة مرسلاً". (كان يركب الحمار عرياً) بضم المهملة وسكون الراء فسره بقوله: (ليس عليه شيء) يحول بينه وبين ظهره وفيه دليل على طهارة عرق الحمار، وكان يفعل ذلك تواضعاً، قال ابن القيم (¬3): كان أكثر مراكبه الخيل والإبل (ابن سعد (¬4) عن حمزة بن عبد الله بن عتبة مرسلاً". 7014 - "كان يركب الحمار ويخصف النعل ويرقع القميص، ويلبس الصوف ويقول: "من رغب عن سنتي فليس مني". ابن عساكر عن أبي أيوب (ض) ". (كان يركب الحمار ويخصف) يخرز وهو بكسر المهملة. (النعل ويرقع القميص) يسد ما فيه من خلل (ويلبس الصوف) رداء وإزاراً أو عمامة (ويقول: "من رغب عن سنتي فليس مني) من أهل طريقتي وفيه ندب خدمة الإنسان نفسه وقد كان ذلك سنة الأنبياء قبله (ابن عساكر (¬5) عن أبي أيوب) رمز المصنف لضعفه ورواه أبو الشيخ قال العراقي: فيه يحيى بن يعلى الأسلمي ضعفوه. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4945). (¬2) انظر: المغني (2/ 656). (¬3) زاد المعاد (1/ 153). (¬4) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 370)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4549). (¬5) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 77)، وأبو القاسم الجرجاني في تاريخ جرجان (1/ 358)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4946).

7015 - "كان يركع قبل الجمعة أربعاً، وبعدها أربعا، لا يفصل في شيء منهن". (هـ) عن ابن عباس (ض) ". (كان يركع قبل الجمعة أربعاً) ولعل هذه هي الأربع التي كان يتحراها قبل الظهر وتقدم قريباً في: "كان لا يدع ... ". (وبعدها أربعاً) كأنه يفعلها في منزله بعد عوده من الصلاة (لا يفصل) بالتسليم ظاهره ولا القعود (في شيء منهن) وقد أطال ابن القيم البحث في الصلاة بعد الجمعة وقبلها في الهدي (¬1)، وقال الشارح: إن لفظ "وبعدها أربعا" ليس في رواية ابن ماجة [3/ 361] وإنما هذه الزيادة للطبراني كما قاله ابن حجر وغيره، وقاله الهيثمي: فما كان للمصنف أن ينسب ذلك إلى ابن ماجة (هـ) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: إنه سكت عليه فأوهم سلامته من العلل وليس كما أوهم، فإن ابن ماجة رواه عن مبشر بن عبيد عن حجاج بن أرطأة عن عطية العوفي عن ابن عباس، قال الزيلعي: مبشر معدود من الوضاعين وحجاج وعطية ضعيفان، قال النووي في الخلاصة (¬3): هذا حديث باطل اجتمع هؤلاء الأربعة فيه وهم ضعفاء ومبشر وضاع صاحب أباطيل، وقال الحافظ العراقي ثم ابن حجر قال: سنده ضعيف جداً، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بلفظ: "كان يركع قبل الجمعة أربعا وبعدها أربعًا لا يفصل بينهن" وفيه الحجاج بن أرطأة وعطية العوفي وكلاهما ضعيف ثم قال الشارح: وقد أساء المصنف التصرف ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (1/ 411). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1129)، والطبراني في الكبير (12/ 129) (12674)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 195)، والزيلعي في نصب الراية (2/ 206) والدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 217)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4550): ضعيف جدا، وقال في الضعيفة (5291): منكر. (¬3) ذكره النووي في الخلاصة في الموضعين (1/ 546 رقم 1851): وقال: رواه ابن ماجه بإسناد ضعيف جداً، وفي كلامه الذي نقله المؤلف هو في (2/ 813 رقم 2872).

حيث عدل إلى هذه الطريق المعلولة واقتصر عليه مع وروده من طريق مقبول وقد رواه الخلعي في فوائده من حديث علي - رضي الله عنه -، قال الزين العراقي: وإسناده جيد. 7016 - "كان يزور الأنصار، ويسلم على صبيانهم، ويمسح رؤسهم" (ن) عن أنس (ح) ". (كان يزور الأنصار) لا لمرض فإنه يزورهم وغيرهم. (ويسلم على صبيانهم) فيه مشروعية السلام على الصبيان ورد على من منع ذلك ويأتي كان يسلم على الصبيان (ويمسح) على (رؤسهم) إلطافاً بهم وشفقة وإكراما والمراد أنه كان يعتني بهم أكثر من غيرهم وإلا فهذه معاملته لكل أحد، قال ابن حجر (¬1): الاستدلال به على مشروعية السلام على الصبيان أولى من استدلال البعض بأنه مر على صبيان فسلم عليهم فإنها واقعة حال قال ابن بطال في التسليم الصبيان تدريب لهم على محاسن الأخلاق وطرح الأكابر رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب (ن) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه ورواه أيضا الترمذي، قال الشارح: قال جدي في أماليه: هذا حديث صحيح ورواه أيضاً ابن حبان في صحيحه قال: فرمز المصنف لحسنه غير جيد بل الأولى لصحته. 7017 - "كان يستاك بفضل وضوءه". (ع) عن أنس (ض) ". (كان يستاك بفضل وضوءه) بفتح الواو قيل: أي يبقي به فمه، وفي مصنف ابن أبي شيبة عن جرير: "كان يستاك ويأمر أن يتوضأ بفضل سواكه" (¬3) وعن ¬

_ (¬1) فتح الباري (11/ 33). (¬2) أخرجه النسائي (5/ 92)، وابن حبان (2/ 205) (459)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4947)، والصحيحة (2112). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1817).

إبراهيم: "كان لا يرى بأسا بالوضوء من فضل السواك" (ع) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه ورواه عنه أيضاً الدارقطني قال ابن حجر: فيه يوسف بن خالد السمتي متروك (¬2) وروى من طريق آخر عن الأعمش وهو منقطع. 7018 - "كان يستاك عرضا، ويشرب مصا، ويتنفس ثلاثاً، ويقول: "هو أهنأ وأمرأ وأبرأ"". البغوي وابن قانع (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن بهز (هق) عن ربيعة بن أكثم". (كان يستاك عرضاً) في عرض أسنانه ظاهراً وباطناً زاد أبو نعيم: "ولا يستاك طولاً" وعورض بأنه قد ورد استياكه طولاً وجمع بينهما بأنه في اللسان والحلق طولا وفيما عداهما عرضًا، قلت: كانه يريد بالحلق منتهى الفم. (ويشرب مصاً) من غير عب (ويتنفس) حال الشرب خارج الإناء. (ثلاثاً، ويقول: "هو) أي الشرب بالمص والتنفس وخصه الشارح بالأخير ولا وجه له بل هو ظاهر في الكل. (أهنأ وأمرأ) بالهمز من مرئ الطعام إذا لم يثقل عن المعدة وانحدر عنها بلذة ونفع. (وأبرأ) أي يقوي الهضم ويسلم حرارة المعدة من أن يهجم عليها البارد دفعة واحدة. البغوي وابن قانع (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب) كلهم (عن بهز) بفتح الموحدة وسكون الهاء والزاي آخره، ذكره البغوي في الصحابة قال البغوي: لا أعلم روي بهز إلا هذا وهو منكر، (هق) (¬3) عن ربيعة) بن أكثم بالثاء ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (4020)، والدارقطني (1/ 40)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 70)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4551)، والضعيفة (4268): ضعيف جداً. (¬2) انظر: المغني (2/ 762). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 47) (1242)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 105)، وابن السني في الطب (ق 11/ ب) وأبو نعيم في الطب (رقم 741)، وابن حبان في المجروحين (1/ 208)، وابن عبد البر في التمهيد (1/ 395) عن بهز بن حكيم، وأخرجه البيهقي في السنن (1/ 40)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 229) عن ربيعة بن أكثم، وانظر كشف الخفا (1/ 134)، =

المثلثة وهو أيضًا من طريق بهز فإنه رواه علي بن ربيعة القرشي عن بهز عن ابن المسيب عن ربيعة بن أكثم، قال في الإصابة: إسناده إلى ابن المسيب ضعيف، وقال ابن السكن: لم يثبت حديثه، قال السخاوي (¬1): سنده ضعيف جدا بل قال ابن عبد البر ربيعة قتل بخيبر فلم يدركه سعيد، قال في التمهيد: لا يصحان من جهة الإسناد وقال الحافظ العراقي: الكل ضعيف .. 7019 - "كان يستحب أن يفطر إذا أفطر على لبن". (قط) عن أنس (ح) ". (كان يستحب أن يفطر إذا أفطر) من صومه أن يفطر: (على لبن) كأن المراد إذا فقد التمر والرطب والماء أو أنه [3/ 362] كان يفعل هذا مرة وهذا مرة أو باعتبار ما يحضره من ذلك. (قط) (¬2) عن أنس رمز المصنف لحسنه. 7020 - "كان يستجمر بألوة غير مطراة وبكافور يطرحه مع الألوة". (م) عن ابن عمر" (صح). (كان يستجمر) بالجيم والراء من المجمرة أي يتبخر (بألوة) بضم الهمزة وفتحها وتشديد الواو وهي العود الهندي. (غير مطراة) المطراة التي يعمل عليها غيرها من أنواع الطيب (وبكافور يطرحه مع الألوة) ويخلطه بها ثم يتبخر بالجميع. (م) (¬3) عن ابن عمر). 7021 - "كان يستحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى ذلك" (د ك) عن عائشة (صح) ". ¬

_ =والإصابة (1/ 330) (2/ 278)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4552)، والضعيفة (941). (¬1) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 107)، وخلاصة الأحكام (1/ 88 رقم 99). (¬2) أخرجه الدارقطني (2/ 170)، والضياء في المختارة (1584)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4553)، والضعيفة (4269). (¬3) أخرجه مسلم (2254).

(كان يستحب الجوامع) لفظ الحاكم: "يعجبه" وهي: (من الدعاء) وهي التي تجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو تجمع الثناء على الله وآداب المسألة (ويدع ما سوى ذلك) ولذلك كان يكثر من الدعاء بـ "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" كما سلف لجمعها بين خيري الدنيا والآخرة (د ك) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال النووي في الأذكار والرياض: إسناده جيد. 7022 - "كان يستحب أن يسافر يوم الخميس" (طب) عن أم سلمة (ح) ". (كان يستحب) أي يحب فالسين ليست للطلب بل للتأكيد فهو أبلغ من: يحب. (أن يسافر يوم الخميس) لغزو أو لغيره وتقدم أنه كان يخرج للغزو يوم الخميس قال ابن حجر (¬2): محبته لذلك لا تقتضي المواظبة عليه، وقد خرج في بعض أسفاره يوم السبت. (طب) (¬3) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه وقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه خالد بن إياس وهو متروك. 7023 - "كان يستحب أن يكون له فروة مدبوغة يصلي عليها". ابن سعد عن المغيرة". (كان يستحب أن يكون له فروة مدبوغة) في المصباح: الفروة التي تلبس، وفي القاموس: الفروة لبس معروف ومثلهما في النهاية (¬4). (يصلي عليها) فيه ندب الصلاة على ذلك وأنه لا ينافي الخشوع وهل يدل ذلك على الندب للأمة قد ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1482)، والحاكم (1/ 539)، انظر: الأذكار (ص 893)، ورياض الصالحين (1466)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4949). (¬2) انظر: فتح الباري (6/ 113). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 260) (543)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 211)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4950). (¬4) انظر النهاية (3/ 442) والقاموس المحيط (ص: 1702).

قدمنا كلاما في "يحب" والظاهر أن هذا وفى ما قبله يدل على ذلك. (ابن سعد (¬1) عن المغيرة) سكت عليه المصنف وقال الشارح: فيه يونس بن الحارث الطائفي قال في الميزان: له مناكير هذا منها. 7024 - "كان يستحب الصلاة في الحيطان". (ت) عن معاذ". (كان يستحب الصلاة في الحيطان) قال أبو داود: بمعنى البساتين وفي النهاية (¬2): الحائط البستان من النخل إذا كان عليها حائط وهو الجدار قال الحافظ العراقي: استحبابه الصلاة فيها إما لقصد الخلوة فيها أو لحلول البركة في ثمارها ببركة صلاته فإنه يجلب الرزق بشهادة: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ ...} [طه: 132] أو إكراماً للمزور بالصلاة في مكانه أو لأن ذلك يحبه كل منزل نزله سفراً وحضراً. قلت: ليس الكلام في صلاته إذا زار قوماً في حوائطهم ولا في تحية المنزل فإنها عامة للحائط وغيره والأظهر أنه لما يجد القلب من الروح والانبساط عند الخضرة وجري الماء إن كان فينضاف إلى روح الصلاة كما قال: "أرحنا بالصلاة يا بلال" (¬3) فيكمل الإقبال على الذكر والخشوع وهذا أمر وجداني يجده الإنسان من نفسه، ثم قال الحافظ: إن الظاهر أن المراد بالصلاة التي يستحبها فيها هي النفل لا الفرض بدليل الأخبار الواردة في فضل فعله في المسجد والحث عليها ويحتمل أن المراد للصلاة إذا حضرت ولو فرضاً. (ت) (¬4) عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 467)، والطبراني في الكبير (20/ 416) (999)، وانظر الميزان (7/ 314)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4555). (¬2) انظر النهاية (1/ 462). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 364)، وأبو داود (4985). (¬4) أخرجه الترمذي (334)، وابن عدي في الكامل (2/ 305)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4554)، والضعيفة (4270).

معاذ) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن جعفر وقد ضعفه يحيى وغيره، قال الزين العراقي: وإنما ضعف من جهة حفظه دون أنه اتهم بالكذب وقال الفلاس: صدوق منكر الحديث وكان يحيى لا يحدث عنه، وقال ابن حبان: كان من المعتقدين المجابين الدعوة لكن ممن غفل عن صناعة الحديث فلا يحتج به، وقال البخاري (¬1) منكر الحديث وضعفه أحمد. 7025 - "كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا"، وفي لفظ: "يستسقى له الماء العذب من بئر السقيا". (حم د ك) عن عائشة (صح) ". (كان يستعذب له الماء) أى يطلب له الماء العذب؛ لأن غالب مياه المدينة الملوحة. (من بيوت السقيا) بضم المهملة وسكون القاف فمثناة تحتية مقصورة بينها وبين المدينة يومان وقيل قرية جامعة بين مكة والمدينة. (وفي لفظ: "يستسقى له الماء العذب من بئر السقيا") لأن الشراب كلما كان أحلى وأبرد كان أنفع للبدن وينعش الروح والقوى والكبد وهذه البئر انبطها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما أخرجه الطبراني وابن منده عن شريح بن سدرة بن علي السلمي عن أبيه عن جده: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلنا القاح القاف والمهملة موضع قرب المدينة في صدر الوادي فبحث بيده في البطحاء فنديت ففحص بيده فانبعثت المياه [3/ 363] فسقى وسقي كل من كان معه فقال: "هذه سقيا سقاكم الله فسميت. (حم د ك) (¬2) عن عائشة رمز المصنف لصحته، قال الحاكم على شرط [مسلم] (¬3) وأقره الذهبي وختم به أبو داود كتاب الأشربة ¬

_ (¬1) انظر الميزان (2/ 228)، والمغني (1/ 157). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 100)، وأبو داود (3735)، والحاكم 4/ 154، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4951). (¬3) بياض بالأصل وفي المطبوع من الحاكم "على شرط مسلم".

ساكتاً عليه. 7026 - "كان يستعط بالسمسم، ويغسل رأسه بالسدر". ابن سعد عن أبي جعفر مرسلا". (كان يستعط) في القاموس (¬1) سعطه الدواء كمنعه ونصره وأسعطه إياه وأخذه وأدخله في أنفه فاستعط والسعوط كصبور ذلك الدواء (بالسمسم) أي يدهنه (ويغسل رأسه بالسدر) بكسر فسكون: ورق شجر النبق المطحون -قيده به الشارح ولا وجه له إلا أن يكون حكاية للواقع لا أنه من مسمى السدرة- وفيه شرعية الأمرين لقوة الدماغ ونظافة الشعر (ابن سعد (¬2) عن أبي جعفر مرسلاً). 7027 - "كان يستغفر للصف المقدم ثلاثاً، وللثاني مرة" (حم هـ ك) عن عرباض (صح) ". (كان يستغفر) الله (للصف المقدم ثلاثاً) يطلب له الغفران ثلاث مرات. (وللثاني) كأن المراد ما بعد الأول مطلقا ويحتمل الثاني حقيقة (مرة) ولا يستغفر لغيرهما تأديبا على التقصير بالتأخر والأول أوضح (حم هـ ك) (¬3) عن عرباض) رمز المصنف لصحته قال الحاكم صحيح على الوجوه كلها ولم يخرجا للعرباض. 7028 - "كان يستفتح دعاءه بسبحان ربي الأعلى العلي الوهاب" (حم ك) عن سلمة بن الأكوع (صح) ". (كان يستفتح دعاءه) يبتدأه ويجعل فاتحته: (ب سبحان ربي الأعلى) اسم تفضيل (العلي) صفة مشبهة (الوهاب) قال القاضي: كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يستفتح ¬

_ (¬1) انظر القاموس: (2/ 364). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 448)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4556). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 126)، وابن ماجة (996)، والحاكم (1/ 334)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4952).

دعاؤه بالثناء على الله إذا أراد أن يدعوا فأشار بذلك إلى أن من شرط السائل أن يتقرب إلى المسئول منه قبل طلب الحاجة بما يوجب الزلفى لديه ويتوسل بشفيع له بين يديه ليكون أطمع في الإسعاف وأحق بالإجابة فمن عرض السؤال قبل الوسيلة فقد استعجل (حم ك) (¬1) عن سلمة بن الأكوع) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه عمر بن راشد ضعيف قال الشارح: إن لفظ سلمة: "ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا إلا استفتحه بسبحان ربي الأعلى" فغيره المصنف إلى ما نرى وفي مجمع الزوائد لفظه عن سلمة بن الأكوع الأسلمى قال: "ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا إلا استفتحه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب" رواه أحمد والطبراني وفيه عمر بن راشد اليمامي وثقه غير واحد وبقية رجال أحمد ثقات رجال الصحيح انتهى. 7029 - "كان يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين" (ش طب) عن أمية بن عبد الله (ح) ". (كان يستفتح ويستنصر) يطلب الفتح والنصر على العدو من ربه تبارك وتعالى. (بصعاليك المسلمين) الصعلوك من لا مال له ولا أعمال والمراد بدعائهم لأن قلوبهم منكسرة وظهورهم عن تكاليف الأموال والجاه خفيفة (ش طب) (¬2) عن أمية بن عبد الله) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: رواته رواة الصحيح وهو مرسل انتهى وفي تاريخ ابن عساكر أن أمية هذا تابعي ثقة ولّاه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد، والحاكم (1/ 676)، والطبراني في الكبير (7/ 20) (6253)، وعبد بن حميد (387)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4557)، والضعيفة (4271). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (4133)، والطبراني في الكبير (1/ 292) (857)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 68)، والضياء في المختارة (1508)، وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 49)، وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 107)، وقال الحافظ في الإصابة (1/ 133): ليست له صحبة ولا رواية، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4558).

عبد الملك خراسان قال الذهبي في مختصره: والحديث مرسل، وقال ابن حبان: أمية هذا يروي المراسيل ومن زعم أن له صحبة فقد وهم وفي الاستيعاب لا يصح عندي صحبته. 7030 - "كان يستمطر في أول مطرة ينزع ثيابه كلها إلا الإزار". (حل) عن أنس". (كان يستمطر في أول مطرة) أول ما تمطر في السنة ويحتمل أنه بسكون العين وتاء التأنيث للوحدة ويحتمل أنه بتحريكها وهاء الضمير ويعود إلى السحاب وإن لم يذكر القرينة أو إلى السماء أي يطلب أن يصيب المطر بدنه كما أفاده: (ينزع ثيابه) فيصيب المطر جسده الشريف (إلا الإزار) الساتر للسرة وما تحتها. (حل) (¬1) عن أنس). 7031 - "كان يسجد على مسح". (طب) عن ابن عباس (ح) ". (كان يسجد) في صلاته (على مسح) بكسر الميم وسكون المهملة وهو شيء ينسج من شعر. (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 7032 - "كان يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابسا ثم يصلي فيه". (حم) عن عائشة (صح) ". (كان يسلت) يمسح. (المني من ثوبه) إن رآه فيه. (بعرق الإذخر) إذا كان رطبا بدليل ما يأتي، أصل السلت (¬3): القطع والقشر وسلت القصعة لحتها ومسحه كراهة لبقاء لونه ويخصص الإذخر لطيب رائحته فيزيل زهمه. (ثم ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 377)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4559)، والضعيفة (4272). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 295) (11785)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4560)، والضعيفة (4273). (¬3) الفائق (2/ 193).

يصلي فيه) في ثوبه. (ويحته من ثوبه يابسا ثم يصلي فيه) استدل به على طهارة المني أو على أن إزالته بالمسح والحت يكفي لتطهيره وقد أبنا الحق في المسألة في حواشي شرح العمدة. (حم) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 7033 - "كان يسمي الأنثى من الخيل فرسا". (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (كان يسمي الأنثى من الخيل فرساً) وهي [3/ 364] تطلق عند العرب على الذكر والأنثى فكأنه - صلى الله عليه وسلم - خصص أحد النوعين بالاسم وغلب هذا في العرف الآخر حتى لا يطلق الفرس إلا على الأنثى. (د ك) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 7034 - "كان يسمى التمر واللبن: الأطيبان". (ك) عن عائشة (صح) ". (كان يسمى التمر واللبن: الأطيبان) كذا في النسخ وكان الوجه الأطيبين مفعول ثان ليسمي قيل فهو على الحكاية كأن المراد كان يسميهما قائلاً هما الأطيبان وظاهر عبارة الشارح ونسخته أنهما الأطيبين على الوجه لكن لم يرد ذلك في النسخ بل لفظها الأطيبان. (ك) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته ورده الذهبي بأن فيه طلحة بن زيد بن هشام عن أبيه عن عائشة وطلحة ضعيف. 7035 - "كان يشتد عليه أن يوجد منه ريح". (د) عن عائشة (ح) ". (كان يشتد عليه أن يوجد منه الريح) ريح النكهة التي تتغير لا ريح الدبر؛ لأنه نتن في حديث البخاري: أنه شرب عسلاً عند زينب ومكث عندها فتواطئت ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 243)، ابن خزيمة (294)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4953). (¬2) أخرجه أبو داود (2546)، والحاكم (2/ 157)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4954)، والصحيحة (2131). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 119)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4561): موضوع.

عائشة وحفصة، فقالتا: إنا نجد منك ريح مغافير، فقال: لا ولكني شربت عسلاً عند زينب فلن أعود أبدا فلا تخبرن أحداً وكان يشتد عليه أن توجد منه ريح ففيه أنه ينبغي لمن أحب التخلق بأخلاقه تنظيف فمه وغيره عن الريح الكريهة. (د) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وهو في الصحيحين بالقصة. 7036 - "كان يشد صلبه بالحجر من الغرث". ابن سعد عن أبي هريرة (ض) ". (كان يشد صلبه) يقويه. (بالحجر) يربطه على بطنه. (من الغرث) بمعجمة فراء مفتوحات فمثلثة: الجوع، وذلك زهدا منه في الدنيا ولذاتها وإيثارا للخلو منها على الامتلاء. (ابن سعد (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 7037 - "كان يشرب الماء أو اللبن ثلاثة أنفاس: يسمي الله في أوله، ويحمد الله في آخره". ابن السني عن نوفل بن معاوية (ض) ". (كان يشرب الماء أو اللبن ثلاثة أنفاس: يسمي الله في أوله، ويحمد الله في آخره) وفي حديث أبي هريرة حسنه ابن حجر: "كان يشرب ثلاثة أنفاس إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله، فإذا أخّره حمد الله يفعل ذلك ثلاثاً" فهو يبين حديث الكتاب قال ابن القيم (¬3): للتسمية في الأول والحمد في الآخر تأثير عجيب في نفع الطعام والشراب ودفع مضرته، قال الإمام أحمد: إذا جمع الطعام أربعا فقد كمل إذا سمى الله في أوله وحمد الله في آخره وكثرت عليه الأيدي وكان من حل، وأما حديث: "إذا شرب أحدكم فليشرب بنفس واحد" (¬4) فهو محمول على ترك ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6972)، ومسلم (1474)، وأبو داود (3714). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 400)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4562)، وحسنه في الصحيحة (1615). (¬3) زاد المعاد (4/ 210). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 155).

التنفس في الإناء كذا قال زين الدين. (ابن السني (¬1) عن نوفل بن معاوية) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه الطبراني في الكبير بلفظ "كان يشرب في ثلاثة أنفاس إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله فإذا أخره حمد الله يفعل ذلك ثلاث مرات، قال الهيثمي: فيه عتيق بن يعقوب لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. 7038 - "كان يشير في الصلاة". (حم د) عن أنس (صح) " (¬2). (كان يشير) يومئ بيده أو رأسه يأمر وينهى ويرد السلام. (في الصلاة) وذلك فعل قليل لا يضر ذكره ابن الأثير (¬3) ويحتمل أن المراد الإشارة بأصبعه عند الدعاء كما في حديث ابن الزبير عند أبي داود "كان يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها ولا يجاوز بصره إشارته" قال النووي (¬4): سنده صحيح. (حم د) (¬5) عن أنس رمز المصنف لصحته. 7039 - "كان يصافح النساء من تحت الثوب". (طب) عن معقل بن يسار (ض) ". (كان يصافح النساء) قال الشارح: أي في بيعة الرضوان كما هو مصرح به هكذا في الخبر عند الطبراني ولا أدري لم حذفه المصنف (من تحت الثوب) قيل: إنه مخصوص به لعصمته فلا يجوز لغيره وتقدم: "كان لا يصافح النساء" فهذا خاص ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (474)، والطبراني في الكبير (1/ 205) (10475) عن ابن مسعود، وانظر قول الهيثمي في المجمع (/ 130) صححه الألباني في صحيح الجامع (4956)، والصحيحة (1277). (¬2) هذا الحديث ساقط من الأصل. (¬3) النهاية (2/ 1265). (¬4) خلاصة الأحكام (1701) وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم. (¬5) أخرجه أحمد (3/ 138)، وأبو داود (943)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4957)، والصحيحة (3181).

ببيعة الرضوان إن صح (طب) (¬1) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لضعفه. 7040 - "كان يصغي للهرة الإناء فتشرب، ثم يتوضأ بفضلها". (طس حل) عن عائشة (ض) ". (كان يصغي) يميل (للهرة الإناء فيه الماء فتشرب، ثم يتوضأ بفضلها) لطهارتها وفيه أنه لا كراهة للوضوء من فضل الهرة. (طس حل) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه على أبي نعيم؛ لأنه قال ابن حجر وجماعة: إنه ضعيف وأما رواية الطبراني فقال الهيثمي: رجاله موثقون. 7041 - "كان يصلي في نعليه". (حم ق ت) عن أنس (صح) ". (كان يصلي) إذا أطلق فالمراد الفرض. (في نعليه) أي عليهما أو والأرجل في نعليه، قال ابن تيمية (¬3): فيه أن الصلاة فيهما سنة وكذا كل ملبوس للرجل فصلاة الفرض والنفل والجنازة فيهما سنة حضراً أو سفراً وسواء كان يمشي في الأزقة أو لا فإن المصطفى [1/ 365]- صلى الله عليه وسلم - وصحبه كانوا يمشون في طرق المدينة ويصلون فيهما بل كانوا يخرجون بها إلى الخشوش حيث يقضون الحاجة وقال ابن بطال: هذا محمول على ما إذا لم يكن فيهما نجاسة. قلت: قد ثبت الأمر بتفقدها عند باب المسجد ليزال نجاستها ثم قال: وهي من الرخص، قال ابن دقيق العيد (¬4): والحديث دليل على جواز الصلاة في النعال ولا ينبغي أن يؤخذ منه الاستحباب لأن ذلك لا يدخل في المعنى المطلوب من ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2855)، وفي الكبير (20/ 201) (454)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4563). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7949)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 308)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 42)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4958). (¬3) اقتضاء الصراط (1/ 84). (¬4) انظر شرح مسلم للنووي (5/ 42)، وإحكام الأحكام لابن دقيق العيد (1/ 161)، وفيض القدير (4/ 67).

الصلاة وهو وإن كان من ملابس الزينة لكن ملابسة الأرض التي تكثر فيها النجاسات مما يقصر به عن هذه الرتبة وإذا تعارضت مراعاة التحسين ومراعاة إزالة النجاسة قدمت الثانية لأنها من باب دفع المفاسد والأخرى من جلب المصالح إلا أن يرد دليل بإلحاقه بما يتحمل به فيرجع إليه، هذا خلاصة ما قاله. (حم ق ت) (¬1) عن أنس). 7042 - "كان يصلي الضحى ست ركعات". (ت) في الشمائل عن أنس (صح) ". (كان يصلي الضحى ست ركعات) قال ابن حجر (¬2): لا تعارض بينه وبين خبر عائشة: "ما صلى الضحى قط" (¬3) وقولها: "ما كان يصليها إلا أن يجيء من مغيبة" (¬4) إذ يحمل الإنكار على المشاهدة والإثبات على المشاهدة أو يحمل الإنكار على صنف مخصوص كثمان ركعات على الصحيح والإثبات على أربع أو ست أو وقت دون وقت. (ت) (¬5) في الشمائل عن أنس رمز المصنف لصحته. 7043 - "كان يصلي الضحى أربعًا، ويزيد ما شاء الله" (حم م) عن عائشة (صح) ". (كان يصلي الضحى أربعاً، ثم يزيد ما شاء الله) إلى اثنتى عشرة ركعة ولا يجاوزها وقد جاءت في عددها أربع وست وثماني وقد تمسك البعض بأنها لا تنحصر في عدد مخصوص (حم م) (¬6) عن عائشة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 100)، والبخاري (386، 5850)، ومسلم (555)، والترمذي (400). (¬2) فتح الباري (3/ 54). (¬3) أخرجه البخاري (1076)، ومسلم (718). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 171). (¬5) أخرجه الترمذي في الشمائل (275)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4960). (¬6) أخرجه أحمد (6/ 168)، ومسلم (719).

7044 - "كان يصلي على الخمرة" (خ د ن هـ) عن ميمونة (صح) ". (كان يصلي على الخمرة) بالخاء المعجمة فالراء شيء منسوج يعمل من سعف النخل ويرمل بالخيوط وهي صغيرة على قدر ما يسجد عليه المصلي وهي قدر ما يوضع عليه الكفان والوجه وفيه أنه لا بأس بالسجادة صغرت أو كبرت ولا خلاف فيه، إن قيل قد أخرج ابن أبي شيبة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يكره الصلاة على شيء دون الأرض (¬1). قلت: حمل على كراهة التنزيه، قال زين الدين العراقي: قد صلى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - على الخمرة والحصير والبساط والفروة المدبوغة. (خ (¬2) د ن هـ) (¬3) عن ميمونة). 7045 - "كان يصلي على راحلته حيثما توجهت به، فإذا أراد أن يصلي المكتوبة نزل فاستقبل القبلة". (حم ق) عن جابر (صح) ". (كان يصلي) في السفر كما في لفظ البخاري والمراد النفل. (على راحلته) هي اسم يقع على الذكر والأنثى وأنها للذكر للمبالغة (حيثما توجهت به) من جهة القبلة أو غيرها فإنه يعفى عن الاستقبال في النفل على الراحلة (فإذا أراد أن يصلي المكتوبة) التي كتب الله وجوبها على عباده (نزل فاستقبل القبلة) ففيه أنها لا تصح الصلاة المفروضة على الراحلة وإن أمكن القيام واستقبال القبلة وقالت الشافعية: إذا كانت واقفة مقيدة صح أداء الفرض عليها (حم ق) (¬4) عن جابر) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (4058). (¬2) في الأصل (حم). (¬3) أخرجه البخاري (382)، وأبو داود (656)، والنسائي في الكبرى (1/ 268)، وابن ماجة (1028) وورد في الأصل "حم" بدل "خ ". (¬4) أخرجه أحمد (3/ 330)، والبخاري (400، 1094، 1099، 4140)، ومسلم (700)، وأبو داود (1227) عن جابر، وأبو داود (1224) عن ابن عمر.

ورواه أبو داود والنسائي عن ابن عمر. 7046 - "كان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين في بيته". مالك (ق د ن) عن ابن عمر (صح) ". (كان يصلي قبل الظهر ركعتين) نافلة (وبعدها ركعتين) كذلك وهي من النوافل الراتبة فلا تعارض أحاديث أنه كان يصلي أربعاً قبل الظهر وأربعاً بعدها وأربعاً قبل العصر (وركعتين بعد المغرب في بيته) هي راتبة المغرب ويسن فعلها في البيت تقدم فيها الكلام وهذا بناء على أن "في بيته" متعلق بالأخير قيل إنه يعود إلى الكل (وبعد العشاء ركعتين) ظاهره أنه يصليها في المسجد (وكان لا يصلي بعد الجمعة) نافلة (حتى ينصرف) عن المسجد. (فيصلي ركعتين في بيته) ظاهره أنه متعلق بالأخير، قال العراقي: لعل قولها "في بيته" متعلق بجميع المذكورات فقد ذكر أن التقييد بالظرف يعود للمعطوف عليه أيضاً. قلت: فعلى هذا كل هذه الرواتب يفعل في بيته فإن الظرف الأول قيد نافلة الظهر قبلا وبعدا ونافلة بعد المغرب والظرف الأخير قيد نافلة العشاء والجمعة والأظهر أن الأول قيد لنافلة المغرب لقرينة أنه كان لا يفعلها إلا في منزله حتى قيل: لا تصح إلا في المنزل والظرف الآخر قيد لنافلة الجمعة لأنه الأقرب ولأنه قد طال الفصل [3/ 366] بين نافلة العشاء وبينه (مالك (ق د ن) (¬1) عن ابن عمر). 7047 - "كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر". (ق د) عن عائشة (صح) ". (كان يصلي من الليل) قيل من ابتدائه أي ابتداء صلاته في الليل، ويحتمل ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (398)، والبخاري (937)، ومسلم (882)، وأبو داود (1252)، والنسائي (2/ 119).

الظرفية أي في بعض الليل (ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر) أحد عشر (وركعتا الفجر) فهذا مجموع الثلاث عشرة وهذا أحد أعداد وتره وقد ذكرت له أعداد أخر وهذا أكثر الأعداد في الوتر، ووقته ما بين العشاء والفجر (ق د) (¬1) عن عائشة ورواه عنها النسائي في الصلاة. 7048 - "كان يصلي قبل العصر ركعتين". (د) عن علي (صح) ". (كان يصلي قبل العصر ركعتين) هي نافلة العصر ووردت أربع ركعات والكل سنة ينبغي المحافظة عليها (د) (¬2) عن علي) رمز المصنف لصحته وفيه عاصم بن ضمرة قال المنذري: وثقه ابن معين وضعفه غيره وقال النووي: إسناد الحديث صحيح. 7049 - "كان يصلي بالليل ركعتين ركعتين، ثم ينصرف فيستاك" (حم ن هـ ك) عن ابن عباس (صح) ". (كان يصلي بالليل) المراد بعد قيامه من النوم (ركعتين ركعتين) المراد أربع يفصل بينها بالتسليم (ثم ينصرف) عن مصلاه (فيستاك) قال العراقي: مقتضاه: لو صلى صلوات ذات تسليمات كالضحى والتراويح يستحب أن تستاك لكل ركعتين وبه صرح النووي، قال أبو شامة: كان يتسوك لكل ركعتين. قلت: ظاهر هذا الحديث أنه يستاك بعد الأربع التي يركعها، نعم أخرج أبو نعيم بسند جيد من حديث ابن عباس أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يستاك بين كل ركعتين من صلاة الليل" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1140)، ومسلم (738)، وأبو داود (1360)، والنسائي (1/ 166) وفي الكبرى (394). (¬2) أخرجه أبو داود (1272)، خلاصة الأحكام (1821)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4568). (¬3) انظر فيض القدير (5/ 224).

قلت: المراد إن صلاها ثنائية وإلا فقد يسرد صلاته أكثر من ذلك، أخرج الطبراني في الكبير عن أبي أيوب قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستاك من الليل مراراً" (¬1)، وأخرج فيه أيضا عن ابن عمر: "ربما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويستاك من الليل أربع مرات" وفي سندها ضعف (¬2) وفيه ندب السواك لمن أراد الصلاة وإن لم يحدث وضوءاً (حم ن هـ ك) (¬3) عن ابن عباس رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح على شرطهما وقال ابن حجر: إسناده صحيح. 7050 - "كان يصلي على الحصير والفروة المدبوغة". (حم د ك) عن المغيرة (صح) ". (كان يصلي على الحصير) فرضا ونفلاً وهو ما ينسج من ورق النخل إلا إنه عورض بما أخرجه أبو يعلى وابن أبي شيبة وغيرهما من رواية شريح أنه سأل عائشة: أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي على الحصير والله سبحانه تعالى يقول: {وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} [الإسراء: 8]، قالت: "لم يكن يصلى عليه" (¬4) ورجاله كما قال العراقي ثقات، وأجيب بأن نفيها متوجه إلى المداومة أو إلى علمها ومن علم صلاته على الحصير مقدم على النافي وبأن حديثها وأن رجاله ثقات ففيه شذوذ ونكارة فإن القول بأن المراد في الآية الحصير التي تفرش مرجوح مهجور والجمهور على أنه من الحصر أي ممنوعون عن الخروج منها أفاده الزين العراقي قال ابن جحر: وفيه ندب الصلاة على الحصير ونحوها مما يقي بدن المصلي عن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 178) (4066). (¬2) قال ابن الملقن في البدر المنير (1/ 712) بعد أن عزاه للطبراني في المعجم الكبير وفي إسنادها موسى بن مطير قال غير واحد: متروك. (¬3) أخرجه أحمد (1/ 218)، والنسائي (1/ 163)، وابن ماجة (288)، والحاكم (1/ 244)، وانظر فتح الباري (2/ 376)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4961). (¬4) أخرجه أبو يعلى (4448)، وانظر: فتح الباري لابن رجب (3/ 126)، وشرح ابن ماجه لمغلطائي (2/ 331).

الأرض وقد حكاه الترمذي عن أكثر أهل العلم (والفروة المدبوغة) تقدم قريباً ذلك (حم د ك) (¬1) عن المغيرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي في التلخيص لكنه في المهذب بعد عزوه لأبي داود قال: فيه يونس بن الحارث ضعيف، وقال العراقي: أخرجه أبو داود من رواية بن عون عن أبيه عن المغيرة وابن عون اسمه محمد بن عبد الله الثقفي ثقة وأبوه لم يرو عنه فيما علمت غير ابنه عون، قال فيه أبو حاتم: مجهول وذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال يروي المقاطيع وهذا يدل على انقطاع بينه وبين المغيرة. 7051 - "كان يصلي بعد العصر وينهى عنها، ويواصل وينهى عن الوصال". (د) عن عائشة (صح) ". (كان يصلي بعد العصر وينهى عنها) ركعتين كما تبت في الأحاديث وهما ركعتاه بعد الظهر فاتتاه فقضاهما بعد العصر وكان إذا عمل عملا أثبته فهما خاصتان به. (ويواصل) في الصوم وقد صرح لأصحابه بالعلة وأنه ليس كأحدهم إنه يبيت يطعمه ربه ثم يسقيه فهو من خصائصه وهل النهي عن الوصال للتحريم أو للتنزيه فيه كلام تضمنته حاشيتنا على ضوء النهار [3/ 367] (د) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وهو من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو بن ذكوان مولى عائشة، قال ابن حجر: ينظر في عنعنة محمد بن إسحاق. 7052 - "كان يصلي على بساط". (هـ) عن ابن عباس (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 254)، وأبو داود (659)، والحاكم (1/ 389)، وانظر علل الدارقطني (7/ 134)، وانظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 300)، وقال النووي في خلاصة الأحكام (942): في إسناده مجهول، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4565). (¬2) أخرجه أبو داود (1280). وانظر التلخيص الحبير (1/ 192)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4564).

(كان يصلي على بساط) أي حصير كما قاله العراقي في شرح أبي داود وسبقه إليه أبوه في شرح الترمذي حيث قال في سنن أبي داود ما يدل على أن المراد بالبساط الحصير، قال ابن القيم (¬1): كان يسجد على الأرض كثيرا وعلى الماء والطين وعلى الخمرة المتخذة من خوص النخل وعلى الحصير المتخذ منه وعلى الفروة المدبوغة كذا في الهدي ولا ينافيه إنكاره في إغاثة اللهفان ملازمة السجادة وقوله لم يصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على سجادة قط ولا كانت السجادة تفرش بين يديه فمراده السجادة من صوف على الوجه المعروف والاعتياد لذلك فإنه كان يصلي على ما اتفق (هـ) (¬2) عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه وليس بجيد فقد قال مغلطاي في شرح ابن ماجة فيه زمعة ضعفه كثيرون ومنهم من قال متماسك ورواه الحاكم من حديث زمعة أيضا عن سلمة بن همام عن عكرمة عن ابن عباس قال صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بساط" قال الحاكم: صحيح احتج مسلم بزمعة فتعقبه الذهبي فقال قلت: قرنه بآخر وسلمة ضعفه أبو داود. 7053 - "كان يصلي قبل الظهر أربعاً إذا زالت الشمس لا يفصل بينهن بتسليم، ويقول: أبواب السماء تفتح إذا زالت الشمس" (هـ) عن أبي أيوب (ح) ". (كان يصلي قبل الظهر أربعاً) هي سنة الظهر القبلية كما قاله البيضاوي. (إذا زالت الشمس لا يفصل بينهن بتسليم) كما سلف ويحتمل ولا قعود لتشهد أوسط ويحتمل خلافه واستدل به الحنفية على أنها تصلى بتسليمه وردوا به على الشافعية القائلين تصلى بتسليمتين. (ويقول: أبواب السماء تفتح إذا زالت الشمس) زاد الترمذي في الشمائل فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح" زاد ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 215). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1030)، والحاكم (1/ 390)، وأحمد (1/ 273)، وانظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (2/ 330)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4964).

البزار في روايته "وينظر الله تعالى بالرحمة إلى خلقه" وهى صلاة كان يحافظ عليها آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وقد أخذ منه أن للجمعة سنة قبلها ورد بأن هذه سنة الزوال ورده العراقي بأنه قد حصل في الجملة استحباب أربع بعد الزوال كل يوم سوى الجمعة وغيرها وهو المراد (هـ) (¬1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أحمد والنسائي والترمذي وقال ابن حجر: في إسنادهم جميعا عبيدة بن معيقيب وهو ضعيف وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه وضعفه. 7054 - "كان يصلي بين المغرب والعشاء". (طب) عن عبيد مولاه (ح) ". (كان يصلي بين المغرب والعشاء) لم يذكر هنا عدد ما يصليه وتأتي أحاديث في ذكر ذلك منها: "من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة" ويأتي غيره (طب) (¬2) عن عبيد مولاه مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - رمز المصنف لحسنه وقد قال الذهبي عن ابن عبد البر رواه عن عبيد سليمان التيمي وسقط بينهما رجل وقال الهيثمي: رواه الطبراني وأحمد من طرق مدارها كلها على رجل لم يسم وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. 7055 - "كان يصلي والحسن والحسين يلعبان ويقعدان على ظهره". (حل) عن ابن مسعود (ح) ". (كان يصلي والحسن والحسين يلعبان عنده ويقعدان على ظهره) من كمال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1157)، وأحمد (5/ 419) عن أبي أيوب، والنسائي (1/ 146) عن علي، والترمذي (478) عن أنس، والبزار (675)، وانظر نصب الراية (2/ 42)، والدراية (1/ 199)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4967). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 58) (103)، وأحمد (5/ 431)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 221، 230)، وانظر التمهيد (9/ 263)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4957)، والصحيحة (3181).

لطفه وشفقته وبره ولا ينافي في ذلك خشوع قلبه وإقباله على ربه وفيه أنها لا تبطل الصلاة بمثل ذلك وفيه أن ثياب الأطفال محمولة على الطهارة ما لم تظهر عين النجاسة. (حل) (¬1) عن ابن مسعود قال الشارح رمز المصنف لحسنه ولم أره في ما قوبل على خطه. 7056 - "كان يصلي على الرجل يراه يخدم أصحابه" هناد عن علي بن أبي رباح مرسلا". (كان يصلي على الرجل) صلاة الجنازة ويحتمل أن المراد الدعاء وهو أقرب. (يخدم أصحابه) فيكافئه بالدعاء له على ذلك. (هناد (¬2) عن علي) بصيغة التصغير بضبط المصنف وغيره يقال: إنه قيل لأبيه لما ولد وسماه عليا أن بني أمية يقتلون من اسمه علي فقال هو علي بن رباح قال في التقريب (¬3) علي ثقة مشهور مرسلاً. 7057 - "كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر به". (حم) عن علي (ح) ". (كان يصوم يوم عاشوراء) هو عاشر المحرم وقيل يوم تاسع يوم مبارك فيه أظهر [3/ 368] الله كليمه موسى على عدوه فرعون، وفيه استوت السفينة على الجودي وفيه أخرج يوسف من السجن (ويأمر به) أمر إيجاب قبل فرض رمضان ثم صار بعده مندوباً (حم) (¬4) عن علي رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي وفيه كلام كثير. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 305)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4569)، وصححه في الصحيحة (4002). (¬2) أخرجه هناد في الزهد (788)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4566). (¬3) انظر التقريب (1/ 401). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4571).

7058 - "كان يصوم يوم الإثنين والخميس". (هـ) عن أبي هرير" (ح). (كان يصوم الإثنين والخميس) لما سلف من أنهما يومان تعرض فيهما الأعمال قال الغزالي: من صامهما مضافا لرمضان فقد صام ثلث الدهر؛ لأنه صام من السنة أربعة أشهر وأربعة أيام وهو زيادة على الثلث فلا ينبغي للإنسان أن ينقص من هذا العدد فإنه خفيف على النفس كثير الأجر (هـ) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقد أخرجه الأربعة إلا أبا داود واللفظ لفظ النسائي وقال الترمذي: حسن غريب. 7059 - "كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام، وقلما كان يفطر يوم الجمعة". (ت) عن ابن مسعود (ح) ". (كان يصوم من غرة كل شهر) بضم المعجمة وتشديد الراء (ثلاثة أيام) قال العراقي: يحتمل أنه يريد بالغرة أوله ويحتمل أن يريد الأيام الغراء البيض وقال القاضي: غرر الشهر أوائله قال: ولا منافاة بين هذا الخبر وخبر عائشة أنه لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم لأن هذا الراوي حدث بغالب ما اطلع عليه من أحواله فحدث بما عرف وعائشة حدثت بما عرفت من أحواله. (وقلما كان يفطر يوم الجمعة) مع صومه لما قبله أو بعده فلا يعارضه حديث النهي عن إفراده بالصوم لحديث: "لا تصوموا يوم الجمعة مفرداً" وغيره يأتي أو أن جواز إفراده من خصائصه كالوصال وأما قول القاضي إنه يحتمل أن المراد كان يمسك قبل الصلاة ولا يتغدى إلا بعد أداء الجمعة فبعيد جداً (ت) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال الحافظ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1740)، والترمذي (747)، والنسائي (4/ 202، 203)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4970). (¬2) أخرجه الترمذي (742)، وأبو داود (2450)، وابن حبان 8/ 403 (3641)، وانظر علل الدارقطني (5/ 59)، والتلخيص الحبير (2/ 215)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4972).

العراقي: قد صححه أبو حاتم وابن حبان وابن عبد البر وابن حزم وضعفه ابن الجوزي واعترضوه وفي رفعه اختلاف. 7060 - "كان يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر، والخميس والإثنين من الجمعة الأخرى" (حم د ن) عن حفصة (ح) ". (كان يصوم تسع ذي الحجة) ظاهره ويوم عرفة وقد كان يصومه في غير عرفة. (ويوم عاشوراء) وقال: "إن عشت إلى قابل لأصومن التاسع" ولم يعش إليه (وثلاثة أيام من كل شهر) وفسرها بقوله (أول اثنين من الشهر، والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى) يحتمل أن المراد من آخر جمعة في الشهر ويحتمل الأخرى عن أول وقد صام فيه الاثنين وهذه بعض الأيام التي كان يتحرى صومها فقد ثبت صوم غيرها كما سلف ولا ينافي هذا تحريه بصوم كل خميس واثنين لأن هذا ذكر خاص فيهما لا ينافي العام (حم د ن) (¬1) عن حفصة) رمز المصنف لحسنه لكن قال الزيلعي: هو حديث ضعيف، قال المنذري: اختلف فيه على هبيرة راويه فمرة قال عن حفصة وتارة عن أم سلمة وتارة عن أحد أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قلت: لا ضير في ذلك فهو انتقال من ثقة إلى ثقة. 7061 - "كان يصوم من الشهر السبت والأحد والإثنين، ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس" (ت) عن عائشة (ح) ". (كان يصوم من الشهر السبت) السبت في اللغة القطع سمي به اليوم لأنه انقطع خلق العالم فيه وحديث: "لا تصوموا يوم السبت" يأتي يحتمل لا تفردوه وهنا قد ضم إليه يومين بعده ويحتمل أنه من خصائصه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 423)، وأبو داود (2437)، والنسائي (4/ 220)، وانظر نصب الراية (2/ 156)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4570).

(والأحد) سمي به لأنه أول أيام الأسبوع (والإثنين) لأنه ثاني أيام الأسبوع. (ومن الشهر الآخر الثلاثاء والأربعاء والخميس) قيل أراد بذلك أن يبين سنة صوم جميع أيام الأسبوع، قال وإنما لم يصم السنة متوالية لأن لا يشق على أمته الاقتداء به (ت) (¬1) عن عائشة رمز المصنف لحسنه وقال الترمذي: حسن، قال عبد الحق: العلة المانعة له من تصحيحه أنه روي مرفوعًا وموقوفاً وذا علة عنده، وقال ابن القطان (¬2): فيه خيثمة ينبغي أن ينظر في سماعه من عائشة فإني لا أعرفه. 7062 - "كان يضحي بكبشين أقرنين أملحين، وكان يسمي ويكبر". (حم ق ن هـ) عن أنس (صح) ". (كان يضحي بكبشين) هو فحل الضأن في أي سن كان (أقرنين) أي لكل واحد منهما قرنان معتدلان وقيل طويلان، وقيل: الأقرن الذي لا قرن له. (أملحين) تثنية أملح بالمهملة [3/ 369] وهو الذي فيه سواد وبياض والبياض أكثر والإغراء والذي في حلل صوفه طبقات سوداء، والأبيض الخالص كالملح وإخبار هذه الصفة لحسن منظره وكثرة شحمه ولحمه (وكان) عند التضحية (يسمي ويكبر) يقول بسم الله والله أكبر وفيه بيان المراد من آية {وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ} [الأنعام: 121] (حم ق ن هـ) (¬3) عن أنس) زاد الشيخان فيه "يذبحهما بيده". 7063 - "كان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله" (ك) عن عبد الله بن هشام (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (746)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4971). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 206). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 99)، والبخاري (5554)، ومسلم (1966)، وأبو داود (2794)، والنسائي (7/ 231) وابن ماجة (3120).

(كان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله) فيه صحة تشريك الرجل لأهله في ضحيته وكفاية الشاة الواحدة عن الرجل وأهله وبه قال: جمع من علماء الأمة وقيل لا يجزئ إلا عن ثلاثة وقيل لا يجزئ عن اثنين قالوا: لأن كل واحد مخاطب فكيف يجزئ عنه ضحية غيره؟ وأجيب بأنه قام النص بذلك وليس وراءه مذهب (ك) (¬1) عن عبد الله بن هشام) رمز المصنف لصحته. 7064 - " كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد". (هـ) عن أنس (ح) ". (كان يضرب في الخمر) حداً لشاربها (بالنعال والجريد) وأجمعوا على إجزاء الضرب بهما فيها ولم يذكر هنا مقدارًا معينا هنا لكنه ثابت في حديث مسلم يأتي لفظه في قدر النعال والجريد (هـ) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وهو في صحيح مسلم عن أنس، ولفظه: "كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد أربعين" وما كان للمصنف العدول عن الصحيح ولا حذف العدد. 7065 - "كان يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وربما مس لحيته وهو يصلي" (هق) عن عمرو بن حريث". (كان يضع اليمنى على اليسرى) أي الكف اليمنى على الكف اليسرى. (في الصلاة) حال قيامه فيها لأنه أتم في الخشوع وأبعد عن العبث، وهل توضع فوق الصدر أو تحت السرة؟ فيه خلاف وبه فسر قوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر: 2]، ضع يدك على نحرك في أحد التفاسير وقد عورض بشيء لا يقاومه من الآثار. (وربما مس لحيته وهو يصلي) قال القسطلاني: فيه أن تحريك اليد في الصلاة لا ينافي الخشوع (هق) (¬3) عن عمرو بن حريث ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 516، 4/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4572)، والضعيفة (4276). (¬2) أخرجه مسلم (1706)، وابن ماجة (2570). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4975).

المخزومي نزيل الكوفة. 7066 - "كان يضمر الخيل" (حم) عن ابن عمر (صح) ". (كان يضمر الخيل) من التضمير وهو أن يعلف الفرس حتى يسمن ثم يرده إلى القلة ليشتد لحمه كذا ذكره جمع وقيل: هو أن تُشد عليها سروجها وتُجلَّل بالأجلّة حتى تعرق تحتها فيذهب رَهَلُها ويشتد لحمها (¬1) فيقوى على الجري وهو جائز اتفاقاً (حم) (¬2) عن ابن عمر رمز المصنف لصحته. 7067 - "كان يطوف على جميع نسائه في ليلة بغسل واحد". (حم ق 4) عن أنس (صح) ". (كان يطوف على جميع نسائه) أي يجامع جميع نسائه فالطواف كناية عن الجماع عند الأكثر وقول الإسماعيلي: يحتمل إرادة تجديد العهد بهن يأباه السياق (في ليلة بغسل واحد) قال معمر: لكن لا يشك أنه كان يتوضأ بين ذلك في حديث أبي رافع عند أبي داود: أنه طاف على نسائه واغتسل عند كل ... الحديث، قال ابن سيد الناس: كان يفعل هذا مرة وهذا مرة، وقد جاء في البخاري كما سلف "وهن إحدى عشرة" وفي غيره "جاء وهن تسع" ولا منافاة فإنه في حديث البخاري ضم مارية وريحانة إلى التسع وهن سراري فأطلق عليهما لفظ النساء تغليبا ورواية التسع وجهها واضح. واعلم أن ظاهر كان يطوف: أنه كان يدوام على ذلك وفي الحديث المتفق عليه ما يؤخذ منه بأن ذلك إنما كان يقع منه عند إرادة الإحرام ولفظه عن عائشة "كنت أطيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا" وتقدم أن هذا مما يدل على أن القسم غير واجب عليه وهو قول جماعة من ¬

_ (¬1) انظر: النهاية (3/ 210). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 86)، وأبو داود (2576)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4976)، والصحيحة (2133).

الشافعية وتقدم ما قيل في التأويل (حم ق 4) (¬1) عن أنس). 7068 - "كان يعبر على الأسماء". البزار عن أنس (ح) ". (كان يعبر) الرؤيا من عبر مخففاً وجاء مشدداً (على الأسماء) أي باعتبار ما يفهم من الأسماء من حسن وقبح وقد سرد ابن القيم في الهدي شيئا من ذلك إن قلت: قد عبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رؤياه أن بقرا تنحر بأنه يقتل جماعة من أصحابه كيف وجهه؟ قلت: قد ذكر في البدائع (¬2) أن وجه تعبيره - صلى الله عليه وسلم - رؤياه أن بقرا تنحر بقتل جماعة من أصحابه أنه بجامع أن الأرض تعمر بالبقر وبالرجال فيفسر أحدهما بالآخر وذكر وجهين وزيفهما ولك أن تقول أن هذا الحكم أعني أخذ التعبير من الأسماء أغلبي. (البزار (¬3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: [3/ 375] فيه من لم أعرفه. 7069 - "كان يعجبه الرؤيا الحسنة" (حم ن) عن أنس (ح) ". (كان يعجبه الرؤيا الحسنة) الإعجاب في مثل هذا يلاقي المحبة فهو في قوة كان يحب كذا وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إنها جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة" (¬4) وفسر به البشرى الصالحة وتمام الحديث عند أحمد (¬5): "وربما قال: هل رأى منكم أحد رؤيا فإذا رأى الرجل رؤيا سأل عنه فإن كان ليس به بأس كان أعجب ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 99)، والبخاري (284)، ومسلم (309)، وأبو داود (218)، والترمذي (140)، والنسائي (1/ 143)، وابن ماجة (589). (¬2) انظر: إعلام الموقعين (1/ 191)، ومدارج السالكين (1/ 403). (¬3) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (3524)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 183)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4574). (¬4) أخرجه البخاري (6987، 6988)، ومسلم (2264). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 135) و (3/ 257)، وأخرجه كذلك عبد بن حميد في مسنده (1275).

لرؤياه فقالت امرأة رأيت كأني دخلت الجنة فسمعت وجبة ارتجت بها الجنة فنظرت فإذا قد جيء بفلان وفلان حتى عدت اثني عشر رجلًا وقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية قبل ذلك فجيء بهم وعليهم ثياب بيض تشخب أوداجهم دما فقيل اذهبوا بهم إلى الأرض البيدخ أو قال نهر البيدخ يغمسون فيه فغمسوا به فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر تم أتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عليها فأتت تلك السرية فقالوا أصيب فلان وفلان حتى عدوا الاثنى عشر الذين عدتهم المرأة" (حم ن) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وهو كما قال أو أعلى منه فقد قال الهيثمي: رجاله أحمد رجال الصحيح. 7070 - "كان يعجبه الثفل". (حم ت) في الشمائل (ك) عن أنس (صح) ". (كان يعجبه الثفل) بالمثلثة مضمومة وتكسر وبالفاء وفسر بالثريد وبما يقتات وبما يعلق بالقدر وبطعام فيه شيء من حب أو دقيق قيل: والمراد هنا الثريد قال: تقسم بالله وإن لم تسأل ... ما ذاق ثفلا منذ عام أول (حم ت) في الشمائل (ك) (¬2) عن أنس بن مالك) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: هذا الحديث قد خولف في رفعه. 7071 - "كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع "يا راشد يا نجيح". (ت ك) عن أنس (صح) ". (كان يعجبه إذا خرج لحاجته) أي حاجة كانت. (أن يسمع "يا راشد) محبة للفأل فاعل من الرشد (يا نجيح) من النجاح فيتفاءل على نجاح حاجته، فائدة: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 135)، والنسائي في الكبرى (4/ 382)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4982)، والصحيحة (2135). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 220)، والترمذي في الشمائل (177)، والحاكم (4/ 129)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4979).

قال في فتح الباري: الفأل الحسن شرطه ألا يقصد فإن قصد لم يكن حسنا بل يكون من أنواع الطيرة. (ت ك) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح غريب. 7072 - "كان يعجبه الفاغية". (حم) عن أنس (ح) ". (كان يعجبه الفاغية) بالفاء والغين المعجمة فمثناة تحتية نور الحناء وقيل: نور الريحان وقيل نور كل نبت أي يعجبه ريحها لطيبه ولطفه. (حم) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 7073 - "كان يعجبه القرع". (حم حب) عن أنس (صح) ". (كان يعجبه القرع) هو الدباء وقد سلف وهو بسكون الراء وقد تفتح وهو بارد رطب يغذي غذاء يسيراً سريع الانحدار وسبب إعجابه له ما فيه من زيادة العقل والرطوبة وما خصه الله به من إنباته على يونس -عليه السلام - حتى وقاه وتربى في ظله فكان كالأم الحاضنة له. (حم حب) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه مسلم. 7074 - "كان يعجبه أن يدعى الرجل بأحب أسمائه وأحب كناه" (ع طب) وابن قانع والبارودي عن حنظلة بن حذيم (ح) ". (كان يعجبه أن يدعى الرجل) أي يدعون من يريد نداءه (الرجل بأحب أسمائه) إليه. (وأحب كناه) لما فيه من جبر خاطره وترويح قلبه وجلب الألفة والمودة التي يحبها الله بين أهل الإيمان وهذا عكس ما نهى عنه من التنابذ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1616)، والحاكم (3/ 204)، وانظر فتح الباري (10/ 215)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4978). (¬2) أخرجط أحمد (3/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4579). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 108)، وابن حبان (12/ 103) (5293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4986)، والصحيحة (2129).

بالألقاب. (ع طب) وابن قانع والبارودي (¬1) عن حنظلة بن حذيم) بكسر المهملة وسكون المعجمة وفتح التحتية صحابي صغير قدم مع أبيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات. 7075 - "كان يعجبه البطيخ بالرطب". ابن عساكر عن عائشة. (كان يعجبه الطبيخ) يأكله. (بالرطب) كما سلف مراراً. (ابن عساكر (¬2) عن عائشة). 7076 - "كان يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب، وعلى التمر إذا لم يكن رطب، ويختم بهن ويجعلهن وترا: ثلاثا، أو خمسا، أو سبعا". ابن عساكر عن جابر". (كان يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب) موجوداً (وعلى التمر إذا لم يكن رطب، ويختم بهن) أي طعامه أي بالرطب إن وجد أو بالتمر ويأتي ما يقيد الترتيب في إفطاره بين الرطب والتمر والماء. (ويجعلهن وترا: ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً) ففيه أنه يبدأ بأيهما فطرا ويختم بهما طعامه أكلا. (ابن عساكر (¬3) عن جابر). 7077 - "كان يعجبه التهجد من الليل". (طب) عن جندب (ح) ". (كان يعجبه التهجد من الليل) تقدم تفسير التهجد وقد كان قيام الليل واجباً عليه - صلى الله عليه وسلم -. (طب) (¬4) عن جندب) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه أبو بلال ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (4526)، والطبراني في الكبير (4/ 13) (3449)، والبخاري في الأدب المفرد (819)، وابن قانع في الصحابة (1/ 204)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 56)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4583)، والضعيفة (4280). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 246)، وانظر فيض القدير (5/ 230)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4576). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 346)، والخطيب في تاريخه (3/ 354)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4585)، وقال في الضعيفة (1749) ضعيف جدا. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 175) (1720)، والأوسط (5654)، وضعفه الألباني فى ضعيف الجامع (4577)، وقال في الضعيفة (4277): ضعيف جدا.

الأشعري ضعفه الهيثمي وغيره. 7078 - "كان يعجبه أن يدعو ربه وأن يستغفر ثلاثاً". (حم د) عن ابن مسعود (ح) ". (كان يعجبه أن يدعو ربه) في أي مطلب. (وأن يستغفر) عطف خاص على عام فإنه من [3/ 371] الدعاء (ثلاثاً) قيد لهما فيحسن تكرير الدعاء كذلك؛ لأنه أدل على التواضع والإقبال على الله. (حم د) (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه. 7079 - "كان يعجبه الذراع". (د) عن ابن مسعود (ح) ". (كان يعجبه) في اللحم. (الذراع) للجنس لا أن المراد معين لما يأتي وتمامه عند الترمذي دسُم في الذراع وذلك لأنه ألطف اللحم وأحسنه وأشهاه وأبعده عن موضع الأذى. (د) (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه. 7080 - "كان يعجبه الذراعان والكتف". ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة (ح) ". (كان يعجبه الذراعان والكتف) وفيه أن إعجاب الطيبات ومحبتها لا ينافي الزهادة في الدنيا. (ابن السني (¬3) وأبو نعيم) في الطب عن أبي هريرة رمز المصنف لضعفه فيما قوبل على خطه، وقال الشارح: لحسنه. 7081 - "كان يعجبه الحلو البارد". ابن عساكر عن عائشة (ض) ". (كان يعجبه الحلو البارد) في الشراب أو فيه وفي غيره. (ابن عساكر (¬4) عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 394)، وأبو داود (1524)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4584). (¬2) أخرجه أبو داود (3781)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4981). (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (640)، وفي الطب (ق 70/ أ)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4578). (¬4) أخرجه الترمذي (1895)، وأحمد (6/ 38)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 285 مختصرة) وصححه الألباني في صحيح الجامع (4980)، والصحيحة (2134).

عائشة) رمز المصنف لضعفه. 7082 - "كان يعجبه الريح الطيبة". (د ك) عن عائشة (صح) ". (كان يعجبه الريح الطيبة) من كل شيء فإنه لشرافة نفسه لا يحب إلا ما شرف ولا يعجبه إلا ما يستلذ. (د ك) (¬1) عن عائشة رمز المصنف لصحته. 7083 - "كان يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطيرة". (هـ) عن أبي هريرة (ك) عن عائشة (صح) ". (كان يعجبه الفأل الحسن) الكلمة الحسنة يسمعها (ويكره الطيرة) أي يكره من يعتقدها ويقول بها كما سلف. (هـ) عن أبي هريرة (ك) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 7084 - "كان يعجبه أن يلقى العدو عند زوال الشمس". (طب) عن ابن أوفى". (كان يعجبه أن يلقى العدو) في الحرب (عند زوال الشمس) لأنه وقت تفتح فيه أبواب السماء وينظر الله تبارك وتعالى فيه بالرحمة إلى خلقه كما تقدم ولذا كان يحافظ على الأربع الركعات في ذلك الوقت وفيه أيضا تفاؤل لزوال العدو وهلاكه. (طب) (¬3) عن ابن أبي أوفى) سكت المصنف عليه فيما قوبل على خطه، وقال الشارح إنه رمز لحسنه. 7085 - "كان يعجبه النظر إلى الأترج، وكان يعجبه النظر إلى الحمام ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4074)، والحاكم (4/ 209)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4983)، والصحيحة (2136). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3536) عن أبي هريرة، والحاكم (1/ 86) عن عائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4985). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (5/ 587)، وقال الهيثمي: عن طريق إسماعيل بن عياش عن موسى بن عقبة وهي ضعيفة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4987).

الأحمر". (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي كبشة (ض)، ابن السني وأبو نعيم عن علي، أبو نعيم عن عائشة". (كان يعجبه النظر إلى الأترج) كأن المراد إلى ثمره ويحتمل إلى شجره. (وكان يعجبه النظر إلى الحمام) بالتخفيف. (الأحمر) قال أبو موسى: قال هلال بن العلاء: هو التفاح، قال وهذا التفسير لم أره لغيره وقد تبعه على هذا التفسير ابن الأثير (¬1). (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي كبشة) رواه عنه أبو سفيان الأنماري رمز المصنف لضعفه قال ابن حبان: أبو سفيان يروي الطامات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد وقال الهيثمي: فيه أبو سفيان الأنماري ضعيف، (ابن السني وأبو نعيم عن علي) من رواية عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن آبائه وعنه ولده أحمد قال الدارقطني: متروك الحديث، وقال ابن حبان: له عن آبائه أشياء موضوعة ثم ساق له هذا الحديث وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، (أبو نعيم (¬2) عن عائشة). 7086 - "كان يعجبه النظر إلى الخضرة، والماء الجاري". ابن السني وأبو نعيم عن ابن عباس". (كان يعجبه النظر إلى الخضرة) من الألوان كخضرة الرياض وخضرة النبات، وخصه الشارح بالأول والعموم أقرب وإن كان قرينة بالماء الجاري يؤيد الأول وإنما أعجبه ذلك لما فيه من الأفراح ولأن نبات أهل الجنة في الجنة خضر ومن ثمة كره اللون الأحمر لأنه من لون أهل النار (والماء الجاري) لما فيه ¬

_ (¬1) انظر: النهاية (1/ 446). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 339) (850)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (563) وفي الطب (ق 19/ ب) عن أبي كبشة، وابن السني (562)، وابن حبان في المجروحين (2/ 122)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 222) عن علي، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 67)، والموضوعات (3/ 9)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4580)، والضعيفة (1393): موضوع.

أيضا من تقوية النظر والأفراح (ابن السني وأبو نعيم (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه القاسم بن مطيب (¬2) ضعفوه قال ابن حبان: كان يخطئ على قلة روايته وقال العراقي: إسناده ضعيف. 7087 - "كان يعجبه الإناء المنطبق". مسدد عن أبي جعفر مرسلاً". (كان يعجبه الإناء المنطبق) الذي له غطاء ينطبق عليه وذلك لأنه قد أمر - صلى الله عليه وسلم - بتغطية الآنية بالليل فالذي له غطاء يعين على ذلك (مسدد (¬3) عن أبي جعفر مرسلاً). 7088 - "كان يعجبه العراجين أن يمسكها بيده". (ك) عن أبي سعيد (صح). (كان يعجبه العراجين) جمع عرجون تقدم (أن يمسكها بيده) لأنه كان ينتفع بها فإنه حت بها نخامة وجدها بالمسجد (ك) (¬4) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 7089 - "كان يعجبه أن يتوضأ من مخضب من صفر". ابن سعد عن زينب بنت جحش". (كان يعجبه أن يتوضأ من مخضب) بكسر الميم فسكون المعجمة الأولى وفتح المعجمة الثانية، قال ابن حجر (¬5): المشهور أنه الإناء الذي يغسل فيه الثيات من أي جنس كان، وقد يطلق على الإناء الصغير صغر أو كبر (من صفر) نحاس وقيل نوع جيده وفيه رد على من كره الوضوء في النحاس وأنه لا بأس ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (564)، وفي الطب النبوي (ق 12/ ب)، وأبو نعيم في الطب (135)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4581). (¬2) انظر ضعفاء ابن الجوزي (3/ 16)، والمجروحين (2/ 213). (¬3) أخرجه مسدد كما في الكنز (18220)، وانظر فيض القدير (5/ 232)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4575). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 387)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4984). (¬5) فتح الباري (1/ 301).

بالوضوء فيه بل يحسن ذلك كما يرشد إليه: يعجبه. (ابن سعد (¬1) عن زينب بنت جحش). 7090 - "كان يعد الآي في الصلاة". (طب) عن ابن عمرو (ض) ". (كان يعد الآي [3/ 372] جمع آية من آيات القرآن. (في الصلاة) الظاهر أن المراد عد الآيات التي يقرؤها بعد الفاتحة بأصابعه إما لخوف النسيان حيث يريد قراءة عدة معينة أو لتنال الأصابع أجر العبادة. (طب) (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه. 7091 - "كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل" ابن سعد عن إبراهيم مرسلاً". (كان يعرف) يدرك (بريح الطيب إذا أقبل) كأن ريح الطيب ذاتي له وإن لم يمس طيبا وكان إذا سلك طريقا عرف بطيبه أنه سلكها، وأما حديث "إنه خلق الورد من عرقه" فقال ابن حجر: إنه كذب. (ابن سعد (¬3) عن إبراهيم مرسلاً). 7092 - "كان يعقد التسبيح". (ت ن ك) عن ابن عمرو (صح) ". (كان يعقد التسبيح) يعده بعقد أصابعه ليعرف قدر العدد الذي شرع نحو التسبيح والتحميد والتكبير عقيب الصلوات فإنه عدد معين لا يتجاوز أو مطلق الذكر لتحوز أنامله أجر العبادة فقد أخرج الترمذي عن بعض الصحابيات قالت: قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات" (¬4) الحديث، قال الترمذي: هذا حديث ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 369)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4582)، والضعيفة (4279). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 253) (3186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4586). (¬3) أخرجه ابن سعد (1/ 399)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4988)، وحسنه في الصحيحة (2137). (¬4) أخرجه الترمذي (3583).

غريب (ت ن ك) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته. 7093 - "كان يعلمهم من الحمى والأوجاع كلها أن يقولوا: باسم الله الكبير، وأعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعَّار، ومن شر حر النار". (حم ت ك) عن ابن عباس (صح) ". (كان يعلمهم) أي أصحابه وإن لم يتقدم لهم ذكر لكن القرينة منادية بذلك (من الحمى) أي لأجل إذهابها ومثله، فمن تعليلية وفي الكلام مضاف مقدر. (من الأوجاع كلها أن يقولوا: باسم الله الكبير، وأعوذ بالله العظيم) خص هنا من صفاته تعالى الكبير والعظيم لأن الألم يضعف البدن والقلب بقوة سلطان الألم والألم يدفع بضده فتذكر هاتين الصفتين يقوي القلب ويضعف سلطان الألم. (من شر كل عرق نعَّار) بالنون فمهملة مشددة آخره راء من نعر العرق بالدم إذا ارتفع وعلا وخرج نعار ونعور إذا صوت دمه عند خروجه، ولما كانت الحمى من فيح جهنم وكان حظ المؤمن من النار أردف ذلك بقوله: (ومن شر حر النار) كالإشارة إلى أن هذا هو أصل الألم والإعلام بأنه أشد الآلام وأنها تقرن الاستعاذة منه عند الاستعاذة من آلام الدنيا. (حم ت ك) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وهكذا نسخ الجامع، وقال الشارح بعد عزوه لابن ماجه: ما لفظه ظاهر صنيعه أنه لم يخرجه من الستة غيره والأمر بخلافه فقد خرجه الترمذي وقال: غريب انتهى، وهذا شرح على شيء غلط فإن نسخ الجامع كلها ليس فيها هنا رمز ابن ماجه بل رمز الترمذي من الستة. 7094 - "كان يعمل في بيته عمل البيت، وأكثر ما يعمل الخياطة". ابن سعد ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1502)، والترمذي (3411)، والنسائي (3/ 79)، والحاكم (1/ 547)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4989). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 300)، والترمذي (2075)، وابن ماجة (3526)، والحاكم (4/ 414)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4587).

عن عائشة". (كان يعمل) في بيته (عمل البيت) يقم منزله ويحلب شاته ويخرز نعله. (وأكثر ما يعمل الخياطة) لثيابه وثياب أهله. (ابن سعد (¬1) عن عائشة). 7095 - "كان يعود المريض وهو معتكف". (د) عن عائشة (ح) ". (كان يعود المريض وهو معتكف) تمامه عند أبي داود مخرجه فيمر كما هو لا يعرج يسئل عنه فالمعتكف إذا مر بالمريض سائلاً عنه غير معرج عنده لم يضر باعتكافه بل تتم له فضيلة الاعتكاف والعيادة. (د) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وفيه ليث بن أبي سليم قال الذهبي: قال أحمد: مضطرب الحديث، لكن حدث عنه الناس وقال أبو حاتم: وأبو زرعة لا يشتغل به هو مضطرب وفي التقريب (¬3) صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك. 7096 - "كان يعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه". (ت ك) عن أنس (صح) ". (كان يعيد الكلمة) يحتمل المفردة ويحتمل الجملة يكررها على السامعين (ثلاثا لتعقل عنه) أي احفظوها عنه ويعقلوا معناها، قيل الأولى للاستماع والثانية للوعي والثالثة للمفكرة أو الأولى إسماع والثانية تنبيه والثالثة أمر، والظاهر أن هذا لم يكن يفعله دائما بل في بعض الأحيان فقد كان يخطب خطبه على المنبر ولا يكرر كلماتها كذلك، أو المراد كلمات القرآن إذا أخذها عنه أحد لأنه لا يتم حفظها إلا بذلك أقل الأحوال. (ت ك) (¬4) عن أنس رمز المصنف لصحته. 7097 - "كان يغتسل بالصاع، ويتوضأ بالمد". (ق د) عن أنس " (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 366)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4588)، والضعيفة (4282). (¬2) أخرجه أبو داود (2472)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4589). (¬3) انظر التقريب (5685). (¬4) أخرجه الترمذي (7716)، والحاكم (4/ 304)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4990).

(كان يغتسل بالصاع) أي يملأ به ماء وهو مكيال يسع خمسة أرطال وثلثا رطل برطل بغداد عند الحجازيين وثمانية عند العراقيين وقد يزيد عليه وقد ينقص كما في مسلم فليس ذلك بتحديد لا يتجاوز (ويتوضأ بالمد) وهو رطل وثلث وهو ملء راحتي الإنسان المتوسط وهو ربع الصاع قيل وقد اتفقوا على أن المقدار المجزئ [3/ 373] في الوضوء والغسل غير مقدر إلا أن الأولى الاتباع وعدم الابتداع فإنه يفتح باب الوسوسة في الطهارة المذمومة. (ق د) (¬1) عن أنس أخرجاه في الغسل. 7098 - "كان يغتسل هو والمرأة من نسائه من إناء واحد". (حم خ) عن أنس" (صح). (كان يغتسل هو والمرأة) عطف على فاعل يغتسل مستتر ولذا أكد: (من نسائه) أزواجه أو إمائه والمراد الغسل من الجنابة كما صرح به في مسلم. (من إناء واحد) بين في رواية البخاري أنه قدح يقال له الفرق بفتح الراء وفي رواية مسلم أنه إناء يسع ثلاثة أمداد، واستشكل ذلك وجمع بينهما بأن المراد أنه يتفرد كل واحد من المغتسلين بثلاثة أمداد أو أنه أريد بالمد الصاع، وفيه جواز نظر الرجل إلى عورة امرأته والعكس وجواز تطهر المرأة والرجل من إناء واحد في حالة واحدة من جنابة وغيرها وجواز تطهر الرجل بفضل المرأة وقد صرح به في رواية الطحاوي: "يغترف قبلها وتغترف قبله" (¬2). (حم خ) (¬3) عن أنس) ورواه مسلم بلفظ آخر "وفيه من الجنابة". 7099 - "كان يغتسل يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم النحر، ويوم عرفة". (حم هـ طب) عن الفاكه بن سعد (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (201)، ومسلم (325)، وأبو داود (95). (¬2) شرح معاني الآثار (1/ 26). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 130)، والبخاري (264)، ومسلم (324).

(كان يغتسل) لا لجنابة بل لأجل النوم ولو لم يكن جنباً (يوم الجمعة) لصلاتها كما سلف غير مرة. (ويوم الفطر، ويوم النحر) وإن لم يصل بالغسل (ويوم عرفة) وذلك لشرف هذه الأيام وكونها أياما يغفر الله فيها الذنوب ويغسل الأبدان عن أدرانها بمياه غفرانه ناسب غسل الأبدان غسلاً حسيا فيندب الغسل هذه الأيام. (حم هـ طب) (¬1) عن الفاكه (¬2) اسم فاعل من فكه (ابن سعد) له صحبة رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف وأفاد ابن حجر أيضا أن ابن ماجه لم يذكر في متنه لفظ الجمعة. 7100 - "كان يغسل مقعدته ثلاثا". (هـ) عن عائشة" (ض). (كان يغسل مقعدته) دبره قيل: له نحو من ثلاثين اسماً يغسلها (ثلاثاً) كأن المراد بعد إنقائها بالأحجار أو بالغسل إذ الثلاث لا تنقيها إن كان ذلك للاستنجاء، وقيل إنه كان يفعله لغيره تنظيفا وإزالة للعرق، قال ابن عمر: فعلناه فوجدناه طهورا ودواء. (هـ) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال مغلطاي: ورواه الطبراني في الأوسط بسند أصح من هذا. 7101 - "كان يغير الاسم القبيح". (ت) عن عائشة (ح) ". (كان يغير) من التغيير التبديل. (الاسم القبيح) لفظه إلى لفظ حسن فغير من قال اسمه حرب إلى سلم ونحوه من أسماء عدة وقد يغير الاسم لا لقبحه بل لكونه تزكية مثل تغييره برة إلى زينب ونحوه وفيه ندب ذلك في الأسماء من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 78)، وابن ماجة (1315)، والطبراني في الكبير (18/ 320) (828)، وانظر الدراية (1/ 50)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4590). (¬2) انظر الإصابة (5/ 351). (¬3) أخرجه ابن ماجة (356)، وأحمد (6/ 210)، والطبراني في الأوسط (7855)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4993)، وقال في الضعيفة (4283): ضعيف جداً.

آدمي أو غيره وذلك أنه يؤخذ الفأل الحسن من الاسم ليحسن كما قيل (¬1): اعتبر الأرض بأسمائها ... واعتبروا الصاحب بالصاحب (ت) (¬2) عن عائشة رمز المصنف لحسنه. 7102 - "كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء". (حم د ت) عن أنس (ح) ". (كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي) كما سلف وكان يفعل ذلك وتراً. (فإن لم يكن يوجد رطبات فتمرات فإن لم يكن) يوجد (تمرات حسا حسوات من ماء) فهو سنته وهديه تقديم الإفطار على المغرب والرطب على التمر والماء وقد تقدم وجه الحكمة في ذلك غير مرة. (حم د ت) (¬3) عن أنس رمز المصنف لحسنه. 7103 - "كان يفلي ثوبه، ويحلب شاته ويخدم نفسه". (حل) عن عائشة" (ض). (كان يفلي) من فلى مخففاً (ثوبه) يتتبع ما فيه من هوام البدن، والقول بأنه لم يكن القمل يؤذيه ولا الذباب يعلوه لا يعارضه إذ قد تعلق به القمل من مخالطة غيره أو يكون في بدنه ولا يؤذيه. (ويحلب شاته) وتقدم يعتقل. (ويخدم نفسه) هذا الحديث تفسير لحديث: "يعمل عمل البيت" (حل) (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة إلى عبد الغني النابلسي (ت 1143). (¬2) أخرجه الترمذي (2839)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4994)، والصحيحة (207). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 164)، وأبو داود (2356)، والترمذي (696)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4995). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 331)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4996)، والصحيحة (671).

7104 - "كان يقبل الهدية، ويثيب عليها". (حم خ د ت) عن عائشة" (صح). (كان يقبل الهدية) إذ قبولها من أخلاق الكرام، وأما رده لهدية الصعب بن جثامة من الحمار الوحشي الذي صاده فقد أبان - صلى الله عليه وسلم - وجه رده بأنه لأنه حرم لا يحل له صيد البر (ويثيب عليها) يكافئ ويجازي وقبول الهدية مندوب وأوجب بعض المالكية الإثابة عليها وهو الوجه ممن يعرف أنه لم يرد إلا الإثابة (حم خ د ت) (¬1) عن عائشة) وتقدم أحاديث في ذلك. 7105 - "كان يقبل بوجهه وحديثه على شر القوم يتألفه بذلك" (طب) عن عمرو بن العاص (ض) ". (كان يقبل بوجهه وحديثه) إقبال بشاشة وإظهار وداد. (على شر القوم) وإن كان الإقبال بالوجه والحديث لا يخش إلا بمن فقدت شريته لكن يفعل ذلك مع الشر. (يتألفه بذلك) فهي [3/ 374] استئنافية بيانية وتمام الحديث عند مخرجه من حديث عمرو "وكان يقبل بوجهه وحديثه علي حتى ظننت أني خير القوم فقلت: يا رسول الله أنا خير أم أبو بكر؟ قال: أبو بكر، قلت: أنا خير أم عمر؟ قال: عمر، قلت أنا خير أم عثمان؟ قال: عثمان، فلما سألت صدعني فوددت أني لم أكن سألته". (طب) (¬2) عن عمرو بن العاص) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي إسناده حسن، وقد أخرجه الترمذي بلفظه عن عمرو أيضاً". 7106 - "كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ". (حم د ن) عن عائشة (ح) ". (كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ) ففيه أن اللمس لا ينقض الوضوء، وأن الملامسة في الآية مراد بها الجماع، وأجاب من جعله ناقضا بأنه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 90)، والبخاري (2585)، وأبو داود (3536)، والترمذي (1953). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (9/ 15)، وأخرجه الترمذي في الشمائل (270)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4592)، والضعيفة (1461).

خص به - صلى الله عليه وسلم - أو منسوخ، ورد بأن الأصل عدم الأمرين فالدليل على مدعيهما، وقال عبد الحق: لا أعلم للحديث علة بوجوب ترك الاحتجاج به (¬1) (حم د ن) (¬2) عن عائشة رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر في تخريج الرافعي: سنده جيد قوي. قلت: في هامش الجامع المقابل على خط المصنف ما لفظه: حاجب بن سليمان المنبجي بنون فموحدة تحتية فجيم شيخ النسائي وثقه النسائي، وقال الدراقطني: كان يحدث من حفظه ولم يكن له كتاب، وهم في حديثه عن وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة "قبّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض نسائه ثم صلى ولم يتوضأ" والصواب عن وكيع بهذا الإسناد" أنه كان يقبل وهو صائم" انتهى، وفي التقريب (¬3) أنه صدوق يهم. 7107 - "كان يقبل وهو صائم" (حم ق 4) عن عائشة" (صح). (كان يقبّل نساءه) المراد بعض نسائه إذ من التعبد تقييد الكل اللهم إلا على التوريع (وهو صائم) ففيه أنه لا بأس بالقبلة للصائم وذهبت الظاهرية إلى أن القبلة للصائم سنة من السنن وقربة من القرب اقتداء به - صلى الله عليه وسلم -، وكرهه آخرون وقالوا إنه كان - صلى الله عليه وسلم - يملك إربه، فأبيحت له من غير كراهة بخلاف غيره، والجمهور أنها تكره إن حركت شهوته، وتباح لغيره (حم ق 4) (¬4) عن عائشة ولفظ الشيخين "كان يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملكهم لإربه". ¬

_ (¬1) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 381). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 281)، وأبو داود (2382)، والنسائي (/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4997)، والصحيحة (1000). (¬3) انظر التقريب (1004)، والكاشف (840). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 40)، والبخاري (1928)، ومسلم (1106)، وأبو داود (2382)، والترمذي (729)، والنسائي (2/ 208)، وابن ماجة (1685).

7108 - "كان يقبل وهو محرم". (خط) عن عائشة". (كان يقبل وهو محرم) بحج أو عمرة قيل: وما كان يفعل ذلك إلا لغير شهوة لا لشهوة فإنه حرام (خط) (¬1) عن عائشة). 7109 - "كان يقسم بين نسائه فيعدل وهو يقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك" (حم 4 ك) عن عائشة (صح) ". (كان يقسم بين نسائه) في المبيت ونحوه (فيعدل) لا يفضل إحداهن، وإن كانت إليه أحب من الأخرى حتى كان يطاف به في ثوبه وهو مريض يقسم بينهن كما أخرجه ابن سعد عن علي (وهو يقول: اللهم هذا قسمي) بفتح القاف. (فيما أملك) القسمة فيه (فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) من إلقاء الحب لإحداهن أكثر من غيرها، قال القاضي: يريد ميل النفس وزيادة المحبة لواحدة منهن فإنه بحكم الطبع ومقتضى الشهوة لا باختياره وقصده، وقال ابن جرير: فيه أن من له نسوة فلا حرج عليه في إيثار بعضهن على بعض في المحبة إذا سوى بينهن في القسمة والحقوق الواجبة إن قيل كيف سأل الله ألا يلومه فيما لا يملكه وعدل الله قاض بذلك، قلت: مبالغة في إظهار العبودية (¬2) (حم 4 ك) (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، قال النسائي: وروى مرسلاً قال الترمذي: وهو أصح. 7110 - "كان يقصر في السفر ويتم ويفطر ويصوم" (قط هق) عن عائشة (ح) ". (كان يقصر في السفر) الرباعية إلى اثنتين (ويتم) أحيانًا فدل على أن القصر ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 171)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4591)، والضعيفة (4284). (¬2) بياض بالأصل بمقدار نصف سطر. (¬3) أخرجه أحمد (6/ 144)، وأبو داود (2134)، والترمذي (1145)، والنسائي (7/ 63)، وابن ماجة (1971)، والحاكم (2/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4593).

رخصة (ويفطر ويصوم) فدل على أن الإفطار رخصة أيضاً وحديث "ليس من البر الصيام في السفر" محمول على من يضعفه ذلك (قط هق) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وقال الدارقطني: إسناده صحيح، وأقره ابن الجوزي وارتضاه الذهبي، وقال البيهقي: في السنن إن له شواهد ثم عد جملة، وقال ابن حجر: رجاله ثقات، قال الشارح بعد سرد هذا: فقول ابن تيمية (¬2): إنه كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجازفة عظيمة وتعصب مفرط. قلت: قد نقل ابن القيم في الهدي كلام ابن تيمية [1/ 375] على الحديث وأنه قال أنه كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر أنه يروى "كان يقصر" بالمثناة التحتية أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتتم بالمثناة الفوقية أي عائشة ومثله تصوم ويفطر إخبارًا أنها كانت تأخذ بالعزيمة والمصطفى - صلى الله عليه وسلم - بالرخصة ثم قال ابن القيم (¬3): قال شيخنا ابن تيمية: هذا باطل ما كانت أم المؤمنين لتخالف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجميع أصحابه فتصلي خلاف صلواتهم كيف والصحيح عنها أن الله فرض ركعتين ركعتين فلما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر فكيف يظن بها مع ذلك أن تصلي خلاف صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ثم قال ابن القيم: إنه قد ثبت عنها أنها أتمت بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - وتأولت وذكر تأويلها بما يطول من أحبه فليطالعه. 7111 - "كان يقطع قراءته آية آية "الحمد لله رب العالمين" ثم يقف "الرحمن الرحيم" ثم يقف". (ت ك) عن أم سلمة" (صح). (كان يقطع قراءته) في صلاته وغيرها (آية آية) بيان التقطيع وزاده بيانا بقوله. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 189)، والبيهقي في السنن (3/ 141)، وانظر تلخيص الحبير (2/ 44)، والدارية (1/ 214)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4594). (¬2) الفتاوى الكبرى (2/ 128). (¬3) زاد المعاد (1/ 424).

("الحمد لله رب العالمين" ثم يقف "الرحمن الرحيم" ثم يقف") فذهب البيهقي وغيره في أن الأفضل الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلقت لما بعدها ومنعه بعض القراء إلا عند الانتهاء قال ابن القيم (¬1) رحمه الله: سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولى بالاتباع ومثله قال البيهقي (ت ك) (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الترمذي حسن غريب ليس إسناده بمتصل. 7112 - "كان يقلس له يوم الفطر". (حم هـ) عن قيس بن سعد (ض) ". (كان يقلس) بالقاف والمهملة مبني للمجهول وهو اللعب بالسيوف أو الضرب بالدفوف (له) أي بلغت لأجله. (يوم الفطر) وفي رواية: أنه كان يحول وجهه ويستحي ويغطي بثوب وفيه إباحة ذلك في الأعياد. (حم هـ) (¬3) عن قيس بن سعد) رمز المصنف لضعفه. 7113 - "كان يقلم أظفاره ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يروح إلى الصلاة" (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (كان يقلم أظفاره) من يديه ورجليه (ويقص شاربه) محفياً له كما سلف (يوم الجمعة) ظاهره كل جمعة وأنه حد لذلك (قبل أن يروح في الصلاة) تجميلاً لهيئته وتحسيناً لذاته إلا أنه قد عارضه حديث البيهقي عن ابن عباس مرفوعاً "المؤمن يوم الجمعة كهيئة المحرم لا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى ¬

_ (¬1) زاد المعاد (3/ 189). (¬2) أخرجه أبو داود (4001)، الترمذي (2923)، وأحمد (6/ 302)، والحاكم (2/ 252)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5000). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 422)، وابن ماجة (1302)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4595)، والضعيفة (4285).

تنقضي الصلاة" (¬1)، وخبره عن ابن عمر "المسلم يوم الجمعة محرم فإذا صلى فقد حل" (¬2) وأجيب بضعف الخبرين وضعف هذا أيضا فهي لا تفتقر إلى التأويل وأما حديث أبي هريرة في مسند الفردوس "من أراد أن يأمن الفقر وشكاية العين والبرص فليقلم أظفاره يوم الخميس بعد العصر وليبدأ بخنصر يده اليمنى" (¬3) فضعيف أيضا، قال الحافظ ابن حجر (¬4): المعتمد أنه يسن متى احتاج إليه ولم يثبت في القص على يوم الخميس حديث ولا في كيفية ولا في تعيين يوم وما عزي إلى علي من النظم باطل. (هب) (¬5) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه البيهقي عقيبه: قال الإمام أحمد: في هذا الحديث من يجهل، وقال ابن القطان (¬6): فيه إبراهيم بن قدامة الجمحي لا يعرف البتة، وفي الميزان: هذا خبر منكر. 7114 - "كان يقول لأحدهم عند المعاتبة: ما له ترب جبينه" (حم خ) عن أنس (صح) ". (كان يقول لأحدهم) المخاطبين (عند المعاتبة) وفي رواية: المعتبة قال الخليل: العتاب مخاطبة إدلال ومذاكرة الموجب. (ما له ترب جبينه) يحتمل أن المراد جر لوجهه فأصاب التراب جبينه ويحتمل أنه دعاء له بالعبادة والأقرب ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 244). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 244). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (5865). (¬4) انظر: فتح الباري (10/ 346). (¬5) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 244)، وانظر شرح الزرقاني (4/ 358)، والتلخيص الحبير (2/ 69)، والميزان (1/ 178)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4596)، والضعيفة (1112). (¬6) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 181).

الأول وهذا من كرم أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - (حم خ) (¬1) عن أنس). 7115 - "كان يقوم إذا سمع الصارخ": (حم ق ت ن) عن عائشة (صح) ". (كان يقوم) يهب من نومه. (إذا سمع الصارخ) الديك أي وقت سماعه فإذا لمجرد الظرفية قال ابن ناصر وأول ما يصرخ نصف الليل غالبا، وقال ابن بطال: ثلثه وهذا الوقت هو أفضل أوقات الليل وقت التنزل الإلهي وكان هذا أحد عاداته أو غالبها وله عادات أخر. (حم ق د ن) (¬2) عن عائشة). 7116 - "كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه" (ق ت ن هـ) عن المغيرة (صح) ". (كان يقوم من الليل) أي يتهجد قائماً (حتى تتفطر قدماه) تنشق من طول القيام وفي الترمذي في رواية: "فقيل له لم تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ [3/ 376] قال: "أفلا أكون عبداً شكوراً" فأخبر أن عبادته شكر لمولاه على غفرانه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. (ق ت ن هـ) (¬3) عن المغيرة. 7117 - "كان يكبر بين أضعاف الخطبة يكثر التكبير في خطبة العيدين" (هـ ك) عن سعد القرظي (صح) ". (كان يكبر) يقول الله أكبر. (بين أضعاف الخطبة) تضاعيفها ظاهره كل خطبة وقوله. (يكثر التكبير في خطبة العيدين) استئناف للإعلام بأنه يفعل ذلك فيهما أكثر من غيرهما ويحتمل أن قوله: يكبر التكبير إلى آخره بيان لقوله كان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 126)، والبخاري (6031). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 147، 203)، والبخاري (6461)، ومسلم (741)، والترمذي (459)، والنسائي (3/ 208)، وابن ماجة (474). (¬3) أخرجه البخاري (4836، 4837)، ومسلم (2819)، والترمذي (412)، والنسائي (1/ 418)، (6/ 462)، وابن ماجة (1419).

يكبر والمراد بالخطبة خطبة العيدين وهو الأقرب لأنه المنقول عنه في غير هذا، وقوله بين تضاعيف قد يؤخذ منه أنه لا يفتتحهما بالتكبير كما يفعله الناس هذه الأزمنة وقد قال ابن القيم (¬1): إنه - صلى الله عليه وسلم - لم يفتتح خطبته إلا بالتحميد في عيد وغيره. (هـ ك) (¬2) ابن سعد القرظ) رمز المصنف لصحته. 7118 - "كان يكبر يوم عرفة من صلاة الغداة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق" (هق) عن جابر (ح) ". (كان يكبر يوم عرفه من صلاة الغداة) يحتمل بعد الصلاة فقط وعليه عمل الأكثر. (إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق) ويحتمل أن المراد أنه يكثر ذلك في هذه الأيام في غالب الساعات لا يخص به عقب الصلوات والتكبير إذا أطلق فالمفهوم منه: الله أكبر الله أكبر والتكرير مفاد لصيغة فعل، قيل: والحكمة في تخصيص هذه الأيام بالتكبير أن العيد وأيامه محل فرح وسرور وطمع النفس يجاوز الحد لما جبلت عليه من الشره تارة غفلة وتارة لعبا شرع لها التكبير ليذهب غفلتها ويكسر سورتها، (هق) (¬3) عن جابر) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال ابن حجر: فيه اضطراب وضعف وروي موقوفا على علي وهو صحيح. 7119 - "كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلي" (ك هق) عن ابن عمر (صح) ". (كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته) رافعاً به صوته. (حتى يأتي المصلي) وهو مبين لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185]، قال الحاكم: هذه سنة تداولتها العلماء وصحت بها ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 425). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1287)، والحاكم (3/ 703)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4597). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 315)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 87)، وفتح الباري (2/ 462)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4598): ضعيف جدًا.

الرواية وذهب الحنفية إلى أنه لا يندب الجهر بالتكبير وما في الآية مراد به حال الصلاة. (ك هق) (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته إلا أن فيه موسى بن محمد عن البلقاوي عن الوليد بن محمد قال البيهقي: الوليد ضعيف لا يحتج به، وموسى منكر الحديث، وقال الذهبي في التلخيص: هما متروكان، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: هذا حديث منكر، وقال ابن حجر: الوليد وموسى كذبهما غير واحد لكن موسى أوهى، وقال عبد الحق: موسى بن محمد بن عطاء البلقاوي الدمياطي كذاب (¬2). 7120 - "كان يكتحل بالإثمد وهو صائم" (طب هق) عن أبي رافع (ض) ". (كان يكتحل بالإثمد) الكحل الأسود المعروف. (وهو صائم) ففيه أنه لا يفطر الصائم وإن وصل إلى الجوف وهو مذهب الشافعي وقال ابن العربي: العين غير نافذة إلى الجوف بخلاف الأذن ذكره الأطباء وقال مالك وأحمد: يكره فإن وجد طعمه بالحلق أفطر لعدم صحة الحديث. (طب هق) (¬3) عن أبي رافع) (¬4) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه محمد بن عبد الله بن أبي رافع رواه عنه حبان بن علي قال البيهقي محمد غير قوي قال الذهبي وكذا حبان، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: حديث منكر، وقال في محمد: منكر الحديث ومثله قال البخاري: وقال الهيثمي في محمد وأبيه كلام كثير وأورده في الميزان في ترجمة ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 437)، والبيهقي في السنن (3/ 279)، وانظر نصب الراية (2/ 209)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5004). (¬2) انظر الميزان (6/ 559) وبيان الوهم والإيهام (2/ 57). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 317)، والبيهقي في السنن (4/ 262)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 190)، والدراية (1/ 281)، والميزان (6/ 247)، ونصب الراية (2/ 457)، وفتح الباري (10/ 157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4599)، والضعيفة (1541). (¬4) جاء في الأصل (عن رافع). والصواب ما أثبتناه.

محمد ونقل تضعيفه عن جمع، وقال في الفتح: في سنده مقال وفي تخريج الهداية: سنده ضعيف. 7121 - "كان يكتحل كل ليلة ويحتجم كل شهر ويشرب الدواء كل سنة" (عد) عن عائشة (ض) ". (كان يكتحل كل ليلة) وخص الليل لأن عند النوم يلتقي الجفنان وتسكن حرارة العين ويتمكن الكحل من السراية في تجاويف العين وطبقاتها ويظهر تأثيره في المراد من الانتفاع (ويحتجم كل شهر) كأن المراد مع الحاجة إليه لا أنه لازم. (ويشرب الدواء) المسهل وكان يشرب السناء (كل سنة) لأنه أقل أحوال زيادة الأخلاط (عد) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه قال العراقي: فيه سيف بن محمد (¬2) كذبه أحمد وابن معين. 7122 - "كان يكثر القناع" (ت) في الشمائل (هب) عن أنس (ح) ". (كان يكثر القناع) اتخاذ القناع وهو بكسر القاف والمراد هنا تغطية الرأس وأكثر الوجه بردا أو لغيره لنحو برد أو حر (ت) في الشمائل (هب) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 7123 - "كان يكثر القناع ويكثر دهن الرأس ويسرح لحيته" (هب) عن سهل بن سعد". (كان [3/ 377] يكثر القناع ويكثر دهن رأسه) قال ابن القيم (¬4): الدهن يسد ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 434)، والرافعي في التدوين (1/ 277)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4600)، والضعيفة (4286): موضوع. (¬2) انظر المغني (1/ 292). (¬3) أخرجه الترمذي في الشمائل (32، 121)، والبيهقي في الشعب (6464)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4601). (¬4) زاد المعاد (4/ 282).

مسام البدن ويمنع ما تخلل منه والدهن في البلاد الحارة كالحجاز من أعظم أسباب حفظ الصحة وصلاح البدن وهو كالضروري لهم (ويسرح لحيته) بالمشط وقد زاد البيهقي لفظ "بالماء" وقد أخرج أبو داود حديث النهي عن التسريح كل يوم فالإكثار قد يصدق على الشيء الذي يفعل بحسب الحاجة قاله الزين العراقي، قلت: يسرح معطوف على يكثر فليس بمدلول للكثرة فلا يحتاج إلى توجيه الجمع بينه وبين حديث أبي داود إذ لا تعارض (هب) (¬1) عن سهل بن سعد) قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. 7124 - "كان يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضي له حاجته" (ن ك) عن ابن أبي أوفى (ك) عن أبي سعيد (صح) ". (كان يكثر الذكر) لله تعالى بكل أنواعه (ويقل اللغو) القلة هنا بمعنى العدم أي لا يلغو أصلا إن أريد به باطل الكلام ويجوز أن يراد به الهزل والدعابة فالقلة على بابها (ويطيل الصلاة) قد وصف صلاته ابن القيم في "كتاب الصلاة" حتى كأنها مشاهدة وقد ألف فيها الناس إلا أنه أحسنهم جمعاً (ويقصر الخطبة) فإن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه فاعل ذلك وهو - صلى الله عليه وسلم - أفقه الخلق (وكان لا يأنف) من الأنفة (ولا يستكبر) كالعطف التفسير ليأنف. (أن يمشي مع الأرملة) أخرج البخاري: "أن الأمة كانت تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت" (¬2). (والمسكين والعبد حتى يقضي له) لمن مشى معه. (حاجته) أخرج مسلم والترمذي عن أنس أنها جاءت إليه - صلى الله عليه وسلم - امرأة فقالت: إن لي إليك حاجة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6465)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4602)، والضعيفة (2356). (¬2) أخرجه البخاري (6072).

فقال: اجلسي في أي طرق المدينة شئت أجلس إليك حتى أقضي حاجتك" (¬1) وفيه تواضعه - صلى الله عليه وسلم - وقربه من الناس (ن ك) عن ابن أبي أوفى (ك) (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي ورواه الترمذي في العلل عن ابن أبي أوفى وذكر أنه سأل عنه البخاري فقال: هو حديث تفرد به الحسن بن واقد. 7125 - "كان يكره نكاح السر حتى يضرب بدف" (عم) عن أبي حسن المازني (ح) ". (كان يكره نكاح السر) في المصباح: السر ما يكتم (حتى يضرب عليه بدف) ليشتهر ويعرف أمره، وفيه ندب الدف للنكاح لأن كراهة خلافه تقتضي محبته ولا يحب إلا مأجورًا عليه من واجب أو مندوب كما قاله ابن القيم وابن عبد السلام (¬3) أن محبة الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - لشيء، دليل على مشروعيته التى هي أعم من الإيجاب والندب فيرجع إلى القرائن في المقامات ويأتي عن ابن القيم (¬4) أن كراهية الكي لا تقتضي المنع منه (عم) (¬5) عن أبي حسن المازني) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي بعد أن نسبه إلى أحمد، نفسه لا إلى ابنه: فيه الحسين بن عبد الله بن ضمرة وهو متروك. 7126 - "كان يكره الشكال من الخيل" (حم م 4) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2326)، والترمذي (2953). (¬2) أخرجه النسائي (2/ 108)، والحاكم (2/ 671) عن ابن أبي أوفى، وأخرجه الحاكم (2/ 671) عن أبي سعيد الخدري، وانظر علل الترمذي (1/ 360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5005). (¬3) انظر: مجموع الفتاوى (32/ 102، 126، 158)، وإعلام الموقعين (3/ 91). (¬4) زاد المعاد (4/ 58). (¬5) أخرجه أحمد (4/ 77)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4617).

(كان يكره الشكال) بكسر المعجمة (من الخيل) وهو الذي له ثلاث قوائم محجلة وواحدة مطلقة شبه ذلك بالشكال فسمي به وكرهه لأنه كالمشكول الذي لا يطيق المشي أو لأنه جربه فما وجد فيه نجابة أو من جهة لفظه لإشعاره بخلاف ما يراد من الخيل فإن كان مع ذلك أغر زالت عنه الكراهة كما حكاه في شرح مسلم عن بعضهم، إلا أنه توقف فيه الزين العراقي. (حم م 4) (¬1) عن أبي هريرة ولم يخرجه البخاري. 7127 - "كان يكره ريح الحناء" (حم د ن) عن عائشة (ح) ". (كان يكره ريح الحناء) ولا ينافيه أمره بالاختضاب واختضابه كما سلف لأن الكراهة لريحه أمر طبيعي لا شرعي ولا ينافي الاحتياج إليه لنفعه. (حم د ن) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 7128 - "كان يكره التثاؤب في الصلاة" (طب) عن أبي أمامة (ح) ". (كان يكره التثاؤب في الصلاة) قال القاضي: إنه تفاعل من الثوباء بالمد: فتح الحيوان فاه لما عراه من تمطي وتمدد لكسل وامتلاء وهي جالبة للنوم الذي من حبائل الشيطان فإن به يدخل على المصلي ويخرجه عن صلاته وقد تقدم أنه - صلى الله عليه وسلم - يكره التثاؤب مطلقاً (طب) (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وأعله الزين العراقي في شرح الترمذي بأن عبد الكريم بن أبي المخارق أحد رجاله ضعيف ومثله قال تلميذه الهيثمي. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 250)، ومسلم (1875)، وأبو داود (2547)، والترمذي (1968)، والنسائي (6/ 219)، وابن ماجة (2790). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 57)، وأبو داود (4164)، والنسائي (8/ 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4614)، والضعيفة (4290). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 131) (7598)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4603).

7129 - "كان يكره أن يرى الرجل جهيراً رفيع الصوت وكان يحب أن يراه خفيض الصوت" (طب) عن أبي أمامة". (كان يكره أن يرى الرجل جهيرا رفيع الصوت) عاليه (وكان يحب أن يراه خفيض الصوت) لأن الجهورية غالبها يكون عن قلة حياء وعدم [3/ 378] مبالاة بالمخاطب وذلك وصف مذموم وقد أمر تعالى الصحابة تقدم رفع أصواتهم عنده ومدح الذين يغضون أصواتهم عند رسوله تأديباً لهم (طب) (¬1) عن أبي أمامه) سكت المصنف عليه وقد أعله الهيثمي بأن فيه موسى بن علي الخشني ضعيف. 7130 - "كان يكره رفع الصوت عند القتال" (طب ك) عن أبي موسى (صح) ". (كان يكره رفع الصوت عند القتال) بأن ينادي بعضهم بعضاً أو يفعل بعضهم فعلاً له أثر فيصبح على سبيل الفخر والعجب ولأن الساكت أهيب وأرعب ولذا كان أمير المؤمنين كرم الله وجه يوم صفين يأمرهم بغض الأصوات. (طب ك) (¬2) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته قال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي ورواه أبو داود عن أبي موسى أيضا بلفظه قال الحافظ ابن حجر: حديث حسن لا صحيح. 7131 - "كان يكره أن يرى الخاتم" (طب) عن عبادة بن عمرو (ض) ". (كان يكره أن يرى) مبني للمجهول (الخاتم) اللام للعهد خاتم النبوة كان ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 177) (7736)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 114)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4610)، والضعيفة (2273). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (9/ 153)، والحاكم (2/ 126)، وانظر فتح الباري (6/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4613).

بين كتفيه تقدمت صفته وإنما كره رؤية العباد له لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان كثير الحياء والستر يكره أن يبدو منه ما لا يرى في المهنة غالباً (طب) (¬1) عن عبادة) بتشديد الموحدة بن عمرو رمز المصنف لضعفه. 7132 - "كان يكره الكي، والطعام الحار، ويقول عليكم بالبارد فإنه ذو بركة ألا وأن الحار لا بركة له" (حل) عن أنس (ض) ". (كان يكره الكي) ويقول إنه آخر الدواء فكأنه كان يكره البداية به وقد كوى جابر في أكحله وكوى أسعد بن زرارة وغيره قال ابن القيم (¬2): كراهته له لا تقتضي المنع عنه والثناء على تاركيه في خبر السبعين ألفاً إنما يدل على أن تركه أفضل وكان يكره أكل (الطعام الحار ويقول عليكم بالبارد فإنه ذو بركة) خير كثير (ألا) كلمة تنبيه (وأن الحار لا بركة له) لا زيادة في الخير ولا نمو ولا يستمرئ به الآكل ولا يلتذ. (حل) (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه فيما قُوبل على خط المصنف ومال الشارح لحسنه وكأنه لشواهد منها: ما رواه البيهقي من حديث أبي هريرة، قال الحافظ العراقي: بسند صحيح قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً بطعام سخن فقال: ما دخل بطني طعام ساخن منذ كذا وكذا قبل يوم" (¬4) ولأحمد بسند جيد والطبراني والبيهقي أن خولة بنت قيس قدمت له حريرة فوضع يده فيها فوجد حرها فأحرقت أصابعه فقال: حس" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء في المختارة (301)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 281)، والإصابة (4/ 749)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4609). (¬2) زاد المعاد (4/ 58). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 252)، وانظر الإصابة (1/ 332)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4606)، والضعيفة (1598): ضعيف جداً. (¬4) أخرجه ابن ماجة (4150)، والبيهقي في السنن (7/ 280). (¬5) أخرجه أحمد (6/ 410).

7133 - "كان يكره أن يطأ أحد عقبه ولكن يمين وشمال" (ك) عن ابن عمرو (صح) ". (كان يكره أن يطأ أحد عقبه) أي يمشي خلفه وكان يقول دعوا ظهري للملائكة (ولكن يمين وشمال) مرفوعاً على خبرية محذوف أي ولكن هم أي المشاة يمين وشمال في المشي لا خلفه وتقدم كان يسوق أصحابه قدامه وذلك لأنه أبعد عن الكبر وأتم في التواضع وكان تارة كان يجعلهم يمينا وشمالا وأخرى قدامه (ك) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال الشارح لحسنه وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. 7134 - "كان يكره المسائل ويعيبها، فإذا سأله أبو رزين أجابه وأعجبه" (طب) عن أم سلمة (ح) ". (كان يكره المسائل) السؤال عن المسائل التي لم تحدث إلا المسائلة نفسها. (ويعيبها) إذا عرف التعنت أو عدم الأدب في إظهار الأسئلة (فإذا سأله أبو رزين) هو بفتح الراء وقول الشارح بضمها غلط أو سبق قلم أو غلط من الناسخ واسم أبي رزين لقيط بن عامر إذ الظاهر أن المراد به العقيلي (أجابه وأعجبه) كأنه يحسن أدبه وجودة طلبه وحرصه على الفوائد ولخفته عليه وفيه أنه لا عيب على الإقبال على بعض الطلبة دون بعض لأمر يقتضي ذلك من حسن التلقي وجودة الإدراك. (طب) (¬2) عن أبي رزين) هو الراوي فقوله: وإذا سأله أبو رزين من وضع الظاهر موضع المضمر وأصله إذا سألته وكأنه من تصرف الحاكي ويحتمل أنه من أبي رزين إظهارا لنعمة الله عليه حيث جعل رسول الله يقبل عليه بالخطاب والجواب، والمصنف رمز لحسنه، وقال الهيثمي: إسناده حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5009)، والصحيحة (1239). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 208) (472)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 160)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5007).

7135 - "كان يكره سورة الدم ثلاثاً ثم يباشر بعد الثلاث" (طب) عن أم سلمة" (ح). (كان يكره سورة الدم) بفتح السين المهملة وسكون الواو وهي الحدة. (ثلاثاً) أي ثلاث ليال والمراد دم الحيض كما دل له (ثم يباشر) الحائض من نسائه (بعد الثلاث) لأن في أوله يكون ذا رائحة ظاهرة الكراهة فإذا انكسرت سورته انكسر ريحه والمراد من المباشرة ما سلف أنها [3/ 379] من فوق الإزار ثم الظاهر أنها كراهة لا تقتضي التحريم بل مجرد إباء نفس لا غير (طب) (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الذهبي: فيه مجهول. 7136 - "كان يكره أن يؤخذ من رأس الطعام" (طب) عن سلمى (ح) ". (كان يكره أن يؤخذ من رأس الطعام) أي يؤكل منه وقد ورد بهذا اللفظ في رواية ويقول دعوا وسط القصعة وكلوا من جوانبها فإن البركة تنزل في وسطها والكراهة للتنزيه وحملها جماعة على التحريم وهو عام في كل طعام غير الفواكه. (طب) (¬2) عن سلمى) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله ثقات ومثله قال شيخه الحافظ العراقي: في شرح الترمذي. 7137 - "كان يكره أن يؤكل حتى تذهب فورة دخانه" (طب) عن جويرية (ح) ". (كان يكره أن يؤكل حتى تذهب فورة دخانه) لما تقدم غير مرة أن الحار لا بركة فيه وأنه لا يحبه وفيه أنها تذهب كراهة الحار بتبريده (طب) (¬3) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 365) (864)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 282)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4615)، والضعيفة (4291). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 297) (754)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 124)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5008)، وصححه في الصحيحة (3125). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 66) (172)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 19)، وضعفه =

جويرية) تصغير جارية والظاهر إذا أطلقت أنها أحد منكوحاته - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه قال الشارح المراد هنا مذكر وأنه أحد ولد عبد القيس رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه راو لم يسم وبقية إسناده حسن. 7138 - "كان يكره العطسة الشديدة في المسجد" (هق) عن أبي هريرة". (كان يكره العطسة الشديدة) وإن كان مطلق العطاس مما يحبه الله ثم الكراهة لها. (في المسجد) لا في غيره وقيل بل مكروهة مطلقاً إلا أنها في المسجد أشد كراهة وزاد في رواية أنها: "من الشيطان" (هق) (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: أنه رمز لحسنه وإنها مجازفة فإن فيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي، قال الذهبي في المهذب: ضعيف وفي الميزان عن أبي حاتم: أنه منكر الحديث ثم أورد له هذا الخبر. 7139 - "كان يكره أن يرى المرأة ليس في يدها أثر حناء أو خضاب" (هق) عن عائشة (ح) ". (كان يكره أن يرى المرأة) كأن المراد من نسائه أو مطلقاً (ليس في يدها أثر حناء أو) أثر (خضاب) وذلك لأنه من الزينة المعتادة للحريم ففي تركه شبه بالرجال وفيه شرعية خضاب الأيدي ومثلها الأرجل للنساء بالحناء والسواد وأما الرجل فيحرم بالسواد ويحل بالحناء وقيل يحرم، واختاره النووي وكلام الرافعي قاض بحله. (هق) (¬2) عن عائشة رمز المصنف لحسنه. 7140 - "كان يكره أن يطلع من نعليه شيء عن قدميه" (حم) في الزهد عن زياد بن سعد مرسلاً". ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (4608) (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 290)، وفي الشعب (9356)، وانظر الميزان (7/ 227)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4604)، والضعيفة (4287). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 311)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4611).

(كان يكره أن يطلع من نعليه شيء عن قدميه) يكره أن يزيد النعل على قدر القدم لأنه زيادة على الحاجة ولأنه يتعب الرجل وقد يخرجها (حم) (¬1) في الزهد عن زياد بن سعد مرسلاً) قال الشارح: في التابعين اثنان بخاري وخراساني كان ينبغي تمييزه، قلت: هما ثقتان كما في التقريب (¬2): فكأنه يقول المصنف لا يضر جهالة العين بعد ذلك. 7141 - "كان يكره أن يأكل الضب" (خط) عن عائشة". (كان يكره أن يأكل الضب) لكونه ليس من طعام أهله فلا يعتاد أكله كما صرح به وأكل على مائدته وهو ينظر (خط) (¬3) عن عائشة) سكت عليه المصنف وفيه شعيب بن أيوب أورده الذهبي في الذيل ووثقه الدارقطني وقال أبو داود: إني لا أخاف الله في الرواية عن شعيب. 7142 - "كان يكره من الشاة سبعا المرارة والمثانة والحيا والذكر والأنثيين والغدة والدم وكان أحب الشاة إليه مقدمها" (طس) عن ابن عمر (هق) عن مجاهد مرسلا (عد هق) عنه عن ابن عباس (ض) ". (كان يكره من الشاة سبعا المرارة) هي ما توجد في جوف الحيوان فيها ماء أحضر والناس يسمونها النفس قال الليث: المرارة لكل ذي روح إلا البعير فلا مرارة له وقال القتيبي: أراد المحدث أن يقول الأَمرّ وهي المصارين فقال المرارة، قال في النهاية بعد نقله (¬4)، وليس بشيء (والمثانة) بالمثلثة ونون بعد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في الزهد (1/ 132)، وعبد الرزاق (1521)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4612). (¬2) انظر: تقريب التهذيب (2080)، والكاشف (1690)، و (1691). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (12/ 318)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4607)، والضعيفة (4288). (¬4) النهاية (4/ 669).

الألف في النهاية (¬1): هي العضو الذي يجتمع فيه البول داخل الجوف. (والحيا) في النهاية (¬2) الحيا ممدود: الفرج من ذوات الخف والظلف (¬3) (والذكر والأنثيين والغدة) بضم المعجمة وتشديد المهملة هي معروفة وهي كل عقدة في الجسم طاف بها شحم وكل قطعة صلبة بين العصب. (والدم) المراد غير المسفوح إذ هو حرام وغاية ما ذكر معه مكروه لا محرم، قال الخطابي: قد يجوز أن يفرق بين القرائن التي يجمعها نظم واحد بدليل يقوم على بعضها فتحكم بها بخلاف حكم صواحباتها ورده أبو شامة فإنه - صلى الله عليه وسلم - لم يرد بالدم المحرم بالإجماع لأنه قد انفصل عن الشاة يعني بعد ذبحها والسبع موجودة فيها وأيضاً فمنصبه - صلى الله عليه وسلم - يجل عن أن يوصف بأنه كره شيئاً منصوصاً [3/ 380] على تحريمه على كافة الناس وإنما المراد أنه كره من الشاة ما كان من أجزائها دمًا منعقداً مما يحل أكله لكونه دماً غير مسفوح كما في خبر: "أحل لنا ميتتان ودمان" فكأنه أشار بالكراهة إلى الطحال والكبد. (وكان أحب الشاة إليه مقدمها) لأنه أبعد عن الإيذاء وأخف وأنصح والمراد بمقدمها الذراع والكتف وادعى بعضهم تقديم كل متقدم فيفضل الرأس على الكتف. (طس) عن ابن عمر، رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه يحيى الحماني ضعيف هق عن مجاهد مرسلاً فيه واصل بن أبي جميل قال ابن القطان (¬4): واصل: لم تثبت عدالته (هق) عن مجاهد مرسلاً (عد هق) (¬5) عنه عن ابن عباس) فيه عمرو بن ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 472). (¬2) النهاية (1/ 1106). (¬3) المصدر السابق (1/ 1106). (¬4) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 87 - 88). (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (9480) عن ابن عمر، والبيهقي في السنن (10/ 7) عن مجاهد مرسلاً، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 36)، وابن عدي في الكامل (5/ 12)، والبيهقي في السنن (10/ 7) عن ابن عباس، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4616)، والضعيفة=

موسى بن دحية، قال البيهقي: عمرو ضعيف ولا يصح وصله وجزم عبد الحق بضعف سنده ومثله الحافظ العراقي. 7143 - "كان يكره الكليتين لمكانهما من البول" ابن السني في الطب عن ابن عباس". (كان يكره أكل الكليتين لمكانهما من البول) لقربهما منه قال في التهذيب: هما لحمتان حمراوان لاصقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين فهما مجاوران لتكون البول وتجمعه. (ابن السني (¬1) في الطب عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الحافظ العراقي (¬2): سنده ضعيف. 7144 - "كان يكسو بناته خمر القز والإبريسم" ابن النجار عن ابن عمر (ض) ". (كان يكسو بناته خمر) بضم المعجمة والميم جمع خمار مثل كتاب وكتب والخمار: ما تغطي به المرأة رأسها. (القز) بفتح القاف فزاي مشددة (والإبريسم) قال الليث: القز: هو ما يعمل منه الإبريسم ولذا قيل: القز والإبريسم مثل الحنطة والدقيق، وفيه جواز لبس الحرير للحريم. (ابن النجار (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 7145 - "كان يلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة" (هق) عن جابر (ض) ". (كان يلبس برده الأحمر) الإضافة للعهد بأنه برد معروف به ووصفه بالأحمر قال ابن القيم (¬4): إنه لخطوط حمر كن فيه لا أنه أحمر مصمت فإنه منهي عنه ثم ¬

_ = (4292). (¬1) أخرجه ابن السني في الطب (235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4605). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 295). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (24703)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4618). (¬4) زاد المعاد (1/ 425).

ساق أحاديث النهي، قال في المطامح: كأنه يرد عليه من أنكر لباس الأحمر فهو متعمق جاهل وإسناده لمالك باطل قال: ومن مجازفات ابن العربي أنه أفتى بقتل رجل عاب لبس الأحمر لأنه عاب لبسة لبسها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقتل بفتياه، قال الشارح: وهو تهور غريب وإقدام على سفك دماء المسلمين عجيب. (في العيدين والجمعة). (هق) (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه وقد رواه الطبراني (¬2) عن ابن عباس بلفظ "كان يلبس يوم العيد بردة حمراء" قال الهيثمي: رجاله ثقات. 7146 - "كان يلبس قميصاً قصير الكمين والطول" (هـ) عن ابن عباس (ح) ". (كان يلبس قميصا قصير الكمين والطول) أي قصير الطول وسيأتي بيان قدر كميه وطوله (هـ) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الزين العراقي: إنه ضعيف. 7147 - "كان يلبس قميصا فوق الكعبين مستوى الكمين بأطراف أصابعه" ابن عساكر عن ابن عباس (ض) ". (كان يلبس قميصا فوق الكعبين) يحتمل إلى نصف الساق أو أدنى. (مستوى الكمين بأطراف أصابعه) إلا أنه أخرج البزار عن أنس، قال الهيثمي: رجاله ثقات "كان كم رسول الله إلى الرسغ" قال الحافظ العراقي: يجمع بينهما بأنه ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 247) عن جابر، والطبراني في الأوسط (7609) عن ابن عباس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 198)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4620)، والضعيفة (2455). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (ح 7609)، وانظر مجمع الزوائد (2/ 198)، وقال: رجاله ثقات. (¬3) أخرجه ابن ماجة (3577)، وعبد بن حميد (639)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4624)، والضعيفة (2458).

كان له قميصان أحدهما كمه إلى الرسغ والآخر المذكور، قال الشارح: فيه نظر لما أخرجه الطبراني عن أبي الدرداء أنه لم يكن لرسول الله إلا قميص واحد ويحتمل أنه كان أول الأمر إلى أطراف أصابعه ثم قطع منه بعد ذلك حتى صار إلى الرسغ. (ابن عساكر (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 7148 - "كان يلبس قلنسوة بيضاء" (طب) عن ابن عمر (ض) ". (كان يلبس قلنسوة بيضاء) هي معروفة من ملابس الرأس. (طب) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه كما قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: فيه عبد الله بن خراش وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ وضعفه جمهور الأئمة وبقية رجاله ثقات ومثله قال تلميذه الهيثمي. 7149 - "كان يلبس قلنسوة بيضاء لاطئة" ابن عساكر عن عائشة (ض) ". (كان يلبس قلنسوة بيضاء) زاد أبو الشيخ في روايته "شامية". (لاطئة) لاصقة (برأسه) غير مرتفعة قال الزين العراقي أجود إسناد في القلانس ما رواه أبو الشيخ عن عائشة قالت: كان يلبس في السفر القلانس ذوات الأذان وفي الحضر المشمرة يعني الشامية" (¬3) وفيه ندب اتخاذ القلانس (ابن عساكر (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 195)، وانظر عون المعبود (11/ 49)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4623)، والضعيفة (2457): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (6259)، وابن عدي في الكامل (4/ 209)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 243)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4621)، والضعيفة (2538). (¬3) أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (299). (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 193)، وابن سعد في الطبقات (5/ 218)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4622).

7150 - "كان يلبس القلانس: تحت العمائم وبغير العمائم ويلبس العمائم بغير قلانس وكان يلبس القلانس اليمانية وهن البيض المضرية ويلبس ذوات الآذان في الحرب وكان ربما نزع قلنسوته فجعلها سترة بين يديه وهو يصلي، وكان من خلقه أن يسمي سلاحه، ودوابه، ومتاعه" الروياني وابن عساكر عن ابن عباس (ض) ". (كان يلبس [3/ 318] القلانس: تحت العمائم) ويجعل عليها العمامة. (وبغير العمائم ويلبس العمائم بغير قلانس) كان حاله - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يتكلف لشيء من الملابس وغيرها (وكان يلبس القلانس اليمانية وهن البيض المضرية ويلبس ذوات الآذان في الحرب) هي قلانس يجعل ما يقي الآذان متصلاً بها (وكان ربما نزع قلنسوته) سواء كان عليه عمامة أم لا. (فجعلها سترة بين يديه وهو يصلي) فيؤخذ منه أنه قد يصلي ليس على رأسه شيء. (وكان من خلقه أن يسمي سلاحه, ودوابه، ومتاعه) وتقدم النص على تسمية كل ذلك وأنه يبينه (الروياني) بالمثناة من تحت وراؤه مضمومة (وابن عساكر (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 7151 - "كان يلبس النعال السبتية ويصفر لحيته بالورس والزعفران" (ق د) عن ابن عمر (صح) ". (كان يلبس النعال السبتية) بكسر المهملة المدبوغة والتي خلق شعرها من السبت القطع وكان طول نعله شبرا وأصبعين وعرضها مما يلي الكعبين سبعة أصابع وبطن القدم خمس وفوقها ست ورأسها محدد وعرض ما بين القبالين أصبعان ذكره العراقي. (ويصفر لحيته) يصبغها بالصفرة. (بالورس والزعفران) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 285)، وانظر عون المعبود (11/ 88)، وتحفة الأحوذي (5/ 393)، وفيض القدير (5/ 247)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4619): ضعيف جدًا.

وقد حث على تغيير الشعر بالصفرة وإن كان الشيب قليلاً فإنه كان قليل الشيب - صلى الله عليه وسلم -. (ق د) (¬1) عن ابن عمر). 7152 - "كان يلحظ في الصلاة يميناً وشمالا ولا يلوي عنقه خلف ظهره" (ت) عن ابن عباس (ض) ". (كان يلحظ) وفي لفظ يلتفت. (في الصلاة يمينا وشمالاً) واللحظ كذلك بلا التفات وإلا لقال يلتفت فتفسيرهم اللحظ بالالتفات فيه نوع تسامح إلا أن قوله. (ولا يلوي عنقه خلف ظهره) قرينة على أنه يلويه يميناً وشمالاً قال ابن القيم (¬2): إنه كان يفعل ذلك لعارض أحياناً ولم يكن من فعله الراتب. (ت) (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه قال الترمذي غريب، وقال ابن القطان: إنه صحيح وإن كان غريباً وقال ابن القيم (¬4): لا يثبت بل هو باطل سنداً ومتناً ولو ثبت لكان حكاية فعل لمصلحة تعلق بالصلاة، وأخرجه النسائي بلفظه عن ابن عباس قال ابن حجر: صححه ابن حبان والدارقطني والحاكم وأقره على تصحيحه الذهبي قال ابن حجر: لكن رجح الترمذي إرساله. 7153 - "كان يلصق صدره ووجهه بالملتزم" (هق) عن ابن عمرو (ح) ". (كان يلصق صدره ووجهه بالملتزم) تبركاً وتيمنا به وهو ما بين باب الكعبة والحجر الأسود وسمي به لأن الناس يعتنقونه ويضمونه إلى صدورهم وصح ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5851)، ومسلم (1187)، وأبو داود (4210). (¬2) زاد المعاد (1/ 232). (¬3) أخرجه الترمذي (587)، والنسائي (3/ 9)، وابن خزيمة (485)، وابن حبان (6/ 66) (2288)، وانظر الدارية (1/ 183)، وعلل الترمذي (1/ 98)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5011). (¬4) زاد المعاد (1/ 232).

أنه ما دعا به ذو عاهة إلا بريء. (هق) (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه قال الذهبي: فيه مثنى بن الصباح لين. 7154 - "كان يليه في الصلاة الرجال ثم الصبيان ثم النساء" (هق) عن أبي مالك الأشعري" (ض). (كان يليه) يدنو منه (في الصلاة الرجال) ويأمر أن يليه ذووا الأحلام كما سلف (ثم الصبيان) بكسر الصاد جمع صبي وحكي ضمها. (ثم النساء) لنقصهن (هق) (¬2) عن أبي مالك الأشعري رمز المصنف لضعفه. 7155 - "كان يمد صوته بالقراءة مدا" (حم ن هـ ك) عن أنس (صح) ". (كان يمد صوته بالقراءة مداً) في الصلاة وغيرها وليس المراد تمطيط الكلام وزيادة الكلمات على جوهرها بل المراد بيانها ومد ما هو ممدود منها وتقدم ذلك. (حم ن هـ ك) (¬3) عن أنس رمز المصنف لصحته. 7156 - "كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم" (خ) عن أنس (صح) ". (كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم) تدريباً لهم على الآداب الدينية وتأنيساً وإطراحاً لرد الكبرياء. (خ) (¬4) عن أنس وأخرجه أيضاً مسلم من رواية أنس. 7157 - "كان يمر بنساء فيسلم عليهن" (حم) عن جرير (ح) ". (كان يمر بنساء فيسلم عليهن) قال الشارح: حتى الشواب وذوات الهيئة؛ ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 164)، والدارقطني (2/ 289)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 269)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5012). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 97)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4625). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 131)، والنسائي (2/ 179)، وابن ماجة (1353)، والحاكم (1/ 358)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5013). (¬4) أخرجه البخاري (5893)، ومسلم (702).

لأنه كالمحرم لهن ولا يسوغ لغير المعصوم، وقال ابن القيم (¬1): الصواب في المسألة يسلم على العجائز وذوات المحارم دون غيرهن (حم) (¬2) عن جرير رمز المصنف لحسنه. 7158 - "كان يمسح على وجهه بطرف ثوبه في الوضوء" (طب) عن معاذ (ض) ". (كان يمسح على وجهه) قال الشارح: الذي وقفت عليه في أصول صحيحة يمسح وجهه (بطرف ثوبه في الوضوء) لينشف به وتقدم الكلام في التنشيف، وذهبت الشافعية إلى كراهته لضعف هذا الخبر" (طب) (¬3) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف أخرجه الترمذي وقال: غريب وإسناده ضعيف. 7159 - "كان يمشي مشيا يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان" ابن عساكر عن ابن عباس". (كان يمشي مشيا يعرف فيه) أي بسببه. (أنه ليس بعاجز) لأنه يمشي مشي أهل الجلادة والهمة مع سكينة ووقار قال أبو هريرة: كنا نجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث [3/ 382] (ولا كسلان) كما هي سيرة أهل الترافة وعدم النشاط وقد تقدم كلام في مشيه - صلى الله عليه وسلم -. (ابن عساكر (¬4) عن ابن عباس). 7160 - "كان يمص اللسان" الترقفي في جزئه عن عائشة". (كان يمص اللسان) لسان حليلته وكذا بناته فقد ورد أنه مص لسان فاطمة ¬

_ (¬1) زاد المعاد (2/ 375). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 200)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5015). (¬3) أخرجه الترمذي (54)، والطبراني في الكبير (20/ 68) (127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4626). (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4/ 61)، وانظر فيض القدير (5/ 248)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5016)، وصححه في الصحيحة (2140).

رضي الله عنها ولم يرو في غيرها من بناته (الترقفي) (¬1) بمثناة مفتوحة فراء ساكنة فقاف مضمومة ففاء نسبة إلى ترقف، قال السمعاني (¬2): أظنها من أعمال واسط، قلت: في القاموس (¬3) ترقف كبنصر اسم امرأة أو بلد ومنه العباس بن الوليد انتهى يريد هذا المذكور فإنه العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الترقفي صدوق حافظ روى عن الغرياني قال السمعاني: كان ثقة، في جزئه عن عائشة. 7161 - "كان ينام وهو جنب ولا يمس ماء" (حم ت ن هـ) عن عائشة (صح) ". (كان ينام وهو جنب ولا يمس ماء) يحتمل على أن لا يمسه بالغسل وإلا فإنه كان لا ينام وهو جنب حتى يتوضأ فقد ثبت أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه جنب والمصطفى - صلى الله عليه وسلم - أجل قدرا من أن يبيت على حال لا يقرب منزله فيه الملائكة (حم ت ن هـ) (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، ونقل البيهقي عن الحفاظ الطعن فيه وقال ابن حجر: قال أحمد: ليس بصحيح ومثله قال شيخه الحافظ العراقي. 7162 - "كان ينام حتى ينفخ، ثم يقوم فيصلي، ولا يتوضأ" (جم) عن عائشة (صح) ". (كان ينام حتى ينفخ) من نومه قال وكيع: يعني وهو ساجد. (ثم يقوم فيصلي) أي يتم صلاته (ولا يتوضأ) لأن عينه تنام ولا ينام قلبه ومن خصائصه - صلى الله عليه وسلم - أن وضوءه لا ينتقض بالنوم (حم) (¬5) عن عائشة) رمز المصنف لصحته ¬

_ (¬1) أخرجه الترقفي في جزئه (برقم ...) بتحقيقنا، وانظر فيض القدير (5/ 249)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4627). (¬2) الأنساب (1/ 457). (¬3) انظر القاموس (3/ 146). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 43)، والترمذي (118)، والنسائي (5/ 322)، وابن ماجة (581)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 140)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5019). (¬5) أخرجه أحمد (6/ 135)، وابن ماجة (474)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5018).

وأخرجه ابن ماجه بسند صحيح قال مغلطاي في شرحه (¬1): على شرط الشيخين. 7163 - "كان ينام أول الليل ويحيي آخره". (هـ) عن عائشة". (كان ينام أول الليل) بعد صلاة العشاء إلى تمام نصفه الأول. (ويحيي) بالعبادة. (آخره) وتقدم أنه كان يقوم عند سماع الصارخ وذلك من أنفع النوم لأنه يهب من نومه وقد أخذت الأعضاء حقها من الراحة والسكون فيقوم نشطا إلى الطاعة ويقوم للعبادة في أفضل أوقات الليل وينام في الوقت الذي كره الحديث والسمر فيه وهو بعد صلاة العشاء (هـ) (¬2) عن عائشة) وقد أخرجه الشيخان في الصلاة بزيادة من حديث عائشة. 7164 - "كان ينحر أضحيته بالمصلى" (خ د ن هـ) عن ابن عمر (صح) ". (كان ينحر أضحيته بالمصلى) عقيب صلاته إظهار لشعائر الله وإرشاد للعباد بنحو ضحاياهم فينبغي إظهارها إحياء للسنة فيسن للإمام نحو ضحيته في المصلى وهل يسن لغيره ذلك الظاهر أنه لا يسن إذ لو سن لفعله أصحابه. (خ د ن هـ) (¬3) عن ابن عمر). 7165 - "كان ينزل من المنبر يوم الجمعة فيكلمه الرجل في الحاجة فيكلمه، ثم يتقدم إلى مصلاه فيصلي" (حم 4 ك) عن أنس (صح) ". (كان ينزل من المنبر يوم الجمعة فيكلمه الرجل في الحاجة) يريدها منه - صلى الله عليه وسلم -. (فيكلمه) يجيب عليه. (ثم يتقدم إلى مصلاه فيصلي) فالكلام بعد الخطبة قبل الصلاة لا ضير فيه قيل لكن يشترط إن لا يطول الفصل لأنه يشترط الموالاة بين الخطبة والصلاة. (حم 4 ك) (¬4) عن أنس رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) انظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (4/ 254). (¬2) أخرجه البخاري (1146)، ومسلم (739)، وابن ماجة (1365). (¬3) أخرجه البخاري (982)، وأبو داود (2811)، والنسائي (3/ 193)، وابن ماجة (3161). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 119، 213) وأبو داود (1120) والترمذي (517) والنسائي في الكبرى =

7166 - "كان ينصرف من الصلاة عن يمينه" (ع) عن أنس (ح) ". (كان ينصرف من الصلاة) إذا فارق موضع صلاته. (عن يمينه) إذا لم يكن له حاجة إليه وإلا انصرف إلى جهة حاجته كما ثبت في رَوايا أخر (ع) (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 7167 - "كان ينفث في الرقية". (هـ) عن عائشة (ح) ". (كان ينفث في الرقية) النفث شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل وذلك أنه كان يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ ما يريد أن يقرأ وكان يفعل ذلك ويقرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذات ويمسح بكفيه ما استطاع من بدنه ففيه سببية الرقية والنفث. (هـ) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 7168 - "كان يوتر من الليل، وأوسطه وآخره" (حم) عن أبي مسعود (صح) ". (كان يوتر) يصلي وتره (من) أول (الليل) تارة لكن بعد النوم (وأوسطه وآخره) تبين بذلك أن الليل كله وقت الإيثار وإن كان إيثار آخر الليل أفضل (حم) (¬3) عن أبي مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 7169 - "كان يوتر على البعير" (ق) عن ابن عمر (صح) ". (كان يوتر على البعير) في السفر وتقدم أنه كان يتنفل عليه فعلى القول بأن الوتر فرض في حقه أنه يصح الفرض على البعير وقد فعله على البعير دليل على ¬

_ = (5642) وابن ماجة (1117)، والحاكم (1/ 427)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4628). (¬1) أخرجه أبو يعلى (4042)، وأحمد (3/ 179)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5021). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3528)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5022). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 272)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 244)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5024).

أنه غير واجب عليه للإجماع بأنه لا يصح الفرض على البعير فيه تأمل. (ق) (¬1) عن ابن عمر). 7170 - "كان يلاعب زينب بنت أم سلمة, ويقول: يا زوينب، يا زوينب مراراً". الضياء عن أنس (صح) ". (كان يلاعب زينب بنت أم سلمة) ربيبته - صلى الله عليه وسلم - وهي زينب بنت أبي سلمة. (ويقول) لها: [3/ 383] (يا زوينب، يا زوينب) يقول ذلك بالتصغير (مراراً) تلطفاً بها وترفقاً وحسن خلق ومشياً مع كل أحد بما ينبسط إليه ويرتاح إليه (الضياء (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 7171 - "كان آخر كلامه: الصلاة، الصلاة، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم" (د هـ) عن علي (صح) ". (كان آخر كلامه: الصلاة، الصلاة) بالنصب على الإغراء، قال ابن مالك: معنى الإغراء: إلزام المخاطب العكوف على ما يحمد العكوف عليه على احفظوها بالمواظبة عليها واحذروا تضيعها وخافوا ما يترتب عليه من العذاب. (واتقوا الله فيما ملكت أيمانكم) راقبوه في ذلك بالعمل بما آمركم به قيل: أراد بهم المماليك وأنه قرن التوصية بهم بالتوصية بالصلاة إعلاما بأن وجوب حقه على سيده كوجوب الصلاة وقيل أراد الزكاة والأولى أنه أراد الأعم الشامل لهما فأراد بالصلاة العبادات البدنية ونبه بها عليها وخصها لأنها أشرف العبادات البدنية، وأراد بما ملكت أيمانكم الحقوق المالية (د هـ) (¬3) عن علي) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (999)، ومسلم (700). (¬2) أخرجه الضياء في المختارة (1733)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5025)، والصحيحة (2141). (¬3) أخرجه أبو داود (5156)، وابن ماجة (2698)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4616).

7172 - "كان آخر ما تكلم به أن قال: "قاتل الله اليهود والنصارى: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، لا يبقين دينان بأرض العرب" (هق) عن أبي عبيدة بن الجراح (صح) ". (كان آخر ما تكلم به) مما يوصي به أمته وخلفاءه فلا ينافيه أن آخر كلامه "الرفيق الأعلى" ثم إنه آخره في ذكر أحوال العباد وأهل الكتابين فلا ينافيه ما قبله (أن قال: "قاتل الله اليهود والنصارى) لعنهم الله. (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قال البيضاوي: لما كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لهم نهى أمته عن مثل فعلهم أما من اتخذ مسجداً لجوار الصالح أو صلى في مقبرة استظهاراً بروحه أو وصول أثر من عبادته لا لتعظيمه فلا حرج، ألا ترى أن قبر إسماعيل بالحطيم وذلك المحل أفضل للصلاة فيه، والنهي عن الصلاة في المقبرة يختص بالمنبوشة، انتهى. قلت: هذا الكلام لا دليل عليه بل الأحاديث ناهية عن الصلاة في المقابر مطلقا بل ذلك كان أول عبادة الأصنام وقد بحثه ابن القيم في إغاثة اللهفان (¬1) بما لا مزيد عليه. (لا يبقين دينان بأرض العرب) وفي لفظ: "بجزيرة العرب" وهو ظاهر في وجوب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب وعليه أئمة الإِسلام إلا الأقل، والشافعي وغيره خصوا ذلك بالحجاز وهي: مكة والمدينة واليمامة لحديث: "أخرجوهم من الحجاز" والحق أنه لا ينفي الأمر بإخراجهم من الجزيرة كلها، غايته أنه أفرد الأمر بالإخراج من الحجاز زيادة في تطهيره عنهم، وقال ابن جرير الطبري: يجب على الإِمام إخراج الكفار من كل مصر غلب عليه الإِسلام حيث لا ضرورة بالمسلمين، وإنما خص أرض العرب لأن الدين ¬

_ (¬1) إغاثة اللهفان (1/ 185).

يومئذ لم يتعداها، قال: ولم أر أحداً من أئمة الهدى خالف في ذلك. قلت: قد جمعنا في ذلك رسالة وسعينا أشد السعي في إخراجهم من صنعاء اليمن في سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف حرصاً منا على تنفيذ وصية المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لكن على غير طائل (¬1). (هق) (¬2) عن أبي عبيدة بن الجراح) رمز المصنف لصحته. 7173 - "كان آخر ما تكلم به: "جلال ربي الرفيع، فقد بلغت ثم قضى". (ك) عن أنس (صح) ". (كان آخر ما تكلم به) حقيقة: ("جلال ربي الرفيع) بالنصب على أنه مفعول لأختار جلال (فقد بلغت) بالتشديد أي ما أرسلت به وأديت ما حملته فأختار جلال مالكي، قال السهيلي: وجه اختيار هذه الكلمة أنها تتضمن التوحيد والذكر بالقلب حتى يستفاد منه الرخصة لغيره في النطق وأنه لا يشترط الذكر باللسان وأصل الحديث في الصحيحين عن عائشة قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول وهو صحيح: "إنه لم يقبض نبي حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخير فلما نزل به ورأسه في حجري غشي عليه تم أفاق فأشخص بصره إلى سقف البيت تم قال: "اللهم الرفيق الأعلى" (¬3) فعلمت أنه لا يختارنا وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح. (ثم قضي) هذا من كلام الراوي، قال في الروض الأنف: إن هذا الذي كان آخر كلامه - صلى الله عليه وسلم - متضمن معنى التوحيد الذي يجب أن يكون آخر كلام المؤمن لأنه قال الرفيق الأعلى وهم الذين أنعم الله عليهم وهم أهل لا إله إلا الله. (ك) (¬4) عن أنس) رمز المصنف [3/ 384] لصحته. فائدة: ذكر السهيلي عن الواقدي: أن أول كلمة تكلم بها المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: "جلال ¬

_ (¬1) جاء في المخطوط (على خير حائل) ولعل الصواب ما أثبتناه. (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4617). (¬3) أخرجه البخاري (4463)، ومسلم (2444). (¬4) أخرجه الحاكم (3/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4307)، والضعيفة (4159).

ربي الرفيع"، لكن روى عنه أن أول ما تكلم به لما ولدته أمه حين خروجه من بطنها: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً". آخر الشمائل من حرف الكاف والحمد لله عدة أحاديث هذه الأحرف سبعمائة حديث وخمسة وعشرون حديثًا، وإلى هنا فرغ رقم الجزء الثالث من التنوير شرح الجامع الصغير وكان الفراغ من رقمه صباح يوم الاثنين لعله خامس وعشرين من شهر جمادي الآخرة سنة سبعة وخمسين ومائة وألف سنة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وذلك بعناية سيدي الوالد العلامة عز الدين محمَّد بن إسماعيل الأمير حفظه الله وحماه وبلغه من الدارين ما يهواه وصلى الله على محمَّد وآله وسلم. وكاتبه مستمد ممن اطلع عليه الدعاء له سيما بالمغفرة ولوالديه وللمؤمنين، نسأل الله التوفيق وحسن الخاتمة (¬1). ¬

_ (¬1) وفي آخره القراءة الآتية: فرغ عن قراءة هذا الربع يوم الربوع: (20/ ربيع آخر/ 1297)، على يد الفقير: سالم بن محمَّد بن عبد الرحمن بن شيخ الحسيني. وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وصحبه وسلم.

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المجلدُ التَّاسِعُ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المجلدُ التَّاسِعُ

(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمَّد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 1 - 6709 - 00 - 603 - 978 (ج 9) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب - العنوان ... ديوي 23206 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 1 - 6709 - 00 - 603 - 978 (ج 9) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر وأعن يا كريم، وصلى الله على محمَّد وآله. الحمد لله الجامع لصفة الكمال المتنزه عن سمات النقص في الأقوال والأفعال الذي شرح بالإيمان صدورنا وأحسن ورودنا في معين المعارف وصدورنا بحمده على ما لا يحصيه من سوابغ النعم ونشكره على أن علمنا ما لم نكن نعلم والصلاة والسلام على السفير بين الرب والعباد والدليل على سعادة المبدأ والمعاد محمَّد بن عبد الله سيد الخلائق والمرشد للعباد إلى أوضح الطرائق وعلى آله خزنة علومه وآثاره والمقتبسين من مشكاة أنواره .. وبعد: فإن الله وله الحمد قد أعان على شرح الثلاثة الأرباع من الجامع الصغير ومنها منهج من أبان الأحاديث النبوية لما فيه للبصائر غاية التنوير ونرجو منه الإعانة على شرح الربع الرابع وأن يفتح من مغلق معانيه ما ينتفع به القارئ والسامع وأن يجعل ما أنفق في جمع الجميع من الأوقات مرفوعاً في صحائف الطاعات، ونسأله أن يسلك بنا مسالك العلماء الأعلام ويرزقنا حسن الختام الذي هو غاية المطلوب والمرام إنه المتفضل بالإحسان والمبتدئ بأنواع الامتنان. إن الذي قد من بالإيمان يثلج في فؤادي ... حشاه يختم بالإساءة وهو بالإحسان بادي

حرف اللام

حرف اللام 7174 - " لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم إذا سقط عليه بعيره وقد أضله بأرض فلاة (ق) عن أنس" (صح). (لله) بفتح اللام وهي لام الابتداء والجلالة مبتدأ خبرها: (أشد فرحاً) إطلاق الفرح في حق الله مجاز عن رضاه وبسط رحمته ومزيد إقباله على عبده وسلف لنا ما هو الأولى في مثل ذلك غير مرة نعني سلوك طريقة السلف وهو الإيمان بما ورد في مثل ذلك كتابا وسنة من غير تأويل ولا تشبيه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] (بتوبة عبده) رجوعه إلى مولاه مقلعاً عن معاصيه. (من أحدكم إذا سقط على بعيره) صادفه وعثر عليه بلا قصد فظفر به ومنه قولهم على الخبر سقطت (قد أضله بأرض فلاة) أضاعه بمفازة ويحتمل الإضافة والتوصيف فهو إخبار بأنه تعالى يحب أن يتوب عبده ليكون من الفائزين عنده المستوجبين حمده تعالى ورفده وذلك لأنه لا يرضى ولا يحب لعبده إلا الخير وهذا من كمال بره تعالى ولطفه ورحمته فينبغي لكل عبد أن يبادر بالتوبة وأنه لو لم يكن فيها من الفوائد إلا أنه يرضاها ربه وفاطره لكفى داعياً على فعلها والإتيان بها وفي لفظ عند مسلم من حديث أبي هريرة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة" (¬1) الحديث، وخص واحد البعير في الفلاة لأنه أحوج شيء إليه في تلك الحال (ق (¬2) عن أنس) وأخرجه غيرهما. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2675). (¬2) أخرجه البخاري (6309)، ومسلم (2747).

7175 - "لله أفرح بتوبة عبده من العقيم الوالد ومن الضال الواجد ومن الظمآن الوارد. ابن عساكر في أماليه عن أبي هريرة (ض) ". (لله أفرح) أشد فرحاً. (من العقيم الوالد) المرأة التي لم تلد ثم ولدت (ومن الضال الواجد) الذي أضل أعم من المضل لراحلته أو غيرها فهو أعم من الأول (ومن الظمآن الوارد) للماء وهذه تشبيهات بقدر إدراك العباد وإلا فرضاؤه تعالى بتوبة عبده لا تقدر قدرها (¬1) (ابن عساكر في آماليه عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 7176 - "لله أفرح بتوبة التائب من الظمآن الوارد، ومن العقيم الوالد، ومن الضال الواجد، فمن تاب إلى الله توبة نصوحاً أنسى الله حافظيه وجوارحه وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه. أبو العباس بن تركان الهمدانى في كتاب التائبين عن أبي الجون مرسلاً". (لله أفرح بتوبة التائب من الظمآن الوارد) بوروده الماء. (ومن العقيم الوالد) بولادتها وفيه أن العقيم قد تلد بعد تحقق عقمها بقدرة الله تعالى، ويحتمل أن المراد لو ولدت (ومن الضال) يحتمل أنه حاظل بمعني أظل فاسم الفاعل على بابه ويحتمل أنه بمعنى المظل من أظل إذ الظاهر أن يقال من المضل (الواجد ممن تاب إلى الله توبة نصوحاً) خالصة صادقة أنسى الله حفظته كتاب سيئاته، ويأتي التصريح بالمنسي أنهما خطاياه وذنوبه (وجوارحَه) التي تشهد عليه يوم القيامة (وبقاع الأرض) التي تحدث بأخباره كما ثبت في تفسير {تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] بمعنى التأكيد باعتبار تعدد الأماكن التي عصي فيها إن خصصناه بالأرض لقربها ويحتمل أنه يعم جوارحه وبقاع الأرض ويحتمل أنه ¬

_ (¬1) علل الدارقطني (7/ 269)، الفردوس بمأثور الخطاب (607)، وانظر فيض القدير (5/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4633).

حذف تأكيد الجوارح لدلالة الثاني عليه (خطاياه وذنوبه) عطف تفسيري [4/ 3] وذلك أنه "إذا تاب العبد تاب الله عليه وأحبه وإذا أحبه ستره وإذا ستره أخفى عيوبه" (أبو العباس بن تركان) بالتاء المثناه من فوق من الترك الهمداني في كتاب التائبين عن أبي الجون مرسلاً (¬1). 7177 - "لله أشد أذنا إلى الرجل حسن الصوت بالقرآن يرفع به صوته من صاحب القينة إلى قينته. (د حب ك هب) عن فضالة بن عبيد (صح) ". (لله أشد أذناً) بفتح الهمزة والذال المعجمة بضبط المصنف سماعاً. (إلى الرجل الحسن الصوت بالقراءة) للقرآن (يرفع) بقراءته (صوته) فيه الحث على تحسين الصوت بالقرآن ورفعه من استماع (صاحب القينة) بفتح القاف الجارية المقتناة (إلى قينته) حتى تغنيه وأخذ منه أن فيه دليلاً على جواز استماع الغناء؛ لأن سماعه تعالى لا يجوز أن يقاس على محرم وخرج بإضافة القينة إليه فيه غيره فلا ينبغي سماعها بل يحرم إن خاف الفتنة كما جاء في الحديث "أن من أشراط الساعة سماع القينات والمعازف" كذا قيل. قلت: حمله على تحريم قينة الغير لتجتمع الأحاديث ويحتمل أنه لا دلالة في الحديث على ما ذكر فإنه يجوز أن يراد بالتشبيه مجرد الاستحسان وإن كان يحرم في نفسه (د، حب, ك، هب) (¬2) عن فضالة بن عبيد رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما، ورده الذهبي، فقال: بل هو منقطع. 7178 - "لله أقدر عليك منك (حم ت) عن أبي مسعود (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين في أخبار قزوين (1/ 226)، وانظر فيض القدير (5/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4632). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1340)، ابن حبان (754)، الحاكم (1/ 760) وقال: صحيح على شرط الشيخين، البيهقي في السنن (10/ 230)، وسكت عنه الشارح. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4630).

(لله) مبتدأ (أقدر) خبره (عليك) يا أبا مسعود (منك) متعلق بأقدر مقدم على عليك في الأصل أي أقدر منك وعليك صفة لأقدر وعليه حال من كاف منك أي أقدر منك حال كونك قادراً عليه أو متعلق بمحذوف على سبيل البيان كأنه لما قيل: أقدر عليك منك، قيل: على من؟ قيل: عليه. ذكره الطيبي وضمير عليه عائد إلى مملوك أبي مسعود وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - انتهى إلى أبي مسعود فرآه يضرب غلامه وهو - صلى الله عليه وسلم - من خلفه فناداه وفيه قصة قدمناها في الجزء الأول، وفيه الحث على الرفق بالمماليك (حم، ت (¬1) عن أبي مسعود البدري) رمز المصنف لصحته، وفي الكبير عنه حم، ت، وقال الترمذي: حسن صحيح. 7179 - "لأنا أشد عليكم خوفا من النعم مني من الذنوب ألا إن النعم التي لا تشكر هي الحتف القاضي. ابن عساكر عن المنكدر بن محمَّد بن المنكدر بلاغا". (لأنا) بفتح اللام جواب قسم مقدر، أو لام الابتداء وكذا في ما يأتي، وأنا ضمير المتكلم وهمزة أن مفتوحة على التقديرين، وهل الأرجح تقدير القسم أو الحكم بأنها لام ابتداء فلا تقدير الأرجح من حيث المعنى الأول لأنه يفيد تأكيد الحكم بالقسم وإن كان التقدير خلاف الأصل وهو المرجح للثاني، والتأكيد حاصل أيضاً في الثاني إلا إنه أبلغ في الأول (أشد عليكم خوفا من النعم مني) متعلق بأشد ومن النعم متعلق بخوفاً من الذنوب أي خوفي عليكم من إدرار الله للنعم أشد من خوفي عليكم من الذنوب التي ترتكبونها، والمراد: المخافة من التعذيب على النعم أشد من الخوف من التعذيب على الذنوب، أبان ذلك بالاستئناف بقوله: (ألا) كلمة تنبيه (إن النعم التي لا تشكر هي الحتف) الموت في عظم مصيبتها على الإنسان أو في كون الأعمال لا يعتد بها مع كفران النعم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1948)، أحمد (5/ 274) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5034).

فكافر النعم كالميت لا عمل له، والحديث تحذير من كفران النعم وإعلام بأنه يخاف من عقوبتها أعظم مما يخاف من عقوبة الذنب وذلك أن الذنب قد يتوب منه العبد ويلحق النفس الانكسار من فعله وكافر النعمة لا يخطر بباله إثم كفران نعمة الله عليه فيكون مصرًّا على الذنب غير معتقد أنه ذنب. إن قلت: كفران النعمة ذنب فكيف فضل على الذنوب. قلنا: فضل لأنه ذنب خفي لا يتنبه له إلا الأقل فكأنه ليس منها أو أفرد عنها إفراد الخاص عن العام أو أوقع التفضيل على نفس النعم لأنها أسباب الكفران وهي غير الذنوب قطعاً وحينئذ فلا نقدر مضاف حذف في الكلام كما قدرناه (ابن عساكر عن المنكدر بن محمَّد بن المنكدر) المدني ثقة فاضل متأله عابد روي عن عائشة وجابر (¬1)، وعنه: مالك وعده بلاغاً، قال بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 7180 - "لأنا من فتنة السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإن الدنيا حلوة خضرة البزار (حل هب) عن سعد (ض). (لأنا من فتنة) هي الابتلاء والاختبار بالخير والشر كما قال تعالى: نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35] وهي مصدر يحتمل أن المراد من فتنتكم بالسراء أو من فتنة: (السراء) إياكم [4/ 4] (أخوف) أشد خائفية أو مخوفية على الأقل (عليكم من فتنة الضراء) في أول وأريد بالسراء الخير والمال وغلتهم الأعداء ونحوه وبالضراء الحاجة والفقر ونحوه (إنكم ابتليتم بفتنة الضراء) الإضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول في أول الإِسلام قبل أن يفتح الله عليكم الدنيا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (26/ 134) مرسلاً انظر فيض القدير (5/ 253)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4647)، أما المنكدر بن محمَّد بن المنكدر فقال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (3/ 141): قال أحمد: كثير الخطأ وفي رواية عنه ثقة, وقال النسائي وأبو زرعة: ليس بالقوي، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال الأزدي: لا يكتب حديث, وانظر لسان الميزان (7/ 400).

ويهابهم الأعداء وهو استئناف تعليلي (فصبرتم) قرن خوفه عليهم من فتنة الضراء بما رزقه من دفعها بالصبر وأن الدنيا أعيان منافعها ولذاتها (حلوة) في الذوق (خضرة) في النظر وهما كناية عن المحبوب وإذا كانت كذلك فقد لا يقومون بشكرها ولا يدفعون عن أنفسهم ضرها فلذا كان أخوف عليهم وفيه مأخذ على أن الفقر أفضل من الغنى لأنه حصل التخوف معه صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة مع الغني دون الفقر وما أوجب خوفه صلى الله عليه وآله وسلم، يذم من هذه الجهة أي من جهة أنه - صلى الله عليه وسلم - خافه وقد يقال: إنه يعارضه حديث: "كاد الفقر أن يكون كفراً" (¬1) وقد يُجاب بأنها تختلف الأحوال باعتبار الأشخاص أو من الناس من لا يصلحه إلا الغنى ومنهم من لا يصلحه إلا الفقر وبه ورد الأثر الآخر (البزار، حل، هب (¬2) عن سعد) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه رجل لم يسم وهو رجل من بني عامر لم يذكروا اسمه وبقية رجاله رجال الصحيح ومثله قال المنذري (¬3): بعد عزوه إلى أبي يعلى والبزار. 7181 - "لأن أذكر الله تعالى مع قوم بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحب إلى من الدنيا وما فيها ولأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلى من الدنيا وما فيها. (هب) عن أنس (ح) ". (لأن أذكر الله تعالى مع قوم) لأن الاجتماع على ذكر الله تعالى أعون على النشاط وأكمل في الإقبال ولأن الواحد يتعرض له الشيطان بالوسواس (بعد ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 206) من رواية ابن عباس وأورده العجلوني في كشف الخفاء (2/ 108) وقال: في سنده يزيد الرقاشي ضعيف. وأورده العراقي في تخريج الإحياء (3/ 156) ويزيد ضعيف. (¬2) أخرجه البزار في مسنده (1168)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 93)، والبيهقي في شعب الإيمان (10308)، وأبو يعلى في مسنده (780)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4648). (¬3) انظر الترغيب والترهيب (4/ 89)، مجمع الزوائد (10/ 246).

صلاة الفجر إلى طلوع الشمس أحب إلي من الدنيا وما فيها) كأن المراد من إنفاقها وما فيها في حب الله لأن أجر هذا القعود أكبر من ذلك وأحب إلى الله تعالى فالمراد أن أجره أحب إليه ويحتمل أني أجد من روح القلب واطمئنانه بذلك أحب إليه مما ذكر والأول أنسب بمقام الرسول أو أن أجره في الآخرة أعظم من الدنيا وما فيها وأوسع فهو أحب إلي منها لأنه أكبر من ذلك وعبر بالأحبية لأن العظيم أحب من الحقير وهذا غير الوجه الأول (ولأن أذكر الله مع قوم بعد صلاة العصر إلى أن تغيب الشمس أحب إلى من الدنيا وما فيها) يجري فيه ما في الأول، والحديث حث على الاجتماع على الذكر هذين الوقتين، وفي الباب عدة أحاديث وسره أن الله تعالى لما كره فيهما لعباده الصلاة أعاضهم بفضيلة الذكر. (هب (¬1) عن أنس)، رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: سنده حسن، ورواه البيهقي في السنن من حديث يزيد الرقاشى (¬2) عن أنس أيضاً وتعقَّبه الذهبي بأن يزيد واه. 7182 - "لأن أطأ على جمرة أحب إلى آطأ على قبر (خط) عن أبي هريرة. (لأن أطأ على جمرة) قطعة نار ملتهبة (أحب إلى من أن أطأ على قبر) اسم التفضيل على أصله، والمراد أن ما يصيب الواطئ على القبر من الإثم يحبب إليه الوطئ على جمر الدنيا ثم قد قيد، في رواية الطبراني (بقبر المسلم) والحديث ظاهر في الحرمة وأجازه جماعة من الشافعية، قيل: وهذا حيث لا ضرورة وإلا فإن لم يصل إلى زيارة قبر إلا به فلا. قلت: وكان القياس خلاف ذلك لأن هذا من تحصيل المصلحة وذلك من ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (559)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 105)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4636)، والسلسة الضعيفة (2298). (¬2) انظر: ميزان الاعتدال (7/ 232).

دفع المفسدة ودفع المفاسد أهم من جلب المصالح، (خط (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقال الشارح: فيه قطن بن إبراهيم أورده الذهبي في الضعفاء وقال: له حديث منكر (¬2) ولذلك ترك مسلم الرواية عنه وهو صدوق عن الجارود بن يزيد وهو كما قال الدارقطني وغيره: متروك، وهذا الحديث مما تركوه لأجله وهذا الحديث قد أخرجه الجماعة إلا البخاري والترمذي في الجنائز بلفظ "لأن يجلس أحدكم ... " (¬3) الحديث سيأتي للمصنف قريباً بمغايرة يسيرة. 7183 - "لأن أطعم أخاً في الله مسلماً لقمة أحب إليَّ من أن أتصدق بدرهم ولأن أعطي أخاً في الله مسلماً درهماً أحب إليَّ من أن أتصدق بعشرة ولأن أعطيه عشرة أحب إليَّ من أن أعتق رقبة. هناد (هب) عن بديل مرسلاً". (لأن أطعم أخاً في الله مسلماً) وصف كاشف فإن الأخ في الله لا يكون إلا مسلماً (لقمة) فبالأولى غيرها. (أحب إليَّ من أن أتصدق بدرهم) يحتمل أن الأحبية لفضل الإطعام أو لكون المطعم أخاً مسلماً والتصدق بالدرهم يراد على غيره وهو الذي يوافق (ولأن أعط أخاً في الله مسلماً درهماً أحب إليَّ من أن أتصدق بعشرة دراهم) ويحتمل أن المراد إعطاء محتاج من الإخوان في الله لا يسأل والتصدق على من يسأل فإن موقع تلك عند الله أعظم (ولأن أعطيه عشرة أحب إليَّ من أن أعتق رقبة) وهذا حث على تقديم الإحسان [4/ 5] إلى الإخوان في الله على الصدقة والمراد غير الواجبة وإلا فهي أفضل من كل عطية (هناد (¬4) عن بديل) بضم الموحدة ومهمله مصغر بدل (مرسلاً)، وبديل هو ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5035). (¬2) انظر: ميزان الاعتدال (5/ 474) ولسان الميزان (7/ 342). (¬3) أخرجه مسلم (971)، وأبو داود (3228)، والنسائي (1/ 657)، وابن ماجة (1566) بنحوه. (¬4) أخرجه هناد في الزهد (643)، والبيهقي في شعب الإيمان (9628)، وضعفه الألباني في ضعيف =

ميسرة العقيلي تابعي مشهور ثقة سكت المصنف عليه وفيه الحجاج بن فرافصة قال أبو زرعة: ليس بقوي وأورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين (¬1). 7184 - "لأن أعين أخي المؤمن على حاجته أحب إليَّ من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام. أبو الغنائم النرسي في قضاء الحوائج عن ابن عمر". (لأن أعين أخي المؤمن) المراد به من ثبت له صفة الإيمان لا غير ومن كانت له زيادة اتصال فهو بالإعانة أحق (على حاجته أحب إلي من صيام شهر واعتكافه) وذلك لأن الله يحب من عباده أنفعهم لعباده والصوم والاعتكاف نفعه مقصور على فاعله والإعانة نفعها متعد والمتعدي أفضل من الخاص في مسجد الحرام (أبو الغنائم النرسي) بفتح النون وسكون الراء فمهملة نسبة إلى نرس بلدة بالعراق (¬2) يجلب منها الثياب النرسية وأبو الغنائم: هو الحافظ على بن ميمون النرسي (¬3) الكوفي (¬4) سمع الشريف أبا عبد الله الحسيني وجماعة (في قضاء الحوائج عن ابن عمر). 7185 - "لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل ولأن أقعد مع قوم ¬

_ = الجامع (4638)، والسلسة الضعيفة (308) إسناده ضعيف جداً لإرسال بديل بن ميسرة وضعف حجاج بن فرافصة قال أبو زرعة والذهبي: ليس بالقوي، وقال أبو حاتم: شيخ تهذيب الكمال (5/ 449)، الكاشف (1/ 313). (¬1) انظر المغني في الضعفاء برقم (1323)، قلت: ليس على هذا الحديث في الشرح إلا رمز "هناد". (¬2) معجم البلدان (/ 280). (¬3) الإكمال (7/ 287). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (6026) وفي الكبير (12/ 346) رقم (13646)، وفي الصغير (632)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 348) مطولاً بمعناه, وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 191) وقال: فيه مسكين بن سراج وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4639).

يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة (د) عن أنس (ح) ". (لأن أقعد مع قوم يذكرون الله) وأشرف الذكر تلاوة كتابه (من صلاة الغداة) من بعدها ويشمل من صلاها ولو في أثناء وقتها (حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل) قال البيضاوي (¬1): خص الأربعة لأن المفضل عليه مجموع أربعة أشياء: ذكر الله والقعود له والاجتماع عليه والاستمرار به إلى الطلوع أو الغروب وخص بني إسماعيل لشرفهم وإنافتهم على غيرهم ولقربهم منه ومزيد اهتمامه بحالهم وزاد أبو يعلى في روايته "دية كل رجل منهم إثنا عشر ألفاً" فالمراد إعتاقهم من القتل لا التحرير وفيه فضيلة القعود ذاكر مع قوم في ذلك الوقت فلو ذكر وحده هل يحرز هذا الأجر؟ (ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله) يحتمل أن المراد أقعد ذاكراً حذف لدلالة ما بعده عليه إذ ليس الفضيلة لمجرد القعود ويحتمل أن المراد مستمعا لذكرهم أو مترقباً لما ينزل عليهم من الرحمة وعليه حديث: "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" (من بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة) أي من (ولد إسماعيل) قال الشارح بعد أن صدر كلام المصنف برمته: إن الذي وقف عليه أربعة في أصول صحيحة المصابيح وغيرها. قلت: وهو كذلك فيما رأيناه من نسخ الجامع أيضاً فلعل ما شرح عليه نسخة غير مقابلة على أصل صحيح، قال الطيبي: تكرر أربعة وأعادها ليدل على أنها غير الأربعة الأولى. قلت: وهو إشارة إلى قاعدة معروفة ذكرها المغني وغيره وهي أغلبية، والحديث مأخوذ من قوله سبحانه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ¬

_ (¬1) انظر: فيض القدير (5/ 255).

بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ} [الكهف: 28] (د (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 7186 - "لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس. (م ت) عن أبي هريرة". (لأن أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) إن قيل: كان التوحيد ينبغي تقديمه على التنزيه والتحميد لأن ذينك تحلية وتخلية ولا يكونان إلا بعد إثبات الوحدانية. قلت: سلك بهذا الذكر مسلك الترقي وهذه الكلمات الشريفة قد كثر تكرارها كثرة بليغة وهي الباقيات الصالحات. (أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس) عبارة في غاية الإيجاز والبلاغة شاملة للأكوان وما فيها أي أجرها أحب إليَّ من الدنيا وجميع ما فيها أو نفس التلفظ بها أثلج لصدري وأروح لخاطري من ملك ذلك أو أحب إلى من أجر الإنفاق في سبيل الله لذلك وأخذ منه أن الذكر أفضل من الصدقة وبه أفتى الغزالي وغيره (م ت (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. 7187 - "لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلى من أن أعتق ولد الزنا. (ك) عن أبي هريرة" (صح). (لأن أمتع) من المتاع أي أتصدق على الغازي (بسوط في سبيل الله) والسوط أحقر ما يمتع به فبالأولي غيره. (أحب إليَّ من أن أعتق ولد الزنا) كأن المراد به الولد الذي تأتي به المرأة من الزنا وتخاف من الفضيحة فيعيله فإعتاقه بإحيائه أفضل من تحرير الرقبة فخصه لذلك أو المراد الموؤدة قال الشارح: مقصود ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3667)، وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (5036) وفي الصحيحة (2916). (¬2) أخرجه مسلم (2695)، والترمذي (3593).

الحديث التحذير من حمل الإماء على الزنا لتعتق أولادهنَّ وأن لا يتوهم [4/ 6] أحد أن ذلك قربة. قلت: لا يخفى بعده عن معنى الحديث ولحوقه بالألغاز إلا أن سبب الحديث الآتي يشهد له، وفيه الحث على تمتيع الغزاة ولو بأحقر الأشياء (ك (¬1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي، قال الشارح: وشاهده "خير ولد الزنا شر الثلاثة" (¬2) قلت: هذا شاهد على غير محل الدعوى فإن بين الحديثين في المعنى بعد المشرقين. 7188 - "لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلى من أن آمر بالزنا ثم أعتق الولد (ك) عن عائشة (صح) ". (لأن أمتع بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن آمر) بالمد (بالزنا) أي آذن فيه للإماء ثم يأتين بولد منه (ثم أعتق الولد) الآتي من زنا، قيل: إنه لما نزل قوله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} [البلد: 11] قالوا: يا رسول الله ما عندنا ما نعتقه إلا أن أحدنا له الجارية السوداء تخدمه فلو أمرناهن يزنين فيجئن بأولاد فاعتقناهم فذكره فأعلمهم صلى الله عليه وآله وسلم أن التمتع للغازي بأحقر شيء أحب إليه من ذلك، ولا يخفى أنه لا يحب الأمر بالزنا ولكنه خرج الحديث على أسلوب المخاطبين، (ك (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 7189 - "لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم وما أبالي أوسط القبر قضيت حاجتي أو وسط ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 214)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4641) وفي السلسة الضعيفة (4295). (¬2) أخرجه أبو داود (3963)، والنسائي في الكبرى (3/ 178). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 215)، والبيهقي في السنن (10/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4640).

السوق. (هـ) عن عقبة بن عامر (ض) ". (لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي) كأن المراد على القلب فإن النعل هي التي يخصف الرجل أي اجترحها بالنعل كما يخصف النعل أي يخرزها فأنال مشقة ذلك والشارح لم يتكلم عليه بشيء فالله أعلم بمراد رسوله. (أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم) لما له من الحرمة كما سلف (وما أبالي) إذا خلعت جلباب الحياء ولم أرقب (أوسط القبر قضيت حاجتي أو وسط السوق) فإن الكل سواء في المذمة عند الله تعالى، وفيه النهي عن قضاء الحاجة فوق القبر، (هـ (¬1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، وقال الشارح: إنه قال المنذري: إسناده جيد. 7190 - "لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها ولأن تصلي في حجرتها خير من أن تصلي في الدار ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد. (هق) عن عائشة (ح) ". (لأن تصلي المرأة في بيتها خير لها) في زيادة الأجر (من أن تصلي في حجرتها) في صحن دارها لأن بيتها وهو منزلها أستر (ولأن تصلي في حجرتها خير لها من أن تصلي في الدار) أي في محل منه لا تختص بها وإن كان من جملة الدار (ولأن تصلي في الدار خير لها من أن تصلي في المسجد) والحديث حث للمرأة على جعل صلاتها في أخفى أماكنها وإن ذلك أفضل لها من صلاة الجماعة وحديث: "صلاة الجماعة في المساجد تفضل صلاة الفذ" (¬2) خاص بالرجال وكذلك ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1567)، قال البوصيري (2/ 41): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 201)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5038)، والسلسة الصحيحة (906). (¬2) أخرجه البخاري (618)، ومسلم (650).

أحاديث فضل صلاة المساجد مع أنه - صلى الله عليه وسلم - قد أمر الناس أن لا يمنعوا النساء من المساجد بل يأذنون لهن إذا طلبن ذلك (هق (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه لكنه، قال الذهبي في المهذب: إن فيه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة ضعيف (¬2). 7191 - "لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يغدو إلى الجبل فيحتطب فيبيع فيأكل ويتصدق خير له من أن يسأل الناس (ق ن) عن أبي هريرة (صح) ". (لأن يأخذ أحدكم حبله) وفي لفظ: "أحبله" بالجمع (ثم يغدو) به أي يذهب في الغداة (إلى الجبل) فإن الحطب أغلب ما يكون فيه (فيحتطب فيبيع حطبه) فيأكل من ثمنه (ويتصدق خير له من أن يسأل الناس) أموالهم، وخير ليس على بابه بل من باب {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا} [الفرقان: 24] والحديث حث على الاكتساب والتعفف عن السؤال ولو بأشق الأعمال (ق ن (¬3) عن أبي هريرة) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لأن ... " إلى آخره هذا لفظ البخاري. 7192 - "لأن يؤدب الرجل ولده خير له من أن يتصدق بصاع (ت) عن جابر بن سمرة (ض) ". (لأن يؤدب الرجل ولده) يعلمه آداب الدين والدنيا. (خير له) عند الله في الأجر. (من أن يتصدق بصاع) فإن الله تعالى يقول: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 123)، وفي شعب الإيمان (7820)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 265) وفيه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة قال ابن معين: ليس حديثه بشيء وقال الدارقطني: ضعيف، وقال ابن حجر: ضعيف كثير الإرسال، ينظر: الضعفاء والمتروكين (3/ 76)، التقريب (1/ 493). وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5039)، والسلسة الصحيحة (2142). (¬2) انظر المهذب في اختصار السنن الكبير للذهبي (2/ رقم 4764). (¬3) أخرجه البخاري (2374)، ومسلم (1042)، والنسائي في المجتبى (5/ 96).

نَارًا} [التحريم: 6] وتأديب الأولاد بتعليم مناسك الدين وأخلاق المؤمنين وقاية لهم عن النار وظاهره أنه لا يجب التأديب، والأظهر وجوبه في تعليم الفرائض وقد يقال: إنه فرض كفاية إذا قام غير الأب سقط عنه الوجوب (ت) (¬1) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لضعفه، والترمذي قال: حسن غريب، وفيه ناصح بن عبد الله الحكمي (¬2) واهٍ وهذا الحديث مما أنكره عليه الحفاظ، قال الذهبي: إنه هالك. 7193 - "لأن يتصدق المرء في حياته بدرهم خير له من أن يتصدق بمائة عند موته. (د حب) عن أبي سعيد (ح) ". (لأن يتصدق المرء في حياته) وهو يرجوا الحياة ويخشى الفقر كما في حديث سلف. (بدرهم خير له) في الأجر عند الله (من أن يتصدق بمائة درهم عند موته) قيل: أراد بمائة الكثرة [4/ 7] كما أراد بدرهم القلة، ويدل له ما في رواية: "بجمع ماله" وهذا مقيد شرف الصدقة في الحياة على الوصايا ونحوها (د حب (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حبان: صحيح وأقره ابن حجر. 7194 - "لأن يجعل أحدكم في فيه تراب خير له من أن يجعل في فيه ما حرم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1951)، وأحمد في مسنده (5/ 96)، وفيه ناصح بن عبد الله المحلمي، قال البخاري: منكر الحديث, وقال ابن معين ليس بشيء، وقال أبو حاتم: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر وناصح ضعيف الحديث ينظر: (ضعفاء العقيلي (4/ 311)، علل ابن أبي حاتم (2/ 240)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4642)، والسلسة الضعيفة (1887). (¬2) في كتب التراجم "المحلمي" وورد في الأصل "الحكمي" قال الحافظ في التقريب (7067): ضعيف، وقد قال الذهبي: ليس بثقة وقال في الكاشف: ضعفوه, انظر المغني في الضعفاء (6578)، والكاشف (5775)، وراجع كذلك: ميزان الاعتدال (4/ 240). (¬3) أخرجه أبو داود (2866)، وابن حبان في صحيحه (8/ 125) (3334)، وانظر فتح الباري (5/ 374)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4643)، والسلسة الضعيفة (1321).

الله. (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (لأن يجعل أحدكم في فيه تراباً) يأكله (خير له من أن يجعل في فيه ما حرم الله) كالخمر ونحوه مما حرم، وهل يدل على جواز أكل التراب؟ قيل: نعم وإلا لما خيره على الحرام، وقيل: لا وإنما هو إخبار بأن حرمته أخف من حرمة أموال الناس وهذا إذا أريد بالعام الخاص (هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وفيه إبراهيم بن سعيد المدني قال الذهبي: مجهول منكر الحديث. 7195 - "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرّق ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر (حم م ن هـ) عن أبي هريرة" (صح). (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرّق ثيابه) فتتلف ماله (فتخلص إلى جلده) فتؤلم بدنه (خير له من أن يجلس على قبر) فإنه يصيبه من عذاب ذلك أكثر مما ضر ماله وبدنه وهو ظاهر في حرمة القعود على القبر، وقيل: أراد الجلوس لبول عليه أو غائط، كما في رواية أبي هريرة فإنه المحرم لا مجرد الجلوس والاعتماد عليه فإنه مكروه لا غير (حم م د ن هـ (¬2) عن أبي هريرة). 7196 - "لأن يزني الرجل بعشرة نسوة خير له من أن يزني بامرأة جاره ولأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر له من أن يسرق من بيت جاره. (حم خد طب) عن المقداد بن الأسود (ح) ". (لأن يزني الرجل بعشرة نسوة خير له من أن يزني بامرأة جاره) وذلك لعظم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5763)، وأحمد في مسنده (2/ 257). وفيه إبراهيم بن سعيد المدني قال الذهبي: منكر الحديث، وقال ابن حجر: مجهول الحال، وقال ابن عدي: ليس بمعروف. وانظر: تهذيب الكمال (2/ 99)، التقريب (1/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4644)، وفي السلسة الضعيفة (5175). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 311)، ومسلم (971)، وأبو داود (3228)، والنسائي (1/ 657)، وابن ماجة (1566).

حق الجار فإفساد أهله أعظم عند الله ومثله ابنته وأخته وكل ذي رحم له فإن زنية واحدة بها كإثم عشر زنيات بغيرها، قال الذهبي في الكبائر (¬1): فيه أن بعض الزنا أكبر إثماً من بعض، قال: وأعظمه الزنا بالأم والأخت وامرأة الأب وبالمحارم وامرأة الجار وأخرج الحاكم وصححه: "من واقع ذات محرم فاقتلوه" (¬2) فالزنا كبيرة إجماعاً وبعضه أفحش من بعض (وأن يسرق الرجل من عشرة أبيات) عشر سرقات (أيسر له) في العذاب والإثم. (من أن يسرق من بيت جاره) لعظم حق الجار، أخرج الطبراني من حديث ابن عمر فقال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة فقال: "لا يصحبنا اليوم من آذى جاره" فقال رجل من القوم: أنا بلت في أصل حائط جاري فقال: "لا تصحبنا اليوم" (¬3) (حم خد طب (¬4) عن المقداد) ورمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي والمنذري: رجاله ثقات. 7197 - "لأن يطأ الرجل على جمرة خير له من أن يطأ على قبر. (حل) عن أبي هريرة (ض) ". (لأن يطأ) أي يمر عليه ويمشي. (الرجل على جمرة خير له من أن يطأ على ¬

_ (¬1) انظر: الكبائر للذهبي (ص: 17). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 356)، والترمذي (1462)، وابن ماجة (2564)، وأحمد في مسنده (1/ 300)، وقال الحاكم: صحيح الإسناد وتعقبه الذهبي في التلخيص بقوله: (لا يعني غير صحيح). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (9479)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 170) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الحميد الحماني وهو ضعيف. (¬4) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 8)، والبخاري في الأدب المفرد (103)، والطبراني في الكبير (20/ 256) رقم (605) والأوسط (633)، والبيهقي في الشعب (9552)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 168) والمنذري في الترغيب والترهيب (3/ 239)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5043).

قبر) وتقدم. (حل (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأنه ساقه مخرجه من حديث قطن بن إبراهيم عن الجارود بن يزيد عن شعبة عن سعيد بن أبي سعيد المقبري وقال: تفرَّد به الجارود عن شعبة. 7198 - "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له. (طب) عن معقل بن يسار (ض) ". (لأن يطعن) مغير صيغة (في رأس أحدكم بمخيط) ما يخاط به من الإبرة ونحوها (من حديد خير له) في حقارة الإثم (من أن يمس امرأة لا تحل له) ظاهره ولو بغير شهوة وفيه تحريم لمس الأجنبية وهل يحرم لمس محرمه فإنها لا تحل له. قلت: إن أريد بلا تحل، حل الوطئ دخلت المحرم في تحريم اللمس إن أريد به حل الرؤية لم يحرم لمس المحرم والأول أظهر أو هو متعين (طب (¬2) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رجاله ثقاتٌ. 7199 - "لأن يلبس أحدكم ثوباً من رقاع شتى خير له من أن يأخذ بأمانته ما ليس عنده. (حم) عن أنس (ح) ". (لأن يلبس أحدكم ثوباً من رقاع) جمع رقعة وهي خرقة تجعل مكان المقطع من الثوب. (شتى) جمع شتيت أي متفرقات ألوانًا وأجناسًا. (خير له من أن يأخذ بأمانته ما ليس عنده) أي يأخذ من الناس بسبب ائتمانهم له لما يظنونه فيه من الوفاء ولم يكن عنده ما يفي لهم به وذلك لأنه يشغل ذمته بالدين وليس لديه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (7/ 207)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5044). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 211) (486، 487)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 326) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 26)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5045)، والسلسة الصحيحة (226).

قضاء، وفيه تشديد عظيم في الاستدانة سيما لمن ليس عنده وفاء فيكره ذلك وفي شرح مسلم (¬1) أنه يكره تحريماً عند الشافعية لهذا الحديث. (حم (¬2) عن أنس قال: بعثني رسول الله إلى نصراني، وفي رواية إلى يهودي يبعث إليه أثواباً إلى الميسرة وما الميسرة تقال والله ما لمحمد ثاغية ولا راغية فرجعت فلما رآني رسول الله قال: "كذب عدو الله والله [4/ 8]، أنا خير من بايع" (لأن يلبس ...) الحديث. رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه راو يقال له جابر بن يزيد وليس بالجعفي ولم أجد من ترجمه (¬3) وبقية رجاله ثقات. 7200 - "لأن يمتلئ جوف رجل قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعراً. (حم ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". (لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً) مِدَّة لا يخالطها دم (حتى يريه) بفتح المثناه التحتيه من الورى بوزن الرمى غير مهموز حتى يغلبه فيشغله عن القرآن وعن ذكر الله أو حتى يفسده كما قاله البيضاوي (خير له من أن يمتلئ جوفه شعراً (قيل: أنشا أو إنشاداً لما يؤل إليه من التشاغل عن العبادة قال القاضي (¬4): المراد بالشعر ما تضمن سبباً وهجاءًا أو مفاخرة كما هو غالب شعر الجاهليين، قيل: وقوله: شعراً ظاهره العموم وهو مخصوص بما لم يشمل على الذكر والزهد والرقائق. قلت: ليس هنا لفظ عموم، فإنه يكره في الإثبات ولا يفيد إلا إذا كانت في ¬

_ (¬1) انظر شرح صحيح مسلم للنووي (7/ 47) و (6/ 155). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 243)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 125)، وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 377): سألت أبي عنه فقال: هذا حديث منكر فيه سليمان وسفيان مجهولان, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4645)، والسلسة الضعيفة (3096). (¬3) انظر: تعجيل المنفعة (/ 64 - 65). (¬4) انظر: إكمال المعلم لقاضي عياض (7/ 199).

النفي كما علم في الأصول، وقال النووي (¬1): هذا الحديث محمول على التجرد للشعر بحيث يشغله عن القرآن والذكر (¬2)، وقال القرطبي (¬3): من غلب عليه الشعر لزمه بحسب العادة الأدبية الأوصاف المذمومة وعليه يحمل الحديث. (حم ق 4 (¬4) عن أبي هريرة) وفي الباب عن عمر وابنه وسلمان وجابر وغيرهم. 7201 - "لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت. (طب) عن أبي رافع (ح) ". (لأن يهدي الله) للحق والصراط المستقيم (على يديك) خطاب لعلي كرم الله وجه وهو عام لغيره (رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت) فأنفقته في سبيل الله فإن هداية رجل واحد أعظم أجراً عند الله من ذلك وإنفاقه وذلك لأن بهدايته نجاته من شرور الدنيا والآخرة والصدقة فيها دفع ألم الحاجة حيناً من الأحيان لأن الهداية دعاء إلى الله وهي طريقة الرسل التي بعثوا بها ولم يفعل أحد خيراً مما فعلوا ولأن فيه هدايته حياته الأبدية ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً وفيه الحث على الدعاء إلى الله والدلالة عليه ويدخل فيه كل هداية إلى أي خصلة من خصال الخير (طب (¬5) عن أبي رافع) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه يزيد بن زياد مولى ابن عباس ذكره المزي في الرواة عن أبي ¬

_ (¬1) شرح مسلم (15/ 14). (¬2) انظر: اختلاف العلماء في رواية الشعر: في شرح معاني الآثار (4/ 295)، والنووي (15/ 14). (¬3) الجامع لأحكام القرآن (13/ 137). (¬4) أخرجه البخاري (6155)، ومسلم (2257)، وأحمد في مسنده (3/ 8). وأبو داود (5009)، والترمذي (2551) لم أقف على رواية النسائي في السنن الكبرى ولا المجتبى، وابن ماجه (3759). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 315) (930، 994، 5877)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 334)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4646)، والسلسة الضعيفة (2950).

رافع وابن حبان في الثقات (¬1). 7202 - "لإن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع (م هـ) عن ابن عباس (صح) (¬2) ". "لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه. (م) عن جابر (صح) ". (لتأخذوا) أمر باللام (عني مناسككم) عباداتكم في الحج (فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه) وقد فرض الله عليكم الحج مجملاً وبيانه بأفعاله - صلى الله عليه وسلم - فيجب اتباعها وهذا قاله في حجة الوداع وصدق فإنه لم يحج بعدها والحديث من أعظم قواعد الحج (م (¬3) عن جابر) ورواه أبو داود وابن خزيمة والنسائي من حديث جابر أيضاً. 7204 - "لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء تنطحها. (حم خد م ت) عن أبي هريرة (صح) ". (لتؤدن) من التأدية مصدر أدى من باب أفعل فحرف المضارعة مضموم وهو مبني للمعلوم وفاعله ضمير الجماعة المحذوف لملاقاة نون التأكيد وضمة ما قبلها دليله وأصله توادون كما هو معروف في محله، (والحقوق) منصوب مفعول التأدية أي تسلمون الحقوق ونقل الشارح أنه مبني للمجهول فالدال مفتوحة والحقوق مرفوع على أنه نائبه وما ذكرناه هو الذي ضبط على خط المصنف بضم المهملة. (إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء) بالجيم وبعد اللام حاء ¬

_ (¬1) انظر: تهذيب الكمال (33/ 301)، والثقات لابن حبان (7/ 622). (¬2) أخرجه مسلم (1134) وابن ماجه (1736)، لم يشرحه المصنف وأشار إليه بهامش الكتاب قائلاً: "هذا الحديث ثابت في المتن في هذا الموضع" أ. هـ وانظر: لشرحه فيض القدير (5/ 260). (¬3) أخرجه مسلم (1297)، وأبو داود (1970)، وابن خزيمة (2877)، والنسائي (5/ 270)، وفي الكبرى (2/ 436).

مهملة ثم بالمد هي التي لا قرن لها (من الشاة القرناء) تنطحها لما أصابتها به في الدنيا وكأنه تعالى يخلق للجلحاء قرونا تقتص بها أو يعرفها مقدار القصاص بغير القرن بما يؤلم قدر ألمه الذي أصابها في الدنيا وقد وسعت البحث في ذلك في رسالة: "جواب سؤال" والحديث واضح في حشر البهائم وفي أنها مكلفة وأنه يقع بينها التظالم في دار الدنيا (حم خد م ت (¬1) عن أبي هريرة). 7205 - "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم. (البزار طس) عن أبي هريرة (ح) ". (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم) ينزلون بكم ما تكرهونه ويسؤكم، والله ليكونن أحد الأمرين إما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو تسليط الأشرار عقوبة لكم على ترك ذلك (فيدعو خياركم ربهم) أن يخلص العباد من تسليط الأشرار (فلا يستجاب لهم) وفيه دليل على وجوب الأمر والنهي فإنه لا عقوبة إلا على ترك الواجب وفيه أن ترك إجابة دعاء الأخيار من العقوبة أيضاً (طس [4/ 9] والبزار (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه إلا أنه أعله الحافظ الهيثمي بأن فيه حبان بن علي وهو متروك، وقال الزين العراقي: كلا طريقيه ضعيف. 7206 - "لتركبن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراع بذراع حتى لو أن أحدهم دخل جحر ضب لدخلتم وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 235، 301)، والبخاري في الأدب المفرد (183)، ومسلم (2582)، والترمذي (2420). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1379) وقال: تفرد به بكر بن يحيى بن زبان، والبزار في مسنده (188). وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 266). وقال: فيه حبان بن علي وهو متروك وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه في أخرى، وضعَّفه العراقي في تخريج الإحياء (2/ 243)، والألباني في ضعيف الجامع (4650)، والضعيفة (4298).

لفعلتموه. (ك) عن ابن عباس (صح) ". (لتركبن) وفي لفظ لتتبعن. (سنن) بفتح المهملة سبيلهم (من كان قبلكم من الأمم) قيل: يا رسول الله اليهود والنصاري؟ قال: "فمن إذا" هكذا هو عند الحاكم (شبراً بشبر) وخص ملتبساً الارتكاب بقدر ما ارتكبوه من المخالفات إن خالفوا شبراً تتبعتموهم بشبر قدر ما فعلوه وإن خالفوا (ذراعاً) خالفتم (بذراع) والحديث إعلام وإخبار بأن الأمة والمراد غالبها تشابه الأمم في المعاصي وباقي أنواع ما يأتونه غير الكفر وهو تحذير عن تشابه من قبلهم في أفعالهم وأخلاقهم وقد صدق إخباره - صلى الله عليه وسلم - فقد سلك الناس مسالك الأمم في الابتداع والاتساع وإقامة الحدود على الضعفاء دون الشرفاء وقبول الرشا والاتساع في شهوات الدنيا وزخرفت المساجد واتخاذ القبور أوثاناً وغير ذلك مما يعرفه كل عارف. (حتى لو أن أحدهم) أي الأمم الماضية (دخل جحر ضب) بضم الجيم وسكون المهملة (لدخلتم) والضب حيوان معروف، قال ابن خالويه: أنه يعيش مائة سنة وأنه لا يشرب الماء، قيل: إنما خصه لأن العرب تقول: إنه قاضي الطير والبهائم وأنها اجتمعت إليه لما خلق الإنسان فقال: تصفون خلقاً ينزل الطير من السماء ويخرج الحوت من البحر إذا اجتاح فليطر من كان ذا مخلب وهذا إخبار أنهم يتابعونهم في ما لا نفع فيه ولا يغني فاعليه وقوله: (وحتى لو أن أحدهم جامع امرأته في الطريق) على أعين الخلق (لفعلتموه) في متابعتهم في القبائح، قال ابن تيمية (¬1): هو أُخرج مخرج الخبر عن وقوع ذلك وذم لمن يفعله كما كان يخبر عما يفعل الناس بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المحرمة. قلت: وإخبارهم عن هذا تحذير وتبعيد لهم عن ذلك وتقبيح لطرائق اليهود ¬

_ (¬1) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم.

والنصارى ومتابعتهم (ك (¬1) عن أبي هريرة) وقال: على شرط مسلم، وأقره الذهبي ورمز المصنف لصحته ورواه عنه أيضاً البزار، قال الهيثمي: ورجاله ثقات ورواه الشيخان دون قوله: "حتى لو أن أحدهم جامع امرأته" الخ. 7307 - "لتزدحمن هذه الأمة على الحوض ازدحام إبل وردت لخمس. (طب) عن العرباض (ح) ". (لتزدحمن هذه الأمة) التي أجابت وأطاعت (على الحوض) الكوثر (ازدحام إبل وردت الماء لخمس) من الليالي بعد أن صميت أربعاً فتزدحم يوم الخامس على الماء لشدة عطشها، كذلك الأمة لشدة عطشها في ذلك اليوم العبوس القمطرير (طب (¬2) عن العرباض بن سارية) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رواه بإسنادين أحدهما حسن. 7208 - "لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه. (حم) والضياء عن عبادة بن الصامت (صح) ". (لتستحلن طائفة من أمتي الخمر) يجعلونه حلالاً في زعمهم (باسم يسمونها إياه) بسبب تسميتها بغير اسمها فيقلبون الاسم يستحلوا به الجسم تحيلا على تحليل ما حرم الله وقد وقع ذلك وسمونها نبيذا وقد تقدم هذا (حم (¬3) والضياء ¬

_ (¬1) عزاه المصنف إلى الحاكم من حديث أبي هريرة, والصواب أنه من حديث ابن عباس (4/ 455)، وأخرجه البخاري (3456)، ومسلم (2669) دون قوله: "حتى لو أن أحدهم جامع امرأته بالطريق لفعلتموه" من رواية أبي سعيد، وانظر مجمع الزوائد (7/ 516)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5067) والسلسلة الصحيحة (1348). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 253) (632)، وابن حبان في صحيحه (7239)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 365) وقال: رواه الطبراني بإسنادين أحدهما حسن، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5068) والصحيحة (2145). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 318)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (312، 313)، وابن ماجة (3385)، والبزار (2720)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 75): فيه ثابت بن السميط وهو مستور وبقية رجاله ثقات, وصححه الألباني في صحيح الجامع (5069).

عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته. 7209 - "لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش. (حم ك) عن بشير الغنوي (صح) ". (لتفتحن القسطنطينية) هي أعظم مدائن الروم بناه قسطنطين الملك وهو أول من تنصر من ملوك الروم (ولنعم الأمير) الفاتح لها. (أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) لا أعرف الأمير الذي فتحت على يديه وهي الآن في أيدي المسلمين ويقال أنها يملكها الكفار مرة أخري ثم تفتح بالتكبير (¬1) (حم ك (¬2) عن بشير الغنوي) صححه الحاكم وأقره الذهبي، رمز المصنف لصحته. 7210 - "لتملأن الأرض جوراً وظلماً فإذا ملأت جوراً وظلماً يبعث الله رجلاً مني اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً فلا تمنع السماء شيئاً من قطرها ولا الأرض شيئاً من نباتها يمكث فيكم سبعاً أو ثمانياً فإن أكثر فتسعاً البزار (طب) عن قرة المزني (ض) ". (لتملأن الأرض جوراً وظلماً) عطف تفسيري وجمع بينهما إشارة إلى أنه ظلم بالغ مضعف وملأ الأرض كناية عن وقوع الظلم في كل محل منها وهو إخبار عما قضاه الله في سابق علمه (وإذا ملئت ظلماً وجوراً يبعث الله رجلاً مني) من أهل بيتي. (اسمه اسمي) وأشهر أسمائه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فكأنه المراد (واسم أبيه اسم أبي) عبد الله (فيملأها عدلاً وقسطاً) جمع بينهما لمثل ما سلف. (كما ملئت جوراً وظلماً) فيصل [4/ 10] عدله وقسطه كل محل دخل فيه الجور والظلم. (فلا تمنع السماء شيئاً من قطرها) الإتيان بالفاء إشارة إلى أنه تسبب عن العدل ¬

_ (¬1) انظر: معجم البلدان (4/ 347). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 335)، والحاكم في المستدرك (4/ 422)، والبخاري في التاريخ الكبير 2/ 81، والطبراني في الكبير 2/ 38 (1216)، وأورده الحافظ في الإصابة (1/ 308) وعزه لأحمد والبخاري في التاريخ, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4655) والسلسلة الضعيفة (878).

إدرار السماء وإنبات الأرض. (ولا الأرض شيئاً من نباتها) فتجتمع خصب الأديان والدنيا وخيرات الأديان والأبدان (يمكث فيكم سبعًا من السنين أو ثمانياً فإن كثر فتسعاً) وهو المهدي - عليه السلام - وأحاديثه متواترة (البزار في مسنده طب (¬1) عن قرة المزني) بضم الميم فزاي نسبة إلى مزينة رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه من طريق ابن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف. 7211 - "لتملأن الأرض ظلماً وعدواناً ثم ليخرجنَّ رجل من أهل بيتي يملأها عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وعدواناً (الحارث عن أبي سعيد (ض) ". (لتملأن الأرض ظلماً وعدواناً) إيقاع الملأ على الظلم والعدوان وهما من المعاني، والملأ ظاهر في المحسوسات إشارة إلى أنه يتكاتف الظلم حتى يكون كالمحسوس (ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً) فيه ما سلف من إيقاع الامتلاء على المعاني وهذا الذي ينقذ الله به الأمة هو المهدي - عليه السلام - (الحارث (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه. 7212 - "لتنتقون كما ينتقي التمر من الحثالة فليذهبن خياركم وليبقين شراركم فموتوا إن استطعتم. (هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (لتنتقون) من انتقاه إذا اختاره وهو مبني للمفعول. (كما ينتقي التمر من الحثالة) بضم المهملة فمثلثة وهو رديء التمر وبغيته أي يتقون بالموت كما دل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 32) (68)، والبزار في مسنده (3323)، وابن عدي في الكامل (3/ 99)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 259). وأورده الهيثمى في المجمع (7/ 314) وقال رواه من طريق ابن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف, وصححه الألباني في صحيح الجامع (5073)، والسلسلة الصحيحة (1529). (¬2) أخرجه الحارث في مسنده كما في الكنز (38670) وأسلم بن سهل في تاريخ واسط (1/ 125)، وأخرجه أحمد في مسنده (3/ 17)، وابن حبان في صحيحه (6826)، وأبو يعلى في مسنده (987) بمعناه. وتقدم تخريج الحديث عن قرة المزني في الحديث السابق، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5074)، والصحيحة (1529).

له. (فليذهبن خياركم) بالموت كما قيل. الناس للموت كخيل طراد ... السابق السابق منها الجواد (وليبقين شراركم) وذلك أنه تعالى يصون الأخيار عن مجاورة الأشرار. (فموتوا إن استطعتم) لتكونوا من الأخيار أو ابذلوا أنفسكم في الجهاد لأعداء الدين لتفوزوا بلقاء الله إن استطعتم ووجدتم سبيلاً إلى موت لا إثم فيه فإنه لا خير في حياة في جوار الأشرار، (هـ, ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وفيه عند ابن ماجة طلحة بن يحيى قال: في الكاشف وثقه جمع، وقال البخاري: منكر الحديث. 7213 - "لتنتهكن الأصابع بالطهور أو لتنتهكنها النار (طس) عن ابن مسعود (ض) ". (لتنتهكن الأصابع بالطهور) أي لتبالغن في تطهيرها وإزالة الدرن عنها (أو لتنتهكنها النار) أو لتبالغن النار في إحراقها فأحد الأمرين كائن لا محالة وهو إعلام بإيجاب تنظيف الأصابع وخصها وإن كان غسل أعضاء الوضوء كلها واجبا لأنه قد يتساهل في تخليلها. (طس (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: إسناده حسن، وقال المنذري: رواه الطبراني في الأوسط مرفوعاً ووقفه في الكبير عن ابن مسعود بإسناد حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4038)، والحاكم في المستدرك (4/ 316، 434)، وفي سند ابن ماجة طلحة بن يحيى، قال ابن معين: ثقة, وقال أبو زرعة: صالح الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث. وانظر: المغني في الضعفاء (1/ 317)، الكاشف (1/ 515)، وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، التقريب (3036)، قال البوصيري (4/ 191): هذا إسناد فيه مقال، أبو حميد لم أر من جرحه ولا من وثقه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4659). وأورده في السلسلة الصحيحة (1781). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2674) مرفوعاً، وفي الكبير موقوفاً على ابن مسعود (9/ 246) (9212) وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 236) وقال: إسناده حسن، والمنذري في الترغيب والترهيب (1/ 103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4660)، والضعيفة (4301).

7214 - "لتنتقضن عرى الإِسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة (حم حب ك) عن أبي أمامة" (صح). (لتنتقضن) بالبناء للمجهول. (عرى الإِسلام) من نقضت الحبل حللت برمه والعرى جمع العروة والمراد بها هنا ما يتعلق به من شعب الإيمان (عروة عروة) قال أبو البقاء: النصب على الحال والمراد تنقض متتابعاً مثل دخلوا الأول فالأول أي شيئاً بعد شيء (فكلما انتقضت عروة تشبث الناس) تمسكوا (بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم) إبطال ما أبرمه الله وأوجبه من الأحكام الشرعية كما قد وقع ذلك وقيل نقض القضية بعد إبرامها على الوجه الشرعي فتنتقض مرات على قدر الدراهم وتبدلت الأحكام الإِسلامية بالأحكام الطاغوتية (وآخرهن الصلاة) يتركها الناس وإن أتوا بها أتوا بها على صفة لا تقبل كما قد وقع ذلك في دهرنا فلقد يمتلئ المسجد بالرجال ما فيهم من يقيم أركان صلاته ولا من يقول له أقمها (حم حب ك (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح تفرد به عبد العزيز بن عبيد الله عن إسماعيل، وتعقبه الذهبي بأن عبد العزيز ضعيف. وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 7215 - "لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمتي (حم ت) عن ابن عمر (ض). (لجهنم) بكسر اللام لام جر متعلقها محذوف أي جعل الله أو خلق أو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 251)، وابن حبان (6715) والحاكم في المستدرك (4/ 92)، وقال: الإسناد كله صحيح ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بضعف عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة بن صهيب، والطبراني في مسند الشاميين (1602) والبيهقي في شعب الإيمان (5277)، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 281) وقال: رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5075).

نحوه. (سبعة أبواب) كما في الآية. (باب منها لمن سل السيف على أمتي) يختص به فلا يدخله غيره. وفي إعداده وانفراده بدخوله [4/ 11] إعلام بأنه من أشر من يدخل النار قال الحكيم: والمراد الخوارج كما أخرج بسنده عن كعب الأحبار أن للشهيد نورين ولمن قتل الخوارج سبعة أنوار ولجهنم سبعة أبواب باب منها للحرورية. قلت: ويدخل فيه من شابههم (حم ت (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وقال الترمذي: غريب. 7216 - "لحجة أفضل من عشر غزوات ولغزوة أفضل من عشر حجات (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (لحجة أفضل من عشر غزوات) أي حجة الفرض لأنها فرض عين والغزو فرض كفاية والأول آكد. (ولغزوة أفضل من عشر حجات) نفلاً لأن فرض الكفاية أفضل من النفل وتقدم: "حجة لمن لا يحج خير من عشر غزوات"، الحديث (¬2) وحديث: "حجة خير من أربعين غزوة وغزوة خير من أربعين حجة" (¬3) ونحوه. في حرف الحاء (هب (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه فيه سعيد بن عبد الجبار أورده الذهبي في الضعفاء, وقال النسائي: ليس بثقة (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3123)، وأحمد في مسنده (2/ 94)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 235) وقال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول، وأورده العلائي في جامع التحصيل (1/ 156) وقال: قال أبو حاتم مرسل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4661)، وضعيف الترمذي (3123). (¬2) أخرجه أبو داود في مراسيله (303) وحديث جابر. (¬3) أورده الهيثمي في المجمع (5/ 279) وعزاه للبزار من حديث ابن عباس. (¬4) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4222)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4663)، والضعيفة (2656). (¬5) المغني في الضعفاء (1/ 262)، الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 52).

7217 - "لحم صيد البر لكم حلال وأنتم حرم، ما لم تصيدوه أو يصاد لكم (ك) عن جابر (صح) ". (لحم صيد البر لكم حلال وأنتم حرم) جمع حرام بمعنى محرم سيق لبيان قوله تعالى: {وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا} [المائدة: 96] وأن المراد بالصيد الاصطياد كما دل له مفهوم (ما لم تصيدوه بأنفسكم فإنه محرم أو يصاد لكم) أي يصاد لأجلكم فإنه ملحق باصطيادكم أيضاً في الحرمة, قال الشافعي: هذا أحسن حديث في الباب وأقيسه والعمل عليه. قلت: وبه تجتمع الأحاديث وقد بينا في حاشية ضوء النهار ذلك بياناً شافياً، واعلم أنه قال الطيبي: فيه إشكال إذ قضية العربية أو يصد لكم لعطفه على المجزوم وغاية ما يتكلف فيه أن يقال إنه عطف على المعنى، فإنه لو قيل: ما لا تصيدونه أو يصاد لكم لكان ظاهراً فيقدر هذا المعنى (ك (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته وهو من رواية عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب عن مولاه المطلب عن جابر قال ابن حجر: وعمرو مختلف فيه وفي التقريب ربما وهم ومولاه، قال الترمذي: لا يعرف له سماع من جابر وقد رواه الطبراني عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن جابر، قال الغرياني في مختصره: ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 649، 621)، والنسائي في المجتبي (5/ 187)، والشافعي في مسنده (1/ 186)، والبيهقي في سننه (5/ 190) وأورده العلائي في جامع التحصيل (1/ 281) وقال: قال الترمذي: فيه المطلب بن عبد الله بن حنطب لم نعرف له سماع من جابر، وأورده السيوطي في شرحه (5/ 187) وقال: خبر جابر ساقط لأنه عن عمرو مولي المطلب وهو ضعيف وقد سبق إلى تضعيفه ابن معين وغيره لكن وثقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن حجر في التقريب (1/ 534): المطلب بن عبد الله صدوق كثير التدليس والإرسال من الرابعة, وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 283) قال يحيى: عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب لا يحتج بحديثه, وقال الذهبي: وثق، وقال أحمد: ما به بأس وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال أبو داود: ليس بذاك ولينه ابن معين انظر: من تكلم فيه وهو موثق للذهبي (1/ 147)؛ وقال في الكاشف (2/ 84) صدوق، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4667).

والمطلب وثقه أبو زرعة ورواه الطبراني عن أبي موسى بلفظه قال الهيثمي: فيه يوسف بن طاهر الليثي ضعيف هذا كلامهم، والمصنف رمز لصحته. 7218 - "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم (ت ن) عن ابن عمرو (صح) ". (لزوال الدنيا) قال الطيبي: الدنيا هنا عبارة عن الدار القربى التي هي معبر للأخري مزرعة لها. (أهون على الله) وفي رواية عند الله. (من قتل رجل مسلم) الحديث سيق لبيان عظم حرمة المسلم وأن قتله بغير حق أعظم من ذهاب الدنيا برمتها، والمراد أنه تعالى لو أقدر إنساناً على إذهاب الدنيا برمتها من دون ما فيها من المسلمين فإذهابها ظلماً وعدواناً أهون في عقاب الله من العقاب على قتل رجل مسلم ظلماً (ت ك (¬1) عن ابن عمرو) بفتح المهملة رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي عن البخاري: وقفه أصح، ورواه البيهقي عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ "والله للدنيا وما فيها أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق" وتعقبه الذهبي بأن فيه يزيد بن أبي زياد الشامي تالف. 7219 - "لسان القاضي بين جمرتين إما إلى جنة وإما إلى نار (فر) عن أنس (ض) ". (لسان القاضي بين جمرتين) أي كلمتين كلمة حق يثقل عليه النطق بها لثقل الحق على النفوس فكأنها جمرة، وكلمة باطل يخف عليه التكلم بها لكنها تقوده إلى النار إذ كلمتي باطل لهذا الخصم كلمة يقولها وللآخر مثلها وهما تقودانه إلى النار فلا يخلصه عن شرهما إلا النطق بكلمة الحق والأول أوفق لـ. . . . (*) (إما إلى جنة) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1395) والنسائي (7/ 87) والبزار في مسنده (2393) والبيهقي في السنن الكبري (8/ 22) وسعيد بن منصور في سننه (673) وقال: سنده ضعيف، وأخرجه البيهقي أيضاً في السنن الكبري (8/ 22) من حديث أبي هريرة وقال: ابن أبي زياد شامي منكر الحديث، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5077)، ولم أجده في الحكام. (*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: بياض بالمطبوع

إن تكلم بكلمة الحق الشاقة على النفوس (وإما إلى نار) إن تكلم بالأخرى، وتنكير الجنة والنار لتهويل شأنهما وعظم أمرهما وفيه تعظيم خطر القضاء، إذ بكلمته تستباح الأموال والدماء والفروج والأعراض، (فر عن أنس (¬1)) رمز المصنف لضعفه لأن فيه يوسف بن أسباط وقد سلف تضعيفه عن أئمة. 7220 - "لست أخاف على أمتي غوغاء تقتلهم، ولا عدوا يجتاحهم، ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين إن أطاعوهم فتنوهم وإن عصوهم قتلوهم. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (لست أخاف على أمتي) في أمر دينهم. (غوغاء) بالغين المعجمة أوله وآخره أصله الجراد حين يخف للطيران ثم استعير للسفلة من الناس والمتسرعين إلى الشر، ويجوز [4/ 12] أن يكون من الغوغاء الصوت والجلبة لكثرة لغطهم وصياحهم (تقتلهم ولا عدواً من غيرهم يجتاحهم) بالجيم والمهملة بعد الألف يستأصلهم، لا أخاف عليهم قوماً متسرعين إلى الشر يقتلونهم ولا عدوا يستأصلهم فإن الآخر قد وعدني الله أنه لا يكون والأول وإن وقع فهو هين بالنسبة إلى قوله. (ولكني أخاف على أمتي أئمة مضلين) عن منهج الحق. (إن أطاعوهم) على الإضلال. (فتنوهم) وصاروا ضلالاً (وإن عصوهم قتلوهم) فهم معهم بين هلاك الدين أو هلاك النفس والحديث من أعلام النبوة وهو محذر من فتنة ملوك الضلال (طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5430)، والرافعي في التدوين (3/ 62) وقال: لا يوجد هذا الحديث إلا بهذا الإسناد وفيه يوسف بن أسباط قال ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: لا يحتج به كثير الغلط, وقال البخاري: كان قد دفن كتبه فكان لا يجيء بحديثه كما ينبغي، وانظر: المغني في الضعفاء (2/ 761)، ميزان الاعتدال (7/ 292)، وصيد الخاطر لابن الجوزي (ص: 31 - 33)، وضعّف الألباني هذا الحديث في ضعيف الجامع (4670)، والضعيفة (4305). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 149) (7653)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 239) وقال رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4671).

7221 - "لست أدخل دارا فيها نوح ولا كلب أسود (طب) عن ابن عمر (ض) ". (لست أدخل داراً فيها نوح) بفتح النون وسكون الواو آخره حاء مهملة، بكاء على ميت بنائحة لأنه محرم فيحرم دخول دارهم فيها إن لم ينتهوا (ولا داراً فيها كلب أسود) لأنه شيطان ولا يدخل - صلى الله عليه وسلم - منزلا فيه شيطان. (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أيوب بن نهيك وثقه ابن حبان وضعفه جمع. 7222 - "لست من دد ولا الدد مني. (خد هق) عن أنس (طب) عن معاوية (صح) ". (لست من دد) بفتح المهملة الأولى وكسر المهملة الثانية منون (ولا الدد مني) أي لست من اللهو واللعب ولا هما مني لا أتصف بهما ولا يتصفان بي وفيه ذم للهو واللعب وهل يدل على حرمتهما يأتي الكلام عليه (خد هق (¬2) عن أنس؛ طب (¬3) عن معاوية) رمز المصنف لصحته, قال الهيثمي: رواه الطبراني ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 440) (13606)، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 14) وقال: رواه الطبراني وفيه أيوب بن نهيك ضعفه جماعة ووثقه ابن حبان وقال يخطئ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4672)، والضعيفة (4306). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (785)، والبيهقي في السنن الكبري (10/ 217)، والطبراني في الأوسط (413)، وابن عدي في الكامل (7/ 243) وقال: فيه يحيى بن محمَّد بن قيس عامة أحاديثه مستقيمة سوى ما ذكرت، قلت: منها هذا الحديث، والعقيلي في الضعفاء (4/ 427) وقال قد تابعه عليه من هو دونه, وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 226) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن محمَّد بن قيس وقد وثق، ولكن ذكروا هذا الحديث من منكراته والله أعلم، وقال الذهبي: قد تابعه عليه غيره. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 343) (794). وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 226) وقال: رواه الطبراني عن أحمد بن محمَّد بن نصر الترمذي عن محمَّد بن عبد الوهاب الأزهري ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4673)، والضعيفة (2453).

عن أحمد بن محمَّد بن نصر الترمذي ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات. 7223 - "لست من دد ولا دد مني، ولست من الباطل ولا الباطل مني. ابن عساكر عن أنس (ض) ". (لست من دد ولا دد مني ولست من الباطل ولا الباطل مني) ومزاحه - صلى الله عليه وسلم - بحق دليل على أن المزاح بحق ليس من الباطل وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقًّا" (¬1) قال الشارح: وقد استدل القرطبي به على تحريم الغناء لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبرأ منه وما يتبرأ منه حرام وليس بسديد إذ ليس كل لهو ولعب محرماً بدليل لعب الحبشة بمسجده - صلى الله عليه وسلم - بمشهده. قلت: لعب الحبشة تصوير لكيفية الحرب وتدريب للحذاقة فيه فليس من اللعب المجرد الذي يشتغل به أهل البطالة وهو مثل تأديب الرجل فرسه, (ابن عساكر (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه يحيي بن محمَّد بن قيس المدني المؤذن قال في الميزان: ضعَّفه ابن معين وغيره لكن ليس بمتروك وساق له أخباراً منها هذا وقد أخرجه الطبراني والبزار بلفظه عن أنس، قال الهيثمي: ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - (174)، والطبراني في الكبير (1326)، وفي الصغير (780)، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 3): رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن. وأخرجه كذلك الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 147)، وابن عدي في الكامل (2/ 344) وقال: هذا الحديث باطل، وانظر كذلك ميزان الاعتدال للذهبي (1/ 530) في ترجمة الحسن بن محمَّد بن عنبر أبو علي. (¬2) أخرجه ابن عساكر (38/ 369)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (413)، والبخاري في الأدب المفرد (785)، وابن عدي في الكامل (7/ 243) وقال: ويحيى بن محمَّد بن قيس له أحاديث سوى ما ذكرت وعامة أحاديه مستقيمة, والعقيلي في الضعفاء (4/ 427) وقال: أما حديث أنس فقد تابعه عليه من هو دونه, وقال ابن أبي حاتم في العلل (2/ 266): سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه أبو زكريا يحيى بن محمَّد بن قيس المدني عن عمرو وعن أنس، ورواه الدراوردي عن عمرو عن عبد المطلب بن عبد الله عن معاوية أيهما أشبه فقال أبو زرعة: حديث الدراوردي، وسألت أبي فقال: حديث معاوية أشبه, وانظر الميزان (7/ 216) والمجمع (8/ 225)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4674)، والسلسلة الضعيفة (2453).

وفيه يحيى المذكور وقد وثق لكن ذكر هذا الحديث من منكراته. 7224 - "لست من الدنيا وليست مني إني بعثت والساعة نستبق. الضياء عن أنس (صح) ". (لست من الدنيا) لا أتصل بها اتصال محب لها راغب في زخارفها (وليست الدنيا مني) لا تتصف هي بأني من أهلها وأبنائها لزهدي فيها ورغبتي عنها وأما ما ساقه الله إليه من غنائمها فهو لينفقه في عباده على الوجه الذي يريده الله منه. (إني بعثت) أرسلت إلى الأمة (والساعة) عطف على فاعل بعثت أي وبعثت الساعة وقياس العربية تأكيده بمنفصل وهو بانت في بعض النسخ: أنا والساعة (نستبق) جملة تعليلية لما قبلها بيان لوجه عدم كونه متصلاً بالدنيا ولا الدنيا متصلة به، (الضياء عن أنس) (¬1) رمز المصنف لصحته. 7225 - "لسفرة في سبيل الله خير من خمسين حجة. أبو الحسن الصيقل في الأربعين عن أبي مضاء". (لسفرة في سبيل الله) للغزو (خير من خمسين حجة) لمن قد حج وتقدم وجه ذلك (أبو الحسن الصيقل) بالصاد المهملة والقاف بعد مثناه تحتية، صفة لمن يصقل السيف ونحوه (في الأربعين عن أبي مضاء) (¬2) بكسر الميم فضاد معجمة بضبط المصنف، قال الشارح: لم أر في الصحابه من يكنى بأبي مضاء. 7226 - "لسقط أقدمه بين يدي، أحب إلى من فارس أخلفه خلفي (هـ) عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (1542) وقال إسناده صحيح، وأحمد في الزهد (208)، والديلمي في الفردوس (5282)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5080)، والصحيحة (1075). (¬2) أخرجه أبو الحسن الصيقل كما في الكنز (10614)، وأورده الرافعي في التدوين (4/ 208) من طريق أبي الحسن الصيقل، وعبد الرزاق في مصنفه (9546)، وابن المبارك في الجهاد (225) موقوفاً على عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4676).

(لسقط) بانفلات الولد قبل تمامه. (أقدمه بين يدي) يسبق بالموت ويدركني فقده. (أحب إلى من رجل فارس) من ولدي (أخلفه خلفي) يبقى بعد موتي وذلك لأن الولد إذا مات قبل أبيه تكون أجر مصيبته في ميزان أبيه وإذا مات الأب قبل ابنه يكون أجر المصيبة به في ميزان الولد وقد عرف من هذا أن غير السقط بالأولى [4/ 13] أن يجب تقدمه على تخلفه، وفيه تسلية عظيمة في موت الأولاد وهو ظاهر على أن الأجر على نفس المصيبة، وقال ابن عبد السلام: لا أجر على المصيبة بل الأجر على الصبر عليها (هـ (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي، قال في الكاشف: ضعيف. 7227 - "لشبر في الجنة خير من الدنيا وما فيها. (هـ) عن أبي سعيد (حل) عن ابن مسعود (ح) ". (لشبر) بكسر المعجمة هو ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر في (الجنة خير من الدنيا وما فيها) لأنه باق والدنيا فانية ولأن نعيم قليل الجنة أكثر من نعيم كثير الدنيا. (هـ (¬2) عن أبي سعيد حل (¬3)) عن ابن مسعود، رمز المصنف لحسنه. 7228 - "لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة (حم) عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1607)، قال البوصيري في الزوائد (2/ 52): قال المزي في التهذيب والأطراف يزيد بن رومان لم يدرك أبا هريرة, والعقيلي في الضعفاء (4/ 384) وقال: يزيد لا يتابع علي حديثه إلا من جهة لا تصح، وابن عدي في الكامل 7/ 262، 26 وقال: يزيد هذا مضطرب الحديث لا ينضبط ما يرويه, وابن حبان في المجروحين (3/ 103)، قلت: -البوصيري- ويزيد بن عبد الملك وإن وثقه ابن سعد فقد ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري والنسائي وغيرهم، ينظر ترجمة يزيد في ضعفاء العقيلي (3/ 103)، تهذيب الكمال (32/ 19)، الكاشف (2/ 278). (¬2) أخرجه ابن ماجة (4329)، وقال البوصيري (4/ 264): هذا إسناد ضعيف, وابن أبي شيبة في مصنفه (34023)، وهناد في الزهد (5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4678) والضعيفة (4308) (¬3) أخرجه أبو نعيم (4/ 108) وقال: غريب من حديث الأعمش لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ.

(لصوت أبي طلحة) (¬1) اسمه زيد بن سهل بن حرام بن عمرو الأنصاري الخزرجي. (في الجيش) حين يصيح عليهم. (خير من فئة) الفئة: الجماعة لا واحد لها من لفظها وجمعها فئات، كان أبو طلحة من أعيان الصحابة ومن شجعانهم وله أخبار، وفداه النبي - صلى الله عليه وسلم - بأبيه وأمه، ومن كراماته أنه قرأ سورة براءة فأتى على آية {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا}، فقال: لا أرى رب يستفزني (¬2) جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام فلم يتغير، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. (حم ك (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وفي رواية أحمد (¬4): "وإن لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة" قال الهيثمي: بعد ما ذكر الروايات ورجال هذه الرواية رجال الصحيح. 7229 - "لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل" ك) عن جابر (صح) ". (لصوت أبي طلحة في الجيش) المراد جيش المسلمين فإن صوته فيه. (خير من) إرهاب. (ألف رجل) في قلوب المشركين أو في جيش المشركين، أي إرهابه في جيش المشركين خير لنا من إرهاب ألف رجل، قال الواقدي: كان أبو ¬

_ (¬1) انظر الإصابة (2/ 607). (¬2) جاء في رواية ابن حبان في صحيحه (7184) "يستنفرني"، والحاكم (3/ 398) "استنفرنا"، وأبو يعلى (3413) "يستنفرني"، والبيهقي في الكبرى (9/ 21) "يستنفرنا"، وكذلك في مسند الحارث بن أبي أسامة (1023)، أما عند ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1889)، وابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 2165)، وابن عساكر في تاريخه (19/ 322) "استنفرنا", ولم أجد لفظة "يستفزني" إلا هنا، وفي فيض القدير (266)، والصواب ما جاء عند الأئمة لأنه الموافق لسياق الآية (انفروا) والله أعلم. (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 111، 112، 261)، والحاكم في المستدرك (3/ 352)، وأورده الهيثمي في المجمع (9/ 312) وقال: ورجال هذه الرواية رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5082)، والصحيحه (1916). (¬4) أخرجها أحمد في المسند (3/ 203، 249).

طلحة صيتاً رامياً. قلت: وفيه دليل على ندب رفع الأصوات للإرهاب على العدو، وحديث الأمر بغض الأصوات هو عند تلاحم الحرب (ك (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: رواته ثقات وأقره الذهبي. 7230 - "لعثرة في كد حلال على عيل محجوب أفضل عند الله من ضرب بسيف حولاً كاملاً لا يجف دماً مع إمام عادل. ابن عساكر عن عثمان (ض) ". (لعثرة) بالمهملة فالمثلثة فالراء سقطة أو كبوة (في كد حلال) الله: الشدة في العمل أي في طلب الكسب الحلال (على عيل) بعين مهملة مفتوحة فمثناة تحتية مشدده أي ذي عيال بزنة جيد بفتح فتشديد وهم من يتكفل بهم بالإنفاق عليهم (محجوب) ممنوع عن البروز والتصرف كالنساء والصبيان (أفضل عند الله من ضرب سيف) في الأعداء جهادا لله وفي سبيله (حولاً كاملاً) زاده دفعاً لتوهم التجوز وأنه أريد به بعضه (لا تجف) بالجيم السيف (دماً) تمييز عن نسبه لا يجف دمه (مع إمام عادل) فلا تقاتل إلا على حق وفيه الحث على السعي على الأهل والأولاد لطلب الحلال، (ابن عساكر (¬2) عن عثمان) رمز المصنف لضعفه. 7231 - "لعلك ترزق به (ت ك) عن أنس (صح) ". (لعلك ترزق به) أصله أنه كان أخوان أحدهما يحترف والآخر يأتي النبي فشكى المحترف أخاه فقال له - صلى الله عليه وسلم -: لعلك ترزق به، أي بسببه وليس فيه دليل على أن ما حصّله المحترف مشترك بينهما، (ت ك (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 352)، وقال: رواته ثقات وأقره الذهبي؛ وابن سعد في الطبقات 3/ 505. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5081)، والسلسلة الصحيحة (1916). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (13/ 33)، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (5405). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4679)، والضعيفة (4309). (¬3) أخرجه الترمذي (2345) وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم في المستدرك (1/ 94) وقال =

7232 - "لعلكم تستفتحون بعدي مدائن عظاماً وتتخذون في أسواقها مجالس فإذا كان ذلك فردوا السلام وغضوا من أبصاركم واهدوا الأعمى وأعينوا المظلوم. (طب) عن وحشي (ح) ". (لعلكم تستفتحون بعدي مدائن) جمع مدينة وهي المصر الجامع بالهمزة فوزنه فعايل على أن الميم أصلية ومفاعل على أنها زائدة (عظاماً) واسعة (وتتخذون في أسواقها مجالس) للتجارة ونحوها (فإذا كان ذلك) أي اتخاذ المجالس (فردوا السلام) على من يرده عليكم (وغضوا من أبصاركم) عن المارين (واهدوا الأعمى) إلى مآربه (وأعينوا المظلوم) بنصره على ظالمه وهذه من حقوق الطرق وقد سلف عدها في نظم المصنف لها في الجزء الأول (طب (¬1) عن وحشي) رمز المصنف لحسنه. قال الهيثمي: رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف. 7233 - "لعنة الله على الراشي والمرتشي (حم د ت هـ) عن ابن عمرو". (لعنة الله على الراشي) معطي الرشوة (والمرتشي) قابضها، وهذا يحتمل الإخبار بأن الله تعالى قد أوقع اللعن عليهما ويحتمل أنه إنشاء دعاء منه - صلى الله عليه وسلم -، وقال ابن عبد السلام: كلما كان فيه لعن فإنما هو إخبار عن الله تعالى لأنه لم يبعث لعاناً (حم د ت هـ (¬2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، قال الترمذي: ¬

_ = صحيح علي شرط مسلم ورواته عن آخرهم ثقات ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والروياني في مسنده (1374)، وابن عدي في الكامل (2/ 264) وقال: هذه الأحاديث لحماد بن سلمة منها ما ينفرد به إما متنا وإما إسنادا ومنه ما يشاركه فيه الناس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5084)، والصحيحة (2769). (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 138) (367)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 62) وقال: رجاله كلهم ثقات وفي بعضهم ضعف, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4682). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 190)، وأبو داود (2580)، والترمذي (1337) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجة (2313)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5114).

حسن صحيح ورواه عنه الطبراني في الصغير (¬1)، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 7334 - "لعن الله الخامشة وجهها والشاقة جيبها والداعية بالويل والثبور. (هـ حب) عن أبي أمامة (صح) ". (لعن الله الخامشة وجهها) جارحته بأظفارها من اللطم حزناً (والشاقة جيبها) الهاتكة له حزناً (والداعية) على نفسها (بالويل والثبور) عند المصيبة (هـ حب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته. 7235 - "لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها. (د ك) عن ابن عمر (صح) ". (لعن الله الخمر) لعن ما لا يستحق عقوبة ولا مثوبة يريد بها لعن ملابسها ببيع أو شراء أو شرب أو نحوه أو إنه إعلام بكراهة ذاتها وبعدها عن الله وهو الأوفق بقوله (وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها) فهؤلاء تسعة لعنوا في الخمر وهي عاشر ما لعن (د ك (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. قال الحاكم: صحيح، وقال الشارح: فيه عبد الرحمن الغافقي قال ابن معين: لا أعرفه ورواه ابن ماجة عن أنس قال المنذري: رواته ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (58) وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 199) وقال: رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات. (¬2) أخرجه ابن ماجة (1585)، وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح، وابن حبان (3156)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5092)، والسلسلة الصحيحة (2147). (¬3) أخرجه أبو داود (3674)، والحاكم في المستدرك (2/ 32)، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وأحمد في مسنده (2/ 25)، وابن ماجة (3380) وسعيد بن منصور في سننه (815) عن أبي أمامة وفيه عبد الرحمن الغافقي قال ابن معين لا أعرفه، وذكره ابن يونس في تاريخ مصر وأوضح أنه معروف (تحفة المحتاج (2/ 224)، وأخرجه ابن ماجة (3381)، والترمذي (1294، 1295) عن أنس بن مالك وقال: حديث غريب، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5091).

7236 - "لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم. (حم ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (لعن الله الراشي والمرتشي) مأخوذان من الرشوة وهي مأخوذة من الرشاء وهو الحبل لأنه يتوصل بها إلى الحكم كما أن الرشاء يتوصل به إلى الماء من نحو البئر، قال الزمخشري (¬1): الرشوة الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة وأرشاه رشوة ككساه كسوة، قيل: إنما يدخل الراشي في اللعن إذا لم يندفع به ضرر ثم كذلك لا يدخل فيها إذا توصل إلى نيل ما يستحقه (في الحكم) يتنازعه الراشي والمرتشي. (حم ت ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته ورواه الطبراني عن أم سلمة، قال الهيثمي: رواته ثقات، وقال المنذري: إسناده جيد. 7237 - "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما. (حم) عن ثوبان (ض) ". (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش) هو السفير بينهما. (الذي يمشي بينهما) لأنه فاعل محرم (حم (¬3) عن ثوبان) رمز المصنف لضعفه قال المنذري: فيه أبو ¬

_ (¬1) الفائق (2/ 60). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 387)، والترمذي (1336) وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم في المستدرك (4/ 103)، وابن حبان (5076)، والطبراني في الأوسط (2027)، وأخرجه الطبراني في الكبير 23/ 398 (951) عن أم سلمة, وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 199) وقال: رواته ثقات، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 126) وقال: رواه الطبراني وإسناده جيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5093). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 279)، والروياني في مسنده (639)، والبيهقي في شعب الإيمان (5503)، والطبراني في الكبير (2/ 93) (1415)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 198) وقال: فيه أبو الخطاب وهو مجهول، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 126) وقال: فيه أبو الخطاب: لا يعرف. وأورده العجلوني في كشف الخفا (2/ 186)، وقال السخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 533): إسناده صحيح، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4684).

الخطاب لا يعرف، ومثله قال الهيثمي، قال الشارح: وبه يعرف أن جزم السخاوي مجازفة. 7238 - "لعن الله الربا آكله وموكله وكاتبه وشاهده وهم يعلمون الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة (طب) عن ابن مسعود (ح) ". (لعن الله الربا) قال القاضي: الربا في الأصل الزيادة نقل إلى ما يؤخذ زائداً على ما يبذل في المعاملات والعقد المشتمل عليها والمراد به هنا القدر الزائد (وآكله) عبر به عن التناول لأن الأكل بأكبر المقاصد (ومؤكله) معطيه ومطعمه (وكاتبه وشاهده) لأنهما رضيا به وأعانا عليه. (وهم يعلمون) جملة حالية عن جميع ما مضى فإن الله لا يعقاب العبد إن فعل محرماً بجهل تحريمه وعليه {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135] (والواصلة) شعرها بشعر غيرها تزين به وهي عطف على الربا، أو على الآخر على الوجهين. (والمستوصلة) الطالبة لذلك (والواشمة) فاعلة الوشم وهو جرح الجلد بحديدة حتى إذا جرى الدم حشته بنحو كحل تحسن بذلك نفسها. (والمستوشمة) التي تطلب من يشمها (والنامصة) التي تنتف شعر الوجه منها أو من غيرها. (والمتنمصة) التي تأمر من يفعل لها ذلك، قال الذهبي: فيه أن هذه المذكورات كبائر. قلت: وهل يدخل الرجل في ذلك؟، الظاهر دخوله فتحريم نتف شعر الوجه وحلقه إلا ما أبيح من الأخذ من الشارب ومن اللحية إن صح (طب (¬1) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 92) (10057)، وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 409)، والنسائي (5/ 423)، وابن حبان (5504)، وأبو يعلى (5241) موقوفا علي ابن مسعود، وقال ابن عدي في الكامل (5/ 247) فيه عيسى الحناط متروك الحديث جداً منكر الحديث وله أحاديث لا يتابع عليها إما متنا وإما إسنادا، وقال يحيي بن سعيد: سيء الحفظ، وأورده الدارقطني في العلل (5/ 45)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5094).

مسعود) رمز المصنف لحسنه. 7239 - "لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل. (د ك) عن أبي هريرة (صح). (لعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة) بكسر اللام مصدر نوعي. (والمرأة تلبس لبسة الرجل) قال النووي (¬1): فيه حرمة تشبه الرجال بالنساء وعكسه, لأنه إذا حرم في اللباس ففي الحركات والسكنات والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح فيفسق فاعله, وقال: جماعة ليس المراد هنا حقيقة اللعن بل التنفير فقط ليرتدع من سمعه عن مثل فعله. قلت: والأظهر الحقيقة (د ك (¬2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبي في التلخيص، وقال في الكبائر: إسناده صحيح وكذلك في الرياض. 7240 - "لعن الله الرجلة من النساء. (د) عن عائشة (ح) ". (لعن الله الرجلة من النساء) بفتح الراء وضم الجيم المترجلة التي تشبه بالرجال في زيهم وكلامهم ونحو ذلك أما في العلم والرأي فمحمود. قلت: ما هو تشبه بل عمل بما أمرت به فإن النساء شقائق الرجال قد أمرن بالعلم والعمل وكيفية التعلم والتعليم لا يختص بها الرجال، (د (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال الذهبي: في الكبائر إسناده [4/ 15] حسن. ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (12/ 81)، وفيض القدير (5/ 269). (¬2) أخرجه أبو داود (4098)، والحاكم (4/ 194) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وفي الكبائر (ص 134)، ورياض الصالحين (1632)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5095). (¬3) أخرجه أبو داود (4099)، والبيهقي في شعب الإيمان (7804)، وذكره الذهبي في الكبائر (ص 134). وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5096).

7241 - "لعن الله الزهرة فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت. ابن راهويه وابن مردويه عن علي". (لعن الله الزهرة) النجم المعروف. (فإنها هي التي فتنت الملكين هاروت وماروت) قيل: إنها امرأة سألتهما عن الاسم الذي يصعدان به السماء فعلماها إياه فعرجت إلى السماء فمسخت كوكباً وهي الزهرة، وكان ابن عمر يكرهها، وقيل: إن الزهرة نزلت إليهما في صورة إمرأة من فارس وجاءت إلى الملكين ففتنتهما فمسخت وبقيا في الأرض خيِّرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة فاختارا عذاب الدنيا فهما في سرب في الأرض معلقان يصفقان بأجنحتهما (ابن راهويه وابن مردويه عن علي) (¬1). 7242 - "لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده. (حم ق ن هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (لعن الله السارق يسرق البيضة) فيعتاد السرقة حتى يسرق ما هو نصاب للقطع (فتقطع يده)، وقيل: أريد بالبيضة بيضة الحديد وهو بعيد إذ لا وجه لتخصصها، قال عياض: فيه جواز اللعن بالصفة كما قال تعالى: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] لأن الله يوعد ذلك الصنف وينفذ الوعيد في من شاء ولا بد أن يكون في ذلك الصنف من يستحق ذلك، قال الأبي: والإجماع انعقد على أنه لا بد من نفوذ الوعيد في طائفة من العصاة لأنه تعالى توعدهم وكلامه صدق لا بد من وقوعه. قلت: وهو لا يوافق قواعد الكلام على رأي الأشعرية. (ويسرق الحبل فتقطع يده) فيه التأويل الأول (حم ق ن هـ (¬2) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن راهويه كما في الدر المنثور (1/ 239) وابن مردويه كما في الكنز (17652) والديلمي في الفردوس (5450)، وأورده ابن كثير في تفسيره 3/ 467 وقال هذا الحديث لا يصح وهو منكر جداً، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4685)، والضعيفة (913): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 253)، والبخاري (6783)، ومسلم (1687)، والنسائي (8/ 65) , =

7243 - "لعن الله العقرب ما تدع المصلي وغير المصلي، اقتلوها في الحل والحرم. (هـ) عن عائشة". (لعن الله العقرب) إن قيل: كيف الدعاء على غير مكلف؟ قلت: قد قاله الشارع فيجب الإيمان به ولا يتكلف تأويله وهو كثير في السنة ويحتمل أن المراد الدعاء عليها بالإبعاد عن الرحمة في الدنيا، بتضييق أحوالها عليها وفي الآخرة إذا حشرت الوحوش بعدم نيلها الرحمة وأنها استحقت ذلك لما فيها من خبث الطبع وأنها تؤذي من في طاعة أو غيرها كما أشار إليه (ما تدع المصلي ولا غير المصلي) أي من أذيتها (فاقتلوها في الحل والحرم) فإنه لا يعتد بها ويحتمل أن لعنها هو إبعادها عن الحياة وإباحة دمها كأنه قيل: قد لعنها الله بإبعادها عن الحياة فاقتلوها وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما لدغته وهو يصلي، وروى أبو يعلى (¬1) عن عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يرى بقتلها في الصلاة بأساً (هـ (¬2) عن عائشة)، سكت المصنف عليه، وقال الشارح: سنده ضعيف لكن يتقوى بوروده من عدة طرق. 7244 - "لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره إلا لدغتهم (هب) عن علي (ض) ". ¬

_ = وابن ماجة (2583). (¬1) أخرجه أبو يعلى (4739)، والطبراني في الأوسط (8653)، وقال: لم يرو هذان الحديثان عن الأوزاعي إلا بهذا الإسناد تفرد بهما الليث بن سعد، وقال الهيثمي في المجمع (2/ 240): رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وفي طريق الطبراني عبد الله بن صالح كابن الليث قال عبد الملك بن شعيب عن الليث: ثقة مأمون وضعفه الأئمة أحمد وغيره, ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير معاوية بن يحيى الصوفي وأحاديثه عن الزهري مستقيمة كما قال البخاري وهذا منها وضعفه الجمهور. (¬2) أخرجه ابن ماجه (1246)، وقال البوصيري (1/ 148): هذا إسناد ضعيف، لضعف الحكم بن عبد الملك لكن لم ينفرد به الحكم فقد رواه ابن خزيمة عن محمَّد بن بشار عن محمَّد بن جعفر عن شعبة عن قتادة به, ورواه الترمذي في الجامع من حديث أبي هريرة, وقال: حديث حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5098)، والصحيحة (547).

(لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره إلا لدغتهم) قاله حين لدغته بأصبعه فدعا بإناء فيه ماء وملح يضع الملدوغ فيه يده ويقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين حتى سكنت، وهذا علاج مركب من الطبيعي والإلهي، وفي لسعتها قوة نارية فجمع لها في الدارين الماء المبرد والملح الجاذب تنبيها على أن علاج السميات بالتبريد والجذب (هب (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه، ورواه الطبراني في الصغير, قال الهيثمي: وإسناده حسن. 7245 - "لعن الله القاشرة والمقشورة. (حم) عن عائشة". (لعن الله القاشرة) بالقاف والمعجمة من قشر وهي التي تعالج وجهها أو وجه غيرها بالعرك ليصفو لونها (والمقشورة) التي يفعل بها ذلك كأنها تقشر أعلى الجلد قال الزمخشري (¬2): القشر أن تعالج المرأة وجهها بالحمرة حتى يسحق أعلى الجلد ويصفو اللون وفيه أن ذلك حرام لأنه تغيير لخلق الله (حم (¬3) عن عائشة) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي ضعيف. 7246 - "لعن الله الذين يشققون الخطب تشقيق الشعر. (حم) عن معاوية (ض) (¬4) ". ¬

_ (¬1) وأخرجه البيهقي في الشعب (2575)، والطبراني في الصغير (1/ 266)، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 191)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5099). (¬2) الفائق (3/ 196). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 250)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 169) وقال: رواه أحمد وفيه من لم أعرفه من النساء، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (16/ 565) وقال: هذا حديث غريب فرد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4686). (¬4) لم يشرح المؤلف هذا الحديث، وأخرجه أحمد (4/ 98) وقال الهيثمي (2/ 191): رواه الطبراني في الكبير وفيه جابر الجعفي والغالب عليه الضعف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4687) والسلسلة الضعيفة (4311) وقال: ضعيف جداً.

7247 - "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء. (حم د ت هـ) عن ابن عباس". (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال) قال ابن أبي جمرة: ظاهر اللفظ الزجر عن التشبه في كل شيء لكن عرف من أدلة أخرى أن المراد التشبه في الزي وبعض الصفات والحركات ونحوه، لا التشبه في الخير. (والمتشبهين من الرجال بالنساء) قال ابن جرير: فيحرم على الرجل لبس المقانع والقلائد ونحوها والتخنث في الكلام والتأنث فيه وما أشبهه (حم د ت هـ (¬1) عن ابن عباس) قال: إن امرأة مرت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متقلدة قوسا فقاله، وقد أخرجه بنحو لفظه البخاري في اللباس عن ابن عباس. 7248 - "لعن الله المحَلل والمحَلل له. (حم 4) عن علي (صح) (ت ن) عن ابن مسعود (ت) عن جابر". (لعن الله المحلل) [4/ 16] بالمهملة وكسر اللام الأولى، قال القاضي: هو الذي يتزوج مطلقة غيره ثلاثاً بقصد أن يطلقها بعد الوطء ليحل للمطلق نكاحها، فكأنه حلها للزوج الأول بالنكاح والوطء (والمحلل له) اسم مفعول وهو الزوج الذي طلق، والحديث من أدلة تحريم ذلك، وقد أبان ابن القيم في إغاثة اللهفان في مصائد الشيطان (¬2) ذلك بياناً شافياً وافياً (حم 4 عن علي) رمز المصنف لصحته، (ت ن عن ابن مسعود ت (¬3) عن جابر)، وقال الترمذي: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5546)، وأحمد في مسنده (1/ 251، 330، 339)، وأبو داود (4097)، والترمذي (2784)، وابن ماجة (1904) وأخرجه البخاري (5885) بلفظ: "لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المتشبهين من الرجال بالنساء". (¬2) انظر: (1/ 272 و 349). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 87)، وأبو داود (2076)، والترمذي (1119)، والنسائي في المجتبى (5104)، وابن ماجة (1935) جميعهم عن علي، وأخرجه أحمد (1/ 448)، والترمذي (1120) وقال: حسن صحيح، والنسائي (3/ 325)، جمعيهم عن عبد الله بن مسعود، وأخرجه الترمذي =

حسن صحيح، وقال ابن القطان: ولم يلتفت لكونه من رواية يحيى بن عبد الرحمن بن مروان وهو مختلف فيه انتهى (¬1)، وقال ابن حجر: رواته ثقات. 7249 - "لعن الله المختفي والمختفية. (هق) عن عائشة" (صح). (لعن الله المختفي) بالخاء المعجمة والفاء اسم فاعل من اختفى. (والمختفية) والمراد بهما النباش عند أهل الحجاز من الاختفاء الاستخراج الاستتار لأنه يسرق في خفيه ومنه حديث: "من اختفى ميتاً فكأنما قتله" (هق (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 7250 - "لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء. (خ د ت) عن ابن عباس". (لعن الله المخنثين من الرجال) بالخاء المعجمة فنون فمثلثة من خنث يخنث مثل علم يعلم هو اللين والتكسر في الحركات تشبيهاً بالنساء وإن لم يعرف منه الفاحشة، قال ابن تيمية (¬3): المخنث قد يكون قصده عشرة النساء وعشرتهن مباشرته لهن وقد يكون قصده مباشرة الرجال وقد يجمع بين الأمرين. (والمترجلات من النساء) المتشبهات بالرجال كما سلف من حرمة ذلك (خ د ت (¬4) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه. ¬

_ = (1119) عن جابر بن عبد الله، وصححه ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 208)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5101). (¬1) بيان الوهم والإيهام (4/ 442 رقم 205) وفيه: على كونه في رواية أبي قيس: عبد الرحمن بن ثروان. (¬2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5102) والسلسلة الصحيحة (2148). (¬3) الاستقامة (1/ 371). (¬4) أخرجه البخاري (5547، 6445)، والترمذي (2785)، وقال: حديث حسن، وأبو داود (4930)، وابن ماجة (1904).

7251 - "لعن الله المسوفات، التي يدعوها زوجها إلى فراشه فتقول سوف حتى تغلبه عيناه. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (لعن الله المسوفات) جمع مسوفه بالمهملة والفاء اسم فاعل من سوف فسرها قوله: (التي يدعوها زوجها إلى فراشه) ليواقعها (فتقول: سوف) آتيك فلا تزال به (حتى تغلبه عيناه) من دون قضاء وطره لأنه تجب عليها إجابته والمسارعة إلى طاعته، (طب (¬1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والأوسط من طريق جعفر بن ميسرة الأشجعي عن أبيه وميسرة ضعيف ولم أر لأبيه سماعا من ابن عمر، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، قال ابن حبان: جعفر بن ميسرة عنده مناكير لا تشبه حديث الأثبات، منها هذا الحديث. 7252 - "لعن الله المفسلة التي إذا أراد زوجها أن يأتيها قالت أنا حائض. (ع) عن أبي هريرة (ض) ". (لعن الله المفسلة) بالفاء والمهملة مشددة من الفسولة، وهي الفتور أي أنها تفسل الرجل عنها وتغير نشاطه وفسرها قوله: (التي إذا أراد زوجها أن يأتيها قالت أنا حائض) تمامه: وليست بحائض، هكذا هو ثابت في لفظ مخرجه أبي يعلى ولعله أسقطه المصنف ذهولاً وهو هكذا أيضاً في نهاية ابن الأثير (¬2) ووجه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4393)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 629) وقال: هذا حديث لا يصح، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 296) ووأورده ابن حبان في المجروحين (1/ 213) وقال: جعفر بن ميسرة أبوه مستقيم الحديث أما جعفر فعنده مناكير كثيرة لا تشبه حديث الثقات، وقال: هذه الأحاديث لا يحل ذكرها إلا على سبيل التعجب، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (1/ 409) وقال: هذان الحديثان باطلان. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4688)، والضعيفة (4312). (¬2) النهاية (3/ 446).

اللعن أنها فوتت على الزوج لذته (ع (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه يحيي بن العلاء ضعيف متروك انتهى، قال الذهبي: قال أحمد كذاب يضع. 7253 - "لعن الله النائحة والمستمعة. (حم د) عن أبي سعيد (صح) ". (لعن الله النائحة) على الميت. (والمستمعة) لنوحها، قال ابن القيم (¬2) في هذه الأحاديث ونحوها إن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه لعن على هذه المعاصي وغيرها أكبر منها فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة فلو لم يكن في فعل ذلك إلا رضا فاعله بكونه ممن يلعنه الله ورسوله لكان فيه زاجر عن المعاصي ورادع (حم د (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: ليس كما زعم ففيه محمَّد بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن جده عن أبي سعيد وثلاثتهم ضعفاء، قال ابن حجر: استنكره أبو حاتم في العلل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى في مسنده (6467)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 296)، وقول الذهبي في المغني في الضعفاء (2/ 741)، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وقال في الكاشف (2/ 372) تركوه, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4689). (¬2) انظر: الجواب الكافي (ص: 39). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 65)، وأبو داود (3128)، والبيهقي في شعب الإيمان (10160)، والبخاري في التاريخ الكبير (1/ 66)، والبيهقي في السنن (4/ 63)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (1/ 369) وقال: قال أبي هذا حديث منكر ومحمد بن الحسن بن عطية وأبوه وجده ضعفاء الحديث. وقال ابن حبان في الضعفاء: الحسن بن عطية: منكر الحديث جدا وأحاديثه ليست بنقية, وقال ابن حجر: لا أدري البلية منه أو من ابنه أو منهما معا، وانظر: تهذيب التهذيب (2/ 255)، وأخرجه البيهقي في السنن (4/ 63)، ومحمد بن إبراهم الطرسوسي في مسند عبد الله بن عمر (1/ 25) من حديث ابن عمر، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 14) وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه الحسن بن عطية ضعيف، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 145) (11309) من حديث ابن عباس وزاد فيه "وليس للنساء في الجنازة نصيب"، وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 29) وزاد فيه "والمغني والمغنى له" وفيه عمر بن يزيد، قال الشيخ: منكر الحديث، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4690).

ورواه الطبراني والبيهقي عن ابن عمر وابن عدي عن أبي هريرة وكلها ضعيفه. 7254 - "لعن الله الواشمات والمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله. (حم ق 4) عن ابن مسعود (صح) ". (لعن الله الواشمات) جمع واشمة بالمعجمة اسم الفاعل من وشم تقدم تفسيره (والمستوشمات) الطالبات من يفعل بهن ذلك. (والمتنمصات) بالمثناه [4/ 17] أو لا فنون فصاد مهملة قال في النهاية (¬1): وبعضهم يرويه بتقديم النون على الياء وهي التي تنتف شعرها من وجهها (والمتفلجات) بالفاء والجيم من الفلج بالتحريك وهو فرجة ما بين الثنايا والرباعيات أي المتطلبات ذلك في أسنانهنَّ (للحسن المغيرات خلق الله) صفة لازمة قال الطبري: لا يجوز للمرأة تغيير شيء من خلقها بزيادة ولا نقص، التماسا للحسن للزوج ولا غيره وأخذ منه عياض أن من خلق بأصبع زائدة أو عضو زائد لا تحل إزالته؛ لأنه تغيير لخلق الله. قلت: إلا ما أبيح من الاختضاب لليدين والرجلين والاكتحال والادهان فأما خضاب الوجه الذي يعتاد في كثير من الجهات فما أراه إلا داخلا تحت التغيير (حم ق 4 (¬2) عن ابن مسعود) ورواه عنه الطيالسي أيضاً وغيره. 7255 - "لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة. (حم ق 4) عن ابن عمر (صح) ". (لعن الله الواصلة) لشعرها بغيره. (والمستوصلة) تطلب ذلك من غيرها. (والواشمة والمستوشمة) قال القرطبي (¬3): هذا نص في تحريم وصل شعر بشعر ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 118). (¬2) أخرجه البخاري (5948)، ومسلم (2125)، وأبو داود (4169)، والترمذي (2782) وقال حديث حسن صحيح، وابن ماجة (1989)، وأحمد في مسنده (1/ 433، 434). (¬3) الجامع لأحكام القرآن (5/ 369).

وبه قال مالك والجمهور، وشذ الليث فقال بجواز وصله بصوف وهو مردود عليه بالحديث وأباح قوم وضع الشعر على الرأس، وقالوا: إنما حرم الوصل به فقط وهذه ظاهرية محضة وإعراض عن المعنى ولا يدخل في النهي ما ربط من الشعر بخيط حرير ملونة ولا ما لا يشبه الشعر ولا يكثره (حم ق 4 (¬1) عن ابن عمر). 7256 - "لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده. (حم د ت هـ) عن ابن مسعود (صح) ". (لعن الله آكل الربا وموكله) معطيه وهو المديون (وكاتبه وشاهده) وتقدم تقييده بالعلم فهو معتبر حيث أطلق (حم د ت هـ (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته. 7257 - "لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه ومانع الصدقة. (حم ن) عن علي (صح) ". (لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه ومانع الصدقة) أي الزكاة ضمه إلى الربا لأنه منع إخراج ما يجب إخراجه وأهل الربا أدخلوا ما يحرم إدخاله وأخرجوا ما يحرم إخراجه (حم ن (¬3) عن علي) رمز المصنف لصحته. 7258 - "لعن الله زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. (3 ك) عن ابن عباس (صح) ". (لعن الله زائرات القبور) كان هذا والله أعلم قبل نسخ النهي عن الزيارة، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5947)، ومسلم (2124)، وأبو داود (4168)، والترمذي (1759، 2783)، والنسائي 5/ 421 وابن ماجة (1987). (¬2) أخرجه مسلم (1597)، وأحمد (1/ 409)، وأبو داود (3333)، والترمذي (1206)، وابن ماجة (2277). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 87)، والنسائي (8/ 147)، والبيهقي في شعب الإيمان (5508)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5090).

وقيل: بل النسخ خاص بالرجال نسخ في حقهم تحريم الزيارة ثم أبيحت لهم أو ندبت وأما النساء فلم ينسخ النهي في حقهن فاللعن لإتيانهن بما نهين عنه (والمتخذين عليها المساجد) بأن يجعلوا المسجد عليها تعظيما لشأنها واعتقاد أن العبادة بقربها أكثر موقعًا في الأجر، قال ابن القيم (¬1): هذا وأمثاله من المصطفي - صلى الله عليه وسلم - صيانة لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه وتجريدا له وغضباً لربه أن يعدل به سواه، قال الشافعي: أكره أن يعظم مخلوق حتى يجعل قبره مسجداً مخافة الفتنة عليه وعلى الناس، قيل: ومحل الذم أن يتخذ المسجد على القبر بعد الدفن فلو بني مسجداً وجعل قبراً ليدفن به واقف المسجد أو غيره لامتنع، قال العراقي: والظاهر أنه لا فرق فلو بني مسجداً بقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة بل يحرم الدفن في المسجد وإن شرط أن يدفن فيه لم يصح الشرط لمخالفته لمقتضى وقفه مسجداً. قلت: هذا الحق وأما دفنه - صلى الله عليه وسلم - فإنه ليس في مسجده بل في بيته المتصل بالمسجد ثم زيد في المسجد فدخل القبر في باطنه وأما قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا} [الكهف: 21] فالظاهر أن المسجد ليس على نفس محلهم بل على باب الكهف على أنهم ليسوا مقبورين بل بارزين على ظاهر الأرض كما وصفه الله تعالى، فليسوا داخلين في أحاديث القبر ثم الظاهر أن المتخذين عليهم مسجداً ليسوا من أهل الإيمان إلا أنه يقال إنه تعالى قرر ما قالوه ولو كان محرماً لما قرَّره فالجواب الأول، (والسرج) وذلك لأنه تعظيم للجماد لاعتقاد نفعه وضره ولأنه إضاعة [4/ 18] من المال وهو محرم، وهذا الحديث قد خالفه الناس كلهم فالنساء يزرن القبور والقبور تتخذ ¬

_ (¬1) إغاثة اللهفان (1/ 189).

عليها المساجد ويوقد عليها الشموع والسرج فإنا لله وإنا إليه راجعون، وجهل الناس ذلك وكتمه من علمه ومن تكلم عد كلامه هزؤاً، وقد ألفنا بحمد الله وتوفيقه رسالة في هذا سميناها "تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد" وفيها فوائد نافعة قد نفع الله بها (3 ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وحسنه الترمذي، ونوزع بأن فيه أبا صالح مولى أم هانئ، قال عبد الحق: هو عندهم ضعيف، وقال المنذري: تكلم فيه جماعة من الأئمة، وقيل: لم يسمع من ابن عباس، وقال ابن عدي: لا أعلم أحدا من المتقدمين رضيه، ونقل عن القطان تحسين أمره. 7259 - "لعن الله زوارات القبور. (حم هـ ك) عن حسان بن ثابت، (حم ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (لعن الله زوارات القبور) المعروف فتح الزاي وضبط فيما قوبل على خط المصنف بفتحها وضمها فالفتح على أنها جمع زواره اسم فاعل للمبالغة، قيل: ولأجل ذلك لا يشمل اللعن الزائرة نادراً ورد بأنه إنما جاء به على صفة المبالغة مقابلة لجمع القبور وأحسن منه أن يقال هذا المفهوم قد دفعه منطوق زائرات القبور فإنه جاء كذلك في رواية ولا حكم للمفهوم مع المنطوق وتقدم أنه ادعى البعض أنه قد نسخ النهي لهن عن الزيارة لحديث: "كنت قد نهيتكم عن زيارة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3236)، والترمذي (320) وقال حديث حسن، والنسائي (4/ 94)، والحاكم (1/ 374) وقال: أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به وإنما هو باذان ولم يحتج به الشيخان لكنه حديث متداول فيما بين الأئمة وأقره الذهبي في التلخيص، وأحمد في مسنده (1/ 229، 287، 324، 337). وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 190) وقال: باذان مولى أم هانئ لم يسمع من ابن عباس وتكلم فيه البخاري والنسائي وغيرهما، وقال الذهبي: ترك ابن مهدي حديثه، وقال الحاكم: أبو أحمد ليس بالقوي عندهم، وقال ابن معين: ضعيف الحديث انظر: المغني في الضعفاء (2/ 791)، والمجروحين (1/ 185)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4691).

القبور فزورها" ورد بأنه مبني على أن خطاب المذكور يشمل الإناث وهو غير الأصح في الأصول (حم هـ ك (¬1) عن حسان بن ثابت) رمز المصنف لصحته، (حم ت هـ (¬2) عن أبي هريرة) قال ابن حجر (¬3): في الباب عن ابن عباس وغيره. 7260 - "لعن الله من سب أصحابي. (طب) عن ابن عمر (صح) ". (لعن الله من سب أصحابي) عام لكل الصحابة لأن لهم حرمة الاتصال به - صلى الله عليه وسلم - ومناصرته وغير ذلك من السوابق وقد ذهب أئمة إلى أن سبهم من الكبائر وتقدم أن اللعن من دلائل الكبائر وقد نهى الله عن سب مطلق المؤمن فكيف بمثل أصحابه - صلى الله عليه وسلم - (طب عن ابن عمر) (¬4) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وهو زلل فإن فيه عبد الله بن سيف أورده الذهبي في الضعفاء, وقال: لا يعرف وحديثه منكر وفي الميزان عن ابن عدي رأيت له غير حديث منكر، وعن العقيلي حديثه غير محفوظ (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 442)، وابن ماجة (1574)، والحاكم (1/ 374) وقال: هذه الأحاديث المروية في النهي عن زيارة القبور منسوخة. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 337، 356)، والترمذي (1056) وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رأي بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي - صلى الله عليه وسلم - في الزيارة فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء، وقال بعضهم إنما كره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن، وأخرجه ابن ماجه (1576)، والبيهقي في السنن (4/ 78)، والطيالسي (2358). وله شاهد عن ابن عباس تقدم تخريجه في الحديث السابق، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5109). (¬3) انظر فتح الباري (3/ 149). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 434) رقم (13588) وفي الأوسط (7015)، وقال: لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا عبد الله بن سيف تفرد به عبد الحميد بن عصام، وقال الهيثمي في المجمع: (10/ 21): فيه عبد الله بن سيف وهو ضعيف، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5111) والصحيحة (2340). (¬5) انظر: ميزان الاعتدال (4/ 117)، واللسان (3/ 299)، وضعفاء العقيلي (2/ 264)، والمغني في الضعفاء (1/ 341).

7261 - "لعن الله من قعد وسط الحلقة. (حم د ت ك) عن حذيفة (صح) ". (لعن الله من قعد وسط الحلقة) في النهاية (¬1) ومنه حديث: "الجالس وسط الحلقة ملعون" لأنه إذا جلس في وسطها استدبر بعضهم فيؤذيهم بذلك فيلعنونه ويسبونه، وفي الشرح أراد الذي يقيم نفسه مقام السخرية ويقعد وسط القوم ليضحكهم أو الكلام في معين (حم د ت ك (¬2) عن حذيفة) قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى إنساناً قاعداً وسط الحلقة فذكره، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 722 - "لعن الله من يسم في الوجه. (طب) عن ابن عباس (صح) ". (لعن الله من يسم في الوجه) يكوي الحيوان في وجهه بالنار فإنه تغيير لخلق الله والوسم الكي للعلامة، واللعن يقتضي التحريم وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسم إبل الصدقة في غير الوجه (طب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 7263 - "لعن الله من فرق بين الوالدة وولدها وبين الأخ وأخيه. (هـ) عن أبي موسى (ض) ". (لعن الله من فرق بين الوالدة وولدها) عام للتفريق ببيع أو غيره وللفقهاء تفاصيل. (وبين الأخ وأخته) وظاهره قبل التكليف وبعده وفيه كلام في الفروع وقد تكلمنا على شيء من ذلك في حواشي ضوء النهار (هـ (¬4) عن أبي موسى) ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 399). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 398)، وأبو داود (4826)، والترمذي (2753) وقال: حديث حسن صحيح، والحاكم (4/ 281) وقال: حديث صحيح على شرط الشيخان ولم يخرجاه وأقره الذهبي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4694) والسلسلة الضعيفة (638). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 335) (11926)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 110)، وقال: رواته ثقات. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5110). (¬4) أخرجه ابن ماجة (2250)، قال البوصيري في الزوائد (3/ 32): هذا إسناد ضعيف لضعف طلق =

رمز المصنف لضعفه، وفيه إبراهيم بن إسماعيل ضعفوه. 7264 - "لعن الله من لعن والديه ولعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من آوي محدثاً ولعن الله من غير منار الأرض. (حم م ن) عن علي (صح) ". (لعن الله من لعن والديه) أي من تسبب إلى لعنهما بأن يؤذي إنساناً بسب أبويه فيلعن أبوي ذلك الإنسان أو سبهما هو بنفسه فهو أشد وعيداً (ولعن الله من ذبح لغير الله) من صليب أو صنم أو قبر كما في زماننا هذا فإنه قد صار ذلك شعاراً للإعمار وطريقتهم التي تسوقهم إلى النار في دار القرار وما أرى هذه الذبائح التي تنحر على الأبواب عند قدوم ملك أو نحوه إلى بلد أو دخل بيتاً وما ذبح على القبور عند دفن الميت وهو العقر المنهي عنه وكذلك ما تذبحه القبائل في أسواقهم ويسمونه الرضا وما يذبحه حكام الطاغوت عند من يترضونه كل هذه مما أهل لغير الله وقصد بها تعظيم المخلوق. (ولعن الله من آوى) أي ضم إليه وحوي (محدثاً) اسم فاعل من أحدث إذا أتي بجناية ففر إلى من يمنعه من انتصاف خصمه منه فإنه يحرم الحيلولة بينه وبين ما أمر الله به من الانتصاف منه. (ولعن الله من غير منار الأرض) [4/ 19] جمع منارة وهي العلامة التي تجعل بين الحدين للجارين فيغيرها ويدخلها في أرضه فيكون في معني الغاصب ومنه منار الحرم وهي أعلامه التي ضربها إبراهيم - عليه السلام - على أقطاره، وقيل: لملك من ملوك اليمن ذو المنار لأنه أول من ضرب المنار على الطريق ليهتدي به إذا رجع أفاد ذلك الزمخشري (¬1) (حم م ن (¬2) عن علي) كرم الله وجهه. 7265 - "لعن الله من مثل بالحيوان. (حم ق ن) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ = بن عمران، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، قال الذهبي: ضعفه النسائي انظر: المغني في الضعفاء (1/ 9). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4693). (¬1) انظر: الفائق (4/ 29). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 118، 2/ 152)، ومسلم (1978)، والنسائي (3/ 67).

(لعن الله من مثل بالحيوان) بتشديد المثلثة من صيره مثلة بأن قطع أطرافه أو بعضها وهو حي فإن ذلك محرم وهو شامل لكل حيوان، ويخرج قطع يد السارق بالنص. (حم ق (¬1) عن ابن عمر). 7266 - "لعن عبد الدينار لعن عبد الدرهم. (ت) عن أبي هريرة (ح). (لعن) غيرت الصيغة إعلاما بأنه يلعنه كل لاعن. (عبد الدينار) الذي يتخذه كأنه إلهه يخدمه ويؤثره على كل محبوب. (لعن عبد الدرهم) أي أبعد عن الرحمة لأنه لا يقرب منها إلا المحسنون وهم لا يؤثرون الدينار والدرهم على ذكر الله وعبادته وزاد في رواية: "إن أعطي رضي وإن منع سخط" (¬2) (ت (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفي الكبير حسن غريب. 7267 - "لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً (قط) في العلل عن علي (ض) ". (لعنت القدرية) هم الذين يقولون الأمر أنف وقدمنا تحقيق ذلك في الجزء الأول والشارح هنا كغيره من المقلدة فسرهم بالذين يضيفون أفعال العباد إلى قدرتهم (على لسان سبعين نبياً) أي أنه أخبر الله بلعنه إياهم على لسانهم، أو أمرهم بإفشائه وتمام الحديث كما في العلل للدارقطني آخرهم محمَّد (خط (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 13)، والبخاري (5515)، ومسلم (1958). (¬2) أخرجها البيهقي في السنن (9/ 159)، والطبراني في الأوسط (2595). (¬3) أخرجه الترمذي (2375) وقال حديث حسن غريب من هذا الوجه, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4695). (¬4) أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 149)، والدارقطني في العلل (8/ 289) , وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 319)، والطبراني في الأوسط (7162) من حديث ابن عمر, وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال (8/ 45) وقال: قال الدارقطني في غرائب مالك هذا إسناد ورجاله مجهولون لا يصح وقال: هذا المتن بهذا الإسناد منكر؛ لأنه من حديث محمَّد بن الفضل بن عطية أحد الكذابين، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 154) وقال: لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (1/ 151) وقال: قال ابن عدي وهو بهذا الإسناد باطل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4696).

في العلل) كتاب للخطيب (¬1) عن علي رمز المصنف لضعفه, وقال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح، فيه الحارث كذاب، قال ابن المديني وكذا فيه محمَّد بن عثمان انتهى، ورواه الطبراني عن محمَّد بن كعب مرفوعاً وفيه محمَّد بن الفضل متروك، ورواه أبو يعلى (¬2) وفيه بقية مدلس وحبيب مجهول وأورده الذهبي من عدة طرق ثم قال: هذه الأحاديث لا تثبت لضعف رواتها. 7268 - "لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أحدكم أو موضع قِدِّه في الجنة خير من الدنيا وما فيها ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض لملأت ما بينهما ريحا ولأضاءت ما بينهما ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها. (حم ق ت) عن أنس (صح) ". (لغدوة في سبيل الله) بفتح المعجمة المرة من الغدو وهو الخروج في الغداة وهي من أول النهار إلى انتصافه (أو روحة) بزنتها من الرواح الخروج في أي ساعة من الزوال إلى الغروب، قيل: وذكرهما للغلبة وإلا فإنه، يشمل الحديث. من خرج وسط النهار، والمراد الخروج للقتال في بر أو بحر من بلد الغازي أو غيرها (خير من الدنيا وما فيها) أي ثوابها خير من ثواب إنفاق الدنيا وما فيها وكل ما عليها من متاعها، وقيل: التنعم بثواب ذلك خير من التنعم بجميع نعيم الدنيا، قال ابن دقيق العيد (¬3): ليس هذا من تمثيل الباقي بل من تنزيل المغيب منزلة المحسوس تحقيقا في النفس لكون الدنيا محسوس في النفس مستعظمة في الطباع وإلا فجميع ما في الدنيا لا يعدل درهماً في الجنة (ولقاب قوس ¬

_ (¬1) قد وهم المؤلف في قوله "خط" وقوله: كتاب للخطيب، ويبدو الصحيح ما جاء في المطبوع "قط" وهو الدارقطني في كتابه العلل، ويؤيد ما قتله قول المؤلف في نفس السطر "تمام الحديث كما في العلل للدارقطني". (¬2) أخرجه أبو يعلى كما في مجمع الزوائد (7/ 206). (¬3) انظر: إحكام الأحكام (1/ 301)، وفتح الباري (6/ 14).

أحدكم) عطف على عدده والقاب والقيب بمعنى القدر (أو موضع قده) كأنه شك من الراوي أو أنه منه - صلى الله عليه وسلم - وأو بمعنى الواو والقد بكسر القاف ثم مهملة السوط وهو في الأصل سبر بقد من جلد غير مدبوغ أي قدر سوط أحدكم أو قدر الموضع الذي يسعه (في الجنة خير من الدنيا وما فيها) فالأول خير فعل العبد من الخروج في غداة أو رواح وهذا خير آلة حربه وأنه مأجور في كل جزء من أجزاء جهاده. (ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة) إلى الأرض كأنه ضمن اطلع معنى نظر أي اطلعت ناظرة إلى الأرض ويحتمل أنه يتعدى اطلع بإلى اطلع إلى إله موسى ولعلي أطلع عليه. (لملأت ما بينهما) أي بين السماء والأرض وإن لم يتقدم ذكر للسماء إلا أنه يعرف بذكر مقابلتها أعني الأرض أو ما بين الجنة والأرض (ريحاً) عرفاً طيباً. (ولأضاءت) أنوار جمالها ما بينهما (ولنصيفها) بفتح النون وكسر المهملة فمثناة تحتية ففاء الخمار على رأسها (خير من الدنيا وما فيها) أخبر عن طيب ريحها ثم عن أنوار جمالها ثم عن ظاهر ملبوسها فكيف بجمالها وباطن ملبوسها اللهم إنا نسألك الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل) حم ق ت (¬1) عن أنس). 7269 - "لغزوة في سبيل الله أحب إلى من أربعين حجة عبد الجبار الخولاني في تاريخ دارياً عن مكحول مرسلاً". (لغزوة في سبيل الله [4/ 20] أحب إلي) وما كان أحب إليه فهو أحب إلى الله تعالى. (من أربعين حجة) قاله - صلى الله عليه وسلم - لما كثر المشاؤون في الحج في غزوة تبوك وتقدم أنه فرض كفاية وأن المراد بالحج النفل لا الفرض فهو أفضل من الجهاد ما لم يتضيق الجهاد. عبد الجبار الخولاني في تاريخ مدينة دارياً (¬2) بفتح المهملة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 153)، والبخاري (2796)، ومسلم (1880)، والترمذي (1651). (¬2) أخرجه عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا (94)، وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2348)، وأبو داود في مراسيله (304)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 188) , وضعفه =

فالراء وتشديد التحتية بعدها ألف قرية بالغوطة (¬1) ينسب إليها جماعة من العلماء والفضلاء ومنهم أبو سليمان الداراني العارف المشهور (¬2) عن مكحول مرسلاً هو أبو عبد الله الشامي الفقيه الثقة الزاهد العابد. 7270 - "لقد أكل الدجال الطعام ومشي في الأسواق. (حم) عن عمران بن حصين (ح) ". (لقد) اللام للتأكيد مفتوحة. (أكل الدجال) الموعود بخروجه آخر الزمان (الطعام ومشي في الأسواق) إخبار بأنه حي وأنه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق كغيره من الأوادم وقد، قيل: إنه ابن صياد (حم (¬3) عن عمران بن حصين)، رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه علي بن زيد حديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح. 7271 - "لقد أمرت أن أتجوز في القول فإن الجواز في القول هو خير. (د هب) عن عمرو بن العاص (ح) ". (لقد أمرت أن أتجوز) بالجيم والزاي (في القول) أختصر فيه وأخفف المؤنة على سامعيه (فإن الجواز في القول هو خير) من الإطالة ولذلك أوتي - صلى الله عليه وسلم - جوامع الكلم، (د هب (¬4) عن عمرو بن العاص) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (4697)، والضعيفة (1481). (¬1) انظر: معجم البلدان (2/ 431). (¬2) انظر: سير أعلام النبلاء (10/ 182). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 444)، والطبراني في المعجم الكبير (18/ 155) (339)، والبزار في مسنده (3574)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 2) وقال: رواه أحمد والطبراني وفي إسناد أحمد علي بن زيد وحديثه حسن وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي إسناد الطبراني محمَّد بن منصور النحوي الأهوازي ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4699). (¬4) أخرجه أبو داود في سننه (5008)، والبيهقي في الشعب (4975)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4700).

وليس بحسن فإن فيه سليمان بن عبد الحميد البهراني (¬1) قال في الكاشف: ضعيف وفي ذيل الضعفاء كذبه النسائي وإسماعيل بن عياش (¬2) وليس بقوي وابنه محمَّد قال أبو داود: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه. وقد حدث به عنه، وضمضم ابن زرعة (¬3) ضعفه أبو حاتم وأبو ظبية (¬4) مجهول. 7272 - "لقد أنزل عليَّ عشر آيات من أقامهن دخل الجنة، {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ...} الآيات. (حم ك) عن عمر (صح) ". (لقد أنزل عليَّ عشر آيات من أقامهن) في قراءته وعمل بهن (دخل الجنة) {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ...} الآيات) إلى قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ} وذلك لاشتمالها على صفات المؤمنين الخلص ذوي التقوى والورع وهم أهل الجنة (حم ك (¬5) عن عمر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه عبد الرزاق عن يونس بن زيد (¬6) قال: أظنه لا شيء. ¬

_ (¬1) سليمان بن عبد الحميد البهراني قال الذهبي: ضعيف, ومرة: كذبه النسائي، وقال أبو حاتم: صدوقه وقال ابن حجر: صدوق رمي بالنصب وأفحش النسائي القول فيه انظر: الكاشف (1/ 461)، المغني في الضعفاء (1/ 281) رقم (2602)، الجرح والتعديل (4/ 130)، التقريب (1/ 252). (¬2) إسماعيل بن عياش: صدوق في حديث أهل الشام، مضطرب جداً في حديث أهل الحجاز، وقال ابن حبان: لا يحتج به، وضعفه النسائي ووثقه ابن معين، وقال ابن حجر: صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم (المغني في الضعفاء (1/ 85)، التقريب (1/ 109). (¬3) ضمضم بن زرعة: وثقه ابن معين، وضعفه أبو حاتم، وقال الذهبي: مختلف فيه, وقال ابن حجر: صدوق يهم المغني (1/ 313)، الكاشف (1/ 510)، التقريب (1/ 280). (¬4) أبو ظبية: قال ابن معين: ثقة، وقال أبو زرعة: لا أعلم أحدا يسميه، وقال ابن حجر: مقبول من الثانية الجرح والتعديل (9/ 399)، التقريب (1/ 652). (¬5) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 34)، والحاكم في المستدرك (1/ 535)، والترمذي (3173)، والنسائي (1/ 450)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4701). (¬6) الصواب: أنه يونس بن سليم وليس يونس بن يزيد فابن يزيد ثقة كما في التقريب (1/ 614)، وأما ابن سليم، فضعيف، قال أحمد بن حنبل سألت عنه عبد الرزاق فقال أظنه لا شيء، وقال العقيلي: لا =

7273 - "لقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد، وأخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه أبط بلال. (حم ت هـ حب) عن أنس (صح) ". (لقد أوذيت في الله) أي لأجل إظهار دينه وإعلاء كلمته (وما يؤذي أحد) من الناس لأنه لم يكن قد أسلم أحد حتى يؤذي وقد وصفت كتب السيرة ما ناله النبي - صلى الله عليه وسلم - من إيذاء قومه بما لا يؤذاه أحد (وأخفت) هددت وتوعدت بالتعذيب والقتل في الله (وما يخاف أحد) أي في الله تعالى قال ابن القيم (¬1): قوله في كثير من الأحاديث في الله يحتمل معنيين: أحدهما: أن ذلك في مرضات الله وطاعته وهذا فيما يصيبه باختياره. والثاني: أنه بسببه ومن جهته حصل ذلك وهذا فيما يصيبه بغير اختياره وغالب ما مر ويجيء من قوله في الله من هذا القبيل وليس في هنا لا لمجرد للظرفية ولا لمجرد السببية وإن كانت السببية أصلها ألا ترى إلى خبر، دخلت النار في هرة أي بسبب هرة، كيف تجد فيه معنى زائداً على السببية فقولك: فعلت كذا في مرضاتك فيه معنى زيد على قولك: فعلته لرضاك، وإذا قلت: أوذيت في الله لا يقوم مقامه أوذيت لله ولا بسببه (ولقد أتت علي ثلاثون ما بين يوم وليلة) تأكيد للشمول أي ثلاثون يوماً وليلة متوالية (وما لي ولبلال) بن رباح مولى أبي بكر تقدم إسلامه وصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وأذن له أيام حياته (طعام يأكله ذو كبد) أي حيوان (إلا شيء يواريه إبط بلال) يدخله تحته ويستره بإبطه والله أعلم ما الحكمة في ذكر بلال دون خديجة وأولاده؟ فإنه ¬

_ = يتابع علي حديثه ولا يعرف إلا به، وقال ابن حجر: مجهول، وقال الذهبي واه. وانظر: الجرح والتعديل (9/ 240) والضعفاء للعقيلي (4/ 460) والتقريب (1/ 613)، والكاشف (2/ 403). وعبد الرزاق يروي عن يونس بن سليم عن يونس بن يزيد. (¬1) عدة الصابرين (ص 37 - 38).

ما صحبه بلال إلا بعد خديجة وقد كانت خديجة ذات يسار ويحتمل أن هذا أيام حصرهم في الشعب والحديث إخبار بما ناله في ذات الله وإعلاء كلمته وإظهار دينه (حم ت هـ حب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح. 7274 - "لقد بارك الله لرجل في حاجة أكثر الدعاء فيها أعطيها أو منعها. (هب خط) عن جابر". (لقد بارك الله لرجل في حاجة) التنكير على بابه أي رجل [4/ 21] وأي حاجة (أكثر الدعاء فيها) أي في طلبها (أعطيها) فيبارك في إعطائها (أو منعها) فيبارك في عوضها وما يدخر له في جزاء دعائه، وفيه الترغيب في كثرة طلب الحاجات إلى الله تعالى (هب خط (¬2) عن جابر) سكت المصنف عليه قال الشارح: وفيه داود العطار (¬3) قال الأزدي: يتكلمون فيه. 7275 - "لقد رأيتني يوم أحد وما في الأرض قربي مخلوق غير مخلوق غير جبريل عن يميني وطلحة عن يساري. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (لقد رأيتني) جمع بين الفاعل والمفعول بشيء واحد من خواص باب علمت (يوم أحد وما في الأرض قربي مخلوق) لأنه انهزم المسلمون (غير جبريل عن يميني وطلحة عن يساري) فإن طلحة ثبت ذلك اليوم وفداه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 121)، والترمذي (2472) وقال: حسن غريب، وابن ماجة (151)، وابن حبان في صحيحه (6560)، والبيهقي في الشعب (1632)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5125). (¬2) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (1135)، والخطيب في تاريخه (3/ 299)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4702)، والضعيفة (4314). (¬3) داود بن عبد الرحمن العطار: قال الذهبي: ثقة, وقال الحاكم قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال الأزدي: يتكلمون فيه, وقال ابن حجر: ثقة لم يثبت أن ابن معين تكلم فيه, وانظر: المغني في الضعفاء (1/ 219)، التقريب (1/ 199).

المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (فيه بأبيه وأمه فقال ارم عنا فداك أبي وأمي (ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 7276 - "لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة) في نعيمها وخيراتها (في شجرة) بسبب شجرة (قطعها من ظهر الطريق) ليزيل أذاها عن المسلمين فإنها (كانت تؤذي الناس) فكافأه الله بإزالتها دخول الجنة فلا يحقر العبد من الطاعات شيئاً سيما ما كان فيه نفع عامة الناس (م (¬2) عن أبي هريرة) لم ينفرد به مسلم بل قد أخرجه البخاري في الظلم عن أبي هريرة كما قاله الشارح. 7277 - "لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة. (ن) ابن سعد عن الحسن مرسلاً". (لقد رأيت الملائكة تغسل حمزة) في يوم أحد بعد استشهاده في سبيل الله إعظاماً لشأنه ولا تكليف على المسلمين في غسل الشهداء ولا ينافيه زملوهم بكلومهم فإنهم يحشرون وأوداجهم تشخب دماً لأن ذلك علة المنع عن غسل المسلمين لهم لا عن غسل الملائكة. (ابن سعد (¬3) عن الحسن مرسلاً). 7278 - "لقد رأيت الآن منذ صليت بكم الجنة والنار متمثلين في قبلة هذا الجدار فلم أر كاليوم في الخير والشر. (خ) عن أنس (صح) ". (لقد رأيت الآن) ظرف بمعنى الوقت الحاضر. (منذ صليت بكم) أي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (378)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4704) والضعيفة (4359) وقال: ضعيف جداً. (¬2) أخرجه مسلم (1914)، وأخرجه البخاري (2472) بمعناه. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 16)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5133)، وذكره في الضعيفة (1993).

لأجل تعليمكم وتحصيلكم الأجر واستشكل بأن صليت ماضيا والآن حاضر فينافيه وأجيب بما قاله ابن الحاجب: كل مخبر ومنشئ مقصده الحاضر لا اللحظة الحاضرة الغير منقسمة. (الجنة والنار ممثلتين) مصورتين. (في قبلة هذا الجدار) جدار مسجده تمثيلا لهما لا أنهما رؤية حقيقية بأن رفعت الحجب بينه وبينها لأنه يأباه قوله ممثلتين وهذه الرؤية، قال ابن القيم (¬1): كانت في صلاة الكسوف وقد قدمنا في التمثيل للجنة والنار كلاماً حسناً عن الغزالي. (فلم أر كاليوم) الكاف في محل نصب أي لم أر منظراً مثل منظري اليوم (في الخير) وهي الجنة. (والشر) وهي النار فإنهما خير ما ينظر وشره (خ (¬2) عن أنس) قال - صلى الله عليه وسلم -، ثم رقي المنبر فأشار بيديه قبل قبلة المسجد ثم قال فذكره. 7279 - "لقد هممت أن لا أقبل الهدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي. (ن) عن أبي هريرة (صح) ". (لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي أو دوسي) أي من رجل من أحد هذه الطوائف الأربع، ودوس بفتح المهملة وسكون الواو آخره مهملة بطن من الأزد وذلك أن هؤلاء البطون الأربعة عرفوا بمكارم الأخلاق وسخاء النفوس وعلو الهمة وقطع النظر عن الأعواض فإن المستكثر رذل الأخلاق سيء الطباع {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} ولما قال المصطفى هذا، قال فيه حسان: إن الهدايا تجارات اللئام وما ... يبغي الكرام لما يهدون من ثمن وفيه أنه لا ينبغي قبول الهدية ممن يطلب بها الاستكثار، (ن (¬3) عن أبي ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 283). (¬2) أخرجه البخاري (749). (¬3) أخرجه النسائي (4/ 136)، والترمذي (3945)، وأحمد (2/ 292)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 148) وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (2119).

هريرة) رمز المصنف لصحته وسببه كما قال أبو هريرة: أهدى أعرابي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكرة فعوضه منها ست بكرات فسخطه فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك فذكره، قال الترمذي: روى من غير وجه عن أبي هريرة قال: عبد الحق: ليس إسناده بالقوي انتهى. لكن قال الحافظ العراقي: رجاله ثقات وعزاه الهيثمي لأحمد والبزار ثم قال: رجال أحمد رجال الصحيح. 7280 - "لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يضيعون ذلك فلا يضر أولادهم (مالك حم م 4) عن جدامة بنت وهب" (صح). (لقد هممت أن أنهى عن الغيلة) بكسر الغين المعجمة أي عن جماع مرضع وكذلك إذا حملت وهي مرضع وكان العرب يحترزون عنها ويزعمون أنها تضر الولد وهي من المشهورات الشائعة [4/ 22] بينهم. (حتى ذكرت الروم وفارس) هكذا كأنه على لغة ربيعة أو على طريقة المحدثين في كتب المنصوب من دون ألف ولا وجه لمنعه من الصرف إلا أن يقال إنه علم قبيلة ففيه العلمية والتأنيث وقد فاته شرط التحتم فيجوز فيه الوجهان. (يصنعون ذلك) يجامعون المرضعات. (فلا يضر أولادهم) قال ابن القيم (¬1): وهذا لا ينافيه خبر "لا تقتلوا أولادكم سرًّا" (¬2) فإن هذا كالمشورة عليهم والإرشاد لهم إلى ترك ما يضعف الولد ويقتله لأن المرأة المرضع إذا باشرها الرجل حرك منها دم الطمث وأهاجه للخروج فلا يبقي اللبن حينئذ على اعتداله وطيب ريحه وربما حملت الموطؤه فكان من أضر الأمور على الرضيع وإن جيد الدم حينئذ ينصرف إلى تغذية الجنين الذي في الرحم فينفد في غذائه فيفوت الجنين لما كان يناله ¬

_ (¬1) تحفة المودود (ص 239). (¬2) أخرجه أبو داود (3881)، وابن ماجه (2012).

ويجتذبه ملالماً له لأنه متصل بأمه اتصال الفرس بالأرض وهو غير مفارق لها ليلاً ونهاراً ولذلك ينقص دم الحامل ويصير رديئاً فيضعفه فهذا وجه الإرشاد لهم إلى تركه ولم يحرمه عليهم ولا نهاهم عنه لأن هذا لا يقع دائماً لكل مولود (مالك حم م 4 (¬1) عن جدامة) بالجيم مضمومة والذال المعجمة، وقيل: مهملة بنت وهب ولم يخرج البخاري عنها شيئاً (¬2). 7281 - "لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم. (حم م عن ابن مسعود (صح). (لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس) صلاة فريضة الجمعة (ثم أحرق) بالتشديد (على رجال يتخلفون عن الجمعة) وفي رواية: "عن العشاء أو الفجر" ولا تعارض لإمكان التعدد (بيوتهم) قيل: كناية عن تحريقهم بالنار عقوبة لهم ويحتمل العقوبة بإحراق المساكن التي يتخلفوا فيها عقوبة بالمال بإتلافه كما حرّق مسجد الضرار، وفيه وجوب صلاة الجمعة على الأعيان إذ لو كانت كفاية لكان قد قام بها - صلى الله عليه وسلم - مع غيره، وفيه أن لغيره أن يؤم بحضرته وأنه يقدم الوعيد والتهديد على العقوبة، وفيه أنه لا يتم هذا إلا إذا ثبت أن الهم من أقسام السنة ولها أفعال وأقوال وتقريرات وتقدم بحثنا فيه في غير هذا (حم م (¬3) عن ابن مسعود). 7282 - "لقلب ابن آدم أشد انقلاباً من القدر إذا استجمعت غلياناً. (حم ك) عن المقداد بن الأسود (صح) ". (لقلب ابن آدم أشد انقلاباً) وفي رواية: "تقلباً" أي عما يحب ويعتقده ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ (2/ 607)، وأحمد في مسنده (6/ 361، 434)، ومسلم (1442)، وأبو داود (3882)، والترمذي (2077)، والنسائي (6/ 106). (¬2) انظر ترجمتها في: أسد الغابة (ص: 1324)، والإصابة (7/ 552). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 402)، ومسلم (652)، والترمذي (217)، وابن خزيمة في صحيحه (1853).

ويكرهه ونحو ذلك. (من القدر إذا استجمعت غلياناً) والمراد مما في باطن القدر فإنه الذي ينقلب ويتقلب وذلك أن القلب لا يزال به لمة من الملك ولمة من الشيطان كما سلف فهو بينهما ينقلب ويتقلب وتقدم دعاؤه - صلى الله عليه وسلم - بتثبيت القلب (حم ك (¬1) عن المقداد بن الأسود) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرط البخاري ورده الذهبي بأن فيه معاوية بن صالح (¬2) لم يرو له البخاري انتهى. قال الهيثمي: رواه الطبراني بأسانيد أحدها رجالها ثقات. 7283 - "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله. (حم م 4) عن أبي سعيد (م هـ) عن أبي هريرة (ن) عن عائشة (صح) " وهو متواتر ولم يخرجه البخاري. (لقنوا) من التلقين وهو كالتفهيم وزناً ومعناً وتعدية. (موتاكم) أي من قرب من الموت سماهم ميتاً باعتبار ما يؤل إليه من باب من قتل قتيلاً فله سلبه (لا إله إلا الله) يحتمل أن يراد كلمة الشهادتين معاً اقتصر على الأولى لأنه يعلم أنهما قرينتان لا يفترقان ولا تقبل أحدهما بدون الأخرى، وقال الشارح: ظاهره أنه لا يلقن الشهادة الثانية، وذلك لأن القصد ذكر التوحيد وهو مسلم فلا حاجة إليها ومن ثمة يجب تلقينهما معاً الكافر هذا، والأمر للندب قيل: وإذا لقنه ولم يقلها فلا يكررها عليه، وأما التلقين بعد الموت فيدعه وإنما يسأل له التثبيت (حم م 4 عن أبي سعيد م هـ عن أبي هريرة ن (¬3) عن عائشة) قال المصنف: وهو متواتر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 4)، والحاكم في المستدرك (2/ 289) وقال: على شرط البخاري ورده الذهبي بأن فيه معاوية بن صالح لم يرو له البخاري، والطبراني في الكبير (20/ 255) (603)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 102) وقال إسناده صحيح رواته ثقات وبقية هو ابن الوليد وقد صرح بالتحديث علي أنه لم يتفرد به, وصححه الألباني في صحيح الجامع (5147) والصحيحة (1772). (¬2) التقريب (1/ 538). (¬3) أخرجه مسلم (916)، وأبو داود (3117) والترمذي (976)، والنسائي (4/ 5)، وابن ماجة (1445)، وأحمد في مسنده 3/ 3 عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه مسلم (917)، وابن ماجة (1444) عن أبي هريرة، وأخرجه النسائي (1/ 601) عن عائشة.

ولم يخرجه البخاري. 7284 - "لقيام رجل في الصف في سبيل الله ساعة أفضل من عبادة ستين سنة. (عن خط) عن عمران بن حصين". (لقيام رجل في الصف في سبيل الله ساعة أفضل من عبادة ستين سنة) لعظم الجهاد في الإِسلام وعلو شأنه (عق خط (¬1) عن عمران بن حصين) سكت المصنف عليه وفيه إسماعيل بن عبيد الله المكي (¬2) قال في الميزان: لا يعرف وسبقه العقيلي فأورده في الضعفاء وقال: لا تحفظ أحاديثه وساق له هذا الحديث. 7285 - "لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين السماء والأرض. (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (لقيد) بكسر القاف وسكون المثناة التحتية قدر، (سوط أحدكم من الجنة) أي قدر موضعه من الجنة، (خير مما بين السماء والأرض) [4/ 23] يعني أن اليسير من الجنة خير من الدنيا وما فيها أو خير مما فيها من الخير إلى عنان السماء فالمراد بذكر السوط التقليل لا السوط بعينه بل نصف السوط وربعه وعشره من الجنة الباقية خير من جميع الدنيا الفانية ذكره ابن عبد البر (حم (¬3) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (10/ 295)، والطبراني في الأوسط (8708)، والبيهقي في الشعب (4953)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5151)، والصحيحة (1901). (¬2) إسماعيل بن عبيد الله المكي: قال الذهبي: لا يعرف، وذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في الثقات، وفي الضعفاء وقال لا تحفظ أحاديثه، وأورده العقيلي في الضعفاء وساق له حديثين. الميزان 1/ 397، اللسان 1/ 419، الضعفاء للعقيلي 1/ 86). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 315)، والدارمي في سننه (2820)، وابن حبان في صحيحه (6158)، وأبو يعلى في مسنده (6316)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 415)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5153).

أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 7286 - "لكل أمة مجوس ومجوس أمتي الذين يقولون: لا قدر إن مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم. (حم) عن ابن عمر (ح) ". (لكل أمة مجوس) يعاقبون عقاب المجوس (ومجوس أمتي الذين يقولون: لا قدر) أي أن الله لم يقدر الأشياء قبل كونها وهو المراد من كون الأمر أنف. (إن مرضوا فلا تعودوهم) فإنه لا يعاد إلا المسلم وهؤلاء حقيقون بالهجر والزجر. (وإن ماتوا فلا تشهدوهم) لا تحضروا جنائزهم (حم (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، لكنه رواه أحمد من طريق عمر بن عبد الله مولى عفرة وقال: ما أرى عمر بن عبد الله لقي عبد الله بن عمر، والحديث مرسل، وقال الذهبي: بعد ما أورده في الكبائر (¬2) وغيرها من عدة طرق: هذه الأحاديث لا تثبت لضعف رواتها، وقال ابن الجوزي في العلل: هذا الحديث لا يصح عن عمر مولى عفرة قال ابن حبان: يقلب الأخبار لا يحتج به انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات, وتعقبه العلائي بأن له شواهد ينتهي مجموعها إلى درجة الحسن وهو وإن كان مرسلاً اعتضد فلا يحكم عليه بوضع ولا نكارة انتهى. قال الشارح: ومن ثمة رمز المصنف لحسنه؟ 7287 - "لكل باب من أبواب البر باب من أبواب الجنة وإن باب الصيام يدعى الريان". (طب) عن سهل بن سعد (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 86)، وابن عدي في الكامل (5/ 36) وقال: عمر مولى غفرة ليس هو بكثير الحديث وقد روي عنه الثقات وهو ممن يكتب حديثه, والعقيلي في الضعفاء (1/ 260) وقال وهذا المتن له طريق بغير هذا الإسناد عن جماعة متقاربة في الضعف، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 152) وقال لا يصح هذا الحديث، وقال البخاري الحكم منكر الحديث، وقال ابن حبان كثر وهم الحكم وفحش خطؤه فصار منكر الحديث لا يحتج به. وقال الهروي في المصنوع (1/ 107) موضوع، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5163). (¬2) الكبائر (ص 153).

(لكل باب من أبواب البر) كالصدقة وبر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (باب من أبواب الجنة) وفيه دلالة على أن أبواب الجنة لا تنحصر في ثمانية بل الثمانية هي أمهات أبوابها (وإن باب الصيام يدعى الريان) قد تقدم هذا وما فيه من كلام في "أن في الجنة باب يقال له الريان" الحديث (طب (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه. 7288 - "لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله. (حم م) عن جابر (صح) ". (لكل داء) بفتح المهملة ممدود وقد يقصر (دواء) أي أنه تعالى قدر لكل داء دواء (فإذا أصيب) بالبناء للمجهول (دواء الداء) بالإضافة. (برئ) الأليم (بإذن الله تعالى) لأن الأشياء تداوى بأضدادها لكن قد تدق حقيقة المرض فلا يصادف الداء الدواء، قال القرطبي: هذه كلمة صادقة العموم لأنها خبر من الصادق عن الخالق: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ} [الملك: 14] فالداء والدواء خلقه والشفاء والهلاك فعله، وربطت الأسباب بالمسببات حكمته وحكمه وكل ذلك بقدر لا يعدل عنه انتهى (¬2) وقيل: إنه من العام المخصوص ويكون المراد لكل داء يقبل الدواء (حم م (¬3) عن جابر) ولم يخرجه البخاري. 7289 - "لكل داء دواء ودواء الذنوب الاستغفار. عن علي". (لكل داء دواء) من الأدواء الحسية والمعنوية ولذلك قال: (ودواء الذنوب الاستغفار) فالطب ينقسم إلى جسماني وروحاني، والأول هو محط أنظار الأطباء والحكماء وأما الثاني فتقصر عنه عقولهم ولا يصل إليه علومهم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 192) رقم (5970). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4713). (¬2) انظر: فيض القدير (5/ 283). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 335)، ومسلم (4022).

وتجاربهم وأقيستهم وإنما تتلقى من الرسل فيجب تتبع ما ورد عنهم فهو الترياق المجرب مع صدق العزم وخلوص النية ((¬1) عن علي) لم يذكر المصنف مخرجه وذكر صحابيه وقد عزاه في الفردوس لعلي كرم الله وجهه أيضا وبيض ولده لسنده. 7290 - "لكل سهو سجدتان بعد ما يسلم. (حم د هـ) عن ثوبان (ح) ". (لكل سهو سجدتان) هو محمول على الكلية المقتضية للعموم في كل ساه فيفيد أن لكل من سهى في صلاته بأي سهو كان أن يسجد سجدتين ولا يختص سببهما بالمواضع التي ينتهي فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا بالأنواع التي بها سها ففيه حجة لمن قال يتعدد السجود بتعدد مقتضيه (بعد ما سلم) ظاهره عموم ذلك في كل سجود لأي سهو وفيه خلاف معروف (حم د هـ) (¬2) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه، قال البيهقي في المعرفة: انفرد به إسماعيل بن عياش وليس بقوي، وقال الذهبي: قال الأثرم: هذا منسوخ وقال الزين العراقي: حديث مضطرب، وقال ابن عبد الهادي: كابن الجوزي بعد ما عزاه لأحمد إسماعيل بن عياش مقدوح فيه فلا حجة فيه، وقال ابن حجر: في سنده اختلاف انتهى، قال الشارح: فرمز المصنف لحسنه [4/ 24] غير حسن. 7291 - "لكل سورة حظها من الركوع والسجود. (حم) عن رجل (ح) ". (لكل سورة حظها من الركوع والسجود) قال الشارح: فلا يكره قراءة القرآن ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (5048)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4717). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 280)، وأبو داود (1038) وابن ماجة (1219)، والبيهقي في السنن (2/ 337)، وفي المعرفة (1221)، وقال ابن عبد الهادي في التنقيح (1/ 471): ضعيف وكذلك النووي في المجموع (4/ 155) وقال الحافظ في بلوغ المرام (1/ 69): إسناده ضعيف، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5166).

في الركوع والسجود. قلت: قد ثبت النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود وأنه نهى تحريم فيحتمل أن المراد أنه إذا كانت السورة طويلة طول الركوع والسجود وإن كانت قصيرة فبقدرها لحديث أنها كانت صلاته كالسواء فإذا طال القيام أطال الركوع والسجود (حم (¬1) عن رجل) من الصحابة رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، قال الشارح: وحينئذ فرمز المصنف لحسنه فقط تقصير. 7292 - "لكل شيء آفة تفسده وآفة هذا الدين ولاة السوء. الحارث عن ابن مسعود (صح) ". (لكل شيء آفة تفسده) الإفساد ضد الإصلاح. (وآفة هذا الدين ولاة السوء) فإنهم الذين يفسدونه ويخرجونه عن أساليبه الشرعية وقوانينه الإِسلامية. وهل أفسد الدين إلا الملوك ... وحكام سوء ورهبانها وهذا الحديث من أعلام النبوة فلقد ظهر من فساد الأديان بولاة السوء ما ملأ الأسماع وضاقت عنه البقاع اللهم إنا نبرأ إليك مما يفعلون ونستغفرك ونتوب إليك من قبح ما يأتون (الحارث عن ابن مسعود) (¬2) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 59, 65)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 468) وقال: سنده ضعيف، وابن أبي شيبة في مصنفه (3710)، والبيهقي في السنن (3/ 10)، والبيهقي في الشعب (2182) وقال هذا كله علي سبيل الاستحباب. وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 114) وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5165). (¬2) أخرجه الحارث بن أسامة في مسنده كما في الزوائد للهيثمي 2/ 641، والديلمي في الفردوس (5003)، وأبو القاسم الجرجاني في تاريخ جرجان 1/ 303، وأورده العجلوني في كشف الخفا (2/ 191) وقال: هو من كلام بعض الأعلام، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4718)، والضعيفة (4320) وقال ضعيف جداً.

لصحته، وقال الشارح: فيه مبارك بن حسان (¬1) قال الأزدي: يرمي بالكذب. 7293 - "لكل شيء أُس وأُس الإيمان الورع، ولكل شيء فرع وفرع الإيمان الصبر، ولكل شيء سنام وسنام هذه الأمة عمي العباس، ولكل شيء سبط وسبط هذه الأمة الحسن والحسين، ولكل شيء جناح وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر، ولكل شيء مجن ومجن هذه الأمة علي بن أبي طالب. (خط) وابن عساكر عن ابن عباس". (لكل شيء أس) بضم الهمزة والمهملة أساس الشيء وما ينبني عليه. (وأس الإيمان الورع) فعليه يبنى الإيمان فإنه لا يقر الإيمان في قلب هلوع (ولكل شيء فرع) كفروع الشجرة. (وفروع الإيمان الصبر) فإنه من كمل إيمانه تشعب أغصان صبره (ولكل شيء سنام) شيء مرتفع هو أنفس شيء فيه (وسنام هذه الأمة عمي العباس) أي هو المرتفع عليهم بقرابته مني فإن عم الرجل صنو أبيه. (ولكل شيء سبط) السبط القبيلة والأمة والمراد هنا أمة عظيمة. (وسبط هذه الأمة الحسن والحسين) أي هما خير قبيلة هذه الأمة وأكثرها نسلاً. (ولكل شيء جناح) مأخوذ من جناح الطائر وذلك لأنه ينتفع به فينال به مراده ويدفع به مكروهه. (وجناح هذه الأمة أبو بكر وعمر) فإن بهما انتفعت الأمة وبسعيهما اندفع المحذورات وحلت الخيرات. (ولكل شيء مجن) ترس يحتمي به المقاتل عن أن يصاب (ومجن هذه الأمة علي بن أبي طالب) فبسيفه تحتمي الأمة عن عدوها كما يحتمي بالمجن فإنه كان قاهر الأبطال وقاتل صناديد الرجال وهذه كلها فضائل للمذكورين (خط (¬2) ابن ¬

_ (¬1) مبارك بن حسان: قال الأزدي رمي بالكذب، وقال ابن معين: ثقة، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حجر: لين الحديث انظر: المغني في الضعفاء: (2/ 539)، الكاشف (2/ 237)، التقريب (1/ 518). (¬2) أخرجه ابن عساكر (26/ 345) من طريق الخطيب وقال: قال الخطيب: الحكم بن ظهير ذاهب =

عساكر عن ابن عباس) ورواه بلفظه عنه الديلمي أيضاً وفيه من لا يُعرف. 7294 - "لكل شيء حصاد وحصاد أمتي ما بين الستين إلى السبعين. ابن عساكر عن أنس". (لكل شيء حصاد) بفتح حائه وكسرها قطع الزرع وهو هنا استعارة للفناء والهلاك. (وحصاد أمتي ما بين الستين إلى السبعين) فإنها دمامة الرقاب كما صرح به حديث آخر ومنه ومما سلف يؤخذ أنه لا معنى لتحديد الفقهاء بالعمر الطبيعي والحديث سيق حكما على الأغلب فإن غالب الأمة من لا يجاوزها إن بلغها والمراد منه الحث للبالغ إليها على الاستعداد للمعاد (ابن عساكر عن أنس) (¬1). 7295 - "لكل شيء حلية وحلية القرآن الصوت الحسن. (عب والضياء عن أنس". (لكل شيء حلية) يتزين بها فإن كان قبيحاً حسنته وإن كان حسناً زادته حسناً (وحلية القرآن الصوت الحسن) فإنه يزيده حسن موقع في الأسماع والقلوب فينبغي للقارئ تحسين صوته ما أمكنه قال ابن تيمية (¬2): الخبر يفيد أن تحسين الصوت بغير القرآن مذموم لجعله ذلك حلية له مخصوصة فلا حجة فيه لمن استشهد به من الصوفية على مشروعية استماع الصوت الحسن بل هو شاهد عليهم. (عب (¬3) والضياء عن أنس) وفيه عبد الله بن محرز الجزري (¬4) قال في ¬

_ = الحديث. وقال الألباني: موضوع انظر ضعيف الجامع (4719)، والضعيفة (1913). (¬1) أخرجه ابن عساكر (45/ 285) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4721)، والضعيفة (4321). (¬2) الاستقامة (1/ 290). (¬3) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (4173)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (2496)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/ 268)، وابن عدي في الكامل (4/ 133) وقال: هذه الأحاديث عن ابن محرز عن قتادة عن أنس التي أمليتها عامتها لا يتابع عليه, وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 171) وقال رواه البزار وفيه عبد الله بن محرز وهو متروك، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4722)، والضعيفة (4322). (¬4) عبد الله بن محرز الجزري: قال أحمد ترك الناس حديثه, وقال الجوزجاني: هالك، وقال الدارقطني وجماعة: متروك، وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله إلا أنه كان يكذب ولا يعلم ويقلب الأخبار ولا يفهم، وقال ابن معين: ليس بثقة، وانظر: ميزان الاعتدال 4/ 194)، والكامل في الضعفاء (4/ 133).

الميزان: تركوا حديثه وعن الجوزجاني هالك وعن ابن حبان من خيار العباد ولكنه يكذب، ولا يعلم ويقلب الأخبار ولا يفهم ورواه أيضاً البزار، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن محرز هذا وهو متروك، ورواه الطبراني عن أبي هريرة (¬1) وفيه عنده إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف [4/ 25]. 7296 - "لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم. (هـ) عن أبي هريرة (طب) عن سهل بن سعد". (لكل شيء زكاة) يجب إخراجها. (وزكاة الجسد الصوم) الذي أوجبه الله لأن الزكاة تنقص المال من حيث العدد وتزيده من حيث البركة فكذا الصوم ينقص البدن لتقليل الطعام والشراب ويزيده بما يضفيه من القلب ويخرجه من حيث المأكل والمشرب وفوائد الصوم عديدة (هـ (¬2) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وقال العراقي سنده ضعيف. انتهى قال الشارح: وذلك لأن فيه موسى بن ¬

_ (¬1) كذا في الأصل والصواب عن ابن عباس كما عند الطبراني في الأوسط (7531). وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 171) وقال: رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف وقال الذهبي: ضعفه ابن عدي وجماعة انظر: المغني في الضعفاء 1/ 85). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1745) والقضاعي في مسند الشهاب (229)، والبيهقي في شعب الإيمان (3577)، وابن عدي في الكامل (6/ 336) وقال: هذه الأحاديث لموسى بن عبيدة مما ينفرد بأسانيدها مختلفة عامتها مما ينفرد بها من يرويها عنه, والضعف على رواياته بيّن، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4723)، والضعيفة (1329).

عبيدة ضعفوه (طب (¬1) عن سهل بن سعد) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه حماد بن الوليد ضعفوه انتهى، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بحماد (بن) الوليد كان يسرق الحديث ويحدث عن الثقات ما ليس من حديثهم، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. 7297 - "لكل شيء زكاة وزكاة الدار بيت الضيافة. الرافعي عن ثابت". (لكل شيء زكاة وزكاة الدار بيت الضيافة) أي منزله الذي يعد للضيف فمن أعد لضيفه منزلاً في بيته فقد أدى شكر نعمته (الرافعي (¬2) عن ثابت). 728 - "لكل شيء سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي. (ت) عن أبي هريرة". (لكل شيء سنام) أي علو وسنام كل شيء أعلاه (وإن سنام القرآن سورة البقرة) لعلو معانيها وكثرة علومها (وفيها آية هي سيدة آي القرآن) فسرها بعد الإبهام لتعظيم موقعها (آية الكرسي) أي هي وقد مر الكلام على هذا غير مرة (ت (¬3) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه وقد ضعفه الترمذي كما قاله الشارح. 7299 - "لكل شيء صفوة وصفوة الصلاة التكبير الأولى. (ع هب) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 193) (5973)، والخطيب في تاريخ بغداد (8/ 153)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 539) وقال: لا يصح، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 182). (¬2) أخرجه الرافعي في التدوين (4/ 24)، والجرجاني في تاريخ جرجان (1/ 404)، وابن عساكر (47/ 344)، وأورده أبو الوفا الحلبي في الكشف الحثيث (1/ 50)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية 2/ 499 وقال: فيه عبد الله بن عبد القدوس وعبد الحميد مجهولان. قلت والحديث عن أنس وذكره المصنف هنا عن ثابت مرسلا, والصواب عن ثابت عن أنس، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4724) وقال: موضوع. (¬3) أخرجه الترمذي (2878) وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير وقد تكلم شعبة في حكيم وضعفه, والحاكم في المستدرك (2/ 285)، والبيهقي في الشعب (2375)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 241)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4725).

هريرة (حل) عن عبد الله بن أبي أوفي (ح). (لكل شيء صفوة) بالصاد المهملة والفاء قال في النهاية: الصفوة بالكسر خيار الشيء وخلاصته وإذا حذفت الهاء فتحت الصاد، وفي القاموس: صفوة الشيء مثليه ما صفا منه، ولا يخفى ما بين كلام القاموس (¬1) والنهاية (¬2) من التفاوت. (وصفوة الصلاة التكبيرة الأولى) هي خيارها لأنها تحريم الصلاة وفيه دليل على معنى التكبير وفيه أنها أفضل من القراءة فيها (ع هب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقد قال الهيثمي: فيه الحسن بن السكن ضعفه أحمد ولم يرتضه الفلاس (حل (¬4) عن عبد الله بن أبي أوفى) سكت المصنف على هذا الطريق وفيه الحسن بن عمارة (¬5) وقد ذكره العقيلي في الضعفاء فالمصنف أجل بالحسين كالسكوت إلا إنه قد يقال أنه اكتفى بالرمز بالحسن على الطريق الأولى ويدل على ذلك أنه ليس من قاعدته أن يرمز رمزين وإن تعددت الطرق. 7300 - "لكل شيء طريق وطريق الجنة العلم. (فر) عن ابن عمر (ض) ". (لكل شيء طريق) يسلك منها إليه. (وطريق الجنة العلم) فإنه الدليل على تحصيل المنافع الأخروية ودفع مضارها لمن عمل به والمراد علم الكتاب والسنة فإنهما دليل الخير لمن استدل به ومن علمه ولم يعمل به كان كمن وقف ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 1667). (¬2) النهاية (3/ 40). (¬3) أخرجه أبو يعلى في مسنده (6143)، والبيهقي في الشعب (2908)، وابن عدي في الكامل (2/ 327) وقال: والذي قال أحمد بن حنبل أنه روي عن الأعمش وهو منكر الحديث عنه أراد به هذا الحديث الذي، والعقيلي في الضعفاء (1/ 244). وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 103) وقال: رواه البزار وفيه الحسن بن السكن ضعفه أحمد وذكره ابن حبان في الثقات. (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 67) وقال: غريب من حديث حبيب والحسن لم نكتبه إلا من هذا الوجه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4727) والضعيفة (4323). (¬5) الحسن بن عمارة بن مضرب: ضعفه ابن عيينة, وقال شعبة: كذاب يحدث بأحاديث قد وضعها، وقال ابن معين: كذاب. الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 207).

في الطريق ولم يمش إلى المطلوب (فر (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه والديلمي بيض له ولم يسنده. 7301 - "لكل شيء عروس وعروس القرآن الرحمن (هب) عن علي (ض) ". (لكل شيء عروس) العروس يقال على الرجل وعلى المرأة عند ابتداء دخوله بها يقال أعرس الرجل فهو معرس ولعله هنا أريد به الزينة من إطلاق الملزوم وإرادة اللازم أي زينة القرآن. (وعروس القرآن سورة الرحمن) ويحتمل أن المراد أن قارءها يزف بها إلى الجنان كما يزف العروس فيكون عروسا بجوزها وفيه فضيلة سورة الرحمن على غيرها (هب (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه لأن فيه أحمد بن الحسن (¬3) عده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، قال الدارقطني: ليس بثقة. 7302 - "لكل شيء معدن ومعدن التقوى قلوب العارفين. (طب) عن ابن عمر (ض) (هب) عن عمر". (لكل شيء معدن) كمجلس منبت الجواهر من ذهب ونحوه. (ومعدن التقوى) منبته. (قلوب العارفين) الذين عرفوا الله حق معرفته وأطاعوه حق طاعته فأشرقت أنوار المعارف على قلوبهم فأنبتت التقوى (طب (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عمر بن محمَّد بن زائد (¬5) أورده الذهبي في ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5025)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4728). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (2494)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4729) والضعيفة (1350) وقال: منكر. (¬3) أحمد بن الحسن الكوفي قال الدارقطني: متروك وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه انظر: الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 69). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 303) (13185)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 268) وقال: فيه محمَّد بن رجاء ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4730) وقال في الضعيفة (1391): موضوع. (¬5) عمر بن محمَّد بن زيد: قال الذهبي: ثقة ولينه ابن معين المغني في الضعفاء (2/ 473).

الضعفاء, وقال: ثقة لينه ابن معين وله غرائب، (هب (¬1) عن عمر) سكت المصنف عليه وقد تعقبه البيهقي بقوله: هذا منكر ولعل البلاء وقع من الرجل الذي لم يسم انتهى. وذلك أنه ساقه إلى سلمة بن الفضل (¬2) عن رجل ذكره عن الزهري عن سالم عن أبيه عن عمر مع أن سلمة قال: فيه أبو حاتم منكر الحديث لا أعرفه وفيه أيضاً وثيمة بن موسى (¬3) في الميزان عن أبي حاتم [4/ 26] حدث فيه بأحاديث موضوعه فمنها هذا الخبر ثم أورده بنصه وحكم ابن الجوزي بوضعه وفيه ما أسلفناه من إجلال المصنف والاعتذار عنه. 7303 - "لكل شيء مفتاح ومفتاح السماوات قول لا إله إلا الله. (طب) عن معقل ابن يسار (ض) ". (لكل شيء مفتاح) ينفتح به مغلقه. (ومفتاح السماوات قول لا إله إلا الله) فإنها يفتح لها أبواب السماء إذا صعدت ولكل مفتاح أسنان وأسنان كلمة التوحيد الأركان الخمسة (طب (¬4) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أغلب بن تميم وهو ضعيف. 7304 - "لكل شيء مفتاح ومفتاح الجنة حب المساكين والفقراء. ابن لال عن ابن عمر (ض) ". (لكل شيء مفتاح) أي سبب يتوصل به إليه كتوصل الطالب لفتح مغلق بالمفتاح. (ومفتاح الجنة حب الفقراء والمساكين) فبحبهم يدخل المحب لهم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4651) وقال أحمد: هذا منكر ولعل البلاء وقع من الرجل الذي لم يسم والله أعلم. (¬2) الميزان (3/ 273). (¬3) الميزان (7/ 120). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 215) رقم (497)، والديلمي في الفردوس (4990)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 82) وقال: رواه الطبراني في الكبير وفيه أغلب بن تميم وهو ضعيف. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4732)، والضعيفة (2605).

الجنة فإنهم أهل الجنة يدخلونها قبل الأغنياء بخمسمائة عام والمرء يحشر مع من أحب، وتمام الحديث عند مخرجه: والفقراء الصبر هم جلساء الله عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة وما كان للمصنف حذفه، والحديث حث على حب الفقراء والمساكين (ابن لال (¬1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه عمرو بن راشد، عن مالك قال الذهبي: قال أبو حاتم: وجدت حديثه كذباً، قال الحافظ العراقي: أورده الدارقطني في غرائب مالك وابن عدي في الكامل وابن حبان في الضعفاء من حديث ابن عمر بلفظه انتهى، وأورده ابن الجوزي من عدة طرق وحكم عليه بالوضع. 7305 - "لكل عبد صيت فإن كان صالحا وضع في الأرض وإن كان سيئاً وضع في الأرض. الحكيم عن أبي هريرة (ض) ". (لكل عبد صيت) بالمهملة فمثناه تحتية فمثناه فوقية: شهرة، وذكر بخير أو شر والمراد في السماء لقوله: (فإن كان العبد صالحاً) أو الصيت حسناً وضع في الأرض على لسان الملائكة فيرفع ذكره في الأرض. (وإن كان سيئاً وضع في الأرض) فالصيت الحسن في الأرض للرجل دليل حسن حاله وأنه صالح في علم الله ونفس الأمر والعكس وهل يغني عن التعديل والجرح، يحتمل أو يقال: إن هذا الأمر اعتبره الشارع ولا عبرة بالشهرة، نعم الشهرة مظنة الأمرين (الحكيم (¬2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن لال كما في الكنز (16587) والديلمي في الفردوس (4993)، وابن عدي في الكامل (6/ 377) وقال: هذا الحديث بهذا الإسناد منكر جداً، وابن حبان في المجروحين (1/ 147) وقال: موضوع، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4731) وقال موضوع. (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي (2/ 226)، والطبراني في الأوسط (5248)، والبيهقي في الزهد الكبير (820) وابن عدي في الكامل (2/ 163) وقال: إسناده لا بأس به وأورده الهيثمي في المجمع 10/ 271 وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4734).

7306 - "لكل عبد صائم دعوة مستجابة عند إفطاره أعطيها في الدنيا أو ذخر له في الآخرة. الحكيم عن ابن عمر (ح) ". (لكل عبد صائم دعوة مستجابة عند إفطاره) تقدم غير مرة، ثم ظاهره أنه عند إفطاره كل ليلة، وقيل: يحتمل أن المراد آخر شهر رمضان. قلت: خلاف الظاهر وتخصيص بلا مخصص فإنه ظاهر في كل صوم (أعطيها في الدنيا) إن قضت حكمة الله بذلك. (أو ذخر له) مطلوبه في الآخرة مما هو الأحسن في علم الله جعله له من التعجيل أو التأجيل. (الحكيم (¬1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لحسنه إلا أن مخرجه الحكيم قال: إنه إنما رفعه نصر بن دغل وغيره وقفوه على ابن عمر، رمز المصنف أوهم أنه مرفوع باتفاق. 7307 - "لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة. (حم ق) عن أنس. (حم م) عن ابن مسعود (م) عن ابن عمر (صح) ". (لكل غادر) وهو الذي يقول قولاً ولا يفي. (لواء يعرف به يوم القيامة) يشهر به بين الخلائق، وأنه بقدر غدرته ولما كان الغدر من أقبح شيء عند العقول شهر الله فاعله بين الخلائق (حم ق (¬2) عن أنس، حم م عن ابن مسعود، (م) عن ابن عمر. 7308 - "لكل غادر لواء عند إسته يوم القيامة. (م) عن أبي سعيد (صح) ". (لكل غادر لواء عند إسته يوم القيامة) عند دبره حقيقة، قال ابن العربي: يريد الشهرة به وهي عظيمة في النفوس كبيرة على القلوب يخلق الله عند وجودها من الألم في النفوس ما يشاء على قدرها وأن يكون عند إسته ليكون السوءتان ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي في النوادر (2/ 298)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4733). (¬2) أخرجه البخاري (3187)، ومسلم (1737)، وأحمد في مسنده (3/ 150) من حديث أنس، وأخرجه أحمد في مسنده (1/ 411)، ومسلم (1736) من حديث عبد الله بن مسعود، وأخرجه مسلم (1735) من حديث عبد الله بن عمر.

مكشوفتين الظاهرة في الأخلاق والباطنة في الخلق، (م (¬1) عن أبي سعيد)، وتمام الحديث عند مسلم: "ألا ولا كادر أعظم غدراً عند الله من أمير" تمامه هذا لفظ مسلم وما كان يحسن حذفه. 7309 - "لكل قرن من أمتي سابقون. (حل) عن ابن عمر". (لكل قرن من أمتي سابقون) تقدم تفسير القرن والسابقون هم المقربون الموصوفون في سورة الواقعة والظاهر أنهم اتباع الكتاب والسنة لا فرقة معينة (حل (¬2) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه، قال الشارح: فيه محمَّد بن عجلان (¬3) ذكره البخاري في الضعفاء. 7310 - "لكل قرن سابق. (حل) عن أنس". (لكل قرن سابق) يحتمل أنه أريد به الفرد الكامل من جنس السياق في أمته وهو محدود كل قرن بالعلم النافع ويحتمل أنه أريد الجنس (حل (¬4) عن أنس). 7311 - "لكل نبي تركة وإن تركتي وضيعتي الأنصار فاحفظوني فيهم. (طس) عن أنس (ح) ". (لكل نبي تركة) بفتح المثناه الفوقية وكسر الراء بزنة كلمة وهي ما يخلفه الميت. (وإن تركتي وضيعتي) عيالي كما في [4/ 27] القاموس (¬5) (الأنصار) الأنصار فهم كالتركة يجب حفظهم والعناية بهم. (فاحفظوني فيهم) أي احفظوا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1738). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 8)، وأورده الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/ 567) وقال: حديث غريب جداً وإسناده صالح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5172)، والسلسلة الصحيحة (2001). (¬3) انظر: تقريب التهذيب (6136)، وقال الحافظ: صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة. (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 278). وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5171)، والسلسلة الصحيحة (2001). (¬5) القاموس (ص: 960).

وصيتي فيهم أو كأنه منهم يتحفظونه بحفظهم وهو فضيلة للأنصار (طس (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: إسناده جيد. 7312 - "لكل نبي حرم وحرمي المدينة. (حم) عن ابن عباس (ح) ". (لكل نبي حرم) محل لحرمة ويحتمل أنه ثابت لكل نبي حقيقة وأنه نسخ ما حرمه سائر الأنبياء من مواضعهم ويحتمل أن المراد أن له أن يحرم أي شيء بإذن الله من موضع أو غيره وأنه حرم - صلى الله عليه وسلم - ما ذكره بقوله. (وحرمي المدينة) وتمامه: اللهم إني حرمتها بحرمتك أن لا يأوي فيها محدث ولا يختلي خلاها ولا يعضد شوكها ولا تؤخذ لقطتها إلا المنشد وكذا لفظه عند أحمد (حم (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: إسناده حسن. 7313 - "لكل نبي خليل في أمته وإن خليلي عثمان بن عفان. ابن عساكر عن أبي هريرة". (لكل نبي خليل في أمته) الخليل الصديق فعيل بمعنى فاعل وقد يكون بمعنى المفعول والخلة بالضم: الصداقة (وإن خليلي عثمان بن عفان) يعارضه ما يأتي "لو كنت متخذا خليلا دون ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخي وصاحبي" وأجيب بأن ذلك كان قبل إذن الله له أن يتخذ خليلاً من شاء وأنه أريد بالخلة هنا نوع من الصداقة لا يبلغ الرتبة التي أرادها في حديث "لو كنت" (ابن عساكر (¬3) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وقال ابن الجوزي: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5398)، والضياء في الأحاديث المختارة (2133) وقال إسناده حسن، وأبو نعيم في الحلية (3/ 264)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 32) وقال رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5173). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 318)، وابن عدي في الكامل (4/ 39) وقال: فيه شهر بن حوشب ليس بالقوي في الحديث وهو ممن لا يحتج به ولا يتدين به. وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 301) وقال: إسناده حسن. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4736)، والضعيفة (4326). (¬3) أخرجه ابن عساكر (39/ 125) وأبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 202) وقال: غريب من حديث =

حديث لا يصح وإسحاق بن نجيح أحد رجاله، قال أحمد: من أكذب الناس، وقال يحيى: هو معروف بالكذب والوضع، وقال ابن حبان: كان يضع (¬1) وفيه أيضاً يزيد بن مروان (¬2) قال يحيى: كذاب، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل الاحتجاج به. 7314 - "لكل نبي رفيق في الجنة ورفيق فيها عثمان بن عفان. (ت) عن طلحة (هـ) عن أبي هريرة (ض) ". (لكل نبي رفيق في الجنة) الرفيق المرافق. (ورفيقي فيها عثمان بن عفان) أي أنه يختص به فيها وإلا فالكل إخوان على سرر متقابلين (ت) عن طلحة)، قال الترمذي: غريبٌ وليس سنده بقوي وهو منقطع والمصنف رمز لضعفه، (هـ (¬3) عن أبي هريرة) قال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح. 7315 - "لكل نبي رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله. (حم) عن أنس". (لكل نبي رهبانية) ميل وانقطاع للعبادة (ورهبانية هذه الأمة) أي الرهبانية التي فرضت عليها (الجهاد في سبيل الله) وقد تقدم (حم (¬4) عن أنس) ورواه عنه ¬

_ = عطاء لم نكتبه إلا من هذا الوجه، والخطيب البغدادي في تاريخه (6/ 321)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 204) وقال هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4737)، والضعيفة (4327) وقال موضوع. (¬1) انظر: المجروحين (1/ 134) ضعفاء العقيلي (1/ 2105)، ميزان الاعتدال (1/ 304). (¬2) انظر: المجروحين (3/ 105)، ميزان الاعتدال (17/ 262). (¬3) أخرجه ابن ماجة (109) من حديث أبي هريرة, وقال البوصيري: (1/ 18) هذا إسناد ضعيف فيه عثمان بن خالد وهو ضعيف باتفاقهم، والترمذي (3698) من حديث طلحة وقال: حديث غريب ليس إسناده بالقوي وهو منقطع، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 205) وقال: حديث لا يصح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4738). (¬4) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 266)، وأبو يعلى (4204)، والديلمي في الفردوس (2/ 22)، وابن =

أبو يعلى والديلمي أيضاً. 7316 - "للإمام والمؤذن مثل أجر من صلى معهما. أبو الشيخ عن أبي هريرة (ض) ". (للإمام والمؤذن مثل أجر من صلى معهما) لأن المؤذن دعا إليها والإمام جمعهم عليها فلهما مثل أجرهم وذلك إذا كانا محتسبين لا إذا كانا يأخذان أجراً كذا قيل، والأعمال بالنيات وقد سلف أنه نهى عن أخذ الأجرة على الأذان، (أبو الشيخ (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ فإن فيه يحيى بن طلحة اليربوعي (¬2) قال الذهبي: قال النسائي: ليس بشيء، عن أبي بكر بن عياش وقد مر غير مرة عن عبد الله بن سعيد المقبري، قال الذهبي في الضعفاء: تركوه. 7317 - "للبكر سبع وللثيب ثلاث (م) عن أم سلمة (هـ) عن أنس (صح) ". (للبكر سبع) يجب للزوجة البكر سبع ليال تؤثر بها إذا دخل بها. (وللثيب ثلاث) كذلك ولو أمة، قال الزمخشري: لهما ذلك زيادة على النوبة عند البناء لتحصل الألفة وتقع المؤانسة بلزوم الصحبة وفضلت البكر لينتفي نفارها. وفي رواية للبخاري تقييده: وبما إذا كان في نكاحه غيرها أي ويريد المبيت عندها وإلا فلا لزوم وهذا قاله حين تزوج أم سلمة فدخل عليها فأراد أن يخرج فأخذت بثوبه، فقال: إن شئت زدتك وحاسبتك به للبكر ... الخ، قال الرافعي: فيه دليل لما قاله الشافعي: من عدم القضاء لها إذ لو كانت الثلاث مقضية لم يكن للتخصيص بالبكر معنى (م (¬3) عن أم سلمة هـ عن أنس) لم يتفرد به مسلم ¬

_ = عدي في الكامل 4/ 230. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4739). (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (20374) والديلمي في الفردوس (4964). وقال الألباني في ضعيف الجامع (4740): ضعيف جداً. (¬2) انظر: المغني في الضعفاء (2/ 738)، ميزان الاعتدال (7/ 192). (¬3) أخرجه مسلم (1460)، وأخرجه البخاري (5213)، وابن ماجة (1916) عن أنس.

فقد قال ابن حجر: أنه أخرجه البخاري عن أنس فقال: من السنة فذكره. 7318 - "للتوبة باب بالمغرب مسيرة سبعين عاماً لا يزال كذلك حتى يأتي بعض آيات ربك طلوع الشمس من مغربها. (طب) عن صفوان بن عسال (ح) ". (للتوبة) لقبولها (باب بالمغرب مسيرة سبعين عاماً) في طوله أو عرضه أو فيهما وهي مبالغة في التوسعة أو هو على الحقيقة والحكمة في جعل الباب من المغرب كون ما يسر يطلع من المغرب (ولا يزال كذلك حتى يأتي بعض آيات ربك وهي طلوع الشمس من مغربها) ويحتمل أنه بدل من بعض الآيات [4/ 28] قال القاضي: معناه أن باب التوبة مفتوح على الناس وهم في فسحة منها ما لم تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت انسد عليهم فلا يقبل منهم إيمان ولا توبة لأنهم إذا عاينوا ذلك اضطروا إلى الإيمان والتوبة فلا ينفعهم ذلك كما لا ينفع المحتضر (طب (¬1) عن صفوان بن عسال) بالمهملتين وتشديد الثانية رمز المصنف لحسنه. 7319 - "للجار حق. البزار والخرائطي في مكارم الأخلاق عن سعيد بن زيد (ح) ". (للجار) تقدم أن الجار إلى أربعين داراً (حق) على جاره وهو غير حقوق أخوة الإِسلام فإن ذلك ثابت لكل مسلم على أخيه وقد استوفى حقوق الجار الغزالي في الإحياء (¬2) (البزار والخرائطي (¬3) في مكارم الأخلاق عن سعيد بن زيد) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 56) (7352)، والضياء في الأحاديث المختارة (24)، وأبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن 6/ 1264 وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5181). (¬2) انظر: إحياء علوم الدين (2/ 213). (¬3) أخرجه البزار في مسنده (1277)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 300)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4741) والضعيفة (4328) وقال ضعيف جدا.

7320 - "للجنة ثمانية أبواب مغلقة وباب مفتوح حتى تطلع الشمس من نحوه. (طب ك) عن ابن مسعود (صح) ". (للجنة ثمانية أبواب) هذه أصول أبوابها وإلا فتقدم ما يدل على أن لها أبواباً غيرها سبعة (مغلقة) تضيء مهما بقيت دار التكليف (وباب مفتوح) (لأن للتوبة لعل المراد يدخل منه إليها أرواح التائبين وهل هو الباب الذي تقدم إن للتوبة باباً من قبل المغرب يحتمل ولم أر فيها كلاماً وفي قوله. (حتى تطلع الشمس من نحوه) من جهته ما يدل أنه هو (طب ك (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: سنده جيد. 7321 - "للحرة يومان وللأمة يوم. ابن منده عن الأسود بن عويم (ض) ". (للحرة) يجب في القسم (يومان وللأمة) ظاهره ولو مملوكته (يوم) قال الشارح: يعني للحرة مثلاً ما للأمة وبهذا أخذت الشافعية وإن كان الحديث ضعيف لكن اعتضد بقول علي كرم الله وجه، ولا يعرف له مخالف وإنما يسوي بينهما في حق الزفاف لأنه لزوال الحياء وهما فيه سواء (ابن مندة (¬2) عن الأسود بن عويم) السدوسي قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجمع بين الحرة والأمة فذكره، رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي: في الصحابة: حديثه ضعيف (¬3). 7322 - "للرجال حواري وللنساء حوارية فحواري الرجال الزبير وحوارية النساء عائشة. ابن عساكر عن يزيد بن أبي حبيب معضلاً". ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 261)، والطبراني في الكبير (10/ 206) رقم (10479)، وأبو يعلى في مسنده (5012) وقول الهيثمي في المجمع (1/ 356)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4742)، والضعيفة (4329). (¬2) أخرجه ابن مندة كما في الكنز (44824)، وأسد الغابة (1/ 55)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (10214). (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 20).

(للرجال حواري وللنساء حوارية) بالمهملة جمع حوري وهو خاصة الرجل من أصحابه وناصره وأصله من التحري التبيض، قيل: إن الحواريين أصحاب عيسى - عليه السلام - كانوا قَصّارين يُحوِّرون الثياب: أي يُبيِّضونها كما في النهاية (¬1): وكأن المراد حواري يختص به - صلى الله عليه وسلم - أي حواري من الرجال كما في حديث آخر. (فحواري الرجال الزبير) كما تقدم. (وحوارية النساء) التي اختص بها من بني النساء. (عائشة) فهو لف ونشر وفيه فضيلة الزبير وعائشة، (ابن عساكر (¬2) عن يزيد بن أبي حبيب معضلاً) ويزيد قال الذهبي: كان حبشيًّا من العلماء الحكماء الأتقياء مات سنة ثمان وعشرين ومائة (¬3). 7323 - "للرحم لسان عند الميزان تقول يا رب من قطعني فاقطعه ومن وصلني فصله. (طب) عن بريدة (ح) ". (للرحم) تقدم بيانها. (لسان عند الميزان) الذي يوزن به صحائف الأعمال أو نفس الأعمال. (تقول يا رب من قطعني) من الصلة التي أمر الله بها. (فاقطعه) عن رحمتك. (ومن وصلني فصله) تدعوا بذلك في الآخرة ليرجح ميزان العبد أو يخف وتقدم معناه غير مرة (طب (¬4) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه. 7324 - "للسائل حق وإن جاء على فرس. (حم د) والضياء عن الحسين (د) عن علي (طب) عن الهرماس بن زياد (صح) ". ¬

_ (¬1) النهاية في غريب الحديث (1/ 458). (¬2) أخرجه الزبير بن بكار في المنتخب من كتاب أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - (ص 37) وابن عساكر (18/ 375). قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 80): رجاله موثقون لكنه مرسل، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4744)،، والضعيفة (4330) وقال موضوع. (¬3) انظر: الكاشف (6289). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ رقم 10807) والروياني في مسنده (33)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4745).

(للسائل حق) على من سأل منه. (وإن جاء على فرس) فإنه قد يكون وراء ذلك حاجة وعائلة ودين يجوز له معها السؤال ويحتمل أنه يحرم عليه السؤال لحديث: حرمة السؤال على من يجد غداء أو عشاء إلا إن حق هذا السؤال وظاهره العموم لكل مسؤول ويحتمل أنه للسلطان أو لمن عنده واجب (حم د (¬1) والضياء عن الحسين) رمز المصنف لصحة الرواية, وقال العراقي: فيه يحيى بن أبي يعلى (¬2) جهله أبو حاتم ووثقه ابن حبان، وسكت عليه أبو داود، قال العراقي: وقول ابن الصلاح عن أحمد أربعة أحاديث تدور في الأسواق لا أصل لها منها هذا، لا يصح عن أحمد بدليل إخراجه هذا الحديث في مسنده (عن علي) سكت عليه أبو داود وقال العراقي: فيه شيخ لم يسم (طب عن الهرماس) بالراء آخره مهملة (بن زياد) قال الهيثمي: حديث ضعيف لضعف عثمان بن فائد أحد رجاله انتهى وأورده [4/ 29] ابن الجوزي في الموضوع وتبعه القزويني لكن رده ابن حجر كالعلائي. 7325 - "للصف الأول فضل على الصفوف (طب) عن حكم بن عمير (ض) ". (للصف الأول) وهو الذي يلي الإِمام. (فضل على الصفوف) كلها كما مر أنه صف الملائكة وما يليه أفضل مما بعده (طب (¬3) عن الحكم بن عمير) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 201)، وأبو داود (1665)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 416)، والبيهقي في السنن (7/ 23)، والبزار في مسنده (1343) من حديث الحسين بن علي عن أبيه, وأخرجه الطبراني في الكبير (2/ 203) (535) عن الهرياس، انظر مجمع الزوائد (3/ 101) والموضوعات لابن الجوزي (1207)، وانظر: القول المسدّد في الذب عن المسند لابن حجر (الحديث الحادي عشر). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4746)، والضعيفة (1378). (¬2) لعله يحيى بن يعلى قال الحافظ في التقريب (7677): ضعيف شيعي. (¬3) أورده الهيثمي في المجمع (2/ 92) وقال رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4747).

مصغراً رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه يحيى بن يعلى ضعيف. 7326 - "للعبد المملوك الصالح أجران. (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (للعبد المملوك الصالح أجران) على كل عمل يأتي به أجر قيامه بحق مولاه وأجر أداءه لحق ربه ويحتمل أن التضعيف في ما فيه حق لربه وحق لسيده، وقال ابن حجر (¬1): الصلاح يشمل شرطين إحسان العبادة والنصح للسيد ونصيحة السيد يشمل أداء حقه من نحو خدمة, قال ابن عبد البر: فيه أن العبد المؤدي لحق الحق وحق السيد أفضل من الحر ونوزع بأن أجر العبد إنما يضاعف فيما فيه القيام بالحقين فقط وقد يكون للسيد جهات أخرى يستحق بها أضعاف أجر العبد. قلت: إلا أن آخر الحديث "والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله لأحببت أن أموت وأنا مملوك" يدل لما قاله ابن عبد البر (حم ق (¬2) عن أبي هريرة). 7327 - "للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر المغازي. (د) عن ابن عمر (ح) ". (للغازي أجره) على غزوه. (وللجاعل) المجهز للغازي بالزاد والراحلة وقال ابن حجر (¬3): الجاعل من شرط للغازي جعلاً. (أجره) أجر جهاده. (وأجر الغازي) لتحريضه على الجهاد وإعانته عليه قال القاضي: وفي حل أخذ الجعل على الجهاد خلاف رخص فيه مالك وأصحاب الرأي ومنعه الشافعي استدلالا بأحاديث أخر (د (¬4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (5/ 175)، وعمدة القاري (2/ 121). (¬2) أخرجه البخاري (2548)، ومسلم (1665)، وأحمد في مسنده (2/ 402، 330). (¬3) في فيض القدير (5/ 291): قال الفاس، بدل: ابن حجر. (¬4) أخرجه أبو داود (2526)، وأحمد في مسنده (2/ 174)، والبخاري في التاريخ الكبير (4/ 266) , =

7328 - "للمائد أجر شهيد وللغريق أجر شهيدين (طب) عن أم حرام". (للمائد) اسم فاعل من ماد بالمهملة دار رأسه من ريح البحر واضطراب السفينة. (أجر شهيد) هذا إذا كان خارجاً للغزو راكباً للبحر لأجله. (وللغريق) في البحر ممن خرج لذلك. (أجر شهيدين) وظاهره أنه للخارج غازياً وتقدم ما يرشد إلى ذلك وقال المظهر: هذا إن ركبه لطاعة كغزو أو حج أو طلب علم وكذا التجارة ولا طريق له غيره وقصده طلب القوت لا زيادة المال (طب (¬1) عن أم حرام) بنت ملحان الأنصارية. 7329 - "للمرأة ستران القبر والزوج. (عد) عن ابن عباس (ض) ". (للمرأة) تطلب أو قدر. (ستران) يسترانها لأنها عورة (القبر والزوج) تمامه عند الطبراني قيل: أيهما أستر، وفي رواية أفضل قال: القبر (عد (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه عقيبه: إن خالد بن يزيد يعني أحد رواته أحاديثه كلها لا يتابع عليها لا متناً ولا سنداً، قال ابن الجوزي: حديث موضوع والمتهم خالد انتهى، ورواه الطبراني في معاجمه الثلاثة، قال الهيثمي: فيه خالد بن يزيد القشيري غير قوي، قال العراقي: سنده ضعيف ويتقوى بما رواه أبو بكر الجعابي في تاريخ الطيالسي عن علي. "للمرأة عشر عورات فإذا تزوجت ستر الزوج عورة وإذا ماتت ستر عشر عورات". ¬

_ = البيهقي في السنن (9/ 28). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5186)، والصحيحة (153). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 133) (32)، والحميدي في مسنده (349)، وابن معين في تاريخه (162). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5187). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 15)، والطبراني في الكبير (12/ 123) (12657)، وفي الأوسط (8240)، وفي الصغير (1078)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 312) وقال: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه خالد بن يزيد القسري قال أبو حاتم: ليس بالقوي وابن الجوزي في الموضوعات (1780). وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4750)، والضعيفة (1396) وقال: موضوع.

7330 - "للمسلم على المسلم ست بالمعروف، يسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشمته إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويتبع جنازته إذا مات، ويحب له ما يحب لنفسه". (حم ت هـ) عن علي (ح). (للمسلم على المسلم) بجامع الإِسلام (ست بالمعروف) شرعت بسبب أنها من الذي عرف في الشرع حسنة. (يسلم عليه إذا لقيه) يقول: السلام عليكم وإن تقرر اللقاء وتعدد. (ويجيبه) بالجيم. (إذا دعاه) يحتمل إذا ناداه بأن يقول: ما شأنك؟ وما تريد؟ أو إذا دعاه لوليمة (ويشمته إذا عطس) أي وحمد الله كما سلف وتقدم ضبط التشميت. (ويعوده إذا مرض) أي مرض ولو رمد كما هو الصحيح. (ويتبع جنازته إذا مات) تشيعا له. (ويحب له ما يحب لنفسه) من الخير فهذه حقوق ثابتة لكل مسلم على كل مسلم عرفه أو لم يعرفه (حم ت هـ (¬1) عن علي) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 7331 - "للمصلي ثلاث خصال، يتناثر البر من عنان السماء إلى مفرق رأسه, وتحف به الملائكة من لدن قدميه إلى عنان السماء، ويناديه منادٍ لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل. محمَّد بن نصر في الصلاة عن الحسن مرسلاً". (للمصلي) عند صلاته. (ثلاث خصال يتناثر البر) يتساقط برا لله به وإحسانه إليه. (من عنان) بفتح المهملة. (السماء) ما عنّ منها وعرض. (إلى مفرق رأسه) تتصل إليه. (وتحف به الملائكة من لدن) عند، (قدميه إلى عنان السماء) تعظيماً له وليرفع إلى الله عمله. (ويناديه مناد) من تلقاء السماء. (لو يعلم المصلي من يناجي في صلاته ما انفتل) بالنون [4/ 30] والفاء والمثناه الفوقية ما انحرف عن القبلة أو عن الصلاة، محمَّد بن نصر (¬2) في الصلاة عن الحسن مرسلاً. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 88)، والترمذي (2736)، وقال: حديث حسن، وابن ماجة (1433)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4751). (¬2) أخرجه محمَّد بن نصر في تعظيم قدر الصلاة (158)، وعبد الرزاق في مصنفه (150) مرسلاً, =

7332 - "للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق. (حم م هق) عن أبي هريرة (صح). (للمملوك) يجب على سيده. (طعامه) غذاء وعشاء. (وكسوته بالمعروف) يبذلهما بلا إسراف ولا تقتير بل كأمثاله من مثل سيده (ولا يكلف من العمل) نفي في معنى النهي. (إلا ما يطيق) ما يقدر عليه، وفيه الحث على الإحسان إلى المماليك في ما لهم وما عليهم (حم م هق (¬1) عن أبي هريرة). 7333 - "للمملوك على سيده ثلاث خصال: لا يعجله عن صلاته، ولا يقيمه عن طعامه, ويشبعه كل الإشباع. (طب) عن ابن عباس" (ح). (للمملوك) واجب. (على سيده ثلاث خصال: لا يعجله عن صلاته) لا يطلب أن يأتيها على عجل. (ولا يقيمه عن طعامه) قبل شبعه. ولا (يشبعه كل الإشباع) فإنه بذلك يبطر ويكسل عن الطاعة لمولاه ولسيده (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم، وعبد الصمد بن علي ضعيف، كذا ذكره في موضع وعزاه في الآخر للطبراني في الصغير ثم قال: إسناده ضعيف. 7334 - "للمؤمن أربعة أعداء: مؤمن يحسده، ومنافق يبغضه, وشيطان يضله، وكافر يقاتله. (فر) عن أبي هريرة (ض) ". (للمؤمن أربعة أعداء) ظاهره أنه لكل مؤمن. (مؤمن يحسده) فيه أن الحسد لا يخرجه عن الإيمان وأن الحسود عدو (ومنافق يبغضه) يؤخذ منه أن المؤمن ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4752) والسلسلة الضعيفة (4333). (¬1) أخرجه مسلم (1662)، وأحمد في مسنده (2/ 247، 342)، والبيهقي في السنن (8/ 6، 8). ومالك في الموطأ (1769). (¬2) أخرجه الطبراني في الصغير (1123)، وانظر مجمع الزوائد (8/ 299)، (4/ 432)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4753) والسلسلة الضعيفة (3201).

لا يبغض المؤمن (وشيطان يضله) عن سبيل الحق (وكافر يقاتله) والإخبار بهذا ليوطن نفسه كل مؤمن على قتال هؤلاء الأعداء ومثاغرتهم بالحسود بالصبر عليه. اصبر على حسد الحسود ... فإن صبرك قاتله وعلى بغض المنافق فإنه يعينك على ذلك معرفته أنه لم يبغضك إلا لإيمانك بالله ورسوله ونستعد لإضلال الشيطان باتقاء مصايده وللكافر بإعداد القوة لقتاله (فر (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، فيه صخر الحاجبي قال الذهبي في الضعفاء (¬2): إنه متهم بالوضع وخالد الواسطي مجهول وحصين بن عبد الرحمن (¬3) قال الذهبي: نسي وشاخ وتغير. 7335 - "للمهاجرين منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة قد أمنوا من الفزع. (حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (للمهاجرين) يحتمل أنه للعهد وهم الذين هاجروا في عصره الذين يُقْرِنُهم القرآن بالأنصار ويحتمل العموم. (منابر من ذهب يجلسون عليها يوم القيامة) كأن المراد قبل دخولهم الجنة ويحتمل فيها. (قد أمنوا من الفزع) فهم من الذين {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ} [الأنبياء: 103] وفيه فضيلة لهم بتميزهم عن الناس وأمنهم من الفزع (حب ك (¬4) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن أحمد بن سليمان بن بلال أحد رواته ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (4997)، وأورده الذهبي في الميزان (8/ 44) وقال: قال الدارقطني: هذا باطل. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4749) وقال: ضعيف جداً. (¬2) انظر: المغني في الضعفاء (2865). (¬3) الميزان (2/ 311). (¬4) أخرجه ابن حبان في صحيحه (7262)، والحاكم في المستدرك (4/ 77) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4754)، والسلسلة الضعيفة (201).

فالصحة من أين؟ 7336 - "للنار باب لا يدخل منه إلا من شفى غيظه بسخط الله تعالى. الحكيم عن ابن عباس (ض) ". (للنار باب لا يدخل فيه إلا من شفى غيظه بسخط الله تعالى) أي من يأتي باباً من القبائح بتشفيه وعدم توقفه وصبره وكونه بما يغضب الله فاستحق باباً يتميز به بين من غضب الله عليه من العصاة زيادة في نكاله (الحكيم (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وظاهر صنيع المصنف أن الحكيم أخرجه مسنداً على عادة الأئمة وليس كذلك، بل قال: روي عن ابن عباس وقد أخرجه البيهقي مسنداً بلفظه عن ابن عباس فكان حق المصنف أن يعزوه إليه لا إلى الحكيم، ثم المصنف رمز لضعفه وكأنه لكونه أورده الحكيم بصيغة التمريض وأما رواية البيهقي المسندة ففيها قدامة بن محمَّد (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء, وقال في اللسان: كالميزان واهٍ وأورد هذا الخبر من جملة ما أنكر عليه وقال النسائي: منكر الحديث. 7337 - "لم تؤتو بعد كلمة الإخلاص مثل العافية، فاسألوا الله العافية. (هب) عن أبي بكر (ح) ". (لم تؤتوا) أي تعطوا مبني للمجهول (بعد كلمة الإخلاص) هي كلمة التوحيد (مثل العافية) إذ فيها خير الدارين. (فاسألوا الله العافية) السلامة من الشدائد والبلايا والمكاره الدنيوية والأخروية (هب (¬3) عن أبي بكر) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (8331)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 296)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (2/ 338) وقال: سئل أبو زرعة عنه فقال: منكر، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4755) والضعيفة (2548) وقال: ضعيف جداً. (¬2) انظر: الميزان (5/ 467)، واللسان (7/ 341)، والمغني في الضعفاء (2/ 523). (¬3) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (10146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4756).

المصنف لحسنه. 7338 - "لم تحل الغنائم لأحد سُود الرؤوس من قبلكم كانت تجمع وتنزل نار من السماء فتأكلها. (ت) عن أبي هريرة (صح) ". (لم تحل الغنائم لأحد سُود الرؤوس) وصف على المعنى لأنه نكرة في سياق النفي فمعناه معنى الجمع، فوصف به وإضافة سود لفظية فيصح صفة للنكرة والمراد بالصفة التعميم لا التقييد (من قبلكم) وكأنه قيل: فما كان يصنع بها؟ قال: (كانت تجمع فتنزل نار من السماء فتأكلها) فتحليل الغنائم خاص بهذه الأمة توسعة من الله سبحانه [4/ 31] عليها (ت (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 7339 - "لم يبعث الله تعالى نبيًّا إلا بلغة قومه. (حم) عن أبي ذر (ح) ". (لم يبعث الله تعالى نبياً إلا بلغة قومه) الذين هو منهم وهو مأخوذ من الآية {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم: 4] وإن كانت بعثته عامة كما في نبينا - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه بلسان عربي يفهمه العرب ويترجمون عنه لغيرهم. (حم (¬2) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن مجاهداً لم يسمع من أبي ذر. 7340 - "لم يبق من النبوة إلا المبشرات الرؤيا الصالحة. (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (لم يبق من النبوة) أي من أجزائها بعد بعثته - صلى الله عليه وسلم - (إلا المبشرات) لأنه بعث بشيراً ونذيراً فما بقي مما بشر به العبد من تلقاء الله تعالى إلا (الرؤيا الصالحة) والتعبير بالمبشرات خرج مخرج الغالب وإلا فالمنذرات كذلك وتقدم أن الله ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3085) وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5196) والصحيحة (2155). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 158). وانظر قول الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 43)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5197) والصحيحة (3591).

تعالى يعاقب عبده في المنام، وفيها إعلام بأنه لم يبقَ من علم الغيب إلا ذلك، ويتضمن الإخبار بكذب ما يقوله المنجمون ونحوهم من الخراصين (خ (¬1) عن أبي هريرة) وكذا مسلم عن ابن عباس أخرجاها في الرؤيا. 7341 - "لم يتكلم في المهد إلا عيسى وشاهد يوسف وصاحب جريج وابن ماشطة فرعون. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (لم يتكلم أحد في المهد) قال القاضي: المهد مصدر سمي به ما يمهد للصبي من مضجعه (إلا أربعة) أي من بني إسرائيل وإلا فقد تكلم في المهد نحو عشرة منهم إبراهيم الخليل، ويحيى ومريم وموسى ومبارك اليمامة, قال المصنف: في الخصائص ونبينا - صلى الله عليه وسلم - أو أن هذه الأربعة محل وفاق وغيرهم، قيل: كانوا مميزين أو أنه - صلى الله عليه وسلم - أعلم أولاً بالأربعة ثم أوحي إليه بغيرهم (إلا عيسى) ابن مريم وقد حكى الله كلامه في القرآن، والثاني (شاهد يوسف) كما قال تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26]. والثالث (صاحب جريج) بالجيمين بينهما راء مصغراً كان راهبا وكانت أمه ترضع ابناً لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب، فقالت: اللهم اجعل ابني مثله فترك ثديها وقال: اللهم لا تجعلني مثله ... الحديث، ويأتي كذا قاله الشارح، وليس كذلك بل هو فيما أخرجه الشيخان (¬2) والإمام أحمد عن أبي هريرة مرفوعاً: "لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ... " عيسى وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج يصلي جاءته أمه فدعته فقال في نفسه: أجبها أو أصلي، فقالت: اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فتعرضت له امرأة فكلمته فأبى فأتت راعياً فأمكنته من نفسها فولدت غلاماً، فقالت: من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتي الغلامُ فقال: من أبوك يا غلام؟ قال: ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6990)، ومسلم (479) عن ابن عباس. (¬2) أخرجه البخاري (3436) ومسلم (2550) وأحمد (2/ 307).

الراعي، قالوا: نبني صومعتك من ذهب؟ قال: لا إلا من طين، وكانت امرأة ترضع ابناً لها من بني إسرائيل فمر بها رجل راكب ذو شأن، فقالت: اللهم اجعل ابني مثله، فترك ثديها، وأقبل على الراكب وقال: اللهم لا تجعلني مثله, ثم أقبل على ثديها يمصه ثم مرت بأمة، فقالت: اللهم لا تجعل ابني مثل هذه، فترك ثديها، وقال اللهم: اجعلني مثلها، فقالت: له لم ذاك؟ فقال: الراكب جبار من الجبابرة وهذه الأمة يقولون: سرقت زنيت ولم تفعل (وابن ماشطة) اسم فاعل من مشط بالمعجمة. (فرعون) لما أراد إلقاء أمه في النار قال: اصبري، قيل: وكلام الصبي في المهد يحتمل أنه بلا تعقل كما يخلق الله التكلم في الجماد ويحتمل أنه عن معرفة بأن خلق الله فيه الإدراك. قلت وهذا أظهر (ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما. 7342 - "لم تحسدنا اليهود بشيء ما حسدونا بثلاث التسليم والتأمين واللهم ربنا ولك الحمد. (هق) عن عائشة (ض) ". (لم تحسدنا اليهود بشيء) أفضل الله به علينا (ما حسدونا بثلاث: التسليم) أي التحية التي شرعها الله بين أهل الإِسلام وكانت تحية اليهود الإشارة بالأكف والأصابع (والتأمين) قول آمين عقيب التلاوة والدعاء في صلاة وغيرها (واللهم ربنا ولك الحمد) عند الرفع من الركوع فهذه الثلاث خاصة بهذه الأمة أعني مجموعها وإلا فإن السلام قد كان تحية من قبلنا كما حكاه الله تعالى عن إبراهيم وضعيف ويحتمل أنها لم تشرع في حقهم فحسدوا المسلمين عليها أو أنها شرعت لهم أيضا فلم يواظبوا عليها وواظب عليها أهل الإِسلام وبحسن المواظبة عليها إغاظة لليهود (هق (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وأخرجه ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4759) والضعيفة (880) وقال باطل. (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 56)، وأورده ابن عدي في الكامل (4/ 172) وقال وعبد الله بن ميسرة عامة ما يرويه لا يتابع عليه ما ذكرت من الرويات, وابن حبان في المجروحين (2/ 32) =

ابن ماجة بلفظه من حديث ابن عباس. 7343 - "لم ير للمتحابين مثل النكاح. (هـ ك) عن ابن عباس (صح) ". (لم ير للمتحابين) بصيغة التثنية قال الطيبي: هو من الخطاب العام ومفعوله الأول محذوف أي لم يرائها السامع ما يزيد به المحبة. (مثل النكاح) ولفظ ابن ماجة والحاكم مثل التزوج، والمعنى إذا نظر أجنبي إلى أجنبية فأخذت بمجامع قلبه فنكاحها يورثه مزيد المحبة قاله الطيبي: وقيل: المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق النكاح فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلاً وقد بسط هذا ابن القيم في الهدي (¬1) الحديث بيان لعلاج العشق وأن من أدويته نكاح المحبوبة ويحتمل أنه إرشاد إلى مداواة العشق بمطلق النكاح ولو بغير من يحبها (هـ ك (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي وفيه عند ابن ماجة سعيد بن سليمان (¬3) قال في الكاشف: [2/ 32] كان يصحف. 7344 - "لم يزل أمر بني إسرائيل معتدلاً حتى نشأ فيهم المولدون وأبناء سبايا الأمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا. (هـ طب) عن ابن عمرو (ح) ". (لم يزل أمر بني إسرائيل) في الدين والأحكام لما أنزل الله (معتدلاً) مستقيماً غير معوج عن سواء الطريق (حتى نشأ فيهم المولدون) جمع مولد بالفتح وهو ¬

_ = وقال: عبد الله بن ميسرة كثير الوهم على قلة رواياته كثير المخالفة للثقات. (¬1) انظر: زاد المعاد (4/ 244). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1847)، والحاكم (2/ 174)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 134)، وفيه محمَّد بن مسلم قال رأيت أحمد بن حنبل يضعفه علي كل حال من كتاب وغير كتاب وصححه الألباني في صحيح الجامع (5200)، والصحيحة (624). (¬3) انظر المغني في الضعفاء 1/ 261، والكاشف 1/ 438.

الذي ولد ونشأ فيهم وليس منهم (وأبناء سبايا الأمم التي كانت بنو إسرائيل تسبيها) فيه دليل على أن السبايا كانت تباح لهم عن حديث أن الغنائم لم تحل إلا لهذه الأمة مخصص بالسبايا أو من المعلوم أنها لا تحرق كغيرها من الأمتعة فأبيح لهم الانتفاع بالاستمتاع (فقالوا بالرأي) وهو ما يراه الإنسان غير مستند إلى كتاب الله ولا سنة رسله. (فضلوا) في أنفسهم. (وأضلوا) غيرهم، قال ابن تيمية (¬1): قد دخل في هذه الأمة أيضاً من الآثار الرومية قولاً وعملاً والآثار الفارسية قولاً وعملاً ما لا خفاء به على من علم دين الإِسلام وما حدث فيه، قال ابن عباس: ما أشبه الليلة بالبارحة هؤلاء بنو إسرائيل شبهنا بهم، وقال ابن مسعود: إنهم أشبه الأمم بنا سمتا وهدياً تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة غير أني لا أدري أيعبدون العجل أم لا والحديث مراد به التحذير من الرأي والعمل به وهو القول المجرد الذي لا يستند إلى أصل من الدين وقد صح حديث "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به" (¬2) خرجه الحسن بن سفيان وغيره، قال ابن حجر (¬3): رجاله ثقات، وصححه النووي في الأربعين، وقد سرد الأئمة في ذم الرأي آثاراً عن السلف كثيرة، وحديث معاذ "اجتهد رأيي" (¬4) إنما هو على تقدير صحته عند فقد الأدلة فالعود إليه للضرورة وليس المراد به المجرد بل الذي يرجع إلى الأدلة بنوع تصرف (هـ طب (¬5) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه وفيه عند ابن ¬

_ (¬1) اقتضاء الصراط المستقيم (ص 10). (¬2) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 12) وقال: إسناده ضعيف. (¬3) فتح الباري (13/ 289). (¬4) أخرجه ابن أبي شيبة (29100). (¬5) أخرجه ابن ماجة (56)، والبزار في مسنده (2424)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4760)، والضعيفة (4336).

ماجة سويد بن سعيد (¬1) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: منكر الحديث لكنه قال في المنار بعد عزوه للبزار: إنه حديث حسن. 7345 - "لم يسلط على الدجال إلا عيسى بن مريم. الطيالسي عن أبي هريرة (ح) ". (لم يسلط) مجهولٌ أي لم يسلط الله. (على الدجال) أي على قتله كما جاء صريحاً في رواية. (إلا عيسى بن مريم) فإنه ينزل من السماء حتى يخرج الدجال فيقتله كما شرحت ذلك أحاديث أُخر (الطيالسي (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفيه موسى بن مطير (¬3) قال الذهبي في الضعفاء: قال غير واحد: متروك الحديث وبه يعرف أن رمز المصنف لحسنه غير حسن. 7346 - "لم يقبر نبي إلا حيث يموت. (حم) عن أبي بكر (ح) ". (لم يقبر نبي إلا حيث يموت) لا ينقل إلى غير محله الذي توفي فيه ولهذا قبر - صلى الله عليه وسلم - في بيته بعد اختلاف الصحابه في أين يدفن اختلافاً كثيراً (حم (¬4) عن أبي بكر) رمز المصنف لحسنه. 7347 - "لم يكذب من نمى بين اثنين ليصلح. (د) عن أم كلثوم بنت عقبة (ح) ". (لم يكذب) كذباً يأثم فيه (من نمى) بالتخفيف بلغ حديثاً. (بين اثنين) مثلاً. (ليصلح) بينهم، و"يأتي ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس"، ينمي أو يقول ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 290). (¬2) أخرجه الطيالسي في مسنده (2504)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4761)، والضعيفة (4337). (¬3) انظر الضعفاء (1/ 137). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 7)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5201).

خيراً، قال البيضاوي (¬1): يقال نميت الحديث بالتخفيف في الإصلاح ونمّيته مثقلاً في الإفساد ومثله ذكره المنذري والجوهري وأبو عبيد وابن قتيبة، وقال النووي (¬2): الظاهر إباحة حقيقة الكذب في هذا ونحوه لكن التعريض أولى، وقال ابن العربي: الكذب في هذا ونحوه جائز بالنص رفقاً بالمسلمين لحاجتهم إليه، قيل: والكذب في مثل هذا مندوب بل قد يجب، قال النووي: قد ضبط العلماء ما يباح من الكذب وأحسن ما رأيته في ضبطه قول الغزالي (¬3): الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصد محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعاً فالكذب فيه حرام لعدم الحاجة وإن أمكن التوصل إليه بالكذب ولم يمكن بالصدق فالكذب فيه مباح لمباح وواجب لواجب. قلت: ويؤخذ منه جواز كذب الإنسان لطيبة نفس أخيه ونحوه لأنه إذا جاز للإصلاح بين اثنين فليجز ليصلح بينه وبين أخيه, وإذا عرفت أن النماء نقل الخبر والحديث في الكذب ولا يقل فيه فالمراد أنه ينسب إلى الآخر خيراً كأن يقول خلاف ذكرك بالخير (د (¬4) عن أم كلثوم بنت عقبة) رمز المصنف لحسنه وسكت عليه أبو داود وأقره المنذري. 7348 - "لم يكن مؤمن ولا يكون إلى يوم القيامة إلا وله جار يؤذيه. أبو سعيد النقاش في معجمه وابن النجار عن علي". (لم يكن مؤمن) لم يوجد فيما مضى من الزمان. (ولا يكون) أي لا يوجد فيما يستقبل منه (إلى يوم القيامة، [4/ 33] إلا وله جار يؤذيه) جعله الله بجنبه في أن ¬

_ (¬1) فيض القدير (5/ 359). (¬2) شرح النووي على صحيح مسلم (12/ 45). (¬3) إحياء علوم الدين (3/ 137). (¬4) أخرجه أبو داود (4920)، والترمذي (1938)، وأحمد في مسنده (6/ 403)، والطيالسي في مسنده (1656) وانظر الترغيب والترهيب (3/ 320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5203).

الدار دار بلاء لأهل الإيمان وهذا من أعلام النبوة (أبو سعيد النقاش في معجمه وابن النجار) في تاريخه (¬1) كلاهما (عن علي). 7349 - "لم يلق ابن آدم شيئاً قط منذ خلقه الله أشد عليه من الموت ثم إن الموت لأهون مما بعده. (حم) عن أنس (ح) ". (لم يلق ابن آدم شيئا) نكرة في سياق النفي تعم كل مكروه يلاقيه الإنسان (قط منذ خلقه الله) من الشدائد. (أشد عليه من الموت) فهو أشد شدائد الدنيا فإن خروج الروح من الجسد وفراقها إياه مع تحللها لكل شعره أمر يهول وخطب شرحه يطول ثم إن الموت مع أشديته (أهون مما بعده) من الأهوال فبعده سؤال الملكين ويوم النشور وأهواله الجمع الأكبر وهذا في غير من وفقه الله للأعمال الصالحة كما يدل عليه خبر أحمد والطبراني (¬2)، آخره شدة يتلقاها المؤمن الموت (حم (¬3) عن أنس) قال الهيثمي: رجاله موثقون ورمز المصنف لحسنه. 7350 - "لم يمنع قوم زكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (لم يمنع قوم زكاة أموالهم) التي أوجبها الله. (إلا منعوا القطر من السماء) عقوبة عاجلة ويوم القيامة تكوى بها أعضاؤهم (ولولا البهائم لم يمطروا) إلا أن الله يرحم البهائم فينزل المطر فالبهائم خير مغنم إذ بها رحموا ولما جعل الله الزكاة رزقاً للفقراء تخرج من أموال الأغنياء فخير منعوها منعهم رزقه وهو ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6239). وأورده العجلوني في كشف الخفا (2/ 194) وقال: سنده ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4762). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 223)، وقال الهيثمي في المجمع (2/ 319): رواه أحمد وفيه قابوس وثقه ابن معين وابن عدي وضعفه النسائي وغيره. (¬3) أخرجه في مسنده (3/ 154)، والطبراني في الأوسط (1976)، وقال الهيثمي (2/ 319): رجاله موثقون.

المطر الذي لا رزق لهم سواه (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 7351 - "لم يمت نبي حتى يؤمه رجل من قومه. (ك) عن المغيرة (صح) ". (لم يمت نبي حتى يؤمه) يكون إمام تنبيه في صلاة. (رجل من قومه) قد صح عند مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى خلف عبد الرحمن بن عوف صلاة الفجر في غزوة تبوك وصلى خلف أبي بكر في مرض موته، وقال عياض: إن من خصائصه أنه لا يجوز لأحد أن يؤمه لأنه لا يجوز المتقدم بين يديه في الصلاة ولا غيرها لعذر أو غيره ويشكل بحديث مسلم الذي سلف (ك (¬2) عن المغيرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: على شرطهما وفيه عبد الله بن أبي أمية، قال في الميزان عن الدارقطني: ليس بالقوي انتهى ورواه الدارقطني هكذا ثم أعله بفليح بن سليمان وفليح له غرائب، وقال النسائي: ليس بالقوي. 7352 - "لما صور الله تعالى آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيف به ينظر إليه فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك (حم م) عن أنس (صح) ". (لما صور الله آدم) بالتشديد شكل صورته. (في الجنة) ظرف التصوير (تركه) لم ينفخ روحه (ما شاء الله أن يتركه) مدة شاء تركه فيها في ذهني أنه بقي مصوراً غير منفوخ فيه الروح أربعين سنة (فجعل إبليس يطيف به) يستدير حوله. (ينظر إليه فلما رآه أجوف) صاحب جوف. (عرف أنه خلق) مخلوق (لا يتمالك) ولفظ مسلم فعرف ورواه أبو الشيخ وزاد ظفرت به لا يملك دفع الوسوسة عنه أو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 446) رقم (13619)، وابن ماجة (4019)، والبيهقي في الشعب (3315)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5204). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 244)، والدارقطني في سننه (1/ 282) وقال: ليس بقوي، وأورده الذهبي في الميزان (4/ 62) ونقل قول الدارقطني، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4764)، والضعيفة (4339).

علم أنه يؤتى من قبل جوفه بالذنب فإنه أتي من الأكل أو كان قد علم أن الخلق المجوف ضعيف وفيه ما يدل أن الملائكة ليسوا مجوفين ولذا لازمتهم العصمة واعلم أنه قد استشكل قوله في الجنة مع ما ورد من أنه تعالى خلق آدم من أجزاء الأرض وألقي بواد ببطن بين مكة والطائف ببطن نعمان وأجيب بأنه يحتمل أنه ترك كذلك حتى مرت عليه الأطوار واستعدت صورته لقبول نفخ الروح فيها ثم حملت إلى الجنة ونفخ روحه فيها وقيل: {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35] (حم م (¬1) عن أنس) وقد استدركه الحاكم فوهم. 7353 - "لما عرج بي ربي عَزَّ وَجَلَّ مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم. (حم د) والضياء عن أنس (صح) ". (لما عرج بي ربي عَزَّ وَجَلَّ) أسري بي كما ثبت ذلك. (مررت بأقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون) يخدشون (وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس) مجاز عن ثلب الأعراض، أو حقيقة عرفية لغوية. (ويقعون في أعراضهم) قال الطيبي: لما كان خمش الوجه والصدر من صفات النساء النائحات جعلها خبراً عما يقع إشعاراً بأنهما ليسا من صفات الرجال بل هما من صفات النساء في أقبح حاله وأشوه صورة وقد تقدمت هذه الرؤيا بأطول من هذا (حم د (¬2) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته وله شاهد عند أحمد من حديث ابن عباس. 7354 - "لما نفخ في آدم الروح مارت وطارت فصارت في رأسه فعطس فقال الحمد لله رب العالمين فقال: الله يرحمك الله. (حب ك) عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 229)، ومسلم (2611). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 224)، وأبو داود (4878) والبيهقي في الشعب (6716)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5213)، والصحيحة (533).

(لما نفخ) [4/ 34] أي نفخ الله (في آدم الروح مارت) من المور {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا} [الطور: 9] دارت وترددت. (وطارت) في البدن. (فصارت في رأسه) استقرت فيه وبلغته (فعطس فقال: الحمد لله رب العالمين) إلهاماً من الله تعالى له (فقال الله يرحمك الله) إكراماً منه تعالى له لما حمده رحمة ثم صير ذلك سنة لأولاده إذا حمد الله العاطس منهم وجب تشميته (حب ك (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح. 7355 - "لما خلق الله جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا خطر على قلب بشر ثم قال لها تكلمي فقالت: قد أفلح المؤمنون (طب) عن ابن عباس (ض) ". (لما خلق الله جنة عدن) العدن الإقامة قال في القاموس: ومنه جنات عدن وفي هذه الإضافة والتسمية كلام في كتب التفسير (خلق فيها ما لا عين رأت) مثلا له ونظيراً وتقدم "ولا أذن سمعت". (ولا خطر على قلب بشر) إذ كل ما يخطر على قلوب العباد فهو من جنس ما رأوه أو سمعوا به (ثم قال لها تكلمي) بنطق وهو الذي أنطق كل شيء (فقالت: قد أفلح المؤمنون) فازوا بكرامة الله لهم بما خلقه لهم من جنة عدن ونعيمها وأفلحوا في كل شيء نالوه وفيه إثبات خلق الجنة وتكلم الجمادات بقدرة الله تعالى (طب (¬2)) وكذا في الأوسط (عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال المنذري: رواه فيهما بإسنادين أحدهما جيد، وقال الهيثمي: أحد إسنادي الأوسط جيد. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في صحيحه (6165)، والحاكم (4/ 292)، والضياء في المختارة (1667) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5216). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 184) (11439)، وفي الأوسط (738)، وانظر قول المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 258)، وقول الهيثمي في المجمع (10/ 397)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4771).

7356 - "لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم أنت في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك. (ع حل) عن أبي هريرة (ض) ". (لما ألقي إبراهيم في النار) ألقاه النمرود في ناره التي أعدها له. (قال: اللهم أنت في السماء واحد) هو متأول ظرفية السماء بما تؤل به قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ ...} الآية. [الزخرف: 84] أو يؤمن بالله ولا يتكلم على معناه مع القطع بأنه تعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ...} (وأنا في الأرض واحد أعبدك) اتصف بعبادتك والواحد عَزَّ وَجَلَّ يرحم واحداً لا يعبده في أرضه غيره وفيه التوسل إليه سبحانه بأسمائه المناسبة لحال الداعي وهي سنة الله على ألسنة عباده وهذا هو اليقين من خليل الله فإنه لم يذكر حاجته بل اكتفي بعلم الله بها (ع حل (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 7357 - "لما ألقي الخليل في النار قال: حسبي الله ونعم الوكيل، فما احترق منه إلا موضع الكتاف. ابن النجار عن أبي هريرة (ض) ". (لما ألقي إبراهيم الخليل) خليل الله تعالى وتقدم وجه تسميته بذلك واتخاذ الله إياه خليلاً بالنص. (في النار) أريد إلقاؤه أو وقع مناديه قال (حسبي) كافني عن كل أحد (الله ونعم الوكيل) المنتصف لمن وكل أمره إليه. (فما احترق منه) الفاء دالة على سببية عدم الاحتراق له (إلا موضع الكتاف) ككتاب هو ما يكتف به الرجل من حبل ونحوه والإضافة بيانية أي موضع هو الكتاف لا أن أحترق من جسده المحل الذي كتف وفي احتراق الكتاف تخليص له عن ألمه، وروي أنه عارضه جبريل - عليه السلام - في الهواء حال الرمي فقال: هل من حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، وفي الحلية لأبي نعيم (¬2): أنه لما ألقي في النار جأرت عامة الخليقة إلى ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 19)، والخطيب في تاريخ بغداد (10/ 346). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4767). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 19)، والحكيم الترمذي في نوادره (2/ 275).

ربها، فقالوا: يا ربِّ خليلك يلقى في النار فأذن لنا أن نطفئ عنه بالقطر، قال: هو خليلي ليس في الأرض خليل غيره وأنا ربه ليس له رب غيري فإن استغاثك فغثه وإلا فدعه. فلما ألقي فيها دعا ربه فقال تعالى: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69] أفرد الضمير لأنه لعامة الخلق وهو لفظ مفرد وإن كان معناه جمعاً، فبردت يومئذ على أهل المشرق والمغرب، فلم ينضج بها كراع. (ابن النجار (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 7358 - "لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا انظر إليه. (حم ق ت ن) عن جابر (صح) ". (لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس) أي حين أخبرتهم بأنه أسري بي إليه ثم إلى السماء الدنيا وما فوقها ثم طلبوا منه وصف بيت المقدس ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - أتقن صفته كما ورد في كتب التفسير والسير (قمت في الحجر) بكسر المهملة وسكون الجيم (فجلى) بالتشديد. (الله لي بيت المقدس) رفع عنه كل ساتر وحاجب (فطفقت) أخذت (أخبرهم عن آياته) أي علاماته (وأنا أنظر إليه) وفي رواية: "فجيء بالمسجد" وأنا انظر إليه حتى وضع في دار عقيل فنعته وأنا انظر إليه، وهذه من أعظم معجزاته وما زادهم إلا كفوراً، ونظيره من المعجزات إحضار عرش بلقيس [4/ 35]، قبل ارتداد الطرف (حم ق ت ن (¬2) عن جابر) قال الترمذي: حسن صحيح. 7359 - "لما أسلم عمر أتاني جبريل فقال: قد استبشر أهل السماء بإسلام عمر" (ك) عن ابن عباس (صح) ". ¬

_ (¬1) انظر فيض القدير (1/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4766). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 377)، والبخاري (3886)، ومسلم (170)، والترمذي (3133)، والنسائي في الكبرى (11282).

(لما أسلم عمر أتاني جبريل فقال: قد استبشر أهل السماء بإسلام عمر) لما فيه من قوة الإِسلام وعزته، وذلة الكفر وإهانته وقد كان - صلى الله عليه وسلم - دعا قبل ذلك فقال: "اللهم أعز الإِسلام بأبي جهل أو بعمر" فأصبح عمر فأسلم، فأتى جبريل فذكره (ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح. ورده الذهبي في التلخيص بأن عبد الله بن خراش (¬2) أحد رواته ضعفه الدارقطني وفي الميزان قال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث، والبخاري: منكر الحديث، ثم ساق من مناكيره هذا الخبر. 7360 - "لمعالجة ملك الموت أشد من ألف ضربة بالسيف. (خط) عن أنس". (لمعالجة) مزاولة. (ملك الموت) للإنسان عند قبض روحه. (أشد من ألف ضربة بالسيف) كناية عن كونه أشد ما يلقاه الإنسان في الدنيا من الآلام على الإطلاق. قال الغزالي في الإحياء (¬3): الموت أمر عظيم ولا يعرف قدره إلا من ذاقه. (خط) (¬4) عن أنس) سكت المصنف عليه، وفيه محمَّد بن قاسم البلخي قال ابن الجوزي: وضاع، وأورد الحديث في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن له حديث مرسل جيد يشهد له. 7361 - "لن تخلوا الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم تغاثون وبهم ترزقون وبهم تمطرون. (حب) في تاريخه عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 84)، والطبراني في الكبير (11/ 80) (11109). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4765). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 336)، التقريب (1/ 301)، والكاشف (1/ 548). (¬3) الإحياء (4/ 461). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4774)، والضعيفة (1604) وقال: ضعيف جداً.

(لن تخلوا الأرض من ثلاثين مثل إبراهيم خليل الرحمن) تقدم: الأبدال في هذه الأمة ثلاثون رجلاً قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً (بهم تغاثون) بسببهم تسقون الغيث أو تغاثون من كل أمر مخوف، ويأتي ما يناسب الأول (وبهم ترزقون وبهم تمطرون) تخصيص بعد العام وإلا فقد دخل في الإغاثة وفي الرزق (حب (¬1) في تاريخه عن أبي هريرة) روي من طريق عبد الرحمن بن مرزوق الطرسوسي، قال ابن حبان: كان يسكن طرسوس يضع الحديث لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه, وساق إسناد الحديث معه، ثم قال وهذا كذب قاله الذهبي في الميزان وابن حبان ذكر هذا القدح عقيب تخريجه له، فالعجب من المصنف وحذفه التعقب مع أنه وافق ابن الجوزي في مختصر الموضوعات على وضعه، قلت: وأعجب من هذا أنه أهمله عن الرمز لضعفه. 7362 - "لن تخلوا الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن فبهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر. (طس) (¬2) عن أنس (ض) ". (لن تخلوا الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن) تقدمت هذه العدة في حديث: الأبدال كما تقدمت عدة الثلاثين وكأنه أعلم - صلى الله عليه وسلم - في بعض الأوقات هذا العدد وفي آخر هذا ولا تنافى في الحقيقة بينهما لأن مفهوم العدد غير معمول به. (فبهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر) تمامه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان في المجروحين (2/ 61)، وابن حجر في القول المسدد (1/ 82)، والذهبي في الميزان (4/ 316)، وانظر الكشف الحثيث (1/ 166)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (4776)، والضعيفة (1392) وقال: موضوع. (¬2) عزاه السيوطي إلى الطبراني في الكبير والصواب أنه في الأوسط (4113) كما قال الشارح، إلا أن الشارح ذكره من حديث ابن عباس والصواب أنه من حديث أنس كما أورده المصنف، والله أعلم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4775)، والضعيفة (4340).

عند مخرجه قال سعيد بن قتادة: لسنا نشك أن الحسن منهم (طس عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال شارحه قال الهيثمي: إسناده حسن. 7363 - "لن تزال أمتي على سنتي ما لم ينتظروا بفطرهم طلوع النجوم". (طب) عن أبي الدرداء (ح). (لن تزال أمتي على سنتي) على طريقتي في الإفطار أو مطلقاً. (ما لم ينتظروا بفطرهم طلوع النجوم) فيه الحث على التعجيل بالفطور وتقدم أنه من سنن الأنبياء (طب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه الواقدي وهو ضعيف انتهى، قال الشارح: فرمز المصنف لحسنه لاعتضاده بشواهد. 7364 - "لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار. (هـ) عن ابن عمر (صح) ". (لن تزول قدما شاهد الزور) عن مقام شهادته. (حتى يوجب الله له) بسبب شهادته. (النار) أي يجعلها في حقه واجبة لازمة (هـ (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 7365 - "لن تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها. (طب) عن ابن مسعود (ض) ". (لن تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها) هذا من أعلام النبوة إلا أنه قيل: المراد نفاقا عمليا أما الحقيقي فهو وإن كان من الأشراط إلا أنه لم يوجد إلى الآن بالكلية وذلك لا يكون إلا آخر الزمان حين يخالف الناس الشريعة وقد ¬

_ (¬1) لم أقف عليه من المعجم الكبير ولعله في الجزء المفقود منه، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 153). وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4777) وقال: موضوع. (¬2) أخرجه ابن ماجة (2373)، والطبراني في الأوسط (8367)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (4778) وقال: موضوع.

قال - صلى الله عليه وسلم -: "كيف ما تكونون يولى عليكم" (طب (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأن فيه حسين بن قيس وهو متروك ذكره الهيثمي. 7366 - "لن تهلك أمة أنا في أولها وعيسى ابن مريم في آخرها والمهدي في وسطها. أبو نعيم في أخبار المهدي عن ابن عباس". (لن تهلك أمة أنا في أولها) بعثت ببث الشرائع وإخراج الأمة من الظلمات إلى النور (وعيسى بن مريم في آخرها) يبعثه الله لإنقاذ الأمة من الدجال وهدايتهم سبيل الرشاد [4/ 36] وهذا يدل على أن بعد خروج الدجال تكليف (والمهدي في وسطها) أراد بالوسط ما قبل الآخر لأن نزول عيسى لقتل الدجال يكون في زمن المهدي ويصلي عيسى خلفه كما جاءت به الأخبار فهو إخبار بأن الأمة إلى نجاة لما جعله الله من أسباب الهداية لها، (أبو نعيم (¬2) في أخبار المهدي عن ابن عباس) وأخرجه النسائي. 7367 - "لن يبتلي عبد بشيء أشد من الشرك، ولن يبتلي بشيء بعد الشرك أشد من ذهاب بصره، ولن يبتلي عبد بذهاب بصره فيصبر إلا غفر له. البزار عن بريدة". (لن يبتلي عبد بشيء أشد من الشرك) فإنه أعظم أنواع الابتلاء كيف وهو ذنب لا يغفر؟ (ولن يبتلي بشيء بعد الشرك أشد من ذهاب بصره) فالشرك ذهاب نور البصيرة وهو عمى القلب والعمى ذهاب نور البصر (ولن يبتلي عبد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 7) (9771)، وفي الأوسط (4861)، والبزار في مسنده (1434)، والسنن الواردة في الفتن (4/ 800)، وابن عدي في الكامل (2/ 353)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 327)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4779)، والضعيفة (1791). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (4875)، وانظر المنار المنيف (1/ 152)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع وقال: موضوع.

بذهاب بصره فيصبر إلا غفر له) كما أنه لا يبتلي بالشرك إلا لم يغفر له، (البزار (¬1) عن بريدة) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي وفيه كلام ومثله قال المنذري. 7368 - "لن يبرح هذا الدين قائماً يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة. (م) عن جابر بن سمرة (صح) ". (لن يبرح هذا الدين) الذي بعث الله به خاتم رسله (قائماً) مستقيماً في الجملة وإن وقع فيه ابتداع (يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة) فلا تغلب الأمة على انتزاع دينها منها، قال ابن جماعة: لعل ذلك سبب دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن لا يسلط عليهم عدواً من غيرهم (م (¬2) عن جابر بن سمرة) ولم يخرجه البخاري. 7369 - "لن يجمع الله تعالى على هذه الأمة سيفين سيفاً منها وسيفاً من عدوها. (د) عن عوف بن مالك (ح) ". (لن يجمع الله على هذه الأمة سيفين) عدوين يقاتلانها (سيفاً منها) بإذاقة بعضهم بأس بعض (وسيفاً من عدوهما) الكفار والمراد أن الله لا يجمع الفريقين من المسلمين والكفار بأن يجتمعا على قتال طائفة من المسلمين وقيل: المراد لا يجتمعان حتى يستأصل الدين بالكلية (د (¬3) عن عوف بن مالك) رمز المصنف لحسنه وفيه إسماعيل بن عياش وفيه مقال. 7370 - "لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية. (حم) عن جابر (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 394)، والديلمي في الفردوس (6377)، والمحاملي في آماليه (1/ 363)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 308)، وقول المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 155) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4781)، والضعيفة (4346). (¬2) أخرجه مسلم (1922). (¬3) أخرجه أبو داود (4301)، وأحمد (6/ 26)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5221).

(لن يدخل النار رجل شهد بدراً) مع المسلمين يقاتل عنهم الكفار. (والحديبية) بيعة الرضوان وهي من مشهور القضايا في كتب السيرة وقد ورد أن الله اطلع على أهل بدر فأخبرهم أن الله قد غفر لهم فالمراد من شهد أحدهما وبالأولى من شهدهما (حم (¬1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر في الفتح. إسناده على شرط مسلم. 7371 - "لن يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يشرب الخمر فإذا شربها خرق الله عنه ستره وكان الشيطان وليه وسمعه وبصره ورجله يسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير. (طب) عن قتادة بن عياش". (لن يزال العبد المؤمن في فسحة من دينه) في سعة منه لا تضيق عليه الذنوب طريق المغفرة (ما لم يشرب الخمر) مدة لم يشربه لأنه أم الفواحش وأبو الفساد ومفتاح كل شر (فإذا شربها خرق الله عنه ستره) ونزع عنه ألطافه. (وكان الشيطان قريبه) متولي أمره والآخذ برسنه يصرفه حيث يشاء (وسمعه وبصره ورجله) تفسير حواسه وجوارحه في طاعة الشيطان حتى كأنه فيها (يسوقه إلى كل شر ويصرفه عن كل خير) وفيه تحذير من الخمر وبيان قبح شربها (طب (¬2) عن قتادة) بن عياش ورواه الحاكم عن ابن عمر وصححه. 7372 - "لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى يكون منتهاه الجنة. (ت حب) عن أبي سعيد (صح) ". (لن يشبع المؤمن من خير) من علم وقد سماه - صلى الله عليه وسلم - خيراً في عدة أخبار. (يسمعه) هو نظير قوله - صلى الله عليه وسلم -: "منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا" (حتى يكون منتهاه الجنة) أي حتى يموت فيدخله الجنة، قال الطيبي: شبه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 396)، والطبراني في الأوسط (3823)، وانظر قول ابن حجر في فتح الباري (7/ 443)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5223). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 14) (21)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4782).

استلذاذه بالمسموع بالتذاذه بالمطعوم؛ لأنه أرغب وأشهى وأكثر اتباعاً لتحصيله قال ابن الملقن: وفيه أن من شبع فليس بمؤمن وكفى به منفراً عن القناعة من العلم (ت حب (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب. 7373 - "لن يعجز الله هذه الأمة عن نصف يوم. (د ك) عن أبي ثعلبة (صح) ". (لن يعجز الله هذه الأمة) أي لن يجعلها عاجزة غير قادرة عن صبر (نصف يوم) أي من يوم القيامة حتى يفصل القضاء لها وتمامه عند الطبراني من رواية المقداد يعني خمسمائة سنة والحديث إعلام بأنه تعالى يرزق الأمة الإعانة على مصابرة يوم القيامة إلى فصل القضاء في ما بينها (د ك (¬2) عن أبي ثعلبة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي ورواه الطبراني أيضاً، قال الهيثمي: وفيه بقية مدلس. 7374 - "لن يغلب عسر يسرين إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً. (ك) عن الحسن مرسلاً (صحيح الإسناد) ". (لن يغلب عسر يسرين إن مع العسر يسراً إن مع العسر يسراً) فلما كرر العسر معروفاً [4/ 37] واليسر منكراً دل التعريف على وحدة العسر ودل التنكير على تعدده فكان إعلاماً بأن كل عسر نعمة يسران والاثنان غالبان الواحد فهي بشرى صادقة والتجربة شاهدة لها (ك (¬3) عن الحسن مرسلاً) قال: خرج ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2686)، وابن حبان (903)، والبيهقي في الشعب (1231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4783). (¬2) أخرجه أبو داود (4349)، والحاكم (4/ 424)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5224)، والصحيحة (4316). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 528)، والبيهقي في الشعب (10013)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع =

النبي - صلى الله عليه وسلم - يوماً مسروراً فرحاً يضحك ويقول: "لن يغلب ... " الخ. قال المصنف: صحيح الإسناد لكن في مراسيل الحسن خلاف وقد أفاد ابن مردويه أنه مرفوع من حديث جابر. 7375 - "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. (حم خ ت ن) عن أبي بكرة (صح) ". (لن يفلح) يفوز بالخير. (قوم ولو) وفي رواية ملكوا. (أمرهم امرأة) وذلك لنقصها وضعفها ولأن الوالي مأمور بالبروز للرعية والمرأة عورة لا تصلح لذلك وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه أن فارس ملكوا بوران بنت كسري وإذا كانوا لا يفلحون فلا تصلح ولاية المرأة القضاء ولا الفتيا ولا شيئاً من أمور المسلمين العامة (حم خ ت ن (¬1) عن أبي بكرة) رواه لما خرجت عائشة إلى البصرة للقتال فامتنع أبو بكرة عن الخروج معها وروى الحديث. 7376 - "لن يلج الدرجات العلي من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر تطيراً". (طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (لن يلج الدرجات العلى) من الجنة. (من تكهن) ادعى أي أنواع الكهانة فيدخل فيه ضرب الرمل والرمي بالحصاة والغالب والمغلوب فكلها كهانة (أو استقسم) طلب القسمة بالأزلام (أو رجع من سفر تطيراً) قال في الفتح (¬2): كان أكثرهم يتطيرون ويعتمدون على ذلك ويصح غالباً لتزين الشيطان وبقيت من ذلك بقايا في كثير من المسلمين (طب (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف ¬

_ = (4784)، والضعيفة (4342). (¬1) أخرجه أحمد (5/ 37، 51، 47)، والبخاري (4425)، والترمذي (2262)، والنسائي (3/ 128). (¬2) فتح الباري (10/ 213)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5226)، والصحيحة (2161). (¬3) لم أقف عليه من المعجم الكبير ولعله في الجزء المفقود منه, وأخرجه الديلمي في الفردوس (5374)، والدارقطني في العلل (6/ 218).

لحسنه، وقال الهيثمي: تبعاً للمنذري رواه الطبراني بإسنادين أحدهما رجاله ثقات، وقال في الفتح: رجاله ثقات لكني أظن أن فيه انقطاعا لكن له شاهد عن عمران بن حصين خرجه البزار في حديث بسند جيد. 7377 - "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. (حم م د ن) عن عمارة بن رويبة (صح) ". (لن يلج) يدخل. (النار أحد صلى قبل طلوع الشمس) صلاة الفجر. (وقبل غروبها) صلاة العصر، خص هاتين الصلاتين لأنهما أثقل الصلوات إذ الأولى في وقت لذة الكرى والأخرى في وقت قيام الأسواق وشغل الناس بها. (حم م د ن (¬1) عن عمارة بن رويبة) براء مهملة فهمزة مفتوحة ومثناة تحتية وموحدة وهو ثقفي كوفي (¬2)، والمذكورون خرجوا الحديث لعمارة عن أبيه يرفعه لا عنه فكان على المصنف أن يقول عن أبيه. 7378 - "لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله. (حم ع طب) عن معاذ (ح) ". (لن ينفع حذر من قدر) سبق في علم الله، والحذر الاستعداد والتأهب. (ولكن الدعاء ينفع مما نزل) فيلقاه فيعتلجان إلى يوم القيامة، كما ثبت ذلك في أحاديث. (ومما لم ينزل) فيصرفه (فعليكم بالدعاء عباد الله) منادى حذف حرفه وفيه حث على الدعاء وهو الجنة الواقية والعدة الكافية. (حم ع طب (¬3) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه وفيه شهر بن حوشب، قال الهيثمي: لم يسمع من معاذ، وهو من رواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز وهي ضعيفة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 136)، ومسلم (634)، والنسائي (1/ 235)، وانظر: الإصابة (1/ 65). (¬2) انظر: الإصابة (4/ 581). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 234)، والطبراني في الكبير (2/ 103) (201)، والقضاعي في مسند الشهاب (862)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4785).

7379 - "لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم (حم د) عن رجل (ح) ". (لن يهلك الناس) بسبب من أنفسهم. (حتى يعذروا) بالمهملة والمعجمة وقد ضبط بالمعجمة أولاً ثم المهملة، وهو تصحيف. (من أنفسهم) قال البيضاوي (¬1): يقال أعذر فلان إذا كثر ذنبه، فكأنه سلب عذره بكثرة اقترافه الذنوب، أو من أعذر صار ذا عذر، والمعنى على الأول حتى يكثر ذنوبهم وعيوبهم فيظهره عذره تعالى في عقوبتهم فيستوجبون العقوبة، وعلى الثاني حتى يذنبوا فيعذرون أنفسهم بتأويلات باطلة وأعذار فاسدة ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً. (حم د (¬2) عن رجل) من الصحابة رمز المصنف لحسنه وفيه أبو البحتري (¬3) قد ضعف. 7380 - "لو أن الدنيا كلها بحذافيرها بيد رجل من أمتي ثم قال الحمد لله لكانت الحمد لله أفضل من ذلك كله. ابن عساكر عن أنس". (لو أن الدنيا كلها) أي لو ثبت أنها (بحذافيرها) جمع حذفار أو حذفور أي جوانبها (بيد رجل من أمتي) أعطاه الله إياها (ثم قال الحمد لله) شكراً على هذه النعمة (لكانت الحمد لله) أي هذه الجملة إشارة إلى وجه تأنيث كانت (أفضل من ذلك كله) كأن المراد أفضل من الدنيا جميعها لو أنفقها في سبيل الله فإن أجر تلك الجملة أفضل لما فيها من الاعتراف بأن الحمد كله لله (ابن عساكر (¬4) عن أنس) ورواه الحكيم وغيره. ¬

_ (¬1) انظر: فيض القدير (5/ 304). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 260)، وأبو داود (4347)، والقضاعي في مسند الشهاب (886)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5231). (¬3) الميزان (7/ 149). (¬4) أخرجه ابن عساكر (54/ 16) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 267)، والديلمي (5083) وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4800)، والضعيفة (875) وقال موضوع.

7381 - "لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقاً يذنبون، ثم يغفر لهم وهو الغفور الرحيم. (ك) عن ابن عمرو (صح) ". (لو أن العباد لم يذنبوا لخلق الله خلقاً يذنبون ثم يغفر لهم) لأنه تعالى قد وصف نفسه بالغفار والغفور وغير ذلك مما [4/ 38] في معناهما ولا بد من وقوع ما وصف به نفسه ولو فرض أنه لا يعصيه أحد من الثقلين. (لخلق خلقاً) لحكمة هي إظهار عفوه ومغفرته والحديث ليس تحريضا على الذنوب بل تسلية للصحابة وإزالة للخوف عنهم لغلبته عليهم ويأتي تقيده بالتوبة وهذا الحديث فيه إبانة أنه تعالى قد يخلق الخلق ويفعل الفعل لحكمة تتفرع عنه عن أمر آخر ليس هو الحكمة في الإيجاد فإنه خلق المذنب لحكمة أن يتوب بعد عصيانه كما أشار إليه بقوله (وهو الغفور الرحيم) وإنه إشارة إلى إظهار صفة عفوه وغفرانه (ك (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته. 7382 - "لو أن الماء الذي يكون منه الولد أهرقته على صخرة لأخرج الله تعالى منها ولداً وليخلقن الله تعالى نفساً هو خالقها. (حم) والضياء عن أنس (صح) ". (لو أن الماء الذي يكون منه الولد) الذي قضى الله بالحاجة (أهرقته على صخرة) صببته عليها. (لأخرج الله منه ولداً) يحتمل الحقيقة وأنه تعالى كما أوجد آدم من تراب يوجد ما شاء مما يشاء ويحتمل المبالغة من باب (من بني لله مسجداً ولو مثل مفحص قطاة) (¬2) (وليخلقن الله نفساً) ليوجد. (هو خالقها) أي قاض في الأزل بإيجادها وهذا قاله حين سئل عن العزل فأشار بذلك إلى أن الأولى ترك العزل وقد سبق فيه كلام (حم والضياء (¬3) عن أنس) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 246)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5243)، والصحيحة (967). (¬2) تقدم تخريجه. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 140)، والضياء في المختارة (1819) وانظر قول الهيثمي في المجمع =

لصحته، قال الهيثمي: إسناده حسن ورواه ابن حبان وصححه. 7383 - "لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت. (حل) عن جابر (ض) ". (لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه) فإنه قد قدره الله لعباده كما قدر الآجال وفيه الحث على الإجمال، فإن قيل: المشاهد إن الكسب يجلب الأرزاق. قلت: الحديث في من ترك الطلب وفر عن رزقه فإنه لا بد وأن يساق إليه ما يقيم به صلبه. (كما يدركه الموت) الذي لا ينجيه عنه الفرار (حل (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه يوسف بن أسباط (¬2) وهو ضعيف. 7384 - "لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة لخرج عمله للناس كائناً ما كان. (حم ع حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (لو أن أحدكم يعمل) خيراً أو شرًّا (في صخرة صماء ليس لها باب ولا كوة) هو تفسير لقوله صماء (يخرج عمله للناس) تبث الخير الملائكة وتنشر الشر الشياطين. (كائناً ما كان) تعميم للعمل خير أو شر إلا أنه تعالى لا يهتك ستره عن العاصي إلا بعد التكرار كما أخرج الحكيم الترمذي (¬3) عن جبير بن عمران: "ستور الله على المؤمنين أكثر من أن تحصي وأنه ليعمل الذنوب فيهتك عنه ستوره ستراً ستراً حتى لا يبقى عليه منها شيء فيقول الله لملائكته استروا عليه من ¬

_ = (4/ 296)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5245)، والصحيحة (1333). (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 90)، (8/ 246)، والبخاري في التاريخ الكبير (5/ 134)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5240)، والصحيحة (952). (¬2) يوسف بن أسباط: وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال البخاري: كان قد دفن كتبه فكان لا يجيء بحديثه كما لا ينبغي، الميزان (7/ 292). (¬3) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادره (2/ 207).

النار فتحف به الملائكة بأجنحتها يسترونه فإن تاب رد الله عليه ستوره وإن تتابع في الذنوب قالت: الملائكة ربنا غلبنا فاعذرنا فيقول الله: خلوا عنه فلو عمل ذنباً في قعر بيت مظلم في ليلة مظلمة في حجر لبدى" فهذا يفيد إطلاق الحديث (حم ع حب ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: إسناد أحمد حسن وأبي يعلى صحيح حسن. 7385 - "لو أن أحدكم إذا نزل منزلاً قال أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يضره في ذلك المنزل شيء حتى يرتحل منه (هـ) عن خولة بنت حكيم (ح). (لو) قال الطيبي: لو هذه يجوز أن تكون شرطية وجزاؤها قال، ويجوز أن تكون للتمني. (أن أحدكم إذا نزل منزلا قال أعوذ بكلمات الله التامة) السالمة من النقص والعيب والتامة في معانيها وهو عام لكل كلماته تعالى. (من شر ما خلق) عام للشرور والآفات. (لم يضره في ذلك المنزل شيء حتى يرتحل منه) وهذه عوذة ينبغي أن لا يتركها نازل منزلاً في سفر أو إقامة (هـ عن خولة بنت حكيم) (¬2) الأنصارية السلمية رمز المصنف لحسنه ورواه عنها مسلم بلفظ: "من نزل منزلاً ... " (¬3) الخ. 7386 - "لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن قضي بينهما ولد من ذلك لم يضره الشيطان أبداً. (حم ق 4). عن ابن عباس (صح). (لو أن أحدهم) أتي بالضمير غائباً خلاف ما سبق كأنه تأدباً لما كان الكلام في البضاع (إذا أراد أن يأتي أهله) عند إرادة الإتيان لا عند الشروع فيه كما نبه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 28)، وأبو يعلى (1378)، وابن حبان (12/ 491) (5678)، والحاكم (4/ 314)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 225)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4799)، والضعيفة (1807). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3547). (¬3) أخرجه مسلم (2708).

عليه ابن حجر (¬1) (قال بسم الله اللهم جنبنا الشيطان) فلا يقربنا (وجنب الشيطان ما رزقتنا) من الأولاد أو أعم من ذلك فيشرع للإنس من الأولاد (فإنه إن قضي) قدر. (بينهما ولد من ذلك) الوطئ (لم يضره الشيطان أبداً) بل يعصم عنه في دينه ودنياه بسبب الاستعاذة وهذه بشرى عظيمة وفائدة جليلة ينبغي إعدادها لكل من أراد إتيان أهله وصلاح الأولاد من أعظم مسرات الفؤاد (حم ق 4 (¬2) عن ابن عباس). 7387 - "لو أن امرءًا اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه لم يكن عليك جناح. (حم ق) عن أبي هريرة (صح). (لو أن امرءًا اطلع عليك) في [4/ 39] منزلك (بغير إذن) وظاهره سواء اطلع على عورة أو لا (فخذفته) رميته (بحصاة) وهو بالمهملة عند جمع وبالمعجمة عند آخرين (ففقأت عينه لم يكن عليك جناح) لأنه تسبب إلى ذلك، قيل: وهو رفع إثم ويجب الدية وعليه الحنفية أو القود وعليه المالكية إلا عند النسائي وأحمد: "من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقؤا عينه فلا دية ولا قصاص" (¬3) وهذا صريح في خلاف ما قاله الفريقان الحنفية والمالكية ولذا قال القرطبي: الإنصاف خلاف ما قاله مالك إن لم يثبت إجماع، قلت: وما قاله أبو حنيفة (حم ق (¬4) عن أبي هريرة) ورواه النسائي في الديات عن سهل. 7388 - "لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرفت إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر. (طب) والضياء عن ¬

_ (¬1) فتح الباري (9/ 228). (¬2) أخرجه البخاري (3271)، ومسلم (1434)، وأبو داود (2161)، والترمذي (1092)، والنسائي في السنن الكبرى (9030) وابن ماجة (1919). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 385)، والنسائي في الكبرى (4/ 246). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 243، 428)، والبخاري (6902)، ومسلم (2158)، والنسائي (8/ 61).

سعيد بن عامر (صح) ". (لو أن امرأة من نساء أهل الجنة أشرقت إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك ولأذهبت ضوء الشمس والقمر) فيه الإعلام بطيب نساء الجنة وحسنهن إن قيل: قد ثبت أن خير طيب المرأة ما ظهر لونه وخفي ريحه والمسك بخلاف هذا؟ قلت: هذا طيب نساء الجنة التي لا يؤتى فيها المعاصي ولا تدعوا فيها الرائحة الحسنة إلى فاحشة بخلاف الدنيا فإن الرائحة تجر إلى الفاحشة وتدعوا النفس إليها وقد ذهب هذا المخوف في الجنة (طب والضياء (¬1) عن سعيد بن عامر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيهما الحسن بن عنبسة الوراق لم أعرفه وبقية رجاله ثقات وفيهم ضعف. 7389 - "لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله عز وجل في النار. (ت) عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً". (لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن) ظلماً. (لأكبهم الله في النار) وفي ذكر الملائكة مع عصمتهم جواز فرض ما لا يكون وفيه تعظيم قتل المؤمن؛ ولذا قيل: إنه لا توبة لقاتله وظاهره ولو اشتركوا بالقول ولم يباشروا لأنه يتعذر مباشرة الكل له من الملائكة والجن والحر عادة (ت (¬2) عن أبي سعيد وأبي هريرة معاً) وقال الترمذي: غريب، وتبعه البغوي في تغريبه وفيه يزيد الرقاشي وقد سبق تضعيفه. 7390 - "لو أن بكاء داود وبكاء جميع أهل الأرض يعدل ببكاء آدم ما عدله. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 59) رقم (5512)، وابن المبارك في الزهد (226)، وابن عدي في الكامل (2/ 147)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 417)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4801)، والضعيفة (4347). (¬2) أخرجه الترمذي (1398)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5247).

ابن عساكر عن بريده (ض) ". (لو أن بكاء داود) على ذنبه أو مطلقاً (وبكاء جميع أهل الأرض) كذلك على ذنوبهم أو مطلقاً (يُعْدل) بضم الياء وفتح الدال. (ببكاء آدم) الذي بكاه عند خروجه من الجنة وتوبته (ما عدله) لو يُقاس به ما ساواه وفيه تنبيه على عظم توبة آدم - عليه السلام - (ابن عساكر (¬1) عن بريده) رمز المصنف لضعفه، ورواه عنه الطبراني، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 7391 - "لو أن حجراً مثل سبع خلفات ألقي عن شفير جهنم هوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها. هناد عن أنس". (لو أن حجراً مثل سبع خلفات) بالخاء المعجمة مفتوحة واللام مكسورة ثم فاء: جمع خلفة وهي الحامل من الإبل، زاد أبو يعلى وأولادهن. (ألقي من شفير جهنم لهوى فيها سبعين خريفاً لا يبلغ قعرها) مع أنه كالسبع الخلفات في عظمه والعظم سريع السير، ففيه تخويف يهول، (هناد (¬2) عن أنس) ورواه أبو يعلى بلفظه عنه أيضاً، قال الهيثمي: وفيه يزيد الرقاشي ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح. 7392 - "لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا. (ت حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (لو أن دلوا من غساق) بالمعجمة فالمهملة آخره قاف بالتشديد والتخفيف، ما يسيل من صديد أهل النار، وقيل: الزمهرير، وقيل: ما يسيل من دموعهم. (يهراق في الدنيا) يصب فيها (لأنتن أهل الدنيا) أنتن الشيء تغير أو صار ذا نتن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (7/ 415)، والطبراني في الأوسط (143)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 257)، والخطيب في تاريخه (4/ 47)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 198)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4802)، والضعيفة (785) وقال: موضوع. (¬2) أخرجه هناد في الزهد (252)، وأبو يعلى (5115)، والسلسلة الصحيحة (2865)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 389)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5248).

ففاعل أنتن أهل الدنيا فنصبه غلط، (ت حب ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه عليه الذهبي، وأما الترمذي فقال: هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد وفي رشدين مقال. 7393 - "لو أن رجلاً يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً في مرضات الله تعالى لحقره يوم القيامة. (حم تخ طب) عن عتبة بن عبد (ح) ". (لو أن رجلاً يجر على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرماً) في سن عالية وكان هذا الجر كله. (في مرضات الله عَزَّ وَجَلَّ لحقره) بالمهملة والقاف والراء لرآه حقيراً يسيراً (يوم القيامة) لما يراه من عظمة جزاء الله وسعة جوده وشدة عقابه (حم تخ طب (¬2) عن عتبة بن عبد) رمز المصنف لحسنه، قال المنذري: رواه الطبراني ورجاله ثقات إلا بقية، وقال الهيثمي: إسناد أحمد جيد وفي سند الطبراني بقية مدلس لكن قد صرح بالتحديث وبقية رجاله وثقوا. 7394 - "لو أن رجلاً في حجره دراهم يقسمها وآخر يذكر الله كان الذاكر لله أفضل. (طس) عن أبي موسى (ح) ". (لو أن رجلاً في حجره) بكسر المهملة (دراهم [4/ 40] يقسمها) يفرقها في سبيل الله (وآخر يذكر الله كان الذاكر لله أفضل) دل على تفضيل الذكر على الصدقة وعليه الأكثر وذهب آخرون إلى خلافه تمسكاً بأدلة أخرى (طس (¬3) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2584)، وابن حبان (7473)، والحاكم (4/ 600)، وأحمد (3/ 28)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4803). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 185)، والبخاري في التاريخ (1/ 15)، الطبراني في الكبير (17/ 122) رقم (303)، وفي الشاميين (1138)، والبيهقي في شعب الإيمان (767)، وأورده المنذري في الترغيب (4/ 214)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 225)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (5249)، والصحيحة (446). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5969)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 74)، وضعفه الألباني =

أبي موسى) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله وثقوا. 7395 - "لو أن شررة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب. ابن مردويه عن أنس". (لو أن شرارة من شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب) لشدتها وحدتها نسأل الله أن يعيذنا منها برحمته وكرمه وعفوه، (ابن مردويه (¬1) عن أنس) ورواه الطبراني في الأوسط بلفظه عنه أيضاً، قال الهيثمي: فيه تمام بن نجيح ضعيف وبقية رجاله أحسن حالاً من تمام. 7396 - "لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت لكان في السنا. (حم د هـ ك) عن أسماء بنت عميس (صح) ". (لو أن شيئاً كان فيه شفاء من الموت) يفهم أنه شاف من غيره. (لكان) ذلك الشيء (في السنا (¬2)) فإنه دواء شريف مأمون الغائلة قريب من الاعتدال يسهل الاخلاط المحترقه ويقوي القلب (¬3) (حم ت هـ ك (¬4) عن أسماء بنت عميس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: غريب، وقال الذهبي: صحيح. 7397 - "لو أن عبدين تحابا في الله واحد في الشرق وآخر في المغرب لجمع الله تعالى بينهما يوم القيامة يقول هذا الذي كنت تحبه فيّ. (هب) عن أبي هريرة (ض) ". ¬

_ = في ضعيف الجامع (4804)، والضعيفة (4348). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3681)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 708)، والقزويني في التدوين في أخبار قزوين 4/ 190، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4806). (¬2) السَّنا: السني والسنوت العسل وقيل الرب وقيل الكمون ويروى بضم السين والفتح أفصح، وفيه لغة أخرى سنَّوْت. (النهاية (2/ 407). (¬3) زاد المعاد (4/ 67). (¬4) أخرجه أحمد 6/ 369، والترمذي (2081)، وابن ماجه (3461)، والحاكم (4/ 448)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4807).

(لو أن عبدين تحابا في الله) لأجل ما أعده للمتحابين فيه (واحد في المشرق وآخر في المغرب لجمع الله بينهما يوم القيامة) لأنه تعالى يقول: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] (يقول) الله تعالى لكل واحد منهما. (هذا الذي كنت تحبه في) بتشديد الياء وفيه فضل الأخوة في الله والتحاب فيه (هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 7398 - "لو أن قطرة من الزقوم قطرة في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن تكون طعامه؟. (حم ت ن هـ حب ك) عن ابن عباس (صح). (لو أن قطرة من الزقوم) شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم والريح يكره أهل النار على تناولها (قطرة في دار الدنيا) لعمت كل شيء (ولأفسدت على أهل الدنيا معايشهم) لقبح ذوقها أو هول موقعها (فكيف بمن تكون طعامه) وهم أهل النار أعاذنا الله منها، قال أبو الدرداء: يلقى عليهم الجوع حتى يعدل بما هم فيه من العذاب فيستغيثون فيغاثون بطعام ذي غصة وعذاب أليم والمراد من هذا الحديث وأشباهه مداواة القلوب باستحضار أهوال الآخرة وأحوال أهل الشقاوة وديارهم فإن النفس مشغولة بالتفكر في ملاذ الدنيا وقضاء شهواتها فترد بسوط الوعيد إذا ما يكسر شهواتها ويبغض إليها لذاتها (حم ت ن هـ حب ك (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن صحيح. 7399 - "لو أن مقمعاً من حديد وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان ما أقلوه ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (9022)، قال المناوي (5/ 309): فيه حكم بن نافع قال الذهبي: قال الأزدي: متروك، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4808). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 338)، والترمذي (2585)، والنسائي 6/ 313، وابن ماجة (4325)، وابن حبان (7470)، والحاكم (294: 2) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5250).

من الأرض ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد كما يضرب أهل النار لتفتت وعاد غباراً. (حم ع ك) عن أبي سعيد (صح) ". (لو أن مقمعاً من حديد) بكسر الميم وسكون القاف وفتح الميم ومهملة السوط الذي رأسه معوج وهو ما يقمع به أي يكف. (وضع في الأرض فاجتمع له الثقلان) الإنس والجان. (ما أقلوه) ما رفعوه (من الأرض ولو ضرب جبل بمقمع من حديد كما يضرب أهل النار لتفتت) تكسر (وعاد غباراً) وهذا يضرب به العبد العاصي بمولاه ولم يطقه الجبل فكيف يطيقه، نسأل الله عفوه ونعوذ به من غضبه (حم ع ك) (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلي وفيه ضعفاء قد وثقوا. 7400 - "لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التي أنت عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم. (حم ت) عن أبي هريرة". (لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التي أنتم عليها عندي) من صفاء القلوب وهيبة الله وعظمته وانفتاح أسماعكم للمواعظ. (لصافحتكم الملائكة بأكفهم) إكراماً لكم وتعظيماً وتوقيراً وتبجيلاً (ولزارتكم في بيوتكم) لذلك. (ولو لم تذنبوا) لذهب الله بكم. (لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم) أي ليتوبوا فيغفر لهم لما تقدم قريباً (حم ت (¬2) عن أبي هريرة) قال: قلنا: يا رسول الله إذا رأيناك رقت قلوبنا وكنا من أهل الآخرة وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد فذكره. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 29)، وأبو يعلى (1388)، والحاكم (4/ 600) وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 388). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (480)، والضعيفة (4349). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 304)، والترمذي (2514)، وقال: ليس إسناده بذاك القوي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5253)، والصحيحة (1948).

7401 - "لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي تكونون عليه لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة. (ع) عن أنس (ض) ". (لو أنكم إذا خرجتم من عندي تكونون على الحال الذي تكونون عليه) من رقت القلوب وصفائها وإقبالها على الآخرة وإعراضها عن الدنيا. (لصافحتكم الملائكة بطرق المدينة) إكراماً لكم وفيه أن المصافحة بين الصالحين سنة (ع (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لكن قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير غسان بن برزين (¬2) وهو ثقة (¬3). 7402 - "لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطاناً. (حم ت هـ ك) عن عمر (صح). (لو أنكم تتوكلون على الله تعالى حق توكله) أي التوكل الحق الذي لا يشوبه غيره والتوكل إظهار العجز والاعتماد على [4/ 41]، المتوكل عليه. (لرزقكم) من حيث لا تحتسبون. (كما يرزق الطير تغدو) تسير في وقت الغدوة. (خماصاً) ضامرة البطون من الجوع. (وتروح) تسير وقت الرواح. (بطاناً) ممتلئة البطون جمع بطين أي شابعة فغدوها طلب ولكن بإجمال في الطلب، وقيل: فيه إرشاد إلى ترك المكاسب الدنيوية والاشتغال بالأعمال الأخروية ثقة بالله وبكفايته وأورد عليه أن طيران الطير سبب في رزقه وأجيب عنه بأن الهوى لا حب فيه بلفظ ولا جهة ينال منها الرزق ألا تراه ينزل في مواضع شتى لا رزق فيها حتى يساق إلى رزقه أو يسوقه الله إليه كذا قيل: والأظهر أن الغدو سعى واكتساب إلا أنه بإجمال وأنه يعذر العبد في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (3304)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 558)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5252)، والسلسلة الصحيحة (1965). (¬2) جاء في الأصل (حسان بن مرو)، وصوابه ما أثبتناه. (¬3) قال الحافظ في التقريب (5357): صدوق ربما أخطأ.

مثل ذلك ولا ينافي توكله (حم ت هـ ك (¬1) عن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 7403 - "لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (لو آمن بي عشرة من اليهود) مشتق من التهود وهو التوبة أو الميل أو الرجوع من شيء إلى ضده يقال هاد إذا تاب أو مال أو رجع سموا به لأنهم تابوا عن عبادة العجل أو مالوا من الحق إلى الباطل أو رجعوا من الخير إلى الشر وخلطوا اعتقادهم ثم المراد بالعشرة جماعة مختصون من أغنيائهم وكبرائهم وإلا فقد آمن به أكثر من عشرة. (لآمن بي اليهود) كلهم وفي لفظ: "لم يبق يهودي إلا آمن بي" وعند أحمد عشرة من أحبار اليهود وفيه بيان المراد، وفيه إشارة إلى أن اليهود أتباع لكبرائهم مقلدون لهم، قال السهيلي: لم يسلم من أحبار اليهود إلا اثنان: ابن سلام، وابن صوريا وتعقبه الحافظ ابن حجر (¬2) بأنه لم يرو لابن صوريا إسلام من طريق صحيح (خ (¬3) عن أبي هريرة) وقد أخرجه مسلم أيضاً عن أبي هريرة بلفظه. 7404 - "لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب الله عليكم. (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء) تنزيل للمعلوم منزلة المحسوس أي تبلغ السماء مالئة للأفاق. (ثم تبتم) رجعتم إلى الله بالإقلاع والندم والتدارك لما سلف. (لتاب الله عليكم) قَبِل توبتكم (هـ (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 30، 52)، والترمذي (2344)، وابن ماجة (4146)، والحاكم (4/ 318). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5254)، والصحيحة (310). (¬2) فتح الباري (7/ 275). (¬3) أخرجه البخاري (3941)، ومسلم (2793). (¬4) أخرجه ابن ماجة (4248)، وحسنه العراقي في تخريج الإحياء (4/ 4)، والمنذري في الترغيب =

لحسنه وقال المنذري: إسناده جيد وقال الحافظ العراقي: إسناده حسن. 7405 - "لو أذن الله تعالى في التجارة لأهل الجنة لاتجروا في البذي والعطر. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (لو أذن الله تعالى في التجارة لأهل الجنة) وليس المراد أنهم حظر عليهم التجارة بل لم يجعل الجنة دار اكتساب أجر ولا رزق. (لاتجروا في البز) بالموحدة والزاي: الثياب. (والعطر) لأنهما أحب ما يتجر فيه وأبركه وأحله (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن أيوب السكوني الحمصي قال العقيلي: لا يتابع على هذا الحديث وليس له إسناد يصح وليس بمحفوظ، وقال ابن الجوزي: فيه العطاف بن خالد قال ابن حبان: يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم وأورده في الميزان في ترجمة عبد الرحمن السكوني عن العطاف عن نافع عن ابن عمر وقال: لا يجوز أن يحتج به. 7406 - "لو أعلم لك فيه خيراً لعلمتك ولكن ادع بما شئت بجد واجتهاد وأنت موثق بالإجابة لأن أفضل الدعاء ما خرج من القلب بجد واجتهاد فذلك الذي يسمع ويستجاب وإن قل. الحكيم عن معاذ (ض) ". (لو أعلم لك فيه خيراً لعلمتك) كأنه سئل - صلى الله عليه وسلم - تعليم دعاء فقاله ولم أر له سببًا ولا ذكر شارحه ذلك (لأن أفضل الدعاء ما خرج من القلب بجد واجتهاد) بصدق رغبة من الداعي وإحسان ظن أنه يجاب له ذلك. (فذلك الذي يسمع ويستجاب) عطف تفسير لأن المراد من السماع الإجابة لأنه تعالى يسمع كل شيء وإن قلّ، ففيه إرشاد إلى أن عمدة الدعاء إقبال القلب لا اختيار الألفاظ ¬

_ = والترهيب (4/ 46)، والألباني في صحيح الجامع (5235)، والصحيحة (903). (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (699) وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 416)، وميزان الاعتدال (4/ 261)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 323)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4791)، والسلسلة الضعيفة (389).

وتسجيعها وتطويلها، (الحكيم عن معاذ) (¬1) رمز المصنف لضعفه. 7407 - "لو اغتسلتم من المذي لكان أشد عليكم من الحيض. العسكري في الصحابة عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي مرسلاً". (لو اغتسلتم من المذي) بفتح وسكون مخففا أو بفتح فكسر فتشديد، ماء أبيض رقيق لزج يخرج من نحو ملاعبة وتذكر وقاع. (لكان أشد عليكم من الحيض) في المشقة لأنه أغلب منه وأكثر ففي عدم وجوب الغسل منه تخفيف، وذكر الحيض لأن المذي مع النساء أكثر ويقال: الرجل يمذي والمرأة تقذي (¬2)، (العسكري (¬3) في الصحابة) عن حسان بن عبد الرحمن الضبعي بضم الضاد المعجمة وسكون الموحدة وعين مهملة نسبة إلى ضبعة قبيلة من قيس نزلوا البصرة (مرسلاً). 7408 - "لو أفلت أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي. (طب) عن أبي أيوب". (لو أفلت) بضم الهمزة ففاء من الإفلات (أحد من ضمة القبر لأفلت هذا الصبي) ظاهره عموم ضمة القبر [4/ 42]، لكل أحد من مكلف وغيره، واستثنى الحكيم الأنبياء والأولياء. قال الشارح: أقول: استثناؤه الأنبياء ظاهر، وأما الأولياء فلا يكاد يصح. ألا ترى إلى جلالة مقام سعد بن معاذ فقد ضم. (طب (¬4) عن أبي أيوب) الأنصاري قال: دفن صبي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - وذكره، قال ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي (334) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4792). (¬2) قذة الأنثي تقذي إذا أرادت الفحل فألقت من ماءها، يقال كل فحل يمذي وكل أنثي تقذي. "اللسان" (5/ 3562). (¬3) أخرجه العسكري في الصحابة كما في الكنز (26546)، وابن حجر في الإصابة تحت ترجمة حسان بن عبد الرحمن (2/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4793). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 121) (3858)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5238)، والصحيحة (2164).

الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، والمصنف أهمله عن الرمز. 7409 - "لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة قبل سابق أمتي. (طب) عن عبد الله بن عبد الثمالي". (لو أقسمت لبررت) في قسمي أنه (لا يدخل الجنة) أي لا يدخل الله أحداً إليها (قبل سابق أمتي) سابقهم إلى الخيرات، قيل: أراد سابقهم الصديق، وقيل غير ذلك، والأظهر أنه غير معين وغير واحد بل جماعة وظاهره أنه يدخلها من ذكر قبل الرسل وغيرهم إلا أن تمام الحديث عند مخرجه الديلمي وغيره "إلا بضعة عشر رجلاً منهم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط اثنا عشر وموسى وعيسى" وما كان للمصنف حذفه. (طب (¬1) عن عبد الله بن عبد الثمالي) بضم المثلثة وفتح الميم وكسر اللام نسبة إلى ثمالة بطن من الأزد قال الهيثمي: فيه بقية وهو ثقة إلا أنه مدلس. 7410 - "لو أقسمت لبررت إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة الشمس والقمر، وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم. (خط) عن أنس (ض) ". (لو أقسمت لبررت إن أحب عباد الله إلى الله لرعاة) جمع راعٍ أي مراقبوا (الشمس والقمر) وهم المؤذنون أو كل من ترقبهما انتظارا لطاعة الله وقوله (وإنهم ليعرفون يوم القيامة بطول أعناقهم) يدل أنه الأول لأنه قد ورد ذلك من صفاتهم. (خط (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه فيه الوليد بن مروان أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: مجهول، وقد رواه الطبراني في الأوسط عن أنس ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (10/ 69) في الشاميين (961)، وابن حجر في الإصابة (4/ 163). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4795)، والضعيفة (4345). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 99)، والطبراني في الأوسط (4808)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 111)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4794) وفي الضعيفة (5038). (¬3) انظر المغني في الضعفاء 2/ 725.

بلفظه وضعفه المنذري. 7411 - "لو أهدي إليّ كراع لقبلت ولو دعيت إليه لأجبت. (حم ت حب) عن أنس (صح) ". (لو أهدي إليّ كراع) كغراب ما دون الركبة من الساق من نحو شاة أو بقرة. القبلت) ولم أرده جبراً لخاطر من أهداه. (ولو دعيت) للضيافة عليه. (لأجبت) لأن القصد من قبول الهدية وإجابة الدعوة تألف من فعل ذلك وجبر خاطره وطلب التحاب وفي الرد تنفير عن ذلك، والكراع أيضاً موضع بين الحرمين، قال الطيبي: يحتمل أنه أريد بالثاني الموضع فيكون مبالغة. قلت: ويكون من باب الاستخدام. (حم ت حب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح، ورواه البخاري عن أبي هريرة بلفظ "لو دعيت إلى كراع لأجبت ولو أهدي إليّ ذراع لقبلت". 7412 - "لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما. ابن لال عن أبي هريرة (ض) ". (لو بغى جبل على جبل) لو تعدى عليه وسلك سبيل البغاة والعتو والفساد. (لدك الباغي منهما) انهدم واضمحل وذلك لقبح البغي وإعانة الله المبغي عليه كما قال: "ثم بغي عليه لينصرنه الله" ونظمه من قال: يا صاحب البغي إن البغي مصرعه ... فاربع فخير مقال المرء أعد له فلو بغى جبل يوماً على جبل ... لاندك منه أعاليه وأسفله (ابن لال (¬2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لضعفه وأخرجه البخاري بلفظه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 209)، والترمذي (1338)، وابن حبان (5292) عن أنس، وأخرجه البخاري (5178) عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه ابن لال كما في الكنز (7375)، والبخاري في الأدب المفرد (588)، والبيهقي في الشعب (6693)، وابن عدي في الكامل (1/ 306) وقال: حديث باطل، وابن حبان في المجروحين =

في الأدب المفرد عن ابن عامر، وكذا البيهقي في الشعب، وابن حبان وابن مردويه وغيرهم. 7413 - "لو بني مسجدي هذا إلى صنعاء كان مسجدي. الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن أبي هريرة (ض) ". (لو بني مسجدي هذا إلى صنعاء) لو وسع فيه إلى هنالك. (كان مسجدي) متصف بالفضيلة التي هي من "صلى فيه صلاة واحدة كانت بخمسين ألف صلاة". (الزبير بن بكار (¬1) في أخبار المدينة). عن أبي هريرة رمز المصنف لضعفه، وقد أخرجه الديلمي والطيالسي. 7414 - "لو ترك أحد لأحد لترك ابن المقعدين. (هق) عن ابن عمر (ض) ". (لو ترك أحد) من العقاب على ذنبه. (لأحد) لأجله. (لترك ابن المقعدين) بإحسانه إليهما كما دل له سبب الحديث عن عمر قال: كان بمكة مقعدان لهما ابن شاب فكان إذا أصبح نقلهما فأتى بهما المسجد، وكان يكب عليهما يومه فإذا كان المساء احتملهما ففقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنه فقيل مات فذكره. (هق (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي: فيه عبد [4/ 33]، الله بن جعفر بن نجيح وهو متروك، قال المديني: واهٍ ورواه الطبراني من هذا الوجه في الأوسط" قال الهيثمي: فيه عبد الله بن جعفر بن نجيح: وفي الميزان متفق على ضعفه وساق له أخبار منها هذا. ¬

_ = (1/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4810)، والضعيفة (1948). (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5152)، والزبير بن بكار في أخبار المدينة كما في الكنز (34832)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4811)، والضعيفة (973). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 66)، والطبراني في الأوسط (5967)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 320)، وابن عدي في الكامل (4/ 178). وميزان الاعتدال (4/ 73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4812)، والضعيفة (4352).

7415 - "لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم ما أكلتم منها سميناً. (هب) عن أم صبية (ض) ". (لو تعلم البهائم من الموت ما يعلم بنو آدم) من أنه لا بد من حلوله ونزوله. (ما أكلتم منها سميناً) لأنه ينحلها هم الموت ويذيب شحم كلاها، والحديث له قصة ذكرها السهيلي وغيره بإسناد فيه ضعف إلى أبي سعيد قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بظبية مربوطة إلى خباء، فقال: يا رسول الله: حلني حتى أذهب فأرضع سعفي (¬1) ثم أرجع فتربطني فقال صيد قوم ثم أخذ عليها فحلفت فحلها ثم لم يلبث إلا قليلاً فرجعت وقد نفضت ضرعها فربطها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جاء أصحابها فاستوهبها منهم فوهبوها له فأطلقها وقال: "لو تعلم البهائم". (هب (¬2) عن أم صبية) (¬3) بضم الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة وتشديد المثناة وهي صحابية جهينية اسمها خولة بنت قيس على الأصح والحديث رمز المصنف لضعفه. 7416 - "لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما حضر غذائه وعشائه حتى يفرغ. (طب) عن معاذ". (لو تعلم المرأة حق الزوج) الذي أوجبه الله له عليها ولفظ الطبراني: "ما حق الزوج" (لم تقعد ما حضر غذائه وعشائه حتى يفرغ) منه كأن المراد ما قعدت حتى تصلح له الغداء والعشاء مدة حضورهما فيكون فيه دليل على لزوم صنعة ¬

_ (¬1) هكذا جاء في الأصل، وفي فيض القدير (خشفي). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10557)، والقضاعي في مسند الشهاب (1434)، قال المناوي في الفيض (5/ 315): فيه عبد الله بن سلمة بن أسلم ضعفه الدارقطني، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4813)، والضعيفة (4353). (¬3) الإصابة (7/ 626).

طعام الزوج لها ولم يتكلم الشارح على معناه وفيه بيان عظمة حق الزوج (طب (¬1) عن معاذ) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه عبيد بن سلمان الأغر لم أعرف لابنه من معاذ سماعًا وبقية رجاله ثقات. 7417 - "لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم عليها البزار عن أبي سعيد". (لو تعلمون قدر رحمة الله لاتكلتم عليها) في المغفرة وغيرها قال حجة الإِسلام: حدث عن سعة رحمة الله ولا حرج، ومن الذي يعرف غايتها أو يحسن وصفها فإنه الذي يهب كفر سبعين سنة بإيمان ساعة ولكن الله طوى ذلك لحكمة يعلمها وزاد أبو الشيخ والديلمي في روايتهما: "وما علمتم إلا قليلًا ولو تعلمون قدر غضب الله لظننتم أن لا ينجو". قلت: ومن هنا ينبغي للعبد أن لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يؤمنهم من غضبه، (البزار (¬2) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: إسناده حسن. 7418 - "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيراً. (حم ق ت ن هـ) عن أنس (صح) ". (لو تعلمون ما أعلم) من عظيم عزة الله وشدة نعمته وغليظ عذابه الذي أعده لمن عصاه. (لضحكتم قليلاً) ليس فرعاً عن علم ذلك بل بيان أنه يقل سرورهم بما به يسرون، وضحكهم مما له يضحكون، قيل: والمراد من القلة العدم أي لعدم ضحككم، ويحتمل أن يراد لو تعلمون ما أعد لأهل الجنة من النعيم ولأهل النار من العذاب لضحكتم سروراً بالأول قليلاً لأنكم لستم على ثقة من دخولها. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 160)، (333)، والبزار (2665)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 309)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5259). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (5068)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 213). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5260)، والصحيحة (2167).

(ولبكيتم كثيراً) حزناً من الثاني، وإنما كان كثيراً لأن كل عبد يعلم من نفسه أنه مذنب فيخاف من عذابها ومن هنا يعرف الجواب عن السؤال بأنه إن كان المخاطب الكفار فليس لهم ما يوجب الضحك أو المؤمنين فليس عليهم ما يوجب البكاء، إذ مآلهم إلى الجنة، فيقال: بل الخطاب للمؤمنين والبكاء لخشية سوء الخاتمة وترجيح جانب المخافة. (حم ق ت ن هـ (¬1) عن أنس) قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة ما سمع مثلها قط، ثم ذكره وجاء في روايات أن تلك كانت خطبة الكسوف. 7419 - "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا ولما ساغ لكم الطعام ولا الشراب. (ك) عن أبي ذر (صح) ". (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيراً، ولما ساغ لكم الطعام ولا الشراب) تمامه عند الحاكم: "ولما نمتم على الفراش ولهجرتم النساء ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون وتبكون ولوددت أن الله خلقني شجرة تعضد" انتهى. وفيه ما تراه من التخويف وأنه الأرجح عند الخطب وإلقاء الكلام إلى جملة الناس وأن المعصوم يخاف ويود أنه غير مكلف وأنه لا بأس في مثل هذا. (ك (¬2) عن [4/ 44] أبي ذر" رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وتعقَّبه الذهبي بأنه منقطع وفيه رافضي. 7420 - "لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلًا ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله تعالى لا تدرون تنجون أو لا تنجون. (طب ك هب) عن أبي الدرداء (صح) ". (لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلًا ولخرجتم إلى الصعدات) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 102)، والبخاري (540)، ومسلم (2359)، والترمذي (2313)، والنسائي (3/ 83)، وابن ماجة (4191). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 622)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4816).

جمع صعيد كطريق لفظًا ومعنا (تجأرون) ترفعون أصواتكم بالاستغاثة والجوار في الطرقات شأن الخائفين (لا تدرون تنجون أو لا تنجون) فيه بيان أنه ينبغي أن يكون خوف الإنسان أكثر من رجائه وأنه لا يقطع بالنجاة مع الاستغاثة وطلب الإقالة فالأمر مهول، والمكلف لا يدري ما إليه يؤول كان بعضهم إذا آوى إلى فراشه يقول: ليت أمي لم تلدني فيقال له إن الله قد أحسن إليك وهداك إلى الإِسلام فيقول نعم، لكن أنا وارد إلى جهنم ولم يبين أني صادر. (طب ك هب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها ولم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح. 7421 - "لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلاً، يظهر النفاق وترتفع الأمانة، وتقبض الرحمة، ويتهم الأمين، ويؤتمن غير الأمين، أناخ بكم الشرف الجون الفتن كأمثال الليل المظلم. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلاً) كأنه قيل: لماذا يا رسول الله؟ قال: (يظهر النفاق وترتفع الأمانة، وتقبض الرحمة) أي رحمة الله لعباده تقل لظهور الخبث فيهم (ويتهم الأمين) لغلبة سوء الظن الفاشي عن خبث الطويات (ويؤتمن غير الأمين) لسوء نظر الولاة وقبح سرائرهم (أناخ بكم الشرف) بالشين المعجمة والراء والفاء النوق السود، ويروى بالقاف ما يأتي من الغبن من قبل المشرق (الجون) المراد السود وإن كان يطلق على الأسود والأبيض إلا أنه أريد هنا الأول لقريب التشبيه بالليل انتهى. (الفتن) عطف بيان مما قبله شبه الفتن بالنوق السود (كأمثال الليل المظلم) يملأ الآفاق ويسود به الأكوان، ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 230)، والبيهقي في الشعب (793)، و، وواورده الهيثمي في المجمع (10/ 230)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5262).

كذلك الفتن تسود بها الأديان والدنيا (ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 7422 - "لو تعلمون ما ادخر لكم ما حزنتم على ما زوي عنكم. (حم) عن العرباض (صح) ". (لو تعلمون ما أدخر لكم) من الخيرات والمغانم كما يرشد إليه تمام الحديث بلفظ: "وليفتحن عليكم فارس والروم" وما كان للمصنف حذفه وهو تفسير لما طوي (ما حزنتم) الآن (على ما زوي عنكم) من النعم والحديث بشرى للمؤمنين وهو من أعلام النبوة (حم (¬2) عن عرباض بن سارية) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلينا في الصفة وعلينا الحوبكية ويقول لنا ذلك، قال الهيثمي: رجاله وثقوا انتهى. والمصنف رمز لصحته. 7423 - "لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة (ت عن فضالة بن عبيد) ". (لو تعلمون ما لكم عند الله) من الأجر على الفاقة (لأحببتم أن تزدادوا فاقة وحاجة)، قاله لأهل الصفة لما كان يراه عليهم من الحاجة قال بعضهم: ينبغي للعبد أن يحمد الله على ما زوي عنه من الدنيا كما يحمده على ما أعطاه وأين يقع ما أعطاه والحساب باقٍ عليه إلى ما عافاه منه وبه ولم يشغل قلبه بنيله ويتعب جوارحه في طلبه ويكثر فيه همه وفي الحديث وما قبله وما بعده إشعار بأن إفشاء سر الربوبية قبيح إذ لو حان إفشاء كل سر لذكر لهم ما ادخر لهم ولذكر لهم ما ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 579)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4815)، والضعيفة (4354). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 128)، والطبراني في مسند الشاميين (1647)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 261)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5261)، والصحيحة (2168).

به يبكون ولا يضحكون (ت عن فضالة بن عبيد (¬1)) قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى بالناس خر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة وهم أصحاب الصفة حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين وإذا صلى انصرف إليهم فقال: لو تعلمون ... " إلخ. قال الترمذي: حسن صحيح. 7424 - "لو تعلمون ما أعلم من الدنيا لاستراحت أنفسكم منها. (هب) عن عروة مرسلاً (ض) ". (لو تعلمون ما أعلم من الدنيا) وتقلبها وسرعة زوالها وأنها عند الله لا تزن جناح بعوضة. (لاستراحت أنفسكم منها) لحقارتها وأن السعيد من زويت عنه. (هب (¬2) عن عروة مرسلاً) رمز المصنف لضعفه لأن فيه موسى بن عبيدة الربذي (¬3) قال الذهبي: ضعفوه، وقال أحمد: لا تحل الرواية عنه، وعبد الله بن عبيدة (¬4) وثقه قوم وضعفه آخرون. 7425 - "لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً. (ن) عن عائذ بن عمرو (صح) ". (لو تعلمون ما في المسألة) للناس من أموالهم، وأنها كدوح يوم القيامة في وجه السائل (ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئاً) فإنه لا ينبغي لعبد من العباد أن يريق ماء وجهه لمخلوق، ولا يذل له فإن فيه ذلة السائل وأذية المسئول والتواضع لغير الله (ن) (¬5) عن عائذ بن عمرو) كان ممن بايع تحت الشجرة ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2368)، وابن حبان (724)، والبيهقي في الشعب (10440)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5265). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10329)، مرسلاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4819)، والضعيفة (4356). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 685)، والكاشف (2/ 306). (¬4) انظر المغني (1/ 346)، والكامل في ضعفاء الرجال (4/ 131). (¬5) أخرجه النسائي (2/ 50)، والضياء في المختارة (278)، والروياني في مسنده (776)، وضعفه =

والمصنف رمز لصحته. 7426 - "لو تعلمون ما في الصف الأول ما كانت إلا قرعة. (م هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (لو تعلمون ما في الصف الأول) من [4/ 45]، صفوف صلاة الجماعة من الفضل والأجر والثواب وأنه صف الملائكة (ما كانت) نوبة البقاء فيه (إلا قرعة) أي كانت لا تنال إلا بالقرعة ولا يتقدم أحد إلا بها وفيه فضلية الصف الأول ولقد حرم هذه الفضيلة ذوي الهيئات من الناس ومدعو العلم فإنهم يعدلون إلى أخريات الصفوف إن دخلوا المساجد وإلا فإنه قد صار المعروف منكرًا وصار عدم دخول المساجد من خواص الرؤساء والكبراء. (م هـ (¬1) عن أبي هريرة). 7427 - "لو تعلمون ما أنتم ملاقون بعد الموت ما أكلتم طعام على شهوة أبدًا ولا شربتم شراباً على شهوة أبدًا ولا دخلتم بيتا تستظلون به ولمررتم إلى الصعدات تلدمون صدوركم وتبكون على أنفسكم. ابن عساكر عن أبي الدرداء". (لو تعلمون ما أنتم ملاقون بعد الموت) من سؤال الملكين وضمة القبر وما بعد ذلك من الأهوال التي منها ما يجعل الولدان شيباً (ما أكلتم طعام على شهوة أبداً) فإن الشهوة لا تكون لمن شغل قلبه بأمر مهم (ولا شربتم شراباً على شهوة أبداً) لذلك (ولا دخلتم بيتا تستظلون به) ولا ترفهتم بشيء من الترفهات وإنما ذكر هذه الأشياء لأنها أمهات اللذات (ولمررتم بالصعدات تلدمون) بالدال المهملة بزنة تلطمون ومعناه (صدوركم) حزنا وغما وإشفاقاً. (وتبكون على أنفسكم) خوفاً من عظيم سطوة الله تعالى وشدة انتقامه، إن ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (4818)، والضعيفة (4355). (¬1) أخرجه مسلم (439)، وابن ماجة (998).

قيل: قد علم - صلى الله عليه وسلم - ما يوجب هذه الأمور ولم يقع منه شيء من ذلك، قيل: هذا إنما هو خاص بالمكلفين من الأمة غير المعصومين وهو - صلى الله عليه وسلم - معصوم لا يخاف على نفسه ما يخافه غيره، وفيه أنه - صلى الله عليه وسلم - قد قال: والله إني لأخشاكم لله، فيحتمل أنه وقع منه ذلك - صلى الله عليه وسلم - ولو مرة في عمره، ويحتمل أن شغله بالتبليغ أذهلت عن ذلك وأنه قد حصل بالتبليغ ومشقته ما لا يحصل لغيره ما يعتني به عن ذلك وهنا أجوبة أخر تلحق إن شاء الله تعالى. (ابن عساكر (¬1) عن أبي الدرداء). 7428 - "لو جاء العسر فدخل هذا الجحر لجاء اليسر فدخل عليه فأخرجه. (ك) عن أنس (صح) ". (لو جاء العسر) في الأمور وهو عام لكل أمر يعسر (فدخل هذا الجحر) بضم الجيم فمهملة ساكنة وهو الخرق ونحوه (لجاء اليسر فدخل عليه فأخرجه) أي لو تمكن العسر في شخص أو أمر من الأمور كتمكنه من جحر يدخله لأخرجه اليسر بإذن الله تعالى أبى الله أن يعسر امرءًا ولا يجعل له يسراً "سيجعل الله بعد عسراً يسراً" (ك (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. ورواه البيهقي بلفظه عن أنس. 7429 - "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه. الحكيم عن أبي هريرة (ض) ". (لو خشع قلب هذا) الرجل الذي شاهده يعبث بلحيته في الصلاة. (لخشعت جوارحه) أي لو أخبت قلبه وأطمأن لاطمأنت جوارحه، فعبثه بلحيته ناشئ عن عدم إخبات قلبه واطمئنانه، والحديث دليل على عدم فساد الصلاة بترك ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (56/ 268)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 216). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4817). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 255)، وكذلك البيهقي في الشعب (10012)، قال الحاكم: هذا حديث صحيح غير أن الشيخين لم يحتجا بعائذ بن شريح، وقال الذهبي: تفرد به حميد بن حماد عن عائذ وحميد منكر الحديث كعائذ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4820)، والسلسلة الضعيفة (1403).

الخشوع إذ لم يأمره بالإعادة، وحكى النووي الإجماع على عدم وجوبه وتعقبه التقريب بأن في كلام غير واحد ما يقتضي وجوبه (الحكيم (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سليمان بن عمرو النخعي، قال العراقي في شرح الترمذي: سليمان بن عمرو (¬2) هو أبو داود النخعي متفق على ضعفه قال الزيلعي: أجمعوا على أنه يضع الحديث والمعروف أنه من قول سعيد بن المسيب ورواه ابن أبي شيبة وفيه راو لم يسم. 7430 - "لو خفتم الله تعالى حق خيفته لعلمتم العلم الذي لا جهل معه، ولو عرفتم الله تعالى حق معرفته لزالت لدعائكم الجبال. الحكيم عن معاذ". (لو خفتم الله تعالى حق خيفته) الخليفة التي يستحقها عليكم. (لعلمتم العلم الذي لا جهل معه) أي لعلمكم الله علماً يقيناً، وأشرقت أنوار اليقين على القلوب فرأت الأشياء على حقيقتها قال تعالى: {إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29]، فخيفة الله هي التي بها انفتاح أبواب الخيرات ويحتمل أن المراد لو خفتم الله لاجتهدتم في تعلم العلم ففتح لكم أبوابه وسهل أسبابه وألبسكم جلبابه، ويحتمل أنه أطلق العلم على العمل وأراد لو حصلت لكم الخليفة لكنتم عالمين علماً لا شك معه، فإن الخليفة من الله هي شعار العلماء وهي غاية ما يطلب من العلم {إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]. (ولو عرفتم الله تعالى حق معرفته لزالت بدعائكم الجبال) لو أردتم ذلك قال الحكيم: حق معرفته أن تعرفه بصفاته العليا وبأسمائه الحسنى معرفة يستنير قلبه بها، وذلك أن من زالت الحجب عن قلبه وملأه بحب ربه وعرف عظمته وتحقق حكمته ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (3/ 210)، والبيهقي في السنن (2/ 285)، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (151)، ورواه ابن المبارك في الزهد (1188) مقطوعاً على ابن المسيب، ذكره الألباني في ضعيف الجامع (4821) والسلسلة الضعيفة (110) وقال: موضوع. (¬2) الميزان (3/ 305).

وعلم قربه من عبده فدعاءه لنا دعاه وأقبل على يداه وأناله ما يطلبه ويهواه [4/ 46]، وفيه الإعلام بأن العبد ما يحرم العلم وإجابة الدعوة إلا لسوء حاله وعدم معرفته لمولاه وإعراضه عن ماله. (الحكيم (¬1) عن معاذ). 7431 - "لو دعا لك إسرافيل وجبريل وميكائيل وحملة العرش وأنا فيهم ما تزوجت إلا المرأة التي كتبت لك. ابن عساكر عن محمَّد السعدي (ض) ". (لو دعا لك إسرافيل) صاحب الصور وفي تقديمه دليل على أنه أفضل ممن بعده ويحتمل أنه سلك طريقة الترقي. (وجبريل) سفير الله إلى أنبيائه ورسله بوحيه. (وميكائيل وحملة العرش) الثمانية المذكورون في الآية. (وأنا فيهم) من جملتهم في الدعاء (لما تزوجت) أيها الطالب أن ادعوا الله لك أن يزوجك بفلانة. (إلا المرأة التي كتبت لك) ففيه أنه لا يتم إلا ما كتبه الله لعبده وهذا فيما كتبه كتابة مطلقة وأما ما كتبه الله بشرط أن لا يدعو مثلا فإن الدعاء ينفع في ذلك. (ابن عساكر (¬2) عن محمَّد السعدي) رمز المصنف لضعفه. 7432 - "لو دعى بهذا الدعاء على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه: لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام. (خط) عن جابر (ض) ". (لو دعي بهذا الدعاء) الآتي لفظه (على شيء بين المشرق والمغرب) أي في أي كون من الأكوان (في ساعة من يوم الجمعة) المراد ساعة الإجابة ويحتمل الإطلاق (لاستجيب لصاحبه) الداعي به وكأنه قيل: ما هو؟ فقال: (لا إله إلا أنت يا حنان) كثير الحنو والعطف على عباده. (يا منان) كثير المنة عليهم (يا ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (3/ 106)، ومحمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 2/ 808 وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4822) وقال في الضعيفة (4357): منكر. (¬2) أخرجه ابن عساكر (52/ 395)، من طريق ابن منده وقال: قال ابن منده: غريب ما كتبناه، إلا من هذا الوجه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4823).

بديع السماوات والأرض) مبدعها (يا ذا الجلال والإكرام) ثم يذكر حاجته وفيه سنة التوسل بالثناء قبل الدعاء (خط (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه. 7433 - "لو رأيت الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره. (هب) عن أنس (ض) ". (لو رأيت) بفتح الضمير لمخاطب غير معين بل لكل من يصلح منه الرؤيا كما ذكره أئمة البيان في نظائره (الأجل) الغاية التي جعلها الله لحياة كل حيوان (ومسيره) إلى الرأي وهذا العطف من باب أعجبني زيد وكرمه في أن المراد المعطوف وإيقاع الرؤيا والسير عليه مجاز فإنها تتعلق بالأشباح لا بالمعاني، لكنه نزل الأجل منزلة ما يدرك بالعين (لأبغضت الأمل وغروره) فإن بالآمال ساءت الأعمال وذهل عن هجوم الآجال (هب (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال البيهقي: بعد سرده قال أبو بكر يعني ابن خزيمة: لم أكتب عن هذا الرجل يعني أحمد بن يحيى العدلي غير هذا الحديث. 7434 - "لو رجمت أحداً بغير بينة لرجمت هذه. (ق) عن ابن عباس (صح) ". (لو رجمت أحدا) من الزناة المحصنين (بغير بينة) على الزنا (لرجمت هذه) قاله لامرأة رميت بالزنا فظهرت الريبة في منطقها وهيئتها ومن يدخل عليها إلا أنها لم يقم عليها بينة توجب رجمها، وفيه دليل على أنه لا يقام الحد إلا بالبينة الشرعية، وفيه أن من لابس مظنة الريبة مظنة لها وأنه ينتج ذلك سوء الظن به، ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 115)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 845)، وقال: هذا حديث لا يصح فيه خالد بن يزيد قال يحيى وأبو حاتم: كذاب، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4824) والضعيفة (1398): موضوع. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10571)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4825)، والضعيفة (4121).

وفيه أن مع قيام البينة يتعين الرجم على مستحقه ولا عذر عن ذلك (ق) (¬1) عن ابن عباس. 7435 - "لو عاش إبراهيم لكان صديقا نبياً. البارودي عن أنس ابن عساكر عن جابر وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى". (لو عاش إبراهيم) يعني ولده - صلى الله عليه وسلم - الذي من مارية أي لو طال عمره حتى بلغ مبلغ الرجال (لكان صديقاً) فعيل من الصدق صفة مبالغة أي كثير التصديق لله ولرسوله، أو قوته بحيث لا يزول لو زالت الجبال (نبياً) قال ابن عبد البر (¬2): لا أدري ما هذا فقد ولد نوح غير نبي ولو لم يولد النبي إلا نبيًّا لكان كل أحد نبيًّا لأنهم من ولد نوح انتهى. قلت: هذا غير لازم فليس فيه ذكر التلازم وأنه لا يأتي من النبي إلا نبي إنما فيه أن هذا الفرد يكون نبياً، ولم يعلله بأن يكون كذلك لأنه ابن نبي وكأنه لم يظهر له وجه تأويله فأنكره، وقال النووي: أنه حديث باطل وتعقبه ابن حجر بأنه قد ورد عن أربعة من الصحابة فلا يتم رده وإبطاله بل جواب الإشكال أن القضية الشرطية لا يلزم منها الوقوع. قلت: هذا الصواب ونظيره "إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين" وبه يندفع ما يقال قد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء فكيف يكون بعده نبي. (البارودي عن أنس، ابن عساكر عن جابر وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى) سكت المصنف عليه وقد أخرجه ابن ماجة (¬3) بزيادة وأخرجه أحمد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5310)، ومسلم (1497). (¬2) انظر: أسد الغابة (1/ 24)، والإصابة (1/ 175). (¬3) أخرجه ابن ماجة (1511) عن ابن عباس بزيادة" ... ولو عاش لعتقت أخواله القبط، وما استرق قبطي"، وأحمد في مسنده (3/ 133) عن أنس، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 162)، والعجلوني في كشف الخفا (2/ 206) وقال: أخرجه البارودي عن أنس، وابن عساكر عن جابر =

7436 - "لو عاش إبراهيم ما رق له خال". ابن سعد عن مكحول مرسلاً". (لو عاش إبراهيم ما رق له خال) أي ما بقي رقيقاً أحد من القبط كما في لفظ رواية ابن ماجة "ما استرق قبطي" (¬1) وذلك إما بحكم شرعي من الله تعالى تكرمة أو بأن يدخل القبط في الإِسلام طوعاً، (ابن سعد (¬2) عن مكحول مرسلاً). 7437 - "لو عاش إبراهيم لوضعت الجزية عن كل قبطي. ابن سعد عن الزهري مرسلاً". (لو عاش إبراهيم لوضعت) [4/ 47] مغير الصيغة أي وضع الله (الجزية عن كل قبطي) بكسر القاف نسبة إلى القبط وهم نصارى مصر وذلك لأنهم يسلمون فتوضع الجزية عنهم، فالحديث إخبار بأنهم يسلمون لو عاش، ويحتمل أن المراد أن الله تعالى بكرمه يوضعها عنهم مع بقائهم نصارى إكراما لإبراهيم -عليه السلام -، (ابن سعد (¬3) عن الزهري مرسلاً). 7438 - "لو غفر لكم ما تأتون إلي البهائم لغفر لكم كثيراً. (حم طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (لو غفر لكم) من الذنوب. (ما تأتون) من ضرب وعسف وتحميل يقتدر (إلى البهائم لغفر لكم كثيراً) أي فإن الذي يأتونه إلى البهائم ذنب كبير ويحتمل أن المراد إن غفر هذا الذنب مع عظمه غفرت ذنوب غيره كثيرة هي دونه فغفرانها بالأولى وهذا فيه تحذير شديد عن تكليف البهائم ما لا تطيق وعن ضربها الموضع ¬

_ = وعن ابن عباس وعن ابن أبي أوفى كما في الكنز (32204)، وصححه الحافظ في الفتح (10/ 579) والألباني في صحيح الجامع (5272). (¬1) أخرجه ابن ماجة (1511)، وقال الألباني في صحيح ابن ماجة: صحيح دون جملة العتق (1511). (¬2) أخرجه ابن سعد في طبقاته (1/ 144)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4829). (¬3) أخرجه ابن سعد في طبقاته (1/ 144)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4828)، الضعيفة (2293) وقال: موضوع.

وإهمالها عن الأكل والشرب (حم طب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رواه أحمد مرفوعًا ورواه ابنه موقوفاً وإسناده جيد. 7439 - "لو قضي كان. (قط) في الأفراد، (حل) عن أنس". (لو قضي كان) مغير الصيغة يأتيه ضمير عائد إلى ما قبله كما في سببه عن أنس قال: خدمت رسول - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين ما بعثني في حاجة قط لم تهيأ فلامني إلا قال دعوه فلو قضى كان أي وجد فهي تامة وفيه أنه لا يلام أحد فاته أمر بعد فعله السبب فإنه - صلى الله عليه وسلم - ما اكتفى بمجرد القضاء بل بعث في طلب الحاجة فلما فاتت رجع إلى الرضا (قط) في الأفراد (حل عن أنس) (¬2) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي في العلل: قال الدارقطني: تفرد به محمَّد بن مهاجر عن ابن عيينة ولم يتابع عليه واتفقوا على تضعيف ابن مهاجر، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث. 7440 - "لو قيل لأهل النار أنكم ماكثون في النار عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها، ولو قيل لأهل الجنة أنكم ماكثون عدد كل حصاة لحزنوا ولكن جعل الله لهم الأبدن (طب عن ابن مسعود) " (ض). (لو قيل لأهل النار) الداخلين إليها (إنكم ماكثون في النار) أياماً أو أعواماً أو ساعات (عدد كل حصاة في الدنيا لفرحوا بها) أي بهذه المقالة لدلالتها على انتهاء العذاب وإن طال (ولو قيل لأهل الجنة إنكم ماكثون عدد كل حصاة) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 441)، والبيهقي في شعب الإيمان (5188)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 191)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5274) والصحيحة (514). (¬2) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 179)، والبيهقي في الشعب (194، 5188)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/ 303)، والمقدسي في الأحاديث المختارة (1834)، وأورده العقيلي في الضعفاء (3/ 305) وقال: يروى عن أنس بأسانيد لينة، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 152) وقال: قال الدارقطني: تفرد به محمَّد بن مهاجر، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5275).

تقديره كما قدمناه وأقربها تقدير العام في المقامين (لحزنوا) من فراق النعيم الذي هم فيه (ولكن جعل لهم) أهل النار وأهل الجنة (الأبد) وهو ما لا غاية له ولا نهاية، قال الشارح: نبه به على أن الجنة باقية وكذا النار، وقد زلت قدم ابن القيم: فذهب إلى فناء الكفار تمسكا بمثل خبر الترمذي (¬1) "يأتي على النار زمن تخفق أبوابها ليس فيها أحد" وهذا ضلال بين، فإن المراد الموحدين، ورواية ابن عدي (¬2) عن أنس مرفوعاً: "ليأتين يوم على جهنم تخفق أبوابها ما فيها من أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم أحد" انتهى. قلت: هذا عدم إنصاف منه في نقل كلام ابن القيم فإنه لم يقتصر في الدليل على هذه المسألة على حديث ابن عمر، بل أطال الاستدلال وبسط في المقال أودعه كتابه "حادي الأرواح" في الباب السابع والستين منه (¬3)، وفي كلامه ما يحتمل الرد وقد كتبنا عليه في هوامشه تنبيهات، فليس هو كلام باطل من كل وجه كما أفاده الشارح، ومن عجائب الشارح أن له على حديث الكتاب تحرف سوى ما نقلناه، ثم نقل كلام الزمخشري على حديث ابن عمر وهو معروف في الكشاف (¬4)، (طب (¬5) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الحكم بن طهر مجمع على ضعفه. ¬

_ (¬1) كذا فيما لدينا من المخطوط، والصواب "بمثل خبر البزار عن ابن عمرو" كما في فيض القدير (5/ 409)، والحديث أخرجه البزار في مسنده (2478). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 220)، وقال: وللعلاء بن زيد ما ذكرت من الحديث وهو منكر الحديث. (¬3) انظر: حادي الأرواح (1253)، وشفاء العليل (ص: 257 - 260). (¬4) الكشاف (1/ 564). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 179) (10384)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 396)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4830)، والضعيفة (605): موضوع.

7441 - "لو كان الإيمان عند الثريا لتناوله رجال من فارس". (ق ت) عن أبي هريرة" (صح). (لو كان الإيمان) ليس المراد به معناه اللغوي ولا الشرعي بل أحكامه التي ما تنال إلا بالطلب (عند الثريا لتناوله رجال من فارس) قال الشارح: إن في معجم البلدان (¬1) أن العرب إذا ذكرت المشرق كله قالوا: فارس، قال وهذه الصفة نفسها نجدها في أهل خراسان دخلوا في الإِسلام رغبة ومنهم العلماء والفضلاء والمحدثون والمتعبدون وإذا حررت المحدثين من كل بلد وجدت نصفهم من خراسان وجل رجالات الرواة منها (ق ت (¬2) عن أبي هريرة) قالوا: كنا جلوساً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزلت عليه سورة الجمعة {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 3] قلنا: من هم يا رسول الله؟ فلم يجب حتى سُئل ثلاثاً، وفينا سلمان الفارسي فوضع رسول الله يده عليه ثم ذكره، ورواه مسلم بلفظ (¬3): "لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس"، ويحتمل أن المراد برجال رجل ويراد به سلمان الفارسي، إلا أنه لا يناسب نزول الآية في ذلك. 7442 - "لو كان الحياء رجلاً لكان رجلاً صالحاً. (طس خط) عن عائشة". (لو كان الحياء رجلاً) لو خلق الله منه رجلاً (لكان رجلاً صالحاً) قال الطيبي: فيه مبالغة، أي لو قدر أن الحياء رجل لكان صالحاً فكيف تتركونه وفيه جواز فرض المحال إذا تعلق به نكتة، (طس خط عن عائشة) (¬4) سكت عليه ¬

_ (¬1) انظر: معجم البلدان (2/ 490). (¬2) أخرجه البخاري (4898)، ومسلم (2546)، والترمذي (3261). (¬3) أخرجه مسلم (230)، وأحمد (2/ 308). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (4718)، والخطيب في التاريخ (2/ 355)، وكذلك البيهقي في الشعب (7722)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 268)، وانظر: المجمع (8/ 27) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4831)، والسلسلة (3889).

المصنف. وقال المنذري والهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو لين وبقية رجاله رجال الصحيح. 7443 - "لو كان الصبر رجلاً لكان رجلاً كريماً. (حل) عن عائشة (ض) ". (لو كان الصبر رجلاً لكان رجلاً كريماً) فإن بالصبر يجتنب المعاصي صبراً عنها وتجتلب الطاعات صبراً عليها والكريم منه تلتمس لإقالة العثرات والإعانة على الطلبات وفيه تعظيم شأن الصبر والكرم. (حل (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، وقال مخرجه: غريب تفرد به المعافى يعني ابن عمران ورواه عنها أيضاً الطبراني بلفظه، قال الزين العراقي فيه صالح (*) بن دينار ضعفه العقيلي (¬2) وغيره. 7444 - "لو كان العجب رجلاً كان رجل سوء. (طص) عن عائشة (ض) ". (لو كان العجب رجلاً لكان رجل سوء) قال الراغب (¬3): العجب ظن الإنسان من نفسه استحقاق منزلة هو غير مستحق لها فيتعين اجتنابه فإنه مهلك لا سيما للعالم ومن أدويته أن يعلم أن علمه وفهمه وجودة ذهنه وفصاحته وغير ذلك من النعم فضل من الله عليه وأمانة منه لديه ليرعاها حق رعايتها والعجب بها كفران لها وتعريض لزوالها لأن معطيه إياها قادر على سلبها عنه (طص (¬4) عن عائشة) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (8/ 290) وقال: غريب من حديث الثوري تفرد به المعافي عنه وتفرد أيضاً بحديث الثوري عن أبي إسحاق، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4832) وفي السلسلة (3889). (*) في المخطوطة "صالح" وصوابه صبيح كما في تخريج الإحياء (4/ 25)، وحلية الأولياء (8/ 290). (¬2) تخريج الإحياء (4/ 25)، الضعفاء الكبير (2/ 217). (¬3) فيض القدير (5/ 322). (¬4) أخرجه ابن وهب في جامعه (460)، والطبراني في الصغير (245)، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (5026)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4833) وقال: ضعيف جداً، وجاء في الأصل "طس" وفي ضعيف الجامع للألباني "طب" ولم أجده إلا في الصغير وفي الأوسط بلفظ: "لو =

رمز المصنف لضعفه ففيه عبد الرحمن بن معاوية أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: قال مالك: ليس بثقة وابن معين وغيره لا يحتج به. 7445 - "لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه. (طب) عن ابن مسعود (ض) ". (لو كان العسر) بضم الفاء والعين وتسكن. (في جحر) بضم الجيم الخرق ويحتمل أنه بالحاء المفتوحة أي باطن جحر (لدخل عليه اليسر) ضبطه مثل نقيضه. (حتى يخرجه) إخبار عما قدره الله من إبدال كل عسر في أي أمر باليسر وأنه لا يمنع عن تبديله مانع وتمام الحديث عند مخرجه ثم قرأ {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} [الشرح: 6] فالحديث منتزع من الآية، وما كان للمصنف حذفه. (طب (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه مالك النخعي وهو ضعيف. 7446 - "لو كان العلم معلقا بالثريا لتناوله قوم من أبناء فارس. (حل) عن أبي هريرة، الشيرازي في الألقاب عن قيس بن سعد (ض) ". (لو كان العلم معلقا بالثريا) مبالغة في بعده (لتناوله قوم من أبناء فارس) أي تناولوه ونالوه وفيه الإخبار بهمتهم في طلب العلم، قال ابن تيمية (¬3): قد تبين بهذا الحديث ونحوه أن العبرة بالأسماء التي مدحها الله وذمها كالعالم والجاهل والمؤمن والكافر والبر والفاجر، وقد جاء الكتاب بمدح بعض الأعاجم قال الله ¬

_ = كان الفحش ... " (336)، والبوصيري عزاه إلى الصغير في الصغير والأوسط بلفظ "إن الفحش .. " إتحاف الخيرة المهرة برقم (5188). (¬1) المغني في الضعفاء (2/ 387). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 70) (9977)، وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 193)، وابن حجر في فتح الباري (8/ 712) وقال: إسناده ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4834)، والسلسلة الضعيفة (1403)، وقال: ضعيف جداً. (¬3) اقتضاء الصراط المستقيم (ص 144).

تعالى: {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة: 2، 3] وفي الترمذي عن أبي هريرة مرفوعاً في قوله تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ} [محمَّد: 38] أنهم من أبناء فارس (¬1) ورويت آثار كثيرة في فضل رجال من فارس كالحسن وابن سيرين وعكرمة إلى أن وجد بعدهم من المبرزين في العلم والدين حتى صاروا أفضل من أكثر العرب والفضل الحقيقي هو اتباع ما بعث الله به محمداً - صلى الله عليه وسلم - من الإيمان والعلم، فكل من كان فيه أمكن كان أفضل (حل (¬2) عن أبي هريرة الشيرازي في الألقاب عن قيس بن سعد" رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة بلفظ "لو كان العلم معلقاً بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس " قال الهيثمي: فيه شهر وثقه جمع وبقية رجاله رجال الصحيح وتقدمت رواية الشيخين له عن أبي هريرة. آنفاً. 7447 - "لو كان الفحش خلقاً لكان شر خلق الله. ابن أبي الدنيا في الصمت عن عائشة". (لو كان الفحش خلقاً) تقدم تفسيره غير مرة خلقاً لم يقل رجلاً إشارة إلى أن الفحش لقبحه لا يصلح أن تفرض جملته رجلاً (لكان أشر خلق الله) فهو في الصفات أشر صفة يتخلق بها الإنسان (ابن أبي الدنيا في الصمت (¬3) عن عائشة) ¬

_ (¬1) رواه الترمذي (3260) والآية من سورة محمَّد (38). (¬2) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 64)، وأحمد في مسنده (2/ 296، 420، 422، 469)، وابن حبان في صحيحه (7309)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 74)، وابن عدي في الكامل (4/ 39) ثم قال: وشهر هذا ليس بالقوي في الحديث وهو لا يحتج بحديثه، والعقيلي في الضعفاء (4/ 397) وقال: هذا يروى بغير هذا الإسناد من طريق صالح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4835)، والسلسلة الضعيفة (2054). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت (657)، وأبو داود الطيالسي (1495) والطبراني في الأوسط (331)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4836).

سكت عليه المصنف وفيه عبد الجبار بن الورد (¬1) قال البخاري: يخالف في بعض حديثه: قال في الميزان: هو أخو وهب بن الورد وثقه أبو حاتم وأخرجه عن عائشة [4/ 49]، الطبراني والطيالسي واليشكري [4/ 49]. 7448 - "لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار. (طب) عن عقبة بن عامر وعن عصمة بن مالك (ض) ". (لو كان القرآن في إهاب) هو الجلد الذي لم يدبغ وخصه لسرعة إحراق النار له ليبسه بخلاف المدبوغ فإنها أبعد تأثيرا فيه (ما أكلته) وفي لفظ ما مسته (النار) فيه قولان أحدهما: أنه كان ذلك معجزة في زمنه - صلى الله عليه وسلم - كما تكون المعجزات في زمن النبوة ثانيهما: المراد من علمه الله القرآن لم تحرقه نار الآخرة فجعل جسم حافظ القرآن كالإهاب له. قال الطيبي: التمثيل وارد على المبالغة والعرض كما في قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي} [الكهف: 109] أي ينبغي ويحق أن القرآن لو كان في مثل هذا الشيء الحقير الذي لا يؤبه له ويلقى في النار ما مسته فكيف بالمؤمن الذي هو أكرم خلق الله وقد وعاه في صدره وتفكر في معانيه وعمل بما فيه كيف تمسه فضلاً عن أن تحرقه (طب (¬2) عن عقبة بن عامر وعن عصمة بن مالك) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك انتهى. وأخرجه أحمد والدارمي عن عقبة وفيه عندهما ابن ¬

_ (¬1) عبد الجبار بن الورد قال الذهبي عنه في المغني (1/ 367) ثقة وقال: قال البخاري: يخالف في بعض حديثه ووثقه أبو حاتم في الجرح والتعديل (6/ 31)، وقال ابن حبان في الثقات (7/ 136) يخطئ ويهم، وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 85) يخالف في بعض حديثه، وقال ابن حجر في التقريب (3745) صدوق يهم. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 172) (850) وأحمد في مسنده (4/ 155) والبيهقي في الشعب (2699)، والروياني في مسنده (216)، وأورده الهيثمي في المجمع (7/ 158) عن عصمة بن مالك، وابن عدي في الكامل (6/ 469)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 295)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (1/ 221)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (5282).

لهيعة وأخرجه البيهقي في الشعب وابن عدي عن عصمة المذكور، وأخرجه ابن عدي أيضاً عن مجهل بن سعد، قال العراقي: وسنده ضعيف، قيل: إلا أنه يتقوى بتعدد طرقه فقد رواه ابن حبان عن سهل بن سعد ورواه البغوي في شرح السنة. 7449 - "لو كان المؤمن في جحر ضب لقيض الله له من يؤذيه. (طس هب) عن أنس (ض) ". (لو كان المؤمن في جحر) بضم الجيم وسكون المهملة (ضب) أي في سربه الذي يكون في باطن الأرض (لقيض الله له فيه من يؤذيه) لأنه تعالى جعل هذه الدار دار بلاءً للمؤمنين ليكفر عنهم بما يبتلون به ذنوبهم ويغسل بها أدرانهم فلا يخلوا المؤمن عن الأذية إما من خاصته أو من عامة الناس ليدخل تحت قوله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} [آل عمران: 134]، وفي التعبير بقيض دلالة على أنه خير للعبد فإنه يستعمل في تيسير الشيء المطلوب فكان ذلك مطلوب للمؤمن لما تحيطه ذنوبه والإخبار بهذا ليوطن نفسه على بلايا هذه الدار قال تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا} [آل عمران: 186] ومن نظر في حال الصحابة بل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - علم صدق هذا فإنه ابتلي هو ومن معه بأذية المشركين أولاً في مكة، ثم لما هاجروا ابتليوا بأذية المنافقين (طس هب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أبو قتادة بن يعقوب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 7450 - "لو كان المؤمن على قصبة في البحر لقيض الله له من يؤذيه. (ش) عن (¬2) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (9282)، والبيهقي في الشعب (9791)، والقضاعي في مسند الشهاب (1834)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 286)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4838)، والسلسلة الضعيفة (4360). (¬2) هكذا دون ذكر الصحابي كما في المخطوط.

(لو كان المؤمن على قصبة) بفتح القاف والصاد المهملة والموحدة والمراد على قصر كائن (في البحر) قد بعد عن الناس هذه الغاية (لقيض الله له من يؤذيه) ولو من غير بني آدم ليحقق له الإيمان ويمحي عنه إثم ما لعله يأتيه من النقصان. (ش (¬1) عن) هكذا بخط المصنف .. ولم يذكر صحابيه. 7451 - "لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه. (حم هـ) عن عائشة (ح) ". (لو كان أسامة) بضم الهمزة: هو ابن زيد مولاه - صلى الله عليه وسلم - وابن مولاه (جارية لكسوته) من محاسن ثياب النساء كما يدل له قرينة آخره (وحليته) خير حلية النساء. (حتى أنفقه) بضم الهمزة وتشديد الفاء وكسرها من التنفيق: هو بيان علة ما ذكر وهو أنه يكسوه ويحليه لينفق بالزواج وفيه أن زواج الحريم ينبغي أن يكون مقصوداً للأولياء وأن يرغبوا الناس في طلبهن بتحسين الهيئة وتجميل الملبوس وأخذ منه العراقي أن للولي أن يحلي وليته ولو بثمنه من مالها ليرغب فيها. (حم هـ (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي بعد عزوه إلى أحمد: إسناده صحيح وسبب الحديث عن عائشة قالت: عثر أسامة فشج وجهه فقال - صلى الله عليه وسلم -: "أميطوا عنه الأذى فتعذر به فجعل يمص الدم ويمسحه عن وجهه ثم ذكره". 7452 - "لو كان بعدي نبيا لكان عمر بن الخطاب. (حم ت ك) عن عقبة بن عامر، (طب) عن عصمة بن مالك. (لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب) أي لو قدر الله أن بعدي نبيًّا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (35242)، من رواية سلمة بن كهيل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4837) وفيه كلمة غيرة واضحة. (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 139، 222)، وابن ماجة (1976)، وصححه العراقي في تخريج الإحياء (2/ 197) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5279)، والسلسلة الصحيحة (1019).

لصلح لذلك عمر لما فيه من قوة في دين الله ونفاذ بصيرة [4/ 50] وعزيمة صدق وفراسة موافقة للحق مع الإعراض عن الدنيا والزهد فيها، قال ابن حجر: خص عمر لما وقع له من الموافقات في عصر النبوة التي نزل بها القرآن ووقع له بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - عدة إصابات (حم ت ك (¬1) عن عقبة بن عامر) استغربه الترمذي وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، ورمز المصنف له بالصحة (طب عن عصمة بن مالك) سكت المصنف عليه، قال الهيثمي: فيه الفضل بن المختار ضعيف. 7453 - "لو كان جريج الراهب فقيها عالماً لعلم إن أجابته دعاء أمه أولى من عبادة ربه. الحسن بن سفيان، والحكيم وابن قانع، (هب) عن حوشب الفهري (ض) ". (لو كان جريج) بالجيم فراء فمثناة تحتية فجيم بصيغة التصغير. (الراهب فقيها عالماً) فإنه كان راهباً غير فقيه كما أشعر به هذا الحديث. (لعلم إن أجابة) أمه حين نادته وهو يصلي (أولى من عبادة ربه) وذلك أنه كان يصلي فنادته أمه فلم يقطع صلاته لإجابتها فقالت: اللهم إن كان سمع ولم يجب فلا تمته حتى يعظم في عين المومسات، فبغى باغ بامرأة فولدت فقيل لها: ممن؟ قالت: من جريج، فجاءوه ليقتلوه، فضحك وقال للمولود: من أبوك؟ قال الراعي: وهو أحد الأربعة الذين تكلموا في المهد كما مر، قال الحافظ ابن حجر (¬2): هذا إن حمل على إطلاقه أفاد جواز قطع الصلاة مطلقاً لإجابة الأم نفلاً أو فرضًا وهو حجه عند ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 154)، والترمذي (3686) وقال: حديث حسن غريب، والحاكم في المستدرك (3/ 85) عن عقبة بن عامر، والطبراني في الكبير (17/ 298) (822) عن عصمة بن مالك، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 68)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5284)، الصحيحة (327). (¬2) انظر: الفتح (6/ 482).

الشافعية وقال النووي: كغيره هذا محمول على أنه كان مباحاً في شرعهم والأصح أن الصلاة إن كانت نفلًا وعلم بأذى الأم بالترك وجبت الإجابة وإلا فلا، وإن كانت فرضًا وضاق الوقت لم يجب وإلا وجبت عند إمام الحرمين وخالفه غيره وعند المالكية الإجابة في النفل أفضل من التمادي، وعلى الثاني اختصاصه بالأم دون الأب وفيه عظم حق الوالدين وإجابة دعائهما سيما الأم، (الحسن بن سفيان، والحكيم وابن قانع. هب) (¬1) وكذا الخطيب كلهم من طريق الليث (عن) شهر (بن حوشب) بفتح المهملة وسكون الواو وفتح المعجمة (الفهري) بكسر الفاء وسكون الهاء وآخره راء نسبة إلى فهو بن مالك، قال البيهقي: هذا إسناد مجهول انتهى. ومن ثمة رمز المصنف لضعفه، وقال الذهبي في الصحابة (¬2): هو مجهول انتهى. وفيه محمَّد بن يونس الكديمي قال ابن عدي: متهم بالوضع وقال ابن منده: حديث غريب تفرد به الحكم بن الريان عن الليث. 7454 - "لو كان حسن الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً صالحاً. الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة". (لو كان حسن الخلق) تقدم تفسيره ويجمعه من قال: طلاقة الوجه وكف الأذى وبذلك المعروف حسن الخلق (رجلاً يمشي في الناس لكان رجلاً صالحاً) يقتدى به، ويتبع آثاره ويلتمس الخير من أياديه، ويفهم منه أنه لو كان سوء الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجل سوء كما سيصرح به قريباً يبعد عنه وينفر عن الاقتداء به، وفيه أن من تخلق بالخلق الحسن فكأنه قد طوي في ذاته رجل صالح فينجوا من العذاب كما ينجو الرجل الصالح، (الخرائطي في ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7880)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 76)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (13/ 4) والحسن بن سفيان كما في الكنز (45441)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (4839) والضعيفة (1599) وقال: موضوع. (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 144) رقم (1486).

مكارم الأخلاق (¬1) عن عائشة). 7455 - "لو كان سوء الخلق رجلاً يمشي في الناس لكان رجل سوء. وإن الله تعالى لم يخلقني فحاشاً الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن عائشة". (لو كان سوء الخلق رجلاً يمشي في الناس) زاد هذه الصفة في هذا والأولى إكمال التصوير لهما والترغيب في الأول والتنفير عن الثاني. (لكان رجل سوء، وإن الله تعالى لم يخلقني فحاشاً) بصيغة المبالغة من الفحش وهو بذاءة اللسان وهو أعظم صفات سيء الخلق، قال النووي: الفحش هو التعبير عن الأمور المستقبحة بعبارات صريحة وإن كانت صحيحة والمتكلم بها صادق ويكثر ذلك في نحو ألفاظ الوقاع، فينبغي أن يعبر عن ذلك بالكنايات ويعبر عنها بعبارات جميلة، يفهم بها الغرض وبذلك جاء القرآن والسنة، فيكنى عن الجماع بالدخول والوقاع ولا يصرح بالنيك والجماع، وعن البول والغائط بقضاء الحاجة وكذا ذكر العيوب كالبرص ونحوه يعدل عنها إلى الكنايات، (الخرائطي في مساوئ الأخلاق (¬2) عن عائشة)، قال الحافظ العراقي: وكذا رواه ابن أبي الدنيا من رواته ابن لهيعة عن النضر عن أبي سلمة عنها. 7456 - "لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. (حم ت هـ) عن أسماء بنت عميس (صح) ". (لو كان شيء سابق القدر) أي غالبه [4/ 51]، وقاضياً عليه على سبيل الفرض والتقدير. (لسبقته العين) أي الإصابة بها وهو إعلام بقوة تأثير العين ¬

_ (¬1) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (36)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4840)، والضعيفة (1848). (¬2) أخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (2)، ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت (331)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (3/ 77)، والألباني في ضعيف الجامع (4841) والسلسلة الضعيفة (3889).

وتقدمت فيها أحاديث في العين وتحقيقها بسطناه هنالك. نكتة: في كتاب دخل عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمَّد وكان من أحسن الناس وجهًا فدخل عليه في ثياب وشي وله غديرتان فقال الوليد: هكذا يكون فتيان قريش فعانه فخرج متوشحاً فوقع في اصطبل الدواب فلم تزل الدواب تطؤه بأرجلها حتى مات ثم وقعت الأكلة في رجل عروة فبعث له الوليد الأطباء، فقالوا: إن لم نقطعها سرت فنشرها بالمنشار فأخذها وهو يكبر ويهلل ويقلبها، وقال: أما والذي حملني عليك ما مشيت بك إلى حرام قط ثم قدم المدينة فتلقاه أهله يعزونه فلم يزد على {لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا} [الكهف: 62] ثم قال لا أدخل المدينة إنما أنا بها بين شامت وحاسد (حم ت هـ (¬1) عن أسماء بنت عميس) رمز المصنف لصحته في ما ضبط على خطه وقال الشارح لحسنه. قلت: وفي الكبير حسن صحيح وهو يدل لصحته الصحة. 7457 - "لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين وإذا اغتسلتم فاغسلوا. (ت) عن ابن عباس (صح) ". (لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين) فينبغي ممن عرف بأنه عائن أن يبرك على ما يستحسنه كما قال - صلى الله عليه وسلم - (وإذا استغسلتم) مغير الصيغة أي طلب ممن يظن أنه عان أخاه أن يغسل لينفع المعين. (فاغسلوا) أي افعلوا ما طلب منكم وذلك بأن يغسل العائن وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 438)، والترمذي (2059) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه (3510)، والنسائي في السنن الكبرى (7537)، والطبراني في الكبير (24/ 143) (379)، والبيهقي في السنن (9/ 348)، والشعب (11225)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5286)، والصحيحة (1252).

إزاره في قدح ثم يصبه على المصاب ذكره الإِمام مالك رحمه الله وتقدم هذا (ت (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 7458 - "لو كان لابن آدم وادٍ من مال لابتغى إليه ثانياً، ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب. (حم ق ت) عن أنس، (حم ق) عن ابن عباس، (خ) عن ابن الزبير، (هـ) عن أبي هريرة، (حم) عن أبي واقد، (تخ) والبزار عن بريدة (صح) ". (لو كان لابن آدم واد من مال) وفي رواية: "لو أن لابن آدم واديان من مال" وفي أخري: "من ذهب"، وفي أخرى: "من ذهب وفضة". (لابتغى) افتعل أي طلب. (إليه ثانياً) عداه بإلي لأنه ضمنه معنى الضم، أي طلب ضاماً إليه ثانياً. (ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثاً) والظاهر أن المراد وهلم جرا بدليل قوله (ولا يملأ جوف ابن آدم) وفي لفظ: "نفس"، وفي أخرى "ولا يسد جوف"، وفي أخرى "ولا يملأ عين" وفي أخرى "ولا يملأ فاه" وفي أخرى "يملأ بطنه" وليس المراد عضواً معيناً بل الغرض من العبارات كلها واحد وذلك تفنن في العبارة ذكره الكرماني (إلا التراب) أي لا يزال حريصاً حتى يموت ويمتلئ جوفه من التراب في قبره والمراد من ابن آدم الجنس وإلا فقد تقنع منهم البعض بما يعطاه (ويتوب الله على من تاب) أي يقبل توبة من تاب من الحرص المذموم وغيره والحديث إعلام بما جبل عليه نوع ابن آدم من حب المال والتعريض بأنه ذنب ينبغي التوبة منه والإرشاد إلى أنه لا يزول الطمع والحرص بكثرة المال بل بإقناع النفس كما قيل: ما كل ما فوق البسيطة كافيًا ... وإذا قنعت فبعض شيء كافٍ ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2062) وقال: حديث حسن صحيح، وأخرجه مسلم (2188).

(حم ق ت) (¬1) عن أنس (حم ق) (¬2) عن ابن عباس (خ) (¬3) عن الزبير (هـ) (¬4) عن أبي هريرة (حم) (¬5) عن أبي واقد (تخ) (¬6) والبزار عن بريدة. 7459 - "لو كان لابن آدم وادٍ من نخل لتمنى مثله ثم تمنى مثله حتى يتمنى أودية ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. (حم حب) عن جابر". (لو كان لابن آدم واد من نخل) هذا خاص بعد ذلك العام وخص النخل لأنه أعظم ما في أعين المخاطبين لأنه زرع أرضهم. (لتمنى مثله) زيادة عليه (ثم) لو أعطي مثله. (لتمني مثله) أي الثاني أو مثل الأول. (حتى يتمنى أودية) بلا غاية (ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب) (حم حب (¬7) عن جابر). 7460 - "لو كان لي مثل أحد ذهباً ليسرني أن لا يمر على ثلاث وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين. (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (لو كان لي مثل أحد) الجبل المعروف بالمدينة (ذهباً) بالنصب على التميز قال ابن مالك: وقوع التمييز بعد مثل قليل (ليسرني) جواب لو (أن لا يمر ثلاث) يحتمل ساعات أو ليال والآخر أظهر وليس معي منه شيء بل ينفقه في سبيل الخيرات (إلا شيء) بدل من الأول وصح لأن جواب لو في حكم المنفي (أرصده) بضم الهمزة وكسر الصاد المهملة أعده (لدين) أحفظه لقضاء دين لأنه أقدم من الصدقة وهذا استثناء للخاص من العام لأنه قيده بالصفة فلا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 272)، والبخاري (6439)، ومسلم (1048)، والترمذي (2337). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 370)، والبخاري (6439)، ومسلم (1049). (¬3) أخرجه البخاري (6436). (¬4) أخرجه ابن ماجه (4235). (¬5) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 218). (¬6) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2998). (¬7) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 341)، وابن حبان في صحيحه (3233)، وأبو يعلى في مسنده (1899)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5289).

يتوهم أنه استثني الشيء من نفسه والحديث أفاد الحث على إنفاق المال، [4/ 52] وعدم ادخاره وأن السرور في إنفاقه لا في حفظه إلا ما يعد لقضاء دين (خ (¬1) عن أبي هريرة) ورواه مسلم بمعناه. 7461 - "لو كان مسلما فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك. (د) عن ابن عمرو (ح) ". (لو كان مسلماً) أي الميت (فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه) أي فعلتم عنه أي فعل من أفعال البر بغير وصية لأنه الظاهر (بلغه) أجر (ذلك) وفيه دليل ناهض على لحوق أي عمل يعمل من الميت من قريب أو غيره وأنه يؤجر على ذلك ويبلغه وعليه أدلة واضحة وفيه خلاف معروف (د (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه. 7462 - "لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافر منها شربة ماء. (ت) والضياء عن سهل بن سعد". (لو كانت الدنيا تعدل) وفي لفظ عند أبي نعيم "لو وزنت الدنيا" (جناح بعوضة) أي لو كان لها مقدار عند الله وعظمته ولو هذا القدر (ما سقى الكافر منها شربة ماء) فإنه لكفره لا يستحق ذلك فما له عند الله مقدار لكنه لا قدر لها عنده فأعطى الكفار منها شهواتهم فالزاهد في الدنيا ينبغي أن يجعل زهده لأجل حقارتها عند الله ويعلم أن الرغبة فيها تعظيم لما حقره الله تعالى منها (ت (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7228)، ومسلم بمعناه (991). (¬2) أخرجه أبو داود (2883)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5291). (¬3) أخرجه الترمذي (2320) وقال: حديث صحيح غريب، وابن ماجة (4110)، والحاكم في المستدرك (4/ 320) وصححه، والطبراني في الكبير 12/ 348 (5840)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 253)، والبيهقي في الشعب (10465)، وأورده العقيلي في الضعفاء (3/ 46) وقال: تابعه زكريا بن منظور وهو دونه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5292)، والصحيحة (943).

والضياء عن سهل بن سعد) قال الترمذي: صحيح غريب، وتعقب عليه بأن فيه عبد الحميد بن سليمان أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: قال أبو داود: غير ثقة ورواه عنه ابن ماجة وعنده فيه زكريا بن منظوم (¬2) قال الذهبي في الضعفاء: منكر الحديث ورواه عنه الحاكم وصحَّحه ورده الذهبي بأن زكريا بن منظوم ضعفوه. 7463 - "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. (ت) عن أبي هريرة، (حم) عن معاذ (صح) (ك) عن بريدة". (لو كنت آمراً) أي إذناً أو أمراً حقيقة. (أحداً أن يسجد لأحد) غير الله. (لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها) لأنه أعظم الخلق عليها حقا وفيه عظمة حق الزوج على الزوجة وتمام الحديث عند مخرجه: ولو أمرها أن تنتقل من جبل أبيض إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أبيض لكان ينبغي لها أن تفعله، وقد حقق الغزالي في الأحياء حقوق الزوجين بعضهم إلى بعض (ت (¬3) عن أبي هريرة) وقال الترمذي: حسن غريب، (حم عن معاذ وك عن بريدة) وفيه عند الترمذي محمد بن عمر قال في الكاشف (¬4): ضعفوه، ورمز المصنف بالصحة على أحمد. 7464 - "لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن لما جعل الله لهم عليهن من الحق. (د ك) عن قيس بن سعد (صح) ". ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 369)، وانظر ميزان الاعتدال (4/ 250)، وتقريب التهذيب (3764)، والكاشف (3106). (¬2) هكذا في المخطوط وصوابه زكريا بن منظور انظر المغني في الضعفاء (1/ 240)، وانظر ميزان الاعتدال (3/ 110)، والتقريب (2026)، والكاشف (1646). (¬3) أخرجه الترمذي (1159) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد في مسنده (4/ 361)، ابن ماجة (1853)، والطبراني في الكبير (5/ 208 (5116)، وصححه جميعهم عن معاذ بن جبل، وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 172) وصححه عن بريدة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5294)، والصحيحة (1203). (¬4) انظر الكاشف (2/ 204).

(لو كنت آمراً أحداً) باجتهاد أو بوحي. (أن يسجد لأحد لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن) لكن السجود لا يكون لأحد إلا الله لما جعل الله لهم عليهن من الحق، وفيه أن السجود أعظم أنواع التعظيم. (د ك (¬1) عن قيس بن سعد) رمز المصنف لصحته، وسببه قال قيس: أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبانهم فأتيت، فقلت: يا رسول الله أنت أحق أن يسجد لك فذكره وتمامه: ولو كان من قدمه إلى مفرق رأسه يتبجس بالقيح والصديد ثم استقبلته فلحسته ما أدت حقه قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 7465 - "لو كنت متخذا من أمتي خليلاً دون ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخي وصاحبي. (حم خ) عن ابن الزبير، (خ) عن ابن عباس (صح) ". (لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً دون ربي) هو كالاستثناء المنقطع بعد قوله من أمتي، والخليل الصاحب الواد الذي يفتقر إليه ويعتمد عليه (لاتخذت أبا بكر خليلاً) لأنه أقرب أحبابي إليّ وأقدمهم صحبة وأكثر بنفسه وماله مواساة في سبيل الله (ولكن أخي وصاحبي) أخي في الدين وصاحبي فيه وكفى بهما شرفاً (حم خ (¬2) عن ابن الزبير خ عن ابن عباس"، ورواه مسلم بمعناه وقال المصنف: إنه متواتر وأخرجه عن بضعة عشر صحابيًّا. 7466 - "لو كنت مؤمراً على أمتي أحداً من غير مشورة منهم لأمرت عليهم ابن أم عبد. (حم ت هـ ك) عن علي (صح) ". (لو كنت مؤمراً على أمتي أحداً) أي جاعله أميرًا لسرية أو غيرها "من غير مشورة منهم". (لأمرت عليهم ابن أم عبد) يعني عبد الله بن مسعود لكماله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2140)، والحاكم في المستدرك (2/ 187) وصححه، والبزار في مسنده (3747)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4842). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 4، 5)، والبخاري (3658) عن ابن الزبير، وأخرجه البخاري (3656) عن ابن عباس، ومسلم (2383) عن ابن مسعود.

بذلك وأهليته لما هنالك، إلا أنه - صلى الله عليه وسلم - قد أخذ الله عليه المشاورة في أمره كله كما قال تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159] وعد ذلك من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - وفيه فضيلة لابن مسعود. (حم ت هـ ك (¬1) عن علي) رمز المصنف لصحته. 7467 - "لو كنتِ امرأة لغيرت أظفارك بالحناء. (حم ن) عن عائشة (ح). (لو كنتِ) بكسر التاء لأنه خطاب لمؤنثة. (امرأة لغيرت أظفارك) أي لونها. (بالحناء) قاله لامرأة مدت يدها إليه من وراء الستر لتبايعه فقبض يده، وقال: ما أدري أيد رجل أم امرأة قالت: امرأة، قال ابن حجر (¬2): إنما أمرها بالخضاب لتستر بشرتها، فخضاب اليد مندوب للنساء للفرق بين كفها وكف الرجل [4/ 53]، بل قال بعضهم: من تركته فقد دخلت في الوعيد الوارد في المتشبهات بالرجال، فتركه حرام، إلا أنه قيل: لم يقل بوجوبه أحد (حم ن (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، إلا أنه قال ابن عدي: إنه غير محفوظ، وقال في العارضة (¬4): أحاديث الحناء كلها ضعيفة أو مجهولة. 7468 - "لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم (حم ك) عن أبي حدرد (صح) ". (لو كنتم تغرفون) بالغين المعجمة والراء والفاء: من الغرف وحذف المفعول وهو المغروف وكأن المراد ذهباً أو مالا أو نحوه كما يدل له سببه عن أبي حدرد أنه استعان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في نكاح فقال: كم أصدقت؟ قال: مائتي درهم، فقال: لو كنتم .. الحديث (من بطحان) ضبطه القاضي بضم الباء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 107، 108)، والترمذي (3808) وقال: حديث غريب، وابن ماجة (137)، والحاكم في المستدرك (3/ 318)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4844)، والضعيفة (2327): ضعيف جداً. (¬2) انظر التلخيص الحبير (2/ 237). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (6/ 262)، والنسائي في المجتبى (8/ 142)، وانظر الكامل لابن عدي (6/ 463)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4843). (¬4) انظر: عارضة الأحوذي (8/ 211).

وسكون الطاء: اسم واد بالمدينة ولكنه ضبطه في معجم ما استعجم (¬1) بفتح أوله وكسر ثانيه وبحاء مهملة على وزن فعلان قال: ولا يجوز غيره، والحديث استكثار لما ذكره من الصداق (حم ك (¬2) عن أبي حدرد) بفتح المهملة أوله وسكون المهملة بعدها فراء فآخره مهملة الأسلمي، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 7469 - "لو لم تذنبوا لجاء الله تعالى بقوم يذنبون ليغفر لهم. (حم) عن ابن عباس (ح) ". (لو لم تذنبوا) تأتون بالذنب (لجاء الله تعالى بقوم يذنبون) ثم يستغفروه كما في رواية أخرى (فيغفر لهم) فالذنب من بني آدم قد سبق من الله العلم أنهم يأتونه، فلو فرض أنكم أيها المخاطبون لم توقعوا ذنباً لجاء قوم آخرون فأتوا ذنباً يستغفرون الله منه، فالإتيان بالقوم المذنبين لحكمة أنه يظهر كرم الله وعفوه وغفرانه، فالغرض هو مغفرة الله لا ذنبهم كما أشعر به قوله "فيغفر لهم" فالذنوب بها تنكسر القلوب ويقبل المحب على المحبوب إن تاب منها واستغفر. (حم (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات، وقد ¬

_ (¬1) معجم ما استعجم (1/ 258). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 448)، والحاكم في المستدرك (2/ 178) وصححه، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 282)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5299)، والصحيحة (2173). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 289)، والطبراني في الكبير (12/ 172) (12794)، وأورده الذهبي في الميزان (7/ 208) وذكر من مناكيره هذا الحديث، وابن عدي في الكامل (7/ 205) وقال: وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن يحيى بن عمرو بن مالك بهذا الإسناد وأحاديث آخر بهذا الإسناد عن يحيى بن عمرو بن مالك مما لا أذكرها وليس ذاك بمحفوظ أيضًا، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 215) وقال: فيه يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5301)، والصحيحة (970).

أخرجه مسلم في التوبة من حديث أبي أيوب بقريب من ألفاظه وأخرجه أيضاً من حديا أبي هريرة بلفظ: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيغفر لهم" (¬1). 7470 - "لو لم تكونوا تذنبون لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب. (هب) عن أنس (ض) ". (لو لم تكونوا تذنبون) بغير العجب فإنه ذنب أيضاً (لخفت عليكم ما هو أكبر من ذلك) من الذنوب (العجب العجب) بالنصب فيهما الأول بدل من ما، والثاني تأكيد له، ويجوز الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره وهو العجب وتقدم تفسير العجب (هب (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: فيه سالم أو سلام بن أبي الصهباء قال البخاري: منكر الحديث، وقال أحمد: حسن الحديث ورواه باللفظ المذكور ابن حبان في الضعفاء والديلمي في مسند الفردوس وطرقه كلها ضعيفة ولذا قال في الميزان (¬3): عقيب إيراده ما أحسنه من حديث لو صح، وقال المنذري: رواه البزار بإسناد جيد. 7471 - "لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله تعالى رجلاً من أهل بيتي يملأها عدلاً كما ملئت جوراً. (حم د) عن علي (ح) ". (لو لم يبق من الدهر إلا يوم) قبل قيام الساعة. (لبعث الله تعالى رجلاً من ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2749) عن أبي هريرة، وأخرجه أيضاً عن أبي أيوب (2748). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (7255)، والقضاعي في مسند الشهاب (1447)، والديلمي في مسند الفردوس (5126)، وابن حبان في المجروحين (1/ 340) في ترجمة سلام بن أبي الصهباء وقال: من فحش خطؤه وكثر وهمه لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، ومن زعم أنه أخو عبد الرحمن بن أبي الصهباء فقد وهم ذاك صدوق وهذا مخطئ، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (3/ 248)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5303). (¬3) انظر ميزان الاعتدال (3/ 257، 258)، ولسان الميزان (3/ 58)، والمغني في الضعفاء (1/ 271)، وضعفاء العقيلي (2/ 159)، والكامل في الضعفاء (2/ 159).

أهل بيتي) قد بين أنه من ولد فاطمة من ولد الحسن عليهم السلام. (يملأها) أي الأرض وإن لم يسبق لها ذكر لإنه يعلم من قوله. (عدلاً كما ملئت جوراً) فلا تقوم إلا بعد امتلائها بالجور والأحاديث في خروجه وصفاته وأحواله قد جمعت فيها مؤلفات مبسوطة. (حم د عن علي) (¬1) رمز المصنف لحسنه، قال ابن الجوزي: فيه ياسين العجلي، قال البخاري: فيه نظر (¬2). 7472 - "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. (د) عن ابن مسعود" (ح). (لو لم يبق من الدنيا) أي من أيامها. (إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجل من أهل بيتي) جاء أنه من ولد الحسن وجاء أنه من ولد الحسين وجمع بينهما بأن أباه من أحد السبطين وأمه من الآخر. (يواطئ) يوافق. (اسمه اسمي) وأسماؤه - صلى الله عليه وسلم - كثيرة وأشهرها محمد. (واسم أبيه اسم أبي) وهو عبد الله. (يملأ الأرض قسطاً) بكسر القاف. (وعدلاً) عطف تفسيري. (كما ملئت ظلماً و) عطف (جوراً) على ظلم كذلك، وفيه أنه لابد من خروج المهدي وأنه يمده لتأخره وفيه أنه يخرج بعد كثرة الجور في الأرض كلها لأنه ظاهر التعريف وأنه يملك الأرض كلها فيملأها عدلاً (د (¬3) عن ابن مسعود). رمز المصنف لحسنه وأخرجه الترمذي، وقال: حسنٌ صحيحٌ. 7473 - "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله حتى يملك رجل من أهل بيتي جبل الديلم والقسطنطينية. (هـ) عن أبي هريرة (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 99)، وأبو داود (4283)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 856)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5305). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 729)، والكامل في ضعفاء الرجال (7/ 185). (¬3) أخرجه أبو داود (4282)، والترمذي (2231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5304).

(لو لم [4/ 54] يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله حتى يملك رجل من أهل بيتي) يحتمل أنه المهدي ويحتمل أنه غيره والأول أظهر. (يملك جبل الديلم) مضبوط فيما قوبل على خط المصنف بالمثناه التحتية أي عالم الديلم بفتح المهملة واللام. (والقسطنطينية) بضم القاف وسكون السين وفتح الطاء وسكون النون وكسر الطاء الثانية: أعظم مدن الروم وكأنه خصها لأنها أعظم المدن فما يملكها إلا وقد ملك ما دونها. (هـ (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 7474 - "لو مرت الصدقة على يدي مائة لكان لهم من الأجر مثل أجر المبتدئ من غير أن ينقص من أجره شيئاً. (خط) عن أبي هريرة". (لو مرت الصدقة) النفل أو الفرض (على يدي) بالتثنية (مائة) من الساعين فيها. (لكان لهم) أي لكل واحد منهم (من الأجر مثل أجر المبتدئ) أي المخرج لها من ماله. (من غير أن ينقص من أجره شيئاً) فيه الحث على المشاركة في الصدقة والسعي فيها. إن قلت: المبتدئ أخرج جزءاً من ماله فكيف يماثله أجر من لم يخرج من ماله شيئاً. قلت: المثلية لا تستلزم المساواة من كل وجه وله نظائر مثل "من عزى مصاباً كان له مثل أجره". (خط (¬2) عن أبي هريرة)، سكت المصنف عليه وفيه عبد الله بن سعيد المقبري، قال في الضعفاء للذهبي (¬3): تركوه. 7475 - "لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا سعد بن معاذ، ولقد ضمه ضمة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2779)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4846)، والضعيفة (4361). (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/ 131)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4847)، والضعيفة (1603) وقال: ضعيف جداً. (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 340)، وتقريب التهذيب (1/ 306).

ثم روخي عنه. (طب) عن ابن عباس" (ض). (لو نجا) سلم (أحد) من المؤمنين (من ضمة القبر) التي ثبتت بها الأحاديث. (لنجا سعد بن معاذ) فإنه من أكرم أهل الإيمان عند الله ولذا اهتز عرش الرحمن لوفاته. (ولقد ضمه ضمةً) نكرها للتعظيم والظاهر أنه لا يضمه إلا بعد إعادة الروح إليه وفي لفظ: "ولقد ضغطته الأرض ضغطة اختلفت لها ضلوعه"، وأخرج الحكيم (¬1) عن جابر بن عبد الله قال: لما تُوفي سعد بن معاذ ووضع في حفرته سبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم كبر وكبر القوم معه فقالوا: يا رسول الله لما سبحت؟ قال: "هذا العبد الصالح لقد تضايق عليه قبره حتى فرجه الله عنه" فسُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: "كان يقصر في بعض الطهور من البول" انتهى. الله أعلم بصحة هذا الحديث وساق الشارح أحاديث في معناه الله أعلم بحالها وحديث الكتاب قاض بأنه لابدَّ لكل مدفون من ضمة اللحد تنزه عن البول أو لم يتنزه وقد استثني من عموم الحديث الأنبياء عليهم السلام ذكره المصنف في الخصائص وفي التذكرة للقرطبي (¬2) استثنى فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قلت: كأنه لكونها بضعة منه. (ثم روخي عنه) بضم الراء والخاء المعجمة من المراخاة المساهلة. (طب (¬3) عن ابن عباس). رمز المصنف لضعفه ولكن قال الهيثمي: رجاله موثقون. 7476 - "لو نزل موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم، أنا حظكم من النبين وأنتم حظي من الأمم. (هب) عن عبد الله بن الحارث (ض) ". (لو نزل موسى) بن عمران من السماء فإنها مقر الأنبياء بعد الموت. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادره (3/ 233). (¬2) انظر: التذكرة للقرطبي (ص: 154)، والروض الأنف (1/ 335). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6593)، والكبير (10/ 334 (10827)، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 46)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5306)، والصحيحة (1695).

(فاتبعتموه) على شريعته. (وتركتموني لضللتم) قال الراغب: الضلال: العدول عن الاستقامة، أي عدلتم عن الاستقامة لأن شرعه منسوخ بشرعي ولأني خاتم الرسل فلا نبي بعدي (أنا حظكم من النبين وأنتم حظي من الأمم) فإذا نزل عيسى نزل متبعا لشرع نبينا - صلى الله عليه وسلم - عامل به. (هب (¬1) عن عبد الله بن الحارث) قال: دخل عمر على النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتاب فيه مواضع من التوراة فقال: هذه كتب أصبتها مع رجل من أهل الكتاب فقال: اعرضها عليّ، فعرضها فتغير وجهه تغيراً شديداً ثم ذكره. رمز المصنف لضعفه. 7477 - "لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم، ولكن اليمين على المدعَى عليه. (هـ ق حم) عن ابن عباس (صح) ". (لو يعطى الناس بدعواهم) من دون بينة (لادعى ناس دماء رجال وأموالهم) بالباطل أو بالحق ولا يعلم فجعل الله مناطاً للدعوى (ولكن اليمين على المدعى عليه) إن لم يقم المدعي البينة. وقد ثبت عند البيهقي بإسناد جيد "البينة على المدعي واليمين على من أنكر" (¬2) وإنما اقتصر في حديث الكتاب على ما يلزم المدعى عليه لأنه آخر ما به يقع الفصل ولأنه ذكر في صدر الدعوى المجردة فأبان أنها تدفع باليمين. (حم ق هـ (¬3) عن ابن عباس). 7478 - "لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه لاستقاء. (هب) عن أبي هريرة". (لو يعلم الذي يشرب وهو قائم ما في بطنه) من الداء الذي يحركه الشرب ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5201)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5308). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 123). (¬3) أخرجه ابن ماجة (2321)، والبخاري (4552)، ومسلم (1711)، وأحمد في مسنده (1/ 342)، والنسائي (5994).

قائماً، (لاستقاء) أي تكلف القيء قال الزمخشري (¬1): التقيء أبلغ من الاستقاءة وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - شرب قائماً فقال الجماهير إنه لبيان الجواز، قال النووي (¬2): الصواب أن النهي للتنزيه وفعله لبيان الجواز. (هب (¬3) عن أبي هريرة)، سكت عليه المصنف، وقال الذهبي [4/ 55] قلت: هذا منكر وهو من جزأ الحفار (¬4) ورواه البيهقي أيضاً من طريق قال الذهبي: إنه منقطع. 7479 - "لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرًا له من أن يمر. مالك (ق4) عن أبي جهيم (صح) ". (لو يعلم المار بين يدي المصلي) أمامه بالقرب منه قال العراقي: ما المراد بقوله بين يديه؟ هل يتعلق بقدر، أو بوجود سترة، أو يعم الحكم؟ قيده أصحابنا بما إذا كان بينه وبين السترة فإن فقدت السترة فقيل: يحد بقدر السترة وهو ثلاثة أذرع قال: والمراد أن يمر بين يديه معترضاً فلو كان قاعداً بين يديه أو قائماً أو نائماً فمر بين يدي المصلي لجهة القبلة لم يدخل في الوعيد الآتي. (ماذا عليه) في رواية من الإثم وأنكرها ابن الصلاح، وما استفهامية مبتدأ ذا خبرها والجملة قائمة مقام مفعولي علم لأنه علقه الاستفهام وجواب لو محذوف أي لو علم لوقف وقوله (لكان أن يقف أربعين) يحتمل سنة ويوما وشهراً وساعة إلا أنه زاد البزار (¬5) في روايته: خريفاً. (خيراً له) بالنصب على خبرية كان وفي الترمذي بالرفع على اسميتها والخبر ¬

_ (¬1) الفائق (3/ 239). (¬2) شرح مسلم (13/ 195). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 282)، وابن حبان (534)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5336)، الصحيحة (2175). (¬4) أحد رواته وهو: أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحضار شيه البيهقي، انظر سير أعلام النبلاء (17/ 293). (¬5) أخرجه البزار في مسنده (3782).

أن يقف (من أن يمر بين يديه) والحديث يفيد أنه لا يمر مطلقاً ولو لم يجد طريقاً بل يقف حتى يفرغ المصلي وإن طال قال العراقي: فيه إبهام ما على المار بين يدي المصلي من الإثم، قال النووي (¬1): فيه تحريم المرور بين يدي المصلي وسترته فإن لم يكن سترة كره وهذا إذا لم يفعل المصلي الصلاة في الطريق فإن فعل فلا تحريم على المار ولا كراهة، قيل: للمار مع المصلي أربعة أحوال: الأول: أن يكون له مندوحة عن المرور ولم يتعرض المصلي لمرور الناس عليه فالإثم خاص بالمار. الثاني: ألا يكون له مندوحة عنه ويتعرض له المصلي فالإثم خاص بالمصلي. الثالث: أن يكون له مندوحة عنه ويتعرض له المصلي فيأثمان. الرابع: ألا يكون له مندوحة ولا يتعرض له المصلي فلا إثم على واحد منهما. قيل: وفي تأثيم المصلي تأمل إذ غايته أنه مكروه (مالك ق4 (¬2) عن أبي جهيم) بالجيم بصيغة التصغير صحابي أنصاري قيل: اسمه عبد الله (¬3). 7480 - "لو يعلم المار بين يدي المصلي لأحب أن ينكسر فخذه ولا يمر بين يديه. (ش) عن عبد الحميد بن عبد الرحمن مرسلاً". (لو يعلم المار بين يدي المصلي) حذف مفعولي يعلم تفخيمًا للشأن ما عليه. (لأحب أن ينكسر فخذه ولا يمر بين يديه) لأن عقوبات الدنيا وآلامها أهون من عقوبات الآخرة، ووجه النهي أن المصلي مناج ربه تعالى والمار شوش عليه فكره ويشتت ذهنه، وتقدم تحديد ذلك، وقيل: أن يمر بينه وبين مقدار سجوده، ¬

_ (¬1) المنهاج (4/ 217). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ (362)، والبخاري (510)، ومسلم (507)، وأبو داود (701)، والترمذي (336)، والنسائي في المجتبى (2/ 66)، ابن ماجة (945)، وأحمد في مسنده (4/ 169). (¬3) انظر: الإصابة (4/ 44).

وقيل: أن تكون بينه وبينه رمية حجر وهذا بعيد وفيه جواز استعمال لو في الوعيد والتهديد، فإن قلت: قد ورد النهي عن فتح باب لو؟ قلت: ذلك إذا كان في الخوض في القدر بغير علم (ش (¬1) عن عبد الحميد بن عبد الرحمن مرسلاً) قال: وقد مر رجل بين يديه وهو يصلي فجره حتى كاد يخرق ثوبه فلما انصرف قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فذكره" قال الزين العراقي في شرح الترمذي: وعبد الحميد روى عن التابعين فالحديث معضل. 7481 - "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في الجنة أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنت من الجنة أحد. (ت) عن أبي هريرة (ح) ". (لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة) على الذنوب من غير أن ينظر إلى رحمة الله (ما طمع في الجنة أحد) لأن الله شديد العقاب وكل بني آدم أهل الذنوب. (ولو يعلم الكافر مما عند الله من الرحمة) التي أدخرها ليوم القيامة (ما قنت من الجنة أحد) قال الطيبي: وسياق الحديث في بيان صفتي القهر والرحمة لله تعالى فكانت صفاته غير متناهية لا يبلغ كنه معرفتها أحد فكذا عقوبته ورحمته فلو فرض وقوف المؤمن على كنه صفات القهار لظهر منه ما يقنط من ذلك الخلق طرا فلا يطمع في جنته أحد، هذا معنى وضع أحد موضع ضمير المؤمن ويمكن أن يراد بالمؤمن الجنس على الاستغراق فتقديره أحد منهم ويكون المعنى المؤمن اختص بأن طمع في الجنة فإذا انتفى الطمع عنه فقد انتفى عن الكافر وكذا الكافر يختص بالقنوط، فإذا انتفى القنوط عنه انتفى عن الكل، (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقد أخرجه الشيخان في التوبة. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 253) وقال الألباني في ضعيف الجامع (2911) والضعيفة (5222): منكر. (¬2) أخرجه الترمذي (3542)، ومسلم (2755)، وأحمد في مسنده (2/ 334).

7482 - "لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت ما أكل أُكلة ولا شرب شُرْبَةً إلا وهو يبكي ويضرب على صدره. (طص) عن أبي هريرة (ض) ". (لو يعلم المرء ما يأتيه بعد الموت) من الأهوال والشدائد (ما أكل أُكلة) بضم الهمزة بزنة لقمة ومعناه (ولا شرب شرْبَةً إلا وهو يبكي ويضرب على صدره) حيرة ودهشا وخوفاً مما يلقاه، [4/ 56] قال الغزالي (¬1): فعلى العاقل أن يتفكر في الآخرة وأهوالها وشدائدها وحسرات العاصين في الحرمان من النعيم المقيم وهذا فكر لداع في القلوب جار إلى السعادة ومن تصاعد قلبه على التلذذ بالفكرة في الدنيا ولذاتها والفرح بها والسرور فهو من الهالكين (طص (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، فيه إبراهيم بن هراسة قال الذهبي: في الضعفاء (¬3) تركه الجماعة. 7483 - "لو يعلم الناس من الوحدة ما أعلم ما سار راكب بليل وحده. (حم خ ت هـ) عن ابن عمر (صح) ". (لو يعلم الناس من الوحدة) أي الانفراد في الأسفار (ما أعلم ما سار راكب بليل) ولا ماش (وحده) وإنما خص الراكب لأنه أولى بتجنب السير وحده لما يخاف من ضلال راحلته ونفورها فالاحتياج إلى من يزاولها معه فهو بالسفر منفرداً متعرض للشر أكثر، والنهي عن السفر بالانفراد لما يفوت من مصالح الدين من الجماعة والتعاضد على الخير ومصالح الدنيا، ولما يخاف عليه من الأعداء والسباع وفيه أن الإنسان مأمور بحفظ نفسه منهي عن التعرض للشر ¬

_ (¬1) الإحياء (4/ 59). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (359)، والأوسط (3434)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 324)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4861). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 29).

فلا يسافر وحده، (حم خ ت هـ (¬1) عن ابن عمر). 7484 - "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا. مالك (حم ق ن) عن أبي هريرة (صح) ". (لو يعلم الناس) من المؤمنين (ما في النداء) بالأذان للصلوات (والصف الأول) في الجماعة أي من الخير والأجر والبركة (ثم لم يجدوا) شيئاً من وجوه الأولوية التي بها يستحقون الأذان والصلاة في الصف الأول (إلا أن يستهموا عليه) أي على ما ذكر فإفراد الضمير من باب {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68] (لاستهموا) لإحراز الأجر في ما ذكر أي اقترعوا سهام القرعة أو لارتموا بالسهام، قال الطيبي: عبر بثم المؤذنة بتراخي رتبة الاستباق عن العلم وقدم التأذين دلالة على التهيؤ للهيئة الموصلة إلى المقصود الذي هو المثول بين يدي رب العزة فيكون بين المقربين وأطلق مفعول العلم ليفيد ضرباً من المبالغة بأنه مما لم يدخل تحت الحصر والوصف وكذلك في ذكر الاستهام من المبالغة ما لا يخفى لأنه لا يقع إلا على الأمر الذي يتنافس فيه المتنافسون، ويرغب فيه الراغبون سيما وقد أخرجه الاستثناء والحصر وليت شعري بماذا يتشبث ويتمسك من طرق سمعه هذا وتخلف عن الجماعة خصوصاً عن الاستباق إلى الصف الأول (ولو يعلمون ما في التهجير) التبكير لأي صلاة، قال البيضاوي: ولا ينافيه الأمر بالإبراد لأن الأمر به رخصة عند بعضهم ومن حمله على الندب يقول: الإبراد تأخير يسير لا يخرج بذلك عن حد التهجير. قلت: في قوله عن حد التهجير تأمل فإن الإبراد يخرج الوقت عن أوله وهي ساعة التهجير فليكن التهجير مخصصًا بغير أيام الإبراد وهي أيام اشتداد الحر ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 24)، والبخاري (2836)، والترمذي (2998)، وابن ماجة (3768).

(لاستبقوا إليه) أي لبادر كل واحد حتى يكون سابقا وفي لفظ الاستباق دليل أن المراد بالتهجير الخروج للجماعات إلى المساجد فلا يدخل من صلى في منزله أول الوقت في ذلك (ولو يعلمون ما في) إذا صلوه. (العتمة) من الثواب وهي بفتح المثناة الفوقية والعين المهملة أي صلاة العشاء، (و) ثواب صلاة (الصبح لأتوهما) لفعلها في جماعة (ولو) كان على حذف كان واسمها وهو كثير بعد لو كما قاله الطيبي وغيره الإتيان. (حبواً) بفتح المهملة وسكون الموحدة أي مشيا على الركب، وقيل: المراد بالحبو هنا الزحف، ورده أبو زرعة بأن في رواية أبي داود على الركب (¬1)، والحديث يفسر بعضه بعضاً، وقد ورد النهي عن تسمية العشاء عتمة، وحمل على التنزيه لهذا الحديث وأمثاله. (مالك حم ق ن (¬2) عن أبي هريرة) زاد أحمد في روايته فقلت لمالك أما تكره أن يقال: العتمة قال: هكذا قال من حدثني. 7485 - "لو يعلم الناس ما لهم في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف. (حم) عن أبي سعيد (ح) ". (لو يعلم الناس ما لهم في التأذين) أي الإجابة ويحتمل أن أريد الأول. (لتضاربوا عليه بالسيوف) كل يريد أن يؤذن، فإن قلت: وهل يندب أن يؤذنوا كلهم لو اجتمعوا؟ قلت: ما وقع في عصر النبوة إلا ترتيب الأذان لمعينين، فلو أذن كل واحد كان بدعة. (حم (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: فيه ابن لهيعة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (554). (¬2) أخرجه مالك (149، 293)، وأحمد في مسنده (2/ 236، 278)، والبخاري (615)، ومسلم (436)، والنسائي (1/ 476). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 29)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 325)، والمنذري في الترغيب =

وقال الهيثمي: مثله، قال الشارح: وفيه أيضاً دراج عن أبي الهيثم وقد ضعفوه (¬1). 7486 - "لو يعلم أحدكم ما له في أن يمر بين يدي أخيه معترضا في الصلاة كان لأن يقيم مائة عام خير له من الخطوة التي خطاها. (حم هـ) عن أبي هريرة (ح). (لو يعلم أحدكم ما له) أقيم اللام مقام على أي عليه من الإثم (في أن يمر بين يدي أخيه) المسلم (معترضا في الصلاة) تقدم شرحه (كان لأن يقيم مائة عام خيرًا له [4/ 57] من الخطوة التي خطاها) قال الطحاوي (¬2): التقييد بالمائة في هذا الخبر بعد التقييد بالأربعين وقع زيادة في تعظيم الوزر، وتقدم نظائره في الأخبار بالأكثر بعد الإخبار بالأقل. (حم هـ (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 7487 - "لو يعلم صاحب المسألة ما له فيها لم يسأل. (طب) والضياء المقدسي عن ابن عباس (صح) ". (لو يعلم صاحب المسألة) للناس تكثر أو لغير حاجة (ما له فيها) من الإثم والهوان عند الله (لم يسأل) فإن الله تعالى هو الذي ينبغي أن تنزل به الحاجات وتلتمس منه الطلبات وفي ذم المسألة أحاديث عدة. (طب (¬4) والضياء عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه قابوس بن أبي ظبيان وفيه كلام، ¬

_ = والترهيب (1/ 108)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4862). (¬1) انظر المعني في الضعفاء (1/ 222). (¬2) انظر: تحفة الأحوذي (2/ 256). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 371)، وابن ماجة (946)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4859). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 108) (12616)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (550)، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 93)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5342).

قال الشارح: وأقول: فيه أيضاً حرملة بن يحيى أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: قال أبو حاتم: لا يحتج به وجرير بن حازم قال الذهبي: تغير قبل موته. 7488 - "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة، (حم د ن) عن زيد بن خالد (صح) ". (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) استدل به على أن الأمر يفيد التكرار فإنه لا مشقة لو كان مرة واحدة. قلت: فيه تأمل لقوله مع كل صلاة فإنه استفيد التكرار منه (مالك حم ق ت ن هـ (¬2) عن أبي هريرة، حم د ن) عن زيد بن خالد. 7489 - "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل. (حم ت) والضياء عن زيد بن خالد الجهني (صح) ". (لولا) كلمة تدل على انتفاء الشيء لوجود غيره فانتفى هنا أمر الإيجاب لوجود المشقة (أن أشق على أمتي لأمرتهم) أمر إيجاب وإلا فقد أمرهم أمر ندب لكن لا مشقة فيه مع التخيير وذهب إسحاق بن راهوية وبالغ حتى قال: إن من تركه عمداً لا تصح صلاته، وقال داود بمثله، ولكن لا تبطل صلاة تاركه. (بالسواك عند كل صلاة) فرضاً أو نفلاً ويحتمل أنها لا يحمل عند الإطلاق إلا على الفرض، قيل: يؤخذ منه أن أمر الندب ليس بأمر حقيقة لأن السواك مندوب والشارع أخبر أنه لم يؤمر به وفي السواك عدة أحاديث سلف بعضها (ولأخرت العشاء) أي صلاته (إلى ثلث الليل) لأنه أفضل، وفيه أنه ليس أول وقت كل ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 153)، وانظر ميزان الاعتدال (1/ 243). (¬2) أخرجه مالك (145)، أحمد (2/ 45)، والبخاري (877)، ومسلم (252)، والترمذي (22)، والنسائي (7)، وابن ماجة (287)، وأبو داود (46)، جمعيهم عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (4/ 116)، وأبو داود (47)، والنسائي في الكبرى (1/ 37) جمعيهم عن زيد بن خالد.

صلاة أفضل بل قد يكون التأخير أفضل. (حم ت (¬1) والضياء عن زيد بن خالد الجهني) رمز المصنف لصحته، قال ابن منده: أجمعوا على صحته، قال النووي: وغلط بعض الأئمة الكبار، فقال: إن البخاري لم يخرجه وأخطأ، قال المصنف: هو متواتر. 7490 - "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء. مالك والشافعي (هق) عن أبي هريرة. (طس) عن علي" (صح). (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء) أي مصاحباً له وفيه أنه يندب عند الوضوء ويندب عند الصلاة لكن هل يكرره من استعمله عند الوضوء ينظر، ويحتمل أن المراد بعند الصلاة عند الوضوء لأنه مفتاح الصلاة إلا أنه أخرج ابن ماجة أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يصلي ركعتين ثم ينصرف فيستاك (¬2) قال ابن حجر (¬3): إسناده صحيح، وهو نص في المراد. مالك والشافعي (هق (¬4) عن أبي هريرة طس عن علي) رمز المصنف لصحته. 7491 - "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، ومع كل وضوء بسواك. (حم ن) عن أبي هريرة (صح) ". (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم) أي باجتهاد منه - صلى الله عليه وسلم - أو بوحي من الله تعالى وجعل له الخيرة في أمرهم أو أنه أمره بأن يأمرهم إذا لم يشق عليهم فوجده - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 114)، والترمذي (23)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5316). (¬2) أخرجه ابن ماجة (228)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (288)، وصحيح الجامع (4961). (¬3) انظر التلخيص الحبير (1/ 62)، وفتح الباري (4/ 159). (¬4) أخرجه البيهقي مالك (146)، والشافعي في الأم (1/ 23)، وفي السنن (1/ 35)، والطبراني في الأوسط (238) عن أبي هريرة، وأخرجه الطبراني في الأوسط (1238) عن علي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5317).

شاقا فترك الأمر به وأخبرهم بذلك وهذا جار فيما سلف من نظائره (عند كل صلاة بالوضوء) وقد ورد أن هذا كان ثابتاً في أول الأمر (ومع كل وضوء بسواك) لكنه - صلى الله عليه وسلم - لكمال شفقته على الأمة لم يأمرهم بما يشق عليهم، وإن وقع الأمر بأشياء شاقة كالقتال والصوم لكنه بعزيمة من الله وإمضاء حكم ليس فيه رد ولا تخيير، قال ابن دقيق العيد: حكمة ندب السواك عند القيام إلى الصلاة كونها حالة تقرب إلى الله تعالى يقضي كونه حال كمال ونظافة، إظهاراً لشرف العبادة (حم ن (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: فيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو ثقة حسن الحديث، وقال المنذري: إسناده جيد. 7492 - "لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء. (ك) عن العباس بن عبد المطلب (صح) ". (لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك عند كل صلاة) قال العراقي: يطلق على الفعل وعلى الآلة التي يتسوك بها والظاهر أن المراد هنا الفعل ويحتمل إرادة الآلة بأن يقدر لفرضت عليهم استعماله (كما فرضت عليهم الوضوء) وفرض الوضوء بالوحي إلا أنه صح إسناد الفرضية إليه - صلى الله عليه وسلم - لأنه بواسطته وما عرف إلا من جهته والتشبيه [4/ 58] في مجرد الفرضية وإلا فإن الظاهر أنه كان سيفرض السواك لكل صلاة والوضوء لا يجب إلا على من أحدث. (ك (¬2) عن العباس بن عبد المطلب) رمز المصنف لصحته ورواه البزار والطبراني وأبو يعلى، قال الهيثمي: فيه أبو علي الصيقل، قال ابن السكن: مجهول. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 258)، والنسائي (2/ 197)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 221)، والمنذري في الترغيب والترهيب (1/ 98)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (5318). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 146)، وأحمد (1/ 214)، وأبو يعلى في مسنده (6710)، والبزار في مسنده (1302)، والطبراني في الكبير (2/ 64) (1301)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 221)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4854).

7493 - "لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء، ولأخرت صلاة العشاء الآخرة إلى نصف الليل. (ك هق) عن أبي هريرة (صح) ". (لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء) ينظر في التوفيق بين هذا وبين قوله مع كل صلاة، قال الشارح: إنه دال على ندب السواك مطلقاً لأنه دل على ندبه بعند الوضوء والدال على المقيد دال على المطلق انتهى. قلت: وفيه تأمل. (ولأخرت صلاة العشاء الآخرة إلى نصف الليل) تقدم إلى ثلث الليل فهذا كما سلف أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بهذا بعد الإخبار بالثلث. (ك هق (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: لم يخرجا لفظ فرضت وهو على شرطهما وليس له علة وشاهده ما قبله انتهى. وقول النووي: كابن الصلاح هذا حديث منكر لا يعرف، ذهول عجيب، قال ابن حجر (¬2): ويتعجب من ابن الصلاح أكثر فإنهما وإن اشتركا في قلة النقل من المستدرك لكن ابن الصلاح ينقل من سنن البيهقي كثيراً والحديث فيه. 7494 - "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك والطيب عند كل صلاة. (ص) عن مكحول مرسلاً (ض) ". (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك والطيب عند كل صلاةٍ) فيه ندبية الطيب إن ثبت الأمر به ندبا من غير هذا كما ثبت في السواك، أما هذا الحديث وأمثاله فلا يدل على الندب لأنه نفى أمر الإيجاب ولا يلزم منه ثبوت أمر الندب، وحكمة التطيب لقربان الصلاة واضحة لأنه حال مناجاة للرب وقرب ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 146)، والبيهقي في السنن (1/ 36)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5319). (¬2) انظر: النكت على كتاب ابن الصلاح (ص: 328)، والتلخيص الحبير (1/ 92)، وفيض القدير (1/ 41).

من ملائكته ودخول بيوته وإن كانت في المسجد. (ص (¬1) عن مكحول مرسلاً) رمز المصنف لضعفه. 7495 - "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يستاكوا بالأسحار. أبو نعيم في كتاب السواك عن ابن عمرو". (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يستاكوا بالأسحار) كأن المراد عند القيام إلى صلاة أو تلاوة، ويحتمل لشرف الوقت لأنه وقت التنزل الإلهي. (أبو نعيم في كتاب السواك (¬2) عن ابن عمرو) قال ابن حجر: في إسناده ابن لهيعة. 7496 - "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها، فاقتلوا منها الأسود البهيم. (د ت) عن عبد الله بن مغفل (صح) ". (لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها) في القاموس (¬3): الأمة الرجل الجامع للخير والإمام وجماعة أرسل إليهم رسول والجيل من كل حي وأقرب ما يريد هنا الأخير، وكأنه قد نهى الله عن استئصال أمة بحيث لا يبقى منها أحد، فكان مانعاً له - صلى الله عليه وسلم - عن قتلها كلها، وكان الحامل على قتلها ما فيه من النجاسة والأذية بالعض ونحوه (فاقتلوا منها الأسود البهيم) الشديد السواد فإنه أضرها وأشرها وأبقوا ما سواه إلا ما يضر بدليل آخر. (د ت (¬4) عن عبد الله بن ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن كما في الكنز (26195)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4853). (¬2) أخرجه أبو نعيم في كتاب السواك كما في الكنز (26196)، وأورده ابن عدي في الكامل (2/ 450)، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/ 69) رواه أبو نعيم وفي إسناده ابن لهيعة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4852)، والضعيفة (4364). (¬3) القاموس المحيط (ص 1391). (¬4) أخرجه أبو داود (2845)، والترمذي (1486)، وابن ماجه (3205)، وأحمد (4/ 85) وقال الترمذي: حسن صحيح، جميعهم عن عبد الله بن مغفل، وأخرجه الطبراني في الأوسط (5163) عن عائشة، وأورده الهيثمي في المجمع 4/ 43، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5322).

مغفل) رمز المصنف لصحته، ورواه الطبراني وأبو يعلى عن عائشة قال الهيثمي: وسنده حسن. 7497 - "لولا أن المساكين يكذبون ما أَفْلَحَ من رَدَّهم. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (لولا أن المساكين يكذبون) عند طلبهم وسؤالهم وشكواهم زيادة على ما هم فيه (ما أَفْلَحَ من يردهم) قادراً على إنالتهم لأن المواساة واجبة وترك فعل الواجب يوجب عدم الفلاح، سمعتْ عائشة رضي الله عنها سائلاً يقول: من يعشيني أطعمه الله من ثمار الجنة فعشته، فخرج يقول: من يعشيني أطعمه الله من ثمار الجنة، فقالت: هذا تاجر لا مسكين. (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير وهو ضعيف، قال في الميزان: لا يصح في هذا الباب شيء وحكم ابن الجوزي بوضعه ونازعه المصنف. 7498 - "لولا أن لا تدافنوا لدعوتُ الله أن يُسمعكم عذابَ القبر. (حم م ن) عن أنس (صح) ". (لولا أن لا تدافنوا) أي لولا خوفي أن تتركوا التدافن مخافة أن يصيبكم من العذاب ما أصاب الميت. (لدعوتٌ الله أن يُسمعكم عذابَ القبر) أي عذاب الميت في القبر فإنكم لو سمعتم ذلك لتركتم موتاكم بلا دفن مخافة أن يعذبوا أو لاشتغال كل منكم بنفسه حتى يفضي بكم إلى ترك التدافن، وقيل: لا زائدة ومعناه: لولا أن تموتوا من سماعه فإن القلوب لا تطيق سماعه فيصعق الإنسان لوقته فكنى عن الموت بالتدافن، ويؤيد هذا الحديث الآخر لو سمعه الإنسان ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 246) (7967)، وابن عدي في الكامل (5/ 9)، والديلمى (5070)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 102)، وانظر الميزان (4/ 234)، واللسان (3/ 385)، والضعفاء للعقيلي (3/ 59). وقال الألباني في ضعيف الجامع (4855) والسلسلة الضعيفة (4365): ضعيف جداً.

لصعق أي مات، وفي لفظ لأحمد: "لولا أن تدافنوا" بإسقاط لا وهي تدل على زيادتها. (حم م ن (¬1) عن أنس". 7499 - "لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يُذنبون فيَغفر لهم. (حم م ت) عن أبي أيوب (صح) ". (لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً) وكلفهم بأحكام شرعية. (فيُذنبون) بمخالفتها (فيَغفر لهم) أي يستغفرون فيغفر لهم كما سلف في حديث ابن عباس: "لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون فيغفر لهم" فإن المراد يذنبون فيستغفرون كما ورد به الحديث الآخر، ذلك لا نقدره ويحمل قوله يذنبون على ذنب يغفره الله لمن شاء وهو ما عدا الشرك. [1/ 59] (حم م ت (¬2) عن أبي أيوب". 7500 - "لولا المرأة لدخل الرجل الجنة. الثقفي في الثقفيات عن أنس". (لولا المرأة) اللام للجنس. (لدخل الرجل الجنة) أي لولا افتتان الرجل بالنساء كما في لفظ آخر: "لولا النساء لدخل الرجال الجنة" والمرأة عامة للزوجة وغيرها، فالغير ظاهر والزوجة لما تكلف الرجل من طلب الدنيا والحرص عليها وتلقي عليه من المطالب العائقة له عن دينه وهذا حكم أغلبي. (الثقفي في الثقفيات (¬3) عن أنس" سكت المصنف عليه وأورده في مختصره في الموضوعات وقال: بشر يعني بن الحسين أحد رواته متروك. 7501 - "لولا النساء لعبد الله حقًّا حقًّا. (عد) عن ابن عمر". (لولا النساء لعبد الله حقًّا حقًّا) وذلك لأنهن أعظم شهوات الأنفس فإن الله تعالى قدمهنَّ على كل مشتهى في قوله: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 111)، ومسلم (2868) والنسائي (4/ 102). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 414)، ومسلم (2748)، والترمذي (3539). (¬3) أخرجه الثقفي في الثقفيات كما في الكنز (44497)، وانظر كشف الخفا (2/ 217)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4849) والسلسلة الضعيفة (256): موضوع.

{النِّسَاءِ ...} الآية. [آل عمران: 14] وانتصاب حقاً حقاً على المصدرية بحذف ناصبها وجوباً. (عد (¬1) عن عمر) سكت عليه المصنف، وقال مخرجه ابن عدي عقبه: هذا حديث منكر لا أعرفه إلا من هذا الطريق انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: عبد الرحيم وأبوه متروكان، يريد عبد الرحيم بن زيد العمي (¬2) أحد رواته وتعقبه المصنف بأن له شاهداً وهو قوله في الحديث الثاني: 7502 - "لولا النساء لعبد الله حق عبادته. (فر) عن أنس (ض) ". (لولا النساء لعبد الله حق عبادته) وقد كانت أول فتنة بني إسرائيل من قبل النساء كما قال الطيبي. قلت: بل أول فتنة كانت لبني آدم على يد أم البشر حواء كما هو معروف كما يأتي وفي الشاهد الشاهد على ذلك دلائل. (فر (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وفيه بشر بن الحسين (¬4) قال الذهبي: قال الدارقطني: متروك. 7503 - "لولا بنو إسرائيل لم يُخبث الطعام، ولم يُخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن امرأة زوجها. (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (لولا بنو إسرائيل) أي لولا عقوبة الله لهم أو لولا معاصيهم. (لم يُخبث الطعام) بخاء معجمة آخره مثلثة أي لم يتغير ريحه. (ولم يُخنز اللحم) بالخاء المعجمة فنون آخره زاي لم يتغير ولم ينتن اللحم، قال القاضي: خنز اللحم بالكسر تغير وأنتن فتغيره عقوبة لهم شملت من بعدهم (ولولا حواء لم تخن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدى في الكامل (5/ 282)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4849) والضعيفة (56): موضوع. (¬2) انظر: الميزان (4/ 336)، والمغني في الضعفاء (2/ 391). (¬3) أخرجه الديلمى في الفردوس (5080)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4851)، والضعيفة (56): موضوع. (¬4) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 105). والميزان (2/ 26).

امرأة زوجها) وذلك أن حواء هي التي أكلت الشجرة وزينت لآدم أكلها مطاوعة لإبليس وفيه تسلية للرجال بما يقع لهم من الخيانة من نسائهم لما وقع من أمهن الكبرى وأن ذلك من طبعهن (حم ق (¬1) عن أبي هريرة) واستدركه الحاكم على الشيخين فلم يصب، وقرَّره الذَّهبي فأغرب وهو في الصحيحين إلا أن في مسلم (¬2): "لم تخن أنثى زوجها الدهر". 7504 - "لولا ضعف الضعيف وسُقم السقيم لأخرت صلاة العتمة. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (لولا ضعف الضعيف وسُقم السقيم) المراد الضعف عن غير مرض والسقيم الأليم من المرض، أي لولا خوف المشقة على هؤلاء زيادة على غيرهم (لأخرت صلاة العتمة) يحتمل إلى الثلث أو إلى النصف لأنهما وقتان تقدم ذكرهما، قيل: فيه دليل على أن فعل صلاة العشاء أول وقتها أفضل من تأخيرها إلى الثلث أو النصف لأن لولا حرف امتناع لامتناع ولأنه الذي واظب عليه - صلى الله عليه وسلم - هو والخلفاء الراشدون من بعده. قلت: قد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه لولا قيام المانع عن التأخير لأخر الصلاة فدل على أن التأخير هو الأفضل، لولا المانع الذي عارض المقتضي لعم مراعاته - صلى الله عليه وسلم - لحال الضعيف والسقيم ربما زادت به فضيلة الصلاة التي قدمها عن الوقت الأفضل فلو جلى المصلون عن الضعيف والسقيم هل يكون التأخير أفضل؟ الظاهر ذلك. (طب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه محمد بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 315)، والبخاري (3330)، ومسلم (1470). (¬2) أخرجه مسلم (1470). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 158) رقم (12752)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 313)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5332).

كريب (¬1) وهو ضعيف. 7505 - "لولا عباد الله ركع، وصبية رضع، وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم رُصَّ رّصًّا. (طب هق) عن مسافع الديلمى" (ح). (لولا عباد لله ركع) جمع راكع والمراد به المصلي. (وصبية رضع) جمع راضع (وبهائم رتع) جمع راتع أي لولا رحمة الله لهؤلاء. (لصب عليكم العذاب صباً) كما يصب المطر .. (ثم رص) بالصاد المهملة (رصاً) أي ضم بعضه إلى بعض كما تضم الحجارة لما يصدر منهم من الذنوب والأوزار، قيل: فيؤخذ منه ندبية إخراج الثلاثة المذكورين للاستسقاء (طب هب (¬2) عن مسافع) بضم الميم وسين مهملة بعد الألف فاء فعين مهملة، (الديلمى) رمز المصنف لحسنه، وقال الذهبي في المهذب (¬3): ضعيف، ومالك وأبوه مجهولان يريد مالك بن عبيدة بن مسافع (¬4)، وقال الهيثمي بعد عزوه إلى الطبراني: فيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف. 7506 - "لولا ما مس الحجر من أنجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلا شفى وما على الأرض شيء من الجنة غيره. (هق) عن ابن عمر (ح) ". (لولا ما مس الحجر) الأسود الذي هو عين الله في أرضه. (من أنجاس الجاهلية [4/ 60] أيامهم وذنوبهم لأنهم كانوا يقاربونه وهم متلبسون بها (ما ¬

_ (¬1) محمد بن كريب: قال ابن معين ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن عدي مع ضعفه يكتب حديثه. (انظر الميزان (6/ 315)، والكامل في الضعفاء (6/ 251). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 345)، وفي الشعب (9820)، والطبرانى في الكبير (22/ 309) رقم (785)، والأوسط (6539)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 227)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4857)، والضعيفة (4362). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (3/ رقم 5673). (¬4) انظر الميزان (6/ 8)، الجرح والتعديل (8/ 213).

مسه ذو عاهة) العاهة الآفة وأريد بها هنا الألم بدليل قوله (إلا شفي، وما على) وجه. (الأرض) موجود (شيء من الجنة) مما كان فيها (غيره) يعارضه ما تقدم في حرف الراء "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة"، أخرجه الحاكم (¬1) وصححه من حديث أنس ولعله يجاب بأن المراد أنهما يكونان في الآخرة من يواقيت الجنة فهو إخبار عن منتهاهما وهذا إخبار عن مبدأ الركن أنه من الجنة إلا أنه يشكل عليه ما تقدم في حرف الهمزة "أن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ... " الحديث وتقدم تصحيحه، فإنه ظاهر في أن المقام كالركن أخرج من الجنة فيحتمل أنه يجاب بأنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر بهذا أعني أنه ليس غير الحجر الأسود على الأرض من الجنة قبل إعلام الله له بأن الركن منها أيضًا أو أن المراد بالجنة جنة مخصوصة كالفردوس أو نحوه (هق (¬2) عن ابن عمر)، ورواه الطبرانى عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه. 7507 - "لولا مخافة القَوْدِ يوم القيامة لأوجعتكِ بهذا السواك. (طب حل) عن أم سلمة (ح) ". (لولا مخافة القَوْدِ) القصاص. (يوم القيامة) من الظالم للمظلوم. (لأوجعتكِ) بكسر الكاف خطاب لمؤنث وفي رواية لضربتك. (بهذا السواك) فيه ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - من مخافة الله، وأنه ينبغي عند الغضب أن يذكر العبد القصاص في الآخرة ليزجر (طب حل (¬3) عن أم سلمة) قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتي وكان ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 626). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 75)، وكذلك في الشعب (4033)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5334)، والصحيحة (3355)، وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 55) (11028)، وفي الأوسط (6263) عن ابن عباس. أورده الألباني في الضعيفة (426) وقال: منكر. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 376) (889)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 378)، وأبو يعلى في مسنده (6901)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 353)، والترغيب والترهيب (4/ 218)، =

بيده سواك فدعى وصيفة له عندي فأبطأت حتى استبان الغضب في وجهه فخرجت أم سلمة إليها وهي تلعب ببهيمة، فقالت: ألا تراك تلعبين ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك؟ فقالت: لا والذي بعثك بالحق نبياً ما سمعتك فذكره، إنما قلت: فيه أن ضرب التأديب والقصاص مع أنه قد أذن فيه، قلت: جوز - صلى الله عليه وسلم - صدق عذرها فلا تحل عقوبتها فيلزم القصاص، قال المنذري: أسانيد أحدها جيد ورمز المصنف لحسنه. 7508 - "ليأتين هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به ليشهد على من استلمه بحق. (هـ هب) عن ابن عباس (ح) ". (ليأتين) اللام جواب قسم محذوف أي الله والنون للتأكيد وهذا تأكيد للخبر الآتي وهو ما تضمنه (هذا الحجر يوم القيامة) أي الحجر الأسود والإتيان المجيء بسهولة كما قاله الطيبي (له عينان يبصر بهما ولسان ينطق بها) وصف العينان واللسان للتأكيد. (ليشهد على من استلمه بحقٍ) قال الشارح: كذا في نسخ الكتاب ثم رأيته بخط المصنف هكذا، والذي وقفت عليه في أصول صحيحة قديمة، "يشهد لمن استلمه بحق وعلى من استلمه بغير حق"، وعلى في لفظ المصنف مثلها في قوله: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}، أي رقيباً حفيظاً عليكم، أي يحفظ على من استلم ذلك، والاستلام بحق أن يكون امتثالاً لأمر الله واقتداءاً برسوله، والظاهر من الحديث أنه تعالى يخلق فيه السمع والبصر فيرى وينطق حقيقة ولا مانع من ذلك وأنه تعالى يوقع فيه معرفة من استلمه بالحق أو بالباطل (هـ هب) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وأخرجه ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4858)، والضعيفة (4363). (¬1) أخرجه الترمذي (961)، وابن ماجة (2944)، والبيهقي في الشعب (4036)، وأحمد =

الترمذي أيضاً عن ابن عباس وقال: حسن، إلا أن فيه عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم (¬1)، قال الذهبي: في الضعفاء: قال يحيى: أحاديثه غير قوية. 7509 - "ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط. (حم) عن عائشة (ح) ". (ليأتين على القاضي) عام لكل من قضى حتى بين الصبيان في الحظوظ كما سلف عن ابن تيمية. (العدل يوم القيامة ساعة) يدرك فيها هول القضاء (يتمنى أنه لم يقضِ بين اثنين في تمرة قط) وذلك لشدائد ما يتعلق بالحكومة في الأحكام. (حم (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وأخرجه الطبراني في الأوسط وابن حبان في صحيحه. 7510 - "ليأتين على الناس زمان يكذب فيه الصادق ويصدق فيه الكاذب ويخون فيه الأمين ويؤتمن الخئون ويشهد المرء ولم يستشهد ويحلف وإن لم يستحلف ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع لا يؤمن بالله ورسوله. (طب) عن أم سلمة (ح) ". (ليأتين على الناس زمان يكذب فيه الصادق) وذلك لغلبة سوء الظن وخبث الطباع ويحتمل أنه أريد به زمن الدجال الذي يكذب فيه أهل الإيمان (ويُصدّق فيه الكاذب) وهو الدجال الذي يكذب بدعوى الربوبية ولوازمها من إحياء الموتى ونحوه (ويخوّن) بالتشديد (فيه الأمين) ينسب إلى الخيانة (ويؤتمن الخئون) لخبث الطباع وانقلاب الأفكار عن الإصابة فيرى المعروف ¬

_ = (1/ 307، 371)، وابن خزيمة (2735). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5346). (¬1) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 346)، وقال الحافظ في التقريب: صدوق (1/ 313). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 75)، وابن حبان (5055)، والطبرانى في الأوسط (2619)، والبيهقي في السنن (96/ 10)، والطيالسي (1546)، قال الهيثمي في المجمع (4/ 192): إسناده حسن، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4863)، والضعيفة (1142).

منكراً والمنكر معروفاً. (ويشهد) فيه. (المرء ولم يستشهد) لم يطلب منه إما لأنه لا شهادة عنده فلا تطلب منه، وإما لأنه يبذلها في غير وقتها وتقدم التلفيق بينه وبين ما يناقضه في الجزء الأول. (ويحلف) احتقاراً بالأيمان (وإن لم يستحلف) أي يطلب منه الحلف. (ويكون أسعد [4/ 61] الناس بالمال) أي يجتمع له المال (لكع بن لكع) اللكع أصله العبد ثم استعمل في الحمق والذم (لا يؤمن بالله) إيماناً كاملاً ولا (رسوله) أو مطلق الإيمان وهذا الزمان الموصوف هو آخر الزمان عند فساد الأحوال وذهاب الديانات (طب (¬1) عن أم سلمة) وأخرجه في الأوسط أيضاً، رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث وهو ضعيف وقد وثق. 7511 - "ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحداً يأخذها منه ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء (ق) عن أبي موسى (صح) ". (ليأتين على الناس زمان) قيل: زمن عيسى - عليه السلام -، وقيل: عند ظهور الكنوز وقيل: عند قلة الناس وقصر الآمال (يطوف الرجل فيه بالصدقة) من نفل أو فرض (من الذهب) خصه لأنه أحب شيء إلى النفوس (ثم لا يجد أحداً يأخذها منه) إما لسعة الأرزاق وأنه لم يبق فقير يستحقها أو لعفة النفوس وقنوعها، قيل: أو لكثرة الفتن واشتغال كل بنفسه وهذا الزمان يحتمل أنه ممدوح ويحتمل أنه مذموم، إن قلت: إذا لم يجد الفتى فقيرا يصرف إليه زكاته فهل يسقط وجوبها؟ قلت: لا إنما يسقط المصرف وهو الفقير فينتقل حقه إلى بقية المصارف. إن قلت: الحديث قاض بأنه لم يبق شيء من المصارف. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 314) رقم (711)، وفي الأوسط (8643). وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 283)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4865)، والضعيفة (4366).

قلت: قوله يأخذها منه يدل أنه يبقى سبيل الله العام الشامل للمصالح وإلا لقال لم يجد أين يضعها ثم إذا لم يبق لها مصرف عزلها المالك حتى يوجد الله من يأخذها. (ويرى) مبني للمجهول. (الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة) يحتمل حقيقة العدد وهو الأقرب أو التمثيل (يلذن) بالمعجمة: يلجأن إليه (من قلة الرجال) بسبب كثرة الحروب الواقعة في ذلك الزمان أو لكثرة إيجاد الله للنساء (وكثرة النساء) (ق (¬1) عن أبي موسى). 7512 - "ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ من المال أمن حلال أم من حرام. (حم خ) عن أبي هريرة" (صح). (ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء) أي لا يخطر بباله (بما أخذ المال) بإثبات الألف بعد ما الاستفهامية والقياس حذفها وقد جاء إثباتها معها على قلة (أمن حلال أم من حرام) وذلك لقلة الأديان وحب الدنيا وإيثارها، ووجه الذم أنه يتساوى عنده الأمران وإلا فلا ملام على من أخذ المال من حلال وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقد وقع (حم خ (¬2) عن أبي هريرة)، ورواه عنه أيضاً الدارمي. 7513 - "ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا فإن لم يأكله أصابه من غباره. (د هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ليأتين على الناس زمان لا يبقى منهم أحد إلا أكل الربا) إما لعدم التورع أو لعموم الجهل أو لعموم الربا بحيث يدخل كل يد ولقد وقع ذلك ليلعب ملوك الدنيا بالفضة وضرائبها وكسرها فإنا لله وإنا إليه راجعون، فالحديث من أعلام ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1414)، ومسلم (1012). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 435)، والبخاري (2059)، والدارمى (2536).

نبوته والظاهر أنه أريد الأكل حقيقة بدليل: (فإن لم يأكله أصابه من غباره) بأن يكون كاتبًا أو شاهداً أو راضياً به (د هـ ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في التلخيص، قال: إن صح سماع الحسن من أبي هريرة، وقال في المهذب (¬2): لم يصح للانقطاع. 7514 - "ليأتين على أمتي ما أتى علي بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من الآتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ما أنا عليه وأصحابي. (ت) عن ابن عمرو". (ليأتين على أمتي) قال القاضي: المراد أمة الدعوة فيندرج فيه جميع أرباب الملل والنحل الذين ليسوا على قبلتنا أو أمة الإجابة، والمراد بالملل الثلاث والسبعين مذاهب أهل القبلة، وقال الطيبي: عدى يأتي بعلى بمعنى الغلبة (ما أتى علي بني إسرائيل) في رواية الترمذي (كما أتى) قيل: الكاف اسمية أي مثل الذي أتى وهو فاعل يأتين على بني إسرائيل (حذو) بالنصب على المصدرية أي يحذو حذو والحذو بالمهملة فمعجمة التقدير والقطع، وحذوت: (النعل بالنعل) قدرت كل واحدة على صاحبتها وقطعتها، قال الطيبي: حذو النعل استعارة في التماثل. قلت: وفي التمثيل بذلك تقبيح لما يأتونه من متابعة الأمم في الضلالات والجهالات والبدع المقبحات (حتى إن كان منهم) بني إسرائيل (من يأتى أمه) يفجر بها (علانية) ظاهراً بين الناس (لكان) قال الطيبي: اللام فيه جواب إن على تأويل لو كما أن لو تأتي بمعنى إن وحتى هي الداخلة على الجملة الشرطية. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3331)، وابن ماجة (2278)، والحاكم (2/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4864). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (4/ رقم 8651).

قلت: وكان بأمه: أي يوجد. (في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل) أي أمة الإجابة لموسى فيؤيد أن المراد في صدر الحديث أمة الإجابة. (تفرقت) في دينها. (على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة) فقد توافقوا في الافتراق وإن اختلف العدد، قال ابن [4/ 62] تيمية (¬1): هذا الافتراق مشهور عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من حديث جمع جم من الصحابة والمعنى أنهم يفترقون فرقاً يتدين كل واحدة منهم بخلاف ما تدين به الأخرى فسمى طريقتهم ملة مجازاً واختلف العلماء، فقيل: لم يكامل هذه الفرق إلى الآن، وقيل: بل تكاملت. (كلهم) ذكر الضمير ملاحظة لمعنى القوم من الفرقة. (في النار) يحتمل الدخول الذي يتعقبه الإخراج أو الدائم على التأويلين في أمتي. (إلا ملة واحدة) فكأنه، قيل: من هي ولفظ الترمذي: قالوا من هي يا رسول الله ... الحديث، قال: (مما أنا عليه) من الهدى (وأصحابي) التابعين على ذلك ومن خالفه مبتدعا كان محكوماً عليه أنه من أهل النار موكولاً إلى حكم الله فيه، وقد تكلمنا علماً ما في الحديث من الفوائد ودفع الإشكال في رسالة جواب سؤال بحمد الله (ت (¬2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، قال المناوي: وفيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي (¬3) قال الذهبي: ضعفوه. 7515 - "ليؤذن لكم خياركم وليؤمكم قراؤكم (د هـ) عن ابن عباس (ح) ". (ليؤذن لكم خياركم) أمناؤكم على الأوقات والعورات والعدل هو الخيار ويدخل فيه أن لا يأخذ على أذانه أجراً. (وليؤمكم قراؤكم) أحفظكم لكتاب الله ¬

_ (¬1) مجموع الفتاوى (3/ 345). (¬2) أخرجه الترمذي (2641)، والحاكم (1/ 218)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5343) وشرح الطحاوية (263). (¬3) انظر فيض القدير (5/ 346) والمغنى في الضعفاء (2/ 380).

وأكثركم أخذاً له، قيل: وكان الإقراء في عصره - صلى الله عليه وسلم - هو الأفقه فلو تعارض أقرأ وأفقه قدم الأفقه عند الأكثر. قلت: وفيه دليل على عدم شرطية العدالة في إمام الصلاة وشرطيتها في المؤذن وقد أوضحنا ذلك في رسالة إعلام الإنباه بعدم شرطية العدالة في إمام الصلاة (د هـ (¬1) عن ابن عباس" رمز المصنف لحسنه وفيه الحسين بن عيسى بن مسلم الحنفي أبو عبد الرحمن (¬2) ضعيف من الثامنة عن ابن أبان عن عكرمة عن ابن عباس قال في فتح العزيز: نسب أبو زرعة إلى الحسين بن عيسى النكارة في حديثه. 7516 - "ليأكل كل رجل من أضحيته. (طب حل) عن ابن عباس (ح) ". (لياكل كل رجل) أو امرأة. (من أضحيته) قيل: أمر ندب. قلت: والأصل الوجوب إلا لصارف إلى الندب. (طب حل (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: وغيره فيه عبد الله بن خراش (¬4) وثقه ابن حبان وقال: ربما أخطأ وضعفه الجمهور كذا فيما رأيناه مقابلة على خط المصنف وقال الشارح بصحته. 7517 - "ليأكل أحدكم بيمينه، وليشرب بيمينه، وليأخذ بيمينه، وليعطي بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (590)، وابن ماجه (726)، والبيهقي في السنن (1/ 426)، قال الذهبي في المهذب كما في فيض القدير (5/ 347): حسن هو أخو سليم القارئ له مناكير، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4866). (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 174)، وقال الحافظ في التقريب: ضعيف (1341). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 142) (12710)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 362)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 25)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5349). (¬4) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 336)، وقال الحافظ في التقريب: ضعيف وأطلق ابن عمار عليه الكذب (1/ 301).

(هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (ليأكل أحدكم بيمينه، ويشرب بيمينه) الأمر للندب مؤكداً والأصل الوجوب، وقد أوضحناه في حاشية ضوء النهار واخترنا الإيجاب في الأكل والشرب باليمين (وليأخذ بيمينه) ما يعطاه. (وليعط بيمينه) لأن اليمين هي المناسبة للأعمال الشريفة والأحوال المحمودة وتقدم حديث عائشة في ذلك ثم أبان علة الأمر. (فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله، ويعطي بشماله، ويأخذ بشماله) ومخالفته محبوبه لله تعالى. (هـ (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: إسناده صحيح. 7518 - "ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن. (ن) عن عمرو بن سلمة (ح) ". (ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن) يحتمل أخذا له وحفظاً ويحتمل أكثر تلاوة وإن كان غيره أحفظ منه أخذ أحمد به وقال: يقدم الأقرأ على الأفقه، وقال الشافعي بالعكس (ن) عن عمرو بن سلمة رمز المصنف لحسنه، وعمرو صحابي صغير نزل البصرة، وقال: جاء أبي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال كذا فنظروا فكنت أكثرهم قرآناً فكنت أؤمهم وأنا ابن ثمان سنين (¬2). 7519 - "ليؤمكم أحسنكم وجهاً فإنه أحرى أن يكون أحسنكم"، (عد) عن عائشة" (ض). (ليؤمكم أحسنكم وجهاً فإنه أحرى) بمهملتين أحق، (أن يكون أحسنكم خلقاً) بالضم فدل على أن العلة حسن خلقه لا حسن وجهه إلا أنه لما كان ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3266) وأبو يعلى في مسنده (5899) قال البوصيري (4/ 10): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (4/ 10)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5348)، والصحيحة (1236). (¬2) أخرجه النسائي (2/ 70)، وابن خزيمة (1512)، وأحمد (3/ 475، 5/ 30)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5350).

معرفة حسن الوجه أظهر علق الحكم به وهذا بعد فقدان أقرأهم لكتاب الله وغيره كما رتب ذلك في حديث آخر وحققنا ذلك في منحة الغفار على ضوء النهار، وفي الجزء الأول من هذا الشرح، (عد) عن عائشة) (¬1) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من حديث الحسين بن المبارك (¬2)، قال ابن عدي: والحسين متهم بالوضع والبلاء في هذا الحديث منه انتهى، وقال الذهبي: إنه موضوع (¬3) وحكم ابن الجوزي بوضعه أيضًا. 7520 - "ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه، حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوسطهم، وينادي أولهم آخرهم، ثم يخسف بهم، فلا يبقى إلا الشريد الذي يخبر عنهم. (حم م ن هـ) عن حفصة (صح) ". (ليؤمن هذا البيت) هو علم غالب على الكعبة يقصده (جيش يغزونه) يحتمل أنهم يغزون نفس البيت لقصد هدمه وإهانته، أو يغزون من فيه من الملوك (حتى إذا كانوا ببيداء) هي المفازة وموضع بين مكة والمدينة وأكثر ما ترد ويراد بها هذا. (من الأرض) وفي رواية ببيداء المدينة (يخسف بأوسطهم) يحتمل خيارهم فيهم عند أنفسهم أو [4/ 63] ما بين الطرفين وهو الأقرب إلى قوله. (وينادي أولهم) بالنصب: مفعول (آخرهم) الفاعل، كما رأيناه ضبط على خط المصنف (ثم يخسف بهم) أي بالأول والآخر (فلا يبقى) سالماً من الخسف (إلا الشريد) فعيل بمعنى فاعل، الشارد من بينهم (الذي يخبر عنهم) قيل: إن ¬

_ (¬1) وانظر المغنى في الضعفاء (1/ 175)، والميزان (2/ 305)، والكشف الحثيث (1/ 100)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4867)، والضعيفة (608): موضوع. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 264)، وانظر الميزان (2/ 305)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4867)، والسلسلة الضعيفة (608): موضوع. (¬3) جاءت العبارة التالية في الهامش: كتب ذلك بخطه على تاريخ الشام لابن عساكر في هامشه.

هذا إلى الآن لم يقع. (حم م ن هـ (¬1) عن حفصة) زوج المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. 7521 - "ليبشر فقراء المؤمنين بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمسمائة عام، هؤلاء في الجنة ينعمون وهؤلاء يحاسبون. (حل) عن أبي سعيد (ح) ". (ليبشر) بكسر اللام للأمر من البشرى وهو مغير صيغة ثابتة. (فقراء المؤمنين) والمبشر به (بالفوز) الفلاح والنجاح وإذا فازوا أدخلوا الجنة (يوم القيامة قبل الأغنياء) يفوزون قبلهم. (بمقدار خمسمائة عام) من أعوام الدنيا (هؤلاء) الفقراء (في الجنة ينعمون) جزاء على ما فاتهم من نعيم الدنيا (وهؤلاء يحاسبون) بما أتاهم الله من فضله والحديث من أدلة فضل الفقراء وحققنا ذلك في السيف الباتر في عين الصابر والشاكر (حل (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. 7522 - "ليبعثن الله تعالى من مدينة بالشام يقال لها حمص سبعين ألفاً يوم القيامة لا حساب عليهم ولا عذاب مبعثهم فيما بين الزيتون والحائط في البرث الأحمر منها. (حم طب ك) عن عمر" (صح). (ليبعثن) إخبار مؤكد أي ليرسلن. (الله تعالى من مدينة بالشام يقال لها حمص) بكسر المهملة آخرها مهملة مدينة معروفة (¬3) كانت مستقر ملوك الروم وأعظم مدائنهم افتتحها أبو عبيدة في زمن عمر، سميت باسم رجل من العمالقة أختطها (سبعين ألفاً) أي نفس من ذكر وأنثى ويحتمل أنهم ذكور (يوم القيامة لا حساب عليهم) إذ لا ذنوب لهم (ولا عذاب مبعثهم) محل بعثهم ومكانه (فيما بين الزيتون والحائط) اسم محل. (في البرث الأحمر منها) البرث بفتح الموحدة وسكون الراء آخره مثلثة أرض لينة قريبة من حمص قيل فيها شهداء وصالحون. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 336)، ومسلم (2883)، والنسائي (5/ 207)، وابن ماجة (4063). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 342)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4868) وجاء في الهامش: نقله عنه المصنف في الكبير فالرمز هذا عجيب. (¬3) ينظر: معجم البلدان (2/ 302).

(حم طب ك (¬1) عن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي: منكر جداً، وعزاه الهيثمي للبزار ثم قال: فيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم وهو ضعيف. 7523 - "ليبلغ شاهدكم غائبكم، لا تصلوا بعد الفجر إلا سجدتين. (د هـ) عن بن عمر (ح) ". (ليبلغ شاهدكم) لهذا الخطاب. (غائبكم) عنه والمأمور بإبلاغه قوله. (لا تصلوا بعد الفجر) أي طلوعه وقيل: صلاته. (إلا سجدتين) أي ركعتين ويؤيد الأول رواية الترمذي: "لا صلاة بعد طلوع الفجر إلا ركعتي الفجر" (¬2) أي لا نافلة بعد طلوعه إلا راتبته وهي ركعتان وبهذا أخذ أحمد فقال بكراهة النفل بعد طلوع الفجر لما عدا ركعتيه، وقال الشافعي في أحد قوليه: لا كراهة إلا بعد أداء فريضة الفجر، وفيه وجوب إبلاغ العلم لمن يجهله وإن كان إبلاغاً لغير واجب، إن قيل: إنها كراهة تنزيه والحصر أظهر (د هـ (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله موثقون. 7524 - "ليبيتن أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب، ثم ليصبحن قردة وخنازير. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (ليبيتن) من البيتوتة والسلام جواب قسم (أقوام من أمتي على أكل ولهو ولعب ثم ليصبحن) من ليلتهم. (قردة وخنازير) مخسوف بهم كذلك، وذلك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 19)، والبزار (317)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 408)، والعلل المتناهية (1/ 308) وقال: حديث لا يصح أبو بكر بن عبد الله قال غندر: كذاب، والميزان (7/ 336)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4869)، والضعيفة (4367)، قلت: موضوع. (¬2) أخرجه الترمذي (419). (¬3) أخرجه أبو داود (1278)، وابن ماجة (235)، والبيهقي في السنن (2/ 465) وقال: أقام إسناده عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال ورواه أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال فخلط في إسناده والصحيح رواية ابن وهب فقد رواه وهيب بن خالد عن قدامة عن أيوب بن حصن التميمي (انظر الجرح والتعديل (7/ 235)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5353).

لذنوبهم وتقدم حديث علي - عليه السلام - "أنها إذا فعلت الأمة خمس عشرة خصلة ... " الحديث. وفيه: "فارتقب عند ذلك ريحاً حمراء أو خسفاً" تقدم في إذا، فكأن هؤلاء من الذين يفعلون تلك الخصال وتقدم شرحه. (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه فرقد السبخي (¬2) وهو ضعيف، والسبخي بفتح المهملة والموحدة فخاء معجمة، قال في التقريب: صدوق عابد لكنه لين الحديث كثير الخطأ فيه. 7525 - "ليت شعري كيف أمتي بعدي، حين تتبختر رجالهم وتمرح نساؤهم، وليت شعري حين يصيرون صنفين، صنفاً ناصبي نحورهم في سبيل الله، وصنفاً عمالا لغير الله. ابن عساكر عن رجل". (ليت شعري) ليتني أشعر، كأنه أخبره الله تعالى بذلك الكائن فأحب أن يشعر به شعور رؤية ومشاهدة وإلا فقد شعر به شعور علم بإعلام الله أو أنه استعظم ذلك فالتمني لمعرفة الكيفية كما يدل له. (كيف أمتي بعدي) بعد وفاتي .. (حين يتبختر رجالهم) البخترة مشية التكبر التي يذمها الله إلا في موقف القتال (وتمرح نساؤهم) يفرحن فرحاً شديداً وكأن المراد حتى يصدر عنهم أصوات السرور المذمومة، ويحتمل أن المراد كيف حالها مع الله تعالى عند ذلك أيعفو عنها أو يعاقبها في دنياها (وليت شعري) أي كيف أمتي بعدي (حين يصيرون صنفين) أبدل منه (صنفاً ناصبي) بالنون ومهملة بعد الألف ومثناة تحتية جمع ناصب جمع سلامة ثم أضيف إلى مفعوله وهو (نحورهم في سبيل الله) مقاتلين لأعدائه [4/ 64]. (وصنفاً عمالاً لغير الله) يعملون أعمالا لا يريدون بها وجهه ويجيء في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 256) (7997)، وأحمد (5/ 259)، والطيالسي (1137)، والبيهقي في الشعب (5614)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 75)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5354). (¬2) قال الذهبي: ضعفوه (الكاشف 2/ 120)، وانظر التقريب (1/ 444).

التمني الأجر ما جاء في الأول. (ابن عساكر (¬1) عن رجل) أي من الصحابة. 7526 - "ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة. (حم ت هـ) عن ثوبان (ح) ". (ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً) لنعم الله أي ليعود قلبه ذلك ويمرنه عليه. (ولساناً ذاكراً) لله تعالى كذلك (وزوجة مؤمنة) أي ويتخير ذلك (تعينه على أمر الآخرة) فإن الزوجة بيدها مقاليد أمر الزوج في معاشه فهي إما معينة له على الآخرة أو بخلاف ذلك. (حم ت هـ (¬2) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه. 7527 - "ليتصدق الرجل من صاع بره وليتصدق من صاع تمره. (طس) عن أبي جحيفة (ح) ". (ليتصدق) أمر ندب لقرائن دلت عليه ويحتمل الوجوب في هذا لما يدل عليه من سببه. (أحدكم) ليس المراد في هذا ونظائره خصوصية المخاطبين بل هم الأقدم وعليهم البلاغ لمن غاب. (من صاع بره وليتصدق من صاع تمره) خص الصاع نظراً إلى أنه يتصدق وإن قل ما معه، والبر والتمر لأنهما غالب رزق المخاطبين. (طس (¬3) عن أبي جحيفة) قال: وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ناس من قيس متقلدين السيوف فساءه ما رأى من حالهم فدخل بيته ثم خرج فصلى ثم جلس في مجلسه فأمر بالصدقة وحض عليها وقال: ليتصدق ... الخ، فجاءه رجل من الأنصار بصرة من ذهب فوضعها في يده ثم تتابع الناس حتى بقي كومين من ثياب وطعام فرأيت وجهه يتهلل كأنه مذهبة، رمز المصنف لحسنه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (20/ 401)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4870)، والضعيفة (4368). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 282)، والترمذي (3094)، وابن ماجة (1856). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5355)، والصحيحة (2176). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4386)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 167)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5356).

وقال الهيثمي: فيه أبو إسرائيل (¬1) فيه كلام وقد وثق. 7528 - "ليتق أحدكم وجهه عن النار ولو بشق تمرة. (حم) عن ابن مسعود (صح) ". (ليتق أحدكم وجهه) ذاته ونفسه والعرب تكني عن الذات بالوجه. (عن النار) متباعداً عنها. (ولو بشق تمرة) أي بأقل شيء وأحقره فلا يحتقر المتصدق شيئاً يبذله في سبيل الله. (حم (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 7529 - "ليتكلف أحدكم من العمل ما يطيق فإن الله تعالى لا يمل حتى تملوا وقاربوا وسددوا. (حل) عن عائشة (ح) ". (ليتكلف) بتحمل المشقة. (أحدكم من العمل) الصالح. (ما يطيق) يدخل في طاقته أي قدرته. (فإن الله لا يمل) من الإثابة. (حتى تملوا) من العمل وتقدم الكلام على نسبة الملل إليه تعالى. (وقاربوا وسددوا) اقصدوا بأعمالكم السداد ولا تعمقوا فيها. (حل (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 7530 - "ليتمنين أقوام ولوا هذا الأمر أنهم خروا من الثريا وأنهم لم يلوا شيئاً. (حم) عن أبي هريرة" (صح). (ليتمنين) يوم القيامة أو عند السياق أو في البرزخ أو في كل ذلك (أقوام ولوا) بضم الواو وتشديد اللام من الولاية. (هذا الأمر) الخلافة أو كل أمر فيه ولاية حتى الوصاية ونحوها (أنهم خروا) سقطوا (من الثريا) النجم المعروف أي من محلها (وأنهم لم يلوا شيئاً) لما يحل بهم من شدة العقاب والحساب فإن الولاية ¬

_ (¬1) انظر الميزان (7/ 326)، والتقريب (1/ 107)، والكاشف (1/ 245). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 388)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5357). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 20)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5358).

آخرها حسرات يوم القيامة وظاهره أن هذا التمني يكون للعادل وغيره ويحتمل اختصاصه بغير العادل لتنكير أقوام ولقوله إنه يتمنى القاضي العادل أنه ما قضى بين اثنين الحديث فتمنيه غير تمني الجورة (حم (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 7531 - "ليتمنين أقوام لو أكثروا من السيئات الذين بدل الله عز وجل سيئاتهم حسنات. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ليتمنين أقوام) من التائبين. (لو أكثروا من) فعل (السيئات) كأنه قيل: من هم؟ قال: (الذين يبدل الله عز وجل سيئاتهم حسنات) ظاهر الحديث إبدال ذوات السيئات بالحسنات وفي الكشاف: أن المراد من تبديل السيئات حسنات أنه يمحوها بالتوبة ويثبت مكانها الحسنات الإيمان والطاعة والتقوى، وقيل: يبدلهم بالشرك إيماناً وبقتل المسلمين قتل المشركين وبالزنا عفة وإحصاناً هذا كلامه، والحديث إن صح أصلى في تفسير الآية (ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 7532 - "ليجيئنَّ أقوام يوم القيامة ليست في وجوههم مزعة من لحم قد أخلقوها. (طب) عن ابن عمر (ح) ". (ليجيئنَّ) بالجيم من المجيء. (أقوام يوم القيامة ليست في وجوههن مزعة) بضم وسكون للزاي والمهملة قطعة (من لحم) كأنه قيل: فأين ذهبت لحومهم؟ فقال. (قد أخلقوها) بالسؤال فعوقبوا بنزع لحوم الوجوه لأنهم أذلوها لغير الله فعوقبوا فيها على ذلك والحديث إعلام بذم السؤال ومقته والعقاب عليه. (طب (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 520)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5360) وفي السلسلة الصحيحة (361). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 252)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5359). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 310) (13207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4871)، وقال في الضعيفة (4369): موضوع.

7533 - "ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج. (حم خ) عن أبي سعيد (صح) ". (ليحجن) مغير صيغة من الحج. (هذا البيت) أي ليقصده المؤمنون للحج. (وليعتمرن) مثله. (بعد خروج يأجوج ومأجوج) كأن المراد وقتالهم وذلك يدل أنه يستمر التكليف بعد خروجهم ولا ينافي حديث: "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت" (¬1) لاحتمال [4/ 65] أنه من بعدهم يحج ثم لا يحج ثم تقوم الساعة [4/ 65] (حم خ (¬2) عن أبي سعيد). 7534 - "ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون الجهنميين. (ت هـ) عن عمران بن حصين (صح) ". (ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون) عند أهل الجنة. (الجهنميين) نسبة إلى جهنم وكأن هذا الاسم يكون مدحاً لهم حيث أخرجوا من عذاب الله وقد ثبت أنه يخرج الله أقواماً منها لا بشفاعة وأنهم يسمون عتقاء الله وكأن هذا الاسم يختص بمن يشفع لهم المصطفي - صلى الله عليه وسلم - بالإخراج منها (ت هـ (¬3) عن عمران بن حصين)، قال في الكبير عن الترمذي: حسنٌ صحيحٌ، ورمز المصنف هنا لصحته. 7535 - "ليخشين أحدكم أن يؤخذ عند أدنى ذنوبه في نفسه. (حل) عن محمَّد بن النضر الحارثي مرسلاً". (ليخشين) بالخاء المعجمة من الخشية (أحدكم أن يؤخذ عند أدنى ذنوبه) أي ليستعد الخوف ويستشعره عند مقارفة أدنى ذنب يظنه أدنى وإلا فإن محقرات الذنوب قد تهلك صاحبها ولذا قال: (في نفسه) فإنه يتعلق بأدنى ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (1516). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 27)، والبخاري (1593). (¬3) أخرجه الترمذي (2600)، وابن ماجة (4315)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5362).

جداً، وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن يوسف وهو ثقة انتهى وقال شيخه العراقي: الحديث حسن. 7587 - "ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان. (ع هب) عن أبي بكر (ح) ". (ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو إلى الله ذرب) بفتح المعجمة والراء. (اللسان) أي حدته وفحشه، وشكوى الأعضاء لأنه ينالها بسبب اللسان العذاب في الدنيا كحد القذف وتحرير الشتم والقتل بالكفر، وفي الآخرة ذلك أظهر. (ع هب (¬1) عن أبي بكر) رمز المصنف لحسنه. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حبان (¬2) وقد وثقه ابن حبان، وقال الذهبي: ضعفه أبو زرعة. 7588 - "ليس شيء إلا وهو أطوع الله تعالى من ابن آدم. البزار عن بريدة (ح) ". (ليس شيء إلا وهو أطوع لله) أشد طاعة (من ابن آدم) وذلك لأنه أعظم المخلوقات وأحسنها تقويماً وأكثرها التذاذاً بنعم الله تعالى فعصيانه أشد من عصيان كل عاص فإنه تعالى ذكر أنه يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والأشجار والنجوم وعمم ذلك فيها، وقال: في ابن آدم وكثير من الناس. (البزار (¬3) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه. 7589 - "ليس صدقة أعظم أجرا من ماءٍ. (هب) عن أبي هريرة (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (5)، والبيهقي في الشعب (4947)، والضياء في المختارة (3)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5396). (¬2) انظر الميزان (6/ 561)، والمغنى (2/ 686). (¬3) أخرجه البزار كما في الكنز (43683)، والطبرانى في الصغير (908) (909)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 52): رواه الطبراني في الصغير بإسنادين وفيه أبو عبيدة بن الأشجعي ولم أجد من سماه ولا ترجمه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5393).

ويحتمل تعلقه بالخشية والأمر بالمخافة لكونها سببا لانكسار النفس فتدعوا إلى الندامة والتوبة. (حل (¬1) عن محمَّد بن النضر) بالنون والمعجمة (الحارثي مرسلاً). 7536 - "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف متماسكون أخذ بعضهم بيد بعض لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم وجوههم على صورة القمر ليلة البدر. (ق) عن سهل بن سعد (صح) ". (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف) شك من الراوي. (يتماسكون) صفة وروي "متماسكين" على الحالية، قال النووي (¬2): هو بالواو في معظم الأصول، وقال الشارح: إنه في خط المصنف بالياء والذي رأيناه في ما قوبل على خطه بالواو وفسر التماسك بقوله: (أخذ بعضهم بيد بعض) كأنهم المتحابون في الله. (لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم) أي يريد أولهم أجاز آخرهم بالتقدم فيدخلون معاً. (وجوههم على صورة القمر ليلة البدر) في الإنارة والاستدارة (ق (¬3) عن سهل بن سعد). 7537 - "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً لا حساب عليهم ولا عذاب مع كل ألف سبعون ألفاً. (حم) عن ثوبان (ح) ". (ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً) يحتمل أنه حقيقة أو مبالغة كالحديث الأول. (لا حساب عليهم ولا عذاب) لأن الله قد غفر لهم. (مع كل ألف سبعون ألفاً) أي مثلهم لا حساب ولا عقاب وهذا الحديث يخص به عمومات ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4872)، والضعيفة (4370). (¬2) شرح مسلم للنووي (3/ 92). (¬3) أخرجه البخاري (6543)، ومسلم (219).

وعلمته أو أُلقي على لساني من الإلهام (حم طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه قال المنذري: رواه أحمد بإسناد جيد، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني بأسانيد، ورجال أحمد وأحد وإسنادي الطبراني رجالهم رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة. 7540 - "ليدخلن بشفاعة عثمان سبعون ألفاً كلهم قد استوجبوا النار. ابن عساكر عن ابن عباس". (ليدخلن بشفاعة عثمان) هو ابن عفان. (سبعون ألفاً كلهم قد استوجبوا النار) بذنوبهم، لكن لإكرام الله عثمان شفّعه فيهم، وفيه منقبة لعثمان واضحة. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه مع أن ابن عساكر مخرجه لم يسكت عليه بل قال عقيبه: روي بإسناد غريب عن ابن عباس رفعه وهو منكر انتهى. وأقره عليه الذهبي في اختصاره لتاريخه. 7541 - "ليدركن الدجال قوماً مثلكم أو خيراً منكم، ولن يخزي الله أمةً أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها. الحكيم (ك) عن جبير بن نفير (صح) ". (ليدركن الدجال) بالرفع. (أقواما مثلكم) في الطاعة. (أو خيراً منكم) قد استدل به ابن عبد البر (¬3) من أن الأفضلية في خبر خير الناس قرني بالنسبة إلى المجموع لا الأفراد واحتج أيضاً بحديث عمر مرفوعاً: "أفضل الخلق إيماناً أقوام في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني [4/ 66] ... " الحديث. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 257)، والطبرانى في الكبير (8/ 143) (7638)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 381)، والترغيب والترهيب (4/ 241)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5363)، والصحيحة (2178). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (29/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4874)، والضعيفة (4371). (¬3) انظر: التمهيد لابن عبد البر (20/ 250 - 251).

الطيالسي (¬1) وغيره قال ابن حجر: إسناده ضعيف فلا حجة فيه، واحتج أيضاً بحديث أحمد والطبراني، قال أبو عبيدة: يا رسول الله، هل أحد خير منا؟ أسلمنا وجاهدنا معك قال: "قوم يكونون بعدكم يؤمنون بي ولم يروني" (¬2) قال ابن حجر: إسناده حسن وصححه الحاكم (ولن يخزي الله أمةً) في الآخرة (أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها) فيه بشرى للأمة بالنجاة (الحكيم (ك (¬3) عن جبير بن نفير) الأول بالجيم فموحدة فراء، ونفير بالنون ففاء فمثناة تحتية فراء مصغرين رمز المصنف لصحته. 7542 - "ليذكرن الله عز وجل قوم في الدنيا على الفرش الممهدة يدخلهم الدرجات العلى. (ع حب) عن أبي سعيد (صح) ". (ليذكرن الله عز وجل قوم في الدنيا على الفرش الممهدة) في الليل أو النهار أو فيهما يدخلهم (الدرجات العلى) أي بسبب ذكرهم له تعالى ومداومته لأنهم لا يذكرونه على الفرش الممهدة ألا وقد ذكروه على غيرها لأنها مظنة اللهو والغفلة (ع حب (¬4) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: إسناده حسن. 7543 - "ليردن عليَّ ناس من أصحابي الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم اختلجوا دونى فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. (حم ق) عن أنس وعن حذيفة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 96)، وأبو يعلى (160)، وضعفه الألباني في الضعيفة (648). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 106)، والطبراني في الكبير (4/ 22) (3537)، والحاكم (4/ 95 وحسنه الحافظ كما في فيض القدير (5/ 353). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 41)، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4875)، والضعيفة (5100، 5213) وقال: منكر. (¬4) أخرجه أبو يعلى (1110)، وابن حبان (398)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 78)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4876) والضعيفة (5327).

(ليردن عليَّ ناس) وفي رواية قوم. (من أصحابي) في رواية أصيحابي مصغراً (الحوض حتى إذا رأيتهم وعرفتهم) بأعيانهم (اختلجوا) بالخاء المعجمة بعد اللام جيم مغير صيغة من الاختلاج نزعوا وجذبوا قهراً (دونى فأقول ياربِّ أصيحابي أصيحابي) بالتكرير والتصغير أي هؤلاء فهو خبر مبتدأ محذوف (فيقال) جوابا عليه. (إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) مما لا يرضاه، قيل: هم أهل الردة بدليل آخر الحديث فأقول: "سحقا سحقاً". قلت: يبعده أن أهل الردة ليسوا أصحاباً له على بعض حدود الصحابي، وقيل: أهل الكبائر والبدع والظلمة المسرفون في الجور. وقيل: المنافقون، وقال القاضي: هما صنفان: المرتدون عن الاستقامة والعمل الصالح، والمرتدون عن الدين (حم ق (¬1) عن أنس وعن حذيفة) وفي الباب سمرة وأبو بكرة وأبو الدرداء. 7544 - "ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع. (ت حب) عن أنس (صح) ". (ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها) فإن خزائنه بالعطاء مملوءة ويده بالبذل مطلقة وقد أمر عباده بسؤاله فليبشر السائل بنواله. (حتى يسأله شسع) بكسر الشين المعجمة وسكون السين المهملة آخره مهملة. (نعله) أحد سيوره (إذا انقطع) فلا يتعاظم شيئاً يطلبه من مولاه ولا يستحي من طلب شيء ولو حقر (ت حب (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته وفيه قطن بن نسير (¬3) قال في الميزان: كان أبو حاتم يحمل عليه، وقال ابن عدي: يسرق الحديث. 7545 - "ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى يسأله الملح وحتى يسأله شسعه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 281) (5/ 393)، والبخاري (6582)، ومسلم (2304). (¬2) أخرجه الترمذي (3963) وابن حبان (894). وضعفه الألباني (4946)، والضعيفة (1362). (¬3) انظر: الميزان (5/ 474)، والكامل في الضعفاء (6/ 52).

(ت) عن ثابت البناني مرسلاً". (ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى يسأله الملح) لطعامه (وحتى يسأله شسعه) أي شسع نعله كما سلف والمراد الحث على طلب الحاجات من الله قليلها وكثيرها فخزائنه بالخيرات مملوءة ويده بالهبات والعطايا مبسوطة (ت (¬1) عن ثابت البناني (¬2) مرسلاً)، ثابت تقدم أنه بالمثلثة والبناني بضم الموحدة وتخفيف النون وثابت أحد الأعلام وقد رواه البزار عن أنس مرفوعاً بلفظ ليسأل أحدكم ربه حاجته أو حوائجه كلها حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع وحتى يسأله الملح، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير يسار بن حاتم وهو ثقة. 7546 - "ليستتر أحدكم في الصلاة بالخط بين يديه وبالحجر وبما وجد من شيء مع أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء. ابن عساكر عن أنس (ض) ". (ليستتر أحدكم) أمر باتخاذ السترة. (في الصلاة بالخط بين يديه) أي ولو بالخط وإلا فالاستتار بغيره أولى أي يجعل ذلك أمارة للمار به أنه في صلاة فلا يقطع عليه صلاته (وبالحجر وبما وجد من شيء) فيندب له هذا (مع أن المؤمن لا يقطع صلاته شيء) لا يبطلها ولا يقلل أجرها والمسألة فيها خلاف في الفروع وتفصيل، (ابن عساكر (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وفيه حيوة بن المبارك، قال في الميزان: نكرة حدث بمصر عن الأنصاري عن أبيه عن جده عن أنس بهذا الحديث وساقه ثم قال: رواته ثقات غير حيوة والخبر منكر انتهى. 7547 - "ليستحي أحدكم من ملكيه اللذين معه كما يستحى من رجلين ¬

_ (¬1) أخرجه مرسلاً البيهقي في الشعب (1117) وعزاه في الكنز (3140) إلى الترمذي مرسلاً وأخرجه البزار كما في المجمع (10/ 150) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4945). (¬2) تقريب التهذيب (810). (¬3) أخرجه ابن عساكر (8/ 291)، وأورده ابن حجر في اللسان (2/ 371)، وقال: الخبر منكر. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4947)، والضعيفة (1896) وقال: منكر.

صالحين من جيرانه وهما معه بالليل والنهار. (هب) عن أبي هريرة". (ليستحى أحدكم من ملكيه) بالتثنية (اللذين معه) هما حافظاه الذين لا يفارقانه (كما يستحى من رجلين صالحين من جيرانه وهما) أي الملكان (معه بالليل والنهار) لا يفارقانه ساعة منهما وظاهره عام في يقظة ومنام (هب (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وقد قال مخرجه البيهقي: إسناده ضعيف وله شاهد ضعيف انتهى. 7548 - "ليسترجع أحدكم في كل شيء حتى في شسع نعله فإنها من المصائب، ابن السنى في عمل اليوم وليلة عن أبي هريرة". (ليسترجع أحدكم) أي يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون، سُميت استرجاعاً لأن فيها الإقرار بالرجوع إلى الله [4/ 67]، فكأنه طلب الرجوع إليه (في كل شيء) أصابه بأذى (حتى في) انقطاع (شسع نعله فإنها) أي هذه المصيبة الدال عليها السياق (من المصائب) التي يسترجع عندها، (ابن السنى (¬2) في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه يحيى بن عبيد الله (¬3) وهو التيمي، قال الذهبي في الضعفاء: قال أحمد: ليس بثقة. 7549 - "ليستغن أحدكم بغنى الله غداء يومه وعشاء ليلته. ابن المبارك عن واصل مرسلاً". (ليستغن) بالغين المعجمة (أحدكم) عن الناس (بغنى الله) وفسره بقوله (غداء يومه) بالإضافة (وعشاء ليلته) مثله ونصبهما على الظرفية فإن أصبح ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7739)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4948)، والضعيفة (2299) وقال ضعيف جدًا. (¬2) أخرجه ابن السني (354)، والبزار (3475)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5448). (¬3) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 739).

عنده غداء يومه فهو في غنا الله وإن أمسى عنده عشاء ليلته فهو في غنا الله، (ابن المبارك (¬1) عن واصل مرسلاً)، واصل في التابعين جماعة السدى ورقاشي وبصري وغيرهم فكان عليه أن يميزه. 7550 - "ليسلم الراكب على الراجل وليسلم الراجل على القاعد وليسلم الأقل على الأكثر فمن أجاب السلام فهو له ومن لم يجب فلا شيء له. (حم خد) عن عبد الرحمن بن شبل (ح) ". (ليسلم الراكب) مبتدأ. (على الراجل) والأمر للإرشاد وإلا فإنه لا يجب أن يبدأ بالسلام (وليسلم الراجل) إذا مر (على القاعد وليسلم الأقل على الأكثر). إن قلت: فإذا كان الأكثر ركاباً والأقل مشاة فهل يعتبر بالركوب أو بالأقلية في البداية. قلت: كل قد حصل فيه وجه للبداية فأيهما بدأ فقد أتى بالسنة ويحتمل أنه أريد بأنه يبدأ الأول إذا كانوا في غير صفة القلة والكثرة سواء بأن يكونوا مشاة جميعاً أو ركاباً جميعًا والله أعلم. (فمن أجاب السلام فهو له) أي أجره له (ومن لم يجب فلا شيء له) من الأجر بل عليه وزر، إن ترك الجواب لغير عذر (حم خد (¬2) عن عبد الرحمن بن شبل) رمز المصنف لحسنه. 7551 - "ليس الأعمى من يعمى بصره إنما الأعمى من تعمى بصيرته. الحكيم (هب) عن عبد الله بن جراد (ض) ". (ليس الأعمى) حقيقة. (من يعمى بصرة) عن إدراك المحسوسات، قال جار ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (ص: 411)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4950). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 444)، والبخاري في الأدب المفرد (992)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5450)، والصحيحة (2199).

الله (¬1): العمى أن تصاب الحدقة بما يطمس نورها واستعماله في القلب استعارة وتمثيل (إنما الأعمى من تعمى بصيرته) قال جار الله (¬2): البصيرة نور القلب الذي يستبصر به كما أن البصر نور العين الذي يبصر به أي أن البصيرة هى النافع نورها في منافع الدارين (الحكيم هب (¬3) عن عبد الله بن جراد) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه يعلي بن الأشدق (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: قال البخاري: لا يكتب حديثه. 7552 - "ليس الإيمان بالتمنى ولا بالتحلي ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل. ابن النجار (فر) عن أنس". (ليس الإيمان) الله ورسوله (بالتمنى) التشهى (ولا بالتحلي) بالحاء المهملة بعد المثناة الفوقية أي التزين بالقول والعمل كما كان في المنافقين (ولكن هو ما وقر) بالقاف والراء بزنة حمل (في القلب) أي قر فيه وثبت وذلك معرفة الله تعالى، وهو نور يقذفه الله في قلب من طهر بالمجاهدة قلبه وأعلى رتبة أهل هذا النور هو المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (وصدقه العمل) وإذا وقع النور في القلب فإنه يصدقه العمل بلا شك والمراد به العمل الذي أمر الله تعالى به ورسوله ففيه أن الإيمان معرفة بالقلب يصدر عنها صدق العمل ويدخل القول فيه (ابن النجار فر (¬5) عن أنس). ¬

_ (¬1) انظر: الكشاف (1/ 806). (¬2) انظر: الكشاف (1/ 373). (¬3) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 211)، والبيهقي في الشعب (1372)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4879) وقال ضعيف جداً. (¬4) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 760). (¬5) أخرجه الديلمى في الفردوس (5232)، وأخرجه ابن أبي شيبة (35211)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 263)، والبيهقي في السنن (66)، عن الحسن موقوفاً عليه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل (6/ 288) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن بن بجير من رواية أبي هريرة وقال: روى عن الثقات بالمناكير وعن أبيه عن مالك بالبواطيل ثم ذكر من طريقه عن أبيه عن مالك. وقال الألباني =

سكت عليه المصنف قال العلالي: حديث منكر بمرة تفرد به عبد السلام بن صالح (¬1) العابد قال النسائي: متروك وابن عدي مجمع على ضعفه وقد رُوي معناه عن الحسن بسند جيد من قوله وهو الصحيح. 7553 - "ليس البر في حسن اللباس والزي ولكن لبس السكينة والوقار. (فر) عن أبي سعيد". (ليس البر) بكسر الموحدة: الخير والبركة (في حسن اللباس والزي) الهيئة الحسنة (ولكن البر السكينة) هي الرزانة (والوقار) الحلم والأناة، حيث عطفه عليها وإلا فالوقار هو الرزانة كما في القاموس (¬2)، ففيه أن البر المحمود عند الله هو السكينة والوقار لا حسن اللباس والزى وكأنه كان يتهم متهم أن ذلك هو البر (فر (¬3) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف. 7554 - "ليس البيان كثرة الكلام ولكن فصل فيما يحب الله ورسوله وليس العي عي اللسان ولكن قلة المعرفة بالحق. (فر) عن أبي هريرة". (ليس البيان) الوضوح والانكشاف وظهور المراد. (كثرة الكلام ولكن فصل) بالفاء مفتوحة والمهملة أي ولكن كلام فاصل بين الحق والباطل. (فيما يحب الله ورسوله) أو مفصول أي بين واضح فالبيان ما جمع الأمرين الفصل وكونه فيما يحبه الله ورسوله (وليس العي) من عيا في النطق كرضي عيا بالكسر حصر (عي اللسان) كما هو متعارف العرب (ولكن) الذي ينبغي أن يسمى عيا ¬

_ = في ضعيف الجامع (4880)، والضعيفة (1098): موضوع. (¬1) انظر الكامل (5/ 331)، والمغنى في الضعفاء (2/ 394). (¬2) القاموس المحيط (ص 635). (¬3) قال في فيض القدير (2/ 226): فيه محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني قال الذهبي: ضعفوه، وعزاه في كنز العمال للديلمي في مسند الفردوس (3/ 6401)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4881)، والضعيفة (4406).

هو. (قلة المعرفة بالحق) فإن ذلك هو العي. وما ينفع الأعراب إذا لم يكن تقىً ... وما ضرذا التقوي لسان معجم (فر (¬1) عن أبي هريرة) ورواه عنه أبو نعيم وسكت عليه المصنف وفيه زياد بن أنعم ورشدين بن سعد وهما ضعيفان [4/ 68]. 7555 - "ليس الجهاد أن يضرب الرجل بسيفه في سبيل الله تعالى إنما الجهاد من عال والديه وعال ولده فهو في جهاد ومن عال نفسه فكفها عن الناس فهو في جهاد. ابن عساكر عن أنس (ض) ". (ليس الجهاد) الذي أمر الله به عباده (أن يضرب الرجل بسيفه في سبيل الله) أي لتكون كلمة الله هي العليا (إنما الجهاد من عال والديه) أي قام بمؤنتهما. (وعال ولده) أي عال أصوله وفروعه (فهو) الذي يستحق أن يقال له أنه (في جهاد) وفيه إلمام لمشقة كفالة الآباء والأبناء وأنها جهاد في مشقته فهو في جهاد. (ومن عال نفسه فكفها عن الناس) أي عن طلب رفدهم وبرهم (فهو في جهاد) وفيه الدلالة على فضيلة عيالة الأبناء والآباء والسعي عليهم وذلك كله مراد به ما كان لله عز وجل (ابن عساكر (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وأخرجه أبو نعيم والديلمى بلفظه عنه. 7556 - "ليس الخبر كالمعاينة (طس) عن أنس (خط) عن أبي هريرة (ح) ". (ليس الخبر) عن الشيء. (كالمعاينة) له قال الكلاباذي: الخبر خبران صادق لا يجوز عليه الخطأ وهو خبر الله ورسوله ومحتمله وهو ما عداه فإن حمل عل الأول فالمراد أن الخبر أقوى وآكد وأبعد عن الشكوك إذا كان خبر ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (5215)، وأبو نعيم (8/ 59)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4882) (¬2) أخرجه الديلمى في الفردوس (5225)، وابن عساكر (21/ 172)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 300) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4883)، والضعيفة (1989).

الصادق والمعاينة قد يخطئ فقد يرى الإنسان الشيء على خلاف ما هو عليه كقصة موسى عليه السلام والسحرة، وإن حمل على الثاني، فالمراد ليس المعاينة كالخبر بل هى أقوى وآكد لأن المخبر لا يطمئن قلبه ويزول عنه الشكوك في خبر من يجوز عليه السهو والغلط والحاصل أن خبر الصادق أقوى من المعاينة وخبر غيره عكسه هذا معنى ما قاله. قلت: وما قاله محل تأمل فالحديث عام لخبر الصادق وغيره إذ المعاينة في خبر الصادق تفيد عين اليقين وخبره يفيد علم اليقين وبينهم بون وأما في خبر غيره فكون المعاينة أقوى أظهر وأما كونها قد تكذب كقصة موسى فنادر والإخبار عن الغالب، والحديث الآتي قاض بدخول خبر الله، ويقاس عليه خبر رسوله ويدخل خبر الغير بالأولى لأنه إذا كانت المشاهدة آكد في حق خبر الصادق فأولى أنها آكد في خبر غيره وفيه احتمال آخر وأن المراد ليس الخبر عن الشيء وصفاته تصيره كالعيان بل لا بد عند المعاينة من ظهور زيادة أو نقصان عما احتوى عليه الإخبار عنه وهذا الحديث من جوامع الكلم ويعد من الكلمات السائرة (طس (¬1) عن أنس خط عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وقال الزركشي: ظن كثير من الشراح أنه ليس بحديث وهو حديث حسن أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم من طرق، وقد قيل: إنه معلول بأن هشيماً لم يسمعه من أبي بشر وزيادته قال ابن حبان: لم يتفرد به أبو بشر بل له طرق ذكرتها في المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر (¬2). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6943)، والضياء في المختارة (1828)، وابن عدى في الكامل (1/ 200)، وابن حبان في المجروحين (1/ 154) من حديث أنس، وأخرجه الخطيب في تريخه (8/ 27) من حديث أبي هريرة، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 153)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5373). (¬2) انظر: المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر (ص: 181)، والمقاصد الحسنة (ص: 188).

7557 - "ليس الخبر كالمعاينة إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت. (حم طس ك) عن ابن عباس (صح) ". (ليس الخبر كالمعاينة) بدليل. (إن الله تعالى خبر موسى بما صنع قومه في العجل) بقوله تعالى: {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} الآية [طه: 85] (فلم يلق الألواح) التي أنزلها الله إليه أي لم يشتد غضبه حتى ألقاها. (فلما عاين ما صنعوا) من عكوفهم على عبادة العجل غضب و (ألقى الألواح فانكسرت) لعظم ما هاله مما آتوه من المعصية فدل على أن المعاينة أعظم من الخبر مع أنه أخبره المحيط بكل شيء علماً فلم يقع منه الخبر كما وقعت منه المعاينة وفيه أنه يحتمل أن المراد ليس أثر الخبر عند المخبر كأثر المعاينة وإن كانا سواء في قوة التصديق لكن يصدر عن المعاينة ما لا يصدر عند الخبر وهذا الاحتمال أليق بالاستدلال بقصة الكليم (حم طس ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وصحَّحه ابن حبان. 7558 - "ليس الخلف أن يعد الرجل ومن نيته أن يفي ولكن الخلف أن يعد الرجل ومن نيته أن لا يفي. (ع) عن زيد بن أرقم (ح) ". (ليس الخلف) مصدر أخلف وعده والمراد الخلف الذي هو أحد خصال المنافق كما سلف في: آية المنافق في ثلاث. (أن يعد الرجل ومن نيته أن يفي) أي وعد حال كونه ناوياً للوفاء بوعده فعرض ما منع من الوفاء فهذا لا يكون مخلفاً لوعده ولا مذموماً ولا آثماً. (ولكن الخلف) المذموم (أن يعد الرجل ومن نيته أن لا يفي) فهذا هو المذموم ولو اتفق أنه وفي فإنه آثم بالنية للخلف ما ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 215، 271)، والطبرانى في الأوسط (25)، والحاكم (2/ 321)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 153)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5374).

ذاك إلا لأن الأعمال بالنيات وهذا شامل لكل وعد وكل خلف، قال في شرح مسلم: أوجب الوفاء بالوعد الحسن وبعض المالكية (ع (¬1) عن زيد بن أرقم) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أيضاً الديلمى وغيره. 7559 - "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. (حم ق) عن أبي هريرة (صح). (ليس الشديد) القوي. (بالصرعة) بمهملات مضموم [4/ 69]، الأولى مفتوح الراء أكثر الصرع لغيره أي إلقائه إلى الأرض بقوة قال المنذري (¬2): الصرعة بضم ففتح من يصرع الناس كثيراً لقوته وأما بسكون الراء فالضعيف الذي يصرعه الناس حتى لا يكاد يثبت مع أحد للمبالغة (إنما) الذي ينبغي أن يسمي (بالشديد الذي يملك نفسه) عن الانتصاف (عند الغضب) فيقهر نفسه ويتصرف فيها تصرف المالك بحيث لا يغلبه وقد قدمنا في الجزء الأول وجه هذا الكلام ونحوه من أن الأولى بالاسم المشتهر في مسمى أن يكون لغيره نقلاً منا عن ابن القيم الجوزيه (حم ق (¬3) عن أبي هريرة) وفي الباب غيره. 7560 - "ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل إنى صائم إني صائم. (ك هق) عن أبي هريرة (صح) ". (ليس الصيام) الذي أمر الله به (من الأكل والشرب) كما هو المعروف عند غالب الناس (إنما الصيام) الحقيقي (من اللغو) باطل الكلام (والرفث) الفحش من القول فتركهما هو الصيام المكتوب أجره وفاعلهما مع تركه الأكل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (5363)، وكذلك الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1179)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4884)، والضعيفة (4373). (¬2) انظر: الترغيب والترهيب (3/ 301). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 268)، والبخاري (6114)، ومسلم (2609).

والشرب غير صائم لاختلال أجره ونقصان ثوابه حتى كأنه غير صائم (فإن سابك أحد) أي سبك ففاعل بمعنى فعل (أو جهل عليك) في كلامه (فقل) بلسانك أو بقلبك (إنى صائم إني صائم) زجراً لنفسك عن التعرض بما يعطل أجر صومها وله عن التعرض لأذيته (ك هق (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته ورواه عنه الديلمى. 7561 - "ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس. (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (ليس الغنى عن كثرة العرض) بفتح المهملة والراء وسكونها كما في المشارق قال: على ما في المقاييس لابن فارس. (ولكن الغنى غنى النفس) أي قنوعها. غنى النفس ما يكفيك عن سد خلة ... فإن زاد شيئًا عاد ذاك الغنى فقرًا وليس هذا الحديث تحديد للغنى الشرعي الذي يحرم به الزكاة والسؤال حث على القناعة وإخبار بأنها هي الغنى الذي ينبغي التسمية له به (حم ق ت هـ (¬2) عن أبي هريرة)، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 7562 - "ليس الفجر بالأبيض المستطيل في الأفق ولكنه الأحمر المعترض. (حم) عن طلق بن علي (ح) ". (ليس الفجر) الشرعى. (بالأبيض المستطيل في الأفق) الذي يرتفع إلى السماء وتسميه العرب ذنب السَّرْحان. (ولكنه) أي الفجر. (الأحمر المعترض) في الأفق فهو يخالف الأول صفة ومحلاً والاعتراض الانتشار في عرض السماء وكأن العرب كانت تسمى الأول فجراً فأراد - صلى الله عليه وسلم - إعلام المشرعين بالفجر ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 431)، والبيهقي في السنن (4/ 270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5376) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5376) وصحيح الترغيب (1082). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 389)، والبخاري (6446)، ومسلم (1051)، والترمذي (2373)، وابن ماجة (4137).

الشرعى (حم (¬1) عن طلق بن علي) الحنفي رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: إسناده حسن. 7563 - "ليس الكذاب بالذي يصلح بين الناس فينمى خيراً ويقول خيراً. (حم ق د ت) عن أم كلثوم بنت عقبة (طب) عن شداد بن أوس (صح) ". (ليس الكذاب) الذي يأثم ويذم. (الذي يصلح) بكذبه. (بين الناس فينمي) بفتح أوله وكسر الميم أي يبلغ وينقل عن أحد الرجلين المتهاجرين. (خيراً) من القول أو (يقول خيراً) كأنه شك من الراوى فإن مثل هذا جائز محمود قد يندب وقد يجب لكن في اشتراط قصد التورية خلاف، وليس المراد نفي ذات الكذب بل نفي إثمه فالكذب كذب لإصلاح وغيره، وقوله: (ينمي خيراً) أي يبلغه عن الغير وإن لم يقله بل وإن قال شراً يقل خلافه فهذا جائز بين الناس للإصلاح، والكذب في الحرب أن يتحدث بما يقوى جأش أصحابه ويكيد عدوه، والكذب للزوجة أن يعدها ويمنيها، قال النووى: وقد ضبط العلماء ما يباح من الكذب وأحسن ما رأيته في ضبطه قول الغزالي (¬2): الكلام وسيلة إلى المقاصد فكل مقصد محمود يمكن التوصل إليه بالصدق والكذب جميعاً فالكذب حرام فيه لعدم الحاجة وإن أمكن التوصل إليه بالكذب ولم يمكن بالصدق فالكذب فيه مباح لمباح وواجب لواجب. قلت: وفي الحديث دليل على عظم شأن الإصلاح بين الناس لأنه أبيح له ما قبح عقلاً وشرعا بل أوجب تارة فيه ويؤخذ منه شدة قبح السعي في إفساد ذات بينهم وعظم جرمه وعقوبته (حم ق د ت (¬3) عن أم كلثوم بنت عقبة طب عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 23)، وحسنه العراقي كما في تخريج الإحياء (2/ 226)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5378). (¬2) إحياء علوم الدين (3/ 137). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 403)، والبخاري (2692)، ومسلم (2605)، وأبو داود (4920، 4921)، =

شداد بن أوس) الخزرجى. 7564 - "ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه. (طب) عن طلق بن علي (ح) ". (ليس المؤمن الذي لا يأمن جاره) تقدم تحديد الجار وأنه أربعون داراً. (بوائقه) دواهيه جمع بائقة وهي الداهية ولازمة بل المؤمن الذي يأمن جاره بوائقه، والمراد نفي كمال الإيمان لأن ذلك يخرج عن الإيمان بالكلية (طب (¬1) عن طلق بن علي) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه أيوب بن عتبة ضعفه الجمهور وهو صدوق كثير الخطأ. 7565 - "ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه". (خد طب ك هق) عن ابن عباس (صح) ". (ليس المؤمن بالذي يشبع) ولفظ الحاكم بالذي يبيت شبعاناً. (وجاره جائع إلى جنبه) [4/ 70] لإخلاله بما يتوجه في الشريعة من حق الجوار وهذا والذي قبله من أدلة عظم حق الجار على جاره وأحاديثه واسعة (خد طب ك هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وتعقَّبه الذهبي في التلخيص بأنه من حديث عبد العزيز بن يحيى وليس بثقة، وفي المهذب (¬3): بأن فيه ابن المساور مجهول، وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات، وقال المنذرى: ¬

_ = والترمذي (1938)، والنسائي في السنن الكبرى (8642)، وأخرجه الطبراني في الكبير (7/ 291) (7169) عن شداد بن أوس الخزرجى. (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 334) (8250)، وفي الأوسط (7979)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 169)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5380). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (112)، والطبرانى في الكبير (12/ 154) (12741)، والحاكم (4/ 167)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 178)، والترغيب والترهيب (3/ 243)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5382)، والصحيحة (149). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (8/ رقم 15214).

رجال الطبراني وأبي يعلى ثقات. 7566 - "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء. (حم خد حب ك) عن ابن مسعود (صح) ". (ليس المؤمن) الكامل في إيمانه. (بالطعان) في الأعراض بنحو ذم وغيبة، في الأحرار لما في أساس البلاغة من كناية ومجاز، ومن مجازه طعن فيه وعليه وهو طعان في أعراض الناس، قال ابن العربي (¬1): إنما سمَّاه طعاناً لأن سهام الكلام كسهام النصال حسا وجرح اللسان كجرح اليد. (ولا اللعان) كثير اللعن لأي شيء فإنه منهي عنه وقصره على الناس تقصير كما قاله الشارح (ولا الفاحش) في كلامه قال ابن العربي: الفحش في الكلام لما يكره سماعه مما يتعلق بالدين (ولا البذيء) الفاحش في منطقه وإن كان صادقاً (حم خد حب ك (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، قال ابن القطان (¬3): لا ينبغي أن يصحح لأن فيه محمد (¬4) بن سابق (¬5) البغدادي وهو ضعيف وإن كان مشهوراً وربما وثقه بعضهم وقال الدارقطني: روي مرفوعاً وموقوفاً والوقف أصح. 7567 - "ليس المسكين الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنا يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس. مالك (حم ق د ن) عن أبي هريرة (صح) ". (ليس المسكين) الكامل في الاتصاف بذلك (الذي يطوف على الناس فترده ¬

_ (¬1) انظر: عارضة الأحوذي (8/ 144). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 404)، والبخاري في الأدب المفرد (312)، وابن حبان (192)، والحاكم (1/ 57). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5381)، والصحيحة (320). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 301) رقم (2489). (¬4) في المخطوط (محرم) والصواب (محمد) كما أثبتناه. (¬5) انظر المغنى في الضعفاء 2/ 583، الميزان 6/ 157.

اللقمة واللقمتان) وفي رواية الأكلة والأكلتان (والتمرة والتمرتان) وذلك لأن المتردد على الأبواب يمكن تحصيل ما يشبعه وليس المراد نفي المسكنة عن الطواف للإجماع على أن السائل الطواف المحتاج مسكين بل المراد نفي كمالها كما أشرنا إليه. (ولكن المسكين) في الحقيقة. (الذي لا يجد غناً) بكسر المعجمة والقصر يساراً (يغنيه) صفة لغنى وهو زائد على مطلق الغنى لأنه حصول الغنية به بحيث لا يحتاج إلى غيره (ولا يفطن له) بالبناء للمجهول لا يفطن له أحد ليحمله وعدم شكواه (فيتصدق عليه) بالنصب بالفاء لوقوعها بعد نفي (ولا يقوم فيسأل الناس) فهذا يجب على من يعرفه التصدق عليه وهو المحروم لحرمان الناس له والحديث إعلام أن غير السائل الطواف قد يكون أحق بالصدقة لكمال صفة المسكنة فيه (مالك حم ق د ن (¬1) عن أبي هريرة). 7568 - "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا انقطعت رحمه وصلها. (حم خ د ت) عن ابن عمرو (صح) ". (ليس الواصل) حقيقة لإرحامه ولغيرهم وإن كان أجره دال على الأول لكن التعميم يستفاد من غيره. (بالمكافئ) المجازي له على مواصلته وهذا وإن كان واصلاً (لكن الواصل) حقيقة الذي ينبغي إطلاق ذلك عليه. (الذي إذا انقطعت رحمه) خصها لأنها الأغلب في الصلة والقطع فلا ينافى التعميم. (وصلها) فهذا على أعلي الواصلين رتبة وأكملهم في ذلك وهو منتزع من قوله تعالى: {فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] وإن كان في الآية أخص من جهة وأعم من أخرى (¬2)، (حم خ د ت (1) عن ابن عمرو) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه مالك (1645)، وأحمد (2/ 393)، والبخاري (4539)، ومسلم (1039)، وأبو داود (1631)، والنسائي (5/ 84). (¬2) جاءت العبارة التالية في الهامش: قال العلقمي: إذا قطعت رحمه وصلها أي الذي إذا منع أعطي وقطعت ضبط في بعض الروايات بضم أوله وكسر ثانيه على البناء للمجهول وفي أكثرها بفتحتين.

المصنف لصحته ورواه ابن حبان وغيره. 7569 - "ليس أحد أحب إليه المدح من المدح من الله ولا أحد أكثر معاذير من الله. (طب) عن الأسود بن سريع (صح) ". (ليس أحد أحب إليه المدح من الله) أكثر محبوبية لأن يمدحه كل مادح أو لأن يمدح هو كل من يستحق ذلك وعلى الأخير إن ربنا لغفور شكور والأول هو الأقرب إلى مراد الحديث، (ولا أحد أكثر معاذير) جمع معذرة. (من الله) فإنه أعذر إلى عباده بإرسال الرسل وإنزال الكتب والإلهامات والمنامات والزواجر وما لا ينحصر لئلا يكون للناس على الله حجة ويؤخذ من قوله أحب في الطرفين، وفيه ينبغي للمؤمن أن يحب أن يمدح بأن يأتي بخصال الخير للوجه الذي يريده الله تعالى فيمدحه الله وملائكته والعباد وكذلك ينبغي له أن يكثر المعاذير فيما يأتيه وذلك بالتوبة إلى الله والاعتذار عن معاصيه بها (طب (¬2) عن الأسود بن سريع) وتقدم من حديثه أيضاً في "أن الله ... " أخرجه الطبراني أيضاً رمز المصنف لصحته، وقد رواه البخاري في التوحيد، ومسلم في اللعان. 7570 - "ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإِسلام لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله. (حم) عن طلحة". (ليس أحد أفضل عند الله) أكثر ثوابا عنده من جهة التعمير. (من مؤمن يعمر في الإسلام) يطول عمره فيه ثم أبان علة الأفضلية بقوله. (لتكبيره وتحميده وتسبيحه وتهليله) هذه المعانى يجمعها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وتقدم كثرة أجرها مراراً، [4/ 71] وأنها الباقيات الصالحات ¬

_ = (1) أخرجه أحمد (2/ 163)، والبخاري (5991)، وأبو داود (1697)، والترمذي (1908). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 285) (836)، وأخرجه البخاري (4634)، ومسلم (2760) عن عبد الله بن مسعود.

والمؤمن يطول عمره بكثرة ذكره لله وبذلك ففضيلة العمر لما فيها من الذكر الكثير لا لذاتها. (حم (¬1) عن طلحة) سكت عليه المصنف. 7571 - "ليس أحد أحق بالحدة من حامل القرآن لعزة القرآن في جوفه. أبو نصر السجزى في الإبانة (فر) عن أنس". (ليس أحد أحق بالحدة) بالمهملات والمراد بها الصلابة في الدين. (من حامل القرآن) حافظه. (لعزة القرآن في جوفه) وإذا عز القرآن في جوفه تصلب في دينه فهو إذا لم يتصلب في دينه لم يرع حق القرآن وحمله إياه (أبو نصر السجزى في الإبانة فر (¬2) عن أنس) سكت المصنف عليه. وفيه بشر بن الحسين، قال في الميزان: بشر (¬3) هذا قال الدارقطنى: متروك، وقال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ، وقال أبو حاتم: يكذب على الزبير، وفي اللسان عن ابن حبان: لا ينظر في شيء رواه عن الزبير إلا للتعجب وكذبه الطيالسي. 7572 - "ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار. (هب) عن عائشة (ح) ". (ليس أحد من أمتي يعول) أي يكفل وزناً ومعنى يقوم بكفاية (ثلاث بنات أو ثلاث أخوات) يحتمل أنها للشك والأقرب أنها للتنوع (فيحسن إليهن) أي يعولهن ومع ذلك يحسن إليهن في الإقامة فلا يمن عليهن ولا يظهر الضجر من صحبتهن (إلا كن له ستراً من النار) وقاية من دخوله إياها وذلك أنه سترهن في ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 163)، قال الهيثمي (10/ 204): لطلحة حديث رواه ابن ماجه في التعمير غير هذا، رواه أحمد فوصل بعضه وأرسل أوله، ورواه أبو يعلى والبزار فقالا: عن عبد الله بن شداد عن طلحة فوصلاه بهذه ورجالهم رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5371). (¬2) أخرجه الديلمى في الفردوس (2775)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 141)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4877): موضوع. (¬3) انظر الميزان (2/ 26)، والكامل (2/ 10)، واللسان (2/ 21) وقالا: قال البخاري: فيه نظر، وقال الدراقطني: متروك.

الدنيا عن الامتهان وذل السؤال فسترنه في الآخرة عن عقاب النار جزاء وفاقاً. (هب (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 7573 - "ليس أحد منكم بأكسب من أحد قد كتب الله المصيبة والأجل وقسم المعيشة والعمل فالناس يجرون فيها إلى منهي. (حل) عن أبي مسعود". (ليس أحد منكم بأكسب من أحد) أكثر كسبا في طلب النفع ودفع الشر بل كل كاسب بقدر ما قُدِّرَ له. (قد كتب الله المصيبة) في المال والأهل والنفس والولد. (والأجل) فلا نفع لكسب كاسب في دفع ذلك. (وقسم المعيشة والعمل) لطلبها فلا أثر للكسب في غير ما كتبه الله. نحن قسمنا الرزق بين الورى ... فأدب النفس ولا تعترض وسلم الأمر لأحكامنا ... فكل عبد رزقه قد فرض (والناس يجرون فيها) بالجيم والراء والضمير للدنيا وإن لم يتقدم لها ذكر. (إلى منتها) قدره الله لهم من الآجال والأرزاق وغيرها ولا يتوهم أن هذا إبطال للكسب والسعي وقد أمر الله بهما بل إخبار بأنه لا يأتى الكسب بغير ما قد كتبه الله فالشيء الآتى بالكسب قدره الله مشروطاً بالكسب. (حل (¬2) عن أبي مسعود)، سكت المصنف عليه. 7574 - "ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنهم ليدعون له ولداً ويجعلون له أنداداً وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم. (ق) عن أبي موسى (صح) ". (ليس أحد أصبر على أذى سمعه من الله) وكأنه قيل: وكيف ذلك فقال. (إنهم) أي المشركين. (ليدعون له ولداً) قالوا اتخذوا الله ولداً، كقول النصارى: ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (11023)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5372). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 116)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4878) وقال: ضعيف جداً.

المسيح ابن الله، وقالت اليهود: عزير ابن الله، وقال المشركون: الملائكة بنات الله (ويجعلون له أنداداً) كما صرحت به الآية جمع ند وهو المثل زنة ومعنى وهذا بيان الأذى وقوله. (وهو مع ذلك يعافيهم ويرزقهم) بيان آثار الصبر وفيه أنه يطلق الصبر عليه تعالى وثبت في صفاته الصبور. (ق (¬1) عن أبي موسى) ورواه عنه النسائي في التفسير. 7575 - "ليس بحكيمٍ من لم يعاشر بالمعروف من لا بد من معاشرته حتى يجعل الله له من ذلك مخرجاً. (هب) عن أبي فاطمة الأيادي". (ليس بحكيم من لم يعاشر) المعاشرة المخالطة (بالمعروف من لا بد من معاشرته) كالزوجة والخادم ونحوه من صديق ورفيق (حتى يجعل الله له من ذلك مخرجاً) فيه الحث على المداراة وحسن الصحبة وهو باب واسع (هب (¬2) عن أبي فاطمة الأيادي) بكسر الهمزة وفتح المثناة التحتية ودال مهملة نسبة إلى إياد بن نزار بن معد بن عدنان، وأخرجه الحاكم، وقال: لم نكتبه إلا بهذا الإسناد وإنما يعرفه عن محمد بن الحنفية من قوله انتهى. وقال ابن حجر: المعروف موقوف، وقال العلائي: هذا إنما هو من كلام ابن الحنفية. 7576 - "ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته، وليس بخيركم من ترك آخرته لدنياه، حتى يصيب منهما جميعاً فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة ولا تكونوا كلاًّ على الناس. ابن عساكر عن أنس (ض) ". (ليس بخيركم) في دينه (من ترك دنياه لآخرته) إيثاراً لها (وليس بخيركم من ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7378)، ومسلم (2804)، والنسائي في السنن الكبرى (11323). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (8104)، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (889) وأبو نعيم في الحلية (3/ 175) من حديث محمد بن الحنفية موقوفاً عليه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4885)، وقال في الضعيفة (2658): منكر.

ترك آخرته لدنياه) وهذا معروف أنه ليس بخيرهم لكن ذكر له مقابلة (حتى يصيب منهما) من الدنيا والآخرة. (جميعاً) وكأن القلوب تنكر كون تارك الدنيا لأجل آخرته ليس بخير الناس فأزال ذلك بقوله (فإن الدنيا بلاغ إلى الآخرة) فالآخذ بلاغه منها خير من تاركه (ولا تكونوا كلاًّ) بفتح الكاف عيالاً وثقلاً (على الناس) أي خذوا المتاع من الدنيا ولا تكونوا: إلخ، قال بعض السلف: المال سلاح المؤمن وكان سفيان يتجر، ويقول: وهو يقلب بضاعته لولا هي لتمندل بنا بنو العباس، وقيل: له إنها تدنيك من الدنيا قال: لإن أدنتنى منها لقد صانتنى عنها. (ابن عساكر (¬1) عن أنس) [4/ 72] ورواه الديلمى بلفظه عنه رمز المصنف لضعفه. 7577 - "ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله. (ك) عن أنس" (صح). (ليس بمؤمن) كامل الإيمان. (من لا يأمن جاره غوائله) تقدم قريباً بلفظ: "بوائقه" والغوائل الدواهى والمراد الأسوأ والأذايا وإنما نفى عنه كمال الإيمان لأنه تعالى وصى في حفظ الجار ورعايته فإذا عامله بخلاف ذلك فما كمل إيمانه بما أمر به (ك (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 7578 - "ليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (ليس بمؤمن مستكمل الإيمان) تصريح بالقيد الذي تقيد به هذه الإطلاقات. (من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة) وتمام الحديث شرح صدره فإن تمامه عند مخرجه، قالوا: كيف يا رسول الله قال: "إن البلاء لا يتبعه إلا الرخاء" وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا البلاء انتهى، فأراد - صلى الله عليه وسلم - أنه يعد باعتبار ما يتبعه وتعقبه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (65/ 197)، وقال الألباني في الضعيفة (4886) موضوع، وفي الضعيفة (500): باطل. (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 165)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5387)، والصحيحة (2181).

نعمة ومصيبة (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن يحيى المدني، قال البخاري: كان يضع الحديث انتهى فكان على المصنف حذفه من كتابه ليتم ما وعد به في خطبته. 7579 - "ليس بين العبد المؤمن والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك. (هـ) عن أنس (صح) ". (ليس بين العبد المؤمن والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك) ظاهر الحديث أن تركها عمدًا يخرج عن الإيمان إلى ضده ويحتمل أنه أريد أتى نوعاً وصفة من صفات الشرك وفيه عظم شأن الصلاة (هـ (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته ورواه مسلم بدون فإذا ... الخ. 7580 - "ليس بي رغبة عن أخي موسى عريش كعريش موسى. (طب) عن عبادة بن الصامت (ض) ". (ليس بي رغبة عن أخي موسى) فأكون في مثل حاله في ابتناء (عريش) أي يكون لي عريش كعريش أخي موسى من حشيشات وعويدات رثات فلا ابتنى قصراً ولا داراً وفيه أن ذلك سنة الأنبياء من قبله (طب (¬3) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عيسى بن سنان ضعفه أحمد وغيره ووثقه العجلي وابن حبان. 7581 - "ليس شيء أثقل في الميزان من الخلق الحسن. (حم) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 32) (10949)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 96)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4887)، والضعيفة (4374): موضوع. (¬2) أخرجه ابن ماجه (1081) قال البوصيري في الزوائد (1/ 128): هذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبان الرقاشي، ورواه مسلم (82) عن جابر. (¬3) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (2/ 16)، وأخرجه البيهقي في الدلائل (2/ 542)، وأخرجه في مسند الشاميين (2107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4888).

الدرداء (صح) ". (ليس شيء أثقل في الميزان) من الحسنات. (من الخلق الحسن) فإنه من أثقل الحسنات، وتقدم فيه عدة أحاديث (حم (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته وقال أبو نعيم: غريب من رواية الثوري عن إبراهيم بن نافع. 7582 - "ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله تعالى وقطرة دم تهراق في سبيل الله تعالى وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعالى وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى. (ت) والضياء عن أبي أمامة (صح) ". (ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين) فسرهما قوله: (قطرة دموع من خشية الله تعالى) أي قطرة من دموع، وقيل: المراد قطرات إلا إنها أفردت معه بذهن السامع. (وقطرة دم تهراق في سبيل الله تعالى) يحتمل أنه يريد يهرقها المؤمن من عدوه أو يهراق من المؤمن أو أعم. (وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعالى) أي تأثير في سبيله بأي نوع من التأثيرات. (وأثر) يحدثه الإنسان. (في فريضة من فرائض الله تعالى) قال ابن العربي: الأثر ما يبقي بعده من عمل يجرى عليه أجره من بعده ومنه: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]، وقال غيره: الأثر ما يبقى من رسم الشيء وحقيقته ما يدل على وجود الشيء والمراد خطوة الماشي وخطوة الساعي في فريضة من فرائض الله أو ما بقي على المجاهد من أثر الجراحات وعلى الساعي المتعب نفسه في أداء الفرائض والقيام بها والكد فيها كاحتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 451)، وأبو نعيم في الحلية (5/ 75)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5390)، والصحيحة (876).

عليها وانفطار الأقدام من برد ماء الوضوء (ت (¬1) والضياء عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته وفي سند الترمذي الوليد بن جميل (¬2) لينه أبو زرعة. 7583 - "ليس شيء أطيع لله تعالى فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم واليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع. (هق) عن أبي هريرة (ح) ". (ليس شيء أطيع لله تعالى فيه أعجل ثواباً من صلة الرحم) فإنها قد تعجل في الدنيا. (وليس شيء أعجل عقاباً من البغي وقطيعة الرحم) بالإساءة والهجر. (واليمين الفاجرة) الكاذبة وصفت بصفة خالفها فإنه هو الفاجر عطف على قوله من البغى وقوله. (تدع الديار) ديار من خلفها. (بلاقع) جمع بزنة مساجد جمع بلقع وهي القفر التي لا شيء فيها بيان لعقوبة اليمين العاجلة ولعله يبقي من عقوبتها في الآخرة زيادة على ما وقع في الدنيا إن لم يتب (هق (¬3) عن أبي هريرة). رمز المصنف لحسنه. 7584 - "ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء. (حم خد ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء) أي أشد مكرومية أي أنه تعالى يكرمه بالإجابة وهذا في كرامة الأقوال وقوله: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، في كرامة الأشخاص (حم خد ت ك (¬4) عن أبي هريرة) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1669)، والطبرانى في الكبير (8/ 235) (7918)، والضياء في المختارة كما في الكنز (43448)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1669). (¬2) انظر المغنى (2/ 721)، والميزان (7/ 128). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 35)، وكذلك الطبراني في الأوسط (1092)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5391) والصحيحة (978). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 362)، والبخاري في الأدب المفرد (712)، والترمذي (3370)، والحاكم (1/ 490)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5392).

المصنف لصحته [4/ 73] وقال الترمذي: حسن غريب، ولم يبين لم لم يصح قال الشارح، وقال ابن حبان: صحيح. 7585 - "ليس شيء أكرم على الله تعالى من المؤمن (طص) عن ابن عمرو (ض). (ليس شيء أكرم على الله) أشد مكرومية (من المؤمن) فإنه تعالى يكرمه أتم إكرام، والمؤمن شامل للأنبياء بل هم رأس المؤمنين فيجب على المؤمن الاستعداد لإكرام الله بحسن إيمانه لأن المؤمنين متفاوتون في الإكرام بتفاوت إيمانهم (طص (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن تمام (¬2) وهو ضعيف جدًّا. 7586 - "ليس شيء خيراً من ألف مثله إلا الإنسان. (طب) والضياء عن سلمان (صح) ". (ليس شيء خيراً من ألف مثله إلا الإنسان) أي أنه يبلغ بقوة إيمانه بل بمجرد إيمانه الخيرة على آلاف من الكفار إن أريد بالمثلية في الإنسانية فإن أريد مع قيد الإيمان ففي المؤمنين من يبلغ بقوة إيمانه، وهمته في ذات الله ذلك، والناس ألف منهم كواحد وواحد كالألف إن أمر عيا (طب والضياء (¬3) عن سلمان) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: مداره على أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (897)، وفي الأوسط (6084)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 81)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4889). (¬2) انظر اللسان (4/ 97)، وضعفاء العقيلي (3/ 118)، والكامل (4/ 330). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 238) (6095)، والضياء في المختارة كما في الكنز (5/ 346)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 64)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (6/ 241)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5394)، والصحيحة (2183).

جداً، وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن يوسف وهو ثقة انتهى وقال شيخه العراقي: الحديث حسن. 7587 - "ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو ذرب اللسان. (ع هب) عن أبي بكر (ح) ". (ليس شيء من الجسد إلا وهو يشكو إلى الله ذرب) بفتح المعجمة والراء. (اللسان) أي حدته وفحشه، وشكوى الأعضاء لأنه ينالها بسبب اللسان العذاب في الدنيا كحد القذف وتحرير الشتم والقتل بالكفر، وفي الآخرة ذلك أظهر. (ع هب (¬1) عن أبي بكر) رمز المصنف لحسنه. قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حبان (¬2) وقد وثقه ابن حبان، وقال الذهبي: ضعفه أبو زرعة. 7588 - "ليس شيء إلا وهو أطوع الله تعالى من ابن آدم. البزار عن بريدة (ح) ". (ليس شيء إلا وهو أطوع لله) أشد طاعة (من ابن آدم) وذلك لأنه أعظم المخلوقات وأحسنها تقويماً وأكثرها التذاذاً بنعم الله تعالى فعصيانه أشد من عصيان كل عاص فإنه تعالى ذكر أنه يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والأشجار والنجوم وعمم ذلك فيها، وقال: في ابن آدم وكثير من الناس. (البزار (¬3) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه. 7589 - "ليس صدقة أعظم أجرا من ماءٍ. (هب) عن أبي هريرة (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (5)، والبيهقي في الشعب (4947)، والضياء في المختارة (3)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5396). (¬2) انظر الميزان (6/ 561)، والمغنى (2/ 686). (¬3) أخرجه البزار كما في الكنز (43683)، والطبرانى في الصغير (908) (909)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 52): رواه الطبراني في الصغير بإسنادين وفيه أبو عبيدة بن الأشجعي ولم أجد من سماه ولا ترجمه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5393).

(ليس صدقة أعظم أجراً) مما ينفقه المتصدق على ظمأ ومر نظيره، وهو يختلف باختلاف مواقع الصدقة من الذي يأخذها، والماء غالب الناس الاحتياج إليه. (هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفيه داود بن عطاء (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، وقال: قال البخاري: متروك. 7590 - "ليس عدوك الذي إن قتلته كان لك نوراً وإن قتلك دخلت الجنة، ولكن أعدى عدو لك ولدك الذي خرج من صلبك، ثم أعدى عدو لك مالك الذي ملكت يمينك. (طب) عن أبي مالك الأشعري". (ليس عدوك) حقيقة. (الذي إن قتلته) لكفره ولتكون كلمة الله هي العليا. (كان) قتلك له. (لك نوراً) في الآخرة. (وإن قتلك دخلت الجنة) لشهادتك. (ولكن أعدى عدو لك ولدك الذي خرج من صلبك) فإن من الأولاد أعداء كما نطق به القرآن، وذلك أن العدو المقاتل إما أن يريحك بقتله إياك أو تريح نفسك بقتله بخلاف الولد؛ فإنه عدو يعسر الاحتراز منه، ويحمل الأب على ما لا يحل له (ثم أعدى عدو لك مالك الذي ملكت يمينك) لأنك قد لا تؤدي شكر نعمته ولا واجباته فتعذب به في الآخرة فهو العدو الحقيقي. (طب (¬3) عن أبي مالك الأشعري) سكت عليه المصنف وضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف. 7591 - "ليس على الرجل جناح أن يتزوج بقليل أو كثير من ماله إذا تراضوا ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3378)، وابن عدى في الكامل (7/ 247)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4890) والضعيفة (1451) وقال: ضعيف جداً. (¬2) انظر الضعفاء الصغير (1/ 42)، والميزان (3/ 19). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 294) (3445)، وفي الشاميين (1668)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 88)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 245)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4891)، والضعيفة (4375).

وأشهدوا. (هق) عن أبي سعيد". (ليس على الرجل جناح أن يتزوج بقليل أو كثير من ماله إذا تراضوا) هو والأولياء (وأشهدوا) والحديث دليل أنه لا حد لأقل المهر ولا لأكثره (هق (¬1) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: إنه شك شريك في رفعه. 7592 - "ليس على الماء جنابة، ولا على الأرض جنابه، ولا على الثوب جنابة. (قط) عن جابر". (ليس على الماء) الذي يغتسل به الجنب أو يلابسه. (جنابة) في القاموس (¬2) الجنابة المني انتهى. والمراد هنا لازم المني، وهو تجنب ما نهاه الله عن ملابسته والحكم عليه بتجنبه، والماء الذي لابسه الجنب لا يجتنب استعماله ونحوه (ولا على الأرض جنابة، ولا على الثوب جنابة) هو كما سلف في الماء، قال ابن الأثير: أراد أنه لا يصير شيئًا منها جنباً يحتاج إلى الغسل لملابسة الجنب. قلت: وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - دفعاً لمن يتوهم ذلك. (قط) (¬3) من حديث حفص بن عمر المازني عن سليم بن [4/ 74] حبان عن سعيد بن ميناء (عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال في لسان الميزان: حفص لا يعرف وذكر له هذا الخبر، ورواه ابن جرير في التهذيب والدارقطني عن ابن عباس بلفظ "أربع لا يجنبن الإنسان والماء والثوب والأرض" (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 239)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4892)، والضعيفة (4376). (¬2) انظر القاموس المحيط (1/ 89). (¬3) أخرجه الدارقطنى (1/ 113)، وانظر اللسان (2/ 329)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4893). (¬4) أخرجه الدارقطنى (1/ 113)، والبيهقي في السنن (1/ 267).

7593 - "ليس على المُخْتلِس قَطْعٌ. (هـ) عن عبد الرحمن بن عوف (ح) ". (ليس على المُخْتلِس) هو من يأخذ معاينة ويهرب. (قَطْعٌ) لأن شرط القطع الإخراج من الحرز. (هـ (¬1) عن عبد الرحمن بن عوف) رمز المصنف لحسنه، وجزم الحافظ ابن حجر بصحته. 7594 - "ليس على المرأة إحرام إلا في وجهها. (طب (ح) هق) عن ابن عمر (ح) ". (ليس على المرأة إحرام إلا في وجهها) بخلاف الرجل فإحرامه في رأسه والمرأة لا تغطي وجهها إلا بمتجافٍ عنه لا يتصل به وبحثنا فيه في حواشي ضوء النهار. (طب هق (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف بالحسن على الطبراني، وقال الهيثمي: في روايته أيوب بن محمد اليمامي وهو ضعيف، وفي رواية البيهقي كما قال الذهبي: أيوب بن محمد أبو الجمل (¬3) ضعفه ابن معين وغيره، وقال عن الدارقطني: تفرد برفعه أيوب هذا والصواب وقفه، وفي اللسان عن العقيلي لا يتابع على رفعه وإنما روى موقوفاً، ورواه الدارقطني عن ابن عمر، وتعقبه الغرياني بأن فيه أيوب بن محمد أبو الجمل قاضي اليمامة قال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره البخاري في تاريخه ولم يضعفه، وأما أبو زرعة فقال: منكر الحديث، وقال ابن معين: لا شيء. 7595 - "ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة. (حم ق 4) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2592)، وصححه الحافظ في التلخيص الحبير (4/ 65)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5400). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 370) (13375)، والبيهقي في السنن (2/ 502)، الدارقطنى (2/ 294)، وابن عدى في الكامل (1/ 356)، والعقيلى في الضعفاء (1/ 116)، وانظر اللسان (1/ 487)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4894). (¬3) انظر الميزان (1/ 463)، واللسان (1/ 487)، والمغنى (1/ 97).

هريرة (صح) ". (ليس على المسلم في عبده ولا في فرسه صدقة) أي زكاة والمراد جنس العبد والفرس وهذا إذا لم يكونا للتجارة (حم ق 4 (¬1) عن أبي هريرة) زاد مسلم في روايته "إلا صدقة الفطر" أي في العيد. 7596 - "ليس على المسلم زكاة في كَرْمِهِ ولا في زرعه إذا كان أقل من خمسة أَوْسُقٍ. (ك) عن جا بر (صح) ". (ليس على المسلم زكاة في كَرْمِهِ) عنبه (ولا في زرعه) ولا شيء من الحبوب. (إذا كان أقل من خمسة أَوْسُق) فإنها النصاب لما يجب فيه الزكاة وهذا تقييد للقرآن بالسنة. (ك (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 7597 - "ليس على المعتكف صيام، إلا أن يجعله على نفسه. (ك هق) عن ابن عباس (صح) ". (ليس على المعتكف صيام) لا يجب على من وجب عليه الاعتكاف الصوم بل يصح من غير صوم. (إلا أن يجعله على نفسه) بنحو نذر والتزام وهذا حجة من ذهب إلى صحة الاعتكاف من غير صوم وهو مذهب أحمد والشافعية. (ك هق (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 279)، والبخاري (1463)، ومسلم (982)، وأبو داود (1595)، والنسائي (5/ 35)، وابن ماجة (1812). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 401)، وابن خزيمة (2304)، والبيهقي في السنن (4/ 128). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4895)، والضعيفة (4377). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 439)، والبيهقي في السنن (4/ 318)، والدارقطنى في سننه (2/ 199)، وأورده ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 288)، وقال ابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 110): السوسي ثقة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4896)، والضعيفة (4378).

وعارضه ما لم يصح انتهى. وأقره الذهبي، ورواه الدارقطني هكذا من هذا الوجه ثم قال: رفعه هذا الشيخ يعني محمد بن إسحاق السوسي وغيره لا يرفعه، وقال ابن حجر: رواه الحاكم مرفوعاً والصواب موقوف. 7598 - "ليس على المنتهب ولا على المختلس ولا على الخائن قطع. (حم 4 حب) عن جابر (صح) ". (ليس على المنتهب) الذي يعتمد القوة والغلبة ويأخذ عياناً. (ولا على المختلس) تقدم تفسيره. (ولا على الخائن) في نحو وديعة وأمانة. (قطع) لأنهم غير سراق والله تعالى علق القطع بالسرق، قال ابن العربي: أما المنتهب فلأنه قد جاهر والسرقة معناها الخفاء والتستر عن الأبصار والأسماع، وأما المختلس فإنه وإن كان سارقاً لغة فليس بسارق عرفاً فإنه مجاهر لا يقصد الخلوات ولا يترصد الغفلات إلا عن صاحب المال فقط وإنما يراعي فعل السرقة على العموم. وأما الخائن فلأنه أؤتمن على المال ومكن فيه فلم يكن مجردا عنه، وقال القرطبي: فيه أنه لا قطع على جاحد متاع لأنه خائن ولا قطع على خائن خلافا لأحمد وغيره. (حم 4 حب (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن صحيح، وقال ابن حجر: رجاله ثقات إلا أنه معلول بيّن ذلك أبو حاتم والنسائي. 7599 - "ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير. (د) عن ابن عباس" (ح). (ليس على النساء) في الحج. (حلق) لفك الإحرام. (إنما على النساء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 380)، وأبو داود (4392)، والترمذي (1448)، والنسائي (8/ 88)، وابن ماجة (2591)، وابن حبان في صحيحه (4458) وانظر التلخيص الحبير (4/ 65) وقال: قال ابن أبي حاتم: لم يسمعه ابن جريج من أبي الزبير إنما سمعه من ياسين الزيات وهو ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4502).

التقصير) فإن حلقن كره لهن وأجزى. (د (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر: إسناده حسن، لكن قال ابن القطان: حديث ضعيف منقطع، أما ضعفه فلأن أم عثمان بنت سفيان (¬2) لا يعرف حالها، وأما انقطاعه فبين لقول ابن جريج فيه: بلغني عن صفيه. 7600 - "ليس على أبيك كرب بعد اليوم. (خ) عن أنس (صح) ". (ليس على أبيك) بكسر الكاف خطاب لفاطمة رضي الله عنها. (كرب بعد اليوم) قاله لفاطمة رضي الله عنها حين قالت في مرضه: واكرب أبتاه. (خ (¬3) عن أنس بن مالك) وفيه زيادة. 6701 - "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في القبور، ولا في النشور كأني انظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن. (طب) عن ابن عمر". (ليس على أهل لا إله إلا الله) وهم المؤمنون القائمون بحق هذه الكلمة من الإخلاص وغيره من صالح الأعمال (وحشة في الموت) حال نزوله (ولا في القبور [4/ 75] عند حلولها (ولا في النشور) حين الخروج من القبور (كأني أنظر إليهم عند الصيحة) النفخة الثانية للقيام من القبور (ينفضون رؤوسهم من التراب) تراب القبور. (يقولون: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن) الهم من ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1984)، والدارمى (1905)، والبيهقي في السنن (5/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5403) والصحيحة (605) قال الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 26): وإسناده حسن وقواه أبو حاتم في العلل والبخاري في التاريخ وأعله ابن القطان ورد عليه ابن المواق فأصاب (¬2) انظر التقريب (1/ 757)، والكاشف (2/ 526). (¬3) أخرجه البخاري (4462).

خوف العاقبة أو من كل ما يهمونه في الدنيا والآخرة (طب (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف قال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين في كل واحدة منهما ضعيف وبينهما انتهى. وأورده ابن الجوزي في الواهيات وأعله، قال الحافظ العراقي (¬2): ورواه أيضاً أبو يعلى والبيهقي بسند ضعيف. 7602 - "ليس على رجل نذر فيما لا يملك، ولعن المؤمن كقتله، ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة، ومن حلف بملة سوى الإسلام كاذباً فهو كما قال: ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله. (حم ق 4) عن ثابت بن الضحاك (صح) ". (ليس على رجل) وفي لفظ ابن آدم (نذر في ما لا يملك) أي لو نذر بعتق من لا يملك أو نحوه لم يلزمه الوفاء، وإن دخل في ملكه (ولعن المؤمن) إضافة إلى المفعول أي لعن اللاعن المؤمن كقتله) في التحريم أو العقاب وفيه عظم تحريم اللعن (ومن قتل نفسه بشيء) من الآلات (عذب به يوم القيامة) زاد مسلم: "في نار جهنم" وهذا قد فسر به أحاديث أخر منها بيان أنه يعاقب بنوع ما ذبح به نفسه جزاءً وفاقاً حيث أحب لنفسه الإذهاب بذلك أعطي في الآخرة ذلك (ومن حلف بملة سوى الإِسلام كاذباً) بأن قال: إن كان فعل كذا فهو يهودي أو نحوه. (فهو) عند الله (كما قال) لأنه يعطى ما اختاره لنفسه، قيل: ولعل المراد به التهديد لا أنه يخرج عن ملة الإِسلام أو المراد أنه يعاقب عقاب أهل تلك الملة. (ومن قذف) القذف لغة الرمي ثم صار في العرف الرمي بالزنا ثم استعمل في الرمي في كل ما يعاب به الإنسان ويذم (مؤمناً بكفر) بأن قال: هو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير كما في المجمع (10/ 333) والأوسط (9478)، والبيهقي في الشعب (100)، وابن عدى في الكامل (4/ 271)، وأورده ابن الجوزى في العلل المتناهية (2/ 914)، وابن حبان في المجروحين (1/ 202) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4898)، والضعيفة (3853). (¬2) انظر: العلل المتناهية (2/ 914) وتخريج الإحياء (1/ 241).

كافر أو نسب إليه أفعال الكفار (فهو) في إثمه (كقتله) كما لو سفك دمه ووجه التشبيه أن النسبة إلى الكفر الموجب للقتل كالقتل (حم ق 4 (¬1) عن ثابت بن الضحاك) الأشهلي قيل إنه ممن بايع تحت الشجرة. 7603 - "ليس على رجل طلاق فيما لا يملك ولا عتاق فيما لا يملك ولا بيع فيما لا يملك. (حم ن) عن ابن عمرو". (ليس على رجل طلاق فيما لا يملك) طلاقه من النساء اختلفوا فيما إذا علق الطلاق بنكاحها فالذي ذهب إليه الشافعي وجماعة من السلف أن الطلاق لا يقع لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا طلاق فيما لا يملك" رواه أحمد والأربعة والحاكم (¬2) وصحح إسناده، وقال البخاري: إنه أصح شيء ورد، وروى الدارقطني (¬3): أن رجلاً أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن أمي عرضت على قرابة لها أتزوجها، فقلت: هي طالق إن تزوجتها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لا بأس" فتزوجها وبهذا قال جماعة في الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار انتهى (¬4) "ولا عتاق فيما لا يملك" من المماليك (ولا بيع فيما لا يملك) من الأعراض وفيه حجة لمن قال إنه لو علق طلاق أجنبية بنكاحها ثم تزوجها فإنها لا تطلق عليه وفيها خلاف (حم ن (¬5) عن ابن عمرو)، من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 33)، والبخاري (6047)، ومسلم (110)، وأبو داود (3257)، والترمذي (1527)، والنسائي (7/ 5)، وابن ماجة (2098). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 207) وأبو داود (3274)، والترمذي (1181)، والنسائي (7/ 12)، وابن ماجه (2047)، والحاكم (2/ 222)، وصححه الألباني في الصحيحة (2184). (¬3) أخرجه الدارقطني (4/ 35). (¬4) ما بين العلامتين بهامش الأصل، وفي آخر العبارة: من العلقمي. (¬5) أخرجه أحمد (2/ 189)، والنسائي في السنن الكبرى رقم (6205)، وابن ماجة (2047). وصححه الألباني في صحيح الجامع (5398)، وحسنه في الصحيحة (2184).

البيهقي: في الخلافيات: قال البخاري: هو أصح شيء في الباب. 7604 - "ليس على مسلم جزية. (حم د) عن ابن عباس (صح) ". (ليس على مسلم جزية) فلو أسلم الذمي أثناء الحول فلا نطالبه بحصة الماضي منه، وقيل: إذا أسلم وكان بيده أرض صولح عليها بخراج يوضع عن رقبته الجزية (حم د (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وفيه عند أبي داود قابوس (¬2)، قال ابن القطان: ضعفوه وربما ترك حديثه. 7605 - "ليس على مقهور يمين. (قط) عن أبي أمامة (ح) ". (ليس على مقهور) أي مغلوب مكره. (يمين) لا ينعقد يمينه لعدم اختياره ولا تلزمه كفارة ولا يقع طلاقه، (قط (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، وقال الغرياني في مختصر الدارقطني: فيه الحسين بن إدريس عن خالد بن الهياج عن أبيه قال ابن أبي حاتم: له أحاديث باطلة، فلا أدري البلاء منه أو من شيخه، وقال السلماني: خالد ليس بشيء، وقال الذهبي: متماسك، وأما الهياج بن بسطام فقال أبو داود: تركوا حديثه انتهى، وقال في المنار: فيه جماعة ضعفاء منهم عنبسة: يضع الحديث وأبو بكر النقاش: كذاب، وقال الذهبي في التنقيح (¬4): أظنه موضوعاً، وقال ابن حجر في التلخيص: فيه هياج بن بسطام متروك وشيخه عنبسة: مكذب والنقاش المقرئ المفسر ضعيف وقد كذب أيضاً انتهى، وقال في تخريج الهداية: الحديث واهٍ جداً انتهى، قال الشارح: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 223، 285)، وأبو داود (3053)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4899). (¬2) انظر المغنى (2/ 517)، والكاشف (2/ 126). والميزان (5/ 445). (¬3) أخرجه الدارقطنى في سننه (4/ 171)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 171)، والدارية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 91)، والزيلعى في نصب الراية (3/ 294). وقال الألباني في ضعيف الجامع (4900)، والضعيفة (4380): موضوع. (¬4) انظر: تنقيح التحقيق للذهبي (10/ 2426).

فرمز المصنف لحسنه يكاد يكون غير صحيح بل خطأ فاحش. 7606 - "ليس على من استفاد مالا زكاة حتى يحول عليه الحول. (طب) عن أم سعد (ح). (ليس على من استفاد مالا زكاة حتى يحول عليه الحول) لطفاً من الله بعباده والمراد ما عدا ما تخرج الأرض بل النقدان وأموال التجارة (طب (¬1) عن أم سعد" بنت سعد بن الربيع الأنصارية صحابية صغيرة أوصى بها أبوها إلى الصديق فكانت في حجره يقال اسمها جميلة (¬2) وفيه عنبسة بن عبد الرحمن (¬3) وهو ضعيف والمصنف رمز لحسنه وكأنه اعتضد عنده بغيره. 7607 - "ليس على من نام ساجداً وضوء حتى يضطجع، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله. (حم) عن ابن عباس (ح) ". (ليس على من نام ساجداً وضوء) أو راكعًا أو قائمًا في الصلاة [4/ 76] أو غيرها (حتى يضطجع) لأنه مناط الحدث فلذا قال (فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله) فيخرج منه الناقض وإلى هذا ذهب أئمة وإلى نقض النوم مطلقاً آخرون وحققنا ذلك في حواشي ضوء النهار (حم (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ ابن حجر: قال الدارقطني تفرد به أبو خالد الدالاني ولا يصح (¬5)) وقال الذهبي: فيه يزيد بن عبد الرحمن ضعفوه، وقال ابن حبان: في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (25/ 137) رقم (331)، وابن عدى في الكامل (6/ 204) وقال: عنبسة ضعيف، وفيه اضطراب ولا أدري أمن عنبسة أم من محمَّد بن زاذان. (¬2) انظر: الإصابة (8/ 217). (¬3) انظر الميزان (5/ 362)، والمغنى (2/ 494). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 256)، وأبو داود (202) والترمذي (77)، والبيهقي في السنن (1/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4902)، والضعيفة (4384). (¬5) انظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 33)، ونصب الراية (1/ 44)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 210)، والمجروحين (3/ 105)، والمغنى (2/ 751).

الدالاني كثير الخطأ لا يحتج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد. 7608 - "ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء (ك) عن عائشة (صح) ". (ليس على ولد الزنا من وزر أبويه) بالزنا (شيء) موافق لقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [فاطر: 18] وتمام الحديث: "لا تزر وازرة وزر أخرى" هكذا عند مخرجه وأما حديث: "ولد الزنا شر الثلاثة" فيأتي تقييده بقوله: "إذا عمل بعمل أبويه" (¬1) إلا أنه يأتي ضعف هذا المقيد فلا يتم التقييد فيحمل الشرية على أحد المحامل الآتية في حرف الواو إن شاء الله تعالى (ك (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال: صحيح، وقال الذهبي: في التلخيص: وصح ضده وكذا قال في التنقيح، وقال البيهقي: رفعه لا يصح وأقره عليه في المهذب. 7609 - ليس عليكم في غسل ميتكم غسل. (ك) عن ابن عباس (صح) ". (ليس عليكم في غسل ميتكم غسل) تمامه: "إذا غسلتموه وإن ميتكم ليس بنجس فحسبكم أن تغسلوا أيديكم" ويعارضه حديث: "من غسل ميتاً فليغتسل" أبو داود وابن حبان ويأتي تصحيحه ولفظه، ويأتي أن أحمد قال: إنه منسوخ وبه جزم أبو داود وقد جمع بين الأحاديث يحمل الأمر على الندب وإليه ذهب البيهقي ويدل له خبر الدارقطني عن ابن عمر بإسناد صحيح: "كنا نغسل الميت فمنا من يغتسل ومنا من لم يغتسل" (¬3) أو المراد غسل الأيدي، قال ابن حجر (¬4): هذا أحسن ما جمع به بين مختلف هذه الأحاديث. قلت: إلا أنه يعكر على ذلك قوله في حديث: "من غسل الميت فليغتسل ومن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3963)، والنسائي (4930)، والبيهقي في السنن (10/ 57) من حديث أبي هريرة. (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 100)، والبيهقي في السنن (10/ 58)، وعبد الرزاق (13860)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (4906)، والصحيحة (2186). (¬3) أخرجه الدارقطني (2/ 72). (¬4) انظر: التلخيص الحبير (/ 372 - 373).

حمله فليتوضأ" (¬1) فإنه دال على أن المراد الغسل حقيقة ولذا قابله بالوضوء فالحمل على الندب أولى (ك (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط البخاري وأقرَّه الذهبي إلا أنه تكلَّم فيه البيهقي بالتضعيف. 7610 - "ليس عند الله يوم ولا ليلة تعدل الليلة الغراء واليوم الأزهر. ابن عساكر عن أبي بكر (ض) ". (ليس عند الله يوم ولا ليلة تعدل) في فضلهما وزيادة أجور الأعمال فيهما. (الليلة الغراء) وهي ليلة الجمعة أي البيضاء المستنيرة. (واليوم الأزهر) الصافي المشرق بالأنوار والكلام لف ونشر وفيه أنهما أفضل من ليلة عرفة ويومها ومر فيه كلام (ابن عساكر (¬3) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه. 7611 - "ليس في الإبل العوامل صدقة. (عد هق) عن ابن عمرو (ض) ". (ليس في الإبل العوامل) جمع عاملة وهي التي يسقى عليها ويحرث وتستعمل في الأشغال (صدقة) أي زكاة لأنها لا تقتنى للنماء بل للاستعمال كثياب البدن ومتاع الدار ومثل الإبل غيرها من المواشي التي تجب فيها الزكاة (عد هق (¬4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن حجر: سنده ضعيف، وقال البيهقي: أشهر منه حديث: "ليس في البقر العوامل شيء" (¬5) انتهى وصححه ابن القطان (¬6). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (993) وابن ماجة (1463)، وصححه الألباني في صحبيح الجامع (6402). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 386)، والبيهقي في السنن (1/ 306)، والدارقطنى (2/ 76)، وانظر: الأحكام (2/ 941)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5408). (¬3) أخرجه ابن عساكر (58/ 374)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4903). (¬4) أخرجه ابن عدى في الكامل (6/ 7)، والبيهقي في السنن (4/ 116)، وانظر اللسان (1/ 149)، الألباني في ضعيف الجامع (4904)، والضعيفة (4381). (¬5) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 116). (¬6) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 264).

7612 - "ليس في البقر العوامل صدقة ولكن في كل ثلاثين تبيع، وفي كل أربعين مسن أو مسنة. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (ليس في البقر العوامل صدقة ولكن) إذا كانت غير عوامل لزم. (في كل ثلاثين تبيع) وهو ما له سنة كاملة، سمي بذلك لأنه يتبع أمه أو لأن قرنه يتبع أذنه. (وفي كل أربعين مسن) ذكر له سنتان. (أو مسنة) وهي ما لها سنتان كاملتان (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 7613 - "ليس في الأوقاص شيء. (طب) عن معاذ (ض) ". (ليس في الأوقاص) جمع وقص بفتح القاف وسكونها والمشهور لغة فتحها، وعند الفقهاء سكونها أشهر وهي ما بين الفريضتين. (شيء) أي لا زكاة فيها بل هي عفو، (طب (¬2) عن معاذ بن جبل) رمز المصنف لضعفه، وفيه عثمان بن عمر (¬3) قال في ذيل الميزان: قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه وفيه ابن أبي ليلى ورجل مجهول. 7614 - "ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء. الضياء عن ابن عباس (صح) ". (ليس في الجنة شيء مما في الدنيا) من الطيبات. (إلا الأسماء) وإلا فالذوات غير الذوات واللذات غير اللذات تلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب (الضياء (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال المنذري: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 40) رقم (10974)، والدار قطنى (2/ 103)، وابن عدى في الكامل (3/ 455)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4905). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 168) رقم (356)، وابن أبي شيبة (9942)، والدارقطنى (2/ 94)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5409). (¬3) انظر الميزان (5/ 63)، والمغنى (2/ 427)، والجرح والتعديل (6/ 159). (¬4) أخرجه الضياء في المختارة (10/ 16) رقم (6)، وهناد في الزهد (1/ 49)، وانظر الترغيب=

ورواه عنه البيهقي موقوفاً بإسناد جيد. 7615 - "ليس في الحلي زكاة. (قط) عن جابر" (ض). (ليس في الحلي) جمع حلية. (زكاة) [4/ 78] وإليه ذهب جماعة وذهب الأكثر إلى وجوبها لعموم الآية. وضعف الحديث، (قط (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، قال الدارقطني: أبو حمزة ميمون أحد رجاله ضعيف، ومثله قال ابن حجر، وقال البيهقي في المعرفة (¬2): ما روي عن جابر "ليس في الحلي زكاة" باطل لا أصل له وإنما يروى من قوله. 7616 - "ليس في الخضروات زكاة. (قط) عن أنس وعن طلحة (ض) (ت) وعن معاذ". (ليس في الخضروات) قال الزمخشري (¬3): هي الفواكه كتفاح وكمثرى، وقيل: هي البقول وإنما جمعت فعلى أفعل بالألف والياء مع أنها لا تجمع نحو حمراء على حمراوات لأنها قد غلبت عليها هنا الاسمية. (زكاة) أي لم يوجب الله تعالى فيها زكاةة وإليه ذهب الشافعي (قط (¬4) عن أنس وعن طلحة) رمز المصنف لضعفه، قال الغرياني في مختصر الدارقطني: فيه الحارث بن نبهان ضعفوه، (ت عن معاذ) بن جبل أنه كتب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله عن الخضروات وهي الفواكه فذكره والمصنف سكت على رواية الترمذي، وقد قال عقيبه: إسناده غير صحيح ولا ¬

_ = والترهيب (4/ 316)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5410). (¬1) أخرجه الدارقطنى (2/ 107) وقال أبو حمزة ضعيف، انظر نصب الراية (2/ 374)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4906). (¬2) انظر: معرفة السنن والآثار (7/ 9 رقم 2505). (¬3) الفائق (1/ 380). (¬4) أخرجه الدارقطنى في العلل (4/ 203)، وأخرجه الترمذي (638)، وعبد الرزاق (7185)، والطبرانى في الأوسط (5921)، والبزار (940)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5411).

يصح في هذا الباب شيء والصحيح عن موسى بن طلحة مرسل، وقال الذهبي: في المهذب (¬1): هو منقطع وله طرق عن موسى بن طلحة كلها منقطعة. 7617 - "ليس في الخيل والرقيق زكاة إلا زكاة الفطر في الرقيق. (د) عن أبي هريرة (صح) ". (ليس في الخيل) إذا لم يكن للتجارة هو اسم يقع على جماعة الأفراس لا واحد له من لفظه ويعم الذكر والأنثى ويجمع على خيول. (والرقيق) اسم جامع للعبيد والإماء ويقع على الواحد. (زكاة) إذا لم يكن للتجارة أيضاً وقد عورض بحديث "في الخيل السائمة في كل فرس دينار" إلا أنه ضعفه الدارقطني وغيره. (إلا زكاة الفطر في الرقيق) فإنها تجب على سيده، وقال داود: بل تجب على العبد نفسه، وقال الحافظ العراقي: هذا الحديث وما بعده يبطل قوله لاقتضائها أنها ليست على نفس العبد بل هي على سيده (د (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته إلا أنه قال الذهبي في المهذب (¬3): فيه انقطاع. 7618 - "ليس في الصوم رياء. هناد (هب) عن ابن شهاب مرسلاً، ابن عساكر عن أنس". (ليس في الصوم رياء) لأنه سر بين الله وعبده لا يطلع عليه إلا هو (هناد هب (¬4) عن ابن شهاب مرسلاً)، ابن عساكر عن أنس). 7619 - "ليس في العبد صدقة إلا صدقة الفطر" (م) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6566). (¬2) أخرجه أبو داود (1594)، والطبرانى في الأوسط (6270)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5412). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6528). (¬4) أخرجه هناد في الزهد (680)، والبيهقي في الشعب (3582)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4907)، والضعيفة (4385).

(ليس في العبد صدقة) أي زكاة. (إلا صدقة الفطر) فإنها تجب على مولاه. (م (¬1) عن أبي هريرة) وخرَّجه البخاري ولم يقل: "إلا صدقة الفطر". 7620 - "ليس في القطرة ولا في القطرتين من الدم وضوء حتى يكون دماً سائلاً. (قط) عن أبي هريرة". (ليس في القطرة) تخرج من أي البدن. (والقطرتين من الدم وضوء) شرعي فلا يكون ناقضاً (حتى يكون دماً سائلاً) فظاهره ولو كان خارجا من الفرج فإذا كان سائلاً ولو بقدر المخيط وجب منه الوضوء وبهذا أخذ الحنفية والحنابلة قالوا: ولفظ القطرة كناية عن القلة ولفظ سائلاً كناية عن الكثرة وذهب الشافعي إلى أنه لا ينقص إلا ما خرج من السبيلين أو ما في حكمهما والحديث إن صح محمول عنده على غسل الدم لا وضوء الصلاة. (قط (¬2) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه الدارقطني: فيه محمد بن الفضل بن عطية ضعيف انتهى، وقال غيره: هو شديد الضعف وقال الحافظ ابن حجر: في تخريج الهداية (¬3): ضعيف جداً فيه محمد بن الفضل بن عطية وهو متروك، وقال ابن الهمام: رواه الدارقطني من طريقين: في إحداهما محمد بن الفضل، وفي الأخرى حجاج بن نصير وقد ضعفاً. 7621 - "ليس في المال زكاة حتى يحول عليه الحول. (قط) عن أنس (ح) ". (ليس في المال) الذي للتجارة وكذلك الحلي عند من أوجب فيها الزكاة. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (982)، والبخاري (1440) عن ابن عمر. (¬2) أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 157)، والديلمي في الفردوس (5198)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4908)، والضعيفة (4386) وقال: ضعيف جداً. (¬3) انظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 33)، والتلخيص الحبير (1/ 111)، وعلل الدراقطني (5/ 139).

(زكاة حتى يحول عليه الحول) وتقدم آنفاً بلفظ: ليس على من استفاد. (قط (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس ذا منه بحسن فقد أعله مخرجه الدارقطني بأن حسان بن سياه (¬2) أحد رواته ضعيف، ورواه الدارقطني عن ابن عباس وتعقبه الغرياني بأن فيه حارثة بن محمد بن أبي الرجال (¬3) مجمع على ضعفه، وقال الحافظ ابن حجر (¬4): هو من رواية إسماعيل بن عياش عن غير الشاميين واختلف في رفعه ووقفه، قال الدارقطني: الصحيح وقفه وهو كذلك في الموطأ. 7622 - "ليس في المال حق سوى الزكاة. (هـ) عن فاطمة بنت قيس". (ليس في المال) على مالكه. (حق) يجب إخراجه. (سوى الزكاة) ويعارضه حديث الترمذي الماضي في إن بلفظ: "إن في المال لحقًّا سوى الزكاة" وجمع بينهما بأن المراد ليس فيه حق بالأصالة وقد يعرض ما يوجب فيه حقًّا كوجود المضطر فلا [4/ 79] تناقض بينهما لأن حديث الترمذي ناظر إلى العوارض وهذا إلى ما يجب أصالة وقد مر أن جوابه - صلى الله عليه وسلم - قد يختلف ظاهراً باختلاف السؤال والأحوال. (هـ (¬5) عن فاطمة بنت قيس) سكت المصنف عليه، وقال النووي: ضعيف جداً وقال ابن القطان فيه أبو حمزة الأعور: ضعيف، وقال ابن حجر (¬6): هذا حديث مضطرب المتن والاضطراب موجب للضعف وذلك لأن ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 92)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4910). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 156)، والعلل المتناهية (1/ 74)، وميزان الاعتدال (2/ 223). (¬3) انظر الكامل في الضعفاء (2/ 199)، والمجروحين (1/ 268). (¬4) انظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 248). (¬5) أخرجه ابن ماجة (1789)، والطبراني في الكبير (24/ 403) (979)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4909). (¬6) انظر تلخيص الحبير (2/ 160).

فاطمة روته عن المصطفى: إن في المال لحقًّا سوى الزكاة، وتعقبه الشيخ زكريا بأن شرط الاضطراب عدم إمكان الجمع والجمع ممكن يحمل الأول على المستحب والثاني على الواجب. 7623 - "ليس في المأمومة قود. (هق) عن طلحة". (ليس في المأمومة) وهي الشجة التي تبلغ أم الرأس وهي خريطة الدماغ المحيطة به (قود) لعدم ضبطها واستيفاء مثلها إذ لا يمكن المساواة لأنه ليس له حد ينتهي إليه السكين. (هق (¬1) عن طلحة بن عبيد الله) سكت عليه المصنف. 7624 - "ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة أن تؤخر صلاة حتى يدخل وقت صلاة أخرى. (حم حب) عن أبي قتادة (صح) ". (ليس في النوم تفريط) تقصير يأثم معه النائم لعدم الاختيار. (إنما التفريط في اليقظة) بينه بقوله. (أن تؤخر صلاة) من غير نوم ولا نسيان. (حتى يدخل وقت صلاة أخرى) وهذا في غير صلاة الصبح وأما هي فوقتها إلى طلوع الشمس لا إلى وقت الظهر (حم حب (¬2) عن أبي قتادة) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه أبو داود بلفظه قال الحافظ ابن حجر (¬3): إسناده على شرط مسلم وهو في مسلم بلفظ: "ليس في النوم تفريط إنما التفريط فيمن لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الأخرى" (¬4). 7625 - "ليس في صلاة الخوف سهو. (طب) عن ابن مسعود، وخيثمة في جزئه عن ابن عمر". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 65)، وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (5414)، والصحيحة (2190). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 298)، وابن حبان في (1460) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5415). (¬3) انظر التلخيص الحبير (1/ 177). (¬4) أخرجه مسلم (681).

(ليس في صلاة الخوف سهو) أي لا يجب فيها سجوده وإن حصل سببها تخفيفا من الله (طب (¬1) عن ابن مسعود)، وخيثمة في جزئه عن ابن عمر سكت عليه المصنف، وقد قال الهيثمي: في رواية الطبراني الوليد بن الفضل ضعفه ابن حبان والدارقطني وأورده في الميزان في ترجمة عبد الحميد بن السري من حديثه وقال: هو من المجاهيل والخبر منكر، وقال الدارقطني: عبد الحميد ضعيف. 7626 - "ليس فيما دون خمسة أوسق من التمر صدقة، وليس فيما دون خمسة ذود من الإبل صدقة، وليس فيما دون خمسة أواق من الورق صدقة. مالك والشافعي (حم م 4) عن أبي سعيد (صح) ". (ليس فيما دون خمسة أوسق) بفتح الهمزة وضم المهملة جمع وسق بفتح الواو وسكون السين وهو: ستون صاعاً والصاع أربعة أمداد والمد رطل وثلث بغدادي. (من التمر) وكذا كل مكيل يجب فيه الزكاة. (صدقة) ودون بمعنى أقل لا بمعنى غير فهو خطأ. (وليس فيما دون خمس) بالتنوين فيكون. (ذود) والذود ثلاثه أبعرة إلى العشرة أو خمس عشرة أو عشرين أو ثلاثين أو ما بين الثنتين والتسع مؤنث ولا يكون إلا من الإناث وهو واحد وجمع أو جمع لا واحد له أو واحد جمعه أذواد كما في القاموس (صدقة وليس فيما دون خمسة أواق) قال القاضي: جمع أوقية بالضم كأضاح في أضحية ويقال: أواق بالتنوين كقاض رفعاً بالاتفاق وجرى عند الأكثر قال البيضاوي: كانت حينئذ بالحجاز أربعين درهماً ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 72) رقم (9986) عن عبد الملك بن مسعود، وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 154)، وأخرجه خيثمة في جزئه (1/ 70)، والدارقطني في سننه (2/ 58) عن ابن عمر وقال: تفرد به عبد الحميد بن السري وهو ضعيف، وأورده ابن حجر في بلوغ المرام (ص: 97)، وقال: إسناده ضعيف، وفي اللسان (3/ 13) و (3/ 396)، والذهبي في ميزان الاعتدال (2/ 541) وابن عدي في الكامل في الضعفاء (5/ 323)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4911).

(من الورق) الفضة، (صدقة) تمسك بالحديث أبو حنيفة وقال: لا يجب فيما زافى على النصاب من الورق إلا أن تبلغ نصاباً وقال الشافعي: بل يجب فيما زاد بحسابه أخذاً بما ورد وما زاد فبحسابه ولحديث: "قد عفوت عن الخيل والرقيق فهاتوا صدقة الرقة في كل أربعين درهماً درهم" (¬1). مالك والشافعي (حم م 4 (¬2) عن أبي سعيد). 7627 - "ليس في مال المكاتب زكاة حتى يعتق. (قط) عن جابر". (ليس في مال المكاتب زكاة) عليه ولا على سيده. (حتى يعتق) لأنه ليس ملكاً للسيد والعبد ليس بحر وملكه ضعيف. (قط (¬3) عن جابر) سكت عليه المصنف وقال مخرجه الدارقطني: عبد الله ابن بزيغ أحد رواته تقدم تليينه، وقال عبد الحق: إسناده ضعيف وذلك لأن فيه عبد الله بن بزيغ قاضي تستر، قال في الميزان (¬4): عامة أحاديثه غير محفوظة وليس فيما يحتج به ثم أورد من مناكيره هذا الخبر. 7628 - "ليس في مال المستفيد زكاة حتى يحول عليه الحول. (هق) عن ابن عمر (ح) ". (ليس في مال المستفيد زكاة حتى يحول عليه الحول) تقدم آنفاً (هق (¬5) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو زلل فقد تعقبه الذهبي في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1574)، والبيهقي في السنن (4/ 134). (¬2) أخرجه مالك في الموطأ (577)، والشافعي في مسنده (1/ 94)، أحمد (3/ 30)، والبخاري (1378)، ومسلم (979)، وأبو داود (1558)، والترمذي (626)، والنسائي (2/ 8، 9، 18)، وابن ماجة (1793). (¬3) أخرجه الدارقطني في سننه (2/ 108)، والبيهقي في السنن (4/ 109)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4913). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (4/ 67، 68). (¬5) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 104)، والدارقطني في سننه (2/ 90)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4912).

المهذب على البيهقي (¬1) بأن عبد الله بن شبيب (¬2) واه، وعبد الرحمن (¬3) ضعيف وذكر فيه ضعفاء آخرين. 7629 - "ليس للحامل المتوفى عنها زوجها نفقة. (قط) عن جابر". (ليس للحامل المتوفى عنها زوجها نفقة) من تركته وإليه ذهب الشافعي. (قط (¬4) عن جابر) سكت عليه المصنف. 7630 - "ليس للدين دواء إلا القضاء والوفاء والحمد. (خط) عن ابن عمر". (ليس للدين دواء) في هذه العبارة إشارة [4/ 80] إلى أنه داء وهو كذلك في قلوب الأحرار. (إلا القضاء) لصاحبه (والوفاء) توفيته بحيث لا يقضيه ناقصاً (والحمد) الثناء على المدين ويحتمل أن المراد على الله حيث أقدره على قضائه (خط (¬5) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه وقد أعله مخرجه بإيراده في ترجمة جعفر بن عامر البغدادي من روايته عنه، وقال: إنه شيخ مجهول وأن الحسن بن عرفة ذكر أن أحاديثه منكرة انتهى. ومن ثمة قال ابن الجوزي (¬6): حديث لا يصح والمتهم به جعفر المذكور، وقال في الميزان: بأن هذا حديث منكر، وقال في ترجمة جعفر: هذا حدث بحديث باطل ثم ساق هذا الخبر. 7631 - "ليس للفاسق غيبة. (طب) عن معاوية بن حيدة (ض) ". ¬

_ (¬1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6468). (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 342)، وميزان الاعتدال (4/ 118). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 380)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 95). (¬4) أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 21)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4916)، والضعيفة (4388). (¬5) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (7/ 198)، والديلمي في الفردوس (5260)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4917)، والضعيفة (796). (¬6) انظر العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 600)، وميزان الاعتدال (2/ 141).

(ليس للفاسق غيبة) قال البيهقي: إن صح فإنه أراد به فاسقاً معلناً لفجوره أو هو في من يشهد في أمور الناس أو يتعلق به شيء من الديانات فيحتاج لبيان حاله لئلاَّ يعتمد عليه. (طب (¬1) عن معاوية بن حيدة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه العلاء بن بشر ضعفه الأزدي انتهى. ومثله في الميزان، وقال الحاكم: هذا حديث غير صحيح فلا يعتمد عليه، وقال ابن عدي عن أحمد بن حنبل: حديث منكر. 7632 - "ليس للقاتل من الميراث شيء. (هق) عن ابن عمرو (ح) ". (ليس للقاتل) أي عمداً أو مطلقاً على الخلاف. (من الميراث) ممن قتله. (شيء) لأنه لو ورث منه ربما تعجل قتله ليرثه أو لأنه عوقب بحرمانه الميراث. (هق (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه قال ابن عبد البر (¬3): إسناده صحيح بالاتفاق وله شواهد كثيرة انتهى، وقال ابن حجر في تخريج الرافعي (¬4): وأخرجه النسائي عن ابن عمرو وقال: إنه خطأ، وقال في تخريج المختصر رواه الدرقطني بلفظ: "ليس للقاتل من الميراث شيء"، وهو معلول ورواه الدارمي موقوفاً على ابن عباس بلفظ: "لا يرث القاتل" بإسناد حسن. 7633 - "ليس للقاتل شيء، وإن لم يكن له وارث فوارثه أقرب الناس إليه، ولا يرث القاتل شيئاً. (د) عن ابن عمرو". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 418) (1011)، والبيهقي في الشعب (9665)، والديلمي في الفردوس (5259)، وابن عدي في الكامل، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 149)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 781) وقال: باطل، والذهبي في ميزان الاعتدال (5/ 120)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4918). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 220)، والنسائي (4/ 79)، والدارقطني في سننه (4/ 96)، والطبراني في الأوسط (884)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5422). (¬3) التمهيد (23/ 443). (¬4) انظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 298)، والتلخيص الحبير (3/ 84).

(ليس للقاتل) من ميراث من قتله. (شيء وإن لم يكن) يوجد. (له) أي المقتول الدال عليه السياق (وارث فوارثه أقرب الناس إليه) بعد القاتل. (ولا يرث القاتل شيئاً) زاده تأكيداً. (د (¬1) عن ابن عمرو). 7634 - "ليس للمرأة أن تنتهك شيئاً من مالها إلا بإذن زوجها. (طب) عن واثلة. (ليس للمرأة أن تنتهك) تضيع يقال: انتهك الرجل الحرمة تناولها بمال لا يحل وفي هذه العبارة إشعار بأن لها أن تتصرف فيه للحاجة بالوجه الحسن. (شيئاً من مالها إلا بإذن زوجها) زاد مخرجه: "إذا ملك عصمتها" وما كان يحسن حذفه وإلى عدم جواز تصرفها في مالها إلا بإذنه، ذهب مالك عملاً بهذا وخالفه الشافعي كأنه لعدم صحة الحديث له. (طب (¬2) عن واثلة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم. 7635 - "ليس للمرأة أن تنطلق للحج إلا بإذن زوجها، ولا يحل للمرأة أن تسافر ثلاث ليال إلا ومعها ذو محرم تحرم عليه. (هق) عن ابن عمر (ح) ". (ليس للمرأة) ذات الزوج. (أن تنطلق للحج) ولو كانت في مكة. (إلا بإذن زوجها) ولو كانت حجة الفرض عند ش (¬3) (ولا يحل للمرأة أن تسافر ثلاث ليال) هذا العدد مفهومه مطرح لثبوت الأحاديث بأقل من الثلاث. (إلا ومعها ذو محرم تحرم عليه) من أصولها وفصولها أو زوجها، قيل: ويقوم مقام المحرم النسوة الثقات. قلت: كأن قائله نظر إلى المعنى الذي لأجله شرع المحرم والحديث يأتي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4564)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5421). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 83) (201)، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 15) وقال: جناح مولى الوليد وهو ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5424). (¬3) يريد الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى.

ذلك بلفظه. (هق (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 6736 - "ليس للنساء في اتباع الجنائز أجر. (هق) عن ابن عمر". (ليس للنساء في اتباع الجنائز) تشييعاً لها. (أجر) وظاهره ولا وزر عليهن فهن مخصوصات من عمومات أجر من يتبع الجنائز إلا أنه تقدم في الجزء الأول من حرف الهمزة حديث: "ارجعن مأزورات غير مأجورات" (¬2) وهو دليل على إثمهن وقد يجمع بأن هذا كان بعد علمهن بالنهي وهذا الحديث قبله والله أعلم. (هق (¬3) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه، وقال الذهبي في المهذب: فيه عفير بن معدان (¬4) وقد مر بيان حاله. 7637 - "ليس للنساء في الجنائز نصيب. (طب) عن ابن عباس". (ليس للنساء في الجنائز نصيب) لا في غسلها ولا تكفينها ولا حملها إن كان رجلاً وإلا فلا نصيب لهن في تشييعها والصلاة عليها ودفنها. (طب (¬5) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه الصباح أبو عبد الله ولم أجد من ذكره. 7638 - "ليس للنساء نصيب في الخروج إلا مضطرة، يعني ليس لها خادم، إلا في العيدين الأضحى والفطر، وليس لهن نصيب في الطرق إلا الحواشي. (طب) عن ابن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 223)، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (4919). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1578) من حديث علي. (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 63)، والطبراني في الأوسط (8411)، وضعفه الألباني (4921)، والضعيفة (4390). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (5/ 104)، والكاشف (2/ 28). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 145) (11309)، وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4922)، والضعيفة (5007).

(ليس للنساء نصيب في الخروج) من بيوتهن. (إلا مضطرة، يعني ليس لها خادم) يحتمل أنه مدرج فإذا كانت لا خادم لها جاز حنيئذ خروجها لحاجاتها. (إلا في العيدين الأضحى والفطر) بدل منهما [4/ 81] فإنه يتعين عليهن الخروج إلى المصلى لشهود الصلاة كما ثبت الأمر لهن بذلك في عدة أحاديث. (وليس لهن نصيب في الطرق) إذا خرجن (إلا الحواشي) أطراف الطرقات لا أوساطها لما فيه من الاختلاط بالرجال ويؤخذ منه أنه لا نصيب للرجال في الحواشي من الطرقات. (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه سوار بن مصعب (¬2) وهو متروك الحديث. 7639 - "ليس للنساء وسط الطريق. (هب) عن أبي عمرو بن حماس، وعن أبي هريرة (ض) ". (ليس للنساء وسط الطريق) الطريق فعيل من الطرق لأن الأقدام تطرقه بالمشي والسعي فيه. (هب (¬3) عن أبي عمرو بن حماس) بكسر المهملة والتخفيف الليثي، قال في التقريب (¬4): مقبول من السادسة مات سنة تسع وثلاثين ومائة انتهى. ومقتضاه أنه تابعي فكان على المصنف أن يقول مرسلاً والمصنف رمز لضعفه لأن فيه هاشم بن القاسم (¬5) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال: قال أبو عروبة: كبر وتغير (د عن أبي هريرة) فيه مسلم بن خالد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 200)، وإنما أخرجه ابن عدى في الكامل (3/ 454)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (4048) مختصرا عن علي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4923)، والضعيفة (1781) وقال: ضعيف جدا. (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 290)، وضعفاء العقيلي (2/ 168). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7821) عن ابن عمر، وأخرجه (7823)، وابن حبان في صحيحه (5651)، وابن عدي في الكامل (4/ 5) عن أبي هريرة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5425) (¬4) انظر التقريب (1/ 660). (¬5) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 706).

الزنجي (¬1) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء أيضاً وقال: قال فيه البخاري: وأبو زرعة: منكر الحديث. 7640 - "ليس للنساء سلام ولا عليهن سلام. (حل) عن عطاء الخراساني مرسلاً". (ليس للنساء سلام) يبدأن الرجال الأجانب به. (ولا عليهن سلام) ترد به على من ابتدأهن من الرجال الأجانب قالوا: يحرم من الشابة ابتداء وردا ويكرهان عليها لا على جماعة نسوة أو عجوز (حل (¬2) عن عطاء الخراساني مرسلاً) وعطاء يهم كثيراً ويدلس ويرسل، قال الشارح: لفظ أبي نعيم مخرجه بدل مرسلاً يرفع الحديث. 7641 - "ليس للولي مع الثيب أمر، واليتيمة تستأمر، وصمتها إقرارها. (د ن) عن ابن عباس (صح) ". (ليس للولي مع الثيب أمر) بل رضاها هو المعتبر وإن كان للولي حق العقد فالحديث مخصص بغيره وهو مثل حديث: "الأيم أحق بنفسها". (واليتيمة) أي البكر كما فسَّره غيره، (تستأمر): يطلب أمرها ليعرف رضاها. (وصمتها إقرارها) للولي على إنكاحها (د ن (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وصحَّحه ابن حبان، وقال ابن حجر عن ابن دقيق العيد: رجاله ثقات. 7642 - "ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وَجِلْفُ الخبز والماء. (ت ك) عن عثمان (صح) ". ¬

_ (¬1) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 655)، والميزان (6/ 413). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4920)، والضعيفة (1430) وقال: منكر. (¬3) أخرجه أبو داود (2100)، والنسائي (3263)، وابن حبان في (4089)، وأحمد في مسنده (1/ 334)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 161). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4924).

(ليس لابن آدم حق فيما سوى هذه الخصال) قال القاضي: المراد بالخصال هنا ما يحصل للرجل ويسعى في تحصيله من المال شبهه بما يخاطر عليه في السبق والرمي ونحوهما والمراد بالحق ما وجب له من الله من غير تبعة في الآخرة ولا سؤال عنه. (بيت يسكنه، وثوب يواري عورته) يسترها عن العيون. (وَجِلْفُ) بكسر الجيم وفتح اللام أي كسر (الخبز والماء) فهذه هي الأقطاب التي يدور عليها العيش، قال جار الله: هذه هي الأقطاب التي يدور عليها كفاف الإنسان فمن توفرت له فهو مكفي لا يحتاج إلى كفاية كافٍ. قلت: وفي وصف البيت والثوب والتعبير بالجلف ما يدل على أن ما زاد على ذلك فلا حق فيه للإنسان بل هو عنه مسئول لأنه من فضول العيش فليس له بحق. (ت ك (¬1) عن عثمان) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 7643 - "ليس لأحد على أحد فضل إلا بالدِّين أو عمل صالح، حَسْبُ الرجل أن يكون فاحشاً بذِيًّا بخيلاً جباناً. (هب) عن عقبة بن عامر (صح) ". (ليس لأحد على أحد فضل) زيادة يستحق بها الإكرام والتعظيم. (إلا بالدِّين) مأخوذ من قوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وعطف. (أو عمل صالح) من عطف الخاص على العام. (حَسْبُ الرجل) كافيه من الشر. (أن يكون فاحشاً بذِيًّا بخيلاً جباناً) وتقدمت هذه الألفاظ مفسرة غير مرة. (هب (¬2) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2341) وقال: حديث صحيح، والحاكم (4/ 312)، والضياء في المختارة (1/ 455) رقم (329) وعبد بن حميد في مسنده (46) وصححه الألباني في صحيح الجامع (1038) والسلسلة الصحيحة (5419). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (5145) وأحمد في مسنده (4/ 145)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5419) والصحيحة (1038).

قال الشارح: وليس كما قال، ففيه ابن لهيعة ومن لا يعرف. 7646 - "ليس لقاتل ميراث. (هـ) عن رجل (ح) ". (ليس لقاتل ميراث) تقدم قريباً وفيه التعميم لكل قاتل ولو بحق كالحاكم ونحوه وعليه الشافعية. (هـ (¬1) عن رجل) رمز المصنف لحسنه وتقدم تصحيح ما في معناه. 7645 - "ليس لقاتل وصية. (هق) عن علي (ض) ". (ليس لقاتل وصية) فإن أوصى لمن يقتله لا تصح وصيته. (هق (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه، قال في المهذب (¬3): فيه مبشر بن عبيد منسوب إلى الوضع وقال أحمد: أحاديثه منكرة، وقال البخاري: منكر الحديث. 7646 - "ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء. (طب هب) عن ابن عباس (ض) ". (ليس ليوم فضل على يوم في الصيام إلا شهر رمضان ويوم عاشوراء) هذا مشكل لصحة الأحاديث بفضائل صوم أيام كالثلاث البيض والأشهر الحرم ويوم عرفة وغير ذلك، فيحتمل أن هذا وقع قبل أن يعلمه الله تعالى بفضائل تلك الأيام، نعم شهر رمضان أفضل من الكل لأنه واجب. (طب هب (¬4) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2646) وقال البوصيري في الزوائد: هذا إسناد حسن وصححه الألباني في صحيح الجامع (4523). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 281)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4915): موضوع، وانظر: تنقيح التحقيق (3/ 62). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (تحت رقم 10151). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 126) (112553)، والبيهقي في الشعب (3780)، وابن عدي في الكامل (5/ 325)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4925) والسلسلة الضعيفة (285).

عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله [4/ 82] ثقات. 7647 - "ليس لي أن أدخل بيتا مُزَوَّقاً. (حم طب) عن سفينة (ح). (ليس لي) أي بحلال ولفظ الحاكم "لنبي" (أن أدخل بيتًا مُزَوَّقاً) بالزاي آخره قاف قال الزمخشري (¬1): التزويق التزيين والنقش لأن النقش لا يكون إلا بالزواق وهو الزئبق عند أهل المدينة وعد بعضهم من خصائص الأنبياء عليهم السلام أن لا يدخلوا بيتاً مزوقاً وفيه كراهة التزويق، وقد استعمله ملوك الدنيا في قصورهم وغيرهم. (حم طب (¬2) عن سفينة) مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمي بذلك لأنه حمل في بعض الأسفار شيئاً كثيراً رمز المصنف لحسنه كما قال الشارح. ولم نره فيما قوبل على خط المصنف وتعقبه بأن فيه سعيد بن جهمان (¬3) فيه كلام إلا أنه صححه الحاكم وأقره الذهبي. 7648 - "ليس من البر الصيام في السفر. (حم ق د ن) عن جابر (هـ) عن ابن عمر (صح) ". (ليس من البر) بالكسر الطاعة والعبادة ومن زائدة أي ليس البر وفائدة زيادتها التأكيد نحو ما جاءني من أحد. (الصيام في السفر) أي الصيام الذي يؤدي إلى إجهاد النفس والإضرار بها بقرينة السياق فإنه - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً قد ظلل عليه فقال: "ما هذا"؟ قالوا: صائم فذكره، قيل: إنه حجة فيه للظاهرية ومنعهم انعقاد الصوم في السفر مستدلين بأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ورد بأن بين السبب والسياق فرقاً فإن السياق والقرائن تدل على مراد المتكلم بخلاف السبب ¬

_ (¬1) الفائق (2/ 133). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 220)، والطبراني في الكبير (7/ 84) (6446)، وأبو داود (3755)، ابن ماجه (3360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5427). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 315)، والكامل في الضعفاء لابن عدى (2/ 105).

(حم ق د ن (¬1) عن جابر بن عبد الله هـ عن ابن عمر) قال المصنف: وهو متواتر. 7649 - "ليس من الجنة في الأرض شيء إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة والحجر الأسود وأواق تنزل في الفرات كل يوم بركة من الجنة. (خط) عن أبي هريرة". (ليس من الجنة) أي مما خلق فيها أو مما يعود إليها من الدنيا. (في الأرض شيء إلا ثلاثة أشياء: غرس العجوة) أي النخل ويحتمل نخل المدينة ويحتمل مطلقا (والحجر الأسود) لما سلف أنه خرج من الجنة. (وأواق) جمع أوقية. (تنزل في الفرات) أي بحر الفرات وهو نهر مشهور يخرج من آخر حدود الروم يمتد بأطراف الشام ثم بالكوفة ثم بالحلة ثم يلتقي مع دجلة في البطائح ويصيران نهراً واحداً ثم يصب عند عبادان في بحر فارس. (كل يوم بركة) خبر مبتدأ محذوف. (من الجنة) ولم يبين كم الأواق وفيه فضيلة لهذا النهر على غيره (خط (¬2) عن أبي هريرة). 7650 - "ليس من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة، وما أحسب من شهدها منكم إلا مغفوراً له. الحكيم (طب) عن أبي عبيدة (ح) ". (ليس من الصلوات صلاة أفضل) أكثر أجراً لفاعلها. (من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة، وما أحسب من شهدها منكم) حضرها ويحتمل أن المراد خلفه - صلى الله عليه وسلم - لقوله منكم ويحتمل الأعم. (إلا مغفوراً له) وفيه فضيلة عظيمة لتلك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 319)، والبخاري (1946)، ومسلم (1115)، وأبو داود (2407)، والنسائي (4/ 176)، وأخرجه ابن ماجة (1665) عن ابن عمر. (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 55)، والديلمى في الفردوس (5207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4927)، والضعيفة (1600)، والصحيحة (3111).

الصلاة في ذلك اليوم. (الحكيم (طب (¬1) عن أبي عبيدة) رمز المصنف لحسنه. 7651 - "ليس من المروءة الربح على الإخوان" ابن عساكر عن ابن عمرو (ض) ". (ليس من المروءة) قيل: المروءة حفظ الدين وصيانة النفس والجود بالموجود ورعاية الحقوق (¬2) (الربح) بالراء والموحدة آخره مهملة (على الإخوان) وكأن المراد الربح في التجارة منهم، والمراد التقضي وعدم التسامح فإنه يقبح على الغير فكيف على الإخوان بل ينبغي للمؤمن أن يكون سمحاً لإخوانه بذالاً لإحسانه غير منقص في أموالهم وفي أخلاق السلف كثير من ذلك والحكايات فيه متسعة. (ابن عساكر (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه. قال الذهبي في مختصر التاريخ: هو منكر. 7652 - "ليس من أخلاق المؤمن التملق ولا الحسد إلا في طلب العلم. (هب) عن معاذ (ض) ". (ليس من أخلاق المؤمن) لفظ مخرجه البيهقي: خلق بالإفراد. (التملق) الزيادة في التودد والتضرع فوق ما ينبغي فإنه من خلق ذوي الوجهين في الأغلب. (ولا الحسد إلا في طلب العلم) الظاهر عوده إليهما فإنه ينبغي من طالب العلم زيادة التودد إلى مشايخة والضراعة لهم، وينبغي له أن يحسد في طلب العلم ليجد في نيله، والمراد بالحسد ما في حديث: "لا حسد إلا في اثنتين ... " الحديث، قال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 156) رقم (366)، وفي الأوسط (184)، والحكيم في نوادر الأصول (2/ 317)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4928) والضعيفة (1221)، وقال ضعيف جداً. (¬2) جاء في الحاشية: "في العلقمي المروءة آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات". (¬3) أخرجه الديلمى في الفردوس (5157)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 3488 مختصرة) وأورده العجلونى في كشف الخفا (2/ 223)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4929)، والضعيفة (1769).

الحليمي: الملق لغير المعلم من فعال أهل الذلة والضعة، وما يزري بصاحبه، ويدل على سقاطته وقلة مقدار نفسه عنده، وليس لأحد أن يهين نفسه كما ليس لأحد أن يهينه، صلى زيد بن ثابت على جنازة فقربت له بغلته ليركب فأخذ ابن عباس ركابه، فقال: خل عنه يا ابن عم رسول الله، فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا فقبل زيد يده وقال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا (¬1) - صلى الله عليه وسلم -[4/ 83] (هب (¬2) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي عقيب إخراجه له: هذا إنما يُروى بإسناد ضعيف، والحسن بن دينار ضعيف بالمرة وكذا خصيب انتهى؛ لأنه ساقه من حديث الحسن بن دينار عن خصيب بن جحدر، وحكم ابن الجوزي بوضعه، وقال: مداره على خصيب وقد كذبه شعبة والقطان وابن معين، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات (¬3) انتهى. وتعقبه المصنف في موضوعاته فلم يأتِ بشيء يفيد. 7653 - "ليس من ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر، ومن ادَّعى ما ليس له فليس منَّا وليتبوأ مقعده من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله! وليس كذلك إلا حار عليه، ولا يرمي رجل رجلاً بالفسق ولا يرميه بالكفر إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك. (حم ق) عن أبي ذر (صح) ". (ليس من رجل (¬4) من ادعى) انتسب. (لغير أبيه وهو يعلمه) غير أبيه. (إلا كفر) زاد البخاري: "بالله" والمراد إن استحل، ولا يحسن حمله على كفر النعمة، ¬

_ (¬1) انظر: تاريخ دمشق (19/ 326)، والإصابة (4/ 146). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4863)، وابن عدي في الكامل (5/ 10)، والرافعي في التدوين (1/ 177)، والخطيب في الجامع لأخلاق الراوي (1/ 211 رقم 388)، وانظر: الموضوعات لابن الجوزي (1/ 219)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4926)، والضعيفة (381): موضوع. (¬3) انظر لسان الميزان (5/ 269). (¬4) هكذا جاء في الأصل.

لأن روايته تأباه وخرج مخرج الزجر والتنفير (ومن ادعى ما ليس له) عام في كل دعوة. (فليس منَّا) أي من أهل هدينا وأخلاقنا (وليتبوأ) ينزل. (مقعده) محل قعوده الذي أعد له. (من النار، ومن دعا رجلاً بالكفر نسب إليه أو قال له: عدو الله وليس كذلك) أي ليس كافراً، ولا عدوا لله (إلا حار) بالحاء المهملة والراء رجع (عليه) وكان هو الكافر والعدو لله، وهذا دليل أن من كفر من يعلم إسلامه كفر وليس هو كفر الردة الذي يستحق به القتل بل عليه إثم الكفر، ويجب عليه التوبة للإجماع على أنه لا يقتل قائل ذلك ولا يحكم بردته. (ولا يرمي رجل) ولا امرأة. (رجلاً) ولا امرأة. (بالفسق) الخروج عن طاعة الله. (ولا يرميه بالكفر) كأن المراد بخصلة من خصال الكفار ليغاير الأولى. (إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك) في روضة النووي: إن من قال لمسلم: يا كافر بلا تأويل كفر، وقال غيره: بل الحديث محمول على الزجر والتنفير لا على الكفر حقيقة. قلت: قد سلف له نظائر في تسمية بعض المعاصي كفراً (حم ق (¬1) عن أبي ذر). 7654 - "ليس من عبد يقول: لا إله إلا الله مائة مرة إلا بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر ليلة البدر، ولم يرفع لأحد يومئذ عمل أفضل من عمله، إلا من قال مثل قوله أو زاد. طب عن أبي الدرداء (ض) ". (ليس من عبد يقول: لا إله إلا الله مائة مرة) أي يكررها حتى يبلغ مائة وظاهره ولو لم يبلغ ذلك إلا في مدة عمره إذ لم يقيد قولها بوقت. (إلا بعثه الله تعالى يوم القيامة ووجهه كالقمر) في الإنارة (ليلة البدر) لأنه أكمل أوقات نورها وبعثه كذلك دليل الغفران؛ لأنه من الوجوه المبيضة وقد قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)} [آل عمران: 107]. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 166)، والبخاري (3508، 6045)، ومسلم (61).

(ولم يرفع لأحد يومئذ) أي يوم إذ يقول ذلك ويستكمل عدده وإن لم يقله جميعاً في يوم واحد ويحتمل أن المراد ذلك كما ورد في حديث آخر التقييد بمن قالها في يوم وفيها زيادة وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. (عمل أفضل من عمله) من أعمال الأقوال فلا يدخل الجهاد ونحوه (إلا من قال مثل قوله) فإنه يرفع له مثل عمله (أو زاد) فإنه يرفع له أفضل من عمله وإن كان الحديث يفيد لفظه أن من قال مثل قوله رفع له أفضل ممن يرفع للقائل ولكنه غير مراد بل الأفضلية موجهة إلى الزيادة (طب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك. 7655 - "ليس مِنْ عَمَلِ يوم إلا وهو يُختم عليه، فإذا مرض المؤمن قالت الملائكة: يا ربنا، عبدك فلان قد حبسته، فيقول الربُّ: اختموا له على مثل عمله، حتى يبرأ أو يموت، (حب طب ك) عن عقبة بن عامر (صح) ". (ليس مِنْ عَمَلِ يوم إلا وهو يُختم عليه) يطبع عليه بطابع الله أعلم بكيفيته. (فإذا مرض المؤمن) الذي سبق له عمل طبع عليه. (قالت الملائكة) يحتمل الكاتبان والجمع مجاز أو لأنهما أقله، ويحتمل الذين يطيعون، ويحتمل غير ذلك. (يا ربنا، عبدك فلان قد حبسته، فيقول الربُّ: اختموا له على مثل عمله) فضلاً من الله ومنة {وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} [الحديد: 21]. (حتى يبرأ أو يموت) فينبغي للمؤمن أن يستكثر من أعمال البر أيام صحته لينال ذلك في مرضه، وقد ورد الحديث الآخر: "إذا مرض العبد أو سافر ... " الحديث تقدم في إذا وألحق السفر بالمرض. (حب طب ك (¬2) عن عقبة بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (10/ 86)، وفي مسند الشاميين (994) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4930). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 146)، والطبراني في الكبير (17/ 284) رقم (782)، والحاكم (4/ 344). وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 303)، وصححه الألباني في صحيح الجامع =

عامر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي بأن فيه رشدين واه، وتعقب الهيثمي سند أحمد والطبراني بأن فيه ابن لهيعة. 7656 - "ليس من غريم يرجع من عند غريمه راضياً إلا صلت عليه دواب الأرض، ونون البحار، ولا غريم يلوي غريمه وهو يقدر إلا كتب الله عليه في كل يوم وليلة إثما. (هب) عن خولة امرأة حمزة (ض) ". (ليس من غريم) له دين على آخر. (يرجع من عند غريمه) الذي عليه الدين. (راضيًا) قد أرضاه بقوله أو ماله والآخر أظهر. (إلا صلت عليه دواب الأرض، ونون البحار) حيتانها كفى هذا شرفاً في قضاء الدين. (ولا غريم يلوي غريمه) يمطله. (وهو يقدر) على إيفائه. (إلا كتب الله [4/ 84] عليه في كل يوم وليلة إثما) لمطلة غريمه ويتعدد ذلك بتعدد الأيام والليالي حتى يوفيه حقه وفيه عظم شأن الدين وأن المماطل آثم وأما أنه يبلغ حد الكبيرة فالله أعلم لأنه لا يفيد هذا اللفظ هنا. (هب (¬1) عن خولة) بفتح الحاء المعجمة امرأة حمزة بن عبد المطلب وهي بنت قيس بن فهد النجارية رمز المصنف لضعفه. 7657 - "ليس من ليلة إلا والبحر يشرف فيها ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن يفتضح عليكم فيكفه الله. (حم) عن عمر (ض) ". (ليس من ليلة إلا والبحر) اللام للجنس وقيده الشارح بالملح مع أنه يحتمل أنه أريد به بحر كل بلدة فيشمل الأنهار العذبة. (يشرف فيها) أي يتطلع إلى الأرض التي تقربه وكأن المراد به المد الذي يحصل له. (ثلاث مرات يستأذن الله تعالى أن يفتضح عليكم) بالمثناة تحتية فالفاء فمثناة فوقية فضاد معجمة ¬

_ = (5432)، والصحيحة (2193). (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (11232)، والطبرانى في الأوسط (5029)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4931).

فحاء مهملة وكأنه من الفضيحة وهي كشف المساوئ فإنه إذا أغرقهم كشف مساوئهم ويحتمل أنه آخره خاء معجمة من فضخ الماء دفعه أو من انفضخت الفرجة انفتحت عليكم وكأن هذا الإشراف والاستئذان على حقيقته وكأنه لما يراه من عصيان بني آدم لبارئهم يستأذن في إهلاكهم (فيكفه الله) عنكم لطفاً منه بعباده وحلما (حم (¬1) عن عمر) رمز المصنف لضعفه قال ابن الجوزي: فيه العوام عن شيخ كان مرابطاً بالساحل والعوام ضعيف والشيخ مجهول. 7658 - "ليس منا من انتهب، أو سلب، أو أشار بالسلب. (طب ك) عن ابن عباس (صح). (ليس منا) من أهل ملتنا وطريقتنا الإِسلامية، قيل: والمراد الزجر لا الإخراج من الدين، وقيل: لا ينبغي تأويله لأنه يهون ما قصده - صلى الله عليه وسلم - من المنع عما ذكر. قلت: من تتبعه وجده ورد في ما يحرم وفي خلاف ما ينبغي وإن لم يحرم. (من انتهب) أخذ مال الغير جهراً قهراً. (أو سلب) من لا يحل سلبه. (أو استأثر) استبد. (بالسلب) الذي أذن فيه مثل الغنائم ونحوها فإنه ليس لأحد الاستبداد بما أخذه إلا من أذن له الإمام. (طب ك (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن قابوس بن أبي ظبيان راويه عن أبيه عن ابن عباس لين، وقال الهيثمي: فيه عند الطبراني قابوس وهو ضعيف. وقال: في موضع آخر فيه أبو الصباح عبد الغفور متروك وكأنهما روايتان. 7659 - "ليس منا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 43)، وانظر العلل المتناهية (1/ 52)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4932)، والضعيفة (4392). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 107) رقم (12612)، والحاكم (2/ 135)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 337)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4933).

الرجال. (حم) عن ابن عمر (صح) ". (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء) في اللباس والهيئة والكلام. (ولا من تشبه بالنساء) في ذلك. (من الرجال) فتشبه أي الفريقين بالآخر حرام آثم فاعله. (حم (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه الهذلي لم أعرفه وبقية رجاله ثقات ورواه الطبراني فأسقط الهذلي المبهم فعلى هذا رجال الطبراني كلهم ثقات. 7660 - "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود، الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف. (ت) عن ابن عمرو". (ليس منا من تشبه بغيرنا) من أهل الملل كما دل له. (لا تشبهوا باليهود) في شيء مما يختصون به لا في الأمور المشتركة بين الأوادم. (ولا بالنصارى) وبين بعض ما اختصوا به كما أشار إليه بقوله: (فإن تسليم اليهود) بعضهم على بعض أو مطلقاً. (الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف) فيكره تنزيها التسليم بالإشارة لهذا الحديث كما قاله النووي (¬2)، وبوب عليه: باب ما جاء في الإشارة بالسلام باليد ونحوها بلا لفظ، قال: وأما خبر الترمذي عن أسماء: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد وعصبة من النساء قعود فأومأ بيده بالتسليم، فمحمول على أنه جمع بين اللفظ والإشارة (ت (¬3) عن ابن عمرو) من حديث عمرو بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 199)، والطبرانى في الكبير (12/ 302) (13180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5433). (¬2) الأذكار (ص 546). (¬3) أخرجه الترمذي (2695)، والقضاعي في مسند الشهاب (1191)، وأورده ابن الجوزى في العلل المتناهية (2/ 721)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 292)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5434)، والصحيحة (2194) وقال: صحيح بشواهده.

شعيب عن أبيه عن جده، قال الترمذي: إسناده ضعيف، وأقرَّه النووي على ضعفه وجزم المنذري بضعفه. 7661 - "ليس منا من تطير ولا من تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له. (طب) عن عمران بن حصين (ح) ". (ليس منا من تطير) تقدم تفسيره مراراً (أو تطير له) فأقر على ذلك كمثل هؤلاء الملوك الذين يتعبدون للمنجم (أو تكهن) ادعَّى شيئاً من علم الغيب (أو تكهن له) ادعي له شيء من ذلك (أو تسحر) تعلم السحر (أو يسحر له) أمر عن تسحر الغير له. زاد البزار ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - (طب (¬1) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لحسنه وقال المنذري: إسناد الطبراني حسن وإسناد البزار جيد، قال الهيثمي: فيه إسحاق بن الربيع العطار وثقه أبو حاتم وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات. 7662 - "ليس منا من حلف بالأمانة، ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا. (حم حب ك) عن بريدة (صح). (ليس منا من حلف بالأمانة) قال [4/ 85] القاضي: لعله أراد الوعيد عليه فإنه حلف بغير الله ولا يتعلق به كفارة (ومن خبب) بالمعجمة ثم موحدة بعدها موحدة وقيل مثلثة أي خادع وأفسد (على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منَّا) قال ابن القيم (¬2): وهذا من أكبر الكبائر فإنه إذا نهى الشارع أن يخطب على خطبة أخيه فكيف بمن يفسد امرأته أوأمته أوعبده ويسعى في التفريق بينه وبينها حتى ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 162) رقم (355)، والبزار في مسنده (3578)، وانظر قول الهيثمي المجمع (5/ 117، 103)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5435)، والصحيحة (2195). (¬2) الجواب الكافي (ص 154).

يتصل بها وفي ذلك من الإثم ما لعله يقصر عن إثم الفاحشة إن لم يزد عليها ولا يسقط حق الغير بالتوبة من الفاحشة فإن التوبة وإن أسقطت حق الله فحق العبد باق فإن ظلم الزوج بإفساد حليلته والجناية على فراشه أعظم من ظلمه بأخذ ماله ولا يعدل عنه إلا سفك دمه (حم حب ك (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح ما خلا الوليد بن ثعلبة وهو ثقه، وقال المنذري: إسناد أحمد صحيح. 7663 - "ليس منا من خبب على امرئ زوجها أو عبدا على سيده. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ليس منا من خبب امرأة على زوجها أو عبداً على سيده) قال النووي: في الأذكار: "يحرم أن يحدث رجلاً أو زوجته أو أبيه أو غلامه أو غيرهم بما يفسدهم به عليه إذا لم يكن أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2] (د ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط البخاري ورواه النسائي أيضاً في عشرة النساء. 7664 - "ليس منا من خصي أو اختصى، ولكن صم وفر شعر جسدك. (طب) عن ابن عباس (ح). (ليس منا من خصي) غيره. (أو اختصى) في نفسه وهو سل الخصيتين فإنه حرام لما فيه من تعذيب النفس والتشويه وإدخال الضرر الذي ربما أفضى إلى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 352)، وابن حبان (4363)، والحاكم (4/ 298)، وأبو داود (3253)، وانظر: الترغيب والترهيب (3/ 59)، والمجمع (4/ 332)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5436)، والصحيحة (325). (¬2) أخرجه أبو داود (2175)، والحاكم (2/ 196)، والبيهقي في الشعب (5433)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5437).

الهلاك وإبطال معنى الرجولية وتغيير خلق الله وكفر النعمة وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لعثمان بن مظعون لما قال: يا رسول الله إني امرؤ تشق على العزوبة فأذن لي في الاختصاء، فذكره ثم أرشده إلى ما يحصل به المراد من كسر الشهوة بقوله: (ولكن صم ووفر شعر جسدك) قيل أي شعر العانة لأن الاستحداد مما يهيج الشهوف وقيل: شعر الجسد جميعاً فإنه مما يبعد الميل إلى النساء والأول أظهر والمراد بتوفير العانة أنه لا يستحد بل يستعمل النورة لأن استعمال الحديد بالخاصية يزيد في الباءة بخلاف النورة فليس هو أمر له بأن لا يأخذ شعرها حتى ينافي أحاديث الحث على أخذه. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 7665 - "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من مات على عصبية. (د) عن جبير بن مطعم (صح). (ليس منا من دعا إلى عصبية) دعا إلى اجتماع الناس على إعانة الظالم (أو قاتل على عصبية) العصبية: هي المحاملة والمدافعة (وليس منا من مات على عصبية) قال ابن تيمية: بين هذا الحديث أن من تعصب لطائفة مطلقاً فعل أهل الجاهلية محذور مذموم بخلاف منع الظالم أو إعانة المظلوم من غير عدوان فإنه مستحب بل واجب فلا منافاة بين هذا وبين حديث: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" (د (¬2) عن جبير بن مطعم) رمز المصنف لصحته وقال المنذري: إنه منقطع، وفيه محمد بن عبد الرحمن المكي أو العكي (¬3) قال أبو حاتم: مجهول، وقال المنذري: هو في صحيح مسلم بأتم من هذا وأفيد وفي سنن النسائي. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 144) رقم (11304)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (4934) والضعيفة (1314) وقال: موضوع. (¬2) أخرجه أبو داود (5121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4935)، وأخرجه مسلم (1850)، والنسائي (7/ 123) من حديث جندب بن عبد الله بمعناه. (¬3) انظر الجرح والتعديل (7/ 319).

7666 - "ليس منا من سلق، ومن حلق، ومن خرق. (وإن) عن أبي موسى (صح). (ليس منا من سلق) بالمهملة والقاف رفع صوته عند المصيبة بالبكاء. (ولا من حلق) شعره عندها أيضاً. (ولا من خرق) بالمعجمة والراء ويصح بالزاي شق ثوبه عند المصيبة وهذه الصفات كانت تفعلها الجاهلية عند نزول المصيبة بهم. (د ن (¬1) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 7667 - "ليس منا من عمل بسنة غيرنا. (فر) عن ابن عباس (ض). (ليس منا من عمل بسنة غيرنا) كالترهب في الصوامع ونحوها ومنه تعظيم القبور بالتسريج والستور وقصدها لاستدفاع الشرور (فر (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وفيه يحيى الحماني (¬3) ضعفه جمع، ويوسف بن ميمون (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء ونقل تضعيفه عن أحمد وغيره. 7668 - "ليس منا من غش. (حم د هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ليس منا من غش) في أقواله وأفعاله فإنه مأخوذ على المؤمن نصح المؤمنين والغش ينافي ذلك وهذا من الكلم الجوامع (حم د هـ ك (¬5)) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه مسلم. 7669 - "ليس منا من غش مسلماً أو ضره أو ما كره. الرافعي عن علي". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3130)، والنسائي (4/ 320)، وأحمد (4/ 396)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5438). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (5268)، والطبراني في الأوسط (9426)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5439). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 739)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 197). (¬4) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 764). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 242)، ومسلم (102)، وأبو داود (3452)، وابن ماجه (2224)، والحاكم (2/ 9)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (5440).

(ليس منا من غش مسلماً أو ضره أو ما كره) خادعه قال ابن العربي: هذه الخصال حرام بإجماع الأمة والنصيحة عامة [4/ 86] في كل شيء ويتعبد بها جميع الأمة (الرافعي (¬1) عن علي). 7670 - "ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية. (حم ق ت ن هـ) عن ابن مسعود (صح) ". (ليس منا من لطم الخدود) عند المصيبة وكذلك غيرها إنما خصها لأنها التي تلطم. (وشق الجيوب) وهو ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس للبسه والمراد شقه إكمال فتحه وهو علامة على التسخط. (ودعا بدعوى الجاهلية) أهل الجاهلية عند حلول المصائب كواجبلاه وواكهفاه ونحوها وكل ذلك من دلائل عدم الرضا بالقضاء وذلك محرم. (حم ق ت ن هـ (¬2) عن ابن مسعود) وفي رواية لمسلم: "أو دعا وشق ثوبا". 7671 - "ليس منا من لم يتغن بالقرآن. (خ) عن أبي هريرة (حم د حب ك) عن سعد (د) عن أبي لبابة بن عبد المنذر (ك) عن ابن عباس وعائشة (صح) ". (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) يحسن صوته به لأن تحسين الصوت مما يزيد القرآن حسناً عند السامع ويدعوه إلى الإقبال على سماعه ولكن شرطه أن لا يغير اللفظ ولا يخل بالنظم ولا يخفي حرفًا ولا يزيد حرفاً وإلا حرم إجماعاً، واعترض هذا بأن الحديث دل على أن من لم يتغن بالقرآن ليس من أهل سنتنا ولا ممن يتبعنا وهو وعيد ولا خلاف بين الأمة: أن قارئ القرآن مثاب وإن لم يحسن صوته فكيف يجعل مستحقا للعقاب ودفع بأنه يمكن أن المراد ليس منا ¬

_ (¬1) أخرجه الرافعي في التدوين (3/ 87)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4936)، والضعيفة (329) وقال: موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 456)، والبخاري (1294)، ومسلم (103)، والترمذي (999)، وا لنسائي (4/ 320)، وابن ماجة (1584).

معشر الأنبياء إلا من يحسن صوته بالقرآن وسمع الله منه بل يكون من جملة من هو نازل عن مرتبتهم فيثاب على قراءته كسائر المسلمين لا على تحسين صوته، وقيل: المراد من الحديث من لم يستغن بالقرآن ورده الشافعي بأنه لو أريد ذلك لقال من لم يستغن. قلت: وقد بسط القول ابن القيم في الهدي (¬1) في المسألة بعض البسط وتقدم شيء من ذلك. (خ عن أبي هريرة حم د حب ك عن سعد (د) عن أبي لبابة) بموحدتين خفيفتين اسمه بشير وقيل: رفاعة (بن عبد المنذر (ك) (¬2) عن ابن عباس وعن عائشة). 7672 - "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا (ت) عن أنس (صح) ". (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر) يعظم (كبيرنا) والواو بمعنى أو ليتعين أن يقابل كلا منهما بما يليق به فيعطي الصغير حقه من الرفق واللطف والشفقة والكبير حقه من التعظيم والإكرام (ت (¬3) عن أنس) قال: جاء شيخٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له فذكره، قال الترمذي: هذا حديث غريب وزربي (¬4) يروي مناكير عن أنس. قلت: والمصنف رمز لصحته وفي التقريب: زربي (¬5) بفتح أوله يريد الزاي ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (1/ 463)، ومدارج السالكين (1/ 489) وروضة المحبين (ص: 268). (¬2) أخرجه البخاري (7527) عن أبي هريرة وأخرجه أحمد (1/ 179)، وأبو داود (1469)، وابن حبان (1/ 327) رقم (120)، والحاكم (1/ 569) عن سعد بن أبي وقاص، وأخرجه أبو داود (1471) عن أبي لبابة بن عبد المنذر، وأخرجه الحاكم (1/ 760) عن ابن عباس وعائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5442). (¬3) أخرجه الترمذي (1919)، والبيهقي في الشعب (10982)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5445). (¬4) انظر المجروحين لابن حبان (1/ 312)، والكاشف (1/ 404) وتهذيب التهذيب (3/ 280). (¬5) انظر تهذيب التهذيب (3/ 280)، والتقريب (1/ 215).

وسكون الراء بعدها موحدة ثم مشددة بن عبد الله الأزدي مولاهم أبو يحيى البصري إمام مسجد هشام بن حسان ضعيف. 7373 - "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا. (حم ت ك) عن ابن عمر (صح) ". (ليس منا من لم يرحم صغيرنا) صغير المسلمين ويحتمل صغير بني آدم إذ العلة الصغر (ويعرف شرف كبيرنا) بما يستحق من التبجيل والتعظيم قال الحافظ العراقي: يؤخذ من قوله شرف كبيرنا أنه لا يستحق الكبير الإكرام إلا إذا كان له شرف بعلم أو صلاح أو نسب زكي ويحتمل أن التعمير في الإسلام شرف لقوله في الحديث: "خير الناس من طال عمره وحسن عمله" نعم إذا كان شيخاً سيء العمل فلا يستحق الإكرام لقوله في آخره: "وشر الناس من طال عمره وساء عمله" (¬1) إلا أنه يأتي حديث: "ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض الله من يكرمه عند سنه" وظاهره أن الإكرام يستحق للسن (حم ت ك (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبي، وقال العراقي: سنده جيد. 7674 - "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر. (حم ت) عن ابن عباس (ح) ". (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر) قرن هذين بذينك مشعر بوجوبهما كإيجاب الأخيرين وإن كانت دلالة الاقتران فيها مقال إلا أنه لا كلام في تأكده (حم ت (¬3) عن ابن عباس) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2330) وقال: حسن صحيح. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 222)، والترمذي (1920)، والحاكم (1/ 62)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5444). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 257)، والترمذي (1921)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 14)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4938).

المصنف لحسنه، وقال الترمذي: غريب، وقال القطان: ضعيف فيه ليث بن أبي سليم (¬1)، وقال الهيثمي: فيه ليث وهو مدلس، قلت: وكأن تحسين المصنف له لغيره. 7675 - "ليس منا من لم يجل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه. (حم ك) عن عبادة بن الصامت (صح) ". (ليس منا من لم يجل) بالجيم من الإجلال. (كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه) من امتثال أمره والاهتداء بهديه وتوقيره لما رفعه الله به من العلم. (حم ك (¬2) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: سنده حسن. 7676 - "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يعرف حق كبيرنا، وليس منا من غشنا ولا يكون المؤمن مؤمنا حتى يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه. (طب) عن ضميرة (ح) ". (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يعرف حق كبيرنا، وليس منا من غشنا) سلف عمومه [4/ 87]. (ولا يكون المؤمن مؤمناً) كامل الإيمان. (حتى يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه) من كل خير ديني ودنيوي. (طب (¬3) عن ضميرة) بالمعجمة مصغراً رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه حسين بن عبد الله بن ضمرة (¬4) كذاب انتهى وسلف للمصنف أنه لا يأتي في كتابه بحديث كذاب ¬

_ (¬1) انظر الميزان (5/ 509)، والمجمع (5/ 14). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 323)، والحاكم (1/ 122)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 127)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5443). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 308) رقم (8154)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 16)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4937): موضوع. (¬4) انظر الكامل في ضعفاء الرجال (2/ 356)، والميزان (2/ 293)، والمجروحين (1/ 244).

فكان عليه حذفه وفاءً بشرطه. 7677 - "ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله. (فر) عن جبير بن مطعم (ض) ". (ليس منا من وسع الله عليه) في الرزق. (ثم قتر على عياله) في الإنفاق لأن الله إنما بسط له ليبسط على من تحت يده سيما والإنفاق محبوب إلى الله تعالى فمن فعل خلافه فقد فعل ما لا يحبه الله (فر (¬1) عن جبير بن مطعم) رمز المصنف لضعفه وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير مجمع على ضعفه كما مر مراراً. 7678 - "ليس منا من وطيء حبلى. (طب) عن ابن عباس (ح). (ليس منا من وطيء حبلى) من غير مائه لأنه قد ثبت النهي عن سقي ماء غيره بمائه وفي حديث: "سبايا أوطاس لا توطئ حامل حتى تضع ولا غير ذات حمل حتى تحيض" (¬2) (طب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: وفيه الحجاج بن أرطأة مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح. 7679 - "ليس منكم من رجل إلا وأنا ممسك بحجزته أن يقع في النار. (طب) عن سمرة (ح) ". (ليس منكم رجل) الخطاب للصحابة والمراد به عموم أمة الإجابة. (إلا أنا ممسك بحجزته) بضم المهملة وسكون الجيم والزاي معقد إزاره. وهو كناية ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5271)، والقضاعي في مسند الشهاب (1192) من حديث عائشة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4939)، والضعيفة (4393). (¬2) أخرجه أبو داود (2157)، والحاكم (2/ 212)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وأورده الحافظ في الفتح (4/ 424)، وقال: أخرجه أبو داود وغيره وليس على شرط الصحيح. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 390) رقم (12090)، وأبو يعلي (2522)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4940)، والضعيفة (4394).

عن إبلاغه - صلى الله عليه وسلم - في بلاغ الإنذار حتى كأنه آخذ بكل حجزه عن (أن يقع في النار)، (طب عن سمرة) (¬1) رمز المصنف لحسنه. 7680 - "ليس مني إلا عالم أو متعلم. ابن النجار (فر) عن ابن عمر. (ليس مني) أي بمتصل بي (إلا عالم) بعلم الكتاب والسنة. (أو متعلم) لهما فإنهما متصلان به - صلى الله عليه وسلم - وهذا دال على شرف العلم (ابن النجار فر (¬2) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه وفيه مخارق بن ميسرة (¬3) قال الذهبي: لا يُعرف. 7681 - "ليس مني ذو حسد ولا نميمة ولا كهانة ولا أنا منه. (طب) عن عبد الله بن بسر (ج) ". (ليس مني ذو حسد) تقدم تفسيره (ولا نميمة) تقدم أنها إذاعة القول عن الغير إلى آخر للإفساد بينهما (ولا كهانة) ادعاء علم المغيبات (ولا أنا منه) لا يتصل بي ولا أتصل به (طب (¬4) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة ثم المهملة رمز المصنف لحسنه وضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن سلمة الخبائري (¬5) وهو متروك، قال الشارح: وبه يعرف أن المصنف لم يصب في رمزه لحسنه. 7682 - "ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعة مرت بهم لم ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 299) رقم (7100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4941). (¬2) أخرجه ابن البخاري كما في الكنز (28804)، الديلمي في الفردوس (5279)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4942)، والضعيفة (2032). (¬3) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 647)، ولسان الميزان (6/ 5)، وضعفاء العقيلي (4/ 229). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وعزاه الهيثمى في مجمع الزوائد (8/ 91)، وكذلك المنذري في الترغيب والترهيب (3/ 324)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4943)، والضعيفة (586): موضوع. (¬5) انظر المغنى (1/ 280)، والميزان (3/ 297).

يذكروا الله عز وجل فيها. (طب هب) عن معاذ (ح) ". (ليس يتحسر) يتندم (أهل الجنة على شيء) من الدنيا. (إلا على ساعة مرت بهم) في الدنيا (لم يذكروا الله عز وجل فيها) قال الحكيم: إن هذه الحسرة إنما هي في الموقف لا في الجنة وذلك لأنهم يرون ما يعطون في ساعات الذكر من الأجور فيأسفون على ما فاتهم من الساعات بغير ذكر الله وتقدم تفسير الذكر وأنه يعم الطاعات جميعاً. (طب هب (¬1) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات وفي شيخ الطبراني محمد بن إبراهيم خلاف. 7683 - "ليست السنة بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وتمطروا ولا تنبت الأرض شيئًا. (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (ليست السنة) أي الجدب. (أن لا تمطروا) وهذه تكون أيضاً عام جدب وهو المتعارف لديهم (لكن) عرفهم - صلى الله عليه وسلم - أن (السنة) هي (أن تمطروا وتمطروا) كرره تأكيداً (ثم لا تنبت الأرض شيئاً) وذلك أن اليأس بعد وجود الرخاء بظهور مخايله أقطع مما كان حاصلاً من أول الأمر والنفس مترقبة حدوثها، قال: أظلت علينا من نداك غمامة ... أضاءت لنا فرقاً وأبطأ رشاشها فلا غيمها يجلو فييأس طامع ... ولا غيثها يهمي فيروي عطاشها (حم م (¬2) عن أبي هريرة). 7684 - "ليسوقن رجل من قحطان الناس بعصاً (طب) عن ابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 93) رقم (182)، والبيهقي في الشعب (512)، والحكيم في نوادر الأصول (4/ 106)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5446) والضعيفة (4986). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 363)، ومسلم (2904).

(ليسوقن رجل من قحطان الناس بعصًا) أي يستولي عليهم حتى يذودهم بعصاه حيث شاء وهو من أشراط الساعة (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه محمد بن إسحاق مدلس والحسين بن إسحاق بن ميسرة لم أعرفه قال الشارح: فرمز المصنف لصحته مردود. 7685 - "ليشترك النفر في الهدي. (ك) عن جابر (صح) ". (ليشترك النفر) في القاموس (¬2) النفر الناس كلهم وما دون العشرة. (في الهدي) المراد الأخير هنا مما قاله القاموس وقد فسر غيره من الأحاديث أن البدنة يشترك فيها عشرة والبقرة سبعة على خلاف في ذلك. (ك (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 7686 - "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها. (حم د) عن أبي مالك الأشعري (صح) ". (ليشربن أناس من أمتي الخمر) قال الطيبي: هو إخبار فيه شائبة إنكار [4/ 88] (يسمونها بغير اسمها) يتسترون في شربها بتسميته بنبيذ أو نحوه وذلك لا يغني عنهم من الحق شيئا وقد سلف هذا غير مرة ووقع ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم -. (حم د (¬4) عن أبي مالك الأشعري) رمز المصنف لصحته قال ابن حجر: صححه ابن حبان وله شواهد كثيرة. 7687 - "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، ويضرب على ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 308) رقم (13198)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 238)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5451). (¬2) القاموس المحيط (1/ 625). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 230)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5452). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 342)، وأبو داود (3688)، وابن حبان (6758)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5453).

رؤسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير. (حب طب هب) عنه (صح) ". (ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، ويضرب على رؤسهم بالمعازف) الدفوف ونحوها. (والقينات) الإماء المغنيات. (يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير) قال ابن القيم (¬1): فيه تحريم آلة اللهو فإنه قد توعد مستحل المعازف أن يخسف به الأرض ويمسخهم قردة وخنازير وإن كان الوعيد على كل ما ذكر فلكل واحد قسط من الوعيد والذم وفيه وعيد شديد على من يتحيل في تحليل المحرم بتغيير اسمه (حب طب هب) (¬2) عنه أبي مالك الأشعري رمز المصنف لصحته، قال ابن القيم: إسناده صحيح. 7688 - "ليصل الرجل في المسجد الذي يليه ولا يتبع المساجد. (طب) عن أبي هريرة (ض) ". (ليصل الرجل في المسجد الذي يليه) يقرب منه (ولا يتبع المساجد) يصل في هذا تارة وفي هذا تارة على وجه التنقل فإنه خلاف الأولى ولا ينافيه ما ورد بزيادة الأجر بزيادة الخطى كما لا يخفى (طب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رجاله موثقون إلا شيخ الطبراني محمد بن أحمد النضر الترمذي ولم أجد من ترجمه وذكر ابن حبان محمد بن أحمد النضر بن ابنة معاوية بن عمرو فلا أدري هو هذا أم لا؟ ¬

_ (¬1) إغاثة اللهفان (ص 350). (¬2) أخرجه ابن ماجة (4020)، وابن حبان (6758)، وانظر: فتح الباري (10/ 51)، والطبرانى في الكبير (3/ 283) (3419)، والبيهقي في السنن (3/ 283)، وأبو داود (3688)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5454). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 283) رقم (13373)، وابن عدى في الكامل 6/ 458، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 24)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5456)، والصحيحة (2200).

7689 - "ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد. (حم ق د ن هـ) عن أنس (صح) ". (ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد) ولا يصلي بغير نشاط أو فليتم صلاته النافلة قاعدا أو يتركها حتى يحدث له نشاط. (حم ق د ن هـ (¬1) عن أنس) قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد وحبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا؟ قالوا: لزينب تصلي فإذا كسلت أو فترت أمسكت به فقال: حلوه ثم ذكره. 7690 - "ليضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل ولا يضره ما بين يديه. الطيالسي (حب) عن طلحة (صح) ". (ليضع أحدكم بين يديه) حين يصلي فرضاً أو نفلاً. (مثل مؤخرة الرحل) بضم الميم وسكون الهمزة وكسر الخاء أو بفتح الهمزة وخاء مشددة العود الذي يستند إليه راكب الرحل وهي قدر ثلثي ذراع. (ولا يضره) في صلاته (ما) مر (بين يديه) من كلب أو حمار أو امرأة فإنها لا تقطع صلاته بعد اتخاذ السترة وتقدم الكلام فيها وبهذا أخذ الجمهور، وقال أحمد: يقطع الصلاة الكلب الأسود لما ورد من أنه شيطان (الطيالسي (حب (¬2) عن طلحة) رمز المصنف لصحته. 7691 - "ليعز المسلمين في مصائبهم المصيبة لي. ابن المبارك عن القاسم مرسلاً". (ليعز) ليصبر (المسلمين) في ما يصيبهم (في مصائبهم المصيبة) فاعل ليعزي (لي) فإنها أعظم ما أصيبوا به ولأنه إذا أصيب - صلى الله عليه وسلم - فكيف يسلم غيره من المصائب، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 101)، والبخاري (1150)، ومسلم (784)، وأبو داود (1312)، والنسائي (1643)، وابن ماجة (1371). (¬2) أخرجه الطيالسي (231)، وابن حبان (2379)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5458).

اصبر لكل مصيبة وتجلّد ... واعلم بأن المرءَ غير مخلّد وإذا أردت مصيبةً تسلوا بها ... فاذكر مصابك بالنبي محمَّد (ابن المبارك (¬1) عن القاسم بن محمَّد بن أبي بكر مرسلاً). 7692 - "ليغسل موتاكم المأمونون. (هـ) عن ابن عمر (ض) ". (ليغسل موتاكم المأمونون) فيه أن لا يكون الغاسل إلا أميناً. (هـ (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وفيه بقية قد مر غير مرة ومبشر بن عبيد الحمصي قال في الكاشف: (¬3) تركوه. 7693 - "ليغشين أمتي من بعدي فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمن ويمسي كافراً، يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل. (ك) عن ابن عمر (صح) ". (ليغشين) من الغشيان (أمتي من بعدي) بعد وفاتي (فتن) جمع فتنة فاعل الغشيان. (كقطع الليل المظلم) مر بيان هذا التركيب. (يصبح الرجل فيها مؤمناً) بالله. (ويمسي كافراً) لما يأتي من عظم الفتنة. (يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل) لتهاونهم بأمر الدين. (ك (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (467)، ومالك في الموطأ (559) مرسلاً، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5459). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1461)، قال البوصيري (2/ 24): هذا إسناد ضعيف بقية بن الوليد مدلس وقد رواه بالعنعنة وشيخه قال: فيه أحمد بن حنبل: أحاديثه مكذوب موضوعة, وقال البخاري: منكر الحديث، وقال الدارقطني: متروك الحديث يضع الأحاديث ويكذب، وابن عدى في الكامل (6/ 417)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4951)، والضعيفة (4395) موضوع. (¬3) انظر الكاشف (2/ 238). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 485)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5460)، والصحيحة (1267).

7694 - "ليفرن الناس من الدجال في الجبال. (حم م ت) عن أم شريك (صح). (ليفرن الناس) من الفرار بالفاء والراء مكروه يحتمل الأمر والإخبار (من الدجال) من فتنته (في الجبال) أي ليفروا مستقرين فيها تمامه، قالت أم شريك: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال: "هم قليل" (حم م ت (¬1) عن أم شريك) العامرية، ويقال: الأنصارية والدوسية، قال العراقي: هذا حديث صحيح. 7695 - "ليقتلن ابن مريم الدجال بباب لد. (حم) عن مجمع بن جارية (صح). (ليقتلن) عيسى (ابن مريم الدجال) هو المقتول يقتله عيسى عند نزوله من السماء (بباب لد) بضم اللام وتشديد الدال المهملة وهو بدمشق. (حم (¬2) عن مجمع بن جارية) بضم أوله وفتح الجيم وتشديد الميم المكسورة وجارية بالجيم [4/ 89] ابن عامر الأنصاري الأوسي صحابي مات في خلافة معاوية كما في التقريب (¬3) رمز المصنف لصحته. 7696 - "ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإِسلام كما يمرق السهم من الرمية. (حم هـ) عن ابن عباس (صح) ". (ليقرأن القرآن ناس من أمتي يمرقون من الإِسلام) يجوزونه ويخرقونه ويتعدونه (كما يمرق السهم من الرمية) بفتح الراء وكسر الميم وتشديد الياء فعيلة من الرمي والمراد به الصيد الوحشي كالغزالة المرمية مثلاً أي يخرجون ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 462)، ومسلم (2945)، والترمذي (3930). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 420)، والترمذي (2244)، وابن حبان (6811)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5462). (¬3) انظر تهذيب التهذيب (10/ 43)، والتقريب (6489).

من الدين بعد الدخول فيه وهؤلاء هم الحرورية الذين خرجوا على علي - عليه السلام - ومن بعده. (حم هـ (¬1) عن ابن عباس). رمز المصنف لصحته ورواه أبو يعلى قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 7697 - "ليقل أحدكم حين يريد أن ينام: آمنت بالله وكفرت بالطاغوت، وعد الله حق، وصدق المرسلون، اللهم إني أعوذ بك من طوارق الليل إلا طارقاً يطرق بخير. (طب) عن أبي مالك الأشعري ". (ليقل أحدكم حين يريد أن ينام) بالليل أو مطلقاً وإنما خص في بعض الروايات بالليل خروجاً على الغالب. (آمنت بالله وكفرت بالطاغوت, وعد الله) مصدر مضاف إلى فاعله مبتدأ خبره (حق، وصدق المرسلون) فيما أخبروا به عن الله. (اللهم إني أعوذ بك من طوارق الليل إلا طارقا يطرق بخير) والطرق الإتيان بالليل كما في القاموس (¬2) أي كل آت في الليل إلا آتياً فيه بخير. (طب (¬3) عن أبي مالك الأشعري) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه إسماعيل بن عياش (¬4) وهو ضعيف، قلت: بل فيه تفصيل قد سلف. 7698 - "ليقم الأعراب خلف المهاجرين والأنصار، ليقتدوا بهم في الصلاة. (طب) عن سمرة (ح) ". (ليقم الأعراب) في صفوف الجماعة. (خلف المهاجرين) وخلف. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 256)، وابن ماجة (171)، وأبو يعلي (2354)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5463). (¬2) القاموس المحيط (1/ 1166). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 297) رقم (3454)، وفي الشاميين (1676)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 125)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4952). (¬4) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 85).

(الأنصار، ليقتدوا بهم في الصلاة) لأن المهاجرين والأنصار أعرف بأمر العبادات من الأعراب ويؤخذ منه أنه يقوم العامة من أهل المدن خلف العلماء والفقهاء منهم للعلة المذكورة إلا أنه لرغبة العلماء عن الصف الأول وميلهم في الأغلب إلى آخر الصفوف انعكس الحال وصار العامة هم المتقدمون وهذا من هجر العلماء سنن الدين. (طب (¬1) عن سمرة بن جندب) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه سعيد بن بشير (¬2) وقد اختلف في الاحتجاج به. 7699 - "ليكف الرجل منكم كزاد الراكب. (هـ حب) عن سلمان (صح) ". (ليكف) من الكفاية. (الرجل منكم) من دنياه. (كزاد الراكب) لأن كل رجل مسافر إلى الله والدار الآخرة فإنه لا يثق الإنسان ببقائه حتى ينفد قدر زاد الراكب وهذا أمر إرشاد إلى الأفضل لكل إنسان. (هـ حب (¬3) عن سلمان) رمز المصنف لصحته وصححه المنذري ورواه الحاكم وفيه قصة وصححه. 7700 - "ليكف أحدكم من الدنيا خادم ومركب. (حم ن) والضياء عن بريدة (صح) ". (ليكف أحدكم من الدنيا خادم) فيما يحتاجه. (ومركب) يركب عليه لحوائجه أي يكتفي بذلك عن التوسع فيما لا حاجة إليه. (حم ن (¬4) والضياء عن بريدة) رمز المصنف لصحته. 7701 - "ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ، وذلك إذا شربوا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 213) رقم (6887)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4953). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 256). (¬3) أخرجه ابن ماجة (4104)، وابن حبان (706)، وأحمد (5/ 438)، والحاكم (4/ 353)، وانظر الترغيب والرهيب (4/ 79)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5465). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 360)، والنسائي (8/ 218)، وأبو بكر الشيبانى في الآحاد والمثانى (2360)، والدارمي (2718)، عن بريدة، وابن ماجه (4103)، والترمذي (2327) عن أبي هاشم بن عتبة وصححه الألباني في صحيح الجامع (5464)، والصحيحة (2202).

الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا المعازف (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن أنس". (ليكونن) إخبار مؤكد (في هذه الأمة) أمة إجابته (خسف وقذف) رمي بالحجارة كما رمي أصحاب الفيل (ومسخ) قردة وخنازير كما سلف غير مرة إنما يكون ذلك إذا كان منهم ما أفاده (وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا المعازف) وتقدم هذا كله. (ابن أبي الدنيا (¬1) في ذم الملاهي عن أنس) وفي الباب ابن عباس وأبو أمامة وغيرهما عند أحمد والطبراني وغيرهما. 7702 - "ليكونن في ولد العباس ملوك يلون أمر أمتي يعز الله تبارك وتعالى بهم الدين. (قط) في الإفراد عن جابر (ض) ". (ليكونن في ولد العباس ملوك) لم يقل خلفاء لأنهم على غير سيرة مرضية فهو كحديث الخلافة: "ثلاثون ثم ملك عضوض" (يلون أمر أمتي) وقد كان كما أخبر به - صلى الله عليه وسلم -. (يعز الله بهم الدين) لا ينافيه أنهم خالفوا هديه - صلى الله عليه وسلم - لأن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر. (قط (¬2) في الإفراد عن جابر) رمز المصنف لضعفه وفيه عمرو بن راشد، قال في الميزان (¬3): عن أبي حاتم قال: وجدت حديثه كذباً وزوراً. 7703 - "ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة لله تعالى في كل ساعة منها ستمائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار. الخليلي عن أنس ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وأخرجه أحمد (5/ 259) عن أبي أمامة, والطبراني في الكبير (3/ 282) رقم (3417) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5467)، والصحيحة (2203). (¬2) أخرجه الدارقطني في الأفراد كما في الكنز (33400)، أبو نعيم في الحلية (1/ 316)، وابن الجوزى في العلل المتناهية (1/ 288) من طريق الدارقطني، وقال: فيه عمرو بن راشد قال الإمام أحمد لا يساوى حديثه شيئا، وقال ابن حبان لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح يضع الحديث، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4955)، والضعيفة (4396): موضوع. (¬3) انظر الميزان (5/ 235).

(ض) ". (ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة) وهكذا كل يوم وليلة. (الله في كل ساعة منهما ستمائة ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار) وظاهره أنه محض عفو وفضل لا عن توبة ولا عمل صالح بل لفضيلة اليوم والليلة. (الخليلي (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 7704 - "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. (د) عن معاوية (صح) ". (ليلة القدر) الوارد في القرآن ذكرها وفي السنة عظيم أجرها (ليلة سبع وعشرين) (¬2) أي من رمضان وعليه الجماهير من الصحابة وغيرهم (د (¬3) عن معاوية) رمز المصنف لصحته وقد عزاه الديلمي إلى مسلم باللفظ المذكور. 7705 - "ليلة القدر ليلة أربع وعشرين (حم) عن بلال، الطيالسي عن أبي سعيد". (ليلة القدر ليلة أربع وعشرين) جمع بينه وبين ما قبله وما بعده أنها تنتقل فتارة في سنة كذا وتارة في سنة كذا (حم (¬4) عن بلال، الطيالسي عن أبي سعيد). 7706 - "ليلة القدر في العشر الأواخر، في الخامسة أو الثالثة. (حم) عن معاذ (صح) ". (ليلة القدر في العشر الأواخر) من رمضان (في الخامسة) وعشرين. (أو ¬

_ (¬1) أخرجه الخليل في مشيخته كما في الكنز (21044) والرافعي في التدوين (3/ 278)، وعزاه الهيثمي في المجمع (2/ 165) إلى أبي يعلي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4956). (¬2) جاء في الأصل (ليلة تسع وعشرين). (¬3) أخرجه أبو داود (1386)، وأخرجه مسلم (1165) من حديث ابن عمر. (¬4) أخرجه أحمد (6/ 12)، والبزار (1376) من حديث بلال، وأخرجه أبو داود الطيالسي (2167) عن أبي سعيد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4957).

الثالثة) أي وعشرين فيتحرى الليلتين [4/ 90]، ليصيب ذلك (حم (¬1) عن معاذ) رمز المصنف لصحته. 7707 - "ليلة القدر ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين، إن الملائكة في تلك الليلة أكثر من عدد الحصى. (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (ليلة القدر ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين) يحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - أعلم بعينها ثم أنسي كما ورد وبقي في حفظه أنها إحدى الليلتين ويحتمل أنها تنقل (إن الملائكة) استئناف (تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى) كأنها تتنزل لما يقدره الله من الأمور أو للعبادة أو لحضور عبادة الصالحين من المسلمين وشهادتهم لهم وقد أخبر الله تعالى أنها تنزل الملائكة فيها والروح. فائدة: قيل: ليلة القدر أفضل الليالي وقيل: بل ليلة الإسراء، وقيل: ليلة الإسراء في حقه - صلى الله عليه وسلم - أفضل وليلة القدر أفضل في حق غيره، وقال ابن تيمية (¬2): ليلة القدر أفضل مطلقا لأن ليلة الإسراء وإن حصل للمصطفى فيها ما لم يحصل له في غيرها لكن لا يلزم إذا أعطى الله نبيه فضيلة في زمان أو مكان أن تكون أفضل من غيره، هذا إن فرض أن إنعامه عليه ليلة الإسراء أعظم من إنعامه عليه ليلة القدر بإنزال القرآن وللتوقف في ذلك مجال (حم (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 7708 - "ليلة القدر بلجة لا حارة ولا باردة, ولا سحاب فيها, ولا مطر، ولا ريح، ولا يرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها. (طب) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 234)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5471). (¬2) زاد المعاد (/ 54). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 519)، والطيالسي (2545)، والطبرانى في الأوسط (2522)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 176)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5473)، والصحيحة (2205).

عن واثلة" (ح). (ليلة القدر ليلة بلجة) بالباء الموحدة ومفتوحة وتضم والجيم: أي مشرقة. (لا حارة ولا باردة) بل معتدلة (ولا سحاب فيها, ولا مطر، ولا ريح، ولا يرمى فيها بنجم) كأنها تمنع الشياطين عن السماء فلا ترمى (ومن علامة يومها) الأظهر أنه الذي بعدها ويحتمل الأول. (تطلع الشمس لا شعاع لها) قال النووي (¬1): الشعاع ما يرى من الضوء عند بدؤها مثل الحبال والقضبان مقبلة إليك إذا نظرت إليها، وقيل: معنى لا شعاع أن الملائكة لكثرة نزولها إلى الأرض وطلوعها تستر بأجنحتها اللطيفة ضوء الشمس (طب (¬2) عن واثلة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه بشر بن عون (¬3) عن بكار بن تميم. 7709 - "ليلة القدر ليلة سمحة طلقة، لا حارة ولا باردة, تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء. الطيالسي (هب) عن ابن عباس (ح) ". (ليلة القدر ليلة سمحة طلقة) سهلة طيبة (لا حارة ولا باردة) هو تفسير لطلقة يقال يوم طلق وليلة طلق وطلقة إذا لم يكن فيها حر ولا برد يؤذيان، قاله ابن الأثير (¬4) (تصبح الشمس صبيحتها) مصغر. (ضعيفة) أي ضعيفة الضوء. (حمراء) لا شعاع لها كما سلف وهذا يؤيد الاحتمال الأول في الليلة، قالوا: ولا يلزم أن يكون قائمها يدرك علاماتها إذ قد يخفيها الله على من يشاء (الطيالسي (هب (¬5) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: فيه زمعة بن صالح ¬

_ (¬1) شرح مسلم (8/ 64 - 65). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 59) رقم (139)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 178)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5472)، وأورده الضعيفة (4404). (¬3) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 106)، والمجروحين (1/ 190). (¬4) انظر: النهاية (3/ 299). (¬5) أخرجه البيهقي في الشعب (3693) والطيالسي (2680) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5475).

المكي (¬1)، ضعفه أحمد وأبو حاتم وغيرهما كما قاله الذهبي، وفيه سلمة بن وهرام (¬2) ضعفه أبو داود وغيره وقال أحمد: له مناكير وسرد له ابن عدي عدة أحاديث هذا منها، ثم قال: أرجو أنه لا بأس به. 7710 - "ليلة أسري بي ما مررت على ملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (ليلة أسري بي) هي ليلة غير معينة لم يرد بتعيينها سنة صحيحة وفيها ثلاثة أقوال، أحدها: وقد شاع في الناس أنها ليلة سابع وعشرين من رجب ويخصونها بأنواع من القرب وهي من البدع التي شاعت كغيرها. (ما مررت على ملأ من الملائكة إلا أمروني بالحجامة) أمر إرشاد لما فيها من الفوائد (طب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 7711 - "ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وإياكم وهيشات الأسواق. (م 4) عن أبي مسعود (صح) ". (ليلني) بكسر اللامين بعد الثانية مثناة تحتية، قال الطيبي: حق هذا اللفظ أن تحذف منه الياء لأنه على صيغة الأمر وقد وجد بإثبات الياء وسكونها في سائر كتب الحديث وهو غلط، وقال النووي (¬4): بكسر اللام وتخفيف النون من غير ياء قبلها ويجوز إثبات الياء مع تشديد النون. ¬

_ (¬1) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 240)، والتقريب (1/ 217)، والكاشف (1/ 406). (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 276)، والكامل في الضعفاء (3/ 338)، وقال في التقريب (2515): صدوق. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 162) رقم (11367)، والترمذي (2053)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5469). (¬4) شرح مسلم (4/ 154).

قلت: يريد أنها إذا شددت فلأنها قد ثبتت نون التأكيد ثم أدغمت في نون الوقاية ومع نون التأكيد الفعل مبني فلا يرد على إثبات الياء المثناة إشكال، وفي قوله: يجوز ما يدل على أنها لم تعين فيها رواية. (منكم) أيها المسلمون في الصلاة أو مطلقا، أي ليدنوا مني. (أولوا الأحلام والنهى) بضم النون جمع نهيه وهي العقل الناهي عن القبائح والأحلام: جمع حلم بالضم وهو ما يراه النائم، غلب فيما يراه النائم من دلالة البلوغ فالمراد البالغون العقلاء الذي يعقلون ما يتلقونه من صفات صلاته وما يصدر عنه (ثم الذين يلونهم) يقربون منهم في هذه الصفة كالمراهقين. (ثم الذين يلونهم) كالصبيان المميزين. (ولا تختلفوا) في ما آمركم به أو في موقف الصلاة كما أرشدتكم. (فتختلف) بالنصب (قلوبكم) [4/ 91] عن طاعة الله وطاعة رسوله وعن الائتلاف والتآخي. (وإياكم وهيشات) بفتح الهاء وسكون المثناة من تحت وشين معجمة. (الأسواق) جمع هيشة وهي الفتنة والاختلاط والاضطراب، والمعنى لا تكونوا مختلطين اختلاط أهل الأسواق فلا يتميز الذكور عن الإناث ولا البالغون عن الصبيان، والحديث دليل على وجوب هذا الترتيب لأنه الأصل في الأمر. (م 4 (¬1) عن أبي مسعود) ولم يخرجه البخاري، قال الترمذي: سألته عنه فقال: أرجو أن يكون محفوظا، وقال الحاكم: هو على شرطه. 7712 - "ليلني منكم الذين يأخذون عني. (ك) عن أبي مسعود (صح) ". (ليلني) أما هذا فبغير مثناة اتفاقاً في نسخ الجامع. (منكم الذين يأخذون عني) الدين شأنهم تتبع ما أفعله وأقوله لينقلوه إلى غيرهم وهذا عام في صلاة ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (432)، وأبو داود (674)، والترمذي (228)، والنسائي (1/ 286)، وابن ماجة (976)، والحاكم (2/ 10).

وغيرها وإن كانت هي المقصود الأعظم. (ك (¬1) عن أبي مسعود) رمز المصنف لصحته. 7713 - "ليمسخن قوم وهم على أريكتهم قردة وخنازير، بشربهم الخمر، وضربهم بالبرابط والقيان. ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي عن الغاز بن ربيعة مرسلاً (ض) ". (ليمسخن) بفتح اللام ومهملة ثم معجمة من المسخ وتغيير الصيغة. (قوم وهم على أريكتهم) هي السرائر عليها الشيخانة. (قردة وخنازير) منوعين ناس قردة وآخرون خنازير، وبعيد أنه يريد اجتماع الخلقين معا في ذات لأنه خلاف ما يعرف. (لشربهم الخمر، وضربهم بالبرابط) آلة ملهاة فارسية. (والقينات) جمع قينة: الجارية المغنية أي وسماعهم القيان أو اتخاذهم أو نحو ذلك وتقدم كثير من أحاديث المسخ قال ابن تيمية (¬2): المسخ واقع في هذه الأمة ولابد وهو في طائفتين علماء السوء الكاذبين على الله ورسوله الذين قلبوا دينه وشرعه فقلب الله صورهم كما قلبوا دينهم والمجاهرين المنهمكين في شرب الخمر والمحارم ومن لم يمسخ منهم في الدنيا مسخ في قبره أو يوم القيامة (ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (¬3) عن الغاز بن ربيعة مرسلاً). 7714 - "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين. (حم م ن هـ) عن ابن عباس وابن عمر (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 218)، والطبراني في الكبير (17/ 217) (597)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4959). (¬2) ذكره ابن القيم في إغاثة اللهفان (ص 345). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (10) عن ابن ربيعة مرسلاً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4960).

(لينتهين) بفتح اللام وفتح حرف المضارعة. (أقوام) نكره تحقيراً لهم. (عن ودعهم) بسكون المهملة تركهم. (الجمعات) أي حضور صلاتها. (أو ليختمن) من {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} الآية. (الله على قلوبهم) يطبع عليها ويغطيها بالرين وفيه ما في الآية في كتب التفسير من التوجيهات. (ثم ليكونن) بضم الأولى. (من الغافلين) من جملتهم وعدادهم وهذا وعيد شديد دال على أن الجمعة فرض عين إذ لو كانت فرض كفاية كان قد قام بها - صلى الله عليه وسلم -. (حم م ن هـ (¬1) عن ابن عباس وابن عمر) وكذا أبو هريرة. 7715 - "لينتهن أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم أبصارهم. (حم م د هـ) عن جابر بن سمرة (صح) ". (لينتهين أقوام يرفعون) إلى السماء (أبصارهم في الصلاة) أي عن رفعها. (أو لا ترجع إليهم أبصارهم) أو للتخيير والمراد هنا التهديد أي ليكونن أحد الأمرين إما تركهم رفع الأبصار أو اختطافها وفيه وعيد شديد على رفع البصر إلى السماء في الصلاة؛ لأنه ينافي الخشوع، فدل على تحريم رفع البصر إلى السماء حال الصلاة فتصح الصلاة ويأثم، وقيل: لا إثم، وقال ابن حزم: تبطل به الصلاة (حم م د هـ (¬2) عن جابر بن سمرة). 7716 - "لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم. (م ن) عن أبي هريرة". (لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء) خص حال الدعاء؛ لأنه كان الموضع الذي ترفع فيه الأبصار فيما أحسب فلا مفهوم له حتى يقال يجوز في غير حال الدعاء. (أو لتخطفن أبصارهم) كما سلف أنه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 239، 254، 335)، ومسلم (865)، والنسائي (1658)، وابن ماجة (794). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 101)، ومسلم (428)، وأبو داود (912)، وابن ماجة (1045).

إقسام على أحد الأمرين أنه لا بد من كونه (م ن ك) (¬1) عن أبي هريرة). 7717 - "لينتهين رجال عن ترك الجماعة أو لأحرقن بيوتهم (هـ) عن أسامة (صح) ". (لينتهين رجال عن ترك الجماعة) إضافة المصدر إلى المفعول أي تركهم عام في الصلوات كلها (أو لأحرقن بيوتهم) عقوبة لهم بإتلاف مساكنهم أو تحريقها عليهم ليهلكوا داخلها وفيه دليل على أنها فرض عين وأجيب بأنها كانت فرض عين في عصره، قيل: وهو أحسن الأجوبة ويحتمل أنه في المنافقين وأن حقن دماءهم كان مشروطا بحضورهم الجماعات، وقيل: لا دليل في الحديث لأنه همّ ولم يفعل ذكر هذا الأخير الشارح (هـ (¬2) عن أسامة) رمز المصنف لصحته. 7718 - "لينصر الرجل أخاه ظالماً أو مظلوماً: إن كان ظالماً فلينهه فإنه له نصرة، وإن كان مظلوماً فلينصره. (حم ق) عن جابر (صح) ". (لينصر) من النصر الإعانة. (الرجل) للجنس. (أخاه) في الدين حال كونه. (ظالمًا) للغير (أو مظلوماً) ولما كان نصره ظالماً ينكره السامع بين المراد بقوله: (إن كان ظالما فلينهه) عن الظلم فإن هذا نصر الظالم. قال العلالي: هذا من بليغ الكلام الذي لم ينسج على منواله وسمي رد الظالم نصرا لأن النصر هو العون ومنع الظالم عون له على مصلحته إذ هو مقهور مع نفسه الأمارة وهي في تلك الحال عالية عليه [4/ 92] فرده نصر له عليها. (وإن كان مظلوما فلينصره) هذا استطراد وإلا فإن نصر المظلوم معلوم. (حم ق (¬3) عن جابر). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (865)، والنسائي (3/ 88). (¬2) أخرجه ابن ماجة (795)، وأحمد (5/ 206)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5482). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 323)، والبخاري (2444)، ومسلم (2584).

7719 - "لينظرن أحدكم ما الذي يتمنى، فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته. (ت) عن أبي سلمة (ح) ". (لينظرن) من النظر بمعنى الفكر (أحدكم ما الذي يتمنى) إن تمنى وسأل من الله شيئاً (فإنه لا يدري) عند تمنيه وسؤاله مولاه (ما) الذي (يكتب له من أمنيته) فإنه قد يطلب ما لا يريده إما لطلبه على جهة التضجر من أمر ونحوه. (ت (¬1) عن أبي سلمة) رمز المصنف لحسنه فيما رأيناه على ما قوبل بخطه وقال الشارح: إنه رمز لصحته. 7720 - "لينتقضن الإِسلام عروة عروة. (حم) عن فيروز الديلمي". (لينقضن) بالنون والقاف والمعجمة من نقض الحبل إذا حل إبرامه. (الإسلام عروة عروة) أي بغير طريقته وعرى أحكامه تبديلها كما ينقض الحبل وهو من أعلام النبوة والإخبار بالغيب وقد كان كما قاله (حم (¬2) عن فيروز الديلمي) اليماني قاتل الأسود الكذاب العنسي، قال الذهبي (¬3): له وفادة وصحبة. 7721 - "ليودن أهل العافية يوم القيامة أن جلودهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب أهل البلاء. (ت) والضياء عن جابر (صح) ". (ليودن) من الودادة: المحبة. (أهل العافية) في الدنيا (يوم القيامة) ظرف للودادة. (أن جلودهم قرضت) قطعت (بالمقاريض) جمع مقراض وهو آلة القطع وأبان علة الودادة بقوله (مما يرون من ثواب أهل البلاء) على ما ابتلوا به في ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3960)، وانظر تحفة الأحوذي (10/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4961)، والضعيفة (4405). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 232)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5478). (¬3) انظر تجريد أسماء الصحابة (2/ رقم 90)، والكاشف (2/ 126)، والمغنى في الضعفاء (2/ 815).

الدنيا من الأسقام ونحوها وفيه بيان عظمة أجر الأسقام. (ت والضياء (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: إنه قال الترمذي: غريب انتهى. وفيه عبد الرحمن بن مغراء (¬2) قال في الكاشف: إنه وثقه أبو زرعة ولينه ابن عدي. 7722 - "ليودن رجل أنه خر من عند الثريا وأنه لم يل من أمر الناس شيئاً. الحارث (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ليودن رجل) يحتمل أنه معين أو أنه أريد الجنس (أنه خر) بالمعجمة والراء. (من عند الثريا) أي إلى الأرض (وأنه لم يل) من الولاية (من أمر الناس شيئاً) يعني من الإمارة لعظم ما يلقى من شدائد الحساب عليها. (الحارث بن أبي أسامة (ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 7723 - "ليهبطن عيسى بن مريم حكماً وإماماً مقسطاً، وليسلكن فجًّا فجًّا حاجًّا أو معتمرًا، وليأتين قبري حتى يسلم على ولأردن عليه. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ليهبطن) من السماء التي رفعه االله إليها (عيسى بن مريم حكماً) حاكم بين الأمة (وإماماً مقسطاً) عادلا يحكم بهذه الشريعة المحمدية يعلمه الله إياها (وليسلكن فجًّا) معيناً أو أريد به الجنس (حاجاً) إلى بيت الله (أو معتمراً) يحتمل الشك من الراوي أو التنويع. (وليأتين قبري) زائراً (حتى يسلم على ولأردن عليه) سلامه، قال القرطبي: ثم يموت بعد ذلك ويدفن في الروضة، وحكى في المطامح: الإجماع على نزوله وأما تعيين وقت نزوله فمجهول وفي ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2402)، والبيهقي في الشعب (9921)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5484)، والصحيحة (2256). (¬2) انظر الكاشف (1/ 644)، والمغني (2/ 388). (¬3) أخرجه الحاكم (5/ 595)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5486)، والصحيحة (2620).

تعيينه خبر شديد الضعف (ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: إسناده غريب. 7724 - "لي الواجد يحل عرضه وعقوبته. (حم د ن هـ ك) عن الشريد بن سويد (صح) ". (لي الواجد) بفتح اللام المطل، أصله لويا أدغمت الواو في الياء والواجد الغني. (لحل) من الإحلال. (عرضه) يصيره حلال لغريمه بأن يقول له أنت ظالم أنت مماطل (وعقوبته) بأن يحبسه الحاكم حتى يؤدي ما عليه. (حم د ن هـ ك (¬2) عن الشريد) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقرّه الذهبي ولم يضعفه أبو داود وعلّقه البخاري. 7725 - "لية لا ليتين. (حم د ك) عن أم سلمة (صح) ". (لية) بفتح اللام والتشديد من اللي ونصبه بفعل مقدر أي الوي لية أي مرة. (لا ليتين) لا مرتين والخطاب لأم سلمة أمرها - صلى الله عليه وسلم - أن يكون الخمار على رأسها وتحت حنكها عطفة واحدة لا عطفتين حذراً من التشبه بأهل العمائم (حم د ك (¬3) عن أم سلمة) قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أختمر فقاله، رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 595)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4962). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 222، 388، 389)، وأبو داود (3628)، والنسائي (7/ 316)، وابن ماجة (2427)، والحاكم (4/ 102)، وعلقه البخاري ك الاستقراض، باب لصاحب الحق مقال (2/ 845)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5487). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 294، 296، 306)، وأبو داود (4115)، والحاكم (4/ 194)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4963).

فصل في المحلى بأل من هذا الحرف

فصل في المحلى بأل من هذا الحرف 7726 - " اللباس يظهر الغنى والدهن يذهب البؤس والإحسان إلى المملوك يكبت الله به العدو. (طس) عن عائشة (ض) ". (اللباس) أي الحسن. (يظهر) على لابسه (الغنى) أي هو علامة على غنى اللابس (والدهن) لشعر الرأس واللحية (يذهب البؤس) بالضم وسكون الهمزة الضر (والإحسان) من المالك (إلى المملوك يكبت) يهن ويذل (الله به العدو) للمالك وهو إرشاد للعبد إلى تحسين لباسه وإدهانه والإحسان إلى ممالكيه لأنه لم يرد - صلى الله عليه وسلم - مجرد الإخبار. (طس (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 7727 - "اللبن في المنام فطرة. البزار عن أبي هريرة (ض). (اللبن في المنام فطرة) أي من رأي أنه شرب لبنا أو أعطي لبنا فهو دليل أنه على فطرة الله وهي الإسلام ولوازمه. (البزار (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه محمَّد بن مروان (¬3) ثقة وفيه لين وبقية رجاله ثقات. 7728 - "اللحد لنا والشق لغيرنا. (4) عن ابن عباس (صح) ". (اللحد) في القبر (لنا) وهو ما يحفر مائلاً عن استوائه وأصله الميل لأحد الجانبين (والشق) [4/ 93] بفتح المعجمة حفر وسط القبر وتبنى حافتاه بلبن أو غيره ويوضع الميت بينهما ويسقف عليه (لغيرنا) من أهل الكتاب كما يأتي أي أنهم يختارون ذلك إما عن تشريع نسخ بتشريع اللحد أو بغيره وفيه اختيار ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8267)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (4964): ضعيف جداً. (¬2) أخرجه البزار كما عزاه إليه الهيثمي في المجمع (7/ 378)، وانظر: كشف الأستار (3/ 13 رقم 2127)، وراجع فتح الباري (12/ 393)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5488)، والصحيحة (2207). (¬3) وانظر المغنى في الضعفاء 2/ 631.

اللحد، قيل: ولا دليل على تحريم الشق بل إن اللحد أولى منه. (4 (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: فيه عبد الأعلى بن عامر الثعلبي (¬2) قال ابن حجر في موضع: ضعيف، وقال جمع: لا يحتج بحديثه، وقال أحمد: منكر الحديث وابن معين: ليس بالقوي وابن عدي: حدث بأشياء لا يتابع عليها. 7729 - "اللحد لنا والشق لغيرنا من أهل الكتاب (حم) عن جرير (صح) ". (اللحد لنا والشق لغيرنا من أهل الكتاب) بيان للغير قال ابن تيمية: فيه تنبيه على مخالفتنا أهل الكتاب في كل ما هو شعار لهم حتى وضع الميت في أسفل القبر (حم (¬3) عن جرير) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: قال الصدر المناوي (¬4): كغيره ضعيف. 7730 - "اللحم بالبر مرقة الأنبياء. ابن النجار عن الحسين". (اللحم بالبر) بضم الموحدة الحنطة (مرقة الأنبياء) أي أنهم يخلطون ذلك وفيه أن أكل اللحم من سنن المرسلين (ابن النجار (¬5) عن الحسين) بن علي وهو مما بيض له الديلمى لعدم وقوفه على سند له. 7731 - "الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله. (ق 4) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3208)، والترمذي (1045)، والنسائي (4/ 80)، وابن ماجة (1554)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5489). (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 364)، والكاشف (1/ 611)، وقال الهيثمي في المجمع (1/ 371): والأكثر على تضعيفه وقال الحافظ في التقريب (3731): صدوق يهم. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 362)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5490). (¬4) انظر: كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (رقم 1220)، وراجع: أحكام الجنائز (ص: 184) للألباني. (¬5) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (40996)، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (5458)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4965)، والضعيفة (418) ضعيف جداً.

(الذي تفوته صلاة العصر) وهو مختار (كأنما وتر أهله وماله) بالنصب فيهما قال النووي (¬1): وهو الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور على أنه مفعول ثان أي نقصهما وسلبهما فصار بلا أهل ولا مال ويرفعهما على أنهما النائبان أي انتزع منه أهله وماله شبه من فاتته بمن حبس أهله وماله للتفهيم وإلا ففائت الثواب في المال أعظم من فوات الأهل والمال وفيه الحث على المحافظة عليها في وقتها وهل يلحق بها سائر الصلوات قال ابن عبد البر: يلحق بها، ورده النووي بأن الشارع نص على العصر ولم تتحقق العلة فامتنع الإلحاق (¬2) (ق 4 (¬3) عن ابن عمر). 7732 - "الذي لا ينام حتى يوتر حازم. (حم) عن سعد (صح) ". (الذي لا ينام) بعد صلاة العشاء. (حتى يوتر حازم) لأنه يجوز غلبة النوم وفوات الوتر في الليل، قال ابن القيم: "الحازم من جمع عليه همه وإرادته وعقله ووزنه الأمور بعضها ببعض وأعد لكل منها عدة ولفظ الحزم يدل على القوة والاجتماع ومنه حزمة الحطب فالحازم الذي اجتمعت له شئون رأيه وعرف منها خير الخيرين وشر الشرين فأحجم في موضع الإحجام وأقدم في موضع الإقدام. (حم (¬4) عن سعد بن أبي وقاص) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رواه أحمد من رواية محمَّد بن عبد الرحمن بن الحصين (¬5) عنه ولم أجد من ترجمه. ¬

_ (¬1) شرح مسلم (5/ 125). (¬2) انظر: شرح صحيح مسلم للنووي (5/ 126). (¬3) أخرجه البخاري (552)، ومسلم (626)، وأبو داود (414)، والترمذي (175)، والنسائي (1/ 237)، وابن ماجة (685). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 170)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 244)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5493)، والصحيحة (2208). (¬5) انظر جامع التحصيل (1/ 265).

7733 - "الذي يمر بين يدي الرجل وهو يصلي عمداً يتمنى يوم القيامة أنه شجرة يابسة. (طب) عن ابن عمرو (ض). (الذي يمر بين يدي) المصلي. (عمداً) تقدم تقدير حريم المصلي الذي لا يتعداه المار (يتمنى يوم القيامة) لما يراه من الإثم. (أنه شجرة يابسة) كانت في الدنيا لا حراك لها ولا مشي. وفيه الإعلام بإثم ذلك أو فوات فضيلة الصبر لو صبر حتى فرغ من صلاته ثم مر. (طب (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه ورواه الطبراني أيضاً في الأوسط قال الهيثمي: فيه من لم أجد ترجمته. 7734 - "اللهو في ثلاث: تأديب فرسك ورميك بقوسك وملاعبتك أهلك. القراب في فضل الرمي عن أبي الدرداء. (اللهو) أي المباح أي يلهى به الرجل. (في ثلاث: تأديب فرسك) برياضتها حتى تصلح لقتال أعداء الله. (ورميك بقوسك) لتمرن على ذلك. (وملاعبتك أهلك) زوجتك، فهذه الثلاث مأذون في اللهو بها لا ما عداها قال ابن العربي: ليس المراد أنَّ اللهو بغير هذه الثلاث حرامٌ، بل إنه عارٍ من الثواب وأنه للدنيا لا تعلق له بالآخرة. القرّاب بتشديد الراء في فضل الرمي عن أبي الدرداء (¬2). 7735 - "الليل خلق من خلق الله عظيم. (د) في مراسله (هق) عن أبي رزين مرسلاً. (الليل خلق من خلق الله عظيم) قيل فيه إن الليل أفضل من النهار، ورد بأن النهار أفضل لأن فيه غالب الفرائض كالجهاد والصوم والظهر والعصر والفجر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1928). وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (1528، 4968)، والضعيفة (3033). (¬2) أخرجه القراب في فضل الرمي كما في الكنز (40617)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5498).

والجهاد وإن أنفق في الليل فنادر وأما الترجيح لليل بأن نافلته أفضل من نافلة النهار فقد يكون لأمر آخر، قلت: ولم يرد - صلى الله عليه وسلم - إلا الإخبار بعظمة الليل وما فيه من آيات الله. (د في مراسيله، هق (¬1) عن أبي رزين العقيلي مرسلاً). 7736 - "الليل والنهار مطيتان فاركبوهما بلاغا إلى الآخرة. (عد) وابن عساكر عن ابن عباس". (الليل والنهار مطيتان) أي مثلهما في قطع الأعمار بهما (فاركبوهما بلاغا) البلاع ما يبلغ به ويوصل إلى المطلوب. (إلى الآخرة) وهو إعلام بأن الليل والنهار كالآلة للسفر لأن العبد مسافر في كل نفس يقطع مرحلة (عد وابن عساكر (¬2) عن ابن عباس). سكت المصنف عليه وما كان له ذلك فإنه قال مخرجه ابن عدي حيث أورده في ترجمة عبد الله بن محمَّد بن المغيرة من روايته [4/ 94] قال: وعامة ما يرويه لا يتابع عليه وفي الميزان: قال أبو حاتم غير قوي، وقال ابن يونس: منكر الحديث ثم ساق له هذا الخبر. انتهى حرف اللام عدة أحاديثه خمسمائة وأربعة وستون حديثا والحمد لله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في مراسيله (383)، والبيهقي في السنن (9/ 241)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4969)، والضعيفة (5210) وقال: منكر. (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 218، 6/ 430)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (61/ 255)، وابن حبان في المجروحين (1/ 136)، والديلمي في الفردوس (5456)، وانظر الميزان (4/ 179)، ولسان الميزان (3/ 332)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4970)، والضعيفة (722) وقال: ضعيف جداً.

حرف الميم

حرف الميم 7737 - " ماء البحر طهور. (ك) عن ابن عباس (صح) ". (ماء البحر) عام لكل بحر. (طهور) بفتح الطاء أي مطهر للأحداث والنجاسات. (ك) (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. 7738 - "ماء الرجل غليظ أبيض، وماء المرأة رقيق أصفر، فأيهما أسبق أشبه الولد. (حم م ك هـ) عن أنس (صح) ". (ماء الرجل) منيه (غليظ) في الغالب وقد يرق ويصفر ماء الرجل لعلة. (أبيض) في لونه وقد يخرج بلون الدم لكثرة الجماع. (وماء المرأة رقيق أصفر) وقد يبيض ويغلظ لفضل قوة (فأيهما سبق) إلى الموضع الذي تستقر فيه النطفة للتخليق (أشبهه الولد) في خلقته قال في المطامح: فإن استويا في السبق كان الولد خنثى، ووقع في مسلم من حديث عائشة: "إذا علا ماء الرجل أشبه أعمامه وإذا علا ماء المرأة أشبه أخواله" (¬2) (حم م ن هـ (¬3) عن أنس) قال: سألت أم سليم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ماء المرأة ينزل في منامها، قال: "إذا رأت ذلك فأنزلت فعليها الغسل" قالت: فيكون هذا؟ قال: "نعم، ماء الرجل ... " إلى آخره. 7739 - "ماء الرجل أبيض، وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكر بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل إنثاً بإذن الله. (م ن) عن ثوبان (صح) ". (ماء الرجل أبيض) أي غليظ. (وماء المرأة أصفر) أي رقيق. (فإذا اجتمعا) في ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 237)، وأحمد (1/ 279)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5499). (¬2) أخرجه مسلم (314). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 199)، ومسلم (311)، والنسائي (1/ 112)، وابن ماجة (601).

مستقر الولادة. (فعلى منيّ الرجل منيّ المرأة أذكراً بإذن الله تعالى) أي أتيا بولد ذكر يقال أذكرت المرأة فهي مذكرة إذا أتت بولد ذكر. (وإذا على منيّ المرأة منيّ الرجل أنثا) بفتح الهمزة. (بإذن الله) أي انعقد الولد منهما أنثى بإذن الله تعالى (م ن (¬1) عن ثوبان) قال كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاء حبر من اليهود قال: جئت أسألك عن الولد ولا يعلمه إلا نبي أو رجل أو رجلان فذكره والقصة طويلة. 7740 - "ماء زمزم لما شرب له. (ش حم هـ هق) عن جابر (هب) عن ابن عمرو". (ماء زمزم) الذي هو أشرف المياه وأجلها قدرًا وأحبها إلى النفوس. (لما شرب له) عام في كل ما نواه شاربه لدفعه أو جلبه والحديث الآخر قد ذكر بعض ما يقصد بشربه والحديث إخبار بأن الله قد جعله لكل مطلوب والعمدة صلاح نيات القلوب وقد ذكر جماعة من العلماء والصالحين أمورا شربوه لأجلها فناولوها (ش حم هـ هق عن جابر هب (¬2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، قال الشارح: هذا الحديث فيه خلاف طويل وتأليفات مفردة، قال ابن القيم (¬3): الحق إنه حسن وجزم البعض بصحته والبعض بوضعه مجازفة انتهى، وقال ابن حجر: غريب حسن بشواهده، وقال الزركشي: أخرجه ابن ماجة بإسناد جيد، وقال الدمياطى: إنه على رسم الصحيح (¬4). ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (315)، والنسائي في الكبرى (9073). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (14137)، وأحمد (3/ 357)، وابن ماجة (3062)، والبيهقي في السنن (5/ 148) جميعهم من حديث جابر، وأخرجه البيهقي في الشعب (4127) من حديث عبد الله بن عمرو، وانظر فتح الباري (3/ 493)، والتلخيص الحبير (2/ 268)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5502)، والصحيحة (882). (¬3) زاد المعاد (4/ 356). (¬4) راجع كتاب: فضل ماء زمزم لمؤلفه: سائد بكداش، وفي آخره رسالة الحافظ ابن حجر عن هذا الحديث، طبع عام 1413 هـ في مكة المكرمة.

7741 - "ماء زمزم لما شرب له فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله، وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله وهي هزمة جبريل وسقيا إسماعيل. (قط ك) عن ابن عباس (صح) ". (ماء زمزم) نقل البر في عن ابن عباس أنما سميت زمزم لأنها زمت بالتراب لئلا يأخذ الماء يمينًا وشمالًا ولو ترك لساح على الأرض حتى ملأ كل شيء والزمزمة الكثرة والاجتماع (لما شرب له) بين بعض هذا العموم قوله (فإن شربته تستشفي به) تطلب الشفاء من أي علة. (شفاك الله، وإن شربته مستعيذاً) من أي شر دينى أو دنيوى. (أعاذك الله، وإن شربته لتقطع ظمأك قطعه الله) فلا تظمأ بعده أبداً (وإن شربته لشبعك أشبعك الله) ولأبي ذر رضي الله عنه قصة في الأمهات في بدء إسلامه تصدق ذلك (وهي) البئر لأن زمزم اسم للبئر ولذا يضاف إليها الماء (هزمة) بفتح الهاء وسكون الزاى حفرة. (جبريل) بعقبه يقال هزم في الأرض هزمة أي شق شقة، قال السهيلي: الحكمة في أنه إنما هزمها بعقبه دون يده أو نحوها الإشارة إلى أنها لعقبه ووارثه محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (وسقيا إسماعيل) حيث تركه أبوه مع أمه والقصة مشهورة (قط ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح إن سلم من الجارودي وذلك أنه رواه هو والدارقطني عن عمر بن الحسن الأشناني عن محمَّد بن هشام عن الجارودى عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس، قال ابن القطان (¬2): سلم من الجارودى وأطال البيان في ذلك وقال في الفتح: رجاله موثوقون لكن اختلف في إرساله ووصله وإرساله أصح وأما الجارودي فقال في التخريج: ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (238)، والحاكم (1/ 473)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4972). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 241)، والمقاصد الحسنة للسخاوي (ص: 567)، وإرواء الغليل (4/ 329) رقم (1126).

صدوق إلا أن روايته شاذة وعمر هذا قال في الميزان (¬1): ضعفه الدارقطني ويروى [4/ 95] عنه أنه كذاب وصاحب بلايا منها هذا الخبر وقال الذهبي: فيه عمر فلقد أثم الدارقطني بسكوته عليه فإن هذا الإسناد باطل ورد عليه ابن حجر في اللسان وقال: إنه هو الآثم بتأثيمه الدارقطني وأطال الذي بيانه. 7742 - "ماء زمزم لما شرب له: من شربه لمرض شفاه الله أو لجوع أشبعه الله أو لحاجة قضاها الله. المستغفرى في الطب عن جابر". (ماء زمزم لما شرب له) أي جعله الله كذلك إكراماً له. (من شربه لمرض شفاه الله) ولا يتخلف الشفاء إلا لعدم قابلية الشارب لضعف نيته أو نحوها. (أو لجوع) يدفعه به. (أشبعه الله أو لحاجة قضاها الله) تعالى. (المستغفري) (¬2) نسبة إلى المستغفر اسم فاعل من استغفر وهو أبو العباس جعفر بن محمَّد بن المعتز بن محمَّد بن المستغفر (¬3) النسفي خطيب نسف فقيه فاضل محدث مكثر صدوق حافظ له تصانيف حسان له كتاب في الطب عن جابر. 7743 - "ماء زمزم شفاء من كل داء. (فر) عن صفية". (ماء زمزم شفاء من كل داء) هذا عام كما سلف (فر (¬4) عن صفية) قال ابن حجر: غير منسوبة وإسناده ضعيف، قلت: والمصنف سكت عليه. 7744 - "ما الدنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم فأدخل أصبعه فيه فما خرج منه فهو الدنيا. (ك) عن المستورد (صح) ". (ما) حرف نفي. (الدنيا في الآخرة) قال التفتازاني أي في جنبها وبالإضافة ¬

_ (¬1) انظر الميزان (5/ 223)، واللسان (4/ 290، 291)، وفتح الباري (3/ 493). (¬2) المستغفري في الطب كما في الكنز (34776)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (4973). (¬3) انظر تذكرة الحفاظ (3/ 1102، 1103)، وطبقات الحفاظ (1/ 424). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (6471)، وانظر الإصابة (7/ 747)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4971)، والضعيفة (4407) وقال: ضعيف جداً.

إليها وهو حال عاملة معنى النفي (إلا كما يمشي أحدكم إلى اليم) البحر. (وأدخل أصبعه فيه فما خرج منه) من اليم. (فهو الدنيا) أي قدرها مثل هذا الذي لا قدر له ولا اعتداد به ولا بقاء له ولا نفع به ويحتمل أن يراد ما مدة الدنيا في مدة الآخرة إلا مدة بقاء بلل الأصبع حتى يخرج من اليم (ك (¬1) عن المستورد) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 7745 - "ما الذي يعطى من سعة بأعظم أجراً من الذي يقبل إذا كان محتاجاً. (طس حل) عن أنس (صح) ". (ما الذي يعطى) صدقة. (من سعة) عنده في المال. (بأعظم أجراً) عند الله. (من الذي يقبل) العطية. (إذا كان محتاجاً) بأن كان عاجزاً غير متكسب وخاف ضياع نفسه ومن يمونه فإنه مأجور على القبول والسؤال ولا يربوا أجر المعطى على أجره بل قد يكون السؤال واجباً لشدة الضرورة فيزيد أجره على أجر المعطى والسؤال ينقسم إلى الأحكام الخمسة قاله الزين العراقي (طس حل (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: بعد عزوه للطبراني في إسناده مقال ثم قال: وفيه يوسف بن أسباط (¬3) تركوه انتهى. قال الشارح: وبه يعرف أن رمز المصنف لصحته غير صحيح. 7746 - "ما المعطى من سعة بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجاً. (طب) عن ابن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 319)، والترمذي (2323)، وأحمد (4/ 229)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5547). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8235)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 245)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5016)، والضعيفة (5074). (¬3) انظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 101)، المغني في الضعفاء (2/ 761)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 219).

(ما المعطى من سعة) قيد به هنا وفي الأول ليعلم أن من أعطى من جهد وقلة ليس حكمه هذا بل قد يكون أفضل من المعطى لما تقدم أن أفضل الصدقة جهد المقل وتقدم أن أفضلها ما كان عن ظهر غنًا وتقدم التوفيق بين الحديثين (بأفضل من الآخذ) لا دلالة فيه على تعيين الأفضل من المعطى والآخذ بل يحتمل أن الآخذ أعظم أجراً أو أنهما سواء فيه (إذا كان محتاجاً) (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وجزم الحافظ العراقي بضعفه وتبعه تلميذه الهيثمي فقال: فيه مصعب بن سعيد (¬2) وهو ضعيف. 7747 - "ما الموت فيما بعده إلا كنطحة عنز. (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (ما الموت) أي ألمه وشدته. (في ما بعده) من الأهوال. (إلا كنطحة عنز) كألم نطحة عنز مع أنه لا يخفى شدة الموت فقد روي أن ألف ضربة بالسيف أهون من سكرة من سكرات الموت فالحديث إخبار بشدائد ما يلقاه الإنسان بعد الموت (طس (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم. 7748 - "ما أتى الله عالماً علماً إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه. ابن نظيف في جزئه وابن الجوزي في العلل عن أبي هريرة". (ما آتى الله) بالمد أي أعطى. (عالماً علمًا) بالسنة والكتاب. (إلا أخذ عليه الميثاق) كأنه في عالم الذر أو على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث أنزل الله: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ...} الآية. [آل عمران 187] فيعلم منها أنه أخذ ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 423) رقم (13560)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5017)، والضعيفة (2619). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 660)، والميزان (6/ 435). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (8294)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 334)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5018)، والضعيفة (4426).

الميثاق على كل عالم لأن بيان الشرائع مستوٍ في وجوبه علماء الأمم (أن لا يكتمه) عن الجاهلين له. أمد العلم ولا تبخل به ... وإلى علمك علماً فاستزده من بعده يجزه الله به ... وسيغنى الله عمن لم يفده ويلزم العالم أن يؤلف في مسائل العلم ما عرفه بدليله إذا لم يجد من يفيده مشافهة وإلا كان كاتماً، (ابن نظيف في جزئه وابن الجوزى في العلل (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه ولم يسكت عليه ابن الجوزى بل بين أن فيه موسى البلقاوي [4/ 96] قال أبو زرعة: كان يكذب، وابن حبان كان يضع الحديث على الثقات انتهى، وقد أخرجه الديلمى وأبو نعيم بلفظه عن أبي هريرة أيضاً ثم قال الديلمى: وفي الباب ابن عباس. 7749 - "ما أتاك الله من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف فخذه فتموله أو تصدق به وما لا فلا تتبعه نفسك. (ن) عن عمر (صح) ". (ما آتاك) بالمد أعطاك. (الله من هذا المال) الإشارة لتحقير شأنه من باب {أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتكُمْ} [الأنبياء: 36] لحقارة الدنيا عند الله (من غير مسألة) صدرت عنك. (ولا إشراف) تطلع وتطلب وطمع (فخذه) من المعطى أن يعلمه محرما كعين الغضب، قال ابن جرير (¬2): عمم ما أتاه الله من المال من جميع وجوهه فيشمل عطاء السلطان وغيره ما لم يتحقق كونه حراما. (فتموله) اجعله مالاً لك مملوكاً. (أو تصدق به وما لا) أي مالاً يأتيك على الصفة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن نظيف في جزئه كما في الكنز (29000)، وابن الجوزى في العلل (1/ 104)، والديلمي في الفردوس (4/ 84)، وابن عدى في الكامل (2/ 287)، وابن حجر في القول المسدد (1/ 5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4974) وقال: في السلسلة الضعيفة (4408): ضعيف جداً. (¬2) حكاه النووي في شرح مسلم (7/ 135).

المذكورة (فلا تتبعه نفسك) لا توصل المشقة في نفسك على طلبه بل اتركه ولا تتبع فيه أملك، وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لعمر رضي الله عنه لما أعطاه عطاء فقال أعطه من هو أحوج مني (ن (¬1) عن عمر) رمز المصنف لصحته. 7750 - "ما أتاك الله من أموال السلطان من غير مسألة ولا إشراف فكله وتموله. (حم) عن أبي الدرداء (صح) ". (ما آتاك الله من أموال السلطان) نسب الإتيان لله تعالى لأنه الذي يقبل بقلب المعطى على من يعطيه ويطلق يده بالعطية وهذا التقييد يحتمل أن يحمل عليه المطلق في الأول، ويحتمل أن ذلك على إطلاقه (من غير مسألة ولا إشراف) وأما معهما فإنه غير مأمور بقبوله (فكله وتموله) بل يحتمل أنه معهما لا يأكله ولا يتموله ويحتمل أنه مباح له ذلك، وإن كره له السؤال أو حرم والاستشراف، قال النووى (¬2): اختلف في عطية السلطان فحرمها قوم وأباحها آخرون، والصحيح أنه إن غلب الحرام على ما في يده حرمت وإلا حلت إن لم يكن في الأخذ مانع من القبض، قلت: فظاهر الأمر يعني الأخذ إلا أن يحمل على الإرشاد والإباحة كما هو ظاهر كلام النووى. (حم (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه رجل لم يسم. 7751 - "ما آمن بالقرآن من استحل محارمه. (ت) عن صهيب (صح) ". (ما آمن) بالمد. (بالقرآن من استحل محارمه) قال الطيبي: من استحل ما حرم الله فقد كفر مطلقا فخص القرآن لعظمته وجلاله (ت (¬4) عن صهيب) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (5/ 102)، وأخرجه البخاري (7163)، ومسلم (1045) بمعناه. (¬2) شرح صحيح مسلم (7/ 135). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 452)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5503)، والصحيحة (2209). (¬4) أخرجه الترمذي (2918)، والبيهقي في الشعب (173)، والقضاعي في مسند الشهاب (775)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4975).

المصنف لصحته إلا أنه قال الترمذي: إسناده ليس بالقوى وقال البغوي: حديث ضعيف. 7752 - "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به. البزار (طب) عن أنس". (ما آمن بي) إيماناً كاملاً. (من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم بجوعه) فإن حق الجار أكيد ومواساته لازمة فليس من شأن كامل الإيمان ذلك. البزار (طب (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال المنذري: بعد عزوه لهما إسناده حسن، وقال الهيثمي: إسناد البزار حسن. 7753 - "ما أبالي ما رددت به عني الجوع. ابن المبارك عن الأوزاعي معضلاً". (ما أبالي ما رددت به عني الجوع) من قليل أو كثير خشن وغير خشن فكل ما سد الجوعة فهو نافع. (ابن المبارك (¬2) عن الأوزاعي معضلاً). 7754 - "ما أبالي ما أتيت إن أنا شربت ترياقا، أو تعلقت تميمة، أو قلت: الشعر من قبل نفسي. (حم د) عن ابن عمرو (ح) ". (ما أبالي) نافية. (ما أتيت) موصولة حذف العائد وقوله. (إن أنا شربت ترياقا) شرط حذف جوابه أي لا أبالي كل شيء أتيته مما لا يحل أن أنفق متى شرب الترياق لأن شربه حرام فمن أتاه فكل جرم أتاه هين والترياق بالكسر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 259) رقم (751)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 243)، والمجمع (8/ 167)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (2/ 266) وقال: قال أبي: حديث منكر جدا ومحمد بن زياد الأثرم لين الحديث، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5505)، والصحيحة (149). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (571)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4977)، والضعيفة (2374).

دواء يركب من لحم الحيات". (أو تعلقت تميمة) في القاموس (¬1) التميمة خرزة رقطاء تنظم في السير ثم تعقد في العنق. (أو قلت: شعرا من قبل نفسي) أشبه لا أن أقوله على الحكاية لشعر غيري والحديث دليل على حرمة التداوي بالترياق لما فيه من لحوم الأفاعي وعلى تحريم تعليق التميمة اعتقاداً لنفعها وعلى أنه يحرم عليه - صلى الله عليه وسلم - قول الشاعر (حم د (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وكأنه ذهل عن قول الذهبي في المهذب: هذا حديث منكر، تكلم في أمر رافع لأجله، وكأنه من خصائصه - صلى الله عليه وسلم - فإنه رخص في الشعر لغيره انتهى، يريد بابن رافع عبد الرحمن بن رافع التنوخي (¬3). 7755 - "ما أتقاه, ما أتقاه، ما أتقاه: راعي غنم على رأس جبل يقيم فيها الصلاة. (طب) عن أبي أمامة (ح) ". (ما أتقاه، ما أتقاه، ما أتقاه) أي ما أكثر تقواه لربه وكرر ذلك تأكيدا لشأنه. (راعي غنم على رأس جبل) خصه لأنه الأغلب وإلا فالراعي في غيره مثله. (يقيم فيها) أي في تلك البقعة أو في الغنم. (الصلاة) لأنه يعزل عن الناس شره ويستغني عنهم بغنمه وفيه دليل على شرف العزلة وعلى عدم وجوب صلاة الجماعة وتقدم كلام في العزلة. (طب (¬4) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: [4/ 97] فيه عفير بن معدان (¬5) مجمع على ضعفه. ¬

_ (¬1) انظر القاموس المحيط (1/ 1400). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 167)، وأبو داود (3869)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4976). (¬3) تهذيب التهذيب (6/ 153)، وقال في التقريب: (3856): قاضي أفريقية ضعيف. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 168) رقم (7707)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 66)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4978)، والضعيفة (2441). (¬5) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 436)، والكاشف (2/ 28).

7756 - "ما اجتمع الرَّجاء والخوف في قلب مؤمن إلا أعطاه الله عَزَّ وَجَلَّ الرَّجاء وأمنه الخوف. (هب) عن سعيد بن المسيب مرسلاً". (ما اجتمع الرَّجاء) لعفو الله. (والخوف) من عقابه. (في قلب مؤمن) بأن كان يعمل عمل الراجين ويحذر حذر الخائفين. (إلا أعطاه الله الرَّجاء وأمنه من الخوف) قال الغزالي (¬1): الرَّجاء ارتياح القلب لانتظار محبوب متوقع ولابد أن يكون له سبب والعمل على الرَّجاء أعلى منه على الخوف لأن أقرب الخلق أحبهم إلى الله والحب يغلب بالرجاء. (هب (¬2) عن سعيد بن المسيب مرسلاً). 7757 - "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده. (د) عن أبي هريرة (صح) ". (ما اجتمع قوم) هو للرجال فقط وقيل بل وللنساء وهنا المراد الأعم فيحصل لهن الأجر باجتماعهن على ما قيل. (في بيت من بيوت الله تعالى) أي مسجد، قال الشارح: وألحق به نحو مدرسة ورباط، فالتقييد بالمسجد غالبي (يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم) يحتمل أن يدرس بعض نوبة ويسمعه غيره ثم يدرس المستمع ويسمعه التالي أو يدرس كل واحد على انفراده، وأصل الدراسة التعهد (إلا نزلت عليهم السكينة) الطمأنينة، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. (وغشيتهم الرحمة) من جميع جوانبهم، من: غشيهم من اليم ما غشيهم. (وحفتهم الملائكة) أحاطت بهم. (وذكرهم الله) أثنى عليهم وأثابهم. (فيمن عنده) من الأنبياء والملائكة وهي عندية شرف لا مكان، وفيه فضيلة الاجتماع في بيوت الله لتلاوة كتابه وأنه أفضل من تلاوة الإنسان وحده وأفضل من تلاوة ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (4/ 142). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (1003)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4979).

الجماعة في البيوت، والظاهر اختصاص المسجد بذلك من غير إلحاق محل آخر به لأن للمساجد خصوصية لا توجد في غيرها (د (¬1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته وقد رواه مسلم بلفظه عن أبي هريرة. 7758 - "ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم، قوموا مغفوراً لكم. الحسن بن سفيان عن سهل بن الحنظلية". (ما اجتمع قوم على ذكر) يذكرون الله به وهذا أعم من الذي قبله (إلا قيل لهم) أي قال لهم ملائكة الأعمال. (قوموا) إن أردتم (مغفوراً لكم) بما اجتمعتم عليه من ذكر الله، وهذا يعم ذكرهم منفردين أو مجتمعين وفيه رد على مالك حيث كره الاجتماع لنحو قراءة أو ذكر وحمل الخبر على أن كلاًّ منهم كان يقرأ لنفسه منفرداً مع الاجتماع (الحسن بن سفيان (¬2) عن سهل بن الحنظلية) الأوسي شهد أحداً سكت المصنف عليه في ما رأيناه مقابلاً على خطه وقال الشارح: رمز لحسنه. 7759 - "ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا قاموا على أنتن من جيفة, الطيالسي (هب) والضياء عن جابر (صح) ". (ما اجتمع قوم فتفرقوا عن غير ذكر الله وصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا قاموا) من مجلس اجتماعهم (على أنتن من جيفة) هذا تقبيح لحالهم واستقذار لمجلسهم حتى كأنهم تفرقوا عن جيفة, أو أنه عند الله بمثابة من اجتمعوا على جيفة, وفيه كراهة الاجتماع والتفرق عن غير ذكر الله، الطيالسي (هب والضياء (¬3) عن جابر) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1455)، ومسلم (2699). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (694)، وابن أبي عاصم في الزهد (1/ 205)، وانظر الإصابة (3/ 210)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5507)، والصحيحة (2210). (¬3) أخرجه أبو داود الطيالسي (1756)، البيهقي في الشعب (1570)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5506).

رمز المصنف لصحته، قال القسطلاني: رجاله رجال الصحيح على شرط مسلم. 7760 - "ما اجتمع قومٌ فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرةً. (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (ما اجتمع قومٌ فتفرقوا عن غير ذكر الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار) أي كأنهم اجتمعوا عليها فتفرقوا عنها، والاجتماع على الجيفة شأن الكلاب، وخص الحمار لأنه أقبح من جيفة غيره زيادة لتقبيح حالهم. (وكان المجلس عليهم حسرةً) في يوم القيامة؛ لأنه خلى عن فائدة يعود عليهم نفعها (حم (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 7761 - "ما اجتمع قوم في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله ويصلوا على النبي إلا كان مجلسهم ترة عليهم يوم القيامة. (حم حب) عن أبي هريرة (صح) ". (مما اجتمع قوم) لعل شمل الاثنين. (في مجلس فتفرقوا ولم يذكروا الله ويصلوا على النبي) ظاهره أنه لا بد من الأمرين الذكر والصلاة إلا كان عليهم حسرة وإن كان الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - تشتمل على ذكر الله (إلا كان مجلسهم ترة) بكسر المثناة الفوقية حَسرة (وندامة) عليهم (يوم القيامة) (حم هب عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الشارح لحسنه والذي رأيناه الأول. 7762 - "ما أحببت من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء. ابن سعد عن ميمون مرسلاً". (ما أحببت) بالمهملة من المحبة. (من عيش الدنيا إلا الطيب والنساء) وتقدم أنه حبب إليه من الدنيا الطيب والنساء وذلك لشرف نفسه وعلو همته وهذا لا ينافي الزهد في الدنيا وتقدم حقيقة الزهد في حرف الزاي (ابن سعد عن ميمون)، ميمون اسم لجماعة من فضلاء التابعين [4/ 98] ولم يعين المصنف ذكر أبيه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 389، 515)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5508).

ومن غرائب الشارح أنه قال ميمونة بنت الحارث الأنصارية وساق نسب امرأة غلطاً وإنما الرواية هنا عن ميمون مذكراً، (ابن سعد عن ميمون (¬1) مرسلاً). 7763 - "ما أحب عبد عبدا لله إلا أكرم ربه. (حم) عن أبي أمامة (ح) ". (ما أحب عبد عبدا لله إلا أكرم ربه) محبة عنده لأجله وتقدم أن الحب في الله والبغض في الله هو الإيمان (حم (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله وثقوا. 7764 - "ما أحب أن أسلم على الرجل وهو يصلي، ولو سلم على لرددت عليه. الطحاوي عن جابر (ح) ". (ما أحب أن أسلم على الرجل وهو يصلي) لأنه في عبادة ربه لا يحسن صرف قلبه إلى غيرها. (ولو سلم علي وأنا أصلي لرددت عليه) السلام لعل هذا كان قبل نسخ الكلام في الصلاة (الطحاوي (¬3) عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 7765 - "ما أحب أن أحدا تحول لي ذهبا يمكث عندي منه دينار فوق ثلاث إلا دينار أرصده لدين. (خ) عن أبي ذر (صح) ". (ما أحب أن أُحُداً) الجبل المعروف. (تحول لي ذهباً) ليس هذا المنفي محبته بل تقيد. (يمكث) منه (عندي) دينار مدخر (فوق ثلاث) ليال بل أفرقه في وجوه الخير. (إلا ديناراً أرصده) أرقبه لدين أقضيه به، قال الكرماني وغيره: هذا محمول على الأولوية لأن جمع المال وإن كان مباحاً لكن الجامع مسئول وفي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 398)، انظر فيض القدير (5/ 410)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4981)، والضعيفة (4411). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 259)، والبيهقي في الشعب (9017)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 274)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5516)، وصححه في الصحيحة (1256). (¬3) أخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 457)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5514)، والصحيحة (2212).

المحاسبة خطر والترك أسلم (خ (¬1) عن أبي هريرة) (¬2) وتمام الحديث عند البخاري أن الأكثرين هم الأقلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا. 7766 - "ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ} إلى آخر الآية. (حم) عن ثوبان (ح) ". (ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية) أي عوضا بها فالباء للعوض. {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ...} [الزمر: 53] إلى آخر الآية) تمامه فقال رجل: ومن أشرك؟ فسكت، ثم قال: ومن أشرك؟ ثلاث مرات. قال ابن حجر (¬3): استدل بالآية على غفران جميع الذنوب ولو كبائر تعلقت بحق الحق أو آدمي والمشهور عند أهل السنة أن الذنوب تغفر كلها بالتوبة وبدونها لمن يشاء الله تعالى لكن حق الآدمي لا بد من رده لصاحبه أو محاللته وهي أرجى آية في القرآن على الأصح من أقاويل كثيرة، وقال ابن تيمية (¬4): هذه الآية في من تاب بدليل قوله عقيبها: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ...} الآية. [الزمر: 54] وآية: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48] في غير التائب ولذا قيد بالمشيئة. (حم (¬5) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وقال في محل آخر: إنه حسن. 7767 - "ما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا. (د ت) عن عائشة". (ما أحب أني حكيت إنساناً) أي فعلت مثل فعله أو قلت: مثل قوله منتقصاً ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6444)، ومسلم (991) عن أبي ذر، وأخرجه مسلم (994) عن أبي هريرة. (¬2) هكذا في الأصل. (¬3) فتح الباري (8/ 550). (¬4) منهاج السنة النبوية (6/ 211). (¬5) أخرجه أحمد (5/ 275)، والروياني في مسنده (648)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 224) و (10، 360)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4980)، والضعيفة (4409).

له، قال الطيبي: أكثر ما يستعمل المحاكاة في القبيح. (وأن لي كذا وكذا) يحتمل أنه كلامه - صلى الله عليه وسلم - وأنه عبر الراوي بالكناية وأنه - صلى الله عليه وسلم - عبر بالمكنى عنه وفيه تقبيح من يحاكي إنساناً في قول أو فعل أو إشارة تنقصه بذلك قال النووي (¬1): من الغيبة المحرمة المحاكاة في الأفعال والهيئات انتقاصاً. (د ت (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح انتهى، وقال الشارح: قال الذهبي: فيه من لا يعرف. 7768 - "ما أحد أعظم عندي يدا من أبي بكر: واساني بنفسه, وماله، وأنكحني ابنته. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (ما أحد أعظم عندي يداً من أبي بكر) قال الزمخشري (¬3): سميت النعمة يداً لأنها تعطى باليد وبين - صلى الله عليه وسلم - عظم يده عنده بقوله: (واساني بنفسه) حيث جعلها وقاية لنفسه - صلى الله عليه وسلم - كليلة الغار وغيرها. (وماله، وأنكحني ابنته) عائشة رضي الله عنها، فقد بذل النفس والمال والأهل، قال ابن حجر (¬4): جاء عن عائشة: مقدار المال الذي أنفقه أبو بكر على النبي - صلى الله عليه وسلم - في ما رواه ابن حبان عنها أربعون ألفاً. (طب (¬5) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه أرطأة أبو حاتم وهو ضعيف انتهى، وأورده في الميزان واللسان في ترجمة أرطأة هذا وقال: ¬

_ (¬1) الأذكار (ص 790). (¬2) أخرجه أبو داود (4875)، والترمذي (2503)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5515)، والصحيحة (901). (¬3) الفائق (4/ 126). (¬4) فتح الباري (7/ 13). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 191) رقم (11461)، وفي الأوسط (504)، وابن عدى في الكامل (1/ 431) وقال هذا خطأ، وأورده الذهبي في الميزان (1/ 319)، وابن حجر في اللسان (1/ 338)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5517)، وصححه في السلسلة الصحيحة (2214).

إنه خطأ وغلط. 7769 - "ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة. (هـ) عن أبي مسعود (ح) ". (ما أحد أكثر) أصاب مالا كثيرا. (من الربا) بالراء والموحدة. (إلا كان عاقبته إلى قلة) يمحق الله الربا: أي ينقصه ويذهب بركته، ويربي الصدقات: يبارك فيها. (هـ (¬1) عن أبي مسعود) رمز المصنف لحسنه ورواه الحاكم عنه أيضاً، وقال: صحيح وأقره الذهبي. 7770 - "ما أحدث رجل إخاء في الله تعالى إلا أحدث الله له درجة في الجنة. ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنس". (ما أحدث رجل إخاء في الله تعالى) اتخذ أخا يحبه في الله (إلا أحدث الله له زوجة في الجنة) وهذا تأكيد لشأن المؤاخاة في الله [4/ 99] وإنه ينبغي الاستكثار من ذلك قال علي رضي الله عنه: عليكم بالإخوان فإنهم عدة في الدنيا والآخرة وفي العوارف أن عوناً العارف كان له [ثلاثمائة و] ستون صديقاً فكان يكون عند كل واحد يوماً. (ابن أبي الدنيا (¬2) في كتاب الإخوان عن أنس): سكت المصنف عليه، وقال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف إلا إنه يعضده خبر أبي داود: "من آخى أخاً في الله رفعه الله بها درجة لا ينالها بشيء من عمله". 7771 - "ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة. (حم) عن غضيف بن الحارث (ح) ". (ما أحدث قوم بدعة) في الدين. (إلا يرفع) عقوبة لهم. (مثلها من السنة) قال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2279)، والحاكم (4/ 318)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5518). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (26)، وقول العراقي في تخريج الإحياء (2/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4982) وقال: ضعيف جداً.

الطيبي: جعل أحد الضدين مثل الآخر لشبهة التناسب بين الضدين وإخطار كل واحد منهما بالبال مع ذكر الآخر وحدوثه عند ارتفاع الآخر وللحديث قصة وآخره فتمسك سنة خير من إحداث بدعة. (حم (¬1) عن غضيف) بغين معجمة مصغراً (بن الحارث) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: سنده ضعيف وبين ذلك الهيثمي، فقال: فيه أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم (¬2) وهو منكر الحديث. 7772 - "ما أحرز الولد أو الوالد فهو لعصبته من كان. (حم د هـ) عن عمر (ح) ". (ما أحرز) بالحاء المهملة والراء والزاي أي حوى من مال. (الولد أو الوالد فهو لعصبته من كان) يعرف معناه بسببه وذلك أن وثاباً تزوج بنتاً لمعمرة فولدت له فماتت فورثها بنوها فماتوا فورثهم عمرو بن العاص وكان عصبتهم فخاصمه بنو معمر في ولاء أختهم فارتفعوا إلى عمر بن الخطاب فقال أقضي بينكم بما سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره. (حم د هـ (¬3) عن عمر) رمز المصنف لحسنه. 7773 - "ما أحسن القصد في الغنى، ما أحسن القصد في الفقر، وأحسن القصد في العبادة. البزار عن حذيفة". (ما أحسن القصد في الغنى) أي التوسط بين الإفراط والتفريط. (ما أحسن القصد في الفقر) أي الإنفاق بالقصد في الغنى والفقر حسن يتعجب منه لأن القصد خير كله خير في الطاعة كما قال. (ما أحسن القصد في العبادة) فإن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 105)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 45)، والمجمع (1/ 188)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4983). (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 775)، والميزان (7/ 335). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 27)، وأبو داود (2917)، وابن ماجة (2732)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5520)، والصحيحة (2213).

الإفراط فيها مذموم كما أن التفريط أعظم فالقصد خير في الأمور كلها وكلا طرفي قصد الأمور ذميم (البزار (¬1) عن حذيفة) سكت المصنف عليه وقال الهيثمي: هو من رواية سعيد بن حكيم (¬2) عن مسلم بن حبيب، ومسلم لم أجد من ذكره إلا ابن حبان في ترجمة سعيد الراوي عنه وبقية رجاله ثقات. 7774 - "ما أحسن عبد الصدقة إلا أحسن الله الخلافة على تركته. ابن المبارك عن ابن شهاب مرسلاً". (ما أحسن عبد الصدقة) بإخراجها من طيب ماله بطيبة من نفسه وانشراح صدر (إلا أحسن الله الخلافة) عنها. (على تركته) وهو عام لصدقة الفرض والنفل وإحسان الخلافة على التركة يعم الأولاد والأموال (ابن المبارك (¬3) عن ابن شهاب مرسلاً) قال الحافظ العراقي: بإسناد صحيح. 7775 - "ما أحل الله شيئاً أبغض إليه من الطلاق. (د) عن محارب بن دثار مرسلاً (ك) عن ابن عمر (صح) ". (ما أحل الله شيئاً أبغض إليه) بالنصب (من الطلاق) لما فيه من قطع حبل الوصلة التي يحب الله بقائها. (د (¬4) عن محارب بن دثار مرسلاً) ومحارب بضم الميم فحاء مهملة آخره موحدة ودثار بمهملة مفتوحة فمثلثة آخره راء ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (2946)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 252)، وضعيفه الألباني في ضعيف الجامع (4984)، والضعيفة (2164) وقال: ضعيف جداً. (¬2) انظر الميزان (3/ 194)، وثقات بن حبان (6/ 352). (¬3) أخرجه ابن المبارك في الزهد (646)، والقضاعي في مسند الشهاب (789)، وقال العراقي في تخريج الإحياء (1/ 180) عن ابن شهاب مرسلاً بإسناد صحيح وأسنده الخطيب فيمن روى عن مالك من حديث ابن عمر وضعفه, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4985)، والضعيفة (4413). (¬4) أخرجه أبو داود (2177)، والبيهقي في السنن (7/ 322) عن محارب بن دثار مرسلاً، وأخرجه موصولاً عن ابن عمر الحاكم (2/ 196)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4986).

ومحارب هو الكوفي القاضي من أكابر العلماء الزهاد (ك عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: على شرط مسلم. 7776 - "ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين. (طس هب) عن أبي هريرة (ض) ". (ما أخاف على أمتي) في أمر دينها وفساد قلوبها (إلا ضعف اليقين) لأن سببه ميل القلب إلى المخلوق وبقدر ميله إليه يبعد عن مولاه وبقدر بعده عنه يضعف يقينه واليقين استقرار العلم الذي لا يتغير في القلب والسكون الله ثقة به ورضى بقضائه وذلك صعب عسير إلا على من يشاء الله ويسره لليسرى ولذا خافه - صلى الله عليه وسلم - لعزة حصوله للمؤمنين. (طس هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 7777 - "ما أخاف على أمتي فتنة أخوف عليها من فتنة النساء والخمر. يوسف الخفاف في مشيخته عن علي". (ما أخاف على أمتي فتنة) تشغلهم عن الدين وتوقعهم في الضلال المبين. (أخوف عليها من فتنة النساء والخمر) لأنهما أعظم مصائد الشيطان وذلك أن الله حبب إلى بني آدم النساء بالطبع والجبلة ثم أمرنا بمجاهدة النفس حتى لا نتعدى المحبة الشرعية وكان إخراج آدم من الجنة على يد حواء، وكان قتل إحدى بني آدم لأخيه بسبب النساء، وأما الخمر فإنه جماع الإثم إذا سكر هذى وإذا هذى افترى ويفضي به إلى الزنا وإلى القتل وإلى كل بلاء في الدنيا والدين وهو مشاهد، (يوسف الخفاف) (¬2) بالخاء المعجمة والفاء [4/ 100] المشددة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8869)، والبيهقي في الشعب (31)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4987)، والضعيفة (1994). (¬2) أخرجه المحاملي في أماليه (1/ 177)، والخطيب في تاريخه (14/ 79)، والديلمى في الفردوس (6293)، وأورده ابن أبي حاتم في العلل (1/ 436) وقال: قال أبو زرعة هذا حديث منكر، =

نسبة إلى عمل الخفاف (في مشيخته عن علي) كرم الله وجهه. 7778 - "ما اخْتَلَجَ عِرْقٌ ولا عينٌ إلا بذنبٍ، وما يَدْفَعُ الله عنه أكثر. (طس) والضياء عن البراء (صح) ". (ما اخْتَلَجَ) بالخاء آخره جيم: اضطرب. (عِرْقٌ) من عروق البدن. (ولا عينٌ إلا بذنبٍ) وعليه {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30]. (وما يَدْفَعُ الله عنه) أي عن العرق أو عن صاحبه. (أكثر) {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] إن قلت: قد ثبت أن الأمراض مكفرات فكيف تكون عقوبات. قلت: العقوبة تكفير. (طص والضياء (¬1) عن البراء) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: في سند الطبراني الصلت بن بهرام ثقة لكنه كان مرجئاً. 7779 - "ما اخْتَلط حُبِّي بقلب عبدٍ إلا حرَّم الله جسده على النار. (حل) عن ابن عمر (ض) ". (ما اخْتَلط حُبِّي بقلب عبدٍ إلا حرَّم الله جسده على النار) وذلك لأنه لا يحبه - صلى الله عليه وسلم - إلا مؤمن، وحبه - صلى الله عليه وسلم - لا يكمل الإيمان إلا به. (حل (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وفيه محمَّد بن حميد قال ابن الجوزي (¬3): ضعيف، وأحمد بن محمَّد بن سعيد بن عبده الحافظ قال الذهبي (¬4): ضعفوه، وإسماعيل بن ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4988)، والضعيفة (3885). (¬1) أخرجه الطبراني في الصغير (1053)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 295)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5521)، والصحيحة (5515). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 255)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4989)، والضعيفة (4415): موضوع. (¬3) قال في العلل المتناهية (2/ 544) كذّاب. (¬4) انظر الميزان (1/ 281).

يحيى (¬1) فإن كان التيمي أو الشيباني فكذاب كما بينه الذهبي أو ابن كهيل فمتروك كما قال الدارقطني. 7780 - "ما اخْتَلَفتْ أمةٌ بعد نبيها إلا ظَهَرَ أهلُ باطلها على أهل حقها. (طس) عن ابن عمر (ض) ". (ما اختلفت أمةٌ) ظاهره أمة الإجابة (بعد نبيها إلا) غلب (أهل باطلها على أهل حقها) إلا أن للباطل ريح تخفق ثم تركد ثم ينصر الله من ينصره، وقيل: إنه خاص بهذه الأمة أن لا يغلب أهل باطلها أهل الحق، كما في حديث أنه - صلى الله عليه وسلم - "سأل الله ثلاثاً ... منها أن لا يغلب أهل باطل الأمة أهل الحق فأعطاه" وهذا إن أريد بالأمة أمة الدعوة فإنه - صلى الله عليه وسلم - سأل الله أن لا يسلط على الأمة من يجتاح دينها، ولا يكون إلا كافراً، دليل أنه خاص بهذه الأمة وإليه ذهب المصنف رحمه الله (طس (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف. 7781 - "ما أخذتِ الدنيا من الآخرة إلا كما أخَذَ المِخْيَطُ غُرِسَ في البحرِ من مَائِه. (طب) عن المستورد (صح) ". (ما أخذتِ الدنيا من الآخرة) أي كل ما في الدنيا من النعيم وغيره بالنسبة إلى ما في الآخرة. (إلا كما يَأْخَذَ المِخْيَطُ الإبرة غُرِسَ في البحرِ من مَائِه) وهو لا يأخذ منه شيئاً يعتد به، فنعيم الدنيا وعذابها بالنسبة إلى نعيم الآخرة وعذابها لا يعد شيئاً، والحديث سيق لتحقير الدنيا. (طب (¬3) عن المستورد) رمز المصنف ¬

_ (¬1) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 89). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7754)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4990). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 308) رقم (733)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5522).

لصحته، قال الشارح: والذي رأيناه فيما قوبل على خطه لحسنه. 7782 - "ما أخشى عليكم الفقر، ولكني أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكني أخشى عليكم التعمد. (ك هب) عن أبي هريرة (صح) ". (ما أخشى عليكم الفقر) أن يصبكم. (ولكني أخشى عليكم التكاثر) في الدنيا، قال الطيبي: أعلم أصحابه وإن كان في الشفقة عليهم كالأب، لكن حالهم في أمر المال يخالف حال الولد، وأنه لا يخشى عليهم الفقر كما يخافه الوالد، بل يخشى عليهم الغنى الذي هو مطلوب الوالد لولده. قلت: الذي يظهر أنه إخبار لهم بأنهم يغنون بعده بما يفتح لهم من البلاد، فقد انتفت مخافته الفقر عليهم، وأن يضلوا لسببه ويعصو الله لأجل الفقر لكنه يخشى عليهم فتنة الغنى وهي التكاثر في الدنيا. (وما أخشى عليكم الخطأ) لأن الله يعفو عنه. (ولكني أخشى عليكم التعمد) فإنه لا يعفى عنه. (ك هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 7783 - "ما أَذِنَ الله لشيء ما أَذِنَ لنبي حسنِ الصوتِ يتغنَّى بالقرآن يَجْهَرُ به. (حمِ ق د ن) عن أبي هريرة (صح) ". (ما أَذِنَ الله) بكسر الذال المعجمة مصدر أذن بفتح أوله أي استمع ولا يجوز حمله هنا على الإصغاء لأنه محال عليه تعالى، ولأن سماعه لا يختلف، فيجب تأويله على تقريب القارئ وإجزال ثوابه، أو قبول قراءته. (لشيء ما أَذِنَ لنبي حسنِ الصوتِ يتغنَّى بالقرآن يَجْهَرُ به) يحسن به صوته بخشوع وخضوع وتدبر، قال سفيان: المراد بالقرآن ما يقرأ من الكتب المنزلة من كلامه تعالى وفيه الحث على تحسين الصوت بالقراءة فإنه أدعى لإقبال قلب السامع عليه ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 534)، والبيهقي في الشعب (10314)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5523)، والصحيحة (2216).

ونشاط التالي، وفيه الإرشاد إلى الجهر بالتلاوة، وهل يلحق بالنبي غيره؟ الظاهر ذلك (حم ق د ن (¬1) عن أبي هريرة). 7784 - "ما أَذِنَ الله لعبدٍ في شيءٍ أفضلَ من ركعتين، أو أكثرَ من ركعتين، وإن البرَّ ليُذَرُّ فوقَ رأسِ العبدِ ما كان في الصلاة، وما تقرَّبَ عبدٌ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ بأفضلَ مما خرجَ منه. (حم ت) عن أبي أمامة (ض) ". (ما أَذِنَ الله لعبدٍ في شيءٍ) قال الطيبي: هو من أذنت الشيء إذناً إذا أصغيت إليه، وهنا الإذن عبارة عن إقبال الله على العبد بالرأفة. (أفضلَ من ركعتين) صفة لشيء جره بالفتحة لامتناعه. (أو أكثرَ من ركعتين) أي أحب ما أذن الله فيه من أعمال العبد هذا. (وإن البرَّ ليُذَرُّ) بضم حرف المضارعة وذال معجمة أي ينشر ويعرف تنزيلاً للمعاني منزلة الأعيان". (فوقَ [4/ 101] رأسِ العبدِ ما كان في الصلاة) أي مدة كونه مصلياً، والبر هو الإحسان منه تعالى على عبده. (وما تقرَّبَ عبد إلى الله تعالى بأفضلَ مما خرجَ منه) وهو كلامه تعالى والمراد ما ظهر لنا من جنابه تعالى, لأن الخروج من الشيء من صفات الأجسام، وقيل: الضمير للعبد وخروجه منه بروزه من لسانه وخروجه من حافظته وقيل خرج منه أي من لوحه المحفوظ، وحديث: "إن كلام الله منه بدأ وإليه يعود" (¬2) قال الأشرفي: أي أنه تعالى أمر ونهى وإليه يعود يعني هو الذي يسألك عما أمرك ونهاك، وقال الطيبي: يعني منه بدأ أنه أنزل على الخلق ليكون لهم حجة وعليهم، ومعنى إليه يعود مآل أمره وعاقبته من حقيقته بظهور صدق ما نطق به من الوعد والوعيد لله تعالى، والحديث يقيد بآخره أنه ليس شيء من القرب أفضل من تلاوة القرآن. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 271)، والبخاري (7544)، ومسلم (792)، وأبو داود (1473)، والنسائي (2/ 180). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 141)، والديلمى في الفردوس (4023)، وابن حبان في المجروحين (2/ 312).

(حم ت (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب ولا نعرفه إلا من هذا الوجه، وفيه بكر بن حبيش (¬2) تكلم فيه ابن المبارك وترك آخراً انتهى، وقال الذهبي: واهٍ. 7785 - "ما أَذِنَ الله لعبدٍ في الدعاءِ حتى أَذِنَ له في الإجابة". (حل) عن أنس". (ما أَذِنَ الله لعبدٍ في الدعاءِ) كأن المراد ما فتح عليه بالدعاء وأطلق به لسانه. (حتى أَذِنَ له في الإجابة) أو مما أمر الله بالدعاء في قوله: {ادْعُونِي} حتى أخبر بأنه يجيب دعوة الداع بقوله: {أَسْتَجِبْ لَكُمْ} ونحوها من الآيات ففيه حث على الدعاء (حل (¬3) عن أنس) سكت المصنف عليه وفيه عبد الرحمن بن خالد بن نجيح أورده الذهبي في الضعفاء (¬4)، وقال: قال ابن يونس: منكر الحديث، ومحمد بن عمران (¬5) قال البخاري: منكر الحديث. 7786 - "ما أَرَى الأمرَ إلا أَعْجَلَ من ذلك. (ت هـ) عن ابن عمرو (صح) ". (ما أَرَى الأمرَ) يعني الموت بقرينة السياق، فإن سببه أنه - صلى الله عليه وسلم - مر على ابن عمرو وهو يعالج خُصًّا قد وهي، فقال: ما هذا؟ فقلت: نصلحه فذكره. (إلا أَعْجَلَ من ذلك) من أن يبني الإنسان لنفسه بنياناً ويشيده فوق ما لا بد منه، وقد بني نوح عليه السلام بيتاً من قصب، فقيل له: لو بنيت؟ فقال: هذا كثير لمن يموت، وقيل لسليمان: ما لك لا تبني؟ فقال: ما للعبد والبناء، فإذا أعتق فوالله إن له قصوراً لا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 5/ 268، والترمذي (2911)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4993)، والضعيفة (1957). (¬2) انظر المغنى (1/ 113)، والكاشف (1/ 274). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 263)، والديلمى في الفردوس (6269)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4992)، والضعيفة (4416): موضوع. (¬4) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 379). (¬5) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 621).

تبلى أبداً، وأحسن بعض شيوخنا رحمه الله حيث قال: يقولون بيتك ذا ضيق ... وقد نسجته لك العنكبوت فقلت المقام قليل به ... وهذا كثير على من يموت (ت هـ (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، وفي الكبير أنه قال الترمذي: حسن صحيح، وقال النووي (¬2) في رياضه: رواه أبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم. 7787 - "مَا أُرْسِلَ على عادٍ من الرِّيحِ إلا قَدْرَ خَاتَمِي هذا. (حل) عن ابن عباس (ض) ". (مَا أرْسِلَ على عادٍ) وهم قوم هود الذين عصوا ربهم، وكذبوا نبيهم (من الرِّيحِ) التي حكى الله أنه أهلكهم بها (إلا قَدْرَ خَاتَمِي هذا) قدر حلقة الخاتم أي شيء قليل جدًا، فأهلكوا بها حتى أنها كانت تحمل الفسطاط فترفعه، حتى يرى كأنه جرادة، وأخرج ابن أبي الدنيا عن كعب (¬3) قال: "لما أراد الله إهلاك عاد أوحى إلى خزنة الريح أن افتحوا منها باباً، قالوا: يا ربنا مثل منخر الثور قال: إذن تكفأ الأرض ومن عليها، ففتحوا مثل حلقة الخاتم" انتهى. والحديث إخبار بقدرة الله تعالى، ولتسخير ما في السماوات والأرض لأمره وعظمة الريح (حل (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه, لأنه قال مخرجه أبو نعيم: عقبه غريب من حديث الثوري، تفرد به محمود يريد ابن ميمون البنا. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2335)، وابن ماجة (4160)، وأبو داود (5236)، وهناد (515)، وابن ماجه (4160)، والبيهقي في الشعب (10703)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5526). (¬2) رياض الصالحين رقم (480). (¬3) عزاه السيوطي في الدر المنثور (8/ 449) إلى عبد بن حميد عن عطاء بن يسار. (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 131)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4994)، والضعيفة (4417).

7788 - "ما ازْدَادَ رجلٌ من السُّلطانِ قُرْباً إلا ازْدَادَ عن الله بُعْداً، ولا كَثُرَتْ أتْباعُهُ، إلا شياطِينهُ، ولا كَثُرَ مالُهُ إلا اشْتَدَّ حسابُهُ. هناد عن عبيد بن عمير مرسلاً". (ما ازْدَادَ رجلٌ عند السُّلطانِ قُرْباً إلا ازْدَادَ عن الله بُعْداً) وذلك أنه لا يزداد قربا عنده إلا بإتيانه بما يعجبه، وتحسين قبائحه وإعانته على باطله، وذلك مبعد عن الله، وفي قوله "ازداد بعداً" إعلام بأنه قد كان بقربه المجرد عن الريادة بعيداً عن الله تعالى (ولا كثرت أتْبَاعُهُ) أي المقرب من السلطان (إلا كثرتْ شياطِينهُ) لأنه يغتر بكثرة الأبقاع، ويزداد كبرًا وترفعاً، ويزداد تكليفًا وطلباً للمال الحرام. (ولا كَثُر ماله إلا اشْتَدَّ حسابُهُ) ويؤول إلى عقابه لأن غالب مال من يتصل بالسلطان حرام. (هناد (¬1) عن عبيد بن عمير مرسلاً) بالتصغير فيهما وهو قاضي مكة الليثي مرسلاً. 7789 - "ما أَزْيَنَ الحِلْمَ. (حل) عن أنس، ابن عساكر عن معاذ (ض) ". (ما أَزينَ الحِلْمَ) الذي هو كف النفس عن هيجان الغضب لإرادة [4/ 102] الانتقام، والحليم من اتسع صدره لمساوئ الخلق، ومداني أخلاقهم، قال الحسن: ما نحل الله العبد أشياء أزين من الحلم، ومن ثم أثنى الله على خليله وابنه لما انشرحت صدورهم بما ابتلاهم الله به من الذبح فقال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ} [هود: 75] وقال: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} [الصافات: 101]، قال الشعبي: زين العلم حلم، وقال طاووس: ما حمل العلم في مثل جراب حلم. نكتة: أخرج ابن الأخضر (¬2) في معالم العترة الطاهرة أن علي بن الحسين خرج ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (597)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 274)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4995). (¬2) ابن الأخضر: عبد العزيز بن الأخضر الجنابدي البغدادي الحنبلي متوفى سنة (611) وكتابة معالم الفترة النبوية ومعارف أهل البيت الفاطمية (انظر: كشف الظنون (2/ 1726)، وهدية العارفين (1/ 307).

من المسجد فلقيه رجل فسبه فثار عليه العبيد والموالي، فقال علي: مهلاً على الرجل، ثم أقبل عليه، فقال: ما يستر عليك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها، فاستحى الرجل ورجع لنفسه، فألقى عليه خميصة كانت عليه، وأمر له بألف درهم، فقال الرجل: أشهد أنك من أولاد الرسل (حل (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن الجوزي: موضوع، وقال الذهبي في الميزان بعد أن ساقه: هكذا فليكن الكذب انتهى. وفي الحديث قصة (ابن عساكر عن معاذ) وفيه مجهولان. 7790 - "ما اسْتَرْذَلَ الله عبدا إلا حُرِمَ العلمَ. عبدان في الصحابة، وأبو موسى في الذيل عن بشير بن النهاس". (ما اسْتَرْذَلَ الله عبداً) الرذل من كل شيء الردئ الذي لا يرغب فيه لرداءته. (إلا حُرِمَ) بضم المهملة. (العلمَ) النافع، ومفهومه ما أجل الله عبداً إلا منحه العلم، فالعلم سعادة وإقبال وإن قل معه المال وضاقت به الحال. (عبدان في الصحابة, وأبو موسى في الذيل (¬2) عن بشير بن النهاس) بتشديد الهاء آخره سين مهملة العدوي قال الذهبي: يروى عنه حديث منكر. 7791 - "ما استرذل الله تعالى عبدا إلا حظر عليه العلم والأدب. ابن النجار عن أبي هريرة". (ما استرذل الله عبداً) علم تعالى أن فيه خسة طبع ورذالة نفس. (إلا حظر عليه) بالتشديد أي منعه. (وحرم العلم والأدب) منعهما عنه لكونه لم يره لذلك ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 340) عن أنس، وأخرجه ابن عساكر (37/ 198) عن معاذ بن جبل، وانظر الميزان 2/ 23، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4996)، والضعيفة (4419). (¬2) أورده ابن حجر في الإصابة (1/ 316) في ترجمة بشير بن النهاس، وقال ذكره عبدان وأورد له حديثا مرفوعاً بإسناد ضعيف جدًا وليس فيه له سماع، والمناوي في فيض القدير (5/ 418)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4997): موضوع.

أهلا ولا يكون لنعمة الله لخسته شاكراً وهذا وما قبله تنبيه على أنه ينبغي لمن زهد في العلم أن يكون فيه زاهداً ولمن رغب فيه أن يكون له طالباً ولمن طلبه أن يكون له مستكثراً ولابد أن يكون عاملاً وإلا فلا فرق بينه وبين الجاهل بل هو أعظم عند الله جرماً، (ابن النجار (¬1) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وقال الذهبي في الميزان: إنه خبر باطل وأعاد في ترجمة أحمد بن محمَّد الدمشقي، وقال: له مناكير وبواطيل، ثم ساق هذا الخبر. 7792 - "ما اسْتَفَادَ من الإفادة المؤمنُ بعدَ تَقْوى الله عَزَّ وَجَلَّ خيراً له من زَوْجَةٍ صالحةٍ، إن أمرها أطاعته, وإن نظر إليها سَرَّتْهُ، وإن أقسمَ عليها أبرَّتْهُ, وإن غاب عنها نَصَحَتْهُ في نفسها وماله. (هـ) عن أبي أمامة (ح) ". (ما اسْتَفَادَ المؤمنُ بعدَ تَقْوى الله عَزَّ وَجَلَّ خيراً له من زَوْجَةٍ صالحةٍ) قال الطيبي: جعل التقوى نصفين، نصفاً تزوجاً ونصفاً غيره، وذلك لأن في التزويج غض البصر وتحصين الفرج وكسر التوقان، ودفع غوائل الشيطان، وقوله (إن أمرها أطاعته) إلى آخره بيان صلاحها (وإن نظر إليها سَرَّتْهُ) لجمالها وحسن أدبها (وإن أقسمَ عليها أبرَّتْهُ) تخصيص بعد تعميم، فإن قوله إن أمرها أطاعته يشمل ذلك (وإن غاب عنها نَصَحَتْهُ في نفسها) تحفظها عما حرمه الله عليها (وماله) تحفظه عن الإضاعة (هـ (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما قال، فقد ضعفه المنذري بعلي بن زيد، وقال ابن حجر في ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (795)، وابن عدى في الكامل (2/ 339) وقال: موضوع، وانظر الميزان (1/ 296)، واللسان (1/ 295)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4998)، والضعيفة (4420). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1857)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 27، 28)، وكشف الخفا (2/ 236)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (4999)، والضعيفة (4421).

فتاويه [4/ 103] سنده ضعيف، لكن له شاهد يدل على أن له أصلاً، وقال أيضاً: هذه الأحاديث المرغبة في التزويج وإن كان في كثير منها ضعف لكن مجموعها يدل على أن ما يحصل به المقصود من الترغيب في التزويج يدل على أن له أصلاً، لكن في حق من يتأتى منه النسل. 7793 - "ما اسْتَكْبَرَ من أكلَ معه خادمه، ورَكِبَ الحِمَار بالأسواقَ، واعْتَقَلَ الشاةَ فحلبها. (خد هب) عن أبي هريرة (ح) ". (ما اسْتَكْبَرَ) ما عد نفسه كبيرا ولا داخله الكبر (من أكلَ معه خادمه) فإنه دليل التواضع (ورَكِبَ الحِمَار بالأسواقَ) فإنه يتجنب ذلك أهل الكبر. (واعْتَقَلَ الشاةَ) ربطها بعقالها (فحلبها) فمن كان فيه هذه الخلال أو واحد منها فقد برئ من الكبر (خد هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. قال الشارح: فيه عبد العزيز بن عبد الله الأوسي (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: قال أبو داود: ضعيف عن عبد العزيز بن محمَّد، قال ابن حبان: بطل الاحتجاج به. 7794 - "ما أَسَرَّ عبدٌ سَريرةٌ إلا ألبَسَهُ اللهُ رِدَاءها: إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌ. (طب) عن جندب البجلي". (ما أَسَرَّ عبدٌ سَريرةٌ إلا ألبَسَهُ اللهُ رِدَاءَها) أي أظهر عليه في صفحات وجهه وفلتات لسانه ما أضمره في جنانه (إن خيراً) أي إن كان ما أضمره خيراً فالذي يظهر عليه (فخيرٌ، وإن) كان ما أسره. (شرًّا) فالذي يظهر عليه ويلبسه. (فشرٌّ) وفيه وجوه من الإعراب معروفة، والحديث [4/ 103] حث على حسن السريرة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (550)، والبيهقي في الشعب (8188)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5527)، والصحيحة (2218). (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 398، 399).

(طب (¬1) عن جندب البجلي) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: رمز لحسنه وليس ذا منه بصواب فقد قال الهيثمي وغيره: فيه حامد بن آدم وهو كذاب. 7795 - "ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار (خ ن) عن أبي هريرة (صح) ". (ما أسفل) من (الكعبين) قيل: إنه بنصب أسفل على أنه خبر لكان المحذوفة، ويصح رفعه على ما هو أسفل والكعبان هما الناتئان عند مفصل الساق والقدم. (من الإزار ففي النار) قيل: معناه أن الذي دون الكعبين من القدم يعذب عقوبة له فهو من تسمية الشيء باسم مجاوره ومن بيانية، وقيل: سببيه والمراد الشخص نفسه أو تقديره لابس ما أسفل من الكعبين أو فعل ذلك في النار والمراد فاعله، كلها أقوال. (خ ن (¬2) عن أبي هريرة). 7796 - "ما أسكر كثيره فقليله حرام. (حم د ت) عن جابر (حم ن هـ) عن ابن عمر (صح) ". (ما أسكر كثيره) من الخمر (فقليله حرام) أي وقليله الذي أسكر وأقل منه فتحرم القطرة من كل مسكر فما دونها (حم د ت) وقال: حسن غريب وصححه ابن حبان، وقال ابن حجر: رواته ثقات. قلت: ورمز المصنف لصحته (حب (¬3) عن جابر (حم ن هـ) عن ابن عمر) قال ابن حجر: سنده ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 171) رقم (1702)، والأوسط (7906)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 225)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5000)، والضعيفة (237) وقال: ضعيف جداً. (¬2) أخرجه البخاري (5887)، والنسائي (8/ 207). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 343)، وأبو داود (3681)، والترمذي (1865)، وابن حبان (5382) من حديث جابر، وأخرجه أحمد (2/ 167)، والنسائي (8/ 300)، وابن ماجة (3394)، وانظر فتح الباري (10/ 43)، والتلخيص الحبير (4/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5530).

7797 - "ما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام. (حم) عن عائشة (صح) ". (ما أسكر منه الفرق) بفتح الفاء والراء وهو ثلاثة آصع (فملء الكف منه حرام) أي شربا وأقل من ملء الكف أيضاً حرام وإنما خرج على الغالب كما أفاده الأول ويبعد أن يفسر القليل بملء الكف حتى يقال هو بيان للأقل (حم (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة قال ابن حجر: أعله الدارقطني بالوقف. 7798 - "ما أصاب المؤمن مما يكره فهو مصيبة. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (ما أصاب المؤمن مما يكره) عام لكل ما يؤدي المؤمن ويكرهه من العوارض حتى إذا طفئ سراجه أو أقل من ذلك مما يقلقه (فهو مصيبة) داخل تحت قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ} [البقرة: 156] {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30] يكفر الله بها عنه من خطاياه وهو شامل لما كان من أذى الخلق ولما كان لا عن سبب ظاهر كالهم والغم. (طب (¬2) عن أبي أمامة) قال: انقطع نعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فاسترجع فقالوا مصيبة يا رسول الله؟ فذكره، قال الهيثمي: سنده ضعيف، رمز المصنف لضعفه. 7799 - "ما أصاب الحجام فاعلفوه الناضح. (حم) عن رافع بن خديج (ح) ". (ما أصاب الحجام) من آخر حجامته. (فاعلفوه الناضح) الجمل الذي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 72)، وأبو داود (3687)، والترمذي (1866)، وابن ماجة (3386)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5531). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 203) رقم (7824)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 331)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5001).

يسقي به الأرض وذلك لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد حكم بخبث كسب الحجام فأمر أمر إرشاد بأن لا يستنفقه لنفسه حثاً على مكارم الأخلاق ومعالي الأمور وإلا فليس بحرام وخص الناضح لما في سببه، عن رافع بن خديج قال: مات أبي وترك ناضحاً وعبداً حجاماً فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك (حم (¬1) عن رافع بن خديج) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: وفي سنده اضطراب بينه في الإصابة وغيرها. 7800 - "ما أصابني شيء منها إلا وهو مكتوب علي وآدم في طينته. (هـ) عن ابن عمر (ح) ". (ما أصابني شيء منها) أي من الشاة المسمومة التي أكلها - صلى الله عليه وسلم - بخيبر كما دل له سبب الحديث ففي الكبير قال: قالت أم سلمة: يا رسول الله لا يزال يصيبك وجع من الشاة المسمومة كل عام فذكره (إلا وهو مكتوب علي) سبق به جريان القلم (وآدم في طينته) ليس تقييد الجريان كتب القلم بذلك فإنه من قبل ذلك لكنه تقييد ببعض المدة السابقة وهو نظير حديث: "كنت نبياً وآدم في طينته" تقدم. (هـ (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وفيه بقية بن الوليد. 7801 - "ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة. (طب) عن أبي موسى (ح) ". (ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة) تقدم له نظائر وطلبه - صلى الله عليه وسلم - المغفرة مع إخبار الله له أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر تعبد وإرشاد للعباد إلى الاقتداء به. (طب (¬3) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه وفيه أبو داود مغيرة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 141)، وانظر الإصابة (2/ 267)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5532)، والصحيحة (1400). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3546)، والطبراني في مسند الشاميين (1507)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5002)، والضعيفة (4422). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (3737)، والنسائي في الكبرى (10275)، وصححه الألباني في =

الكندي (¬1) قال في الميزان: قال البخاري: يخالف في حديثه ثم أورد له هذا. 7802 - "ما أصبنا من دنياكم إلا نسائكم. (طب) عن ابن عمر" (ح). (ما أصبنا من دنياكم) أضافها إليهم تبعيداً لنفسه الشريفة عنها حتى لا تنسب إليه (إلا نسائكم) أي هي أعظم ما تمتع - صلى الله عليه وسلم - به من الدنيا وإن كان أيضاً حبب إليه الطيب كالنساء ولذا أبيح له من النساء ما لم يبح لغيره. (طب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رواه من طريق زكريا بن إبراهيم عن أبيه عن ابن عمر ولم أعرفهما وبقية رجاله ثقات. 7803 - "ما أصر من استغفر، وإن عاد في اليوم سبعين مرة. (د ت) عن أبي بكر (ض) ". (ما أصر) ما أقام على الذنب. (من استغفر) تاب توبة صحيحة أو قال: استغفر [4/ 104] الله مع الإقلاع وغيره من شروطها (وإن عاد في اليوم سبعين مرة) فإن باب التوبة مفتوح ورحمة الله واسعة وذكر السبعين لمجرد التكثير ويحتمل أن المراد القول باللسان فقط فقد قال الغزالي رحمه الله (¬3): ويعم ما قال إن التكفير درجات بعضها يمحو الذنب بالكلية وبعضها يخفف ويتفاوت ذلك بتفاوت التوبة فالاستغفار بالقلب والتدارك بالحسنات وإن خلا عن حل عقدة الإصرار من أوائل الدرجات ولا يخلو عن فائدة بل أقول: إن الاستغفار باللسان فقط حسن أيضاً وحركة اللسان به عن غفلة خير من حركته تلك ¬

_ = صحيح الجامع (5534)، والصحيحة (1600). (¬1) انظر الميزان (6/ 488)، والمغنى في الضعفاء (2/ 673). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 352) (13320)، وفي الأوسط (1912)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 258)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5003)، والضعيفة (4423). (¬3) الإحياء (4/ 48).

الساعة بغيبة أو فضول بل خير من السكوت فيظهر فضله بالإضافة إلى السكوت عنه وإنما يكون نقصاً بالإضافة إلى عمل القلب انتهى. والحديث دال على أن من استغفر لا يكون مصراً فيحتمل أن يراد باللسان فقط ولأن المراد أنه توفق للتوبة النصوح التي ليس معها إصرار. (د ت (¬1) عن أبي بكرة). قال الترمذي: هذا حديث غريب ورمز المصنف لضعفه. 7804 - "ما أصيب عبد بعد ذهاب دينه بأشد من ذهاب بصره, وما ذهب بصر عبد فصبر إلا دخل الجنة. (خط) عن بريدة". (ما أصيب عبد بعد ذهاب دينه) مصيبة (أشد من ذهاب بصره) فإنه أعظم مصائب البدن ويقال: الأعمى ميت يمشي على الأرض (وما ذهب بصر عبد) ظاهره ولو كان من أصل خلقته (فصبر) على ذلك (إلا دخل الجنة) أي مع السابقين أو بغير حساب أو من غير سبق عذاب كما سلف غير مرة (خط (¬2) عن بريدة) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن إبراهيم الطرسوسي (¬3) قال الحاكم: كثير الوهم. 7805 - "ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة، وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة. (حم طب) عن المقدام بن معد يكرب (ح) ". (ما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة) تؤجر عليه لأنه وإن كان واجباً فأجر الواجب أكبر من أجر النفل والمراد له أجر الصدقة لا أنه صدقة حقيقة، الإجماع ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1514)، والترمذي (3559)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5004). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 394)، والمحاملي في آماليه (1/ 363)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5005)، والضعيفة (4424) وقال: ضعيف جداً. (¬3) انظر الميزان (6/ 34).

على أنه تنفق زوجته الهاشمية ولو كان صدقة حقيقة لدخلت تحت عموم تحريم الصدقة علي بني هاشم عند من يقول إنها تشمل الفرض وغيره. (وما أطعمته ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة، وما أطعمت نفسك فهو لك صدقة) وهو مقيد بحديث وهو يحتسبها فلابد من النية في الكل، قال القرطبي: من لم يقصد القربة لا يؤجر لكن تبرأ ذمته وينبغي للعبد إحضار النية عند كل فعل وإنفاق. (حم طب (¬1) عن المقدام بن معد يكرب) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 7806 - "ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. (حم ت هـ ك) عن ابن عمر (صح) ". (ما أظلت) من الظل. (الخضراء) السماء. (ولا أقلت) من الإقلال. (الغبراء) الأرض. (من ذي لهجة) بالسكون وتحرك اللسان. (أصدق) في مقاله. (من أبي ذر) مبالغة في وصفه بالصدق الذي هو من أشرف صفات المؤمن واسم أبي ذر جندب بن جنادة ولا يلزم من هذا أنه أفضل من كل مخلوق، نعم يلزم أنه أصدق من كل أحد وقد يقال مثل المرسلين يخصون بالفعل أو من المعلوم أنهم أصدق البرايا وفيه فضيلة واضحة لأبي ذر. (حم ت هـ ك (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي: سنده جيد، وقال الهيثمي: رجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف انتهى، وقد رواه ابن عساكر عن علي - رضي الله عنه -. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 131)، والطبراني في الكبير (20/ 268) رقم (634)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 119)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5535)، والصحيحة (452). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 175)، والترمذي (3801)، وابن ماجة (156)، والحاكم (3/ 342)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 329، 330) وأخرجه ابن عساكر عن علي (66/ 190)، وانظر: الميزان (3/ 253)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5537).

7807 - "ما أعطى أهل بيت الرفق إلا نفعهم. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (ما أعطى) مبني للمجهول. (أهل بيت الرفق) القصد في الأمور كلها. (إلا نفعهم) فإن الرفق خير كله، وتمام الحديث عند أبي نعيم: "ولا منعوه إلا ضرهم". (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال المنذري: إسناده جيد، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة. 7808 - "ما أَعْطَى الرجلُ امرأته فهو صدقةٌ. (حم) عن عمرو بن أمية الضمري" (ح). (ما أَعْطَى الرجلُ امرأته) من أي شيء لطعام أو غيره. (فهو صدقةٌ) مع حسن النية كما سلف. (حم (¬2) عن عمرو بن أمية الضمري) بفتح المعجمة وسكون الميم رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن أبي حميد (¬3) وهو ضعيف. 7809 - "ما أُعْطِيَتْ أُمَّةٌ من اليقين أَفْضَلَ مما أُعْطِيَتْ أُمَّتي. الحكيم عن سعيد بن مسعود الكندي". (ما أُعْطِيَتْ أمَّةٌ) عام لكل أمة، إذ هو نكرة في سياق النفي. (من اليقين) وهو صدق الثقة بالله وحقيقة الإيمان به، وهو من أفضل صفات أهل الإيمان, بل كل معصية لا تصدر إلا عن ضعف اليقين (أَفْضَلَ مما أُعْطِيَتْ أُمَّتي) أمة الإجابة، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 330) رقم (13261)، والبيهقي في الشعب (6558)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 279)، والمجمع (8/ 19)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5541)، والصحيحة (942). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 179)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 119)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5540)، وحسنه في الصحيحة (1024). (¬3) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 573)، والكاشف (2/ 166).

وفيه أن الصفات الشريفة عطايا يهب الله منها ما يشاء لمن يشاء، وأنه خص هذه الأمة بأشرف العطايا وهي خاصة للنوع فلا يضر فقدها في أفراد. (الحكيم (¬1) عن سعيد بن مسعود الكندي). 7810 - "ما أَقفَرَ مِنْ أُدْمٍ بَيْتٌ فيه خَلٌ. (طب حل) عن أم هانئ، الحكيم عن عائشة (ح) ". (ما أقفرَ مِنْ أُدْمٍ) بسكون القاف [4/ 105] وفتح الفاء ما صار ذا قفار وهو الخبز بلا إدام ذكره الزمخشري (¬2): ومنه أرض قفراء خالية عن المارة ولا ماء فيها، وقال ابن الأثير (¬3): ما خلا من الإدام ولا عدم أهله الإدام. (بَيْتٌ فيه خَلٌ) فالخل من الأدم العامة المنافع وهو كثير المنافع ديناً ودنياً، وهو بارد يقطع حرارة الشهوة، ويطفئها (طب حل (¬4) عن أم هانئ) قالت: دخل عليّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أعندك شيء؟ قالت: لا، إلا خبز يابس وخل فذكره، [رمز] المصنف لحسنه، وقال أبو نعيم بعد سياقه: سنده غريب من حديث أبي بكر بن عياش عن أبي حمزة الثمالي، واسمه ثابت (¬5) بن أبي صفية، الحكيم عن عائشة، وأخرجه الترمذي في الأطعمة عن أم هانئ. 7811 - "ما اكتَسَبَ مُكْتَسِبٌ مَثْلَ فَضْلِ عِلْمٍ يَهْدِي صَاحِبَهُ إلى هُدى، أو يَرُدَّه عَنْ رَدى، ولا استقام دينه حتى يستقيم عَقْلُهُ. (طس) عن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 346) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5007). (¬2) الفائق (3/ 214). (¬3) انظر النهاية في غريب الحديث (4/ 89). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 437) رقم (1068)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 313)، والترمذي (1841)، والبيهقي في الشعب (5944)، وأخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 396) عن عائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5544)، وفي الصحيحة (2220). (¬5) انظر الكاشف (1/ 282) وقال الحافظ في التقريب (818): كوفي ضعيف.

(ما اكتَسَبَ مُكْتَسِبٌ مَثْلَ فَضْلِ عِلْمٍ) زيادة علم. (يَهْدِي صَاحِبَهُ إلى هُدى) وذلك ليس إلا علم كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - كما يدعوه إلى الصبر والشكر وسائر فاضلات الأخلاق (أو يَرُدَّه عَنْ رَدى) كالذي يرده عن الغل والحقد والحسد، وفيه فضيلة الازدياد من العلم النافع وعليه: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114] (ولا استقام دينه) أي عن المكتسب أو مطلق الإنسان (حتى يستقيم عَقْلُهُ) لأنه دليل إلى كل خير يفعله، وإلى كل شر يتركه، فالعقل أفضل من العلم. (طس (¬1) عن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: والعلائي فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (¬2) وهو ضعيف. 7812 - "ما أكَرَمَ شابٌّ شيخا لسنه إلا قَيَّضَ الله له مَنْ يُكْرِمُهُ عند سِنِّه. (ت) عن أنس (ح) ". (ما أكَرَمَ شابٌّ شيخا لسنه) أي لأجل أنه تعالى جعل لعالي السن حقا على من دونه (إلا قَيَّضَ الله له) أي سبَّبَ وقدر له (مَنْ يُكْرِمُهُ عند سِنِّه) أي عند علوها جزاءا وفاقا، وأخذ منه طول العمر لمن أكرم شيخا وفيه أنه تعالى لا يضيع عمل عامل ولابد من النية والقصد الصالح (ت (¬3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه لأنه قال الترمذي: حسن، قال الشارح: ولا نوافق عليه فقد قال ابن عدي: هذا حديث منكر، وقال الحافظ العراقي: حديث ضعيف فيه أبو الرحال (¬4) ضعيف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4726)، وفي الصغير (676)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5009) وقال: ضعيف جداً. (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 380). (¬3) أخرجه الترمذي (2022)، والطبرانى في الأوسط (5903)، والبيهقي في الشعب (10993)، وانظر الكامل في الضعفاء (3/ 27)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5012)، والضعيفة (304) وقال: منكر. (¬4) انظر الكاشف (2/ 426)، والتقريب (1/ 640).

وشيخه ضعيف أيضًا وهو يزيد بن بيان العقيلي (¬1). 7813 - "ما أكفر رجل رجلاً قط إلا باء بها أحدهما. (حب) عن أبي سعيد (صح) ". (ما أكفر) قال له: يا كافر كما سلف (رجل) أو امرأة (رجلاً) أو امرأة (قط إلا باء) يبوء (بها) أي بإثم تلك المقالة (أحدهما) إما المقول فيه إن كان كذلك أو القائل إن كانت من قيل له ذلك ليس كذلك وهو إخبار بشؤم ذلك القول وإنه لا يذهب باطلاً ويقاس عليه سائر الأقوال القبيحة بل ورد هذا في اللعنة أنها تعود إلى قائلها إن لم يكن من قيلت فيه يستحقها (حب (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 7814 - "ما أكل أحد طعاما قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده. (حم خ) عن المقدام (صح) ". (ما أكل أحد) زاد الإسماعيلي من بني آدم. (طعاماً قط خيراً) صفة لمصدر محذوف أي أكلاً خيراً حذف المصدر وأقيم المضاف إليه مقامه وفي رواية بالرفع. (من أن يأكل من عمل يده) أي طعاما من كسب يده لا أن المراد أنه صنعه بيده وهو حث على الكسب الحلال والأكل منه والخيرية باعتبار الأجر في الآخرة وإنارة القلب في الدنيا بالطاعات ونشاط الأعضاء لأفعال الخير. (وإن نبي الله داود كان جمل من عمل يده) وفيه قدوة وأسوة لكل أحد فإنه ألان الله له الحديد يعمل منها الدروع. (حم خ (¬3) عن المقدام) بن معد يكرب ولم يخرجه مسلم. 7815 - "ما التفت عبد قط في صلاته إلا قال له ربه: أين تلتفت يا ابن آدم، أنا ¬

_ (¬1) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 748)، والكاشف (2/ 380). (¬2) أخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (248)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5545). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 131)، والبخاري (2072).

خير لك مما تلتفت إليه. (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (ما التفت عبد قط في صلاته) إلى غير جهة قبلته. (إلا قال له ربه) إلى. (أين تلتفت يا ابن آدم) استفهام تبكيت وإنكار. (أنا خير لك مما تلتفت إليه) وأنت إذا قمت فأنت مواجه لمولاك تلقاء وجهك فإن التفت أي جهة كان إعراضاً عن الله وفيه تحريم الالتفات أو تقبيحه فقط، قالوا الالتفات في الصلاة بالوجه مكروه وبالصدر حرام مبطل للصلاة، قال ابن بطال: إقبالك على غير الله إفراد له بالعبادة وكيف ترضى أن تعبد غيره ولكن ثمة أذان عن استماع الحق مسدودة وأذهان عن تدبره مصدودة. (هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه إلا أن النهي عن الالتفات فيه أحاديث صحيحة لا مقال فيها. 7816 - "ما أمرت بتشييد المساجد. (د) عن ابن عباس (ض) ". (ما أمرت) بتغيير الصيغة. (بتشييد المساجد) قال البغوي: التشييد رفع البناء وتطويله أي رفع بنائها ليكون ذريعة إلى الزخرفة والتزيين الذي هو من فعل أهل الكتاب وفيه نوع توبيخ وتهديد وإنما زخرفت اليهود والنصارى معابدهم لما حرفوا الكتاب، قال ابن بطال (¬2) [4/ 106] وغيره: فيه دلالة على أن السنة في بنيان المساجد القصد وترك الغلو في تزيينها وقد أبقى عمر رضي الله عنه مسجده - صلى الله عليه وسلم - على أصله مع كثرة الفتوحات في أيامه وسعة الأموال وأول من زخرف المساجد الوليد بن عبد الملك وسكت عليه كثير من السلف خوف الفتنة ورخص فيه أبو حنيفة إذا كان القصد تعظيم المسجد وكان ما ينفق فيه من غير بيت المال. قلت: وهو مخالف للنص (د (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وقال ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5014). (¬2) فتح الباري (1/ 540). (¬3) أخرجه أبو داود (448)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5550).

الشارح: إن أبا داود سكت عليه هو والمنذري. 7817 - "ما أمرت كلما بلت أن أتوضأ ولو فعلت لكانت سنة. (حم د هـ) عن عائشة (ح) ". (ما أمرت) لم يأمرني ربي. (كلما بلت أن أتوضأ) أي أن أستنجي بالماء هكذا بوب عليه أبو داود وغيره وحملوه على اللغوي، وقال الولي العراقي: الظاهر حمله على الوضوء الشرعي. (ولو فعلت ذلك لكانت سنة) أي طريقة واجبة لازمة لأمتي ولم يكفهم الحجارة وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لما بال فقام عمر خلفه بكوز من ماء فقال: ما هذا؟ فقال: ما يتوضأ به، ثم المراد هنا بالسنة الشرع المتلقى عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مما ليس في القرآن أعم من كونه واجباً أو مندوباً والأظهر أن المراد لو واظبت عليه عقب كل بول لكان واجباً، أو لأوجبه الله فتركها تخفيفا على الأمة وشفقة عليهم وفيه دليل على أنه لا يجب الوضوء بنفس الحدث بل بإرادة القيام إلى الصلاة وهي مسألة قد طولها في فتح الباري (¬1) في باب الوضوء. (حم د هـ (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وقال النووي (¬3): في الخلاصة في فصل الضعيف وفي شرح سنن أبي داود إنه ضعيف لكن قال الولي العراقي: إنه حسن. 7818 - "ما أمعر حاج قط. (هب) عن جابر (ض) ". (ما أمعر) بالمهملة والراء: افتقر وفني زاده كما في القاموس (¬4) (حاج قط) أي لم يفتقر من حج بيت الله بل يجعل الله له من متاع الدنيا ما يقوم به في قلبه ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 315). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 95)، وأبو داود (42)، وابن ماجة (327)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5551). (¬3) انظر: خلاصة الأحكام (1/ 167 - 168) رقم (384). (¬4) انظر القاموس (2/ 135).

بتحقير الدنيا في عينه فلا يرى نفسه فقيراً، أو ما افتقر في الآخرة وقد صار له أجر الحج. (هب (¬1) عن جابر) أخرجه من حديث محمَّد بن أبي حميد عن ابن المنكدر ثم قال البيهقي: عقب إخراجه ومحمد بن أبي حميد ضعيف، وقد رمز المصنف لضعفه إلا إنه أخرجه الطبراني في الأوسط والبزار بإسناد رجاله رجال الصحيح كما بينه الهيثمي. 7819 - "ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان على بعضهم فتنة. ابن عساكر عن ابن عباس". (ما أنت) عام لكل مخاطب. (محدث قوماً حديثاً) فيه غرابة. (لا تبلغه عقولهم) لا تدركه وتصدقه لأنه غير مألوف لها. (إلا كان على بعضهم فتنة) لأنه يرده البعض ويؤمن به البعض فيكون فتنة جدال بينهم وشقاق وفيه النهي عن تحديث الناس بما لا تسعه العقول من الأمور الخوارق وإن كانت حقا لأن الفتنة منهي عن إثارتها فيحرم ما يجلبها. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عباس). 7820 - "ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء) قيل: إنزاله هو إعلامه لعباده به، ورد بأنه قد أخبر - صلى الله عليه وسلم - بعموم الإنزال وأكثر الناس غير عالمين بأكثر الأدوية، وقيل: يحتمل أنه إنزال خلق الأدوية، ولا يضر جهل الناس لها، بل حديث "علمه من علمه، وجهله من جهله" (¬3) دليل ذلك، وهذا من تمام نعم الله على عبادهم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4134)، والطبراني في الأوسط (5209)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5020). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/ 201)، وأورده ابن الجوزى في العلل (1/ 130) وقال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 356)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5023)، وأخرجه مسلم في مقدمة الصحيح (1/ 11) من حديث ابن مسعود موقوفاً عليه. (¬3) أخرجه ابن حبان (6062).

ابتلاهم بالأدواء، وخلق لنفعهم الدواء، كما جعل التوبة دواء للذنوب وهو من حيث المعنى، نعم أدواء القلوب وأدويتها من أمراض الشكوك والشبهات والشهوات وأدويتها وإن كان من حيث لفظه، إنما يعم الأدواء الحسية، وقد سمى الله النفاق مرضاً بقوله: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} [البقرة: 10] الآية. (هـ) عن أبي هريرة) (¬1) رمز المصنف لحسنه وقد أخرج الشيخان معناه. 8721 - "ما أنعم الله تعالى على عبد نعمة فقال: الحمد لله إلا كان الذي أُعطي أفضل مما أخذ. (هـ) عن أنس (ض) ". (ما أنعم الله تعالى على عبد مؤمن نعمة) في ذاته أو ماله أو ولده أو دينه ونكرها لتشمل كل نعمة حقيرة أو عظيمة، وإن كانت نعم الله كلها عظيمة. (فقال: الحمد لله إلا كان الذي أُعطي) من حمده لربه واعترافه له بنعمته. (أفضل مما أخذ) أي يكون أجر حمده لربه على نعمته أكثر من النعمة التي حمده عليها، فهو على حذف مضاف، وقيل: حمده لله نعمة، والمحمود عليه نعمة من الله، وبعض النعم أجل من بعض فنعمة الشكر أجل من نعمة نحو المال أو جاه أو ولد. قلت: الأظهر أن المراد الإعلام بأن حمد العبد لربه في ذاته أفضل وأجل من كل [4/ 107] ما يعطاه العبد وإن كان حمد الله نعمة فإنه الذي أقدر عبده عليه ويسره له وعلمه كيفيته، فمن قال: إنه يلزم من هذا أن فعل العبد أفضل من فعل الرب تعالى فما أتقن معنى الحديث، وفيه الحث على حمد الله عند كل نعمة. (هـ (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال في الكبير: إنه عن الحسن مرسلاً، لكن بزيادة: "أفضل من تلك النعمة وإن عظمت" ويأتي. 7822 - "ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3478)، والبخاري (5678)، وأخرجه مسلم (2215). (¬2) أخرجه ابن ماجه (3805)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5563).

أفضل من تلك النعمة، وإن عظمت. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (ما أنعم الله على عبدٍ نعمةً فحمد الله عليها إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة) أي كان إعطاء الرب له حمده أفضل عند الله أي أحب إليه تعالى من النعمة التي منَّ بها عليه (وإن عظمت) النعمة فإن حمد الله أعظم (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه سويد بن عبد العزيز (¬2) وهو متروك. 7823 - "ما أنعم الله تعالى على عبدٍ نعمةً من أهل ومال وولد فيقول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، فَيَرَى فيه آفةً دون الموتِ. (ع هب) عن أنس (ض) ". (ما أنعم الله تعالى على عبدٍ نعمةً من أهل ومال وولد فيقول) مبركاً على ما أعطي. (ما شاء الله، لا قوة إلا بالله) الكلمة التي قالها الرجل الصالح لأخيه {وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ ...} الآية. [الكهف: 39] (فَيَرَى فيه آفةً) عاهة (دون الموتِ) بل تكون هذه الكلمات حرزاً عن الآفات، وقد بوب النووي في الأذكار (¬3) على هذا الحديث: باب ما يقول لدفع الآفات، ثم أورد هذا الحديث (ع هب (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبد الملك بن زرارة وهو ضعيف، وفيه أيضاً عيسى بن عون (¬5) مجهول. 7824 - "ما أنعم الله على عبدٍ نعمة فقال: الحمد لله إلا أدَّى شكرها، فإن قالها الثانية جدَّد الله له ثوابها، فإن قالها الثالثة غفر الله له ذنوبه. (ك هب) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 193) رقم (7794)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 95)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5562). (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 291). (¬3) انظر: الأذكار (ص 296). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (4261)، والبيهقي في الشعب (4369)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 140)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5026). (¬5) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 500).

جابر (صح) ". (ما أنعم الله على عبدٍ من نعمةٍ فقال: الحمد لله إلا أدَّى شكرها) أي ما يجب عليه منه. (فإن قالها) كلمة الحمد لله أي المرة أو القولة. (الثانية جدَّد الله له ثوابها) ثواب حمده أي جعله حمداً جديداً مستقلاً بثوابه؛ لأنه لم يكن في مقابل نعمة. (فإن قالها الثالثة غفر الله له ذنوبه) لأنه بالأول أدى ما يجب عليه وبالثاني استحق أجراً جديداً وبالثالث غفر له. (ك هب (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي فقال: ليس بصحيح، قال أبو زرعة: عبد الرحمن بن قيس (¬2) كذاب انتهى. 7825 - "ما أَنْفَقَ الرجلُ في بيته وأهله وولده وخَدَمه فهو له صدقةٌ. (طب) عن أبي أمامة (ح) ". (ما أَنْفَقَ الرجلُ في بيته وأهله وولده وخَدَمه) العطف تفسير لبيته. (فهو صدقةٌ له) أي له أجر الصدقة على الغير، فإن أهله أولى الناس وأحقهم ببره وصلته وإحسانه وتقدم حديث: "ابدأ بمن تعول". (طب (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، وعزاه المنذري إلى الأوسط للطبراني عن أبي أمامة أيضاً بلفظ: "ما أنفق المرء على نفسه وولده وأهله وذوي رحمه وقرابته فهو له صدقة" وضعفه, قال لكن له شواهد كثيرة، قال الشارح: ولعل رمز المصنف لحسنه لكثرة شواهده. 7826 - "ما أُنْفِقَتِ الوَرِقُ في شيءٍ أحبَّ إلى الله تعالى من نَحِيرٍ يُنْحَرُ في يَومِ عيدٍ. (طب هق) عن ابن عباس (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 507)، والبيهقي في الشعب (4402)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5024) (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 385). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 95) رقم (7475)، وفي الأوسط (6896)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5027).

(ما أُنْفِقَتِ الوَرِقُ) الفضة خرجت على الأغلب، وإلا فالذهب مثلها. (في شيءٍ أحبَّ إلى الله تعالى من) أن ينفق (من نَحِيرٍ) فعيل بمعنى مفعول، أي من منحور يعم الأنعام كلها (يُنْحَرُ في يَومِ عيدٍ) الإضافة عهدية أي عند النحر وفيه فضيلة النحيرة. (طب هق (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير قال الذهبي في الضعفاء (¬2): متفق على ضعفه، وقد رواه الدارقطني عن ابن عباس وفيه إبراهيم بن يزيد (¬3) ضعيف. 7827 - "ما أَنْكَرَ قَلْبُكَ فَدَعْهُ. ابن عساكر عن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج". (ما أَنْكَرَ قَلْبُكَ) أيها المخاطب وهو عام. (فَدَعْهُ) اترك فعله إن كان فعلاً، واستمر على تجنبه إن كان تركا، وهو مثل حديث: "استفت قلبك وإن أفتاك المفتون" (¬4) وفيه أنه تعالى قد جعل للقلوب إدراكاً تميل به إلى الخير وتنفر به عن الشر ويحتمل أن هذا خاص ببعض القلوب وهي المصفاة بمعين المعارف الإلهية والمملوءة نوراً بشمس الهداية, والشارح جنح إلى هذا وأطال فيه القول ولا شك أن الآثام جواز القلوب وأن للقلب إدراكاً، لما يحبه الله ولما يبغضه, والسعيد من وفقه الله (ابن عساكر (¬5) عن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج) قال الذهبي (¬6): لا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 17) (10894)، والبيهقي في السنن (9/ 260)، والدارقطني (4/ 282)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5028)، والضعيفة (524) وقال: ضعيف جداً. (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 484). (¬3) انظر الميزان (1/ 203)، واللسان (1/ 124)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 12)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 60). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 228)، وأبو يعلي (1587) من حديث وابصة بن معبد رضي الله عنه. (¬5) أخرجه ابن عساكر (35/ 441) وابن المبارك في الزهد (824، 1162)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5564)، والصحيحة (2230). (¬6) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 3776).

يصح له صحبة: فهو مرسل، قلت: فكان على المصنف أن يقيده به. 7828 - "ما أهدى المرء المسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى أو يرده عن ردى. (هب) عن ابن عمرو (ض) ". (ما أهدى المرء المسلم لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة) أو نفعها باق ما بقي المهدي له لا كما يهدي له من متاع الدنيا لأنها. (يزيده الله بها هدى أو يرده بها ردى) فالمراد بالحكمة [4/ 108] ما يهدي به إلى الخير. (ويرد عن) الهلاك في الدين أو الدنيا وقد علم أن الهدية سنة فيسن إهداء الحكم إلى أهلها وفيه فضيلة نشر العلم وتعليمه وهداية الضلال به. (هب (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه البيهقي: في إسناده إرسال بين عبد الله وعبيد الله انتهى وفيه مع ذلك إسماعيل بن عياش ليس بالقوي، وعمارة بن غزية ضعفه ابن حزم وعبيد الله بن أبي جعفر (¬2) قال أحمد: ليس بالقوي. 7829 - "ما أَهَلَّ مُهِلَّ قط إلا آبت الشمس بذنوبه. (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (ما أهل مهل قط) الإهلال رفع الصوت والمراد هنا رفعه لحج أو عمرة (إلا آبت) بمد الهمزة فموحدة فمثناة رجعت. (الشمس) أي شمس يومه الذي أهل فيه أي رجحت إلى مغربها بذنوبه أي بمحوها صغائر كانت أو كبائر والتبعات تغفر يوم المزدلفة للحاج وفيه فضيلة الحج والعمرة (هب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم. 7830 - "ما أَهَلَّ مُهِلٌ قطُّ ولا كبّر مكبّر قط إلا بشر بالجنة. (طس) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1764) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5030) والضعيفة (4428). (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 334). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (4029)، والخطيب في تاريخه (2/ 79)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5031).

هريرة (ض) ". (ما أهل مهل قط ولا كبر مكبر قط) يحتمل في الحج ويحتمل مطلقاً. (إلا بشر بالجنة) أي بشرته الملائكة يوم القيامة بأن له الجنة بإهلاله أو بتكبيره، وبشره الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذا الخبر أي إلا كان مبشراً بهذا الخبر. (طس (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. 7831 - "ما أُوتي عبدٌ في هذه الدنيا خيراً له من أن يُؤْذن له في ركعتين يُصَلِّيهما. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (ما أُوتي عبدٌ) ما أتاه الله (في هذه الدنيا خيراً له من أن يُؤْذن له) أي يوفق ويقدر له. (في ركعتين) مثله وكلما كبر كان خيره أكثر (يُصَلِّيهما) لأنهما خير من الدنيا وما فيها أو أجرهما باق إلى أبد الآباد وفيهما مرضاة الرب سبحانه ففيه حث على الإكثار من النوافل (طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه. 7832 - "ما أُوتِيكم من شيءٍ ولا أَمْنَعُكُمُوه، إن أنا إلا خَازنٌ أضعُ حيثُ أُمِرْتُ. (حم د) عن أبي هريرة (ح) ". (ما أُوتِيكم من شيءٍ) أعطيكم. (وما أَمْنَعُكُمُوه) أي من الغنيمة والفيء أي ليس إليَّ الإعطاء والمنع بشهوتي وإرادتي. (إن أنا إلا خازن) لأموال الله. (أضع حيث أمرت) فالعطاء بأمر من الله والمنع بأمر منه وذلك أنه تعالى قد عين الأموال لمصارف معينة في كتابه وعلى لسان رسوله ويحتمل أن المراد ما أعطي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7779)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 224)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5569). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 151) (7656)، والترمذي (2911)، وأحمد (5/ 268) بمعناه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5029) والضعيفة (1957).

ولا أمنع من غير من عين الله عطاءه ومنعه إلا من ألقى الله تعالى في قلبي ذلك لأن القلوب بيد الله، وفيه أنه ما ينساق من خير إلا من الله ولا منع إلا منه تعالى لحكم يعلمها فلا يلام من منع ويحمد من أعطي لحديث: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله" (¬1) (حم د (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 7833 - "ما أوذي أحد ما أوذيت. (عد) وابن عساكر عن جابر (ض) ". (ما أوذي أحد) من عباد الله أي ما لقي أحد من الناس من أذية الناس على دعائه لهم إلى الخير مثل: (ما أوذيت) في ذات الله فإنه آذاه قومه بكل أذية بالأقوال والأفعال كما حكته كتب السيرة وصبر - صلى الله عليه وسلم - وحلم ولم يكافئ من أذاه. (عد (¬3) وابن عساكر عن جابر) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر: هذا الحديث رواه ابن عدي في ترجمة يوسف بن محمَّد بن المنكدر (¬4) عن أبيه عن جابر ويوسف ضعيف فالحديث ضعيف. 7834 - "ما أوذي أحد ما أوذيت في الله. (حل) عن أنس (ض) ". (ما أوذي أحد ما أوذيت في الله) في مرضاته وسبب دعوة العباد إليه قال الحافظ ابن حجر: استشكل بما جاء في صفات ما أوذي أصحابه - صلى الله عليه وسلم - من التعذيب الشديد وهو محمول لو ثبت على معنى حديث أنس المار: "لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد" وقيل: إن كلما أوذي به الصحابة كان يتأذى به هو لأنه بسببه، واستشكل بما أوذي به الأنبياء قبله كقتل يحيى وزكريا عليهما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4811)، والترمذي (1954). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 314)، وأبو داود (2949)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5566)، وأخرجه البخاري بمعناه (2949). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 155)، وابن عساكر (5817) كما في الكنز، وأورده الذهبي في الميزان (7/ 305) في ترجمة يوسف بن محمَّد بن المنكدر وقال: قال النسائي: متروك الحديث وقال أبو زرعة: صالح الحديث, وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5567). (¬4) انظر: المغني في الضعفاء (2/ 764)، والكاشف (2/ 401).

السلام: وأجيب: بأن المراد هنا من الأذية ما عدا إزهاق الروح، وقيل: لما كان أكثر الأنبياء أتباعاً كان أكثرهم أذى لأن كل أذى يتفق لأفراد أمته يؤذيه، وقيل: إن كلما سمع ما جرى لنبي من الأنبياء قبله من الأذى فإنه يؤلمه ويجد من أذاه مثل ما وجده ذلك النبي فبهذا لم يؤذ أحد بما أوذي به (حل (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 7835 - "ما بر أباه من شد إليه الطرف بالغضب. (طس) وابن مردويه عن عائشة (ض) ". (ما بر أباه من شد إليه الطرف) أي نظرة بطرفة نظرة من نظر (بالغضب) وهذا أشد التحذير عن جفوة الآباء فإن هذه النظرة أخف شيء يفعله الولد وقد سلبت عنه صفة البر فكيف غيرها وكذا جاء في كتاب الله: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} [الإسراء: 23] لم يزد على حرفين [4/ 109] في ما نهى عنه من أذاهما فليحذر العبد عقوق الآباء وأولى منهم الأمهات إذ حقوقهن آكد كما أسلفناه (طس وابن مردويه (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه صالح بن موسى (¬3) وهو متروك. 7836 - "ما بعث الله تعالى نبياً إلا عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله. (حل) عن زيد بت أرقم". (ما بعث الله نبياً إلا عاش) في العمر (نصف ما عاش النبي الذي كان قبله) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 333) وذكره الذهبي في الميزان (6/ 174) في ترجمة محمَّد بن سليمان أبو جعفر الخزاز وقال: ومن أكاذيبه .. ثم ذكر الحديث، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5568). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (9381)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5036)، والضعيفة (4432). (¬3) انظر: ميزان الاعتدال (4143)، والمغني في الضعفاء (3051).

زاد الطبراني في روايته: "وأخبرني جبريل أن عيسى بن مريم عليه السلام عاش مائة وعشرين سنة ولا أراني إلا ذاهباً على رأس الستين" (¬1) قال الذهبي: كابن عساكر في تاريخه والصحيح أن عيسى لم يبلغ هذا العمر وإنما أراد مدة مقامه في أمته كما يدل له ما رواه عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة: دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فاطمة في مرضه فسارها فقال: إن الله لم يبعث نبياً إلا وقد عمر نصف عمر الذي قبله وعيسى لبث في بني إسرائيل أربعين سنة وهذه توفي لي عشرين، قال ابن حجر (¬2) في المطالب: ما رواه ابن سعد من أن عيسى عمر أربعين أراد به مدة النبوة. (حل (¬3) عن زيد بن أرقم) سكت عليه المصنف وفيه عبيد بن إسحاق قال الذهبي (¬4): ضعفوه ورضيه أبو حاتم وفيه كامل فإن كان الجحدري (¬5) فقد قال أبو داود: رميت بحديثه، وإن كان السعدي (¬6) فقد ضعفه ابن حبان. 7837 - "ما بلغ أن تؤدي زكاته فزكي فليس بكنز. (د) عن أم سلمة (ح). (ما بلغ) أي من المال لقرينة السياق. (أن تؤدي زكاته فزكي) أخرج مالكه زكاته (فليس بكنز) فلا يدخل تحت الوعيد في الآية {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ ...} [التوبة: 34] وفيه أن من بلغ ذلك وهو بلوغ النصاب فلم يخرج زكاته فإنه كنز داخل تحت الآية وهو دليل على وجوب زكاة الحلي لأنها قالت: راويته أم سلمة رضي الله عنها كنت ألبس أوضاحاً وهو نوع من الحلي من ذهب ¬

_ (¬1) انظر: المطالب العالية رقم (3554). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 417) (1031)، وقال الهيثمي في المجمع (9/ 23) رواه الطبراني بإسناد ضعيف. (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 68)، والبخاري في التاريخ الكبير (7/ 244)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5038). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (245)، وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1592). (¬5) انظر المغني في الضعفاء (5292). (¬6) انظر المغني في الضعفاء (5292)، وميزان الاعتدال (4855).

فقلت: يا رسول الله أكنز هو فذكره (د (¬1) عق أم سلمة) رمز المصنف لحسنه، قال ابن عبد البر: في إسناده مقال، وقال الزين العراقي: في شرح الترمذي: إسناده جيد ورجاله رجال البخاري انتهى وفيه ثابت بن عجلان (¬2) خرج له البخاري، وقال عبد الحق: لا يحتج به واعترضه ابن القطان بما رده عليه الذهبي. قلت: وقد ذكره الحافظ في مقدمة فتح الباري وذكر كلام الناس فيه توثيقاً وتلييناً بما يفده أن حديثه حسن كما رمز له المصنف، وقد قال الشارح: وقد أحسن المصنف حيث اقتصر على تحسينه، قال ابن القطان: وللحديث إسناد إلى عمرو بن شعيب صحيح (¬3). 7838 - "ما بين السرة والركبة عورة. (ك) عن عبد الله بن جعفر (صح) ". (ما بين السرة والركبة عورة) أي من الرجل والأمة وأما الحرة فما عدا الوجه والكفين لحديث أبي داود وغيره: "لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار" (¬4) أي من بلغت سن المحيض، وعند داود: "العورة القبل والدبر لا غير" (¬5) والحديث حجة عليه (ك (¬6) عق عبد الله بن جعفر) رمز المصنف لصحته ورواه الطبراني عنه أيضاً. وقال الهيثمي: فيه أصرم بن حوشب (¬7) وهو ضعيف. 7839 - "ما بين المشرق والمغرب قبلة. (ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1564)، والحاكم (1/ 390)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5582). (¬2) انظر ميزان الاعتدال (852). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 317 - 318)، وفتح الباري لابن حجر (1/ 393 - 395). (¬4) أخرجه أبو داود (641)، والترمذي (377) وابن ماجه (655). (¬5) أخرجه أحمد ومالك كما في عون المعبود (11/ 37) وابن حجر في الفتح (1/ 481). (¬6) أخرجه الحاكم (3/ 568)، والطبراني في الأوسط (7761)، والصغير (1033)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 53)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5583). (¬7) انظر ميزان الاعتدال (4371)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 127).

(ما بين المشرق والمغرب قبلة) تصح إليه الصلاة وغيرها، وقيل: المراد لأهل المدينة وأنهم يجعلون المغرب عن يمينهم والمشرق عن يسارهم ولأهل اليمن كذلك لكنهم يجعلون المشرق عن يمينهم والمغرب عن شمالهم، وقيل: المراد من التبست عليه القبلة فإلى أي جهة صلى أجزأه. قلت: لا يخفى ضعفه، وقيل: المراد من تنفل على دابته في السفر. قلت: هو كما قبله في الضعف. (ت هـ ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح، والحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي، وقال النسائي: هو منكر وأقره عليه الحافظ العراقي، قال الشارح: الذي وقفت عليه في مسند الفردوس معزواً إلى الترمذي بزيادة لأهل المشرق يعني وليست هذه الزيادة في نسخ الجامع. 7840 - "ما بين النفختين أربعون، ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كم ينبت البقل وليس من الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظم واحد وهو عجب الذنب: منه خلق ومنه يركب يوم القيامة. (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (ما بين النفختين) نفخة الصور ونفخة الصعقة (أربعون) لم يبين هل سنة أو يوماً أو شهراً، ووقع للنووي (¬2) أن في مسلم أربعين سنة، قال ابن حجر (¬3): وليس كذلك. (ثم ينزل من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل) من الأرض. (وليس من الإنسان شيء إلا يبلى) يعني تعدم أجزاؤه وتستحيل وتصير إلى صفة ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (342، 344)، وابن ماجة (1011)، والحاكم (1/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5584). (¬2) شرح مسلم (18/ 91). (¬3) فتح الباري (8/ 552).

التراب ثم يعاد عند الإحياء إلى ما عهد (إلا عظم واحد وهو عجب الذنب) بفتح المهملة وسكون الجيم ويقال: عجم [4/ 110] وهو عظم لطيف كحبة خردل عند رأس العصعص مكان رأس الذنب من ذوات الأربع (ومنه يركب) الخلق (يوم القيامة) وذلك لسر لا يعلمه إلا الله وإلا فمن أوجد العباد من العدم لا يحتاج إلى شيء يبنى عليه الخلق (ق (¬1) عن أبي هريرة) ورواه النسائي عنه. 7841 - "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة. (حم ق ن) عن عبد الله بن زيد المازني (ت) عن علي وأبي هريرة (صح) ". (ما بين بيتي) وفي رواية: "ما بين قبري". (ومنبري روضة من رياض الجنة) أراد ببيته قبره لأنه قبر في بيته أي كروضة من رياضها والظاهر أنها تنتقل تلك البقعة وتكون من رياض الجنة، وقدروا ما بين قبره ومنبره نحو ثلاثة وخمسين ذراعا ويحتمل أن العامل فيها الطاعات أو الواقف فيها لها تكون له روضة في الجنة مخصوصة أو أنها في الدنيا كأنها من رياض الجنة لما يدركه الواقف فيها للعبادة من لذة الطاعة وتمام الحديث عند مسلم: "ومنبري على حوضي: أي يكون في الآخرة على الحوض" أو أنه الآن على حوضه وفيه الحث على البقاء في روضته. (حم ق ن (¬2) عن عبد الله بن زيد المازني) قال الذهبي (¬3): له صحبة (ت) عن علي وأبي هريرة)، قال المصنف: هذا حديث متواتر. 7842 - "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكب من الدجال. (حم م) عن هشام بن عامر (صح) ". (ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة) من الحوادث العظيمة المهلكة للدين. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4814، 4935)، ومسلم (2955)، والنسائي (6/ 417). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 39)، والبخاري (1195)، ومسلم (1390)، والنسائي (695)، وأخرجه الترمذي (3915) عن علي وأبي هريرة معًا. (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 312) رقم (3295).

(أمر أعظم من الدجال) يعني لشدة البلاء به ولما يأتي به من الخوارق المقرونة بدعواه الإلهية قال ابن العربي: الدجال يظهر في دعواه الإلهية وما يخيل من الأمور الخارقة للعادة من إحياء الموتى وغيره مما يجعله الله آيات على صدق دعواه قال: وذلك في غاية الإشكال لأنه يقدح في ما قرره أهل الكلام في العلم بالنبوات فبطل بهذه الفتنة كل دليل قرروه وأي فتنة أعظم من فتنة تقدح ظاهراً في الدليل الذي أوجب السعادة للعباد انتهى. قلت: لا يقدح ذلك في أدلة المعجزات على صدق الأنبياء فإنه بعد تحذير الرسل لأممهم من فتنة الدجال وبيان شأنه لهم لا قدح في ذلك بل خروجه من أدلة صدق الأنبياء ومعجزة لهم وتصديق لما قالوه من الغيب فلا قدح أصلاً وما أرى هذا القدح الذي هوّله هذا إلا من جملة منادي الفتنة ومن كشف حقيقته وحده باطلاً (حم م (¬1) عن هشام بن عامر) بن أمية الأنصاري النجّاري. 7843 - "ما بين لابتي المدينة حرام. (ق ت) عن أبي هريرة (صح) ". (ما بين لابتي المدينة) اللابة واللوبة: الحرة وهي أرض ذات حجارة سود سميت بذلك وهي من اللوبات وهي شدة الحر كما أن الحرة من الحر (حرام) أي لا ينفر صيدها ولا يقطع شجرها. (ق ت (¬2) عن أبي هريرة). 7844 - "ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ. (حم) عن معاوية بن حيدة (ح) ". (ما بين مصراعين من مصاريع الجنة) في المصباح: المصراع (¬3) من الباب الشطر (مسيرة أربعين عاماً وليأتين عليه يوم وإنه لكظيظ) في النهاية (¬4) الكظيظ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 20، 19)، ومسلم (2964). (¬2) أخرجه البخاري (1869)، ومسلم (1372)، والترمذي (3921). (¬3) المصباح المنير (338). (¬4) النهاية (4/ 177).

الزحام وقد عورض هذا بحديث أبي هريرة: "ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر" (¬1) وفي لفظ: "كما بين مكة وبصرى" وأجيب بأن هذا الحديث إخبار عن أعظم الأبواب وأوسعها أو بأن الجنات درجات عالية فباب الجنة العالية فوق باب الجنة التي تحتها وكلما علت الجنة اتسعت فعاليها أوسع مما تحته وسعة الباب بحسب سعة الجنة (حم (¬2) عن معاوية بن حيدة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: فيه ما فيه فقد حكم جمع من الحفاظ بضعفه. 7445 - "ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع. (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (ما بين منكبي الكافر في النار) المنكب مجتمع العضد والكتف (مسيرة ثلاثة أيام) وفي رواية خمسة. (للراكب المسرع) عظم خلقه ليعظم عذابه ويضاعف ألمه وفي رواية أحمد: "يعظم أهل النار في النار حتى إن بين شحمتي أذن أحدهم إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام" (¬3) وللبيهقي: "مسيرة سبعين خريفاً" ولابن المبارك: "ضرس الكافر يوم القيامة أعظم من أحد" (¬4) ولمسلم: "غلظ جلده مسيرة ثلاثة أيام" (¬5) وللبزار: "كثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار" (ق (¬6) عن أبي هريرة). 7846 - "ما تجالس قوم مجلساً فلم ينصت بعضهم لبعض إلا نزع من ذلك المجلس البركة. ابن عساكر عن محمَّد بن كعب القرظي مرسلاً". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (194). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 3)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5590). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 26) عن ابن عمر. (¬4) الزهد لابن المبارك (1/ 84) عن أبي هريرة. (¬5) أخرجه مسلم (2851) عن أبي هريرة. (¬6) أخرجه البخاري (6551)، ومسلم (2852).

(ما تجالس قوم مجلسا فلم ينصت بعضهم) عند التحادث (لبعض إلا نزع) مغير صيغة (من ذلك المجلس البركة) قال الغزالي (¬1) يندب للجليس أن ينصت عند كلام صاحبه حتى يفرغ من خطابه ويترك المنازعة في كلامه، وفيه ذم ما يفعله كثير من طلبة العلم وغيرهم من المتجالسين. (ابن عساكر (¬2) [4/ 111] عن محمَّد بن كعب القرظي مرسلاً). 7847 - "ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله. (طب) عن ابن عمر (ح) ". (ما تجرع عبد جرعة) التجرع شرب في عجلة (أفضل عند الله من جرعة غيظ كظمها) في الأساس كظم القربة ملأها وسد رأسها والباب سده ومنه كظم الغيظ وعلى الغيظ، قال الطيبي: يريد أنه استعاره من كظم القربة كظماً لله أي لأجل ما وعد على ذلك من الأجر (ابتغاء وجه الله) لا لغرض غيره وفي القرآن {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134] في صفات المحسنين (طب (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وفيه عاصم بن علي شيخ البخاري أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) وقال: قال يحيى: ليس بشيء عن أبيه علي بن عاصم قال النسائي: متروك وضعفه جمع، ويونس بن عبيد: مجهول. 7848 - "ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه. (خد حب ك) عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (2/ 331). (¬2) أخرجه البيهقي في المدخل (437)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 1926 مختصرة)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5039). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 128)، والطبراني في الأوسط (7282)، وابن ماجة (4189)، والبيهقي في الشعب (8307)، وضعفه الألباني في الضعيفة (1912). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 321).

(ما تحاب اثنان في الله) لأجله لا لغرض دنيوي (إلا كان أفضلهما) أعظمهما عند الله أجراً وقدراً (أشدهما حبا لصاحبه) (خد حب ك (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 7849 - "ما تحاب رجلان في الله تعالى إلا وضع الله لهما كرسياً فأجلسا عليه حتى يفرغ الله من الحساب. (طب) عن أبي عبيدة ومعاذ (ض) ". (ما تحاب اثنان في الله تعالى) أو أكثر من اثنين. (إلا وضع الله لهما كرسياً) يوم القيامة في الموقف (فأجلسا عليه) إكراما لهما وإظهارا لشرفهما وصيانة عن كرب الموقف (حتى يفرغ الله من الحساب) أي حساب الخلائق مكافأة على التحاب في الله (طب (¬2) عن أبي عبيدة ومعاذ) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه أبو داود الأعمى (¬3) وهو كذاب فكان ينبغي للمصنف حذفه من الكتاب. 7850 - "ما ترفع إبل الحاج رجلاً ولا تضع يدا إلا كتب الله تعالى له بها حسنة أو محا عنه سيئة أو رفعه بها درجة. (هب) عن ابن عمر (ض) ". (ما ترفع إبل الحاج) أو المعتمر. (رجلاً ولا تضع يداً) حال سيرها إلى بيت الله بالناس. (إلا كتب الله تعالى له بها) بكل واحدة من الرفعة والوضعة (حسنة أو محا عنه سيئة أو رفعه بها درجة) من درجات الجنة. (هب (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (544)، وابن حبان في صحيحه (566)، والحاكم (4/ 171)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5594)، والصحيحة (450). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 36) رقم (52)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (5040) وقال: موضوع. (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 783)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 165)، والتقريب (1/ 565). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (4116)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5596).

7851 - "ما ترك عبد أمراً لا يتركه إلا لله إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه. ابن عساكر عن ابن عمر". (ما ترك عبد أمراً) من أمور الدنيا. (لا يتركه إلا الله) ابتغاء مرضاته وطلب ما لديه (إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه) في الدنيا والآخرة (في دينه ودنياه) فينبغي للعبد أن يتحرى ترك ما لا يحبه الله ابتغاء وجهه لينال ما هو خير منه وأصلح له (ابن عساكر (¬1) عن ابن عمر) ورواه عنه بلفظه أبو نعيم في الحلية وقال غريب: لم نكتبه إلا من هذا الوجه. 7852 - "ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. (حم ق ت ن هـ) عن أسامة (صح) ". (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) إذ المرأة تقبل ومعها شيطان وتدبر وهو معها يدعو إليها بل زوجة الإنسان تدعوه إلى الشر وأقله حب الدنيا والتنافس فيها وفي ذلك حكايات غير خافية بل كل إنسان قد جرب صدق الخبر في نفسه والحديث إعلام للعبد أن يستعد لهذه الفتنة (حم ق ت ن هـ (¬2) عن أسامة). 7853 - "ما ترون مما تكرهون فذلك ما تجزون يؤخر الخير لأهله في الآخرة. (ك) عن أبي أسماء الرحبي مرسلاً" (صح). (ما ترون مما تكرهون) مما يصيبكم في الدنيا. (فذلك ما تجزون) أي المكروه الذي ينزل بكم هو جزاء سيئاتكم تعجل الله في الدنيا (يؤخر) بالخاء المعجمة من التأخير (الخير لأهله في الآخرة) فالعبد يصيبه ما يكره في الدنيا ليسلم من ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (10/ 374)، أبو نعيم في الحلية (2/ 196)، والبيهقي في الشعب (7549)، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (5041) وقال: موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 200، 210)، والبخاري (5096)، ومسلم (2741)، والترمذي (2780)، والنسائي في الكبرى (9153)، وابن ماجة (3998).

عقاب الآخرة ويوافي القيامة سالماً من عقاب ذنوبه (ك (¬1) عن أبي أسماء الرحبي) بفتح الراء وسكون المهملة ثم موحده آخره ياء مثناه تحتية نسبة إلى الرحبة بلد على الفرات واسمه عمرو بن مرثد الدمشقي (مرسلاً) رمز المصنف لصحته. 7854 - "ما تستقل الشمس فيبقي شيء من خلق الله إلا سبح الله بحمده إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم. ابن السني (حل) عن عمرو بن عبسة". (ما تستقل الشمس) ترتفع وتتعالى وكأن المراد قدر الرمح فإنه الوقت الذي تزول فيه الكراهة. (فيبقي شيء من خلق الله إلا يسبح الله بحمده) مأخوذ من الآية: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44]. وفي هذه الساعة تكون صلاة الإشراق. (إلا ما كان من الشياطين وأغبياء) بالغين المعجمة بعدها موحده فمثناه تحتية جمع غبي وهو قليل الفطنة. (بني آدم) وفيه الحث على ذكر الله تعالى في تلك الساعة، (ابن السني حل (¬2) عن عمران بن عبسة) سكت المصنف عليه وفيه بقية بن الوليد (¬3) وصفوان بن عمرو (¬4) قال أبو حاتم: ليس بالقوي. 7855 - "ما تشهد الملائكة من لهوكم إلا الرهبان والنضال. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (ما تشهد) تحضر. (الملائكة من لهوكم) لعبكم. (إلا الرهبان) بكسر الراء كسهام تراهن القوم بأن يخرج كل واحد من المتراهنين شيئًا ويجعله رهناً ليفوز ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 533)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5042)، والضعيفة (5214). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 111)، والطبراني في مسند الشاميين (960)، والديلمي في الفردوس (6235)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5599)، والصحيحة (2224). (¬3) انظر المغني (1/ 109)، والتقريب (1/ 126) (¬4) انظر الكاشف (5031).

بالكل كذا في الشرح وفي القاموس (¬1) الرهبان: المخاطرة [4/ 112] والمسابقة على الخيل وكأن المراد هنا الأخير لما علم من أن المخاطرة منهي عنها إلا أن يثبت تخصيص هذا (والنضال) بالنون المعجمة بزنة رهان وهي الترامي للسبق يقال انتضل القوم وتناضلوا أي رموا للسبق وفيه أن هذين النوعين من اللهو يحبهما الله فإنها لا تحضر الملائكة ما لا يحبه الله (طب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 7856 - "ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم ينشر. (طب) عن سمرة". (ما تصدق الناس بصدقة أفضل من علم) نافع (ينشر) يبث للناس وذلك لأن أفضلية الصدقات من حيث أنها نافعة لمن يعطاها وأنفع شيء في الدين والدنيا العلم إذ به نيل سعادة الدارين ونشره بتعليمه وإلقائه إلى الناس وهو أفضل أنواع نشره وبتأليفه وبإرشاد العباد إلى النافع منه. (طب (¬3) عن سمرة بن جندب) سكت المصنف عليه وضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه عون بن عمارة (¬4) ضعيف، قال الشارح: وفيه إبراهيم بن مسلم (¬5) قال الذهبي: قال ابن عدي منكر الحديث. 7857 - "ما تغبرت الأقدام في مشي أحب إلى الله من رقع صف. (ص) عن ابن سابط مرسلاً". ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (1/ 1461). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 399) رقم (13474)، وابن عدي في الكامل (5/ 147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5043)، والضعيفة (814). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 231) رقم (6946)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 166)، والترغيب والترهيب (1/ 68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5044)، والضعيفة (4435). (¬4) انظر المغني (2/ 495)، والتقريب (1/ 434)، وميزان الاعتدال (5/ 369)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 237). (¬5) انظر ميزان الاعتدال (1/ 191)، والمغني في الضعفاء (1/ 26)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 34)، والتقريب (1/ 94).

(ما تغبّرت) بمعجمة وموحدة من الغبرة. (الأقدام في مشي أحب إلى الله من رقع) بالراء والقاف الساكنة آخره مهملة (صف) أي سد فرجته من صفوف الصلاة أو صفوف الحرب مأخوذ من رقع الثوب (ص (¬1) عن ابن سابط مرسلاً) واسمه عبد الرحمن. 7858 - "ما تقرب العبد إلى الله بشيء أفضل من سجود خفي. ابن المبارك عن ضمرة بن حبيب مرسلاً". (ما تقرَّب العبد إلى الله بشيء) من الأعمال الصالحة (أفضل من سجود خفي) من صلاة نفل في بيته حيث لا يراه أحد فالمراد بالسجود الصلاة من إطلاق الجزء على الكل والمراد من القربة النافلة ضرورة أن الجماعة في الفريضة أفضل -أو أن المراد به السجود حقيقة ولا مانع في أن يراد- (ابن المبارك (¬2) عن ضمرة بن حبيب مرسلاً) فيه أبو بكر بن أبي مريم (¬3) ضعيف، قاله الحافظ العراقي. 7859 - "ما تلف مال في بر أو بحر إلا بحبس الزكاة. (طس) عن عمر (ض) ". (ما تلف مال في بر ولا بحر إلا لحبس الزكاة) فحبس الزكاة متلف للأموال كما أن بذلها سبب لنمو المال وإضعافه. (طس (¬4) عن عمر) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عمرو بن هارون (¬5) ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (3820)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5045). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (154)، والقضاعي في مسند الشهاب (1294)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5046)، والضعيفة (1792). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 115)، وميزان الاعتدال (2/ 68). (¬4) أورده الهيثمي في المجمع (633) وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمر بن هارون وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5047)، وقال في الضعيفة (575): منكر. (¬5) انظر تهذيب التهذيب (8/ 98)، والتقريب (1/ 427).

7860 - "ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما. (خد) عن أنس (ح) ". (ما تواد اثنان في الله فيفرق بينهما) بعد التواد. (إلا بذنب يحدثه أحدهما) فعوقب من الله تعالى بسلب الأخوة فيه التي أجرها عظيم عند الله فإن المعاصي تسلب بركات الطاعات، قال موسى الكاظم: إذا تغير صاحبك عليك فاعلم أن ذلك من ذنب أحدثته فتب إلى الله من كل ذنب يستقم لك وده. (خد (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه ورواه أحمد باللفظ المذكور، قال الهيثمي: سنده جيد ورواه من طريق آخر بزيادة: "ما تواد رجلان في الله تبارك وتعالى فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما والمحدث شر" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير علي بن زيد (¬2) وقد وثق وفيه ضعف. 7861 - "ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له من حين يخرج من بيته, كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم. (هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ما توطن) بالمثناة من فوق وترتيب المصنف قاضٍ به وعند ابن أبي شيبة يوطي بمثناة تحتيه أوله وآخره. (رجل مسلم المسجد للصلاة والذكر) أي جعله كالوطن له يألفه ويقيم به ويرتاح إليه (إلا تبشبش) بالمثناة من فوق فموحدة فمعجمة فموحدة فمعجمة. (الله له من حين يخرج من بيته) أي فرح به وأقبل عليه يعني تلقاه ببره وإكرامه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (401) عن أنس، وأخرجه أحمد (2/ 68) عن ابن عمر، وأخرجه (5/ 71) عن رجل من بني سليط، وأورده الهيثمي في المجمع (1848) عن ابن عمر وعزاه لأحمد وقال: إسناده حسن، وأورده أيضاً (27510) عن رجل من بني سليط وعزاه لأحمد وقال إسناده حسن، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5603)، والصحيحة (637). (¬2) انظر المغني (2/ 447)، والتقريب (1/ 401)، والكاشف (2/ 40).

(كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم) قال الزمخشري: التبشبش بالإنسان المسرة به والإقبال عليه وهو من معنى البشاشة لا من لفظها وفيه تبشير معاود المساجد ومستوطنها. (هـ ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما. 7862 - "ما ثقل ميزان عبد كَدَابَّةٍ تنفق له في سبيل الله أو يُحمل عليها في سبيل الله. (طب) عن معاذ (ض) ". (ما ثقل) بتثقيل القاف. (ميزان عبد) أي صيره ثقيلا في الآخرة. (كَدَابَّةٍ تنفق له في سبيل الله) أي كنفقة دابة تنفق في الجهاد يركب عليها صاحبها. (أو يُحمل عليها) غيره. (في سبيل الله) قيد لهما، قال الحليمي: هذا إلحاق للشيء المفضل بالأعمال الفاضلة إذ معلوم أن الصلاة أفضل منه. قلت: وفيه الحث على النفقة في سبيل الله. (طب (¬2) عن معاذ) بن جبل رمز المصنف لضعفه وفيه سعيد بن سليمان (¬3) وفيه ضعف وعبد الحميد بن بهرام (¬4) قال أبو حاتم: لا يحتج به، وشهر بن حوشب (¬5) قال ابن عدي: لا يحتج به. 7863 - "ما جاءني جبريل إلا أمرني بهاتين الدعوتين: اللهم ارزقني طيبا واستعملني صالحا. الحكيم عن حنظلة" (ض). (ما جائني جبريل إلا أمرني) أي عن الله فإنهم إنما يفعلون ما يؤمرون (بهاتين ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (800)، والحاكم في المستدرك (1/ 213)، وأحمد في مسنده (2/ 328)، وابن حبان (2278)، وابن خزيمة في صحيحه (359)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5604). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 64) رقم (117)، وأحمد في مسنده (5/ 246)، والبزار في مسنده (2669)، وأورده الهيثمي في المجمع 5/ 273 وعزاه لأحمد والبزار والطبراني وقال: فيه شهر بن حوشب وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5048) (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 261)، وميزان الاعتدال (1/ 261). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 368)، وميزان الاعتدال (4/ 246). (¬5) انظر المغني في الضعفاء (1/ 301)، وميزان الاعتدال (3/ 389)، والتقريب (1/ 269)

الدعوتين) أي أن أدعو بهما. (اللهم ارزقني طيباً) [4/ 113] رزقا طيباً وهو الحلال ويحتمل أن المراد الحلال الطيب في نفسه (واستعملني صالحا) حال من المفعول، أي استعملني حال كوني صالحاً، لما تستعملني فيه أي قائما به موفقا للقيام بما يرضيك منه كأنه قال: استعملني وأعني من باب {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] وفيه طلب الحلال من الرزق وأنه مقدم على غيره من المطلوبات (الحكيم (¬1) عن حنظلة) رمز المصنف لضعفه. 7864 - "ما جاءني جبريل قط إلا أمرني بالسواك حتى لقد خشيت أن أحفي مقدم فمي. (حم طب) عن أبي أمامة (صح) ". (ما جاءني جبريل قط إلا أمرني) عن الله. (بالسواك حتى لقد خشيت) من امتثالي للأمر وفعلي لما أمرت به. (أن أحفي) بالحاء المهملة والفاء. (مقدم فمي) أي أستأصله من أحفى شاربه: وخص المقدم، وإلا فإنه يستعمله في جميع أسنانه لأن غيره من الأسنان أقوى وفيه الحث بالسواك والعناية بشأنه. (حم طب (¬2) عن أبي أمامة)، رمز المصنف لصحته، وقال الشارح لحسنه. 7865 - "ما جلس قوم يذكرون الله تعالى إلا ناداهم مناد من السماء: قوموا مغفوراً لكم. (حم) والضياء عن أنس" (صح). (ما جلس قوم يذكرون الله تعالى) بأي نوع من أنواع الذكر ويدخل فيه حلق العلم النافع كتابا وسنة. (إلا ناداهم مناد من السماء) الحكمة فيه وإن لم يسمعوه إسماع غيرهم من الخلائق عظمة الذكر والحكمة في عدم أسماعهم الصيانة لهم من العجب وأما إخبارهم بلسان الرسول كهذا الإخبار فإنه من باب التبشير ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 227) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5049) (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 263)، والطبراني في الكبير (2108) رقم (7847)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5050).

لهم كغيره من إخبار الوعد أن (قوموا مغفوراً لكم) ليس أمراً لهم بالقيام عن مجلس الذكر بل إخباراً لهم بأنهم إن فارقوه فقد غفر لهم، لكن عبر عنه بالأمر إشارة إلى أنها قد تحققت المغفرة التي يطلبون ومن قضى حاجته يؤمر بالقيام من مجلس طلبه وسؤاله وفيه الحث على الاجتماع على ذكر الله تعالى لأنه يحصل به التعاضد والنشاط والهمة ولذا قال الكليم في طلبه لأخيه وصحبته {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا} [طه: 33، 34] (حم (¬1) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته. 7866 - "ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدّلت سيئاتكم حسنات) (طب هب) والضياء عن سهل بن حنظلة (صح) ". (ما جلس قوم يذكرون الله تعالى فيقومون حتى يقال لهم: قوموا قد غفر الله لكم ذنوبكم، وبدّلت سيئاتكم حسنات) هذه زيادة على ما سلف. (طب هب (¬2) والضياء عن سهل بن حنظلة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه المتوكل بن عبد الرحمن (¬3) والد محمَّد بن السري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 7867 - "ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة من الله: فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم. (ت هـ) عن أبي هريرة وأبي سعيد (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 142)، والضياء المقدسي في المختارة (2677)، وأبو يعلى في مسنده (4141)، والطبراني في الأوسط (1556)، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 76) وعزاه لأحمد وأبي يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وقال فيه ميمون المرئي وثقه جماعة وفيه ضعف, وصححه الألباني في صحيح الجامع (5609)، والصحيحة (2210). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 212) رقم (6039)، والبيهقي في الشعب (695)، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 76)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5610). (¬3) انظر التقريب (1/ 168)، وتهذيب التهذيب (2/ 314).

(ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم) ظاهره أنه لا بد من الأمرين (إلا كان عليهم ترة) بمثناة فوقية مكسورة وقيل بفتحها وأما الراء فمفتوحة لا غير أي تبعة وقيل نقص (فإن شاء عذبهم) بترك ذلك عدلاً (وإن شاء غفر لهم) فضلا منه ففيه الحث على أن لا يخلو مجلس عن ذكر الله والصلاة على نبيه (ت هـ (¬1) عن أبي هريرة وأبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن انتهى، وفيه صالح مولى التوأمة (¬2) وفيه كلام سلف. 7868 - "ما جمع شيء إلى شيء أفضل من علم إلى حلم. (طس) عن علي (ض) ". (ما جمع شيء) من الصفات (إلى شيء) منها (أفضل من علم إلى حلم) فإن العالم لا حلم عنده كالجاهل والجاهل الحليم لا يعرف مواضع الحلم (طس (¬3) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 7869 - "ما حاك في صدرك فدعه. (طب) عن أبي أمامة (ح) ". (ما حاك) بالمهملة من حال يحيك إذا تردد (في صدرك) أي ما لم يطمئن به القلب وتردد فيه. (فدعه) ولا تفعله فإن الله جعل للقلب الحجة إدراكاً للبر والإثم فما سكن إليه فهو البر وما لم يسكن إليه فهو الإثم وسببه أنه سأله سائل: ما الإثم؟ فذكره (طب (¬4) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح فكان الأحسن الرمز لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3380)، وابن ماجه (3791)، وأحمد (2/ 432)، والنسائي (6/ 107)، والبيهقي في السنن (2/ 210)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5607)، والصحيحة (74). (¬2) انظر العلل المتناهية (1/ 377)، والتقريب (1/ 274). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (707)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5051). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (1178) رقم (7539)، والروياني في مسنده (1255)، وذكره الهيثمي (10/ 294)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5611).

7870 - "ما حبست الشمس على بشر قط إلا على يوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس. (خط) عن أبي هريرة (ض) ". (ما حبست الشمس) عن جريها في فلكها. (على بشر قط إلا على يوشع بن نون) بالتنوين لأنه وإن كان عجميا فوسطه ساكن كنوح، وهو فتى موسى الذي سافر معه إلى عبد الخضر (ليالي سار إلى بيت المقدس) وذلك أنه خشى غروبها قبل دخوله فقال للشمس: أنت مأمورة وأنا مأمور، فوقفت له حتى دخل بيت المقدس، وقد عورض هذا الخبر بخبر ردها لعلي كما هو معروف وقد نقلناه وما قيل فيه في الروضة الندية شرح التحفة العلوية، ومن قال: إنه موضوع كابن الجوزي فما أنصف وقد رد عليه المصنف وانتصر لتصحيحه, والتحقيق أن لا معارضة لأن ذلك حبس لها وذا رد لها بعد غروبها وعورض بما في السيرة "أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر قريشاً بقدوم عيرهم في يوم معين وخشي غروبها ولم تأت فدعا الله فحبست [4/ 114] حتى قدمت عير قريش، وأجيب بأن المراد ما حبست على أحد من الأنبياء الأولين، ولكنه قد جاء في الخبر أنها حبست لسليمان عليه السلام إلا أنه غير ثابت والحديث إخبار بفضيلة يوشع بن نون (خط (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ ابن حجر (¬2): ورد من طريق صحيحة أخرجها أحمد من طريق هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشمس لا تحبس إلا ليوشع بن نون ليالي سار إلى بيت المقدس" (¬3). 7871 - "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين. (خد هـ) عن عائشة" (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (9/ 99) وابن عساكر (21/ 229)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5612)، والصحيحة (2226). (¬2) انظر فتح الباري (6/ 221). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 325).

(ما حسدتكم اليهود على شيء) مما أعطيتم من الآداب (ما حسدتكم على السلام) في ما بينكم وفيه أن السلام من خصائص هذه الأمة إلا أنه جاء في حديث: "خلق آدم أن الله جعل السلام تحية لآدم وذريته"، قلت: يمكن أن يقال قد كان تركه بنو إسرائيل فلما جاء من طريق المسلمين حسدوهم عليه. (والتأمين) عقيب قراءة الفاتحة أو مطلقاً، قالوا: لم تكن آمين قبلنا إلا لموسى وهارون وفيه الحث على الأمرين السلام والتأمين (خد هـ (¬1) عن عائشة)، اقتصر المصنف على الرمز لحسنه، قال الشارح: وهو تقصير فقد صححه جماعة، وقال الحافظ ابن حجر (¬2): صححه ابن خزيمة وأقره. 7872 - "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على: آمين، فأكثروا من قول آمين. (هـ) عن ابن عباس". (ما حسدتكم اليهود على شيء) مما أعطاكم الله من الأذكار (ما حسدتكم) أي مثل حسدها لكم (على: آمين) وذلك لعلمهم بفضلها كأنهم عرفوا ذلك من كتبهم (فأكثروا من قول آمين) المراد بعد الأدعية لا أنها ذكر مستقل. (هـ (¬3) عن ابن عباس)، سكت المصنف عليه (¬4)، وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث ضعيف جداً من رواية طلحة بن عمرو الحضرمي المكي ضعيف متروك الحديث، لكن صح ذلك من حديث عائشة بلفظ: "إنهم لا يحسدوننا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (988) وأحمد بمعناه (6/ 134)، وأخرجه بلفظه ابن ماجة (856)، وقال البوصيري (1/ 106): هذا إسناد صحيح، وإسحاق بن راهوية في مسنده (1122)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5613). (¬2) انظر فتح الباري (11/ 200). (¬3) أخرجه ابن ماجة (857)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5053). (¬4) مع أن في المطبوع رمز المصنف لحسنه.

الإمام آمين" (¬1) قال العراقي: هذا حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجة مختصراً عن عائشة بلفظ: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين" (¬2). 7873 - "ما حسَّن الله تعالى خَلْق رجل ولا خُلقه فتطعمه النار أبداً. (طس هب) عن أبي هريرة" (ض). (ما حسَّن الله تعالى خَلْق رجل) بفتح الخاء المعجمة: صورته (ولا خُلقه) بضمها (فتطعمه النار) وذلك أنه تعالى جعل حسن الخَلق والخُلق من صفات أهل الجنة (أبداً) ظرف للمستقبل استعمل في الماضي مجازاً، وهذا الحديث ورد من عدة طرق في بعضها: "ما حسن الله وجه امرئ مسلم فيريد عذابه" (¬3) رواه الشيرازي في الألقاب عن عائشة وفي بعضها: "ما حسَّن الله خَلْق عبد وخُلقه إلا استحيى أن يطعم النار لحمه" (¬4) رواه الخطيب عن الحسن بن علي وطرقه كلها ضعيفه لكن يقوي بعضها بعضاً. (طس هب (¬5) عن أبي هريرة). رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه يزيد البكري وهو ضعيف، وداود بن فراهيج نقل الذهبي في الميزان (¬6) عن قوم تضعيفه, وأورد ابن الجوزي الحديث في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن له طريقًا آخر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 134)، والبيهقي في السنن (2/ 56). (¬2) أخرجه ابن ماجة (856). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6780) والبيهقي في شعب الإيمان (8038) وابن عدي في الكامل (3/ 81) من حديث أبي هريرة. (¬4) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (12/ 286). (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (6780)، والبيهقي في الشعب (8038)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 21)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5054)، والضعيفة (4436). (¬6) انظر ميزان الاعتدال (3/ 31)، وقال في المغني (1/ 220): حسن الأمر، لينه بعضهم، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 267).

7874 - "ما حق امرئ مسلم له شيء يريد أن يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده. مالك (حم ق 4) عن ابن عمر" (صح). (ما حق امرئ مسلم) ليس ما يذكر حقا له يستحقه، أي ليس الجزم والاحتياط أو ما المعروف في الأخلاق الحسنة. (له شيء) من المال ونحوه. (يريد أن يوصي فيه) لكونه من الحقوق المؤجلة (يبيت) أي أن كقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ} [الروم: 24] سورة الروم (ليلتين) أي زمان وإن قل، قال الطيبي: فذكر الليلتين تسامح والأصل يمضي عليه ليلة، يعني سامحناه في هذا القدر فلا يتجاوزه إلى الأكثر، قلت: والأظهر حمل الليلتين على الحقيقة، وهل الليلة من حين وجب الحق أو من حين يريد الوصية احتمالان. (إلا ووصيته مكتوبة عنده) هو ظاهر في العمل بالخط وإلا فأي فائدة في كتبه إياها ويكلف من قال بشهودها إذ الغالب في كتابتها الشهود ولآن أكثر الناس لا يحسن الكتابة وذلك لأن المشهود عليها يعمل بها لأجل الشهادة ولو لم يكتب ولأنه تقييد بلا دليل وفيه حث على الوصية، وظاهر تعليقها على الإرادة أنها ندب إلا إذا كان عليه حق الله أو لآدمي فإنها تجب به الوصية لأدلته. مالك (حم ق 4 (¬1) عن ابن عمر). 7875 - "ما حلف بالطلاق مؤمن، ولا استحلف به إلا منافق. ابن عساكر عن أنس (ض) ". (ما حلف بالطلاق مؤمن) لأنه قد نهي [4/ 115] عن الحلف بغير الله وخص الطلاق لأنه كثيراً ما يلهج به الناس في الحلف (ولا استحلف به) طلب من الغير أن يحلف له به (إلا منافق) لأنه لا يأتي بخلاف أمر الله إلا من كان ¬

_ (¬1) أخرجه مالك في الموطأ (1453)، وأحمد (2/ 10)، والبخاري (2738)، ومسلم (1627)، وأبو داود (2862)، والترمذي (974)، والنسائي (6/ 238)، وابن ماجة (2699).

منافقاً (ابن عساكر (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن عدي: منكر جداً، وأما حديث: "الطلاق يمين الفساق" فقال السخاوي: لم أجده. 7876 - "ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد. (طس) عن أنس (ض) ". (ما خاب) الخائب من لم يظفر بمطلوبه (من استخار) أي طلب الخيرة من الله عَزَّ وَجَلَّ على ما علم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمته وقد كان يعلمهم الاستخارة في الأمور كما يعلمهم السورة من القرآن، قيل: ولا تدخل الاستخارة إلا في المستحب إذا تعارض فيه أمران وقال الحافظ ابن حجر (¬2): بل يدخل في الواجب وفي ما كان فيه توسعا وشمل العموم الحقير والعظيم فرب حقير يرتب عليه أمر عظيم (ولا ندم من استشار) أدار الكلام على من له تبصرة ونصيحة، وقد أمر الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالاستشارة فقال: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159] فالحديث حث للعبد على الاستخارة والاستشارة، قالوا: ولا يستشار المحب لغلبة هوى محبوبه عليه ولا المرأة ومن غلب عليه حيث الدنيا لأنه يظلم قلبه فلا يهتدي إلى الصواب، قلت: ولا البغيض فإنه لا ينصح لباغضه (ولا عال من اقتصد) افتقر من اقتصد في النفقة؛ لأن الاقتصاد خيار الأمور لأنه الوسط بين الطرفين، وهذا الحديث معدود من جوامع الكلم. (طس (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبد القدوس بن حبيب (¬4) قال ابن حجر: ¬

_ (¬1) فتح الباري (11/ 184). (¬2) أخرجه ابن عساكر (57/ 393)، وقال: غريب جداً، وانظر قول السخاوي في المقاصد الحسنة (2/ 52)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5055). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6627)، والمعجم الصغير (980)، وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 280)، وابن حجر في الفتح (11/ 184)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5056)، والضعيفة (611) وقال: موضوع. (¬4) انظر ميزان الاعتدال (4/ 382)، والمغني (2/ 401، والتقريب (1/ 355).

في التخريج: عبد القدوس ضعيف جداً، وقال في الفتح: أخرجه الطبراني في الصغير بإسناد واهٍ جداً، وقال الهيثمي: رواه في الأوسط والصغير من طريق عبد السلام بن عبد القدوس وكلاهما ضعيف جداً. 7877 - "ما خالط قلب امرئ رهج في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار. (حم) عن عائشة (ح) ". (ما خالط قلب امرئ رهج) أي غبار (في سبيل الله إلا حرم الله عليه النار) فيه فضيلة ذلك والمراد ما وصل إلى جوفه الذي في الحديث بالراء المهملة لا بالواو، وفي القاموس (¬1): الرهج آثار الغبار انتهى، وفي القاموس لم يذكر أن الرهج الغبار بل قال: وهجت النار اتقدت والاسم الوهج فعليه المراد حرارة القتال التي كالنار. (حم (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو كما قال أو أعلى، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 7878 - "ما خالطت الصدقة مالاً إلا أهلكته. (عد هق) عن عائشة (ض) ". (ما خالطت الصدقة مالاً) أي ما بقيت الزكاة في مال لم يخرج منه (إلا أهلكته) أتلفته وأذهبت بركته وفيه الحث على إخراج الزكاة ويحتمل أن المراد من يخون من قباضها فلا يؤديها بل يخلطها بماله فإنه يتلف ماله ويحتمل الأمرين جميعاً (عد هق (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه لأنه من رواية محمَّد بن عثمان بن صفوان عن هشام عن أبيه عن عائشة ومحمد، قال الذهبي في المهذب (¬4): ¬

_ (¬1) القاموس المحيط (ص 244). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 85)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 267)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5616)، والصحيحة (2227). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 159)، وشعب الإيمان (3522)، وابن عدي في الكامل (6/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5057)، والضعيفة (5070). (¬4) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6744).

ضعيف، وعن أبي حاتم: منكر الحديث (¬1) وعد هذا الحديث من مناكيره. 7879 - "ما خرج رجل من بيته يطلب علماً إلا سهل الله له طريقاً إلى الجنة. (طس) عن عائشة (ح) ". (ما خرج رجل من بيته يطلب علماً، من العلوم النافعة إذ هي التي يطلق عليها لفظة شرعاً. (إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة) إذ طريق العلم ينتهي به إلى الجنة وفيه الحث على الخروج من المنزل لطلب العلم فطالبه في بيته كأهل الترفه والرياسة الذين يطلبون العالم إلى منازلهم تقربهم غير داخلين في هذه البشرى. (طس (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: ليس كما قال فقد ضعفه الهيثمي بأن فيه هاشم بن عيسى وهو مجهول وحديثه منكر. 7880 - "ما خففت عن خادمك من عمله فهو أجر لك في موازينك يوم القيامة. (ع حب هب) عن عمرو بن حريث (صح) ". (ما خَفَّفت عن خادمك من عمله) إما بإعانته عليه أو ترك بعضه عنه. (فهو أجر لك) ثابت (في موازينك يوم القيامة) أي في الموزونات من عملك وفيه الحث على التخفيف عن الخادم والرفق به في الأعمال التي يطيقها (ع حب هب) (¬3) (¬4) عن عمرو بن حريث رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: وعمرو هذا قال ابن معين: لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن كان كذلك فالحديث مرسل ورجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (2/ 612)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 84)، والتقريب (1/ 496). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5167)، وأورده الهيثمي في المجمع (1/ 133)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5617). (¬3) جاء في الأصل (حب هب) ولعل الصواب ما أثبتناه. (¬4) أخرجه أبو يعلى في مسنده (1472)، وابن حبان في صحيحه (4314)، والبيهقي في الشعب (8589)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 239)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5058)، سقط في الأصل "ع" والضعيفة (4437).

7881 - "ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما عندهم حين يريد سفرا. (ش) عن المطعم بن مقدام مرسلاً". (ما خلف عبد على أهله) حين يريد أن يسافر ثم يخرج عنهم شيئاً. (أفضل من ركعتين يركعهما عندهم) في منزله. (حين يريد سفراً) فيه أن هذه تندب لمن أراد السفر يكون آخر عهده منزله، قال في الأذكار (¬1): قال بعض: يستحب أن يقرأ بعد الفاتحة في الأولى [4/ 116] الكافرون، وفي الثانية الصمد، وقال بعض: في الأولى الفلق، وفي الثانية الناس، ثم إذا سلم قرأ آية الكرسي ولإيلاف قريش. قلت: والتخصيص يفتقر إلى دليل بل نقرأ ما نشاء. (ش (¬2) عن المطعم بن مقدام مرسلاً) تابعي كبير قال ابن معين: ثقة وفيه محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة أورده الذهبي في الضعفاء (¬3). 7882 - "ما خلق الله في الأرض شيئاً أقل من العقل، وإن العقل في الأرض أقل من الكبريت الأحمر. الروياني وابن عساكر عن معاذ". (ما خلق الله شيئاً في الأرض أقل من العقل) أي الكامل (وإن العقل) الكامل (في الأرض) أي في أهل الأرض (أقل من الكبريت الأحمر) في القاموس: الكبريت من الحجارة الموقد بها والياقوت الأحمر والذهب. (الروياني وابن عساكر (¬4) عن معاذ). ¬

_ (¬1) الأذكار (ص 469). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4879)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5059)، والضعيفة (372). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 613)، وميزان الاعتدال (1/ 183). (¬4) أخرجه الروياني وابن عساكر كما في الكنز (7039)، وذكره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 254) وقال: في إسناده مجاهيل، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5060) وقال: موضوع.

7883 - "ما خلق الله من شيئاً إلا وقد خلق له ما يغلبه, وخلق رحمته تغلب غضبه. البزار، (ك) عن أبي سعيد (صح) ". (ما خلق الله من شيء) من الموجودات. (إلا وقد خلق له ما يغلبه) يقهره (وخلق رحمته تعالى تغلب غضبه) كما ورد بلفظ غلبت رحمتي غضبي فالمرحوم أكثر من المغضوب عليه. (البزار، (ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، وشنع عليه الذهبي وقال: بل هو منكر، وقال الهيثمي: في سند البزار من لا أعرفه وعزاه الحافظ العراقي لأبي الشيخ في الثواب ثم قال: وفيه عبد الرحيم بن كردم (¬2) جهله أبو حاتم، وقال في الميزان: ليس بواهٍ ولا مجهول. 7884 - "ما خلا يهودي قط بمسلم إلا حدث نفسه بقتله. (خط) عن أبي هريرة". (ما خلا يهودي قط بمسلم) ما انفرد به (إلا حدث) اليهودي (نفسه بقتله) للمسلم خبثاً منه وعداوة وحسداً ولكنه لا يفعل لأن الله ضرب عليهم الذلة والمسكنة وفيه أنه لا يؤتمن في الطب لأن هذا الداء كامن في نفسه فكما يهم مع الخلق بقتل المسلم يفعل ذلك إذا أمكنه من استعمال الأدوية التي منه إلا أن أكل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والسلف من طعامهم يبيح التداوي من أطبائهم (خط (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الخطيب: بعد إخراجه في ترجمة خالد ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 249) وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 213) وعزاه للبزار، وقال العراقي في تخريج الإحياء (4/ 62)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5061)، قال في الموضوعة (4438): منكر. (¬2) انظر ميزان الاعتدال (4/ 337)، والمغني (2/ 392)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 102) (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (8/ 316)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5062)، والضعيفة (4439).

بن يزيد الأزدي: هذا غريب جداً. 7885 - "ما خيب الله تعالى عبداً قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران، ونعم كنز المرء البقرة وآل عمران. (طس حل) عن ابن مسعود". (ما خيب الله تعالى عبداً) ما فوته مطلوبه (قام في جوف الليل فافتتح) القراءة في تهجد أو غيره. (سورة البقرة وآل عمران، ونعم كنز المرء البقرة وآل عمران) فيه الحث على قراءتهما في الليل والمراد كاملين أو المراد افتتح كل واحدة وختمها. (طس حل (¬1) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: في رواية الطبراني ليث بن أبي سليم وفيه كلام كثير وهو ثقة مدلس وقال أبو نعيم بعد إخراجه: غريب من حديث الفضل وليث بن أبي سليم، تفرد به بشر بن يحيى المروزي. 7886 - "ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما. (ت ك) عن عائشة (صح) ". (ما خير عمار) ابن ياسر (بين أمرين إلا اختار أرشدهما) إخبار عن عمار أنه يختار أرشد الأمور وأنه من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه قال ابن حجر (¬2): كونه يختار أرشد الأمرين دائماً يدل على أنه قد أجير من الشيطان وبذلك ورد حديث في البخاري. (ت ك (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 7887 - "ماذا في الأمرين من الشفاء: الصبر والثفاء؟. (د) في مراسيله (هق) عن قيس بن رافع الأشجعي (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1772)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 129)، وقال: غريب، وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5063)، والضعيفة (5065). (¬2) فتح الباري (7/ 92). (¬3) أخرجه الترمذي (3798) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والحاكم في المستدرك (3/ 388)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5619)، وصححه في الصحيحة (835).

(ماذا في الأمرين) بالتشديد تثنية أمر والمزية ظاهرة في الصبر والحوبة البقاء لما فيه من الحراقة والحدة. (من الشفاء) أي شيء عظيم فيهما منه وأبانهما بالإبدال عنهما فقال: (الصبر) بفتح المهملة وكسر الموحدة. (والثفاء) بالمثلثة مضمومة ثم الفاء مشدّة والمد قيل هو الخردل، وقيل: حب الرشاد وفيه الحث على استعمالهما وإنهما من أدوية الأدواء. (د (¬1) في مراسيله, هق عن قيس بن رافع الأشجعي) قال الذهبي في الصحابة (¬2): له حديث لكنه مرسل وفي التقريب (¬3) مجهول من الطبقة الثالثة ووهم من ذكره في الصحابة، والمصنف رمز لضعفه. 7888 - "ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي، إلا ما كان من زيد، فإنه لم يبلغ كل ما فيه. ابن سعد عن أبي عمير الطائي". (ما ذكر لي رجل من العرب) لصفة صالحة. (إلا رأيته) عند خيره. (دون ما ذكر لي) من صفاته (إلا ما كان من زيد) يزيد بن مهلهل الطائي المعروف يزيد الخيل وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسماه زيد الخير (¬4) (فإنه) أي الذكر الذي كان قبل الرؤية. (لم يبلغ كل ما فيه) من صفات الكمال وفيه مدح الإنسان بما كمله الله به وكان من كلام زيد لما قدم على رسول الله: الحمد لله الذي أيدنا بك وعصم لنا ديننا بك فما رأيت أخلاقاً أحسن من أخلاق تدعو إليها وقد كنت أعجب لعقولنا وأسماعنا [4/ 117] حجراً نعبده يسقط لنا فنظل نطلبه. (ابن سعد (¬5) عن أبي عمير الطائي). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في المراسيل (477)، البيهقي السنن (9/ 446)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5067)، والضعيفة (4442). (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 20 رقم 207). (¬3) انظر تقريب التهذيب (1/ 456). (¬4) انظر: الاستيعاب (/ 167)، والإصابة (2/ 622). (¬5) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 321)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5068)، والضعيفة (4443) وقال: موضوع.

7889 - "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لهما من حرص المرء على المال والشرف لدينه (حم ت) عن كعب بن مالك (صح). (ما ذئبان) ضاربان، (جائعان أرسلا) أطلقا وخليا (في غنم بأفسد لها) أي للغنم بإهلاكها وإتلافها (من حرص المرء) هو المفضل عليه (على المال) متعلق بأحرص (والشرف) طلب العلو والرياسة (لدينه) متعلق بأفسد وقيل: إنها للبيان كأنه قيل لمن أفسد قال لدينه أي أن الحرص على الشرف والمال أكثر إفساداً للدين من إفساد الذئب للغنم فهو زجر عن حب المال والحرص عليه وعلى الشرف وإن ذلك متلف للدين (حم ت) عن كعب بن مالك) (¬1) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: صحيح، وقال المنذري: إسناده جيد. 7890 - "ما رأيت مثل النار نام هاربها, ولا مثل الجنة نام طالبها. (ت) عن أبي هريرة (طس) عن أنس". (ما رأيت مثل النار) قال الطيبي مثل هنا مثلها في قولك: مثلك لا يبخل. (نام هاربها) أي النار شديدة والهاربون منها نائمون. (ولا مثل الجنة نام طالبها) فإن من عرف ما أعد الله فيها للعاملين لم يفتر عن عمله ولا يلهيه عنه النوم وفيه حث على الطاعات وعدم التكاسل وهو كالتعجب ممن ينام وهو هارب أو طالب لمثل هذين الأمرين العظيمين (ت (¬2) عن أبي هريرة، طس عن أنس) أما إسناد الترمذي، فقال الترمذي: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن عبيد الله ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 456)، والترمذي (2376) وقال: حسن صحيح، وابن حبان في صحيحه (3228)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 342)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5620). (¬2) أخرجه الترمذي (2601) عن أبي هريرة وأخرجه الطبراني في الأوسط (1638) عن أنس، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 230)، وانظر: الترغيب والترهيب (4/ 246)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5622)، والصحيحة (953).

وهو ضعيف عند أهل الحديث تكلم فيه شعبة انتهى. وبه ضعفه المنذري، وأما حديث الطبراني في الأوسط فقال الهيثمي: إسناده حسن. 7891 - "ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه. (ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ما رأيت منظراً) منظورا إليه (قط إلا والقبر أفظع منه) أشنع وأقبح كيف لا وهو بيت الوحدة والغربة والوحشة والدود والانقطاع عن الأعمال الصالحة فالحديث دعاء إلى العمل الصالح لأن به تهون مصائب القبر (ت هـ ك (¬1) عن عثمان) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي. 7892 - "ما رزق عبد خير له ولا أوسع من الصبر. (ك) عن أبي هريرة" (صح). (ما رزق عبد خيراً له) في دينه ودنياه. (ولا أوسع من الصبر) فإن بالصبر ينال خير الدارين وينجو من شرهما ومن أراد معرفة قدره فعليه بمختصرنا: "السيف الباتر في تمييز الصابر والشاكر"، وفيه أن الصبر رزق من الله يرزقه من يشاء ولذا قال لرسوله - صلى الله عليه وسلم -: "وما صبرك إلا بالله" أي بإعانته وتيسيره (ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما، وأقره الذهبي. 7893 - "ما رفع قوم أكفهم إلى الله تعالى يسألونه شيئاً إلا كان حقاً على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوه. (طب) عن سلمان (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2308)، وابن ماجة (4267)، والحاكم في المستدرك (1/ 371) جميعهم من حديث عثمان وليس من حديث أبي هريرة كما قال المصنف، وقال الذهبي: ابن بجير [عبد الله] ليس بالعمدة ومنهم من يقويه وهانئ مولى عثمان بن عفان روى عنه جماعة ولا ذكر له في الكتب الستة أ. هـ، وانظر فيض القدير (5/ 446)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5623). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 414)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5626)، والصحيحة (448).

(ما رفع قوم أكفهم) بالدعاء. (إلى الله تعالى) وفيه سنية رفع الأكف للدعاء وذلك في غير الصلاة فما يفعله الشافعية من رفع اليدين عند دعاء القنوط لم يرد به سنة صحيحة. (يسألونه شيئاً) عظيما أو حقيراً. (إلا كان حقاً على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوه) أي يعطيهم مطلوبهم أو خيراً منه بأن يدخر الدعوة للآخرة كما قد ثبت في الأحاديث وفيه الندب إلى الاجتماع على الدعاء ورفع الأكف والضراعة. (طب (¬1) عن سلمان) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 7894 - "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه. (حم ق د ت) عن ابن عمر (حم ق 4) عن عائشة (صح) ". (ما زال جبريل يوصيني) عن الله تعالى. (في الجار) في رعايته والصبر على أذاه والإحسان إليه. (حتى ظننت أنه يورثه) أي يأمرني بأنه وارث عن أمر الله، قيل: بأنه يحصل له مشاركة في المال بفرض منه بعطائه مع الأقارب وفيه رعاية حقه بعد الموت والجار يعم العدل والفاسق والقريب والبعيد ثم هم مراتب فجار الدار الملاصق أعظم حقا من البعيد وجار المخالطة في مسجد أو سوق حقه دونهما ونحو ذلك فيجب رعاية حقه وأهم الحقوق تعليمه الشرائع ومناصحته في دينه وحقوق الجار كثيرة من أراد استفاءها فعليه بالإحياء للإمام الغزالي فقد أطال نفسه في ذلك. (حم ق د ت (¬2) عن ابن عمر) قال راويه: كنا عند ابن عمر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 254) رقم (6142)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 169) وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5070). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 85)، والبخاري (6015)، ومسلم (2625) جمعيهم عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (6/ 52، 91)، والبخاري (6014)، ومسلم (2624)، أبو داود (5151)، والترمذي (1942)، وابن ماجة (3673) جميعهم عن عائشة.

وغلامه يسلخ شاة له فقال: ابدأ بجارنا اليهودي ثم قالها مرة فمرة فمرة فقيل له: لم تذكر اليهودي فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره (حم ق 4 عن عائشة) وفي الباب أنس وجابر وغيرهما. 7895 - "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورثه، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه يضرب له أجلاً أو وقتاً إذا بلغه عتق. (هق) عن عائشة (ح) ". (ما زال جبريل يوصيني بالجار) فيه أنه كرر له الوصية به وذلك لأنه يكثر ما يعرض بين الجيران مما يخرج النفوس ويضيق الصدور فكثرت الوصية بحقه ليغتفر له [4/ 118] كل زلة ويقبل له كل فعلة. (حتى ظننت أنه يورثه) فيه تنبيه على أن للجار حقاً في مال جاره فتعينه إذا احتاج وتقرضه إذا اقترض (وما زال يوصيني بالمملوك) بالإحسان إليه وقد كان آخر كلامه - صلى الله عليه وسلم - الصلاة وما ملكت أيمانكم توصية منه بالمماليك وحقوقهم كثيرة. (حتى ظننت) بكثرة التوصية. (أنه يضرب له أجلاً أو قال وقتاً إذا بلغه عتق) ومثار الظن أن كثرة التوصية حصل بها ظن أنه يؤمر بأعظم أنواع الإحسان إلى المملوك وهو إطلاقه عن رق العتق. (هق (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو فوق ما قاله، فقد قال البيهقي: صحيح على شرط الشيخين. 7896 - "ما زالت أكلة خيبر تعتادني كل عام، حتى كان هذا أوان قطع أبهري. ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة (ح) ". (ما زالت أكلة) بوزن لقمة (خيبر) أي اللقمة التي أكلتها في خيبر من الشاة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5071) وفي الإرواء (891).

التي سمتها له اليهودية وقدمتها إليه فأكل منها لقمة، وقال: إن هذه الشاة تخبرني أنها مسمومة وأكل معه بِشر فمات والقصة معروفة. (تعادني) قال الزمخشري (¬1): المعاداة معاودة الوجع لوقت معلوم أي تعاودني. (في كل عام) كأنها تثير عليه الألم في مثل حين أكلها من ذلك العام. (حتى كان هذا أوان) قال الزمخشري (¬2): بالضم ويجوز بناؤه على الفتح. (قطع أبهري) بفتح الهمزة والهاء عرق متصل بالوتين إذا انقطع مات صاحبه فجمع الله له إلى منصب النبوة مقام الشهادة ولذلك كان يقول ابن مسعود: إنه - صلى الله عليه وسلم - مات شهيداً من ذلك السم، وهذا قاله في مرض موته. (ابن السني وأبو نعيم (¬3) في الطب عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفيه سعيد بن محمَّد الوراق قال الذهبي (¬4): غير ثقة عن النسائي وعن الدارقطني: متروك وعد ابن عدي من روايته المضعفة هذا الحديث نعم قد أخرجه الشيخان بلفظ: "ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلته بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم" (¬5) انتهى. قلت: فكأن رمز المصنف لحسنه لتأييده بتخريج البخاري لمعناه. 7897 - "ما زان الله العبد بزينة أفضل من زهادة في الدنيا، وعفاف في بطنه وفرجه. (حل) عن ابن عمر (ض) ". (ما زان الله العبد بزينة) الزينة ما يتجمل به العبد بين الخلق (أفضل من أن ¬

_ (¬1) الفائق (1/ 50). (¬2) الفائق (1/ 50). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 403)، وأبو نعيم في الطب (83)، وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال (3/ 227)، وابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث (1/ 181)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5629). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 265) وميزان الاعتدال (5/ 101) والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 53). (¬5) أخرجه البخاري (4429).

يعطيه زهادة في الدنيا) بأن يملكه الله شهوته وغضبه فينقادان لداعي الدين. (وعفاف) هو الكف عن الحرام وسؤال الناس (في بطنه) فلا يدخله حراماً. (وفرجه) فلا يولجه في حرام فهذه هي الزينة التي يزين باطنه عند الله وظاهره عند العباد فينبغي للعبد سؤال الله أن يزينه بتلك الزينة وفي الأدعية المأثورة "اللهم زينا بزينة التقوى". (حل (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه فإنه أخرجه أبو نعيم من حديث أحمد بن إبراهيم الكرابيسي عن أحمد بن جعفر بن مروان عن ابن المبارك عن حجاج بن أرطأة عن مجاهد عن ابن عمر وقال: غريب لم نكتبه إلا من هذا الوجه. 7898 - "ما زويت الدنيا عن أحد إلا كانت خيرة له. (فر) عن ابن عمر (ض) ". (ما زويت الدنيا) أي ما ضيعها الله وصرفها. (عن أحد) من عباده. (إلا كانت) أي الزوية أو الدنيا. (خيراً له) وذلك {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)} [العلق 6، 7] وإن كان من الناس من يصلحه الغنى فالإخبار هنا عما يفعله الله للعبد وأنه لا يفعل له إلا ما كان خيراً له فإنه العالم بمصالحه المدبر لأمره {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 27]. (فر (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأنه أخرجه الديلمي من حديث أحمد بن عمار أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وأفاد كلامه أن هذا الخبر موضوع. 7899 - "ما ساء عمل قوم قط إلا زخرفوا مساجدهم. (هـ) عن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 117)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5072)، والضعيفة (4444). (¬2) (أخرجه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (6213)، والرافعي في التدوين (3/ 407) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5074)، والضعيفة (4446).

(ما ساء عمل قوم) بمخالفتهم أمر الله ورسوله. (إلا زخرفوا مساجدهم) في النهاية (¬1): الزخرف نقوش وتصاوير بالذهب وذلك غير محبوب الله ولا مراد له لأن عمارة الدنيا من حيث هي غير مرادة لله والمساجد بيوته وعمارتها بذكره الذي عمرت له كما قال - صلى الله عليه وسلم - إنما عمرت هذه المساجد لذكر الله قال الله: {أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: 36] وفي ذلك مع أنه خلاف مراده تعالى شغل قلب المصلي الذي يراد جمع هم قلبه وتفرغه فهذا ينافي ذلك ولأن فيه إتلاف المال الذي غير نفع فهو من إضاعة المال ومن هنا كره العلماء كتب المصحف بالذهب. (هـ) عن عمر) رمز المصنف لضعفه [4/ 119] وقال ابن حجر (¬2): رجاله ثقات إلا جبارة بن المغلس ففيه مقال، وفي الكاشف إنه ضعيف (¬3). 7900 - "ما ستر الله على عبد ذنباً في الدنيا فيعيره به يوم القيامة" (طب البزار عن أبي موسى". (ما ستر الله على عبد ذنبا في الدنيا فيعيره به يوم القيامة) هو في عبد أذنب ذنبا ثم علم أن الله يأخذه به فندم وتاب فإنه لا يحاسب بذلك الذنب ولا يذكر له فيكون هذا في التائب. (البزار (¬4) طب عن أبي موسى) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه عمر بن سعيد الأبح (¬5) وهو ضعيف. 7901 - "ما سلط الله القحط على قوم إلا بتمردهم على إلى الله. (خط) في رواة ¬

_ (¬1) النهاية (2/ 725). (¬2) انظر فتح الباري (1/ 556)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 168). (¬3) انظر الكاشف (1/ 289)، والمغني في الضعفاء (1/ 127). (¬4) أخرجه البزار في مسنده (3164)، والطبراني في المعجم الصغير (192)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 192)، وعزاه للبزار والطبراني وفي الإسناد وعمر بن سعيد الأبح قال فيه البخاري منكر الحديث كما في اللسان (4/ 309)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5077). (¬5) انظر: المغني (2/ 467).

مالك عن جابر". (ما سلط الله القحط) نقص الثمار وغلاء الأسعار (على قوم إلا بتمردهم) عتوهم واستكبارهم (على الله) ويشهد له {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30] ونظائرها ولا ينافيه قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ...} الآية. [البقرة: 155] لأن المراد نبلوكم بسبب الذنوب لعلكم ترجعون وفائدة هذا الإخبار النبوي والقرآني تدارك العبد لنفسه بالتوبة عن ذنوبه فما أصابه بلاء إلا من جهد نفسه. (خط (¬1) في رواة مالك عن جابر) سكت عليه المصنف وفيه عبد الملك بن بديل، قال الدارقطني: تفرد به وكان ضعيفاً وفي اللسان عن ابن عدي روى عن مالك حديثا منكراً وقال الأزدي: متروك. 7902 - "ما شئت أن أرى جبريل متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول: يا واحد، يا ماجد، لا تزل عني نعمة أنعمت بها علي إلا رأيته. ابن عساكر عن علي (ض) ". (ما شئت أن أرى جبريل) رؤية عين يقظة ويحتمل أنها رؤية منام والأول هو الأقرب (متعلقا بأستار الكعبة) كسوة الكعبة بالأستار شعار لها قديم ولا تكسى من الأحجار سواها ويحرم على غيرها ككسوة ما يسمونه التوابيت فإنه محرم وإضاعة مال وكان التعلق بأستار الكعبة من القرب ولكنه جاء حثالة المتأخرين فرفعوا الأستار قبيل أيام الحج وسموه إحرام الكعبة، بدعة قولاً وفعلاً فحرم الناس وقت الحج هذه الفضيلة وسبب رفعها أنه صار ما يجرد عنها من الكسوة كل عام يفرق بين أقوام من خدمها وغيرهم فيحرصون على صيانتها ليثمن لهم ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في رواة مالك كما في الكنز (21592) وأورده ابن حجر في لسان الميزان (4/ 57)، والمناوي في فيض القدير (5/ 449)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5078).

إذا باعوها أو هادوا بها. (وهو يقول) جملة حالية. (يا واحد) في ذاته وصفاته. (يا ماجد) بالجيم من المجد يتوسل إليه تعالى عند الطلب بصفاته والمنادي له قوله. (لا تزل) من أزال. (عني نعمة أنعمتها علي إلا رأيته) إخبار عن كثرة تعلق جبريل بالأستار ودعائه بهذه الكلمات فإنه لا يكاد يبرح من ذلك وهذه العبارة تستعمل في المبالغة وجاء مثلها في صفاته - صلى الله عليه وسلم - في الصوم وفيه خوف الملائكة من تحويل الحال وخوف العاقبة والمآل وأشد الناس معرفة لله أخوفهم منه وقد علم الله عباده أن يقولوا {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمرن: 8] (ابن عساكر (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 7903 - "ما شبهت خروج المؤمن من الدنيا إلا مثل خروج الصبي من بطن أمه من ذلك الغم والظلمة إلى روح الدنيا. الحكيم عن أنس". (ما شبهت خروج المؤمن من الدنيا) التي هي سجن المؤمن ومنازل امتحانه وبلائه وتكاليفه (إلا مثل خروج الصبي من بطن أمه من ذلك الغم والظلمة) بدل من بطن أمه بإعادة العامل والصبي وإن لم يدرك ذلك الغم والظلمة بلطف الله به ورحمته إذ لو أدركه لمات ولكنه يعلمه بعد أن يخرج إلى الدنيا ويدرك المنافع والمضار (إلى روح الدنيا) بفتح الراء نسيمها وفيه بشرى لأهل الإيمان الكامل بحسن منقلبهم. (الحكيم (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن مخلد الرعيني قال في اللسان (¬3): قال ابن عدي حدث بالأباطيل في كل ما روى، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (51/ 164)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5079). (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في أحاديث الرسول (1/ 276)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5081) وقال: موضوع. (¬3) انظر ميزان الاعتدال (6/ 327)، والعلل المتناهية (1/ 285).

وقال الدارقطني: متروك الحديث. 7904 - "ما شد سليمان طرفه إلى السماء تخشعا حيث أعطاه الله ما أعطاه. ابن عساكر عن ابن عمرو (ض) ". (ما شد) بالدال المهملة ما بالغ رافعاً. (سليمان) بن داود (طرفه إلى السماء تخشعاً) تواضعا لله عن رفع طرفه إلى عجائب سماواته كأنه يقول أكتفي من نعم الله وآياته بما أعطاني (حيث أعطاه الله ما أعطاه) من الحكم ومن النبوة ومن أنها {الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ} [ص: 36] وسخر له الجن يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب. (ابن عساكر (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، قال الذهبي (¬2) في الضعفاء: ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما. 7605 - "ما صبر أهل بيت على جهد ثلاثاً إلا آتاهم الله برزق. الحكيم عن ابن عمر (ض) ". (ما صبر أهل بيت على جهد) شدة جوع (ثلاثاً) من الأيام وحبسوا أنفسهم عن الجزع والشكوى (إلا آتاهم الله برزق) مكافأة لهم على صبرهم فإن الصبر عاقبته الفرح والروح وفيه التبشير بحسن عاقبة الصبر (الحكيم (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه أبا رجاء الجزري قال ابن حبان (¬4): روى مناكير كثيرة منها هذا الخبر [4/ 120] إلا أنه قد رواه أبو يعلى والبيهقي باللفظ ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (22/ 274)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5082)، والضعيفة (4450). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 380)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 94). (¬3) أخرجه الترمذي في نودار الأصول (1/ 253)، وأبو يعلى في مسنده (5708)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 256)، وابن أبي حاتم في العلل (2/ 139) وقال: قال أبي: هذا حديث منكر، وضعفه الباني في ضعيف الجامع (5084)، والضعيفة (4452). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (7/ 366)، والمغني في الضعفاء (2/ 784).

المزبور عن ابن عمر. قال الهيثمي: ورجاله وثقوا، فلو أتى به المصنف من تلك الطريق كان أولى. 7906 - "ما صدقة أفضل من ذكر الله تعالى. (طس) عن ابن عباس (ح) ". (ما صدقة) يخرجها العبد. (أفضل من ذكر الله) أي من ذكر العبد لله وإن قيل الصدقة نفعها متعد إلى الغير والذكر خاص نفعه بفاعله والمتعدي أفضل كما عرف. قلت: ذكر الله المقبول سبب للخير العائد على جميع العباد فهو أعم تعدية من الصدقة فإنه قد يدفع عن أهل قرية بلاء قد قدر لها بذنوبها. فإذا ذكر الله واحد منهم دفع عن القرية وأهلها البلاء وبه ينزل الغيث {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا} [نوح: 10 - 11] فقد يستغفر واحد من جماعة فيقبل عمله وتمطر السماء فيكون أعم نفعاً. (طس (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وهو كما قال بل أعلى درجة فقد قال الهيثمي: رجاله موثقون. 7907 - "ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت إلا أوجب. (هـ ك) عن مالك بن هبيرة" (صح). (ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين) في صلاة الجنازة. (على ميت إلا أوجب) أي استحق الجنة فهذا من الأجور الكبيرة لهذه الهيئة كأنه تعالى يقبل شفاعتهم إذا كانوا كذلك فلا ينبغي تركها وينبغي أن يكونوا أربعين وأن يخلصوا الدعاء للميت كما سلف. (هـ ك (¬2) عن مالك بن هبيرة) (¬3) صحابي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7414)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 74)، وعزاه إلى الأوسط وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5086)، وورد في الأصل "طب" ولعل "طس" هو الصواب. (¬2) أخرجه ابن ماجة (1490)، والحاكم في المستدرك (1/ 362) وقال الحاكم: على شرط مسلم. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5087). (¬3) الإصابة (5/ 756).

نزل مصر ورمز المصنف لصحته. 7908 - "ما صلت امرأة صلاة أحب إلى الله من صلاتها في أشد بيتها ظلمة. (هق) عن ابن مسعود (ح) ". (ما صلت امرأة صلاة) أي فريضة إذ النافلة للمرأة والرجل في البيوت أفضل (أحب إلى الله) أكثر ثوابًا وأحسن قبولاً (من صلاتها في أشد بيتها ظلمة) فظاهره أنها أحب من صلاتها في المسجد الحرام وأنه لا ينبغي لها الخروج للصلاة إلى المساجد وإن كان جائزاً لها الحديث: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله" (¬1) وفيه كراهية خروجها مطلقا فإنه إذا كان الأحب أن لا تخرج للطاعة فأولى أن لا تخرج للمباح وتقدم "أغروا النساء يلزمن الحجاب" (¬2) إلا أن في خروجها إلى المسجد الحرام ومسجده - صلى الله عليه وسلم - حديث ابن مسعود عند البيهقي: "والله الذي لا إله غيره ما صلت امرأة صلاة خير لها من صلاة تصليها في بيتها إلا أن يكون المسجد الحرام أو مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم -" (¬3) (هق (¬4) عن ابن مسعود) مرفوعاً وموقوفاً ورواه عنه أيضاً الطبراني، قال الهيثمي: ورجاله موثقون ورمز المصنف لحسنه. 7909 - "ما صيد صيد ولا قطعت شجرة إلا بتضييع من التسبيح. (حل) عن أبي هريرة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (865)، ومسلم (442) عن ابن عمر. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 438) رقم (1063)، والأوسط (3073)، والخطيب البغداي في تاريخ بغداد (13/ 521) عن مسلمة بن مخلد، وأورده العجلوني في كشف الخفا (1/ 159). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 131). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 131)، والطبراني في الكبير (9/ 293) (9471)، وفي مسند الشهاب (1307)، وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 35)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5088)، والضعيفة (4453).

(ما صيدَ صَيدُ) أي مصيد ليس المراد المأكول فقط وإنما خص لشرفه وإلا فالمرادَ ما أصيب حيوان (ولا قطعت شجرة) يحتمل أن المراد كل جسم من نام وغيره ليوافق قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44] فإنه عام لكل ما يصدق عليه الشيئية. (إلا بتضييع من التسبيح) أي بسبب ذلك فالباء سببية، وظاهره أنه تسبيح بالمقال ومن تأوله بلسان الحال فقد أبعد، وقد زاد الديلمي في رواية: "وكل شيء يسبح حتى يتغير عن الخلقة التي خلقه الله عليها وإن كنتم نقض جداركم وسقفكم فإنما هو تسبيح" (¬1) انتهى وقد أطلنا البحث في إيقاظ الفكرة وأنه حقيقة لا مجاز فإذا كان هذه المصائب التي تصيب المخلوقات بتضييع التسبيح فكل مصيبة تصيب الإنسان فهي بذلك وهو نص قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ...} الآية. [الشورى: 30] ونحوها، ومن كسب الأيدي ترك الطاعات فإن من تنزيه الله تعالى أن لا يعصى (حل (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه فيما قُوبل على خطه، وقال الشارح: إنه رمز لحسنه وليس بصواب لأن فيه محمَّد بن عبد الرحمن القشيري أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقد لا يعرف ثم قال: بل هو كذاب. 7910 - "ما ضاق مجلس بمتحابين. (خط) عن أنس (ض) ". (ما ضاق مجلس بمتحابين) ولذا يقال سم الخياط مع الأحباب ميدان وذلك أن الاتساع في القلوب لا في المجالس فإن المتباغضين يضيق بهم الفضاء الواسع، والحديث إخبار أن التحاب سبب لطيب المجالسة فلا يجالس الإنسان إلا من يحب وإلا أظلم قلبه بمجالسة البغيض ولذا يقال الثقلا جماء ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (6375) عن عمر بن الخطاب. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 240) وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5089) وقال: موضوع. (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 606)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 74).

الأرواح ولذا قال الخليل: إن الدنيا بأسرها لا تسع [4/ 121] متباغضين وإن شبرًا في شبر يسع المتحابين. (خط (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه ورواه عنه الديلمي. 7911 - "ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار. (حم) عن أنس (ح) ". (ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار) هذا اللفظ من كلام جبريل كما في رواية ابن أبي الدنيا (¬2) في "كتاب الخائفين" من حديث ثابت عن أنس بإسناد قال زين الدين العراقي (¬3): إنه جيد ولفظه: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لجبريل: "ما لي لا أرى ميكائيل يضحك" قال: ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار وذلك من مخافة أن يغضب الله عليه فيعذبه بها، وقد وصف الله ملائكته بمخافته {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: 50] إلا أنه قد عارضه حديث الدارقطني أنه - صلى الله عليه وسلم - تبسم في الصلاة فلما انصرف سُئل عنه فقال: "رأيت ميكائيل راجعاً من طلب القوم وعلى جناحه الغبار يضحك إليَّ فتبسمت إليه" وأجاب السهيلي (¬4): بأن المراد لم يضحك منذ خلقت النار إلا تلك المرة أو أنه حدث بالحديث الأول ثم حدث بعد بما حدث من ضحكه إليه. قلت: ويحتمل أنه ما ضحك حتى بعث - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عليه {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} [البقرة: 98] فعلم مكانه من الله فذهب خوفه فضحك بعد ذلك كما قاله جبريل لما قال له - صلى الله عليه وسلم - وقد نزل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ} ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/ 226)، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (6231)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5090) وقال: موضوع. (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذكر النار (108)، وصفة النار (219)، وانظر: السلسلة الصحيحة (2511). (¬3) تخريج أحاديث الإحياء (4/ 82). (¬4) انظر: الروض الأنف (2/ 208)، وسبل الهدى والرشاد (3/ 142 - 142).

إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107] هل أصابك من هذه الرحمة شيء؟ قال: نعم آمنت لما أنزل الله: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: 21] أو نحو هذا ذكره القاضي عياض في الشفا. (حم (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه إلا أنه تعقب بأنه من رواية إسماعيل بن عياش (¬2) عن المدنيين وهي ضعيفة. 7912 - "ما ضحى مؤمن ملبيا حتى تغيب الشمس إلا غابت ذنوبه, فيعود كما ولدته أمه. (طب هب) عن عامر بن ربيعة (ح) ". (ما ضحى) قال الشارح: بفتح فكسر بضبط المصنف، قلت: في القاموس (¬3) ضحى ضحوا برز للشمس وكفى ورضي أصابته الشمس فهذا يحتمل الأمرين إلا إن ثبتت الرواية بما ضبط به فهي العمدة (مؤمن) أي ما برز للشمس بيديه أو ما أصابت الشمس يديه (ملبيًّا) أي محرماً ملبيًّا (حتى تغيب الشمس) عامة لبروزه. (إلا غابت ذنوبه) صحوب غيبتها بذهاب ذنوبه. (فيعود) بعد ذلك الحين من غروبها (كما ولدته أمه) لا ذنب عليه وفيه فضيلة التجرد للإحرام وظاهره إذا قد حصلت الإضابة من الشمس لبدنه ولو ساعة واستظل بقية يومه وفضل الله أوسع من هذا. (طب هب (¬4) عن عامر بن ربيعة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف وأورده ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (3/ 224)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 385) وقال: رواه أحمد من رواية إسماعيل بن عياش عن المدنيين وهي ضعيفة وبقية رجاله ثقات, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5091)، والضعيفة (4454). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 85)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 118). (¬3) القاموس (1/ 1682). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (4028)، وفي السنن (5/ 43)، والمقدسي في المختارة (238)، وأورده الهيثمي في المجمع (3/ 223)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 335)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5092).

الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال: ضعفه مالك وابن معين. 7913 - "ما ضر أحدكم لو كان في بيته محمَّد، ومحمدان، وثلاثة. ابن سعد عن عثمان العمري مرسلاً". (ما ضر أحدكم) استفهام أي شيء يضره وهو استفهام إنكار إذ معلوم أنه لا ضرر فيه فهو إنكار لم لا يسمون بمحمد أولادهم (لو كان) يؤدي إلى أن يكون. (في بيته محمَّد ومحمدان وثلاثة) فهو حث على تسمية الأولاد بهذا الاسم الكريم فإنه من أشرف الأسماء، قال مالك: ما كان بيت فيه محمَّد إلا كثرت بركته وروي الحافظ أبو طاهر السلمي من حديث حميد الطويل عن أنس مرفوعاً يوقف عبدان بين يدي الله تعالى عَزَّ وَجَلَّ فيقول الله لهما: ادخلا الجنة فإني آليت على نفسي أن لا يدخل النار من اسمه محمَّد ولا أحمد (ابن سعد (¬2) عن عثمان العمري مرسلاً) هو عثمان بن واقد بن محمَّد بن فهد بن عبيد الله العمري المدني نزيل البصرة قال في التقريب (¬3): صدوق ربما وهم. 7914 - "ما ضرب من مؤمن عرق إلا حط الله عنه به خطيئة وكتب له به حسنة ورفع له به درجة. (ك) عن عائشة (صح) ". (ما ضرب من مؤمن عرق) يتألم به. (إلا حط الله به عنه خطيئة) كأن الخطايا على ظهور المذنبين تحطها هذه الآلام. (وكتب له به حسنة ورفع له به درجة) ففيه أن الأسقام لها ثلاث فوائد، قال ابن القيم (¬4): لا تناقض ما سبق من أن المصائب مكفرات لا غير؛ لأن حصول الحسنة إنما هو بصبره الاختياري، وقال ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 321)، وميزان الاعتدال (4/ 8). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (5/ 54)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5094)، والضعيفة (2367). (¬3) انظر تقريب التهذيب (1/ 387). (¬4) عدة الصابرين (ص 76).

الحافظ ابن حجر (¬1): فيه تعقب على ابن عبد السلام حيث قال: ظن بعض الجهلة أن للمصائب أجورا وهو خطأ صريح فإن التواب والعقاب إنما هو على الكسب وليس منه المصائب بل الثواب والعقاب على الصبر والرضا ووجه الرد أن [4/ 122] الأحاديث الصحيحة صريحة في ثبوت الأجر لمجرد حلول المصيبة والصبر والرضا قدر زائد يثاب عليهما زيادة على المصيبة، وقال العراقي: المصائب كفارات جزما وإن لم يقترن بها الرضا لكن بالمقارنة تعظيم التكفير كذا قاله الحافظ ابن حجر، والتحقيق أن المصيبة كفارة لذنب يوازنها وبالرضا يؤجر على ذلك فإن لم يكن للمصائب ذنب عوض من الثواب بما يوازنه. قلت: ولم يتكلموا على رفع الدرجة كأنه فرع ثبوت الحسنة (ك (¬2) عن عائشة رمز) المصنف لصحته لأنه قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي ورواه أيضاً الطبراني، قال المنذري بإسناد حسن، وقال الهيثمي: سنده حسن، وقال ابن حجر: جيد. 7915 - "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل. (حم ت هـ ك) عن أبي أمامة (صح) ". (ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه) كما كانت بنو إسرائيل (إلا آوتوا الجدل) أي الخصومة بالباطل، قال القاضي: المراد التعصب لترويج المذاهب الكاسدة والعقائد الزائغة لا المناظرة لإظهار الحق واستكشاف الحال واستعلام ما ليس بمعلوم عنده وتعليم غيره ما عنده لأنه فرض كفاية خارج عما نطق به الحديث ¬

_ (¬1) فتح الباري (10/ 105). (¬2) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 347)، والطبراني في الأوسط (2460)، والبيهقي في الشعب (9860)، وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 304)، وابن حجر في الفتح (10/ 105)، والمنذري في الترغيب والترهيب (4/ 146)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5093)، والضعيفة (4456).

وما أحسن ما قال الغزالي (¬1): في الإشارة إلى الخلافيات التي أحدثت في هذه الأعصار وأبدع فيها من التحريرات والتصنيفات والمجادلات ما لفظه فإياك أن تحوم حولها واجتنبها اجتناب السم القاتل والداء العضال وهو الذي رد كل الفقهاء إلى طلب المنافسة والمباهاة ولا تسمع لقولهم: الناس أعداء ما جهلوا فعلى الخبير سقطت فأقبل النصح ممن ضيع العمر في ذلك زماناً، وزاد عمل الأوليين تصنيفاً وتحقيقاً وجدالاً وبياناً ثم ألهمه الله رشده فأطلعه على غيبه فهجره انتهى، وفي الجدال أحاديث معروفة (حم ت هـ ك (¬2) عن أبي أمامة) وتمامه ثم تلى هذه الآية: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] رمز المصنف لصحته وأقره الحاكم، وقال الترمذي: حسنٌ صحيحٌ. 7916 - "ما طلب الدواء بشيء أفضل من شربة عسل. أبو نعيم في الطب عن عائشة (ض) ". (ما طلب الدواء بشيء أفضل) أكثر نفعاً (من شربة عسل) ففيه شفاء للناس وكأنه قال - صلى الله عليه وسلم - في داء معين جواباً لسائل، كذا قيل، ويحتمل الأعم، (أبو نعيم في كتاب الطب (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 7917 - "ما طلع النجم صباحاً قط وبقوم عاهةً إلا ورفعت عنهم أو خفت. (حم) عن أبي هريرة". (ما طلع النجم) وهي الثريا (صباحاً قط) وقت الفجر (وبقوم عاهة) في أنفسهم من مرض ووباء أو في ثمارهم (إلا رفعت) بالكلية. (أو خفت) إخبار بما جرت به عادته تعالى وتبشير للعباد بذلك ومدة غيبة الثريا عن الأعين نيف ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (1/ 41). (¬2) أخرجه أحمد في مسنده (5/ 252)، والترمذي (3253)، وابن ماجه (48)، والحاكم في المستدرك (2/ 448) وصححه, وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5633). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الطب (برقم 163) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5095).

وخمسون ليلة لأنها تخفي لقربها من الشمس قبلها وبعدها، وقيل: هذا الإخبار خاص بأرض الحجاز بأن الحصاد يقع في أيار ويدرك الثمار فيأمن من العاهات والمراد عاهة السماء ولا يخفى ما فيه (حم (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف. 7918 - "ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر (ت ك) عن أبي بكر (صح) ". (ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر) قال الشارح: يعني أن ذلك يكون له في بعض الأزمنة وهو زمان إفضاء الخلافة إليه إلى موته فإنه حينئذ خير أهل الأرض انتهى. قلت: لأنه لا يصح أن يراد من زمن تكلمه - صلى الله عليه وسلم - بهذا إذ هو - صلى الله عليه وسلم - خير من طلعت عليه الشمس ولا زمن أبي بكر لذلك على أنه يحتمل أن الخيرية في خصلة من خصاله فضل بها على غيره مما ليست فيه فلا عموم وفيه فضيلة لعمر ظاهرة. (ت ك (¬2) عن أبي بكر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: غريب وليس إسناده بذاك انتهى. وقال الذهبي (¬3): فيه عبد الله بن داود الواسطي ضعفوه وعبد الرحمن بن أبي المنكدر لا يكاد يعرف وفيه كلام والحديث شبه الموضوع ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 388)، والطبراني في الأوسط (1305)، وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 103) وعزاه لأحمد والبزار والطبراني وقال فيه عسل بن سفيان وثقه ابن حبان وقال يخطئ ويخالف وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح، والعقيلي في الضعفاء (3/ 426)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5096). (¬2) أخرجه الترمذي (3684)، والحاكم في المستدرك (3/ 60)، والبزار في مسنده (81)، وأورده العقيلي في الضعفاء (3/ 4)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 195) وقال: هذا حديث لا يصح، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5097) وقال: موضوع. (¬3) انظر ميزان الاعتدال (4/ 91)، والمغني في الضعفاء (1/ 336)، والتقريب (1/ 301).

انتهى، وفي الميزان (¬1) في ترجمة عبد الله بن داود: في حديثه مناكير وساق هذا منها ثم قال: هذا كذاب وأقره الحافظ في اللسان فاعجب لتصحيح المصنف له. 7919 - "ما طهر الله كفا فيها خاتم من حديد. (تخ طب) عن مسلم بن عبد الرحمن (ح) ". (ما طهر الله كفا فيها خاتم من حديد) هو زجر عن اتخاذه وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه حلية أهل النار والمراد أنه لا يكون عند الله [4/ 123] مطهراً لا أنه نجس شرعاً (تخ (¬2) طب (¬3) عن مسلم بن عبد الرحمن) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه شميسة بنت نبهان لم أعرفها وبقية رجاله ثقات، وقال الذهبي (¬4): مسلم هذا له صحبة روت عنه مولاته شميسة ثم إن فيه عياد بن كثير الرملي قال الذهبي (¬5): ضعفوه ومنهم من تركه. 7920 - "ما عال من اقتصد. (حم) عن ابن مسعود (ح) ". (ما عال) بالمهملة من العيلة وهي الفقر (من اقتصد) الاقتصاد التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط فمن أنفق غير مسرف ولا مقتر قانع بما يجب عليه فإنه يبارك له فيما لديه فلا يفتقر وبالاقتصاد يتم الإجمال في الطلب ويطيب عيش العبد وهو توصية بالاقتصاد للغني والفقير (حم (¬6) عن ابن مسعود) رمز ¬

_ (¬1) انظر ميزان الاعتدال (4/ 333). (¬2) جاء في الأصل (طب) ولعل الصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (7/ 252) رقم (1074)، والطبراني في الكبير (19/ 435) رقم (1054) وفي الأوسط (1114)، وذكره الهيثمي في المجمع (5/ 154)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5098)، والضعيفة (4457) وقال: ضعيف جداً. (¬4) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 76 رقم 843). (¬5) انظر ميزان الاعتدال (4/ 33)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 76)، والتقريب (1/ 290). (¬6) أخرجه أحمد في مسنده (1/ 447)، والطبراني في الأوسط (5094)، وفي الكبير (10/ 108) (10118)، والبيهقي في الشعب (6569)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 252)، وضعفه =

المصنف لحسنه، قال عبد الحق: فيه إبراهيم بن مسلم الهجري (¬1) ضعيف وتبعه الهيثمي فجزم بضعفه. 7921 - "ما عبد الله بشيء أفضل من فقه في دين (هب) عن ابن عمر (ض) ". (ما عبد الله بشيء) ما تذلل له عبد في عبادته بشيء. (أفضل من فقه في دين) فإنه من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين فإن بالفقه في الدين يعرف العبد ربه ومن عرف ربه عرف نفسه ولأن عبادة الجاهل عبادة لا ترجح في الميزان على عبادة الفقيه في الكتاب والسنة لا الحامد على تجريحات كلام الناس كما تُعورض ذلك عند الناس وفيه حث على الاجتهاد في التفقه في الدين (هب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه فلا يرد عليه ما قاله الشارح ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي أقره والأمر بخلافه بل عقبه بالقدح في سنده، فقال: تفرد به عيسى بن زياد وروي من وجه آخر ضعيف والمحفوظ أن هذا اللفظ من قول الزهري انتهى بحروفه فاقتطاع المصنف ذلك من كلامه وحذفه من سوء التصرف انتهى كلام الشارح. قلت: ولا يرد عليه لأنه قد عرف من قاعدته اكتفاؤه بالرمز من أول كتابه تصحيحاً وتضعيفاً وتحسيناً (¬3). 7922 - "ما عدل وال اتجر في رعيته. الحاكم في الكنى عن رجل (ض) ". (ما عدل وال) أي عامل علي قوم اتصف بقوله. (اتجر في رعيته) لأنه يضيق عليهم المعاش ويحابونه في بيعه وشراءه حذراً منه فلا يكون عادلاً أصلاً ولذا ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (5101)، والضعيفة (4459). (¬1) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 52)، وميزان الاعتدال (1/ 191)، والمغني (1/ 26). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (1711)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5106). (¬3) قلت: ورموز التصحيح والتضعيف والتحسين قد اختلفت من نسخة إلى أخرى.

يقال الملوك للإغارة وللإمارة ولا يحسن منهم التجارة، (الحاكم (¬1) في الكنى عن رجل) رمز المصنف لضعفه. 7923 - "ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتد عليه مؤنة الناس فمن لم يتحمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال. ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن عائشة (هب) عن معاذ (ض) ". (ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتد عليه مؤنة الناس) أي ثقلهم وذلك لأن من أنعم الله عليه أي نعمة فإنه يحتاج الناس إليه من حاجة أو مال أو علم أو أي نعمة فلا تستثقل حاجات الناس إليه فإن قضاها شكر للنعمة ومن ثمة قال الفضيل أما علمتم أن حاجة الناس إليكم نعمة من الله عليكم فاحذروا أن تملوا وتضجروا من حوائج الناس فتصير النعم نقماً كما يؤيده قوله (فمن لم يحتمل تلك المؤنة للناس فقد عرض تلك النعمة للزوال) وأخرج البيهقي عن ابن الحنفية أنه كان يقول: أيها الناس اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوها فتتحول نقماً (ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (¬2) عن عائشة (هب) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه, وقال البيهقي: هذا حديث لا أعلم أنا كتبناه إلا بإسناده وهو كلام مشهور عن الفضيل وقال ابن عدي (¬3): يروى من وجوه كلها غير محفوظة ومن ثمة قال ابن الجوزي (¬4) حديث لا يصح. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو حمد الحاكم في الكنى كما في الكنز (14676)، والطبراني في مسند الشاميين (1322)، عن أبي الأسود المالكي عن أبيه عن جده, وأورده الذهبي في ميزان الاعتدال (7/ 328) وقال: قال أبو أحمد الحاكم ليس حديثه بالقائم، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5107) والإرواء (2623). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا كتاب قضاء الحوائج (48) عن عائشة، وأخرجه البيهقي في الشعب (7664) عن معاذ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5108). (¬3) انظر الكامل في الضعفاء (1/ 174). (¬4) انظر العلل المتناهية (2/ 581).

7924 - "ما علي أحدكم إذا أراد أن يتصدق الله صدقة تطوعاً أن يجعلها عن والديه إذا كان مسلمين فيكون لوالديه أجرها وله مثل أجورهما بعد أن لا ينتقص من أجورهما شيئاً. ابن عساكر، عن ابن عمرو". (ما على أحدكم) يقال لمن أهمل شيئاً أو قصر فيه أو أغفله ما عليه لو فعل كذا أو قال كذا أي أيّ شيء يلحقه من الضرر أو العيب أو العار لو فعل فهو استفهام توبيخ كما سلف (إذا أراد أن يتصدق الله صدقة تطوعاً) لا الواجبة فلا تكون إلا عنه (أن يجعلها) بالنية (عن والديه) أي يجعل ثوابها لهما حيين كانا أو لا (إذا كان مسلمين فيكون لوالديه أجرها) بما نوى (وله مثل أجورهما) مكافئة من الله تعالى. (بعد أن لا ينتقص من أجورهما شيئاً) وهذا يشمل كل فعل تطوعا من صدقة المال أو الأفعال أو الأقوال وقد مضى قريباً: ما صدقة أفضل من ذكر الله فينوي بذكره أنه لهما وغيره من أفعاله والظاهر أنه يكون في غير الوالدين لو وهب أجر الصدقة لأخيه المؤمن كان الحكم ذلك وإنما ذكر الوالدين لأنهما أحق الناس بصلة ابنهما، (ابن عساكر (¬1) عن ابن عمرو) ورواه عنه أيضاً الطبراني بدون قوله: "إذا كانا مسلمين"، قال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف. 7925 - "ما علي أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوي ثوبي مهنته. (د) عن يوسف بن عبد الله بن سلام (هـ) عن عائشة (ح) ". (ما علي أحدكم إذا وجد سعة) من المال لا إذا لم يجد فإنه لا [4/ 124] يتكلف فإن الله لا يحب المتكلفين. (أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة) فإنها عيد أهل الإِسلام يتجمل بهما. (سوي ثوبي مهنته) يروى بكسر الميم وفتحها قال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (53/ 307) والطبراني في الأوسط (7726) وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (2/ 194)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5109)، والضعيفة (487).

الزمخشري (¬1): الكسر عند الإثبات خطأ أي بذلته وخدمته، وقال ابن القيم (¬2): وفيه أنه يسن له أن يلبس أحسن ثيابه التي يقدر عليها وذلك في حق كل مسلم وجد سعة ولا يسرف في ذلك حتى يتخذ لكل جمعة ثيابا مستجدة كما اعتاده كثير من المترفين (د (¬3) عن يوسف بن عبد الله بن سلام) صحابي صغير أجلسه النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجره وسماه (هـ عن عائشة) رمز المصنف لحسنه على رمز أبي داود، وقال ابن حجر: فيه انقطاع وفي الفتح (¬4) قال أيضاً: فيه نظر. 7926 - "ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره منه. (ك) عن عائشة (صح) ". (ما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره منه) فإن الندامة هي أعظم أركان التوبة فإنه إذا ندم فاض الاستغفار على لسانه فلو استغفر غير نادم لم يكن تائبًا ولا مغفورًا له (ك (¬5) عن عائشة) رمز المصنف لصحته لأنه قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي (¬6) وقال هشام بن زياد أحد رواته: متروك، وقال المنذري (¬7): هشام بن زياد ساقط. 7927 - "ما عليكم أن لا تعزلوا، فإن الله قدر ما هو خالق إلى يوم القيامة. ¬

_ (¬1) الفائق (3/ 394). (¬2) زاد المعاد (1/ 399). (¬3) أخرجه أبو داود (1078) عن يوسف بن عبد الله بن سلام. وابن ماجة (1096) عن عائشة, وأورده ابن أبي حاتم في العلل (1/ 204) وقال قال أبي هذا حديث منكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5635). (¬4) انظر فتح الباري (2/ 374). (¬5) أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 253)، والبيهقي في شعب الإيمان (4379)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5110)، والضعيفة (323) وقال: موضوع. (¬6) انظر ميزان الاعتدال (7/ 80)، والمغني في الضعفاء (2/ 710)، والكاشف (2/ 336). (¬7) انظر الترغيب والترهيب (4/ 49).

(د) عن أبي سعيد وأبي هريرة (صح) ". (ما عليكم) معشر المسلمين (أن لا تعزلوا) أي لا حرج عليكم في العزل عن نسائكم وهو عام للحرة والأمة وتقدم فيه كلام في الجزء الأول (فإن الله قدر ما هو خالق إلى يوم القيامة) فلا العزل نافع في دفع ما قدره الله فإنه إذا أراد خلق نفس أوصل من الماء قدر ما يخلقها منه وإن لم يرد لم يخلق من الماء الواصل إليها شيئًا (د (¬1) عن أبي سعيد وأبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 7928 - "ما عمل آدمي عملا أنجي له من عذاب الله من ذكر الله. (حم) عن معاذ (صح) ". (ما عمل آدمي عملاً أنجي له من عذاب الله من ذكر الله) فإنه بذكره يفعل الطاعات ويترك المنكرات ويأمر بالخيرات ويطمئن قلبه {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28] (حم (¬2) عن معاذ) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 7929 - "ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة، وصلاح ذات البين، وخلق حسن. (تخ هب) عن أبي هريرة (ح) ". (ما عمل ابن آدم شيئاً) من الأعمال (أفضل من الصلاة) المفروضة فهي أفضل الأعمال كما سلف. (وصلاح ذات البين) بين الناس {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114]. (وخلق حسن) يجمعه ما أسلفناه من طلاقة الوجه وكف الأذى وبذل المعروف، ولا يقال هذا يعارض ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (7698) عن أبي سعيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5643). أظن الصواب (ن) كما في المطبوع من التيسير (5/ 7946) (¬2) أخرجه أحمد (5/ 239)، والمعجم في الكبير (20/ 166) رقم (352)، وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5644).

حديث الذكر السابق لأنا نقول هذه الأعمال الفاضلة من الذكر أيضاً فليس المراد مجرد التهليل ونحوه بل ما هو من الأعمال الله وأن الصلاة فهي ذكر بنفسها (تخ هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 7930 - "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع علي الأرض فطيبوا بها نفسا. (ت هـ ك) عن عائشة (ح) ". (ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم) لأن قربة كل وقت أخص من غيرها وأولي والله تعالى جعل قربة يوم النحر إراقة الدماء لهذه الحيوانات تقربًا إليه وسواءٌ كان عن ضحيه أو عن نسك أخر (إنها أي الذبيحة الدال عليها ذكر الدم والإهراق أو البحيرة لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها) أي يؤتى بها حية تشهد لصاحبها أو يؤتى بها بأجزائها توضع في ميزانه إلا أنه قد صرح في خبر علي عليه السلام: "إنها توضع في ميزانه" (وإن الدم ليقع من الله بمكان) أي محل عظيم كما أفاده التنكير (قبل أن يقع على الأرض) أي قبل أن يشاهده من حضر قال الطيبي: قد تقرر أن الأعمال الصالحة كالفرائض والسنن والآداب مع تعدد مراتبها في الفضل قد يقع بينها التفاضل فكم من مفضول يفضل على الأفضل بالخاصية وبوقوعه في زمان أو مكان مخصوص يعني فالتضحية فضلت على غيرها لذلك (فطيبوا بها نفساً) قال العراقي: الظاهر أن هذا مدرج من كلام عائشة وفي رواية أبي الشيخ ما يدل على ذلك فهو كلام صحيح فإنه ينبغي في القرب أن يكون على ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 63) رقم (139)، والبيهقي في الشعب (10191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5646)، والصحيحة (1448).

طيب نفس إخراجها كما ورد ذلك في الزكاة (ت هـ ك (¬1) (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وحسنه الترمذي واستغربه وضعفه ابن حبان، وقال ابن الجوزي (¬3): حديث لا يصح فإن يحيى بن عبد الله بن نافع أحد رواته ليس بشيء، قال النسائي: متروك، والبخاري: منكر الحديث. 7931 - "ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله تعالى بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله تعالى بها قلة. (هب) عن أبي هريرة (ح) ". (ما فتح رجل باب عطية بصدقة أو صلة إلا زاده الله بها كثرة) في ماله {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]، "ما نقص مال من صدقة" (وما فتح رجل باب مسألة) يطلب من العباد أموالهم (يريد بها كثرة) أي تكثرًا في ماله لا لحاجة فهذا مقيد لإطلاق غيره من أحاديث المنع عن المسألة إلا أنه قد فسر إجمال هذا التقييد حديث: "أنها [4/ 125] لا تحل المسألة إلا لذي فقر مدقع أو دم موجع أو حمالة يحملها" (¬4) (إلا زاده الله تعالى بها قلة) يمحق بركة ما لديه ويحوجه حقيقة ويجعل فقره بين عينيه (هب (¬5) عن أبي هريرة) رمز المصنف ¬

_ (¬1) جاء في الأصل (ت هـ عن عائشة)، ولعل الصواب ما أثبتناه. (¬2) أخرجه الترمذي (1493)، وابن ماجة (3126)، والحاكم في المستدرك (4/ 260) وصححه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5112)، والضعيفة (526) سقط في الأصل "ك" رمز الحاكم أثبته من المطبوع. (¬3) انظر العلل المتناهية (5702). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 126)، وأبو داود (1641)، وابن ماجة (2198) جميعهم عن أنس، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (1641)، وضعيف سنن ابن ماجة (2198). (¬5) أخرجه البيهقي في الشعب (3413)، وأحمد 2/ 436، والطبراني في الأوسط (7239)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 190)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5646).

لحسنه وفيه يوسف بن يعقوب وهو إما النيسابوري وقد قال أبو علي الحافظ: ما رأيت في نيسابور يكذب غيره، وإن كان هو القاضي باليمن فمجهول كما ذكره الذهبي (¬1) وقد رواه أحمد والطبراني باللفظ المذكور قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح انتهى. فلو عزاه المصنف له كان أولى. 7932 - "ما فوق الركبتين من العورة وما أسفل السرة من العورة. (قط هق) عن أبي أيوب (ض) ". (ما فوق الركبتين من العورة) فيجب ستره وظاهره أن الركبتين ليستا من العورة. (وما أسفل السرة من العورة) فدل على أن العورة ما بين الركبتين والسرة؛ (قط هق) (¬2) عن أبي أيوب) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ ابن حجر: في تخريج الهداية: سنده ضعيف وبين ذلك قبله الذهبي فقال: فيه سعد بن راشد (¬3) متروك عن عبادة بن كثير واهٍ. 7933 - "ما فوق الإزار وظل الحائط وجر الماء فضل يحاسب به العبد يوم القيامة. البزار عن ابن عباس". (ما فوق الإزار) من الثياب التي تلبس. (وظل الحائط) الذي يستظل به العبد من شمس أو مطر (وجر الماء) أي جرته التي يشرب منها، وفي رواية: "وجلف الخبز" (فضل) أي زيادة على الضروريات والحاجيات (يحاسب به العبد يوم القيامة) وظاهره أنه لا يحاسب على الأمر الضروري فإنه قد أذن له فيه كما ¬

_ (¬1) انظر ميزان الاعتدال (7/ 309)، والمغني في الضعفاء (2/ 764)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 222). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 231)، والبيهقي في السنن (2/ 229)، وأورده ابن حجر في الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 123)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5117). (¬3) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 258)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 317)، والميزان (3/ 189).

سلف. (البزار (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف. 7934 - "ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب. (ت) عن أبي هريرة (ح). (ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب) وفي رواية وفروعها من زمرد وسعفها كسوة لأهل الجنة منها مقطعاتهم وحللهم وثمرها أمثال القلال والدلاء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد وليس فيه عجم. (ت هـ) (¬2) عن أبي هريرة قال الترمذي: حسن غريب والمصنف رمز لحسنه. 7935 - "ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر. (عد) عن ابن عباس". (ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر) أي يعظم ابن الخطاب لعظمته عند الله. (ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر) يخاف منه لأنه يخاف الله وكل من خاف الله خافه كل شيء وفيه فضيلة لعمر ظاهرة. (عد (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني (¬4) قال في الميزان: قال ابن حبان: رجل وضّاع، وقال ابن عدي: منكر الحديث وساق له مناكير ختمها بهذا الخبر ثم قال: هذه الأحاديث بواطل. 7936 - "ما قال عبد قط "لا إله إلا الله" مخلصاً إلا فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر. (ت) عن أبي هريرة". (ما قال عبد قط "لا إله إلا الله" مخلصاً) في قولها. (إلا فتحت له أبواب ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في المجمع (10/ 267)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5116). (¬2) أخرجه الترمذي (2525)، وابن حبان (7410)، وأبو يعلى (6196)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5647). (¬3) أخرجه ابن عدى في الكامل (6/ 349)، والديلمى في الفردوس (6334)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5118)، والضعيفة (4462) وقال: موضوع. (¬4) انظر الميزان (6/ 549)، واللسان (6/ 124)، والمغنى في الضعفاء (2/ 684).

السماء) أي لقوله أو المراد أبواب الجنة له نفسه لأنها في السماء أي ستفتح له من باب ونفخ في الصور وقوله (حتى يفضي) بالفاء والضاد المعجمة أي الكلمة أو قولها أي يصل. (إلى العرش) ينتهي إليه يؤيد الأول. (ما اجتنب) أي اجتنب فاعلها (الكبائر) وإلا فإن الكبائر تحول بينها وبين صعودها (ت (¬1) عن أبي هريرة) قال المصنف في الكبير: حسن غريب ولم يصححه، قال ابن القطان (¬2): وذلك لأن فيه الوليد بن القاسم الهمداني (¬3) ضعفه ابن معين مع كونه لم يثبت عند الستة فحديثه لأجل ذلك لا يصح. 7937 - "ما قبض الله تعالى نبيًّا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه. (ت) عن أبي بكر". (ما قبض الله نبيًّا) بالموت (إلا في الموضع الذي يحب) الله (أن يدفن فيه) ولو في منازلهم كما دفن - صلى الله عليه وسلم - في بيته ولا ينافيه ما قاله جمع من كراهة الدفن في البيوت لأن هذا من خصائص الأنبياء، وعللوا كراهة الدفن في البيوت بأنها تفسير مقابر فيكره الصلاة فيها يعني وقد أمر بصلاة النفل في البيوت (ت (¬4) عن أبي بكر) سكت عليه المصنف، وقال في الكبير: حسن غريب وفيه عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد بن أبي مليكة (¬5) قال في الكاشف: ضعيف. 7938 - "ما قبض الله تعالى عالماً من هذه الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد ثلمته إلى يوم القيامة. السجزي في الإبانة, والموهبي في العلم عن ابن عمر". (ما قبض الله عالماً من هذه الأمة) من العلماء العاملين علماء الكتاب والسنة. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3590)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5648). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 55, 330). (¬3) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 724)، والميزان (7/ 137). (¬4) أخرجه الترمذي (1018)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5649) وأحكام الجنائز (137). (¬5) انظر الكاشف (1/ 622).

(إلا كان ثغرة) بالمثلثة والمعجمة والراء فرجة. (في الإسلام لا تسد ثلمته) شبه الإسلام بالحائط وموت العالم كالفرجة فيه فإنه يدخل بالفرجة في الحائط الخلل كذلك يدخل على أهل الإسلام الخلل بموت العالم (إلى يوم القيامة) وهذا إبانة لفضل العالم ونفعه في الإِسلام وأخرج البيهقي عن أبي جعفر موت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابدًا (السجزي في الإبانة (¬1)، والموهبي) بفتح الميم نسبة إلى موهب بطن من المعافر (في فضل العلم عن ابن عمر) وسكت عليه المصنف وقد رواه أبو نعيم وسنده ضعيف". 7939 - "ما قدر في الرحم سيكون. (حم طب) عن أبي سعيد الزرقي (ح) ". (ما قدر في الرحم سيكون) ما قدر الله خلقته كائن وإن عزل العبد (حم طب (¬2) عن أبي سعيد الزرقي) (¬3) بفتح الزاي والراء وبالقاف صحابي اسمه [4/ 126] سعد بن عمارة أو عمارة بن سعد والمصنف رمز لحسنه مع أن فيه عبد الله بن أبي هريرة (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال مجهول. 7940 - "ما قدر الله لنفس أن يخلقها إلا هي كائنة (حم هـ حب) عن جابر (صح) ". (ما قدر الله لنفس أن يخلقها إلا هي كائنة) قاله لما سُئل عن العزل فإن سببه أنه جاءه - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: إن لي جارية وأنا أعزل عنها قال: سيأتيها ما قدر لها ثم جاءه فقال: إنها قد حملت يا رسول الله، فقال هذا وهو إخبار أنه لا يفيد إن كان ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (6227) والسجزي في الإبانة (28812)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5119)، والضعيفة (4463): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 450)، والطبراني في الكبير (6/ 32) رقم (5421)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5651)، والصحيحة (1032). (¬3) الإصابة (3/ 70). (¬4) انظر الميزان (4/ 197)، والكاشف (1/ 596).

لئلا يأتي له ولد (حم هـ حب) (¬1) عن جابر بن عبد الله) رمز المصنف لصحته. 7941 - "ما قدمت أبا بكر وعمر، ولكن الله قدمهما. ابن النجار عن أنس. (ما قدمت أبا بكر وعمر) بالوزارة لأنهما وزيراه كما سلف ولا يصح أن يراد به الخلافة لأن عمر لا يقول أحد أن خلافته بالنص. (ولكن الله قدمها) وإنما قدمهما الله لأنه تعالى علم حسن نصحهما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصدق إيمانهما فجعلهما وزيرين له - صلى الله عليه وسلم - (ابن النجار (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وقال ابن حجر بعد أن أورده بإسناده: هذا حديث باطل. 7942 - "ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة. (حم د ت ك) عن أبي واقد، (هـ ك) عن ابن عمر، (ك) عن أبي سعيد، (طب) عن تميم (صح) ". (ما قطع من البهيمة) سواء سقط بنفسه أو بقطع قاطع والمراد بالبهيمة ما أحل أكله مجازًا وأخد الثمان من الأنعام التي أحل الله ويقاس عليها غيرها. (وهي حية فهو ميتة) حكمها في أحكامها. (حم د ت ك (¬3) عن أبي واقد هـ ك عن ابن عمر. ك عن أبي سعيد. طب عن تميم الداري) قال: كانوا يحبون في الجاهلية أسنمة الإبل وإليات الغنم فيأكلونها فذكره، رمز المصنف لصحته، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 313)، وابن ماجة (89)، وابن حبان (4194) قال البوصيري (1/ 15): هذا إسناد صحيح رجاله موثقون. وصححه الألباني في صحيح الجامع (5650)، والصحيحة (1333). (¬2) أورده ابن حجر في لسان الميزان (2/ 191) وقال: هذا حديث باطل في ترجمة الحسن بن إبراهيم الفقيمي، والمناوي في فيض القدير (5/ 460)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5121). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 218)، وأبو داود (2858)، والترمذي (1450)، والحاكم في المستدرك (2/ 239)، والبيهقي في السنن (1/ 32)، وابن خزيمة في صحيحه (2930)، وأبو يعلى في مسنده (3/ 63)، والدارقطني في سننه (4/ 292) جمعيهم عن أبي واقد، وأخرجه ابن ماجة (3216)، والحاكم في المستدرك (4/ 128) عن ابن عمر، وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 239) عن أبي سعيد، وذكره الهيثمي في المجمع 4/ 32 وعزاه للبزار وقال: فيه مسور بن الصلت وهو متروك، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (2/ 75) رقم (1277)، والأوسط (3099) عن تميم الداري، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5652).

الحاكم: صحيح واستدرك عليه الذهبي. 7943 - "ما قل وكفى خير مما كثر وألهى. (ع) والضياء عن أبي سعيد (صح) ". (ما قل) من الدنيا. (وكفى) صاحبها (خير مما كثر وألهى) لا شك أن كثرة الدنيا مطغاة وملهاة وأن من أراد به الله الخير كان رزقه كفافا وقنعه الله بما آتاه. (ع (¬1) والضياء عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير صدقة بن الربيع وهو ثقة. 7944 - "ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء قط إلا زانه. (حم خد ت هـ) عن أنس (ح) ". (ما كان الفحش) وهو بذائة اللسان والتكلم بقبيح المقال (في شيء قط إلا شأنه) عابه (وما كان الحياء في شيء قط إلا زانه) والحياء يلزمه عدم الفحش إذ الفحش ناشئ عن الوقاحة وعدم الحياء، قال الطيبي: فيه مبالغة أي لو قدر أنه يكون الفحش والحياء في جماد لشانه وزانه وأشار بهذين إلى أن الأخلاق الرديئة مفتاح كل شر بل هي الشر كله، وأن الأخلاق السنية مفتاح كل خير بل هي الخير كله. (حم خد ت هـ (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب. 7945 - "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شأنه. عبد بن حميد والضياء عن أنس". (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شأنه) الرفق خير في الأمور ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى في مسنده (1053)، وذكره الهيثمي في المجمع (10/ 255)، وصححه الألباني صحيح الجامع (5653) والسلسلة الصحيحة (945). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 165)، والبخاري في الأدب المفرد (601)، والترمذي (1974)، وابن ماجة (4185)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5655).

كلها وزين في دقها وجلها وهو خلق الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقال أبو الفتح البستي (¬1): من جعل الرفق في مقاصده ... وفي مراقيه سلماً سلما والصبر عون الفتى وصاحبه ... وقيل من عنده ندما ندما كم صدمة للزمان منكرة ... لما رأى الصبر عندها صدماً (عبد بن حميد (¬2) والضياء عن أنس) وهو في مسلم بلفظ: "ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه وما كان الخرق في شيء قط إلا شأنه" (¬3). 7946 - "ما كان بين عثمان ورقية وبين لوط من مهاجر (طب) عن زيد بن ثابت (ح). (ما كان بين عثمان) بن عفان (ورقية) ابنته - صلى الله عليه وسلم -. (وبين لوط من مهاجر) بكسر الجيم: اسم فاعل لأن لوطًا هاجر كما حكاه الله عنه: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي} [العنكبوت: 26]، ثم لم يهاجر أحد حتى بعث - صلى الله عليه وسلم - فأسلم عثمان بن عفان ثم هاجر هجرة الحبشة، وكان أول مهاجر إليها هو ورقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي مكرمة لعثمان ورقية. (طب (¬4) عن زيد بن ثابت)، رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه ابن خالد العثماني (¬5) متروك. 7947 - "ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به، ولا حلف في الإِسلام. ¬

_ (¬1) أبو الفتح البستي (ت 400 هـ) وهو علي بن محمَّد بن الحسين بن يوسف بن محمَّد بن عبد العزيز البستي. (¬2) أخرجه عبد بن حميد كما في الكنز (5367) والضياء في الأحاديث المختارة (1763، 1778)، وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 18) وقال: فيه كثير بن حبيب وثقه ابن أبي حاتم وفيه لين وبقية رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5654). (¬3) أخرجه مسلم (2594). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 139) رقم (4881)، وقول الهيثمي في المجمع (9/ 81)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5122): موضوع. (¬5) انظر المغني (2/ 324)، والمجروحين (2/ 102)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 167).

(حم) عن قيس بن عاصم (ح). (ما كان من حلف) بكسر المهملة معاقدة ومعاهدة على تعاضد وتناصر وتساند واتفاق ونصرة مظلوم ونحو ذلك. (في الجاهلية فتمسكوا به) يعني أن الإِسلام لم يبطله لأنه ليس مخالفًا للشريعة [4/ 127] إذ ليس تحالفًا على محرم (ولا حلف في الإِسلام) لأن أخوة الإِسلام ووجوب نصر الأخ ظالمًا أو مظلوما قد أغنى عنه، فهذه العهود التي يأخذها الأئمة عند عقد البيعة على العظماء من الناس على المناصرة والوفاء كأنها مبنية على أن النهي هنا الذي أفاده النفي الكراهة. (حم (¬1) عن قيس بن عاصم التميمي) وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع وكان شريفًا حليمًا عاقلًا جوادًا، رمز المصنف لحسنه وهو في سنن أبي داود بلفظ: "لا حلف في الإِسلام وما كان من حلف في الجاهلية فإن الإِسلام لا يزيده إلا شدة" (¬2). 7948 - "ما كان ولا يكون إلى يوم القيامة مؤمن إلا وله جار يؤذيه فر عن علي". (ما كان) في ما مضى (ولا يكون) في ما يأتي (إلى يوم القيامة مؤمن) أي ما وجد مؤمن في زمن من الأزمان ولا يوجد. (إلا وله جار يؤذيه) سنة الله التي لا تحول ولا تزول امتحانا للمؤمن ليصبر فيظفر وفي حديث: "من آذى جاره أورثه الله داره" (¬3) قال الزمخشري (¬4): عاينت هذا في مدة قريبة, كان لي خال يظلمه عظيم القرية التي أنا منها ويؤذيني فيه فمات وملكني الله ضيعته، فنظرت يوما ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 61)، والقضاعي في مسند الشهاب (841)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5656)، والصحيحة (2262). (¬2) أخرجه أبو داود (2925). (¬3) انظر كشف الخفا (2/ 285). (¬4) الكشاف (1/ 625).

إلى أبناء خالي يترددون ويدخلون ويخرجون ويأمرون وينهون فذكرت هذا الحديث وحدثتهم به انتهى، والحديث تسلية للمؤمن وتصبير له على أذى جاره. (فر (¬1) عن علي) سكت عنه المصنف وقال ابن طاهر: فيه علي بن موسى الرضي (¬2) يأتي عن آبائه بعجائب، قال الذهبي (¬3): الشأن في صحة الإسناد إليه انتهى. قلت: أحسن الذهبي بتأويل كلام ابن طاهر وإلا فإنه سيتبع وهل أحد على وجه الأرض في زمن علي بن موسى خير منه كلا، نعم بلى عظماء الآل مثل علي بن موسى وجعفر الصادق بشيعة سوء من الأعاجم يكذبون عليهم بما لا يقولونه. 7949 - "ما كانت نبوة قط إلا كان بعدها قتل وصلب". (طب) والضياء عن طلبة (صح). (ما كانت نبوة قط إلا كان بعدها قتل وصلب) وذلك لأنها تأتى بإدخال الناس في دين الله ولا يتم إلا بذلك كما جرت به حكمة الله تعالى. (طب والضياء (¬4) عن طلحة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. 7950 - "ما كانت نبوة قط إلا تبعتها خلافة، ولا كانت خلافة قط إلا تبعها ملك، ولا كانت صدقة قط إلا كان مكسا. ابن عساكر عن عبد الرحمن بن سهل (ض). (ما كانت نبوة قط إلا تبعتها خلافة) تكون خلافته على الهدي والمراد بالتبعية أن يكون عقيبها. (ولا تكون خلافة قط إلا تبعها ملك) على غير الهدى ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6239)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5124)، والضعيفة (1955) موضوع. (¬2) انظر تهذيب التهذيب (7/ 339). (¬3) انظر: ميزان الاعتدال (3/ 158). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 115) رقم (207)، والضياء في المختارة (843)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5126)، والضعيفة (1538).

وهذا مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "الخلافة بعدي ثلاثون ثم ملك عضوض" (¬1) فكانت الثلاثون إلى أن صالح الحسن السبط معاوية، وكان معاوية فاتح باب الملك العضوض. والمراد: الإخبار بما اطردت به سنة الله أنه لا يدوم الخير ولا الشر بل يتعاقبان ليميز الله الخبيث من الطيب ويبلوكم أيكم أحسن عملاً. (ولا كانت صدقة قط إلا كانت مكسا) لم يتكلم عليه الشارح ولا غيره، والذي يظهر أن المراد: ولا فرض الله صدقة إلا جعلها الملوك كالمكس في قبضها على غير الوجه الذي أمر الله به كما تقبض المكوس، وهذا مشاهد في زماننا منذ عرفنا أنفسنا، يفرض على الأرض شيئاً معينا من دون نظر إلى ما يجب وفي ما يجب وكم يجب فإنا لله وإنا إليه راجعون، ويحتمل أن يراد: ولا فرض الله صدقة إلا وجعلها من فرضت عليه كالمكس يسلمها غير طيبة بها نفسه ويعدها مغرمًا كما هو أيضًا واقع ويحتمل أن يراد إلا وحولت عن مصارفها وصرفت صرف المكوس وهي المجابي، وهذا الحديث من أعلام النبوة. (ابن عساكر (¬2) عن عبد الرحمن بن سهل) رمز المصنف لضعفه لأن فيه إبراهيم بن طهمان ونقل الذهبي عن بعضهم تضعيفه، وذكر ابن عساكر سببا في رواية عبد الرحمن للحديث قال: غزا عبد الرحمن هذا في زمن عثمان ومعاوية أمير على الشام فمرت به روايا خمر فنقر كل راوية منها برمحه فناوشه غلمان حتى بلغ معاوية، فقال: دعوه فإنه شيخ ذهب عقله، فقال: كذبت والله ما ذهب لكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا أن ندخله بطوننا وأسقيتنا وأحلف بالله لئن أنا بقيت حتى أرى في معاوية ما ¬

_ (¬1) أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (418). (¬2) أخرجه ابن عساكر (34/ 421)، وابن قانع في معجم الصحابة (507)، وأورده ابن حجر في الإصابة (4/ 313)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5125).

سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبقرن بطنه انتهى (¬1). 7951 - "ما كبيرة بكبيرة مع استغفار، ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار. ابن عساكر عن عائشة (ض) ". (ما كبيرة) من الكبائر التي توجب غضب الرب. (بكبيرة مع [4/ 128] استغفار) فإنه يمحوها إذا قارنه الندم. (ولا صغيرة بصغيرة مع الإصرار) على معاودة الصغيرة ففيه أن الصغيرة يصيرها الإصرار كبيرة. (ابن عساكر (¬2) عن عائشة رمز المصنف لضعفه إلا أن له شواهد. 7952 - "ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال: يا محمَّد، قل: "توكلت على الحي الذي لا يموت؛ والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرًا". ابن أبي الدنيا في الفرج والبيهقي في الأسماء عن إسماعيل بن أبي فديك مرسلا، ابن صرري في أماليه عن أبي هريرة". (ما كربني أمر) أصابني كربة وغمة. (إلا تمثل لي جبريل) أي تصور لي. (فقال: يا محمَّد، قل: "توكلت على الحي الذي لا يموت؛ والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرًا") فهذا الذكر الجليل رقية لدفع الكرب. (ابن أبي الدنيا (¬3) في الفرج ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (4/ 1828)، وابن قانع (2/ 151)، وهذا خبر باطل، انظر: تهذيب الكمال (26/ 347)، وضعفه ابن حجر في الإصابة (6/ 286). (¬2) أخرجه ابن عساكر (6/ 394)، والبيهقي في الشعب (7268)، والديلمي في الفردوس (7994) عن ابن عباس موقوفا عليه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5127)، والضعيفة (4810) وقال: منكر. (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج (66) والبيهقي في الأسماء (1/ 193)، وابن صرصري في أماليه كما في الكنز (3424)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5128).

والبيهقي في الأسماء عن إسماعيل بن أبي فديك) بضم الفاء وفتح المهملة واسمه دينار مرسلًا، (ابن صصري في أماليه عن أبي هريرة). 7953 - "ما كرهت أن تواجه به أخاك فهو غيبة. ابن عساكر عن أنس (ض) ". (ما كرهت) بفتح التاء على الخطاب. (أن تواجه به أخاك) من الأقوال أو من كان يريد أن يحكي مشيته ليضحك عليه أو نحوها. (فهو غيبة) فهذا حقيقة الغيبة وهي محرمة إلا في مواضع، قال الشارح: ذكر ابن العماد أنها تباح في ست وثلاثين موضعا ونظمها. قلت: والذي اشتهر إباحتها في ستة مواضع وقد نظمت أيضًا. (ابن عساكر (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 7954 - "ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت. (حب) عن أسامة بن شريك". (ما كرهت أن يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك إذا خلوت) هو نظير "الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس" (¬2). فالمؤمن ينبغي أن يكون سره وعلنه في أفعاله سواء، فإنه في الحقيقة لا خلوة له فإنه إذا خلا عن الناس فالله حاضره وحفظته. (حب (¬3) عن أسامة بن شريك) الثعلبي بالمثلثة. 7955 - "ما لقي الشيطان عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه. ابن عساكر عن حفصة (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (51/ 28)، وفيض القدير (5/ 463)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5129). (¬2) أخرجه مسلم (2553) من حديث النواس بن سمعان. (¬3) أخرجه ابن حبان في صحيحه (403)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5659).

(ما لقي الشيطان عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه) خوفًا منه كما سلف مرارًا. ابن عساكر (¬1) عن حفصة، رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ العراقي: هو متفق عليه بلفظ "يا ابن الخطاب ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً ... " الحديث (¬2). 7956 - "ما لي أراكم عزين. (حم د ن) عن جابر بن سمرة (صح) ". (ما لي أراكم عزين) بالمهملة والزاي: متفرقين جماعات جماعات، والعزة: الجماعة، وعزين جمعها، أي ما لي أراكم أشتاتًا متفرقين. قال الطيبي: إنكار على رؤية أصحابه متفرقين أشتاتًا، والمقصود الإنكار عليهم كائنين على تلك الحالة، يعني أن يتفرقوا ولا يكونون مجتمعين، كيف وقد قال الله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، والمراد أنه كره لهم تفرقهم حلقا حلقا لغير حاجة. قلت: لأنه ربما أدى تفرق الأبدان إلى تفرق القلوب الذي عنه ينشأ كل شر. (حم م د ن) (¬3) عن جابر بن سمرة) رمز المصنف لصحته، قال جابر بن سمرة: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآنا حلقا فذكره. 7957 - "ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها. (حم ت هـ ك) والضياء عن ابن مسعود (صح) ". (ما لي وللدنيا) أي ليس لي ألفة ومحبة معها، وهذا قاله لما قيل له "ألا نبسط لك فراشًا لينًا ونفعل لك ثوبًا حسنًا"، قال الطيبي: اللام في الدنيا معجمة للتأكيد ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (38/ 194) والطبراني في الأوسط (3943)، وفي الكبير (24/ 305) (774)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5131)، والضعيفة (4466) وقال: منكر. (¬2) أخرجه البخاري (3294)، ومسلم (2396) من حديث سعد بن أبي وقاص. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 93)، ومسلم (430)، وأبو داود (4823)، والنسائي في السنن الكبرى (11622).

إن كانت الواو بمعنى مع، وإن كانت للعطف فتقديره ما لي وللدنيا معي (ما أنا في الدنيا) في لبث البقاء بها (إلا كراكب) نكرة للتحقير (استظل تحت شجرة) كذلك (ثم راح وتركها) كذلك كل أحد في الدنيا هذا شأنه، قال الطيبي: تشبيه تمثيلي ووجه الشبه سرعة الرحيل وقلة المكث ومن ثمة خص الراكب. قال عيسى عليه السلام: يا معشر الحواريين أيكم يستطيع أن يبني على موج البحر دارًا قالوا: يا روح الله ومن يقدر؟ قال: إياكم والدنيا لا تتخذوها قرارًا. والحديث تزهيد في الدنيا وتحقير لها وترغيب في الآخرة فإنها الحيوان وإذا كان زهد فيها أفضل الخلائق الذي لو توسع لما خيف عليه ما يخاف على غيره فغيره بالأولى (حم ت هـ ك والضياء (¬1) عن ابن مسعود) قال: دخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نائم على حصير قد أثر في جنبه فبكيت، فقال: ما يبكيك؟ قلت: كسرى وقيصر على الخز والديباج وأنت نائم على هذا الحصير فذكره، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن حيان وهو ثقة، قلت: وقد رمز المصنف لصحته. 7958 - "ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض. (هـ) عن أبي بكر" (ض). (ما مات نبي إلا دفن حيث يقبض) تقدم أنه الذي يحبه الله، أعني دفنه في موضع وفاته، فليس إخبارا عن الواقع بل عنه وأن الله يحبه ومفهومه أن غير النبي لا بأس بدفنه في غير محل وفاته. (هـ (¬2) عن أبي بكر) رمز [4/ 129] المصنف لضعفه. 7959 - "ما محق الإسلام محق الشح شيء. (ع) عن أنس (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 391)، والترمذي (2377)، وابن ماجة (4109)، والحاكم (4/ 310)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5668)، والصحيحة (438). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1628)، وقال البوصيري (2/ 56): هذا إسناد فيه الحسين بن عبد الله بن عبيد بن عباس الهاشمي وباقي رجال الإسناد ثقات, وصححه الألباني في صحيح الجامع (5670).

(ما محق الإِسلام) أي ما غير شأنه. (محق الشح) أي محقا مثل محق الشح له، فهو صفة مصدر محذوف، والشح: أشد البخل، وذلك أن الإسلام تسليم النفس والمال ومن شح لم يسلم ما أوجبه الله عليه فلا يتم إسلامه إلا ممحوقًا، وهو حث على السماحة والسخاء. (ع (¬1) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه، وضعفه المنذري، وقال البيهقي: فيه علي بن أبي سارة (¬2) وهو ضعيف، وقال في موضع آخر: رواه أبو يعلى والطبراني وفيه عمر بن الحصين وهو مجمع على ضعفه. 7960 - "ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة إلا قالوا: يا محمَّد مُر أمتك بالحجامة. (هـ) عن أنس، (ت) عن ابن مسعود (ح) ". (ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة) جماعة منهم. (إلا قالوا: يا محمَّد مر أمتك بالحجامة) كأنهم يعلمون بإعلام الله أدوية العباد ويناصحونهم بذلك، والمراد مرض به غلبة الدم وتقدمت أحاديث عديدة في الحجامة. (هـ عن أنس، (ت (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال المناوي: حديث ابن ماجة منكر. 7961 - "ما مسخ الله تعالى من شيء فكان له عقب ولا نسل. (طب) عن أم سلمة (ح) ". (ما مسخ الله تعالى من شيء) أمة أي بدلها كتبديل قوم من بني إسرائيل قردة وخنازير. (فكان له) أي الممسوخ. (عقب ولا نسل) عطف تفسيري وذلك لأن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (3488)، والطبراني في الأوسط (2843)، وابن عدي في الكامل (5/ 202)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 257)، والمجمع (1/ 102)، (10/ 242)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5132)، والضعيفة (1281): موضوع. (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 193)، والمغني في الضعفاء (2/ 447). (¬3) أخرجه ابن ماجة (3479) عن أنس، والترمذي (2052) عن ابن مسعود، وانظر فيض القدير (5/ 465)، وصححه الألباني في صحيح (5671).

المسخ أعظم عقوبات الغضب الدنيوية والنسل دليل الرضا فلا يجتمعان ومنه يعلم أن القردة الموجودة ليست من نسل من مسخ من بني إسرائيل وقد تقدم في هذا إشكال وجواب (طب (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم (¬2): مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح. 7962 - "ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكلون أكثرهم تابعاً يوم القيامة. (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (ما من الأنبياء نبي إلا قد أعطي من الآيات) الدالة على نبوته (ما مثله آمن عليه البشر) لأنها معجزات توجب لمن علمها الإيمان (وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليَّ) يعني أنه أعطي معجزة هي الوحي أي القرآن، فهو باق ببقاء الدهور، بخلاف معجزات من قبله فلا بقاء لها والكتب التي أوحاها الله لهم ليست بمعجزات يتحدى بها كالقرآن ولذا قال: (فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة) لأن معجزته باقية، فما يأتي قرن من القرون إلا وقفوا عليها فآمنوا به - صلى الله عليه وسلم - فيكثر أتباعه، وليس فيه نفي أنه أعطي غير القرآن من المعجزات بل الحصر إضافي بالنسبة إلى كتب الأنبياء ومعجزاتهم (حم ق (¬3) عن أبي هريرة). 7963 - "ما من الذكر أفضل من "لا إله إلا الله" ولا من الدعاء أفضل من الاستغفار. (طب) عن ابن عمرو (ح) ". (ما من الذكر ذكر أفضل من "لا إله إلا الله") فإنها كلمة الإخلاص ومفتاح ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 325) رقم (746)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 11)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5673). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 536). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 341)، والبخاري (4981)، ومسلم (152).

الجنة وبها بعثت الأنبياء إلى الأمم (ولا من الدعاء) وهو سؤال الله فهو أخص من مطلق الذكر (أفضل من الاستغفار) لأنه طلب المغفرة وكل أحد محتاج إليها وإذا غفر للعبد فقد نال الخير كله وتمامه في الطبراني ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمد: 19] (طب (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه الأفريقي وغيره من الضعفاء. 7964 - "ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت. (طس) عن علي (ض) ". (ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر) وهذا هو الغين الذي تقدم في حديث: "إنه ليغان على قلبي" (بينما القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت) كذلك هذه القلوب تارة وهي مشرقة وللمعاني مستدركه ولربها ذاكرة، وتارةً وهي مظلمة لا تدرك شيئًا. (طس (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه وفيه قصة له عليه السلام مع عمر بن الخطاب. 7965 - "ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك: ارفع حكمته, وإذا تكبر قيل للملك: ضع حكمته. (طب) عن ابن عباس، والبزار عن أبي هريرة (ح) ". (ما من آدمي إلا في رأسه حكمة) بفتح المهملة والكاف وهو: ما يجعل تحت حنك الدابة يمنعها المخالفة كاللجام. (بيد ملك) متصلة بيده (فإذا تواضع) أي انقاد للحق والخلق (قيل للملك: ارفع حكمته) قدره ومنزلته (وإذا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (10/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5148). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5220)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 196)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5682)، والصحيحة (2268).

تكبر قيل للملك: ضع حكمته) أذلة كناية عن إذلاله وإهانته، ويفسره ما أخرجه في الكبير "ما من آدمي إلا في رأسه حكمة موكل بها ملك الموت فإن تواضع رفعه الله وإن ارتفع قمعه الله، والكبرياء رداء الله فمن نازع الله قمعه" (¬1)، ابن صصري في أماليه عن أنس. ويوضحه أيضًا حديث "ما من آدمي إلا وفي رأسه سلسلتان، سلسلة في السماء السابعة وسلسلة في الأرض السابعة فإذا تواضع رفعه الله بالسلسلة إلى السماء السابعة وإذا تجبر وضعه الله تعالى بالسلسلة إلى الأرض السابعة" (¬2) الخرائطي في مساوئ الأخلاق والحسن بن سفيان وابن لال والديلمي عن ابن عباس، ذكره المصنف أيضًا في الكبير [4/ 130] فأفاد أن ثمرة التكبر الذلة في الدنيا بين عباد الله وفي الآخرة النار. (طب (¬3) عن ابن عباس)، والبزار عن أبي هريرة، رمز المصنف لحسنه وقال المنذري والهيثمي: إسنادهما حسن وقول ابن الجوزي: حديث لا يصح. يريد الصحة الخاصة فلا ينافي كونه حسنًا. 7966 - "ما من أحد يدعو بدعاء إلا أتاه الله ما سأل، أو كف عنه من السوء مثله, ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم. (حم ت) عن جابر (ح) ". (ما من أحد يدعو بدعاء إلا أتاه الله ما سأل) من مطلوبه (أو كف عنه من السوء مثله) مثل ما سأل (ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) فإنه لا يجاب لأنه عاص بنفس الدعاء وقد أفاد فائدة ثالثة سكت عنها هنا وأفيدت في غيره وهي ¬

_ (¬1) أخرجه ابن صصري في أماليه كما في الكنز (5742) الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 401). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (8141)، وابن عدي في التراجم الساقطة من الكامل (1/ 106). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 218) (12939)، عن ابن عباس، والبيهقي في الشعب (8143)، وابن عدي في الكامل (6/ 330) عن أبي هريرة وانظر العلل المتناهية (2/ 811)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5675)، والصحيحة (538).

أو يدخر الله للداعي خيراً مما أراده في الآخرة (حم ت (¬1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه وفيه ابن لهيعة. 7967 - "ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام. (د) عن أبي هريرة (صح) ". (ما من أحد يسلم عليَّ) ظاهره من قريب قبره أو بعيد عنه. (إلا رد الله عليَّ) في رواية إليَّ قال القسطلاني (¬2) وهي ألطف وأنسب إذ بين التعديتين فرق لطيف قيل الراغب بعلى في الإهانة وبإلى في الإكرام. (روحي) قيل: نطقي لأن روحه لا تفارقه إذ الأنبياء أحياء في قبورهم فهو مجاز وعلاقته أن النطق من لازمه وجود الناطق بالفعل أو القوة، وقال ابن حجر (¬3): الأحسن أن يؤل رد الروح بحضور الفكر (حتى أرد عليه السلام) قيل: هذا ظاهر في استمرار حياته على الدوام لاستحالة أن يخلو ساعة عمن يسلم عليه ومن خص ذلك بوقت الزيارة فعليه البيان، قال الطيبي: لعل معناه أن يكون روحه القدسية في شأن ما في الحضرة الإلهية فإذا بلغه سلام أحد من الأمة رد الله روحه من تلك الحالة إلى رد سلام من سلم عليه. (د عن أبي هريرة) (¬4) رمز المصنف لصحته وقال في الرياض والأذكار: إسناده صحيح، وقال ابن حجر: رواته ثقات. 7968 - "ما من أحد يموت إلا ندم: إن كان محسنًا ندم أن لا يكون قد ازداد، وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون قد نزع. (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (ما من أحد يموت إلا ندم) لانقطاعه عن أعماله. (إن كان محسنًا ندم أن لا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 360)، والترمذي (3381)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5678). (¬2) فتح الباري (6/ 488). (¬3) انظر: فيض القدير (5/ 597). (¬4) أخرجه أبو داود (2041)، والبيهقي في الشعب (1581)، وانظر الأذكار (296)، والتلخيص الحبير (2/ 267) وصححه النووي في الرياض (1402)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5679).

يكون قد ازداد) إحسانًا في دار الأعمال فإنه إذا مات انقطع عنه عمله. (وإن كان مسيئًا ندم أن لا يكون قد نزع) أقلع عن الذنوب والمعاصي وتاب عنها. (ت (¬1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لضعفه، قال المنذري: إنه ضعيف لأن فيه يحيى بن عبد الله بن موهب عن أبيه (¬2) قال الذهبي: ضعَّفوه ووالده قال أحمد: له مناكير. 7969 - "ما من أحد يحدث في هذه الأمة حديثًا لم يكن فيموت حتى يصيبه ذلك. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (ما من أحد يحدث في هذه الأمة حديثًا لم يكن) له أصل في الشريعة. (فيموت حتى يصيبه ذلك) أي وباله وهو نهي عن الإحداث في الدين ما لم يكن فيه وأنه لا بد وأن يعاقب عليه قبل موته، ثم يكون عليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم القيامة. (طب (¬3) عن ابن عباس)، رمز المصنف لضعفه, وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير مسلمة بن سيس (¬4) ووثقه ابن حبان. 7970 - "ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه اثنتين وسبعين زوجة: ثنتين من الحور العين، وسبعين من ميراثه من أهل النار ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي، وله ذكر لا ينثني. (هـ) عن أبي أمامة". (ما من أحد يدخله الله الجنة إلا زوجه اثنتين وسبعين زوجة: ثنتين من الحور العين) المنشئات في الجنة إنشاء وهو بدل من الذي قبله. (وسبعين) كذلك. (من ميراثه من أهل النار) وهي أيضاً من الحور وقد صرح به في حديث عند ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2403) وابن المبارك في الزهد (33) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5146). (¬2) انظر الميزان (7/ 201). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 44) رقم (10991)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 251)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5141)، والضعيفة (4472). (¬4) ينظر التاريخ الكبير (4/ 85)، الجرح والتعديل (4/ 163)، وثقات ابن حبان (8/ 285).

أحمد بلفظ "سوى أزواجه من الدنيا" (1)، قال هشام أحد رواته يعني: رجالًا دخلوا النار فورث أهل الجنة نساءهم كما ورثت امرأة فرعون. وأخذ منه أن الله تعالى أعد لكل واحد من الخلق زوجتين فمن حرم ذلك بدخوله النار من أهلها وزعت زوجاتهم على أهل الجنة وهو نظير حديث: "ما من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزلته" (¬2) فذلك قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون: 10]. وفيه كثرة أهل النار وقلة أهل الجنة، فإن الرجل من أهل الجنة يزن خمسة وثلاثين من أهل النار، وظاهره استواء أهل الجنة في ذلك العدد إلا أنه قد ورد زيادة عليه. قال الحافظ ابن حجر (¬3): ما ذكر من الخبر قد ورد أكثر منه وأقل، وأكثر ما أخرجه أبو الشيخ في العظمة، والبيهقي في الشعب من حديث ابن أبي أوفى رفعه "إن الرجل من أهل الجنة ليزوج خمسمائة حوراء وإنه ليفضي إلى أربعة آلاف بكر وثمانية آلاف ثيب" (¬4) وفيه راو لم يسم، وفي الطبراني: "إن الرجل في الجنة ليفضي إلى مائة عذراء" (¬5) ثم قد عورض [4/ 131] خبر الكتاب بحديث الترمذي: "إن أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم واثنتان وسبعون زوجة" (¬6). ¬

_ 01) أخرجه أحمد (2/ 537)، وقال ابن حجر في الفتح (6/ 325): وفي سنده شهر بن حوشب وفيه مقال. (¬2) أخرجه ابن ماجة (4341)، والبيهقي في الشعب (377). (¬3) فتح الباري (6/ 325). (¬4) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (589). (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (718، 5267) وقال: لم يرد هذا الحديث عن هشام إلا زائدة, وقال في الصغير (795): لم يروه عن هشام إلا زائدة تفرد به الجعفي البزار ورجالها رجال الصحيح غير محمَّد بن تواب وهو ثقة. (¬6) أخرجه الترمذي (2562).

والأحسن أن يقال أنه حيث كان فيها ما تشتهيه الأنفس فقد حصل لأحدهم شهوة لكثرة النساء يبلغ عامة ما ذكر ويحصل للآخر دون ذلك يبلغ القدر الأقل وقد استدل بهذا الحديث على أن النساء في الجنة أكثر من الرجال. (ما منهن واحدة إلا ولها قبل شهي) موضع الإتيان (وله) أي للأحد المذكور أولا (ذكر لا ينثني) لا يضعف عن الجماع وإنما يتركه ينقل من لذة إلى لذة (هـ (¬1) عن أبي أمامة)، سكت عليه المصنف، قال الدميري: انفرد به ابن ماجة وفيه خالد بن يزيد (¬2) وهّاه ابن معين مرة وكذبه أخرى وساق الذهبي من مناكيره هذا الخبر، وقال ابن حجر: هذا الحديث سنده ضعيف جدًا. 7971 - "ما من أحد يؤمر على عشرة فصاعدا إلا جاء يوم القيامة في الأصفاد والأغلال. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ما من أحد يؤمر) يصير أميرًا. (على عشرة فصاعدًا) كان ذكر العشرة لأنه في الأغلب أقل من يؤمر عليهم وإلا فلو كان من أمر عليه دون ذلك جاء فيه ما ذكر من قوله: (إلا جاء يوم القيامة في الأصفاد) جمع صفد وهو القيد الذي يوضع في الأقدام. (والأغلال) جمع غل وهو الموضع في العنق وفي رواية: "حتى يفكه عدله أو يوبقه جوره" (¬3) وفيه خطر الإمارة وكيف لا وهي المطغاة الملهاة المهلكة للدين. (ك (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4337)، والديلمى في الفردوس (6114)، وابن عدي في الكامل (3/ 11)، وانظر الميزان (2/ 431)، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (6/ 325): سنده ضعيف جدًا، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5143)، والضعيفة (4473). (¬2) انظر المغني (1/ 207)، والميزان (3/ 431)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 251). (¬3) انظر القول المسدد (1/ 68). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5140)، والضعيفة (4471).

7972 - "ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة فلا يعدل فيهم إلا كبه الله تعالى في النار. (ك) عن معقل بن يسار (صح) ". (ما من أحد يكون على شيء من أمور هذه الأمة) هذا أعم مما قبله يشمل كل اثنين تأمر أحدهما على الآخر وكل من إليه أمر من الأمور. (فلا يعدل فيهم) كما أمر الله (إلا كبه الله تعالى في النار) صرعه وألقاه فيها على وجهه، وهذا وعيد شديد يفيد أن جور كل جائر من قاض فما دونه فما فوقه كبيرة، قال الذهبي: إذا اجتمع في القاضي قلة علم وسوء قصد وأخلاق زعرة فقد تمت خسارته ولزمه عزل نفسه ليخلص من النار (ك (¬1) عن معقل بن سنان)، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في التلخيص. 7973 - "ما من أحد إلا وفي رأسه عروق من الجذام تنفر، فإذا هاج سلط الله عليه الزكام، فلا تداووا له. (ك) عن عائشة (صح) ". (ما من أحد إلا وفي رأسه عروق من الجذام) من أصوله التي يتفرع عنها. (تنعر) بالمثناة الفوقية بعدها نون وبالعين المهملة والراء يتحرك ويعلو ويهيج. (فإذا هاج سلط الله عليه الزكام) فيكسر هيجانه وحركته (فلا تداووا له) أي للزكام ولا تمنعوا مادته فإنه يضعف مادة ما هو أعظم منه، وفي خبر رواه ابن عدي والبيهقي (¬2) وضعّفاه عن أنس "لا تكرهوا أربعة فإنها لأربعة لا تكرهوا الرمد فإنه يقطع عروق العمى ولا تكرهوا الزكام فإنه يقطع عروق الجذام ولا تكرهوا السعال فإنه يقطع عرق الفالج ولا تكرهوا الدماميل فإنها تقطع عرق ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 90)، والطبراني في الأوسط (6629)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5144). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (9212، 9898)، وابن عدي في الكامل (7/ 242)، وقال الذهبي في الميزان (7/ 178): باطل.

البرص" (ك (¬1) عن عائشة)، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي فقال: قلت: كأنه موضوع وفيه عبد الرحمن الكديمي متهم بالوضع انتهى، وسبقه ابن الجوزي فحكم بوضعه وسلمه له المصنف في الموضوعات ولم يتعقبه إلا بأن الحاكم خرجه وبأن الذهبي تعقبه, فالعجب من ذكر المصنف له وقد سبق له نظائر. 7974 - "ما من أحد يلبس ثوبًا ليباهى به فينظر الناس إليه إلا لم ينظر الله إليه حتى ينزعه متى ما نزعه. (طب) عن أم سلمة (ح) ". (ما من أحد يلبس ثوبا ليباهى به) يفاخر به الناس. (فينظر الناس إليه) أي يبلغ ما يريد من نظر الناس إليه إلا. (إلّا لم ينظر الله إليه) برحمته وإكرامه. (حتى ينزعه متى نزعه) وإن طال لبسه له طال إعراض الله عنه وهو عام للعمامة والإزار وغيرهما. (طب (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الخالق بن زيد بن واقد (¬3) وهو ضعيف. 7975 - "ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدًا ونورًا لهم يوم القيامة. (ت 4) والضياء عن بريدة (صح). (ما من أحد من أصحابي يموت بأرض إلا بعث قائدًا) أي بعث ذلك الصحابي حال كونه قائدًا لأهل تلك الأرض إلى الجنة. (ونورًا لهم يوم القيامة) هذه فضيلة لأهل الأرض التي يدفن فيها صحابي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 411)، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (1714)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5135)، والضعيفة (190) وقال: موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 283) رقم (618)، وفي الشاميين (1215)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 135)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5145)، والضعيفة (1704) وقال: ضعيف جدًا. (¬3) انظر المغني (1/ 370)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 87).

ثبتت لأهل تلك الأرض إلى يوم القيامة، فيحسن أن يتحرى العبد سكون أرض فيها صحابي مدفون لعله يموت بها فيشمله بركة ذلك الصحابي، أو كأنه خاص بأفاضل الصحابة. (ت والضياء (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب وإرساله أصح. 7976 - "ما من أحد من أصحابي إلا ولو شئت لأخذت عليه في بعض خلقه، غير أبى عبيدة بن الجراح. (ك) عن الحسن مرسلًا (صح) ". (ما من أحد من أصحابي) وفي رواية منكم. (إلا ولو شئت لأخذت عليه في بعض خلقه) بالضم أي وجدت عليه عيبًا. (غير أبي عبيدة) فإنه قد صفاه الله عن العيب في خلقه فلا أجد [4/ 132] له عيبًا ولذا كان أمين هذه الأمة ويشهد للحديث "الناس كإبل بمائة لا تجد فيها راحلة" (¬2) وفيه فضيلة لأبي عبيدة. (ك (¬3) عن الحسن مرسلًا) رمز المصنف لصحته وفيه مبارك بن فضالة (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء قال: ضعفه أحمد والنسائي. 7977 - "ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته (حم ت) عن عمرو بن مرة (ح) ". (ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة) بفتخ الخاء عطف تفسيري، وقيل: الحاجة ما يهتم به الإنسان وان لم يبلغ حد الضرورة بحيث لو لم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3865)، والضياء كما في الكنز (32475)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5138). (¬2) أخرجه مسلم (2547). (¬3) أخرجه الحاكم (3/ 266) عن الحسن مرسلًا، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5137)، والضعيفة (4469). (¬4) انظر المغني (2/ 540)، وجامع التحصيل (1/ 273).

تحصل له لم يختل أمره، والخلة ما يحصل بعدمها الاختلال الذي العيش (والمسكنة) وهؤلاء هم أهل الحاجات إلى الملك والوالي (إلا أغلق الله أبواب السماء دون خلته وحاجته ومسكنته) جزاء وفاقًا، فإنه تعالى جعل إليه أمور العباد فيجب عليه رعاية نعمة الله بقضاء حوائجهم، فإذا لم يقضها لم يقض الله له حاجة. ومفهومه إن فتح أبوابه لهم فتح الله له أبواب سماواته وقضى حاجته، فالله في عون المرء ما كان في عون أخيه، قال ابن حجر (¬1): فيه وعيد شديد لمن احتجب عن الناس لغير عذر وكان حاكما بينهم لأن فيه تأخير إيصال الحقوق إلى أهلها أو تضييعها (حم ت (¬2) عن عمرو بن مرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب، وأخرجه الحاكم وقال: صحيح وأقره الذهبي. 7978 - "ما من إمام يعفو عند الغضب إلا عفا الله عنه يوم القيامة. ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن مكحول مرسلًا". (ما من إمام يعفو عند الغضب إلا عفا الله عنه يوم القيامة) وذلك لأن عفوه أعظم من عفو غيره لقدرته على الانتقام ولذا قيل: كل عفو أتى بغير اقتدار ... حجة لا جيئ إليها اللئام (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (¬3) عن مكحول مرسلًا). 7979 - "ما من أمة إلا وبعضها في النار وبعضها في الجنة, إلا أمتي، فإنها كلها في الجنة. (خط) عن ابن عمر (ض) ". ¬

_ (¬1) فتح الباري (13/ 133). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 231)، والترمذي (1332)، والبيهقي في الشعب (7386)، والحاكم (4/ 94)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5685)، والصحيحة (629). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا كما في الكنز (14968)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5150)، والضعيفة (4475).

(ما من أمة) من الأمم الماضية. (إلا وبعضها في النار) لمعاصيها. (وبعضها في الجنة) بطاعتها. (إلا أمتي) أمة الإجابة. (فإنها كلها في الجنة) أي مآل كل من تبعه - صلى الله عليه وسلم - الجنة وإن كان بعد دخول النار لمن يدخلها، فإنه حتم مقتضي دخول البعض فقول المظهر هذا مشكل ليس فيه شيء من الإشكال، قال: إذ مفهومه أن لا يعذب أحد من أمته حتى أهل الكبائر وقد ورد أنهم يعذبون انتهى. قلت: ليس فيه إلا أنهم يدخلون الجنة وهو صادق ولو بعد التعذيب. (خط (¬1) عن ابن عمر)، رمز المصنف لضعفه إذ فيه أحمد بن محمَّد والحجاج البغدادي، قال ابن الجوزي عن ابن عدي: كذبوه. 7980 - "ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها بدعة إلا أضاعت مثلها من السنة. (طب) عن عفيف بن الحارث (ض) ". (ما من أمة ابتدعت بعد نبيها في دينها بدعة) أحدثت فيه ما ليس منه. (إلا أضاعت مثلها من السنة) مثلها في كونها فعلًا أو تركًا أو المماثلة باعتبار الضدية لأن تلك منهي عنها والأخرى مأمور بها، وفيه التحذير من البدعة فإنها توجب الإثم ثم يصاغ بها أمر عظيم فيه أجر (طب (¬2) عن عفيف بن الحارث) بعين وفاء فعيل من العفة، وقال الشارح بغين وضاد معجمتين مصغرًا انتهى، والذي في النسخ التي وقفت عليها ما ذكرناه، رمز المصنف لضعفه وقال المنذري: سنده ضعيف، وقال غيره: فيه محمَّد بن عبد الرحيم ضعَّفه الدارقطني، وشريح بن عبد الرحمن قال أبو حاتم: شبه المجهول. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 376)، والطبراني في الصغير (648)، وانظر العلل المتناهية (1/ 301)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5693). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 99) رقم (178)، وانظر: الترغيب والترهيب (1/ 45)، وقال الهيثمي في المجمع: (1/ 188): رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو بكر بن أبي مريم وهو منكر الحديث، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5155).

7981 - "ما من امرئ يحي أرضًا فيشرب منها كبد حرى أو يصيب منها عافية إلا كتب الله له بها أجرًا. (طب) عن أم سلمة (ح) ". (ما من امرئ يحي أرضًا) مواتًا وإحياؤها ازدراعها (فيشرب منها كبد حرى) عطشًا إذ العطش يؤثر حرارة الكبد وهو عام لكل حيوان (أو تصيب منها) من ثمرها (عافية) جمعها عوافي وهو طالب الرزق من إنسان وطائر وبهيمه (إلا كتب الله له بها أجرًا) فيه ترغيب في إحياء الأرض الموات وأنه ينال العبد الأجر إذا انتفع بها منتفع وإن لم يبق بخصوصة. (طب (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه موسى بن يعقوب الزمعى (¬2) وثقة ابن معين وابن حبان وضعفه ابن المديني. 7982 - "ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرًا ثم يعلفه عليه إلا كتب الله له بكل حبَّة حسنة. (حم هب) عن تميم (ض) ". (ما من امرئ مسلم ينقي) بضم المثناه التحتية أي يذهب الأحجار والتراب. (لفرسه) أو نحوها والمراد الفرس التي للجهاد أو للستر المتخذة للمباح لحديث "إن الخيل ثلاثة أجر وستر ووزر" (شعيرًا) أو نحوه مما يعلف ويؤخذ منه أن تطلبه الحشيش والشعير لهما له هذا الأجر أو أفضل. (ثم يعلفه عليه إلا كتب الله له بكل حبَّة) من حبات الشعير (حسنة) [4/ 133] هذا فضل كبير ينبغي للمؤمن أن يحرص عليه وفيه الأمر بالعناية بالخيل ونحوها. (حم هب (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 397) رقم (949) وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (4/ 157)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5152). (¬2) انظر: المغني في الضعفاء (2/ 689)، والميزان (6/ 570). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 103)، والبيهقي في الشعب (4273)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5688)، والصحيحة (2269).

عن تميم)، رمز المصنف لضعفه لأن فيه إسماعيل بن عياش (¬1) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ليس بالقوي، وفي الكاشف: أن أبا حاتم لينه وشرحبيل بن مسلم (¬2) ضعفه ابن معين. 7983 - "ما من امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في مواطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته. (حم د) والضياء عن جابر وأبي طلحة بن سهل (صح) ". (ما من امرئ مسلم يخذل امرءًا مسلمًا) الخذل ترك الإعانة والنصر. (في موطن ينتقص فيه) يذكر. (في عرضه) ما هو نقص. (وينتهك) قال الجوهري: انتهك عرضه بالغ في شتمه. (إلا خذله الله تعالى في موطن يحب) من المحبة. (فيه نصرته) عقوبة له من جنس فعله، وفيه إعلام له بأنه لا بد وأن يصاب في عرضه أو نفسه أو ماله فإنه لا خذلان إلا عند الإصابة، وفيه دليل على وجوب نصرة المسلم لأخيه إن اغتيب فيه أو يريد ظالم يأخذه أو يأخذ ماله وهو قادر على نصرة أخيه فيخذله، وسبحان الله لقد صرنا في زمن خير الناس فيه من لم يعن عليك من ينتهك عرضك ومالك ولم يسع بك إلى الظلمة. (وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته) فيدفع عنه. (إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) في الدنيا والآخرة وفي الباب أحاديث كثيرة. (حم د والضياء (¬3) عن جابر وأبي طلحة بن سهل)، رمز المصنف لصحته، وقال ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 85)، والكاشف (1/ 248). (¬2) انظر المغني (1/ 296). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 30)، وأبو داود (4884)، والضياء في المختارة كما في الكنز (7224) والبيهقي في السنن (8/ 167)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5690).

المنذري: اختلف في إسناده، قال البيهقي: حديث جابر سنده حسن. 7984 - "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله. (م) عن عثمان (صح) ". (ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة) أي يدخل وقتها. (فيحسن وضوءها) بضم الواو أي فعل الوضوء. (وخشوعها وركوعها) وسائر أفعالها، قال القاضي: إحسان وضوئها الإتيان بفرائضه وسننه، وخشوع الصلاة الإخبات فيها بانكسارالجوارح، وإخباتها أن تأتي بكل ركن على وجه أكثر تواضعا وخضوعًا، وتخصيص الركوع بالذكر تنبيه على إبانته على غيره تحريضًا عليه فإنه من خصائص صلاة المسلمين انتهى. (إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب) أي الصغائر لما في غيره من التقييد باجتناب الكبائر ولقوله: (ما لم تؤت كبيرة) أي لم يعمل. (وذلك الدهر كله) قال القاضي: الإشارة إلى التكفير، أي لو كان يأتي بالصغائر كل يوم ويؤدي الفرائض كملا يكفر كل فرض ما قبله من الذنوب والدهر منصوب على الظرف وكله تأكيد له وقد بحثنا في رسالة مستقلة في التكفير. (م (¬1) عن عثمان بن عفان)، تفرد باللفظ هذا عن البخاري. 7985 - "ما من امرئ تكون له صلاة بالليل فيغلب عليه النوم إلا كتب الله تعالى له أجر صلاته) وكان نومه عليه صدقة. (د ن) عن عائشة (صح) ". (ما من امرئ تكون له صلاة بالليل) ورد معين. (فيغلب عليه النوم إلا كتب الله له أجر صلاته) فضلًا لاعتياد العبد الخير وعدم تفريطه بتركه. (وكان نومه عليه صدقة) من الله وقالوا: هذا في من تعود الورد وغلبة النوم أحيانًا عن ورده. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (228).

(د ن (¬1) عن عائشة)، رمز المصنف لصحته، وقال العراقي: فيه رجل لم يسم وسماه النسائي في روايته الأسود بن يزيد، لكن في طريقة أبو جعفر الرازي (¬2) قال النسائي: ليس بقوي، ورواه النسائي وابن ماجة من حديث أبي الدرداء نحوه بإسناد صحيح. 7986 - "ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة أجذم. (د) عن سعد بن عبادة (ح) ". (ما من امرئ يقرأ القرآن) يحتمل يحفظه عن ظهر قلب أو يتعود قراءته نظراً أو تلقيناً. (ثم ينساه إلا لقي الله يوم القيامة وهو أجذم) بالجيم والذال معجمة: مقطوع اليد، قيل معناه: أجذم الحجة منقطعها لا يجد ما يتمسك به في شأنه ويتشبث به في يده فإن القرآن سبب أحد طرفيه بيد الله والآخر بيد العباد، فمن تركه انقطع من يده وصارت يده كأنها مقطوعة، وقد يكنى بعدم اليد عن عدم الحجة إذا عرفت هذا اندفع ما قيل أن تخصيص العقوبة باليد لا يناسب هذه الخطبة أو معناه ما عرفته. قلت: ويحتمل أن المراد بنسيانه إياه عدم العمل به ويراد يقرأ القرآن عرف معانيه ثم أعرض عنها. (د (¬3) عن سعد بن عبادة)، رمز المصنف لحسنه، قال ابن القطان وغيره: فيه يزيد بن أبي زياد (¬4) لا يحتج به وعيسى بن فائد (¬5) مجهول الحال ولا يعرف أنه روى عنه غير يزيد هذا، وقال ابن أبي حاتم: لم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 63)، وأبو داود (1314)، والنسائي (3/ 257، 258) عن عائشة، وابن ماجه (1344) عن أبي الدرداء، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5691). (¬2) انظر المغنى (2/ 777)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 240). (¬3) أخرجه أبو داود (1474)، والبيهقي في الشعب (1970) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/ 70): في إسناده مقال، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5153)، والسلسلة الضعيفة (1354). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (2/ 749)، والمجروحين (3/ 99). (¬5) انظر الميزان (5/ 385)، واللسان (7/ 332).

يثبت سماعه من سعد ولم يدركه، قال المناوي: فهو على هذا منقطع. 7987 - "ما من أمير عشرة إلا وهو يؤتى به يوم القيامة مغلولاً، حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور. (هق) عن أبي هريرة (ح) ". (ما من أمير عشرة) [4/ 134] وتقدم فصاعداً (إلا وهو يؤتى به يوم القيامة مغلولاً) أي مغلولة يده إلى عنقه وتقدم مصفداً. (حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور) أوبقه أهلكه ولا يفكه من الغل إلا الهلاك بمعنى أنه يرى بعد الفك الهلاك أو بعد الغل سلامة. (هق (¬1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لحسنه، وقال الذهبي: فيه عبد الله ابن محمَّد عن أبيه (¬2) وهو واه انتهى، ورواه عنه باللفظ المزبور البزار والطبراني في الأوسط , قال المنذري: رجاله رجال الصحيح. 7988 - "ما من أمير يؤمر على عشرة إلا سئل عنهم يوم القيامة. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (ما من أمير يؤمر على عشرة) فما فوق وما دون ويحتمل أن الوعيد على العشرة فصاعداً. (إلا سئل عنهم يوم القيامة) أي عن العدل فيهم والجور، أي حوسب بينه وبينهم وهذا شامل لمن كان أميراً على أهله في منزله. (طب (¬3) عن ابن عباس)، رمز الصنف لحسنه، وقال الذهبي في المهذب: إسناده حسن. 7989 - "ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة ويده مغلولة إلى عنقه. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 96)، وأحمد (2/ 431)، والطبراني في الأوسط (6225)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 121)، واللسان (4/ 378)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5695)، والصحيحة (2621). (¬2) انظر الميزان (4/ 176)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 140)، والمغني في الضعفاء (1/ 354). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 411) رقم (12166)، وابن عدي في الكامل (3/ 148)، قال الهيثمي في المجمع (5/ 208): فيه رشدين بن كريب وهو ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5156)، والضعيفة (4477).

(هق) عن أبي هريرة". (ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة ويده مغلولة إلى عنقه) كما سلف. (هق (¬1) عن أبي هريرة) وهو كالأول راوياً ومخرجاً. 7990 - "ما من أهل بيت عندهم شاة إلا وفي بيتهم بركة. ابن سعد عن أبي الهيثم بن التيهان (ض) ". (ما من أهل بيت عندهم شاة) من الضأن فأكثر. (إلا وفي بيتهم بركة) أي زيادة خير ورزق وهو حث على اتخاذ الغنم (ابن سعد (¬2) في طبقاته عن أبي الهيثم) اسمه مالك (بن التيهان) أحد النقباء ورمز المصنف لضعفه. 7991 - "ما من أهل بيت تروح عليهم ثلة من الغنم إلا باتت الملائكة تصلي عليهم حتى تصبح. ابن سعد عن أبي ثفال عن خاله". (ما من أهل بيت تروح عليهم ثلة) بالمثلثة وتشديد اللام جماعة. (من الغنم إلا باتت الملائكة تصلي عليهم) تدعوا لهم وتستغفر. (حتى تصبح) بضم المثناة الفوقية يدخلون في الصباح. (ابن سعد (¬3) عن أبي ثفال) بالمثلثة مكسورة بعدها فاء عن (خاله) لم يسم. 7992 - "ما من أهل بيت يغدو عليهم فدان إلا ذلوا. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (ما من أهل بيت يغدو عليهم فدان) بالفاء وتشديد الدال المهملة آلة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 95)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5695)، والصحيحة (2621). (¬2) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 496)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5159)، والضعيفة (4479): موضوع. (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 496)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5158)، والضعيفة (4478): موضوع.

حرث (¬1). (إلا ذلوا) لما تطالبهم به العمال والعشارون من المطالب المالية الموجبة للذلة، وليس فيه كراهة للحرث والزراعة بل هى أمر محبوب لله تعالى لما فيها من الأجر كما تقدم، بل إخبار بما يلازم ذلك من الذلة ولا ينافى ثبوت الأجر فهو تصبير للحراثين على ما ينالهم (طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه راويان لم أعرفهما وبقية رجاله ثقات. 7993 - "ما من أهل بيت واصلوا إلا أجرى الله عليهم الرزق، وكانوا في كنف الله تعالى. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (ما من أهل بيت واصلوا) صومهم ولم يأكلوا بين اليومين مفطراً، وقد أخذ به من رأى حل الوصال، وقيل يحتمل أنه أراد - صلى الله عليه وسلم - أنهم واصلوا لعدم القدرة على الطعام وصبرهم وعفافهم فلا حجة فيه وقوله: (إلا أجرى الله عليهم الرزق، وكانوا في كنف الله تعالى) بتحريك عينه بالفتح: حرزه وستره، والكنف: الجانب والظل، ربما دل لذلك وهو يوصيه بالصبر على الفاقة وأنه سبب لإدرار الرزق وتقدم نظيره (طب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبيد الله بن يزيد الوصافي (¬4) وهو ضعيف. 7994 - "ما من أيام أحب إلى الله تعالى أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة: يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها كقيام ليلة القدر. (ت هـ) عن أبي هريرة (ض) ". ¬

_ (¬1) فدَّان: مشدد وهي البقر التي يحرث بها. النهاية (3/ 805). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 293) رقم (8123)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 120)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5698)، والصحيحة (10). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 141) (11295)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 152)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5160)، والضعيفة (4480) وقال: ضعيف جداً. (¬4) انظر الميزان (5/ 22)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 66)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 164).

(ما من أيام أحب إلى الله تعالى أن يتعبد له فيها) قال الطيبي: أحب خبر ما وأن يتعبد متعلق بأحب بحذف الجار فيكون المعنى ما من أيام أحب إلى الله لأن يتعبد له فيها. (من عشر ذي الحجة) بالكسر والفتح والكسر أرجح وقوله: (يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة) بيان لفضيلة بعض أنواع العبادة في تلك الأيام وهو الصيام وإلا فالفضل عام لأنواع العبادات، والمراد ما عدا يوم النحر فإنه منهي عن صيامه وقد أخرج أحمد وغيره أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم تسع ذي الحجة (¬1) وعورض بحديث عائشة عند مسلم "لم ير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صائماً في العشر قط" (¬2)، وأجيب عنه بأن المثبت مقدم على النافي على القاعدة المقررة، وعورض الحديث بحديث البخاري وغيره "ما العمل في أيام أفضل منه في هذه" (¬3) يعني أيام التشريق، وأجيب بأجوبة كثيرة والأقرب عندي أن المراد بالعمل عمل الحج وتمام مناسكه من الرمي والطواف فكأن المراد أن أيام التشريق يعمل فيها أفضل أعمال الحج، وأيام العشر سائر العبادات غير أعمال الحج بل من الصيام والقيام، ولذا قال: (وقيام كل ليلة منها كقيام ليلة القدر). (ت هـ (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب [4/ 135] لا نعرفه إلا من حديث مسعود بن واصل عن النهاس ضعفوه فالحديث معلول. قال ابن الجوزي: حديث لا يصح تفرد به مسعود بن واصل (¬5) عن النهاس ومسعود ضعفه أبو داود، والنهاس (1) قال ابن القطان: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 288)، وأبي داود (2437)، والبيهقي في الشعب (3754). (¬2) أخرجه مسلم (1176). (¬3) أخرجه البخاري (926). (¬4) أخرجه الترمذي (758)، وابن ماجة (1728)، والبيهقي في الشعب (3758)، وابن عدي في الكامل (7/ 58)، وانظر العلل المتناهية (2/ 563)، والميزان (6/ 411)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5161)، والضعيفة (5145). (¬5) انظر المغني (2/ 654).

متروك وابن عدي: لا يساوي شيئاً وابن حبان: لا يحل الاحتجاج به، وأورده في الميزان من مناكير مسعود. 7995 - "ما من بعير إلا وفي ذروته شيطان، فإذا ركبتموها فاذكروا نعمة الله تعالى عليكم كما أمركم الله , ثم امتهنوها لأنفسكم، فإنما يحمل الله تعالى. (حم ك) عن أبي لاس الخزاعي (صح) ". (ما من بعير) في القاموس (¬2) بفتح الباء وقد تكسر: الجمل النازل أو الجذع وقد يكون للأنثى انتهى فيحتمل أن المراد هنا ما يشمل الأنثى. (إلا وفي ذروته) بفتح الذال المعجمة وسكون الراء أي سنامه. (شيطان) يحتمل الحقيقة وأنه يقعد عليها لأذية ابن آدم ويحتمل التشبيه. (فإذا ركبتموها فاذكروا نعمة الله عليكم كما أمركم الله) بتذليلها لكم وتسخيرها. (ثم امتهنوها لأنفسكم) ذللوها لأجل أنفسكم. (فإنما يحمل الله) لا ما ترونه من قوتها أو ضعفها وسببه أنه حمل - صلى الله عليه وسلم - جماعة من أصحابه على إبل الصدقة فقالوا ما تحملنا هذه فذكره وفيه أن لا ينظر إلى عجز الحامل فإن الله الذي يعطيه قوة على العمل. (حم ك (¬3) عن أبي لاس) بالسين المهملة الخزاعي اسمه: عبد الله وقيل زياد وقيل: محمَّد، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني بأسانيد جياد أحدها رجال الصحيح غير محمَّد بن إسحاق وقد صرح بالسماع في أحدها. 7996 - "ما من بقعة يذكر اسم الله فيها إلا استبشرت بذكر الله تعالى إلى ¬

_ = (1) انظر الميزان (7/ 49)، والكامل في ضعفاء الرجال (7/ 85). (¬2) انظر القاموس (1/ 375). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 221)، والحاكم (1/ 444)، والطبراني في الكبير (22/ 334) رقم (837)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 131)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5699)، والصحيحة (2271).

منتهاها من سبع أرضين وإلا فخرت على ما حولها من بقاع الأرض، وإن المؤمن إذا أراد الصلاة من الأرض تزخرفت له الأرض. أبو الشيخ في العظمة عن أنس (ض) ". (ما من بقعة) من بقاع الأرض. (يذكر اسم الله فيها إلا استبشرت بذكر الله) لما تنالها من بركته. (إلى منتهاها من سبع أرضين وإلا فخرت) من الفخر المباهاه والتمدح بشريف الخصال. (على ما حولها من بقاع الأرض) التي لم يذكر اسم الله فيها. (وإن المؤمن إذا أراد الصلاة من الأرض) أي فيها. (تزخرفت) تزينت. (له) لأجله. (الأرض) فرحا وسرورا لصلاته عليها. (أبو الشيخ في العظمة (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقد أخرجه أبو يعلى والبيهقي في الشعب بلفظه، قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة الربذي (¬2) وهو ضعيف ورواه الطبراني بسند ضعيف. 7997 - "ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان، غير مريم وابنها. (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (ما من بني آدم مولود إلا يمسه) وفي لفظ "ينخسه" أي يطعنه بأصبعه. (الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً) باكياً. (من مس الشيطان) من ألم مسه. (غير مريم وابنها) قيل: وكذلك كل نبي، وللزمخشري كلام في الكشاف رد به الحديث ورد عليه الناس بما هو معروف. (خ (¬3) عن أبي هريرة) ولم يتفرد به بل أخرجه مسلم أيضاً إلا أنه أخرجه البخاري في التفسير وأخرجه مسلم في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1713)، وأبو يعلى (4110)، وابن المبارك في الزهد (339)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 79)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5162). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 685). (¬3) أخرجه البخاري (3431)، ومسلم (2366).

أحاديث الأنبياء. 7998 - "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو ولا تقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان، فعليكم بالجماعة, فإنما يأكل الذئب القاصية. (حم د ن حب ك) عن أبي الدرداء (صح) ". (ما من ثلاثة) مسلمين. (في قرية ولا بدو ولا تقام فيهم) الجماعة للصلوات الخمس. (إلا استحوذ عليهم الشيطان) استولى عليهم وجرهم إليه بسبب إعراضهم عن الجماعة ولا مفهوم للعدد بل الاثنان كذلك لحديث "الاثنان جماعة" (¬1) تقدم، وفيه مأخذ لمن أوجب الجماعة. (فعليكم بالجماعة) الزموها. (فإنما يأخذ (¬2) الذئب) الشاة. (القاصية) المنفردة من الغنم، فكذلك الشيطان يتسلط على مفارق الجماعة، قال الطيبي: هذا من الخطاب العام الذي لا يختص بسامع دون آخر تفخيما للأمر. شبه من فارق الجماعة التي يد الله عليهم، ثم هلاكه في أودية الضلال المؤدية إلى النار بسبب تسويل الشيطان بشاة منفردة عن القطيع بعيدة عن النظر، ثم سلط الذئب عليها وجعلها فريسة له. (حم د ن حب ك (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته. 7999 - "ما من جرعة أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله تعالى. (هـ) عن ابن عمر (ض) ". (ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد) في الأساس: كظم القربة: ملاؤها وسد رأسها، وكظم الباب: سده، ومن المجاز كظم الغيظ وعلى الغيظ انتهى. قال الطيبي: يريد أنه استعارة من كظم القربة، وقوله من ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (972). (¬2) هكذا في الأصل. (¬3) أخرجه أحمد (5/ 196)، وأبو داود (547)، والنسائي (2/ 106)، وابن حبان في صحيحة (2101)، والحاكم (2/ 482)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5701).

"جرعة غيظ" استعارة أخرى كالترشيح انتهى. قلت: وهو حث على إخفاء الغيظ وإن امتلأ منه قلبه امتلاء القربة من الماء، وقوله: (ابتغاء وجه الله تعالى) مفعول له علة للكظم لا لو كظمها لغير ذلك فليس له هذا الأجر. (هـ (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه [4/ 136] وقال العراقي: إسناده جيد. 8000 - "ما من جرعة أحب إلى الله تعالى من جرعة غيظ يكظمها عبد، ما كظمها عبد إلا ملأ الله تعالى جوفه إيماناً. ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن ابن عباس" (ض). (ما من جرعة أحب إلى الله تعالى من جرعة غيظ يكظمها عبد) قال الله: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران: 134]. (ما كظمها عبد إلا ملأ الله جوفه إيماناً) جزاء وفاقاً، حيث ملأه من كظم الغيظ ابتغاء وجه الله، جزاه الله بأفضل من إنفاذ غيظه وشفاء قلبه بالإيمان, وشبه كظم الغيظ ومدافعة النفس عليه بتجرع الماء مرة بعد أخرى لشدة مدافعة النفس على ذلك. (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه قال الحافظ العراقي: فيه ضعف ورواه ابن ماجة عن ابن عمر بلفظ "ما جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله" قال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح. 8001 - "ما من حافظين رفعاً إلى الله ما حفظاً فيرى في أول الصحيفة خيراً ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4189)، والبيهقي في الشعب (8307)، وانظر تخريج أحاديث الإحياء (4/ 49)، وفيض القدير (5/ 476)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5163). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب كما في الكنز (5820) عن ابن عباس، وابن ماجه (4189)، وأحمد (2/ 128)، والبيهقي في الشعب (8307)، والقضاعي في مسند الشهاب (1308) جميعهم عن ابن عمر، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 302)، قال البوصيري (4/ 233): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5163): موضوع.

وفي آخرها خيراً إلا قال الله تعالى لملائكته: اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة. (ع) عن أنس (ض) ". (ما من حافظين) لأعمال عبد مؤمن. (رفعا إلى الله ما حفظا) قيد واقعي إذ لا يرفعان إلا ذلك فكانت اليمين ترفع الحسنات وكانت الشمال السيئات. (فيرى في أول الصحيفة خيراً) صحيفة الحسنات (وفي آخرها خيراً إلا قال الله تعالى لملائكته) يحتمل أنهم الذين رفعوا العمل كما يدل له الحديث الآتي ويحتمل أعم من ذلك. (اشهدوا أني قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة) من السيئات، وفيه حث على أن يبدأ الإنسان يومه بالعمل الصالح ويختمه بذلك. قال ابن رجب: ويندب وصل صوم ذي الحجة بالمحرم لأنه يكون ختم السنة بالطاعة وافتتحها بالطاعة، فيرجى أن تكتب له السنة كلها طاعة ويغفر له ما بين ذلك. (ع (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح، وقال البيهقي: فيه تمام بن نجيح (¬2) وثقه ابن معين وضعفه البخاري وبقية رجاله رجال الصحيح. 8002 - "ما من حافظين يرفعان إلى الله تعالى بصلاة رجل مع صلاة إلا قال الله تعالى: أشهدكما أني قد غفرت لعبدي ما بينهما. (هب) عن أنس (ض) ". (ما من حافظين يرفعان إلى الله تعالى بصلاة رجل مع صلاة) يحتمل مع فريضة أخرى أو مع نافلة وفيه أن الحافظين معا يرفعان الأعمال الصالحة وإن كان أحدهما كاتب السيئات (إلا قال الله تعالى: أشهدكما) أيها الحافظان. (أني قد غفرت لعبدي ما بينهما) أي ما بين الفريضتين أو ما سطر في الصحيفة أي من الصغائر وهو ظاهر أن المراد فريضة مع فريضة وأنه قد يتأخر الرفع للفريضة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2775)، والترمذي (981)، وانظر العلل المتناهية (1/ 45)، والمجمع (10/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5164)، والضعيفة (2239). (¬2) انظر المغني (1/ 118)، والميزان (2/ 77)، والمجروحين (1/ 204).

حتى يضم إليها أخرى. (هب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 8003 - "ما من حاكم يحكم بين الناس إلا يحشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يوقفه على جهنم ثم يرفع رأسه إلى الله: فإن قال الله تعالى: ألقه ألقاه في مهوى أربعين خريفاً. (حم هق) عن ابن مسعود (ض) ". (ما من حاكم يحكم بين الناس) ولو في تمرة. (إلا يحشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه) يسوقه. (حتى يوقفه على جهنم ثم يرفع رأسه) الظاهر أنه الملك يستأذن ربه ويرفع إليه رأسه وقال الطيبي المأخوذ وقوله: (فإن قال الله تعالى: ألقه ألقاه في مهوى) بفتح الميم مكان هوى. (أربعين خريفاً) أي يهوي فيه هذا القدر حتى ينتهي إلى قعر ما يلقى فيه وتقدم أن الخريف يراد به السنة من إطلاق الجزء على الكل. (حم هق (¬2) عن ابن مسعود)، رمز المصنف لضعفه، وفيه أحمد بن الخليل (¬3) فإن كان البغدادي: صدوق من الحادية عشرة فقد ضعفه الدارقطني كما قال الذهبي، وإن كان القومسي بضم القاف وكسر الميم والسين المهملة فقد قال أبو حاتم: كذاب، نعم قد أخرجه ابن ماجة عن ابن مسعود أيضاً بلفظه قال المنذري: وفيه عنده مجالد بن سعيد (¬4). 8004 - "ما من حالة يكون عليها العبد أحب إلى الله تعالى من أن يراه ساجدا يعفر وجهه في التراب. (حم هق) عن حذيفة". (ما من حالة يكون عليها العبد أحب إلى الله تعالى من أن يراه ساجداً يعفر ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7053)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5165)، والضعيفة (2239). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 430)، والبيهقي في السنن (10/ 96)، وابن ماجة (2311)، وانظر علل الدارقطني (5/ 248)، والترغيب والترهيب (3/ 114)، وقال البوصيري (3/ 43): هذا إسناد ضعيف لضعف مجالد بن سعيد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5166). (¬3) انظر المغني (1/ 38)، والميزان (1/ 232)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 70). (¬4) انظر المغني (2/ 542)، والمجروحين (3/ 10).

وجهه في التراب) وذلك لحديث: "إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" (¬1) فإنها حالة ذل وانكسار وخضوع وإقبال، وكونه بين التراب أتم في الذل والانكسار، وأما حديث: "أفضل الصلاة طول القنوت" (¬2) فقال ابن حجر (¬3): وجه الجمع أنه يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص، وقيل: فضول طول القنوت لأجل ذكره فإنه القرآن وفضل السجود لأجل الهيئة. (طس (¬4) عن حذيفة) سكت عليه المصنف، وفيه عثمان بن القاسم (¬5) عن أبيه وعثمان ذكره ابن حبان في الثقات وأبوه لا يعرف. 8005 - "ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع حتى يرجع. (حم هـ حب ك) عن صفوان بن عسال (صح) ". (ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم) النافع في الدين (إلا وضعت له الملائكة أجنحتها) تقدم الكلام عليه. (رضاً) منها بوحي الله لها (بما يصنع) من خروجه لذلك (حتى يرجع) إلى منزله ففيه الحث على الخروج لطلب العلم فلا يستدعي من يعلمه إلى منزله كما يفعله أهل الكبر والإتراف والمعلم بالأولى إذا خرج من منزله ويعلم الناس [4/ 137] العلم النافع أن تضع له أجنحتها (حم هـ حب ك (¬6) عن صفوان بن عسال" قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما جاء ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (482). (¬2) أخرجه مسلم (756). (¬3) فتح الباري (3/ 19) (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (6075)، والبيهقي في الشعب (3177)، وانظر مجمع الزوائد (1/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5167). (¬5) انظر المغني (2/ 429)، والميزان (5/ 75). (¬6) أخرجه أحمد (4/ 239)، وابن ماجة (226)، وابن حبان (1325)، والحاكم (1/ 100)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 59)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5702).

بك؟ " قلت: أنيط العلم أي أطلبه. واستخرجه فذكره، قال المنذري: إسناده جيد. قلت: ورمز المصنف لصحته. 8006 - "ما من دابة طائر ولا غيره يقتل بغير حق إلا سيخاصمه يوم القيامة. (طب) عن ابن عمرو (ض) ". (ما من دابة طائر ولا غيره يقتل بغير حق) والحق الاحتياج إليه أو الدفع لضرره. (إلا سيخاصمه يوم القيامة) الضمير للقاتل سيخاصم للقاتل عند الله تعالى يقول: يا ربِّ سل عبدك فيما قتلني وإذا خاصمه فلجه وجوزي على قتله. (طب (¬1) عن ابن عمرو بن العاص) رمز المصنف لضعفه. 8007 - "ما من دعاء أحب إلى الله تعالى من أن يقول العبد: "اللهم ارحم أمة محمَّد رحمة عامة". (خط) عن أبي هريرة (ض) ". (ما من دعاء أحب إلى الله من أن يقول العبد) الداعي: "اللهم ارحم أمة محمَّد رحمة عامة") وذلك لأنه إحسان إلى جميع الأمة بأشرف أنواع الإحسان والله يحب المحسنين، والمراد أمة الإجابة بلا ريب (خط (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه , لأن فيه عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري (¬3) قال الذهبي: في الضعفاء: لا يُعرف، وفي الميزان: كأنه موضوع. 8008 - "ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: "اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة. (هـ) عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في الكنز (39968)، وانظر فيض القدير (5/ 478)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5168). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 157)، وابن عدي في الكامل (4/ 313) في ترجمة عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصاري وقال: يحدث عن أبيه بالمناكير والديلمي في الفردوس (6146)، وانظر الميزان (4/ 326)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5171)، والضعيفة (2106) وقال: ضعيف جداً. (¬3) انظر المغني (2/ 389).

(ما من دعوة يدعو بها العبد أفضل من: "اللهم إني أسألك المعافاة في الدنيا والآخرة) فهي أفضل الدعوات التي يخص بها نفسه ومعنى فضلها أنها تجمع خير الدارين فالمراد نفعها وعمومها (هـ (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال المنذري: إسناده جيد وقال غيره: رواته ثقات. 8009 - "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم. (حم خد د ت هـ حب ك) عن أبي بكرة". (ما من ذنب أجدر) بالجيم والدال المهملة والراء أحق. (أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له) من العقوبة (في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم) فهما أسرع الذنوب عقوبة في الدنيا وعقوبة الآخرة على أصلها، وفيه عظمة شأن البغي وقطيعة الرحم فكل واحدة كبيرة من أمهات الكبائر، فكيف إذا اجتمعتا كما يقع ذلك كثيراً لملوك الدنيا فلا أكثر من اجتماع البغي فيهم وقطيعة الرحم ولذا قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا في الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} [محمد: 22]. (حم خد د ت هـ حب ك (¬2) عن أبي بكرة) قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8010 - "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم والخيانة والكذب، وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم، حتى إن أهل البيت ليكونوا فجرة فتنموا أموالهم ويكثر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3851)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 137)، قال البوصيري (4/ 143): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5703)، والصحيحة (1138). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 36)، والبخاري في الأدب المفرد (29)، وأبو داود (4902)، والترمذي (2511)، وابن ماجة (4211)، وابن حبان (455)، والحاكم (2/ 356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5704)، والصحيحة (918).

عددهم إذا تواصلوا. (طب) عن أبي بكرة (ح) ". (ما من ذنب أجدر) بالجيم والمهملة أحق من. (أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخره له) من العقوبة. (في الآخرة من قطيعة الرحم) المراد القرابة ولو غير محرم وذلك بالإيذاء والصد والهجر. (والخيانة) للأمانة (والكذب) غير ما قد سلف أنه أبيح ولم يذكر البغي هنا اكتفاء بما سلف كما لم يذكر هنالك الكذب والخيانة اكتفاء بهذا فإن كلام الشارع يقيد بعضه بعضاً إذ هو خطاب واحد لجميع الأنام. (وإن أعجل الطاعات) أسرعها. (ثوابا لصلة الرحم) لما كان القطع لها أسرعها عقوبة كان وصلها أسرعها ثواباً وقياسه أن حفظ الأمانة والصدق والوفاء كذلك يعجل ثوابها ويحتمل اختصاص الصلة بعظمة شأنها (حتى إن أهل البيت) المتواصلين. (ليكونوا فجرة) منبعثين في الشر. (فتنموا أموالهم ويكثر عددهم إذا تواصلوا) فجزاء التواصل الدنيوي كثرة المال وبركة النسل من الإناث والرجال، وذلك لأن واصل رحمه يكثر حالها بالصلة فجازاه الله بنظير ما كان منه، وفيه أن قاطع الرحم يعجل له العقوبة بقلة المال وعدم البركة في النسل فتفسر به العقوبة المجملة أولا ويحتمل غير ذلك. (طب (¬1) عن أبي بكرة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه شيخ الطبراني عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنطاكي ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 8011 - "ما من ذنب بعد الشرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له. ابن أبي الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائي". (ما من ذنب) في العقوبة. (بعد الشرك) فإنه أعظم الذنوب. (أعظم عند الله من) عقوبة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (8/ 151)، وقال: فيه عبد الله بن موسى بن أبي عثمان الأنطاكي ولم أعرفه، وابن حبان (440)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5705).

(نطفة وضعها رجل في رحم لا يحل له) وقد قرن الله الزنا بالشرك في الآية: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ} إلى قوله: {وَلَا يَزْنُونَ} [الفرقان 68] , وإن كان قتل النفس المحرمة عظيم إلا أنه يختلف في حال الأشخاص، فالزنا في حق من له الأزواج والسراري أقبح، ولذا كان جزاء زنا المحصن قتله أشر قتلة أعظم من قتل القاتل عمداً. (ابن أبي الدنيا (¬1) عن الهيثم بن مالك الطائي) (¬2) قال [4/ 139] في التقريب: ثقة من الخامسة وهو صريح أنه غير صحابي فكان على المصنف أن يقول مرسلاً. 8012 - "ما من ذنب إلا وله عند الله توبة، إلا صاحب سوء الخلق، فإنه لا يتوب من ذنب إلا رجع إلى ما هو شر منه. أبو الفتح الصابوني في الأربعين عن عائشة (ض) ". (ما من ذنب إلا وله عند الله توبة) أي ما من مذنب. (إلا صاحب سوء الخلق) وفيه أن سوء الخلق ذنب لأنه يجر صاحبه إلى كل مآثمه. (فإنه لا يتوب) سيء الأخلاق. (من ذنب إلا رجع إلى ما هو) من الذنوب (شر منه) من الذي تاب منه ولا تتم له توبة. (أبو الفتح الصابوني) بالصاد المهملة (في الأربعين (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وقال الزين العراقي: إسناده ضعيف. 8013 - "ما من ذي غنى إلا سيود يوم القيامة لو كان إنما أوتي من الدنيا قوتا. هناد عن أنس (ض) ". ¬

_ (¬1) انظر تفسير ابن كثير (3/ 327)، الدر المنثور (5/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5173)، والضعيفة (1580). (¬2) انظر ثقات ابن حبان (5/ 507)، والتقريب (1/ 578). (¬3) أخرجه أبو الفتح الصابوني في الأربعين كما في الكنز (7355)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5172) والسلسلة الضعيفة (126): موضوع.

(ما من ذي غنى) صاحب مال (إلا سيود) يحب حباً شديداً. (يوم القيامة لو كان إنما أوتي من الدنيا قوتاً) كفافا وهو كذا في رواية وذلك لما يراه من شدة حساب الأغنياء، والكفاف حالة متوسطة بين الفقر المحوج الذي يكاد أن يكون كفرا وبين الغنى المبطر والكفاف هو الذي سأله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: "اللهم اجعل رزق آل محمدا قوتا" (¬1). والحديث دليل لمن فضل الفقير الصابر على الغني الشاكر. (هناد (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه أبو داود عن أنس بلفظ: "ما من أحد غني أو فقير إلا ود يوم القيامة أن كان أوتي من الدنيا قوتا" قال الحافظ ابن حجر (¬3): وأخرجه ابن ماجة من طريق نفيع وهو ضعيف عن أنس رفعه: "ما من غني ولا فقير إلا يود يوم القيامة أنه أوتي من الدنيا قوتاً" (¬4) وهذا حديث لو صح كان نصًّا في المسألة أي في تفضيل الكفاف انتهى. والحديث مداره على نفيع (¬5) وقد قال النسائي والدارقطني: إنه متروك. 8014 - "ما من راكب يخلو في مسيره بالله وذكره إلا ردفه ملك، ولا يخلو بشعر ونحوه إلا كان ردفه شيطان. (طب) عن عقبة بن عامر (ض) ". (ما من راكب) على دابة بعير أو غيره. (يخلو) بالخاء المعجمة. (في مسيره بالله وذكره) عطف بيان للمراد بما قبله أي بذكر الله خالياً. (إلا ردفه ملك) ركب معه خلفه إكراماً له. (ولا يخلو) أي الراكب. (بشعر ونحوه) من لغو الأحاديث. (إلا كان ردفه شيطان) أو الشيطان قرين من أعرض عن ذكر الله ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1055). (¬2) أخرجه هناد في الزهد (596)، وأحمد (3/ 167)، وابن ماجة (4140)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5174)، والضعيفة (2240): موضوع (¬3) فتح الباري (11/ 275). (¬4) أخرجه ابن ماجه (4140). (¬5) انظر المغني (2/ 701)، والضعفاء لابن الجوزى (3/ 165).

{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} [الزخرف: 36] وتقدم النهي عن اتخاذ المراكب كراسي للأحاديث. (طب (¬1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، قال المنذري والهيثمي: إسناده حسن. 8015 - "ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه. (حم م د) عن ابن عباس (صح). (ما من رجل مسلم يموت) أو امرأة مسلمة إلا أن غالب حال النساء جهل الرجال لديانتهم إلا أن يراد بقوله. (فيقوم على جنازته أربعون) ذكوراً وإناثاً فالإناث على الإناث والذكور على الذكور ولا يراد بالقيام على الجنازة حقيقته بل مجرد الثناء من هذه العدة بعد الموت. (رجلاً) ويكون تخصيص الرجال بما سلف غير مرة. (لا يشركون بالله شيئاً) ولو كانوا الملابسين للمعاصي غير الشرك. (إلا شفعهم الله فيه) هو ظاهر في القيام على جنازته للصلاة عليها وأنه ينبغي تحري هذه العدة، وفي الحديث الآخر ثلاثة صفوف، فينبغي أن يكون المصلون أربعين ويصفون ثلاثة صفوف. (حم م د (¬2) عن ابن عباس) ورواه عنه أيضاً ابن ماجة. 8016 - "ما من رجل يغرس غرساً إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس. (حم) عن أبي أيوب (ح) ". (ما من رجل) أو امرأة. (يغرس غرساً) له ثمرة (إلا كتب الله له من الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس) ظاهره ولو خرج لنفسه أو بالبيع، ويحتمل أن المراد الصدقة وهو بعيد، وفيه أنه يجرى له هذا الأجر وإن لم ينوه وإنه يجرى له ولو مات أو كان الغرس لغيره، بأن يكون أجيرًا لا مالكا وفيه حث على ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 324) رقم (895)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 39)، والمجمع (10/ 131)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5706). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 277)، ومسلم (948)، وأبو داود (3170)، وابن ماجة (1489).

الغرس ويدخل فيه الزرع ونحوه. (حم (¬1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لحسنه، قال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح إلا الليثي، قال الهيثمي: فيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي (¬2) وثقه مالك وسعيد بن منصور وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح. 8017 - "ما من رجل مسلم يصاب بشيء في جسده فيتصدق به إلارفعه الله به درجة، وحط عنه به خطيئة. (حم ت هـ) عن أبي الدرداء". (ما من رجل مسلم يصاب بشيء في جسده فيتصدق به) أي إذا جنى جان عليه بجراحة أو ضرب أو نحوه من الأذى وقد سمى الله تعالى تركه أخذ الدية صدقة في قوله: {وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ} [النساء: 92]. (إلا رفعه الله به) أي بالصدقة. (درجة) في الآخرة. (وحط عنه خطيئة) وسبب الحديث [4/ 139] أن رجلاً قلع سن رجل فاستعدى عليه فذكر له ذلك فعفى عنه. (حم ت هـ (¬3) عن أبي الدرداء) أوله كما في الترمذي كما قال أبو السفر: "دق رجل من قريش رجلاً من الأنصار، فاستعدى عليه معاوية، فقال لمعاوية: يا أمير المؤمنين إن هذا دق سني، فقال معاوية: إنا سنرضيك، وألح الآخر على معاوية فأبرمه، فقال له معاوية: شأنك بصاحبك -وأبو الدرداء جالس عنده- فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من رجل يصاب بشيء من جسده فيتصدق به إلا رفعه الله به درجة وحط عنه خطيئة"، فقال الأنصاري: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 415)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5179). (¬2) انظر الميزان (4/ 138)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 130)، والمغني في الضعفاء (1/ 346). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 448)، والترمذي (1393)، وابن ماجة (2693)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5175) والسلسلة الضعيفة (4482).

أنت سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، (قال): فإني أذرها له قال معاوية: لا جرم لا أخيبك، فأمر له بمال انتهي، غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ولا أعرف لأبي السفر سماعا من أبي الدرداء، وأبو السفر اسمه سعيد بن أحمد، ويقال: ابن محمَّد التوري انتهى منه، سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب. 8018 - "ما من رجل يجرح في جسده جراحة فيتصدق بها إلا كفر الله تعالى عنه مثل ما تصدق. (حم) والضياء عن عبادة (صح) ". (ما من رجل) لم يقيده بالمسلم كالأول لأنه قيد واقعي ويحتمل أن المعاهد لا يكون له ذلك الأجر وإن كان له بعفوه عن الجاني عليه مزية فلا يكون واقعياً بل احتراز عنه. (يجرح في جسده جراحة) فما دونها ولو بالأذى في عرضه لحديث أبي ضمضم تقدم معناه. (فيتصدق بها) أي بما يجب على الجاني. (إلا كفر الله تعالى عنه مثل ما تصدق) هو كالأول والكل حث على العفو تصديق لقوله تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْر عَلَى اللهِ} [الشورى: 40] (حم والضياء (¬1) عن عبادة) رمز المصنف لصحته، قال المنذري والهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 8019 - "ما من رجل يعود مريضاً ممسياً إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح، ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي. (د ك) عن علي (صح) ". (ما من رجل يعود مريضاً) مطلقاً ولو كافراً، كما عاد - صلى الله عليه وسلم - خادمه الذمي (ممسياً) في وقت المساء (إلا خرج معه) تشييعاً له (سبعون ألف ملك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 316)، والضياء في المختارة (367)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 208)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5712)، والصحيحة (2273).

يستغفرون له حتى يصبح) مكافأة له على عيادته للمريض (ومن أتاه) زائراً (مصبحاً) أي وقت الصباح (خرج معه) من منزله (سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي) وهذه فضيلة تأكل الأقلام عن وصفها ولا تبلغ الأفهام كنهها تحث كل مؤمن عامل بكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويؤمن به أن لا يدع عيادة المرضى على آية حال. (في ك (¬1) عن علي) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: إنه مرفوع، وقال أبو داود: موقوف. قلت: له حكم الرفع إذ لا مجال للرأي في الفضائل وقد أسند عن علي من أوجه صحيحة. 8020 - "ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولاً يده إلى عنقه فكه بره أو أوبقه إثمه، أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة. (حم) عن أبي أمامة (ح) ". (ما من رجل) أو امرأة لما ثبت من أنها راعية في بيتها. (يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله مغلولاً يده إلى عنقه) لأن باليد مباشرة الأعمال وبالعنق يتطاول على الناس. (فكه بره) وعدله في رعاياه. (أو أوبقه) أهلكه (إثمه , أولها) أي الولاية الدال عليها يلي. (ملامة) يلومه الناس وتلومه الملائكة لعظيم ما يحمله. (وأوسطها) متى توسط فيها. (ندامة) لما يظهر له من عيوبها والولايات وإن طابت لمن نالها فالسم في ذلك العسل. (وآخرها خزي يوم القيامة) لما سلف من أنه يأتي مغلولا يده إلى عنقه وأي خزي أعظم من ذلك إلا كونه موبقة إثمة وجوره. (حم (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، قال المنذري: رواته ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3098)، والحاكم (1/ 341) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5717) والسلسلة الصحيحة (1367). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 267)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 113)، والمجمع (5/ 204)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5718)، والصحيحة (349).

ثقات إلا يزيد بن أبي مالك، قال الهيثمي: فيه يزيد بن أبي مالك (¬1) وثقه ابن حبان وغيره وبقية رجاله ثقات. 8021 - "ما من رجل يأتي قوما ويوسعون له حتى يرضى إلا كان حقا على الله رضاهم. (طب) عن أبي موسى (ض) ". (ما من رجل يأتي قوماً يوسعون له) في المجلس (حتى يرضى) بمكانه. (إلا كان حقا على الله) وعدا لازما. (رضاهم) بالمغفرة وغيرها من كراماته وفيه حث على إكرام الداخل والتوسعة له (طب (¬2) عن أبي موسى) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك. 8022 - "ما من رجل يتعاظم في نفسه ويختال الذي مشيته إلا لقي الله تعالى وهو عليه غضبان. (حم خد ك) عن ابن عمر (صح). (ما من رجل يتعاظم في نفسه) يعد نفسه عظيماً. (ويختال) يتبختر. (في مشيته) بكسر الميم (إلا لقي الله تعالى) يوم القيامة (وهو عليه غضبان) لتكبره واختياله ولهذا الوعيد ونحوه عد العلماء التكبر من الكبائر. (حم خد ك (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8023 - "ما من رجل ينعش بلسانه حقا فعمل به من بعده إلا أجري عليه أجره إلى يوم القيامة، ثم وفاه الله تعالى ثوابه يوم القيامة. (حم) عن أنس (ح). (ما من رجل ينعش) ضبط بضم حرف المضارعة من أنعش أي يرفع ويقوي (بلسانه حقاً فعمل به بعده) بعد وفاته أو بعد نعشه إياه. (إلا أجرى الله عليه ¬

_ (¬1) انظر الميزان (7/ 261). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (8/ 60)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5176): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 118)، والبخاري في الأدب (549)، والحاكم (1/ 60)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5711)، والصحيحة (2272).

أجره) أجر من عمل بذلك الحق. (إلى يوم القيامة) لأنه من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها. (ثم وفاه الله تعالى ثوابه يوم القيامة) فيه حث على نشر الحق وإعلانه والحث على العمل به. (حم (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس بمسلم فقد قال مخرجه أحمد: فيه عبد الله بن عبد الله بن وهب لا يعرف، وقال الهيثمي: وفيه أيضاً شيخ بن وهب مالك بن خالد بن حارثة الأنصاري لم أر من ترجمه، وقال الترمذي: في إسناده نظر ولكن الأصول تعضده انتهى. قلت: فكأن المصنف حسنه لغيره فلا يعقب عليه. 8024 - "ما من رجل ينظر إلى وجه والديه نظر رحمة إلا كتب الله له بها حجة مقبولة مبرورة. الرافعي عن ابن عباس". (ما من رجل ينظر إلى وجه والديه نظر رحمة) لهما ورأفة ورقة وهو عكس ما سلف أنه من شد النظر [4/ 140] إلى أبيه فما أبره (إلا كتب له بها حجة مقبولة مبرورة) ثواباً مثل ثوابها وهو ترغيب في بر الوالدين حتى بالنظر إليهما. (الرافعي (¬2) عن ابن عباس). 8025 - "ما من رجل يصلي عليه مائة إلا غفر له. (طب حل) عن ابن عمر" (ض). (ما من رجل) ميت (يصلي عليه مائة) من المؤمنين (إلا غفر له) قال ابن جرير ينبغى أن ينتظر أهل الميت حتى يجتمع مائة ما لم يخش تغيره إلا فأربعون وإلا صفوا ثلاثة صفوف انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 266)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 167)، والترغيب والترهيب (1/ 68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5181). (¬2) أخرجه الرافعي في التدوين (3/ 423)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5180)، والضعيفة (3298) وقال: موضوع.

قلت: ولا تنافى بين هذه الأخبار المغفرة بالأربعين أو بالمائة أو بالثلاثة الصفوف لأن أيها وقع حصلت به المغفرة وبقى له أجر الآخرين، فإذا اجتمع مائة صلوا ثلاثة صفوف ليتم الثلاث أو أربعون فكذلك ليتم الأمران (طب حل (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال المنذرى والهيثمى في رواية الطبراني: أن فيها مبشر بن أبي المليح لم يوجد من ترجمه. 8026 - "ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة. (حل هب) عن عائشة (ض) ". (ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر) مغير الصيغة. (عليها يوم القيامة) أصابته الحسرة وهي الندامة، أو قيل: له تحسر عليها وفيه حث على أن لا يخلى العبد ساعة عن ذكر الله (حل هب (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه البيهقي: في هذا الإسناد ضعف غير أن له شاهدا من حديث معاذ انتهى. قال الشارح: وذلك لأن فيه عمرو بن الحصين العقيلي (¬3) قال الذهبي وغيره: تركوه وبه أعل الهيثمي هذا الخبر فقال: فيه عمرو بن الحصين وهو متروك ومع رمز المصنف له بالضعف لا يتم تعقب الشارح له بقوله قصد كلام المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسلمه انتهى، وذلك أنه بعد رمزه لضعفه قد أبان أنه ما سلمه مخرجوه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 190) رقم (503)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 391)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 178)، والمجمع (3/ 36)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5716). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 362): قال غريب، والبيهقي في الشعب (511)، وكذلك الطبراني في الأوسط (8316)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 175)، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع (5720). (¬3) انظر المغني (2/ 482)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 224).

8027 - "ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق. (حم د) عن أبي الدرداء (صح) ". (ما من شيء في الميزان أثقل) في كفة الحسنات (من حسن الخلق) ويأتي في الحديث الثاني ما يبلغ به العبد كما سلف أن سوء الخلق لا يؤبه له ولذا كثر في الأحاديث الدعاء والسؤال من الله لحسن الخلق. (حم د (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته وفيه محمَّد بن كثير (¬2) قال في الكاشف: مختلف فيه اختلط بآخره وصححه الترمذي. 8028 - "ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة. (ت) عن أبي الدرداء (ض) ". (ما من شيء) من أفعال البر. (يوضع في الميزان) فيه كما أسلفناه أنها تكون الأعراض جواهر يوم القيامة فتوزن أو توزن الورقات التي ترقم فيها وحديث البطاقة والسجلات صريح في هذا. (أثقل) في كفة الحسنات. (من حسن الخلق) لأنه يتسبب عنه كل خير. (وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به) في الآخرة. (درجة صاحب الصوم والصلاة) قال الطيبي: المراد نوافلها. (ت (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب وفي بعض طرقه: حسن صحيح. 8029 - "ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفر الله عنه به من سيئاته. (حم ك) عن معاوية (صح) ". (ما من شيء يصيب المؤمن في جسده) من الأسقام وغيرها من حر وبرد. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 448)، وأبو داود (4799)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5390). (¬2) انظر الكاشف (2/ 212) (¬3) أخرجه الترمذي (2003)، قال الحافظ في "البلوغ" (1/ 308) صححه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5726)، والصحيحة (1590).

(يؤذيه إلا كفر الله به عنه من سيئاته) ظاهره حتى أذى البراغيث ونحوها. نكتة: زعم القرافي أنه لا يجوز لأحد أن يقول لمن أصيب بألم: جعل الله هذه المصيبة كفارة لذنبك لأن الشارع قد جعلها كفارة فسؤال التكفير طلب لتحصيل الحاصل وهو إساءة أدب على الشرع انتهى. قلت: وهو مردود لقوله - صلى الله عليه وسلم - للمريض: "لا بأس طهور إن شاء الله" (¬1) إلا أن يقال إنه خبر لا دعاء، وقد أجيب عن القرافي بأنه قد ورد الدعاء بما هو واقع كالصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلب الوسيلة له، وأجيب بأن الكلام فيما لم يرد فيه شيء، أما الوارد فهو مشروع ليثاب من امتثل الأمر فيه على ذلك (حم ك (¬2) عن معاوية) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 8030 - "ما من شيء إلا يعلم أني رسول الله إلا كفرة الجن والإنس. (طب) عن يعلي بن مرة (صح) ". (ما من شيء) من حيوان أو جماد. (إلا يعلم أني رسول الله) يعني وقد آمن بي. (إلا كفرة الجن والإنس) فإنهم لا يؤمنون به - صلى الله عليه وسلم - مع أنهم يعلمون أنه رسول الله للمعجزات التي جاء بها فإن بعثته عامة فلابد من معرفة كل لمعجزته. (طب (¬3) عن يعلي بن مرة) رمز المصنف لصحته. 8031 - "ما من شيء أحب إلى الله تعالى من شاب تائب, وما من شيء أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم على معاصية، وما في الحسنات حسنة أحب إلى الله تعالى من حسنة تعمل في ليلة جمعة أو يوم جمعة، وما من الذنوب ذنب ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3616). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 98)، والحاكم (1/ 347) وقال: صحيح على شرط الشيخين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5724)، والصحيحة (2274). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 261) (672) قال الهيثمي في المجمع (9/ 4): رجاله ثقات، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5184). وصححه في الصحيحة (3311).

أبغض إلى الله تعالى من ذنب يعمل في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة. أبو المظفر السمعاني في أماليه عن سلمان (ض) ". (ما من شيء أحب إلى الله) أقرب منه وأكتر مثوبة وقبولاً. (من شاب تائب) لأنه نزع عن المعاصي مع بقاء الداعي إليها فهو يردع لله وإيثار لمرضاته. (وما من شيء أبغض إلى الله تعالى من شيخ مقيم على معصية) لأنه قد وجد الزاجر من نفسه وحاله فإصراره تمرد وعتو [4/ 141]. (وما من الحسنات حسنة أحب إلى الله من حسنة تعمل في ليلة جمعة أو يوم جمعة) فهذا في تفضيل الحسنات باعتبار الزمان (وما من الذنوب ذنب أبغض إلى الله) أشد عقوبة لفاعله. (من ذنب يعمل في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة) لأنهما وقتا طاعة الله وطلب رضوانه فعكس العاصي ذلك وهذا عظمة المعصية باعتبار الزمان وكذا في المكان كطاعات الحرم ومعاصيه (أبو المظفر السمعاني) (¬1) بفتح السين المهملة وسكون الميم نسبة إلى سمعان بطن من تميم في أماليه عن سلمان، رمز المصنف لضعفه. 8032 - "ما من صباح يصبح العباد إلا مناد ينادي: سبحان الملك القدوس. (ت) عن الزبير". (ما من صباح يصبح العباد) فيه (إلا مناد ينادي: سبحان الملك القدوس) الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص وفعول بالضم من أبنية المبالغة قال ابن الأثير (¬2): ولم يأت منها إلا سبوح وقدوس ودرّوج. (ت (¬3) عن الزبير) سكت ¬

_ (¬1) أخرجه أبو المظفر السمعاني في أماليه كما في الكنز (10233)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5182)، والضعيفة (5431). (¬2) النهاية (2/ 332). (¬3) أخرجه الترمذي (3569)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف =

عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب، قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف جداً. 8033 - "ما من صباح يصبح العباد إلا وصارخ يصرخ أيها الخلائق، سبحوا الملك القدوس. (ع) وابن السني عن الزبير (ض) ". (ما من صباح يصبح العباد إلا وصارخ يصرخ) يدعو بصوت جهوري. (أيها الخلائق، سبحوا الملك القدوس) بكل ما يستحقه من أنواع التسبيح (ع) وابن السني (¬1) عن الزبير) رمز المصنف لضعفه. 8034 - "ما من صباح يصبحه العباد إلا صارخ يصرخ: يا أيها الناس، لدوا للتراب، واجمعوا للفناء، وابنوا للخراب. (هب) عن الزبير (ض) ". (ما من صباح يصبحه العباد) يدخلون في صبحه. (إلا صارخ يصرخ) من الملائكة لا يسمعه العباد. (يا أيها الناس، لدوا للتراب) للدفن (واجمعوا) الأموال. (للفناء، وابنوا للخراب) اللام في الثلاثة لام العاقبة فإن عاقبة كل واحد ما ذكر، أنشد الحافظ ابن حجر: بنوا الدنيا أقلوا الهم فيها ... فما فيها يؤول إلى الفوات بناء للخراب وجمع مال ... ليفنى والتناسل للممات والحديث تزهيد في الدنيا وإخبار عن مآلها. (هب (¬2) عن الزبير) قال ابن ¬

_ = الجامع (5188). (¬1) أخرجه أبو يعلى (685)، وعبد بن حميد (98)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 94): فيه يوسف بن عبيدة وهو ضعيف جداً، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5190). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10731)، قال المناوي (5/ 485) قال ابن حجر في تخريج المختصر: حديث غريب وموسى وشيخه يضعفان وأبو حكيم مجهول، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5189).

حجر: حديث غريب ورمز المصنف لضعفه. 8035 - "ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع الأرض ينادي بعضها بعضا: يا جارة، هل مر بك اليوم عبد صالح صلى عليك أو ذكر الله؟ فإن قالت: "نعم" رأت أن لها بذلك فضلا. (طس حل) عن أنس (ض) ". (ما من صباح ولا رواح إلا وبقاع) جمع بقعة. (الأرض ينادي بعضها بعضاً) فيه أنها تخاطب فيما بينها والله أعلم بكيفيته. (يا جارة، هل مر بك اليوم عبد صالح) فيه شرف عباد الله الصالحين وأن البقاع تعرفهم. (صلى عليك أو ذكر الله) عطف العام على الخاص. (فإن قالت) المناداة (نعم رأت أن لها بذلك) على المنادية إن لم يمر بها أحد. (فضلاً) لأنها تشرفت بالطاعة عليها (طس حل (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه أبو نعيم: غريب من حديث صالح المري تفرد به عن إسماعيل بن عيسى القناديلي انتهى. وقال الهيثمي: فيه صالح المري (¬2) ضعيف. 8036 - "ما من صدقة أفضل من قول (هب) عن جابر (ض) ". (ما من صدقة أفضل من قول) بالتنوين والمضاف إليه محذوف دل له ما يأتي أي قول حق من أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو تفريج كربة أو شفاعة أو نحوها، فهي أفضل كل الصدقات لأن نفعها أعم ولأن المال ربما تبعته النفس فطلب أجرة بخلاف الأقوال فهي أهون من الأموال. (هب (¬3) عن جابر) رمز المصنف لضعفه لأن فيه المغيرة بن صقلاب (1) قال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (562)، وأبو نعيم في الحلية (6/ 174)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 6)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5187)، والضعيفة (4486). (¬2) انظر الميزان (3/ 396). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7684)، وابن عدى في الكامل (6/ 360)، وانظر الميزان (6/ 492)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5192) والسلسلة الضعيفة (4487): ضعيف جداً

في الميزان عن ابن عدي: منكر الأحاديث وعن الأبار لا يساوي بعرة ثم أورد له هذا الخبر، وقال ابن حبان: غلب عليه المناكير فاستحق الترك، وفيه معقل بن عبد الله (¬2) ضعفه ابن معين واحتج به مسلم. 8037 - "ما من صدقة أحب إلى الله من قول الحق. (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (ما من صدقة أحب إلى الله من قول الحق) الجامع بين صدقة الأقوال والأموال النفع للغير وهي في الأقوال أعم فلذا كانت أحب. (هب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه المغيرة بن صقلاب ويقال سقلاب بالسين المهملة عوض عن الصاد. 8038 - "ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان. (حب طب) عن ابن الزبير (صح) ". (ما من صلاة مفروضة إلا و) يسن (بين يديها ركعتان) تقدم "بين كل أذانين صلاة لمن شاء"، واستدل به على سنية ركعتين قبل المغرب وتقدم الكلام فيه وقبل الجمعة إلا أنه لا يتأتى بعد أذانها إذ لا يؤذن لها إلا والخطيب على المنبر فليست ساعة صلاة بل ساعة استماع للخطبة. (حب طب (¬4) عن ابن الزبير) رمز المصنف لصحته، وقال [4/ 142] الهيثمي: فيه سويد بن عبد العزيز (¬5) وهو ضعيف. ¬

_ = (1) انظر الميزان (6/ 492)، واللسان (6/ 78). (¬2) انظر المغني (2/ 669). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7685)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5192) والسلسلة الضعيفة (4487) وقال: ضعيف جداً. (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 231)، وابن حبان (2455)، والروياني في مسنده (1337)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5730)، والصحيحة (232). (¬5) انظر المغني (1/ 291).

8039 - "ما من عام إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم. (ت) عن أنس (صح) ". (ما من عام) يأتي (إلا والذي بعده) من الأعوام (شر منه، حتى تلقوا ربكم) في ركة الدين، بذهاب العلماء وانقراض الصلحاء وهو عموم قد يخص، وأخرج ابن جميع عن ابن عباس ما بكيت من زمان إلا بكيت عليه ونظمه من قال: يا زمانا بكيت منه فلما ... صرت في غيره بكيت عليه (ت (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال في الكبير: حسن صحيح وأما خبر "كل عام ترذلون" (¬2) وقول عائشة: "لولا كلمة سبقت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لقلت كل يوم ترذلون" (¬3) فقال الحافظ ابن حجر: لا أصل له. 8040 - "ما من عام إلا ينقص الخير فيه، ويزيد الشر. (طب) عن أبي الدرداء (صح) ". (ما من عام إلا ينقص الخير فيه) خير الدين وخير صفات العباد (ويزيد الشر) وقيل للحسن: فهذا ابن عبد العزيز بعد الحجاج فقال: لا بد للزمان من تنفيس قلت هو الخصوص الذي نبهنا عليه. (طب (¬4) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال السخاوي: سنده جيد وورد بسند صحيح: "أمس خير من اليوم واليوم خير من غد وكذلك حتى تقوم الساعة" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2206). (¬2) انظر المصنوع (228)، وكشف الخفا (2/ 160). (¬3) انظر: البداية والنهاية (9/ 155)، والمصنوع في معرفة الموضوع (228)، وانظر كشف الخفا (2/ 249). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في الكنز (38624). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 154) (8773).

8041 - "ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها خطيئة. (حم حب ت ن) عن ثوبان (صح) ". (ما من عبد يسجد لله سجدة) وكأن المراد في صلاة فلا يدل على مشروعية السجدة الفردة في غير صلاة إلا ما ورد من التلاوة والشكر ويحتمل ذلك. (إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة) وتقدم في فضل السجود عدة أحاديث. (حم ت ن (¬1) حب عن ثوبان) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن صحيح. 8042 - "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل. (م د) عن أبي الدرداء (صح) ". (ما من عبد مسلم يدعو لأخيه) في الله. (بظهر الغيب) أي في غيبة الأخ. (إلا قال الملك) بينته رواية الموكل به. (ولك) أيها الداعي. (بمثل) ذلك، أي بمثل ما دعوت لأخيك وهذا دعاء من الملك للداعي، ولا يكون إلا عن أمر الله فاستجابته معلومة واستجابة الداعي لأخيه مظنونة. فيتخرج من هذا أنه ينبغي للعبد أن يجعل دعاءه لأخيه جميعه وأنه أفضل، وهل إذا دعا على أخيه قيل له ذلك قيل: الظاهر أنه لا يقال ذلك إلا في الدعاء الذي يجاب وهو مظنة الإجابة لا في المقطوع بأنه لا يجاب والدعاء بالإثم لا يجاب وفيه حث على إحسان المؤمنين بعضهم إلى بعض. (م د (¬2) عن أبي الدرداء). 8043 - "ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام. (خط) وابن عساكر عن أبي هريرة" (ض). (ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه) بالسلام المشروع ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 280)، وابن حبان (1735)، والترمذي (388)، والنسائي (1139)، وابن ماجه (1423)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5741). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 195)، ومسلم (2732)، وأبو داود (1534).

على الموتى "السلام عليكم ديار قوم مؤمنين" (¬1) ويحتمل أنه يرد عليه بخصوصه. (إلا عرفه ورد عليه السلام) وظاهره في أي حين كان وأي زمن اتفق له المرور قال الحافظ العراقي: الرد فرع الحياة ورد الأرواح ولا مانع من ذلك. قلت: وقول القرطبي (¬2): إنه مخصوص بغير الشهداء لأن أرواحهم في جوف طير خضر تأوي إلى قناديل تحت العرش لا طائل تحته، فإنها وإن كانت هنالك فلها تعلق بأفنية القبور كما حققه ابن القيم في كتاب الروح. قال ابن القيم (¬3): هذا الحديث ونحوه من الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور، وسمع من كلامه، وأنس به، ورد عليه، قال: وذا عام في حق الشهداء أو غيرهم وأنه لا توقيت في ذلك. (خط (¬4) وابن عساكر عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح وقد أجمعوا على تضعيف عبد الرحمن بن زيد (¬5) أحد رواته، قال ابن حبان: يقلب الأخبار ولا يعلم حتى كثر ذلك منه واستحق الترك انتهى. وأفاد الحافظ العراقي أنه خرجه ابن عبد البر في التمهيد والاستذكار (¬6) بإسناد صحيح من حديث ابن عباس وممن صححه عبد الحق بلفظ: "ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (974) مطولاً. (¬2) شرح مسلم (249، 974). (¬3) الروح (1/ 8). (¬4) أخرجه ابن عساكر (10/ 380) الخطيب في تاريخه (6/ 137)، وابن حبان في المجروحين (2/ 58)، وانظر حاشية ابن القيم على أبي داود (11/ 93)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5208)، والضعيفة (4493). (¬5) انظر المغني في الضعفاء (2/ 380)، والميزان (4/ 282). (¬6) انظر: الاستذكار (1/ 185).

8044 - "ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهراً. (طب) والضياء عن أبي أمامة" (صح). (ما من عبد صرع صرعة من مرض إلا بعثه الله منها طاهراً) مغسولة عنه ذنوبه وظاهره عموم التطهير عن الذنوب كلها إلا أنه خصصه الجمهور بالصغائر لاشتراط اجتناب الكبائر في الحديث الذي سلف فحملوا المطلقات الواردة في التكفير على هذا [4/ 143] المقيد، قال ابن حجر (¬1): ويحتمل أن معنى الأحاديث الواردة بالتعميم أن ذلك صالح لتكفير الذنوب فيكفر الله به ما شاء من الذنوب مما يكون وكثرة التكفير وقلته باعتبار شدة المرض وخفته. (طب والضياء (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، وقال المنذري: رواته ثقات، وقال الهيثمي: فيه سالم بن عبد الله البخاري الشامي لم أجد من ذكرهم وبقية رجاله ثقات. 8045 - "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. (ق) عن معقل بن يسار (صح) ". (ما من عبد) يشمل الذكر والأنثى حكماً لحديث: "المرأة راعية في بيت زوجها" (¬3) وإن لم يشملها لفظا وإن كان فسر في القاموس العبد بالإنسان وقد ذكر أن الإنسان يطلق على الذكر والأنثى فيفيد أن العبد كذلك إلا أنه بعيد. (يسترعيه الله رعية) يجعله تعالى راعيا لها ويشمل الأمير ولو على ثلاثة نفر كأمير السفر ويشمل المرأة التي هي راعية في بيت زوجها كما تقدم تفصيل ذلك ¬

_ (¬1) فتح الباري (10/ 109). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 97) (7485)، والبيهقي في الشعب (9922)، والروياني في مسنده (1270)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 152)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5743)، والصحيحة (2277). (¬3) أخرجه البخاري (893، 2554، 2558، 2751، 5188 , 5200، 7138).

في حديث "كلكم راع". (يموت) العبد الراعي. (يوم يموت) زيادة هذا التحقيق شأن الموت وتفظيع أمره. (وهو غاش) بالغين المعجمة والشين المعجمة آخره من الغش في القاموس (¬1) غشه لم يمحض له النصح وأظهر له خلاف ما أبطن انتهى، فهو كحديث: "لم يحطهم بنصيحة" (¬2) (لرعيته) ولو لفرد منهم. (إلا حرم الله عليه الجنة) لكفرانه نعمة الإمارة والاسترعاء وغشه لمن تحت يده. (ق (¬3) عن معقل بن يسار) وأخرجه غير الشيخين أيضاً. 8046 - "ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها ما أراد بها. (هب) عن الحسن مرسلاً". (ما من عبد يخطب) من الخطابة على المنبر أو غيره في جمعة أو غيره. (خطبة إلا الله سائله) يوم القيامة. (عنها ما أراد بها) هل وجه ربه وما أمر به من التذكير أو ليقال فلان خطيباً وهذا تنصيص على فرد من أفراد العمل الداخل تحت قوله تعالى: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93] والخطبة من العمل. (هب (¬4) عن الحسن مرسلاً)، قال المنذري: إسناده جيد انتهى. قال الشارح: لكن فيه جعفر بن سليمان (¬5) قال الذهبي: ضعفه القطان ووثقه جمع. 8047 - "ما من عبد يخطو خطوة إلا سئل عنها ما أراد بها. (حل) عن ابن مسعود (ض) ". ¬

_ (¬1) انظر القاموس (2/ 281). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 27). (¬3) أخرجه البخاري (7150)، ومسلم (142). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (4968)، وابن أبي عاصم في الزهد 1/ 323، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 74)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5202)، والضعيفة (2122). (¬5) انظر المغني (1/ 132).

(ما من عبد يخطو خطوة) ينقل قدميه نقلة واحدة. (إلا سئل عنها) يوم القيامة. (ما أراد بها) من خير أو شر وإذا كانت الخطوات إلى المساجد تكفر الخطيئات ويرفع بها الدرجات كذلك الخطوات إلى الخطيئات تكتب سيئات. (حل (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه: غريب وذكر أن فيه شقيقا فإن كان الضبي فخارجي وإن كان الأسدي فمجهول (¬2). 8048 - "ما من عبد مسلم إلا له بابان في السماء: باب ينزل منه رزقه، وباب يدخل فيه عمله وكلامه، فإذا فقداه بكيا عليه. (ع حل) عن أنس (ض) ". (ما من عبد مسلم إلا له بابان في السماء: باب ينزل منه رزقه) يحتمل أن هذا الباب ثابت لغير المسلم فإن الكافر له رزق وإن الاختصاص إنما هو بالبابين. (وباب يدخل منه عمله) الصالح فإنه الذي يرفع (وكلامه) تخصيص بعد التعميم إذ كلام العبد من عمله (فإذا فقداه) بأن لا ينزل له رزق ولا يصعد له عمل (بكيا عليه) لفراقه وفيه أنه يبكي على المؤمن أبواب السماء وبه فسر {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ} الآية. [الدخان: 29]، وقد أخرجه مخرجه بهذه التتمة وهي وتلا هذه الآية {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ} فذكر أنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً تبكي عليهم ولم يصعد إلى السماء من كلامهم ولا عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فتفقدهم فتبكي عليهم انتهى. (ع حل (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه موسى بن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 376، 4/ 107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5203)، والضعيفة (2122). (¬2) انظر: المغني (1/ 300). (¬3) أخرجه أبو يعلى (4133) والترمذي (3255)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 327)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5197)، والضعيفة (4491).

عبيدة الربذي (¬1) وهو ضعيف. 8049 - "ما من عبد من أمتي يصلي على صلاة صادقا بها من قبل نفسه إلا صلى الله تعالى عليه بها عشر صلوات وكتب له بها عشر حسنات، ومحا بها عنه عشر سيئات. (حل) عن سعيد بن عمير الأنصاري (ض) ". (ما من عبد من أمتي يصلي علي صلاة صادقا بها) قلبه معتقدا أن الله أمر بها وأنه مأجور فيها معظماً بها النبي - صلى الله عليه وسلم - (من قبل نفسه) لا متابعاً بها غيره (إلا صلى الله عليه بها عشر صلوات) يحتمل أن المراد تكتب له أجر عشر صلوات، أو أنه أمر ملائكته يصلون عليه عشراً تنويهاً بذكره، ورفعاً لشأنه في الملأ الأعلى، (وكتب له بها عشر حسنات، ومحا بها عنه عشر سيئات) صريح في حصول الفوائد الثلاث له. (حل) (¬2) عن سعيد بن عمير الأنصاري)، رمز المصنف لضعفه، قال مخرجه أبو نعيم: لا أعلم رواه بهذا اللفظ إلا سعد بن أبي سعيد الثعلبي. 8050 - "ما من عبد يبيع مالاً تالداً إلا سلط الله عليه تالفاً. (طب) عن عمران" (ض). (ما من عبد يبيع مالاً تالداً) مالاً قديماً [4/ 144] ونقيضه الطارف وهو الجديد. (إلا سلط الله عليه) على ثمنه، (تالفاً) التالد ما ورثه من آبائه والتالف ما يتلف ثمنه في غير محله وفيه تكريه بيع ما ورثه العبد من آبائه وأن الخير له في بقائه. (طب (¬3) عن عمران) رمز المصنف لضعفه. قال الهيثمي: فيه بشير بن شريح وهو ضعيف (¬4). ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 685). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 373)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5198). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 222) رقم (555)، والروياني في مسنده (129)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 110)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5200). (¬4) وانظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 145).

8051 - "ما من عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عون. (حم ك) عن عائشة (صح) ". (ما من عبد كانت له نية في أداء دينه) أي كانت نيته مشغولة بقضاء دينه وأدائه إلى غرمائه. (إلا كان له من الله عون) على قضاء دينه وتيسير ذلك له وسبب له رزقاً يقضيه منه. (حم ك (¬1) عن عائشة)، قال أبو القاسم: كانت عائشة تدان فقيل لها: ما لكِ والدين وليس عندك قضاء، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرته ثم قالت: فأنا ألتمس ذلك العون، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيحٌ ورده الذهبي بأن فيه محمَّد بن عبد بن المحبر وابن المحبر وهاه (¬2) أبو زرعة، وقال النسائي: متروك لكن وثقه أحمد وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح إلا أن محمَّد بن علي بن الحسين لم يسمع من عائشة. 8052 - "ما من عبد يريد أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع إلا وضعه الله تعالى في الآخرة درجة أكبر منها وأطول. (طب حل) عن سلمان (ض) ". (ما من عبد يريد أن يرتفع في الدنيا درجة) على العباد. (فارتفع) فتم له ما أراده (إلا وضعه الله تعالى في الآخرة درجة) أعظم منها {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلَا فَسَادًا} [القصص: 83] (أكبر منها) من رفعة الدنيا. (وأطول) بقاء تمامه عند روايه ثم قرأ {وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} [الإسراء: 21] (طب حل (¬3) عن سلمان) رمز المصنف لضعفه قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 72، 131)، والحاكم (2/ 22)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5734). (¬2) انظر المغني (2/ 605)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 77). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 239) رقم (6101)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 204)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 49)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5205).

الهيثمي: فيه ابن الصباح عبد الغفور الأنصاري وهو متروك (¬1). 8053 - "ما من عبد ولا أمة استغفر الله في كل يوم سبعين مرة إلا غفر الله تعالى له سبعمائة ذنب وقد خاب عبد أو أمة عمل في اليوم والليلة أكثر من سبعمائة ذنب. (هب) عن أنس (ض) ". (ما من عبد ولا أمة) رجل ولا امرأة. (استغفر الله في كل يوم سبعين مرة) يحتمل التكثير لا غير هذا العدد ويحتمل خلافه إلا أن قوله: (إلا غفر له سبعمائة ذنب) بدل للثاني؛ لأن كل مرة من الاستغفار حسنة والحسنة بعشر أمثالها فتكون سبعمائة حسنة في مقابل سبعين سيئة فتكفرها والظاهر أنه كل ما زاد استغفاراً زيد تكفيراً. (وقد خاب عبد أو أمة عمل في اليوم أكثر من سبعمائة ذنب) المراد الكبائر لأن المراد من الاستغفار المصحوب بالندامة وهو التوبة، فكأنه مع كل لفظ من الاستغفار يجدد ندامة وتوبة إذ الاستغفار من غير توبة لا يكفر به الكبيرة ومع التوبة يكفر بأول لفظ، فكأنه يراد لو تكرر منه غشيان الكبائر سبعمائة مرة وتاب عند كل كبيرة لكفرت. (هب (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح والحسن بن جعفر أحد رواته قال السعدي: واه والنسائي: متروك. 8054 - "ما من عبد يسجد فيقول: "رب اغفر لي" ثلاث مرات إلا غفر له قبل أن يرفع رأسه. (طب) عن والد أبي مالك الأشجعي". (ما من عبد يسجد) يحتمل في الصلاة أو سجدة مطلقة. (فيقول) حال سجوده. (رب اغفر لي) يكرر ذلك. (ثلاث مرات إلا غفر له قبل أن يرفع ¬

_ (¬1) انظر الميزان (4/ 380)، وضعفاء العقيلي (3/ 113). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (652)، والخطيب في تاريخه (6/ 392)، وانظر العلل المتناهية (2/ 835)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5199)، والضعيفة (2726).

رأسه) من سجوده والمراد الصغائر كما سلف إلا أن يقرنه توبة. (طب (¬1) عن والد أبي مالك الأشجعي) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: هذا من رواية محمَّد بن جابر عن أبي مالك هذا ولم أجد من ترجمهما. 8055 - "ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة, ما دام يصلي علي، فليقل العبد من ذلك أو ليكثر. (حم هـ) والضياء عن عامر بن ربيعة (صح) ". (ما من عبد يصلي علي إلا صلت عليه الملائكة) استغفرت له. (ما دام يصلي علي، فليقل العبد من ذلك) من الصلاة علي. (أو ليكثر) فإنه خير له تخيير بين طرفي القلة والكثرة وهو حت له على الإكثار. (حم هـ والضياء (¬2) عن عامر بن ربيعة) رمز المصنف لصحته قال مغلطاي: سند ابن ماجة ضعيف لضعف عاصم بن عبيد الله بن عاصم (¬3)، قال يحيى وابن سعد: لا يحتج به، وقال البخاري: منكر الحديث وقال ابن حبان: كثير الوهم فاحش الخطأ، وجزم العراقي بضعف الحديث. قلت: لكن طريق أحمد والضياء لعلها غير طريق ابن ماجة فإن الضياء في المختارة لم يخرج إلا ما صح وعدلت نقلته. 8056 - "ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه من الدموع مثل رأس الذباب من خشية الله تعالى فتصيب حر وجهه فتمسه النار أبداً. (هـ) عن ابن مسعود (ض) ". (ما من عبد مؤمن يخرج من عينيه من الدموع مثل رأس الذباب) مثل في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 319) رقم (8197)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5206)، والضعيفة (2839). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 446)، وابن ماجة (907)، والضياء في المختارة (216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5744). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 70)، والمغني في الضعفاء (1/ 321).

الحقارة. (من خشية الله) من خوفه وهيبته. (فتصيب) الخارج من الدموع. (حر وجهه فتمسه النار أبداً) إذ خشيته لله دليل حبه إياه وخوفه منه والله لا يعذب من يحبه ويخافه. (هـ (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه وقد رواه عنه أيضاً الطبراني والبيهقي [4/ 145] , قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. 8057 - "ما من عبد ابتلي ببلية في الدنيا إلا بذنب، والله أكرم وأعظم عفوا من أن يسأله عن ذلك الذنب يوم القيامة. (طب) عن أبي موسى". (ما من عبد ابتلي ببلية في الدنيا) في نفس أو مال أو أهل (إلا بذنب) سبب ارتكابه له (والله أكرم وأعظم عفواً من أن يسأله عن ذلك الذنب يوم القيامة) لأن سؤاله عنه عقوبة وتقريع والله لا يعاقبه مرتين إلا ما سلف من البغي وقطيعة الرحم، وقد ورد أن الحدود كفارات لأهلها وهذا يدل له، وأما حديث الحاكم: "لا أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا" (¬2) فهو حديث خلافه أصح منه وينصره {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: 30]. (طب (¬3) عن أبي موسى). 8058 - "ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا، إن المؤمن خلق مفتناً تواباً نسياً إذا ذكر ذكر. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يعتاده الفينة بعد الفينة) بالفاء والمثناة التحتية فنون أي الحين بعد الحين يقلع عنه ثم يعاوده (أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه حتى يفارق الدنيا) لا يقلع عنه أصلاً. (إن المؤمن خلق مفتنا) بضم الميم ففاء ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4197)، والطبراني في الكبير (10/ 17) رقم (9799)، والبيهقي في الشعب (802)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5196)، والضعيفة (4490). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 92). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 87) رقم (3731)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5194).

فمثناة فوقية فنون من الفتنة مفعلاً بزنة مكرم أي ممتحنا يمتحنه الله بالذنوب (تواباً) كثير التوبة (نسياً) كثير النسيان يتوب ثم ينسى. (إذا ذكر) بتذكير الله. (ذكر) ما قلع والحديث إخبار عن حال العبد وضعفه ولذا قال الله تعالى: {وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً} [النساء: 28]. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه إلا أنه قال الهيثمي: أحد أسانيد الكبير رجاله ثقات. 8059 - "ما من عبد يظلم رجلاً مظلمة في الدنيا لا يقصه من نفسه إلا أقصه الله تعالى منه يوم القيامة. (هب) عن أبي سعيد". (ما من عبد يظلم رجلاً مظلمة في الدنيا) أو امرأة أو صبي. (لا يقصه من نفسه) يمكنه من الاقتصاص منها. (إلا أقصه الله تعالى منه يوم القيامة) مكنه من الاقتصاص منه فالجاني لا بد له من القصاص على كل حال. (هب (¬2) عن أبي سعيد الخدري) قال: شتم رجل أبا بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعجب ويبتسم فلما أكثر رد عليه أبو بكر بعض قوله فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقام فلحقه أبو بكر فقال: "إنه كان معك من يرد عنك فلما رددت عليه قعد الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان" ثم ذكره قال الذهبي: إسناده حسن. 8060 - "ما من عبد إلا وله صيت في السماء، فإن كان صيته في السماء حسناً وضع في الأرض، وإن كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض" البزار عن أبي هريرة (ض) ". (ما من عبد إلا وله صيت في السماء) ذكر عند الملائكة شهرة بحسن أو قبح ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 304) رقم (11810)، والقضاعي في مسند الشهاب (809)، والبيهقي في الشعب (7124)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 201)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5735)، والصحيحة (2276). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (7484)، وفي السنن الكبرى (10/ 236)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5207)، والضعيفة (2280).

قال ابن حجر (¬1): الصيت بكسر فسكون أصله الصوت كالريح من الروح والمراد به الذكر الجميل وربما قيل بضده لكن مقيداً. (فإن كان صيته حسناً في السماء وضع في الأرض وإن كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض) كذلك ظاهره والعكس في العكس ويؤخذ منه أن الذكر الحسن للرجل في الدنيا دليل على أن ذكره في السماءِ حسناً، ولا يكون فيها كذلك إلا وهو يحبه الله إذ لا تثني الملائكة إلا على من يحبه الله وسلف له نظائر (البزار (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 8061 - "ما من عبد استحيا من الحلال إلا ابتلاه الله بالحرام. ابن عساكر عن أنس". (ما من عبد استحيا من الحلال) فتركه. (إلا ابتلاه الله بالحرام) بفعله وفيه أنه لا ينبغي للعبد ترك ما يحل له مع احتياجه إليه. (ابن عساكر (¬3) عن أنس). 8062 - "ما من عثرة ولا اختلاج عرق ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم، وما يغفر الله أكثر. ابن عساكر عن البراء". (ما من عثرة) بالمثلثة عثرة قدم. (ولا اختلاج عرق) اضطرابه. (ولا خدش عود) يصيب الإنسان. (إلا بما قدمت أيديكم) وهو نص الآية. (وما يغفر الله أكثر) ويعفو عن كثير. (ابن عساكر (¬4) عن البراء). ¬

_ (¬1) فتح الباري (10/ 462). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5248)، والبيهقي في الزهد الكبير (820)، وابن عدي في الكامل (2/ 163)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5732)، والصحيحة (2275). (¬3) أخرجه ابن عساكر (4/ 57) وقال: هذان الحديثان منكران إسناداً ومتناً وفي إسنادهما غير واحد من المجهولين، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5195). (¬4) أخرجه ابن عساكر (24/ 190)، وقال الألباني: في ضعيف الجامع (5209): موضوع، وضعفه في الضعيفة (1796).

8063 - "ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة، ويبقى لهم الثلث، فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم. (حم م د ن هـ) عن ابن عمرو" (صح). (ما من غازية) جماعة. (تغزو في سبيل الله) لإعلاء كلمة الله. (فيصيبون الغنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة) ثلثي أجرهم من الأجرة ففيه أن المجاهد الغانم أجره دون أجر من جاهد ولم يغنم وإن ذلك ينقص من الأجر، قال النووي: هذا هو الصواب السالم عن المعارض. (فإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم) في الآخرة وفيه أن ما أعطى الإنسان من الدنيا فهو من أجره في الآخرة. (حم م د ن هـ (¬1) عن ابن عمرو) ولم يخرجه البخاري. 8064 - "ما من قاض من قضاة المسلمين إلا ومعه ملكان يسددانه إلى الحق، ما لم يرد غيره، فإذا أراد غيره وجار متعمداً تبرأ منه الملكان ووكلاه إلى نفسه. (طب) عن عمران (ح) ". (ما من قاض من قضاة المسلمين إلا ومعه ملكان يسددانه) يلهمانه السداد والصواب. (إلى الحق، ما لم يرد غيره) فإن كان بنية الحق ثبته الله بالملكين وإن أراد غيره لم يثبته الله بل يخذله. (فإذا أراد غيره) غير الحق. (وجار متعمداً تبرأ منه الملكان ووكلاه إلى نفسه) ومن وكل إلى نفسه فقد خاب. (طب (¬2) عن عمران) رمز المصنف لحسنه، لكنه قال الهيثمي: فيه أبو داود بن الأعمى وهو كذاب. 8065 - "ما من قلب إلا وهو معلق بين أصبعين من أصابع الرحمن: إن شاء أقامه, وإن شاء أزاغه، والميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويخفض آخرين إلى يوم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 169)، ومسلم (1906)، وأبو داود (2497)، والنسائي (6/ 17)، وابن ماجة (2785). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 240) رقم (602)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 194)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5210)، والضعيفة (2616): موضوع.

القيامة. (حم هـ ك) عن النواس (صح) ". (ما من قلب [4/ 146] إلا وهو معلق بين أصبعين من أصابع الرحمن) تمثيل أي أن القلوب بيده يقلبها كيف يشاء. (إن شاء) الرحمن. (أقام القلب) أقامه على الهدى والفلاح. (وإن شاء أزاغه) مكافأة له على زيغانه {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5] أمالها عن الاستقامة. (والميزان) للقلوب. (بيد الرحمن يرفع أقواماً) بالهدى والتقوى. (ويضع آخرين) بالفجور والمعاصي. (إلى يوم القيامة) فإنها لا تبرح الأرض عن مستقيم القلب وزائغه أبداً. (حم هـ ك (¬1) عن النواس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8066 - "ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي هم أعز وأكثر ممن يعمله ثم لم يغيروه إلا عمهم الله تعالى منه بعقاب. (حم د هـ حب) عن جرير (صح) ". (ما من قوله يعمل فيهم بالمعاصي) التي تغضب الرب تعالى وفيهم من لم يعمل بها. (هم) القوم الذين بينهم العصاة. (أعز) أمنع. (وأكثر ممن يعمله) أي العصيان. (ثم لم يغيروه) بالمنع له عن الارتكاب ونحوه حسب الاستطاعة. (إلا عمهم الله منه بعقاب) عقاب العصاة بمعاصيهم والذين لم يغيروه لتركهم ما يجب من تغيير المعصية، قال الغزالي (¬2): فكل من شاهد منكراً ولم ينكره فهو شريك فاعله فالمستمع شريك المغتاب ويجري هذا في جميع المعاصي. (حم د هـ حب (¬3) عن جرير) رمز المصنف لصحته، ورواه البيهقي في الشعب عن الصديق. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 182)، وابن ماجة (199)، والحاكم (1/ 525)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5747). (¬2) الإحياء (1/ 235). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 364، 366)، وأبو داود (4339)، وابن ماجه (4009)، وابن حبان (300)، وأخرجه البيهقي في الشعب (7550)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5749)، والصحيحة =

8067 - "ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه إلا قاموا منه عن مثل جيفة حمار) أي قيام من كان على جيفة حمار في نتن مجلسهم ذلك وقبحة. (وكان ذلك المجلس عليهم حسرة يوم القيامة) حيث أضاعوه عن ذكر الله وظاهره ولو لم يجر فيه حديث آخر من أحاديث اللغو وذلك أنه لا ربح في الدنيا إلا في ذكر الله فمن فاته فقد خسر وكذلك إذا كان وحده خالياً وإنما خص القوم لأنهم مظنة الأحاديث فأحسنها ذكر الله وأقله كفارة المجلس تقدم حديث الطبراني فيها في حرف الكاف. (د ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال في الأذكار والرياض (¬2) إسناده صحيح. 8068 - "ما من قوم يذكرون الله إلا حفت بهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة, ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده. (ت هـ) عن أبي هريرة وأبي سعيد (صح) ". (ما من قوم يذكرون الله) يجتمعون لذكره. (إلا حفت بهم الملائكة) أحاطت بهم تعظيما لهم وتشرفاً بذكر الله، قيل: الباء للتعدية يعني يديرون أجنحتهم حول الذاكرين، وقيل: للاستعانة. (وغشيتهم الرحمة) غمرتهم. (ونزلت عليهم) من الله تعالى. (السكينة) والوقار والخشية (وذكرهم الله فيمن عنده) في الملائكة المقربين تنويهاً بشأنهم ¬

_ = (3353) (¬1) أخرجه أبو داود (4855)، والحاكم (1/ 492)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5750)، والصحيحة (77). (¬2) انظر: رياض الصالحين (ص: 440)، والأذكار (ص: 299).

وإظهاراً لفضلهم وكأن ذكره تعالى لهم يكون بأمر من عنده بإعداد الكرامة لهم، وكتب الثواب، وفيه فضيلة الذكر والاجتماع عليه، وظاهره أنه ليس هذا للذاكر وحده وإن كان مأجورا لكن هذا خاص بالاجتماع على الذكر وهو نظير صلاة الجماعة فإنها فضلت صلاة الفرد بتلك الدرجات, لأن الاجتماع على طاعة الله. مراداً لله تعالى، وفيه أن تلاوة القرآن مع جماعة أفضل من تلاوة العبد وحده ولعله يصدق على القوم الاثنين ليفوزا بهذا الأجر إذا اجتمعا على الذكر. (ت هـ (¬1) عن أبي هريرة وأبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال في الكبير: حسن صحيح، ورواه مسلم بقريب من لفظه. 8069 - "ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب. (حم) عن عمرو بن العاص". (ما من قوم يظهر فيهم الربا) في المعاملات. (إلا أخذوا بالسنة) الجدب والقحط قال: بعض الأئمة أكثر بلايا هذه الأمة حتى أصابها ما أصاب بني إسرائيل من العباس الشنيع والانتقام بالسنين إنما هو من عمل الربا. قلت: وفيه مناسبة للعقوبة بهذا النوع لأنهم أرادوا بالربا التوسع فعوقبوا بنقيضه. (وما من قوم يظهر فيهم الرشا) يوجد بظهور وهو أخذ الرشوة على الأحكام ونحوها. (إلا أخذوا بالرعب) بالخوف وفيه مناسبة لأن أخذ الرشوة أمن مكر الله فأخافه، قال ابن حجر (¬2): في هذا الحديث ما يقضي أن الطاعون والوباء ينشآن عن ظهور الفواحش، وهذا الحديث وإن كان ضعيفاً لكن له شواهد عند الحاكم بسند قال ابن حجر: جيد. (حم (¬3) عن عمرو بن العاص) (1) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2945)، وابن ماجة (225)، ومسلم (2699). (¬2) انظر: فتح الباري (11/ 180) فيه بنحوه. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 205)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 126)، والمجمع (4/ 118)، والفتح (10/ 193)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5211)، والضعيفة (1236).

سكت عليه المصنف، وقال المنذري: في إسناده نظر، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه، وقال ابن حجر: في الفتح إسناده ضعيف. 8070 - "ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت فيخلف فيهم مولود فيسمونه باسمه إلا خلفهم الله تعالى بالحسنى. ابن عساكر عن علي". (ما من قوم يكون فيهم رجل صالح فيموت) ولو كانوا [4/ 147] أهل بيت واحد. (فيخلف فيهم مولود فيسمونه باسمه) باسم الرجل الصالح قصداً للتبرك. (إلا خلفهم الله تعالى بالحسنى) وذلك من بركات الرجل الصَّالح جعل الله لاسمه أثراً في حسن الخلف. (ابن عساكر (¬2) عن علي) - رضي الله عنه -. 8071 - "ما من ليل ولا نهار إلا والسماء تمطر فيها يصرفه الله حيث شاء. الشافعي في مسنده عن المطلب بن حنطب". (ما من ليل ولا نهار إلا والسماء تمطر فيها) أي في ساعاتها قال الشارح: والذي في مسند الشافعي بلفظ: "ما من ساعة من ليل أو نهار" (يصرفه الله حيث يشاء) من أرضه، قال الرافعي: فيه أن السماء تمطر ليلاً ونهاراً والله يصرفه حيث يشاء من النواحي برًّا وبحراً، ثم يمكن أن يجري هذا على إطلاقه ويمكن حمله على الأوقات التي يمكن فيها المطر انتهى. وعن ابن عباس: "ما من عام أقل مطراً من عام ولكن الله قسم ذلك حيث يشاء" (¬3) وفي الكشاف (¬4) أن الملائكة يعرفون عدد المطر وقدره كل عام لأنه لا ¬

_ = (1) جاء في الأصل (حم عن ابن عمرو بن العاص)، والصواب ما أثبتناه. (¬2) أخرجه ابن عساكر (43/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5212). (¬3) أخرجه الحاكم في المستدرك (2/ 437) وقال: صحيح على شرط الهيثمي، وانظر: الفتح السماوي بتخريج أحاديث البيضاوي (2/ 884). (¬4) الكشاف (1/ 866).

يختلف لكن تختلف فيه البلاد. (الشافعي في مسنده (¬1) عن المطلب بن حنطب) (¬2) بفتح المهملتين وسكون النون بينهما تابعي صدوق كثير التدليس والإرسال روى عن أبي هريرة وعائشة فكان على المصنف أن يقول مرسلاً. 8072 - "ما من مؤمن إلا وله بابان: باب يصعد منه عمله، وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه. (ت) عن أنس (ض) ". (ما من مؤمن إلا وله) في السماء. (بابان: باب يصعد منه عمله) الذي يرفع إلى الله وهو الصالح. (وباب ينزل منه رزقه) كأن المراد ينزل منه ما قدره الله له أو ينزل الملك ليسوق إليه ما قدر له إذ نفس الرزق لا ينزل من السماء إلا المطر وليس المراد أنه ينزل من كل باب مطر كل إنسان ويمكن ذلك وقد سمى الله المطر رزقاً. (فإذا مات) المؤمن. (بكيا عليه) البابان أو الملكان الذي يصعد عمله والذي ينزل برزقه وتقدم الحديث قريباً في "ما من عبد مسلم" وتمامه فذلك قوله تعالى: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} [الدخان: 29]. (ت (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال الترمذي عقب إخراجه: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه أي الذي ساقه وهو عن موسى بن عبيدة عن يزيد الرقاشي عن أنس وموسى ويزيد ضعيفان. 8073 - "ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة. (هـ) عن عمرو بن حزم". (ما من مؤمن يعزي) يصبر. (أخاه بمصيبة) في مال أو ولد أو أهل أو بدن. (إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة) لأنه كسى قلب أخيه ثوب الصبر ¬

_ (¬1) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 82)، وأبو الشيخ في العظمة (4/ 1264)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5213)، والضعيفة (4494). (¬2) انظر جامع التحصيل (1/ 281). (¬3) أخرجه الترمذي (3255).

بتعزيته وفيه عظم الرفق بالمؤمن في كل أمر حتى في أن تأمره بالصبر وتسليه عما يحزنه ولذا قال الله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 3] في آيات ويؤخذ منه عظم ذنب من حزن أخاه بأي أمر يورده عليه. (هـ (¬1) عن عمرو بن حزم) سكت عليه المصنف، وقال النووي في الأذكار (¬2): إسناده حسن. 8074 - "ما من مسلم يأخذ مضجعه يقرأ سورة من كتاب الله إلا وكل الله به ملكاً يحفظه فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب متى هب. (حم ت) عن شداد بن أوس (ح) ". (ما من مسلم يأخذ مضجعه) محل اضطجاعه لينام من الليل أو النهار ويحتمل أنه خاص بالليل. (يقرأ سورة من كتاب الله) عام لأي سورة كانت ويحتمل بيانه بما ورد في {الكافرون} وغيرها. (إلا وكل الله به ملكاً يحفظه) من كل شيء مؤذ. (فلا يقربه شيء يؤذيه حتى يهب) يستيقظ من نومه. (متى هب) وفيه أنه لا يحسن من عبد ينام إلا وقرأ سورة من كتاب الله وكأن المراد غير ما يخف أذاه كالبعوض والبراغيث. (حم ت (¬3) عن شداد بن أوس) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال النووي في الأذكار (¬4): إسناده ضعيف. 8075 - "ما من مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية، من أيها شاء دخل. (حم هـ) عن عتبة بن عبد (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1601)، وعبد بن حميد في مسنده (287)، والبيهقي في الشعب (9279)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5752)، والصحيحة (195). (¬2) الأذكار (1/ 351) رقم (402). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 125)، والترمذي (3407)، والنسائي في السنن الكبرى (10648)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5218). (¬4) الأذكار (1/ 217) رقم (239).

(ما من مسلم يموت له) خرج الكافر قال ابن حجر (¬1): فإن مات أولاده ثم أسلم فظاهر الخبر لا يحصل له التلقي الآتي. (ثلاثة من الولد) عام للذكر والأنثى. (لم يبلغوا الحنث) سن التكليف الذي يكتب فيها الإثم، وظاهره أنه إذا مات له من بلغ الحنث لا يحصل ما يأتي من الأجر وإليه ذهب أئمة قائلين أن موضع الصغير من القلب أعظم فالحزن عليه أكثر، وذهب آخرون إلى أنه إذا ثبت ذلك في الصغير الذي لا نفع فيه لأبويه فمن بلغ السعي أولى، إذ التفجع عليه أشد قيل وهو متجه، إلا أن راوية بفضل رحمته إياهم لا يلائمه إذ الرحمة للصغير أكثر. (إلا تلقوه من أبواب الجنة الثمانية من أيها شاء دخل) وظاهر مفهوم العدد إنه ليس ذلك لمن مات له ولد أو ولدان إلا أنه قد ثبت ما هو أقوى من مفهوم العدد في أحاديث أُخر ثم لموت الأولاد فوائد أخر، وهو أنه يكون حجاباً من النار كما في عدة أخبار وإنهم يثقلون الميزان ويشفعون في دخول الجنة ويسقون أباهم يوم العطش [4/ 148] الأكبر من شراب الجنة ويخففون الموت عن الوالدين لتذكر أفراطهم الماضين الذين كانوا لهم قرة أعين وغير ذلك. والحديت في الكتاب لمن كان أبواه من أهل الجنة لا يحتاج إلى شفاعة ولا يظمأ فيسقى ويحتمل أنهم يسقونهم ويشفعون ثم يتقدمونهم إلى أبواب الجنة. (حم هـ (¬2) عن عتبة) بضم المهملة ثم مثناة فوقية ثم موحدة له صحبة (بن عبد) رمز المصنف لحسنه قال المنذري: إسناده حسن. 8076 - "ما من مسلم ينظر إلى امرأة أول رمقة ثم يغض بصرة إلا أحدث الله تعالى له عبادة يجد حلاوتها في قلبه. (حم طب) عن أبي أمامة (ض) ". ¬

_ (¬1) فتح الباري (3/ 121). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 183)، وابن ماجة (1604)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 53)، قال الحافظ في "الفتح" (3/ 121): ويشهد له ما رواه النسائي بإسناد صحيح من حديث معاوية بن قرة عن أبيه مرفوعاً.

(ما من مسلم ينظر إلى امرأة) أجنبية. (أول رمقة) هذا لفظ الطبراني ولفظ رواية أحمد: "إلى محاسن امرأة" (¬1). (ثم يغض بصرة) عنها لما يعلمه من تحريم الله ذلك. (إلا أحدث الله له) مكافأة له على غض طرفه عن محارمه. (عبادة) حبب إليه نوعا من العبادة. (يجد حلاوتها في قلبه) وذلك أنه ترك حلاوة معاودة النظر إلى المحاسن المحرمة فأبدله حلاوة يجدها في طاعته ثم يجازى عليها بالأجر الجزيل في الآخرة ولذلك قال الله تعالى بعد النهي عن إطلاق البصر والأمر بغضه {ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} [النور: 30] أي أنمى للإيمان في قلوبهم ويؤخذ منه أنه إذا عاود النظر نزع من قلبه حلاوة الطاعة. (حم طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، وقال المنذري: إنه ضعيف، وقال الهيثمي: فيه علي بن يزيد الألهاني وهو متروك. 8077 - "ما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة. (حم ق ت) عن أنس (صح) ". (ما من مسلم يزرع زرعاً) مزروعا ولا ينافيه قوله تعالى: {أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: 64] لأن العبد زارع صورة تسند إليه حقيقة. (أو يغرس) بنفسه أو بأمره. (غرساً) أي مغروساً من الأشجار المثمرة وخرج الكافر فإنه لا يثاب على ذلك قال القاضي عياض: للإجماع وخبرة "ما من رجل"، وخبر: "ما من عبد" محمول على هذا المقيد. (فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة) من ثمره أو من علفه فيؤخذ منه أنه لا يشترط في الغرس أن يكون مما له ثمر بل لو غرس الطلح ونحوه. (كان له به صدقة) أي أجر صدقة وهذا كما سلف يؤجر على ما كان سببه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 264). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 264)، والطبراني في الكبير (8/ 208) رقم (7842)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 23)، والمجمع (8/ 63)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5221)، والضعيفة (1064) وقال: ضعيف جداً.

وإن لم ينوه وفيه حث على اقتناء الضياع والزرع والغرس ولا يعارضه ما يأتي من حديث: "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا" (¬1) لأن المراد الإكثار منها. (حم ق ت (¬2) عن أنس) وزاد: "وما سرق له صدقة". 8078 - "ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا حط الله تعالى: له به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها. (ق) عن ابن مسعود (ح) ". (ما من مسلم يصيبه أذى شوكة) ألم شوكة قال القاضي: الشوكة هنا المرة من شاكه ولو أراد واحدة النبات لقال: يشاك بها والدليل أنها المرة من المصدر جعلها غاية للمعاني. (فما فوقها إلا حط الله بها سيئاته) يكفر عنه بها الذنوب والمراد الصغائر كما سلف أنه لا يكفر الكبائر إلا التوبة. (كما تحط الشجرة ورقها) في يوم الرياح في الشتاء وفيه أن آلام القلوب من الهموم والغموم أولى بالحط لأنها أشد على العبد من ألم الشوكة وفيه بشرى عظيمة للمسلم فإنه لا يخلو مسلم عن ما يؤذيه. (ق (¬3) عن ابن مسعود) قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك وعكاً شديداً فمسسته بيدي، فقلت: إنك لتوعك وعكاً شديداً، قال "أجل" ثم ذكره ورواه عنه النسائي وغيره. 8079 - "ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة. (م) عن عائشة (صح) ". (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب الله له بها درجة) منزلة عالية في الجنة. (ومحيت بها عنه خطيئة) زاد هنا رفع الدرجة على ما في الحديث الأول قيل: إن ذلك باعتبار اختلاف أنواع المصائب، والأظهر أن هذا مقيد بذلك وأنه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2328)، وأحمد (1/ 426) قال الترمذي: حديث حسن، وانظر: السلسلة الصحيحة (12). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 228)، والبخاري (2320)، ومسلم (1553)، والترمذي (1382). (¬3) أخرجه البخاري (5647)، ومسلم (2571)، والنسائي في السنن الكبرى (7483).

يحصل الأمران عن كل مصيبة قيل وهو صريح في حصول الأجر على المصيبة وخالف فيه جماعة، وقالوا: حصول الأجر على الصبر فقط وتقدم البحث في ذلك. (م (¬1) عن عائشة) ولم يخرجه البخاري. 8080 - "ما من مسلم يشيب شيبة في الإِسلام إلا كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة. (د) عن ابن عمرو" (ض). (ما من مسلم يشيب شيبة في الإِسلام) في لحيته أو رأسه أو غيرهما. (إلا كتب الله له بها حسنة، وحط عنه بها خطيئة) وفيه فضيلة الشيب ومن هنا كره حلقه وفي رواية: أنه نور الله وكأن وجه الإثابة عليه أنه يحزن العبد نزوله به لأنه يريد الخروج من الدنيا. (د (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه. 8081 - "ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله تعالى خيرا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه. (حم د هـ) عن معاذ (ح) ". (ما من مسلم يبيت على ذكر) لله تعالى بأي أنواع الذكر إلا أن المأثور عند النوم أفضل أنواعه. (طاهراً) عن المحدثين. (فيتعار) بعين مهملة وراء مشددة يقال تعار: إذا انتبه من نومه مع صوت أخذاً من عوار الظليم وهو صوته، قال الطيبي: وعبر بقوله يتعار دون أن يقول يهب [4/ 149] أو يستيقظ ونحوهما لزيادة معنى أراد أن يخبر عمن هب من نومه ذاكراً لله تعالى فيسأل الله خيراً أن يعطيه، فأوجز فقال: فتعار ليجمع ما بين المعنيين وإنما يوجد ذلك عند من تعود الذكر فاستأنس به وغلب عليه حتى صار الذكر حديث نفسه في نومه ويقظته، فصرح - صلى الله عليه وسلم - باللفظ وعرض بالمعنى وذلك من جوامع الكلم التي أوتيها. (من الليل فيسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه) وهذا في ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2572). (¬2) أخرجه أبو داود (4202)، وأحمد (2/ 179)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5760).

نوم الليل مع كمال التطهر. (حم د هـ (¬1) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه ورواه النسائي في اليوم والليلة. 8082 - "ما من مسلم كسا مسلما ثوبا إلا كان في حفظ الله تعالى ما دام عليه منه خرقة. (ت) عن ابن عباس (ح) ". (ما من مسلم كسا مسلماً ثوباً) عام لكل ثوب وكسوة. (إلا كان) الكاسي. (في حفظ الله تعالى) لأنه حفظ عورة أخيه فحفظه الله. (ما دام عليه) أي المكسي. (منه خرقة) وهذا أجره في الدنيا وأما في الآخرة فله أجر عظيم. (ت (¬2) عن ابن عباس)، رمز المصنف لحسنه ورواه عنه الحاكم، وصحَّحه وقال الحافظ العراقي: فيه خالد بن طهمان (¬3) ضعيف. 8083 - "ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه إلا أدخلتاه الجنة" (حم خد حب ك) عن ابن عباس (صح). (ما من مسلم تدرك له ابنتان) أي يبلغان سن التكليف. (فيحسن إليهما ما صحبتاه) مدة مصاحبتهما له، قال الشارح: وفي الأصول الصحيحة "أو صحبهما" ولعلها سقطت من قلم المؤلف. (إلا أدخلتاه الجنة) كانتا سبباً في دخوله إياها مكافأة على إحسانه إليهما بأعظم منه وهو دخول الجنة، وفيه ترغيب لآباء البنات على الإحسان إليهن. (حم خد حب ك (¬4) عن ابن عباس)، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وشنع عليه الذهبي بأن فيه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 234)، وأبو داود (5042)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (806)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5754). (¬2) أخرجه الترمذي (2484)، والحاكم (4/ 196)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5217). (¬3) انظر المغني (1/ 203)، الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 247). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 235)، والبخاري في الأدب المفرد (77)، وابن ماجة (3670)، وابن حبان (2945)، والحاكم (4/ 178)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2776).

شرحبيل بن سعد (¬1) وهو واه وقد أخرجه ابن ماجة بهذا اللفظ عن ابن عباس، وقال: إسناده صحيح وفيه من عرفت. 8084 - "ما من مسلم يعمل ذنبا إلا وقفه الملك ثلاث ساعات: فإن استغفر من ذنبه لم يوقفه عليه , ولم يعذب يوم القيامة. (ك) عن أم عصمة (صح) ". (ما من مسلم يعمل ذنباً إلا وقفه الملك) الموكل بكتب سيئاته، أي وقف الكتب. (ثلاث ساعات: فإن استغفر من ذنبه) في أي الساعات الثلاث. (لم يوقفه عليه) لم يكتبه. (ولم يعذب به يوم القيامة) إذ الاستغفار توبة مع الندامة، وفي رواية: أن كاتب اليمين هو الذي يأمره أن يتوقف ست ساعات. (ك (¬2) عن أم عصمة) امرأة من قيس، رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، ورواه الطبراني عنها، قال الهيثمي: فيه ابن مهدي سعيد بن سنان (¬3) وهو متروك. 8085 - "ما من مسلم يصاب في جسده إلا أمر الله تعالى الحفظة: اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير ما كان يعمل ما دام محبوسا في وثاقي. (ك) عن ابن عمرو". (ما من مسلم يصاب) بألم (في جسده) أو يمنع قادر. (إلا أمر الله الحفظة) الذين كانوا يكتبون طاعاته. (اكتبوا لعبدي في كل يوم وليلة من الخير ما كان يعمل) فينبغي للعبد أن يجتهد في الطاعات أيام صحته فإنه عمل يكتب له عند تعطله عنه وأيام التعطل كثيرة، وقد ورد في المسافر أيضاً أنه يكتب له ما كان يعمل مقيماً. (ما دام محبوسا في وثاقي) وهذا من أعظم كرم الرب على العبد. ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 296). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 262)، والطبراني في الأوسط (17)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5219)، والضعيفة (3765) وقال: موضوع. (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 321)، والمغني (1/ 261).

(ك (¬1) عن ابن عمرو)، سكت عليه المصنف، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 8086 - "ما من مسلم يظلم مظلمة فيقاتل فيقتل إلا قتل شهيداً. (حم) عن ابن عمرو (صح) ". (ما من مسلم يظلم) من ظالم. (مظلمة) في نفس أو مال أو نحو ذلك. (فيقاتل) من ظلمه. (فيقتل) بيد ظالمه. (إلا قتل شهيدا) لأن الله أذن له بقتال من يظلمه وكأن هذا خاص بما عدا ملوك الجور لأحاديث الأمر بالصبر على ظلمهم وإن ضربوا بطنه وظهره. (حم (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته. 8087 - "ما من مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبع مرات: "أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك" إلا عوفي (ت) عن ابن عباس (ح) ". (ما من مسلم يعود مريضا لم يحضر أجله) لم يكن قد كتب الله وفاته من ذلك المرض. (فيقول) داعياً له (سبع مرات: "أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك" إلا عوفي) من ذلك المرض فينبغي لكل عائد أن يقوله فإنه لا يعلم أحد من قد حضر أجله. (ت (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه إلا أنه أعله المنذري بيزيد بن عبد الرحمن الدالاني (¬4) ضعفه ابن عدي وغيره إلا أنه ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 348)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5761) وفي السلسلة الصحيحة (1232). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5765). (¬3) أخرجه الترمذي (2083)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 167)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5766). (¬4) انظر المغني (2/ 751).

وثقه أبو حاتم. 8088 - "ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا. (ت هـ ك) عن سهل بن سعد (صح) ". (ما من مسلم يلبي) تلبية الإحرام. (إلا لبى ما عن يمينه وشماله من حجر أو شجر أو مدر) عاضده لذكره وتلبيته إكراما له. (حتى تنقطع الأرض من ها هنا وهاهنا) أي منتهى الأرض من جانب الشرق والغرب، وفيه فضل التلبية. (ت هـ ك (¬1) عن سهل بن سعد)، رمز المصنف لصحته وفيه إسماعيل بن عياش تقدم غير مرة الكلام فيه. 8089 - "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر. (حم ت) عن ابن عمرو (ض) ". (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر) وهي سؤال الملكين له وهذه فضيلة عظيمة فإنه قد استعاذ - صلى الله عليه وسلم - من فتنة القبر فمن وقيها فقد وقاه الله أمراً عظيماً. (حم ت (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف [4/ 150] لضعفه لأنه قال الترمذي: غريب وليس بمتصل لا يعرف لربيعة بن سيف سماعا من ابن عمرو انتهى، وربيعة هو راويه عن ابن عمرو من طريقه ساقه الترمذي، وقد أخرج من طريق أخرى متصلاً إلا أنه ضعفه المنذري. 8090 - "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا. (حم د ت هـ) والضياء عن البراء (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (828)، وابن ماجة (2921)، والحاكم (1/ 451)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5770). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 69) الترمذي (1074)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 201)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5773).

(ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان) قال النووي: المصافحة سنة مجمع عليها عند كل لقاء وما اعتيد بعد الصبح والعصر لا أصل له، لكن لا بأس به ومن حرم نظره حرم مسه انتهى، والمراد المصافحة من غير تقبيل ولا التثام. (إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا) لما علمه الله من سلامة قلوبهما وعدم الشحناء فيها ولذا إنه "لا يغفر يوم الخميس والاثنين للمتهاجرين حتى يصطلحا". (حم د ت هـ والضياء (¬1) عن البراء)، رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب. قال الصدر المناوي (¬2): فيه الأجلح يعني بن عبد الله الكندي (¬3)، قال أحمد: له مناكير، وأبو حاتم: كثير الخطأ لكن يكتب حديثه ولا يحتج به. 8091 - "ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا حنثا إلا أدخلهما الله تعالى الجنة بفضل رحمته إياهم. (حم ن حب) عن أبي ذر (صح) ". (ما من مسلمين) رجل وامرأته. (يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم) أي رحمته للأولاد وتقدم قريبا. (حم ن حب (¬4) عن أبي ذر)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عمرو بن عاصم الأنصاري، لم أجد من وثقه ولا ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح وهو في البخاري ببعض مخالفة لفظه "ما من الناس مسلم يتوفى له ثلاثة لم يبلغوا الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم" (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 289)، وأبو داود (5212)، والترمذي (2727)، وابن ماجة (3703)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5777)، والصحيحة (525). (¬2) كشف المناهج والتناقيح (3699) بتحقيقنا. (¬3) انظر المغني (2/ 738)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 198). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 153)، والنسائي (4/ 25) (2002)، وابن حبان (4643)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 7، 8)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5779). (¬5) أخرجه البخاري (1248).

8092 - "ما من مصل إلا وملك عن يمينه، وملك عن يساره فإن أتمهما عرجا بها، وإن لم يتمها ضربا بها وجهه. (قط) في الأفراد عن عمر". (ما من فصل إلا وملك عن يمينه، وملك عن يساره) كأنهما غير الحفظة. (فإن أتمها) أحسن ركوعها وسجودها وخشوعها كما سلف. (عرجا بها) صعدا بها إلى السماء. (وإن لم يتمها ضربا بها وجهه) أي رداها عليه ولم تقبل منه وتقدم في الصلاة عدة أحاديث والكلام عليها. (قط (¬1) في الأفراد عن عمر)، سكت عليه المصنف وقد قال مخرجه: تفرد به عبد الله بن عبد العزيز عن يحيى بن سعيد الأنصاري ولم يروه عنه غير الوليد بن عطاء، قال ابن الجوزي: قال ابن الجنيد: أما عبد العزيز فلا يساوي فلساً، حدث بأحاديث كذب. 8093 - "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنه بها، حتى الشوكة يشاكها. (حم ق) عن عائشة (صح) ". (ما من مصيبة تصيب المسلم) دون الكافر إلا أن عدل الله يقتضي أن يكون له بها تخفيف. (إلا كفر الله عنه بها) كما سلف ورفع له بها درجة. (حتى الشوكة يشاكها) هو تمثيل لأقل المصائب. (حم ق (¬2) عن عائشة)، وتقدم. 8094 - "ما من ميت مسلم يصلي عليه أمة من الناس إلا شفعوا فيه. (ن) عن ميمونة (ح) ". (ما من ميت) مسلم (يصلي عليه أمة من الناس) قد تقدم مائة، وتقدم أربعون، وتقدم ثلاثة صفوف، والأمة: الجماعة، فيحتمل أن يفسر بما سلف، أو يراد أقل من ذلك ولو ثلاثة. (إلا شفعوا فيه) قبلت شفاعتهم في العفو عنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في الأفراد (1/ 104) رقم (92) أطراف الأفراد، والديلمي في الفردوس (6091)، وانظر العلل المتناهية (1/ 442)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5222). (¬2) أخرجه البخاري (5640)، ومسلم (2572).

(ن (¬1) عن ميمونة)، رمز المصنف لحسنه. 8095 - "ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة. (هـ) عن عائشة (صح) ". (ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا) والعافية. (والآخرة) والوفاة فيؤخذ منه أنه لا تقبض روح نبي من الأنبياء إلا باختياره. (هـ (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وهو في البخاري (¬3) بمعناه. 8096 - "ما من نبي يموت فيقيم في قبره أربعين صباحاً. (طب حل) عن أنس" (ض). (ما من نبي يموت فيقيم في قبره أربعين صباحاً) وتمام الرواية عند الطبراني: "حتى ترد إليه روحه ومررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره" (¬4) انتهى. قال البيهقي (¬5): أي يصيرون كسائر الأحياء يكونون حيث ينزلهم الله، وفي رواية: "لا يتركون في قبورهم إلا بقدر أربعين ليلة ولكنهم يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور". (طب حل (¬6) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه، وكذا رواه ابن حبان من طريق الحسن بن يحيى الخشني ثم قال ابن حبان: باطل والخشني منكر الحديث يروي عن الثقات ما لا أصل له انتهى. وفي الميزان عن الدارقطني: الخشني متروك ومن ثمة حكم ابن الجوزي بوضع الحديث ورد ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (2120)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5787). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1620)، وأحمد (6/ 269)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5791). (¬3) أخرجه البخاري (4586). (¬4) أخرجه مسلم (2375). (¬5) "حياة الأنبياء في قبورهم" (ص 2). (¬6) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1614)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 333)، وابن حبان في المجروحين (1/ 235)، وانظر الميزان (2/ 278)، والموضوعات لابن الجوزي (3/ 239)، وتهذيب التهذيب (2/ 281)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5224): موضوع.

عليه ابن حجر بأن البيهقي ألف جزءًا في "حياة الأنبياء في قبورهم" أورد فيه عدة أخبار تؤيده، والمؤلف بأن له شواهد ترقيه إلي درجة الحسن. 8097 - "ما من يوم إلا يقسم فيه مثاقيل من بركات الجنة في الفرات. ابن مردويه عن ابن مسعود". (ما من يوم إلا يقسم فيه مثاقيل من بركات الجنة في الفرات) نهر الفرات المشهور وهذه فضيلة له. (ابن مردويه (¬1) عن ابن مسعود)، سكت عليه المصنف وفيه الربيع بن بدر قال في الميزان: ضعفه أبو داوود وغيرها وقال ابن عدى: عامة رواياته لا يتابع عليها ثم ساق هذا الخبر، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه الربيع يروي عن الثقات المقلوبات وعن الضعفاء الموضوعات. 8098 - "ما ملأ ادمي وعاءًا شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه , فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه , وثلث لنفسه" (حم ت هـ ك) عن المقدام بن معد يكرب (صح) ". (ما ملأ آدمي وعاءاً شراً [4/ 151] من بطنه) إذ الامتلاء من الطعام سبب لفساد الدين والدنيا كما قد سلف مفاسد ذلك غير مرة. (بحسب ابن ادم) أي يكفيه. (أكلات) بفتح الهمزة والكاف. جمع أكلة بزنة لقمة ومعناها. (يقمن صلبه) أي ظهره أي ما يحفظه من السقوط ويتقوى به على الطاعة. (فإن كان لا محالة) من تجاوزه لذلك. (فثلث) من أمعائه يجعله. (لطعامه وثلث) يجعله. (لشرابه وثلث) يتركه. (لنفسه) يتنفسه وهذا غاية ما اختير للأكل وهو أنفع ¬

_ (¬1) أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (35337)، وابن عدي في الكامل (3/ 128)، وانظر العلل المتناهية (1/ 53)، والميزان (3/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5226).

ما للبدن والقلب فإن البطن إذا امتلأ طعاماً ضاق عن الشراب فإذا ورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض الكرب والثقل، ولما كان في الإنسان ثلاثة أجزاء أرضي ومائي وهوائي قسم طعامه وشرابه ونفسه إلى الأجزاء الثلاثة وترك الناري لقول جميع الأطباء ليس في البدن جزء ناري ذكره ابن القيم (¬1). وقال القرطبي (¬2): لو سمع بقراط هذه القسمة لعجب من هذه الحكمة. وقال الغزالي (¬3): سمع هذا الحديث بعض الفلاسفة فقال: "ما سمعت كلاماً في قلة الأكل احكم منه". (حم ت هـ ك (¬4) عن المقدام بن معد يكرب)، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، وقال الحافظ في الفتح: حديثٌ حسنٌ. 8099 - "ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن" (ت ك) عن عمرو بن سعيد بن العاص (صح) ". (ما نحل) بالحاء المهملة: أعطى قال ابن الأثير (¬5): النحلة العطية والهبة ابتداء من غير عوض والاستحقاق. (والد ولده) ذكراً كان أم أنثى. (أفضل من أدب حسن) وهو أدب الكتاب والسنة وتعليم مناسك الدين وحسن معاشرة المخلوقين قال الطيبي: جعل الأدب الحسن من جنس المال والعطيات مبالغة قال الشارح: لفظ الحديث عند الترمذي: "ما نحل والد ولده من نحلة أفضل من أدب حسن" فسقط من قلم المصنف. (ت ك (¬6) عن عمرو بن سعيد بن ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (4/ 16). (¬2) تفسير القرطبي (7/ 197). (¬3) إحياء علوم الدين (2/ 4). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 132)، والترمذي (2380)، وابن حبان (674)، وابن ماجة (3349)، والحاكم (4/ 367)، وانظر فتح الباري (10/ 128)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5674)، والصحيحة (2265). (¬5) النهاية (5/ 65). (¬6) أخرجه الترمذي (1952)، والحاكم في المستدرك (4/ 263)، وأحمد (4/ 78)، والطبراني في =

العاصي)، رمز المصنف لصحته تابعي ولي المدينة لمعاوية قتله عبد الملك بن مروان ووهم من زعم أن له صحبة، قال الترمذي: حسن غريب مرسل؛ لأن عمرو لم يدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو تابعي انتهى. قلت: فرمز المصنف لصحته كأنه اغترار بقول الحاكم: صحيح وقد رد عليه الذهبي، وقال: مرسل ضعيف ففيه عامر بن صالح الخزاز (¬1) واهٍ انتهى كلامه. وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن ابن عمر وفيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير وهو متروك انتهي. 8100 - "ما نفعني مال قط ما نفعني مال أبي بكر". (حم هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (ما نفعني مال) من التي صارت إليّ (قط) أبداً (ما نفعني مال أبي بكر) وذلك أنه أطلق يده - صلى الله عليه وسلم - في ماله قبل الهجرة {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} [الحديد: 10] وتمام الحديث: "فبكى أبو بكر وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله" ففيه فضيلة لأبي بكر وشكر للمعطي. (حم هـ (¬2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون. 8101 - "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. (حم م ت) عن أبي هريرة (صح) ". (ما نقصت صدقه من مال) لأن الله يخلفها بنص {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ ¬

_ = الكبير (12/ 320) رقم (13234)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 159)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5227)، والضعيفة (1121). (¬1) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 72)، والمغني في الضعفاء (1/ 323). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 253، 366)، وابن ماجة (94)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (9/ 51)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5808).

يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]، قال الفاكهاني: أخبرني من أثق به أنه تصدق من عشرين درهماً بدرهم فوزنها فلم تنقص قال: وأنا وقع لي ذلك وقد تقدم في ثلاث أقسم عليهن الحديث. وقيل: هو عائد إلى الدنيا بالبركة فيه ودفع المفسدات عنه. وقيل: إلى الآخرة بالثواب والتضعيف والقولان جاريان في عز العبد بعفوه ورفعته بتواضعه. وقال النووي (¬1): قد يكون المراد الوصفان معاً في الأمور الثلاثة. (وما زاد الله عبداً بعفو) عمن ظلمه. (إلا عزاً، وما تواضع أحد لله) أي لأجل أنه يحب التواضع ويرضاه من أخلاق فاعله. (إلا رفعه الله) في الدنيا والآخرة والتكبر سبب لضد ذلك وكذا من تواضع لأوامر الله واتبعها بل هو أعلى أنواع التواضع. (حم م ت (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. 8102 - "ما وضعت قبلة مسجدي هذا حتى فرج لي ما بيني وبين الكعبة. الزبير بن بكار في أخبار المدينة عن ابن شهاب مرسلاً". (ما وضعت قبلة مسجدي هذا) يعني مسجد المدينة. (حتى فرج لي ما بيني وبين الكعبة) فوضعه وهو مشاهد لها، فلذا امتنع الاجتهاد في محرابه - صلى الله عليه وسلم -، وقد قيل: إن كل محل صلى فيه فإنه كذلك. (الزبير بن بكار (¬3) في أخبار المدينة عن ابن شهاب مرسلاً). 8103 - "ما ولد في أهل بيت غلام إلا أصبح فيهم عز لم يكن. (طس هب) عن ابن عمر (ض) ". (ما ولد في أهل بيت غلام) ذكر. (إلا أصبح فيهم عز) لأنه يعز الرجل ¬

_ (¬1) شرح النووي على مسلم (5/ 522). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 235)، ومسلم (2588)، والترمذي (2029). (¬3) أخرجه الزبير بن بكار في أخبار المدينة كما في الكنز (34834)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5229).

بأولاده. (لم يكن) قبل ذلك ولو لم يكن إلا أنه تباهى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ هو يباهي بأمته ولو بالسقط [4/ 151] وأي عز أعظم من مفاخرته - صلى الله عليه وسلم - بالرجل ومن ولد له. (طس هب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه هاشم بن صالح (¬2) ذكره ابن أبي حاتم ولم يوثقه ولم يجرحه وبقية رجاله وثقوا. 8104 - "ما يحل لمؤمن أن يشتد إلى أخيه بنظرة تؤذيه. ابن المبارك عن حمزة بن عبيد مرسلاً". (ما يحل لمؤمن أن يشتد إلى أخيه بنظرة تؤذيه) يحرم عليه أن ينظره نظرة الغضبان فكيف أعلى منها؟ وهذا بيان الأذى في الآية، وإن منه هذه النظرة. (ابن المبارك (¬3) عن حمزة بن عبيد مرسلاً)، قال الذهبي (¬4): إن حمزة ثقة إمام. 8105 - "ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لَحْيَيْ سبعين شيطاناً. (حم ك) عن بريدة (صح) ". (ما يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك عنها لَحْيَيْ) بفتح اللام تثنية لحي (سبعين شيطاناً) كأنهم عاضون بالنواجذ على المال لا تخرج منه صدقة وهو تمثيل لشدة إخراج الصدقة على النفس وشدة كراهة الشياطين لإخراجها لأنها تطفئ غضب الرب والشيطان ساع في إغضاب الرب على عبده. (حم ك (¬5) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7395)، والبيهقي في الشعب (8693)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5230)، والضعيفة (2423) وقال: منكر. (¬2) انظر الجرح والتعديل (9/ 104). (¬3) أخرجه ابن المبارك في الزهد (689) مرسلاً، والحارث في مسنده (760 - بغية الباحث)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (3/ 97)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5232)، والضعيفة (5216). (¬4) انظر: الكاشف (1237). (¬5) أخرجه أحمد (5/ 350)، والحاكم (1/ 417)، والطبراني في المعجم الأوسط (1034)، والبيهقي في السنن (4/ 187)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5814)، والصحيحة (1268).

بريدة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 8106 - "مانع الحديث أهله كمحدثه غير أهله. (فر) عن ابن مسعود (ض) ". (مانع الحديث) المأمور بإبلاغه عن (أهله) الذين يتأمنوه لإبلاغه ويعملون به (كمحدثه غير أهله) فإنه إضاعة له بتحديث من ليس من أهله كما أنه أضاعه لهم بمنعه أهله فالكل سواء في الإثم والمراد التحديث تعليماً وتلقيناً لا إخباراً أو إبلاغاً فإنه واجب إلى كل أحد (فر (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأن فيه إبراهيم الهجري (¬2) ضعيف ويحيى بن عثمان (¬3) قال الذهبي: جرحه ابن حبان. 8107 - "مانع الزكاة يوم القيامة في النار. (طص) عن أنس (ض) ". (مانع الزكاة يوم القيامة في النار) لأنها أحد أركان الإِسلام فمن منعها لم يقم أركانه فهو في النار وجعل الله عدم إيتاء الزكاة صفة الكفار {وَوَيْلٌ للْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت: 6، 7]. (طص (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه سعد بن سنان وفيه كلام كثير وقد وثق. 8108 - "مثل الإيمان مثل القميص تقمصه مرة، وتنزعه أخرى. ابن قانع عن والد معدان". (مثل الإيمان) تقدم الكلام على المثل وعلى فائدة ضرب الأمثال في الجزء ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6475)، والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (780)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5228) والضعيفة (4498) وقال: ضعيف جداً. (¬2) انظر الميزان (1/ 191)، والمجروحين (1/ 99). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 200)، والمغني (2/ 740). (¬4) أخرجه الطبراني في الصغير (935)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 64)، قال الحافظ في التقريب (1/ 231): سعد بن سنان ويقال سنان بن سعد وصوب الثاني البخاري وقال ابن يونس صدوق له أفراد، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5807).

الأول. (مثل القميص) وأبان وجه الشبه بقوله. (تقمصه مرة) أي يلبسه. (وتنزعه مرة) يعني أن الإيمان تارة يكون كاملاً مع المؤمن فهو لابس له متزين به باطنه وظاهره وتارة يلابس الذنوب فكأنه قد خلعه وهو حث على المحافظة على الإيمان وأن لا ينزعه فيكون عريانا عند الله وملائكته وإن كان كاسيا من الثياب ولذا يقال: من لم تكن حلل التقوى ملابسه ... عار وإن كان معمورًا من الحللي (ابن قانع (¬1) عن والد معدان) سكت عليه المصنف، وقال الميزان: هو خبر منكر وأبان وجه نكارته بأن فيه خالد بن معدان عن أبيه ولا يعرف لخالد رواية عن أبيه ولا لأبيه ولا لجده ذكر في شيء من كتب الرواية. 8109 - "مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما: فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت على جلده، حتى تخفي بنانه، وتعفو أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعه فلا تتسع. (حم ق ت) عن أبي هريرة (صح) ". (مثل البخيل والمتصدق) وفي رواية المنفق قال الطيبي: أوقع المتصدق موقع السخي فجعله في مقابلة البخيل إيذاناً بأن السخاء ما أمر به الشارع وندب إليه أي لأجل التصدق لا لما ينفقه المسرفون. (كمثل) بزيادة الكاف أو مثل مثل. (كمثل رجلين عليهما جبتان) بضم الجيم وتشديد الموحدة وروي بنون: تثنية جنة أي درعان ورجح لقوله. (من حديد) والجنة بالنون الحصين وبها سمي الدرع لأنه يجن صاحبه أي يحصنه والجبة بالموحدة ثوب معروف. (من ثديهما) بضم المثلثة وكسر الدال المهملة ومثناة تحتية مشددة تثنية ثدي مصغر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 344)، وانظر لسان الميزان (1/ 184)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2535).

ثدي كفلس. (إلى تراقيهما) جمع ترقوة وهما العظمان المشرفان في أعلى الصدر وهذا تفصيل المثال. (فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت على جلده) بفتح المهملة وموحدة خفيفة وغين معجمة ساكنة. (حتى تخفي) بالخاء المعجمة من الإخفاء أي تستر وتغطي. (بنانه) بفتح الموحدة ونونين أصابعه وصحفها بعضهم بالمثلثة والمثناة جمع ثوب. (وتعفو أثره) يمحو أثر مشيته لسبوغها والمعنى أن الصدقة تستر خطاياه كما يغطي الثوب جميع بدنه والمراد أن الجواد إذا أهم بالصدقة انشرح لها صدره وطابت بها نفسه فوسع في الإنفاق (وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت) بالزاي فقاف: اتصلت. (كل حلقة) بفتح المهملة وسكون اللام. (مكانها فهو يوسعها) يريد توسيعها. (فلا تتسع) يريد أن البخيل إذا هم بالصدقة شحت بها نفسه وضاق صدره فلا يخرجها فهو مضيق على [4/ 153] نفسه وكذلك ماله لا يتسع لأنه كلما أراد متاجرة الله بالصدقة لم تسمح نفسه فيفوته الربح. (حم ق ت (¬1) عن أبي هريرة). 8110 - "مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت. (ق) عن أبي موسى (صح) ". (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت) لف ونشر مرتب، البيت الذي فيه الذكر كالإنسان الحي مشرق الباطن بالإيمان منطلق اللسان بالخير محبوب قربه والذي لا ذكر فيه كالميت جيفة ينفر عنها لا خير عندها، وفيه حث على ذكر الله في البيوت وقد سلف الأمر بالصلاة فيها وأنها تنور البيوت ويحتمل أن المراد مثل أهل البيت الذين لا يذكرون الله كالأموات والذين يذكرون كالأحياء فإن الحياة الحقيقية إنما هي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 389)، والبخاري (1443)، ومسلم (1021)، والنسائي (2578).

بذكر الله الذي به تشرق أنوار القلوب (ق (¬1) عن أبي موسى). 8111 - "مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد، لا يعدمك من صاحب المسك إما أن تشتريه أو تجد ريحه, وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك أو تجد منه ريحاً خبيثة. (خ) عن أبي موسى" (صح). (مثل الجليس الصالح) للإنسان. (والجليس السوء) والصالح هو من يدل على الله وعلى ما يقرب إليه من قول أو عمل، والسيء بعكسه فالصالح: (كمثل صاحب المسك) ويأتي وجه الشبه (وكير الحداد) أي ومثل جليس السوء كصاحب الكبير وهو كالأول لف ونشر مرتب (لا يعدمك) لا تفقد منه أحد أمرين (إما أن تشتريه أو تجد ريحه) ففاعل يعدمك مستتر يدل عليه التفصيل كما قدرناه وقيل: إنه موصوف يشتري، أي إما شيء تشتريه، فالجليس الصالح إما تأخذ منه خيراً أو تجد من مجالسته روحًا وطيباً (وكير الحداد يحرق بيتك أو ثوبك) وفي رواية: "ونافخ الكبير إما أن يحرق ثيابك" ولم يذكر البيت، قيل: وهي أوضح ليقابل النافخ صاحب المسك ويشتمل التفصيل على أمرين كالأول ثانيهما قوله: (أو تجد منه ريحاً خبيثاً) كذلك جليس السوء إما أن يصيب من دينك ويحرقك بناره أو يجلب لك كرباً وضيقاً وهو حث على البعد من جليس السوء والقرب من الجليس الصالح. قال علي عليه السلام: "لا تصحب الفاجر فإنه يزين لك فعله ويود أنك مثله" ويقال: "وإياك ومجالسة الأشرار فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري وليس إعداء الجليس جليسه بمقاله وفعاله فقط بل وبالنظر إليه فإن النظر إلى الصور يؤثر في النفوس أخلاقاً مناسبة لخلق المنظور إليه فإن من دامت رؤيته للمسرور سر ومن دامت رؤيته للمحزون حزن وليس ذلك في الإنسان فقط بل في الحيوانات والجمادات فالجمل الصعب يصير ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6407)، ومسلم (779).

ذلولاً بمقارنة المذلول والريحانة النضرة تصير ذابلة بمجاورة الذبلة ولذا يلفظ أهل الزراعة الذابل من الزرع لئلا يفسد الصالح منه (خ (¬1) عن أبي موسى الأشعري). 8112 - "مثل الجليس الصالح مثل العطار، إن لم يعطك من عطره أصابك من ريحه" (د ك) عن أنس (صح) ". (مثل الجليس الصالح) في النفع (مثل العطار، إن لم يعطك من عطره أصابك من ريحه) فيه الإرشاد إلى مجالسة الأخيار الذين يستفيد منهم عملاً نافعاً وهذا وحسن خلق وذكر لله وتزهيد في الدنيا وترغيب في الآخرة (د ك (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8113 - "مثل الرافلة في الزينة في غير أهلها كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لها" (ت) عن ميمونة بنت سعد" (ض). (مثل) المرأة (الرافلة في الزينة) المتبخترة فيها يقال رفل إذا تبختر وقيل هي المتبرجة بالزينة لغير زوجها. (في غير أهلها) فيمن يحرم نظره إليها. (كمثل ظلمة يوم القيامة لا نور لهما) يعني أنها تأتي يوم القيامة سوداء مظلمة كأنها تجسدت من ظلمة. قال ابن العربي: المعصية عذاب والراحة نصب والشبع جوع والبركة محق والنور ظلمة والطيب نتن وعكسه الطاعات كخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ودم الشهيد اللون لون الدم والريح ريح المسك انتهى، يريد أنه تعالى يبدل الأعيان في الآخرة من المعاصى والطاعات إلى أضدادها وهو تحذير من تبرج المرأة وتبخترها لغير أهلها. (ت (¬3) عن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2110)، ومسلم (2628). (¬2) أخرجه أبو داود (4829)، والحاكم (4/ 280)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5828). (¬3) أخرجه الترمذي (1167)، وقال: هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة وهو يضعف في الحديث، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5236)، والضعيفة (1800).

ميمونة بنت سعد) رمز المصنف لضعفه. 8114 - "مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار عذب على باب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات، فما يبقي ذلك من الدنس؟. (حم م) عن جابر" (صح). (مثل الصلوات الخمس) في إذهابها أدران الذنوب. (كمثل نهر جار عذب) طيب لا ملوحة فيه. (على باب أحدكم، يغتسل فيه كل يوم خمس مرات) فيه رمز إلى التوقيت لأنه يأتي في كل مرة وقد جمع أدرانا فتذهب كل غسلة ما قبلها بخلاف لو لم يتابع الاغتسال أذهب عنه أدران ماضي وقته فقط كجمع التقديم أو بعض أدرانه كجمع التأخير فإنها إذا كثرت الأوساخ لم يذهبها اغتسالة واحدة. (فما يبقي) بضم حرف المضارعة من أبقاه وهو استفهام. (ذلك) الاغتسال خمس مرات. (من الدنس) بفتح النون: الوسخ [4/ 154] زاد البخاري: "فذلك مثل الصلوة" وهو جواب شرط محذوف، أي: إذا علمتم ذلك فذلك مثل الصلاة فإنها لا تبقي على العبد شيئاً من صغائر ذنوبه كما سلف التقييد بها، إن قلت: التشبيه يقضي بأنها تذهب عنه جميع الأدران من كبائر وصغائر كما يذهبه الماء من الأوساخ. قلت: بعض الأوساخ لا يذهبها الماء بل لابدَّ من الجواد والقوالع والحمام ونحوه (حم م (¬1) عن جابر). 8115 - "مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه" (طب) والضياء عن جندب". (مثل العالم الذي يعلم الناس الخير) في دينهم ودنياهم. (وينسى نفسه) فلا يعمل بما قاله (كمثل السراج) بين وجه الشبه بقوله: (يضيء للناس) في الدنيا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 317)، ومسلم (668)، وأخرجه البخاري (528) عن أبي هريرة بمعناه.

وفي الآخرة ينتفعون بما أفادهم. (ويحرق نفسه) في الآخرة بنار مخالفته بل أثره في الدنيا فشؤم المخالفة في الدارين لاحق لصاحبه بصلاح غيره في هلاكه. ولذا يقال العلماء ثلاثة: منقذ لنفسه وغيره من الوبال وهو الراغب إلى الله عن الدنيا ظاهراً وباطناً، ومهلك نفسه وغيره وهو الداعي إلى الدنيا فهذا يحرق نفسه وغيره، ومهلك نفسه منقذ غيره وهو من دعا إلى الله ورفض الدنيا ظاهراً ولم يعمل بعلمه وهو الذي أراده - صلى الله عليه وسلم - إذ الثاني ليس معلماً للخير والأول لا يحتاج إلى ضرب المثل وفي هؤلاء قال عيسى عليه السلام: "يا علماء السوء جعلتم الدنيا على رؤوسكم والآخرة تحت أقدامكم قولكم شفاء وعملكم داء" (¬1). وفي الحديث الحث على العمل بالعلم ولا يكون العالم من الذين يقولون مالا يفعلون فقد مقت الله أولئك أكبر مقت، وفيه إعلام بأن الجاهل في ظلمة والعلم نور يضيء لصاحبه. (طب والضياء (¬2) عن جندب) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريقين في أحدهما ليث بن أبي سليم مدلس وفي الأخرى علي بن سليمان الكلبي لم أعرفه وبقية رجالهما ثقات. 8116 - "مثل القلب مثل الريشة تقلبها الرياح بفلاة (هـ) عن أبي موسى (ح) ". (مثل القلب) في تقلبه. (مثل الريشة) قال الطيبي: المراد هنا بالمثل الصفة لا القول السائر أي صفة القلب العجيبة الشأن وورد ما يرد عليه من عالم الغيب وسرعة تقلبه كصفة ريشة. (تقلبها الرياح بفلاة) لفظ أحمد: "بأرض فلاة" أي بأرض خالية من العمران إذ الرياح فيها أكثر جريا وأسرع بسوطاً والمراد أن ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في اقتضاء العلم العمل (1/ 67)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (47/ 461). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 165) رقم (1681)، والآحاد والمثاني (2314)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 184)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5831).

القلب في سرعة تقلبه يحكمه الابتلاء بخواطره مرة إلى باطل، ومرة إلى حق، وتارة إلى خير، وتارة إلى شر ولذا جمع الرياح إشارة إلى أن واردات القلب كثيرة. قال الراغب (¬1): قلب الشيء صرفه عن وجه إلى وجه وسمي القلب قلبًا لكثرة تقلبه قيل وما سمي الإنسان إلا لنسيانه ولا القلب إلا أنه يتقلب. قال الغزالي (¬2): إنما كان كثير التقلب لأنه منزله الإلهام والوسوسة فهما أبداً يقرعانه ويلقنانه وهو معترك العسكرين الهوى وجنوده والعقل وجنوده فهما دائماً بين تناقضهما وتحاربهما والخواطر له كالسهام لا تزال تقع فيه كالمطر لا يزال يمطر عليها ليلاً ونهاراً وليس كالعين التي بين جفنين تغمض وتستريح أو اللسان الذي هو بين حجابين الأسنان والشفتين فأنت تقدر على تسكينه بل القلب عرش للخواطر لا تنقطع عنه والآفات إليه أسرع من جميع الأعضاء فهو إلى الانقلاب أقرب ولهذا خاف الخواص على قلوبهم وبكوا عليها وصرفوا إليها عنايتهم (هـ (¬3) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه وقال الصدر المناوي (¬4): سنده جيد وقد رواه أحمد بلفظه والطبراني أيضاً كلاهما عن أبي موسى، قال الحافظ العراقي (¬5): وسنده حسن. 8117 - "مثل الذي يعتق عند الموت كمثل الذي يهدي إذا شبع. (حم ت ن ك) عن أبي الدرداء (صح) ". (مثل الذي يعتق) عبداً أو أمة وفي لفظ يتصدق وهو أشمل. (عند الموت) ¬

_ (¬1) الإحياء (3/ 27). (¬2) مفردات القرآن (ص 1204). (¬3) أخرجه ابن ماجة (88)، وأحمد (4/ 408)، والبيهقي في الشعب (753)، وانظر فيض القدير (5/ 508)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5833). (¬4) انظر: كشف المناهج (81). (¬5) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 25).

عند احتضاره. (كمثل الذي يهدي إذا شبع) فإنهما أطعما الطعام على حبه إذ أفضل الصدقة ما تقدم: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر، على أنه قد يكون تصدقه عند الموت حرمانا لوارثه فلا أجر له بل ربما كان آثماً. وظاهر الحديث أنها تقبل إلا أنها ليست بالصدقة المحبوبة عند الله. (حم ت ن ك (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وصححه ابن حبان، وقال ابن حجر: إسناده حسن. 8118 - "مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه. (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (مثل الذي يتعلم العلم ثم لا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز فلا ينفق منه) فإن التحديث بالعلم من جملة العمل به، وكما أن صاحب الكنز معاقب كذلك كانز [4/ 155] العلم فعلى العالم أن يفيض علمه على من يستحقه قاصداً وجه الله تعالى ولا يرى لنفسه فضلاً على من يعلمه بل يرى له الفضل إذا هذبوا قلوبهم حتى تقرب إلى الله بزراعة علمه فيها كمن يعطيك أرضا تزرع فيها لنفسك. وقد ذكر وجه الشبه وهو عدم الإنفاق فلا يقال العلم يزكوا على الإنفاق بخلاف المال فإنه ينقصه الإنفاق لأن التشبيه فيما ذكر لا غير. (طس (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال المنذري والهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. 8119 - "مثل الذي يتعلم العلم في صغره كالنقش على الحجر، ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء. (طب) عن أبي الدرداء" (ض). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 448)، وأبو داود (3968)، والترمذي (2123)، والحاكم (2/ 213)، وانظر: فتح الباري (5/ 374)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5240)، والضعيفة (1322). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (689)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 71)، والمجمع (1/ 164)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5853)، والصحيحة (3479).

(مثل الذي يتعلم العلم في صغره) أي مثله في الحفظ. (كالنقش على الحجر) فإنه لا يزول إلا بزوالها لأنه في الصغر خال عن الشواغل فيصادف قلباً خالياً يتمكن فيه ولذا قيل (¬1): أراني أنسى ما تعلمت في الكبر ... ولست بناس ما تعلمت في الصغر وما العلم إلا بالتعلم في الصبا ... وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر (ومثل الذي يتعلم العلم في كبره كالذي يكتب على الماء) فإنه لا يرتسم فضلاً عن أن يستقر، قيل: وهو أغلبي فإن القفال والقدوري تعلماً بعد الشيب ففاق على الشباب، والحديث حث على التعليم في الصغر. (طب (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، قال المصنف في الدرر (¬3): سنده ضعيف وقال الهيثمي: فيه مروان بن سالم الشامي ضعفه الشيخان وأبو حاتم. 8120 - "مثل الذي يجلس يسمع الحكمة ولا يحدث عن صاحبة إلا بشر ما يسمع كمثل رجل أتي راعياً فقال: يا راعي، أجزرني شاة من غنمك، قال، اذهب فخذ بأذن خيرها شاة , فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم. (حم هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (مثل الذي يجلس يسمع الحكمة) من علم كتاب أو سنة. (ولا يحدث عن صاحبة) الذي أخذ عنه الحكمة (إلا بشر ما يسمع) منه كما هو دأب الأشرار إكفار نعم المشايخ وهذا في الديار اليمنية كثير وخلافه في الديار الشامية وإن كان الكل أغلبياً (كمثل رجل أتي راعياً فقال: يا راعي، أجزرني شاة من غنمك) يقال أجزرت القوم إذا أعطيتهم شاة يذبحونها ولا يقال إلاَّ في الغنم خاصة ذكره ¬

_ (¬1) أوردها ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (388) وعزاه إلى أبي عبد الله نفطويه. (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (1/ 125)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5237)، والضعيفة (618). (¬3) انظر: الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة (ص: 14).

ابن الأثير (¬1) (قال) الراعي (اذهب فخذها بأذن خيرها) أي خير الشياة (شاة فذهب) السائل (فأخذ بأذن كلب الغنم) كذلك هذا الذي يسمع خير الحديث وربما سمع شيئاً يعاب نادراً كندرة الكلب بين الغنم فإنه عمد إلى أخبث ما سمعه فأشاعه فكتم خيره، وهذا هو لئيم الطلبة وخبيث الحضَّار عند العالم متتبع العثرات وكاشف العورات ودافن الحسنات وما أكثر هذا النوع -لا كثرهم الله- فإنهم الذين أفسدوا معالم العلم وملأوا المواقف على العلماء أحاديث كاذبة كما صنعه المعري في الأقدمين حيث عمد إلى نوادر مسائل العلماء فنظمها كالتطليخ عليهم بقوله: الشافعي من الأئمة واحد ... ولديهم الشطرنج غير حرام والأبيات السائرة التي يلهج بها من كان متتبعا لمواضع العلل، وبئس الجزاء أن يجازي التلميذ شيوخه بإشاعة هفواتهم وزلاتهم فإنه لا بد لكل جواد من كبوة ولكل صارم من نبوة: ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلا أن تعد معايبه فخير الناس من أشاع الخير عن العلماء وأذاعه ودافع عنهم إن سمع قادحاً فيهم فإنه جازر الكلب ومستمعوه هم أكلة لحم الكلب. (حم هـ (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: سنده ضعيف وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه علي بن زيد (¬3) مختلف في الاحتجاج به. 8121 - "مثل الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب مثل الحمار يحمل أسفاراً، والذي يقول له: "أنصت" لا جمعة له. (حم) عن ابن عباس (ح) ". ¬

_ (¬1) انظر النهاية في غريب الحديث (1/ 267). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 353)، وابن ماجة (4172)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5239)، والضعيفة (1761). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 193)، والمغني في الضعفاء (2/ 447).

(مثل الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب) بأي كلام ولو بذكر الله. (كمثل الحمار يحمل أسفاراً) كتبا كباراً من كتب العلم فهو حامل لها ولا يدري ما فيها وهذا أعظم تشويه لحاله (والذي يقول له: أنصت) منكراً لما يفعله من الكلام المحرم. (لا جمعة له) لا ينال فضل من صلى الجمعة بل من صلى الظهر، وهذا دليل تحريم الكلام فإنه إذا حرم التكلم بثلاثة أحرف نهى عن منكر فكيف يباح غيره. (حم (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه [4/ 156] قال الشارح: فيه محمَّد بن نمير (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء وضعفه الدارقطني، ومجالد (¬3) الهمداني قال أحمد: ليس بشيء وضعفه غيره. 8122 - "مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه مثل الفتيلة تضيء للناس وتحرق نفسها. (طب) عن أبي برزة". (مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى) من العمل. (نفسه مثل الفتيلة) التي في السراج. (تضيء للناس وتحرق نفسها) تقدم مثله قال أبو الدرداء: "ويل لمن لا يعلم مرة، وويل لمن تعلم ولا يعمل ألف مرة" (¬4) وفيه إشارة إلي أن العالم الذي لا يعمل مثل الجماد في الدنيا، وفي الآخرة يعذب ففي الدنيا ما نفعه علمه ولا في الآخرة. (طب (¬5) عن أبي برزة) سكت عليه المصنف، وقال المنذري: ضعيف، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن جابر السحيمي (¬6) وهو ضعيف لسوء حفظه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 230)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5238)، والضعيفة (1760). (¬2) انظر الميزان (6/ 356)، والمغني (2/ 640). (¬3) انظر المغني (2/ 542). (¬4) انظر: فيض القدير (5/ 510). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 167) رقم (1685)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 184)، والترغيب والترهيب (1/ 74)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5837). (¬6) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 45)، والمغني (2/ 561).

واختلاطه، قال المنذري: ورواه الطبراني عن جندب: بإسناد حسن. 8123 - "مثل الذي يعين قومه على غير الحق مثل بعير تردى وهو يجر بذنبه. (هق) عن ابن مسعود". (مثل الذي يعين قومه على غير الحق) إنما تحمله الحمية. (مثل بعير) أي جمل. (تردى وهو يجر بذنبه) لفظ أبي داود: "كمثل بعير تردى في بئر وهو ينزع منها بذنبه" (¬1). قيل: معناه أنه قد وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في البئر فصار ينزع بذنبه ولا يقدر على الخلاص، وهو نهي عن الإعانة على باطل كما يفعله العامة من سكان البوادي يقتلون القتيل لا يدرون فيما قتلوه إلا تبعاً لعشيرتهم. ويقال: أنه قتل أهل بلدة ذمار (¬2) قتيلاً ثم قالوا (بعضهم لبعض): على إيش قتلناه؟! وذلك أنه يسمع العامة الأصوات والجلبة من جماعتهم وأهل بلدتهم على إنسان قد أقدم عليه أحدهم فيخرجون متممين لما فعله الأول غير سائلين عن سبب ولا وجه فيهلكون أنفسهم. (هق (¬3) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف وقد أخرجه أبو داود وفيه انقطاع بين عبد الرحمن وأبيه عبد الله بن مسعود لأنه لم يسمع منه. 8124 - "مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل يتقوون به على عدوهم مثل أم موسى: ترضع ولدها، وتأخذ أجرها. (د) في مراسيله (هق) عن جبير بن نفير مرسلاً". (مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل) ما يجعل لهم السلطان على ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 401). (¬2) هو اسم قرية باليمن على مرحلتين من صنعاء ينسب إليها نفر من أهل العلم، انظر: معجم البلدان (3/ 7). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 234)، وابن حبان (5942)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5838) والصحيحة (1383).

غزوهم الواجب عليهم. (يتقوون به) بالجعل. (على عدوهم) الذين غزوهم. (مثل أم موسى: ترضع ولدها) فهي مأجورة على إرضاعه. (وتأخذ أجرها) من آل فرعون كذلك الغازي يفعل ما يجب ويأخذ أجره من السلطان وهو صحيح جائز. (د في مراسيله، (هق (¬1) عن جبير بن نفير مرسلاً) قال الحافظ العراقي: ورواه ابن عدي من حديث معاذ، وقال: مستقيم الإسناد منكر المتن. 8125 - "مثل المؤمن كمثل العطار: إن جالسته نفعك، وإن ماشيته نفعك، وإن شاركته نفعك. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (مثل المؤمن) في حاله مع من يخالطه. (مثل العطار: إن جالسته نفعك) بطيب ريحه. (وإن ماشيته نفعك) بطيب ممشاه. (وإن شاركته نفعك) بطيب حاله وهذا الحديث يبين لك ما أجمل في الجليس الصالح وأنه المؤمن الصادق إيمانه الذي لا يأتيك منه إلا النفع دائماً. (طب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: هذا في الصحيح ورواه البزار أيضاً ورجاله موثقون. 8126 - "مثل المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه كمثل البنيان يشد بعضه بعضا" (خط) عن أبي موسى (ض) ". (مثل المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه مثل البنيان يشد بعضه بعضاً) وذلك أن المؤمن بالسلام على أخيه يزداد كل منهما قوة بوداد صاحبه ولذا أمر - صلى الله عليه وسلم - بإفشاء السلام. (خط (¬3) عن أبي موسى) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في مراسيله (332)، والبيهقي في السنن (9/ 27)، وسعيد بن منصور في السنن (2361)، تخريج إحياء علوم الدين للعراقي (1/ 214). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5241)، والضعيفة (4500). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 418) رقم (13541)، والبزار (2435)، والبيهقي في الشعب (9072)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 83)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5244)، والضعيفة (4502). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 370)، وابن حبان في صحيحه (232)، وضعفه الألباني في =

8127 - "مثل المؤمن مثل النخلة: ما أخذت منها من شيء نفعك. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (مثل المؤمن مثل النخلة: ما أخذت منها من شيء نفعك) وهو وجه الشبه قال الحافظ ابن حجر (¬1): قد أفصح بالمقصود بأوجز عبارة فإن توقع المشبه بينهما من جهة أن أصل دين الإِسلام ثابت، وأن ما يصدر عنه من العلوم والحبور قوت للأرواح، مستطاب وأنه لا يزال مستوراً بدينه، وأنه ينتفع بكل ما صدر عنه حيَّاً وميتاً. (طب (¬2) عن ابن عمر) والبزار من حديثه أيضاً رمز المصنف لضعفه قال ابن حجر: إسناده صحيح. 8128 - "مثل المؤمن مثل النخلة: لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيباً. (طب حب) عن أبي رزين (صح) ". (مثل المؤمن مثل النخلة) يروى بالمعجمة وبالمهملة والكل صحيح. (لا تأكل) منها أيها المخاطب. (إلا طيباً) إن كان بالمعجمة أولا تأكل هي إلا طيباً إن كان بالمهملة. (ولا تضع إلا طيباً) فكذا المؤمن لا يأكل أي ينتفع منه إلا بالطيبات ولا يأتيك منه إلا ذلك. (حب طب (¬3) عن أبي رزين) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: فيه حجاج بن نصير (¬4) ذكره الذهبي في الضعفاء وقال ¬

_ = ضعيف الجامع (5242)، والضعيفة (4501). (¬1) فتح الباري (1/ 147). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 411) رقم (13514)، والبيهقي في الشعب (9072)، وانظر: فتح الباري (1/ 147)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5848)، والصحيحة (2285). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 204) رقم (459)، وابن حبان في صحيحه (247)، والقضاعي في مسند الشهاب (1353)، والبخاري في التاريخ الكبير (1058)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5847)، والصحيحة (355). (¬4) انظر المغني (1/ 151).

ضعفوه [4/ 157]. 8129 - "مثل المؤمن مثل السنبلة، تميل أحياناً، وتقوم أحياناً. (ع) والضياء عن أنس (صح) ". (مثل المؤمن) في أحواله (مثل السنبلة، تميل) عن الاستقامة. (أحياناً) والمؤمن يتفق له ذلك بمقارفة بعض الذنوب ولا يستقيم حال دينه (وتقوم) على الاستقامة (أحياناً) وتقدم: أن المؤمن واه راقع ويحتمل أن المراد أنه في صحة بدنه كذلك تارة صحيحاً وتارة عليلاً كما شبه في حديث آخر نحافية الزرع بخلاف المنافق فإنه كشجرة الأرز لا تصاب حتى تستحصد، وفيه الإعلام بأن المؤمن كثير الأسقام بخلاف المنافق ويأتي قريبا بيانه في الحديث الثاني (ع والضياء (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه فهد بن حبان (¬2) وبقية رجاله رجال الصحيح. 8130 - "مثل المؤمن مثل السنبلة، تستقيم مرة، وتخر مرة، مثل الكافر مثل الأرزة، لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر. (حم) والضياء عن جابر (ح) ". (مثل المؤمن مثل السنبلة، تستقيم مرة، وتخر) بالرياح. (مرة) كذلك المؤمن بالأمراض والأسقام. (ومثل الكافر) في صحة بدنه. (مثل الأرزة) بفتح الهمزة وفتح الراء المهملة ثم زاي، وقيل: بكسر الراء فاعله وهي النابتة في الأرض، وقيل: بسكون الراء شجرة معروفة بالشام. (لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر) كذلك الكافر توفر له صحة بدنه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (3080)، والضياء في المختارة (1759)، والبزار كما في المجمع (2/ 293)، وصححه الألباني في صحيح (5845)، والصحيحة (2284). (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 10)، والمجروحين (2/ 210)، والمغني (2/ 516).

وصلاح ماله وكثرة ولده والحكم أغلبي أو المؤمن لا يزال قلبه وجلاً مشفقاً من الله خائفاً بخلاف المنافق والكافر فقلبه واحد لا يخاف ولا يحزن على دينه. (حم والضياء (¬1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة ورواه عنه البزار بلفظه، ورجاله ثقات انتهى، فلو عزاه له المصنف كان أولى. 8131 - "مثل المؤمن مثل الخامة: تحمر مرة، وتصفر مرة، والكافر كالأرزة" (حم) عن أُبَي" (ح). (مثل المؤمن كمثل خامة) بالخاء المعجمة: الزرع هي الطاقة الغضه اللينة من النبات الذي لم يشتد بعد وقيل: مالها ساق واحد. (تحمر تارة، وتصفر أخرى) كذلك حال المؤمن كما سلف يتلون (والكافر كالأرزة) وحاصله أن البلاء موكل بالأمثل فالأمثل، "يبتلى المؤمن على قدر دينه". وهذه الأحاديث كلها إخبار للمؤمن بأنه يوطن نفسه على مصائب دار الأكدار ومنازل الأشرار والأغيار، وأنه لا يحزنه ما يطرقه بل يعلم أنه لثبات إيمانه ولا يحزنه ما يراه بأهل الدنيا من نعيمها فإنه فتنة له ومتاع إلى حين. (حم (¬2) عن أُبي) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه من لم يسم. 8132 - "مثل المؤمن كمثل خامة الزرع، من حيث أتتها الريح كفتها، فإذا سكنت اعتدلت، وكذلك المؤمن، يكفأ بالبلاء، ومثل الفاجر كالأرزة: صماء معتدلة حتى يقصمها الله تعالى إذا شاء. (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (مثل المؤمن كمثل خامة) بالخاء المعجمة (الزرع، من حيث أتتها الريح كفتها) من الكف منعتها عن الاستقامة (فإذا سكنت) الريح (اعتدلت) الخامة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 387)، والضياء في المختارة (1759)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 293)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5844). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 142)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5245).

واستقامت (فكذلك المؤمن، يكفأ) يمنع عن الاستقامة ويُمال عنها (ومثل الفاجر كالأرزة صماء) بالصاد المهملة وتشديد الميم (معتدلة) مستقيمة (حتى يقصمها الله إذا شاء) في الوقت الذي يريده كل ذلك لتزداد درجات المؤمن عند الله ويقل حظ الفاجر عنده فالدار دار القرار لا دار الأكدار. (ق (¬1) عن أبي هريرة). 8133 - "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة: ريحها طيب، وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها، وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة: ريحها طيب، وطعمها مر، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس لها ريح وطعمها مر. (حم ق 4) عن أبي موسى". (مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن) عن ظهر قلب أو نظراً (كمثل الأترجة) بضم الهمزة والراء مشدد الجيم وقد يخفف وقد يزاد نون ساكنة قبل الجيم ولا يعرف في كلام العرب، قيل: في كلام الفصحاء وإلا فقد يرد ثم بين وجه الشبة بقوله. (ريحها طيب، وطعمها طيب) فالقارئ للقرآن إن تلاه فهو طيب الريح وإذا لم يتله فهو حلو المفاكهة والمحاضرة والمجالسة لتأدبه بآداب القرآن فكأنه يؤكل. قيل: خص الأترج بالمثل لأنه يداوى بقشرها، ويستخرج منه دهن ذو منافع وهي أفضل ثمر العرب. (ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها) لا تفوح منه رائحة التلاوة. (وطعمها حلو) لأنه باختياره حلو المعاملة والمخالقة. (ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب، وطعمها مر) كذلك ريح تلاوته طيب وخبره طعمه مر لأن النفاق كفر الباطن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5644)، ومسلم (2810).

والحلاوة إنما هي للإيمان فما جاوز طيبه موضع صوته. (ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس لها ريح وطعمها مر) وهذه التشابيه من عجيب الكلام وبليغه الذي لا يصدر إلا عمن كمله الله برسالته (حم ق 4 (¬1) عن أبي موسى). 8134 - "مثل المؤمن مثل النحلة: إن أكلت أكلت طيباً، وإن وضعت وضعت طيباً، وإن وقعت على عود نخر لم تكسره، ومثل المؤمن كمثل سبيكة الذهب: إن نفخت عليها احمرت، وإن وزنت لم تنقص. (هب) عن ابن عمرو (ض) ". (مثل المؤمن مثل النحلة) بالحاء المهملة. (إن أكلت أكلت [4/ 157] طيباً) وهي زهور الأشجار وطيب الثمرات. (وإن وضعت وضعت طيباً) وهو العسل. (وإن وقعت على عود نخر) بالخاء المعجمة ذهب جوفه لطول الزمان. (لم تكسره) لضعفها ولطفها. (ومثل المؤمن) الكامل إيمانه. (مثل سبيكة الذهب) بين وجه الشبه بقوله: (إن نفخت عليها احمرت وإن وزنت لم تنقص) كذلك المؤمن إن أصابته فتنه لم يتغير قلبه وإن تغير لونه وإن خبرته وجدته كامل الإيمان. (هب (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير أبي سبره قد وثق. 8135 - "مثل المؤمن كالبيت الخرب في الظاهر، فإذا دخلته وجدته مونقاً، ومثل الفاجر كمثل القبر المشرف المجصص: يعجب من رآه، وجوفه ممتلئ نتناً. (هب) عن أبي هريرة" (ض). (مثل المؤمن) في الأغلب. (كالبيت الخرب في الظاهر، فإذا دخلته وجدته ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 397)، والبخاري (5020)، ومسلم (797)، وأبو داود (4830)، والترمذي (2865)، والنسائي (8/ 124)، وابن ماجة (214). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (5766)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5846).

مونقاً) بضم الميم وسكون الواو والنون مفتوحة فقاف: معجباً لمن دخله كذلك المؤمن يشتغل بطهارة قلبه دون سائر بدنه وثيابه فإذا خبرته وجدته خيراً كله فكان معجباً لك. (ومثل الفاجر كمثل القبر المشرف المجصص: يعجب من رآه) لحسن صورته. (وجوفه ممتلئ نتناً) كذلك المشبه به تراه حسن الثياب كامل الهيئة فإذا خبرته وجدت باطنه مملوءاً بخبث الكفر وجيفة خصاله. (هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وفيه شريك بن أبي نمر (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال يحيى والنسائي غير قوي، وقال: ابن نمير: مرة لا بأس به وحديثه في الصحيحين. 8136 - "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. (حم م) عن النعمان بن بشير (صح) ". (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم) قال ابن أبي جمرة: الثلاثة وإن تقاربت معانيها فبينها فرق لطيف. (مثل الجسد) الواحد وجه الشبه التوافق في التعب والراحة. (إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) كذلك المؤمنون إذا أصيب أحدهم اهتموا بأمره وشغلهم شأنه وهو إعلام بأن من شأن المؤمنين أن يكونوا بهذه الصفات لأنه تعالى جعلهم أخوة والأخ من شأنه أن يهمه ما ينوب أخاه. (حم م (¬3) عن النعمان بن بشير) وقد أخرجه البخاري، أيضاً ببعض تبديل لا يخل بالمعنى. 8137 - "مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بالمجاهد في سبيله- ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6939)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5243)، والضعيفة (2230) وقال ضعيف جداً. (¬2) انظر المغني (1/ 297). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 270)، ومسلم (2586)، والبخاري (6011) بمعناه.

كمثل الصائم القائم الدائم الذي لا يفتر من صيام ولا صدقه حتى يرجع وتوكل الله تعالى للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالم مع أجر أو غنيمة. (ق ت ن) عن أبي هريرة (صح) ". (مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بالمجاهد في سبيله-) جملة اعتراضية لبيان تعظيم شأن الجهاد وأنه منظور فيه إلى الإخلاص الذي لا يعلمه إلا الله. (كمثل الصائم) نهاره. (القائم) ليله. (الدائم) على الصيام والقيام والمراد مثله في الأجر (الذي لا يفتر من صيام ولا صدقه) هو صفة للصائم وإن المراد القيام كل أنواع الخير في صومه ومنه الصدقة (حتى يرجع) من جهاده فأجره موفور كأجر من ذكر إلى أن يدخل منزله راجعاً من جهاده. (وتوكل الله تعالى للمجاهد في سبيله) تكفل وهو لفظه في رواية. (إن توفاه) في مخرجه ذلك (أن يدخله الجنة) عند موته كما ورد في الشهداء أو مع السابقين الأولين. (أو يرجعه سالماً مع أجر) الجهاد موفوراً كما سلف أو أجر (أو غنيمة) دون أجر من لم يغنم كما مضى. ولذا قابل بها الأجر وقيل: أو بمعنى الواو، قال القاضي عياض (¬1): هذا تفخيم عظيم للجهاد لأن الجهاد وغيره مما ذكر من الفضائل قد قابلها كلها الجهاد حتى صارت جميع حالات المجاهد وتصرفاته المباحة تعدل أجر المواظب على الصلاة وغيرها. وقيل فيه: أنه لا يعدل الجهاد شيء من الأعمال، قيل: يشكل بالحديث الماضي الإشكال أورده الشارح ولم يجب عنه "ألا أنبئكم بخير أعمالكم" إلى أن قال: "ذكر الله" فإن ظاهره أن مجرد الذكر أبلغ مما يقع للمجاهد وأفضل من الإنفاق انتهى. قلت: أما قوله أنه يدل الحديث على أنه لا يعدل الجهاد شيء، فهذا عكس ما ¬

_ (¬1) فتح الباري (6/ 5).

دل عليه الحديث فإنه دل على أنَّ الصائم القائم الدائم أفضل من المجاهد في سبيل الله، فإن شبه به ورتبة المشبه دون المشبه به ولو قلنا: أنه شبيه التسوية لما دل إلى أنهما سواء، وأما الاستشكال المذكور: جوابه أن لفظ: "أعمالكم عام يخص بهذا ونحوه فلا إشكال بين عام وخاص إنما الإشكال في الحديث الذي صرح فيه بتفضيل الذكر على الجهاد تنصيصا فإنه لا يجزئ فيه هذا الجواب وهو حديث أبي الدرداء عند الترمذي وابن ماجة والحاكم: "وخير لكم [4/ 159] من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ذكر الله" (¬1) وهو أوفى من حديث أحمد الذي أشار إليه في الإشكال. والجواب: أن فضائل الأعمال تتفاوت بالنظر إلى الرجال وأحوالهم، فالجبان الأفضل له ذكر الله من الجهاد لأنه لا يؤثر في العدو بل قد يخاف عليه الفرار، والشجاع الجهاد أفضل له من الذكر ويجري هذا في مجالات كثيرة تعارض فيها أحاديث الفضائل ولعله قد سلف لنا بسط هذا المعنى (ق ت ن (¬2) عن أبي هريرة). 8138 - "مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم: الذي إحدى رجليه بيضاء. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (مثل المرأة الصالحة في النساء) التي وصفها الله في كتابه بقوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ للْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ} [النساء: 34] أي مثلها في الوجود في النساء أنها في عزة الوجود. (كمثل الغراب الأعصم) في الغربان قيل: يا رسول الله ما الغراب الأعصم قال: (الذي إحدى رجليه بيضاء) قال ابن الأعرابي الأعصم من الخيل الذي في يديه بياض، وقال الأصمعي: العُصمة بياض في ذراعي الظبى والوعل وقيل: بياض في يديه أو أحدهما كالسوار. قال ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3377)، وابن ماجة (3790)، والحاكم (1/ 496) وقال: صحيح الإسناد. (¬2) أخرجه البخاري (2785)، ومسلم (1878) والترمذي (1619)، والنسائي (6/ 17).

الزمخشري (¬1): وتفسير الحديث يطابق هذا القول لكنه وضع الرجل مكان اليد، قالوا: وهذا غير موجود في الغربان، قلت: فالحديث تسلية للرجال وتصبير لأنه لا غنى لهم عن النساء وليس في النساء صالحة من كل وجه فلابد من الاستمتاع بها على عوج كما سلف. (طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه مطرح بن زيد (¬3) وهو مجمع على ضعفه وقد أخرج أحمد من حديث عمرو بن العاص، كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران فإذا بغربان كثيرة فيه غراب أعصم أحمر المنقار فقال: "لا يدخل الجنة من النساء إلا مثل هذا الغراب في الغربان" (¬4) وإسناده صحيح وهو في السنن الكبرى. قلت: وهذا يدل على أن الأعصم يطلق على غير ما سلف. 8139 - "مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين: تعير إلى هذه مرة، وإلي هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع. (حم م ن) عن ابن عمرو (صح) ". (مثل المنافق كمثل الشاة العائرة) بعين مهملة المترددة المتحيرة. (بين الغنمين: تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة) تعطف على هذه وعلى هذه. (لا تدري أيهما تتبع) كذلك المنافق يدخل مع أهل الإيمان ظاهراً تارة ومع إخوانه ظاهراً وباطناً أخرى فهو كما قال الله: {لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ} [النساء: 143] فهو مذبذب كما قال فيه تعالى، وفي تشبيه بالشاة الطالبة للفحل إعلام بأنه ليس غرضه إلا غرض الحيواني البهيمي في متابعة هواه. (حم م ن (¬5) عن ابن عمرو) ¬

_ (¬1) الفائق (2/ 438). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 201) رقم (7817)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 273)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5246)، والضعيفة (2802). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 124)، والمجروحين (3/ 26). (¬4) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9268)، وأحمد (4/ 197). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 47)، ومسلم (2784)، والنسائي (8/ 124).

ولم يخرجه البخاري. 8140 - "مثل ابن آدم وإلى جنبه تسعة وتسعون منية إن أخطأته المنايا وقع في الهرم حتى يموت. (ت) والضياء عن عبد الله بن الشخير" (صح). (مثل ابن آدم) بضم الميم وتشديد المثلثة أي صور (وإلى جنبه تسعة وتسعون منية) مؤنى أي أن شأنه ألا تفارقه البلايا والمصائب ويحتمل أن مثل كما سلف من نظائره وأنه مبتدأ خبره ما بعده (إن أخطأته المنايا وقع في الهرم) أي أدركه الداء الذي لا دواء له ولازمه. (حتى يموت) وهو تسلية لابن آدم وأنه في دار الرزايا والبلايا فيوطن نفسه على الصبر (ت والضياء (¬1) عن عبد الله بن الشخير) رمز المصنف لصحته ونقل عن الترمذي في الكبير أنه قال: حسن غريب. 8141 - "مثل أصحابي مثل الملح في الطعام: لا يصلح الطعام إلا بالملح. (ع) عن أنس (ح) ". (مثل أصحابي) في أمتي في صلاحهم وقلتهم (مثل الملح في الطعام) بين وجه الشبه بقوله (لا يصلح الطعام إلا بالملح) كذلك الأمة لا تصلح إلا بوجود الصحابة لأنهم حفظوا عليها أمر دينها فالمراد وجودهم أو وجود علومهم لأنه المراد من وجودهم. (ع (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقد قال الهيثمي: فيه إسماعيل بن مسلم (¬3) وهو ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2150)، والضياء في المختارة (458)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5825). (¬2) أخرجه أبو يعلى (2762)، والقضاعي في مسند الشهاب (1347)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 18)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5234)، والضعيفة (1762). (¬3) انظر: الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 16)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 113)، والمغني (1/ 87).

8142 - "مثل أمتي مثل المطر: لا يدرى أوله خير، أم آخره. (حم ت) عن أنس، (ح) (حم) عن عمار، (ع) عن علي، (طب) عن ابن عمر وابن عمرو". (مثل أمتي) أهل الإجابة. (مثل المطر) ووجه الشبه (لا يدرى أوله خير، أم آخره) قال البيضاوي: نفى تعلق العلم بتفاوت طبقات الأمة في الخيرية وأراد به نفى التفاوت لاختصاص كل منهم بخاصية توجب خيريتها كما أن كل نوبة من نوب المطر لها فائدة في النماء لا يمكن إنكارها والحكم بعدم نفعها، فإن الأولين آمنوا لما شاهدوا من المعجزات وتلقوا دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالإجابة والإيمان , والآخرون آمنوا بالغيب بما تواتر عندهم من الآيات واتبعوا من قبلهم بإحسان، وكما اجتهد الأولون في التأسيس والتمهيد اجتهد المتأخرون في التجريد والتلخيص وصرفوا عمرهم في التأكيد [4/ 160] والتقرير فكل ذنبه مغفور وسعيه مشكور انتهى وتقدم البحت في الجمع بين هذا وبين حديث: "خير القرون قرني" (¬1) في حرف الخاء. (حم ت عن أنس) رمز المصنف لحسنه (حم عن عمار) قال الهيثمي: فيه موسى بن عبيدة الربذي ضعيف، وقال الزركشي: ضعفه النووي في فتاويه وسكت عليه المصنف. (ع عن علي، طب (¬2) عن ابن عمر وعن ابن عمرو)، سكت عليه المصنف وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وهو ضعيف ذكره الهيثمي، وقال الحافظ في الفتح: هو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة. 8143 - "مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح: من ركبها نجا ومن تخلف عنها ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3451)، ومسلم (2533). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 130)، والترمذي (2869) عن أنس بن مالك، وأخرجه أحمد (4/ 319)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 68)، وأخرجه أبو يعلى (3717)، والقضاعي في مسند الشهاب (1349) عن ابن عمر، وانظر: فتح الباري (7/ 6)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5854) والصحيحة (2286).

غرق. البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير، (ك) عن أبي ذر (صح) ". (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح) وجه الشبه. (من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) فالتمسك بمحبة الآل نجاة وعدمه هلكة فإن حبهم واجب لحبه - صلى الله عليه وسلم - وهو عام للأفراد وإن عصوا فالمحبة لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تنافي البعض لارتكاب المعصية. (البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير، ك (¬1) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرط مسلم ورده الذهبي بأن مفضل بن صالح (¬2) أحد رواته خرج له الترمذي فقط وضعفوه انتهى. 8144 - "مثل بلال كمثل نحلة: غدت تأكل من الحلو والمر، ثم يمسي حلو كله. الحكيم عن أبي هريرة". (مثل بلال) ابن رباح مؤذنه - صلى الله عليه وسلم - ومولى أبي بكر - رضي الله عنه -. (كمثل نحلة) بالحاء المهملة. (غدت تأكل من الحلو والمر، ثم يمسي حلواً) بالحاء المهملة أي المأكول والله أعلم. (كله) كأن المراد أن بلالاً يلابس شيئاً مما لا يحمد عليه لكنه لا يبيت إلا طيباً. (الحكيم (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقد رواه الطبراني، وقال الهيثمي: إسناده حسن. 8145 - "مثل بلعم بن باعوراء في بني إسرائيل كمثل أمية بن أبي الصلت في هذه الأمة. ابن عساكر عن سعيد بن المسيب مرسلاً". ¬

_ (¬1) أخرجه البزار (3900)، أبو نعيم في الحلية (4/ 306) عن ابن عباس وقال الهيثمي في المجمع (9/ 168): فيه الحسن بن أبي جعفر وهو متروك، وابن الزبير، والحاكم (2/ 343) عن أبي ذر الغفاري، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5247)، والضعيفة (4503). (¬2) انظر اللسان (7/ 520). (¬3) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 319)، والطبراني في الأوسط (179)، وانظر قول الهيثمي في المجمع 9/ 300، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5248)، والضعيفة (2002).

(مثل بلعم) بالموحدة مفتوحة ومهملة. (بن باعوراء) بمهملة وهو الذي حكى الله عنه أنه آتاه آياته فانسلخ منها. (في بني إسرائيل كمثل أمية بن أبي الصلت في هذه الأمة) في معرفته ونباهته وفطنته وفي كون الكل لم ينفعهم ما كانوا عليه من ذلك. (ابن عساكر (¬1) عن سعيد بن المسيب مرسلاً". 8146 - "مثل مني كالرحم في ضيقه فإذا حملت وسعها الله. (طس) عن أبي الدرداء" (ض). (مثل مني) البقعة المعروفة تصرف وتمنع وتكتب بالألف وبالياء، قال النووي: الأجود كتابتها بالألف في اتساعها للناس. (كالرحم) من الأناثي. (هي ضيقه) في نفسها. (فإذا حملت) بالولد. (وسعها الله) كذلك مني تتسع للحجيج وإن كثروا وهي ليست بالوسيعة (طس (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. 8147 - "مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره فبقى متعلقاً بخيط في آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع. (هب) عن أنس (ض) ". (مثل هذه الدنيا مثل ثوب شق من أوله إلى آخره فبقى متعلقا بخيط في آخره فيوشك ذلك الخيط أن ينقطع) هو مثل ضربه - صلى الله عليه وسلم - لسرعة زوال الدنيا ونقصها وأنها حين التكلم قد صارت كما ذكر لم يبق منها إلا الخيط. (هب (¬3) عن أنس) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (10/ 406)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5249)، والضعيفة (4504). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7775)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 265, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5250)، والضعيفة (4505). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10240)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (3/ 170)، والألباني في ضعيف الجامع (5251)، والضعيفة (1970).

رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف لأن فيه يحيى بن سعيد العطار (¬1) أورده الذهبي في الضعفاء. 8148 - "مثلي ومثل الساعة كفرسي رهان، مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قوم طليعة فلما خشي أن يسبق ألاح بثوبيه: أتيتم، أتيتم، أنا ذاك، أنا ذاك. (هب) عن سهل بن سعد (ح) ". (مثلي ومثل الساعة) أي في قرب قيامها (كفرسي رهان) فهما يستبقان أيهما الأول وهو إخبار عن قربها وإلا فإنها لا تقوم إلا بعد بعثته (مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قوم طليعة) هو الذي يتطلع للقوم الأخبار (فلما خشي أن يسبق ألاح) أشار بثوبه (أتيتم، أتيتم) مكرر مرتين أتاكم القوم (أنا ذاك، أنا ذاك) إخبار منه - صلى الله عليه وسلم - بأنه طليعة الساعة وأنها على أثره (هب (¬2) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه. 8149 - "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي (حم م) عن جابر (صح) ". (مثلي ومثلكم) صفتي وصفتكم. (كمثل رجل أوقد ناراً) في رواية استوقد. (فجعل الفراش) جمع فراشة: دويبة صغيرة تطير في الضوء شغفا به وتوقع نفسها في النار، وقيل تتهم من ضوء السراج تريد أن تخرج منه فتحرق نفسها. (والجنادب) جمع جندب بضم الجيم وفتح الدال نوع على خلقة الجراد يصر في الليل صريراً شديداً، (يقعن فيها) في النار (وهو يذبهن عنها) يردهن عن ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 735). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10237)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5252)، والضعيفة (3220).

الوقوع فيها (وأنا آخذ بحجزكم عن النار) نار الآخرة، وما جاء به من الشريعة هي كالنار تضيء لمن اتبعها وانتفع بأضوائها وأنوارها وتحرق من خالفها (وأنتم تفلتون من يدي) تريدون الوقوع في النار بالإعراض عما جئت به فقد شبه العاصي بالطير في خفة عقله وإيقاعه لنفسه في النار فالعاصي كالفراشة تظن أن في لهب النار الراحة فتلقي نفسها فيها و [4/ 161] العاصي يظن أن في المعصية الراحة وهي النار (حم م (¬1) عن جابر)، ورواه البخاري باختلاف يسير. 8150 - "مجالس الذكر تنزل عليهم السكينة , وتحف بهم الملائكة , وتغشاهم الرحمة: ويذكرهم الله على عرشه. (حل) عن أبي هريرة، وأبي سعيد (ح) ". (مجالس الذكر) تقدم تحقيقه. (تنزل عليهم) ذكر الضمير نظراً إلى المجالسين. (السكينة , وتحف بهم الملائكة) فرحاً بهم (وتغشاهم الرحمة: ويذكرهم الله على عرشه) تقدم غير مرة (حل (¬2) عن أبي هريرة , وأبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. 8151 - "مداراة الناس صدقة" (حب طب هب) عن جابر (صح) ". (مداراة الناس) قال العامري: المداراة اللين والتلطف ومعناه: أن من ابتلي بمخالطة الناس فألان جانبه وتلطف ولم ينفرهم كتب له أجر المتصدق، وقيل المداراة: الرفق بالجاهل في التعليم، وبالفاسق في النهي عن فعله وترك الأغلاط. والمداهنة: معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه والأولى مندوبة والثانية محرمة وقوله: (صدقة) أي للفاعل أجر المتصدق يقال: اتسعت دار من يداري ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 361)، ومسلم (2285)، وأخرجه البخاري (6483) عن أبي هريرة بنحوه. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 118)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5253)، والضعيفة (4506) وقال: موضوع.

وضاقت أسباب من يماري. (حب طب هب (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، هذا الحديث له طرق عديدة وهذه الطريق كما قال العلائي: أعدلها ومع ذلك، فيه يوسف بن أسباط الراهب (¬2)، أورده الذهبي في الضعفاء , وقال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيراً، أو في اللسان عن ابن عدي: حديث لا أعرفه إلا من حديث أصرم والعباس الراوي عنه في عداد الضعفاء , وقال الهيثمي: فيه عند الطبراني يوسف بن محمَّد بن المنكدر (¬3) ضعفوه، وقال ابن عدي: لا بأس به قال الحافظ: وأخرجه ابن أبي عاصم في آداب الحكماء بسند حسن. 8152 - "مررت ليلة أسري بي على موسى قائماً يصلي في قبره. (حم م ن) عن أنس (صح) ". (مررت ليلة أسري بي على موسى قائماً يصلي في قبره) وهو الكليم موسى بن عمران واختلف في موضع قبره، فعن كعب أنه بدمشق، أخرجه ابن عساكر، وذكر ابن حبان في صحيحه (¬4) أنه بين مدين وبيت المقدس، وتعقبه أيضاً المقدسي ثم قال: إنه اشتهر قبره قريب من أريحا بقرب الأرض المقدسة، قال الحافظ العراقي: ليس في قبور الأنبياء ما هو محقق إلا قبر نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وقبر موسى وإبراهيم مظنون، واختلف في صلاته في قبره، فقيل: الدعاء، وقيل: بل الشرعية، قال القرطبي: الحديث بظاهره يدل أنه رآه رؤية حقيقية في اليقظة وأنه حي في قبره يصلي الصلاة التي نصليها وهو حي وذلك ممكن ولا مانع من ذلك لأنه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (471) والطبراني في الأوسط (463)، والبيهقي في الشعب (7445)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 17)، وفتح الباري (10/ 528)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5255)، والضعيفة (4508). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 761)، واللسان (6/ 317). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 764)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 221). (¬4) أخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (50).

الآن في الدنيا وهي دار تعبد، فإن قيل: كيف يصلون بعد الموت وليست تلك حالة تكليف؟. قلنا: ذلك ليس بحكم التكليف بل بحكم الإكرام لهم والتشريف, لأنها حببت إليهم في الدنيا الصلاة فلزموها وماتوا وهم على ذلك فشرفوا بإبقاء ما كانوا يحبونه عليهم، فتكون عبادتهم إلهامية كعبادة الملائكة , لا تكليفية ويدل على ذلك خبر "يموت الرجل على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه" (¬1) ولا تدافع بين هذا وبين رؤيته إياه تلك الليلة في السماء لأن للأنبياء مراتع ومسارح ينصرفون كيف شاءوا ثم يرجعون. أو لأن أرواح الأنبياء بعد مفارقة البدن في الرفيق الأعلى ولها إشراف على البدن وتعلق به يتمكنون من التصرف والتقرب بحيث ترد السلام على المسلم وبهذا التلفيق رآه يصلي في قبره ورآه في السماء. وكما أن نبينا في الرفيق الأعلى وبدنه في ضريحه يرد السلام على من سلم عليه وإذا تأملت هذه الكلمات علمت أنه لا حاجة إلى ما أبدي في المقام من التكلفات والتأويلات البعيدة التي منها أنها رؤية منام أو تمثيل أو إخبار عن وحي (حم م ن (¬2) عن أنس) ولم يخرجه البخاري. 8153 - "مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى، وجبريل كالحلس البالى من خشية الله تعالى (طس) عن جابر (ض) ". (مررت ليلة أسري بي) هي ليلة غير معينة واعتقاد الناس أنها ليلة الثامن وعشرين من رجب ويسمونها ليلة المعراج لا أصل له فيما أعلم، ثم رأيت بعد هذا أنه جزم النووي أن المعراج به - صلى الله عليه وسلم - كان ليلة سبع وعشرين من رجب، قال: هذا في السير من الروضة، وفي فتاويه من ربيع الأول وفي شرح مسلم من ربيع ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2878) مختصراً (¬2) أخرجه أحمد (3/ 120)، ومسلم (2375)، والنسائي (3/ 215).

الآخر، ذكره عنه في الاصطفاء شرح الشفاء، وقد ذكر ابن القيم (¬1) أنها لا تعرف ليلة المعراج واختلاف كلام النووي في هذا النقل يدل على ذلك. (في الملأ الأعلى، وجبريل كالحلس) بالمهملتين [4/ 162] أولاهما مكسورة كساء رقيق يلي ظهر البعير تحت قتبه. (البالي من خشية الله تعالى) زاد الطبراني في بعض طرقه فعرفت فضل علمه بالله عليّ انتهى، فإنه {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)} [فاطر: 28] ومن كان أعلم بالله كان أكثر خشية له لمعرفته بربه، قال الزمخشري (¬2): وفيه دليل على أن الملائكة مكلفون مدارون على الأمر والنهي والوعد والوعيد كسائر المكلفين وأنهم بين الخوف والرجاء. (طس (¬3) عن جابر بن عبد الله)، رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 8154 - "مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة. (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحين) بالحاء المهملة من التنحية: التبعيد، قيل: لم يقل: لأقطعن إيذاناً بأن الشجرة كانت ملكاً للغير. (هذا عن المسلمين) عن طريقهم (لئلا يؤذيهم) ببقائه (فأدخل الجنة) بسبب فعله ذلك أدخل الجنة، أي شكر الله له رأفته ورحمته بالمسلمين فأدخله الجنة، قال الأشرفي: يمكن أن ذلك الرجل لم ينحه بل أدخل الجنة بنيته الصالحة ويمكن أنه نحاه وفيه الحث على نفع المسلمين والرحمة لهم والسعي في دفع ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 95). (¬2) تفسير الكشاف (1/ 657). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (4679)، وابن أبي عاصم في السنة (621)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 78)، وزاد المعاد (1/ 95)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5864)، وصححه في الصحيحة (2289).

المضرة عنهم وأنه من أعظم ما يريد الله لعباده فيا خيبة من جلب عليهم كل بلاء وأنزل بهم كل مشقة وحملهم كل كلفة (حم م (¬1) عن أبي هريرة)، وقد أخرجه البخاري أيضاً. 8155 - "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع، وإذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة. (حم د ك) عن ابن عمرو (صح) ". (مروا أولادكم) وجوباً (بالصلاة) المفروضة (وهم أبناء سبع سنين) لأنها سن يدرك فيها الصبي فيتمرن على الطاعة (واضربوهم عليها) على تركها أو على فعلها إذا امتنعوا منه (وهم أبناء عشر سنين) لأنها سن إن تركها فيها ثقل عليه فعلها من بعدها فضربه لأنه يتسبب إلى ترك ما يجب عليه، والأمر للأولياء وأما كون الصبي مأمورا بهذا الأمر فهي مسألة الخلاف في الأصل؛ هل الأمر بالأمر بالشيء أمر بذلك الشيء؟ (وفرقوا بينهم في المضاجع) التي ينامون فيها حذراً من غوائل الشهوة وإن كن بنات أو أخوات، قال الطيبي: جمع بين الأمر بالصلاة والتفريق بينهم في المضاجع في الطفولية تأديباً ومحافظة لأمر الله تعالى كله، وتعليما لهم (وإذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره) بدل من خادمه (فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة) كأن المراد أنه إذا زوج خادمه أمته ومملوكته التي كان يحل له نظر ما شاء منها فإنه بالزواج لها من الخادم يحرم عليه نظر العورة منها وهي ما حده الشارع بما دون السرة وفوق الركبة (حم د ك (¬2) عن ابن عمرو)، رمز المصنف لصحته، وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 404)، ومسلم (1914). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 180)، وأبو داود (495)، والحاكم (1/ 197)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5868).

جده، قال في الرياض (¬1) بعد عزوه لأبي داود: إسناده حسن. 8156 - "مروا أبا بكر فليصل بالناس. (ق ت هـ) عن عائشة , (ق) عن أبي موسى، (خ) عن ابن عمر، (هـ) عن ابن عباس، وعن سالم بن عبيد (صح) ". (مروا أبا بكر فليصل بالناس) قاله - صلى الله عليه وسلم - لما ثقل في مرضه عن الخروج للصلاة، وللحديث ألفاظ كثيرة وفوائد جمة، وقد كرره البخاري في مواضع من كتابه وفيه فضيلة أبي بكر - رضي الله عنه - على غيره (ق ت هـ) عن عائشة (ق) عن أبي موسى، (خ) عن ابن عمر، (هـ) (¬2) عن ابن عباس، وعن سالم بن عبيد) الأشجعي: من أهل الصفة نزل الكوفة. 8157 - "مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم (هـ) عن عائشة (ض) ". (مروا) أيها الناس. (بالمعروف) بكل ما عرف من الطاعة. (وانهوا عن المنكر) وما خالف الشرع، وعرفهما إشارة إلى نفور هما وأنهما معروفان عند المخاطبين مع كون اللام فيهما للاستغراق فإنه لا منافاة بين العهد والاستغراق كما عرف في علم البيان، قال القاضي: الأمر بالمعروف يكون واجبا ومندوبا على حسب ما أمر به والنهي عن المنكر كله واجب (قبل أن تدعوا) الله بأي دعاء. (فلا يستجاب لكم) لأنكم لما لم تستجيبوا لما أمركم به من الأمرين لم يجب دعاءكم، قال عمران: الزاهد من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نزعت منه الطاعة، ولو أمر عبده أو خادمه أو ولده لاستخف به، فكيف يُستجاب له الدعاء، وأخذ الذهبي من هذا الوعيد أن ترك الأمر بالمعروف ¬

_ (¬1) انظر: رياض الصالحين (ص: 206). (¬2) أخرجه البخاري (664)، ومسلم (418)، والترمذي (3672)، وابن ماجة (1232) عن عائشة، وأخرجه البخاري (3385)، ومسلم (420) عن أبي موسى الأشعري، وأخرجه البخاري (682) عن ابن عمر، وأخرجه ابن ماجة (1234، 1235) عن ابن عباس وسالم بن عبيد الأشجعي.

والنهي عن المنكر من الكبائر، ولا شك أن المقصود من بعثة الأنبياء هو هذا. (هـ (¬1) عن عائشة)، رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: [4/ 163] في إسناده لين، قال الشارح: أقول: فيه معاوية بن هشام (¬2)، قال ابن معين: صالح وليس بذاك، وهشام بن سعد قال في الكاشف (¬3): قال أبو حاتم: لا يُحتج به، وقال أحمد: لم يكن بالحافظ. 8158 - "مروا بالمعروف وإن لم تفعلوه، وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله. (طص) عن أنس (ض) ". (مروا بالمعروف وإن لم تفعلوه) فإن الأمر به واجب، وفعله واجب، وترك أحد الواجبين لا يسقط الواجب الآخر، ولذا قيل للحسن: فلان لا يعظ ويقول: أخاف أن أقول ما لا أفعل، فقال الحسن: وأينا يفعل ما يقول، ود الشيطان لو ظفر بهذا فلم يأمر أحد بمعروف وينه عن منكر. (وانهوا عن المنكر) عن كل منكر. (وإن لم تجتنبوه كله) إذ من جملة المنكر ترك النهي عنه ولا يترك نهياً لغيره لأنه لا يتركه لأنه يفعله إذ لا ملازمة، نعم هذا قبيح به أن يأمر بما لا يفعله وينهى عما يفعله فإنه داخل تحت قوله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44] وغيرها إلا أنه لا يسقط عنه الواجب الآخر إخلاله بأحد الواجبين. (طص (¬4) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والصغير من طريق عبد السلام بن عبد القدوس بن حبيب عن أبيه وهما ضعيفان. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (4004)، وأحمد (6/ 159)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5868). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 666)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 128). (¬3) انظر الكاشف (2/ 336). (¬4) أخرجه الطبراني في الصغير (981)، والأوسط (6628)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 277)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5259)، والضعيفة (2283).

8159 - المسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة. (حم) عن عمران (ح) ". (مسألة الغني) سؤاله الناس إظهارا للفاقة والحاجة. (شين) عار وعيب. (في وجهه) يظهر. (يوم القيامة) وهو أنه يأتي وليس على وجهه مزعة لحم، ويأتي والمسألة خدوش في وجهه لأنه جحد نعمة الله بل بدل نعمة الله كفراً بإنكارها، وفيه تحريم المسألة من الغني وتقدمت عدة أحاديث في ذلك. (حم (¬1) عن عمران)، رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 8160 - "مشيك إلى المسجد وانصرافك إلى أهلك في الأجر سواء. (ص) عن يحيى بن أبي يحيى الغساني مرسلاً". (مشيك إلى المسجد) لصلاة أو تلاوة أو قراءة علم نافع (وانصرافك) عودك منه (إلى أهلك في الأجر سواء) وهو أنه لا يخطو خطوة إلا حطت عنه خطيئة ورفعت له درجة وهو إخبار وتبشير للعبد بأنه في العود مأجور كأجره في الذهاب, لأنه يظن أنه في العود لا أجر له فبشره بخلاف ذلك (ص (¬2) عن يحيى بن أبي يحيى الغساني مرسلاً)، نسبة إلى غسان بالمعجمة ثم المهملة مشددة: قبيلة كبيرة من الأزد (¬3)، ويحيى هذا هو قاضي دمشق، روى عنه ابن المسيب وجماعة. 8161 - "مصوا الماء مصًّا، ولا تغبوه غبًّا. (هب) عن أنس (ض) ". (مصوا الماء) عند شربه (مصًّا) بالشفاة (ولا تغبوه) بالغين المعجمة (غبًّا) هو معروف وقد سلف من آداب الشرب عدة أحاديث وذلك لأنه مع الغب ربما ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 426)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5871). (¬2) أخرجه ابن المبارك في الزهد (10)، وهناد في الزهد (956)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5260)، والضعيفة (2217) وقال: منكر. (¬3) انظر: معجم البلدان (4/ 203).

دخل ما يؤذيه ولا يعلم به (هب (¬1) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه. 8162 - "مضمضوا من اللبن، فإن له دسماً. (هـ) عن ابن عباس، وعن سهل بن سعد (صح) ". (مضمضوا) أي أفواهكم. (من) شراب (اللبن) وهو إدارة الماء في الفم وتحريكه ثم مجه (فإن له دسما) هو نص على علة الأمر بالمضمضة وإنه لإزالة الدسم فتعم كل ما كان له دسم من مأكول أو مشروب وقد تقدم (هـ (¬2) عن ابن عباس، وعن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته قال ابن جرير: هذا حديث صحيح عندنا، وقال في الفردوس مثله. 8163 - "مطل الغني ظلم، فإذا أتبع أحدكم على ملئ فليتبع. (ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". (مطل الغني) تسويف القادر المتمكن من أداء الدين الحال (ظلم) منه لرب الدين فهو حرام إذ كل ظلم حرام والأظهر أنه إضافة إلى الفاعل وإن الغني هو المماطل فيخرج مطل غير الغني وهو المعسر، وقيل: إنه من الإضافة إلى المفعول أي مطل من عنده الدين لغريمه الغني ظلم منه ويعلم أن مطله لغريمه الفقير أولى بكونه ظلماً وأما كون الماطل غنياً فهو معلوم من الآية {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280] فوجوب الإنظار تقضي أنه ليس بظالم لغريمه (فإذا أتبع) مبني للمجهول أحيل (أحدكم) أيها الغرماء (على ملئ فليتبع) بالتخفيف أي فليحتل والأمر للندب أو للإباحة عند الجمهور لا للوجوب إلا عند الظاهرية والحنابلة (ق 4 (¬3) عن أبي هريرة) ورواه أحمد ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6009)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5261). (¬2) أخرجه ابن ماجة (498)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5874). (¬3) أخرجه البخاري (2287)، ومسلم (1564)، وأبو داود (3345)، والترمذي (1308)، والنسائي (7/ 316)، وابن ماجة (2403).

والترمذي عن ابن عمر. 8164 - "مع كل ختمة دعوة مستجابة. (هب) عن أنس" (ض). (مع كل ختمة) يختمها العبد وهو انتهاؤه لتلاوة كتاب الله (دعوة مستجابة) للخاتم فهو من محلات إجابة الدعاء فيجتهد العبد في الدعاء في ذلك وتقدم أنه يدعوا بالإنس في القبر (هب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأنه عقبه مخرجه بقوله: في إسناده ضعف وروي من وجه آخر ضعيف [4/ 164] عن أنس انتهى كلامه. 8165 - "مع كل فرحة ترحة. (خط) عن ابن مسعود (ض) ". (مع كل فرحة) يفرح بها العبد من أي أمر يأتيه (ترحة) حزن أي ومع كل سرور حزن وذلك من لطف الله بالعباد فإنها لو تجردت السرور عن الأحزان لطغى العبد وتمرد وتكبر فكسر الله سورة فرحته بترحة. (خط (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأن فيه حفص بن غياث (¬3) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: مجهول. 8166 - "معاذ أعلم الناس بحلال الله وحرامه. (حل) عن أبي سعيد" (ض). (معاذ بن جبل) (¬4) الصحابي الجليل. (أعلم الناس بحلال الله وحرامه) وذلك لأنه حرص على تعلمه من المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فالمراد بالناس غيره - صلى الله عليه وسلم - وفيه فضيلة لمعاذ ودليل أنه عند هذا الكلام كان أعلم الصحابة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وأسلم معاذ وعمره ثمانية عشر سنة وتوفي وعمره خمس وثلاثون ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2086)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5262). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (3/ 116)، والبيهقي في الشعب (10641)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5263)، والضعيفة (1855). (¬3) انظر المغني (1/ 182)، في الأصل "حفص بن عياش". (¬4) الإصابة (6/ 136).

سنة. (حل (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه لأن فيه زيد العمي ومر غير مرة أنه ضعيف وسلام بن سليمان (¬2) قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه. 8167 - "معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامة برتوة. (طب حل) عن محمَّد بن كعب مرسلاً". (معاذ بن جبل) المذكور. (إمام العلماء) يأتي. (يوم القيامة برتوة) بفتح الراء وسكون المثناة الفوقية أي برتبة عنهم قيل: مد البصر، وقيل: بخطوة، وقيل: بدرجة، وقيل: برمية سهم، قال المصنف: هذا يقتضي أن يكون إمام العلماء يوم القيامة وهم في أثره وعلم أن العلماء الذين في أثره هم العلماء بالحلال والحرام وفيه أنه تعالى يرفع أهل العلم درجات في الدارين (طب حل (¬3) عن محمَّد بن كعب مرسلاً) قال الهيثمي: فيه عبد الله بن محمَّد بن زهير الأنصاري لم أعرف حاله وبقية رجاله رجال الصحيح. 8168 - "معترك المنايا بين الستين إلى السبعين. الحكيم عن أبي هريرة (ض) ". (معترك المنايا) المعترك موضع الاعتراك للحرب والمنايا جمع منية وهي الموت ما (بين الستين) من السنين من عمر العبد. (إلى السبعين) أي أكثر ما يموت الأمة هذه في هذه العشر فإنه غالب منتهى أعمارهم كما دل له حديث الترمذي الماضي بلفظ: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 228)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5879)، والصحيحة (1436). (¬2) انظر المغني (1/ 270). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 29) رقم (40)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 229)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (9/ 311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5880).

ذلك" (¬1) فهو في الأمة عن غالب أعمارهم وهو إخبار للعباد أنهم يستعدوا للمعاد ويتأهبوا بحسن الزاد وأنه ليس بعد الستين إلا انتظار الخروج من الدور والنزول إلى اللحود والقبور، وفيه دليل على أنه غالب الأعمار فمن قدر غالبها بالمائة والعشرين وأنه الطبيعي فما جاء بدليل شرعي فإن غاب غائب أو فقد حتى جاوز هذه المدة أعني السبعين غلب على الظن وفاته فتقسم أمواله وتنكح زوجته. (الحكيم (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمَّد بن ربيعة (¬3) أورده الذهبي في الضعفاء , وقد خرَّجه البيهقي في الشعب بلفظه المذكور عن أبي هريرة وقد ضعف. 8169 - "معقبات لا يخيب قائلهن: ثلاث وثلاثون تسبيحة , وثلاث وثلاثون تحميدة، وأربع وثلاثون تكبيرة -في دبر كل صلاة مكتوبة (حم م ت ن) عن كعب بن عجرة" (صح). (معقبات) كلمات يأتي بعضها عقب بعض، قال القاضي المعقبات الكلمات التي تعقب بعضها بعضاً، وقيل: لأنها تفعل أعقاب الصلوات (لا يخيب قائلهن) الخيبة الحرمان والخسران أي لا يحرم الثواب ثم أخبر عنها بقوله: (ثلاث وثلاثون تسبيحة) وهي قول سبحان الله أو ربي أو نحوها. (وثلاث وثلاثون تحميدة) هي مثلها والأظهر في الكل الإضافة إلى الجلالة. (وأربع وثلاثون تكبيرة - في دبر كل صلاة مكتوبة) يقال ذلك بهذه الأعداد والترتيب ودبر الشيء عقبه فهذه الأذكار تندب عقب الصلوات لكل مصل ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3550). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 157)، والبيهقي في الشعب (10253)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5881). (¬3) انظر المغني (2/ 579).

وذلك لأنه من مجمل الذكر وهذا أشرفه ولهذا الذكر سبب معروف وأنه أمر به - صلى الله عليه وسلم - فقراء أصحابه لما ذكروا أن الأغنياء ذهبوا بالأجور لما يخرجونه من الصدقات من أموالهم القصة بطولها (حم م ت ن (¬1) عن كعب بن عجرة) رمز المصنف لصحته، وقول الدارقطني: الصواب وقفه على كعب لأن من رفعه لا يقاوم من وقفه في الحفظ: رده النووي. 8170 - "معلم الخير يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحار. (طس) عن جابر، البزار عن عائشة (ح) ". (معلم الخير) وهو تعليم العباد ما يقربهم إلى الله تعالى من علم الكتاب والسنة (يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحار) قاله الغزالي هذا فيمن قصد بتعليمه وجه الله دون التطاول والتفاخر بخلاف من نفسه مائلة إلى ذلك فقد انتهضت مطيعة للشيطان ليدليه بحبل غروره ويستدرجه بمكيدته إلى غمرة الهلاك وقصده أن يروج عليه الشر في معرض الخير [4/ 165] ليلحق {بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)} [الكهف: 104]. قلت: أما من مالت نفسه لما يرجوه من الأجر والمثوبة فلا عليه بل لا بد منه إذ هو الباعث المرجح. (طس عن جابر، البزار (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه من طريق الطبراني إسماعيل بن عبد الله بن زرارة (¬3)، قال الأزدي: منكر الحديث وإن وثقه ابن حبان، ومن طريق البزار محمَّد بن ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (596)، والترمذي (3412)، والنسائي (رقم 1349). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6219)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 124)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5883)، والصحيحة (3024). (¬3) انظر المغني (1/ 83).

عبد الملك (¬1) وهو كذاب. 8171 - "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله تعالى: لا يعلم أحد ما يكون في غد إلا الله تعالى، ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام إلا الله تعالى، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله تعالى، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله تعالى، ولا يدري أحد متى يجيء المطر إلا الله تعالى (حم خ) عن ابن عمر (صح) ". (مفاتيح الغيب) أي خزائنه أو ما يتوصل به إلى المغيبات استعارة. (خمس) اقتصر عليها وإن كانت مفاتح الغيب لا تتناهى لأنها التي كانت يدعون العلم بها أو لأنها أمهات الأمور. (لا يعلمها إلا الله) قال الزجاج: فمن ادعى علم شيء منها كفر الأولى أنه: (لا يعلم أحد ما يكون في غد) من خير أو شر. (إلا الله ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام) من ذكر أو أنثى كامل أو ناقص واحد أو أكثر. (إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة) أي خبر وقتها. (إلا الله) {لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ} [الأعراف: 187]. (ولا تدري نفس بأي أرض تموت) كما لا تدري في أي وقت تموت. (إلا الله) في الكشاف (¬2): أن المنصور أهمه معرفة مدة عمره فرأى في منامه كأن خيالاً أخرج يده من البحر وأشار إليه بالأصابع الخمس فأوله العلماء بخمس سنين وخمسة أشهر حتى قال أبو حنيفة: تأويلها أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله فإن ما طلبت معرفته لا سبيل إليه انتهى وبالأولى أن لا يدري متى تموت غيرها أي غير نفسه وفي أي أرض تموت، (ولا يدري أحد متى يجيء المطر) ليلاً أو نهاراً فما يعرفه المنجم والعراف مثلاً ليس غيباً لأنه مستند إلى قرائن على أنه مجرد تظنن وتنجيب وذكر العلم في ثلاثة مواضع والدراية في موضعين، والفرق بينهما أن الدراية أخص لأنها علم باختيار، أي لا ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 610). (¬2) انظر الكشاف (3/ 521).

يعلم وإن أعملت حيلها وهو تفنن في تخصص بعض بهذا اللفظ وبعض بهذا وفيه زجر عن اتباع المنجمين والعرافين والكهنة. (حم خ (¬1) عن ابن عمر بن الخطاب) وفي لفظ البخاري بعض مغايرة. 8172 - "مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله" (حم) عن معاذ (ض) ". (مفاتيح الجنة شهادة أن لا إله إلا الله) هو حقيقة فإن الجنة مغلقة عمن لا يقولها فهو مفتاح حقيقة ويحتمل أن يجسم يوم القيامة ويفتح بها ويحتمل المجاز وفيه أن الذي لم يقلها لا تفتح له لأنه لا يفتح الباب إلا بالمفتاح والمراد الشهادة مع الإتيان بلازمها من الطاعات وترك المنهيات وما أحسن ما في البخاري عن وهب أنه قيل له: أليس مفتاح الجنة لا إله إلا الله، قال: بلى لكن ليس من مفتاح إلا وله أسنان فإن أتيت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا فلا. (حم (¬2) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله وثقوا إلا أن شهراً لم يسمع من معاذ. 8173 - "مفتاح الجنة الصلاة، ومفتاح الصلاة الطهور. (حم هب) عن جابر (ح) ". (مفتاح الجنة الصلاة) جعلت هي المفتاح مع أنها سن من أسنانه إسناد ما للكل إلى الجزء لعظمة شأنه (ومفتاح الصلاة) أي الذي يدخل به إليها. (الطهور) بضم الطاء وجوز الرافعي الفتح قال: لأن الفعل لا يمكن بدون النية، قال الحافظ العراقي: الذي ضبطناه في أصلنا بالفتح وهو الماء على الأشهر. قال الطيبي: جعلت الصلاة مقدمة لدخول الجنة كما جعل الوضوء مقدمة للصلاة فكما لا يمكن الصلاة بدون الوضوء لا يتهيأ دخول الجنة بدون الصلاة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 24)، والبخاري (4697). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 242)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 82)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5264)، والضعيفة (1311).

واعلم أنه تعالى جعل لكل مطلوب مفتاحاً فإنه جعل مفتاح الصلاة الطهور، ومفتاح الحج الإحرام ومفتاح البر الصدق، ومفتاح الجنة التوحيد، ومفتاح العلم حسن السؤال والإصغاء، ومفتاح الظفر الصبر، ومفتاح المزيد الشكر ومفتاح الولاية والمحبة الذكر ومفتاح الفلاح التقوى ومفتاح الإيمان التفكر في مصنوعات الله ومفتاح حياة القلب تدبر القرآن والضراعة في الأسحار وترك الذنوب ومفتاح الرغبة في الآخرة الزهد في الدنيا وبالجملة فهذا باب واسع في مفاتيح الخير، وللشر أيضاً مفاتيح فمفتاح الرياء حب الثناء من الناس، ومفتاح الربا حب التوسع في الدنيا وهو مفتاح لأعظم الشرور ومفتاح معاصي الفرج إطلاق النظر والباب واسع والموفق من أطلعه [4/ 166] الله على ذلك فالتزم مفاتيح الخير وهجر مفاتيح الشر (حم هب (¬1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 8174 - "مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم. (حم د ت هـ) عن علي (ح) ". (مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها) أي الأمر الذي تصير فيها به ويحرم عليه ما حرم من الأفعال والأقوال التي حرمها الشارع. (التكبير) قول الله أكبر ولذا سميت تكبيرة الإحرام. (وتحليلها التسليم) قيل: هو مجاز لأن التحريم ليس نفس التكبير والتحليل ليس نفس التسليم وإنما هما أسباب ذلك. وقال الطيبي: شبه الشروع في الصلاة بالدخول في حريم الملك المحمي عن الأغيار وجعل فتح باب الحريم بالتطهر عن الأدناس والأوضار وجعل الالتفات إلى الغير والاشتغال به تحليلاً. (حم د ت هـ (¬2) عن علي) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 340)، والبيهقي في الشعب (2711)، والترمذي (4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5265). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 123)، وأبو داود (61)، والترمذي (3)، وابن ماجة (275)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5885).

المصنف لحسنه وقد قال في محل آخر: إنه متواتر. 8175 - "مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل من عبادة ستين سنة. (طب ك) عن عمران (صح) ". (مقام الرجل في الصف في سبيل الله) في صف الجهاد لإعلاء كلمة الله. (أفضل من عبادة ستين سنة) فيه تفضيل مواقف الجهاد على جميع الأعمال وتقدم الكلام فيه وقد ورد في رواية: "أربعين سنة" وفي رواية: "أقل" وفي رواية: "أكثر" قال البيهقي القصد به تضعيف أجر الغزو على غيره وذلك يختلف باختلاف الناس في نياتهم وإخلاصهم ويختلف باختلاف الأوقات ويحتمل أن يعبر عن التضعيف والتكفير مرة بأربعين ومرة بستين فأجزئ بما دونهما وأجزئ بما فوقهما انتهى. (طب ك (¬1) عن عمران) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط البخاري وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: بعد ما عزاه إلى الطبراني فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث (¬2) وثقه ابن معين وضعفه أحمد. 8176 - "مكارم الأخلاق من أعمال الجنة" (طس) عن أنس (ض) ". (مكارم الأخلاق من أعمال الجنة) أي من الأعمال التي تدخل العبد الجنة أو من أعمال أهل الجنة وهي ما لا يجهله أحد مما يمدح به الإنسان عند الأنام من الحلم والصبر والاحتمال وبذل المعروف ونحوها. وهو حث على التخلق بها. (طس (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي كالمنذري: إسناده جيد. 8177 - "مكارم الأخلاق عشرة تكون في الرجل ولا تكون في ابنه، وتكون في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 168) (377)، والحاكم (2/ 68)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5886). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 342). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6501)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 177)، والترغيب والترهيب (3/ 253)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5268).

الابن ولا تكون في الأب، وتكون في العبد ولا تكون في سيده , يقسمها الله لمن أراد به السعادة: صدق الحديث، وصدق العباس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وحفظ الأمانة، وصلة الرحم، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، وإقراء الضيف، ورأسهن الحياء. الحكيم (هب) عن عائشة". (مكارم الأخلاق عشرة) أي أمهاتها. (تكون في الرجل ولا تكون في ابنه) لأنها ليست مما يتوارث بل هبة من الله. (وتكون في الابن ولا تكون في الأب، وتكون في العبد) فلا يتوهم أنها تختص بالأحرار. (ولا تكون في سيده , يقسمها الله لمن أراد به السعادة) في الدارين فإنها سبب لذلك، أولها: (صدق الحديث) لأن الكذب يجانب الإيمان فلا يكون الكذاب مؤتمن على شيء. (وصدق البأس) الشدة على العدو لأنه دليل الثقة بالله. (وإعطاء السائل) على أي حال من الأحوال إذ هو دليل الرحمة. (والمكافأة على الصنائع) لأنه من الشكر ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله (وحفظ الأمانة) لأنه من الوفاء. (وصلة الرحم) لأنها من العطف. (والتذمم للجار) بالذال المعجمة قبلها فوقانية مثناة: أي حفظ ذمامه وهو حرمته. (والتذمم للصاحب) أعم من الجار (وإقراء الضيف) لأنه من السخاء. فهذه مكارم الأخلاق الظاهرة وهي ناشئة من مكارم الأخلاق الباطنة، والعاشرة: (رأسهن الحياء) لأنه الذي يدعو إلى هذه الأخلاق وأضعافها ولذا ورد أن "الحياء خير كله" (¬1) أي خصاله الناشئة عنه كلها خير، (و) هذا حث للعبد على التخلق بهذه الأخلاق وإن كانت قسمة من الله إلا أن العبد إذا علم الله فيه محبة الإقبال عليها رزقه إياها. (الحكيم هب (¬2) عن ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (37) من حديث عمران بن حصين. (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 311)، والبيهقي في الشعب (7720)، وانظر المجروحين لابن حبان (3/ 81)، والعلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 728)، وضعفه الألباني في=

عائشة) سكت المصنف عليه وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح ولعله من كلام بعض السلف، وثابت بن يزيد (¬1) راويه ضعفه يحيى والوليد بن الوليد (¬2) من رجاله، قال الدارقطني: منكر الحديث. 8178 - "مكان الكي التكميد، ومكان العلاق السعوط، ومكان النفخ اللدود (حم) عن عائشة (ض) ". (مكان الكي) الذي يتداوى به. (التكميد) أي أنه يقوم مقامه وهو: أن تسخن خرقة دسمة وسخة وتوضع على العضو الموضع مرة بعد أخرى فيسكن، والخرقة الكامدة ذكره الزمخشري (¬3) أي يسمى بذلك. (ومكان) أي عوض (العلاق) بكسر العين المهملة ويقال الأعلاق: وهو معالجة عذرة الصبي وهو وجع في حلقه وورم تدفعه أمه عنه بإصبعها أو غيرها. (السعوط) أي أنه بدل إدخال الإِصبع في حلق الصبي، والسعوط بالفتح: ما يجعل من الدواء في الأنف. (ومكان النفخ) بالنون والفاء والخاء المعجمة، كانوا إذا اشتكى أحد حلقه نفخوا فيه. (اللدود) [4/ 167] بزنة السعوط: دواء يسقاه المريض في أحد شقي فمه، أي أن هذه الثلاثة أعوض عما ذكر. (حم (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 8179 - "مكتوب في الإنجيل: "كما تدين تدان، وبالكيل الذي تكيل تكتال". (فر) عن فضالة بن عبيد" (ض). ¬

_ = ضعيف الجامع (5267)، والضعيفة (719). (¬1) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 120)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 158). (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (2/ 726)، والميزان (7/ 144). (¬3) الفائق: (3/ 280). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 170)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5269)، والضعيفة (4509).

(مكتوب في الإنجيل) من كلام الله تعالى. (كما تدين تدان) كما تفعل تجازى، سمي الأول بلفظ الجزاء مشاكلة، وفي القرآن: {هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)} [النمل: 90] وهو تحذير للعبد عن خلال الشر وأنها عائدة عليه فمن خَدَعَ خُدِع، ومن غَدَرَ غُدِرَ به، ومن سَرَقَ سُرِقَ عليه، وفي الآخرة كذلك أنواع الجزاء. (وبالكيل الذي تكيل تكتال) هو كالتكرار للمعنى الأول والمبالغة بأنه يعني ما تصيب تصاب، وفي الأمثال المرء مقتول بما قتل به إن سيفاً فسيف وهو باب واسع في الأمثال مشاهد في الخارج. (فر (¬1) عن فضالة بن عبيد) رمز المصنف لضعفه لأنه أخرجه الديلمي بغير سند وبيض له ولده وأخرج أحمد في الزهد بسنده عن مالك بن دينار "مكتوب في التوراة: كما تدين تدان، وكما تزرع تحصد" (¬2). 8180 - "مكتوب في التوراة: "من بلغت له ابنة اثنتى عشرة سنة فلم يزوجها فأصابت إثماً فإثم ذلك عليه". (هب) عن عمر وأنس (ض) ". (مكتوب في التوراة: "من بلغت له ابنة اثنتي عشرة سنة فلم يزوجها) لأنها السن التي تقبل فيها النكاح ويتقاضاها شهوته فإن لم يزوجها. (فما أصابت إثماً) مما يتعلق بالنكاح. (فإثم ذلك عليه) أي إثم مثل إثمها لأنه فرط في صيانتها عن الإثم حيث أهملها عن التزويج وهذا الحكم وإن كان في التوراة فإنه لم ينسخ فإن إخباره به تقرير له. (هب (¬3) عن عمر وأنس) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي: عقب رواية حديث أنس قال الحاكم: هذا وجدته في أصل كتابه يعني بكر بن محمَّد بن عبدان الصوفي وهذا إسناده صحيح، قال البيهقي: إنما يرويه بالإسناد الأول وهو بهذا الإسناد منكر. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6386)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5270). (¬2) أخرجه البيهقي في الزهد الكبير (2/ 275) والإمام أحمد في الزهد (ص: 103). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (8669)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5271).

8181 - "مكتوب في التوراة: "من سره أن تطول حياته, ويزاد في رزقه، فليصل رحمه". (ك) عن ابن عباس (صح) ". (مكتوب في التوراة: "من سره أن تطول حياته) أي من أحب ذلك (ويزاد في رزقه، فليصل رحمه) وهذا ثابت في شرعنا وتقدمت به الأحاديث غير مرة (ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8182 - "مكة أم القرى، ومرو أم خراسان. (عد) عن بريدة" (ض). (مكة أم القرى) بهذا سماها الله في القرآن {لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى: 7]، قال المصنف عن مجاهد وغيره: خلق الله موضع البيت الحرام من قبل أن يخلق الأرض بألفي عام إلى أن قال: فلذلك سميت أم القرى أراد أنها دحيت منه الأرض. (ومرو) بفتح الميم وسكون الراء هما بلدتان مرو الروذ ومرو ومرو الشاهجان ولا أدري ما أراد - صلى الله عليه وسلم - منهما. (أم خراسان) قاعدتها وبلدتها التي إن نزل بها خير عم خراسان أو شر فكذلك. (عد (¬2) عن بريدة) رمز المصنف لضعفه قال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح وحسام (¬3) أحد رواته قال أحمد: مطروح الحديث. 8183 - "مكة مناخ، لا تباع رباعها, ولا تؤاجر بيوتها (ك هق) عن ابن عمرو (صح). (مكة مناخ) بضم الميم والخاء المعجمة محل الإناخة أي إبراك الإبل ونحوها. (لا تباع رباعها , ولا تؤاجر بيوتها) لأنها غير مختصة بأحد بل هي محل أداء المناسك وإليه ذهب طائفة من العلماء، وذهب آخرون إلى جواز بيع ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 160)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5272). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 435)، وانظر العلل المتناهية (1/ 310)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5273)، والضعيفة (4511). (¬3) انظر الميزان (2/ 221).

دورها وأرضها وإجارتها وتأولوا الحديث بأنه أراد هو وأصحابه لأنهم هاجروا منها. (ك هق (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وتعقبه في التلخيص بأن رواية إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن أبيه عبد الله بن باباه عن ابن عمر ضعفوه، فالصحة من أين، وعده في الميزان من مناكير إسماعيل. 8184 - "مليء عمار إيمانا إلى مشاشه. (هـ) عن علي (ك) عن ابن مسعود. (مليء) مغير صيغة ملأه الله. (عمار) ابن ياسر قتيل الفئة الباغية (إيماناً إلى مشاشه) بضم الميم ومعجمتين رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين، والمراد أنه اختلط الإيمان بلحمه وعظامه وامتزج بسائر أجزائه امتزاجاً لا يقبل التفرقة فلا يضره الكفر الذي أكرهه عليه أهل مكة بضروب العذاب وفيه أنزل الله {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِن بِالإِيمَانِ} [النحل: 106]، وهذه فضيلة لعمار بالغة، قال في الفتح (¬2): وهذه الصفة لا تقع إلا لمن أجاره الله من الشيطان الرجيم (هـ) عن علي، ك (¬3) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، وقال الهيثيي: رجاله رجال الصحيح، وقال الحافظ في الفتح: إسناده صحيح، قال: وقد جاء في حديث آخر: "إن عماراً مليء إيماناً إلى مشاشه" (¬4) خرجه النسائي بإسناد [4/ 168] صحيح. 8185 - "ملعون من أتى امرأة في دبرها. (حم د) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 52)، والبيهقي في السنن (6/ 35)، وانظر الميزان (1/ 369)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5274). (¬2) الفتح (11/ 69). (¬3) أخرجه ابن ماجة (147)، وابن حبان في صحيحه (7076) عن علي - رضي الله عنه - , وأخرجه الحاكم (3/ 392)، وانظر فتح الباري (7/ 92)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5888)، والصحيحة (807). (¬4) أخرجه النسائي (8/ 111) عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

(ملعون) يلعنه الله. (من أتى امرأة) حليلته أو غيرها. (في دبرها) أي جامعها فيه فإنه من أعظم الكبائر وإذا كان هذا في المرأة فكيف في الذكر. (حم د (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، إلا أنه قال ابن حجر: الحارث بن مخلد -راويه عن أبي هريرة- غير مشهور، وقال ابن القطان (¬2): لا يعرف حاله انتهى، قال الشارح: فرمز المصنف لصحته غير مسلم. 8186 - "ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سأل بوجه الله ثم منع سائله , ما لم يسأل هجراً. (طب) عن أبي موسى (ح) ". (ملعون) قد وقعت عليه اللعنة من الله. (من سأل) الناس (بوجه الله) لأنه ابتذال لأعظم الأمور في طلب الدنيا ونحوها وأما سؤال الله بوجهه فالظاهر أنه لا منع عنه وقد تقدم استعاذته - صلى الله عليه وسلم - بوجه ربه تعالى. (وملعون من سأل بوجه الله ثم منع) فاللعنة قد وقعت على السائل والمسؤول. (سائله) بوجه الله. (ما لم يسأل هجراً) أمراً محرماً وهو بضم الهاء وسكون الجيم الفحش من القول فالحديت دليل تحريم سؤال المخلوقين بوجه الله وكذا السؤال بالله من دون لفظ الوجه لأن العلة واحدة (طب (¬3) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه، قال الحافظ العراقي في شرح العمدة: إسناده حسن، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه وقال في موضع آخر: رواه الطبراني عن شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 444)، وأبو داود (2162)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5889). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 496). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 377) رقم (943)، وانظر جامع التحصيل (1/ 313)، وانظر: قول الهيثمي في المجمع (3/ 103 ,153)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5890)، والصحيحة (2290).

8187 - "ملعون من ضار مؤمنا أو مكر به. (ت) عن أبي بكر (ض) ". (ملعون من ضار مؤمناً) من المضرة وهو إيقاع المكروه به. (أو مكر به) خدعه بغير حق وفيه تعظيم حرمة المؤمن وأنها قد وقعت اللعنة والإبعاد من الرحمة على من ضاره والمكر به من الضرر لأنه عطفه عطف الخاص. (ت (¬1) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب. 8188 - "ملعون من سب أباه, ملعون من سب أمه , ملعون من ذبح لغير الله، ملعون من غير تخوم الأرض، ملعون من كمه أعمى عن طريق، ملعون من وقع على بهيمة , ملعون من عمل بعمل قوم لوط. (حم) عن ابن عباس (ح) ". (ملعون من سب أباه) كيف وهو مأمور بأن لا يقول له (أف)، ومأمور بأن يقول: {رَبِّ ارْحَمْهُمَا} [الإسراء: 24] وسواء سبه بالمباشرة أو بالتسبيب كما سلف "يسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه" وكذلك قوله: (ملعون من سب أمه، ملعون من ذبح لغير الله) كالأصنام وأشباهها ومن ذلك الذبح للعمارات والذبح على قبور الأولياء وهو أعظم من الذبح للعمارات وهل محرم؟ إذا كان أهل به لغير الله فلا كلام في حرمته، وإن ذبحه على القبر تعظيما للولي فهو إهلال لغير الله وإن أهل الله لأن قصده تعظيم غيره بالذبح وهي مسألة تبحث. (ملعون من غير تخوم الأرض) قال الزمخشري (¬2): روي بفتح أوله وبضمه وهي مؤنثة والتخوم: جمع لا واحد له، وقيل: واحدها تخم والمراد تغيير حدود الحرم التي حددها إبراهيم وهو عام في كل حد ليس لأحد أن يغير من حد غيره شيئاً انتهى، وقيل: المراد المعالم التي يهتدى بها في الطرق. قلت: والأظهر أنه عام للكل. (ملعون من كمه) بفتح الكاف وتشديد الميم. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1941)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5275). (¬2) الفائق (1/ 149).

(أعمى) أي أضله. (عن الطريق) فإنه مأمور بهداية الضال عن طريقه. (ملعون من وقع على بهيمة) أتاها فإنه فاعل لما يلعن على فعله. (ملعون من عمل بعمل قوم لوط) من إتيان المذكور شهوة من دون النساء. (حم (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه إلا أن فيه محمَّد بن سلمة (¬2) فإن كان السعدي فواهي الحديث، أو البناني: فتركه ابن حبان كما بينه الذهبي، وفيه محمَّد بن إسحاق (¬3) وفيه خلاف، وعمرو بن أبي عمرو (¬4) لينه يحيى. 8189 - "ملعون من فرق. (ك هق) عن عمران (صح) ". (ملعون من فرَّق) بالتشديد أي بين والدة وولدها وقد أتى الطبراني بلفظ "من فرق بين والدة وولدها وبين الأخ وأخته" انتهى وذلك في بيع الرقيق وهذا الحديث دليل التحريم لما في ذلك من التألم بألم الفراق الذي قيل فيه: لقتل بحد السيف أسهل موقعًا ... على النفس من قتل بحد فراق والمسألة مختلف فيها في الفروع وفيها تفاصيل ليس هذا محل ذكرها. (ك هق (¬5) عن عمران) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8190 - "ملعون من لشعب بالشطرنج، والناظر إليها كالآكل لحم الخنزير. عبدان وأبو موسى وابن حزم عن حبَّة بن مسلم مرسلاً". (ملعون من لشعب بالشطرنج) بكسر الشين المعجمة ويقال أيضاً بالمهملة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 217)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 232)، محمَّد بن سلمة في الإسناد هو الباهلي الحراني وهو ثقة , وانظر: المداوي (6/ 8)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5891). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 587). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 553). (¬4) انظر الميزان (5/ 337). (¬5) أخرجه الحاكم (2/ 55)، والبيهقي في السنن (9/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5276).

قال في درة الغواص: أنه يقال بهما، قال: والقياس كسرها لأن الأمر الأعجمي إذا عرب رجع إلى ما يستعمل من نظائره أصلاً وصفة وليس [4/ 169] في كلامهم فعيل بالفتح للفا وإنما المنقول بكسرها هي لشعب بكعوب معروفة. (والناظر إليها) أي حال كونه يلعب بها غيره لأنه ناظر إلى منكر أو مطلقاً (كآكل لحم الخنزير) قال الذهبي وأكل لحم الخنزير حرام بإجماع المسلمين ومن ثمة ذهب أبو حنيفة ومالك وأحمد إلى تحريم لشعب الشطرنج، وعند الشافعي يكره ولا يحرم لأنه لم يثبت في تحريمه حديث حسن ولا صحيح. قلت: إلا أنها من أعظم اللهو وقد يقترن بها القمار فالكراهة من هنا. (عبدان وأبو موسى وابن حزم) كلهم من طريق عبد المجيد بن أبي داود عن ابن جريج عن (حبَّة بن مسلم مرسلاً) (¬1)، وحبة مجهول لا يعرف إلا بهذا الحديث والمصنف سكت عنه، وفي الميزان: أنه خبر منكر، وقال ابن حزم عقيب تخريجه: جهة مجهول، والإسناد منقطع، وقال ابن القطان: حبَّة (¬2) مجهول. 8191 - "ملك موكل بالقرآن: فمن قرأه من أعجمي أو عربي فلم يقومه قومه الملك، ثم رفعه قواما. الشيرازي في الألقاب عن أنس". (ملك موكل بالقرآن) أي بمن تلاه. (فمن قرأه من أعجمي أو عربي فلم يقومه) لم يقوّم حروفه وإعرابه. (قومه الملك) بإعرابه وإصلاح ألفاظه قيل: والمراد غير العامد إذ العامد إذا قرأه محرفا فليس بقرآن. (ثم رفعه) إلى الله. (قواما) بكسر القاف مقوما كما أنزل فيؤجر التالي على هذا إذ لو لم يؤجر لم يرفع ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد بن حنبل في الورع (1/ 92)، وابن حزم في المحلى (9/ 61)، وانظر المصنوع "للهروي" (1/ 193)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5277)، والضعيفة (1145): موضوع. (¬2) انظر الإصابة (2/ 201) الميزان (8/ 74)، واللسان (2/ 166).

عمله وفي هذا تبشير لمن يتعذر عليه إصلاح لسانه. (الشيرازي في الألقاب (¬1) عن أنس)؛ وتقدم من حديث ابن عباس عند الديلمي بلفظ: "إذا قرأ القارئ فأخطأ أو لحن أو كان عجميا كتبه الملك كما أنزل" (¬2) ورمز المصنف هنالك لضعفه وسكت عليه هنا. 8192 - "مملوك يكفيك، فإذا صلى فهو أخوك، فأكرموهم كرامة أولادكم، وأطعموهم مما تأكلون. (هـ) عن أبي بكر (ض) ". (مملوكك يكفيك) مؤنة الخدمة (فإذا صلى فهو أخوك) في الإِسلام. (فأكرموهم كرامة أولادكم) مثل كرامتهم (وأطعموهم مما تأكلون) فلا تستأثر بخير الطعام، وهذا جار في المملوكات إلا أنه للندب بدليل ما سلف "إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه قد كفاه مؤنته" إلى قوله: "فإن لم يجلسه معه فليناوله أكلة أو أكلتين" (¬3) حديث صحيح فيما سلف إلا أنه قد يقال لا يدل أنه يأكل طعاماً غير طعام سيده إنما غايته أنه دل أنه لا يأكل معه إلا أن يقال في الأمر بإعطائه الأكلة أو الأكلتين ما يشعر أنه ليس عبده مثله. (هـ (¬4) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه. 8193 - "من الله تعالى لا من رسوله، لعن الله قاطع السدر. (طب هق) عن معاوية بن حيدة". (من الله تعالى) أي هذا الذي يذكر من الكلام واللعن، وفي تقديمه لهذه ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمى في الفردوس (6489)، والرافعي في التدوين (1/ 267)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5278): موضوع، والضعيفة (4513). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (1137). (¬3) أخرجه البخاري (2557)، ومسلم (1663). (¬4) أخرجه ابن ماجة (3691)، وأحمد (1/ 12)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5279).

الجملة إبانة بعظمة ما يأتي بعدها ولعظمة الحكم حيث هو من عند الرب تعالى. (لا من) عند. (رسوله) وهو دليل على اجتهاده في بعض الأحكام وهذا نظير قوله في الزكاة أن الله تعالى تولى قسمتها بين أصنافها الثمانية بنفسه لم يكله إلى نبي مرسل ولا ملك مقرب، والذي من الله تعالى قوله: (لعن الله قاطع السدر) وهو شجر معروف، قيل: أراد السدر الذي نستظل به في الطريق لأنه بقطعه يؤدي المؤمنين إذ لا يجدون لهم ظلا، وقيل: أراد سدر مكة، وقيل: المدينة لأنه لا يقطع شجرها، وقيل: إنه منسوخ، وقيل: إن هذا إخبار بوقوع اللعنة من الله على القاطع لأنه دعاء منه - صلى الله عليه وسلم - كما في غيره من الأحاديث التي مرت وذكرنا فيها الاحتمالين. (طب هق (¬1) عن معاوية بن حيدة) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني: فيه يحيى بن الحارث قال العقيلي: لا يصح حديثه يعني هذا الحديث انتهى، وقال الذهبي بعد ما عزاه البيهقي: ضعيف جداً وفي معناه أحاديث أخر كلها ضعيفة إلا خبر جريج كذا قال الشارح. 8194 - "من البر أن تصل صديق أبيك. (طس) عن أنس (ح) ". (من البر) بأبيك. (أن تصل صديق أبيك) في حياة الأب وأما بعد مماته فقد تقدم أنه "أبر البر" (¬2) وأبر البر: أحسنه وأفضله، والبر بصديق الأب بعد وفاة الأب أفضل البر لأنه يدل على رعاية الأبناء لحق الآباء بعد وفاتهم وأما في حياتهم فقد يكون لا عن كمال رعاية الأب بل ليذكره صديق الأب لأبيه ونحو ذلك من الأغراض. (طس (¬3) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 420) رقم (1016)، والبيهقي في السنن (6/ 141)، وانظر العلل المتناهية (2/ 656)، والمجمع (4/ 69)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5909)، والصحيحة (615). (¬2) جزء من حديث أخرجه مسلم (2552) من حديث ابن عمر. (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7303)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 327)، وصححه الألباني في =

فيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي (¬1) وهو متروك (¬2). 8195 - "من التمر والبسر خمر. (طب) عن جابر (ح) ". (من التمر والبسر خمر) ضبط في ما قوبل على خط المصنف بالضم، وقال الشارح [4/ 170] ضبط بخط المصنف بالكسر. قلت: لا يصح ذلك فإن في القاموس (¬3) أنه بالضم التمر قبل إرطابه انتهى، ولعله غلط الناقل لكلام الشارح وأظنه قال إنه بالضم بخط المصنف وفي الحديث بيان أن الخمر المحرم يكون من هذا ومن هذا فمن قال إنه لا يكون إلا من عصير ماء العنب فالحديت حجة عليه وقد خطب عمر على المنبر بين ظهراني الصحابة وأبان أن الخمر من أنواع عديدة رداً على من زعم أنه من نوع أو نوعين. (طب (¬4) عن جابر) رمز المصنف لحسنه وقد أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة عن النعمان بن بشير يرفعه: "إن من الحنطة خمراً ومن الشعير خمراً ومن التمر خمراً ومن الزبيب خمراً ومن العسل خمراً" (¬5) قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ، وقال الصدر المناوي (¬6): إسناده صحيح. 8196 - "من الجفاء أن أذكر عند الرجل فلا يصلي علي. (عب) عن قتادة مرسلاً". ¬

_ = صحيح الجامع (5901)، والصحيحة (2303). (¬1) انظر المغني (2/ 494)، والكاشف (2/ 100). (¬2) في المخطوط "علية". (¬3) انظر القاموس (1/ 280). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 187) رقم (1761)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5902). (¬5) أخرجه أبو داود (3676)، والترمذي (1872)، وابن ماجة (3379). (¬6) انظر: كشف المناهج والتناقيح (3/ 259 رقم 2766).

(من الجفاء) للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ضد البر والصلة وهو غلظة الطبع. (أن أذكر) يجري ذكر اسمي أو كنيتي. (عند الرجل) أي رجل كان. (فلا يصلي علي) وقد تقدم أن البخيل من ذكر عنده - صلى الله عليه وسلم - فلم يصل عليه وفيه دليل على وجوب الصلاة عليه عند ذكر اسمه الشريف لأن البر به واجب وجفاه حرام ويحتمل أن يراد بذكره خطوره ببال الذاكر أو ذكر اسمه الشريف. (عب (¬1) عن قتادة مرسلاً) قال القسطلاني: رواته ثقات. 8197 - "من الحنطة خمر، ومن التمر خمر، ومن الشعير خمر، ومن الزبيب خمر، ومن العسل خمر. (حم) عن ابن عمر (ح) ". (من الحنطة خمر، ومن التمر خمر، ومن الشعير خمر، ومن الزبيب خمر، ومن العسل خمر) بيان أن الذي حرمه الله من الخمر هو ما خامر العقل وأسكر من أي نوع كان وتمامه عند مخرجه "وأنا أنهاكم عن كل مسكر" (¬2) واختلاف ألفاظ الأحاديث لأنه كما قال البيهقي: ليس المراد الحصر في ما ذكر بل إن الخمر تتخذ من غير عنب فالحديث الذي مضى أنه من التمر والبسر إخبار بالغالب وهذا الحديث على بيان ما عهد أنه يستعمل منه الخمر حينئذ وبالجملة قد نهي عن كل مسكر من أي نوع كان. (حم (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، قال ابن حجر: ومن هذا الوجه أخرجه أصحاب السنن. 8198 - "من الزرقة يمن. (خط) عن أبي هريرة". (من الزرقة) أي زرقة العين في الإنسان (يمن) أي بركة وخير فلا ينفر عما ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5287)، والضعيفة (4516). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 407)، وأبو داود (3677). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 118)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 74)، وفتح الباري (9/ 535)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5903)

كانت به من صديق أو خادم أو زوجة (خط (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف مع أن مخرجه الخطيب أخرجه في ترجمة إسماعيل بن إسماعيل المؤدب (¬2) وذكر أنه ضعيف منكر الحديث لا يحتج به انتهى. وفيه ضعفاء آخرون وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 8199 - "من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طلق الوجه. (هب) عن الحسن مرسلاً". (من الصدقة) التي يمشب لك أجرها. (أن تسلم على الناس) ردا أو مبتدأ. (وأنت طلق الوجه) منطلقه ظاهر البشر والتبسم لأنه إدخال مسرة على أخيك المسلم فهو كإدخال السرور عليه بالصدقة" (هب (¬3) عن الحسن مرسلاً). 8200 - "من الصدقة أن تعلم الرجل العلم فيعمل به ويعلمه. أبو خيثمة في العلم عن الحسن مرسلاً". (من الصدقة أن تعلم الرجل العلم) النافع. (فيعمل به ويعلمه) غيره ظاهره أنه ليس من الصدقة مطلق التعليم بل شرط عمل من علمته به وهو الأظهر، لأنك إذا علمت من لا يعمل به فأنت مضيع له فهو كإضاعة المال التي لا أجر فيها فأبعد منه في الأجر بل ربما كان وزراً تعليم من لا يريد به وجه الله بل الوجه الذي حرمه فلينظر الإنسان من يعلمه فما كل متعلم أهل لإلقاء العلم وكم أضاع الإنسان من أوقات في تعليم من نبذ العلم وراء ظهره أو اتخذه وسيلة إلى الدنيا ولكن ما علمنا ما اشتملت عليه القلوب فنستغفر الله من ذلك وإليه نتوب ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 249)، والموضوعات (1/ 162)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5288): موضوع. (¬2) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 78، 2/ 770). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (8053)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5289).

(أبو خيثمة) (¬1) بالخاء المعجمة فمثناة تحتية فمثلثة (في العلم عن الحسن مرسلاً). 8201 - "من الكبائر استطالة الرجل في عرض رجل مسلم، ومن الكبائر السَّبَّتان بالسَّبَّه. ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن أبي هريرة" (ح). (من الكبائر) في الذنب. (استطالة الرجل) أو المرأة يقال طال عليه واستطال إذا ترفع وعلا عليه (في عرض رجل مسلم) التقييد به للأغلبية وإلا فإن عرض الذمي محرم لا يحل هتكه وذكر للإطالة لأنه لا يكون من الكبائر الشيء اليسير من الكلام في عرض الأخ المسلم وإن كان معصية. (ومن الكبائر السَّبَّتان بالسَّبَّه) أي مقابلة من سبك بكلمة واحدة من السب بالسبتين وإنه جور وظلم إنما يباح لك من العقاب ما قال الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ} [النحل: 126] (ابن أبي الدنيا (¬2) في ذم الغضب عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 8202 - "من المذي الوضوء، ومن المني الغسل. (ت) عن علي (ح) ". (من المذي) الخارج من الإنسان (¬3)، (الوضوء) لأنه يجب مما خرج من الفرج. (ومن المنى) إذا خرج. (الغسل) وكأن المراد بالشهوة ولم يقيد به لأنه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو خيثمة في العلم (رقم 138) وابن المبارك في الزهد (1385)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5290)، والضعيفة (4517). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا (727)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5291). (¬3) جاء في الحاشية: والمذي: هو ماء رقيق أبيض لزج يخرج عند الملاعبة لا بشهوة ولا تدفق ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه ويكون ذلك للرجل والمرأة وهو في النساء أكثر منه في الرجال وفيه لغات، بفتح الميم وإسكان الذال وبكسر الذال وتشديد الياء وبكسر الذال وتخفيف الياء، والأولتان مشهورتان أولاهما أفصحهما وأشهرهما والثانية حكاها أبو عمر الزاهد عن ابن الأعرابي، ويقال: مذى وأمذى ومذّى الثالثة بالتشديد انتهى.

الغالب من خروجه. (ت (¬1) عن علي) رمز المصنف لحسنه وقال الترمذي: حسن صحيح. 8203 - "من المروءة أن ينصت الأخ لأخيه إذا حدثه , ومن حسن المماشاة أن يقف الأخ لأخيه إذا انقطع شسع نعله. (خط) عن أنس (ض) ". (من المروءة) والآداب بين الإخوان. (أن ينصت الأخ) أي المسلم. (لأخيه) كذلك. (إذا حدثه) تسمع منه ما يقول ولأنه يطيب بإقباله وإنصاته خاطر أخيه بخلاف إذا عرض أو تكلم معارضاً له فإنه يكدر خاطره ويكون كالمسكت له عن حديثه وليس ذلك من آداب أهل الإيمان واللطف بل هو طبع أهل الجفاوة والغلظة. (ومن حسن المماشاة) في الطريق إذا ما شا أخاه. (أن يقف) الرجل. (لأخيه إذا انقطع شسع نعله) حتى يصلحه أو عرض له ما يقضي تأخره عنه فينتظره. (خط) (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 8204 - "من أخون الخيانة تجارة الوالي في رعيته. (طب) عن رجل. (من أخون الخيانة) للمسلمين المحرمة المنهى عنها. (تجارة الوالي) ولو على عشرة أنفس. (في رعيته) إذ هو مأمور بالحياطة لهم والرعاية لأحوالهم والرفق بهم وذلك ينافى هذا كله. (طب (¬3) عن رجل) أي من الصحابة وكلهم عدول فلا يضر جهالة عينه وحاله. 8205 - "من أسوأ الناس منزلة من أذهب آخرته بدنيا غيره. (هب) عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (114)، وأحمد (1/ 109)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5910). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 394)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5292)، والضعيفة (4518): موضوع. (¬3) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (1323)، والآحاد والمثاني (871)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5280).

(من أسوأ الناس منزلة) عند الله (من أذهب آخرته) بترك أعمالها. (بدنيا غيره) أي الاستعمال بإعانة غيره على دنياه فهذا أضاع آخرته وأضاع دنياه لأنه اشتغل بدنيا غيره ويصدق هذا على مثل هؤلاء الذين يبيعون دماءهم ودنياهم في قتال الملوك بعضهم مع بعض فترى الجندي يخرج من بيته لملأ بطنه ليقتل النفس التي حرم الله أو يقتل ليتم الملك لزيد أو لعمرو ونظائر ذلك واسعة. (هب (¬1) عن أبي هريرة)، سكت المصنف عليه وفيه شهر بن حوشب (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال ابن عدي: لا يحتج به ووثقه ابن معين. 8206 - "من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي: يود أحدهم لو رآني بأهله وماله. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (من أشد أمتي لي حبًّا) وهو دليل بيان الإيمان به في قلوبهم (ناس يكونون بعدي) بعد وفاتى. (يود) يحب. (أحدهم لو رآني بأهله وماله) أي بإعطاء ذلك في مقابلة الشرف برؤيته أي لو أدرك حياتى أو لو رآنى في منامه. (م (¬3) عن أبي هريرة). 8207 - "من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد. (ن) عن أنس (صح) ". (من أشراط الساعة) أي بعض علاماتها. (أن يتباهى) يتفاخر. (الناس في المساجد) في عمارتها وتشييدها وهل يدل هذا بخصوصه على كراهة تشييدها قيل: لا يدل لأنه - صلى الله عليه وسلم - إنما ذكر علامة من علامات الساعة وما كل علاماتها محرمة ولا مكروهة بل بعضها مذموم كرفع الأمانة وبعضها لا يذم ولا يحمد ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6938)، والطيالسى (2398)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5281)، والضعيفة (2229). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 301). (¬3) أخرجه مسلم (2832).

كانتفاخ الأهلة ونزول عيسى -عليه السلام- نعم الأدلة على كراهة زخرفة المساجد أو تحريمها أحاديث أخر معروفة. (ن (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته ورواه أبو داود أيضاً. 8208 - "من أشراط الساعة الفحش، والتفحش، وقطيعة الرحم، وتخوين الأمين، وائتمان الخائن. (طس) عن أنس (ح) ". (من أشراط الساعة الفحش) التعدي في القول والجواب (والتفحش) تكلف الفحش والمراد ظهورهما وغلبتهما. (وقطيعة الرحم) عدم صلتها. (وتخوين الأمين، وائتمان الخائن) أي انقلاب الأمور عن وجهها. (طس (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رجاله ثقات. 8209 - "من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين، وأن لا يسلم الرجل إلا على من يعرف، وأن يُبَرِّد الصبي الشيخ. (طب) عن ابن مسعود (ض) ". (من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين) تحيته كما غلب هذه الأزمنة جهل الناس بأنه يشرع للمسجد تحية (وأن لا يسلم الرجل إلا) لا يرد التحية (على من يعرف) والسنة بذل السلام على من عرفت ومن لم تعرف (وأن يُبَرِّد) بضم حرف المضارعة بعده موحدة فراء مشددة فدال مهملة (الصبي الشيخ) أن يجعل الصبي الشيخ بريدا أي رسولاً لقضاء حوائجه إذ الأصل أن الشيوخ هم الذين يخدمهم الصبيان فإذا انقلب الحال دل على ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (2/ 32)، وأبو داود (449)، وابن ماجة (739)، وأحمد (3/ 134)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5895). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1356)، والضياء في المختارة (2191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5894)، والصحيحة (2238).

انقلاب دار الزوال. (طب (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن سلمة بن كهيل (¬2) يريد راويه عن ابن مسعود وإن كان سمع الصحابة لم أجد له رواية عن ابن مسعود. 8210 - "من أفضل الشفاعة أن تشفع بين اثنين في النكاح. (هـ) عن أبي رهم". (من أفضل الشفاعة) بين الناس. (أن تشفع) أيها المخاطب [4/ 172] وهو عام لكل [4/ 172] شافع لا يراد به معين. (بين اثنين) الولي والزوج أو المرأة والزوج أو نحو ذلك. (في النكاح) وذلك لأن النكاح محبوب لله تعالى فالشفاعة فيه محبوبة داخلة في أفضل الشفاعات لما فيها من الفوائد ويؤخذ منه أن من خصال الإثم العظيمة السعي في التفريق بين الزوجين أو في عدم إنكاح الرجل للرجل ومنع المرأة أو نحو ذلك مما هو سبب لخلاف ما يريده الله من هذه السنة. (هـ (¬3) عن أبي رهم) بضم الراء بزنة فعل وفي الصحابة جماعة مسمون بهذا الاسم وكونه صحابيا يغني عن تمييزه بعينه فإذا كفى عن رجل من الصحابة مع تنوعه فهذا أولى لأنه أقل منه سماعاً. 8211 - "من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن: تقضي عنه ديناً، تقضي له حاجة، تنفس له كربة. (هب) عن ابن المنكدر مرسلاً". (من أفضل العمل) أي المتعدى نفعه إلى العباد. (إدخال السرور) من إضافة ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 296) رقم (9489)، وابن خزيمة (1326)، والبيهقي في الشعب (8778)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 24)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8596) دون قوله: "يبرد الصبي الشيخ" فضعيف. (¬2) انظر التهذيب (4/ 137)، والتقريب (1/ 248)، والكاشف (1/ 454). (¬3) أخرجه ابن ماجة (1975)، وانظر جامع التحصيل (1/ 142)، والإصابة (7/ 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5283)، والضعيفة (3203).

المصدر إلى المفعول أي إدخالك أيها المخاطب (على المؤمن) ما يحل شرعاً وقد بين منه نوعاً بقوله (تقضي عنه ديناً، تقضي له حاجة) هو من العام بعد الخاص كما أن قوله (تنفس عنه كربة) من ذلك ويؤخذ منه أن من أقبح الأعمال إدخالك الغم والحزن على المؤمن (هب (¬1) عن ابن المنكدر مرسلاً) وقد رواه الطبراني في غرائب مالك عن ابن عمر مرفوعاً وقال: فيه ضعف. 8212 - "من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلة. (طب) عن ابن مسعود". (من اقتراب الساعة) أي من علامات اقترابها ودنو وقتها. (انتفاخ الأهلة) يروى بالخاء المعجمة وبالجيم وهما بمعنى والمراد عظمة جرمها كما بينه الحديث الآتي وإنما جعل من علامات اقتراب الساعة لأنه عند اقترابها يزيد الامتحان للعباد بالتكليف كما يقع بخروج الدجال ونحوه، وذلك لأنه لانتفاخه يضطرب الناس فيما تقدر من العبادات برؤية الأهلة من الصوم والإفطار والوقوف بعرفة ونحوه فيقول ناس هو لما يرونه من انتفاخه لليلتين ويقول آخرون بل لليلة، فتزل أقدام وتثبت أقدام كما هو واقع في هذه الأزمنة في غالب الديار. وفائدة هذا الإخبار منه - صلى الله عليه وسلم - أنه لا اعتبار بجرم الهلال كبر أو صغر أو أنه لا يغير ما ثبت من "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" (¬2) وأن الرؤية هي المعتبرة لا جرم الهلال وهذا الحديث عندي من أعلام النبوة، ولقد ضلت أمم تحرم الهلال فإنا لله وإنا إليه راجعون. (طب (¬3) عن ابن مسعود) سكت المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7679)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5897)، والسلسلة الصحيحة (2291). (¬2) أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081) من حديث أبي هريرة. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 198) رقم (10451)، والأوسط (6864)، والصغير (877)، وانظر الميزان (4/ 329)، وابن عدي في الكامل 4/ 289 وقال: حديث منكر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5898)، والصحيحة (2292).

عليه، وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن يوسف ذكر له في الميزان هذا الحديث، وقال: إنه مجهول انتهى. ومثله قاله ابن الجوزي ورواه الطبراني في الصغير بزيادة: "وأن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين" قال الهيثمي: وفيه عبد الرحمن بن الأزرق الأنطاكي ولم أجد من ترجمه. 8213 - "من اقتراب الساعة أتى يرى الهلال قبلاً فيقال لليلتين، وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة. (طس) عن أنس". (من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلاً) بفتح القاف والباء الموحدة أي ساعة ما يطلع لعظمته ووضوحه من غير أن يتطلب. (فيقال: لليلتين) أي يقول من رآه: إنه لليلتين وما هو إلا لليلة لكنه انتفخ جرمه امتحاناً كما سلف ومن اقتراب الساعة. (أن تتخذ المساجد طرقاً) إلى غيرها للحاجات فيدخل من باب ويخرج من آخر عابراً لحاجته وهذا مشاهد في أعظم بيوت الله وهو الحرم المكي فإنه كالطريق لأهل مكة يعبرون لحاجاتهم منه إلى مساكنهم ويحتمل أن يراد أن يتخذ كالطرقات يدخل الرجل إلى المسجد ليقضى حاجة فيه من خطاب أحد أو نحو ذلك لا يقصد طاعة ولا يصلي فيه تحية كما هو كائن في غالب مساجد الدنيا خاصة مسجد فيه حاكم أو مفت أو نحوهما. (وأن يظهر) يفشو ويكثر. (موت الفجأة) بالضم للفاء والمد والفتح والقصر. (طس (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رواه في الصغير والأوسط عن شيخه الهيثم ابن خالد المصيصي (¬2) وهو ضعيف. 8214 - "من اقتراب الساعة هلاك العرب. (ت) عن طلحة بن مالك (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (9376)، والصغير (1132)، والضياء في المختارة (2327)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5899). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 716).

(من اقتراب الساعة هلاك العرب) قتلتهم بالموت وقلة التناسل وكثرة غيرهم من الأمم وذلك لأنها لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق والعرب لما كان منهم هذا النبي الكريم لم يكونوا من أشرار الناس فلا تقوم الساعة إلا على القليل منهم أو لا تقوم ومنهم أحد. (ت (¬1) عن طلحة بن ممالك) الخزاعي رمز المصنف لضعفه [4/ 173] وقال الترمذي: حديث غريب إنما نعرفه من حديث سليمان بن حرب انتهى؛ لكنه قال الزين العراقي: الحديث حسن. 8215 - "من اقتراب الساعة كثرة القطر، وقلة النبات، وكثرة القراء، وقلة الفقهاء، وكثرة الأمراء، وقلة الأمناء. (طب) عن عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري (ض) ". (من اقتراب الساعة كثرة القطر) أي المطر. (وقلة النبات) الزرع وذلك لأنه لا بركة فيه إذ المقصود من القطر الزرع فإذا لم ينبت فهو لقلة البركة فيه. (وكثرة القراء) للقرآن الحافظين لفظه. (وقلة الفقهاء) العارفين معناه ومعنى السنة أو العاملين وذلك لكثرة الشر وقلة الخير. (وكثرة الأمراء) لتفرق الناس أحزاباً وعدم عقدهم لأمورهم بإمام يرجعون إليه منافسة في الدنيا ومحاسدة وتكبراً وترفعاً وهو الزمان الذي عناه من قال: وتفرقوا فرقا فكل قبيلة ... فيها أمير المؤمنين ومنبر وبئسما ما أمر به هذا الشاعر من الافتراق الذي نهى الله عنه. (وقلة الأمناء) إذ أول ما يرفع الأمانة من هذه الأمة وفي عطفه على كثرة الأمراء رمز أن الأمانة تنزع منهم فيأخذون حقوق الله على خلاف ما أمر الله به فيخونون الله فيما ائتمنهم فيه ثم يخونوه ثانياً بوضع ما يأخذونه في غير محله وهذا كله كائن في أزمان فهو من أعلام النبوة ويخونون الناس في الأحكام بينهم ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3929)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5285)، والضعيفة (4515).

وغير ذلك. (طب (¬1) عن عبد الرحمن بن عمرو الأنصاري) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه عبد الغفار بن القاسم وهو وضاع انتهى. فهو خارج عن شرط المصنف في كتابه فكان ينبغي حذفه وكم له من نظائر سلفت. 8216 - "من أكبر الكبائر الشرك بالله، واليمين الغموس. (طب) عن عبد الله بن أنيس (ح) ". (من أكبر الكبائر) التعريف للعهد المذكور في {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ} [النساء: 31]. (الشرك بالله) وأنواعه عديدة وهو جلي وخفي والمراد هنا الأول لأنه المراد بقوله: {إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ...} الآية. [النساء: 116] وقيل: المراد الكفر بإشراك أو بغيره إلا أن الكفر بالإشراك أكبر من الكفر بغيره. (واليمين الغموس) أي من أكبر الكبائر وهي الكاذبة لأنها دالة على أن الحالف بها لا يرجو لله وقاراً فهو كالمشرك وسميت غموساً لأنها تغمس صاحبها في النار. (طس (¬2) عن عبد الله ابن أنيس) تصغير أنس رمز المصنف لحسنه وهو كما قال الهيثمي: رجاله موثقون وقال الحافظ ابن حجر: سنده حسن. 8217 - "من إكفاء الدين تفصح النبط، واتخاذهم القصور في الأمصار. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (من إكفاء الدين) بكسر الهمزة والفاء ممدود أي قلبه من كفأت الإناء وانقلاب الدين علامة قرب الساعة. (تفصح) من الفصاحة بالمهملتين أي تكلفهم الفصاحة. (النبط) بنون فموحدة مفتوحة جيل ينزلون بالبطائح بين ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (7/ 331)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5284): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3237)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 105)، والتلخيص الحبير (4/ 167)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5900).

العراقين ثم أطلق على أخلاط الناس. (واتخاذهم القصور في الأمصار) هو نظير أن يتطاول رعاة الشاة في البنيان. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وفيه عمران بن تمام قال في الميزان: عن أبي حاتم أتى بخبر منكر ثم ساقه. 8218 - "من بركة المرأة تبكيرها بالأنثى. ابن عساكر عن واثلة". (من بركة المرأة) على زوجها كما صرح به في رواية. (تبكيرها بالأنثي) ولادتها الأنثى بكراً أولادها وأولهم وتمامه عند الخطيب والديلمى ألم تسمع قوله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ} [الشورى: 49] فبدأ بالإناث. (ابن عساكر) وكذا الخطيب والديلمي (¬2) كلهم (عن واثلة) سكت عليه المصنف، وقد رواه الطبراني عن عائشة مرفوعاً بلفظ: "من بركة المرأة على زوجها تيسير مهرها وأن تبكر بالإناث" (¬3) قال السخاوي: وهما ضعيفان انتهى؛ وأوردهما ابن الجوزي في الموضوعات. 8219 - "من تمام التحية الآخذ باليد. (ت) عن ابن مسعود (ض) ". (من تمام التحية) التي أمر الله بها عباده لعباده. (الأخذ باليد) أي أخذ البادئ منهما بيد أخيه فإنه سنة كما مر مراراً، قال ابن بطال (¬4): الأخذ باليد مستحب عند العلماء إنما اختلفوا في تقبيل اليد فأنكر مالك، وأنكر ما ورد فيه، وأجازه آخرون لأنه قد ثبت أنه قد قبل كفه - صلى الله عليه وسلم - جماعة، وقد ألف النووي في ذلك جزءاً ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 221) (12945)، وانظر الميزان (5/ 285)، والمغني في الضعفاء (2/ 477). (¬2) أخرجه ابن عساكر (47/ 225)، والديلمي في الفردوس (818)، والخطيب في تاريخه (14/ 417)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5293)، والضعيفة (4519) موضوع .. (¬3) أخرجه النسائي في الكبرى (9274)، وأحمد في المسند (6/ 145)، قال الحافظ العراقي: إسناده جيد، تخريج الإحياء (3/ 440)، وانظر: الموضوعات (2/ 276)، والمقاصد الحسنة (ص: 678). (¬4) انظر: شرح ابن بطال (17/ 50).

مفرداً أبان فيه الجواز (¬1). (ت (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الترمذي: سألت عنه محمداً يعني البخاري فقال: هذا الحديث خطأ، وإنما روي من قول الأسود بن يزيد، وفيه عبد الرحمن بن يزيد (¬3) [4/ 174]، انتهى، وقال الحافظ ابن حجر: في إسناده ضعف. 8220 - "من تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته ويسأله كيف هو، وتمام تحيتكم بينكم المصافحة. (حم ت) عن أبي أمامة (ض) ". (من تمام عيادة) بكسر المهملة: زيارة (المريض أن يضع أحدكم يده على جبهته) أثناء سؤاله أي العائد. (ويسأله كيف هو) زاد ابن السني ويقول له: كيف أصبحت أو كيف أمسيت فإن ذلك ينفس على المريض، قال ابن بطال (¬4): في وضع اليد على المريض تأمين له ويعرف شدة مرضه ليدعوا له بالعافية على حسب ما ما يبدو له منه وروى أبو يعلى عن عائشة أنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عاد مريضاً يضع يده على المكان الذي يألم ثم يقول: "بسم الله لا بأس" (¬5) فكأنه تخير بين المحلين أو المراد هنا أن يضع يده على الرأس إذا كان الألم فيه. (وتمام تحيتكم المصافحة) كما سلف آنفاً. (حم ت (¬6) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الترمذي: ليس إسناده بذاك انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ولم يتعقبه المصنف إلا بأن له شاهداً. ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (11/ 56). (¬2) أخرجه الترمذي (2730)، وقال أبو حاتم في العلل (2/ 307) باطل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5294)، والضعيفة (1288). (¬3) انظر المغني (2/ 389). (¬4) انظر: شرح ابن بطال (17/ 477). (¬5) أخرجه أبو يعلى (4459). (¬6) أخرجه أحمد (5/ 259)، والترمذي (2731)، قال الحافظ في الفتح (10/ 121): إسناده لين، والموضوعات (3/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5297).

8221 - "من تمام الصلاة سكون الأطراف. ابن عساكر عن أبي بكر". (من تمام الصلاة) وتمامها واجب. (سكون الأطراف) أعضاء المصلي وعدم اضطرابه وتحركه فإن ذلك يورث الخشوع ويدل على كمال الاطمئنان، قيل: نبه بهذا الحديث على أن الخشوع يدرك بسكون الجوارح إذ الظاهر عنوان الباطن. (ابن عساكر (¬1) عن أبي بكر). 8222 - "من تمام النعمة دخول الجنة، والفوز من النار. (ت) عن معاذ". (من تمام النعمة) نعمة الله على عبده. (دخول الجنة) إذ هي دار النعيم والملك الكبير. (والفوز من النار) كما قال تعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185] والدعاء بذلك هو الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم -: "حولها ندندن" في حديث الأعرابي إذ قال: لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ (¬2). (ت (¬3) عن معاذ) سكت عليه المصنف وقال في الكبير: إنه قال الترمذي: إنه حسن. 8223 - "من حسن الصلاة إقامة الصف. (ك) عن أنس (صح) ". (من حسن الصلاة) أي في جماعة. (إقامة الصف) تسوية الصفوف وتراصها وإتمامها الأول فالأول قال ابن بطال فيه (¬4): إن تسوية الصفوف سنة لأن حسن الشيء أمر زائد على تمامه، ورد عليه بأنه قد ورد بلفظ من تمام الصلاة. وأجاب ابن دقيق العيد (¬5): بأنه قد يؤخذ من تمام الصلاة الندب , لأن تمام الشيء في ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 203)، والحكيم في نوادر الأصول (2/ 171)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/ 236)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5295). (¬2) أخرجه أبو داود (792)، وابن ماجة (910). (¬3) أخرجه الترمذي (3527)، وأحمد (5/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5296)، والضعيفة (3415). (¬4) انظر: شرح ابن بطال (3/ 426). (¬5) انظر: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 135).

العرف أمر زائد على حقيقته الذي لا يتحقق إلا بها، وإن كان يطلق بحسب الوضع على بعض ما لا تتم بحسب الحقيقة إلا به، ونوزع بأن لفظ الشارع يحمل على ما دل عليه الوضع في اللسان العربي وإنما يحمل على العرف إذا ثبت أنه عرف الشارع (¬1). (ك (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 8224 - "من حسن إسلام المرء تركه مالاً يعنيه. (ت هـ) عن أبي هريرة (حم طب) عن الحسين بن علي، الحاكم في الكنى عن أبي بكر، الشيرازى عن أبي ذر (ك) في تاريخه عن علي بن أبي طالب، (طس) عن زيد بن ثابت، ابن عساكر عن الحارث بن هشام (صح) ". (من حسن إسلام المرء تركه مالاً يعنيه) بفتح حرف المضارعة: من عناه الأمر إذا تعلقت عنايته به وكان من قصده وارادته والذي لا يعنيه هو الفضول كله على اختلاف أنواعه وهو شامل للأفعال والأقوال ومفهومه أن من قبح إسلام المرء أخذه في ما لا يعنيه وهذا حديث جليل جامع نافع يدخل تحته كل أحوال العبد. (ت هـ عن أبي هريرة)، قال في الأذكار (¬3): وهو حسن، (حم طب عن الحسين بن علي) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني ثقات. (الحاكم في الكنى عن أبي بكر الشيرازى عن أبي ذر (ك) في تاريخه عن علي بن أبي طالب، طس (¬4) عن زيد بن ثابت) سكت عليه المصنف، ¬

_ (¬1) وانظر كذلك فتح الباري (2/ 209). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 217)، وابن خزيمة (1543)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5297)، وصححه في الصحيحة (3994). (¬3) الأذكار (ص: 334). (¬4) أخرجه الترمذي (2317)، وابن ماجة (3976) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (1/ 201)، والطبراني =

وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن كثير بن مروان وهو ضعيف، (ابن عساكر عن الحارث بن هشام) صحابي من مسلمة الفتح، قال الشارح: أشار المصنف باستيعاب مخرجيه إلى تقويته ورد على من زعم ضعفه ومن ثمة حسَّنه النووي بل صحَّحه ابن عبد البر. 8225 - "من حسن عبادة المرء حسن ظنه. (عد خط) عن أنس (ض) ". (من حسن عبادة المرء) بكسر المهملة والموحدة طاعته لربه وتذلّله له. (حسن ظنه) أي بربه وبعباده فإن سوء الظن بالله محرم بل هو صفة المنافقين {وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح: 12] , ويراد من حسن العبادة أي واجبها وكذلك حسن الظن بالعباد هو الواجب كما قال تعالى: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12] (عد خط (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه لأن فيه سليمان بن الفضل (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال في الميزان: قال ابن عدى: رأيت له غير حديث منكر ثم ساق [4/ 175] له هذا، وقال: هذا بهذا الإسناد لا أصل له. 8226 - "من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجده فرجل تكتب حسنة والأخرى تمحو سيئة. (ك هب) عن أبي هريرة (صح) ". (من حين يخرج أحدكم من منزله) لصلاة أو اعتكاف أو أي طاعة. (إلى مسجده) الذي يصلي فيه. (فرجل تكتب) له (حسنة) إسناد الكتب إليها مجاز لأنها سببه كما أن إسناد المحو إلى الأخرى في قوله (والأخرى تمحو سيئة) ¬

_ = في الكبير (3/ 128) رقم (2886) عن حسين بن علي، وانظر قول الهيثمي في المجمع (2/ 269)، وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب (191) عن زيد بن ثابت، وانظر التمهيد لابن عبد البر (9/ 195، 196)، والأربعين النووية (12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5911). (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 291)، والخطيب في تاريخه (5/ 377)، وانظر الميزان (3/ 310)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5298)، والضعيفة (4521). (¬2) انظر المغني (1/ 275).

كذلك وتقدم غير مرة معناه وهو حث على إتيان المساجد للطاعات (ك هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. 8227 - "من خلفائكم خليفة يحثى المال حثياً لا يعده عداً. (م) عن أبي سعيد (صح) ". (من خلفائكم خليفة يحثى المال) يعطيه. (حثياً) جوداً وكرماً. (لا يعده عداً) تأكيد لما قبله وفسروه بالمهدي لأنه الذي تكثر الأموال في زمانه ويجود بها (م (¬2) عن أبي سعيد). 8228 - "من خير خصال الصائم السواك. (هـ عن عائشة (ض) ". (من خير خصال الصائم) آداب صومه. (السواك) مطلقاً في أي ساعة أو إنه مقيد لما قبل الزوال الحاصل أن في المسألة أقوال خمسة: أحدها: لا بأس به مطلقاً قبل الزوال وبعده. الثاني: يندب قبل الزوال ويكره بعده. الثالث: يكره بعد العصر فقط. الرابع: يكره في الفرض بعد الزوال لا في النفل. الخامس: يكره بعد الزوال مطلقاً ويكره بالرطب. وفيه ما تقدم. (هـ (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه مجالدًا (¬4) قال: ضعفه ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 217)، والبيهقي في الشعب (2882)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5912). (¬2) أخرجه مسلم (2914). (¬3) أخرجه ابن ماجة (1677)، والبيهقي في السنن (4/ 272) وقال مجالد: غيره أثبت منه وعاصم بن عبيد الله ليس بالقوي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5299)، والضعيفة (3574). (¬4) انظر المغني (2/ 542).

الجمهور ووثقه النسائي. 8229 - "من خير طيبكم المسك. (ن) عن أبي سعيد (صح) ". (من خير طيبكم المسك) فيه الإذن بالطيب والإعلام بأحسنه وذلك لأن المسك من خير طيب الرجال فإنه مما يخفي لونه ويظهر ريحه فالخطاب للرجال. (ن (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 8230 - "من سعادة المرء حسن الخلق، ومن شقاوته سوء الخلق. (هب) عن جابر (ض) ". (من سعادة المرء) في الدنيا والآخرة. (حسن الخلق) لما تقدم فيه من الأحاديث. (ومن شقاوته) فيهما. (سوء الخلق) فإنه ينال به الوبال في الدارين فالمراد من علامة سعادته ذلك وتقدم الكلام فيه مراراً. (هب) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه قال العراقي: سنده ضعيف لأن الحسن بن سفيان (¬3) أورده الذهبي في الضعفاء وقال أحمد: كان يكذب ويضع. 8231 - "من سعادة المرء أن يشبه أباه. (ك) في مناقب الشافعي عن أنس". (من سعادة المرء أن يشبه أباه) في خلقته لأنه ينفي التهمة عن أمه ولأنه دليل خيرته وذكورته والحديث له سبب. (ك (¬4) في مناقب الشافعي عن أنس) سكت عليه المصنف وقال شارح الشهاب: غريب جداً. 8232 - "من سعادة المرء خفة لحيته. (طب عد) عن ابن عباس (ض) ". (من سعادة المرء خفة لحيته) بحاء مهملة وتحتية فمثناه فوقيه على ما درجوا ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (4/ 40)، وأبو داود (3158)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5914). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (8039)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5302) موضوع. (¬3) انظر المغني (1/ 160)، والميزان (2/ 240). (¬4) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (299)، والديلمي في الفردوس (6012)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5301)، والضعيفة (4522).

عليه لكن في تاريخ الخطيب عن بعضهم أنه تصحيف وإنما هو لحييه بتحتيتين أي خفتهما بكثرة ذكر الله وجرى على هذا الخطابي وابن السكيت وغيرهم وعلى الأول فالمراد خفة شعرهما لأن لحية الرجل زينة له فإذا كانت تامة وافرة وربما كانت سبباً لإعجاب المرء بنفسه والإعجاب يهلك فإذا خف شعر لحيته سلم من هذا الداء فسلم من شر كثير. (طب عد (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: في رواية الطبراني يوسف بن الفرق (¬2) كذاب، وقال ابن الجوزى: في رواية ابن عدى موضوع، وفي الميزان هذا الحديث منكر كذب ومثله قال الحافظ ابن حجر في اللسان. 8233 - "من سعادة ابن آدم استخارته الله ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضي الله، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له. (ت ك) عن سعد (صح) ". (من سعادة ابن آدم استخارته الله) أي طلب الخيرة في الأمر الذي يريده كما علم المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أمته من الصلاة والدعاء المعروفين (ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله) من خير أو شر فإنه لا يقضي تعالى لعبده إلا بكل خير وإن كان شرًّا في صورته وما يراه. (ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله) فإنه إعراض عن طلب الخير والإعراض عن طلب الخير شقاوة. (ومن شقاوة ابن آدم سخطه بما قضى الله له) ولذا ورد في الأدعية النبوية: "وأسألك الرضا بعد القضاء". (ت ك (¬3) عن سعد) إذا أطلق فهو وابن أبي وقاص رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 211) رقم (12920)، وابن عدي في الكامل (7/ 167)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 164، 167)، وقال أبو حاتم في العلل (2/ 263) هذا حديث باطل موضوع، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5303)، والضعيفة (193): موضوع. (¬2) انظر الميزان (2/ 5)، واللسان (3/ 56). (¬3) أخرجه الترمذي (2151)، والحاكم (1/ 699)، وأخرجه أحمد (1/ 168) من حديث سعد بن =

لصحته لكن قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث محمَّد بن حميد (¬1) وليس بقوي، وقال في الميزان: ضعفوه ثم أورد له هذا الخبر، قال ابن حجر: وأخرجه أحمد باللفظ المزبور عن سعد المذكور بسند حسن. 8234 - "من سنن المرسلين الحلم والحياء والحجامة والسواك والتعطر وكثرة الأزواج. (هب) عن ابن عباس". (من سنن المرسلين الحلم) وهو أشرف الصفات. (والحياء) وهو خير كله وتقدم في أربع من سنن المرسلين أنه في رواية بلفظ والحنا بالنون أي الاختضاب. (والحجامة) للحاجة. (والسواك والتعطر) بالأطياب المباحة، قال المصنف: قد ورد الأمر بالتطيب في غير ما موطن في الشريعة كالجمع والأعياد وغيرهما وشرع لكل حي وميت. (وكثرة الأزواج) وقد كان كثير من الأنبياء لهم [4/ 176] كثيرات كما كان لسليمان -عليه السلام - ألف زوجة وسرية, والمراد الأغلب من المرسلين فلا يرد يحيى وعيسى عليهما السلام، ثم ليس المراد من كثرة الأزواج تبديل امرأة بأخرى تزوجاً وتطليقاً بل جمع من أذن بهن الشرع في نكاحه كالأربع في شرعنا وذلك أنه سبب للتناسل وهو مراد لله وسبب لغض الطرف والعفة. (هب (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وقد قال البيهقي: عقيبه تفرد به قدامة بن محمَّد الحضرمي (¬3) عن إسماعيل بن شبيب (¬4) وليسا بقويين. ¬

_ = أبي وقاص، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5300)، والضعيفة (1906). (¬1) انظر الضعفاء (2/ 573)، والميزان (6/ 136). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (7718)، وابن عدي في الكامل (6/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5304)، والضعيفة (4523). (¬3) انظر المغني (2/ 523). (¬4) انظر المغني (1/ 82).

8235 - "من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء. (خ) عن ابن مسعود (صح) ". (من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء) هو كحديث: "لا تقوم الساعة على من يقول الله الله وهؤلاء هم شرار الخليقة" (¬1)، وأما حديث: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة" (¬2) فهو مخصص بما هنا أو أن هذا قبيل قيامها وذلك حال قيامها. (خ (¬3) عن ابن مسعود) وأخرجه البزار وغيره. 8236 - "من شكر النعمة إفشاؤها. (عب) عن قتادة مرسلاً". (من شكر النعمة) التي ينعم الله بها على عبده. (إفشاؤها) أي التحدث بها {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11] وظهورها على العبد في مأكله وملبسه وكذا سمي كتم النعمة كفران من الكفر التغطية. (عب (¬4) عن قتادة مرسلاً). 8237 - "من فقه الرجل رفقه في معيشته. (حم طب) عن أبي الدرداء (ض) ". (من فقه الرجل رفقه في معيشته) فإن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، ولأنه بالرفق يتم له الاقتصار على الحلال، ولأنه بالفقه يعلم حقارة هذه الدار وأن خير الناس من عف فيها عن التوسع. (حم طب (¬5) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه وقال الشارح: إسناده لا بأس به. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (148). (¬2) أخرجه البخاري (7311)، ومسلم (156). (¬3) أخرجه البخاري (7067)، والبزار (1724، 1781). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (4572)، ومعمر بن راشد في جامعه (10/ 425)، وضعفه الألباني في ضعيف (5306)، والضعيفة (4524). (¬5) أخرجه أحمد (5/ 194)، والطبراني في الشاميين (1482)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5308)، والضعيفة (556).

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ التَّاسِعُ العَلَّامَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَمِير الصَّنْعَانِيِّ (ت: 1182 هـ) قَدَّمَ لَهُ كُلٌّ مِنْ سَمَاحَةِ الوَالدِ الشَّيخِ صالح بن مُحَمَّد اللّحيدانِ رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وَفَضِيلَةُ الشَّيخِ/ عبد الله بن محمَّد الغنيمان رئيس قسم الدِّراسَاتِ العُليَا بالجامِعَةِ الإسلَامِيَّةِ بالمدينة النَّبَويَّة (سَابقًا) دِرَاسَة وَتَحقِيق د. محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم الأُستَاذُ المشَارِكُ بِكُلِّيَّةِ أُصُولِ الدِّينِ جَامِعَةِ الإمَامِ محمَّد بن سُعُود الإسلَامِيَّةِ الرِّيَاض

بسم الله الرحمن الرحيم

التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ المُجَلَّدُ التَّاسِعُ

(ح) محمَّد إسحاق محمَّد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمَّد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمَّد إسماعيل الصنعاني؛ محمَّد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1432 هـ 11 مج ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 1 - 6709 - 00 - 603 - 978) (ج 9) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمَّد إسحاق (محقق) ب- العنوان ... ديوي 23206 ... 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمكـ: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 1 - 6709 - 00 - 603 - 978 (ج9) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

8238 - "من فقه الرجل أن يصلح معيشته , وليس من حب الدنيا طلب ما يصلحك. (عد هب) عن أبي الدرداء (ض) ". (من فقه الرجل أن يصلح معيشته) بتحصيل ما يقوم بأحواله وأحوال أولاده وأهله من الاكتساب بالتجارات والحرث والأنعام (وليس من حب الدنيا) المذموم كتاب وسنة (طلب ما يصلحك) إذ هو من الضروريات التي لا بد منها وليس ذلك من حب الدنيا وقد كان هذا حال الصحابة الذين أثنى الله عليهم (عد هب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي: تفرد به سعد بن سنان عن أبي الزاهرية انتهى، قال الذهبي في الضعفاء (¬2): سعد بن سنان عن أبي الزاهرية متهم أي بالوضع. 8239 - "من كرامة المؤمن على الله تعالى نقاء ثوبه ورضاه باليسير. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (من كرامة المؤمن على الله) أي مما تفضل به على عبده من الإكرام له أو مما يقتضي له بالإكرام من الله تعالى (نقاء ثوبه) نظافته ونزاهته عن الأدناس ويحتمل أنه خلة (ورضاه باليسير) من ملبس ومأكل وغيرهما إذ هو علامة زهده والزاهد يكرمه الله وفيه حث على النظافة والقنوع (طب (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عبادة بن كثير (¬4) وثقه ابن معين وضعفه غيره، وجرول بن حَنْفَل (¬5) ثقة، وقال ابن المديني: له مناكير وبقية رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 360)، والبيهقي في الشعب (6563)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5307). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 261). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 395) رقم (13458)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (5/ 132)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5309) وقال ضعيف جداً، وفي الضعيفة (4525). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 327)، والميزان (4/ 33). (¬5) انظر المغني (1/ 129).

8240 - "من كرامتى على ربي أنى ولدت مختونا ولم ير أحد سوءتى. (طس) عن أنس (ض) ". (من كرامتى على ربي) أي من الأمور التي تفضل بها علي وتعظيمه لي (أني ولدت) بمكة وهي خير بلاد الله فالولادة بها فضل من الله (مختوناً) أي مقطوع القلفة (ولم ير أحد سوءتي) إكراماً له - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك وهي العورة فالأمران معاً معدودان من كرامة الله عليه - صلى الله عليه وسلم -، وقد اختلف في ولادته مختوناً، ففي المستدرك (¬1) للحاكم أنه تواتر أنه وُلد مختوناً يريد اشتهر ذلك لا أنه أراد التواتر المعروف، وقال الذهبي: لا أعلم صحة ذلك فضلاً عن تواتره ونقل الزين العراقي عن ابن العديم أن أخبار ولادته مختوناً ضعيفة وسبقه إليه ابن القيم (¬2). قلت: وهذا يقع كثيراً وكانت العرب تسمي من وُلد كذلك أنه ختنه القمر وقد عَدّ في الوشاح من ولد من الأنبياء مختوناً فكانوا اثني عشر نبيًّا. (طس (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وصححه الضياء في المختارة وقال ابن الجوزي: لا شكَّ أنه ولد مختوناً، لكن هذا الخبر لا يصح. 8241 - "من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة. (حل) عن ابن عمر (ض) ". (من كنوز البر) أي الإحسان, أي مما يكثره الإنسان لنفسه ويجده في الآخرة. (كتمان المصائب والأمراض) عطف خاص على عام (والصدقة) وذلك لأن بث ذلك إلى العباد يخرج مخرج التشكي أو الرياء في الآخر وفيه فضل ¬

_ (¬1) المستدرك (2/ 657). (¬2) انظر: زاد المعاد (1/ 80). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (6148)، والصغير (936)، والضياء في المختارة (1864)، وانظر العلل المتناهية (1/ 171)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5310).

صدقة السر وقد تقدم الكلام على ذلك (حل (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه لأنه من حديث وافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع قال ابن حبان: يروي عن نافع عن ابن عمر نسخة موضوعة، وقال ابن الجوزي: حديث موضوع. 8242 - "من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان (ك) عن جابر (صح) ". (من موجبات المغفرة) أي مما جعله الله سبباً للمغفرة [4/ 177] لا يتخلف. (إطعام المسلم السغبان) يحتمل أنه أضافه إلى الفاعل والسغبان وهو الجائع مفعوله ويحتمل أنه إلى المفعول والسغبان صفة فيشترط في المطعم اسم المفعول أن يكون مسلما على الآخر لا على الأول (ك (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه طلحة بن عمرو (¬3) عن جابر وهو واهٍ، والصحة من أين؟ 8243 - "منا: الذي يصلي عيسى ابن مريم خلفه. أبو نعيم في كتاب المهدي عن أبي سعيد (ض) ". (منا) أي آل محمَّد أو أمته الرجل. (الذي يصلي) أي في فرض ويحتمل الأعم (عيسى ابن مريم خلفه) عند نزوله من السماء في آخر الزمان فإنه ينزل وقت صلاة الصبح على المنارة البيضاء شرقي دمشق فيجد الإِمام المهدي يريد الصلاة فيحس به فيتأخر ليتقدم عيسى فيقدمه عيسى ويصلي خلفه وهذه فضيلة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 197)، والبيهقي في الشعب (10047)، والروياني في مسنده (1447)، وانظر الموضوعات لابن الجوزي (3/ 199)، والمجروحين لابن حبان (2/ 138)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5311)، والضعيفة (693). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 524)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5312). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 317).

ظاهرة ولذا ساقه - صلى الله عليه وسلم - مساق التحدث بنعمة الله. (أبو نعيم (¬1) في كتاب المهدي عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه. 8244 - "من أتاه الله من المال شيئاً من غير أن يسأله فليقبله, فإنما هو رزق ساقه الله إليه. (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (من أتاه الله) فيه أن الله هو يسخر القلوب حتى تعطي (من هذا المال) كأن الإشارة إلى التحقير أو إلى ما كان في أيدي الملوك. (شيئاً من غير أن يسأله فليقبله) ظاهر الأمر الوجوب ما لم يعلم أنه حرام. (فإنما هو رزق ساقه الله إليه) ويحتمل أنه للندب أو للإباحة. (حم (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وهو كما قال: فقد قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 8245 - "من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم. (طب) عن حذيفة بن أسيد (ح) ". (من آذى المسلمين في طرقهم) بأي أمر من التأذي وغيره والقعود على الطرقات ليتتبع عوراتهم وإن كانت قد بينته عبارة أخرى بالتخلي لكن الإيذاء قد أفاد أعم من ذلك وفسر الأذى بإيلام النفس وما يتبعها من الأحوال والضر إيلام الجسم وما يتبعه من الحواس. (وجبت عليهم لعنته) ظاهره أنه يجب لعنه وإسماعه ذلك لينزجر وقد استدل به على تحريم قضاء الحاجة في الطرقات وعليه جماعة وذهب جماعة أنهما مكروهة لا محرمة والحديث يدل للأول. (طب (¬3) عن حذيفة بن أسيد) بفتح الهمزة الغفاري من أصحاب الشجرة، رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في كتاب المهدي كما في الكنز (38673)، وأورده ابن القيم في المنار المنيف رقم (337)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5920)، والصحيحة (2293). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 292, 323, 490)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (3/ 101)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5921)، والصحيحة (1005). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 179) رقم (3050)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 81) ,=

المصنف لحسنه وقال الهيثمي والمنذري: إسناده حسن ومال العراقي إلى تضعيفه. 8246 - "من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه. ابن عساكر عن ابن عباس". (من آذى العباس) عم النبي - صلى الله عليه وسلم -. (فقد آذاني) وأذيته - صلى الله عليه وسلم - فيها ما عرف من الوعيد في القرآن. (إنما عم الرجل صنو أبيه) أي شقيقه فكما يحرم أذية أب الرجل لأجله يحرم أذية عمه. (ابن عساكر (¬1) عن ابن عباس) وقد رواه الترمذي بلفظه عن ابن عباس أيضاً. 8247 - "من آذى عليا فقد آذاني. (حم تخ ك) عن عمرو بن شاش. (من آذى عليًّا) بن أبي طالب. (فقد آذانى) {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} [الأحزاب: 57] وقد كان الصحابة تعرف ذلك له أخرج عن عمر أنه سمع رجلاً يقع في علي فقال: ويحك أتعرف عليًّا؟ هذا ابن عمه وأشار إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما آذيت إلا هذا في قبره. ورواه الإِمام أحمد في رواية المسند بلفظ: "إنك إن انتقصته فقد آذيت هذا في قبره" (¬2). (حم تخ ك (¬3) عن عمرو بن شاش) شاعر فارس شهد الحديبية قال: خرجت مع علي إلى اليمن فجفاني فوجدت في نفسي فقدمت فاستظهرت شكايته بالمسجد فبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا عمرو والله لقد آذيتني" فقلت: أعوذ بالله ¬

_ = والمجمع (1/ 204)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5923)، والصحيحة (2294). (¬1) أخرجه ابن عساكر (26/ 300)، والترمذي (3759)، والطبراني في الكبير (10/ 291) رقم (10698)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5922). (¬2) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (2/ 641). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 483)، والبخاري في التاريخ (2482)، والحاكم (3/ 122)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5924)، والصحيحة (2295).

أن أؤذيك فقال: "من آذى عليًّا ... " إلى آخره قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. قلت: وفيه فضيلة لعلي - رضي الله عنه - لا توازى. 8248 - "من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله. ابن عساكر عن علي". (من آذى شعرة مني) أي بعضاً من أبعاضي وهو عبارة عمن يتصل به كما قال: "فاطمة بضعة مني" (¬1). (فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله) زاد الديلمي وأبو نعيم: "فعليه لعنه الله ملء السماوات وملء الأرض" وكأن المراد الأذية بغير حق ولابن عربي الصوفي كلام يقضي بأنه لا يعد ظلمهم كغيرهم ولا يجوز التحرم منهم وإن الذي يأتونه إلى العباد مما لا يحل كالمصائب القدرية ليس عليهم في ذلك عقاب والأحاديث ترده. (ابن عساكر عن علي) وأخرجه الديلمى وأبو نعيم (¬2) مسلسلاً، بأحد شعره، قال: كل منهما حدثني فلان وهو أخذ شعره إلى أن قال الصحابي: [4/ 178] حدثني النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أخذ شعره. 8249 - "من آذي أهل المدينة آذاه الله، وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. (طب) عن ابن عمرو (ح) ". (من آذي أهل المدينة) هي إذا أطلقت مدينته - صلى الله عليه وسلم - طيبة (آذاه الله) سلط الله عليه من يؤذيه (وعليه) بعد ذلك. (لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفاً) فرضاً (ولا عدلاً) ولا نفلاً، وقيل: توبة ولا فدية، وقيل: شفاعة ولا فدية وفيه تحذير عظيم عن أذية أهل المدينة ولو كان واحداً منهم في غير ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3110)، ومسلم (2449). (¬2) أخرجه ابن عساكر (54/ 308)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5315).

المدينة لأن له حرمة جوار المصطفي - صلى الله عليه وسلم -. (طب (¬1) عن ابن عمرو) ورمز المصنف لحسنه. 8250 - "من آذى مسلماً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله. (طس) عن أنس (ح) ". (من آذى مسلماً فقد آذاني) فإنه - صلى الله عليه وسلم - لشفقته على الأمة يتأذي مما يتأذى منه أي مسلم. (ومن آذاني فقد آذى الله) التعبير بالإيذاء له تعالى من مجاز المشاكلة والمراد قد أغضب الله تعالى، وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 58]. (طس (¬2) عن أَنس) رمز المصنف لحسنه. قال الشارح: وفيه موسى بن خلف (¬3) البصري العمى قال الذهبي: قال ابن حبان كثرت رواياته للمناكير، وقال غيره: ضعيف. 8251 - "من آذى ذميًّا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة. (خط) عن ابن مسعود". (من آذى ذميًّا) وهو من أمّنه الإِمام وأعطى الجزية فإنه يحرم ماله وعرضه وأذيته. (فأنا خصمه) مخاصمه عند اللَّه. (ومن كنت خصمه خصمته) فلجته في الخصومة. (يوم القيامة) ففيه حرمة الذمي وأنه لا يحل منه شيء وقد خالف الناس هذا فنراهم يؤذونهم بكل أذى من اللعن والسخرية وغيرها جهلاً منهم وعدواناً فصار يورثهم ذلك بُغضاً للإسلام وأهله. (خط (¬4) عن ابن مسعود) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 143) رقم (6636)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5313). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3607)، والصغير (468)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5316). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 638)، والميزان (6/ 539 , 540). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (8/ 370)، وانظر اللسان (3/ 236)، والموضوعات (2/ 236) ,=

سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه الخطيب: هذا حديث منكر بهذا الإسناد، وحكم ابن الجوزي بوضعه، وقال: قال أحمد: لا أصل له، وقال: في اللسان وليس له راوٍ غير ابن الفلاح (¬1) متهم بالاختلاق. 8252 - "من آمن رجلاً على دمه فقتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا. (تخ ن) عن عمرو بن الحمق (صح) ". (من آمن رجلاً على دمه) عقد له أماناً سواء كان ذلك المؤمِن إماماً أو رجلاً من أي المؤمنين أو امرأة. (فقتله) بعد الأمان أو على ماله فأخذه (فأنا بريء من القاتل) لأن الله أوجب الوفاء بالعهود والأمان عقد ذمة (وإن كان المقتول كافراً) فإن كفره لا يبيح نقض أمانه وهذا أمر تعداه غالب ملوك الدنيا وكثير من أشرار الأمة. (تخ ن (¬2) عن عمرو بن الحمق) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: ورواه الطبراني بأسانيد أحدها رجاله ثقات. 8253 - "من آوى ضالة فهو ضال ما لم يعرفها. (حم م) عن زيد بن خالد (صح) ". (من آوى) تمد وتقصر وكل منهما لازم ومتعد إلا أن المتعدي الممدود أكثر وفي القرآن: {وَآوَيْنَاهُمَا} إذ أوينا إلى الصخرة والمراد من ضم إليه. (ضالة) قال الزمخشري (¬3): صفة في الأصل للبهيمة ثم غلبت والمراد من ضمها إلى نفسه متملكاً لها غير معرف بها. (فهو ضال) عن نهج الشريعة. (ما لم يعرفها) ¬

_ = وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5314). (¬1) انظر اللسان (3/ 72). (¬2) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 322)، والنسائي (8739)، والطبراني في الأوسط (6640، 7090)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (6/ 285)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6103). (¬3) الفائق (1/ 65).

ففيه وجوب تعريف اللقطة. (حم م (¬1) عن زيد بن خالد) أي الجهني وأخرجه عنه النسائي. 8254 - "من آوى يتيماً أو يتيمين ثم صبر واحتسب كنت أنا وهو في الجنة كهاتين. (طس) عن ابن عباس (ح) ". (من آوى يتيماً) تقدم تعريفه. (أو يتيمين) ضمهما إليه (ثم صبر) عليهما (واحتسب) الأجر عند الله. (كنت أنا وهو في الجنة كهاتين) تمامه عند مخرجه وحرك أصبعيه السبابة والوسطى أي متقاربين في الجنة اقتراباً مثل هذا الاقتراب وفيه عظمة أجر من ضم إليه يتيماً وكفله حتى تكلف. (طس (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 8255 - "من ابتاع طعاماً فلا يبعه حتى يستوفيه. (حم ق ن هـ) عن ابن عمر (صح) ". (من ابتاع طعاماً) أي شرى. (فلا يبعه حتى يستوفيه) أي يقبضه كما صرح به في غيرها وهل النهي خاص بالطعام أو عام؟ فيه خلاف الأصح عمومه كما بيناه في حاشية ضوء النهار. (حم ق ن هـ (¬3) عن ابن عمر) (صح). 8256 - "من ابتاع مملوكا فليحمد الله وليكن أول ما يطعمه الحلواء فإنه أطيب لنفسه. ابن النجار عن عائشة". (من ابتاع مملوكاً) شرى أمة أو عبدًا. (فليحمد الله) الذي يسره له وجعله مالكا ولم يجعله مملوكاً. (وليكن أول ما يطعمه الحلواء) تفاؤلا بحلاوة خدمته ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 117)، ومسلم (1725)، والنسائي في السنن الكبرى (5806). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8477)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5317)، والضعيفة (2809). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 59)، والبخاري (2124)، ومسلم (1526)، والنسائي (7/ 285)، وابن ماجة (2226).

وحلاوة أحواله ولما أفاده قوله. (فإنه أطيب لنفسه) أي لنفس المملوك لأنه يعتقد محبة مولاه له حيث خصه بالحلوى في أول أمره قبل أن يعرف خدمته. (ابن النجار عن عائشة) سكت عليه المصنف وقد رواه ابن عدي والخرائطي في مكارم الأخلاق عن معاذ مرفوعًا وعده ابن الجوزي في الموضوعات (¬1). [4/ 179] 8257 - "من ابتغى العلم ليباهى به العلماء أو يمارى به السفهاء أو تقبل أفئدة الناس إليه فإلى النار. (ك هب) عن كعب بن مالك (صح) ". (من ابتغى العلم) طلبه ويراد به علم الآخرة وهو علم السنة والكتاب. (ليباهى به العلماء) يفاخرهم به ويطاولهم. (أو يمارى) يجادل. (به السفهاء) والمماراة مأخوذة من المرية وهي الشك لأن كل واحد من الخصمين شاك فيما يقوله الآخر. (أو تقبل أفئدة الناس إليه) أي قلوبهم بالمحبة والتعظيم. (فإلي النار) أي فالمبتغي لذلك إلى النار سواء أدرك ما ابتغاه أم لا وفيه أنه لا يطلب العلم إلا لله وإلا كان عذابا للطالب. (ك هب (¬2) عن كعب بن مالك) رمز المصنف لصحته إلا أنه من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة (¬3) قال الذهبي في الكبائر (¬4) عقيب تخريجه: إسحاق واهٍ. 8258 - "من ابتغى القضاء وسأل فيه شفعاء وكل إلى نفسه ومن اكره عليه أنزل الله عليه ملكاً يسدده. (ت) عن أنس (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (25056)، وابن عدى في الكامل (2/ 254)، وأخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (253) عن معاذ بن جبل، وانظر: الموضوعات لابن الجوزي (3/ 19) وقال: موضوع، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5319)، والضعيفة (2399): موضوع. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 86)، والبيهقي في الشعب (1772)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5930). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 75)، والميزان (1/ 360). (¬4) انظر: الكبائر (ص: 148).

(من ابتغى القضاء) وكذا غيره من الولايات. (وسأل فيه) في توليته إياه. (شفعاء) لتناله. (ويهل) بتخفيف الكاف. (إلى نفسه) ولم يكن له عون من الله وذلك لأنه بطلبه إياه وسؤال الشفعاء أنه يريد به الرئاسة والدنيا. (ومن اكره عليه) من المولى إمام أو غيره. (أنزل الله عليه ملكاً يسدده) بنيته في مواقف الحكومة وفيه أن طلب مناصب الدنيا مذموم لا يوفق صاحبه ولا يسدد فكيف بمن شراه بالمال والتعبد للرجال والجعل الدائم فإنا لله وإنا إليه راجعون. (ت (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه وهو تابع لمخرجه فإنه قال: حسن غريب وبين وجه غرابته في المنار: أن فيه خيثمة البصري (¬2) لم تثبت عدالته، قال ابن معين: ليس بشيء، وفي الطريق الآخر بلال بن مرداس (¬3) مجهول وعبد الأعلى بن عباس (¬4) ضعيف. 8259 - "من ابتلى من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن عن له ستراً من النار. (حم ق ت) عن عائشة (صح) ". (من ابتلى) امتحن واختبر. (من هذه البنات بشيء) أي من وهب الله له شيئاً من البنات فإنه {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ}. (فأحسن إليهن) بالكفاله والقيام بحقوقهن وتأديبهن ونحو ذلك. (عن له شراً من النار) لأنه يسترهن في الدنيا بإحسانه فيستره الله جزاءً وفاقاً، وسمي هبة الإناث ابتلاء لما في كفالتهن من المشقة ولذا كانت الكفار تأدهن، قال الزين العراقي لم يقيد في هذه الرواية بالاحتساب وقيد في غيرها فيحمل المطلق على المقيد، قلت: كل ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1324)، والبيهقي في السنن (10/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5320). (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 257)، وضعفاء العقيلي (2/ 29). (¬3) انظر الميزان (2/ 69)، والتقريب (1/ 129). (¬4) انظر ضعفاء العقيلي (3/ 57)، والكامل (5/ 316).

الأعمال لا بد فيها من الاحتساب. (حم ق ت (¬1) عن عائشة)، قالت: دخلت امرأة تسألني ومعها بنتان ولم يكن عندي شيء غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين بنتيها ولم تأكل منها شيئاً ثم قامت فخرجت ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فذكره. 8260 - "من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فليعدل بينهم في لحظه وإشارته ومقعده ومجلسه. (قط طب هق) عن أم سلمة". (من ابتلي بالقضاء بين المسلمين) ذكره أغلبي وإلا فبين الكفار وأهل الذمة لا بد من العدل وسماه ابتلاء لما فيه من الخطر العظيم ولذا جعل من وليه فكأنما ذبح نفسه بغير سكين. (فليعدل) وجوباً لظاهر الأمر (بينهم) بين المتخاصمين (في لحظه) نظره إليهم فلا ينظر أحدهم بعين مزوّره والآخر بعين الرضا. (وإشارته ومقعده ومجلسه) فلا يرفع أحدهما على الآخر وإن كان أرفع مرتبة إلا أهل الذمة فيقعد الغريم الذمي تحت المسلم إجلالا للإسلام ويجب عليه المساواة في كل أمر بينهما. (قط طب هق (¬2) عن أم سلمة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: إسناده حسن. 8261 - "من ابتلي بالقضاء بين المسلمين فلا يرفع صوته على أحد الخصمين ما لا يرفع على الآخر. (طب هق) عن أم سلمة (ض) ". (من ابتلي بالقضاء) بولايته. (بين المسلمين فلا يرفع صوته على أحد الخصمين ما لا يرفعه على الآخر) بل يسوى بينهما في الخطاب وكيفيته ومن هنا عظم خطر القضاء لصعوبة هذه الأحكام. (طب هق (¬3) عن أم سلمة) قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 166)، والبخاري (1418)، ومسلم (2629)، والترمذي (1913). (¬2) أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 205)، والطبراني في الكبير (23/ 284) رقم (620)، والبيهقي في السنن (10/ 135)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 194)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5321)، والضعيفة (2195) وقال: ضعيف جداً. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 285) رقم (623)، والبيهقي في السنن (10/ 135)، وضعفه =

الشارح: إنه رمز لحسنه ثم قال: وليس كما قال فقد قال مخرجه البيهقي عقيب: تخريجه محمَّد بن العلاء أي أحد رجاله ليس بالقوي (¬1) انتهى. قلت: الذي رأيناه في نسخة قوبلت على خط المصنف الرمز عليه بالضعف وهو الذي يوافق قاعدته الإشارة بالرمز إلى ما قاله مخرجه كما هنا. 8262 - "من ابتلي فصبر وأعطى فشكر، وظلم فغفر، وظلم فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. (طب هب) عن سخبرة (ح) ". (من ابتلي) بأي بلاءً. (فصبر) على ثلاثة واستدل به القرطبي وغيره على أنه لا يحصل التكفير بالابتلاء إلا لمن صبر، ورد بأن هذا وقف عليه ثواب خاص هو ما ذكر في آخر الحديث بأن لهم الأمن وهم مهتدون. (وأعطى) أي نعمة. (فشكر وظلم) بالبناء للمفعول أي ظلمه ظالم أي ظلم. (فغفر) لظالمه وفيه حسن العفو عن الظالم. (وظلم) نفسه بالمعاصي أو غيرها. (فاستغفر) الله وتاب إليه [4/ 180] (أولئك) أي كل واحد ممن ذكر. (لهم الأمن) من كل مخافة في الآخرة. (وهم مهتدون) لطريق الخير. (طب هب (¬2) عن سخبرة) بفتح السين المهملة ثم خاء معجمة ساكنة ثم موحدة مفتوحة له صحبة ذكره ابن الأثير وغيره وفي التقريب كأصله صحابي في إسناد حديثه ضعف انتهى، والمصنف رمز لحسنه وأصله قول الحافظ ابن حجر: أخرجه الطبراني بإسناد حسن. 8263 - "من أبلي بلاءً فذكره فقد شكره وإن كتمه فقد كفره. (د) والضياء عن جابر (صح) ". ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (5322). (¬1) انظر: لسان الميزان (5/ 289). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 138) رقم (6613)، والبيهقي في الشعب (4431)، وانظر: فتح الباري (10/ 109)، والإصابة (3/ 35)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5323)، والضعيفة (4527) وقال: ضعيف جدًا.

(من أبلي) بضم الهمزة وكسر اللام (بلاءً) أي أنعم عليه بنعمه والبلاء يستعمل في الخير والشر، قال الله: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: 35]. (فذكره) يحدث بالنعمة {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11]. (فقد شكره) إذ من شكر النعم الاعتراف بها. (وإن كتمه) أي كتم البلاء وهو النعمة وغطاها. (فقد كفره) فالتحدث بالنعم على جهة الاعتراف لا الافتخار شكر لها. (د والضياء (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 8264 - "من أتى المسجد لشيء فهو حظه. (د) عن أبي هريرة (ح) ". (من أتى المسجد) من قصده. (لشيء) من الأفعال (فهو) أي الفعل الذي قصده له. (حظه) نصيبه من قصده المسجد ليس له غيره وهو يوافق حديث: "الأعمال بالنيات" (¬2). (د (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ورواه ابن ماجه عنه، قال عبد الحق: فيه عثمان بن أبي عاتكة (¬4)، قال ابن معين: ليس بشيء، وابن حبان: لا بأس به، وقال المنذري: ضعفه غير واحد، وقال الذهبي: صدقه النسائي ووثقه. 8265 - "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. (حم م) عن بعض أمهات المؤمنين (صح) ". (من أتى عرافاً) بالتشديد للراء: هو من يخبر بالأمور الآتية أو بما أخفى وليس هو الكاهن كما قيل للجمع بينهما في الحديث الآتي بل بينهما فرق. قال ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4814)، والضياء في المختارة (836)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5933)، والصحيحة (618). (¬2) أخرجه البخاري (1). (¬3) أخرجه أبو داود (472)، وابن ماجة (774)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5936). (¬4) انظر الكامل في الضعفاء (5/ 164)، وضعفاء العقيلي (3/ 221)، والكاشف (2/ 8)، والتقريب (1/ 384).

النووى: الفرق بين الكاهن والعراف أن الكاهن: إنما يتعاطى الأخبار عن الكوائن المستقبلة ويزعم معرفة الأسرار، والعرّاف: يتعاطى معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك (¬1). وقال ابن حجر: الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الأمور المغيبة وكانوا في الجاهلية كثيراً فمعظمهم كان يعتمد على تابعه من الجن وبعضهم كان يدعى معرفة ذلك بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقيتها من كلام من سأله وهذا الأخير يسمى عرّافاً. (فسأله عن شيء) من المغيبات (¬2) (لم تقبل له) أي للسائل (صلاة أربعين ليلة) هو كما ورد في شارب الخمر أنها لا تقبل له صلاة هذه المدة وتجب عليه الصلاة وإن لم تقبل إذ معنى عدم القبول عدم الثواب لا استحقاق العذاب فالصلاة مع القبول لفاعلها الثواب بلا عقاب ومع نفيه لا ثواب ولا عقاب قاله النووي، وتعقب بأنه تعالى: {لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90] فكيف يسقط ثواب صلاة صحيحة بمعصية قيل: فالوجه أن المراد من عدم القبول عدم تضعيف الأجر وأنه إذا فعلها بشروطها برئت ذمته من المطالبة، ويقويه قبول الرضا والإكرام وقد بحثنا هذا في حواشينا على شرح العمدة، وأما تقيده بالأربعين فلا يعرف وجهه وما يذكر الشرل تخمين بلا دليل والمراد أتاه وسأله ظاهره وإن لم يصدقه بل عدم قبول صلاته عقوبة مجرد السؤال فإن صدقه في ما قال كفر كما يفيده الحديث الآتي. (حم م (¬3) عن بعض أمهات المؤمنين) وعينها الحميدي حفصة. 8266 - "من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمَّد. (حم ك) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) شرح مسلم (5/ 22). (¬2) فتح الباري (7/ 179). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 380)، ومسلم (2230).

(من أتى عرافاً أو كاهناً) ومنه المنجم الذي يزعم للنجوم أحكاماً دالة على كذا وكذا ومنه ما لا ينحصر من الذين يدعون المغيبات كمن يطلب من المنجم أن يعلمه ساعة فيها سعادة أو نحس. (فصدقه بما يقول) له ويأمره به. (فقد كفر بما أنزل على محمَّد) من كتاب الله وذلك أنه تعالى يقول: {فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26، 27] ويقول: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65] ويقول: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] فهذه نصوص تنفي ما يقوله الكُهان والعُراف فمن صدقهم فقد كذب بالقرآن وهو الذي أنزل على محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وهذا داء قد دب في غالب العباد ودرج لا تراهم ألا يسألون المنجم أو الرحيلة أو الحاسب ثم يقولون: قال فلان، وإذا رأوا أمراً غريباً قالوا: قد قال فلان، وأعظم من ذلك ملوك الدنيا يجعل كل ملك له منجمان يخبره عن الحوادث فاتسع الخرق فإنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا حكم من صدقه وأما حكمه هو فمسكوت عنه والقياس يقتضي أنه أشد جرماً [4/ 181] فمن صدقه ثم المراد تصديقه فالإثم فيه ولو لم يأته ولا سأله بل أخبره عنه غيره أو أخبره هو من غير سؤال. (حم ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث صحيح. 8267 - "من أتي فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه. (ن هـ حب ك) عن أبي الدرداء (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 408، 476)، والحاكم (1/ 8)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5939)، والصحيحة (3387).

(من أتى فراشه) لينام عليه. (وهو ينوي) حال كونه ناوياً. (أن يقوم يصلي من الليل) بقضاء منه بتهجد. (فغلبته عيناه) أي نام عما نواه. (حتى يصبح) يدخل في الصباح. (كتب له ما نوى) فإنما الأعمال بالنيات فلا ينبغي لعبد أن يفوته أجر الخير بنية فعله. (وكان نومه صدقة عليه من ربه) (ن هـ حب ك (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما وقال الحافظ العراقي: سنده صحيح وقال المنذري: سنده جيد. 8268 - "من أتى الجمعة والإمام يخطب كانت له ظهراً. ابن عساكر عن ابن عمرو". (من أتى الجمعة) صلاتها. (والإمام يخطب كان له ظهراً) لأنه لم يأت إلا وقد طويت الصحف وقعدت الملائكة فيسمع الذكر والمراد أنه يفوته أجر الجمعة لا أنه يصلي الظهر أربعاً ففيه الحث على التبكير إلى الجمعة كما سلف. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عمرو) هو إذا أطلق ابن العاص. 8269 - "من أتي كاهنا فصدقه بما يقول، أو أتى امرأة حائضا أو أتى امرأة في دبرها فقد بريء مما أنزل على محمَّد. (حم 4) عن أبي هريرة (ح) ". (من أتي كاهناً) أي أو عرافاً. (فصدقه بما يقول) من الإخبار بالمغيبات. (أو أتى امرأة حائضاً) جامعها. (أو أتى امرأة في دبرها) قال الطيبي: أتى لفظ مشترك بين مجامعة المرأة وإتيان الكاهن. (فقد بريء مما أنزل على محمَّد) أي من أتى واحدة من هذه القبائح، قال الطيبي: تغليظ شديد ووعيد هائل والمراد بالمنزل الكتاب جملة. ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (3/ 257)، وابن ماجة (1344)، وابن خزيمة (1172)، والحاكم (1/ 311)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 28)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5941). (¬2) أخرجه ابن عساكر (24/ 23)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5324)، والضعيفة (4528).

قلت: وذلك لأن فيما أنزل فيه {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ} [البقرة: 222] وفيه: {فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أنَّى شِئْتُمْ} فأفاد بإباحة موضع الحرث تحريم غيره والدبر ليس موضع حرث، قيل: والمراد كافر نعمة إلا أن يكون مستحلاً. (حم 4 (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وقال البغوي: سنده ضعيف وقال الترمذي: ضعفه البخاري وقال ابن سيد الناس: فيه أربع علل: التفرد عن غير الثقة، وهو موجب للضعف، وضعف راويه والانقطاع ونكارة متنه. 8270 - "من أتى كاهنا فسأله عن شيء حُجِبَتْ عنه التوبة أربعين ليلة، فإن صدقه بما قال كفر. (طب) عن واثلة (ض) ". (من أتى كاهناً فسأله عن شيء حُجِبَتْ عنه التوبة أربعين ليلة) أي حيل بينه وبين قبولها هذا القدر من الأيام عقوبة لإتيانه وسؤاله. (فإن صدقه بما قال كفر) أذنب ذنباً عظيماً قريبا من الكفر فإن الكفر أنواع، وإتيان الكهان حذر الله عنه في التوراة ففي السفر الثاني والثالث من التوراة فلا تتبعوا العرافين والقافة ولا تنطلقوا إليهم ولا تسألوهم عن شيء لئلا تتنجسوا بهم من تبعهم وضل بهم أنزل به غضبي الشديد وأهله من شعيه. انتهى، وذلك لما أسلفناه أنه مشاركة لله في علم غيبه. (طب (¬2) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه قال المنذري: ضعيف، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن أحمد الواسطي (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 4429)، وأبو داود (3904)، والترمذي (135)، والنسائي في السنن الكبرى (9016)، وابن ماجة (639)، والبخاري في التاريخ الكبير (3/ 16)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5942)، والصحيحة (3387). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 69) رقم (169)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 18)، والمجمع (5/ 118)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5326). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 277)، والميزان (3/ 277).

8271 - "من أتى إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له. (طب) عن الحكيم بن عمير (ض) ". (من أتى إليكم معروفاً فكافئوه) منه فإنه يجلب الوداد وتستمر به المحبة التي يريدها الله بين العباد. (فإن لم تجدوا) ما تكافئوه به من المال. (فادعوا) الله. اله) أن يكافأه عنكم، وفي حديث: "إذا قال الرجل لأخيه: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء" (¬1) فالمكافئة واجبة بالمال والقول إلا أن يعلم أن من فعل إليه المعروف لا يريد إلا المال ولا يمكنه مكافأته فالأولى رد ما أسداه إليه من هدية ونحوها على وجه لا يحصل به نفرة قلبه. (طب (¬2) عن الحكيم بن عمير) الثمالي رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه يحيى بن يعلى الأسلمي (¬3) وهو ضعيف. 8272 - "من أتى امرأته في حيضها فليتصدق بدينار، ومن أتاها وقد أدبر الدم عنها ولم تغتسل فنصف دينار. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (من أتى امرأته في حيضها) جامعها وهي حائض. (فليتصدق) قيل: ندباً، وقيل: وجوباً. (بدينار) كفارة لما أتاه مما حرمه الله. (ومن أتاهما وقد أدبر الدم عنها) قد انقطع وطهرت لكنها لُم تَطهَّر. (ولم تغتسل فنصف دينار) لأن الذنب أخف فإنه قد انقطع الدم وبقي الغسل ولا شيء على المرأة لأنه حق تعلق بالوطء فخوطب به الرجل كالمهر. (طب (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأنه ضعف إسناده واضطرب متنه فروي مرفوعًا وموقوفاً ومرسلاً ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (3118)، وعبد بن حميد (1418)، والحميدي (1160). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 218) رقم (3189)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (1/ 181)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5937)، والصحيحة (254). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 746)، والمجروحين (3/ 120). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 401) رقم (12130)، وأبو داود (264)، والحاكم (1/ 278)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 165)، وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5325).

ومعضلاً وبدينار مطلقًا وبنصف كذلك وبخمس دينار وباعتبار صفات الدم وبدونه وباعتبار أول الحيض وآخره وأطال ابن القطان (¬1) في الانتصار له وصححه الحاكم [4/ 182] وهو من طريق أبي داود صحيح وإن كان ضعيفاً من غيرها قال الحافظ ابن حجر: وهو الصواب ولا يضر الاضطراب فكم من حديث احتجوا به وفيه من الخلاف أكثر مما في هذا الخبر؟ كخبر القلتين. 8273 - "من أتاه أخوه متنصلاً فليقبل منه مُحِقا أو مبطلا، فإن لم يفعل لم يَرِدْ على الحوض. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من أتاه أخوه) الذي أذنب إليه أي ذنب. (متنصلاً) بالصاد المهملة منتفيا من ذنبه معتذراً إليه. (فليقبل) ذلك. (منه) قيل: ندبًا ولا أدري ما صرفه عن الوجوب سيما مع الوعيد. (مُحِقا) كان في اعتذاره (أو مبطلاً) كما قيل: اقبل معاذير من يأتيك معتذرًا ... إن برَّ عندك في ما قال أو فجرًا (فإن لم يفعل) لم يقبل عذر أخيه. (لم يَرِدْ على الحوض) ومناسبة هذه العقوبة ظاهره لأنه أتاه أخوه في الدين وبالأولى في النسب، وفي التعبير عنه بالأخ دعاء إلى العطف والحنو والقبول معتذرا يلتهب من نار الانتباه ويطلب أن يبردها بفرات القبول فلما عاد ظمانا كما أتى ناسب أن يعاقب الأخ بمنعه عن ورود الحوض الذي من شرب منه لم يظمأ أبدًا وهذا الوعيد من أدلة الوجوب. (ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 8274 - "من اتبع الجنازة فليحمل بجوانب السرير كلها (هـ) عن ابن مسعود (ض) ". (من اتبع الجنازة) مشيعاً لها (فليحمل بجوانب السرير كلها) يداولها على ¬

_ (¬1) انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 276 - 277). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 29)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5327).

منكبيه فإنه من سنة التشييع. (هـ (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه. 8275 - "من اتبع كتاب الله هداه من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة. (طس) عن ابن عباس (ض) ". (من اتبع كتاب الله) الإضافة للعهد والمراد به القرآن لا غيره إذ لا متبوع بعد نزوله يرضاه الله سواه والمراد أَتبع أحكامه وما دل عليه (هداه من الضلالة) فإن الله أنزله هادياً من الضَّلالة ومعلماً عن الجهالة: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] (ووقاه سوء الحساب يوم القيامة) تمامه عند مخرجه وذلك أن الله قال: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123] انتهى. (طس (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه أبو شيبة وعمران بن أبى عمران (¬3) وكلاهما ضعيف جداً. 8276 - "من أتت عليه سِتون سنة فقد أعذر الله إليه في العمر. (حم) عن أبي هريرة (ح) ". (من أتت عليه سِتون سنة) من عمره. (فقد أعذر الله إليه في العمر) الهمزة للسلب أي أزال عذره أو لم يبق فيه موضع للاعتذار بعد إمهاله هذه المدة وبسط عذره ودله على مواضع التملق وطلب العذر إليه فإنَّه قد مدَّ له في عمره ما رأى به العبر وما صير إليه كل عظيم محتقر فلم يبق له معذرة إن عصى فاعتذر وقد قال تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ} [فاطر: 37] (حم (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1478)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5328)، والضعيفة (4530). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5466)، وفي الكبير (12/ 48) رقم (12437)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (7/ 67)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5329)، والضعيفة (4531). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 479)، والميزان (5/ 291). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 320، 417).

8277 - "من أتته هديةٌ وعنده قومٌ جلوس فهم شركاؤه فيها. (طب) عن الحسن بن علي". (من أتته هديةٌ) كائنة ما كانت. (وعنده قومٌ جلوس فهم شركاؤه فيها) لأن الله تعالى قد وصى في الجليس وأحق الإحسان إليه بالهدية فإنها رزق يسوقه الله إلى عبده. (طب (¬1) عن الحسن بن علي) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه يحيى بن سعيد القطان وهو ضعيف، وقال العقيلي: لا يصح في هذا المتن حديث، قال في الميزان: قد علقه البخاري وقال: لا يصح، وقال في اللسان: له طريق إلى ابن عباس وسندها جيد انتهى. أما المرفوع فحكم ابن الجوزي بوضعه من جميع طرقه. 8278 - "من اتخذ من الخدم غيرَ ما ينكح ثم بَغَيْنَ فعليه مثل آثامهن من غير أن يَنقص من آثامهن شيءٌ. البزار عن سلمان". (من اتخذ من الخدم) الجواري. (غيرَ ما ينكح ثم بَغَيْنَ) أتين بفاحشة الزنا. (فعليه مثل آثامهن) لأنه اجتنبهن ولم يقم بمرادهن فكان آثماً. (من غير أن يَنقص من آثامهن شيءٌ) قال في المطامح: هذا ظاهر من حيث المعنى لأن فاعل السبب كفاعل المسبب ولا يتحقق ذلك إلا إن قدر على الكف عن المعصية وأسبابها انتهى، ومن ثمة، قيل: يحرم النكاح عن العاجز عن الوطء. (البزار (¬2) عن سلمان) سكت عليه المصنف وفيه عطاء بن يسار، قال عبد الحق وعطاء: لم يعلم سماعه منه وفيه سعيد بن الجرو لا أعلم له وجوداً إلا هنا وفيه سلمة بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 93) رقم (2762)، والخطيب في تاريخه (14/ 252)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 67)، وانظر الميزان (7/ 124)، واللسان (6/ 220)، والموضوعات لابن الجوزى (3/ 92)، والمجمع (4/ 148)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5330)، والضعيفة (4532). (¬2) أخرجه البزار (2536)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5331)، والضعيفة (4533).

كلثوم (¬1) يروي عنه جمع ومع ذلك فهو مجهول الحال. 8279 - "من اتقى الله عاش قويًّا، وسار في بلاده آمناً". (حل) عن علي". (من اتقى الله عاش قويًّا) في بدنه قويا في دينه قوياً في جميع حالاته {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا} [النحل: 128] ومن كان الله معه فكيف يضعف ومعه القوي العزيز. (وسار في بلاده آمناً) لأن من كان الله معه فماذا يخاف، قال الغزالي رحمه الله: التقوى كنز عزيز فإن ظفرت به فكم يجد فيه من جوهر شريف وعلو نفيس وخير كثير ورزق كريم وفوز كبير وملك عظيم فكل خير وسعادة جمعه الله تحت هذه الخصلة [4/ 183] ولذا وصى الله به عباده ووصت به الرسل أممها (حل (¬2) عن علي). 8280 - "من اتقى الله أهاب الله منه كل شيء ومن لم يتق الله أهابه الله من كل شيء. الحكيم عن واثلة". (من اتقى الله أهاب الله منه كل شيء) أخاف منه كل شيء يستحق أن يخاف وذلك أنه خاف من بيده ناصية كل شيء فأمنه مولاه من كل شيء فأخاف الله منه ما يخافه. (ومن لم يتق الله أهابه الله من كل شيء) جعله هائباً خائفاً من كل شيء وذلك أنه أضاع ما يقوي قلبه وما يكون آلة لدفع كل مهابة ومخافة. (الحكيم (¬3) عن واثلة) ابن الأسقع. 8281 - "من اتقى الله كَلَّ لسانه ولم يَشْفِ غيظه. ابن أبي الدنيا في التقوى عن ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 276). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 175)، والديلمي في الفردوس (5763)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5333)، والضعيفة (2889). (¬3) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 103) (4/ 80)، وقال العراقي في تخريج الإحياء (3/ 116): سنده ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5332).

سهل بن سعد). (من اتقى الله كَلَّ) بتشديد اللام. (لسانه) من الكلال وهو التعب أي تعب لسانه بتذكير عباد الله ما يجب عليهم ونهيهم عما حرم عليهم. (ولم يَشْفِ غيظه) لأن المؤمن مغتاظ من عصيان عباد الله لربهم تبارك وتعالى فيذكرهم بالله ويتعب لسانه في ذلك وقلبه يلتهب غيظاً على انتهاك حرم الله ويحتمل كَلَّ لسانه أي أتعبها بإمساكها عن الكلام دفعاً لغيظه على ما ناله منه مكروه وأنزل به ما يغضبه فيصبر ويحتسب ويحمل غيظه على نفسه، وعلى هذا الأخير حمله الشارح. ويحتمل تعب لسانه من ذكر الله تعالى ومع ذلك فهو مغتاظ على نفسه يراها مقصرة فيما يجب عليها للرب تبارك وتعالى والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -. (ابن أبي الدنيا في التقوى) (¬1) أي كتاب التقوى (عن سهل بن سعد) سكت المصنف عليه، وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. 8282 - "من اتقى الله وقاه الله كل شيء. ابن النجار عن ابن عباس". (من اتقى الله وقاه كل شيء) كفاه كل خوف ودفع عنه كل مكروه وذلك أن الله مع المتقين ويحب المتقين وهم الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون. (ابن النجار (¬2) عن ابن عباس) قال المصنف: ضعيف. 8283 - "من أثكل ثلاثة من صلبه في سبيل الله فاحتسبهم على الله وجبت له الجنة. (طب) عن عقبة بن عامر (ح) ". (من أئكل) بالمثلثة بعد الهمزة أي فقد. (ثلاثة) أولاد من المذكور أو الإناث أو الكل. (من صلبه) بضم المهملة أولاد نفسه وقوله: (في سبيل الله) يحتمل أن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في التقوى كما في الكنز (36047)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 327)، وانظر: اللسان (3/ 410)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5334)، والضعيفة (2351) وقال: منكر. (¬2) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (8584)، والخطيب في تاريخه (14/ 430)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5335).

المراد قتلوا في سبيل الله ويؤيده أنه لم يقيده بقوله لم يبلغوا الحنث، كما قيد من مات له ثلاثة من الولد، ويحتمل أنه أريد به ذلك الذي سلف وأنه مقيد به وقوله: "في سبيل الله" أي في الموت فإنه سبيل الله أي الطريق التي جعلها الله لعباده يسلكونها إلى لقائه (فاحتسبهم على الله) أي جعل ما أصابه من فقدهم مدخراً له عند الله تعالى (وجبت له الجنة) جزاء على حرقة ما أصابه. (طب (¬1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات انتهى. 8284 - "من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًّا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض. (حم ق ن) عن أنس (صح) ". (من أثنيتم عليه) من أمواتكم (خيرًا) بالصلاح والتقوى. (وجبت له الجنة) قال في بعض شروح المصابيح: المراد بالوجوب الثبوت لا معناه المعروف في الاصطلاح (ومن أثنيتم عليه شرًّا) بذكره بعدم الصلاح والتقوى (وجبت له النار) فيه دليل على أن ما أجراه الله على ألسنة العباد من الثناء على عباده بخير أو شر فهو الذي يكون له عند الله تعالى، وأنه لا يطلق ألسنة العباد إلا بما هو الواقع عنده، ويحتمل أن المراد في الحياة وبعد الممات وإن كان الحديث وارداً في الأموات. وأما المثنون فلم يذكر لهم عدد معين فيحتمل أن يراد من يعرفه جميعاً أو الأكثر أو البعض وفيه أن الثناء يطلق على الذم وإن كان الأشهر إطلاقه في المدح، فإن قلت: هذا يعارضه حديث البخاري: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (¬2) والثناء بالشرِّ سب. أجيب بأنه خاص بالمنافقين الذين عرف الصحابة بأنهم ليسوا على الإيمان وهذا يدل أن النهي في: "لا تسبوا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 300) رقم (829)، وأحمد (4/ 144)، وانظر المجمع (3/ 5)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5949)، والصحيحة (2296). (¬2) أخرجه البخاري (6516).

الأموات ... " خاص بموتى المؤمنين، وقيل: إن النهي عن السب بعد الدفن. (أنتم شهداء الله في الأرض) في إضافتهم إليه تعالى تشريف لهم بليغ والمراد أنه يجري على ألسنتكم ما هو حال الشخص من خير أو شر وقد قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]، ولكن في تفسيرها أنهم يشهدون للرسل أنهم بلغوا الأمم يوم القيامة ثم رأيت في "الدر المنثور" (¬1) عدة أحاديث في تفسير الآية وأنها شاملة لهذه الشهادة الحاصلة في دار الدنيا وفيه عن أنس حديث مرفوع: "ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه فيقولان: اللهم إنا لا نعلم إلا خيراً، [4/ 184] فيقول الله لملائكته اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما وغفرت ما لا يعلمان" أخرجه الخطيب في تاريخه (¬2). وأما هذه الشهادة فهي في الدنيا، ثم قيل: إنه خاص بشهادة الصحابة، وقيل: بشهادة الفضلاء إذ الفسقة قد يشهدون لمن هو على صفتهم؛ والأظهر أن المراد من أجرى الله على لسان عباده الثناء بشر أو خير فهو كذلك من غير نظر إلى حال الشهداء ولا المشهود له والمراد جري ذلك على ألسنتهم من غير عناية لا كما يقع لأهل مكة أنهم يقصدون الثناء على الميت بالخير، يقول واحد: كان من أهل الخير، فيقول جماعة بقوله. ثم ظاهر هذا إذا أثنى على الجنازة قبل الدفن لا بعده ويحتمل الإطلاق والأحاديث نظير أحاديث: "إن الله إذا أحب عبداً ألقى محبته على أهل السماء ثم على أهل الأرض" (¬3) ومثله البغضاء. (حم ق ن (1) عن أنس). ¬

_ (¬1) انظر: الدر المنثور (1/ 351). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (7/ 455)، وانظر العلل المتناهية (2/ 895)، وقال الألباني في الضعيفة (3318): منكر. (¬3) أخرجه البخاري (7485)، ومسلم (2637) بمعناه.

8285 - "من اجتنب أربعاً دخل الجنة: الدماء، والأموال، والفروج، والأشربة. البزار عن أنس (ح) ". (من اجتنب أربعاً) مما نهى الله عنه (دخل الجنة) لأنه باجتنابها تكفر عنه سيئاته إذ هي أم الذنوب وعدها بقوله (الدماء) فلا تسفك دماً حراماً بقوله ولا فعله ولا رضاً به واجتنب (الأموال) فلا تأخذ منها إلا ما أحل له (و) اجتنب (الفروج) فلا تقربها إلا ما حل له منها واجتنب (الأشربة) التي حرمها الله تعالى فهذه الأربع هن أمهات المعاصي من اجتنبها وفق إلى اجتناب الكبائر ووفق للطاعات. (البزار (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: وفيه داود بن الجراح قال ابن معين وغيره: يغلط في حديث سفيان الثوري دون غيره، قال الهيثمي: وهذا من حديثه عن سفيان وعد هذا في الميزان من مناكير داود، ومن ثمة قال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 8286 - "من أجرى الله على يديه فرجاً لمسلم فرَّج الله عنه كُرَبَ الدنيا والآخرة. (خط) عن الحسن بن علي". (من أجرى الله على يديه فرجاً) بالجيم أي من كربة من كرب الدنيا. (لمسلم) أو لمعاهد فإنه مأجور وإن لم يكن هذا الأجر بعينه. (فرَّج الله عنه كُرَبَ الدنيا والآخرة) ظاهره أنه يجازيه تعالى على تفريج كربة واحدة بتفريج كل كربه ففيه حث للعباد أن يهتموا بالتفريج عن إخوانهم ليفرج الله عنهم وهذا فضل عظيم لقضاء الحاجات. (خط (¬3) عن الحسن بن علي) سكت عليه ¬

_ = (1) أخرجه أحمد (3/ 186)، والبخاري (1367)، ومسلم (949)، والنسائي (2059). (¬2) أخرجه البزار (7481) والبيهقي في الشعب (2551)، وابن عدي في الكامل (3/ 58)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 789 رقم 1137)، وانظر الميزان (3/ 83)، والمجمع (7/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5336). (¬3) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 174)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5337)، والضعيفة =

المصنف، وقال الشارح: فيه المنذر بن زيادة الطائي (¬1) قال الذهبي: قال الدارقطني: متروك. 8287 - "من أجل سلطان الله أجله الله يوم القيامة. (طب) عن أبي بكرة". (من أجل سلطان الله) أي عظمه وامتثل ما أمر به مما ليس معصية والمراد به الإِمام القائم بأمر الأنام (أجله الله يوم القيامة) عظمه جزاءً وفاقًا وفيه أن من أهان سلطان الله أهانه الله وقد ورد بهذا اللفظ في حديث رواه الطيالسي (¬2). (طب (¬3) عن أبي بكرة). 8288 - "من أحاط حائطاً على أرض فهي له (حم د) والضياء عن سمرة (صح) ". (من أحاط حائطاً على أرض) لا حق فيها لأحد (فهي له) أي من أحيا أرضاً مواتًا ولو بالحائط عليها صارت له لا تحل لغيره أن يحييها حتى يرغب عنها الذي أحاط عليها. (حم د والضياء (¬4) عن سمرة) رمز المصنف لصحته وهو من رواية الحسن عنه قال ابن حجر: في صحة سماعه عنه خلاف. 8289 - "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان. (د) والضياء عن أبي أمامة (صح) ". ¬

_ = (1815). (¬1) انظر الميزان (6/ 514)، والمجروحين (3/ 37). (¬2) انظر: الطيالسي في مسنده (887). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير كما في الكنز (931)، وابن أبي عاصم في السنة (1025) والقضاعي في الشهاب (293) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 388) رواه أحمد والطبراني باختصار ورجال أحمد ثقات، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5951)، والصحيحة (2297). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 21)، وأبو داود (3077)، والطيالسي (906)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 62)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5952).

(من أحب لله) أحب إنساناً لأجل أن الله أمر بحبه لكونه من صالحي عباده لم يحبه إلا لذلك، لا لطمع، ولا رغبة، ولا رهبة (وأبغض لله) لكفر من يبغضه أو عصيانه (وأعطى لله) احتساباً لما وعده من الإثابة (ومنع لله) فلم يعط زكاته غنيًّا ولا هاشميًّا ولا نحو ذلك (فقد استكمل الإيمان) أحاط بأطرافه وكمل لديه أوصافه (د والضياء (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ العراقي (¬2): وسند الحديث ضعيف انتهى، قال الشارح: وذلك لأن فيه كما قال المنذري: القاسم بن عبد الرحمن الشامي (¬3) تكلم فيه غير واحد. 8290 - "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. (حم ق ت ن هـ) عن عائشة وعن عبادة (صح) ". (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه) والذي يحبب إلى العبد لقاء مولاه حسن ظنه فيه وأنه يخرجه إلى دار خير من داره وأهل خير من أهله وحسن الظن يجلبه حسن العمل ومعرفة كرم الله وعفوه وغفرانه، ومحبة الله لقاء العبد إفاضة الخيرات عليه وأنواع الهبات (ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فمنعه من عطاياه وهباته والعبد لا يكره لقاء مولاه إلا لما قدم له من الإساءة إليه، فإن قلت: المؤمن يكره الموت. قلت: الموت غير لقاء الله فهو يكره ما فيه من المشقة كراهة طبيعية جبلت عليها الطبائع البشرية لا أنه كاره لقاء ربه. (حم ق ت ن هـ (¬4) عن عائشة) وفي ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4681)، والترمذي (2521)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5965)، والصحيحة (380). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 377). (¬3) انظر المغني (2/ 519). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 218)، والبخاري (6507)، ومسلم (2684)، والترمذي (1067)، والنسائي (1964).

الباب أحاديث بمعناه. 8291 - "من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله. (حم تخ) عن معاوية (هـ حب) عن البراء". (من أحب الأنصار) وهم الذين ناصروا رسول [4/ 185] الله - صلى الله عليه وسلم - وأحبهم لقيامهم معه - صلى الله عليه وسلم - في نصرة الدين. (أحبه الله) جزاءً لمحبته من يحبه الله. (ومن أبغض الأنصار أبغضه الله) لأن بغضه إياهم دليل عدم محبته للدين. (حم تخ عن معاوية) هو إذا أطلق: ابن أبي سفيان، (هـ حب (¬1) عن البراء) هو إذا أطلق: ابن عازب، وعن عبادة هو: ابن الصامت، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 8292 - "من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا رفع. (هـ) عن أنس". (من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا رفع) قال المنذري: المراد من الوضوء غسل اليدين والمعروف في غذاؤه أنه بالدال المهملة طعام الغداة ويدخل طعام العشي بالمقايسة عليه ويفهم من كلام بعض الشراح أنه بالذال المعجمة من الغذاء والحديث يرد على مالك في قوله: بكراهة الغسل لليد قبل الطعام لأنه من فعل الأعاجم. (هـ (¬2) عن أنس) سكت عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 96)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 343)، والنسائي (8332) عن معاوية بن أبي سفيان، وأخرجه ابن ماجة (163)، وابن حبان (16/ 261) (7272)، وانظر المجمع (9/ 376)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5953)، والصحيحة (991). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3260)، والبيهقي في الشعب (5807)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 109)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (4/ 7) هذا إسناد ضعيف لضعف كثير وجبارة وله شاهد من حديث سليمان رواه أبو داود والترمذي وضعفاه، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5339)، والضعيفة (117) وقال منكر.

المصنف وفيه جبارة بن المغلس عن كثير بن سليم قال العراقي: جبارة (¬1) وكثير (¬2) ضعيفان، وجزم المنذري بضعف سنده. 8293 - "من أحب شيئاً أكثر من ذكره. (فر) عن عائشة". (من أحب شيئاً أكثر من ذكره) إخباره عن علامة صدق المحبة، وإنه ذكر المحبوب، فمن ادعى محبة الله نظرت في كثرة ذكره له. (فر (¬3) عن عائشة). 8294 - "من أحب دنياه أضر بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى. (حم ك) عن أبي موسى (صح) ". (من أحب دنياه أضر بآخرته) إذ من لازم محبة دنياه أن يشتغل بشهواتها عما وجب عليه فيضر بآخرته (ومن أحب آخرته أضر بدنياه) إذ من لازم محبة شيء الإعراض عن غيره (فآثروا ما يبقى) وهي الآخرة (على ما يفنى) فالدنيا فانية، فان ما فيها والآخرة باقية والعاقل يؤثر ما يبقى على ما يفنى ولا يتم هذا الإيثار إلا بتوفيق الله. (حم ك (¬4) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما، ورده الذهبي فقال: فيه انقطاع انتهى، وقال المنذري والهيثمي: رجال أحمد ثقات. 8295 - "من أحب أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب. (حل) عن عائشة". (من أحب أن يسبق الدائب) بالدال المهملة المجد في الأعمال الأخروية المستمر في كسبها (المجتهد) في ذلك. (فليكف عن الذنوب) لأن ارتكاب ¬

_ (¬1) انظر المجروحين (1/ 221). (¬2) انظر المغني (2/ 530). (¬3) أخرجه أبو نعيم (4/ 350)، والديلمي في الفردوس (5872)، والبيهقي في الشعب (501)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5341). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 412)، والحاكم (4/ 308)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 84)، والمجمع (10/ 249)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5340).

الذنوب سبب للخذلان عن فعل الطاعات وتركها سبب لكسب الحسنات فتاركها موفق لكسب الطاعات فيسبق المجد المجتهد، إن قلت: كيف يسبق بترك الذنب المستمر في الطاعات المجتهد فيها؟ قلت: كأنه أريد بالمجتهد الملابس شيئاً من الذنوب الخالط عملاً صالحاً وآخر سيئاً، أو أنه بتركه الذنوب يوفق إلى الاجتهاد حتى يسبق سابقه. (هـ (¬1) عن عائشة) من حديث يوسف بن ميمون عن عطاء عن عائشة، قال ابن ماجه: غريب تفرد به يوسف انتهى. قلت: في التقريب اثنان يوسف بن ميمون (¬2) كلاهما ضعيف. 8296 - "من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار. (حم د ت) عن معاوية (ح) ". (من أحب أن يتمثل) من المثول وهو الانتصاب (له) لتعظيمه وتبجيله. (الرجال) منتصبا على المصدرية لما في يتمثل من معنى القيام أي يقومون له. (قياماً) ويحتمل التمييز لاشتراك التمثل بين معنيين والمراد يقومون له عند رؤيته أو دخوله منزلهم أو يقومون على رأسه إن قعد وقول الشارح: بأن يلزمهم غير مدلول الحديث بل مدلوله محبته لذلك (فليتبوأ مقعده من النار) قال الزمخشري (¬3): أمر بمعنى الخبر، كأنه قال: من أحب ذلك وجب أن ينزل منزله من النار وحق له ذلك انتهى، ووجه ذلك أنه دليل تكبره واعتقاده أنه يستحق أن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 400)، وابن المبارك في الزهد (67)، والبيهقي في الشعب (7310)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5338)، والضعيفة (4535) وقال: ضعيف جداً. (¬2) وفيه: يوسف بن ميمون المخزومي مولاهم الكوفي قال الحافظ: ضعيف. التقريب (7889)، والثاني: يوسف بن ميمون الكوفي قال الحافظ صدوق، التقريب (7890). (¬3) الفائق (3/ 345).

يعظمه الناس ولا يناقضه قوله - صلى الله عليه وسلم - للصحابة: "قوموا إلى سيدكم" (¬1) يريد سعد بن معاذ لأنه ليس فيه أن سعداً يحب ذلك والحديث سيق لوعيد من أحب ذلك وليس فيه تعرض لنهي القائم عن القيام بل أمره لهم بالقيام لسعد ربما دل على ندب القيام للسادات، إنما ينهى المقوم له عن محبة ذلك وهل يمنعهم عن القيام له؟ الظاهر لا يتعين ذلك؛ لأن النهي عن محبته لذلك، وأما كونهم يكرمونه بشيء لا يحبه فلا يحسن نهيه لهم عنه بل ما يروى من حديث: "إذا أكرم أحدكم فليتكرم": دليل أن الأولى عدم النهي عن ذلك (حم د ت (¬2) عن معاوية) (¬3) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: وهو تقصير فقد قال المنذري: رواه أبو داود بإسناد صحيح. 8297 - "من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح. (هق) عن أبي هريرة (ح) ". (من أحب فطرتي) أي ما أنا عليه (فليستن بسنتي [4/ 186] يسلك طريقتي (و) إن (من سنتي النكاح) فقد كان أكثر الأمة نساء وهو حث على النكاح فهو مدعو إليه مطلقًا ولا يضر أنه في حق البعض غير مدعو إليه لعارض (هق (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال البيهقي: هو مرسل. 8298 - "من أحب قوماً حشره الله في زمرتهم. (طب) والضياء عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3043)، ومسلم (1768). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 100)، وأبو داود (5229)، والترمذي (2755)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 289)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5957). (¬3) جاء في الحاشية: أوله عن أبي مجلز قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من أحب فذكره ... ". (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 77)، وابن عدي في الكامل (7/ 87)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5342)، والضعيفة (5209).

قرصافة (صح) ". (من أحب قوماً) أمواتا أو أحياء. (حشره الله في زمرتهم) يوم يحشر الناس زمراً، فلينظر الإنسان من يحبه فإن الله يجعله قرينه في الآخرة: "يوم ندعو كل أناس بإمامهم": وفي معناه عدة أحاديث: "يحشر المرء مع من أحب" (¬1). أنت القتيل لكل من أحببته ... فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي (¬2) (طب والضياء (¬3) عن أبي قرصافة) بكسر القاف وفاء وصاد مهملة اسمه حيدرة قال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم، وقال السخاوي (¬4): فيه إسماعيل بن يحيى التيمي (¬5) ضعيف انتهى، قلت: المصنف رمز لصحته. 8299 - "من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني. (حم هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من أحب الحسن والحسين فقد أحبني) لأنهما ريحانتاه من الدنيا ولأنهما ولداه فلا يحبهما إلا من أحبه - صلى الله عليه وسلم -، فمن أحبهما فهو علامة حبه له - صلى الله عليه وسلم -. (ومن أبغضهما فقد أبغضني) وكفى شقاوة لبغض من لا يتم إيمانه إلا بحبه، فكيف من قتلهما وحاربهما وأراد إنزال كل سوء بهما اللهم إنا نبرأ إليك ممن حاربهما وآذاهما. (حم هـ ك (¬6) عن أبي هريرة) قال: خرج علينا رسول الله وهما على عاتقيه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة حتى انتهى إلينا فقال له رجل: يا رسول الله، ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5816)، ومسلم (2640). (¬2) البيت منسوب لابن الفارض. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 19) رقم (2519)، وانظر المجمع (15/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5343)، والضعيفة (2803). (¬4) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 599). (¬5) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 123)، والمغني (1/ 89). (¬6) أخرجه أحمد (2/ 288)، وابن ماجه (143)، والحاكم (3/ 171)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5954).

إنك تحبهما فذكره، قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي ورمز المصنف لصحته. قلت: وهذا دليل على تحري أئمة الحديث ومحبتهم للحسين وتراثهم من النضب وهم بحمد الله كذلك عند من أنصف. 8300 - "من أحب عليًّا فقد أحبني، من أبغض علياً فقد أبغضني. (ك) عن سلمان (صح) ". (من أحب عليا فقد أحبني) لأنه بمنزلة هارون من موسى، ومن فرق بين موسى وهارون في المحبة فما آمن بهما، فلا يتم حب المصطفى إلا لمن أحب عليًّا كما أفاده. (من أبغضه) أي عليًّا (فقد أبغضني) فالواجب حبهما معا حتى يتم الإيمان لكن القاصرون جهلوا معنى محبة علي فظنوا أنها لا تتم إلا ببغض أصحابه - صلى الله عليه وسلم - ففرطوا من جهة أخرى جهلاً، وزاد شر الجاهلين حتى سبوا الصحابة كما يفعله الأعاجم، وقابلهم آخرون فسبوا عليًّا كالخوارج فصدق أنه يهلك فيه محب غال ومبغض قال كما قاله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وفي كتابنا الروضة الندية شرح التحفة العلوية ما يشفي (ك) (¬1) عن سلمان) الفارسي قيل: ما أشد حبك لعلي فذكره، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقرَّه الذهبي. قلت: وهو يشهد لهم كما أسفلناه آنفاً. 8301 - "من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله. (ت ك) عن جابر (صح) ". (من أحب أن ينظر إلى شهيد) محكوم له بأجر الشهداء حال كونه (يمشي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 130)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5963)، والصحيحة (1299).

على) وجه (الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله) أحد العشرة قاله - صلى الله عليه وسلم - وطلحة في الحياة واستشهد يوم الجمل؛ وفي هذه الأخبار بأنه شهيد تبشير له بأنه من أهل الجنة وإزاحة لما يتوهمه القاصرون من أنه قتل باغياً فما قتل إلا تائبًا وفي تخصيصه - صلى الله عليه وسلم - لطلحة بهذا مع أن كثيراً من أصحابه - صلى الله عليه وسلم - مات بعده شهيداً إبانة أنه لا يظن ظان أن المقتول بأيدي المسلمين قتل على غير شهادة وقد حققنا ما كان من توبته في الروضة الندية. (ت ك (¬1) عن جابر بن عبد الله) رمز المصنف لصحته إلا أنه من رواية الصلت ابن أبي دينار عن أبي نضرة عن جابر، قال الذهبي: والصلت (¬2) واهٍ، أفاد هذا الشارح 8302 - "من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه من بعده. (ع حب) عن ابن عمر (صح) ". (من أحب أن يصل أباه في قبره) كما كان يصله في حياته (فليصل إخوان أبيه) أصدقاءه وقراباته. (من بعده) وتقدم أن هذا أبر البر، وفيه أنه ينفع الأب صلة إخوانه لأجله لأنه لا بد للصلة من أجر وقد كان الأب سبباً فيها فهو مأجور [4/ 187] فبشره باتصاله من الأجر فكان براً به ولأنه يتسبب عن صلة ابنه لإخوان أبيه دعاءهم للأب وترحمهم عليه واستغفارهم له. وفيه أن صلة إخوان الأب في حياته ومحبتهم لأجل الأب من البر به؛ وفيه أن من أراد أذية أبيه بعد موته أذى إخوان أبيه بعد موته، أذى إخوان أبيه وأساء إليهم: والحديث من الأدلة أن أعمال الأبناء تعرض على الآباء في قبورهم وقد ورد به أحاديث. (ع ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3739)، والحاكم (3/ 376)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5962)، والصحيحة (126). (¬2) انظر المغني (1/ 309، 310).

حب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 8303 - "من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار. (هب) والضياء عن الزبير (صح) ". (من أحب أن تسره) يوم القيامة. (صحيفته) التي فيها أعماله. (فليكثر من الاستغفار) لأنه يمحو السيئات فلا يرى في صحيفته إلا الحسنات السارة، أو لأنه يكتب الاستغفار والسيئات فيوازن بينهما فيفضل الاستغفار إذ لا يفضل على اسم الله شيء كما في حديث البطاقة وفيه الحث على الاستغفار، والعبد أحوج شيء إليه لأنه لا يزال في أدران الذنوب فلا يغسلها إلا معين الاستغفار. (هب والضياء (¬2) عن الزبير) رمز المصنف لصحته، ورواه الطبراني في الأوسط بلفظه، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 8304 - "من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله. (هب) عن أبي هريرة (صح) ". (من أحب أن يجد طعم الإيمان) وفي لفظ حلاوة الإيمان. (فليحب المرء) المؤمن وهو للجنس أي كل مؤمن. (لا يحبه إلالله) إذ الحب لله علامة كمال الإيمان وأنه لا يؤثر على محبة ما يحبه الله غرضاً من الأغراض فيرزقه الله حلاوة في إيمانه يجدها في قلبه. (هب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وتعقبه، فقال الشارح: ليس كما قال ففيه يحيى بن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلي (5669)، وابن حبان (432)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5960)، والصحيحة (1432). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (649)، والضياء في المختارة (892)، والطبراني في الأوسط (839)، وانظر المجمع (10/ 208)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5955)، والصحيحة (2299). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (9018)، وأحمد (2/ 298)، وانظر المجمع (1/ 90)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5958)، والصحيحة (2300).

أبي طالب (¬1) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال. وثقه الدارقطني، وقال موسى بن هارون: أشهد أنه يكذب. 8305 - "من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره، فليصل رحمه. (ق وإن) عن أنس (حم خ) عن أبي هريرة (صح) ". (من أحب أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ) بضم فسكون ثم همزة يؤخره من النسيئة. (له في أثره) بقية عمره، سمي أثرًا لأنه يتبع العمر. (فليصل رحمه) الأحاديث في هذا المعنى بحر لا ينزف متواترة. (ق د ن عن أنس، حم خ (¬2) عن أبي هريرة). 8306 - "من احتجب عن الناس لم يحجب عن النار. ابن منده عن رباح". (من احتجب عن الناس) أي عن حوائجهم التي جعلها الله إليه من والٍ أو إمام أو نحوه. (لم يحجب عن النار) جزاءً وفاقًا وهو وعيد شديد لمن يحتجب عن قضاء أغراض من وجهت إليه أغراضهم. (ابن منده (¬3) عن رباح) بالراء والموحدة والمهملة وغير منسوب عده ابن منده من الصحابة. 8307 - "من احتجم لسبع عشرة من الشهر وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان له شفاء من كل داء. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من احتجم لسبع عشرة) أي في يومها (من الشهر أو تسع عشرة) أي أو لتسع عشرة فإنه ليس المراد أن يحتجم فيها (و) في (إحدى وعشرين) بل المراد تخييره بينها (كان له شفاء من كل داء) أي كان الاحتجام في أيها كذلك وعلى ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 738). (¬2) أخرجه البخاري (2067)، ومسلم (2557)، وأبو داود (1693)، والنسائي (11429) عن أنس، والبخاري (5787) عن أبي هريرة. (¬3) أخرجه ابن منده كما في الكنز (14686)، وابن حجر في الإصابة (2/ 453)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5345)، والضعيفة (5218).

هذا اتفق الأطباء أعني على أن أنفع الحجامة ما كان من بعد نصف الشهر. (د ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي وأفتى الحافظ العراقي بأن إسناده صحيح على شرط مسلم، وقال ابن حجر في الفتح: هذا الحديث أخرجه أبو داود من رواية سعيد بن عبد الرحمن الجمحي (¬2) عن سهل عن أبي صالح وسعيد وثقه الأكثر ولينه بعضهم من قبل حفظه وله شواهد من حديث ابن عباس عند أحمد والترمذي ورجاله ثقات، لكنه معلول وله شواهد أخر من حديث أنس عند ابن ماجه وسنده ضعيف. 8308 - "من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر كان دواء لداء سنة. (طب هق) عن معقل بن يسار (ض) ". (من احتجم يوم الثلاثاء لسبع عشرة كان) احتجامه (دواء لداء سنة) هذا يخالف ما سلف من التحذير من الحجامة يوم الثلاثاء وأن فيه ساعة لا يرقأ فيها الدم فيحمل ذلك على غير يوم سابع عشر. (طب هق (¬3) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لضعفه، وقال الذهبي في المهذب: فيه سلام الطويل وهو متروك انتهى. قال الشارح: وفيه أيضاً يزيد العجمي وهو ضعيف إلا أن في الباب خبراً جيداً عند البيهقي من حديث أنس: "من احتجم يوم الثلاثاء لسبع خلت من الشهر أخرج الله منه داء السنة" (¬4) قال الذهبي في المهذب (¬5): إسناده جيد مع ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3861)، والحاكم (4/ 210)، والبيهقي في السنن (9/ 340)، وانظر فتح الباري (10/ 150)، أخرجه الترمذي (2051)، وأحمد (1/ 354) عن ابن عباس، وأخرجه ابن ماجة (3486) عن أنس، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5968)، والصحيحة (622). (¬2) انظر الميزان (3/ 216). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 215) رقم (499)، والبيهقي في السنن (9/ 340)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5347)، والضعيفة (1410) وقال: منكر. (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (9/ 340). (¬5) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 15110).

نكارته؛ قلت: إلا أنه في يوم سابع لا سابع عشر. 8309 - "من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت فرأى في جسده وضحا فلا يلومن إلا نفسه. (ك هق) عن أبي هريرة (صح) ". (من احتجم يوم الأربعاء أو يوم السبت) ظاهره مطلقا كان من الثلاثة الأيام الماضية أو لا (فرأى في جسده وضحا) [4/ 188] برصا. (فلا يلومن إلا نفسه) لأنه عرضها لذلك، وروى الديلمي عن أبي جعفر النيسابوري قال: قلت يوما هذا الحديث غير صحيح فافتصدت يوم الأربعاء فأصابني مرض فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فشكوت إليه فقال إياك والاستهانة بحديثي -كأن الفصد يلحق بالحجامة وإلا فالحديث في الحجامة أو كأن العقوبة لقصد الخلاف-. قلت: وفيه عبرة وهو نظير حديث: "من سابق الإِمام" قائلاً إنَّ حديث: "من سابق الإِمام حول الله وجهه وجه حمار" (¬1) ليس على حقيقته فسابق الإِمام فحول الله وجهه إلى وجه حمار ذكر القصة ابن حجر الهيتمي في كتابه الفهرست. (ك هق (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي في التلخيص بأن فيه سليمان بن أرقم (¬3) متروك، وقال في المهذب: سليمان واهٍ، والمحفوظ أنه مرسل وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وأورده في اللسان من حديث ابن عمر، وقال: قال ابن حبان: ليس من حديث ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (691)، ومسلم (427). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 409)، والبيهقي في السنن (9/ 340)، وانظر اللسان (7/ 12)، والموضوعات لابن الجوزى (3/ 213، 214)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5346)، والضعيفة (1524). (¬3) انظر المغني (1/ 277)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 16).

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 8310 - "من احتجم يوم الخميس فمرض فيه مات فيه. ابن عساكر عن ابن عباس". (من احتجم) في (يوم الخميس فمرض فيه مات فيه) أي في مرضه أو في يوم الخميس؛ فالأحاديث هذه نهت عن الاحتجام في هذه الثلاثة الأيام يوم الأربعاء ويوم السبت ويوم الخميس والحديث الذي سلف فيه النهي عن يوم الثلاثاء أعني الذي سلف في الجزء الأول ولعل هذه الأيام تقيد بما إذا لم يكن أحد الثلاثة الأيام بعد النصف الذي سلف قريباً الحث على الحجامة فيها وأنها تفيد إطلاق تلك فيراد بها ما لم يكن أحد الأيام المذكورة إلا أنه قال الحافظ ابن حجر (¬1): ولعدم صحة هذه الأخبار ونحوها كان أحمد بن حنبل يحتجم أي يوم احتاج فيه إلى الحجامة وأي وقت كان. انتهى. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عباس). 8311 - "من احتكر على المسلمين طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس. (حم هـ) عن عمر (ض) ". (من احتكر على المسلمين طعامهم) ادخره يتربص به الغلاء وإضافته إلى المسلمين وإن كان ملكا للمحتكرين إيذاناً بأنه قوتهم وأنه ادخر ماهم مستحقون له (ضربه الله بالجذام) ألصقه به ورماه (والإفلاس) خصهما لأن المحتكر أراد بالحكرة صلاح بدنه ونمو ماله فسد الله جسده بأعظم الأدواء وماله بالإتلاف، وفيه حث على عدم السعي في ضرر المسلمين وأن الأهم هو نفعهم في دينهم ودنياهم فيدخل فيه تلقي جلوبتهم وغيره. (حم هـ (¬3) عن عمر) ¬

_ (¬1) فتح الباري (10/ 150)، وفيه: كان أحمد يحتجم أي وقت هاج به الدم وأي ساعة كانت. (¬2) أخرجه ابن عساكر (8/ 303)، والديلمي في الفردوس (7403)، وابن حيان في طبقات المحدثين (4/ 22)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5348)، والضعيفة (1409) وقال: منكر جداً. (¬3) أخرجه أحمد (1/ 21)، وابن ماجة (2155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5351).

رمز المصنف لضعفه، وقال الشارح: إنه قال في مختصر الموضوعات: أن رجال ابن ماجة ثقات. 8312 - "من احتكر حكرة يريد أن تُعلي بها على المسلمين فهو خاطئ، وقد برئت منه ذمة الله ورسوله. (حم ك) عن أبي هريرة (صح). (من احتكر حكرة) بضم المهملة قال الزمخشري: أي جملة من القوت من الحكر وهو الجمع والإمساك. (يريد أن يُغلي بها) بسبب احتكارها. (على المسلمين فهو خاطئ) بالهمز مخطئ وجه الحق. (وقد برئت منه) من حفظه ورحمته (ذمة الله ورسوله) لكونه نقض ميثاق الله وعهده فلا يرعى له ذمة ولا ميثاق فلذا حرق طعامه أي المحتكر أمير المؤمنين علي عليه السلام (حم ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: فيه إبراهيم بن إسحاق العسيلي (¬2) قال الذهبي كان يسرق الحديث. 8313 - "من احتكر طعاماً على أمتي أربعين يومًا وتصدق به لم يقبل منه. ابن عساكر عن معاذ (ض) ". (من احتكر طعاماً) تقييد الاحتكار بالطعام في هذا والذي قبله يفيد الإطلاق في غيرهما احتمالا ويحتمل أنه تنصيص على بعض أفراد العام فلا تقييد والمعنى يدل للآخر لأنه التضييق على المسلمين وهو عام ولذا نهى عن تلقي الجلوبة مطلقاً وإن كان تلقيها لذلك ولخدع صاحبها في الثمن فإنه قبل أن يهبط بها الأسواق ربما باعها بثمن بخس (على أمتي) الظاهر أنه خرج للغالب وإلا فإن أهل الذمة أيضاً لا يجوز الاحتكار عليهم (أربعين يوماً) قال الطيبي: لم يرد به التحديد بل مراده أن يجعل الاحتكار حرفة يقصد بها نفع نفسه وضر غيره ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 33)، والحاكم (2/ 12)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5349). (¬2) انظر المغني (1/ 9).

بدليل قوله في الخبر الماضي يريد به الغلاء (وتصدق به لم يقبل منه) يعني لم يكن كفارة لإثم الاحتكار كذا قيل، والأظهر أنه لا يقبل منه حقيقة لأنه كالتصدق بمال الغير (ابن عساكر (¬1) عن معاذ) رمز المصنف لضعفه وحكم ابن الجوزي بأن أحاديث الاحتكار كلها موضوعة ورد عليه الحافظ العراقي وتلميذه الحافظ ابن حجر. 8314 - "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. (ق د هـ) عن عائشة (صح) ". (من أحدث) أي أنشأ واخترع وأتى بأمر حدثٍ من قبل نفسه، قال ابن الكمال: الإحداث إيجاد شيء مسبوق بزمان، وفي رواية: "من عمل" فيحتج به في إبطال جميع ما كان على غمير [4/ 189] الطريقة النبوية والمراد بقوله: (في أمرنا) دين الإِسلام، قال القاضي: الأمر حقيقة في القول الغالب للفعل مجاز في الفعل واللسان والطريق، وأطلق هنا على الدين من حيث أنه طريقة، وشأنه الذي يتعلق به وقوله: (هذا) قال الطيبي: في وصفه الأمر بهذا إشارة إلى أن أمر الإِسلام كمل واشتهر وشاع وظهر ظهوراً محسوساً بحيث لا يخفى على كل ذي بصر وبصيرة. (ما ليس منه) أي ما لم يكن في كتاب ولا سنة ولا قياس صحيح ولا إجماع. (فهو رد) أي مردود على فاعله لبطلانه، واعلم أن هذا الحديث قاعدة من قواعد الدين، وأصل من أصول الشرع، قال النووي (¬2): ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإنشاء الاستدلال به لذلك. قلت: وقد جعله بعض العلماء نصف العلم، وبعضهم ربعه، وأطال الأئمة ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (17/ 63)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 79)، وفتح الباري (4/ 348)، ولسان الميزان (1/ 476)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5350)، والضعيفة (858): موضوع. (¬2) شرح مسلم (12/ 16).

في بيان ذلك. (ق د هـ (¬1) عن عائشة). 8315 - "من أحرم بحج أو عمرة من المسجد الأقصى كان كيوم ولدته أمه. (عب) عن أم سلمة (ض) ". (من أحرم بحج أو عمرة من المسجد الأقصى) ابتدأ الإحرام منه وهو بيت المقدس المذكور في آية سبحان. (كان كيوم ولدقه أمه) أي كان خارجاً من ذنوبه بعد تأدية ما أحرم له من أي النسكين كخروجه يوم ولادته فإنه خرج لا ذنب عليه، وفي هذا فضلية الإحرام من غير المواقيت، إلا أنه خص المسجد الأقصى، وقد قيل: الأفضل من المواقيت والحديث غير صحيح. (عب (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ المنذري: قد اختلف في هذا المتن وإسناده اختلافاً كثيراً. 8316 - "من أحزن والديه فقد عقهما. (خط) في الجامع عن علي". (من أحزن والديه) أي أو أحدهما أي فعل أمراً يدخل به عليهما الحزن أو تركَ أمراً كذلك. (فقد عقهما) بالإحزان لهما، فمن هنا لا ينبغي له أن يفعل أمراً إلا عن رأيهما ولا يترك أمراً إلا عن رأيهما، وفيه أن من سرهما فقد برهما، وهذا إذا كان إحزانهما بما ليس بواجب وطاعة لله وإلا فإنه لا طاعة لهما في معصية الله وإن حزنا من الطاعة، إن قلت: إذا كان فعلا يحزن أحدهما دون الآخر. قلت: يتركه لأنه مأمور ببرهما فإن بر الأم دون الأب جاز فعله لأن حق الأم آكد. (خط (¬3) في الجامع عن علي). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2697)، ومسلم (1718)، وأبو داود (4606)، وابن ماجة (14)، وأحمد (6/ 240). (¬2) أخرجه عبد الرزاق (8800)، وانظر الترغيب والترهيب (2/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5352). (¬3) أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الرواي وآداب السامع (1699)، وضعفه الألباني في ضعيف =

8317 - "من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين. الحكيم عن أنس". (من أحسن إلى يتيم أو يتيمة) تقدم بيانهما. (كنت أنا وهو في الجنة كهاتين) مشيراً بالوسطى والمسبحة، أي منزلته تقارب منزلته - صلى الله عليه وسلم -. (الحكيم (¬1) عن أنس). 8318 - "من أحسن الصلاة حيث يراه الناس، ثم أساءها حيث يخلو فتلك استهانة استهان بها ربه. (عب ع هب) عن ابن مسعود". (من أحسن) بالسين المهملة (الصلاة حيث يراه الناس) فأتم قيامها وركوعها وسجودها وأتى بها على الوجه الحسن (ثم أساءها) أي لم يستكملها. (حيث يخلو) بنفسه (فتلك) الفعلة والخصلة (استهانة استهان بها ربه) لدلالة فعله أنه رأى العباد خيراً من ربه حيث عمل لهم لا له تعالى أو لدلالتها على أنه لا يعلم بأن ربه يراه، ومثل الصلاة سائر الأفعال والأقوال، قيل: ودواء هذا أن يتذكر في كل أحواله قوله تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: 14] {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [الحج: 17]، {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] بل ينبغي للعبد أن يطيل إذا خلا ويحسن الصنع في خلوته خير من صنيعه في الملأ. (عب ع هب (¬2) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، وقال في المهذب للذهبي مستدركاً على البيهقي (¬3): فيه إبراهيم الهجري (¬4) ضعيف. 8319 - "من أحسن في الإِسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في ¬

_ = الجامع (5353). (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 54)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5354). (¬2) أخرجه عبد الرزاق (3738)، وأبو يعلي (5117)، والبيهقي في الشعب (3119)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5355)، والضعيفة (4537). (¬3) انظر: المهذب للذهبي (رقم 3169). (¬4) انظر المغني (1/ 26).

الإِسلام أخذ بالأول والآخر. (حم ق هـ) عن ابن مسعود (صح) ". (من أحسن) أعماله. (في الإِسلام) والإحسان في الإِسلام إن أريد به ما فسره - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (¬1) فالمقام صعب، وإن أريد به القيام بفرائضه والاستمرار على أدائها حسب الطاقة إلى الوفاة فهو الأقرب، ويحتمل أن يراد طابق ظاهره باطنه، فيخرج من نافق ويكون هو المراد بالطرف الأخير. (لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية) من الكبائر والعظائم. (ومن أساء في الإِسلام) لم يأت بفرائضه أو كان منافقاً غير خالص الإِسلام (أخذ) عوقب. (بالأول) الذي أتاه في جاهليته. (والآخر) الذي أتاه بعد إسلامه، وهذا يشعر بتقييد قوله تعالى: {إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: 38]، ولقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الإِسلام يجب ما قبله" (¬2) وأن المراد في الكل مع الإحسان ولم أجد من تكلم فيه مع صحة هذا الحديث إلا أن يحمل هذا في المؤاخذة بحقوق العباد، وأنه إذا لم يحسن [4/ 190] عومل عليها دون حق الله تعالى بخلاف إذا أحسن، فإنه لا يؤاخذ بها بل يتفضل الله بتعويض العباد عنه والله أعلم. (حم ق هـ) (¬3) عن ابن مسعود) قال: قال سمائل له - صلى الله عليه وسلم -: أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ فذكر الحديث. 8320 - "من أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته (ك) في تاريخه عن ابن عمرو (ح). (من أحسن) أعماله (فيما بينه وبين الله) أي آثر طاعته تعالى على طاعة غيره (كفاه الله ما بينه وبين الناس) أي أصلح له أحوال الناس فلا يقدرون عليه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (50)، ومسلم (9) ضمن حديث طويل. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 198)، والبيهقي في السنن (9/ 123). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 429، 431)، والبخاري (6921)، ومسلم (190)، وابن ماجة (4242).

ويؤخذ منه أن من أرضى الناس ولم يحسن فيما بينه وبين ربه لم يكفه الله شر الناس (ومن أصلح سريرته) باطن أمره ونيته (أصلح الله علانيته) أطاب ذكره وأحسن أمره وفيه أن من أصلح ظاهره دون باطنه لم يصلح الله علانيته، بل يكون ذامه أضعاف مادحه إن بقي له من يمدحه، وتمام الحديث عند مخرجه "ومن عمل لآخرته كفاه الله عَزَّ وَجَلَّ دنياه"، فهذا الحديث قد بين أن سعادة العبد وصلاحه وفلاحه إنما هو في رضا الحق تبارك وتعالى، وأن قلوب الخلق بيده يقذف فيها ما يشاء للعبد من مذمة أو غيرها، فليجعل العبد هذا الحديث نصب عينيه ونور حدقة فكره ويعلم أن المخلوقين لا ينفعونه ولا يضرونه إلا بأن يجلب على نفسه بذنوبه ما يكون سبباً لتسليط الله لهم عليه (ك (¬1) في تاريخه عن ابن عمرو) وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. 8321 - "من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية، فإنه يورث النفاق. (ك) عن ابن عمر (صح) ". (من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية) التي هي أشرف اللغات لغة القرآن ولغة الرسول ولغة أهل الجنة في الجنة. (فلا يتكلمن بالفارسية) يحتمل أن المراد كل لغة غير العربية لا خصوص الفارسية. (فإنه) أي التكلم بالفارسية. (يورث النفاق) قيل: أراد النفاق العملي لا الإيماني أي يتقاضاه ذلك أن ينافق في الأعمال والمراد إذ اعتاد ذلك وهجر العربية لأنه يعاقب على هجره لأشرف اللغات بعدم إخلاصه لأعماله، ولأنه إذا هجر العربية عسر عليه معرفة معاني كلام الله وكلام رسول - صلى الله عليه وسلم - حيث أعرض عن هذه النعمة العظمى وهي معرفة ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم في التاريخ كما في الكنز (5276)، وهناد في الزهد (528)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 247)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5356).

العريبة وعدل إلى غيرها كفراناً للنعمة، وفيه شرف اللسان العربية. (ك (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن عمرو بن هارون (¬2) أحد رجاله كذبه ابن معين وتركه الجماعة. 8322 - "من أحسن الرمي ثم تركه فقد ترك نعمة من النعم. القراب في الرمي عن يحيى بن سعيد مرسلاً". (من أحسن الرمي) بالسهام ويلحق به التدرب في الضرب بالسيف والرمي بالبنادق، وكل ما فيه نكاية العدو. (ثم تركه) بالإعراض عنه حتى ينساه ويضعف صياغته فيه عند الحاجة. (فقد ترك نعمة من النعم) فإنه بنكاية عدوه وعدو الإِسلام فتركه سبب لعجزه عن العدو وترك نعم الله ليس من شأن المؤمن، وفيه حث لمن علم الرمي ونحوه أن يتعاهده لئلا ينساه (القراب) بالقاف مفتوحة والراء مشددة آخره موحدة نسبة إلى عمل القرب (¬3) واسمه يعقوب (في كتاب الرمي عن يحيى بن سعيد مرسلًا) هو ابن سعيد بن العاص الأموي. 8323 - "من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة: ليلة التروية، وليلة عرفة، وليلة النحر، وليلة الفطر. ابن عساكر عن معاذ". (من أحيا الليالي الأربع) قامها بعبادة ربه وتلاوة كتابه وطاعته. (وجبت له الجنة) كانت له حقًا واجباً لازماً (ليلة التروية) بدل من الليالي وهي ليلة ثامن شهر الحجة. (وليلة عرفة) وهي ليلة التاسع منه (وليلة النحر) ليلة عاشر الحجة ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 87)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5357)، والضعيفة (523) وقال: موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 475). (¬3) أخرجه "القِراب في الرمي" في كما في الكنز (10837)، وانظر فيض القدير (6/ 38)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5972).

(وليلة الفطر) وهي ليلة أول يوم من شوال ففيه ندب إحياء هذه الليالي لفضلها. (ابن عساكر (¬1) عن معاذ) سكت عليه المصنف، وقال ابن حجر في تخريج أحاديث الأذكار: حديث غريب، وعبد الرحيم بن زيد العمي (¬2) أحد رواته متروك انتهى، وسبقه ابن الجوزي فقال: حديث لا يصح. 8324 - "من أحيا ليلة الفطر، وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. (طب) عن عبادة (ض) ". (من أحيا ليلة الفطر) أول ليلة من شوال (وليلة الأضحى) عاشر شهر ذي الحجة (لم يمت قلبه) جزاءً وفاقاً حيث أحيا لم يمت قلبه (يوم تموت القلوب) قلوب الجهال وأهل المعاصي فإن قلب المؤمن الكامل لا يموت كما قاله حجة الإِسلام وعلمه لا يتكدر عند الموت ولا يمحى إيمانه، قال في الأذكار (¬3): ينبغي إحياء ليلتي العيد لهذا الحديث وإن كان ضعيفاً فالفضائل يعمل فيها بالأحاديث الضعيفة، ثم قال: والظاهر أنه لا يحصل [4/ 191] الإحياء إلا لمعظم الليل (طب) (¬4) عن عبادة) رمز المصنف لضعفه قال الهيمثي: فيه عمرو بن هارون البلخي والغالب عليه الضعف فأثنى عليه ابن مهدي لكنه ضعفه جمع كثيرون، وقال ابن حجر: حديث مضطرب الإسناد وفيه عمرو بن هارون (¬5) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 93)، والديلمي في الفردوس (5937)، وانظر: الترغيب والترهيب (2/ 98)، والعلل المتناهية (2/ 568)، وراجع: البدر المنير (5/ 39)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5358)، والضعيفة (522): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 391). (¬3) الأذكار (ص 386). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 198)، وفي الأوسط (159)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 80)، والمجمع (2/ 198)، وأخرجه ابن ماجة (1782) عن أبي أمامة بلفظ، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5361)، والضعيفة (520): موضوع. (¬5) انظر المغني (2/ 475).

ضعيف وقد خولف في صحابيه وفي رفعه، ورواه الحسن بن سفيان عن عبيدة أيضاً، وفيه بشر بن رافع (¬1) متهم بالوضع، وأخرجه ابن ماجه من حديث بقية عن أبي أمامة بقريب من لفظه وبقية صدوق لكنه كثير التدليس وقد رواه بالعنعنة ورواه ابن شاهين بسند فيه ضعف ومجهول. 8325 - "من أحيا أرضا مَيِّتةً فهي له، وليس لِعِرْقِ ظالم حقٌّ. (حم د ت) والضياء عن سعيد بن زيد (صح). (من أحيا أرضا مَيِّتةً) هي الأرض التي لم تعمر قط ولا هي حريم لمعمور وإحياؤها عمارتها (فهي له) يملكها بمجرد الإحياء من دون إذن الإِمام (وليس لِعِرْق) بالتنوين (ظالم) صفة لعرق وهو أحد عروق الشجرة، وصفه بالظالم مجاز كأن العرق صار ظالما بغرسه في غير (حق) في أرض الغير وقد يروى بالإضافة "لعرق رجل ظالم"، ولابد من تقدير الموصوف، إلا أنه قال ابن حجر (¬2): إنه غلط النووي من رواه مضافا، فمن غرس في حق غيره قلع غرسه، وقد بيناه بأكثر من هذا في حاشية ضوء النهار (حم د ت) والضياء (¬3) عن سعيد بن زيد) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن غريب. 8326 - "من أحيا أرضا مَيِّتَةً فله فيها أجر، وما أكلت العافية منها فهو له صدقة. (حم ن حب) والضياء عن جابر (صح). (من أحيا أرضا مَيِّتةً فله فيها أجر) لأنه يتعدى نفعها إلى الحيوانات من إنسان وغيره، فإحياؤه يسبب له ذلك فكان له أجر، ويحتمل أنه بنفس الإحياء له أجر ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 105). (¬2) فتح الباري (5/ 19). (¬3) أخرجه أحمد، وأبو داود (3073)، والترمذي (1378)، والنسائي في السنن الكبرى (5761)، والضياء في المختارة (1098)، والبخاري تعليقا باب من أحيا أرضا مواتاً (2/ 823)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5976).

وإن لم ينل منه أحد نفعا، ويؤيده قوله (وما أكلت العافية) الطيور والوحوش. (منها فهو له صدقة) وإن لم يقصد التصدق بها فإن الله يؤجره على ذلك، واستدل به ابن حبان على أنه لا يملك الذمي بالتحجر لأن الأجر ليس إلا للمسلم وتعقبه الطبري بأن الكافر يتصدق ويجازى عليه في الدنيا قال ابن حجر: والأول أقرب للصواب، وهو مظنة الخير إذ إطلاق الأجر إنما يراد به الأخروي، قلت: ويؤخذ منه أن من أهمل أرضا حيية وأصلب أرضا عامرة أنه يأثم بطريق المفهوم، ولأنه قد نهى عن إضاعة المال وإضاعة الأرض إهمالها عن الزرع ونحوه. (حم ن حب) (والضياء (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 8327 - "من أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة. السجزي عن أنس. (من أحيا سنتي) بالعمل بها وإشاعتها ونفي تحريف المحرفين لها (فقد أحبني) أي تحقق حبه لي فإنه من أحب شخصا تخلق بما يحبه فعلامة حبه - صلى الله عليه وسلم - التخلق بسنته والنصرة لها والدعاء إليها (ومن أحبني كان معي في الجنة) فإنه قد ثبت أنه يحشر المرء مع من أحب فمن ادعى حبه - صلى الله عليه وسلم - ولم يقم بسنته فهي دعوى كاذبة وأماني باطلة. (السجزي (¬2) في الإبانة عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه خالد بن أنس لا يعرف وحديثه منكر جدا قاله في الميزان بعد سياقه لهذا الخبر بحروفه. 8328 - "من أخاف أهل المدينة أخافه الله. (حب) عن جابر (صح). (من أخاف أهل المدينة) هي إذا أطلقت طيبة. (أخافه الله) لأنهم جيرانه - صلى الله عليه وسلم - ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 304، 314، 326)، والنسائي في السنن الكبرى (5757)، وابن حبان (5202)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5974)، والصحيحة (568). (¬2) أخرجه الترمذي (2678)، والطبراني في الأوسط (9439)، وانظر الميزان (2/ 407)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5360)، والضعيفة (4538).

فلهم أعظم حرمة عن العباد، قال المجد البغوي يتعين محبة أهل المدينة وسكانها وقطانها وجيرانها وتعظيمهم سيما العلماء والشرفاء وخدمة الحجرة النبوية وغيرهم فإنهم قد ثبت لهم حق الجوار فلا يسلب عنهم. (حب) (¬1) عن جابر) بن عبد الله رمز المصنف لصحته. 8329 - "من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي. (حم) عن جابر (ح). (من أخاف أهل المدينة) بأي مخافة (فقد أخاف ما بين جنبي) أي فقد أخافني لأن بين جنبيه قلبه والقلب محل المخافة. (حم) (¬2) عن جابر) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه محمَّد بن حفص الوصافي ضعيف. 8330 - "من أخاف مؤمنا كان حقا على الله أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة. طس) عن ابن عمر (ض). (من أخاف مؤمنا كان حقا على الله) لازما عليه لا يتخلف (أن لا يؤمنه من أفزاع يوم القيامة) ولا يدخل تحت: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيهمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 112] فليحذر العبد تخويف عباد الله بقول أو فعل وفيه أن من أمن خائفا أمنه الله من أفزاع يوم القيامة. (طس) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. 8331 - "من أَخَذَ السَّبْعَ فهو خيرٌ. (ك هب) عن عائشة (صح). (من أَخَذَ السَّبْعَ) أي السور السبع أوائل القرآن البقرة والذي بعدها آخرها ¬

_ (¬1) أخرجه ابن حبان (3738)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5977)، والصحيحة (2304). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 354)، وانظر المجمع (3/ 306)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5978). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (2350)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5362)، والضعيفة (4539).

التوبة على أن حسبها هي [4/ 192] والأنفال سورة واحدة (فهو خيرٌ) أي له إن قرأها واتخذ قراءتها وردا من أوراده (ك هب) (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. 8332 - "من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله. (حم خ هـ) عن أبي هريرة (صح). (من أخذ أموال الناس) بالاستدانة منهم أو بأي وجه من وجوه المعاملة (يريد أدائها) إلى أهلها وقضاءهم ما أخذه منهم (أدى الله عنه) أعانه على ذلك بحسن نيته فييسر الله له ويوسع عليه (ومن أخذها يريد إتلافها) عليهم وعدم أدائها إليهم (أتلفه الله) أي أتلف أمواله بحلول المصائب ورفع البركة وسعة التكاليف أو تتلف نفسه في الآخرة بالعذاب فالنية لها الشأن كله من الخير والشر وهذا وعيد يشمل من أخذه دينا وتصدق به ولا يجد له وفاءا فيرد صدقته لأن الصدقة تطوع والدين واجب وقد استدل البخاري على رد صدقة المديان لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن إضاعة المال. (حم خ هـ) (¬2) عن أبي هريرة ولم يخرجه مسلم. 8333 - "من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين. (خ) عن ابن عمر (صح). (من أخذ من الأرض شيئا بغير حقه) بغير استحقاق شرعي (خسف به) أي هوى به إلى أسفل كأن المراد في الأرض التي غصبها، كأنه يقال له انتفعت بها في الدنيا فلا تفارقك بعد الموت بل تكون في باطنها (يوم القيامة إلى سبع أرضين) ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 564)، والبيهقي في الشعب (2414)، وأحمد (6/ 82)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5979). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 361)، والبخاري (2387)، وابن ماجة (2411).

منتهيا الخسف به إلى ذلك وهو دليل ملك المالك تخوم الأرض لأنه لو لم يملكها لم يعاقب الغاصب على ذلك ولا خسف به إلى هنالك بل كان الخسف على قدر الطبقة التي اغتصبها، وفيه دلالة أن الأرض سبع طبقات. (خ) (¬1) عن ابن عمر. 8334 - "من أخذ من الأرض شيئا ظلما جاء يوم القيامة يحمل ترابها إلى المحشر. (حم طب) عن يعلي بن مرة (ح). (من أخذ من الأرض شيئاً ظلماً) غصبًا وأخذاً له بغير حق. (جاء يوم القيامة يحمل ترابها) أي الحصة المغصوبة. (إلى المحشر) عقوبة له وتشهيرًا لما فعله ولا ينافي أن يطوقه من سبع أرضين كما في الأحاديث الآخر بأن يطوقه بعد حمله وموافاته به المحشر، وفيه تحريم اغتصاب أي جزء من الأرض، وإنه من الكبائر. (حم طب (¬2) عن يعلي بن مرة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه جابر الجعفي (¬3) وهو ضعيف وقد وثق. 8335 - "من أخذ من طريق المسلمين شيئاً جاء به يوم القيامة يحمله من سبع أرضين. (طب) والضياء عن الحكم بن الحارث". (من أخذ من طريق المسلمين شيئاً) اغتصاباً له وهذا في الحقوق العامة والأولان في الحقوق الخاصة (جاء به يوم القيامة يحمله من سبع أرضين) ولا ينافي أنه يخسف به لجواز أنه يحمله إلى المحشر ثم يخسف به حتى يعذب فيه (طب والضياء (¬4) عن الحكم بن الحارث) السلمي، قال الذهبي (¬5): له صحبة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2454). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 172، 173)، والطبراني في الكبير (22/ 269) رقم (690)، وانظر المجمع (4/ 175)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5984) والصحيحة (242). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 28)، والمغني (1/ 126). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 215) رقم (3172)، وانظر المجمع (4/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5366). (¬5) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 134 رقم 1386).

وغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، والمصنف سكت عليه، وقال ابن حجر: إسناده حسن، وقال الهيثمي: بعد أن عزاه للطبراني: فيه محمَّد بن عقبة السدوس في (¬1) وثَّقه ابن حبان وضعَّفه أبو حاتم وتركه أبو زرعة. 8336 - "من أخذ على تعليم القرآن قوساً قلده الله مكانها قوساً من نار جهنم يوم القيامة. (حل هق) عن أبي الدوداء (ض) ". (من أخذ على تعليم القرآن) أجرة. (قوساً) فما فوقها وما دونها وإنما خص للقصة فإنه قاله - صلى الله عليه وسلم - لمعلم أهدى له من علمه قوساً. (قلده الله مكانها قوسا من نار جهنم يوم القيامة) وبه أخذ جماعة من الأئمة في تحريم أخذ الأجرة على تعليم القرآن وأجازه آخرون لضعف الخبر عندهم، وإن صح فمنسوخ أو مؤول، وما أحسن ما قاله الغزالي (¬2): الأولى: أن لا يأخذ على التعليم أجراً اقتداءً بصاحب الشرع الذي قيل له: {قُل لَّا أَسْالكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبَى} [الشورى: 24]. (حل هق (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، قال مخرجه البيهقي: ضعيف، وقال الدارمي: قال دحيم: لا أصل له، وقال الذهبي: هو قوي الإسناد مع نكارته. 8337 - "من أخذ على القرآن أجراً فذاك حظه من القرآن. (حل) عن أبي هريرة". (من أخذ على القرآن) أي تعليمه. (أجراً فذاك) الذي أخذه. (حظه من ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 615)، والميزان (6/ 261). (¬2) إحياء علوم الدين (2/ 84). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 86)، والبيهقي في السنن (6/ 126)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5982)، والصحيحة (256).

القرآن) فلا ثواب له على قراءته غير ما أخذه وهو كالأول فيما دل عليه من تحريم أخذ الأجرة على تعليم القرآن، قال الحافظ ابن حجر (¬1): ويعارضهما خبر أبي سعيد في قصة اللديغ ورقيتهم إياه بالفاتحة وأخذهم الجعل على ذلك، وتصويب النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم في ذلك، وخبر البخاري: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرا: كتاب الله" (¬2) وفيه إشعار بنسخ الحكم الأول انتهى. قلت: إلا أنه فرق بين الرقية والتعليم فإن التعليم إبلاغ وهو واجب، ولا كذلك الرقية إذ لا تجب عليهم وقد بحثنا في المسألة في حاشية الضوء بما هو أبسط من هذا (حل (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف [4/ 193] قال الشارح: فيه إسحاق بن العنبر، قال الذهبي في الضعفاء: كذاب (¬4) انتهى. 8338 - "من أخذ بسنتي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني. ابن عساكر عن عمر". (من أخذ بسنتي) طريقتي التي أنا عليها. (فهو مني) متصل بي كأنه من جملته أو على حذف مضاف أي من أهل سنتي. (ومن رغب عن سنتي فليس مني) إذ ما بعث إلا ليسلك الناس طريقته - صلى الله عليه وسلم - ويستنون بسنته ومن لم يفعل ذلك فليس من أتباعه. (ابن عساكر (¬5) عن عمر) سكت عليه المصنف وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه جويبر قال يحيى: ليس بشيء وطلحة بن السماح لا يعرف (¬6). ¬

_ (¬1) فتح الباري (4/ 455). (¬2) أخرجه البخاري (5737). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 142)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5365)، والضعيفة (1421): موضوع. (¬4) انظر المغني (1/ 72). (¬5) أخرجه ابن عساكر (38/ 127)، والخطيب في تاريخه (3/ 330)، وانظر العلل المتناهية (1/ 444)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5364)، والضعيفة (4540) وقال: ضعيف جداً. (¬6) جويبر هو سعيد الأزدي ينظر: تهذيب الكمال (5/ 167)، ولسان الميزان (7/ 191).

8339 - "من أخرج أذى من المسجد بني الله له بيتا في الجنة. (هـ) عن أبي سعيد (ض) ". (من أخرج أذى من المسجد) شيئاً يؤدي من نجس أو غيره من قمامة ونحوها. (بني الله له بيتا في الجنة) لأنه صان بيت الله في الدنيا وعظمه وأجله فجازاه الله بيتا ثبت له في الجنة، وفيه أن من أدخل أذى إلى المسجد كان مأزورًا وكذلك من أذى القاعدين فيه والمصلين والتالين. (هـ (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه قال الشارح: فيه عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون قال في الكاشف (¬2): ضعَّفه أبو داود. 8340 - "من أخرج من طريق المسلمين شيئاً يؤذيهم كَتبَ الله له به حسنة، ومن كَتبَ له عنده حسنة أدخله بها الجنة. (طس) عن أبي الدرداء (ض) ". (من أخرج من طريق المسلمين شيئاً يؤذيهم) وهي أحد شعب الإيمان كما سلف وذلك من حجر أو شوك أو نحوه. (كَتبَ الله له به حسنة، ومن كَتبَ الله له عنده حسنة أدخله بها الجنة) فمن أخذ شيئاً من طريق المسلمين يؤذيهم أدخله الله الجنة، وفيه أن من وضع في طريقهم ما يؤذيهم كتب الله عليه سيئة. (طس (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه قال الشارح: إن الحديث هذا في الأوسط عن أبي الدرداء بغير هذا اللفظ، بل بلفظ: "من أخرج من طريق المسلمين شيئاً يؤذيهم كتب الله له مائة حسنة" انتهى، قال الهيثمي: فيه أبو بكر بن أبي مريم (¬4) ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (757)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5367). (¬2) انظر الكاشف (1/ 630). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (32)، وانظر المجمع (3/ 135)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5985)، والصحيحة (2306). (¬4) انظر المغني (2/ 774).

8341 - "من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبا ثم ندم فهو كفارته. (طب هب) عن ابن مسعود (ح) ". (من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنباً) كأنه عطف تفسير وهو يقع بأو كما يقع بالواو ويحتمل التغاير. (ثم ندم) على ذلك لكونه لا يرضاه الله ولأنه نهى عنه. (فهو) أي الندم. (كفارته) لأنه لا بد أن يتفرع عنه الاستغفار وإن كان هذا ظاهر في أن الندم وحده توبة ويحتمل أنه يجازى على ألم قلبه بالندامة بعوض يقاوم إثم الذنب فيغفر له به. (طب هب (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وفيه الحسن بن صالح (¬2) قال الذهبي: ضعفه ابن حبان وأبو سعد البقال (¬3) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: مختلف فيه. 8342 - "من أخلص لله أربعين يوماً ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. (حل) عن أبي أيوب (ض) ". (من أخلص لله) في أفعاله وأقواله ولم يخلطها بشيء من المخالفات والمنهيات وبالجملة لا يلاحظ إلا مولاه في ما يأمره به وينهاه حتى لو لاحظ الإخلاص لكان غير مخلص، ولذا قيل: من شهد في إخلاصه الإخلاص احتاج إخلاصه إلى إخلاص (أربعين يوماً) والإخلاص هو المأمور به: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة: 5]، {أَلَا للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3] (ظهرت ينابيع) جمع ينبوع (الحكمة) وهي الحق في أقواله. (من قلبه على لسانه) أي فاضت بها لسانه؛ لأنه قد ملأ بها قلبه وفي قوله ظهرت أعلام بأنها ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 222) رقم (10537)، والبيهقي في الشعب (7033)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5368). (¬2) انظر المغني (1/ 160). (¬3) انظر المغني (1/ 266).

تفيض الحكمة على لسانه من دون إرادته (حل (¬1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: يزيد بن عبد الرحمن الواسطي كثير الخطأ وحجاج كذبوه ومحمد بن إسماعيل مجهول ومكحول لم يصح سماعه من أبي أيوب انتهى؛ وتعقبه المصنف بأن الحافظ العراقي اقتصر في الإحياء (¬2) على تضعيفه انتهى. قلت: يريد فلا يتم الحكم بالوضع. 8343 - "من أدان دينا ينوي قضاؤه أداه الله عنه يوم القيامة. (طب) عن ميمونة (صح) ". (من أدان دينا ينوي) عند أخذه. (قضاؤه أداه الله عنه يوم القيامة) لحسن نيته وظاهره ولو ترك القضاء مع الوجود إلا أنه مقيد بما إذا لم يجد القضاء كما في غيره وهذه النية هي التي ترفع الأعمال وتضعها ولذا ورد أن من أدان دينا لا ينوي قضاؤه بعثه الله سارقا وظاهره ولو قضاه. (طب) (¬3) عن ميمونة) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي رجاله ثقات. 8344 - "من أدى إلى أمتي حديثاً لتقام به سنة أو تثلم به بدعة فهو في الجنة. (حل) عن ابن عباس". (من أدى) وروي من أورد (إلى أمتي حديثا) ولو إلى رجل واحد (لتقام به سنة) يعمل بها (أو تثلم به بدعة) يدحض به وتذهب وتبطل. (فهو في الجنة) محكوم له بالكون فيها لإبلاغه السنن ويدخل فيها من كتبها ومن قرأها على ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 189)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 145)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5369)، والضعيفة (38). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (8/ 475). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 432) رقم (1049)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5986).

العباد وإن لم يعمل بها السامع. (حل (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وفيه عبد الرحمن بن حبيب (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: متهم أي بالوضع وإسماعيل بن يحيى التيمي (¬3) وقال: كذاب. 8345 - "من أدى زكاة ماله فقد أدى الحق الذي عليه ومن زاد فهو أفضل. (هق) عن الحسن مرسلًا". (من أدى) إلى المصارف (زكاة ماله فقد أدى الحق الذي) أوجب الله (عليه) في ماله من الزكاة ولا يلزم أنه لا حق فيه سواها بل فيه حقوق أخر (ومن زاد) على قدر ما أوجبه الله من الزكاة (فهو) أي إخراج الزكاة والزيادة (أفضل) لأن الضمير يعود إلى الزيادة ضرورة أنها نفل وثواب الفرض أكثر. (هق (¬4) عن الحسن مرسلاً) وورد مرفوعاً من حديث جابر بلفظ: "من أدى زكاة ماله فقد أذهب عنه شره" قال الهيثمي: سنده حسن. 8346 - "من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة. (ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". (من أدرك) ركعة (من الصلاة) أي في وقتها والمراد إدراكها كاملة فرواية: "من أدرك سجدة مراد بها الركعة والمراد بالصلاة المكتوبة إذ هي التي تراد عند الإطلاق. (فقد أدرك الصلاة) كلها ولحق ما أتى به من بقيتها بعد خروج الوقت بما أتى به قبل خروجه فضلاً من الله ولكن الظاهر أن هذا في من لم يؤخرها عمداً فإن الصلاة في آخر الوقت صلاة المنافق إلا أن يقال قد صار مدركاً وإن كان ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 44)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5372): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 378). (¬3) انظر المغني (1/ 83). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 84)، وانظر المجمع (3/ 63)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5373).

آثمًا وفيه أنه لا كراهة في صلاة هذا المدرك وإن وافق وقت الكراهة في الفجر وهو طلوع الشمس فهو مخصوص وقد أطلنا البحث في رسالتنا اليواقيت في المواقيت. (ق 4 (¬1) عن أبي هريرة). 8347 - "من أدرك ركعة من الجمعة فليصل إليها أخرى. (هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من أدرك من الجمعة ركعة) هل المراد أن الركوع إن فات أول الركعة كاف في الإدراك في هذا وما قبله وإن فاتت القراءة أو لا بد من إدراك الركعة بقراءتها بحث فيه بعض المتأخرين وهو صاحب المنار وقال لا بد من إدراك القراءة في مثل هذا ومن أدرك مع الإِمام ركعة أي بقراءتها. (فليصل) يحتمل أنه بضم حرف المضارعة من صلى ويحتمل فتحها من الوصل. (إليها أخرى) ففيه أنه لا يشترط في الجمعة حضور شيء من الخطبة وفي رواية أبي نعيم زيادة: "ومن أدركهم في التشهد صلى أربعاً" (هـ ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم صحيح وأقره الذهبي في التلخيص وتعقبه غيره بأنه ورد من طريقين في أحدهما عبد الرزاق بن عمرو (¬3) وفي الأخرى إبراهيم بن عطية (¬4) وهما واهيان. 8348 - "من أدرك عرفة قبل طلوع الفجر فقد أدرك الحج. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (من أدرك عرفة قبل طلوع الفجر) من يوم النحر (فقد أدرك الحج) لأن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (580)، ومسلم (607)، وأبو داود (1121)، والترمذي (524)، والنسائي (1/ 274)، وابن ماجة (1123). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1121)، والحاكم (1/ 291)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5991). (¬3) انظر المغني (2/ 392). (¬4) انظر الميزان (1/ 171)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 11).

الحج عرفة كما سلف. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عمرو بن قيس المكي (¬2) وهو ضعيف متروك. 8349 - "من أدرك رمضان وعليه من رمضان شيء لم يقضه فإنه لا يقبل منه حتى يصومه. (حم) عن أبي هريرة (ح) ". (من أدرك رمضان وعليه من رمضان) الماضي (شيء) من الصوم (لم يقضه) قبل مجيء مثله (فإنه) أي صوم رمضان الآتي (لا يقبل منه) لتفريطه في قضاء الماضي (حتى يصومه) أي يصوم ما كان عليه من القضاء ففيه أنه يبقي صومه لرمضان موقوفاً عن القبول حتى يصوم ما كان في ذمته وحينئذ يقبل منه فينبغي أن يبادر بالقضاء عقيب فطره لئلا يبقى صومه غير مقبول ولعل هذا في من ترك القضاء لغير عذر. (حم (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله رجال الصحيح. 8350 - "من أدرك الأذان في المسجد ثم خرج لم يخرج لحاجته وهو لا يريد الرجعة فهو منافق. (هـ) عن عثمان (ح) ". (من أدرك الأذان في المسجد ثم خرج) بعد سماعه أو بعد دخول وقته (لم يخرج لحاجته) بل لغير حاجة (وهو لا يريد الرجعة) إلى المسجد لأداء الفريضة المنادى لها (فهو منافق) لأن هذه من علامات النفاق فراقه المسجد عند قرب أداء الفريضة. (هـ (¬4) عن عثمان) رمز المصنف لحسنه قال الشارح: وليس كما ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 202) رقم (11496)، وانظر المجمع (3/ 255)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5995). (¬2) انظر المغني (2/ 488). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 352)، وانظر المجمع (3/ 179)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5376)، والضعيفة (838). (¬4) أخرجه ابن ماجة (734)، وانظر: مصباح الزجاجة للبوصيري (1/ 93) وقال: إسناده ضعيف، وشرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 254)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5891).

قال فقد جزم علم الحفاظ ابن حجر في تخريج الهداية (¬1) بضعفه وسبقه إليه الترمذي وغيره، وسببه أن فيه عبد الجبار (¬2) ضعفه أبو زرعة وغيره، وقال البخاري: له مناكير وحرملة بن يحيى قال أبو حاتم: لا يحتج به. 8351 - "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام. (حم ق د هـ) عن سعد وأبي بكرة (صح) ". (من ادعى) انتسب (إلى غير أبيه وهو يعلم) أنه غيره (فالجنة عليه حرام) لأنه بذلك خالف أمر الله في جعله الأبناء لغير من كانوا من أصلابهم ولأنه يترتب عليه عدة مفاسد من نظره إلى محارم يحرم عليه النظر إليها (حم ق د هـ (¬3) عن سعد) هو ابن أبي وقاص (وأبي بكرة) قال كلاهما: سمعته أذناي ووسماه قلبي. 8352 - "من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة. (د) عن أنس (صح) ". (من ادعى إلى غير أبيه) كالأول. (أو انتمى) اعترى (إلى غير مواليه) ملاكه سواء كان باقيا على الرِّقِّية أو عتيقا. (فعليه) أي على كل واحد منهما. (لعنة الله المتتابعة) يتبع بعضها بعضا ولا ينقطع. (إلى يوم القيامة) وذلك لأن كل واحد كاذب على الله تعالى مخالف لأمره وهذا يدل على كبر الأمرين وهو من كبائر الذنوب. (د (¬4) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقد أخرجه مسلم من حديث علي - رضي الله عنه - بخلاف يسير في لفظه. ¬

_ (¬1) انظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 204). (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 82)، وميزان الاعتدال (4/ 239)، والمغني (1/ 366). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 169)، والبخاري (6766)، ومسلم (63)، وأبو داود (5113)، وابن ماجة (2610). (¬4) أخرجه أبو داود (5115)، وأخرجه مسلم (17370) بخلاف يسير في لفظه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5987).

8353 - "من ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار. (هـ) عن أبي ذر (صح) ". (من ادعى) على غيره (ما ليس له) من الحقوق أو ادعاه لنفسه كذبا وفخراً وإن لم يكن حقاً للغير (فليس منا) لأنه كاذب والكاذب ليس من المؤمنين الذين يكونون مضافين إليه - صلى الله عليه وسلم - وإلى صالحي أمته إذ هذه ليست طريقتهم (وليتبوأ) ينزل (مقعده) الذي أعد له (من النار) وهذا وعيد شديد دال على كبر هذه المعصية (هـ (¬1) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته. 8354 - "من ادهن ولم يسم ادهن معه ستون شيطاناً. ابن السني في عمل اليوم والليلة عن دريد بن نافع القرشي مرسلًا". (من ادهن) استعمل الدهن لبدنه (ولم يسم) الله عند إدهانه (ادهن معه) من دهنه أو من غيره (ستون شيطاناً) فيكون بعدم ذكره لاسم الله موسعاً على الشياطين مرفهاً لهم داهناً والمؤمن مأمور بالإساءة إلى الشياطين والإغاظة لهم فإنه عدو لله وللمؤمنين فإغاظته والتضييق عليه مراد لله تعالى. قال الغزالي (¬2): قال أبو هريرة: التقى شيطان المؤمن وشيطان الكافر فإذا شيطان الكافر شبعان كاسي دهين، وشيطان المؤمن هذيل أشعث عار، فقال شيطان المؤمن للآخر: أنا مع رجل إذا أكل سمى فأظل جائعاً وإذا شرب سمى فأظل ظامئًا وإذا ادهن سمى فأظل أشعت وإذا لبس سمى فأظل عارياً، قال شيطان الكافر: لكني مع رجل على خلاف ذلك فأشاركه في الكل. (ابن السني في عمل اليوم والليلة (¬3) عن رويد) بالراء آخره مهملة (ابن نافع القرشي مرسلاً). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2319)، وصححه الألباني في صحيحع الجامع (5990). (¬2) انظر: الإحياء (3/ 37). (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (266)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5374): موضوع.

8355 - "من أذل نفسه في طاعة الله فهو أعز ممن تعزز بمعصية الله. (حل) عن عائشة". (من أذل نفسه في طاعة الله) ولا ذل في طاعة إنما هو باعتبار الأعراف وإلا فكل طاعة عز (فهو أعز) عند الله (ممن تعزز بمعصية الله) ولابد لمن تعزز بها من الذلة في الدارين (حل (¬1) عن عائشة) سكت المصنف عليه قال الشارح: وقد ضعفه مخرجه أبو نعيم. 8356 - "من أذل عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة. (حم) عن سهل بن حنيف (ح) ". (من أذل) مغير صيغة من الإذلال. (عنده) بحضرته أو في علمه. (مؤمن) بغير حق. (فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره) بيده أم لسانه وإما بقلبه فإنه يجب عليه كراهة إذلاله لأنه مقدور دائماً. (أذله الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة) والأشهاد هم الحفظة من الملائكة والأنبياء والمؤمنين من أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم فخذلان المؤمن مع القدرة من الكبائر لهذا الوعيد، ولأنه قد أمر - صلى الله عليه وسلم - بنصر المؤمن وإذا كان هذا في تارك نصرته من الإذلال فكيف من يذله. (حم (¬2) عن سهل بن حنيف) رمز المصنف لحسنه، وقال البيهقي: فيه ابن لهيعة وهو حسن الحديث وفيه ضعف وبقية رجاله ثقات. 8357 - "من أذن سبع سنين محتسبًا كتب له براءة من النار. (ت هـ) عن ابن عباس". (من أذن) نادى بكلمات الأذان ولو لنفسه. (سبع سنين) لا يعلم وجه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 318)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5381). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 487)، والطبراني في الكبير (6/ 73) رقم (5554)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5380).

الحكمة في هذه العدة. (محتسباً) ناويا بها وجه الله. (كتب له براءة من النار) أن لا يدخلها لمداومته على هذا الذكر الشريف لوجه الله. (ت هـ (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه الترمذي: فيه جابر بن يزيد الجعفي ضعفوه وتركه يحيى وابن مهدي انتهى. وقال ابن الجوزي: لا يصح وجابر كان كذّابًا وقال ابن حجر فيه جابر الجعفي وهو ضعيف جداً. 8358 - "من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة، وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة، وبإقامته ثلاثون حسنة. (ك هـ) عن ابن عمر (صح) ". (من أذن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة) استحقها استحقاق الوجوب الذي لا خلاف فيه، وذكر لهذه المدة وجه من الحكمة لا تنهض (¬2) (وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة) ولا يظهر وجه هذا المقدار. (وبإقامته ثلاثون حسنة) ظاهره أنه لا يكتب له هذا القدر إلا إذا تم له التأذين ثنتى عشرة سنة لأنه رتب كل ما ذكر على ذلك (هـ ك (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري انتهى. وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح وأورده في الميزان من مناكير عبد الله بن صالح كاتب الليث، وقال الحافظ ابن حجر: فيه عبد الله بن صالح عن يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن نافع عنه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (206)، وابن ماجة (727)، وانظر العلل المتناهية (1/ 395)، والتلخيص الحبير (1/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5378)، والضعيفة (850) وقال: ضعيف جداً. (¬2) جاء في الحاشية: لعله يشير إلى ما قاله البلقيني: سُئلت عن الحكمة في ذلك فظهر لي في الجواب أن: العمر الأقصى مائة وعشرون وهو أكثر ما يعمر الإنسان في الأمة، والاثنى عشر عشر هذا العدد والعشر يقوم مقام الكل كما في: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: 160]، قال الطبري: في إيجاب العشر في المعشرات أن دافعه بمنزلة من تصدق بكل المعشر. (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 205)، وابن ماجة (728)، والبخاري في التاريخ الكبير (8/ 306)، وانظر العلل المتناهية (1/ 396)، والميزان (4/ 126)، والمجروحين (2/ 43)، والتلخيص الحبير (1/ 208)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6002).

وهذا [4/ 196] الحديث أحد ما أنكر عليه، ورواه البخاري في التاريخ من حديث يحيى بن المتوكل عن ابن جريج عن صدقة عن نافع: وقال هذا أشبه انتهى؛ فلو عزاه المصنف له لكان أولى. 8359 - "من أذن خمس صلوات إيمانًا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن أم أصحابه خمس صلوات إيمانًا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. (هق) عن أبي هريرة (ض) ". (من أذن خمس صلوات) لخمس (إيمانًا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) من الصغائر على ما سلف (ومن أم أصحابه) من كان إماماً لهم. (خمس صلوات إيمانًا واحتساباً) ظاهره وإن لم يكن ذلك في يوم واحد بل ولو كان ذلك في عمره كله في هذا وفيما قبله. (غفر له مما تقدم من ذنبه) وفيه الحث على الأذان والإقامة والأظهر أن المراد بالأذان ما يكون فيه دعاء الناس فلا يشمل ما كان لنفسه ويحتمل ذلك فالذي أسلفناه أحد الاحتمالين. (هق (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه البيهقي عقيبه: لا أعرفه إلا من حديث إبراهيم بن رستم انتهى (¬2). قال الذهبي: قال ابن عدي وغيره هو منكر الحديث. 8360 - "من أذن سنة لا يطلب عليه أجراً دعي يوم القيامة، ووقف على باب الجنة، فقيل له: اشفع لمن شئت. ابن عساكر عن أنس". (من أذن سنة لا يطلب عليه أجراً) من الناس هذا ظاهر أن المراد أنه أذن للناس. (دعي يوم القيامة، ووقف على باب الجنة، فقيل له: اشفع لمن شئت) قال الخطابي وغيره: في هذا الحديث وما قبله ندب التطوع بالأذان وكراهة أخذ الأجر عليه، قال الطيبي: ولعل الكراهة أن المؤذن متبوع في ندائه المصلين ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (1/ 433)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5377)، والضعيفة (851). (¬2) انظر: الثقات (8/ 70)، والكامل (1/ 271).

وسبب في اجتماعهم فإذا كان مخلصا خلصت نياتهم قال الله تعالى: {واتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْألكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ} [يس: 21]. (ابن عساكر (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، فيه: موسى الطويل (¬2) كذاب قال ابن حبان: زعم أنه رأى أنسًا وروى عنه أشياء موضوعة ومحمد بن مسلمة (¬3) غاية في الضعف. 8361 - "من أذنب ذنبا فعلم أن له ربا إن شاء أن يغفر له غفر له، وإن شاء أن يعذبه عذبه، كان حقا على الله أن يغفر له. (ك حل) عن أنس (صح) ". (من أذنب ذنبا فعلم أن له رباً) متصفاً بأنه (إن شاء أن يغفر له) ذنبه (غفر له، وإن شاء أن يعذبه) بذنبه (عذبه) لقدرته على الأمرين وحكمته في الظرفين (كان حقا على الله أن يغفر له) بالاعتراف بربوبيته وقدرته وحكمته وإقراره على نفسه بالاقتراف للذنب. (ك حل (¬4) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه ما تحقق ضعيفاً. 8362 - "من أذنب ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه غفر له وإن لم يستغفره. (طص) عن ابن مسعود". (من أذنب ذنبا فعلم أن الله قد اطلع عليه غفر له وإن لم يستغفره) لإقراره بعلم الله وكان هذا في الصغائر. (طص (¬5) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (14/ 90)، وانظر العلل المتناهية (1/ 395)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5379)، وقال في الضعيفة (848): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 684)، والميزان (6/ 547). (¬3) انظر المغني (2/ 634). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 242)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 286)، والطبراني في الأوسط (1676)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5383)، والضعيفة (324): موضوع. (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (4472)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5382)، والضعيفة (325): موضوع.

وقال الحافظ العراقي: ضعيف جدًا وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه إبراهيم بن هراسة (¬1) وهو متروك. 8363 - "من أذنب ذنبا وهو يضحك دخل النار وهو يبكي. (حل) عن ابن عباس". (من أذنب ذنبًا وهو يضحك) فرحا بما ناله من المعصية (دخل النار وهو يبكي) جزاء وفاقاً (حل (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه عمرو بن أيوب (¬3) قال الذهبي في الضعفاء جرحه ابن حبان. 8364 - "من أرى الناس فوق ما عنده من الخشية فهو منافق. ابن النجار عن أبي ذر". (من أرى الناس فوق ما عنده من الخشية) والخوف من الله تعالى بأن يتخاشع ويتنفس الصعداء وليس عنده في قلبه انزعاج ومخافة. (فهو منافق) لأن ذلك من خصال المنافقين إظهار خلاف ما يبطن. (ابن النجار (¬4) عن أبي ذر). 8365 - "من أراد الحج فليتعجل. (حم د ك هق) عن ابن عباس (صح) ". (من أراد الحج) قدر عليه بوجود شروطه. (فليتعجل) يغنم الفرصة لما يأتي في الحديث الآخر فإنه إذا فات مع إمكانه قد لا يتمكن منه أبداً فيفوته خير كان قد يسر له. (حم د ك هق (¬5) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال ¬

_ (¬1) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 12)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 58) والمغني (29). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 96)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5384): موضوع. (¬3) انظر المغني (2/ 463). (¬4) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (853)، والديلمي في الفردوس (5880)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5385). (¬5) أخرجه أحمد (1/ 225)، وأبو داود (1732)، والحاكم (1/ 448)، والبيهقي (4/ 339)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6003).

الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي في المهذب (¬1) فقال: قلت: هذا التابعي مجهول يريد أحد رواته وهو صفوان بن مهران وسبقه إلى ذلك ابن القطان (¬2). 8366 - "من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة. (حم هـ) عن الفضل". (من أراد) منكم أيها المسلمون وليس المراد به المخاطبون بخصوصهم. (الحج فليتعجل) فإن للتأخير آفات. (فإنه قد يمرض المريض) مجاز سمى المشارف على المرض مريضا لأن كل صحيح فهو مشارف على المرض ومثله قوله (وتضل الضالة) فسمى ما هو معرض للضلال والذهاب ضالة (وتعرض الحاجة) فتمنع هذه الأشياء عن الأداء للحج فتفوته الفرصة ويكون غصة، وههذا كل طاعة يخاف أن يمنع شيئا لأدائها لا ينبغي تأخيرها فإنها قد لا تدرك أبداً، وقد أشار القرآن إلى هذا {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [البقرة 148]، وقد يكون التأخير سبباً للعقوبة [4/ 197] بأن لا يوفق لأداء ما تيسر له من فعل الخير وما دعى له منه كما قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110]، وكما قال: {إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [التوبة: 83]. (حم هـ (¬3) عن الفضل)، الظاهر أنه إذا أطلق ابن عباس إلا أنه قال: ابن أبي شريف في تخريج الكشاف إنه موقوف. قلت: وكذا في تخريج الحافظ ابن حجر للكشاف أنه موقوف قال وقد رواه ¬

_ (¬1) انظر: المهذب للذهبي (رقم 7451). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (4/ 41)، وتهذيب الكمال (28/ 599)، والتقريب (6934). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 323)، وابن ماجة (2883)، والبيهقي في السنن (4/ 340)، وفي المعفة (7/ 371)، والطبراني في الكبير (18/ 288) رقم (15448)، وبيان الوهم والإيهام (4/ 274)، وانظر: تخريج الأحاديث والآثار الواقعة (1/ 41)، وأضواء البيان في إيضاح القرآن (23/ 162)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6004).

مرفوعاً أبو داود وحده وفيه أبو إسرائيل الملائي ضعيف وليس فيه يمرض المريض إلى آخره إلا أنه بتمامه عند ابن ماجه وأحمد وإسحاق وفيه أبو إسرائيل (¬1) ضعيف سيء الحفظ. 8367 - "من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر مالك لله عنده. (قط) في الأفراد عن أنس، (حل) عن أبي هريرة وعن سمرة". (من أراد أن يعلم ما له عند الله) من الكرامة والأجر والخير المدخر (فلينظر ما لله عنده) من توقيره وخوفه ورجائه وقبول أوامره والانتهاء عن زواجره والتعظيم والإجلال فإن الله يكافئ عباده على مقدار ما يعلمه منهم. (قط في الأفراد عن أنس، حل (¬2) عن أبي هريرة، وعن سمرة) سكت المصنف عليه، وقد قال أبو نعيم مخرجه: إنه غريب من حديث صالح المري (¬3)، قال فيه الذهبي في الضعفاء: قال النسائي وغيره: متروك. 8368 - "من أراد أن يلقى الله طاهراً مطهراً فليتزوج الحرائر. (هـ) عن أنس". (من أراد أن يلقى الله طاهراً) عن الأدناس. (مطهراً) سالماً عن الآثام. (فليتزوج الحرائر) فإنهن أغض للبصر وأحصن للفرج وأرغب للنسل. (هـ (¬4) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه سلام بن سوار (¬5) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: لا يعرف. ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 770). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 274)، وابن عدي في الكامل (4/ 62) عن أبي هريرة وأخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 216)، وابن المبارك في الزهد (849) عن سمرة بن جندب، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6006). (¬3) انظر المغني (1/ 302). (¬4) أخرجه ابن ماجة (1862)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5388)، والضعيفة (1417). (¬5) انظر المغني (1/ 271).

8369 - "من أراد أن يصوم فليتسحر بشيء. (حم) والضياء عن جابر (صح) ". (من أراد أن يصوم) فرضاً أو نفلاً (فليتسحر بشيء) ندباً بأي شيء ولو بجرعة من ماء (حم) والضياء (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن محمَّد بن عقيل وحديثه حسن وفيه كلام. 8370 - "من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء. (حم م هـ) عن أبي هريرة (م) عن سعد (صح) في. (من أراد أهل المدينة) هي إذا أطلقت طيبة مدينته - صلى الله عليه وسلم -. (بسوء) عام لكل ما فيه إساءة لهم لوقوعه في سياق الشرط. (أذابه الله) أهلكه هلاكا يستأصله به. (كما يذوب الملح في الماء) قال القاضي عياض (¬2): هذا يكون في الآخرة بدليل الرواية الأخرى: "أذابه في النار" أو يكون ذلك لمن أرادهم بالسوء في الدنيا فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطاناً، بل يهلكه عن قرب كما كان في من حاربهم كما اتفق ليزيد بن معاوية وأميره الذي حاربها. قلت: ويحتمل أن يراد بالسوء أعظمه كما يكون من الدجال فإن الله يصونها عنه، وما أشبهه من عظائم الفتن فلا يرد ما يتفق من عربها وبداوتها من أذية أهلها ونحو ذلك. (حم م هـ عن أبي هريرة (م (¬3) عن سعد) هو إذا أطلق ابن أبي وقاص. 8371 - "من أراد أن تستجاب دعوته وأن تُكشف كربته فليفرج عن معسر. (حم) عن ابن عمر (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 367)، وأبو يعلي (1930)، وانظر المجمع (3/ 150)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6005)، والصحيحة (2309). (¬2) شرح صحيح مسلم (9/ 137). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 357)، ومسلم (1386)، وابن ماجة (3114) عن أبي هريرة، مسلم (1363).

(من أراد أن تستجاب دعوته وأن تُكشف كربته فليفرج عن معسر) بإمهال أو أداء أو برا أو نحو ذلك. (حم (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: رجاله ثقات. 8372 - "من أراد أمراً فشاور فيه امرءاً مسلمًا وفقه الله لأرشد أموره. (طس) عن ابن عباس (ض) ". (من أراد أمراً فشاور فيه امرءاً مسلماً) استخرج ما عنده فيه من الرأي (وفقه الله لأرشد أموره) فيه فضيلة المشاورة، وأنه يكفي فيه الواحد ولهذا أمر الله به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، ويؤخذ منه أن من لم يشاور لا يوفق لأرشد الأمور. (طس (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وقال ابن حجر: هو ضعيف جداً. 8373 - "من ارتد عن دينه فاقتلوه. (طب) عن عصمة بن مالك (صح) ". (من ارتد عن دينه) أي دين الإِسلام. (فاقتلوه) عام في رجل وامرأة، ففي الرجل اتفاق وفي المرأة خلاف، قال أبو حنيفة لا تقتل لنهيه - صلى الله عليه وسلم - عن قتل النساء. (طب (¬3) عن عصمة بن مالك) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه الفضل بن المختار (¬4) ضعيف. 8374 - "من أرضى سلطانا بما يسخط ربه خرج من دين الله. (ك) عن جابر (صح) ". (من أرضى سلطاناً) خص لأنه غالب من يطلب رضاه وإلا فغيره مثله إذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 23)، وانظر المجمع (4/ 133)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5387). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8333)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5386). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 186) رقم (497)، وانظر المجمع (6/ 261)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6009). (¬4) انظر المغني (2/ 513).

أرضاه (بما يسخط ربه خرج من دين الله) بإسخاطه له تعالى وإيثاره لمخلوق على الخالق. (ك (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الذهبي: تبعاً للحاكم تفرد به عملاق في الأحكام والرواة إليه ثقات. 8375 - "من أرضى الناس بسخط الله وكَّله الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس. (ت حل) عن عائشة (ح) ". (من أرضى الناس بسخط الله وكَّله) وقطعه من أسبابه تعالى؛ لأنه رضي بولاية العباد دون الله فولاه الله تعالى ما تولى (ومن أسخط الناس برضا الله) أي طلب مرضاة ربه وإن أسخط الناس (كفاه الله مؤنة الناس) فلا يحوجه إليهم ولا يضرونه بشرورهم (ت حل (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 8376 - "من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله. ابن النجار عن أنس". (من أرضى والديه) أطاعهما في غير معصية [4/ 198] (فقد أرضى الله) لأنه أمر تعالى بإرضائهم فهو فاعل ما أمره الله به. (ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) لأنه لم يمتثل أمره بل خالف ما أمره تعالى به من إرضائهم ومن خالف أمر الله فقد أسخطه. (ابن النجار (¬3) عن أنس). 8377 - "من أُريد ماله بغير حق فقاتل فهو شهيد (3) عن ابن عمرو (صح) ". (من أُريد ماله) أي من أراد أخذ مال أي إنسان (بغير حق فقاتل) دفعا عن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 104)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5391)، والضعيفة (5199): موضوع. (¬2) أخرجه الترمذي (2414)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 188)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6010). (¬3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (45497)، وانظر تفسير الطبري (15/ 62)، وفيض القدير (6/ 51)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5392).

أخذ ماله فقتل (فهو شهيد) لأنه دافع عن منكر، وفيه كما قال النووي: جواز قتل من أراد أخذ المال بغير حق وإن قل المال إن لم يندفع إلا به (3 (¬1) عن ابن عمرو) (¬2) رمز المصنف لصحته وقال بعض شراح الترمذي: إسناده صحيح. 8378 - "من ازداد علمًا ولم يزدد في الدنيا زهداً لم يزدد من الله إلا بعدًا. (فر) عن علي". (من ازداد علمًا ولم يزدد في الدنيا زهداً) فإن العلم النافع هو ما زهد في الدنيا ورغب في الأخرى (لم يزدد من الله إلا بعداً) وذلك لأن العلم النافع هو ما يزهد في الدنيا والعلم لا فائدة فيه إلا إذا كان نافعا في الدنيا مزهدا وإلا كان زيادة حجة على العبد لا يعمل به فيبعد عن مولاه تبارك وتعالى (فر (¬3) عن علي) سكت عليه المصنف وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف؛ لأن فيه موسى بن إبراهيم (¬4) قال الذهبي: قال الدارقطني: متروك ورواه ابن حبان في روضة العقلاء (¬5) موقوفاً على الحسن بن علي رضي الله عنهما. 8379 - "من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان. (طس) عن علي (ض) ". (من أسبغ الوضوء) أتمه وأكمل شروطه وفروضه ومسنوناته. (في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان) وفيه مأخذ أن الأجر على قدر المشقة. (طس (¬6) ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4771)، والترمذي (1420)، والنسائي (7/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6011). (¬2) جاء في الأصل (ابن عمر) والصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (5887)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5393)، والضعيفة (4541) وقال: ضعيف جداً. (¬4) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 144). (¬5) انظر: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء لابن حبان (ص: 35). (¬6) أخرجه الطبراني في الأوسط (5366)، والخطيب في تاريخه (5/ 149)، وانظر الترغيب والترهيب =

عن علي) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عمرو بن حفص العبدي (¬1) متروك قاله الهيثمي والمنذري، وقال العقيلي: ليس لهذا الحديث إسناد صحيح. 8380 - "من أسبل إزاره في صلاته خُيلاء فليس من الله في حِلٍّ ولا حرام". (د) عن ابن مسعود (ح) ". (من أسبل إزاره) رداءه أو مئزره أو أي ملبوسه. (في صلاته خُيلاء) يدل على أن من أسبله في غير ذلك فلا يدخل في النهى فالصلاة في هذه الأعين المعروفة المسبلة جائزة إذا لم يصحبها الخيلاء بضم المعجمة والمد كبرًا وإعجاباً، ثم قررنا خلاف ذلك في رسالة والخيلاء (فليس من الله في حِلٍّ ولا حرام) قيل: لم يؤمن ما أحله الله وبما حرمه، وقيل: بريء من الله وفارق دينه. (د (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه. 8381 - "من استجد قميصاً فلبسه فقال حين بلغ عورته الحمد لله الذي كسانى ما أواري به عورتى وأتجمل به في حياتى ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق فتصدق به كان في ذمة الله وفي جوار الله وفي كنف الله حيًا وميتاً. (حم) عن عمر (ض) ". (من استجد قميصاً) أخذه جديدًا. (فلبسه فقال حين بلغ عورته الحمد لله الذي كسانى ما أواري) أستر (به عورتى وأتجمل به في حياتى) لعله يشمل السراويل فإنها تستر العورة وإن كان التجمل بها دون القميص وكذلك يدخل العباءة ونحوها من الأكسية السابغة (ثم عمد) قصد. (إلى الثوب الذي أخلق) صار خلقاً بالياً (فتصدق به كان في ذمة الله وجوار الله) بكسر الجيم حفظه (وفي ¬

_ = (1/ 96)، والمجمع (1/ 237)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5394)، والضعيفة (839) ضعيف جداً، و (840): موضوع. (¬1) انظر المغني (2/ 463). (¬2) أخرجه أبو داود (637)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6012).

كنف الله) بفتح الكاف والنون الجانب (حيًا وميتاً) هذا وعد عظيم على قول الحمد وفعل التصدق (حم (¬1) عن عمر) رمز المصنف لضعفه فيما رأيناه في النسخة المقابلة على خطه؛ وقال الشارح: إنه رمز لحسنه ويؤيد الأول ما قاله ابن الجوزى: حديث لا يصح وفيه أصبع بن زيد (¬2)، قال ابن عدى: له أحاديث غير محفوظة، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، ورواه أصبع عن أبي العلاء الشامى (¬3)، قال الدارقطنى: إنه مجهول، قال: والحديث غير ثابت فهذا يؤيد رمز المصنف لضعفه، ولأن ذلك الرمز فيما قوبل على خطه والشارح كثيراً ما يذكر رموزاً مخالفة لذلك ويحتمل أنه غلط في نسخة الشارح والذي رأيناه منها كثيرة الغلط. 8382 - "من استجمر فليستجمر ثلاثاً. (طب) عن ابن عمر (صح) ". (من استجمر) استعمل الجمار لإزالة النجو من الجمار وهي الأحجار الصغار. (فليستجمر ثلاثاً) أي ثلاث مسحات لإزالة أثر المخرج وقد تقدم الكلام في الجزء الأول في إذا، وفسر الاستجمار بالتنجر بالمجمرة وهو خلاف المشهور (طب (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الزين العراقي: فيه قيس بن الربيع (¬5) صدوق سيء الحفظ. 8383 - "من استحل بدرهم فقد استحل (هق) عن ابن أبي لبيبة (ض) ". (من استحل بدرهم) زاد غير المصنف في غير الحديث لفظ: "في النكاح" ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 44)، وانظر العلل المتناهية (2/ 680)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5395)، والضعيفة (4542). (¬2) انظر الكامل (1/ 408)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (1/ 126). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 235). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 338) رقم (933)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6013)، والصحيحة (2312). (¬5) انظر المغني (2/ 526).

وهي زيادة ثابتة في رواية الطيالسي وأبي يعلي وحكاه ابن حجر في الفتح كذلك فكأنه سقط من قلم المؤلف. (فقد استحل) أي حل له النكاح وفيه جواز النكاح على أي صداق قليل أو كثير وأنه لا حد لأقله، (هق (¬1) عن ابن أبي لبيبة) (¬2) ضبط فيما قوبل على خط المصنف بفتح اللام مؤنث لبيب بالموحدة ثم تحتية مثناه ثم موحدة، وقال الشارح: تصغير لبة والمصنف رمز لضعفه، وعزاه ابن حجر [4/ 199] لابن أبي شيبة بلفظ عن أبي لبيبة وقال: لا يثبت وعزاه الهيثمي لأبي يعلي وقال: فيه يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة (¬3) ضعيف. 8384 - "من استطاب بثلاثة أحجار ليس فيهن رجيع عن له طهوراً. (طب) عن خزيمة بن ثابت (ح) ". (من استطاب) طلب طيب مخرج غائطه أو بوله عن القذر (بثلاثة أحجار) لكل سبيل (ليس فيهن رجيع) من روث ونحوه ويحتمل طاهرات عن أن يكون فيهن رجيع (عن له طهوراً) بضم الطاء مغنياً عن الماء فإن نقصت عن الثلاث لم يكن له طهوراً، وقد صرح به في حديث ولا يستنجى أحدكم بأقل من ثلاثة أحجار، وبهذا أخذ الشافعي وأحمد وأصحاب الحديث فاشترطوا أن لا ينقص عن ثلاث مع رعاية الإنقاء فإذا لم يحصل بها زيد حتى ينقي، والإيثار فيما بعد الثلاث مندوب. فائدة: أنكر حذيفة وابن الزبير وسعد بن مالك وابن المسيب الاستنجاء ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 238)، وابن أبي شيبة (36167)، وأبو يعلي (943)، وانظر: التلخيص الحبير (3/ 19)، والمجمع (4/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5396) والضعيفة (4543). (¬2) جاء في الأصل (أبي لبيبة) ولعل الصواب ما أثبتناه. (¬3) انظر المغني (2/ 739).

بالماء وقال عطاء غسل الدبر مجوسية وكان الحسن لا يستنجى بالماء (¬1). (طب (¬2) عن خزيمة بن ثابت) رمز المصنف لحسنه. 8385 - "من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإن أشفع لمن يموت بها. (حم ت هـ حب) عن ابن عمر (صح) ". (من استطاع أن) يكون. (بالمدينة) مقيما حتى يدركه الموت. (فليمت بها فإنى أشفع لمن يموت بها) زيادة على الشفاعة لغيره من أهل الإيمان لأنه يكون للميت بها حق الجوار، قال السمهودى (¬3): فيه بشرى للساكنين بها بالموت على الإِسلام لاختصاص الشفاعة بالمسلمين وكفى بها مزية. (حم ت هـ حب (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح خلا عبد الله بن عكرمة ولم يتكلم فيه أحد بسوء. 8386 - "من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل. الضياء عن الزبير (صح) ". (من استطاع منكم أن يكون له خبء) بالخاء المعجمة والموحدة فهمز (من عمل صالح) لأخراه (فليفعل) وكل يستطيع ذلك فالموفق من ادخر له الأعمال الصالحة وكأن الإشارة بقوله خبء إلى أنه عمل لا يطلع عليه (الضياء (¬5) عن الزبير) رمز المصنف لصحته، وقيل: الصحيح إنه موقوف على الزبير. ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 251) عند قول البخاري باب: الاستنجاء بالماء. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 87) رقم (3729)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5397)، والضعيفة (4544). (¬3) انظر: خلاصة الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي (1/ 91). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 74)، والترمذي (3917)، وابن ماجة (3112)، وابن حبان (3741)، وانظر المجمع (3/ 306)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6015). (¬5) أخرجه الضياء في المختارة (883، 884)، وانظر العلل المتناهية (2/ 822)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6018)، والصحيحة (2313).

8387 - "من استطاع منكم أن يقي دينه وعرضه بماله فليفعل. (ك) عن أنس". (من استطاع منكم أن يقي) من الوقاية الصيانة (دينه وعرضه) بكسر المهملة موضع الذم والمدح (بماله فليفعل) فإن الأموال وقاية للأديان والأعراض (ك (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: سكت عليه المصنف كالحاكم فأوهم أنه لا علة له وليس كذلك فقد استدركه الذهبي على الحاكم فقال: فيه نوح هالك انتهى ومراده شرح أبى عصمة (¬2) رواه عبد الرحمن بن بديل عن أنس. 8388 - "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل فلينفعه. (حم م هـ) عن جابر (صح) ". (من استطاع منكم أن ينفع أخاه) قال في الفردوس: بالرقية كأنه لسياق الحديث وإلا فهو عام لكل نفع (فلينفعه) فإن أحب عباد الله إليه أنفعهم لعباده. (حم م هـ (¬3) عن جابر) قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرقي فجاء عمرو بن حزم فقال: يا رسول الله كانت عندنا رقيه نرقي بها العقرب وإنك فهيت عن الرقي فعرضوها عليه، فقال: "ما أرى بأساً" فذكره. 8389 - "من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين قبلته أحد فليفعل. (د) عن أبي سعيد (ح) ". (من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين قبلته) إذا صلى (أحد) بأن يصلي إليه (فليفعل) ذلك ندبا فإنه أبعد لتشويش خاطره (د (¬4) عن أبي سعيد الخدري) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 50)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5399)، والضعيفة (899): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 703). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 302)، ومسلم (2199)، والنسائي في الكبرى (7540). (¬4) أخرجه أبو داود (699)، وأحمد (3/ 82)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6016)، والصحيحة (3251).

8390 - "من استطاع منكم أن يستر أخاه المؤمن بطرف ثوبه فليفعل. (فر) عن جابر". (من استطاع منكم أن يستر أخاه المؤمن) أي يستر عورته إذا انكشفت وهو نائم أو نحوه. (بطرف ثوبه فليفعل) أو هو كناية عن ستره إن وجده على ما لا ينبغي من المعاصي أو نحو ذلك وفيه ندب ستر المؤمن. (فر (¬1) عن جابر) سكت عليه المصنف وفيه المنكدر بن محمَّد بن المنكدر (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء واختلف قول أحمد فيه. 8391 - "من استعاذ بالله فأعيذوه ومن سألكم بوجه الله فأعطوه. (حم د) عن ابن عباس (صح) ". (من استعاذ) التجأ إليه بالاستعاذة من أي أمر أي من استعاذ متوسلًا (بالله) على التضمين أو أنه صلة استعاذ والمعنى من استعاذ بالله فلا تتعرضوا له أشار إليه الطيبي والآخر هو الأظهر. (فأعيذوه) إذا قال لمن أراد منه أمراً أعوذ بالله من ذلك الأمر فإنه يجب إعاذته كما هو ظاهر الأمر (ومن سألكم بوجه الله) بأن يقول أسألك بوجه الشك شيئاً من أمر الدنيا والآخرة. (فأعطوه) وظاهره الإيجاب وقد روى الطبراني: "ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجراً" (¬3) تقدم (حم د (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، ورواه عنه الترمذي في العلل وذكر أنه سأل البخاري [4/ 200] عن ابن نهيك ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس كما في الكنز (6383) وانظر فيض القدير (6/ 55)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5398). (¬2) انظر المغني (2/ 679). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 377) رقم (943). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 249)، وأبو داود (5108)، وانظر علل الترمذي للقاضي أبو طالب (1/ 367)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6020)، وصححه في الصحيحة (253).

ابن نهيك فلم يعرف اسمه لأنه أحد رواته. 8392 - "من استعاذكم بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه. (حم وإن حب ك) عن ابن عمر (صح) ". (من استعاذكم بالله فأعيذوه ومن سألكم بالله فأعطوه) ما لم يسأل هجراً كما سلف (ومن دعاكم) إلى ضيافة أو غيرها (فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه) على معروفه بمثله أو خير منه (فإن لم تجدوا ما تكافئونه) بالنون فيما قوبل على خط المصنف وبحذفها وهي رواية المصابيح، قال الطيبي: سقطت من غير ناصب ولا جازم إما تخفيفاً أو سهواً (فادعوا له) ويكفي: جزاك الله خيراً كما وردت به رواية (حتى تروا أنكم قد كافأتموه) تظنوا أنها قد طابت نفسه بالدعاء له عن إحسانه وفيه ما ترى من الآداب الجميلة والأخلاق الجليلة. (حم د ن حب ك (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته؛ وقال النووي: في الرياض (¬2): حديث صحيح. 8393 - "من استعجل أخطأ. الحكيم عن الحسن مرسلًا". (من استعجل أخطأ) أو كاد لأن العجلة تحمله على قلة النظر وعدم التدبير فيقع الخطأ فالأناة خير في الأمور التي لا يخشى فواتها وإلا فقد تقدم: "ثلاث لا تؤخر" ونحوه. (الحكيم (¬3) عن الحسن مرسلًا). 8394 - "من استعفف أعفه الله، ومن استغنى أغناه الله، ومن سأل الناس وله عدل خمس أواق فقد سأل إلحافا. (حم) عن رجل من مزينة (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 68)، وأبو داود (5109)، والنسائي في السنن الكبرى (2348)، وابن حبان (3408)، والحاكم (1/ 412)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6021)، والصحيحة (254). (¬2) انظر: رياض الصالحين (2/ 263). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (4/ 214)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5400).

(من استعفف) طلب الغفة وأرادها (أعفه الله) ييسر الله له ما طلبه منها. (ومن استغنى) عن الناس (أغناه الله) بأن يسوق إليه ما يغنيه عنهم وملأ قلبه غنى والغنى غنى النفس (ومن سأل الناس وله عدل) بفتح المهملة وسكون المهملة الثانية أي قدر (خمس أواق) من الفضة (فقد سأل الناس إلحافاً) هو كالإلحاح وهو ملازمة المسئول حتى يعطيه وهو مذموم وهل يدخل فيه من ملك ما قيمته ذلك محل نظر وقد تكلمنا عليه في رسالة مستقلة (حم (¬1) عن رجل) من مزينة وهو صحابي لا تضر جهالته والمصنف رمز لحسنه. 8395 - "من استعمل رجلاً من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين. (ك) عن ابن عباس (صح) ". (من استعمل رجلاً) جعله عاملا على رعية. (من عصابة) من جماعة. (وفيهم من هو أرضى لله منه) من الذي جعله عاملًا (فقد خان الله) فإنه لا يأمر إلا بتولية من يرضاه تعالى (ورسوله) فإنه بلّغ ذلك عن الله (والمؤمنين) لأنه ما نظر لمصلحتهم بل اتبع هواه واستعمل من يرضاه هو وإن لم يرضه الله إما لقرابة أو صداقة أو نحو ذلك وهذا أمر مشى عليه الناس سلفًا وخلفاً لا يرون إلا رضي من يحبونه لهوى أو قرابة إلا من عصمه الله وقليل ما هم. (ك (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي فقال: حسين ضعيف، يريد حسين بن قيس (¬3) رواية عن عكرمة عن ابن عباس، وقال المنذري: حسين هذا هو حنش وهو واهٍ، وقال ابن حجر (¬4): فيه حسين بن قيس ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 138) وصححه الألباني في صحيح الجامع (6022)، والصحيحة (2314). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 20)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 125)، والدارية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 165)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5401)، والضعيفة (4545). (¬3) انظر المغني (1/ 175). (¬4) قال الحافظ في التقريب (1342): الحسين بن قيس الرحبي أبو علي الواسطي لقبه حنش -بفتح =

الرحبي واهٍ وله شواهد من طريق إبراهيم بن زياد (¬1) أحد المجهولين عن خصيف عن عكرمة عن ابن عباس وهو في تاريخ الخطيب. 8396 - "من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً فما أخذه بعد ذلك فهو غلول. (د ك) عن بريدة (صح) ". (من استعملناه على عمل فرزقناه رزقاً) على عمالته (فما أخذه بعد ذلك فهو غلول) أخذ للشيء بغير حله فيكون حراماً بل كبيرة ففيه أن لا يحل للعامل إلا ما أعطاه من استعمله فلا يأخذ شيئاً مما قبضه غير ذلك وأما الهدية من الذين يقبض منهم فقد علمت حرمتها من أحاديث وأنها من الغلول (د ك (¬2) عن بريدة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 8397 - "من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطاً فما فوقه كان ذلك غلولًا يأتي به يوم القيامة. (م د) عن عدي بن عميرة (صح) ". (من استعملناه) جعلناه عاملًا (منكم على عمل فكتمنا مخيطاً) بكسر الميم ولا أدنى من المخيط فهو النهاية في الحقارة (فما فوقه كان ذلك) المكتوم أو الفعل الذي هو الكتم (غلولًا) جناية وخدعاً (يأتي به يوم القيامة): {وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} {آل عمران: 161] ليشهد أهل الموقف أنه خائن فيخزيه الله بذلك وهو أعظم الخزي: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} [الشعراء: 87] وذلك لأن المال الذي استعمل عليه مال عباد الله لكل أحد فيه حق. (م د (¬3) عن عدي بن عميرة) بفتح العين المهملة وكسر الميم وسكون المثناة التحتية ثم راء (¬4). ¬

_ = المهلمة والنون ثم معجمة- متروك من السادسة. (¬1) انظر المغني (1/ 15). (¬2) أخرجه أبو داود (2943)، والحاكم (1/ 406)، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (6023). (¬3) أخرجه مسلم (1833)، وأبو داود (3581). (¬4) انظر: الإصابة (4/ 476).

8398 - "من استغفر الله دبر كل صلاة ثلاث مرات فقال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه وإن كان قد فر من الزحف. (ع) وابن السني عن البراء (ض) ". (من استغفر الله دبر) عقب (كل صلاة) مفروضة ويحتمل الإطلاق (ثلاث مرات فقال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، غفرت ذنوبه) كبائرها وصغائرها كما أفاده (وإن كان قد فر من الزحف) من الجيش لأن الفرار منه كبيرة، فيه فضيلة الاستغفار بهذا اللفظ في هذا الموضع. (ع) وابن السني (¬1) عن البراء) رمز المصنف لضعفه. 8399 - "من استغفر الله في كل يوم سبعين مرة لم يكتب من الكاذبين، ومن استغفر الله في ليلة سبعين مرة لم يكتب من الغافلين. ابن السني عن عائشة (ض) ". (من استغفر الله في كل يوم [4/ 201] سبعين مرة لم يكتب من الكاذبين) في توبته وقوله لأنه يبعد أن العبد يكذب في يومه سبعين مرة أو لأن الله يوفقه ويسدد لسانه فلا يطلقها بالكذب بعد هذا الذكر (ومن استغفر الله في ليلةٍ) دل الأول على أن المراد من اليوم النهار (سبعين مرة لم يكتب من الغافلين) عن ذكر الله ففيه أنه ينبغي للمؤمن المحافظة على هذا ليسلم من أن يكون في زمرة الكاذبين أو الغافلين. (ابن السني (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 8400 - "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة. (طب) عن عبادة". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلي (6811)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (136)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5452). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (368)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5403)، والضعيفة (4547) وقال: ضعيف جداً.

(من استغفر) طلب المغفرة بأي عبارة (للمؤمنين والمؤمنات) كما أمر الله رسوله بذلك: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمَّد: 19] وكما قال نوح - عليه السلام -: {وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28]. (كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة) ظاهره يعم الأحياء والأموات. (طب (¬1) عن عبادة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: إسناده جيد. 8401 - "من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعًا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض. (طب) عن أبي الدرداء". (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات) فيه الدعاء للعصاة فإنه عام لكل مؤمن ومؤمنه ومنهم من هو عاصٍ (كل يوم سبعًا وعشرين مرة) من الأسرار التي لا تعرف في المقادير (كان من الذين يستجاب لهم) الدعاء (ويرزق بهم) بركاتهم. (أهل الأرض) وفيه فضيلة الإحسان إلى أهل الإيمان مطلقاً (طب (¬2) عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه عثمان بن أبي عاتكة (¬3) وثقه غير واحد وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات. 8402 - "من استغنى أغناه الله ومن استعف أعفه الله ومن استكفى كفاه الله، ومن سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف". (حم ن) والضياء عن أبي سعيد (صح) ". (من استغنى) عن العباد (أغناه الله) من فضله ووضع الغنى في قلبه (ومن استعف) طلب العفة في كل أموره (أعفه الله) ساق إليه مراده (ومن استكفى) بما ساقه الله إليه. (كفاه الله) مؤنته (ومن سأل) الناس أموالهم (وله) من الرزق. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير، وانظر قول الهيثمي في المجمع (10/ 210)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6026). (¬2) أخرجه الطبراني المعجم الكبير، وعزاه له الهيثمي في المجمع (10/ 210)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5454). (¬3) انظر المغني 2/ 426).

(قيمة أوقية) تقدم بيانها أنها من الفضة (فقد ألحف) ألح والله لا يحب ذلك ولا يرضاه تقدم هذا المعنى غير مرة وفيه أن من لم يستعفف بما أغناه الله لم يعفه الله فلا زال فقيراً في نفسه وقس عليه بقية ما ذكر (حم ن والضياء (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 8403 - "من استقاد مالاً فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول. (ت) عن ابن عمر". (من استقاد) حصل وملك (مالاً) ركوباً يبلغ النصاب (فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول) من حين استقاده فإنه لم يوجب الله تعالى زكاة على مالك المال حتى يحول عليه حول وهو في ملكه أي سنة قمرية (ت (¬2) عن ابن عمر) موقوفاً ومرفوعًا ومراد المصنف الأخير والموقوف أصح منه لأن في المرفوع عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف عندهم، قال ابن المديني: كثير الغلط، وقال الذهبي: فيه عبد الرحمن بن زيد واهٍ، وصح من قول ابن عمر وقال ابن الجوزي: لا يصح مرفوعاً. 8404 - "من استفتح أول نهاره بخير وختمه بالخير قال الله لملائكته: لا تكتبوا عليه ما بين ذلك من الذنوب. (طب) والضياء عن عبد الله بن بسر (صح) ". (من استفتح) أي افتتح إنه (نهاره بخير) من صلاة وذكر وتسبيح وصدقة (وختمه بالخير) كذلك ومن ذلك التزامه الأذكار في الصباح والمساء وفتح الصبح بصلاة الفجر وختمه بالعشاء (قال الله لملائكته) الحفظة (لا تكتبوا عليه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 7)، وأبو داود (1628)، والنسائي (رقم 2595)، وانظر المجمع (9/ 331)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6027). (¬2) أخرجه الترمذي (631، 632)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 156)، والعلل المتناهية 2/ 495، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5405).

ما بين ذلك من الذنوب) الصغائر مر غير مرة وفيه الاحتمال الذي أسلفناه (طب والضياء (¬1) عن عبد الله بن بسر) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه الجراح بن يحيى المؤذن لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 8405 - "من استلحق شيئاً ليس منه حته الله حت الورق. الشاشي والضياء عن سعد (صح) ". (من استلحق) طلب لحاق أمر به إما مال يلحقه لملكه باغتصاب وانتهاب أو نسب أو أي أمر ألحقه لنفسه كذبًا وزوراً. (حته الله) بالحاء المهملة والمثناة الفوقية مشددة أوهنه الله تدريجاً كما: (حت الورق) التي على الأشجار فإنه يحتها بالرياح واليباس حتى يعود كأن لم يكن (الشاشي) هو: أبو الهيثم الأديب يروي الشمائل عن الترمذي وهو بالمعجمتين نسبة إلى الشاش مدينة وراء نهر سيحون، (والضياء (¬2) عن سعد) هو: إذا أطلق ابن أبي وقاص رمز المصنف لصحته. 8406 - "من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة ومن تلا آية من كتاب الله كانت له نوراً يوم القيامة. (حم) عن أبي هريرة". (من استمع إلى آية من كتاب الله) هو إذا أطلق القرآن فالإضافة عادية وعداه بإلى بتضمينه معنى الإصغاء والإمالة. (كتبت له حسنة مضاعفة) إلى عشرة أضعاف إلى أكثر من ذلك. (ومن تلا آية من كتاب الله) كانت التلاوة أو الآية. (له نوراً يوم القيامة) وفيه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع والضياء في المختارة (65)، وانظر المجمع (10/ 112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5406)، والضعيفة (2238). (¬2) أخرجه الشاشي في المسند (155)، والضياء في المختارة (965)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5407)، والضعيفة (4548).

أن القراءة أفضل من الاستماع لقراءة غيره. (حم (¬1) عن أبي هريرة) [4/ 202] سكت عليه المصنف وقال العراقي (¬2): فيه ضعف وانقطاع، وقال الهيثمي: فيه عباد بن ميسرة (¬3) ضعفه أحمد وغيره ووثقه ابن معين مرة وضعفه أخرى. 8407 - "من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك، ومن أري عينيه في المنام ما لم ير كلف أن يعقد شعيره. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (من استمع إلى حديث قوم) ولو رجلين (وهم له) لإسماعه أو لذاته. (كارهون) يعرف ذلك بالتصريح أو القرائن (صب) بالمهملة والموحدة مغير صيغة أي صب الله (في أذنيه) التي بهما كانت المعصية نظير قطع يد السارق التي بها كانت السرقة (الآنك) بفتح الهمزة مع المد وضم النون: الرصاص المذاب والخالص منه أو الأبيض أو الأسود، قال الزمخشري (¬4): هي أعجمية، وقال الجوهري: أفعل بضم العين من أبنية الجمع لم تأت عليه من المفردات إلا آنك وهو يحتمل الإخبار والدعاء قيل وهذا في حديث قوم لا يكون في استماعه ما يكون سبباً لمنعهم عن الفساد ونحوه كلو استمع إلى حديث قوم يريدون التشاور في فعل معصية كقتل نفس فإنه هنا لا يمنع عن الاستماع ولا يدخل تحت الوعيد بل قد يجب (ومن أري عينيه في المنام) ادعى لهما أنهما رأيا شيئاً من الأشياء والنسبة إلى العينين مع أن رؤية المنام لا تستند إليهما لأن الرؤية في اليقظة لهما فأضيفت إليهما في المنام مجازًا ولذا أسند الرؤية إلى النائم في قوله. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 341)، وانظر المجمع (7/ 162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5408). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (1/ 230). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 327). (¬4) الفائق (1/ 60).

(ما لم ير كلف) في الآخرة. (أن يعقد شعيرة) بالشين المعجمة ثم المهملة واحده الحب المعروف وزاد الإسماعيلي في رواية بعد شعير ويعذب بها وليس بفاعل، قال القرطبي: إنما شدد الوعيد على الكذب في المنام مع أن الكذب يقظة أشد مفسدة لأن كذب المنام كذب على الله انتهى. قلت: والله أعلم بالحكمة في هذه العقوبة المخصوصة على هذا النوع من المعصية والمراد أن يعقدها عقد الخيط وفيه أنه تكليف بالمحال ولعله يجوز في دار العذاب وكأن الحكمة أنه لما عقد من الأقوال شيئاً لا وجود له كلف أن يعقد حسا شيئاً لا يمكنه وفيه تحريم الكذب في الأحلام. (طب (¬1) عن ابن عباسى) رمز المصنف لحسنه. 8408 - "من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين في الجنة. الحكيم عن أبي موسى". (من استمع إلى صوت غناء) من أي مغن (لم يؤذن له أن يستمع الروحانيين في الجنة) تمامه عند مخرجه قال: ومن الروحانيون يا رسول الله؟ قال: "قرأ أهل الجنة" انتهى. وفيه أن في الجنة من استمع الناس قرائهم تلذذا بأصواتهم وأنه من دخل الجنة قد يمنع بعض لذاتها أو يفوته التلذذ بها وإن لم يتألم لفواته إذ ليست بدار تألم ولا هم ولا حزن، ومثل حرمان شارب الخمر في الدنيا عن شربها في الآخرة ونحوه وقيل بل المراد أنه يمنع في الوقت الذي يعذب فيه في النار فإن خرج بالرحمة أو الشفاعة ودخل الجنة لم يحرم شيئاً من نعيمها (الحكيم (¬2) عن أبي موسى). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 248) رقم (11637)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6028). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 87)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5409).

8409 - "من استمع إلى قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة. ابن عساكر عن أنس". (من استمع إلى قينةٍ) أمة تغني وإنما خصها لأن الغناء أكثر ما يكون في الإماء. (صب في أذنيه الآنك يوم القيامة) هو كما سلف وفيه تحريم سماع الغناء ولو من أمته وزوجته. (ابن عساكر (¬1) عن أنس). 8410 - "من استنجى من الريح فليس منا. ابن عساكر عن جابر". (من استنجى) أزال النجو بالماء أو الحجارة. (من الريح) الخارجة من الدبر. (فليس منا) من أهل طريقتنا واتباعنا وملتنا وفيه أنه لا يجب ولا يندب الاستنجاء من الريح وهو الموافق للعقل فإن الاستنجاء لإزالة أثر جرم النجو وليس للريح جرم وهل يحرم لقوله ليس منا أو يكره يحتمل الأمرين. (ابن عساكر (¬2) عن جابر) سكت عليه المصنف وفيه شرقي بن قطامي قال في الميزان: له نحو عشرة أحاديث فيها مناكير وساق هذا منها، وقال الساجي: شرقي ضعيف وفي اللسان أنه كذاب. 8411 - "من استودع وديعة فلا ضمان عليه. (هـ هق) عن ابن عمرو (ض) ". (من استودع وديعة) فتلفت (فلا ضمان عليه) حيث لم يفرط لما علم من أدلة أخرى. (هـ هق (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي: حديث ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (51/ 263)، وانظر العلل المتناهية (2/ 786)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5410)، والضعيفة (4549): موضوع. (¬2) أخرجه ابن عساكر (53/ 49)، وابن عدي في الكامل (4/ 35)، والجرجاني في تاريخ جرجان (1/ 313)، وانظر الميزان (3/ 370)، واللسان (3/ 142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5411). (¬3) أخرجه ابن ماجة (2401)، والبيهقي في السنن (6/ 289)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6029)، والصحيحة (2315).

ضعيف وجزم بضعفه الذهبي في المهذب (¬1)، وقال ابن حجر: فيه المثنى بن الصباح متروك. 8412 - "من أسدى إلى قوم نعمة فلم يشكروها له فدعا عليهم استجيب له. الشيرازي عن ابن عباس". (من أسدى) بالمهملتين وألف مقصورة هو بمعنى أعطى وأولى. (إلى قوم) أو فرد منهم. (نعمة فلم يشكروها له) ولم يكافئوه عليها. (فدعا عليهم استجيب له) فيهم لأنه دعا بشيء يستحقه فيجاب؛ لأنه طلب حقا فالعجب ممن [4/ 203] يعطيه الغير فيذمه تارةً لحقارة ما يعطيه وأخرى يجحدها وهذا شامل لكل جاحد نعمة إنسان كان له عليه امتنان بقول أو بفعل، وأعظم المنن تعليم الإنسان لغيره علماً ينفعه في دينه أو دنياه فيكفر نعمة شيخه وقد يتعمد إيذاءه ونحوه فيجب تعظيم كل عالم من الأموات والدعاء له والترحم سيما المؤلفون في علوم الدين فإنهم قد أسدوا نعما إلى الخلائق أجمعين. (الشيرازي (¬2) عن ابن عباس) ورواه غيره عنه. 8413 - "من أسف على دنيا فاتته اقترب من النار مسيرة ألف سنة، ومن أسف على آخرة فاتته اقترب من الجنة مسيرة ألف سنة. الرازي في مشيخته عن ابن عمرو". (من أسف) الأسف الغضب والمراد هنا حزن وتحسر (على دنيا فاتته) قال الطيبي: ولا يجوز حمله على الغضب لأنه لا يقال غضب على ما فات بل على من فوت عليه. (اقترب من النار مسيرة ألف سنة) هذا وعيد شديد وكأن المراد أو ¬

_ (¬1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 10194). (¬2) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (6449)، وانظر فيض القدير (6/ 60)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5412).

أثار من ذلك الجزع، والكلمات القبيحة لا الأمر الذي يجده الفاقد لأمره فإنه شيء طبيعي يجب عليه دفاع ما يتأثر عنه وذلك لأنه دل على عظمة الدنيا عنده (ومن أسف) حزن (على آخرة فاتته) أي على خصلة من خصال الآخرة وطاعة من الطاعات كحزنه على فوات صلاة جماعة أو تشيع جنازة أو عيادة مريض (اقترب من الجنة) بسبب الحزن الذي أصابه (مسيرة ألف سنة) وذلك لأنه دل على عظمة الآخرة في عينه وشدة تصديقه بوعد الله على الأعمال الصالحة. (الشيرازي (¬1) في مشيخته (عن ابن عمرو). 8414 - "من أسلف في شيء فليسلف في قيل معلوم، ووزن معلوم، إلى أجل معلوم. (حم ق 4) عن ابن عباس (صح) ". (من أسلف في شيء) أي عقد السلم وهو بيع شيء موصوف في الذمة في شيء. (فليسلف في كيل معلوم) إن كان المسلم فيه مكيلاً (ووزن معلوم) إن كان موزوناً (إلى أجل معلوم) وهذا أصل جليل في السلم وفرع عليه الفقهاء فروعا طويلة. (حم ق 4 (¬2) عن ابن عباس) قال قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهم يسلمون في الثمار سنة وسنتين فذكره. 8415 - "من أسلف في شيء فلا يصرفه إلى غيره. (د) عن أبي سعيد (ح) ". (من أسلف) أسلم (في شيء) معين (فلا يصرفه) يستند له متجاوزاً (إلى غيره) بل لا يقبض إلا ما أسلم فيه، وقال الطيبي: يحتمل أن يراد لا يتبعه أي المسلف، اسم فاعل من غيره قبل القبض. (د (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الرازي في مشيخته (107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5413)، والضعيفة (1770) وقال: ضعيف جداً. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 282)، والبخاري (2239)، ومسلم (1604)، وأبو داود (3463)، والترمذي (1311)، والنسائي (7/ 290) رقم (4616)، وابن ماجة (2280). (¬3) أخرجه أبو داود (3468)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5414).

8416 - "من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة. (طب) عن عقبة بن عامر". (من أسلم على يديه رجل) أو امرأة. (وجبت له الجنة) لأنه بترغيبه إياه ودعائه له إلى الإِسلام نال ذلك الأجر وكذا من اهتدى رجل على يدي آخر بسنة أو توبة أو ترك بدعة أو نحوه كان مأجورا وفيه حديث: "الدال على الخير كفاعله". (طب (¬1) عن عقبة بن عامر) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي فيه محمَّد بن معاوية النيسابوري (¬2) ضعفه الجمهور وقال ابن معين: كذاب وبقية رجاله ثقات انتهي. وأورده ابن الجوزى في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن له متابعات في مسند الشهاب. 8417 - "من أسلم على يديه رجل فله ولاؤه. (طب عد قط هق) عن أبي أمامة". (من أسلم على يدي رجل فله ولاؤه) أي هو أحق بأن يرثه وفي لفظ البخاري: "فهو أولى الناس بمحياه ومماته" (¬3) قيل: لا يصح لمعارضته حديث: "إنما الولاء لمن أعتق" (¬4)، وقيل: يجمع بينهما بأن حديث: "إنما الولاء يختص بمن أسلم" أو يؤل، حديث الكتاب بالموالاة والمناصرة لا بالإرث ولا يخص حديث إنما الولاء (طب عد قط هق (¬5) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 285) رقم (786)، والقضاعي في مسند الشهاب (472)، وانظر الموضوعات لابن الجوزي (1/ 137)، والمجمع (1/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5415) وقال: ضعيف جداً. (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 93)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 100)، والمغني (2/ 634). (¬3) أخرجه البخاري تعليقًا (6/ 2483) باب إذا أسلم علي يديه. (¬4) أخرجه البخاري (2156). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 189) رقم (7781) وابن عدي في الكامل (2/ 135)، (6/ 400)، =

وفيه عند الدارقطنى معاوية بن يحيي الصدفي (¬1) ومعاوية ليس بشيء، وقال الهيثمي: بعد عزوه له إلى الطبراني فيه: معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف وفي الميزان هذا الخبر من مناكير جعفر بن الزبير (¬2) وجعفر هذا كذبه شعبة وقد وضع مائة حديث. 8418 - "من أسلم على شيء فهو له. (عد هق) عن أبي هريرة". (من أسلم على شيء) تحت يده (فهو له) فيحرر بالإسلام ماله ودمه، ويحتمل أن من جعل له شيء ليسلم استحقه وإن كان في مقابلة واجب (عد هق (¬3) عن أبي هريرة) سكت المصنف عليه، وقد قال ابن عدي: مخرجه فيه متروك. 8419 - "من أسلم من فارس فهو قرشي. ابن النجار عن عمر". (من أسلم من فارس) من أرض فارس (فهو قرشي) هو من باب: "سلمان منا أهل البيت" (¬4) والمراد أن الفارسي بإسلامه وإن كان دون قريش نسباً فهو ملتحق بالمسلمين من قريش له مالهم وعليه ما عليهم قد ساوى الإسلام بينهم. (ابن النجار (¬5) عن ابن عمرو) ورواه الديلمي عن ابن عباس بلفظ: "من أسلم ¬

_ = والدارقطني (4/ 181)، والبيهقي في السنن (10/ 298)، وانظر الميزان (2/ 133، 134)، والمجمع (5/ 334)، وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (6033)، والصحيحة (2316). (¬1) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 96)، والمغني (2/ 667). (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 28)، والمغني (1/ 132). (¬3) أخرجه ابن عدي (7/ 184)، والبيهقي في السنن (9/ 113)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6032). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 212) رقم (6040)، وفي إسناده كثير بن عبد الله المزني ضعفه الجمهور كما في مجمع الزوائد (6/ 130)، والحاكم (3/ 691). (¬5) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (11021)، والديلمي في الفردوس (5770)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5416).

من فارس فهو من قريش فهم إخواننا وعصبتنا". 8420 - "من أشاد على مسلم عورة يشينه بها بغير حق شأنه الله بها في النار يوم القيامة. (هب) عن أبي ذر (ح) ". (من أشاد) بمعجمة بعد الهمزة آخره مهملة أشاع من شاد البناء إذا طوله استعير للإشاعة بالقول (على مسلمٍ) كأنه للأغلب وإلا فعرض الذمي محترم كدمه (عورة) هي كلما يستهجن إشاعته (يشينه) يعيبه بذكرها وإن كانت صادقة فإن ستر عورة المسلم واجبة (بغير حق) أي إشاعة ملتبسة بغير حق لا لو كانت بحق كالشهادة عليه بأنه قذف محصنه أو أتى بفاحشة الزنا أو بالسرقة أو بالشرب للخمر فإن هذا مستثنى ولكن من شرطه أن لا يتجاوز ما أذن فيه الشرع كتأدية الشهادة ونحوها ولا يجعل عرضه عرضة يلوكه به في المواقف وكذلك المواضع التي أذن فيها الشرع بالغيبة (شانه الله بها) بعقوبة تلك الإشادة بها. (في النار يوم القيامة) أي عاقبه وعبر عنها بشأنه مشاكلة، ويحتمل الحقيقة وأنه تعالى يجعل عقوبته نوعاً يكون عارًا وعيبا بين أهل النار وفيه تعظيم حرمات العباد وعليه: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ...} الآية. [النور: 20]. (هب (¬1) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه، قال الحافظ العراقي: فيه عبد الله بن ميمون (¬2) فإن لم يكن القداح فهو متروك انتهى، ورواه عنه الحاكم (¬3) وصححه وتعقبه الذهبي بأن سنده مظلم، قال الشارح: وبه يعرف على ما في رمز المصنف لحسنه. 8421 - "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه. (م ت) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (9658)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5417)، والضعيفة (1265). (¬2) انظر المغني (1/ 360)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 63). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 353)، وعند الحاكم: من سياق على مسلم.

(من أشار إلى أخيه بحديدة) من سكين أو سيف أو نحو ذلك يخوفه بها (فإن الملائكة تلعنه) تدعو عليه بالبعد عن الرحمة والطرد (وإن كان) المشير أو المشار إليه (أخاه لأبيه وأمه) وظاهره ولو هازلاً لاعباً إذا قصد به الترويع، وفيه عظمة شأن ترويع المسلم بأي شيء ولو بالإشارة والتهديد فكيف بما هو أعظم من ذلك، والملائكة لا تلعن إلا من أذن الله لها بلعنه فدعاؤها مجاب (م ت (¬1) عن أبي هريرة). 8422 - "من أشار بحديدة إلى أحد من المسلمين يريد قتله فقد وجب دمه. (ك) عن عائشة (صح) ". (من أشار بحديدة إلى أحد من المسلمين يريد قتله) هذا قيد لما هنا وللأول. (فقد وجب دمه) أي حل قتله دفاعا عن النفس، فوجب بمعنى حل قاله ابن الأثير، قال ابن العربي: إذا استحق الذي يشير بالحديدة اللعن والقتل فكيف بالذي يصيب. (ك (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، ورواه أحمد من حديث علقمة بن أبي علقمة عن أخيه عن عائشة، قال الهيثمي: أخو علقمة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 8423 - "من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الخيرات، ومن أشفق من النار لها عن الشهوات، ومن ترقب الموت هانت عليه اللذات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات. (هب) عن علي (ض) ". (من اشتاق إلى الجنة) دار الإثابة (سارع إلى الخيرات) إلى الأعمال الصالحات لأن المشتاق إلى شيء يبادر بفعل ما يقربه إليه والجنة دار الإثابة ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2616)، والترمذي (2162). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 158)، وأحمد (6/ 266)، وانظر المجمع (7/ 292)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5418).

لفاعلين الخيرات والطاعات فإن الله تعالى قال: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} "ثم وصفهم بأنهم: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ في السَّرَّاء وَالضَّرَّاء ...} الآية. [آل عمران: 133، 134] ونحوها (ومن أشفق) خاف (من النار) لما فيها من العذاب بها نفسه عن اتباعها (عن الشهوات) قال الله: {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات: 40] أي كل ما يهواه مما لا يرضاه الله، قال في الإحياء (¬1): اتفق العلماء والحكماء على أن الطريق إلى سعادة الآخرة لا يتم إلا بنهي النفس عن الهوى ومخالفة الشهوات (ومن ترقب) انتظر (الموت هانت عليه اللذات) من مأكل ومشرب وغيرها إذ كل لذة لمن يعلم أن الموت يطرقه لا يهوله فواتها (ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات) فإن تزهده عن الدنيا لا يخدع لفوات فائت منها فإنه ما يجزع إلا من رغب إلى هذه الدار بل الزاهد فيها الراغب في ما عند الله يعد مصائبها نعما لما يرجوه من الإثابة. (هب (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف وزعم ابن الجوزي وضعه. 8424 - "من اشترى سرقة وهو يعلم أنها سرقة فقد شرك في عارها وإثمها. (ك هق) عن أبي هريرة (صح) ". (من اشترى سرقة) شيئاً مسروقاً (وهو يعلم أنها سرقة فقد شرك) من باشر سرقها. (في عارها) في الدنيا (وإثمها) في الآخرة وذلك أنه يعلم أنه لا حق لبائعها فيها فقد شرى ما ليس يملك لبائعه، وفي رواية للطبراني: "من أكلها وهو يعلم أنها سرقة فقد شرك في إثمها". (ك هق (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف ¬

_ (¬1) إحياء علوم الدين (3/ 67). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10618)، والقضاعي في مسند الشهاب (348)، والموضوعات (3/ 180)، وتخريج الإحياء (4/ 108)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5419)، والضعيفة (4550). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 35)، والبيهقي في السنن (5/ 335)، والطبراني في الكبير (25/ 35) =

لصحته [4/ 205] وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن الزنجي (¬1) وشرحبيل (¬2) ضعفاء. 8425 - "من اشترى ثوبا بعشرة دراهم وفيه درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه. (حم) عن ابن عمر". (من اشترى ثوبا بعشرة دراهم) مثلاً. (وفيه) أي في ثمنه. (درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه) فيه دليل لأحمد وغيره بأنها لا تصح الصلاة في المغصوب ومن قال بصحتها حمل نفي القبول على عدم الإثابة لا إسقاط الواجب وللمسألة بحث في الأصول وقد وفينا البحث فيها حقه في حاشيتنا على شرح عمدة الأحكام المسماة بالعدة ولله الحمد. (حم (¬3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وقد قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف، وقال ابن حجر: ضعيف جداً، وقال أحمد: هذا الحديث ليس بشيء، قال ابن عبد الهادي رواه أحمد في المسند وضعفه في العلل (¬4). 8426 - "من أصاب ذنباً فأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته (حم) والضياء عن خزيمة بن ثابت (صح) ". (من أصاب ذنباً) من الذنوب التي جعل الله عَزَّ وَجَلَّ فيها حدًّا معيناً (فأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو) أي الحد (كفارته) على ذنبه، من زنا مثلا ثم أقيم عليه الحد فهو كفارة لحق الله وحق أهل المرأة وزوجها باق عليه، وظاهر الحديث ¬

_ = رقم (61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5421). (¬1) انظر المغني (2/ 655)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 97). (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 39)، والمغني (1/ 296). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 98)، وعبد بن حميد (849)، وانظر اللسان (3/ 261)، والعلل المتناهية (2/ 684)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5420)، والضعيفة (844). (¬4) انظر: تنقيح تحقيق أحاديث التعليق (1/ 304 - 305).

أنه يكفر عنه الحد ذنب معصيته ولو لم يتب، ويحتمل أن المراد أنه ليس عليه في ظاهر الشرع إلا ذلك ولا على الولاة إلا إقامة الحد، وليس عليه حبس ولا عقوبة بمال فإن تاب كان التكفير عن عقوبة الآخرة بالتوبة، ويأتي حديث: "فالله أعدل من أن يثني عليه العقوبة في الآخرة" (¬1) والكلام عليه. (حم والضياء (¬2) عن خزيمة بن ثابت) رمز المصنف لصحته، قال الذهبي في المهذب (¬3): إسناده صالح، وقال الترمذي في العلل: سألت عنه محمداً يعني البخاري، فقال: هذا حديث فيه اضطراب وضعفه جداً، وقال ابن الجوزي: قال ابن حبان: ليس هذا من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 8427 - "من أصاب مالاً من نهاوش أذهبه الله في نهابر. ابن النجار عن أبي سلمة الحمصي". (من أصاب مالاً من تهاوش) بالتاء المثناة من فوق وكسر الواو ويروى بالموحدة ويروى بالنون وبالميم عوضها وهو كلما أصيب من غير حله والهوش هو الجمع (أذهبه الله في نهابِر) بنون أوله مفتوحة وكسر الموحدة بزنة منابر جمع نهبر، وأصل النهابر مواضع الرمل إذا وقعت به رِحل بعيرٍ لا يكاد يخلص، والمراد من أخذ شيئاً من غير حله أذهبه الله غير محله. (ابن النجار (¬4) عن أبي سلمة الحمصي) تابعي قال في التقريب مجهول، وفيه عمرو بن الحصين قال في الميزان: متروك والمصنف سكت عليه. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2626)، وابن ماجة (2604). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 214)، والضياء في المختارة (767)، وانظر علل الترمذي (1/ 230)، وعلل الدارقطني (3/ 128). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 13714). (¬4) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (9256)، والقضاعي في مسند الشهاب (441، 442)، وانظر الميزان (5/ 307)، والتقريب (1/ 645)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5424)، والضعيفة (41).

8428 - "من أصاب من شيء فليلزمه. (هـ) عن أنس". (من أصاب) أي خيراً. (من شيء) من أي أمر أباحه الله كإصابة الأرزاق من التجارة ونحوها من أي مكسب. (فليلزمه) أي يلزم ذلك الشيء الذي أصاب منه فإن الله قدر للأرزاق أسبابًا ولكل إنسان حظ في أمر منها فإن وافق الخير من جهة لزمها فإنه قد يفوت الخير بفواتها. (هـ (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقد قال الزركشي: فروة (¬2) أحد رواته تكلم فيه الأزدي، وقال غيره: نسب إلى الضعف والوضع انتهى. لكن قد رواه البيهقي والقضاعي بلفظ: "من رزق" وهو يعضده. 8429 - "من أصاب حداً فعجل عقوبته في الدنيا فالله أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة، ومن أصاب حدا فستره الله عليه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه. (ت هـ ك) عن علي (صح) ". (من أصاب حداً) ذنبا يوجب حدا فأقيم المسبب مقام السبب، ويحتمل أن يراد به محرماً من باب: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا} [البقرة 187] فسمى محارمه حدوده (فعجل عقوبته في الدنيا) بإقامته عليه إن أريد الأول أو ما هو أعم من ذلك كمصائب الدنيا المكفرات للذنوب إن أريد بالحد المحرم مطلقاً (فالله أعدل من أن يثني على عبده العقوبة في الآخرة) يحتمل مع التوبة أو مع عدمها إلا أن الأظهر الآخر وأنه لا عقاب في الآخرة على ما أقيم عليه حده بل يعاقب على عدم التوبة، هذا في الذنب الذي رتب الله عليه عقوبة الدنيا فقط، أما ما رتب عليه عقوبة الدارين كقوله تعالى في المحاربين: {لَهُمْ خِزْيٌ في الدُّنْيَا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2147)، والبيهقي في الشعب (1241)، والقضاعي (375)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5425). (¬2) انظر المغني (2/ 510).

وَلَهُمْ في الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33] فإن خزي الدنيا لا يبطل عذاب الآخرة لأنه جعل لهم عقوبتين لا تسقط إحداهما الآخرى بخلاف الزاني مثلاً فإنه جعل عقوبته الجلد أو الرجم معه أو بدونه فقط فإن أقيم عليه لم يبق عليه عقاب بسببه (ومن أصاب حدًا) كما سلف التأويلين (فستره الله) لم يطلع (عليه) أحداً حتى يتفرع عليه وجوب إقامة الحد (فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه) كأن المراد وتاب فإنه لا عفو عن الكبيرة إلا بالتوبة وعقوبتها [4/ 206] باقية حيث لم تقم في الدنيا. تنبيه: أسلفنا احتمال أن التكفير مع التوبة أو مع عدمها ورجحنا الآخر ثم رأيت كلاماً لابن جرير الطبري (¬1) لفظه، قال ابن جرير فيه: إن إقامة الحد في الدنيا يكفر الذنب وإن لم يتب المحدود وإلا كان أهل الكبائر يخلدون في النار لأن العقوبة الدنيوية إذا لم يكفر إلاَّ مع التوبة كانت كذلك في الآخرة لا يكون العقاب لأهل التوحيد بالنار منجيا لهم منها إن لم تسبق التوبة في الدنيا وذلك مما يرده تصريح النصوص بأن الموحدين غير مخلدين انتهى. (ت هـ ك (¬2) عن علي) رمز المصنف لصحته. قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما، وأقره الذهبي، وقال في المهذب (¬3): إسناده جيد وفي الفتح: إسناده حسن. 8430 - "من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى: إما بموت أجل، أو غنى عاجل. (حم د ك) عن ابن مسعود (صح) ". (من أصابته فاقة) حاجة. (فأنزلها بالناس) عرضها عليهم وسألهم سد خلته. ¬

_ (¬1) انظر: التفسير (11/ 252). (¬2) أخرجه الترمذي (2626)، وابن ماجة (2603)، والحاكم (1/ 7)، وأحمد (5/ 313)، وانظر فتح الباري (8/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5423). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 13714).

(لم تسد فاقته) لأنه أنزلها بمحتاج مثله فقير إلى غيره وترك القادر على كل شيء، فغاية ما يفعله الناس أن تسد خلته في حينه. (ومن أنزلها بالله أوشك) بفتح الهمزة وفتح الشين (الله له بالغنى) أي أسرع له غناه وعجله قال التوربشتي ما معناه: والغنى بفتح الغين الكفاية من قولهم لا يغني غناء بالمد والهمزة ومن رواه بكسر الغين والمد على معنى اليسار فقد حرف المعنى لأنه قد يأيته الكفاف عما هو فيه (إما بموت أجل، أو غنى عاجل) فإن هذا التعليل لا يناسب معنى اليسار قال الشارح كذا في نسخ هذا الكتاب وأكثر نسخ المصابيح والذي في سنن أبي داود والترمذي: "بموت عاجل أو غنى آجل" وهو كما قال الطيبي: أصح. (حم د ك (¬1) هق عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8431 - "من أصابه غم أو هم أو سقم أو شدة فقال: الله ربي لا شريك له، كشف ذلك عنه. (طب) عن أسماء بنت عميس (ح) ". (من أصابه غم أو هم) الهم عما يخاف استقباله والغم عما نزل (أو سقم أو شدة) عطف عام على خاص زاد في رواية أحمد والطبراني: "أو أزل أو لأواء": قال في الفردوس: الأزل الضيق والشدة واللأواء الفقر. (فقال: الله ربي لا شريك له) من قلب صادق بمولاه واثق عالم أنه القادر على كل مقدور. (كشف ذلك عنه) فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء. (هب (¬2) عن أسماء بنت عميس) رمز المصنف لحسنه، وقال الشارح: فيه عبد العزيز أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: ضعفه أبو شهر ووثقه جمع. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 407)، وأبو داود (1645)، والحاكم (1/ 408)، والبيهقي في السنن (4/ 196)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6041)، والصحيحة (2787). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 154) رقم (396)، وأحمد (6/ 321)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6040).

8432 - "من أصبح وهو لا يهم بظلم أحد غفر له ما اجترم. ابن عساكر عن أنس (ح) ". (من أصبح وهو لا يهم بظلم أحد) من الخلق مع قدرته على ظلمه. (غفر له ما اجترم) في رواية: "وإن لم يستغفر" وذلك إذا ترك الظلم امتثالاً لأمر الله ورجوعاً إلى نهيه ووقوفاً عند إرادة ربه فإنه بهذه النية وهذا الامتثال صار مطيعاً حقيقا بأن يغفر له، أما لو أصبح لا ينوي ظلم أحد غفلة وسهواً أو عجزاً وضعفاً فلا ثواب له، وفيه أن من أصبح عارضاً عن الظلم لا يغفر له ماحقا ويعاقب بنيته للظلم وهذا من فوائد الإمارة وإن عزم على الترك من شرورها إن عزم على خلافه وهو شامل لكل من تحت يده من يتمكن من ظلمه (ابن عساكر (¬1) عن أنس) سكت المصنف عليه فيما رأيناه من النسخة المقابلة على خطه، وقال الشارح: رمز المصنف لحسنه وفيه إسحاق بن مرة قال في الميزان عن الأزدي: متروك الحديث وساق له هذا الحديث في اللسان ثم قال عقيبه: ضعيف جدًا وأعاده في اللسان في ترجمة عمار بن عبد الملك وقال أتى عنه بقية بعجائب منها هذا الخبر. 8433 - "من أصبح وهمه التقوى ثم أصاب فيما بين ذلك ذنباً غفر الله له. ابن عساكر عن ابن عباس". (من أصبح وهمه التقوى) لربه بإتيان كل ما أمر به واجتناب كل ما نهى عنه. (ثم أصاب فيما بين ذلك ذنبا غفر الله له) من الذنوب الصغائر بسبب حسن النية فينبغي للعبد أن لا يخلي نفسه عن نية الخير في كل حين (ابن عساكر (¬2) عن ابن عباس). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (53/ 273) وانظر لسان الميزان (1/ 375)، والميزان (1/ 353)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5430) وقال: ضعيف جدًا، والضعيفة (1876). (¬2) أخرجه ابن عساكر (54/ 157)، وانظر فيض القدير (6/ 67)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5428)، والضعيفة (1874): موضوع.

8434 - "من أصبح وهمه غير الله فليس من الله، ومن أصبح لا يهتم بالمسلمين فليس منهم. (ك) عن ابن مسعود (صح) ". (من أصبح) دخل في الصباح، وكذلك من أمسى (وهمه غير الله) غير طاعته وذكره وشغل فكره بما يريده إيماناً (فليس من الله) ليس من الدين لهم بطاعته اتصال ولا حظ في قربه ولا في محبته والإنس به (ومن [4/ 257] أصبح لا يهتم بالمسلمين) بالنظر فيما يصلح أحوالهم ويقربهم من الله ويجمع قلوبهم ولو بالدعاء لهم. (فليس منهم) ليس من خلصهم، فإن المؤمن يهمه ما يهم أهل الإيمان ويسره ما يسرهم ويحزنه ما يحزنهم (ك (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وقال الشارح: سكت المصنف عليه فأوهم أنه صالح وهو غفول عن تشنيع الذهبي على الحاكم بأن إسحاق بن بسر أحد رجاله عدم، وقال: وإنما الخبر موضوع وأورده في الميزان في ترجمة إسحاق هذا من حديثه وقال: كذبه ابن المديني والدارقطني ومن ثمة حكم عليه ابن الجوزي بالوضع. 8435 - "من أصبح مطيعا لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة، وإن كان واحدا فواحد. ابن عساكر عن ابن عباس". (من أصبح مطيعا لله في والديه) قائما ببرهما. (أصبح له بابان مفتوحان من الجنة) لأن طاعتهما من طاعة الله فهي امتثال لأمره تعالى ولذا قال مطيعاً لله (وإن كان) المطيع لله فيه (واحداً) من الأبوين بأن يكون الآخر قد مات لا لو كان عاقاً لأحدهما مطيعا للآخر، ويحتمل هذا أيضًا وأنه يثاب على بر أحدهما ولا ينافيه عقوبته على عقوق الآخر (فواحد) أي فالباب المفتوح واحد. (ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 320)، والبيهقي في الشعب (10586)، وابن بشران في آماليه (395)، والدارقطني في الغرائب والأفراد (960 أطراف الغرائب)، وانظر: الميزان (1/ 337)، واللسان (1/ 354)، والفوائد المجموعة (233)، وتذكرة الموضوعات (69)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5429)، والضعيفة (310).

عساكر (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال في اللسان: رجاله ثقات غير عبد الله بن يحيى السرخسي فهو آفته اتهمه ابن عدى. 8436 - "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. (خد ت هـ) عن عبيد الله بن محصن (ح) ". (من أصبح منكم آمناً في سربه) بكسر السين على الأشهر أي في نفسه وروى بفتحها أي في مسلكه وقيل بفتحتين أي في بيته (معافى في جسده) صحيحاً في بدنه (عنده قوت يومه) غداؤه وعشاؤه (فكأنما حيزت له الدنيا) أي ضمت وجمعت. (بحذافيرها) بجوانبها إذ ليس مع من نال الدنيا بجوانبها سوى هذه الثلاث. (خد ت هـ (¬2) عن عبيد الله بن محصن) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب. 8437 - "من أصبح يوم الجمعة صائما، وعاد مريضا، وشهد جنازة، وتصدق بصدقة، فقد أوجب. (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (من أصبح يوم الجمعة صائمًا) بصوم يوم قبله أو بعده على القول بكراهة إفراده بالصوم أو في صوم واجب (وعاد مريضا، وشهد جنازة) حضر الصلاة عليها ودفنها (وتصدق بصدقة) ولو يسيرا كما يقتضيه تنكيرها (فقد أوجب) لنفسه الجنة إذ لا تجتمع هذه الأعمال الصالحات في يوم فاضل إلا لموفق (هب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن مخرجه البيهقي قال فيه وفي الذي بعده وكلاهما ضعيف انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7916)، وانظر اللسان (3/ 376)، وضعفه الأللباني في ضعيف الجامع (5427). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (300)، والترمذي (2346)، وابن ماجة (4141)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6042)، والصحيحة (2318). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3864)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5432).

قلت: والمصنف يكتفي بالرمز في كتابه هذا فوق رمز الحديث بما قيل فيه فقول الشارح: ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسكت عليه غير ظاهر وقد تكرر هذا من الخارج ومنا تنبيهًا عليه. 8438 - "من أصبح يوم الجمعة صائماً، وعاد مريضاً، وأطعم مسكيناً، وشيع جنازة، لم يتبعه ذنب أربعين سنة. (عد هب) عن جابر". (من أصبح يوم الجمعة صائماً، وعاد مريضاً، وأطعم مسكيناً) هو مقابل لقوله في الأول وتصدق بصدقة غايته أن هذا أخص (وشيع جنازة) تبعها مصليا عليها موافقاً لها (لم يتبعه ذنب أربعين سنة) بل يلاطف في تركه الذنوب أو يوفق التوبة فلا يأتى ذنب منه إلا تبعته التوبة الماحية له (خد هب (¬1) عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني تفرد به عمرو بن حمزة (¬2) عن الخليل بن مرة (¬3) وعمرو: ضعيف والخليل: قال ابن حبان: منكر الحديث. 8439 - "من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده وكتمها ولم يشكها إلى الناس كان حقًّا على الله أن يغفر له. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده وكتمها) عن العباد. (ولم يشكها إلى الناس) وهو تفسير لكتمها. (كان حقاً على الله أن يغفر له) ولا ينافي ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه: وا رأساه، ونحوه لأنه لم يقله على جهة الشكوى بل على جهة الإخبار عن غير تبرم وسخط فلو قال العليل والمصاب ذلك تبرمًا وسخطاً كان آثماً. (طب (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه بقية ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3865)، وابن عدي في الكامل (3/ 60) في ترجمة الخليل بن مرة، وقال الألباني في ضعيف الجامع (620): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 483)، والعلل المتناهية (2/ 827). (¬3) انظر المغني (1/ 214)، والعلل المتناهية (2/ 827). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (737)، وفي الكبير (11/ 184) رقم (11438)، وانظر المجمع =

وهو ضعيف انتهى. وقال المنذري: لا بأس بإسناده انتهى وعده في الميزان في ترجمة بقية من جملة ما طعن عليه فيه وأعاده في ترجمة هشام بن الأزرق وقال: قال أبو حاتم: هذا موضوع لا أصل له. 8440 - "من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب. (هـ) عن الحسين بن علي" (ض). (من أصيب بمصيبة) كل ما في النفس أو المال أو الأهل. (فذكر مصيبته تلك فأحدث استرجاعا) قال: إنا لله وإنا إليه راجعون. (وإن تقادم عهدها) قال المصنف: وفي رواية: "استرجع بعد أربعين سنة". (كتب الله له من الأجر) على المصيبة. (مثل يوم أصيب) لفضل استرجاعه إلى مولاه، قال بعض العلماء: جعل الله هذه الكلمة ملجأ لذوى المصائب [4/ 208] لما جمعت من المعانى العجيبة وفيه أن الرضا بالقضاء مأجور عليه وإن تقادم عهده ولا ينافيه: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" (¬1) لأن المراد به الكامل .. (هـ (¬2) عن الحسين بن على) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري. 8441 - "من أصيب في جسده بشيء فتركه لله كان كفارة له. (حم) عن رجل (ح) ". (من أصيب في جسده بشيء فتركه) ولم يأخذ عليه دية ولا إرشا (لله) أي لما ¬

_ = (2/ 331)، والترغيب والترهيب (4/ 145)، والميزان (7/ 80)، وعلل ابن أبي حاتم (2/ 126)، (2/ 178)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5435)، وقال في الضعيفة (198): موضوع. (¬1) أخرجه البخاري (1283)، ومسلم (926). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1060)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 174)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5434)، والضعيفة (4551) وقال: ضعيف جدًّا.

يرجوه من ثوابه (كان كفارة له) أي لذنوبه فإن من عفي وأصلح كان أجره على الله وفيه حث على العفو (حم (¬1) عن رجل) من الصحابة رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه مجالد وقد اختلط. 8442 - "من أضحى يوما محرماً ملبياً حتى غربت الشمس غربت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه. (حم هـ) عن جابر (ح) ". (من أضحى) ظهر للشمس وبرز لها (يوما محرماً) بحج أو عمرة (ملبياً) قائلًا كلمة التلبية (حتى غربت الشمس) ذلك اليوم (غربت بذنوبه فعاد كما ولدته أمه) أي بغير ذنب قال المحب الطبري: الأضحى هو الظهور للشمس واعتزال الكن والظل ففيه فضيلة اعتزال ما يستره عن الشمس وهو محرم فينبغي ألا يستظل في يوم عرفة، والظاهر أنَّ المراد أكثر يومه ضاحياً فلا ينافيه الاستظلال بعض يومه. (حم هـ (¬2) عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 8443 - "من اضطجع مضجعاً لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة ومن قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة. (د) عن أبي هريرة (ح) ". (من اضطجع) من ليل أو نهار (مضجعاً لم يذكر الله فيه) وللنوم أذكار معروفة (كان عليه ترة) بكسر المثناة الفوقية والراء تقدم أنها التبعة (ومن قعد مقعداً لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة) فلا يحسن من عبد إهمال ذكر الله في حال من الأحوال (د (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفيه محمَّد بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 412)، وانظر المجمع (6/ 302)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5436)، والضعيفة (4552). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 373)، وابن ماجة (2925)، والبيهقي في السنن (5/ 43)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5437). (¬3) أخرجه أبو داود (5059)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6477)، والصحيحة (78).

عجلان (¬1) خرج له مسلم متابعة وأورده الذهبي في الضعفاء. 8444 - "من أطاع الله فقد ذكر الله، وإن قلت: صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن، ومن عصى الله فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن. (طب) عن واقد (ض) ". (من أطاع الله) فيما أمره به فعلا ونهاه عنه تركاً. (فقد ذكر الله) فإن طاعته من ذكره (وإن قلت صلاته) نفلاً (وصيامه وتلاوته للقرآن) قال القرطبي: هذا يؤذن بأن حقيقة الذكر طاعة الله في امتثال أمره وتجنب نهيه (ومن عصى الله فلم يذكره) إذ لو ذكره لما خالف أمره (وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن) لأن عمدة هذه الطاعات ومصدر قبولها ذكر الله، قال القرطبي (¬2): لأنه كالمستهزئ والمتهاون ومن اتخذ آيات الله هزوا كما تري كثيرًا من الظلمة يكثرون نوافل الطاعات ولا يحترمون المحرمات. (طب (¬3) عن واقد) بالقاف والدال المهملة رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الهيثم بن حماد (¬4) وهو متروك. 8445 - "من أطعم مسلماً جائعاً أطعمه الله من ثمار الجنة. (حل) عن أبي سعيد". (من أطعم مسلما جائعا أطعمه الله من ثمار الجنة) وقد أفاد أنه يدخله الجنة فالمراد من المؤمن الآكل مطعم وأما المُطْعَم اسم مفعول فهو أعم فإن الأسير من الكفار والذمي مأجور مطعمه، فالتقييد بالمسلم حملا على الأغلب ويحتمل أن هذا الجزاء الخاص ولا يكون إلا في إطعام المسلم وفيه فضيلة الإطعام. ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 613). (¬2) تفسير القرطبي (4/ 206). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 154) رقم (413)، وانظر المجمع (2/ 258)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5438)، والضعيفة (4553). (¬4) انظر المغني (2/ 715).

(حل (¬1) عن أبي سعيد). 8446 - "من أطعم أخاه المسلم شهوته حرمه الله على النار. (هب) عن أبي هريرة". (من أطعم أخاه المسلم شهوته حرمه الله على النار) هذا دون جزاء الأول لأن ذلك إطعام جائع وهذا إعطاء الأخ شهوته وإن لم يكن جائعا فموقع الأول أشد. (هب (¬2) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقد قال مخرجه البيهقي: هو بهذا الإسناد منكر. 8447 - "من أطعم مريضا شهوته أطعمه الله من ثمار الجنة. (طب) عن سلمان الفارسي (ض) ". (من أطعم مريضا شهوته أطعمه الله من ثمار الجنة) هو كإطعام الجائع في الجزاء. (طب (¬3) عن سلمان) رمز المصنف لضعفه، وقال الشارح: وفيه أبو خالد عمرو بن خالد (¬4) وهو كذاب متروك. 8448 - "من أطفأ عن مؤمن سيئة كان خيراً ممن أحيا موءودة. (هب) عن أبي هريرة " (ض). (من أطفأ عن مؤمن سيئة) لعل المراد من عما عن أخيه إساءته إليه فكأنه أطفأ نار غضبه ويحتمل من حمله على التوبة عن سيئة ارتكبها فأطفأ غضب الله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم (8/ 134) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5442)، والضعيفة (4554) وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3382)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5439)، والضعيفة (106) وقال: موضوع. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 240) رقم (6107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5441) وقال: ضعيف جدًّا. (¬4) انظر المغني (2/ 483)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 249).

عنه بترغيبه له في التوبة ويحتمل من شفع لمؤمن إلا من أساء إليه حتى أطفأ عنه غضبه شفاعته (كان خيراً) في الأجر (ممن أحيا موؤدة) صبية مقتولة أي من السعي في حياتها (هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه وفيه الوليد بن مسلم أورده الذهبي في الضعفاء وقال ثقة مدلس سيما في شيوخ الأوزاعي (¬2)، وعبد الواحد بن قيس (¬3) قال يحيى: لا شيء. 8449 - "من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقأوا عينه. (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (من اطلع) ينظر (في بيت قوم) من باب أو كوة أو جدار أو كيف كان وهو يتناول المذكور والإناث، فلو اطلعت امرأة في بيت أجنبي جاز فقؤ عينها (بغير إذنهم) وإن لم ير عورة ولا شيئاً يكرهونه، وقيل: بل المراد إلى شيء يسترونه عن الأعين (فقد حل لهم أن يفقأوا عينه) ويهدر فلا دية ولا قصاص كما قاله الأكثر، وقالت الحنفية يضمنها لأن الدخول فوق النظر [4/ 209] والدخول لا يوجب ذلك. قلت: رد للنص بالرأي، وقالت المالكية يلزمه القصاص ورد عليهم صاحبهم القرطبي (¬4)، وقال ليس مع النص قياس ثم هل يلحق السمع بالبصر فيه وجهان: أصحهما لا؛ لأن البصر أشد والمراد أن لهم ذلك إن لم يندفع إلا به ولا يحل لهم فقؤها بعد انصرافه بل حال نظره (حم م (¬5) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (9653)، وابن أبي شيبة (34709)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5443). (¬2) انظر: المغني (2/ 725) وفيه: إمام مشهور، صدوق، ولكنه يدلس عن ضعفاء لاسيما في الأوزاعي، فإذا قال: ثنا الأوزاعي، فهو حجة. (¬3) انظر المغني (2/ 411). (¬4) انظر: تفسير القرطبي (12/ 190). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 385)، ومسلم (2158).

8450 - "من اطلع في كتاب أخيه بغير أمره فكأنما اطلع في النار. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (من اطلع) نظر (في كتاب أخيه) الذي يكتبه أو الذي يصله إليه من غيره. (بغير إذنه فكأنما اطلع في النار) أي أن ذلك يقربه ويدنيه من الإشراف عليها أو يقع فيها فهو حرام، وقيل: المعنى فكأنما ينظر فيما يوجب له النار وهو عام في كل كتاب. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 8451 - "من أعان مجاهداً في سبيل الله أو غارماً في عسرته أو مكاتباً في رقبته أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. (حم ك) عن سهل بن حنيف (صح) ". (من أعان مجاهداً في سبيل الله) بماله أو بدنه أو جاهه (أو غارماً) رجلاً لزمه عزم (في) حال (عسرته أو مكاتبا في) فكاك (رقبته أظله الله في ظله) ظل عرشه أو كناية عن الإحسان إليه كما تقدم (يوم لا ظل إلا ظله) إكراما له وجزاء بما فعل وتقدم الكلام في حديث: "سبعة يظلهم الله في ظله ... " الحديث (¬2) (حم ك (¬3) عن سهل بن حنيف) بالحاء المهملة والنون فالفاء مصغراً رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي، وقال: قلت: بل عمرو رافضي متروك انتهى يريد بعمرو عمرو بن ثابت (¬4) أحد رواته، وقال الهيثمي: بعد عزوه لأحمد: فيه عبد الله بن سهل بن حنيف ولم أعرفه. 8452 - "من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله مكتوب بين عينيه: ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 320) رقم (10781)، وأبو داود (1485)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5444)، والضعيفة (5425) وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 487)، والحاكم (2/ 89)، وانظر المجمع (4/ 241)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5447)، والضعيفة (4555). (¬4) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 80)، والمغني (2/ 482).

آيس من رحمة الله. (هـ) عن أبي هريرة (ض) ". (من أعان على قتل مؤمن) لم يجب عليه القتل (بشطر كلمة) ولو نحو أق: من القتل (لقي الله) وهو (مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله) كناية عن كونه كافرًا فإنه لا ييأس من رحمة الله إلا القوم الكافرون والكتابة حقيقة وهي لتفظيع شأن خطيئته على رؤوس الأشهاد وفيه تعظيم شأن القتل وإذا كان هذا وعيد على المعين فكيف المباشر (هـ (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي: فيه يزيد بن زياد الشامي (¬2) تالف، وقال ابن حجر كالمنذري: حديث ضعيف جدًا وحكم ابن الجوزي بوضعه متابعة لأبي حاتم فإنَّه قال في العلل: إنه موضوع. 8453 - "من أعان ظالماً سلطه الله عليه. ابن عساكر عن ابن مسعود ". (من أعان ظالما على ظلمه سلطه الله عليه) لأنه يريد بإعانته التعزز به والقرب منه فينقلب عليه ويسلط بسب إعانته وهو أمر مشاهد فالحديث من أعلام النبوة لأنه إخبار بالغيب (ابن عساكر (¬3) عن ابن مسعود) سكت المصنف عليه، وقال السخاوي: ابن زكريا هو العدوي متهم بالوضع فهو آفته انتهى يريد بابن زكريا أحد رجاله (¬4). 8454 - "من أعان على خصومة بظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع. (هـ ك) عن ابن عمر (صح) ". (من أعان على خصومة بظلم) أي واقعه بسبب ظلم أو حال كونها على ظلم. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2620)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 202)، والتلخيص الحبير (4/ 14)، والمجروحين (2/ 75)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5446)، والضعيفة (503). (¬2) انظر المغني 2/ 749، والعلل المتناهية (2/ 760). (¬3) أخرجه ابن عساكر (4/ 34)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5445)، والضعيفة (1937). (¬4) ابن زكريا هو الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد العدوي، انظر: المجروحين (1/ 241) لسان الميزان (2/ 228).

(لم يزل في سخط الله) غضبه لما أتاه من إعانة الظلم (حتى ينزع) يقلع عما هو عليه من الإعانة فهذا وعيد شديد يفيد كبر ذلك، وقد: عده الذهبي من الكبائر (¬1) ويدخل فيه شاهد الزور وغيره من الراشي على باطل والمراء كفر (هـ ك (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في التلخيص وقال في الكبائر: صحيح. 8455 - "من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله. (ك) عن ابن عباس (صح) ". (من أعان ظالماً) لفظ رواية الحاكم: "باطلاً". (ليدحض) ليزيل (بباطله حقاً فقد برئت منه ذمة الله ورسوله) لم يبق له من الله رعاية ولا عهد ولا من رسوله - صلى الله عليه وسلم -: وإذا لم يكن عون من الله للفتى ... فأكثر ما يجنى عليه اجتهاده وهذا الوعيد قاض أن ذلك من الكبائر (ك (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي، وقال: حنش الرحبي (¬4) ضعيف. 8456 - "من اعتذر إليه أخوه بمعذرة فلم يقبلها كان عليه من الخطيئة مثل صاحب مكس. (هـ) والضياء عن جودان". (من اعتذر إليه أخوه) المسلم في الله. (بمعذرة) عن إساءة صدرت منه إليه. (فلم يقبلها كان عليه من الخطيئة) بسبب رد معذرة أخيه (مثل صاحب مكس) وتقدم عظم إثم المكاسين ففيه تعين قبول المعذرة وإن كان كاذبًا فيها ولذا قيل (¬5): ¬

_ (¬1) انظر: الكبائر (ص: 221). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2320)، وأبو داود (3598)، والحاكم (4/ 99)، وصحيح الألباني في ضعيف الجامع (6049)، والضعيفة (1021). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 100)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6048). (¬4) انظر المغني (1/ 197). (¬5) عزاه ابن عساكر (5/ 89) إلى خيثمة بن سليمان وكذا الذهبي في السير (13/ 310)، وعزاه ياقوت =

اقبل معاذير من يأتيك معتذرًا ... إن ير عندك فيما قال أو فجرًا (هـ والضياء (¬1) عن جودان) بالجيم والدال المهملة قال الحافظ العراقي: لا صحبة له وباقي رجاله ثقات قال: ورواه الطبراني عن جابر بسند ضعيف انتهى. 8457 - "من اعتز بالعبيد أذله الله. الحكيم عن عمر". (من اعتز بالعبيد) من طلب العزة بطاعته عباد الله (أذله الله) لأنه طلب العزة من [4/ 210] غير محلها فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين. (الحكيم (¬2) عن عمر) سكت عليه المصنف وفيه عبد الله بن عبد الله الأموى (¬3) قال في الميزان عن العقيلي: لا يتابع على حديثه وأورد له هذا الخبر وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخالف من روايته. 8458 - "من اعتق رقبة مسلمة اعتق الله له بكل عضو منها عضوا منه من النار حتى فرجه بفرجه. (ق ت) عن أبي هريرة (صح) ". (من أعتق رقبه) من إطلاق الجزء على الكل وقد صار حقيقة عرفية (مسلمة) أخرجها عن الرق بالتحرير (أعتق الله) أبعد وخلص فالإطلاق مشاكلة (له بكل عضو منها عضوًا منه) من المعتق (من النار) فلا تمسه وإن كان استحقها (حتى فرجه بفرجه) قال الشارح: خص الفرج بالذكر لأنه محل أكبر الكبائر بعد الشرك والقتل وفيه الحث على إعتاق كامل الأعضاء ولذا ندب أن يعتق الذكر ¬

_ = في معجم الأدباء إلى إبراهيم بن محمَّد نفطويه. (¬1) أخرجه ابن ماجة (3718)، والبيهقي في الشعب (8334)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2709)، والطبراني في الكبير (2/ 275) (2156)، قال البوصيري الزوائد رجال إسناده ثقات إلا أنه مرسل، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5448). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 300)، (4/ 138)، والقضاعي في مسند الشهاب (350)، وانظر الميزان (4/ 133)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5449)، والضعيفة (2120). (¬3) انظر المغني (1/ 344).

ذكرًا والأنثى أنثى، إن قلت: إعتاقه له من النار إن كان لا يدخلها بكبائره لأنه غلب ثواب العتق ذنبه الذي استحق به النار فهذا يدخل أن الكبائر تكفرها غير التوبة وهو خلاف ما عليه الجماهير أو بصغائره فهي مكفره باجتناب الكبائر أجيب باختيار الأول وأنه محتمل أن للعتق حظا في الموازنة ليس لغيره فيكفر الكبائر لكونه أعظم من غيره من العبادات، قلت: وفيه نظر وقد حققنا البحث في رسالة مستقلة. (ق ت (¬1) عن أبي هريرة). 8459 - "من اعتقل رمحًا في سبيل الله عقله الله من الذنوب يوم القيامة. (حل) عن أبي هريرة". (من اعتقل رمحا في سبيل الله) اعتقال الرمح أن يجعله الراكب تحت فخذه ويجر آخره على الأرض. (عقله الله من الذنوب) أي منعه من عذابها وعقوبتها. (يوم القيامة) وفيه فضيلة الجهاد وأن هذا الأجر لمن أخذ الألة فكيف من طعن بها وضرب (حل (¬2) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: فيه بقية ومسلمة بن علي (¬3) وهو الشامي، قال الذهبي: قال الدارقطني وغيره: متروك، وعثمان بن عطاء (¬4) ضعفه الدارقطني وغيره. 8460 - "من اعتكف عشرًا في رمضان كان كحجتين وعمرتين. (هب) عن الحسين بن علي". (من اعتكف عشرًا في رمضان) أي من الليالي بأيامها أو الليالي فقط (كان كحجتين) في الأجر (وعمرتين) وفيه فضيلة اعتكاف العشر ولعل المراد بها ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2517)، ومسلم (1509)، والترمذي (1541). (¬2) وأخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 202)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5450)، والضعيفة (4556): موضوع. (¬3) انظر المغني (2/ 657)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 120). (¬4) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 170)، والمغني (2/ 427).

الآخرة من الشهر فهي أفضله (هب (¬1) عن الحسين بن علي) سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه البيهقي عقيبه: إسناده ضعيف، ومحمد بن زاذان (¬2) أي أحد رجاله متروك، وقال البخاري: لا يكتب حديثه انتهى. وفيه أيضًا عتبة بن عبد الرحمن (¬3) قال البخاري: تركوه وقال الذهبي في الضعفاء متروك أي متهم بالوضع. 8461 - "من اعتكف إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. (فر) عن عائشة". (من اعتكف إيمانًا) تصديقا بشرعية الاعتكاف (واحتسابًا) لما فيه من الأجر (غفر له ما تقدم من ذنبه) لإيمانه واحتسابه في الإتيان بهذه العبادة (فر (¬4) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: فيه من لا يعرف. 8462 - "من أعطاه الله تعالى حفظ كتابه فظن أن أحدًا أعطي أفضل مما أعطى فقد غلط أعظم النعم. (تخ هب) عن رجاء الغنوي مرسلًا". (من أعطاه الله تعالى حفظ كتابه) القرآن يحتمل غيبًا عن ظهر قلب ويحتمل حفظه ولو نظرًا فإن لكل عطية سنية والأولى أسنى (فظن أن أحدًا) من العباد (أعطي) من ربه (أفضل مما أعطى فقد غلط) بالمعجمة من الغلط (أعظم النعم) أي جهل أن أعظم النعم حفظ كتاب الله وأي نعمة أشرف من حفظ ما فيه شرف الدنيا والآخرة فإنها قد أدرجت النبوة بين جنبيه (تخ هب (¬5) عن رجاء) بالراء والجيم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (3966)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5451)، والضعيفة (518): موضوع. (¬2) انظر المغني (2/ 579). (¬3) انظر المغني (2/ 423). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (798)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5452). (¬5) أخرجه البخاري في التاريخ (3/ 311)، والبيهقي في الشعب (2593)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5454)، والضعيفة (1811) وقال: ضعيف جدًّا.

والهمزة (الغنوي) بفتح المعجمة وفتح النون نسبة إلى غني بن أصفر (مرسلًا) اختلف في رجاء فقيل هو صحابي فلا إرسال في حديثه وقيل من ثقات التابعين. 8463 - "من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير. (حم ت) عن أبي الدرداء". (من أعطى حظه) نصيبه (من الرفق) في أموره كلها (فقد أعطى حظه من الخير) فإن الرفق خير كله ولذا ورد أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه (ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير) كله فمن أعطاه الله الرفق فليحمد الله على ما أعطاه من الخير إذ بالرفق ينال مطالب الدين والدنيا. (حم ت (¬1) عن أبي الدرداء) في الكبير قال الترمذي: حسن صحيح. 8464 - "من أعطى شيئًا فوجده فليجز به ومن لم يجد فليثن به فإن أثني به فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره، ومن تحلى بما لم يعط فإنه كلابس ثوبي زور. (خد د ت حب) عن جابر (صح) ". (من أعطى) أي أعطاه أحد من العباد (شيئًا) يكافيء عليه (فوجد) أي كان واجدًا لما يكافيء به (فليجز به) من الجزاء المجازاة والمكافأة وفيه وجوب المكافأة على الواجد (ومن لم يجد) بأن كان معدمًا (فليثن) من الثناء المدح لفاعله (به) أي بسبب [4/ 211] ما أعطي (فإن) من (أثنى به فقد شكره) والله يحب من العبد أن يكون شاكرًا فالمكافأة شكر بالفعل والثناء شكر بالقول (وإن كتمه) كتم أن فلانًا أعطاه وكفاه بقول أو فعل (فقد كفره، ومن تحلى) بالحاء المهملة من الحلية (بما لم يعط) ادعاء أنه أعطى شيئًا كذبًا وقال المشارح من تزين بشعار الزهاد وليس منهم انتهى وهو خلاف سياق الحديث (فإنه كلابس ثوبي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 451)، والترمذي (2013)، والبخاري في الأدب (464)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6055).

زور) كمن لبس قميصا وصل كمه بكمين موهما أنه لابس قميصين كذا فسره الشارح فالحديث أفاد أن المكافئة على النعمة وإظهارها شكر لها وكتمها غفر وأن المدعى أنه أعطى ما لم يعط إثم لجعله كمن لبس الزور والزور كله حرام وهل على المكافأة أن يذكر النعمة أو يكفي المكافأة وهذه في نعم المخلوقين والخالق عَزَّ وَجَلَّ هو المنعم بكل نعمة والمكافأة الحقيقية متعذرة من العبد فعليه الثناء على مولاه والشكر لما أولاه والامتثال لفعل ما أمر به والترك لما نهاه. (خد د ت حب (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن. 8465 - "من أعيته المكاسب فعليه بمصر، وعليه بالجانب الغربي منها. ابن عساكر عن ابن عمر". (من أعيته المكاسب) ضاقت عليه ولم يهتد لوجهها (فعليه بمصر) الأرض المعروفة ويحتمل مطلق الأمصار لأنها محل المكاسب ويراد من ضاقت عليه في البادية إلا أن قوله (وعليه بالجانب الغربي منها) يشعر أنه أريد بها الأول فإنه الجانب المبارك ومصر أخصب الأرض وأوسعها تجارة وأكثرها ربحًا، وفي بعض الكتب الإلهية مصر خزائن الأرض كلها فمن أرادها بسوء قصمه الله وفيه ندب الكسب وترجيح بعض الديار على بعض لسهولة العيش. (ابن عساكر (¬2) عن ابن عمر). 8466 - "من أغاث ملهوفًا كتب الله له ثلاثًا وسبعين مغفرة: واحدة فيها صلاح أمره كله وثنتان وسبعون له درجات يوم القيامة. (تخ هب) عن أنس". (من أغاث) من الإغاثة (ملهوفًا) مكروبًا وهو شامل للمظلوم وغيره ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب (251)، وأبو داود (4813)، والترمذي (2034)، وابن حبان (3415)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6056)، وصححه في الصحيحة (617). (¬2) أخرجه ابن عساكر (60/ 325) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5455) والضعيفة (1884).

والإغاثة له السعي في تفريج كربته (كتب الله له ثلاثًا وسبعين مغفرة: واحدة منها فيها صلاح أمره كله) أمر دنياه وأخراه (وثنتان وسبعون له درجات يوم القيامة) فيه الحث على تفريج كرب المكروبين بالذي يمكن من الأقوال أو الأفعال ولو بالتأسية له والتسلية وفيه عظم ذنب من أورد كربا على مسلم أو أنزل به أمرا يكون فيه كربه وحزنه (تخ هب (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقد تعقبه مخرجه البيهقي بأنه منكر. انتهى وحكم ابن الجوزي بوضعه ورد عليه المصنف بأن له شاهدًا. 8467 - "من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار. (حم خ ت ن) عن أبي عبس". (من اغبرت قدماه) أصابها غبار (في سبيل الله) في الجهاد أو في طريق يطلب فيها مرضاة الله فيشمل الخارج إلى الصلاة ولطلب العلم ولغير ذلك. (حرمه الله على النار) وإذا كان هذا في اغبرار قدميه فكيف ببذله نفسه للقتال وكفاح الأعداء قال في المطامح: فيه تنبيه على فضيلة المشي على الأقدام في الطاعات وأنها من الأعمال الراجحة التي يستوجب بها العبد رفيع الدرجات (حم خ ت ن) (¬2) عن أبي عبس بفتح المهملة وسكون الموحدة آخرة مهملة اسمه عبد الرحمن بن جبر بالجيم المفتوحة وموحدة ساكنة. 8468 - "من اغتاب غازيا فكأنما قتل مؤمنًا. الشيرازي عن أبي مسعود". (من اغتاب) من الغيبة الانتقاص (غازيًا فكأنما قتل مؤمنًا) في الإثم، والغيبة محرمة مطلقا وأشدها لمن بذل نفسه لله وسمح بمهجته وأن يراق دمه في محبة ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ (3/ 350)، والبيهقي في الشعب (7670)، وأبو يعلى (4266) والعقيلي (617) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5456) وقال في الضعيفة (621): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 479)، والبخاري (907)، والترمذي (1632)، والنسائي (3116).

مولاه (الشيرازي (¬1) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: فيه الحسن بن أبي الحسن (¬2) قال الذهبي في الضعفاء: منكر الحديث. 8469 - "من اغتسل يوم الجمعة كان في طهارة إلى الجمعة الأخرى. (ك) عن أبي قتادة (صح) ". (من اغتسل يوم الجمعة) الظاهر أنه لصلاتها لأحاديث أخر (كان في طهارة) عن أدناس المعاصي والذنوب (إلى الجمعة الأخرى) وفيه فضيلة الغسل للجمعة وتقدم بلفظ أنه واجب (ك (¬3) عن أبي قتادة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وتعقبه الذهبي في المهذب (¬4) وقال: هذا حديث منكر وهارون (¬5) لا يدري من هذا انتهى أراد بهارون أحد رجاله، وقد قال فيه الحاكم: هارون بصري ثقة تفرد عنه شريح بن يونس انتهى؛ والذهبي حكم بجهالته. 8470 - "من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أذله الله تعالى في الدنيا والآخرة. ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أنس (ح) ". (من اغتيب عنده أخوه المسلم) من وقع في عرض مسلم عند آخر قال النووي (¬6): الغيبة ذكر الإنسان بما يكره [4/ 212] بلفظ أو كتابة أو رمز أو إشارة أو عين أو رأس أو يد وضابطه كلما أفهمت غيرك من نقص مسلم فهو غيبة (فلم ينصره) يدفع ما قيل فيه إن كان كذبًا أو الإخبار بأن الغيبة حرام إن ¬

_ (¬1) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (10631) فيض القدير (3/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5457). (¬2) انظر المغني (1/ 282). (¬3) أخرجه الحاكم 1/ 419، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6065)، وصححه في الصحيحة (2321). (¬4) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 1282). (¬5) انظر المغني (2/ 705). (¬6) انظر: الأذكار للنووي (ص: 790).

كان ما قالوه فيه صدقًا. (وهو يستطيع نصره) لا يخاف من ذلك وعنده لسان وبيان فإن خاف لزمه الإنكار بقلبه وفراق المقام (أذله الله تعالى) بسبب تركه نصر أخيه. (في الدنيا والآخرة) ويفهم أنه إن نصره أعزه الله في الدنيا والآخرة. (ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: ضعيف. 8471 - "من أفتى بغير علم كان إثمه على من أفتاه، ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من أفتى) بالبناء للفاعل وفي رواية بالبناء للمفعول (بغير علم) بل جهلًا وتخازيًا (كان إثمه) أي إثم المفتى اسم مفعول لأنه يعمل بما سمعه ممن أفتاه بالجهل فيكون آثما لكن إثمه (على من أفتاه) فيكون على المفتى بالجهل إثمان إثم القول بغير علم وإثم عمل المستفتى وعلى الرواية الأولى فضمير إثمه عائد على المستفتى الدال عليه السياق، وعلى الرواية الأخرى ظاهر (ومن أشار على أخيه بأمر يعلم أن الرشد في غيره فقد خانه) لأن المستشار مؤتمن فإذا أشار بغير ما يرضاه لنفسه فقد خان من ائتمنه (د ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 8472 - "من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض. ابن عساكر عن علي (ض) ". (من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السماء والأرض) لأنه قال على الله غير الحق ويقول ما ليس له به علم ولأنه صادر عن الكبرياء وأن لا يقر بأنه لا يعلم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (108) وفي الصمت (243)، وابن عدي في الكامل (1/ 386)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 334)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5458)، والضعيفة (1888) وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه أبو داود (3657)، والحاكم (1/ 184)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6068).

فاستحق هذا العقاب الشديد وهذا يدل على أنه كبيرة. (ابن عساكر (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 8473 - "من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر كله وإن صامه. (حم 4) عن أبي هريرة (ح) ". (من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة) من مرض أو سفر (رخصها الله له لم يقضه) بإسقاط إثمه (عنه صيام الدهر كله وإن صامه) ظاهره أن العامد لا يقضي وإن ذنبه أعظم من أن يكفر بالقضاء، وقيل: هو مؤول بأن المراد أن القضاء لا يقوم مقام الأداء وإن صام عوض اليوم دهرا لأن الإثم لا يسقط بالقضاء وإن سقط به الصوم ولأن القضاء لا يساوى الأداء في الكمال لقوله لم يقضه عنه صيام الدهر أي في وصفه الخاص به وهو الكمال وإن كان يقضي عنه الصيام لكنه منحط عن الأداء، قال ابن المنير: هذا هو اللائق بمعنى الحديث ولا يحمل على نفي القضاء بالكلية إذ لا يعهد عبادة واجبة مؤقتة لا تقبل القضاء. (حم 4 (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه وفيه أبو المطوس يزيد بن الطوس (¬3)، قال الترمذي في العلل عن البخاري: لا أعرف له غيره ولا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أم لا، وقال الطبري: حديث ضعيف لا يحتج بمثله وقد صحت الأحاديث بخلافه، وقال الدميري: ضعيف، وإن علقه البخاري وممن جزم بضعفه البغوي وسكت عليه أبو داود، وقال ابن حجر: فيه اضطراب، وقال الذهبي: في الكبائر لم يثبت هذا. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (52/ 20)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5459). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 458)، وأبو داود (2396)، والترمذي (723)، والنسائي الكبرى (3281)، وابن ماجة (1672)، والبخاري تعليقًا (2/ 683) باب إذا جامع في رمضان .. ، وانظر: الكبائر (ص: 37)، وفتح الباري (4/ 161)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5462). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 240)، والمجروحين (3/ 157).

8474 - "من أفطر يومًا من رمضان في الحضر فليهد بدنه. (قط) عن جابر (ض) ". (من أفطر يوما من رمضان في الحضر) يخرج السفر والمراد عمدًا من غير عذر. (فليهد بدنه) يجعلها هديا إلى البيت كفارة عن فطره وتمام الحديث: "فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعا من تمر للمساكين" (قط (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه الدارقطني: الحارث (¬2) ومقاتل (¬3) ضعيفان يعني من رجاله الذين ساق سنده بهما، وفي الميزان: هذا حديث باطل يكفي في رده تلف خالد وشيخه ضعيف ومقاتل غير ثقة وخالد (¬4) كذبه الغرياني ووهاه ابن عدي انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: مقاتل كذاب وخالد ضعيف وتبعه المؤلف في مختصره ساكتا عليه. قلت: فالعجب ذكره له هنا مع التزامه تجريد هذا الجامع عن الموضوع وقد مر نظير هذا. 8475 - "من أفطر يوما من رمضان فمات قبل أن يقضيه فعليه بكل يوم مد لمسكين. (حل) عن ابن عمر". (من أفطر يومًا من رمضان) كأن المراد لعذر (فمات قبل أن يقضيه فعليه) عوض عن قضائه (كل يوم) أي عن كل يوم (مد لمسكين) فتحمل الوصية بكفارة الصيام على المد لكل يوم وإنما قلنا المراد من أفطر لعذر لأنه تقدم أن العامد لا يقضيه صيام الدهر فلا يكفره المد بالأولى. (حل (¬5) عن ابن عمر) ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (2/ 191)، وانظر الموضوعات لابن الجوزي (2/ 196)، والميزان (2/ 420)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5461)، والضعيفة (623): موضوع. (¬2) والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 182)، والمغني (1/ 124). (¬3) انظر المغني (2/ 675)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 136). (¬4) والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 249)، والمغني (1/ 205). (¬5) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 246)، والطبراني في الأوسط (4531)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5460)، والضعيفة (4557).

سكت عليه المصنف وقد رواه عنه الطبراني وفيه أشعث بن سوار (¬1) ضعفه جمع. 8476 - "من أفطر في رمضان ناسيًا فلا قضاء عليه ولا كفارة. (ك هق) عن أبي هريرة (صح) ". (من أفطر في رمضان ناسيًا) لكونه صائمًا (فلا قضاء عليه) في الحياة [4/ 213] (ولا كفارة) بعد الممات فإن الله أطعمه وسقاه كما ثبت بهذا اللفظ في حديث آخر وبه أخذ الشافعي وغيره وخالف فيه جماعة والمسألة معروفة في الفروع (ك هق (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال البيهقي: رواته ثقات وتعقبه الذهبي في المهذب (¬3) بأنه رواه النسائي عن يوسف بن سعيد عن علي بن بكار عن محمَّد بن عمر وقال: هذا حديث منكر. 8477 - "من أقال مسلمًا أقال الله تعالى عثرته (د هـ ك) عن أبي هريرة". (من أقال مسلمًا) وافقه على نقض البيع وأجابه إليه (أقال الله تعالى عثرته) رفعه من سقوطه، يقال: أقاله يقيله إقالة ويقابله إذا فسخ البيع وذلك لما فيه من إدخال المسرة على المستقيل فإنه لا يستقيل إلا نادمًا فإقالته تفريج لكربته وإزالة لندامته (د هـ ك (¬4) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الحاكم: على شرطهما ومثله قال ابن دقيق العيد: وصححه ابن حزم، قال الشارح: لكنه في اللسان نقل تضعيفه عن الدارقطني. 8478 - "من أقال نادمًا أقاله الله يوم القيامة. (هق) عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 91)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 20). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 430)، والبيهقي في السنن (4/ 229)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6070). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير. (¬4) أخرجه أبو داود (3460)، وابن ماجة (2199)، والحاكم (2/ 45)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6071).

(من أقال نادمًا) في بيعته زاد في رواية بيعته. (أقاله الله يوم القيامة) أي أقال الله عثرته من زلاته وذنوبه بمغفرته جزاءًا وفاقًا. (هق (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه عبد الله ابن جعفر (¬2) والد ابن المديني مجمع على ضعفه كما بينه في الميزان وأورد له هذا الخبر من مناكيره. 8479 - "من أقام مع المشركين فقد برئت منه الذمة. (طب هق) عن جرير (صح) " (¬3). (من أقام مع المشركين) في أوطانهم وهو مسلم. (فقد برئت منه الذمة) إن قتل أو سلب وهذا كان قبل قوة الإِسلام حين كانت الهجرة واجبة (طب هق (¬4) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الشارح: فيه الحجاج بن أرطأة (¬5) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: متفق على تليينه، وقال أحمد: لا يحتج به. 8480 - "من أقام البينة على أسير فله سلبه. (هق) عن أبي قتادة (صح) ". (من أقام البينة على أسير) قال الراغب الأسر الشد بالعقد من قولهم أسرت القتب فيسمى الأسير به أي أقام بينة أنه أسره. (فله سلبه) ما عليه من ثياب وسلاح فيكون خاصا بالأسر لا يشركه فيه المجاهدون. (هق (¬6) عن أبي قتادة) ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 27)، وانظر الميزان (4/ 75)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5464). (¬2) انظر المغني (1/ 334). (¬3) أورد الشارح حديث رقم (8499) قبل حديث (8498) وأوردناه تبعا لترتيب المصنف. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 302) رقم (2261)، والبيهقي في السنن (9/ 12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6073). (¬5) انظر المغني (1/ 149). (¬6) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 324) والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (6/ 324)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6072).

رمز المصنف لصحته وقال الشارح لحسنه. 8481 - "من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد. (حم د هـ) عن ابن عباس (ح) ". (من اقتبس علمًا من النجوم) أي أخذ وتعلم من علم تأثيرها وتحينها وسعادتها فلا ينافيه حديث: "تعلموا من النجوم ما تهتدون به في ظلمات البر والبحر" (اقتبس شعبة من السحر) أي قطعة منه (زاد ما زاد) أي زاد اقتباسه للسحر ما زاد من أخذه من علم النجوم وفيه دلالة على تحريم تعلم علم النجوم والعمل بمقتضاه وقد سلف: "فيمن أتى كاهنا أو منجما". (حم د هـ) (¬1) عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه، وقال النووي في الرياض (¬2): بعد عزوه لأبي داود: إسناده صحيح وكذا قال الذهبي في المهذب (¬3). 8482 - "من اقتصد أغناه الله ومن بذر أفقره الله ومن تواضع رفعه الله ومن تجبر قصمه الله. البزار عن طلحة". (من اقتصد) في النفقة. (أغناه الله) فإنه كما في حديث آخر: "ما عال من اقتصد" (ومن بذر) أسرف في الإنفاق. (أفقره الله) عقوبة على إسرافه فإن المبذرين إخوان الشياطين (ومن تواضع رفعه الله) وأعزه لتواضعه لله (ومن تجبر قصمه الله) أهانه الله وأذله. (البزار (¬4) عن طلحة) سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه. 8483 - "من اقتطع أرضا ظالمًا لقي الله وهو عليه غضبان. (حم م) عن وائل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 311)، وأبو داود (3905)، وابن ماجة (3726)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6074)، والصحيحة (793). (¬2) انظر: رياض الصالحين (2/ 246). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 12816). (¬4) أخرجه البزار (946)، وانظر المجمع (10/ 253)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5465).

(صح) ". (من اقتطع) أخذ (أرضا ظالمًا) لمالكها. (لقي الله وهو عليه غضبان) ومن غضب عليه ربه ومالكه في يوم لقياه فماذا ينفعه، ففيه تعظيم اغتصاب الأرض وتقدم أنه يطوقه من سبع أرضين. (حم م (¬1) عن وائل) هو ابن حجر. 8484 - "من اقتنى كلبًا إلا كلب ماشية أو ضاريًا نقص من عمله كل يوم قيراطان (حم ق ت ن) عن ابن عمر (صح) ". (من اقتنى) بالقاف من القنوة (كلبًا) أمسكه عنده (إلا كلب ماشية) الذي يتبع الغنم (أو ضاريًا) معلمًا للصيد يقال ضري الكلب وأضراه صاحبه بالصيد عوده (نقص من عمله) من أجر عمله (كل يوم) من الأيام التي يبقى عنده فيها الكلب (قيراطان) وفي لفظ البخاري قيراط. قيل: ولا منافاة لاحتمال اختلافه باختلاف الأشخاص أو أنه ذكر القليل أولًا ثم بيّن له الأكبر وهذه عقوبة لمن اقتناه لغير ما ذكر قيل لأنه حيوان نجس يخاف تنجيسه الآنية وغيرها ويحتمل أنه يسر بعلمه الله تعالى ولأنه يمنع من دخول الملائكة بيتًا هو فيه فيحرم بركة الملائكة. (حم ق ت ن) (¬2) عن ابن عمر. 8485 - "من أقر بعين مؤمن أقره الله بعينه يوم القيامة. ابن المبارك عن رجل مرسلا". (من أقر بعين [4/ 214] مؤمن) أي فرحها وأدخل عليها سرورًا أوقع على العين لأن إقرار العين صار كناية عن السرور. (أقره الله بعينه يوم القيامة) لما ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 317)، ومسلم (139). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 37)، والبخاري (5481)، ومسلم (1574)، والترمذي (1487)، والنسائي (4802).

يكرمه به من أنواع الهبات جزاءًا وفاقا وفيه أن من أدخل على مؤمن ما يحزنه ويكسر خاطره أحزنه الله يوم القيامة (ابن المبارك (¬1) عن رجل مرسلًا)، قال الحافظ العراقي: إسناده ضعيف. 8446 - "من أقرض ورقا مرتين كان كعدل صدقة مرة. (هق) عن ابن مسعود (ض) ". (من أقرض ورقًا) مثلًا وإلا فغيرها مثلها (مرتين كان) الإقراض (كعدل صدقة مرة) وقد مر أن القرض أفضل من الصدقة فهذا يعارضه، والجواب أن الصدقة أفضل باعتبار الانتهاء والقرض باعتبار الابتداء قلت: ويحتمل أنه - صلى الله عليه وسلم - أخبر أولًا بما أعلمه الله ثم أعلمه ثانيا بالأجر (هق (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وقال البيهقي: إسناده ضعيف ورواه بإسناد آخر، قال الذهبي: فيه قيس (¬3) مجهول وأبو الصباح مجمع على ضعفه، قال الشارح: وقد رواه ابن حبان في صحيحه فعدول المصنف عن الصحيح وإيراد الضعيف من سوء التصرف. 8487 - "من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدًا. (هب) عن ابن عباس (ض) ". (من اكتحل بالإثمد) الكحل الأسود. (يوم عاشوراء) هو اليوم العاشر في أكثر الأقوال. (لم يرمد أبدًا) لا يدري بوجه الحكمة في ذلك (هب (¬4) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (685)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5466)، والضعيفة (5246). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3559)، وفي السنن (5/ 353)، وابن عدي في الكامل (3/ 271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6080). (¬3) انظر الميزان (5/ 480)، والمغني (2/ 527). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (3797)، وانظر كشف الخفاء (2/ 307) لطائف المعارف (ص: =

عباس) رمز المصنف لضعفه، قال مخرجه البيهقي: جويبر (¬1) ضعيف يريد أحد رواته وهو رواية عن الضحاك عن ابن عباس، وقال السخاوي (¬2): بل هو موضوع، وقال الزركشي: لا يصح فيه أثر وهو بدعة، قال ابن رجب في لطائف المعارف: كل ما روي في فضل الاختضاب والاكتحال والاغتسال فيه موضوع لا يصح. 8488 - "من اكتوى أو استرقى فقد بريء من التوكل. (حم ت هـ ك) عن المغيرة (صح) ". (من اكتوى أو استرقى فقد بريء من التوكل) لأنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا أحب الكي" (¬3) وقال في السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بغير حساب "إنهم لا يسترقون" (¬4) فترك هذين من تمام التوكل وقد قيل: هذا فيمن يعتمد عليها وقيل: المراد من يكتوي صحيحًا أو المراد بريء من أكمل أنواع التوكل (حم ت هـ ك) عن المغيرة) (¬5) رمز المصنف لصحته وقال في الكبير عن الترمذي: حسن صحيح وصححه ابن حبان والحاكم. 8489 - "من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب. (حم ك) عن ابن عباس (صح) ". (من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا) لأن الهموم من ¬

_ = 58)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5467)، والضعيفة (624): موضوع. (¬1) انظر المغني (1/ 138)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 28). (¬2) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 632). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 146). (¬4) أخرجه البخاري (5378)، ومسلم (218). (¬5) أخرجه أحمد (4/ 249)، والترمذي (2055)، وابن ماجة (3489)، والحاكم (4/ 461)، وابن حبان (6087)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6081)، والصحيحة (244).

عقوبات المعاصي والاستغفار ترياق لداء الذنوب فيذهب ما يتفرع عنها من الهموم ومثله (ومن كل ضيق مخرجًا) فإنه تعالى أخرج يونس من بطن الحوت لكونه كان من المسبحين فأخرجه من أشد الضيق لكونه له تعالى مسبحًا (ورزقه من حيث لا يحتسب) مأخوذ من الآية: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3] وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يكثر من الاستغفار وربما استغفر في يومه سبعين مرة وهو الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (حم ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه الحكم بن مصعب (¬2) فيه جهالة انتهى. وقد أخرجه أبو داود والنسائي في يوم وليلة، وقال الحافظ العراقي: ضعفه ابن حبان. 8490 - "من أكثر ذكر الله فقد بريء من النفاق (طص) عن أبي هريرة (ض) ". (من أكثر ذكر الله فقد بريء من النفاق) لأنه لا يكثر ذكره منافق فإن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلًا ومن أحب شيئًا أكثر من ذكره والمحب لله غير منافق (طص (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه مؤمل بن إسماعيل (¬4) قال الذهبي في الذيل: قال البخاري: منكر الحديث وسهيل بن أبي صالح (¬5) أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: ثقة، وقال ابن معين وغيره: ليس بالقوى انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 248)، والحاكم (4/ 291)، وأبو داود (1518)، والنسائي (10290)، وابن ماجة (3819)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5471)، والضعيفة (705). (¬2) انظر المغني (1/ 186). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (974)، وفي الأوسط (6931)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5470) والضعيفة (5121). (¬4) انظر الميزان (6/ 571). (¬5) انظر المغني (1/ 289)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 30).

8491 - "من أكثر ذكر الله أحبه الله تعالى. (فر) عن عائشة". (من أكثر ذكر الله تعالى أحبه الله) لأنه تعالى يحب المحسنين والذاكر لله تعالى من رأس المحسنين. (فر (¬1) عن عائشة) سكت عليه المصنف وفيه أحمد بن سهيل الواسطي (¬2) قال الذهبي: قال الحاكم: له مناكير ونعيم بن مودع (¬3) قال النسائي: غير ثقة. 8492 - "من أكرم القبلة أكرمه الله تعالى. (قط) عن الوضين بن عطاء مرسلًا". (من أكرم القبلة) وهي عند الإطلاق الكعبة ويحتمل الأعم فيدخل بيت المقدس وإكرامها بتجنب ما يكره من بول أو غائط إليها أو كشف عورة أو نحو ذلك. (أكرمه الله تعالى) في الدارين لإطلاق الإكرام. (قط (¬4) عن الوضين) بالضاد المعجمة بن عطاء (مرسلًا) وفيه بقية بن الوليد إلا أنه يعضده ما رواه الدارقطني في [4/ 215] سننه مرسلًا عن طاوس: "إذا أتى أحدكم البراز فليكرم قبلة الله ولا يستقبلها ولا يستدبرها" (¬5) وغيره في معناه. 8493 - "من أكرم مسلمًا فإنما يكرم الله تعالى. (طس) عن جابر (ض) ". (من أكرم) امرءًا (مسلمًا) وفي لفظ: "من أكرم أخاه المؤمن". (فإنما أكرم الله) لأنه إذا أكرمه لامتثال أمر الله بإكرام أهل الإيمان فقد أكرم ربه بامتثال أمره ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5768)، وقال الألباني في ضعيف الجامع في (5469)، والضعيفة (4558): موضوع. (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 41). (¬3) انظر المغني (2/ 701). (¬4) أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 57)، وفي العلل (6/ 97)، والبيهقي في السنن (1/ 111)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (277)، والضعيفة (2552). (¬5) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 57).

وطاعته. (طس (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، وقال في الميزان: خبر باطل لكن قال الحافظ العراقي: حديث ضعيف، وقال تلميذه الهيثمي: فيه بحر بن كثير (¬2) وهو متروك. 8494 - "من أكل لحمًا فليتوضأ. (حم طب) عن سهل بن الحنظلية (ح) ". (من أكل لحمًا) ظاهره العموم ولو غير مطبوخ. (فليتوضأ) هو عند الإطلاق الوضوء الشرعي، وقيل: المراد هنا لحم الإبل المطبوخ نسخ الوضوء مما مسته النار إلا لحم الإبل، وقيل: محمول على الدب، وقيل: على غسل اليد وهو الوضوء اللغوي (حم طب (¬3) عن سهل بن الحنظلية) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه سليمان بن أبي الربيع لم أر من ترجمه والقاسم بن عبد الرحمن (¬4) مختلف في الاحتجاج به. 8495 - "من أكل الطين فكأنما أعان على قتل نفسه. (طب) عن سلمان". (من أكل الطين) هو مختصر الماء والتراب كما قيل (فكأنما أعان على قتل نفسه) لأنه سدد مجاري العروق تسديد البرد واليبس والتخفيف لمنع استطلاق الدم وذهب البعض إلى تحريم أكل الطين لقوله تعالى: {كُلُواْ مِمَّا في الأَرْضِ} [البقرة: 168] ولم يقل كلوا الأرض قال الرافعي أخبار النهي عن أكل الطين لم يثبت منها شيء (طب (¬5) عن سلمان) سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8645)، وانظر المجمع (8/ 16)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5473)، والضعيفة (4559). (¬2) انظر الميزان (2/ 5)، والمغني (1/ 100). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 180)، والطبراني في الكبير (6/ 98) رقم (5622)، وانظر المجمع (1/ 248)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6087)، والصحيحة (2322). (¬4) انظر المغني (2/ 519)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (3/ 14). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 253) رقم (6138)، والبيهقي في السنن (10/ 11)، والخطيب في تاريخه (4/ 362)، وانظر الميزان (3/ 334)، (7/ 228)، والمجروحين (1/ 349)، =

يحيى بن سعيد الأهوازي جهله الذهبي وبقية رجاله رجال الصحيح انتهى. وفي الميزان: يحيى بن سعيد الأهوازي حديثه في أكل الطين لم يصح والرجل لا يعرف انتهى. وقال ابن حبان: الحديث باطل، وكذا قال الخطيب، وقال ابن الجوزي: موضوع، وقال الحافظ ابن حجر: جمع ابن مندة فيها جزء ليس فيه ما يثبت وعقد البيهقي لها بابًا وقال: لا يصح منها شيء، وقال المصنف في الدرر تبعًا للزركشي (¬1): أحاديثه لا تصح انتهى؛ وهذا الحديث قد أخرجه ابن ماجة بلفظه عن أبي هريرة (¬2). 8496 - "من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته (ق) عن جابر (صح) ". (من أكل ثوما أو بصلًا) وكل ذي رائحة كريهة لعموم العلة فيدخل فيه شرب هذه الشجرة المسماة بالنتن لخبث رائحتها وغيرها والمراد بالثوم والبصل النيء لا المقتول بالطبخ لحديث قيد هذا الإطلاق (فليعتزلنا) أيها المسلمون فلا يجالسنا لئلا يؤذينا (وليعتزل مسجدنا) تخصيص بعد التعميم ويحتمل أن يراد مسجدنا وإن لم يكن فيه أحد فيكون غير الأول لأن المسجد وإن خلا عن الناس فلا يخلوا عن الملائكة وهي تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم فلا يؤذيها، وقد ثبت بذلك الحديث في الترغيب والترهيب للمنذري وهذا يقتضي حرمة دخوله المسجد فتسقط عنه الجماعة ويفوته فضلها بجنايته على نفسه وفيه عظمة أذية المسلمين بأي مؤذ فيجب عليه تفقد نفسه من الروائح الخبيثة من العرق وغيره ويندب التطيب للقاء المسلمين وحضور مجامعهم. ¬

_ = والموضوعات (3/ 31)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5474). (¬1) انظر: الدرر المنتثرة في الأحاديث المشهورة (ص: 23)، والمقاصد الحسنة (ص: 146). (¬2) انظر: البدر المنير (9/ 409).

(وليقعد في بيته) زيادة في تأكيد منعه عن مواقف أهل الإِسلام وهذا في الأذية بالرائحة فكيف أذيتهم بالأقوال والأفعال وكذلك رحبة المسجد حكمها حكمه (ق (¬1) عن جابر) بن عبد الله قال: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أكل الثوم والبصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فذكره" قال المصنف: وهو متواتر. 8497 - "من أكل بالعلم طمس الله على وجهه ورده على عقبيه وكانت النار أولى به. الشيرازي عن أبي هريرة". (من أكل بالعلم) اتخذه مأكله وسلمًا ينال به مال عباد الله. (طمس الله على وجهه) يحتمل الطمس حقيقة بأن يخلط وجهه نظير قوله تعالى: {مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا ...} الآية. [النساء: 47] أو في الآخرة ويحتمل أن المراد محو لونه وغيره أو طمس على قلبه حتى يفقد الانتفاع بالعلم. (ورده على عقبيه) فيعود من نور العلم إلى ظلمات الجهل في الدنيا والآخرة. (وكانت النار) في الآخرة. (أولى به) وأحق من الجنة وفيه شدة الوعيد على من فعل ذلك وأنه من الكبائر. (الشيرازي (¬2) عن أبي هريرة). 8498 - "من أكل فشبع وشرب فروي فقال: "الحمد لله الذي أطعمني وأشبعني وسقاني وأرواني: خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. (ع) وابن السني عن أبي موسى (ض) ". (من أكل فشبع وشرب فروي فقال: "الحمد لله الذي أطعمني وأشبعني) فإن الإطعام غير الإشباع فالحمد لله على كل واحد من الأمرين [4/ 216]. (وسقاني وأرواني: خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) وذلك فضل من الله على فضل حيث اعترف له بالإفضال وحمده غفر له ذنبه فسبحانه ما أكرمه وأعظم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (854)، ومسلم (564). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (5856)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5475).

فضله على عباده. (ع وابن السني (¬1) عن أبي موسى) رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف انتهى؛ وذلك لأن فيه إبراهيم الشامي (¬2) قال الذهبي: في الضعفاء، قال ابن حبان: يضع الحديث وفيه غيره. 8499 - "من أكل قبل أن يشرب وتسحر ومس شيئًا من الطيب قوي على الصيام. (هب) عن أنس". (من أكل قبل أن يشرب) لأن أدب الشرب وأنفعه بعد الأكل كما قال تعالى: {وكُلُوا وَاشْرَبُوا ...} الآية. [الأعراف: 31] (وتسحر) أكل وقت السحر. (ومس شيئًا من الطيب) في يوم صومه أو ليله وهذا كله أدب لمريد الصيام ولذا قال: (قوي على الصيام) أعين عليه لأن هذه مقومات البدن والروح وفيه أن تقوية الأبدان مطلوبة شرعًا إذ بها يتم القيام بالشرعيات (هب (¬3) عن أنس). 8500 - "من أكل في قصعة ثم لحسها استغفرت له القصعة. (حم ت هـ) عن نبيشة (ض) ". (من أكل في قصعة) بفتح القاف إناء فيه الطعام (ثم لحسها) بفمه تواضعا ومجانبة للمترفين وتشبهًا بالفقراء إن لم يكن منهم (استغفرت له القصعة) لأنه إذا لم يلحسها لحسها الشيطان فقد نزهها عن الشيطان وملامسته إياها فاستغفرت له شكرًا على فعله ولا مانع عقلًا ولا شرعًا أن يخلق الله لها إدراكًا وتمييزًا ونطقًا وقيل هو كناية عن مغفرة الله له ابتداء من غير استغفار (حم ت ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (7246)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (475) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5477)، والضعيفة (1141). (¬2) انظر المغني (2/ 544). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3909)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5479).

هـ (¬1) عن نبيشة) بنون فموحدة فمثناه تحتية مصغرًا وهو الهذلي ورمز المصنف لضعفه وأخرجه الدارقطني وابن شاهين والحكيم وقال: غريب. 8501 - "من أكل مع قوم تمرا فلا يقرن إلا أن يأذنوا له. (طب) عن ابن عمر (ح) ". (من أكل مع قوم) ولو مع واحد (تمرا فلا يقرن) تمرة بأخرى ليأكلهما معًا (إلا أن يأذنوا له) بذلك قال النووي (¬2): اختلف عن النهي هل هو للتحريم أو للكراهة والصواب التفصيل فإن كان الطعام مشتركًا فلا يقرن إلا بإذن صريح أو ما يقوم مقامه من قرينة قوية يغلب على ظنه الرضا وإن كان له وحده فالأولى أن يتركه فهو مما يقتضي الشره إلا أن يكون مستعجلا يريد الإسراع لشغل آخر قال: وقول الخطابي كان في زمن قلة العيش وأما الآن فلا حاجة إلى الاستئذان، مردود فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب لو ثبت كيف وهو غير ثابت انتهى قال ابن حجر (¬3): ولعل النووي أشار إلى ما أخرجه ابن شاهين والبزار في تفسيره عن بريدة رفعه: "كنت نهيتكم عن القرآن في التمر وإن الله وسع عليكم فاقرنوا" (¬4) فإن في إسناده ضعفًا وقد حكى الحازمي الإجماع على جواز القرآن للمالك والمأذون، قال ابن حجر: وفي معنى التمر الرطب والزبيب والعنب ونحوهما لوضوح العلة الجامعة. (طب (¬5) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 76)، والترمذي (1804)، وابن ماجة (3272)، والحكيم في نوادر الأصول (1/ 384)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5478). (¬2) شرح مسلم (13/ 228). (¬3) فتح الباري (9/ 572). (¬4) أخرجه ابن شاهين في ناسخ الحديث ومنسوخه (577)، والنسائي في الكبرى (6728). (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (4355)، والخطيب في تاريخه (7/ 179)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6088)، والصحيحة (2323).

8502 - "من أكل من هذه اللحوم شيئًا فليغسل يده من ريح وضره لا يؤدي من حذاءه. (ع) عن ابن عمر (ض) ". (من أكل من هذه اللحوم شيئًا) نضيجًا أو غير نضيج (فليغسل يده) بعد أكله (من ريح وضره) دسمه (لا يؤدي) بريحه (من حذائه) من الآدميين والملائكة وبالأولى غير اللحم مما له ريح تكرهها النفس وينفر عنها الطبع وفيه أنه يتجنب أذية كل أحد بأي مؤذ كان وقد يكون التأذي بريح اللحم لا لقبحه بل لكون من حذائه لا يجده فيتأذى من فقده (ع (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الوازع بن نافع (¬2) وهو متروك، وقال العراقي وتبعه القسطلاني: في سنده ضعف لأن فيه محمَّد بن مسلمة (¬3) فإن كان ابن كهيل ففي الضعفاء للذهبي: واهي الحديث أو البناني فتركه ابن حبان عن الوازع بن نافع قال أحمد وغيره غير ثقة. 8503 - "من أكل طيبًا وعمل في سنة وأمن الناس بوائقه دخل الجنة. (ت ك) عن أبي سعيد (صح) ". (من أكل طيبًا) حلالًا (وعمل في سنة) في موافقتها (وأمن الناس بوائقه) دواهيه جمع بائقة وهي الداهية كالظلم والغش والإيذاء (دخل الجنة) لاتصافه بهذه الخلال فإن أكل الحلال أصل يتفرع عنه كل خير وموافقة السنة سلك به كل هذا وأمان الناس من شره هو حقيقة الإيمان فالمسلم من سلم المسلمون ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (5567)، وانظر المجمع (5/ 30)، والمجروحين (3/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5480)، والضعيفة (4561) وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) انظر المغني (2/ 718). (¬3) انظر المغني (2/ 634).

من يده لسانه (ت ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمدا عنه يعني البخاري فلم يعرف اسم أبي بشير أحد رواته وعرفه من وجه آخر وضعفه انتهى. قال ابن الجوزي: قال أحمد: ما سمعت بأنكر [4/ 217] من هذا الحديث. 8504 - "من ألطف مؤمنًا أو خف له في شيء من حوائجه صغر أو كبر كان حقًّا على الله أن يخدمه من خدم الجنة. البزار عن أنس". (من ألطف مؤمنًا) أهدى له هدية (أو خف له في شيء من حوائجه) خفف عليه فيها بأي نفع نفعه فيها (صغر أو كبر) ذلك النفع أو المنفوع فيه (كان حقًّا على الله) وعدا صادقًا (أن يخدمه) يجعل له خدمًا (من خدم الجنة) وفيه عدته بأنه يدخلها وفيه عظم شأن نفع المؤمنين في أي أمر من الأمور (البزار (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه يعلى بن ميمون (¬3) وهو متروك. 8505 - "من ألف المسجد ألفه الله تعالى. (طس) عن أبي سعيد (ض) ". (من ألف المسجد) بالإتيان للصلوات والبقاء للطاعات (ألفه الله) أواه إلى كنفه وأواه إلى حرزه، عبر عنه بالإلف مشاكلة لما قبله وقد تقدم حديث أن أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله رجل قلبه معلق بالمساجد. (طس (¬4) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2520)، وهناد في الزهد (1136)، والحاكم (4/ 104)، وانظر: علل الترمذي (1/ 334)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 749)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5476) فتصحيح الحاكم وموافقة الذهبي له من العجائب. (¬2) أخرجه أبو يعلى (4119)، وابن عدي في الكامل (6/ 370)، وانظر المجمع (8/ 191)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5481)، والضعيفة (4562) وقال: ضعيف جدًّا. (¬3) انظر المغني (2/ 671). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (6383)، وانظر المجمع (2/ 23)، وأورده ابن عدي (4/ 152) في ترجمة ابن لهيعة، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (1/ 105)، وضعفه الألباني في ضعيف =

سعيد) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: سنده ضعيف وعزاه إلى الأوسط لا إلى الأصغر، وقال تلميذه الهيثمي: فيه ابن لهيعة وهو ضعيف. 8506 - "من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له. (هق) عن أنس (ض) ". (من ألقى جلباب الحياء) استعارة بتشبيه الحياء بالثوب الساتر للابس. (فلا غيبة له) أي ليست غيبته غيبة محرمة فكأنها معدومة والمراد به المجاهر المتظاهر بالفواحش إلا أنه إذا كان الذكر له للتحذير عنه وعدم الاغترار به في الأمور الدينية، وقيل: بل مطلقًا لأنها إنما حرمت الغيبة لأن فيها إيذاء للمغتاب الذي لم يظهر الفاحشة وتستر بها بخلاف المجاهر فإنه لا يتضرر بذلك والأولى أقرب. (هق (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال البيهقي في إسناده ضعف وإن صح حمل على فاسق معين بفسقه انتهى. وقال الذهبي في المهذب (¬2): أبو سعيد الساعدي (¬3) أحد رجاله مجهول، وفي الميزان: ليس بعمدة وأورد له هذا الخبر، وقال الحافظ العراقي: ورواه عنه أيضًا ابن عدي وابن حبان في الضعفاء وأبو الشيخ في الثواب بسند ضعيف. 8507 - "من أماط أذى عن طريق المسلمين كتب له حسنة ومن تقبلت منه حسنة دخل الجنة. (خد) عن معقل بن يسار (ح) ". (من أماط أذى عن طريق المسلمين كتبت له حسنة) تقدم أنه أدنى شعب الإيمان. (ومن تقبلت منه حسنة) وكأنها لا تكتب إلا وقد تقبلت. (دخل الجنة) ¬

_ = الجامع (5482). (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 210)، وابن عدي في الكامل (1/ 386)، وابن حبان في المجروحين (3/ 157)، وانظر الميزان (7/ 371)، والعلل المتناهية (2/ 781)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5483)، والضعيفة (585). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (16194). (¬3) انظر المغني (2/ 786).

مع السابقين الأولين أو لم يدخل النار وهذا يقتضي أن من وضع في طريقهم ما يؤذيهم كتبت عليه سيئة. (خد (¬1) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: سنده حسن. 8508 - "من أم قوما وهم له كارهون فإن صلاته لا تجاوز ترقوته. (طب) عن جنادة (صح) ". (من أمّ قومًا) في صلاة من الصلوات. (وهم له) لإمامته (كارهون) لتلبسه بما يذم شرعا لا لهوى في نفوسهم فهم الملامون على كراهته (فإن صلاته لا تجاوز ترقوته) كناية أنها لا ترفع إلى الله فلا قبول لها وذلك لأنه بكراهتهم له شوش عليهم قلوبهم فلا يقبلون على الصلاة. (طب (¬2) عن جنادة) بضم الجيم وتخفيف النون جنادة بن أبي أمية الأزدي رمز المصنف لصحته، قال الشارح: إنه قال الحافظ في الإصابة: سنده ضعيف. 8509 - "من أم الناس فأصاب الوقت وأتم الصلاة فله ولهم ومن انتقص من ذلك شيئًا فعليه ولا عليهم. (حم د هـ ك) عن عقبة بن عامر (صح) ". (من أم الناس فأصاب الوقت) المفروض من الخمسة الأوقات (وأتم الصلاة) أتى بها تامة على أحسن وجوهها (فله) الأجر (ولهم ومن انتقص من ذلك شيئًا) من الوقت أو أي الأمور التي بها تتم الصلاة (فعليه) إثم ذلك النقص (ولا عليهم) منه شيء إذ لا تقصير منهم وهذا من أدلة عدم شرطية عدالة الإِمام كما قررناه في رسالة مستقلة وفيه أنه لو فاتهم الوقت بانتظاره لما أمر وكان هو الآثم إلا أنه قد ثبت حديث: "صلوا الصلاة لوقتها وتكون صلاتكم مع القوم ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (593)، وانظر المجمع (3/ 136)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6098)، والصحيحة (2306). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 282) رقم (2177)، وانظر الإصابة (1/ 502)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6102)، وصححه في الصحيحة (2325).

نافلة" (¬1) في الإخبار عن أمن الجور فيخص هنا إصابة الوقت بأنهم يأثمون جميعا إن أخروا. (حم د هـ ك (¬2) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته، وقال عبد الحق: فيه يحيى بن أيوب (¬3) لا يحتج به وقال ابن القطان (¬4): لولا هو كنا نقول الحديث صحيح. 8510 - "من أم قومًا وفيهم من هو أقرأ منه لكتاب الله وأعلم لم يزل في سفال إلى يوم القيامة. (عق) عن ابن عمر". (من أم قوما وفيهم من هو أقرأ منه لكتاب الله) فإنه المأمور بأن يكون إمامًا فمن آخره وتقدم (وأعلم) بالسنه فإنه الرتبة الثانية في التقديم فمن تقدم على من له هاتان الرتبتان (لم يزل في سفال) بفتح المهملة أي هبوط وانحطاط (إلى يوم القيامة) وذلك أنه تسور على رتبة غيره أحق بها منه فيأثم بعدم إعطاء ذي الحق حقه والظاهر أنه إذا تقدم على من له أحد الرتبتين كان معاقبًا وإن كان دون الأول وإن كان هذا المتقدم من ذوي الحقوق كأن [4/ 218] يكون إمامًا أعظم فإنه وإن استحق التقدم بالسلطان وغيره أقرأ منه وأعلم فإنه معاقب ويحتمل أنه الأولى لإطلاق حديث: "لا يؤم الرجل في سلطانه" (¬5) (عن (¬6) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وفيه الهيثم بن عقاب، قال في الميزان: لا يعرف وقال عبد ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (648). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 145)، وأبو داود (580)، وابن ماجة (983)، والحاكم (1/ 209)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6101). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 107)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 191)، والمغني (2/ 730، 731). (¬4) انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 228). (¬5) أخرجه الترمذي (2772). (¬6) أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 355)، وابن عدي في الكامل (2/ 381)، وانظر الميزان (7/ 112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5487)، والضعيفة (1415) وقال: ضعيف جدًّا.

الحق: مجهول، وقال العقيلي: حديثه غير محفوظ وساق له هذا الحديث. 8511 - "من أمركم من الولاة بمعصية فلا تطيعوه. (حم هـ ك) عن أبي سعيد (صح) ". (من أمركم من الولاة) الذين أوجب الله عليكم طاعتهم (بمعصية فلا تطيعوه) فإنه: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ ...} الآية. [التوبة: 62] فالآية مقيدة بالأمر بالطاعة في قوله: {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} [النساء: 59] (حم هـ ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 8512 - "من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف. (هب) عن ابن عمرو (ض) ". (من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف) بلين وبرفق وبلطف وقد أدب الله في خطاب الكفار فقال: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا ...} الآية. أي لفرعون [طه: 44]، وفي أهل الكتاب {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [العنكبوت: 46]، وفي العموم {وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]، وفي الحديث: "بشروا ولا تعسروا" (¬2). (هب (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه لأن فيه مسلم بن ميمون الخواص (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء قال: قال ابن حبان: بطل الاحتجاج به، وقال أبو حاتم: لا يكتب حديثه ووثقه ابن معين عن زافر، وقال ابن عدي: لا يتابع على حديثه عن المثنى بن الصباح (¬5) ضعفه ابن معين، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 67)، وابن ماجة (2863) والحاكم في المستدرك (3/ 630)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6099)، والصحيحة (2324). (¬2) أخرجه مسلم (1732). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (7603)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5484)، والضعيفة (2097) وقال: ضعيف جدًّا. (¬4) انظر المغني (1/ 274). (¬5) انظر المغني (2/ 541).

النسائي: متروك عن عمرو بن شعيب مختلف فيه. 8513 - "من أمسى كالًّا من عمل يديه أمسى مغفورًا له. (طس) عن ابن عباس (ض) ". (من أمسى كالًّا) بتشديد اللام تاعبًا (من عمل يديه) في كسب الحلال. (أمسى مغفورًا له) سيما إذا كان عن عياله وأهله فإن أطيب ما أكل الرجل من كسب يده. (طس (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي (¬2): سنده ضعيف، وقال تلميذه الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم. 8514 - "من أمسك بركاب أخيه المسلم لا يرجوه ولا يخافه غفر له. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (من أمسك بركاب أخيه المسلم) حين يركب أو وهو ماشي إكرامًا له (لا يرجوه ولا يخافه) بل لمجرد الإكرام. (غفر له) لإكرام أخيه ومن ترفع عن إكرامه فبعكسه وذلك يكون بمجرد الإمساك حصلت المغفرة (طب (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه حفص بن عمرو المازني (¬4) لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 8515 - "من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزًّا وكرمًا كان عاشرهم في النار. (حم) عن أبي ريحانة (ح) ". (من انتسب إلى تسعة آباء كفار يريد بهم عزًّا) وفخرًا على الناس كان بالتعزز ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7520)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (4/ 63)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5485)، والضعيفة (2626). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 94). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 286) (10678)، وفي الأوسط (1012)، وانظر المجمع (8/ 17)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5486)، والضعيفة (4563). (¬4) انظر الضعفاء للنسائي (1/ 31).

بأهل الكفر (عاشرهم في النار) فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وكيف يتعزز بمن هو من فحم جهنم وحطبها فإنه عظم وتعاظم بما أهانه الله وكذلك التعزز بالآباء الفساق ونحوهم والتعزز بمجالسة الملوك الظلمة ومصاحبة الأشرار. (حم (¬1) عن أبي ريحانة) صحابي رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 8516 - "من انتعل ليتعلم علمًا غفر له قبل أن يخطو. الشيرازي عن عائشة". (من انتعل) لبس نعله (ليتعلم) ليخرج يتعلم (علمًا) نافعًا من سنة أو كتاب أو بما يعين على معرفتهما (غفر له قبل أن يخطو) بل لمجرد لبسه النعال وفيه شرف العلم وفضله. (الشيرازي (¬2) عن عائشة) ورواه عنها ابن شاهين والديلمي. 8517 - "من انتهب فليس منا. (حم ت) والضياء عن أنس (حم د هـ) والضياء عن جابر (صح) ". (من انتهب) أخذ ما لا يحل له أخذه قهرًا (فليس منا) من أهل ملتنا وطريقتنا لأن الله حرم مال أهل الإيمان ومن هنا كره جماعة كمالك وغيره الانتهاب في نثار العقد قالوا: ولأن صاحبه إن كان أذن لهم في أخذه فظاهره يقتضي التسوية والأخذ نهبا يقتضي خلافها وإما أن يكون على التمليك على ما يحصل لكل أحد ففي صحته خلاف فلذلك كان مكروها قلت: اقتضاؤه التسوية غير مراد بل معلوم خلافها (حم ت والضياء عن أنس)، قال الترمذي: حسن صحيح غريب، والمصنف رمز لصحته، (حم د هـ والضياء (¬3) عن جابر) قال الديلمي: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 134)، وانظر المجمع (8/ 85)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5488)، والضعيفة (2431). (¬2) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (28816)، وابن شاهين في فضائل الأعمال (220)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5489): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (3/ 140)، والترمذي (1601)، والضياء في المختارة (2124) عن أنس، وأخرجه أحمد (3/ 312)، وأبو داود (4391)، وابن ماجة (3935) عن جابر بن عبد الله، وأخرجه أحمد (4/ 438)، وابن ماجة (3937) عن عمران بن حصين، وصححه الألباني في صحيح الجامع =

وفي الباب عن عمران بن حصين وغيره. 8518 - "من أنظر معسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. (حم م) عن أبي اليسر (صح) ". (من أنظر معسرًا) أمهله بدين عليه له. (أو وضع عنه) حط عنه من الدين وسامحه. (أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) تقدم غير مرة الكلام على هذه الجملة وفيه عظمة أجر التخفيف عن الغريم. (حم م (¬1) عن أبي اليسر) بفتح المثناة التحتية اسمه كعب بن عمرو صحابي جليل. 8519 - "من أنظر معسرًا إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (من أنظر معسرًا) بدين له عليه (إلى ميسرته) مع وجوب [4/ 219] ذلك فإن الله يقول {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة:280] (أنظره الله بذنبه) لم يعاجله بالعقوبة. (إلى توبته) وفيه أنه يوفقه للتوبة قال ابن العربي: هذا إذا أنظره من نفسه لا بأمر الحاكم. (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الحكم بن الجارود (¬3) ضعفه الأزدى وشيخ الحكم وشيخ شيخه لم أعرفهما. 8520 - "من أنظر معسرًا فله بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة. (حم هـ ك) عن بريدة (صح) ". (من أنظر معسرًا) عاملًا بقول الله تعالى: "فنظرة إلى ميسرة". (فله) للمنظر ¬

_ = (6105). (¬1) أخرجه أحمد 3/ 427، ومسلم (3006). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 151) رقم (11330)، وانظر المجمع (4/ 134)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5490)، والضعيفة (5187). (¬3) انظر المغني (1/ 183).

اسم فاعل (بكل يوم مثله) قدر المال الذي انظر به (صدقة قبل أن يحل الدين) أي يبلغ الأجل الذي أنظره إليه (فإذا حل الدين) بلغ أجله (فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة) مثلًا قدر دينه وذلك لأنه أنظره بعد وجوب القضاء لو كان واجدًا وفيه فضيلة عظيمة لمن أنظر غريمه بشرط أن يكون معسرًا (حم هـ ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 8521 - "من أنعم عليه نعمة فليحمد الله ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزبه أمر فليقل: "لا حول ولا قوة إلا بالله". (هب) عن علي". (من أنعم الله عليه نعمة) أي جدد له نعمة وإلا فنعمه ظاهرة وباطنة. (فليحمد الله) يجدد له حمدا إلا فحمده واجب على كل حال (ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله) فالاستغفار من مفاتيح الأرزاق (ومن حزبه) بالحاء المهملة والزاي والموحدة كلها مفتوحات نزل به هم وأصابه غم (فليقل لا حول) عما قدره الله. (ولا قوة) عما نزل من الأقدر (إلا بالله) يحول بين العبد وبين ما يكره ويقويه على ما نزل به فإرجاعه الأمر إلى الله يزيل عنه همه وغمه واستغفاره يدر له الأرزاق فإنه لا يحول ما بين العبد وعنها إلا الذنوب والاستغفار يمحوا برها فيرفع المانع عن الرزق وحمد الله يقيد النعم. (هب (¬2) عن علي) سكت عليه المصنف وما كان له السكوت عن الرمز على قاعدته فإنه قد قال البيهقي عقيب تخريجه: تفرد به الزبيري، والمحفوظ أنه من قول جعفر يريد ابن محمَّد الباقر قال: وقد روى من وجه آخر ضعيف انتهى. والزبيري (¬3) هذا أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: ضعفه أبو زرعة وغيره وعبد العزيز بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 351)، وابن ماجة (2418)، والحاكم (2/ 29)، وانظر المجمع (4/ 135)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6107)، والصحيحة (86). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (651، 4446)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5492). (¬3) انظر المغني (1/ 258).

حازم (¬1)، قال أحمد: لم يعرف بطلب الحديث ولم يكن بالمدينة أفقه منه وعبد العزيز قال أبو زرعة: سيء الحفظ. 8522 - "من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول: "لا حول ولا قوة إلا بالله". (طب) عن عقبة بن عامر". (من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" طب (¬2) عن عقبة بن عامر)، قال الهيثمي: فيه خالد بن نجيح (¬3) كذاب. 8523 - "من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له سبعمائة ضعف. (حم ت ن ك) عن خريم بن فاتك (صح) ". (من أنفق نفقة في سبيل الله) في الجهاد وهو المتبادر عند الإطلاق (كتبت له سبعمائة ضعف) ضوعفت هذا القدر ويحتمل أن سائر ما يفعله من الطاعات يضاعف له هذه المضاعفه (حم ت ن ك (¬4) عن خزيم) بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي (بن فاتك) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، وقال الترمذي: حسن صحيح. 8524 - "من أهان قرشيا أهانه الله. (حم ك) عن عثمان (صح) ". (من أهان قرشيًّا أهانه الله) الإهانة الاحتقار أي من احتقرهم والمراد مسلموهم لأن لهم شرفًا لكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - منهم، ولعين يكرم ألف عين ولأن الله جعل الخلافة فيهم وشرفهم بأنهم حضنة نبيه وسواس حرمه. (حم ك (¬5) عن ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 397). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 310) رقم (859)، وانظر المجمع (10/ 140)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5491)، والضعيفة (4564): موضوع. (¬3) انظر المغني (1/ 207). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 345)، والترمذي (1625)، والنسائي (6/ 49)، والحاكم (2/ 96)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6110) والصحيحة (2604). (¬5) أخرجه أحمد (1/ 64)، والحاكم (1/ 511)، والترمذي (3905)، وانظر المجمع (10/ 27)، =

عثمان) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات وقد أخرجه الترمذي أيضًا بلفظه المزبور وكأن المصنف ذهل عنه. 8525 - "من أهل بعمرة من بيت المقدس غفر له. (هـ) عن أم سلمة (ح) ". (من أهل) من الإهلال بالحج بتشديد اللام وهو رفع الصوت بالتلبية. (بعمرة من بيت المقدس غفر له) لأنه أهل من محل فضل إلى أفضل وكذلك بالحجة إذا أهل وهو يدل أن الإهلال كلما بعد محله كان أفضل وقال جماعة الإهلال أفضله من المواقيت التي عينها - صلى الله عليه وسلم - للأمة وفيه بحث ما تقدم (هـ (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه وفيه محمَّد بن إسحاق (¬2) فيه كلام، وفيه من لين غير ابن إسحاق وقد رواه أبو داود أيضًا وفيه من ذكر. 8526 - "من بات على طهارة ثم مات من ليلته مات شهيدًا. ابن السني عن أنس (ض) ". (من بات على طهارة) كطهارة الصلاة. (ثم مات من ليلته) التي تطهر فيها (مات شهيدًا) أي له أجر الشهداء وذلك؛ لأنه أخرج الحكيم وغيره عن أبي الدرداء وغيره يرفعه: "إن النفوس تعرج إلى الله في منامها فما كان طاهرًا سجد تحت العرش وما كان [4/ 220] غير طاهر تباعد في سجوده" (¬3) ففيه حث على أن يبيت الإنسان طاهرًا، قال الزمخشري (¬4): البيتوتة على الطهور أن تدركك ¬

_ = وصححه الألباني في صحيح الجامع (6112). (¬1) أخرجه ابن ماجة (3001)، والدارقطني (212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5494). (¬2) انظر المغني (2/ 553). (¬3) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (3/ 116، 220)، والبيهقي في الشعب (2781). (¬4) الفائق (1/ 143).

البيتوته كذلك ينم أو لم ينم (ابن السني (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 8527 - "من بات كالًّا من طلب الحلال بات مغفورًا له. ابن عساكر عن أنس". (من بات كالًّا من طلب الحلال بات مغفورًا! له) (ابن عساكر (¬2) عن أنس) - رضي الله عنه -. 8528 - "من بات على ظهر بيت ليس عليه حجاز فقد برئت منه الذمة. (خد د) عن علي بن شيبان (ح) ". (من بات على ظهر بيت) على سقفه الأعلي من فوقه (ليس عليه حجاز) بالجيم فالمهملة آخره الزاى جمع حجز أي حائط، وفي رواية حجاب بالباء الموحدة (¬3)، (فقد برئت منه الذمة) أي زالت عصمة نفسه وصار كالهدر الذي لا ذمة له فربما يقلب من نومه فيسقط فمات ففيه حث على حفظ الإنسان نفسه من الهلاك قال الزمخشري (¬4) لكل أحد ذمة من الله بالكلأة فإذا ألقي بيده إلى ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (763)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5497): موضوع. (¬2) انظر سير أعلام النبلاء (14/ 500)، وفتح الباري (4/ 306)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5498). (¬3) قوله: ليس عليه حجاب في رواية: ليس عليه حجا. قال شيخنا: قال الخطابي: هذا الحرف يروى بكسر الحاء وفتحها ومعناه معنى الستار والحجاب فمن قال رحجى شبهه بالحجر الذي هو العقل وذلك أن العقل يمنع الإنسان من الأذى والفساد ويحفظه من التعرض للهلاك فشبه الستر الذي يكون على السطح المانع للإنسان من الردى والسقوط بالعقل المانع له من أفعال السوء المؤدية له إلى الردىء والهلاك ومن رواه بفتح الحاء ذهب إلى الطرف والناحية وإحجاء الشيء نواحيه واحدها حجى مكسور وقال في النهاية: هكذا رواه الخطابي في معالم السنن حجا وضبطه وفسره ورواه غيره حجار بالراء في آخره وهو جمع حجر بالكسر وهو الحائط أو من الحجرة وهي حظيرة الإبل وحجرة الدار أي أنه يحجر الإنسان قائمًا ويمنعه من الوقوع والسقوط ويروى حجاب بالباء وهو كل مانع انتهى. (¬4) الفائق في غريب الحديث (1/ 24).

التهلكة فقد خذلته ذمة الله وتبرئت منه (خد د (¬1) عن علي بن شيبان) الحنفي له وفادة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمز المصنف لحسنه وفيه، كما قال الذهبي: أبو عمران الجوني لا يعرف وفيه عبد الرحمن بن علي (¬2) قال ابن القطان مجهول. 8529 - "من بات وفي يده غمر فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه. (خد ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من بات) وفي رواية من نام (وفي يده غمر) بفتح الغين المعجمة والميم بعدها راء ريح لحم أو دسم أو وسخ، زاد أبو داود ولم يغسله (فأصابه شيء) إيذاء من بعض الحرشات (فلا يلومن إلا نفسه) لتعرضه لما يؤذيه من الهوام ويحتمل أنه يصاب بألم ونحوه بسبب ذلك ففيه أنه يتعين غسل اليد من الغمر عند المنام من ليل أو نهار وإن كان لفظ بات يدل على الليل. (خد ت ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقد رواه أبو داود بسند قال فيه الحافظ ابن حجر: إنه إسناد صحيح، وفيه زيادة: "ولم يغسله" ولعل المصنف ذهل عنها وإلا فأبو داود مقدم على الترمذي في العزو إليه. 8530 - "من بات وفي يده ريح غمر فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه. (طس) عن أبي سعيد (ض) ". (من بات وفي يده ريح غمر فأصابه وضح) بفتح الواو والضاد المعجمة آخره مهملة البياض عن كل شيء والمراد هنا البرص وهذا من خواص الآداب ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1192)، وأبو داود (5041)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6113). (¬2) انظر المغني (2/ 384). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1220)، والترمذي (1859)، والحاكم (4/ 152)، وانظر فتح الباري (9/ 579)، وعند الحافظ: صحيح على شرط مسلم، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6115).

الشرعية وإلا فالبرص له أسباب بلغمية يحصل بها وينتفي عند عدمها. (فلا يلومن إلا نفسه) لأنه عرضها للعلة واختار سببها. (طس (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: إسناده حسن وسبقه إلى تحسينه المنذري. 8531 - "من باع دارًا ثم لم يجعل ثمنها في مثلها لم يبارك له فيها. (هـ) والضياء عن حذيفة (صح) ". (من باع دارًا) والظاهر أن العقار مثلها. (ثم لم يجعل ثمنها في مثلها) في دار أخرى. (لم يبارك له فيها) أي في ثمنها وكأنه أنثه باعتبار القيمة أو الدراهم ونحوها قال الطيبي وبيع الأراضي وصرف ثمنها إلى المنقولات غير مستحبة لأنها كثيرة المنافع قليلة الآفة لا يسرقها سارق ولا يلحقها عاره بخلاف المنقولات فالأولى صرف ثمنها إلى أرض أو دار. (هـ والضياء (¬2) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه الطبراني قال الهيثمي: فيه الصباح بن يحيى (¬3) متروك انتهى وقال المصنف إنه متواتر. 8532 - "من باع عيبًا لم يبينه لم يزل في مقت الله، ولم تزل الملائكة تلعنه. (هـ) عن واثلة (ض) ". (من باع عيبًا) أي معيوبا كضرب الأمير أي مضروبة (لم يبينه) أي للمشترى والضمير عائد إلى العيب باعتبار لفظه لا إلى المعيوب الذي هو مراد به استخدام (لم يزل في مقت الله) غضبه الشديد لغشه لأخيه ومن غشنا ليس منا (ولم تزل ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5435)، وانظر: الترغيب والترهيب (3/ 309، 310)، والمجمع (5/ 30)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6114). (¬2) أخرجه ابن ماجه (2491)، وأحمد (4/ 307)، والطبراني في الأوسط (7108)، والبخاري في التاريخ (8/ 327)، وانظر المجمع (4/ 111)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6119)، والصحيحة (2327). (¬3) انظر المغني (1/ 306).

الملائكة تلعنه) لما أتاه من القبيح ففيه وجوب بيان البائع للمشتري ما في العين التي يبيعها منه من العيب وكذا يجب على من علم ذلك العيب إعلام المشتري فإن الدين النصيحة. (هـ (¬1) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه وفيه عبد الوهاب بن الضحاك (¬2)، قال في الكاشف (¬3): يضع الحديث ومعاوية بن يحيى (¬4) قال في الكاشف أيضًا ضعفوه. 8533 - "من باع الخمر فليشقص الخنازير. (حم د) عن المغيرة (صح) ". (من باع الخمر) مع علمه بتحريم بيعها (فليشقص) يشقص يذبح بالمشقص وهو نصل عريض (الخنازير) يعني من استحل بيع الخمر فليستحل بيع الخنزير فإنهما في التحريم سواء وهذا أمر معناه النهي تقديره من باع الخمر فليكن للخنازير قصابا؛ والحديث زجر يمنع عن بيع الخمر. (حم د (¬5) عن المغيرة) رمز المصنف لصحته. 8534 - "من باع عقر دار من غير ضرورة سلط الله على ثمنها تالفا يتلفه. (طمس) عن معقل بن يسار (ح) ". (من باع عقر دار) العقر بالضم والفتح أصل الدار. (من غير ضرورة) إلى بيعها. (سلط الله على ثمنها تالفا يتلفه) وذلك لما سلف. (طمس (¬6) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2247)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5501). (¬2) انظر المغني (2/ 412)، والكاشف (1/ 674). (¬3) انظر: الكاشف (1/ 674 رقم 3516). (¬4) انظر الكاشف (2/ 277). (¬5) أخرجه أحمد (4/ 253)، وأبو داود (3489)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5499)، والضعيفة (4566). (¬6) أخرجه الطبراني في الأوسط (8586)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5500)، والضعيفة (4577).

8535 - "من باع جلد أضحيته فلا أضحية له. (ك هق) عن أبي هريرة صح) ". (من باع جلد أضحيته فلا [4/ 221] أضحية له) أي لا فضل لها كفضل من لم يبعه ففيه كراهة بيعه وبالأولى بيع شيء من لحمه وذلك لما ثبت من أنها كلها في ميزان العبد. (ك هق (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي في التلخيص بأن فيه عبد الله ابن عباس الأعرج ضعفه أبو داود. 8536 - "من بدأ بالسلام فهو أولى بالله ورسوله. (حم) عن أبي أمامة (ح) ". (من بدأ) المؤمنين (بالسلام) من لقيه منهم أو دخل عليه (فهو أولى بالله ورسوله) أي أقرب إلى الله وإلى رسوله من المسلم عليه لأنه دليل تواضعه وقيامه بالسنة. (حم (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وفيه عبيد الله بن زحر (¬3) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: له صحيفة واهية عن علي بن زيد. 8537 - "من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. (طس حل) عن ابن عمر". (من بدأ بالكلام) لمن لقيه أو دخل عليه (قبل السلام فلا تجيبوه) عن كلامه بل اهملوه لإهماله آداب الله التي أدب بها عباده وهذا فيما عدا الاستئذان فإنه إذا أراد الدخول على أحد إلى منزله قدم طلب الإذن أولا فإن أذن له سلم لقوله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27]، (طس حل (¬4) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 390)، والبيهقي في السنن (9/ 294)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6118). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 254)، وأبو داود (5197) بمعناه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6121). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 162)، والميزان (5/ 9). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (429)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 199)، والديلمي في الفردوس (3537)، وانظر المجمع (8/ 32)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6122).

عمر) سكت عليه المصنف، وقد قال الهيثمي في رواية الأوسط: فيه هارون بن محمَّد أبو الطيب وهو كذاب (¬1)، وقال الديلمي بعد سياق روايته: لم نكتبه إلا من حديث بقية. 8538 - "من بدا جفا. (حم) عن البراء (ح) ". (من بدا) قال الزمخشري (¬2): بدوت أبْدوُ إذا أتيت البَدْوَ ومنه قيل أهل البادية. (جفا) صار فيه جفاء الأعراب وغلظة أخلاقهم لبعده عن لطف الطباع ومكارم الأخلاق وتبلد ذهنه عن معرفة دقائق المعاني ويقسو قلبه. (حم (¬3) عن البراء) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات وقال في موضع آخر: رجاله رجال الصحيح غير الحسن بن الحكم النخعي وهو ثقة. 8539 - "من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (من بدا) سكن البادية (جفا ومن اتبع الصيد غفل) من شغل الصيد قلبه وألهاه صارت فيه جفاوة سكان البادية (ومن أتى أبواب السلاطين افتتن) لأنه إن دخل عليهم فتنوه وإن لم يدخل فتن قلبه رؤية الداخلين وما عليهم من النعم فيستحقر نعمة الله التي عليه ولا يزال مبالغًا في اللحوق بهم فإن لصق بهم تمت الفتنة في دنياه ودينه وزاد في رواية أحمد: "وما ازداد عبد من السلطان قربا إلا ازداد من الله بعدًا (طب (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 705)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 171). (¬2) الفائق (1/ 87). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 257)، وانظر المجمع (8/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6123). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 56) رقم (11030)، وأحمد (2/ 440)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6124)، وحسنه في الصحيحة (1272).

8540 - "من بدل دينه فاقتلوه. (حم 4) عن ابن عباس". (من بدل دينه فاقتلوه) أي دين الإِسلام بأن انتقل عنه إلى الكفر فإنه يجب قتله بعد استتابته وجوبا وهو شامل للرجال والنساء وقد خالف الحنفية في المرأة والبحث في الأصول مستوفي استدلالًا وردًّا (حم 4 (¬1) عن ابن عباس) قال ابن حجر استدركه الحاكم فوهم. 8541 - "من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره. (خد ك) عن معاذ بن أنس (صح) ". (من بر والديه) إن أدركهما أو أحدهما إن لم يدركهما معًا وتقدم تحقيق البر (طوبى له) تقدم أنه اسم شجرة في الجنة فهو كناية عن دخولها ويحتمل أنه أريد به مدحه (زاد الله في عمره) هذا خبر من وطوبى اعتراض والزيادة في العمر يحتمل أمرين زيادته حقيقة أو البركة في أوقاته حتى يضاهى زيادة الأيام (خدك (¬2) عن معاذ بن أنس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8542 - "من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين. (هق) عن النعمان بن بشير (ض) ". (من بلغ) في التعزير لأهل المعاصي (حدًّا) قدر حد من الحدود الشرعية وأقلها أربعون جلدة، أقل ما حد في الخمر (في غير حد) بل في المعاصي التي لم يجعل لها الشارع حدًّا معينا بل مطلق التعزير (فهو من المعتدين) لتعديه حدود الله تعالى وقد ورد في حديث آخر أنه لا يزيد على عشرة أسواط في التعزيرات. (هق (¬3) عن النعمان ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 322)، والبخاري (3016)، وأبو داود (4351)، والترمذي (1458)، والنسائي (3522)، وابن ماجة (2535). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (22)، والحاكم (4/ 154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5502)، والضعيفة (4567). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 327)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5503)، والضعيفة =

بن بشير) رمز المصنف لضعفه، وقال البيهقي: المحفوظ مرسل. 8543 - "من بلغه عن الله فضيلة فلم يصدق بها لم ينلها. (طس) عن أنس". (من بلغه عن الله) من طريق كتابه أو رسوله (فضيلة) في أي الأعمال (فلم يصدق بها لم ينلها) جزاءً وفاقًا لأنه تعالى أتاه ما اعتقده فلا ينبغي لعبد يسمع فضيلة منها إلا تلقاها بالقبول {وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا} [الإسراء: 20]، ولذا كان الحديث الضعيف معمولا به في الفضائل لئلا يحرم العبد أجرها. (طس (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: فيه بزيغ أبو الخليل (¬2) وهو ضعيف انتهى. وحكم ابن الجوزى بوضعه بعد إيراده له من حديث أنس وقال: بزيغ متروك، ومن حديث جابر وقال: فيه البياضي (¬3) [4/ 222] كذاب، وإسماعيل بن يحيى (¬4) كذاب انتهى. وأقره المصنف وفي المقاصد عن ابن حجر: هذا حديث لا يصح (¬5). 8544 - "من بنى لله مسجدًا بنى الله له بيتا في الجنة. (هـ) عن علي" (صح). (من بنى لله مسجدًا) محلًا للصلاة يقصد وقفه فخرج البناء بالأجرة ويكره لشمل الكبير والصغير (بنى الله له) أسند البناء إليه تعالى مشاكلة والمراد جزاؤه تعالى وجعل له (بيتًا في الجنة). (هـ (¬6) عن علي) رمز المصنف لصحته وأخرجه الشيخان عن عثمان". ¬

_ = (4568). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5129)، أبو يعلى (3443)، وابن عدي في الكامل (2/ 59)، وانظر: المجمع (1/ 149)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5504)، والضعيفة (453): موضوع. (¬2) انظر المغني (1/ 103)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 138). (¬3) انظر المغني (2/ 603)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 91). (¬4) انظر المغني (1/ 89). (¬5) انظر: المطالب العالية (3/ 111)، والمقاصد الحسنة (ص: 635). (¬6) أخرجه ابن ماجة (737).

8545 - "من بنى مسجدًا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة. (حم ق ت هـ) عن عثمان (صح) ". (من بنى لله مسجدًا) زاد الترمذي في روايته كبيرًا أو صغيرًا. (يبتغي به وجه الله) أي رضاه، وفي لفظ الطبراني: "لا يريد به رياء ولا سمعة" والمراد به الإخلاص، وقد شدد الأئمة في تحريمه حتى قال ابن الجوزي: من كتب اسمه على مسجد بناه فهو بعيد من الإخلاص وهذا الشرط في كل عبادة وطاعة فحذفه في الحديث الأول للعلم به ولأن قوله لله قد أغنى عنه وتصريحه به هنا لتأكيد ذلك العلم. (بنى الله له مثله في الجنة) والمراد بالمثلية أنه يكون له أتى لتثبيته في الجنة شرف وسمو وذكر كشرف المساجد في الدنيا وإلا فالحسنة بعشر أمثالها وإنما أريد بيان أنه يكون له بيت في الجنة له شرف وذكر عند أهلها (حم ق ت هـ) (¬1) عن عثمان بن عفان رواه عنه عبيد الله الخولاني أنه سمع عثمان يقول عند قول الناس فيه حتى بني مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنكم قد أكثرتم علي وإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكره. 8546 - "من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة لبيضها بنى الله له بيتا في الجنة. (حم) عن ابن عباس". (من بنى لله مسجدًا ولو كمفحص قطاة) حمله الأكثر على المبالغة فإن قدر مفحصها لا يكفي للصلاة فيه (لبيضها) لوضع بيضها فيه (بنى الله له بيتًا في الجنة) لم يقل هنا مثله لأنه تعالى يضاعف له الجزاء وإنما قال في الأول مثله لأنه أراد هنالك البناء الذي له ذكر وشرف بخلاف هنا فأراد أي بناء يكون على أي صفة وبأي كيفية حتى قيل ولو بأن يحوط بقعة للصلاة من غير عمارة (حم) (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 61)، والبخاري (450)، ومسلم (533)، والترمذي (318)، وابن ماجة (736). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 241)، وانظر المجمع (2/ 7)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6129).

عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي ضعيف. 8547 - "من بنى لله مسجدًا بنى الله له في الجنة أوسع منه. (طب) عن أبي أمامة (صح) ". (من بنى لله مسجدًا بنى الله له في الجنة أوسع منه) وسعة الرب لا يعلم كنهها ثم هذه الأحاديث خاص فيها الوعد لمن بنى لا بالأجرة فإنه لا يحصل له هذا الوعد المخصوص لعدم الإخلاص وإن كان يؤجر في الجملة كما أشار إليه الحديث السابق إن الله يدخل بالسهم الواحد الحديث، وهل يدخل الأمر بالبناء الذي يعطى الأجرة للعملة فإنه ليس بانيًا حقيقة قيل يدخل وإن بنى في الأحاديث يشمل المعنى الحقيقي والمجازي (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه علي بن زيد (¬2) ضعيف ورواه أحمد عن ابن عمر وقال العراقي فيه الحجاج بن أرطاة فيه مقال. 8548 - "من بنى بناء أكثر مما يحتاج إليه كان عليه وبالا يوم القيامة. (هب) عن أنس (ض) ". (من بنى بناء أكثر مما يحتاج إليه) ليسكنه هو وأهله ومن يلزمه سكناه. (كان عليه وبالًا) هلاكا. (يوم القيامة) لأن الله تعالى لا يحب من العبد أن يأخذ زيادة على حاجته من الدنيا وأبغض شيء إليه البناء لأنه إخلاد إلى الدنيا والمنافسة والمباهاة فيها والكل حرام (هب (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وفيه بقية ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 225) رقم (7889)، وانظر المجمع (2/ 8)، وأخرجه أحمد (2/ 221) عن عبد الله بن عمرو، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5508)، وصححه في الصحيحة (3445). (¬2) انظر المغني (2/ 447). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10710) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5505) وقال: ضعيف جدًّا.

بن الوليد تقدم الكلام فيه مرارًا والضحاك بن حمزة (¬1) قال الذهبي في الضعفاء قال النسائي غير ثقة. 8549 - "من بنى بناء فوق ما يكفيه كلف يوم القيامة أن يحمله على عنقه. (طب حل) عن ابن مسعود" (ض). (من بنى فوق ما يكفيه) لنفسه ومن سكنه (كلف يوم القيامة أن يحمله على عنقه) تشهيرًا له بين الأنام وعقوبة تحمله إن أريد الحقيقة ويجعل له قدرة على ذلك أو تكليف تعجيز وذلك أنه لم يأذن تعالى للعبد إلا في قدر حاجته فما زاده فهو في عنقه وأكثر ما يزين الشيطان العمارات التي تدخل على القلب الغفلات للملوك واتباعهم لينفقوا الأموال فيما لا يؤجرون فيه فإن العبد يؤجر في نفقته كلها إلا في ما أنفقه في الماء والطين لكون أموالهم مأخوذة من غير حلها منفقة في غير محلها (طب حل (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال في الميزان: هذا حديث منكر وقال العراقي: في إسناده لين وانقطاع. 8550 - "من بنى فوق عشرة أذرع ناداه مناد من السماء: يا عدو الله، إلى أين تريد؟. عن أنس". (من بنى فوق عشرة أذرع) من جهة العلو فإن الدار الآخرة للذين لا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادًا (ناداه مناد من السماء: يا عدو الله) جعله عدوا لله لمحبته العلو في الأرض (إلى أين تريد) بعلو بناءك فإنه زيادة على ما تحتاجه لاستقامة بدنك وقامتك وأغفل المصنف من خرجه وذكر من خرج عنه فقال: ¬

_ (¬1) انظر اللسان (3/ 200)، والمغني (1/ 311). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 151) رقم (10287)، وأبو نعيم في الحلية (8/ 246، 252)، وانظر: الميزان (6/ 431)، وقول العراقي تخريج في الإحياء (4/ 118)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5506): موضوع، والضعيفة (175): باطل.

(عن أنس) [4/ 223] وقد عزاه المصنف في الدرر إلى الطبراني (¬1) وفيه الربيع بن سليمان الجيري (¬2) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء وقال: كان فقيها دينا لم يتقن السماع. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (5721)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5507). (¬2) انظر المغني (1/ 228).

من مع التاء المثناة

من مع التاء المثناة 8551 - " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها) الذي هو أول أشراط الساعة (تاب الله عليه) قبل توبته بخلاف إذا كان بعد طلوعها فإنه {لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158]، فلا ينبغي لعاص أن يبيت يوما من عمره إلا تائبا لأنه يجوز طلوع الشمس من مغربها في كل غداة. (م (¬1) عن أبي هريرة). 8552 - "من تاب إلى الله قبل أن يغرغر قبل الله منه. (ك) عن رجل". (من تاب إلى الله قبل أن يغرغر) تبلغ نفسه الحلقوم ويأخذ في النزاع قبل الله منه توبته فينبغي لكل عبد المبادرة إلى التوبة لأنه قد يفجأه الحمام فيغرغر فلا تقبل له توبة (ك (¬2) عن رجل) سكت عليه المصنف لأن الحاكم لم يصححه ولم يضعفه. 8553 - "من تأنى أصاب أو كاد، ومن عجل أخطأ أو كاد. (طب) عن عقبة بن عامر (ض) ". (من تأنى) في مطلوبه الذي لم يأمر الشرع بالمسارعة إليه (أصاب) مراده (أو كاد) وقارب أن يصيب (ومن عجل أخطأ) مطلوبه (أو كاد) أن يخطئه هو حث على حسن الطلب للحاجات والأناة في المطلوبات فإن الرب تبارك وتعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام مع القدرة على إيجادها في أقل من لحظة إرشادا ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2703). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 257)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6132).

للأنام إلى الأناة في الأفعال وهذا بخلاف الطاعات التي أمر الشارع فيها بالمسارعة فإنه لا يتأنى بها العبد تفريطا مع أن معاذير المسارعة الشرعية هي أناة لها. (طب (¬1) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي رواه عن شيخه بكر بن سهل (¬2) وهو مقارب الحال وضعفه النسائي وفيه ابن لهيعة. 8554 - "من تأهل في بلد فليصل صلاة المقيم. (حم) عن عثمان (ض) ". (من تأهل) اتخذ أهلا بالزواج (في بلد فليصل) إن كان مسافرًا (صلاة المقيم) لأنه صار بالزواج له حكم أهل البلد في الإقامة وإن كان نيته الرحيل (حم (¬3) عن عثمان) رمز المصنف لضعفه لأن فيه عكرمة بن إبراهيم (¬4) وهو ضعيف، قال الحافظ في الفتح: هذا الحديث لا يصح وفي رواته من لا يحتج به ويرده قول عروة: إن عائشة تأولت ما تأول عثمان ولا جائز أن تتأهل فدل على وهاء هذا الخبر والمنقول أن إتمام عثمان إنما كان يرى القصر بمن كان شاخصًا مسافرًا وأما من أقام بمكان أثناء سفره فله حكم المقيم انتهى. قلت: ولا شك أن فعل عثمان مخالف لهديه - صلى الله عليه وسلم - في أسفاره. 8555 - "من تبتل فليس منا. (عب) عن أبي قلابة مرسلًا". (من تبتل) أي ترك النكاح وتخلى عنه وانقطع كما يفعله رهبان النصارى. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 310) رقم (858)، وفي الأوسط (3082)، والقضاعي في مسند الشهاب (362)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5510)، والضعيفة (4569). (¬2) انظر المغني (1/ 113)، والميزان (2/ 61). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 62)، وانظر فتح الباري (2/ 570)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5511)، والضعيفة (4570). (¬4) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 85)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 185)، والمجروحين (2/ 188).

(فليس منا) أي من أهل سنتنا وطريقتنا فإنه - صلى الله عليه وسلم - أكثر الأمة أزواجًا (عب (¬1) عن أبي قلابة) هو عبد الله بن يزيد الجرمي (مرسلًا). 8556 - "من تبع جنازة وحملها ثلاث مرار فقد قضى ما عليه من حقها. (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (من تبع جنازة) مشيعا لها (وحملها ثلاث مرات) يحتمل أنه يحملها حتي يتعب ثم يترك ثم يحمل (فقد قضى ما عليه من حقها) أي الحق الذي به يصير مشيعا أخذا بالسنة وظاهره أنه إذا لم يحمل أو حمل أقل من الثلاث فإنه لم يقض حقها (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب وفيه أبو المهزم (¬3) ضعفه شعبه انتهى. وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح والمتهم به أبو المهزم، وقال النسائي: هو متروك الحديث. 8557 - "من تتبع ما يسقط من السفرة غفر له. الحاكم في الكنى عن عبد الله بن أم حرام". (من تتبع ما يسقط من السفرة) من الطعام تواضعا واستكانة وإجلالًا لرزق الله (غفر له) لتعظيمه نعم الله وكذلك ما تساقط من الإناء وكذلك أخذ ما تساقط من الثمار فإنه صيانة عن التلف وإجلالًا للنعم وسواء تتبعه أكلا له أو حافظًا ليعطيه غيره (الحاكم (¬4) في الكنى عن عبد الله بن أم حرام) بالحاء المهملة والراء. ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (12592)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5512)، والضعيفة (4571). (¬2) أخرجه الترمذي (1041)، وانظر العلل المتناهية (1/ 378)، وأبو المهزم هو يزيد بن شعبان وضعفه شعبة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5513). (¬3) انظر المغني (2/ 750)، والضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 110). (¬4) أخرجه أبو أحمد الحاكم في الكنى كما في الكنز (40750)، والمجمع (5/ 43)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5514).

8558 - "من تحلم كاذبا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين، ولن يعقد بينهما. (ت هـ) عن ابن عباس (صح) ". (من تحلم) ادعى أنه حلم في منامه (كاذبًا) في دعواه (كلف يوم القيامة) كلفه الله (أن يعقد بين شعيرتين) تثنية شعيرة الحبة المعروفة ولا دلالة فيه على تكليف ما لا يطاق لأنه ليس في دار التكليف (ولن يعقد بينهما) لأن اتصال إحداهما بالأخرى محال فهو كناية عن تعذيبه على الدوام، قيل: ووجه اختصاص الشعير بذلك دون غيره ما في المنام من الشعور فجعلت المناسبة من حيث الاشتقاق وكأن الوعيد على الكذب في المنام أشد من الوعيد على الكذب في اليقظة لأن الكذب في المنام كذب على الله تعالى لأن الرؤيا جزء [4/ 224] من أجزاء النبوة. (ت هـ (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه البخاري بقريب من لفظه. 8559 - "من تخطى رقاب الناس يوم الجمعة اتخذ جسرا إلى جهنم. (حم ت هـ) عن معاذ بن أنس". (من تخطى رقاب الناس) في المسجد الجامع (يوم الجمعة) حال قعوده للصلاة ولسماع الخطبة أو بعد الفراغ منها (اتخذ جسرًا) طريقًا (إلى جهنم) أي مهد لنفسه وحصل له ذلك بفعله ما يشوش به على القاعدين ويشغل به قلوب الذاكرين والظاهر أنه عام في غير الجمعة من أوقات انتظار الجماعات ويحتمل اختصاص الجمعة لشرفها (حم ت هـ (¬2) عن معاذ بن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب فيه رشدين بن سعد (¬3) ضعفوه انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2283)، وابن ماجة (3916)، وأخرجه البخاري (7042) بلفظ مقارب. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 417)، والترمذي (513)، وابن ماجة (1116)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5516). (¬3) سبق.

8560 - "من تخطى الحرمتين فخطوا وسطه بالسيف. (حم ك) عن عبد الله بن أبي مطرف (ض) ". (من تخطى الحرمتين) زنى بمحرم أي تزوج بأم وبنتها أو بأختين وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - في من تزوج امرأة أبيه بعقد الشرع قال ابن جرير: إنما كان متخطيا للحرمتين لأنه جمع بين كبيرتين أحدهما عقد النكاح بمن حرمه الله بنص كتابه والثانية إتيانه فرجا محرما عليه فهو دليل على تكذيبه محمدا - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به من الدين وجحود الحكمة في تنزيله فإن كان قد أسلم فهو ردة وإن كان له عهد فإظهاره لذلك نقض لعهده ولذا قال: (فخطوا وسطه بالسيف) اضربوه به والمراد اقتلوه بأي آلة أذن لكم في القتل بها وذكر السيف لأنه الغالب وتمسك ابن القيم بظاهره، وقال: فيه دلالة على التوسيط هذا وقد ذكر في الحديث سبب آخر وأنه ورد في رجل أتى أخته وأكرهها على نفسها واعلم أنه اختلف العلماء فيمن وطيء محرمة على أقوال الأول إنه زنا فيحد له الثاني أنه يقتل الثالث يدرأ عنه الحد إن تزوج بشهود والأول للشافعي ومالك والثاني لأحمد والثالث لأبي حنيفة. (طب (¬1) عن عبد الله بن أبي مطرف) بضم أوله وفتح ثانيه وتشديد الراء له صحبة رمز المصنف لضعفه. 8561 - "من تخطى حلقة قوم بغير إذنهم فهو عاص. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (من تخطى حلقة قوم بغير إذنهم) ولا عرف رضاهم؟ (فهو عاص) لتعمده أذيتهم وإهانتهم بالترفع عليهم (طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5473)، والآحاد والمثاني (2817)، وابن عدي في الكامل (4/ 221)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5515)، والضعيفة (4572). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 246) رقم (7963)، وانظر المجمع (8/ 62)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5517): ضعيف جدًّا، وفي الضعيفة (2805): موضوع.

قال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير (¬1) وهو متروك. 8562 - "من تداوى بحرام لم يجعل الله فيه شفاء. أبو نعيم في الطب عن أبي هريرة". (من تداوى بحرام لم يجعل الله فيه شفاء) فإنه تعالى ما يحرم شيئا وفيه نفع للأبدان وأما قوله تعالى: {وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ} [البقرة: 219]، في آية الخمر والميسر فهو منافع التجارة والأرباح لا منافع الأبدان ولم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ولو فرض في المحرم شفاء فإن تحريمه وإثم استعماله إن أزال علة في الدنيا أعقبها علة في الدين لا تبرأ توجب نار الآخرة الذي هو أعظم ما يصيب الأبدان. (أبو نعيم (¬2) في الطب) النبوي (عن أبي هريرة). 8563 - "من ترك الجمعة بغير عذر فليتصدق بدينار، فإن لم يجد فنصف دينار. (حم د ن هـ حب ك) عن سمرة". (من ترك الجمعة) صلاة الجمعة (من غير عذر) له في الترك (فليتصدق بدينار) تداركًا للمعصية (فإن لم يجد) الدينار (فنصف دينار) يلزمه التصدق للمعصية التي ارتكبها وفيه عظمة شأن صلاة الجمعة (حم د ن هـ حب ك (¬3) عن سمرة)، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، قال: البخاري لا يصح سماع قدامة عن سمرة وهو مروي من طريقه، وقال أحمد: قدامة لا يعرف انتهى. وقال الترمذي: حديث مضطرب وذكر نحوه ابن القيم. ¬

_ (¬1) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 28)، والمغني (1/ 132). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الطب (53)، وانظر فيض القدير (6/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5518)، وصححه في الصحيحة (2881). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 8)، وأبو داود (1053)، والنسائي في السنن الكبرى (1661)، وابن حبان (2789)، والحاكم (1/ 280)، وانظر العلل ومعرفة الرجال (1/ 256)، والعلل المتناهية (1/ 466)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5520).

8564 - "من ترك الجمعة بغير عذر فليتصدق بدرهم، أو نصف درهم، أو صاع، أو مد. (هق) عن سمرة". (من ترك الجمعة بغير عذر) من أعذارها المعروفة (فليتصدق بدرهم، أو نصف درهم) كأن هذا تخفيف بعد الأول (أو صاع، أو مد) فهو تخيير له في ذلك (هق (¬1) عن سمرة) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: اتفقوا على ضعف هذه الروايات كلها. 8565 - "من ترك اللباس تواضعًا لله وهو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها. (ت ك) عن معاذ بن أنس (صح) ". (من ترك اللباس) أي للأحسن وعدل إلى الأخشن (تواضعًا لله تعالى) بالميل عن طيبات الحياة رغبة فيما عند الله وعرفوا التواضع بأنه الخضوع وعرف أيضًا بأنه حط النفس إلى ما دون قدرها وإعطاؤها من التوقير أقل من استحقاقها (وهو يقدر عليه) على لبس الأحسن أو من لا قدرة له مزهود له لا زاهد (دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق) يحتمل أنه يحمل على رؤوسهم وهم قعود ليعلم مكانه من الله تعالى (حتى يخيره من أي حلل الإيمان) أي أهله. (شاء [4/ 225] يلبسها) مجازاة له على إيثاره الأخرى على الأولى وقد كان شمائله - صلى الله عليه وسلم - وهديه في ملبوسه أشرف هدي ينبغي لكل مؤمن القدوة به فهو رأس الزاهدين (ت ك (¬2) عن معاذ بن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في باب الإيمان وضعفه في باب اللباس فقال: ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 248)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5519). (¬2) أخرجه الترمذي (2481)، والحاكم (4/ 184)، وانظر العلل المتناهية (2/ 679)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6145)، والصحيحة (718).

عبد الرحيم بن ميمون (¬1) أحد رواته ضعفه ابن معين انتهى وأورده ابن الجوزي في العلل وأعله به. 8566 - "من ترك صلاة لقي الله وهو عليه غضبان. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (من ترك صلاة (من الفرائض (لقي الله وهو عليه غضبان) أي مستحقًا لعقوبة المغضوب عليهم، قال الطيبي: إذا أطلق الغضب على الله حمل على الغاية وهو إرادة الانتقام فتركه الفريضة وتفويتها بلا عذر فإنه كبيرة. (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه سهل بن محمود ذكره ابن أبي حاتم وقال: لم يرو عنه إلا الدورقي وسعدان وبقية رجاله رجال الصحيح. 8576 - "من ترك صلاة العصر حبط عمله. (حم خ ن) عن بريدة (صح) ". (من ترك صلاة العصر) خصها لأنها تأتي في وقت أشغال الناس بطلب المعاش والاضطراب في الأسواق (حبط عمله) بطل ثوابه يحتمل ثواب كل حسنة ويحتمل عمل يومه وليلته قال ابن تيمية (¬3): صلاة العصر هي التي فرضت على من قبلنا فضيعوها فالمحافظ عليها له الأجر مرتين وهي التي لما فاتت سليمان - صلى الله عليه وسلم - فعل بالخيل ما فعل (حم خ ن (¬4) عن بريدة) ولم يخرجه مسلم. 8568 - "من ترك الصلاة متعمدا فقد كفر جهارًا. (طس) عن أنس (ض) ". (من ترك الصلاة متعمدًا) جاحدًا لوجوبها (فقد كفر جهارًا) استوجب عقوبة ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 392). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 294) رقم (11782)، وانظر المجمع (4/ 215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5523). (¬3) مجموع الفتاوى (22/ 54). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 349، 360)، والبخاري (553)، وابن ماجة (694)، والنسائي (1/ 236).

من كفر واستحق القتل بعد الاستتابة وإن كان قد بقي له من الإيمان اسمه إلا أن يكون جاحدًا لوجوبها فهو مكذب للرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو كافر حقيقة. (طس (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رجاله موثقون إلا محمَّد بن أبي داود (¬2) الأنباري فلم أر من ترجمه وذكر ابن حبان محمَّد بن أبي داود فما أدري أهو أم لا انتهى. وقال الحافظ العراقي: في إسناده مقال نعم روى أحمد بسند رجاله ثقات: "من ترك صلاته متعمدًا فقد برئت منه ذمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -" (¬3). 8569 - "من ترك الرمي بعدما علمه رغبة عنه فإنها نعمة كفرها. (طب) عن عقبة بن عامر". (من ترك الرمي) بالقوس والسهام. (بعدما علمه) أتقن صنعته (رغبة عنه) واستحقارًا لقدره. (فإنها) أي الخصلة المتروكة. (نعمة كفرها) بتركها فإنه ينكي العدو يحل به الصيد. (طب (¬4) عن عقبة بن عامر) ورواه الطيالسي. 8570 - "من ترك ثلاث جمع متهاونا بها طبع الله على قلبه. (4 حم ك) عن أبي الجعد (صح) ". (من ترك ثلاث جمع) متوالية كما هو الظاهر (متهاونا بها) احتقارًا لشأنها وتسهيلا في أمر الله تعالى بها (طبع الله على قلبه) ختم عليه فلا يهتدي إلى أداء الواجبات وترك المحظورات ويسلبه ألطافه التي تقربه إلى الطاعات فإن ترك الواجبات سبب لترك واجبات أخرى كما أن فعل الطاعات سبب لطاعات أخر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3348)، وانظر المجمع (1/ 295)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5521)، والضعيفة (2508). (¬2) انظر سير أعلام النبلاء (12/ 555). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 421). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 342) رقم (942)، والنسائي (6/ 222)، وأحمد (4/ 148)، والطيالسي (1007)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6142).

وألطاف في فعلها (حم 4 ك (¬1) عن أبي الجعد) بالجيم والمهملتين الضمري، ويقال: الضميري، قال الترمذي عن البخاري: لا أعرف اسمه وقال: لا أعرف له إلا هذا الحديث لكن ذكر العسكري أن اسمه الأقرع وقيل جنادة صحابي له حديث رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم، وقال الذهبي في التلخيص: هو حسن وقال في المهذب (¬2): سنده قوي وعده المصنف في الأحاديث المتواترة وذكر في الكبير أنه أخرجه ش حم ت وع طب والبغوي والبارودي والحاكم في الكنى، (ك) وأبو نعيم في المعرفة عن الجعد انتهى فهذه كلها إلى الجعد فعجبت عده متواترًا. 8571 - "من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب من المنافقين. (طب) عن أسامة بن زيد". (من ترك ثلاث جمعات من غير عذر كتب) عند الله (من المنافقين) نفاق عمل لا نفاق اعتقاد، قال الغزالي (¬3): اختلف رجل إلى ابن عباس شهرا فسأله عن رجل مات لم يكن يشهد جمعة ولا جماعة قال في النار وهذه الأحاديث تدل على عظمة شأن صلاة الجمعة فلا ينبغي لمؤمن يتأخر عنها وقد حرص الشيطان على تهوينها عند أناس فهانت عليهم فأعرضوا عنها (طب (¬4) عن أسامة بن زيد) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي وهو ضعيف عند الأكثر لكن له شاهد صحيح وهو خبر أبي يعلى بلفظ: [4/ 226] "من ترك ثلاث ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1052)، والترمذي (500)، والنسائي في السنن الكبرى (1656)، وابن ماجة (1125)، وأحمد (3/ 332)، والحاكم (3/ 624)، وابن أبي شيبة (5533)، وأبو يعلى (1600)، والطبراني في الكبير (3/ 102) رقم (3003)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6143). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 5327). (¬3) إحياء علوم الدين (1/ 178). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 170) رقم (422)، وانظر المجمع (2/ 193)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6144).

جمعات متوالية فقد نبذ الإِسلام وراء ظهره" (¬1) قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 8572 - "من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان، فليتق الله في النصف الباقي. (طس) عن أنس". (من تزوج فقد استكمل نصف الإيمان) وفي لفظ: "نصف دينه" فإن الفروج أعظم ما تدخل العبد النار ولذا وصف الله المؤمنين بالذين هم لفروجهم حافظون في آيات (فليتق الله في النصف الباقي) من دينه وفيه تعظيم أمر النكاح ولا شك فيه: "فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج" (¬2) وسبب لخير ديني كثير، وقيل: أراد بالنصف الباقي الفم فإنه: "من حفظ ما بين رجليه وما بين لحييه دخل الجنة" (¬3) (طس (¬4) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رواه بإسنادين وفيهما يزيد الرقاشي وجابر الجعفي وكلاهما ضعيف وقد وثقا، وقال العراقي: سنده ضعيف انتهى وذلك لأن فيه عمرو بن أبي سلمة (¬5) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ثقة، وقال أبو حاتم: لا يحتج به انتهى. وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح وفيه آفات (¬6). 8537 - "من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السماوات والأرض. (طس) عن أبي هريرة" (ض). ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (2712)، والبيهقي في الشعب (3006) من حديث ابن عباس، وانظر المجمع (2/ 193). (¬2) أخرجه البخاري (1905)، ومسلم (1400) من حديث ابن مسعود. (¬3) أخرجه البخاري (6109). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (7674) رقم (8794)، وانظر المجمع (4/ 252)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6148). (¬5) انظر المغني (2/ 468). (¬6) انظر: العلل المتناهية (2/ 612 رقم 100)، والمقاصد الحسنة (ص: 638).

(من تزين للناس بعمل الآخرة) ليريهم أنه من الصالحين (وهو لا يريدها) أي الآخرة بل الرياء والنفاق. ولا يطلبها بعمله (لعن في السماوات والأرض) قال الشارح: لفظ رواية الطبراني فيما وقفت عليه من النسخ: "الأرضين" بالجمع وذلك؛ لأنه أتى بالطاعات وقلبها معاصي وحولها عن وجهها الذي فرضت له فاستحق هذه العقوبة (طس (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال المنذري: ضعيف، وقال الهيثمي: فيه إسماعيل بن يحيى التيمي (¬2) وهو كذاب. 8574 - "من تشبه بقوم فهو منهم. (د) عن ابن عمر (ح) (طس) عن حذيفة". (من تشبه بقوم) ظاهرًا في ملبوسه وهيئته (فهو منهم) معدود إن كانوا من أهل الخير فهو من أهله أو من أهل الشر فكذلك قال ابن تيمية (¬3): هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بأهل الكتاب عن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51]. قلت: التولي غير مجرد التشبه بل هو ميل الباطن إلى محبتهم ومحبة ما هم عليه (د عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، قال ابن تيمية: سنده جيد وقال ابن حجر في الفتح: سنده حسن. (طس (¬4) عن حذيفة) سكت عليه المصنف، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7647)، والأصبهاني في الترغيب (2430)، وانظر المجمع (10/ 220)، والترغيب والترهيب (1/ 32)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5525)، والضعيفة (4574): موضوع. (¬2) انظر المجمع (1/ 89). (¬3) اقتضاء الصراط (1/ 83). (¬4) أخرجه أبو داود (4031)، عن ابن عمر وانظر فتح الباري (6/ 98)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (8327)، والبزار (2966) عن حذيفة، وانظر المجمع (10/ 271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6149).

الحافظ العراقي: سنده ضعيف، وقال الهيثمي: فيه علي بن غراب (¬1) وثقه غير واحد وضعفه جمع وبقية رجاله ثقات. 8575 - "من تصبح كل يوم بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر. (حم ق د) عن سعد (صح) ". (من تصبح) أكل وقت الصباح (كل يوم بسبع تمرات عجوة) هي ضرب من أجود التمر. (لم يضره في ذلك اليوم سم) مثلث السين (ولا سحر) تقدم تحقيقه وليس هذا عامًّا لكل عجوة بل خاصًّا بعجوة المدينة بدليل رواية مسلم: "من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها -أي المدينة- لم يضره في ذلك اليوم سم" قال القرطبي (¬2): مطلق الروايتين مقيد بالأخرى وهذا من باب الخواص التي جعلها الله لهذه البلدة ثمرتها ببركة سكنى رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيها وتكلف الوجوه لذلك وللعدد بالسبع لا ينبغي بل الذي يلزم التصديق واليقين والعمل. (حم ق د (¬3) عن سعد). 8576 - "من تصدق بشيء من جسده أعطي بقدر ما تصدق. (طب) عن عبادة (ح) ". (من تصدق بشيء من جسده) بأن عفى عن مظلمة وجناية اتفقت في بدنه فعفى عن الجاني (أعطي) في الآخرة من الأجر (بقدر ما تصدق) مضاعفا على ما هو شأن كرم الله في مضاعفة الأجور (طب (¬4) عن عبادة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي بعد ما عزاه لأحمد في المسند والطبراني: رجال المسند رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) انظر المجروحين (2/ 105)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 197). (¬2) فتح الباري (10/ 240). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 168)، والبخاري (5768)، ومسلم (2047)، وأبو داود (3876). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 330)، وانظر المجمع (6/ 302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6151).

8577 - "من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن. (د ن هـ ك) عن ابن عمر (صح) ". (من تطبب) من الطب معالجة الأبدان أي تكلف ذلك كما تشعر به صيغة تفعل (ولم يعلم منه طب) أي ما عرف مأخذه عن أهله وشغلته به (فهو ضامن) لمن طببه إن مات بالدية لإقدامه على ما يقتل بخلاف من سبق له تجربة وإتقان بعلم الطب لأخذه له عن أهله وبذله الجهد فلا ضمان عليه قال الخطابي: لا أعلم خلافًا أن المعالج إذا تعدى فتلف المريض ضمن أي الدية لا القود إذ لا يستند به دون إذن المريض والضمان على العاقلة ويشمل الحديث من طب بوصفه أو قوله وهو عام [4/ 227] في كل من تعاطى أي علاج على أي صفة وهو بتعاطيه آثم. (د ن هـ ك (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي ورواه الدارقطني من طريقين عن ابن عمرو أيضًا وقال لم يسنده عن ابن جريج غير الوليد بن مسلم وغيره يرويه مرسلًا قال الغرياني: وفيه عيسى بن عمران (¬2) في طريق قال أبو حاتم غير صدوق يرويه عن الوليد بن مسلم وفي طريق آخر محمَّد أي ابن الصباح (¬3) وثقه أبو زرعة وعدد وله حديث منكر. 8578 - "من تعذرت عليه التجارة فعليه بعُمَان. (طب) عن شرحبيل بن السمط". (من تعذرت عليه التجارة) كأن المراد بالتعذر قلة الربح وعدم سهولته (فعليه بعمان) بالتخفيف أي بالتجارة فيها فإنها كثيرة الأرباح أو بالإقامة فيها ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4586)، والنسائي في السنن الكبرى (7034)، وابن ماجة (3466)، والدارقطني (4/ 216)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6153)، والصحيحة (635). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 500). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 593).

فإنها سهلة المعاش لا يحتاج معها إلى مزاولة التجارة، وهي بالتخفيف قرية بالبحرين تحت البصرة وبالتشديد مدينة في أرض البلقاء من وراء دمشق والحديث يحتمل إرادة أي البلدين إن لم تثبت رواية بأحد الضبطين وكأنه في ذلك الزمان فلا يلزم بقائه إلى هذه الأزمنه (طب (¬1) عن شرحبيل بن السمط) بكسر المهملة وسكون الميم، وقيل بفتح المهملة وكسر الميم الكندي أمير حمص لمعاوية قال الذهبي (¬2): اختلف في صحبته وجزم ابن سعد بأن له وفادة. 8579 - "من تعظم في نفسه، واختال في مشيته، لقي الله وهو عليه غضبان. (حم خد) عن ابن عمر (ح) ". (من تعظم في نفسه) اعتقد نفسه عظيمة تستحق من غيره التبجيل والتكريم. (واختال في مشيته) فاض ما في نفسه إلى جوارحه فاختال في مشيته (لقي الله وهو عليه غضبان) يفعل به ما يفعله بالمغضوب عليهم لمنازعته لله في إزاره ورداءه (حم حل (¬3) عن ابن عمر) بن الخطاب رمز المصنف لحسنه، وقد قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال المنذري: رواته محتج بهم في الصحيح. 8580 - "من تعلق شيئًا وكل إليه. (حم ت ك) عن عبد الله بن عكيم (صح) ". (من تعلق شيئًا) تمسك بشيء من الأدوية واعتقد أنه يكون فيه الشفاء ودفع الداء (وكل إليه) وكل الله شفاءه إلى ذلك الشيء فلا يحصل شفاءه والمراد من علق تميمة من تمائم الجاهلية يظن أنها تدفع أو تنفع فإن ذلك حرام والحرام لا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 306) رقم (7214)، وابن قانع في معجم الصحابة (409)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5527)، والضعيفة (4575). (¬2) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 255) رقم (2687). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 118)، والبخاري في الأدب (549)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 357)، والمجمع (1/ 98)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6157) والصحيحة (543).

دواء فيه وإنما قيدناه بتمائم الجاهلية لأنه قد ورد الإذن في غيرها فكان تخصيصا لهذا العموم (حم ت ك (¬1) عن عبد الله بن عكيم) بالمهملة مصغرًا أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يره. رمز المصنف لصحته. 8581 - "من تعلم الرمي ثم تركه فقد عصاني. (هـ) عن عقبة بن عامر" (ض). (من تعلم الرمي) بالسهام. (ثم تركه) رغبة عنه كما سلف (فقد عصاني) وهذا وعيد شديد يفيد حرمة تركه بعد معرفته وعند الشافعية تركه بعد معرفته مكروه وذلك لأنه ينكأ الأعداء ويكون قوة في الدين ومثله الرمي بالبنادق والفراسة على الخيل وكل ما فيه مضرة العدو ونفع المسلمين (هـ (¬2) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، وفيه عثمان بن نعيم، قال في الميزان: تفرد به ابن لهيعة ومن مناكيره هذا الحديث. 8582 - "من تعلم علمًا لغير الله فليتبوأ مقعده من النار. (ت) عن ابن عمر". (من تعلم علمًا) من علم الشرائع فيخرج علم الطب ونحوه (لغير الله) لم يقصد مرضاته بل نيل الجاه والمال (فليتبوأ) ينزل (مقعده) المعين الذي أعد له وعين (من النار) وفيه وعيد شديد وإن ذلك من الكبائر وتقدم معناه مرارًا. (ت (¬3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال المنذري: رواه الترمذي وابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 310)، والترمذي (2072)، والحاكم (4/ 216)، وحسنه الألباني في غاية المرام (297). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2814)، والروياني (262)، وانظر الميزان (5/ 74)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5528). (¬3) أخرجه الترمذي (2655)، والنسائي في السنن الكبرى (5910)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 66)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5530).

ماجة كلاهما عن خالد بن دريك عن ابن عمر ولم يسمع منه ورجالهما ثقات. 8583 - "من تقحم في الدنيا فهو يتقحم في النار (هب) عن أبي هريرة". (من تقحم) بالحاء المهملة (في الدنيا) أي رمي نفسه وتهافت في تحصيلها ولم يحترز عن الحرام والشبه (فهو يتقحم في النار) يرمي نفسه فيه بغير دية (هب (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقد قال عقيبه مخرجه البيهقي قال أبو حاتم تفرد به حفص بن عمرو المهرجاني عن يحيى بن سعيد. 8584 - "من تمسك بالسنة دخل الجنة. (قط) في الأفراد عن عائشة". (من تمسك بالسنة) النبوية علمًا واعتقادًا. (دخل الجنة) مع السابقين الأولين وذلك أنه لا بد له من عمل إما ببدعة أو سنة فالمبتدع من أهل النار وصاحب السنة من أهل الجنة (قط (¬2) في الأفراد عن عائشة) سكت عليه المصنف وهو من رواية عمر مولى عفرة عن هشام عن عائشة، قال ابن الجوزى في العلل: عمر ضعيف وقال ابن حبان: يقلب الأخبار فلا يحتج به. 8585 - "من تمنى على أمتي الغلاء ليلة واحدة أحبط الله عمله أربعين سنة. ابن عساكر عن ابن عمر". (من تمنى على أمتي الغلاء) في الأسعار [4/ 228] (ليلة واحدة أحبط الله عمله) أبطل ثواب كل عمل له (أربعين سنة) وذلك لأنه أحب إدخال المشقة على الأمة كلها في أعظم الأمور وهي الأقوات وهذا إثم من أحب ذلك وتمنا فكيف من وقع منه الاحتكار أو قطع طرقات الميره أو نحو ذلك وفيه أن أعمال ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10513) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5531)، والضعيفة (4576). (¬2) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (5146 أطراف الغرائب)، والقزويني في التدوين (2/ 243)، وانظر العلل المتناهية (1/ 200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5533)، والضعيفة (2727).

القلوب يعاقب عليها وإن لم يبرز أفعالها إلى الخارج، وقيل: ليس المراد حقيقة الإحباط بل الوعيد والتخويف والتنفير. (ابن عساكر (¬1) عن ابن عمر) ذكره ابن عساكر في تاريخه من طريق مأمون السلمي (¬2) عن أحمد بن عبد الله الشيباني (¬3) عن الخطاب، وأورده المصنف في مختصر الموضوعات ثم قال: مأمون وشيخه كذابان هكذا والعجب منه كيف ذكره هنا مع اعترافه بذلك، وقال مخرجه: الخطيب منكر جدًّا لا أعلم رواه غير سليمان (¬4) وهو كذاب وقال ابن عدي: وضاع ومن بلاياه هذا الحديث. 8586 - "من تواضع لله رفعه الله. (حل) عن أبي هريرة". (من تواضع لله) أي لأجل عظمة الله ولأنه أمر بالتواضع ويحبه (رفعه الله) في الدنيا والآخرة لأنه ترك حظ نفسه لله فأعطاه الله خيرًا مما ترك والتواضع لله أن يجعل نفسه وصفها الله تعالى من العجز وذل العبودية تحت أوامره تعالى بالامتثال لها وزواجره بالانزجار وأحكامه بالتعليم لعباده، وقال الطبري: في التواضع مصلحة الدارين فلو استعمله الناس في الدنيا لزالت بينهم الشحناء فاستراحوا من نصب المباهات والمفاخرات. (حل (¬5) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقد أخرج الشيخين: "ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" (¬6) وفي معناه عدة أحاديث صحيحة وحسنة. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (57/ 4)، والخطيب في تاريخه (4/ 59)، وابن عدي في الكامل (3/ 289)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5534): موضوع. (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 32)، والمغني (2/ 539). (¬3) انظر المغني (1/ 44). (¬4) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزى (2/ 23)، والمغني (1/ 282). (¬5) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 46)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6162). (¬6) أخرجه مسلم (2588).

8587 - "من توضأ كما أمر، وصلى كما أمر، غفر له ما قدم من عمل. (حم ن هـ حب) عن أبي أيوب وعقبة بن عامر (صح) ". (من توضأ) للصلوات (كما أمر) مغير الصيغة كما أمره الله ورسوله من استيفاء الشروط والفرائض (وصلى كما أمر) كذلك (غفر له ما تقدم من عمل) طالح وهو خاص بغفران ما دون الكبائر كما عرفت غير مرة وفيه عظم شأن الصلاة (حم ن هـ حب (¬1) عن أبي أيوب وعقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله موثقون. 8588 - "من توضأ على طهر كتب له عشر حسنات. (د ت هـ) عن ابن عمر (ض) ". (من توضأ على طهر) حال كونه على طهارة، وقيل: مع طهارته وإنما جدد وضوءه (كتب له عشر حسنات) وقد بحث بعض المتأخرين بأنه يلزم الزيادة على الثلاث لمن جدد وضوءه وقد ثبت النهي عنها إلا أنه لو صح الحديث كان تخصيصا على أنه قد شرط الفقهاء للتجديد شرائط وهو أنه بعد فعل قرنه بالأول وأما حديث: "الوضوء على وضوء نور على نور" (¬2) فنقل عن المنذري والعراقي أنهما لم يريا من خرجه، وقال ابن حجر: إنه ذكره رزين. (د ت هـ (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الترمذي: إسناده ضعيف وفي المهذب فيه عبد الرحمن بن زياد لين، ونقل عن البخاري أنه قال: حديث منكر وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 423)، والنسائي (1/ 90)، وابن ماجة (1396)، وابن حبان (1042)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6172). (¬2) انظر: جامع الأصول (رقم 5170)، والترغيب والترهيب (1/ 98)، وقال: لا يحضرني له أصل من حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - ولعله من كلام بعض السلف، وكشف الخفا (2/ 447). (¬3) أخرجه أبو داود (62)، والترمذي (61)، وابن ماجة (512)، وانظر العلل المتناهية (1/ 352)، والتلخيص الحبير (1/ 143)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5536).

البغوي في شرح السنة: إسناده ضعيف. وجرى المصنف على تضعيفه في فتاويه أي بينه قال ابن حجر: سنده ضعيف. 8589 - "من توضأ بعد الغسل فليس منا. (طب) عن ابن عباس (ض). (من توضأ بعد الغسل) من الجنابة ونحوها (فليس منا) لأنه قد ثبت في كيفية غسله - صلى الله عليه وسلم - الذي شرعه للأمة أن يقدم الوضوء أولًا ثم يغتسل فوضوءه بعد الغسل من الزيادة المنهي عنها. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال في الميزان: غريب جدًّا وفيه أبان بن عياش (¬2) واه، وابن سعد بن خالد السهمي (¬3) كذاب. 8590 - "من توضأ في موضع بوله فأصابه الوسواس فلا يلومن إلا نفسه. (عد) عن ابن عمرو". (من توضأ في موضع بوله فأصابه الوسواس) هو ما يلقيه الشيطان في القلب (فلا يلومن إلا نفسه) لأنه الذي تعرض لذلك وفيه النهي عن الوضوء في محل البول ويحتمل أن الوسواس يكون في الوضوء نفسه (عد (¬4) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف وهو من حديث منصور بن عمار عن ابن لهيعة والكلام فيه معروف، وقال الحافظ العراقي: حكم العقيلي عليه بالوقف بحكم لا دليل عليه. 8591 - "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل. (حم 3) وابن خزيمة عن سمرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 361) رقم (12019)، وانظر الميزان (7/ 295)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5535). (¬2) انظر المغني (1/ 7). (¬3) انظر المغني (2/ 762). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 151)، (6/ 395)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5540)، والضعيفة (4579).

(من توضأ يوم الجمعة) لصلاتها (فبها) قال جار الله: الباء متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخصلة أو الفعلة ينال الفضل والخصلة هي الوضوء (ونعمت) الخصلة أي هي حذف المخصوص بالمدح، وقيل: أي فبالرخصة أخذ ونعمت السنة [4/ 229] التي ترك، قال الشارح: وفيه انحراف عن مراعاة حق اللفظ فإن الضمير الثاني يرجع إلى غير ما رجع إليه الأول ويحتمل أن يكون المعنى فعليه بتلك الفعلة (ومن اغتسل فالغسل) للصلاة (أفضل) من مجرد الوضوء وهذا الحديث دليل من يقول إنه لا يجب الغسل وأنه ناسخ لحديث غسل الجمعة واجب أو أنه أريد بالإيجاب تأكيد السنية (حم 3 وابن خزيمة (¬1) عن سمرة) رمز المصنف لصحته وهو من رواية الحسن عن سمرة وللناس خلاف هل سمع من سمرة أو لا، قال ابن حجر: القول بأنه سمع منه قول ابن المديني انتهى فيكون الحديث عنده متصلًا ومن لم يثبت للحسن سماعًا من سمرة قال: إنه منقطع. 8592 - "من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه. (حم) والضياء عن جابر (صح) ". (من تولى غير مواليه) أي اتخذ غيرهم موالي ليتصل بهم ويرثونه ويحتمل ولي المملوك والأعم منه كمن كان حليفا لقوم فاتخذ غيرهم حلفا وخلع حلف غيرهم (فقد خلع ربقة الإِسلام) الربقة بكسر الراء والموحدة بعدها ثم القاف عروة في حبل تجعل في عنق البعير تمسكه بها استعيرت للإسلام أي ما شد به نفسه من عقد الإِسلام (من عنقه) وأحكامه وذلك لأن من رغب عن موالاة من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 16، 22)، وأبو داود (354)، والترمذي (497)، والنسائي (3/ 94) رقم (1380)، وانظر فتح الباري (2/ 362)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6180).

أنعم عليه بالحرية كافر نعمة مولاه ظالم باتخاذه لسواه (حم والضياء (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه خالد بن حبان (¬2) وثقه أبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح. 8593 - "من جادل في خصومة بغير علم لم يزل في سخط الله حتى ينزع. ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أبي هريرة". (من جادل في خصومة بغير علم) بحقيقتها (لم يزل في سخط الله) لأنه خائض في شيء لا يدري هل هو باطل أم حق والله عاتب عباده على قول ما لم يعلموه ولا تقولوا علي ما لا تعلمون، لم تلبسون الحق بالباطل (حتى ينزع) يرجع عما هو فيه من الجدال فيما لا يعلم أخذ الذهبي من هذا وغيره أن الجدال بغير علم من الكبائر، قال الغزالي (¬3) رحمه الله: المراد طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه ومن ذلك الجد الذي المذاهب من غير برهان ولا كلام لله ولا لرسوله - صلى الله عليه وسلم - بل يناضل عن كلام الناس فإنه جدال بالباطل وهو أشر من الجدال بما لا يعلم وإن كان جاهلا كان جدالا بما لا يعلم وهو أكثر جدال أهل المذاهب عن شيوخهم وأقاويلهم (ابن أبي الدنيا (¬4) في ذم الغيبة عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الذهبي: فيه رجاء أبو يحيى (¬5) صاحب السقط وهو لين، وقال العراقي: فيه رجاء أبو يحيى ضعفه الجمهور. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 332)، وانظر المجمع (1/ 97)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6181)، والصحيحة (2329). (¬2) انظر المغني (1/ 201). (¬3) إحياء علوم الدين (3/ 117). (¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (14)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5541)، والضعيفة (4580). (¬5) انظر المغني (1/ 231)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 283).

8594 - "من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله. (د) عن سمرة (ح) ". (من جامع) أي ساكن (المشرك) أي في دار المشرك (وسكن معه) عطف تفسير (فإنه مثله) فإن الطباع سراقة ولأن الله أمر أن لا يساكن المؤمن المشرك صونًا للإيمان عن الابتذال بمخالطة الكفار فإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين ولأن المخالطة تنفي وجوب المباينة والمعاداة. تود عدوي ثم تزعم أنني ... صديقك ليس الرأي عنك بعازب (¬1) ويؤخذ منه اجتناب مخالطة الظلمة والفساق لأنهم أهل المعاصي والذنوب ومظنة مجامع الشيطان ولأن الطباع يسرق بعضها بعضا ولذا نهى الله عن نكاح المشركة وإنكاح المشرك وعلله بقوله: {أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 221] فما بين الفريقين ملائمة توجب حسن المشاركة في السكنى الخاصة ولا العامة، وقد قال: العالم الذي استفتاه القاتل مائة نفس اخرج من أرضك فإنها أرض سوء فخرج منها وكان عاقبته أن قبضته ملائكة الرحمة لقربه من بلاد التوبة. (د (¬2) عن سمرة) رمز المصنف لحسنه وفيه سليمان بن موسى (¬3) الأموي الأشدق، قال في الكاشف: قال النسائي: ليس بالقوي، قال البخاري: له مناكير. 8595 - "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. (حم ق 4) عن ابن عمر (صح) ". (من جر ثوبه) الذي هو لابس له أي ثوب كان فيشمل الإزار والسراويل والجبة ونحوها من كل ملبوس وفي رواية لمسلم ثيابه وفي رواية ذكرها الذهبي ¬

_ (¬1) الأبيات منسوب إلى النابغة الذبياني. (¬2) أخرجه أبو داود (2787)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6186)، والصحيحة (2330). (¬3) انظر الكاشف (1/ 464 رقم 2133).

في الكبائر بلفظ شيئا والإسبال في كل شيء يحسبه (خيلاء) بضم الخاء المعجمة وقيل بكسرها حكاها القرطبي (¬1) وهو مفعول [4/ 230] له أي لأجل الخيلاء وبينها وهي التكبر والعجب وفي رواية من مخيلة وحقيقة المخيلة حال الخيلاء كالشبيبة حال الشباب (لم ينظر الله إليه) كناية عن عدم الإحسان إليه والتعظيم له لأن من نظر إلى إنسان أقبل على الإحسان إليه وإكرامه فكني به عن الإحسان والإجلال (يوم القيامة) عند الحاجة إلى الأمرين وتتمة الحديث عند البخاري: فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: يا رسول الله إن إزاري يسترخي إلا إذا تعاهدته فقال: "إنك ممن لست يفعله تخيلًا"؛ قال ابن عبد البر (¬2): مفهوم الحديث أن الجار لغير تخييل لا يلحقه الوعيد إلا أن جر القميص وغيره من الثياب مذموم بكل حال، وقال النووي (¬3): لا يجوز الإسبال تحت الكعبين للخيلاء فإن كان لغيرها كرّه (حم ق 4 (¬4) عن ابن عمر) (¬5) بن الخطاب زاد الترمذي: فقالت أم سلمة يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولهن قال: "يرخين شبرًا" قالت: إذًا تنكشف أقدامهن، قال: "فيرخينه ذراعًا لا يزدن عليها" وإسناده صحيح. 8596 - "من جرد ظهر امريء مسلم بغير حق لقي الله وهو عليه غضبان. (طب) عن أبي أمامة" (ض). (من جرد) كشف عن الثياب (ظهر امريء مسلم بغير حق) بل إهانة أو سخرية (لقي الله وهو عليه غضبان) يعاقبه عقاب المغضوب عليهم، وفي ¬

_ (¬1) انظر تفسير القرطبي (14/ 71). (¬2) انظر التمهيد (3/ 244). (¬3) انظر شرح صحيح مسلم للنووي (2/ 116). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 67)، والبخاري (5791)، ومسلم (2085)، وأبو داود (4085)، والترمذي (1730)، والنسائي (5328)، وابن ماجة (3569). (¬5) جاء في الأصل (عن عمر بن الخطاب) ولعل الصواب ما أثبتناه.

النهاية (¬1): الجرد أخذ الشيء عن الشيء عنيفًا ولصوص جرادون يعرون الناس بثيابهم ينتهبونها انتهى، فالمراد على كلامه التجويد نهبا وسلبًا. (طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: كالمنذري سنده جيد، وقال ابن حجر في الفتح: في إسناده مقال. 8597 - "من جعل قاضيًا بين الناس فقد ذبح بغير سكين. (حم د هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من جعل قاضيًا بين الناس) بالولاية عن طلب لها منه أو لغيره إلا أن حديث: "من طلب القضاء فناله وكل إلى نفسه ومن أكره عليه أنزل الله معه ملكا يسدده" (¬3) هذا معناه ربما دل أن المراد هنا الطالب لولايته (فقد ذبح) أي تعرض لهلاك دينه فالذبح مجاز عنه لأنه أسرع أسباب الهلاك وقوله: (بغير سكين) قال القاضي: قوله بغير سكين يريد به القتل بغيره كالخنق والتغريق والإحراق والحبس عن الطعام والشراب فإنه أصعب وأشد من القتل بالسكين لما فيه من مزيد التعذيب وامتداد مدته شبه به التولية في الحكومة لما فيها من الخطر والصعوبة قيل ويحتمل أن المراد أن التولية إهلاك لكن [لا] بآلة محسوسة فينبغي ألا يتشوف عليه ولا يحرص عليه وأنشد في الشرح لبعضهم: ولما أن توليت القضايا ... وقاض الجور من كفيك فيضا ذبحت بغير سكين وأرجو ... الذبح بالسكين أيضًا (¬4) ¬

_ (¬1) انظر النهاية (1/ 256). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 116) رقم (7536)، والأوسط (2339)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 207)، والمجمع (6/ 253)، وفتح الباري (12/ 85)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5543)، والضعيفة (1275). (¬3) أخرجه الضياء في المختارة (1580). (¬4) نسبها في الشذرات إلى محمَّد بن مسعود (4/ 243).

ومن سبر أحوال من تولي القضاء لم ير الداخل يفلح فيه في دينه أصلًا إلا أن يكون الغراب الأبقع وينقلب حاله حال أهل الأهوية وأمور مثبتة على غير نور ولا هداية ولا كتاب منير. (حم د هـ ك هق (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي، وقال العراقي: إسناده صحيح، وقال ابن حجر: أعله ابن الجوزي، وقال: لا يصح وليس كما قال وكفاه قوة إخراج النسائي له وقد صحَّحه الدارقطني وغيره. 8598 - "من جلب على الخيل يوم الرهبان فليس منا. (طب) عن ابن عباس". (من جلب) بالجيم وآخره باء موحده أي صاح (على الخيل يوم الرهبان) بزنة كتاب اسم لما يجعل لمن غلب يقال تراهن القوم أخرج كل واحد منهم رهنا ليفوز بالجميع إذا غلب (فليس منا) ليس على طريقتنا المحمودة وصورته أن يخرج الرجل على فرسه مسابقا لغيره ويترك إنسانًا يصيح له ليسبق وإنما أخرج عن طريقة المؤمنين لأن المراد بالرهان بيان سبق الفرس السابق يقويه من غير سبب آخر. (طب (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقد رواه ابن أبي عاصم أيضًا قال ابن حجر بعد إيراده عليه وعن الطبراني: إسناد ابن أبي عاصم لا بأس به وطريق الطبراني ضعيف لأن عنده فيه ضرار بن صرد (¬3) قال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 230)، وأبو داود (3571)، والترمذي (1325)، والنسائي في الكبرى (5923)، وابن ماجة (2308)، والحاكم (4/ 91)، والدارقطني (4/ 203)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 184)، والعلل المتناهية (2/ 756)، وعلل ابن المديني (1/ 73)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6190). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 222) رقم (11558)، وأبو يعلى (2413)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 165)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6191)، وصححه في الصحيحة (2331). (¬3) انظر المغني (1/ 312).

الذهبي في الضعفاء: قال النسائي: متروك. 8599 - "من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر. (ت ك) عن ابن عباس (صح) ". (من جمع بين الصلاتين) فريضة أتى بهما في وقت [4/ 231] إحداهما. (من غير عذر) سفر ونحوه. (فقد أتى بابا من أبواب الكبائر) وذلك لأن الله تعالى جعل لكل صلاة وقتًا محدودًا معينا له أول وآخر فالجامع بينهما مخالف لذلك ومن خالف أمر الله مثل هذا فقد أتى كبيرة وقوله: بابًا من أبواب الكبائر فيه نكتة شريفة وإشارة بديعة إلى أن هذه الكبيرة سبب لدخوله لكبائر غيرها وارتكابه لها لا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والمراد الصلاة على وجهها في وقتها المعين لها فإن خالف ذلك سلب بركتها فلا ينهاه عن فحشاء ولا منكر بل بتساهله فيها يدخله أبواب الكبائر لأنه أضاع ما ينهاه عن الفحشاء والمنكر فلا غرو توجهت إليه من كل صوب ودخلها من كل باب فلله در الكلام النبوي وبلاغته ونكته. (ت ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وهو من رواية حنش (¬2) عن عكرمة، قال الحاكم: حنش ثقة ورده الذهبي في تلخيصه بأنهم ضعفوه، قال في تنقيح التحقيق: لم يتابع الحاكم على توثيقه فقد كذبه أحمد والنسائي والدارقطنى وقال البيهقي: تفرد به حنش وهو ضعيف لا يحتج به، وذكره ابن حبان في الضعفاء وتركه ابن معين ورواه الدارقطني من هذا الوجه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (188)، والحاكم (1/ 275)، والبيهقي في السنن (3/ 169)، والدارقطني في السنن (1/ 395)، وانظر المجروحين لابن حبان (1/ 243)، وابن الجوزي في التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 498)، والدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 214)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5546)، والضعيفة (4581) وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 197)، والضعفاء للنسائي (1/ 33)، والضعفاء لابن الجوزي (1/ 241).

وقال: فيه حنش أبو علي الرحبي متروك، وقال ابن حجر: أخرجه الترمذي وفيه حنش أبو قيس وهو واهٍ جدًّا وحكم ابن الجوزي بوضعه (¬1). 8600 - "من جمع المال من غير حقه سلطه الله على الماء والطين. (هب) عن أنس". (من جمع المال من غير حقه) أي من الوجه الذي لا يحل (سلطه الله) أي المال مجازا أو صاحبه (على الماء والطين) بأن ينفقه فيهما في العمارة وهو من القلب فإنه سلط عليه الماء والطين (هب (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وقد وقال البيهقي عقيب إخراجه: محمَّد بن عبد الرحمن القشيري (¬3) أي أحد رجاله من شيوخ بقية المجهولين، وفي الميزان: محمَّد بن عبد الرحمن هذا منكر الحديث. 8601 - "من جمع القرآن متعه الله بعقله حتى يموت". (عد) عن أنس". (من جمع القرآن) أي حفظه كله. (متعه الله بعقله) لا يتغير ولا يختل (حتى يموت) والظاهر أن المراد حفظه على ظهر قلبه ولقد عرفنا ناسًا من الشيوخ حفاظ كتاب الله لم يتغير لهم عقل ولا غاب القرآن عن حفظهم وإن خلطوا في غيره (عد (¬4) عن أنس) سكت عليه المصنف وهو من حديث رشدين بن سعد ¬

_ (¬1) جاء في الحاشية: قلت: قال الترمذي بعد ذكر كلام الناس في حنش ما لفظه: والعمل على هذا عند أهل العلم أن لا يجمع بين الصلاتين إلا في السفر وبعرفة ورخص بعض أهل العلم من التابعين في جمع الصلاتين للمريض وبه يقول أحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم: يجمع بين الصلاتين في المطر وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق، ولم ير الشافعي للمريض الجمع بين الصلاتين انتهى بلفظه. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10718)، وانظر الميزان (6/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5545) وقال: ضعيف جدًّا. (¬3) انظر الضعفاء لابن الجوزي (3/ 74)، والمغني (2/ 606). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 156)، وانظر العلل المتناهية (1/ 115)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5544)، والضعيفة (271): موضوع.

قال ابن الجوزي في العلل: قال ابن عدي: لا يرويه عن جرير يعني بن أبي حازم عن حميد عن أنس إلا رشدين بن سعد (¬1) قال يحيى: ليس بشيء وقال النسائي: متروك. 8602 - "من جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع. (هـ) عن عمر (ح) ". (من جهز غازيا) في سبيل الله أي هيأ له أسباب سفره وأعطاه عدة الغزو (حتى يستقل) يستكمل جهازه (كان له) للمجهز (مثل أجره) إذا كان الدال على الخير كفاعله فكيف من أعان على الخير بالمال (حتى يموت) الغازي (أو يرجع) إلى أهله وأجرهما على سواء وذهب بعضهم إلى أن المراد في مثل هذا أن له مثل الأجر غير مضاعف وللمجاهد الأجر مضاعفا ثم ظاهره أنه عام لمن يجهز الغازي من المستطيعين للجهاد أو المعذور عنه، وقيل: بل هو خاص بالأخير دون الأول (هـ (¬2) عن عمر) رمز المصنف لحسنه ورواه أيضًا أبو يعلى والبزار، قال الهيثمي بعد عزوه لهما: فيه صالح بن معاذ شيخ البزار وبقية رجاله ثقات. 8603 - "من حافظ على أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وأربع بعدها حرم على النار. (4 ك) عن أم حبيبة (صح) ". (من حافظ) واظب (على أربع ركعات قبل صلاة الظهر) وقد تقدم ذكرها في الهمزة في قوله "أربع" وأنها عقيب الزوال وأنه لا يقعد فيهن (و) حافظ (على أربع) ركعات (بعدها) يحتمل أن منها نافلة الظهر ويحتمل أنها غيرها وأنها ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 232). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2758)، وأبو يعلى (253)، وانظر المجمع (5/ 284)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5547)، والضعيفة (4582).

متصلة. (حرمه) الله (على النار) كناية عن أنه لا يقربها ولا يدنوا منها كما أن المحرم لا يقرب منه. (4 ك (¬1) عن أم حبيبة) من حديث مكحول عن عنبسة عن أبي سفيان رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي: هذا الحديث معلل على وجوه وهو منقطع ما بين مكحول وعنبسة وقال أبو زرعة: مكحول لم يسمع من عنبسة. 8604 - "من حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه، وإن كانت مثل زبد البحر. (حم ت هـ) عن أبي هريرة (ض) ". (من حافظ على شفعة الضحى) بضم الشين المعجمة وقد تفتح من الشفع الزوج يريد ركعتي الضحى (غفرت له ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر) أي كثيرة لا تنحصر ومراده بذلك الصغائر كما سلف (حم ت هـ (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه النهاس بن قهم القيسي قال في الميزان: تركه القطان [4/ 232] وضعفه ابن معين وأورد له هذا الخبر. 8605 - "من حافظ على الأذان سنة وجبت له الجنة. (هب) عن ثوبان". (من حافظ على الأذان) ولو لنفسه ويحتمل للأعم (سنة وجبت له الجنة) إن كان لوجه الله كما سلف وتقدَّم في الأذان وفضائله أخبار عديدة (هب (¬3) عن ثوبان) سكت عليه المصنف وفيه أبو قيس الدمشقي عن عبادة بن قيس (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، وقال: كأنه المصلوب متهم. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1269)، والترمذي (428)، والنسائي (3/ 265)، والحاكم (1/ 312)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6165). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 443)، والترمذي (476)، وابن ماجة (1382)، وانظر الميزان (7/ 49)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5549). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3058)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5548)، والضعيفة (849): موضوع. (¬4) انظر المغني (1/ 328).

8606 - "من حاول أمرًا بمعصية كان أبعد لما رجا، وأقرب لمجيء ما اتقى. (حل) عن أنس". (من حاول أمرًا) حصوله أو دفعه (بمعصية) الله (كان) ذلك الفعل الذي يريد به الأمر (أبعد لما رجا) فإنه لا ينال بمعصية الله خيرًا (وأقرب لمجيء ما اتقى) ما حذر وقوعه وبالجملة إن بالمعصية يفوت المحبوب ويستجلب الموهوب وهو تحذير عن طلب المراد أو دفع المخوف بالمعاصي. (حل (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه عبد الوهاب بن نافع (¬2) قال العقيلي: منكر الحديث، وقال الذهبي: قلت: بل هالك. 8607 - "من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه. (حم خ ن هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (من حج) زاد الطبراني: "واعتمر" (لله) لابتغاء وجه الله (فلم يرفث) مثلث الفاء، وقال ابن حجر: الأفصح الفتح في الماضي والضم في المستقبل أي لم يخاطب امرأة بما يتعلق بالجماع (ولم يفسق) لم يأتي بمعصية أي ولا جادل كما في الآية ولعله دخل تحت الفسوق بإرادة مطلق المعصية. (رجع) أي صار (كيوم ولدته أمه) ويحتمل عاد إلى وطنه لأنه الأغلب على الحجاج كيوم يحتمل الكسر إعرابًا والفتح بناء لإضافته إلى الجملة وهي ولدته أمه في خلوة عن الذنوب وهذا شامل للكبائر والتبعات وإليه ذهب القرطبي لكن قال الطبري: هو محمول بالنسبة إلى المظالم على من تاب وعجز عن وفائها وقال الترمذي: هو مخصوص بالمعاصي المتعلقة بحق الله لا العباد ولا يسقط الحق نفسه بل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 339)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5550)، والضعيفة (4583). (¬2) انظر المغني (2/ 413)، والضعفاء للعقيلي (3/ 73).

من عليه صلاة يسقط إثم تأخيرها لا نفسها ولو أخرها بعده تجدد إثم آخر (حم خ ن هـ (¬1) عن أبي هريرة) وقد أخرجه مسلم أيضًا. 8608 - "من حج هذا البيت واعتمر فليكن آخر عهده الطواف بالبيت. (حم 3) والضياء عن الحارث الثقفي". (من حج هذا البيت واعتمر فليكن آخر عهده الطواف بالبيت) وهو طواف الوداع والأمر للوجوب. (حم 3 والضياء (¬2) عن الحارث الثقفي) سكت عليه المصنف، وقال الذهبي (¬3): الحارث هذا له حديث واحد في طواف الوداع اختلف فيه على الحجاج بن أرطأة انتهى ومراده هذا الحديث. 8609 - "من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي. (طب هق) عن ابن عمر (ض) ". (من حج فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي) وإنما ذكر الحج وإلا فالزائر له - صلى الله عليه وسلم - مأجور وإن تجردت زيارته عن الحج لأن الأغلب الجمع بينهما للآفاقي. (طب هق (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه عائشة بنت يونس لم أر من ترجمها وقال هذا في رواية الطبراني، وقال البيهقي في روايته تفرد به حفص بن سليمان وهو ضعيف قال ابن عدي: حفص هذا ضعفوه جدًّا مع إمامته في القراءة ورمى بالكذب والوضع. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 410)، والبخاري (1819)، ومسلم (1350)، والنسائي (2/ 321)، وابن ماجة (2889). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 410)، وأبو داود (2002)، والترمذي (946)، والنسائي في السنن الكبرى (4188)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6198). (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 95 رقم 899). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 406) (13497)، والبيهقي في السنن (5/ 246)، وانظر المجمع (4/ 2)، وابن عدي (2/ 382)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5553)، والضعيفة (47): موضوع.

8610 - "من حج عن أبيه أو أمه فقد قضى عنه حجته، وكان له فضل عشر حجج. (قط) عن جابر". (من حج عن أبيه أو أمه فقد قضى عنه حجته) ظاهره حيا كان الأب أو ميتًا ومثله الأم مستطيعًا أو لا، وقال الطبري: لا أعلم أحدًا قال بظاهره من الإجزاء عنهما. قلت حديث: "إن أمي ماتت"، وفي لفظ: أبي وعليه حج أفأحج عنه؟ قال - صلى الله عليه وسلم - "أرأيت لو كان على أبيك دين .. " إلى قوله: "فدين الله أحق أن يقضى" (¬1) دليل ناهض على الإجزاء وقد بحثنا فيه في حاشية ضوء النهار وكأنه يريد لو حج عنهما وهما صحيحان مستطيعان لا عذر لهما. (وكان له فضل عشر حجج) أجرها فضلًا من الله. (قط (¬2) عن جابر) سكت عليه المصنف وفيه عثمان بن عبد الرحمن (¬3) ضعفوه وقال الغرياني في مختصر الدارقطني: فيه محمَّد بن عمرو البصري (¬4) الأنصاري كان يحيى بن سعيد يضعفه جدًّا وقال ابن نمير: لا يساوي شيئًا. 8611 - "من حج عن والديه أو قضى عنهما مغرما بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار. (طس قط) عن ابن عباس". (من حج عن والديه) أفرد كل واحد منهما بالحج عنه. (أو قضى عنهما مغرمًا) دينا لازما لهما في الحياة أو بعد الممات. (بعثه الله يوم القيامة مع الأبرار) لبره بأبويه والأبرار جمع بر الكثير الخير المتسع في الإحسان كأنه مأخوذ ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (3619). (¬2) أخرجه الدارقطني (2/ 260)، وانظر: علل ابن أبي حاتم (1/ 278)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5551): موضوع، وفي الضعيفة (4584): باطل. (¬3) انظر المغني (2/ 427). (¬4) انظر المغني (2/ 621).

من البر وهو الفضاء المتسع. (طس قط (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي بعد ما عزاه [4/ 233] للطبراني: فيه صلة بن سليمان العطار (¬2) متروك، وفي الميزان: قال النسائي: متروك، وقال الدارقطني: يترك حديثه، ومن مناكيره هذا الخبر. 8612 - "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين. (حم م هـ) عن سمرة (صح) ". (من حدث) وفي رواية: "من روى" (عني بحديث) وفي لفظ روايات ابن ماجة: "حديثًا" وهو (يرى) قال النووى (¬3): ضبطناه بضم الياء أي يظن وقال بعضهم: وتفتح (أنه) أي الحديث. (كذب) لقرائن دلته على ذلك (فهو) أي الراوى (أحد الكاذبين) قال النووي: ضبط بكسر الياء وفتح النون على أنه جمع قال: وهو المشهور ومثله قال القاضي عياض ويروى بصيغة التثنية باعتبار المفترى والناقل عنه قال الأئمة: فليس للراوى أن يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا إن علم صحته، ويقول في غير ما علم صحته من الضعيف روى ونحو ذلك والحديث تحذير من الرواية لحديث عنه - صلى الله عليه وسلم - يظن راويه أنه كذب ولا يحل للراوي أن يروي مع ظنه كذب الخبر بل مع ظنه صدقه أو علمه (حم م هـ (¬4) عن سمرة) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. 8613 - "من حدث بحديث فعطس عنده فهو حق. الحكم عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7800)، والدارقطني في سننه (2/ 260)، وابن عدي في الكامل (4/ 87)، وانظر المجمع (8/ 146)، والميزان (3/ 439)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5552)، والضعيفة (1435). (¬2) انظر المغني (1/ 310). (¬3) شرح صحيح مسلم (1/ 64). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 14)، ومسلم في المقدمة (1/ 8)، والترمذي (2662)، وابن ماجة (39).

(من حدث بحديث) أي حديث كان عن أي قائل (فعطس) بالبناء للفاعل وأن العاطس المحدث ويحتمل بالبناء للمفعول وهو الذي رأيناه مضبوطًا على ما قوبل على خط المصنف وأنه أعم من ذلك (فهو) أي الحديث (حق) كأنه لما كان الله تعالى يحب العطاس كما سلف إذا وقع ما يحبه الله عند التحدث دل على أن المقام ليس مقام كذب وأما إذا كان العاطس المحدث فأظهر لأنه لا يخرج من فيه ومن دماغه ما يحبه الله ويكرهه في حين واحد وكأنه يؤخذ منه أن من تثائب عند حديثه أنه كذب لأن الله يكره التثاؤب كما سلف إلا أنه لا مجال للقياس في هذه الأمور التي هى كالخواص للأشياء لجهل العلة ولذا قلنا كأنه (الحكيم (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقد أخرجه الطبراني في الأوسط من الطريق التي أخرجه منها الحكيم فإنه أخرجه من رواية معاوية بن يحيى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وإن كان في اللفظ خلاف يسير ثم قال الطبراني لا نعرفه يروى عن النبي- صلى الله عليه وسلم - إلا بهذا الإسناد، وقال الهيثمي: فيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف انتهى. وعزاه النووي في الأذكار (¬2) لأبي يعلى ثم قال: كل إسناده ثقات متقنون إلا بقية بن الوليد ففيه خلاف وأكثر الأئمة الحفاظ يحتجون بروايته عن الشاميين انتهى وزعم بعضهم أنه باطل لأنه كم من راو للناس كذبا وباطلًا يتفق عنده العطاس ورد عليه الزركشي فقال: إذا صح الإسناد وليس في العقل ما يأباه وجب تلقيه بالقبول. قلت: غايته يكون أغلبيا وقال ابن الجوزي: إنه موضوع ورد الأئمة عليه ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (3/ 5)، والطبراني في الأوسط (6509)، وأبو يعلى (6352)، والبيهقي في الشعب (9365)، وانظر المجمع (8/ 59)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5556): موضوع، وقال في السلسلة الضعيفة (136): باطل. (¬2) الأذكار (ص 612).

وقالوا: كفى بقول النووي في فتاويه له أصل أصيل (¬1). 8614 - "من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. ابن السني عن أبي ذر". (من حسب كلامه من عمله) الذي يجازى به وهو كذلك عند الله فالمراد من استمر له تذكر هذه الحسنات (قل كلامه) لأنه يخاف من الجزاء وغالب الكلام وكثيره ساقط مؤاخذ به العبد (إلا في ما يعنيه) من عناه الشيء أهمه أي في ما يهمه ولا غناء له عنه قال الغزالي (¬2): علاج من أراد تقليل الكلام أن يعلم أن الموت بين يديه وأنه مسئول عن كل كلمة وأن أنفاسه رأس ماله وأن لسانه شبكة تقدر على أن يقبض بها الحور العين وإهماله وتضييعه خسران مبين هذا علاجه من حيث العلم وأما علاجه من حيث العمل فالعزلة ولزوم السكوت (ابن السني (¬3) عن أبي ذر). 8615 - "من حضر معصية فكرهها فكأنما غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها فكأنه حضرها. (هق) عن أبي هريرة". (من حضر معصية) أعم من الكبائر والصغائر (فكرهها فكأنما غاب عنها) في أنه لا إثم عليه ويدل على جواز بقائه عند العصاة وهو غير جائز فيحمل على من تعذر عليه فراق موقف العصاة والنكير عليهم بلسانه والتعبير بيده (ومن غاب عنها فرضيها) حيث بلغته (فكأنه حضرها) محبًّا لها مشاركا لفاعلها وذلك أن الموالاة للعصاة هو الأمر المذموم فاعله والكراهة لهم ولفعلهم هو [4/ 234] ¬

_ (¬1) انظر: فتاوى الإِمام النووي (ص: 72 - 73 طبع عام 1417هـ، وذكره فيه حديث أبي يعلى الآتي وقال: روى أبو يعلى الموصلي في مسنده بإسناد جيد حسن ... (¬2) إحياء علوم الدين (3/ 114). (¬3) أخرجه ابن السني (6)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5567): ضعيف جدًّا.

الأمر المأمور به شرعًا. (هق (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه يحيى بن أبي سليم أو ابن أبي سليمان قال الذهبي: غير قوي. 8616 - "من حضر إماما فليقل خيرا أو ليسكت. (طس) عن ابن عمر". (من حضر إمامًا) سلطانًا (فليقل خيرًا أو ليسكت) لأن مقامه مقام صدور الخير أو الشر والتكلم فيه ليس كالتكلم في غيره من مواقف الناس (طس (¬2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه صالح بن محمَّد بن زياد وثقه أحمد وضعفه جمع وبقية رجاله ثقات. 8617 - "من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة. (عد) عن ابن عباس". (من حفظ على أمتي أربعين حديثًا) فسره الشارح بأن ينقلها إليهم بطريق التخريج والإسناد (من السنة) كأنه يخرج به القصص ونحوها التي لا يعمل بها إنما هي للاعتبار والإتعاظ، قال الأصبهاني: إنه ذهب قوم إلى أن يكون من أحاديث الأحكام وقوم إلى أنها تكون سليمة من الطعن والقدح في أي نوع كانت (كنت له شفيعًا وشهيدًا يوم القيامة) وفي رواية: كتب في زمرة الفقهاء، وفي أخرى: بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء. (عد (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال النووي: طرقه كلها ضعيفة، وقال ابن عساكر (¬4): الحديث روي عن عمر وعلي وابن عباس وابن مسعود ومعاذ وأبي أمامة وأبي ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 266)، وانظر المغني (2/ 737)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5559)، والضعيفة (4588). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5947)، وانظر المجمع (5/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5558)، والضعيفة (4587). (¬3) انظر الكامل (1/ 330)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5560)، والضعيفة (4589): موضوع. (¬4) أربعون حديثًا لأربعين شيخًا من أربعين بدلة لابن عساكر (رقم 6).

الدرداء وأبي سعيد بأسانيد كلها فيها مقال ليس للتصحيح فيها مجال وكثرة طرقه تقويه وأجود طرقه خبر معاذ مع ضعفه انتهى (¬1). 8618 - "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي. ابن النجار عن أبي سعيد". (من حفظ على أمتي أربعين حديثا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي) هذا إن نقلها إلى الأمة وأما لو حفظها عن ظهر قلبه أو نحوه ولم ينقلها فيحتمل دخوله في الوعد لأنه من الأمة فقد حفظها لنفسه ولا يشترط أن يكون نقلها لكل الأمة نعم الناقل للأكثر أفضل بلا ريب لعموم نفعه، قال الشارح: عن العز بن جماعة ما حاصله إن كان نقلها إليهم بطريق الإسناد والاجتهاد كما فعله البخاري ونحوه فهو أعلى درجات النقل وإن كان يأخذها من دواوين أولئك كما فعله المصنف وغيره ففي دخوله في هذا الوعد وقفة إذ لم يحفظ هو على الأمة وإنما حافظه صاحب الكتاب المدون الذي تعب في تخريجه وعلى تسليم دخوله فليس كدخول المجتهد المسند وإنما له أجر إفراد الحديث من ذلك الديوان وتقريب تناوله لا أجر إسناده، وحاصله أنه لم يحفظ الحفظ العام فلم يدخل في الوعد الدخول التام انتهى. قلت: إذا كان المراد أن الأجر على نفع الأمة فلا شك أن مثل المصنف السيوطي رحمه الله قد نفع الأمة بجمع الأحاديث وتقريبها لهم وتسهيله البحث حيث جعلها في جامعيه على الحروف وغير ذلك فربما قاوم هذا النفع والتعب ¬

_ (¬1) انظر: التلخيص الحبير (3/ 93)، والإمتاع بأربعين المتباينة السماع (ص: 292)، والعلل لابن الجوزي (رقم 169 وغيرها) وراجع الطيوريات (5/ 85) ومقدمة الأربعين النووية (ص: 10) بتحقيق: الأستاذ/ نظر الفاريابي، والسلسلة الضعيفة (4589).

في التدوين أجر المسند لأجل إسناده وتعبه في التخريج (ابن النجار (¬1) عن أبي سعيد)، قال ابن حجر (¬2): حديث من حفظ ورد من رواية ثلاثة عشرًا صحابيًّا خرجها ابن الجوزي في العلل وبين ضعفها كلها وأقره المنذري في جزء لخصت القول فيه في الإملاء ثم جمعت طرقه في جزء ليس فيها طريق يسلم من علة قادحة. 8619 - "من حفظ ما بين فقميه ورجليه دخل الجنة (حم ك) عن أبي موسى (صح) ". (من حفظ) عما لا يحل أكلًا وقولًا (ما بين فقميه) بفتح الفاء وضمها لحييه يريد لسانه (ورجليه) وهو الفرج من كل محرم من زنًا ولواط وسحاق ومقدمات ذلك (دخل الجنة) مع الأولين وذلك أن أكثر المعاصي من هذه الجوارح تدخل على المكلف (حم ك (¬3) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم صحيح: وأقره الذهبي. 8620 - "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. (حم م د ن) عن أبي الدرداء (صح) ". (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف) كأن المراد حفظًا في القلب. (عصم عن فتنة) المسيح (الدجال) كأنه لحكمة لا يعلم في اختصاص هذه السورة واختصاص أولها واختصاص هذه الفتنة واختصاص هذه العدة ويحتمل أنه إذا عصم بها عن هذه الفتنة العظماء فعن غيرها بالأولى والمراد بالعصمة ألا يذهب دينه وإن ذهبت دنياه أو سفك دمه ويحتمل صيانة ذلك عن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (28817)، وابن عساكر في معجمه (316)، وانظر كشف الخفاء (2/ 322)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5561). (¬2) انظر: التلخيص الحبير (3/ 93). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 398)، والحاكم (4/ 358)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6202).

الإصابة وأنه يعصم عن كل ذلك (حم م عن (¬1) عن أبي الدرداء) قال الترمذي: حسن صحيح. 8621 - "من حفظ لسانه وسمعه وبصره يوم عرفة غفر له من عرفة إلى عرفة. (هب) عن الفضل وعن أبي هريرة (ض) ". (من حفظ لسانه) عن [4/ 235] الخوض فيما لا يرضاه الله (وسمعه) عما لا يحبه الله (وبصره) عن النظر فيما يحرم أو يضره ويفتن قلبه أو يحتقر به من ينظره. (يوم عرفة) سواء كان في الموقف أو لا (غفر له من عرفة) التي صان فيها جوارحه (إلى عرفة) الأخرى (هب (¬2) عن الفضل) هو ابن عباس عند الإطلاق رمز المصنف لضعفه. 8622 - "من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه. (حم م ت) عن أبي هريرة (صح) ". (من حلف على يمين) أي بها، واليمين اسم للمقسم به والمقسم عليه وأريد بها هنا المقسم به من إطلاق الكل على الجزء ويحتمل على محلوف عليه فعلي على بابها وهو الأنسب بضمير غيره (فرأى غيرها) أي خلاف الوفاء بها (خيرًا منها) في دينه أو في دنياه (فليأت الذي هو خير) ظاهره وجوب الحنث (وليكفر عن يمينه) وجوبًا وأما هل يكفر قيل الحنث أو بعده فالحديث يدل أنه بعد الحنث وقد بسطنا القول في حاشية ضوء النهار ثم ظاهره أن خيرية الذي يحنث لأجله موكوله إلى نظيره وما يراه (حم م ت (¬3) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 196) ومسلم (809) وأبو داود (4323) والنسائي في السنن الكبرى (10787). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (3768)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5562). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 361)، ومسلم (1650)، والترمذي (1530).

8623 - "من حلف بغير الله فقد كفر. (حم ت ك) عن ابن عمر (صح) ". (من حلف بغير الله فقد كفر) لأنه عظم غيره تعالى كتعظيمه وجعل مجرد اللفظ مانعا له عن الفعل أو جاء بإله على الإتيان به فكل من حلف بأي شيء من أب أو أم أو نبي أو كتاب فيدخل به الوعيد وأنه آت بخصلة من خصال الكفار. (حم ت ك (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي، وقال في الكبائر (¬2): إنه على شرط مسلم. 8624 - "من حلف فليحلف برب الكعبة (حم هق) عن قتيلة بنت صفي". (من حلف) أي أراد الحلف (فليحلف برب الكعبة) ولا يحلف بها نفسها فإنها جماد منهى عن الحلف بها بل لها حقها من التعظيم المأذون فيه شرعا من الطواف والإِسلام ونحوه (حم هق (¬3) عن قتيلة) بضم القاف ثم مثناة فوقية مصغر (بنت صيصي) بالصاد المهملة فمثناة تحتية فصاد مهملة صحابية من المهاجرات (¬4). 8625 - "من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امريء مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان (حم ق 4) عن الأشعث بن قيس، وعن ابن مسعود (صح) ". (من حلف على يمين صبر) صبر عليها والتزم بها (يقتطع بها مال امريء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 69)، والترمذي (1535)، والحاكم (1/ 65)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6204)، والصحيحة (2042). (¬2) الكبائر (ص 101)، ولكن لم أجد فيه هذه العبارة بل فيه: حسنه ابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح على شرطهم. (¬3) أخرجه أحمد (6/ 371)، والبيهقي في السنن (3/ 216)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6214)، والصحيحة (1166). (¬4) انظر: الإصابة (8/ 79).

مسلم) ولو على قضيب من أراك (هو فيها فاجر) كما سلف (لقي الله وهو عليه غضبان) كما سلف غير مرة (حم ق 4 (¬1) عن الأشعث بن قيس)، وابن مسعود. 8626 - "من حلف على يمين فقال: "إن شاء الله" فقد استثنى. (د ن ك) عن ابن عمر (صح) ". (من حلف على يمين) كما سلف آنفًا (فقال) بعد حلفه: (إن شاء الله فقد استثنى) في يمينه فلا حنث عليه كما في رواية الترمذي وفي الإتيان بالفاء إشارة إلى أن الاستثناء يتعقب اليمين وفيه خلاف في الأصول (د ن ك (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر: رجاله ثقات وأما قول الترمذي: إنه لم يرفعه غير أبي أيوب فقد تعقبه مغلطاي بأن غيره رفعه أيضًا. 8627 - "من حلف بالأمانة فليس منا. (د) عن بريدة (صح) ". (من حلف بالأمانة) قيل: أي بالفرائض كصلاة وصوم ويحتمل بالأمانة نفسها بأن يقول: على أمانة الله لأفعلن كذا (فليس منا) لأنَّ المؤمن لا يحلف إلا بالله وصفاته والأمانة ليس واحدًا من الأمرين (د (¬3) عن بريدة) رمز المصنف لصحته. 8628 - "من حمل علينا السلاح فليس منا مالك (حم ق ن هـ) عن ابن عمر" (صح). (من حمل علينا السلاح) أي على أهل الإِسلام لقتالنا به كنى بالحمل عن القتال لأنه من لازمه (فليس منا) لأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا .. ولا .. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 442)، والبخاري (4549، 4550)، ومسلم (138)، وأبو داود (3243)، والترمذي (1269)، والنسائي في السنن الكبرى (11062) (5992)، وابن ماجة (2323). (¬2) أخرجه أبو داود (3261)، والنسائي (7/ 25)، والحاكم (4/ 303)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6209). (¬3) أخرجه أبو داود (3253)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6203)، والصحيحة (94).

كما في الأحاديث (مالك حم ق ن هـ (¬1) عن ابن عمر). 8629 - "من حمل بجوانب السرير الأربع غفر له أربعون كبيرة. ابن عساكر عن واثلة". (من حمل) عند تشيعه الجنازة (بجوانب السرير) الذي عليه الميت (الأربع) متنقلًا من جانب إلى آخر (غفر له أربعون كبيرة) وفيه أن من موجبات الأجر حمل النعش، قال الشارح: فيه أن حمل الجنازة ليس فيه دناءة بل هو مستحب قلت: كأنها جرت أعراف الكثير الترفع عن ذلك حتى احتاج الشارح: يقول ليس فيه دناءة (ابن عساكر (¬2) عن واثلة). 8630 - "من حمل من أمتي أربعين حديثًا بعثه الله يوم القيامة فقيها عالمًا. (عد) عن أنس". (من حمل من أمتي أربعين حديثًا) وبلغها إليهم لينفعهم بها (بعثه الله يوم القيامة فقيها عالمًا) في عداد الفقهاء العلماء وفيه شرف العلم وأهله (عد (¬3) عن أنس) سكت عليه المصنف، وفيه عمر بن شاكر، قال في الميزان: بصري واهٍ له نحو عشرين حديثًا مناكير. 8631 - "من حمل سلعته فقد بريء من الكبر. (هب) عن أبي أمامة (ض). (من حمل) من السوق (سلعته) بضاعته (فقد بريء من الكبر) لأن ذلك دليل التواضع قيل وأبلغ منه من حمل الناس إعانة لهم (هب (¬4) عن أبي أمامة) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 3)، والبخاري (7070)، ومسلم (98)، والنسائي (7/ 117)، وابن ماجة (2576). (¬2) أخرجه ابن عساكر (27/ 81)، وانظر فيض القدير (6/ 122)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5566). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 55)، وانظر: ميزان الاعتدال (5/ 244 - 245)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5568): موضوع. (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (8201)، وانظر: الميزان (5/ 282)، وضعفه الألباني في ضعيف =

المصنف لضعفه، وقال مخرجه البيهقي: فيه سويد بن سعيد وهو ضعيف عن بقية وهو مدلس عن عمرو بن موسى الدمشقي [4/ 236] قال في الميزان: لا يعتمد عليه ولا يعرف. 8632 - "من حمل أخاه على شسع فكأنما حمله على دابة في سبيل الله. (خط) عن أنس". (من حمل أخاه) في الدين (على شسع) بالكسر قبال النعل (¬1) (فكأنما حمله على دابة في سبيل الله) في الأجر وهو حث على الإحسان إلى العباد ولو بأدنى شيء. (خط (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن حبان قال الخطيب: يحدث بمناكير انتهى وفيه جماعة من الضعفاء آخرون. 8633 - "من حوسب عذب. (ت) والضياء عن أنس (صح) ". (من حُوسب) بالبناء للمجهول أي على أعماله فعلًا وتركًا (عُذب) لأن غالب أفعال العباد وأقوالهم عليهم لا لهم فإذا وقع الحساب ظهرت الأعمال وأنها خراب. (ت (¬3) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من حديث قتادة عن أنس - رضي الله عنه - إلا من هذا الوجه انتهى وفي مسلم بلفظ: "من حُوسب حسابًا يسيرًا يوم القيامة عذب" (¬4) الحديث (¬5). ¬

_ = الجامع (5567) وقال في الضعيفة (1051): موضوع. (¬1) انظر: القاموس (ص: 947). (¬2) أخراجه الخطيب في تاريخه (5/ 231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5565) والضعيفة (4590). (¬3) أخرجه الترمذي (3338)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6219). (¬4) أخرجه مسلم (2876). (¬5) على هامش النسخة تعليقة هذا نصها: وهو في البخاري عن ابن أبي مليكة أن عائشة رضي الله عنها كانت لا تسمع شيئًا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حُوسب عُذِّب" قالت: فقلت: أوليس يقول الله سبحانه: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8)} [الانشقاق: 8] قالت: =

8634 - "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة. (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من خاف أدلج) بسكون الدال وبالجيم أي سار من أول الليل. (ومن أدلج بلغ المنزل) كناية عن التشمير والمسارعة بالأعمال الصالحة قبل القواطع المانعة من باب "بادروا بالأعمال خمسًا" تقدَّم (ألا إن سلعة الله) التي عرضها الله على عباده وطلب منهم إلى مقابلها الأعمال الصالحة (غالية) لا تنال بالأماني بل بالأعمال كما قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ...} [التوبة: 111]. (ألا إن سلعة الله الجنة) هذا من التفسير بعد الإبهام لتعظيم موقع المذكور في النفوس وعلمت إجمالًا أولا وتفسيرًا ثانيًا، قال العلائي: أخبر أنَّ الخوف من الله تعالى هو المقتضى للسير إليه بالعمل الصالح وعبر ببلوغ المنزل عن النجاة المرتبة على العمل الصالح وأصل ذلك كله الخوف. (ت ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وتعقبه الصدر المناوي بأن فيه عندهما يزيد بن سنان ضعفه أحمد وابن المديني. 8635 - "من خبب زوجة امريء أو مملوكه فليس منا. (د) عن أبي هريرة (صح) ". (من خبب) بالخاء المعجمة ثم موحدتين أي خدع وأفسد (زوجة امريء) أي رجل كان (أو مملوكه) وفي لفظ: "خادمه" وهو أعم (فليس منا) لأنه أتى بما لم ¬

_ = فقال: "إنما ذاك العرض ولكن من نُوقش الحساب يهلك" [البخاري: 103] انتهى؛ رواه في باب من سمع شيئًا فراجعه حتى يعرفه في كتاب العلم. (¬1) أخرجه الترمذي (2450)، والحاكم (4/ 308)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6222)، والصحيحة (2335).

يأت به أهل ملتنا وشريعتنا من تخبيب زوجة غيره أو مملوكه عليه، ولو كان ذلك الغير كتابيًّا فإنه يحرم عليه ذلك، قال بعض العارفين: ومن ذلك ما لو غضبت امرأة أو خادم على من هما لديه إلى عند آخر فلا ينبغي أن يبسط عليهما في النفقة بل يجيعهما ويعاملهما بخلاف ما يبسط طبعهما فإن ذلك من أسباب ردهما إلى الزوج والسيد، قال: وفعلت هذا مرارًا بمن كان يغضب إلى عبدي فيكون الرجوع أحب شيء إليه إلى من كان فارًّا منه وفيه تحريم تغبيب الزوجة والخادم لأنه إضرار بالغير وهو حرام. (د) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وفيه مروان بن محمَّد أبو الطيب، قال في الميزان: قال ابن معين: كذاب ثم أورد له هذا الخبر. 8636 - "من ختم القرآن أول النهار صلت عليه الملائكة حتى يمسي، ومن ختمه آخر النهار صلت عليه الملائكة حتى يصبح. (حل) عن سعد". (من ختم القرآن) أتم قراءته. (أول النهار صلت عليه الملائكة) أي استغفرت له. (حتى يمسي) ظاهره كل الملائكة ويحتمل معينين الله أعلم بهم (ومن ختمه آخر النهار صلت عليه الملائكة) جميع ليلته (حتى يصبح) يدخل في الصباح وفيه أنه ينبغي للمؤمن أن يتحرى الختم أول النهار أو آخره لا وسطه أو وسط الليل. (حل (¬2) عن سعد) سكت عليه المصنف، وفيه هشام بن عبد الله، قال الذهبي في الضعفاء: قال ابن حبان: كثرت مخالفته للأثبات ثم روى له حديثين موضوعين. 8637 - "من ختم له بصيام يوم دخل الجنة. البزار عن حذيفة". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2175)، وانظر الميزان (7/ 65)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6223). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 26)، وانظر الضعفاء للذهبي (2/ 711)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5569)، والضعيفة (4591).

(من ختم له بصيام يوم) ختم عمره لذلك بأن مات وهو صائم أو عقب فطره منه (دخل الجنة) مع الأولين السابقين كما سلف. (البزار (¬1) عن حذيفة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله موثقون. 8638 - "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع. (ت) والضياء عن أنس (صح) ". (من خرج من منزله في طلب العلم) النافع (فهو) أي خروجه وسفره (في سبيل الله حتى يرجع) من مخرجه لما في طلب العلم من الفضائل والنفع العام للمسلمين وغير ذلك كما سلف غير مرة (ت (¬2) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب وفيه خالد بن يزيد اللؤلؤي، قال العقيلي: لا يتابع على كثير من حديثه ثم ذكر هذا الخبر [4/ 237] قال الذهبي: وهو مقارب. 8639 - "من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة. (طب) عن أبي الدرداء (ض) ". (من خضب) شعره (بالسواد) في غير لقاء العدو للحرب. (سود الله وجهه) دعاء عليه أو إخبار (يوم القيامة) وهذا الوعيد يفيد تحريم الخضاب بالسواد وإليه مالت الشافعية لغير الجهاد ورجحه النووي وهو عام للمرأة والرجل، وقيل: يجوز للمرأة وفيه تحريم التدليس بأي شيء من تطرية البدن ونحوه. (طب (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي في شرح ¬

_ (¬1) رواه البزار (2854)، وانظر المجمع (3/ 183)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6224). (¬2) رواه الترمذي (2647)، وانظر: الضعفاء للعقيلي (2/ 17)، وميزان الاعتدال (2/ 435)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5570) والضعيفة (2037). (¬3) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (652)، وانظر: الفتح (10/ 355)، والميزان (3/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5573).

الترمذي: فيه الوضين بن عطاء ضعيف وقال الحافظ في الفتح: سنده لين، وفي الميزان: عن أبي حاتم الحكم عليه بالوضع. 8640 - "من خلقه الله لواحدة من المنزلتين وفقه الله لعملها". (طب) عن عمران (ح). (من خلق) من عباد (الله لواحدة من المنزلتين) الجنة والنار (وفقه الله لعملها) فكل ميسر لما خلق له وهو سر القدر الذي يجب الإيمان به نسأل الله أن يوفقنا لعمل الجنة وليس فيه سلب الاختيار فإن التوفيق لأي العملين لا يسلب عن العبد اختياره (طب (¬1) عن عمران) رمز المصنف لحسنه. 8641 - "من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة مغفورًا له. (طب هق) عن ابن عباس (ض). (من دخل البيت) الحرام وهو الكعبة (دخل في حسنة) تُكتب له بمجرد دخوله (وخرج من سيئة مغفورًا له) تُمحى عنه بذلك، وفيه حث على دخول البيت دخول تعظيم وتوقير، قال الحافظ العراقي: وندب دخوله متفق عليه، لكن ما لم يؤذ أو يتأذى بنحو زحمة، قال الشافعي: واستحب دخول البيت ما لم يؤذ أحدًا بدخوله (طب هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي: تفرَّد به عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف، وقال المحب الطبري: هو حسن غريب، وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: فيه عبد الله بن المؤمل وهو ضعيف ووثَّقه بعضهم. 8642 - "من دخل الحمام بغير مئزر لعنه الملكان". الشيرازي عن أنس". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 223) رقم (557)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6230). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 200) رقم (11490)، والبيهقي في السنن (5/ 158)، وانظر: المجمع (3/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5574)، والضعيفة (1917).

(من دخل الحمام بغير مئزر) ساتر لعورته (لعنه الملكان) الحافظان له لتعوره وليس خاصًّا بالحمام بل التعور بحضرة الناس مطلقًا محرم، وإنما خصَّ الحمام للأغلبية في كشف العورات فيه (الشيرازي (¬1) عن أنس). 7643 - "من دخلت عينه قبل أن يستأنس ويسلم فلا إذن له، وقد عصى ربه". (طب) عن عبادة (ح). (من دخلت عينه) أي دار قوم فظاهره وإن لم تقع على محرم (قبل أن يستأنس) يستعلم قبل الدخول (ويسلم) على أهل الدار {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27]. (فلا إذن له) أي لا ينبغي لرب الدار أن يأذن له لأنه قد عصى فعقابه منعه عن الإذن وهذا في البيوت التي ليست عليها الأبواب والتي أهلها في سفل الدار. (وقد عصى ربه) وجاز أن تفقأ عينه كما سلف (طب (¬2) عن عبادة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: إسحاق بن يحيى الذي رواه عن عبادة لم يدرك عبادة وبقية رجاله ثقات. 8644 - "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا". (حم م 4) عن أبي هريرة (صح). (من دعا إلى هدى) من أمر الله وأمر رسوله أي ما يهتدي به ونكره ليدخل فيه كل هدى حتى آداب الطريق وإماطة الأذى عنها، قال الطيبي: الهدى أما الدلالة الموصلة إلى البغية أو مطلق الإرشاد وهو في الحديث ما يهتدى به من الأعمال (كان له من الأجر) في دعائه (مثل أجور من تبعه) إذ الدال على الخير ¬

_ (¬1) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (26624)، انظر فيض القدير (6/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5575). (¬2) أخرجه الطبراني كما في المجمع (8/ 44)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5576).

كفاعله (لا ينقص ذلك) الذي يعطاه من الأجر. (من أجورهم) المتبعين له (شيئًا) ولذا كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أعظم الناس أجرًا لأنه ما من هدى إلا وهو الداعي إليه والدال عليه وفيه فضل العلماء الداعين للعباد إلى الهدى. (ومن دعا إلى ضلالة) ابتدعها أو سبق إليها (كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه) لتولد الضلالة عن فعله وأعمال الضالين عن دعائه والعبد يثاب بالأسباب ويعاقب عليها (لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا) بجمع الضمير في أجورهم وآثامهم أداره مع معنى من فلان الغالب أن التابع جمع وفيه ترغيب عظيم في دعاء العباد إلى الخير ودلالتهم عليه وترهيب بالغ في الدعاء إلى الضلال والبدع وكل خصلة تنافي أمر الله ورسول - صلى الله عليه وسلم -. (حم م 4 (¬1) عن أبي هريرة) لم يخرجه البخاري. 8645 - "من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل. (م د) عن أبي الدرداء (صح) ". (من دعا لأخيه) في الدين ويشمل أخا النسب المسلم حيًّا كان الأخ أو ميتًا. (قال الملك الموكل به) بالعبد أو بالدعاء. (آمين) دعاء بالإجابة وهم لا يفعلون إلا ما يؤمرون فلا يؤمن إلا وقد أمره الله بذلك فهو يجيب تعالى ما أمر به من الدعاء. (ولك) أيها الداعي (بمثل) بالتنوين أي بمثل ما دعوت به فيؤخذ منه أنه إذا أراد العبد أن يدعو لنفسه بدعاء دعائه لأخ من إخوانه المؤمنين فإنه يدعو له من هو [4/ 238] خير منه وهو الملك ودعاؤه مجاب لأنه مأمور عن الله، بخلاف دعائه لنفسه فإنه لا يؤمن عليه الملك ولا يدعو له فدعاء العبد لأخيه أولى من دعائه لنفسه وأفضل وأتم إجابة (م د (¬2) عن أبي الدرداء). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 3897)، ومسلم (2674)، وأبو داود (4609)، والترمذي (2674)، وابن ماجة (206). (¬2) وأخرجه مسلم (2732)، وأبو داود (1534).

8646 - "من دعا على من ظلمه فقد انتصر. (ت) عن عائشة". (من دعا على من ظلمه) أي ظلم (فقد انتصر) لنفسه فلم يبق له أجر على ظالمه ولا استحقاق عقوبة منه أخرى فمن أراد بقاء القصاص سكت عن ظالمه ولم يدع عليه والإعفاء عنه ليكون أجره على الله فللمظلوم مع ظالمه ثلاث حالات، الانتصاف بالدعاء عليه، أو بالتأخير إلى الآخرة أو بعفو فيكون أجره على الله وهذا أحسنها وأعودها نفعا للمظلوم (ت (¬1) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي في العلل: سألت عنه البخاري فقال: لا أعلم أحدًا رواه غير أبي الأحوص لكن هو من حديث أبي حمزة وضعف أبا حمزة جدًّا. 8647 - "من دعا رجلًا بغير اسمه لعنته الملائكة. ابن السني عن عمير بن سعد. (من دعا رجلًا بغير اسمه) هزوًا به واستحقارًا (لعنته الملائكة) لإهانة أخيه استحق الدعاء عليه بالبعد من رحمة الله. (ابن السني (¬2) عن عمير) مصغر عمر (بن سعد) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: قال النسائي: هذا حديث منكر. 8648 - "من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب. (م) عن ابن عمر (صح) ". (من دعي إلى عرس) بضم المهملة وليمة عرس (أو نحوه) وليمة ختان أو عقيقة (فليجب) من دعاه وجوبا في وليمة العرس إذا لم يكن فيها أمر منهي عنه وجزم بالوجوب في إجابتها الشافعية والمالكية والحنابلة ونقل بعضهم عليه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3552)، وانظر الكامل في الضعفاء (6/ 412)، وعلل الترمذي (1/ 366)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5578)، والضعيفة (4593). (¬2) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (393)، والديلمي في الفردوس (5727)، وابن قانع في معجم الصحابة (2/ 231)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 747)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5577)، والضعيفة (5224).

الإجماع وذهبوا إلى أنه يندب في غيرها وعن جماعة الوجوب مطلقا لهذ الخبر، وقال ابن حزم: إنه قول جماهير الصحابة والتابعين (م (¬1) عن ابن عمر)، قال في الميزان: أخرجه مسلم عن ابن راهويه عن عيسى عن بقية وليس لبقية في الصحيح سواه أخرجه شاهدًا انتهى. ورواه عنه أيضًا أبو داود. 8649 - "من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه، ومن حفظ لسانه ستر الله عورته. (طس) عن أنس (ض) ". (من دفع غضبه دفع الله عنه عذابه) مكافأة على كظم غيظه وقهر نفسه (ومن حفظ لسانه (من كل منهي عنه (ستر الله عورته) عن العباد فلا يطلع أحدًا على عيوبه (طس (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه عبد السلام بن هلال وهو ضعيف. 8650 - "من دفن ثلاثة من الولد حرم الله عليه النار. (طب) عن واثلة (ح) ". (من أدفن ثلاثة من الولد) من أولاده سواء كان الرجل أو المرأة، فالوعد عام لهما وسواء كان الأولاد ذكورًا أو إناثًا والمراد أولاد الصلبة، وقيل: يحتمل بشموله لأولاد الأولاد. (حرم الله عليه النار) جزاءًا على ما أصيب به وتقدَّم معناه مرارًا ولو كان أقل من الثلاثة (طب (¬3) عن واثلة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه سنان مجهول. 8651 - "من دل على خير فله مثل أجر فاعله. (حم م د ت) عن ابن مسعود (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1429)، وأبو داود (3738)، وانظر: ميزان الاعتدال (2/ 51). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1320)، وانظر: المجمع (8/ 68)، والترغيب والترهيب (3/ 303)، وقال الألباني في صحيح الجامع (5580)، والضعيفة (1916). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 96) رقم (231)، وانظر المجمع (3/ 7)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6238).

(من دل غيره على خير فله مثل أجر فاعله) من دون أن ينقص من أجره كما سلف في غيره وظاهره أنه دعا إليه وعمل به المدعو إليه لا لو لم يعمل لقوله: فاعله ويحتمل أنه خرج على الأغلب وأن الدال له الأجر على الدلالة مطلقا ويحتمل أن الأجر مع عمل المدعو إليه أكثر ومع عدمه أقل وفيه حث على نشر العلم وتعليم العباد والدعاء لهم إلى كل خير (حم م د ت (¬1) عن ابن مسعود) قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستحمله فقال: ما عندي، فقال: رجل أنا أدله على من يحمله فذكره. 8652 - "من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقًّا على الله أن يقيه من النار. (حم طب) عن أسماء بنت يزيد (ح) ". (من ذب عن عرض أخيه بالغيبة) أي في غيبته عن المقام ورد على من اغتابه كاذبًا كان أو صادقًا في ما غابه به فإنه يجب رد الغيبة مطلقًا (كان حقًّا على الله أن يقيه من النار) لأنه وقي عرض أخيه من الذم والواجب على سامع الغيبة أن يذب عن عرض أخيه بلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وعليه فراق المقام لأنه مقام منكر، قال الغزالي: ولا يكفي أن يشير إليه بيده أن اسكت ولا بلسانه ولا بحاجبه أو رأسه أو غير ذلك فإنه احتقار المذكور بل يلزمه الذب عنه صريحا كما دلت عليه الأخبار. قلت: وهذا من أشد التكاليف على العبد ولا يقوم به أحد وليس له سلامة إلا باعتزال الناس ومجالسهم. (حم طب (¬2) عن أسماء بنت يزيد) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 120)، ومسلم (1893)، وأبو داود (5129)، والترمذي (2671) جميعهم عن أبي مسعود الأنصاري. (¬2) أخرجه أحمد (6/ 461)، والطبراني في الكبير (24/ 176) رقم (443)، وانظر المجمع (8/ 95)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6240).

إسناد أحمد إسناد حسن، وقال الهيثمي: إسناده غير قوي، وقال الصدر المناوي (¬1): [4/ 239] إسناده ضعيف. 8653 - "من ذبح لضيفه ذبيحة كانت فداءه من النار (ك) في تاريخه عن جابر". (من ذبح لضيفه ذبيحة) إكرامًا له ولو أدنى شيء إن كان فيه إكرام له (كانت) الذبيحة. (فداءه) أي الذابح. (من النار) وفيه الحث على إكرام الضيف وتأنيسه والإحسان إليه (ك (¬2) في تاريخه) عن جابر سكت عليه المصنف، وقال الحاكم: عامر بن شعيب روى أحاديث منكرة بل أكثرها موضوعة انتهى. فكان على المصنف أن يرمز لضعفه. 8654 - "من ذرعه القيء وهو صائم فليس عليه قضاء، ومن استقاء فليقض. (4 ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من ذرعه) بذال معجمة وراء وعين مهملة تذرّه وغلبه (القيء وهو صائم فليس عليه قضاء) لأنه لا اختيار له في ذلك (ومن استقاء) طلب إخراج القيء تكلفًا (فعليه القضاء) وبهذا التفصيل أخذت الشافعية ومع صحة الحديث يتعين القول به (4 ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته ورواه عنه أيضًا الدارمي وابن حبان والدراقطني، وقال الترمذي: سألت عنه البخاري فقال: لا أراه محفوظًا وقد روي من غير وجه ولا يصح إسناده وأنكره أحمد. ¬

_ (¬1) انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم 4015). (¬2) أخرجه الحاكم في تاريخه كما في الكنز (258553)، وانظر العلل المتناهية (2/ 524)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5581): موضوع. (¬3) أخرجه أبو داود (2380)، والترمذي (720)، والنسائي في السنن الكبرى (3130)، وابن ماجة (1676)، والحاكم (1/ 589)، والدارمي (1729)، وابن حبان (3518)، والدارقطني (2/ 184)، وانظر علل الترمذي (1/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6243).

8655 - "من ذكر الله ففاضت عيناه من خشية الله حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذبه الله يوم القيامة. (ك) عن أنس (صح) ". (من ذكر الله) أي خوفه وعقابه أو عظمته وتقصيره فيما يجب نحو جلاله. (ففاضت عيناه) أي فاض الدمع نسب الفيض إلى العين مجاز من الإسناد إلى اسم المحل (من خشية الله) بسبب خشيته وخوفه وتعيين العلة لا ينافي أن تفيض لعظمته كما ذكرناه ويحتمل أن هذا الوعد خاص بهذه العلة (حتى يصيب الأرض من دموعه لم يعذبه الله يوم القيامة) {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 40، 41] {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)} [الرحمن: 46] (ك (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقرَّه الذهبي. 8656 - "من ذكر الله عند الوضوء طهر جسده كله، فإن لم يذكر اسم الله لم يطهر منه إلا ما أصاب الماء. (عب) عن الحسن الكوفي مرسلًا". (من ذكر الله عند الوضوء) أي ابتدأ باسمه تعالى عند شروعه في وضوء أو مطلقًا (طهر جسده كله) أي كان له أجر من طهر كل جسده (فإن لم يذكر اسم الله لم يطهر منه إلا ما أصاب الماء) أي لم يكن له أجر إلا على ذلك لا أن المراد أنه يبقى غير طاهر وفيه صحة الوضوء إذا لم يذكر عليه اسم الله فلو تركه محمدًا (عب (¬2) عن الحسن الكوفي مرسلًا) قال الذهبي: الحسن ثقة وقال عبد الحق: فيه محمَّد بن أبان لا أعرفه الآن، وقال ابن القطان: فيه من لا يعرف البتة وهو مرداس بن محمَّد راويه عن أبان انتهى، ورواه الدارقطني عن أبي هريرة مسندا ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 260)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5583)، والضعيفة (4594). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (17) موقوفًا على أبي بكر، ورواه الدارقطني (1/ 74) عن أبي هريرة مرفوعًا، وانظر ميزان الاعتدال (8/ 189)، والبدر المنير (2/ 96)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5582).

مرفوعًا وقال الحافظ العراقي: وسنده ضعيف. 8657 - "من ذكر امرأً بما ليس فيه ليعيبه حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ ما قال". (طب) عن أبي الدرداء (صح) ". (من ذكر امرأً بما ليس فيه ليعيبه) بذلك فقد جمع بين أمرين الكذب وغيبة أخيه (حبسه الله في نار جهنم حتى يأتي بنفاذ) بالذال المعجمة أي بالمخرج من (ما قال) أي وليس بقادر على ذلك فهو كناية عن دوام تعذيبه "من قبيل كلف أن يجمع بين شعيرتين" (طب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال المنذري: إسناده جيد، وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه مقدام بن قتادة وهو ضعيف. 8658 - "من ذكر رجلًا بما فيه فقد اغتابه (ك) في تاريخه عن أبي هريرة". (من ذكر رجلًا) عند قوم (بما فيه) مما لا يحب أن يذكر (فقد اغتابه) فإن ذكره بما ليس فيه فقد بهته وأتى بجرمين (ك (¬2) في تاريخه عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وفيه أبو بكر بن أبي سبرة المدني، قال في الميزان: ضعفه البخاري وغيره وقال أحمد كان يضع الحديث، وقال ابن عدي: ليس بشيء ثم ساق له أخبارا هذا منها. 8659 - "من ذكرت عنده فلم يصل على فقد شقي. ابن السني عن جابر (ح) ". (من ذكرت) أي ذكر اسمه - صلى الله عليه وسلم - (عنده) من أي ذاكر في أي مقام وعلى أي حال. (فلم يصل عليَّ) ولو في نفسه إذهاب أو عرض مانع. (فقد شقي) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8936)، وانظر المجمع (4/ 201)، والترغيب والترهيب (3/ 138)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5584). (¬2) أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 296)، وانظر طبقات المحدثين بأصبهان (1/ 441)، وميزان الاعتدال (7/ 341)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6244)، والصحيحة (1419).

بحرمانه لنفسه الأجر فإن من صلى عليه - صلى الله عليه وسلم - عليه بها عشرًا (ابن السني (¬1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وقال النووي في الأذكار: إنه ضعيف قلت: كأن المصنف حسنه لغيره ولشواهده. 8660 - "من ذكرت عنده فخطيء الصلاة على خطيء طريق الجنة. (طب) عن الحسين (ح) ". (من ذكرت عنده) ذكرا لسانيا فلو خطر ذكره - صلى الله عليه وسلم - على القلب فالقياس الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يشمله هذا الحديث (فخطيء) بالخاء المعجمة أخطأ (الصلاة على خطيء طريق الجنة) لأن من طرقها الصلاة عليه أو عوقب بأن يخطيء الأعمال الصالحة التي تبلغه إلى الجنة (طب (¬2) عن الحسين) هو ابن علي رضي الله [4/ 240] عنهما رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: وفيه بشر بن محمَّد الكندي أو بشير فإن كان بشرًا فقد ضعَّفه ابن المبارك وابن معين والدارقطني وغيرهم وإن كان بشيرًا فلم أر من ذكره وقال القسطلاني: حديث معلول. قلت: يقال في تحسين المصنف له مثل ما قلناه آنفًا. 8661 - "من ذكرت عنده فليصل علي، فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا". (ت) عن أنس (صح) ". (من ذكرت عنده) ولو كان الذكر بضميره ولو تكرر في المجلس مرارًا كما هو ظاهر الإطلاق (فليصل علي، فإنه من صلى عليَّ مرة صلى الله عليه عشرًا) أي كتب له أجر عشر صلوات أو أمر ملائكته بالصلاة عليه أي الدعاء له ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3871)، وانظر المجمع (3/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5585). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 128) رقم (2887)، وانظر المجمع (1/ 137)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6345).

والاستغفار (ت (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، قال النووي في الأذكار: إسناده جيد، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 8662 - "من ذهب بصره في الدنيا جعل الله له نورًا يوم القيامة، إن كان صالحا". (طس) عن ابن مسعود (ح) ". (من ذهب بصره في الدنيا) بالعمى ولو بأصل خلقته وصبر واحتسب (جعل الله له نورًا يوم القيامة) يختص به وينجو به من ظلمات القيامة. (إن كان صالحًا) أي مسلمًا كما فسروا قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أو ولد صالح يدعو له" (¬2) أن المراد به المسلم إذ الكافر لا نور له {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40]، (طس (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه بشر بن إبراهيم الأنصاري وهو ضعيف. 8663 - "من ذهب في حاجة أخيه المسلم فقضيت حاجته كتبت له حجة وعمرة، عن لم تقض كتب الله له عمرة. (هب) عن الحسين بن علي (ض) ". (من ذهب في حاجة أخيه المسلم) أي حاجة كانت لأجل ما جعله الله من الأجر في ذلك. (فقضيت حاجته كتبت له حاجة وعمرة) أجرهما فإن لم تقض فله أجر السعي في ذلك ولذا قال - صلى الله عليه وسلم -. (وإن لم تقض كتبت له عمرة). اقض الحوائج ما استطعت ... وكن لهم أخيك فارج فلخير أيام الفتى ... يوم قضى فيه الحوائج (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (485)، والنسائي (3/ 50)، وفي الكبرى (9889)، وانظر المجمع (1/ 137)، والأذكار (298)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6246). (¬2) جزء من حديث رواه مسلم (1631). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (1220)، وانظر المجمع (2/ 310)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5586)، والضعيفة (4595): موضوع. (¬4) الأبيات منسوبة إلى أبي العتاهية.

(هب (¬1) عن الحسين بن علي) رمز المصنف لضعفه. 8664 - "من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة من قبرها. (خد د ك) عن عقبة بن عامر (صح) ". (من رأى) من أخيه المؤمن (عورة) أمرًا قبيحًا وسيئًا يكره اطلاع العباد عليه. (فسترها) عليه حتى كأنه ما رأى شيئًا (كان كمن أحيا موءودة) نفسًا قتلت ظلمًا. (من قبرها) فأخرجها من قبرها لئلا تموت وهو كمن أحيا الناس جميعًا للآية وفيه الحث على ستر عورات المسلمين وهذا في غير المتجاهر بالفسوق والعصيان وفيه أن من أشاعها كان كمن قتل نفسًا. (خد د ك (¬2) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته. 8665 - "من رأى شيئًا يعجبه فقال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله لم تضره العين. ابن السني عن أنس". (من رأى شيئًا يعجبه) لفظ الديلمي في روايته: "من رأى شيئًا فأعجبه له أو لغيره" (فقال: ما شاء الله) أي ما شاءه تعالى كان من الأمور (لا قوة) لأحد في دفع ضرر أو جلب نفع (إلا بالله) بإعانته وتيسيره فإنه إقرار بأنه لا يملك العبد دفع ضر ولا جلب نفع فإذا قال ذلك (لم تضره) أي الشيء الذي أعجبه (العين) الرائي ولا عين غيره لأنه لفظ عام قال السخاوي (¬3): وهذا قد جرب لدفع ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (7652)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5587)، والضعيفة (769): موضوع. (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (758)، وأبو داود (4891)، والحاكم (4/ 384)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5590)، والضعيفة (1265). (¬3) انظر: المقاصد الحسنة (ص: 471).

إصابة العين (ابن السني (¬1) عن أنس) ورواه البزار والديلمى، قال الهيثمي: فيه أبو بكر الهزلي [وأبو بكر] ضعيف جدًّا. 8666 - "من رأى حية فلم يقتلها مخافة طلبها فليس منا. (طب) عن أبي ليلى (ح) ". (من رأى حية فلم يقتلها) كأن المراد غير حيات البيوت أو بعد مؤاذيتها كما في غيره من الأحاديث وأن ذلك خاص بالحنشات دون الحيات، لكن حديث الأنصاري العروس تدل على أن الحيات بالحنشات في حكمها في البيوت (مخافة طلبها) أي طلبها له ودفاعها عن نفسها أو مخافة الطلب بدمها في الآخرة (فليس منا) ليس من العاملين بأوامرنا الداخلين في طاعتنا وفيه الحث على قتل الحيات (طب (¬2) عن أبي ليلى) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن أبي ليلى وهو سيء الحفظ وبقية رجاله ثقات. 8667 - "من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلًا لم يصبه ذلك البلاء. (ت) عن أبي هريرة (ح) ". (من رأى) بعينه أو سمع به، إن حمل رأى على القلبية (مبتلى) في دينه أو دنياه أو بدنه (فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني) بالعافية من ذلك أو أعم. (على كثير ممن خلق تفضيلًا) شكرا لله على السلامة من الشرور (لم يصبه ذلك النبلاء) قال العلماء: ينبغي أن يقول هذا سرًّا بحيث يسمع نفسه إلا أن يكون الابتلاء بمعصية فلا بأس بإسماع غيره عساه يكون [4/ 241] زجرًا له وفيه أنه ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4370)، والديلمي في الفردوس (5696)، وابن عدي في الكامل (3/ 325)، وانظر المجمع (5/ 109)، وكشف الخفاء (2/ 100)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5588). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 78) رقم (6425)، وانظر المجمع (4/ 46)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6247).

ينبغي للعبد أن لا يزال ذاكرًا نعم الله عليه معتبرًا في رؤية العباد ومقرًّا أن ما به من نعمة فمن الله (ت (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: غريب، وقال الصدر المناوي (¬2): فيه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير بصري ليس بالقوي. 8668 - "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. (حم م 4) عن أبي سعيد (صح) ". (من رأى) يحتمل الأمرين (منكم) أيها المسلمون (منكرًا) كل أمر أنكره الله ورسوله وهو القبيح شرعًا فعلًا أو قولًا ولو صغيرة. (فليغيره بيده) كتكسير آلة اللهو وآنية الخمر (فإن لم يستطع) الإزالة باليد بأن ظن عدم التأثير أو نزول ضرر به أو نحو ذلك (فبلسانه) قيل: بالاستعانة بمن يعينه والأظهر أنه الإنكار والوعظ والتخويف (فإن لم يستطع) النطق باللسان لذلك (فبقلبه) ينكره وجوبا بأن يكرهه ويعزم لو قدر لأزاله بأحد الأمرين، وفيه إيجاب تغيير المنكر بكل ممكن ولا يحل له الإخلال بأحد الثلاث الرتب ولا تقديم الثانية مع إمكان الأولى ولا الثالثة مع إمكان الأخريين (وذلك) الإنكار بالقلب (أضعف الإيمان) أضعف شعبه وخصاله أو أضعف زمانه حيث غلب فاعل المنكر بحيث لا يواجه بإنكاره (حم م 4 (¬3) عن أبي سعيد) وللحديث قصة معروفة مع مروان في تقديمه خطبة العيد على صلاته. 8669 - "من رآني في المنام فقد رآني حقا فإن الشيطان لا يتمثل بي. (حم خ ت) عن أنس" (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3432)، وانظر علل الدارقطني (2/ 53) والمجمع (10/ 138)، وفيض القدير (6/ 130)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6248)، والصحيحة (602). (¬2) انظر: كشف المنهاج والتناقيح (رقم 1758). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 10)، ومسلم (49)، وأبو داود (1140)، والترمذي (2172)، والنسائي (8/ 111)، وابن ماجة (1275).

(من رآني في المنام فقد رآني) أي فليبشر بأنه رآني حقيقة أو رأى حقيقتي كما هي فلم يتحد الشرط والجزاء وهو في معنى الإخبار أي من رآني فأخبره أن رؤيته حق ليست بأضغاث أحلام ولا تخيلات شيطانية ثم أردف ذلك بما هو تتميم لمعناه وتعليل للحكم فقال: (فإن الشيطان لا يتمثل بي) لم يجعل الله له ذلك في يقظة ولا منام لئلا يكذب على لسانه في المنام أو في اليقظة. قال جماعة من العلماء: هذا إذا رآه على صورته التي كان عليها في الدنيا لا لو رآه على غير صورته الموصوفة، وقال النووي (¬1): بل ولو رآه على غيرها، وقال القرطبي بعد كلام: والصحيح أن رؤيته - صلى الله عليه وسلم - على أي حال كان غير باطلة ولا من الأضغاث بل حق في نفسها وتصوير تلك الصورة وتمثيل ذلك المقال ليس من الشيطان بل جعل الله ذلك للرائي بشرى، فينشط للخير أو إنذارًا فينزجر عن الشر أو تنبيه على خير يحصل (حم خ ت (¬2) عن أنس) قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، وقال المصنف: الحديث متواتر. 8670 - "من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتزين بي. (حم ق) عن أبي قتادة (صح) ". (من رآني) أي في المنام. (فقد رأى الحق) أي الرؤيا الصحيحة الصادقة. (فإن الشيطان لا يتزين) بالزاي المعجمة. (بي) لا يظهر في زي وهيئتي، قال ابن أبي جمرة: الشيطان لا يتصور بصورة النبي أصلًا فمن رآه في صورة حسنة فذلك حسن في دينه ومن رأى في جارحة من جوارحه - صلى الله عليه وسلم - تباين أو نقص فذلك شين ونقص في دين الرائي، قال: وهذا هو الحق، وقد جرب فوجد كذلك وبه تحصل الفائدة الكبرى في رؤياه حتى يظهر للرائي هل عنده خلل أم لا وذلك ¬

_ (¬1) شرح مسلم (15/ 24). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 269)، والبخاري (6994)، والترمذي (2276).

لأن المصطفي - صلى الله عليه وسلم - نوراني كالمرآة الصقيلة فما كان في الباطن فيها من حسن أو غيره تصور فيها وهي في ذاتها حسنة لا نقص ولا شين وكذا يقال في كلامه في اليوم ما وافق سنته فهو حق وما لم يوافقها فهو للخلل في سمع الرائي. (حم ق (¬1) عن أبي قتادة) وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 8671 - "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي. (ق د) عن أبي هريرة (صح) ". (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) بفتح القاف والطاء في الآخرة، وقال ابن أبي جمرة: بل يراه في الدنيا حقيقة ونص على صحتها بل وقوعها أعلام (¬2). قلت: يعده ظاهر، وقد ادعى هذا ابن حجر شارح الهمزية (¬3) في شرح قول ناظمها: ليته خصني برؤية وجه .. البيت مما فيه نكارة، وأحسن من هذا قول الدماميني: في الحديث: بشرى أن من رآه مات على الإسلام؛ لأنه لا يراه في الآخرة رؤية القرب إلا من مات على دينه (ولا يتمثل الشيطان بي) كما سلف أنه تعالى [4/ 242] لم يجعل الله له إلى ذلك سبيلًا وفيه أنه يتمثل الشيطان في المنام بغيره - صلى الله عليه وسلم - وأنه تعالى جعل له قدرة على ذلك. (ق د (¬4) عن أبي هريرة). 8672 - "من رأيتموه يذكر أبا بكر وعمر بسوء فإنما يريد الإِسلام. ابن قانع عن الحجاج السهمي". (من رأيتموه) علمتوه (يذكر أبا بكر) الصديق صاحبه - صلى الله عليه وسلم - واسمه عبد الله غلبت عليه الكنية (بسوء) من سب له وتنقص به (فإنما يريد) هذا الذاكر له ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 306)، (6595)، والبخاري (6996)، ومسلم (2267)، وانظر المجمع (7/ 181). (¬2) انظر: فتح الباري (12/ 385). (¬3) وهي همزية البوصيري شرف الدين. (¬4) أخرجه البخاري (6993)، ومسلم (2266)، وأبو داود (5023).

بالسوء (الإسلام) أي ينتقص الإسلام وأهله لأن أبا بكر من رؤوس المهاجرين الأولين ولأن الله أصلح به أمور المسلمين وقتل به أهل الردة وفتح به الفتوح فمن انتقصه فهو كاره للإسلام، وفي رواية للديلمي: "من رأيتموه يذكر أبا بكر وعمر بسوء فاقتلوه فإنما يريدني والإِسلام". (ابن قانع (¬1) عن الحجاج السهمي) بفتح المهملة وسكون الهاء نسبة إلى سهم بن عمرو، سكت عليه المصنف. وقال في الميزان: هو حديث منكر جدًّا وإبراهيم مجهول لا أعلم له راويًا غير أحمد بن إبراهيم الكريزي ولم يذكر ابن عبد البر ولا غيره الحجاج بن منبه في الصحابة انتهى؛ ومراده بإبراهيم هو منبه بن الحجاج بن منبه، وقال الحافظ في الإصابة في إسناده غير واحد من المجهولين. 8673 - "من رابط فواق ناقة حرمه الله على النار. (عق) عن عائشة". (من رابط) من الرباط وهو ملازمة الثغر أي المكان الذي بيننا وبين العدو. (فواق ناقة) بضم الفاء وتفتح ما بين الحلبتين من الوقت؛ لأنها تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل ليدر وخص الناقة لكثرة تداولهم لها (حرمه الله على النار) منعه عنها والخلود فيه كما سلف (عق (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف وقد قال مخرجه: إن كان محمَّد بن حميد ضبطه وإلا فليس ممن يحتج به انتهى؛ وذلك أنه ساقه من طريق محمَّد بن حميد عن أنس بن جندل عن هشام عن أبيه عن عائشة، وفي الميزان عن أبي جابر أنس بن جندل مجهول. 8674 - "من رابط ليلة في سبيل الله كانت له كألف ليلة، صيامها وقيامها". (5) عن عثمان". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 195)، والديلمي في الفردوس (5748)، وانظر الإصابة (2/ 36)، ولسان الميزان (1/ 114)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5591). (¬2) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 22)، وانظر العلل المتناهية (2/ 581)، ولسان الميزان (1/ 469)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5593)، والضعيفة (1890): ضعيف جدًّا.

(من رابط ليلة في سبيل الله) إخافة للعدو وحفظا للمسلمين (كانت) تلك الليلة في الأجر (كألف ليلة صيامها وقيامها) أي صيام نهارها وقيام ليلها (هـ (¬1) عن عثمان) سكت عليه المصنف وفيه هشام بن عمار (¬2) قد مرَّ حاله وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال في الكاشف (¬3): لين لغلطه. 8675 - "من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة. (هـ) والضياء عن أنس (صح) ". (من راح روحة في سبيل الله) في الجهاد لإعلاء كلمة الدين (كان له بمثل ما أصابه من الغبار) في طريق روحته (مسكًا يوم القيامة) هكذا بالنصب خبر عن كان واسمها ضمير الشأن وهذا فيما يصيبه من الغبار فكيف ما يصيبه من جراحة وخوف ونحوه (هـ (¬4) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته، وفيه شعيب البجلي قال أبو حاتم: لين، نقله عنه في الكاشف (¬5). 8676 - "من راءى بالله لغير الله فقد بريء من الله. (طب) عن أبي هند (ض) ". (من راءى بالله) أي بعمل من الأعمال التي تعمل له تعالى (لغير الله) بيان المراءاه وهو أن يعمل عمل الآخرة لأجل الناس (فقد بريء من الله) من أجره وثوابه بل من دفعه عنه العقاب. (طب (¬6) عن أبي هند الداري)، اسمه يزيد رمز ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2766)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5915). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 711). (¬3) انظر الكاشف (1/ 628)، والميزان (4/ 282). (¬4) أخرجه ابن ماجة (2775)، والضياء في المختارة (2192)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6260)، والصحيحة (2338). (¬5) انظر الكاشف (1/ 478). (¬6) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 319)، وانظر المجمع (10/ 223)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5594).

المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه جماعة لم أعرفهم. 8677 - "من ربى صغيرًا حتى يقول: لا إله إلا الله، لم يحاسبه الله. (طس عد) عن عائشة (ض) ". (من ربى) من التربية (صغيرًا) ابنًا له أو غيره (حتى يقول: لا إله إلا الله، لم يحاسبه الله) تعالى بسعيه في تلقين هذا الصبي هذه الكلمة الشريفة وإذا كان هذا أجر من لقن الصغير وعلمه هذه الكلمة فكيف أجر من دعا الناس إلى هذه الكلمة كرسولنا - صلى الله عليه وسلم - وغيره ممن جاهد الكفار ليقولوا هذه الكلمة (طس عد (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه ابن عدى حديث لا يصح لعل البلاء فيه من عمير، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن داود الشاذكوني وهو ضعيف انتهى؛ وفي الميزان: متنه موضوع، وفي اللسان: خبر باطل والشاذكوني هالك. 8678 - "من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة. (خد طب) والضياء عن أبي أمامة (صح) ". (من رحم ولو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة) وذلك إنما يرحم الله من عباده الرحماء وفيه أنه يحسن رحمة ما أبيح لنا ذبحه، وأخرج أحمد حديث: "أنه قيل يا رسول الله: إني أذبح الشاة وأنا أرحمها فقال إن رحمتها رحمك الله"، وفي حديث أخرجه عبد الرزاق فيه قصة أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "يا جزار [4/ 243] سقها سوقًا رفيقًا" (¬2) ومن الرفق بها والرحمة ألا يذبح الأخرى عندها ولا تحد السكين وهي تنظر. (خد طب (¬3) والضياء عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4865)، وابن عدي في الكامل (3/ 298)، وانظر المجمع (8/ 159)، وميزان الاعتدال (2/ 256)، ولسان الميزان (4/ 49)، وقال الألباني في صحيح الجامع (5595)، والضعيفة (114): موضوع. (¬2) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (8609). (¬3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (381)، والطبراني في الكبير (8/ 234) رقم (7913)، وانظر =

8679 - "من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة. (حم ت) عن أبي الدرداء" (ح). (من رد عن عرض أخيه) في الدين رد على من اغتابه ودفع عن عرض أخيه (رد الله عن وجهه) ذاته (النار يوم القيامة) جزاءًا لما فعل وذلك لأن عرض المؤمن محترم كدمه فمن هتك عرضه فقد أتى محرما منكرًا فمن رد عليه فقد أنكر المنكر وصان الهاتك عن الإثم وفيه أن من سمع ولم يرد لا لعذر كان آثمًا تاركا لإنكار ما يجب إنكاره (حم ت (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه، قال ابن القطان (¬2): مانعه عن الصحة أن فيه مرزوق التيمي بن بكير (¬3) وهو مجهول الحال. 8680 - "من رد عن عرض أخيه، كان له حجابا من النار. (هق) عن أبي الدرداء (ح) ". (من رد عن عرض أخيه) غيبة يقال فيه. (كان) اللسان. (له حجابًا) يمنعه (من النار) وسواء رد عن عرضه وهو غائب أو وهو حاضر والأول أفضل وهذا في الرد عن عرضه وبه يعلم أن المنع عن ماله ودمه أفضل وأعظم عند الله أجرًا. (هق (¬4) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه وقد أخرجه الترمذي. 8681 - "من رد عادية ماء أو عادية نار فله أجر شهيد. النرسي في قضاء الحوائج عن علي". ¬

_ = المجمع (4/ 33)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6261). (¬1) أخرجه أحمد (6/ 449)، والترمذي (1931)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6262). (¬2) بيان الوهم والإيهام (3/ 601). (¬3) انظر الميزان (6/ 395)، والتقريب (1/ 525)، والكاشف (2/ 252)، واللسان (7/ 382). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (7634)، والترمذي (1931)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6263).

(من رد) دفع عن أذية المسلمين (عادية ماء) من عدى عليه أي من صرف ودفع ماءا جاريا عظيما يؤدي ترك صرفه ودفعه إلى تلاف معصوم من مال أو روح (أو عادية نار) كذلك (فله أجر شهيد) لأنه دفع عن المسلمين ما يضرهم فكيف ورد من سعى في إيصال الضار بهم (النرسي (¬1)) بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة نسبة إلى قرية نرس قرية بمرو (في قضاء الحوائج عن علي) كتاب ألفه في ذلك (¬2). 8682 - "من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك. (حم طب) عن ابن عمرو (ح) ". (من ردته) منعته (الطيرة) التطير والتشاؤم بأي أمر (عن حاجته) التي يريدها (فقد أشرك) بالله لاعتقاده أن لله شريكا في تقدير الخير والشر وكأنه خرج مخرج الزجر وتمام الحديث: قالوا: يا رسول الله ما كفارة ذلك؟ قال: يقول أحدكم: "اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك" انتهى. فمن طرقته الطيرة قال هذا ومضى لحاجته. (حم طب (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه. 8683 - "من رزق من شيء فليلزمه. (هب) عن أنس (ض) ". (من رزق من شيء) أي فتح له باب رزقه من أي كسب (فليلزمه) يلزم الوجه الذي قدر له منه رزقه فإن الله جاعل له فيه البركة لأن ما فتح عليه من الرزق إلا وهو تعالى قد قيض له ذلك وكذلك من فتح له باب من الخير كالعلم فلا يفوت ¬

_ (¬1) أخرجه النرسي كما في الكنز (7219)، انظر: الأنساب للسمعاني (5/ 479)، وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 136)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5596). (¬2) الأنساب للسمعاني (5/ 479). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 200، 220)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6264)، والصحيحة (1065).

طلبه. (هب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه محمَّد بن عبد الله الأنصاري (¬2) اتهم بالوضع عن فروة بن يونس الكلابي (¬3) وقد ضعَّفه الأزدي عن هلال بن جبير، قال الذهبي: فيه جهالة. 8684 - "من رزق تقى فقد رزق خير الدنيا والآخرة. أبو الشيخ عن عائشة". (من رزق تقى) أي من رزقه الله التقوى. (فقد رزق خير الدنيا والآخرة) فإن خير الدارين خاص بأهل التقوى وفيه أن التقى رزق من الله تعالى وهو زيادة الهدى. (أبو الشيخ (¬4) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وفيه عبد الرحمن بن النعمان (¬5) أورده الذهبي في ذيل الضعفاء، وقال: صدوق مشهور، وقال الدار قطنى: غير قوي، وعيسى بن ميمون (¬6) فإن كان الخواص فقد ضعَّفوه وإن كان المقري فهو متهم كما ذكره الذهبي. 8685 - "من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي. (ك) عن أنس (صح) ". (من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه) لأن تكليف شهوة الفرج والنظر نصف ما يختل به دين المكلف فإن غض طرفه وحصن فرجه فقد سلم دينه عن هذا الخلل (فليتق الله في الشطر الباقي) وهو شهوة البطن لحديث ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1241)، والديلمي في الفردوس (5974)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5598). (¬2) انظر المغني (2/ 599). (¬3) انظر المغني (2/ 510)، والميزان (5/ 419). (¬4) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (5641)، وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 136)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5597). (¬5) انظر المغني في الضعفاء (2/ 388)، والميزان (4/ 223). (¬6) انظر المغني في الضعفاء (2/ 502)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 243).

الحاكم وغيره عن أبي هريرة مرفوعًا "إن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان الفم والفرج" (¬1) فأوصاه بالتقوى فيه ليكمل له أمر دينه وفيه تعظيم شأن النكاح وأنه يحفظ به المكلف نصف دينه وليس التنصيف تحقيقا بل مبالغة. (ك (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقَّبه الذَّهبي بأن فيه زهير [4/ 244] بن محمَّد له مناكير انتهى. وقال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف، إلا أنه قال في فتح الباري: هذا الحديث وإن كان فيه ضعف فمجموع ما يدل على أن ما يحصل به المقصود من الترغيب في التزويج أصلًا لكن في حق من يتأتى منه النسل. 8686 - "من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل. (هب) عن علي (ض) ". (من رضي من الله باليسير من الرزق) قنع به ولم يتسخطه (رضي الله منه بالقليل من العمل) أي قبله منه وسامحه فيما فرط فيه من الطاعات فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط والذي يحمل العبد على الرضا أن يعلم أن الله تعالى هو الذي يتولى تدبيره وتقسيم الأرزاق وأنه لا يظلم أحدًا ولا يضع إلى كل أحد إلا ما هو الأصلح له فيعلم أن الخير كل الخير فيما سيق إليه من الرزق وإن كان قليلًا، وفيه أن من وسَّع الله عليه في الأرزاق لا يرضى منه تعالى بيسير الطاعات، وقد قلب الناس الأمور فأكثرهم غنىً وجاهًا أبعدهم عن المحافظة على الجماعات وحضور مساجد أهل الإِسلام وشهود جنائزهم وعيادة مرضاهم وغير ذلك مما يحافظ عليه من قلل عليه رزقه. (هب (¬3) عن علي) رمز ¬

_ (¬1) رواه الحاكم (4/ 360)، وابن حبان (476). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 161)، وانظر: فتح الباري (9/ 111)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5599). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10003)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 406)، والمقاصد (ص: =

المصنف لضعفه؛ لأن فيه إسحاق بن محمَّد الغوري (¬1) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال النسائي: ليس بثقة ووهاه أبو داود، وتركه الدارقطني وقال العراقي: رويناه في أمالي المحاملي: بإسناد ضعيف من حديث علي. 8687 - "من رضي عن الله رضي الله تعالى عنه. ابن عساكر عن عائشة (ض) ". (من رضي عن الله) بما قسمه له من الأرزاق وبما أقامه فيه من الأحوال وعلم أن الله لم يبخسه من حقه شيئا وأنه أقامه في أصلح الأحوال له (رضي الله عنه) وأدخله جناته وهذه هي الرتبة التي فاز بها من قال الله فيهم: {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [البينة: 8] ولا يتسخط ما هو فيه إلا من جهل أنه مربوب مدبر في نفسه لا مدبر لنفسه وفيه أن من سخط ما هو فيه سخط الله عليه (ابن عساكر (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 8688 - "من رفع رأسه قبل الإِمام أو وضع فلا صلاة له. ابن قانع عن شيبان". (من رفع رأسه قبل الإِمام) الذي يقتضي به في ركوع أو سجود. (أو وضع) أي رأسه الهواء إلى الركوع أو السجود. (فلا صلاة له) لا صحة لها لأنه الأظهر في النفي والأصل فيه وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنما جعل الإِمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا" فأمرهم بأن يجعلوا ركوعهم وسجودهم متعقبًا لركوعه وسجوده فمن سابق فقد خالف الإِمام فبطلت صلاته، والأكثر أنها لا تبطل بذلك وإن كان آثمًا وإن كان قوله فلا صلاة أي فلا فضيلة ولا ¬

_ = 173)، والمجمع (8/ 400)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5601)، والضعيفة (2373). (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 73). (¬2) أخرجه ابن عساكر (33/ 260)، وانظر كشف الخفاء (2/ 358)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5600).

كمال. (ابن قانع (¬1) عن شيبان) بفتح المعجمة بن مالك الأنصاري. 8689 - "من رفع حجرا عن الطريق كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة .. (طب) عن معاذ". (من رفع حجرًا عن الطريق) لئلا يؤذى المارين أو غيرها من أي مؤذ. (كتبت له حسنة) وهذه أدنى شعب الإيمان وهي إماطة الأذى عن الطريق. (ومن كانت له حسنة دخل الجنة) لأنه لا يظلمه الله شيئًا من الظلم أو وفقه للإتيان بصالحات الأعمال حتى يكون من أهل الجنة وفيه حث على رفع الأذى عن طريق المسلمين وفيه إثم من وضع الأذى في طريقهم كما يفعله الناس في الكناسات ورميها إلى الطريق والتبرز فيها وغير ذلك سيما الأمصار الواسعة. (طب (¬2) (¬3) عن معاذ) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 8690 - "من ركع ثنتي عشرة ركعة بني له بيتٌ في الجنة. (طس) عن أبي ذر". (من ركع ثنتي عشرة ركعة) قيل: أراد بها صلاة الضحى، وقيل: مطلقًا. (بُنِيَ له بيت في الجنة) فينبغي للعبد أن يعمل بالحديث فيصلى يوما من دهره ثنتي عشرة ركعة متوالية من ليل أو نهار. (طس (¬4) عن أبي ذر) الغفاري. 8691 - "من ركع عشر ركعات فيما بين المغرب والعشاء بني له قصر في الجنة. ابن نصر عن عبد الكريم بن الحارث مرسلًا". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 340)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5602)، وقال في الضعيفة (4596): منكر. (¬2) جاء في الأصل (هب عن معاذ)، ولعل الصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 101) رقم (198)، والبيهقي في الشعب (11174)، وانظر المجمع (3/ 135)، وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (6265). (¬4) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (2453)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (40/ 418)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6266).

(من ركع عشر ركعات) نفلًا. (فيما بين) صلاتي. (المغرب والعشاء بني له قصر في الجنة) وظاهره أن تكون من غير النوافل المعتادة نفل المغرب ونفل العشاء ويحتمل أن يعتد بها منها. (ابن نصر) (¬1) في كتاب الصلاة عن عبد الكريم بن الحارث مرسلًا)، ورواه ابن المبارك في الزهد وغيره. 8692 - "من رمى بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر. (ت ن ك) عن أبي نجيح (صح) ". (من رمى بسهم في سبيل الله) وإن لم يصب به عدوًا لما يأتي. (فهو له عدل) بكسر المهملة وفتحها بمعنى المثل، وقيل: هو بالفتح عادله من جنسه، وقيل بالعكس. (محرز) اسم مفعول أي يعدل ويماثل [4/ 245] تحرير رقبة وزاد الحاكم في روايته: "ومن بلغ له سهم فله درجة في الجنة" أي بلغ إلى العدو. (ت ن ك (¬2) عن أبي نجيح) بفتح النون السلمي القيسي، قال: حاضرنا حصن الطائف فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله، قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي ورمز المصنف لصحته، وقال في الكبير عن الترمذي: حسن صحيح. 8693 - "من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله. (طب) عن هشام بن عامر (ح) ". (من رمى مؤمنا بكفر) قال له ذلك أو نسب إليه ما يوجب الكفر (فهو) أي رميه له بذلك في عظم الذنب. (كقتله) وفيه عظمة إثم من قال للمؤمن بذلك، أو قال له: يا يهودي ونحوه من ملل الكفر فإن حكمه في الإثم في الآخرة حكم قاتل النفس. (طب (¬3) عن هشام بن عامر) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك (1264)، وابن نصر كما في الكنز (19429)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5603)، والضعيفة (4557). (¬2) أخرجه الترمذي (1638)، والنسائي (3/ 19)، والحاكم (2/ 95)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6268). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 177) رقم (460)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6296).

8694 - "من رمانا بالليل فليس منا. (حم) عن أبي هريرة (ح) ". (من رمانا بالليل) رمى إلينا بالسهام ونحوها. (فليس منا) من أهل ملتنا وطريقتنا لأنه يروع النائم ويقلق اليقظان وهذا في رمي السهام وقد يصيب به من لا ذنب له فكيف برمي البنادق المحدثة في الليل كما يفعل في العرسات فإنها تفزع بأصواتها وتيقظ النائم وتقلق القائم وتؤذى العباد وفيها إضاعة للمال لكن صارت مناكير الأمور معروفة وقبائح الأعراف مألوفة فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ وسبب الحديث أن قوما من المنافقين كانوا يرمون بيوت بعض المؤمنين فقاله. (حم (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه يحيى بن أبي سليمان وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح. 8695 - "من روع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام خزي وذل يوم القيامة. (هب) عن أنس (ح) ". (من روع) بتشديد الواو (مؤمنًا) أفزعه وأخافه بأي أمر من تهديد أو سل سلاح أو غير ذلك (لم يؤمن الله روعته) فزعه. (يوم القيامة) يوم الفزع الأكبر وإذا كان هذا عقوبة من صدر منه مجرد الترويع فكيف بما فوقه، قال بعض الأئمة ولا فرق في ذلك بين كونه جادًّا أو هازلا وهو ظاهر الحديث، قال الزركشي: ما يفعله الناس من أخذ المتاع على سبيل المزاح حرام وقد جاء في الحديث "لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعبًا (¬2)، وجزم البعض بحرمة كل إرعاب مطلقًا. (ومن سعى بمؤمن) إلى سلطان يغريه عليه ويؤذيه بسبب سعايته (أقامه الله مقام خزي وذل يوم القيامة) ولو لم تتفرع على سعايته أذية من سعى به ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 321)، وانظر المجمع (7/ 292)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2670)، والصحيحة (2339). (¬2) رواه أحمد (4/ 221)، والحاكم (3/ 645)، والبيهقي في السنن (6/ 100).

لأنه قد فعل المحرم من نفس السعاية وقد أفتى ابن عبد السلام صاحب القواعد وجماعة من العلماء أن من سعى بإنسان إلى سلطان ليغرمه شيئًا فغرمه رجع به على الساعي. (هب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال مخرجه البيهقي: تفرَّد به مبارك ابن سحيم (¬2) عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس، ومبارك هذا أورده الذهبي في المتروكين، وقال أبو زرعة: ما أعرف له حديثا صحيحًا، وعبد العزيز ضعفه ابن معين وغيره. 8696 - "من زار قبري وجبت له شفاعتي. (عد هب) عن ابن عمر (ض) ". (من زار قبري) أي زارني في قبري إذ قصد البقعة بنفسها ليس بقربه، جزم به السبكي. (وجبت) أي حقت ولزمت. (له شفاعتي) سؤالي لله أن يتجاوز عنه أو لأنه تعالى جعل ذلك جزاء من زاره - صلى الله عليه وسلم - إلى قبره، قال السبكي: يحتمل أن يكون المراد له بخصوصه أي أن الزائرين يحصل لهم شفاعة يخصون بها لا تحصل لغيرهم عموما ولا خصوصًا فيكون ذلك تشريفًا لهم وتنويهًا أو المراد ببركة الزيارة دخولهم في عموم من تناوله الشفاعة، وفائدة البشرى أن يموت مسلمًا انتهى بمعناه (عد هب (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن القطان فيه عبد الله ابن عمر المعمر، قال أبو حاتم: مجهول، وموسى بن هلال البصري قال العقيلي: لا يصح حديثه ولا يتابع عليه، وقال النووي في المجموع: ضعيف جدًّا، وقال السبكي: بل حسن أو صحيح، وقال الذهبي: طرقه كلها لينة لكن يتقوى ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (11117)، وقال الألباني في صحيح الجامع (5604): ضعيف جدًّا. (¬2) انظر ميزان الاعتدال (6/ 14)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 32). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (4159)، وابن عدي في الكامل (6/ 351)، وانظر ضعفاء العقيلي (4/ 170)، والمجموع (8/ 272)، والرد على الإخنائي (ص: 30)، ومجموع الفتاوى (2/ 278) و (24/ 333)، و (27/ 25، 29، 30)، والتلخيص الحبير (2/ 267)، وميزان الاعتدال (6/ 567)، وراجع: البدر المنير (6/ 296)، وذكره السيوطي في اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة (2/ 129)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5607): موضوع.

بعضها ببعض، وقال الحافظ ابن حجر: حديث غريب خرجه ابن خزيمة في صحيحه وقال في القلب من سنده وأنا أبرأ إلى الله من عهدته، قال ابن حجر: وغفل من زعم أن ابن خزيمة صححه، وبالجملة فقول ابن تيمية: موضوع، غير صواب. 8697 - "من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شهيدًا وشفيعًا يوم القيامة. (هب) عن أنس (ح) ". (من زارني بالمدينة) حيا أو بعد وفاته (محتسبًا) زيارتي ناويًا بها وجه الله تعالى. (كنت له شهيدًا) للإيمان بالله وبرسوله (وشفيعًا) [4/ 246] أي شهيدا للمطيع شفيعًا للعاصي أو شفيعًا للكل، شهيدًا للمؤمن ليوافق عموم وجبت له شفا عتي الأول (يوم القيامة) طرف للأمرين معًا وفيه أن زيارته حيًّا وبعد وفاته سواء في الأجر (هب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس بحسن ففيه ضعفاء منهم ابن المثنى سليمان بن يزيد الكعبي (¬2) قال الذهبي: ترك، وقال أبو حاتم: منكر الحديث. 8698 - "من زار قبر والديه أو أحدهما يوم الجمعة فقرأ عنده يس غفر له. (عد) عن أبي بكر (ض) ". (من زار قبري والديه أو أحدهما يوم الجمعة فقرأ عنده) عند المزور (يس غفر له) للزائر ففيه تخصيص يوم الجمعة بالزيارة ويس بالقراءة (عد (¬3) عن أبي بكر) رمز المصنف لضعفه، وقال مخرجه ابن عدي: هذا الحديث بهذا الإسناد وعمرو متهم بالوضع ومراده عمرو بن زياد أحد رواته وتعقبه المصنف بأن له ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4157)، وانظر تلخيص الحبير (2/ 267)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5608)، والضعيفة (4598). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 279). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 151)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5606)، والضعيفة (50): موضوع.

شاهدا وهذا الحديث الثاني بهذا، قال الشارح: وذلك غير صواب لتصريحهم حتى المصنف بأن الشواهد لا تأثير لها في الموضوع بل في الضعيف ونحوه. 8699 - "من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة مرة غفر الله له وكتب بَرًّا. الحكيم عن أبي هريرة". (من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة مرة غفر الله له وكتب بَرًّا) بوالديه ظاهره ولو كان عاقًّا في الحياة ولفظ "كل" يقتضي اشتراط المداومة لحضور المغفرة ثم ظاهره هنا وإن لم يقرأ يس فيحتمل أن الزيارة وإن لم يحافظ عليها كل جمعة لكنه يقرأ فيها "يس" سبب للمغفرة والزيارة المحافظ عليها كل جمعة وإن لم يقرأ عندها "يس" سبب للمغفرة، فالحاصل أنه شرط في الأول قراءة "يس" ولم يشترط المحافظة كل جمعة وشرط في الثاني المداومة كل جمعة ولم يشترط قراءة "يس" ويحتمل أن كل واحد مقيد للآخر بالقيد الذي فيه إذ كل واحد منهما مطلق ومقيد (الحكيم (¬1) عن أبي هريرة) ورواه الطبراني بلفظه، إلا أنه قال: وكان بارًّا وزاد أيضًا لفظا آخر، قال الهيثمي: فيه عبد الكريم أبو آمنة ضعيف، وقال العراقي: رواه الطبراني وابن أبي الدنيا من رواية محمَّد بن النعمان يرفعه ومحمد بن النعمان مجهول وشيخه يحيى بن العلاء: متروك وروى ابن أبي الدنيا من حديث ابن سيرين "إن الرجل يموت والداه هو عاق لهما فيدعوا بعد لهما من بعدهما فيكتبه الله من البارين" (¬2) قال العراقي: مرسل صحيح الإسناد. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (1/ 126)، والطبراني في الأوسط (6114)، وانظر المجمع (3/ 59)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5605)، والضعيفة (49): موضوع. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (7662)، وقال: قال خالد بن خراش فحدثت به حماد بن زيد فأعجب بذلك وانظر: تخريج الإحياء (4403)، وأورده السبكي في الأحاديث التي لا أصل لها في الإحياء (1/ 64).

8700 - "من زار قوما فلا يَؤُمُهُم، وليؤمهم رجلٌ منهم. (حم د ت) عن مالك بن الحويرث (ح) ". (من زار قومًا) القوم يختص بالرجال فإذا كان المزور نساء والزائر رجلًا كان أحق بالإمامة (فلا يَؤُمُّهُم) لا يصلي بهم إمامًا في منزلهم أو في مسجدهم إلا بإذنهم كما في بعض الأحاديث (وليؤمهم رجلٌ منهم) من المزورين وإن كان الزائر أعلم وأفضل فيكون هذا مخصصًا لحديث: "يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله ... " الحديث. (¬1)، وسواء كان المنزل الذي فيه المزور ملكًا أو غيره وظاهره أنه عام ولو كان الزائر الإِمام الأعظم فيعارض حديث: "لا يؤم الرجل في سلطانه" (¬2) إلا أن يخص هذا به أو ذلك بهذا يحتمل (حم د ت (¬3) عن مالك بن الحويرث) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن وتعقَّبه الذهبي، فقال: هذا حديث منكر وأبو عطية مجهول. 8701 - "من زرع زرعا فأكل منه طيرٌ أو عافيةٌ كان له صدقة. (حم وابن خزيمة) عن خلاد بن السائب (صح) ". (من زرع زرعا فأكل منه طيرٌ أو عافيةٌ) بالعين المهملة هي الطير والوحوش وقيل كل طالب رزق. (كان) ما يأكله الطير والعوافي (صدقة) ظاهره وإن لم يكن له نية فإن له ثوابًا كثواب الصدقة لأنَّ الخير الذي أصاب الآكل من ثمره كان من سبب زرعه وفيه أن منع الأخذ من طير وغيره كمانع الصدقة وأن الأولى له ترك ذلك وإن جاز له (حم وابن خزيمة (¬4) عن خلاد) بالخاء المعجمة وتشديد ¬

_ (¬1) الحديث أخرجه مسلم (673). (¬2) الحديث أخرجه الترمذي (2772)، والنسائي (2/ 77)، وأبو عوانة (1366). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 53)، وأبو داود (596)، والترمذي (356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6271). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 55)، وانظر المجمع (4/ 67)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6273).

اللام آخره مهملة بن السائب، رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: إسناده حسن. 8702 - "من زنى خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عليه. (طب) عن شريك (ح) ". (من زنى خرج منه الإيمان) ارتفع حتى يكون على رأسه كالظلة كما بينته الأحاديث الآخر ولحديث: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" (¬1). (فإن تاب تاب الله عليه) إن رجع إلى الله بالتوبة قبل ذلك منه. (طب (¬2) عن شريك) رمز الصنف لحسنه، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: سنده جيد. 8703 - "من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان كما يخلع الإنسان القميص من رأسه. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من زنى أو شرب الخمر نزع الله منه الإيمان) كما سلف وقيل: كمال الإيمان لا الإيمان نفسه والتشبيه بقوله: (كما يخلع الإنسان القميص من رأسه) لا يناسب إلى الأول بل ظاهره خروجه منه حتى يعاود التوبة. (ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وأقرَّه الذهبي في [4/ 247] التلخيص وقال في الكبائر: إسناده جيد. 8704 - "من زَنَى زُنِيَ به ولو بحيطان داره. ابن النجار عن أنس". (من زَنَى) بالبناء للفاعل: واقع فاحشة الزنا. (زُنِيَ به) بالبناء للمفعول. (ولو بحيطان داره) إخبار بأن من عقوبات الزنا تعجيلها في الدنيا بأن من هتك حرمة في هذه الفاحشة هتك له حرمة من بعض أهله فمن زنا بحليلة إنسان زني بحليلته ¬

_ (¬1) الحديث أخرجه البخاري (2343)، ومسلم (57). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 310) (7224)، الكبائر (ص: 50، 80)، وانظر: فتح الباري (12/ 61)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6274). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 22)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5610)، والضعيفة (1274).

ونحو ذلك، وقوله: ولو بحيطان داره مبالغة، وقيل: يحتمل الحقيقة بأن يحك رجل ذكره بحيطانه فينزل وفيه بعد وقوله: به أي بسببه وسبب إتيانه فاحشة الزنا وفيه تعظيم شأن هذه الفاحشة عند الله تعالى. إن قلت: كيف تفرع على معصية هذا العاصي وتسبب معصية العفيف من أهله ممن لا ذنب له في ذلك حتى خذل وقارف هذه الفاحشة. قلت: رب الدار وكافل المرأة يصلح بصلاحه أهل منزله ويفسدون بفساده فإذا كان صاحب المنزل زانيا هان على أهله ما أتاه فأتوا الفاحشة وليس عقوبة لهم على ذنب بل أثر الجليس ورب الدار يسري إليهم بشره وخبثه وليس هذا بمطرد وإنما هو أمر أغلبي فقد كانت امرأة فرعون قعيدة بيت أخبث البرية وصانها الله عن كل معصية ويحتمل أن هذه الفاحشة وهي الزنا لها هذا الشأن مطردًا ما لم يتب فاعل المعصية فإنه لا يزنى بأهله. (ابن النجار (¬1) عن أنس) ورواه أيضًا الديلمي بلفظه. 8705 - "من زَنَّى أمةً لم يَرَها تزني جلده الله يوم القيامة بسوط من نار. (حم) عن أبي ذر (ح) ". (من زَنَّى) بالتشديد (أمةً) له أو لغيره رماها بالزنا به أو بغيره كاذبًا (لم يَرَها تزني) بل افترى عليها (جلده الله يوم القيامة) لأنه لا جلد عليه في الدنيا، قال المهلب: أجمعوا على أن الحر إذا قذف أمة أو عبدًا لم يجب عليه الحد انتهى؛ فأخبر الله تعالى أنه يحد في الآخرة أعظم حد. (بسوط من نار) (حم (¬2) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه، وفيه عبيد الله بن أبي جعفر أورده الذهبي في ذيل ¬

_ (¬1) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (12998)، والديلمي في الفردوس (5717)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5611)، والضعيفة (724): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5609)، والضعيفة (4599).

الضعفاء (¬1) وقال: قال أحمد: ليس بالقوي. 8706 - "من زهد في الدنيا علمه الله بلا تعَلُّم، وهداه بلا هداية، وجعله بصيرًا وكشف عنه العمى. (حل) عن علي". (من زهد في الدنيا) قال الزهري (¬2): الزهد هو أن لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره، أي لا يعجز ويقصر شكره عما رزقه الله من الحلال ولا صبره عن ترك الحرام (علمه الله العلم بلا تعَلُّم) بأن ينور بصيرته ويهديه إلى ما يرضيه من الأقوال والأفعال (وهداه) إلى ما يريده منه من الطاعات (بلا هداية) من هاد ومرشد (وجعله بصيرًا) بعيوب نفسه فيتجنبها (وكشف عنه العمى) عما يهتدي به وهذه فوائد لا توجد في غير الزهد وفيه أن من رغب في الدنيا لم يعلمه الله هذا العلم ولا يهديه هذه الهداية. (حل (¬3) عن علي) سكت عليه المصنف ورواه عنه أيضًا الديلمي، وفيه ضعف. 8707 - "من ساء خلقه عذَّب نفسه، ومن كثر همه سقم بدنه، ومن لاحى الرجال ذهبت كرامته، وسقطت مروءته. الحارث وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة". (من ساء خلقه عذَّب نفسه) لأنه لا يزال مع الناس في عناء ومع نفسه في بلاء نفسه ضيقة وقلبه مملوء بالأكدار وعكسه صاحب الخلق الحسن (ومن كثر همه) في الدنيا سقم بدنه لأنها إنما تخصب الأبدان براحة القلوب وسكونها فمن كان مهمومًا كان سقيمًا (ومن لاحى الرجال) الملاحاة المقاومة والمخاصمة (ذهبت كرامته) أي لم يبق له عندهم كرامة وهان لديهم (وسقطت ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 334)، والميزان (4/ 73). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (4553). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 72)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5612)، وقال في الضعيفة (4600): موضوع.

مروءته) وفي الأمثال من لاحاك فقد عاداك وأخرج البيهقي في الشعب: "لا تخالط إلا حسن الخلق فإنه لا يأتي إلا بخير ولا تخالط سيء الخلق فإنه لا يأتي إلا بشر" (¬1) (الحارث) (¬2) ابن أبي أسامة (وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة) وفيه سلام أو أبو سلام الخراساني (¬3) قال الذهبي: قال أبو حاتم: متروك. 8708 - "من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه. (م 4) عن سهل بن حنيف (صح) ". (من سأل الله الشهادة بصدق) طلب منه أنه يقبض شهيدًا في سبيله (بصدق) منه (بلغه الله) في الآخرة (منازل الشهداء، وإن مات على فراشه) لأنَّ الأعمال بالنيات فضلًا منه تعالى وإن تفاوتت الرتبتان فإن المشبه دون المشبه به (م 4 (¬4) عن سهل بن حُنيف) مصغرًا رمز المصنف لصحته. 8709 - "من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار. (ت ن ك) عن أنس (صح) ". (من سأل الله الجنة ثلاث مرات) أي سأل الله أن يدخله إياها بصدق ورغبة. (قالت الجنة) قولًا حقيقيًّا كما هو الظاهر. (اللهم أدخله الجنة) أي وفقه لأعمال الداخلين أو تفضل عليه بها إن قصر عمله عنها. (ومن استجار من النار) سأل الله أن يجيره منها. (ثلاث مرات) ظاهره ولو مرة في عمره. (قالت ¬

_ (¬1) رواه البيهقي في الشعب (8044). (¬2) أخرجه الحارث في مسنده (853)، والديلمي في الفردوس (5751)، وابن السني في الطب (ق 12/ أ)، وأبو نعيم في الطب كذلك (رقم 121)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5613)، والضعيفة (2806): ضعيف جدًّا. (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 272). (¬4) أخرجه مسلم (1919)، وأبو داود (1520)، والترمذي (1653)، والنسائي (6/ 36)، وابن ماجة (2797).

[4/ 248] النار: اللهم أجره من النار) ورد في حديث أخرجه الحسن بن سفيان من حديث أبي هريرة: "ما سأل الله عبد الجنة في يوم سبع مرات إلا قالت الجنة: إن عبدك فلانًا سألني فأدخله ومثله في النار" (¬1) فيحتمل أنَّ ذلك ينقض لهذا، ولهذا يحتمل أن بالسبع يكون منازله أشرف من صاحب سؤال الثلاث وذلك أنه لا يسأل الله الجنة ويستجير به من النار إلا من عنده يقين بالله وبالدارين (ت ن ك (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وسكت عليه الذهبي. 8710 - "من سأل الناس أموالهم تكثرًا فإنما يسأل جمر جهنم، فليستقل منه أو ليستكثر". (حم م هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (من سأل الناس) طلبهم (أموالهم تكثرًا) منه لا لحاجة وفيه أن لا إثم إن سأل لحاجة وإن كان الأولى له عدم ذلك (فإنما يسأل جمر جهنم) أي ما يكون له في الآخرة جمرًا يصلى به (فليستقل) يأخذ القليل من ذلك الجمر. (أو ليستكثر) فقد فوض إليه أمر ذلك وعيدا له وزجرًا عن ذلك وذلك أن السؤال إذلال للنفس والله تعالى لا يحبه للمؤمن ولأن الاستكثار من الدنيا مبغض إليه تعالى من وجهها فكيف من غيره. (حم م هـ (¬3) عن أبي هريرة). 8711 - "من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر. (حم) وابن خزيمة والضياء عن حبشي بن جنادة (صح) ". (من سأل) الناس أموالهم. (من غير فقر) بل استكثارًا كما سلف وقد بين في أحاديث أخر الفقر الذي يبيح السؤال هو أن لا يجد غداء ولا عشاء. ¬

_ (¬1) رواه أبو يعلى في مسنده (6192). (¬2) أخرجه الترمذي (2572)، والنسائي (4/ 465)، والحاكم (1/ 535)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6275). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 231)، ومسلم (1041)، وابن ماجة (1838).

(فإنما يأكل النار) هو نظير قوله تعالى في أكل أموال اليتامى {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا} [النساء: 10] قال النووي (¬1): اتفقوا على النهي عن السؤال بلا ضرورة وفي القادر على الكسب وجهان أصحهما أنه حرام لظاهر الحديث، والثاني يحل بشرط أن لا يذل نفسه ولا يلح في السؤال ولا يؤدي المسئول وإلا حرم اتفاقًا. (حم (¬2) وابن خزيمة والضياء عن حبشي) بضم الحاء المهملة فموحدة ساكنة فمعجمة بعدها ياء ثقيلة بن جنادة بالضم للجيم صحابي شهد حجة الوداع رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 8712 - "من سئل بالله فأعطى كتب له سبعون حسنة (هب) عن ابن عمر". (من سئل بالله) الظاهر أنه بصيغة المجهول وجوز أن يكون بصيغة المعلوم. (بالله) أي طلب شيئًا من أحد متوسلًا بالله (فأعطى) بصيغة المعلوم فاعله عائد على من كتب له سبعون حسنة حيث أجل ربه تبارك وتعالى تضعيفًا من الله تعالى فإنه يضاعف لمن يشاء. (هب (¬3) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن مسلم الطائفي أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه أحمد ووثقه ابن معين. 8713 - "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار. (حم 4 ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من سئل عن علم) علمه قطعًا وهو علم يحتاج إليه السائل في أمر دينه، وقيل: ما يلزم عليه تعليمه كمريد الإِسلام والسائل عن حلال وحرام (فكتمه ¬

_ (¬1) شرح صحيح مسلم (7/ 127). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 165)، وابن خزيمة (2446)، وانظر المجمع (3/ 96)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6281). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3540)، انظر المغني في الضعفاء (2/ 633)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5615).

ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار) جعل في فيه لجامًا من نار جزاء له على فعله حيث لجم نفسه بالسكوت في محل الكلام وفي العقوبة بذلك غاية المناسبة لأنه بخل بفتح فيه بالجواب فعوقب في فيه بالإلجام وقد قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187] والآيات كثيرة والوعيد على كاتم العلم شديد فجواب السؤال بالصفة المذكورة واجب قطعًا وتاركه تارك لواجب معاقب على تركه (حم 4 ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن وقال الحاكم: على شرطهما، وقال المنذري: في طرقه كلها مقال إلا أن طريق أبي داود حسن، وأشار ابن القطان إلى أن فيه انقطاعًا وللحديث عن أبي هريرة طرق عشرة سردها ابن الجوزي ووهاها، وفي اللسان كالميزان عن العقيلي: هذا الحديث لا يعرف إلا بحماد بن محمَّد فإنه لا يصح انتهى، قال الذهبي في الكبائر: إسناده صحيح رواه عطاء عن أبي هريرة وأشار بذلك إلى أن رجاله ثقات. 8714 - "من سب العرب فأولئك هم المشركون. (هب) عن عمر (ض) ". (من سب العرب) أي جملة فيدخل فيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - (فأولئك) السابون (هم المشركون) بالله لأنهم سبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإسماعيل وغيرهما ومثله حديث: "حب العرب إيمان وبغضهم كفر" (¬2). (هب (¬3) عن عمر) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه البيهقي عقيبه: تفرد به مطرف بن معقل (¬4) هذا وهو منكر بهذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 263)، وأبو داود (3658)، والترمذي (2649)، وابن ماجة (261)، والحاكم (1/ 101)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 70)، وضعفاء العقيلي (1/ 74)، والميزان (6/ 317)، واللسان (3/ 204)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6284). (¬2) رواه أبو يعلى (2/ 333)، والحاكم (4/ 97). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (1612)، وانظر الكامل (6/ 379)، وضعفاء العقيلي (4/ 217)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5617)، والضعيفة (4601): موضوع. (¬4) انظر ميزان الاعتدال (6/ 444) والمغني (2/ 662) وقال الذهبي: له حديث وهو موضوع.

الإسناد انتهى؛ وفي كلام الذهبي في الضعفاء إشارة إلى أنه موضوع، قال في الضعفاء والمناكير: مطرف بن معقل عن ثابت البناني له حديث موضوع ثم صرح في الميزان بأنه هذا الحديث. 8715 - "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (من سب أصحابي) ظاهر في كل من صحبه ولو سب صحابي صحابيًّا كان داخلا في الوعيد (فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) أي يلحقه كل لعن صادر عن هؤلاء لأنه سب من أمر الله بالدعاء لهم وسؤال المغفرة {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10] وأثنى الله عليهم في عدة آيات من كتابه فسابهم مضاد لأمر الله (طس (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن خراش وهو ضعيف. 8716 - "من سب الأنبياء قتل، ومن سب أصحابي جلد (طب) عن علي". (من سب الأنبياء ولو واحدًا منهم قتل) قيل: لأنه كافر والقتل حد الكفر. (ومن سب أصحابي) ولو واحدًا. (جلد) تعزيرًا له على انتهاك حرمة من صحبه - صلى الله عليه وسلم - (طب (¬2) عن علي) سكت عليه المصنف، وفيه محمَّد بن عبيد الله العمري (¬3) شيخ الطبراني، قال في الميزان: رماه النسائي بالكذب، قال في اللسان: ومن مناكيره هذا الخبر وساقه، ثم قال: رواته كلهم ثقات إلا العمري. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 142) رقم (12709)، وانظر المجمع (10/ 21)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6285). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (6/ 260)، لسان الميزان (4/ 112)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5616)، والضعيفة (206): موضوع. (¬3) انظر ميزان الاعتدال (5/ 20)، والمغني (2/ 418).

8717 - "من سب عليًّا فقد سبني، ومن سبني فقد سب الله. (حم ك) عن أم سلمة (صح) ". (من سب عليًّا) بن أبي طالب أول الناس إسلامًا وأعظمهم جهادًا وفضائله جمة لا تدخل تحت العد بيناها في الروضة الندية. (فقد سبني) لأنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "علي مني وأنا منه" (¬1). فسابه ساب له - صلى الله عليه وسلم -. (ومن سبني فقد سب الله) لأنه رسوله الذي أوجب تعظيمه وتكريمه وحبه فسابه راد على الله ما أوجبه وظاهره وجوب قتل من سب عليًّا لأنه ساب للنبي ولله تعالى ومن سب النبي قتل ومن سب الله قتل. (حم ك (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته وهو من رواية أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة، قالت: أيسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيكم؟ فقلت: سبحان الله، قالت: سمعته يقول، فذكرته، قال الحاكم: صحيح، وقال الذهبي: والجدلي وثق وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي وهو ثقة. 8718 - "من سبح سبحة الضحى حولًا مجرمًا كتب الله له براءة من النار. سموية عن سعد". (من سبح سبحة الضحى) أي صلى صلاتها. (حولًا مجرما) بالجيم وتشديد الراء بزنة معظم بضبط المصنف أي كاملًا تامًّا محافظ عليها وأقلها ركعتان. (كتب الله له براءة من النار) أمانًا من دخولها ففيه فضيلة المداومة عليها ولا يعارضه أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يداوم عليها لأنه يثبت الفضائل بقوله كما ثبتت بفعله فإن قال شيئًا وما فعله فقد ثبت فضله بقوله. (سموية (¬3) عن سعد بن أبي وقاص). ¬

_ (¬1) رواه الترمذي (3719)، وابن ماجة (119)، وأحمد (4/ 165). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 323)، والحاكم (3/ 121)، وانظر المجمع (9/ 130)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5618)، وقال في الضعيفة (2310): منكر. (¬3) أخرجه سمويه كما في الكنز (21502)، وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 147)، وضعفه =

8719 - "من سبح في دبر صلاة الغداة مائة تسبيحة وهلل مائة تهليلة غفر له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر. (ن) عن أبي هريرة (صح) ". (من سبح) قال سبحان الله. (في دبر صلاة الغداة) عقب فراغه منها وهي صلاة الفجر. (مائة تسبيحة) هذا ظاهره بل نصه، وقال الشارح: بأن، قال: سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، والحمد لله ثلاثًا وثلاثين، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين، ولا إله إلا الله مرةً فيكون المجموع مائة، وعبر عنه بالتسبيح تسمية للكل باسم جزئه انتهى. ولا يخفى ثبوته سيما بعد قوله مائة تسبيحة، فإنه ظاهر أن هذا تسبيح لا يخالطه غيره والشارح حمله على ما ورد في ذلك الذكر المخصوص فلا مانع عن تبقية هذا على ظاهره سيما وقد أضاف إليه قوله. (وهلل) بأن قال لا إله إلا الله. (مائة تهليلة غفرت له ذنوبه) جزاء الشرط. (ولو كانت) في الكثرة. (مثل زبد البحر) وهو ما يطفو ويعلو على وجهه عند هيجانه. فائدة: قلت: من زاد على الأعداد الواردة في الذكر، قال الحافظ ابن حجر (¬1) في فتح الباري: قال بعضهم: الأعداد الواردة كالذكر عقيب الصلاة إذا رتب عليها ثواب مخصوص فزاد الآتي بها على العدد لا يحصل له الثواب المخصوص لاحتمال أن يكون لتلك الأعداد حكمة وخاصة تفوت بمجاوزته ذلك الحد، قال شيخنا الحافظ أبو الفضل في شرح الترمذي: فيه نظر لأنه أتى بالقدر الذي رتب الثواب عليه فإذا زاد من جنسه كيف تكون الزيادة مزيلة لذلك الثواب بعد حصوله انتهى. قيل: ويمكن أن تفرق بالنية [4/ 250] فإن نوى عند الانتهاء إليه أمتثال الوارد ثم أتى بالزيادة لم يضر وإلا ضر وقد بالغ العراقي في قواعده فقال: من البدع المكروهة الزيادات على المندوبات ¬

_ = الألباني في ضعيف الجامع (5620). (¬1) فتح الباري (2/ 310).

المحدودة شرعًا لأن شأن العظماء إذا حدوا شيئًا أن يوقف عنده ويعد الخارج عنه مسيئًا للأدب (ن (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 8720 - "من سبق إلى ما لم يسبقه إليه مسلم فهو له .. (د) والضياء عن أم جندب". (من سبق إلى ما لم يسبقه إليه مسلم) من الأرض الموات والأظهر أنه أعم فيدخل فيه المعادن ونحوها (فهو له) ملكا أو حقا فيشمل من سبق إلى نفعه في مسجد أو شارع أو نحوه وخرج بقوله مسلم سبق الكافر فإنه لا حق له (د (¬2) والضياء عن أم جندب)، ظاهره أنها الصحابية والصحابيات بهذا الإسم ثلاث غفارية وأزدية وظفرية وهذه ليست إحدى الثلاث، قال الشارح: الذي في أبي داود أم جندب بنت ثميلة عن أمها سودة بنت جابر عن أمها عقيلة بنت أسمر عن أبيها أسمر بن مضرس الطائي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذا هو في الإصابة للحافظ ابن حجر، وعزاه لأبي داود وقال: إسناده حسن وسبقه إلى ذلك ابن الأثير. 8721 - "من ستر على مسلم عورة فكأنما أحيا ميتًا. (طب) والضياء عن شهاب". (من ستر على مؤمن عورة) في بدنه أو عرضه أو ماله حسية أو معنوية (فكأنما أحيا ميتًا) في أجره وهذا في من لم يعرف بأذية الناس والتجاهر بالفساد وإلا ندب رفعه إلى الحاكم ما لم يخف شره لأن ستره على القبيح يقويه له على فعله. (طب (¬3) والضياء عن شهاب). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (3/ 88)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5621). (¬2) أخرجه أبو داود (3071)، والضياء في المختارة (1434)، وانظر الإصابة (1/ 67)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5622). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 312) رقم (7231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5623)، =

8722 - "من ستر أخاه المسلم في الدنيا فلم يفضحه ستره الله يوم القيامة. (حم) عن رجل". (من ستر أخاه المسلم في الدنيا فلم يفضحه) إذا اطلع على قبيح فعله (ستره الله يوم القيامة) غطى فضائحه بغفرانه جزاءًا وفاقًا وهو مقيد بما سلف ثم هذا في معصية فعلها وسلفت وأما إذا كان متلبسا بها فإنه يجب الإنكار عليه فيها بنفسه فإن عجز رفعه إلى والي الأمر. (حم (¬1) عن رجل) وقد أخرج الشيخان (¬2) معناه وبعض لفظه. 8723 - "من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله. ابن أبي الدنيا في التوكل عن ابن عباس". (من سره أن يكون أقوى الناس) في جميع أموره وأحواله (فليتوكل على الله) لأنه إذا قوي توكله قوي قلبه وذهبت مخافته ولم يبال بأحد {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3] (ابن أبي الدنيا (¬3) في التوكل عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: رمز لحسنه ورواه جماعة من الأئمة من طريق هشام بن زياد عن المقدام عن محمَّد القرطبي عن ابن عباس، قال البيهقي في الشعب: تكلموا في هشام بسبب هذا الحديث. 8724 - "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء". (ت ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من سره) أفرحه والسرور انشراح الصدر بلذة فيها طمأنية النفس عاجلًا. (أن ¬

_ = والضعيفة (2808). (¬1) أخرجه أحمد (4/ 62)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6287)، والصحيحة (2341). (¬2) أخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب التوكل على الله (9)، والبيهقي في الزهد الكبير (986)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5627)، والضعيفة (4602): ضعيف جدًّا.

يستجيب الله له عند الشدائد والكرب) بضم الكاف وفتح الراء جمع كربة وهي غم يأخذ بالنفس بشدته (فليكثر من الدعاء في الرخاء) حال الرفاهية والأمن والعافية لأن من شيمة المؤمن الشاكر الحازم أن يريش السهم قبل الرمي ويلتجأ إلى الله قبل الاضطرار ولذا ذم الله من يدعوه عند الشدة فإذا عافاه الله مما ابتلاه أعرض ونأى بجانبه وذلك أن العبد في جميع أحواله مفتقر إلى مولاه لا غنى له عن نعماه فكيف يعرض عنه وينساه وإليه مآبه وعقباه. (ت ك (¬1)) رواه الحاكم من حديث أبي هريرة ومن حديث سلمان وقال في كل منهما صحيح وأقره الذهبي، (عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح. 8725 - "من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف. (حل هب) عن ابن مسعود (ض) ". (من سره أن يحب الله ورسوله) يزداد حبًّا (فليقرأ القرآن في المصحف) فإنَّه بنظر حروف كلام الله يزداد قلبه إيمانًا فيزداد لله ولرسوله حبًّا وهذا إذا كان تدبره كلام الله عند القراءة في المصحف أتم وإلا فالأفضل القراءة التي يحصل بها التدبر لمعاني كلام الله ويزداد العبد بها إيمانًا {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2] (حل هب (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال البيهقي عقيب: روايته يروى بهذا الإسناد مرفوعًا وهو منكر تفرد به سهل عن الحسن بن مالك عن شعبة انتهى وفيه الحسن بن مالك العنبري (¬3) قال في الميزان: أتي بخبر باطل ثم ساق له هذا الخبر وقال: إنما حدثت المصاحف بعد ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3382)، والحاكم (1/ 544)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6290)، وصححه في الصحيحة (593). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 1209)، والبيهقي في الشعب (2219)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6289)، والصحيحة (2342). (¬3) انظر ميزان الاعتدال (2/ 214)، ولسان الميزان (2/ 185).

النبي - صلى الله عليه وسلم - انتهى؛ قال [4/ 251] في اللسان هذا التعليل ضعيف وما المانع أن يكون الله اطلع نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن أمته تتخذ المصاحف انتهى. قلت: الذهبي أراد أن لفظ مصحف لم يكن على عهده - صلى الله عليه وسلم - فهو من أدلة نكارة الخبر وأما إعلام الله ورسوله فصحيح لكن من أين أتى بلفظ "مصحف" وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو" (¬1) ولم يسمه مصحفًا وإنما سماه الصحابة من بعده بعد تشاور كما ذكره المصنف في الإتقان (¬2). 8726 - "من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله. (حم ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من سره أن يجد حلاوة الإيمان) في قلبه أي الالتذاذ به كالالتذاذ بالحلاوة. (فليحب المرء) أي المؤمن (لا يحبه) لشيء من الأشياء. (إلا لله) أي لأجل أنه تعالى أمر بمحبة المؤمنين. (حم ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وأخرجه الحاكم من طريق أبي بلج وقال: إنه احتج مسلم بأبي بلج ورد عليه الذهبي بأن مسلما لم يحتج به إلا أنه قد وثق، وقال البخاري: فيه نظر انتهى (¬4)؛ قال الحافظ العراقي في أماليه: حديث أحمد صحيح وهو من غير طريق الحاكم. 8727 - "من سره أن يسلم فليلزم الصمت. (هب) عن أنس" (ض). (من سره أن يسلم) من شرور الدارين. (فليكثر الصمت) فإن كل آفة في الدين والدنيا من اللسان وكل معصية صادرة عنها فلا يكف شرها شيء سوى الصمت وتقدما فيها عدة أحاديث. (هب (¬5) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، ¬

_ (¬1) رواه مسلم (1869). (¬2) الأتقان (/ 288). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 298)، والحاكم (1/ 3)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6288). (¬4) انظر: الكاشف (6550)، وقال الحافظ في التقريب (8003): صدوق ربما أخطأ. (¬5) أخرجه البيهقي في الشعب (4937)، والطبراني في الأوسط (1934)، وانظر المجمع =

قال الزين العراقي كالمنذري: إسناده ضعيف. 8728 - "من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن. (ع) عن جابر". (من سره أن ينظر) في الدنيا. (إلى سيد شباب أهل الجنة) وكلهم شباب وتقدم الكلام في ذلك في الجزء الأول. (فلينظر إلى الحسن) بن علي فإنه سيد شباب أهل الجنة هو وأخوه الحسين السبط كما سلف أنهما "سيدا شباب أهل الجنة في الجنة". (ع (¬1) عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: رمز المصنف لصحته وليس بمسلّم ففيه الربيع بن سعد الجعفي، قال في الميزان: (¬2) كوفي لا يكاد يعرف ثم أورد له هذا الخبر. قلت: لم لا يصح لغيره وقد تقدم أنهما أي الحسنين سيدا شباب أهل الجنة. 8729 - "من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى فلينظر إلى أبي ذر. (ع) عن أبي هريرة (ح) ". (من سره أن ينظر) في الدنيا. (إلى تواضع عيسى) بن مريم كلمة الله (فلينظر إلى أبي ذر) فإنه في تواضعه يشابه عيسى - عليه السلام - وقد أخرج ابن عساكر أن جبريل - عليه السلام - كان عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقبل أبو ذر فقال: هذا أبو ذر، قال: وتعرفه قال: هو في أهل السماء أعرف منه في أهل الأرض، وأبو ذر - رضي الله عنه - من السابقين الأولين وفضائله جمة. (ع (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقد رواه أحمد بلفظ: ¬

_ = (10/ 297)، والترغيب والترهيب (3/ 343)، وضعفاء العقيلي (3/ 171)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5625)، والضعيفة (1655). (¬1) أخرجه أبو يعلى (1874)، وابن حبان (1333)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5629). (¬2) انظر ميزان الاعتدال (3/ 63). (¬3) أخرجه ابن أبي شيبة (32267)، وأحمد (6/ 442)، وابن سعد في الطبقات (4/ 228)، ورواه بنحوه ابن حبان (8135) والبزار (4072)، والطبراني في الكبير (2/ 149) رقم (1626) عن أبي =

"من أحب أن ينظر إلى تواضع عيسى إلى ربه وصدقه وجده فلينظر إلى أبي ذر". قال الهيثمي: رجاله وثقوا والبزار عن ابن مسعود بلفظ: "من سره أن ينظر إلى شبه عيسى خلقًا وخلقا فلينظر إلى أبي ذر". قال الهيثمي: رجاله ثقات. 8730 - "من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن. ابن سعد عن سفيان بن عقبة مرسلًا". (من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن) اسمها بركة أمة حبشية كانت له - صلى الله عليه وسلم - ورثها من أبيه وزوجها مولاه زيد بن حارثه فولدت له أسامة حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي الحديث بشرى لأم أيمن أنها من نساء الجنة ولها فضائل مسطورة. (ابن سعد (¬1) عن سفيان بن عقبة مرسلًا) قال الذهبي: صدوق. 8731 - "من سره أن ينظر إلى امرأة من الحور العين فلينظر إلى أم رومان. ابن سعد عن القاسم بن محمَّد مرسلًا". (من سره أن ينظر إلى امرأة) قال الشارح: أي يتأملها بعين بصيرته لا ببصره لأن النظر إلى الأجنبية حرام أو أنه قبل نزول حجاب النسوة انتهى. قلت: يحتمل أن المراد ينظر إلى صفات الحور العين وخلقهن وحسن حالهن مع الأزواج فلينظر إلى ما نسميه من صفات المذكورة إذ معلوم قطعًا أن أم رومان ليست على صورة الحور العين في الدنيا بل ليس في الدنيا من أول إيجادها إلى فنائها امرأة تشبه الحور ويحتمل أن المراد بكونها من الحور العين أنها من أهل الجنة ومن نسائها وهذا أولى وأظهر في كونه فضيلة لها ولو أريد ما قاله الشارح لكان المراد فلينظر إليها أي من يجوز له نظرها لا كل من أراد ¬

_ = ذر، وانظر المجمع (9/ 330)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6292)، والصحيحة (2343). (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 224)، وانظر سير أعلام النبلاء (2/ 224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5624)، والضعيفة (2260).

[4/ 252] وتكون كلمة من: من العام المراد به الخاص، وقوله: (من الحور العين) بيان لامرأة. (فلينظر إلى أم رومان) هي بنت عامر بن عويمر الكنانية على ما في التجريد للذهبي (¬1) أو بنت تبع بن دهمان على ما في الفردوس وهي زوج أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وأم عائشة وهي صحابية عظيمة الشأن اسمها زينب جزم الذهبي في التجريد بأنها ماتت في عصره - صلى الله عليه وسلم - وسبقه إليه الواقدي ومن تابعه وزاد: ونزل - صلى الله عليه وسلم - في قبرها واستغفر لها وذلك في سنة ست أو أربع أو خمس وقال الحافظ ابن حجر (¬2): الصواب أنها عاشت بعده - صلى الله عليه وسلم - (ابن سعد) (¬3) عن القاسم بن محمَّد (¬4) مرسلًا) وقد أخرجه أبو نعيم والديلمي من حديث أم سلمة مسندًا قالت: لما ذهبت أم رومان قال رسول الله: "من سره ... " إلى آخره. قال الشارح: وعلى هذا فأم رومان ماتت في حياته - صلى الله عليه وسلم - انتهى. قلت: ويحتمل أنها ذهبت عن بعض المواقف التي كان فيها - صلى الله عليه وسلم - وهو الأنسب لينظر إذ لا نظر بعد الموت وعلى تقدير قوله لذلك بعد موتها فالمراد ينظر أي يعتبر في طريقتها التي كانت عليها وتقواها وطاعتها لله ولزوجها فالنظر الاعتبار. 8732 - "من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن. (طب) عن أبي موسى (ح) ". (من سرته حسنته) لما يرجوه من ثوابها ومن رضا الله بها. (وساءته سيئته) لما يخافه من عقابها وغضب ربه بارتكابها. (فهو مؤمن) كامل الإيمان لأنه فرح ¬

_ (¬1) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 320 رقم 3877). (¬2) الإصابة (8/ 206). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 276)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5628) ضعيف جدًّا، وضعفه في الضعيفة (4603). (¬4) جاء في الأصل (القاسم بن الحسن) والصواب ما أثبتناه كما في المصادر.

بما يحبه الله وحزن مما يبغضه وهذا هو المؤمن {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58] كما أخرج الحكيم الترمذي من حديث ابن مسعود: "إن المؤمن إذا أذنب فكأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه فتقتله والمنافق يرى ذنبه كذباب مر على أنفه" (¬1) ثم السرور بالحسنة مشروط بأن لا تنتهي بصاحبه إلى العجب فإنه يخرج إلى ذنب آخر وهو العجب. (طب (¬2) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: ليس كما قال، فقد قال الهيثمي: فيه موسى بن عتيك وهو هالك في الضعف، نعم رواه الطبراني عن أبي أمامة باللفظ المذكور، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وقد أخرجه النسائي من حديث عمر باللفظ المذكور، قال الحافظ العراقي في أماليه: صحيح على شرط الشيخين، وأخرجه أحمد في المسند، قال العراقي: سنده صحيح. 8733 - "من سعى بالناس فهو في لغير رشده أو فيه شيء منه. (ك) عن أبي موسى". (من سعى بالناس) أي إلى السلطان أو غيره للأذية والناس للجنس ولو سعى بواحد منهم ولو بكافر. (فهو لغير رشده) بفتح الراء وكسرها أي لغير الله. (أو فيه شيء) من ذلك من غير الرشد في القاموس (¬3): ولد لرَشْدة، ويُكسَر: ضد لزَنْيَة أي أن هذا الفعل دليل على أنه ليس لأبيه أو أنه خلط ماء أبيه بماء الزاني وأبعد الشارح فقال: الرشد عناية إلهية تعين الإنسان عند توجهه في أموره فتقويه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6308)، والترمذي (2497) ضمن حديث طويل. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 398)، والبيهقي في الشعب (402)، وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 117) رقم (7539)، والأوسط (2993) من حديث أبي أمامة، والنسائي (5/ 388) وفي الكبرى (9225)، عن ابن عمر، وانظر المجمع (1/ 86)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6294). (¬3) انظر القاموس المحيط (1/ 294).

على ما فيه صلاحه وتصرفه عما فيه فساده وأكثر ما يكون ذلك من الباطن نحو قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} [الأنبياء: 51] انتهى ما قاله، ونسبه إلى الراغب وهو غير مراد الحديث لا لفظًا ولا معنى فإنه لفظًا كما سمعت بفتح الراء أو كسرها رواية وضبطًا والذي فسره هو مضموم الراء كما في الآية فهذا من حيث اللفظ ومن حيث المعنى أنه ما يقال لغير رشده إلا لولد الزنا وأما لو أريد نفي الرشد الذي فسره الراغب لقيل فإنه لا رشد له ونحو هذا. (ك (¬1) عن أبي موسى) سكت عليه المصنف، قال الحاكم: له أسانيد هذا أمثلها وتعقبه الحافظ العراقي بأن فيه سهل بن عطية قال فيه ابن طاهر في التذكرة: منكر الرواية قال: والحديث لا أصل له (¬2). 8734 - "من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن. (حم 3) عن ابن عباس (صح) ". (من سكن البادية) هي خلاف الحضر (جفا) بالجيم والفاء غلظ طبعه وقسا قلبه فلا ترق لوعظ ولا غيره ويضاف إلى ذلك بعده عن العلماء والصالحين فيصير كالوحوش وفيه الإرشاد إلى عدم سكون البادية لأن الجفاء يجتنب (ومن اتبع الصيد غفل) لأنه يورثه شغلة قلب وجوارح وهما من أسباب الغفلة عما ينفع أو لأن [4/ 253] اعتياد تتبعه وقتله يورث القلب غفلة قال الحافظ ابن حجر (¬3): يكره ملازمة الصيد والإكثار منه؛ لأنه قد يشغل عن بعض الواجبات وكثيرًا من المندوبات ودليله هذا الحديث، وقيل: الحديث إنما هو فيمن يصيد ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5630)، والضعيفة (4605). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 123). (¬3) فتح الباري (9/ 602).

تلهيا لا من كان معاشه منه كالبحارين أو كان يحتاج إليه أحيانًا (ومن أتى السلطان افتتن) لأنه إن وافقه فتنه في دينه وإن خالفه فتنه في دنياه ودينه بل كما قيل: إن السلامة من سلمى وجارتها ... ألا تمر على حال بواديها (حم 3 (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب، وقال الشارح: في طرقه الأربع أبو موسى لا يعرف البتة، وقال ابن القطان (¬2): هو اليماني ولا يخرج عن الجهالة بهذا. 8735 - "من سل سيفه في سبيل الله فقد بايع الله. ابن مردويه عن أبي هريرة". (من سل سيفه في سبيل الله) في الجهاد وإن لم يقتل به (فقد بايع الله) من البيع المراد في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ} الآية. [التوبة: 111]، أو من المبايعة المرادة بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ ...} [الفتح: 10] وعلى التقديرين فقد فاز بأجر عظيم (ابن مردويه (¬3) عن أبي هريرة مرسلًا). 8736 - "من سل علينا السيف فليس منا. (حم م) عن سلمة بن الأكوع (صح) ". (من سل علينا) معشر المسلمين (السيف) لقتالنا (فليس منا) من أهل ملتنا قيل حقيقته إن استحل وإلا فمعناه ليس من العاملين على طريقتنا فإن المسلم لا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 357)، وأبو داود (2859)، والترمذي (2256)، والنسائي (7/ 222)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6296). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (4/ 362). (¬3) أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (10489)، وقد ذكره ابن كثير في التفسير (4/ 186) من طريق ابن أبي حاتم، وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5631).

يروع أخاه المسلم فضلًا عن أن يسل عليه سيفا لقتاله. (حم م (¬1) عن سلمة بن الأكوع) تفرَّد به مسلم. 8737 - "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة. (ت) عن أبي هريرة (ح) ". (من سلك طريقًا) ظاهراه حسية، قيل: أو معنوية (يلتمس فيه علمًا) يطلب علمًا نافعًا في الدين أو هو المراد عند الإطلاق. (سهل الله له طريقا إلى الجنة) يسر له أعمالًا صالحة يسلك بها إلى الجنة فإن طلب العلم سبب لتيسير البشرى وفيه فضل العلم (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقد أخرجه مسلم بلفظه إلا أنه قال بدل يلتمس: يطلب. 8738 - "من سلم على قوم فقد فضلهم بعشر حسنات وإن ردوا عليه. (عد) عن رجل". (من سلم على قوم) ولو على فرد. (فقد فضلهم) في هذا القول (بعشر حسنات) لبدايته بالخير (وإن ردوا عليه) مع أن ردهم واجب وابتداؤه سنة ففضلت السنة هنا الواجب فقوله: وإن ردوا عليه دفعا لتوهم أنه فضلهم قبل الرد لا بعده (عد (¬3) عن رجل) سكت عليه المصنف وقد ضعفه ابن عدي مخرجه. 8739 - "من سمع المؤذن فقال مثل ما يقول، فله مثل أجره. (طب) عن معاوية (ح) ". (من سمع المؤذن فقال مثل ما يقول) ظاهره في جميع ألفاظه وإلا فقد ورد إبدال الحيعلة بالحوقلة وتقدم منه الكلام في الجزء الأول في إذا (فله مثل أجره) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 46)، ومسلم (99). (¬2) أخرجه الترمذي (2646)، ومسلم (2699) مطولًا. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 7، 446)، وانظر ضعفاء العقيلي (4/ 266)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5632)، والضعيفة (4606).

وقد عرف أنه يغفر له مد صوته وأن المؤذنين أطول الناس أعناقًا يوم القيامة إلا أن المشبه دون المشبه به (طب (¬1) عن معاوية) هو إذا أطلق ابن أبي سفيان رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: هو من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وهو ضعيف فيهم، وقال المنذري: متنه حسن وشواهده كثيرة. 8740 - "من سمع سمع الله به ومن راءى راءى الله به. (حم م) عن ابن عباس (صح) ". (من سمّع سمّع الله به) بتشديد الميم فيهما يقال سمع فلان بعلمه إذا أظهره ليسمع فيسمع الله به فيريه ثوابه من غير أن يعطيه. وقيل: من أراد بعلمه الناس أسمعه الله الناس وكان ذلك ثوابه. وقيل: أراد أن يفعل فعلًا صالحًا في السر ثم يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإن الله يسمع به ويظهر للناس غرضه وأن عمله لم يكن خالصًا. وقيل من نسب إلى نفسه عملا صالحا لم يفعله وادعى خيرًا لم يصنعه فإن الله يفضحه ويظهر كذبه. (ومن راءى) المراءاة تقدم أنها إظهار العبادة ليراه الناس. (راءى الله به) أي أبلغ مسامع خلقه أنه مرائي وشهره بذلك بينهم، قال الحافظ ابن حجر (¬2): وقع في عدة أحاديث أنَّ ذلك في الآخرة وفيه ندب إخفاء العمل الصالح. قلت: بل وجوبه إن كان راءى لأنه حرام إظهاره. (حم م (¬3) عن ابن عباس) [4/ 254]. 8741 - "من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة هي طابة. (حم) عن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 346) رقم (802)، وانظر المجمع (1/ 331)، والترغيب والترهيب (1/ 115)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5633). (¬2) فتح الباري (11/ 336). (¬3) أخرجه مسلم (2986).

البراء (ض) ". (من سمى المدينة) مدينته - صلى الله عليه وسلم -. (يثرب) هو اسمها قبل هجرته - صلى الله عليه وسلم - إليها (فليستغفر الله) من إطلاق ذلك عليها لأن يثرب من الثرب وهو الفساد والتثريب التوبيخ والمؤاخذة بالذنب واللوم وكل ذلك لا يليق بها (هي طابة هي طابة) كرر - صلى الله عليه وسلم - ذلك تأكيدا لذلك والأمر بالاستغفار يدل على أن الإطلاق لذلك عليها معصية الأكثر على الكراهة لا التحريم وأما إطلاق لفظ يثرب عليها في حديث الهجرة فإذا هي المدينة يثرب وفي رواية ولا أراها إلا يثرب فذلك وقع قبل النهي قاله جماعة. قلت: ولأنها إنما طابت وصارت طيبة وطابة بسكونه - صلى الله عليه وسلم - فيها وهذا وقع قبل ذلك وإطلاق ذلك عليه في سورة الأحزاب حكايه لما قاله المنافقون (حم (¬1) عن البراء) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في الموضوعات ورده ابن حجر ورواه أبو يعلى وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 8742 - "من سها في صلاته في ثلاث أو أربع فليتم فإن الزيادة خير من النقصان. (ك) عن عبد الرحمن بن عوف (صح) ". (من سها في صلاته في ثلاث أو أربع) صلى ثلاثًا ظنها أربعًا أو أربعًا ظنها ثلاثًا. (فليتم) فعل ما ظنه ثلاثًا أربعًا (فإن الزيادة) لو فرض ثبوتها في نفس الأمر (خير من النقصان) أخذ بهذا الشافعية فقالوا: يبني على الأقل مطلقًا وذهب آخرون منهم الزيدية إلى الفرق بين من له عادة ومن ليست له عادة وقد استوفينا ذلك في منحة الغفار حاشية ضوء النهار، والحديث مشكل لأن الزيادة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 285)، وانظر: الموضوعات لابن الجوزي (2/ 220)، والمجمع (3/ 300)، وفتح الباري (4/ 87)، والقول المسدد (1/ 40)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5635)، والضعيفة (4607).

والنقصان كلاهما غير ما فرض فكيف جعلت الزيادة خيرًا من النقصان فإن من صلى الرباعية خمسًا كمن صلى ثلاثًا في أنه لم يأت بالفرض في نفس الأمر؟ ويجاب: بأن الأصل عدم فعل الركعة المشكوك فيها فيتعين الإتيان بها بناء على الأصل بخلاف النقص فإنه بناء عدم على عدم. (ك (¬1) عن عبد الرحمن بن عوف) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي فقال: بل عمار تركوه أراد به عمار بن مطر الرهاوي (¬2) أحد رواته. 8743 - "من سود مع قوم فهو منهم، ومن روع مسلمًا لرضًا سلطان جيء به يوم القيامة معه. (خط) عن أنس". (من سود) بفتح المهملة وفتح الواو مشددة. (مع قوم) أي من كثر سواد القوم بأن ساكنهم وعاشرهم وناصرهم. (فهو منهم) في الحكم وإن لم يكن من قبيلتهم. (ومن روع) بالتشديد للواو أفزع. (مسلما لرضا سلطان جيء به يوم القيامة معه) يحتمل مع السلطان والأقرب مع المسلم الشروع اسم المفعول مقيدًا مغلولًا فيحشر إلى النار مع سلطانه {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات: 22] أو حتى ينتصف للمروع منه. (خط (¬3) عن أنس). 8744 - "من شاب شيبة في الإِسلام كانت له نورًا يوم القيامة. (ت ن) عن كعب بن مرة" (ح). (من شاب شيبة في الإِسلام) شعرة واحدة فالباء للواحدة. (كانت له نورًا يوم القيامة) أي يصير الشيب نورًا له يهتدي به ويسعى بين يديه والشيب وإن لم يكن من كسب العبد لكن جعله نورًا فضلًا منه ولأنه في الأغلب يلحق الشائب ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 324)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5637): ضعيف جدًّا. (¬2) انظر المغني (2/ 459)، والميزان (5/ 204). (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/ 40)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5636)، والضعيفة (4608).

انكسارًا وضعفًا؛ ولذا سميت أول شيبة راوعة لأنها تروع من نزلت به وتفزعه لإبدائها بقرب الرحيل ولذا قيل: وما شنآن الشبيب من أجل لونه ... ولكنه داع إلى الموت مسرع ومن هنا قيل: يحرم نتف الشيب، وقيل: يكره؛ لأنه أطفأ للنور. (ت ن (¬1) عن كعب بن مرة) قال: رأى الحجام شيبة في لحية النبي - صلى الله عليه وسلم - فأهوى ليأخذها فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - يده فذكره، رمز المصنف لحسنه، قال الترمذي: حسن صحيح. 8745 - "من شاب شيبة في الإِسلام كانت له نورًا ما لم يغيرها. الحاكم في الكنى عن أم سليم (ح) ". (من شاب شيبة في الإِسلام كانت له نورًا) يوم القيامة. (ما لم يغيرها) بالخضاب أو بالادهان لما عند أحمد "ما لم يخضبها" (¬2) أو ينتفها وهذا يقيد الحديث الأول والتعبير مخصوص بأن يكون بالسواد لورود الأمر بتغيير الشيب بغير السواد كما في حديث: "اخضبوا لحاكم فإن الملائكة تستبشر بخضاب المؤمن" (¬3) أخرجه ابن عدي عن ابن عباس وتقدَّم وقد أخرج أبو الشيخ: "من شاب [4/ 255] شيبة في الإِسلام كانت له نورًا تضيء بين السماء والأرض إلى يوم القيامة" (¬4) فظاهره أنه نور في الدنيا وهو شامل للشيب أي شعر في الإنسان ليس خاصًّا باللحى كما يفيده ذكر الخضاب ولا بالرجال بل والنساء كذلك (الحاكم (¬5) في الكنى عن أم سليم) بنت ملحان الأنصارية اسمها سهيلة ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1634)، والنسائي (6/ 26)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6307)، والصحيحة (2681). (¬2) رواه أحمد بلفظ: "لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم ... " (2/ 179). (¬3) رواه ابن عدي في الكامل (3/ 368). (¬4) أخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد (68). (¬5) أورده الحاكم في الكنى كما في الكنز (17334)، والمناوي في فيض القدير (6/ 157)، وانظر =

أو رميلة أو مليكة، قال الشارح: رمز المصنف لحسنه والذي في نسخة قوبلت على خط المصنف تتبعت صحتها عدم الرمز. 8746 - "من شدد سلطانه بمعصية الله أوهن الله كيده يوم القيامة. (حم) عن قيس بن سعد (ح) ". (من شدد) بالتشديد قوى وطأة سلطان نفسه إن كان هو المقوي أو سلطان السلطان إن كان من اتباعه (بمعصية الله) فقوي ملكه وأساسه بسفك الدم الحرام أو أخذ المال الحرام أو الغدر ونكث العهد أو نحو ذلك مما يكون عليه ملوك الدنيا (أوهن الله كيده يوم القيامة) يوم القيامة لا كيد فيه ولا مكر وإنما المراد أوهنه أي أضعفه الله يوم القيامة وإنما ذكر كيده لأنه كان سبب ضعفه ووهنه وهو شامل لمن قوي سلطان حجته في الأقوال بالكذب والافتراء وتجويف أدلة مخالفه ونحو ذلك وشامل لمن خرج على السلطان وبغى عليه وغيره. (حم (¬1) عن قيس بن سعد) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وبقية رجاله ثقات. 8747 - "من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة. (حم ق ن هـ) عن ابن عمر (صح) ". (من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها) حتى مات وفي كلمة ثم إشارة إلى أن التراخي في التوبة لا يبطلها ما لم يحصل مانع القبول. (حرمها) أي خمر الجنة (في الآخرة) وهو كناية عن عدم دخوله الجنة إذ كل من دخلها لا يحرم شيء من لذاتها، وقيل: حرمها وإن دخل الجنة بالعفو ورد بأنه يتألم بحرمانه إياها في الجنة ¬

_ = شرح الزرقاني (4/ 362)، وقال الألباني في ضعيف الجامع: (5639): موضوع. (¬1) أخرجه أحمد (6/ 6) وانظر المجمع (5/ 232)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5641)، والضعيفة (4609).

والجنة ليست بدار ألم ورد بجواز أنه سلب داعي لذاتها فلا يتألم بحرمانه إياها ورد بأنه حينئذ لا يبقى الحرمان عقوبة له لأنه لا يكون عقوبة إلا إذا كان تبعًا لما يلتذ به وأجيب بأن عدم الالتذاذ بها عقوبة. (حم ق ن هـ (¬1) عن ابن عمر). 8748 - "من شرب الخمر أتى عطشان يوم القيامة. (حم) عن قيس بن سعد وابن عمر (ح) ". (من شرب الخمر أتى عطشان يوم القيامة) هو مقيد بعدم التوبة كما سلف إذ العطش عقوبة ولا عقوبة للتائب، قال القرطبي: قبول التوبة مقطوع به في حق الكافر إن تاب من كفره وأما غيره فهل هو مقطوع أو مظنون فيه قولان والذي أقوله أن من استقرأ الشريعة قرآنا وسنة علم بالقطع واليقين أن الله يقبل توبة الصادقين (حم (¬2) عن قيس بن سعد وابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الزين العراقي: فيه من لم يسم، وقال تلميذه الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 8749 - "من شرب خمرا خرج نور الإيمان من جوفه. (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (من شرب خمرًا) ولو قطرة كما يقتضيه التنكير (خرج نور الإيمان من جوفه) أي من قلبه فإنه محل نور الإيمان فالخارج هو نور الإيمان ويبقى له أصل الإيمان كسراج قد اطفئت فتيلته (طس (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال العراقي في شرح الترمذي: إسناده ضعيف ومثله قال المنذري، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 19)، والبخاري (5575)، ومسلم (2003)، والنسائي (8/ 313)، وابن ماجة (3373). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 422)، وانظر مجمع الزوائد (5/ 70)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5642). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (341)، وانظر مجمع الزوائد (5/ 72)، والترغيب والترهيب (3/ 180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5645).

الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 8750 - "من شرب مسكرًا ما كان لم يقبل الله له صلاة أربعين يومًا. (طب) عن السائب بن يزيد (ح) ". (من شرب مسكرًا) خمرًا أو مزرًا أو غيرهما. (لم يقبل الله له صلاة أربعين يومًا) زاد أحمد فإن مات، مات كافرًا وإذا لم يقبل له الصلاة فغيرها من الطاعات أولى بأن لا تقبل وإنما خص الأربعين لأن الخمر يبقى في عروق شاربه وأعصابه أربعين يومًا، وأخذ منه الصوفية أن البدن تبقى أربعين يوما لا يطعم ولا يشرب لاجتزائه بما تقدم من الأغذية، وهل تصح صلاته وإن لم تقبل؟ قيل: نعم، وقد بحثنا فيه بحثا نفيسا في حاشية شرح العمدة المسماة بالعدة. (طب (¬1) عن السائب بن يزيد) رمز المصنف لحسنه، وفيه يزيد بن عبد الملك النوفلي (¬2) وهو متروك هذا وقد أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة في الأشربة الأول عن ابن عمر والباقون عن ابن عمرو بن العاص الكل مرفوعًا بلفظ "من شرب الخمر لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحًا" (¬3). 8751 - "من شرب بصقة من خمر فاجلدوه ثمانين. (طب) عن ابن عمرو". (من شرب بصقة) بفتح الموحدة وسكون الصاد المهملة وفتح القاف. (من خمر) شيئًا قليلًا بقدر [4/ 256] ما يخرج من الفم بصاقًا. (فاجلدوه ثمانين) استدل به على مقدار حد الشارب وإلى هذا القدر ذهب جماعة من الأئمة، وذهب آخرون إلى أنه أربعون وهو المشهور عن الشافعي وعن أحمد روايتان. وظاهر الحديث أنه ليس على الشارب إلا هذا الحد وإن تكرر منه الشرب ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 154) رقم (6672)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5646). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 751)، وميزان الاعتدال (7/ 254). (¬3) رواه الترمذي (1862)، والنسائي (8/ 314)، وابن ماجة (3377).

لكن في حديث السنن قال الحافظ ابن حجر بطرق أسانيدها قوية: أنه يقتل في المرة الرابعة، ونقل الترمذي الإجماع على ترك القتل وهو محمول على إجماع من تأخر عمن قال بالقتل كعبد الله بن عمرو وبعض الظاهرية. قال الحافظ ابن حجر: قد ثبت النص بنسخ القتل وهو ما أخرجه أبو داود والشافعي من طريق الزهري عن قبيصة بإسناد على شرط الصحيح قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من شرب الخمر فاجلدوه"، إلى أن قال: "فإن شرب في الرابعة فاقتلوه"، فأتي برجل قد شرب فجلده ثم أتي به في الرابعة فجلده فرفع القتل عن الناس فكان رخصة (¬1) انتهى. ثم قال الحافظ: (¬2) وقد استقر الإجماع على أن لا قتل فيه، قال الترمذي: لا نعلم بين أهل العلم والحديث في القديم والحديث اختلافًا في هذا (طب (¬3) عن ابن عمرو)، سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه حميد بن كريب ولم أعرفه. 8752 - "من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة. البزار عن ابن عمر (صح) ". (من شهد أن لا إله إلا الله) أي مع شهادته بأن محمدًا رسول الله فإنها لا تقبل الأولى إلا بالأخرى (دخل الجنة) أي ابتداء بعفو الله أو بشفاعة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أو غيره من الشفعاء المأذون لهم فيها أو بعد دخوله النار (البزار (¬4) عن عمر بن الخطاب) رمز المصنف لصحته وذكر المصنف أنه بهذا اللفظ متواتر رواه نحو من ثلاثين صحابيًّا. ¬

_ (¬1) رواه أبو داود (4485)، والشافعي في مسنده (1/ 164)، وأحمد (2/ 136)، (4/ 93). (¬2) انظر فتح الباري (12/ 75). (¬3) أخرجه الطحاوي (3/ 58)، والطبراني كما في مجمع الزوائد (6/ 279)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5644). (¬4) أخرجه البزار في مسنده (174)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6318)، والضعيفة (5344).

8753 - "من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله حرم الله عليه النار. (حم م ت) عن عبادة (صح) ". (من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله) هذا يقيد إطلاق غيره وقد قيد في أحاديث بقوله: "صادقًا من قلبه .. " (حرم الله عليه النار) أي وأدخله الجنة إذ ليس من دار إلا الجنة أو النار والمراد إذا لم يأت بفاحشة فهو مقيد لمن عمل الصالحات واجتنب المقبحات أو لمن مات تائبا وكما سلف التقييد بالعفو أو بعد دخول النار فظاهره مهجور اتفاقًا لثبوت الأدلة القطعية أنه لا بد أن يدخل النار جماعة من الموحدين القائلين هذه الكلمة. وقيل: كان هذا قبل نزول الفرائض والأوامر والنواهي، وقيل: بل خرج مخرج الغالب إذ الغالب أن المؤمن يعمل بالطاعات ويجتنب المعاصي. (حم م ت (¬1) عن عبادة)، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. 8754 - "من شهد شهادة يستباح بها مال امريء مسلم، أو يسفك بها دمًا فقد أوجب النار. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (من شهد) في أي أمر (شهادة) باطلة. (يستباح بها) بسببها ولو كانت جرى لسبب بأن يكون شاهدا واحدًا مبطلًا والآخر محقًا (مال امريء مسلم، أو يسفك بها دما فقد أوجب) لنفسه (النار) صارت واجبة لازمة له وبه علم أن شهادة الزور من الكبائر (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 8755 - "من شهر سيفه ثم وضعه فدمه هدر. (ن ك) عن ابن الزبير (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 318)، ومسلم (29)، والترمذي (2638). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 216) رقم (11541)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5648): ضعيف جدًّا.

(من شهر سيفه) أخرجه من غمده ليقتل به نفسا محرمة (ثم وضعه فدمه هدر) يريد إذا أخرج سيفه ليقتل به فقتله من أراد قتله فإن دم الشاهر لسيفه هدر لا قصاص فيه ولا دية لأن قاتله دافع عن نفسه. (ن ك (¬1) عن ابن الزبير) رمز المصنف لصحته. 8756 - "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه. (حم ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". (من صام رمضان إيمانًا) بفرضه وتصديقا بما جاء به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (واحتسابًا) يعتد ثواب صومه عند الله تعالى، وأما قول الشارح: غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه فإنه لا يدل عليه لفظ الاحتساب، نعم من شأن المحتسب ذلك لا إنه من مفهومه (غفر له ما تقدم من ذنبه) وهو مقيد بالصغائر لما سلف من أن الكبائر لا تكفر إلا بالتوبة إلا أنا قد بحثنا في ذلك في رسالة مستقلة (حم ق 4 (¬2) عن أبي هريرة) وفي الباب غيره. 8757 - "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. (خط) عن ابن عباس". (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) فما تقدم بتكفيره حقيقة وما تأخر بالعصمة عن ارتكابه وأطلق عليه المغفرة تغليبا، وتقدم أن المراد بما يغفر الصغائر وظاهره أنه لا يحصل له ذلك إلا بصوم رمضان كله فلو أفطر بعضه لعذر لولاه لأتمه لجاز [4/ 257] ذلك ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (7/ 117)، والحاكم (2/ 59)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6322)، والصحيحة (2345). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 232)، والبخاري (2014)، ومسلم (760)، وأبو داود (1372)، والترمذي (683)، والنسائي (8/ 117)، وابن ماجة (1326).

التكفير لتقدم النية (خط (¬1) عن ابن عباس) ورواه أحمد والطبراني بهذه الزيادة، قال الهيثمي: رجاله موثقون إلا أن حمادا شك في وصله وإرساله، وقال في اللسان: (¬2) في ترجمة عبيد الله العمري بعدما نقل عن النسائي أنه رماه بالكذب ومن مناكيره هذا الخبر وساقه ثم قال تفرد العمري بقوله: "وما تأخر" وقد رواه النسائي بدونها. 8758 - "من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال، كان كصوم الدهر. (حم م 4) عن أبي أيوب (صح) ". (من صام رمضان وأتبعه ستًّا من شوال) قيل: متوالية أولها ثاني شوال، وقيل: يجزيء ولو بعده ولو مفرقة لأن لفظ الإتباع يصدق على ذلك. (كان) في الأجر. (كصوم الدهر) أي صوم السنة لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان ثلاثون يومًا ثلاثمائة حسنة على التضعيف وستة أيام بستين يومًا فهي ثلاثمائة وستون حسنة عدد أيام السنة فلو صام سنة كان ذلك من الحسنات غير مضاعفة وأطلنا فيه القول في حاشية ضوء النهار وفيه ندب صوم هذه الستة، قيل: وصومها عند أبي حنيفة يكره متتابعًا أو متفرقًا وعند أبي يوسف يكره متتابعًا لا متفرقًا وعند مالك يكره مطلقًا. (حم م 4 (¬3) عن أبي أيوب) واعتنى العراقي بجمع طرقه وأسنده عن بضع وعشرين رجلًا. 8759 - "من صام رمضان وستًّا من شوال والأربعاء والخميس دخل الجنة. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (6/ 182)، وانظر الخصال والمكفرة (56 - 62) والمجمع (3/ 144)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6325). (¬2) انظر لسان الميزان (4/ 112). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 417)، ومسلم (1164)، وأبو داود (2433)، والترمذي (759)، والنسائي في الكبرى (2863)، وابن ماجة (1716).

(حم) عن رجل". (من صام رمضان وستًّا من شوال والأربعاء والخميس) من السنة. (دخل الجنة). (حم (¬1) عن رجل) سكت عليه المصنف قال الهيثمي: فيه من لم يسم وبقية رجاله ثقات. 8760 - "من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله. (حم ت ن هـ) والضياء عن أبي ذر". (من صام ثلاثة أيام من كل شهر) يحتمل تقييده بأيام البيض لحديثها، وقيل: مطلقًا (فقد صام الدهر كله) أي كان عدد السنة حسنات لأن كل ثلاثة أيام بثلاثين يومًا غير مضاعفة (حم ت ن هـ (¬2) والضياء عن أبي ذر)، قال الديلمي والترمذي: وفي الباب أبي هريرة وغيره. 8761 - "من صام يوما في سبيل الله بَعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفًا. (حم ق ت ن) عن أبي سعيد (صح) ". (من صام يومًا في سبيل الله) في الجهاد أو لوجه الله أو في الحج. (بعد الله وجهه من النار سبعين خريفًا) الخريف تكرر في الأحاديث مرادًا به السنة، والسبعون لمطلق التكثير لا لتعيين القدر، ووجه فضل هذا الصوم أنه جمع بين مشقة جهاد العدو وجهاد النفس الخاص، وهذا إذا لم يضعف بالصوم عند لقاء العدو وإلا فالإفطار أفضل. (حم ق ت ن (¬3) عن أبي سعيد). 8762 - "من صام يوم عرفة غفر الله له سنتين: سنة أمامه، وسنة خلفه. (هـ) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 78)، وانظر المجمع (3/ 190)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5650). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 145)، والترمذي (761)، والنسائي في الكبرى (2862)، وابن ماجة (1708)، وصححه الألباني (6324). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 59)، والبخاري (2840)، ومسلم (1153)، والترمذي (1623)، والنسائي (4/ 172).

عن قتادة بن النعمان (صح) ". (من صام يوم عرفة) أي بغير عرفة (غفر الله له سنتين) أي ذنوبهما (سنة أمامه) يستقبلها من عمره (وسنة خلفه) قد أسلفها منه والمراد ما سلف ذكره وأنه أريد الصغائر وتكفير المستقبلة التجنب عن المعاصي. (هـ (¬1) عن قتادة بن النعمان) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: فيه هشام بن عمار (¬2) فيه مقال وعياض بن عبد الله قال في الكاشف: (¬3) قال أبو حاتم ليس بالقوي. 8763 - "من صام يوما من المحرم فله بكل يوم ثلاثون حسنة. (طب) عن ابن عباس (صح) ". (من صام يومًا من المحرم فله بكل يوم ثلانون حسنة) وقد ذهب الأكثر إلى أن صومه أفضل الصيام بعد رمضان (طب (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه الهيثم بن حبيب ضعفه الذهبي. 8764 - "من صام يوما تطوعا لم يطلع عليه أحد لم يرض الله له بثواب دون الجنة. (خط) عن سهل بن سعد". (من صام يومًا تطوعًا لم يطلع عليه) على أنه صامه (أحد) من الناس بل أسره عن كل أحد (لم يرض الله له بثواب دون الجنة) وفيه فضيلة صوم السر لسلامته عن الرياء (خط (¬5) عن سهل بن سعد) سكت عليه المصنف، وفيه عصام بن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1731)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6335). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 711)، والكاشف (2/ 337). (¬3) انظر الكاشف (2/ 107)، والمغني (2/ 290). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 72) رقم (11082)، وفي الصغير (963)، وانظر: المجمع (3/ 190)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5654)، والضعيفة (413): موضوع. (¬5) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (1/ 278)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5652)، والضعيفة (4614): موضوع.

الوضاح قال الذهبي: (¬1) له مناكير، وقال ابن حبان: لا احتجاج به. 8765 - "من صام الأبد فلا صام ولا أفطر. (حم ن هـ ك) عن عبد الله ابن الشخير (صح) ". (من صام الأبد) أي الدهر. (فلا صام) صيامًا يؤجر فيه (ولا أفطر) حقيقة، قال الزمخشري (¬2): لا نافية مثلها في قوله تعالى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} [القيامة: 31]. وقال النووي (¬3): هو دعاء عليه أو إخبار بأنه كالذي لم يفعل شيئًا لأنه إذا اعتاد ذلك لم يجد رياضة ولا مشقة يتعلق بها مزيد الثواب فكأنه لم يصم انتهى. وأورد على كونه دعاء أنه لا يكون إلا على فاعل منكر أو قبيح ولا كذلك صوم الدهر ولك أن تجيب بأن دعاء الشارع عليه دليل أنه قبيح منكر. وقيل: المراد التسوية بين فطره وصومه في أنه لا ثواب ولا عقاب وعلى كل تقدير فقد دل على عدم مشروعية صوم الأبد إن لم يدل على قبحه. (حم ن هـ ك (¬4) عن عبد الله بن الشخير) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8766 - "من صام ثلاثة أيام من كل شهر حرام: الخميس، والجمعة، والسبت، كتب له عبادة سنتين. (طس) عن أنس". (من صام ثلاثة أيام من كل شهر حرام) أي من أحد الأربعة أشهر وبينها بقوله: (الخميس، والجمعة، والسبت) ظاهره متوالية ويحتمل خلافه، سيما والجمعة لا تفرد بالصوم تطوعًا (كتب له عبادة سنتين) وذلك فضل الله فلا ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (2/ 433)، وميزان الاعتدال (5/ 86). (¬2) الفائق (1/ 65). (¬3) شرح مسلم (8/ 40). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 25)، والنسائي (2/ 125)، وابن ماجة (1705)، والحاكم (1/ 601)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6323).

يقال أن رمضان مع الست من شوال لم يكن إلا كمن صام سنة واحدة وهذا كتبت له العبادة التي فيها الصوم قدر سنتين. (طس (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف. وفيه يعقوب بن موسى المديني عن مسلمة عن أنس، قال الهيثمي: ويعقوب مجهول ومسلمة إن كان ابن الحسن فهو ضعيف وإن كان غيره فلم أعرفه. 8767 - "من صام يومًا لم يخرقه كتب له عشر حسنات (حل) عن البراء". [4/ 258] (من صام يومًا) من أي شهر (لم يخرقه) بالخاء المعجمة والراء والقاف أي لم يأت فيه بما نهي الصائم عنه من الكذب ونحوه (كتب له عشر حسنات) ضوعف له صومه. (حل (¬2) عن البراء) سكت عليه المصنف، وفيه أبو جناب الكلبي مدلس ذكره الهيثمي. 8768 - "من صبر على القوت الشديد صبرًا جميلًا أسكنه الله من الفردوس حيث شاء". أبو الشيخ عن البراء". (من صبر على القوت الشديد) العيش الضيق (صبرًا جميلًا) لا يشكوه ولا يتبرم منه ولا يتضجر (أسكنه الله من الفردوس حيث شاء) مكافأة على الصبر وفيه فضيلة الصبر على ضيق العيش ولابد من الاحتساب. (أبو الشيخ (¬3) عن البراء) سكت عليه المصنف وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي، قال الذهبي: (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (1789)، انظر مجمع الزوائد (3/ 191)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5649)، والضعيفة (4611). (¬2) رمز المؤلف عليه بـ (حم هـ) وفي المطبوع من الجامع الصغير (حل) وفي فيض القدير (د حم) (6/ 163) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (5/ 28)، والطبراني في الأوسط (7502)، انظر مجمع الزوائد (3/ 171)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5653)، والضعيفة (1327). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (7912)، وفي الصغير (1071)، والبيهقي في الشعب (9722)، وانظر المجمع (10/ 248)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5655). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 85)، وميزان الاعتدال (1/ 399).

ضعفوه، وفضيل بن مرزوق (¬1) ضعفه ابن معين وغيره وقد أخرجه الطبراني بلفظه عن البراء، قال الهيثمي: فيه إسماعيل البجلي ضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح. 8769 - "من صدع رأسه في سبيل الله فاحتسب غفر له ما كان قبل ذلك من ذنب". (طب) عن ابن عمرو" (ض). (من صدع رأسه) حصل له فيه صداع وهو وجع الرأس. (في سبيل الله) في الجهاد أو الحج أو نحوهما. (فاحتسب) ألم رأسه واعتد بثوابه (غفر له ما كان قبل ذلك من ذنب) وما كان أعظم من هذا ألمًا فهو أعظم أجرًا. (طب (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي والمنذري: سنده حسن. 8770 - "من صرع عن دابته فهو شهيد. (طب) عن عقبة بن عامر (ض) ". (من صرع عن دابته) سقط عنها وكأن المراد في سبيل الله (فهو شهيد) أي فمات فهو شهيد وقد بين المراد حديث أبي مالك الأشعري مرفوعًا عند أبي داود والحاكم والطبراني: "من وقصه فرسه أو بعيره في سبيل الله، أو لدغه هامة، أو مات على أي حتف شاء الله فهو شهيد" (¬3) (طب (¬4) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه. 8771 - "من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يتبعنكم الله بشيء من ذمته. (ت) عن أبي هريرة (ح) ". ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (2/ 515). (¬2) أخرجه البزار (2437)، وانظر المجمع (2/ 302)، والترغيب والترهيب (4/ 151)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5656)، والضعيفة (4615). (¬3) رواه أبو داود (2499)، والحاكم (2/ 75)، والطبراني في المعجم الكبير (3/ 292) رقم (3418). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 323) رقم (892)، وأبو يعلى في مسنده (1752)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6336)، والصحيحة (2346).

(من صلى الصبح) أي صلاته وهي صلاة الفجر وفي مسلم: "في جماعة". فهي مقيدة لإطلاق هذه (¬1) (فهو في ذمة الله) أي عهده أو أمانه أو ضمانه. (فلا يتبعنكم الله بشيء من ذمته) أي فلا تتعرضوا بالأذية بأي شيء لمن صلى كذلك فإنه يتبع الله به فينتصف ممن خفر ذمته تعالى وأصاب من كان فيها فأتى بالمسبب وطوى السبب؛ وفيه عظمة شأن صلاة الفجر في جماعة، قال الطيبي: فيه مبالغات لأن الأصل لا يخفروا ذمته فجيء بالنهي كما ترى وصرح باسم الله ثم قال: والأصل من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا تتعرضوا له بشيء ولو يسيرًا فإنكم إن تعرضتم يدرككم ولن تفوتوه فيحيط بكم من جوانبكم والضمير في ذمته يعود إلى الله أو إلى من. قلت: هذا أحد معاني الحديث. وقيل: أن المراد أن المصلي في جماعة الصبح إذا خالف ما أمر به خذلته ذمة الله التي هي الحفظ والكلاءة وحينئذ فلا تعد في تعرضوا بل فلا تخالفوا أوامر الله. (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب، وقد أخرجه مسلم بزيادة: "ما سمعت". 8772 - "من صلى ركعة من الصبح ثم طلعت الشمس فليصلي الصبح. (ك) عن أبي هريرة" (صح). (من صلى ركعة من الصبح) من صلاة الفجر. (ثم طلعت الشمس) وهو في صلاته (فليصلي الصبح) أي فليتم ما هو فيه منها بأن يأتي بركعة أخرى وهو إخبار بأن طلوع الشمس لا يخرج الصلاة عن وجوب إتمامها، وأما هل هي أداء أو قضاء فلا تعرض في هذا الحديث لها وصلاة العصر حكمها حكم الفجر ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم من حديث عثمان (696). (¬2) أخرجه الترمذي (2164)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6338).

في هذا إن غربت الشمس وهو فيها أتمها، نعم حديث: "من أدرك ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الفجر ... " الحديث. (¬1) فيه دلالة لكونها أداء؛ لأنه سماه مدركا لها فقد بحثنا في ذلك في رسالتنا في المواقيت المسماة باليواقيت [4/ 259] في المواقيت (ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما إن كان ابن عتيق حفظه وهو ثقة. 8773 - "من صلى البردين دخل الجنة. (م) عن أبي موسى (صح) ". (من صلى البردين) بفتح الموحدة وسكون الراء الصبح والعصر لأنهما في بردي النهار أي طرفيه أي من أداهما وقت الاختيار. (دخل الجنة) لأنه يحافظ عليهما مع أنهما في وقتي الاشتغال الفجر بالنوم والعصر بالكسب في الأسواق إلا من هو على غيرهما محافظ بالأولى وهو حث على هاتين الصلاتين. (م (¬3) عن أبي موسى) وقد أخرجه البخاري أيضًا، وإلى الشيخين نسبه الديلمي. 8774 - "من صلى الفجر فهو في ذمة الله، وحسابه على الله. (طب) عن والد أبي مالك الأشجعي". (من صلى الفجر فهو في ذمة الله) في حفظ الله وأمانته. (وحسابه على الله) إعلام بأنه وإن كان في ذمة الله فإن الله محاسبه على أعماله (طب (¬4) عن والد أبي مالك الأشجعي) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه الهيثم بن يمان ضعفه الأزدي وبقية رجاله رجال الصحيح. 8775 - "من صلى الغداة كان في ذمة الله حتى يمسي. (طب) عن ابن عمر". ¬

_ (¬1) رواه البخاري (580) عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 274)، وأحمد (2/ 306)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6347). (¬3) أخرجه مسلم (635)، والبخاري (574). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 318) رقم (8188)، وانظر المجمع (1/ 297)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6345).

(من صلى الغداة) مقيد بالجماعة كما سلف (كان في ذمة الله) في حفظه من المصائب أو من الذنوب والمعاصي أو في أنه يطالب من أذاه بما لا يحل مطالبه خاصة وإلا فكل من نال من المؤمن ما لا يحل من الأذية فإنه يطالبه الله به (حتى يمسي) بيان غاية هذا الحفظ الخاص وأنه إلى آخر يومه وهذه الأحاديث حاشية على الإتيان بصلاة الغداة في جماعة فلا ينبغي لمؤمن يفوت حظه من هذه الذمة. (طب (¬1) عن ابن عمر). 8776 - "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف ليلة، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله. (حم م) عن عثمان (صح) ". (من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام) مصليًا ولذا عبر عنه في آخر الحديث بذلك فقيام الليل كناية عن العبادة فيه. (نصف ليلة) في الأجر (ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) يحتمل أن المراد من صلى كلتا الصلاتين في جماعة كأنما قام الليل كله ويحتمل أن من صلى العشاء في جماعة كان كقائم نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة كان كقائم الليل كله، إلا أن في أحاديث أخر ما يدل على احتمال الأول وفيه فضيلة هاتين الصلاتين في جماعة وهما كانتا أعظم الصلوات على المنافقين مشقة لأن وقتهما وقتا دعة ونوم وهدوء، فما يخرج العبد إلى تأديتهما في جماعة إلا كمال إيمانه. (حم م (¬2) عن عثمان) ورواه أبو داود والترمذي عن عثمان أيضًا. 8777 - "من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر. (طب) عن أبي أمامة (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 311) رقم (13210)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6343). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 58)، ومسلم (656)، وأبو داود (555)، والترمذي (221).

(من صلى العشاء في جماعة) أي معهم (فقد أخذ بحظه من ليلة القدر) المراد من صلاها ليلة القدر فقد أخذ بحظه من ليلة القدر وأجرها وهو حث للعباد على صلاة العشاء جماعة في رمضان لأنه يوافق ليلة القدر فيأخذ بحظه منها. (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي: فيه سلمة وهو ضعيف، ورواه الخطيب في التاريخ من حديث أنس: "من صلى العشاء والفجر في جماعة فقد أخذ من ليلة القدر بالنصيب الوافر" (¬2). 8778 - "من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا بني الله له بيتًا في الجنة. (حم م عن هـ) عن أم حبيبة (صح) ". (من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا بنى الله له بيتًا في الجنة) رواه الحاكم: "أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين قبل العصر وركعتين بعد المغرب وركعتين قبل الصبح"، وأخرج أحمد مثله من حديث أبي موسى والنسائي مثله من حديث أبي هريرة، فالمراد بها الرواتب. (حم م عن هـ (¬3) عن أم حبيبة) قالت: فما تركتهن منذ سمعته - صلى الله عليه وسلم -، وأخرجه الحاكم وصححه. 8779 - "من صلى قبل الظهر أربعًا غفر له ذنوبه يومه ذلك (خط) عن أنس". (من صلى قبل الظهر أربعًا غفر له ذنوبه يومه ذلك) وهي الأربع التي تقدمت في حديث: أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم تشهد تفتح لها أبواب السماء ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 179) رقم (7745)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5659). (¬2) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (5/ 330)، وانظر العلل المتناهية لابن الجوزي (2/ 531)، وأخرجه كذلك ابن عدي (4/ 83) في ترجمة صلت بن الحجاج (931). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 325)، ومسلم (728)، وأبو داود (1250)، والنسائي (3/ 261)، وابن ماجة (1141)، والحاكم (1/ 450) جمعيهم عن أم حبيبة، وأخرجه أحمد (4/ 413) عن أبي موسى الأشعري، والنسائي (2/ 264) عن أبي هريرة.

تقدم. (خط (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن عمر بن الفضل، قال الذهبي (¬2): متهم بالكذب. 8780 - "من صلى قبل الظهر أربعًا كان كعدل رقبة من بني إسماعيل. (طب) عن رجل (ح) ". (من صلى قبل الظهر أربعًا) أي قبل صلاته وظاهره ولو تأخرت عن أول الوقت ويحتمل أنها عقب الزوال وتقدم أنها صلاة الأوابين. (كان) أجرهن: (كعدل رقبة) يعتقها. (من بني إسماعيل) الذين هم أشرف الناس. (طب (¬3) عن رجل) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه عمرو الأنصاري [4/ 260]، والرجل الأنصاري لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات. قلت: إذا أراد بالرجل الأنصاري من رفع الحديث فهو صحابي لا يضر جهالة عينه عند أهل الحديث. 8781 - "من صلى الضحى أربعًا وقبل الأولى أربعًا بني له بيتًا في الجنة. (طس) عن أبي موسى (ح) ". (من صلى الضحى أربعًا وقبل الأولى) أي الصلاة الأولى وهي الظهر، سميت أولى لأنها أول صلاة أم بها جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند البيت لما علمه الأوقات. (أربعًا بني له بيتا في الجنة) أعد له ذلك زيادة على نعيمها الذي يناله. (طس (¬4) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه جماعة لم أجد ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (10/ 248)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5673)، والضعيفة (4616) ضعيف جدًّا. (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 620). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 387) رقم (965)، وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 221)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5674). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (4753)، وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 238)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6340)، والضعيفة (2349).

من ترجمهم، وقال في محل آخر: فيه جماعة لا يعرفون. 8782 - "من صلى قبل العصر أربعًا حرمه الله على النار. (طب) عن ابن عمرو". (من صلى قبل العصر أربعًا حرمه الله على النار) فيه سببية هذه الأربع قبل العصر والإطلاق يقتضي بأنها موصولة أو مفصولة أيهما شاء فعل. (طب (¬1) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، قال الهيثمي: فيه عبد الكريم أبو أمية ضعيف. 8783 - "من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم كتبتا في عليين. (عب) عن مكحول مرسلًا". (من صلى بعد المغرب ركعتين قبل أن يتكلم) بشيء ظاهره ولو من الأذكار ويحتمل بغيرها (كتبنا في عليين) وهو علم لديوان الخير الذي دونت فيه أعمال المتقين سمي به لأنه سبب الارتفاع إلى الجنة أو لأنه مرفوع إلى السماء السابعة وهذه هي ركعتا المغرب التي تفضل في البيوت في الصدر الأول وهي التي سلفت في الإثنتي عشرة ركعة. (عب (¬2) عن مكحول مرسلًا). 8784 - "من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيما بينهن بسوء عدلن له بعبادة اثنتي عشرة سنة". (ت هـ) عن أبي هريرة". (من صلى بعد المغرب ست ركعات) يحتمل أن منهن ركعتي المغرب الراتبة ويحتمل ما عداها (لم يتكلم فيما بينهن بسوء) ظاهره لم يذكر الله تعالى ونحوه. (عدلن له) في الأجر (بعبادة ثنتي عشرة سنة) قال الطيبي: هذا وأمثاله من باب الحث والترغيب، فيجوز أن يفضل ما لا يعرف فضله على ما يعرف. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2601) وأورده الهيثمي في المجمع (2/ 222)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5675). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (48332)، وأبو داود في مراسيله (1/ 111)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5660).

(ت هـ (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب مضعف وذلك لأن فيه عمر بن أبي خثعم منكر الحديث. قال ابن حبان (¬2): لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح يضع الحديث على الثقات. 8785 - "من صلى بين المغرب والعشاء فإنها صلاة الأوابين. ابن نصر عن محمَّد ابن المنكدر". (من صلى بين المغرب والعشاء) من غير عدد بل ما كتب له ولو الركعتين الراتبة. (فإنها صلاة الأوابين) جمع أواب أي الرجاعين بالتوبة إلى الله تعالى وقد سلف أن صلاة قبل الظهر صلاة الأوابين ولا مانع أن يكون الكل من صفاتهم وكأنه إخبار عن صفات التائبين الأوابين من القرون الأولى. (ابن نصر (¬3) عن محمَّد ابن المنكدر) مرسلًا ورواه ابن المبارك في الرقائق. 8786 - "من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة بنى الله له بيتا في الجنة. (هـ) عن عائشة (ض) ". (من صلى بين المغرب والعشاء) بين الصلاتين (عشرين ركعة) أي مثنى مثنى، كما أتى ذلك في صفة صلاة الليل (بنى الله له بيتا في الجنة) وهو غير البيت الذي يبنى لمن صلى الأربع الركعات ضحى، قيل: والست المذكورة في الحديث الأول وهذه العشرون يدخل فيهما الركعتان الراتبتان. وفي الحديث يكون من صلى العشرين من الأوابين وتعدلن بعبادة ثنتي عشرة سنة إذا لم يتكلم في ما بين ست منهن بسوء، ويغفر له ذنوب خمسين سنة لما يأتي وفيه ما يأتي، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (435)، وابن ماجة (1167)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5661)، والضعيفة (469): ضعيف جدًّا. (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 208)، وميزان الاعتدال (5/ 234). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 19)، والشعب (3107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5676)، والضعيفة (4617).

ويكتب له ثنتان في عليين إذا صلاهما قبل أن يتكلم ويبنى له بيت في الجنة. قال ابن الصلاح (¬1): فتندب صلاة الرغائب لأنها مخصوصة بما بين العشائين فالحديث يشملهما من حيث أن اثنتي عشرة داخلة في عشرين وما فيها من الأوصاف الزائدة لا تمنع من الدخول في العموم، وخالفه ابن عبد السلام. (هـ (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه ورواه الترمذي عنها مقطوع السند. 8787 - "من صلى بعد المغرب ست ركعات قبل أن يتكلم غفر له بها ذنوب خمسين سنة. ابن نصر عن ابن عمر". (من صلى بعد المغرب ست ركعات) هذه البعدية لا حد لها، إلا أن العرف يقضي بأن تكون والية للفرض منها راتبته (قبل أن يتكلم) يحتمل الإطلاق ويحتمل التقييد بالكلام السوء كما سلف. (غفر له بها ذنوب خمسين سنة) إنما لم يجزم بأنه مقيد بالأول والمراد الكلام السوء لأن أجر هذا غير أجر ذلك فلم يتحد الحكم، وإن اتحد الوقت والعدد ولا يقال يدافعه الخبر السابق أنهن يعدلن له بعبادة اثنتي عشرة سنة، إذ لا منافاة بين العدتين بل يكون له هذا وهذا إن أريد بعدم الكلام شيئًا واحدًا [4/ 261] ويبنى على التقييد وإلا فلا إشكال (ابن نصر (¬3) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن غزوان، قال في الميزان (¬4) عن أبي زرعة: منكر الحديث، وعن ابن حبان: يقلب الأخبار ويرفع الموقوف. ¬

_ (¬1) فيض القدير (6/ 168). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1373)، والترمذي (435)، وأبو يعلى في مسنده (4948)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5662)، والضعيفة (467): موضوع. (¬3) أخرجه ابن نصر (ص: 33)، وذكره الذهبي في الميزان (6/ 292)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5665)، والضعيفة (468). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (6/ 292).

8788 - "من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرًا في الجنة من ذهب. (ت هـ) عن أنس" (ض). (من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة) مثنى مثنى أو أربعًا أربعًا أو بعضًا كذا وبعضًا كذا، وهذا العدد حد أكثرها وأقلها ركعتان ووقتها من ارتفاع الشمس إلى الزوال. (بنى الله له قصرًا من ذهب في الجنة) (ت هـ (¬1) عن أنس)، رمز المصنف لضعفه، وقال ابن حجر (¬2): سنده ضعيف، وذكره النووي (¬3) في الأحاديث الضعيفة. 8789 - "من صلى ركعتين في خلاء لا يراه إلا الله والملائكة كتب له براءة من النار. ابن عساكر عن جابر". (من صلى ركعتين في خلاء) بالمد والهمزة: أرض خالية ولو في منزله حيث: (لا يراه) مصليًا (إلا الله والملائكة كتب له براءة من النار) فيه فضيلة النفل خاليًا، ولذا كان أفضل النوافل في البيوت (ابن عساكر (¬4) عن جابر) ورواه عنه أبو الشيخ والديلمي. 8790 - "من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه بها عشرًا. (حم م 3) عن أبي هريرة (صح) ". (من صلى عليّ واحدة) أي صلاة واحدة (صلى الله عليه بها عشرًا) أي أقبل تعالى عليه برحمته وعطفه عشر مرات، لا أن المراد أنه تعالى يقول: اللهم صل على فلان. ويحتمل أن المراد: صلت عليه الملائكة أو غير الملائكة من خلق ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (473)، وابن ماجة (1380)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5658). (¬2) انظر تلخيص الحبير (2/ 20). (¬3) انظر: خلاصة الأحكام (1/ 571 رقم 1938). (¬4) أخرجه ابن عساكر (43/ 197)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5664) والسلسلة الضعيفة (1318): موضوع.

الله بأمر الله فعلى الأول التعبير يصلي مشاكلة، وعلى الثاني حقيقة فيه حذف مضاف، والتعبير يصلي حقيقة، وفيه أن صلاة العبد عليه - صلى الله عليه وسلم - أفضل من دعائه لنفسه (حم م 3 (¬1) عن أبي هريرة) واللفظ لمسلم. 8791 - "من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات. (حم خد ن ك) عن أنس" (صح). (من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحط عنه عشر خطيئات، ورفع له عشر درجات) وفي حديث أخرجه أحمد عن ابن عمر: "صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة" (¬2) قال في الإتحاف: قد اختلف مقدار الثواب في هذه الأحاديث، ويجمع بأنه كان يعلم - صلى الله عليه وسلم - بهذا الثواب في هذه الأحاديث شيئًا فشيئًا فكلما علم شيئًا قاله (حم خدن ك (¬3) عن أنس) (¬4) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وصححه ابن حبان، وقال ابن حجر: رواته ثقات. 8792 - "من صلى عليّ حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم القيامة. (طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (من صلى عليّ حين يصبح عشرًا وحين يمسي عشرًا أدركته شفاعتي يوم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 382)، ومسلم (408)، وأبو داود (1530)، والترمذي (485)، والنسائي (3/ 50). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 172، 187)، وقال الهيثمي في المجمع (10/ 160)، والمنذري في الترغيب (2/ 325) وقال: رواه أحمد وإسناده حسن. (¬3) أخرجه (3/ 261)، والبخاري في الأدب المفرد (643)، والنسائي (3/ 50)، والحاكم (1/ 735)، وابن حبان (3/ 185 (904)، وانظر: الفتح (11/ 167)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6359). (¬4) جاء في الأصل (حم خد هـ ن ك عن أنس).

القيامة) في التعبير بالإدراك ما يشعر بأنها شفاعة عظيمة غير مطلق الشفاعة، وفي هذه الأحاديث من الترغيب في هذا الذكر ما نراه وينضم إلى قول الله: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ} الآية. [الأحزاب: 56] (طب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي: فيه انقطاع، وقال الهيثمي: رواه الطبراني بسندين أحدهما جيد لكن فيه انقطاع؛ لأن خالدًا لم يسمع من أبي الدرداء. 8793 - "من صلى عليّ عند قبري سمعته، ومن صلى عليّ نائيا أُبلِغتُهُ. (هب) عن أبي هريرة (ض). (من صلى عليّ عند قبري سمعته) لأنه حي في قبره يسمع ما يقال عنده. (ومن صلى عليّ نائيًا) بعيدًا عني. (أُبلِغتُهُ) بلغت صلاته وتقدم في الهمزة: "إن لله ملائكة سياحين يبلغونه صلاة من صلى عليه - صلى الله عليه وسلم -" وتقدم: "حيث ما كنتم تصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني". إلا أنه دل هذا على أن الصلاة عليه عنده أفضل لأن ما سمعه ليس كما يبلغه ويحتمل الاستواء (هب (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال العقيلي: حديث لا أصل له، وقال ابن دحية: موضوع، تفرد به محمَّد بن مروان السدي (¬3): تركوه واتهم بالكذب، ثم أورد له هذا الخبر. 8794 - "من صلى عليّ صلاة كتب الله له قيراطًا، والقيراط مثل أحد. (عب) عن علي (ح) ". (من صلى عليّ صلاة كتب الله له قيراطًا) يحتمل أن هذا تفسير صلى الله عليه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني كما في الكنز (2164)، قال العرابي في تخريج أحاديث الإحياء (30311): فيه انقطاع، والهيثمي في المجمع (10/ 120)، وقال: رواه الطبراني بإسنادين وإسناد أحدهما جيد ورجاله وثقوا، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6357). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (1583)، وأورده العقيلي في الضعفاء (4/ 136)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5670)، والضعيفة (203): موضوع. (¬3) انظر ميزان الاعتدال (6/ 328).

وأن المراد من صلاته على من صلى عليه - صلى الله عليه وسلم - أن يكتب له الأجر، هذا المعين عبر عنه بالصلاة مشاكلة. (والقيراط) في هذا مقداره: (مثل أحد) جبل المدينة، شبه المعنى العظيم من الأجر بالجسم العظيم. عب (¬1) عن علي) رمز المصنف لحسنه. 8795 - "من صلى عليّ صلاة لم يتمها زيد عليها من سبحاته حتى تتم". (طب) عن عائذ بن قرظ (ح) ". (من صلى صلاة لم يتمها) بل أخل بشيء من أبعاضها وهيئاتها. (زيد عليها من سبحاته) بضم المهملة أي: نوافله. (حتى تتم) تقدم تفسيره في حديث ابن عمر عند الحاكم في حرف الهمزة وفيه: "أول ما تسألون عن الصلوات الخمس، فمن كان ضيع شيئًا منها يقول الله [4/ 262] تبارك وتعالى: انظروا هل تجدوا لعبدي نافلة من صلاة تتمون بها ما نقص من الفريضة ... " الحديث (¬2) وفيه فضيلة النافلة وأنها تكمل بها الفريضة فضلًا من الله. (طب (¬3) عن عائذ) بالذال المعجمة (بن قرظ)، رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رواته ثقات. 8796 - "من صلى خلف إمام فليقرأ بفاتحة الكتاب. (طب) عن عبادة (ح) ". (من صلى خلف إمام) في جهرية أو سرية لإطلاقه (فليقرأ بفاتحة الكتاب) فإنه لا تجزئه قراءة الإِمام لها وحديث: "من صلى خلف إمام فقراءة الإِمام له قراءة" (¬4) يعارض هذا، وقد يقال: لو صح سنده لما عارضه لأن هذا عام لقراءة ¬

_ (¬1) أخرجه عبد الرزاق (153)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5669). (¬2) أخرجه النسائي (1/ 233)، وابن ماجه (1425) عن أبي هريرة. (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 22) رقم (37)، وانظر المجمع (1/ 291)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6348)، والصحيحة (2350). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 339)، وابن ماجة (850) عن جابر، وانظر العلل المتناهية (1/ 428).

الإِمام الفاتحة وغيرها، والمذكور هنا خاص بالفاتحة فيخص ذلك ولا تعارض بين خاص وعام، وإنما قلنا لو صح سنده لأنه ذكر الحافظ ابن حجر (¬1) أنه حديث ضعيف. (طب (¬2) عن عبادة) رمز المصنف لحسنه وفيه سعد بن عبد العزيز، قال الذهبي: تركوه. 8797 - "من صلى عليه مائة من المسلمين غفر له. (هـ) عن أبي هريرة". (من صلى عليه) صلاة الجنازة. (مائة من المسلمين غفر له) ظاهره كل ذنب وقد تقدم أقل من هذا العدد وتقدم وجه الجمع (هـ (¬3) عن أبي هريرة) ورواه عنه أبو الشيخ وغيره. 8798 - "من صلى على جنازة في المسجد، فلا شيء عليه (د) عن أبي هريرة". (من صلى على جنازة في المسجد، فلا شيء عليه) أي لا ذنب عليه ووقع في لفظ فلا شيء له والنسخة الصحيحة الأولى وقد صلى - صلى الله عليه وسلم - على سهل بن بيضاء في المسجد وكذلك سعد بن معاذ ففيه جواز صلاة الجنازة في المسجد (د (¬4) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وصالح مولى التوأمة أحد رجاله كذبه مالك وقال ابن حبان: تغير فصار يأتي بأشياء تشبه الموضوعات. 8799 - "من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة، ومن ختم القرآن فله ¬

_ (¬1) فتح الباري (2/ 242). (¬2) أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (291)، وانظر المجمع (3/ 317)، انظر ميزان الاعتدال (3/ 217)، والمغني (1/ 263)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5663): ضعيف جدًّا. (¬3) أخرجه ابن ماجة (1488)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6356). (¬4) أخرجه أبو داود (3191)، وانظر العلل المتناهية (1/ 412)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5667).

دعوة مستجابة. (طب) عن العرباض". (من صلى صلاة فريضة فله دعوة مستجابة) قيل: عقيب الصلاة ولا دليل بل يحتمل فيها (ومن ختم القرآن) أي تمه إلى آخره إذ هو عرف هذا اللفظ ويحتمل أنه عرف طاريء وأنه يشمل تمام الورد وإن كان يسيرًا: (فله دعوة مستجابة) وهذا عقيب الفراغ من قراءته فهو يريد أن الدعوة عقيب الصلاة والإجابة تحتمل التعجيل والتأجيل ولو إلى الآخرة. (طب (¬1) عن العرباض) بن سارية سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه عبد الحميد بن سليمان ضعيف. 8800 - "من صمت نجا. (حم ت) عن ابن عمرو". (من صمت) عن النطق بالشر. (نجا) من العقاب، فإنما يكب الناس على مناخرهم في النار إلا ألسنتهم، قال الغزالي (¬2): هذا من أفضل الخطاب وجوامع كلمه - صلى الله عليه وسلم - وجواهر حكمه، وآفات اللسان كثيرة من نحو الكذب والغيبة والنميمة وغيرها. (حم ت (¬3) عن ابن عمرو)، سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب، وقال النووي في الأذكار (¬4) بعد ما عزاه للطبراني وللترمذي: سنده ضعيف، وإنما ذكرته لأبينه لكونه مشهورًا، وقال العراقي: سنده للترمذي ضعيف، وهو عند الطبراني بسند جيد، وقال المنذري: رواة الطبراني ثقات، وقال ابن حجر: رواته ثقات. 8801 - "من صنع إليه معروف فقال لفاعله: "جزاك الله خيرًا" فقد أبلغ في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير 18/ 259 (647)، وانظر المجمع (7/ 172)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5666)، والضعيفة (3014). (¬2) إحياء علوم الدين (3/ 109). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 177، 159)، والترمذي (2501)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6367)، والصحيحة (536). (¬4) انظر: الأذكار (ص 783)، وتخريج أحاديث الإحياء (3/ 59)، وفتح الباري (11/ 309).

الثناء. (ت ن حب) عن أسامة بن زيد (صح) ". (من صنع إليه معروف فقال لفاعله: "جزاك الله خيرًا") مكافأة له بالمقال. (فقد أبلغ في الثناء) على من أحسن إليه إذ دعا له بالجزاء من الله وجعله خبرًا ونكره تعظيمًا له، وهل تسقط عنه المكافأة بالمال؟ لا تسقط عنه إذا كان واحدًا وإلا سقطت. (ت ن حب (¬1) عن أسامة بن زيد)، رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب، وذكر في العلل أنه سأل عنه البخاري فقال: هذا منكر، وسعد بن الحسن أحد رجاله كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير، ومالك ابنه مقارب الحديث. 8802 - "من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته عليها يوم القيامة. ابن عساكر عن علي". (من صنع إلى أحد من أهل بيتي) هم الذين حرمت عليهم الصدقة كما فسرهم بذلك زيد بن أرقم كما في صحيح مسلم. (يدا) نعمة ومروءة. "كافأته عليها يوم القيامة) ظاهره وإن كافئوه في الدنيا عليها، وفيه فضيلة عظيمة وحث بليغ على الإحسان إلى الآل. (ابن عساكر عن علي) (¬2) سكت عليه المصنف، وفيه عيسى بن محمَّد بن عمر بن علي بن أبي طالب، قال في الميزان عن الدارقطني: متروك، وعن ابن حبان: يروي عن [4/ 263] آبائه أشياء موضوعة وساق منها هذا الخبر. 8803 - "من صنع صنيعة إلى أحد من خلف عبد المطلب في الدنيا فعلي ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2035)، والنسائي في السنن الكبرى (10008)، وابن حبان (3413)، وانظر علل الترمذي (1/ 316)، وقال ابن أبي حاتم في العلل (2197): قال أبي: هذا حديث عندي موضوع بهذا الإسناد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6368). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (45/ 303)، وانظر: الميزان (5/ 380)، والمجروحين (2/ 122)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5677)، والضعيفة (4618) وقال: موضوع.

مكافأته إذا لقيني. (خط) عن عثمان". (من صنع صنيعة إلى أحد من خلف عبد المطلب) بن هاشم، يحتمل أنه يفسر ما سلف من لفظ: "أهل بيتي" (في الدنيا فعلي مكافأته إذا لقيني) يوم القيامة، وفيه أن من أساء إليهم فهو خصمه - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة. (خط (¬1) عن عثمان بن عفان) سكت عليه المصنف وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه النسائي وقد وثق، وأبان بن عثمان متكلم فيه، قال ابن الجوزي في العلل: حديثه لا يصح، ورواه الطبراني في الأوسط، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن المذكور وهو ضعيف. 8804 - "من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ. (حم ق ن) عن بن عباس" (صح). (من صور صورة) ذات روح كما يدل له آخره (في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ) ألزم ذلك وطوقه ولا يقدر على ذلك، فهو كناية عن دوام تعذيبه، واستفيد منه جواز التكليف بالمحال في الدنيا كما جاز في الآخرة ولا يخفى أنه لا قياس لأحوال دار التكليف على دار لا تكليف فيها، ولا أن المراد التكليف هنا وطلب الامتثال بل تعذيبه على كل حال، وإظهار عجزه عن تعاطيه مبالغة في توبيخه، وإظهار لقبح فعله، ذكره القرطبي، وهو وعيد شديد قال على أن تصوير ذي روح من الكبائر، وفيه أنه لا وعيد على تصوير ما لا روح له كالأحجار والأشجار، وليس علة القبح التشبيه بخلق الله وإلا لاقتضت تحريم تصوير ما ذكر مما لا روح فيه، وقد أفتى بجوازه ابن عباس ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 103)، والطبراني في الأوسط (1446)، وانظر العلل المتناهية (1/ 286)، والمجمع (9/ 173)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5678).

وغيره. (حم ق ن (¬1) عن ابن عباس) (صح). 8805 - "من ضار ضار الله به، ومن شاق شاق الله عليه (حم 4) عن أبي صرمة" (ح). (من ضار) بالضاد المعجمة وتشديد الراء: من أوصل ضررًا إلى مسلم أو معاهد، بل أو أي حيوان محترم بغير حق. (ضر الله به) أنزل به الضرر الشديد في الدنيا والآخرة أو في أحدهما (ومن شاق) بتشديد القاف: أوصل مشقة إلى غيره بغير حق (شق الله عليه) حمل عليه المشقة مجازاة له على ما فعله فإن الله حرم على العباد مضارة غيرهم ومشاقتهم بل أمرهم بخلاف ذلك، فخير الناس أحسنهم للناس وأحب عباد الله أنفعهم لعباده. (حم 4 (¬2) عن أبي صرمة) بصاد مهملة مكسورة وراء ساكنة: مالك بن قيس ويقال: ابن أبي قيس الأنصاري، نجاري شهد بدرًا وما بعدها وكان شاعرًا مجيدًا. رمز المصنف لحسنه وقال الترمذي: حسن، وقال في المنار: لم يبين لم لا يصح وذلك لأن فيه لؤلؤة (¬3) وهي لا تعرف. 8806 - "من ضحى طيبة بها نفسه محتسبًا لأضحيته كانت له حجابًا من النار. (طب) عن الحسن بن علي". (من ضحى) ذبح أضحيته أيام النحر (طيبة بها نفسه) من غير كراهة ولا تبرم بالإنفاق (محتسبًا لأضحيته) تقدم تفسيره غير مرة (كانت حجابًا له من النار) حائلًا بينه وبين دخولها، وفيه حث على تطييب النفس بالأضحية واحتسابها. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 216)، والبخاري (225)، ومسلم (2110). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 453)، وأبو داود (3635)، والترمذي (1940) وقال: حسن غريب، وابن ماجه (2342)، ولؤلؤة مولاة الأنصار قال الحافظ عنها: مقبولة (التقريب 8677)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6372). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 550).

(طب (¬1) عن الحسن بن علي)، سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه سليمان ابن عمرو النخعي وهو كذاب (¬2). 8807 - "من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه، وأصاب سنة المسلمين. (ق) عن البراء (صح) ". (من ضحى قبل الصلاة) صلاة العيد. (فإنما ذبح لنفسه) لا للقربة والسنة، لأن تفويت الوقت تفويت للموقت. (ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه) عبادته بالضحية (وأصاب سنة المسلمين) فيه أن التضحية بعد الصلاة سنة من سنن المسلمين التي سنها الله لهم وأنه لا ضحية لمن ضحى قبل الصلاة ولو كان ممن لا تلزمه الصلاة إذ لا دليل على التخصيص. (ق) (¬3) عن البراء). 8808 - "من ضحك في الصلاة فَلْيُعِدِ الوضوء والصلاة (خط) عن أبي هريرة". (من ضحك في الصلاة) وزاد في لفظ: "فقهقه (فَلْيُعِدِ الوضوء) لبطلانه بالقهقهة وبه أخد من قال بذلك وتقدم القول بعدم النقض وليعد: (الصلاة) لبطلانها بذلك اتفاقا فإن ظهر منه حرفان أو حرف يفهم كذا قيل. (خط (¬4) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وفيه عبد الكريم بن أمية عن الحسن عن أبي هريرة وعبد الكريم تالف، قال أحمد: ليس في الضحك حديث صحيح انتهى. رواه الدارقطني من عدة وجوه بعدة أسانيد كلها باطلة. 8809 - "من ضرب غلاما له حدًّا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه. (م) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني (3/ 84) رقم (2736)، وانظر المجمع (4/ 17)، وأورده الألباني في ضعيف الجامع (5679)، والضعيفة (529) وقال: موضوع. (¬2) انظر: المجروحين (1/ 333)، ولسان الميزان (3/ 97). (¬3) أخرجه البخاري (5226)، ومسلم (1961). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 379)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5680).

عن ابن عمر (ح) ". (من ضرب غلاما له) مملوكًا ذكرًا أو أنثى (حدًّا لم يأته) لم يفعل ما يوجبه وفيه أن للسيد إقامة الحد على مملوكه وفيه جواز ضربه [4/ 264] دون الحد تأديبًا وقد قيده حديث آخر بأن له التأديب ما لم يجاوز عشرة أسواط (أو لطمه) ضربه على وجهه بغير جناية منه كذا قيده البعض والظاهر أنه يحرم ضرب الوجه مطلقًا لأحاديث في ذلك فيحتمل أنه لا يباح له التأديب فيه (فإن) فعل كان: (كفارته) كفارة ما ذكر من الضرب المقيد ولطم الوجه (أن يعتقه) وظاهره أنه لا يعتق إلا بالاعتاق لا بمجرد فعل ما ذكر وقد بحثنا فيه في حواشي ضوء النهار. (م (¬1) عن ابن عمر) ولم يخرجه البخاري. 8810 - "من ضرب مملوكه ظالما أقيد منه يوم القيامة. (طب) عن عمار (ح) ". (من ضرب مملوكه) أي ضرب (ظالمًا) في ضربه بأن يضربه لا للتأديب أو نحوه (أقيد منه) اقتص منه. (يوم القيامة) فإنه يوم الجزاء وليس على السيد شيء في الدنيا من قصاص ولا غيره وفيه أنه لا يحل للسيد في عبده إلا ما أباحه الله له (طب (¬2) عن عمار بن ياسر) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: كالترمذي رجاله ثقات. 8811 - "من ضرب بسوط ظلما اقتص منه يوم القيامة (خد هق) عن أبي هريرة (ح) ". (من ضرب) أي حيوان. (بسوط) أو بيد وإنما أخرج على الغالب (ظلمًا) لمن ضربه بأن يفعل ما لم يأذن له فيه الشارع. (اقتص منه يوم القيامة) فإن الله حرم ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1657). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (4/ 238)، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 378)، والبخاري في الأدب المفرد (181)، عن عمار أيضًا، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6376) وحسنه في الصحيحة (2352).

الأبدان فمن فعل محرما انتصف الله منه (خد هق (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي كالمنذري: إسناده حسن انتهى. قال الشارح: وفيه عبد الله بن شقيق (¬2)، قال في الميزان: ثقة إلا أن فيه نصبًا، وقال يحيى: كان [سليمان] التيمي سيء الرأي فيه. 8812 - "من ضم يتيمًا له أو لغيره حتى يغنيه الله عنه وجبت له الجنة (طس) عن عدي بن حاتم (ح) ". (من ضم) كفل (يتيمًا له) أي قريبًا له كابن الأخ ونحوه (أو لغيره) بأن يكون من الأجانب (حتى يغنيه الله عنه) فلا يحتاج إلى كافل (وجبت له الجنة) بما يحمله من مؤنة اليتيم وفيه الأجر الجزيل لفاعل ذلك وتقدم فيه أحاديث (طس (¬3) عن عدي بن حاتم) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه المسيب بن شريك وهو متروك، قال الشارح: فرمز المصنف لحسنه غير لائق انتهى. قلت: كأن المصنف يعده حسنًا لغيره لكثرة ما في معناه. 8813 - "من ضن بالمال أن ينفقه، وبالليل أن يكابده فعليه بـ "سبحان الله وبحمده". أبو نعيم في المعرفة عن عبد الله بن حبيب". (من ضن) من الضنة البخل (بالمال أن ينفقه) في وجوه الخير (وبالليل أن يكابده) أن يتحمل ضيق قيامه بالصلاة والتلاوة (فعليه) فليلزم عوضا عما ذكر قول: (سبحان الله وبحمده) مكررًا لها لا يفتر عنها وفيه أن هذا الذكر بخصوصه يقوم مقام القرب البدنية والمالية، ويحتمل أنه يراد مطلق التسبيح ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (186) والبيهقي في السنن (8/ 45)، وانظر المجمع (10/ 353)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6374). (¬2) انظر الميزان (4/ 120). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5345)، وانظر المجمع (8/ 162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5681)، وصححه في الصحيحة (2882).

والتحميد (أبو نعيم في المعرفة (¬1) عن عبد الله بن حبيب) سكت عليه المصنف، وفيه عبد الله بن سعيد بن كثير، قال الذهبي: فيه ضعف عن أبيه سعيد، قال السعدي: فيه غير لون من البدع. 8814 - "من ضيق منزلًا أو قطع طريقًا أو آذى مؤمنًا فلا جهاد له. (حم د) عن معاذ بن أنس (ح) ". (من ضيق منزلًا) من منازل المسلمين المباحة باغتصاب جانب منه (أو قطع طريقًا) بذلك ويوضع متاعه ونحوه فيه (أو آذى مؤمنًا) أعم من الأولين يحتمل أن هذا في تضييق منازل المجاهدين وطرقهم وأذيتهم بدليل قوله: (فلا جهاد له) ويلحق غيرهم بهم أيضًا؛ لأن مطلق الأذية محرم. (حم د (¬2) عن معاذ بن أنس) الجهني. وكان يحسن من المصنف تقييده باسم أبيه؛ لأنه إذا أطلق تبادر منه ابن جبل، رمز المصنف لحسنه وفيه أحمد بن إسماعيل بن عياش. 8815 - "من طاف بالبيت سبعًا وصلَّى ركعتين كان كعتق رقبة. (هـ) عن ابن عمر (ض) ". (من طاف بالبيت سبعًا) بالكعبة سبعة أشواط متطهرًا على الصفة المشروعة. (وصلى ركعتين) هما ركعتا الطواف يصليان خلف مقام إبراهيم. (كان) له من الأجر (كعتق رقبة) وفيه فضيلة ما ذكر. (هـ (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح وقد رواه الترمذي وحسنه بلفظ: "من طاف بهذا البيت أسبوعًا فأحصاه كان كعتق رقبة". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (11/ 380 رقم 3627)، والديلمي في الفردوس (5657)، وانظر فيض القدير (6/ 174)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6377). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 440)، وأبو داود (2629)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6378). (¬3) أخرجه ابن ماجه (2956)، وانظر العلل المتناهية (2/ 572)، والترمذي (959)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6379).

8816 - "من طاف بالبيت خمسين مرة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. (ت) عن ابن عباس (ض) ". (من طاف بالبيت خمسين مرة) كل مرة سبعة أشواط بركعتيها. (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) فينبغي تحري هذا العدد لمن وفد بيت الله حتى يتم له في عمره هذا العدد. (ت (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال ابن الجوزي: فيه يحيى بن اليمان قال أحمد: ليس بحجة، وقال ابن المديني: تغير حفظه، وقال أبو داود: يخطيء في الأحاديث ويقلبها. 8817 - "من طلب الشهادة صادقا أعطيها، ولو لم تصبه. (حم م) عن أنس (صح) ". (من طلب الشهادة) [4/ 265] في سبيل الله. (صادقًا) في طلبها بالدعاء أو التعرض لها. (أعطيها) أي أجرها بأن يبلغه الله منازل الشهداء. (ولو لم تصبه) الشهادة بأن مات على فراشه، وهذا يدل على أن من نوى شيئًا من أفعال الخير ولم يتم له لعذر يكون بمنزلة من عمله. (حم م (¬2) عن أنس). 8818 - "من طلب العلم كان كفارة لما مضى. (ت) عن سخبرة". (من طلب العلم) الشرعي (كان) طلبه (كفارة لما مضى) من الذنوب، قيل هذا فيمن طلبه فكيف بمن علمه الناس. (ت (¬3) عن سخبرة) بالمهملة مفتوحة فخاء معجمة فموحدة فراء، هو الأزدي في صحبته خلاف، سكت عليه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (866)، وانظر العلل (2/ 574)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5682)، والضعيفة (5103). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 244) وأبو داود (1520)، والنسائي (6/ رقم 3162)، والترمذي (1654) من حديث معاذ، ومسلم (1908) عن أنس. (¬3) أخرجه الترمذي (2648)، والطبراني في الكبير (7/ 138) رقم (6615)، وانظر المجمع (1/ 123)، والإصابة (3/ 35)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5686): موضوع.

المصنف، وقال مخرجه الترمذي: هذا حديث ضعيف الإسناد، ورواه الطبراني في الكبير، قال الهيثمي: وفيه أبو داود الأعمى كذاب. 8819 - "من طلب العلم تكفل الله له برزقه. (خط) عن زياد بن الحارث الصدائي". (من طلب العلم) النافع. (تكفل الله له برزقه) هو تعالى متكفل برزق الخلائق كلها ولكن المراد أنه يعفيه عن الأسباب كلها ويسوق إليه رزقه، وفيه شرف طلب العلم وأنه من أسباب الرزق. (خط (¬1) عن زياد بن الحارث الصدائي) بضم المهملة الأولى ثم مهملة مفتوحة نسبة إلى صداء قبيلة من اليمن، سكت عليه المصنف، وفيه يونس بن عطاء (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: قال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به. 8820 - "من طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع. (حل) عن أنس". (من طلب العلم) أي خرج لطلبه من منزله ولو إلى أقرب مكان (فهو في سبيل الله) كالمجاهد (حتى يرجع) إلى منزله، قال الغزالي: ويعم ما قال هذا وما قبله من الأحاديث في العلم النافع وهو الذي يزيد في الخوف من الله ويزهد في الدنيا ويقلل من الرغبة فيها، وكل علم لا يدعوك من الدنيا إلى الآخرة فالجهل أولى منه فاستعذ بالله من علم لا ينفع. (حل (¬3) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه خالد بن يزيد (¬4) يضعف. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/ 180)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5684) والضعيفة (4620): موضوع. (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 766). (¬3) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (10/ 290)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5645)، والضعيفة (2037). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (2/ 435)، وضعفاء العقيلي (2/ 17).

8821 - "من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار. (ت) عن كعب بن مالك". (من طلب العلم ليجاري به العلماء) يجري معهم في المناظرة والجدال ليظهر علمه رياء وسمعة (أو ليماري) يكابر. (به السفهاء) ويحاجهم، قال القاضي: المجاراة المفاخرة من الجري لأن كلا من المتفاخرين يجري مع الآخر، والمماراة: المحاجة والمجادلة: من المرية وهي الشك فإن كلا منهما يشك فيما يقوله صاحبه ويشككه بما يورده على حجته والسفهاء الجهال فإن عقولهم ناقصة مرجوحة بالإضافة إلى عقول العلماء (أو ليصرف به) بسبب ما علمه (وجوه الناس إليه) بميلها إلى الإقبال على توقيره وتعظيمه والقضية مانعة الخلق به لا الجمع (أدخله الله النار) لقبح ما أراده سواء حصل المراد أو لا، بل مجرد النية سبب للعذاب، وفيه أنه لا يطلب العلم إلا لوجه الله والعمل به. (ت (¬1) عن كعب بن مالك) سكت عليه المصنف في ما قوبل على خطه، وقال الشارح: رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: غريب وفيه إسماعيل بن يحيى بن طلحة قال الذهبي في الكبائر: واه، وقال في اللسان عن العقيلي في الباب عن جمع من الصحابة كلها لينة الأسانيد، قال: وقال العلائي: هذه الأحاديث بواطل. 8822 - "من طلق البدعة ألزمناه بدعته. (هق) عن معاذ". (من طلق البدعة) أوقع الطلاق بدعيًا. (ألزمناه بدعته) أي أمضينا طلاقه وإن كان آثمًا بإيقاعه، كذلك وهو من أدلة من ذهب إلى وقوع الطلاق البدعي والمسألة مبسوطة في مواضع أخرى. (هق (¬2) عن معاذ) سكت عليه المصنف، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2654)، والكامل في الضعفاء (1/ 332)، وانظر: ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 81)، وضعفاء العقيلي (2/ 130)، ولسان الميزان (3/ 91)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6383). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 327)، والدارقطني في السنن (4/ 45)، وانظر: لسان الميزان =

وقال في المطامح: سنده ضعيف، ورواه الدارقطني من هذا الوجه وقال: فيه إسماعيل بن أبي أمية البصري: متروك الحديث، وفي اللسان قال ابن حزم (¬1): حديث موضوع، وإسماعيل ساقط. 8823 - "من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين. (حم ق) عن عائشة، وعن سعيد بن زيد (صح) ". (من ظلم قيد) بكسر القاف وسكون التحتية أي قدر: (شبر من الأرض) التي لغيره ملكًا أو حقًّا (طوقه) بضم الطاء مبني للمفعول أي جعله الله طوقًا في عنقه. (من سبع أرضين) مر ذلك قريبا، وبيان ما فيه (حم ق (¬2) عن عائشة، وعن سعيد بن زيد) قال المصنف وهو متواتر. 8824 - "من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع. (م) عن ثوبان (صح) ". (من عاد مريضًا) ولو غير مسلم كما عاد - صلى الله عليه وسلم - اليهودي الذي كان يخدمه وكثيرًا من الناس لا يعود جاره وقريبه لتوهمه أنه عاص بسبب ملابسته ما يظن كذلك. (لم يزل في خرفة الجنة) بضم الخاء المعجمة وفتحها وسكون الراء: ما يخترف يجتنى من التمر، شبه ما يحوزه من الثواب بحوز المخترف بستانا بجنته [4/ 266] (حتى يرجع) وقيل: المراد بالخرفة هنا: الطريق، قال ابن جرير: وهو صحيح إذ معناه عليه أن عابره لا يزال سالكًا طريق الجنة لا أنه من الأمور التي يتوصل بها إليها انتهى. قلت: قد فسره - صلى الله عليه وسلم - بما قيل له: وما خرفة الجنة يا رسول الله؟ قال: جناها. ¬

_ = (1/ 394)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5690). (¬1) المحلى (10/ 165). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 64، 79، 252)، والبخاري (2320، 2321)، ومسلم (1610، 1612).

وفيه عظم شأن عيادة المريض. (م (¬1) عن ثوبان) مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. 8825 - "من عاذ بالله قد عاذ بمعاذ. (حم) عن عثمان، وابن عمر (ح) ". (من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ) أي التجأ إلى ملجأ شديد منج قال ابن العربي: فيه دليل على أن من صرح بالاستعاذة من أحد في شيء فليجب إليه وليقبل منه، وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - دخل على امرأة قد نكحها فقالت: أعوذ بالله منك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "لقد عذت بمعاذ الحقي بأهلك" (¬2). وقال عثمان لابن عمر: اذهب فاقض، قال: أو تعفيني، قال: عزمت عليك، قال: لا تعجل أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فذكره، قال: نعم، قال: فإني أعوذ بالله أن أكون قاضيًا. (حم (¬3) عن عثمان، وابن عمر) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 8826 - "من عال جاريتين حتى يدركا دخلت أنا وهو الجنة كهاتين. (م ت) عن أنس" (صح). (من أعال جاريتين) قام بكفايتهما وتربيتهما ومصالحهما، والمراد بنتين له أو أعم من ذلك (حتى يدركا) سن البلوغ (دخلت أنا وهو الجنة كهاتين) قارن دخوله الجنة دخوله - صلى الله عليه وسلم - وإن تفاوتت المنازل، وفيه فضيلة عظيمة لمن كان له ما ذكر ولا بد من تقييده بالصبر والاحتساب كما في غيره فلا يتضجر من تربيتهما فيحرم من كفالتهما كما يقع كثيرًا للأنام (م ت (¬4) عن أنس) وخرجه البخاري بقريب من لفظه. 8827 - "من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2568). (¬2) أخرجه البخاري مطولًا (5257). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 66)، وانظر المجمع (5/ 200)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6390). (¬4) أخرجه مسلم (2631)، والبخاري (6007) بنحوه والترمذي (1914).

ابن عساكر عن علي". (من عال أهل بيت من المسلمين) قام بكفايتهم (يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه) وفيه الحث على ذلك وإن زاد على يومه زيد في أجره. (ابن عساكر (¬1) عن علي). 8828 - "من عال ثلاث بنات فأدبهن وزوجهن وأحسن إليهن فله الجنة. (د) عن أبي سعيد (ح) ". (من عال ثلاث بنات) من بناته وهو الأظهر ويدخل من بنات غيره ممن لا كافل لهن فيه أيضًا (فأدبهن) بآداب الشريعة وعلمهن أمور الدنيا التي يعود عليهن نفعها (وزوجهن) أعان على ذلك (وأحسن إليهن) بسائر ما يتم به الإحسان (فله الجنة) قال الزين العراقي: في هذا الحديث تأكيد حق البنات على حق البنين لضعفهن عن القيام بمصالحهن من الاكتساب وحسن التصرف وجزالة الرأي. (د (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي: رجاله موثقون. 8829 - "من عد غدًا من أجله فقد أساء صحبة الموت (هب) عن أنس (ض) ". (من عد) بتشديد الدال المهملة من العد (غدًا) يومه الذي بعد يومه الذي هو فيه (من أجله فقد أساء صحبة الموت) لدلالة عده لأيام ما يستقبله من عمره على كراهة الموت وحب الحياة وهو حث على تقصير الأمل والاستعداد لنزول ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (13/ 61) والرافعي في أخبار قزوين (2/ 128)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5691)، وقال في الضعيفة (1852): موضوع. (¬2) أخرجه أبو داود (5147)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 34)، والمجمع (1/ 297)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5692).

الأجل والموت في كل حين (هب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه البيهقي عقيب إخراجه: هذا إسناد مجهول وروي من وجه آخر ضعيف. 8830 - "من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل، طيب الريح. (م د) عن أبي هريرة" (صح). (من عرض عليه) من واهب. (ريحان) نبت طيب من أنواع المشموم وليس المراد ما تعورف من النبت الذي على ساق فإنه عرف خاص يعمل به في الأثمان ونحوها. (فلا يرده) بل يقبله وظاهره التحريم لرده. (فإنه خفيف المحمل) بفتح الميم للأولى وكسر الثانية مصدر ميمي وفسر بقليل المنة. (طيب الريح) قيل تعليل ببعض العلة لا تمامها، والمراد لا يرده لأنه هديه قليلة نافعة ولا مؤونة فيها ولا منة ولا يتأذى المهدي لها فردها لا وجه له قال ابن القيم (¬2): هذا لفظ الحديث وبعضهم يرويه: "من عرض عليه طيب فلا يرده" وليس بمعناه. فإن الريحان يخف مؤنته ويتسامح به بخلاف نحوه مسك وعنبر انتهى. قال الشارح: ظاهره أن رواية الطيب منكره أو نادرة والأكثر ريحان وليس كذلك فقد قال ابن حجر: رواه أحمد وسبعة أنفس بلفظ الطيب، ورواه مسلم بلفظ الريحان قال: والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد (م د (¬3) عن أبي هريرة). 8831 - "من عزى ثكلى كسي بردا في الجنة. (ت) عن أبي برزة (ض) ". (من عزى) من التعزية: التبصير أي صبرها بذكر ما للمصاب من الأجر ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (10566)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5694)، والضعيفة (4621). (¬2) زاد المعاد (1/ 167). (¬3) أخرجه مسلم (2253)، وأبو داود (4172)، وانظر فتح الباري (5/ 209).

واساها بنظائرها (ثكلى) بفتح المثلثة، مقصور من فقدت ولدها (كسي بردا في الجنة) جزاء على ما كسى به قلبها من برد الصبر ونزع عنه من الجزع وكل ذلك لأن إدخال السرور على القلوب [4/ 267] من أحب الأشياء إلى الله (ت (¬1) عن أبي برزة) قال المصنف: ضعيف، قال الترمذي عقيبه: ليس إسناده بالقوي، قال البغوي: غريب. 8832 - "من عزى مصابا فله مثل أجره. (ت هـ) عن ابن مسعود". (من عزى مصابًا) أي مصاب بأي مصيبة بدنية أو دنيوية (فله مثل أجره) ما يماثله ويدانيه وإلا فلا يبلغ مساواته، وفيه أن من زاده جزعًا وقلقًا وحزنًا كان عليه وزر شديد كما يتفق النساء بتجمعهن إلى ذات المصيبة فتزدنها إلهابًا وحزنًا بتعديد محاسن الهالك ونحو ذلك (ت هـ (¬2) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف هنا، وقال في الكبير إنه: ضعفه أبو داود، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث علي بن عاصم، وقال النووي في الأذكار: سنده ضعيف وذكره ابن الجوزي في الموضوعات لكن قال الزركشي: في تخريج الرافعي بعدما ساق للحديث طرقًا: هذا كله يرد على ابن الجوزي حيث ذكر الحديث في الموضوعات، وقال العلائي: وله طرق لا طعن فيها فليس واهنًا فضلًا عن كونه موضوعًا (¬3). 8833 - "من عشق فعف ثم مات مات شهيدًا. (خط) عن عائشة". (من عشق) قيل: العشق طمع يحدث في القلب قهرًا وكلما قوي زاد صاحبه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1076)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5695). (¬2) أخرجه الترمذي (1073)، وابن ماجة (1602)، وانظر الموضوعات (3/ 206)، والكامل في الضعفاء (5/ 193)، وضعفاء العقيلي (2/ 395)، والأذكار (ص 349)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5696). (¬3) انظر: البدر المنير (5/ 351 - 355).

قلقًا وضجرًا فيلتهب به الصدر فيحرق الدم من الصفراء سوداء وطغيانه يفسد الفكر فتؤدي إلى الجنون فربما مات أو قتل نفسه وإذا كان فعل القلب وأكثر أفعاله ضروريات فلا يؤاخذ به بل يؤجر عليه كذا قيل. قلت: مباديه اختيارية ولذا ثبت أن مبدأه النظر والسماع (فعف) حفظ نفسه عن إيثار حظها وراقبها على مراد الله. (ثم مات) أتى بالفاء في الأول بأن العفة تعقب العشق ويتم في الثاني تأخر الموت الذي سببه العشق عنه (مات شهيدًا) له أجر الشهداء؛ لأنه جاهد نفسه وهو أعظم الجهاد حتى قتلها في محبة إيثار مراد الله، وقد أطال ابن القيم في "الجواب الشافي (¬1) " الكلام على العشق وأنواعه والحسن منه والقبيح والكلام على هذا الحديث (خط (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وفيه أحمد بن محمَّد بن مسروق (¬3) أورده الذهبي في الضعفاء، وقال: لينه الدارقطني، وسويد بن سعيد فإن كان هو الدقاق (¬4) فقد قال علي بن عاصم منكر الحديث، وإن كان الذي خرج له فقد أورده الذهبي في الضعفاء (¬5) وقال: قال أحمد: متروك، وأبو حاتم صدوق، وفيه أيضًا أبو يحيى القتات (¬6). 8834 - "من عشق فكتم وعف فمات فهو شهيد. (خط) عن ابن عباس". (من عشق فكتم) هواه وصبر على بلاه، لم يطلق لسانه بالأشعار في محبوبه ولا بإظهار مطلوبه بل كان كما قالت ليلى إن ثبت لها ذلك أنه لما مات المجنون ¬

_ (¬1) الجواب الشافي (ص 159). (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (12/ 479)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5697): موضوع. (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 57)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 89). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 290). (¬5) انظر المغني في الضعفاء (1/ 290)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 32). (¬6) انظر المغني في الضعفاء (1/ 224).

من حبها أنشدت (¬1): باح مجنون عامر بهواه ... وكتمت الهوى فمت بوجدي فإذا كان في القيامة يدعى ... من قتيل الهوى تقدمت وحدي قال أفلاطون: ما أعلم ما الهوى غير أني أعلم أنه جنون إلهي لا محمود صاحبه ولا مذموم (وعف فمات) عطف على العفة لا على عشق ولذا أتى بالفاء وفي الأول عطف على عشق فأتى بثم والعطف على كل له وجه وجيه: الأول: لأنه الأصل الأصيل. الثاني: لأنه الأقرب. (فهو شهيد). (خط (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه سويد بن سعيد، قال ابن معين: لو كان لي فرس ورمح لغزوته، وقال ابن الجوزي: مدار الحديث عليه فهو لا يصح لأجله، ورواه الحاكم من عدة طرق كلها معلولة وهذه أمثلها فقد قال ابن حجر عن بعضهم: أنه أقواها حتى يقال إن أبا الوليد الباجي نظم فيه: إذا مات المحب جوى وعشقًا ... فتلك شهادة يا صاح حقَّا رواه لنا ثقات عن ثقات ... إلى الحبر ابن عباس ترقا قال ابن القيم (¬3): هذا الحديث والذي قبله كل منهما موضوع، ولا يجوز كونه من كلام المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وأطال، لكن انتصر الزركشي لتقويته فقال: أنكره ابن معين وغيره على سويد لكنه لم يتفرد به فقد رواه الزبير بن بكار قال: [4/ 268] حدثنا عبد الملك ابن عبد العزيز الماجشون، عن عبد العزيز بن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس عنه - صلى الله عليه وسلم - فذكره، وهو إسناد صحيح وقد ذكره ابن حزم في معرض الاحتجاج به وقال: رواته ثقات. ¬

_ (¬1) الأبيات منسوبة إلى ليلى العامرية. (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 297)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5698): موضوع. (¬3) الجواب الشافي (ص 160).

8835 - "من عفا عند القدرة عفا الله عنه يوم العسرة. (طب) عن أبي أمامة" (ح). (من عفا) عمن أساء إليه. (عند القدرة) فإنه لا عفو مع العجز عن المعفو عنه ولذا قيل: كل عفوٍ أتى بغير اقتدار ... حجة لاجيء إليها اللئام (¬1) (عفا الله عنه يوم العسرة) يوم القيامة الذي لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة وفيه جزاء الشيء بمثله وهو بيان للأجر المذكور في قوله تعالى: {فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40] (طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه. 8836 - "من عفا عن دم لم يكن له ثواب إلا الجنة. (خط) عن ابن عباس". (من عفا عن دم) أي عن قود يجب له على غيره ويباح له إراقة دمه ويشمل ما كان بالقصاص عن بعض الأعضاء أيضًا وإن تفاوتت رتب الأجر (لم يكن له ثواب إلا الجنة) لعظم ما عفى عنه {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32] وفيه عظم مقدار الجزاء لعظم شأن المعفو عنه (خط (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه أحمد بن إسحاق البغدادي قال الخطيب: روى عنه أبو عوانه خبرًا يعني "من عفى ... " إلى آخره. 8837 - "من عفا عن قاتله دخل الجنة. ابن مندة عن جابر الراسبي". (من عفا عن قاتله) هذا خاص في عفو المقتول والأول في من له الدم (دخل الجنة) بعفوه عن أخيه وإن كان قد أتى بأعظم الذنوب عند الله تعالى فالعفو عن ¬

_ (¬1) البيت منسوب إلى المتنبي وعنده: كل حلم أتى بغير اقتدار ... جمة لاجيء إليها اللئام (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 128) رقم (7585)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5699): ضعيف جدًّا. (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (4/ 29)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5700)، والضعيفة (4622).

حق نفسه وأما حق الله وهتكه لحرمته وإباحته لما حرمه فأمره إلى الله (ابن مندة) (¬1) عن جابر الراسبي) نزل البصرة، قال الذهبي في الصحابة (¬2): جاء في حديث مظلم عن أبي شداد عنه والمصنف سكت عليه، وقد قال مخرجه ابن منده عقيب إخراجه: هذا حديث غريب إن كان محفوظًا. 8838 - "من علق تميمة فقد أشرك. (حم ك) عن عقبة بن عامر (صح) ". (من علق) على نفسه أو على طفل أو بهيمة أو نحوها (تميمة) هي ما تعلق من القلائد لدفع العين من حجارة أو ورق مكتوب أو غير ذلك (فقد أشرك) أي فعل فعل أهل الشرك، قال ابن عبد البر (¬3): إذا اعتقد الذي قلدها أنها ترد العين فقد ظن أنه ترد القدر واعتقاد ذلك شرك. قلت: قد فعل بعض الصحابة - رضي الله عنهم - تقليد الصبي لرق يكتب فيه أدعية نبوية فكأنه حمل هذا على نحو الحجارة، وفي النهاية (¬4): أنه خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين على زعمهم فأبطله الإِسلام انتهى؛ فلا إشكال على هذا. (حم ك (¬5) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته، وقال المنذري: رواه أبو يعلى بإسناد جيد، وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات. 8839 - "من علق ودعة فلا ودع الله له، ومن علق تميمة فلا تمم الله له. (حم ك) عنه (صح) ". (من علق ودعة) بفتح فسكون شيء أبيض يجلب من البحر يعلق في حلوق ¬

_ (¬1) عزاه في كنز العمال (39855) لابن منده، وانظر: شرح الزرقاني (4/ 253)، والإصابة (1/ 436)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5701). (¬2) جاء في الأصل "مسلم" والصواب ما أثبتناه انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 72 رقم 681). (¬3) انظر: فتح الباري (6/ 142)، وشرح الزرقاني (4/ 405). (¬4) النهاية (1/ 536). (¬5) أخرجه أحمد (4/ 156)، والحاكم (4/ 240)، وانظر المجمع (5/ 103)، والترغيب والترهيب 4/ 156، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6374)، والصحيحة (492).

الصبيان وغيرهم (فلا ودع الله له) قال في النهاية (¬1): أي لا جعله في دعة وسكون، وقيل: هو لفظ مبني من الودعة أي لا خفف الله عنه ما يخافه. (ومن علق تميمة فلا تمم الله له) انتهى. قلت: من شؤم هذه المذكورات أنه أسبق لها الدعاء على حاملها من لفظها، قال ابن حجر وغيره: يحمل ما في الخبر وغيره على ما ليس فيه قرآن ونحوه أما ما فيه ذكر الله فلا نهي عنه فإنه إنما يجعل للتبرك والتعوذ بأسمائه. (حم ك (¬2) عنه). رمز المصنف لصحته ورواه أيضًا عنه الطبراني، قال الهيثمي: رجالهم ثقات. 8840 - "من علم أن الصلاة عليه حق واجب دخل الجنة. (حم ك) عن عثمان" (صح). (من علم أن الصلاة عليه حق واجب دخل الجنة) باعتقاد أنها حق يقين لتضمنه تصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم - والعبودية لله ولا بدَّ من فعلها أيضًا ولأنه يفعلها على وجه التعبد لله. (حم ك (¬3) عن عثمان) رمز المصنف لصحته، وأقرَّه الذهبي في التلخيص لكنه قال في المهذب (¬4): فيه عبد الملك مجهول، وقال الهيثمي: رجال أحمد موثقون. 8841 - "من علم أن الله ربه، وأني نبيه، موقنا من قلبه، حرمه الله على النار. البزار عن عمران (ح) ". ¬

_ (¬1) النهاية (5/ 365). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 154)، والحاكم (4/ 417)، والطبراني في الكبير (17/ 297) رقم (820)، وانظر المجمع (5/ 103)، والكامل في الضعفاء (6/ 470)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5703)، والضعيفة (1266). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 60)، والحاكم (1/ 72)، وانظر المجمع (1/ 288)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5705). (¬4) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 1507).

(من علم أن الله ربه، وأني نبيه، موقنا من قلبه) علمًا صادرًا عن يقين. قلت: إن قيل العلم يطلق لغة كثيرًا على الظن فزيد هنا اليقين القلبي لبيان أنه أريد به العلم الأخص الذي لا ينتفي بشك ولا شبهة (حرمه الله على النار) فلا تمسه أصلًا، إن قيل: لا يكفي الإيقان القلبي حتى يضاف إليه القول والعمل، قلت: هو مقيد بغيره من الأحاديث. (البزار في مسنده (¬1) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عمران القصير وهو متروك وعبد الله بن أبي القلوص. 8842 - "من علم أن الليل يأويه إلى أهله فليشهد الجمعة. (هق) عن أبي هريرة (ض) ". (من علم أن الليل يأويه إلى أهله) ليلة السبت خطاب لأهل القرى التي لا تقام فيها الجمعة بأن من يأوي إلى بيته: أي يصل إليه ليلة السبت بعد عوده من البلد التي يصلي فيها الجمعة (فليشهد الجمعة) يحضر صلاتها ولا عذر له وهذا زيادة على ما أفادته الآية من أنه يلزم شهود الجمعة من يسمع النداء أو يحتمل أن الأمر في الآية للوجوب وهنا للندب. (هق (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وعده ابن الجوزي من الأحاديث الواهية وأعله بمعارك بن عباد، وقال الذهبي في المهذب (¬3): هذا الحديث ضعيف بمرة وفيه عبد الله ابن سعيد (¬4) متروك. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار في مسنده (3555)، وانظر المجمع (1/ 22)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5706). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 176)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5707)، والضعيفة (4623): ضعيف جدًّا. (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 4987). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 340).

8843 - "من علم الرمي ثم تركه فليس منا. (م) عن عقبة بن عامر (صح) ". (من علم الرمي) بالنشاب ويقاس عليه غيره. (ثم تركه) لم يتعهده؛ لأنه بترك المعاهدة ينسى. (فليس منا) من أهل طريقتنا فإنا لا نتركه لأن معرفته نعمة ينبغي معاهدتها وتقييدها لما فيه من الفوائد الدينية ونكاية الأعداء والظفر عند المناضلة وغير ذلك. (م (¬1) عن عقبة بن عامر). 8844 - "من علم علمًا فله أجر من عمل به، لا ينقص من أجر العامل. (هـ) عن معاذ بن أنس". (من علَّم) بفتح اللام المشددة: ألقى إلى غيره (علما فله مثل أجر من عمل به) لأن الدال على الخير كفاعله. (من غير أن ينقص من أجر العامل) بل لذلك أجر التعليم ولهذا أجر العمل (هـ (¬2) عن معاذ بن أنس) سكت عليه المصنف وفيه سهل بن معاذ ضعفه كثيرون لكن الترمذي حسن له، واحتج به الحاكم. 8845 - "من علّم آية من كتاب الله أو باب من علم أنمى الله أجره إلى يوم القيامة. ابن عساكر عن أبي سعيد". (من علّم) غيره. (آية من كتاب الله) يحتمل علمه لفظها أو معناها أو هما معا. (أو بابًا من علم) نافع فهمه معناه. (أنمى الله) من النماء: الزيادة. (أجره إلى يوم القيامة) لا زال أجره جاريا له إلى قيام الساعة وهو وقت انقطاع الأعمال وهو من الذين يجرى أجورهم بعد الموت. (ابن عساكر (¬3) عن أبي سعيد). 8846 - "من عمر ميسرة المسجد كتب الله له كفلين من الأجر. (هـ) عن ابن عمر". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1919). (¬2) أخرجه ابن ماجة (240)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6396). (¬3) أخرجه ابن عساكر (59/ 290)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5704)، والضعيفة (2595).

(من عمر) بتشديد الميم. (ميسرة المسجد) أي صلى في الجانب الأيسر من الصف في الجماعة (كتب الله له كفلين من الأجر) وسبب هذا أنه - صلى الله عليه وسلم - لما رغّب في ميامن الصفوف عطل الناس ميسرة المسجد، فقيل: له ذلك فذكره، وظاهره أن لأهل الميسرة كفلين من أجر أهل الميمنة، قال المؤلف وغيره ليس ذلك في كل حال وإنما خص بذلك هذه الحالة لما صارت معطلة قلت سيأتي التصريح بهذا في الحديث الثاني. (هـ (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف وقال الحافظ ابن حجر (¬2): في إسناده مقال. 8847 - "من عمّر جانب المسجد الأيسر لقلة أهلة فله أجران. (طب) عن ابن عباس". (من عمّر) بالتشديد (جانب المسجد الأيسر) بالصلاة في صفه (لقلة) المصلين فيه وهو عام للصفوف جماعة وخاص بالجماعة (فله أجران) قال ابن حجر: هذا وغيره إن ثبت لا يعارض حديث: "إنَّ الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" لأن ما ورد بمعنى عارض يزول بزواله انتهى. قلت: إذا كان يخشى تعطيل الميسرة فهو أفضل من الميمنة. (طب (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه بقية وهو مدلس، وقد عنعنه وهو ثقة. 8848 - "من عمّر من أمتي سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر. (ك) عن سهل بن سعد (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1007)، والطبراني في الأوسط (4678)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5709). (¬2) انظر فتح الباري (2/ 213). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 190) رقم (11459)، وانظر المجمع (2/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5708).

(من عمّر) بضم العين وتشديد الميم. (من أمتي) أمة الإجابة (سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر) أي بلغه في العمر عمرًا لا يبقى له عذر في التفريط معه. (ك (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط البخاري ولم يخرجاه، قال الزيلعي: ووهم فهو في البخاري بلفظ: "من عمره الله ستين سنة فقد أعذر الله إليه" (¬2) انتهى. قلت: ليس هو بعينه فلا توهيم. 8849 - "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد. (حم م) عن عائشة (صح) ". (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا) أي شرعنا الذي شرعناه. (فهو رد) أي مردود عليه فلا يقبل منه. هذا الحديث أصل من أصول الشريعة الغراء يدخل في عدة أبواب منها. (حم م (¬3) عن عائشة) علقه البخاري في صحيحه. 8850 - "من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يعمله. (ت) عن معاذ (ح) ". (من عيَّر) من عير تشديد المثناة التحتية. (أخاه) في الدين: لامه وعنفه. (بذنب) بسبب ارتكابه ذنبا وقيده الجماهير [4/ 270] بلفظ: "قد تاب منه". (لم يمت حتى يعمله) لأن من عاب عيب، وفيه الجزاء في دار الدنيا من جنس العمل. (ت (¬4) عن معاذ) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب وليس ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 428)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6397). (¬2) رواه البخاري (6419) عن أبي هريرة. (¬3) أخرجه أحمد (6/ 180)، ومسلم (1718)، والبخاري تعليقا (2/ 753). (¬4) أخرجه الترمذي (2505)، والطبراني في الأوسط (7244)، وابن أبي الدنيا في الصمت (رقم 288)، والبيهقي في الشعب (6697)، وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 82)، وانظر الكامل في الضعفاء (6/ 172)، وميزان الاعتدال (3/ 515) وقال الحافظ في بلوغ المرام (1515): سنده منقطع، والمقاصد الحسنة (ص: 660)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5710)، والضعيفة (178).

إسناده بمتصل انتهى. ووجه انقطاعه أن خالد بن معدان لم يدرك معاذًا، ثم فيه محمَّد بن الحسن بن أبي يزيد قال أبو داود وغيره: كذاب ومن ثمة أورده ابن الجوزي في الموضوعات ولم يتعقبه المؤلف إلا بقوله: إن له شواهد رمز المصنف لحسنه غير حسن. 8851 - "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدًا أو راح. (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (من غدا إلى المسجد) لطاعة لله (أو راح) ذهب إليه وجاء فإنه وإن كان الغدو أو الرواح للوقتين لكن المراد هنا مجرد الذهاب والرجوع والتردد إلى الطاعات ليكون ممن علق قلبه بالمساجد (أعد الله) هيأ (له نزلًا) محلًّا ينزله إذا كان مضموم النون والزاي، وإن كان ساكن الزاي فهو يعد ويهيأ للقادم من نحو ضيافة (من الجنة) فقوله من الجنة على الأول "من" للتبعيض، وعلى الثاني للتبيين (كلما غدا أو راح) أي لكل غدوة وروحة يعد له نزلًا، وفيه عظم أجر من اعتاد إتيان بيوت الله للطاعة وكون النزل ما يعد للقادم من الضيافة أوفق لجزاء من يأتي بيت الله؛ لأن من أتى بيت رجل أضافه وأكرمه (حم ق (¬1) عن أبي هريرة)، ورواه جماعة كأبي نعيم وغيره. 8852 - "من غدا إلى صلاة الصبح غدا براية الإيمان، ومن غدا إلى السوق غدا براية إبليس. (هـ) عن سلمان". (من غدا إلى صلاة الصبح) إلى المسجد أو نحوه (غدا براية الإيمان) بعلامته، لأن الراية علامة الجيش فالغادي بها حامل علامة الإيمان (ومن غدا إلى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 508)، والبخاري (662)، ومسلم (669).

السوق) ذهب إليه وقت الغداة عند ذهاب أهل الإيمان إلى الصلاة، وآثر الذهاب إلى السوق على الذهاب إلى المساجد (غدا براية إبليس) بعلامة جيوشه وجنوده فإن أهل الأسواق غالبهم من حزب الشيطان حيث آثر محلات الشياطين على بيوت الله وهذا في الغادي مؤثرًا للأسواق على المساجد فبكر إليها، لا في من يأتي الأسواق لطلب الحلال بعد أخذ حظه من الطاعات (هـ (¬1) عن سلمان)، سكت عليه المصنف، وفيه عيسى بن ميمون، قال في الكاشف (¬2): ضعفه ابن معين وغيره. 8853 - "من غدا أو راح وهو في تعليم دينه فهو في الجنة (حل) عن أبي سعيد". (من غدا أو راح وهو) أي غدوه ورواحه (في) طلب (تعليم دينه) أخذه العلم عن العلماء من علم السنة والكتاب (فهو في الجنة) أي مآله إليها، وهو في الدنيا معدود من أهل الجنة، أو أنه يجعل له من الالتذاذ بالعلم وتعلمه كأنه في الجنة (حل (¬3) عن أبي سعيد)، وقال: غريب من حديث مسعر عن عطية انتهى، وفيه الفضل بن الحكم وفيه كلام. 8854 - "من غرس غرسا لم يأكل منه آدمي ولا خلق من خلق الله إلا كان له صدقة. (حم) عن أبي الدرداء (ح) ". (من غرس غرسًا) أو زرع زرعًا (لم يأكل منه آدمي) بصدقة من مالكه أو بأي وجه من الوجوه (ولا خلق من خلق الله) أي ذي كبد حرًّا (إلا كان له صدقة) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5711). (¬2) انظر الكاشف (2/ 113)، والمغني (2/ 502). (¬3) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (7/ 251)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5712)، والضعيفة (4624): موضوع.

يؤجر عليه أجر الصدقة وإن لم ينوه ولا علم به، وفيه حث على إحياء الأراضي وغرسها، وقد سلف الكلام فيه في هذا الحرف، وفيه مدح عمارة الدنيا بالحرث ونحوه، والمذموم من الاشتغال بالدنيا هو ما يشغل عن الآخرة والأعمال بالنيات (حم (¬1) عن أبي الدرداء)، رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله موثقون وفيهم كلام لا يضر، وسبب رواية أبي الدرداء للحديث: أنه مر به رجل وهو يغرس غرسًا فقال: أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: لا تعجل علي سمعته يقول فذكره. 8855 - "من غزا في سبيل الله ولم ينو إلا عقالا فله ما نوى. (حم ن ك) عن عبادة بن الصامت (صح) ". (من غزا في سبيل الله) في الجهاد. (ولم ينو) بجهاده. (إلا عقالًا) أي إلا غنيمة وإن قَلَّت كحبل يعقل به البعير وبه مسمى الحبل، وقال جار الله: العقال: الشيء التافه الحقير، ضرب مثلًا له (فله ما نوى) من الأجر الدنيوي وهو أجره وهو خارج مخرج الزجر وإلا فقد ثبت حديث آخر: "إن للغانم أجرًا إلا إنه لا يساوي أجر من لم يغنم" (¬2) إلا أنه يحتمل أن ذلك لغانم نوى بغزوه وجه الله ولتكون كلمة الله العليا، وهذا في من لم يقصد به إلا الغنيمة، وفيه بحث أودعناه أوائل حاشية شرح العمدة (¬3) عند الكلام على حديث: الأعمال بالنيات (حم ن ك (¬4) عن عبادة بن الصامت)، رمز المصنف لصحته [4/ 271]. 8856 - "من غسل ميتًا فليغتسل. (حم) عن المغيرة (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 444)، وانظر المجمع (4/ 68)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6400). (¬2) انظر فتح الباري (6/ 8). (¬3) انظر: العدة حاشية على العمدة (1/ 56 - 60). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 315)، والنسائي (2/ 109)، والحاكم (2/ 12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6410).

(من غسل ميتا فليغتسل) قال أحمد بن حنبل: هو منسوخ، وبه جزم أبو داوود لخبر ابن عباس: "ليس عليكم في غسل ميتكم غسل إذا غسلتموه". ويجمع بينهما الحديث بالحمل لحديث الأمر عله الندب وبالنفي الإيجاب، أو المراد غسل الأيدي، قال ابن حجر: هذا أحسن ما يجمع بين مختلف هذه الأحاديث (حم (¬1) عن المغيرة) رمز المصنف لحسنه إستنادًا منه إلى ما قاله الحافظ ابن حجر: طرقه كثيرة وفيه كلام طويل وأسوأ أحواله أن يكون حسنًا فإنكار النووي على الترمذي تحسينه معترض، وقال الذهبي: طرقه أقوى من عدة أحاديث احتج بها الفقهاء انتهى. وذكر الماوردي: أن بعض المحدثين خرج له مائة وعشرين طريقًا، وقال الهيثمي: في سنده من لم يسم، وقال الترمذي في "العلل": إنه سأل عنه البخاري فقال: لا يصح في هذا الباب شيء، وقال ابن الجوزي: طرقه كلها لا تصح انتهى. قلت: ونفي الصحة لا ينافي إثبات التحسين. 8857 - "من غسل الميت فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ". (د هـ حب) عن أبي هريرة (صح) ". (من غسل الميت فليغتسل) ندبا لما سلف. (ومن حمله) نفسه أو نعشه (فليتوضأ) قال الخطابي: لم أر أحدًا قال بوجوب الوضوء من حمله، وقيل: معناه: ليكن حامله على وضوء ليتأهب للصلاة عليه فالمراد من أراد حمله (حم في هـ حب (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن وضعفه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 454) وابن أبي شيبة (3/ 47)، وأحمد (4/ 246)، وانظر علل الترمذي (1/ 142)، وفتح الباري (4/ 477)، وخلاصة الأحكام (339)، والعلل المشاهية (1/ 347)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6404). (¬2) أخرجه أبو داود (3161)، وابن ماجة (1463)، وابن حبان في (1161)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6402).

الجمهور، وقال الحافظ ابن حجر (¬1): ذكر له البيهقي طرقًا وضعفها ثم صحح وقفه، وقال البخاري: الأشبه موقوف. 8858 - "من غسل ميتا فستره ستره الله من الذنوب، ومن كفنه كساه الله من السندس. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (من غسل ميتًا فستره) ستر عورته عند غسله أو ستر ما يراه عليه ما يكرهه له. قال النووي: فيه أنه يسن إذا رأى الغاسل ما يعجبه أن يذكره وإذا رأى ما يكره فلا يحدث به انتهى. قلت: الحديث دلّ على الثاني فقط فلا يغشيه. (ستره الله من الذنوب) جزاء على ستره لأخيه (ومن كفنه) يحتمل حصل له كفنا ويحتمل ألبسه الكفن وخاطه (كساه الله من السندس) الذي هو حلل أهل الجنة وفيه إثبات دخوله الجنة (طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه وضعفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه أبو عبد الله الشامي لم أجد من ترجمه انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (¬3) فلم يصب فقد رواه الحاكم في المستدرك والبيهقي في المعرفة بزيادة ولفظه: "من غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعون كبيرة، ومن كفنه كساه الله من السندس والإستبرق، ومن حفر له قبرًا فكأنما أسكنه مسكنًا حتى يبعث" (¬4). 8859 - "من غسل ميتا فليبدأ بعصره. (هق) عن ابن سيرين مرسلًا". ¬

_ (¬1) انظر: التلخيص الحبير (1/ 136). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 281) رقم (8077)، وانظر المجمع (3/ 23)، والترغيب والترهيب (4/ 175)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6403)، والصحيحة (2353). (¬3) انظر الموضوعات لابن الجوزي (2/ 84). (¬4) رواه الحاكم (1/ 354)، والبيهقي في الشعب (9265)، والطبراني في الكبير (1/ 315) رقم (929)، وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 21) وقال: فيه أبو عبد الله الشامي روى عن أبي خالد ولم أجد من ترجمه، وانظر السلسلة الصحيحة (2353).

(من غسل ميتًا فليبدأ بعصره) يعني يمر يده على بطنه ليخرج ما فيه من أذى وهذا مندوب. (هق (¬1) عن ابن سيرين مرسلًا). قال البيهقي بعد إخراجه: راويه ضعيف. 8860 - "من غش فليس منا. (ت) عن أبي هريرة (صح) ". (من غش) خدع في أي أمر من الأمور الدينية أو الدنيوية لأي عبد مؤمن أو كافر ولذا أطلقه ولم يقل "غشنا" كغيره. (فليس منا) تكرر مثل هذا اللفظ والمراد الإخبار أن الغاش ليس من أهل صفة الإيمان فإن صفتهم التناصح في الدين، قال الطيبي: لم يرد نفيه عن الإِسلام بل نفى خلقه عن أخلاق المسلمين. (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح وقد أخرجه مسلم بلفظ: "من غشنا فليس منا"، بل عزاه المصنف نفسه إلى الشيخين في كتابه: الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة (¬3)، وقال: إنه متواتر. 8861 - "من غش العرب لم يدخل في شفاعتي، ولم تنله مودتي. (حم ت) عن عثمان (ضعيف) ". (من غش العرب) خدعهم وهذا خاص لشرف العرب خصهم بذلك (لم يدخل في شفاعتي) عقوبة لأنه غش من هم أصله - صلى الله عليه وسلم - ومن وصى فيهم (ولم تنله مودتي) قال الحكيم: غشهم أن يبعدهم عن الهدى أو يحملهم على ما يبعدهم من النبي - صلى الله عليه وسلم - فمن فعل ذلك فقد قطع الرحم بينهم وبينه - صلى الله عليه وسلم - فبسبب ذلك يحرم من شفاعته ومودته (حم ت (¬4) عن عثمان) كتب عليه المصنف: ضعيف، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 388)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5713)، والضعيفة (4625). (¬2) أخرجه الترمذي (1315)، ومسلم (101، 102). (¬3) انظر: قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة للسيوطي (ص: 196 رقم 73). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 72)، والترمذي (3928)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5715)، وقال =

الترمذي: غريب وفيه حفص بن عمرو الأحمسي، قال الذهبي (¬1): ضعَّفوه، وقال ابن تيمية: ليس عند أهل الحديث بذلك، وقال البخاري وأبو زرعة: هو منكر الحديث. 8862 - "من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار. (طب حل) عن ابن مسعود (ضعيف) ". (من غشنا فليس منا، والمكر) هو [4/ 272] من أنواع الغش. (والخداع) مثله. (في النار) أي صاحبهما وأخذ الذهبي من الوعيد أن الثلاثة من الكبائر (طب حل (¬2) عن ابن مسعود) كتب عليه المصنف ضعيف، وقال الهيثمي: بعد ما عزاه للطبراني في الكبير والصغير: رجاله ثقات وفي عاصم بن بهدلة كلام لسوء حفظه (¬3). 8863 - "من غل بعيرا أو شاة أتى يحمله يوم القيامة. (حم) والضياء عن عبد الله بن أنيس (صح) ". (من غل) قال المظهر: أي من سرق شيئًا في الدنيا من زكاة أو غيرها. (بعيرًا أو شاة أتى) به. (يحمله يوم القيامة) تشهيرًا له وتشديدًا في الغلول وهي تفسير لقوله تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران: 161]، وهو تعظيم لشأن حقوق العباد. (حم (¬4) والضياء عن عبد الله بن أنيس) رمز المصنف لصحته. ¬

_ = في الضعيفة (545): موضوع. (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 177)، وميزان الاعتدال (2/ 312). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 138) رقم (10234)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 189)، وانظر: المجمع (4/ 79)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6408)، والصحيحة (1058). (¬3) قال الحافظ في التقريب (3054): صدوق له أوهام حجة في القراءة وحديثه في الصحيحين مقرون. (¬4) أخرجه أحمد (3/ 498)، والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (148)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6409).

8864 - "من غلب على ماء فهو أحق به. (طب) والضياء عن سمرة (صح) ". (من غلب على ماء) سبق إليه في مباح. (فهو أحق به) من غيره لأنه بالسبق حازه. (طب (¬1) والضياء عن سمرة) رمز المصنف لصحته. 8865 - "من فاته الغزو معي فليغز في البحر. (طس) عن واثلة (ض) ". (من فاته الغزو معي) في صحبتي أو في حياتي وإن لم يصحبه، (فليغز في البحر) لقتال الكفار فيه أو في البر يعبر إليهم منه وذلك لفضيلة الغزو في البحر، وفي رواية: "فإن غزوه في البحر أفضل من غزوتين في البر". وفي لفظ: "من عشر غزوات". وقد تنازع الناس في الأفضل هل الغزو في البحر أو في البر وهذا دليل لمن فضل غزو البحر. (طس (¬2) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عمرو بن الحصين وهو ضعيف. 8866 - "من فدى أسيرًا من أيدي العدو فأنا ذلك الأسير. (طص) عن ابن عباس". (من فدى أسيرًا) من المسلمين، بذل فيه الفداء بالمال (من أيدي العدو) أنقذه منهم بالفدية (فأنا ذلك الأسير) أي فكأنه فداني وفكني من الأسر وخلصني من أيدي الأعداء ترغيب في فك الأسرى وفداءهم (طص (¬3) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي: فيه أيوب بن أبي حجر، قال أبو حاتم: أحاديثه صحاح، وضعفه الأزدي، وبقية رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 209) رقم (6868)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5716)، والضعيفة (3101). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8352)، وانظر المجمع (5/ 281)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5718). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (423) وانظر المجمع (5/ 332) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5721).

8867 - "من فر من ميراث وارثه قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة. (هـ) عن أنس". (من فر من ميراث وارثه) بأن فعل من الوصايا ما يفوت به إرثه ويقطعه عليه. (قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة) فإنه يرث المؤمنون منازل الذين يدخلون النار، كما ذكر في قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} [المؤمنون:10]، وقد عد قطع الميراث بالحيلة من الكبائر لهذا الحديث، وبه صرح الذهبي (هـ (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وفيه سويد بن سعيد (¬2) عن عبد الرحيم بن زيد العمي (¬3) عن أبيه (¬4) وهؤلاء الثلاثة ضعفاء، وقال الذهبي: في سنده مقال، وقال المنذري: ضعيف. 8868 - "من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة. (حم ت ك) عن أبي أيوب (صح) ". (من فرق بين والدة وولدها) بما يزيل ملك أحدهما عن يده ببيع أو هبة أو نحوهما وإن رضيت الأم والولد، وظاهره تحريم التفريق للوعيد بقوله: (فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة) وظاهره ولو مكلفًا وإليه ذهب البعض، وقال ابن العربي: إنه ظاهر الحديث وذهب الجمهور إلى أنه مقيد بقبل تمييز الولد عند الشافعية, وعند غيره بقبل البلوغ، وذهب مالك إلى جوازه قبل ذلك برضاها وهو خلاف ظاهر الحديث، ثم الحديث نص في الوالدة والولد وقد ألحق بهما غيرهما قياسًا لا نصًّا. (حم ت ك (¬5) عن أبي أيوب) رمز المصنف لصحته، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2703)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5723). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 290). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 2391). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 246)، وميزان الاعتدال (3/ 151). (¬5) أخرجه أحمد (5/ 412)، والترمذي (1283)، والحاكم (2/ 55)، وانظر: بيان الوهم والإيهام =

الترمذي: حسن غريب، قال ابن القطان: ولم يصححه لأنه من رواته ابن وهب عن حي بن عبد الله (¬1) وحي نظر فيه البخاري، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: لا بأس به فلا اختلاف فيه ولم يصححه انتهى. وجزم الحافظ ابن حجر (¬2) بضعفه وتبعه السخاوي ورد تصحيح الحاكم له بأنه منتقد. 8869 - "من فرق فليس منا. (طب) عن معقل بن يسار (صح) ". (من فرق) يحتمل أن المراد بين والدة وولدها إن شددت الراء والقرينة ما سلف، على المقدر ويحتمل أنه بسكون وكسرها أي خاف العباد دون الله تعالى. (فليس منا) كما سلف. (طب (¬3) عن معقل بن يسار)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه نصر بن طريف وهو كذاب. 8870 - "من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا" .. (حم ت هـ حب) عن زيد بن خالد (صح) ". (من فطر صائمًا) أعطاه ما يفطر به ولو جرعة من ماء (كان له مثل أجره) أي مثل أجر صومه (غير أنه لا ينقص) مما يعطاه المفطر (من أجر الصائم شيئًا) وينبغي للصائم قبول ما يعطاه أن يفطر به إعانة لأخيه على الآخرة وإجابته إن دعاه للعشاء. (حم ت هـ حب (¬4) عن زيد بن خالد)، رمز المصنف لصحته، ¬

_ = (3/ 521) وصححه الألباني في صحيح الجامع (6412). (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 199)، وميزان الاعتدال (2/ 401). (¬2) انظر التلخيص الحبير (3/ 15). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 228) رقم (535)، وانظر المجمع (4/ 107)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5722)، والضعيفة (3111): موضوع. (¬4) أخرجه أحمد (5/ 192)، والترمذي (807)، وابن ماجة (1746)، وابن حبان (8/ 216) (3429)، والنسائي (2/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6415).

وقال في اللسان (¬1): عن الميزان: ليس برديء هذا [4/ 273] من وجه ثبت. 8871 - "من فطر صائمًا أو جهز غازيًا فله مثل أجره. (هق) عنه (صح) ". (من فطر صائمًا أو جهز غازيًا) أعانه بالجهاز لغزوه (فله مثل أجره) أي أجر كل واحد منهما، وفيه حث على الأمرين بالغ وضم الصائم إلى المجاهد؛ لأن الكل جهاد ذلك لجيش الأعداء والآخر لجيش الشهوات. (هق (¬2) عنه) رمز المصنف لصحته، وقد أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجة. 8872 - "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. (حم ق 4) عن أبي موسى (صح) ". (من قاتل لتكون كلمة الله) وهي قول "لا إله إلا الله" أو كل كلمة أمر الله بها. (هي العليا) على كل كلمة سواها. (فهو في سبيل الله) فلا يكون في سبيل الله إلا من قتل لذلك، وقد فصلت الأحاديث طبقات المجاهدين بأن منهم من يقاتل للدنيا أو للغنيمة أو لإظهار الشجاعة. (حم ق 4 (¬3) عن أبي موسى) قال: سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمن يقاتل حمية ويقاتل رياءً أي ذلك في سبيل الله؟ فذكره. 8873 - "من قاتل في سبيل الله فواق ناقة حرم الله على وجهه النار. (حم) عن عمرو بن عنبسة (ح) ". (من قاتل في سبيل الله فواق ناقة) بضم للفاء والفتح للهمزة ما بين الحلبتين وهو منصوب، قال أبو البقاء: في نصبه وجهان: أحدهما الظرفية، والثاني أن يكون جاريًا مجرى المصدر. ¬

_ (¬1) انظر لسان الميزان (1/ 475). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 240)، وأخرجه الترمذي (1628)، والنسائي (2/ 256)، وابن ماجه (2759)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6414). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 392)، والبخاري (2810)، ومسلم (1904)، وأبو داود (2517)، والترمذي (1646)، والنسائي (6/ 23)، وابن ماجة (2783).

قلت: والأول أظهر أي قدر هذه المدة، وسواء قتل عدوًا أو نكاه أم لا بل إذا كان في صف المسلمين لإرهاب الأعداء عد مقاتلًا في سبيل الله (حرم الله على وجهه النار) أي منعها عنه. (حم (¬1) عن عمرو بن عنبسة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن عبيد الله وهو ضعيف. 8874 - "من قاد أعمى أربعين خطوة وجبت له الجنة. (ع طب عد حل هب) عن ابن عمر (عد) عن ابن عباس، وعن جابر (هب) عن أنس". (من قاد أعمى أربعين خطوة) هداه الطريق. (وجبت له الجنة) لإعانته هذا المبتلى على طريقه إلى الخير، ومعلوم أنه لا أجر له لو قاده إلى معصية (ع طب عد حل هب (¬2) عن ابن عمر)، قال الهيثمي: فيه عندهما علي بن عروة وهو كذاب، قلت: المصنف سكت عليه (عد عن ابن عباس، وعن جابر) بعدة أسانيد فيها عدة ضعفاء، (هب عن أنس) أخرجه من طريقين في أحدهما المعلى بن هلال، وفي الآخر أبو داود النخعي وبقية بن أسلم الثلاثة كذابون. 8875 - "من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه. (خط) عن ابن عمر". (من قاد أعمى أربعين خطوة غفر له ما تقدم من ذنبه). (خط (¬3) عن ابن عمر) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 387)، وانظر المجمع (5/ 275)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5724). (¬2) أخرجه أبو يعلى في مسنده (5613)، والطبراني في الكبير (12/ 353) رقم (13322)، وابن عدي في الكامل (2/ 104)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 158)، والبيهقي في الشعب (7625) جمعيهم عن ابن عمر، وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 138) عن ابن عباس وعن جابر (7/ 65)، وأخرجه البيهقي في الشعب (7629)، والخطيب البغدادي في تاريخه (9/ 17) عن أنس، وانظر مجمع الزوائد (3/ 138)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5726). (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (5/ 105)، وانظر كشف الخفاء (2/ 353)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5725)، والضعيفة (4626).

سكت عليه المصنف، وفيه عبد الباقي بن قانع (¬1) أورده الذهبي في الضعفاء, وقال: قال الدارقطني: يخطيء كثيرًا، والمعلى بن مهدي (¬2) قال أبو حاتم: يأتي بالمنكر. 8876 - "من قال لا إله إلا الله نفعته يومًا من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه. البزار (هب) عن أبي هريرة (صح) ". (من قال لا إله إلا الله) ظاهره وإن لم يخلص بها قلبه، إلا أنه قد قيد في غيره فيحتمل حمله عليه (نفعته يومًا من دهره) وهي آخرته (يصيبه قبل ذلك) قبل دهر النفع (ما أصابه) من العذاب ومقدماته وذلك أن آخر نفعها أن يخرجه من النار وفيه الحث على ادخار هذه الكلمة والمراد مقرونة بالإقرار أن "محمدا رسول الله". (البزار هب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 8877 - "من قال لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة. البزار عن أبي سعيد (صح) ". (من قال لا إله إلا الله مخلصًا) قال الغزالي (¬4): معنى الإخلاص مساعدة الحال للمقال، وفي الجامع الكبير قيل: "وما إخلاصها؟ قال: أن تحجزه عن معاصي الله (¬5) (دخل الجنة) ولو بعد أن يمسه العذاب، وقد سلف في الجزء الأول كلام الناس في هذه الأحاديث حتى قيل: إنها قبل نزول الفرائض والأحكام (البزار (¬6) ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 365)، وميزان الاعتدال (4/ 238). (¬2) انظر ميزان الاعتدال (6/ 478)، والمغني في الضعفاء (2/ 670). (¬3) أخرجه البزار (3)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 126) والبيهقي في الشعب (97)، والطبراني في الأوسط (6396)، والصغير (393)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6434). (¬4) إحياء علوم الدين (1/ 303). (¬5) رواه الطبراني في الأوسط (1235)، وفي الكبير (5/ 197) رقم (5074)، وانظر كشف الخفاء (2/ 345). (¬6) أخرجه البزار ص: 3 زوائده، وأخرجه ابن حبان في صحيحه (1/ 4 موارد) وأحمد في المسند =

عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، لكن من روى عنه البزار لم أقف له على ترجمة انتهى؛ والحافظ العراقي تارة حسن هذا الحديث وتارة ضعفه (¬1). 8878 - "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرست له بها نخلة في الجنة. (ت حب ك) عن جابر (صح) ". (من قال: سبحان الله العظيم) تقدم الكلام على سبحان وأنه علم للتسبيح، والمراد أنزه الله العظيم في كل أمر. (وبحمده) أي أسبّحه حامدًا له وهو جمع بين التخلية والتحلية، خلاه الله تعالى عن كل قبيح، ثم حلاه تعالى بكل ثناء صحيح. (غرست له بها) بهذه الكلمة. (نخلة في الجنة) وإذا كان له فيها غرس دخلها فإن الله لا يمنعه عن ما غرسه له فليكثر العبد لنفسه من هذا الغرس ويسقيه بدوام الطاعة لمولاه ويحذر المعاصي المحبطات فإنها تقلع هذا الغرس من الأساس. (ت حب ك (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وفي الكبير للمصنف أنه قال الترمذي: حسن غريب انتهى، وقال الحاكم [4/ 274]: صحيح على شرط مسلم. 8879 - "من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر .. (حم ق ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (من قال: سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة) سواء كانت متوالية أو متفرقة. (حطت خطاياه) وضعتها عنه كأنها كانت على ظهره فحطها هذا القول ¬

_ = (5/ 236) والحلية (7/ 174) عن معاذ، وابن عدي في الكامل (7/ 83)، وانظر كشف الخفا (2/ 345)، وانظر المجمع (1/ 17)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6433). (¬1) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (2/ 82) و (1/ 242). (¬2) أخرجه الترمذي (3464)، وابن حبان (826)، والحاكم (1/ 501)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6429)، والصحيحة (64).

عنه. (وإن كانت) في الكثرة. (مثل زبد البحر) وهو كناية عن الكثرة عرفًا، قال ابن بطال: والفضائل الواردة في التسبيح والتحميد ونحو ذلك إنما هي لأهل الشرف في الدين، والكمال كالطهارة من الحرام وغيره ذلك فلا يظن ظان أن من أدمن الذكر وأصر على ما شاء من شهواته وانتهك دين الله وحرمته أن يلحق بما قاله سنن المطهرين ويبلغ منازل الكاملين لكلام أجراه على لسانه ليس معه تقوى لله ولا عمل صالح (حم ق ت هـ (¬1) عن أبي هريرة) رواه الترمذي بلفظ: "غفرت له ذنوبه" ولم يقل "في يوم". وقال: هذا حديث حسن صحيح. 8880 - "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار. (ت) عن ابن عباس". (من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار) قال ابن الأثير (¬2): النهي يحتمل وجهين: أحدهما: أن يكون له في الشيء رأي وإليه يميل طبعه وهواه فتناول القرآن على وفقه محتجًّا به لفرضه ولو لم يكن له هوى لم يلح منه ذلك المعنى أي لم يظهر له وهذا يكون تارة مع العلم كمن يحتج بآية منه على تصحيح بدعته عالمًا أنه غير مراد من الآية. وتارة يكون مع الجهل: بأن تكون الآية تحتمله فيميل فهمه إلى ما توافق غرضه ويرجحه برأيه إذ لولاه لم يترجح عنده ذلك الاحتمال وتارة يكون له غرض صحيح يتطلب له دليلًا من القرآن فيستدل بما يعلم أنه لم يرد به كمن يدعو إلى مجاهدة القلب القاسي بقوله: {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [النازعات: 17] ويشير إلى قلبه ويوميء إلى أنه المراد بفرعون وهذا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 302)، والبخاري (6405)، ومسلم (2691)، والترمذي (3466)، وابن ماجة (3812). (¬2) انظر: جامع الأصول (2/ 3)، والجامع لأحكام القرآن (1/ 33).

يستعمله بعض الوعاظ في المقاصد الصحيحة تحسينا للكلام وترغيبًا للسامع وهو ممنوع. الثاني: أن يتسارع إلى تفسيره بظاهر العربية بغير استظهار بالسماع والنقل الذي يتعلق بغرائب القرآن وما فيه من الألفاظ المبهمة والمبدلة والاختصار والحذف والإضمار والتقديم والتأخير فمن لم يحكم ظاهر التفسير وبادر إلى استنباط المعاني بمجرد فهم العربية كثر غلطه ودخل في زمرة من فسر القرآن بغير علم إلى هنا كلامه. (ت (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وفي الكبير قال الترمذي: صحيح وقد أخرجه أبو داوود وغيره، قال الشارح: وفيه من جميع جهاته عبد الأعلى بن عامر (¬2) الكوفي قال أحمد وغيره ضعيف وردوا تصحيح الترمذي له. 8881 - "من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ. (3) عن جندب". (من قال في القرآن) مفسرًا له (برأيه) بما خطر بباله من غير علم (فأصاب) ما أراده الله به (فقد أخطأ) في تكلمه بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير؛ لأنه مقامًا ليس له به علم وقد نهى الله عن ذلك بقوله: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ...} الآية. [الإسراء: 36]. (3 (¬3) عن جندب)، قال الشارح: إنه رمز المصنف لحسنه ولعله لاعتضاده وإلا ففيه سهل بن عبد الله بن أبي حزم (¬4) تكلم فيه أحمد والبخاري والنسائي وغيرهم، وقال الترمذي: تكلم فيه بعضهم انتهى؛ ولم أجد ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2950)، وأحمد (1/ 233)، والنسائي في السنن الكبرى (8085)، والطبراني في الكبير (12/ 35) رقم (12392)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5737). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 364)، وميزان الاعتدال (4/ 235). (¬3) أخرجه أبو داود (3652)، والترمذي (2952)، والنسائي في الكبرى (8086)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5736). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (3/ 340)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 29).

الرمز في ما قوبل على خط المصنف. 8882 - "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. (ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". (من قام رمضان) أي قام بالطاعة في لياليه من تلاوة أو صلاة أو علم شرعي أو ذكر الله. (إيمانًا) تصديقًا بوعد الله الإثابة. (واحتسابًا) اعتدادًا بأن ذلك مرقوم عند الله تعالى (غفر له ما تقدم من ذنبه) سلف الكلام غير مرة أنهم يحملون الوعد بغفران الذنوب في مثل هذا على الصغائر وسلف البحث فيه وأنها لم تقم الأدلة الباهرة بأنه لا يغفر الكبائر إلا التوبة، وحررنا ذلك في رسالة، ثم رأيت بعد ذلك أنه قد نازع في ذلك صاحب الذخائر وقال: فضل الله أوسع، وكذا ابن المنذر، وقال حديث: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" (¬1) قال يغفر له جميع ذنوبه صغارها وكبارها، وحكاه ابن عبد البر في التمهيد (¬2) عن بعض معاصريه. (ق4 (¬3) عن أبي هريرة). 8883 - "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. (خ 3) عنه (صح) ". (من قام ليلة القدر) أي وافق قيامه تلك الليلة (غفر له ما تقدم من ذنبه) وفي رواية: "وما تأخر" قال ابن رجب: ولا يتأخر تكفير الذنوب بها إلى انتهاء الشهر بخلاف قيام رمضان وصيامه، وقد يقال: يغفر له عند استكمال القيام في آخر ليلة [4/ 275] منه عند تمام نهارها وتأخر المغفرة بالصوم إلى إكمال النهار ¬

_ (¬1) رواه البخاري (35)، ومسلم (760) من حديث أبي هريرة. (¬2) انظر: التمهيد (7/ 95 - 98) و (22/ 255). (¬3) أخرجه البخاري (37)، ومسلم (759)، وأبو داود (1371)، والترمذي (808)، والنسائي (8/ 117)، وابن ماجة (1326).

بالصوم. (خ 3 (¬1) عنه أي عن أبي هريرة). 8884 - "من قام ليلتي العيد محتسبًا لله تعالى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. (هـ) عن أبي هريرة (ض) ". (من قام ليلتي العيد) الفطر والأضحى أحياهما. (محتسبًا لله تعالى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب) لحب الدنيا وشهواتها بل يلاطف ويدافع عنه ما يقسي القلب ويميته (هـ (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 8885 - "من قام في الصلاة فالتفت رد الله عليه صلاته. (طب) عن أبي الدرداء". (من قام في الصلاة) فريضة أو نفلًا (فالتفت) إلى غير جهة القبلة (رد الله عليه صلاته) أي لم يقبلها ولم يثبه عليها. (طب (¬3) عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه يوسف بن عطية وهو ضعيف. 8886 - "من قام مقام رياء وسمعة فإنه في مقت الله حتى يجلس. (طب) عن عبد الله الخزاعي (ح) ". (من قام مقام رياء وسمعة) تقدم تفسيرهما. (فإنه في مقت الله) في بغضه له ولمقامه. (حتى يجلس) أي ويتوب عن ذلك (طب (¬4) عن عبد الله الخزاعي) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه يزيد بن عياض وهو متروك. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (35)، وأبو داود (1372)، والترمذي (683)، والنسائي في المجتبى (4/ 156). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1782)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5742)، وقال في الضعيفة (521) ضعيف جدًّا. (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير وقد عزاه الهيثمي في المجمع (2/ 81)، والترغيب والترهيب (1/ 209)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5741). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 101)، والمجمع (10/ 223)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5743): موضوع.

8887 - "من قبل بين عيني أمه كان له سترًا من النار. (عد هب) عن ابن عباس (ضعيف) ". (من قبل بين عيني أمه) إكرامًا لها ومحبة وشفقة واعترافًا بحقها. (كان له) ذلك التقبيل (سترًا من النار) (عد هب (¬1) عن ابن عباس) كتب عليه المصنف ضعيف، وقال ابن عدي بعد إخراجه: منكر إسنادًا ومتنًا، وأبو مقاتل لا يعتمد على روايته ولا تحل الرواية عنه انتهى؛ وأبو مقاتل حفص بن سليم السمرقندي، وهّاه ابن قتيبة شديدًا وكذبه ابن مهدي، وقال ابن السليماني: يضع الحديث، ثم ساق له هذا الخبر قاله في الميزان (¬2). 8888 - "من قتل حية فكأنما قتل رجلًا مشركًا قد حل دمه. (حم) عن ابن مسعود (ضعيف) ". (من قتل حية فكأنما قتل رجلًا مشركًا) في حصول الأجر. (قد حل دمه) فليس في ذمة من المسلمين ولا هدنة وفيه الحث على قتل الحيات وقد استثنى حيات البيوت وورود الأثر بإيذانها. (حم (¬3) عن ابن مسعود) كتب عليه المصنف ضعيف إلا أنه قد رواه أبو يعلى والبزار، قال الهيثمي بعد أن عزاه إلى الثلاثة: رجال البزار رجال الصحيح. 8889 - "من قتل حية أو عقربًا فكأنما قتل كافرًا. (خط) عن ابن مسعود". (من قتل حية أو عقربًا فكأنما قتل كافرًا) وذلك لأنه نَحَّى عن العباد شرهما. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 293)، والبيهقي في الشعب (7861)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 279)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5744)، والضعيفة (1245): موضوع. (¬2) انظر: ميزان الاعتدال (2/ 319). (¬3) أخرج أحمد (1/ 394)، وأبو يعلى (5320)، والبزار (1847)، وانظر المجمع (4/ 46)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5747)، والضعيفة (4627).

(خط (¬1) عن ابن مسعود) وأخرجه الديلمي بدون ذكر العقرب. 8890 - "من قتل حية فله سبع حسنات، ومن قتل وزغة فله حسنة. (حم حب) عن ابن مسعود (صح) ". (من قتل حية فله سبع حسنات) كأن المراد مطلق الكثرة فلا ينافي الأول (ومن قتل وزغة) بالزاي والشين المعجمة وكل حروفه بالفتح، قال الزمخشري: سمي وزغًا لخفته وسرعة حركته، يقال لفلان وزغ: أي رعشة، وهو من وزغ الجنين في البطن وزغًا إذا تحرك (فله حسنة) وقد ورد معللًا وجه قتلها بأنها كانت تشب النار على إبراهيم، وورد الحث على قتلها في ضربة واحدة. (حم حب (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته. 8891 - "من قتل عصفورًا بغير حقه سأله الله عنه يوم القيامة. (حم) عن ابن عمرو (ح) ". (من قتل عصفورًا بغير حقه) وحقه أن يقتله للانتفاع به (سأله الله عنه) أي عن سبب قتله (يوم القيامة) وتمامه عند مخرجه: قيل: وما حقها يا رسول الله؟ قال: "أن يذبحه فيأكله ولا يقطع رأسه فيرمي به"، وفي رواية للقضاعي وغيره: "من قتل عصفورًا عبثًا جاء يوم القيامة وله صراخ تحت العرش يقول: يا ربِّ سل هذا فيم قتلني من غير منفعة" (¬3) قال البغوي: فيه كراهة ذبح الحيوان لغير الأكل، وقال الخطابي: وفي معناه ما جرت به العادة من الذبح عند قدوم الملوك ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 234)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5746). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 420)، وابن حبان (12/ 446) (5630)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5748)، والضعيفة (4628). (¬3) رواه القضاعي في مسنده (524) عن أنس، رواه أحمد (4/ 389)، وابن حبان (13/ 214) (5894)، والطبراني في الكبير (7/ 317) رقم (7245) جمعيهم عن الشريد.

والرؤساء عند حدوث نعمة أو نحو ذلك انتهى. قلت: نعم إذا لم ينتفع به إلا أنه يكره لأنه تعظيم لغير الله بالذبح ومثله ما يذبح على القبور عند دفن العظماء وقد ورد فيه نهي خاص، ومنه ما يذبح لتعظيم الموتى والمشاهد، ولعل الكل يحرم لأنه أهل به لغير الله يعني كما كان يذبح للأوثان، وهذا مبني على أن قوله: "سأله الله عنه يوم القيامة" لا يقضي بالتحريم، وفيه نظر. (حم (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه وفيه صهيب مولى ابن عامر الحذاء أبو موسى المكي وفيه جهالة، وقد وثق (¬2) وهذا الإسناد جيد. 8892 - "من قتل كافرًا فله سلبه. (ق د ت) عن أبي قتادة (حم د) عن أنس (حم هـ) عن سمرة (صح) ". (من قتل كافرًا) في لفظ قتيلًا (فله سلبه) السلب بالفتح المسلوب أي له أخذ ما عليه وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلًا وأخذ أسلابهم، قال ابن حجر: ووهم من قال: إنه قاله يوم بدر، وسمَّاه قتيلًا مجازًا من باب {أَعْصِرُ خَمْرًا} وقد اختلف في الحديث، فقيل: إنه محمول على أنه من التصرف بالإمامة العظمى، وكذا للإمام أن يقول: ذلك فلا يكون السلب للقاتل إلا إذا نفله الإِمام، وقيل: إنه خرج مخرج الفتيا والتشريع العام؛ لأن ذلك هو الأغلب من تصرفه - صلى الله عليه وسلم -. (ق د ت) عن أبي قتادة) الأنصاري وفيه قصة [4/ 276] (حم د عن أنس حم هـ) (¬3) عن سمرة) قال الكمال ابن أبي شريف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 166، 210)، والنسائي (3/ 73)، والبيهقي في السنن (9/ 86)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5750). (¬2) قال الحافظ في التقريب (2957): صهيب الحذاء أبو موسى الملكي: مقبول. (¬3) أخرجه البخاري (3142)، مسلم (1751) عن أبي قتادة أبو داود (2717، 2718) والترمذي (1562) عن أبي قتادة وأنس، أحمد (3/ 126, 114)، (5/ 12) عن أنس وسمرة، ابن ماجه =

في تخريج الكشاف: وهم الشرف الطيبي في شرحه للكشاف حيث عزاه لأبي داود من حديث ابن عباس فإنه الحديث الذي قاله يوم بدر وفيه: "من قتل قتيلًا فله كذا وكذا" ولم يذكر "فله سلبه". 8893 - "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا. (حم خ ن هـ) عن ابن عمرو (صح) ". (من قتل معاهدًا) بفتح الهاء أي عاهده المسلمون ويجوز كسرها؛ لأنه عاهدهم إذ هي مفاعلة من الطرفين وهو الذي له عهد منا وأمان، قال ابن الأثير: أكثر ما تطلق على أهل الذمة وقد تطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب. (لم يرح) بفتح أوليه لم يجد. (رائحة الجنة) كناية عن عدم دخولها (وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا) وقد اختلفت أحاديث وجدان ريحها ففي غير هذا من مسيرة خمسمائة عام وفي غيره غير ذلك باختلاف أحوال المدركين له فمن عظم أجره تلذذ به من أبعد مدة لم تنقص على قدر أحوال الناس في الأجور، وفيه أن قتل المعاهد كبيرة وبه صرح الذهبي. (حم خ ن هـ (¬1) عن ابن عمرو). 8894 - "من قتل معاهدًا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة. (حم د ن ك) عن أبي بكرة (صح) ". (من قتل معاهدًا في غير كنهه) بضم الكاف مع سكون النون أي حقيقته التي يحل معها قتله فإن عنه الشيء حقيقته وذلك حيث لا أمان له ولا عهد (حرم الله عليه الجنة) لأنه بالعهد صار محرم الدم فلما هتك حرمته المحرمة حرم الله عليه جنته، قال القاضي: ليس في قوله: "حرم الله عليه الجنة" ما يدل على الدوام ¬

_ = (2838) وأحمد (5/ 12) عن سمرة. (¬1) أخرجه أحمد (2/ 186)، البخاري (3166)، النسائي (8/ 24)، ابن ماجة (2686).

والأقباط الكلي فضلًا عن القطع، وقال غيره: هذا التحريم للجنة مخصوص بزمان ما لقيام الأدلة على أن من مات مسلمًا لا يخلد في النار (حم د ن ك (¬1) عن أبي بكرة) رمز المصنف لصحته، وقال في المهذب (¬2): هذا إسناد صالح، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 8895 - "من قتل مؤمنًا فاعتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا. (د) والضياء عن عبادة بن الصامت (صح) ". (من قتل مؤمنًا فاعتبط) بعين مهملة أي ظلمًا لا بجريرة ولا جناية ولا قصاص من عبطت الناقة نحرتها من غير داء بها وقيل: إنه بالمعجمة من الغبطة والسرور (¬3) (لم يقبل الله له صرفًا ولا عدلًا) نافلة أو فريضة وتقدم فيه تفاسير أخر وعظمة ذنب قاتل المؤمن معلوم من ضرورة الدين. (د (¬4) والضياء عن عبادة) رمز المصنف لصحته. 8896 - "من قتل وزغًا كفر الله عنه سبع خطيئات. (طس) عن عائشة (ح) ". (من قتل وزغًا) هو المسمى سام أبرص (كفر الله عنه سبع خطيئات) وفي مسلم: "من قتل وزغًا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 5/ 38، 36، أبو داود (2760)، النسائي (8/ 25)، والحاكم (2/ 142)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6456). (¬2) انظر: المهذب في اختصار الكبير (رقم 14647). (¬3) في هامش الأصل: قال العلقمي: قال شيخنا: بعين مهملة قال الخطابي: يريد أنه قتله ظلمًا لا عن قصاص، يقال: عبطت الناقة واعتبطها إذا نحرتها من غير داء وآفة بها، وقال في النهاية (3): هكذا جاء الحديث في سنن أبي داود ثم جاء آخر الحديث، قال خالد بن دهقان وهو راوي الحديث: سألت يحيى بن يحيى عن قوله: "اعتبط بقتله" قال: الذين يقاتلون في الفتنة فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدى لا يستغفر الله، قال: وهذا التفسير يدل على أنه عزى الغبطة بالمعجمة سواء في الفرح والسرور وحسن الحال؛ لأن القاتل يفرح بقتل خصمه فإذا كان المقتول مؤمنًا وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد، فإذا قتل مؤمنًا ظلمًا أو قتله وفرح بقتله وحصل له سرور. (¬4) أخرجه أبو داود (4270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6454).

وفي الثالثة دون ذلك" وتكلم عليه النووي (¬1) في شرحه بما حاصله: أن كثرة الثواب باعتبار وسرعة إعدامه عن الوجود، وهل الفواسق الخمس في قتلها أجر أم ليس فيه أجر؟ تردد فيه بعض، ولعله يقال: إن قتلها امتثالًا لإذن الشارع في قتلها فهو مأجور، وأما تغيير الأجر فلا يعرف الأمر نص كهذا في قتل الوزغ. (طس (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف، وقد أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة بلفظ: "من قتل وزغًا محى الله عنه سبع خطيئات" (¬3). 8897 - "من قتله بطنه لم يعذب في قبره. (حم ت ن حب) عن خالد بن عرفطة, وسليمان بن صرد (صح) ". (من قتله بطنه) أي مات بداء من أدوائه كالاستسقى والإسهال، وقيل: من حفظه عن الحرام والشبه. (لم يعذب في قبره) وإذا لم يعذب فيه لم يعذب في غيره؛ لأنه أول منازل الآخرة، قال القرطبي: حكمته أنه يموت عارفًا بربه لم يحتج إلى إعادة السؤال بخلاف من يموت بغيره من الأمراض فإنها تغيب عقولهم انتهى. قلت: هذا تعليل لبيان حكمة عدم سؤال الملكين له في قبره وتعذيب القبر أعم من ذلك، وفيه فضيلة لمن مات مبطونًا، وقد ثبت أنه من الشهداء، وفيه أن أسقام الدنيا تخفف من العذاب الأخروي. (حم ت ن حب (¬4) عن خالد بن عرفطة) بضم العين المهملة الليثي أو البكري، (وسليمان بن صرد) رمز ¬

_ (¬1) شرح النووي (14/ 236). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (8900)، وانظر المجمع (4/ 47)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5753). (¬3) مسلم (2240). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 262)، (5/ 292)، أخرجه الترمذي (1064)، النسائي في الكبرى (2179)، وابن حبان (2933)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6461).

المصنف لصحته، وفي الترمذي أنه حسن غريب. 8898 - "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد. (حم 3 حب) عن سعيد بن زيد (صح) ". (من قتل دون ماله) قيل: أن المراد لأجل الدفع عن أخذ ماله وأن دون هنا استعملت للسببية (فهو شهيد) إن قتله من جاءه ليأخذ ماله بغير حق فدافعه حتى قتل فله حكم الشهداء في الآخرة في الإثابة، وهل يجب عليه الدفاع أو يباح له وأيهما أفضل الدفاع أو تركه، فيه خلاف معروف (ومن قتل دون دمه فهو شهيد) وظاهر قصة ابني آدم [4/ 277] أنه يجوز له الاستسلام وترك الدفاع، ومثله قصة عثمان، وحديث: "كن عبد الله المقتول" (¬1) (ومن قتل دون دينه فهو شهيد) أما الدين فيجب الدفاع عنه ولا يجوز خلافه (ومن قتل دون أهله) بقتال من أرادهم بسوء مما حرمه الله تعالى (فهو شهيد) وهذا القتال وجوبه ظاهر ولا يجوز خلافه. (حم 3 حب (¬2) عن سعيد بن زيد) رمز المصنف لصحته، وقال: إنه متواتر. 8899 - "من قتل دون مظلمته فهو شهيد. (ن) والضياء عن سويد بن مقرن (صح) ". (من قتل دون مظلمته فهو شهيد) قال ابن جرير: هذا أبين بيان وأوضح برهان لمن أريد ماله ظلمًا في قتال ظالمه والحث عليه كائنًا من كان؛ لأنَّ مقام الشهادة عظيم فقتال اللصوص وقطاع الطرق مطلوب فتركه من ترك النهي عن ¬

_ (¬1) رواه أحمد (5/ 110). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 190)، أبو داود (4772)، والنسائي (7/ 116)، والترمذي (1421)، وابن حبان (3194)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6445).

المنكر ولا منكر أعظم من قتل المؤمن وأخذ ماله ظلمًا انتهى. قلت: ويجوز له ترك المقاتلة لظالمه والانظلام إذا أدى تركه إلى أنكر منه وهو قتله. (ن (¬1) والضياء عن سويد بن مقرن) بضم الميم وفتح القاف وتشديد الراء مكسورة المزني صحابي نزل الكوفة وهذا الحديث والذي قبله في البخاري ومسلم بتغيير يسير. 8900 - "من قدم من نسكه شيئًا أو آخره فلا شيء عليه. (هق) عن ابن عباس (ح) ". (من قدم من نسكه) أي من مناسك الحج أو العمرة (شيئًا أو آخره فلا شيء عليه) من إثم ولا دم وهو مفسر حديث: أنه - صلى الله عليه وسلم - ما سئل يوم النحر عن شيء من الأعمال قدم أو أخر إلا قال: "لا حرج". (هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 8901 - "من قذف مملوكه وهو بريء مما قال جلد يوم القيامة حدًّا، إلا أن يكون كما قال. (حم ق د ت) عن أبي هريرة (صح) ". (من قذف مملوكه) رماه بالزنا وظاهره عام للمذكر والمؤنث وفي رواية بلفظ: "عبده" (وهو) أي العبد. (بريء مما قال) مما رماه به لم يلزم حده في الدنيا لأن من شرط حد القذف إحصان المقذوف والمملوك غير محصن لكنه يعزر قاذف مملوك غيره، وقاذف عبد نفسه إذا كان بريئًا عما قذف به (جلد) السيد. (يوم القيامة حدًّا) هو حد القذف؛ لأنه يوم الإنصاف والفصل والعدل (إلا أن يكون كما قال) هو تصريح بمفهوم الجملة الحالية، قال المهلب: أجمعوا على أن الحر ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (2/ 311)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6447). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 143)، وأحمد (1/ 216)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5755)، والضعيفة (4630).

إذا قذف عبده لم يجب عليه الحد ودل له هذا الحديث، إذ لو وجب على السيد أن يجلد في قذف عبده في الدنيا لذكره كما ذكره في الآخرة. (حم ق د ت (¬1) عن أبي هريرة). 8902 - "من قذف ذميًّا حد له يوم القيامة بسياط من نار. (طب) عن واثلة (ح) ". (من قذف ذميًّا) بأن رماه بالزنا (حد له يوم القيامة بسياط من نار) فيه تحريم قذف الذمي وأنه لا حد على قاذفه في الدنيا وكذلك شتمه ولعنه وهتك عرضه محرم (طب (¬2) عن واثلة بن الأسقع) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن محصن العكاشي وهو متروك انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: محمَّد بن محصن يضع الحديث وتبعه المصنف في موضوعاته ساكتًا عليه فالعجب إتيانه به هنا. 8903 - "من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجه عظم ليس عليه لحم. (هب) عن بريدة (ض) ". (من قرأ القرآن يتأكل به الناس) أي جعله وسيلة لأخذ ما في أيدي الناس وحيلة بجلب حطام الدنيا (جاء يوم القيامة ووجه عظم ليس عليه لحم) لأنه أذهب رواق كتاب الله وبهجته بأطماع الدنيا فأذهب الله رونق وجهه ومحاسنه، ولعله يدخل فيه الذين يزورون الأمراء ويقرأون في مواقفهم وأشباههم فيكونون ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 431)، والبخاري (6858)، ومسلم (1660)، وأبو داود (5165)، والترمذي (1947). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 57) رقم (135)، وابن عدي في الكامل (6/ 168)، وقال: هذه الأحاديث بأسانيدها مع غير هذا لم أذكره لمحمد بن إسحاق العاكشي كلها مناكير موضوعة، وانظر المجمع (6/ 280)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5756): موضوع.

مذمومين من جهات (هب (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لضعفه، قال ابن أبي حاتم: لا أصل لهذا من حديث رسول الله، قال ابن الجوزي: وفيه علي بن قادم (¬2) ضعفه يحيى وأحمد بن ميثم ضعفه الدارقطني انتهى. وأورده الذهبي في المتروكين وقال: ضعفه ابن معين وكان شيعيًّا غاليًا. 8904 - "من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة. (حم ن) عن تميم (صح) ". (من قرأ بمائة آية في ليلة) مفرقة أو متوالية (كتب له قنوت ليلة) عبادتها (حم ن (¬3) عن تميم) رمز المصنف لصحته، قال الحافظ العراقي: إسناده صحيح، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن يسار الشامي وثقه ابن معين وأبو حاتم، وقال البخاري: عنده مناكير. 8905 - "من قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من قرأ في ليلة مائة آية لم يكتب من الغافلين) قال الشارح: الذي رأيته في المستدرك للحاكم عن أبي هريرة "من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين" ولم أر هذا اللفظ فيه (¬4) فليحرر (ك (¬5) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2625)، وابن حبان في الضعفاء (1/ 148)، وانظر العلل المتناهية (1/ 117)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5763)، والضعيفة (1356): موضوع. وقع في الأصل "أحمد بن ضبير" والصحيح أنه أحمد بن ميثم. (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 197)، وانظر الميزان (1/ 306)، والمغني (2/ 453). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 103)، والطبراني في الكبير (2/ 50) رقم (1252)، والأوسط (3143)، وانظر: المجمع (2/ 267)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6468)، والصحيحة (644). (¬4) بل هو موجود انظره في المستدرك (1/ 742). (¬5) أخرجه الحاكم (1/ 555)، وابن خزيمة (1142)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5774).

8906 - "من قرأ سورة البقرة توج بتاج في الجنة. (هب) عن الصلصال (ضعيف) ". (من قرأ سورة البقرة) ظاهره ولو مرة في عمره، وقيل المراد: اتخذ قراءتها وردًا وجعلها دندنة (توج [4/ 278] بتاج في الجنة) قال الطيبي: تخصص ذكر التاج كناية عن الملك والسيادة كما يقال: قعد فلان على السرير كناية عنه (هب (¬1) عن الصلصال) بفتح الصادين المهملات، كتب المصنف عليه ضعيف. 8907 - "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت". (ن حب) عن أبي أمامة (صح) ". (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة) مفروضة -فتخرج النوافل- عقيب الفراغ منها (لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) قال التفتازاني: لم يبق من شرائط دخول الجنة إلا الموت وكأن الموت يمنع ولا يقول لا بد من حضوري وإلا لم يدخل الجنة انتهى. وهو حث على قراءتها عقيب الصلوات. (ن حب (¬2) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته وأورده ابن الجوزي في الموضوعات لأن فيه محمَّد بن حمير تفرد به، وردوه بأنه احتج به البخاري، ووثقه أشد الناس مقالة في الرجال يحيى بن معين، قال ابن القيم (¬3): روي من عدة طرق كلها ضعيفة، لكن إذا انضم بعضها إلى بعض أحدثت قوة. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2384)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5771)، والضعيفة (4633): موضوع. (¬2) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (9928)، وانظر: الموضوعات لابن الجوزي (1/ 244)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6464). (¬3) زاد المعاد (1/ 285).

8908 - "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه. (4) عن أبي مسعود (صح) ". (من قرأ الآيتين) وفي رواية للبخاري: "بالآيتين" (من آخر سورة البقرة) يعني من قوله: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أنزِلَ} إلى آخر السورة [البقرة: 285]، فآخر الآية الأولى المصير، ومنها إلى آخر السورة آية. (في ليلة كفتاه) أغنتاه عن قيام الليل، وفيه أقوال أخر (4 (¬1) عن أبي مسعود) رمز المصنف لصحته. 8909 - "من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تجب الشمس. (طب) عن ابن عباس" (ض). (من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران) هي المعروفة بسورة آل عمران أحد الزهراوين (يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تجب الشمس) بالجيم أي يقرب ويخصص هذا اليوم بهذه السورة وهذا الأجر لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى، كما أنه خصه بقراءة سورة الكهف وإلحاق ليلة الجمعة بيومها كما صنعه الشارح لا يتم لأنه لا قياس في الفضائل. (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه طلحة بن زيد الرقي وهو ضعيف جدًّا، ومثله قاله ابن حجر ونسبه أحمد وأبو داود إلى الوضع. 8910 - "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. (ك هق) عن أبي سعيد (صح) ". (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور) الذي يقذفه الله في قلبه أو في بصره أو بصيرته أو في كل أحواله، أو نور يصعد له مع أعماله إلى ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1397)، والترمذي (2881)، والنسائي في السنن الكبرى (10555)، وابن ماجه (1368)، وأخرجه البخاري (5009)، ومسلم (807). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 48) رقم (11002)، وانظر المجمع (2/ 168)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5759)، والضعيفة (415): موضوع.

السماء، أو تشاهده الملائكة، أو يسطع له في الجنة زيادة على غيره. (ما بين الجمعتين) الأسبوع كله. (ك هق (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي، وقال: نعيم منكر يريد ابن حماد أحد رواته، وقال ابن حجر في تخريج أحاديث الأذكار: حديث حسن، وهو أقوى ما ورد في سورة الكهف. 8911 - "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال. (حم م ن) عن أبي الدرداء (صح) ". (من قرأ) ظاهره في عمره ولو مرة (العشر) الآيات. (الأواخر من سورة الكهف) وهي من قوله تعالى: {أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [الكهف: 102] (عصم فتنة الدجال) قال الطيبي: التعريف فيه للعهد وهو الذي يخرج آخر الزمان يدعي الألوهية، ويجوز أن يكون للجنس؛ لأن الدجال من يكثر منه الكذب والتلبيس، ومنه حديث: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون" (¬2). قلت: وأما وجه الحكمة في تخصيص هذه الآيات بهذه الخاصية فلا يعلمه إلا الله (حم م ن (¬3) عن أبي الدرداء). 8912 - "من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف عصم من فتنة الدجال. (ت) عن أبي الدرداء (صح) ". (من قرأ ثلاث آيات من أول الكهف) إلى قوله: {إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: 5] (عصم من فتنة الدجال) هو كما سلف ولم يعين في هذا والذي قبله زمان لقراءة ذلك وظاهره ولو في العمر مرة، ويحتمل أن المراد قراءة ذلك عند ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 368)، والبيهقي في السنن (3/ 249)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 72)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6470). (¬2) رواه مسلم (7). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 446)، ومسلم (809)، والنسائي السنن الكبرى (10786).

خروج الدجال أو عند رؤيته أو عند أن يروا له تعيينه. (ت (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح. 8913 - "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق. (هب) عن أبي سعيد (ح) ". (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة) قال الحافظ ابن حجر: وقع في رواية: يوم الجمعة، وفي روايات: "ليلة الجمعة" والجمع بينهما بأن المراد: اليوم بليلته والليلة بيومها، وأما رواية أبي الشيخ الذي فيه الجمع بينهما فضعيف جدًّا (أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق) هو الكعبة، وهذه الإضاءة يحتمل أنها في الدنيا يحفه النور هذه المسافة ويكون علامة للملائكة على قبول عمله ويدفع عنه الشياطين وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يسأل الله أن يجعل له نورًا من جميع جهاته بل وفي سمعه وبصره وشعره وبشره (¬2). ويحتمل أنه نور يكون لبصيرته يهتدي به إلى الحق ويحتمل غير ذلك والله أعلم بمراد رسوله، واعلم أنه قد ورد قراءة غير سورة الكهف في يوم الجمعة وليلتها كحديث قراءة البقرة وآل عمران [4/ 279] ليلة الجمعة أخرجه التيمي وهو حديث ضعيف غريب، وحديث قراءة آل عمران في يوم الجمعة تقدم وتقدم وجه ضعفه وكحديث أبي داوود في قراءة يس والصافات ليلة الجمعة وفيه انقطاع، وكحديث ابن مردويه عن كعب رفعه: "اقرأوا سورة هود يوم الجمعة" (¬3) قال الحافظ ابن حجر: مرسل سنده صحيح. (هب (¬4) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2886)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5765)، وقال في الضعيفة (1336) شاذ. (¬2) رواه البخاري (6316)، ومسلم (763). (¬3) رواه الدارمي في سننه (3403)، والبيهقي في الشعب (2437). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (2444)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6471).

سعيد) رمز المصنف لحسنه وهو تابع فيه للحافظ ابن حجر، قال ابن حجر: وفي الباب عن علي وزيد بن خالد وعائشة وابن عباس وابن عمر وغيرهم بأسانيد ضعيفة. 8914 - "من قرأ يس كل ليلة غفر له. (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (من قرأ يس كل ليلة غفر له) يحتمل أن يغفر له ذنوب كل ليلة بقراءتها أو ذنوبه كلها باستمراره على قراءتها فتوقف المغفرة على المحافظة على الثاني. (هب (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وفيه المبارك بن فضالة (¬2) أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين (¬3) وقال: ضعفه أحمد والنسائي، وقال أبو زرعة: يدلس. 8915 - "من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له. (حل) عن ابن مسعود (ض) ". (من قرأ يس في ليلة أصبح مغفورًا له) ذنوب ليلته أو ذنوبه كما سلف وهو يؤيد الاحتمال الأول في الحديث الأول والمراد مغفرة الصغائر كما مر للأكثر (حل (¬4) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، أورده ابن الجوزي في الموضوعات بلفظه من حديث أبي هريرة ورد عليه المصنف بوروده من عدة طرق بعضها على شرط الصحيح. 8916 - "من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن مرتين. (هب) عن أبي سعيد". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2462)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5788). (¬2) انظر ميزان الاعتدال (6/ 15). (¬3) انظر: المغني (2/ 540). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 130)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5767).

(من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن) من غير يس. (مرتين) في الأجر (هب (¬1) عن أبي سعيد) سكت عليه المصنف، وقال في الميزان: هذا حديث منكر انتهى وفيه طالوت بن عباد (¬2) قال أبو حاتم: صدوق، وقال ابن الجوزي: ضعفه علماء النقل ونازعه الذهبي وسويد أبو حاتم ضعفه النسائي رحمه الله. 8917 - "من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن عشر مرات. (هب) عن أبي هريرة (ض) ". (من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن عشر مرات) قيل: لا يعارض بما تقدم لاختلاف ذلك باختلاف الأشخاص والأزمان والأحوال (هب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الشارح: سنده سند ما قبله وفيه ما فيه. 8918 - "من قرأ يس ابتغاء وجه الله غفر له ما تقدم من ذنبه, فاقرأوها عند موتاكم (هب) عن معقل بن يسار (ض) ". (من قرأ يس ابتغاء وجه الله) طلب ما عنده من الأجر (غفر له ما تقدم من ذنبه فاقرأوها عند موتاكم) فإنه إذا غفر لقارئها وجبت المغفرة لمن حضره فإنه من القوم الذين يسعد بهم جليسهم والمراد بالموتى من شارف الموت، وقال الطيبي: اقرأوها على من شارف الموت حتى يسمعها ويجريها على قلبه قلت: ويحتمل الميت حقيقة وهو الأصل في الإطلاق ولو في قبره (هب (¬4) عن معقل بن يسار) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (2466)، وانظر ميزان الاعتدال (3/ 345)، والعلل لابن أبي حاتم (2/ 67)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5789): موضوع. (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 62)، والميزان (3/ 457)، والمغني (1/ 314). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (2466)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5786): موضوع. (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (2458)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5785).

8919 - "من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك. (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك) هذه فضيلة عظيمة ينبغي للمؤمن الحرص على قرائتها فإنها لا تستغفر له الملائكة إلا بأمره تعالى ومعلوم أنه يقبل دعاؤهم له حيث يأمرهم به (ت (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب, وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 8920 - "من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له. (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة غفر له) (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، وساقه الترمذي من رواية أبي المقدام عن الحسن قال: وأبو المقدام: يضعف والحسن لم يسمع من أبي هريرة انتهى. 8921 - "من قرأ سورة الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه. ابن الضريس عن الحسن مرسلًا". (من قرأ سورة الدخان في ليلة غفر له ما تقدم من ذنبه). (ابن الضريس) (¬3) بضم المعجمة وتشديد الراء (عن الحسن مرسلًا). 8922 - "من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له بيتًا في الجنة. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (من قرأ حم الدخان في ليلة جمعة أو يوم جمعة بنى الله له) بها بسبب قراءتها. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2888)، والبيهقي في شعب الإيمان (2475)، وانظر: الموضوعات (1/ 180)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5766): موضوع. (¬2) أخرجه الترمذي (2889)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5767). (¬3) أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (214)، وانظر: فيض القدير (6/ 200)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5772).

(بيتًا في الجنة) ومن لازم ذلك دخول الجنة لأنه إنما بني له ليسكنها (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه فضالة بن جبير ضعيف جدًّا. 8923 - "من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا. (هب) عن ابن مسعود (ض) ". (من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة) حاجة (أبدًا) قال البيهقي: كان ابن مسعود يأمر بناته بقراءتها، قال الغزالي (¬2): إنه سأل بعض مشايخه عن قراءة الأولياء هذه السورة عند الشدة وأنه من طلب الدنيا بعمل الآخرة فأجابه بأنهم يطلبون أن يرزقهم القناعة أو رزقًا يكون عدة على العبادة وقوة على درس العلم وهذا من إرادة الخير لا الدنيا وقراءة هذه السورة عند الشدة في أمر الرزق وردت به الآثار عن السلف حتى قال ابن مسعود عند الموت وقد سئل عن شأن أولاده أو لم تترك لهم دنيا [4/ 280] فقال: خلفت لهم سورة الواقعة (هب (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه وفيه أبو شجاع قال في الميزان: نكرةٌ لا يعرف، وأورد له هذا الخبر عن ابن مسعود وقال ابن الجوزي في العلل قال أحمد: هذا حديث منكر. وقال الزيلعي (¬4): وهو معلول من وجوه: الأول: الانقطاع كما بينه الدارقطني وغيره. الثاني: نكارة متنه كما ذكره أحمد. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 264) رقم (8026)، وانظر المجمع (2/ 168)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5768)، والضعيفة (5113): ضعيف جدًّا. (¬2) الإحياء (/ 341). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (2499)، والحارث بن أبي أسامة (178)، وابن السني في عمل اليوم والليلة، وانظر بيان الوهم والإيهام (4/ 663)، والعلل (1/ 112)، وميزان الاعتدال (7/ 380)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5773)، والضعيفة (289): ضعيف جدًّا. (¬4) انظر: تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي (3/ 411 - 414 رقم 1295).

الثالث: ضعف رواته كما قاله ابن الجوزي. الرابع: اضطرابه. وقد أجمع على ضعفه أحمد وأبو حاتم والدارقطني والبيهقي وغيرهم. 8924 - "من قرأ خواتيم الحشر من ليل أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة, فقد أوجب الجنة. (عد هب) عن أبي أمامة". (من قرأ خواتيم سورة الحشر) من قوله تعالى: {هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ...} [الحشر: 24] إلى آخرها. في أي ساعة. (من ليل أو نهار فقبض) روحه واللفظ في شعب الإيمان فمات من يومه أو ليلته (في ذلك اليوم) الذي قرأ فيه (أو الليلة, فقد أوجب الجنة) استحقها وجوبًا ولفظ الشعب: "أوجب الله له (عد هب (¬1) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف وقد قال مخرجه البيهقي عقيبه: انفرد به سليمان بن عثمان عن محمَّد بن زياد انتهى وجزم بضعفه العراقي. 8925 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" فكأنما قرأ ثلث القرآن. (حم ن) والضياء عن أبي (صح) ". (من قرأ: "قل هو الله أحد") هذه الجملة اسم للسورة كلها فلا يتوهم أنه أريد من قرأ هذا اللفظ وإن كان في بعض الأحاديث حتى يختمها فكأنه دفع بهذا الوهم باعتبار أصل اللغة (فكأنما قرأ) في حصول الأجر (ثلث القرآن) اختصاص من الله تعالى لبعض السور بشيء من الأجور أو المنافع والتعليل بأن ذلك لتضمنها التوحيد ونحوه تعليل تقريبي (حم [ن (¬2)] والضياء عن أبي) بن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 318)، والبيهقي في الشعب (2501)، وانظر ميزان الاعتدال (3/ 323)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5770)، والضعيفة (4631): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 141)، والنسائي في السنن (2/ 995)، وفي الكبرى (10521)، سقط رمز "ن" في الأصل، والضياء في الأحاديث المختارة (1239)، وانظر المجمع (7/ 147)، وصححه =

كعب رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 8926 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن أجمع. (عق) عن رجاء الغنوي". (من قرأ: "قل هو الله أحد" ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن) في حصول الأجر. (أجمع) أكده لئلا يتوهم أنه بالقرآن أريد بعضه ولا يلزم أن المشبه كالمشبه به. (عق (¬1) عن رجاء الغنوي) سكت عليه المصنف، وفيه أحمد بن الحارث الغساني (¬2)، قال في الميزان: قال أبو حاتم: متروك الحديث، وفي اللسان قال العقيلي: له مناكير لا يتابع عليها، وفي اللسان أيضًا: لا يعرف لرجاء الغنوي صحبة ولا رواية وحديث: "قل هو الله احد". ثابت من غير هذا الوجه بغير هذا اللفظ. 8927 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" عشر مرات بنى الله له بيتًا في الجنة. (حم) عن معاذ بن أنس (ض) ". (من قرأ: "قل هو الله أحد") حتى يختمها هكذا هو في رواية أحمد. (أحد عشر مرات) هكذا بالجمع وقياسه الإفراد. (بنى الله له بيتًا في الجنة) تمامه عند مخرجه فقال عمر: إذا نستكثر يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الله أكثر وأطيب". (حم (¬3) عن معاذ بن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه رشدين بن سعد وزياد وكلاهما ضعيف وفيهما توثيق لين. ¬

_ = الألباني في صحيح الجامع (6473). (¬1) أخرجه العقيلي (1/ 125)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5777): موضوع. (¬2) انظر الميزان (1/ 222)، واللسان (1/ 148). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 437)، وانظر المجمع (7/ 147)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6472).

8928 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" وعشرين مرة بنى الله له قصرًا في الجنة. ابن زنجويه عن خالد بن زيد". (من قرأ: "قل هو الله أحد" وعشرين مرة بنى الله له قصرًا في الجنة) هو كما سلف واختصاص هذا العدد وما قبله من الحكمة المطلقة التي لا تعرف كاختصاص هذا الأجر أيضًا. (ابن زنجويه) (¬1) أخرجه في كتاب الترغيب له من طريق حسين بن أبي زينب عن أبيه عن (خالد بن زيد). 8929 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" خمسين مرة غفر الله له ذنوب خمسين سنة. ابن نصر عن أنس". (من قرأ: "قل هو الله أحد" خمسين مرة) ظاهره ولو لم يكن في مقام واحد بل مفرقة ولو في العمر ويحتمل أن يراد في مقام تباعًا متوالية. (غفر له ذنوب خمسين سنة) قال القرطبي: اشتملت سورة الإخلاص على اسمين من أسمائه تعالى متضمنان جميع أوصاف الكمال وبيانه أن "الأحد" يشعر بوجوده الخاص الذي لا يشركه فيه غيره و"الصمد" يشعر بجميع أوصاف الكمال لأنه الذي انتهى إليه سؤدده فكان مرجع الطلب منه وإليه ولا يتم ذلك على وجه التحقيق إلا لشيء حاز جميع فضائل الكمال وذلك لا يصلح إلا لله. (ابن نصر عن أنس) (¬2). 8930 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" مائة مرة في الصلاة أو غيرها كتب الله له براءة من النار. (طب) عن فيروز الديلمي (ض) ". (من قرأ: "قل هو الله أحد" مائة مرة في الصلاة أو غيرها) وقد علم أن قراءة ¬

_ (¬1) عزاه في كنز العمال (2658) لابن زنجويه, وانظر الإصابة (2/ 235)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5779)، وقال في الضعيفة (1351): منكر. (¬2) أخرجه محمَّد بن نصر في مختصر قيام الليل (برقم 182)، والدارمي (3438)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5778).

القرآن في الصلاة أفضل (كتب الله له براءة من النار) فلا يدخلها. (طب (¬1) عن فيروز الديلمي) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه محمَّد بن قدامة الجوهري (¬2) وهو ضعيف. 8931 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" مائة مرة غفر الله له خطيئة خمسين عامًا ما اجتنب خصالًا أربعًا: الدماء، والأموال، والفروج، والأشربة. (عد هب) عن أنس (ض) ". (من قرأ: "قل هو الله أحد" مائة مرة غفر الله له خطيئة خمسين عامًا ما اجتنب) ترك لله. (خصالًا أربعًا: الدماء) فلا يسفكها بغير حق. (والأموال) فلا يأخذها ظلمًا. (والفروج) المحرمة. (والأشربة) المسكرة، خص هذه الأربع؛ لأنها أمهات الكبائر ويحتمل أنه نبه بها على غيرها من الكبائر. (عد هب (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال مخرجاه: تفرد به الخليل بن مرة (¬4) وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم. 8932 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" مائتي مرة غفر الله له ذنوب مائتي سنة. (هب) عن أنس (ض) ". (من قرأ: "قل هو الله أحد" [4/ 281] مائتي مرة غفر الله له ذنوب مائتي سنة) ظاهره إذا تم له هذه العدة من القرآن في عمره ولو كل يوم شطر السورة ويحتمل ما قلناه آنفًا. (هب (¬5) عن أنس) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه عبد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 331) رقم (852)، وانظر المجمع (7/ 145)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5781). (¬2) انظر المغني (2/ 625). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 396)، والبيهقي في الشعب (2551)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5780). (¬4) انظر المغني (1/ 214). (¬5) أخرجه البيهقي في الشعب (2542)، والبزار (7055)، وابن الضريس في فضائل القرآن (266) , =

الرحمن بن الحسن الأسدي الأزدي (¬1) أورده الذهبي وغيره في الضعفاء ورماه بالكذب ومحمد بن أيوب الرازي (¬2) قال الذهبي قال أبو حاتم: كذاب، وصالح المري (¬3) قال النسائي وغيره: متروك، ومن ثمة حكم ابن الجوزي بوضعه لكن نوزع في حكمه. 8933 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" مائتي مرة كتب الله له ألفًا وخمسمائة مرة حسنة, إلا أن يكون عليه دين. (عد هب) عن أنس (ض) ". (من قرأ: "قل هو الله أحد" مائتي مرة كتب الله له ألفًا وخمسمائة حسنة، إلا أن يكون عليه دين) فلا يكتب له ذلك الأجر بخصوصه أو لا يكتب له شيء وهذا من شؤم الدين أنه يفوت هذا الأجر على صاحبه (عد هب (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه الترمذي. 8934 - "من قرأ: "قل هو الله أحد" ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله. الخيارجي في فوائده عن حذيفة". (من قرأ: "قل هو الله أحد" ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله) وروى أبو الشيخ عن ابن عمر: "من قرأ: قل هو الله أحد، عشية عرفة ألف مرة أعطاه الله ما سأل". (الخيارجي) (¬5): ضبط بالخاء المعجمة والمثناة التحتية ثم راء بعد الألف ثم جيم ثم ياء نسبة (في فوائده عن حذيفة). ¬

_ = والخطيب في تاريخه (6/ 187)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5782). (¬1) انظر المغني (2/ 378). (¬2) انظر المغني (2/ 588). (¬3) انظر الضعفاء للنسائي (1/ 57). (¬4) أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 439)، والبيهقي في الشعب (2/ 507)، والترمذي (2898)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5775). (¬5) أخرجه الخيارجي كما في الكنز (2664)، والرافعي في التدوين (2/ 206)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5776) والضعيفة (2812): موضوعٌ.

8935 - "من قرأ بعد صلاة الجمعة: "قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" سبع مرات أعاذه الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى. ابن السني عن عائشة". (من قرأ بعد صلاة الجمعة) عقيبها كما هو المتبادر ويدل عليه آخر الحديث ("قل هو الله أحد" و"قل أعوذ برب الفلق" و"قل أعوذ برب الناس" سبع مرات) كأن المراد كل واحدة تقرأوها سبع مرات وزاد في رواية: "قبل أن يتكلم" وفي أخرى: "وهو ثان رجليه". أي عاطف لهما على قعدة التشهد. (أعاذه الله بها من السوء إلى الجمعة الأخرى) قال الحافظ ابن حجر: ينبغي تقييده بما بعد الذكر المأثور في الصحيح. قلت: ويطرد هذا التقييد في ما ورد من قول لا إله إلا الله إلى آخره عشر مرات بعد صلاتي الفجر والمغرب فإنها وردت مقيدة بقبل أن يثني رجليه قبل أن يتكلم إلا أن قوله قبل أن يثني رجليه في مثل هذا الحديث وتلك التهليلات تشعر أنه يبدأ بها قبل كل ذكر. (ابن السني (¬1) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال ابن حجر: سنده ضعيف. 8936 - "من قرأ إذا سلم الإِمام يوم الجمعة قبل أن يثني رجليه فاتحة الكتاب و"قل هو الله أحد و"قل أعوذ برب الفلق و"قل أعوذ برب الناس". سبعًا سبعًا، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. أبو سعيد القشيري في الأربعين عن أنس". (من قرأ إذا سلم الإِمام يوم الجمعة قبل أن يثني رجليه فاتحة الكتاب) المراد به قبل تحوله عن قعدة تشهده (و"قل هو الله أحد. و"قل أعوذ برب الفلق. و"قل أعوذ برب الناس" سبعًا سبعًا) قيد بقراءة السبع السور (غفر له ما تقدم من ¬

_ (¬1) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (377)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (472)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5764).

ذنبه وما تأخر) قال الشارح: إن لفظه في الأربعين التي خرجها القشيري ونسبه المصنف هنا إليه: غفر له ما تقدم من ذنبه وأعطي من الأجر بعدد كل من آمن بالله واليوم الآخر (أبو سعيد القشيري (¬1) في الأربعين عن أنس) سكت عليه المصنف وفي إسناده ضعف شديد فإن فيه الحسين البلخي (¬2)، قال الحاكم: كثير المناكير وحدث عن أقوام لا يحتمل سنه السماع منهم. 8937 - "من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرأون القرآن يسألون به الناس. (ت) عن عمران (ح) ". (من قرأ القرآن فليسأل الله به) أي يطلب أجر التلاوة من ربه تعالى أو يسأله به كل حاجة. (فإنه سيجيء أقوام يقرأون القرآن يسألون به الناس) أي يجعلونه وسيلة إلى طلب ما عندهم فيريدون به الدنيا من العباد وبئس المراد، والمراد منه فما لهذا أنزل القرآن وهذا يشمل من يقرأه في المواقف وأبواب المساجد لينال من السامعين شيئًا من الدنيا. (ت (¬3) عن عمران) بن الحصين، تم قال الترمذي: وليس إسناده بذاك، والمصنف رمز لحسنه. 8938 - "من قرض بيت شعر بعد العشاء لم تقبل له صلاة تلك الليلة حتى يصبح. (حم) عن شداد بن أوس" (ض). (من قرض) بالضاد المعجمة أي قال: (بيت شعر) وبالأولى الأكثر. (بعد) صلاة (العشاء لم تقبل له صلاة تلك الليلة حتى يصبح) وذلك؛ لأنه يكره الحديث بعد العشاء وغالب الشعر أن يكون كذبًا أو مدحًا بباطل أو ذمًّا لحق أو صفة خمر أو مجلس خمر ولعله يدخل فيه من قرأ شعرًا بعد العشاء لمشاركته ¬

_ (¬1) ذكره السيوطي في تنوير الحوالك (1/ 85)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5758) والسلسلة الضعيفة (4630): موضوع. (¬2) انظر لسان الميزان (5/ 303). (¬3) أخرجه الترمذي في سننه (2917)، وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (6467).

للقائل في العلة. (حم (¬1) عن شداد بن أوس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه قزعة بن سويد وثقه ابن معين وضعفه الجمهور انتهى إلا أنه لا نقضي على الحديث بالوضع فقول ابن الجوزي موضوع لا يتم كما بينه الحافظ بن حجر (¬2). 8939 - "من قرن بين حجه وعمرته أجزأه لهما طواف واحد. (حم) عن ابن عمر (ح). (من قرن) جمع. (بين حجة وعمرة) في سفره وإحرام (أجزأه لهما طواف واحد) دفع لما يتوهم من أنه لا بد من طوافين لكل نسك طواف لأنه لو أفرد [4/ 282] كل واحد لطاف له فأخبر الشارع بأنه يجمعه لهما لا يثني أعمالهما وهذا فيه خلاف منهم من يقول يثني الأعمال ومنهم من يعمل بهذا الحديث والمسألة في مجالها معروف. (حم (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه عبيد الله بن عمر لين. 8940 - "من قضى نسكه وسلم المسلمون من لسانه ويده غفر له ما تقدم من ذنبه). عبد بن حميد عن جابر. (من قضى نسكه) حجة أو عمرة (وسلم المسلمون) في سفره وأيام حجه (من لسانه ويده غفر له ما تقدم من ذنبه) فالحج والعمرة لا تكفر ما بينهما إلا بهذا الشرط المذكور فهو مقيد لما أطلق في غيره من الأحاديث. (عبد بن حميد (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 125)، والطبراني في الكبير (7/ 278) رقم (7133)، وانظر المجمع (1/ 315)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5790)، وقال في الضعيفة (2428): منكر. (¬2) انظر القول المسدد (1/ 29). (¬3) أخرجه أحمد (28/ 67)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6474). (¬4) أخرجه عبد بن حميد (1150)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5793)، والضعيفة (2281).

عن جابر) سكت عليه المصنف وفيه عبد الله بن عبيدة الرندي قال في الميزان (¬1) وثقه غير واحد وقال أحمد: لا يشتغل به ولا بأخيه وقال ابن حبان لا راوي لهذا الخبر غير أخيه فلا أدري البلاء من أيهما؟ 8941 - "من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن حج واعتمر". (خط) عن أنس. (من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن حج واعتمر) اختلاف الأجور لاختلاف الحاجات والأشخاص والأوقات وفي الحديثين حث بليغ على قضاء الحاجات للأخ المسلم وهو باب واسع والأحاديث فيه كثيرة. (خط) (¬2) عن أنس). 8942 - "من قضى لأخيه المسلم حاجة كان له من الأجر كمن خدم الله عمره. (حل) عن أنس. (من قضى لأخيه المسلم) وصف لئلا يتوهم أنه أخو النسب (حاجة) نكرها لتفيد ما عظم أو حقر (كان له من الأجر كمن خدم الله عمره) وهو أجر لا يبلغ كنهه ولا يحيط به وصف. (حل) (¬3) عن أنس) سكت عليه المصنف وقد أخرجه البخاري في التاريخ بلفظ: "من قضى لأخيه حاجة فكأنما خدم الله عمره. وكذا الطبراني والخرائطي عن أنس يرفعه بسند قال الحافظ العراقي: ضعيف وعده ابن الجوزي في الموضوع. ¬

_ (¬1) انظر ميزان الاعتدال (4/ 143، 144). (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (5/ 131)، وانظر العلل المتناهية (2/ 511)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5791): موضوع. (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 255)، والبغدادي في التاريخ (3/ 114)، والبخاري في التاريخ (8/ 43)، وانظر العلل المتناهية (2/ 510)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5792) والضعيفة (753): موضوع.

8943 - "من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار. (د) والضياء عن عبد الله بن حبشي (صح). (من قطع سدرة) هي شجر النبق (صوب الله رأسه في النار) أي نكسه أو أوقع رأسه في النار يوم القيامة والمراد به سدرة الحرم كما صرح به في رواية الطبراني أو السدر التي في الفلاة يستظل به ابن السبيل والحيوان أو ما كان في ملك إنسان فيقطعه ظالم ذكره الزمخشري (¬1) قلت: وعلى التقادير كلها فذكر السدر مثلًا وإلا فغيرها من الأشجار مثلها وقيل: يختص بالسدرة لحديث قال في المطامح إنه سمعه من بعض شيوخه مسندًا وهو أن سدرة المنتهى قالت للمصطفى ليلة الإسراء استوص بإخواني في الأرض خيرًا. (د) (¬2) والضياء عن عبد الله بن حبشي) بحاء مضمومة ثم موحدة ساكنة ثم شين معجمة له صحبة نزل مكة والمصنف رمز لصحته وفيه سعيد بن محمَّد (¬3) قال ابن القطان لا تعرف حاله (¬4) وإن عرف نسبه وروى عنه جمع فالحديث لأجله حسن لا صحيح انتهى. ورواه الطبراني بسند قال الهيثمي رجاله ثقات. 8944 - "من قطع رحمًا أو حلف على يمين فاجرة رأى وباله قبل أن يموت". (تخ) عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلًا. (من قطع رحمًا) فقدم تحقيق الرحم وصلتها وقطعها غير مرة (أو حلف على يمين فاجرة) صفة لما يوصف حالها فإنها الفاجر وهي ما كانت على غير حق. ¬

_ (¬1) الفائق (2/ 168). (¬2) أخرجه أبو داود (5239)، والضياء في المختارة (215)، والنسائي في الكبرى (8611)، والطبراني في الأوسط (2441)، وانظر المجمع (3/ 284)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6476)، والصحيحة (614). (¬3) انظر ميزان الاعتدال (3/ 227). (¬4) انظر: بيان الوهم والإيهام (4/ 503).

(رأى وباله) هلاكه في دينه ودنياه (قبل أن يموت) وفيه تحذير عن الأمرين شديد وجمع بينهما لأن اليمين قاطعة ما بين الله وعبده كقطع الرحم ما بينه وبينه تعالى. (تخ) (¬1) عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلًا)، القاسم بن عبد الرحمن في التابعين جمع فكان عليه بيان المراد منهم. 8945 - "من قعد على فراش مغيبة قيض الله له ثعبانًا يوم القيامة. (حم) عن أبي قتادة (ح). (من قعد على فراش مغيبة) بفتح الميم وكسر الغين المعجمة وسكونها مع كسر الياء: التي غاب زوجها وكأن المراد الجلوس للمعصية ويحتمل الأعم من ذلك لأنه مظنة لها. (قيض الله له ثعبانًا يوم القيامة) أي ينهشه ويؤلمه وظاهر الوعيد أنه لمجرد الجلوس إذ معصية الزنا لها عقاب آخر (حم) (¬2) عن أبي قتادة) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي كالمنذري: فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف انتهى؛ وفي الميزان (¬3) عن أبي حاتم: هذا حديث باطل. 8946 - "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة. (حم د ك) عن معاذ (صح). (من كان آخر كلامه) في الدنيا (لا إله إلا الله) مضمومًا إليها محمَّد رسول الله لفظًا واعتقادًا، قال الطيبي في جواب من قال أهل الكتاب ينطقون بكلمة التوحيد: فلم لم يذكر قرينتها إن قرينتها صدورها عن صدر الرسالة، وقد ذكر في ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ (6/ 207)، وأخرجه البيهقي في السنن (10/ 35) عن أبي هريرة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6475)، والصحيحة (1121). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 300)، والطبراني في الأوسط (3213)، والكبير (3/ 241) رقم (3278)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 192)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5794)، والضعيفة (4637). (¬3) انظر ميزان الاعتدال (7/ 142).

الكشاف (¬1) في قوله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [التوبة: 18] لم علم وشهد أن الإيمان بالله قرينته الإيمان بالرسول لا سيما في كلمة الشهادة والأذان والإقامة وغيرهما عليهما فعبر بين مزدوجين كأنهما شيء واحد غير منفك أحدهما [4/ 283] عن صاحبه انطوى تحت ذكر الإيمان بالله الإيمان بالرسول انتهى كلامه (دخل الجنة) ولا يوفق لقولها إلا من كانت أعماله صالحة من قبل ذلك نسأل الله توفيقه فقد روى عن جماعة من أهل الفجور أنهم لقنوها عند الموت فلم يتلقنوا وكان النطق بها أثقل شيء عليهم مع النطق بغيرها وعكسهم جماعة من الأتقياء خرجت أرواحهم وهم بها ناطقون. (حم د ك) (¬2) عن معاذ) رمز المصنف لصحته، وأعله ابن القطان بصالح بن أبي عريب بأنه لا يعرف حاله ولا يعرف من روى عنه غير عبد الحميد (¬3) وتعقبه بأنه ذكره ابن حبان في الثقات (¬4). 8947 - "من كان حالفًا فلا يحلف إلا بالله. (ن) عن ابن عمر. (من كان حالفًا) يريد أن يحلف لأمر أذن له الشارع بالحلف فيه (فلا يحلف إلا بالله) أو بصفة من صفاته كـ: "والذي نفس محمَّد بيده" و"الذي فلق الحبة وبرأ النسمة"، ولا يحلف بمخلوق وظاهر النهي التحريم وقد ورد النهي في عدة أحاديث وقيل أنه مكروه لا غير وقد أبنا في حاشية ضوء النهار المسماة: منحة الغفار، ما في ذلك من الأبحاث وتكلمنا على إقسامه تعالى بمثل الشمس والليل والضحى بما فيه غنية ومن إساءة الأدب مع الله تعالى الحلف برأس ¬

_ (¬1) الكشاف (/ 475). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 233)، وأبو داود (3116)، والحاكم (1/ 351)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6479). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (4/ 206). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (3/ 409).

السلطان ورأس الأب ونحو ذلك وأبنا وجه التحريم أو الكراهة في ما سلف أنه تعظيم لا ينبغي أن يكون إلا لله والذي نختاره تحريم الإقسام بغير الله والحلف بالطلاق محرم وإذا حنث الحالف به فلا شيء عليه كما هو رأي الوصي (¬1) عليه السلام وتبعه شريح وطاووس وعطاء ولم يعرف له مخالف من الصحابة. (ن) (¬2) عن ابن عمر). ورواه البخاري بلفظ "من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت" (¬3). 8948 - "من كان سهلًا هينًا لينًا حرمه الله على النار. (ك هق) عن أبي هريرة (صح). (من كان سهلًا) في أخلاقه ومعاملته لعباد الله (هينًا) بالتشديد (لينا) مثله أي غير فظ ولا غليظ ولا جافي سهل الأخلاق للعباد ما لم تنتهك محارم الله وقد وصف الله نبيه بأنه {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رحِيم} [التوبة: 128] (حرمه الله على النار) لأنه تعالى يحب أحسن الناس معاملة لعبادة (هق ك) (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. 8949 - "من كان عليه دين فهم بقضائه لم يزل معه من الله حارس. (طس) عن عائشة. (من كان عليه دين فهم بقضائه) اهتم بتخليص دينه (لم يزل معه من الله حارس) يحرسه من الأسواء والشرور ويعينه على قضاء دينه (طس) (¬5) عن ¬

_ (¬1) سبق الكلام مرارًا عن إطلاق الوصي على علي بن أبي طالب وذكرنا بأنه لا يجوز ذلك. (¬2) أخرجه النسائي (7/ 4)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6481). (¬3) رواه البخاري (5757). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 126)، والبيهقي في السنن (10/ 194)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6484). (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (3759)، وأحمد (6/ 255)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5797).

عائشة) أخرجه من حديث ورقاء بنت هداب قالت: كان عمر - رضي الله عنه - إذا خرج من منزله مر على أمهات المؤمنين قبل أن يأتي مجلسه، فكان كلما مر وجد بباب عائشة رجلًا، فقال: ما لي أراك هنا؟ قال: حق أطالب به أم المؤمنين، فدخل عليها فقال: أما لك كفاية في كل سنة؟ قالت: بلى، لكن علي فيها حقوق، وقد سمعت أبا القاسم يقول "من كان .... إلى آخره". وأحب أن لا يزال من الله معي حارس. 8950 - "من كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة، ما لم يحدث. (حم ن حب) عن سهل بن سعد (صح). (من كان في المسجد ينتظر الصلاة) المكتوبة ولعله يشمل فرض الكفاية كالانتظار لصلاة الجنازة (فهو) محكوم له عند الله تعالى بأنه: (في الصلاة) فيكون له أجر من هو قائم يصلي (ما لم يحدث) أي يوجد منه ما ينقض وضوئه أو يؤدي المصلين أو يحدث بأحاديث الدنيا واللغو (حم ن حب) (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته. 8951 - "من كان في قلبه مودة لأخيه, ثم لم يطلعه عليها فقد خانه. ابن أبي الدنيا في الإخوان عن مكحول مرسلًا. (من كان في قلبه مودة لأخيه) المسلم (ثم لم يطلعه عليها) يخبره بأنه يحبه (فقد خانه) لأنه طوى عنه شيئًا يحبه فكأنه خان، فينبغي لعبد أن يخبر أخاه بأنه يحبه، وهذا في المحبة لله لا لغيره (ابن أبي الدنيا) (¬2) في الإخوان عن مكحول مرسلًا). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 331)، والنسائي في الكبرى (812)، وابن حبان (1751)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6485). (¬2) ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان (72)، وأورده ابن قدامة (78) في "المتحابين في الله" وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5798)، والضعيفة (4639).

8952 - "من كان قاضيًا فقضى بالعدل فبالحري أن ينقلب منه كفافًا. (ت) عن ابن عمر (ح). (من كان قاضيًا) ولو في أحقر شيء (فقضى بالعدل) وتحراه (فبالحري) بالحاء المهملة والراء، بالحقيق والجدير (أن ينقلب منه كفافًا) لا له أجر ولا عليه وزر، فالمراد مكفوفًا عن شر القضاء لا له ولا عليه، وفي رواية الطبراني: "من كان قاضيًا فقضى بجهل كان من أهل النار، ومن كان قاضيًا عالمًا فقضى بحق أو بعدل سأل المنقلب كفافًا". (¬1) وفيهما تحذير عن القضاء بليغ ولو كان بحق لأنه إضاعة لوقته حيث شغل نفسه بشيء لا له فيه أجر ولا عليه فيه وزر، فكيف إذا حكم بجور. (ت) (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وفيه عبد الملك بن أبي جميلة أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: مجهول انتهى، وعزاه الهيثمي لأحمد والطبراني وقال: رجاله ثقات. 8953 - "من كان له إمام فقراءة الإِمام له قراءة. (حم هـ) عن جابر (ضعيف). (من كان له إمام فقراءة الإِمام له [4/ 284] قراءة) ظاهره سرية وجهرية ولكنه ضعيف ومعارض بأقوى منه والمسألة مبسوطة في كتب الفروع بالأدلة. (حم هـ) (¬4) من حديث جابر الجعفي عن أبي الزبير (عن جابر) بن عبد الله كتب ¬

_ (¬1) رواه الطبراني في الأوسط (2729). (¬2) أخرجه الترمذي (1322)، وانظر المجمع (4/ 193)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5799). (¬3) انظر المغني (2/ 404)، والميزان (4/ 395). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 339)، وعبد بن حميد (1050)، والطحاوي (1/ 217)، وابن ماجة (850)، والدارقطني في السنن (1/ 331)، والبيهقي في السنن (2/ 160)، وانظر الكامل لابن عدي (2/ 119)، والعلل المتناهية (1/ 428)، وانظر: فتح الباري (2/ 242)، وإتحاف الخيرة المهرة =

عليه المصنف لفظ ضعيف وقال مغلطاي في شرح ابن ماجة (¬1): ضعفه الدارقطني والبيهقي وابن عدي وغيرهم، وقال عبد الحق: الجعفي ساقط الحديث ثابت الكذب قائل بالرجعة، قال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب منه، وقال الذهبي: له طرق أخرى كلها واهية (¬2). 8954 - "من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانًا. (هـ ك) عن أبي هريرة (صح). (من كان له سعة) لم يبين مقدارها وكأن المراد بها ما يتم بها شراء الأضحية، وقالت الحنفية: من يملك نصابًا: (ولم يضح فلا يقربن مصلانًا) صلاة العيد لأنه مخل بالسنة فليس بأهل أن يحضر مصلاهم في عيدهم عقوبة لبخله فيفوته حضور دعائهم وإفاضة الله بجوائز إحسانه عليهم، وقد أخذ جماعة كالليث بن سعد وغيره من هذا الحديث وجوب الضحية. (هـ ك) (¬3) عن أبي هريرة رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وصحح الترمذي وقفه، وقال ابن حزم: حديث لا يصح. 8955 - "من كان له شعر فليكرمه. (د) عن أبي هريرة (ح) ". (من كان له شعر فليكرمه) فإن لنفس العبد عليه حقها بإكرام شعره بتعهده بالتسريح والدهن غبا. (د) (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، ¬

_ = (2/ 80) رقم (1075)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6487). (¬1) انظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (1/ 1436). (¬2) راجع: علل الدارقطني (رقم 3261) فإنه قد استوعب طرقه؛ ونصب الراية (2/ 10) والتحقيق في أحاديث الخلاف لابن الجوزي فإنه قد جمع طرقه (1/ 363 رقم 472 - 476)، والتلخيص الحبير (1/ 568)، وإرواء الغليل (2/ 268). (¬3) أخرجه ابن ماجه (3123)، والحاكم (4/ 232)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6490). (¬4) أخرجه أبو داود (4163)، وانظر فتح الباري (10/ 368)، وصححه الألباني في صحيح الجامع =

وقال ابن حجر في الفتح: إسناده حسن وله شاهد من حديث عائشة في الغيلانيات (¬1) وسنده حسن انتهى. وقال الحافظ العراقي: إسناده ليس بالقوي، وذلك لأن فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد فإنه ضعفه ابن معين والنسائي كما في الميزان (¬2)، وعن ابن أبي حاتم: لا يحتج به، وعن أحمد: مضطرب الحديث، ثم قال في الميزان: ومن مناكيره خبر "من كان له شعر فليكرمه". 8956 - "من كان له صبي فليتصابى له. ابن عساكر عن معاوية". (من كان له صبي) ولد صغير. (فليتصابى له) يتكلف له الصبا ويتصاغر له بلطف ولين في قوله وفعله ليسره وينبسط من أخلاقه (ابن عساكر) (¬3) عن معاوية فيه محمَّد بن عاصم. قال في الضعفاء للذهبي (¬4): مجهول، وقد أخرجه الديلمي بلفظه عن معاوية. 8957 - "من كان له قلب صالح تحنن الله عليه. الحكيم عن بريد. (من كان له قلب صالح) تقي منيب حيي يذكر الله حسن النية صالح العقيدة. (تحنن الله عليه) يعطف الله عليه برحمته ورأفته وإحسانه (الحكيم) (¬5) عن بريد) كذا في النسخ غير منسوب بالمتناة التحتية والزاي من الزيادة وضبطه الشارح بالموحدة والراء بتصغير برد. ¬

_ = (6493)، والصحيحة (500). (¬1) انظر: الغيلانيات (2/ 264 رقم 728). (¬2) انظر ميزان الاعتدال (4/ 300)، والمغني (2/ 413). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (1/ 3860 مختصر التاريخ) والديلمي في الفردوس (5598)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5800). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (2/ 595)، والميزان (6/ 195). (¬5) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (3/ 56) عن، أنس (4/ 100) عن سهل بن سعد، و (2/ 195) عن بريد، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5802).

8958 - "من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار". (د) عن عمار (ح). (من كان له وجهان في الدنيا) وهو أن يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه من كل متعادين ويذم هذا عند ذا وهذا عند ذا يتحبب إليهما نفاقًا وزورًا جعل تلونه في الأحوال كتلون ذاته. (كان له يوم القيامة لسانان من نار) يعذب بذلك جزاءً وفاقًا لأنه كان يلوي لسانه عند كل بالباطل فهذا محرم، إنما لو جامل كلًّا منهما ولم يتكلم بباطل فهذا لا إثم فيه (د) (¬1) عن عمار) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي (¬2): سنده حسن. 8959 - "من كان له مال فلير عليه أثره". (طب) عن أبي حازم (ح). (من كان له مال فلير عليه أثره) في ملبسه ومطعمه وصلة رحمه وإكرام ضيفه إظهارًا منه لنعمة الله وشكرًا لما أعطاه (طب) (¬3) عن أبي حازم) أنصاري رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه يحيى بن يزيد بن أبي بردة ضعيف. 8960 - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه, ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت. (حم ق ن هـ) عن أبي شريح، وعن أبي هريرة (صح). (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر) تقدم الإيمان بالأمرين غير مرة (فليحسن إلى جاره) إنما وجه الأمر إلى من آمن بالأمرين لأنه الذي يمتثل الأوامر الشرعية ويقبلها وتقدم حقيقة الجوار ومقداره والحق الذي له مرادًا. (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) ما يتحفه من الإكرام على قدر حالى وأولى ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4873)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6496)، والصحيحة (892). (¬2) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 123). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 26) رقم (7282)، وانظر المجمع (5/ 133)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6494).

الإكرام طلاقة الوجه والبشاش وحسن التلقي ثم يقدم له ما وجده من غير تكلف ليحصل ما لم يكن حاصلًا. (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا) وهو ما ذكره الله في كتابه العزيز الأمر بالصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس وما عداه لا خير فيه. (أو ليسكت) فالسكوت خير من قول غير الثلاثة. (حم ق ن هـ) (¬1) عن أبي شريح)، وعن أبي هريرة. 8961 - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره. (ت) عن رويفع (ح). (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره) بأن يطأ حاملًا من غيره كأمة شراها أو سباها حاملة من غيره فإنه محرم عليه. (ت) (¬2) عن رويفع مصغرًا) (ابن ثابت الأنصاري) رمز المصنف لحسنه وقد رواه أحمد [4/ 285] وأبو داود وابن حبان بلفظ: "لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره" (¬3). 8962 - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروِّعَنَّ مسلمًا. (طب) عن سليمان بن صرد. (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يروعن) بالتشديد (مسلمًا) يدخل عليه الروع والفزع، فإفزاع المسلم وترويعه حرام جادًّا كان فاعل ذلك أو هازلًا (طب) (¬4) عن سليمان) بن صرد قال: صلى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي ومعه قرن فأخذه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 31)، والبخاري (6018)، ومسلم (48)، وابن ماجة (3672) جمعيهم عن أبي شريح، ورواه أحمد (2/ 267)، والبخاري (6019)، ومسلم (47)، وأبو داود (5154) جميعهم عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه الترمذي (1131)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6508). (¬3) رواه أحمد (4/ 108)، وأبو داود (2158)، وابن حبان (4850). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 99) رقم (6487)، وانظر المجمع (6/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5804)، والضعيفة (3003).

بعض القوم، فلما سلم قال الأعرابي: القرن، فكان لبعض القوم ضحك فذكره. سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: هو من رواية ابن عيينة عن إسماعيل بن مسلم فإن كان هو العبدي فمن رجال الصحيح، وإن كان المكي فضعيف، وبقية رجاله ثقات. 8963 - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرًا ولا ذهبًا". (حم ك) عن أبي أمامة (صح). (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرًا ولا ذهبًا) وفيه أن فاعل هذه الأمور التي يشترط فيها الإيمان بالله واليوم الآخر ليس بمؤمن بهما إذ من آمن بهما تقيد الأمور الشرعية، والحديث عام للذكور والإناث وقد ورد في الحديث جوازه للإناث وفي لبسهن أحاديث تقضي بتحريمه عليهن وأحاديث تعارضها وقد جمع بينهما بالكراهة أو بنسخ التحليل (حم ك) (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لصحته. 8964 - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس خفيه حتى ينفضهما". (طب) عن أبي أمامة (ض). (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبس خفيه) يدخلهما رجليه (حتى ينفضهما) لجواز أن فيهما ما يؤذيه فيلقي بنفسه إلى ما فيه إضرار لها (طب) (¬2) عن أبي أمامة) قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخفيه فلبس أحدهما ثم جاء غراب فأخذ الآخر ورمى به فوقعت منه حية فذكره، قال الهيثمي: صحيح والمصنف رمز لضعفه. 8965 - "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار، من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 261)، والحاكم (4/ 191)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6509)، وقال في الصحيحة (337): حسن. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 137) رقم (7620)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5808)، والضعيفة (2440).

كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر. (ت ك) عن جابر (صح). (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار) لأنه يجب ستر العورة (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته) زوجته التي يحل له وطئها (الحمام) مطلقًا إلا أنه قد ورد التجويز للمريضة والنفائس كما سلف، وتدخل الحائض في النفائس (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر) وإن كان لم يشربه مع أهل المائدة فإنه يحرم عليه الجلوس معهم لما فيه من التقاء على المنكر (ت ك) (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي، وفي المنار: أن فيه ليث بن أبي سليم ضعيف وقد أخرجه النسائي من حديث جابر مرفوعًا، قال الحافظ ابن حجر (¬2): وإسناده جيد. 8966 - "من كان يحب الله ورسوله فليحب أسامة بن زيد. (حم) عن عائشة. (من كان يحب الله [ورسوله] فليحب أسامة بن زيد) لأنه حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن أحبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجبت محبته، وفيه فضيلة لأسامة. (حم) (¬3) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 8967 - "من كتم شهادة إذا دعي إليها كان كمن شهد بالزور". (طب) عن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 339)، والترمذي (2801)، والحاكم (4/ 288)، والنسائي في الكبرى (6741) والدارمي (2092)، والبيهقي في شعب الإيمان (5596)، وأبو يعلى (1925) بطرف منه، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6506). (¬2) انظر: فتح الباري (9/ 250). (¬3) رواه أحمد (6/ 156)، وانظر المجمع (9/ 286)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5806)، والضعيفة (4642).

أبي موسى. (من كتم شهادة) يحملها. (إذا دعي إليها كان) في الإثم بكتمها. (كمن شهد بالزور) قال الله تعالى: {وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ} [البقرة: 283] فإنه يجب أداؤها عند حاجة من هي له. (طب) (¬1) عن أبي موسى) سكت عليه المصنف وفيه عبد الله بن صالح وثقه عبد الملك بن شعيب وضعفه جمع وذكر الهيثمي كالمنذري أن جزرة كذبه، وغيره ضعفه عن معاوية بن صالح، قال الذهبي في الضعفاء: قال البخاري منكر الحديث. 8968 - "من كتم على غال فهو مثله. (د) عن سمرة (ح). (من كتم على غال) الغلول: الخيانة وأصله في الغنيمة ثم استعمل في مطلق الخيانة، فمن علم أن رجلًا خان في أمانة فكتم عليه ذلك. (فهو مثله) في الإثم والأمر بالستر في غير الخيانة. (د) (¬2) عن سمرة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو كما قال أو أعلى فقد قالوا رجاله ثقات. 8969 - "من كتم علمًا عن أهله ألجم يوم القيامة لجامًا من نار". (عد) عن ابن مسعود. (من كتم علمًا) من علم الشريعة مما يجب بذله للمحتاج إليه (عن أهله) الذين يبلغونه وينتفعون به (ألجم يوم القيامة) جعل في فيه كما يجعل في الدابة. (لجامًا من نار) تشويهًا بين العباد وإظهارًا لبخله بما أمر الله ببذله قيل ويلحق به منع الكتب المحتاج إليها سيما إن عزت النسخة، وقد أخرج البيهقي (¬3) عن ¬

_ (¬1) رواه الطبراني في الأوسط (6167)، وانظر المجمع (4/ 200)، والمغني في الضعفاء (1/ 304)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5811)، والضعيفة (1267). (¬2) رواه أبو داود (2716)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5812). (¬3) المدخل إلى السنن الكبرى (473).

الزهري "إياك وغلول الكتب"، قيل: وما غلولها؟ قال: "حبسها" (عد) (¬1) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، قال الزركشي: ورواه عبد الله بن وهب المصري عن عبد الله بن عباس عن أبيه عن أبي عبد الرحمن [4/ 286] عن عبد الله بن عمر مرفوعًا بلفظ "من كتم علمًا ألجمه الله بلجام من نار" وهذا إسناد صحيح ليس فيه مجروح، وظن ابن الجوزي أن ابن وهب هو النشوي الذي قال فيه ابن حبان: دجال، وليس كذلك انتهى. ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه بلفظ "من علم علمًا فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجامًا من نار" (¬2) وقال الذهبي: إسناده قوي. 8970 - "من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. (هـ) عن جابر. (من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) جعل الله له نورًا في وجهه، وقيل إن وجوه أموره التي يتوجه إليها تحسن وتدركه المعونة من الله في أحواله كلها، وقيل المراد بالنهار نهار يوم القيامة فتكون سيما صلاته بالليل على وجهه يوم تسود وجوه وتبيض وجوه. (هـ (¬3) عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال العقيلي: حديث باطل لا أصل له ولم يتابع ثابت عليه ثقة، وأطنب ابن عدي في رده وأنه منكر بل مثّلوا به للموضوع غير المقصود، مثّل به له الحافظ العراقي في متن الألفية وقال: لا أصل له ولم يقصد ثابت وضعه وإنما دخل على شريك ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 165)، والعلل المتناهية (1/ 97)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6517). (¬2) أخرجه أبو داود (3658)، والترمذي (2649)، وابن ماجة (264)، وابن حبان (96)، والحاكم (1/ 102). (¬3) أخرجه ابن ماجه (1333)، وانظر: الضعفاء للعقيلي (1/ 176)، وابن عدي في الكامل (2/ 99)، والقضاعي (414) والديلمي (5550)، وتمام في فوائده (1329)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (ص: 666)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 109 - 111)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5816)، وقال في الضعيفة (4644): موضوع.

وهو في مجلس إملائه عند قوله: حدثنا الأعمش عن سفيان عن جابر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يذكر المتن، فقال شريك متصل بالسند والمتن حين نظر إلى ثابت ممازحًا له "من كثرت صلاته. إلى آخره معرضًا بزهده وعبادته فظن ثابت أن هذا لفظ المتن فحدث به انتهى؛ ومن العجائب أن المصنف رحمه الله قال الشارح: قال في كتابه أعذب المناهل: أن الحفاظ حكموا على هذا الحديث بالوضع وأطبقوا على أنه موضوع انتهى كلامه؛ فكيف أتى به وقد شرط في الخطبة ما شرط. 8971 - "من كثر كلامه كثر سقطه, ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه, ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به. (طس) عن ابن عمر (ض). (من كثر كلامه) في اللغو وفي ما لا حاجة إليه (كثر سقطه) أي الكلام الذي لا اعتداد به (ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه) لأن من أعظم الذنوب فلتات اللسان فإنه قد يتكلم بكلمة لا يلقي لها بالًا يخر بها في قعر جهنم (ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به) وهذا زجر شديد من إطلاق اللسان في الهذيان وكثرت الآحاديث في اللغو، نظر بعضهم إلى رجل يكثر الكلام، فقال: يا هذا ويحك إن ما تملي كتابًا على ربك يقول على رؤوس الأشهاد يوم الشدائد والأهوال وأنت عطشان عريان جوعان، فانظر ماذا تملي، وتقدم في حفظ اللسان عدة أحاديث. (طس) (¬1) عن ابن عمر رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه من لا أعرفهم وأعاده في محل آخر وقال: فيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا انتهى، وفي الميزان: أنه خبر ساقط ذكره في ترجمة إبراهيم بن الأشعث، وذكر ابن حبان في الثقات أنه يغرب وينفرد ويخطيء ويخالف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6541)، وانظر المجمع (10/ 302)، والميزان (1/ 137)، والعلل المتناهية (2/ 705)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5815)، والضعيفة (4643).

العسكري: إنه من كلام عمر. 8972 - "من كذب بالقدر فقد كفر بما جئت به. (عد) عن ابن عمر. (من كذب بالقدر) تقدم تحقيقه في الجزء الأول (فقد كفر بما جئت به) لأنه - صلى الله عليه وسلم - عد من الإيمان الإيمان بالقدر خيره وشره كما في حديث تعليم معالم الدين. (عد) (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح وفيه سوار بن عبد الله، قال أحمد والنسائي ويحيى: متروك انتهى؛ وفي الميزان قال الثوري: سوار ليس بشيء، ورواه الطبراني بلفظ "بما أنزل على محمد"، قال الهيثمي: فيه محمَّد بن الحسين القصاص لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 8973 - "من كذب في حلمه كلف يوم القيامة عقد شعيرة. (حم ت ك) عن علي (صح). (من كذب في حلمه) تقدم قريبا بلفظ "من تحلَّم" (كلف يوم القيامة عقد شعيرة) تقدم بلفظ أن يعقد بين شعيرتين ولو يعقد بينهما وتقدم الكلام عليه، قال ابن العربي: خص الشعيرة بذلك لما بينهما من نسبة تلبسه بما لم يشعر به، وفيه تحريم الكذب في الأحلام. (حم ت ك) (¬2) عن علي) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح. وتعقبه ابن القطان بأن فيه عبد الأعلى بن عامر ضعفه أبو زرعة وغيره، وقال الحافظ العراقي: إن الحديث في البخاري من حديث ابن عباس. 8974 - "من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار. (حم ق ت ن هـ) ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي (3/ 455)، وانظر العلل المتناهية (1/ 153)، وانظر الميزان (3/ 343)، وانظر المجمع (7/ 205)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5817). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 76)، والترمذي (2281)، وقال: حسن، والحاكم (4/ 392)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6520)، والصحيحة (2359) وأخرجه البخاري (7042) عن ابن عباس.

عن أنس (حم خ د ن هـ) عن الزبير (م) عن أبي هريرة (ت) عن علي (حم هـ) عن جابر، وعن أبي سعيد (ت هـ) عن ابن مسعود (حم ك) عن خالد بن عرفطة, وعن زيد بن أرقم (حم) عن سلمة بن الأكوع، وعن عقبة بن عامر، وعن معاوية بن أبي سفيان (طب) عن السائب بن يزيد، وعن سلمان بن خالد الخزاعي، وعن صهيب، وعن طارق بن أشيم، وعن طلحة بن عبيد الله، وعن ابن عباس، وعن ابن عمر، وعن ابن عمرو وعتبة بن غزوان وعن العروس بن عميرة, وعن عمار بن ياسر، وعن عمران بن حصين، وعن عمرو بن حريث، وعن عمرو بن عبسة, وعن عمرو بن مرة الجهني، وعن المغيرة بن شعبة, وعن يعلى بن مرة, وعن أبي عبيدة بن الجراح، وعن أبي موسى الأشعري (طس) عن البراء، وعن معاذ بن جبل، وعن نبيط بن شريط، وعن أبي ميمون (قط) في الأفراد عن أبي رميثة، وعن ابن الزبير، وعن أبي رافع، وعن أم أيمن (خط) عن سلمان الفارسي وعن أبي أمامة، ابن عساكر عن رافع بن خديج، وعن يزيد بن أسد، وعن عائشة، ابن صاعد في طرقه عن أبي بكر الصديق، وعن عمر بن الخطاب، وعن سعد بن أبي وقاص، وعن حذيفة بن أسيد، وعن حذيفة بن اليمان، أبو مسعود بن الفرات في جزئه عن عثمان بن عفان، البزار عن سعيد بن زيد (عد) عن أسامة بن زيد، وعن بريدة, وعن سفينة, وعن أبي قتادة, أبو نعيم في المعرفة عن جندع بن عمرو، وعن سعد بن المدحاس، وعن عبد الله بن زعب، ابن قانع عن عبد الله بن أبي أوفى، (ك) في المدخل عن عفان بن حبيب (عق) عن غزوان، وعن أبي كبشة، ابن الجوزي في مقدمة الموضوعات عن أبي ذر، وعن أبي موسى الغافقي (صح). (من كذب علي متعمدًا) تقول عليه - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقله (فليتبوأ) ينزل ويسكن أمر بمعنى الخبر أو التهديد أو التهكم أو دعاء عليه أي بوأه الله ذلك، أو خبر بلفظ الأمر ومعناه استوجب ذلك فليوطن نفسه عليه، قال ابن حجر: أُولاها أَولاها.

(مقعده من النار) فيه إخبار [4/ 287] بأنه قد أعد له مقعدًا معينًا ينزله وهو وعيد شديد دال على أن الكذب عليه - صلى الله عليه وسلم - من الكبائر وقد استشكل هذا بأن الكذب مطلقًا متوعد عليه فما الذي اختص به الكذب عليه - صلى الله عليه وسلم - وأجيب بأن الكذب عليه تعمدًا يكفر فاعله لتعمده عند جماعة منهم الجويني وابنه وبأن الكذب عليه كبيرة بخلاف الكذب على غيره فإنه صغيرة. أخرجه (حم ق ت ن هـ (¬1) عن أنس بن مالك (حم خ د ن هـ) عن الزبير بن العوام (م) عن أبي هريرة (ت) عن علي بن أبي طالب (حم هـ) عن جابر بن عبد الله، (د) عن أبي سعيد الخدري وأخرجه (ت هـ) عن ابن مسعود (حم ك) عن خالد بن عرفطة العذري، وعن زيد بن أرقم الأنصاري الخزرجي. وأخرجه (حم) عن سلمة بن الأكوع، وعن عقبة بن عامر، وعن معاوية بن أبي سفيان وأخرجه (طب) عن السائب بن يزيد، وعن سلمان بن خالد الخزاعي، وعن صهيب، وعن طارق بن أشيم بالمعجمة بزنة أحمد، وعن طلحة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 98)، والبخاري (108) ومسلم (2)، والترمذي (2660)، والنسائي (3/ 458) , (5914)، وابن ماجه (32) من حديث أنس؛ أحمد (1/ 165)، البخاري (107)، أبو داود (3651)، والنسائي (3/ 457) (5912)، وابن ماجه (36) من حديث الزبير؛ ومسلم (3) من حديث أبي هريرة؛ والترمذي (2660) من حديث علي؛ وأحمد (3/ 303)، وابن ماجه (33، 37) من حديث جابر وأبي سعيد، والترمذي (2659)، وابن ماجه (30) من حديث ابن مسعود؛ وأحمد (5/ 292)، والحاكم (3/ 280) من حديث خالد بن عرفطة وزيد بن أرقم؛ وأحمد (4/ 100، 156) من حديث سلمة بن الأكوع وعقبة ومعاوية، والطبراني في الكبير (7/ 156) (6679)، (8/ 35) (7302)، (12/ 35) (12393)، (12/ 293) (3153)، (17/ 117) (288)، (17/ 139) (346)، (18/ 186) (442)، (22/ 262) (657)، (20/ 408) (675)، والطبراني في الأوسط (8183، 1202، 284)، والخطيب البغدادي (8/ 339)، (6/ 46)، والبزار في مسنده (1276) من حديث سعيد بن زيد، وابن عدي في الكامل (7/ 95)، (5/ 186)، (2/ 64)، والحاكم في المدخل (3/ 294) من حديث عفان بن حبيب، وضعفاء العقيلي (3/ 438)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 65).

بن عبيد الله أحد العشرة، وعن ابن عباس، وعن ابن عمر، وعن ابن عمرو وعتبة بن غزوان بفتح الغين المعجمة وسكون الزاي، وعن العرس بن عميرة، وعن عمار بن ياسر، وعن عمران بن حصين، وعن عمرو بن حريث، وعن عمرو بن عبسة بفتح المهملتين بينهما موحدة، وعن عمرو بن مرة الجهني، وعن المغيرة بن شعبة، وعن يعلى بن مرة، وعن أبي عبيدة بن الجراح، وعن أبي موسى الأشعري. وأخرجه (طس)، عن البراء بن عازب، وعن معاذ بن جبل، وعن نبيط بالتصغير بن شريط بفتح المعجمة، وعن أبي ميمون. وأخرجه (قط) في الأفراد عن أبي رمثة بكسر الراء وسكون الميم ثم مثلثة، وعن ابن الزبير، وعن أبي رافع، وعن أم أيمن بركة الحبشية. وأخرجه (خط) عن سلمان الفارسي وعن أبي أمامة. وأخرجه ابن عساكر عن رافع بن خديج، وعن يزيد بن أسد، وعن عائشة، وأخرجه ابن صاعد في طرقه عن أبي بكر الصديق، وعن عمر بن الخطاب، وعن سعد بن أبي وقاص، وعن حذيفة بن أسيد، وعن حذيفة بن اليمان. وأخرجه أبو مسعود بن الفرات في جزئه عن عثمان بن عفان. وأخرجه البزار عن سعيد بن زيد. وأخرجه (عد) عن أسامة بن زيد، وعن بريدة، وعن سفينة، وعن أبي قتادة. وأخرجه أبو نعيم في المعرفة عن جندع بن عمرو، وعن سعد بن المدحاس بكسر الميم وسكون الدال المهملة وحاء وسين مهملتين وعن عبد الله بن زعب بزاي مفتوحة وعين مهملة ساكنة ثم موحدة. وأخرجه ابن قانع عن عبد الله ابن أبي أوفى. وأخرجه (ك) في المدخل عن عفان بن حبيب. وأخرجه (عق) عن غزوان بفتح الغين المعجمة وسكون الزاي، وعن أبي

كبشة. وأخرجه ابن الجوزي في مقدمة كتابه الموضوعات عن أبي ذر، وعن أبي موسى الغافقي. وقال ابن الجوزي: رواه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانية وتسعون صحابيًّا منهم: العشرة ولا يعرف ذلك لغيره، وقال بعضهم: رواه مئتان من الصحابة وألفاظه متقاربة والمعنى واحد ومنها بلفظ "من نقل عني ما لم أقله" قالوا: وهذا أصعب ألفاظه وأشقها لشموله للمصحّف واللحن والمحرّف، وقال ابن الصلاح: ليس في مرتبته من التواتر غيره لكن نوزع (¬1). 8975 - "من كذب علي فهو في النار. (حم) عن عمر. (من كذب علي فهو في النار) أي متعمدًا، ظاهره ولو مرة، وقال أحمد: يفسق وترد شهادته ورواياته كلها قال وإن تاب وحسنت حاله تغليظًا عليه، وهذا في المتعمد، وأما الذاهل والناسي فلا يكون آثما، وقد قال بعض الصحابة لما روى ابن عمر حديث "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه" (¬2). ذهل أبو عبد الرحمن الحديث، وقد روى أن الزنادقة وضعت أربعة عشر ألف حديث، وروى عن شعبة وأحمد والبخاري ومسلم: أن نصف الحديث كذب. (حم) (¬3) عن عمر). 8976 - "من كذب في حلمه متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار. (حم) عن علي (ح). (من كذب في حلمه متعمدًا) بزيادة على ما رآه أو ابتكار حلم كاذب فيه (فليتبوأ مقعده من النار) تقدم الوعيد على هذا مرارًا (حم) (¬4) عن علي) رمز ¬

_ (¬1) جمع الطبراني طرق هذا الحديث في جزء "طرق حديث من كذب عليّ متعمدًا" حققه الأستاذ/ علي حسن عبد الحميد، وفيه الطبراني ما يقرب من مائة وثمانين طريق لهذا الحديث عن ستين صحابيًّا، فراجعه. (¬2) رواه البخاري (1288)، ومسلم (928). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 46)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5818)، وقال في الضعيفة (4646) ضعيف بهذا اللفظ. (¬4) أخرجه أحمد (1/ 76)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5819).

المصنف لحسنه. 8977 - "من كرم أصله، وطاب مولده, حسن محضره. ابن النجار عن أبي هريرة. (من كرم أصله) أبوه وجده (وطاب مولده) بالولادة في حجر طاهر من أم صالحة تقية (حسن محضره) مجلسه الذي يحضر فيه لأن كرم الأصول به تطيب الفروع. (ابن النجار (¬1) عن أبي هريرة). 8978 - "من كظم غيظًا وهو يقدر على إنفاذه ملأ الله قلبه أمنًا وإيمانًا". ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن أبي هريرة (ح). (من كظم غيظًا أمسكه وكف عن إمضائه وهو يقدر على إنفاذه) لأنه كظمه عجزًا (ملأ الله قلبه أمنًا) في الدنيا والآخرة (وإيمانًا) وقد أثنى تعالى على الكاظمين الغيظ في كتابه؛ لأنه تجرع مرارة الصبر في ذات الله (ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي: فيه من لم يسم. 8979 - "من كف غضبه ستر الله عورته. ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن عن ابن عمر. (من كف غضبه) أي كفه عن إيذاء من أغضبه أو غيره. (ستر الله عورته) لأنه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي (2/ 53) وعزاه في الكنز (3758) لابن النجار، وأخرجه الديلمي (5549) عن عمر، وانظر ميزان الاعتدال (2/ 150)، واللسان (2/ 131)، والكامل (2/ 152)، والعلل المتناهية (2/ 615)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5820) موضوع، والضعيفة (841): باطل. (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب (12/ 19)، وأخرجه الطبراني في الأوسط (6023) عن عمر، وانظر قول العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (3/ 139)، أورده ابن جرير في التفسير (4/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5823).

ستر أخاه من شؤم غضبه فستر الله عورته وهو عام لعورة الذنوب وسترها بالمغفرة وعورة البدن وكل ما لا يحب العبد إظهاره (ابن أبي الدنيا (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال الزين العراقي: إسناده حسن. 8980 - "من كفن ميتًا كان له بكل شعرة منه حسنة. (خط) عن ابن عمر". (من كفن ميتًا) يحتمل ألبسه الكفن وإن كان من ماله ويحتمل أعطاه إياه (كان له بكل شعرة من شعرات الميت حسنة) يعطاها في الآخرة. (خط) (¬2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: تفرد به أبو العلاء خالد بن طهمان وتفرد به عنه الصلت بن الحجاج، قال يحيى: خالد ضعيف، وفي الميزان: الظاهر أن هذا حديث موضوع. 8981 - "من كنت مولاه فعلي مولاه. (حم هـ) عن البراء (حم) عن بريدة (ت ن هـ) والضياء عن زيد بن أرقم (صح). (من كنت مولاه فعلي) بن أبي طالب. (مولاه) قد استوعبنا الكلام في هذا وما فيه من شرف الوصي (¬3) وفضله بما لا مزيد عليه في الروضة الندية شرح التحفة العلوية وإنما نبين ما قاله الأئمة من الحفاظ في هذا الحديث: قال الحافظ ابن حجر: حديث كثير الطرق جدًّا استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد منها صحاح ومنها حسان وفي بعضها قال ذلك يوم غدير خم، وزاد البزار في روايته: "اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (36)، والطبراني في الكبير (12/ 453) رقم (13646)، والأوسط (6026)، والصغير (861)، وانظر المجمع (8/ 191)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5824). (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (4/ 43)، وانظر العلل المتناهية (1/ 378)، وميزان الاعتدال (7/ 403)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5825). (¬3) راجع المقدمة حول عدم جواز إطلاق الوصي على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - والمراد به عندهم.

وانصر من نصره واخذل من خذله" (¬1). ولما سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا فيما أخرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص: "أمسيت يا ابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة" (¬2). وأخرج أيضًا أنه قيل لعمر "إنك تصنع بابن أبي طالب شيئًا لا تصنعه بغيره من الصحابة قال إنه مولاي". (حم هـ) (¬3) عن البراء بن عازب (حم) عن بريدة (هـ ت ن) والضياء عن زيد بن أرقم) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال أحمد ثقات، وقال في موضع آخر: ورجاله رجال الصحيح، وقال المصنف: حديث متواتر. 8982 - "من كنت وليه فعلي وليه. (حم ن ك) عن بريدة (صح). (من كنت وليه) أولى به {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6]، (فعلي) بن أبي طالب (وليه) أولى به في نفسه ورُتَب هذه الولاية لا تنحصر فإنه يجب له من الحقوق على المسلمين أمورٌ كثيرة لما في هذا الحديث والأول من إيجاب موالاته والانقياد له والرجوع إليه (¬4)، وفي الروضة الندية شرح التحفة العلوية فضائل جمة وخصائص اختص بها نبي الأمة - صلى الله عليه وسلم -. (حم ن ك) (¬5) عن بريدة رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي في موضع: رجاله موثقون، وفي موضع آخر: رجاله ثقات، وفي آخر: رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) رواه البزار (786). (¬2) رواه أحمد (4/ 281). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 281)، وابن ماجة (116) عن البراء بن عازب، وأحمد (5/ 348) عن بريدة, والترمذي (3713)، والنسائي في الكبرى (8468)، والضياء في المختارة (464) عن زيد بن أرقم، وانظر المجمع (9/ 104)، وفتح الباري (7/ 47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6523)، والصحيحة (1750). (¬4) قلت: هذه مغالاة متجاوزة للحد الشرعي مبنية على عقيدتهم الفاسدة (بالوصي) انظر: المقدمة. (¬5) أخرجه أحمد (5/ 350)، والنسائي (5/ 45)، والحاكم (2/ 129، 130)، وانظر المجمع (9/ 107)، (108)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6524).

8983 - "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة. (حم ق ن هـ) عن أنس (صح). (من لبس الحرير في الدنيا) من الذكور لا الإناث فإن الله أحل ذلك لهن (لم يلبسه في الآخرة) كناية على أنه لا يدخل الجنة فإن لباس أهلها فيها حرير؛ وهو وعيد شديد وهو مثل حديث: "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة" (¬1). (حم ق ن هـ (¬2) عن أنس) أخرجوه كلهم عنه في الزينة. 8984 - "من لبس ثوب شهرة أعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه. (هـ) والضياء عن أبي ذر (صح) ". (من لبس ثوب شهرة) ثوب يشتهر به بين الناس بأن يكون في غاية الحسن والارتفاع أو يكون في غاية الخشونة والانخفاض لأن الكل يكسبه الشهرة بل ينبغي للمؤمن أن يكون ثوبه وسطًا وخيار الأمور أوساطها قال ابن الأثير (¬3): المراد به ما لبس من لباس الرجال فيشتهر بينهم لمخالفة ثوبه لألوان ثيابهم وقال القاضي المراد بثوب الشهرة: ما لا يحل لباسه وإلا لما رتب الوعيد عليه أو بما يقصد بلبسه التفاخر والتكبر على الفقراء أو ما يتخذه الناس مسخرة ويجعل نفسه ضحكة بين العباد أو يراد به ما يرائي به من الأعمال كنى بالثوب عن العمل وهو شائع (أعرض الله عنه) لم ينظر إليه يعني برحمته ويحتمل أنه لا يقبل له عمل للإعراض عنه (حتى يضعه متى وضعه) ويلزم من إعراض [4/ 289] الله عنه إعراض قلوب أهل الإيمان منه فإن الله لا يجعل الود إلا ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5575)، ومسلم (2003). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 101)، والبخاري (5832)، ومسلم (2073)، والنسائي (2/ 200)، وابن ماجه (3588). (¬3) النهاية (1/ 652).

لمن يحبه ويقبل عليه. (هـ) (¬1) والضياء عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته وضعفه المنذري وقال غيره: فيه وكيع بن محرز الشامي قال في الميزان (¬2): قال البخاري: عنده عجائب وساق هذا منها وقال أبو حاتم: لا بأس به. 8985 - "من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوبًا مثله ثم يلهب فيه النار. (د هـ) عن ابن عمر (ح) ". (من لبس ثوب شهرة) قال القاضي: الشهرة ظهور الشيء في لبسه بحيث يشتهر به (ألبسه الله يوم القيامة ثوبًا مثله) يشتهر به بين أهل الموقف ويعرف أنه من العصاة وفي رواية "ثوب مذلة". أي يشمله الذل كما شمل الثوب لابسه (ثم يلهب فيه النار) قال ابن القيم (¬3): لبس الدنيء من الثياب يذم في موضع ويحمد في موضع فيذم إذا كان شهرة وخيلاء ويمدح إذا كان تواضعًا واستكانة كما أن لبس الرفيع يذم إذا كان تكبرًا وفخرًا ويمدح إذا كان تجملًا وإظهارًا للنعمة انتهى. قلت: أما ثوب الشهرة إن أريد به التجمل وإظهار النعمة فهو مذموم إذ ذلك يتم بغيره مما يتجمل به ولا شهرة فيه. (د هـ (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري: إسناده حسن. 8986 - "من لبس الحرير في الدنيا ألبسه الله يوم القيامة ثوبًا من النار. (حم) عن جويرية (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3608)، وانظر: الترغيب والترهيب (3/ 84)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5828)، والضعيفة (4650). (¬2) انظر الميزان (7/ 127). (¬3) زاد المعاد (1/ 137). (¬4) أخرجه أبو داود (4029)، وابن ماجة (3606)، وانظر الترغيب والترهيب (3/ 83)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6526).

(من لبس الحرير) من الرجال في الدنيا (ألبسه الله يوم القيامة ثوبًا من نار) كما قال في الكفار: {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19] وهذا الوعيد أشد من الوعيد على لبس ثوب الشهرة فلو كان الثوب حريرًا ولباس شهرة اجتمع الأمران في الوعيد. (حم) (¬1) عن جويرية) تصغير جارية، رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه جابر الجعفي وهو ضعيف وقد وثق انتهى. 8987 - "من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه. (حم م د) عن ابن عمر (صح). (من لطم مملوكه) ذكرًا كان أو أنثى (أو ضربه) فوق الحد كما قيد به في حديث آخر فلا تدخل الضربة والضربتان تأديبًا (فكفارته) وجوبًا على قول وندبًا على قول (أن يعتقه) وقد ادعى الوجوب الإجماع على العتق وادعى الإجماع أيضًا على عدم الوجوب وقد طولنا البحث في حواشي ضوء النهار ولبعض علماء العصر كثرهم الله رسالة في ذلك ولنا عليها حواشي تقريرًا وتوضيحًا وإصلاحًا (حم م د) (¬2) عن ابن عمر). 8988 - "من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله". (حم د هـ ك) عن أبي موسى (صح). (من لعب بالنرد) بالنون مفتوحة والراء ساكنة ثم قال مهملة ويقال له النردشير وفي رواية: "من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في دم خنزير" وذلك أن واضعه سابور بن أزدشير أول ملوك ساسان ووضعه على أسلوب يقتضي شبة رقعته وما فيها بما خلقه الله من العلويات والسفليات وبالأقدار المقضيات ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 324)، وانظر المجمع (5/ 141)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5826): ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 25)، ومسلم (1657)، وأبو داود (5168).

وغير ذلك (فقد عصى الله ورسوله) بلعبه به لأنه شكك في الأقدار فحرم لذلك ومثله الشطرنج، قال الزمخشري (¬1): دخلت في زمن الحداثة على شيخ يلعب بالنردشير مع رجل يقال له أزدشير. فقلت: النردشير والأزدشير بئس المولى وبئس العشير. (حم د هـ ك) (¬2) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 8989 - "من لعب بطلاق أو عتاق فهو كما قال. (طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (من لعب بطلاق) لزوجته (أو عتاق) لمملوكه (فهو كما قال) تطلق زوجته ويعتق عبده وإن كان لاعبًا في لفظه فإن هزلهما جد كما سلف. (طب) (¬3) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو ضعيف. 8990 - "من لعق الصحفة ولعق أصابعه أشبعه الله في الدنيا والآخرة". (طب) عن العرباض (ض). (من لعق الصحفة) التي أكل فيها الطعام (ولعق أصابعه) التي أكل بها وهي الثلاث: الوسطى والسبابة والإبهام، وليس المراد من جمع بين الأمرين بل ولو أحدهما فإنه يدخل تحت الوعد بقوله: (أشبعه الله تعالى في الدنيا والآخرة) لأن ذلك فعال أهل التواضع العارفين مقدار نعمة الله تعالى، قال الحافظ العراقي: ينبغي أن يبدأ في اللعق بالوسطى فالسبابة فالإبهام كما ثبت في حديث كعب بن ¬

_ (¬1) الكشاف (1/ 129). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 394)، وأبو داود (4938)، وابن ماجة (3762)، والحاكم (1/ 114)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6529). (¬3) عزاه الهيثمي في المجمع (4/ 246) للطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6530).

عجرة اقتداء بالمصطفى - صلى الله عليه وسلم -. (طب) (¬1) عن العرباض) رمز المصنف لضعفه قال الحافظ العراقي: فيه شيخ الطبراني إبراهيم بن محمَّد بن عزق ضعفه الذهبي وقال الهيثمي: فيه رجل مجهول. 8991 - "من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء. (هـ) عن أبي هريرة. (من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر) قال الطيبي: صفة لغدوات أي كائنة في كل شهر سواء توالت أو لا وظاهره أن يكون أول ما يدخل بطنه لذكر الغدوات (لم يصبه عظيم من البلاء) من الآلام وخصص الثلاث والغدوات وكل شهر لأسرار شرعية والعسل من خير الطيبات وقد أبان ابن القيم [4/ 290] في كتابه الهدي النبوي (¬2) منافعه وأطال فأطاب. (هـ) (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال ابن حجر في الفتح: سنده ضعيف، لكنه قال: ابن ماجة خرجه من حديث جابر، والمصنف قال عن أبي هريرة فينظر وأورده ابن الجوزي في الموضوعات (¬4) ولم يتعقبه المصنف إلا بقوله: إن له شاهدًا وهو ما رواه أبو الشيخ في الثواب عن أبي هريرة مرفوعًا: من شرب العسل ثلاثة أيام في كل شهر على الريق عوفي من الداء الأكبر: الفالج والجذام والبرص. 8992 - "من لقي الله لا يشرك به شيئًا دخل الجنة. (حم خ) عن أنس (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 260) رقم (653)، وانظر المجمع (5/ 27)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5830)، وقال في الضعيفة (3807): ضعيف جدًّا. (¬2) انظر: زاد المعاد في هدي خير العباد (4/ 30). (¬3) أخرج ابن ماجة (3450)، وانظر فتح الباري (10/ 140)، وانظر الموضوعات (3/ 215)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5831)، والضعيفة (762). (¬4) انظر: الموضوعات لابن الجوزي (3/ 215).

(من لقي الله) أي مات ولاقى أجله (لا يشرك به شيئًا) يحتمل أنه مفعول به وهو الأقرب مثل قوله تعالى: {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]، ويحتمل أنه مصدر أي إشراكًا (دخل الجنة) ولو بعد الخروج من النار، والشرك يراد به الكفر هنا فلا يدخل أهل الكتاب لأنهم وإن لم يكونوا مشركين فإنهم كفار. (حم خ) (¬1) عن أنس) قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح ما خلا التابعي فإنه لم يسم ثم إنه لم ينفرد به البخاري بل أخرجه مسلم من حديث جابر يزيادة "ومن لقيه يشرك به شيئًا دخل النار". 8993 - "من لقي الله بغير أثر من جهاد لقي الله وفيه ثلمة". (ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح). (من لقي الله بغير أثر من جهاد) أي علامة جراح ونحوها (لقي الله وفيه ثلمة) نقصان ثلمة كما ينقص الإناء بها وفيه فضيلة الجهاد. (ت هـ ك) (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: هذا حديث كبير غير أن إسماعيل -يريد به ابن رافع أحد رواته- لم يحتجا به انتهى وقال الذهبي (¬3) في موضع: إسماعيل ضعفوه. 8994 - "من لقي العدو فصبر حتى يقتل أو يغلب لم يفتن في قبره". (طب ك) عن أبي أيوب (صح). (من لقي العدو) في الجهاد (فصبر حتى يقتل) ضبط بالبناء للمجهول (أو يغلب) للمعلوم (لم يفتن في قبره) لم يسأله الملكان كما يسألان غيره كما سلف. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 157)، والبخاري (129)، ومسلم (93) عن جابر، وانظر المجمع (1/ 19). (¬2) أخرجه الترمذي (1666)، وابن ماجة (2763)، والحاكم (2/ 79)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5833). (¬3) انظر المغني (1/ 80)، والميزان (1/ 384).

(طب ك) (¬1) عن أبي أيوب) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه مصفى بن بهلول والد محمَّد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 8995 - "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدا". (طب) عن ابن عباس (ض). (من لم تنهه صلاته) المفروضة التي يأتي بها (عن الفحشاء والمنكر) فإن الله يقول: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: 45] (لم يزدد من الله إلا بعدا) لأنه لم يصل الصلاة التي تقبل فإنها الناهية وإذا لم يأت بها ما زاد إلا بعدًا عن الله. (طب) (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم (¬3) مدلس، وقال البيهقي: فيه يحيى بن طلحة اليربوعي (¬4) وثقه ابن حبان وضعفه النسائي، وفي الميزان: هو صويلح الحديث، وقال النسائي: ليس بشيء وساق له هذا الخبر ثم قال: الحسن بن الجنيد وقال هذا كذب، ورواه علي بن معبد في كتاب الطاعة والمعصية من حديث الحسن مرسلًا قال الحافظ العراقي: بإسناد صحيح. 8996 - "من لم يأت بيت المقدس يصلي فيه فليبعث بزيت يسرج فيه". (هب) عن ميمونة (ح). (من لم يأت بيت المقدس يصلي فيه) أي يقصده لذلك، فينال أجر الصلاة فإن صلاة فيه بخمسمائة صلاة فإن فاته إتيانه لذلك (فليبعث) أي يرسل (بزيت ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 187) رقم (4094)، وانظر قول الهيثمي المجمع (5/ 327)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5832)، والضعيفة (4651). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 54) رقم (11025)، وانظر المجمع (2/ 258)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5834)، وقال في الضعيفة (2): باطل. (¬3) انظر المغني (2/ 536)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 29). (¬4) انظر الميزان (7/ 192)، والمغني (2/ 738)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 197).

يسرج فيه) فإنه يقوم له ذلك مقام إتيانه إليه والصلاة فيه، وفيه ترغيب على تسريح المساجد لينفع المصلون بضوء سراجها، وهذا الحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - لما قالت له ميمونة: بيت المقدس أفتنا فيه، قال: ائتوه فصلوا فيه"، قالت: فإن لم نستطع، فذكره. (هب) (¬1) عن ميمونة) بنت الحارث أم المؤمنين، رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما قال ففيه عثمان بن عطاء الخراساني أورده الذهبي في الضعفاء (¬2) وقال ضعفه الدارقطني وغيره، وقال عبد الحق: إسناده ليس بقوي. 8997 - "من لم يأخذ من شاربه فليس منا. (حم ت ن) والضياء عن زيد بن أرقم (صح). (من لم يأخذ من شاربه) ما طال من شعره حتى تبين الشفة بيانًا ظاهرًا (فليس منا) أهل الخلق الحسن والعمل بالسنة وأخذ منه جماعة وجوب قص الشارب والجمهور حملوه على الندب لما سلف (حم ت ن) (¬3) والضياء عن زيد بن أرقم) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح. 8998 - "من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فأنا منه بريء. (ع) عن أبي هريرة (ح). (من لم يؤمن بالقدر) تقدم تفسيره (خيره وشره فأنا منه بريء) لأنه لم يكن مؤمنا بالله إذ لا يتم إيمانه حتى يؤمن بصفاته ومنها القدر (ع) (¬4) عن أبي هريرة) ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4176)، وأبو داود (457)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5835). (¬2) انظر المغني (2/ 427). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 368)، والترمذي (2761)، والنسائي (1/ 15)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6533). (¬4) أخرجه أبو يعلى في مسنده (6404)، وانظر المجمع (7/ 206)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5836).

رمز المصنف لحسنه لكن قال الهيثمي: فيه صالح بن سرح وهو خارجي قال [4/ 292] الشارح وأقول: فيه أيضًا يزيد الرقاشي وهو متروك كما مر. 8999 - "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له. (قط هق) عن عائشة (صح). (من لم يبيت الصيام) يعزم عليه ويفرضه وهو عند أبي داود "من لم يعرض الصيام ... (قبل طلوع الفجر فلا صيام له) ظاهره نفلًا كان أو فرضًا وفيه خلاف وتفصيل وقد أبنا ما قام عليه الدليل من الأقاويل في حاشية ضوء النهار (قط هق) (¬1) عن عائشة)، رمز المصنف لصحته وقال الدارقطني: تفرد به عبد الله بن عباد عن الفضل وكلهم ثقات انتهى إلا أن عبد الله بن عباد (¬2) قال فيه ابن حبان: يقلب الأخبار وعنده نسخة موضوعة ثم ذكر هذا الحديث، قلت: ولذا قال الزين العراقي: قول الدارقطني: كلهم ثقات يحتمل أن يراد به الفضل ومن بعده دون عبد الله بن عباد لأنه متهم به ويحتمل أنه أراد كلهم عبد الله وغيره. قلت: وعلى هذا التقدير الأخير فالخارج أولى. 9000 - "من لم يترك ولدًا ولا والدًا فورثته كلالة. (هق) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلًا. (من لم يترك ولدا ولا والدا فورثته كلالة) هذا تفسير للكلالة في الآيتين فالكلالة الوارثون الذين ليس فيهم ولد ولا والد والميت الذي لم يخلف أحدهما ولا كلاهما. (هق) (¬3) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلًا) هو: ابن عبد ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (2/ 171)، والبيهقي في السنن (4/ 203)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6534). (¬2) انظر المغني (1/ 343)، والميزان (4/ 132). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 224) , وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5837)، والضعيفة (4653).

الرحمن بن عوف تابعي ثقة مكثر. 9001 - "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له. (حم 3) عن حفصة (صح). (من لم يجمع) بضم فسكون فكسر الإجماع العزم التام يقال: أجمع على الأمر إذا صمم (الصيام قبل الفجر) من يومه الذي يصبح فيه صائمًا (فلا صيام له) لا يسقط عنه فرضًا ولا يكتب له به نفلًا (حم 3) (¬1) عن حفصة رمز المصنف لصحته قال ابن حجر: سنده صحيح. 9002 - "من لم يحلق عانته ويقلم أظفار, ويجز شاربه فليس منا. (حم) عن رجل (ح). (من لم يحلق عانته) يزيل الشعر الذي على فرجه وحوله وخص الحلق لأنه الأغلب وإلا فإنه لو أزاله بالنورة لكان كمن حلقه (ويقلم أظفاره) أظفار يديه ورجليه (ويجز شاربه فليس منا) كما سلف (حم) (¬2) عن رجل) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي: هذا لا يثبت وفيه ابن لهيعة والكلام فيه معروف. 9003 - "من لم يخلل أصابعه بالماء خللها الله بالنار يوم القيامة. (طب) عن واثلة. (من لم يخلل أصابعه بالماء) عند الوضوء والغسل رجليه ويديه بالماء (خللها الله بالنار يوم القيامة) لأن الله تعالى أوجب غسل اليدين والرجلين وباطن الأصابع داخل في الأمر في من فرط عوقب بتعذيب المحل الذي تركه نظير "ويل للأعقاب من النار يوم القيامة" وفيه: دليل على إيجاب إيصال الماء إلى بواطن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 287)، وأبو داود (2454)، والترمذي (730)، والنسائي (4/ 196)، وانظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 275)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6538). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 410)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5838)، والضعيفة (4654).

الأصابع (طب) (¬1) عن واثلة) سكت عليه المصنف. وضعفه المنذري ولم يبين وجهه وبينه الهيثمي فقال: فيه العلاء بن كثير الليثي وهو مجمع على ضعفه. 9004 - "من لم يدرك الركعة لم يدرك الصلاة. (هق) عن رجل (ح). (من لم يدرك الركعة) مع الإِمام أي الركوع لا الركعة كلها (لم يدرك الصلاة) وخالف بعض المتأخرين فقال لا يكون اللاحق مدرك للركعة إلا إذا أدرك قراءة الفاتحة فيها لا لو أدرك الإِمام راكعًا ويحتمل أن يراد من أدرك الركعة في الوقت من الصلاة فقد أدرك الصلاة في وقتها ويكون نظير "من أدرك ركعة قبل طلوع الشمس ... الحديث (¬2) (هق) (¬3) عن رجل) رمز المصنف لحسنه إلا أنه من حديث عبد العزيز بن محمَّد المكي، قال الذهبي في المهذب (¬4): لا أعرف المكي. 9005 - "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه. (حم خ د ت هـ) عن أبي هريرة (صح). (من لم يدع قول الزور) الكذب والميل عن الحق (والعمل به) في يوم صومه. (فليس لله حاجة) قال العراقي قوله: ليس لله حاجة في كذا أي ليس مطلوبًا له فكنى به عن طلبه تعالى بذلك تجوزًا إذ الطلب في الشاهد إنما يكون غالبا عن حاجة الطالب (في أن يدع طعامه وشرابه) فالغرض من شرعية الصوم ليس ترك الطعام والشراب بل ما يتبعه من كسر الشهوة وإطفاء ثائرة الغضب وقمع النفس ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 64) رقم (156)، وانظر المجمع (1/ 236)، والترغيب والترهيب (1/ 103)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5839). (¬2) أخرجه ابن خزيمة (985)، وأبو يعلى (6302)، وانظر الكامل لابن عدي (5/ 188). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 89)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5840)، والضعيفة (4656). (¬4) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 2307).

الأمارة وتطويعها للنفس المطمئنة فوجوده بدون ذلك كعدمه أفاده البيضاوي لا يقال فيلزم قضاء الصوم على من كذب لأنا نقول: القضاء لا يجب إلا بأمر جديد ولم يرد أمر بوجوب القضاء على من كذب وهو صائم. (حم خ د ت هـ) (¬1) (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه مسلم. 9006 - "من لم يذر المخابرة فليؤذن بحرب من الله ورسوله". (د ك) عن جابر (صح). (من لم يذر) يترك (المخابرة) بالخاء المعجمة هي المعاملة على الأرض ببعض غلتها و [4/ 293] البذر من العامل فإن كان من المالك فهي المزارعة (فليؤذن بحرب من الله ورسوله) وقد اختلف في هذا، فقيل إنه منسوخ، وقيل: لا، وقد بينا الأقوال في حاشية ضوء النهار بأدلتها وما قاله السلف (د ك) (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 9007 - "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا. (خد د) عن ابن عمرو (صح). (من لم يرحم صغيرنا) أهل الإِسلام أو أهل البيت والأول أوضح (ويعرف حق كبيرنا) سنًّا وعلمًا ورئاسة (فليس منا) إذ خلق أهل الإِسلام رحمة الصغير ومعرفة الحق الكبير. (خد د) (¬4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته ورواه ¬

_ (¬1) جاء في الأصل بدون هـ. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 452)، والبخاري (1903)، وأبو داود (2362)، والترمذي (707)، وابن ماجة (1689). (¬3) أخرجه أبو داود (3406)، والحاكم (2/ 314)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5841)، والضعيفة (990). (¬4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (354)، وأبو داود (4943)، والحاكم (4/ 178)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6540).

الحاكم بلفظه هذا وصححه وأقره الذهبي. 9008 - "من لم يرض بقضاء الله ويؤمن بقدر الله فليلتمس إلهًا غير الله". (طس) عن أنس. (من لم يرض بقضاء الله) ما قضاه وأمضاه (ويؤمن بقدر الله فليلتمس إلهًا غير الله) ولا يجد له إلهًا سواه لا إله إلا هو وفي الدعاء النبوي: "نسألك الرضا بعد القضاء". (طب) (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه سهل بن أبي حزم وثقه ابن معين وضعفه جمع وبقية رجاله ثقات. 9009 - "من لم يشكر الناس لم يشكر الله". (حم ت) والضياء عن أبي سعيد (صح). (من لم يشكر الناس) على إكرامهم له (لم يشكر الله) فإن الله قد أمر بشكر المحسن فمن لم يمتثل الأمر فما شكر الله تعالى إذ شكره بامتثال أمره وقد قدمنا فيه احتمالا آخر، وفيه أنه يجب شكر المنعم وإن كان كل نعمة من الله لكنه جعل العباد وسائط لإيصال نعمه من بعض إلى بعض. (حم ت) (¬2) والضياء عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الهيثمي: سند أحمد حسن ولأبي داود وابن حبان نحوه من حديث أبي هريرة وقال: صحيح. 9010 - "من لم يصل ركعتي الفجر فليصلهما بعدما تطلع الشمس. (حم ت ك) عن أبي هريرة (صح). (من لم يصل ركعتي الفجر) راتبته ونافلته (فليصلهما بعدما تطلع الشمس) ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (8370)، وانظر: المجمع (7/ 207)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5842)، والضعيفة (506). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 32)، والترمذي (1955)، والضياء في المختارة (1421)، ورواه أبو داود (4811)، وابن حبان (8/ 198) رقم (3407) عن أبي هريرة, وانظر: المجمع (8/ 181)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6541)، والصحيحة (416).

فطلوع الشمس لا يفوت عليه فضلها (حم ت ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 9011 - "من لم يطهره البحر فلا طهره الله". (قط هق) عن أبي هريرة. (من لم يطهره البحر فلا طهره الله) دعاء عليه بأن لا طهره الله إذا لم يعتقد طهارة البحر فإنه الطهور ماؤه، وفيه رد على من كره التطهر به من السلف. (قط هق) (¬2) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه مجهولان. 9012 - "من لم يقبل رخصة الله كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة). (حم) عن ابن عمر (ح). (من لم يقبل رخصة الله) يعمل بما شرعه من الرخص في الشرعيات (كان عليه من الإثم مثل جبال عرفة) ذهبت الظاهرية إلى وجوب العمل بالرخصة فأوجبوا الفطر في السفر والقصر، والجمهور على أنه يندب ذلك وحملوا هذا على من يخشى ضررًا. (حم) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وقال العراقي: إسناده حسن ومثله قال الهيثمي. 9013 - "من لم يوتر فلا صلاة له. (طس) عن أبي هريرة (ضعيف). (من لم يوتر) يصلي الوتر (فلا صلاة له) أي لا كمال لصلاته وفيه حث على الوتر (طس) (¬4) عن أبي هريرة) كتب المصنف عليه ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 489)، والترمذي (186)، والحاكم (1/ 274)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6542)، والصحيحة (2361). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 35)، والبيهقي في السنن (1/ 4)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5843)، وقال في الضعيفة (4657): ضعيف جدًّا. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 71)، وانظر المجمع (3/ 162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5844)، والضعيفة (1949). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (4012)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5845)، والضعيفة (5226): موضوع.

9014 - "من لم يوص لم يؤذن له في الكلام مع الموتى. أبو الشيخ في الوصايا عن قيس". (من لم يوص) بماله وغلبه عند موته (لم يؤذن له في الكلام مع الموتى) بيانه في تمامه وتمامه قيل: يا رسول الله ويتكلمون قال: "نعم ويتزاورون" وتصديقه ما رواه ابن أبي الدنيا عن بعض من يحفر القبور أنه حفر قبرًا ونام عنده فأتاه امرأتان فقالت إحداهما: أنشدك الله إلا صرفت عنا هذه المرأة، فاستيقظ فإذا بامرأة جيء بها فدفنها في قبر آخر فرأى تلك الليلة المرأتين تقول، إحداهما: جزاك الله خيرًا، فقال: ما لصاحبتك لا تتكلم، فقالت: ماتت بغير وصية ومن لم يوص لم يتكلم إلى يوم القيامة. (أبو الشيخ (¬1) في الوصايا عن قيس) بن قبيصة. 9015 - "من مات محرمًا حشر ملبيًا. (خط) عن ابن عباس". (من مات محرمًا) بحج أو عمرة. (حشر) يوم القيامة. (ملبيًا) قائلًا بكلمة التلبية وهي كرامة عظيمة. (خط (¬2) عن ابن عباس). 9016 - "من مات مرابطًا في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر. (طب) عن أبي أمامة (ح) ". (من مات مرابطًا) في ثغر من ثغور أهل الإِسلام يخيف العدو. (في سبيل الله آمنه الله من فتنة القبر) لأنه أخاف عدو الله فجازاه الله بالأمان. (طب (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وفيه محمَّد بن حفص الحمصي عن محمَّد بن حمير ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في الوصايا كما في الكنز (46080)، والديلمي في الفردوس (5945) وذكره الحافظ في الإصابة (3/ 247) وقال: إسناده ضعيف, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5846). (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (3/ 338)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5849)، والضعيفة (4660). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 96) رقم (7480)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6545).

وابن حفص قال في اللسان (¬1) كأصله: ضعفه ابن منده وتركه ابن أبي حاتم، وابن حمير جهله الدارقطني. 9017 - "من مات على شيء بعثه الله عليه. (حم ك) عن جابر (صح) ". (من مات على شيء) من الطاعات أو المعاصي. (بعثه الله عليه) فليحرص العبد على أفعال الخير ليبعث عليها؟ (حم ك (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط مسلم، وأقره الذهبي. 9018 - "من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط نقله الله إليهم، حتى يحشر معهم. (خط) عن أنس". (من مات من أمتي يعمل عمل قوم لوط) يأتون الذكران من العالمين (نقله الله) من بين الأمة (إليهم) إلى قوم لوط (حتى يحشر معهم) لأنه سلك طريقهم [4/ 294] في الدنيا فقرن بهم في الآخرة (خط (¬3) عن أنس) سكت المصنف عليه، وقد قال مخرجه الخطيب: أن عيسى بن مسلم الصفار المعروف بالأحمر رواه عن حماد بن زيد عن سهل عن أنس، قال: وعيسى حدث عن مالك وحماد وابن عباس بأحاديث منكرة. 9019 - "من مات وعليه صيام صام عنه وليه (حم ق د) عن عائشة (صح) ". (من مات وعليه صيام صام عنه وليه) الأقرب إليه وإن لم يوص به واختلف الناس في هذا فقيل بوجوبه على الولي وقيل بجوازه، وقيل لا يجوز؛ لأنه قربة ¬

_ (¬1) انظر لسان الميزان (5/ 146). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 314)، والحاكم (4/ 313)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6543)، والصحيحة (283). (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 160)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5851)، والضعيفة (4662): ضعيف جدًّا.

بدنية والحديث مع الأولين (حم ق د (¬1) عن عائشة وصححه أحمد). 9020 - "من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة (حم ق) عن ابن مسعود (صح) ". (من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة) مع إيمانه بالله ورسله أو من كذب الرسل فقد كذب الله ومن كذبه فهو مشرك، أو أريد من مات لا يشرك مع إتيانه بواجبات التوحيد. (حم ق (¬2) عن ابن مسعود) ورواه مسلم من حديث جابر بزيادة. 9021 - "من مات بكرة فلا يقيلن إلا في قبره، ومن مات عشية فلا يبيتن إلا في قبره. (طب) عن ابن عمر (ضعيف) ". (من مات بكرة) أول النهار (فلا يقيلن) لا يدخل وقت القيلولة (إلا في قبره) حث على المسارعة بدفن الميت (ومن مات عشية) هي من بعد الزوال (فلا يبيتن) لا يدخل الليل عليه (إلا في قبره) فهو حث على التعجيل بدفن الميت والأحاديث فيه كثيرة (طب (¬3) عن ابن عمر) كتب المصنف عليه ضعيف، وقال الهيثمي: فيه الحكم بن ظهيرة وهو متروك. 9022 - "من مات وهو مدمن خمر لقي الله وهو كعابد وثن. (طب حل) عن ابن عباس (ح) ". (من مات وهو مدمن خمر) مستمر على شربها (لقي الله وهو كعابد وثن) في الإثم، قيل: المراد إن استحل شربها (طب حل (¬4) عن ابن عباس) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 69)، والبخاري (1952)، ومسلم (1147)، وأبو داود (2400). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 382)، والبخاري (1181)، ومسلم (92). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 421) رقم (13551)، وانظر المجمع (3/ 20)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5847). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 45) رقم (12428)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 253)، وانظر قول =

لحسنه، وقال الهيثمي بعد عزوه لأحمد والطبراني: رجال أحمد رجال الصحيح وفي رجال الطبراني زيد بن فاختة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات. 9023 - "من مثّل بالشعر فليس له عند الله خلاق. (طب) عن ابن عباس". (من مثل بالشعر) حلق رأس غيره بغير إذنه تغريرًا له أو لحيته أو نحوها، وقال الزمخشري: صيره مثله بأن نتفه أو حلقه من الخدود أو غيره بالسواد (فليس له عند الله خلاق) حظ ونصيب وهذ بناء على أن الشعر بفتح المعجمة والمهملة وقال بعضهم إنه بكسر المعجمة والمراد الكلام المنظوم وعليه دل كلام الهيثمي والطبراني حيث ذكراه في ما جاء من الشعر والشعراء وذكراه في الأحاديث الواردة في ذم ذلك وعليه يراد من هجائه الناس وصيره أمثالًا في ذم العباد. (طب (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه حجاج بن نصير ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان وقال: يخطيء، وبقية رجاله ثقات. 9024 - "من مثل بحيوان فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. (طب) عن ابن عمر (ح) ". (من مثّل) بالتشديد (بحيوان) بأن قطع أطرافه (فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) فيه دلالة على تحريم المثلة بالحيوان والإنسان أولى أن يحرم المثلة به؛ وقيل: يجوز في القاتل الممثل بغيره لأنه - صلى الله عليه وسلم - رضَّ رأس يهودي بين حجرين لفعله ذلك بجارية من المدينة. (طب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه بقية مدلس، والأصم بن هرمز لم أعرفه. ¬

_ = الهيثمي في المجمع (5/ 74)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6549). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 41) رقم (10977)، وانظر المجمع (8/ 121)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5854)، والضعيفة (421). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 273) رقم (13091)، وانظر المجمع (6/ 249)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5855).

9025 - "من مرض ليلة فصبر ورضي بها عن الله خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه. الحكيم عن أبي هريرة". (من مرض ليلة فصبر ورضي بها عن الله) بالمرضة, أو بالليلة التي فيها المرض (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) فيه فضل الرضا بالمرض وفيه أن الأجر ليس على مطلق المرض، بل عليه مع الرضا، وظاهره غفران الكبائر والصغائر. (الحكيم (¬1) عن أبي هريرة). 9026 - "من مس الحصى فقد لغا. (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (من مس الحصا) سواها للسجود، فإنهم كانوا يصلون على الحصى، وقيل: هو تقليب الحصى (فقد لغا) أي أتى باللغو في الأفعال وهو مذموم كاللغو في الأقوال، والأظهر أنه أريد به من قلب الحصى حال الخطبة فإنه كمن تكلم فيه وهو لاغ في ذلك (هـ (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه, وقد أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي في باب: التبكير والتنظيف في الجمعة بلفظه عن أبي هريرة. 9027 - "من مس ذكره فليتوضأ. مالك (حم 4 ك) عن بسرة بنت صفوان (صح). (من مس ذكره فليتوضأ) وفي لفظ الترمذي: "فلا يصلي حتى يتوضأ" قيل: والمس ملاقاة الجرمين بغير حائل وقد ورد "إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه ليس بينهما ستر ولا حجاب فليتوضأ" والإفضاء لغة الاتصال، وادعى جماعة منهم الشارح أنه المس ببطن الكف، فإن ثبت لغة فذاك وإلا فالظاهر أنه ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (3/ 224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5856). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1025)، وأخرجه ومسلم (857)، وأبو داود (1050)، والنسائي (3/ 103).

الإتصال مطلقًا [4/ 295] والظاهر قول أحمد: أن بطن الكف كظهرها، وألحق به فرج المرأة لحديث "من مس فرجه" ومس فرج الغير ملحق به، قيل: بجامع اللذة وفيه تأمل فإنه ليس العلة اللذة ولا دليل عليها، وأما حديث "ما هو إلا بضعة منك" فقد قيل: هو منسوخ، وقيل: المراد به مع الحائل، وفي المسألة خلاف بين أئمة المذاهب معروف في محله. (مالك حم 4 ك (¬1) (¬2) عن بسرة) بضم الموحدة والسين المهملة والراء بنت صفوان، رمز المصنف لصحته، ونقل ابن الرفعة عن القاضي أبي الطيب أنه رواه تسعة عشر صحابيًّا. 9028 - "من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة، ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة. (طب) عن أبي أمامة". (من مشى إلى صلاة مكتوبة) من بيته إلى المسجد (في الجماعة) وإلى غيره إن أقيمت الجماعة في غيره. (فهي) أي الصلاة التي قصد إليها (كحجة) في أجرها. (ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي) أي الصلاة. (كعمرة) في أجرها (نافلة) ويحتمل عود الضميرين إلى المشية الدال عليها ذكر مشى، وفيه فضيلة الخروج إلى الجماعة، وأما النافلة فالأفضل في فعلها البيوت، فيحتمل أن يراد: من مشى من مسجده إلى بيته لأداء النافلة فيه، ويحتمل من خرج من بيته إلى نافلة شرع فيها الجماعة في المساجد كالاستسقاء ونحوه. (طب (¬3) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف، وقال في المطامح: فيه علتان: إنقطاع في سنده لأن مكحولًا لم يسمع من أبي أمامة وقد رواه عنه، وفيه رجل مجهول. ¬

_ (¬1) جاء في الأصل بدون ك. (¬2) أخرجه مالك في الموطأ (92)، وأحمد (6/ 406)، وأبو داود (181)، والترمذي (82)، والنسائي (1/ 216)، وابن ماجة (479)، والحاكم (1/ 136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6554). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 127) رقم (7578)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6556).

9029 - "من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة. (طب) عن أبي الدرداء". (من مشى بين الغرضين كان له بكل خطوة حسنة) (طب (¬1) عن أبي الدرداء) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه عثمان بن مطر وهو ضعيف. 9030 - "من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإِسلام" (طب) والضياء عن أوس بن شرحبيل (صح) ". (من مشى مع ظالم ليعينه) على ظلمه (وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإِسلام) أي عن طريقة أهل الإِسلام، فإن طريقتهم الكف عن الظلم والأخذ على يد الظالم لا الإعانة له على ظلمه. (طب (¬2) والضياء عن أوس بن شرحبيل) رمز المصنف لصحته، وقال المنذري: ضعيف غريب، وقال الهيثمي: بعد عزوه للطبراني: فيه عياش بن يونس لم أجد من ترجمه، وبقية رجاله وثقوا، وفي بعضهم كلام، ورواه عنه أيضًا الديلمي. 9031 - "من ملك ذا رحم مَحْرَمٍ فهو حر (حم د ت هـ ك) عن سمرة (صح) ". (من ملك ذا رحم) قيل: المراد به هنا من لا يحل نكاحه من الأقارب (مَحْرَمٍ فهو حر) يعتق عليه بدخوله في ملكه، قد اختلف ما المراد بالرحم فقيل: الأب والابن ولا يعتق غيرهما، وقيل: بل كل محرم ثم اختلف: هل الإعتاق واجب أو مندوب؟ ومحل تحقيق ذلك المبسوطات، قال أبو البقاء: وقد أورد علي الحديث في إعرابه إشكال وهو أن من مبتدأ وخبره فهو حر، وهو لا يعود على ¬

_ (¬1) عزاه الهيثمي في المجمع (5/ 269) للطبراني وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5858). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 227) رقم (619)، والديلمي في الفردوس بمأثور الخطاب (5709)، وانظر المجمع (4/ 205)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5859)، والضعيفة (758).

من يل على المملوك فتبقى من بلا عائد عليها، وهذا عند التحقيق ليس بشيء لأن خبر من حوله ملك وفي ملك ضمير يعود إلى من، وقوله فهو حر: جواب الشرط انتهى. قلت: ولا يخفى إنها مات تمت بمن الإفادة بالخبر أو لم يتم إلا بجواب الشرط، ومن شرط الخبر أن يتم به الإفادة، ويجاب بأنها لم تتم للإحتياج إلى جواب الشرط، فكلمة: من: افتقرت إلى خزاء وجرا فلم تتم الإفادة إلا بهما. (حم د ت هـ ك (¬1) عن سمرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما، وأقره الذهبي، وقال أبو داود والترمذي: لم يروه إلا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن، وفيه علل أخر في انقطاعه ووقفه على عمر أو على الحسن أو على جابر أو الجعفي. 9032 - "من منح منحة ورق أو منحة لبن أو هدى زقاقًا فهو كعتق نسمة. (حم ت حب) عن البراء (صح) ". (من منح منحة ورق) فضة (أو منحة لبن) بأن أعطاه شاة مثلًا من يحلبها (أو هدى) جاهلًا أو أعمى (زقاقًا) طريقًا ضيقة (فهو كعتق نسمة) في الأجر (حم ت حب (¬2) عن البراء) رمز المصنف لصحته. 9033 - "من منح منيحة غدت بصدقة وراحت بصدقة: صبوحها، وغبوقها. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (من منح منيحة) عطية: حليب شاة أو ناقة مثلًا (غدت) من الغدو (بصدقة) حسبت له في الغداة صدقة (وراحت بصدقة) وأبانه بقوله: (صبوحها، وغبوقها) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 20)، وأبو داود (3949)، والترمذي (1365)، وابن ماجة (2524)، والحاكم (2/ 214)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6557). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 258)، والترمذي (1957)، وابن حبان (11/ 494) (5096)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6559).

وهما منصوبان على الظرفية، وقيل: مجروران على البدل، والوجه في تخصيص الوقتين بأنهما وقت الانتفاع بحليب المنيحة. (م (¬1) عن أبي هريرة). 9034 - "من منع فضل ماء أو كلأ منعه الله فضله يوم القيامة. (حم) عن ابن عمرو". (من منع) غيره. (فضل ماء أو كلأ) بالقصر: ما يفضل عن حاجة المانع، مثلوه بمن حفر بئرًا في أرض موات فإنه أحق بمائها وما حولها من الكلأ حتى يرتحل، وعلى كل حال يجب عليه بذل ما فضل عنه حاجته (منعه الله فضله يوم القيامة) جزاءًا لما منعه مما لم تصنعه [4/ 296] يداه، وأفاد تحريم فضل بيع الماء لأن البائع مانع. (حم (¬2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن راشد الخزاعي وهو ثقة وقد ضعفه بعضهم، وقال ابن حجر: هذا من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وفيه ليث بن أبي سليم، وقال: لم يزد الأعمش عن عمرو غيره، ورواه الطبراني في الكبير من حديث واثلة بلفظ آخر وإسناده ضعيف انتهى كلامه. 9035 - "من نام عن وتره أو نسيه, فليصله إذا ذكره. (حم 4 ك) عن أبي سعيد". (من نام عن وتره) وفي لفظ عن حزبه: وهو ما يجعله الإنسان على نفسه من نحو صلاة وتلاوة (أو نسيه, فليصله إذا ذكره) من ليل أو نهار وفي رواية الدارقطني: إذا أصبح، وفي رواية الترمذي: إذا استيقظ، وفيه أن الوتر لا يسقط ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1020). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 179)، وانظر المجمع (4/ 124)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6560)، والصحيحة (1422).

بالنوم والنسيان، وظاهر الحديث وجوب قضاء الوتر أو الحزب (حم 4 ك (¬1) عن أبي سعيد) (¬2) سكت عليه المصنف وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف ورواه الدارقطني بلفظه عن أبي سعيد، قال الغرياني: وفيه محمَّد بن إسماعيل الجعفري، قال أبو حاتم: منكر الحديث وعنه محمَّد بن إبراهيم السمرقندي: لم أر له ذكرًا إلا أن يكون الذي روى عنه ابن السماك فهو هالك وشيخ الجعفري عبد الله بن سلمة بن أسد بن زيد بن أسلم لم أر له ذكرًا. 9036 - "من نام بعد العصر فاختلس عقله فلا يلومن إلا نفسه. (ع) عن عائشة". (من نام بعد العصر فاختلس) من الاختلاس الأخذ بخفية (عقله فلا يلومن إلا نفسه) لأنه سبب ذلك بنومه وفيه كراهة النوم في ذلك الوقت لأن العبد مأمور بحفظ عقله (ع (¬3) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وفيه عمرو بن الحصين عن ابن علاثة قال الذهبي في الميزان (¬4): تركوه، ومثله قال الهيثمي، ورواه ابن حبان من طريق أخرى لكن فيها خالد بن القاسم، قال ابن الجوزي (¬5): خالد كذاب وحكم بوضع الحديث. 9037 - "من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه. (حم خ 4) عن عائشة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 31)، وأبو داود (1431)، والترمذي (465)، والنسائي في الصغرى (783)، وابن ماجه (1188)، والحاكم (1/ 302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6562). (¬2) جاء في الأصل بدون ك. (¬3) أخرجه أبو يعلى في مسنده (4918)، وأورده الهيثمي في المجمع (5/ 116)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5861)، والضعيفة (39). (¬4) انظر ميزن الاعتدال (5/ 306). (¬5) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 249).

(من نذر أن يطيع الله فليطعه) فليف بنذره وجوبًا (ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه) فإنها تحرم المعصية بكل حال. (حم خ 4 (¬1) عن عائشة) وزاد فيه الطحاوي "وليكفر عن يمينه"، قال ابن القطان: عندي شك في رفع الزيادة. 9038 - "من نذر نذرًا ولم يسمه فعليه كفارة يمين. (هـ) عن عقبة بن عامر (ح) ". (من نذر نذرًا فلم يسمه) لم يعينه بل أطلقه كعلي نذر، وقيل: المراد به نذر اللجاح والغضب (فكفارته كفارة يمين) أي يلزمه إخراج كفارة يمين قيل وجوبًا وهو ظاهر الحديث، وقيل: ندبًا (هـ (¬2) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لحسنه، قال الصدر المناوي: في إسناد ابن ماجة من لا يعتمد عليه. 9039 - "من نزل على قوم فلا يصوم تطوعًا إلا بإذنهم. (ت) عن عائشة (منكر) ". (من نزل على قوم) ضيفًا (فلا يصومن تطوعًا إلا بإذنهم) لأن لهم حق ضيافته فلا يوحشهم بالصوم إذ جبر خاطرهم أفضل من الصوم تطوعًا (ت (¬3) عن عائشة) كتب عليه المصنف: منكر، وقال الترمذي عقيب روايته: سألت محمدًا يعني البخاري عنه، فقال: حديث منكر، وقال عبد الحق: ما في رجاله من يقبل حديثه، وقال ابن الجوزي (¬4) حديث لا يصح. 9040 - "من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها. (حم ق ت ن) عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 36)، والبخاري (6318)، وأبو داود (3289)، والترمذي (1526)، والنسائي (7/ 17)، وابن ماجة (2126). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5864). (¬3) أخرجه الترمذي (789)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5865): ضعيف جدًّا. (¬4) انظر العلل المتناهية (2/ 525).

(من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها) هذا عام بظاهره في النفل والفريضة إلا أن قوله كفارتها يشعر بأنه أريد به الفرض إذ الكفارة التغطية للذنب على أنه أيضًا لا بد من تأويله في الفرض لأنه لا ذنب على الناس والنائم عنه لرفع القلم عنه فكأنه لعظمة شأن الفرد قد فرط بالنوم والنسيان وإن من شأنها ألا ينسى ولا ينام عنها فيتدارك بالإتيان بها وقت الذكر (حم ق ت ن (¬1) عن أنس) وفي لفظ لمسلم: "لا كفارة لها إلا ذلك". 9041 - "من نسي الصلاة عليَّ خَطِيء طريق الجنة. (هـ) عن ابن عباس (ح) ". (من نسي الصلاة علي) تركها عند وجود سببه من ذكره - صلى الله عليه وسلم - أو نحوه، وأريد بالنسيان الترك عمدًا من باب نسوا الله فنسيهم. (خطيء) بفتح الخاء وكسر الطاء وهمز (طريق الجنة) أي سلك سبيل الخطأ عن طريقها وهي طريق النار (هـ (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجة: إنه ضعيف لضعف رواته جبارة بن مغلس وجابر بن يزيد، وقال المنذري (¬3): لجبارة مناكير وفي الميزان (¬4) عن ابن معين: أنه كذاب وعن ابن نمير: يضع الحديث ولا يدري ومن مناكيره هذا الخبر، قال: وهذا بهذا الإسناد باطل انتهى. إلا إنه انتصر له ابن الملقن وتبعه الحافظ ابن حجر بما [4/ 297] رواه الطبراني عن الحسن بن علي مرفوعًا "من ذكرت عنده فخطيء الصلاة عليَّ ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 100)، والبخاري (597)، ومسلم (684)، والترمذي (177)، والنسائي (1/ 293). (¬2) أخرجه ابن ماجة (908)، انظر شرح ابن ماجه (1/ 1530)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6568). (¬3) انظر الترغيب والترهيب (2/ 232). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (2/ 11).

خطيء طريق الجنة" (¬1)، وقال ابن حجر (¬2): خرجه ابن ماجة عن ابن عباس، والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة، والطبراني عن الحسين بن علي قال: وهذه الطرق يشد بعضها بعضًا انتهى. 9042 - "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" (حم ق هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (من نسي) أي صومه (وهو صائم فأكل أو شرب) خصهما من بين المفطرات لندرة غيرهما كالجماع (فليتم صومه) ولا يظن أنه قد بطل بالأكل والشرب ولو كان كثيرًا (فإنما أطعمه الله وسقاه) قال الطيبي: إنما للحصر أي ما أطعمه وسقاه أحد إلا الله تعالى، فدل على أن هذا النسيان من الله تعالى ومن لطفه في حق عباده تيسيرًا عليهم ورفعًا للحرج، وأخذ منه أنه لا قضاء عليه، وأوجب القضاء طائفة ورد ما قالوه بما في رواية الدارقطني وابن حبان وابن خزيمة بلفظ "فلا قضاء عليه" (¬3) والحديث نص في الأكل والشرب وإلحاق الجماع بهما بعيد لفقد الجامع المعتد به. (حم ق هـ (¬4) عن أبي هريرة) ورواه الجماعة كلهم بألفاظ متقاربة. 9043 - "من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة. (هق) والضياء عن أنس (صح) ". (من نصر أخاه) في الإِسلام (بظهر الغيب) زاد البزار في رواية: "وهو يستطيع نصره". ونصره بالذب عنه إن انتهك عرضه أو أريد تسليط ظالم عليه أو نحو ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 128) رقم (2887) عن الحسين بن علي، ورواه البيهقي في الشعب (1573)، وفي السنن (9/ 286) عن أبي هريرة. (¬2) انظر فتح الباري (11/ 168). (¬3) رواه الدارقطني في السنن (2/ 179)، وابن حبان (3521). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 425)، والبخاري (1933)، ومسلم (1155)، وابن ماجة (1673).

ذلك (نصره الله في الدنيا والآخرة) وهذا في ظهر الغيب ونصره وهو حاضر متعين أيضًا وإنما خص حال غيبته لأنها حالة قل ما يوجد فيها الناصر (هق (¬1) والضياء عن أنس) رمز المصنف لصحته. 9044 - "من نظر إلى أخيه نظرة ود غفر الله له. الحكيم عن ابن عمرو (ض) ". (من نظر إلى أخيه نظرة ود) وفي لفظ: "محبة" (غفر الله له) وذلك أن الله يحب المتوادين أهل الإيمان ومن فعل ما يحبه الله غفر له، وفيه أن من نظر إليه نظرة بغض أثم (الحكيم (¬2) عن ابن عمرو) ورواه عنه أيضًا الطبراني بزيادة. 9045 - "من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه بها في غير حق أخافه الله يوم القيامة. (طب) عن ابن عمرو (ض) ". (من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه بها في غير حق) يستحق به تلك النظرة (أخافه الله تعالى يوم القيامة) لأنه لا يحل لمؤمن أن يروع مؤمنًا وهذا في النظر فكيف في غيره (طب (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال المنذري: ضعيف، وقال الهيثمي: رواه الطبراني عن شيخه أحمد بن عبد الرحمن بن عفان ضعفه أبو عروبة. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 168)، والضياء في الأحاديث المختارة (1858)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6574)، والصحيحة (1217). (¬2) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 141)، والطبراني في مسند الشاميين (505)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5866): ضعيف جدًّا. (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (6/ 253)، وأخرجه البيهقي في الشعب (7468)، والمنذري في الترغيب والترهيب (3/ 319)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 767)، وانظر ترجمة أحمد بن عبد الرحمن بن عقال في الكامل لابن عدي (1/ 203)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5867)، والضعيفة (2279).

9046 - "من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة. (حم م) عن أبي قتادة (صح) ". (من نفس عن غريمه) أمهل، وقال عياض: التنفيس المد في الأجل والتأخير ومنه {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} [التكوير 18] أي امتد وصار نهارًا (أو محا عنه) أبرأه من الدين المكتوب (كان في ظل العرش يوم القيامة) لتفريجه كربة أخيه بالإمهال أو المسامحة. (حم م (¬1) عن أبي قتادة). 9047 - "من نيح عليه يعذب بما نيح عليه. (حم ق ت) عن المغيرة (صح) ". (من نيح عليه) مبني للمجهول من النوح وهو الصراخ على الميت بتعديد مناقبه (يعذب بما نيح عليه) بسبب النوح عليه، قالوا: وهذا إذا أوصى أن يناح عليه وإلا فإنها لا تزر وازرة وزر أخرى، وقيل: المراد بالميت المحتضر وأنه إذا سمع الصراخ عليه تحسر فهو تعذيبه. (حم ق ت (¬2) عن المغيرة). 9048 - "من نوقش المحاسبة هلك. (طب) عن ابن الزبير". (من نوقش المحاسبة) عسر عليه واستقصى منه من نقش الشوكة وهو استخراجها كلها ومنه انتقشت منه جميع حقيّ ذكره الزمخشري (¬3) (هلك) أي تكون المناقشة هلاكًا له لما فيها من التوبيخ والتقريع أو هلك بسبب التعذيب على ما نوقش عليه. (طب) (¬4) عن ابن الزبير) سكت عليه المصنف، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 300)، والدارمي (2589)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6576). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 252)، والبخاري (1291)، ومسلم (933)، والترمذي (1000). (¬3) الفائق (4/ 16). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (10/ 350)، والأوسط (6676)، ومسند الشهاب (337)، والبزار في مسنده (2198)، والمنذري في الترغيب والترهيب (4/ 214)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6579).

المنذري بعد عزوه للطبراني: إسناده صحيح، ومثله قال الهيثمي. 9049 - "من نوقش الحساب عذب". (ق) عن عائشة (صح) ". (من نوقش الحساب عذب) وذلك لأن كل عبد لا يفي بما عليه (ق (¬1) عن عائشة) قالت عائشة: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أليس يقول الله: {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} [الانشقاق:7, 8] الآية. فقال: "إنما ذلك العرض وليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك" هكذا هو عند مخرجيه المذكورين. 9050 - "من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه. (حم خد د ك) عن حدرد (صح) ". (من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه) في الإثم إذا لم يكن الهجر لعذر شرعي، وقد ذهب الشافعي إلى أن هجر المسلم فوق ثلاث محرم إلا لمصلحة في الدين وفيه أنه يجب مواصلته [4/ 298] ولو بالكتاب ونحوه لأنه لا يعد هاجرًا. (حم خد د ك (¬2) عن حدرد) رمز المصنف لصحته, وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 9051 - "من وافق من أخيه شهوة غفر له. (طب) عن أبي الدرداء (ضعيف) ". (من وافق من أخيه شهوة) كأن المراد من أعطى أخاه مشتهاه مما يحل أو وافقه على نيل شهوة تحل له كاتصاله بامرأة يهواها زواجًا. (غفر له) (طب (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6536)، ومسلم (2876). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 220)، والبخاري في الأدب المفرد (404)، وأبو داود (4915)، والحاكم (4/ 163)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6581)، والصحيحة (928). (¬3) أخرجه الطبراني كما في مجمع الزوائد (5/ 81)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 295) في ترجمة (1893) نصر بن نجيح، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5868)، والضعيفة (105): موضوع.

عن أبي الدرداء) كتب عليه المصنف ضعيف, لأن فيه نصر بن نجيح عن عمرو بن حفص، قال الذهبي في الضعفاء (¬1): نصر بن نجيح عن عمرو بن حفص عن زياد النميري إسناده مجهول، وقال ابن الجوزي: إنه موضوع. 9052 - "من وافق موته عند انقضاء رمضان دخل الجنة، من وافق موته عند انقضاء عرفة دخل الجنة، من وافق موته عند انقضاء صدقة دخل الجنة. (حل) عن ابن مسعود (ض) ". (من وافق موته عند انقضاء رمضان) وقد صامه وقام بحقه (دخل الجنة) لفضل الشهر وجزاء لما قام به من حق العبادة فيه والمراد من غير تعذيب (من وافق موته عند انقضاء عرفة) وكان من الواقفين بها ويحتمل إنه وإن كان قاعدًا في بيته لفضيلة اليوم. (دخل الجنة) كذلك (ومن وافق موته عند انقضاء صدقة) أخرجها وتُوفي عقبها ويحتمل أنها الزكاة (دخل الجنة) كذلك. (حل (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه لأن فيه نصر بن حماد (¬3)، قال الذهبي: قال النسائي: ليس بثقة، ومحمد بن جحادة (¬4) قال الذهبي: قال أبو عوانة: كان يغلو في التشيع. 9053 - "من وجد سعة فَلْيُكَفَّنْ في ثوب حبرة. (حم) عن جابر (ح) ". (من وجد سعة) من الدنيا فمات (فَلْيُكَفَّنْ في ثوب حبرة) بزنة غيبة: ثوب أبيض في أعلام حمر من نسيج اليمن واختار بعضهم هذا لهذا الحديث واختار الأكثر الأبيض لكثرة أحاديثه, وقد يقال: كثرة أحاديث الأبيض خرجت على ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (2/ 696). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 23)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5869) والضعيفة (4665). (¬3) انظر الميزان (7/ 20). (¬4) انظر المغني (2/ 562).

غالب أحوال الناس وهو عدم السعة وإلا فالأفضل للموسع ثوب الحبرة لأنه ثبت عند أبي داود أنه - صلى الله عليه وسلم - كفن في ثوبين حبرة وما فعله - صلى الله عليه وسلم - هو الأفضل (حم (¬1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 9054 - "من وجد من هذا الوسواس فليقل: آمنا بالله ورسوله ثلاثًا فإن ذلك يذهب عنه". ابن السني عن عائشة (ض) ". (من وجد) في نفسه (من هذا الوسواس) بفتح الواو وهو ما يلقيه الشيطان في القلب من التشكيك في أمور الإيمان ونحوه (فليقل) بلسانه (آمنّا بالله ورسوله ثلاثًا) يكررها فإنه دواء ذلك الداء (فإن ذلك) الذي ألقاه الشيطان (يذهب عنه) يأتي القلب الغافل فإذا ذكر العبد ربه فر منه الشيطان (ابن السني (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف وفيه ليث بن سالم، قال في الميزان: لا يعرف روى عنه عبيد بن واقد خبرًا منكرًا انتهى، وفي اللسان قال ابن عدي: لا يعرف وساق له هذا الخبر. 9055 - "من وجد تمرًا فليفطر عليه ومن لا فليفطر على الماء، فإنه طهور. (ت ن ك) عن أنس (صح) ". (من وجد تمرًا فليفطر) من صومه (عليه) ندبًا (ومن لا) يكون عنده تمر. (فليفطر على الماء فإنه طهور) فليكن أول ما يدخل جوف الصائم يطهر الله به قلبه (ت ن ك (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرط مسلم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 335)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6585). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (5489)، وابن عدي في الكامل (6/ 90)، وانظر الميزان (5/ 509)، واللسان (4/ 493)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6587). (¬3) أخرجه الترمذي (694)، والنسائي في السنن الكبرى (3317)، والحاكم (1/ 431)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6583).

ورواه أحمد وغيره من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم -. 9056 - "من وسع على عياله في يوم عاشوراء وسع الله عليه في سنته كلها. (طس هب) عن أبي سعيد (ضعيف) ". (من وسع على عياله) في النفقة (في يوم عاشوراء) عاشر شهر محرم. (وسع الله عليه في سنته كلها) يحتمل الدعاء والإخبار. (طس هب (¬1) عن أبي سعيد) كتب عليه المصنف لفظ ضعيف لأن فيه الهيصم عن الأعمش، قال ابن حجر في أماليه: اتفقوا على ضعف الهيصم وعلى انفراده به، وقال البيهقي في موضع: أسانيده كلها ضعيفة، وقال ابن رجب في اللطائف (¬2): لا يصح إسناده وقد روي من وجوه أخر لا يصح شيء منها، ورواه ابن عدي عن أبي هريرة، قال الزين العراقي في أماليه: في إسناده لين فيه حجاج بن نصير ومحمد بن ذكوان (¬3) وسلمان بن أبي عبد الله (¬4) مضعفون، لكن ذكرهم في الثقات فالحديث حسن على رأيه وله طرق أخرى صححه ابن ناصر وفيه زيادة منكرة وأما ابن الجوزي فحكم بوضعه وتعقبه الحافظ ابن حجر، وقال المجد اللغوي: ما يروى في فضل يوم عاشوراء والصلاة فيه والإنفاق والخضاب والادهان والاكتحال بدعة ابتدعها، قتله الحسين - رضي الله عنه - وفي الغنية [4/ 299] للحنفية: الاكتحال يوم عاشوراء لما صار علامة لبعض أهل البيت وجب تركه. 9057 - "من وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله. (ن ك) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (9302)، والبيهقي في الشعب (3792)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 141) عن أبي هريرة, وانظر: العلل المتناهية (2/ 553)، وانظر لسان الميزان (4/ 439)، (6/ 212، 307)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5873). (¬2) لطائف المعارف (ص 58). (¬3) انظر المغني (2/ 578)، والضعفاء للنسائي (1/ 95). (¬4) انظر المغني (1/ 281).

عمر (صح) ". (من وصل صفًّا) من صفوف الصلاة بانضمامه إليه (وصله الله) ببره وإحسانه. (ومن قطع صفًّا) بأن انفصل عنه ويحتمل قطعه بمروره بين الصفوف (قطعه الله) من رحمته وفيه دليل على وجوب إتمام الصفوف الأول فالأول. (ن ك (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 9058 - "من وضع الخمر على كفه لم تقبل له دعوة، ومن أدمن على شربها سقي من الخبال. (طب) عن ابن عمر (ح) ". (من وضع الخمر على كفه) ليشربها أو يناولها غيره لبيع أو نحوه (لم تقبل له دعوة) حتى يتوب، (ومن أدمن على شربها) استمر عليه وداوم (سقي من الخبال) بفتح المعجمة وتخفيف الموحدة وجاء تفسيره أنه عصارة أهل النار (طب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 9059 - "من وطيء امرأته وهي حائض فقضي بينهما ولد فأصابه جذام فلا يلومن إلا نفسه. (طس) عن أبي هريرة". (من وطيء امرأته وهي حائض فقضي بينهما) من تلك الوطأة (ولد) ذكر أو أنثى (فأصابه جذام فلا يلومن إلا نفسه) لأنه الذي سبب ذلك بوطئه لما حرمه الله. (طس (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وفيه محمَّد بن السري (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (2/ 93)، والحاكم (1/ 213)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6590). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 374) رقم (879)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6591). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (3300)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5876)، والضعيفة (757). (¬4) انظر المغني (1/ 584)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 63).

متكلم فيه. 9060 - "من وطيء أمته فولدت له فهي معتقة عن دبر. (حم) عن ابن عباس (ضعيف) ". (من وطيء أمته) مملوكته (فولدت له فهي معتقة) أعتقها ولدها (عن دبر) بعد إدبار سيدها ووفاته (حم (¬1) عن ابن عباس) كتب عليه المصنف ضعيف. 9061 - "من وطيء على إزار خيلاء وطئه في النار. (حم) عن هبيب (ح) ". (من وطيء) بقدميه أو أحدهما. (على إزار) اتزر بها وأطالها ومثله القميص. (خيلاء) تيهًا وتكبرًا (وطئه في النار) أي يؤتى بذلك الثوب الذي لبسه في الدنيا فيلبسه في النار يعذب به لأن به كان التخيل فيه يكون العذاب (حم (¬2) عن هبيب) بموحدة ثم مثناة تحتية ثم موحدة بزنة زبير وهو ابن مغفل صحابي (¬3) وغلط الشارح فظنه صهيب الرومي رمز المصنف لحسنه. 9062 - "من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة. (ت حب ك) عن أبي هريرة (صح) ". (من وقاه الله شر ما بين لحييه) وهي لسانه وفمه فسلم عن شر المقال بها وأكل الحرام ونحوه (وشر ما بين رجليه) وهو فرجه وشر استعماله في ما حرمه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 320)، وابن ماجة (2515)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5875). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 237)، والطبراني في المعجم الكبير (22/ 306) رقم (543)، وقال الهيثمي في المجمع (5/ 125): رجاله رجال الصحيح خلا أسلم أبا عمران وهو ثقة, وصححه الألباني في صحيح الجامع (6592). (¬3) انظر: تجريد أسماء الصحابة (2/ 117 رقم 1332) وقال الذهبي: له في جر الإزار وهو عن هبيب كذلك في المسند وأشار إليه الترمذي تحت رقم (1730)، والطبراني في المعجم الكبير (22/ 206)، وانظر: المنفردات والوحدان (60) والإصابة (6/ 587 و 26).

الله وكشفه للناس ونحوه (دخل الجنة) لأن أعظم ما يدخل النار هذان الأمران كما سلف غير مرة (ت حب ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، ورواه أحمد بلفظ: "ثنتان من وقاه الله شرهما دخل الجنة ما بين لحييه وما بين رجليه" قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير تميم بن يزيد مولى ربيعة وهو ثقة. 9063 - "من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإِسلام. (طب) عن عبد الله بن بسر". (من وقر) عظم (صاحب بدعة) في الدين (فقد أعان على هدم الإِسلام) لأن البدعة تميت السنة وإماتة السنة هدم للدين ويؤخذ منه أن من وقر صاحب سنة فقد شيد أركان الإِسلام فيتعين التوقير لعلماء السنة والكتاب ويتعين إهانة صاحب البدعة (طب (¬2) عن عبد الله بن بسر) بضم الموحدة وسكون المهملة، وسكت عليه المصنف وزعم ابن الجوزي أنه موضوع. 9064 - "من وقي شر لقلقه وقبقبه وذبذبه فقد وجبت له الجنة. (هب) عن أنس (ضعيف) ". (من وقي) بوقاية الله وألطافه (شر لقلقه) بلامين وقافين: لسانه (وقبقبه) بقافين وموحدتين: بطنه من القبقبه وهي صوت يسمع من البطن (وذبذبه) بالذالين المعجمتين والموحدتين: وهو فرجه (¬3) (فقد وجبت له الجنة) لأن هذه ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2409)، وابن حبان (5703)، والحاكم (4/ 357)، وأخرجه أحمد (5/ 362)، وانظر المجمع (10/ 298)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6593)، والصحيحة (510). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (6772)، وانظر الموضوعات لابن الجوزي (1/ 270، 271)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5877)، والضعيفة (1862). (¬3) كتب على هامش النسخة الآتي: قال العلقمي: قوله ذبذبه الذبذب: الذكر سمي به لتذبذبه.

أمهات المهلكات فمن وقيها وفي غيرها من الذنوب. (هب (¬1) عن أنس) كتب عليه المصنف ضعيف لأنه قال البيهقي: عقيب إخراجه: في إسناده ضعف، فقول الشارح: صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي أخرجه، وأقره والأمر بخلافه بل عقّبه بقوله في إسناده ضعف غير صحيح فإن المصنف قد بين بما كتبه عليه ما قاله مخرجه وتكرر مثل هذا للشارح اعتراض المصنف وقد سبق التنبيه عليه وأنه لا اعتراض على المصنف بعد الرمز. 9065 - "من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل. (طب عد) عن ابن عباس (ض) ". (من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم أحدهم محمدًا فقد جهل) حق هذا الاسم والتبرك به والتشرف بلفظه, وفي رواية ابن عساكر: "من ولد له مولود فسماه محمدًا تبركًا به كان هو ومولوده في الجنة" قال المصنف في مختصر الموضوعات: هذا أمثل حديث ورد في هذا الباب وإسناده حسن. (طب عد (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه مصعب بن سعيد [4/ 300] وهو ضعيف وأورده في الميزان في ترجمة ليث بن أبي سليم وقال: قال أحمد: مضطرب الحديث لكن حدثوا عنه، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه المصنف بأنه لم يبلغ أمره الحكم عليه بالوضع. 9066 - "من ولد له ولد فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5409)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5879)، والضعيفة (2448) وقال ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 71) رقم (11077)، وابن عدي في الكامل (3/ 18)، وانظر المجمع (8/ 49)، والموضوعات لابن الجوزي (1/ 154)، والميزان (2/ 433)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5880)، والضعيفة (437): موضوع.

الصبيان. (ع) عن الحسين (ض) ". (من ولد له ولد) ذكر أو أنثى وفي لفظ مولود (فأذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى لم تضره أم الصبيان) ريح تعرض لهم (ع (¬1) عن الحسين بن علي) رضي الله عنهما، رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك، قال الشارح: وفيه يحيى بن العلاء البجلي (¬2) الرازي، قال الذهبي في الضعفاء (¬3): قال أحمد: كذاب وضاع، وقال في الميزان: قال أحمد: كذاب يضع وأورد له أخبارًا هذا منها. 9067 - "من ولي شيئًا من أمور المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم. (طب) عن ابن عمر (ضعيف) ". (من ولي شيئًا من أمور المسلمين لم ينظر الله في حاجته حتى ينظر في حوائجهم) لأن الله قد أنعم عليه بما جعله إليه من الولاية، وقضاء حوائج العباد على يديه فيجب عليه شكر النعمة بقضائها وإلا عاقبه الله بأن لا ينظر في حاجته. (طب (¬4) عن ابن عمر) كتب عليه المصنف ضعيف، قال الهيثمي: فيه حسين بن قيس وهو متروك. 9068 - "من ولي القضاء فقد ذبح نفسه بغير سكين. (د ت) عن أبي هريرة". (من ولي القضاء) ولو بين اثنين في تمرة (فقد ذبح بغير سكين) أي تعرض ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (6780)، وانظر المجمع (4/ 59)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5881): موضوع. (¬2) انظر المجمع (2/ 741)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 200). (¬3) انظر: المغني (2/ 741 رقم 7022). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 440) رقم (13603)، وانظر المجمع (5/ 211)، والعلل المتناهية (2/ 763)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5882) وقال: ضعيف جدًّا.

لعذاب يجد فيه ألم من ذبح بغير سكين في صعوبته وشدته وامتداد مدته لما في الحكومة من الخطر والصعوبة أو ذبح من حيث لا يرى ذبحه، ومن زعم أنه ترغيب في القضاء وحمله على معنى يؤدى ذلك فقد حرف الكلم عن مواضعه، وما أحسن قول أبي الفضل: ولما أن توليت القضأيا ... وفاض الجور من كفيك فيضَا ذبحت بغير سكين ونرجو ... يكون الذبح بالسكين أيضا (د ت (¬1) عن أبي هريرة) سكَت عليه المصنف، وقال في الكبير عن الترمذي: غريب، وقال الشارح: رمز المصنف لحسنه وهو أعلى من ذلك فقد قال العراقي: سنده صحيح انتهى، ولم أجد هذا الرمز في ما قوبل على خط المصنف. 9069 - "من وهب هبة فهو أحق بها، ما لم يشب منها. (ك هق) عن ابن عمر (صح) ". (من وهب هبة فهو أحق بها) له العود فيها وهذا في هبة العوض (ما لم يثب منها) يكافأ عليها وهل تجب المكافأة بمثل قيمتها أو أكثر أو أقل قد حققنا في حواشي ضوء النهار، والأب مستثنى من هذا فإن له العود في هبة ولده. (ك هق (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما إلا أن يكون الحمل فيه على شيخنا انتهى. ونقل الحافظ ابن حجر عنه وعن ابن حزم أنهما صححاه وأقراه، قال الشارح: وأنا وقفت على نسخة من تلخيص المستدرك للذهبي بخطه كتب على الهامش بخطه ما صورته موضوع، انتهى، ثم رأيته في الميزان ساقه في ترجمة إسحاق بن محمَّد الهاشمي، وقال عقيب قوله ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3571)، الترمذي (1325)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6594). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 52)، والبيهقي في السنن (6/ 180)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 73)، والميزان (1/ 352)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5883) والضعيفة (363).

إلا أن يكون الحمل فيه على شيخنا ما نصه: قلنا يحمل فيه عليه بلا ريب وهذا الكلام معروف من قول عمر غير مرفوع. 9070 - "من لا حياء له فلا غيبة له. الخرائطي في مساويء الأخلاق، وابن عساكر عن ابن عباس (ض) ". (من لا حياء له) بأن لبس برد الوقاحة وخلع ثوب الحياء (فلا غيبة له) أي لا يأثم من اغتابه بما يجاهر به من المعاصي (الخرائطي في مساويء الأخلاق، وابن عساكر (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 9071 - "من لا يرحم لا يرحم. (حم ق د ت) عن أبي هريرة (ق) عن جرير (صح) ". (من لا يُرْحَم) بالبناء للفاعل وحذف المفعول لقصد التعميم أي كل أحد (لا يرحم) بالبناء للمفعول أي لا تناله رحمة الله أو ينزع الله من قلوب العباد الرحمة له فلا تقع الرحمة له في قلب أحد (حم ق د ت (¬2) عن أبي هريرة. ق عن جرير). 9072 - "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله. (حم ق ت) عن جرير، (حم ت) عن أبي سعيد (صح) ". (من لا يرحم الناس) في غير ما نهى الرحمة فيه كالمحدود لنهي الله عن ذلك {وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهمَا رَأْفَةٌ} [النور 2] (لا يرحمه الله) فإنما يرحم الله من عباده ¬

_ (¬1) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (102)، وابن عساكر (54/ 108)، والقضاعي في مسند الشهاب (426)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5884)، والضعيفة (1866) وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 241)، والبخاري (5997)، ومسلم (2318)، وأبو داود (5218)، والترمذي (1911) عن أبي هريرة، وأخرجه البخاري (6013)، ومسلم (2319) عن جرير.

الرحماء (حم ق ت عن جرير، حم (¬1) ت عن أبي سعيد) وفي الباب أنس وغيره. 9073 - "من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء. (طب) عن جرير (صح) ". (من لا يرحم من في الأرض) شمل كل من فيها فهو أعم من الأول، والأول إنما خص الناس لأنهم الأغلب (لا يرحمه من في السماء) أمره وملكه وملائكته لا ذاته فإنه لا يحويه مكان (طب (¬2) عن جرير) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 9074 - "من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له. (حم) عن جرير (صح) ". (من لا يرحم لا يرحم [4/ 301]، ومن لا يغفر) ذنب من أساء إليه (لا يغفر له) نظير قوله: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] بعد الحث على العفو في سورة النور (حم (¬3) عن جرير) رمز المصنف لصحته. 9075 - "من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له، ومن لا يتب لا يتب عليه. (طب) عن جرير (صح) ". (من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له، ومن لم يتب) من ذنوبه (لا يتب عليه) فإن الله يحب التوابين (طب (¬4) عن جرير) رمز المصنف لصحته. 9076 - "من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله. (طس) عن أنس ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 360)، والبخاري (6013)، ومسلم (2319)، والترمذي (1922) عن جرير، وأخرجه أحمد (3/ 40)، والترمذي (2381) عن أبي سعيد. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 355) رقم (2497)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5885). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 365)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6599)، والصحيحة (483). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 351) رقم (2475)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6600)، والصحيحة (483).

(ح) ". (من لا يستحي من الناس) أن يواجههم بما يكرهونه ويستحي منه (لا يستحي من الله) إذ من لازم من يستحيي منه تعالى أن يستحي من الناس (طس (¬1) عن أنس)، رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه جماعة لا أعرفهم. 9077 - "من لا يشكر الناس لا يشكر الله. (ت) عن أبي هريرة (صح) ". (من لا يشكر الناس) على ما أسدوه إليه من الإحسان (لا يشكر الله) فإن الله أمر بشكر المحسن فمن لم يشكره فقد ترك امتثال أمر الله ومن ترك امتثال أمره لم يشكره، وفيه أوجه قد أسلفناها في الجزء الأول (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9078 - "من يتزوّد في الدنيا ينفعه في الآخرة. (طب هب) والضياء عن جربر (صح) ". (من يتزوّد في الدنيا) بالتقوى فإن خير الزاد التقوى (ينفعه) زاده (في الآخرة) إذ هي دار القرار ولها يعد الزاد ومفهومه من لم يتزود يضره عدم الزاد. (طب هب والضياء (¬3) عن جرير) رمز المصنف لصحته. 9079 - "من يتكفل لي أن لا يسأل الناس شيئًا وأتكفل له بالجنة. (د ك) عن ثوبان (صح) ". (من يتكفل لي أن لا يسأل الناس شيئًا) يضمن لي على نفسه أن يستعفف عن السؤال (وأتكفل له بالجنة) أضمن له بها, لأن ترك سؤال المخلوقين توكل على ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7159)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5886)، والضعيفة (3832) وقال: موضوع. (¬2) أخرجه الترمذي (1954)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6601) والصحيحة (416). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 305) رقم (2271)، والبيهقي في الزهد الكبير (459)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5887)، والضعيفة (4666).

الله دليل قوة الرَّجاء والثقة بالله (د ك (¬1) عن ثوبان) رمز المصنف لصحته. 9080 - "من يحرم الرفق يحرم الخير كله. (حم م د هـ) عن جرير (صح) ". (من يحرم الرفق) في الأمور كلها وهو ضد العنف (يحرم الخير كله) لأن بالرفق ينال المطلوب وتقل الذنوب، وفي حديث: "ما دخل الرفق في شيء إلا زانه" (حم م د هـ (¬2) عن جرير) بن عبد الله البجلي. 9081 - "من يخفر ذمتي كنت خصمه، ومن خاصمته خصمته. (طب) عن جندب". (من يخفر) بزنة يضرب من الخفرة بضم الفاء: العهد والذمام (ذمتي) أي من يزيل عهدي بظلم أهل الذمة (كنت خصمه) في الآخرة, لأنه - صلى الله عليه وسلم - الذي عقد الذمة لهم (ومن خاصمته خصمته) لأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يخاصم إلا مبطلًا والمبطل مخصوم، وفيه تحريم ظلم أهل الذمة (طب (¬3) عن جندب) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 9082 - "من يدخل الجنة ينعم فيها لا يبأس، لا تبلى ثيابه, ولا يفنى شبابه. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (من يدخل الجنة ينعم) بفتح العين المهملة (فيها) من النعمة (لا يبأس) وأبان النعمة بقوله: (لا تبلى ثيابه) وليس المراد بأنها لا تبلى إلا الإخبار أنها لا تزال جديدة لا يؤثر فيها اللبس كثياب الدنيا (ولا يفنى شبابه) إذ لا هرم فيها بل أهلها على سن واحدة أبناء ثلاث وثلاثين سنة (م (¬4) عن أبي هريرة)، قال: سئل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1643)، والحاكم (1/ 412)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6604). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 362)، ومسلم (2592)، وأبو داود (4809)، وابن ماجة (3687). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 162) رقم (1668)، وانظر المجمع (6/ 293)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6607). (¬4) أخرجه مسلم (2836).

النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الجنة فذكره. 9083 - "من يرائي يرائي الله به، ومن سمع سمع الله به (حم ت هـ) عن أبي سعيد (ح) ". (من يرائي) يظهر للناس العمل الصالح (يرائي الله به) أي يطلع الناس أنه عمل عمله للناس بفضحه على رؤوس الأشهاد (ومن سمع) بتشديد الميم: أي يسمع الناس عمله كأن المراد يخبرهم بما عمله من أنواع البر (سمع الله به) يظهر للخلائق سريرته وتقدم عدة أحاديث في هذا الشأن (حم ت هـ (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. 9084 - "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين. (حم ق) عن معاوية (حم ت) عن ابن عباس (هـ) عن أبي هريرة" (صح). (من يرد الله) بضم حرف المضارعة (به خيرًا) كثيرًا عظيمًا (يفقهه في الدين) يفهمه أسرار أمر الشرع. قال الغزالي (¬2): حقيقة الفقه في الدين ما وقع في القلب ثم ظهر على اللسان فأفاد العمل فأورث الخشية والتقوى، قال: وأما الفقه الذي هو معرفة الأحكام الشرعية فقد استحوذ على أهله الشيطان واستغواهم الطغيان وأصبح كل واحد منهم يعاجل حظه مشغوفًا فصار يرى المعروف منكرًا والمنكر معروفًا حتى ظل علم الدين مندرسًا وصار الهدى في الأقطار منطمسًا فتعين أن المراد علم الآخرة الذي هو فرض عين فنظر الفقيه بالأصالة إلى صلاح الدنيا ونظر هذا بالأصالة إلى صلاح الآخرة ولو سئل فقيه عن نحو الإخلاص أو التوكل أو وجه التحرز عن الرياء لما عرفه مع كونه فرض العين ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 40)، والترمذي (2381)، وابن ماجة (4206)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6609). (¬2) الإحياء (1/ 2).

الذي في إهماله هلاكه ولو سئل عن اللعان والظهار لسرد مجلدات من التفريعات الدقيقة التي ينقضي عمره ولا يحتج لشيء منها، وقد سمَّى الله تعالى في كتابه علم طريق الآخرة فقهًا [4/ 302] وحكمة وعلمًا وضياء ونورًا ورشدًا. (حم ق عن معاوية, حم ت (¬1) عن ابن عباس، هـ عن أبي هريرة) تمام الحديث عند الشيخين: "والله المعطي وأنا القاسم". 9085 - "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين ويلهمه رشده. (حل) عن ابن مسعود". (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين) ومفهومه أن من لم يرد به تعالى خيرًا لم يفقهه في الدين (ويلهمه برشده) بالباء الموحدة بخط المصنف: يجعله لا يأتي بأمر إلا فيه رشده وهداه (حل (¬2) عن ابن مسعود) سكت عليه المصنف، وقال الشارح: رمز لحسنه وهو تابع لابن حجر فإنه قال في المختصر: إسناده حسن، لكن قال الذهبي: هو حديث منكر. 9086 - "من يرد الله يهديه يفهمه. السجزي عن عمر (ح) ". (من يرد الله يهديه) طريق النجاة (يفهمه) يرزقه فهما في ما يقربه إلى الله. (السجزي (¬3) عن عمر) رمز المصنف لحسنه. 9087 - "من يرد الله به خيرًا يصب منه. (حم خ) عن أبي هريرة (صح) ". (من يرد الله به خيرًا) ويدخر له لديه أجرًا (يصب منه) بكسر الصدد بضبط ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 95)، والبخاري (71)، ومسلم (1037) عن معاوية، وأخرجه أحمد (1/ 306)، والترمذي (2645) عن ابن عباس، وأخرجه ابن ماجة (220) عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 107)، وانظر الميزان (1/ 277)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5889)، والضعيفة (2129). (¬3) أخرجه السجزي كما في الكنز (28708)، وانظر فيض القدير (6/ 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5890).

المصنف والفاعل الله تعالى وضمير منه عائد إلى من، قال الزمخشري (¬1): أي ينل منه بالمصائب ويبتليه بها ليثيبه عليها، وقال القاضي: يوصل إليه المصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته، والمصائب اسم لكل مكروه وفيه تسلية للمصاب وإعلام له بما يناله من الثواب، وفيه أن من لم يناله مكروه لم يرد به خير. (حم خ (¬2) عن أبي هريرة) ورواه عنه النسائي أيضًا. 9088 - "من يرد هوان قريش أهانه الله. (حم ت ك) عن سعد (صح) ". (من يرد هوان قريش أهانه الله) وتقدم حديث: "من أهان قريشًا" والمراد بهم: المؤمنون منهم وذلك لأنهم قبيلته - صلى الله عليه وسلم - وأصوله فلهم حق الإكرام فمن أهانهم بغير إذن شرعي استحق إهانة الله له (حم ت ك (¬3) عن سعد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9089 - "من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. (هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (من يسر على معسر) تقدم "من نفّس عن غريمه" والمعنى متقارب وإن كان هذا خاصًّا بالمعسر (يسر الله عليه) مطالبه جزاءً وفاقًا (في الدنيا والآخرة) وفيه حث على مساهلة الغريم بالإبراء أو الإنظار. (هـ (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9090 - "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة. (خ) عن سهل بن سعد (صح) ". ¬

_ (¬1) الفائق (2/ 321). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 237)، والبخاري (5321)، والنسائي في السنن الكبرى (7478). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 171)، والترمذي (3905)، والحاكم (4/ 74)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6613). (¬4) أخرجه ابن ماجة (2417)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6614).

(من يضمن لي ما بين لحييه) لسانه وفمه (وما بين رجليه) فرجه (أضمن له الجنة) تقدم قريبًا في "من وقى" ومن ضمان اللسان النطق بالحق كما أن منه الصمت عن الباطل. (خ (¬1) عن سهل بن سعد) ورواه عنه كثيرون منهم: الترمذي. 9091 - "من يعمل سوءًا يجز به في الدنيا. (ك) عن أبي بكر (صح) ". (من يعمل سوءًا) من بار وفاجر (يجز به في الدنيا) وهو مقيد بمشيئة الله ذلك وإلا فقد يؤخر إلى الآخرة والمؤمن أكثر بلائه في الدنيا حتى يرد الآخرة وليس عليه ذنب. (ك (¬2) عن أبي بكر) رمز المصنف لصحته ورواه الحكيم عن الزبير. 9092 - "من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته. ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن جابر (ح) ". (من يكن في حاجة أخيه) المؤمن ساعيًا في قضائها بقوله أو فعله أو قلبه. (يكن الله في حاجته) فيقضي له حوائجه مكافأة على إحسانه إلى أخيه وهذا يقضي بأنه ينبغي للعبد أن يكون ساعيًا في حوائج العباد ويؤثرها على حاجاته لأنه يتولى الله تعالى قضاء حاجاته وما تولاه الله فهو كائن بخلاف توليه لحاجة نفسه فقد تقضى وقد لا. (ابن أبي الدنيا (¬3) في قضاء الحوائج عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 9093 - "مني مناخ من سبق. (ت هـ ك) عن عائشة (صح) ". (مني) بكسر الميم البقعة المعروفة من بقاع المناسك (مناخ من سبق) إليه أي إنها أرض مباحة لا يحل لأحد يحجزها والبناء تملكًا لها بل هي مناخ من ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6109)، والترمذي (2408). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 553)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5891) والسلسلة الضعيفة (1694). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج (47)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6619) والصحيحة (2362).

سبق إليها فهو أولى بها لا يحل لأحد الاستئثار بها على أحد. (ت هـ ك (¬1) عن عائشة) قالت: يا رسول الله ألا نبني بمنى ما يظلك؟ قال: "لا" ثم ذكره، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقرَّه الذهبي، وقال الترمذي: حسن، قال في المنار: ولم يبين لما لا يصح وعندي أنه ضعيف فيه مسكة أم يوسف لا يعرف حالها ولا نعرف من روى عنها غير ابنها. 9094 - "مناولة المسكين تقي ميتة السوء. (طب هب) والضياء عن حارثة بن النعمان (صح) ". (مناولة المسكين) إعطاؤه الصدقة من اليد (تقي) من ناوله أو ومن أمر به (ميتة السوء) بضم السين المهملة وبفتحها: هي الموت من غير حسن خاتمة ولا توبة ولا توفيق. (طب هب والضياء (¬2) عن حارثة بن النعمان) كان قد عمي فاتخذ خيطًا في مصلاه إلى حجرته يضع فيه الصدقة فإذا جاء السائل جره بخيطه [4/ 303] فناوله فيقول له أهله: نحن نكفيك، فيقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث، قال الهيثمي: فيه من لم أعرفه انتهى، والمصنف رمز لصحته. 9095 - "منبري هذا على ترعة من ترع الجنة. (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (منبري هذا) الذي كان يقوم عليه في مسجده (على ترعة) بضم المثناة فراء فمهملة (من ترع الجنة) والترعة: هي في الأصل الروضة على المرتفع خاصة فإذا كانت في المطمئن فهي روضة قال القتيبي: معناه أن الصلاة والذكر في هذا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2019)، الترمذي (881)، وابن ماجة (3006)، والحاكم (1/ 467)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6620). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 228) رقم (3228)، والبيهقي في الشعب (3463)، والضياء في المختارة (537)، وانظر: المجمع (3/ 112)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5892)، والضعيفة (4667).

الموضع يؤديان إلى الجنة فكأنه قطعة منها، وقيل: الترعة الدرجة، وقيل: الباب، وفي رواية: "على ترعة من ترع الحوض" وهو منيح الماء إليه وأترعت الحوض إذا ملأته انتهى. قلت: ولا يخفى أنه لا صلاة على المنبر فكأنه يريد يقربه. (حم (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9096 - "منعني ربي أن أظلم معاهدًا أو غيره. (ك) عن علي (صح) ". (منعني ربي) بما حرمه وبقوله: "إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرمًا بينكم" (أن أظلم معاهدًا) من ذمي وغيره. (ولا غيره) غير معاهد من المسلمين والحربيين وبالجملة الظلم محرم كله على كل أحد من كل أحد، وأما ما أباحه الشارع لدماء الحربيين وغيرهم فليس بظلم فإن الظلم ما لم يأذن الله به. (ك (¬2) عن علي) رمز المصنف لصحته. 9097 - "منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا. (عد) عن أنس، والبزار عن ابن عباس". (منهومان) النهمة: شدة الحرص على الشيء (لا يشبعان) لا يذهب حرصهما بما نالاه عما همهما طلباه (طالب علم) فإنه كلما ازداد علمًا زاد عنده حلاوة فيزداد طلبًا (وطالب دنيا) فإنه يزداد بها نهما كلما نال منها لانفتاح أبواب الشهوات ومحبة الجمع والادخارات، فالراغب الأول مثاب بنهمته محبوب عند الله تعالى بها، وعكسه النهم بطلب الدنيا فإنه غير محبوب لله ولا مأجور. (عد (¬3) عن أنس)، سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه ابن عدي: محمَّد بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 360)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6621). والصحيحة (2363). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 622)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5893)، والضعيفة (1795) وقال: موضوع. (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 295)، والبزار كما في مجمع الزوائد (1/ 350)، وانظر قول ابن =

يزيد أحد رجاله ضعيف كان يسرق الحديث فيحدث بأشياء منكرة انتهى، وقال ابن الجوزي في العلل: حديث لا يصح. (البزار عن ابن عباس) سكت المصنف عليه أيضًا، وقال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم ضعيف. 9098 - "موالينا منا، (طس) عن ابن عمر (ح) ". (موالينا) جمع مولى وهو المعتق اسم مفعول وهو شامل لمولى الحلف والمناصرة كما قاله النووي، ومن أسلم على يد رجل فهو مولاه (منا) في أنهم يرثونهم على شرطه المعروف وتحرم عليهم الزكاة كما تحرم علينا والحديث ورد في ذلك وقول الشارح: ليس المراد أنها تحرم عليهم الزكاة كما قيل خلاف ما ورد له الحديث هذا إن أريد به المعتق وإن أريد الأعم فلكل مولى حكم يختص به. (طس (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 9099 - "موت الغريب شهادة (هـ) عن ابن عباس". (موت الغريب) عن وطنه (شهادة) يعد من درجات شهداء الآخرة (هـ (¬2) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الشارح: فيه هذيل بن الحكم قال في الميزان: قال ابن حبان والبخاري: منكر الحديث جدًّا وساق هذا الحديث من مناكيره، وقال ابن حجر: حديث ضعيف لأنه أي ابن ماجة خرجه من طريق الهذيل وقال البخاري: إنه منكر الحديث، وقال المنذري: قد جاء في أن "موت الغريب شهادة" جملة أحاديث لا يبلغ شيء منها درجة الحسن وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وتعقبه المصنف بأنه ورد من طرق فيتقوى بها. ¬

_ = الجوزي في العلل المتناهية (1/ 94)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6624). (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4549)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6630). (¬2) أخرجه ابن ماجه (1613)، وانظر الميزان (7/ 76)، والتلخيص الحبير (2/ 141)، والترغيب والترهيب (4/ 44)، والعلل المتناهية (2/ 891، 892)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5895)، والضعيفة (425) وقال: موضوع.

9100 - "موت الفجأة أخذة أسف. (حم د) عن عبيد بن خالد (ح) ". (موت الفجأة) بفاء مضمومة مع المد مفتوحة مع القصر البغتة مصدر فجأه الأمر إذا بغته (أخذة أسف) بفتح السين أي غضب وبكسرها والمد أخذة غضبان لأنه بالمرض يستعد ويتوب ويتثبت بخلاف الموت من دون مرض فإنه يفوت هذا ويفوته أجر المرض فهو أخذة غضب، ولذا جاء في الأحاديث التعوذ من موت الفجأة. (حم د (¬1) عن عبيد بن خالد)، عبيد صحابي شهد صفين مع علي - رضي الله عنه - وأدرك زمن الحجاج والمصنف رمز لحسنه، وقال الأزدي: طرقه كلها فيها مقال ولم يصح منه شيء انتهى. وقال الحافظ في الفتح: فيه مقال فإن عبيدًا رفعه مرة ووقفه أخرى لكنه قال في تخريج المختصر: إسناده صحيح وليس في الباب حديث صحيح غيره. 9101 - "موت الفجأة راحة للمؤمن، وأخذة أسف للفاجر. (حم هق) عن عائشة (ح) ". [4/ 304] (موت الفجأة راحة للمؤمن) لسلامته من ألم الأمراض ولأنه لا يفوت معه ما يخشى من عدم التثبيت والإيصاء لأن من شأن المؤمن تثبيته في كل حال فلا يأتيه الموت إلا وهو على خير الحالات (وأخذة أسف للفاجر) المنبعث في المعاصي لما سبق قريبًا فهذا يبين لما أجمله الحديث الأول (حم هق (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. وقال الهيثمي: فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي (¬3) وهو متروك، وقال ابن حجر: حديث غريب فيه صالح بن موسى ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 424)، وأبو داود (3110)، وانظر فتح الباري (3/ 254)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6631). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 136)، والبيهقي في الشعب (10218)، وفي السنن (3/ 379)، وانظر المجمع (2/ 318)، وفتح الباري (3/ 254)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5896). (¬3) انظر ضعفاء النسائي (1/ 66)، والمغني (2/ 418).

وهو ضعيف لكن له شواهد. 9102 - "موتان الأرض لله ورسوله: فمن أحيا منها شيئًا فهو له. (هق) عن ابن عباس (ح) ". (موتان الأرض) أي الذي ليس بمملوك (لله ولرسوله: فمن أحيا منها شيئًا) كما سلف غير مرة (فهو له) وهل يشترط إذن الإِمام أم لا تقدم الخلاف فيه. (هق (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال مخرجه البيهقي عقيبه: تفرد بوصله معاوية بن هشام، قال الذهبي: قلت هذا مما أنكر عليه. 9103 - "موسى بن عمران صفي الله. (ك) عن أنس (صح) ". (موسى بن عمران) كليم اللَّه نبي بني إسرائيل (صفي الله) قال تعالى: {وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي} [طه: 41] فهو صفيه وكليمه وهو من المصافاة أي إنه صافاه تعالى فخصه بالتكليم وغيره. (ك (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 9104 - "موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها. (خ ت هـ) عن سهل بن سعد (ت) عن أبي هريرة (صح) ". (موضع سوط في الجنة) خص السوط بالذكر لأن من شأن الراكب إذا أراد النزول أنه يلقي سوطه قبل أن ينزل معلمًا لمكانه الذي يريد النزول فيه، كذا قيل. (خير من الدنيا وما فيها) لأن كل ما في الدنيا ذاهب، وكل ما في الجنة باقٍ وكل باق خير من كل ذاهب. (خ ت هـ (¬3) عن سهل بن سعد، ت عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 143)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 62)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6632). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 576)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6633). (¬3) أخرجه البخاري (2794)، والترمذي (1648)، وابن ماجة (4330) عن سهل بن سعد وأخرجه الترمذي (303) عن أبي هريرة.

9105 - "مولى القوم من أنفسهم" (خ) عن أنس (صح) ". (مولى القوم من أنفسهم) في الحكم الذي سلف. (خ (¬1) عن أنس) وفيه قصة وقد أخرجه مسلم أيضًا كما عده في مسند الفردوس من المتفق عليه. 9106 - "مولى الرجل أخوه وابن عمه. (طب) عن سهل بن حنيف (ح) ". (مولى الرجل) المراد به هنا ناصره على من ينوبه؛ لأن المولى لفظ مشترك قدمنا معانيه فيحمل في كل مقام على ما يناسبه وتقوم عليه القرائن وقوله هنا: (أخوه وابن عمه) يرشد إلى أنه أريد الناصر أي الأحق بناصره ظالمًا أو مظلومًا هو أخوه وابن عمه (طب (¬2) عن سهل بن حنيف) رمز المصنف لحسنه وفيه يحيى بن أبي يزيد (¬3)، قال الذهبي: ضعيف. 9107 - "مهنة إحداكن في بيتها تدرك جهاد المجاهدين إن شاء الله. (ع) عن أنس". (مهنة إحداكن) بفتح الميم ويكسر خدمتها، وقال الزمخشري (¬4): الكسر عند الأثْبات خطأ والخطاب للنساء (في بيتها) قيامها بخدمة المنزل من كنسه وصنعة الطعام وغير ذلك (تدرك بها في الأجر جهاد المجاهدين إن شاء الله) وفيه فضيلة خدمة المرأة في بيتها لأهلها من زوج وغيره. (ع (¬5) عن أنس) قال: جئن النساء إلى رسول - صلى الله عليه وسلم -، فقلن: ذهب الرجال بالفضل فذكره، قال ابن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6761). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 74) رقم (5557)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5897)، والضعيفة (3979). (¬3) انظر الميزان (8/ 141). (¬4) انظر: الفائق (3/ 394). (¬5) أخرجه أبو يعلي (3416)، وانظر المجروحين (1/ 299)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5898)، والضعيفة (2744).

الجوزي (¬1): حديث لا يصح، وقال ابن حبان: روح أحد رجاله يروي عن الثقات الموضوعات لا تحل الرواية عنه. 9108 - "ميامين الخيل في شقرها. الطيالسي عن ابن عباس (ح) ". (ميامين الخيل) من اليمن وهي البركة (في شقرها) الشقرة حمرة صافية فهو إرشاد إلى اتخاذ ما كان كذلك في لونه (الطيالسي (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 9109 - "ميتة البحر حلال، وماؤه طهوره. (قط ك) عن ابن عمرو" (صح). (ميتة البحر حلال) هو كحديث: "هو الحل ميتته" (¬3) وحديث: "أحل لنا ميتتان" (¬4) وظاهره عموم ذلك لكل من مات فيه من السمك. (وماؤه طهور) وهو كحديث: "هو الطهور ماؤه". (قط ك (¬5) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، إلا أنه قال الحافظ ابن حجر: هو من طريق المثنى عن عمرو (¬6) -يريد ابن شعيب عن أبيه عن جده- والمثنى ضعيف. ¬

_ (¬1) انظر: العلل المتناهية (2/ 631). (¬2) أخرجه أبو داود الطيالسي (2599)، وأبو داود (2545)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6638). (¬3) أخرجه أبو داود (83)، والترمذي (69)، وابن ماجة (386). (¬4) أخرجه ابن ماجة (3218)، وأحمد (2/ 97). (¬5) أخرجه الدارقطني (1/ 37)، والحاكم (1/ 143)، وانظر تلخيص الحبير (1/ 11)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6639). (¬6) انظر المغني (2/ 541)، والضعفاء لابن الجوزى (3/ 34).

المعرف باللام من حرف الميم

المعرّف باللام من حرف الميم 9110 - " الماء لا ينجسه شيء. (طس) عن عائشة (ح) ". (الماء لا ينجسه شيء) ظاهره العموم لكن قد خص بما غير لونه أو ريحه أو طعمه بالإجماع على ذلك، فالحديث مخصص بالإجماع وهو من أدلة من يقول: لا ينجسه إلا ما ذكر وفيه خلاف، وقد حققنا الأقوال في حاشية شرح العمدة وأثبتنا الراجح منها، وفي رسالة: تنبيه الناظر. (طس (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: الحديث صحيح، وقد أخرجه النسائي من حديث أبي سعيد وفيه قصة. 9111 - "الماء طهور، إلا ما غلب على ريحه، أو على طعمه" (قط) عن ثوبان (ض). (الماء طهور، إلا) على (ما غلب على ريحه) بأن أخرجه إلى رائحة ما مازجه (أو على طعمه) أو على لونه فإنه مجمع على ذلك وكأنه تركه - صلى الله عليه وسلم - لأن ما غير لونه في الأغلب غير ريحه وطعمه. (قط (¬2) عن ثوبان) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه الدارقطني: لم يرفعه غير رشدين بن سعد وليس بالقوي، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال ابن حجر: فيه رشدين بن سعد متروك، وقال ابن سعد (¬3): كان صالحًا أدركته غفلة الصالحين فخلط الحديث. 9112 - "المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغريق له أجر ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2093)، والنسائي في السنن الكبرى (49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6641). (¬2) أخرجه الدارقطني (1/ 28)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 15)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5899) والضعيفة (2644). (¬3) انظر: الطبقات الكبرى (7/ 517).

شهيدين. (د) عن أم حرام (ح) ". (المائد) اسم فاعل من ماد يميد إذا دار رأسه من غثيان سم البحر (في البحر الذي يصيبه القيء) وهو مسافر للجهاد أو الحج (له أخو شهيد، والغريق له أجر شهيدين) إذا كان سفره لذلك ولتجارة وطلب علم يريد بالكل وجه الله تعالى. (هق د (¬1) عن أم حرام) رمز المصنف لحسنه، وفيه هلال بن ميمون الرملي (¬2) قال أبو حاتم: غير قوي. 9113 - "المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة، ويكفر عنه ما بينهما. (حم د ن هـ حب) عن أبي هريرة (صح) ". (المؤذن يغفر له مدى صوته) مدى طرق مكان أي غاية ما يبلغه صوته، قيل: لو كانت صحيفة خطاياه تبلغ مقدار ما يبلغ صوته لغفر له، وقيل: يعطى في الجنة قدر مبلغ صوته، وقيل: كناية عن إنها مغفرة واسعة طويلة عريضة (ويشهد له) على أذانه أو بصدقه بما يقوله ويتابعه عليه فالأولى في الآخرة والثاني في الدنيا. (كل رطب ويابس) نام وجماد (وشاهد الصلاة) حاضرها في جماعة (يكتب له خمس وعشرون صلاة) كما أفاده حديث: "صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بخمس وعشرين صلاة" وفي لفظ: "بسبع وعشرين" وتقدم وجه الجمع بينهما (ويكفر عنه ما بينهما) هو كحديث: "الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما ما اجتنبت الكبائر" (¬3). (حم د ن هـ حب (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصف ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2493)، والبيهقي في السنن (4/ 335)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6642). (¬2) انظر المغني (2/ 714)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 177). (¬3) أخرجه مسلم (233). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 266)، وأبو داود (515)، والنسائي (2/ 12)، وابن ماجة (724)، وابن حبان =

لصحته إلا أنه قال الصدر المناوي (¬1): كلهم رواه من حديث أبي يحيى، قال: وأبو يحيى هذا لم ينسب فيعرف حاله. 9114 - "المؤذن يغفر له مد صوته، وأجره مثل أجر من صلى معه. (طب) عنة أبي أمامة (ح) ". (المؤذن يغفر له مد) بتشديد الدال من غير ألف بعده، قال أبو البقاء: الجيد عند أهل اللغة مدى (صوته) وأما مد صوته فله وجه وهو يحتمل شيئين: أحدهما: أن يكون تقديره مسافة مد صوته. والثاني: أن يكون المصدر بمعنى المكان أي ممتدًا صوته وهو منصوب لا غير قلت: ومعناه ملاق بمعنى مدى صوته. (وأجره مثل أجر من صلى معه) وفيه فضيلة للمؤذن بالغة جدًّا من الأجر عظيمًا. (طب (¬2) عن أبي أمامة) رمز الصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير ضعيف. 9115 - "المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه، إذا مات لم يدود في قبره". (طب) عن ابن عمرو" (ض). (المؤذن المحتسب) هذا قيد في كل مؤذن والمراد به: المزيد بأذانه وجه الله وثوابه (كالشهيد) في الأجر (المتشحط في دمه) المختضب به، زاد في رواية للطبراني: "يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان والإقامة" (إذا مات) المؤذن (لم يُدَوّد) ضبط على البناء للمجهول مشدد الواو. (في قبره) أي لم يقع فيه الدود، ¬

_ = (1666)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6644). (¬1) انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم 463). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 398) رقم (13469)، وانظر المجمع (1/ 326)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6643).

قال القرطبي (¬1): ظاهر هذا أن المؤذن المحتسب لا تأكله الأرض كالشهيد. (طب (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه إبراهيم بن رستم (¬3) ضعفه ابن عدي ووثقه غيره وفيه أيضًا من لا تعرف ترجمته انتهى، قال الشارح: وفيه سالم الأفطس (¬4)، قال ابن حبان: يقلب الأخبار وينفرد بالمعضلات. 9116 - "المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة. أبو الشيخ في كتاب الأذان عن أبي هريرة (ح) ". (المؤذن أملك بالأذان) أي وقت الأذان أمره إليه إذا كان عارفًا عدلًا فلا يستأذن فيه الإِمام (والإمام أملك بالإقامة) فالحق له فيها فلا يقيم حتى يؤاذنه فيها وهذا على جهة الندب لا الإيجاب. (أبو الشيخ (¬5) في كتاب الأذان عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 9117 - "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة. (حم م هـ) عن معاوية (صح) ". (المؤذنون أطول الناس أعناقًا) بفتح الهمزة، جمع عنق وروي بكسرها أي ¬

_ (¬1) تفسير القرطبي (4/ 260). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 422) رقم (13554)، وفي الأوسط (1221)، وانظر المجمع (2/ 3)، وانظر العلل المتناهية (1/ 390)، وصعفه الألباني في ضعيف الجامع (5900)، والضعيفة (852). (¬3) انظر الكامل في ضعفاء الرجال (1/ 263). (¬4) انظر المغني (1/ 251). (¬5) أخرجه أبو الشيخ في كتاب الآذان كما في الكنز (20963)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 12) وانظر: البدر المنير (3/ 419)، وقال المباركفوري (1/ 513)، ورواه أبو الشيخ من طريق أبي الجوزاء عن ابن عمه وفيه معارك وهو ضعيف، والبيهقي السنن (2/ 19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5901)، والضعيفة (4669).

أشدهم إسراعًا إلى الجنة مأخوذ من مشي العنق (يوم القيامة) شوقًا إلى رحمة الله لأن المتشوق يمد عنقه إلى ما يتشوق إليه، وقيل: معناه أكثر ثوابًا، من قولهم لفلان عنق من الخير أي قطعة منه وأكثر الناس رجاءًا لأن من رجا شيئًا طال إليه عنقه، وقيل مد العنق كناية عن الفرح كما أن خضوعها كناية عن الحزن، وعلى كل حال فهو فضيلة للمؤذنة. (حم م هـ (¬1) عن معاوية) ولم يخرجه البخاري، وقال المصنف: إنه متواتر. 9118 - "المؤذنون أمناء المسلمين على فطرهم وسحورهم. (طب) عن أبي محذورة" (ح). (المؤذنون أمناء المسلمين على فطورهم وسحورهم) [4/ 306] لأنهم يفطرون عند أذانهم المغرب ويتركون أكلة السحر عند أذانهم الفجر فهو إعلام للمؤذنين أن يتحروا ذلك ويوفون بحق هذه الأمانة فمن قصر في ذلك فهو من الخائنين وفيه ألا يقوم بالأذان إلا عارفًا بالأوقات. (طب (¬2) عن أبي محذورة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: سنده حسن، وقال ابن حجر: في سنده يحيى الحماني مختلف فيه. 9119 - "المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم وحاجتهم. (هق) عن الحسن مرسلًا". (المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم) على معرفة أوقاتها (وحاجتهم) من فطورهم وسحورهم والأشغال المنوطة بالصلاة ذكره الرافعي قال: وقد يحتج به لندب عدالة المؤذن لأنه سماه أمينًا واللائق بحال الأمين كونه عدلًا انتهى، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 95)، ومسلم (387)، وابن ماجة (725). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 176) رقم (6743) وانظر المجمع (2/ 2)، والتلخيص الحبير (1/ 183)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6647).

قلت: عدالته أدلتها كثيرة فهي شرط فيه وهذه الأحاديث من أدلتها. (هق (¬1) عن الحسن مرسلًا) ورواه عنه الشافعي. 9120 - "المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. (حم ق ت هـ) عن ابن عمر (حم م) عن أبي هريرة (م هـ) عن أبي موسى (صح) ". (المؤمن يأكل في مِعىً) بكسر الميم مقصور منون (واحد) المعنى مذكر لم يسمع من العرب تأنيثه. (والكافر يأكل في سبعة أمعاء) قيل: هو في معى فاللام عهدية، وقيل: عام وهو تمثيل يكون المؤمن يأكل ما يتقوى به ويمسك رمقه ويعينه على الطاعة فكأنه يأكل في معي واحد بخلاف الكافر فإنها لشدة حرصه كأنه يأكل في أمعاء متعددة فالسبعة للتكثير، وقيل فيه غير ذلك، والأظهر هو الثاني، وإنه إعلام بأن هم المؤمن مرضاة ربه تعالى لا التوسع في المأكول فيكفيه القليل وعكسه الكافر فهمه استعمال طيباته في حياته الدنيا. (حم ق ت هـ عن ابن عمر، حم م عن جابر (حم ق هـ) عن أبي هريرة, م هـ (¬2) عن أبي موسى) قال المصنف رحمه الله: والحديث متواتر. 9121 - "المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء. (حم م ت) عن أبي هريرة (صح) ". (المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء) هو كالأول في معناه ولا سبيل إلى حمله على ظاهره لأن كم من كافر أقل أكلًا وشربًا من المؤمن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (1/ 426)، والشافعي في مسنده (1/ 33)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6646). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 21)، والبخاري (5393)، ومسلم (2061)، والترمذي (1818)، وابن ماجة (3257) عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (3/ 333) ومسلم (2601) عن جابر، وأخرجه أحمد (2/ 415)، والبخاري (5396)، ومسلم (2062) عن أبي هريرة, وأخرجه مسلم أيضًا (2062)، وابن ماجة (3258) عن أبي موسى.

وكم من كافر أسلم ولم يتغير حاله في أكله وشربه بعد إسلامه عما كان عليه قبله فالأحاديث مخبرة بشره الكافر وحبه الدنيا وحرصه عليها والمؤمن على خلاف ذلك. (حم م ت (¬1) عن أبي هريرة). 9122 - "المؤمن مرآة المؤمن. (طس) والضياء عن أنس (صح) ". (المؤمن مرآة المؤمن) أي يبصره من نفسه ما لا يراه هو بدونه، وقال الطيبي: المؤمن في إراءة عيب أخيه كالمرآة المجلوة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور ولو كان أدنى شيء، والمؤمن ينظر في خلق أخيه ما يتعرف ويلوح له في أموره فيستشف من وراء حاله تعريفات وتلويحات فإذا ظهر منه عيب فادح نافره وإن رجع صادقه، وقيل: معناه كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه عن الكبر وتريه قبائح أموره بلين في خفية تنصحه ولا تفضحه، قلت: وهو حث على أن يكون المؤمن لأخيه كذلك. (طس والضياء (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني والبزار: فيه عثمان بن محمَّد من ولد ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال ابن القطان (¬3): الغالب على حديثه الوهم وبقية رجاله ثقات. 9123 - "المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن: يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه. (خد د) عن أبي هريرة". (المؤمن مرآة المؤمن) في عيوبه الأخلاقية كما أن المرآة لعيوبه الخلقية. (والمؤمن أخو المؤمن) بنسب الإيمان {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] ووضحه بقوله: (يكف عليه ضيعته) ضيعة الرجل ما جعل الله منه معاشه أي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 375)، مسلم (2063)، والترمذي (1819). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (2114)، والضياء في المختارة (2186)، وانظر المجمع (7/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6655). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 154).

يجمع عليه أمره الذي يعيش منه (ويحوطه من ورائه) يحفظه في غيبته وبالأولى في حضرته تهذيب عنه من يغتابه ويرد عليه ويوصل إليه بره وإحسانه وينصحه وغير ذلك من شروط أخوة الإِسلام (خد د (¬1) عن أبي هريرة)، سكت عليه المصنف، وقال العراقي: إسناده حسن. 9124 - "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا. (ق ت ن) عن أبي موسى (صح) ". (المؤمن للمؤمن كالبنيان) الحائط والجدار -ويجري على الألسن- أو كالبنيان ولا أعرفه في ألفاظ الحديث (يشد بعضه بعضًا) بتشابك أحجاره كذلك المؤمنون لا يتقوى المؤمن إلا بأخيه من أهل الإيمان فبنيان المؤمن إعانة المؤمنين في أمور الدنيا والدين (ق ت ن (¬2) عن أبي موسى). 9125 - "المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب. (هـ) عن فضالة بن عبيد (ح) ". (المؤمن من أمنه الناس) أي ما من شأنه ذلك (على أموالهم وأنفسهم) وهذه صفة اشتقت له من صفة الإيمان والمراد كامل الإيمان من كان كذلك (والمهاجر) من خرج من دار الكفر إلى دار الإيمان في الأصل [4/ 307] فأخبر الشارع أن الذي يحق له أن يطلق عليه هذا الاسم هو: (من هجر الخطايا والذنوب) وتركها لله تعالى فهو إخبار أن الهجرة من ديار المعاصي لا تتم إلا بالهجرة عن دار معاصي نفسه (هـ (¬3) عن فضالة بن عبيد) ورواه عنه أيضًا الترمذي، وحسنه ورمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (239)، وأبو داود (4918)، وانظر تخريج أحاديث الإحياء (2/ 137)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6656)، والصحيحة (926). (¬2) أخرجه البخاري (481)، ومسلم (2585)، والترمذي (1928)، والنسائي (5/ 79). (¬3) أخرجه ابن ماجة (3934)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6658).

9126 - "المؤمن يموت بعرق الجبين. (حم ت ن هـ ك) عن بريدة (ح) ". (المؤمن يموت بعرق الجبين) يعرف موته بذلك وهو علامة إيمانه وذلك أنه لا يموت حتى تأتيه البشرى بحسن منقلبه فعند ذلك يستحي من ربه تعالى ويخجل ويفرح فيعرق جبينه, وقيل: معناه أن المؤمن يهون عليه شدة كرب الموت فلا يجد من شدته إلا قدر ما يعرق من جبينه ويؤيد الأول ما أخرجه الحكيم عن سلمان أنه قال عند موته: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ارقب المؤمن عند موته ثلاثًا، فإن رشح جبينه وذرفت عيناه فهو رحمة نزلت به، وإن غط غطيط البكر المخنوق وخمد لونه وأزبد شدقه فهو عذاب" (¬1). (حم ت ن هـ ك (¬2) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، واعترضه الصدر المناوي (¬3) بأن قتادة رواه عن عبد الله بن بريدة ولا يعرف له سماع منه كما قاله الترمذي. 9127 - "المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. (حم) عن سهل بن سعد (صح) ". (المؤمن يألف) غيره ويأنس به لسلامة صدره وحسن خلقه وصلاح طويته. (ويؤلف) يألفه الناس لحسن حاله وكونه لهم إلفًا (ولا خير فيمن لا يألف) فإنه لسوء خليقته وقبيح طريقته وخبث طويته إلا أن يتركهم إيثارًا لتقواه وانفرادًا بطاعة مولاة وتبعيدًا لشره عنهم (ولا يؤلف) لأنه لا يترك الناس ألفته إلا لقبح ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي (1/ 414) وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 205): لا يصح. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 350)، والترمذي (982)، والنسائي (4/ 6)، وابن ماجة (1452)، والحاكم (1/ 36)، وانظر المجمع (2/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6665). (¬3) انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم 1155).

حاله ولسوء خلقه ورداءة عشرته (حم (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 9128 - "المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس. (قط) في الأفراد والضياء عن جابر". (المؤمن يألف ويؤلف) كما سلف (وخير الناس) عند الله (أنفعهم للناس) لأنها تكثر أجوره ويكثر الألفون به ويكثر الألفة بالناس فذكره كالتذييل لما قبله (قط في الأفراد والضياء (¬2) عن جابر). 9129 - "المؤمن يغار، والله أشد غيرًا. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (المؤمن يغار) تقدم تفسير المغيرة بأنها الحمية والأنفة (والله أشد غِيَرًا) ضبط بخط المصنف بكسر الغين المعجمة وفتح الياء جمع غيرة، وغيرة الله كراهته انتهاك حرمة فالغيرة من صفات الرب وصفات أهل الإيمان. (م (¬3) عن أبي هريرة) ونسبه في الفردوس إلى البخاري من حديث أبي سلمة. 9130 - "المؤمن غِر كريم، والفاجر خب لئيم. (د ت ك) عن أبي هريرة" (صح). (المؤمن غِر) بكسر المعجمة صفة مشبهة أن يغتر بكل أحد بحسن ظنه وسلامة صدره (كريم) شريف الأخلاق باذل لما عنده (والفاجر) الفاسق (خَب) بفتح المعجمة الخداع أو الساعي بالإفساد بين الناس (لئيم) مظنة لكل ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 335)، وانظر المجمع (10/ 274)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6661) والصحيحة (426). (¬2) أخرجه الدارقطني في الأفراد والضياء (1637)، والطبراني في الأوسط (5787)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 165): فيه علي بن بهرام عن عبد الملك بن أبي كريمة ولم أعرفهما، والقضاعي في مسند الشهاب (129) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6662)، والصحيحة (426). (¬3) أخرجه مسلم (2761).

شر ومكر فالمؤمن من طبعه الغرارة وقلة الفطنة للشرور وليس ذلك جهلًا منه، والفاجر من عادته الخبث والدهاء والتوغل في معرفة الشر وليس ذلك منه عقلًا، وقيل: المراد أن المؤمن لكرم أخلاقه وشرف طباعه يظهر لمن يخادعه الغرارة ولا يقابله بقبيح ما عرفه من قبيح أمره، والفاجر لوقاحته ولؤم طبعه يعامل بالخداع ويظهر للخداع ما أراد؛ ولذا يقال: إن الكريم وذا الإِسلام ينخدع. (د ت ك) (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته والحاكم أخرجه من حديث الحجاج بن فُرافصة (¬2)، ثم قال الحجاج: عابد لا بأس به انتهى، وحكم القزويني بوضعه ورد عليه الحافظ ابن حجر وأطال. 9131 - "المؤمن بخير على كل حال: تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله. (ن) عن ابن عباس (ح) ". (المؤمن بخير) أي يتصل بالخير في جميع أحواله وملابس له (على كل حال: تنزع نفسه) أي روحه (من بين جنبيه وهو يحمد الله) فهو في السراء شاكر وفي الضراء حامد صابر وفي نظائره أحاديث عدة ولذا كان السلف يحمدون الله إذا جاءهم الموت كما قال معاذ - رضي الله عنه - لما أحس بالموت: مرحبًا بحبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم الحمد لله (ن (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 9132 - "المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد: يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس. (حم) عن سهل بن سعد (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4790)، والترمذي (1964)، والحاكم (1/ 43)، وانظر أجوبة الحافظ ابن حجر على سراج الدين القزويني على المصابيح في آخر كشف المناهج (5/ 365)، وقال: قد أخرجه الحاكم من طريق عيسى بن يونس عن سفيان الثوري عن حجاج بن قرافصة عن يحيى بن أبي كثير به موصولًا إلخ. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6653) والصحيحة (935). (¬2) انظر: المغني (1/ 150). (¬3) أخرجه النسائي (4/ 12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6652).

(المؤمن من أهل الإيمان) أي منزلته منهم: (بمنزلة الرأس من الجسد) فسر هذا التشبيه قوله: (يألم المؤمن لأهل الإيمان) لأجل ما ينزل بهم مما يكرهونه ولأجل ما يأتونه مما لا يرضاه الله خوفًا عليهم من غضب الله (كما يألم الجسد لما في الرأس) وليس من كاملي أهل الإيمان من لا يغضب ويتألم بما يصيب المؤمنين، ويؤخذ منه أن من آذى مؤمنًا أو مؤمنين فإنه ليس من أهل الإيمان إذ من شأنه أن يتأذى بما أصابهم ويتألم فكيف ينزل بهم المكروه والأذية (حم (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه. 9133 - "المؤمن مكفر. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (المؤمن مكفر) بفتح الفاء اسم مفعول أصله مكفر عنه أي ذنوبه وخطاياه بما لا يزال يصيبه في الدنيا أو لمغفرة الله تعالى فهو تبشير للمؤمن بأن ذنوبه مكفرة (ك (¬2) عن سعد) أي ابن أبي وقاص رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: غريب صحيح ما خرجاه لجهالة محمَّد بن عبد العزيز راويه. 9134 - "المؤمن يسير المؤنة. (حل هب) عن أبي هريرة (ض) ". (المؤمن يسير المؤنة) قليل الكلفة لنفسه قليل الكلفة على إخوانه لا يكلف أحدا من حاله شيئًا زاد القضاعي في روايته كثير المعونة فهو معوان للإخوان خفيف المؤنة على أهل الإيمان (حل هب (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال أبو نعيم بعد سياق سنده غريب من حديث إبراهيم يريد: ابن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 340)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6659) والصحيحة (1137). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 58)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6657) والصحيحة (2367). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 46)، والبيهقي في الشعب (6177)، وانظر الموضوعات لابن الجوزي (2/ 281)، والمصنوع (1/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5909)، والضعيفة (4673).

أدهم وابن عجلان يريد الذي روى عنه إبراهيم انتهى. وجزم ابن الجوزي بوضعه، وقال محمَّد بن سهل: أحد رواته كان يضع الحديث وتعقبه المصنف بأن له طريقًا أخرى يريد به البيهقي إلا أن فيها ابن لهيعة وغيره كأنه يريد المصنف أنها تخرج الحديث عن الوضع إلى الضعف. 9135 - "المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم. (حم خد ت هـ) عن ابن عمر" (صح). (المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم) أي الذي يألف ويؤلف (أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم) فالحديث دليل على ترجيح الخلطة على العزلة وللناس خلاف طويل كما قاله الغزالي مع أن كلًّا منهما لا تخلو عن غوائل تنفر عنها وفوائد تدعو إليها، وميل أكثر العباد والزهاد إلى العزلة والإنفراد، وميل الشافعي وأحمد إلى خلافه واستدل كل بمذهبه بما يطول، قال: والإنصاف أن الترجيح يختلف باختلاف الناس، فقد تكون العزلة لشخص أفضل والخلطة لآخر أفضل فالقلب المستعد للإقبال على الله، المنتهي لإستغراقه في شهود الحضرة العزلة له أولى والعالم بدقائق الحلال والحرام مخالطته للناس ليعلمهم وينصحهم في دينهم أولى، وهكذا ألا ترى أنه - صلى الله عليه وسلم - ولّى خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وقال لأبي ذر: "إني أراك ضعيفًا وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تتأمرن على اثنين". (حم خد ت هـ (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ في فتح الباري (¬2): إسناده حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 43)، والبخاري في الأدب المفرد (388)، والترمذي (2507)، وابن ماجة (4032)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6651)، والصحيحة (939). (¬2) انظر: فتح الباري (10/ 512).

9136 - "المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته. (هـ) عن أبي هريرة". (المؤمن كرم على الله من بعض ملائكته) يحتمل أنه أريد به الأنبياء عليهم السلام أو نبينا - صلى الله عليه وسلم - أو مطلق المؤمن الذي قام بما وجب وباجتناب ما نهي عنه والتكريم يحتمل في كل أمر فيكون أفضل، أو في أمر دون أمر فلا يكون أفضل وللناس نزل في هذه المسألة طويل وعصبيات (هـ (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وهو من رواية أبي المهزم، قال الحافظ العراقي: أبو المهزم (¬2) تركه شعبة وضعفه ابن معين. 9137 - "المؤمن أخو المؤمن: لا يدع نصيحته على كل حال. ابن النجار عن جابر". (المؤمن أخو المؤمن: لا يدع نصيحته على كل حال) إذ ذلك من شأن الأخ ففيه أن المناصحة من شأن أهل الإيمان وأن من تركها أو لم يقبلها لا يدخل في زمرة الكملة منهم. (ابن النجار (¬3) عن جابر). 9138 - "المؤمن لا يثرب عليه شيء أصابه في الدنيا، إنما يثرب على الكافر. (طب) عن ابن مسعود (ض) ". (المؤمن لا يثرب) من التثريب: وهو اللوم (عليه شيء أصابه في الدنيا) لا يلام على ما ارتكبه من المعاصي التي قد حد عليها في الدنيا أو تاب منها (إنما يثرب على الكافر) فإنه يوبخ ويقرع على ما أسلفه زيادة في نكاله، وفي الفردوس أنه قاله - صلى الله عليه وسلم - في قضية أبي الهيثم بن التيهان، حين أكل عنده لحمًا وبسرًا ورطبًا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3947)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5903). (¬2) انظر المغني (2/ 750)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 209)، والضعفاء للنسائي (1/ 110). (¬3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (687)، وانظر كشف الخفاء (2/ 385)، وفيض القدير (6/ 256)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5902).

وماء عذبًا، فقيل: يا رسول الله هذا من النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة؟ فقال: ذلك (¬1) وعليه فيكون المراد لا يوبخ ولا يقرع على ما ناله من نعيم الدنيا لأنه أطاع وحمد وشكر من أولاه إياها بخلاف [4/ 309] الكافر (طب (¬2) عن ابن مسعود)، رمز المصنف لضعفه، وفيه عمرو بن مرزوق (¬3) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه ووثقه غيره، والكلبي تركه القطان وابن مهدي. 9139 - "المؤمن كيس فطن حذر. القضاعي عن أنس". (المؤمن كيس) عاقل (فطن) حاذق والفطنة حدة البصيرة (حذر) عن ارتكاب ما يغضب مولاه، ولا ينافيه ما تقدم من أنه "غر كريم" لما أسلفناه ولما يأتي. (القضاعي (¬4) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال العامري: حسن غريب، وتعقبه الشارح وقال: ليس في ما زعمه بمصيب بل فيه أبو داود اليمني كذاب، قال في الميزان عن يحيى: كان أكذب الناس ثم سرد له عدة أخبار هذا منها، وقال ابن عدى: أجمعوا على أنه كان وضاعًا. 9140 - "المؤمن هين لين، حتى تخاله من اللين أحمق. (هب) عن أبي هريرة". (المؤمن هين) بالتخفيف من الهون: السكينة والوقار (لين) بزنته وقيل يجري التشديد كما يأتي من اللين وهو ضد الخشونة (حتى تخاله) بالخاء ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2396). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 210) رقم (10496) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5908)، والضعيفة (4672) وقال: ضعيف جدًّا. (¬3) انظر المغني (2/ 489). (¬4) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (128)، وانظر الميزان (3/ 307)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5904)، والضعيفة (760): موضوع.

المعجمة: تظنه (من اللين أحمق) تظنه لكثرة لينه غير منتبه لطريق الحق، وفيه أن سهولة الطباع ولطف الأخلاق من صفات أهل الإيمان وضدها من صفات ضدهم (هب (¬1) عن أبي هريرة)، سكت عليه المصنف، وقال مخرجه عقيب إخراجه: تفرَّد به يزيد بن عياض وليس بقوي، وروى من وجه آخر صحيح مرسلًا انتهى. وفي الضعفاء للذهبي: يزيد بن عياض (¬2) قال النسائي وغيره: متروك. 9141 - "المؤمن واه راقع، فالسعيد من مات على رقعة. البزار عن جابر". (المؤمن واه) اسم فاعل من وهى الثوب إذا بلي خارق لدينه بالذنوب (راقع) لذنبه بالتوبة فهو لا يزال بين الذنب والتوبة قال جار الله: شبهه بمن ويُهي ثوبُه فَيرْقَعه (فالسعيد من مات على رقعة) أي على توبة فكل عبد محتاج إلى التوبة (البزار (¬3) عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال العراقي تبعًا للمنذري: سنده ضعيف وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه عند الثلاثة سعيد بن خالد الخزاعي (¬4) وهو ضعيف. 9142 - "المؤمن منفعة: إن ماشيته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن شاركته نفعك، وكل شيء من أمره منفعة. (حل) عن ابن عمر". (المؤمن منفعة) بينه بقوله (إن ماشيته نفعك وإن شاورته نفعك) بالإرشاد ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5907)، والضعيفة (4671). (¬2) انظر المغني (2/ 752). (¬3) أخرجه البزار كما في المجمع (10/ 333)، والطبراني في الأوسط (1867)، وفي الصغير (179)، والبيهقي في الشعب (7123)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 46)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (8/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5906). (¬4) انظر المغني (1/ 257).

والتأنيس والاستفادة وغير ذلك (وإن شاركته) في أمر دنياه أو دينه. (نفعك) بالإعانة لك (وكل شيء من أمره منفعة) فصل بعض المنافع ثم أجملها وأفاد أنه لا يكون المؤمن إلا نفعًا بالضار لأهل الإيمان خارج عن رتب كمالهم بل الذي لا نفع فيه لا ينضم إلى شريف مقامهم. (حل (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه: غريب بهذا اللفظ تفرد به ليث بن أبي سليم عن مجاهد. 9143 - "المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي. (حم ت هـ حب) عن أبي سعيد (صح) ". (المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة) إذا أحب وجود الأولاد. (كان حمله ووضعه وسنه) التي يحب المؤمن أن يكون عليها. (في ساعة واحدة) لأنها دار اللذات فلا ألم بالحمل ولا استكراه لمدته ولا ألم بالوضع، ولا شغلة بتربية الصبي بل يحدثه الله عَزَّ وَجَلَّ (كما يشتهي) في ساعة واحدة، إلا أنه قد ثبت عند العقيلي وغيره أن الجنة لا يكون فيها ولادة، قيل: فالمراد هنا أنه إذا اشتهى المؤمن كان كما ذكر لكنه لا يشتهي ذلك أصلًا. قال الترمذي: اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون فيها ولد وهكذا يروى عن طاووس ومجاهد والنخعي. وقال إسحاق بن إبراهيم: في هذا الحديث إذا اشتهى ولكنه لا يشتهي، ولذا روي في حديث لقيط: "إن أهل الجنة لا يكون لهم ولد" (¬2). وقال جماعة: بل فيها الولد إذا اشتهاه الإنسان ورجحه الأستاذ أبو سهل ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5905). (¬2) أخرجه الترمذي (2563).

الصعلوكي. قلت: ويؤيده أن أول حديث أبي سعيد عند هناد في الزهد: قلنا: يا رسول الله، إن الولد من قرة العين وتمام السرور فهل يولد لأهل الجنة؟ فقال: "إذا اشتهى ... " إلى آخره (¬1). وأخرجه الأصبهاني في الترغيب عن أبي سعيد الخدري ولم يرفعه قال: "إن الرجل من أهل الجنة يتمنى الولد فيكون حمله ورضاعه وفطامه وشبابه في ساعة واحدة" (¬2). وأخرجه البيهقي مرفوعًا بلفظ: "إن الرجل يشتهي الولد في الجنة فيكون ... " إلخ (¬3)، وأخرجه الحاكم في التاريخ والبيهقي بلفظ: "إن الرجل من الجنة ليولد له الولد كما يشتهي يكون حمله، وفصاله، وشبابه في ساعة واحدة". قلت: ولا ينافى ذلك حديث [4/ 310] لقيط السابق، وفيه: غير أنه لا توالد لأن المنفي ترتيب الولادة على الجماع غالبًا كما هو في الدنيا والمثبت هنا حصول الولد عند اشتهائه كما يحصل الزرع عند اشتهائه ولا زرع في الجنة في سائر الأوقات وقد ثبت أن الله تعالى ينشيء للجنة خلقًا يسكنهم فضلها فلا مانع من إنشاء الولد بين أهلها، انتهى كلام الترمذي، وفي حادي الأرواح (¬4) لابن القيم كلام في ذلك. (حم ت هـ حب (¬5) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، ¬

_ (¬1) أخرجه هناد في الزهد (93). (¬2) أخرجه ابن حبان (2636) موارد الظمآن. (¬3) أخرجه ابن ماجة (4338)، وأحمد (3/ 9). (¬4) حادي الأرواح (ص 268). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 9، 80)، والترمذي (2563)، وابن ماجة (4338)، وابن حبان (7404)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6649).

وفي الميزان تفرَّد به سعيد بن خالد الخزاعي (¬1)، وقد ضعفه أبو زرعة وغيره. 9144 - "المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف: إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ. ابن المبارك عن مكحول مرسلًا، (هب) عن ابن عمر". (المؤمنون هينون لينون) بالتخفيف فيهما، قال ابن العربي تخفيفهما للمدح وتثقيلهما للذم، وقيل: هما سواء والأصل التثقيل كميت وميت، والمراد بهما ما سلف قريبًا في المفرد في ما قبل هذا بثلاثة أحاديث. (كالجمل الأنف) بفتح الهمزة وكسر النون أي المأنوف: وهو الذي عقر الجساس أنفه فهو لا يمتنع على قائده للوجع الذي به، يقال أنف البعير: إذا اشتكى أنفه من ألم البرة فهو أنف بالقصر وروي بالمد. قال الزمخشري (¬2): والأول الصحيح، وقال في شرح المصابيح: المد خطأ، وقد بين الحديث وجه الشبه بقوله: (إن قيد انقاد) أي ينقاد لكل قائد من صغير وكبير ولذا غيرت صيغته. (وإذا أنيخ) طلبت منه الإناخة. (على صخرة استناخ) طاوع من أناخه؛ كذلك المؤمن ينقاد في سبيل الخير لكل قائد ويقعد للخير عند كل قاعد، لا يأنف من الخير حيث وجد ولا يأبى من القعود لحوائج العباد حيث أقعد مع صيانته للدين ومحافظته على الحسوبة عند المعاصي التي لا تكون في المؤمن عندها. (ابن المبارك عن مكحول مرسلًا، هب (¬3) عن ابن عمر)، وتعقَّبه مخرجه بأن المرسل أصح انتهى، وذلك لأن في المسند عبد اللَّه بن عبد العزيز بن أبي رواد (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة، وقال الجنيد: لا يساوي فلسًا، ¬

_ (¬1) انظر الميزان (3/ 195). (¬2) الفائق (1/ 62). (¬3) أخرجه ابن المبارك في الزهد (387) عن مكحول مرسلًا، وأخرجه البيهقي في الشعب (8129)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6669). (¬4) انظر المغني (1/ 345)، وضعفاء العقيلي (2/ 279).

وقال العقيلي في الضعفاء: هذا الحديث من منكرات عبد العزيز لأن عبد الله رواه عن أبيه عبد العزيز. 9145 - "المؤمنون كرجل واحد: إن اشتكى رأسه اشتكى كله, وإن اشتكى عينه اشتكى كله. (حم م) عن النعمان بن بشير (صح) ". (المؤمنون كرجل واحد) بينه قوله: (إن اشتكى رأسه اشتكى كله، وإن اشتكى عينه اشتكى كلهـ) هو كما سلف قريبًا "إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد" يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس، فليس بمؤمن من لا يتألم بما يصاب به المؤمنون ويسعى في دفع ما نزل بهم، كما يسعى في دفع الألم الذي يخاف نزوله به ويسعى في رفعه إن نزل بهم فهذا شأن المؤمن، وفيه أن من أنزل بأهل الإيمان المضرة ليس من المؤمنين بل من لم يتألم لنزولها بأي مؤمن ولم يسع بجهده في دفعها ورفعها فليس بكامل الإيمان. (حم م (¬1) عن النعمان بن بشير) وخرجه البخاري بما يقرب من لفظه. 9146 - "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتعتع فيه وهو عليه سياق له أجران. (ق د هـ) عن عائشة (صح) ". (الماهر بالقرآن) الحاذق به الذي لا يتوقف ولا يشق عليه قراءته لجودة حفظه وإتقانه ورعاية مخارج حروفه (مع السفرة) معدود فيهم وهم الملائكة الكتبة جمع سافر: وهو كاتب السفر وهو الكتاب، سموا بذلك لأنهم ينقلون الكتب الإلهية المنزلة إلى الأنبياء (الكرام البررة) جمع بار: المطيعين لله، أي معهم في المقامات الرفيعة في الجنات، وقيل: عامل فعلهم، وقال القاضي (¬2): الماهر بالقرآن حافظ له أمين عليه يؤديه إلى المؤمنين، يكشف لهم ما التبس ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 271)، ومسلم (2586). (¬2) شرح مسلم (6/ 84 - 85).

عليهم: معدود من عدد السفرة، فإنهم الحاملون لأصله الحافظون له ينزلون به على رسل الله يؤدون إليهم ألفاظه ويكشفون لهم معانيه (والذي يقرؤه ويتعتع) من التعتعة في الكلام: التردد (فيه) لحصر أو عي أو سوء حفظ (وهو عليه سياق، له أجران) أجر لقراءته وآخر لمشقته، ولا يلزم أنه أفضل من الماهر لأن كون الماهر مع السفرة أفضل من الآجرين. (ق د هـ (¬1) عن عائشة) وقد رواه أهل السنن كلهم. 9147 - "المتباريان لا يجابان ولا يؤكل طعامهما. (هب) عن أبي هريرة" (ض). (المتباريان) من المباراة وهي المعارضة وهما هنا [4/ 311] من يتعارضان في فعل الطعام مغالبة (لا يجابان) إذا دعيا لحضور الطعام (ولا يؤكل طعامهما) لأنهما صنعاه لوجه محضور فلا يعانان عليه بل يعاقبان بالهجر وعدم الإجابة، ومن هنا كره البعض حضور الولائم فقيل له: كان السلف يحضرونها فقال: كانوا يدعون للمؤاخاة والمواساة وأنتم تدعون للمباهاة والمكافأة. (هب (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 9148 - "المتحابون في الله على كراسي من ياقوت حول العرش. طب) عن أبي أيوب (صح) ". (المتحابون في الله) يكونون (على كراسي من ياقوت حول العرش) أكرمهم الله لإكرامهم فيه أحبابه وحبهم لأجله (طب (¬3) عن أبي أيوب) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (4937)، ومسلم (798)، وأبو داود (1454)، والترمذي (2904)، والنسائي (5/ 20)، وابن ماجة (3779). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (6068)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6671) والصحيحة (626). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 150) رقم (3973)، والبيهقي في الشعب (9000)، وانظر الميزان =

وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن عبد العزيز وقد وثق على ضعف كثير انتهى، وأورده في الميزان من حديثه وقال: قال البخاري منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لا يشتغل به، والنسائي: ضعيف، وابن حبان: اختلط آخرًا فاستحق الترك انتهى، وقال العلائي: لا بأس بإسناده. 9149 - "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. (حم ق د) عن أسماء بنت أبي بكر، (م) عن عائشة (صح) ". (المتشبع) الذي يظهر أنه شبعان وليس بشبعان أو المتكلف إسرافًا في الأكل وزيادة على الشبع ومن الأول أخذ هذا اللفظ في الحديث وأريد هنا كما قاله النووي: الذي يظهر أنه حصل له فضيلة وليست بحاصلة (كلابس ثوبي زور) وهو من يزور على الناس فيلبس لباس ذوي التقشف ويتزيا بزي أهل الزهد والصلاح والعلم وليس هو بتلك الصفة وأضاف الثوبين إلى الزور لأنهما لبسا لأجله فالإضافة لأدنى ملابسة والتثنية اعتبارًا بالرداء والإزار، وفيه تحريم ادعاء ما ليس له من الفضائل وبالفعل أو القول. (حم ق د عن أسماء بنت أبي بكر، م عن عائشة) (¬1)، قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن لي زوجًا وضرة وأني أتشبع من زوجي أقول أعطاني وكساني كذا وهو كذب فذكره. 9150 - "المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون. (حل) عن واثلة". (المتعبد بغير فقه) في عبادته من سنة ولا كتاب (كالحمار في الطاحون) يتعب نفسه ولا يدري ماذا يعمل ولا لمن يعمل، وفيه ذم للجهل وأهله بليغ وحث ¬

_ = (4/ 138)، والمجمع (10/ 277)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5910): موضوع. (¬1) أخرجه أحمد (6/ 345)، والبخاري (5219)، ومسلم (2130)، وأبو داود (4997) عن أسماء، وأخرجه مسلم (2129) عن عائشة.

على تعلم العلم، وتقبيح للاشتغال بالعبادة مع الجهل. (حل (¬1) عن واثلة) سكت عليه المصنف وهو من رواية محمَّد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي الزاهد، قال في الميزان عن ابن عدي: إنه كذاب، وقال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه إلا للاعتبار كان يضع الحديث وساق له أخبارًا هذا منها، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، محمَّد بن إبراهيم وضاع، وتعقبه المصنف بأن له متابعًا. 9151 - "المتم الصلاة في السفر كالمقصر في الحضر. (قط) في الأفراد عن أبي هريرة". (المتم الصلاة) الرباعية (في السفر كالمقصر في الحضر) فكما أنه يحرم القصر في الحضر يحرم الإتمام في السفر وبه أخذ من أوجب القصر في السفر (قط (¬2) في الأفراد عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي في التحقيق (¬3): فيه بقية مدلس وشيخ الدارقطني أحمد بن محمَّد بن مغلس كان كذابًا. 9152 - "المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد (طس) عن أبي هريرة" (ح). (المتمسك بسنتي) طريقتي التي أنا عليها في شريعتي (عند فساد أمتي) وهو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 219)، وانظر الميزان (6/ 33)، والمجروحين (2/ 301) , الموضوعات (1/ 262)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5911)، والضعيفة (782): موضوع. (¬2) أخرجه الدارقطني في الأفراد (5570) وقال: غريب من حديثه عنه تفرد به بقية بن الوليد عن أبي يحيى المدني عنه، والديلمي في الفردوس (6605)، وانظر العلل المتناهية (1/ 443)، والدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 213)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5912). (¬3) انظر: التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 495 رقم 767 و 768).

ابتداعها البدع وهجرها السنن (له أجر شهيد) وفي رواية البيهقي: "مائة شهيد"، وذلك أنه لا يتمسك بالسنة عند الفساد إلا من صبر على الأذى وكيد العدا وآثر الأخرى على الأولى، فكم من اتبع السنة أو دعا إليها من جهلة المبتدعة من الإيذاء والرمي بكل داهية ما ينال به من الله أجر الشهيد أو يقعد به مقاعد السعداء والحمد لله إذ كنا ممن دعا إلى السنة ونفي البدعة سرًّا وجهرًا حضرًا وسفرًا وأوذينا وعودينا ونسب إلينا كل فرية ورد الله كيد كل كائد في نحوه ولينصرن الله من ينصره، ويأبى الله إلا أن يتم نوره (طس (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن صالح العدوي لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات. 9153 - "المتمسك بسنتي عند اختلاف أمتي كالقابض على الجمر. الحكيم عن ابن مسعود". (المتمسك بسنتي عند اختلاف أمتي) بالابتداع (كالقابض على الجمر) في مشقة التمسك بالسنة لأنه يؤذى ويعادى ولا غرو فإنه خليفة الأنبياء ووارث علمهم وقد نالوا من الأذى في ذات الله ما هو معروف فلمن تابعهم خصه [4/ 312] وارث من ذلك. (الحكيم الترمذي (¬2) عن ابن مسعود). 9154 - "المجالس بالأمانة. (خط) عن علي". (المجالس بالأمانة) أي الجلساء أمناء على أحاديث بعضهم بعضًا لا يفشوا بها وأمناء على جلسائهم يناصحونهم ولا يغشونهم، وفيه حث على مجالسة أهل الديانة ومجانبة أهل الخيانة، وفيه أنه لا ينبغي للجليس أن يسمع أو يرى في ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5414)، وانظر المجمع (1/ 172)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5913)، والضعيفة (327). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 119)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6676).

المجلس ما يحرم إلا نهى فاعله وإلا فهو خيانة. (خط (¬1) عن علي) ورواه ابن ماجة بهذا اللفظ من حديث جابر سكت عليه المصنف، وقال العامري في شرح الشهاب: حديث صحيح وتبعه الحضرمي اليمني، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: سنده ضعيف. 9155 - "المجالس بالأمانة إلا ثلاث مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق. (د) عن جابر (ح) ". (المجالس بالأمانة) لا يفشي ما وقع فيها (إلا ثلاثة مجالس) إذا اتفق فيها أمور وجب إفشاؤها (سفك دم حرام) ولو بالجراحة ولم يبلغ القتل (أو فرج حرام) وطئه زنًا أو لواطًا (أو اقتطاع مال) أخذه. (بغير حق) قيل: المراد من قال في المجلس: أريد قتل فلان، أو الزنا بفلانة، أو أخذ مال فلان؛ فإنه لا يجوز للمستمعين حفظ سره بل يجب إفشاؤه دفعًا للمفسدة، وقيل: إنه إذا حضر مجلسًا فيه منكر يستره إلا أن يكون أحد هذه الثلاثة والأول أقرب. (د (¬2) عن جابر رمز) المصنف لحسنه، وقال المنذري: ابن أخي جابر مجهول، يريد الذي رواه عن جابر، قال: وفيه أيضًا عبد الله بن نافع الصائغ (¬3) روى له مسلم وفيه كلام. 9156 - "المجاهد من جاهد نفسه في الله (ت حب) عن فضالة بن عبيد (ح) ". (المجاهد) حقيقة (من جاهد نفسه) على فعل الطاعات ومنها الجهاد في سبيل الله وعلى ترك المنكرات وبالجملة فكل طاعة لا تتم إلا بجهاد النفس (ت ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 23)، والقضاعي في الشهاب (3)، وأخرجه أحمد (3/ 342) عن جابر بن عبد الله، وانظر فتح الباري (11/ 82)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6678). (¬2) أخرجه أبو داود (4869)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5914). (¬3) انظر المغني (1/ 360)، والضعفاء للنسائي (1/ 64).

حب (¬1) عن فضالة بن عبيد) رمز المصنف لحسنه وقال العلائي: هذا حديث حسن وإسناده جيد ورواه أحمد والطبراني. 9157 - "المحتكر ملعون. (ك) عن ابن عمر (صح) ". (المحتكر) الذي يحفظ الطعام ترقبا للغلاء. (ملعون) لأنه يريد بالعباد السوء ويحب ما نالهم من المشقة وفيه تحريم الاحتكار وتقدم فيه: "من احتكر" الكلام. (ك (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، واستدرك عليه الذهبي، وقال: قلت: علي بن سالم (¬3) ضعيف. 9158 - "المحرمة لا تنتقب، ولا تلبس القفازين. (د) عن ابن عمر (صح) ". (المحرمة) صفة لمحذوف أي المرأة للحج أو للعمرة (لا تنتقب) لا تضع النقاب على وجهها لأن فيه إحرامها كما أن إحرام الرجل في رأسه ولا يلزم من ذلك جواز إبرازها وجهها كما استدل بذلك من قال بجواز رؤية وجه الأجنبية لما حققناه في حواشي ضوء النهار في كتاب الحج وفي اللباس (ولا تلبس القفازين) بقاف مضمومة ففاء مشددة ثوب على اليدين يحشى بنحو قطن ففيه تحريم لبسها لهما. (د (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وهو في البخاري بلفظ: "لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين". 9159 - "المحروم من حرم الوصية. (هـ) عن أنس". (المحروم) من خير الآخرة (من حرم الوصية) قاله صلى الله عليه وآله وسلم لما قيل له: مات فلان، قال: "أليس كان عندنا آنفًا" قالوا: مات فجأة، فذكره، ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1621)، وابن حبان (11/ 5) (4706)، وأحمد (6/ 20)، والطبراني في الكبير (18/ 309) رقم (797)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6679). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5915). (¬3) انظر المغني (2/ 448)، والضعفاء لابن الجوزي (2/ 194). (¬4) أخرجه البخاري (1826)، وأبو داود (1825)، والترمذي (833).

وفيه تعظيم شأن الوصية، وهي واجبة لمن له أو عليه دين مسنونة في حق غيره (هـ (¬1) عن أنس بن مالك) سكت عليه المصنف وضعفه المنذري لأن فيه درست بن زياد البزار قال في الكاشف (¬2): وهاه أبو زرعة عن يزيد الرقاشي وقد مر ضعفه. 9160 - "المختلعات هن المنافقات. (ت) عن ثوبان (ض) ". (المختلعات) صفة لمحذوف أي النساء أو الزوجات اللائي يطلبن الخلع من الأزواج (هن المنافقات) أريد بالنفاق هنا كفران العشير فإن غالب من تطلب الخلع والطلاق كافرة لحق الزوج (ت (¬3) عن ثوبان) رمز المصنف لضعفه قال الترمذي في العلل: سألت عنه محمدًا -يعني البخاري- فلم يعرفه. 9161 - "المختلعات والمتبرجات هن المنافقات. (حل خط) عن ابن مسعود". (المختلعات) المراد من ليس بداخلات تحت قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} [البقرة: 229] فإن هؤلاء مأذون لهن في الخلع (والمتبرجات) المظهرات الزينة للأجانب (هن المنافقات) فيه حصر النفاق عليهن مبالغة. (حل خط (¬4) عن ابن مسعود) رواه أبو يعلى عن أبي هريرة بلفظه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (2700)، وانظر: الترغيب والترهيب (4/ 169)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5916). (¬2) انظر الكاشف (1/ 384). (¬3) أخرجه الترمذي (1186)، وانظر علل الترمذي للقاضي (1/ 174)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6681). (¬4) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 376) وقال: غريب، وأخرجه أبو يعلى (6237) عن أبي هريرة, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5917).

9162 - "المدبر من الثلث. (هـ) عن ابن عمر (ح) ". (المدبر) هو المملوك الذي تعلق عتقه بموت سيده عتقه: (من الثلث) من التركة سبيله سبيل الوصية ولفظ الحديث في الفردوس معزوًا لابن ماجة: "المدبر لا يباع ولا يوهب وهو حر من الثلث" (هـ (¬1) [4/ 313] عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر: روي مرفوعًا وموقوفًا والصحيح وقفه وأما رفعه فضعيف وذلك لأن فيه علي بن ظبيان العبسي، قال في الميزان عن أبي حاتم: متروك وعن ابن معين: كذاب خبيث. 9163 - "المدبر لا يباع ولا يوهب, وهو حر من الثلث. (قط هق) عن ابن عمر". (المدبر لا يباع ولا يوهب، وهو حر من الثلث) هو دليل من قال: لا يباع وأجازه آخرون، وقالوا: الحديث ضعيف (قط هق (¬2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال: مخرجه لم يسنده غير عبيدة بن حسان وهو ضعيف وإنما هو من قول ابن عمر، قال: ولا يثبت مرفوعًا ورواته ضعفاء. 9164 - "المدعي عليه أولى باليمين، إلا أن تقوم عليه البينة. (هق) عن ابن عمرو (ح) ". (المدعي عليه) إذا أنكر (أولى باليمين) أي هي حق عليه واجب (إلا أن تقوم عليه البينة) فإنه لا يمين لأنها بدل عنها (هق (¬3) عن ابن عمرو) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2514) قال البوصيري (3/ 96): هذا إسناد ضعيف، وانظر التلخيص الحبير (4/ 215)، والميزان (5/ 164)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5918): موضوع. (¬2) أخرجه الدارقطني (4/ 138) وقال: هذا هو الصحيح موقوف وما قبله لا يثبت مرفوعا، والبيهقي في السنن (10/ 314)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5919): موضوع. (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6682).

المصنف لحسنه. 9165 - "المدينة حرم آمن. أبو عوانة عن سهل بن حنيف". (المدينة) النبوية. (حرم آمن) بالمد صفة لحرم وروى بغير مد وسكون الميم أي ذات أمن أي من الطاعون أو من الدجال أو من أن يصاد صيدها ويعضد شجرها فهي كمكة في حرمتها (أبو عوانة (¬1) عن سهل بن حنيف). 9166 - "المدينة خير من مكة (طب هق) في الأفراد عن رافع بن خديج". (المدينة خير من مكة) لأنها مهاجره - صلى الله عليه وسلم - ومهبط الوحي وأرض الإِسلام ومحل أنصار الله وفيها قبره - صلى الله عليه وسلم - والخلاف بين العلماء فاش في تفضيل أحد البلدين على الآخر. (طب قط (¬2) في الأفراد عن رافع بن خديج) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي رواد ضعفه ابن عدي وقال الأزدي: لا يكتب حديثه ثم أورد له هذا الخبر، قال في الميزان عقيبه: قلت: هو ليس بصحيح وقد صح في مكة خلافه. 9167 - "المدينة قبة الإِسلام، ودار الإيمان, وأرض الهجرة، ومتبوأ الحلال والحرام. (طس) عن أبي هريرة". (المدينة قبة الإِسلام، ودار الإيمان) لأن ظهوره كان منها الظهور الحقيقي الذي كان بعده الجهاد ولأن فيها أمن أهل الإِسلام. (وأرض الهجرة) لأنها مهاجره - صلى الله عليه وسلم -. (ومتبوأ الحلال والحرام) لأن منها خرجت الأحكام وظهر دين ¬

_ (¬1) أخرجه أبو عوانة (3/ 239، 240)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6686). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 288) رقم (4450)، والدارقطني في الغرائب والأفراد (2057 أطرافه)، وابن عدي في الكامل (6/ 190)، والبخاري في التاريخ (476)، وانظر الميزان (6/ 233)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5920).

الإِسلام (طس (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: فيه عيسى بن ميناء قالون (¬2) وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات، قال ابن حجر في تخريج المختصر وتفرد به قالون راوي نافع وهو صدوق عن عبد الله بن نافع وفيه لين وشيخ ابن نافع هو المثنى واسمه سليمان بن يزيد الخزاعي (¬3) وهو ضعيف والحديث غريب جدًّا سندًا ومتنًا. 9168 - "المراء في القرآن كفر. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (المراء في القرآن) أي الشك في كونه كلام الله. (كفر) وقيل: الخوض فيه: بأنه قديم أو محدث فإنه أدى إلى سفك الدماء وتكفير العباد بعضهم لبعض أو يتتبع الآيات المتشابهات ليدفع بعضه ببعض ويتطرق إليه القدح والطعن وغير ذلك، بل من حق الناظر في الآيات الإيمان بها في علمه من معانيها حمدا لله عليه وما جهله وكّل علمه إلى الله وقد أخرجه أيضًا أحمد من حديث أبي هريرة وفيه الزيادة: "فما عرفتم فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه". (د ك (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9169 - "المرء في صلاة ما انتظرها. عبد بن حميد عن جابر" (صح). (المرء في صلاة ما انتظرها) أي يؤجر مدة انتظاره للصلاة أجر من هو في صلاة. وتقدم. (عبد بن حميد (¬5) عن جابر) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5618)، وانظر المجمع (3/ 298)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5921)، والضعيفة (761). (¬2) انظر: المغني (2/ 502). (¬3) سبق. (¬4) أخرجه أبو داود (4603)، وأحمد (2/ 300)، والحاكم (2/ 223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6687). والصحيحة (2419). (¬5) أخرجه عبد بن حميد (1052)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6688)، والصحيحة (2368).

9170 - "المرء كثير بأخيه. ابن أبي الدنيا في الإخوان عن سهل بن سعد". (المرء كثير بأخيه) أي في الدين أو النسب فإنه يعضده على أموره، قال العسكري أراد أنه وإن كان الرجل قليلًا في نفسه بتفرده فإنه يكثر بأخيه إذا ظاهره على الأمر وساعده عليه فكان قليلًا حين انفراده كثيرًا عند اجتماعه بأخيه فهو كحديث: "اثنان فما فوقهما جماعة" (¬1) وفيه اتخاذ الإخوان الذين هم على الخير أعوان وإلا فالإخوان الخوان ضرهم أكثر من نفعهم للإنسان: وما أكثر الإخوان حين تعدهم ... ولكنهم في النائبات قليل (¬2) (ابن أبي الدنيا (¬3) في الإخوان عن سهل بن سعد) ورواه القضاعي وقال شارحه العامري: إنه غريب. 9171 - "المرء مع من أحب (حم ق 3) عن أنس (ق) عن ابن مسعود (صح) ". (المرء مع من أحب) يحشر معهم وينزل في الآخرة منازلهم إن أحب أهل الخير لحق بهم أو أهل الشر عد من جملتهم وهو [4/ 314] أيضًا في دار الدنيا ينسب إلى من يحبه ويقاربه ويواصله: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي (¬4) والحديث حث على حب الأخيار والاتصال بالأبرار وتجنب الأشرار والأغيار والإنسان حيث وضع نفسه يدرك سعده في الدارين ويحسه, والخير ينجذب في الأخيار، والشرير يأرز إلى الأشرار والحديث عظيم في باب الرَّجاء ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (972). (¬2) هذا البيت المنسوب إلى طرفة بن العبد (ت86 - 160هـ). (¬3) أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (24) والقضاعي في مسند الشهاب (186)، والديلمي في الفردوس (6625)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5922)، والضعيفة (1895). (¬4) هذا البيت منسوب للإمام الشافعي (ت 150 - 204).

ولذا قال أنس: ما فرحوا بعد الإِسلام بشيء كفرحهم بهذا الحديث. (حم ق 3 عن أنس. ق (¬1) عن ابن مسعود) قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف تقول في رجل أحب قومًا ولما يلحق بهم فذكره، قال العلائي: الحديث مشهور أو متواتر لكثرة طرقه وعده المصنف في الأحاديث المتواترة. 9172 - "المرء مع من أحب، وله ما اكتسب. (ت) عن أنس". (المرء مع من أحب، وله ما اكتسب) من صالحات الأعمال فيه إشارة إلى أنه لا بد من الأعمال الصالحة لتلحقه بالصالحين وأنه لا ينفع الحب بلا عمل ثم ليعلم أن المراد بالحب المأذون فيه شرعًا فمن أحب عيسى عليه السلام وجعله لله ولدا فما أحبه ولا هو معه وكذلك من أحب عليًّا عليه السلام حب الغلاة. (ت (¬2) عن أنس). 9173 - "المرأة لآخر أزواجها (طب) عن أبي الدرداء (خط) عن عائشة (ض) ". (المرأة لآخر أزواجها) أي تكون في الآخرة لآخر زوج في الدنيا، قال البيهقي: ولذا حرم أزواجه - صلى الله عليه وسلم - على المؤمنين لأنهن أزواجه في الآخرة وحديث: "إن المرأة في الجنة تكون لأحسن أزواجها في الدنيا أخلاقًا" (¬3) لا ينافي هذا لأن ذي الأخلاق الحسنة لا يفارق أهله إلا بالموت إذ من حسن الخلق الصبر على المرأة المخلوقة من ضلعة عوجاء. (طب عن أبي الدرداء. قط (¬4) عن عائشة) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 104)، والبخاري (3688)، ومسلم (2639)، وأبو داود (5127)، والترمذي (2386)، والنسائي (11178) عن أنس، وأخرجه البخاري (6168)، ومسلم (2640) عن عبد الله بن مسعود. (¬2) أخرجه الترمذي (2386)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5923). (¬3) أخرجه عبد بن حميد (1212). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 270)، وفي الأوسط (3130) عن أبي الدرداء، وأخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 228) عن عائشة, وصححه الألباني في صحيح الجامع (6691) =

رمز المصنف لضعفه، وقال العراقي: إسناده ضعيف. 9174 - "المرأة عورة, فإذا خرجت استشرفها الشيطان. (ت) عن ابن مسعود (صح) ". (المرأة عورة) العورة سوءة الإنسان وكلما يستحي منه كني بها عن وجوب الاستتار (فإذا خرجت استشرفها الشيطان) أصل الإشراف وضع الكف فوق الحاجب في رفع الرأس لينظر، والمراد أن الشيطان يرفع بصره إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة ويحتمل أن يراد به شيطان الإنس وهو الفاسق فإنه إذا رآها بارزة طمح بنظره إليها فأغواها وغوى، فما دامت في خدرها لا يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس بها فإذا خرجت طمع وأطمع لأنها من حبائله، وهو حث للنساء لزوم البيوت. (ت (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ. 9175 - "المرض سوط الله في الأرض، يؤدب به عباده. الخليلي في جزء من حديثه عن جرير البجلي". (المرض سوط الله في الأرض؛ يؤدب به عباده) على ما ارتكبوه فما أصابهم من مصيبة فبما كسبت أيديهم، ولا ينافيه ما فيه من الأجور لأنها على الصبر لا على نفس الألم وأما الألم فإنه تكفير للذنوب. (الخليلي (¬2) في جزء من حديثه عن جرير البجلي). 9176 - "المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجرة. (طب) والضياء عن أسد بن كرز (صح) ". ¬

_ = والصحيحة (1281). (¬1) رواه الترمذي (1173)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6690). (¬2) أخرجه الخليل كما في الكنز (6690)، وفيض القدير (6/ 267)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5927).

(المريض تحات خطاياه) أصله تتحات (كما يتحات ورق الشجرة) في رواية: "في يوم عاصف" فهو عقوبة على الذنوب ومذهب لها .. (طب والضياء (¬1) عن أسد بن كرز) رمز المصنف لصحته. 9177 - "المِزْرُ كله حرام: أبيضه وأحمره وأسوده وأخضره. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (المِزْرُ) بكسر الميم ثم زاي ثم راء نبيذ يتخذ من نحو ذرة وبر وشعير. (كله حرام: أبيضه وأحمره وأسوده وأخضره) أي بأي لون تلون فإنه حرام (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 9178 - "المستبان ما قالا فعلى الباديء منهما حتى يعتدي المظلوم. (حم م د ت) عن أبي هريرة (صح) ". (المستبان) الذي يسب كل واحد منهما الآخر (ما قالا) أي إثم قولهما (فعلى الباديء منهما) لأنه مسبب السبب والداعي إلى تلك المخاصمة لأن من أجابه فاعل لما جاز له من الانتصار فليس عليه شيء بل الإثم على البادي لما قاله وتسبب به إلى شغل أخيه بالكلام والجواب (حتى يعتدى المظلوم) بأن يجاوز حد الجزاء ويخارف في الإجابة ويتكلم بما لا يحل فيشارك البادي في الإثم، وقيل: المعنى إذا سبه فرد عليه كان كفافًا فإن زاد [4/ 315] بالغضب والتعصب كان ظالمًا (حم م د ت (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9179 - "المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان. (حم خد) عن عياض بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 235) رقم (6086)، والضياء في المختارة (1428)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5928). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 101) رقم (11176)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6693)، وضعفه في الضعيفة (4675). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 235)، ومسلم (2587)، وأبو داود (4894)، والترمذي (1981).

حمار (صح) ". (المستبان شيطانان متهاتران) كل منهما ينتقص صاحبه ويرميه بالباطل من الهتر وهو الباطل من القول، وقيل يتقاولان ويتقابحان في القول من الهتر بالكسر الباطل والسقط من الكلام (ويتكاذبان) أي من شأنهما ذلك لأنه يولد الغضب بينهما كل قبيح فيكذب كل واحد منهما على الآخر ويرميه بكل باطل، وهو تحذير من المسابة وإنها وإن جازت مقابلة الكلمة القبيحة بمثلها لكن غالب حال العبد أن لا يقتصر على ما أذن له فيه، وما أصدق هذا الحديث في المتهاجين من الشعراء. (حم خد (¬1) عن عياض بن حمار) قال: قلت: يا رسول الله رجل من قومي سبني وهو دوني عليّ بأس أن أنتصر فذكره، رمز المصنف لصحته، وقال العراقي: إسناده صحيح. 9180 - "المستحاضة تغتسل من قُرء إلى قُرء. (طس) عن ابن عمرو (ض) ". (المستحاضة) وهي التي حدثها دائم. (تغتسل) للحيض. (من قُرء إلى قُرء) ولا تغتسل لدم الاستحاضة وان أوجب تجديد الوضوء لكل صلاة إن وقتت، ولأحكامها تفاصيل معروفة. (طس (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه بقية ومضى أنه يدلس. 9181 - "المستشار مؤتمن. (4) عن أبي هريرة (ت) عن أم سلمة (هـ) عن ابن مسعود". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 162)، والبخاري في الأدب (426)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 79)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6696). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (426)، وانظر المجمع (1/ 281)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6699).

(المستشار) الذي يطلب منه الرأي في الحادثة، وحقيقة المشورة استخراج صواب رأيه واستئناف الكلمة من قولهم، شار العسل استخرجه من موضعه وأخلصه (مؤتمن) استأمنه من أهله للاستشارة بما أفضاه إليه من سره وطلبه من وجه الرأي فيه، فيجب عليه أن يتحرى له وجه الصواب ولا يشير عليه إلا بما يفعله لنفسه لو كائنا لحادثة معه ثم يحفظ سره وما أخبره به، وإن لم يجد رأيًا فلا يتكلف ما لا يعرف صوابه. (4 عن أبي هريرة, ت عن أم سلمة، هـ (¬1) عن ابن مسعود) وهو متواتر كما قاله المصنف. 9182 - "المستشار مؤتمن: إن شاء أشار، وإن شاء لم يشر. (طب) عن سمرة (ح) ". (المستشار مؤتمن) أخذ المشورة من صفات أهل الإيمان {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]، ويقال: المشاورة حصن من الندامة وزين وسلامة ونعم المؤازرة المشاورة (إن شاء أشار) بما يراه صوابًا. (وإن شاء لم يشر) لأنه لا يجب عليه إلا أن الأولى له إن كان ذا رأي أن يشير على أخيه من باب التعاون على البر والتقوى. (طب (¬2) عن سمرة) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط من طريقين في أحدهما إسماعيل بن موسى وهو ضعيف، وفي الأخرى عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك، وقال ابن الجوزي: حديث لا يثبت. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجة (3745) عن أبي هريرة، وأخرج الترمذي (2823) عن أم سلمة, وأخرجه ابن ماجه (3746) عن ابن مسعود, وصححه الألباني في صحيح الجامع (6700). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 219) رقم (6914)، وفي الأوسط (5879)، وانظر المجمع (8/ 96)، وانظر كذلك العلل المتناهية (2/ 2/ 746، 747)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5930) وقال: ضعيف جدًّا.

9183 - "المستشار مؤتمن، فإذا استشير فليشر بها هو صانع لنفسه. (طس) عن علي (ح) ". (المستشار مؤتمن، فإذا استشير فليشر) وجوبًا إن أشار (بما هو صانع لنفسه) لأن الدين النصيحة وأنه يجب على المؤمن أن يرى لأخيه ما يراه لنفسه. (طس (¬1) عن علي) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الطبراني عقيب إخراجه: لم يروه إلا عبد الرحمن بن عيينة البصري انتهى. قال الحافظ ابن حجر: لولاه لكان الحديث حسنًا لأن رجاله موثقون إلا هو فلم أر له ذكرًا إلا في هذا الحديث والمستغرب آخره انتهى. 9184 - "المسجد بيت كل مؤمن. (حل) عن سلمان". (المسجد بيت كل مؤمن) أي من شأن المؤمن أن يبادر إلى المسجد ويعاوده ويلازمه ويصونه كما يصنعه في بيته، قال الطبري: فيه أنه لا بأس بالإقامة فيه والأكل والشرب والانتفاع فيما يحل وهو كحديث السبعة وفيه: "رجل معلق قلبه بالمساجد". (حل (¬2) عن سلمان) سكت عليه المصنف. وقال مخرجه بعد ذكر قصة غريبة: لم نكتبه إلا من حديث صالح المري وصالح ضعيف انتهى؛ ورواه الطبراني والقضاعي بسند ضعيف لكن قال السخاوي: له شواهد كحديث أبي نعيم "المساجد مجالس الكرام" (¬3) فقول العامري: شارح الشهاب صحيح خطأ صريح. 9185 - "المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا. (م ت) عن أبي ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2195)، وأحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/ 481 رقم 3157)، وأبو الشيخ في الأمثال (29). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5931). (¬2) أخرجه أبو نعيم (6/ 176)، والطبراني في الكبير (6/ 254) رقم (6143)، والقضاعي (72)، والبيهقي في الشعب (2950)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6702)، والصحيحة (716). (¬3) أخرجه أبو نعيم (5/ 123).

سعيد (حم ك) عن أبي (صح) ". (المسجد الذي أسس على التقوى) الذي وصفه الله بهذا (مسجدي هذا) يشير إلى مسجد المدينة وإلى هذا ذهب جماعة، وقال الآخرون: إنه مسجد قباء ولا ينافيه هذا الحديث؛ لأنه إذا كان مسجد قباء بتلك الصفة فمسجده أولى، وقال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: الأصح أنه مسجد المدينة، وأطال في تقرير ذلك، ولابن القيم في الهدي (¬1): [4/ 316] كلام وجه به أن كلًّا من المسجدين متصف بتلك الصفة (م ت عن أبي سعيد. حم ك (¬2) عن أبي). 9186 - "المسك أطيب الطيب. (م ت) عن أبي سعيد (صح) ". (المسك) المعروف في الأطياب. (أطيب الطيب) قيل: يجوز كونه حكمًا شرعيًّا وكونه إخبارًا عاديًا. (م ت (¬3) عن أبي سعيد). 9187 - "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. (م) عن جابر (صح) ". (المسلم) الكامل الإِسلام. (من سلم المسلمون) اللام الداخلة على المسلم للجنس كما عرف في الأصول والمعاني فالمراد جنس المسلم لا الجماعة منهم (من لسانه) فإنها مصدر كل خير وشر (ويده) فإنه التفسير بالأقوال أو الأفعال والأول للأول والثاني للثاني، وتقدم الكلام فيه مرارًا (م (¬4) عن جابر) وقد أخرجه البخاري من حديث ابن عمر كما ذكره المصنف نفسه في الدرر. ¬

_ (¬1) زاد المعاد (1/ 376). (¬2) أخرجه مسلم (1398)، والترمذي (3099) عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه أحمد (5/ 116)، والحاكم (2/ 334) عن أبي بن كعب. (¬3) أخرجه مسلم (2252)، والترمذي (991)، والنسائي في المجتبى (1905). (¬4) ومسلم (41)، وأخرجه أخرجه البخاري (10) عن ابن عمرو.

9188 - "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده, والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم. (حم ت ن ك) عن أبي هريرة". (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن) الكامل إيمانه (من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) تقدم هذا كله عدة مرات (حم ت ن ك (¬1) عن أبي هريرة) وفي رواية الحاكم زيادة: "والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب". 9189 - "المسلم أخو المسلم. (د) عن سويد بن حنظلة (ح). (المسلم أخو المسلم) مأخوذ من الآية {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] فلكل مسلم على أخيه حقوق الأخوة وقد سلفت في حرف الحاء المهملة مفصلة. (د (¬2) عن سويد بن حنظلة) وفي نسخة الشارح: ابن الحنظلية، وقال: وفي نسخة ابن حنظلية وهو صحابي معروف رمز المصنف لحسنه وهو في البخاري وله قصة. 9190 - "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. (خ د ن) عن ابن عمرو (صح) ". (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) يدخل فيه أذيته بالقلم كتابة. (والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) كما سلف فإنه لا يتم أن يكون مهاجرًا وإن خرج من دار الكفر بل هجرته للمعاصي يعد بها مهاجرًا ولو كان في منزله فإنها لم تجب الهجرة عن دار الكفر إلا ليترك المعاصي فليهاجر العبد عن دار فسق نفسه وفجوره. (خ د ن (¬3) عن ابن عمرو) ولم يخرجه مسلم. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 163)، والترمذي (2627)، والنسائي (8/ 104)، والحاكم (1/ 10)، وابن حبان (180) وصححه الألباني في صحيح الجامع (6710). (¬2) أخرجه أبو داود (3256)، وأخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580) عن ابن عمر. (¬3) أخرجه البخاري (10)، وأبو داود (2481)، والنسائي (8/ 105).

9191 - "المسلم مرآة المسلم: فإذا رأى به شيئًا فليأخذه. ابن منيع عن أبي هريرة". (المسلم مرآة المسلم: فإذا رأى به شيئًا) مما يكره نقاه في ثوبه أو بدنه (فليأخذه) ثم يريه إياه كما ورد في خبر آخر (ابن منيع (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه يحيى بن عبيد الله (¬2) قال الذهبي: غير ثقة. 9192 - "المسلمون إخوة لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى. (طب) عن حبيب بن خراش (ح) ". (المسلمون إخوة) جمعهم تسب الإِسلام (لا فضل لأحد على أحد) بنسب ولا شرف (إلا بالتقوى) فالتقي له الفضل على غيره، ولا تعرف التقى إذ التقى محلها القلب فلا ينبغي أن يحتقر مسلم مسلمًا. (طب (¬3) عن حبيب بن خراش) بالخاء المعجمة آخره شين معجمة رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك. 9193 - "المسلمون شركاء في ثلاث: في الكلأ، والماء، والنار. (حم د) عن رجل (ح) ". (المسلمون شركاء في ثلاث) لا يختص بها أحد دون أحد (في الكلأ) الذي ينبت في الموات (والماء) ماء السماء والعيون والآبار التي لا مالك لها (والنار) الحطب الذي يحتطب من المباح أو الحجارة التي يورى بها النار أو النار ¬

_ (¬1) أخرجه ابن منع كما في المطالب العالية (2734)، والبخاري في الأدب المفرد (239)، والديلمي في الفردوس (6587)، وضعفه الألباني كما في ضعيف الجامع (5933)، والسلسلة الضعيفة (1889)، وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) انظر المغني (2/ 738). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 25) رقم (3547)، وانظر المجمع (8/ 84)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5934)، والضعيفة (4677): موضوع.

نفسها، قال البيضاوي: الاشتراك في النار أنه لا يمنع من الاستصباح بها والاستضاءة بضوئها لكن للموقد أن يمنع أخذ جذوة منها وقد تكرر هذا مرارًا. (حم د (¬1) عن رجل) من المهاجرين رمز المصنف لحسنه. 9194 - "المسلمون على شروطهم. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (المسلمون على شروطهم) التي تقع بينهم الجائزة شرعًا فيجب الوفاء بها (د ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الذهبي: لم يصححه: يعني الحاكم. 9195 - "المسلمون عند شروطهم، ما وافق الحق من ذلك. (ك) عن أنس وعائشة (صح) ". (المسلمون عند شروطهم، ما وافق الحق) هذا تقييد للأول (من ذلك) إشارة إلى الشرط وهو كحديث: "كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل". (ك (¬3) عن أنس وعائشة) رمز المصنف لصحته، وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن الجزري البالسي عن خصيف عن عطاء، قال أحمد عبد العزيز: أحاديثه كذب موضوعة، وقال الذهبي في المهذب (¬4): هو واهٍ، وقال ابن القطان (¬5): خصيف ضعيف، وقال ابن حجر: رواه الحاكم والبيهقي عن أنس وهو واهٍ وعن عائشة وهو واهٍ. 9196 - "المسلمون عند شروطهم فيما أُحِلَّ (طب) عن رافع بن خديج ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 364)، وأبو داود (3477)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6713). (¬2) أخرجه أبو داود (3594)، والحاكم (2/ 49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6714). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 49)، والبيهقي في السنن (7/ 249)، والدارقطني (3/ 27)، وانظر فتح الباري (4/ 452)، والتلخيص الحبير (3/ 23)، والتحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 177)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6716). (¬4) انظر: المهذب في اختصار الكبير (11394). (¬5) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 426).

(ض) ". (المسلمون عند شروطهم فيما أُحِلَّ) أي فيما أحله الله لا فيما حرمه (طب (¬1) عن رافع بن خديج) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه حكيم بن جبير وهو متروك، وقال أبو زرعة: محله الصدق. 9197 - "المشّاؤون إلى المساجد في الظلم أولئك الخواضون في رحمة الله. (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (المشّاؤون إلى المساجد في الظلم) جمع ظلمة إلى الصلاة أو اعتكاف أو أي طاعة (أولئك الخواضون في رحمة الله) [4/ 317] لما قاسوه من قصد بيوت الله في الساعات المظلمة وإيثار ذلك على السكون في البيوت والدعة (هـ (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال مغلطاي في شرح أبي داود (¬3): حديث ضعيف لضعف أبي رافع الأنصاري (¬4) المزني البصري أحد رواته، فإنه وإن قال فيه البخاري مقارب الحديث فقد قال أحمد: منكر الحديث انتهى. 9198 - "المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء. (ص حل) عن مسروق مرسلًا". (المصائب والأمراض) عطف خاص على عام (والأحزان) كذلك ويحتمل أنه لا سيما مصيبة لأنه يتفرع عنها: (في الدنيا جزاء) على الأعمال يبين {وَمَا ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 275) رقم (4404)، وانظر المجمع (4/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6715). (¬2) أخرجه ابن ماجة (779)، وانظر العلل المتناهية (1/ 407)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5936). والضعيفة (3059). (¬3) أظنه ابن ماجه بدل أبي داود, لأن كلام مغلطائي هذا في شرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 1295). (¬4) انظر المغني (1/ 80).

أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} وتقدَّم مرارًا. (ص حل (¬1) عن مسروق مرسلًا) قال أبو نعيم: عزيز من الحديث الفضيل -يريد ابن عياض- ما كتبته إلا من هذا الوجه. 9199 - "المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه. (طس) عن ابن عباس". (المصيبة) إذا صبر العبد عليها ورضي (تبيض وجه صاحبها) يكون له نورًا يظهر عليه علامة على رضا الله عنه (يوم تسود الوجوه) وعرف من الكتاب العزيز {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران 107] (طس (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وضعَّفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن مرقاع (¬3) منكر الحديث. 9200 - "المضمضة والاستنشاق سنة، والأذنان من الرأس. (خط) عن ابن عباس". (المضمضة والاستنشاق سنة) طريقة من طرق الوضوء وليس المراد بها المقابل للعرض لأنه اصطلاح لا يفسر به الحديث بل هي أعم من ذلك (والأذنان من الرأس) فيمسحان كمسحه فليسا من الوجه ولا هما عضوان مستقلان. (خط (¬4) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وفيه محمَّد بن محمَّد ¬

_ (¬1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (700)، والروياني (1447)، والقضاعي (298)، وأبو نعيم (8/ 119)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6717)، وانظر السلسلة الضعيفة (2924). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (4622)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 144)، والمجمع (2/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5937)، والضعيفة (4678). (¬3) انظر المغني (1/ 283). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 384)، والدارقطني (1/ 99)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5938).

الباغندي (¬1) أورده الذهبي في الضعفاء وقال ابن عدي: أرجو أنه كان لا يتعمد الكذب وسويد بن سعيد (¬2) منكر الحديث والقاسم بن غصن ضعفه أبو حاتم وغيره وإسماعيل بن مسلم البصري (¬3) قال الذهبي: إنه واهٍ مجمع على ضعفه انتهى. ورواه الدارقطني من هذا الوجه فنبَّه على ما فيه، وقال الغرياني في حاشية مختصر الدارقطني: فيه القاسم بن غصن ضعفه أبو حاتم ووثقه غيره وعنه سويد بن سعيد له مناكير وضعَّفه النسائي، وقال ابن حجر: الحديث ضعيف. 9201 - "المطلقة ثلاثًا ليس لها سكنى ولا نفقة. (ن) عن فاطمة بنت قيس (صح) ". (المطلقة ثلاثًا ليس لها سكنى ولا نفقة) في مدة العدة وعلله في بعض طرق الحديث إنما يجبان عليه ما كانت له عليها الرجعة وإليه ذهب جماهير وفيها خلاف قديم في زمن عمر بن الخطاب، واستوفى ابن القيم في الهدي النبوي (¬4) الكلام فيه بما لا مزيد عليه. (ن (¬5) عن فاطمة بنت قيس) رمز المصنف لصحته وأخرجه مسلم بزيادة "إنما السكنى والنفقة لمن تملك الرجعة". 9202 - "المعتدي في الصدقة كمانعها. (حم د ت هـ) عن أنس (ح) ". (المعتدي في الصدقة) بأن يعطيها غير مستحقها وقيل الساعي يأخذ خيار المال فيؤدي إلى منع رب المال الصدقة في السنة الأخرى (كمانعها) في بقائها في ذمته أو في أنه لا ثواب له (حم د ت هـ (¬6) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 629). (¬2) انظر المغني (1/ 290). (¬3) انظر المغني (1/ 87). (¬4) انظر: زاد المعاد (5/ 226). (¬5) أخرجه مسلم (1480)، والنسائي (6/ 74). (¬6) أخرجه أبو داود (1585)، والترمذي (646)، وابن ماجة (1808)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6719).

الترمذي: غريب من هذا الوجه، وقد تكلم أحمد في سعد بن سنان انتهى، وطعن فيه غير واحد من الأئمة. 9203 - "المعتكف يتبع الجنازة، ويعود المريض. (هـ) عن أنس (ض) ". (المعتكف يتبع الجنازة، ويعود المريض) ولا يخل ذلك باعتكافه فإن له ذلك إن اشترطه وإلا فلا، وتمام الحديث: "وإذا خرج لحاجة قنع رأسه حتى يرجع". (هـ (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي في عنبسة بن عبد الرحمن (¬2) أحد رواته: قال أبو حاتم: يضع الحديث، ورواه عنه هياج بن بسطام (¬3) قال أحمد: هياج متروك الحديث. 9204 - "المعتكف يعكف الذنوب، ويجري له من الأجر كأجر عامل الحسنات كلها. هـ (هب) عن ابن عباس (ضعيف) ". (المعتكف يعكف الذنوب) يمنعها ويدفعها يقال اعتكفته عن حاجته منعته عنها. (ويجري له من الأجر) حال عكفته (كأجر عامل الحسنات كلها) وهذا أجر عظيم وفضل جسيم (هـ هب (¬4) عن ابن عباس) كتب عليه المصنف ضعيف. 9205 - "المعروف باب من أبواب الجنة، وهو يدفع مصارع السوء. أبو الشيخ عن ابن عمر". (المعروف باب من أبواب الجنة) فعله يدخل بابًا من أبوابها أو أن فيها بابًا يعرف بالمعروف (يدفع مصارع السوء) وتقدم تفسير المعروف وما فيه من ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1777)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5939): موضوع. (¬2) انظر ضعفاء النسائي (1/ 76)، والمغني (2/ 494). (¬3) انظر ضعفاء النسائي (1/ 104)، وضعفاء ابن الجوزي (3/ 178). (¬4) أخرجه ابن ماجه (1781)، والبيهقي في الشعب (3964)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5940).

الأجور (أبو الشيخ (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف. وفيه محمد بن القاسم الأزدي (¬2)، قال الذهبي في الضعفاء: كذبه أحمد والدارقطني عن عنبسة وهو متهم. 9206 - "المعكر طرف من الظلم. (طب حل) والضياء عن حبشي بن جنادة (صح) ". (المعكر) بالعين المهملة الساكنة وهو: المطل واللي (طرف من الظلم) من الموسر لحديث: "مطل الموسر ظلم" فلا يحل للموسر [4/ 318] فإن الظلم محرَّم لا يباح. (طب حل والضياء (¬3) عن حبشي بن جنادة) رمز المصنف لصحته. 9207 - "المغبون لا محمود ولا مأجور. (خط) عن علي (طب) عن الحسن (ع) عن الحسين". (المغبون) في ما باعه أو شراه إلا (محمود) لم يقصد الإحسان إلى من عامله فيحمد (ولا مأجور) لأنه لا نية له والأعمال بالنيات، والحديث تحذير عن الغبن وأنه ليس من صفات أهل الكمال. (خط عن علي، طب عن الحسن، ع (¬4) عن الحسين)، والحديث بجميع طرقه ضعيف، في الأول أحمد بن طاهر ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 262)، والديلمي في الفردوس (6646)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5941)، والضعيفة (4680). (¬2) انظر المغني (2/ 625). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 17) رقم (3516)، وأبو نعيم (4/ 346)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5942)، والضعيفة (4681). (¬4) أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 212) عن علي بن أبي طالب، والطبراني في الكبير (3/ 83) رقم (2732) عن الحسن، وأبو يعلى (6783) عن الحسين، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5943)، والضعيفة (674).

البغدادي (¬1): ضعيف، وفي الثاني محمد بن هشام (¬2): ضعيف وبقية رجاله ثقات، وفي الثالث: أبو هاشم العباد، قال الذهبي: لا يكاد يعرف. 9208 - "المغرب وتر النهار، فأوتروا صلاة الليل. (طب) عن ابن عمر (ح) ". (المغرب وتر النهار) سميت نهارية لأنها عقيب النهار وإلا فهي ليلية (فأوتروا صلاة الليل) بالوتر المسنون. (طب (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه .. 9209 - "المقام المحمود: الشفاعة. (حل هب) عن أبي هريرة (صح) ". (المقام المحمود) الذي ذكره الله في قوله {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79] (الشفاعة) العظمى فإنها إذا أطلقت فهي المتبادرة لأنها أعظم الشفاعات وقد فصلها الحديث الطويل ذكره المصنف في الذيل. (حل هب (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9210 - "المقيم على الزنا كعابد وثن. الخرائطي في مساويء الأخلاق وابن عساكر عن أنس (ض) ". (المقيم على الزنا) المداوم عليه في الإثم (كعابد وثن) في الجملة وإن لم يبلغ عذابه عذابه (الخرائطي في مساويء الأخلاق وابن عساكر (¬5) عن أنس) رمز ¬

_ (¬1) انظر ضعفاء بن الجوزي (1/ 74). والميزان (1/ 234). (¬2) انظر الميزان (8/ 188). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (1081)، والأوسط (8414)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6720)، والصحيحة (2814). (¬4) أخرجه أبو نعيم (8/ 372)، والبيهقي في الشعب (299)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6721) والصحيحة (2369). (¬5) أخرجه ابن عساكر (21/ 243)، والخرائطي في مساويء الأخلاق (477)، وانظر الترغيب =

المصنف لضعفه وضعَّفه المنذري وذلك لأن فيه إبراهيم بن الهيثم أورده الذهبي في الضعفاء (¬1) وقال الأزدي: متروك. 9211 - "المكاتب عبد ما بقي عليه من مكاتبته درهم (د) عن ابن عمرو (ح) ". (المكاتب عبد) له أحكامه (ما بقي عليه من مكاتبته) من مال الكتابة (درهم) فيه أنه لا يغنو منه بقدر ما أدى وهو قول أكثر وفيه خلاف معروف. (د (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه وصححه الحاكم. 9212 - "المكثرون هم الأسفلون يوم القيامة. الطيالسي عن أبي ذر (ح) ". (المكثرون) من الدنيا (هم الأسفلون يوم القيامة) لطول الحساب وترقب العقاب وعدم القيام بحق رب الأرباب وقد قيده حديث الأمن قال: هكذا وهكذا. (الطيالسي (¬3) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته وهو في الصحيحين بمعناه. 9213 - "المكر والخديعة في النار. (هب) عن قيس بن سعد). (المكر والخديعة في النار) أي صاحبهما (هب (¬4) عن قيس بن سعد) سكت ¬

_ = والترهيب (3/ 190)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5944)، والصحيحة (4128). (¬1) انظر المغني (1/ 299). (¬2) أخرجه أبو داود (3926)، والبيهقي في السنن (10/ 324)، والترمذي (1260)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6722). (¬3) أخرجه الطيالسي (446)، وأخرجه البخاري (6443)، ومسلم (94) بمعناه. (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (5268)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6825)، والصحيحة (1057).

عليه المصنف وفي الميزان: في سنده لين وذلك لأن فيه أحمد بن عبيد (¬1)، قال ابن معين: صدوق له مناكير والجراح بن مليح، قال الدارقطني: ليس بشيء ووثقه غيره، وخالف الذهبي فقال في الكبائر: سنده قوي. 9214 - "المكر والخديعة والخيانة في النار (د) في مراسيله عن الحسن مرسلًا". (المكر والخديعة والخيانة) قال الراغب: المكر والخديعة متقاربان وهما اسمان لكل فعل يقصد فاعله في باطنه خلاف ما يقتضيه ظاهره (في النار) صاحبها. (د (¬2) ك في مراسيله عن الحسن مرسلًا). 9215 - "الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر". (حم د ت هـ ك) عن معاذ (صح) ". (الملحمة الكبرى) أي القتل الكبير (وفتح القسطنطينية) على أهل الإِسلام. (وخروج الدجال) يكون جميع ذلك: (في سبعة أشهر) يتبع بعض هذه الفتن بعضًا وآخرها خروج الدجال فلا ينافيه أنها تبقى أربعين سنة على بعض الروايات أو الأقوال لأن هذا معرفة مبدأ خروجه. (حم د ت هـ ك (¬3) عن معاذ) رمز المصنف لصحته واستغربه الترمذي، وقال المناوي فيه أبو بكر بن مريم الغساني الشامي (¬4)، قال الذهبي: ضعفوه. 9216 - "الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والأمانة في الأزد. (حم ت) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) انظر الميزان (1/ 259). (¬2) أخرجه أبو داود في مراسيله (165)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6726). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 234)، وأبو داود (4295)، والترمذي (2238)، وابن ماجة (4092)، والحاكم (4/ 426)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5945). (¬4) انظر ضعفاء النسائي (1/ 115)، والمجروحين (3/ 146).

(الملك في قريش) هذا حكم قدري أو شرعي، وعليهما وقع الخلاف في هل للإمامة منصب أو لا؟ (والقضاء في الأنصار) كأن المراد في بعض من الأزمنة وإلا فقد ثبت أنهم يقلون، ويحتمل أنه زمنه - صلى الله عليه وسلم -. (والأذان في الحبشة) لأن منهم بلالًا، ويحتمل أن مراده أن أوائل هذه الأمور كانت لهؤلاء، أو أنهم أحق بها إن وجدوا. (والأمانة في الأزد) قال النووي في التهذيب (¬1): يعني اليمن. (حم ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: وقفه أصح. 9217 - "المنافق لا يصلي الضحى، ولا يقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}. (فر) عن عبيد الله بن جراد". (المنافق) من صفاته (لا يصلي الضحى) لأنه لا تدعوا في صلاته إلا إيمان صادق في القلب لأنها ليست مما ينافق بها لخفائها على كثير من الناس بخلاف الفرائض (ولا يقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وهذا إخبار بأن من سمات المنافق أن لا يفعل هذين الأمرين وفيه حث عليهما. (فر (¬3) عن عبيد الله بن جراد) بلفظ الحيوان المعروف، سكت عليه المصنف وفيه يعلى بن الأشدق (¬4)، قال الذهبي: قال البخاري: [4/ 319] لا يكتب حديثه. 9218 - "المنافق يملك عينيه يبكي كما يشاء. (فر) عن علي". (المنافق) من صفاته. (يملك عينيه) أي دمعهما. (يبكي كما يشاء) لا لرهبة ولا مخافة بل تساعده عيناه ابتلاء له ولتمكن النفاق في قلبه وهذا أمر إلهي لا ¬

_ (¬1) انظر: تهذيب الأسماء واللغات (1/ 66). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 346)، والترمذي (3936)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6729)، والصحيحة (1084). (¬3) أخرج الديلمي في الفردوس (6621)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5946)، والضعيفة (4682). (¬4) انظر المغني (2/ 760).

يعلل. (فر (¬1) عن علي) سكت عليه المصنف، وفيه علي بن عبد الله بن محمد بن علي أمير المؤمنين عن أبيه عن جده، قال الذهبي: وعيسى متروك وراويه عنه إسحاق بن محمد الفروي (¬2) وهو من رجال البخاري، إلا أن في الضعفاء للذهبي عن أبي داود أنه واهٍ. 9219 - "المنتعل راكب. ابن عساكر عن أنس". (المنتعل راكب) كالراكب لأنه يخفف عنه مشقة المشي انتعاله كما يخفف عن الراكب. (ابن عساكر عن أنس)، ورواه الديلمي وأبو الشيخ (¬3). 9220 - "المنتعل بمنزلة الراكب. سمويه عن جابر". (المنتعل بمنزلة الراكب) بيان للتشبيه في الأول. (سمويه (¬4) عن جابر). 9221 - "المنحة مردودة والناس على شروطهم ما وافق الحق. البزار عن أنس (ح) ". (المنيحة مردودة) لصاحبها: وهي شاة أو ناقة أو غيرهما يعطاها الإنسان ينتفع بفوائدها. (والناس على شروطهم) مقرون عليها. (ما وافق الحق) كما سلف قريبًا. (البزار (¬5) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الذي الهيثمي: فيه محمد بن عبد الرحمن البيلماني وهو ضعيف جدًّا. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (28/ 44)، والديلمي في الفردوس (6620)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5947)، والضعيفة (4683) وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) انظر المغني (1/ 73). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 44) والديلمي في الفردوس (6697)، وابن حيان في طبقات المحدثين (3/ 622)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6731). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 337)، وأبو داود (4133)، وابن عبد البر (18/ 183)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 221)، وعزاه في الكنز (41614) لسمويه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6730). (¬5) أخرجه البزار كما في الكنز (16334)، وانظر تخريج أحاديث الهداية (2/ 182)، والمجمع (4/ 86)، وانظر: كذلك: البدر المنير (7/ 16)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6732).

9222 - "المهدي من عترتي، من ولد فاطمة. (د هـ ك) عن أم سلمة (صح) ". (المهدي) الموعود به في عدة أحاديث. (من عترتي، من ولد فاطمة) وفي رواية: "من ولد العباس" ولا ينافي هذا الاحتمال أنَّ أمه من ولده وكونه من ولد الحسن أو الحسين فيه أحاديث أخر وفيه أن أولاد فاطمة عترته - صلى الله عليه وسلم -. (د هـ ك (¬1) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته وفيه علي بن نفيل، قال في الميزان: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وقال أبو حاتم: لا بأس به. 9223 - "المهدي من ولد العباس عمّي. (قط) في الأفراد عن عثمان". (المهدي من ولد العباس عمّي) تأويله ما سلف ولا منافاة. (قط (¬2) في الأفراد عن عثمان) سكت عليه المصنف وقال ابن الجوزي: فيه محمد بن الوليد المقري، قال ابن عدي: يضع الحديث ويصله ويسرق ويقلب الأسانيد، وقال ابن أبي معشر: هو كذاب. 9224 - "المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة. (حم هـ) عن علي (ح) ". (المهدي منا أهل البيت) هذا أعم من الأولين على تفسير أهل البيت بمن يحرم عليهم الصدقة، ويلاقي الأول على تفسيرهم بالحميسة ومن تناسل من فاطمة. (يصلحه الله في ليلة) أي يتم له الأمر ويظهره على من ناوئه في ليلة واحدة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4284)، وابن ماجة (4086)، والحاكم (4/ 557)، وانظر الميزان (3/ 126)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6734). (¬2) أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (211 أطرافه)، والديلمي في الفردوس (6666)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 855)، والكامل (6/ 285)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4955)، والضعيفة (80): موضوع.

لتكون من خوارق أحواله. (حم هـ (¬1) عن علي) رمز المصنف لحسنه وفيه قيس العجلي، قال في الميزان عن البخاري: فيه نظر وساق له هذا الخبر. 9225 - "المهدي مني: أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين. (د ك) عن أبي سعيد (صح) ". (المهدي مني) متصل نسبه بنسبي أو من أهلي (أجلى الجبهة) بالجيم محسر الشعر من مقدم رأسه (أقنى الأنف) طويلة. (يملأ الأرض قسطا) وعدلا عطف تفسيري (كما ملئت جورًا وظلمًا) فيه أنه يعم الأرض ملكه وأنه لا يظهر إلا وقد ملئت الدنيا جورا وظلما وعطفه على الجور تفسيري أيضًا (يملك سبع سنين) زاد في رواية: "أو ثمان أو تسع" (د ك (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي بأن فيه عمران القطان ضعيف ولم يخرج له مسلم. 9226 - "المهدي رجل من ولدي: وجهه كالكوكب الدري. الروياني عن حذيفة". (المهدي رجل من ولدي: وجهه كالكوكب الدري) المنسوب إلى الدر لفرط إضاءته وإنارته، واعلم أن أخبار خروج المهدي متواترة، وقال السمهودي: يتحصل من مجموع ما ثبت من الأخبار أنه من ولد فاطمة، وفي أبي داوود: أنه من ولد الحسن، والسر فيه أن الحسن ترك الخلافة لله شفقة على الأمة فجعل القائم بالخلافة بالحق عند شدة الحاجة وامتلاء الأرض ظلمًا من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 84)، أخرجه ابن ماجه (4085)، وانظر: الميزان (7/ 155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6735) والصحيحة (2371). (¬2) أخرجه أبو داود (4285)، والحاكم (4/ 557)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 859) رقم (1243)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6736).

ولده، وهذه سنة الله في عباده أنه يعطي المرء الذي ترك شيئًا لله أفضل مما ترك أو ذريته، وقد بالغ الحسن في ترك الخلافة، ونهى أخاه عنها وتذكر ذلك ليلة مقتله، فترحم على أخيه، وما روي أنه من ذرية الحسين فضعيف جدًّا. فائدة: حديث: "لا مهدي إلا عيسى" لا يعارض هذه الأخبار، كما قال القرطبي: أن المراد لا مهدي كاملًا معصومًا إلا عيسى. (الروياني (¬1) عن حذيفة) سكت عليه المصنف، وقال ابن حمدان الرازي: حديث باطل انتهى؛ وفيه محمد بن إبراهيم الصوري قال في الميزان: عن الخلال: روى رواد خبرًا باطلًا أو منكرًا في ذكر المهدي ثم ساق هذا الخبر، وقال: هذا باطل. 9227 - "الموت كفارة لكل مسلم. (حل هب) عن أنس". (الموت كفارة لكل مسلم) لما يلقاه من الآلام والأوجاع وجاء أنه يشدد عليه الموت تكفيرا لذنوبه. (حل هب (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال ابن العربي: حديث صحيح، وقال ابن العرابي في أماليه: ورد من طرق يبلغ به درجة الحسن وقد جمع العراقي طرقه في جزء والذي يصح في ذلك خبر البخاري: "الطاعون كفارة لكل مسلم" (¬3). 9228 - "الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض. (ن) عن أبي هريرة (صح) ". (الملائكة شهداء الله) على أعمال عباده (في السماء، وأنتم شهداء الله في ¬

_ (¬1) أخرجه الروياني كما في الكنز (38663)، وانظر الميزان (6/ 37)، والعلل المتناهية (2/ 858)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5948) موضوع، وفي الضعيفة (4684): باطل. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 121)، والبيهقي في الشعب (9885)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5950)، والضعيفة (4685): موضوع. (¬3) أخرجه البخاري (2830)، ومسلم (1916).

الأرض) تقدم مرارًا (ن (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9229 - "الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها. (د حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها) قيل: في أعماله لتصريح الأخبار بأنهم يحشرون عراة، وقيل: بل هو على ظاهره ولا ينافيه حديث: الحشر عراة؛ لأن البعض يحشر كاسيًا أو يخرجون من قبورهم في ثيابهم ثم تتناثر عنهم (د حب ك (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما، وأقرَّه الذهبي. 9230 - "الميت من ذات الجنب شهيد (حم طب) عن عقبة بن عامر (صح) ". (الميت من ذات الجنب) داء معروف (شهيد) في الأحكام الأخروية (حم طب (¬3) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي فيه عندهما معًا: ابن لهيعة. 9231 - "الميت يعذب في قبره بما نيح عليه. (حم ق ن هـ) عن عمر (صح) ". (الميت يعذب في قبره بما نيح عليه) تقدم وتقدم تأويله (حم ق ن هـ (¬4) عن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (4/ 50)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6728). (¬2) أخرجه أبو داود (3114)، وابن حبان (7316)، والحاكم (1/ 340)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6739). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 157)، والطبراني في الكبير (17/ 318) رقم (881)، وانظر المجمع (2/ 317)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6738). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 41)، والبخاري (1292)، ومسلم (927)، والترمذي (1002)، والنسائي (4/ 16)، وابن ماجة (1593).

9232 - "الميزان بيد الرحمن، يرفع أقواما، ويضع آخرين. البزار عن نعيم بن هماز". (الميزان بيد الرحمن، يرفع أقواما، ويضع آخرين) أي كل كائن بيده تعالى يعز من يشاء ويدل من يشاء كل ذلك على وفق حكمته فمن أهله لأمر أقامه فيه ومن سلب عليه أمر لا يقيمه فيه غيره (البزار (¬1) عن نعيم بن هماز) بتشديد الميم، آخره زاي، سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (7/ 211)، وابن أبي عاصم في السنة (779)، والطبراني في الشاميين (1233)، وانظر الميزان (1/ 84)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6737).

حرف النون

حرف النون 9233 - " ناركم هذه جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم، لكل جزء منها حرها. (ت) عن أبي سعيد (ح) ". (ناركم هذه) التي في الدنيا المشاهد حرها. (جزء من سبعين جزءا من نار جهنم) وفي رواية لأحمد: "من مائة جزء"، وجمع بين الحديثين بأن المراد المبالغة في الكثرة لا العدد المعين. قلت: ويحتمل أن ذلك بالنسبة إلى بعض دركاتها وذلك بالنسبة إلى بعض آخر فإنها دركات مختلفات (لكل جزء منها) من نار جهنم (حرها) جزئها أي هذه النار المعينة، قال القاضي: معناه أن النار التي يجدها في الدنيا بالنسبة إلى نار جهنم في حرها ونكايتها، وسرعة اشتعالها واحد من سبعين وكأنها فضلت على ما عندنا بتسعة وستين جزءًا من الشدة والحرارة، ولذلك تستعيذ منها نيران الدنيا. (ت (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن غريب من حديث أبي سعيد، وأخرجه البخاري في الصحيح بلفظ: "ناركم جزءا من سبعين جزءًا من نار جهنم" (¬2) الحديث. وأخرجه مسلم (¬3) من حديث أبي هريرة بلفظ: "ناركم هذه التي يوقدها ابن آدم جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم". 9234 - "ناموا فإذا انتبهتم فأحسنوا. (هب) عن ابن مسعود (ض) ". (ناموا) إذن بالنوم (فإذا انتبهتم فأحسنوا) تعريف بأن حال النوم لا تكليف ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2590)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6743). (¬2) أخرجه البخاري (3265). (¬3) أخرجه مسلم (2843).

فيه، وأن الإحسان مطلوب من غير النائم، ويحتمل أنه أريد بالإحسان التهجد بعد القيام. (هب (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وأخرجه البزار، قال الهيثمي: فيه يحيى بن المنذر: ضعفه الدارقطني وغيره. 9235 - "نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام. (ع طس) عن عائشة). (نبات الشعر في الأنف أمان من الجذام) قال الجوهري: إنه بالكسر كالصدام، وقال الأزهري (¬2): هو بالضم، وقال الميداني في مجمع الأمثال (¬3): هذا هو الصحيح لأن الأدواء على هذه الصفة كالزكام والصداع، وهذا من دقائق الحكمة التي أعطاها الله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - التي لا يطلع عليها إلا الغيب والوحي. (ع طس (¬4) عن عائشة) سكت عليه المصنف. وهو من رواية أشعث بن سعد بن الربيع السمان (¬5)، قال فيه أحمد: مضطرب الحديث ليس بذاك، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: لا يكتب حديثه، وقال الدارقطني: متروك، وقال هشام: كان يكذب، وقال البغوي: هذا باطل، وقال ابن معين وقد سئل عنه: هذا حديث باطل. 9236 - "نبدأ بما بدأ الله به. (حم 3) عن جابر (صح) ". (نبدأ) فعلًا في السعي بين الصفا والمروة. (بما بدأ الله به) في القرآن ذكرًا، وتقدَّم في حرف الهمزة بلفظ: "ابدءوا بما بدأ الله تعالى به" وتقدَّم الكلام فيه، ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4747)، والبزار (1975)، وانظر المجمع (2/ 263)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5953)، والضعيفة (4648). (¬2) انظر: تهذيب اللغة للأزهري (3/ 489 - 490). (¬3) انظر: مجمع الأمثال للميداني (1/ 309). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (672)، وأبو يعلى (4368)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5954)، والضعيفة (4647): موضوع. (¬5) انظر المغني (2/ 784)، والمجروحين (1/ 173)، وضعفاء ابن الجوزي (1/ 125).

وأنه دال على إيجاب البداية من الصفا في السعي (حم 3 (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 9237 - "نجاء أول هذه الأمة باليقين والزهد، ويهلك آخرها بالبخل والأمل. ابن أبي الدنيا عن ابن عمرو". (نجاء) من غضب الله وعقوبته (أول هذه الأمة باليقين) بما جاء به - صلى الله عليه وسلم - عن الله وما قاله لهم. (والزهد) في الدنيا فإنه ما أفلح إلا من رزق اليقين والزهد [4/ 321] (ويهلك آخرها) أي الأمة. (بالبخل) فإنه أضر شيء على دين العبد بل ودنياه ولذا استعاذ منه - صلى الله عليه وسلم -. (والأمل) فإن من أطال الأمل أساء العمل، ومن أساء العمل هلك وفيه تحريض على اليقين والزهد وإخبار بنجاة الصدر الأول وذم للبخل والأمل وتحذير منهما وإعلام بهلاك من اتصف بهما وبيان أن آخر الأمة هي التي يتصف آخرها بما يهلكها. (ابن أبي الدنيا (¬2) في كتاب الزهد عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، وقال العلائي: هو من حديث ابن لهيعة. 9238 - "نح الأذى عن طريق المسلمين. (ع حب) عن أبي برزة (صح) ". (نح) من التنحية بالمهملة التبعيد أي بعد. (الأذى) من نحو الشوك. (عن طريق المسلمين) دفعًا لأذاه عنهم وتقدَّم أن هذا من شعب الإيمان وأنه أدناها والأمر للندب وفيه فضيلة ذلك وبيان قبح من وضع الأذى في طرقهم. (ع حب (¬3) عن أبي برزة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 320)، وأبو داود (1905)، والترمذي (862)، والنسائي (5/ 236)، وصححه الألباني في ضعيف الجامع (6745). (¬2) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب اليقين (3)، والبيهقي في الشعب (10844)، وانظر: فيض القدير (6/ 282)، وحسنه الألباني في ضعيف الجامع (6746). (¬3) أخرجه أبو يعلى (7427)، وابن حبان (541)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6747)، وحسنه في الصحيحة (2373).

9239 - "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم. (ت) عن ابن عباس (صح) ". (نزل الحجر الأسود من الجنة وهو) في لونه (أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم) ظاهره الحقيقة وأن الخطايا قلبت لونه المبيض مسودًا لشؤمها، وإنه إخبار بأن هذا أثرها في حجر لم يعمل خطيئة فكيف قلوب العصاة؟! وأن من شؤم الذنوب سلب نوره وإضاءته وطمس لون الجنة لئلا ينتفع به أهل الدنيا ويتلذذون بمشاهدة لون الجنة في دار الدنيا فطمسه عقوبة لهم؛ لأنه وإنما لم تبيضه حسناتهم لأن السيئات أكثر وأغلب فكأن الحكم لها ومنهم من حمله على التمثيل وتعظيم شأن الخطايا والذنوب، والمعنى أن الحجر لما له من الشرف والكرامة وما فيه من اليمن والبركة مشارك جواهر الجنة فكأنه نزل منها، وأن خطايا بني آدم تكاد تؤثر في الجماد فتجعل المبيض مسود فكيف بقلوبهم. (ت (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال في فتح الباري: فيه عطاء ابن السائب وهو صدوق لكنه اختلط لكن له طرق أخرى في صحيح ابن خزيمة فيقوى بها. 9240 - "نصبر ولا نعاقب. (عم) عن أبي (صح) ". (نصبر) على ما أصبنا به في حمزة والمثلة به (ولا نعاقب) وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - لما مثل المشركون بعمه حمزة - رضي الله عنه - يوم أحد أقسم - صلى الله عليه وسلم - ليمثل بسبعين من أشراف قريش فأنزل الله {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ ...} الآية. [النحل: 126] فقال: "نصبر" الحديث. (عم (¬2) ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (877)، وابن خزيمة (2733)، وانظر فتح الباري (3/ 462)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6756)، وحسنه في الصحيحة (2618). (¬2) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (5/ 135)، والضياء في المختارة (1144)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6761)، وحسنه في الصحيحة (2377).

عن أبي) بن كعب رمز المصنف لصحته (¬1). 9241 - "نصرت بِالصَّبَا، وأهلكت عاد بالدَّبُور. (حم ق) عن ابن عباس (صح) ". (نصرت بِالصَّبَا) أي جعل الله هبوب ريح الصبا علامة لنصره - صلى الله عليه وسلم - في مواقف الجهاد وسببا له وهي بفتح المهملة والقصر، ويقال لها القبول بفتح القاف لأنها تقابل باب الكعبة (وأهلكت عاد) كما حكاه الله {فَأَرْسَلْنَا عَلَيهمْ رِيحًا صَرْصَرًا} [فصلت: 16] (بالدَّبُور) بفتح الدال المهملة كانت تقلع أشجارهم وتهدم بيوتهم وترميهم بالحجارة كما فصل في كتب التفسير وهو تبشير للأمة وأن المجاهدين إذا هبت الصبا كان علامة النصر والظفر. (حم ق (¬2) عن ابن عباسى) ورواه عنه أيضًا النسائي في التفسير. 8242 - "نصرت بِالصَّبَا، وكانت عذابًا على من كان قبلي. الشافعي عن محمد بن عمرو مرسلًا". (نصرت بِالصَّبَا) يحتمل أنه أريد في يوم الأحزاب حيث قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيهمْ رِيحًا ...} الآية [الأحزاب: 9] ويحتمل الأعم من ذلك. (وكانت) ترسل: (عذابًا على من كان قبلي) من الأمم (الشافعي (¬3) عن محمد) بن عمر بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - (مرسلًا). ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: ورواه الترمذي وحسنه النسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة في الفوائد وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختار عنه - رضي الله عنه - كذا في العلقمي. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 228)، والبخاري (1035)، ومسلم (900)، والنسائي في السنن الكبرى (11526). (¬3) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 83)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5956)، والضعيفة (5254) وقال: ضعيف جدًّا.

9243 - "نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين. (طب) عن أسماء بنت عميس (ضعيف) ". (نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين) أي نصف الموتى من الأمة سبب موتهم الإصابة بالعين وتقدم: "ثلث منايا أمتي من العين" وجمع بينهما بأن المراد من الكل التقريب لا التحديد. قلت: ويحتمل أنه أخبر بالأكثر بعد الإخبار بالأقل. (طب (¬1) عن أسماء بنت عميس) كتب عليه المصنف ضعيف قال الهيثمي: فيه علي بن عروة الدمشقي وهو كذاب، وقال الذهبي: قال ابن حبان يضع الحديث. 9244 - "نضر الله امرءا سمع منا شيئًا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع. (حم ت حب) عن ابن مسعود (صح) ". (نضر الله) بتشديد الضاد المعجمة وتخفف، قال في البحر: هو أفصح من النضارة الحسن والرونق (امرءًا) رجلًا (سمع منا شيئًا) من الأحاديث (فبلغه) إلى من لم يسمعه، أو إلى من نسيه بعد سماعه (كما سمعه) من غير زيادة ولا نقصان ولا لحن ولا غيره، وفيه فضيلة لمن أدى الأحاديث باللفظ (فرب مبلغ) بفتح اللام اسم مفعول (أوعى من سامع) أحفظ لما بلغه [4/ 322] ممن أبلغه وفيه الدعاء لحامل الأحاديث النبوية ومبلغها والإخبار بأنه يأتي من الأمة من هو أحفظ من الصدر الأول قيل: ولا تزال النضارة على وجوه حفظة الحديث واضحة لهذا الدعاء النبوي المجاب. (حم ت حب (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: صحيح، وقال ابن حجر في تخريج ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 155) رقم (399)، وانظر المجمع (5/ 106)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5957)، والضعيفة (1648): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 436)، والترمذي (2657)، وابن حبان (66)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6764).

المختصر: حديث مشهور خرج في السنن أو بعضها من حديث ابن مسعود وزيد بن ثابت وجبير بن مطعم وصححه ابن حبان والحاكم وذكر أبو القاسم بن مندة في تذكرته أنه رواه عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أربعة وعشرون صحابيًّا وسرد أسمائهم، قال عبد الغني في الأدب: تذاكرت أنا والدارقطني طرق هذا الحديث فقال: هذا أصح شيء روي فيه. 9245 - "نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه. (ت) والضياء عن زيد بن ثابت (صح) ". (نضر الله امرءًا) أي جمله الله وزينه، ومناسبة الدعوة لهذا الفعل أن المبلغ للحديث باللفظ النبوي أتى فيه بجماله ونضارة لفظه ومعناه ورونقه فناسب أن يدعى له بالجزاء من جنس الفعل (سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره) وفيه أن حفظ الأحاديث غايته الإبلاغ إلى الغير (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) أعرف بمعاني ما يبلغه من مبلغه (ورب حامل فقه غير فقيه) ففيه أن حفاظ الحديث فقيه وغير فقيه وأن عمدة البلاغ الحفظ، وفيه حثما على إبلاغ الأحاديث لأنه قد يستنبط المبلَغون ما لا يعرفه الحفاظ المبلِغون (ت والضياء (¬1) عن زيد بن ثابت) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: صحيح، وقال ابن حجر في تخريج المختصر: حديث زيد بن ثابت هذا صحيح خرجه أحمد وأبو داود وابن حبان وابن أبي حاتم والخطيب وأبو نعيم والطيالسي والترمذي. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 183)، وأبو داود (3660)، والترمذي (2656)، وابن ماجة (230)، وابن حبان (680)، وعزاه في الكنز (24682) للضياء والحكيم في نوادره (2/ 549)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6763).

9246 - "نطفة الرجل بيضاء غليظه ونطفة المرأة صفراء رقيقة؛ فأيهما غلبت صاحبتها فالشبه له، وإن اجتمعا جميعًا كان منها ومنه. أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس". (نطفة الرجل بيضاء غليظة ونطفة المرأة صفراء رقيقة؛ فأيهما غلبت) في الرحم. (صاحبتها) بأن كانت أكثر أو أسبق إلى مستقر الولادة (فالشبه) في خلقة الولد. (له) للأسبق (وإن اجتمعا) النطفتان (جميعًا) من غير سبق لأحدهما (كان) الشبه (منها) من المرأة (ومنه) من الرجل يأخذ من كل منهما جزءا من الشبه (أبو الشيخ (¬1) في العظمة عن ابن عباس). 9247 - "نظر الرجل إلى أخيه على شوق خير من اعتكاف سنة في مسجدي هذا. الحكيم عن ابن عمرو". (نظر الرجل إلى أخيه على شوق) منه إلى نظره إليه (خير) في الأجر (من اعتكاف سنة في مسجدي هذا) فيه فضيلة نظر الرجل إلى أخيه نظر حب وشوق لما فيه من إدخال السرور على الأخ (الحكيم (¬2) عن ابن عمرو) وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. 9248 - "نعم الإدام النحل. (حم م 4) عن جابر (م ت) عن عائشة (صح) ". (نعم الإدام) على الطعام (الخل) قال ابن القيم (¬3): هذا ثناء عليه بحسب الوقت لا لتفضله على غيره لأن سببه أن أهله - صلى الله عليه وسلم - قدَّموا له خبزًا فقال - صلى الله عليه وسلم - "ما من إدام؟ " فقالوا: ما عندنا إلا خل، فقال: "ذلك جبرًا لقلب من قدمه وتطييبًا لخاطره لا لتفضله على غيره إذ لو حصل نحو اللحم والعسل أو اللبن كان أحق ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ في العظمة (5/ 1632) رقم (107511)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6767) وفيه زيادة: "وإن اجتمعا جميعًا كان منها ومنه" ضعيفة انظر: ضعيف الجامع (59578). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (2/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5959). (¬3) زاد المعاد (4/ 198).

بالمدح". (حم م 4 عن جابر. م ت (¬1) عن عائشة). 9249 - "نعم البئر بئر غرس؛ هي من عيون الجنة، وماؤها أطيب المياه. ابن سعد عن عمر بن الحكم مرسلًا". (نعم البئر بئر غرس) بفتح المعجمة وسكون الراء وسين مهملة، وقيل: هي بضم العين وهي بئر بالمدينة بينها وبين مسجد قباء نحو نصف ميل شرقي المسجد إلى جهة الشمال بين الجبل وتعرف باجتنائها، وكانت خربة فجددت بعد السبعمائة (¬2). (هي من عيون الجنة، وماؤها أطيب المياه) أي في المدينة (ابن سعد (¬3) عن عمر بن الحكم مرسلًا). 9250 - "نعم الجهاد الحج. (خ) عن عائشة (صح) ". (نعم الجهاد الحج) لأنه جهاد بالنفس وبذل للمال وهجر للأهل والأوطان وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - حين سأله نساؤه عن الجهاد قال ابن بطال: وفيه أن النساء لا يلزمهن الجهاد لأنهن لسن من أهل القتال للعدو والمطلوب لهن الستر ومجانبة الرجال فكن الحج أفضل لهن (خ (¬4) عن عائشة) قالت: سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم نساؤه عن الجهاد فذكره. 9251 - "نعم السحور التمر. (حل) عن جابر". (نعم السحور التمر) مدح للتسحر به لأنه يمسك القوى ويقوي على الصوم. (حل (¬5) عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال مخرجه: غريب من حديث ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد 3/ 389، ومسلم (2052)، وأبو داود (3820)، والترمذي (1842)، والنسائي (7/ 14)، وابن ماجة (3316) عن جابر، وأخرجه مسلم (2051)، والترمذي (1840) عن عائشة. (¬2) ينظر: معجم البلدان (4/ 193). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 504)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5962)، والضعيفة (6283): موضوع. (¬4) أخرجه البخاري (2876). (¬5) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 350)، والطبراني في الكبير (7/ 591) رقم (6689)، والبزار كما =

عمرو ابن دينار تفرد به زمعة بن صالح انتهى. ورواه البزار باللفظ المزبور عن جابر قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 9252 - "نعم الشيء الهدية أمام الحاجة. (طب) عن الحسين (ض) ". (نعم الشيء) في رواية [4/ 323]، الحاكم والديلمي: "نعم العون" (الهدية أمام الحاجة) فيه ترغيب وإرشاد إلى تقديم صاحب الحاجة الهدية لمن يريد منه قضاء حاجته (طب (¬1) عن الحسين) بن علي -رضي الله عنهما- رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه هاشم بن سعيد وثقه ابن حبان وضعفه جمع، وحكم ابن الجوزي بوضعه وقد رواه الحاكم من طريق أجود من هذه، فلو عزاه إليه لكان أصوب. 9253 - "نعم العبد الحجام: يَذهبُ بالدم، وَيُخِفَّ الصَّلْبَ، ويجلو عن البصر. (ت هـ ك) عن ابن عباس (صح) ". (نعم العبد الحجام) مدح له لما يحصل من النفع من صنعته التي أبانها قوله: (يَذهبُ بالدم) المفسد للبدن (وَيُخِفَّ الصَّلْبَ) الظهر (ويجلو عن البصر) ولا ينافيه كون كسبه أخبث الكسب وفيه إبانة فوائد الحجامة (ت هـ ك (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، قال الذهبي: قلت: لا ولم يبين لما ذلك، وبينه في الميزان فأورده في ترجمة عباد بن منصور الساجي ونقل تضعيفه عن النسائي وغيره، قال الساجي: ضعيف مدلس روى مناكير انتهى، وكما أن عبادا في سند الحاكم فهو في سند ابن ماجه. ¬

_ = في مجمع الزوائد (3/ 151)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6772). (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 133) رقم (2903)، وانظر المجمع (4/ 147)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5965)، والضعيفة (754): موضوع. (¬2) أخرجه الترمذي (2053)، وابن ماجة (3478)، والحاكم (4/ 212)، وانظر الميزان (4/ 42)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5966) والضعيفة (2036).

9254 - "نعم العطية كلمة حق تسمعها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم فتعلمها إياه. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (نعم العطية كلمة حق تسمعها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم) لأنه الذي ينتفع بالحق إذا بلغه (فتعلمها إياه) فيه قلب أي يعلمه إياها لأن المعلم من شأنه أن يكون مدركًا لما يتعلمه، وفيه أنَّ هدية الأقوال الحق أفضل الهدايا لأنها تدوم نفعها في الدارين. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عمرو بن الحصين العقيلي، قال الذهبي في الضعفاء (¬2): تركوه، وقال الزين العراقي: سند الحديث ضعيف. 9255 - "نعم العون على الدين قوت سنة (فر) عن معاوية بن حيدة". (نعم العون على الدين) بكسر الدال (قوت سنة) أي ادخاره لأنه يفرغ القلب للعبادة، وينشط للطاعة، ويتجرد عن شواغل النفقة، وهذا لا ينافي الزهد إذ قد عليت حقيقة الزهد في حرف الزاي ولا ينافي تقصير الأمل؛ لأنه يدخره لنفسه ولغيره فيكون ناويا للتصدق دائما ليكون مأجورًا (فر (¬3) عن معاوية بن حيدة) سكت عليه المصنف وفيه محمد بن داوود بن دينار، قال الذهبي في الضعفاء: روى عنه ابن عدي، وقال: كان يكذب، وبهز بن حكيم: مر ضعفه. 9256 - "نعم الميتة أن يموت الرجل دون حقه. (حم) عن سعد (ح) ". (نعم الميتة) التي يؤجر من مات عليها (أن يموت الرجل) شهيدًا (دون ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 43) رقم (12421)، وانظر: المجمع (1/ 166)، وتخريج أحاديث الإحياء (1/ 13)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5967)، والضعيفة (2038) وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) انظر المغني (2/ 482). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (6755)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5968)، والضعيفة (2040).

حقه) فإن مات دفاعا على حقه من نفس أو مال أو أهل كان شهيدًا كما سلف. (حم (¬1) عن سعد بن أبي وقاص) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن أبا بكر بن حفص لم يسمع من سعد. 9257 - "نعم تحفة المؤمن التمر. (خط) عن فاطمة". (نعم تحفة المؤمن التمر) فإنه بركة كما في حديث آخر فيحسن إهداؤه للقادم من السفر يتحف به إخوانه. (خط عن فاطمة) ظاهره أنها بنت المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لأنها المتبادرة عند الإطلاق مع أن الخطيب (¬2) إنما رواه عن فاطمة بنت الحسين، والمصنف سكت عليه، وفيه محمد بن عبد االله بن عمرو بن عثمان سبط الحسين وثقه النسائي مرة، وقال: مرة ليس بالقوي وكذا في الكاشف (¬3). 9258 - "نعم سلاح المؤمن الصبر والدعاء. (فر) عن ابن عباس". (نعم سلاح المؤمن) في دفاع جيوش مصائب الدنيا (الصبر) على ما ينزل به من الحوادث. (والدعاء) في تفريجها فلا سلاح أقوى من ذلك (فر (¬4) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه، وقال الشارح: فيه من لم يعرف. 9259 - "نعم الأضحية الجذع من الضأن. (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (نعم الأضحية الجذع من الضأن) وهو ما كملت له سنه ودخل في الثانية فإنه يجزيء وهو ممدوح على التضحية به (ت (¬5) عن أبي هريرة) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 184)، وانظر المجمع (6/ 244)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6775)، وحسنه في الصحيحة (697). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 289)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5969)، والضعيفة (4693). (¬3) انظر الكاشف (2/ 189). (¬4) أخرجه الديلمي في الفردوس (6787)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5970). (¬5) أخرجه الترمذي (1499)، وانظر فتح الباري (10/ 16)، والتلخيص الحبير (4/ 139)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5971)، والضعيفة (64).

لضعفه، قال ابن حجر في الفتح: في سنده ضعف. 9260 - "نعلان أجاهد فيهما خير من أن أعتق ولد الزنا. (حم هـ ك) عن ميمونة بنت سعد (صح) ". (نعلان أجاهد فيهما خير) في الأجر والمثوبة (من أن أعتق ولد الزنا) قيل: العامل بعمل أبويه وفيه قلة خيرية إعتاق ولد الزنا كأنه لأمر يعلمه الله. (حم هـ ك (¬1) عن ميمونة بنت سعد" رمز المصنف لصحته وفيه زيد بن جبير، وقال الذهبي: أبو يزيد الضبي عن ميمونة بنت سعد لا تعرف وخبره لا يصح. 9261 - "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. (خ ت هـ) عن ابن عباس (صح) ". (نعمتان مغبون فيهما) في الانتفاع بهما وشكرهما. (كثير من الناس) وبينهما بقوله: (الصحة، والفراغ) وفيه تعظيم شأنهما بالإبهام أولا والتفسير ثانيًا والمراد أن من لم يستعملهما في ما لا ينبغي فقد غبن لكونه باعهما ببخس ولم يحمد وبه في ذلك، وقال ابن بطال (¬2): معناه أن من حصل له الصحة والفراغ فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به [4/ 324] عليه ومن شكره امتثال أوامره واجتناب مناهيه فمن فرط غبن، وفيه إخبار بأن المفرط في حق هاتين النعمتين كثير والرابح قليل. (خ ت هـ (¬3) عن ابن عباس) ورواه النسائي واستدركه الحاكم فوهم. 9262 - "نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه. (حم ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 463)، وابن ماجة (2531)، والحاكم (4/ 41)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5960)، والضعيفة (4691). (¬2) فتح الباري (11/ 230). (¬3) أخرجه البخاري (6412)، والترمذي (2304)، وابن ماجه (4170)، والحاكم (4/ 306).

(نفس المؤمن) أي روحه بعد موته (معلقة) محبوسة عما أعد لها أو عن دخول الجنة (بدينه) بسبب بقاء الدين في ذمته (حتى يقضى عنه) بأن خلف له قضاء وأوصى به أو قضاه عنه أحد من العباد ذهب تعلق النفس به وإلا بقي إلى يوم القيامة حتى ينفصل القضاء ويقضي غريمه، وفيه حث على قضاء الدين وإن لم يخلف له قضاء وقضاه الله عنه فيحتمل أنه لا يذهب المتعلق إلا يوم القيامة عند القضاء، ويحتمل أنه يذهب يتكفل الله بقضائه وقد سلف فيه كلام وهذا في الدين المأخوذ من مالكه برضائه فكيف بمن أخذ أموال العباد غصبًا. (حم ت هـ ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن، وقال الحاكم: صحيح، وصحَّحه ابن حبان أيضًا. 9263 - "نفقة الرجل على أهله صدقة. (خ ت) عن ابن مسعود (صح) ". (نفقة الرجل على أهله صدقة) تقدَّم ذلك إلا أنه لا بد من إحسانه لها وعدم المنة وكل صفات الصدقة بأن يكونَ من حلال وغير ذلك (خ ت (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وعزاه في الفردوس إلى الشيخين معًا. 9264 - "نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم. (م) عن حذيفة (صح) ". (نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم). (م (¬3) عن حذيفة) - رضي الله عنه - (¬4). 9265 - "نهران من الجنة: النيل والفرات. الشيرازي عن أبي هريرة (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 475)، والترمذي (1078)، وابن ماجة (2413)، والحاكم (2/ 26)، وابن حبان (3061)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6779). (¬2) أخرجه البخاري (4006) وكذلك مسلم (1002)، والترمذي (1965). (¬3) أخرجه مسلم (1787). (¬4) في هامش الأصل: قال العلقمي: سببه كما في مسلم عن حذيفة ابن اليمان - رضي الله عنه - قال: ما منعني أن أشهد بدرًا إلا أني خرجت أنا وأبي حُسيل، قال: فأخذنا كفار قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمدًا، فقلنا: ما نريده ما نريد إلا المدينة وأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه الخبر، فقال: "انصرفا نفي بعهدهم ... "، فذكره.

(نهران) أخرجا (من الجنة) إلى الدنيا (النيل) نهر مصر (والفرات) نهر العراق، ولا ينافي ما سلف من أن التي من الجنة أربعة أنهار لعدم العمل بمفهوم العدد وإن من عمل به فلا يعارض المنطوق (الشيرازي (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 9066 - "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تذكركم الموت. (ك) عن أنس". (نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها) فهذا إذن في زيارتها بعد النهي عنه فإنه إنما نهى عنه قبل تقرير الإِسلام فلما تقرر أذن في ذلك وعلله بقوله: (فإنها تذكركم الموت) وتزهدكم في الدنيا. (ك (¬2) عن أنس). 9267 - "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإن لكم فيها عبرة. (طب) عن أم سلمة (ح) ". (نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإن لكم فيها عبرة) بتذكير الموت وإنه حيث صار القوم سائر فهذا مقصود الزيارة لا ما اعتاده الجهال من الزيارة للتوسل بالميت والدعاء عند قبره وغير ذلك من البدع فجعل زيارته أعيادًا كما في غالب الجهات للرقص واللهو عنده. (طب (¬3) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه قال الهيثمي: فيه يحيى بن المتوكل وهو ضعيف ورواه أحمد بلفظ: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة"، قال الهيثمي: رجاله رجال ¬

_ (¬1) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (35338)، والخطيب في تاريخه (1/ 54)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6782)، والسلسلة الصحيحة (111). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 375)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6790). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 278) رقم (602)، وانظر المجمع (3/ 58)، وأخرجه أحمد (3/ 38) عن أبي سعيد، وانظر المجمع (3/ 58)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6789).

الصحيح فلو عزاه له المصنف كان أولى. 9268 - "نهيت عن التَّعَرِّي. الطيالسي عن ابن عباس (صح) ". (نهيت عن التَّعَرِّي) عن كشف العورة. (الطيالسي (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وفيه عمرو بن ثابت وهو ابن أبي المقدام أورده الذهبي في الضعفاء (¬2)، وقال: تركوه وقال أبو داود: رافضي. 9269 - "نهيت أن أمشي عريانًا. (طب) عن العباس (صح) ". (نهيت أن أمشي عريانًا) وهذا قبل الوحي كما تدل عليه القصة. (طب (¬3) عن العباس) رمز المصنف لصحته. 9270 - "نهيت عن المصلين. (طب) عن أنس (صح) ". (نهيت عن المصلين) أي عن قتلهم فإن من قد صلى إلى قبلة أهل الإِسلام فقد صان دمه وفي رواية: "عن ضرب المصلين" وفي أخرى: "عن قتل المصلين" وللحديث قصة. (طب (¬4) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عامر بن سنان وهو منكر الحديث. 8271 - "نهينا عن الكلام في الصلاة، إلا بالقرآن والذكر. (طب) عن ابن سعود (ح) ". (نهينا) معشر الإِسلام (عن الكلام في الصلاة، إلا بالقرآن والذكر) فإنهما ¬

_ (¬1) أخرجه الطيالسي (2659)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6784)، والصحيحة (2378). (¬2) انظر المغني (2/ 482). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (3/ 290)، والبزار (1295)، والضياء (483)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6783). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 26) رقم (44)، وانظر المجمع (6/ 227)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6785).

عمدتها لا تتم إلا بهما ومن الذكر الدعاء في الصلاة، وهذا غير حديث: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس" إذ المراد به هنالك تكليم بعضهم بعضًا. (طب (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه. 9272 - "نوروا منازلكم بالصلاة وقراءة القرآن. (هب) عن أنس (ضعيف) ". (نوروا منازلكم بالصلاة) نفلًا فيها. (وقراءة القرآن) فإن الدنيا مظلمة لا ينورها إلا ذكر الله وما والاه، وقد تقدم الحث على النوافل في المنازل. (هب (¬2) عن أنس) كتب عليه المصنف ضعيف. وذلك لأنه من رواية كثير عن أنس وكثير هذا هو ابن عبد الله (¬3). قال ابن حبان: يروي عن أنس ويضع عليه، وقال أبو حاتم: لا يروي عن أنس حديثا له أصل، وقال أبو زرعة: واهي الحديث. 9273 - "نوروا بالفجر؛ فإنه أعظم للأجر. سمويه (طب) عن رافع بن خديج (ح) ". (نوروا بالفجر) أي عند استبانة الأفق وإنارته (فإنه) أي التنوير به (أعظم للأجر) وقد أبان قدر الإنارة [4/ 325] بقية الحديث عند مخرجه الطبراني: "نوِّر يا بلال بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم" انتهى. ولا ينافيه أحاديث أنه كان يصلي بغلس لأنه لا يخرج الوقت بذلك عن أنه بغلس. (سمويه (¬4) عن رافع بن خديج) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وليس كما ظن ففيه إدريس ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 111) رقم (10128)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6791). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (2033)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5975). (¬3) انظر المجروحين (2/ 223)، والمغني (2/ 531). (¬4) أخرجه سمويه كما في الكنز (19276)، والطبراني في الكبير (4/ 251) رقم (4292)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5974) والسلسلة الضعيفة (4694).

بن جعفر الصادق قال الذهبي في الضعفاء (¬1): قال الدارقطني: متروك، ويزيد بن عياض (¬2) قال النسائي وغيره: متروك. 9274 - "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعائه مستجاب، وذنبه مغفور. (هب) عن عبد الله بن أبي أوفى (ضعيف) ". (نوم الصائم عبادة) فضلًا من الله أن يجعلَ أجره أجر العابد (وصمته) وفي رواية: "ونفسه" (تسبيح) في أجره (وعمله مضاعف) في أجره (ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور) هذه فضائل للصائم من فضل الله عليه حيث ترك شرابه وطعامه وشهوته لأجل الله (هب (¬3) عن عبد الله بن أبي أوفى) كتب عليه المصنف ضعيف وذلك لأنه قال مخرجه عقيبه: معروف بن حبان يعني أحد رجاله ضعيف وسليمان بن عمرو اللنخعي (¬4) أضعف منه انتهى. وقال العراقي: سليمان النخعي أحد الكذابين انتهى، وله طرق خالية عن الكذب ذكرها الزين العراقي في أماليه. 9275 - "نوم على علم خير من صلاة على جهل. (حل) عن سلمان". (نوم على علم) بالله وما يجب له (خير من صلاة على جهل) لأن الصلاة عبادة لا بد من معرفة كيفيتها وصفاتها وإلا كان فاعلها مأزورًا غير مأجور، فالخيرية في الحديث من باب {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا} [الفرقان: 24] ونحوها. (حل (¬5) عن سلمان) سكت عليه المصنف وفيه أبو البختري قال ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 64). (¬2) انظر ضعفاء النسائي (1/ 110). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3937)، وانظر: تخريج العراقي في الإحياء (1/ 187)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5972). (¬4) انظر الضعفاء للنسائي (1/ 48)، والمغني (1/ 282). (¬5) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 185)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5973)، والضعيفة (4697).

الذهبي في الضعفاء (¬1): قال: دحيم كذاب. 9276 - "نية المؤمن خير من عمله. (هب) عن أنس (ض) ". (نية المؤمن خير من عمله) لكثرة ما ينويه من الخير وإن كان لا يبلغه فعله فأجر النية أكثر من أجر العمل، وقيل: لأنه يخلد في الجنة بالنية؛ لأنه لو كان بعمله لكان بقاؤه فيها مدة عمله أو أضعافه لكنه جازاه بنيته لأنه كان ناويا أن يطيع الله أبدًا، ويحتمل أن المراد أن النيه خير من عمل بلا نية إذ لو كان المراد خير من عمل مع نية لزم كون الشيء خيرًا من نفسه مع غيره، وقيل: المراد أن الجزاء الذي هو النية خير من الجزاء الذي هو العمل لاستحالة دخول الرياء فيها، وقيل: المراد أن النيه خير من جملة الخيرات الواقعة بعمله، وقيل: لأن النيه فعل القلب وفعل الأشرف أشرف، وقيل: لأن القصد من الطاعة تنوير القلب وتنويره بها أكثر لأنها صفة وقيل غير ذلك. (هب (¬2) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 9277 - "نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته: فإذا عمل المؤمن عملا ثَارَ في قلبه نوره. (طب) عن سهل بن سعد" (ض). (نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته) يجري فيه عكس ما جرى في الأول فعطفه عليه مثلًا لكثرة ما ينويه من الشر والفجور الذي لا يبلغه عمله وقس عليه غيره من الوجوه وقوله: (وكل) أي من المؤمن والمنافق ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 771). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (6859)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5976)، والضعيفة (2216).

(يعمل على نيته) على وفقها وحسبها (فإذا عمل المؤمن عملا ثَارَ في قلبه نوره) يؤيد الوجه الأخير وعليه وإذا عمل المنافق عملًا ثار في قلبه ظلمة. (طب (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله موثقون إلا حاتم بن عباد وابن دينار لم أر من ذكر له ترجمة. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 185) رقم (5942)، وانظر المجمع (1/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5977).

فصل المحلى بأل من هذه الحروف

فصل المحلى بأل من هذه الحروف 9278 - " النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب. (حم م) عن أبي مالك الأشعري (صح) ". (النائحة) على الموتى (إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران) تطلى به أو يجعل منه ثوبًا (ودرع من جرب) الدرع قميص النساء أي يصير جلدها أجرب حتى كأنه قميص لها وهذا تشويه لها بين الخلائق ونوع من العذاب قبل دخولها النار، وفيه تحريم النياحة. (حم م (¬1) عن أبي مالك الأشعري). 9279 - "النائم الطاهر كالصائم القائم. الحكيم عن عمرو بن حريث". (النائم الطاهر) من الحدث الأصغر في أجره: (كالصائم القائم) في ليله بالعبادة وهذا أجر جزيل على عمل قليل والله يؤتي من شاء ما يشاء على ما يشاء. (الحكيم (¬2) عن عمرو بن حريث) سكت عليه المصنف، وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. 9280 - "الناجش آكل الربا ملعون. (طب) عن عبد الله بن أوفى" (ض). (الناجش) بالجيم والمعجمة وهو الذي يزيد في السلعة لا لرغبة بل ليخدع غيره. (آكل الربا) أثمَ إثمَ آكل الربا وإن لم يأكل بنجشه شيء. (ملعون) لخدعه أخاه المسلم، وفيه تحريم النجش. (طب (¬3) عن عبد الله بن أبي أوفى) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 344)، ومسلم (934). (¬2) أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (3/ 116)، تخريج الإحياء (1/ 84)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5978). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (4/ 83)، والبزار (3349)، وضعفه الألباني في =

المصنف لضعفه، وقال العراقي: رجاله ثقات لكن لا أعلم للعوام بن حوشب -يريد أحد رجاله- سماعًا من ابن أبي أوفى. 9281 - "النار جبار. (د هـ) عن أبي هريرة". (النار) في ما أصابته. (جبار) أي ما يتلف بها هدر فمن أوقدها في ملكه فطيرتها الريح [4/ 326] فأحرقت مال غيره فليس عليه شيء. (د هـ (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وفيه محمد بن المتوكل العسقلاني أورده الذهبي في الضعفاء (¬2)، قال أبو حاتم: لين. 9282 - "النار عدو لكم فاحذروها. (حم) عن ابن عمر (ح) ". (النار عدو) تحرق ما اتصلت به (فاحذروها) فاطفئوها عند النوم وغير ذلك من الاحتراس منها وقيل المراد نار الآخرة وحذرها بطاعة الله وتقواه. (حم (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وعزاه الديلمي إلى الصحيحين. 9283 - "الناس تَبَعٌ لقريش في الخير والشر. (حم م) عن جابر (صح) ". (الناس تَبَعٌ لقريش) قيل: خبر بمعنى الأمر كما يدل له خبر "قدموا قريشًا" وقيل: إنه خبر على ظاهره والمراد بالناس بعضهم وهم سائر العرب (في الخير والشر) ومصداقه أنه لما أسلم أهل مكة وهم أعيان قريش دخل الناس في دين الله أفواجًا، ولما امتنعوا من الإِسلام كان الناس تبعًا لهم يرتقبون قريشًا ماذا تصنع وهو إخبار بأن قريشًا رؤوس الناس جاهلية وإسلامًا. (حم م (¬4) عن ¬

_ = ضعيف الجامع (5979). (¬1) أخرجه أبو داود (4594)، وابن ماجه (2676)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6793). (¬2) انظر المغني (2/ 2/ 628). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 90)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6794)، وأخرجه البخاري (6294)، ومسلم (6/ 20) عن أبي موسى. (¬4) أخرجه أحمد (3/ 331)، ومسلم (1818).

جابر) ولم يخرجه البخاري. 9284 - "الناس ولد آدم، وآدم من تراب. ابن سعد عن أبي هريرة (ح) ". (الناس ولد آدم) أي مخلوقون من آدم وحواء إلا أنها لما كانت مخلوقة من آدم دخلت في الناس (وآدم) مخلوق (من تراب) فالناس من تراب فهم من أصل واحد لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى وفائدة الخبر أنه لا يفتخر أحد على أحد بالنسب فإنهم سواء في أصل الخلقة، بل الفخر بالصفات أو الدناءة بها. (ابن سعد (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 9285 - "الناس رجلان: عالم، ومتعلم، ولا خير في سواهما. (طب) عن ابن مسعود (ض) ". (الناس) الذين يعدون ناسًا (رجلان: عالم) تفيض علومه على غيره (ومتعلم) يستفيض العلوم عن العالم (ولا خير في ما سواهما) لأنه ليس شأن الإنسان إلا تكميل نفسه ولا كمال لها إلا بالعلم فإذا فاتها فأي خير في من فوتها كمالها، وفيه فضل العلم والتعلم. (طب (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الربيع بن بدر كذاب ورواه الطبراني أيضًا في الأوسط وفيه نهشل بن سعيد (¬3) كذاب. 9286 - "الناس ثلاثة: سالم، وغانم، وشاجب. (طب) عن عقبة بن عامر، وأبي سعيد (ضعيف) ". (الناس ثلاثة) بالنسبه إلى ما لهم في الأعمال الأخروية (سالم) عن الإثم. (وغانم) من الأجر (وشاجب) بالشين المعجمة والجيم أي هالك بالإثم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد (1/ 25)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6798). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 201) رقم (10461)، وفي الأوسط (7575)، وانظر المجمع (1/ 122) وقال الألباني في ضعيف الجامع (5982)، والضعيفة (2427): موضوع. (¬3) انظر المغني (2/ 702).

وخيرهم الأوسط وشرهم الآخر. (طب (¬1) عن عقبة بن عامر، وأبي سعيد) كتب عليه المصنف ضعيف، قال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وفيه ضعف وضعفه شيخه العراقي. 9287 - "الناس معادن، والعرق دساس، وأدب السوء كعرق السوء. (هب) عن ابن عباس (ض) ". (الناس معادن) فيهم الأشراف وأضدادهم ولا ينافي الأول أنهم من آدم لأن هذا حكم باعتبار ما اكتسبوه من الصفات وذلك باعتبار الأصل (والعرق دساس) عرق الشجرة ما تفرعت عنه شبه به ما يتفرع عن الآباء والأمهات وإنهم عروق الأبناء فليتخير الرجل لنطفته ويتخير لوليته فالخبيثات للخبيثين والطيبات للطيبين. (وأدب السوء) يؤثر في المؤدب (كعرق السوء) أي كما يؤثر عرق السوء، والحديث حث على اختيار الأكفاء واختيار الآداب الصالحة للأولاد. (هب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال ابن الجوزي: حديث لا يصح تكلم في محمد بن سليمان أحد رجاله، قال النسائي: ضعيف وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه متنا وإسنادا ومن ذلك هذا الخبر وساقه. 9288 - "الناس تبع لكم يا أهل المدينة في العلم. ابن عساكر عن أبي سعيد". (الناس تبع لكم يا أهل المدينة في العلم) لأنه أول ما فاض من بحره - صلى الله عليه وسلم - فاغترفه سكان المدينة فكل متعلم أخذ علمه عنهم فإنهم أول من تبوؤا الدار ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 303) رقم (837)، وانظر المجمع (1/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5981)، والضعيفة (2128). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10974)، وابن عدى في الكامل (6/ 207)، وانظر العلل المتناهية (2/ 606)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5983)، والضعيفة (2047).

والإيمان. (ابن عساكر (¬1) عن أبي سعيد الخدري). 9289 - "الناكح في قومه كالمعشب في داره. (طب) عن طلحه". (الناكح في قومه) في عشيرته وقرابته (كالمعشب) من العشب وهو الكلأ (في داره) ففيه حث على الإنكاح من القرابة وإن كان قد سلف الأمر بالاغتراب وأنه يأتي الولد من القرابة القربى ضئيلا فلكل وجهه. (طب (¬2) عن طلحه) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه أيوب بن سليمان بن حذلم ولم أجد من ترجمه هو ولا أبوه وبقية رجاله ثقات. 9290 - "النبي لا يورث. (ع) عن حذيفة (صح) ". (النبي لا يورث) عام لكل نبي كحديث: "نحن معاشر الأنبياء لا نورث". (ع (¬3) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته. 9291 - "النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والوئيد في الجنة. (حم د) عن رجل (صح) ". (النبي في الجنة) عام لكل نبي (والشهيد في الجنة) الذي قتل لتكون كلمة الله هي العليا (والمولود في الجنة) عام لأطفال الكفار (والوئيد في الجنة) وهو بفتح الواو وكسر الهمزة المدفون في التراب وهو حي وهذا تخصيص [4/ 327] بعد التعميم فإنه قد دخل في المولود ويحتمل أنه أريد به من وئد مكلفًا. (حم د (¬4) عن رجل) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (37/ 104)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5980). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 114) رقم (206)، والضياء (842)، وانظر المجمع (4/ 260)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5984)، والضعيفة (1539). (¬3) أخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالة (1549)، والبيهقي في السنن (6/ 302)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6799). (¬4) أخرجه أحمد (5/ 409)، وأبو داود (2521)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5985).

9292 - "النبيون والمرسلون سادة أهل الجنة، والشهداء قواد أهل الجنة، وحملة القرآن عرفاء أهل الجنة. (حل) عن أبي هريرة". (النبيون والمرسلون سادة أهل الجنة) هذا بيان مراتب أهل الجنة والحديث الأول أنهم في الجنة من دون بيان لمراتبهم (والشهداء قواد أهل الجنة) جمع قائد بمنزلة قواد الجيوش في الدنيا (وحملة القرآن عرفاء أهل الجنة) وعاظه العاملون به جمع عريف كعرفاء أهل الدنيا. (حل (¬1) عن أبي هريرة). 9293 - "النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون. (حم م) عن أبي موسى (صح) ". (النجوم أمنة) بفتحات وقيل: بضم ففتح مصدر بمعنى الأمن (للسماء) أي لأهلها (فإذا ذهبت النجوم) كما قال تعالى: {وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ} [الانفطار: 2] (أتى السماء) أي أهلها (ما توعدون) من زوالها وطيها {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ} الآية. [الأنيباء: 104] (وأنا أمنة لأصحابي) أي من الفتن وارتداد العرب واختلاف القلوب وغير ذلك (فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون) مما ذكر. (وأصحابي أمنة لأمتي) أي من ظهور البدع والحوادث في الدين (فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) مما ذكر، وقد كان كل ذلك كما قاله - صلى الله عليه وسلم -، فهذا الحديث من أعلام النبوة. (حم م (¬2) عن أبي موسى). 9294 - "النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي. (ع) عن سلمة بن الأكوع (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 65)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5986) والسلسلة الضعيفة (3497). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 398)، ومسلم (2531).

(النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي) لأن النجوم بها نهتدي وكذلك الآل ما بقوا فهم قدوة الأمة ورؤساؤها فهم كالنجوم والأظهر ما قاله السمهودي: أن المراد بهم هنا علماؤهم الذين نقتدي بهم كما نقتدي بالنجوم التي إذا خلت السماء عنها أتى أهلها ما يوعدون وذلك عند موت المهدي لأن نزول عيسى لقتل الدجال الذي زمنه كما جاءت به الأخبار، ويحتمل أن المراد مطلق أهل بيته وهو الأظهر لأن الله سبحانه لما خلق الدنيا لأجل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - جعل دوامها بدوامه ثم بدوام أهل بيته انتهى. (ع (¬1) عن سلمة بن الأكوع) رمز المصنف لحسنه. 9595 - "النخل والشجر بركة على أهله، وعلى عقبهم بعدهم، إذا كانوا لله شاكرين. (طب) عن الحسن بن علي (ض) ". (النخل) بالخاء المعجمة. (والشجر) عطف عام على خاص (بركة على أهله) في معاشهم (وعلى عقبهم) من ورائهم. (بعدهم، إذا كانوا) الكل. (لله شاكرين) فإن البركة تلازم الشكر {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7] (طب (¬2) عن الحسن بن علي) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه محمد بن جامع العطار ضعيف. 9296 - "الندم توبة (حم تخ هـ ك) عن ابن مسعود (ك هب) عن أنس (صح) ". (الندم توبة) أي هو ركن التوبة الأعظم لأنه إذا ندم عزم على أن لا يعود واستغفر وتخلص مما يجب عليه (حم تخ هـ ك عن ابن مسعود) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه أبو يعلى (7276)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5987)، والضعيفة (4699). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 84) رقم (2735)، وانظر مجمع الزوائد (4/ 68)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5988)، والضعيفة (4700).

لصحته (ك هب (¬1) عن أنس) وفي الباب ابن عباس وأبو هريرة ووائل بن حجر وغيرهم، قال شارح الشهاب: حديث صحيح، وقال ابن حجر: حسن. 9297 - "الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. (طب حل) عن أبي سعيد الأنصاري". (الندم توبة، والتائب من الذنب) في الآخرة (كمن لا ذنب له) لأنها تمحوا التوبة شؤم الذنب (طب حل (¬2) عن أبي سعيد الأنصاري) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه، وقال السخاوي: سنده ضعيف، وقال في موضع آخر: في سنده اختلاف كثير. 9298 - "النذر يمين، وكفارته كفارة يمين. (طب) عن عقبة بن عامر (صح) ". (النذر يمين) أراد بذلك نذر الغضب واللجاج. (وكفارته كفارة يمين) إذ أراد النذر في معصية. (طب (¬3) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ العراقي: إنه حسن لا صحيح. 9299 - "النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا. (خط) عن أنس". (النصر) على الأعداء (مع الصبر) فمن صبر ظفر {بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 422)، والبخاري في التاريخ (3/ 373)، وابن ماجة (4252)، والحاكم (4/ 271) عن عبد الله بن مسعود، وأخرجه الحاكم (4/ 272)، والبيهقي في الشعب (7028) عن أنس، وانظر فتح الباري (13/ 471)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6802). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 306) رقم (775)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 398)، وانظر المجمع (10/ 200)، وكشف الخفا (1/ 351)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6803). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 313) رقم (866)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6805).

وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا ...} الآية [آل عمران: 125]، فالإمداد بالملائكة مشروط بالصبر والتقوى. (والفرج) يحصل. (مع الكرب) فإذا اشتد الكرب أذن بالفرج. (وإن مع العسر يسرًا) كما نطق به القرآن. (خط (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف، وفيه عبد الرحمن بن زاذان قال في الميزان: متهم روى حديثًا باطلًا عن أنس ثم ساق هذا الخبر. 9300 - "النظر إلى علي عبادة. (طب ك) عن ابن مسعود وعن عمران بن حصين (صح) ". (النظر إلى علي) هو ابن أبي طالب، كرم الله وجهه (عبادة) أي رؤيته تحمل على النطق بكلمة التوحيد لما علاه من سيما العبادة، قال الزمخشري (¬2): عن ابن الأعرابي: كان إذا برز قال الناس: "لا إله إلا الله" ما أشرف هذا الفتى ما أعلمه ما أكرمه ما أحلمه ما أشجعه، فكانت رؤيته تحمل على النطق بكلمة الشهادة التي هي رأس كل عبادة انتهى. قلت: ولا يعد في أن مجرد النظر إليه يكتب به الثواب بل هو الأظهر. (طب ك (¬3) عن ابن مسعود وعن عمران بن حصين) [4/ 328] رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي بعد عزوه للطبراني: فيه أحمد بن بديل اليماني وثَّقه ابن حبان، وقال: مستقيم الحديث، وقال ابن أبي حاتم: فيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح انتهى، وقال الحاكم: صحيح، فقال الذهبي في التلخيص: بل هو موضوع وفي ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 287)، وانظر الميزان (4/ 279)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6806)، والصحيحة (2382). (¬2) الفائق (3/ 446). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 76) رقم (10006)، والحاكم (4/ 141) وصححه وتعقبه الذهبي بأنه موضوع، وانظر: المجمع 9/ 119، والموضوعات 1/ 358، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5992)، والضعيفة (4702).

الميزان: هذا باطل في نقدي انتهى. وأورده ابن الجوزي في الموضوعات من حديث: أبي بكر وعثمان وابن مسعود والحبر وأنس وأبي هريرة وثوبان وعمران وعائشة ووهاها كلها، وتعقبه المصنف وغيره بأنه ورد من رواية أحد عشر صحابيًّا وتلك عدة التواتر. 9301 - "النظر إلى الكعبة عبادة. أبو الشيخ عن عائشة". (النظر إلى الكعبة عبادة) يثاب على النظر إليها، قال الحكيم: ورد أن النظر إلى الكعبة عبادة وإلى الأبوين عبادة وإلى العالم عبادة وإلى البحر عبادة. (أبو الشيخ (¬1) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وفيه زافر بن سليمان قال الذهبي في الضعفاء (¬2): قال ابن عدي: لا يتابع على حديثه. 9302 - "النظر إلى المرأة الحسناء والخضرة يزيدان في البصر. (حل) عن جابر". (النظر إلى المرأة الحسناء والخضرة يزيدان في النظر) في قوته (حل (¬3) عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال في الميزان: خبر باطل، وقال العامري في شرح الشهاب: ضعيف غريب جدًّا. 9303 - "النفقة كلها في سبيل الله، إلا البناء فلا خير فيه" (ت) عن أنس (خ) ". (النفقة كلها في سبيل الله) يؤجر صاحبها ويخلف عنه (إلا) النفقة (في البناء فلا خير فيه) نفي عام للخيرية في الإنفاق في البناء، قيل: وهو في ما لم يقصد به ¬

_ (¬1) أخرجه أبو الشيخ كما في الكنز (34647) وعنه الديلمي في الفردوس (6864) معلقًا، وانظر: والعلل المتناهية (2/ 829)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5990)، والضعيفة (4701). (¬2) انظر المغني (1/ 236). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 202)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5991)، والضعيفة (133): موضوع.

قربه كبناء مسجد ونحوه وفي ما زاد على الحاجة. (ت (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: غريب، وقال الصدر المناوي (¬2): فيه محمد بن حميد الرازي، وزافر بن سليمان، وشبيب ابن بشر، ومحمد، قال البخاري: فيه نظر وكذبه أبو زرعة، وزافر فيه ضعيف وشبيب فيه لين. 9304 - "النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله سبعمائة ضعف. (حم) والضياء عن بريدة". (النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله) في الجهاد لإعلاء كلمة الله تضاعف بـ: (سبعمائة ضعف) ففيه حث على الإنفاق في الحج. (حم والضياء (¬3) عن بريدة) قال الهيثمي بعد عزوه لأحمد: فيه أبو زهير لم أجد من ترجمه، وقال الذهبي في المهذب (¬4): هذا حديث ضعيف وفيه أبو زهير الضبعي لا أعرفه. 9305 - "النميمة والشتيمة والحمية في النار لا يجتمعن في صدر مؤمن. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (النميمة) قد عرفت بأنها نقل الكلام إلى الغير على جهة الإفساد (والشتيمة) الشتم، قال الجوهري (¬5): الشتم: السبُّ والاسم الشتيمةُ (والحمية) الغيرة والأنفة (في النار) أي أهلها والمتصفون بها (لا يجتمعن في صدر مؤمن) إذ من سمات المؤمن أن لا يتصف بالصفات القبيحة. (طب (¬6) عن ابن عمر) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2482)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5994)، والضعيفة (1061). (¬2) انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم 4162). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 354)، والطبراني في الأوسط (5274)، وانظر المجمع (3/ 208)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5993)، والضعيفة (3530). (¬4) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (7417). (¬5) الصحاح: مادة شتم (1/ 139). (¬6) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 445) (13615)، وانظر المجمع (8/ 91)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5995)، والضعيفة (4703).

المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عفير بن معدان أجمعوا على ضعفه. 9306 - "النوم أخو الموت، ولا يموت أهل الجنة. (هب) عن جابر (ضعيف) ". (النوم أخو الموت) وقد سماه الله موتا في آية (ولا يموت أهل الجنة) أي ولا ينامون. (هب (¬1) عن جابر) كتب عليه المصنف ضعيف، ورواه بهذا اللفظ الطبراني في الأوسط، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 9307 - "النية الحسنة تدخل صاحبها الجنة. (فر) عن جابر". (النية الحسنة) بفعل الخيرات وترك المنكرات. (تدخل صاحبها الجنة) ولا تتفاضل الأعمال إلا بالنيات وتمام الحديث: "والخلق الحسن يدخل صاحبه الجنة والجوار الحسن يدخل صاحبه الجنة" فقال الرجل: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن كان جار سوء، قال: "نعم رغم أنفك". (فر (¬2) عن جابر) سكت عليه المصنف، وفيه عبد الرحمن الفارابي، قال الذهبي في الضعفاء (¬3)، متهم أي بالوضع عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله قال الذهبي: كذاب. 9308 - "النية الصادقة معلقة بالعرش؛ فإذا صدق العبد نيته تحرك العرش، فيغفر له. (خط) عن ابن عباس". (النية الصادقة معلقة بالعرش؛ فإذا صدق العبد نيته) أي إذا كانت بنية صالحة وعزيمته بها صادقة (تحرك العرش) سرورًا بحسن نية العبد أو ملائكة العرش على ما سلف في اهتزاز العرش لموت سعد - رضي الله عنه - (فيغفر له) بمجرد صدق ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4745)، والطبراني في الأوسط (919)، وانظر المجمع (10/ 415)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6808)، والصحيحة (1087). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (6895)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5996)، والضعيفة (4704): موضوع. (¬3) انظر المغني (1/ 89).

النية قبل اتخاذ العمل وهو حث على صدق النية وعزيمتها. (خط (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح وفيه مجاهيل وقرة منكر يريد راويه عن عطاء، عن ابن عباس وفيه قاسم بن نصر السامري، قال في الميزان لا يعرف أتى بخبر عجيب ثم ساق هذا. ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 448)، وانظر العلل المتناهية (2/ 820)، والميزان (5/ 462)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5997): موضوع.

باب المناهي

باب المناهي أي الأحاديث التي أتى لفظها بصيغة: "نهى" سواء كان معلومًا أو مجهولًا، وقد أتى بالحديث الأول مبينًا للمعلوم مصرحًا بفاعله [4/ 329] أنه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وبقية أحاديث الباب مبنية للمجهول لا يريد به إلا أن الناهي هو المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. واعلم أيضًا أن أصل النهي التحريم فلا يحمل على غيره إلا لدليل، وقد تبين في أشياء أنها للتحريم وفي أشياء أنها لغيره لدليل وما سكتنا عنه فهو باق على هذا الأصل أعني التحريم. ثم اعلم أن تعبير الصحابي بقوله: "نهى" رواية بالمعنى لأنه يحتمل أنه في لفظه - صلى الله عليه وسلم - لا تفعلوا كذا كما قال: "لا تقام الحدود في المساجد ... " الحديث يأتي في حرف لا فقال الراوي: "نهى عن إقامة الحدود في المساجد". وكما قال: "لا تتخذوا شيئًا فيه الروح عرضًا" فقال: نهى أن نتخذ شيئًا فيه الروح عرضًا، ويحتمل أنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "أنا أنهى عن كذا" فقال الراوي: نهى عن كذا إلا أن هذا قليل في الأحاديث، وعلى كل حال فالرواية بالمعنى إلا أنه معلوم أن الصحابي لا يأتي إلا بلفظ يوافق اللفظ النبوي لديانته وعلمه باللغة. 9309 - "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأغلوطات. (حم د) عن معاوية (ح) ". (نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الأغلوطات) جمع أغلوطة كأعجوبة، ويقال: الغلوطات بحذف الهمزة وهي المسائل المشكلة التي يغالط بها العالم لتشويش فكره فيزل فيها وذلك لما فيها من إيذاء المسئول وإظهار فضل السائل مع عدم نفعها في الدين، قال الأوزاعي: إذا أراد الله أن يحرم عبدا بركة العلم ألقى على لسانه المغاليط فلقد رأيتهم أقل الناس علما، وكان أفاضل الصحابة إذا سئلوا

عن شيء قالوا: أوقع؟ فإن قيل: نعم، أفتوا، وإلا قالوا: دع حتى تقع، قلت: ومنه ألغازات الشعر أو نحوها فهي داخلة تحت النهي. (حم د (¬1) عن معاوية) رمز المصنف لحسنه، وفيه عبد الله بن سعد قال أبو حاتم: مجهول، وقال ابن القطان: صدق أبو حاتم لو لم يقله لقلناه، وذكره الساجي في ضعفاء الشام. 9310 - "نهى عن الاختصار في الصلاة. (حم د ت) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى عن الاختصار) بالخاء المعجمة والصاد المهملة وهو وضع اليد على الخاصرة (في الصلاة) جاء تعليله في الحديث بأنه راحة أهل النار، وقيل: لأنه تشبه باليهود، واعلم أن أصل النهي التحريم ولا يصرفه إلى غيره إلا دليل آخر. (حم د ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وهو متفق عليه بلفظ: "نهى أن يصلي الرجل مختصرًا" (¬3). 9311 - "نهى عن الإختصاء. ابن عساكر عن ابن عمر". (نهى عن الاختصاء) بكسر الهمزة والخاء المعجمة والصاد المهملة وهو رض الخصيتين وهو نهي تحريم في حق الآدمي لما فيه من قطع النسل المطلوب بقاؤه وتعذيب النفس المحرم والتشويه وإدخال الضرر الذي قد يفضي إلى الهلاك وتغيير خلق الله وكفر نعمة الرجولية. وفي غير الآدمي خلاف، قال النووي: الأصح تحريم خصاء غير المأكول مطلقًا وأما المأكول فيجوز في صغره لا كبره، قال ابن حجر في الفتح (¬4): فيلحق به ما في معناه من التداوي ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 49)، وأبو داود (2075)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6035). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 290)، وأبو داود (947)، والترمذي (383)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6861). (¬3) أخرجه البخاري (1219)، ومسلم (545). (¬4) انظر: فتح الباري (9/ 111).

لقطع شهوة الجماع. (ابن عساكر (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وفيه يوسف بن يونس الأفطس (¬2) قال في الميزان عن ابن عدي: كلما روى عن الثقات فهو منكر فمن ذلك هذا الحديث. 9312 - "نهى عن الإقران، إلا أن يستأذن الرجل أخاه. (حم ق د) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن الإقران) بهمزة مكسورة بين لام وقاف كذا نسخ الجامع ووقع عند أئمة بهذا اللفظ، وقال القرطبي (¬3): كذا وقعت هذه اللفظة لجميع رواة مسلم وليست معروفة فإنها وقعت رباعية من أقرن وصوابه القران لأنه من قرن يقرن ثلاثيا كما في رواية أخرى، وقال ابن حجر (¬4): الرواية الفصحى أنسب وكذا جاء عند أحمد والطيالسي وهو أن يقرن تمرة بتمرة فيأكلهما معًا لأن فيه إجحافًا برفيقه مع ما فيه من الشره والنهي للتنزيه إن كان الآكل مالكا مطلق التصرف وإلا فللتحريم، وقال ابن بطال: هو للندب مطلقًا لأن الذي يوضع للآكل سبيله سبيل المكارمة لا للتشامح والأرجح الأول (إلا أن يستأذن الرجل) في القران. (أخاه) شريكه في الأكل فيأذن له فيجوز لأن حقه قد أسقطه وتقوم القرينة بالإذن مقام التصريح به. (حم ق د (¬5) عن ابن عمر) وقد رواه الترمذي وابن ماجة والنسائي فما كان للمصنف الاقتصار على أبي داود. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (10/ 378)، وانظر فتح الباري (9/ 116، 118)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6862). (¬2) انظر الميزان (6/ 310)، والمغني (2/ 765). (¬3) شرح مسلم (13/ 229). (¬4) فتح الباري (5/ 132). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 81)، والبخاري (2455)، ومسلم (2045)، وأبو داود (3834).

9313 - "نهي عن الإقعاء في الصلاة. (ك هق) عن سمرة". (نهى عن الإقعاء في الصلاة). (ك هق) (¬1) عن سمرة). 9314 - "نهي عن الإقعاء، والتورك في الصلاة. (حم هق) عن أنس (صح) ". (نهى عن الإقعاء، والتورك) بكسر الهمزة والقاف وعين مهملة ممدود وهو [4/ 330] أن يقعد على وركيه ناصبا فخذيه، قال البيهقي: الإقعاء نوعان: أحدهما: هذا وهو المنهي عنه، والثاني: قد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - وهو أن يضع أطراف أصابع رجليه وركبتيه على الأرض والتثنية على عقبيه فالمنهي عنه الأول، والتورك بأن يجلس على كعب يسراه بعد أن يضجعها بحيث يلي ظهرها الأرض ويخرجها من جهة يمينه ويلصق وركه بالأرض. (في الصلاة) والنهي للتحريم. (حم هق (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 9315 - "نهى عن الأكل والشرب في إناء الذهب والفضة. (ن) عن أنس". (نهى) تحريمًا (عن الأكل والشرب في إناء الذهب) الخالص (والفضة) الخالصة أو المصنوع منهما، فهذا المنهي عنه لا مطلق الاستعمال في غير ذلك. (ن (¬3) عن أنس). 9616 - "نهى عن التبتل. (حم ق د) عن سعد، (حم ت ن هـ) عن سمرة (صح) ". (نهى) تنزيهًا (عن التبتل) أي الانقطاع عن النكاح؛ لأن تكثير النسل مطلوب ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 272)، والبيهقي في السنن (2120)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6864). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 233)، والبيهقي في السنن (2/ 120)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6865)، والصحيحة (1670). (¬3) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (6632)، والضياء في المختارة (1550)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6866).

والنكاح مرغب فيه إلا لمانع، وقد اختلف الناس في الأفضل هل النكاح أو تركه، والمسألة مبسوطة في محلها، ويحتمل أن النهي للتحريم وإنما يباح الترك للمانع. واعلم أن هذا الحديث وما بعده إلى قوله: "نهى عن أكل الثوم" (¬1) كان حقه التأخير حتى يستوفي حرف الهمزة ثم يعود إلى حرف الباء الموحدة مثل: "نهى عن بيع كذا"، ثم يعود إلى حرف التاء المثناة كهذا الحديث؛ لأن ترتيب كتابه في ما سلف هكذا إلا أنه هنا وقع في تخليط الحروف فتأمل. (حم ق د عن سعد. حم ت ن هـ (¬2) عن سمرة بن جندب). 9317 - "نهى عن التبقر في المال والأهل. (حم) عن ابن مسعود" (ح). (نهى عن التبقر) بالمثناة الفوقية فالموحدة فالقاف والراء أي الكثرة والسعة. قال الزمخشري: التبقر تفعل من بقر بطنه شقه وفتحه فوضع موضع التفرق والتبدد والمعنى في النهي أن يكون في أهله وماله تفرق في بلاد شتى فيؤدي إلى توزع قلبه انتهى. (في المال والأهل) والظاهر أنه للتنزيه ويحتمل التحريم لأن التوسع مما يفوت عليه الأعمال الأخروية. (حم (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه. 9318 - "نهى عن التحريش بين البهائم. (د ت) عن ابن عباس (ح) ". (نهى) تحريمًا (عن التحريش) الإعزاء والتهييج للشر (بين البهائم) ومنه مناطحة الثيران والكباش ومنافرة الديكة إذا كان هذا في البهائم محرما فكيف ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3978). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 183)، والبخاري (5073)، ومسلم (1402)، والترمذي (1083)، والنسائي (6/ 58)، وابن ماجه (1849) من حديث سعد بن أبي وقاص، وأخرجه أحمد (5/ 17)، والترمذي (1082)، والنسائي (6/ 59)، وابن ماجة (1849)، من حديث سمرة بن جندب. (¬3) أخرجه أحمد (1/ 439)، والطيالسي (380)، والبيهقي في الشعب (10390)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6868).

به في الأوادم، وقيل: إنه للتنزيه والأول أرجح (د ت (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: حسن صحيح. 9319 - "نهى عن التختم بالذهب. (ت) عن عمران بن حصين (صح) ". (نهى عن التختم بالذهب) اتخاذ الخاتم منه ويأتي نهى عن خاتم الذهب وهو نهي تحريم في حق الرجال دون النساء (ت (¬2) عن عمران بن حصين). رمز المصنف لصحته. 9320 - "نهى عن الترجل إلا غبًّا. (حم 3) عن عبد الله بن مغفل (صح) ". (نهى عن الترجل) بالجيم تسريح الشعر ومشطه (إلا غبًّا) أي يومًا بعد يوم، فلا يكره لأن المداومة عليه كل يوم مبالغة في التزيين وهو من خصال المترفين، قال العراقي: ولا فرق في النهي عن التسريح كل يوم بين الرأس واللحية وأما حديث: "إنه كان يسرح لحيته كل يوم مرتين" فلم أقف عليه بإسناد ولم أقف عليه إلا في الإحياء (¬3) ولا فرق بين الرجل والمرأة ولكن الكراهة فيها أخف لأن التزين في حقهن أوسع. (حم 3 (¬4) عن عبد الله بن مغفل) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح. 9321 - "نهى عن التكلف للضيف. (ك) عن سلمان (صح) ". (نهى عن التكلف للضيف) بل يقدم إليه ما وجد لئلا يثقل عليه، ولأنه بالتكلف يدخل نفسه في الدين وقد لا يجد له الوفاء، بل الأولى أن لا يمسك ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2562)، والترمذي (1708)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6036). (¬2) أخرجه الترمذي (1738). (¬3) انظر: في الإحياء وقال العراقي (1/ 86): تقدم حديث أنس: "كان يكثر تسريح لحيته"، وللخطيب في الجامع من حديث الحكم مرسلًا: "كان يسرح لحيته بالمشط". (¬4) أخرجه أحمد (4/ 86)، وأبو داود (4159)، والترمذي (1756)، والنسائي (8/ 132)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6870).

موجودا ولا يتكلف مفقودًا ولا يزيد على عادته. (ك (¬1) عن سلمان) رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي: سنده لين. 9322 - "نهى عن الجداد بالليل والحصاد بالليل. (هق) عن الحسين (ح) ". (نهى عن الجداد) بالفتح للجيم والكسر صرام النخل أي قطع ثمرها (بالليل) لأنه قد يفوت الفقراء ما يعطون عند الجداد (والحصاد بالليل) قطع الزرع للعلة الأولى، وكانوا يفعلون ذلك فرارًا من الفقراء كما أراد أصحاب الجنة المذكورة قصتهم في سورة نون. (هق (¬2) عن الحسين بن علي) رمز المصنف لحسنه. 9323 - "نهى عن الجدال في القرآن. السجزي عن أبي سعيد (ح) ". (نهى عن الجدال في القرآن). المراد الجدال بالباطل من الطعن فيه والقصد إلى إدحاض الحق وإخفاء نور الله، كما قال تعالى: {وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ} [غافر: 5]، أما الجدال في لإيضاح ملتبسه وحل مشكله ومفاتحة أهل العلم لإبانة معانيه واستخراج أدلته فهو من محاسن الدين (السجزي (¬3) عن أبي سعيد) الخدري، رمز المصنف لحسنه. 9324 - "نهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه. (د هـ ك) عن ابن عمر". (نهى) تحريمًا (عن الجلوس على مائدة) أو مجلس (يشرب عليها الخمر) [4/ 331] لأنها قامت على معصية وإقرار لأهلها عليها (و) نهى (أن يأكل ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 123)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6871)، والصحيحة (2392). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 133)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6872)، والصحيحة (2393). (¬3) أخرجه السجزي كما في الكنز (2819)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6873)، وصححه في الصحيحة (2419).

الرجل) أو المرأة (وهو منبطح على بطنه) لقبح هيئته، ولأن فيه إضرار بالمعدة (د هـ ك) (¬1) عن ابن عمر سكت عليه المصنف، وقال في المطامح: حديث ضعيف. 9325 - "نهى عن الجمة للحرة والعقصة للأمة. (طب) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن الجمة) بضم الجيم وتشديد الميم (للحرة) وهو سدل الشعر على الرأس (والعقصة للأمة) قال في النهاية (¬2): أصل العقيصة: الطي وإدخال أطراف الشيء في أصوله والعقيصة الشعر المعقوص والنهي عن ذلك للتشبه بالحرائر انتهى. (طب (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير والصغير ورجال الصغير ثقات انتهى فكان ينبغي للمصنف أن يعزوه إلى الصغير ميلًا إلى الطريق الصحيحة على غيرها. 9326 - "نهى عن الجلالة أن يركب عليها أو يشرب من ألبانها. (د ك) عن ابن عمر (صح) ". (نهى) تحريما. (عن الجلالة) هي من الأنعام التي تأكل الجلة أي العذرة (أن يركب عليها) ولفظ أبي داود "نهى عن الجلالة من الإبل يركب عليها أحد" يمنع الركوب عليها جمع من السلف وحمله في المطامح على التغليظ، وقال: ليس في ركوبها معنى يوجب التحريم (أو يشرب من ألبانها) أو يؤكل من لحمها وهذا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3774)، وابن ماجة (3370)، والحاكم (4/ 129)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6874)، والصحيحة (2394). (¬2) انظر النهاية (3/ 275). (¬3) أخرجه الطبراني في الصغير (370)، وانظر المجمع (5/ 196)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6037).

للتحريم ومنهم من حمله في الكل عن التنزيه. (د ك (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال النووي: بعد عزوه لأبي داود: إسناده صحيح. 9327 - "نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب. (حم د ت ك) عن معاذ ابن أنس (صح) ". (نهى عن الحبوة) بكسر المهملة وضمها من الاحتباء وهو ضم ساقيه إلى بطنه بشيء مع ظهره وقد يكون باليدين عوض الثوب (يوم الجمعة والإمام يخطب) لأنه يجلب النوم فيفوته خير الوعظ بسماعه وجاء النهي عن الاحتباء مطلقًا غير مقيد بيوم الجمعة، قال ابن الأثير (¬2): إنما نهى عنه مطلقًا لأنه إذا لم يكن عليه إلا ثوب واحد ربما تحرك أو زال الثوب فتبدو عورته. (حم د ت ك (¬3) عن معاذ بن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن، وقال الحاكم: صحيح، وقال عبد الحق: إسناده ضعيف، قال ابن القطان: وذلك لأن فيه عبد الرحيم بن ميمون (¬4) ضعفه ابن معين انتهى. وقال المنذري: ابن ميمون ذكر أبو حاتم أنه لا يحتج به. 9328 - "نهى عن الحكرة بالبلد وعن التلقي وعن السوم قبل طلوع الشمس وعن ذبح قني الغنم. (هب) عن علي". (نهى عن الحكرة بالبلد) تقدم في الاحتكار أحاديث في حرف الميم والنهي للتحريم، وقوله: بالبلد كأنه جموع علي الأغلب وإلا فإن النهي عام للبدو والحضر، وقيل: إنه أريد بالبلد مكة فإنه من أسمائها والاحتكار فيها أشد إثمًا؛ ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3787، 2558)، والحاكم (2/ 34)، وصححه الألباني في صحيحة (6875). (¬2) النهاية (1/ 880). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 439)، وأبو داود (1110)، والترمذي (514)، والحاكم (1/ 289)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6876). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (2/ 392)، والميزان (4/ 338).

لأنها واد غير ذي زرع (وعن التلقي) للحلوبة لما فيها من الغرر بالبائع والتضييق على المشترين (وعن السوم قبل طلوع الشمس) أي أن يساوم في سلعة في ذلك الوقت لأنه وقت ذكر الله تعالى فلا يشتغل بغيره ويحتمل أن المراد سوم الإبل ورعيها قبل طلوع الشمس لئلا يرعي والمرعي ندى فيصيبها وباء من ذلك (وعن ذبح قنى الغنم) بالقاف والنون والياء جمع قنوة، قال الزمخشري: وهي التي تقنى للولد، وفي النهاية (¬1) تقنى للدر والولد واحدتها قنوة والنهي للتنزيه. (هب (¬2) عن علي بن أبي طالب) - رضي الله عنه -. 9329 - "نهى عن الخذف. (حم ق د هـ) عن عبد الله بن مغفل (صح) ". (نهى عن الخذف) بخاء وذال معجمتين وفاء الرمي بالحصى أو النواة بين سبابتيه أو غيرهما لأنه يفقأ العين ولا ينكأ العدو ولا يقتل الصيد. (حم ق د هـ (¬3) عن عبد الله بن مغفل) من حديث سعيد بن جبير عنه وفيه قصة، قال سعيد: كان عبد الله جالسا إلى جنب ابن أخ له فخذف فنهاه وقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الخذف، وقال: إنها لا تصيد صيدًا ولا تنكأ عدوًا وتكسر السن وتفقأ العين فعاد ابن أخيه فخذف فقال أحدثك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنها ثم تخذف لا أكلمك أبدًا. 9330 - "نهى عن الدواء الخبيث. (حم د ت هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى عن الدواء الخبيث) كالنجس والسم فالتداوي بكل محرم محرم ويدل أن إذنه - صلى الله عليه وسلم - للعرنين بالتداوي بأبوال الإبل على طهارة أبوالها. (حم د ت هـ ك (¬4) ¬

_ (¬1) انظر النهاية (4/ 117). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (11216)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6038). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 86)، والبخاري (5479)، ومسلم (1954)، وأبو داود (5270)، وابن ماجة (3226). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 305)، وأبو داود (3867)، والترمذي (2045)، وابن ماجة (3459)، والحاكم (4/ 410)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6878).

عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما، وأقره الذهبي في التلخيص، وقال في المهذب (¬1): إسناده صحيح. 9331 - "نهى عن الديباج والحرير والإستبرق. (هـ) عن البراء (صح) ". (نهى عن الديباج) الثياب المتخذة من الإبريسم (والحرير والإستبرق) غليظ الديباج أو رقيقه فهو تخصيص بعد التعميم والكل شمله النهى عن الحرير. (هـ (¬2) عن البراء) رمز المصنف لصحته. 9332 - "نهى عن الذبيحة أن تفرس قبل أن تموت. (طب هق) عن ابن عباس". (نهى عن الذبيحة) من الأنعام. (أن تفرس) أي تكسر رقبة الذبيحة (قبل أن تبرد) (¬3) أي تموت لأن ذلك من سوء الذبيحة [4/ 332] ولأنه تعذيب لها. (طب هق (¬4) عن ابن عباس) ورواه ابن عدي وغيره. 9333 - "نهى عن الرقى والتمائم والتولة. (ك) عن ابن مسعود (صح) ". (نهى عن الرقى) بزنة العلا جمع رقية وهي العوذة والمراد إذا كان بغير القرآن وغير أسماء الله وصفاته (والتمائم) تقدم أنها خرزات تعلقها العرب على الطفل لدفع العين ثم اتسع فيها فسميت بها كل عوذة (والتولة) بزنة غيبة بكسر ففتح: ما يحبب المرأة للرجل من سحر أو غيره (ك (¬5) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (15226). (¬2) أخرجه ابن ماجة (3589)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6879). (¬3) هكذا في الأصل. (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 248) رقم (13013)، البيهقي في السنن (9/ 280)، وابن عدي في الكامل (4/ 39)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6039)، والضعيفة (4717). (¬5) أخرجه الحاكم (4/ 217)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6880)، والصحيحة (2972).

9334 - "نهى عن الركوب على جلود النمار. (د ن) عن معاوية (صح) ". (نهى عن الركوب على جلود النمار) لما فيه من الخيلاء؛ ولأنه من زي العجم أو لغير ذلك (د ن (¬1) عن معاوية) رمز المصنف لصحته. 9335 - "نهى عن الزور. (ن) عنه (صح) ". (نهى عن الزور) قال قتادة: يعني ما يكثر به النساء أشعارهن من الخرق. (ن (¬2) عنه) رمز المصنف لصحته. 9336 - "نهى عن السدل في الصلاة، وأن يغطي الرجل فاه. (حم 4 ك) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى عن السدل) بمهملتين مفتوحات (في الصلاة) وهو إرسال الثوب حتى يصيب الأرض لأنه من الخيلاء وهو في الصلاة أقبح وإلا فهو منهي عنه مطلقا أو أراد سدل الشعر فإنه ربما ستر الجبهة وغطى الوجه قال العراقي ويدل له قوله (وأن يغطي الرجل فاه) لأنه من فعل الجاهلية كانوا يتلثمون بالعمائم فيغطون أفواههم فنهوا عنه لأنه ربما منع من إتمام القراءة أو كمال السجود، قال البغوي: فإن عرض له تثاؤب غطى فيه بثوبه أو بيده لخبر فيه (حم 4 ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي إلا أنه قال الشارح: ظاهر صنيع المصنف أن الكل رووا الكل والترمذي إنما اقتصر على الجملة الأولى وقال: لا يعرف إلا من حديث عسل بن سفيان انتهى؛ قال المناوي: وعسل هو اليربوعي أبو قرة ضعيف (¬4)، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1794)، والنسائي (7/ 176)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6881). (¬2) أخرجه النسائي (5/ 420)، ومسلم (2127). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 295)، وأبو داود (643)، والترمذي (378)، وابن ماجة (966)، والحاكم (1/ 253)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6883). (¬4) انظر: العلل ومعرفة الرجال (2/ 366)، ولسان الميزان (7/ 304) والكاشف (3790).

الذهبي في المهذب: هذا منكر. 9337 - "نهى عن السواك بعود الريحان، وقال: إنه يحرك عرق الجذام. الحارث عن ضمرة بن حبيب مرسلًا". (نهى عن السواك بعود الريحان وقال) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - (إنه يحرك عرق الجذام) ورواه المصنف في الموضوعات بلفظ: "نهى عن السواك بعود الريحان والرمان" ومثله رواه العراقي في شرح أبي داود فلعله سقط من قلم الناسخ لفظ "الرمان" هنا أو من قلم المصنف. (الحارث عن ضمرة بن حبيب مرسلًا) (¬1) سكت عليه المصنف، وقال ابن حجر: (¬2) هذا مرسل. ضعيف وقد رواه أبو نعيم مرفوعًا بلفظه، قال ابن محمود في شرح أبي داود: وهو ضعيف بل أورده ابن الجوزي في الموضوعات (¬3). 9338 - "نهى عن السَّوْمِ قبل طلوع الشمس وعن ذبح ذوات الدر. (هـ ك) عن علي (صح) ". (نهى عن السوم قبل طلوع الشمس) تقدم أنه يحتمل معنيين وقوله (وعن ذبح ذوات الدر) تقوي أنه أريد سوم الأنعام ورعيها وأنه أريد بالقني في ما سلف ذوات الدر ويأتي في حرف لا "لا تذبحوا ذات در". (هـ ك (¬4) عن علي) بن أبي طالب - رضي الله عنه - رمز المصنف لصحته ورواه ابن أبي شيبة في المطامح: سنده ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي شيبة (26548)، والحارث في مسنده (162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6040)، والضعيفة (4718). (¬2) انظر تلخيص الحبير (1/ 72). (¬3) انظر: الموضوعات لابن الجوز (3/ 38). (¬4) أخرجه ابن ماجة (2206)، والحاكم (4/ 234)، وأبو يعلى في مسنده (541)، وضعفه الألباني في الضعيفة (4719).

9339 - "نهى عن الشرب قائما والأكل قائما. الضياء عن أنس". (نهى عن الشرب قائمًا) نهي تنزيه، وقال ابن حزم: للتحريم وإنما حمله الجمهور على الأول لشربه - صلى الله عليه وسلم - من زمزم قائمًا وكأنهم رووه متأخرًا عن النهي لأنه في حجة الوداع وإنما نهى عنه لأنه يحدث مفاسد بدنية (والأكل قائمًا) كذلك نهى تنزيهًا. (الضياء (¬1) عن أنس). 9340 - "نهى عن الشرب من في السقاء. (د ت خ هـ) عن ابن عباس (صح) ". (نهى تنزيهًا عن الشرب من في السقاء) أي فم القربة لأن انصباب الماء مرة واحده في المعدة ضار بها وقد يكون فيه ما لا يراه الشارب فيدخل جوفه فيؤديه، وإنما حمل على التنزيه لأنه - صلى الله عليه وسلم - قام إلى قربة معلقة فشرب منها كما في الشمائل. (د ت خ هـ (¬2) عن ابن عباس) وقال المناوي: رواه الجماعة كلهم في الأشربة إلا مسلمًا ولم يقتصر على الثلاثة كما هنا. 9341 - "نهى عن الشرب من في السقاء وعن ركوب الجلالة والمجثمة. (حم 3 ك) عنه (صح) ". (نهى عن الشرب من في السقاء وعن ركوب الجلالة) تقدما معًا، قيل: لأن الجلالة تعرق فيتلوث الراكب بعرقها (والمجثمة) بالجيم والمثلثة تقدم أنها التي تربط وترمى فتقتل فالنهي عن الفعل لما فيه من الإيلام وسوء القتلة وعن أكل لحمها وهذه كلها للتنزيه ويحتمل في الآخر التحريم وسميت مجثمة لأنها تجثم بالأرض أي تلزمها وتلصق بها. (حم 3 ك (¬3) عنه) أي ابن عباس رمز ¬

_ (¬1) أخرجه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (2558)، ورواه مسلم (2024) بمعناه. (¬2) أخرجه أبو داود (3719)، والترمذي (1825) والبخاري (5629)، وابن ماجة (3421)، والنسائي (3/ 74)، وأحمد (1/ 241). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 226، 293)، وأبو داود (3719)، والترمذي (1825)، والنسائي (7/ 240)، =

المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9342 - "نهى عن الشرب من ثلمة القدح، وأن ينفخ في الشراب. (حم د ك) عن أبي سعيد (صح) ". (نهى عن الشرب من ثلمة القدح) بضم المثلثة محل الكسر لأنه مجتمع الأوساخ والزهومة وفي رواية أنه مقعد الشيطان (وأن ينفخ في الشراب) [4/ 333] لأنه قد ينفصل عن فيه ما يقذره وهو أشد كراهة من التنفس فيه. (حم د ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وفيه قرة بن عبد الرحمن بن جبريل المصري (¬2) خرج له مسلم مقرونًا بغيره، وقال أحمد: منكر الحديث وابن معين ضعيف. 9343 - "نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة، ونهى عن لبس الذهب والحرير، ونهى عن جلود النمور أن يركب عليها، ونهى عن المتعة، ونهى عن تشييد البناء. (طب) عن معاوية (صح) ". (نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة) تقدم والنهي للتحريم لثبوت الوعيد عليه ولأنه الأصل في النهي (ونهى عن لبس الذهب والحرير) تقدم أيضًا وهو للتحريم على المذكور (ونهى عن جلود النمور أن يركب عليها وعن المتعة) بالنساء. (وعن تشييد البناء) رفعه وإعلائه زيادة على المعتاد والحاجة والمناهي ظاهر ¬

_ = والحاكم (1/ 445)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6890). (¬1) أخرجه أحمد (3/ 80)، وأبو داود (3722)، والحاكم (1/ 157)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6888) وحسنه في الصحيحة (388). (¬2) انظر: المغني (2/ 524)، وميزان الاعتدال (5/ 470)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 17).

أنها للتحريم. (طب (¬1) عن معاوية) رمز المصنف لصحته، ورواه الدارقطني والبيهقي بنحوه عن علي. 9344 - "نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن ينشد فيه ضالة، وأن ينشد فيه شعر ونهى عن التحليق قبل الصلاة يوم الجمعة. (حم 4) عن ابن عمرو". (نهى عن الشراء والبيع في المسجد) لأنه إنما بني لطاعة من ذكر وتلاوة وصلاة. (وأن ينشد فيه ضالة) تطلب بالسؤال عنها وتقدم وإن المراد بها ضوال الأنعام لا غيرها (وأن ينشد فيه شعر) وهذا للتنزيه وإلا فقد ورد أنه أنشد حسان وكذلك كعب بن زهير (ونهى عن التعليق) فيه أي جلوس المسلمين فيه حلقًا حلقًا (قبل الصلاة يوم الجمعة) لأنه ربما قطع الصفوف مع كونهم مأمورين يوم الجمعة بالتبكير والتراص في الصفوف. (حم 4 (¬2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: حسن. 9345 - "نهى عن الشغار. (حم ق 4) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن الشغار) بكسر الشين المعجمة أي نكاح الشغار وهو أن يزوج الرجل الرجل بقريبته على أن يزوجه بقريبته وذلك للخلو عن المهر أو للتعليق والنهي عند الأكثر للتحريم وقيل للتنزيه. (حم ق 4 (¬3) عن ابن عمر)، رواه الطبراني عن أبي بن كعب مرفوعًا وزاد: قالوا: وما الشغار؟ قال: "نكاح المرأة بالمرأة بلا صداق بينهما". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 352) رقم (824)، ورواه بنحوه الدارقطني في سننه (1/ 41)، والبيهقي في سننه (7/ 201) عن علي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6886). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 179)، وأبو داود (1079) والترمذي (322)، والنسائي (1/ 262)، وابن ماجة (766) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6885). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 7، 19، 62)، والبخاري (2696)، ومسلم (1415)، وأبو داود (2074)، والترمذي (1124)، والنسائي (6/ 110)، وابن ماجة (1883)، ورواه الطبراني في الأوسط (3559) عن أبي بن كعب مرفوعًا.

9346 - "نهى عن الشهرتين: دقة الثياب وغلظها، ولينها وخشونتها، وطولها وقصرها؛ ولكن سداد فيما بين ذلك، واقتصاد. (هب) عن أبي هريرة وزيد بن ثابت. (ض) ". (نهى عن الشهرتين) أي لبسة الشهرتين وأبانها بقوله: (دقة الثياب) خلاف ما عليه أهل بلده (وغلظها، ولينها وخشونتها، وطولها وقصرها) وبالجملة الأمر المستغرب بين أهل بلده الذي تستهزئه وكذلك في الألوان، ولذا قال: (ولكن سداد بين ذلك) بين بالمذكور (واقتصاد) عطف تفسير. (هب (¬1) عن أبي هريرة وزيد بن ثابت) رمز المصنف لضعفه. 9347 - "نهى عن الصرف قبل موته بشهرين البزار (طب) عن أبي بكرة (ح) ". (نهى عن الصرف) بيع أحد النقدين بالآخر (قبل موته بشهرين) كرهه جماعة من السلف لهذا الخبر وسببه ضيق الأمر وكثرة حرجه وعسر التوقي والتخلص فيه من الربا والنهي للتنزيه. (البزار طب (¬2) عن أبي بكرة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه بحر بن كنيز السقاء وهو ضعيف (¬3) والحديث في الصحيح من غير ذكر تاريخ. 9348 - "نهى عن الصماء، والاحتباء في ثوب واحد. (د) عن جابر". (نهى عن الصماء) بالصاد المهملة والمد أي اشتمالها بأن يخلل نفسه بثوبه ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6231)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6044)، والضعيفة (3226): موضوع. (¬2) أخرجه البزار في مسنده (3683)، وأخرجه أحمد (3/ 8) عن أبي هريرة، وابن ماجه (2258) عن أبي سعيد. وأورده الهيثمي في المجمع (4/ 116)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6045)، والضعيفة (4720). (¬3) انظر: المغني (1/ 100).

ولا يرفع شيئًا من جوانبه ولا يمكنه إخراج يديه إلا من أسفله فيخاف ظهور عورته سمي صماء لسد المنافذ كلها كالصخرة الصماء؟ (والاحتباء في ثوب واحد) تقدم بيان وجهه. (د (¬1) عن جابر). 9349 - "نهى عن الصورة. (ن) عن جابر (ح) ". (نهى عن الصورة) أي عن التصوير وهي نقش صورة حيوان تام الخلقة على جدار أو سقف أو نحوه، فالنهي للتحريم. (ت (¬2) عن جابر) رمز المصنف لحسنه. 9350 - "نهى عن الصلاة على القبور. (حب) عن أنس (صح) ". (نهى عن الصلاة إلى القبور) تحذيرًا للأمة عن التذرع إلى عبادة الموتى من تعظيم القبور والظاهر أن النهي يشمل الصلاة في محل فيه قبر، سواء تأخر عن المصلي أو تقدم كالصلاة في القباب والمشاهد والنهي للتحريم. (حب (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 9351 - "نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب. (ق ن) عن ابن عمر (صح) ". (نهى) تحريمًا. (عن الصلاة) نفلًا (بعد الصبح) أي بعد صلاة الصبح أو بعد طلوع الصبح وهو الفجر إلا ما علم من ركعتيه (حتى تطلع الشمس، وبعد العصر) أي صلاته (حتى تغرب) وظاهره عموم الصلوات ذوات الأسباب وغيرها في مكة وغيرها وفيه خلاف فقيل: لا تكره ذوات الأسباب وقيل ولا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4081)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6894). (¬2) أخرجه أحمد (335)، والترمذي (1749)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6859). (¬3) أخرجه ابن حبان في صحيحه (2323)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6893).

بمكة. قال الحافظ ابن حجر (¬1): ومحصل ما ورد فيه النهي من الأوقات خمسة، عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وبعد الصبح، وبعد العصر، وعند الاستواء، وترجع في التحقيق إلى ثلاثة عندي من بعد صلاة الصبح إلى ارتفاع الشمس فيشمل الصلاة عند الطلوع وكذا من صلاة العصر إلى الغروب. (ق ن (¬2) عن ابن عمر). 9352 - "نهى عن الصلاة نصف النهار حتى تزول الشمس إلا يوم الجمعة. الشافعي عن أبي هريرة (حسن) ". (نهى) تحريمًا. (عن الصلاة [4/ 334] نصف النهار حتى تزول الشمس) هو عند استواء الشمس في قبة الفلك وجاء معللًا عند مسلم بأنها ساعة تسجر فيها جهنم واستشكل بأن فعل الصلاة مظنة الرحمة ففعلها مظنة لطرد العذاب فكيف أمر بتركها وأجيب بأن التعليل إذا جاء من جهة الشارع يجب قبوله وإن لم يفهم معناه كذا قيل (إلا يوم الجمعة) فإنها لا تكره الصلاة عند الاستواء فإذا ثبت هذا كان لشرف الجمعة. (الشافعي (¬3) عن أبي هريرة) كتب عليه المصنف حسن، والشافعي أخرجه في مسنده عن إبراهيم بن أبي يحيى عن إسحاق بن أبي فروة عن سعيد عن أبي هريرة، قال الحافظ بن حجر (¬4): وإبراهيم وسعيد ضعيفان انتهى. وقال البيهقي: في إسناده من لا يحتج به، قال الشارح: إلا أن له شواهد وسرد منها ثم قال: وبذلك يتجه رمز المصنف لحسنه فهو حسن لغيره. 9353 - "نهى عن الصلاة في الحمام، وعن السلام على بادي العورة. (عق) عن أنس (ض) ". ¬

_ (¬1) انظر فتح الباري (2/ 62). (¬2) أخرجه البخاري (581)، ومسلم (828)، والنسائي (1/ 276). (¬3) أخرجه الشافعي في مسنده (1/ 63)، والبيهقي في سننه (2/ 464)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6048). (¬4) انظر التلخيص الحبير (1/ 188).

(نهى عن الصلاة في الحمام) وعلل في الأحاديث بأنه بيت الشيطان فالنهي للتحريم والمراد به داخله عند كشف العورات والاغتسال (وعن السلام على بادي) كاشف (العورة) لأنه مأمور بالإعراض عنه وغض الطرف لا تحديثه (عق (¬1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. 9354 - "نهى عن الصلاة في السراويل. (خط) عن جابر". (نهى عن الصلاة) فرضًا ونفلًا (في السراويل) إذا لم يكن عليه سواها لما في حديث أبي بردة "نهى عن أن يصلي الرجل في السراويل الواحد ليس عليه غيره" (¬2). (خط (¬3) عن جابر) سكت عليه المصنف، وفيه الحسين بن وردان أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) وقال: لا يعرف وحديثه منكر في ذم السراويل انتهى. وفي الميزان نحوه، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 9355 - "نهى عن الضحك من الضرطة. (طس) عن جابر (ح) ". (نهى عن الضحك من الضرطة) أي نهى السامعين إذا سمعوا ذلك الصوت عن الضحك وقال: "لم يضحك أحدكم مما يفعل" (¬5) (طس (¬6) عن جابر) رمز المصنف لحسنه وقد أعله الهيثمي وغيره بأن فيه عبد الله بن عصمة النصيبي، ¬

_ (¬1) أخرجه العقيلي في الضعفاء (1/ 69)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6046)، والضعيفة (5233): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (1939)، وذكره العقيلي في الضعفاء (3/ 121). (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (5/ 138)، والطبراني في الأوسط (7837)، وذكره الهيثمي في المجمع (2/ 51) وقال: فيه حسين بن وردان قال أبو حاتم: ليس بالقوي، والعقيلي في الضعفاء (1/ 251)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 681)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6047). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 176)، وميزان الاعتدال (2/ 308). (¬5) جزء من حديث أخرجه البخاري (4942) عن جابر، ومسلم (2855) عن عبد الله بن زمعة. (¬6) أخرجه الطبراني في الأوسط (9433)، وابن عدي في الكامل (4/ 210)، وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 207)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6869)

قال ابن عدي وغيره: له مناكير انتهى. وفي الميزان (¬1) تركه ابن حبان وقال: لا يحل الرواية عنه ثم أورد له هذا الخبر. 9356 - "نهى عن الطعام الحار حتى يبرد. (هب) عن عبد الواحد بن معاوية ابن خديج مرسلًا (ض) ". (نهى عن الطعام الحار) عن أكله. (حتى يبرد) أي يعتدل لما في رواية: "حتى يذهب بخاره" (¬2) (هب (¬3) عن عبد الواحد بن معاوية بن خديج مرسلًا) رمز المصنف لضعفه، وفيه الحسن بن هانيء (¬4) ويحيى بن أيوب (¬5) ضعيفان، هذا وقد أخرجه البيهقي نفسه من حديث صهيب (¬6) مرفوعًا بلفظ: "نهى عن أكل الطعام الحار حتى يمكن" (¬7). 9357 - "نهى عن العب نفسًا واحدًا، وقال: ذلك شرب الشيطان. (هب) عن شهاب مرسلًا". (نهى عن العب نفسًا) بفتح الفاء. (واحدًا، وقال) - صلى الله عليه وسلم - شرب الشيطان) لأنه فعل النهم العجول وربما ضر بالشارب بل يشرب ثلاثة أنفاس كما سلف. (هب (¬8) عن ابن شهاب مرسلًا). 9358 - "نهى عن العمرة قبل الحج. (د) عن رجل (ض) ". (نهى عن العمرة قبل الحج) وهذا هو النهي عن المتعة وقد اختلف فيها ¬

_ (¬1) انظر ميزان الاعتدال (4/ 146). (¬2) رواه البيهقي في السنن (7/ 280)، وفي الشعب (1950) عن أبي هريرة. (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (5911)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6049). (¬4) انظر ميزان الاعتدال (7/ 436). (¬5) انظر المغني (2/ 630)، وميزان الاعتدال (7/ 159). (¬6) في الأصل "ضعيف"، بدل "صهيب". (¬7) رواه البيهقي في الشعب (5912). (¬8) أخرجه البيهقي في الشعب (6011)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6050).

السلف بما هو مبسوط في غير هذا المحل (د (¬1) عن رجل) رمز المصنف لضعفه قال الخطابي: في إسناده مقال. 9359 - "نهى عن الغناء، والاستماع إلى الغناء، وعن الغيبة، والاستماع إلى الغيبة، وعن النميمة، والاستماع إلى النميمة". (طب خط) عن ابن عمر (ض) ". (نهى عن الغناء) بكسر المعجمة والمد: صوت معروف وقد يقصر والمراد عن فعله (وعن الاستماع إلى الغناء، وعن الغيبة) مر تعريفها مرارًا (والاستماع إلى الغيبة) فالكل حرام على الفاعل والسامع. (وعن النميمة) مر تعريفها (والاستماع إلى النميمة) بل يجب على السامع لهذه الثلاثة الإنكار، فإن تعذر فارق المقام (طب خط (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف، وقال الهيثمي: فيه فرات بن السائب وهو متروك (¬3). 9360 - "نهى عن الكي. (طب) عن سعيد الظفري. (ت ك) عن عمران صح) ". (نهى عن الكي) تنزيهًا حيثما أمكن الغنية عنه بغيره ما الأدوية وقد كوى - صلى الله عليه وسلم - سعد بن معاذ وأبي بن كعب وتمام الحديث فاكتوينا فما أفلحنا لا أنجحنا وهذا مدرج ليس من كلامه - صلى الله عليه وسلم - (طب (¬4) عن سعد الظفري) بفتح المعجمة والفاء آخره راء نسبة إلى ظفر: بطن من الأنصار، قال الذهبي (¬5): الأصح أن سعد بن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1793)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6051)، والضعيفة (4723). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 225)، وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 91) وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط وقال الألباني في ضعيف الجامع (6052)، والضعيفة (122): ضعيف جدًّا. (¬3) انظر: المغني (2/ 509). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 50) رقم (5480) عن سعد الظفري، ورواه الترمذي (2049)، والحاكم (4/ 416)، وأحمد (4/ 444) عن عمران بن حصين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6897). (¬5) انظر: تجريد أسماء الصحابة (1/ 219 رقم 2286).

النعمان بدري. (ت ك عن عمران بن الحصين) قال: "نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكي فابتلينا فاكتوينا فلا أفلحنا ولا أنجحنا"، قال الترمذي: حسن، والمصنف رمز لصحته. 9361 - "نهى عن المتعة. (حم) عن جابر، (خ) عن علي". (نهى) تحريمًا (عن المتعة) أي متعة النكاح وهو لفظ رواية أحمد وهو النكاح المؤقت عدة معلومة أو مجهولة وقد وقع الإجماع على إباحته ثم نسخه وأبنا في حاشية ضوء النهار ما ورد من أدلة النسخ وقد بقيت الروافض على أنه مباح قيل: ولا اعتداد بخلافهم. (حم (¬1) عن جابر، خ عن علي) ورواه عنه الطبراني في الأوسط بلفظ: "نهى عن متعة النساء في حجة الوداع". 9362 - "نهى عن المثلة. (ك) عن عمران (طب) عن ابن عمر د عن المغيرة". (نهى عن المثلة) بضم الميم وسكون المثلثة: قطع أطراف الحيوان أو بعضها وهو حي أو التشويه والنهي للتحريم (ك (¬2) عن عمران بن حصين، طب عن ابن عمر د عن المغيرة)، وقد أخرجه أبو داود من حديث عمران بن حصين بلفظ: "ما قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المثلة". 9393 - "نهى عن المجر. (هق) عن ابن عمر". (نهى عن المجر) بفتح الميم وسكون الجيم آخره راء مهملة: ما في بطون ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 380) من حديث جابر، وأخرجه البخاري (5115)، والطبراني في الأوسط (5504) من حديث علي، ومسلم (1406) عن سبرة بن معبد. (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 305)، وأبو داود (2667)، وأحمد (4/ 428) عن عمران بن حصين، وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 403) رقم (3485) عن ابن عمر، وأخرجه أيضًا (20/ 381) (894) عن المغيرة بن شعبة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6899).

الحيوان قال الشارح: والذي في الأصول الصحيحة "نهى عن بيع المجر" بزيادة لفظ: بيع، قال الزمخشري (¬1): ويجوز تسمية بيع المجر مجرًا اتساعًا أو مجازًا انتهى. والنهي لأنه بيع معدوم في التحقيق وقد شمله غيره من الأحاديث كنهيه عن الملاقيح (هق (¬2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وفيه موسى بن عبيدة الربذي (¬3) وهو ضعيف. 9364 - "نهى عن المحاقله والمخاضرة، والملامسة، والمنابذة، والمزابنة. (خ) عن أنس (صح) ". (نهى عن المحاقلة) هي بيع الحنطة في سنبلها بالبر صافيًا لعدم التماثل وعن بيع (المخاضرة) بخاء وضاد معجمتين وهو بيع الزرع الأخضر قبل بدو صلاحه وعن بيع (الملامسة) بأن يلمس ثوبًا مطويًا أو في ظلمة ثم يشتريه على أنه لا خيار له إذا رآه أو يقول: إذا لمسته فقد وجب البيع وعن بيع (المنابذة) بالذال المعجمة بأن ينبذ إليه الحاجة ويكون بيعًا (و) عن بيع (المزابنة) وهي بيع تمر يابس برطب وعنب بزبيب وأنتج منه العرايا كما عرف (خ (¬4) عن أنس) ورواه غيره. 9365 - "نهى عن المخابرة. (حم) عن زيد بن ثابت (صح) ". (نهى عن المخابرة) قال القاضي: المزارعة على النصيب بأن يستأجر الأرض بنحو ريعها وفساد هذا العقد بجهالة الأجرة وقدرها، والمراد النهي عن العمل في الأرض ببعض ما يخرج منها والبذر من العامل وفيه خلاف، قد أبنا الصواب ¬

_ (¬1) الفائق (3/ 345). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 341)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6053)، الضعيفة (5255). (¬3) انظر ميزان الاعتدال (6/ 551)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 147). (¬4) أخرجه البخاري (2207).

من الأقوال في حاشية ضوء النهار. (حم (¬1) عن زيد بن ثابت) رمز المصنف لصحته. 9366 - "نهى عن المراثي. (هـ ك) عن ابن أبي أوفى (صح) ". (نهى عن المراثي) ندبة الميت بنحو يا كهفاه يا جبلاه والمراد به النهي عن النياحة وأما المراثي في العرف وهي التحزن على الميت بالإشعار فهذا قد فعله حسان والبتول رضي الله عنهما وغيرهما من السلف في زمانه - صلى الله عليه وسلم - وما زال الناس عليه وفعله الوصي (¬2) - رضي الله عنه - وكأنه خرج عن النياحة؛ لأنه ليس فيه الهيئة الاجتماعية وفي النفس منه شيء (هـ ك (¬3) عن ابن أبي أوفى) رمز المصنف لصحته. 9367 - "نهى عن المزابنة. (ق ن هـ) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن المزابنة) تقدم مثالها وهي مفاعلة من الزين الدفع لأن كل من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه أو أن أحدهما إذا وقف على ما فيه من الغبن أراد دفع البيع عن نفسه وأراد صاحبه دفعه عن هذه الإرادة بإمضاء البيع فيتزابنان. (ق ن هـ (¬4) عن ابن عمر). 9368 - "نهى عن المزابنة والمحاقلة. (ق) عن أبي سعيد (صح) ". (نهى عن المزابنة والمحاقلة) بضم الميم والحاء المهملة من الحقل وهو الزرع إذا تشعب ورقه ولم يغلظ ساقه وأصله الساحة الطيبة الصالحة للزرع ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 187)، وأبو داود (3407)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6901). (¬2) تكلمنا عنه كثيرًا، وقلنا بأنه لا يجوز إطلاقه على علي بن أبي طالب. راجع المقدمة. (¬3) أخرجه ابن ماجة (1592)، والحاكم (3/ 405)، والبيهقي في السنن (4/ 42)، وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 31) وقال: فيه إبراهيم الهجري فيه كلام، وابن عدي في الكامل (1/ 212)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6054)، والضعيفة (4724). (¬4) أخرجه البخاري (2172)، ومسلم (1542)، والنسائي (7/ 266)، وابن ماجة (2265).

وتقدم تفسيره وأن النهي لعدم تحقق المماثلة. (ق (¬1) عن أبي سعيد) قال ابن حجر (¬2) في الباب ابن عمر وابن عباس وأنس وأبو هريرة. 9369 - "نهى عن المزارعة. (حم م) عن ثابت بن الضحاك (صح) ". (نهى عن المزارعة) العمل في الأرض ببعض ما يخرج منها كما سلف (حم م (¬3) عن ثابت بن الضحاك) وبقية الحديث في صحيح مسلم: "وأمر بالمؤاجرة وقال لا بأس بها". 9370 - "نهى عن المزايدة. البزار عن سفيان بن وهب". (نهى عن المزايدة) بالمثناة التحتية والدال المهملة: أي يزيد في ثورن السلعة لا لرغبة فيها وهو كالنجش والعلة العلة. (البزار (¬4) عن سفيان بن وهب الخولاني). 9771 - "نهى عن المفدم. (هـ) عن ابن عمر". (نهى عن المفدم) بالفاء والدال المهملة مشددة مفتوحة الثوب المشبع حمرة، وقد اختلف: هل النهي للتحريم أو للتنزيه؟ والأدلة تقضي بالأول والمراد عن لبسه، وسمي مفدم لتناهي حمرته كأنه صار ممتنعًا عن قبول الزيادة على صفته. (هـ (¬5) عن ابن عمر) وفيه أنه قيل للراوي: وما المفدم؟ قال: الثوب المشبع بالعصفر. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2186)، ومسلم (1546). (¬2) انظر التلخيص الحبير (3/ 29). (¬3) أخرجه أحمد في مسنده (4/ 33)، ومسلم (1549). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 344) مقطوعًا، وانظر مجمع الزوائد (4/ 84)، وفتح الباري (4/ 354)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6055)، والضعيفة (3981). (¬5) أخرجه ابن ماجه (3601)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6905)، والصحيحة (2395).

9372 - "نهى عن المنابذة وعن الملامسة (حم ق د ن هـ) عن أبي سعيد. (صح) ". (نهى عن) بيع (المنابذة) تقدم (وعن) بيع (الملامسة) كذلك. (حم ق د ن هـ (¬1) عن أبي سعيد). 9373 - "نهى عن المواقعة قبل الملاعبة. (خط) عن جابر". (نهى عن المواقعة) للمرأه (قبل الملاعبة) لها وذلك لأنها بالملاعبة [4/ 336] يستدعي نشاطها وقبولها للوقاع فتكمل اللذة المرادة له ولها، والنهي للتنزيه وفي رواية: "المداعبة" (خط (¬2) عن جابر) سكت عليه المصنف، وفيه خلف بن محمد الخيام، قال في الميزان (¬3): سقط بروايته "نهى عن الوقاع قبل الملاعبة" وقال الخليلي: خلط، وهو ضعيف جدًّا. 9374 - "نهى عن المياثر الحمر، والقسي. (خ ت) عن البراء (صح) ". (نهى عن المياثر الحمر) جمع ميثرة وهي لبدة الفراش تتخذ من حرير أحمر وهي وسادة السرج يعني نهى عن الركوب على دابة على سرجها وسادة حمراء لأنها من مراكب الأعاجم المتكبرين (والقسي) بفتح القاف وكسر السين المشددة نوع من الثياب فيه خطوط من حرير منسوبة إلى قس قرية بمصر على ساحل البحر، قال الحافظ العراقي: فإن كان حريره أكثر فالنهي للتحريم وإلا فللتنزيه. (خ ت (¬4) عن البراء). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 6)، والبخاري (2144)، ومسلم (1512)، وأبو داود (3377)، والنسائي (4/ 16)، وابن ماجة (2170). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (13/ 220)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6056)، والضعيفة (432): موضوع. (¬3) انظر ميزان الاعتدال (2/ 453)، والمغني (1/ 212). (¬4) أخرجه البخاري (5838)، والترمذي (1760)، وأخرجه مسلم مطولًا (2066).

9375 - "نهى عن الميثرة الأرجوان. (ت) عن عمران (ح) ". (نهى عن الميثرة الأرجوان) بضم الهمزة وسكون الراء وضم الجيم صبغ أحمر أو صوف أحمر يتخذ كالفرش الصغير ويحشى بنحو قطن أو صوف ويجعله الراكب تحته فوق الرحل أو السرج فإن كان حريرا فالنهي للتحريم أو من غيره فالنهي للتنزيه لما فيه من الترفه والتشبه بعظماء الفرس فإنه كان شعارهم ذلك الوقت فلما لم يبق شعارهم زال ذلك المعني فزالت الكراهة ذكره الحافظ العراقي. (ت (¬1) عن عمران) رمز المصنف لحسنه وقد أخرجه أبو داود عن علي بلفظ "نهى عن مياثر الأرجوان" قال ابن حجر (¬2): سنده صحيح. 9376 - "نهى عن النجش. (ق ن هـ) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن النجش) بنون مفتوحة وجيم ساكنة آخره معجمة وتقدم أنه الزيادة في ثمن الشيء لا لحاجة بل ليخدع غيره والنهي للتحريم (ق ن هـ (¬3) عن ابن عمر). 9377 - "نهى عن النذر. (ق د ن هـ) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن النذر) (ق د ن هـ (¬4) عن ابن عمر) (¬5). ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2788)، وأبو داود (4048)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (9608). (¬2) انظر فتح الباري (10/ 307). (¬3) أخرجه البخاري (2142)، ومسلم (1516)، والنسائي (7/ 256)، وابن ماجة (2137). (¬4) أخرجه البخاري (6693)، ومسلم (1639)، وأبو داود (3287)، والنسائي (7/ 15)، وابن ماجة (2122). (¬5) في هامش الأصل: قال العلقمي: قال شيخنا قال البيضاوي: عادة الناس تعليق النذر على حصول المنافع ودفع المضار فنهى عنه فإن ذلك فعل البخلاء إذ السخي إذا أراد أن يتقرب إلى الله استعجل وأتى به في الحال والبخيل لا تطاوعه نفسه بإخراج شيء من ماله إلا في مقابلة شيء انتهى.

9378 - "نهى عن النعي. (حم ت هـ) عن حذيفة (ح) ". (نهى عن النعي) بفتح النون وكسر العين المهملة وتشديد الياء المثناة التحتية: إذاعة موت الميت والندابة وندبه وتعديد شمائله وأما مجرد الإشعار بموته ليحضر الناس لدفنه فجائز لأنه دلالة لهم على الخير وأما الصياح من أعلى منارة بالإخبار بوفاته فما أظنه إلا من النعي المنهي عنه كما بيناه في حواشي ضوء النهار. (حم ت هـ (¬1) عن حذيفة) رمز المصنف لحسنه. 9379 - "نهى عن النفخ في الشراب. (ت) عن أبي سعيد (صح) ". (نهى عن النفخ في الشراب) تقدم أنه لكونه يغير رائحة المشروب وربما وقع فيه من ريق النافخ فيعافه غيره (ت (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: صحيح. 9380 - "نهى عن النفخ في الطعام والشراب. (حم) عن ابن عباس (ح) ". (نهى عن النفخ في الطعام والشراب) لذلك ولدلالته على الشره والعجلة وقلة الصبر وسواء كان الآكل وحده أو معه جماعة. (حم (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنة. 9381 - "نهى عن النفخ في السجود، وعن النفخ في الشراب. (طب) عن زيد بن ثابت (خ) ". (نهى عن النفخ في السجود) لأنه ليس من مجال ذلك بل أدبه الدعاء والسكون لا النفخ. (وعن النفخ في الشراب) لما سلف. (طب (¬4) عن زيد بن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 385)، والترمذي (986)، وابن ماجة (1476)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6911). (¬2) أخرجه الترمذي (1887)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6912)، والصحيحة (385). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 309، 357)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6913). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 137) رقم (4870)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6057)، =

ثابت) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: فيه خالد بن إلياس (¬1) متروك. 9382 - "نهى عن النهبى والمثلة. (حم خ) عن عبد الله بن زيد" (صح). (نهى عن النهبى) بضم النون وسكون الهاء مقصورًا أي أخذ ما ليس له قهرًا جهرًا فإنَّه محرم ومن هنا كره الشافعية انتهاب بناء العقد في النكاح (والمثلة) تقدم تفسيرها قريبًا. (حم خ (¬2) عن عبد الله بن زيد) بن عبد ربه الأنصاري. 9383 - "نهى عن النهبة والخليسة. (حم) عن زيد بن خالد (ح) ". (نهى عن النهبة والخليسة) بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وسين مهملة: هي ما يستخلص من السبع فتموت قبل أن تذكي (¬3) فإنه محرم أكله. (حم (¬4) عن زيد بن خالد) رمز المصنف لحسنه. 9384 - "نهى عن النوح، والشعر، والتصاوير، وجلود السباع، والتبرج، والغناء، والذهب، والخز، والحرير. (حم) عن معاوية (ح) ". (نهى عن النوح) على الميت (والشعر) عن إنشائه وإنشاده وكأن المراد به ما فيه هجاء وقذاعة (¬5) (والتصاوير) للحيوان التام الخلقة (وجلود السباع) أن تفرش أو يركب عليها. (والتبرج) إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للأجنبي. (والغناء) فعلا واستماعًا كما سلف ولبس (الذهب) للرجال. (والخز والحرير) نوعان من أصل واحد نهي للرجال عن لبسهما (حم (¬6) عن معاوية) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ = والضعيفة (3980) ضعيف جدًّا. (¬1) انظر ميزان الاعتدال (2/ 407)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 245). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 307)، والبخاري (2342، 5197). (¬3) النهاية (2/ 140). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 127)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6918). (¬5) انظر: غريب الحديث للخطابي (3/ 100). (¬6) أخرجه أحمد (4/ 101)، والطبراني في الكبير (19/ 373) رقم (876)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6914).

9385 - "نهى عن النوم قبل العشاء، وعن الحديث بعدها. (طب) عن بن عباس (ح) ". (نهى عن النوم قبل العشاء) فيه مظنة فوات الصلاة وهي المراد بالعشاء بدليل قوله: (وعن الحديث بعدها) لأنَّه يؤدي إلى استغراق النوم عن قيام الليل إلا إذا كان قليلًا في أمر صالح من علم أو نحوه لما ثبت من أنه - صلى الله عليه وسلم - كان قد يسمر تارة في الأمر من أمور المسلمين. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه أبو سعد عود المكي لم أر من ذكره. 9386 - "نهى عن النياحة. (د) عن أم عطية (صح) ". (نهى عن النياحة) [4/ 337] على الميت لأنه من فعلة الجاهلية كما سلف والنهي للتحريم. (د (¬2) عن أم عطية) رمز المصنف لصحته. 9387 - "نهى عن الوحدة: أن يبيت الرجل وحده. (حم) عن ابن عمر (ح) ". (نهى عن الوحدة) الانفراد وهي: (أن يبيت الرجل وحده) في داره أي ليس فيها أحد وظاهره أو في منزله ولعل النهي لما يتولد له من الوحشة ولأنه قد يحتاج في الليل إلى غيره لطارق يطرقه. (حم (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 9388 - "نهى عن الوسم في الوجه والضرب في الوجه (حم م ت) عن جابر (صح) ". (نهى عن الوسم) بالسين المهملة: العلامة (في الوجه) بالكي للحيوان فيه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 96) رقم (11161)، وذكره الهيثمي في المجمع (1/ 315)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6915). (¬2) أخرجه أبو داود (3127)، وأخرجه البخاري مطولًا (1306) ومسلم (936). (¬3) مسند أحمد (1/ 91)، وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6919)، والصحيحة (60).

علامة له، ويجوز الوسم لغير الآدمي في غير الوجه من الأنعام، علامة له وهو مستثنى عن تعذيب الحيوان بالنار؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - وسم إبل الصدقة، ولكنه يقتصر على أخف ما تحصل به العلامة (¬1). (و) نهى عن (الضرب في الوجه) لأي حيوان من آدمي أو غيره. (حم م ت (¬2) عن جابر). 9389 - "نهى عن الوشم. (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى عن الوشم) بالشين المعجمة وتقدم لعن الواشمة وبيان ذلك وأنه محرم في الوجه وغيره والتحريم للواشمة والمستوشمة. (حم (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9390 - "نهى عن الوصال. (ق) عن ابن عمر، وعن أبي هريرة، وعن عائشة (صح) ". (نهى عن الوصال) متابعة الصوم ليلًا ونهارا من غير فطر والنهي للتحريم عند الأكثر وقيل للتنزيه. (ق (¬4) عن ابن عمر، وعن أبي هريرة، وعن عائشة). 9391 - "نهى عن إجابة طعام الفاسقين. (طب هب) عن عمران (ض) ". (نهى عن إجابة طعام الفاسقين) لأن الغالب عدم تجنبهم للحرام ولأن فيه ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: قال العلقمي: قال النووي [شرح مسلم 5/ 403]: أما الوسم فبالسين المهملة هذا هو الصحيح المعروف في الروايات وكتب الحديث، قال القاضي [النهاية 5/ 403]: ضبطناه بالمهملة وبعضهم يقوله بالمهملة والمعجمة، وبعضهم فرقه، فقال: بالمهملة في الوجه وبالمعجمة في سائر الجسد. وقال أهل اللغة: الوسم أثر كيه، يقال: بعير موسوم وقد وسمه يسمه وسما وسمة، والميسم الشيء الذي يوسم به وهو بكسر الميم وفتح السين وجمعه مياسم ومياسيم، وأصله كله في السمة وهي العلامة. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 318)، ومسلم (2116)، والترمذي (1710). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 319)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6921). (¬4) أخرجه البخاري (1962)، ومسلم (1102، 1103).

تأنيسًا لهم وإقرار على ما هم عليه من الفسوق. (طب هب (¬1) عن عمران) رمز المصنف لضعفه. 9392 - "نهى عن اختناث الأسقية (حم ق د ت هـ) عن أبي سعيد (صح) ". (نهى عن اختناث الأسقية) بالخاء المعجمة ثم مثناة فوقية ثم نون وبعد الألف ثاء مثلثة وهو كسر أفواه القرب والشرب منها والنهي للتنزيه لثبوت أحاديث الرخصة بذلك قاله النووي (¬2). (حم ق د ت هـ (¬3) عن أبي سعيد)، زاد في رواية لمسلم: "واختناثها أن يقلب رأسها ثم يشرب منها"، قلت: ولعله مدرج. 9393 - نهى عن استئجار الأجير، حتى يبين له أجره. (حم) عن ابن سعيد (ح) ". (نهى عن استئجار الأجير) لأي عمل. (حتى يبين له أجره) لأنه أقنع لنفسه وأصلح من التشاجر بعد العمل. (حم (¬4) عن أبي سعيد)، رمز المصنف لحسنه. 9394 - "نهى عن أكل الثوم. (خ) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن أكل الثوم) بالمثلثة الشجر المعروف، قال الحافظ بن حجر: هذا النهي وقع يوم خيبر وهو محمول على مريد حضور المسجد، قلت: ولا يخفى أن هذا الحديث وما تقدم كان حقه التقديم على قاعدة ترتيب المصنف الحروف. (خ (¬5) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 168) رقم (376)، وفي الأوسط (441)، والبيهقي في الشعب (5803)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6029)، والضعيفة (5231). (¬2) شرح مسلم (13/ 194). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 6)، والبخاري (5625)، ومسلم (2023)، وأبو داود (3720)، والترمذي (1890)، وابن ماجة (3418). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 59، 68، 71)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6030). (¬5) أخرجه البخاري (853).

9395 - "نهى عن أكل البصل. (طب) عن أبي الدرداء (ح) ". (نهى عن أكل البصل) المراد به النيء كما بينته رواية البخاري ويأتي آخر الباب التقييد للنهي بالنيء وجاء عن ابن عمر أنه كان يأكله مطبوخًا وكأن النهي فيه لمريد حضور المسجد. (طب (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه. 9396 - "نهى عن أكل البصل والكراث والثوم الطيالسي عن أبي سعيد (صح) ". (نهى عن أكل البصل والكراث والثوم) المراد غير مطبوخات لأنَّ النهي لما فيها من الرائحة المؤذية وهي تذهب بالطبخ والمراد لمن يريد حضور الجماعات فإنه يؤذيهم برائحته فلا يأكلها والنهي للتنزيه. (الطيالسي (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته. 9397 - "نهى عن أكل الهرة وأكل ثمنها. (ت هـ ك) عن جابر (صح) ". (نهى عن أكل الهرة) لأنها من ذوات الناب، وقد ثبت تحريم كل ذي ناب إلا أنها ليست بسبع، لحديث: "إنها ليست بسبع إنها من الطوافين عليكم" (¬3) وكأنه لهذا نقل عن المالكية جواز أكلها وأن النهي للتنزيه عندهم (وعن أكل ثمنها) فإنه يحرم بيعها وحمله الجمهور على أنه في هرة لا نفع فيها، وإلا جاز بيع ما فيها نفع. (ت هـ ك (¬4) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (5/ 46)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6852)، وله شاهد عند البخاري (854)، ومسلم (564) من حديث جابر. (¬2) أخرجه أحمد الطيالسي (271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6853)، والصحيحة (2389). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 296)، وأبو داود (75)، والترمذي (92)، والنسائي (1/ 55)، وابن ماجة (367). (¬4) أخرجه الترمذي (1280)، وابن ماجة (3250)، والحاكم (2/ 34)، وأبو داود (3807)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6033).

ورده الذهبي، وقال: إن عمر بن زيد الصنعاني (¬1) أحد رواته واهٍ انتهى، وقال ابن حبان: ينفرد بالمناكير عن المشاهير حتى خرج عن حد الاحتجاج به، وقال ابن عبد البر: حديث بيع السنور لا يثبت رفعه (¬2). 9398 - "نهى عن أكل الضب. ابن عساكر عن عائشة (د) عن عبد الرحمن بن شبل". (نهى عن أكل الضب) نهي تنزيه فإنه قد ثبت أنه أكل بحضرته - صلى الله عليه وسلم - وقد أشبعنا الكلام في ذلك في حواشي ضوء النهار (ابن عساكر (¬3) عن عائشة، وعن عبد الرحمن بن شبل) بكسر الشين المعجمة وسكون الباء الموحدة، سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي (¬4): حديث لا يصح، وفيه إسماعيل بن عياش ضعيف، وقال العراقي: تفرَّد به إسماعيل بن عياش وليس بحجة، إلا أنه قال في الفتح: سنده حسن ولا يغتر بقول الخطابي إسناده ليس بذاك [4/ 338] ولا بقول ابن الجوزي لا يصح ففيه تساهل لا يخفى. 9399 - "نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع. (ق 4) عن أبي ثعلبة" (صح). ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (2/ 467)، وميزان الاعتدال (5/ 238)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 210). (¬2) التمهيد (8/ 402). (¬3) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (16/ 286)، والخطيب البغدادي في تاريخه (12/ 318)، وابن عدي في الكامل (3/ 14) عن عائشة، وأخرجه أبو داود (3796)، البيهقي في السنن (9/ 326) عن عبد الرحمن بن شبل، وفتح الباري (9/ 665)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6859)، وصححه في الصحيحة (2390). (¬4) انظر: العلل المتناهية (2/ 661)، وميزان الاعتدال (1/ 400، 404)، والمغني في الضعفاء (1/ 85).

(نهى) تحريمًا (عن أكل كل ذي ناب من السباع) لثبوت حديث: "كل ذي ناب من السباع حرام" وعليه الجمهور. (ق 4 (¬1) عن أبي ثعلبة). 9400 - "نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع، وعن كل ذي مخلب من الطير. (حم م د ن) عن ابن عباس (صح) ". (نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب) بكسر الميم وفتح اللام (من الطير) كالغراب والصقر والعقاب والنهي تحريما في الطريفين. (حم م د ن (¬2) عن ابن عباس). 9401 - "نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية. (ق) عن البراء، وعن جابر، وعن علي، وعن ابن عمر، وعن أبي ثعلبة (صح) ". (نهى عن كل لحوم الحمر الأهلية) التي تأنس بالبيوت وينتفع بها الناس بخلاف الوحشية فإنها حلال، وإلى حرمة الأهلية ذهب الجماهير من السلف والخلف إلا ابن عباس فذهب إلى حلها، قال النووي (¬3): قال بتحريم الحمر الأهلية أكثر العلماء من الصحب ومن بعدهم لم نجد عن أحد من الصحابة فيه خلاف إلا عن ابن عباس، وعند المالكية ثلاث روايات. (ق (¬4) عن البراء، وعن جابر، وعن علي، وعن ابن عمر، وعن أبي ثعلبة) الخشني وله عدة طرق وألفاظ. 9402 - "نهى عن أكل لحوم الخيل والبغال، والحمير وكل ذي ناب من ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5530)، ومسلم (1932)، وأبو داود (3802)، والترمذي (1477)، والنسائي (7/ 200)، وابن ماجة (3232). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 244)، ومسلم (1934)، وأبو داود (3803)، والنسائي (7/ 206). (¬3) انظر: شرح صحيح مسلم (13/ 91 - 95). (¬4) أخرجه البخاري (4219، 5502، 5520)، ومسلم (941، 1407، 561، 1936): عن جابر وأخرجه البخاري (4216، 5523) عن علي، و (4217، 5522) عن ابن عمر، ومسلم (1937، 1938) عن البراء وابن أبي أوفى و (561) عن أبي ثعلبة.

السباع. (د هـ) عن خالد بن الوليد (ح) ". (نهى عن أكل لحوم الخيل والبغال، والحمير وكل ذي ناب من السباع) أما الخيل ففيها خلاف وقد أبنا المقال فيها في حواشي ضوء النهار وأن الأصح عدم صحة حديث خالد هذا، وقد عارضه في حلها ما هو أصح منه وأرجح. (د هـ (¬1) عن خالد بن الوليد) رمز المصنف لحسنه، وقال أبو داود: منسوخ، وقال البيهقي: إسناده مضطرب، وقال ابن حجر: حديث شاذ منكر، وقد أبنا وجه نكارته في حواشي ضوء النهار. 9403 - "نهى عن أكل الجلالة وألبانها. (د ت هـ ك) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن أكل الجلالة) تقدم بيانها وهو عام لكل حيوان يحل، والنهي للتحريم أو التنزيه فيه خلاف الأول الأظهر، وقد أبان الحديث إلى متى تحرم وهو حتى تعلف وقدرت لأيام علافتها مقادير بلا دليل إلا في الإبل ففي النص: "حتى تعلف أربعين يومًا" (و) عن شرب. (ألبانها) والعطف من باب: علفتها تبنا وماء باردًا، ومثله سمنها. (د ت هـ ك (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب، قال المناوي: وفيه محمد بن إسحاق. 9404 - "نهى عن أكل المجثمة، وهي التي تصبر بالنبل. (ت) عن أبي الدرداء (خ) ". (نهى عن أكل المجثمة) وبينها قوله: (وهي التي تصبر) بضم المثناة الفوقية ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3790)، وابن ماجة (3198)، والنسائي في السنن الكبرى (4844)، والبيهقي في السنن (9/ 328) وانظر: فتح الباري (9/ 651)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6034). (¬2) أخرجه أبو داود (3785)، والترمذي (1824)، وابن ماجة (3189) والحاكم (2/ 34)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6855).

وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة أي تحبس وتربط ويرمى إليها. (بالنبل) حتى تموت فإنها محرمة داخلة في الموقوذة" (ت (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه. 9405 - "نهى عن أكل الطعام الحار حتى يمكن أكله. (هب) عن صهيب (ض) ". (نهى عن أكل الطعام الحار حتى يمكن أكله) أي يبرد لما في أكل الحار من الضرر فالنهي للتحريم ولأنه لا بركة فيه كما سلف، وقوله يمكن دليل أن النهي لما اشتد حره وخيف ضره. (هب (¬2) عن صهيب) رمز المصنف لضعفه. 9406 - "نهى عن أكل الرخمة. (عد هق) عن ابن عباس (ض) ". (نهى عن أكل الرخمة) بضم الراء وسكون الخاء المعجمة وهي داخلة في ذي المخلب من الطير والنهي للتحريم. (عد هق (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ ابن حجر: حديث ضعيف جدًّا، فيه خارجة بن مصعب وهو ضعيف جدًّا. 9407 - "نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها، وعن النخل حتى يزهو. (خ) عن أنس (صح) ". (نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو) يظهر. (صلاحها) ويصح الانتفاع بها. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1473)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6857)، وحسنه في الصحيحة (2391). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (5912)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6032)، والضعيفة (5232). (¬3) أخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 55)، والبيهقي في السنن (9/ 317)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 153)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6031)، والضعيفة (4716) وقال ضعيف جدًّا.

(وعن) بيع. (النخل حتى يزهو) بفتح المثناة التحتية والواو، وفي رواية: "يزهى" وهي لغتان يقال: زهى يزهو ويزهي، قاله ابن الأثير (¬1) أي يحمر ويصفر والنهي للتحريم. (خ (¬2) عن أنس). 9408 - "نهى عن بيع ضراب الجمل، وعن بيع الماء والأرض لتحرث. (حم م ن) عن جابر (صح) ". (نهى عن بيع ضراب الجمل) وهو عسيب الفحل فإنه يحرم بيعه لما فيه من الجهالة أو لأنه بيع معدوم (وعن بيع الماء) المباح كبير في فلاة، ونهى عن إجارة. (الأرض لتحرث) أي إجارتها للزرع وهو مؤول بتأويلين أحدهما أنه نهي تنزيه، والثاني أنه محمول على إجارتها بأن يكون لمالكها قطعة معينة من الزرع، وحمله القائلون بمنع المزارعة على إجارتها بجزء مما يخرج منها. (حم م ن (¬3) عن جابر) وهو من أفراد مسلم. 9409 - "نهى عن بيع فضل الماء. (م ن هـ) عن جابر (حم 4) عن إياس بن عبد (صح) ". (نهى عن بيع فضل الماء) هو ما سلف وهو محمول على ما إذا كان يمنع به الكلأ وهو أن يكون لإنسان بئر مملوكة بالفلاة وفيها ماء فاضل عن حاجته ويكون هناك كلأ ليس عنده إلا هذا الماء ولا يمكن أصحاب المواشي رعيه إلا إذا حصل لهم السقي من هذه البئر فيحرم عليه منع فضل هذا الماء للماشية، ويجب بذل فضله لها بلا عوض لأنه إذا [4/ 339] امتنع من بذله امتنع الناس ¬

_ (¬1) انظر النهاية في غريب الحديث (2/ 323). (¬2) أخرجه البخاري (2197)، ومسلم (1555). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 417، 356)، ومسلم (1565)، والنسائي (7/ 306) سقط رمز المسند "حم" من الأصل.

من رعي الكلأ خوفا على مواشيهم من العطش فيكون بمنعه الماء مانعا عن رعي الكلأ كذا في شرح مسلم (¬1) وفيه تكلف والظاهر أنه أعم من ذلك. (م ن هـ عن جابر، حم 4 (¬2) عن إياس) بكسر الهمزة (بن عبد) بغير إضافة بن عوف له صحبة صححه الترمذي، وقال ابن دقيق العيد: على شرطهما. 9410 - "نهى عن بيع الذهب بالورق دينا. (حم ق ن) عن البراء وزيد بن أرقم (صح) ". (نهى عن بيع الذهب بالورق) بكسر الراء: الفضة (دينًا) قال النووي (¬3): أجمعوا على تحريم بيع الذهب بذهب أو فضة مؤجلًا. (حم ق ن (¬4) عن البراء وزيد بن أرقم). 9411 - "نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة. (حم 4) والطيالسي عن سمرة (صح) ". (نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة) محمول على التنزيه أو على أنهما نسيئة من الطرفين لما ثبت من أنه - صلى الله عليه وسلم - اقترض بكرًا ورد رباعيًا وقال: "خياركم أحسنكم قضاء" (¬5) والقرض في معنى البيع. (حم 4 والطيالسي (¬6) عن سمرة) رمز المصنف لصحته. 9412 - "نهى عن بيع السلاح في الفتنة. (طب هق) عن عمران". ¬

_ (¬1) انظر: شرح صحيح مسلم (10/ 228). (¬2) أخرجه مسلم (1565)، وابن ماجة (2477) عن جابر، وأخرجه الترمذي (1271)، والنسائي (7/ 307)، وابن ماجة (2476) عن إياس بن عبد. (¬3) انظر: شرح صحيح مسلم (11/ 10). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 289)، والبخاري (2181)، ومسلم (1589)، والنسائي (7/ 280). (¬5) أخرجه البخاري (2390)، ومسلم (1601). (¬6) أخرجه أحمد (5/ 12)، وأبو داود (3356)، والترمذي (1237)، والنسائي (6214)، وابن ماجة (2270)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6930)، وحسنه في الصحيحة (2416).

(نهى عن بيع السلاح) كل ما ينفع في نكاية العدو (في الفتنة) أي بيعه ممن يحارب أهل الإِسلام فيحرم لأنه إعانة على أهل الإِسلام. (طب هق (¬1) عن عمران) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني: فيه يحيى بن كنيز السقاء (¬2) وهو متروك، انتهى. ورواه البزار وابن عدي عنه أيضًا، قال ابن حجر: وهو ضعيف. 9413 - "نهى عن بيع السنين. (حم م د ن هـ) عن جابر (صح) ". (نهى عن بيع السنين) وهو أن يبيع ما يثمره عليه سنتين أو ثلاثًا أو أكثر فإنه من بيع الغرر وهو بيع المعاومة (¬3) كما في حديث آخر (حم م د ن هـ (¬4) عن جابر) ورواه عنه أيضًا ابن حبان. 9414 - "نهى عن بيع الثمر حتى يطيب. (حم ق) عن جابر (صح) ". (نهى عن بيع الثمر حتى يطيب) تقدم بلفظ: حتى يزهو قريبًا، وذلك بعد الأمن من الجوانح وهو المعبر عنه في الأحاديث الأخر بـ "حتى يدرك، حتى يبدو صلاحها". (حم ق (¬5) عن جابر). 9415 - "نهى عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم مكيلها بالكيل المسمى بالتمر. (حم م ن) عن جابر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 136) رقم (286) والبيهقي في السنن (5/ 327) وأخرجه البخاري (2/ 741) تعليقا، والبزار (3589)، وابن عدي في الكامل (2/ 51)، وانظر المجمع (4/ 87)، والعلل المتناهية (2/ 579) والتلخيص الحبير (3/ 18) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6059). (¬2) انظر المغني (2/ 742)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 201). (¬3) انظر: الاستذكار (10/ 193) وشرح صحيح مسلم (10/ 193). (¬4) أخرجه أحمد (3/ 309)، ومسلم (1536)، وأبو داود (3374)، والنسائي (7/ 294)، وابن ماجة (2218)، وابن حبان في صحيحه (4995). (¬5) أخرجه أحمد (3/ 395)، والبخاري (2189)، ومسلم (1536).

(نهى عن بيع الصبرة من التمر) بالتاء المثناة من فوق، والمراد مثلًا، وإلا فكل الثمار مثله. (لا يعلم مكيلها) قدرها كيلًا. (بالكيل المسمى من التمر) لجهل التساوي فحرم ذلك. (حم م ن (¬1) عن جابر). 9416 - "نهى عن بيع حبل الحبلة. (حم ق 4) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن بيع حبل الحبلة) بالفتح فيهما والحاء المهملة الأول مصدر حبلت بكسر الموحدة والثاني اسم جمع كظلمة في ظالم، قال جماعة: هو البيع بثمن مؤجل إلى أن تلد الناقة ويلد ولدها، وقد ذكر مسلم في هذا الحديث هذا التفسير عن ابن عمر وبه قال مالك والشافعي، وقال آخرون: هو بيع ولد ولد ابن الناقة الحامل في الحال وهو تفسير أبي عبيد ومعمر بن المثنى والقاسم بن سلام وآخرين من أهل اللغة. (حم ق 4 (¬2) عن ابن عمر). 9417 - "نهى عن بيع الكاليء بالكاليء. (ك هق) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن بيع الكاليء بالكاليء) الهمزة فيهما أي النسيئة بأن يشتري شيئًا إلى أجل، فإذا حل ولم يجد ما يقضي به يقول بعته بأجل آخر بزيادة، فيبيعه بلا تقابض، ومنه بيع الدين بالدين يقال: كلأ الدين كلوًا فهو الكائي إذا تأخر. (ك هق (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال أحمد: ليس في هذا شيء يصح لكن الإجماع عليه، وقال الشافعي: أهل الحديث يوهنون هذا الحديث. 9418 - "نهى عن بيع الثمر بالتمر. (ق د) عن سهل بن أبي حثمة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1530)، والنسائي (7/ 269) وأحمد (3/ 381)، والحاكم (2/ 38). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 5)، والبخاري (2143)، ومسلم (1514)، وأبو داود (3380)، والترمذي (1229)، والنسائي (6219)، وابن ماجة (2197). (¬3) أخرجه الحاكم (2/ 57)، والبيهقي في السنن (5/ 290)، وانظر: فتح الباري (13/ 239)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6061).

(نهى عن بيع الثمر) بالمثلثة. (بالتمر) بالمثناة: بيع الرطب بالتمر فيحرم رطب بتمر وهو المزابنة ورخص منه في العرايا. (ق د (¬1) عن سهل بن أبي حثمة) بفتح المهملة وسكون المثلثة. 9419 - "نهى عن بيع الولاء، وعن هبته. (حم ق 4) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن بيع الولاء) بفتح الواو، ولا العتاق وهو إذا مات العتيق ورثه معتقه، كانت العرب تبيعه فنهو عنه، ونهى (عن هبته) لأنه حق كالنسب فكما لا يجوز نقل النسب لا يجوز نقله، ويأتي النص بأنه لحمة كلحمة النسب آخر الباب. (حم ق 4 (¬2) عن ابن عمر). 9420 - "نهى عن بيع الحصاة وعن بيع الغرر. (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى عن بيع الحصاة) بأن يقول البائع للمشتري: إذا نبذت إليك الحصاة فقد وجب البيع، أو يرمي حصاة إلى قطيع غنم أو نحوها فما أصابته فهو المبيع، كانت من بيوع الجاهلية، (و) نهى (عن بيع الغرر) كل ما اشتمل على غرر البائع أو المشتري والنهي للتحريم. (حم م (¬3) عن أبي هريرة) رواه البيهقي عن ابن عمر. 9421 - "نهى عن بيع النخل حتى يزهو، وعن السنبل حتى يبيض ويأمن العاهة. (م د ت) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن بيع النخل حتى يزهو) أي بيع ثمره حتى يبدو صلاحه، قال ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2191)، ومسلم (1540)، وأبو داود (3361). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 9)، والبخاري (2535)، ومسلم (1506)، وأبو داود (2919)، والترمذي (2126)، والنسائي (7/ 306)، وابن ماجة (2747). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 436)، ومسلم (1513) أبي هريره، وأخرجه البيهقي في السنن (5/ 266) ابن عمر.

الزمخشري: يقال زها الثمر وأزهى إذا احمر واصفر (وعن) بيع (السنبل حتى يبيض) أي يشتد حبه. (ويأمن العاهة) الآفة التي تصيب الثمار فيفسدها، يقال: عاه القوم وأعاه إذا أصابت ثمارهم وماشيتهم العاهة. (م د ت (¬1) عن ابن عمر). 9422 - "نهى عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة. (طب) عن زيد بن ثابت (صح) ". نهى عن بيع الثمار حتى تنجو [4/ 340] من العاهة) وفسَّره في مسلم بظهور الصلاح لأن عنده ينتفع به ولا تفسده العاهة. (طب (¬2) عن زيد بن ثابت) رمز المصنف لصحته. 9423 - "نهى عن بيع الثمر بالتمر كيلًا، وعن بيع العنب بالزبيب كيلا، وعن بيع الزرع بالحنطة كيلا. (د) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن بيع الثمر) بالمثلثة. (بالتمر) بالمثناة. (كيلًا، وعن بيع العنب بالزبيب كيلًا، وعن بيع الزرع بالحنطة كيلًا) وهي المزابنة وقد سلف مرارًا. (د (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 9424 - "نهى عن بيع المضطر وبيع الغرر، وبيع الثمرة قبل أن تدرك. (حم د) عن علي (صح) ". (نهى عن بيع المضطر) إلى العقد بنحو الإكراه عليه بغير حق فإنه باطل وأما بنحو دين لزمه أو نفقة أو مؤونة، فقيل: يجوز ويكره بل الأولى إعانته، وقيل: يجوز في الطرفين ما لم يكن بالإكراه على نفس العقد. (وبيع الغرر) فإنه يحرم لما ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1535)، وأبو داود (3368)، والترمذي (1226). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 122) رقم (4810)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6923). (¬3) أخرجه مسلم (1542)، وأبو داود (3361).

فيه من غش المسلم. (وبيع الثمرة) بالمثلثة عام لكل ثمرة (قبل أن تدرك) تصلح للأكل وفي لفظ: "قبل أن تطعم". (حم د (¬1) عن علي) رمز المصنف لصحته، وقال عبد الحق: حديث ضعيف، وقال ابن القطان (¬2): صالح بن عامر أحد رواته لا يعرف ورواه عن شيخ من بني تميم لا يعرف، وفي الميزان: صالح بن عامر نكرة بل لا وجود له. 9425 - "نهى عن بيع العربان. (حم د هـ) عن ابن عمرو". (نهى عن بيع العربان) بضم العين المهملة والراء والباء الموحدة، ويقال العربون: وذلك بأن يشتري سلعة ويدفع للبائع شيئًا فإن رضي المبيع كان من الثمن وإلا فهبة، فيبطل عند الأكثر للشرط والتردد، وقال الأذرعي: في الفوت فرع، قال بعض أصحابنا: لا يصح بيع العربان للنهي عنه، وهو أن يقول بعتك من هذه الجوالق أو الغنم ما يقع عليه عراب، وهذا إن كان له أصل من بيوع الجاهلية، وفساده ظاهر انتهى. قلت: وهذا بناء على أنه قد ثبت رواية في الحديث بالغين المعجمة: جمع غراب وهو غريب. (حم د هـ (¬3) عن ابن عمرو). 9426 - "نهى عن بيع الشاة باللحم. (ك هق) عن سمرة (صح) ". (نهى عن بيع الشاة باللحم) نهى عن بيع حيوان أي حيوان باللحم كما يصرح ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 116)، وأبو داود (3382)، وانظر الميزان (3/ 406)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6063). (¬2) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 157). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 183)، وأبو داود (3502)، وابن ماجة (2192)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6060).

به الحديث الآتي. (ك هق (¬1) عن سمرة)، رمز المصنف لصحته، وهو من رواية الحسن عنه، قال البيهقي: في سماعه منه خلاف فمن أثبته عده موصولًا. 9427 - "نهى عن بيع اللحم بالحيوان. مالك والشافعي (ك) عن سعيد بن المسيب مرسلًا، والبزار عن ابن عمر". (نهى عن بيع اللحم بالحيوان) هو كما سلف إلا أنه هنا جعل المبيع اللحم. (مالك والشافعي ك (¬2) عن سعيد بن المسيب مرسلًا، والبزار عن ابن عمر)، قال ابن حجر: وفيه ثابت بن زهير (¬3) ضعيف. 9428 - "نهى عن بيع المضامين والملاقيح وحبل الحبلة. (طب) عن ابن عباس (صح) ". (نهى عن بيع المضامين) بالضاد المعجمة: ما في أصلاب الفحول فهو كالنهي عن عسب الفحل (والملاقيح) بفتح الميم والقاف والحاء المهملة: ما في بطن الناقة، وفسرهما مالك في الموطأ بالعكس (وحبل الحبلة) تقدم قريبًا (طب عن ابن عباس) (¬4)، رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر: سنده قوي. 9429 - "نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها وتأمن العاهة. (حم) عن عائشة" (صح). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 35)، والبيهقي في السنن (5/ 296)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6933). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 35)، والبيهقي في السنن (5/ 296) عن سعيد بن المسيب مرسلًا، وانظر التلخيص الحبير (3/ 10)، وصححه الألباني في صحيح (6936). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 120)، والميزان (2/ 84). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 230) رقم (230)، وانظر: مجمع الزوائد (4/ 188)، والتلخيص الحبير (3/ 12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6937).

(نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها وتأمن العاهة) تقدما قريبًا. (حم (¬1) عن عائشة)، رمز المصنف لصحته. 9430 - "نهى عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان فيكون لصاحبه الزيادة وعليه النقصان. البزار عن أبي هريرة (صح) ". (نهى عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان) صاع البائع وصاع المشتري، فلا يجوز أن يبيعه مكيلًا على قيل الشراء، بل لا بد من إعادة كيله. (فيكون لصاحبه) بائعه (الزيادة وعليه النقصان) والنهي للتحريم ويجري في الموزون والمزروع ونحوهما من المقادير، وقيل: يختص بالطعام أخذًا بمفهوم الحديث. (البزار (¬2) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: فيه مسلمة بن مسلم الحزمي، لم أجد من ترجمه وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال ابن حجر في الباب: أنس وابن عباس عند ابن عدي بسندين ضعيفين جدًّا، وقال: روي من أوجه إذا ضم بعضها إلى بعض قوي مع ما ثبت عن ابن عباس وابن عمر. 9431 - "نهى عن بيع المحفلات. البزار عن أنس (صح) ". (نهى عن بيع المحفلات) بالحاء المهملة جمع محفلة وهي: المصراة من شاة أو بقر أو ناقة، والنهي للتحريم للتدليس والغرر. (البزار (¬3) عن أنس)، رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه إسماعيل بن مسلم المكي (¬4) وهو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6924). (¬2) أخرجه البزار كما في المجمع (4/ 112)، وأبو يعلى في معجمه (293)، وأخرجه ابن ماجة (2228) والدارقطني (24)، والبيهقي في السنن (5/ 316)، وعبد بن حميد في مسنده (1059) عن جابر بن عبد الله وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 14) عن أنس والخطيب في موضح أوهام الجمع (2/ 460) عن أبي هريرة، وانظر التلخيص الحبير (3/ 27)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6935). (¬3) أخرجه البزار في مسنده (1963)، وانظر المجمع (4/ 108)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6062). (¬4) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 16)، والمغني (1/ 87).

ضعيف. 9432 - "نهى عن بيعتين في بيعة. (ت ن) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى عن بيعتين) بكسر الباء الموحدة وفتحها، الأول نظرًا إلى الهيئة والثاني نظرًا إلى المرة، وقال الزركشي: الأحسن ضبطه بالكسر. (في بيعة) لهما كأن يبيعه شيئًا على أن يشتري منه شيئًا آخر، أو يقول: بعتك هذا بعشرة نقدًا وبعشرين نسيئة فخذ أيهما شئت. (ت ن (¬1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح. 9433 - "نهى عن تلقي البيوع. (ت هـ) عن ابن مسعود (صح) ". (نهى عن تلقي البيوع) وهو أن يتلقى السلعة الواردة إلى محل بيعها قبل [4/ 341] وصولها إليه فيشتريها فإنه نهى عنه لما فيه من الإضرار بأهل الأمصار ولما فيه من الغرر للبائع. (ت هـ (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وهو في الصحيحين بمعناه. 9434 - "نهى عن تلقي الجلب. (هـ) عن ابن عمر (ح) ". (نهى عن تلقي الجلب) بفتح اللام بمعنى مجلوب وهو ما يجلب من بلد إلى بلد وهو كالذي قبله والنهي للتحريم. (هـ (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 9435 - "نهى عن ثمن الكلب، وعن ثمن السنور (حم 4 ك) عن جابر". (نهى عن ثمن الكلب) تحريمًا فإنه لا يحل بيعه. (وعن ثمن السنور) قيل: الذي لا نفع فيه أو المتوحش، قالوا: النهي للتنزيه ولا أدري ما صرفه عن ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (1231)، والنسائي في السنن الكبرى (6228)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6943). (¬2) أخرجه الترمذي (1220)، وابن ماجة (2180)، والبخاري (2164)، ومسلم (1518) بمعناه. (¬3) أخرجه ابن ماجة (2179)، وأخرجه مسلم (1517) بمعناه.

التحريم فيهما. (حم 4 ك (¬1) عن جابر) وأخرجه مسلم. 9436 - "نهى عن ثمن الكلب إلا الكلب المعلم. (حم ن) عن جابر". (نهى عن ثمن الكلب) والنهي عن ثمنه نهي عن بيعه. (إلا الكلب المعلم) للصيد فإنه يحل بيعه للحاجة إليه. (حم ن (¬2) عن جابر). 9437 - "نهى عن ثمن الكلب إلا كلب الصيد. (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (نهى عن ثمن الكلب إلا كلب الصيد) (ت (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 9438 - "نهى عن ثمن الكلب وثمن الدم وكسب البغي. (خ) عن أبي جحيفة (صح) ". (نهى عن ثمن الكلب وثمن الدم) فيحرم بيع الدم. (وكسب البغي) بفتح الموحدة والغين المعجمة وتشديد الياء: الزانية أي ما تأخذه على زناها والكل نهي تحريم. (خ (¬4) عن أبي جحيفة) ولم يخرجه مسلم، قال المناوي (¬5): ووهم صاحب المنتقى في عزوه لمسلم. 9439 - "نهى عن ثمن الكلب، وثمن الخنزير، وثمن الخمر، وعن مهر البغي، وعن عَسْبِ الفحل. (طس) عن ابن عمرو (ح) ". (نهى عن ثمن الكلب) لأنه نجس فلا يحل بيعه ولا ثمنه ومثله قوله: (وثمن الخنزير، وثمن الخمر) والنهي عن الثمن نهي عن البيع (ونهى عن مهر البغي) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 339)، وأبو داود (3479)، والترمذي (1279)، والنسائي (7/ 190)، وابن ماجة (2161)، والحاكم (2/ 34)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6950). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 317)، والنسائي (7/ 190)، وانظر العلل المتناهية (2/ 595)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6947). (¬3) أخرجه الترمذي (1281)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6946). (¬4) أخرجه البخاري (5347). (¬5) انظر: كشف المناهج والتناقيح (2031).

هو ما تأخذه عوضًا عن الزنا وقد علم حرمة الزنا من ضرورة الدين، فالنهي عن المهر إبانة أنه لا يتوهم أنه يحل وإن كان ما قبض عليه محرما وفيه أن لفظ المهر يطلق على ما يؤخذ في مقابلة البضاع مطلقا حلالًا كان أو حرامًا ولم يأت في القرآن لفظ المهر. (وعن عَسْبِ الفحل) أي عن ثمنه وبيعه (طس (¬1) عن ابن عمرو)، رمز المصنف لحسنه. 9440 - "نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن. (ق 4) عن أبي مسعود (صح) ". (نهى عن ثمن الكلب) وقد خص كلب الصيد كما مر (ومهر البغي) وقد أوضحنا في حواشي ضوء النهار أنه لا يحل لها ولا يحل أن ترجعه لمن أعطاها ويجب التصدق به. (ونهى عن حلوان) بضم الحاء المعجمة. (الكاهن) المخبر بالمغيبات منجمًا أو غيره فإن ما يعطاه لأجل إخباره بذلك محرم عليه أخذه ومحرم على من أعطاه بذل ماله فالتحريم في الكل على الجميع. (ق 4 (¬2) عن أبي مسعود) البدري. 9441 - "نهى عن جلد الحد في المساجد. (هـ) عن ابن عمرو (ضعيف) ". (نهى عن جلد الحد) لمن وجب عليه. (في المساجد) فإنه وإن كان طاعة وإمضاء لأمر الله إلا أنه يجتمع فيه الكثير من الناس فتحصل الأذية لأهل العبادة والإهانة لمحلها. (هـ (¬3) عن ابن عمرو) كتب عليه المصنف ضعيف. 9442 - "نهى عن جلود السباع. (ك) عن والد أبي المليح (صح) ". (نهى عن جلود السباع) تقدم إيقاع النهي على الركوب على جلود النمور، ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (6035)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6948). (¬2) أخرجه البخاري (2237)، ومسلم (1567)، وأبو داود (3428)، والترمذي (1133)، والنسائي (4/ 402)، وابن ماجة (2159). (¬3) أخرجه ابن ماجة (2600)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6952).

وهذا أعم نهيا فإن ظاهره حرمة الانتفاع بها مطلقًا في كل جلد سبع. (ك (¬1) عن والد أبي المليح) رمز المصنف لصحته. 9443 - "نهى عن حلق القفا إلا عند الحجامة. (طب) عن عمر (ض) ". (نهى) تنزيهًا (عن حلق القفا) قفا الرأس لما فيه من التشويه إن لم يحلقه جميعًا. (إلا عند الحجامة) فإنه جائز للضرورة. (طب (¬2) عن عمر) رمز المصنف لضعفه. 9444 - "نهى عن خاتم الذهب. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى) تحريمًا. (عن خاتم الذهب) للرجال وتقدَّم، وأنه قد كان لبسه - صلى الله عليه وسلم - ونبذه. (م (¬3) عن أبي هريرة). 9445 - "نهى عن خاتم الذهب وعن خاتم الحديد. (هب) عن ابن عمر (ض) ". (نهى عن خاتم الذهب) وأبيح خاتم الفضة، ونهى: (عن خاتم الحديد) وعلله في الحديث بأنه حلية أهل النار (هب (¬4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه. 9446 - "نهى عن خصاء الخيل والبهائم. (حم) عن ابن عمر". (نهى عن خصاء) بالخاء المعجمة والصاد المهملة: رض خصيتي (الخيل والبهائم) وتقدم أنه أبيح خصي الغنم صغارًا. (حم (¬5) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 144)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6953). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (5/ 169)، وفي الأوسط (2969) عن أنس، وفي الصغير (261) عن عمر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6064)، والضعيفة (4727). (¬3) أخرجه البخاري (5526)، ومسلم (2089). (¬4) أخرجه البيهقي في الشعب (5864)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6955). (¬5) أخرجه أحمد (2/ 24)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6956).

9447 - "نهى عن ذبائح الجن. (هق) عن الزهري مرسلًا" (ضعيف). (نهى عن ذبائح الجن) أي ما يذبح مرادًا به الجن، كما يذبحه على الآبار لذلك وعلى المرضى ونحو ذلك؛ لأنه أريد به غير الوجه الشرعي الذي تراق له الدماء، وقريب منه ما يذبح على العمائر المستجدة، وقريب منه ما يذبح على قبور الموتى، فالنهي عن الذبح، وهل يحرم المذبوح أو لا؟ فيه نظر. (هق (¬1) عن الزهري مرسلًا) كتب عليه المصنف ضعيف. 9448 - "نهى عن ذبيحة نصارى العرب. (حل) عن ابن عباس". (نهى عن) أكل (ذبيحة نصارى العرب) تخصيص لهم من بين أهل الكتاب كأنه لأمر يقترن بذبحهم. (حل (¬2) عن ابن عباس). 9448 - "نهى عن ذبيحة المجوس وصيد كلبه وطائره. (قط) عن جابر (ض) ". (نهى عن ذبيحة المجوس) لأنهم ليسوا أهل كتاب وإن كان حكمهم حكمهم إلا في حل الذبائح كحديث: "سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير أكل ذبائحهم" (¬3). (وصيد كلبه وطائره) أي المجوسي الدال عليه لفظ المجوس. (قط (¬4) عن جابر) رمز المصنف لضعفه. 9450 - "نهى عن ركوب النمور. (هـ) عن أبي ريحانة (ضعيف) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (9/ 314)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6065)، والضعيفة (240) وقال: موضوع. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 55)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6067)، والضعيفة (2351). (¬3) أخرجه مالك في الموطأ (1/ 278) (616)، والشافعي في مسنده (1/ 209). (¬4) أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 295)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6066)، والضعيفة (2352).

(نهى عن ركوب النمور) كما نهى عن الركوب على جلودها. (هـ (¬1) عن أبي ريحانة) بالحاء المهملة آخره نون، كتب عليه المصنف ضعيف. 9451 - "نهى عن سب الأموات. (ك) عن زيد بن أرقم (صح) ". (نهى عن سب الأموات) تخصيص لهم زيادة في الزجر وإلا فإنه منهي عن سب الأموات والأحياء وهو عام للكفار وغيرهم، وقد علل في أحاديث تأتي في حرف (لا) بأنه يؤدي الأحياء، وبأنهم قد أفضوا إلى ما قدموا. (ك (¬2) عن زيد بن أرقم) رمز المصنف لصحته. 9452 - "نهى عن سلف وبيع وشرطين في بيع وبيع ما ليس عندك وربح ما لم تضمن" (طب) عن حكيم بن حزام (ح) ". (نهى عن سلف وبيع) كأن يقول بعتك هذه إن راجت لك وإلا فهي سلف لعدم إمضاء البيع، أو بأن يقول بعتك هذا على أن تسلفني كذا؛ لأنه إنما يقرضه ليحابيه في الثمن فيدخل في الثمن الجهالة. (وشرطين) شرط للمشتري وشرط للبائع. (في بيع) لذلك أو يقول: بعتك هذا نقدًا بكذا ونسيئة بكذا. (وبيع ما ليس عندك) ما لم يكن حاضرًا وإن كان في ملك البائع لما فيه من الغرر، وقد خص منه المسلم. (ما لم تضمن) بأن تبيعه ما اشتراه ولم يقبضه. (طب (¬3) عن حكيم بن حزام) رمز المصنف لحسنه. 9453 - "نهى عن شريطة الشيطان. (د) عن ابن عباس وأبي هريره (ح) ". (نهى عن شريطة الشيطان) هي الذبيحة التي لا تقطع أوداجها، وكانوا في الجاهلية يقطعون بعض حلقهما ويتركونها حتى تموت وأضافها إلى الشيطان لأنه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3655)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6957). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 385)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6958)، والصحيحة (2397). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 207) رقم (3146)، والترمذي (1233)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6959).

الحامل لهم على ذلك. (د (¬1) عن ابن عباس وأبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 9454 - "نهى عن صبر الروح وخصاء البهائم (هق) عن ابن عباس (ض) ". (نهى عن صبر) بالصاد المهملة والباء الموحدة الساكنة والراء: هو حبس ذي (الروح) وهو الحيوان بأن يربط ويرمى، وفسره في النهاية (¬2): بالخصى فإنه صبر شديد. (وخصاء) بالمد. (البهائم) فإنه سلف النهي عنه تنزيهًا في حق صغارها وتحريمًا في حق كبارها. (هق (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، ورواه البزار باللفظ المزبور وزاد في آخره نهيًا شديدًا، قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح. 9455 - "نهى عن صوم ستة أيام من السنة: ثلاثة أيام التشريق، ويوم الفطر، ويوم الأضحى، ويوم الجمعة مختصة من الأيام. الطيالسي عن أنس (ح) ". (نهى عن صوم ستة أيام من السنة: ثلاثة أيام التشريق) لأنها أعياد أهل الإِسلام (ويوم الفطر) لذلك (ويوم الأضحى) عاشر ذي الحجة (ويوم الجمعة) لأنه من الأعياد فإنه عيد الأسبوع وتلك أعياد السنة، وقد قيدت الجمعة بأن النهي عن إفرادها وكذلك بأن لا تكون واجبة الصوم كفي رمضان (مختصة من) بين (الأيام) أي هذه السنة يختص بالنهي عن صومها. (الطيالسي (¬4) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال البيهقي: هو ضعيف من طرقه كلها، ومثله قاله ابن حجر. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2826)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6068). (¬2) النهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 8). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 24)، وأبو يعلى في مسنده (2497) والبزار كما في مجموع الزوائد (5/ 483)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6960). (¬4) أخرجه الطيالسي (2105)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6961)، والصحيحة (2398).

9456 - "نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة (حم د هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى عن صوم يوم عرفة) تاسع ذي الحجة. (بعرفة) وندب بغيرها وذلك لأنه يضعف به عن القيام بالمناسك والدعاء، ولأن يوم عرفة من أعياد أهل الإِسلام. (حم د هـ ك (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9457 - "نهى عن صوم يوم الفطر والنحر. (ق) عن عمر وعن أبي سعيد (صح) ". (نهى عن صوم يوم الفطر) أول يوم من شوال (ويوم النحر) لما سلف (ق (¬2) عن عمر وعن أبي سعيد) (صح). 9458 - "نهى عن صيام يوم قبل رمضان والأضحى والفطر وأيام التشريق. (هق) عن أبي هريرة (ح) ". (نهى عن صيام يوم قبل رمضان) لأنه خلاف ما أمر به - صلى الله عليه وسلم - من قوله: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يومًا" (¬3)، فصوم اليوم الذي يشك فيه منهي عنه، كالنهي في قوله: (والأضحى والفطر وأيام التشريق) فصار المنهي عنه ثمانية أيام في السنة: الستة الماضية، ويوم عرفة بعرفة، ويوم قبل رمضان، والنهي في الكل للتحريم كما هو أصله. (هق (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 9459 - "نهى عن صيام رجب كله. (هـ طب هب) عن ابن عباس". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 304)، وأبو داود (2440)، وابن ماجة (1732)، والحاكم (1/ 434)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6069). (¬2) أخرجه البخاري (1990، 1991)، ومسلم (827). (¬3) أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 208)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6964).

(نهى عن صيام رجب كله) وإن كان الصوم فيه في الجملة مرغب فيه لأنه من الأشهر الحرم، وبهذا أخذت الحنابلة. والعلة أنه تخصيص لوقت بالعبادة لم يخصصه بها الشارع. (هـ طب هب (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقد قال الذهبي: كابن الجوزي حديث لا يصح تفرَّد به داود عن عطاء وقد ضعفوه، وقال البخاري وغيره: متروك. 9460 - "نهى عن صيام يوم الجمعة. (حم ق هـ) عن جابر (صح) ". (نهى عن صيام الجمعة) لما سلف من أنه عيد الأسبوع. حم ق هـ (¬2) عن جابر). 9461 - "نهى عن صيام يوم السبت. (ن) والضياء عن بشر المازني". (نهى عن صيام يوم السبت) أي عن إفراده بالصوم لأن اليهود تعظمه وتتخذه عيدًا، فلو اتخذه المؤمن للصوم لكان الاتخاذ شبيه الاتخاذ في الجملة كذا قيل، وقال ابن حجر في فتح الباري (¬3): أن النهي عن صوم يوم السبت منسوخ لحديث أم سلمة أنه - صلى الله عليه وسلم - "كان يصوم السبت والأحد" (¬4) أخرجه أحمد والنسائي. (ن والضياء (¬5) عن بشر) [4/ 343] بكسر الباء الموحدة وسكون المعجمة وضبطه بضم الباء وسكون المهملة (المازني) نسبة إلى مازن بن عمرو قبيلة معروفة. 9462 - "نهى عن ضرب الدف، ولعب الصنج، وضرب الزمارة. (خط) عن علي". ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (1743)، والطبراني في الكبير (10/ 287) رقم (10681)، والبيهقي في الشعب (3814)، وانظر العلل المتناهية (2/ 555)، والميزان (3/ 154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6070)، والضعيفة (4728) وقال: ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 312)، والبخاري (1984)، ومسلم (1143)، وابن ماجة (1724). (¬3) فتح الباري (10/ 362). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 323)، والنسائي في السنن الكبرى (2775). (¬5) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (2768)، والضياء في المختارة (42)، وصححه الألباني في الإرواء (4/ 960).

(نهى عن ضرب الدف) محمول على غير النكاح، لورود حديث: "فصل بين الحلال والحرام الضرب بالدف" (¬1). (ولعب الصنج) بالصاد المهملة مفتوحة والنون الساكنة آخره جيم وهو ذو الأوتار، وقيل: يتخذ من صفر ويضرب أحدهما بالآخر، والأول الصنج العجمي، والثاني العربي والكل منهي عنه. (وضرب الزمارة) ضبط في ما قوبل على خط المصنف بضم الزاي وهو المزمار. (خط (¬2) عن علي بن أبي طالب) - رضي الله عنه - سكت عليه المصنف، وفيه إسماعيل بن عياش وقد مر القول فيه وعبد الله بن ميمون القدح (¬3) قال أبو حاتم: متروك ومطر بن أبي سالم (¬4) مجهول. 9463 - "نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل. (د ك) عن ابن عباس (صح) ". (نهى عن طعام المتباريين) تقدم أنهما المتعارضان في الضيافة فخرًا ورياء والمباراة المفاخرة. (أن يؤكل) لأنه إعانة لهما على المحرم من فعلهما. (د ك (¬5) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، لكن قال في الميزان: صوابه مرسل. 9464 - "نهى عن عسب الفحل. (حم خ 3) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن عسب الفحل) تقدم قريبًا. (حم خ 3 (¬6) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 259). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 300)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6071)، والضعيفة (4729). (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين للنسائي (1/ 63)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 144)، والمغني (1/ 359). (¬4) انظر الميزان (6/ 444). (¬5) أخرجه أبو داود (3754)، والحاكم (4/ 129)، وانظر الميزان (2/ 49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6965). (¬6) أخرجه أحمد (2/ 14)، والبخاري (2284)، وأبو داود (3429)، والترمذي (1273)، والنسائي (4701).

9465 - "نهى عن عسب الفحل، وقفيز الطحان. (قط) عن أبي سعيد (ح) ". (نهى عن عسب الفحل) بيعا وتأجيرًا (وقفيز) بالقاف والفاء فالمثناة التحتية فالزاي (الطحان) هو أن يقول المؤجر: اطحن لي هذه الصبرة المجهولة بقفيز منه للجهالة (ع قط (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال في الميزان: حديث منكر، وهشام ابن كليب أحد رواته لا يعرف انتهى، ومثله قال ابن القطان، وقال ابن حجر: سنده ضعيف. 9466 - "نهى عن عشر: الوشر، والوشم، والنتف، ومكامعة الرجل الرجل بغير شعار، ومكامعة المرأة المرأة بغير شعار، وأن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرًا مثل الأعاجم، وأن يجعل على منكبيه حريرًا مثل الأعاجم، وعن النهبى وركوب النمور، ولبس الخاتم إلا لذي سلطان. (حم د ن) عن أبي ريحانة (ح) ". (نهى عن عشر) أولها: (الوشر) بمعجمة: تحديد الأسنان وترقيقها إيهاما لحداثه السن لما فيه من تغيير خلق الله. وثانيها: (الوشم) بالمعجمة: غرز الجلد بإبرة ثم يذر عليها ما يخضر به أو يسود لأنه تغيير أيضًا وثالثها: (النتف) للشيب لأنه إطفاء لنور الله ورابعها: (مكامعة) بالعين المهملة بزنة مجامعة وهي أن يضاجع (الرجل الرجل) في ثوب واحد ليس بينهما حاجب (¬2)، والكميع: الضجيع، وزوج المرأة كميعها. (بغير شعار) بغير ثوب يغطي بها يحول بينهما. وخامسها: (مكامعة المرأة المرأة بغير شعار) فإنه منهي عنه كالرجلين. (و) سادسها: (أن يجعل الرجل في أسفل ثيابه حريرًا) تزينًا. (مثل الأعاجم) لأنه تشبه بغير زي أهل الإِسلام، وقد ورد النهي عن زي الأعاجم ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (3/ 74)، وانظر الميزان (7/ 90)، والتلخيص الحبير (3/ 60)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6967) وأخرجه أبو يعلى (6371) عن أبي هريرة. (¬2) النهاية (4/ 361).

مطلقا كما في رواية مسلم: "إياكم والتنعم وزي العجم" (¬1) وفي مسند أبي عوانة وغيره: "عليكم بلباس أبيكم إسماعيل، وإياكم والتنعم وزي مثل العجم، وعليكم بالشمس فإنها حمام العرب" (¬2) وفي الصحيح: "خالفوا المجوس" (¬3). ومن هنا كره مالك ما خالف زي العرب جملة واحدة من لبس ومأكول وغيره. (و) سابعًا: (وأن يجعل على منكبيه حريرا مثل الأعاجم) قال ابن تيمية: النهي هنا من حيث كونه شعارًا للأعاجم لا لكونه حريرًا يعم الثوب والأصل في الصفة أن تكون لتقييد موصوفها. (و) ثامنها النهي عن: (النهبى) وهي بضم النون مقصورا: أي الإغارة على أهل الإِسلام وأخذ أموالهم. (و) تاسعها: (ركوب النمور) كما سلف، قيل: لما فيه من التخييل والتشبه بالعجم. (و) عاشرها: (لبس الخاتم إلا لذي سلطان) أي فإنه منهي عنه، قال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث لم يصح: في إسناده رجل متهم فلا تعارض الأخبار الصحيحة في حل لبسه لكل أحد، وقال القاضي: المراد في الحديث النهي للتنزيه، وقيل: إنه منسوخ بدليل أن الصحابة كانوا يلبسون الخواتم، قيل: وهذا الأولى. وفي شرح الترمذي: النهي في هذا الحديث يتناول أشياء يختلف حكم النهي فيها ففي بعضها للتحريم وفي بعضها للكراهة وصيغة النهي واحدة، فإما أن تكون مشتركة بين المعنيين أو حقيقة في التحريم، مجازًا في الكراهة ففيه استعمال المشترك في معنييه أو اللفظ الواحد في حقيقته ومجازه. (حم د ن (¬4) ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2069). (¬2) أخرجه أبو عوانة في مسنده (8514). (¬3) جزء من حديث أخرجه مسلم (260). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 134)، وأبو داود (4049)، والنسائي في المجتبى (8/ 143)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6072).

عن أبي ريحانة) تقدَّم بيان اسمه رمز المصنف لحسنه وقال في المهذب (¬1): له طرق حسنة. 9467 - "نهى عن فتح التمرة، وقشر الرطبة. عبدان وأبو موسى عن إسحاق (ضعيف) ". (نهى عن فتح) الأكل. (التمرة) مصدر أضيف إلى مفعوله أي عن فتح الأكل التمرة ليفتش ما فيها من السوس. (وقشر الرطبة) مثله ولا أعلم ما وجه النهي عن ذلك كلاهما أخرجاه في كتابهما في الصحابة. (عبدان وأبو موسى) (¬2) (عن إسحاق) صحابي وكتب عليه المصنف لفظ ضعيف، وقال الذهبي: إسناده مجهول. 9468 - "نهى عن قتل النساء والصبيان". (ق) عن ابن عمر (صح) ". (نهى عن قتل النساء) هو وما بعده مصادر مضافة إلى المفعول أي عن قتلكم النساء من أهل [4/ 344] الحرب إن لم يقاتلن. (والصبيان) منهم بل يسبون رقيقًا لأهل الإِسلام. (ق (¬3) عن ابن عمر). 9469 - "نهي عن قتل الصبر. (د) عن أبي أيوب (صح) ". (نهى عن قتل الصبر) هو أن يمسك الحيوان ويرمي بشيء حتى يموت لأنه نوع من المثلة وإساءة في القتلة، وقد أمر - صلى الله عليه وسلم - بإحسان القتلة. (د (¬4) عن أبي أيوب) رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجر في الفتح: إسناده قوي. ¬

_ (¬1) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبرى (5440). (¬2) أخرجه عيدان وأبو موسى كما في الكنز (40857)، وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة إسحاق هذا من الإصابة (1/ 51) في إسناده ضعف وانقطاع، وفيض القدير (6/ 336)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6073)، والضعيفة (5235) وقال: ضعيف جدًّا. (¬3) أخرجه البخاري (3015)، ومسلم (1744). (¬4) أخرجه أبو داود (2687)، وانظر الفتح (9/ 644)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6969).

9470 - "نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة، والنحلة، والهدهد، والصرد. (حم د هـ) عن ابن عباس (صح) ". (نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة) قال الخطابي: أراد النمل السليماني الكبار ذوات الأرجل الطوال فإنها قليلة الأذى وأما الصغار الضرارة فيجوز قتلها كما قاله البغوي. (والنحلة) لكثرة منافعها فإنه يخرج منها شراب مختلف ألوانه. (والهدهد) لأنه غير ضار ولا يؤكل. (والصرد) بصاد ودال مهملتين بينهما راء بزنة عمر طائر فوق العصفور نصفه أبيض ونصفه أسود كذا قيل وذلك لأنه لا نفع في قتله. (حم د هـ (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال ابن حجرة رجاله رجال الصحيح، وقال البيهقي: هو أقوى ما ورد في هذا الباب. 9471 - "نهى عن قتل الضفدع للدواء. (حم د ن ك) عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي (صح) ". (نهى عن قتل الضفدع) بكسر الضاد المعجمة والدال المهملة، قال البيضاوي: والعامة يفتح الدال وهو غير جيد. (للدواء) لا لحرمتها بل لنخاستها وقذارتها ونفرة الطبع منها أو أنه - صلى الله عليه وسلم - عرف من المضرة فوق ما عرفه الطبيب من المنفعة، قال المصنف في المرقاة: وقوله للدواء لا مفهوم له وسببه أن طبيبًا سأله - صلى الله عليه وسلم - عن قتلها ليجعلها في دواء فنهاه. (حم د ن ك (¬2) عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي) رمز المصنف لصحته. وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 332)، وأبو داود (5267)، وابن ماجة (3224)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 275)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6968). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 453)، وأبو داود (5269)، والنسائي في السنن الكبرى (4867)، والحاكم (4/ 411)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6971).

9472 - "نهى عن قتل الصرد، والضفدع، والنملة والهدهد. (هـ) عن أبي هريرة (ضعيف) ". (نهى عن قتل الصرد) كما سلف (والضفدع، والنملة والهدهد) تقدم تعليله، قال ابن العربي: إنما نهى عن قتل الصرد لأن العرب كانت تتشاءم به فنهى عن قتله لينخلع عما ثبت فيها من اعتقاد الشؤم لا أنه حرام انتهى، قال الشارح: والأصح عند الشافعية حرمته. (هـ (¬1) عن أبي هريرة) كتب عليه المصنف ضعيف، وقال ابن حجر: فيه إبراهيم بن الفضل (¬2) وهو متروك. 9473 - "نهى عن قتل الخطاطيف. (هق) عن عبد الرحمن بن معاوية المرادي مرسلًا (ضعيف) ". (نهى عن قتل الخطاطيف) واحدها خطاف بضم الخاء المعجمة وتشديد الطاء، وهو طائر معروف. (هق (¬3) عن عبد الرحمن بن معاوية المرادي مرسلًا) كتب عليه المصنف ضعيف، وقال مخرجه البيهقي: إنه منقطع، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات. 9474 - "نهى عن قتل كل ذي روح، إلا أن يؤدي (طب) عن ابن عباس (ضعيف) ". (نهى عن قتل كل ذي روح) من الحيوان لا نفع فيه ولا أكل (إلا أن يؤدي) كالفوأسق الخمس أبيح قتله لدفع أذاه (طب (¬4) عن ابن عباس) كتب عليه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3223)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 276)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6970). (¬2) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 11). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (9/ 318)، وانظر: الموضوعات (1/ 189)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6074). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 116) رقم (12639)، وانظر المجمع (4/ 42)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6973) عدا قوله (إلا أن يؤذي) فضعيف وقال في الضعيفة =

المصنف ضعيف، قال الهيثمي: فيه جوهر بن سعيد وهو ضعيف لكنه في الصحيح بمعناه خلا قوله: "إلا أن يؤذي". 9475 - "نهى عن قسمة الضرار" (هق) عن نصير مولى معاوية مرسلًا (ضعيف) ". (نهى عن قسمة الضرار) يحتمل أن المراد قسمة تدخل التفسير بأحد المالكين بأن يتلف المال أو يدخل بسببها النقص على الغير كجوهرة تتلف بذلك وسقف يكسر وما يبطل نفعه كحمام صغير، ويحتمل أن يراد القسمة بين الزوجات بأن يجعل لواحدة ليلة ولأخرى ثلاثًا، أو قسمة النفقة بينهن بالتفاضل. (هق (¬1) عن نصير مولى معاوية مرسلًا) كتب عليه المصنف ضعيف، قال في المنار: نصير لا يعرف ولا وجدت له ذكرًا. 9476 - النهى عن كسب الإماء. (خ د) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى عن كسب الإماء) أي أجر البغايا، كانوا في الجاهلية يأمرونهم بالزنا ويأخذون أجورهن فأنزل الله {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33]. (خ د (¬2) عن أبي هريرة). 9477 - "نهى عن كسب الأمة حتى يعلم من أين هو. (د ك) عن رافع بن خديج (صح) ". (نهى عن كسب الأمة) أي نهى السيد عن أخذ ما كسبته الأمة (حتى يعلم من أين هو) أي هل هو من أجر منفعة مباحة حل أو محرمة حرم. (د ك (¬3) عن رافع ¬

_ = (4730): ضعيف جدًّا. (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 133)، وانظر جامع التحصيل (1/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6076)، والضعيفة (4731). (¬2) أخرجه البخاري (2283)، وأبو داود (3425). (¬3) أخرجه أبو داود (3427)، والحاكم (2/ 42)، وانظر: فتح الباري (4/ 458)، وحسنه الألباني في =

بن خديج) رمز المصنف لصحته، قال ابن القطان (¬1): وما مثله يصحح؛ لأنه عند أبي داود من رواية عبيد الله بن هرمز عن أبيه عن جده، قال البخاري: عبيد الله مجهول حديثه ليس بمشهور. 9478 - "نهى عن كسب الحجام. (هـ) عن ابن مسعود (ح) ". (نهى عن كسب الحجام) ولا ينافيه أنه - صلى الله عليه وسلم - احتجم وأعطى الحجام أجرته لأنه نهي للتنزيه (هـ (¬2) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه، ورواه أحمد عن أبي هريرة، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 9479 - "نهى عن كل مسكر ومفتر. (حم د) عن أم سلمة (صح) ". (نهى عن كل مسكر) [4/ 345] بيعًا وشربًا (ومفتر) بالفاء فمثناة فوقية أي كل شراب يؤثر الفتور والخدر وذلك كالحشيش (حم د (¬3) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ العراقي: إسناده صحيح. 9480 - "نهى عن لبستين: المشهورة في حسنها، والمشهورة في قبحها. (طب) عن ابن عمر". (نهى عن لبستين) بكسر اللام وبفتحها كما سلف الأول للهيئة والثاني للمرة قيل وبضمها على اسم الفعل والأول أوجه وبينهما بالإبدال منهما بقوله: (المشهورة) بالكسر (في حسنها) بحيث يشار إلى لابسها (والمشهورة في قبحها) ¬

_ = صحيح الجامع (6975). (¬1) انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 774). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2165)، وأخرجه أحمد (2/ 347) عن أبي هريرة، وانظر: المجمع (4/ 93)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6976). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 309)، وأبو داود (3686)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6977) عدا قوله (ومفتر) فضعيف.

لأن الكل تشهير للنفس وخيار الأمور أوساطها. (طب (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه بزيغ وهو ضعيف. 9481 - "نهى عن لبن الجلالة. (د ك) عن ابن عباس (صح) ". (نهى عن لبن الجلالة) لتولده من النجاسة وكذا عن بيضها وهل هو للتحريم أو التنزيه فيه خلاف. (د ك (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 9482 - "نهى عن لقطة الحاج. (حم م د) عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي (صح) ". (نهى عن لقطة الحاج) قال القاضي: يحتمل أن المراد النهي عن أخذ لقطتهم في الحرم، وفي خبر آخر ما يدل عليه، ويحتمل أن المراد النهي عن أخذها مطلقًا فتترك مكانها وتعرَّف بالنداء عليها لأنه أقرب طريق إلى ظهور صاحبها لأن الحاج لا يبيتون مجتمعين إلا أياما ثم يتفرقون ويصدرون مصادر شتى فلا يكون للتعريف بعد تفرقهم جدوى. (حم م د (¬3) عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي). 9483 - "نهى عن محاش النساء. (طس ن) عن جابر (ضعيف). (نهى عن محاش النساء) بحاء مهملة وستين معجمة قيل: ويقال بالسين المهملة وهو كناية عن إتيانهن في أدبارهن كما كنى بالحش عن محل الغائط، وهو نهي تحريم اتفاقا والرواية عن مالك في تجويز ذلك وهم عليه، قيل: وإنما ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (5/ 135)، وفيض القدير (6/ 339)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6078): موضوع. (¬2) أخرجه أبو داود (3786)، والحاكم (2/ 34) وقال: على شرط البخاري، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6978). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 499)، ومسلم (1624)، وأبو داود (1619).

أباح إتيان القبل من الدبر فوهم الناقل عنه. (طس (¬1) عن جابر) كتب عليه المصنف ضعيف، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 9484 - "نهى عن نتف الشيب". (ت ن هـ) عن ابن عمرو (ح) ". (نهى عن نتف الشيب) تقدم مرارًا وهو عام لكل شيب في أي شعر من الإنسان من ذكر وأنثى واختار النووي أن النهي للتحريم، وذهب آخرون إلى أنه للكراهة، وتمام الحديث وقال: إنه نور المسلم. (ت ن هـ (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه. 9485 - "نهى عن نقرة الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير. (حم د ن هـ ك) عن عبد الرحمن بن شبل (صح) ". (نهى) في الصلاة. (عن نقرة الغراب) أي تخفيف السجود وعدم اللبث فيه بل نسبة وضع الغراب منقاره في الأرض ليلقط الحب. (وافتراش السبع) أي بسط المصلي ذراعيه في سجوده ولا يرفعهما عن الأرض ونهى. (أن يوطن الرجل المكان في المسجد) أي يجعل بقعة معينة وطنًا له لا يتحول عنها. (كما يوطن البعير) فإنه يألف مبركه ولا يتحول عنه. فائدة: قال ابن القيم (¬3): نهى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة عن التشبه بالحيوانات فنهى عن بروك كبروك البعير، والتفات كالتفات الثعلب، وافتراش كافتراش السبع، وإقعاء كإقعاء الكلب، ونقرة كنقرة الغراب، ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل، فهدي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مخالف لهدي الحيونات انتهى. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (7722)، وانظر المجمع (4/ 549)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6980) والسلسلة الصحيحة (2399). (¬2) أخرجه الترمذي (2821)، والنسائي (5/ 136)، وابن ماجة (3721)، وأبو داود (4202) بمعناه وصححه الألباني في صحيح الجامع (6981). (¬3) زاد المعاد (1/ 215).

قلت: وترك الإيطان في المسجد كإيطان البعير لأنه ليس من هيئة الصلاة. (حم د ن هـ ك (¬1) عن عبد الرحمن بن شبل) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، تفرد به تميم عن أبي شبل. 9486 - "نهى أن يتباهى الناس في المساجد. (حب) عن أنس". (نهى أن يتباهى الناس في المساجد) يتفاخرون بالأناقة في عمارتها وإنشائها وزخرفتها كما سلف لأن المراد أن يتفاخروا بذكر مناقبهم فيها فإنه منهي عنه فيها وفي غيرها. (حب (¬2) عن أنس). 9487 - "نهى أن يشرب الرجل قائما. (م د ت) عن أنس (صح) ". (نهى أن يشرب الرجل) أو المرأة (قائمًا) قد اختلف فيه هل للتحريم أو للكراهة واختار الأول جماعة إلا أن يحصل عذر يبيح به الشرب قائمًا فإنه - صلى الله عليه وسلم - فعله لذلك وقيل بل هو للتنزيه والأدب والإرشاد. (م د ت (¬3) عن أنس) تمامه عند مسلم قال قتادة: قلنا: فالأكل قال ذلك أشد وأخبث انتهى، وهذا الجواب من كلام قتادة. 9488 - "نهى أن يتزعفر الرجل. (ق 3) عن أنس" (صح). (نهى أن يتزعفر الرجل) يجعل الزعفران في بدنه أو ثوبه لأنه من شأن النساء والنهي للتحريم إلا أنه قد ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - خضب لحيته بالزعفران فإن صح كان جوازه خاصًّا باللحية لا غير. (ق 3 (¬4) عن أنس) ورواه أبو داود والترمذي. 9489 - "نهى أن تصبر البهائم". (ق د ن هـ) عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 444)، وأبو داود (862)، والنسائي (2/ 214)، وابن ماجة (1429)، والحاكم (1/ 229)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6982)، والصحيحة (1168). (¬2) أخرجه ابن حبان في صحيحه (1613)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6816). (¬3) أخرجه مسلم (2024)، وأبو داود (3717)، والترمذي (1879). (¬4) أخرجه البخاري (5846)، ومسلم (2101)، وأبو داود (4179)، والترمذي (2815)، والنسائي في المجتبى (5/ 141).

[4/ 346] (نهى أن تصبر البهائم) بضم أوله أي تمسك ثم ترمى كما سلف ويأتي وفي حديث مسلم لعن فاعل ذلك وهو من أدلة التحريم (ق د ن هـ (¬1) عن أنس) وفي رواية البيهقي عن سمرة وزاد "وأن يؤكل لحمها" ثم قال: والنهي عن أكلها لا يعرف إلا في هذا الحديث، وبفرض ثبوته يحمل على أنها ماتت بغير تذكية. 9490 - "نهى أن يمشي الرجل بين البعيرين يقودهما. (ك) عن أنس" (صح). (نهى أن يمشي الرجل بين البعيرين يقودهما) قيل: لأن ذلك يورث الفقر ويحتمل أنه لئلا ينفر أحدهما فيضربه. (ك (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي وقال: محمد بن ثابت البناني (¬3) أحد رجاله ضعفه النسائي وغيره. 9491 - "نهى أن يصلى على الجنائز بين القبور. (طس) عن أنس (ض) ". (نهى أن يصلى على الجنائز بين القبور) لأن الصلاة بين المقابر مطلقا مكروهة. (طس (¬4) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: إسناده حسن. 9492 - "نهى أن ينتعل الرجل وهو قائم. (ت) والضياء عن أنس" (صح). (نهى أن ينتعل الرجل) يلبس نعله ومثله خفه. (وهو قائم) لأن لبسها وهو قاعد أسهل وأمكن وهو نهي تأديب وإرشاد. (ت والضياء (¬5) عن أنس) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5194)، ومسلم (1956)، وأبو داود (2816)، والنسائي (7/ 238)، وابن ماجة (3186). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 280)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6026). (¬3) انظر: المغني (2/ 560). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (5631)، وانظر المجمع (3/ 36)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6834). (¬5) أخرجه الترمذي (1776)، والضياء في المختارة (2557)، وأخرجه أبو داود (4135) عن جابر، =

المصنف لصحته، وقال الترمذي بعد إخراجه عن جابر: هذا حديث غريب، ثم أخرجه عن أنس وقال: كلا الحديثين لا يصح عند أهل الحديث انتهى، وقد أخرجه أبو داود من حديث جابر: قال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: إسناده ثقات، وقال النووي في رياضه: إسناده حسن. 9493 - "نهى أن يبال في الماء الراكد. (م ن هـ) عن جابر (صح) ". (نهى أن يبال في الماء الراكد) وفي رواية: "الدائم" وفي أخرى: "الذي لا يجري" والدائم: الساكن ووصفه بعدم الجري تأكيد والنهي للتحريم على الأظهر، وقيل للتنزيه، وقد بينا ما في الحديث من الفوائد والجمع بينه وبين ما يعارضه في حاشيتنا العدة على شرح عمدة الأحكام لابن دقيق العيد (¬1). (م ن هـ (¬2) عن جابر). 9494 - "نهى أن يبال في الماء البخاري. (طس) عن جابر (ض) ". (نهى أن يبال في الماء البخاري) قيل: القليل، وأما الكثير فلا يكره البول فيه لقوته. (طس (¬3) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، وقال المنذري: إسناده جيد، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 9495 - "نهى أن يسمى كلب أو كليب. (طب) عن بريدة (ض) ". (نهى أن يسمى كلب أو كليب) أي يوضع اسمًا للإنسان أو غيره؛ لأنه اسم لأحد السباع النجسة فهو مكروه أن يجعل اسما لأي شيء غير ما وضعته ¬

_ = وانظر: رياض الصالحين (1651)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6848)، والصحيحة (719). (¬1) انظر: العُدة حاشية المؤلف على إحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 121 - 124). (¬2) أخرجه مسلم (281)، والنسائي (1/ 34)، وابن ماجة (343). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (1749)، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 81)، والمجمع (1/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6004) والضعيفة (5229) وقال: منكر.

العرب له (طب (¬1) عن بريدة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه صالح بن حبان (¬2) ضعيف. 9496 - "نهى أن يصلي الرجل في لحاف لا يتوشح به، ونهى أن يصلي الرجل في سراويل وليس عليه رداء. (د ك) عن بريدة (صح) ". (نهى أن يصلي الرجل في لحاف) هو كل ثوب يتغطى به (لا يتوشح به) التوشح أن الرجل يأخذ الطرف الأيسر من تحت يده اليسرى فيلقيه على منكبه الأيمن ويلقي الطرف الأيمن من تحت اليمنى على منكبه الأيسر لأنه إذا لم يفعل ذلك خيف سقوط الثوب فتبدو عورته (ونهى أن يصلي الرجل في سراويل وليس عليه رداء) لأنه يصف العورة وأصل النهي التحريم كما عرفت، إلا أنه ذهب الشافعية إلى أنه هنا للتنزيه. (د ك (¬3) عن بريدة) رمز المصنف لصحته، وقال ابن عبد البر: لا يحتج بهذا الحديث لضعفه. 9497 - "نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس. (ك) عن أبي هريرة (هـ) عن بريدة (صح) ". (نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس) يكون بعضه في هذا وبعضه في هذا والنوم بينهما أشد رداءة. والعلة لم تذكر نصًّا ويتبع الناس عللًا تخمينية والعلة حقيقة ما صرح به - صلى الله عليه وسلم - فيما يأتي آخر الباب أنه مقعد الشيطان (ك عن بريدة، هـ (¬4) عن أبي هريرة) ظاهره رواية صحابي عن صحابي، رمز المصنف لصحته، وقال ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 23) رقم (1163)، وانظر المجمع (8/ 50)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6014)، والضعيفة (4709). (¬2) انظر المغنى (1/ 303). (¬3) أخرجه أبو داود (636)، والحاكم (1/ 250)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6830). (¬4) أخرجه الحاكم (4/ 271)، عن أبي هريرة وأخرجه ابن ماجة (3722) عن بريدة وصححه الألباني في صحيح الجامع (6840).

الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9498 - "نهى أن يتعاطى السيف مسلولا. (حم د ت ك) عن جابر (صح) ". (نهى أن يتعاطى السيف مسلولًا) أن يتناول لأنه ربما وقع عليه أو على من لديه نصره وفي معناه غيره من السلاح (حم د ت ك (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 9499 - "نهى أن يستنجى ببعرة أو عظم. (حم م د) عن جابر (صح) ". (نهى أن يستنجى) يزال النجو. (ببعرة) من بعر الدواب. (أو عظم) وقد ورد معللًا أنهما طعام الجن والنهي على أصله للتحريم. (حم م د (¬2) عن جابر). 9500 - "نهى أن يقعد على القبر وأن يقصص، أو يبنى عليه. (حم م د ن) عن جابر" (صح). (نهى أن يقعد على القبر) لأنه إهانة للميت، وقيل أراد القعود عليه للحزن والإحداد والأول أظهر. (وأن يقصص) أي يبيض بالجص لأنه نوع زينة لا يليق بمن صار إلى البلاء [4/ 347] ونهى: (أن يبنى عليه) قبة أو غيرها أو يبني هو في نفسه، قال ابن القيم (¬3): المساجد المبنية على القبور يجب هدمها حتى تسوى بالأرض وهي أولى بالهدم من مسجد الضرار الذي هدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذا القباب والأبنية التي على القبور هي أولى بالهدم من بناء الغاصب انتهى. وأفتى الأئمة من الشافعية بوجوب هدم كل بناء بالقرافة حتى قبة الإِمام الشافعي نقله عنهم الشارح، والقرافة بالقاف والراء والفاء موضع بمصر فيه قبور عدة من ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 300)، وأبو داود (2588)، والترمذي (2163)، والحاكم (4/ 290)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6819). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 336)، ومسلم (263)، وأبو داود (38). (¬3) انظر: إغاثة اللهفان (1/ 210).

الصالحين والنهي في هذه كلها على أصله من التحريم. (حم م د ن (¬1) عن جابر). 9501 - "نهى أن يطرق الرجل أهله ليلًا. (ق) عن جابر (صح) ". (نهى أن يطرق الرجل أهله) الطرق: المجيء في الليل فقوله: (ليلًا) تأكيد وذلك لكراهة أن يهجم على حليلته فيرى ما يكره فيكون سببا لفراقها وبغضها وقد تقدم مرارًا في الحديث. (ق (¬2) عن جابر). 9502 - "نهى أن يقتل شيء من الدواب صبرًا. (حم م هـ) عن جابر" (صح). (نهى أن يقتل شيء من الدواب صبرًا) كما مر مرارًا. (حم م هـ (¬3) عن جابر). 9503 - "نهى أن يكتب على القبر شيئًا. (هـ ك) عن جابر (صح) ". (نهى أن يكتب على القبر شيئًا) فيحرم الكتابة عليه في لوح أو غيره وقيل: النهي للتنزيه والأول الأصل ولا معدل عنه إلا لدليل، وأما قول الحاكم: العمل على خلافه لأئمة الشرف والعرب يكتبون على قبورهم وهو عمل أخذه الخلف عن السلف فقد رده الذهبي بأنه لا طائل تحته ولا يعلم صحابيًّا فعله بل هو شيء أحدثه التابعون ولم يبلغهم النهي. (هـ ك (¬4) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي ورواه عنه الترمذي بلفظ: "نهى أن تجصص القبور وأن يكتب عليها وأن توطأ" وقال: حسن صحيح. 9504 - "نهى أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو مستلق على ظهره. (حم) عن أبي سعيد" (ح). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 295)، ومسلم (970)، وأبو داود (3225)، والنسائي (4/ 86). (¬2) أخرجه البخاري (1801)، ومسلم (715). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 318)، ومسلم (1959)، وابن ماجة (3188). (¬4) أخرج ابن ماجة (1563)، والحاكم (1/ 370)، والترمذي (1052)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6843).

(نهى أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو مستلق على ظهره) لأنه لا يأمن من انكشاف عورته فإن أمن جاز فقد ورد أنه - صلى الله عليه وسلم - استلقى كذلك في مسجده وقيل ذلك وقع منه للحاجة والضرورة. (حم (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وقد أخرجه الشيخان بلفظه إلا أنه قال: يرفع بدل يضع. 9505 - "نهى أن يدخل الماء إلا بمئزر. (ك) عن جابر (صح) ". (نهى أن يدخل الماء) للاغتسال ونحوه. (إلا بمئزر) أي ساترا لعورته. (ك (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي في التلخيص ورده في الميزان وعده من مناكير حماد بن شعيب الحماني وقال: قال يحيى لا يكتب حديثه. 9506 - "نهى أن لمس الرجل ذكره بيمينه وأن يمشي في نعل واحد، وأن يشتمل الصماء، وأن يحتبي في ثوب ليس على فرجه من شيء (ن) عن جابر (صح) ". (نهى أن لمس الرجل ذكره بيمينه) تحريما عند طائفة، قالت الشافعية: تنزيهًا والعلة شرف اليد اليمنى فإنها معدة للأكل والشرب ونحوهما وقد قيد ذلك في رواية مسلم: بقوله "وهو يبول" فمنهم من أخذ بالقيد، وقال: النهي في تلك الحالة لا غيرها ومنهم من عمم: وقال: القيد خرج مخرج الغالب، قيل: ومثل الرجل المرأة، ومثل القبل الدبر (و) نهى: (أن يمشي في نعل واحدة) بأن يلبس إحدى رجليه فنعلها دون الأخرى (ونهى أن يشتمل الصماء) تقدم تفسيره والمراد بالنهي في الصلاة (و) نهى: (أن يحتبي) تقدم تفسير الحبوة. (بثوب ليس ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 349)، وأخرجه مسلم (2099) بمعناه. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 162)، وانظر الميزان (7/ 180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6010)، والضعيفة (1504).

على فرجه منه شيء) فإنه إذا كان كذلك بدت عورته وتقدمت هذه المنهيات. (ن (¬1) عن جابر رمز) المصنف لصحته. 9507 - "نهى أن يقوم الإِمام فوق شيء والناس خلفه. (د ك) عن حذيفة" (صح). (نهى أن يقوم الإمام) في صلاته بالناس (فوق شيء) يرتفع به على من خلفه (والناس) المصلون (خلفه) حمل على التنزيه والأصل التحريم وظاهره وإن لم يبلغ ارتفاعه العامة فإنه محرم أو مكروه. (د ك (¬2) عن حذيفة) رمز المصنف لصحته، قال ابن حجر: له طريقان إحداهما فيها مجهولان، والأخرى فيها زيادة، وهو مختلف في توثيقه. 9508 - "نهى أن يقام الرجل من مقعده ويجلس فيه آخر. (خ) عن ابن عمر (صح) ". (نهى أن يقام الرجل من مقعده) الذي قد استحقه في مسجد أو غيره مما ليس ملك لغيره (ويجلس فيه آخر) وهذا خرج على الغالب وأنه لا يقام منه إلا ليجلس فيه وإلا فإنه يحرم إقامته منه ولو لم يجلس فيه وهذا عام لكل جالس ولكل من أراد إقامته [4/ 348] والقول بأنه يخص بما إذا كان قعوده في موضع من المسجد قد اعتاد البقاء فيه مدرس أو مفتٍ فإنه يقام منه باطل إذ لا دليل عليه بل النهي عن إيطان محل معين في المسجد دليل على خلاف ما خصه هذا القاتل. (خ (¬3) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي (5/ 505)، وأخرجه مسلم (2099) بنحوه. (¬2) أخرجه أبو داود (597)، والحاكم (1/ 329)، وانظر التلخيص الحبير (2/ 43)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6842). (¬3) أخرجه البخاري (6270)، ومسلم (2177).

9509 - "نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو. (ق د هـ) عن ابن عمر (صح) ". (نهى أن يسافر بالقرآن) بالمصحف. (إلى أرض العدو) خوفًا من وقوعه في أيديهم فيستهينون به كما في حديث ابن ماجة مخافة أن يناله العدو ويؤخذ منه حرمة بيع القرآن من كافر لوجود علة والنهي للتحريم. (ق د هـ (¬1) عن ابن عمر) وفي لفظ المسلم: "كان ينهى". 9510 - "نهى أن نستقبل القبلتين ببول أو غائط. (حم د هـ) عن معقل الأسدي" (ض). (نهى أن نستقبل) قال الحافظ العراقي: ضبطناه بفتح النون بفاعله فيه ولا يصح أن يقرأ بالمثناة الفوقية مضمومة مغير صيغة لنصب. (القبلتين) والمراد بهما الكعبة وبيت المقدس سماه قبلة باعتبار أنه كان كذلك. (ببول أو غائط) واختلف هل هو للتحريم أو الكراهة والأصل الأول والدليل على من أخرجه عن ظاهره، وقيل إنه في الكعبة للتحريم لا في بيت المقدس وقد أبنا ما فيه من القول في حواشي شرح عمدة الأحكام. (حم د هـ (¬2) عن معقل) بفتح الميم وسكون المهملة وكسر القاف هو معقل (بن الهيثم الأسدي) رمز المصنف لضعفه، وسكت عليه أبو داود فهو عنده صالح بل قال شارحه ابن محمود: إسناده جيد إلا أنه خالفه الذهبي، فقال في المهذب (¬3): فيه عند أبي داود: أبو زيد مولى بني ثعلبة لا يدرى من هو؟ وقال مغلطاي في شرح ابن ماجة (¬4): إسناده ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2990)، ومسلم (1869)، وأبو داود (8060)، وابن ماجة (2879). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 210)، وأبو داود (10)، وابن ماجة (319)، انظر: حاشية السند على ابن ماجه (1/ 296) وفتح الباري (1/ 346)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6011). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبرى (387). (¬4) انظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (1/ 112).

ضعيف للجهل بحال راويه أبي زيد فإني لم أر من تعرض لمعرفة حاله انتهى باختصار؛ وقال النووي (¬1) في الخلاصة: إسناده حسن وفي شرحه لأبي داود جيد ومراده حسن لغيره لوروده من طريق أخرى عند البيهقي في الخلافيات وابن عدي عن ابن عمر بإسناد ضعيف. 9511 - "نهى أن يتخلى الرجل تحت شجرة مثمرة، ونهى أن يتخلى على ضفة نهر جار. (عد) عن ابن عمر". (نهى أن يتخلى) يتبرز (الرجل) وصف طردي والمرأة مثله (تحت شجرة مثمرة) الظاهر أن المراد منها الثمرة لا أن المراد من شأنها ذلك فينهى عنه وإن كانت يابسة لأن العلة أذية أهل الثمرة وتعريض ما يسقط من الثمرة للنجاسة وأما إذا كانت يابسة فلا علة (ونهى أن يتخلى على ضفة) بالضاد المعجمة مكسورة وبفتح: جانب النهر (نهر جار) لأذية من يتصل به ويقعد عنده ويغترف منه ويعرض القاعدين للنجاسة (عد (¬2) عن ابن عمر) ورواه عنه أيضًا الطبراني في الأوسط" وقال: لم يروه إلا فرات بن السائب (¬3)، قال الهيثمي: فرات قال البخاري: منكر الحديث تركوه، وقال العراقي: ضعيف لضعف فرات. 9512 - "نهى أن يبال في الجحر. (د ك) عن عبد الله بن سرجس (صح) ". (نهى أن يبال في الجحر) بضم الجيم وسكون الحاء المهملة ثم راء وهو كل شيء يحتفره الهوام والسباع لأنفسها وعلل بأنه يؤدي الهوام ويخاف أن يخرج عليه منها ما يؤذيه، وفي أبي داود قال: يعني هشامًا، قالوا لقتادة: ما يكره من ¬

_ (¬1) خلاصة الأحكام (338). (¬2) أخرجه ابن عدى في الكامل (5/ 12)، والطبراني في الأوسط (2392)، وانظر المجمع (1/ 204)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6007)، والضعيفة (4707) وقال: ضعيف جدًّا. (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 3).

البول في الجحر؟ قال: كان يقال أنها من مساكن الجن. (د ك (¬1) عن عبد الله بن سرجس) بفتح السين المهملة وسكون الراء وكسر الجيم: صحابي معروف، رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: على شرطهما. 9513 - "نهى أن يبال في قبلة المسجد (د) في مراسيله عن أبي مجلز مرسلًا". (نهى أن يبال في قبلة المسجد) وفي بقية المسجد كذلك إنما خص القبلة لأنها أشرفه. (د (¬2) في مراسيله عن أبي مجلز مرسلًا) بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام آخره زاي. 9514 - "نهى أن يبال بأبواب المساجد. (د) في مراسيله عن مكحول مرسلًا". (نهى أن يبال بأبواب المساجد) لأنها من طرق المسلمين بل أشرف طرقهم وفيه أذية لهم بالغة وتعريض لدخول النجاسة المسجد. (د (¬3) في مراسيله عن مكحول مرسلًا). 9515 - "نهى أن يستنجي بعظم أو روثة، أو حممة (د قط هق) عن أبي مسعود (صح) ". (نهى أن يستنجي بعظم أو روثة) كما سلف بلفظ بعرة (أو حممة) بضم الحاء المهملة وهي الفحمة، قال الخطابي: نهيه عن الاستنجاء بها يدل على أن أعيان الحجارة غير مختصة بهذا المعنى فما عدا الثلاثة من كل جامد طاهر يدخل في الإباحة وقال غيره: يلحق بها كل مطعوم للآدمي قياسًا أولويًّا، وكذا المحترم ككتب العلم ومن قال علة الروث كونه نجسًا ألحق به كل نجس ومتنجس وعن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (29)، والحاكم (1/ 186)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6003). (¬2) أخرجه أبو داود في مراسيله (5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6005). (¬3) أخرجه أبو داود في مراسيله (3)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6813)، والصحيحة (2723).

العظم كونه لزجًا فلا يزيل إزالة تامة ألحق به ما في معناه كزجاج أملس ويؤيده رواية الدارقطني: "نهى [4/ 349] أن يستنجى بروث أو عظم وقال إنهما لا يطهران". (د قط هق (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: وليس بمسلم فقد قال مخرجه الدارقطني إسناده شامي وليس بثابت. 9516 - "نهى أن يبول الرجل في مستحمه. (ت) عن عبد الله بن مغفل (ض) ". (نهى أن يبول الرجل) ومثله المرأة (في مستحمه) المحل الذي يغتسل فيه بالحميم وهو في الأصل الماء الحار ثم قيل للمكان الذي يغتسل فيه بأي ما كان مستحمًا وإنما نهى عن ذلك إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول وكان صلبًا فيوهم المغتسل أنه أصابه منه شيء فيحصل منه الوسواس أفاده في النهاية (¬2)، وقال العراقي: حمل جماعة هذا الحديث على ما إذا كان المستحم لينًا ولا منفذ فيه بحيث لو ترك فيه البول شربته الأرض واستقر فيها فإن كان صلبا كنحو بلاط بحيث يجري عليه البول أو كان له منفذًا كبالوعة فلا نهي قال: وهذا عكس ما ذكروه أولئك الجماعة يريد ما نقل عن النهاية فإنه قول النووي وغيره فإنهم حملوا النهي على الأرض اللينة وحملها على الصلبة لأنه في الصلبة يخاف عود الرشاش بخلاف الرخوة وهم نظروا إلى أنه في الرخوة يستقر مكانه وفي الصلبة لا فإذا صب عليه الماء ذهب أثره (ت (¬3) عن عبد الله بن مغفل) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (39)، والدارقطني في سننه (1/ 55، 56)، والبيهقي في السنن (1/ 109)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6826). (¬2) انظر النهاية (1/ 439). (¬3) أخرجه الترمذي (21)، وأحمد (5/ 56)، وانظر علل الترمذي للقاضى (1/ 29)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6815).

المصنف لضعفه، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث أشعث بن عبد الله وذكر في العلل أنه سأل عنه البخاري، فقال: لا أعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، قال ابن سيد الناس: ومع غرائبه يحتمل أنه من قسم الحسن لأن أشعث (¬1) مستورٌ انتهى وجزم النووي أنه حسن (¬2). 9517 - "نهى أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده اليسرى، وقال: إنها صلاة اليهود. (ك هق) عن ابن عمر (صح) ". (نهى أن يجلس الرجل في الصلاة) حال تشهده أو بين السجودين (وهو معتمد على يده اليسرى وقال) في تعليل النهي (أنها) أي تلك الجلسة (صلاة اليهود) ونحن مأمورون بمخالفتهم، قال ابن تيمية (¬3): وفيه تنبيه على أن كل ما يفعله المشركون من العبادات ونحوها مما يكون معصية بالنية منهي عنه المؤمنون عن ظاهره وإن لم يقصدوا به قصد الكافرين حسمًا للباب [للذريعة]. (ك هق (¬4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي في المهذب: هذا إسناده قوي. 9518 - "نهى أن يقرن بين الحج والعمرة. (د) عن معاوية (ض) ". (نهى أن يقرن) في عام واحد. (بين الحج والعمرة) وذلك بالتمتع وسلف الكلام فيه. (د (¬5) عن معاوية) رمز المصنف لضعفه. 9519 - "نهى أن يقد السير بين أصبعين. (د ك) عن سمرة (صح) ". ¬

_ (¬1) انظر المغني (1/ 91). (¬2) انظر: خلاصة الأحكام (1/ 156)، وشرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 84، 131). (¬3) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (ص: 64). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 230)، والبيهقي في السنن (2/ 136)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6822). (¬5) أخرجه أبو داود (1794)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6023).

(نهى أن يقد) يقطع ويشق (السير) الذي في النعال (بين أصبعين) لأنه يخاف منه أن يؤلم الرجل ويولد جراحة وهو معلوم وهو يشبه النهي عن تعاطي السيف مسلولًا (د ك (¬1) عن سمرة) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذهبي في التلخيص، إلا أنه قال في الميزان: إنه حديث منكر. 9520 - "نهى أن يضحي بعضباء الأذن والقرن (حم 4 ك) عن علي (صح) ". (نهى أن يضحي بعضباء) بالعين المهملة والضاد المعجمة: مقطوعة (الأذن) (و) مكسورة: (القرن) فالعطف من باب "علفتها تبنًا وماءً باردًا" إلا أن هنا العضب الأول وهو يستعمل في القرن أكثر منه في الأذن، وإنما يقال في الأذن جدعاء، ولذا في رواية: "نهى أن يضحى بجدعاء الأذن"، والنهي لأنه لا يكون قربة إلى الله إلا ما هو سالم عن العيوب وإلا كان من باب (ويجعلون لله ما يكرهون) (حم 4 ك (¬2) عن علي بن أبي طالب) - رضي الله عنه - رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي. 9521 - "نهى أن تكسر سكة المسلمين الجائزة بينهم إلا من بأس. (حم د هـ ك) عن عبد الله المزني (صح) ". (نهى أن تكسر سكة المسلمين) الدراهم والدنانير المضروبة بأن يؤمر بتغييرها وعدم التعامل بها (الجائزة بينهم) التي تدور بينهم في المعاملة. (إلا من بأس) من خلل يوجب ذلك بأن يكسر فيها الغش ونحوه وفي حديث: "لعن الله من كسر سكة المسلمين" (¬3) وذلك لما فيه من إتلاف أموال بسبب ذلك كما هو ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2589)، والحاكم (4/ 281)، وانظر الميزان (5/ 472)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6022). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 83)، وأبو داود (2805)، والترمذي (1504)، والنسائي (3/ 55)، وابن ماجة (3145)، والحاكم (4/ 224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6016). (¬3) أخرجه ابن ماجة (2263).

مشاهد. (حم د هـ ك (¬1) عن عبد الله المزني) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ العراقي: ضعيف ضعفه ابن حبان، انتهى. وقال في المهذب: فيه محمد بن فضاء (¬2): ضعيف، وفي الميزان: ضعفه ابن معين، والنسائي: ضعيف، والعقيلي: لا يتابع على حديثه ثم أورد له أخبارا هذا منها، قال عبد الحق: الحديث ضعيف لضعف محمد بن فضاء. 9522 - "نهى أن يعجم النوى طبخا. (د) عن أم سلمة (ح) ". (نهى أن يعجم) بالعين المهملة والجيم (النوى طبخا) أن يبالغ في طبخه حتى تفسد قوته ويتفتت فلا يصلح للغنم، وقيل: المعنى: إذا طبخ ليؤخذ حلاوته [4/ 350] طبخًا عفوا لئلا يبلغ الطبخ بالنوى ولا يؤثر فيه تأثير من يعجبه أن يلوكه لأنه يفسد الحلاوة. (د (¬3) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه. 9523 - "نهى أن يتنفس في الإناء، أو ينفخ فيه. (حم د ت هـ) عن ابن عباس (صح) ". (نهى أن يتنفس) أي يلقي الشارب نفسه بفتح الفاء (في الإناء) الذي يشرب منه كما سلف (أو ينفخ فيه) لإزالة ما يراه من قذاة أو نحوها أو لتبريده إن كان حارًّا، وتقدم وجه النهي (حم د ت هـ (¬4) عن ابن عباس)، رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 419)، وأبو داود (3449)، أخرجه ابن ماجة (2263)، والحاكم (2/ 31)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6001) والضعيفة (4706). (¬2) انظر المغني (2/ 624)، والميزان (6/ 295)، وضعفاء العقيلي (4/ 125). (¬3) أخرجه أبو داود (3706)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6018)، والضعيفة (4712). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 220)، وأبو داود (3728)، والترمذي (1888)، وابن ماجة (3288)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6820).

9524 - "نهى أن يمسح الرجل يده في ثوب من لم يكسه. (حم د) عن أبي بكرة (ح) ". (نهى أن يمسح الرجل يده) من الطعام ونحوه (بثوب من لم يكسه) لأنه يصيبه بالدرن ولا حق له عليه ولا منة بخلاف ثوب خادمه وأهله ويأتي "لا تمسح يدك بثوب من لم تكسو". (حم د (¬1) عن أبي بكرة) رمز المصنف لحسنه. 9525 - "نهى أن يسمى أربعة أسماء: أفلح، ويسار، ونافعا، ورباحا. (د هـ) عن سمرة (ح) ". (نهى أن يسمى) الأرقاء والأبناء (أربعة أسماء: أفلح) بالفاء والحاء المهملة. (ويسار) بمثناة تحتية وسين مهملة (ونافعًا) بالنون والفاء والعين المهملة (ورباحًا) بالراء والموحدة وآخره حاء مهملة، فيكره التسمية بهذه وقد علل في الحديث بأنه يقال: أفلح هنا، فيقال لا، أي فيتطير بذلك ومثله غيره والتطير محرم فهو بالنهي عن ذلك من باب سد ذريعة الحرام. (د هـ (¬2) عن سمرة) رمز المصنف لحسنه. 9526 - "نهى أن تحلق المرأة رأسها. (ت ن) عن علي". (نهى أن تحلق المرأة رأسها) لأن الشعر أحد الحسنيين ولأنه كالمثلة في حقها ولأنه إزالة لنعمة من الله ويجوز لمرض ونحوه. (ت ن (¬3) عن علي) بن أبي طالب - رضي الله عنه - سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: وفيه اضطراب، وقال ابن حجر: رواته موثقون لكن اختلف في وصله. 9527 - "نهى أن يتخذ شيء فيه روح غرضًا. (حم ت ن) عن ابن عباس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 48)، أبو داود (4827)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6025). (¬2) أخرجه أبو داود (4959)، وابن ماجة (3730)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6828). (¬3) أخرجه الترمذي (914)، والنسائي في المجتبى (8/ 130)، وانظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 32)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5998).

(نهى أن يتخذ شيء فيه روح) بضم الراء كناية عن الحيوان. (غرضًا) بالغين المعجمة وأن ينصب ليرمى لأنه تعذيب محرم، وهذا الحديث الذي ذكر مسلم في مقدمة صحيحه (¬1) أنه صحّفه عبد القدوس تصحيفا منكرًا. (حم ت ن (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته. 9528 - "نهى أن يجمع أحد بين اسمه وكنيته". (ت) عن أبي هريرة (صح) ". (نهى أن يجمع أحد بين اسمه) - صلى الله عليه وسلم -. (وكنيته) وهو أبو القاسم فلا يسمى أحد محمدًا أبا القاسم، وكان هذا النهي أول الأمر، ثم نسخ، وقيل: إنه باقٍ ولو بعد وفاته وسلف في حرف: "لو". (ت (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9529 - "نهى أن ينام الرجل بسطح ليس بمحجور عليه (ت) عن جابر". (نهى أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور عليه) أي ليس عليه حاجز لأنه يخاف سقوطه مع استغراق النوم له والعبد مأمور بحفظ نفسه وعدم تعريفها للهلاك، وقد تقدم. (ت (¬4) عن جابر). 9530 - "نهى أن يستوفز الرجل في صلاته. (ك) عن سمرة (صح) ". (نهى أن يستوفز) بالزاي بعد الفاء. (الرجل) أي يقعد غير مطمئن. (في صلاته) لأنه ينافي العبادة وحضور القلب. (ك (¬5) عن سمرة) رمز المصنف لصحته. ¬

_ (¬1) انظر: صحيح مسلم (1/ 12). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 360)، والترمذي (1475)، والنسائي (3/ 72)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6817). (¬3) أخرجه الترمذي (2841) وقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6824). (¬4) أخرجه الترمذي (2854) وقال: هذا حديثٌ غريب لا نعرفه من حديث محمد بن المنكدر عن جابر إلا من هذا الوجه وعبد الجبار بن عمر يضعف، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6847). (¬5) أخرجه الحاكم (1/ 271)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6012)، والضعيفة (4708).

التَّنْويرُ شرحُ الجامعِ الصَّغير المجلد الحادي عشر العلَّامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني (ت: 1182 هـ) قدَّم له كلٌّ من سماحة الوالد الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى (سابقًا) وعضو هيئة كبار العلماء وفضيلة الشيخ/ عبد الله بن محمد الغنيمان رئيس قسم الدراسات العُليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية (سابقًا) دراسة وتحقيق د. محمد إسحاق محمد إبراهيم الأستاذ المشارك بكليَّة أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرِّياض

بسم الله الرحمن الرحيم

التَّنْويرُ شرحُ الجامعِ الصَّغير المجلد الحادي عشر

ح محمد إسحاق محمد إبراهيم 1432 هـ فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر الصنعاني، محمد إسماعيل التنوير شرح الجامع الصغير/ محمد إسماعيل الصنعاني؛ محمد إسحاق إبراهيم، - الرياض، 1433 هـ 11 مج ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 4 - 6711 - 00 - 603 - 978 (ج 11) 1 - الحديث - جوامع الفنون أ. إبراهيم، محمد إسحاق (محقق) ب- العنوان ديوي 232.6 - 580/ 1432 رقم الإيداع: 580/ 1432 ردمك: 8 - 6700 - 00 - 603 - 978 (مجموعة) 4 - 6711 - 00 - 603 - 978 (ج 11) حقوق الطبع محفوظة للمحقق الطبعة الأولى: 1432 هـ - 2011 م يطلب الكتاب من المحقق على عنوان: المملكة العربية السعودية - الرياض ص. ب: 60691 - الرمز: 11555 فاكس: 4450012 - 009661 البريد الإلكتروني: [email protected] أو مكتبة دار السلام، الرياض هاتف: 4033962 - 009661

9531 - "نهى أن يكون الإِمام مؤذنا. (هق) عن جابر" (ض). (نهى أن يكون الإِمام) يحتمل الأعظم أو إمام الصلاة. (مؤذنًا) ولذا قال عمر: "لولا الخلافة لأذنت"، ولا أعرف وجه النهي عن ذلك. (هق (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه البيهقي: إنه ضعيف وتبعه الذهبي في المهذب (¬2)، وقال: إسناده ضعيف بمرة، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح فيه كذاب، قال ابن حجر في الفتح: سنده ضعيف. 9532 - "نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين. (د ك) عن ابن عمر (صح) ". (نهى أن يمشي الرجل بين المرأتين) لما يخاف من تهمته إن كانتا محرمين له، ومن المعصية وتولد الشهوة إن كانتا أجانب، وفي معنى المشي أو أولى منه القعود بينهما في نحو طريق أو غيرها مما يراه المار إن كانتا محارم، وأما الأجانب ففي كل حال لا يدنوا منهن مهما أمكن. (د ك (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وشنع عليه الذهبي وقال: فيه داود بن أبي صالح (¬4)، قال ابن حبان: يروي الموضوعات، وهو في رواية أبي داود. 9533 - "نهى أن يقام عن الطعام حتى يرفع. (هـ) عن عائشة (ح) ". (نهى أن يقام عن الطعام حتى يرفع) وذلك لأنه قد يقوم أحد القاعدين وآخر لما يكتفى من الطعام فيقوم لقيامه وإن قعد عد جشعًا كثير الأكل وهذا في مائدة عليها جماعة لا إذا كان وحده وفي مائدة لم قعد، تعد لكل أقوام يقوم منهم جماعة ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (1/ 433)، وانظر لسان الميزان (1/ 425)، والعلل المتناهية (1/ 398)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6024)، والضعيفة (4714). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبرى (1827). (¬3) أخرجه أبو داود (5273)، والحاكم (4/ 280)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6027)، والضعيفة (375): موضوع. (¬4) انظر المجروحين (1/ 290).

ويقعد آخرون كما في الأعراس ونحوها فلا كراهة. (هـ (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وفي الميزان: إن منير بن الزبير أحد رجاله يأتي عن الثقات بالمعضلات ثم أورد له هذا الخبر وهو مع ذلك منقطع ما بين مكحول وعائشة، قال الشارح: رمز المصنف لحسنه غير حسن. 9534 - "نهى أن يصلي الرجل ورأسه معقوص. (طب) عن أم سلمة (ح) ". (نهى أن يصلي الرجل ورأسه) أي شعر رأسه. [4/ 351] (معقوص) أي مكفوف بل يرسله ولا يكفه تحت عمامته أو نحوه قيل لأنه إذا نشره سقط على الأرض عند سجوده فيعطى صاحبه ثواب السجود به وهو عام في الرجل والمرأة، وقال مالك شعر المرأة عورة يجب ستره في الصلاة فهو خاص بالرجل. (طب (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: وهو تقصير فإنما حقه الرمز بالصحة؛ لأنه قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 9535 - "نهى أن يصلي الرجل وهو حاقن. (هـ) عن أبي أمامة (ح) ". (نهى أن يصلي الرجل وهو حاقن) لأنه يشغله عن حضور القلب للصلاة وقد ورد أنه لا يصلي وهو يدافع الأخبثين لذلك (هـ (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه. 9536 - "نهى أن يصلى خلف المتحدث والنائم. (هـ) عن ابن عباس (ح) ". (نهى أن يصلى خلف المتحدث والنائم) لأن المتحدث يشغل المصلي بحديثه عن صلاته. والنائم قد يبدو منه ما يكره والنهي في النائم للتنزيه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3294)، وانظر الميزان (6/ 528)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6021)، وقال في الضعيفة (239) ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 252) رقم (512)، وانظر المجمع (2/ 86)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6831)، والصحيحة (2386). (¬3) أخرجه ابن ماجة (617)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6832).

لأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وعائشة نائمة معترضة بينه وبين القبلة. (هـ (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجة (¬2): سنده ضعيف لضعف رواية أبي المقدام هشام بن زياد الأموي (¬3) ضعفه البخاري، وقال ابن مهدي: تركوه، وابن خزيمة: لا يحتج بحديثه، وابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به انتهى. 9537 - "نهى أن يبول الرجل قائمًا. (هـ) عن جابر (ح) ". (نهى أن يبول) خرج للغالب وإلا فالتغوط منهي عنه كذلك بالأولى إلا إنه لندرته لم يذكر: (الرجل) خرج أيضًا كذلك لأنه الذي يقع منه ذلك غالبًا وإلا فالمرأة منهية مثله على أنه من مفهوم الاسم لا اعتبار به (قائمًا) لأنه ينافي ما أمر به من الستر ولأنه يعرض لإصابة النجاسة له أو لغيره ولأنه ينافي المروءة، وما روي من بوله - صلى الله عليه وسلم -: "قائمًا"، فإما لأن النهي للتنزيه فأبان بالبول قائما ذلك وأنه جائز، وأما أنه كان لألم به كما في الحديث الوارد بذلك (هـ (¬4) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وقال مغلطاي (¬5): في سنده عدي بن الفضل (¬6)، قال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: متروك الحديث، وابن حبان: ظهرت المناكير في حديثه، وأبو داود: ضعيف. 9538 - "نهى أن تتبع الجنائز معها رانة. (هـ) عن ابن عمر (ض) ". (نهى أن تتبع) مغير الصيغة. (جنازة) ميت على نعشه أي أن يتبعها مشيعًا لها. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (959)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6833). (¬2) انظر: شرح مغلطائي لسنن ابن ماجه (2/ 244). (¬3) انظر المغني (2/ 710)، والميزان (7/ 80)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 174). (¬4) أخرجه ابن ماجة (309)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6006): ضعيف جدًّا. (¬5) شرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 93). (¬6) انظر المغني (2/ 431)، والميزان (5/ 79)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 173).

(معها رانة) بالراء وتشديد النون: أي نفس صارخة عليها صياحًا شديدًا لأنه منكر فينهى عن مصاحبة المنكر وهذا من شؤم المعصية أن يمنع الميت بركة المشيعين ويمنع المشيعين ما ينالونه من الأجر في التشييع ويؤخذ منه أنه لا يحضر موقف فيه الرنة على الميت. (هـ (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال عبد الحق: إسناده ضعيف، وقال الذهبي: أبو يحيي ضعيف. 9539 - "نهى أن ينفخ في الشراب، وأن يشرب من ثلمة القدح، أو أذنه. (طب) عن سهل سعد (ح) ". (نهى أن ينفخ) مغير صيغة والمراد الشارب نفسه. (في الشراب) لما مر، ونهى: (أن يشرب من ثلمة القدح، أو أذنه) لأنه خلاف المعتاد ولأنه مجتمع الأوساخ. (طب (¬2) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل وهو ضعيف انتهى. قلت: وكأنه رمز المصنف لحسنه أنه حسن لغيره من الأحاديث في الباب. 9540 - "نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة، أو خف واحدة. (حم) عن أبي سعيد (ح) ". (نهى أن يمشي الرجل) لا مفهوم له. (في نعل واحدة) منتعلا في إحدى رجليه دون الأخرى. (أو خف واحد) كذلك وفيه أن النعل مؤنث والخف مذكر والنهي عن إفراد إحدى الرجلين باللبس عن الأخرى لأنه خلاف معتاد الناس. (حم (¬3) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (576)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6810). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 125) رقم (5722)، وانظر المجمع (5/ 78)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6849)، والصحيحة (388). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 42)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6845).

9541 - "نهى أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن. (طب) عن عمرو (ح) ". (نهى أن تكلم النساء) الأجانب. (إلا بإذن أزواجهن) لأن ذلك محل ريبة وربما ظن الزوج السوء بالمرأة والرجل فإذا أذن زال ذلك. (طب (¬1) عن عمرو) (¬2) رمز المصنف لحسنه. 9542 - "نهى أن تلقى النواة على الطبق الذي يؤكل منه الرطب أو التمر. الشيرازي عن علي (ض) ". (نهى أن تلقى النواة) أي أن يلقى الآكل نواة التمرة التي يأكلها (على الطبق الذي يؤكل منه الرطب أو التمر) لأنه يقذره من يأكل معه أو بعده إن أكل وحده، ولأنه خلاف آداب الآكلين ومثله العنب ونحوه من الخوخ. (الشيرازي (¬3) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 9543 - "نهى أن يسمى الرجل حربًا أو وليدًا، أو مرة، أو الحكم، أو أبا الحكم، أو أفلح، أو نجيحًا، أو يسارًا. (طب) عن ابن مسعود (ح) ". (نهى أن يسمى الرجل حربًا) لما فيه من قبح الفأل ويحسن أن يسمى سلما (أو وليدًا) كأنه لعدم صدقه إن دعا به كبيرًا إلا مجازًا. (أو مرَّة) لما فيه من المرارة. (أو الحكم) لكذبه. (أو أبا الحكم) كذلك. (أو أفلح) لما سلف أنه يقال أهنأ أفلح. (أو نجيحًا، أو يسارًا) فيقال لا، فيتولد منه ما يكرهه السامع (طب (¬4) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه معاوية بن ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ رقم 13119)، والمعجم الأوسط (1391)، وانظر علل الدارقطني (4/ 126)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6813)، والصحيحة (652). (¬2) ورد في الأصل (طب عن ابن عمرو) ولعل الصواب ما أثبتناه. (¬3) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (40862)، وانظر: المناوي في فيض القدير (5/ 194)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6002). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 73) رقم (10012)، والأوسط (694)، وانظر المجمع =

عطاء الخزاعي ضعيف انتهى، قلت: قد سلف من طرق أخرى فكأن المصنف حسنه لغيره. 9544 - "نهى أن يُخْصَى أحد من ولد آدم. (طب) عن ابن مسعود (ح) ". (نهى أن يُخْصَى أحد) صغيرًا أو كبيرًا. (من ولد آدم) لما سلف من إنه إيلام وإذهاب لنعمة المذكورة. (طب (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه. 9545 - "نهى أن يتمطى الرجل في الصلاة، أو عند النساء، إلا عند امرأته أو جواريه. (قط) في الأفراد عن أبي هريرة (ض) ". (نهى أن يتمطى الرجل) التمطي التبختر في قوله تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} [القيامة: 33] والتخدير للأعضاء كهيئة من يريد المنام. (في الصلاة) لأنه فعل أهل الكسل الذين لا يأتون الصلاة إلا كسالى. (أو عند النساء) لأنه يذكر بالمضاجعة إذ هو من مبادئ ذلك وذرائعه. (إلا عند امرأته أو جواريه) فهم معدون لذلك ولذا نهى عن التمطي مع أنه ذريعة بعيدة فالنهي عن ذكر الوقاع ونحوه مع الأجانب من الحريم بالأولى. (قط (¬2) في الأفراد عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه. 9546 - "نهى أن يضحى ليلًا. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (نهى أن يضحى ليلًا) أي يذبح ضحيته ليلًا لأنها من العبادات التي ينبغي ¬

_ = (8/ 50)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 142)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6013) والسلسلة الضعيفة (408): موضوع. (¬1) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (10/ رقم 10207) وفي الأوسط، وابن عدي في الكامل (6/ 407)، والعقيلي في الضعفاء (4/ 184)، وانظر المجمع (6/ 250)، والميزان (6/ 458)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6009): موضوع، وفي الضعيفة (1656) باطل. (¬2) الدارقطني في الأفراد (5194) وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 350)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6002).

إظهارها والليل مظنة الكتم. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن سلمة الخبائري وهو متروك (¬2). 9547 - "نهى أن تقام الصبيان في الصف الأول. ابن نصر عن راشد بن سعد مرسلًا". (نهى أن تقام الصبيان في الصف الأول) في الصلاة لأنه محل ذوي النهى لما سلف من حديث: "ليليني أولوا النهى منكم" (¬3) فهو غير مقام للصبيان. (ابن نصر (¬4) عن راشد بن سعد مرسلًا). 9548 - "نهى أن ينفخ في الطعام والشراب والتمرة. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (نهى أن ينفخ في الطعام والشراب والتمرة) من ذلك إلا الثمرة فلم يمر النهي عن النفخ فيها وكأنه للعلة التي في الطعام والشراب وهي تقدير ذلك على الآكلين لأنه مظنة خروج ريق من فم النافخ. (طب (¬5) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وكأنه حسنه لغيره وإلا فإنه قال الهيثمي: فيه محمد بن جابر ضعيف. 9549 - "نهى أن يفتش التمر عما فيه. (طب) عن ابن عمر (ح) ". (نهى أن يفتش التمر) عند الأكل أو عند الشراء. (عما فيه) من السوس ونحوه ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 190) رقم (11458)، وانظر المجمع (4/ 23)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6017): موضوع. (¬2) انظر: المغني (1/ 280). (¬3) رواه أحمد (4/ 122)، وابن ماجة (976). (¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال (298)، ومحمد بن نصر في قيام رمضان (26)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6000). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 296) رقم (11789)، وانظر المجمع (5/ 78)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6850).

لئلا يفسده على الآكلين أو على البائع، وفيه أنه يغتفر أكل السوس مثلًا تبعًا. (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه. 9550 - "نهى أن يصافح المشركون، أو أن يكنوا، أو يرحب بهم. (حل) عن جابر". (نهى أن يصافح المشركون) لأنه تعظيم لهم وإكرام وهو خلاف مطلوب الله منا. (أو أن يكنوا) بأبي فلان ونحوه لأنه من التعظيم إلا أن تفسير كنيته اسمًا له مثل أبي لهب أو تكون خالية عن التعظيم. (أو يرحب بهم) عند قدومهم بأن يقال أهلا وسهلا للقادم منهم. (حل (¬2) عن جابر). 9551 - "نهى أن يفرد يوم الجمعة بصوم. (حم) عن أبي هريرة (ح) ". (نهى أن يفرد يوم الجمعة بصوم) لأنه عيد الأسبوع والمشروع في الأعياد الإفطار والتوسعة على النفس وفي قوله يفرد احتراز عن صومه تبعًا لما قبله أو بعده فإنه لا نهي عن صومه وهذا تقييد لما سلف من النهي المطلق. (حم (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 9552 - "نهى أن يجلس بين الضح والظل، وقال: مجلس الشيطان. (حم) عن رجل (ح) ". (نهى أن يجلس) مغير الصيغة. (بين الضح) بضم الضاد المعجمة وتشديد الحاء المهملة: ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض (والظل) وهو نظير ما ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد (5/ 42)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6019). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 263)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5999)، والضعيفة (4705): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 394)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6837).

سلف من حديث: "نهى أن يقعد الرجل بين الظل والشمس" (¬1) وسلف وجهه وهنا علله بقوله: (وقال) أي الناهي وهو النبي - صلى الله عليه وسلم -. (مجلس الشيطان) أي ذلك وقد نهى عن طاعة الشيطان أو الدنو من مجلسه. (حم (¬2) عن رجل) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 9553 - "نهى أن يمنع نقع البئر. (حم) عن عائشة (ح) ". (نهى أن يمنع نقع البئر) بالنون والقاف فمهملة هو: فصل ماءها لأنه ينقع به العطش، وقيل: هو الماء المجتمع. (حم (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه. 9554 - "نهى أن يجلس الرجل بين الرجلين إلا بإذنهما. (هق) عن ابن عمرو (ح) ". (نهى أن يجلس الرجل بين الرجلين) يفرق بينهما بقعوده. (إلا بإذنهما) لأنه قد صار إيصالهما حقًّا لهما لا يفرق بينهما إلا إذا أذنا. (هق (¬4) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه. 9555 - "نهى أن يشار إلى المطر. (هق) عن ابن عباس (ضعيف) ". (نهى أن يشار إلى المطر) حال نزوله باليد أو بشيء فيها والله أعلم بحكمته. (هق (¬5) عن ابن عباس) كتب عليه المصنف ضعيف. ¬

_ (¬1) رواه ابن أبي شيبة (25957)، وأورده الهيثمي في المجمع (8/ 60)، وقال: فيه إسماعيل بن مسلم المكي وهو متروك. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 413)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6823)، والصحيحة (838). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 139)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6846)، والصحيحة (2388). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 232)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6821)، والصحيحة (2385). (¬5) أخرجه البيهقي في السنن (3/ 362)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6015)، والضعيفة (4710).

9556 - "نهى أن يقال للرجل: صرورة. (هق) عن ابن عباس (ض) ". (نهى أن يقال للرجل: صرورة) بالصاد المهملة لأن أصله من الصر الحبس والمنع كأنه كره التفاؤل بهذا اللفظ، قال أبو عبيدة: مماثل حديث: "لا صرورة في الإِسلام" (¬1) إن الصرورة هو التبتل وترك النكاح وهو في غير هذا الذي لم يحج قط، وقيل: أراد أنه من قتل في الحرم قتل ولا يقبل منه أن يقول إني صرورة ما حججت ولا عرفت حرمة [4/ 353] الحرم انتهى. وحديث: "لا صرورة في الإِسلام" يأتي في حرف: "لا". (هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه. 9557 - "نهى أن تستر الجدر. (هق) عن علي بن الحسين مرسلًا (ض) ". (نهى أن تستر الجدر) لأنه إضاعة مال ولأنه تعظيم لجماد لم يأذن الله في تعظيمه ولم يأذن إلا في جدارات الكعبة أن تستر، قال ابن حجر (¬3): جاء النهي عن ستر الجدر بالثياب عند أبي داود وغيره من حديث ابن عباس ووردت أحاديث أخر في ذلك وفي قوله: "الجدر" ما يشعر بأن تستير الطاقات وتغطيتها لدفع البرد والريح جائز. (هق (¬4) عن علي بن الحسين) هو زين العابدين (مرسلًا) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ (¬1) رواه أحمد (1/ 312)، وأبو داود (1729)، والحاكم (1/ 448)، وانظر الكامل في الضعفاء (5/ 23). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 164)، والدارقطني في السنن (2/ 294)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6020)، والضعيفة (4613). (¬3) فتح الباري (9/ 250). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (7/ 272)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6811)، وصححه في الصحيحة (2384).

حرف الهاء

حرف الهاء 9558 - " هاجروا تورثوا أبناءكم مجدا. (خط) عن عائشة (ضعيف) ". (هاجروا) خطاب لأهل الإيمان المقيمين بين أهل الشرك والأمر للوجوب وقوله: (تورثوا أبناءكم مجدًا) إشارة إلى الحاصل عن المهاجرة من الفائدة، وفيه ربط الأحكام بفوائدها لأنه يكون أدعى إلى الإتيان بالمأمور به، ولذا كثر التشويق إلى الجنات وذكر نعيمها؛ لأنه يحسن طلب الفوائد للأبناء، ويشمل هجرة العبد عن الذنوب وخروجه عنها وإنها تورث الأبناء خيرًا، ولذا حفظ الله الكنز للأيتام الذي كان أبوهم صالحًا، وبالجملة الصلاح سبب للخير للآباء والأبناء، وفيه أن إتيان المعاصي وعدم الخروج منها سبب لخلاف ذلك. (خط (¬1) عن عائشة) كتب عليه المصنف ضعيف. 9559 - "هاجروا من الدنيا وما فيها. (حل) عن عائشة". (هاجروا من الدنيا وما فيها) اخرجوا من شهواتها وحبها إلى حب الآخرة وأعمالها وهذه هي الهجرة النافعة كما أشرنا إليه قريبا وبها يحفظ الله الأبناء. (حل (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف وفيه سعيد بن عثمان التنوخي، قال في اللسان (¬3) عن الدارقطني: متروك. 9560 - "هذا القرع نكثر به طعامنا. (حم ن هـ) عن جابر بن طارق (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 94)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6079)، والضعيفة (4733). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 260)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6080)، والضعيفة (4734): ضعيف جدًّا. (¬3) انظر اللسان (3/ 38).

(هذا القرع) بالقاف والراء والعين المهملة: وهو الدباء (نكثر به طعامنا) نصيره بالطبخ فيه كثيرًا، وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يحب القرع. (حم ن هـ (¬1) عن جابر بن طارق) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 9561 - "هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (هذه النار) نار الدنيا. (جزء من مائة جزء من جهنم) وتقدم من سبعين جزءًا ولا منافاة بينهما لأنه لم يرد التحديد بل التهويل والتعظيم لأمرها أعاذنا الله منها. (حم (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9562 - "هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم فليقل: "باسم الله" ابن السني عن أنس (صح) ". (هذه الحشوش) جمع حش بتثليث الحاء المهملة وهو البستان كني به عن الخلاء لأنهم كانوا يتغوطون بين النخيل قبل اتخاذ الكنف. (محتضرة) يحضرها الشيطان لأنها محل الخبائث وكشف العورة. (فإذا دخل أحدكم فليقل: باسم الله) عند دخوله لتدفع عنه التسمية شرهم، وفي الحديث الآخر فليقل: "أعوذ بك من الخبث والخبائث"، والجمع بينهما الجمع بينهما وهل يختص ذلك بالكنيف أو يستحب لمن قضى حاجته في الفضاء، فيه تردد وحققناه في حواشي شرح العمدة. (ابن السني (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقد أخرج ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 352)، والنسائي في السنن الكبرى (6665)، وابن ماجة (3304) وقال في الزوائد: هذا إسنادٌ صحيحٌ رجاله ثقاتٌ، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6986)، والصحيحة (2400). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 379)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7006). (¬3) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (20)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6085)، والضعيفة (4738).

أصحاب السنن من حديث زيد بن أرقم بلفظ: "إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث" (¬1)، وقول الترمذي: في إسناده اضطراب، قال عليه مغلطاي (¬2): ليس قادحًا، قلت: بل الحديث في الصحيحين (¬3) كما ذكره عبد الغني في العمدة. 9563 - "هاشم والمطلب كهاتين، لعن الله من فرق بينهما، ربونا صغارًا، وحملونا كبارًا. (هق) عن زيد بن علي مرسلًا". (هاشم) جده - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن عبد مناف (والمطلب) هو ابن هاشم جده أيضًا (كهاتين) كأن المراد أنهما في المجد والشرف متقاربان كتقارب الأصبع الوسطى والسبابة (لعن الله من فرق بينهما) بتفضيل أحدهما على الآخر (ربونا) جمع بالنظر إلى عبد مناف أو إطلاقًا للجمع على الإثنين حال كوننا: (صغارًا، وحملونا كبارًا) تحملوا فينا الأثقال والتكاليف، كأنه إشارة إلى ما وقع من التفرق والغبن بين أبناء البطنين. (هق (¬4) عن زيد بن علي مرسلًا)، هو زيد بن علي زين العابدين بن الحسين، من ثقات التابعين وأئمتهم هو الذي إليه تنسب الزيدية. 9564 - "ها هنا تسكب العبرات، يعني عند الحجر. (هـ ك) عن ابن عمر (صح) ". (ها هنا) إشارة إلى المكان (تسكب العبرات) جمع عبرة وهي الدمع أو انهماله، أو قيل أن تفيض أو هي تردد البكاء في الصدور أو الحزن بغير بكاء، والمراد هنا ¬

_ (¬1) رواه أحمد (4/ 369)، وأبو داود (6)، والترمذي (5) والنسائي في الكبرى (9903)، وابن ماجة (296). (¬2) انظر: شرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 70). (¬3) أخرجه البخاري (142)، ومسلم (375)، وانظر: عمدة الأحكام (رقم 13 بالاستطابة). (¬4) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 365)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6087)، والضعيفة (4739).

الأول أو الثاني (يعني عند الحجر) بالتحريك: أي الحجر الأسود، وهذا مدرج من كلام الراوي، والمراد أن عنده يتوب العبد ويبكي على ما أسلف؛ [4/ 354] لأنه أحق محل بالإخلاص (هـ ك (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وفيه محمد بن عون الخراساني (¬2) قال في الميزان عن النسائي: متروك، عن البخاري: منكر الحديث، وعن ابن معين: ليس بشيء ثم أورد له هذا الخبر. 9565 - "هجاهم حسان فشفى واستشفى. (م) عن عائشة" (صح). (هجاهم) أي المشركين (حسان) بن ثابت (وشفى) حذف مفعوله ليعم أي كل مسلم (واستشفى) هو في نفسه وهو معنى إلا أنه زاد فيه الشين مبالغة فاستفعل بمعنى فعل، وفيه جواز هجو المشركين بذكر معايب دينهم وتقبيح ما هم عليه (م (¬3) عن عائشة). 9566 - "هجر المسلم أخاه كسفك دمه. ابن قانع عن أبي حدرد". (هجر المسلم أخاه) لغير سبب شرعي وإلا فقد هجر - صلى الله عليه وسلم - الثلاثة الذين خلفوا وأمر بهجرهم وأما لغير ذلك فإن هجره في الإثم (كسفك دمه) وليس المشبه كالمشبه به وقد فسر الهجر المذموم بأن يلقى كل واحد صاحبه فيعرض هذا ويعرض هذا. (ابن قانع) (¬4) اسمه أحمد ابن أبي بمهملات (عن أبي حدرد) ورواه ابن لال والطبراني. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2945)، والحاكم (1/ 454)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6090)، وقال في الضعيفة (1022): ضعيف جدًّا. (¬2) انظر ميزان الاعتدال (6/ 286). (¬3) أخرجه مسلم (2490). (¬4) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 283)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7020).

9567 - "هدايا العمال غلول. (حم هق) عن أبي حميد الساعدي (ض) ". (هدايا العمال) من الرعايا ويحتمل هداياهم لأمرائهم ويحتمل الأمرين وفي لفظ "هدايا الأمراء". (غلول) بضم الغين المعجمة: خيانة؛ لأنها لا تكون إلا لأجل خيانة في ما إليهم من الأعمال، فإذا أهدي العامل للأمير أو أهدي الرعية للعامل فهو لبيت المال كما سلف ولا يحل للعامل قبولها لكن إن قبلها صارت لبيت المال. (حم هق (¬1) عن أبي حميد الساعدي) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه من رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين وروايته عنهم ضعيفة، يحيى عن عروة قال ابن عدي وابن عياش: ضعيف في الحجازيين، قال الحافظ ابن حجر: رواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده ضعيفة، قال: وفي الباب أبو هريرة وابن عباس وجابر ثلاثتهم في الأوسط للطبراني بأسانيد ضعيفة. 9568 - "هدايا العمال حرام كلها. (ع) عن حذيفة". (هدايا العمال حرام كلها) قال ابن بطال (¬2): فيه أن هدايا العمال تجعل في بيت المال وأن العامل لا يملكها إلا إن طيبها له الإِمام واستنبط منه المهلب رد هدية من كان ماله حراما أو عرف بالظلم. (ع (¬3) عن حذيفة بن اليمان). 9569 - "هدية الله إلى المؤمن السائل على بابه. (خط) في رواية مالك عن نافع عن ابن عمر". (هدية الله إلى المؤمن) الذي يتحفه بها كما يناله من أجر ويفرح بها في الآخرة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 424)، والبيهقي في السنن (10/ 138)، وانظر فتح الباري (5/ 221)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7021). (¬2) انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (7/ 112). (¬3) أخرجه أبو يعلى كما في الكنز (15068)، وإتحاف الخيرة المهرة (3533) وانظر كشف الخفاء (2/ 445)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6091).

أشد من فرح أهل الدنيا بالهدايا. (السائل) لأي حاجة ويقف: (على بابه) فيجب عليه قبول هدية بقضاء حاجة السائل عليه وأمال قلبه إليه وندبه إلى بابه وذكره نعمه لديه حيث أحوج غيره إليه (خط (¬1) في رواية مالك عن نافع عن ابن عمر)، سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه الخطيب: وسعيد مجهول والخبائري مشهور بالضعف قال في الميزان. قلت: هذا موضوع وسعيد هالك قاله الشارح: والذي رأيته في الميزان في ترجمة سعيد بن موسى أنه اتهمه ابن حبان بالوضع هذا لفظه ولفظ الحديث فيه زيادة: يقف على باب داره. 9570 - "هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر" (حم ق) عن أسامة (صح) ". (هل ترون) تشاهدون. (ما أرى) ويحتمل هل تعلمون ما أعلم (إني لأرى مواقع الفتن خلال) بكسر الخاء المعجمة: وهي الفرج بين الشيئين (بيوتكم كمواقع القطر) في كثرتها وعمومها هذا من أعلام النبوة فما زالت الفتن في المدينة منذ قتل عثمان. (حم ق (¬2) عن أسامة). 9571 - "هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم. (خ) عن سعد (صح) ". (هل تنصرون) على الأعداء. (وترزقون إلا بضعفائكم) أي بسبب كونهم بين أظهركم يرحمكم الله فينزل عليكم النصر ويوسع عليكم في الرزق والاستفهام للتقرير. (خ (¬3) عن سعد) من رواية ابنه مصعب ابن سعد ولم يصرح مصعب ¬

_ (¬1) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (149)، والديلمي في الفردوس (6944)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 503)، والميزان (3/ 298)، (6/ 560)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6092)، والضعيفة (594): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 200)، البخاري (1878)، ومسلم (2885). (¬3) أخرجه البخاري (2896)، وقال النووي في رياض الصالحين (ص 339) رقم (271)، ورواه =

بسماعه من سعد فهو مرسل عنده، وقد قال النووي في الرياض: رواه البخاري عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص هكذا مرسلًا فإن مصعب بن سعد تابعي (¬1). 9572 - "هل تنصرون إلا بضعفائكم: بدعوتهم وإخلاصهم؟ (حل) عن سعد (صح) ". (هل تنصرورن إلا بضعفائكم) بدعوتهم لله وإخلاصهم أي ليس النصر بالأقوياء وأهل الشدة بل بالضعفاء لأن الله يرحم ضعفهم فينزل النصر لأجلهم لأنهم أشد إخلاصًا وأكثر تفرغا لرقة قلوبهم. (حل (¬2) عن سعد) هو أيضًا من رواية ابنه مصعب ففيه ما قال في الأول والمصنف رمز لصحته. 9573 - "هل من أحد يمشي على الماء إلا ابتلت قدماه؟ كذلك صاحب الدنيا: لا يسلم من الذنوب. (هب) عن أنس (ض) ". (هل من أحد يمشي على الماء) وهذا أمر صوري محسوس شبه به صاحب الدنيا كما أفاده قوله: (كذلك صاحب الدنيا) أي من وجد فيها مكلفًا (لا يسلم من الذنوب) لأنه في الدنيا كالماشي على بحر الذنوب فلا بد من إيصالها به وفيه تخويف شديد وليس المراد بصاحب الدنيا صاحب المال بل أعم منه. (هب (¬3) عن أنس) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ = الحافظ أبو بكر البرقاني في صحيحه متصلًا عن مصعب عن أبيه - رضي الله عنه - وانظر قول الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 362). (¬1) انظر: الكاشف (5462)، والتقريب (6688) وقال الحافظ: ثقة من الثالثة أرسل عن عكرمة بن أبي جهل مات سنة 103. (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 290)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7034). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (10457)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6095)، والضعيفة (4741).

9574 - "هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش. (حم خ) عن أبي هريرة" (صح). (هلاك أمتي) قيل: أراد الموجودين أو من قارب من زمانهم لا كل الأمة إلى يوم القيامة. (على يدي) بالتثنية (غلمة) جمع غلام والغلام الصغير إلى حد الالتحاء فإن سمي بعد ذلك غلامًا فهو مجاز (من قريش) قال القرطبي: وجماعة من الأئمة منهم يزيد بن معاوية وأضرابه من أحداث ملوك بني أمية، قال القرطبي (¬1): غير خاف ما صدر عن بني أمية وحَجَّاجِهِمْ من سفك الدماء وإتلاف الأموال وإهلاك الناس بالحجاز والعراق، وغيرهما قال: وبالجملة فبنو أمية قابلوا وصية المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في أهل بيته وأمته بالمخالفة والعقوق وسفكوا دماءهم وسبوا نساءهم وأسروا صغارهم وخربوا ديارهم وجحدوا شرفهم وفضلهم واستباحوا نسلهم ونسبهم وسبيهم فخالفوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وصيته ونقضوا عهده فيا خجلهم إذا التقوا بين يديه ويا فضيحتهم يوم يعرضون عليه انتهى. قلت: وكلامه يقتضي أنه أريد بالأمة أهل البيت عليهم السلام إلا أنه يحتمل أنه غير خاص بمن ذكر من أهل عصره ومن قرب منهم كما قال بل المراد هلاكهم إلى آخر الدهر فإنه اقتدى الناس ببني أمية ودامت الفتن والهلاك على أعيان الأمة من الآل ومن بني العباس وغيره. والهلاك إما بسفك الدماء أو بهلاك الأديان كما تفرع عن بني أمية وبني العباس بغض الآل وكراهة الأكثر لهم وعدم الرعاية لحقوقهم، وفيه ما يدل على أن ولاة الجور والخونة لعهود الله ليسوا من أمته. (حم خ (¬2) عن أبي هريرة) قال: سمعت الصادق المصدوق ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (13/ 10). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 324)، والبخاري (7058).

يقول فذكره؛ وكان يحضره مروان بن الحكم فقال: لعنة الله عليهم غلمة فقال أبو هريرة لو شئت أقول هم فلان وبنو فلان لفعلت. 9575 - "هلك المتنطعون. (ح م د) عن ابن مسعود (صح) ". (هلك المتنطعون) المتعمقون الخائضون في ما لا يعنيهم، وقيل: المبالغون في عبادتهم بحيث يخرجون عن قوانين الشريعة أقوالًا وأفعالًا أي هلكوا في الدين كما هلك الرهبانية ونحوهم. (حم م د (¬1) عن ابن مسعود) قال: قال ذلك ثلاثًا هكذا هو في مسلم. 9576 - "هلك المتقذرون. (حل) عن أبي هريرة". (هلك المتقذرون) بالقاف والذال المعجمة والراء: الذين يأتون القاذورات جمع قاذورة وهي الفعل القبيح والقول السيء ذكره ابن الأثير (¬2) وغيره، وأما قول مخرجه أبو نعيم عن وكيع يعني المرق يقع فيه الذباب فيهراق فإن أراد به السبب الذي ورد عليه الحديث فمسلم وإلا ففيه خفاء. قلت: فما أراد الإتيان السبب وأنه لا يراق مرق ولا طعام تقع فيه الذباب. (حل (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف. وقد قال مخرجه: تفرد به عبد الله بن سعيد بن أبي هند اليمني انتهى، وقد أورده الذهبي في الضعفاء (¬4) وقال: ثقة ضعفه أبو حاتم، ورواه أيضًا الطبراني في الأوسط، قال الهيثمي: وفيه عبد الله بن سعيد المقبري بن أبي هند ضعيف جدًّا. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 386)، ومسلم (2670)، وأبو داود (4608). (¬2) النهاية (4/ 47). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 379)، وانظر: المجمع (1/ 106)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6096)، والضعيفة (4742). (¬4) انظر المغني (1/ 340).

9577 - "هلكت الرجال حين أطاعت النساء. (حم طب ك) عن أبي بكرة (صح) ". (هلكت الرجال حين أطاعت النساء) أي أتت بما يهلكها وقت طاعتها لأن النساء ناقصات عقل ودين لا يأمرن بخير، وقد روى ابن لال والديلمي عن أنس يرفعه "لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير فإن لم يجد من يستشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها فإن خلافها البركة" (¬1). (حم طب ك (¬2) عن أبي بكرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9578 - "هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج. (طب) عن الحسين" (ح). (هلم) قال الرضي: مما جاء متعديا ولازما هلم بمعنى أقبل وهنا تعدى بإلى. (إلى جهاد لا شوكة فيه) لا سلاح فيه ولا قتال، ثم بينه بقوله: (الحج) فإن فيه آخر الجهاد وهو جهاد الضعيف والمرأة. (طب (¬3) عن الحسين) بن علي رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إني جبان وإني ضعيف ... الحديث، رمز المصنف لحسنه. 9579 - "همة العلماء الرعاية، وهمة السفهاء الرواية. ابن عساكر عن الحسن مرسلًا. (همة العلماء الرعاية) بكسر الراء المراعاة للأعمال على وفق الأقوال والعمل على العلم (وهمة السفهاء) الذين لا يعملون بما علموا (الرواية) يتشدقون بما سمعوه [4/ 356] ولا يعملون هكذا في النسخ الصحيحة، الرعاية بالراء وشرح ¬

_ (¬1) رواه الديلمي في الفردوس (7683)، وانظر كشف الخفاء (2/ 4). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 45)، والطبراني في الأوسط (425)، والحاكم (4/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6097)، والضعيفة (436). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 135) رقم (2910) وصححه الألباني في صحيح الجامع (7044).

الشارح على الوعاية بالواو. (ابن عساكر (¬1) في تاريخه عن الحسن مرسلًا). 9580 - "هن أغلب، يعني النساء. (طب) عن أم سلمة (ض) ". (هن أغلب، يعني النساء) مدرج من كلام الراوي بيان لمرجع الضمير، أي يغلبن الرجال لأنهن ألطف كيدًا وأنفذ حيلة ولهن في ذلك رفق يغلبن به الرجال، وسبب الحديث أنه مر بين يديه - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي عبد الله أو عمر بن أبي سلمة فقال بيده فرجع فمرّت زينب بنت أم سلمة فقال بيده هكذا فمضت فذكره. (طب (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه وقد أخرجه ابن ماجة وأعله ابن القطان بأن فيه محمد بن قيس في طبقته جماعة باسمه ولا يعرف من هو منهم، وأجيب بأنه قد عرفه ابن ماجة (¬3) بقوله: قاضي عمر بن عبد العزيز، وفي الكمال أنه خرج له مسلم. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (67/ 183)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6099)، والضعيفة (2263): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 362) رقم (851)، وأحمد (6/ 294)، وابن ماجة (948)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6100)، والضعيفة (4743). (¬3) انظر: شرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 1595).

فصل في المحلى بـ "أل" من هذا الحرف

فصل في المحلى بـ "أل" من هذا الحرف 9581 - " الهدية إلى الإِمام غلول. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (الهدية إلى الإِمام غلول) وكذا إلى العمال كما سلف؛ لأنه إنما يعطى لأجل منصبه رجاءا في خيره أو خوفا من شره فقبضه لها جناية لأهل ولايته. (طب (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الحافظ العراقي: سنده ضعيف. 9582 - "الهدية تذهب بالسمع والقلب والبصر. (طب) عن عصمة بن مالك (ض) ". (الهدية تذهب بالسمع والقلب والبصر) أي يملأها محبة للمهدي فلا يسمع ما يقال فيه، ولا يلج قلبه ما سمعه عنه، فلا يحكم عليه ولا يقوم بالحق الذي يجب عليه، وفيه تحريم الهدية لما كان في مقام حكومة. (طب (¬2) عن عصمة بن مالك) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه الفضل بن المختار وهو ضعيف جدًّا. 9583 - "الهدية تعور عين الحكيم. (فر) عن ابن عباس". (الهدية تعور عين الحكيم) تصيره أعورًا لا يبصر الحق، ولا ينظره، قال ابن الأثير (¬3): يقولون لكل رديء من كل شيء من الأخلاق والأمور أعور، وفيه كالأول التحذير عن الهدية للعمال والحكام وهي كالرشوة والنذر لهم. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 199) رقم (11468)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7054). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 183) رقم (488)، وانظر: المجمع (4/ 151)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6104)، والضعيفة (4744): ضعيف جدًّا. (¬3) النهاية (3/ 603).

(فر (¬1) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه عبد الوهاب بن مجاهد، قال الذهبي (¬2): قال النسائي وغيره: متروك. 9584 - "الهرة لا تقطع الصلاة؛ لأنها من متاع البيت. (هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (الهرة لا تقطع الصلاة) كما يقطعها الكلب الأسود أو مطلقة على الخلاف. (لأنها من متاع البيت) هو كحديث "أنها من الطوافين عليكم" (¬3)، فإنها يعسر الاحتراز عنها فلم تجعل قاطعة لصلاة من مرت بين يديه. (هـ ك (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. قال عبد الحق: فيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، يكتب حديثه على ضعفه، وقال ابن القطان (¬5): فيه أيضًا من لا يعرف. 9585 - "الهوى مغفور لصاحبه، ما لم يعمل به، أو يتكلم (حل) عن أبي هريرة". (الهوى) بالقصر: ما يهواه العبد أي يحبه ويميل إليه ويستعمل عرفًا في المثل إلى خلاف الحق وهو المراد هنا (مغفور لصاحبه) لأنه أمر يرد على قلبه بغير اختياره. (ما لم يعمل به، أو يتكلم) فإنه يؤاخذ به، وفيه أن الواردات على القلب من الحب والبغض والحسد ونحوها لا يؤاخذ العبد بمجرد وقوعها في خاطره ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (6969)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6105)، والضعيفة (4745): موضوع. (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 413). (¬3) رواه أحمد (5/ 296)، وأبو داود (75)، والترمذي (92)، والنسائي (1/ 55)، وابن ماجة (367). (¬4) أخرجه ابن ماجة (369)، والحاكم (1/ 255)، وانظر: الكامل (4/ 275)، والميزان (4/ 300)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6106)، والضعيفة (1512). (¬5) انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 230)، و (4/ 186)، وشرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 200).

حتى يرتب عليها عملا أو كلامًا. (حل (¬1) عن أبي هريرة)، سكت عليه المصنف، وقال مخرجه، تفرد به المسيب بن واضح عن أبي عيينة انتهى. والمسيب بن واضح، قال الدارقطني: ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية 2/ 259، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6107)، وقال في الضعيفة (1513): منكر.

حرف الواو

حرف الواو 9586 - " والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه هذه في اليم، فلينظر بم يرجع" (حم م هـ) عن المستورد (صح) ". (والله) أقسم - صلى الله عليه وسلم - لتأكيد الخبر وتحقيقه (ما الدنيا في الآخرة) بالنظر إليها. (إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه) زاد مسلم: "السبابة". (هذه) وأشار بالسبابة، وقيل: بالإبهام ويحتمل أنه أشار بكل منهما (في اليم، فلينظر بم ترجع) وضعه موضع فلا يرجع بشيء والمراد ما نعيم الدنيا بالنسبة إلى نعيم الآخرة إلا كالعدم أو ما مدة الدنيا بالنسبة إلى مدة الآخرة، أو ما جميع أحوال الدنيا، وهو تحقير للدنيا وشأنها. (حم م هـ (¬1) عن المستورد بن شداد). 9587 - "والله لأن يهدي بهداك رجل واحد خير لك من حمر النعم، (د) عن سهل بن سعد (صح) ". (والله لأن) بفتح اللام والهمزة لأن المصدرية و (يهدي) مغير صيغة (بهداك) لما يهدي به ويدعو إليه. (رجل واحد) أو امرأة واحدة (خير لك من حمر النعم) بفتح النون: الإبل، وخص الحمر منها لأنها كرائمها وأعلاها، تشبيه أمور الآخرة بأمور الدنيا تقريب للأفهام وإلا فالحاصل في الآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت. (د (¬2) عن سهل بن سعد) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك لعلي [4/ 357] يوم خيبر حين أنفذه لقتالهم، فقال علي: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 228)، ومسلم (2858)، وابن ماجة (4108). (¬2) أخرجه أبو داود (3661)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7094).

قال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإِسلام وأخبرهم بما عليهم من حق الله ... الحديث (¬1)، رمز المصنف لصحته. 9588 - "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة. (خ) عن أبي هريرة (صح) ". (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) مع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر لكن الاستغفار من أحسن الأذكار، فهو من شكر الله وذكره وتصفية القلب بذكر الله وفيه تعليم للأمة. (خ (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه مسلم. 9589 - "والله لا يلقي الله حبيبه في النار. (ك) عن أنس (صح) ". (والله لا يلقى) يطرح (الله حبيبه) من يحبه الله وهو من أحب الله، فإنه تعالى إنما يحب من أحبه (في النار) اللهم إنا نسألك حبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك. (ك (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وسبب الحديث أنه مر - صلى الله عليه وسلم - في نفر من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ، فأقبلت تسعى وتقول: ابني، فقالوا: يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ولدها في النار فذكره. 9590 - "والله لا تجدون بعدي أعدل عليكم مني. (طب ك) عن أبي هريرة (حم) عن أبي سعيد (صح) ". (والله لا تجدون بعدي أعدل عليكم مني) قاله ثلاثًا وقد جاء إليه مال فقسمه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (2942). (¬2) أخرجه البخاري (6307). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 177)، وأحمد (3/ 235)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7095)، والصحيحة (2407).

فقال رجل: ما عدلت منذ اليوم في القسمة، فغضب ثم ذكره. (طب ك (¬1) عن أبي برزة) رمز المصنف لصحته، (حم عن أبي سعيد)، وقال الهيثمي: فيه الأزرق بن قيس وثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح. 9591 - "واكلي ضيفك، فإن الضيف يستحي أن يأكل وحده. (هب) عن ثوبان (ض) ". (واكلي) أمر للمؤنث من الأكل، وهو خطاب لعائشة (ضيفك) بكسر الكاف أي كلي معه. (فإن الضيف يستحي أن يأكل) بقدر حاجته (وحده) وأكله قدر حاجته مراد فلا يتم إلا بأكل المضيف معه، فإن ذلك من مكارم الأخلاق. (هب (¬2) عن ثوبان) مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رمز المصنف لضعفه. 9592 - "والشاة إن رحمتها يرحمك الله. (طب) عن قرة بن إياس، وعن معقل بن يسار". (والشاة) بالفتح منصوب وناصبه محذوف وجوبًا (إن) رحمت الشاة (رحمتها) إن رحمتها (يرحمك الله) قاله - صلى الله عليه وسلم - لقرة والد معاوية المزني لما قال: يا رسول الله، إني لآخذ الشاة لأذبحها فأرحمها فقاله - صلى الله عليه وسلم - إعلامًا له بأن رحمة الحيوان سبب لرحمة الله لعبده، فإنما يرحم الرحمن من عباده الرحماء. (طب (¬3) عن قرة) بالقاف المضمومة والراء المشددة: ابن إياس بكسر الهمزة: المزني والد معاوية، وعن معقل بن يسار ورواه أحمد أيضًا عن قرة. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 146)، والطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (6/ 229)، وأخرجه أحمد (3/ 65) عن أبي سعيد، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7101)، والصحيحة (2406). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (9633)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6108). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 22) رقم (44)، والحاكم (3/ 676)، وانظر المجمع (4/ 33)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7055).

قال الهيثمي: رجاله ثقات انتهى. ورواه الحاكم عن قرة أيضًا فتعقبه الذهبي بأن عدي بن الفضل أحد رواته هالك. 9593 - "وأي داء أدوأ من البخل. (حم ق) عن جابر (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (وأي) كلمة الاستفهام (داء أدوأ من البخل) أي أي عيب أقبح منه، فإن صاحبه مذموم عرفًا وشرعًا، وهذا قاله - صلى الله عليه وسلم - لبني سلمة لما قال لهم: من سيدكم يا بني سلمة، قالوا: الجد بن قيس وإنا لنبخله فذكره، ففيه أن البخيل لا يكون سيدًا. (حم ق (¬1) عن جابر، ك عن أبي هريرة). 9594 - "وأي وضوء أفضل من الغسل. (ك) عن ابن عمر (صح) ". (وأي وضوء أفضل من الغسل) قاله - صلى الله عليه وسلم - لما سأله عن الوضوء بعد الغسل، إلا أنه مراد به الغسل الذي كان يفعله - صلى الله عليه وسلم - من تقديم الوضوء عليه، ثم إفاضة الماء على سائر بدنه، فإنه إن فعل ذلك فقد دخل الوضوء بجنب الغسل، وهو مراد من يقول الطهارة الصغرى تدخل تحت الكبرى. (ك (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 9595 - "وأي المؤمن حق واجب. (د) في مراسيله عن زيد بن أسلم مرسلًا". (وأي المؤمن) هو بفتح الواو ثم همزة ساكنة ثم مثناة: أي وعده لغيره (حق) عليه. (واجب) الوفاء به، أو وعد الغير إياه حق واجب على إضافته إلى الفاعل أو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 307)، والبخاري (4383) عن جابر ولم أجده في مسلم، أخرجه الحاكم (4/ 163) عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6115)، والضعيفة (4746).

المفعول. (د (¬1) في مراسيله عن زيد بن أسلم مرسلًا). 9596 - "وجبت محبة الله على من أغضب فحلم. ابن عساكر عن عائشة". (وجبت محبة الله على من أغضب) مغير صيغة (فحلم) فلم يعامل من أغضبه، وفيه فضيلة الحلم وكظم الغيظ وأنه من أسباب محبة الله لعبده. (ابن عساكر (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال المنذري: فيه أحمد بن داود عبد الغفار المصري وقد وثقه الحاكم، وقال في الميزان (¬3): كذبه الدارقطني وغيره ثم ساق من أكاذيبه هذا الخبر وقال: إنه موضوع. 9597 - "وجب الخروج على كل ذات نطاق في العيدين" (حم) عن عمرة بنت رواحة (ح) ". (وجب الخروج على كل ذات نطاق) بكسر النون وهو أن تشد المرأة [4/ 358] وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل (في العيدين) إلى الجبانة لتحضر الصلاة والدعاء وإن كانت حائضا حظرت الدعاء كما في أحاديث أخر، وهو ظاهر في الإيجاب. (حم (¬4) عن عمرة) مؤنث عمرو (بنت رواحة) بفتح الراء وحاء مهملة، رمز المصنف لحسنه. 9598 - "وددت أني لقيت إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني. (حم) عن أنس (ح) ". (وددت أني لقيت إخواني) قال له أصحابه - صلى الله عليه وسلم - لما سمعوا هذا: ألسنا إخوانك فقال: بل أنتم أصحابي، وإخواني: (الذين آمنوا بي ولم يروني) فيه فضيلة من آمن ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود في مراسيله (523)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6114). (¬2) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 404)، والقضاعي في مسند الشهاب (569)، والديلمي في الفردوس (7128)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6116)، والضعيفة (752): موضوع. (¬3) انظر ميزان الاعتدال (1/ 232). (¬4) أخرجه أحمد (6/ 358)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7105)، والصحيحة (2408).

به ولم يره وقد تقدم شيء من ذلك في حرف الطاء. (حم (¬1) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقد أخرجه أبو يعلى وفيه راو ضعيف. 9599 - "ورسول الله معك يحب العافية. (طب) عن أبي الدرداء (ض) ". (ورسول الله) عطف على قول أبي الدرداء وقد قال له: يا رسول الله لأن أعافى فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر، فقال: ورسول الله (معك) في هذا الأمر. (يحب العافية) وفيه فضل العافية مع الشكر على الابتلاء مع الصبر، وهو حجة لمن فضل الغني الشاكر على الفقير الصابر. (طب (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: ضعيف جدًّا. 9600 - "وزن حبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليهم. (خط) عن ابن عمر (ض) ". (وزن) مغير صيغة يحتمل أنه قد وقع ذلك أو أنه من باب ونفخ في الصور، وهو الأقرب لما يأتي في حرف الياء بلفظ: "يوزن مداد العلماء ... الحديث" (حبر العلماء) مدادهم الذي يكتبون به العلم النافع. (بدم الشهداء) قوبل في الوزن به. (فرجح) حبر العلماء (عليهم) أي رجح ثوابه أو نفسه، إلا أنه قد فسره الحديث بلفظ: ثواب العلماء، وأخرج مجرد بيان فضل العلم وأهله، وأنه أفضل من الجهاد؛ لأن الكل لإحياء الدين والعلم أعظم حياة للدين من الجهاد. (خط (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه؛ لأن فيه محمَّد بن جعفر، ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 155)، وأبو يعلى (6502)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7108)، والصحيحة (2888). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (2/ 290)، والخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 409)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6120): موضوع. (¬3) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (2/ 193)، وانظر العلل المتناهية (1/ 80) , وقال الألباني في ضعيف الجامع (6121): ضعيف جدًّا، وقال في الضعيفة (4748): موضوع.

قال مخرجه الخطيب: محمَّد بن جعفر غير ثقة، يروي الموضوعات عن الثقات. 9601 - "وسطوا الإِمام، وسدوا الخلل. (د) عن أبي هريرة (ح) ". (وسطوا الإِمام) في الصلاة، أي اجعلوه وسط الصف لينال كل من عن يمينه وشماله حظه، ويشتركون في سماع صوته (وسدوا الخلل) بخاء معجمة ولامين مفتوحتين وهي الفرج بين المأمومين. (د (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال في المهذب: سنده لين ولم يبين وجهه، وذلك أن فيه يحيى بن بشر بن خلاد، وأمه، وهما مجهولان. 9602 - "وصب المؤمن كفارة لخطاياه. (ك هب) عن أبي هريرة (صح) ". (وصب) بفتح الواو والصاد المهملة ثم موحدة (المؤمن) أي تعبه في أعمال الخير وطلب الحلال (كفارة لخطاياه) من الصغائر كما مر غير مرة. (ك هب (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9603 - "وضع عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه. (هق) عن ابن عمر (صح) ". (وضع عن أمتي الخطأ) أي إثمه. (والنسيان) ترك الشيء عن ذهول وغفلة. (وما استكرهوا عليه) من قول أو فعل يكرههم عليه القادر، وتقدم في حرف الراء بلفظ: "رفع". (هق) (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته. 9604 - "وعدني ربي في أهل بيتي: من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (681)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6122). (¬2) أخرجه الحاكم (1/ 347)، والبيهقي في الشعب (9835)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7109)، والصحيحة (2410). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 84)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7110).

يعذبهم. (ك) عن أنس (صح) ". (وعدني ربي في أهل بيتي) وقوله: (من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ) بدل من أهل بدل بعض، والموعود به: (أن لا يعذبهم) وهكذا في حق غير الآل، إلا أنه تعالى وعده أن لا يعذبهم كغيرهم بل يعفوا عنهم، وفيه فضيلة للآل. (ك (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي في المهذب فقال: بل منكر. قلت: هذا منكر لا يصح انتهى، ولم يبين وجهه. 9605 - "وفد الله ثلاثة: الغازي، والحاج، والمعتمر. (ن حب ك) عن أبي هريرة (صح) ". (وفد الله) الذين يفدون عليه لطلب كرامته. (ثلاثة: الغازي) في سبيل الله، (والحاج، والمعتمر) وتقدم في حرف الحاء. (ن حب ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9606 - "وفروا اللحى، وخذوا من الشوارب، وانتفوا الإبط، وقصوا الأظافير. (طس) عن أبي هريرة (ض) ". (وفروا اللحى) بإبقائها من دون إزالة شيء منها (وخذوا من الشوارب) فيه دليل لمن لم يقل بأخذه كله (وانتفوا الإبط) والمراد إزالة شعره ولو بالنورة. (وقصوا الأظافير) والكل من خصال الفطرة، تقدم في حرف العين المهملة في "عشر من الفطرة" (طس (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 150)، وانظر الكامل (5/ 48)، ولسان الميزان (4/ 301)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6123) ضعيف جدًّا، وقال في الضعيفه (1975): منكر. (¬2) أخرجه النسائي (2/ 321)، وابن حبان (3692)، والحاكم (1/ 441)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7112). (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (5062)، وانظر المجمع (5/ 168)، وصححه الألباني في صحيح =

فيه سليمان بن داود اليماني: ضعيف. 9607 - "وفروا عثانينكم، وقصوا سبالكم" (هب) عن أبي أمامة" (ض). (وفروا) بتشديد الفاء (عثانينكم) بالعين المهملة فمثلثة: جمع عثنون وهو اللحية (وقصوا سبالكم) وهو الشارب [4/ 359] فهذه السنة: توفير اللحية فلا يؤخذ منها شيء، وقص الشارب. (هب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه. 9608 - "وقت العشاء إذا ملأ الليل بطن كل واد. (طس) عن عائشةَ (ض) ". (وقت العشاء إذا ملأ الليل) أي الظلام. (بطن كل واد) إذا ظهرت الظلمة على كل محل متسع وهو ملاق لغيبة الشفق، فإن عند غيبته يملأ الظلام الأودية وتظهر الظلمة. (طس (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه. 9609 - "وقروا ما تعلمون منه العلم، ووقروا ما تعلمونه العلم. ابن النجار عن ابن عمر (ض) ". (وقروا) بالقاف من التوقير: التعظيم (من تعلمون منه العلم) لأن له بكونه عالمًا حقًّا على الغير وبالتعلم منه يزداد الحق على من يأخذ عنه. (ووقروا) عظموا. (من تعلمونه العلم) لأنه قد توجه إلى خير كثير عظيم فيستحق التوقير، ويزداد بذلك رغبة وهمة. (ابن النجار (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه. ¬

_ = الجامع (7113). (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (6405)، وأحمد (5/ 264)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7114)، والصحيحة (1245). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3963)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6125)، والضعيفة (4750). (¬3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (29338)، والديلمي في الفردوس (7125)، البغدادي في الجامع =

9610 - "وكل بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم، ولولا ذلك ما أتت على شيء إلا أحرقته" (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (وكل) مبني للمفعول من التوكيل، أي وكل الله. (بالشمس تسعة أملاك يرمونها بالثلج كل يوم، ولولا ذلك ما أتت على شيء إلا أحرقته) لشدة حرها ولا يقال: هلا خلقت خفيفة الحر، ولا يحتاج إلى رميها بالثلج؛ لأن حكمة الله قضت بذلك، وبأن يجعل هذا الرمي عبادة لأولئك الأملاك. (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عفير بن معدان وهو ضعيف جدًّا. 9611 - "ولد الرجل من كسبه, من أطيب كسبه, فكلوا من أموالهم. (د ك) عن عائشة (صح) ". (ولد الرجل من كسبه، من أطيب كسبه) أخبر أولًا بالأعم ثم أبدل منه بالأخص (فكلوا من أموالهم) ظاهر في حل مال الأبناء للآباء مطلقًا، مثل "أنت ومالك لأبيك" وتقييده بإيجاب النفقة للفقير من الآباء على الأبناء خلاف ظاهره. (د ك (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي، وتعقبا بأنه اختلف فيه على عمارة فمرة عن أمه ومرة عن أبيه ومرة عن عمته، وعمته وأمه لا يعرفان. 9612 - "ولد الزنا شر الثلاثة. (حم د ك هق) عن أبي هريرة" (صح). (ولد الزنا شر الثلاثة) هو وأبوه ويأتي تقييده في الحديث الثاني بأنه شر الثلاثة ¬

_ = لأخلاق الراوي وآداب السامع 1/ 343، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6126): موضوع. (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 168) رقم (7705)، وانظر المجمع (8/ 113)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6128)، والضعيفة (293): موضوع. (¬2) أخرجه أبو داود (3529)، والحاكم (2/ 46)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7119).

أصلًا وعنصرًا وسواهما في العمل ولا بد من تقييده بما يأتي وعلى تقدير إطلاقه فقيل إنه ورد في معين مشئوم، وقيل في من قالت له أمه: أنت لغير أب فقتلها وقيل غير ذلك. (حم د ك هق (¬1) عن أبي هريرة)، رمز المصنف لصحته. 9613 - "ولد الزنا شر الثلاثة، إذا عمل بعمل أبويه. (طب هق) عن ابن عباس (ض) ". (ولد الزنا شر الثلاثة، إذا عمل بعمل أبويه) لأنه زاد عليهما بخبث المنصب. (طب هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأن في طريق الطبراني محمَّد ابن أبي ليلى سيئ الحفظ قاله الهيثمي، وقال الذهبي: إسناده ضعيف. 9614 - "ولد الملاعنة عصبته عصبة أمه. (ك) عن رجل (صح) ". (ولد الملاعنة عصبته عصبة أمه) ليس له عصبة من قبل أبيه لانتفائه عنه. (ك (¬3) عن رجل) رمز المصنف لصحته. 9615 - "ولد آدم كلهم تحت لوائي يوم القيامة، وأنا أول من يفتح له باب الجنة. ابن عساكر عن حذيفة (ح) ". (ولد آدم كلهم) من نبي وغيره. (تحت لوائي) يغدون من أتباعي ويمسون تحت لوائي وهو لواء الحمد الذي يعطاه - صلى الله عليه وسلم -. (يوم القيامة وأنا أول من يفتح له باب الجنة) وتقدم الحديث بزيادة في حرف الهمزة في "أنا" إلا أنه لم يذكر فيه فتح باب الجنة. (ابن عساكر (¬4) عن حذيفة) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 311)، وأبو داود (3963)، والحاكم (4/ 100)، والبيهقي في السنن (10/ 57)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7119)، والصحيحة (672). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 285) رقم (10674)، والبيهقي في السنن (10/ 59)، وانظر: المجمع (6/ 257)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6129). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 341)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6130)، والضعيفة (4752). (¬4) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (42/ 305)، والقزويني في التدوين (2/ 366)، وصححه =

9616 - "ولد نوح ثلاثة: سام وحام، ويافث". (حم ك) عن سمرة (صح) ". (ولد نوح) بفتح اللام من ولد. (ثلاثة: سام) بالسين المهملة. (وحام) بالحاء المهملة (ويافث) بمثناة تحتية ففاء بعد الألف ثم مثلثة ويأتي في الحديث التالي تفصيل من ولدوه. (حم ك (¬1) عن سمرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9617 - "ولد نوح ثلاثة: فسام أبو العرب وحام أبو الحبشة، ويافث أبو الروم" (طب) عن سمرة وعمران "ح". (ولد نوح ثلاثة: سام أبو العرب، وحام أبو الحبشة، ويافث أبو الروم) فبنوا آدم من نسلهم ولذا يقال نوح آدم الأصغر. (طب (¬2) عن سمرة وعمران) رمز المصنف لحسنه. 9618 - "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم. (حم ق د) عن أنس (صح) ". "ولد لي الليلة غلام) من أمته مارية القبطية (فسميته باسم أبي إبراهيم) وتقدم وجه أنه لم يسمه عبد الله ونحوه مع حثه عليه. (حم ق د (¬3) عن أنس). 9619 - "وهبت خالتي فاختة بنت عمرو غلامًا، وأمرتها ألا تجعله جازرًا، ولا صائغا, ولا حجاما. (طب) عن جابر (ح) ". (وهبتُ) بضم المثناة ضمير المتكلم لأنه - صلى الله عليه وسلم - الواهب (خالتي فاختة) بالفاء ¬

_ = الألباني في صحيح الجامع (7118)، والصحيحة (2411). (¬1) أخرجه أحمد (5/ 10)، والحاكم (2/ 546)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6131). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 145) رقم (309)، وانظر المجمع (1/ 193)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6132). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 198)، والبخاري (1303)، ومسلم (2315)، وأبو داود (1326).

والخاء المعجمة ومثناة فوقية. (بنت عمرو) الزهرية. (غلامًا) زاد في رواية أبي الدرداء: "وأنا أرجو أن يبارك لها فيه" (¬1). (وأمرتها ألا تجعله جازرًا، ولا صائغًا) بالصاد المهملة ثم الغين المعجمة (ولا حجامًا) لأن الجازر والحجام يباشران النجاسة، والصائغ يغلب [4/ 360] على صنعته الغش وعلى مواعيده الكذب (طب (¬2) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عثمان بن عبد الرحمن الوقَّاصي: متروك (¬3). 9620 - "ويح الفراخ فراخ آل محمَّد من خليفة مستخلف مترف. ابن عساكر عن سلمة بن الأكوع". (ويح) بفتح الواو ثم مثناة تحتية ثم مهملة كلمة رحمة وتوجع لمن وقع في ما لا يستحق (الفراخ فراخ آل محمَّد) بدل من الفراخ عبر عنهم بذلك تشبيها لضعفهم بتسلط الجبار هذا عليهم بفراخ الطيور (من خليفة مستخلف) استخلف في الأرض (مترف) من الإتراف رفاهية العيش قيل: أريد به يزيد بن معاوية. قلت: بل يتعين أنه هو فإنه صادق عليه ما ذكر وإنه الذي قتل الحسين وقال ذريته أسارى وفعل الأفاعيل التي تقشعر منها الجلود فيوجب له النار ذات الخلود والغضب من الرب المعبود (¬4). ¬

_ (¬1) رواه أبو داود (3430)، والبيهقي في السنن (6/ 127). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 439) رقم (1073)، وانظر المجمع (4/ 93)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6134): ضعيف جدًّا. (¬3) انظر: المغني (2/ 426). (¬4) هذا يخالف منهج أهل السنة والجماعة والصواب أنه لم يكن ليزيد بن معاوية يد في قتل الحسين - صلى الله عليه وسلم - وهذا ليس دفاعًا عن شخص يزيد لكنه قول الحقيقة، فقد أرسل يزيد عبيد الله بن زياد ليمنع وصول الحسين إلى الكوفة ولم يأمر بقتله، بل الحسين نفسه كان حسن الظن بيزيد حتى قال: =

(ابن عساكر (¬1) عن سلمة بن الأكوع) ورواه عنه بلفظه أبو نعيم والديلمي. 9621 - "ويح عمار: تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار. (حم خ) عن أبي سعيد (صح) ". (ويح عمار) بالجر على الإضافة وهو ابن ياسر الصحابي الجليل (تقتله الفئة ¬

_ = دعوني أذهب إلى يزيد فأضع يدي في يده. قال ابن الصلاح - رحمه الله -: "لم يصح عندنا أنه أمر بقتله -أي الحسين - رضي الله عنه -، والمحفوظ أن الآمر بقتاله المفضي إلى قتله -كرمه الله- إنما هو عبيد الله ابن زياد والي العراق إذ ذاك". قال شيخ الإِسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك وظهر البكاء في داره , ولم يسب لهم حريما بل أكرم أهل بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، أما الروايات التي في كتب الشيعة أنه أهين نساء آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأهن هناك هذا كله كلام باطل، بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم، ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها وأن يطلقها، فهم كانوا يعظمون بني هاشم، بل لم تسب هاشمية قط" ا. هـ. قال ابن كثير - رحمه الله -: "وليس كل ذلك الجيش كان راضيًا بما وقع من قتله -أي قتل الحسين- بل ولا يزيد بن معاوية رضي بذلك الله أعلم ولا كرهه والذي يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يقتل لعفا عنه، كما أوصاه أبوه، وكما صرح هو به مخبرا عن نفسه بذلك، وقد لعن ابن زياد على فعله ذلك وشتمه فيما يظهر ويبدو" ا. هـ أما إباحة المدينة ثلاثًا لجند يزيد يعبثون بها يقتلون الرجال ويسبون الذرية وينتهكون الأعراض، فهذه كلها أكاذيب وروايات لا تصح، فلا يوجد في كتب السنة أو في تلك الكتب التي ألفت في الفتن خاصة كالفتن لنعيم بن حماد أو الفتن لأبي عمرو الداني أي إشارة لوقوع شيء من انتهاك الأعراض، وكذلك لا يوجد في أهم المصدرين التاريخيين المهمين عن تلك الفترة (الطبري والبلاذري) أي إشارة لوقوع شيء من ذلك، وحتى تاريخ خليفة على دقته واختصاره لم يذكر شيئًا بهذ الصدد، وكذلك إن أهم كتاب للطبقات وهو طبقات ابن سعد لم يشر إلى شيء من ذلك في طبقاته. وهذا الذي استقرت عليه عقيدة أهل السنة والجماعة وللتفصيل راجع المقدمة. (¬1) أخرجه ابن عساكر كما في الكنز (34270)، والديلمي في الفردوس (7147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6135).

الباغية) هو معاوية وأصحابه (يدعوهم إلى الجنة) بمبايعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - (ويدعونه إلى النار) بالخروج عن طاعته وقع ذلك بصفين دعاهم عمار إلى طاعة علي - رضي الله عنه - ودعوه إلى عدم طاعته، فطاعة علي - رضي الله عنه - توجب الجنة، وعدم طاعته توجب النار (¬1) وهذا من أعلام النبوة وقد أطلنا فيه في كتابنا الروضة الندية شرح التحفة العلوية قال القرطبي: وهذا من أثبت الأحاديث وأصحها ولما لم يقدر معاوية على إنكاره قال: إنما قتله من أخرجه فأجابه علي - رضي الله عنه -: بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل حمزة حين أخرجه، قال ابن دحية: هذا من علي إلزام مفحم لا جواب عنه وحجة لا اعتراض عليها وقد أجمع معظم أهل السنة والحديث وغيرهم على أن معاوية باغ وأن عليًّا - رضي الله عنه - مصيب في قتاله كما أنه مصيب في قتال أهل الجمل، نقل هذا الإجماع عبد القاهر الجرجاني في كتابه في الإمامة، ونقل أبو منصور أن عقيدة أهل السنة: أن عليا - رضي الله عنه - كان مصيبًا في قتال أهل صفين كإصابته في قتال أهل الجمل انتهى وأما مذهب أهل البيت -عليهم السلام- في ذلك فهو معروف (¬2). ¬

_ (¬1) لا يحكم أهل السنة والجماعة لرجل بوجوب الجنة والنار إلا بنص قطعي من الكتاب والسنة، ولا يوجد نص قطعي حول معاوية - رضي الله عنه - في هذا، أما كون أحدهما مصيبًا أو مخطئًا فهذا لا مانع من الحكم به لكن كل منهما مجتهد والمصيب له أجران والمخطيء له أجر كما سيأتي. (¬2) وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية: وهذا يدل لصحة إمامة علي ووجوب طاعته وأن الداعي إلى طاعته داعي بلى الجنة، والداعي إلى مقاتلته داع إلى النار -وإن كان متأولًا- وهو دليل على أنه لم يكن يجوز قتال علي، وعلى هذا فمقاتله مخطيء -وإن كان متأولًا- أو باغ -بلا تأويل- وهو أصح القولين لأصحابنا، وهو الحكم بتخطئة من قاتل عليًّا، وهو مذهب الأئمة لأصحابنا، وهو الحكم بتخطئة من قاتل عليًّا، وهو مذهب الأئمة الفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين. مجموع الفتاوى (4/ 437). وقال أيضًا: مع أن عليًّا أولى بالحق ممن فارقه، ومع أن عمار قتلته الفئة الباغية -كما جاءت به النصوص- وعلينا أن نؤمن بكل ما جاء من عند الله ونقر بالحق كله، ولا يكون لنا هوى، ولا نتكلم بغير علم، بل نسلك سبل العلم والعدل، ذلك هو اتباع الكتاب والسنة، وأما من تمسك ببعض الحق دون بعض، وهذا منشأ الفرقة والاختلاف. انظر: مجموع الفتاوى =

....................................... ¬

_ = (4/ 449 - 450) وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: وقال: - صلى الله عليه وسلم - في حديث عمار: تقتل عمار الفئة الباغية. فقتله معاوية وأصحابه في موقعة صفين، فمعاوية وأصحابه بغاة، لكن مجتهدون ظنوا أنهم مصيبون في المطالبة بدم عثمان. فتاوى ومقالات متنوعة (6/ 87). موقف أهل السنة والجماعة من الحرب التي وقعت بين الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - وهو الإمساك عما شجر بينهم إلا فيما يليق بهم - رضي الله عنهم - لما يسببه الخوض في ذلك من توليد العداوة والحقد والبغض لأحد الطرفين وقالوا: إنه يجب على كل مسلم أن يحب الجميع ويترضى عنهم ويترحم عليهم ويحفظ لهم فضائلهم، ويعترف لهم بسوابقهم، وينشر مناقبهم وأن الذي حصل بينهم إنما كان عن اجتهاد والجميع مثابون في حالتي الصواب والخطأ، غير أن ثواب المصيب ضعف ثواب المخطيء في اجتهاده وأن القاتل والمقتول من الصحابة في الجنة، ثم الحسن بن علي قد تنازل عن الخلافة لمعاوية وبايعه ... والذي لا يُشك فيه أنها فتنة خاض فيها أناس مبشرون بالجنة ورجال لا يمكن أن يكونوا في النار، ولهذا لم يجوز أهل السنة والجماعة الخوض فيما شجر بينهم. قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9]. ففي هذه الآية أمر الله تعالى بالإصلاح بين المؤمنين إذا ما جرى بينهم قتال لأنهم إخوة وهذا الاقتتال لا يخرجهم عن وصف الإيمان وإذا كان حصل اقتتال بين عموم المؤمنين ولم يخرجهم ذلك من الإيمان لأن الله ذكر في الآية التي بعدها {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}، فأصحاب الرسول الله الذين اقتتلوا في موقعة الجمل وبعدها أول من يدخل في اسم الإيمان الذي ذكر في هذه الآية فهم لا يزالون عند ربهم مؤمنين إيمان حقيقيًّا ولم يؤثر ما حصل بينهم من شجار في إيمانهم بحال لأنه كان عن اجتهاد ونظر: العواصم من القواصم صـ 169 - و 170 أحكام القرآن (4/ 1717). وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق أخرجه مسلم (2/ 745). والفرقة المشار إليها في الحديث ما كان من الاختلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما وقد وصف - صلى الله عليه وسلم - الطائفتين معًا بأنهما مسلمتان وأنهما متعلقتان بالحق، والحديث علم من أعلام النبوة: إذ وقع الأمر طبق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام، وفيه الحكم بإسلام الطائفتين: أهل الشام وأهل العراق، لا كما يزعمه فرقة الرافضة، والجهلة الطغام من تكفيرهم أهل الشام، وفيه أن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة والذي عليه الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن عليًّا هو المصيب وأن كان معاوية مجتهدًا وهو مأجور إن شاء الله ولكن علي هو الإِمام فله أجران كما ثبت في صحيح البخاري: إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجره. انظر: =

(حم خ (¬1) عن أبي سعيد) قال المصنف في الخصائص: هذا الحديث متواتر ورواه من الصحابة بضعة عشر. 9622 - "ويحك! أليس الدهر كله غدا؟ ابن قانع عن جعال بن سراقة". (ويحك! أليس الدهر كله غدا؟) قاله - صلى الله عليه وسلم - لأبي سراقة وقد قال له وهو متوجه إلى أحد قيل لي إنك تقتل غدًا فذكره وهذا توجع لبلادته وقلة فهمه حيث خيل أن غدا ما يستقبل من الزمان (ابن قانع (¬2) عن جعال) بكسر الجيم ثم عين مهملة بن سراقة. 9623 - "ويحك! إذا مات عمر، فإن استطعت أن تموت فمت. (طب) عن عصمة بن مالك" (ح). (ويحك! إذا مات عمر، فإن استطعت أن تموت فمت) سببه أن أعرابيًّا أدخل إبلًا فباعها منه - صلى الله عليه وسلم - بتأخير إلى أجل فلقيه علي - رضي الله عنه - فسأله ما أقدمه؟ فأخبره، فقال: ارجع إلى رسول الله فقل له: يا رسول الله إذا حدث بك حدث فمن يقضيني ففعل، فقال: أبو بكر، فقال له علي - صلى الله عليه وسلم -: ارجع إليه فقل: فإن حدث بأبي بكر حدث، فقال له: عمر، فقال له علي - رضي الله عنه - ارجع إليه فقل: فإن حدث بعمر حدث فذكره (طب (¬3) عن عصمة بن مالك) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه الفضل ابن المختار وهو ضعيف جدًّا. ¬

_ = البخاري مع شرحه في فتح الباري (13/ 318). راجع المقدمة للمزيد حول هذا الموضوع. (¬1) أخرجه أحمد (3/ 5)، والبخاري (447). (¬2) أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (1/ 153)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6138)، والضعيفة (5237). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 180) رقم (478)، وانظر المجمع (5/ 179)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6136): ضعيف جدًّا، وقال في الضعيفة (3984): موضوع.

9624 - "ويل للأعقاب من النار. عن ابن عمرو (ق د ن هـ عن ابن عمرو حم ق ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (ويل) مصدر لا فعل له أي تحسر وهلاك (للأعقاب من النار) قاله - صلى الله عليه وسلم - لأقوام توضؤا للصلاة فرأى أعقابهم تلوح لم يمسها الماء فقاله: أي ويل لهذه الأعقاب المشاهدة التي ما مسها الماء عند الوضوء من العذاب بالنار لعدم إكمال الطهارة وأشبعنا الكلام عليه في حواشي شرح العمدة. (ق د ن هـ عن ابن عمرو حم ق ت هـ (¬1) عن أبي هريرة) قال المصنف حديث متواتر. 9625 - "ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار. (حم ك) عن عبد الله بن الحارث (صح) ". (ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار) فيه الإعلام بأنه لا بد من استيفاء الغسل لجميع القدم وبطنها وخصها لأنه يغلب فيها التساهل مع احتياجها إلى الإبقاء لملابسة الأوساخ. (حم ك (¬2) عن عبد الله بن الحارث) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد [4/ 361] ثقات. 9626 - "ويل للأغنياء من الفقراء. (طس) عن أنس". (ويل للأغنياء من الفقراء) فإنهم يخصمونهم يوم القيامة لأن الله قد جعل لهم في أموالهم حقًّا ولا يكاد الغني يفي بما يجب عليه للفقير وتمام الحديث ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 193)، والبخاري (60)، ومسلم (241)، وأبو داود (97)، والترمذي (41)، والنسائي (1/ 77)، وابن ماجة (450) جمعيهم عن عبد الله بن عمرو، وأخرجه أحمد (2/ 284)، والبخاري (165)، ومسلم (242)، والترمذي (41) والنسائي (1/ 77)، وابن ماجة (453) جمعيهم عن أبي هريرة. (¬2) أخرجه أحمد (4/ 190)، والحاكم (1/ 162)، وانظر المجمع (1/ 240)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7133).

"يقولون ربنا ظلمونا حقنا التي فرضت لنا فيقول وعزتي لأدنينكم ولأباعدنهم". (طس (¬1) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه جنادة بن مروان (¬2)، قال الذهبي في الضعفاء: ضعفه أبو حاتم. 9627 - "ويل للعالم من الجاهل، ويل للجاهل من العالم. (ع) عن أنس". (ويل للعالم من الجاهل) حيث لم يعلمه ما يجب عليه. (ويل للجاهل من العالم) حيث علمه ولم يعمل وأمره ولم يمتثل ودعاه إلى الهدى ولم يجب. (ع (¬3) عن أنس) ورواه في مسند الفردوس، قال العراقي: وسنده ضعيف. 9628 - "ويل للعرب من شر قد اقترب، أفلح من كف يده. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (ويل للعرب من شر قد اقترب) هي الفتن التي حدثت بعده - صلى الله عليه وسلم -، قال ابن حجر: توالت الفتن حتى صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الأكلة كما ورد في حديث آخر: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها" (¬4) (أفلح من كف) في الفتن. (يده) عن القتال ولسانه عن الكلام في الفتن لكثرة الخطر فيها. (د ك (¬5) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا فزعًا محمرًا وجهه يقول: "لا إله إلا الله ويل للعرب ... " إلخ، قال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي بأن فيه انقطاعا. ثم هذا الحديث قد ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4813)، وانظر المجمع (3/ 62)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6140). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (1/ 137)، والميزان (2/ 157). (¬3) أخرجه أبو يعلى في المسند كما في الكنز (29037)، والديلمي في الفردوس (7141)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6141)، والضعيفة (4756). (¬4) أخرجه أبو داود (4297). (¬5) أخرجه أبو داود (4249)، والحاكم (4/ 439)، وأحمد (2/ 441)، ورواه البخاري (7135)، ومسلم (2880) مطولا عن زينب بنت جحش.

رواه الشيخان في صحيحيهما بزيادة ونقص، وفيه ذكر يأجوج ومأجوج. 9629 - "ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له. (حم د ت ك) عن معاوية بن حيدة (صح) ". (ويل للذي يحدث) بالحديث (فيكذب ليضحك به القوم) وذلك لأن الكذب محرم والإضحاك به يزيده تحريمًا لأن الضحك مذموم ولذا كرر الويل بقوله: (ويل له، ويل له). (حم د ت ك (¬1) عن معاوية بن حيدة) رمز المصنف لصحته. 9630 - "ويل للمالك من المملوك، وويل للمملوك من المالك. البزار عن حذيفة". (ويل للمالك من المملوك) لأن له حقوقا قد لا يقوم بحقها فيعاقب بسببه (وويل للمملوك من المالك) لأن له حقوقا أكيدة ولذا كان الإباق من المعاصي التي لا تقبل معها الطاعة وكان لمن قام بحق الله وحق مواليه أجران. (البزار (¬2) عن حذيفة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رواه البزار عن شيخه محمَّد بن الليث وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يخطيء ويخالف وبقية رجاله رجال الصحيح. 9631 - "ويل للمتألين من أمتي، الذين يقولون: فلان في الجنة وفلان في النار. (تخ) عن جعفر العبدي مرسلًا". (ويل للمتألين) المقسمين بالإيمان (من أمتي) قيل من هم؟ (الذين يقولون: فلان في الجنة) يقسمون على ذلك بلا برهان (وفلان في النار) فإنه لا يعلم ذلك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 5)، وأبو داود (4990)، والترمذي (2315)، والحاكم (1/ 46)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7136). (¬2) أخرجه البزار في مسنده (2880)، وانظر المجمع (10/ 348)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6142)، والضعيفة (4757).

إلا الله وكل أحد لا يعلم ماذا يختم له به، ففيه النهي عن ذلك (تخ (¬1) عن جعفر العبدي) نسبة إلى عبد القيس بن ربيعة (مرسلًا)، ورواه القضاعي مسندًا. 9632 - "ويل للمكثرين إلا من قال بالمال هكذا وهكذا. (هـ) عن أبي سعيد (ح) ". (ويل للمكثرين) من الأموال لأنهم لا يكادون يقومون بحقوقها (إلا من قال بالمال هكذا وهكذا) فرقه من عن يمينه وشماله في مستحقيه. (هـ (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. 9633 - "ويل للنساء من الأحمرين: الذهب، والمعصفر. (هب) عن أبي هريرة". (ويل للنساء من الأحمرين) بينهما بقوله: (الذهب) من الحلي (والمعصفر) من اللباس، قال في مسند الفردوس: يتحلين بحلي الذهب ويلبسن الثياب المعصفرة ويتبرجن متعطرات متبخترات كأكثر نساء زماننا فيفتتن بهن. (هب (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وفيه عباد بن عباد (¬4) وثقه ابن معين، وقال ابن حبان: يأتي بالمناكير فاستحق الترك ذكره الذهبي. 9634 - "ويل للوالي من الرعية، إلا واليا يحوطهم من ورائهم بالنصيحة. الروياني عن عبد الله بن مغفل". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في التاريخ في الكبير (2/ 191)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6143)، والضعيفة (4758). (¬2) أخرجه ابن ماجه (4129)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7137). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (6190)، وابن حبان (5968)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7138)، وصححه في الصحيحة (339). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 326)، والميزان (4/ 30).

(ويل للوالي من الرعية) لأنه لا يقوم بما يجب عليه من العدل وغيره. (إلا واليا يحوطهم) من حاطه يحوطه حوطا وحياطة إذا كلأه ورعاه. (بالنصيحة) قال القاضي: إرادة الخير لهم والصلاح ومنه سمي الخياط ناصحًا (الروياني) (¬1) بضم الراء بعد الواو مثناة تحتية عن عبد الله بن مغفل. 9635 - "ويل لأمتي من علماء السوء". (ك) في تاريخه عن أنس". (ويل لأمتي من علماء السوء) الذين يعلمون ولا يعملون ويتوصلون بالعلم إلى الجاه والمال فإنهم يضلون الأمة لاقتدائهم بهم وخداعهم لهم في دنياهم فهم بلاء عليهم في الدنيا والدين. (ك (¬2) في تاريخه عن أنس) سكت عليه المصنف، وفيه إبراهيم بن طهمان (¬3) مختلف فيه، وحجاج بن حجاج (¬4) قال الذهبي: مجهول. 9636 - "ويل لمن استطال على مسلم فانتقص حقه" (حل) عن أبي هريرة". (ويل لمن استطال) تطاول (على مسلم) تكبرًا وترفعًا (فانتقص حقه) في تكبره عليه وترفعه. (حل (¬5) عن أبي هريرة) ثم قال: غريب من حديث الثوري تفرد به شعيب بن حرب [4/ 362] وبشر بن إبراهيم الأنصاري. 9637 - "ويل لمن لا يعلم وويل لمن علم ثم لا يعمل" (حل) عن حذيفة". ¬

_ (¬1) أخرجه الروياني في مسنده (877)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6144)، والضعيفة (5238). (¬2) أخرجه الحاكم في تاريخه كما في الكنز (29038)، والديلمي في الفردوس (7154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6139)، والضعيفة (5237). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 17)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (1/ 36). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (1/ 149)، والميزان (2/ 200). (¬5) أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 143)، والبيهقي في الشعب (797)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6145)، والضعيفة (6145).

(ويل لمن لا يعلم) فإنه جاهل والجاهل لا يعرف ربه ولا ما يجب له (وويل لمن علم ثم لا يعمل) لأنه أشد ويلا من الجاهل لقيام الحجة عليه بعلمه. (حل (¬1) عن حذيفة) سكت عليه المصنف، وفيه محمَّد بن عبدة القاضي (¬2)، قال الذهبي: ضعيف وهو صدوق. 9638 - "ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه واحد من الويل، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع من الويل. (ص) عن جبلة مرسلًا". (ويل لمن لا يعلم ولو شاء الله لعلمه) وإنما لم يهده إلى التعلم لعلمه تعالى أنه لو علم لم يعمل (واحد من الويل) يختص به (وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع من الويل) لأنها قد عظمت نعمة الله عليه بما علمه، والعلم ليس المراد منه إلا العمل به فإذا لم يعمل فقد أقام الحجة على نفسه، وأضاع ما أنعم الله به عليه وبدل نعمة الله كفرًا. (ص (¬3) عن حبلة) بالحاء المهملة والباء الموحدة واللام مفتوحات (¬4) (مرسلًا). 9639 - "ويل: واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره". (حم ت حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (ويل: واد في جهنم يهوي) غير وزنًا ومعنًا (فيه الكافر أربعين خريفًا) سنة عبر عنها بأحد فصولها من باب إطلاق الجزء على الكل (قبل أن يبلغ قعره) هذا إخبار أن ويل اسم لهذا الوادي فيحتمل أن الإخبار في الأحاديث الماضية بأنه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 111)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6147). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 610). (¬3) أخرجه سعيد بن منصور كما في الكنز (2941)، وأخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (1/ 158)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 131) عن ابن مسعود مرفوعًا، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6146). (¬4) قال المناوي في الفيض (6/ 370): جبلة في الصحب والتابعين متعدد فكان ينبغي تمييزه.

ويل لفلان أي هذا الوادي له يستحق سكناه لمعاصيه المذكورة وأنه لم يرد المعنى الأصلي المصدري. (حم ت حب ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وفيه عند أحمد والترمذي ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 75)، والترمذي (3164)، وابن حبان (16/ 508) رقم (7467)، والحاكم (4/ 596)، وقال الترمذي: غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6148).

[فصل في المحلى بـ "أل" في هذا الحرف]

[فصل في المحلى بـ "أل" في هذا الحرف] 9640 - " الوائدة والموءودة في النار. (د) عن ابن مسعود. (ح) ". (الوائدة) أي النفس القاتلة للولد بدفنه حيا، كان من عادة العرب أن المرأة إذا أخذها الطلق حفر لها حفرة عميقة فجلست عليها والقابلة فيها ترقب الولد فإن انفصل ذكرا أمسكته أو أنثى ألقتها في الحفرة وأهالت عليها التراب (والموءودة) قيل أراد بها هنا أم الطفلة برضائها بقتلها (في النار) وأما الطفلة فإنها في الجنة فسميت الأم موءودة لأنها برضائها بدفن ابنتها صارت كأنها قتلت نفسها، وقيل الحديث من المتشابه. (د (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه. 9641 - "الواحد شيطان، والاثنان شيطانان، والثلاثة ركب. (ك) عن أبي هريرة (صح) ". (الواحد) أي الذاهب مسافرا وحده منفردا عن الرفقاء (شيطان) حكمه حكم الشيطان في هذه الخلة (والاثنان شيطانان، والثلاثة ركب) هو نهي عن سفر الواحد لوحده أو ومعه واحد فقط بل لا بد أن يكون معه رفقة وهو حث على أن لا يسافر الإنسان إلا مع رفقة. (ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 9642 - "الوالد أوسط أبواب الجنة. (حم ت هـ ك) عن أبي الدرداء (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4717)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7142). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 186)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7144).

(الوالد أوسط أبواب الجنة) أي طاعته سبب لدخول الولد من ذلك الباب وهو يشمل الأم بل هي أولى لكثرة الحث على برها، والحديث مسوق لذلك والمراد من الأوسط الخيار. (حم ت هـ ك) (¬1) عن أبي الدرداء)، سببه أن رجلًا أتى أبا الدرداء فقال: إن أمي لم تزل بي حتى تزوجت وإنها تأمرني بطلاقها، فقال: ما أنا بالذي آمرك أن تعقها ولا أن تطلق، وسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: فذكره، رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9643 - "الواهب أحق بهبته، ما لم يُثَبْ عليها. (هق) عن أبي هريرة (ض) ". (الواهب) لغيره. (أحق بهبته) من الموهوب له. (ما لم يُثَبْ عليها) وفيه أنه لا يملك الموهوب له الهبة إلا بعد الإثابة وأنه له الرجوع فيها. (هق (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال ابن حجر: سنده ضعيف ورواه ابن ماجة والدراقطني وابن أبي شيبة أيضًا والكل ضعيف، قال: وفي الباب ابن عباس عند الدارقطني وهو صحيح. 9644 - "الوتر حق، فمن لم يوتر فليس منا. (حم د ك) عن بريدة (صح) ". (الوتر) صلاته المعروفة. (حق) على العباد وهو تأكيد لسنته إلا أن قوله: (فمن لم يوتر فليس منا) قد يدل على وجوبه وتأويله ما سلف من أن المراد ليس من أهل طريقتنا والمحافظين على هدينا، وفيه دليل على تأكد الوتر أتم تأكد. (حم د ك (¬3) عن بريدة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، ورده ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 196)، والترمذي (1900)، وابن ماجة (2089)، والحاكم (4/ 152)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7145)، والصحيحة (914). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 181)، وابن ماجة (2387)، والدارقطني (3/ 43)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 73)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6149)، والضعيفة (3656). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 357)، وأبو داود (1419)، والحاكم (1/ 305)، وانظر المجمع (2/ 240)، والعلل المتناهية (1/ 447)، وميزان الاعتدال (5/ 15)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6150).

الذهبي بأن فيه أبو المنيب، قال البخاري: عنده مناكير، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال الهيثمي بعد أن عزاه لأحمد: فيه الخليل بن مرة ضعفه البخاري وأبو حاتم، وقال أبو زرعة: شيخ صالح. 9645 - "الوتر بليل. (حم ع) عن أبي سعيد (ح) ". (الوتر) يصلى. (بليل) أي وقته الليل، ومن ثم ذهب جماعة إلى أنه لا وتر بعد الصبح والأظهر أنه يقضى بعد الصبح لخبر "من نام عن وتره فليصل إذا أصبح"، وتقدم "من نام عن وتره أو نسيه فليصل إذا ذكره" فالحديث المذكور إخبار عن وقت [4/ 363] أدائه أنه بليل. (حم ع (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه. 9646 - "الوتر ركعة من آخر الليل. (م د ن) عن ابن عمر، (حم طب) عن ابن عباس (صح) ". (الوتر ركعة) توتر ما قبلها أو منفردة. (من آخر الليل) فيه حجة للشافعي في الإيتار بركعة إلا أنه قد قيدها حديث آخر وأنه إذا خاف الصبح أوتر بركعة فليرد هنا إن خاف الصبح تقييدًا لذلك (م د ن (¬2) عن ابن عمر (¬3)، حم طب عن ابن عباس). 9647 - "الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر. (ك هب) عن أبي ذر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 4)، وأبو يعلى في مسنده (1208)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7146)، والصحيحة (2413). (¬2) ورد في الأصل د ك والصواب إن شاء الله ما ذكرناه. (¬3) أخرجه مسلم (752)، وأبو داود (1142)، والنسائي (3/ 232) عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (1/ 311)، والطبراني في الكبير (11/ 36) (10963) ..

(الوحدة) عن الجلساء (خير من جليس السوء) وهو الذي لا يدلك على خير ولا يهديك إلى صواب ولا يأتيك إلا بما يحمل وزره وإثمه (والجليس الصالح) الذي صفاته بخلاف ما سلف (خير من الوحدة) لأنك لا تزال تستفيد منه خبر الخلاف والوحدة فإنك لا تلقى فيها إلا السلامة من الشرور التي تجلب من الخلطاء (وإملاء الخير) أي إملاء الإنسان الخير على غيره (خير من السكوت) لأنه لا على خير الكتب إلا كتب له أجرًا بخلاف سكوته فغايته السلامة من الشر (والسكوت خير من إملاء الشر) للسلامة في الأول وصدقها في الثاني. (ك هب (¬1) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته. 9648 - "الود والعداوة يتوارثان. أبو بكر في الغيلانيات عن أبي بكر". (الود والعداوة يتوارثان) يرثهما الفروع عن الأصول فإن عدو الآباء عدو الأبناء وحبيب الأبناء حبيب الآباء (أبو بكر (¬2) في الغيلانيات) اسم كتاب، عن أبي بكر. 9649 - "الود يتوارث، والبغض يتوارث. (طب ك) عن عفير (صح) ". (الود يتوارث) ولذا يقال الصداقة بين الآباء قرابة في الأبناء (والبغض يتوارث) فإنه يبغض الأولاد من أبغضه الآباء. (طب ك (¬3) عن عفير) بالمهملة والفاء مصغرًا، رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وشنع عليه الذهبي بأن المليكي واه وبأن فيه انقطاعًا. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (3/ 343)، والبيهقي في الشعب (4993)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6151)، والضعيفة (2422). (¬2) أخرجه أبو بكر في الغيلانيات (103)، والبخاري في التاريخ (357)، والديلمي في الفردوس (7274)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6151). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 189) رقم (507)، والحاكم (4/ 176)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6154).

9650 - "الود يتوارث في أهل الإِسلام. (طب) عن رافع بن خديج (ض) ". (الود) يتوارث (في أهل الإِسلام) أي أن خاصة أهل الإِسلام أو المراد أنه لا يواد أهل الإِسلام الكفار ولا يحبونهم إذ التواد إنما هو بين أهل الإِسلام. (طب (¬1) عن رافع بن خديج) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن عمرو الواقدي وهو ضعيف. 9651 - "الورع الذي يقف عند الشبهة. (طب) عن واثلة (ض) ". (الورع) صفة مشبهة من الورع حقيقة. (الذي يقف عند الشبهة) وقد سلف أن الأمور ثلاثة: حلال بين، وحرام بين، ومشتبهات، وأن من ترك الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، فالورعون وقافون عند الشبهات. (طب (¬2) عن واثلة) رمز المصنف لضعفه. 9652 - "الوزغ فويسق. (ن حب) عن عائشة (صح) ". (الوزغ) هو الذي يسمى سام أبرص (فويسق) تصغير ذم وتحقير، قال القرطبي: سمي به لخروجه عن جنس الحيوان للضرر أو لخروجه عن حكم الحيوان المحترم الذي لا ينبغي قتله، وقد ثبت في الصحيحين الأمر بقتله وتقدم حديث: "من قتل وزغا كفر الله عنه سبع خطيئات" (¬3). (ن حب (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه البخاري. ¬

_ (¬1) خرجه الطبراني في الكبير (4/ 279) رقم (4419)، وانظر المجمع (10/ 280)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6152): موضوع. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 78) رقم (193)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6155)، وقال في الضعيفة (4760): موضوع. (¬3) رواه عبد الرزاق في مصنفه (8394). (¬4) أخرجه النسائي (5/ 205)، وابن حبان (9/ 276) (3963)، وأخرجه البخاري (1831) ومسلم (2239) بزيادة "ولم أسمعه أمر بقتله".

9653 - "الوزن وزن أهل مكة والمكيال مكيال أهل المدينة. (د ن) عن ابن عمر (خ) ". (الوزن وزن أهل مكة) أي الوزن الذي اعتبر في مقادير الواجبات الشرعية معتبر بوزن أهل مكة (والمكيال) الذي اعتبر كذلك كخبر الأوساق ونحوها (مكيال أهل المدينة) لأنهم أهل زرع فهم أعرف بالمكيال، قال القاضي: هذا الحديث فيما يتعلق بالكيل والوزن من حقوق الله كالزكاة والكفارة حتى لا تجب الزكاة في الدراهم حتى تبلغ مائتي درهم بوزن مكة والصاع في صدقة الفطر صاع المدينة. (د ن (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وصححه ابن حبان والدارقطني والنووي وابن دقيق العيد والعلائي. 9654 - "الوسق ستون صاعا. (حم هـ) عن أبي سعيد (صح) (هـ) عن جابر". (الوسق) الذي اعتبر في وجوب الزكاة (ستون صاعًا) والصاع خمسة أرطال وثلث. (حم هـ (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، (هـ عن جابر) سكت عليه المصنف، قال الحافظ ابن حجر: أما رواية ابن ماجة عن جابر فإسنادها ضعيف. 9655 - "الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة، فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة. (حم عن أبي سعيد صح) ". (الوسيلة) التي أمرهم - صلى الله عليه وسلم - أن يسألوها له في الدعاء عقب الأذان. (درجة عند ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3340)، والنسائي (7/ 284) قال الحافظ في التلخيص الحبير (2/ 175): وصححه ابن حبان والدارقطني والنووي وأبو الفتح القشيري، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7150)، والصحيحة (165). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 83)، وابن ماجة (1832) عن أبي سعيد، ورواه ابن ماجة (1833) عن جابر، وانظر التلخيص الحبير (2/ 169)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6157).

الله ليس فوقها درجة, فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة) وقد علمهم - صلى الله عليه وسلم - لفظها ومحل سؤالها وأنه عقب الأذان، وفي لفظ: "فإنه من سأل ذلك حلت له شفاعتي" (¬1). (حم (¬2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة انتهى. وقال الشارح: رواه ابن لهيعة عن موسى بن وردان (¬3)، وموسى أعده الذهبي من الضعفاء, وقال: ضعفه ابن معين ووثقه أبو داود. 9656 - "الوضوء مما مست النار. (م) عن زيد بن ثابت (صح) ". (الوضوء) واجب. (مما مست النار) أي من أكل ما مسته، فقيل يريد غسل اليد والفم، وقيل الوضوء الشرعي ثم نسخ ذلك. (م (¬4) عن زيد بن ثابت). 9657 - "الوضوء مما مست النار، ولو من ثور أقط (ت) عن أبي هريرة (ح) ". (الوضوء [4/ 364] مما مست النار، ولو من ثور) بالمثلثة بزنة الحيوان المعروف. (أقط) بفتح الهمزة وكسر القاف لبن جامد والمراد ولو من أكل قطعة منه. (ت (¬5) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 9658 - "الوضوء مرة مرة. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (الوضوء) الواجب (مرة مرة) لكل عضو فإنه الوضوء الذي لا تصح الصلاة إلا به. (طب (¬6) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) رواه البخاري (4719) عن جابر. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 83)، وانظر المجمع (1/ 332)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7151)، والصحيحة (3571). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 688)، والميزان (6/ 568). (¬4) رواه مسلم (351). (¬5) أخرجه الترمذي (79)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7155). (¬6) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 332) رقم (10821)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6161).

9659 - "الوضوء يكفر ما قبله, ثم تفسير الصلاة نافلة. (حم) عن أبي أمامة (ح) ". (الوضوء) بفضله (يكفر ما قبله) يغطي كل ذنب صغير فعل قبله، وفي رواية الطيالسي "الوضوء يكفر ما قبله من ذنب مع توبة وتصير الصلاة نافلة". (ثم تصير الصلاة) بعده. (نافلة) أي ثوابها ثواب زائد مدخر لصاحبه لم يقابل ذنبا فإن النافلة الزيادة لا أن المراد نافلة بالمعنى العرقي، وهو المقابل للفريضة. (حم (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري والهيثمي: إنه صحيح. 9660 - "الوضوء مما خرج وليس مما دخل" (هب) عن ابن عباس" (ض). (الوضوء) يجب (مما خرج) من السبيلين ونحوها (وليس) بواجب (مما دخل) ففيه نسخ الوضوء من أكل ما مسته النار، وتمام الحديث "والصوم مما دخل وليس مما خرج". (هب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه لأنه قال الهيثمي عقيبه: هذا لا يثبت انتهى وذلك لأن فيه سعيد مولى ابن عباس وقد ضعفوه، وفيه الفضل بن المختار ضعيف، قال ابن عدي (¬3): البلاء فيه من الفضل بن المختار وهو ضعيف جدًّا. 9661 - "الوضوء من كل دم سائل. (قط) عن تميم". (الوضوء) يجب (من كل دم سائل) من أي موضع من البدن وبه أخذ من عدا الشافعي فإنه قال: لا ينقض لما خرج من غير المخرج المعتاد أو ما قام ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 251)، وانظر المجمع (1/ 223)، والترغيب والترهيب (1/ 94)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7156). (¬2) أخرجه البيهقي السنن (1/ 116)، وانظر المجمع (1/ 243)، والعلل المتناهية (1/ 365)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6162)، وقال في الضعيفة (959): منكر. (¬3) انظر الكامل في الضعفاء (6/ 14).

مقامه وضعف هذا الحديث، قال: وعلى تقدير صحته فالمراد الوضوء اللغوي واستدل بأنه - صلى الله عليه وسلم - احتجم وغسل محاجمه وصلى ولم يتوضأ. (قط (¬1) عن تميم الداري) سكت عليه المصنف وهو من رواية عمر بن عبد العزيز، قال مخرجه الدارقطني: وعمر لم يسمع من تميم وفيه يزيد بن خالد ويزيد بن محمَّد مجهولان، وقال الحافظ ابن حجر في تخريج الهداية: فيه ضعف وانقطاع، وخرجه ابن عدي من حديث زيد بن ثابت، وقال في تخريج المختصر: حديث غريب ضعيف. 9662 - "الوضوء شطر الإيمان، والسواك شطر الوضوء. (ش) عن حسان بن عطية مرسلا". (الوضوء شطر الإيمان) قيل في توجيهه لأن الوضوء يطهر ظاهر البدن، والإيمان باطنه (والسواك شطر الوضوء) لأنه ينظف الفم وهو طريق التلاوة والذكر، وفيه فضيلة الأمرين. (ش (¬2) عن حسان بن عطية مرسلًا). 9663 - "الوضوء قبل الطعام حسنة، وبعد الطعام حسنتان. (ك) في تاريخه عن عائشة". (الوضوء) اللغوي: وهو غسل اليد وقيل الشرعي (قبل الطعام) ظاهره ولو يابسًا (حسنة، والوضوء بعد الطعام حسنتان) فهو آكد منه قبله، وقد استوفينا ذلك في حواشي ضوء النهار. (ك (¬3) في تاريخه عن عائشة) سكت عليه المصنف، ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني في السنن (1/ 157)، وانظر الكامل (1/ 190)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 30)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6163)، والضعيفة (470). (¬2) أخرجه ابن أبي شيبة (1803)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7152). (¬3) أخرجه الحاكم في تاريخه كما في الكنز (40760)، والديلمي في الفردوس (7241)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6159)، والضعيفة (4763): موضوع.

وقال العراقي في شرح الترمذي: إنه من رواته الحكم بن عبد الله الأيلي (¬1) قال: والحكم متروك متهم بالكذب. 9664 - "الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر، وهو من سنن المرسلين. (طس) عن ابن عباس (ض) ". (الوضوء قبل الطعام وبعده ينفي الفقر، وهو من سنن المرسلين) من طرائقهم وقد أمرنا باتباعهم. (طس (¬2) من رواية نهشل عن الضحاك عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه, قال الهيثمي: فيه نهشل بن سعيد وهو متروك، ومثله قال العراقي، والضحاك لم يسمع من ابن عباس، وقال الولي العراقي: سنده ضعيف لكن له شواهد وهي وإن كانت ضعيفة كما قاله الحافظ لكنها تكسبه فضل قوة، منها خبر القضاعي في مسند الشهاب عن علي بن موسى الرضى عن آبائه متصلًا "الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر، وبعده ينفي اللمم" (¬3) وفي رواية عنه "ينفي الفقر قبل الطعام وبعده"، وخبر أبي داود عن سلمان "بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده" (¬4). 9665 - "الوقت الأول من الصلاة رضوان الله، والوقت الآخر عفو الله. (ت) عن ابن عمر (ح) ". (الوقت الأول من الصلاة رضوان الله) أي فعل الصلاة أول وقتها سبب رضوان الله (والوقت الآخر) أي فعلها فيه سبب: (عفو الله) والعفو لا يكون إلا ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 183). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (7166)، وانظر المجمع (5/ 23)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6160): موضوع. (¬3) رواه الشهاب في مسنده (310). (¬4) رواه أبو داود (3761)، والترمذي (1846).

على ذنب، فترك تأخيرها عن أول وقتها منزلة الإساءة المحتاجة إلى عفو الله، فهو حث على أدائها أول وقتها وقد ورد الإسفار بالفجر كما سلف، وتأخير العشاء وهو تخصيص ما هنا. (ت (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، إلا أنه قال ابن عدي: إنه باطل لأن يعقوب بن الوليد أحد رجاله كذبه أحمد وسائر الحفاظ، وقد روي بأسانيد أخر واهية انتهى. ورواه الدارقطني باللفظ [4/ 365] المذكور، وقال: فيه يعقوب بن الوليد. 9666 - "الولاء لمن أعطى الورق وولى النعمة. (ق 3) عن عائشة (صح) ". (الولاء) في المماليك، وهو بالفتح والمد (لمن أعطى الورق) بكسر الراء: الفضة، والمراد أنه لمن اشترى العبد (وولى النعمة) بالإعتاق وقد سلف (ق 3 (¬2) عن عائشة) قالت: اشتريت بريرة فشرط أهلها ولاؤها فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره. 9667 - "الولاء لمن أعتق. (حم طب) عن ابن عباس (صح) ". (الولاء) (¬3) ثابت شرعًا (لمن أعتق). (حم طب) (¬4) عن ابن عباس رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه النضر ابن عمرو وقد وثقه جمع وضعفه بعضهم، وبقية رجاله ثقات. 9668 - "الولاء لحمة كلحمة النسب: لا يباع، ولا يوهب. (طب) عن عبد الله بن أبي أوفى، (ك هق) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (172)، والدارقطني (1/ 249)، وانظر الكامل (7/ 148)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6164). (¬2) أخرجه البخاري (6760)، ومسلم (1504)، وأبو داود (2916)، والترمذي (1256)، والنسائي (6/ 163). (¬3) ورد في الأصل (الولي) والصواب ما أثبتناه. (¬4) أخرجه أحمد (1/ 361)، والطبراني في الكبير (11/ 258) رقم (11667)، وانظر المجمع (4/ 231)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7158).

(الولاء (¬1) لحمة) بضم اللام. (كلحمة النسب) أي اشتراك واشتباك كالسدي، واللحمة: في النسج (لا يباع، ولا يوهب) قال ابن بطال (¬2): أجمعوا على أنه لا يجوز تحويل النسب، وإذا كان حكم الولاء حكم النسب لا ينقل، وكانوا في الجاهلية ينقلونه بالبيع فجاء الشرع بإبطاله. (طب (¬3) عن عبد الله بن أبي أوفى) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه عبيد الله ابن القاسم وهو كذاب. (ك هق) عن ابن عمر. رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي وشنع عليه فقال: قلت: بالدبوس. 9669 - "الولد للفراش، وللعاهر الحجر. (ق د ن هـ) عن عائشة, (حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة، (د) عن عثمان، (ن) عن ابن مسعود وعن ابن الزبير، (هـ) عن عمر وعن أبي أمامة (صح) ". (الولد) يقع على الذكر والأنثى، المفرد والجمع (للفراش) تابع لصاحبه سيدًا كان أو عبدًا، سواء كانت المفترشة حرة أو أمة واشترط في الأمة الدعوة والإقرار به غير الشافعي (وللعاهر) الزاني (الحجر) كناية عن الخيبة والحرمان وأنه لا شيء له في ثبوت نسب الولد، قال الطيبي تبعًا للنووي وأخطأ من زعم أن المراد الرجم بالحجارة, لأن الرجم خاص بالمحصن. (ق د ن هـ (¬4) عن ¬

_ (¬1) ورد في الأصل (الولي) والصواب ما أثبتناه. (¬2) انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطان (7/ 51). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير عن عبد الله بن أبي أوفى كما في المعجم (4/ 231) وكذلك أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 61)، وأخرجه الحاكم (4/ 341)، والبيهقي في السنن (10/ 292) عن ابن عمر، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7157). (¬4) أخرجه البخاري (2218)، ومسلم (1457)، وأبو داود (2273)، والنسائي (6/ 180)، وابن ماجة (2004) جميعهم عن عائشة، وأخرجه أحمد (2/ 239)، والبخاري (6817)، ومسلم (1458)، والترمذي (1157)، والنسائي (6/ 180)، وابن ماجة (2006) جميعهم عن أبي هريرة، وأخرجه أبو داود (2275) عن عثمان، وأخرجه النسائي (3/ 180) عن ابن مسعود وابن =

عائشة, حم ق ت ن هـ) عن أبي هريرة (د) عن عثمان، (ن) عن ابن مسعود وعن ابن الزبير، (هـ) عن عمر وعن أبي أمامة). ونقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن ابن عبد البر أنه جاء عن بضعة وعشرين صحابيا ثم زاد عليه. 9670 - "الولد ثمر القلب وإنه مجبنة مبخلة محزنة (ع) عن أبي سعيد (ض) ". (الولد ثمرة القلب) سمي ثمرة لأن الثمرة ما تنتجه الشجرة والولد ينتجه الأب (وإنه مجبنة) بالجيم فموحدة فنون من الجبن بزنة مفعلة اسم مكان يجبن أباه لأنه يخاف عليه إن قيل أنه يضيع (مبخلة) سبب لبخل الأب لأنه يحب جمع المال لأجله (محزنة) يحزن أباه إن أصابه مكروه، فذكر في الحديث منافع الولد ومضاره (ع (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لضعفه، وقال فيه الزين العراقي: وتبعه الهيثمي: أن فيه عطية العوفي وهو ضعيف. 9671 - "الولد من ريحان الجنة. الحكيم عن خولة بنت حكيم". (الولد من ريحان الجنة) قال الجوهري: الريحان الرزق أي من رزق الجنة، وفي النهاية (¬2): الريحان يطلق على الرحمة والرزق والراحة قال: وبالرزق سمي الولد ريحانًا. (الحكيم (¬3) عن خولة بنت حكيم). 9672 - "الولد من كسب الوالد. (طس) عن ابن عمر (ض) ". (الولد من كسب الوالد) فيجوز له أن يأكل من ماله كما سلف. (طس (¬4) عن ¬

_ = الزبير، وأخرجه ابن ماجة (2005، 2007) عن عمر وأبي أمامة، وانظر فتح الباري (12/ 39). (¬1) أخرجه أبو يعلى (1032)، وانظر المجمع (8/ 155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7160). (¬2) انظر: النهاية (2/ 687). (¬3) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (2/ 20)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6166)، والضعيفة (4765). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (5136)، وانظر المجمع (4/ 154)، وصححه الألباني في صحيح =

ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن أبي بلال لم أجد من ترجمه وبقية رجاله رجال الصحيح. 9673 - "الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، واليوم الثالث سمعة ورياء. (حم د ن) عن زهير بن عثمان (ح) ". (الوليمة) وهي الطعام الذي يجمع عليه الناس في الأعراس ونحوها (أول يوم حق) أمر ثابت ليس بباطل بل يندب فيها وهي سنة مؤكدة، وقالت الظاهرية: بل واجبة عملا بظاهر لفظ الحديث (والثاني معروف) أي سنة معروفة بدليل رواية الترمذي "طعام أول يوم حق، والثاني سنة" (¬1) (و) اليوم (الثالث سمعة ورياء) أي يباهي الناس بذلك ويرائهم وهو محرم ففيه تحريمها في اليوم الثالث (حم د ن) (¬2) عن زهير بن عثمان) رمز المصنف لحسنه، وقال البخاري في تاريخه: لا يصح إسناده ولا يعرف لزهير صحبة، ويعارضه ما هو أصح منه، قال ابن حجر: وأشار إلى ضعفه في صحيحه, وقال الحافظ العراقي: طرقه كلها ضعيفة وقال ولده الزين: لا يصح من جميع طرقه وقال ابن حجر: ضعيف جدًّا لكن له شواهد منها عن أبي هريرة ومثله أخرجه ابن ماجة. 9674 - "الويل كل الويل لمن ترك عياله بخير وقدم على ربه بشر. (فر) عن ابن عمر". (الويل كل الويل لمن ترك عياله بخير) خلف لهم مالا وضياعا ونحوها ¬

_ = الجامع (7162)، والصحيحة (2414). (¬1) رواه الترمذي (1097). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 28)، وأبو داود (3745)، والنسائي في السنن الكبرى (6596)، وأخرجه ابن ماجة (1915) عن أبي هريرة وانظر: فتح الباري (9/ 243)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6167).

(وقدم على ربه بشر) لكسبه ذلك من غير حله وجمع ما هو حرام لأهله وأولاده (فر (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف وقال الذهبي في الميزان: وهذا وإن كان حقا فإنه موضوع وفي معناه حق لكن الحديث باطل. ¬

_ (¬1) أخرجه الديلمي في الفردوس (7275)، وانظر ميزان الاعتدال (5/ 467)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6168)، والضعيفة (1658): موضوع.

المبدوء بحرف "لا"

المبدوء بحرف "لا" 9675 - " لا آكل وأنا متكيء. (حم خ د هـ) عن أبي جحيفة (صح) ". (لاآكل وأنا متكيء) فيه ثلاثة احتمالات أي وأنا مائل إلى أحد الشقين معتمدا عليه وحده، أو لا آكل وأنا متمكن من القعود، أو لا آكل وأنا مسند ظهري إلى شيء ورجح الثاني [4/ 366] لأنه الأقرب إلى اللغة لما نقله ابن الأثير (¬1) عن الخطابي أن المتكىء المستوي قاعدًا على وطاء متكئا والعامة لا تعرف المتكىء إلا المائل متكئًا على أحد شقيه واختاره أبو زرعه قائلًا بأنه: ليس في كتب اللغة تفسير الاتكاء إلا بالميل على أحد الشقين والاعتماد عليه لا الاتكاء على وطاء تحته مع الاستواء انتهى فأفاد أن كلام الخطابي وتقليد ابن الأثير له غير صحيح وأنه لم يرد بالحديث إلا الاعتماد على أحد الشقين لا غير. قال القسطلاني: السنة في الأكل أن يقعد مائلا إلى الطعام منحنيا عليه. وقال الحافظ ابن حجر: (¬2) يجلس على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى انتهى. (حم خ (¬3) د هـ (¬4) عن أبي جحيفة). 9676 - "لا أجر لمن لا حسبة له. ابن المبارك عن القاسم مرسلًا". (لا أجر) عند الله للعبد في عمل (لمن لا حسبة له) بكسر الحاء المهملة أي ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 522). (¬2) فتح الباري (9/ 542). (¬3) ورد في الأصل (خد). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 308)، والبخاري (5398)، وأبو داود (3769)، وابن ماجة (3262) في الأصل: "خد" بدل: "خ" والصواب ما أثبتناه لأن الحديث في البخاري.

نية بعمله وقصد الله بأدائه لأن الأعمال بالنيات. (ابن المبارك (¬1) عن القاسم) يعني: ابن محمَّد بن أبي بكر (مرسلًا). 9677 - "لا أجر إلا عن حسبة ولا عمل إلا بنية. (فر) عن أبي ذر". (لا أجر) لعامل (إلا عن حسبة) عمن طلب الثواب من الله (ولا عمل إلا بنية) فكل عمل لا بد له من أمرين: النية بأنه يريد بها وجه الله والاحتساب عنده تعالى والاعتداد. (فر (¬2) عن أبي ذر) الغفاري. 9678 - "لا إخصاء في الإِسلام، ولا بنيان كنيسة. (هق) عن ابن عباس". (لا إخصاء) بالخاء المعجمة والصاد المهملة والهمز ممدود (في الإِسلام) وهو رض الخصيتين وتقدم مرارًا، وأنه رخص الفقهاء في خصي البهائم للحاجة قال النووي: يحرم خصي غير المأكول مطلقًا (ولا بنيان كنيسة) أي يحرم الإذن من أهل الإِسلام لليهود ببنيان الكنائس ونحوها من متعبدات اليهود والنصارى وإنما يقرون على ما كان قبل الإِسلام (هق (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وقال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف. 9679 - (لا إسعاد في الإِسلام) ولا عقر ولا شغار في الإِسلام، ولا جلب في الإِسلام، ولا جنب، ومن انتهب فليس منا. (حم ن حب) عن أنس (صح) ". (لا إسعاد في الإِسلام) بالسين المهملة آخره قال مهملة المساعدة في الصياح على الميت كانت تفعله نساء الجاهلية (ولا شغار) بشين معجمة مكسورة وغين ¬

_ (¬1) أخرجه ابن المبارك في الزهد (152)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7164)، والصحيحة (2415). (¬2) أخرجه الديلمي في الفردوس (7894)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6170)، والضعيفة (3991). (¬3) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 24) وابن زنجويه في الأقوال (316)، وانظر: نصب الراية (3/ 453)، وفي إسناده ابن لهيعة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7166).

معجمة وراء آخره تقدم تفسيره في المناهي قيد قوله "نهى عن الشغار" (ولا عقر) بالمهملة والقاف والراء هو نحو الإبل على الميت عند القبر في الإِسلام فإنه محرم لظاهر هذا النهي لكن أبى رؤساء الناس إلا فعله (ولا جلب) بفتح الجيم والسلام وهو الصياح على الخيل عند المسابقة فإنه منهي عنه في الإِسلام وكانوا عند السباق يصيحون على الخيل تسبق فنهى عنه بل تخلى على أصلها وجبلتها (ولا جنب) بفتح الجيم والنون ثم موحدة وهو في السباق بالخيل بأن يجنب فرسا إلى فرسه الذي يسابق عليه فإذا فتر المركوب تحول إلى المجنوب فإن السباق سنة وهذان الأمران الأول وهذا منهي عنهما فيه (ومن انتهب فليس منا) لأن فعل المحرمات ليس من أهل الإِسلام. (حم ن حب (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 9680 - "لا إسلال ولا غلول" (طب) عن عمرو بن عوف (ضعيف السند صحيح الحكم) ". (لا إسلال) قيل: السرقة الخفية، وقيل: العادة الظاهرة، وقيل: سل السيوف. (ولا غلول) تقدم مرارًا (طب (¬2) عن عمرو بن عوف) كتب عليه المصنف ضعيف السند صحيح الحكم. 9681 - "لا أشتري شيئًا ليس عندي ثمنه. (حم ك) عن ابن عباس (صح) ". (لا أشتري شيئًا ليس عندي ثمنه) فإنه وإن كان جائزا إلا أنه يؤدي إلى تحمل الدين والشغلة بتحصيل الثمن وهذا في ما لا ضرورة فيه، وسببه أنها قدمت المدينة عير فاشترى منها النبي - صلى الله عليه وسلم - فربح فيه أواقًا من ذهب فتصدق به علي بني ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 187)، والنسائي في السنن الكبرى (1979)، وابن حبان (3146)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7168). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 18) رقم (16)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7169).

عبد المطلب وكأنه كره ذلك تنزيها بم ذكره. (حم ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9682 - "لا أعافي أحدا قتل بعد أخذ الدية" الطيالسي عن جابر (صح) ". (لا أعافي) بضم الهمزة (أحدًا قتل) من له عنده قود (بعد أخذ الدية) لأنه اعتداء بعد الاستيفاء فيقتل ولا يمكن الولي من العفو عنه تغليظًا عليه وتشديدًا، وإن كان العفو جائزًا إلا أنه شدد عليه فإنه ليس كمن قتل ابتداءً، وفي رواية: "لا إعفاء من قتل" إلى آخره، قال ابن الأثير: دعاء عليه أي لا كثر ماله ولا استغنى. (الطيالسي (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، قال الشارح: فيه مطر الوراق أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: ثقة لين لا سيما في عطاء. 9683 - "لا اعتكاف إلا بصيام" (ك هق) عن عائشة (صح) ". (لا اعتكاف إلا بصيام) حجة لمن جعل الصوم شرطا للاعتكاف ومن لا يراه شرطًا فيه يقول إنَّ المراد لا اعتكاف كامل من باب لا صلاة لجار المسجد [4/ 367] إلا فيه وبسط المسألة في غير هذا وقد أشرنا إلى ما هو الصواب في حواشي ضوء النهار. (ك هق (¬4) عن عائشة) رمز المصنف لصحته. وقد رواه الدارقطني من هذا الوجه، وقال: تفرد به سويد عن سفيان بن حسين، وسويد قال أحمد: متروك الحديث ورجح وقفه، قال الحاكم: هذا معارض لحديث "ليس على المعتكف صيام" (¬5) ولا يصح، ولم يحتج الشيخان بسفيان بن حسين. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 235)، والحاكم (2/ 24)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6172)، والضعيفة (4766). (¬2) أخرجه الطيالسي (1763)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6173). (¬3) انظر: المغني (2/ 662 رقم 6283). (¬4) أخرجه الحاكم (1/ 440)، والبيهقي في السنن (4/ 321)، والدراقطني في سننه (2/ 199)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6174)، والضعيفة (4768). (¬5) رواه الحاكم (1/ 440)، والبيهقي في السنن (4/ 318)، والدراقطني في سننه (2/ 199).

9684 - "لا إله إلا الله لا يسبقها عمل، ولا تترك ذنبًا. (هـ) عن أم هانيء". (لا إله إلا الله لا يسبقها عمل) لأنها أول كل عمل ومبدأ كل فعل حسن (ولا تترك ذنبًا) إلا محته أو خففته آخر عملها إخراجها من كانت في قلبه من النار كما في الأحاديث. (هـ) (¬1) عن أم هانيء. 9685 - "لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له. (حم حب) عن أنس (صح) ". (لا إيمان) كامل (لمن أمانة له) لأن الأمانة من أهم خصال الإيمان (ولا دين) كامل (لمن عهد له) فإن الله أمر بالوفاء بالعهود وأكد ذلك فمن نقض عهده فهو لقلة دينه وعدم كماله وإنما يجوز للإمام نقض العهد بينه وبين المعاهدين إلا لوجه شرعي. (حم حب (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 9686 - "لا إيمان لمن لا أمانه له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، وموضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد. (طس) عن ابن عمر (ض) ". (لا إيمان) كامل (لمن أمانه له، ولا صلاة لمن لا طهور له) لا صلاة حقيقية فليس كالنفي الأول (ولا دين لمن لا صلاة له، وموضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد) فكما أنه إذا ذهب الرأس من الجسد ذهب الجسد كذلك الصلاة إذا ذهبت من المسلم ذهب إسلامه، والمراد ذهاب كماله وإلا فإنه يبقى مسلما وتجب استثنائية. (طس (¬3) عن ابن عمر) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (3797)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6177). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 135)، وابن حبان (194)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7179). في الأصل "عب" بدل: "حب". (¬3) أخرجه الطبراني في الأوسط (2292)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6178).

المصنف لضعفه. 9687 - "لا بأس بالحديث: قدمت فيه أو أخرت، إذا أصبت معناه. الحكيم عن واثلة". (لا بأس بالحديث: قدمت فيه أو أخرت، إذا أصبت معناه) فيه توسعة في الرواية وأنه لا يجب المحافظة على اللفظ لما فيه من الحرج الشديد. (الحكيم (¬1) عن واثلة بن الأسقع). 9688 - "لا بأس بالحيوان واحد باثنين يدًا بيد (حم هـ) عن جابر (صح) ". (لا بأس بالحيوان) في البيع (واحد باثنين) إذا كان: (يدا بيد) أي مقابضة فإنه جائز لا نسيئة وقد زاد ابن ماجة وكرهه نسيئة (حم هـ (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وفيه الحجاج بن أرطأة أورده الذهبي في الضعفاء (¬3) وقال: متفق على ضعفه. 9689 - "لا بأس بالقمح بالشعير اثنين بواحد يدًا بيد، (طب) عن عبادة (ح) ". (لا بأس) في البيع. (بالقمح) وهو الحنطة (بالشعير اثنين) صاعين مثلًا شعير (بواحد) حنطة أو عكسه إذا كان ذلك: (يدا بيد) أي معاطاه، وهذا هو الذي أفاده مفهوم أحاديث الربا، فإذا اختلف المثلان فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد (طب (¬4) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (4/ 119)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6179)، والضعيفة (4769): موضوع. (¬2) أخرجه أحمد (3/ 310)، وابن ماجة (2271)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7181)، وحسنه في الصحيحة (2416). (¬3) انظر المغني في الضعفاء (1/ 149). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (516)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7183).

9690 - "لا بأس بالغنى لمن اتقى، والصحة لمن اتقى خير من الغنى، وطيب نفس من النعيم. (حم هـ ك) عن يسار بن عبيد". (لا بأس بالغنى) يريد أن الغنى مظنة خطر إلا أنه لا خطر فيه ولا بأس. (لمن اتقى) الله فيه يبذله في وجوهه وشكر نعمة الله فيه. (والصحة) في البدن. (لمن اتقى) الله (خير من الغنى) فإن صحة البدن قوة على الدين هي أشد إعانة على التقوى من الغنى فإذا انضم الغنى إلى الصحة إلى تقى كان ذلك تمام النعمة كلها في الدارين (وطيب النفس) بانشراح الخاطر والقناعة بما أعطي: (من النعم) العاجل للعبد، فإن القلب إذا استنار وزالت عنه ظلمة الشهوات والشبهات أدرك النعم حقيقة ومرت به ساعات يقول فيها: لو أن أهل الجنة فيما أنا فيه لكانوا في لذات. (حم هـ ك (¬1) عن يسار) بالمثناة التحتية والسين المهملة ضد اليمين (ابن عبيد) قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه أثر غسل وهو طيب النفس فظننا أنه ألم بأهله فقلنا: نراك أصبحت طيب النفس، قال: "أجل والحمد لله، ثم ذكر الغنى، فقال: لا بأس" الحديث، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9691 - "لا بد من العريف، والعريف في النار. أبو نعيم في المعرفة عن معاوية بن زياد". (لا بد) للناس (من العريف) قال في الفردوس: العريف الذي يتعرف أمور القوم ويتحسس أحوالهم وذلك ليعرفها من قومه لأن الإِمام لا يمكنه مباشرة جميع الأمور بنفسه فهو محتاج إلى العريف (والعريف في النار) وذلك لأنه في الأغلب يتطاول على الناس ويتعرف من الأمور ما لا يحل له تعرفه ويجاوز الحد ويترك الإنصاف فهو على خطر عظيم، وهو وعظ لمن دخل في ذلك أن ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 372)، وابن ماجة (2141)، والحاكم (2/ 3)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7182)، والصحيحة (174).

يتورع عما لا يحل له. (أبو نعيم (¬1) في المعرفة) كتاب ألفه في معرفة الصحابة (عن معاوية بن زياد). سكت عليه المصنف وقال في الإصابة: رجاله مجهولون. 9692 - "لا بر أن يصام في السفر. (طب) عن ابن عمرو (ح) ". (لا بر) بكسر الباء والراء الخير والفضل أي لا خير ولا فضل: (أن يصام [468] والسفر) هو كحديث: "ليس من البر الصيام في السفر" تقدم في حرف اللام فأفاد أن الفطر في السفر أفضل (طب (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه. 9693 - "لا تأتوا الكهان. (طب) عن معاوية بن الحكم (صح) ". (لا تأتوا الكهان) هم الذين يخبرون بالمغيبات، وتقدم "من أتى كاهنًا" في حرف الميم وسببه أنه قال راويه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله: أمور كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان فذكره. (طب (¬3) عن معاوية بن الحكم) السلمي رمز المصنف لصحته وقد أخرجه مسلم عن المذكور بلفظه. 9694 - "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم. (م) عن أبي سعيد (صح) ". (لا تأتي مائة سنة) من حين تكلمه - صلى الله عليه وسلم - بهذا (وعلى الأرض نفس منفوسة) أي مولودة فخرج الملائكة وإبليس (اليوم) فلا يعيش أحد كان موجودًا حال التكلم لمدة المقالة مائة سنة وهذه المقالة قالها - صلى الله عليه وسلم - عند رجوعه من تبوك وكان ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 231)، وابن أبي شيبة (26717)، وانظر الإصابة (1/ 489)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7185). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (3/ 16)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7186). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 396) رقم (933)، وأخرجه مسلم مطولا (537).

آخر الصحابة موتا أبو الطفيل فإنه على رأس عشر ومائة وهي رأس مائة سنة من حين هذه المقالة، واستدل به على عدم حياة الخضر وأجاب من اختار حياته بأن المراد ممن يعرفونه أو يرونه، وقيد الحديث بالأرض ليخرج عيسى فإنه كان في السماء والقيد الأول كما أخرج الخضر يخرجه فلا حاجة إلى قيد ثاني. (م (¬1) عن أبي سعيد) قال: لما رجع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من تبوك سألوه عن الساعة فذكره كأنه يريد سألتم عما تعرفون "إني لا أعلمه لكن أعلمكم بأعماركم وكم بقائكم في الدنيا". 9695 - "لا تأخذوا الحديث إلا عمن تجيزون شهادته. السجزي (خط) عن ابن عباس". (لا تأخذوا الحديث) لا تقبلوه وتعملوا به أي حديث كان عنه - صلى الله عليه وسلم - أو عن غيره إلا: (عمن تجيزون شهادته) وقد عرف من الشريعة أنها لا تؤخذ الشهادة إلا من عدل مرضي لأنه لا ثقة بغير العدل الصادق. (السجزي) في الإبانة (خط (¬2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وقد قال الخطيب؛ أنه رواه أبو حفص الأبار عن صالح بن حسان واختلف عليه في رفعه ورواه أبو داود الحفري عن صالح بن محمَّد بن كعب قال ابن معين وصالح: ليس بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث، ثم ساق له هذا الخبر. 9696 - "لا تؤخروا الصلاة لطعام ولا لغيره. (د) عن جابر" (ض). (لا تؤخروا الصلاة) يعني حتى يخرج وقتها. (لطعام أو لغيره) فلا ينافيه ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2539). (¬2) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (9/ 310)، وابن عدي في الكامل (2/ 390)، وانظر العلل المتناهية (1/ 131)، والميزان (2/ 327)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6180): موضوع، وقال في الضعيفة (3090): باطل.

حديث: "إذا حضر العِشاء والعَشاء فابدؤا بالعَشاء" (¬1) وإن كان هذا اللفظ لم يثبت لكن معناه ثابت لأن المراد ما لم يخف خروج الوقت. (د (¬2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه لأنه رواه من حديث محمَّد بن ميمون (¬3) وهو منكر الحديث، قال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج به وقال أبو حاتم: لا بأس به. 9697 - "لا تؤخروا الجنازة إذا حضرت. (هـ) عن علي (ض) ". (لا تؤخروا الجنازة) عن الدفن. (إذا حضرت) وتقدم في ثلاث لا تؤخر (هـ (¬4) عن علي) رمز المصنف لضعفه. 9698 - "لا تأذن امرأة في بيت زوجها إلا بإذنه، ولا تقوم من فراشها فتصلي تطوعا إلا بإذن. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (لا تأذن امرأة في بيت زوجها) لأحد ولو لولده (إلا بإذنه، ولا تقوم من فراشها) وهي مضاجعة له أو مطلقًا. (لتصلي تطوعا) لا فريضة فحق الله أقدم من حقه (إلا بإذنه) ما لم يظن رضاه في الطرفين معا فلو قامت وصلت أثمت وفيه دليل أن حق الزوج آكد من نوافل الطاعات. (طب (¬5) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 9699 - "لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام. (هب) والضياء عن جابر (صح) ". (لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام) إرشادًا إلى من أتى منزل قوم ولم يبدأ بالسلام ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (671)، ومسلم (508) بلفظ: "إذا حضرت العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعشاء" وأما هذا اللفظ فقد قال الحافظ في الفتح (2/ 162): لا أصل له بهذا اللفظ في كتب الحديث .. (¬2) أخرجه أبو داود (3758)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6182). (¬3) انظر المغني (2/ 39)، والميزان (6/ 352)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 104). (¬4) أخرجه ابن ماجه (1486)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6181). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 404) رقم (12144)، وانظر المجمع (2/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7188).

فلا يستحق أن يؤذن له لإخلاله بالأدب الشرعي فإنه كان هذا والبيوت متصلة أماكنها بالأبواب كغالب بيوت بوادي اليمن فتقف على الباب ثم تسلم ثم تستأذن. (هب (¬1) والضياء المقدسي عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 9700 - "لا تؤذوا مسلما بشتم كافر. (ك هق) عن سعيد (صح) ". (لا تؤذوا مسلما بشتم كافر) قاله - صلى الله عليه وسلم - لما شكا عليه عكرمة بن أبي جهل أنه إذا مر بالمدينة قالوا: هذا ابن عدو الله فقام خطيبًا فذكره ففيه أنه لا يذكر الميت بشيء يؤذى به الحي كما يفيده "لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء" (¬2). (ك هق (¬3) عن سعيد بن زيد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي في التلخيص، وقال: قلت: بل فيه ضعيفان، وقال في المهذب (¬4): إسناده صالح. 9701 - "لا تأكلوا البصل النيء. (هـ) عن عقبة بن عامر (ح) ". (لا تأكلوا البصل النيء) تقدم النهي عنه ووجهه في المناهي في نهى وفيه لا بأس بأكل المطبوخ. (هـ (¬5) عن عقبة بن عامر) الجهني رمز المصنف لحسنه، وفيه [4/ 369] ابن لهيعة. 9702 - "لا تأكلوا بالشمال، فإن الشيطان يأكل بالشمال. (هـ) عن جابر (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8816)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7158)، حسنه في الصحيحة (817). (¬2) رواه والترمذي (1982)، وأحمد (4/ 252)، ابن حبان (3022). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 385)، والبيهقي في السنن (4/ 75)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7191). (¬4) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 6379). (¬5) أخرجه ابن ماجة (3366)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7193).

(لا تأكلوا بالشمال) أي شيء من طعام وغيره (فإن الشيطان يأكل بالشمال) فلا تشبهوا به، قال ابن جرير: لا يناقضه ما روي عن علي أنه أخذ رغيفًا بيد وكبدًا مشويًّا بالأخرى؛ لأنَّ النهي عند عدم اشتغال اليمين فلا كراهة مع اشتغالها. (هـ (¬1) عن جابر) رمز المصنف لحسنه وقضية تصرف المصنف أنه لم يخرج في الصحيحين وهو في مسلم بلفظه. 9703 - "لا تألوا على الله، فإنه من تألى على الله أكذبه الله. (طب) عن أبي أمامة". (لا تألوا على الله) من الآلية اليمين: لا تحلفوا عليه بأن تقولوا والله ليفعلن الله كذا (فإنه من تألى على الله أكذبه الله) لأنه تهجم على الجناب المقدس بغير علم وقد ذكرت قصص في هذا (طب (¬2) عن أبي أمامة) سكت عليه المصنف. وقال الهيثمي: فيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف. 9704 - "لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها" (حم خ ت د) عن ابن مسعود (صح) ". (لا تباشر المرأة المرأة) لا تنظر إلى بشرتها وجميع محاسنها (فتنعتها) تصفها (لزوجها) وتعرفه محاسنها حتى: (كأنه ينظر إليها) فإن ذلك يشغل قلبه بها ويميل إليها ويرغب عن زوجته الناعتة لها (حم خ ت د (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته ولم يخرجه مسلم. 9705 - "لا تباع أم الولد" (طب) عن خوات بن جبير (ض) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2019)، وابن ماجة (3268). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 229) رقم (7898)، وانظر المجمع (3/ 271)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6184)، والضعيفة (3992). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 380)، والبخاري (5240)، وأبو داود (2150)، والترمذي (2150).

(لا تباع أم الولد) تقدم مرارًا (طب (¬1) عن خَوّات) بالخاء المعجمة وتشديد الواو (بن جبير) رمز المصنف لضعفه. 9706 - "لا تباغضوا, ولا تدابروا، ولا تنافسوا، وكونوا عباد الله إخوانًا. (م) عن أبي هريرة" (صح). (لا تباغضوا، ولا تدابروا) بحيث يلقى كل أحد دبره عن الآخر إذا لاقاه معرضًا عنه (ولا تنافسوا) في الدنيا بحيث يريد كل أنفس شهواتها فإن ذلك فتنة بالدنيا (وكونوا عباد الله) نبههم بالإضافة إلى أنهم عباد مستوون في هذه النسبة فليحافظوا على الإتحاد قلوبا والزهادة في الدنيا (إخوانًا) في الله لا يعلوا بعضكم على بعض ولا يحسد أخاه ولا ينافسه. (م (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري. 9707 - "لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه" (حم م د ت) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام) لأنه إكرام لهم والشارع أمر بتحقيرهم وعدم الالتفات إليهم والإعراض عنهم، وحرم الأكثر من العلماء على تحريم الابتداء لهم بالسلام فإذا ابتدؤا المسلم بذلك أجاب بعليكم فقط. (وإذا لقيتم أحدهم في طريق) فيه زحمة وعدم سعة. (فاضطروه) ردوه بالضرورة له. (إلى أضيقه) وأوسعه لأهل الإِسلام، وقال القرطبي (¬3): إنا لو رأيناهم في طريق واسع رديناهم إلى خربة حتى تضيق عليهم وتعقب بأنه إيذاء لهم بلا سبب وقد نهينا عن إيذائهم. (حم م د ت (¬4) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 204) رقم (4147)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6185). (¬2) أخرجه مسلم (2563). (¬3) الجامع لأحكام القرآن (11/ 103). (¬4) أخرجه أحمد ومسلم (2167)، وأبو داود (5205)، والترمذي (1602).

9708 - "لا تبرز فخذك، ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت. (د هـ ك) عن علي (صح) ". (لا تبرز فخذك) بل يجب سترها لأنه من جملة العورة. (ولا تنظر إلى فخذ حي ولا ميت) لذلك. (د هـ ك (¬1) عن علي) بن أبي طالب كرم الله وجهه رمز المصنف لصحته. وقال أبو داوود: حديث فيه نكارة، وقال ابن القطان: رجاله كلهم ثقات والانقطاع الذي فيه زال برواية الدارقطني. 9709 - "لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله". (حم ك) عن أبي أيوب (صح) ". (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله) يعني إذا ولي الأمور أهل الدين وولي العلم أهل الديانة فإنه لا يبكى على الدين ولا يخاف عليه لأنه لا يزال قويًّا (ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله) إذا كان الأمراء فجره والعلماء خونه فعند ذلك يبكى على الدين لضياعه بين أولئك. (حم ك (¬2) عن أبي أيوب) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: بعد أن عزاه لأحمد والطبراني: فيه كثير بن زيد وثقه أحمد وغيره وضعفه النسائي وغيره وفيه غيره. 9710 - "لا تتبع الجنازة بصوت ولا نار ولا يمشي بين يديها. (د) عن أبي هريرة (ح) ". (لا تتبع) بضم حرف المضارعة (الجنازة بصوت) إلا بمثل ذكر الله ونحوه وكالتهليل الذي اعتاده الناس وإن كان رفع الصوت بها في تلك الحال بدعة إلا ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1340)، وابن ماجة (1460)، والحاكم (4/ 180)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6187): ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه أحمد (5/ 422)، والحاكم (4/ 515)، وانظر المجمع (5/ 245)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6188)، والضعيفة (373).

أن ذكر الله على كل حال وبأي صفة مرغب فيه (ولا نار) كأن يمشي معها ببخور ونحوه. (ولا يمشي) مغير صيغة أي لا يمشي المشيعون بها (بين يديها) بل أمامها وخلفها. (د (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال عبد الحق: سنده منقطع، قال ابن القطان: والحديث لا يصح للجهل بحال ابن عمير رواية عن رجل عن أبيه عن أبي هريرة، وقال ابن الجوزي: فيه رجلان مجهولان. 9711 - "لا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة. (طب) عن ابن عمر (ض) ". (لا تتخذوا المساجد طرقًا) للحاجات بل لا يدخل (إلا لذكر أو صلاة) لأنها لذلك عمرت وقراءت العلم النافع داخلة تحت الذكر (طب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رجاله موثقون. 9712 - "لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا. (حم ت ك) عن ابن مسعود (صح) ". (لا تتخذوا الضيعة) [4/ 370] أي الأرض التي تزرع وتشتغل (فترغبوا في الدنيا) فإن اتخاذ الضياع سبب للمنافسة في الدنيا والاشتغال بها ولا سيما الأطيان فإنها تفتح بابًا لا يسد من طلب الزيادة عليها وشفعة ما هو متصل بها ولا يزال من توسع في ذلك مشغول القلب به كما هو مشاهد قال الغزالي: اتخاذ الضياع يلهي عن ذكر الله الذي هو أساس السعادة الأخروية أو يزدحم على القلب عصوبة الفلاحين ومحاسبة الشركاء والتفكر في تدبير الحذر منه وتدبير ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3171)، وانظر بيان الوهم والإيهام (3/ 53) رقم (712)، والعلل المتناهية (2/ 900)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6190). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (12/ رقم 11329) وحسّنه الألباني في صحيح الجامع (7215)، والصحيحة (1001) وقال في صحيح الترغيب والترهيب (295): حسن صحيح.

استنماء المال وكيفية تحصيله أولا وحفظه ثانيا وغير ذلك. (حم ت ك (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته. 9713 - "لا تتخذوا بيوتكم قبورا صلوا فيها (حم) عن زيد بن خالد". (لا تتخذوا بيوتكم قبورًا) بترك فعل الطاعات فيها التي رأسها الصلاة فإن القبر ليس محلا لعمل و: (صلوا فيها) فإن صلاتكم تنورها ويبارك لكم في أحوالها. (حم (¬2) عن زيد بن خالد) الجهني. 9714 - "لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضًا (م ن هـ) عن ابن عباس (صح) ". (لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضًا) تقدم في "نهى" (م ن هـ (¬3) عن ابن عباس) ولم يخرجه البخاري. 9715 - "لا تترك هذه الأمة شيئًا من سنن الأولين حتى تأتيه. (طس) عن المستورد (ض) ". (لا تترك) خبر بالمغيب (هذه الأمة) أمة الإجابة (شيئًا من سنن) ضبط بفتح المهملة أي من طريق: (الأولين) من الأمم (حتى تأتيه) تفعله تقدم الحديث بطوله في حرف اللام في "ليأتين على أمتي" الحديث. (طس (¬4) عن المستورد) بن شداد رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رجاله ثقات. 9716 - "لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون" (حم ق د ت هـ) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 377)، والترمذي (2328)، والحاكم (4/ 322)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7214)، والصحيحة (12). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 114)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7216)، والصحيحة (2418). (¬3) أخرجه مسلم (1957)، والترمذي (1457)، والنسائي (7/ 238)، وابن ماجة (3187). (¬4) أخرجه الطبراني في الأوسط (312)، وانظر مجمع الزوائد (7/ 261)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7219).

(لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون) لما يخاف من شرها وتقدم في: "إذا نمتم فأطفئوا المصباح ... " الحديث. فالمراد بالنار هنا ضوء المصباح الذي يخاف إحراقه أهل المنزل لا ما يدفنه الناس في الليل من النار ونحوها فهو من العام الذي أريد به الخاص. (حم ق د ت هـ (¬1) عن ابن عمر). 9717 - "لا تتمنوا الموت. (هـ) عن خباب". (لا تتمنوا الموت) قيل: يحرم فالنهي للتحريم وذلك لأن فيه تفوت نعمة الحياة وفوائدها الدينية، وقيل: إنه للكراهة وعلى كل فإذا كان تمنيه لضرر في الدين فإنه جائز لأنه قيد في عدة من الأحاديت النهي عن تمنيه لضر نزل به والمراد دنيوي لا ديني كذا قيل، والأولى إطلاق النهي وقد علم - صلى الله عليه وسلم - من الأدعية ما هو الأولى فقال - صلى الله عليه وسلم -: "قل اللهم أحيني إن كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي" (¬2) وأما الاستدلال على جواز التمني لضرر في الدين بحديث "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه" (¬3) سيأتي فإنه لا يدل على جواز التمني لضرر ديني ولا دنيوي إذ هو إخبار عن أشراط الساعة، وقد سلف أنه لا دليل على جواز ما يذكر أنه يفعله الناس عند قربها ولا ما يتركونه. (هـ (¬4) عن خباب) هو ابن الأرت تقدم ضبطه. 9718 - "لا تتمنوا لقاء العدو، وإذا لقيتموهم فاصبروا. (ق) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 7)، والبخاري (6293)، ومسلم (2015)، وأبو داود (5246)، والترمذي (1813)، وابن ماجة (3769). (¬2) رواه مسلم (2680). (¬3) رواه البخاري (7115)، ومسلم (157). (¬4) أخرجه ابن ماجة (4163)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7221).

(لا تتمنوا لقاء العدو) لأنه لا يعلم ما يكون، هل يقومون بواجب قتاله أو يفرون فيأثمون ولأنه نوع من تمني الموت، وقال أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - لابنه - صلى الله عليه وسلم -: " لا تدعوا أحدًا إلى المبارزة فإن دعاك فأجبه فإنه باغ وقد ضمن الله نصر المبغي عليه" (وإذا لقيتموهم فاصبروا) على قتالهم فإن النصر مع الصبر، وفيه أنه لا يتعرض العبد للشر فإن عرض له صبر. (ق (¬1) عن أبي هريرة). 9719 - "لا تثوبن في شيء من الصلاة إلا في صلاة الفجر. (ت هـ) عن بلال". (لا تثوبن) بالثاء المثلثة بعد المثناة الفوقية: خطاب لبلال (في شيء من الصلوات) أي من الأذان لها (إلا في صلاة الفجر) فإنه يثوب بقوله: "الصلاة خير من النوم" والحديث ضعيف لا ينهض حجة. (ت هـ (¬2) عن بلال) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب ضعيف انتهى، وجزم البغوي بضعفه وعده النووي في الأحاديث الضعيفة، وقال ابن حجر: فيه إسماعيل الملائي وهو ضعيف مع انقطاعه بين عبد الرحمن وبلال. 9720 - "لا تجادلوا في القرآن، فإن جدالًا فيه كفر. الطيالسي (هب) عن ابن عمرو (صح) ". (لا تجادلوا في القرآن، فإن جدالا فيه كفر) قال الحليمي: هو أن يسمع قراءة آية أو كلمة لم تكن عنده فيعجل عليه ويخطئه وينسب ما يقرأه إلى أنه غير قرآن أو يجادله في تأويل ما يذهب إليه ولم يكن عنده أو يضلله والجدال ربما أزاغه ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3026)، ومسلم (1741). (¬2) أخرجه الترمذي (198)، وابن ماجة (715)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 202)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6191).

عن الحق وإنه ظهر له وجهه فلذلك حرم وقال ابن الأثير (¬1): المراد الجدال على الباطل وطلب المغالبة لا إظهار الحق فإنه [4/ 371] محمود قال تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]. (الطيالسي هب (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته إلا أن فيه فليح بن سليمان (¬3) أورده الذهبي في الضعفاء والمتروكين، وقال ابن معين والنسائي: غير قوي. 9721 - "لا تجار أخاك، ولا تشاره, ولا تماره. ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن حويرث بن عمرو". (لا تجار أخاك) روي بتخفيف الراء والجيم من الجري والمسابقة: أي لا تطاوله وتغالبه وتجري معه في المناظرة لتظهر علمك رياء وسمعة وروي بتشديدها أي لا تجير عليه وتلحق به جريرة أو هو من الجري، وهو أن يماطله بحقه ويجره من محله إلى وقت آخر. (ولا تشاره) من الشر بالمعجمة أي لا تفعل به شرًّا يحوجه إلى أن يفعل بك مثله أو أعظم منه (ولا تماره) من المماراة الجدال وكله نهي عن التعرض لأذية أخيه. (ابن أبي الدنيا (¬4) في ذم الغيبة عن حريث) مصغر حرث (ابن عمرو) المخزومي له صحبة. 9722 - "لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم (حم د ك) عن عمر (صح) ". (لا تجالسوا أهل القدر) هم الذين يقولون: إن الله تعالى لا يعلم الأشياء إلا حين وقوعها (ولا تفاتحوهم) لا تخوضوا معهم في القدر لأنهم ربما أوقعوكم في ¬

_ (¬1) النهاية (1/ 707). (¬2) أخرجه الطيالسي (2268)، والبيهقي في الشعب (2257)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7223)، والصحيحة (2419). (¬3) انظر ميزان الاعتدال (5/ 442). (¬4) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة (5)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6192)، والضعيفة (4773).

الشك وأما الرد عليهم وإبانة ما أتوه من المنكر فجائز واجب وإنما لا تفاتحوه على جهة المناظرة وطلب معرفة ما هم عليه. (حم د ك (¬1) عن عمر) رمز المصنف لصحته وقال الذهبي: حكيم بن شريك أحد رجاله لا يعرف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح. 9723 - "لا تجاوزوا الوقت إلا بإحرام. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (لا تجاوزوا الوقت) أي الميقات الشرعي الذي وقته - صلى الله عليه وسلم - للداخلين إلى مكة للحج أو العمرة. (إلا بإحرام) فيه دليل لمن يقول إنه لا يجاوزه أحد إلا بإحرام أراد أحد النسكين أم لا إلا من استثنى من الخطاب ونحوه، وذهب آخرون إلى أنه لا يلزمه ذلك إلا إذا أراد أحد النسكين وإلا فلا، والمسألة مبسوطة في الفروع. (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. وقال الهيثمي: فيه خصيف وفيه كلام كثير. 9724 - "لا تجتمع خصلتان في مؤمن: البخل، والكذب. سمويه عن أبي سعيد". (لا تجتمع خصلتان في مؤمن) كامل الإيمان وهما: (البخل، والكذب) فإن المؤمن ليس بالبخيل ولا الكذاب فإن اجتمعا في إنسان فإنه علامة عدم كمال إيمانه وفيه ذم هاتين الخصلتين وأنهما ينافيان كمال الإيمان (سمويه (¬3) عن أبي سعيد). 9725 - "لا تجزيء صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 30)، وأبو داود (4710)، والحاكم (1/ 85)، وانظر العلل المتناهية (1/ 149)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6193). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 435) رقم (12236)، وانظر (3/ 216)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6193). (¬3) أخرجه سمويه كما في الكنز (7391)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6195).

(حم ن هـ) عن ابن مسعود (صح) ". (لا تجزيء) عما وجب ولا تسقط ما كلف به العبد (صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع) عند الانتصاب منه (والسجود) عند القعود بين السجدتين وهذا هو الإطمئنان الذي حيث في هذين الركنين الذين تساهل الناس فيهما فعلا وتساهل العلماء عن النكير قولًا. (حم ن هـ (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال البيهقي: إسناده صحيح. 9726 - "لا تجعلوا على العاقلة من قول معترف شيئًا. (طب) عن عبادة (ح) ". (لا تجعلوا) أيها الأئمة والحكام. (على العاقلة) التي تعقل عن الجاني خطأ. (من قول معترف شيئًا) إذا كان معترفًا بالعمد به فإنه لازم له لا لها. (طب (¬2) عن عبادة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه الحارث بن نبهان وهو منكر الحديث. قلت: ومن هذا وأمثاله لا يوثق برموز المصنف رحمه الله. 9727 - "لا تجلس بين رجلين إلا بإذنهما" (د) عن ابن عمرو (ح) ". (لا تجلس بين رجلين إلا بإذنهما) تقدم في "نهى" بلفظه وكأنه هو اللفظ الذي عبر عنه الراوي بنهي. (د (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه. 9728 - "لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها. (حم م 3) عن أبي مرثد (صح) ". (لا تجلسوا على القبور) ظاهره التحريم. (ولا تصلوا إليها) مثله في التحريم ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 119)، والنسائي (1/ 234)، وابن ماجة (870)، والبيهقي في السنن (2/ 88)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7225). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 177)، وانظر: المجمع (6/ 301)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6196)، والضعيفة (2566): موضوع. (¬3) أخرجه أبو داود (4844)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7228).

قال الحافظ ابن حجر: وذلك يتناول الصلاة على القبر أو إليه أو بين قبرين وذلك أنه ذريعة إلى تعظيم القبر وأنه يعبد كما كانت عليه الجاهلية، فالصلاة في هذه القباب والمشاهد محرمة بل الصلاة محلها وأشرف أماكنها المساجد. (حم م 3 (¬1) عن أبي مرثد) بفتح الميم وسكون الراء بعدها مثلثة. 9729 - "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي. (حم) عن عبد الرحمن بن أبي عمرة (صح) ". (لا تجمعوا) لأحد من بينكم (بين اسمي) محمدًا (وكنيتي) فتكنوه أبا القاسم وتقدم أنه كان هذا في أول الأمر ثم نسخ هذا النهي تقدم في المناهي. (حم (¬2) عن عبد الرحمن بن أبي عمرة) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي. رجاله رجال الصحيح. 9730 - "لا تجني أم على ولد. (ن هـ) عن طارق المحاربي (ح) ". (لا تجني أم على ولد) أي لا تلحق جنايتها ولدها ولا تخاطب بها إذا جنت على أحد فلا يؤاخذ بها الابن في الدنيا ولا في الآخرة. (ن هـ (¬3) عن طارق المحاربي) رمز المصعنف لحسنه. 9731 - "لا تجني نفس على أخرى. (ن هـ) عن أسامة بن شريك (صح) ". (لا تجني نفس على أخرى) هذا أعم من الأول شامل لكل جان وأنه [4/ 372] لا يلزم به غيره وهو كالأول خبر لفظًا ونهي معنى ويخص منه ما يلزم العاقلة من جناية الخطأ، وهذا الحديث ورد لأن الجاهلية كانوا يأخذون ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد ومسلم (972)، وأبو داود (3229)، والترمذي (1050)، والنسائي (2/ 67). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 450)، وانظر المجمع (8/ 48)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7231). (¬3) أخرجه النسائي (8/ 55)، وابن ماجة (2670)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7233)، والصحيحة (989).

أي رجل من القبيلة بجناية غيره وعليه الآن عمل القبائل سكان البوادي بل وعمل عمال الجور فإنهم يغرمون أهل القرية إذا جنى منهم جان. (ن هـ (¬1) عن أسامة بن شريك) رمز المصنف لصحته. 9732 - "لا تجوز الوصية لوارث، إلا أن يشاء الورثة. (قط هق) عن ابن عباس (ض) ". (لا تجوز الوصية) من الموروث. (لوارث، إلا أن يشاء الورثة) وفي لفظ: إلا أن يجيزها الورثة، والحديث دليل لتحريم الوصية للوارث إلا بإجازة الورثة. (قط هب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الذهبي في المهذب (¬3): هذا حديث صالح الإسناد، وقال الحافظ ابن حجر: رجاله لا بأس بهم. 9733 - "لا تجوز شهادة بدوي على صاحب قرية. (د هـ ك) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تجوز شهادة بدوي) ساكن البادية (على صاحب قرية) وعكسه معنى لا يجوز لا يعمل بها، قالوا: لحصول التهمة لبعد ما بينهما وبه أخذ مالك وتأوله الجمهور بأن لا شهادة له إذا كان المشهود عليه أمرًا يعتبر فيه الخبرة الكاملة كالإعسار وقيل لأنه لا يتفطن لكيفية أداء الشهادة فهو ضعيف لأنه لا يقبل على حضري ولا بدوي، وقيل: لأن الغالب في أهل البادية عدم العدالة. (د هـ ك (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الذهبي: لم يصححه الحاكم وهو ¬

_ (¬1) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (4/ 241)، وابن ماجة (2672)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7234)، والصحيحة (988). (¬2) أخرجه الدارقطني في السنن (4/ 97)، والبيهقي في السنن (6/ 263)، وانظر تلخيص الحبير (3/ 92)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6198). (¬3) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 10069). (¬4) أخرجه أبو داود (3602)، وابن ماجة (2367)، والحاكم (4/ 99)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7235).

حديث منكر على نظافة إسناده انتهى. وقال ابن عبد الهادي: فيه أحمد بن سعيد الهمداني (¬1) قال النسائي: ليس بالقوي. 9734 - "لا تجوز شهادة ذي الظنة، ولا ذي الحنة (ك هق) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تجوز شهادة ذي الظنة) بتشديد النون أي المتهم في دينه. (ولا ذي الحنة) بالتخفيف الحقد والعداوة على المشهود عليه لأنه مظنه أن يحيف عن الحق وإن كان عدلًا. (ك هق (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي، لكن قال الحافظ ابن حجر: في إسناده نظر، وقال القاضي: الحديث ضعيف مطعون في الرواة لا احتجاج به. 9735 - "لا تحدوا النظر إلى المجذومين. الطيالسي (هق) عن ابن عباس (ح) ". (لا تحدوا النظر إلى المجذومين) لأنه أحرى أن لا تعافوهم فتزدروهم فتأثموا فهو من باب سد الذرائع. (الطيالشي هق) (¬3) عن ابن عباس رمز المصنف لحسنه. 9736 - "لا تحرم المصة ولا المصتان. (حم م 4) عن عائشة (ن حب) عن الزبير (صح) ". (لا تحرم) في الرضاعة (المصة ولا المصتان) وفي رواية: "الرضعة ¬

_ (¬1) انظر ميزان الاعتدال (1/ 236). (¬2) أخرجه الحاكم (4/ 111)، والبيهقي في السنن (10/ 201)، وانظر التلخيص الحبير (4/ 404)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7237). (¬3) أخرجه الطيالسي (2601)، والبيهقي في السنن (7/ 218)، وابن ماجة (3543)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7239)، والصحيحة (1064).

والرضعتان" وفي لفظ: "الإملاجة والإملاجتان" والكل في صحيح مسلم، ومن اكتفى بالمصة الواحدة عمل بإطلاق الآية في قوله: {مِنَ الرَّضَاعَةِ}، و {أَرْضَعْنَكُمْ} [النساء: 23]، والحديث مبين لما أريد في الآية فالعمل عليه أولى واختلف بأي عدد يكون التحريم فقيل بالثلاث وقيل بالخمس ورجح هذا لأنه ورد من طرق صحيحة. (حم م 4 (¬1) عن عائشة (ن حب) عن الزبير) ولم يخرجه البخاري. 9737 - "لا تخيفوا أنفسكم بالدين. (هق) عن عقبة بن عامر (ض) ". (لا تخيفوا أنفسكم بالدين) فإنه يكون مخافة بالنهار على صاحبه مهمة بالليل فالعبد إذا قدر على تركه فلا يخيف نفسه فهو نهي عن الدين وبيان مفسدته وهي الخوف فإن الله جعل لصاحب الحق سلطانًا. (هق (¬2) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما ثقات. 9738 - "لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس. (د) عن عائشة (صح) ". (لا تدخل الملائكة) كأن المراد ما عدا الموكلين. (بيتًا فيه جرس) بفتح الجيم والراء ثم سين مهملة وهو كل شيء في عنق امرأة أو رجل أو دابة له صوت لأن ذلك ليس من صفات أهل الإيمان بل من أخلاق أهل العصيان، قال ابن الصلاح: فإن وقع ذلك بمحل فلم تستطع تغييره فقل: "اللهم إني أبرأ إليك ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 96) ومسلم (1450)، وأبو داود (2063)، والترمذي (1150)، والنسائي (6/ 101)، وابن ماجة (1194) جميعهم عن عائشة، ورواه النسائي (3/ 399)، وابن حبان (4225) عن ابن الزبير. (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (5/ 355)، وانظر المجمع (4/ 126)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7259).

من هذا فلا تحرمني صحبة الملائكة". (د (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي (¬2): فيه بنانة عن عائشة لا تعرف إلا برواية ابن جريج عنها هذا الخبر. 9739 - "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة. (حم ق ت ن هـ) عن أبي طلحة (صح) ". (لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب، ولا صورة) منقوشة على جدرانه أو نحوها لأنه منكر ولا تدخل محلا فيه منكر. (حم ق ت ن هـ (¬3) عن أبي طلحة). 9740 - "لا تدعو بصلاة الليل، ولو حلب شاة. (طس) عن جابر". (لا تدعو (¬4) صلاة الليل ولو حلب شاة) ولو قدر وقت حلبها (طس (¬5) عن جابر). 9741 - "لا تدعوا ركعتي الفجر، ولو طردتكم الخيل. (حم د) عن أبي هريرة" (ح). (لا تدعوا ركعتي الفجر) أي راتبته التي تفعل قبله (ولو طردتكم) عن فعلها (الخيل) فأتوا بها على أي حال ولذا كان لا يحافظ على شيء من رواتب الصلاة في أسفاره إلا عليها وعلى الوتر. (حم د (¬6) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4231)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6201). (¬2) انظر: ميزان الاعتدال (2/ 70). (¬3) أخرجه أحمد والبخاري (5949)، ومسلم (2106)، والترمذي (2806)، والنسائي (7/ 185)، وابن ماجة (3649) سقط من الأصل رمز "هـ". (¬4) كذا في الأصل وفي المطبوع في الصغير "تدعن" ومثله في الفيض والتيسير. (¬5) أخرجه الطبراني في الأوسط (4114)، وانظر المجمع (2/ 252)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6204)، والضعيفة (2313). (¬6) أخرجه أحمد (2/ 405)، وأبو داود (1258)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6208).

وقال عبد [4/ 373] الحق: إسناده ليس بالقوي. 9742 - "لا تدعوا الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر، فإن فيهما الرغائب. (طب) عن ابن عمر (ح) ". (لا تدعوا الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر) هما راتبتاه (فإن فيهما الرغائب) ما يرغب فيه من عظيم الثواب. (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الرحيم بن يحيى وهو ضعيف. 9743 - "لا تدفنوا موتاكم بالليل، إلا أن تضطروا. (هـ) عن جابر (ض) ". (لا تدفنوا موتاكم بالليل) هذا مبين أن المراد بأحاديث المسارعة بدفن الميت في عير الليل. (إلا أن تضطروا) إلى الدفن له لأي ضرورة وقال الجمهور: كان النهي أولا ثم رخص فيه وما أعرف دليل الرخصة. (هـ (¬2) عن جابر) رمز المصنف لضعفه، وقال ابن حجر: فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي وهو ضعيف. 9744 - "لا تديموا النظر إلى المجذومين. (حم هـ) عن ابن عباس (ح) ". (لا تديموا النظر إلى المجذومين) كما سلف قريبًا بعلته. (حم هـ (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: سنده ضعيف. 9745 - "لا تذبحن ذات در. (ت) عن أبي هريرة". (لا تذبحن) يا أبا الهيثم فإنه سلف أنه استضافه - صلى الله عليه وسلم - فقال: لأذبحنَّ لك يا رسول الله فقاله (ذات در) أي شاة فيخت لبن إبقاء عليه ورفقا به ونهي إرشاد. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 408) رقم (13502)، وانظر مجمع الزوائد (2/ 217)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6206). (¬2) أخرجه ابن ماجة (1521)، وانظر: الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 242)، وانظر: ميزان الاعتدال (1/ 202) واللسان (1/ 125)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7268). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 233)، وابن ماجة (3543)، وانظر: فتح الباري (10/ 159)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7269).

(ت (¬1) عن أبي هريرة) وفي الحديث قصة طويلة مذكورة في الشمائل وغيرها (¬2). 9746 - "لا تذكروا هلكاكم إلا بخير. (ن) عن عائشة (صح) ". (لا تذكروا هلكاكم) أي موتاكم. (إلا بخير) سلف النهي عن سب الأموات إلا أن تدعوا حاجة دينية إلى جرحه ونحوه، وتمام الحديث عند النسائي "إن يكونوا من أهل الجنة تأثموا وإن يكونوا من أهل النار فحسبهم ما هم فيه". (ن (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ العراقي: إسناده جيد. 9747 - "لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع (حم) عن أبي هريرة (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (3269)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7270). (¬2) في هامش الأصل: والحديث كما في الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحدٌ فأتاه أبو بكر فقال: "ما جاء بك يا أبا بكر؟ "، قال: خرجت ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانظر في وجهه وأسلم عليه, فلم يلبث أن جاء عمر، فقال: "ما جاء بك يا عمر؟ "، قال: الجوع يا رسول الله، قال: "وأنا قد وجدت بعض ذلك" فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري وكان رجلًا كثير النخل والشاة ولم يكن له خدم فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبك؟ فقالت: انطلق يستعذب لنا الماء فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها، ثم جاء يلتزم النبي - صلى الله عليه وسلم - ويفديه بأبيه وأمه ثم انطلق بهم إلى حديقته فبسط لهم بساطًا ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أفلا تنقيت لنا من رطبه" فقال: يا رسول الله: إنما أردت أن تختاروا، أو قال: تخيروا من رطبه وبسره، فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد، وماء بارد"، فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعامًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "تذبحن ذات در"، فذبح لهم عناقًا أو جديًا فأتاهم بها، فأكلوا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هل لك خادم"، قال: لا، قال: "فهذا أتانا سبي فائتنا"، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - برأسين ليس معهما ثالث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اختر منهما"، فقال يا نبي الله اختر لي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن المستشار مؤتمن خذ هذا فإني رأيته يصلي وأستوص به معروفًا"، فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت امرأته: ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أن نعتقه, فقال هو عتيق، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله لم يبعث نبيًّا ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتنهيه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالًا، ومن يوق بطانة السوء فقد وقي" انتهى. (¬3) أخرجه النسائي (4/ 52)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7271).

(لا تذهب الدنيا) وذهابها بقيام الساعة (حتى تصير) أي الدنيا من مالها ورياستها وجاهها (للكع) اللئيم (بن لكع) أي يصير رؤوس الناس اللئام لحقارة شأنها عند الله تعالى، ولأنه يقل الكرام وتغلب اللئام وهو من أعلام النبوة. (حم (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 9748 - "لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض. (حم ق ن هـ) عن جرير (حم خ د ن هـ) عن ابن عمر (خ ن) عن أبي بكرة (خ ت) عن ابن عباس (صح) ". (لا ترجعوا بعدي كفارًا) بالارتداد عن الدين، أو سلوك طريق الكفار في سفكهم دماء بعضهم بعضا وكفرهم نعمة الائتلاف والاتفاق. (يضرب بعضكم رقاب بعض) قال عياض: الرواية بالرفع والمراد أن ذلك كفر لمستحله أو كفر للنعمة أو يقرب من الكفر أو يشبه فعل الكفار. (حم ق ن هـ (¬2) عن جرير، حم خ د ن عن ابن عمر) وهذا الحديث بعض من حديث خطب به النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، (خ ن عن أبي بكرة. خ ت عن ابن عباس). 9749 - " لا تركبوا الخز ولا النمار. (د) عن معاوية (صح) ". (لا تركبوا الخز) بفتح الخاء المعجمة والزاي، لا تركبوا على الخز لأنه ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 326)، وانظر المجمع (7/ 320)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7272). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 358)، والبخاري (7080)، ومسلم (65)، والنسائي (2/ 317)، وابن ماجة (3942) جميعهم عن جرير، ورواه أحمد (2/ 85)، والبخاري (7077)، وأبو داود (4686)، والنسائي (2/ 316)، وابن ماجة (3943) جميعهم عن ابن عمر، ورواه البخاري (7078)، والنسائي (2/ 317) عن أبي بكرة، ورواه البخاري (7079)، والترمذي (2193) عن ابن عباس.

محرم وفيه حرمة افتراشه كحرمة لبسه (ولا) تركبوا: (النمار) عليها أنفسها ولا على جلودها كما سلف هذا الأظهر، وقيل فيه غير ذلك. (د (¬1) عن معاوية) رمز المصنف لصحته، وقال النووي في الرياض (¬2): إسناده حسن. 9750 - "لا تروعوا المسلم، فإنَّ روعة المسلم ظلم عظيم. (طب) عن عامر بن ربيعة (ح) ". (لا تروعوا المسلم) لا تدخلوا عليه ما يروعه ويخيفه (فإن روعة المسلم) بغير حق وإلا فإخافته أن نهب السبل وظلم العباد محبوبة لله فإن أخيف فأخافته. (ظلم عظيم) ومعصية كبيرة وسبب الحديث أنه أخذ أصحاب زيد بن ثابت سلاحه وهم يحفرون الخندق فذكره. (طب (¬3) عن عامر بن ربيعة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عاصم بن عبيد الله وهو ضعيف. 9751 - "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهو ظاهرون. (ق) عن المغيرة (صح) ". (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين) على الناس عالين منصورين وهم جيوش الإِسلام أو العلماء الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر أو الفريقان معًا. (حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون) على من سواهم وفي رواية مسلم: "إلى يوم القيامة" أي إلى قربه وهو حين تأتي ريح فتقبض روح كل مؤمن وهو المراد بأمر الله فلا تعارض خبر أنها لا تقوم الساعة إلا على شرار خلق الله. واعلم أن المراد ظهور أهل الإِسلام وحملهم على من عاداهم من الفرق ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4129)، وأحمد (4/ 93)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7283). (¬2) انظر: رياض الصالحين (ص: 434). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (6/ 253)، والبزار في مسنده (3816)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6211)، والضعيفة (5249).

الكفرية ومن حمله على فرقة معينة من فرق أهل الإِسلام فقد أبعد. (ق (¬1) عن المغيرة) ورواه مسلم عن غيره بزيادة. 9752 - "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور. (حم) عن أبي ذر (ح) ". (لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار) تقدم أنه تقدم على أداء فريضة المغرب. (وأخروا السحور) إلى قرب الفجر بقدر خمسين أو ستين [4/ 374] آية كما سلف. (حم (¬2) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن أبي عثمان (¬3)، قال أبو حاتم: مجهول. 9753 - "لا تزال أمتي على الفطرة، ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم. (حم د ك) عن أبي أيوب، وعقبة بن عامر (هـ) عن العباس (صح) ". (لا تزال أمتي على الفطرة) أي السنة، وفي لفظ: "بخير". (ما لم يؤخروا المغرب) أي صلاتها (إلى اشتباك النجوم) إلى انضمام بعضها إلى بعض وظهورها وفيه الحث على تعجيل صلاتها وأنه وإن امتد وقتها إلى الشفق فإنه لا يؤخر إليه وإلا فاتت الفضيلة إلا لضرورة (حم د ك (¬4) عن أبي أيوب) قال الحاكم: على شرط مسلم وله شاهد صحيح والمصنف رمز لصحته، (هـ عن ابن عباس) إلا أنه بلفظ: "حتى تشتبك " قال أحمد: هذا حديث منكر يريد حديث ابن ماجة. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (7311)، ومسلم (1921). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 147)، وانظر المجمع (3/ 154)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7284). (¬3) انظر المغني (1/ 281)، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (2/ 22). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 147)، وأبو داود (418)، والحاكم (1/ 190) جميعهم عن أبي أيوب وعقبة بن عامر، ورواه ابن ماجة (689) عن العباس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7285).

9754 - "لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها. (هـ) عن أبي هريرة". (لا تزال طائفة من أمتي) قال البخاري: في صحيحه: وهم أهل العلم (قوامة على أمر الله) على الدين الحق (لا يضرها من خالفها) قال البيضاوي: أراد بالأمة أمة الإجابة وبالأمر الشريعة والدين، وقيل: الجهاد وبالقيام به المحافظة والمواظبة عليه، والطائفة هم المجتهدون في الأحكام الشرعية والعقائد الدينية أو المرابطون في الثغور والمجاهدون لأعداء الدين انتهى، قلت: ولا مانع أن المراد الكل. (هـ (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف ورجاله موثقون. 9755 - "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة. (ك) عن عمر (صح) ". (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين) عالين للأعداء حال كون تلك الطائفة: (على الحق) قال النووي (¬2): ونعم ما قال يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع الأمة ما بين شجاع وبصير وفقيه ومفسر ومحدث وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزاهد وعابد ولا يلزم اجتماعهم ببلد واحد ويجوز إخلاء الأرض كلها عن بعضهم أولًا فأولًا إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد فإذا انقرضوا جاء أمر الله بقيام الساعة كما قال: (حتى تقوم الساعة) أي إلى قرب قيامها, لأن الساعة لا تقوم حتى لا يقال في الأرض "الله، الله" وفيه أن هذه الأمة خير الأمم وأنه يستمر تمسكها بالدين الحق. (ك (¬3) عن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (7)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7291)، وحسنه في الصحيحة (1962). (¬2) فتح الباري (13/ 295). (¬3) أخرجه الحاكم (4/ 449)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7287)، والصحيحة (270).

9756 - "لا تزوجن عجوزا ولا عاقرا، فإني مكاثر بكم الأمم. (طب ك) عن عياض بن غنم (صح) ". (لا تزوجن) نهي للمخاطبين. (عجوزًا) قد انقطع نسلها. (ولا) تزوجن: (عاقرًا) امرأة لا تلد وإن كانت شابة. (فإني مكاثر بكم الأمم) علة النهي وإنه لذلك فكلما زادت الأمة زادت المكاثرة التي يريدها - صلى الله عليه وسلم -. (طب ك (¬1) عن عياض بن غنم) بفتح المعجمة وسكون النون رمز المصنف لصحته وجزم أبو حاتم أن حديثه مرسل، وقال الحاكم: صحيح ورده الذهبي بأن فيه معاوية -الصدفي- وهو ضعيف. 9757 - " لا تزيدوا أهل الكتاب على وعليكم" أبو عوانة عن أنس". (لا تزيدوا أهل الكتاب) إن بدؤوكم بالسلام (على: وعليكم) فإنهم يقصدون في سلامهم: السام عليكم فيجاب عليهم برد مثل ما ابتدأوا به من غير زيادة (أبو عوانة) (¬2) عن أنس. 9758 - "لا تسأل الناس شيئًا، ولا سوطك وإن سقط منك حتى تنزل إليه فتأخذه" (حم) عن أبي ذر (ح) ". (لا تسأل الناس شيئًا) إرشاد إلى العفة عن الناس والثقة بالله. (ولا سوطك) عطف على شيئًا أي ولا يناولوك سوطك. (وإن سقط منك حتى تنزل) إن كنت على دابة. (إليه فتأخذه) حث بليغ على عدم سؤال الناس، وتقدم مرارًا معناه. (حم (¬3) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 368) رقم (1008)، والحاكم (3/ 290)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6215). (¬2) أخرجه أبو عوانة كما في الكنز (25311)، وكذلك أحمد (3/ 113)، وانظر المجمع (8/ 41)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6217). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 172)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7307).

9759 - "لا يسأل الرجل فيم ضرب امرأته، ولا تنم إلا على وتر. (حم هـ ك) عن عمر (صح) ". (لا تسأل) بفتح المثناة الفوقية خطاب لكل من يصلح له الخطاب (الرجل فيم ضرب امرأته) لا تسأل عن السبب الموجب لضربها لأنه يؤدي إلى هتك سترها، قال ابن الملقن (¬1): سره دوام حسن الظن والإعراض عن الاعتراض. (ولا تنم) في الليل (إلا على وتر) إلاَّ على صلاته فإنه قد يستغرق النوم فيفوت فعله الوتر فإن ظن من نفسه أنه يقوم فآخر الليل أفضل. (حم هـ ك (¬2) عن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي مع أن فيه عند الحاكم وأبي داود عبد الرحمن المسلي، قال عبد الحق: لم أر أحدًا نسبه ولا يتكلم فيه، وقال ابن القطان (¬3): هو مجهول. 9760 - "لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم. (حم ق د) عن ابن عمر (صح) ". (لا تسافر المرأة) مجزوم على النهي. (ثلاثة أيام) أي بلياليها ولمسلم: "ثلاثة أيام بلياليها" وللأصيلي "ثلاثًا" وفي رواية: "فوق ثلاثة أيام" وفي أخرى: "يوم وليلة" وفي أخرى "يوم وثاني" يريد أقبل وليس المراد به التحديد بل مداره على [4/ 375] ما يسمى سفرًا عرفًا (إلا مع ذي محرم) من نسب أو رضاع أو صهر، قال ابن العربي (¬4): النساء لحم على وضم كل أحد يشتهيهن وهن لا مدفع عندهن بل الاسترسال منهن أقرب من الاعتصام فحصن الله عليهن بالحجاب ¬

_ (¬1) فيض القدير (6/ 397). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 20)، وابن ماجة (1986)، والحاكم (4/ 175)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6218). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 525). (¬4) ينظر: لسان العرب (12/ 640).

وقطع الكلام وتحريم السلام ولما لم يكن لهن بد من السفر أذن لهن مع من يحميهن وهو المحرم. (حم ق د (¬1) عن ابن عمر). 9761 - "لا تسافر المرأة بريدا إلا ومعها مُحْرم مُحرَّم عليها. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تسافر المرأة بريدًا) البريد أربعة فراسخ والفرسخ ثلاثة أميال والميل منتهى مد البصر وفي النهاية (¬2): الميل أربعة آلاف ذراع. (إلا ومعها محرم يحرم عليها) كما سلف. (د ك (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 9762 - "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم" (حم ق) عن ابن عباس (صح) ". (لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم، ولا يدخل عليها رجل) منزلها. (إلا ومعها محرم) لأن الخلوة بالأجنبية مظنة الشر وألحق الشارح بالمحرم الممسوح والنسوة وأنه لا بأس بالسفر معه ومعهن وفيه تأمل، أما الممسوح فإنه أجنبي والعلة حاصلة فيه وأما النسوة فإنه لا فلا يحل لهن أن يخرجن إلا مع ذي محرم فكيف يحل لمن لازمهن فإن التحريم على الكل (حم ق (¬4) عن ابن عباس). 9763 - "لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا. (حم خ ن) عن عائشة (صح) ". (لا تسبوا الأموات) ظاهره العموم للمؤمنين والكفار وقيل سب ميت الكفار ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 13)، والبخاري (1086)، ومسلم (1338)، وأبو داود (1727). (¬2) انظر: النهاية (1/ 293). (¬3) أخرجه أبو داود (1725)، والحاكم (1/ 442)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7302). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 222)، والبخاري (1862)، ومسلم (1341).

قربة وقوله: (فإنهم قد أفضوا) وصلوا (إلى ما قدموا) من الأعمال يشعر بأنه عام لعموم العلة، قال النووي: يحرم سب الأموات بغير حق ومصلحة يريد ويجوز للمصلحة كجرح الرواة ونحوه قال النووي إجماعًا. (حم خ ن (¬1) عن عائشة). 9764 - "لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء. (حم ت) عن المغيرة (ح) ". (لا تسبوا الأموات، فتؤذوا الأحياء) وأذية الحي محرمة فيحرم ما هو ذريعة إليها وفيه جواز تعليل الحكم بعلتين فإنه علل في الأول بعلة وهنا بغيرها (حم ت (¬2) عن المغيرة) رمز المصنف لحسنه. وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، وقال العراقي مثله إلا أنه زاد: أن بعضهم أدخل بين المغيرة وبين زياد بن علاقة رجلًا لم يسم. 9765 - "لا تسبوا الأئمة, وادعوا لهم بالصلاح فإن صلاحهم لكم صلاح. (طب) عن أبي أمامة (ض) ". (لا تسبوا الأئمة) وإن جاروا فإن سبهم زيادة لزيادة خذلانهم وهو ضر بالرعايا (وادعوا) الله (لهم بالصلاح) لأنهم إذا صلحوا صلح حال الأمة (فإن صلاحهم لكم صلاح) لأن بصلاح الراعي تصلح الرعية بصلاحه ولذا كان الإِمام العادل أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظل عرشه فإنه يصلح بصلاحه الأمة كلها كما أنه يفسدا بفساد الأمة. (طب (¬3) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: رواه الطبراني بالإسناد عن شيخه الحسين بن محمَّد بن مصعب ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 180)، والبخاري (1393) والنسائي (4/ 53). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 252)، والترمذي (1982)، وانظر المجمع (8/ 76)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7312). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 134) رقم (7609)، وانظر المجمع (5/ 249)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6221)، وقال في الضعيفة (4778): ضعيف جدًّا.

9766 - "لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر) أي أنه تعالى الآتي بالحوادث وذلك أنهم كانوا يضيفون الحوادث إلى الزمان والدهر {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} [الجاثية: 24]. ويسبونه: يا خيبة الدهر وقال المنذري (¬1): معنى الحديث أن العرب كانت إذا نزل بأحدهم مكروه يسبوا الدهر ويعتقد أن الذي أصابه فعل الدهر فكأن هذا كاللعن للفاعل ولا فاعل لكل شيء إلا الله. قلت: وقد بقي هذا شائعًا في ألسنة الناس من المسلمين وفي أشعارهم وهي سنة جاهلية وبؤخذ من الحديث أن: لفظ الدهر من أسماء الله وقد تكلم بذلك جماعة وجعلوه من أسمائه الحسنى. (م (¬2) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري بلفظه. 9767 - "لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة. (د) عن زيد بن خالد (ح) ". (لا تسبوا الديك) الحيوان المعروف (فإنه يوقظ للصلاة) قال الحليمي: فيه دليل على أن كل من استفيد منه خير لا ينبغي أن يسب ولا يستهان به بل حقه الإكرام والشكر، وإيقاظه للصلاة أن الله تعالى ألهمه بالصياح عند الأسحار وعند طلوع الفجر وعند سائر أوقات الصلاة وهذا من عظمة شأن الصلاة حيث جعلت الحيوانات التي لا تعقل تدل على وقتها. (د (¬3) عن زيد بن خالد) قال: صرخ ديك قريبًا من النبي - صلى الله عليه وسلم - فلعنه رجل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "مه" ثم ذكر، رمز المصنف لحسنه، وقال النووي في الأذكار: إسناده ¬

_ (¬1) الترغيب والترهيب (3/ 317). (¬2) أخرجه مسلم (2246). (¬3) أخرجه أبو داود (5101)، وانظر: الأذكار رقم (950) ورياض الصالحين (1730)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7314).

صحيح، وكذا قال في الرياض. 9768 - "لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى: تأتي بالرحمة والعذاب، ولكن سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها. (حم هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى) من رحمته (تأتي بالرحمة) بالغيث والراحة والنسيم (والعذاب) بإتلاف النبات [4/ 376] والشجر وهلاك الماشية فلا تسبوها لأنها مأمورة ولا ذنب لها (ولكن سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها) فإنها جند من أجناد الله يأتي بالخير والشر فلا يجوز سبها بل ينتقل إلى سؤال من أرسلها طلبًا لخيرها وإعاذة من شرها. (حم هـ (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9769 - "لا تسبوا السلطان، فإنه فَيْء الله في أرضه (هب) عن أبي عبيدة". (لا تسبوا السلطان فإنهم) كذا بخط المصنف بجمع الضمير فقيل إنه سبق قلم وأن الثابت في الروايات: (فإنه فيء الله) أي ظله تعالى الذي جعله للعباد يتقون به حر التظالم ويأوون إليه كما يأوي من أصابته الشمس إلى الظل (في أرضه) وهو عام للسلطان العادل والجائر وذلك أن الدعاء عليه والسب له يزداد به شرًّا فيزداد البلاء على الرعية. (هب (¬2) عن أبي عبيدة) سكت عليه المصنف، وفيه ابن أبي فديك (¬3) وموسى بن يعقوب الزمعي (¬4) أورده الذهبي في "الضعفاء" وقال: قال النسائي: غير قوي وعبد الأعلى، قال الذهبي: لا يعرف. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 250)، وابن ماجة (3727)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7316). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (7372)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6222)، والضعيفة (2264): ضعيف جدًّا. (¬3) انظر المغني في الضعفاء (2/ 556). (¬4) انظر المغني في الضعفاء (2/ 689).

9770 - "لا تسبوا الشيطان، وتعوذوا بالله من شره، المخلصي عن أبي هريرة". (لا تسبوا الشيطان) فإن السب لا يغني عنكم من شره ولا يدفع عنكم من ضرره (وتعوذوا) النجوى. (بالله من شره) فإنه الذي يعين من اعتصم به (المخلصي) (¬1) هو أبو طاهو (عن أبي هريرة) ورواه الديلمي وغيره. 9771 - "لا تسبوا أهل الشام، فإن فيهم الأبدال. (طس) عن علي (ض) ". (لا تسبوا أهل الشام) مطلقًا (فإن فيهم الأبدال) فقد يسبون بسب أهل الشام رجلًا من الأبدال أو لا تسبوا أحدًا من أهل الشام رعاية لمن فيهم من الأبدال "ويكرم ألف للحبيب المكرم" وتقدمت أحاديث الأبدال في حرف الباء الموحدة. (طس (¬2) عن علي) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه عمرو بن واقد ضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح. 9772 - "لا تسبوا تبعًا، فإنه كان قد أسلم. (حم) عن سهل بن سعد (ح) ". (لا تسبوا تبعًا) هو تبع الحميري وهو سار بالجيوش وبنى سمرقند وكسى البيت، قال ابن الأثير: اسمه أسعد, وقال السهيلي: لا ندري أي التتابعة أراد غير أن في حديث معمر عن همّام بن منبه عن أبي هريرة يرفعه: "لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسى الكعبة" (¬3)، فإن صح فهو الذي أراد (فإنه كان قد أسلم) أي آمن وصدق بالنبوة ولوازمها ومما ينسب إليه من الشعر قوله: ¬

_ (¬1) أخرجه تمام في فوائده (279) والملخلّصي كما في الكنز (2120)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7318)، والصحيحة (2422). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (3905)، وانظر المجمع (10/ 63)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6223)، والضعيفة (4779). (¬3) أورده السيوطي في الدر المنثور (7/ 204)، وابن كثير في البداية والنهاية (2/ 204)، والسهيلي في الروض الأنف (1/ 70).

ويأتي بعدهم رجل عظيم ... نبي لا يرخص في الحرام يسمى أحمد يا ليت أني ... أعمر بعد مبعثه بعام وهو دليل إيمانه به - صلى الله عليه وسلم - قبل بعثته، وفيه أنه لا يسب مسلم (حم (¬1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه، وقد قال الهيثمي بعد أن عزاه لأحمد والطبراني: فيه عمرو بن جابر وهو كذاب. 9773 - "لا تسبوا ماعزًا. (طب) عن أبي الفيل (ح) ". (لا تسبوا ماعزًا) أي ابن مالك الذي رجم لإقراره بإتيانه الزنا نهى عن سبه لأنه قد تاب وطهر دنس ذنبه الحد ومثله قال - صلى الله عليه وسلم - في الغامدية: "لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها في سبيل الله" (¬2) فهو نهي عن سب التائب من ذنبه (طب (¬3) عن أبي الفيل) بالفاء والياء المثناة من تحت والسلام رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه الوليد بن عبد الله بن أبي ثور ضعفه جماعة وقد وثق، وبقية رجاله ثقات. 9774 - "لا تسبوا مضر، فإنه كان قد أسلم. ابن سعد عن عبد الله بن خالد مرسلًا". (لا تسبوا مضر) جده - صلى الله عليه وسلم - الأعلى، قال السهيلي: إنه مشتق من المضيرة وهو شيء يصنع من لبن سمي به لبياضه والعرب تسمي الأبيض أحمر ولذا يقال له ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 340)، والطبراني في الأوسط (3290)، والكبير (6/ 203) رقم (6013)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (8/ 76)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7319)، والصحيحة (2423). (¬2) رواه مسلم (1695). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (9/ 399)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6224)، والضعيفة (4133).

مضر الحمراء وقيل بل لأنه أوصى له أبوه بقبة حمراء. (فإنه كان قد أسلم) ولا يحل سب مسلم وذلك أنه كان على ملة إبراهيم (ابن سعد (¬1) عن عبد الله بن خالد مرسلًا). 9775 - "لا تسبوا ورقة بن نوفل، فإني رأيت له جنة أو جنتين. (ك) عن عائشة" (صح). (لا تسبوا ورقة) بفتحات ثلاث وراء وقاف (بن نوفل) المشهور المذكور في كتب السيرة في أول المبعث (فإني قد رأيت له جنة أو جنتين) كأنه شك من الراوي وفيه دليل على إسلام ورقة وأشعاره دالة على ذلك (ك (¬2) عن عائشة) رمز المصنف [4/ 377] لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 9776 - "لا تسبي الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد. (م) عن جابر (صح) ". (لا تسبي) خطاب لمؤنثة وهي أم السائب (الحمى، فإنها تذهب خطايا بني آدم) تكفرها والمراد المؤمنون منهم (كما يذهب الكير خبث الحديد) وذلك أنهما حظ كل مؤمن من النار كما في حديث آخر فهي نعمة ينبغي أن تشكر لا أن تسب وتذم (م (¬3) عن جابر بن عبد الله) قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أم السائب فقال: "ما لك تزفزفين؟ " قالت: الحمى لا بارك الله فيها، قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبي ... " الحديث. وقوله: تزفزفين بزاي وفاء مكررات أي تتحركين بسرعة. 9777 - "لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه آخر رزق هو ¬

_ (¬1) أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/ 58)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6225)، والضعيفة (4780). (¬2) أخرجه الحاكم (2/ 609)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7320)، والصحيحة (405). (¬3) رواه مسلم (2575).

له، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام. (ك هق) عن جابر" (صح). (لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه) أي يصل إليه (آخر رزق هو له) فلا يقدمه الاستعجال (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام) يدل مما قبله أو خبر مبتدأ محذوف كأنه قيل ما الإجمال في الطلب؟ فقال: أخذ الحلال. (ك هق (¬1) عن جابر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما وأقره الذهبي. 9778 - "لا تسكن الكفور، فإن ساكن الكفور كساكن القبور. (خد هب) عن ثوبان (ح) ". (لا تسكن) نهى عن السكنى (الكفور) بضم الكاف والفاء القرى لأنها لا يشهد أهلها الجماعات ولا الجمع (فإن ساكن الكفور) في بعده عن تحصيل الأجر والثواب (كساكن القبور) لا يمكنهم كسب طاعة من الطاعات، فيه نهي عن سكون المحلات البعيدة عن الخيرات الأخروية من العلم والعمل فشبه ساكن القرى بأهل القبور لأن أهل القرى كالأموات لا يجدون عالمًا ولا أمرًا دينيًا، قال ابن تيمية: قد جعل الله سكنى القرى يقتضي من كمال الإنسان في العلم والدين ورقة القلب ما لا يقتضيه سكنى البادية، كما أن البادية توجب من صلابة البدن والخلق ومتانة الكلام ما لا يكون في المدن هذا هو الأصل وإن جاز تخلف المقتضي لمانع فقد يكون سكون البادية أنفع من المدن (خد هب (¬2) عن ثوبان) رمز المصنف لحسنه. ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 4)، والبيهقي في السنن (5/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7323). (¬2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (579)، والبيهقي في الشعب (7518)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7326).

9779 - "لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى، فإن تسليمهم إشارة بالكفوف والحواجب". (هب) عن جابر (ض). (لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى، فإن تسليمهم إشارة بالكفوف والحواجب) رمزًا فإن ذلك لا يكفي في سنة التحية وكذلك الانحناء ونحوه وحاصله أنه لا يجزيءإلا باللفظ الذي علمه الله العباد، وهل يحرم مع اللفظ الإشارة؟ الظاهر أنه لا يحرم لأنه قد ورد أنه الله بجماعة من النساء فألوى بيده فإنهم حملوه على أنه جمع بين اللفظ والإشارة (هب (¬1) عن جابر) رمز المصنف لضعفه وذلك لأنه قال مخرجه البيهقي عقب إخراجه: ضعيف بالمرة فإن طلحة بن زيد الرقي متروك الحديث متهم بالوضع وكيف يصح ذلك والمحفوظ في حديث صهيب وبلال: أن الأنصار جاؤوا يسلمون عليه وهو يصلي فكان يشير إليهم بيده انتهى كلام البيهقي، وقد أخرج الترمذي حديث: "لا تشبهوا باليهود والنصاى فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع وتسليم النصارى بالأكف" (¬2) قال الترمذي: غريب، وقال ابن حجر (¬3): ضعيف إلا أنه أخرج النسائي بإسناد جيد عن جابر يرفعه "لا تسلموا تسليم اليهود فإن تسليمهم بالرؤوس والأكف والإشارة" (¬4). 9780 - "لا تسمي غلامك رباحًا، ولا يسارًا، ولا أفلح، ولا نافعًا. (م) عن سمرة (صح) ". (لا تسمي غلامك رباحًا) من الربح (ولا يسارًا) من اليسر (ولا أفلح) من الفلاح (ولا نافعًا) من النفع والنهي للتنزيه بدليل خبر مسلم: أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (8911)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7327). (¬2) أخرجه الترمذي (2695). (¬3) انظر: فتح الباري (11/ 14، 19)، وانظر كذلك الأذكار للنووي (ص: 210). (¬4) أخرجه النسائي (10172).

ينهى أن يسمى بمقبل وبركة وبأفلح ويسار وبنافع ثم سكت، أي أراد أن ينهي عنه تحريما وإلا فقد صدر النهي عنه على وجه الكراهة وتقدم وجه النهي أنه ما يحصل من التطير إذا قيل أهو هنا؟ فيقال لا ويلحق به التسمية بنعمة وسرور وخير ونحوها. (م (¬1) عن سمرة). 9781 - "لا تسموا العنب الكرم، ولا تقولوا خيبة الدهر، فإن الله هو الدهر. (ق) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تسموا العنب الكرم) زاد في رواية: "الكرم قلب المؤمن" وذلك لأن هذه اللفظة تدل على كثرة الجود والمنافع في المسمى بها وقلب المؤمن هو المستحق لذلك دون الشجرة المذكورة، ويأتي "لا تقولوا الكرم" الحديث. (ولا تقولوا خيبة الدهر) تحرما منه ودعاء عليه كما تفعله الجاهلية (فإن الله هو الدهر) كما سلف فيكون قائل ذلك سابًّا لله. (ق (¬2) عن أبي هريرة). 9782 - "لا تشتروا السمك في الماء، فإنه غرر. (حم هق) عن ابن مسعود (ض) ". (لا تشتروا السمك) من الصائد (وهو في الماء، فإنه) أي الشراء كذلك (غرر) لأنه لا يعلم [4/ 378] القدرة على تسليمه فالبيع باطل وفيه أن كل بيع يدخله غرر فإنه منهي عنه للتصريح بالعلة. (حم هق (¬3) عن ابن مسعود) رمز المصنف لضعفه، وقال البيهقي: فيه انقطاع والصحيح موقوف، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال الدارقطني: وغيره الصحيح وقفه. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2136). (¬2) أخرجه البخاري (6182)، ومسلم (2247). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 388)، والبيهقي في السنن (5/ 340)، وانظر المجمع (4/ 80)، والعلل المتناهية (2/ 595)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6231).

9783 - "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى. (حم ق د ن هـ) عن أبي هريرة (حم ق ت هـ) عن أبي سعيد (هـ) عن ابن عمر (صح) ". (لا تُشد الرحال) بصيغة المجهول نفى بمعنى النهي وهو أبلغ من النهي، والرحال: جمع رحل بفتح الراء وحاء مهملة وهو للبعير بقدر سنامه أصغر من القتب كنى بشدها عن السفر إذ لا فرق بين كونه براحلة أو فرس أو حمار (إلا إلى ثلاثة مساجد) أي لا تسافر لمسجد للصلاة فيه إلا لهذه الثلاثة واختلف في النهي فقيل للتنزيه وقيل للتحريم وهو الأصل فيحرم السفر إلى غيرها كقبور الصالحين والمواضع الفاضلة (المسجد الحرام) بالجر بدل من الثلاثة والرفع على خبرية مبتدأ محذوف وذلك لأن صلاة فيه بمائة ألف صلاة في ما سواه (ومسجدي هذا) لفضيلة الصلاة فيه على غيره غير المسجد الحرام (والمسجد الأقصى) الأبعد عن الثلاثة وهو مسجد بيت المقدس قال البيضاوي ينبغي أن لا يشتغل العبد إلا بما فيه صلاح دنيوي أو فلاح أخروي ولما كان ما عدا الثلاثة من المساجد متساوية الأقدار في الشرف والفضل وكان التنقل والارتحال لأجلها عناء ضائعًا نهى الشارع عنه انتهى. قلت: وقد خالف الناس هذا النهي فما يزالون في شد للرحال إلى القبور والمشاهد واجتماع لذلك على محرمات لا تحل فإنا لله انا إليه راجعون. (حم ق ت د ن هـ) (¬1) (¬2) عن أبي هريرة (حم ق ت هـ) عن أبي سعيد (هـ) عن ابن عمر). ¬

_ (¬1) ورد في الأصل بدون هـ. (¬2) أخرجه أحمد (2/ 234)، والبخاري (1189)، ومسلم (1397)، وأبو داود (2033)، والنسائي (2/ 37)، وابن ماجة (1409) جميعهم عن أبي هريرة وأخرجه أحمد (3/ 7)، والبخاري (1197)، ومسلم (1398)، والترمذي (326)، وابن ماجة (1410) جميعهم عن أبي سعيد، وأخرجه ابن ماجة (1410) عن ابن عمرو.

9784 - "لا تشربوا الخمر، فإنها مفتاح كل شر. (هـ) عن أبي الدرداء (ح) ". (لا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر) أصله فإنها أم الخبائث وجماع المآثم من شربها أتى كل فاحشة وتهاون لكل طاعة وفسد دينه ودنياه (هـ (¬1) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه. 9785 - "لا تشغلوا قلوبكم بذكر الدنيا. (هب) عن محمَّد بن النضر الحارثي مرسلًا". (لا تشغلوا قلوبكم بذكر الدنيا) لأن القلوب خلقت لمعرفة الله وتوحيده والإقبال على معرفته فإن شغلها العبد بذكر الدنيا أماتها ولم ينل من الدنيا إلا ما قدرله. (هب (¬2) عن محمَّد بن النضر الحازمي مرسلًا). 9786 - "لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك، ولكن تقربوا إلى الله بالدعاء لهم يعطف الله قلوبهم عليكم. ابن النجار عن عائشة". (لا تشغلوا قلوبكم بسب الملوك) والسب لغة وإن كان خاصًّا باللسان، إلا أنه يتفرع عن القلب وغليانه ببغض من سبه. فكأنه يقول: لا تشغلوا قلوبكم ببغض الملوك وإن جاروا (ولكن تقربوا إلى الله بالدعاء لهم) بالصلاح والهداية والتوفيق (يعطف الله قلوبهم عليكم) فإن قلوب العباد كلها بيده. (ابن النجار (¬3) عن عائشة). 9787 - "لا تَشِمْن ولا تَسْتَوْشِمْنَ. (خ ن) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تَشِمْن) خطاب لجماعة المؤمنات نهي لهن عن وشوم غيرهن (ولا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (3371)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7334). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (10584)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6234)، والضعيفة (2314). (¬3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (14588)، وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 404)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6235).

تَسْتَوْشِمْنَ) نهي لجماعة المؤمنات عن طلب الوشم من غيرهن، فالأول نهي للفاعلات، والثاني نهي للمفعول بهن ذلك، وتقدم لعن من فعل ذلك أو فعل به. (خ ن (¬1) عن أبي هريرة). 9788 - "لا تشموا الطعام كما تشمه السباع. (طب هب) عن أم سلمة (ض) ". (لا تشموا) من الشم بالشين المعجمة: أي الالتماس بحاسة الشم (الطعام كما تشمه السباع) نهى عن التماس الطعام بحاسة الشم وكأنه خاص بحالة أو شخص، وفي لفظ: "كره أن يشم الطعام" والمراد إدناء الأنف إليه أو إدناءه إليها. (طب هب (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه، وقال البيهقي: عقيب تخريجه: إسناده ضعيف. 9789 - "لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. (حم د ت حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (لا تصاحب إلا مؤمنًا) لأنه يدلك على الخير ويقودك إليه، وفيه النهي عن صحبة غير المؤمن؛ لأنه يقودك إلى الشر ويدعوك إليه (ولا يأكل طعامك إلا تقي) لأنه يتقوى به على عبادة الله وطاعته وتقواه بخلاف غيره فإنه يتقوى به على المعاصي، وفيه اتخاذ الصاحب مؤمنًا لأن الطباع سراقة؛ ولذا قيل: صحبة الأخيار تؤثر الخير، وصحبة الأشرار تؤثر الشر كالريح إذا مرت على النتن حملت نتنًا وإذا مرت على الطيب حملت طيبا، وكذلك لا تضيف إلا تقيًّا لما ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (5946)، والنسائي (8/ 148). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 285) رقم (625)، والبيهقي في الشعب (6007)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6236).

سلف. (حم د ت حب ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9790 - "لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس. (حم م د ت) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تصحب الملائكة رفقة) بضم الراء وكسرها: جماعة مترافقة في السفر (فيها كلب ولا جرس) كما سلف أنه لا يدخل بيتًا فيه ذلك، قيل: والمراد [4/ 379] بالكلب غير المأذون في اتخاذه، وقيل: مطلقًا، وفيه أن من سافر في صحبة حيوان من فرس أو جمل فيه جرس، أو في عنق رجل فإنه يحرم مرافقة الملائكة وكذلك لو سافر وحده وصحبته ذلك، وإنما ذكر الرفقة إخراجًا على غالب الأسفار. (حم م د ت (¬2) عن أبي هريرة). 9791 - "لا تصحبن أحدا لا يرى لك من الفضل كمثل ما ترى له. (حل) عن سهل بن سعد". (لا تصحبن أحدًا) من الناس إلا يرى لك من الفضل) الذي أعطاك الله ولو بفضيلة الإيمان (كمثل ما ترى له) من الفضل وهو نهي عن صحمة المتكبرين الذين لا يرون لأحد عليهم حقًّا ولذا قيل: إذا تاه الصديق عليك كبرًا ... فته كرًا على ذاك الصديق والحديث نهى عن إذلال العبد نفسه بصحبة من يهنه ولا يرى له حقًّا. (حل (¬3) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 38)، وأبو داود (4832)، والترمذي (3295)، وابن حبان (554)، والحاكم (4/ 128)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7341). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 262)، ومسلم (2113)، وأبو داود (4130)، والترمذي (1703). (¬3) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 25)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6237)، والضعيفة (4785): ضعيف جدًّا.

عن سهل بن سعد) سكت عليه المصنف وفيه عبد الله بن محمَّد بن جعفر القزويني (¬1) قال الذهبي: قال ابن يونس: وضع أحاديث فافتضح بها. 9792 - "لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين. البزار عن عائشة". (لا تصلح الصنيعة) الإحسان (إلا عند ذي حسب أو دين) أي لا تنفع ويظهر أثرها وتقابل بالجميل إلا عند ذي أصل زكي وعنصر كريم أو عند ذي نخوة وديانة وفيه حث على أنه لا يحسن الإنسان إلا إلى من ذكر وإن كان الإحسان حسنًا إلى كل إنسان لكن موضع النفع من ذكر. (البزار (¬2) عن عائشة) سكت عليه المصنف وقد قال مخرجه البزار عقيب تخريجه: إنه منكر وقال الهيثمي: فيه عبيد بن القاسم وهو كذاب. 9793 - "لا تصلوا صلاة في يوم مرتين. (حم د) عن ابن عمر (ض) ". (لا تصلوا صلاة في يوم مرتين) فإن الله ما أوجبها في يوم إلا مرة، قيل: وهو مخصوص بإعادة المنفرد صلاته في جماعة فإنه منسوب له. قلت: إلا أن الأخرى نافلة كما صرحت به الأحاديث والمراد لا تصلوا صلاة الفرض مرتين لأنه تعالى لم يوجبها في اليوم إلا مرة واحدة. (حم د (¬3) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه وقد صححه ابن السكن. 9794 - "لا تصلوا خلف النائم، ولا المتحدث. (د هق) عن ابن عباس (ح) ". ¬

_ (¬1) انظر المغني في الضعفاء (1/ 353). (¬2) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (8/ 184)، والبيهقي في الشعب (10965)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 386)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 84)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6238) والسلسلة الضعيفة (778): موضوع. (¬3) أخرجه أحمد (2/ 19)، وأبو داود (579)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7350).

(لا تصلوا خلف النائم، ولا المتحدث) قيل: يعارضه حديث: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وعائشة نائمة معترضة بينه وبين القبلة وأجيب أنها لم تكن نائمة بل كانت مستلقية فلذا قالت: "كان إذا سجد غمزني فقبضت رجلي فإذا قام بسطتها". إلا أن حديث الصحيحين: عن عائشة "أنه هل كان يصلي صلاة الليل كلها وأنا نائمة معترضة بينه وبين القبلة فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت" يدل أنها كانت نائمة لا مضطجعة، قيل فمحل النهي إذا كانت لهم أصوات يخاف منها شغل قلب المصلي قلت: هذا كله يتم في النائم، أما المحدث فلعله كراهة استقباله وحيلولية بين المصلي والقبلة وهو على تلك الحال. (د هق (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الهداية: إنه ضعيف. 9795 - "لا تصلوا إلى قبر، ولا تصلوا على قبر. (طب) عن ابن عباس (ض) ". (لا تصلوا إلى قبر، ولا تصلوا على قبر) تقدم أن ذلك مكروه أو محرم وهو الأظهر لأنه الأصل في النهي لئلا تشبه بعبادة الأوثان وتقدم. (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن كيسان المروزي ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان ورواه مسلم من حديث أبي مرثد بلفظ "لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها" (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 19)، وأبو داود (579) والبيهقي في السنن (2/ 279)، وانظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 202)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7350). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 376) رقم (1205)، وانظر المجمع (2/ 27)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7348)، والصحيحة (1016). (¬3) أخرجه مسلم (972).

9796 - "لا تصومن امرأة إلا بإذن زوجها. (حم د حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (لا تصومن امرأة) تطوعًا (إلا بإذن زوجها) لأن له حق التمتع بها في كل وقت والصوم يمنعه من ذلك فيحرم عليها الصيام فإذا فعلت أثمت (حم د حب ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وهو في الصحيحين بمعناه. 9797 - "لا تصوموا يوم الجمعة مفردا. (حم ن ك) عن جنادة الأزدي" (صح). (لا تصوموا يوم الجمعة مفردًا) تقدم في نهى (حم ن ك (¬2) عن جنادة) بضم الجيم ونون ودال مهملة الأزدي رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي. 9897 - "لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم، أو بعده يوم. (حم) عن أبي هريرة" (ح). (لا تصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم، أو بعده يوم) وهو بيان لقوله في الأول: "مفردا" (حم (¬3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه. 9799 - "لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة وإن لم يجد أحدكم إلا عود كرم أو لحاء شجرة فليفطر عليه. (حم د ت هـ ك) عن الصماء بنت بسر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 80)، وأبو داود (2459)، وابن حبان (1488)، والحاكم (1/ 436)، وأخرجه البخاري (5192)، ومسلم (1026) بمعناه. (¬2) أخرجه أحمد (1/ 288)، والنسائي في الكبرى (2756)، والحاكم (3/ 608)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7357)، والصحيحة (981). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 458)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7348)، والصحيحة (981).

(لا تصوموا يوم السبت) أي مفردًا (إلا في فريضة) وذلك لأنه يوم يعظمه اليهود بالصوم فلا توافقوا عليه (إن لم يجد أحدكم إلا عود [4/ 380] كرم) تفريع على مقدر أي فأفطرو وإن لم تجدوا، فيه جواز تسمية العنب كرما وإن النهي الماضي للتنزيه لا التحريم (أو لحاء) بكسر اللام والحاء المهملة ممدودة (شجرة) أي قشرها (فليفطر عليه) قال أحمد: هذا الحديث على ما فيه يعارضه حديث أم سلمة حين سُئلت: أي الأيام كان رسول - صلى الله عليه وسلم - أكثر صيامًا؟ قالت: "السبت والأحد"، وحديث نهى عن صوم يوم الجمعة إلا بيوم قبله أو بيوم بعده والذي بعده السبت ولا يقال يحمل النهي عن إفراده لأن الاستثناء هنا دليل التناول ولأنه في الفريضة لا يفرد بل يضم إلى ما قبله أو بعده وقد يقال خرج صوم الفريضة بالاستثناء وخرج غيره بالدليل أعني صومه مع الأحد، وقد اختلف الناس في ذلك فذهب قوم إلى الكراهة وذهب آخرون أنه لا كراهة لهذه المعارضة. (حم د ت هـ ك) (¬1) عن الصماء بنت بسر بالصاد المهملة رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط البخاري وأقره الذهبي، وقال الترمذي: حديث حسن غريب انتهى، وقال مالك: هذا الخبر كذب، وقال النسائي: مضطرب فقيل عن عبد الله بن بسر وقيل عنه عن أبيه عن الصماء وقيل عنها عن عائشة وقيل عن الصماء كما في الكتاب، قال ابن حجر: وبالجملة فهذا التلون في حديث واحد بسند واحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه ويضعف ضبطه إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع الطرق وهنا ليس ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 189)، ابن أبي عاصم في الآحاد المثاني (3411)، وأبو داود (2421)، والترمذي (744)، وابن ماجة (1726)، والحاكم (1/ 435)، انظر: البدر المنير (5/ 760)، بلوغ المرام (ص: 139)، وقول الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/ 470)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7348)، والصحيحة (981).

كذلك وزعم أبو داود نسخه واعترض. 9800 - "لا تضربوا إماء الله. (د ن هـ ك) عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب (صح) ". (لا تضربوا إماء الله) جمع أمة وهي الجارية إلا أنه أريد هنا المرأة الحرة لأنها أمة الله، والمراد: الزوجة وكأنه وقع النهي قبل نزول الآية المبيحة لضربهن أو أن المراد لا تضربوهن لغير سبب أو أنه إرشاد إلى الأولى وهو الصبر والاحتمال وإن جاز الضرب (د ن هـ ك (¬1) عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب) بضم الذال المعجمة ثم باءين بزنة اسم الحيوان المعروف رمز المصنف لصحته، وقال في الرياض: إسناده صحيح. 9801 - " لا تضربوا الرقيق، لا تدرون ما توافقون. (طب) عن ابن عمر". (لا تضربوا الرقيق) المماليك لغير حجة أولها والمراد الإرشاد فإنكم: (لا تدرون ما توافقون) ما يقع عليه الضرب من الأعضاء فإنه ربما فقأ عينًا أو كسر عظما ففاتكم من نفعه أكثر مما أوذيتم عليه والعلة تدل على جواز الضرب ولكن الأولى تركه (طب (¬2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: في سنده عكرمة بن خالد بن سلمة وهو ضعيف وكذا أخرجه أبو يعلى وعكرمة في سنده أيضًا. 9802 - "لا تضربوا إمائكم، على كسر إنائكم، فإن لها أجلا كآجال الناس. (حل) عن كعب بن عجرة". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2146)، والنسائي في الكبرى (9167)، وابن ماجة (1985)، والحاكم (2/ 188)، وصححه النووي في رياض الصالحين (ص: 198)، والألباني في صحيح الجامع (7360). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 270) رقم (784)، وأبو يعلى (5744)، وانظر المجمع (4/ 238)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6241)، والضعيفة (2051).

(لا تضربوا إمائكم) أو أبنائكم ونحوهم (على كسر إنائكم) إن وقع ذلك منهم (فإن لها آجالًا) أي للآنية الدالة عليها ذكر مفردها. (كآجال الناس) تنتهي إليها فإذا جاءت لا تستقدم عنها ساعة ولا تستأخر، قال ابن الجوزي: فيه النهي عن ضرب المملوك إذا أتلف شيئًا. (حل (¬1) عن كعب بن عجرة) سكت عليه المصنف وأورده في الميزان في ترجمة العباس بن الوليد الشرعي (¬2) وقال: ذكره الخطيب في المخلص فقال: روى عن ابن المديني حديثًا منكرًا رواه عنه أحمد بن أبي الحواري من حديث كعب بن عجرة مرفوعًا ثم ساق هذا الحديث. 9803 - "لا تطرحوا الدر في أفواه الخنازير. ابن النجار عن أنس". (لا تطرحوا الدر) استعارة مصرحة أراد به العلم ووجه الشبه النفاسة والعزة. (في أفواه الخنازير) استعارة أيضًا أراد بهم من ليسوا أهلًا للعلم كالسفهاء الذين لا يريدون بالعلم ما أمر الله به من العمل بل المباهاة والمنافسة فإلقاء العلم إليهم إضاعة له وقد شبه الله العالم غير العامل بالحمار، حيث قال: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [الجمعة: 5]، وفي الإنجيل: "لا تعطوا القدس الكلاب ولا تلقوا جواهركم أمام الخنازير فتدوسها بأرجلها ويرجع فيرميكم". (ابن النجار (¬3) عن أنس) سكت عليه المصنف وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات إلا أنه له شاهد عند ابن ماجة ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 26)، وانظر العلل المتناهية (2/ 751)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6240). (¬2) انظر: فيض القدير (6/ 410). (¬3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (29319) والرامهرمزي في الأمثال (86) وانظر: الإرشاد للخليلي (2/ 492)، وابن الجوزي في الموضوعات (2/ 168)، وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 410)، وانظر كشف الخفاء (2/ 448)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6242)، والضعيفة (4786) ضعيف جدًّا.

عن أنس مرفوعًا بلفظ: "ويضيع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب" (¬1). 9804 - "لا تطرحوا الدر في أفواه الكلاب. الملخص عن أنس". (لا تطرحوا الدر) أي العلم (في أفواه الكلاب) الذين لا يعملون به بل يتخذونه آلة لكل سوء يريدونه وشر يقصدونه لذا شبه العالم غير [4/ 381] العامل بالكلب حيث قال: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} إلى قوله: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ...} الآية. [الأعراف: 175، 176] والعالم إن عمل كان قريبا للملائكة كما قال تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ} [آل عمران: 18]، وإن كان غير عامل كان قريبًا للكلاب والخنازير (المخلص (¬2) عن أنس) سكت عليه المصنف وفيه يحيى بن عقبة بن أبي العَيْزَار (¬3) كذاب وضاع، إلا أن ما سبق شاهد له. 9805 - "لا تطرقوا النساء ليلا. (طب) عن ابن عباس (ح) ". (لا تطرقوا النساء) أي تقدموا على الأزواج من الأسفار (ليلًا) لما علل به في غيره من أنه قد يوافق أهله على غير الحالة التي يريد وتريد والطرق لا يكون إلا في الليل فذكره تجريد كما في قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}، مع أن الإسراء لا يكون إلا في الليل وفيه أنه لا يحسن أن يدخل على أهله في حالة يكرهون رؤيتهم له عليها لئلا ينفر طبعه عنهم. (طب (¬4) عن ابن ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (224). (¬2) أخرجه المخلص كما في الكنز (29320)، وابن عدي في الكامل (7/ 223)، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (11/ 309)، والديلمي في الفردوس (7334)، والكامل (7/ 222)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6242) ضعيف جدًّا. (¬3) انظر الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي (3/ 200)، والمغني (2/ 741). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 245) رقم (11626)، وانظر المجمع (4/ 330)، وصححه =

عباس) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: فيه زمعة بن صالح وهو ضعيف وقد وثق انتهى قلت: فرمز المصنف لحسنه لكثرة شواهده. 9806 - "لا تطعموا المساكين مما لا تأكلون. (حم) عن عائشة (ض) ". (لا تطعموا المساكين) في واجب كالكفارات أو نفل كالصدقات. (لا مما تأكلون) أي من أوسط ما تأكلون كما نص عليه القرآن وهو نهي عن التصدق بالخبيث كما قال تعالى: {وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ} [البقرة: 267] ونحوها. (حم (¬1) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: رجاله موثقون وسببه أنه أتي - صلى الله عليه وسلم - بضب فلم يأكله فقيل يا رسول الله ألا نطعمه المساكين، فذكره. 9807 - "لا تطلقوا النساء إلا من ريبة فإن الله لا يحب الذواقين ولا الذواقات. (طب) عن أبي موسى (ض) ". (لا تطلقوا النساء إلا من ريبة) من أمر ترتابون منه فيهن لا، أنكم تفارقوها لتأخذوا غيرها تشهيا وتطعما للنساء (فإن الله لا يحب الذواقين) من الرجال (ولا الذواقات) من النساء التي تطلب من زوجها الفراق لتزوج بغيره وليس الريبة خاصة بتهمة الفاحشة بل لو كرهها ولم يحبها حسن منه فراقها وكذلك إن خاف أن لا يقيم حدود الله فهذا الطلاق لا بأس به وليس هو بالطلاق الذي ورد فيه أنه أبغض الحلال إلى الله بل هذا يتعين عند عدم إقامة حدود الله وهو التسريح بإحسان الذي أمر الله تعالى به والطلاق المبغوض إلى الله هو الطلاق الذي ليس إلا ليذوق غيرها وتذوق غيره وإلا فهي قائمة بحدود الله وهو قائم ¬

_ = الألباني في صحيح الجامع (7362)، والصحيحة (3085). (¬1) أخرجه أحمد (6/ 105)، وانظر المجمع (4/ 37)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7364).

بحدوده كذلك في حقها وبه يندفع ما يقال: كيف يطلق - صلى الله عليه وسلم - ويأمر بالطلاق وهو قد أخبر أنه "أبغض الحلال إلى الله" (¬1) وهو - صلى الله عليه وسلم - لا يفعل ولا يأمر بما يبغضه الله. (طب (¬2) عن أبي موسى) رمز المصنف لضعفه وقال عبد الحق: ليس لهذا الحديث إسناد قوي قال ابن القطان (¬3): وصدق بل هو مع ذلك منقطع. 9808 - "لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك" (ت) عن واثلة (ح) ". (لا تظهر الشماتة) أي الفرح إذا أبتلي (لأخيك) الذي تعاديه أو يعاديك ببلية (فيرحمه الله) أي أنه يتسبب على إظهارك الفرح بما أصيب به أن الله يرحمه بالإنقاذ من البلية (ويبتليك) بها أو بأعظم منها وذلك لأن العباد مأمورون بالاتحاد وأدن يكونوا كالشيء الواحد فإظهار الفرح ببلية العدو يجلب له خيرًا أو يوقع للمظهر ويجلب له شرًّا فهي ضرر محض يعود على الشامت من جهتين: جهة عاقبة عدوه وجهة ما يصاب به، وقد أفتى ابن عبد السلام بأنه لا ملام في الفرح بموت العدو من حيث انقطاع شره وكفاية ضره. (ت (¬4) عن واثلة) رمز المصنف لحسنه فإنه قال الترمذي: حسن ونوزع في ذلك وعده ابن الجوزي في الموضوعات ونوزع أيضًا في ذلك. 9809 - "لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظروا بم يختم له. (طب) عن أبي أمامة (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (2178)، وابن ماجة (2018)، وانظر العلل المتناهية (2/ 638). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في مجمع الزوائد (4/ 335)، والأوسط (7848)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (2430). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 547). (¬4) أخرجه الترمذي (2506)، وانظر الموضوعات (3/ 224)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6245).

(لا تعجبوا بعمل عامل) لأي نوع من أنواع الخير (حتى تنظروا بم يختم له) فإن الأمور بخواتمها والخواتم هي بلا شك فروع الأعمال إلا أن النيات أرواح الطاعات فربما أعجب الإنسان بعمل رجل ولا يدري ماذا نيته والخاتمة عليها. (طب (¬1) عن أبي أمامة) رمز المصنف لحسنه وفيه فضالة بن جبير قال الذهبي في الضعفاء (¬2) قال ابن عدي: أحاديثه غير محفوظة وقد أخرجه أحمد والبزار ولكن قال العراقي: هذا حديث عالي الإسناد لكنه ضعيف لضعف رواته. 9811 - "لا تعجزوا في الدعاء، فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد. (ك) عن أنس (صح) ". (لا تعجزوا في الدعاء [4/ 382] فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد) لما سلف مرارًا من عظمة شأن الدعاء وأنه يرد القضاء. (ك (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي فقال: لا أعرف عمرًا، يريد عمرو بن محمَّد الأسلمي أحد رواته انتهى. 9811 - "لا تعذبوا بعذاب الله. (د ت ك) عن ابن عباس (صح) ". (لا تعذبوا) أحدًا من العباد وغيرهم (بعذاب الله) بالتحريق بالنار فإنه تقدم أنه لا يعذب بها إلا خالقها ولكنه قد روى الحاكم عن ابن مسعود قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى فمرت حية فقال: "اقتلوها" فسبقتنا إلى جحر فدخلته فقالوا: هاتوا سعفة ونارًا فأضرمها نارًا وكان هذا لما فاته قتلها، فيجوز التحريق ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 264) رقم (8025)، وأحمد (3/ 120) عن أنس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7366). (¬2) انظر المغني في الضعفاء (2/ 510). (¬3) أخرجه الحاكم (1/ 494)، وانظر الكامل في الضعفاء (5/ 13)، وضعفاء العقيلي (3/ 188)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6246): ضعيف جدًّا.

للضرورة حيث تعذر القتل (د ت ك (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته والحديث في البخاري (¬2) وله قصة. 9812 - "لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة وعليكم بالقسط. (خ) عن أنس (صح) ". (لا تعذبوا صبيانكم بالغمز) بالغين المعجمة والزاي (من العذرة) بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة وهو وجع في الحلق تدغره أم الصبي بأصبعها فنهى عن ذلك وأمر أن يعالج بقوله: (وعليكم) في علاج العذرة (بالقسط) فإنه دواء ذلك الداء. (خ (¬3) عن أنس) ولم يخرجه مسلم. 9813 - " لا تعزروا فوق عشرة أسواط. (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (لا تعزروا) لا تضربوا تعزيرا والتعزير المنع والرد والدفع والمراد به هنا دفع الإنسان المعزر عن القبيح ويكون بالقول والفعل (فوق عشرة أسواط) وفي رواية "جلدات" وفي أخرى: "ضربات لما وفي رواية: "إلا حد من حدود الله" وقد أخذ بهذا أحمد وقال: لا يجوز الزيادة على العشرة في التعزير وذهب غيره إلى أن ذلك عائد إلى رأي الإِمام، وادَّعى قوم نسخ الحديث ولم يبينوا ناسخًا. (هـ (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وفي الميزان عن العقيلي أنه حديث منكر وقال ابن الجوزي: منكر. 9814 - "لا تغالوا في الكفن، فإنه يسلب سلبا سريعا. (د) عن علي (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (3017)، وأبو داود (4351)، والترمذي (1458)، والحاكم (3/ 539). (¬2) أخرجه البخاري (5696). (¬3) أخرجه البخاري (5317). (¬4) أخرجه ابن ماجة (2602)، وانظر الميزان (1/ 189)، وضعفاء العقيلي (1/ 65)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7369).

(لا تغالوا في الكفن) لا تبالغوا فيه وفي حسنه (فإنه يسلبه) أي الميت (سلبًا سريعًا) لأنه في الطين للصديد والقيح فيتلف بسرعة فلا وجه (د (¬1) عن علي) رمز المصنف لحسنه وقال المنذري وغيره: فيه أبو مالك عمرو بن هشام (¬2)، قال البخاري: فيه نظر، ومسلم: ضعيف، وأبو حاتم: لين الحديث، والبستي: يقلب الأسانيد، وخالف ابن معين فوثقه. 9815 - "لا تغبطن فاجرا بنعمة، إن له قاتلا عند الله لا يموت. (هب) عن أبي هريرة". (لا تغبط فاجرًا بنعمة) أي بسبب أنه في نعمة (إن له عند الله قاتلًا) بالتاء المثناة من فوق من القتل والجملة تعليل للنهي عن الغبطة (لا يموت) صفة لقاتل وكأن المراد أن له ما يهلكه وإن تأخر فإنه لا يموت والمراد أن النعمة عند الفاجر معرضة للذهاب والتلاف لأنه لا يقيدها بالشكر فلا يغبط. (هب (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الحافظ العراقي: بعد أن ذكر أنه أخرجه البخاري في التاريخ والطبراني في الأوسط: سنده ضعيف. 9816 - "لا تغضب. (حم خ ت) عن أبي هريرة (حم ك) عن جارية بن قدامة (صح) ". (لا تغضب) وجد أن الغضب عند أسبابه أمر ضروري يحدث عند النفس فالنهي موجه إلى ما يتولد عنه وأنه يدافعه حتى لا يفعل ما يثيره الغضب (حم خ ت (¬4) عن أبي هريرة (حم ك) عن جارية) بالجيم والراء ابن قدامة بضم القاف ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3154)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6247). (¬2) انظر المغني (2/ 490)، والميزان (5/ 348)، والضعفاء لابن الجوزي (2/ 232). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (4542)، والبخاري في التاريخ (2296)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6248). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 362)، والبخاري (6116)، والترمذي (2020) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد =

قال جارية: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أوصني، قال: "لا تغضب" فرد عليه مرارًا فقال: "لا تغضب" قال جارية ففكرت فإذا الغضب يجمع الشر كله وفي بعض طرقه ما يبعدني عن غضب الله قال: "لا تغضب" وفي رواية: أوصني ولا تكثر، وفي أخرى: مرني بأمر وقلله كي أعقله. 9817 - "لا تغضب، فإن الغضب مفسدة. ابن أبي الدنيا في ذم الغضب عن رجل". (لا تغضب، فإن الغضب مفسدة) يجلب كل فساد فإنه نوع من الجنون فإن الغاضب إن تمكن من المغضوب عليه فعل ما يقبح وإلا رجع على نفسه فلطم خده ومزق ثوبه وغير ذلك من القبائح (ابن أبي الدنيا (¬1) في ذم الغضب عن رجل) هو أبو الدرداء أو ابن عمر أو غيرهما من الصحابة. 9818 - "لا تغضب ولك الجنة. ابن أبي الدنيا (طب) عن أبي الدرداء (ض) ". (لا تغضب) خطاب لأبي الدرداء، قال: قلت يا رسول - صلى الله عليه وسلم - دلني على عمل يدخلني الجنة فذكره (ولك) بترك الغضب: (الجنة) فإن كل عمل يدخل النار منشأه الغضب فإنه يغضب فيقتل ويسلب الأموال ويرتكب قبائح الأفعال فغالب الشرور مبدؤها الغضب ومنتهاها ما يوجب العذاب (ابن أبي الدنيا طب (¬2) عن أبي الدرداء) قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما ¬

_ = (5/ 34)، والحاكم (3/ 615) والطبراني في الأوسط (7487) عن جارية بن قدامة. (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب كما في الكنز (7709) وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 414)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6249). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (8/ 70) والأوسط (2353)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7374).

ثقات والمصنف رمز لضعفه. 9819 - "لا تقعقع أصابعك وأنت في الصلاة. (هـ) عن علي" (ض). (لا تقعقع [4/ 383] أصابعك) القعقعة كالفرقعة فعل معروف في أصابع اليدين وقد يفعل في أصابع الرجلين إلا أن المراد منها الأول لأن الثاني يبطل الصلاة (وأنت في الصلاة) فإن ذلك فعل أهل العبث الذين لا حصة لهم في الإقبال على الصلاة والخشوع فيها قيل فيكره تنزيها والأصل في النهي التحريم (هـ (¬1) عن علي) رمز المصنف لضعفه، قال العراقي: سنده ضعيف ما الحارث راويه عن علي ضعيف انتهى، قلت: قد تكلمنا في رسالة مستقلة على ما قيل في الحارث. 9820 - "لا تقام الحدود في المساجد، ولا يقتل الوالد بالولد. (حم ت ك) عن ابن عباس (صح) ". (لا تقام الحدود في المساجد) صيانة لها عن اللغط والازدحام وغيره وظاهر النهي التحريم، وقيل: إنه للكراهة (ولا يقتل الوالد) قصاصًا. (بالولد) علله الناس بأنه السبب في إيجاده فلا يكون سببا في إعدامه. (حم ت ك (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته إلا أنه قال الترمذي: لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث سعيد بن مسلم المكي وقد تكلم فيه بعضهم. 9821 - "لا تقبل صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول. (م ت هـ) عن ابن عمر (صح) ". (لا تقبل صلاة بغير طهور) بضم الطاء لأن المراد فعل التطهير والمراد بعدم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (965)، والبزار في مسنده (854)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6251)، والضعيفة (4787). (¬2) أخرجه الترمذي (1401)، والحاكم (4/ 369)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7381).

القبول عدم الإجزاء وحقيقة القبول وقوع الطاعة مسقطه مجزءة لما في الذمة وقد ذكرنا في حواشي شرح العمدة حقيقة الكلام في القبول. (ولا) تقبل (صدقة من غلول) بضم المعجمة ما أخذ من جهة جباية أو سرقة أو نحوهما وتقدم مرارًا هذا المعنى وقد أوضحنا في حاشية ضوء النهار المسماة بمنحة الغفار شأن التصدق بالمال المأخوذ من الحرام بما فيه كفاية. (م ت هـ (¬1) عن ابن عمر) ذكر في صحيح مسلم عن مصعب بن سعد أن ابن عمر دخل على ابن عامر يعوده وهو مريض فقال: ألا تدع الله لي يا ابن عمر؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول، فذكره يعني أنك غير سالم من الغلول لأنك كنت عامل البصرة فلا يقبل الدعاء لك. 9822 - "لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار. (حم ت ها عن عائشة (ح) ". (لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار) ما يخمر به الرأس أي يستره وإنما عبر عنها بالحائض لأنه غالب ما تكلف به المرأة وإلا فالمراد صلاة مكلفة وظاهره مساواة الأمة للحرة في هذا إذ الحائض صادق عليهما إلا أنها أخرجت الأمة لأدلة أخرى. (حم ت هـ (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه وأعله الدارقطني بالوقف والحاكم بالإرسال. 9823 - "لا تقتلوا الجراد، فإنه من جند الله الأعظم. (طب هب) عن أبي زهير". (لا تقتلوا الجراد) كأن المراد لغير أكله والانتفاع به. (فإنه من جند الله ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (224)، والترمذي (1)، وابن ماجة (272). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 150)، والترمذي (377)، وابن ماجة (655) والحاكم (1/ 251)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7383).

الأعظم) والإجماع واقع على قتله لأكله. (طب هب (¬1) عن أبي زهير) تصغير زهر قال الهيثمي: فيه محمَّد بن إسماعيل بن عياش ضعيف. 9824 - "لا تقتلوا الضفادع، فإن نقيقهن تسبيح. (ن) عن ابن عمرو". (لا تقتلوا الضفادع، فإن نقيقهن) ترجيع أصواتهن (تسبيح) أي ولم يبح لكم أكله وإلا فإن كل حيوان يسبح الله تعالى لنص {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44]. (ن (¬2) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف وفيه المسيب بن واضح السلمي قال في الميزان (¬3) عن أبي حاتم: صدوق يخطيء كثيرًا وسئل عنه الدارقطني فقال: ضعيف. 9825 - "لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح. (ت) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تقص الرؤيا في المنام إلا على عالم) بتأويلها (أو ناصح) للرأي لأن العالم من شأنه النصح فهي لا تقص إلا على ناصح فيوافق حديث: "إنها لا تقص إلا على محب". (ت (¬4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته ورواه عنه الطبراني في الصغير قال الهيثمي: وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثقه ابن حبان وضعفه جمع. 9826 - "لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا. (م ن هـ) عن عائشة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (22/ 297) رقم (757)، والبيهقي في الشعب (10127)، وانظر المجمع (4/ 39)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7388). (¬2) أخرجه النسائي كما في الكنز (39974)، والبيهقي في السنن (9/ 318)، وابن عدي في الكامل (6/ 388)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7390). (¬3) انظر ميزان الاعتدال (6/ 431). (¬4) أخرجه الترمذي (2280)، والطبراني في الصغير (903)، وانظر المجمع (7/ 182)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7396).

(لا تقطع يد السارق) التي أمر الله بقطعها (إلا في) مال يسرقه يساوي: (ربع دينار) اختلف في العمل بالحديث فعمل به الشافعي وأحمد وخالفه غيرهما والحديث حجة على غيره. (م ن هـ (¬1) عن عائشة) ولم ينفرد به مسلم بل هو في البخاري كما قاله الصدر المناوي (¬2). 9827 - "لا تقطع الأيدي في السفر. (حم 3) والضياء عن بسر بن أبي أرطأة". (لا تقطع الأيدي) إذا سرقت (في السفر) في رواية "في الغزو" والمراد لا تقطع إذا سرق من الغنيمة لأنه شريك فيها بماله من سهمه, وقيل: المراد لا تقطع في السفر مطلقا بل يمهل السارق إلى الحضر مخافة أن يلحق المقطوع بالعدو فيعجز عن القتال وبه أخذ الأوزاعي وأجراه في كل حد أيضًا وقال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث يعارضه حديث "أقيموا الحدود في الحضر والسفر على القريب والبعيد ولا تبالوا في الله لومة لائم" (¬3). (حم 3 (¬4) والضياء عن بسر بن أبي أرطأة) ويقال ابن أرطأة، وقال ابن حجر: والأول أصح ومن قال أرطأة فقد وهم [4/ 383] واسم أبي أرطأة عمير بن عويمر بن عمران، قال ابن حجر مختلف في صحبته وبسر من شيعة معاوية، قال ابن معين: وبسر رجل سوء، قال البيهقي: إنما قاله لما ظهر من سوء فعله في قتال أهل المدينة وغيرهم وقال الذهبي: الحديث جيد لا يرد بمثل هذا. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1684)، والنسائي (8/ 81)، وابن ماجة (2585)، وأحمد (6/ 104). (¬2) انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم 2719). (¬3) أخرجه أحمد (5/ 326)، وابن ماجة (3540)، والبيهقي في السنن (9/ 20). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 181)، وأبو داود (4408)، والترمذي (1450)، والنسائي (8/ 91)، وانظر فتح الباري (5/ 282)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 104)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7397).

9828 - "لا تقولوا الكرم، ولكن قولوا العنب والحبلة. (م) عن وائل (صح) ". (لا تقولوا الكرم) بسكون الراء (ولكن قولوا العنب والحبلة) تقدم الحديث وعليه وهو نهي تنزيه. (م (¬1) عن وائل ابن حجر): ولم يخرج البخاري لوائل شيئًا. 9829 - "لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد. (حم د هـ حب) عن أنس (صح) ". (لا تقوم الساعة حتى يتباهى) يتفاخر (الناس في المساجد) يتفاخرون في أبنيتها وتزويقها وفرشها وذلك من أمارات الساعة لأنه معصية في صورة الطاعة، أو يجعلون المساجد مجالس للمفاخرة بالآباء والأموال والأنساب والكل منهي عنه، والنوع الأول قد وقع في الأمصار وفيه النهي عن ذلك والحديث من أعلام النبوة. (حم د هـ حب (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته. 9830 - "لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله. (حم م ت) عن أنس (صح) ". (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله) بتكرير الجلالة ورفعها على الابتداء وحذف الخبر ذكره النووي ورجح القرطبي (¬3) النصب بإضمار فعل، قيل وليس المراد أنها لا تذكر هذه اللفظة بل لا يذكر ذكرًا حقيقيًّا، أو التكرار في الجلالة كناية عن أنه لا ينكر منكرًا يقع في الأرض من أحد لأن من أنكر منكرًا قال متعجبا الله، الله والمعنى على هذا لا تقوم الساعة حتى لا يبقى ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (2248). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 134)، وابن حبان (1614)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7421). (¬3) تفسير القرطبي (5/ 15).

من ينكر شيئًا من المنكرات. (حم م ت (¬1) عن أنس) قال الترمذي: هذا حديث حسن. 9831 - "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس. (حم م) عن ابن مسعود (صح) ". (لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس) وذلك لما ثبت في الأحاديث أن الله تعالى يبعث ريحًا طيبة تقبض روح كل مؤمن فلم يبق إلا شرار الناس وذلك إنما يقع بعد طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وسائر الآيات العظام وقد أخرج مسلم "إن الله ليبعث ريحا طيبة فتوفى كل مؤمن في قلبه مثقال حبَّة من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم" (¬2). وفي حديث له آخر: "يرسل الله ريحًا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال حبَّة من خير إلا قبضته وفيه فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرًا فيتمثل لهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان ثم ينفخ في الصور" (¬3). (حم م (¬4) عن ابن مسعود). 9732 - "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس في الدنيا لكع بن لكع. (حم ت) والضياء عن حذيفة (صح) ". (لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا) أي أحظاهم بنفائسها (لكع بن لكع) قال الطيبي: هو غير منصوف للعدل والصفة، وقال الزمخشري: هو بالرفع المتيمم يكون والمراد به الأحمق والعبد واللئيم وأريد به هنا من لا يعرف له ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 107)، ومسلم (148)، والترمذي (2207). (¬2) أخرجه مسلم (2907). (¬3) أخرجه مسلم (2940). (¬4) أخرجه أحمد (1/ 394)، ومسلم (2949).

أصل ولا يحمد له خلق من الأسافل والرعاع. (حم ت (¬1) والضياء عن حذيفة) رمز المصنف لصحته، قال الترمذي: حسن غريب انتهى وفيه عبد العزيز الدراوردي، قال في الله الكاشف (¬2) عن أبي زرعة: سيئ الحفظ. 9833 - "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه. (حم ق) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه) أي في القبر لما يراه من الفتن والبلايا وذهاب أمر الدين واعلم أن هذه العلامات في الأحاديث كما قال الحافظ العراقي: لا يلزم أن يكون في كل بلد، وكل زمان، ولا في جميع الناس بل يصدق على اتفاقها للبعض في بعض الأقطار، في بعض الأزمان ويجري هذا بما تقدم وما يأتي. (حم ق (¬3) عن أبي هريرة). 9834 - "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت. (ع ك) عن أبي سعيد (صح) ". (لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت) إما لتساهل الناس في الطاعات أو لانقطاع الطرقات أو لأنه يخرب البيت في آخر الزمان وأما حديث: "ليحجن هذا وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج" تقدم في حرف اللام فلا يعارض هذا لأن كونه لا يحج حينًا من الأحيان وزمانًا من الأزمان لا ينافي حجه بعد ذلك أو قبله. (ع ك (¬4) عن أبي سعيد)، رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 389)، والترمذي (2209)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7431). (¬2) انظر الكاشف (1/ 658). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 236)، والبخاري (7115)، ومسلم (157). (¬4) أخرجه أبو يعلى في مسنده (991)، والحاكم (4/ 453)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7419)، والصحيحة (2430).

9835 - "لا تقوم الساعة حتى يرفع الركن والقرآن. السجزي عن ابن عمر (ضعيف) ". (لا تقوم الساعة حتى يرفع الركن) الحجر الأسود (والقرآن) يحتمل رفعهما حقيقة فلا يحفظ القرآن في الصدور ولا يبقى مصحفًا في الوجود، والحجر الأسود يرفع عن مكانه حيث شاء الله ويحتمل رفع بركتهما فلا ينتفع بالقرآن ولا يعمل به فهو كالعدم وكذلك الحجر الأسود لا تعود بركته على من يقصده. [4/ 384] (السجزي (¬1) عن ابن عمر) كتب عليه المصنف ضعيف. 9836 - "لا تقوم الساعة حتى يخرج سبعون كذابًا (طب) عن ابن عمرو (ح) ". (لا تقوم الساعة حتى يخرج) في الأرض (سبعون كذابًا) يغيرون الإِسلام ويدعون ما ليس لهم من النبوة والأهواء الفاسدة والمراد من له شوكة منهم وظهور، وإلا فالكذابون لا ينحصرون وهذا من الابتلاء الكائن قرب قيام الساعة وفي رواية "كلهم يدعي أنه نبي" (¬2) فأبان الكذب في ما هو، ولفقد من يجاهد الأشرار وينفي الكذب عن الآثار (طب (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه وكأنه حسنه لغيره وإلا فإن في إسناد الطبراني له من لا يحسن حديثه إنما حسنه لحديث مسلم "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله (¬4) وفي رواية أخرجها ابن عدي "لا تقوم ¬

_ (¬1) أخرجه السجزي كما في الكنز (38489)، وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 418)، وأخرجه الديلمي في الفردوس (7542) والخطيب في المتفق والمفترق عن جابر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6259)، والضعيفة (2503). (¬2) أخرجه أبو داود (4334)، وأحمد (2/ 117). (¬3) أخرجه الطبراني كما في المجمع (7/ 333)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6258). (¬4) أخرجه مسلم (157).

الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابًا كلهم يكذب على الله وعلى رسوله" (¬1). 9837 - "لا تقوم الساعة حتى يكون الزهد رواية، والورع تصنعا. (حل) عن أبي هريرة". (لا تقوم الساعة حتى يكون الزهد في الدنيا رواية) يرويه قوم عن قوم لا يبقى من يزهد في الدنيا حقيقة، أو رواية يرويه الشخص عن نفسه كاذبًا مدعيًا ما ليس له (والورع تصنعا) لأجل أنه يقال إنه ورع وليس كذلك وهو إخبار بأنه يقدم فعل كل خير ويبقى دعاوى باطلة ومراءاة وتصنعًا. (حل (¬2) عن أبي هريرة). 9838 - "لا تكبروا في الصلاة حتى يفرغ المؤذن من أذانه. ابن النجار عن أنس". (لا تكبروا في الصلاة) داخلين في أدائها (حتى يفرغ المؤذن من أذانه) أي من إقامته فهو نهي عن التكبير قبل تمام الإقامة ويحتمل أن المراد بالأذان نفسه إلا أنه خلاف الظاهر. (ابن النجار (¬3) عن أنس). 9839 - "لا تكثر همك ما قدر يكن، وما ترزق يأتيك. (هب) عن مالك بن عبادة، البيهقي في القدر عن ابن مسعود (ض) ". (لا تكثر همك) خطاب لابن مسعود (ما يقدر) لك جملة تعليل لما سبق من النهي. (يكن) فلا ينفع الهم بزيادة فيه ولا نقصان ولا نقض له ولا إبرام (وما ترزق يأتيك) ما قدر لك من الأرزاق واصل إليك فلا يجدي فيه الهم شيئًا، وفيه ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (6/ 173). (¬2) أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 119)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6261)، والضعيفة (4791). (¬3) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (2043)، والديلمي في الفردوس (7321)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6263).

نهي عن الهم وأنه يدافعه العبد بتذكر الأقدار. (هب (¬1) عن مالك بن عبادة)، رمز المصنف لضعفه، البيهقي في القدر عن ابن مسعود، قال العلالي: حديث غريب. 9840 - "لا تكرهوا البنات، فإنهن المؤنسات الغاليات. (حم طب) عن عقبة بن عامر (ض) ". (لا تكرهوا البنات) إذا وهبن لكم كما كانت الجاهلية تكرههن وتفضي بهم الكراهة إلى وأدهن (فإنهن المؤنسات) للآباء وللينازل (الغاليات) في المهور والأجور لمن كفلهن، وتمام الحديث "المجهزات"، ودخل عمرو بن العاص على معاوية وفي حجره صبية فقال: انبذها فإنهن يلدن الأعداء ويقربن البعداء، فقال: لا تفعل فما ندب المولى ولا تفقد المرضى ولا أعان على الحزن مثلهن. (حم طب (¬2) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات. 9741 - "لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن الله يطعمهم ويسقيهم. (ت هـ ك) عنه". (لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب، فإن الله يطعمهم ويسقيهم) أي يحفظ قواهم ويمدهم بما يقع موقع الطعام والشراب في حفظ الروح وتقويم البدن ففيه أنه لا يكلف المريض على شيء من الأطعمة والأشربة بل يترك وما طلبه (ت هـ ك (¬3) عنه أي عن عقبة)، قال الترمذي: حسن غريب وقال أبو ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (1188)، وفي القضاء والقدر (180)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6264)، والضعيفة (4792). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 151)، والطبراني في الكبير (17/ 310) رقم (856)، وانظر المجمع (8/ 156)، وانظر العلل المتناهية (2/ 634)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6268). (¬3) أخرجه الترمذي (2040)، وابن ماجة (3444)، والحاكم (1/ 350)، وانظر العلل المتناهية (2/ 866) , وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7439)، والصحيحة (727).

حاتم: إنه حديث باطل، وأورده ابن الجوزي من عدة طرق وضعفها كلها وقال في الأذكار: فيه بكر بن يونس وهو ضعيف. 9842 - "لا تكلفوا للضيف. ابن عساكر عن سلمان". (لا تكلفوا للضيف) إن نزل بكم بل قدموا إليه ما تيسر وحصل لئلا تملوه وتشتغلوا فتحرموا أجر الضيافة. (ابن عساكر (¬1) عن سلمان). 9843 - "لا تكون زاهدًا حتى تكون متواضعًا. (طب) عن ابن مسعود (ضعيف) ". (لا تكون زاهدًا) في الدنيا. (حتى تكون متواضعًا) لأن الترفع ينافي الزهد إذ هو رغبة في الدنيا فإن العلو والتكبر من الدنيا (طب (¬2) عن ابن مسعود) كتب عليه المصنف ضعيف، وقال الهيثمي: فيه يوسف بن يعقوب وهو كذاب انتهى. وفي الميزان: يعقوب بن عبد الله عن فرقد لا ندري من هو ثم ساق هذا الخبر بعينه. 9844 - "لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار. (د ت ك) عن سمرة (صح) ". (لا تلاعنوا بلعنة الله) لا يلعن بعضكم بعضا إذ اللعن الإبعاد من رحمة الله والمؤمنون رحماء بينهم (ولا بغضبه، ولا بالنار) لا يدعوا أحدكم على الآخر أن يكون من أهل النار قال الطيبي: قوله: "لا تلاعنوا ... " إلى آخره من عموم ¬

_ (¬1) أخرجه ابن عساكر (13/ 126)، والحاكم (4/ 463) وابن عدي (5/ 95)، وأورده المناوي في فيض القدير (6/ 420)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7441). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 90) رقم (10048)، وانظر وأبو نعيم في الحلية (2/ 102)، المجمع (10/ 285)، والميزان (7/ 279)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6269)، والضعيفة (4794).

المجاز لأنه في بعض أفراده حقيقة وفي بعضها مجاز. (د ت ك (¬1) عن سمرة) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: حسن صحيح. 9845 - "لا تلومونا على حب زيد (ك) عن قيس بن أبي حازم مرسلًا". (لا [4/ 385] تلومونا على حب زيد) يريد: ابن حارثة مولاه - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان يحبه وزوجته أمته أم أيمن وولدت له أسامة وكان أيضًا حبًّا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو نهى عن ملامته في حبه لمولاه لأن له خصال خير، أحبه لأجلها. (ك (¬2) عن قيس بن أبي حازم مرسلًا) وقيس تابعي جليل بجلي. 9846 - "لا تمار أخاك، ولا تمازحه، ولا تعده موعدا فتخلفه. (ت) عن ابن عباس". (لا تمار أخاك) من المراء المجادلة؛ لأنها تثير الشر ولذا قيل: فإياك إياك المراء فإنه ... إلى الشر دعاء وللشر جالب (ولا تمازحه) ممازحة تخرج بها عن الصواب وتكثرها حتى تستخرج خبث طبعه وأما مجرد المزاح نادرا فجايزًا (ولا تعده موعدا فتخلفه) فإنه تقدم أن خلف الوعد من صفات أهل النفاق فالوفاء بالوعد سنة مؤكده وقيل واجب. (ت (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: غريب. 9847 - "لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر. (طب قط ك) وعن حكيم بن حزام (صح) ". (لا تمس القرآن) المصحف والمراد حينئذ ما فيه القرآن إذ لم يكن قد جمع في ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (4906)، والترمذي (1976)، والحاكم (1/ 48)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7443). (¬2) أخرجه الحاكم (3/ 215)، وقال الذهبي: سهل قال الحاكم في تاريخه: كذاب. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6273)، والضعيفة (4795). (¬3) أخرجه الترمذي (1995)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6274).

مصحف في عصره - صلى الله عليه وسلم - والخطاب لحكيم بن حزام (إلا وأنت طاهر) من الجنابة والحدث الأصغر وهو حجة من منع ذلك من المحدث حدثا أصغر (طب قط ك (¬1) عن حكيم بن حزام) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9848 - "لا تمس النار مسلمًا رآني أو رأى من رآني. (ت) والضياء عن جابر (صح) ". (لا تمس النار) في الآخرة (مسلمًا رآني) بكرمه له - صلى الله عليه وسلم - أو لأنه يشفع لمن رآه أو لأنه يوفق من رآه فلا يموت إلا موفقًا (أو رأى من رآني) وهو حكم أغلبي وفيه شرف من رآه ومن رآى من رآه وتقدم في طوبى لمن رآني كلام. (ت (¬2) والضياء عن جابر) رمز المصنف لصحته. 9849 - "لا تمسح يدك بثوب من لا تكسو. (حب طب) عن أبي بكرة". (لا تمسح يدك) من الدرن ونحوه (بثوب من لا تكسوه) لأنها إساءة إليه من غير إحسان منك وإتلاف لثوب ليس لك فيه حق وفيه جواز ذلك بثوب خادمه وولده وأهله. (حم طب (¬3) عن أبي بكرة) سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه راوٍ لم يسم وقال ابن الجوزي: حديث لا يثبت، والواقدي أحد رجاله كذبه أحمد ومبارك بن فضالة ضعيف. 9850 - "لاتمنعوا إماء الله مساجد الله. (حم م) عن ابن عمر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 205) رقم (3135)، والدراقطني (1/ 121)، والحاكم (2/ 480)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6276): ضعيف جدًّا. (¬2) أخرجه الترمذي (3858)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6277): ضعيف. (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (5/ 30)، والقضاعي في مسند الشهاب (927)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 745)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6275): ضعيف جدًّا.

(لا تمنعوا إماء الله) النساء الحرائر والإماء فالكل إماء الله (مساجد الله) إذا خرجن للطاعة، وقيل: المراد المسجد الحرام عبر عنه بالجمع تعظيمًا له وأنه أراد لا يمنعن عن الحج والظاهر الأول وقد تقدم "إذا" (حم م (¬1) عن ابن عمر). 9851 - "لا تنزع الرحمة إلا من شقي. (حم د ت حب ك) عن أبي هريرة (صح) ". (لا تنزع الرحمة إلا من شقي) فإن المؤمنين رحماء بينهم لأن الرحماء يرحمهم الرحمن فمن لا يرحم العباد لا يرحمه الله وهو الشقي. (حم د ت حب ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي. 9852 - "لا تواصل صلاة بصلاة حتى تتكلم أو تخرج. (حم د) عن معاوية (ح) ". (لا توصل صلاة) فريضة أو نافلة (بصلاة حتى تتكلم) بينهما بأي كلام أو بذكر (أو تخرج) من المسجد أو من محل الصلاة إلى غيره فيسن الانتقال للسنة من محل أداء الفريضة. (حم د (¬3) عن معاوية) رمز المصنف لحسنه. 9853 - "لا قوله والدة عن ولدها. (هق) عن أبي بكر (ح) ". (لا توله) بضم التاء وتشديد اللام. (والدة) لا تفرق وتبعد. (عن ولدها) أي لا تخرج إلى الوله وهو الحزن بسبب فراقها لولدها، والوله ذهاب العقل والتحير والمراد أنه لا يفرق بين الأم وولدها بالبيع والأقرب أنه عام في الحرة والأمة فإذا علم الأب أن الأم يحزنها فراق ولدها فالأولى له إبقاؤه لديها أو ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 16)، ومسلم (441). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 442)، وأبو داود (4942)، والترمذي (1923)، وابن حبان (466)، والحاكم (3/ 31)، وقال الألباني في صحيح الجامع (7467): حسن. (¬3) أخرجه أحمد (4/ 95)، وأبو داود (1129)، وقال الألباني في صحيح الجامع (7478): صحيح.

الواجب عليه (هق (¬1) عن أبي بكر) رمز المصنف لحسنه وقال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف. 9854 - "لا تيأسا من الرزق ما تهزهزت رؤوسكما، فإن الإنسان تلده أمه أحمر لا قشر عليه ثم يرزقه الله. (حم هـ حب) والضياء عن حبَّة وسواد ابني خالد (صح) ". (لا تيأسا) خطاب لمثنى (من الرزق) من حصوله لكما (ما تهزهزت رؤوسكما) كناية عن مدة الحياة. (فإن الإنسان تلده أمه أحمر لا قشر عليه) قال ابن الأثير (¬2): المراد بالقشر اللباس (ثم يرزقه الله) فأول أمر يعطف عليه قلب أبويه حتى يقوما بأمره ثم لا يزال في نمو فالأرزاق قد تكفل بها الخلاق فلا ييأس العبد عنها ما دام حيًّا ولا يذل نفسه في طلبها فإنها متابعة له شاء العباد أم أبوا. (حم هـ حب (¬3) والضياء عن حبَّة) بالحاء المهملة والموحدة مشددة واحدة الحب (وسواء ابني خالد) الأسديين فالخطاب لهما [4/ 386] في الحديث رمز المصنف لصحته. 9855 - "لا جلب، ولا جنب، ولا شغار في الإِسلام. (ن) والضياء عن أنس (صح) ". (لا جلب) بفتح الجيم واللام (ولا جنب) بزنته وتقدم تفسيرهما في "نهى" كما تقدم تفسير: (ولا شغار في الإِسلام) فيه. (ن (¬4) والضياء عن أنس) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (8/ 5)، وانظر: التلخيص الحبير (3/ 15)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6280) والضعيفة (4797). (¬2) النهاية (4/ 101). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 469)، وابن ماجة (4165)، وابن حبان (3242)، والضياء في المختارة (2/ 506)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6281). (¬4) أخرجه النسائي (6/ 111)، وعزاه في الكنز (15917) للضياء، وصححه الألباني في صحيح =

المصنف لصحته، وقال ابن القطان (¬1): فيه ابن إسحاق مختلف فيه. 9856 - "لا حبس بعد سورة النساء. (هق) عن ابن عباس (ح) ". (لا حبس) بضم الحاء المهملة وفتحها على الاسم والمصدر. (بعد سورة النساء) أي لا يوقف مال ولا يزوى عن وارثه نفي لما كانت تفعله الجاهلية من حبس مال الميت ونسائه، قال ابن عباس: لما نزلت سورة النساء قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا حبس ... " إلى آخره" وقيل: المراد بها الوقف على الأصنام وقد استدل به بعض المتأخرين على عدم مشروعية الأوقاف ونسبه مذهبًا لابن عباس وقد أوضحنا بطلانه في منحة الغفار حاشية ضوء النهار (هق (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه الطبراني باللفظ المذكور، قال الهيثمي: فيه عيسى بن لهيعة وهو ضعيف، ورواه الدارقطني عنه أيضًا بلفظه وقال: فيه ابن لهيعة عن أخيه وهما ضعيفان وقال في الميزان عن الدارقطني: إنه حديث ضعيف. 9857 - "لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة. (حم ت حب ك) عن أبي سعيد (صح) ". (لا حليم إلا ذو عثرة) لتفرد الكمال الله تعالى فإنه يصدر عن الحليم زلة يخجل منها وجب أن يسترها من رآه عليه (ولا حكيم إلا ذو تجربة) للأمور ومعرفة مصادرها ومواردها وفيه أنه لا ينافي الحلم صدور العثرة ولا يخلو الحكيم عن تجربة فلا يلام من عثر ويلتمس الرأي من الحكيم. (حم ت حب ¬

_ = الجامع (7485). (¬1) انظر: بيان الوهم والإيهام (2/ 79 - 80). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (2/ 162)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6282) والسلسة الضعيفة (273)، وانظر الميزان (5/ 388)، والمجمع (7/ 2)، والميزان (5/ 388).

ك (¬1) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي وتعقبه المناوي بأن فيه دراجًا، قال ابن الجوزي: تفرد به دراج وقد قال أحمد: أحاديثه مناكير. 9858 - "لا حمى إلا لله ولرسوله. (حم خ د) عن الصعب بن جثامة (صح) ". (لا حمى إلا لله ولرسوله) أي لا يحمي أي يمنع من الأرض عن رعي كلأها وأحشاشه إلا أن تكون لله ورسوله بأن تحمى بخيل أهل الإِسلام وإبل صدقاتهم ونحوها وقد حققنا ذلك في حواشي ضوء النهار. (حم خ د (¬2) عن الصعب بن جثامة). 9859 - "لا حمى في الإِسلام ولا مناجشة (طب) عن عصمة بن مالك (ح) ". (لا حمى في الإِسلام) كما كانت الجاهلية تفعله كان يستعوي الرئيس فيهم كلبا في الفلاة فحيث بلغ صوته منع عن أن يرعاه نعم غيره وجاء الإِسلام بإبطال ذلك إلا لخيل بيت مال المسلمين ونعمهم (ولا مناجشة) بالجيم والمعجمة وهو أن يزيد الرجل في ثمن سلعة لا يريد شرائها بل المغالاة على غيره وهو تغرير على غيره منهي عنه (طب (¬3) عن عصمة بن مالك) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: إسناده ضعيف. 9860 - "إلا حول ولا قوة إلا بالله" دواء من تسع وتسعين داء أيسرها الهم. ابن أبي الدنيا في الفرج عن أبي هريرة". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 8)، والترمذي (2033) وابن حبان (193)، والحاكم (4/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6283). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 38)، والبخاري (2241)، وأبو داود (3083). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 178) رقم (469)، وانظر المجمع (4/ 83)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6285)، والضعيفة (4240).

("لا حول ولا قوة إلا بالله") قولها (دواء من تسع وتسعين داء أيسرها الهم) ولكنه لا ينفع الدواء إلا من اعتقده وباشره بقلب حاضر قوي حازم مصدق، وتقدم تفسير هذه الكلية في الهمزة. (ابن أبي الدنيا في الفرج) عن أبي هريرة، سكت عليه المصنف وقال في الميزان: فيه بشر بن رافع قال البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال أحمد: ضعيف، وقال غيره: حدث بمناكير هذا إحداها (¬1). 9861 - "لا خزام، ولا زمام، ولا سياحة، ولا تبتل، ولا ترهب في الإِسلام. (عب) عن طاوس مرسلًا". (لا خزام) بالخاء المعجمة والزاي: هو خرق في الأنف للإنسان وذلك أن بني إسرائيل كانوا يخرمون أنفسهم فنهى عنه فلا يتوهم أنه لا خرام أنف الإبل. (ولا زمام) أراد به ما كانوا يفعلونه أيضًا من زم الأنف، كانوا يخرقونها ويجعلون فيها زمامًا كزمام البعير إرادة للهمة بالعبادة وجدب الأنف عند القبور عنها (ولا سياحة) بالمهملة والمثناة بالخروج من الأمصار ومفارقة الأوطان كما كانت تفعله أيضًا بنوا إسرائيل (ولا تبتل) بمثناتين من فوق الأولى مفتوحة والثانية مضمومة وبينهما موحدة ساكنة: بقطع النكاح (ولا ترهب) باتخاذ الصوامع للعبادة والانقطاع عن الناس لأن كل ذلك تشديد وقد وضع الله في الإِسلام الأغلال والآصار. (عب (¬2) عن طاوس مرسلًا). 9862 - "لا خير في الإمارة لرجل مسلم. (حم) عن حبان بن بح (ح) ". (لا خير في الإمارة لرجل مسلم) إذ الإمارة مطغاة ومفسدة في الدين وهو مشاهد، وسبب الحديث أن رجلًا جاء إليه - صلى الله عليه وسلم - يشكوا عامله، وقال: إنه أخذنا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن أبي الدنيا في الفرج (12)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6286) وينظر الصحيحة (1528). (¬2) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (15860)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6287).

بدخول كانت بيننا وبينه [4/ 387] في الجاهلية .. فذكره. (حم (¬1) عن حبان) بكسر الحاء المهملة وبفتحها وبموحدة (بن لح) (¬2) بضم اللام وتشديد الحاء المهملة رمز المصنف لحسنه. وقال الهيثمي: فيه ابن لهيعة فيه ضعف وبقية رجاله ثقات. قلت: قد تقدم لهم تحسين حديث ابن لهيعة فلا اعتراض على المصنف في رمزه له بالحسن. 9863 - "لا خير في مال لا يرزأ منه, وجسد لا ينال منه. ابن سعد عن عبد الله بن عبيد بن عمير مرسلًا". (لا خير في مال لا يرزأ منه) لا ينقص منه بالمصائب ونحوها, ولا خير في (جسد لا ينال منه) بالأسقام والآلام إذ المثوبة يوم القيامة لأهل الرزايا في الأموال والأجساد ولذا كان الأنبياء أشد الناس بلاء. (ابن سعد (¬3) عن عبد الله بن عبيد بن عمير مرسلًا). 9864 - "لا خير فيمن لا يضيف. (حم هب) عن عقبة بن عامر (ح) ". (لا خير فيمن لا يضيف) لأنه دليل لؤم طبعه وبعده عن الخير وعدم ثقته بالخلف من الله (حم هب (¬4) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لحسنه وقال العراقي: فيه ابن لهيعة وقال الهيثمي والمنذري: رجاله رجال الصحيح غير ابن لهيعة. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 168)، وانظر المجمع (4/ 205)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6288)، والضعيفة (4800). هكذا ضبطه الصنعاني ولم أجده بل وجدت: حبان بن بُحّ الصدائي. (¬2) هكذا في الأصل والصحيح "بح" بالباء كما في الإصابة (2/ 12)، والإكمال (2/ 307). (¬3) أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 149)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6289)، والضعيفة (2135). (¬4) أخرجه أحمد (4/ 155)، والبيهقي في الشعب (9588)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7492)، والصحيحة (2434).

9865 - "لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء. (هـ) عن الزبير (ح) ". (لا رضاع إلا ما فتق) وسع (الأمعاء) أي ما كان في الصغر وقام مقام الغذاء فلا أثر للقليل وإنما يؤثر الكثير الذي يوسع الأمعاء وقد تقدم القدر الذي يحرم (هـ (¬1) عن ابن الزبير) رمز المصنف لحسنه إلا أنه من رواته فاطمة بنت المنذر بن الزبير بن العوام عن أم سلمة وفاطمة لم تلق أم سلمة ولم تسمع منها. 9866 - "لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم. (م هـ) عن بريدة (صح) (حم د ت) عن عمران". (لا رقية إلا من عين أو حمة) بضم الحاء المهملة وفتح الميم مخففة أي لا تشرع الرقية أو لا تنفع إلا أن تكون من إصابة العين أو تكون لمن أصيب بلسعة ذي الحمة من العقرب ونحوها وقد عورض هذا الخبر بالأحاديث الواردة في رقية كثير من الأمراض مثل "أعوذ بكلمات الله التامات" وأجيب: بأن المراد لا رقية أنفع من هذه المحصورة وتلك رقى نافعة وهذه أنفع منها، (م هـ عن بريدة، حم د ت (¬2) عن عمران) قال الهيثمي: رجال أحمد ثقات والمصنف رمز على الأول بالصحة. 9867 - "لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول. (هـ) عن عائشة (ح) ". (لا زكاة) واجبة (في مال) من غير ما تخرجه الأرض (حتى يحول عليه الحول) فلا يجب على ذي المال زكاة ما ملكه حتى يمر عليه حول وهو في ملكه. (هـ (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي: سنده ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجه (1946)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7495). (¬2) أخرجه مسلم (220)، وابن ماجة (3513) عن بريدة، وأخرجه أحمد (4/ 436)، وأبو داود (3884)، والترمذي (2057) عن عمران بن حصين. (¬3) أخرجه ابن ماجه (1792)، وأخرجه أبو داود (1573) عن علي، وانظر التلخيص الحبير (2/ 156)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7497).

ضعيف لضعف حارثة بن أبي الرجال راويه ومثله قال الحافظ ابن حجر: نعم، قال الحافظ العراقي: أخرجه أبو داود من حديث علي بسند جيد فلو عدل المصنف إلى هذه الطريق لكان أولى. 9868 - "لا زكاة في حجر. (عد هق) عن ابن عمرو (ض) ". (لا زكاة في حجر) بفتح المهملة وفتح الجيم وذلك كالياقوت والزمرد واللؤلؤ ونحوها من الأحجار النفيسة غير النقدين. (عد هق (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه البيهقي: إنه رواه ابن عمرو الكلاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ورواه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي عن عمرو وخالفهما محمَّد بن عبد الله العزرمي عن عمرو فلم يرفعه والثلاثة ضعفاء. 9869 - "لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل. (حم 4) عن أبي هريرة (صح) ". (لا سبق) بفتح الباء ما يجعل من المال للسابق على سبقه أي لا تجوز المسابقة بعوض. (إلا في) ما يذكر من الثلاثة الأمور: (خف) ذي خف وهو الإبل (أو) ذي. (حافر) وهو الفرس (أو نصل) وهو السهم فلا سبق إلا في هذه الأشياء، والحديث دليل أنه لا سبق في غيرها وقيل يلحق بها غيرها فيلحق هذه البنادق الموجودة بالسهام فإنه جائز ووجه ذلك أنه عدة للجهاد وبذل الجعل ترغيب فيه فهو جائز. (حم 4 (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته ورواه الحاكم وصححه. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (4/ 146)، وابن عدى في الكامل (5/ 22)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6292)، والضعيفة (4810). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 256)، وأبو داود (2574)، والترمذي (1700)، والنسائي (6/ 226)، وابن ماجه (2878)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7498).

9870 - "لا سمر إلا لمصل أو لمسافر. (حم) عن ابن مسعود (ح) ". (لا سمر) أي لا ينبغي الحديث بالليل (إلا لمصل) يتروح بالحديث قليلًا ثم يقبل على صلاته (أو مسافر) يتروح بالحديث ليلًا لأنه قد تعب نهاراً وفيه كراهة السمر بغير ذلك وقد ورد أنه كان - صلى الله عليه وسلم - يسمر مع أبي بكر في حوائج المسلمين وفي ما يهمهم فيجوز لذلك أيضًا وكذلك لقراءة العلم ودراسته وإلا فإنه قد ورد كراهة الحديث بعد صلاة العشاء. (حم (¬1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الهيثمي: أنه رواه تارة عن خيثمة عن رجل وتارة عن خيثمة عن ابن مسعود بإسقاط الرجل وبقية رجاله ثقات. 9871 - "لا شفعة إلا في دار أو عقار. (هق) عن أبي هريرة (ض) ". (لا شفعة) يحكم بها (إلا في دار) في منزل (أو عقار) بفتح العين المهملة الضيعة والنخل [4/ 388] والأرض وظاهره قصر الشفعة في هذين الأمرين إلا أنه تقدم حديث: "الشفعة في كل شيء" وتقدم أنه أخذ به عطاء وابن أبي ليلى فأثبتا الشفعة في العبد وفي غيره وخالفهما غيرهما وتقدم أيضًا الشفعة في كل شرك في أرض أو ريع أو حائط. (هق (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأنه قال البيهقي بعد إخراجه: إسناده ضعيف وأقره الذهبي عنه ورواه البزار عن جابر، قال ابن حجر: بسند جيد. 9872 - "لا شيء أغير من الله تعالى. (حم ق) عن أسماء بنت أبي بكر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 397، 463)، وانظر: المجمع (1/ 314)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7499). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 109)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 55)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6293)، والضعيفة (4802).

(لا شيء أغير من الله) من المغيرة والمراد بها هنا الزجر والنهي عما لا يرضاه فهو مثل لما يحصل من غضبه على من يرتكب ما حرمه تعالى. (حم ق (¬1) عن أسماء بنت أبي بكر). 9873 - "لا صرورة في الإِسلام. (حم د ك) عن ابن عباس (صح) ". (لا صرورة) بالصاد المهملة والرائين. (في الإِسلام) قال أبو عبيدة (¬2): الصرورة وهو التبتل وترك النكاح وهو في غير هذا الذي لم يحج قط، وقيل: المراد من قتل في الحرم، قيل: ولا يقبل منه إذا قال: إني صرورة لم أحج ولا عرفت حرمة الحرم، ففيه أنه لا ينبغي لمسلم أن يترك النكاح في الإِسلام ولا ينبغي له أن يترك الحج حتى لا يكون في الإِسلام صرورة وتقدم في نهي. (حم د ك (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي إلا أنه تعقب بأن فيه عمر بن عطاء وهو ضعيف، وقال ابن المديني: كذاب. 9874 - "لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس. (ق ن هـ) عن أبي سعيد (حم د هـ) عن عمر (صح) ". (لا صلاة بعد الصبح) بعد طلوعه (حتى ترتفع الشمس) والمراد لا نافلة (ولا صلاة بعد العصر) بعد صلاته. (حتى تغرب الشمس) تقدم الكلام عليه في نهي (ق ن هـ عن أبي سعيد، حم د هـ (¬4) عن ابن عمر) قال ابن حجر: حديث ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (6/ 348)، والبخاري (5222)، ومسلم (2762). (¬2) النهاية (3/ 44). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 312)، وأبو داود (1729)، والحاكم (1/ 448) وصححه وتعقبه الذهبي، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6296)، والضعيفة (685). (¬4) أخرجه البخاري (1765)، ومسلم (827)، والنسائي (1/ 277)، وابن ماجة (1249) عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه أحمد (1/ 50)، وأبو داود (1276)، وابن ماجة (1248) عن ابن عمر, =

النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة ورد من رواية جمع من الصحابة يزيد على العشرين وقال أيضًا: إنه متواتر، قال ابن حجر: ورواه الدارقطني عن أبي ذر وفي آخره "إلا بمكة" أي فلا يكره فيها. 9875 - "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب. (حم ق 4) عن عبادة (صح) ". (لا صلاة) مجزئة. (لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) فالمراد لا صحة لها لأنه أولى ما يحمل عليه النفي في مثل هذا كما حققناه في حواشي شرح العمدة عند الكلام على حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ثم هذا عام للفرادى والجماعة، وحديث: "فقراءة الإِمام له قراءة" (¬1) مخصوص بهذا، هذا ما تقتضيه القواعد الأصولية والأحاديث النبوية وقد بسطناه في غير هذا, وللناس خلاف وأقوال معروفة، وهل يدل هذا الحديث على وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة؟ الظاهر أنه لا يدل على ذلك بل على قراءتها في الصلاة إلا أنه قد بين وجوبها في كل ركعة حديث المسيء صلاته كما أوضحناه في حواشي ضوء النهار. (حم ق 4 (¬2) عن عبادة). 9876 - "لا صلاة لمن لا وضوء له ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه. (حم د هـ ك) عن أبي هريرة (هـ) عن سعيد بن زيد (صح) ". (لا صلاة) تصح (لمن وضوء له) لأن الوضوء شرط إجزاء الصلاة مع عدم العذر وإلا فعوضه يجب وهو التيمم (ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه) ظاهره عدم إجزاء الوضوء إذا تجرد عن ذكر اسم الله عليه، وأوجبها أحمد ¬

_ = وأخرجه الدارقطني (2/ 265) بزيادة إلا مكة، وانظر التلخيص الحبير (1/ 185). (¬1) أخرجه ابن ماجة (850). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 314)، والبخاري (756)، ومسلم (394)، وأبو داود (822)، والترمذي (311)، والنسائي (1/ 137)، وابن ماجة (837).

لهذا الحديث وحمله غيره على نفي الكمال لحديث: "من توضأ فذكر اسم الله كان طهورًا لجميع بدنه ومن توضأ ولم يذكر اسم الله كان طهورا لأعضاء الوضوء به" (¬1) ولأنه لم يذكر التسمية في حديث المسيء صلاته بل قال توضأ كما أمرك الله فصرف هذا ونحوه حديث الكتاب عن نفي الصحة إلى نفي الكمال (حم د هـ ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقبه الذهبي بأن فيه ليناً وبين المنذري وجه لينه بأن فيه يعقوب بن سلمة الليثي عن أبي هريرة، وقد قال البخاري: لا يعرف ليعقوب سماع من أبي هريرة وقال ابن حجر: عن الحاكم أن يعقوب هو الماجشون فصححه على شرط مسلم ووهم، فإن يعقوب هو ابن سلمة الليثي مجهول الحال، (هـ) عن سعيد بن زيد) اختلف في تحسينه وتضعيفه فظاهر كلام البخاري تحسينه لأنه أجاب الترمذي حين سأله أنه أحسن شيء في هذا الباب، وقال جمع منهم ابن القطان (¬3): بأنه ضعيف جدًّا فيه ثلاثة مجاهيل. 9877 - "لا صلاة بحضرة طعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان. (دم) عن عائشة (صح) ". (لا صلاة بحضرة طعام) إذا كانت نفسه تائقة إليه لأنه يفوت الخشوع وهو روح جسم الصلاة والنهي للتنزيه (ولا) صلاة (وهو) أي المصلي الدال عليه ذكر الصلاة (يدافعه الأخبثان) البول والغائط أو أحدهما لمناسبة العلة شغل [4/ 389] القلب عن الحضور للصلاة ويلحق بهما من يدافعه الرياح ونحوها ¬

_ (¬1) انظر التلخيص الحبير (1/ 76)، وتحفة الأحوذي (1/ 94). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 418)، وأبو داود (101)، وابن ماجة (399)، والحاكم (1/ 146)، وأخرجه ابن ماجة (398) عن سعيد بن زيد، وانظر الترغيب والترهيب (1/ 214)، والتلخيص الحبير (1/ 72)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7514). (¬3) انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 661).

للاشتراك في العلة وهي وإن لم تكن منصوصة إلا أن النهي يرشد إليها والسياق وقد عارض هذا حديث "لا تؤخروا الصلاة لطعام ولا لغيره" وأجيب بأنه حديث معلول وعلى فرض صحته فيحمل على من لم يشتغل قلبه بذلك جمعا بين الأدلة. (د م (¬1) عن عائشة). 9878 - "لا صلاة لملتفت. (طب) عن عبد الله بن سلام". (لا صلاة لملتفت) عن جهة القبلة يمينا أو شمالا، قالوا: وحد الالتفات المكروه أن يلوي عنقه حتى يخرج عن سمت القبلة وجهتها (طب (¬2) عن عبد الله بن سلام) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي: قال الدارقطني حديث مضطرب لا يثبت، وفيه الصلت بن مهران قال في الميزان عن ابن القطان: مجهول الحال وأورد له هذا الخبر، وقال: لا يثبت، ومثله، قال الهيثمي وعبد الحق وغيرهم. 9879 - "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد (قط) عن جابر، وعن أبي هريرة (ض) ". (لا صلاة لجار المسجد) حد الجوار ما يعد عرفًا أنه جار له، وفي حديث علي - رضي الله عنه - أن جار المسجد من أسمعه النداء أي لا صحة، وبه أخذ أحمد ورد لثبوت أحاديث تقتضي صحة صلاة جار المسجد في بيته مثل حديث: "إن صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وسوقه ... الحديث" (¬3) فالمراد نفي الكمال أي لا كمال لصلاة جار المسجد: (إلا في المسجد) ظاهره مسجده ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (560)، وأبو داود (89). (¬2) أخرجه الطبراني في الصغير (173)، والبخاري في التاريخ (2914)، وانظر: العلل المتناهية (1/ 446)، والميزان (3/ 438)، والمجمع (2/ 80)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6298)، والضعيفة (4805). (¬3) أخرجه البخاري (647)، ومسلم (649).

الذي يجاوره لأن المعرفة إذا اعتدت فهي عين الأولى فيدل أنه لا كمال لصلاته في غير مسجده الذي يجاوره أو أنه لا ينبغي له أن يصلي في غيره من المساجد لأنه يفوت الكمال إلا أنه يقال إن كان المسجد الذي يقصده أكثر جماعة ونحوها فلعله يفضل كمال صلاته في مسجده المجاور له (قط (¬1) عن جابر، وعن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه، قال مخرجه الدارقطني: إسناده ضعيف، وقال في المهذب (¬2): فيه سليمان اليماني ضعفوه، وقال عبد الحق: هذا حديث ضعيف، وحكم ابن الجوزي بوضعه وقال الحافظ ابن حجر في تخريج الرافعي: هو حديث مشهور بين الناس وهو ضعيف ليس له إسناد ثابت وهو عند الشافعي عن علي - رضي الله عنه - وزاد فيه: "وجار المسجد من أسمعه المنادي" ورجاله ثقات وكأن المراد إلى علي - رضي الله عنه - وإنما قلنا بذلك لأنه قال الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي: وفي الباب عن علي وهو ضعيف أيضًا. 9880 - "لا ضرر ولا ضرار. (حم هـ) عن ابن عباس (هـ) عن عبادة (ح) ". (لا ضرر) لا يضر أحد أحدًا (ولا ضرار) بزنة فعال مكسور الفاء أي لا يجازي من ضره بإنزال الضرر به بل يعفو فالضرر فعل واحد والضرار فعل اثنين والضرر ابتداء الفعل والضرار الجزاء عليه والأول إلحاق مفسدة بالغير مطلقا والثاني إلحاقها بهما على وجه المقابلة أي كل يقصد جهة ضر صاحبه بغير جهة الاعتداء بالمثل، وقيل هما بمعنى واحد وتكريرهما للتأكيد وقيل غير ذلك، وعلى كل فهو نهي عن الإضرار بالغير. (حم هـ عن ابن عباس) رمز ¬

_ (¬1) أخرجه الدارقطني (1/ 419، 420)، والشافعي في الأم (7/ 165)، وانظر: الموضوعات (2/ 93)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 293)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6297)، والضعيفة (183). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 4396).

المصنف لحسنه (هـ (¬1) عن عبادة). 9881 - "لا ضمان على مؤتمن. (هق) عن ابن عمرو (ض) ". (لا ضمان) يجب (على مؤتمن) بفتح المثناة اسم مفعول أخذ به من قال: لا ضمان على الأجير كالقصاب والصباغ ونحوهما (هق (¬2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه لأنه قال مخرجه البيهقي: حديث ضعيف، ومثله قال ابن حجر وسبقه إلى مثله الذهبي. 9882 - "لا طاعة لمن لم يطع الله. (حم) عن أنس (صح) ". (لا طاعة) تجب (لمن لم يطع الله) في أوامره ونواهيه وهو مثل حديث: "لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق" (حم (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه عمرو بن زبيب لم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح، وقال ابن حجر: سنده قوي. 9883 - "لا طاعة لأحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف. (ق د ن) عن عليلم صح) ". (لا طاعة لأحد) من إمام ووالد وغيرهما (في معصية الله) لأن طاعة الله بترك معصيته مقدمة على كل طاعة. (إنما الطاعة) التي أوجبها الله: (في المعروف) إذا أمر به من أمر الله بطاعته (ق د ن) (¬4) عن علي). ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (1/ 313)، وابن ماجة (2341) عن ابن عباس، وأخرجه ابن ماجة (2340) عن عبادة بن الصامت، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7517). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 289)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 97)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7518). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 213)، وانظر لسان الميزان (3/ 374)، وفتح الباري (13/ 123)، والمجمع (5/ 225)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7521). (¬4) أخرجه البخاري (7257)، ومسلم (1840)، وأبو داود (2625)، والنسائي (7/ 159).

9884 - "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. (حم ك) عن عمران والحكم بن عمرو الغفاري (صح) ". (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) لأن طاعته في ذلك عصيان الله وترك طاعة له ولا يقدم على طاعة الله أحد. (حم ك (¬1) عن عمران) الحكم بن عمرو الغفاري رمز المصنف لصحته قال الهيثمي رجال أحمد رجال الصحيح. 9885 - "لا طلاق قبل النكاح، ولا عتاق قبل ملك. (هـ) عن المسور (ح) ". (لا طلاق) صحيح (قبل النكاح) لأن النكاح حق الزوج وحيثما لا نكاح فلا زواج (ولا عتاق) بفتح المهملة وكسرها للمملوك (قبل ملك) إذ العتق إخراج الرقبة عن الملك (هـ (¬2) عن المسور) رمز المصنف لحسنه ومثله قال ابن حجر. 9886 - "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق. (حم د هـ ك) عن عائشة (صح) ". (لا طلاق ولا عتاق) لا صحة لهما ولا [4/ 390] وقوع (في إغلاق) بالغين المعجمة أي إكراه وفسر بالغضب ورد ما صحة من الخبر عن عائشة أنه يقع طلاق الغضبان فالمراد المكره فإنه لا يصح طلاقه ولا عتقه لأنه لا اختيار له وفيه خلاف معروف في الفروع (حم د هـ ك (¬3) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: إنه صحيح على شرط مسلم ورده الذهبي بأن محمَّد بن عبيد بن صالح في أحد طريقيه لم يحتج به مسلم وفي الطريق الأخرى نعيم بن حماد صاحب مناكير وضعفه ابن حجر. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 66)، والحاكم (2/ 314)، وانظر المجمع (5/ 226)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7520) والسلسلة الصحيحة (179). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2048)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 211)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7524). (¬3) أخرجه أحمد (6/ 276)، وأبو داود (2193)، وابن ماجة (2046)، والحاكم (2/ 198)، وانظر: التلخيص الحبير (3/ 210)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7525).

9887 - "لا طلاق إلا لعدة، ولا عتاق إلا لوجه الله. (طب) عن ابن عباس (خ) ". (لا طلاق إلا لعدة) أي لاستقبالها كما قال تعالى: {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1] أي مستقبلات عدتهن وفيه أنه لا طلاق في الحيض. (ولا عتاق إلا لوجه الله) قيل: إنه نهي عن العتق حال الغضب فإنه لا يكون صادرًا عن قصد صحيح ونية صادقة وإن نفذ ظاهرًا وثبت به الحكم فلا أجر له، قال الحافظ ابن حجر (¬1): أراد بذلك إثبات اعتبار النية وأنه لا يظهر كونه لوجه الله إلا مع النية والقصد وفيه رد على من قال بصحة العتق لغير وجه الله أو للشيطان أو للصنم قال لوجود ركن الإعتاق والزيادة على ذلك لا تحل بالعتق. (طب (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: فيه أحمد بن سعيد ابن فرقد وهو ضعيف. 9888 - "لا عدوى، ولا صفو، ولا هامة. (حم ق د) عن أبي هريرة (حم م) عن السائب بن يزيد (صح) ". (لا عدوى) أي لا سراية لعلة من صاحبها إلى غيره (ولا صفو) بفتحتين أي لا يؤخر محرم إلى صفر كما كانوا يفعلونه في النسيء، وقيل: إنه حبَّة في البطن تسمى الصفر تؤذي الجائع كانت تزعمه العرب فنفاه (ولا هامة) بتخفيف الميم على الأصح وحكى أبو زيد تشديدها وهي دابة تخرج من رأس القتيل وتتولد من دمه فلا تزال تصيح حتى يؤخذ بثأره كذا يزعم العرب فأكذبهم الشارع. (حم ق د) عن أبي هريرة، حم م (¬3) عن السائب بن يزيد). ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (5/ 160). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 30) رقم (10941)، وانظر المجمع (4/ 242)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6301). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 267)، والبخاري (5757)، ومسلم (2220)، وأبو داود (3911) عن أبي =

9889 - "لا عدوى، ولا طيرة ولا هامة، ولا صفر، ولا غول. (حم م) عن جابر (صح) ". (لا عدوى، ولا طيرة) تقدم غير مرة (ولا هامة، ولا صفر، ولا غول) تقدم جميع ما ذكر مرارًا وهو نهي عما كانت الجاهلية تعتقده. (حم م (¬1) عن جابر). 9890 - "لا عقر في الإِسلام. (د) عن أنس" (ح). (لا عقر في الإِسلام) قال ابن الأثير (¬2): هو نفي لعادة الجاهلية وتحذير منها كانوا في الجاهلية ينحرون الإبل على قبور الموتى ويقولون صاحب القبر كان ينحرها للأضياف في حياته فيكافأ بصنيع ذلك بعد مماته، قال ابن تيمية (¬3): وكره الإِمام أحمد أكل لحمه، قلت: قد ثبتت هذه السنة الجاهلية في اليمن وغيرها يعقرون عند دفن الميت على قبره شيء من البقر وتقدم الحديث في نهى. (د (¬4) عن أنس) رمز المصنف لحسنه. 9891 - "لا عقل كالتدبير، ولا ورع كالكف، ولا حسب كحسن الخلق. (هـ) عن أبي ذر (ض) ". (لا عقل) أعطيه العبد (كالتدبير) قال الطيبي: أراد بالتدبير العقل المطبوع والتدبير هو النظر في دوائر الأمور وعواقبها فتكون المتاوى مناسبة للمناهي (ولا ورع كالكف) الورع في الأصل الكف يقال ورع الرجل يرع بالكسر فيهما ¬

_ = هريرة، وأخرجه أحمد (3/ 449)، ومسلم (2220). (¬1) أخرجه أحمد (3/ 293)، ومسلم (2222). (¬2) النهاية (3/ 529). (¬3) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 381). (¬4) أخرجه أبو داود (3222)، والبيهقي (4/ 57)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7535)، والصحيحة (2436).

فهو ورع ثم خص بالكف عن المحارم ككف الكف عن أخذ الأموال بغير حق واللسان عن الخوض في الباطل والأقدام عن الحركة في الشر (ولا حسب) هو ما يعده الإنسان من مفاخره (كحسن الخلق) تقدم غير مرة ذكره وحقيقته (هـ (¬1) عن أبي ذر) رمز المصنف لضعفه فيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني قال أبو حاتم: غير ثقة ونقل ابن الجوزي عن أبي زرعة أنه كذاب. 9892 - "لا غرار في صلاة ولا تسليم. (حم د ك) عن أبي هريرة (صح) ". (لا غرار) بغين معجمة مكسورة وراءين. (في صلاة ولا تسليم) قال جار الله: الغرار النقصان من غارت الناقة نقص لبنها ورجل مغار الكف إذا كان بخيلًا وغرار الصلاة أن لا تقيم أركانها معدلة كاملة وفي التسليم أن يقتصر في "وعليكم" هذا كلامه وقيل لا يرد السلام فيها على من ابتدأه به فيها ولا يبتديء فيها أحد بذلك. (حم في ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: على شرط مسلم. 9893 - "لا غصب، ولا نُهبة. (طب) عن عمرو بن عوف". (لا غصب) بالصاد المهملة وهو أخذ مال الغير عدوانا. (ولا نُهبة) تقدم في حديث "نهى عن النهبة". (طب (¬3) عن عمرو بن عوف). 9894 - "لا غُول. (د) عن أبي هريرة (صح) ". (لا غُول) بضم المعجمة واحد الغيلان نوع من الجن ومعنى لا غول أنه لا ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4218)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6302)، وانظر: ضعفاء ابن الجوزي (1/ 59). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 461)، وأبو داود (928)، والحاكم (1/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7541)، والصحيحة (318). (¬3) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (17/ 23) رقم (34)، وانظر: المغني (7/ 219)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7542).

يستطيع أن تُضِلّ أحدًا ردا لما تزعمه العرب (د (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9895 - "لا فَرَعَ، ولا عَتِيرَةَ (حم ق 4) عن أبي هريرة (صح) ". (لا فَرَعَ) بفتحات للفاء والراء آخره عين مهملة وهو أول نتاج تنتجه الناقة كانت الجاهلية يذبحونه، قال ابن حجر: المراد لا فرع واجب (ولا عَتِيرَةَ) [4/ 391] بالعين المهملة وهي ما كانوا يذبحونه في رجب تعظيمًا له لكونه أول الأشهر الحرم، والمراد واجبة فلا ينافي الأخبار الأخرى الدالة على مشروعية العتيرة (حم ق 4 (¬2) عن أبي هريرة). 9896 - "لا قطع في ثمر ولا كثَرٍ (حم 4 حب) عن رافع بن خديج (صح) ". (لا قطع) لليد إذا سرقت. (في ثمر) بفتح المثلثة وهو ما كان معلقًا في النخل قبل أن يجز ويحرز ويخزن. (ولا) قطع في. (كثَر) وهو بزنة ثمر وهو جمار النخل وهو وعاء الطلع من جوفه وفسره النسائي بالحمام، وتمام الحديث: "إلا ما أواه الجرين" فبين الحالة التي يجب فيها القطع وهي حالة كون المال في الحرز فلا قطع على من سرق من غير حرز قال القرطبي بالإجماع إلا ما شذ به الحسن وأهل الظاهر. (حم 4 حب (¬3) عن رافع بن خديج) قال الطحاوي: تلقت الأئمة متنه بالقبول، قال ابن حجر: وفي الباب أبو هريرة عند ابن ماجة بسند صحيح. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (3913)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7543). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 279)، والبخاري (5473)، ومسلم (1976)، وأبو داود (2831)، والترمذي (1512)، والنسائي (7/ 167)، وابن ماجة (3168). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 142)، وأبو داود (4388)، والترمذي (1449)، والنسائي (6/ 86)، وابن ماجة (2593) عن رافع بن خديج، وأخرجه ابن ماجة (2594) عن أبي هريرة وانظر التلخيص الحبير (4/ 65)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7545).

9897 - "لا قطع في زمن المجاعة. (خط) عن أبي أمامة". (لا قطع في زمن المجاعة) في السرق في زمن القحط والجدب لأنه عن ضرورة. (خط (¬1) عن أبي أمامة). 9898 - "لا قليل من أذى الجار. (طب حل) عن أم سلمة (ض) ". (لا قليل من أذى الجار) أي ليس في أذى الجار قليل من الذنب بل ذنبه عظيم وإن كان الأذى قليلًا، وفي الفردوس: "لا بد من قليل من أذى الجار". (طب حل (¬2) عن أم سلمة) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات. 9899 - "لا قود إلا بالسيف. (هـ) عن أبي بكرة، وعن النعمان بن بشير" (صح). (لا قود إلا بالسيف) أي لا يقاد قاتل إلا بضرب عنقه بالسيف ونحوه من السلاح وهو في لفظ من ألفاظ الحديث: "إلا بالسلاح" وإن كان قتل بالحجر أو بالعصا فلا يقتل بمثل ما قتل به وقد اختلف في هذا فذهب إليه جماعة عملا بهذا الحديث وبأنه لو قتل بغير السلاح لكان مثلة وهو منهي عنها، وخالفهم آخرون وقالوا: من قتل بحجر قتل بمثلها ونحو ذلك، وأجابوا عن الحديث بأنه ضعيف وعن المثلة بأنها جائزة في باب القصاص، واتفقوا على أن من قتل غيره بالسحر قتل بالسيف (هـ (¬3) عن أبي بكرة، وعن النعمان بن بشير) رمز المصنف لصحته ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (6/ 261)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6305). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (23/ 258) (535)، وأبو نعيم في الحلية (10/ 27)، وانظر المجمع (8/ 107)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6306). (¬3) أخرجه ابن ماجة (2667)، والبزار (3663)، والبيهقي (8/ 62)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (3/ 184)، وابن عدى في الكامل (7/ 82)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 792)، وانظر: البدر المنير (8/ 390)، وفتح الباري (12/ 200)، والتلخيص الحبير (4/ 61)، وضعفه الألباني =

وقال أبو حاتم: حديث منكر وأعله البيهقي بمبارك بن فضالة رواية عن الحسن عن أبي بكرة، وكذلك رواية النعمان بن بشير، قال عبد الحق وابن عدي وابن الجوزي: طرقه ضعيفة كلها، وقال الحافظ ابن حجر: رواه ابن ماجة والبزار والبيهقي والطحاوي وألفاظهم مختلفة وإسناده ضعيف. 9900 - "لا قود في المأمومة، ولا الجائِفَة ولاالمُنَقَّلَة. (هـ) عن العباس (ح) ". (لا قود في المأمومة ولا الجائفة ولا المنقلة) المأمومة ويقال الآمة هي الشجة التي بلغت أم الرأس وهي الجلدة التي تجمع الدماغ يقال رجل أمم ومأموم أفاده في النهاية (¬1) (هـ (¬2) عن العباس) رمز المصنف لحسنه وتعقب بأن فيه أبو كريب الأزدي مجهول ورشدين بن سعد ضعيف. 9901 - "لا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار. (فر) عن ابن عباس". (لا كبيرة مع الاستغفار) أي أن التوبة الصحيحة تمحو الذنب الكبير ويلحق بالعلم فيبقى (ولا) معصية (صغيرة مع الإصرار) على إتيانها وذلك أن العزم على معاودتها يصيرها كبيرة وهو حث على التوبة وزجر عن غشيان الصغائر والإصرار عليها. (فر (¬3) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف وفيه أبو شيبة الخراساني، قال البخاري: لا يتابع على حديثه. 9902 - "لا كفالة في حد. (عد هق) عن ابن عمرو (ض) ". ¬

_ = في ضعيف الجامع (6307). (¬1) انظر النهاية (1/ 165). (¬2) أخرجه ابن ماجة (2637)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7545). (¬3) أخرجه الديلمي في الفردوس (7994)، وانظر الميزان (7/ 381)، والضعفاء لابن الجوزى (3/ 213). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6308)، والضعيفة (4810) وقال: منكر.

(لا كفالة في حد) قال في الفردوس: الكفالة الضمان فمن وجب عليه حد فضمن عليه غيره لا يصح. (عد هق (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه. 9903 - "لا نذر في معصية، وكفارته كفارة يمين. (حم 4) عن عائشة (ن) عن عمران بن حصين" (صح). (لا نذر في معصية) أي لا صحة له ولا وفاء به (وكفارته) إن فعل (كفارة يمين) مثلها في أنواعها وبه أخذ جماعة، وعن مالك وغيره لا ينعقد النذر فلا كفارة لضعف الحديث. (حم 4 (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: هذا حديث لا يصح، وقال ابن حجر: في الفتح: رواته ثقات لكنه معلول وحكى الترمذي عن البخاري أنه قال لا يصح. (ن عن عمران بن حصين) قال الحافظ العراقي: فيه اضطراب وبينه وقال النسائي بعد روايته: محمَّد بن الزبير (¬3) أحد رجاله ضعيف لا يقوم بمثله الحجة وكذا ضعفه ابن معين والبخاري وأبو حاتم. 9904 - "لا نعلم شيئًا خيرًا من ألفِ مثله إلا الرجل المؤمن. (طس) عن ابن عمر (ح) ". (لا نعلم شيئًا خيرًا من ألفِ) في خصاله من (مثله) مما يماثله في الجبلة والأصل. (إلا الرجل المؤمن) فإنه خير من ألوف مؤلفة من الكفار وهم مثله في ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (6/ 77)، وابن عدى في الكامل (5/ 22)، والديلمي في الفردوس (7946)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6309). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 247)، وأبو داود (3290)، والترمذي (1524)، والنسائي في المجتبى (7/ 26)، وابن ماجة (2125)، جميعهم عن عائشة، وانظر: فتح الباري (11/ 587)، وعلل الترمذي للقاضي (1/ 250)، وأخرجه النسائي في المجتبى (7/ 29) عن عمران بن حصين، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7547). (¬3) انظر المغني (2/ 580)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 59).

الجبلة (طس (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه [4/ 392] وقال الهيثمي: مداره على أسامة بن زيد بن أسلم وهو ضعيف. 9905 - "لا نكاح إلا بولي وشاهدين. (طب) عن أبي موسى (ح) ". (لا نكاح) صحيح (إلا بولي) يكون هو العاقد فلا يصح تزويج المرأة نفسها وخالفت فيه الحنفية وصلوا الحديث على الكمال ونحوه وبسط الأقوال في المطولات، والظاهر مع الحديث ومن قال به (وشاهدين) في رواية تقييدهما بالعدالة كما يأتي فهو محمول على المقيد. (طب (¬2) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه. 9906 - "لا نكاح إلا بولي. (حم 4 ك) عن أبي موسى (هـ) عن ابن عباس (صح) ". (لا نكاح إلا بولي) والأصل نفي الصحة ومن زعم أنه مجمل فقد بين خلاف قوله في الأصول (حم 4 ك (¬3) عن أبي موسى) رمز المصنف لصحته (هـ عن ابن عباس) وأطال الحاكم في تخريج طرقه ثم قال: وفي الباب عن علي ثم عد ثلاثين صحابيا وأفرد الدمياطي طرقه بتأليف قال المصنف وهو متواتر. 9907 - "لا نكاح إلا بولي وشاهدين" طب (¬4) عن أبي موسى). ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (3500)، وانظر المجمع (1/ 64)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6313)، وصححه في الصحيحة (546). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 142) رقم (299)، وفي الأوسط (7900)، وانظر المجمع 4/ 287، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7558). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 394)، وأبو داود (2085)، والترمذي (1101)، والنسائي (3/ 285)، وابن ماجة (1881) والحاكم (2/ 170) جميعهم عن أبي موسى الأشعري، وأخرجه ابن ماجة (1880) عن ابن عباس، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7555). (¬4) أخرجه الطبراني في الكبير (18/ 142) رقم (299) من حديث عمران بن حصين وصححه الألباني في صحيح الجامع (7558).

9908 - "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل (هق) عن عمران وعن عائشة (صح) ". (لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل) هذا مقيد لما سلف وهو من إضافة الموصوف إلى صفته وأفرد لأنه مصدر (هق (¬1) عن عمران وعن عائشة)، رمز المصنف لصحته، وقال الذهبي في المهذب (¬2): إسناده صحيح، وفي شرح المنهاج للأذرعي: أنه أخرجه ابن حبان في صحيحه وقال لا يصح ذكر الشاهدين إلا فيه، قال الأذرعي: وهذا يرد قول ابن المنذر: لا يثبت في الشاهدين في النكاح خبر. 9909 - "لا هجرة بعد فتح مكة. (خ) عن مجاشع بن مسعود (صح) ". (لا هجرة) من مكة (بعد فتح مكة) لأنها صارت دار إسلام والهجرة إنما تكون من دار الحرب وأما الهجرة من بلاد الكفار فباقية إلى يوم القيامة (خ (¬3) عن مجاشع) بالجيم والشين المعجمة (ابن مسعود). 9910 - "لا هجرة بعد ثلاث. (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (لا هجرة بعد ثلاث) أي لا يجوز هجر المسلم لأخيه المسلم بعد ثلاثة أيام فيحرم هجر الرجل لأخيه المسلم فوق ثلاث وأما دونها فإنه قد أبيح رفقًا بالعباد لما جبلوا عليه من الغضب وهذا إذا لم يكن أمر شرعي يقتضي هجره فوق الثلاث كارتكابه البدع وإتباعه الأهواء فإنه يجوز ويتعين فوق الثلاث بل الأبد. (حم م (¬4) عن أبي هريرة). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (10/ 148)، وابن حبان (4075)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7557). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (رقم 15913). (¬3) أخرجه البخاري (3079)، ومسلم (1863). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 378)، ومسلم (2562).

9911 - "لا هم إلا هم الدين، ولا وجع إلا وجع العين. (عد هب) عن جابر". (لا هم) حقيقي ينبغي أن يهتم به العبد (إلا هم الدين) لأنه أثقل شيء على رقاب الأحرار وأهل الديانة وهو إشارة إلى ترك الاستدانة ليسلم من هذا الهم (ولا وجع) أشد ألمًا (إلا وجع العين) لأنها أرق الأعضاء وألطفها فألمها أشد الآلام، ففيه إرشاد إلى تجنب ما يوجب ألمها والاستعاذة منه وفي دعائه - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم متعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني" (¬1) (عد هب (¬2) عن جابر) سكت عليه المصنف وقد قال عليه مخرجاه ما قالا، قال ابن عدي: باطل الإسناد والمتن، وقال البيهقي: هو حديث منكر وبينا أن فيه قرين سهل بن قرين عن أبيه وسهل بن قرين ضعيف ومنكر الحديث له ثلاثة أحاديث كلها باطلة إسنادا ومتنا، هذا حاصل ما قالاه فلو حذفه المصنف من كتابه لكان أولى. 9912 - "لا وباء مع السيف، ولا نجاء مع الجراد. ابن صصري في أماليه عن البراء". (لا وباء) الوباء مرض عام نفى - صلى الله عليه وسلم - وقوعه (مع السيف) إخبار أن الله أجرى عادته أنه لا يجتمع القتال بالسيف والوباء في قطر واحد (ولا نجاء) من سلامة الثمار ونحوها. (مع) وقوع. (الجراد) لأنها جرت عادة الله تعالى بإرسالها تجرد وجه الأرض عن النبات. ابن صصري (¬3) في أماليه عن البراء هو ابن عازب إذا أطلق كما سلف. ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (649). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (9193)، وابن عدى في الكامل (3/ 443)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6314)، والضعيفة (746): موضوع. (¬3) أخرجه ابن صصري كما في الكنز (30871)، وانظر فيض القدير (6/ 439)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6315)، والضعيفة (4811) وقال: ضعيف جدًّا.

9913 - "لا وتران في ليلة. (حم 3) والضياء عن طلق بن علي (صح) ". (لا وتران) كأن الظاهر لا وترين إلا أنه ورد على لغة من يقصر المثنى بالألف كقراءة {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} [طه: 63] (في ليلة) أي لم يشرع الله تعالى في الليلة إلا وترًا واحدًا فمن أوتر أول الليل فلا يوتر آخره. (حم 3 والضياء (¬1) عن طلق بن علي) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن، قال عبد الحق: وصححه. 9914 - "لا وصال في الصوم. الطيالسي عن جابر (صح) ". (لا وصال في الصوم) أي لا يجوز أن يصل يوما بيوم لا يفصل بينهما بأكل. (الطيالسي (¬2) عن جابر) رمز المصنف لصحته. 9915 - "لا وصية لوارث. (قط) عن جابر (ض) ". (لا وصية لوارث) نفي لإيجابها لأنها كانت واجبة قبل نزول فرائض المواريث كما تقدم في حرف الهمزة "إن الله أعطى كل ذي حق حقه ... " الحديث. ونفي الإيجاب يبقى معه الإباحة، وقيل: الندب وقد زاد البيهقي في روايته: "إلا أن يجيز الورثة" وقد اختلف في صحتها فمنع قوم صحتها وقد سلف الكلام هنالك. (قط (¬3) عن جابر) رمز المصنف لضعفه وصوّب الدارقطني إرساله من [4/ 393] هذا الوجه ورواه عن علي وسنده ضعيف وعن ابن عباس وسنده حسن ذكره ابن حجر في تخريج الرافعي وساق له في تخريج الهداية طرقًا أخرى وقال: إذا انضم بعض طرقه إلى بعض قوي. 9916 - "لا وضوء إلا من صوت أو ريح. (ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (4/ 23)، وأبو داود (1439)، والترمذي (475)، والنسائي (3/ 229)، والضياء في المختارة (167)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7567). (¬2) أخرجه الطيالسي (1764)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7569). (¬3) أخرجه الدارقطني في سننه (4/ 97)، وانظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية (2/ 180)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7570).

(لا وضوء إلا من صوت) يسمع (أو ريح) يحدثها والمراد بالصوت صوت ريح الدبر قال الطيبي: نفى جنس أسباب التوضئ منه واستثني الصوت والريح والنواقض كثيرة ولعل ذلك في صورة مخصوصة وقال غيره قوله: "إلا من صوت أو ريح" لا ينفي وجوبه من بول وغائط لأن الشريعة كما قال ابن العربي: لم تأت جملة بل آحادا وفصولا يتوالى واحدًا بعد آخر حتى أكمل الله الدين ولأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا يحل دم امريء مسلم إلا بإحدى ثلاث" ثم قتل العلماء بنحو عشرة أسباب بأدلة، فكذا هنا. (ت هـ (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته وأصله قول الترمذي: هذا حديث صحيح، وقال البيهقي: حديث ثابت اتفق الشيخان على إخراج معناه. 9917 - "لا وضوء لمن لم يصل على النبي. (طب) عن سهل بن سعد (ض) ". (لا وضوء) يصح (لمن لم يصل على النبي) وهو مهجور الظاهر اتفاقًا والمراد لا وضوء كامل فإن من كماله الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - في آخره وإن لم يرد ذلك في أذكار الوضوء لكنه ورد بهذا اللفظ. (طب (¬2) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لضعفه. 9918 - "لا وفاء لنذر في معصية الله. (حم) عن جابر (ح) ". (لا وفاء لنذر) لا يجوز ولا يحل الوفاء به إذا كان: (في معصية الله) يحتمل أمرين أن يكون النذر نفسه معصية كأن ينذر بقتل زيد أو النذر لأجله كأن ينذر إن قتل زيدًا عدوانا وظلما أن يعتق رقبة. (حم (¬3) عن جابر) رمز المصنف ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (74)، وابن ماجة (515)، وأخرجه البخاري (1951)، ومسلم (361) بمعناه. (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 121) رقم (5698)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6316). (¬3) أخرجه أحمد (3/ 297)، وانظر المجمع (4/ 186)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7574).

لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح. 9919 - "لا يأتي عليكم عام ولا يوم إلا والذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم. (حم خ ت). عن أنس (صح) ". (لا يأتي عليكم عام ولا يوم إلا والذي بعده) من الأعوام والأيام (شر منه) بحذف الألف عند الجمهور وعند أبي ذر بإثباتها وعليه شرح بعض شراح البخاري، وقال في الصحاح: لا يقال أشر منه إلا في لغة رديئة، وهذه الشرية في ما يتعلق بالدين وحمله الحسن على التعميم فأورد عليه عمر بن عبد العزيز بعد الحجاج فقال لا بد للناس من تنفيس أي أن الله ينفس عن عباده وقتًا ما وأجاب غير الحسن بأن المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة أحياء وفي زمن عمر انقرضوا وزمن الصحابة خير مما بعده لخبر خير القرون قرني (حتى تلقوا ربكم) أي حتى تموتوا واستشكل بزمان عيسى فإنه يأتي بعد الدجال، وأجيب بأن المراد الأزمنة المتفاضلة بالشر وذلك قبل الدجال وأما زمان عيسى - عليه السلام - فإنه زمن مستأنف وقيل المراد أزمنة الصحابة فإنهم المخاطيون وأما من بعدهم فلم يقصدوا بالإخبار. (حم خ ت (¬1) عن أنس). 9920 - "لا يؤذن إلا متوضأ. (ت) عن أبي هريرة (ض) ". (لا يؤذن) ينادي للصلاة (إلا متوضّيء) ظاهره وجوب ذلك وحمله الفقهاء على الندب وأخذ بظاهره الأوزاعي فأوجب الوضوء للأذان. (ت (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه قال ابن حجر: هو منقطع والراوي له عن الزهري ضعيف. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 132)، والبخاري (7068)، والترمذي (2206). (¬2) أخرجه الترمذي (200)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 206)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6317).

9921 - "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من: ولده، ووالده، والناس أجمعين. (حم ق ن هـ) عن أنس (صح) ". (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من: ولده ووالده والناس أجمعين) أي أميل بالقلب إليه وأشد حبا له وذلك يحصل بتذكر أن كل نعمة وصلت العباد بواسطته وقيل: ليس المراد الميل الطبيعي بل أن يؤثر أمره ونهيه على أمر ولده ووالده والناس أجمعين ويحتمل أن يراد المعنى الأول ويراد بالإيمان الكامل. (حم ق ن هـ (¬1) عن أنس). 9922 - "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. (حم ق ت ن هـ). عن أنس (صح) ". (لا يؤمن أحدكم) إيمان كامل. (حتى يحب لأخيه) في الدين. (ما يحب لنفسه) مما يحب لها من الطاعات وأنواع الخيرات في الدين والدنيا ويخرج عنه ما خصه الشارع عن هوى له كوطء زوجته ونحوه وقد ثبت في لفظ آخر وأن يبغض له من الشر ما يبغض لنفسه وذلك أن مراد الله من العباد أن يكونوا كالنفس الواحدة وأن يتحابوا ويريد كل واحد للآخر الخير الديني والدنيوي فكيف إيمان من كان بخلاف ذلك ممن يحب إنزال الشر بأخيه ويحب نزع الخير منه ويتشفى بما أصابه من البلاء فكيف بمن يكون هو الذي ينزل بأخيه الشر ويباشره بالأذية. (حم ق ت ن هـ (¬2) عن أنس) إلا أن رواية مسلم "حتى يحب لأخيه" أو قال: "جاره" ورواية البخاري "لأخيه" من غير شك. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 177)، والبخاري (15)، ومسلم (44)، والنسائي (8/ 114)، وابن ماجة (67). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 176)، والبخاري (13)، ومسلم (45)، والترمذي (2515)، والنسائي (8/ 114)، وابن ماجة (66).

9923 - "لا يبغي على الناس إلا ولد بغي، وإلا من فيه عرق منه. (طب) عن أبي موسى (ض) ". (لا يبغي على الناس) قال في الفردوس: البغي الاستطالة على الناس (إلا ولد بغي) ولد زنا (أو من فيه عرق منه) وذلك لأنه لا يتصدر لأذية عباد الله ذو نسب خالص عن السوء أو المراد أن هذا الفعل وهو البغي فعل [4/ 394] أولاد البغايا. (طب (¬1) عن أبي موسى) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه أبو الوليد القرشي مجهول وبقية رجاله ثقات وقال ابن الجوزي: فيه سهل الأعرابي، قال ابن حبان منكر الرواية لا يقبل ما تفرد به. 9924 - "لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرًا مما به بأس. (ت هـ ك). عن عطية السعدي". (لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين) ويعد في زمرتهم وفي ممادحهم القرآنية. (حتى يدع) يترك (ما لا بأس به) من الأفعال والأقوال (حذرًا) لأجل الحذر (مما به البأس) فيترك فضول الحلال حذرًا من الوقوع في الحرام ويترك كل ما يجر إلى ما لا يحل حذرًا من الوقوع في ما لا يحل. (ت هـ ك (¬2) عن عطية بن عروة السعدي) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: حسن غريب، قال في المنار: ولم يبين لم لا يصح وذلك أنه من رواية أبي بكر بن أبي النصر وفيه عبد الله بن يزيد لا يعرف حاله. ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (5575)، وانظر المجمع (5/ 233)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6319). (¬2) أخرجه الترمذي (2451)، وابن ماجة (4215)، والحاكم (4/ 319)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6320).

9925 - "لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه. (طس) والضياء عن أنس (صح) ". (لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان) قال ابن حجر (¬1): الحقيقة هنا الكمال ضرورة أن من لم يتصف جهذه الصفة لا يكون كافرًا. (حتى يخزن من لسانه) يجعله كالمتروك في مخزان لا يخرج إلا عند الحاجة الماسة وذلك أن اللسان أشد الجوارح خطرًا وأسهلها حركة وألطفها حزمًا وأعظمها جرمًا وفي قوله من لسانه أي بعضًا منها لأنه لا بد له من الكلام ولكن يتحرى أن يكون فيما يرضاه الله تعالى. (طس والضياء (¬2) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: بعد عزوه للطبراني: فيه داود بن هلال ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه ضعفاء وبقيه رجاله رجال الصحيح غير زهير بن عباد وقد وثقه جمع. 9926 - "لا يتجالس قوم إلا بالأمانة. المخلص عن مروان بن الحكم (ح) ". (لا يتجالس قوم إلا بالأمانة) في ما يدور في المجلس فإن المجالس بالأمانة كما سلف فلا يجوز أن يفشي أحدهم ما يقع في ذلك المجلس (المخلص عن مروان بن الحكم) (¬3) رمز المصنف لحسنه ومروان فيه كلام لا يحسن معه حديثه. 9927 - "لا يترك الله أحدا يوم الجمعة إلا غفر له. (خط) عن أبي هريرة". (لا يترك الله أحدًا) من المؤمنين .. (يوم الجمعة إلا غفر له) لشرف ذلك ¬

_ (¬1) انظر: فتح الباري (1/ 57). (¬2) أخرجه الطبراني في الأوسط (5613)، والضياء (2595)، وانظر المجمع (10/ 302)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6321). (¬3) أخرجه المخلص كما في الكنز (25382)، وفيض القدير (6/ 443)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7604).

اليوم وعظمته عنده تعالى وله خصائص سردها ابن القيم في كتابه "زاد المعاد". (خط (¬1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال الذهبي في الميزان: حديث منكر جدًّا وهو مما طعن فيه على أحمد بن نصر بن حماد. 9928 - "لا يتكلفن أحد لضيفه مما لا يقدر عليه. (هب) عن سلمان (ض) ". (لا يتكلفن أحد لضيفه) لفظ البيهقي: "للضيف" (ما لا يقدر عليه) وذلك أنه يؤدي إلى كراهية الضيف أو إلى تحمله من الدين والسؤال ما لا يحل له فيكرم الضيف بما تيسر له من غير تكلف وقد تقدم. (هب (¬2) عن سلمان) رمز المصنف لضعفه وقال الحافظ العراقي: فيه محمَّد بن الفرج الأزرق متكلم فيه .. 9929 - "لا يتم بعد احتلام، ولا صمات يوم إلى الليل. (د) عن علي (ح) ". (لا يتم بعد احتلام) إخبار بأن اليتيم الذي له الأحكام الشرعية ينقضي بالاحتلام أو ما يقوم مقامه لدليله (ولا صمات) بضم الصاد المهملة آخره مثناة فوقية. (يوم إلى الليل) أي لا يتعبد به أحد ولا فضل له وقد كان مما تعبدت به النصارى (د (¬3) عن علي بن أبي طالب) - رضي الله عنه - رمز المصنف لحسنه، وقد قال المنذري: فيه يحيى الجاري بالجيم يتكلمون فيه، وقال النووي في الرياض والأذكار: إسناده حسن. 9930 - "لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنًا فلعله يزداد، وإما مسيئًا فلعله ¬

_ (¬1) أخرجه الخطيب في تاريخه (5/ 180)، وانظر الميزان (1/ 200)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6327)، والضعيفة (384): موضوع. (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (9599)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7608)، وصححه في الصحيحة (2440). (¬3) أخرجه أبو داود (2873)، وانظر: الأذكار (1060) ورياض الصالحين (1800)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7579).

يستعتب. (حم خ ت) عن أبي هريرة (صح) ". (لا يتمنى أحدكم الموت) من محسن ولا مسيء (إمَّا) أن يكون (محسنًا فلعله يزداد) فعلًا للخير والموت يقطعه عنه (وإما) أن يكون (مسيئًا) إلى نفسه بارتكاب الذنوب فلعله. (فلعله) مع طول الحياة (يستعتب) أي يطلب العتبى أي الرضا لله بأن يحاولَ إزالة غضبه تعالى بالتوبة ورد المظالم وتدارك الفائت وإصلاح العمل. (حم خ ت (¬1) عن أبي هريرة). 9931 - "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدًا. (م د) عن أبي هريرة (صح) ". (لا يجتمع كافر وقاتله في النار) قال القاضي (¬2): يحتمل أن يخص بمن قتل كافرًا في الجهاد فيكون ذلك مكفر الذنوبه حتى لا يعاقب عليها وأن يكون عقابه بالنار أو يعاقب في غير محل عقاب الكفار أو لا يجتمعان في إدراكها انتهى. قال الطيبي: والوجه هو الأول وهو من الكناية التلويحية نفي الاجتماع بينهما فيلزم نفي المساواة فيلزم أن لا يدخل المجاهد النار وقوله: (أبدًا) بمعنى قط في الماضي وعوض في المستقبل تنزيلا للمستقبل منزلة الماضي كذا قاله الطيبي (م د (¬3) عن أبي هريرة). 9932 - "لا يجزي ولد والدًا إلا أن يجده مملوكًا فيشتريه فيعتقه. (خد م ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (لا يجزي ولد والدًا) في ما يجب له من حقوق البر (إلا أن يجده) يجد الابن أباه (مملوكًا فيشتريه فيعتقه) قال الطيبي: الحديث من التعليق بالمحال للمبالغة أي لا يجزي ولد والده إلا أن يملكه فيعتقه [4/ 395] وهو محال فالمجازاة ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 263)، والبخاري (5673)، والترمذي (970). (¬2) انظر: شرح مسلم للنووي (13/ 37). (¬3) أخرجه مسلم (1891)، وأبو داود (2495).

محال لأنه خص قضاء حقه بهذه الصورة وهي مستحيلة إذ العتق يقارب الشراء انتهى. يريد أنها لا تتحقق لحظة يكون فيها ملكا لولده حتى يخلصه عنه: بعتقه، إلا أنه يحتمل أنه أراد بالحديث أن هذا الشراء الذي يتسبب عنه العتق يعد عتقا في أجره وثوابه ومكافأة الأب فيه (خد م ت هـ (¬1) عن أبي هريرة)، ولم يخرجه البخاري. 9933 - "لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله. (حم ق 4) عن أبي بردة بن نيار (صح) ". (لا يجلد) بالجيم من الجلد بصيغة المجهول ولفظ مسلم لا يجلد أحد (فوق عشرة أسواط) وفي لفظ: "جلدات" قال في الكشاف: الجلد ضرب الجلد (إلا في حد من حدود الله) أي لا يجوز ضرب التأديب بأكثر من عشرة أسواط بل منتهاه ذلك ولم يبح الله الزيادة إلى الغايات التي حدها من الأربعين في الشرب والثمانين في القذف والمائة في الزنا وبه أخذ جماعة من الأئمة، وقال القرطبي في شرح مسلم: إن ذلك موكول إلى رأي الإِمام بحسب ما يراه أليق بالجاني وإن زاد على أقصى الحدود، قال: والحديث خرج على الأغلب والأول هو الأظهر، وقيل: يجوز تعدي العشرة بالضرب بالأيدي والنعال ونحوها. (حم ق 4 (¬2) عن أبي بردة بن نيار). 9934 - "لا يجلس الرجل بين الرجل وابنه في المجلس. (طس) عن سهل بن سعد). ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (10)، ومسلم (1510)، والترمذي (1906)، وابن ماجه (3659). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 45)، والبخاري (6848)، ومسلم (1708)، وأبو داود (4491)، والترمذي (1463)، وابن ماجه (2601) والنسائي في السنن الكبرى (7330).

(لا يجلس الرجل بين الرجل وابنه في المجلس) لا يفرق بينهما بقعوده بينهما لأن الولد أحق بالقرب من أبيه إلا بإذنهما، فيجوز، قيل ومثله الأم وبنتها. (طس (¬1) عن سهل بن سعد)، سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفهم. 9935 - "لا يجوع أهل بيت عندهم التمر". (م) عن عائشة (صح) ". (لا يجوع أهل بيت عندهم التمر) فإنه يغني عن الطعام عند الحاجة سيما في مثل المدينة النبوية وهذا خرج مخرج الإرشاد إلى القناعة والتكفي بأدنى أمر يسد الجوعة (م (¬2) عن عائشة). 9936 - "لا يحافظ على ركعتي الفجر إلا أواب. (هب) عن أبي هريرة". (لا يحافظ على ركعتي الفجر) الراتبة (إلا أواب) رجاع إلى الله بالتوبة مطيع له وفيه عظمة شأن هاتين الركعتين وقد مرت فيهما أحاديث وإن فيهما الرغائب وقد كان - صلى الله عليه وسلم - لا يحافظ في السفر إلا عليهما وعلى الوتر من الرواتب. (هب (¬3) عن أبي هريرة). 9937 - "لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب، وهي صلاة الأوابين. (ك) عن أبي هريرة". (لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب، وهي صلاة الأوابين) وقد تقدم في الصلاة بين العشائين أنها صلاة الأوابين ولا تنافي لأنه يراد أن الأوابين ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الأوسط (4429)، وانظر المجمع (8/ 61)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6328). (¬2) أخرجه مسلم (2046). (¬3) أخرجه البيهقي في الشعب (3065)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6329).

يحافظون على الكل والعجب أنه نقل عن بعضهم أنه كره صلاة الضحى وقال إن إدامتها تورث العمى. (ك (¬1) عن أبي هريرة)، وقال: على شرط مسلم وأقرَّه الذهبي في التلخيص ورده في ترجمة محمَّد بن دينار من حديثه ونقل ابن معين وغيره تضعيفه وعن النسائي توثيقه. 9938 - "لا يحتكر إلا خاطيء. (حم م د ن هـ) عن معمر بن عبد الله (صح) ". (لا يحتكر) أي يحفظ الطعام متربصا للغلاء. (إلا خاطيء) بالهمز أي عاصٍ اسم فاعل من خطيء يخطيء إذا أثم ومنه {إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [الإسراء: 31] ومنه الخطيئة، وفيه دليل أن إرادة السوء بالناس ملوم مريدها فضلًا عن فعل ما يسوء. (حم م د ن هـ (¬2) د ن معمر) بفتح الميمين وسكون المهملة، بن عبد الله صحابي جليل. 9939 - "لا يحرم الحرام الحلال. (هـ) عن ابن عمر بن الخطاب (هق) عن عائشة". (لا يحرم الحرام الحلال) فلو زنا بامرأة لم تحرم عليه أمها وبنتها وعليه جماهير الشافعية، وقيل: تحرم وإليه ذهبت الحنفية، قال الشارح: وهي مسألة عظيمة في الخلاف ليس فيها خبر صحيح لا لنا ولا لهم. (هـ عن ابن عمر بن الخطاب) سكت المصنف عليه قال الزيلعي: فيه إسحاق ابن محمَّد العزوي (هق (¬3) عن عائشة) سكت المصنف عليه، وقال البيهقي: تفرد به عثمان بن عبد الرحمن ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (1/ 314)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7628). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 400)، ومسلم (1605)، وأبو داود (3447)، والترمذي (1267)، وابن ماجة (2154). (¬3) أخرجه ابن ماجة (2015) عن ابن عمر، وانظر: نصب الراية (4/ 314)، وأخرجه البيهقي في السنن (7/ 169)، عن عائشة وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6331).

الوقاصي (¬1) وهو ضعيف عن الزهري عن علي مرسلًا موقوفًا انتهى قال الذهبي: عثمان متروك. 9940 - "لا يحل لمسلم أن يروع مسلما. (حم د) عن رجال (صح) ". (لا يحل لمسلم أن يروع) يفزع (مسلمًا) ولو هازلًا وهو المراد إذ الجد معلوم أنه لا يحل له أن يفزع مسلمًا. (حم د (¬2) عن رجال من الصحابة) رمز المصنف لصحته وقال العراقي: إسناده حسن. 9941 - "لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما. (حم د ت) عن ابن عمرو". (لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين) في أي مجلس من مسجد وغيره. (إلا بإذنهما) لأن اتصالهما حق لهما فليس له فصلهما إلا بالإذن منهما معًا. (حم د ت (¬3) عن ابن عمرو). 9942 - "لا يخرف قاريء القرآن. ابن عساكر عن أنس". (لا يخرف) بالخاء المعجمة والراء والفاء هو فساد العقل (قاريء القرآن) أي إنه لشرف حفظه للقرآن لا يفسد عقله وإن حصل لم يكن كغيره ممن لا يحمله ويحتمل أنه يراد العمل به. (ابن عساكر (¬4) عن أنس) بن مالك وأخرجه عنه أبو نعيم والديلمي. 9943 - "لا يدخل الجنة إلا رحيم. (هب) عن أنس". ¬

_ (¬1) انظر المغني (2/ 426). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 426)، وأبو داود (5004)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7658). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 213)، وأبو داود (4845)، والترمذي (2752)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7658). (¬4) أخرجه ابن عساكر (64/ 18)، وأبو نعيم (4/ 11)، وخيثمة بن سليمان (1/ 75)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6337)، والضعيفة (270): موضوع.

(لا يدخل الجنة إلا رحيم) لأنها [4/ 396] تدخل برحمة الله ولا يرحم الله من عباده إلا الرحماء وتمام الحديث عند مخرجه قالوا يا رسول الله كلنا رحيم قال: "ليس رحمة أحدكم نفسه وأهل بيته، حتى يرحم الناس أجمعين". (هب (¬1) عن أنس). 9944 - "لا يدخل الجنة قاطع. (حم ق د ت) عن جبير بن مطعم" (صح). (لا يدخل الجنة قاطع) هو إذا أطلق قاطع الرحم بل ورد هذا الحديث مقيدًا بها في الأدب المفرد للبخاري وقول ابن حجر الهيتمي أنه لم يرد لفظ "الرحم" في شيء من الروايات لهذا الحديث قصور، واعلم أنها قد تعددت الأخبار بأجر صلة الرحم وبالوعيد على قطعها ولم يرد بمقدار الصلة وحد القطع ما يقيد إلا أنه قيل يرجع إلى العرف ويختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمنه والواجب منها ما يعد به في العرف واصلًا. (حم ق د ت) (¬2) عن جبير بن مطعم). 9945 - "لا يدخل الجنة خب ولا بخيل ولا منان (ت) عن أبي بكر". (لا يدخل الجنة) المراد في هذا النفي في هذه الأخبار نفي الدخول مع الأولين السابقين على أصل من يقول بأنه لا يخلد في النار الفساق وعدم الدخول بالكلية عند غيرهم (خب) بمعجمة مفتوحة وموحدة: مفسد بين المسلمين بالخداع (ولا بخيل) فإنها دار الكرماء (ولا منان) يمن على الناس بما يعطيهم وتقدمت في الكل عدة أحاديث وهو ذم لهذه الخلال (ت (¬3) عن أبي بكر) سكت عليه المصنف وقال مخرجه: حسن غريب، وقال الذهبي في ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (11059)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6338). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 80)، والبخاري (5984)، ومسلم (2556)، وأبو داود (1696)، والترمذي (1909). (¬3) أخرجه الترمذي (1963)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6339).

الكبائر: خرجه الترمذي بسند ضعيف. 9946 - "لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه. (م) عن أبي هريرة (صح) ". (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) جمع بائقة وهي الداهية، وجاء في حديث تفسيرها بالشر لأنه زاد في رواية: قالوا: وما بوائقه؟ قال: "شره"، وهذه توصية في الجار وأنه من خافه جاره لا يدخل الجنة فإن الله وصى في الجار وتقدمت عدة أحاديث في ذلك (م (¬1) عن أبي هريرة) ولم يخرجه البخاري إلا أنه أخرج في الأدب: "والله لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه". 9947 - "لا يدخل الجنة صاحب مكس. (حم د ك) عن عقبة بن عامر" (صح) ". (لا يدخل الجنة صاحب مكسر) وهو العشَّار الذي يأخذ من أموال الناس ما لا يحل وهو عام للأمراء والقابض، قال الطيبي: وفيه أن المكس من أعظم الموبقات وعده الذهبي (¬2) من الكبائر ثم قال فيه: شبهه من قاطع الطريق وهو شر من اللص، ثم قال: وجاء في المكس: وكاتبه وآخذه من جندي وشيخ وصاحب زاوية شركاء في الوزر أكالون للسحت (حم د ك (¬3) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، وقال في المنار: فيه إسحاق مختلف فيه. 9948 - "لا يدخل الجنة سيء الملكة. (ت هـ) عن أبي بكر (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (46)، والبخاري في الأدب المفرد (121). (¬2) الكبائر (ص 115). (¬3) أخرجه أحمد (4/ 150)، وأبو داود (2937)، والحاكم (1/ 404)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6341).

(لا يدخل الجنة سيء الملكة) من يسيء الصنيع إلى مماليكه، قيل: وهو أعم من ذلك فيشمل كل ما للرجل عليه تصرف وله عليه يد، فيدخل من يسيء إلى أهله وغيرهم، قال الطيبي: مراده أن سوء الملكة يدل على سوء الخلق وهو شؤم والشؤم يورث الخذلان. (ت هـ (¬1) عن أبي بكر) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: غريب وفيه فرقد السبخي وهو ضعيف. 9949 - "لا يرث الكافر المسلم، ولا المسلم الكافر. (حم ق 4) عن أسامة (صح) ". (لا يرث الكافر المسلم، ولا المسلم الكافر) أي لا توارث بينهما شرعًا لأن الاختلاف في البين قطع الاتصال بالنسب وتفصيل المقال في كتب الفرائض (حم ق 4 (¬2) عن أسامة) وعزاه ابن حجر لأهل الأمهات الجميع وأغرب صاحب المنتقى فزعم أن مسلمًا لم يخرجه ومثله أغرب ابن الأثير فزعم أن النسائي لم يخرجه. 9950 - "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. (ت ك) عن سلمان (صح) ". (لا يرد القضاء) وهو ما قدره الله على العباد فإنه ينزل القضاء فلا يرده (إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر) الذي قد قدره الله للعبد (إلا البر) بالوالدين والأرحام، وتقدم هل المراد زيادة حقيقية في أيامه ولياليه؟ أو بركة في ساعاته وأوقاته؟ والمراد بالرد للقضاء ما سلف أو تخفيف ما قدره الله وتقليله وتهوينه. ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (5162)، وابن ماجة (3691)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6341). (¬2) أخرجه أحمد (5/ 202)، والبخاري (4283)، ومسلم (1614)، وأبو داود (2909)، والترمذي (2107)، والنسائي في السنن الكبرى (6379)، وابن ماجة (2729).

(ت ك (¬1) عن سلمان) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن غريب. 9951 - "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان. (حم ق) عن بن عمر (صح) ". (لا يزال هذا الأمر) وهو الخلافة (في قريش ما بقي من الناس اثنان) أمير ومأمور والمراد أنهم أحق الناس به وأنه لا يعقد لغيرهم ولا يجوز فهو إخبار عن التشريع لأنه إن خرج عنهم فلإخلال الأمة بذلك لا إنه إخبار عن القدر وأنه تعالى قدر أنه لا يخرج منهم إذ من المعلوم أنه خرج عنهم والقصر عليهم مفاد من اللام الداخلة على المسند إليه وهو الأمر فإنه المسند إليه إنما نسخه دخول "لا يزال" ولكنه لا ينسخ حكمه، قال الحافظ ابن حجر (¬2): يحتمل أن يكون بقاء الأمر في قريش في بعض الأقطار دون بعض فإن ببلاد [4/ 397] اليمن طائفة من ذرية الحسن بن علي لم تزل مملكة تلك البلاد من أواخر المائة الثلاثة إلى الآن إليهم، قال وأما من بالحجاز من ذرية الحسن وهم أمراء مكة وينبع ومن ذرية الحسين وهم أمراء المدينة فإنهم تحت حكم غيرهم من ملوك مصر انتهى. قلت: وهذا على أنه إخبار عن الأمر القدري لا التشريعي. (حم ق (¬3) عن ابن عمر). 9952 - "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر. (حم ق ت) عن سهل بن سعد (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2139)، والحاكم (1/ 493)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7687)، والصحيحة (154). (¬2) فتح الباري (13/ 117). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 93)، والبخاري (7140)، ومسلم (1820).

(لا يزال الناس بخير) في دينهم (ما عجلوا الفطر) لأنه تقدم أنه من سنن المرسلين وطرائقهم وتقدم هذا مرارًا (حم ق ت (¬1) عن سهل بن سعد). 9953 - "لا يزال المسروق منه في تهمة من هو بريء منه حتى يكون أعظم جرما من السارق. (هب) عن عائشة (ض) ". (لا يزال المسروق منه) الذي سرق من ماله شيء (في تهمة ممن هو بريء منه) أي بريء من المال المسروق فإنه يقع وهمه على أقوام ليس لهم يد في السرقة (حتى يكون) صاحب المال (أعظم جرمًا) بسبب تهمته للأبرياء (من السارق) للمال لأن التهمة سوء ظن بمن لا ذنب له وفيه زجر عن اتهام من لا مظنة له في ما يتهم به. (هب (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لضعفه، وقال في الميزان: حديث منكر. 9954 - "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة. والضياء عن جابر (صح) ". (لا يسأل بوجه الله) أي بذاته كما قالوه في قوله: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] (إلا الجنة) كأن يقال: (اللهم إني أسألك بوجهك الكريم أن تدخلني الجنة) فالمراد لا تسأل الله وتتوسل إليه بوجهه الكريم إلا الجنة فلا يسأل بوجهه غيرها، وقيل: المراد لا تسأل المخلوقين بوجهه شيئًا من الأشياء، وأما هو تعالى فيسأل بوجهه كل مطلوب (د والضياء (¬3) عن جابر) رمز المصنف لصحته وقال في المهذب (¬4): فيه سليمان بن معاذ (¬5) قال ابن معين: ليس بشيء ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (5/ 331)، والبخاري (3501)، ومسلم (1098)، والترمذي (699). (¬2) أخرجه البيهقي في الشعب (6707)، وانظر الميزان (7/ 379)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6346)، والضعيفة (2365). (¬3) أخرجه أبو داود (1671)، وانظر الميزان (3/ 311)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6351). (¬4) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (69109). (¬5) انظر المغني (1/ 282).

انتهى، وقال عبد الحق وابن القطان (¬1): ضعيف. 9955 - "لا يعدل بالرعة. (ت) عن جابر (ح) ". (لا يعدل) مغير صيغة من: عدلت به غيره، إذا جعلته ميلًا له (بالرعة) مصدر ورع، يرع مثل وعد، يعد، عدة والمراد أنه لا ميل في صفات الدين للورع عن المحرمات ونحوها. (ت (¬2) عن جابر) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. 9956 - "لا يعضه بعضكم بعضا. الطيالسي عن عبادة (ح) ". (لا يعضه) من العضيهة، بالعين المهملة والضاد المعجمة وهي البهتان والكذب (بعضكم بعضًا) أي لا يرمي بعضكم بعضا بالبهتان والكذب. (الطيالسي (¬3) عن عبادة) رمز المصنف لحسنه وفيه أبو الأشعث (¬4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال هو: جعفر بن الحارث كوفي نزل واسطًا ضعفوه. 9957 - "لا يغل مؤمن. (طب) عن بن عباس". (لا يغل) بالغين المعجمة من الغلول الخيانة (مؤمن) أي ليس من شأنه ذلك ولا من صفاته والمراد كامل الإيمان لا أنه يخرج بالغلول من الإيمان إلا أنه من الكبائر كما قاله الذهبي وغيره (طب (¬5) عن ابن عباس) سكت المصنف عليه وفيه روح بن صلاح وثقه ابن حبان وضعفه ابن عدي وبقية رجاله ثقات. ¬

_ (¬1) انظر: بيان الوهم والإيهام (5/ 524). (¬2) أخرجه الترمذي (2519)، البيهقي في الزهد الكبير (831)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6351)، والضعيفة (4817). (¬3) أخرجه الطيالسي (580)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7734)، وحسنه في الصحيحة (2443). (¬4) انظر المغني (1/ 132). (¬5) أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 229) رقم (11578)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7738).

9958 - "لا يغلق الرهن. (هـ) عن أبي هريرة (ح) ". (لا يغلق) يحتمل النفي فترفع القاف والنهي فتجزم وتكسر لملاقاة الساكن وهو بفتح اللام (الرهن) أي لا يستحقه مرتهنه إذا لم يؤد ما يرهنه به يقال على الرهن غلوقًا إذا بقى في يد المرتهن وكان من أفعال الجاهلية أنه إذا مضى الوقت المشروط ملك المرتهن الرهن فأبطل الشرع ذلك واختلف الفقهاء في هذا على تفاصيل معروفة في الفروع (هـ (¬1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، قال الدارقطني: إسناده حسن وأقره الذهبي، وقال الحافظ ابن حجر: طرقه كلها ضعيفة. 9959 - "لا يغني حذر من قدر. (ك) عن عائشة (صح) ". (لا يغني حذر من قدر) وتمام الحديث عند مخرجه الحاكم: "والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء ينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة" وهو إخبار أن الحذر لا ينفع وأن الدعاء ينفع إلا أن استعمال الأسباب التي أذن الله بها من الأدوية للأسقام وغيرها من الأسباب كحمل السلاح ولبس الدروع عند لقاء العدو وهو من الأقدار فإنه تعالى ما أمر بالأسباب إلاَّ وقد قدرها دافعة لما شاء من المسببات فيستعملها العبد لكونه أذن له بها وأمر باتخاذها ولا يتكل عليها بل على مولاه الذي له في خلقه ما شاء ويعلم أن أنفع الأدوية والأسباب هو الدعاء الدافع لكل بلاء فلا يعجز عنه. (ك (¬2) عن عائشة) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح، وتعقبه الذهبي في التلخيص بأن زكريا بن منظور أحد [4/ 398] رجاله مجمع على ضعفه. ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (2441)، والدارقطني في سننه (3/ 32)، وانظر التلخيص الحبير (3/ 36، 37)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6357). (¬2) أخرجه: الحاكم (1/ 492) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7739).

9960 - "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث. (د ت هـ) عن ابن عمرو (صح) ". (لا يفقه) أي يفهم القرآن أي معانيه يدل له قوله: (من قرأ القرآن) درسه فإنه لا يفهم معانيه أي بعضها وهي ظواهره إذا قرأه: (في أقل من ثلاث) إذ معرفة حقيقة معانيه يفني الأزمنة في تدبر آية واحده ففيه أن من أراد تفهم ظواهره لا يتم له في أقل من ثلاثة أيام، وفيه أنه لا ينبغي لقارئه أن يهذه من دون تدبر لمعانيه، وقد ذهب ابن حزم إلى تحريم قراءته في أقل من ثلاثة أيام إلا أنه رد عليه الحافظ العراقي بأنه لا يلزم من عدم فهم معانيه تحريم قراءته، قلت: لأن الحديث إخبار أنه لا يفهم معانيه من قرأه في هذه المدة وليس فيه أنه لا يقرأه إلا من فهم معانيه ولكن لابن حزم دليل آخر وهو حديث ابن عمرو عند الشيخين في نهيه - صلى الله عليه وسلم - له عن قراءته في أقل من ثلاث. (د ت هـ (¬1) عن ابن عمرو) رمز المصنف لصحته وقال الترمذي: صحيح ونوزع إلا أنه جزم النووي بصحة سنده في الأذكار، وقال الحافظ ابن حجر: له شاهد صحيح من وجه آخر عن ابن مسعود: "اقرؤوا القرآن في سبع ولا تقرؤه في أقل من ثلاث" (¬2) انتهى؛ وذكر الشاهد دليلًا أن في إسناده مقالا عنده. قلت: وهذا النهي هو من الدليل لابن حزم على التحريم لأنه الأصل في النهي. 9961 - "لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ. (ق د ت) عن أبي هريرة (صح) ". (لا يقبل الله صلاة أحدكم) قال أبو زرعة: صلاة أحدكم مفرد مضاف فيعم ¬

_ (¬1) أخرجه أبو داود (1394)، والترمذي (2949)، وابن ماجة (1347)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7743)، والصحيحة (1513). (¬2) أخرجه البيهقي في السنن (2/ 396).

كل صلاة حتى الجنازة وهو مجمع عليه، وحكى عن الشعبي وابن جرير صحتها بلا طهور، قال النووي: إنه مذهب باطل. قلت: يتمشى الاستدلال بهذا الحديث على صلاة الجنازة على القول بأن اللفظ العام يشمل النادر وفيه كلام في الأصول (إذا أحدث حتى يتوضأ) سلف تفسير القبول مرارًا والمراد به هنا عدم الإجزاء وقد حققنا ذلك في حواشي شرح العمدة تحقيقا لا يوجد في غيرها. (ق د ت (¬1) عن أبي هريرة). 9962 - "لا يقبل إيمان بلا عمل ولا عمل بلا إيمان (طب) عن ابن عمر (ح) ". (لا يقبل إيمان) أي تصديق بالقلب (بلا عمل) قول باللسان وعمل بالأركان فالإيمان اعتقاد وقول وعمل لا يقبل أحدها بدون الآخر وبه يبطل قول المرجئة أنه لا يضر مع الإيمان أي التصديق معصية ولذا قال (ولا) يقبل: (عمل بلا إيمان) كما كان من المنافقين فإنهم كانوا يأتون بأعمال أهل الإيمان لكن بقلوب خالية عن التصديق. (طب (¬2) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه سعيد بن زكريا اختلف في جرحه وتوثيقه. 9963 - "لا يقتل مسلم بكافر". (حم ت هـ) عن ابن عمرو (ح) ". (لا يقتل) قصاصًا (مسلم بكافر) ولو ذميًّا، وفي الحديث زيادة وتكلم فيه أي الأصول ولفظها "ولا ذو عهد في عهده". (حم ت هـ (¬3) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقال ابن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6954)، ومسلم (225)، وأبو داود (60)، والترمذي (76). (¬2) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (1/ 35)، واللالكائي في اعتقاد أهل السنة (1563)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6361). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 178)، والترمذي (1413)، وابن ماجة في (2659)، وأخرجه البخاري (111) بمعناه.

حجر: أخرجه البخاري من حديث أبي جحيفة عن علي. 9964 - "لا يقتل حر بعبد. (هق) عن ابن عباس (ح) ". (لا يقتل) قصاصًا (حر بعبد) بل يلزم في العبد القيمة وهو يؤيد مفهوم (الْحُرُّ بِالْحُرِّ) [البقرة: 178] في الآية. (هق (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه ولكنه من رواية جويبر عن الضحاك، قال الذهبي: جويبر هالك، وقال ابن حجر: فيه جويبر وهو من المتروكين، وقال الدارقطني: جويبر متروك والضحاك ضعيف. 9965 - "لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئًا من القرآن. (حم ت هـ) عن ابن عمر". (لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئًا من القرآن) صيانة لكتاب الله وتعظيمًا له وعليه جماهير الأمة وهو ظاهر في أنه لا يباح لهما آية ولا اثنتان ولا أكثر من ذلك (حم ت هـ (¬2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال الذهبي: في التنقيح: فيه ضعف، وقال مغلطاي في شرح ابن ماجة: ضعيف، وقال ابن حجر: فيه إسماعيل بن عياش وروايته عن الحجازيين ضعيفة وهذا منها، وفي الميزان عن أحمد بن حنبل من رواية ابنه أنه قال: إنه باطل (¬3). ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في السنن (8/ 35) وبيان الوهم والإيهام (3/ 79)، والتنقيح (2/ 229)، وانظر: البدر المنير (8/ 368 - 369)، والتلخيص الحبير (4/ 52 - 53)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6363). (¬2) أخرجه أحمد (1/ 110)، والترمذي (131)، وابن ماجة (596)، والدارقطني (1/ 117)، والبيهقي (1/ 89)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 138)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6364). (¬3) انظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (1/ 755) والمجموع شرح المهذب (2 م 155)، وتنقيح كتاب التحقيق للذهبي (1/ 57)، والبدر المنير (2/ 543).

9966 - "لا يقص على الناس إلا أمير، أو مأمور، أو مراء". (حم هـ) عن ابن عمرو (ح) ". (لا يقص على الناس) يعظهم ويخطبهم (إلا أمير) لهم كما كان - صلى الله عليه وسلم - هو الخطيب والواعظ والأمير، (أو مأمور) عن الأمير (أو مراء) وهو من عداهما لأنه متكلف لما لا يكلف به فهو طالب رئاسة وذكران. قلت: إن كان الأمير جاهلا محتاجا إلى من يعلمه ولم يأمر، أيسوغ الاحتساب للعالم في دعاء الناس إلى الله، قلت: بل يجب عليه وإلا تعطلت الأحكام وانسد باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العامة. (حم هـ (¬1) عن ابن [4/ 399] عمرو) رمز المصنف لحسنه، وقال الحافظ العراقي: إسناده حسن. 9967 - "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين (حم ق د هـ عن أبي هريرة، حم هـ) عن ابن عمر (صح) ". (لا يلدغ) بالمهملة والمعجمة آخره يلسع وهو عند العسكري بهذا اللفظ. (المؤمن من جحر) بضم الجيم وسكون الحاء (مرتين) هذا من الكلم الجوامع التي لم يسبق إليها - صلى الله عليه وسلم - والمراد تنبيه المؤمن أنه لا يعاود محل المضرة مرة بعد مرة، وسبب الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - أسر في بدر أبا عزة الجمحي فشكا فاقة وعائلة فرق وأطلقه على أن لا يعود إلى محاربته ثم عاد إلى محاربته يوم أحد فأسره فشكا كما شكا أولًا فقال: "كلا لا تحدث بالأبطح وتمسح سباليك وتقول خدعت محمدا مرتين" ثم أمر به فقتل. (حم ق د هـ عن أبي هريرة، حم هـ (¬2) عن ابن عمر). 9968 - "لا يمس القرآن إلا طاهرا. (طب) عن ابن عمر (ح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 183)، وابن ماجة (3753)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7754). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 112)، والبخاري (6133)، ومسلم (2998)، وأبو داود (4862)، وابن ماجة (3982) عن أبي هريرة، وأخرجه أحمد (2/ 112)، وابن ماجة (3983) عن ابن عمر.

(لا يمس القرآن) أي المكتوب فيه القرآن وهو المصحف ونحوه وحمله قوم على القراءة ثم من الأولين من حمل قوله: (إلا طاهر) على الطهارة من الجنابة فأجاز لغير الجنب حمله ومسه وإن كان غير متوضيء ومنهم من حمله على الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر. (طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله موثقون. 9969 - "لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى. (حم م د هـ) عن جابر (صح) ". (لا يموتن أحد منكم) أيها الأمة (إلا وهو يحسن الظن بالله) ويرجو رحمته ويطمع في عفوه وفي التجاوز عن ذنوبه وذلك بتذكر سعة رحمة الله وما أجراه عليه في دار دنياه من الألطاف والستر وغير ذلك فإنها تحدث في قلبه حسن الظن وقد جمع بعض العلماء أربعين حديثا تقرأ على المريض ليحسن ظنه بالله لأن فيها ذكر سعة رحمة الله وجوده وكرمه. (حم م د هـ (¬2) عن جابر) بن عبد الله قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول قبل موته بثلاث فذكره. ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 313) رقم (13217)، وانظر المجمع (1/ 276)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7780). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 325)، ومسلم (2877)، وأبو داود (3113)، وابن ماجه (4167).

حرف الياء

حرف الياء المثناة التحتية آخر حروف المعجم وبتمامها كمل الكتاب بحمد الله. 9970 - "يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر. (ت) عن أنس". (يأتي على الناس زمان الصابر فيهم) وفي رواية: القابض (على دينه كالقابض على الجمر) لأنه يفيض الشر ويخفى الخير ويقل أعوانه ويؤذى الباقي على الحق ويكثر أهل البدع ويعد المعروف منكرا والمنكر معروفا، فشبه الصابر على دينه كالقابض على الجمر من تشبيه المعقول بالمحسوس. (ت (¬1) عن أنس). 9971 - "يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شاته. ابن عساكر عن أنس". (يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شاته) مغلوبًا مقهورًا إلا بقوة بالحق ولا يجد له ناصرًا وهذه الأزمنة هي آخر الأزمان حيث يقبض العلم قبضًا. (ابن عساكر (¬2) عن أنس). 9972 - "يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في التراب. (ت) عن خباب (صح) ". (يؤجر الرجل والمرأة في نفقته كلها) مع حسن النية والاحتساب (إلا) ما ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2260)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8002)، والصحيحة (957). (¬2) أخرجه ابن عساكر (54/ 414)، والديلمي في الفردوس (8672)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6410)، والضعيفة (1137) وقال: ضعيف جدًّا.

أنفقه (في التراب) أي في العمارة والبنيان كما سلف مرارًا وذلك لكراهة الله إعماره الدنيا ولأنه يؤذن ذلك بالرغبة والإخلاد إليها. (ت (¬1) عن خباب) رمز المصنف لصحته. 9973 - "يؤم القوم أقرؤهم للقرآن. (حم) عن أنس (ح) ". (يؤم القوم) في الصلاة (أقرؤهم) أحفظهم (للقرآن) وأعرفهم بمعانيه، فقد كان في زمنه - صلى الله عليه وسلم - الأقرأ هو الأفقه والأعلم والحديث طويل فيه ذكر غير الأقرأ إذا كانوا في القراءة سواء وظاهر الحديث الإيجاب في تقديم الأقرأ على غيره (حم (¬2) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله موثقون وقد أخرج الحديث مسلم وعلقه البخاري. 9974 - "يبصر أحدكم القذى في عين أخيه وينسى الجذع من عينه. (حل) عن أبي هريرة ". (يبصر أحدكم القذى) جمع قذاة وهو ما يقع في العين أو الماء من تراب ونحوه. (في عين أخيه وينسى الجذع) واحد جذوع النخل. (في عينه) هو مثل لتدقيق الإنسان في النظر في عيوب الناس حتى يعلم الخفي منها الذي لا يكاد أن يعلم وإعراضه عن عيب نفسه حتى لا يرى الأمر الواضح الذي لا يخفى على أحد وهو إخبار في معرض الذم لمن كان كذلك وأحسن من قال: أرى كل إنسان يرى عيب غيره ... ويعمى عن العيب الذي هو فيه ولا خير في من لا يرى عيب نفسه ... ويعمى عن العيب الذي بأخيه (حل (¬3) عن أبي هريرة) سكت عليه وقال العامري: حسن. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2483)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8007). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 163)، ومسلم (673) عن أبي مسعود البدري الأنصاري. (¬3) أخرجه أبو نعيم (4/ 99)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8013)، والصحيحة (33).

9975 - "يبعث الناس على نياتهم. (حم) عن أبي هريرة (صح) ". (يبعث الناس) في الآخرة (على نياتهم) قال الدراوردي: [4/ 400] معناه أن الأمم تعذب أي في الدنيا فيصاب معهم من ليس منهم ثم يبعثون على نياتهم الطائع يجازى بعمله والعاصي بعمله، قال الحافظ ابن حجر (¬1) الحاصل أنه لا يلزم من الاشتراك في الهلاك الاشتراك في العذاب بل يجازى كل على حسب نيته. (حم (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته. 9976 - "يبعث كل عبد على ما مات عليه. (م هـ) عن جابر" (صح). (يبعث كل عبد) من ذكر أو أنثى. (على ما مات عليه) من خير وشر ولذا قال - صلى الله عليه وسلم - لمن سأله عن الجهاد: "إن قتلت صابرًا محتسبًا بعثت صابرًا محتسبًا، وإن قتلت مرائيًا مكابرًا بعثت مرائيًا ومكابرًا". (م هـ (¬3) عن جابر). 9977 - "يتجلى لنا ربنا ضاحكًا يوم القيامة. (طب) عن أبي موسى (ح) ". (يتجلى لنا) بالجيم أي يظهر أيها المؤمنون (ربنا ضاحكًا) كناية عن رضاه تعالى عنهم (يوم القيامة) وتتجلى ملائكته ضاحكين سرورًا بما ناله المؤمنون من الأجور وهو بشرى أهل الإيمان. (طب (¬4) عن أبي موسى) رمز المصنف لحسنه وقال العراقي: فيه علي بن زيد بن جدعان. 9978 - "يترك للمكاتب الربع. (ك) عن علي (صح) ". (يترك) مغير صيغة أي يترك السيد. (للمكاتب الربع) من مال كتابته سماحة ¬

_ (¬1) فتح الباري (13/ 60). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 392)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8014). (¬3) أخرجه مسلم (2878)، وأحمد (3/ 331). (¬4) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير كما في الكنز (39211)، وابن بطة في الإبانة (68)، والدارقطني في الصفات (1/ 29)، وقول العراقي في تخريج الإحياء (4/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8018).

وتخفيفًا على المكاتب وهذا حث على فعل الخير لا أنه واجب وكأنه الذي أراده تعالى في قوله {فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 34]. (ك (¬1) عن علي) رمز المصنف لصحته. 9979 - "يجزيء من الوضوء مد، ومن الغسل صاع. (هـ) عن عقيل (ح) ". (يجزيء) يكفي المتوضئ (من الوضوء مد) من الماء ويكفي: (من اغتسل) من الجنابة مثلًا (صاع) أي هذا أقل مقادير المياه في الطهارتين ويجوز الزيادة ما لم يبلغ الإسراف فإنه محرم (هـ (¬2) عن عقيل) هو ابن أبي طالب - رضي الله عنه - رمز المصنف لحسنه، وقال مغلطاي في شرح سنن ابن ماجة: فيه ضعف لكن له طرق باعتبار مجموعها يكون حسنًا. 9980 - "يجزيء من الوضوء رطلان من ماء. (ت) عن أنس (ضعيف) ". (يجزيء في الوضوء رطلان من ماء) أي يكفي هذا القدر لمن أراد الوضوء الشرعي وهذه التحديدات الشريفة لما علمه - صلى الله عليه وسلم - من أنه يأتي أقوام يعتدون في الطهارات كزماننا هذا صار هم الفقيه كثرة الماء وانتقاءه ودلك أعضاءه حتى يخرج وقت صلاته ويترك الجماعة ونحوها فإنا لله وإنا إليه راجعون (ت (¬3) عن أنس) كتب عليه المصنف ضعيف وذلك أن فيه عبد الله بن عيسى البصري (¬4)، قال في الكاشف: ضعفوه. 9981 - "يجزيء من السواك الأصابع. الضياء عن أنس (صح) ". (يجزيء من السواك) المندوب فعله في الصلوات ونحوها. (الإِصبع) فيستاك ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (2/ 431)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6412). (¬2) أخرجه ابن ماجه (270)، وانظر: شرح ابن ماجه لمغلطائي (1/ 22)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8024)، والصحيحة (2447). (¬3) أخرجه الترمذي (609)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6414). (¬4) انظر الكاشف (1/ 583).

بها وهذا من التخفيف والإلطاف وظاهره ولو وجد السواك (الضياء (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقد تكلم في طرقه منهم من ضعفها ومنهم من صححها، قال ابن حجر في تخريج الهداية: ذكره البيهقي من طرق ووهاها وقد صحح أيضًا بعض طرقه. 9982 - "يجير على أمتي أدناهم. (حم ك) عن أبي هريرة (صح) ". (يجير على أمتي أدناهم) يعني إذا جار حربيا أدنى الأمة ولو امرأة أو عبدا فإنه صحيح يجب إمضاء إجارته (حم ك (¬2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: فيه رجل لم يسم وبقية رجال أحمد رجال الصحيح، ورواه أبو داود في الجهاد وغيره. 9983 - "يحب الله العامل إذا عمل أن يحسن. (طب) عن كليب بن شهاب". (يحب الله العامل) أي عمل مأذون فيه شرعًا (إذا عمل أن يحسن) أي يحب من العبد إحسان عمله وإتقانه فينبغي لكل صانع صنعة أن يتقن عمله ليكون محبوبًا (لله). (طب (¬3) عن كليب بن شهاب). 9984 - "يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب. (حم ق د ن هـ) عن عائشة (حم م ن هـ) عن ابن عباس (صح) ". (يحرم من الرضاع) أي بسبب الرضاع فمن تعليلية (ما يحرم من النسب) أي مثل ما يحرم من النسب والمحرمات من النسب قد عرفن من الآية وقد استثنى أربع نسوة يحرم مثلهن من النسب، ولا يحرم من الرضاع كما في كتب الفروع ¬

(¬1) أخرجه الضياء في المختارة (2699)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 70)، والدراية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 18)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6415). (¬2) أخرجه أحمد (2/ 365)، والحاكم (2/ 141)، وانظر المجمع (5/ 329)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8036)، والصحيحة (2449). (¬3) أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 199) رقم (448)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (8037).

وتعقب استثناؤهن كما عرف هنالك وأما من الصهر ففيه بحث أودعه ابن القيم كتابه الهدي النبوي (¬1). (حم ق د ن هـ (¬2) عن عائشة. حم م ن هـ عن ابن عباس). 9985 - "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة. (ق ن) عن أبي هريرة" (صح). (يخرب الكعبة) ينقض بناؤها حجرًا حجرًا كما جاء مصرحًا به في الروايات. (ذو السويقتين) تثنية سويقة مصغر ساق وذلك لأن غالب ساق من كان: (من الحبشة) دقة الساق وهذا يكون عند قرب الساعة وانقضاء أمر الدنيا فلا ينافي أنه حرم آمن وتمام الحديث عند الشيخين: "فيسلبها حليها ويجردها عن كسوتها لكأني أنظر إليه أصلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته أو بمعوله". (ق ن (¬3) عن أبي هريرة). 9986 - "يد الله على الجماعة. (ت) عن ابن عباس" (ح). (يد الله على الجماعه) قال الزمخشري: يعني أن جماعة أهل الإِسلام في كنف الله ووقايته وقال الطيبي: معنى "على" كمعنى "فوق" في آية {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: 10] فهو [4/ 401] كناية عن النصرة والغلبة لأن من بايع الإِمام الحق فكأنما بايع الله ومن بايع الله نصره وخذل أعداءه أي هو ناصرهم ومصيرهم غالبين على من سواهم انتهى، والحديث حث على الاتصال ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (5/ 109، 491، 507). (¬2) أخرجه أحمد (6/ 102)، والبخاري (5099)، ومسلم (1445)، وأبو داود (2055)، والنسائي (6/ 99)، وابن ماجة (1937) عن عائشة وأخرجه أحمد (1/ 275) ومسلم (1447)، والنسائي (6/ 100)، وابن ماجة (1938) عن ابن عباس. (¬3) أخرجه البخاري (1591)، ومسلم (2909)، والنسائي (5/ 216).

بالجماعة وعدم مفارقتهم "فإنه من شذ شذ في النار". (ت (¬1) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه، وقال الترمذي: غريب لا نعرفه عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، وقال ابن حجر: له شواهد كثيرة منها موقوف صحيح. 9987 - "يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير. (حم م) عن أبي هريرة (صح) ". (يدخل الجنة أقوام أفئدتهم) جمع فؤاد وهو القلب. (مثل أفئدة الطير) في رقتها ولينها، قال القرطبي (¬2): في تأويله وجهان أحدهما أنها مثلها في الخوف والهيبة والطير أكثر الحيوانات خوفًا وحذرًا، والثاني أنها مثلها في الضعف والرقة كما جاء في وصف أهل اليمن: "أنهم أرق قلوبًا وأضعف أفئدة" ويحتمل وجهًا ثالثًا أنها مثلها في أنها خالية من كل ذنب، سليمة من كل عيب لا خبرة لهم بالدنيا وأمرها، وفيه مدح لأهل هذه الصفات. (حم م (¬3) عن أبي هريرة). 9988 - "يدور المعروف على يد مائة رجل آخرهم فيه كأولهم. ابن النجار عن أنس". (يدور المعروف على يد مائة رجل) كأن هذه العدة لأعظم من ييسر المعروف في الدنيا ويظهر أثره في الآفاق وتتبعه الأمم (آخرهم فيه) أي في نشره. (كأولهم) في كثرة أتباعه والانتفاع به وقيل في الأجر (ابن النجار (¬4) عن أنس) وقد أخرجه الطيالسي والديلمي عن أنس أيضًا. ¬

_ (¬1) أخرجه الترمذي (2166)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8065). (¬2) انظر: المفهم شرح صحيح مسلم (17/ 177). (¬3) أخرجه أحمد (2/ 331)، ومسلم (2840). (¬4) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (15976)، وابن شاهين في فضائل الأعمال (476)، والديلمي في الفردوس (8809)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6425)، والضعيفة (4828) وقال: ضعيف جدًّا.

9989 - "يذهب الصالحون الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر، لا يباليهم الله تعالى باله. (حم خ) عن مرداس الأسلمي (صح) ". (يذهب الصالحون) أي بالموت والفناء (الأول فالأول) أي قرن فقرن، قال أبو البقاء: يجوز رفعه على الصفة أو البدل ونصبه على الحال وجاز ذلك وإن كان فيه الألف واللام لأن الحال ما يتخلص من المكرر لأن التقدير ذهبوا مترتبين (ويبقى حفالة) بضم الحاء المهملة وفاء وروي بالثاء المثلثة (كحفالة الشعير أو التمر) تحتمل أو الشك من الراوي والتنويع والحفالة: الرديء من كل شيء، وقد فسَّره حديث ابن مسعود عند أبي نعيم وغيره "يذهب الصالحون أسلافًا ويبقى أهل الريب من لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا" (¬1). (لا يباليهم الله) بأنه لا يرفع لهم قدرًا ولا يقيم لهم وزنًا (حم خ (¬2) عن مرداس الأسلمي). 9990 - "يرث الولاء من يرث المال (ت) عن ابن عمرو". (يرث الولاء) قد سلف أنه بفتح الواو "لحمة كلمة النسب". (من يرث المال) وتمامه "من ولد ووالد" وظاهره أنه يعم النساء والرجال. (ت (¬3) عن ابن عمرو) سكت عليه المصنف، وقال الترمذي: إسناده ليس بالقوي. 9991 - "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: قد دعوت فلم يستجب لي. (ق د ت هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (يستجاب لأحدكم) إذا دعا ربه (ما لم يعجل) بين العجل بقوله: (يقول) فهو استئناف بياني (دعوت فلم يستجب لي) فإنه إذا قال ذلك لم يستجب له لأنه ¬

_ (¬1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 135). (¬2) أخرجه أحمد (4/ 193)، والبخاري (6434). (¬3) أخرجه الترمذي (2114)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6426).

اعتراض على ربه في تأخير إجابته وهو أعلم بما يصلحه (ق د ت هـ (¬1) عن أبي هريرة) قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. 9992 - "يسروا، ولا تعسروا، وبشرو، ولا تنفروا. (حم ق ن) عن أنس (صح) ". (يسروا) على العباد الأمور وأدخلوا عليهم السرور (ولا تعسروا) عليهم بل خاطبوهم بما هو أقرب إلى مثلهم إلى الخير (وبشروا) عباد الله بسعة رحمته لمن أطاعه وعفوه لمن تاب إليه (ولا تنفروا) بالإقناط عن رحمة الله وروحه وفرجه، والله قد بعث رسله مبشرين ومنذرين فينبغي للعباد أن يكونوا على طريقتهم التي كانوا عليها من الترغيب والترهيب ولكل مقام مقال ولكل خطاب رجال. (حم ق ن (¬2) عن أنس). 9993 - "يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء، ثم الشهداء. (هـ) عن عثمان (ح) ". (يشفع) بإذن الله تعالى لهم (يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء) فلكل نبي شفاعة (ثم العلماء) فإنهم ورثة الأنبياء (ثم الشهداء) جعل الله الإحسان إلى العباد في الدارين على أيدي هؤلاء الثلاثة فالأنبياء هم الذين أخرجوا الناس من ظلمات الضلال إلى أنوار الهداية، والعلماء ورثوهم في ذلك، والشهداء هم قيام الدين بسيوفهم وذبوا عن عباد الله بجهادهم فأضاف الله تعالى إلى هذا الإحسان إلى العباد من هؤلاء الثلاثة الإحسان في الآخرة بالشفاعة، وفي هذا الترتيب ما يشعر أن ¬

_ (¬1) أخرجه البخاري (6340)، ومسلم (2735)، وأبو داود (1484)، والترمذي (3387)، وابن ماجة (3853). (¬2) أخرجه أحمد (3/ 131)، والبخاري (69)، ومسلم (1734)، والنسائي في السنن الكبرى (5890).

العلماء أفضل من الشهداء. (هـ (¬1) عن عثمان) رمز المصنف لحسنه وقد أعل بأحد رواته وجزم الحافظ العراقي بضعف الحديث. 9994 - "يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته (د) عن أبي الدرداء (ح) ". (يشفع الشهيد) في الآخرة (في سبعين من أهل بيته) يؤذن له في هذا القدر من آله، ويحتمل أن له شفاعة [4/ 402] أخرى في قوم آخرين، ويحتمل أن هذا العدد ليس حصرًا بل مبالغة. (د (¬2) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لحسنه. 9995 - "يشمت العاطس ثلاثًا، فما زاد فهو مزكوم. (هـ) عن سلمة بن الأكوع (ح) ". (يشمت العاطس) يدعى له بحسن السمت إن قريء بالمهملة أو بإزالة الشماتة إن قرأ بالمعجمة لأن فيه ضبطين والمراد يدعى له عقيب عطاسه إن حمد الله بالدعاء المأثور (ثلاثًا) من مرات عطاسه إن حمد الله كما قيده غيره وقد سلف (فما زاد) على الثلاث. (فهو مزكوم) لا يشرع له التشميت بل يدعى له بالعافية. (هـ (¬3) عن سلمة بن الأكوع) رمز المصنف لحسنه. 9996 - "يطبع المؤمن على كل خلق، ليس الخيانة والكذب" (هب) عن ابن عمر". (يطبع المؤمن) كامل الإيمان يخلق مطبوعًا (على كل خلق) من مرضي وغير مرضي (ليس الخيانة والكذب) فإنه لا يطبع عليهما بل يحصلان له بالتطبع والتكسب والتعلم، قال الطيبي: إنما كانت الخيانة والكذب منافية ¬

_ (¬1) أخرجه ابن ماجة (4313)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6428)، والضعيفة (1978) موضوع. (¬2) أخرجه أبو داود (2522)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8093). (¬3) أخرجه ابن ماجه (3714)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8094).

لحاله لأنه حكم بأنه مؤمن وهما مما ينافي الإيمان إذ الخيانة تجانب الإيمان لحديث "لا إيمان لمن لا أمانة له" والكذب قد سلف أنه يجانب الإيمان. (هب (¬1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، قال الذهبي في المهذب (¬2): فيه عبد الله بن حفص الوكيل وهو كذاب انتهى، ورواه البزار وأبو يعلى بلفظ: "يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب" قال المنذري: رواته رواة الصحيح، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال ابن حجر في الفتح: سنده قوي. 9997 - "يعطى المؤمن في الجنة قوة مائة في النساء. (ت حب) عن أنس (صح) ". (يعطى المؤمن في الجنة قوة مائة في النساء) أي في جماعهن، قيل: والظاهر أن المراد من المائة التكثير لا التحقيق بل يفعل ما أراد بحديث: "إن له ذكرًا لا ينثني وأنه لا فتور هنالك" وهذا مخصوص بالنبي محمَّد - صلى الله عليه وسلم - فإنه يعطى قوة أربعين من أهل الجنة فيكون له قوة أربعة آلاف، وقد سلف في حرف الهمزة أنه أوتي في الدنيا قوة أربعين رجلًا. (ت حب (¬3) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسن صحيح. 9998 - "يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين. (حم م) عن ابن عمرو (صح) ". (يغفر للشهيد كل ذنب) عام للكبائر والصغائر (إلا الدين) فإنه لا يغفر لعظمة حقوق العباد في الأموال والأنفس والأعراض، هكذا عممه الشارح، وإن ¬

_ (¬1) أخرجه البيهقي في الشعب (4809)، وأبو يعلى (167)، وانظر المجمع (1/ 93)، والترغيب والترهيب (3/ 367)، وفتح الباري (10/ 508)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6431)، والضعيفة (3215). (¬2) انظر: المهذب في اختصار السنن الكبير (16127). (¬3) أخرجه الترمذي (2536)، وابن حبان (7400)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8106).

كان ذكر الدين عرفا لا يشمل الأعراض وفيه عظمة حقوق العباد. (حم م (¬1) عن ابن عمرو). 9999 - "يقتل ابن مريم الدجال بباب لد. (ت) عن مجمع (صح) ". (يقتل ابن مريم) وهو عيسى بإذن الله له بالنزول من السماء ليقتل: (الدجال) بعد نفوذ أمره في الأرض وعموم بلائه العباد وحصره لهم فإنه يقتل: (بباب لد) بضم اللام وتشديد الدال المهملة، جبل بالشام أو بفلسطين وفي رواية الطيالسي والديلمي: "يقتله دون باب لد بسبعة عشر ذراعًا"، قال في مسند الفردوس: اللد بالرملة جزء [من] أرض الشام، قال ابن العربي: وورد أنه إذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء. (طب (¬2) عن مجمع) بضم أوله وفتح الجيم وتشديد الميم المكسورة ابن جارية بالجيم والراء. 10000 - "يكسى الكافر لوحين من نار في قبره. ابن مردويه عن البراء". (يكسى الكافر لوحين من نار في قبره) يجعل واحد غطاء والآخر وطاء، وفيه إثبات تعذيب الكفار في قبورهم. (ابن مردويه (¬3) عن البراء). 10001 - "يكون في آخر الزمان عباد جهال، وقراء فسقة. (حل ك) عن أنس (صح) ". (يكون في آخر الزمان عباد لله تعالى) بضم العين وتشديد الموحدة. (جهال) بالشريعة وبكيفية العبادة، قال القرطبي: هذا الحديث صحيح يعني لما ظهر من ذلك في الوجود. (وقراء فسقة) جمع فاسق وهذا كما قاله القرطبي في الأول. ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 220)، ومسلم (1886). (¬2) أخرجه الترمذي (2244)، والطيالسي (1227)، والديلمي في الفردوس (8794)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8126). (¬3) أخرجه ابن مردويه كما في الكنز (42530)، والروياني في مسنده (390)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6438)، والضعيفة (3248).

(حل ك (¬1) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح فشنع عليه الذهبي فقال: قلت يوسف هالك انتهى، أراد يوسف بن عطية الذي رواه عن ثابت عن أنس. 10002 - "يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر. (د) عن ابن عباس (ح) ". (يلبي المعتمر) أي يقول المحرم بالعمرة "لبيك اللهم لبيك" إلى آخره. (حتى يستلم الحجر) فيشرع له التلبية في كل حالاته إلا عند استلامه الحجر وتنقطع التلبية. (د (¬2) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه. 10003 - "يُمْنُ الخيل في شُقْرِهَا" (حم د ت) عن ابن عباس (ح) ". (يُمْنُ الخيل) اليمن البركة وضده الشؤم. (في شُقرِهَا) والشقرة حمرة صافية مع حمرة العرف والذنب، ففيه حث على اتخاذ شقر الخيل. (حم د ت (¬3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الترمذي: إنه حسن غريب، وقال في المنار: إنه صحيح، وسببه أنه - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فكان أول من جاء بالفتح صاحب الشقر. 10004 - "يمينك على ما يصدقه عليك صاحبك، (حم م د هـ) عن أبي هريرة (صح) ". (يمينك) أيها الحالف تجب عليك. (على ما يصدقك عليه صاحبك) وهو خصمك الذي يطلب منك [4/ 403] الحاكم له اليمين أي فلا توري منها ولا تضمر أمرًا غير ما طلبه منك الغريم. (حم م د هـ (¬4) عن أبي هريرة) قال الترمذي ¬

_ (¬1) أخرجه الحاكم (4/ 315)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 331)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (6440)، والضعيفة (447): موضوع. (¬2) أخرجه أبو داود (1817)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6443). (¬3) أخرجه أحمد (1/ 1 /272)، وأبو داود (2545)، والترمذي (1695)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8162). (¬4) أخرجه أحمد (2/ 228)، ومسلم (1653)، وأبو داود (3255)، وابن ماجة (2121).

في العلل: إنه سأل عنه البخاري فقال: هو حديث هشيم لا أعرف رواه أحد غيره. 10005 - "ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق. (طب) عن أوس بن أوس (ح) ". (ينزل) من السماء لقتل الدجال (عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء) يحتمل أنها كانت موجودة في عصره - صلى الله عليه وسلم - ويحتمل أنها تكن لكنه أخبر بأنها تكون هناك منارة بيضاء، زاد في رواية: "واضعًا يديه على أجنحة ملكين إذا دنى رأسه قطر وإذا رفع تحادر منه جمان مثل اللؤلؤ"، وقوله: (شرقي دمشق) قال ابن كثير: هذا هو المشهور في محل نزوله. وقد بنيت منارة بزماننا سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بحجارة بيض ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة حيث قيض الله من بناها (طب (¬1) عن أوس بن أوس) رمز المصنف لحسنه وقال الهيثمي: رجاله ثقات. 10006 - "ينزل في الفرات في كل يوم مثاقيل من بركة الجنة. (خط) عن ابن مسعود". (ينزل في الفرات) النهر المعروف في العراق (كل يوم مثاقيل من بركة الجنة) وأصله من الجنة كما ورد في حديث قد سلف في السين المهملة. (خط (¬2) عن ابن مسعود). 10007 - "يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان: الحرص والأمل. (حم ق ن) عن أنس (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 217) رقم (590)، وانظر المجمع (8/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8169). (¬2) أخرجه الخطيب في تاريخه (1/ 55)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6446).

(يهرم ابن آدم) يبلغ سن الهرم وهو الشيخوخة (ويبقى منه اثنتان) لا يهرمان بهرمه كما يدل له الأثر الآخر "يشيب المرء ويشب معه خصلتان الحرص وطول الأمل". (الحرص) على العيش. (و) طول (الأمل) في الحياة. (حم ق ن (¬1) عن أنس). 10008 - "يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء. الشيرازي عن أنس، الموهبي عن عمران بن حصين، ابن عبد البرقي العلم عن أبي الدرداء؛ ابن الجوزي في العلل عن النعمان بن بشير". (يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء) في سبيل الله. (فيرجح مداد العلماء) أي يوضع هذا ويوضع هذا وقد علم أن أعلا ما للشهيد دمه وأدنى ما للعالم مداده وهو من أدلة من قال إن العالم أفضل من الشهيد. قال ابن الزملكاني: وهو حديث لا تقوم به الحجة وقد أوضح العلماء في تضعيفه المحجة وورد ما يدل على تساويهما في الدرجة والإنصاف أن الذي ورد للشهيد من الخصائص وصح فيه من دفع العذاب وغفران النقائص لم يرد مثله للعالم بمجرد علمه ولا يمكن أحد أن يقطع له في حكمه وقد يكون لمن هو أعلى درجة ما هو أفضل من ذلك وينبغي أن يعتبر حال العالم وثمرة علمه وماذا هو عليه وحال الشهيد وثمرة شهادته وما أحدث عليه فيقع التفضيل بحسب الأعمال والفوائد فقد يظهر بذلك أن العالم الواحد أفضل من جماعة من الشهداء أو الشهيد الواحد أفضل من جماعة من العلماء. (الشيرازي (¬2) عن أنس، الموهبي عن عمران بن حصين) ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (3/ 115)، والبخاري (6421)، ومسلم (1047)، والترمذي (2339)، وابن ماجه (4234). (¬2) أخرجه الشيرازي كما في الكنز (28715) عن أنس والموهبي كما في الكنز (28715) عن عمران، وابن عبد البر في العلم (115) عن أبي الدرداء، والجرجاني في تاريخ جرجان (1/ 91) عن النعمان بن بشير، وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 81) وانظر كشف الخفاء (2/ 262)، =

أخرجه عنه في فضل العلم (ابن عبد البر في كتاب العلم عن أبي الدرداء؛ ابن الجوزي في كتاب العلل المتناهية عن النعمان بن بشير) قال الحافظ العراقي سنده ضعيف انتهى وقال ابن الجوزي عقب إخراجه في العلل: حديث لا يصح وهارون بن عنبر أحد رجاله قال ابن حبان لا يجوز الاحتجاج به. ¬

_ = وقال الألباني في ضعيف الجامع (6447)، والضعيفة (4832): موضوع.

[فصل في المحلى بأل من هذا الحرف]

[فصل في المحلى بأل من هذا الحرف] 10009 - " اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول. (حم طب) عن ابن عمر (صح) ". (اليد العليا) وهي المعطية (خير) عند الله وفي لفظ: "أفضل" (من اليد السفلى) وهي الآخذة سواء كان سائلًا أو غير سائل (وابدأ) في الإنفاق (بمن تعول) من يلزمك نفقته، وتقدم "ابدأ بنفسك" فالمراد هنا بعد البداية بالنفس، يقال: عال الرجل أهله: أي قام بما يحتاجون إليه وتمام الحديث عند مخرجه الطبراني "أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك". (حم طب (¬1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح. 10010 - "اليمن حسن الخلق. الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة". (اليمن) في الإنسان. (حسن الخلق) فمن حسنت أخلاقه فقد كمل يمنه وزال شمؤمه على نفسه وعلى من يتصل به، ويؤخذ منه أن الشؤم سوء الخلق فما أبقى حسن الخلق خلة شريفة إلا وهو أصلها. (الخرائطي (¬2) في كتاب مكارم الأخلاق عن عائشة) سكت عليه المصنف، وقال الزين العراقي: سنده ضعيف. 10011 - "اليمين على نية المُسْتَحْلِف. (م هـ) عن أبي هريرة (صح) ". ¬

_ (¬1) أخرجه أحمد (2/ 4)، والطبراني في المعجم الكبير كما في المجمع (3/ 115)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (8195). (¬2) أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (43)، والقضاعي في مسند الشهاب (54)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (6452)، والضعيفة (2268).

(اليمين) التي تجب للمدعي على غريمه تكون (على نية المُسْتَحْلِف) بكسر اللام اسم الفاعل ولا أثر لنية الحالف لو أراد تحويل النية وهذا في ما يستحلف بحق. (م هـ (¬1) عن أبي هريرة) تفرد بإخراجه مسلم. 10012 - "اليوم الموعود يوم القيامة، والشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، ويوم الجمعة ذَخَرَهُ الله لنا، وصلاة الوسطى صلاة العصر. (طب) عن أبي مالك الأشعري (ض) ". (اليوم الموعود) [4/ 404] المذكور في الآية (يوم القيامة) لأنه وعد الله الخلائق إليه للفصل بينهم وإثابة المطيع وعذاب العاصي (والشاهد) المذكور في الآية أيضًا {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3] (يوم الجمعة) لأنه يشهد لمن حضر صلاة الجمعة. (والمشهود) المذكور في الآية أيضًا (يوم عرفة) لأن الناس يشهدونه ويحضرونه ويجتمعون فيه وكل مشهود شاهد وكل شاهد مشهود ولكن خص كل يوم باسم. (ويوم الجمعة) مبتدأ (ذَخَرَهُ الله لنا) خبره ففات الأمم السابقة قبلنا فهم لنا تبع اليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد كما ورد بهذا في حديث آخر. (وصلاة الوسطى) التي أبهمها الله في الآية (صلاة العصر) وفيها أقوال أخر لكن هذا النص إن ثبت لا يقدم عليه غيره، والحديث مسوق من أوله لتفسير ألفاظ قرآنية. (طب (¬2) عن أبي مالك الأشعري) رمز المصنف لضعفه، قال ابن القيم (¬3): الظاهر أن هذا من تفسير أبي هريرة. ¬

_ (¬1) أخرجه مسلم (1653)، وابن ماجة (2120). (¬2) أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 298) رقم (3458)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (8200). (¬3) انظر: زاد المعاد (1/ 398).

قلت: إن ثبت عنه فله حكم الرفع لأنه لا يقال مثله بالرأي. 10013 - "اليوم الموعود يوم القيامة، واليوم المشهود يوم عرفة، والشاهد يوم الجمعة، وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه: فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له، ولا يستعيذ من شيء إلا أعاذه الله منه (ت هق) عن أبي هريرة". (اليوم الموعود يوم القيامة) كما سلف وهو إخبار للعباد بالجد في العمل فإنه موعد أجور عمل العاملين. (واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة) فإن اتفق جمعة وعرفة اتفق الشاهد والمشهود ولذا كان وقفة الجمعة لها مزية على غيرها من الأيام وأما حديث "أنها إذا كانت الوقفة الجمعة كانت الحجة بسبعين حجة" فهو حديث غير صحيح كما بين ذلك ابن القيم في أوائل الهدي النبوي. (وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه) أي من يوم الجمعة وقد سرد ابن القيم في كتابه زاد المعاد (¬1) عدة خصائص تنيف على ثلاثين خاصية اختص بها يوم الجمعة وألف المصنف رحمه الله كراريس في ذلك منها ما ذكره هنا بقوله: (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له) وقد اختلف السلف والخلف في هذه الساعة على أقوال عديدة وأقربها أنها بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس. (ولا يستعيذ من شيء إلا أعاذه الله منه). (ت هق (¬2) عن أبي هريرة). اللهم إنا نسألك جوامع الخير وفواتحه وأوله وآخره والدرجات العلا من ¬

_ (¬1) انظر: زاد المعاد (1/ 376). (¬2) أخرجه الترمذي (3339)، والبيهقي في السنن (3/ 170)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (8201).

الجنة، ونعوذ بك من علم لا ينفع وقلب لا يخشع وعين لا تدمع ونفس لا تشبع ودعاء لا يسمع، اللهم كما أعنت على ما سهلته من جمع هذا الشرح فأسألك أن تخلص النية وتصلح الطوية وتنفع به البرية ونستغفرك ونتوب إليك من كل ما لا ترضاه من الأقوال والأفعال ونسألك حسن الختام في الأعمال. قال مؤلف الأصل الإِمام الحافظ السيوطي رحمه الله: فرغت منه يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الأول سنة سبع وتسعمائة فجزاه الله خيرًا وأسكنه في غرف الجنات وعدة ما اشتملت عليه من الأحاديث النبوية: عشرة ألاف حديث وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثًا. قال في الأم المنقول منها هذا: وفرغت من كتابة هذا الشرح المسمى بالتنوير في وقت الضحى من يوم الاثنين سادس شهر الحجة الحرام المنتظم في شهور سنة أربعة وخمسين ومائة وألف ختمها الله وما بعدها من الأعوام بكل خير وإنعام وسلامة وحسن ختام، وصلى الله على سيد الأنام محمَّد ابن عبد الله وعلى آله الأئمة الأعلام، بمحروس صنعاء حرسها الله. وكتب الفقير إلى الله سبحانه محمَّد بن إسماعيل بن صلاح الأمير عمر الله قلبه بتقواه وأصلح له أولاه وأخراه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وتم نقل هذا الشرح المبارك ضحوة يوم الأحد (¬1) تاسع عشر شهر محرم الحرام سنة ثمانية وخمسين ومائة وألف سنة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. بعناية سيدي الوالد العلامة عز الإِسلام والدين محمَّد بن إسماعيل الأمير حفظه الله [4/ 405] وبلغه من الدارين ما يهواه وغفر لنا وإياه ما أسلفنا من ¬

_ (¬1) في هامش الأصل: بلغ بحمد الله سبحانه وتعالى قراءة وتصحيحا والحمد لله رب العالمين.

الذنوب اجترحناه ووالدينا والمسلمين أجمعين بحق سيد المرسلين محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وآله أجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وهو حسبي وكفى ونعم الوكيل (¬1). ... ¬

_ (¬1) بحمد الله وتوفيقه تم الفراغ من تحقيق وتخريج هذا الشرح العظيم يوم الجمعة المبارك الخامس والعشرين من جمادى الأولى من عام 1429 هـ من هجرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في منزلي الكائن في حي الريان، بمدينة الرياض، المملكة العربية السعودية صانها الله وحماها. وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

§1/1