التلخيص في معرفة أسماء الأشياء

العسكري، أبو هلال

بسم الله الرحمن الرحيم قال الشَّيخُ أبو هلالٍ الحسنُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سهلٍ، رحمَهُ اللهُ: هذا كتابُ التلخيصِ فِي معرفةٍ أسماءِ الأشياءِ ونعوتِهَا، وشرحِ أنواعِها وفنونِها الَّتِي تفتقرُ عامةُ أهلِ الأدبِ إِلَى علمِهَا، وتحتاجُ إِلَى إتقانها وحفظها. قدْ هذبْتُهُ، وشذبْتُهُ، ونقَّحْتُهُ، وأوضحْتُهُ، ونفَيْتُ الشواغلَ عنهُ بإسقاطِ الشَّواهدِ والتَّصاريف منهُ، إِلاَّ نَبْذاً يسيراً مُتفرَّقاً فِي أثنائِهِ، لا يَشغَلُ خاطراً، ولا يُمِلُّ ناظراً، لتتدانى شُعَبُهُ، وتَتقاربَ سُبُلهُ، ولا يَكْبُرَ عنِ المبتدئينَ، ولا يَصغُرَ عنِ المتوسِّطينَ. أسألُ اللهَ الانتفاعَ بِهِ والعونَ على أداءِ حقِّهِ فيْهِ، واستمِدُّ مِن عندهِ العِصمةَ، واستوهِبُهُ تمامَ النِّعمةِ. وهو تعالى وليٌُ ذلكَ ومُوليهِ، بمنِّهِ ولُطفهِ. وقدْ قدَّمتُ إنشاءَ هَذَا الكتابِ لكَ، أيَّدكَ اللهُ، قصداً لمِتعتِكَ، والزِّيادةِ فِي معرفَتِكَ، وبالَغْتُ فِي توخِّي إفادتِكَ. فضمَّنْتُهُ منْ أسماءِ أعضاءِ خَلقِ الإنسانِ وأوصافِهَا، وذِكرِ أخلاقِهِ وأصنافِهَا، ومِن أسامي الآلاتِ

والأدواتِ، وألوان المَطعُوماتِ والملبوساتِ، وأجناسِ البهائمِ والطُّيورِ والحَشَراتِ، وغيْرِ ذلكَ مِن أسماءِ السَّحابِ والأمطارِ، وأوصافِ النٍباتِ والأشجارِ، وذكرِ المِياهِ والأنهارِ، ونعوتِ الأَحْساءِ والآبارِ، وتَسميةِ الأبنيةِ والدُّورِ، والمنازلِ والقُصورِ، ما عَجزَ جميعُ كُتُبِ الأسماءِ والصِّفاتِ عن بُلوغِ غايتهِ فيهِ، وقَصَّرَ عن التَّخطِّي إِلَى انتظامِ معانيهِ. وإذا تأمَّلْتَ كتابَ لُغْذَة عَرَفْتَ صحَّةَ قولي هذا. لأنَّكَ تراهُ قد اشتغلَ فيهِ وبالتَّصاريفِ وتفسيرِ الشَّواهدِ اشتغالاً طويلاً، لا يُجدِي على المبتدئينَ، ولا يحتاجُ إليهِ المتوسِّطونَ. فأُغْفَلَ أكثرَ أسماءِ الأشياءِ الَّتِي أنشأَ الكتابُ لأجلِهَا، ووسمهُ بذِكرِهَا. وكتابُ الدَّيْمَرتي فِي مذهبِ كتاب لُغْذَهَ، إِلاَّ أنَّهُ أصلحُ قليلاً للمبتدِئِ، وأخفُّ عليه مَحْملاً، وأقْصَدُ مَذْهباً، وكتابُنا هَذَا أَجمَعُ لما أُرِيدَ بهِ، وأوضحُ وأسهلُ وأقربُ. (وهو مشتملٌ على أربعينَ باباً) البابُ الأوَّلُ فِي أسماءِ أعضاءِ الإنسانِ، وذِكرِ الحَملِ والولادةِ، وما يجري معَ ذلكَ. البابُ الثَّاني فِي ذكرِ أسماءِ أفعالِ الإنسانِ، وتصرُّفِ أحوالِهِ، وما يدخلُ فِي مَدْحِهِ وذَمِّهِ. البابُ الثَّالثُ فِي ذكرِ القَرَاباتِ. البابُ الرابعُ فِي ذكرِ أسماءِ الكُسْوةِ وصفاتِهَا، وذِكرِ أُصولِهَا، وذِكْرِ

الخِياطةِ والنِّساجةِ وأدواتِ النَّساجينَ، وما يجري معَ ذلكَ. البابُ الخامسُ فِي ذكرِ الفُرُشِ والوسائدِ والنَّمَطِ، وما يجري معَ ذلكَ. البابُ السَّادسُ فِي ذكرِ النَّعلِ والخُفِّ، وأدواتِ الأساكِفةِ والحذَّاءينِ. البابُ السَّابعُ فِي أسماءِ الدُّورِ والمنازلِ وأدواتِ البنَّائينَ. البابُ الثَّامنُ فِي ذكرِ الأبوابِ والأغلاقِ وأدواتِ النَّجارينَ. البابُ التَّاسعُ فِي ذكرِ الآنيةِ والأثاثِ والآلاتِ وما يُستعمَلُ فِي البُيُوتِ. البابُ العاشرُ فِي ذِكرِ الموازينِ والمكاييلِ والنُّقُودِ. البابُ الحادي عشرَ فِي ذكرِ المُحِلاَّتِ والظُّرُوفِ. البابُ الثَّاني عشرَ فِي ذكرِ الرَّحى. البابُ الثَّالثَ عشرَ فِي ذكرِ النَّارِ والسِّراجِ. البابُ الرابعَ عشرَ فِي ذكرِ الحُلِيِّ. البابُ الخامسَ عشرَ فِي أسماءِ جواهرِ الأرضِ. البابُ السَّادسَ عشرَ فِي ذكرِ الأطعمةِ. البابُ السَّابعَ عشرَ فِي أسماءِ الطِّيبِ. البابُ الثَّامنَ عشرَ فِي ذكرِ السَّماءِ والنُّجومِ واللَّيلِ والنَّهارِ والأوقاتِ. البابُ التَّاسعَ عشرَ فِي ذكرِ الرِّياحِ. البابُ العشرونَ فِي ذكرِ السَّحابِ والمطرِ والرَّعدِ والبرقِ. البابُ الحاديَ والعِشرونَ فِي ذكرِ الآبار والأرْشيَةِ والدِّلاءِ. البابُ الثانيَ والعِشرونَ فِي ذكرِ الأنهار والأحْساءِ، وصفاتِ المياهِ والغُدرانِ. البابُ الثَّالثِ والعِشرونَ فِي أسماءِ النَّباتِ والبُقُولِ والرَّياحينِ. البابُ الرابع والعِشرونَ فِي ذكرِ الزِّراعةِ وأدواتِ الزَّرَّاعينَ وأسماء الحُبُوبِ. البابُ الخامسُ والعِشرونَ فِي أسماءِ الشَّجرِ وصفاتِهَا، وذكرِ النَّخيلِ والرُّطْبِ والتَّمْرِ، وما يجري معَ ذلكَ. البابُ السَّادسُ والعِشرونَ فِي صفاتِ العِنَبِ، وذكرِ الخمْرِ وأسمائِهَا وصفاتِهَا، وذكرِ الفاكهةِ. البابُ السَّابعُ والعِشرونَ فِي أسماء الأرَضينَ، وأسماء الفَلَواتِ والجِّبالِ

والرِّمالِ. البابُ الثَّامنُ والعِشرونَ فِي ذكرِ أصنافِ السِّلاحِ، وأسماءِ مواضِعِ الحَرْبِ، وصفاتِ الجيوشِِ والكتائبِ. البابُ التَّاسعُ والعِشرونَ فِي ذكرِ الخيلِ، وصفاتِ السَّرْجِ واللِّجَامِ. البابُ الثَّلاثونَ فِي ذكرِ الإبِلِ وأوصافِهَا فِي جميعِ أحوالِهَا. البابُ الحادي والثَّلاثُونَ في ذِكْرِ البَقَرِ والغَنَمِ والألْبَانِ البابُ الثَّانيَ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الوُحوشِ. البابُ الثَّالثَ والثَّلاثونَ فِي أسماءِ السِّبَاعِ. البابُ الرابعُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الهَوَامِ. البابُ الخامس والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الطُّيورِ. البابُ السَّادسُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الصُّنَّاعِ. البابُ السَّابعُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الأدويةِ، وذكرِ الأصباغِ. البابُ الثَّامنُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ الدَّواةِ والأقلامِ والكُتُبِ. البابُ التَّاسعُ والثَّلاثونَ فِي ذكرِ المَلاهِي ومَلاعِبِ الصِّبْيانِ. البابُ الأربعونَ فِي أسماءِ أشياءِ مُختلفةٍ. واللهُ الموفِّقُ للصَّوابِ، والهادي إِلَى الرَّشادِ، وهو حسبيَ، ونِعمَ الوكيلُ.

الباب الأول في أسماء أعضاء الإنسان، وذكر الحمل والولادة وما يجري مع ذلك

البابُ الأوَّلُ في أسماءِ أعضاءِ الإنسانِ، وذكرِ الحملِ والولادةِ وما يجري معَ ذلكَ قالَ اللهُ تعالى: {فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ}. وأصلُ النُّطفةِ الماءُ القليلُ، يُقالُ: هَذِهِ نُطفةٌ عَذْبةٌ، أي ماءٌ قليلٌُ عذبٌ. وهوَ المَنِيُّ، يُقالُ: أَمْنى الرَّجلُ، يَمني إمناءً. وفي القرآن الكريمِ: {أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ}. والمَذْيُ مصدرُ مَذَى الرَّجلُ، يَمْذِي مَذْياً، وهو ما يَخرجُ منَ الإنسانِ عندَ المُلاعبَةِ والنَّظرِ. والوَدْيُ مصدرُ وَدَى الرَّجلُ، يَدِي وَدْيَاً، وهوَ الماءُ الرَّقيقُ يَخرجُ بعدَ البولِ. وهُمَا المَذْيُ والوَدْيُ، سُمِّيَا بالمصدرِ. والعامَّةُ تقولُ: المذيُ والوديُ، كما تقولُ المنيُ، وأجازهُ المُفضَّلُ. والعَلَقَةُ الدَّمُ، أي يصيرُ المنيُ دماً فِي الرحمِ. والمُضْعَةُ منَ اللَّحمِ وغيرهُ قَدْرُ ما يُمضَغُ. ويُقالُ: جامعَ الرَّجلُ المرأةَ، وباضَعها مُباضَعةً وبضاعاًَ، ولامَسها، وفي

القرآنِ: {أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء}. وقدْ حَمَلَتِ المرأةُ، وهي حاملٌ. والحَمْلُ ما كانَ فِي بَطْنٍ أو على رأسِ شجرةٍ. والحَمْلُ ما كانَ على ظهرٍ أو رأسٍ. وقد حَبِلَتِ المرأةُ، وهي حُبْلَى. ويُقالُ لها أوَّلَ ما تَحْمِلُ: نَسُوءٌ، وقد نُسِئَتْ، ونِسَاءٌ أَنْساءٌ. وهوَ من التَّأخيرِ، وذلكَ أنَّها إِذَا حَبِلَتْ تأخَّرَ حَيْضُهَا. فإنِ اشتهَتْ على حَملِها شيئاً فهيَ وَحْمَى، ووَحِمَةٌ. ووَحِمَتْ وَحَماً ووِحَاماً. ووَحَّمْناها، إِذَا أطعمْناها ما تَشتَهِي. فإذا استبانَ حَملُها قيلَ: قد أَرْأَتْ، فهيَ مُرْءٍ. وهوَ منَ الرُّؤْيَةِ. ويُقالُ لِوَجَعِ الِولادِ: المَخَاضُ والطَّلْقُ. والمرأةُ مطلوقةٌ، وممخوضةٌ ومَخِضَةٌ وماخِضٌ. وقد طُلِقَتْ. ومُخِضَتْ وتَمَخَّضَتْ. والحِسُّ ألمٌ تجدُهُ المرأةُ بعدَ الولادةِ. فإذا حَملَتْ فِي آخرِ قَرْئِها، وهوَ الطُّهرُ فِي قولِ بعضِهِم، قيلَ حملتهُ وُضْعاً وتُضْعاً. وقالَ بعضهم: القَرْءُ الحَيْضُ. والصَّحيحُ أنَّهُ الطُّهْرُ والحَيضُ جميعاً، وهو منَ الأضدادِ. وكلُّ شيءٍ أتاكَ لوقتٍِ معلومٍ فقد أتاك لِقَرْئِهِ. قالَ الأعشى: مُوَرَّثةً مَالاً وفي الحَيِّ رِفعةً ... لِما ضاعَ فيها من قُرُوءِ نسَائِكا يَعني الطُّهرَ، والقُروءُ جمعُ قُرْءٍ، ويجوزُ أنْ يكونَ مصدراً، يعني الطُّهر. وقال رسولُ

اللهِ صلى الله عليه وسلم للمرأةِ: تَقعُدُ أيَّامَ أَقْرَائِهَا. أي تقعدُ عنِ الصَّلاةِ أيَّامِ الحَيْضِ. وقالَ الشاعرُ: كَرِهْتُ العَقْرَ، عَقْرَ بنِي شُلَيْلٍ ... إذا هَبَّتْ لقارِئِها الرِّياحُ أرادَ لوقتِها، يعنيْ الشِّتاءَ. وقارِئُها ها هنا بمعنى المصدرِ، مثلُ العافيةِ والعاقبةِ. فإنْ حَملَتْ وهي تُرْضِعُ فهيَ مُغْيِلٌ، والولدُ الَّذِي تُرضِعُهُ مُغْيَلٌ. واللَّبنُ الغَيْلُ. وقد أغِيْلَتْ. وهذا خرجَ على الأصلِ، والقياسُ أغالَتْ، فهيِ مُغِيْلٌ. وقد جاء كذلكَ. والولدُ مادامَ فِي بطنِ أُمِّهِ فهو جُنِيْنٌ، والجَّمعُ أجِنَّةٌ. فإنْ وَلَدَتْ واحداً فهي بِكْرٌ، والولدُ بِكْرٌ، وأبوهُ بِكْرٌ، وقيلَ: لا يُقالُ ذلكَ مُطلقاً، إنَّما يُقالُ: هوَ بِكْرُ أبَوَيْهِ.

فصل في جماعة خلق الإنسان

فإنْ وَلَدَتْ اثنينَ فهي ثِنْيٌ فإنْ خرجَ رِجْلاَ المولودِ قبلَ رأسهِ قيلَ: ولَدَتْهُ يَتْنَاً، وقدْ أيْتَنَتْ. فإن خرجَتْ يداهُ فهوَ الوَجِيْهُ. والعِقْيُ ما يَخرجُ من الصَّبيِّ ساعةَ يُولَدُ. والعَقْيُ، بالفتحِ، المَصْدَرُ. فإنْ أسْقَطَتْ فهوَ سِقْطٌ وسُقْطٌ. فإن ولَدَتْهُ وقد تمَّتْ شهورُهُ فهي مُتِمٌّ، وقد أَتَمَّتْ، وقد وَلَدَتهُ لِتَمامٍ. والرَّبِيْكَةُ أوَّلُ مَصَّةٍ يَمَصُّها الصَّبيُ من لَبَنِ أمِّهِ. والضَّبيكُ مِثلُها. ويُقالُ: رَضَعَ المولودُ أُمَّهُ، وأرضعَتْهُ هي. ومَلَجَ الصَّبيُ ثَدْيَ أُمِّهِ. وفي الحديثِ: لا تُحَرِّمُ الإمْلاجةُ والإمْلاجتَانِ، أي أنَّ الَّذِي يُحرِّمُ منَ الرَّضاعِ الرَّيِّ، هكَذَا قيلَ. وهذا تأويلُ قولِ النَّبيِّ عليهِ السَّلامُ: الرَّضاعةُ منَ المَجَاعةِ. وليسَ كذلكَ، إنَّما هَذَا دليلٌ على أنَّ رَضاعَ الكبيرِ لا حُكْمَ لهُ. ويُقالُ: رِضاعٌ، بكسرِ الرَّاءِ، فإذا أدخلَتْ الهاءُ فَتَحْتَ الرَّاءَ فقلتَ: رَضاعةٌ. ويجوزُ الكسرُ فيها. والرَّضاعةُ من اللُّؤمِ بالفتحِ لا غيرُ. يُقالُ: رَضُعَ، بضمِّ الضَّادِ، رُدَّ إِلَى نظيرهِ فِي المعنى، وهو قولُكَ: لؤم. فصلٌ فِي جماعةِ خَلْقِ الإنسانِ جماعةُ خَلْقِ الإنسانِ الشَّخصُ والطَّللُ والآلُ والسَّمامةُ والسَّماوةُ

فصل في ذكر القامة

والشَّبحُ والشَّذَفُ والسَّوادُ. يُقالُ: تَطالَلْتُِ، أي ترفَّعْتُ لأنظرَ إِلَى شيءٍ بعيدٍ، وهو منْ الطَّلَلِ. فصلٌ فِي ذكرِ القامةِ الأُمَّةُ والقامةُ، وقيلَ: قامةٌ وقُومهُ وقَوَامٌ وقُومِيَّةٌ وقَدٌّ. ورجلٌ مقدودٌ، حَسَنُ القَدِّ ومُقَذَّذٌ، بالذَّالِ مُعْجَمَةً، أُخِذَ منَ القُذَّةِ. ويُقالُ لشخصِ الإنسان إِذَا كانَ قاعداً أو مُضْطَجِعاً: جُثَّةٌ، وإِذَا كانَ قائِماً أو راكباً: قِمَّةٌ. والقِمَّةُ أيضاً وَسَطُ الرَّأسِ. والجُثمانُ والجُسمانِ الجِسْمُ، وكذلكَ الأجلادُ والتَّجاليدُ. وليسَ للتَّجاليدِ واحدٌ، ولا للأجلادِ. ولا نعرفُ للجُثمانِ ولا الجُسمانِ جَمْعاً. فصلٌ فِي ذكرِ الرَّأسِ جِلْدَةُ الرَّأس: الفَروةُ والشَّواةُ. فظاهِرُها وظاهِرُ سائرِ الجِلْدِ بَشَرَةٌ. وباطِنُها وباطنُ سائرِ الجلدِ أَدَمَةٌ. ويُقالُ: بَشَرْتُ الأديمَ، إِذَا أخذْتُ ظاهرهُ بشفرةٍ. وقالَ ابْنِ السِّكِّيتِ: بَشَرْتُهُ، إِذَا أخذْتُ باطِنَهُ. ويُقالُ لأعلى الرَّأسِ القُلَّةُ. وكذلكَ أعلى الجَبَلِ. والهامةُ معظمُ الرَّأسِ. وفيها اليافوخُ، وهو المَوضِعُ الَّذِي لا يَلْتَئِمُ منَ الصَّبيِّ إِلاَّ بعدَ سنتينِ أو نحوِ ذلك. وهو النَّمَغَةُ والرَّمَّاعَةُ. والعَظْمُ الَّذِي فيه الدِّماغُ الجُمْجُمَةُ. وقبائِلُهُ: قِطَعُهُ المَشعُوبُ بعضُها ببعضٍ، وهيَ أربعٌ، والواحدةُ قبيلةٌ. ومَواصلُ القبائلِ الشَّؤونُ، الواحدُ شأنٌ، وهي مجاري الدُّموعِ عندَهُمْ.

فصل في صفات الرأس

وأمُّ الدِّماغِ الجِلدةُ الرَّقيقةُ الَّتِي أُلْبِسَها. ويُقالُ للشَّجَّةِ إِذَا بلغَتْ أُمَّ الدِّماغِ: مأمومةٌ وآمَّةٌ. وقد أمَّهُ يؤمُّهُ، إِذَا ضربَهُ آمَّةً، وهو مأمومٌ والفَرَاشُ عِظامٌ رِقاقٌ فِي الحواجبِ. والفَراشُ كلُّ عظمٍ رقيقٍ كقشرِ البصلِ يطيرُ عنِ العظمِ إِذَا ضُرِبَ. والذُّؤابةُ أعلى الرَّأسِ. وأعلى كلِّ شيءٍ ذُؤَابَتُهُ. والقَمْحُودَةُ: النَّاشِزَةُ فوقَ القفا. والجمعُ قَماحِدُ وقَماحِيْدُ. والفأسُ حَرْفُها. والقَرنانِ حَرْفا الهامةِ مِنْ عَنْ يمينٍ وشمالٍ. والقَذَالُ ما بين النَّقرةِ والأُذُنِ. وهما قذالانِ. والجمع قُذُلٌ. والنَّقرةُ مُنْقَطَعُ القَمْحُودَةِ. والذِّفْرَيانِ الحَيْدَانِ النَّاتِئانِ عن يمينِ النَّقرةِ وشمالِها. والدَّائرةُ: الشَّعرُ الَّذِي يَستديرُ على القَرْنِ. والفَوْدَانِ ناحِيَتا الرَّأسِ، مِن كلِّ شِقٍّ فَوْدٌ. والمَسائحُ ما بينَ الأذُنِ والحاجبِ، تَصعَّدُ حَتَّى تكونَ دونَ اليافوخِ. والخُشَشَاوانِ: العَظمانِ الناشزانِ بينَ مُؤخَّرِ الأذُنِ وقُصاصِ الشَّعرِ. ويُقالُ: خُشَّاوانِ وخُشَاوانَ، الواحدُ خُشَّاءٌ وخُشَشَاءٌ. وقالَ الأصمعيُّ: خُشَّاءٌ غيرُ مصروفةٍ. وقُصاصُ الشَّعرِ حيثُ يَنقَطِعُ مِن مُقَدَّمِ الرَّأسِ. والفَهْقَةُ الفِقْرَةُ منَ العُنقِ الَّتِي تَلِي الرَّأسَ. والفائِقُ عُظَيْمٌ صغيرٌ فِي مَغْرِزِ الرَّأسِ منَ العُنُقِ، وهو الدُّرْدَاقِسُ. والمَقَذُّ مُنتهى مَنْبِتِ الشَّعرِ منْ مؤخَّرُ الرَّأسِ. فصلٌ فِي صِفاتِ الرَّأسِ رأسٌ أَكْبَسٌ: عظيمٌ، وكذلك كُبَاسٌ. وهامةٌ كَبْسَاءُ. ورجلٌ كَرَوَّسٌ: عظيمُ الرَّأسِ.

فصل في ذكر الأذنين

والمُصَفَّحُ: الَّذِي يُضغَطُ مِن قِبَلِ صِدْغَيْهِ، فيطولُ ما بينَ جبهتهِ وقفاهُ. والصَّعْلُ الصَّغيرُ منَ الرُّؤوسِ. والمُؤوَّمُ الضَّخمُ المُستديرُ والخَشَاشُ الخفيفُ، شُبِّهَ برأسِ الحيَّةِ. فصلٌ فِي ذكرِ الأُذُنَيْنِ الأذُنانِ. ويُقالُ لهما الأُنْثَيَانِ، والحُذْنَتَانِ. ويُقالُ أيضاً: رجلٌ حُذُّتَهٌ، إِذَا كانَ صغيرَ الأذُنِ. وقيلَ: الحُذُنَّةُ الصَّغيرةُ من الآذانِ. ويُقالُ لهما: القُذَّتانِ. وفيهما الغُضرُوفانِ، والغُرضُوفانِ سَوَاءٌ، وهو ما أشبهَ العَظْمَِ الرَّقيقَ مِن فروعِهِمَا. وحِتَارُ الأذُنِ: كِفافُها مِنْ أعلاَهَا. والشَّحْمَةُ: ما لاَنَ مِنْ أسْفلِها. والوَتِدُ الهُنَيَّةُ النَّاشِزةُ فِي مُقدَّمِها مِمَّا يلي أعْلى العارِضِ. ومَحَارتُها: صَدَفَتُها. والصِّماخُ الخَرْقُ النَّافذُ فيها إِلَى الرَّأسِ. وهو السَّمُّ أيضاً. ويُقالُ للأذُنِ: مِسْمَعٌ، بكسرِ الميمِ. والمَسمَعُ، بالفتحِ، مكانُ الاستماعِ. تقولُ: هوَ منِّي بمَرْأىً ومَسْمَعٍ، أي بحيثُ أراهُ وأسمعُ منهُ. والصَّماليخُ مثلُ القُشورِ تَخرُجُ مِنْهَا، الواحدُ صِمْلاخٌ وصُمْلوخٌ، وهو الوَسَخُ. فصلٌ فِي صِفاتِ الأُذُنِ الصَّمْعاءُ اللَّطيفةُ منَ الآذانِ اللاَّصقةِ بالرَّأسِ. رجلٌ أصْمَعُ، وامرأةٌ صمعاءُ. والاسمُ الصَّمَعُ.

فصل في ذكر الشعر

والخَذا استرخاءُ الأُذُنِ. رجل أخْذَى، وامرأةٌ خَذْواءُ. والاسم الخَذَا. والسَّكَكُ صِغَرُها ولُصُوقُها بالرَّأسِ. رجلٌ أَسَكُّ، وامرأةٌ سَكَّاءُ. والغضَفُ إقبالُها على الوجهِ، وبعضُهم يقولُ على الرَّأسِ، وانكسارُ طَرَفِها. رجلٌ أغْضَفُ، وامرأةٌ غَضْفاءٌ. وهو فِي الكِلابِ إقبالُها على الرَّأسِ. والقَنَفُ عِظَمُها، وانقلابُها على الوجهِ، وتَبَاعُدُها منَ الرَّأسِ. رجلٌ أقْنَفُ، وامرأةٌ قَنْفَاءٌ. والشَّرْفَاءُ من الآذانِ القائمةِ. وكذلك الشَّرَّافِيَّةُ. والماضي من جميعِ ذلكَ (فَعِلَتْ)، والمستقبلُ (تَفْعَلُ)، مثلَ: غَضِفَتْ تَغْضَفُ، وخَذِيَتْ تَخْذَى، وسَكِكَتَ يا رجلُ، تَسَكُّ. وأُذُنٌ حَشَرَةٌ: صغيرةٌ مُحدَّدةُ الطَّرْفِ. وكذلك مُؤَلَّلةٌ، مأخوذةٌ منَ الآلةِ، وهيَ الحَرْبَةُ، ومُؤسَّلةٌ، ومُؤنَّفةٌ. والقَفْعاءُ: المُتَقَفِّعَةُ، والقَفَعُ انزواءٌ فِي أعالِيْها. والقَصْواءُ المقطوعُ مِنْ أعالِيْها شيءٌ. والرَّعْلاءُ المشقوقةُ شَقَّاً واسعاً. والعَضْباءُ: المقطوعةُ مِن أعالِيها أيضاً. والشَّرْماءُ: الَّتِي قُطعَ منْ طَرِفِها شيءٌ يسيرٌ. والصَّلْماءُ: الَّتِي اقتُطعَتْ مِنْ أصلِها. وكذلكَ الكَشْماءُ. والوَفْراءُ: الضَّخمةُ الشَحْمةُ، والجَّدْعاءُ: المقطوعةُ مِنْ أعلاها أيضاً. وأُذُنٌ شَفَارِيَّةٌ: طويلةٌ عريضةٌ. والخَرْماءُ: الَّتِي شُقَّتْ شَحمتُها. ورجلٌ أُذانِيٌّ: كبيرُ الأُذُنِ. وشعرُ الأُذُنِ: الغَفْرُ. وفي الأُذُنِ الوَقْرُ، وهو الثِّقَلُ فيها حَتَّى يَسْمَعَ بعضَ الأشياءِ. والصَّمَمُ أنْْ لا يَسمعَ شيئاً، وأصلُهُ منَ الصَّمِّ، وهو السدُّ. فصلٌ فِي ذكرِ الشَّعَرِ يُقالُ شَعَرٌ وشَعْرٌ، وبالتَّحريكِ أجودُ. ويُقالُ لشَعَرِ الرَّأسِ كلِّهِ: الفَرْعُ.

وشَعَرٌ جَعْدٌ. وسَبْطُ خِلافُ الجَعْدِ. والقَطَطَ: الشَّديدُ الجُعودةِ. والمُقْلَعِطُّ: الشَّديدُ الجُعودةِ أيضاً. والفَرَعُ: تمامُ الشَّعَرِ، رجلٌ أفرعُ، وامرأة فرعاءُ. والأثِيثُ: الطَّويلُ الكثيرُ الأصولِ. والجَثْلُ: الكثيرُ منَ الشَّعَرِ. ومنَ النَّباتِ. ورجلٌ أهْلَبُ: كثيرُ الشَّعَرِ، والهُلْبُ: شَعَرُ الذَّنْبِ وغيرِهِ. والوَحْفُ: الكثيرُ الأصولِ منَ الشَّعَرِ والنَّباتِ. والمُسْبَكِرُّ: المُسترخي. والمُستَرْسِلُ: اللَّيِّنُ. الأصمعيُّ: الرَّسْلُ كلُّ مُسترسلٍ، وكلُّ سهلٍ ليِّنٍ. والغُسْنَةُ والخُصْلَةُ واحدٌ، وهي القبضةُ منَ الشَّعَرِ، والجمعُ غُسَنٌ وخُصَلٌ. والعقيصةُ والقصيبةُ والضَّفيرةُ والغديرةُ مثلُ ذلكَ. فأمَّا العُقُصُ فخيوطٌ تُصبَغُ بسوادٍ، ويُوصَلُ بها الشَّعَرُ، وهي القرامِلُ، واحدُها عِقاصٌ. وأصْلُ الضَّفيرةِ منَ الضَّفْرِ، وهو الفَتْلُ بأطرافِ الأصابعِ، والفتلُ بباطنِ الكفِّ. والنُّصَّةُ والقُصُّةُ: الشعرُ الَّذِي يقعُ على وجهِ المرأةِ مِنْ مُقدٍمِ رأسِها. وقيلَ غَديرةٌ، لأنَّها غُودِرَتْ فطالَتْ، أي تُرِكَتْ. وقيلَ قَصيبةٌ وقُصَّابةٌ لأنَّها تَدوَّرَتْ فصارَتْ مثلَ القَصَبةِ. وشَعَرٌ أحْجَنُ: إِذَا كانَ مُنثنِيَ الطرَفِ مثلَ المِحْجَنِ. والقُرُونُ: ماطالَ مِنْ شَعَرِ المرأةِ، والنَّاصيةُ: ما نَبَتَ على مُقدَّمِ الرَّأسِ، وهيَ العِفْرِيةُ. والعُنْصُوَةُ منَ الشَّعَرِ، والجمعُ عَنَاصٍ، قِطَعٌ تَبقى مِنْ شَعَرِ الرَّأسِ. والحِفَافُ: ما أطافَ بالَّرأسِ منَ الشَّعَرِ. واللِّمَّةُ: ما طالَ حَتَّى نالَ المَنكِبينَ، وقيلَ نالَ الأُذُنينَ. وما جاوزَ ذلكَ فهُوَ الجُمَّةُ. والوَفرةُ: مثلُ اللِّمٍةِ.

فصل في ألوان الشعر

والجَلَى، مقصورٌ، والجَلَحُ: أن ينحسرَ الشَّعَرُ من مُقدَّمِ الرَّأسِ، رجلٌ أجلى وأجلحُ. وقد جَلِيَ وجَلِحَ. وجَلِهُ يَجْلَهُ مثلُهُ. والصَّلَعُ: أنْ يبلُغَ الانحسارُ نِصفَ الرَّأسِ. رجلٌ أصلعُ. وقد صَلِعَ. والزَّمَرُ والمَعَرُ: قِلَّةُ الشَّعَرِ. والأمْرطُ: المنتوفُ. والأمْعَطُ مثلُهُ. وتَمَرَّطَ وتَمَعَّطَ: إِذَا تَحَاتَّ شَعَرُهُ. وشعفاتُ الرَّأسِ: أعلى شَعَرهِ، وشَعَفَةُ كلِّ شيءٍ: أعلاهُ. والشُّرْصَةُ والشِّرْصَةَ: النَّزعةُ عندَ الصُّدغِ. والسُّباطةُ: ما يسقطُ منَ الشَّعَرِ إِذَا سرَّحْتَهُ: والقَزَعُ: قِطَعٌ تبقى منَ الشَّعَرِ. والتَّسبيدُ: حَلْقُ الشَّعَرِ، سَبَّدَ رأسَهُ: إِذَا حلقَ شَعَرَهُ. وقَالُوا: هو أنْ يُستأصَلَ جَزُّهُ. والحَرَقُ: قِصَرُ الشَّعَرِ، حَرِقَ يحَرْقَُ حَرْقَاً. وشَعَرٌ مُشعانٌ: مُتَنَفِّشٌ، وقدِ اشْعانَّ اشْعِيْنَاناً. والشَّوْعُ: انتشارُ الشَّعَرِ، وقدْ شَوِعَ. وهوَ أشْوَعُ. وفي الشَّعَرِ الكَشَفُ، وهو دائرةٌ تكونُ فِي قُصاصِ الَّشَعرِ، رجلٌ أكْشَفُ، وامرأةٌ كشفاءُ. والغَمَمُ: أنْ يُغطيَ الشَّعَرُ منْ كَثْرَتِهِ القَفا مِنْ خَلْفٍ، والجَبينَ من قُدَّامٍ، رجلٌ أغَمُّ، وامرأةٌ غمَّاءُ. والحَصَصُ: قِصَرُ الشَّعَرِ حَتَّى كأنَّهُ محلوقٌ. فصلٌ فِي ألوانِ الشَّعَرِ الحُلبوبُ والحُلكوكُ والغِربيبُ والمُسْحَنْكِكُ والحالكُ والمُحْلَوْلَكُ. وقدِ اسْحَنْكَكَ واحْلَولَكَ، كلُّ ذلك الأسودُ. والأصبَحُ، والأملَحُ الَّذِي يعلوهُ بياضٌ مِنْ خِلْقَةٍ. وأكثرُ ذلكَ فِي اللِّحى. والاسمُ الصُّبْحةُ والمُلْحةُ. وقد صَبِحَ ومَلِحَ. ومنهُ الأمغرُ، وهو الَّذِي على لونِ المَغْرَةِ. وقد مَغِرَ يَمْغَرُ مَغْرَاً. والأشمطُ: الَّذِي قد خالَطَ سوادَهُ بَيَاضٌ. وقد شَمِطَ يَشْمَطُ شَمْطَاً.

فصل في ذكر اللحية

فصلٌ فِي ذكرِ اللِّحيةِ اللِّحيةُ تَجمعُ شَعَرَ الوجهِ كلَّهُ. فما كانَ منَ الصُّدغِ إِلَى مَنْبِتِ الأسنانِ فهوَ المُسَاكُ، والعِذارُ. وما انسبلَ مِن مُقدَّمِها فهَو السَبَلَةُ. والسِّبالُ فوقَ الشَّاربِ. والشَّاربُ حَرْفُ الشَّفةِ العُليا. والعَنْفَقَةُ ما تحتَ الشَّفةِ السُّفلى. والعُثْنُونُ طرفُ اللِّحيةِ مِمَّا يلي الصَّدرَ. والنَّكفتانِ مِنْ عَنْ يمينِ العَنْفَقَةِ وشمالِها حيثُ لا يَنبُتُ الشَّعَرُ. الواحدةُ نَكَفَةٌ. فصلٌ فِي صِفةِ اللِّحيةِ كلُ بياضٍ فِي اللِّحيةِ فهو شَيبٌ، قلَّ أو كَثُرَ. وقد شابَ الرَّجلُ يشيبُ، وهو أشيبُ، والجمعُ شِيبٌ. ولمْ يقولُوا: امرأةٌ شيباءُ، اكتفوا بالشَّمطاءِ. فإذا زادَ قليلاً فهو الشَّمَطُ. فإذا كانَ أكثرَ من ذلك قيلَ: قد خَيَّطَ فيها الشَّيبُ. ووخَطهُ الشَّيبُ. فإذا نَصَفَ قيل: قدْ أَخْلَسَتْ. والرَّجلُ مُخْلِسٌ وخالسٌ. فإذا كانتِِ اللِّحيةُ فِي الذَّقنِ ولم تكُنْ فِي العارضينِ فالرَّجلُ سَنُوطٌ وسِنَاطٌ. فإذا لم يكُنْ فِي وجههِ كثيرُ شَعَرٍ فالرَّجلُ ثَطٌّ، مِن قوم ثُطٍّ، وثِطَاطٍ، على غيرِ قياسٍ. وأجاز أبو زيدٍ: رجلٌ أثَطُّ، ولم يُجِزهُ غيرهُ، وهوَ قياسٌ. وإذا كانَ عظيمَ اللِّحيةِ قيلَ: هِلَّوفٌ. وزَبَقَ لِحْيَتَهُ: إِذَا نَتَفَها.

فصل في ذكر الوجه

فصلٌ فِي ذكرِ الوَجْهِ هوَ الوجهُ والمُحيَّا. وحَدُّهُ مِنْ قُصاصِ الشَّعَرِ إِلَى الذَّقنِ. والجبهةُ موضعُ السُّجودِ. والجبينانِ يَكتَنِفانِ الجَبهةَ. ويُقالُ: للخطوطِ الَّتِي فِي الجَبهةِ: الأسِرَّةُ، الواحدُ سِرَرٌ. والوَجْنَةُ ما نَتأَ منَ الوجهِ. والخدُّ أسفلَ منْ ذلكَ. ويُقالُ للخدَّينِ: الدِّيباجتانِ. والقَسِمَةُ أعلى الوَجْنَةِ. والعَوَسُ دخولُ الخدَّينِ حَتَّى يكونَ فيهما كالهَزْمَتَيْنِ: رجلٌ أعْوَسُ، وامراةٌ عَوْساءُ. وفي الوَجْهِ الخالُ، والجميعُ خيلانٌ. معروفٌ. رجلٌ أَخْيَل: بوجْهِهِ خالٌ، وأشْيَمُ بوجْهِهِ شامةٌ. والدَّبَبُ الزَّغَبُ الَّذِي يكونُ على الوجهِ. قالَ الرَّاجزُ: نَتْفَ النِّساءِ دَبَبَ العَرُوسِ والمَحْجِرُ: ما يبدُو منَ النِّقابِ. والحِجاجانِ: العظمانِ اللَّذانِ يَنبُتُ عليهِما الحاجبانِ. والحاجبُ اسم الشَّعَرِ. قالَ أبو حاتم: الحِجاجانِ غارا العينينِ. وغارُ العينِ الوَقْبُ الَّذِي هيَ فيهِ. فإذا طالَ الحاجبانِ حَتَّى يلتقيَ طرفاهُما فذلكَ القَرَنُ، وهما مقرونانِ. والرَّجلُ أقْرَنُ، عنِ ابْنِ السِّكِّيتِ. وقالَ أبو حاتمٍ: لا يُقالُ رجلٌ أقرنُ، إنَّما يُقالُ: رجلٌ مقرونُ الحاجبينِ، بالإضافةِ لا غيرُ. فإن طالاَ ودَقَّا وامتَدَّا إِلَى مؤخرِ العينِ فذلكَ الزَّجَجُ. يُقالُ حاجبٌ

فصل في صفة الجبهة

أزَجُّ. والبَلَجُ الفُرْجَةُ بينَهُما. والعَرَبُ تُسْتحِبُّهُ. رجلٌ أبلجٌ، وامرأةٌ بلجاءُ. وكذلكَ البُلْجَةُ، والبَلْذَةُِ. وحاجبٌ مُهَلَّلٌ: مُقَوَّسٌ. والكَلْثَمَةُ استدارةُ الوجهِ. ومنهُ سُمِّيَ الفيلُ كُلْثُوماً. فصلٌ فِي صِفةِ الجَّبْهَةِ الصَّلْتَةُ: البارزةُ الواسعةُ. والغَمَّاءُ الَّتِي قد ضاقَ عَظمُها، وانْسَبَلَ عليها شَعَرُ ناصيَتَها مِن غيرِ نَزَعٍ. والنَّزعاءُ الَّتِي أدْبرَتْ ناصيَتُها. فإذا كثرَ الشَّعَرُ عليها فهيَ زَبَّاءُ، والاسْمُ الزَّبَبُ. والكَشفاءُ الَّتِي أدْبرَتْ ناصيَتُها، وارتفعَتْ على شَعَرِ صُدغَيْها. فصلٌ فِي ذِكرِ العَيْنِ شحمةُ العينِ الَّتِي تَجمعُ السَّوادَ والبياضَ يُقالُ لها المُقْلَةُ. والسَّوادُ الَّذِي فِي وسطِ البياضِ يُقالُ لهُ الحَدَقَةُ. وفي الحدقةِ النَّاظِرُ، وهو موضعُ البَصَرِ. وإنسانُ العينِ ما يُرى فيها كما يُرى فِي المرآةِ. قال أبو عُبَيْدَةَ: يُقالُ لحدقةٍ فِي جوفِ الحَدَقَةِ: الحُنْدُوْرَةُ والحِنْدِيْرَةُ. والغَرْبانِ منْهُما: مُقدَّمُهما ومُؤخَّرُهما. والغُرُوبُ مجرى الدَّمعِ. وجَفناها غِطاءُ المُقلةِ من أسفلَ وأعلى، والجمعُ أجفانٌ. والشُّفْرُ حرفُ الجَفْنِ، وهو مَنبِتُ الشَّعَرِِ منهُ، والجمعُ أشفارٌ. والهُدْبُ الشَّعَرُ.

فصل في صفة العين

الواحدةُ هُدْبَةٌ. رجلٌ أهدبُ: كثيرُ أهدابِ العينِ. واللَّخْصُ جِماع لحمِ الأجفانِ. فإذا وَرِمَ الجَفنُ قيلَ: لَخِصَ يَلْخَصُ لَخَصاً. والرَّجلُ أَلْخَصُ، والمرأةُ لَخْصَاءٌ. والنَّاظرانِ عِرقانِ على حَرفَي الأنفِ. والمُؤْقُ طرفُها الَّذِي يلي الأنفَ. يُقالُ لهُ: مَأْقٌ، مهموزٌ وغيرُ مهموزٍ، ومَاقٍ أيضاً، مثلُ قاضٍ. واللِّحَاظ طَرَفُها الَّذِي يَلِي الصُّدْغَ. والجَمْعُ لُحُظٌ. وأَدْنَى العَدَدِ أَلْحِظَةٌ. والحَمَالِيقُ نَوَاحِي العَيْنِ. فصلٌ فِي صِفةِ العَيْنِ البَرَجُ عظمُ العينينِ وحُسْنُهُما منْ باطنٍ، رجلٌ أبْرَجُ، وامرأةٌ بَرجَاءُ. والنَّجَلُ سَعَتُهما وحُسنُهما، رجلٌ أنْجَلُ، وامرأةٌ نجلاءُ. وطعنةٌ نجلاءُ: واسعةٌ. وفيها الدَّعجَ، وهو شِدَّةِ سَوادِها فِي شَدَّةِ بَيَاضِها. رجلٌ أدْعَجٌ، وامرأة دَعْجاءُ. والكَحَلُ أنْ تكونَ الحماليقُ سُوداً من غيرِ كُحْلٍ. رجلٌ أكْحَلٌ، وامرأةٌ كَحْلاءُ. وعينٌ سَبْلاَءُ: طويلةُ الأهدابِ. والعَيَنُ سَعَتُها وحُسنُها، رجلٌ أعْيَنٌ، وامرأةٌ عَيْناءُ، وعِيْنٌ. والشُّكْلَةُ: حُمرةٌ تُخالِطُ بَيَاضَها. والجُحُوظُ بروزُ المُقلةِ حَتَّى تخرُجَ منَ الأجفانِ، رجلٌ جاحظٌ، وامرأةٌ جاحظةٌ.

والكُمْنَةُ بقيَّةٌ تبقى منَ الرَّمَدِ. والقمَعُ كَمَدُ لونِ المَأْقِ. والحَوَصُ ضيقٌ فِي مُؤخَّرِها. رجلٌ أحْوَصُ، وامرأةٌ حَوْصَاءُ. والخَوَصُ صِغَرُها وغُؤُورُها. والعَمَشُ ضَعْفُ البصرِ، وتغميضُهُ عندَ النَّظَرِ. ومثلهُ الغَطَشُ، وقريبٌ منهُ الدَّوَشُ. والحَذَلُ حُمرةٌ وانْسِلاقٌ. يُقالُ فِي هَذَا كُلِّهِ للذَّكرِ (أَفْعَلُ)، وللأُنثى (فَعْلاَءُ). والماضي منهُ (فعلَ)، والمستقبلُ (يَفْعَلُ). والسَّماديرُ كالغِشاوةِ تَغشي العينَ. يُقالُ: قدْ غَشِيَها سَمادِيرُ. والقُضأةُ حُمرةٌ واسترخاءٌ يَلحقُ المَأْقَ. وقد قَضِئَ الرَّجلُ، يَقْضَأُ. وفي نَسَبِهِ قُضْأَةٌ، أيْ عيبٌ. والعُوَّارُ والعائرُ والاسْتيخاذُ: شِدَّةُ الرٍمَدِ. يُقالُ: اسْتأخذَ بَصَرُهُ. والوَدَقَةُ بَثْرَةٌ تَخرُجُ فيها. وَدَقَتْ تَدِقُُ. والظَّفرةُ: جِلدةٌ تَلْبَسُ الحَدَقَةَ. والمَرَهُ بياضُ الحماليقِ. رجلٌ أَمْرَهُ، وامرأةٌ مَرهاءُ. والزَّرَقُ أنْ يكونَ سَوادُ العينِ أخضَرَ. والشَّهَلُ أنْ يكونَ بينَ السَّوادِ والحُمرةِ. والحَوَلُ فِي إحدى العينينِ. قال أبو عُبَيْدَةَ: هو مَيلُها إِلَى الحاجبِ. والقَبَلُ انقلابُ المُقلتيْنِ، كلُّ واحدةٍ تُقْبِلُ إِلَى الأُخرَى. والعَمَهُ والكَمَهُ: أنْ يُوْلَدَ أعمى. والعَوَرُ: ذَهابُ إحدى العينيْنِ. والشَّتَرُ انشقاقُ الجَفنِ الأعلى. قالَ أبو عُبَيْدٍ: الشَّتَرُ أنْ ينقلبَ

الجَفنُ الأسفلُ فتظهرَ حماليقُهُ. والشَّوسُ أنْ ينظرَ الرَّجلُ بإحدى عينَيْهِ. والخَزَرُ مثلهُ أو قريبٌ منهُ. والشَّصَا مثل الشُّخوصِ. قالَ أبو عُبَيْدٍ: الخزرُ أنْ تميلَ الحدقةُ من قِبَلِ الأُذُن. والخَثَرُ: خشونةٌ منَ الرَّمْصِ. يُقالُ فِي كلِّ هَذَا للذَّكرِ (أَفْعَلُ)، وللأُنثى (فَعْلاَءُ). والماضي (فَعِلَ) والمستقبلُ (يَفْعَلُ). واللَّحَحُ انْسلاقٌ والتصاقٌ. وقد لَحِحَتْ، بإظهارِ التَّضعيفِ. والتَّدويمُ: دورانُ الحدقةِ. والبَرْشَمَةُ والبَرْهَمَةُ والرُّنُوُّ إدامةُ النَّظرِ. رَنَا يَرْنُو. وبَرْهَمَ يُبَرْهِمُ، وبَرْشَمَ يُبَرْشِمُ. ودَنْقَسَ وطَرْفَسَ: إِذَا نظرَ وكسرَ عينَهُ. واستشرفْتُ الشَّيء واستكففْتُهُ، وهو أنْ تضعَ يدَكَ على حاجبِكَ وتنظرَ إليهِ. واستوضحْتُ الشَّيءَ، إِذَا وضعْتَ يدَكَ على عينِكَ فِي الشَّمسِ، ونظرْتَ إليهِ. ونفَضْتُ المكانَ، إِذَا نظرْتَ جميعَ ما فيهِ. والأشْوَةُ السَّريعُ الإصابةِ بالعينِ. والمرأةُ شوهاءُ. ويُقالُ: جَلَّى بـ (بَصَرِهِ)، إِذَا رَمى بهِ. ورجلٌ شائهٌ وشاهِي البصرِ: حَدِيْدُهُ. والتَّحميجُ إدامةُ النَّظرِ مع قُبحِ العينِ. واستدارةِ الحدقةِ. والشَّفْنُ، بالإسْكانِ: النظرُ فِي اعتراضٍ، شَفَنَ يَشْفِنُ شُفُونَاً وشَفْنَاً.

فصل في ذكر الأنف

وتقولُ. أَتْأَرْتُ الرَّجلُ بَصرِي، إِذَا أتْبَعْتَهُ إيَّاهُ. والتَّقديحُ والتَّدنيقُ والتَّحجيلُ غُؤَورها. قدَّحَتْ ودنَّقََتْ وحجَّلَتْ. وإذا طرحَتِ العينُ الرَّمَصَ قيلَ: قَذَتْ. فإذا صارَ فيها الرَّمَصُ قيلَ: قَذِيَتْ، فإذا ألقيتَهُ فيها قيلَ: أقْذيْتُها وإِذَا أخْرَجْتَهُ منها قيلَ: قِذَّيْتُها. والعَشا ضَعْفُ البَصَرِ، وأنْ لا يُبْصِرَ باللَّيلِ. رجلٌ أعْشَى، وامرأةٌ عَشْوَاءُ. والغَمصاءُ الكثيرةُ الغَمَصِ. والغمصُ والرَّمَصُ واحدٌ، وهو ما يظهرُ فيها منَ القَذى. قال أبو عُبَيْدَةَ: الرَّطْبُ الغَمَصُ، واليابسُ الرَّمَصُ. والمَلحاءُ الشَّديدةُ بياضِ الحدقةِ. والعَمياءُ معروفةٌ. قال أبو عُبَيْدَةَ: والجَّهْراءُ الَّتِي لا تُبْصِرُ فِي الشَّمسِ. فصلٌ فِي ذِكرِ الأَنْفِ يُقالُ للأنْفِ: المَرْسِنُ والمَعْطِسُ والعِرْنِيْنُ والخُرْطُومُ. وقَصَبَتُهُ: عَظْمُهُ مِن أعلاهُ. والمارِنُ: ما لاَنَ من أسفلِهِ. والحاجزُ بينَ المَنْخِرَيْنِ: الوَتَرَةُ. والخِنابتانِ: ما عن يمينِ الأرنبةِ وشمالِها. والرَّوثةُ والأرْنَبَةُ والعَرْتَمَةُ: مُقَدَّمُ الأنفِ. والنُّقْرَةُ الَّتِي تكونُ فوقَ الأنفِ حِثْرِمَةٌ. وقَالُوا: هي النقْرَةُ الَّتِي تحَت الأنفِ. ويُقالُ للأنفِ: المَخَنَّةُ، وللمَنْخِرِ: النَّخَرَةُ. وما كانَ منَ الأنفِ بينَ العظمِ واللَّحمِ فهوَ الغُضروفُ. والخَياشِيمُ عِظامٌ رِقاقٌ فِي داخلِهِ، الواحدُ خيشومٌ. ثمَّ سُمِّيَ الأنفُ خَيْشُوماً.

فصل في صفة الأنف

والنَّخِيْفُ: صوتُ الأنفِ إِذَا بكى صاحبُهُ. فصلٌ فِي صِفةِ الأَنْفِ الشَّممُ ارتفاعُ القَصَبةِ، وانتصابُ الأرنبةِ. والقَنَا ارتفاعُ الأنفِ، واحْديدابُ وسَطِهِ، وسُبُوغُ طَرَفِهِ. والذَّلَفُ: صِغَرُهُ وقِصَرُهُ. والخَنَسُ: تأخُّرُهُ إِلَى الرَّأسِ. والفَطَسُ: انفضاخُهُ وطمأنينةُ وَسَطِهِ. والقَعَمُ: انخفاضُ مُؤخَّرِهِ مِمَّا يلي العينَ. يُقالُ فِي هَذَا كُلِّهِِ للذَّكرِ (أَفْعَلُ)، وللأُنثى (فَعْلاَءُ). وللماضي (فَعِلَ)، وللمستقبلِ (يَفْعَلُ). والخُشَامُ: العظيمُ من الأُنوفِ. فأمَّا الخَشَمُ فداءٌ تُنْتِنُ منهُ ريحُهُ. والجَدَعُ والكَشَمُ أنْ يُقطعَ منهُ شيءٌ. والخَرَمُ أنْ تَنشقَّ الوَتَرَةُ بينَ المَنْخِرَيْنِ. والأَقْعَنُ مثلُ الأفْطَسِ. والخَثَمُ أشدُّ ما يَكونُ منَ الفَطَسِ. رجلٌ أخثمٌ، وامرأةٌ خَثْماءُ. وبهِ سُمِّيَ الرَّجلُ خَيْثَماً. والنَّفْغَةُ ما يُخرَجُهُ الإنسانُ مِن أنْفَهِ منْ مُخاطٍ يَابِسٍ. ومنْ ثمَّ يُقالُ للمُسْتَحْقَرِ: يا نَفَغَةُ. ورجلٌ أُنَافِيٌّ: عظيمُ الأنفِ. وامرأةٌ أنُوفٌ: طيِّبةُ ريحُ الأنفِ. فصلٌ فِي ذِكرِ الفَمِ الفمُ اسمٌ لجملةِ الشَّفتيِنِ والأسنانِ، ومَا فيهِ منَ الاحناكِ واللِّسانِ. وهوَ فَمٌ، بالتَّخفيفِ والفتحِ. والضَّمُّ والكسرُ لُغتانِ رديئتانِ.

ويُقالُ: هَذَا فُو فلانٍ، بالإضافةِ. إِلاَّ أنْ يُضطرَّ الشاعرُ، كقولِ العَجَّاجِ: خَالَطَ مِنْ سَلْمَى خَياِشَيْمَ وَفَا فمنَ الفَمِ الشَّفةُ. والشَّاربانِ: ما انْسبلَ مِنْ أطرافِ الشَّفةِ العُليا. والسَّبْلَةُ الفرقُ وَسَطَ الشَّفةِ العُليا، وهيَ النَّثْرَةُ والوَتِيْرَةُ والحِثْرِمَةُ أيضاً. هكَذَا قالَ أبو مالِكٍ. وقالَ أبو بكرٍ: النَّثْرَةُ الخيشومُ ومَا وَالاَهُ. قال: والحِثرِمَةُ النَّاتئُ فِي وسَطِ الشَّفةِ العُليا. وعن أبي حاتمٍ: خِثْرِمَةٌ، بالخاءِ مُعجَمةً. والتُّرْفَةُ: اللُّحَيْمةُ الصغيرةُ تكونُ زائدةً فِي وسطِ الشَّفةِ السُّفلَى. والطُّرْمَةُ فِي العُليا. فإذا ثَنَّيْتَ قلتَ: طُرْمَتَانِ، ولا تَقُلْ: تُرْفَتَانِ.

فصل في صفات الشفة

والتُّرْفَةُ أيضاً: الطَّعامُ الطَّيِّبُ، أو الشَّيءُ الظَّريفُ يَخُصُّ بهِ الرَّجلُ صاحِبَهُ. هذا قولُ أبو بكرٍ فِي بابِ التَّاءِ من الجَمهرةِ وقالَ فِي النَّوادرِ خلافَ ذلكَ. والإِطَارُ طَرَفُ الجِلْدِ المُسْبَلِ على الشَّفَةِ. فإذا انكشفَ الإطارُ عنِ الشَّفةِ العُليا قيلَ: شَفَةٌ جَلْعَاءُ. والصِّماغانِ، وقيلَ الصَّامغانِ، ما يلي الشِّدْقَينِ منها. والشِّدقانِ: جانِبَا الفَمِ، يُقالُ: رجلٌ أشدقٌ، إِذَا كانَ واسعَ الشِّدقَينِ. والاسمُ الشِّدَقُ. فصلٌ فِي صِفاتِ الشَّفَةِ الظمْياءُ: الدَّقيقةُ. والعَلْماءُ: المُنْشقَّةُ الوَسَطِ، وهو العَلَمُ. رجلٌ أعْلَمُ، وامرأةٌ عَلْماءُ. إِذَا كان مُنشَقَّ الشَّفةِ العُليا. وأمَّا المَشقُوقُ الشَّفةِ السُّفلَى فهوَ الأفْلَحُ. وقيلَ أيضاً: العَلَمُ الشَّقُ فِي الشَّفةِ السُّفلَى. والجَلَنْفَعَةُ: الغليظةُ، وكذلكَ الشَّفَلَّحَةُ. واللَّعْسَاءُ الَّتِي يعلُو حُمرَتَها سَوادٌ، وكذلكَ اللَّمْيَاءُ والحَمَّاءُ. والاسمُ اللَّعَسُ واللَّمَى والحُمَّةُ. ويُقالُ للغليظِ الشَّفةِ: الهُذْلُوْعُ. وفي الفَمِ اللِّثَةُ، وهي مَغرِزُ السِّنِّ. ومَوضِعُ مَغْرِزِها يُقالُ لهُ الدُّرْدُرُ. والعُموْرُ اللَّحمُ الَّذِي فِي أُصولِ الأسنانِ منَ اللِّثَةِ، والواحدُ عَمْرٌ. ومن اللِّثاتِ العَجْفاءُ: الدَّقيقةُ، والبَثْعاءُ: الَّتِي كأنَّها داميةٌ،

فصل في صفة الأسنان

والاسمُ البَثَعُ. والثَّتِنَةُ الدَّاميةُ المُترَبِّدَةُ، والرُّبْدَةُ بينَ الغُبْرَةِ والسَّوادِ. وفي الفَمِ الأسنانُ والأضراسُ. وعددُها اثنانِ وثلاثونَ من فوقٍ ومن أَسفلَ. ورُبَّمَا زادَ، ورُبَّمَا نقصَ. وهي الثنايا والرَّباعيَّاتُ والأنيابُ والضَّواحِكُ والأرْحاءُ والنَّواجِذُ. فالثَّنايا أربعُ، اثنتان مِنْ فَوقِ، واثنتانِ مِنْ أسْفلِ. ثمَّ يليهِنَّ أربعُ رَباعيَّاتٍ، ثِنْتانِ منْ فوقٍ، وثِنْتانِ من أسفلٍ. ثمَّ يليهِنَّ الأضراسُ، وهيَ عِشرونَ ضِرساً، مِنْ كلِّ جانبٍ خَمسةٌ منْ أسفلٍ، وخَمسةٌ من فوقٍ. فمِنَ الأضراسِ الضَّواحكُ، وهي أربعةٌ مِمَّا يَلي الأنيابَ، إِلَى جَنْبِ كُلِّ نابٍ منْ فوقٍ ومنْ أسفلٍ ضاحكٌ. ومنَ الأضراسِ أيضاً الطَّواحنِ، ويُقالُ لها: الأرْحاءُ، وهيَ ما يَلي الضَّواحكَ وعددُها اثنا عَشرَ طاحناً، منْ كلِّ جانبٍ ثلاثةٌ من أسفلٍ، ومثلُها منْ فوقٍ. ثمَّ تَلِي الطَّواحنُ النَّواجذُ، وهي أواخِرُ الأضراسِ، منْ كُلِّ جانبٍ منَ الفمِ واحدٌ من أسفلَ، وواحدٌ من فوقٍ. وقيلَ: إنَّ العوارضَ منَ الأسنانِ ثَمانيةٌ مِنْ فوقٍ، وثَمانيةٌ مِنْ أسْفَلَ. ويُقالُ لِمقَدَّمِ الأسنانِ: الثَّغْرُ. ويُقالُ: اتَّغَرَ الصَّبيُّ تقديرُهُ ادَّكَرَ، إِذَا خرجَ مُقدَّمُ أسنَانِهِ. وثَغِرَ الرَّجلُ، وهو أَثْغَرُ، والمرأةُ ثَغْرَاءُ، إِذَا ذهبَ مُقدَّمُ أسنانِهِ، وثُغِرَ أيضاً، فهوَ مَثغُورٌ. فصلٌ فِي صِفةِ الأَسْنَانِ الأَحَكُّ: الَّذِي ليسَ فِي فمِهِ أسنانٌ، وكذلكَ اللَّططُ. والحَاكَّةُ الأسنانُ. والقَرِدُ الأسنانُ المتراكبةُ الصِّغارُ الَّتِي كأنَّها حَبُّ الرُّمَّانِ. والرٍوْقُ طُولُ مُقَدَّمِ الأسنانِ العُلَى، وكذلكَ الفَوْهُ. وقَالُوا: الفَوْهُ سِعَةُ الفَمِ. ورجلٌٌ أفْوَهُ، وامرأةٌُ فَوْهاءُ. والكَسَسُ أنْ تَذهبَ الأسنانُ حَتَّى تَلْحَقَ باللِّثَةِ. وكذلكَ اليَلَلُ. إقبالُ الأسنانِ على باطنِ الفَمِ معَ قِصَرِها، رجلٌ آيَلُّ، وامرأةٌ يَلاَّءُ،

ورجالٌ ونساءٌ يُلٌّ، وكذلكَ رجلٌ أَكَسُّ، وامرأةٌ كَسَّاءُ، ورجالٌ ونساءٌ كُسٌّ. وقدْ يَلِلَتْ وكَسِسَتْ. والقَصَمُ أنْ يَنكسِرَ نِصفُ السِّنِّ عَرضَاً. والثَّرَمُ أنْ تَنقلِعَ السِّنُّ مِنْ أصلِها. والهَتَمُ أنْ يَسقُطَ مُقَدَّمُ الأسنانِ، والنَقَدُ أنْ يَقَعَ فيها القادِحُ. والسَّاسُ النَّقِدُ، قالَ العَجَّاجُ: غُرُوْبٌ لاَ سَاسٍ ولاَ مُثَلَّمِ وقَالُوا: القَصَمُ أن يَنْكَسِرَ أطرافُها وتَسْوَدَّ. والشَّغَا أنْ يَختلِفَ نِبْتَتُها. والدَّرَدُ سُقُوطُها. واللَّطَعُ أنْ تَنْحَاتَّ وتَقصُرَ حَتَّى تَلحقَ بالحَنَكِ. واللِّصَصُ شِدَّةُ التِصاقِ نِبْتَتِها. يُقالُ فِي كُلِّ هَذَا للذَّكَرِ (أَفْعَلُ)، وللأُنثى (فَعْلاَءُ). والانْقِياصُ أنْ تَنْشَقَّ طولاً. والثُّعْلُ أسنانٌ زوائدُ على عِدَّةِ الأسنانِ مُتراكبةٌ، وهيَ الرَّواوِيْلُ أيضاً، واحدُها رَاوُولٌ. والمَصدرُ الثَّعَلُ، والرَّجلُ أثْعَلُ، والمرأةُ ثَعْلاَءُ، وقد ثَعُلَ الرَّجلُ. وفيها التَّشَاخُسُ وهوَ اختِلاَفُها لِطُولِ العُمُرِ. والسُّنُوخُ ما دَخَلَ منها فِي اللَّحمِ. والحَفْرُ، بالإسْكانِ، صُفْرةٌ تَعلُوها. فإذا اشْتدَّتْ حَتَّى اخْضرَّتْ أو أحْمرَّتْ فهو القَلَحُ، رجلٌ أَقْلَحُ، وامرأةٌ قَلْحَاءُ. ومِمَّا يحمدونَهُ فِي الأسنانِ الأُشُرُ، وهو التَّحَزُّزُ الَّذِي يكونُ فِي أطرافِها. وأَحْسَبُ اشْتقاقهُ منْ قولِهِمْ: أَشَرْتُ بالمِئْشارِ، والظَّلْمُ ماءُ

فصل في صفة الفم

الأسنانِ وبريقُها. والشَّنَبُ بَرْدُها وعُذُوبةُ مَذَاقِها. رجلٌ أشْنَبُ، وامرأةٌ شَنْبَاءُ. والفَلَجُ تباعُدُ ما بينَ الثِّنيَّتيْنِ، وإنْ تَدانَتْ أُصولُهُما. والرَّتَلُ دُونَ الفَلَجِ. وقَالُوا: الرَّتَلُ حُسْنُ تركيبِها واسْتِواءُ نِبْتَيِها. والفَرَقُ تَباعُدُ ما بينَ الثِّنيَّتيْنِ خاصَّةً، رجلٌ أفْرَقُ، وامرأةٌ فَرْقَاءُ. فصلٌ فِي صِفَةِ الفَمِ الضَّجَمُ ميلٌ فِي الفمِ. والضَّزَزُ لُزُوزُ الحنكِ الأعلى بالحنكِ الأسفلِ. والفَقَمُ هوَ أنْ يَضُمَّ الرَّجلُ فاهُ، فتتقدَّمُ ثناياهُ السُّفلَى، فلَمْ تقعِ العُليا علَيْها. والذَّوَطُ قِصَرُ الذَّقَنِ. يُقالُ فِي هَذَا كُلِّهِِ للذَّكَرِ (أَفْعَلُ)، وللأُنثى (فَعْلاَءُ). وامرأةٌ رَشُوفٌ: طيِّبةُ رائحةِ الفمِ. فأمَّا البَهْنَانةُ فالطَّيِّبةُ رائحةِ البَدَنِ والأعْطاف. ذِكْرُ ما فِي الفَمِ قَدْ ذَكَرْنا الأسنانَ. وفي الفمِ بعدَ ذلكَ العَصْبُ وهو ما يَبِسَ على الشَّفتينِ والأسنانِ منَ الرِّيقِ عندَ العطشِ والخوفِ، وقد عَصَبَ الرِّيقُ فاهُ. وهوَ الطَّلْوانُ أيضاً، وقدْ طَلِيَ فمُهُ يَطْلَى طَلَى. وهوَ الطُّرامةُ والدُّاويةُ أيضاً. والبُصاقُ والبُزاقُ. بالزَّاي والصَّادِ، لا يُقالُ بالسِّينِ. ويُقالُ لقطعةٍ منَ الرِّيقِ: ريقةٌ. واللُّعابُ، لَعَبَ الصَّبيُّ يلعبُ. ويُقالُ لِلُّعابِ: السُّعبُوبُ، ويُقالُ لِما يتمدَّدُ منَ العَسَلِ وما أشبهَهُ إِذَا أخذْتَهُ بإصبعِكَ السَّعابيبُ، قيلَ واحدُها سُعْبوبٌ، وقيلَ: لا واحدَ لَها. والمَرْغُ اللُّعابُ. والخُلوفُ تَغيُّرُ رائحةِ الفمِ، خَلَفَ يَخْلُفُ خُلُوفاً. ويُقالُ: ضَبَّ فَمُهُ، يَضِبُّ، إِذَا تَحَلَّبَ. وذَبَّ يَذِبُّ، إِذَا يبسَ منَ العطشِ. والنِّطَعُ موضعُ النَّقرةِ الَّتِي فِي أعلَى الفمِ، وفلانٌ يَتَنَطَّعُ، إِذَا تكلَّمَ

فصل في ذكر اللسان

بالغريبِ، كأنَّهُ يُلْصِقُ لسانَهُ بِنِطَعِ فمِهِ ويُديرُهُ. والحنكُ سقفُ الفمِ. واللَّهاةُ اللَّحمةُ المُتدلِّيةُ منَ الحنكِ الأعلَى. واللَّغاديدُ زوائدُ لحمٍ تكونُ فِي باطنِ الأُذُنيْنِ منْ داخلِ الفمِ، وكذلكَ النَّغانِغُ، الواحدةُ نُغْنُغَةٌ ولُغْدُودٌ، وهيَ اللَّغانِيْنُ أيضاً. والغَلْصََمةُ، وهي العُجْرَةُ الَّتي علَى مُلتقَى اللَّهاةِ، يدخلُ فيها الطعامُ إِلَى المَريِّ. والحَنْجَرَةُ رأسُ الغَلْصَمَةِ. والحُلْقُومُ الموضعُ الَّذِي يَجرِي فيهِ النَّفَسُ. والشُّعَبُ الَّتِي تتفرَّقُ فِي الرِّئةِ والكَبِدِ قَصَبٌ. فصلٌ فِي ذِكرِ اللِّسانِ اللِّسانُ مُذكَّرٌ، والجمعُ أَلْسِنَةٌ، وقدْ يُؤنَّثُ فيُجمعُ على أَلْسُنٍ. واللِّسانُ أيضاً الرِّسَالَةُ مُؤنَّثةٌ لا غيرُ. ويُقالُ لطَرَفِهِ: عَذَبَةٌ وأَسَلَةٌ وشَباةٌ وغَرْبٌ. وعَكَرَتُهُ وعَكَدَتُهُ: أصلُهُ ومعظمُهُ. والصُّرَدَانِ عِرْقانِ فِي أصلِ اللِّسانِ يَسْتَبْطِنَانِهِ. ويُقالُ لأصلِهِ أيضاً: جَذْرَةٌ، وأصلُ كُلِّ شيءٍ جَذْرَةٌ وجَدْرَةٌ، بالذَّالِ وبالدَّالِ. وقالَ أبو بكرٍ: الجَدْرَةُ سِلعةٌ تخرُجُ بالجسدِ، والجمعُ أجْدارٌ. وفي أصلِهِ عُقْدَتانِ يُقالُ لهُمَا: الغُنْدُبَتَانِ والعُمَيْمِيْرَتَانِ، ويُقالُ: العميميرتانِ عَظْمانِ فِي أصلِ اللِّسانِ. فصل فِي صفة اللِّسان والحُكْلَةُ خِفَّةٌ فِي الكلامِ، وقيلَ عُجْمَةٌ، وهوَ أنْ لا يُبَيِّنَ صاحبُهُ الكلامَ. واللَّفْلَفَةُ ثِقَلُ اللِّسانِ. والفَأْفَأَةُ أنْ يُردِّدَ الكلامَ فِي الفاءِ، والتَّمْتَمَةُ أنْ يُردِّدَ في التَّاءَ، رجلٌ فَأْفَاءٌ وتَمْتَامٌ. والغُنَّةُ والخُنَّةُ أنْ يكونَ الكلامُ يَخرُجُ منَ الأنفِ، رجلٌ أغَنُّ وأخَنُّ. والرَّتَتُ أن لا يُبَيِّنَ الكلامَ، رجلٌ أرَتُّ، وامرأةٌ رَتَّاءُ. والهَذْرَبَةُ والهَذْرَمَةُ اختلاطُ الكلامِ. والهَثْهَثَةُ كَثرَةُ اختلاطِهِ. واللُّكْنَةُ العُجْمةُ، رجلٌ ألْكَنُ. والبَكَمُ والخَرَسُ سَواءٌ، رجلٌ أبْكَمُ، وأخْرَسُ.

فصل في ذكر العنق

فصلٌ فِي ذِكرِ العُنُقِ ومن أسمائِها الجيدُ والعنقُ والرقبةُ والكردُ والهادي والتليلُ والعلاوةُ. ويُقالُ: عُنُقٌ وعُنْقٌ، ولا يُقالُ عُنَقٌ، بفتح النون، وهو يذكّرُ ويؤنّثُ. وما أقبلَ من العنقِ فهو الحلقُ. ومغرزُ الرَّأسِ فِي العنقِ الفهقةُ. ومغرزُ العنقِ فِي البدنِ القصرةُ. وفي العنقِ الدّأيُ، وهو فقارُ العنقِ، الواحدةُ دأيةٌ. والنخاعُ الخيطُ الأبيضُ الَّذِي يجري فِي عظمِ العنقِ حَتَّى يسقيَ الدماغَ. والأخدعانِ عِرقانِ فِي موضعِ الحجامةِ. والوريدانِ عِرقان يكتنفانِ الحُلقُوم. واللَّديدانِ صفحتاها، وكذلكَ السَّالفتانِ والصَّليفانِ. والعُرشانِ أعلى الصَّليفين، وفيهما منابتُ عُرفِ الدّابّةِ. والوَدجانِ عِرقانِ يقطعُهما الذَّابحُ. واللِّيتانِ، الواحدُ لَيْتٌ، وهو مجرى القُرطِ. والطُّلى، الواحدةُ طُلْيَةٌ، قيل: هي الأعناقُ، وقيلَ: هيَ ما كانَ أسفلَ من أصولِ الأذنينِ. والعِلباوانِ العَصَبتانِ الصَّفراوانِ فِي أصلِ العُنُقِ. والجِرانُ: باطنُ الحَلْقِ. والقَمَعةُ طرفُ الحُلْقومِ. والزَّرْدَمةُ والحَرْقُوةُ طرفُ الغَلصَمة. والشَّواربُ عُرُوقٌ لاصقةٌ بالحُلقومِ. والنَّكَفتان غُدّتان بينهُما الحُلقومُ. والسِّلعةُ غُدَدَةٌ فِي العُنُقِ وفي سائرِ الجسدِ. ومُوصِلُ العُنُقِ فِي الصُّلبِ يُقالُ لهُ الكاهِلُ، وهو الكَتِدُ. والطَّبْقُ منَ العُنُقِ والصُّلْبِ الفَقارُ، وكلُّ واحدةٍ طبقةٌ. والقَرْدَحةُ والقُرْدوحةُ شبيهةٌ بالجوزةِ تَظْهَرُ فِي حَلقِ الغلامِ إِذَا أيفعَ. فصلٌ فِي صفةِ العُنُقِ الجَيَدُ طولُها. والوقصُ قِصَرُها. والصَّعَرُ ميلَها فِي أحد الشِّقَّينِ. ويكونُ الصّعَرُ فِي الوجهِ أيضاً. والقَصَرُ داءٌ يأخذُ الإنسانَ فِي عنقِهِ. ولا يقدرُ أن يلتفتَ منه. والرَّقَبُ عِظَمُ الرَّقبةِ، رجلٌ أرقبٌ، وامرأةٌ

فصل في ذكر المنكب

رقباءُ. والغَلَبُ عِظَمُ الرقبةِ وغِلَظُها، رجلٌ أغلبٌ وامرأةٌ غلباءُ. والخَضَعُ تطامُنٌ فيها، ودُنُوٌّ منَ الرَّأسِ، يُقالُ: رجلٌ أخضعُ، وامرأةٌ خضعاءُ. والدِّرْوَاسُ الغليظُ العُنُقُ. والزَّعبلُ الدَّقيقُها. والتَّلَعُ إشرافُ العُنُقِ، رجلٌ أتلعٌ، وامرأةٌ تلعاءُ. والتَّبَعُ طولُ العنقِ وشِدّتُها، رجل تَبعٌ. وإِذَا طالَ العنقُ وغَلُظَ قيلَ: رجلٌ أعنقُ، وامْرأةٌ عنقاءُ. والهَنَعُ تطامُنٌ فيها، رجلٌ أهنعُ، وامرأةٌ هنعاءُ. ويُقالُ للضّخمِ العُنُقِ الطَّويلِها: أنه لأقْمَدُ، وإنها لَقَمْداءُ، وقُمُدٌ وقُمُدةٌ. والقَوَدُ طولُ العنق وانحِدارُها، لا تكونُ منتصبةً، رجل أقودُ، وامرأةٌ قوداءُ. والقَدَرُ قِصَرُها، رجلٌ أقدَرُ، وامرأة قَدْراءُ. ويُقالُ: رقبةٌ غَلَباءُ، إِذَا كانتْ غليظةً. فصلٌ فِي ذكرِ المَنكِبِ المَنكِبُ مجتمعَ رأسِ العضُدِ فِي الكتفِ. وفيه الحَدَلُ، وهو أنْ يَطمئنَّ أحدُ المنكبينِ، رجلٌ أحْدَلٌ، وامرأة حدلاءُ. والحُقُّ النُّقرةُ الَّتِي فِي رأسِ المنكبِ. ورأسُ العضُدِ الَّذِي فِي الحُقِّ الوابِلَةُ. والنُّقرةُ: الَّتِي تدورُ فيها الوابِلَةُ. يُقالُ: أخذَ بضُبعِهِ، إِذَا انْتاشَهُ منْ مكروهٍ. ويُقالُ للإبطِ: الضَّغْنُ. والعاتِقُ موضعُ الرِّداءِ من الجانبينِ. والحَيْدُ المُشرِفُ منَ المنكبِ يُقالُ لهُ المُشاشةُ، وكلُّ عظمٍ يُمكنُ تمشُّشُهُ ولا مُخَّ فيه مشاشةٌ. فصلٌ فِي ذكرِ الكَتِفِ والكتفُ مُطبَقةٌ على الظّهرِ. فمُشترِفُها الغُضرُوفُ، والشاخصُ الَّذِي فِي وسطِها العَيْرُ. ومَرجِعُ الكتفِ مِمَّا يلي الإبطَ، يُقالُ: طعنَهُ فِي مرجِعِ

فصل في ذكر العضد

كتِفِهِ. ونُغْضُ الكتفِ حيثُ يتحرّكُ الغُضرُوفُ، والنَّغْضُ، بالفتح، التحرُكُ، وفي القرآنِ: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ} أيْ يُحرِّكونَها، وهو النّغْضَانُ أيضاً. والأخْرَمُ مُنقَطَعُ العيرِ والأللاَنِ، مثلُ العَلَلانِ، وهما لحمتانِ مُطبَقتانِ على وجهِ الكتفِ، بينَهما فَجوةٌ على وجهِ الكتفِ، إِذَا قُشِرَتْ إحداهُما عنِ الأخرى سالَ بينهُما ماءٌ، ويُقالُ فِي المَثلِ: أصفَى من ماءِ المفاصِلِ، يُعنَى به ذلكَ. فإذا ارتفعَتْ كِتْفاهُ، واطمأنَّ صدرُهُ، فذلكَ الهَدَأُ والجَنَأُ، مهموزٌ مقصورٌ، رجلٌ أهْدأٌ وأجْنأٌ، وقد هَدِئْتَ وَجَنِئْتَ يا هذا. فصلٌ فِي ذِكْرِ العَضُدِ العضُدُ مؤنّثةٌ، ورأسُها الَّذِي يلي رأسَ الذّراع القَبيحُ. وقَصَبَتُها عَظْمُها، وكلُّ عَظْمٍ طويلٍ فيه مُخٌّ قَصَبَةٌ. ويُقالُ للقصبةِ النَّقا، مقصورٌ، والجمعُ أنقاءٌ. وخَصيلُها عَضَلَتُها، وهي السليلةُ أيضاً. وكلُّ عَصَبَةٍ معَها لحمٌ فهيَ عَضَلةٌ. فإذا صَغُرتِ العضلةُ واستوتْ قيلَ أَمْسَخَتْ. والموضِعُ الَّذِي يُتّكأُ عليه المَرفِقُ. والزُّجُّ طرفُ المَرفِقِ المُحدَّدِ، وباطنُ المرفقِ المأبضُ، وكذلك باطنُ الرُّكبةِ مأبضٌ منَ الإنسانِ. فأمَّا كلُّ ذي أربعٍ فمأبِضُهُ فِي رَجليْهِ، ورُكبتاهُ فِي يديهِ. وإذا دَقّتِ العَضُدُ سُمِّيَتْ ناشِلةً. وفيها عِرقٌ يُقالُ لهُ الفلِيقُ والجانِفُ. وعِرقٌ يُدعى الألفَّ، وهو منَ الدّابّةِ الصَّافِنُ.

فصل في ذكر الذراع

فصلٌ فِي ذِكْرِ الذِّرَاعِ الذّرارعُ مؤنّثةٌ. فإذا قُلْتَ ساعِدٌ فهوَ مذكّرٌ، وهما سَواءٌ. فعظمَتُهما مُعظمُها مِمَّا يلي المرفقَ. والأسَلَةُ مستدِقُّها مِمَّا يلي الكفَّ. وما انْحَسرَ عنهُ اللحمُ من الذراعِ والساقِ الأيْبَسُ. وطرفُ الذراعِ الَّذِي يُذْرَعُ منهُ الإبرَةُ. وفيها الزَّندانِ، الواحدُ زَندٌ. فرأسُ الزَّندِ الَّذِي يلي الإبهامَ الكُوعُ، ورأسُ الزَّندِ الَّذِي يلي الخِنصِرَ الكُرْسُوْعُ. وكلُّ ما كانَ منَ القَدَمِ والساقِ والذراعِ مُقبلاً على جَسَدِ الإنسانِ فهوَ الإنْسيُّ، وما يُدْبِرُ عنهُ فهوَ الوحشيُّ. والنواشِرُ عَصَبُ الذراعِ، الواحدةُ ناشرةٌ، ظاهراً كانَ أو باطناً فأمَّا العَصَبُ الظاهرُ خاصةً فهيَ الرواهِشُ. ومُلتَقى الكفِّ والذراعِ الرُّسْغُ. والمِعصَمُ مَوضِعُ السِّوارِ منَ اليدِ، وهوَ المُخذَّمُ أيضاً. والمُخذَّمُ فِي الرِّجْلِ موضعُ الخَلخَالِ. وحَبلُ الذراعِ عِرقُ ينقادُ حَتَّى ينغمِسُ فِي المَنْكِبِ. والأكْحَلُ عِرقٌ فِي الذراعِ معروفُ. وفي الذراعينِ والسَّاقينِ الكَرَعُ، وهو دِقّتُهما، رجلٌ أكرعُ، وامْرأةٌ كرعاءُ. وإِذَا عمِلَ الرَّجلُ بشمالِهِ فهو أعسرُ. وإِذَا عملَ بيدَيْهِ جميعاً فهو أضبَطُ. وإِذَا كانتْ قوّةُ يدَيْهِ سَواءً قيلَ: أعسَرُ يَسَرٌ. والوَشْمُ أن تُغْرَزَ اليدُ بالإبرةِ، وتُحشى بالسَّوادِ. وكانتِ النساءُ يَفْعَلْنَهُ. وشَمَتِ المرأةُ، تَشمُ وشماً. وفي الحديث: لعنَ اللهُ الواشِمَةَ والمُوْتَشِمَةَ، فالواشمةُ الَّتِي تصنعُ ذلكَ، والمُوتشمةُ الَّتِي يُصنَعُ بها. ورُوِيَ المُسْتوشِِمَةَ. فصلٌ فِي ذِكْرِ الكَفِّ يُقالُ: كَفٌّ، والجميعُ أكُفٌّ، وهي مؤنثةٌ، وسُمّيَتْ كَفّاً لإنّها تَكُفُّ على الأشياءِ، أي تجمَعُها. وفي الكَفِّ الرَّاحةُ، وهي باطِنُها. والألْيَةُ

الَّتِي في أصْلِ الإبهامِ. والضَّرَّةُ ما تحتَ الخِنصِرِ من باطنِ الكفِّ إِلَى حدِّ الرُّسغِ. والأَسِرَّةُ الخطوطُ الَّتِي فِي باطنِها، والواحدُ سَرَرٌ، والجمعُ أسرارٌ أيضاً. والأصابعُ الواحدةُ إصبعٌ، وهي الإبهامُ ثمَّ السَّبابةُ ثمَّ الوسطى ثمَّ البِنصِرُ ثمَّ الخِنصرُِ. ويُقالُ لما بينَ كلِّ إصبعينِ: فَوْتٌ، وللفوتِ بين الإبهام والسَّبابةَ: الفِتْرُ، والعَتَبُ ما بين السَّبابةِ والوسطى، والرَّتَبُ ما بين الوسطى والبِنصِرُ، والبُصْمُ ما بين البِنصِرِ والخِنْصِرِ، ويُقالُ لفِترِ: الإلْبُ. قال الشاعر: حَتَّى كَأَنَّ الفَرْسَخِيْنِ إلْبُ والعَظمُ بين كلِّ مَفصلين منَ الأصابعِ يُسمى سُلاميٍّ، والجمعُ سُلاميَّاتٌ، والرَّواجِبُ ظهورُ السُّلاميّاتُ، واحدتُها راجِبَةٌ. والبَراجِمُ مُلتَقى رؤوسِ السُّلاميَّاتِ من ظهرِ الكفِّ، إِذَا قبضَ الإنسانُ كفُّه ارتفعَتْ، واحدتُها بُرْجَمَةٌ. والأَشاجِعُ العَصَبَاتُ الَّتِي على ظهرِ الكفِّ، واحدتُها أشجَعٌ. والنُّقرَةُ الَّتِي فِي أصلِ الإبهامِ الفَلْتُ. والأنامِلُ مُنتهى المفاصلِ الأوائلِ منْ كلِّ إصبعٍ من اليدينِ والرِّجلينِ، الواحدةُ أنمُلَةٌ. والأُطَرُ الواحِدَةُ أُطْرَةٌ، وإطارٌ وجمعُه أُطُرٌ، وهي أكِفَّةُ الأظفارِ. والوَتَرَاتُ: الَّتِي تحيطُ بأصولِها. ويُقالُ لها: الأكاليلُ، واحدُها إكليلٌ. ويُقالُ: ظُفْرٌ وأُظفورٌ. ورجلٌ أظفرُ: طويلُ الأظفارِ. ولا يُقالُ ظَفِرٌ، بكسرِ الفاءِ، ولا يُقالُ ظِفْرٌ، بكسر الظاءِ. والنُّقَطُ البيضُ الَّتِي تكونُ على الظفرِ الوَبْشُ والفُوفُ. والوَسَخُ الَّذِي يكونُ تَحتَ الظُفرِ التُّفُّ والرُّفْعُ. وما يُقطَعُ منَ الإظفارِ القَلامَةُ والفَسيطُ، فَسَطَ ظُفرَهُ، إِذَا قَلَّمَهُ. ولحمُ الكفِّ والقَدَمِ البَخَصُ والنَّاقُ. الغَرُّ: الَّذِي يَبينَ أَلْيةِ الإبهامِ وضَرَّةِ الخِنصرِ.

فصل في صفة الكف

فصلٌ فِي صفةِ الكفِّ وفي الكفِّ الفَدَعُ، وهوَ زَيْغٌ فِي الرُّسغِ. وقد يكون الفدعُ فِي القدمِ أيضاً، زَيْغٌ بينَها وبينَ عظمِ الساقِ. وفي الكفِّ والقدمِ القَفَدُ، وهو كالعَوَجِ فيهما. والفَتَخُ استِرخاءٌ فِي رَسغٍ أو مأبضٍ أو مُرفِقٍ. والعَسَمُ أن يَيْبَسَ مفصِلُ الرُّسغُ حَتَّى تعوَجَّ الكفُّ أو القدمُ. والكَوَعُ أن تعْوَجَّ الكفُّ من قبلِ الكُوعِ. والوَكَعُ أن ترتفعَ الإصبعُ الَّتِي تلي الإبهامَ فتركبَ الإبهامَ. والمَعَصُ التِواءٌ فِي مَفْصِلِ من مَفَاصِلِ اليدِ والرّجلِ. يُقالُ فِي كلِّ هَذَا للمُذكّرِ (أَفْعَلُ)، وللأنثى (فَعْلاء). والتَّكَنُّعُ تقبُّضٌ فِي اليدِ من جُرحٍ أو مَرَضٍ. والشَّشَنُ خُشونةُ الكفِّ، يُقال: ُ كَفّ شَشْنَةٌ. والَمجَلُ أَنْ تَغْلُظَ الكَفُّ منْ كَثْرَةِ العَمَلِ، مَجِلَتْ، كُفُّهُ، تَمجلُ مَجْلاً، عن ابْنِ دريدٍ، وقال أبو حاتمٍ: هو أن يصيرَ بينَ الجِلدِ واللحمِ ماءٌ. ومَكِئَتْ تَمْكَأُ مَكْئاً مثلُهُ. وقَالُوا: السَّأْفُ التَّقَشُّرُ حولَ الظفرِ، سَئِفَتِ اليدُ، تسأفُ سأفاً. وقال أبو بكرٍ: الوَسَفُ التقشَّرُ، توسُّفَ الشَّيءُ، إِذَا تقشَّرَ. وكَنِبَتْ يدُ الرجلِ، إِذَا خشُنَتْ من العملِ. والتَّنفُّغُ، بالغين معجمةً، تنفّطُ اليدِ من العملِ، نَفَغَتْ يدُهُ نفغاً، وتنفّغتْ تنفُّغاً. فصلٌ فِي ذكرِ الظَّهرِ فمِن أسمائِهِ المَطَا والقَرَا. ومَوصِلُهُ فِي العنقِ الكاهلُ، وهو الكَتِدُ. والصُّلْبُ والصَّلَبُ عظمُ الكاهلِ إِلَى عَجْبِ أصلِ الذَّنبِ. والقَرْدُوْدَةُ أعلى الظهرِ. وفي الصُّلبِ الفَقَارُ، واحِدتُها فَقَارةٌ وفِقْرَةٌ، وفِقَرٌ للجمعِ، وهو ما بينَ كلِّ مَفصِلينِ. ويُقالُ للفِقَارِ الدَّأْيُ والطَّبَقُ، واحدتُها دَأْيَةٌ وطَبَقَةٌ.

فصل في صفة الظهر

والصَّلَوانِ الفجوتانِ تكتنفانِ أصلَ الذَّنبِ، بينَهُ وبينَ الجاعِرَتينِ، الواحدُ صَلاً، مقصورٌ. وفي الصُّلْبِ السَّناسِنُ، الواحدُ سِنْسِنٌ، وهي رؤوسُ الفَقارِ الشاخصةُ مِنْها. وفيه النُّخاعُ، وهو العِرْقُ الَّذِي يأخذُ منَ الهامةِ، ثمَّ يَنقادُ فِي فَقَارِ الصُّلْبِ حَتَّى يبلُغَ الذَّنبَ. والمَتْنُ عَصَبُ الظهرِ. والسلائِلُ لحمُ المَتنِ، الواحدةُ سليلةٌ، وهي الخَبائبُ، واحدتُها خَبيبةٌ. والمَلْحاءُ لحمُ ما انحدرَ منَ الكاهلِ إِلَى الصُّلبِ. وفي الصُّلبِ الوَتينُ، وهو عِرقُ أبيضُ فيهِ. ونُغْضُ الكتفِ: حَيْث يجيءُ ويذهبُ فرعُ الكتفِ. وأصلُ النُّغْضِ التَّحَرُّكُ. وفي الصُّلبِ الأبهرُ والأبيضُ، وهما عِرقانِ فيه. ويُقالُ: ضرَبهُ على خَلْقاءِ مَتْنِهِ، وخُلَيْقائِهِ ومُلَيْسائِهِ، أي حيثُ استوى وتزلَّقَ. فصلٌ فِي صفة الظهر وفي الظهرِ القَعَسُ، وهوَ دخولُ الظهرِ وخروجُ البطنِ والحَدَبُ: خروجُ الظهرِ ودخولُ البطنِ. والبَزَجُ هوَ أن يدخُلَ البطنُ وتخرجُ الأليةُ ومايليها. والبَزَاءُ أَنْ يَتَأَخَّرَ العجزُ فيخرُجَ، ويُقالُ للمرأةِ إِذَا حرّكتْ عَجيزتَها فِي مُشيها: تبازَتْ. والفَزَرُ دخولُ الصُّلبِ فِي الجوفِ. والجَنَفُ عَوَجٌ فِي أحدِ شِقَّيْهِ. والفَطَأُ دخولٌ فِي وسطِ الظهرِ. يُقالُ فِي كل هَذَا للذّكرِ (أَفْعَلُ) وللأنثى (فَعْلاَءُ). فصلٌ فِي ذكرِ الجَنبَيْنِ هما الجَنْبَانِ، والمِلاطانِ، ويسمَّى الكتفُ المِلاطَ أيضاً، والعضُدُ ابنَ مِلاطٍ. وهما الدَّفَّانِ والكَشحانِ والقُربانِ. والواحدُ قُرْبٌ وكَشْحٌ.

فصل في ذكر الصدر

وقَالُوا: القُرْبُ الخَصرُ، وكذلك الكَشحُ. وفي الجنبِ الفَريصتانِ، وهما اللّحمتُانِ بين مرجعِ الكتفِ إِلَى الثّديِ، إِذَا فَزِعَ الإنسانُ أُرْعِدتا. والقُصْرَى والقُصَيْرَى، قالَ بعضُهم: هي الضِّلعُ الصغرى الَّتِي تلي التّرقُوةَ، وقالَ آخرونَ: هي آخرُ الضلوعِ مِمَّا يلي الطِّفْطِفَة. وفي الجنب الحصيرُ، وهو الَّذِي إِذَا رأيتَ الرجلَ يعملُ عمَلاً، رأيتَهُ مُمْتدَّاً كالإِطارِ بينَ الشاكلةِ والجنبِ. ويُقالُ للكَشحِ: الصقلُ والأيْطَلُ والأطْلُ والإطْلُ. وجُفْرةُ الدَّابَّةِ والإنسانِ وثُجْرَتُهُما: ما جَمعَ بطنَهُما وجنبيهِما. ويُقالُ للعظيمِ الوَسَطِ: مُجْفَرٌ. والشاكِلَةُ الخاصِرَةُ. فصلٌ فِي ذكر الصدر وفي الصدرِ النَّحْرُ، وهوَ موضعُ القِلادةِ. واللَّبَّةُ موضعُ المَنْحَرِ. والثُّغرةُ: الهَزْمةُ بينَ التَّرقُوتينِ. والتَّرائبُ، الواحدةُ تريبةٌ، ما استوى منَ الصدرِ وتمَلَّسَ. والتَّرقُوتانِ العظمانِ المُشرِفانِ فِي أعلى الصدرِ. والهواءُ الَّذِي يهوي فِي الجوفِ القَلْتَانِ، وهما الحاقِنَتانِ والذاقِنَتانِ. الذّقَنُ وما تحتَهُ، والصدرُ وما حولَهُ حيزومٌ وجُؤْشُوْشٌ. والبَرْكُ وسطُ الصدرِ. والكَلْكَلُ باطنُهُ. ويُقالُ للصدرِ: الزَّوْرُ والجُّؤْجُؤُ والجَوْشُ. وفيهِ الجَنَاجِنُ، وهي العِظامُ الَّتِي إِذَا هُزِلَ الإنسانُ تبدُو من صدرِهِ. والجوانحُ الضلوعُ القِصارُ الَّتِي تلي الفُؤادَ، الواحدةُ جَانِحَةٌ. وفيه الرَّهَابَةُ، وهو العظمُ الدقيقُ المُشرِفُ على رأسِ المَعِدَةِ. وفيه الثّدْيانِ، وفيهما الحَلمَتَانِ والقُرادانِ، وهما رأسا الثّدْيَيْنِ. والحُمرةُ الَّتِي حولَها السَّعدانةُ. ويُقالُ للمرأةِ إِذَا كانت عظيمةَ الثّدْيَيْنِ: وُطْبَاءُ. فإذا

فصل في صفات الصدر

طالا ودقَّا واسْتَرخَيا فهُما الطُّرْطُبَّتانِ. وكَعَبَ ثديُ الجاريةِ، إِذَا صارَ لهُ حَجْمٌ، وهي كَعَابٌ وكاعبٌ. والنَّاهِدُ الَّتِي قد عَظُمَ ثَدْيُها ولم ينكسرْ. والمُعصَرُ والمُعصِرَةُ الَّتِي قد جاوزَتْ حَدَّ الناهدِ. والجمعُ مَعَاصِرُ ومُعْصِراتٌ. وامرأةٌ حَضونٌ: أحدُ ثُدْيَيْهَا أصغرُ منَ الآخرِ. والتَّعْفيرُ أن تُرضِعَ المرأةُ وَلَدَها، ثمَّ تَدَعَهُ، ثمَّ تُرضِعُهُ. والمَحْمِلُ الَّتِي ينزِلُ لَبَنُها من غيرِ حَبَلٍ. والثُّنْدُؤَةُ أصلُ الثَّدْي ومَغْرِزُهُ. ورجلٌ مُثْدَنٌّ: عظيمُ الثَّندؤتَينِ، وليس من لفظِ الثُّنْدُؤَةِ. ويجوزُ أن يكونَ مقلوباً. وإِذَا فَتَحْتَ الثُّنْدُوَةُ لم تهمِزْ، وإِذَا ضَمَمْتَ هَمَزْتَ. والرُّغْثاوانِ عَصَبتانِ تَحْتَهُ. والقصُّ والقَصَصُ وسَطُ الصدرِ. والشَّعَرُ الَّذِي على الصدرِ إِلَى السُّرَّةِ إِذَا كان دقيقاً فهو المَسْرُبَةُ. فصلٌ فِي صفات الصدرِ الجَنَفُ وهوَ أن يكونَ أحدُ شِقَّي الصدرِ داخِلاً. والزَّوْرُ عَوَجٌ فيه. رجلٌ أزْوَرُ وأجْنَفُ. وامرأة جنفاءُ وزوراءُ. ذكرُ الجوفِ قالَ الشَّيخُ أبو هِلال، رحمَهُ اللهُ، قالَ الأصمعيُّ: الجَوفُ فيهِ القلبُ، وهوَ الفؤادُ. وفيه غِشاؤه، وهو غِلاَفُهُ. وفي القلبِ أُذُناهُ، معروفتانِ، وسُوَيداؤُهُ: عَلَقَةٌ سوداءُ فِي جوفِهِ. والخِلْبُ: حِجَابُهُ، هكَذَا قالَ بعضُهم، وقال آخرونَ: الخِلْبُ ما بينَ الزِّيادةَ والكَبِدِ،

ذكر البطن

وأنشدوا: يَا بِكْرَ بِكْرَيْنِ، وَيَا خِلْبَ الكَبِدْ والحَمَاطَةُ حبّةُ القلبِ، وكذلك الجُلْجُلانِ، وهي كالزِّنْمَةِ فيهِ. ذِكرُ البطنِ يُقالُ: بَطْنٌ، وأدنى العددِ أبْطُنٌ، والكثيرُ البطونُ، وبَطَنْتُ الرجلَ، أبْطِنُهُ بطناً، ضربتُ بطنَهُ. وفيهَ الكَبِدُ، وهي مؤنّثةٌ. وفي الكبدِ الزِّيادةُ، وهيَ معروفةٌ. والقَصَبُ شُعَبُها الَّتِي تتفرقُ فيها، وعمودُها: المُشرِفُ الَّذِي فِي وَسَطِها. وفي البطن الطِّحالِ، بالكسرِ، معروفٌ. وفيهِ المَعِدَةُ، والمعدةُ مُخفَّفةٌ ومُثقَّلةٌ، فإذا جُمعَتْ قيلَ مِعَدٌ. ولا يُقالُ مَعِدٌ. وتُسمَّى أُمَّ الطعامِ، وهي من الإنسانِ بمنزِلةِ الكَرِشِ منَ الشَّاةِ. وفيهِ الأمعاءُ، والوَاحِدُ مِعَى، مقصورٌ. والحَشَا جِمَاعُ مواضعِ الطعامِ. والسَّحَرُ الرِّثةُ. والمصارينُ، الواحدُ مَصيرٌ، وتُجمعُ على مُصْرانٍ، ثمَّ يُجمَعُ المُصرانُ مَصَارينَ، وهي الأمعاءُ. وفيهِ الأعْفاجُ والأقْتابُ، وإليها يصيرُ الطعامُ بعدَ المعدةِ. ويُقالُ لذلك كُلِّهِ: القُصْبُ. وواحدُ الأعفاجِ عِفْجٌ، ومنهُ يُقالُ: عَفَجَةٌ، إِذَا

فصل في صفة البطن

فَجَرَ بهِ. وواحدُ الأقتابِ قِتْبٌ، وهي مؤنّثةٌ. وفيهِ الحَوَايَا، الواحدةُ حَاويةٌ وحَوِيَّةٌ، وهو اسمٌ لجميعِ ما تَحَوَّى منَ الأمعاءِ، أي استدارُ. والكُلْيتانِ، وفيهما عِرْقانِ يُقالُ لهما الحالبانِ. وفي البطنِ السُّرَّةُ، وهيَ ما بقيَ بعدَ القطعِ. والسِّرَرُ ما يُقطَعُ منهُ. والثُّنَّةُ ما بينَ السّرةِ والعانةِ. والعُكَنُ التَّكسُّرُ الَّذِي يكونُ فِي جِلْدِ البطنِ منَ السِّمَنِ. واحِدتُها عِكْنَةٌ. والمُرَيْطَاءُ جِلدةٌ رقيقةٌ بين السُّرَّةِ والعانةِ من باطنٍ. والعانةُ مَنْبِتُ الشَّعَرِ. وظاهرُ الجِلْدِ منَ البطنِ والجسدِ اللِّيطُ، والجمعُ ألياطٌ. واللِّيْطُ أيضاً اللّونُ. وجِلدةُ باطنِ البطنِ السُّفلى الصِّفاقُ. والخَصرانِ ناحِيَتا البطنِ يَمْنَةً ويَسْرَةً. وكذلك الحَقْوانِ. والزُّفْرَةُ والجُفْرَةُ والبُهْرَةُ والمَحْزِمُ: الوَسَطُ. والقُحْقُحُ العظمُ الَّذِي على مُغْرِزِ الذَّكَرِ. والرَّكَبُ ما انحدرَ منَ البطنِ وصارَ على العظمِ. والخَوْرَانُ موضِعُ الدُّبْرِ، ومخرجُ الذّكَرِ. وهوَ القُبُلُ منَ المرأةِ. والعُصْعُصُ عَجْبُ الذَّنْبِ النَّاتِيُ. فصلٌ فِي صفةِ البطن الأَهْيَفُ الضّامرُ، والاسمُ الهَيْفُ. والأكْيَدُ العظيمُ منْ أعلاهُ. والأثْجَلُ الَّذِي استرخى أسفلهُ. وكذلك الألْخَا، والاسمُ اللَّخَا. والأُقَبُّ، والاسم القَبَبُ، الضّامرُ المُنطَوي. ورجلٌ خُمْصانٌ، وامرأةٌ خُمْصانةٌ، والاسمُ الخُمْصُ، إِذَا كان ضامرَ البطنِ. والسَّوَلُ استرخاءُ ما تحتَ السُّرَّةِ، رجلٌ أسْوَلُ، وامرأةٌ سَولاءُ. ويُقالُ للعظيمِ البطنِ الأبْجَرُ، والبُجرةُ أن يَغلُظَ أصلُ السّرّةِ، فيلتحمَ منْ حيثُ دقَّ، ويبقى الغِلِظُ فيه ريحٌ، ويُقالُ لذكَ المنتفخِ: البُجْرَةُ.

فصل في ذكر الذكر

فصلٌ فِي ذكرِ الذَّكَر الذكر اسمٌ لجملةِ العُضُوِ. وفيه الإحليلُ، وهوَ مخرجُ البولِ. ومخارجُ اللَّبَنِ الأحاليلُ أيضاً. وطرَفُهُ الحَشْفةُ والكَمَرَةُ والفَيْشَةُ والفَيْشَلَةُ. والقَهْبَلِسُ والكُمَّهْدَةُ، وحرف الحشفةِ المحيطُ بها الحُوقُ. والقُلَفَةُ والقَلَفَةُ والغُلْفَةُ والغُرْلَةُ، وكلُّ ذلكَ ما يُقطَعُ فِي الخِتانِ. رجلٌ أقلفٌ وأغلفٌ وأغرَلُ: غيرَ مختونٍ. والإعذارُ الخِتانُ، والمُعذَرُ المختونُ، ويُقالُ: خَتَنْتُ الغلامَ، وخَفضْتُ الجاريةَ خِفاضاً، ولا يكادونَ يقولونَ خفضْتُ الغلامَ، ولا ختنتُ الجارية. والوَتْرَة العِرقُ الَّذِي فِي باطنِ الحشفةِ، ومَحَامِلُهُ العُروقُ الَّتِي فِي أصلِهِ. ويقالُ للذَّكر: العَوفُ والغُرْمُولُ والأَيْرُ والزُّبُّ والجُرْدَانُ والأدَافُ واقَسْبَارُ والقَُسْبَرِيُّ. والغليظ منها الضَّخمُ يُقالُ له العُجَارِمُ. ومن صفاتِهِ القُسُوحُ، قَسَحَ قُسُوحاً، وهو شدَّةُ النَّعْظِ. والتَرْوِيْلُ أنْ يمتدَّ ولا يشتدَّ، روَّل ترويلاً، والإكسالُ أن يُجامِعَ ولا يُنزِلَ. فصلٌ فِي ذكر الخِصْيَتَيْنِ يُقالُ: خُصْيَةٌ، فإذا ثنّيْتَ قُلتَ خُصْيانِ، ولا يُقالُ خصيتان. وقال الخليلُ وأبو زيدٍ: يُقالُ خصيتانِ. وقالَ بعضُهم: الخُصيةُ البيضةُ، والخُصى جَلْدُها، وهذا هوَ الصحيحُ. وجلدُها أيضاً الصَّفَنُ وفيه البيضتانِ. والشَّرْجُ أنْ تصغُرَ إحدى البَيْضَتَيْنِ، وتعظُمَ الأخرى، رجلٌ أشرَجُ. والآدَرُ وهو المنتفخُ الخُصيتينِ منْ داءٍ، والاسمُ

فصل في ذكر الوركين

الأُدْرَةُ. فصلٌ فِي ذكرِ الوِرْكَيْنِ وبينَهُما القَطَنُ، وما بينَ الوركينِ منَ الصًّلبِ العَجُزُ والكَفَلُ. وفي العجزِ عَجْبُ الذَّنْبِ، وهو الَّذِي يُوجَدُ مَسُّ حجمِهِ إِذَا مُسَّ. وفي العجزِ الأَلْيَتَانِ، وفي الأليةِ الرَّانِفَةُ، وهيَ أسفلُها الَّذِي يلي الأرضَ إِذَا كانَ الرجلُ قائماً. وفي الوركِ الخُرْبَةُ، وهيَ الخَرْقُ الَّذِي فِي عرضِ الوركِ، والعَظْمانِ الشاخِصانِ مِمَّا يلي الصُّلبَ الغُرابانِ. والحَجَبَتانِ العَظمانِ اللذانِ فوقَ العانةِ عنْ يمينٍ وشمالٍ. واللَّحمتانِ على رؤوسِ الوركينِ المَأْكَمَتَانِ، امرأةٌ مُؤَكَّمَةٌ: عظيمة المأكَمَتينِ. والجَاعِرَتانِ: موضعُ الرَّقْمَتَيْنِ مِنْ عَجُزِ الحِمَارِ. والحُقُ مَغْرِزُ رأسِ الفَخْذِ، والحَرقَفَتانِ مُجتَمَعُ رأسِ الفخذِ ورأسِ الوَرِكِ حيثُ يلتقيانِ، يُقالُ للمريض إِذَا طالَتْ ضَجْعَتُهُ: قدْ دَبِرَتْ حَرَاقِفُهُ. فصلٌ فِي صفةِ الأعجَازِ الرَّسَحُ صِغَرُ العَجُزِ. والرَّصَعُ والزَّلَلُ مِثْلُهُ. وامرأةٌ جَبَّاءُ: ليسَ لها ألْيَتانِ. وأما امرأةٌ جَبْأى، على مثال (فَعْلى)، فهي القائمةُ الثدْيَينِ. والوَرِكُ عَظْمُ العَجُزِ والأوراكِ. يُقالُ فِي ذلك كُلِّهِ للذَّكَرِ (أَفْعَلُ)، وللأنثى (فَعْلاءُ). والنَّسَا عِرْقٌ فِي الفخذِ إِلَى الساقِ، وفي الورِكَ عَصبَةٌ إِذَا انقطعَتْ قيلَ: أصابَهُ حَرَقٌ، ورجلٌ محروقٌ. فصلٌ فِي ذكرِ الإسْتِ فَمِنْ أسمائِها السَّهُ والسَبَّةُ والوَجْعَاءُ والضَّمَارى والجَهْوَةُ والذُّعْرَةُ

فرج المرأة

والوَبَاعَةُ وأمُّ سُوَيْدٍ. والعِجَانُ اخطُّ بينَ الإستِ والخُصيةِ. وبين الإسْتِ إِلَى فرجِ المرأة يُسمَّى العَضْرَطَ وأعلاها شَرْجُها. فَرْجُ المرأةِ يُسَمَّى القُبُلَ، والجمْعُ قِبَلَةٌ، والفَرْجَ والرَّكْبَ. والرَّكبَ فِي الأصلِ اسمٌ لأصلِ الفخذِ الَّذِي عليه لحمُ الفرجِ منَ الرجلِ والمرأةِ. ثمَّ كثُرَ ذلك حَتَّى سُمِّيَ فرجُ المراةِ رَكْباً. هكَذَا قال أبو بكرٍ. وقال الأصمعيُّ: الرَّكْبُ ما انحدرَ منَ البطنِ، وصارَ على العظمِ، وقد ذكرناه. والبَظْرُ ما تَقطعُهُ الخاتنةُ. وبُظارةُ الشاةِ الهُنَيَّةُ فِي طرفِ حُيائِها. والبُظارةُ أيضاً النّاتئُ فِي الشَّفَةِ العُليا إِذَا كان مُفرِطاً، والرجلُ أبْظَرُ. والعَفَلُ فِي الرجلِ ورمٌ فِي الدُّبْرِ، وفي المرأةِ غِلَظٌ يكونُ فِي الرَّحِمِ، وكذلكَ فِي الدَّوابِّ. والحِرُ، والجمعُ أَحْرَاحٌ لأن أصلُهُ حِرْحٌ. والحياءُ. فإذا كانَ ناتئاً فهوَ الكَعْثَبُ. فإذا كانَ مُكْتَنِزَاً فهوَ الأخْثَمُ، وإِذَا كانَ مُشْرِفَاً فهوَ الحَزَابِيَّةُ. ولهُ الإسْكَتانِ، وهما ناحِيَتاهُ عن يمينٍ وشمالٍ. والأشعرانِ مِمَّا يلي الشُّفْرينِ منْ مُنبِتِ الشعرِ خاصةً. ويُقالُ للشعرِ هناك: الإسْبُ. والقُرْنَتانِ رأسا الرَّحِمِ اللذانِ يقعُ فيهِما. والكَيْنُ داخلُ الفرجِ. والعُذْرَةُ معروفةٌ، وأصلُها منَ الضّيقِ. ومنهُ قيل: تَعذَّرَ عليَّ الشَّيءَ، أي ضاقَ. ويُقالُ: باتَتِ المرأةُ بليلةٍ شَيْباءَ، إِذَا اقتضَّهَا زوجُها، وباتتْ بليلةٍ حُرّةٍ إِذَا لم يقفتضّها، بالإضافة في الكَلِمَتينِ. ومن الفروجِ الأمَقُّ، وهو الطويلُ الإسْكَتَيْنِ، الصغيرُ الرَّكْبِ،

فصل في ذكر الفخذين

الدّقيقُ الشُّفرَينِ. والغَيْلَمُ الواسِعُ. والنَّهُوشُ الصغيرُ. وحلقتا الرَّحِمِ إحداهُما تنضمُّ على الماءِ، وتنفتحُ للحيضِ. والأخرى عندَ فم الرحمِ. وبينهما المهبلُ، وهو الهواء الجاري بينَهما، والمَلاَقي مضايقُ الرحمِ. ومما يكونُ في الرحمِ المشيمةُ، وهي من الصّبيَّ بمنزلة السَّلاَ من الشَّاةِ والبعيرِ. والماسِكَةُ قشرةٌ تكونُ على وجهِ الصبيِّ. والسِّقْيُ جِلدةٌ فيها ماءٌ ينشقُّ عن رأسِ الولدِ عندَ خروجِهِ، وهي منَ الناقةِ السُّخْدُ والسابياءُ. فصلٌ في ذكرِ الفَخِذينِ يقالُ: فَخِذٌ، بالتحريكِ، وفَخْذٌ، بالإسكانِ. فأما الفَخْذُ الطائفةُ منَ القبيلةِ فبالإسكانِ لا غيرُ. وأصولُهما من باطنٍ فيما بين العانةِ وبينَهُما: الرُّفْغَانِ، ويقالُ لهما المَغَابِنُ. وأصلُ الفَخِذِ الذي فيهِ العُقدةُ الأُرْبيةُ. وفيها الغُددة الذي إذا نُكِبَ الإنسانُ في رِجلِهِ وَرِمَتْ. وكلُّ عقدةٍ حولها شحمٌ غُدَدَةٌ. والرَّبلةُ اللحمةُ العظيمةُ في باطنِ الفخذينِ. والكَاذَةُ لحمُ مؤخَرِ الفخذِ. والبَادُّ باطنُ الفخذِ، والخصائلُ لحمٌ بينَ الفخذينِ والعَضُدينِ. وفي الفخذِ الغَرَّانِ، الواحدُ غِرٌّ، وهوَ الكَسرُ الذي يكونُ في باطنِ الفخذينِ بين عَصَبتَيْهَا، وكلُّ تكسُّرٍ في جلدٍ غِرٌّ. فصلٌ قي صفة الفَخِذِ اللَّفَفُ عَظِمُ الفخذينِ، والفَحَجُ تباعُدُ ما بينَهُما. والبَدَدُ تباعُدٌ بينَهُما من كثرةِ لحمِهِما. يقالُ في ذلكَ كلِّهِ للذكَّرِ (أَفْعَلُ)، وللأنثى (فَعْلاَءُ). وفي الفخذينِ النَّهَشُ، وهوَ قِلّةُ لحميهِما، والمَذَحُ أن تحتكَّ

فصل في ذكر الركبة

الفخذانِ منَ المشيِ، مَذِحَ الرجلُ، يمذحُ مذحاُ، وهو مَذِحٌ. فصلٌ في ذكرِ الرُّكْبَةِ الرُّكْبَةُ مُلتقى الساقِ والفخذِ، وفيها الداغصةُ، وهو عظمٌ عليهِ شحمٌ في باطنِ الركبةِ، وفيهِ الرَّضَفَةُ، وهي العظمُ المنطبقُ على رأسِ الساقِ والفخذِ، والعَيْنُ النقرةُ التي فيها، وهي إحدى القِلاَتِ التي في الجَّسدِ، وباطنُ الركبة المأبضُ والصَّكَكُ تَقَارُبُ الرُّكْبَتَيْنِ حَتَّى تَكَاَدا تَصْطَكَّانِ. والفَتَخُ لِينٌ في بَاطِنِ الرَّكْبَةِ فَصْلٌ في ذِكْرِ السَّاقِ والسَّاقُ مُؤنَّثَةٌ. وفِيها الظُّنْبُوبُ. وهُوَ حَدُّ عَظْمِها مْن ظَاهِرٍ. العَضَلَةُ الَّتي فِيها اللَّحْمُ الغَلِيظُ في أَعْلَى السَّاقِ. وفيِها المُخَدَّمُ، وهُوَ مَوْضِعُ الخَلْخَالِ. والرُّسْغُ مَجْمَعُ السَّاقَيْنِ والقَدَمَيْنِ. والكَعْبَانِ العَظْمَانِ في مُلْتَقى السَّاقَيْنِ والقَدَمَيْنِ والأَبْجَلُ عِرُقٌ غَلِيظٌ في بَاطِنِهمَا، واشْتِقاقُهُ منْ قَوْلِهِمْ: حَبْلٌ بَجِيلٌ، إذَا كانَ غَلِيظاً. فصلٌ في صِفَةِ السَّاقَيْنِ الفَلَجُ تباعُدُ ما بينَهُما. كذلك الفَحَجُ. والفَجَا مِثلُهُما، رجلٌ أفْجَا، وامرأةٌ فجواءُ. ومنَ السُّوقِ الكَرواءُ، وهي الدقيقةُ. والخَدْلَةُ وهي الغليظةُ المُستويةُ، حتى لا يكادُ يبينُ لها الكعبانِ. والخَدَلَّجَةُ الرَّيَّا المُممتلِئةُ.

فصل في ذكر القدم

والمُمْكُورةُ المفتولةُ المُكتنِزَةُ. والحَمْشَةُ بسكونِ الميمِ، الدقيقةُ. وقالوا: الفَحْجَاءُ المُعوجَّةُ القَدَمِ. فصلٌ في ذكرِ القَدَمِ وفي القَدَمِ العَقِبُ، وهو الذي يُمسِكُ شِراكَ النَّعلِ العَربيَّةَِ من خَلْفٍ. والعَيْرُ، وهو الشاخصُ في وَسَطِها. والمُشْطُ سُلامياتُ ظاهرِها. والعُرقُوبُ العَصَبَةُ التي وصلَتْ بينَ العَقِبِ والساقِ. والأصابعُ، وأطرافُهَا الأنامِلُ. والبَخْصُ، متحرِّكٌ، لحمُ القدمِ، والخُفِّ مما يلي الأرضَ. والأخْمَصُ ما جَفَا عنِ الأرضِ منْ باطنٍ. فصلٌ في صفة القَدَمِ الرَّوْحُ أنْ تكونَ القدمُ مُقبِلَةً على وَحشيِّها. والوحشيُّ: الشِّقُّ الذي يلي الخِنصِرَ من أصابِعِها. والإنسِيُّ: الذي يُقبِلُ على الرِّجلِ الأخرى منها. والرَّحَحُ أن لا يكونَ لها أخمصٌ. رجلٌ أَرَحُّ، وامرأةٌ رَحَّاءُ، وقدْ رَحِحْتَ يا هذا. والقَفَدُ أن يكونَ رأسُ القدمِ مائلاً إلى وحشيِّ الرِّجْلِ. والوَكَعُ أن يركبَ الإبهامُ السَّبَّابةَ فيُرى أصلُها خارجاً. والحَنَفُ أن تميلَ كلُّ واحدةٍ منَ القدمينِ بإبهامِهَا على الأخرى. والصَّدَفُ أن تكونَ القدمُ مائلةً على أحدِ الشِّقَّينِ. والرَّجَزُ أن تُرعَدَ الرِّجلُ، إذا أرادُ الرجلُ الركوبَ، من ضَعْفٍ، وسميَ الرَّجَزُ لضعفِهِ وقُصورِهِ عنِ القصِيدِ، وقيل: سُميَ رَجْزَاً لِتَقارُبِ أَجزائِهِ. والفَدَعُ أن تزيغَ القدمُ عن أصلِها عندَ طرفِ الساقِ. والعَرَجُ. والقَزَلُ أسوأُ العَرَجِ. يقالُ في هذا كُلِّهِ للذَّكَرِ (أَفْعَلُ) وللأنثى (فَعْلاَءُ)، والماضي (فَعِلَ) والمستقبلُ (يَفْعَلُ). ويقالُ للأفْلَجِ الساقينِ: مُفَنْجَلٌ، وقد فَنْجَلَ فَنْجَلَةً. ويقال للقَدَمِ إذا كانَتْ عريضةٌ: شِرْخَافٌ. وإذا كانَتْ قصيرةُ الأصابعِ فهيَ

فصل في ذكر الجبر

الكَزْمَاءُ، والاسمُ الكَزَمُ. فإذا كانَ الإنسانُ إذا مشى كأنما يَنْبِثُ التُّرابَ من خلفِهِ بقدمِهِ فتلكَ النَّفْثَلَةُ. فإذا مرَّ يضْطَربُ في خَلْقِهِ جميعاً قيلَ: مَرَّ مُسَنْطِلاً، سَنْطَلَ سَنْطَلَةً. والذُّبَّاحُ الشُّقُوقُ في الرِّجلِ، أصابَهُ ذُبَّاحٌ في رِجلِهِ، أي شقوقٌ. ولا يقالُ في هذا شُقَاقٌ، إنما الشُّقَاقُ داءٌ يكون في الدُّبْرِ، وفي حافرِ الدّابّةِ. فصلٌ في ذكرِ الجَبْرِ يقالُ: جَبَرَ العظمُ، إذا التحمَ، وجُبِرَ إذا عولِجَ. وإذا جُبِرَ العظمُ على عَقَدٍ قيلَ: جُبِرَ عظمُ فلانٍ على أَجْرٍ. وعِظامُهُ على أُجُوْرٍ. وإذا جُبِرَ على عُقْدَةٍ أيضاً قيلَ: عَثَمَ يَعْثِمُ عَثْمَاً، وجُبِرَ على عَثْمٍ. وكلُّ عظمٍ على حِدةٍ لا يُخلَطُ به غيرُهُ فهو جَدْلٌ وكِسْرٌ ووصْلٌ، والجمعُ أوصالٌ. ويقال: ضَرَبَهُ فاخْتَلَفَ وِصْلاَهُ، إذا قَطَعَهُ باثْنَيْنِ. والجِبَارةُ، والجمعُ الجبائرُ: الخشبُ الذي يُشَدُّ على العُضْوِ المكسورِ إذا جُبِرَ. فصلٌ في تَقَلُّبِ أَحْوالِ الإنسانِ يقالُ للمولودِ حينَ يَقَعُ: وليدٌ، ثمَّ طِفْلٌّ، ثمَّ شَدَخٌ، إذا كانَ صغيراً رَطْباً، فإذا سَمِنَ قيلَ: قدْ تَحلَّمَ، واغْتَالَ. فإذا فُطِمَ فهو فطيمٌ، والاسمُ الفِطَامُ. والخِشْعُ الصبيُّ الذي يُبْقَرُ عنهُ بطنُ أمِّهِ إذا ماتَتْ وهو حيٌّ. فإذا انْتَفَجَ فهو جَفْرٌ، والانْتِفاجُ، بالجيمِ، من غير عِلَّةٍ، والانْتِفاخُ، بالخاءِ، منْ عِلَّةٍ. فإذا ارتفعَ فوقَ ذلكَ فهوَ جَحْوَشٌ، على وزنِ (فَعُوْلٍ). وهوَ قُبَيلَ أن يبلُغَ الحُلْمَ يافِعٌ وَيَفَعَةٌ، والواحدُ والجمعُ في يَفَعَةٍ سَواءٌ، يقالُ: غِلمانٌ أيْفاعٌ، والمصدرُ الإيفاعُ. أيْفَعَ يوفِعُ إيفاعاً. فإذا

احتَلمَ فهوَ حالِمٌ، فإذا خرجَ وجهُهُ فهوَ طَارٌّ، ويقال: قدْ طَرَّ شارِبُهُ طُروراً، فإذا التفَّ وجهُهُ فهو مُجْتَمِعٌ. وهوَ من لَدُنِ الاحتلامِ إلى أن يبلُغَ سِنَّ الثلاثينَ شابٌّ. والعَبْعَبُ الشَّابُّ منَ الرجالِ. والغَيْسَانَ مثلُهُ. وإذا امتلأَ شباباً قيلَ: غَطَى يِغْطِي غَطْيَاً، ويغطُوا غطواً. والمُسْبَكِرُّ الشَّابُّ المعتدِلُ. والمُقَرْقَمُ البطيئُ الشَّبابِ. والجَحِنُ مثلُهُ. تقولُ العربُ: شبابُ المرأةِ من خمسَ عشرةَ إلى الثلاثينَ. فإذا بلغَتِ الثلاثينَ فقدْ كَهّلَتْ. فإذا بلغَتِ الأربعينَ فقدْ شهَّلَتْ. فإذا بلغَتِ الخمسينَ فَطَلِّقْ طَلِّقْ. والرجلُ إذا جاوزَ الثلاثينَ كَهْلٌ. والمرأةُ إذا بلغَتِ الثلاثينَ كَهْلَةٌ. والعانِسُ، الذكرُ والأنثى فِيهِ سَواءٌ، وهو الذي يبلُغُ وقتَ النّكاحِ، ثمَّ لا ينكِحُ أعواماً، والمصدرُ العُنُوسُ والتَّعْنِيْسُ، يقالُ: عَنَسَ وعَنَّسَ. فإذا تَمَّتْ شِدَّتُهُ فهو صُمَلٌ، فإذا رأى البياضَ فهو أشيبُ وأشمطُ. فإذا ظهرَ بهِ الشَّيبُ، واستبانَتْ فيهِ السِّنُّ فهوَ شيخٌ فإذا جاوزَ ذلكَ فهوَ مُسِنٌّ. فإذا زَادَ عليهِ فهوَ قَحْمٌ وقَحْرٌ وقَحَارِيَةٌ. فإذا أخْلَقَ فهوَ إنْقَحْلٌ، وامرأةٌ إنْقَحْلَةٌ. ورجلٌ نهشلٌ، وامرأة نهشلةٌ، وكذلكَ خنشلٌ وخنشلةٌ، وقد خنْشَلَتْ ونهْشَلَتْ: إذا أسنَّتْ وفيها بقيَّةٌ. فإذا قَصُرَ خَطْوُهُ فهو دالِفٌ، وقد دَلَفَ. فأما قولُهُمْ: دَلَفَ فلانٌ مَطَا قِرْنِهِ، فمعناهُ أنه قَرُبَ منهُ، وهوَ أن يُقارِبَ الخَطْوَ إليهِ. فإذا ضَمَرَ فهو عَشَمَةٌ وعَشَبَةٌ. فإذا اضطربَ منَ السنِّ فهوَ مُتَسَعْسِعٌ، وقد تَسَعْسَعَ. فإذا بلغَ أقصى السنِّ فهو هَرِمٌ. فإذا أكثرَ الكلامَ فهوَ المُهْتَرُ، وقد أُهْتِرَ. فإذا ذهبَ عقلُهُ فهو خَرِفٌ. والهِمُّ: الكبيرُ منَ الناسِ وغيرِهِمْ. والعَلُّ. المُسِنُّ الصغيرُ الجِرْمِ من كلِّ شيءٍ. والجِرْمُ الخِلْقَةُ التي خُلِقَ عليها.

ذكر أصل الإنسان

ذكرُ أصلِ الإنسان هوَ أصلُهُ، وجِذْمُهُ، وسِنْخُهُ، وأرْوَمَتُهُ، وعُنْصُرُهُ، ومِرْزُهُ، وعِرْقُهُ، وضِئْضِئُهُ، ونِصابُهُ، ومَنْصِبُهُ، وعِيْصُهُ، ومَحْتِدُهُ، ونِجَارُهُ، ونََجْرُهُ، ومُنْبِتُهُ، ومُرَكِّبُهُ، وجُرْثُوْمَتُهُ. صفة الإنسانِ في خِلْقَتِهِ الضَّرْبُ منَ الرجالِ الخفيفُ اللحمِ. والصَّدَعُ الذي ليسَ بالغليظِ ولا بالقضيفِ. والنُّعْنُعُ الطويلُ المضطربُ، وقريبٌ منه الهِجْرَعُ. والسَّلبُ والسَّلْهَبُ والسَّلْحَمُ والخَلْجَمُ والهَجَنَّعُ والشَرَمَّحُ والشِّناحيّ، كلُّ ذلكَ الطويلُ. والسَّمْسَامُ والشَّخْتُ والخِشَاشُ الخَفِيْفُ منَ الخِلْقَةِ لا منَ الهُزالِ. ويقالُ للشجاعِ مِن كلِّ شيءٍ: خِشاشٌ. قال طَرَفَةَ: خِشَاشٌ كَرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوُقِّدِ والخِشاشُ أيضاً الصغيرُ الرأسِ. والخِشاشُ الذي يُجعَلُ في أنفِ البعيرِ. كلُّ ذلكَ بكسرِ الخاءِ. فأما الخَشَاشُ، بفتح الخاء فالنَّذْلُ مِن كلِّ شيءٍ،

أسماء نفس الإنسان

مثلِ الرَّخْمِ منَ الطَّيرِ، وما لا يصيدُ منهُ. والزُّمَّلُ والزَّمِّيلُ والزُّمَّالُ الضعيفُ. والصَّتْمُ المُجتَمِعُ. والخَطِلُ المضطربُ، والخَطَلُ الاضطرابُ في كلِّ شيءٍ. والمُخْتَلَق التَّامُ الحَسَنُ. والفَدْغَمُ الجميلُ الضّخمُ. والبَجَالُ الشيخُ الجميلُ الضّخمُ. والصَّعْلُ الخفيفُ الأعلى. والكَمْشُ الخفيفُ المنقبضُ. والمنقبضُ الماضي في الأمورِ، يقال: رجلٌ قبيضُ الشَّدِّ، إذا كانَ سريعاً، وكذلكَ الفَرَسُ. والوَخْمُ والجَبْسُ والهِلْبَاجَةُ، كلُّ ذلك الثَّقِيلُ الذي لا خيرَ فيه. والطِّمْلُ والأطْلَسُ والطِّمْلاَلُ الخفيُّ الشأنِ. والأروعُ الجميل، وناقة رَوْعَاءِ، إذا كانَتْ حديدةَ الفؤادِ. والأبْلَجُ الحَسَنُ الوَجْهِ. أسماءُ نفسِ الإنسانِ النَّفْسُ والحَوباءُ والجِروَةُ والقَرُونُ والقَرُونَةُ، يقال: أصبحَتْ قَرُونَتُهُ، إذا انقادَ وأطاعَ. والكذوبُ والقَتَالُ. والنَّقيبةُ وَصْفُهُ، يقال: ميمونُ النَّقيبةِ، وقيلَ: النَّقيبةَ الطَّلعةُ. والشَّرَاشِرُ، ويقالُ: ألقى عليه شراشرَهُ، إذا أحبَّهُ، وأشفق عليه. والذَّمَاءُ والحُشَاشَةُ والنَّسِيْسُ بقيَّةُ النفسِ، وقال بعضُهم: الذَّماءُ فارسيٌّ مُعَرَّبٌ، وأصلُهُ دَمَارٌ، وليس للإنسانِ ذَمَاءٌ.

الباب الثاني في ذكر أخلاق الإنسان وأفعاله وتصرف أحواله وما يدخل في مدحه وذمه

الباب الثاني في ذكرِ أخلاقِ الإنسانِ وأَفعالِهِ وتصرُّفِ أحوالِهِ وما يدخلُ فِي مدحهِ وذمِّهِ فمن ذلكَ: ذكرُ سجيَّةِ الإنسانِ هي الطبيعةُ والسجيةُ والسجيحةُ والإجْرَيَّا، يُقالُ: فلانٌ يجرِي على إجْرَيَّا واحِدَةٍ، أي على عادةٍ وسجيةٍ. والخليقةُ والغريزةُ والسليقةُ والشِّيمةُ والخِيمُ والنِّحاسُ والشِّنْشِنَةُ. وفي المثلِ: شِنْشِنَةٌ أعْرفُها مِنْ أَخْزَمِ. والسُّوسُ والتُّوسُ.

ما يمدح به الإنسان من العقل والحزم والرأي

ما يُمدَحُ بِهِ الإنسانُ منَ العقلِ والحزمِ والرَّأيِ رجلٌ عاقلٌ، وأريبٌ ولبيبٌ، والاسمُ اللُّبُّ، وقد لَبِبْتَ يا هذا، والأربُ، وقد أَرِبَ وأَرُبَ. وذو حِجَى، وذو حِجْرٍ، وذو نُهَىً، والنهى جمعٌ، واحِدتُها نُهْيَةٌ، وهي ما يَنهَى عنِ القبيحِ، وقيلَ: ذو نُهىً، إِذَا كان يُنتَهَى إِلَى رأيِهِ. ومما هو فِي معنى العقلِ وصِحّةِ الرَّأيِ رجلٌ أصيلٌ، والاسمُ الأصالةُ، ذو حَصاةٍ، وذو بَزْلاءَ، ورجلٌ وَزِينُ الرَّأيِ، ورزينُهُ ومَزيزُهُ: صُلْب الرَّأي، والمِزُّ الفضلُ، ومزِيرُهُ كذلك أيضاً. ورجلٌ حصيفٌ وحازمٌ. واللَّقِنُ: السريعُ التَّلقُّنِ، والمصدرُ اللَّقْنُ واللَّقانةُ. والفَطِنُ واللَّحِنُ، وهو أَلْحَنُ بحجّتِهِ، أي أفطَنُ لها. وأما اللَّحْنُ، بالإسكانِ، فالخطأ فِي الإعرابِ. والمصدرُ من الأولِ اللَّحَنُ، بالتحريكِ. والطَّبِنُ والفَطِنُ واللَّحِنُ سَواءٌ، والاسمُ الفِطْنةُ والفَطانةُ، وهو إنْ يُبصِرَ الشَّيءَ، وكانَ غافلاً عنْهُ. ولهذا لا يُوصَفُ اللهُ تعالى بالفِطْنَةِ. ورجلٌ يَقِظٌ ويَقُظٌ: مُتيقِظٌ للأمورِ. وحُوَّلٌ وحُوَّلَةٌ: كثيرُ الاحتيالِ. ونَدِسٌ ونَدُسٌ دَخَّالٌ فِي الأمورِ. ونَطِيْسٌ ونِطاسٌ ونِطاسِيٌّ: مُبالِغٌ فِي العِلمِ بالأمورِ. وكذلكَ النَّقْرِيْسُ. وإنه لَيَرْقُمُ فِي الماء، يُرادُ بِهِ الحِذْقُ. ويُقالُ: هو ذو مَعقولٍ، ومَعقودٍ، ومَجلودٍ ومَخلوجةٍ وصَيُّورٍ، إِذَا كان لهُ رأيٌ يُصَارُ إليْهِ في الأمور ويُقالُ: رجلٌ ذو حَصاةٍ، إِذَا كانَ يَكتُمُ على نَفِسِهِ، ويَحفَظُ سِرَّهُ، وهو (فَعْلَةُ) مِنْ أحْصَيْتُ. ذكرُ ما يُذَمُّ بِهِ منَ الأَفْنِ والحُمُقِ رجلٌ أحمقُ وحَمِقٌ، وأنْوَكُ ومأفونٌ، والاسمُ الأفنُ. وخَطِلٌ: أحمقُ مضطربٌ. والهَبِيْتُ: الذاهبُ العقلِ. ويُقالُ: أحمقَ بَلْغٌ، إِذَا كانَ يبلُغُ حاجتَهُ على حُمقِهِ. والعَبامُ: الأحمقُ الثقيلُ. والمألوسُ والمألوقُ: المجنونُ، والأولَقُ الجُنُونُ. والمسْلوسُ: الذاهبُ الفؤادِ.

أسماء الشجعان من الناس

أسماءُ الشُّجعانِ منَ النَّاسِ رجلٌ شجاعٌ، والجمعُ شُجَعاءُ وشُجْعانٌ، وهو الجريءُ المِقدامُ فِي الحربِ، ضعيفاً كانَ أو قوياً. والبُهْمَةُ: الشجاعُ فِي شدّةٍ ومَضاءٍ. والبَطَلُ، والاسمُ البطولةُ والبَطَالَةُ. والأحْوَسُ منْ قومٍ حُوْسٍ. والذَّمِرُ منْ قومٍ أذْمارٍ. والنَّهيكُ الَّذِي يَنْهَكُ قِرْنَهُ. والنَّجُدُ منْ قومٍ أنجادٍ. والمُشيَّعُ الَّذِي كأنما يُشَيَّعُهُ أصحابُهُ فِي القتالِ لسكونِهِ وصَبرِهِ. والصِّمَّةُ والمُسْتَميتُ الَّذِي لا يُبالي مَنْ لَقِيَ. والمَرِسُ: الشَّديدُ الممارسةِ للأقرانِ. والقِرْنُ الَّذِي يُقاومُكَ فِي قتالٍ أو أمرٍ منَ الأمورِ. والمِحْرَبُ والمِغْوَارُ: الكثيرُ الحربِ والغارةِ. والكَمِيُّ منْ قومٍ كُماةٍ. والباسلُ، والاسمُ البسالةُ. ورجلٌ حَمِيْزُ الفؤادِ، أي شديدُهُ. ورابطُ الجأشِ، أي ساكنُ القلبِ. أسماءُ الجُّبَنَاءِ مِنَ الناسِ الجَبانُ والوَرَعُ واليَراعَةُ، وهو الَّذِي كأنَّهُ لا قلبَ لَهُ من جُبْنِهِ. واليَراعةُ: القَصبةُ الجوفاءُ، فشَبَّهَُ الجَبانَ بها، كأنَّهُ لا قلبَ لَهُ، كما أنَّ القصبةَ لا شيءَ فيها. والهَيُوْبُ: الَّذِي يهابُ كلَّ شيءٍ. والعامَّةُ تجعلُ الهَيوبَ الَّذِي يُهابُ، وإنما ذلكَ المَهِيبُ. والعُوَّارُ، والجمعُ عَواويرُ. والرِّعديدُ والإجْفيلُ، والجُبَّأُ، على وزن (فُعَّلُ). ويُقالُ: هَلَّلَ، وعَرَّدَ، إِذَا انهزمَ. ووهِلَ وزُئِدَ وجُئِفَ، فهوَ مَزْؤودٌ ومَجْؤوفٌ، إِذَا فَزِعَ. والمُسبَّهُ: الَّذِي ذهبَ عقلُهُ منَ الفَزَعِ. والبَعِلُ: الَّذِي يفزَعُ فيترُكُ سلاحَهُ ويهربُ. وقَالُوا: هوَ الَّذِي إِذَا فَزِعَ لا يبرحُ حَتَّى يَؤخَذَ، وهذا أصحُّ، لأنهُ يُقالُ: بَعِلَ فلانٌ بالأمرِ، إِذَا تحيَّرَ فيهِ، وبقيَ لا يعرفُ وجهَهُ. أسماءُ الأسخياءِ منَ الناسِ رجلٌ سَخيٌّ، وجَوادٌ وفَيَّاضٌ وسَمْحٌ، والاسمُ السَّماحةُ والسَّماحُ. ورجلٌ واسعُ الحَبْلِ، وطَلْقُ اليديْنِ، ورَحْبُ الذّراعِ.

أسماء العطية

ورجلٌ خِضْرَمٌ، وخِضَمٌّ وهَضُوْمٌ، ومُوَطَّأُ الأكْنافِ. ورجلٌ غَمْرٌ، وغَمْرُ الرِّداءِ، وفرسٌ غمرٌ، إِذَا كانَ كثيرُ الجريِ. والبُهلولُ الَّذِي لا يَمنعُ شيئاً، وقَالُوا: هوَ الجميلُ. والغِطْريفُ: السَّمْحُ الجميلُ. والسَّمَيْدَعُ مِثْلُهُ. أسماءُ العَطِيَّةِ العَطاءُ والحِباءُ، حَباهُ يَحبُو. والصَّفَدُ العَطيّةُ. والعُراضةُ. يُقالُ: أصفدَهُ وأعرضَهُ، أي أعطاهُ. والجدْوَى. والنَّوالُ والنَّيْلُ والنَّائِلُ. ورجلٌ نَالٌ، وامرأةٌ نالةٌ، إِذَا كانَ ذا نَوالٍ، ونالَهُ يَنولُهُ، إِذَا أعطاهُ. والسَّيْبُ. والنَّوفَلُ: الجواد أيضاً، وقوم نَوْفَلُونَ، وإِذَا جلعْتَهُ العطيةَ جمعْتَهُ نوافلَ، والشُّكْدُ والزَّبْدُ، زَبَدَهُ يَزْبِدُهُ، وشَكَدَهُ يَشْكُدُهُ، إِذَا أعطاهُ. والأوْسُ، آسَهُ يؤُوْسُهُ، إِذَا أعطاهُ. والمََيْحُ، ماحَهُ يَميحُهُ. والحُلْوَانُ، وهو الَّذِي يُقالُ لَهُ بالفارسيةِ: دَاشِنْ. وقد نهى النبيُّ، صلَّى اللهُ عليهِ وعَلى آله وسلَّمَ، عن حُلْوانِ الكاهِنِ وقد حَلاهُ يحْلُوهُ، منَ الحُلوانِ. الحِرمانُ حَرَمَهُ يَحْرُمُهُ حِرْماً وحِرماناً وحَريمةً، وهو عليهِ حَرامٌ وحَرِمٌ وحُرُمٌ، إِذَا مَنَعَهُ. وأصلُ الحرامِ المَنْعُ. وحَتَرَهُ حَتْراً مِثلُهُ. أسماءُ البُخَلاءِ منَ النَّاسِ رجلٌ بخيلٌ، ومُتشدِّدٌ وجَمادٌ ولَحِزٌ وشَحيحٌ ووَعْقَةٌ وكَزٌّ

أسماء الأغنياء من الناس

وضنينٌ وصَلودٌ، وأصلُهُ فِي الزَّندِ إِذَا لم يُوْرِ ناراً، صَلَدَ الزَّندُ يَصلُدُ، وأصلدَ القادِحُ. وراضِعٌ، وهو النِّهايةُ فِي البُخلِ، وقد رَضُعَ، مثلُ لَؤُمَ. وحَجِيْءٌ، وحُزُقَّةٌ: بخيلٌ ضيِّقٌ. وحَصورٌ، والحَصورُ أيضاً الَّذِي يكتُمُ سِرَّهُ، وهو الَّذِي يحصُرَ ماءَهُ عنِ النساءَ ولا يَقْرَبُهنَّ، وعلى هَذَا فُسِّرَ قولُهُ تعالى: {وَسَيِّداً وَحَصُوراً}. والأَبَلُّ الَّذِي لا يُدرَكُ ما عِندَهُ لُؤْماً. واللَّئيمُ: الَّذِي يجمعَ معَ البخلِ مَهانةَ النّفسِ والأصلِ. أسماءُ الأغنياءِ منَ النَّاسِ هوَ غَنِيٌّ، ومَوسِرٌ ومُثْرٍ ومُوسِعٌ ومُتْرِبٌ، ومُمْشٍ وهو الكثيرُ الماشيةِ. وهو المالُ والوَفْرُ والثَّراءُ. ومالٌ دَثْرٌ، ودِبْرٌ: كثيرٌ، والواحدُ والتثنيةُ والجمعُ فيهِ سَواءٌ. وإِذَا قَالُوا: المَالُ، فهو الماشيةُ، وإِذَا أرادوا الوَرِقَ والذَّهَبَ قَالُوا: النَّقْدُ، فِي أكثرِ الحالِ. والوَرَقُ، بالفتحِ الإبِلُ والغَنمُ. والوَرِقُ، بالكسر، الفِضَّةُ والرِّقَةُ. أسماءُ الفُقَراءِ منَ النَّاسِ رَجْلٌ فقيرٌ، ومُعدِمٌ ومُفلِسٌ ومُملِقٌ ومُقتِرٌ ومُقِلٌّ ومُدقِعٌ ومُحوِجٌ ومُصرِمٌ ومُعوَزٌ، ومُفلَجٌ: الَّذِي قد اضطرَّهُ الفَقرُ، هَذَا الحَرْفُ بالفتحِ. وهوَ الإعدامُ والإفلاسُ والإملاقُ والفَقرُ والحاجةُ والفَاقَة والخَصاصَةُ والخَلَّةُ. وهو مُختَلٌّ وخَلِيْلٌ، أي فقيرٌ.

أسماء الأشداء من الناس

أسماءُ الأشِدَّاءِ منَ النَّاسِ الصُّمُلُ والعَشَوْزِنُ والحَمِسُ والأَحْمَسُ والعَثَمْثَمُ والصِّلْدِمُ. أسماءُ الضُّعفاءِ منَ النَّاسِ الزُّمَّلُ والزُّمَيْلُ والزُّمَّالُ والزُّمَيْلَةُ، وهو الَّذِي يَتَزَمَّلُ بثيابِهِ، وينامُ عنِ السَّفَرِ والحربِ. والخَرِعُ، والنَّأْنَأُ، مهموزٌ مقصورٌ، والضَّرْيكُ والرَّكِيْكُ. ورَجُلٌ وَزَغٌ، الزَّاءُ والغَيْنُ مُعجَمتانِ، الضَّعيفُ. أسماءُ الذَّكِيِّ منَ النَّاسِ رجلٌ حُوشٌ، وألْمَعيٌّ وهو الَّذِي يعرفُ بأدنى لمْعةٍ تلوحُ لهُ. ولَوْذَعِيٌّ وشَهْمٌ ومَشْهُومٌ، وأصْمَعُ القلبِ، وبَعِثٌ إِذَا كانَ لا يستقرُّ فِي موضعٍ ذكاءً ونَفاذاً. أسماءُ الوضَعاءِ منَ النَّاسِ والسُّقاطِ مِنهُمْ الوَغْدُ والفَسْلُ، وقد فَسَلَ وفُسِلَ، وهو مفسولٌ، والوشيطُ والخَسيسُ والرَّذْلُ والنَّذْلُ والنِّكْسُ والجِبْسُ. وقيلَ: النِّكسُ الضعيفُ. وأصلُهُ فِي السَّهْمِ، وهو أن ينكسرَ موضعُ نَصلِهِ، فيُجعَلَ نَصلُهُ فِي موضع فوقِهِ، وإِذَا كان كذلك كانَ ضعيفاً. وقيلَ: هو الَّذِي ينكسرُ موضعُ نصلِهِ، فيُوضَعُ فِي الكِنانةِ منكوساً. والجِبسُ الرجلُ الَّذِي لا خيرَ فيه، هكَذَا يقولونَ.

ذكر حسن الخلق وما يجري معه

ذِكْرُ حُسْنِ الخُلُقِ وما يجري مَعَهُ رجلٌ حَسَنُ الخُلُقِ، وطليقُ الوجهِ، ودمِثُ، والاسمُ الدّماثةُ، وبسَّامٌ وضحَّاكٌ ومتهلّلٌ وبُهلولٌ، جاء به الأصمعيُّ فِي حُسْنِ الخُلُقِ. وشَموعٌ، والاسمُ الشَّماعةُ، وقَلَمَّسٌ ودَعِبٌ وفَكِهٌ، والاسمُ الدُّعابةُ والفُكاهةُ، وهو المُزاحُ، ويُقالُ: مُزاحٌ ومُزاحةٌ. ذكرُ سوءِ الخُلُقِ رجلٌ شَكِسٌ وشَرِسٌ وضَبِسٌ ولَقِسٌ وحَقَلَّدٌ وقاذورةٌ. والسِّبُّ السيئُ الخُلُقِ، الكثيرُ السِّبابِ. والزِّبْعَرى السيئُ الخُلُقِ أيضاً. والزَّعارةُ سوءُ الخُلُقِ، وهو زَعِرٌ. والنَّزَقُ حِدَّةٌ فِي سوءِ الخُلُقِ. ذكرُ الجَمَالِ رجلٌ جميلٌ وحَسَنٌ. ويُقالُ فِي الإتباعِ: حَسَنٌ بَسَنٌ. وحُسَّانٌ، ووَضِيءٌ ووُضَّاءٌ، كما يُقالُ: رجلٌ قُرَّاءٌ، منَ القراءةِ. ورجلٌ صَيِّرٌ شَيِّرٌ: حَسَنُ الصورةِ والشارةِ، والشارةُ: الهيئةُ. ويُقالُ: وجهٌ نَضْرٌ ونَضيرٌ وناضِرٌ بَيِّنُ النضارةِ والنَّضْرةِ والنُّضُورِ. وأنيقٌ ومُونِقٌ بَيِّنُ الأنَقِ والإِيْناقِ. وبهيجٌ وبَهِجٌ بَيِّنُ البُهجةِ. وللبهجةِ مُوضعانِ، يُقالُ: بَهِجٌ، إِذَا كان حَسَناً، وبَهِجٌ، إِذَا كانَ مسروراً، وقسيمٌ ووسيمٌ بَيِّنُ القَسامةِ والوَسامةِ. ذكرُ القُبْحِ رجلٌ قبيحٌ وسَمِجٌ وشقيحٌ. وقيلَ: شقيحٌ إتباعٌ لِقَبيحٍ. وشتيمٌ والاسمُ الشتامةُ. وشنيعٌ ودميمٌ، بَيِّنُ الدمامةِ والشناعةِ، والدّمامةُ قُبْحٌ مع صِغَرِ جِرْمٍ وقِصَرٍ. وكريهُ الوجهِ. ويُقالُ: قُبْحاً لهُ وشُقْحَاً. ذكرُ الفَرَحِ هوَ الفرحُ والسرورُ والجَذَلُ والحَبْرَةُ، رجلٌ محبورٌ وجذلانُ.

ذكر الحزن

والبَهَجُ، وهو بَهِجٌ وبهيجٌ. ذكرُ الحُزْنِ الحُزنُ الكآبةُ، وهو كئيبٌ، وقد اكتأبَ. والكَرْبُ، وقد كُرِبَ. والأسى، أسِيَ يأسَى أسىً. والشَّجْوُ، شجيَ يَشجَى شجىً، وهو شجٍ، بالتخفيفِ، وشجاهُ غيرُهُ، فهو مشجوٌّ وشجيٌّ، بالتشديد، وأشجاهُ، أي أغَصَّهُ، والشَّجا الغَصَصُ. والشجَنُ. والشَّجَبُ، شَجَبَ فهو شاجِبٌ. وشَجِبَ أيضاً، إِذَا ماتَ. والأسفُ، وهو أسِيْفٌ. وقَالُوا: الأسِيفُ السريعُ الحُزنِ والبُكاءِ. والأسيفُ أيضاً الغُضبانُ المُتلهِّفُ على الشَّيءِ. والوُجُومُ، وقد وَجِمَ، وهو واجِمٌ. والجوى، وقد جوى يَجْوي جَوَىً. والاسمُ الجَوَى. والكَمَدُ، وقد كَمِدَ، وهو أشدُّ الحُزنِ. والعميدُ الحزينُ. والتَّرَحُ الحُزنُ. ذكرُ الحَبِّ الحُبُّ والمِقَةُ والعَلاقَةُ والشَّعَفُ، عَلِقَهُ وشُعِفَ به. وأُغرِمَ بِهِ، فهوَ مُغرَمٌ والاسمُ الغرامُ. واستُهتِرَ بِهِ، فهوَ مُستَهتِرٌ. وصَبَّ بهِ، يَصَبُّ صَبابَةً، فهوَ صَبٌّ، وبَلَّ يَبَلُّ بَلالَةً. فأمَّا العِشقُ فهوَ إفراطُ الحُبِّ، وقال الأصمعيُّ: لا يكونَ إِلاَّ منَ الرِّجالِ للنِّساءِ خاصَّةً، وقال غيرُهُ: امرأةٌ عاشقٌ. ولاعِجُ الحبِّ إحراقُهُ. وتَبَلَهُ الحُبُّ أسْقمهُ. وتَامَهُ وتيَّمَهُ اسْتعبَدَهُ، ومنهُ اشْتِقاقُ تَيْمٍ. وشَغَفَهُ الحبُّ شَغْفاً: بلغَ شَغَافَ قَلْبِهِ، وهو جَلِدٌ دُونَهُ. ذكرُ البُغْضِ وهو البُغضُ والقِلَى، أبْغَضَهُ وَقَلاَهُ. وقد بَغُضَ هوَ، إِذَا صارَ بغيضاً. ورجلٌ مِشناءٌ: يبغِضُهُ الناسُ، عن أبي حاتمٍ وأبي عُبيدٍ، والشَّنآنُ البُغضُ والعداوةُ. والشَّنَفُ، شَنفَهُ، وهو شَنِفٌ. والمَقْتُ أشدُّ

ذكر الضراعة

البُغْضِ، مَقَتَهُ يَمقُتُهُ. والسَّخْطُ والسُّخْطُ، ولا يكونُ إِلاَّ ممن فَوقَكَ. ذكرُ الضَّرَاعَةِ رجلٌ ضارعٌ، وقد ضَرَعَ، واستكانَ واستخذَى، إِذَا لاَنَ. واستخْذأَ بالهمزِ: ذَلَّ. وخضعَ وخنعَ وخَشعَ، كلُّ ذلك إِذَا ذَلَّ. ذكرُ العَدْلِ رجلٌ عَدْلٌ وعادلٌ ومُقسِطٌ. وهو العدلُ والمَعْدَلَةُ. ورِجالٌ عُدُلٌ. وقد يُقالُ: رِجالٌ عَدْلٌ، ونِسْوَةٌ عَدْلٌ مِثْلُهُ. وكذلك الاثْنانِ. ذكرُ الجُورِ رجلٌ جائرٌ وقاسطٌ وظالمٌ، ومُشِطٌّ، وقد أشَطَّ، وقَالُوا: الإشطاطُ تجاوُزُ الحدِّ فِي الجَوْرِ، والاسمُ الشَّطَطَ. وجانِفٌ. وقد جَنِفَ جَنَفاً، وفي القرآنِ: {فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً}. وضالِعٌ، وقد ضَلَعَ. ولهُ عِنِدِهُ مَظلَمَةٌ وظُلامَةٌ. والألْتُ الجَوْرُ والنَّقْصُ، وفي القرآنِ: {لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً} أي يُنقِصُكم. وكذلكَ اللَّيْتُ لاتَهُ يَلِيتُهُ، إذَا نَقَصَهُ، ومِنْهُ قِراءَةُ مَنْ قَرَأَ: {لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً}.

ذكر طيب الرائحة

ذكرُ طيبِ الرَّائحةِ هيَ نشوةُ المرأةِ، ورَيَّاها ونَشْرُها. واستنشَيْتُ: الرِّيحَ، وامْتخرْتُ وتنسَّمْتُ. وقيل: الامْتِخارُ للحِمارِ، والتَّنسُّمُ للإنسانِ. وامتخرْتُ الشَّيءً أيضاً: اخترتُهُ، ومَخْرَةُ الشَّيءِ خيارُهُ. وأروحْتُ الشَّيءَ، ورَاحَهُ يَرَاحُهُ، وأراحَهُ يُريحُهُ، إِذَا وَجدَ ريحَهُ. والأرَجُ طِيْبُ الرَّأئحةِ، وقد أَرَجَ الشَّيءُ يأَرَجُ، إِذَا فاحَ طيبُ رائحتِهُ، ويومٌ راحٌ، وليلةٌ راحةٌ، وقد رِيْحَ يومُنَا، إِذَا كانَ فيه ريحٌ طيبةٌ، وهو مروحٌ. والخَمَرَةُ، بالتحريكِ، الريحُ الطيبةُ، تقولُ: وجدْتُ له خَمَرَةً. والبِنَّةُ الرَّائحةُ الطيبةُ، والجمعُ بِنانٌ. ذكرُ نَتْنِ الرِّيح التَّفَلُ نَتْنُ ريحِ المرأةِ. يُقالُ: امرأةٌ تفيلةٌ، ومَتفالٌ، مُنْتِنَةُ الريحِ. والذَفَرُ الريحُ المُنْتِنَةُ تجدها منَ الإنسانِ. قَالُوا: الصُّنانُ للإبْطِ، والذَّفَرُ للوسخِ. والذَّفَرُ أيضاً الريحُ الطيبةُ، يُقالُ: مِسكٌ أذفرٌ. فأمَّا الدَّفْرُ، بالدال غير معجمةٍ والإسكانِ، فالنَّتِنُ خاصّةً، وتسمى الدنيا أمَّ دِفْرٍ. فأمَّا اللحمُ فيُقالُ للنّيّءِ منْهُ. صَلَّ صُلولاً، وللمطبوخِ: أخَمَّ، وخمَّ خُمُوماً. ويُقالُ: أنْتَنَ الشَّيءُ، فهو مُنْتِنٌ، ونُتْنٌ غيرُ مُختارٍ، وكذلك مُنتِنٌ، بكسر الميم، شاذٌّ، والجَّيِّدُ المُنْتِنُ، بالضَّمِّ. ويُقالُ: عَرَصَ البيتُ، إِذَا خَبُثَ ريحُهُ. والصيِّقُ الريحُ المُنتنةُ، وهي فِي الدّوابِّ خاصةً، هكَذَا ذكرَهُ أبو عُبيدٍ فِي المُصنّفِ. وقال أبو بكرٍ: الصِّيقُ ذَفَرُ الإبْطِ، رجلٌ صَيِّقٌ.

ذكر الراحة

ذكر الرَّاحةِ اسْتَرَاحَ وتَوُدَّعَ. والدَّعَةُ: الرَّاحةُ والسكونُ. ذكرُ الإعْيَاءِ هُوَ الإعياءُ والكلالُ، أعيا يُعيِي، وكَلَّ يَكِلُّ، والحُسُورُ، حَسرَ واستحْسرَ وحُسِرَ، وهوَ محسُورٌ وحسيرٌ ومُستحْسِرٌ. وبلَّدَ، بتشديد اللامِ، وطُلِحَ، والجمعُ طُلَّحٌ وطَلائِحُ وأطلاحٌ. وإبِلٌ طَلْحَى وطَلاحى، وهي الَّتِي تشتكي بطونُها عَنْ أَكْلِ الطَّلْحِ. وهو شَجَرٌ معروفٌ. ورَزَحَ، وهو رازحٌ إِذَا سَقطَ من الإِعياءِ. ذكرُ الهُزَالِ هُزِلَ الرجلُ، إِذَا ذهبَ لحمُهُ. وأهزلَ الناسُ. إِذَا كثُرَ الهُزالُ فِي سَوامَهِم، ونَحِلَ جسمُ فلانٍ نحولاً، وذَبَلَ ذُبولاً، وشَسَفُ شَسُوفاً، وشَزَبَ شُزُوباً وهوَ شازبٌ، وشاسِفٌ، وهو نُحُولٌ فِي صلابَةِ لحمٍ وضُمْرٍ. وهوَ ناحلٌ وذابلٌ. ونحُفَ نحافةً، وهوَ نحيفٌ. وضَؤلَ، وهوَ ضئيلٌ، وقَضُفَ وهو قضيفٌ، والقضافةُ مِن غيرِ عِلَّةٍ. وقَفَلَ، إِذَا يَبِسَ جِلدُهُ، وضَوِيَ يَضوي ضَوىً، فهوَ ضَاوِيٌّ، على غيرِ قياسٍ، وهوَ النحيفُ الدقيقُ. وما بِهِ نَقْيٌ، ولا طِرْقٌ ولا هُنانةٌ، والنَّقْيُ المُخُّ، والطِّرْقُ الشَّحْمُ. ذكرُ الفَزَعِ هوَ الفَزَعُ والرَّوْعُ والوَجَلُ، فزِعَ فَزَعاً، وارتاعَ، وراعَهُ الشَّيءُ، ووجِلَ يَوْجَلُ، وهوَ وجِلٌ. ورُعِبَ، فهو مرعوبٌ رُعباً. وزُئِدَ، فهوَ مزؤودٌ زُؤداً، وهالَهُ الشَّيءُ، فهوَ مهولٌ، والشَّيءُ هائلٌ، وقد يُجعلُ المهولُ هائلاً، ومعناهُ أن فيهِ هولاً.

ذكر النميمة

وإذا ذهبَ فَزَعُهُ قيلَ: أَفْرَخَ روعُهُ، وانْكشطَ وانصاعَ وفُزِّعَ. وفي القرآنِ: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ}. وجُلِّيَ وطُلِّقَ ورَفَوْتُ الرجلَ، بغيرِ همزٍ، إِذَا سُكَّنْتَ فَزِعَهُ. ذكرُ النَّمِيمَةِ رجلٌ نمّامٌ، وقد نمَّ يَنُمُّ، وقَتَّاتٌ، ووَاشٍ، وهِيَ الوشايةُ، وساعٍ، وهي السِّعايةُ، وقسَّاسٌ، وقد قَسَّ يقُسُّ قسَّاً، والمِئْبَرَةُ النَّميمةُ، وفلانٌ ذو نَيْربٍ، أي ذو نميميةٍ وشرٍّ، وقالَ الحَرِبُ الغَلابيُّ: وَإِنْ كَانَ عَنْ بَغْيٍ وَفَرْطِ نَفَاسَةٍ ... فَشَرُّ بَنِي الجَوَّاءِ ذُو النَّيْرَبِ المُغْرِي وقيلَ: النّيربُ: الرجلُ الشريرُ. ذكرُ كُلوحِ الوَجْهِ هوَ الكُلُوحُ والعُبُوسُ والقُطُوبُ والبُسُورُ، والرجلُ كالحٌ وباسرٌ وعابسٌ وقاطبٌ. وفي القرآنِ: {عَبَسَ وَبَسَرَ}. وقد عَجا وجهُ الرجلِ، يَعجو عجواً. ذكر النَّشَاطِ هوِ النشاطُ، فإذا أفرطَ فهوِ الأَشَرُ. وقَالُوا: الأشَرُ أسوأُ البَطَرِ، وهو أشرٌ وأشرانٌ، وامرأةٌ أشرى. وأَرِنٌ، والاسمُ الأرَنُ. وزَعِلٌ، والاسمُ الزَّعَلُ. والمَيْعَةُ النشاطُ، ورَبِدَ رَبَدَاً، وهوَ رَبِدٌ، وهوَ الخفيفُ النشيطُ.

ذكر الكذب

ذكرُ الكَذِبِ هوَ الكَذِبُ. والمَيْنُ، مانَ يَمِيْنُ، وهوَ مائنٌ. والإفْكُ. والخَرْصُ، رجلٌ خَرَّاصٌ. وفي القرآنِ: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}. والخِرْصُ أيضاً هوَ الحَزْرُ، يُقالُ: كَمْ خِرْصُ نخلِِكَ، أي كم ما يُحْزَرُ مِنْ ثَمَرِهِ. وفي فلانٍ نُمْلَةٌ، ووَلَعٌ، أي كَذِبٌ. واختلَقَ الرجلُ وخَلَقَ، واخْتَرَقَ وخَرَقَ، إِذَا كَذَبَ. وفي القرآنِ: {وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ}. وفلانٌ يُشَرِّجُ الأحاديثَ، أي يَضعُها. ويُقالُ: شَرَّجَ أُشْرُوْجَةًً، إِذَا عمِلَ حديثاً كَذِبَاً. وكَذِبٌ سُمَاقٌ، وصُراحٌ وصُراحِيَةٌ: محضٌ. وقال أبو حاتمٍ، يُقالُ: شيءٌ صِراحٌ، بكسرِ الصَّادِ. إِذَا كانَ خالصاً، كأنَّهُ سُمِّيَ بالمصدرِ، صارحتُهُ صِراحاً. وقد يُقالُ: صريحٌ وصُراحٌ. كما يُقالُ: كَرِيْمٌ وكُرامٌ. والرجلُ كَذَّابٌ، وكِيْذبانٌ وكَيْذبَانٌ جميعاً، وكُذُبْذُبٌ. ذكرُ العَزِيْمَةِ عَزَمَ على الشَّيءِ عَزْماً. وأزمعَ إزماعاً. والاسمُ الزِّماعُ. وأكْمَى عليهِ. ورَبَطَ جِرْوَتَهُ، ونحيزتَهُ. وركِبَ جديلتَهُ. وأوذَمَ بالحجِّ: أوجبَهُ على نفسِهِ. ذكرُ الكِبْرِ هوَ الكِبْرُ والعَظَمَةُ والزَّهْوُ، وقد زُهِيَ. والخُيَلاءُ والتِّيهُ والنَّخوةُ

ذكر الزينة

والبأْوُ. والأُبَّهةُ، وقد تأبَّهَ إِذَا تَكَبَّرَ والجَبَرِيَّةُ والجَبَرُوَّةُ والجَبروتُ. والخُنْزُوانَةُ، ويُقالُ: فِي رأسِهِ خُنْزُوانةٌ. ورجلٌ تيَّاهٌ ومُتكبِّرٌ ومَزْهُوٌّ ومَنْخُوٌّ، وقد زُهِيَ ونَخِيَ. وقد شَمَخَ بأنفِهِ، شَمْخاً وشِماخاً. وقد بَلِخَ بَلْخاً، والأبْلَخُ المتكبِّرُ. وشُوِسَ شَوساً، وصُوِرَ صَوراً، وصَيِدَ صَيَداً، وهو أشْوسُ وأصْورُ وأصْيَدُ، وقد بَذَخَ بَذْخاً، وهو باذِخٌ. واستطالَ، فهو مستطيلٌ. ذكرُ الزِّيْنََةِ تَزَيَّقَتِ المرأةُ تَزيُّقاً، وتَهَنْعَتْ. وزتَتُّها، إِذَا زيَّنتَها. ذكرُ التَمَتُّعِ بِالمَرْأَةِ حاضَنْتُ المرأةَ مُحاضنةُ: غازلتُها. وتعلَّلْتُ بِها تَعَلُّلاً: لَهَوْتُ بِها. والذي يُخالِطَ النِّساءَ زِيْرٌ، والجمعُ زِيَرَةٌ وأزْيارٌ. ذكرُ الرِّضَا رَضِيَ يَرضَى رِضَىً ورِضواناً ومرضاةً. والرِّضَيُّ: المَرْضِيُّ، (فَعِيلٌ) بمعنى (مَفْعُولٍ). ذكرُ الغَضَبِ الغضبُ والحفيظةُ والحِفْظَةُ. وقد أحْفَظَني قولُكَ: أي أغضبني. وغَضِبَ وحَرِبَ. واستأرَبَ غَضَبُهُ، إِذَا اشتدَّ، وهو من قولهم: أرَّبْتُ العُقدةَ، إِذَا أحكَمْتَها، فجعلْتَ عَقْداً فوقَ عقدٍ. وعَبِِدَ عَبَداً، إِذَا غَضِبَ وأنِفَ. وفي القرآنِ: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}.

ذكر العداوة

وضَمِدَ ضَمَداً، وهو عَبِدٌ وضَمِدٌ وحَرِبٌ وغَضبانٌ. وإذا فَتَرَ غَضَبُهُ قَالُوا: بَاحَ غضبُهُ، وانْقََشَّ وتحلَّلَ. ذكرُ العَدَاوَةِ هيَ العداوةُ والحِقْدُ والغِمْرُ والدِّمْنةُ والغِلُّ. والمِئَرَةُ، على وزنِ عِنْبَةٍ، وقَد مَأَرَ بينهَمْ: أفْسَدَ. والإحْنةُ والسَّخيمَةُ. والكشيحةُ، وهوَ كاشحٌ، كأنَّهُ أضمرَ العداوةَ تحتَ كشحِهِ. والضِّغْنُ والضَّغينةُ، وقد تَضاغَنَ القومُ: تَعَادَوا. والوَحَرُ، وَحِرَ صدرُهُ. والحشْمَةُ، والعامَّةُ تستعملُها فِي الحياءِ، وهو خطأٌ، يُقالُ: أحْشمْتُهُ، إِذَا أغضبتَهُ. ذكرُ الرَّحْمَةِ والعَطْفِ رَحِمَهُ، ورَثَى لهُ، يَرثي لهُ، وحَنَا عليهِ، يَحْنو حُنُوَّاً. وهيَ الرَّحمةُ والشَّفَقةُ. وتحنَّى تحنِّياً، وتحنَّنَ تَحنُّناً. وحَدِبَ عليهِ مِثلُهُ، حَدْباً. ورَئِمَهُ رِئْماناً، إِذَا عَطَفَ عليهِ. قال الشاعرُ: وَمَا الرِّئْمَانُ إِلاَّ بِالنِّتَاجِ وَبَهَا بِهِ يَبْهُو مِثلُهُ. ذكرُ الجُّوْعِ هوَ الجُّوعُ، والغَرَثُ والسَّغَبُ والطَّوى. رجلٌ غَرثانٌ. وسَغبانٌ وساغِبٌ، وقد غَرِثَ وسَغِبَ، وطَوِيَ يَطْوَى طَوَىً. وهو طَاوٍ. وَطَيَّانُ. والخَمْصُ الجوعُ. خَمَصَ يَخْمُصُ خَمْصاً، وهو خامصٌ وخميصٌ. وفي القرآنِ: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ}.

ذكر العطش

ذكرَ العَطَشِ هوَ العَطَشُ واللَّوْحُ. قالَ أبو عُمَرَ: اللُّوحُ، بضمِّ اللامِ، العطشُ. وكذلكَ أعلى الجَوِّ لُوحٌ. ويُشبِهُ أن يكونَ اللَّوحَ المصدرَ، واللُّوحُ الاسمَ. والصَّدَى والجُؤَادُ والغُلَّةُ واللَّوْبُ. لاحَ يلوحُ، وجأَدَ يجأدُ، وعطِشَ يَعطَشُ، وصَدِيَ يصدَى، وهوَ صادٍ وصَدٍ، واغْتلَّ يَغْتلُّ، ولابَ يلوبُ، وهو لائبٌ لَوْباً. والمِهيافُ والمِلواحُ: السريعُ العطشِ. ذكرُ الرِّيِّ رَوِيَ يَروَى رِيَّاً. ونَهِلَ يَنْهَلُ نَهْلاً، والنهلُ السَّقْيَةُ الأولى، والعَلَلُ السَّقْيَةُ الثانيةُ، وقد عَلَّهُ، وهوَ معلولٌ، والفاعلُ عَالٌّ. وتقولُ: شَرِبْتُ الماءَ فنقَعْتُ بهِ. وعَجْتُ بِهِ عَيْجَاً، ونُقُوعاً. وبَضَعْتُ بِهِ بُضُوعاً، وذلكَ إِذَا رَوِيْتَ منهُ. والعبُّ شِدَّةُ الشّرْبِ، عَبَّ الماءَ عبَّاً. ونَشَحَ، إِذَا شَرِب قليلاً قليلاً، نشْحاً. واشْتَفَّ ما فِي الإناءِ، إِذَا شَرِبَهُ كُلَّهُ. والشفافةُ ما يبقى فِي الإناءِ، إِذَا شَرِبَهُ كُلَّهُ، بعدَ الشُّربِ. وتَغمَّرَ، إِذَا شَرِبَ ولمْ يَرْوَ، وقَالُوا: إِذَا شَرِبَ قليلاً، وهوِ مأخوذٌ منَ الغُمَرِ، وهوَ القَدَحُ الصَّغيرُ. ذكرُ الشَّبَعِ شَبِعَ شِبْعَاً، وهوَ شَبعانُ. فأمَّا الشِّبْعُ، بالكسرِ والإسكانِ، فقَدْرُ ما يُشبِعُكَ منَ الطعامِ. وهوَ بطينٌ وبَطِنٌ. والكِظَّةُ الامْتِلاءُ. وتضَلَّعَ تَضَلَّعاً. إِذَا امتلأَ. والبِطْنَةُ كَثْرَةُ الأكلِ. والرُّغْبُ شِدَّةُ

ذكر الطمع

شَهوَةِ الطعامِ. وفي الحديث: الرُّغْبُ شُؤْمٌ. وجلٌ رَغِيْبٌ: شهوانُ. ورجلٌ قتينٌ، وامرأةٌ قتينٌ: قليلُ الأكلِ. وجَرُوزٌ: سريعُ الأكلِ، وإن كانَ قتيناً. ورجلٌ نهيمٌ ومنهومٌ. وهو الَّذِي تمتلئُ بَطْنُهُ، ولا تشبَعُ عَيْنُهُ. ذكرُ الطَّمَعِ طَمِعَ طَمَعَاً، وهوَ طَمِعٌ وطامعٌ، وما عِندَهُ مَطمَعٌ. وجَعِمَ جَعَماً، وهو جَعِمٌ. ذكرُ الحِرْصِ هوِ الحِرْصُ والجَشَعُ والشَّرَهُ، وهوَ حريصٌ وشَرِهٌ وجَشِعٌ. ورجلٌ طَرِفٌ: رَغيبٌ، لا تَشبعُ عيناهُ، فكُلُّ ما رآهُ أرادَهُ لنفسِهِ. ذكرُ البَلاَغَةِ رجلٌ بليغٌ، إِذَا كان يبلُغُ حاجتَهُ بكلامٍ حَسَنِ الصورةِ، مقبولِ العِبارةِ. وفصيحٌ، إِذَا كانَ يُفصِحُ عن نفسِهِ بلفظٍ حَسَنٍ فَخْمٍ. وقريبٌ مِنْ هَذَا المعنى قولُهم: رجلٌ مُفوَّهٌ، إِذَا كانَ مُقتدراً على الكلامِ فيما يريدُهُ، ومَنْطيقٌ، ومِقْولٌ. ثمَّ يُقالُ فِي الخطيبِ: مِصْقَعٌ، وفي الشاعرِ: مُفْلِقٌ، كأنَّهُ يَجيءُ بالفَليقةِ، أي بالدّاهيةِ. ويُقالُ: خطيبٌ مسْفَكٌ. ويُقالُ فِي صفةِ اللِّسانِ: لسانٌ طليقٌ وطَلْقٌ، وذليقٌ وذَلْقٌ. ذكرُ العِي رجلٌ عَيِيٌّ، ويُقالُ فِي الإتباعِ: عَيِيٌّ شَيِيٌّ. والشَّيِيُّ إتباعٌ عندَ بعضِهم. وقومٌ يجعلونَ الشيَّ مِثلَ العِيَّ. ورجلٌ عيَايَاءُ طَبَاقَاءُ.

صفات مختلفة جارية في المدح

ولسانٌ كليلٌ، وقد كلَّ كُلُولاً. والفَدْمُ والعَبَامُ فِي معنى العَييِّ. وقَالُوا: العَبَامُ الثّقيلُ. وكذلك الفَدْمُ. وكذلكَ الفهَّةُ العيُّ، وقد فَهَهْتَ. وقد أُحصِرَ الرجلُ واستُحصِرَ، وأُرْتِجَ عليه، وأُطِمَّ، واستعجمَ، وحَصِرَ وخَرِقَ. وأصلُ الخَرَقِ أن تَعْدُوَ الكلابُ خلْفَ الظَّبيِ، فيتحيَّرَ ويقفَ. وبَطِرَ، واستُحجرِ عليه، واسْتبهمَ عليه. كُلُّ ذلكَ إِذَا عَجَزَ عن صحيحِ الكلامِ، واختلَّ فِي العِبارةِ. صِفاتٌ مُخْتَلِفَةٌ جَارِيَةٌ فِي المَدْحِ رَجُلٌ أَدِيبٌ، مْن قَوْمٍ أُدَبَاءَ، والأدَبُ تَنْزِيهُ النَّفْسِ عَمَّا يَعيبُها. وحَسيبٌ مْن قَوْمٍ حُسَبَاءَ، إِذَا كانَ لَهُ مَنَاقِبُ يَعُدُّها لِنَفْسِهِ، وهُوَ منَ الحِسَابِ. وشَرِيفٌ وشِرَافٌ، والشَّرَفُ يَكُونُ في النَّسَب. ونَبِيبلٌ ونُبَلاءُ ونَبَلٌ. ونِحْرِيرٌ: حَاذِقٌ. والنَّابِلُ: الحَاذِقُ أَيْضاً. وهُوَ منْ مُصاصِ القَوْمِ، وضِئْضِئِهِمْ ومَحْضِهِمْ وصُيَّابَتهمْ ونَصِيَّتِهِمْ ونُخْبَتهِمْ وصَرِيحِهِمْ وسِرِّهِمْ وخُلْصَانِهِمْ ولُبَابِهِمْ. ورَجُلٌ مُصَاصٌ، وخِيَارٌ. ورَجُلٌ بَزِيعٌ، إِذَا كانَ ظَرِيفاً وامْرَأةٌ نَاتِقٌ، بِكَسْرِ التَّاءِ، كَثِيرَةُ الوَلَدِ. وامْرَأَةٌ مِيجَافٌ: الَّتي تَلِدُ بَطْناً ذَكَراً، وبَطْناً أُنْثَى. صِفَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ جَارِيةٌ في الذَّمِّ رجلٌ مُلصَقٌ، ومُسنَدٌ وزنيمٌ وسنيدٌ ودَعيٌّ، كلُّ ذلكَ سَواءٌ. ورجلٌ مأشوبٌ ومُسبَعٌ وموصومٌ ومُدَغدَغٌ، كلُّ ذلكَ المطعونُ عليهِ فِي نَسَبِهِ. والسَّادِرُ: الَّذِي يركبُ رأسَهُ ولا يبالي ما يصنعُ. ورجلٌ مِتْيَحٌ: يدخلُ فيما لا يعنِيهِ، وذو غذاميرَ: الَّذِي يَخلِطُ فِي كلامِهِ. والمَاسُ، بلا همزٍ، مثالُ مالٍ، الَّذِي لا يلتفتُ إِلَى مَوعِظةٍ، عن أبي عُبَيدٍ.

والوَصْمُ والقُضأْةُ العيبُ يُقالُ: فِي نَسَبِهِ قَضَأْةٌ. والمجبوسُ الَّذِي يُؤتَى طائعاً. وكذلك المَسْتُوهُ. ورجلٌ رَبَاجِيٌّ: يفتخرُ بأكثرِ من فعلِهِِ. والدَّيُّوثُ الرَّاضي بفجورِ امرأتِهِ، وأصلُهُ من اللِّينِ، ديَّثْتُ الشَّيءَ، إِذَا ليَّنتَهُ. واللَّغِيْفُ: الَّذِي يأكلُ معَ اللصوصِ، ويشربُ معَهُمْ، ولا يسرِقُ. والغَمَلَّجُ: الَّذِي يسخو في وقتٍ، ويَبْخَلُ فِي وقتٍ، ويشجُعُ فِي وقتٍ، ويجبُنُ فِي وقتٍ. والسَّرِيْسُ العِنِّينُ. والعَجيرُ، الرَّاءُ غير معجمةٍ، الَّذِي لا يأتي النساءَ. والعِزْهاةُ والعَزِهُ: الَّذِي لا يحتاجُ إليهنَّ، ولا يرغبُ فيهنَّ. ورجلٌ بذيءٌ: فَحَّاشٌ. ووخْشٌ ووَغْلٌ وقَزْمٌ وقزيمٌ، وقومٌ قَزَمٌ، وشَرَطٌ: أدْنِياءٌ. ورجلٌ عِضٌّ: متعرِّضٌ للشرِّ. وكذلك العرِّيضُ. ويُقالُ: تَتَرَّعَ إِلَى الشرِّ، وتَرِعَ اليهِ. إِذَا أسرعَ اليهِ. والقَاذُورُ: الَّذِي لا يعاشِرُ الناسَ. والدَّيْبُوْبُ: الَّذِي يجمعُ بين الرجالِ والنساءِ، فَيْعَولٌ منْ دَبَّ، وقيلَ: هو الَّذِي يدَِبُّ بالنميمةِ بينَ الناسِ. والقَلاَّعُ الَّذِي يَقَعُ فِي الناسِ، وسُميَ بذلكَ لأنهُ يتكلمُ عندَ السلطانِ فِي الرجلِ المَكيِنِ، فيَزيلُهُ عن رُتْبتِهِ. والهَجينُ: الَّذِي أبوهُ عربيٌّ، وأمُهُ أَمَةٌ، والجمعُ هُجناءُ. وأمَّا الهِجَانُ فالأبيضُ الكريمُ من الناسِ والإبلِ، والأنثى والذكرِ والجمعُ والتثنيةُ فيهِ سَواءٌ. والمُِذَرَّعُ الذي أمّهُ عربيةٌ وأبوهُ مولىً. والفَلَنْقَسُ المُردَّدُ فِي الهُجَناءِ. والقُنْدُعُ الَّذِي لا يغارُ على أهلِهِ، ورجلٌ زُمَلِّقٌ، وهو الَّذِي إِذَا باشرَ أراقَ ماءَهُ قبلَ أن يُجامِعَ. والفَيْخَزُ، بالزاءِ والخاءِ، العظيمُ الذَّكَرِ. والضَّيْزَنُ ضِدُّ الشَّيء، والرجلُ الَّذِي يخالِفُ إِلَى امرأتِهِ والكِفْلُ الَّذِي لا يَثْبُتُ على السَّرْجِ. والضَّمْدُ: أن تجمعَ المرأةَ صديقَيْنِ أو ثلاثةٍ. قال الرَّاجز

ذكر السؤدد والحلم

: إنِّي رَأَيْتُ الضَّمْدُ شَيْئَاً نُكْرَاً والمفْرَجُ: هو الَّذِي لا يُعرَفُ له ولاءٌ ولا نَسَبٌ، وفيه خِلافٌ. وامرَأَةٌ حضونٌ، إِذَا كانَ أحدُ ثَديَيْهَا أصغَرَ منَ الآخَرِ. وامرأةٌ نَاتِقٌ كثيرةُ الوَلَدِ. ذكرُ السُّؤْدَدِ والحِلْمِ سادَهُمُ يسودَهُمُ سُؤدَداً وسِيادةً، وهُوَ سَيِّدٌ. ومِدْرَهٌ، إِذَا كان يدافعُ عنِ القومِ، وقد دَرَهَ يَدْرَهُ دَرَهاً، وأصلُهُ منَ الدَّرْهِ، وهوَ الدفعُ، جُعِلَتِ الهمزةُ هاءً. وعُمْدَةٌ وعِمادٌ. وهو ثِمالُهَم، وقد ثَمَلهم ثملاً، إِذَا كانَ يُعطيعهِم. وقد رَأَسَهُمْ فهوَ رئيسٌ، وهم رُؤساءُ ولا يُقالُ رَيْسَاءُ، والعامَّةُ تقولُهُ، وهوَ خطأٌ. والبَدْءُ: السيِّدُ الَّذِي ليسَ فوقَهُ غيرُهُ من قومِهِ. والثِّنْيُ: الَّذِي يلِيهِ. والجمعُ ثُنْيانٌ. والثُّنْيانُ أيضاً واحدٌ. وقد حَلَمَ حِلمَاً، وهو حَليمٌ، والحِلمُ عندَ العربِ العِلْمُ فِي أكثرِ المواضعِ. ووقورٌ ورزينٌ، وقد وَقُرَ ورَزُنَ. ذكرُ البُكاءِ البُكاءُ يُمَدُّ ويُقْصَرُ، فإذا قُصِرَ كُتِبَ بالياءِ. يُقالُ: بَكَى.

ذكر القرب

وامْتأقَ، والاسمُ المأْقَةُ، وذلك إِذَا بكى منَ الغيظِ، وفي المثلِ: أنا تَئِقٌ وصاحبي مَئِقٌ، فكيفَ نتَّفِقُ؟ التَّئقُ المُمتلِئُ منَ الغيظِ، والمُئقُ الباكي. والنشيجُ: تردُّدُ البكاءِ فِي الصدرِ، نَشَجَ نشيجاً. ويُقالُ: استَعْبَرَ الرجلُ، إِذَا بكى. فإذا جرى دمعُهُ قيلَ: سَكَبَ وهَمَلَ، ووَكَفَ وَكِيفَاً، وذَرَفَ ذُرُوفاً، وارْفَضَّ وفاضَ واسْتهلَّ وهَمَعَ وانْهلَّ وقَطَرَ وترقرقَ. واغْرَورَقَتْ عَينُهُ، وهَمَتْ تَهمِي هَمْيَاً. ذكرُ القُرْبِ هوَ منكَ قريبٌ، وكَثَبٌ، الواحدُ والجمعُ فِي كَثَبٍ سَوَاءً. وصَددٌ وصَقَبٌ، وقد أَصقبَ إصقاباً، وأَسعفَ إسعافاً. ويُقالُ: رَماهُ مِنْ كَثَبٍ. والأَمَمُ بينَ القريبِ والبَعِيدِ. والجَارُ أحقُّ بِصَقْبِهِ، أي ما دنا منهُ. وهوَ جارِي مُكاسِري. ومُطانِبي، أي كِسْرُ بيتي إِلَى كسرِ بيتِهِ، وطُنُبُ بيتي إِلَى طُنُبِ بيتِهِ. ويُقالُ: دُورُ بني فلانٍ تتناوَحُ، أي تتقابلُ وتتناظرُ. ومثلُ ذلكَ: ودارِي تنظُرُ إِلَى دارِكَ، أي تُقابِلُها. ذكرُ البُعْدِ بَعُدَتْ دارُ فلانٍ، ونأَتْ وشطَّتْ وشطبَتْ وشطنَتْ وشسعَتْ وتراخَتْ وشطرَتْ ونزَحَتْ. والشاطبُ والشاطنُ والمُتراخِي والشاحطُ والشاسعُ والشطيرُ، كلُّ ذلكَ البعيدُ.

ذكر الوعد والإنجاز

والعُدْواءُ البُعْدُ. والطَّرَحُ: البعيدُ. قال الشاعر: وتُرَى نَارُهُ مِنْ نَاءٍ طَرَحْ والغَوْلُ: البُعدُ. وقد ماطَ، إِذَا بَعُدَ، مَيطاً. والنَّوى مؤنَّثَةٌ البُعْدُ. ويُقالُ: نَوَىً قَذَفٌ، ونيَّةٌ قَذَفٌ، أي بعيدةٌ. والنَّوى: الدارُ أيضاً، يُقالُ: شطَّتْ نَواهُ، أي بعُدَتْ دارُهُ، وانْتَوَتْ، أي بعُدَتْ. ومكانٌ سحيقٌ، أي بعيدٌ، وفي كتابِ اللهِ تعالى: {أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}. ذكر الوَعْدِ والإنْجَازِ وَعَدَ يَعِدُ. وهوَ الوعدُ والميعادُ والموعودُ، والمَوعِدُ، ويُجمَعُ مواعيدَ. وهو الوَأْيُ، وقد وأى يَئِي، وَزْنُهُ يَعِي، إِذَا وعدَ. وصَدَقَ الوعدَ، وأنجزَهُ. ذكرُ دَفْعِ الحَقِّ والمَطْلِ مَطَلَهُ، ولَوَاهُ لَيَّاً ولَيَّاناً، ومَعَكَهُ، والمَعِكُ: المُطَوْلُ. قالَ زُهَيرٌ:

ذكر الجماعات من الناس

إِنَّ الغَادِرَ المَعِكُ ويُقالُ: أَحْبَضَ حقَّهُ إحباضاً، وأبطلَهُ إبطالاً. وطلَّلَهُ يطلُّهُ طَلاًّ، ولطَّهُ يلُطُّهُ، إِذَا مَطَلَهُ. ذكرُ الجَّمَاعَاتِ مِنَ النَّاسِ هُمْ جماعةٌ وفِئَامٌ وزَرافَةٌ. والنَّفَرُ والرَّهْطُ ما دُونَ العَشَرَةِ منْ الرجالِ. والعُصبةُ، قَالُوا: هُمْ نحوَ العشرةِ إِلَى الأربعينَ، واللهُ أعلمُ. وفي القرآنِ: {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}. والصحيحُ أنَّ العُصبةَ الجماعةُ الَّتِي أمرُها واحدٌ. قلُّوا أو كَثُروا. والنُّبُوحُ: الجماعاتُ. وكذلكَ العُقَدُ. والزُّمرةُ: الجماعةُ. والزُّجْلةُ والحزيقُ والقِبْضُ الجماعةُ الكثيرةُ. ويُقالُ: جاءَنا عُنُقٌ منَ الناسِ أي جماعةٌ. وفي القرآنِ: {فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ}، يعني جماعاتِهمْ. وجاءَنا طَبَقٌ منَ الناسِ، ودَهْمٌ منهم. والصَّرَّةُ: الجماعةُ منَ النساءِ، وفي القرآنِ: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}. والمأتَمُ الجماعةُ مِنهُنَّ

ذكر الفرق المختلفة

يجتمعنَ فِي عرسٍ أو مناحةٍ. ذكرُ الفِرَقُ المُختَلِفَةِ الأكاريسُ والأصرَامُ والفِرَقُ، الواحد كِرْسٌ وصِرْمٌ، والصَّتِيْتُ الفِرْقَةُ مِنْهُمْ. والأوْزَاعُ والأوشابُ والأوباشُ والأُشابةُ، والجمعُ أشائبُ، ضروبٌ مُتفرِّقونَ، والجُمَّاعُ مِثلَهَم. قال أبو قيسٍ: مِنْ بَيْنِ جَمْعٍ غَيْرِ جُمَّاعِ ويُقالُ: جاءَ القوْمُ على بَكرَةِ أبيهِم، وجاءَ القومُ جَمَّاً غَفيراً، وجاءوا جَمَّاً غَفيرةً، وجاءوا بأجمُعِهِم، مضمومةُ الميمِ، كأنَّهُ جَمْعُ جَمْعٍ، يُقالُ: جَمْعٌ وأَجْمَعُ، وجاءوا بأزْمَلِهِمْ، وبحذافيرِهِمْ، وبزَوْبَرِهِمْ، إِذَا جاءوا كُلُّهُمْ، لمْ يتخلّفْ منهُمْ أحدٌ، وهوَ فَوْعَلٌ منَ الزَّبْرِ، وهو الجمعُ، وقيلَ: زَبَرْتُ البِئرَ، إِذَا طوَيْتَها بالحِجارةِ، لأنَّكَ جَمَعْتَهَا فيها، وزبرتُ الكتابُ، كتَبْتُهُ، وهوَ أنَّكَ جمعْتَ فيهِ الحروفَ والمعاني. ويُقالُ: جاءوا فِي الطِّمِّ والرِّمِّ، والهَيْلِ، والهَيْلَمانِ، والحَرْشَفِ، والدَّخِيْشِ، والعَرَمْرَمِ، إِذَا جاءوا بكُثْرَةٍ.

ذكر اجتماع القوم

ذكرُ اجْتِمَاعِ القَوْمِ استجمعَ القومُ، واعْصَوصَبُوا، واستحصدُوا، ومنهُ الحبلُ المُحْصَدُ: الشَّديدُ الفَتلِ، وذلكَ أنَّهُم إِذَا اجتمعُوا قَوُوا كقوةِ الحبلِ إِذَا أُحصِدَ. واستحصفُوا وتأثَّلُوا وتضافرُوا، وأصفَقُوا على الأمرِ، وأطبقُوا عليهِ، وأحلبُوا، وأجلبُوا. والمُحْلِبُ المُعينُ، وأصلُهُ الإعانةُ على الحَلْبِ، يُقالُ: أَحلِبْني أي أعِنِّي على الحَلْبِ، ثمَّ استُعمِلَ فِي غيرِهِ، وحلائبُ الرجلِ، بنُو عمِّهِ الذينَ يغضبونَ لغضبِهِ. وتدامجُوا وتضابَرُوا وترافدُوا وتناجدُوا، كلُّ ذلك إِذَا اجتمعُوا وتعاونُوا. والهِنزَمْنُ إعرابُ هِنْجَمنٍ. قال الأعشى: إذا كانَ هِنزَمْنٌ، ورُحْتُ مُخشَّما ذكرُ العساكرِ هوَ العسكرُ والجيشُ. والموضعُ الَّذِي يُنزَلُ فيهِ المعسكرُ، بالفتحِ. والمعسكرُ صاحبُ العسكرِ. والكتيبةُ ما يجتمعُ فيهِ جميعُ ما يُحتاجُ إليهِ للحربِ، والجمعُ الكتائبُ، وأصلُ الكتبِ الجمعُ. والمِقْنبُ الجماعةُ يُغْزَى بها. والحضيرةُ الجماعةُ بينَ الخمسةِ إِلَى

ذكر الشعوب والقبائل

العشرةِ يُغْزى بهم. والنفيضةُ، بالفاءِ، الجماعةُ يتقدمونَ الجيشَ، فينفضونَ الأرضَ لينظرُوا ما فيها. قالَتِ الجهنيَّةُ يَرِدُ المياهَ حضيرةً ونفيضةًَ ... وِردَ القطاةِ إِذَا اسمألَّ التُّبَّعُ والعدِيُّ القومُ يغْزونَ على أرجُلِهم. ذكرُ الشُّعوبِ والقبائلِ الشعوبُ أعظمُ منَ القبائلِ، الواحدُ شعبٌ، بالفتحِ. ثمَّ القبائلُ، واحدتُها قبيلةٌ. ثمَّ العمائرُ، واحدتُها عمارةٌ. ثمَّ البُطونُ، واحدُها بطنٌ. ثمَّ الأفخاذُ، واحدتُها فخْذٌ، بالإسكانِ، وفخِذُ الإنسانِ بالتحريكِ، وقد يُسكَّنُ. ثمَّ الفصائلُ، واحدتُها فصيلةٌ، وفي القرآنِ: {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ}. ثمَّ العشائرُ، واحدتُها عشيرةٌ.

ذكر تفرق القوم وتبددهم

وليسَ بعدَ العشيرة جَمَاعَةٌ تُوصَفُ. والحيُّ مثلُ القبيلةِ، أو قريبٌ منها، والجمعُ أحياءٌ. والحِلَّةُ القومُ الحُلولُ، والجمعُ الحِلالُ، والمَحلَّةُ مَنزلُهَمْ. ذكرُ تفرُّقِ القومِ وتبدُّدِهم تفرَّقوا، وتبدَّدُوا، وتضعضعُوا، وشعُّوا. والشَّعاعُ المتفرِّقُ، وتقدَّدُوا. ويُقالُ: تفرَّقَ القومُ عبادِيد، وأباديدَ، وأيدِي سَبا، وأيادِي سَبا، يُنوَّنُ ولا يُنوَّنُ، وشماطِيط، وشعاريرَ، وشعاليلَ، وشَذَرَ مَذَرَ. ويُقالُ: ذهبوا إسراءَ قُنفُذٍ، وإشلالَ بُردٍ، وأشلاءَ بُردٍ، جميعاً. قيل: وبُردٌ كتيبةٌ. ويُقالُ: ولَّوا أشلالاً، أي متفرِّقينَ، وهوَ منْ قولِكَ: شَلَّهُ يشُلُّهُ، إِذَا طردهُ. وقدْ أبذعرُّوا: تفرَّقوا. ذكرُ النَّومِ فأوَّلُ النَّومِ الوسَنُ والسِّنةُ والنُّعاسُ، نَعَسَ ينعُسُ، ووسَنَ يَسِنُ. ويُقالُ للنَّومِ: الهجودُ والهجوعُ. فأمَّا التهجُّدُ فالسَّهرُ، وقيلَ: هوَ السَّهرُ للعبادةِ، وفي القرآنِ: {فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ}. والرُّقادُ والَّهويمُ. رقد يرقُدُ، وهوَ راقدٌ، وهمْ رقودٌ، وهوَّمَ يهوِّمُ تهويماً. والإغفاءُ النومةُ الخفيفةُ، أغفى يُغفِي. والعامَّةُ تقولُ: غفا يغفُو، ولا أعرفُهُ صحيحاً. والبَرْدُ النَّومُ، وفي القرآنِ: {لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلَا شَرَاباً}.

ذكر السهر

ذكرُ السَّهرِ هوَ السَّهرُ والسُّهادُ والسُّهدُ، سهرَ يسهرُ، وسهِدَ يسهَدُ وتهجَّدَ يتهجَّدُ تهجُّداً، والتهجُّدُ السَّهرُ على ما ذكرنا، وفي القرآن: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ}. ذكرُ الضَّحِكِ ضَحِكَ، وهوِ الضَّحِكُ، بالتحريكِ، وقالَ أبو بكرٍ: لا يجوزُ الضَّحْكُ، بالإسكانِ إِلاَّ فِي الشعرِ. وتبسَّم وابتسمُ وكشرَ، وانْكلَّ انكِلالاً، كلُّ ذلكَ سواءٌ. فإذا ضحِكَ حَتَّى تبدوَ أسنانَهُ، واشتدَّ ضحِكُهُ، قيلَ: كرْكرَ. فإذا أفرطَ قيلَ: استغربَ. والقهقهةُ أن يُسمَعَ صوتُ الضحكِ. ذكرُ كَسْبِ الإنْسَانْ هوَ الكَسْبُ. والكدحُ، كَدَحَ لأهلِهِ، أي كسبَ، وفي القرآنِ: {إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً}. والجَرحُ، فلانٌ جارحةُ أهلِهِ، أي كاسِبُهم، وفي القرآنِ: {وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ}، أي كسبتُمْ، والقَرشُ، قَرشَ وتقرَّشَ، إِذَا تكسَّبَ، وبه سمِّيَتْ قريش قريشاً، وجرَمَ فلانٌ أهله إِذَا كسبَ لهمْ، ومكثَ فلانٌ. عندي شهراً أجْرِمُهُ، أي أمُونُهُ، وهي الجريمةُ. والحرفةُ الكسبُ. وكذلكَ الصَّرفُ، يُقالُ: فلانٌ مُصْطَرِفٌ ومحترفٌ، أي إِذَا كان مُحتالاً كسوباً.

ذكر حرفة الإنسان

ذكرُ حِرْفَةِ الإنسانِ ويُقالُ للرجلِ إِذَا طلبَ الرِّزقَ فَمُنِعَهُ: رجلٌ مُحارَفٌ، بفتحِ الرَّاءِ، ومحرومٌ ومحدودٌ ومُخْفِقٌ ومُكِدٌّ، وقد أكدى إكداءً، وقد حُدَّ، إِذَا مُنِعَ، ومنهُ سُمِّيَ البوَّابُ حَدَّاداً، لأنه يرُدُّ الناسَ ويمنعُهُمْ. وأخفقَ. إِذَا طلبَ ولمْ يجِدْ. ذكرُ الإصلاحِ بينَ النَّاسِ أَسْمَلَ بينَ الناسِ إسمالاً، وقال الكَسائيُّ: سَمَلَ بينَ الناسِ، بغير ألِفِ، إِذَا أصلحَ بينهُمْ. ودَمَلَ بينهُمْ، وألَّفَ، ورأَبَ يَرأَبُ، وودَجَ بينهَمْ وَدْجَاً. فأمَّا قولُهم: فلانٌ وُدْجِيٌّ إليكَ، مُحرَّكٌ. فمعناهُا أنَّهُ وسيلتِي. ذكرُ الإفْسَادِ بينِ النَّاسِ نَمَلَ بينَ القومِ، ونَزَغَ، وفي القرآن: {مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي}. وأَنْمَشَ ومَحَلَ، والماحِلُ الساعِي. ومأرَ بينهُمْ مِئْرةً، وأرَّثَ وأرَّشَ، إِذَا هيَّجَ بينَهُمُ الشَّرَّ. ذكرُ سِعَةِ العَيْشِ عَيْشٌ رغدٌ، وغَيداقٌ ودَغْفَلٌ ورافِغٌ ورفِيْغٌ، وعيشٌ خِرْوَعٌ، ومُخَرْفَجٌ ومُسَرْهَدٌ ومُسَرْهَفٌ. وإنَّهُ لَفي بُلَهْنِيَّةٍ منَ العيشِ. وعيشٌ أَغْضَفُ.

ذكر ضيق العيش

ذِكْرُ ضِيقِ العَيْشِ يُقالُ: القَوْمُ في شِدَّةٍ، وشَظَفٍ وقَشَفٍ وضَفَفٍ. وقالُوا: الضَّفَفُ قِلَّةُ المَأَكُولِ وكَثْرَةُ الأكَلَةِ. وهُوَ في بُؤْسٍ وضَنْكٍ مِنَ العَيْشِ، وقدْ ضَنِكَ الشَّيْءُ ضَنْكاً وضُنُوكاً، إذَا ضَاقَ. واللَّزْبَةُ والأزْمَةُ ضِيقُ العَيْشِ، وفي الحَدِيثِ: اشْتَدَّي أَزْمَةُ تَنْفَرِجِي. والحَطْمَةُ والمَحْلُ والجَدْبُ والقَحْطُ سَوَاءٌ. وقْد أَمْحَلَ القَوْمُ، وأَجْدَبُوا. والضَّرِيكُ السَّيِّئُ الحَالِ منَ النَّاسِ. والحَاتِرُ والقَاتِرُ الَّذي يُقَتِّرُ على نَفْسِهِ وأَهْلِهِ في النَّفَقَةِ، حَتَرَ يَحْتِرُ، وقَتَرَ يَقْتُرُ، وفي القَرْآنَ: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} ذِكْرُ إِصْلاحِ المَالِ يُقالُ: فُلانٌ إزَاءُ مَالٍ، وخَائِلُ مالٍ أَيْضاً، وآيلْ مَالٍ، وخَالُ مَالٍ، وهُوَ حَنِكٌ بِمَالِهِ، إِذَا كانَ حَسَنَ القِيَامِ عَلَيْهِ، وقدْ حَنَكَهُ يَحْنُكُهُ. ذِكْرُ إِفْسادِ المَالِ عَاثَ الرَّجُلُ في مَالِهِ، يَعِيثُ عَيْثاً وعَيَثَاناً، وعَثَا فِيهِ، يَعْثُو عُثُوّاً، إِذَا أَفْسَدَهُ. ويُسْتَعْمَلُ في غَيْر المَال، قَالَ اللهُ تَعالى: {وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ}. وطَأَطَأَ يَدَهُ في مَالِهِ، إِذَا أَسْرَعَ في إِفْسَادِهِ. ويُقالُ: بَدَّدَ مَتَاعَهُ، وبَحْثَرَهُ وبَعْثَرَهُ وبَذَّرَهُ. فإِذَا تَنَقَّصَهُ شَيْئاً بَعْدَ

ذكر زيادة المال

شَيْءٍ فَهُوَ يَتَخَوَّفُهُ، ويَتَحَوَّفُهُ: يَأْخُذُ منْ حَافَاته، ويَتَفَوَّقُهُ، وفي القَرْآنِ {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ}، أَيْ عَلى تَنَقُّص. وفي أَمْثالِهِم: مَنْ يَطُلْ ذَيْلُهُ يَنْتَطِقْ بِهِ، ومَنْ يَطُلْ ذَيْلُهُ يَطَأْ فِيهِ، يُضْرَبُ لِلَّذِي يُبَدِّدُ مَالَهُ، ولا يُبَالي ما صَنَعَ بِهِ. ذِكْرُ زِيَادَةِ المَالِ مَشَتِ الماشِيَةُ مَشَاءً، ووَشَتْ وَشَاءً، وفَشَتْ فَشَاءً، ونَمَتْ نَمَاءً، وضَنَتْ ضَنَاءً، سَوَاءٌ. وقدْ أَمْشَى القَوْمُ، وأَفْشَوْا وأَوْشَوْا وأَنْمَوْا وأَضْنَوْا. وقدْ أَحْرَفَ الرَّجُلُ، فَهْوَ مُحْرِفٌ، إِذَا نَمَا مَالُهُ وصَلَحَ، والاسْمُ الحُرْفَةُ. وَأَمَّا الحِرْفَةُ والحُرْفُ فالشُّوْمُ. والحِرْفَةُ أَيْضاً كَسْبُ الإنْسَانِ. ومَالٌ دِبْرٌ، ومَالانِ دِبْرٌ، وأَمْوالٌ دِبْرٌ، ودَثْرٌ، وعَكَنَانٌ، وحَوْمٌ: كَثِيرٌ. وفُلانٌ مَرْغُوسٌ، إِذَا نَمَى مَالُهُ ووَلَدُهُ. وأُنْشِدَ: إِمَامَ رَغْسٍ في مَقَامٍ رَغْسِ

ذكر نقصان المال وقلته

ذكرُ نِقْصَانِ المَالِ وقِلَّتِهِ رجلٌ مُزْهِدٌ، وزهيدٌ، أي قليلُ المالِ، وقد نَقِرَ الرجلُ، إِذَا ذهبَ مالُهُ. وفي بَعْضِ دُعَائِهِمْ: مَالَهُ، عَقِرَ ونَقِرَ! عَقِرَ: أصابَهُ عَقْرٌ. وقد أَقْوَى الرجلُ، إِذَا افتقرَ، وأصلُهُ أن يصيرَ إِلَى القَواءِ، وهوَ القفْرُ منَ الأرضِ. وفي القَرْآنِ: {وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ} أَيْ لِمَنْ حَصَلَ في القَوَاءِ. وأنفَقَ إنفاقاً، وأرْمَلَ إرمالاً، وأنْفَضَ إنفاضاً، إِذَا نَفِدَ زادُهُ. وتقولُ العربُ: النُّفَاضُ يُقصِّرُ الجَلَبَ، أي إِذَا نَفِد زادُ القومِ قَطَّروا إبِلِهم إِلَى الأمصارِ للبَيعِ والامْتِيارِ، وقد سافَ مالُهُ، إِذَا قلَّ، وأسافَ هوَ، والاسمُ السُّوافُ والمُجلّفُ: الَّذِي جَلَّفَتْهُ السِّنونُ، أي ذهبتْ بِهِ. ذكرُ التَّعَرُّضِ للمَعْرُوفِ اجْتَدَيْتُهُ. والجدوى العَطِيَّةُ، وكذلكَ الجَدَا. واخْتَبَطْتُهُ، إِذَا سألْتَهُ من غيرِ وسيلةٍ إليهِ. واعْتفاهُ يَعتَفِيهِ، وعَرَّهُ، واعترَاهُ وعَرَاهُ، إِذَا سألَهُ. وهيَ العَروَى. وقالَ الرَّاجزُ: كَلَّفنِي حُبُّيَ للدَّرَاهِمِ وكَثْرَةُ العَرْوَى منَ المَغارِمِ

ذكر الكنف

خدْمةُ مَنْ لستُ لهُ بِخَادِمِ وانْتَجَعْتُهُ: جعلتُهُ كالنُّجْعَةِ، وهوَ الكَلأُ. وفي المثلِ: مَنْ أَجْدَبَ انْتَجَعَ. واستمدَّ، إِذَا طلبَ قليلاً. وقَنَعَ يَقنَعُ قُنَوعاً، إِذَا سألَ. وفي القرآنِ: {وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ}. وأمَّا قَنِعَ قناعةً فمِنَ الرِّضَا. رجلٌ هَبَنْقَعٌ، وهوَ الَّذِي يَقْعُدُ على أطرافِ أصابِعِهِ يسألُ الناسَ. والعَقِصُ والحَصِرُ مِثْلُهُ. ذكرُ الكَنَفِ تقولُ: أنا فِي كَنَفِهِ، وذَرَاهُ، وحَشَاهُ، وناحِيَتِهِ، وقَصَاهُ، وجَنْبَتِهِ، وحَرَاهُ، وحَجْرِهِ، وحَيِّزِهِ. ولا يُقالُ حَيِيْزِهِ، بيائِيْنِ. ذكرُ إخفاءِ الصَّوتِ وإِسْرارِ الأَمْرِ تقولُ: بينهُمْ مُهامَسَةٌ، أي كلامٌ خَفِيٌّ. وقَالُوا: الهَمْسُ صوتُ وَطْءِ القَدَمِ. وفي القرآنِ: {فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً}، وبينهُمُ هَيْنَمَةٌ، أي كلامٌ خفيٌّ، وتخافَتَ القومُ، والاسمُ الخُفوتُ. والوَجْسُ والرِّكْزُ والجَرْسُ والهَجْسُ الصوتُ الخفيُّ. وقَالُوا: الوَجسُ إضمارُ الخوفِ، وفي القرآنِ: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى}.

ذكر إعلان السر

وكَمَيْتُ الشهادةَ: كتمتُها. وخَمِرَ عليَّ الخبرُ: خَفِيَ. والحَصُورُ: الكَتُومُ. والفُرُجُ الَّذِي لا يكتمُ السِّرَّ، والفِرْجُ مثلُهُ، بسكونِ الرَّاءِ وكسرِ الفاءِ، وأما الفَرِجُ بفتحِ الفاءِ وكسرِ الرَّاءِ، فالذي لا يزالُ يكشفُ فَرْجَهُ. ذكرُ إعلانِ السِّرِّ أَعْلَنَهُ، وعَلَنَ هُوَ عُلُوناً. ورجلٌ عُلَنةٌ: جُهَرَةٌ لا يُخفي سرَّاً. وخَفيتُ الشَّيءَ: أظهرْتُهُ، وأخفيتُهُ: سَترْتُهُ. وقد ذاعَ الشَّيءُ. واستفاضَ، وحديثٌ مُستفيضٌ.، ومُستفاضٌ فيه، ولا يُقالُ غيرُ ذلكَ. وشاعَ. وندَّدْتُ بالرجلِ، وشَتَّرْتُ بِهِ، وسمَّعْتُ بهِ، إِذَا شنَّعْتَ عليهِ. ذكرُ الحَاجَةِ هيَ الحاجةُ والمأرُبةُ والأرَبُ، وقد أِربَ أرَباً، إِذَا احتاجَ، وفي القرآنِ: {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}. وتَلِيَّةٌ عنِ الأصمعيِّ، وتُلُنَّةٌ عن ثعلبٍ، ولُبانةٌ ووَطَرٌ، والجمعُ لُباناتٌ وتَلايَا وأوْطارٌ. وشَفَيْتُ منهُ صارَّتِي، أي عَطَشي، إِذَا قضيتَ منهُ الحاجةَ، وأصلُ الصارَّةِ فِي العطشِ، يُقالُ: قَصَعَ الماءُ صارَّتَهُ، إِذَا سكَّنَ عَطَشَهُ.

ذكر التندم

ذكرُ التَّنَدُّمِ تَندَّمَ وتَلهَّفَ وتفكَّنَ، وسَدِمَ سَدَماً، وهوَ سادِمٌ نادِمٌ، وسَدْمانُ نَدمانُ، وأصلُ السَّدَمِ التَّغيُّرُ، ومنهُ يُقالُ: ماءٌ سَدومٌ، إِذَا تغيَّرَ ريحُهُ وطَعْمُهُ من طولِ المَكْثِ، والجمعُ أسدامٌ. ذكرُ اللَّهَجِ لَهِجْتُ بالشَّيءِ لَهَجاً، ولَذِمْتُ به لَذَماً، ودَرِبَ دَرَباً، وضَرِيَ ضَراوةً وضَرىً، وفلانٌ خِلْبُ نِساءٍ، وزِيرُ نِسَاءٍ، إِذَا كانَ لَهِجاً بِهنَّ، لا يكادُ يفارقهنَّ. وقد سَدِكَ فلانٌ بكذا وكذا، وعَسِكُ به، إِذَا لَزِمَهُ. وواظبَ على الشَّيءِ مُواظبةً، ووَظَبَ وُظُوباً، إِذَا داوَمَ عليهِ. وكذلكَ ثابَرَ عليهِ. وفلانٌ يجري على وتيرةٍ واحدةٍ. أي على طريقةٍ واحدةٍ. ذكرُ الإقامَةِ قَطَنَ بالمكانِ، وأَبَنَّ وعَدَنَ وأَرَبَّ وأَلَبَّ وتَنَخَ، ومنهُ اشتقاقُ تَنُوخَ قبيلةٌ. ورَمَكَ رُموكاً، وتَلَدَ وأَتْلَدَ، وخَيَّمَ وتَنَأَ بالمكانِ، وهوَ تَانئٌ. ذكرُ العَجَلَةِ أَفِدَ الرحيلُ، وأَزِفَ، وجَهَضْتُ فلاناً، وحَفَزْتُهُ وأَزْعَجْتُهُ ومَعَلْتُهُ سَواءٌ. وعَجِلْتُ الرجلَ: سَبَقْتُهُ، وفي القرآن: {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ}، أي سَبَقتُموهُ. وأعجَلْتُهُ استعجلْتُهُ. وأما

ذكر التعمد

قولُهُ تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}، فمعناهُ جِئْتُ على عَجَلَةٍ، ولمْ أُبْطئُ. ذكرُ التَّعَمُّدِ تعمَّدْتُ الشَّيءَ وتوخَّيْتُهُ وتسدَّيْتُهُ وتَيَمَّمْتُهُ وأمَّمْتُهُ ويَمَّمْتُهُ وتأرَّيتُهُ وتحرَّيْتُهُ. ويُقالُ تُأَرَّيْتُ تَحبَّسْتُ. وهوَ مِن آرِيُّ الدَّابَّةِ، أي مَحْبِسُهُ. وأنشد: لا يتأرَّى لما فِي القِدْرِ يَرْقُبُهُ أي لا يَتَحَبَّسُ. وقال ابْنِ السِّكِّيتِ: تسدَّيْتُهُ عَلَوْتُهُ. ذكرُ الضَّلاَلِ ضَلَّ ضَلالاً وضَلالةً، وتَلَّ، وهوَ ضالٌّ وتالٌّ. ويُقالُ ذهبَ فِي

ذكر إشكال الأمر

الضَّلالِ، والتَّلالِ، وقد ذهبَ فِي حُورٍ وبُورٍ، وركِبَ أُمَّ الجندبِ، وبناتِ أطمارٍ، وقد سلكَ طريقَ العُنْصُلَيْنِ، كلُّ ذلكَ إِذَا ضَلَّ. ذكرُ إشكالِ الأَمْرِ أشكلَ عليَّ الأمرُ، وفيهِ شُكْلَةٌ، وأشْكَلَةٌ وشَكٌّ وشُبهَةٌ، واحْتَكَلَ وأَحْكَلَ. ذكرُ العَوْنِ أَعَنْتُهُ وأرْدَأتُهُ، وفي القرآنِ: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً}، أي عوْناً، ومالأَتُهُ مُمالأةً. وواطأتُهُ مُواطأةً، وآزرتُهُ مُؤازرةً، وأسعَدْتُهُ وساعدتُهُ وعاضَدْتُهُ، كلُّ ذلكَ إِذَا أَعَنْتَهُ. ذكرُ الإضْطِرَارِ اضطَرَرْتُهُ وألْجَأْتُهُ وأَجَأءتُهُ، وفي القرآنِ: {فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ}، إلجاءً وإجاءةً. وكذلكَ أشأتُهُ أُشِئْهُ إشاءةً وقد أزنأهُ إِلَى كذا وكذا، وألْفَجَهُ، إِذَا اضْطَرَّهُ. ذكرُ الصَّرْفِ صَرَفْتُهُ عن وَجهِهِ، وثَنَيْتُهُ ولَفَتُّهُ، وفي القرآنِ: {قَالُواْ أَجِئْتَنَا

ذكر الإبرام

لِتَلْفِتَنَا}. وأَفَكْتُهُ، وفي القرآنِ: {أَنَّى يُؤْفَكُونَ}. وقد عاقَهُ يَعوقُهُ، وصارَهُ يَصُورُهُ، وربَّثَهُ يُرَبِّثُهُ، كلُّ ذلكَ إِذَا صدَّهُ ومَنَعَهُ عن وجهِهِ. ذكرُ الإبْرامِ أبْرَمَ الأمرَ، وأحكمَهُ، وصَرَمَهُ صريمةً، وقضاهُ قضاءً، وبَتَلَهُ وبَتَّهُ وأَوْجُزَهُ، إِذَا عَمِلَهُ وفَرَغَ منهُ. ذكرُ إِهْمَالِ الشَّيءِ أَذَلْتُ الشَّيءَ فَذَالَ. وأسدَيْتُهُ تَرَكْتُهُ سدىً، أي هَمَلاً بغيرِ راعٍ، وفي القرآنِ: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى}. ومشى الرجلُ سُدَىً، إِذَا مشى وحْدَهُ، وأهمَلْتُهُ وأبْهَلْتُهُ. والباهِلُ المُهْمِلُ. ذكر الاخْتِيارِ اخْتَرْتُ واعْتَمْتُ واعتَمَيْتُ وانْتَجَبْتُ، واسْتَرَيْتُ سَرِيَّةً. واصطفيْتُ وانتخَبْتُ، ونُخْبَةُ الشَّيءِ خِيارُهُ، وانْتَصَيْتُ نَصِيَّةً، والنَّصيَّةُ الخِيارُ. وكذلك العَمِيَّةُ.

ذكر التربية

ذكرُ التَّرْبِيَةِ رَبَوْتُ فِي بني فلانٍ، أربُو رَبْوَاً، ورَبيتُ أَرْبَى لُغَةً. وربَّيْتُ الصبيَّ تربيةً، وربَّبْتُهُ تربيباً، وربَّيْتُ السِّمسمَ تربيباً، وربَّيْتُ النِّعمةَ، بالتخفيفِ أَرُبُّهَا رَبَابَةً، إِذَا تَمَّمْتَها. ذكرُ الحَيَاءِ اسْتَحْيَى الرجلُ، واسْتَحَى لغةً، وخَزِيَ خَزَايَةً، فأمَّا منَ الهَوانِ فَخَزِيَ خِزْيَاً، وخَفِرَتِ المرأةُ، إِذَا اسْتَحْيَتْ، وهيَ خَفِرَةٌ خَفَراً. ذكرُ الكُتُبِ كَتَبَ الكَتَابَ، وزَبَرَهُ، والزَّبْرُ الكتابُ، والجمعُ زُبُوْرٌ، مضمومةُ الزَّاي، وفي القرآنِ: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً}، قِراءةً. وذَبَرْتُ الكتابَ: قَرَأتُهُ. فالزَّبْرُ، بالزّايِ، الكُتُبُ، والذَّبْرُ، بالذّالِ، القراءةُ، ورقَّشَهُ ترقيشاً، وأصلُ التَّرْقيشِ النقشُ. ذكرُ السَّيْرِ سارَ يسيرُ سَيْراً، وسَرَى يُسرِي، وأسرَى يُسْري، إِذَا سارَ ليلاً، وفي القرآنِ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً}. وهيَ السُّرى مؤنّثةٌ. وأوَّبَ تأويباً، إِذَا سارَ النهارَ كُلَّهُ ليكونَ عندَ الليلِ فِي

ذكر علة الإنسان

المنَزِلِ. وأسْأدَ إسْآداً. والمشي، مشى يَمشي. والهَروَلَةُ مَشْيٌ فيهِ سُرْعَةٌ. والخُطْوةُ المسافةُ بين القَدَمَيْنِ فِي المَشيِ. والخَطْوَةُ، بالفتحِ المرَّةُ الواحدةُ، خَطا يَخطُو خَطْوَةً. فأمَّا تخطَّى الشَّيءَ فمعناهُ تَجاوزَهُ. والسَّعيُ سُرعةُ المَشيِ. والسَّعيُ العملُ أيضاً فِي قولِهِ تعالى: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}، أي عَمِلَ. ذكرُ عِلَّةِ الإنسانِ العُذْرَةُ وَجَعُ الحَلْقِ، وقد عُذِرَ الرجلُ، فهو معذورٌ. والكُبَادُ وجعُ الكَبِدِ. والصُّفَارُ اجتماعُ الماءِ فِي البطنِ، رجلٌ مَصْفُورٌ. والذَّرَبُ فَسادُ المَعِدَةِ. والعلَّوْصُ اللَّوَى. والرَّثْيَةُ وجعُ المفاصلِ. وقيلَ: الرَّثْيَةُ عِرْقٌ يَنعقِدُ فِي الرجلِ، إِذَا أطالَ الإنسانُ الجُّلوسَ، فإذا مشى انبسطَ. والرَّثْيَةُ أيضاً الضَّعْفُ، وقد رَثِيَ، وهوَ مَرْثَوٌّ، والهُلاسُ السِّلُّ، وقد هَلِسَ الرجلُ، وهوَ مهلوسٌ. والسَّنْقُ التُّخْمَةُ، سَنِقَ سَنَقاً، وهوَ سَنِقٌ. والعائِرُ الرَّمَدُ. واللَّبَنُ أن يشتكيَ الرجلُ عُنُقَهُ منَ الوِسادِ، لَبِنَ لَبَناً، وهوَ لَبِنٌ. والغَثِيْثَةُ المِدَّةُ، والصُّديدُ الرَّقيقُ المختلطُ بالدَّمِ، وقد أغَثَّ الجُرحُ إغثاثاً. والعقابيلُ بقايا المرضِ. والداءُ الَّذِي لا يُبرَأُ منهُ ناجسٌ ونَجِيسٌ. والمُومُ البِرْسامُ، وقد مِيْمَ الرجلُ، وهو مَمَومٌ. ويُقالُ: سقى بطنُهُ، واستسقى إِذَا اجتمعَ فيهِ الماءُ الأصفرُ. وتمقَّسَتْ نفسُهُ، إِذَا غَثَتْ، ومِثلُهُ لَقِسَتْ. والهَباعُ والقَلْسُ القَيْءُ.

والرَّسُّ والرَّسيسُ مسُّ الحُمَّى قبلَ أن تظهرَ، والعُرَواءُ أخْذُ الحَمَّى، يُقالُ: عُرِيَ الرجلُ، وهو مَعْرُوٌّ. والمُطواءُ منَ التَّمطِّي وهوَ منَ مَبَادِي أَخْذِ الحُمَّى. فإذا دامتِ الحُمَّى قيلَ: أَرْدَمَتْ عليهِ إرْداماً، وأغبطَتْ، وفي الحديثِ: أنَّ النَّبِيَّ، صلَّى اللهُ عليهِ، أغْبَطَت عليهِ الحُمَّى عندَ وفاتِهِ. والقَلَعُ وقتُ انقلاعِها، تقولُ: تَرَكتُ فلاناً فِي قَلَعٍ منْ حَمَّاهُ. والرُّحَضاءُ عَرَقُ الحُمَّى. وأصلُ الرَّحْضِ الغَسْلُ. والوِرْدُ يَومُ مَجيئِها، رجلٌ مورودٌ، والموعوكُ المحمومُ، وهوَ الوعْكُ. فإنْ أخَذَتْهُ بِحَرٍّ شديدٍ فهيَ صالبٌ، وإنْ أخَذَتْهُ بِبردٍ شديدٍ فهيَ نافضٌ. فإنْ أخَذَتْهُ يوماً وتَركَتهُ يوماً، فهيَ الغِبُّ. فإنْ أخَذَتْهُ يوماً وتَرَكتْهُ يومينِ، فهي الرِّبْعُ، ورجلٌ مُرْبَعٌ، ومربوعٌ. والوَصَبُ الوَجَعُ، وقد وَصِبَ. والدَّنِفُ العَليلُ، والاسمُ الدَّنَفُ. والعميدُ المُثْبَتُ وَجَعاً. يُقالُ: ما يَعْمِدُكَ؟ أي ما يُوْجِعُكَ؟ ويُقالُ: هَذَا رجلٌ دَوٍ، إِذَا كانَ بهِ داءٌ، وقد دَوِيَ يَدْوَى دَوَىً. والرُّدَاعُ النُّكْسُ فِي العِلَّةِ بعدَ البُرْءِ منها. هكَذَا رويناهُ، وهو أيضاً الصُّفْرَةُ الَّتِي تعلو العليلَ، وأصْلُهُ منْ رَدْعِ الزَّعْفرانِ، وهو تلطُّخُهُ. ويُقالُ: بهِ مرضٌ عِدادٌ، وهو أنْ يَدَعَهُ أياماً، ثمَّ يُعاودَهُ، يُقالُ: عادَّهُ عِداداً ومُعادَّةً، ومنهُ حديثُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: ما زَالَتْ أكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَادُّنِي، أي تأتينِي فِي وقتٍ معلومٍ. وقيلَ: هوَ منَ العِدَادِ، والعِدَادُ مَرَضٌ. وقالَ امرؤُ القيسِ: أَرِقْتُ فَقُلْتُ: مِنْ أَرَقِ العِدَادِ

قَالُوا: واللَّديغُ يُعادُّهُ السَّمُّ، قَالُوا: هوَ منَ العِدَادِ، أي يأتينِي فِي وقتٍ معلومٍ أعُدُّهُ وأعرِفُهُ. والذَّمِيْمُ ما يخرجُ منَ الأنفِ إِذَا عُصِرَ، والسَّلَعُ البَرَصُ، رجلٌ أسْلَعٌ، وقد سَلِعَ. والبَهَقُ معروفٌ. واليَرَقانُ والأرَقانُ، رجلٌ مأْرُوقٌ ومَيرُوقٌ. وهي الحُمَّى والوَعْكُ وأُمُّ مِلْدَمٍ. والنَّدْبُ أثرٌ يكونُ فِي الوجهِ وغيرِهِ منَ البدَنِ. قالَ ذو الرُّمَّةِ: مَلسَاءُ لَيْسَ بِها خالٌ ولاَ نَدَبُ والحَزَازُ الهِبْريَّةُ تكونُ فِي الرَّأسِ، والشَّرَى حُمرةٌ تظهرُ فِي الجِلدِ، والدُّبَيْلَةُ اجتماعُ الدَّاءِ فِي البطنِ. وأصلُ الدَّبْلِ الاجتماعُ، والنُّحَازُ السُّعالُ. والبُهْرُ ارْتِفَاعُ النَّفَسِ، بَهَرَهُ الصُّعودُ فِي الجبلِ والدَّرجةِ. ومثلُهُ الرَّبْوُ. والوَرَبُ فسادُ الجوفِ. وَرِبَ يَوْرَبُ، وهو وَرِبٌ. وكذلكَ الوَرْيُ، وراهُ يَريْهِ، وفي الحديثِ عن النَّبيِّ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوفُ أحَدِكُمْ قَيْحَاً حَتَّى يَرِيَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أنْ يَمْتَلِئَ شِعْرَاً. وقالَ الرَّاجزُ:

ذكر الشجاج

قَالَتْ لَهُ: وَرْيَاً! إِذَا تَنَحْنَحْ والسطيحُ المُلقى على قفاهُ منَ الزَّمانةِ. والفُواقُ معروفٌ، والبُوالُ أنْ لا ينقطِعَ البولُ. والذَّرَبُ الإسهالُ. والعَقْلُ القولَنْجُ. ومِثلُهُ الحِصْرُ. والنِّقرِسُ. وللنَّقرسِ مُوضعانِ، يُقالُ: رجلٌ نِقرِسٌ، فَطِنٌ حاذقٌ، والنِّقرِسُ هَذَا الداءُ المعروفُ. والشَّوْصَةُ عربيَّةٌ معروفةٌ، وهوَ من قولِهمْ: شُصْتُ الشَّيءَ، إِذَا نَصَبْتَهُ وزعزعْتَهُ بيدِكَ، وذلكَ أنَّها تُزعزِعُ القلبَ: وشُصْتُ الشَّيءَ: إِذَا دَلَكْتَهُ بيدِكَ، مثلُ مُصْتُهُ، وقال أبو حاتمٍ: هيَ من قولِكَ شاصَ فاهُ بالمِسواكِ، كأنَّهُ يطعنُ فيهِ، وذلكَ أنَّ صاحبَها يجدُ فِي جَنْبِهِ كالوَخْزِ. والفالِجُ واللَّقوَةُ معروفانِ، فُلِجَ الرجلُ، ولُقِيَ. والفالجُ مصدرٌ، ونحوُهُ العاقِبَةُ والعافيةُ، وأما اللِّقوةُ بالكسرِ، فالعُقابُ. والحَلأُ، مقصورٌ مهموزٌ، ما يخرجُ على شَفَةِ الإنسانِ غِبَّ الحمَّى، حَلِئَ يحلأُ حَلأً. والنَّيْدُلانُ الكابوسُ. والمُؤْدَنُ النَّاقصُ عُضْوٌ من أعضائِهِ، وفي الحديثِ: مُؤْدَنُ اليَدِ أي ناقصُها، ويُقالُ للرجلِ إِذَا حَكَّ الجَرَبُ ونحوَهُ فالتَذَّ بذلكَ: إنَّهُ لَيَتَشَارُّ إِلَى ذلكَ، وهوَ يَتَشارُّ إِلَى ذمِّكَ، أي يلتَذُّ بهِ. ذكرُ الشِّجَاجِ فأوَّلُ الشِّجَاجِ الحَارِصَةُ، وهيَ الَّتِي تحرِصُ الجِلدَ، أي تَشُقُّهُ

ذكر الخروج من العلة

قليلاً. ثمَّ الباضِعةُ، وهيَ الَّتِي تشُقُّ اللَّحمَ بعدَ الجِلدِ. ثمَّ المُتلاحِمةُ، وهيَ الَّتِي تأخذُ فِي اللَّحمِ، ثمَّ السِّمْحاقُ، وهيَ الَّتِي تبلُغُ الجِلدةَ الرَّقيقةَ بينَ اللَّحمِ والعظمِ. ثمَّ المُوضِحَةُ، وهيَ الَّتِي تَكشِفُ عنها ذلك الجِلدَ حَتَّى يبدوَ وضحُ العظمِ. ثمَّ الهاشمةُ، وهيَ الَّتِي تهشِمُ العظمَ. ثمَّ المُنقَّلةُ، وهيَ الَّتِي تَنَقَّلُ، منها فَراشُ العظامِ. ثمَّ الآمَّةُ ويُقالُ لها المأمومةُ، وهي الَّتِي تبلغُ أُمَّ الرَّأسِ والدِّماغِ. والدَّامِيَةُ الَّتِي تَدْمَى من غيرِ أن تسيلَ. ومنها الدَّامغةُ، وهيِ أن يسيلَ منها دمٌ قليلٌ. ويُقالُ للرجلِ إِذَا شُجَّ، فطأطأَ رأسَهُ ليسيلَ دَمُهُ بينَ يديهِ: قد استدمى استدماءً. ذكرُ الخُرُوجِ مِنَ العِلَّةِ تماثَلَ الرجلُ، إِذَا قامَ من علَّتِهِ، والماثِلُ القائِمُ. وقد بَلَّ وأبَلَّ واسْتَبَلَّ، ونَقِهَ نُقُوهاً، وهوَ ناقِهٌ، وبرأَ بُرْأً. وليس بفلانٍ قَلَبَةٌ، أي ليسَ بهِ علَّةٌ، وما بهِ ذُبَّاحٌ، والذُّبَّاح: الفَطْرُ الَّذِي يكونُ فِي باطنِ إصبعِ الرِّجلِ، ينشقُّ فيؤذِي. والخَلَجُ أنْ يشتكيَ الرجلُ عِظامَهُ ولحمَهُ منْ مَشيٍ أو عملٍ، خَلَجَ خَلَجَاً، وهو خَلِجٌ. ذكرُ الرَّحِيْلِ رَحَلَ القومُ رِحلةً ورحيلاً، وارتحلوا ارتحالاً، وخفُّوا خُفُوفاً، وظعَنُوا ظَعَناً وظَعْناً، والتحريكُ أجودُ، وفي القرآنِ: {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ}. وسافرَ القومُ، وهم سَفْرٌ، على غيرِ قياسٍ.

ذكر النزول

ذكرُ النُّزُوْلِ نَزَلَ القومُ، وحلُّوا، وعرَّسُوا، إِذَا نَزَلُوا فِي وجهِ السَّحَرِ، ليستريحُوا ساعةً، ثمَّ يرحلُوا، تَعريساً. ذكرُ حُسْنِ غِذَاءِ الوَلَدِ خِرْفَجَ وَلَدَهُ، وسَرْهَدَهُ، وسرْعَفَهُ. ذكرُ سُوْءِ غِذَائِهِ ولدٌ مُحْثَلٌ، وجَدِعٌ. قالَ الشاعرُ: تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَبَاً جَدِعَاً والعَجيُّ الَّذِي تغذُوهُ غيرُ أمِّهِ. والسَّغْلُ: السَّيِّئُ الغِذَاءِ، وكذلكَ المُسْغَلُ. فصلٌ آخَرُ الرِّئْبالُ الَّذِي تَلِدُهُ أمَّهُ وحدَهُ. ورآبيلُ العَرَبِ الذينَ كانُوا يَغْزونَ

على أَرْجُلِهِمُ، مِثْلُ تَأَبَّطَ شرّاً، والشَّنْفَرى وسُلَيْكِ. والزُّكْمَةُ آخِرُ وَلَدِ الرَّجُلِ والمَرْأَةِ. والفَلَنْقَسُ الَّذِي وَلَدتُهُ الإِمَاءُ منْ قِبَلِ أَبيهِ وأُمِّه. والبُهْثَةُ وَلَدُ الزِّنَاء. والضَّهْيَاءُ المَرأَةُ الَّتي لَا تَحِيضُ، كَأَنَّها تُضَاهِي الرِّجالَ، أَيْ تُشَابِهُهُمْ، والجَمْعُ ضُهْوٌ، وضُهْيٌ عنْ أَبي عُبَيْدٍ. والصَّلفَةُ الَّتي لَمْ تَحْظَ عِنْدَ زَوْجِها، وقدْ صَلِفَتْ صَلَفاً، وصَلِفَها زَوْجُها. والمِقْلاتُ الَّتي لَا يَعِيشُ لها وَلَدٌ، والقَلَتُ الهَلاكُ. وفي الحَدِيثِ: (إِنَّ المُسَافِرَ ومَالَهُ عَلى قَلَتٍ، إِلَّا مَا وَقَى اللهُ). وأَنْشَدُوا: قامَتْ تُصَلِّي، والخِمَارُ مِنْ عَمَرْ تَقُصُّنِي بِأسْوَدَيْنِ مِنْ حَذَرْ قَصَّ المَقالِيتِ لِصُنْبُورٍ ذَكَرْ الأَسْوَدَانِ: يَعْنِي سَوَادَ عَيْنَيْها. والصُّنْبُورُ: الوَحِيدُ. ويُقالُ: عَمَّرَتِ المَرْأَةُ، إِذَا صَلَّتْ ورَأَسُها في كُمِّها. الزَّنِيمُ وَلَدُ الزِّناءِ. واللَّفوتُ الّتي لهل زَوْجٌ، ولَها وَلَدٌ مِنْ غَيْرِهِ. والبَرُوكُ الّتي تَزَوَّجَتْ، ولَها ابْنٌ، وهِيَ اللَّفُوتُ. والمُشْبِلَةُ الَّتي تُقيمُ عَلى وَلَدِها بَعْدَ زَوْجِها، ولا تَتَزَوَّجُ، يُقالُ: قَدْ أَشْبَلَتْ عَلَيْهِمْ. والضَّاوِيُّ

في قَوْلِ بَعْضِهِمْ هُوَ الَّذي يُسَمَّى بالفَارِسيَّةِ بِيوَزَاذَهْ. وقالَ بَعْضُهُمْ: هُوَ وَلَدُ المَجُوسِيِّ الَّذي تَلِدُهُ أُمُّ الرَّجُلِ وأُخْتُهُ. قالَ ذُو الرُّمَّةِ: أَخُوهَا أَبُوها، والضَّوَى لاَ يضِيرُها ... وسَاقُ أَبِيها أُمُّهَا، عُقِرَتْ عَقْراً وهُوَ الحُجَّةُ لِمَنْ يَقُولُ إِنَّهُ وَلَد المَجُوسِيِّ. يّعْنِي النَّارَ تُقْدَحُ منْ زَنْدَينِ أُخِذَا مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ. فَكَأنَّ النَّارَ الَّتي تُنْتَجُ منْ بَيْنِهِما أُمُّ أَبِيها، منْ غَيْرِ أَنْ يَضِيرَها الضَوَى. ومَعْنَى البَيْتِ: أَخُو هذِهِ الزَّنْدَةِ أَبُو هِذِهِ النذَارِ، أَيْ هُمَا مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ. وسَاقُ الأبِ هِيَ الأمُّ. عُقِرَتْ: أَيْ كُسِرَتْ. والضَّوَى عِنْدَ العَرَب صِغَرُ الجِسْمِ. والمَتْكَاءُ الّضتي لا تَحْبِسُ بَوْلَها. وهُوَ مِنَ الرِّجالِ الأمْثَنُ والشَّرِيمُ المُفْضَاةُ. والمَأسُوكَةُ الَّتي أَخْطَأتْ خَافِضَتُها فأصَابَت غَيْرَ الخَفْضِ، وهُوَ مِنَ الرِّجالِ المَكْمُورُ. والسَّلْتَاءُ الذَتي لا خِضَابَ بِيَدِها، وقدْ تَسَلَّتَتْ. ذِكْرُ قضَاءِ الحَاجَةِ طَافَ الرَّجُلُ يَطوفُ واطَّاف يَطَّافُ، إِذَا قَضى حَاجَتَهُ. وضَرَبَ الغَائِطَ. والغَائِطُ المُطْمَئِنُّ مِنَ الأرْض. وكانُوا يَقْضُونَ حاجَتَهُم في الغِيطَان، فَلَزِمَ الخِرَاءَةَ اسْمُ الغَائِطِ، وقد تَغَوَّط الرَّجُلُ. ويُقالُ: خَبَجَ الرَّجُلُ خُبَاجَاً. إذَا ضَرِطَ، وكذلكَ حَبَقَ حُباقاً، وهُوَ الضَّرِطُ، بِكَسْرِ الرَّاءِ

ذكر الموت

ذكرَ المَوْتِ هوَ الموتُ والحِمامُ والحَتْفُ والمَنيَّةُ. والمَنُونُ إِذَا أُنِّثَ أُريدَتْ به المَنِيَّةُ، وإِذَا ذُكِّرَ فهوَ الدُّهرُ. ويُنشَدُ: أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِهِ تَتَوَجَّعُ ويُروَى: ورَيْبها. ويُقالُ: فادَ الرجلُ، يفيدُ ويفُودُ، إِذَا ماتَ. ويُقالُ: هَلَكَ الرجلُ إِذَا ماتَ، وفي القرآنِ: {إِذَا هَلَكَ}. ورَدِيَ يَرْدَى، والرَّدَى الهَلاكُ. وزُئمَ زُؤَاماً، والموتُ الزُّؤامُ. وزَهَقَتْ نَفسُهُ زُهُوقاً. والسَّامُ الموتُ. ويُقالُ: قضى نَحْبَهُ، إِذَا ماتَ. وماتَ حَتْفَ أَنْفِهِ، إِذَا ماتَ على فِراشِهِ. ويُقالُ: ثَوى فلانٌ، إِذَا ماتَ. وفوَّزَ مِثلُهُ. قالَ كعبٌ: إِذَا مَا ثَوَى كَعْبٌ، وفوَّزَ جَرْوَلُ

وعَطِبَ وشَجِبَ، وهوَ العَطَبُ والشَّجَبُ. وفاظَ، قال: لا يَدْفِنُونَ مِنْهُمُ مَنْ فَاظَا ويُقالُ: فاضَتْ نفسُهُ، بالضادِ والظاءِ. والرَّمَقُ آخِرُ ما يبقى منَ الرُّوحِ فِي البَدَنِ. والذَّمَاءُ بقيةُ النَّفْسِ، وليسَ للإنسانِ ذماءٌ. وأَوْدَى الرجلُ، إِذَا هَلَكَ، وتَوَى يَتْوَى، والتَّوى الهَلاكُ. وَوَبَقَ يَبِقُ، وأوْبَقْتُهُ. وفي القرآنِ: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا}، أي يُهلِكُهُنَّ. ويُقالُ: وقعَ بينهُمْ مُواتٌ، ومُوتانٌ. وقد احتضرَ الرجلُ، إِذَا حَضَرتْهُ الوفاةُ. وهي الوفاةُ، توفَّاهُ اللهُ، فهوَ المُتَوَفَّى، واللهُ تعالى المُتَوفِّي. وقدْ ذكرْنَا أسماءَ أعضاءِ الإنسانِ، ونعُوت خَلْقِهِ. ثمَّ ذكرْنا مِنْ صِفاتِ أحوالِهِ وأفعالِهِ ما فيهِ كفايةٌ. ونحنُ الآنَ نذكرُ القَراباتِ وما يتعلَّقُ بها، ويتشعَّبُ منها، إنْ شاءَ اللهُ تعالى.

الباب الثالث في ذكر القرابات

البابُ الثالثُ في ذكرِ القَرَابَاتِ الأبُ منقوص، وأصلُهُ أََبَوٌ، ولهذا يُجمَعُ آباءً. وكذلكَ الأخُ أصلُهُ أَخُوٌ، فيُجمَعُ إخوَةٌ وإخْواناً، ولا يُشدَّدانِ أصلاً. فإذا شدَّدَا انقلبَ معناهُما، فالأبُ، مُشدَّدٌ، المَرعَى، وأخٌّ توجُّعٌ. وكانَتِ العربُ تقولُ إِذَا توجَّعَتْ: حَسِّ! وأَخٌّ مَوَلَّدٌ. وأصلُ الأخِ من القصدِ ومنهُ توخَّيْتُ الشَّيءَ. وأصلُ توَخَّيْتُ تأخَّيْتُ، ويجوزُ أن يكونَ توخَّيتُ مِنَ الوَخْيِ، وهوَ الطريقُ القاصِدُ. والأُمُّ، قالَ أبو زيدٍ: يُقالُ أُمٌّ، فإذا جَمعُوا قَالُوا: أُمّهََاتٍ، ولَمْ يَعْرِفُوا أُمَّات، وقدْ أَجَازَهُ بَعْضُهُمْ. والصَّحيحُ أَنَّ أُمَّاتٍ يُقالُ فِي غيرِ النَّاسِ. وقد جاءَ فِي القرآنِ، وهوَ قليلٌ. وأُمُّ الشَّيءِ أصلُهُ. وأصلُ الكَلِمةِ منَ الجَّمعِ أو منَ القصدِ. وقيلَ: أصلُ الأُمِّ أُمَّهةٌ. والأُخْتُ أصلُها أَخَوَةٌ، فلهذا جُمِعَتْ أَخَوَات. والعَمُّ يُجمَعُ أعماماً وعُمومةً. والعُمومةُ المصدرُ أيضاً، وسُمِّيَ عَمَّاً لأنَّ النَّسبَ يتِمُّ بهِ وبولِدِهِ، من قولِهِمْ: نَبْتٌ عَميمٌ أي تامٌّ، والجمعُ عُمٌّ. والسَّليلُ الوَلَدُ، كأنَّهُ سُلَّ منَ الوالِدِ. والنَّجْلُ الولدُ، وقد نَجَلَهُ، أي وَلَدَهُ، ويُقالُ: قبَّحَ اللهُ ناجِلِيْهِ، أي والِدِيْهِ، وأصلُهُ منَ الظُّهورِ، ومنهُ: اسْتنْجلَ الوَادِي، وإِذَا ظَهَرَ فِيهِ مَاءٌ،

ونَسْلُ الرجلِ وَلَدُهُ وولَُدُ ولُدِهِ، والنَّاسُ كلّهُم نَسْلُ آدمَ عليهِ السلامُ، وقدْ أَنسٍَلَ خِياراً أو شراراً. وعَصَبَةُ الرجلِ: قَرَابَتُهُ لأبيهِ لأنَّهُمْ عَصَبُوا بهِ، أحاطُوا بهِ، فالأبُ طَرَفٌ، والعمُّ طرفٌ، والأخُ طرفٌ، وأطرافُ الرجلِ قَرَابَاتُهُ، وكلُّ شيءٍ استدارَ فقدْ عَصَبَ بهِ، ومنهُ العَصائبُ، وهي العمائمُ، لإحاطتِها بالرُّؤوسِ. والكَلاَلةُ أن يموتَ الرجلُ ولا يترُكَ والِداً ولا وَلَداً، وهوَ من قولِكَ: كَلَّلهُ النَّسَبُ، أي أحاطَ بهِ. ومنهُ اشتقاقُ الإكليلِ. والأبُ والابنُ طَرَفانِ، فإذا ماتَ، ولم يُخَلِّفْهُما، فكأنَّهُ ماتَ عن ذَهابِ طَرَفِيْهِ. فذَهابُ الطَّرفينِ كلالةُ. فكأنَّها اسمٌ للمُصيبةِ فِي تَكَلُّلِ النَّسَبِ. والخالُ والجمعُ أخوالٌ، والمصدرُ الخُؤُولةُ. وعَقِبُ الرجلِ وَلَدُهُ الذُّكورُ والإناثُ. فإذا قالَ رجلٌ: هَذَا المالُ لِعَقِبِ بَنِي فلانٍ، كانَ لأولادِهِ الذُّكورِ والإناثِ من أولادِ بَنِيهِ، وليسَ لأولادِ بناتِهِ فيه شيءٌ. وكذلكَ إِذَا قالَ: هَذَا المالُ لأولادِ بَنِي فلانٍ، لأنَّ أولادَ البناتِ منسوبونَ إِلَى آبائِهمْ. قالَ الشاعرُ: بَنُونَا بَنُو أَبْنَائِنَا، وبَنَاتُنَا ... بَنُوْهُنَّ أبْنَاءُ الرِّجَالِ الأَبَاعِدِ فإذا قالَ: هَذَا المالُ لذُرِّيَّةِ فلانٍ، فهوَ لأولادِهِ الذكورِ والإناثِ، ولأولادِ بنيهِ وبناتِهِ منَ الذكورِ والإناثِ. والفرقُ بينَ هَذَا والأوَّلُ أنَّ الله تعالى قالَ: {وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} ثمَّ أدخلَ عيسى فِي الذُّريَّةِ. وأصلُ الذُّريَّةِ مِنْ ذَرَأَ اللهُ تعالى الخَلْقَ، أي خَلَقَهُمْ، فتُرِكَ همزُهُ استِخفافاً. وقيلَ: هيَ (فُعْلِيَّةٌ) من ذَرَّ، وكأنَّهُ ذَرَّهُمْ على الأرضِ. فإذا قالَ: هَذَا المالُ لأرَامِلِ بني فلانٍ، فهو للنِّساءِ اللواتي ماتَ

أزواجَهُنَّ، وليسَ للرجالِ فيهِ شيءٌ، وقالَ ابنُ قتيبةَ: هوَ للرجالِ الذين ماتَتْ أزواجُهُمْ أيضاً واحتجَّ بقولِ جريرٍ: إنَّ الأرَامِلَ قَد قَضَّيْتَ حَاجَتَهَا ... فَمَنْ لِحاجَةِ هَذَا الأرْمِلِ الذَّكَرِ ويقولُ الشَّعبيُّ فِي رجلٍ أوصى لأراملَ بني حنيفةَ، قال: يُعطى مَنْ خَرَجَ مِنْ كَمَرَةَ حنيفةَ. وليسَ ما قالَهُ بِحُجَّةٍ، لأنَّ العربَ تقولُ لمَنْ ماتَ زوجَها أرملةٌ، لما يقعُ بها منَ الفقرِ وذَهابِ الزُّادِ. وإِذَا ماتَتِ امرأةُ الرجلِ قيلَ: أَيِّمٌ، ولا يُقالُ لهُ أرملٌ، إذ ليسَ سبيلُ الرجلِ أنْ يفتقِرَ، ويذهبَ زادُهُ بموتِ امرأتِهِ. والإرمالُ ذَهابُ الزُّادِ، أرمَلَ القومُ، إِذَا ذهبُ زادُهُمْ. والذي احتُجَّ بهِ من قولِ الشَّعبيِّ فإنَّ معناهُ: يُعطَى أولادُهُ وأوْلَادُ بنيهِ، ولا يُعطَى أولادُ بناتِهِ، لأنَّهُمْ خرجُوا من كَمرَةِ غيرِهِ. ولم يَرِدْ أيضاً الشاعرُ بقولِهِ: الأرْمَل، الَّذِي ماتَتْ امرأتُهُ، بلْ أرادَ: فَمَنْ لهذا الفقيرِ الَّذِي نَفِدَ زادُهُ، ثمَّ بيَّنَ بقولِهِ: الذّكَر. فإذا قالَ: هَذَا المالُ لعترةِ فلانٍ، كانَ للبنينِ والبناتِ، وأَوْلَادِ البَنِينَ والبَنَاتِ، وبني عمِّهِ وعشيرتِهِ الأَدْنَيْنَ، لقولِ أبي بكرٍ، رضيَ اللهُ

عنهُ، نحنُ عِترةُ رسولِ اللهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وبيضَتُهُ الَّتِي تفقَّأَتْ عنهُ. هكَذَا ذكرهُ ابنُ الأنباريِّ. والعِترةُ العُودُ الَّذِي فِي نِصابِ المِسْحاةِ يَعتَمِدُ عليهِ العاملُ بها. وسُمِّيَتْ أقارِبُ الرجلِ عِترةً لأنَّ مُعتمدَهُ فيما يعترضُهُ منَ الأمورِ عليهِمْ. وأهلُ الرجلِ أقربُ أقاربِهِ، المُختَلطونَ بهِ، وهمْ آلُهُ: وقال بعضُ أهلِ العربيةِ: الهمزةُ فِي الآلِ هاءٌ، وإِذَا صغَّرْتَ الآلَ قُلْتَ أُهَيْلٌ. وبينهما فرقٌ من وجهٍ آخرَ، يُقالُ: هؤلاءِ أهلُ العِلمِ، ولا يُقالُ: آلُ العِلمِ. ويُقالُ أيضاً أَهْلَةٌ، بالهاءِ، والجمعُ أهْلاتٌ. فإن قالَ: هَذَا المالُ لأَختانِ فلانٍ، فالأختانُ عندَ العربِ أهلُ المرأةِ الأَدْنَونَ الذينَ يَحْرُمُ عليهم نِكاحِها، ويَحِلُّ لهم رؤيةُ شَعرِها. والأحماءُ من أهلِ بيتِ الرجلِ بمنزَلَةِ الأَخْتانِ من أهلِ بيتِ المرأةِ. واسمُ الأصهارِ يقعُ على الأختانِ والأحماءِ. وقال أبو بكرِ ابنُ دريدٍ: خَتَنُ الرجلِ المتزوِّجُ بابْنتِهِ أو بأختِهِ، والجمعُ أَخْتانٌ، والخُتُونَةُ المصدرُ، وخاتَنَ الرجلُ الرجلَ، إِذَا تزوَّجَ إليهِ. قال: والصِّهرُ المُتزوِّجَ إِلَى القومِ، ويُقالُ فلانٌ صِهْرُ بني فلانٍ، وقد أصهرَ إليهِمْ إصهاراً. وقال غيرُهُ: الصِّهرُ قَرابَةُ النِّكاحِ. وقالَ ابنُ الأنباريِّ: فإذا قالَ: هَذَا المالُ لأصهارِ فلانٍ، فهوَ لأهلِ بيتِ المرأةِ الذينَ يقعُ عليهِمْ الأختانُ، ولأهلِهِ الذين يقعُ عليهِمُ الأحماءُ. وقالَ الأصمعيُّ: الأختانُ أهلُ بيتِ المرأةِ، والأحماءُ أهلُ بيتِ الرجلِ، والصهرُ يجمعُهُما. وأنشد: سُبَّي الحَمَاةَ، وابْهَتِي عَلَيْهَا

ثُمَّ اضْرِبِي بالوَدِّ مِرْفَقَيْها فإذا قالَ: هَذَا المالُ لكهولِ بني فلانٍ، كانَ للذُّكَورِ والإناثِ ممَّنْ جازَ الثلاثينَ. هكَذَا قالَ ابنُ الأنباريِّ. وقال بعضُهُمْ: يُقالُ للمرأةِ كَهْلَةٌ إِذَا بلغَتِ الثلاثينَ، ولا يُقالُ للرَّجلِ كَهْلٌ حَتَّى يجوزَ الثلاثينَ. فإذا قالَ: هَذَا المالُ للأبكارِ من بني فلانٍ، فهوَ لمَنْ لمْ يتزوَّجْ منَ الذكورِ والإناثِ. وكذلكَ لو قالَ: للثَّيِّبِيْنَ منْ بني فلانٍ، فهوَ لِمَنْ قدْ تزوَّجَ منَ الذُّكورِ والإناثِ. وكذلكَ لو قالَ: للعانِسينَ منهمْ، فهو لمَنْ أُخِّرُ تزويجُهُ منَ الذُّكورِ والإناثِ. يُقالُ: رجلٌ عانِسٌ، وامرأةٌ عانِسٌ. فإذا قالَ: هَذَا المالُ لبني تميمٍ، أخذَ منهُ الذكورُ والإناثُ منهُمْ، لأنهُ إِذَا اجتمعَ المذكَّرُ والمؤنَّثُ غُلِّبَ المذكَّرُ. وكذلكَ لو قالَ: لِوَلَدِ تميمٍ. وهكذا إِذَا قالَ: لتميمٍ. فإذا قالَ: هذا المالُ للأيامَى من بني فلانٍ، أُعطِيَ منهُ الذكورُ والإناثُ الذينَ لا أزواجَ لهم. يُقالُ: رجلٌ أَيِّمٌ، وامرأةٌ أَيّمٌ، وأَيِّمَةٌ. وفي القرآنِ: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ}. فإذا قالَ: هَذَا المالُ لِعُزَّابِ بني فلانٍ، أُعطِيَ الرجالُ الذين لا نِسوانَ لهم، والنِّساءُ اللاتي لا أزواجَ لهنَّ، لأنَّهُ يُقالُ: رجلٌ عَزَبٌ، إِذَا لمْ يكنْ لهُ زوجةٌ، وامرأةٌ عَزَبٌ، وعَزَبَةٌ، إِذَا لمْ يكنْ لهَا بَعْلٌ. فإن قالَ: هَذَا المالُ لِغِلْمانِ بني فلانٍ، لم يُعْطَ الجوارِي منهُ، وإنْ كانَتِ الجاريةُ تُسمَّى غُلامَةً. قال الشاعرُ: ومُرْكِضَةٌ صَرِيْحِيٌّ أَبُوْهَا ... تُهَانُ لَهَا الغُلاُمَةُ والغُلاَمُ

وكذلكَ لو قالَ: لِرجالِ بني فلانٍ، لمْ يُعْطَ النِّساءُ منهُ، وإنْ كانَتِ المرأةُ تُسمَّى رَجُلَةً. قال: شَقَّقُوا جَيْبَ فَتَاتِهُمُ ... لَمْ يُبَالُوا حُرْمَةَ الرَّجُلَهْ وَكَذَلِكَ لَو قَالَ: لشيوخِ بني فلانٍ، لم يُعْطَ العجائزُ، وإن كانَتِ العجوزُ تُسمَّى شيخَةً. قالَ عبدُ يغوثَ: وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشِمِيَّةٌ ... كَأَنْ لَمْ تَرَيْ قَبْلِ أَسِيْرَاً يَمَانِيَا لأنَّ شُهرةَ هَذِهِ الأسماءِ بالرجالِ دونَ النساءِ. ويُقالُ لِلأخوةِ منَ الأبِ والأمِّ: الأعيانُ، ولُغةٌ أخرى أنَّ الأعيانَ همْ وَلَدُ الرجلِ منَ الحرامِ، وللإخوةِ منَ الأبِ: بنُو العَلاَّتِ، والعَلَّةُ الضَّرَّةُ، وللإخوةِ منَ الأُمِّ: الأخْيَافُ، لأنَّ آباءَهُمْ مُختلفونَ، وأصلُ الخَيَفَ الاختلافُ. وتقولُ: هوَ ابْنُهُ لِصُلْبِهِ، لأنهُ قد يكونَ الابنُ بالتَّبنِّي، فبيَّنَ بقَولهِ: لصَلبِهِ.

ويُقالُ لزوجِ الأُمِّ: الرَّابُّ. جاءَ بهِ أبُو عُبَيدٍ، وامرأةُ الأبِ يُقالُ لَهَا: الرَّابَّةُ. والرَّبِيْبُ والرَّبيبةُ معروفان. ويُقالُ لامرأةِ الرجلِ: بَيْتٌ وطَلَّةٌ، واشتقاقُ الكلمةِ منْ قولِهِمْ: أطَلَّ عليهِ، إِذَا أشرفَ عليهِ، وذلكَ أنَّ المرأةَ تُشْرِفُ على أمرِ زَوجِها، وزوجٌ وزوجةٌ، وحليلٌ وحليلةٌ. وفي القرآنِ: {وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ}. والحليلُ الزوجُ. وذلكَ أنها حَلَّتْ لهُ، وحَلَّ لَها. أو لأنَّهُ حَلَّ معها، وحَلَّتْ معهُ. والظِّئْرُ الدَّايَةُ، والضَّرَّةُ معروفةٌ. يُقالُ: تزوَّجَ فلانٌ على ضِرٍّ، إِذَا تزوَّجَ امرأةً على امْرأتِهِ الأولى. وهوَ مُضِرٌّ. والمُثِفَّاةُ الَّتِي لزوجِها امْرأتانِ، وهيَ ثالِثَتُهُما، شُبِّهتْ بأثافِيِّ القِدْرِ. وقيلَ: المُثَفِّيَةُ الَّتِي ماتَ لها ثلاثةُ أزواجٍ. والرجلُ مُثَفٍّ، ثَالِثُهُما. وقيلَ: المُثَفَّاةُ الَّتِي لا يعيشُ لها زوجٌ. والرجلُ مُثَفَّى، إِذَا لمْ يعِشْ لهُ امرأةٌ. والعَوان الَّتِي قد تزوَّجَتْ. والحانيةُ الَّتِي تحنُو على وَلَدِها ولا تتزوَّجُ. فإذا تزوَّجتْ فليسَتْ بِحانِيَةٍ. والسَّلِفُ، بكسرِ اللامِ، والعامَّةُ تقولُ سِلْفٌ، وهوَ المتزوِّجُ بأختِ امرأتِكَ. ويُقالُ لهُ أيضاً: الظُّأْبُ والظَّأْمُ. والكَنَّةُ امرأةُ الأخِ. قالَ: هيَ مَا كَنَّتِي، وتَزْ ... عُمُ أَنِّي لَهَا حَمُو وهيَ تُسمَّى بالفارسيَّةِ هَمْبَبُو. والبُضَاضَةُ آخِرُ وَلَدِ الرجلِ. والصَّبيُّ إِذَا ماتَ أبُوهُ يتيمٌ. فإذا ماتَتْ

أُمُّهُ فهوَ عَجِيٌّ، ولُطيمٌ. وأصلُ العجيِّ فِي سُوءِ الغَذَاءِ، وقد ذكرْناهُ ويُقالُ للصبيِّ: يُعاجَى بينَ الجيرانِ، إِذَا ماتَتْ أمُّهُ، فأرضعتْهُ مرَّةً هذهِ، ومرَّةً هذهِ. والتِّرْبُ اللِّدَةُ، بالتخفيفِ، وهو القَرْنُ بالفتحِ. والرِّنْدُ والتِّرْبُ يُخَصُّ بهما المؤنثُ. ويُقالُ: هَذَا صوغُ هذا، إِذَا كانَ على قَدَرِهِ، وسَوْغُهُ، إِذَا وُلِدَ بعدَهُ على أثَرِهِ، والعَجزَةُ آخرُ وَلَدِ الرجلِ والمرأةُ إِذَا أسنَّا. والمَقْتِيُّ: ولَدُ الرجلِ من امرأةِ أبِيهِ بعدَهُ. وكانَ أهلُ الجاهليةِ يتزوجونَ نِساءَ آبائِهِمْ. ومِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً}. والعِكَبُّ الَّذِي لأُمِّهِ زوجٌ، زَعَمُوا. وأشْبَى الرجلُ، إِذَا وُلِدَ لهُ ولدٌ ذكيٌّ، وهو مُشْبٍ. ويُقالُ: أَمَمْتِ يا هذهِ، وأَمِمْتِ أُمُومَةً، أي صِرتِ أُمَّاً. وأبَوْتُ وأبيتُ أُبُوَّةً. وتأخَّيْتُ وأَخَيْتُ وأخَوْتُ، صِرْتُ أخاً. وعَمَمْتُ: صِرْتُ عَمَّاً. واسْتَعَمَّ الرجلُ اتَّخذَ عَمَّاً وتعمَّمْتُهُ، دعوتُهُ عمَّاً. والسِّبْطُ: ولدُ الولدِ. وذلكَ أنهُ يمتَدُّ ويطولُ. وأكثرُ ما يُستعمَلُ السِّبْطُ فِي ولدِ البنتِ. ومنهُ قيلَ للحسنِ والحسينِ عليهِما السلامُ: سِبْطَا رسولِ اللهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وقال أهلُ اللغةِ: هُما سِبْطا رسولِ اللهِ، صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أي وَلَدَاهُ. والبَعْلُ الزَّوجُ. والبعلةُ الزوجةُ. وأصلُ الكلمةِ القِيامُ بالأمرِ. ومنهُ قيلَ للنَّخلِ إِذَا شربَ بعُرُوقِهِ: البَعْلُ. وقد اسْتَبْعَلَ النَّخلُ، إِذَا صارَ بعلاً.

الباب الرابع في ذكر الكسوة واللباس

البابُ الرابعُ في ذكرِ الكُسْوَةِ واللِّبَاسِ يُقالُ: كِسوةٌ وكُسوةٌ. وقدْ اكتَسَيْتُ، وكَسوْتُ غيرِي. وقدْ جاءَ الكاسِي بمعنى المُكْتَسِي فِي قولِ الحطيئةِ: دَعِ المكارِمَ لاَ تَرْحَلْ لِبُغْيَتِها ... واقْعُدْ، فإنَّكَ أنتَ الطَّاعِمُ الكَاسِي واللِّباسُ واللِّبْسُ سَوَاءٌ. واللُّبْسُ، بالضَّمِّ، والمصدرُ، لَبِسَ لُبْسَاً. فأمَّا اللَّبوسُ فَدِرْعُ الحديدِ. وفي القرآنِ: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ} يعني الدُّروعَ. وقدْ جاءَ فِي معنى اللِّباسِ أيضاً، وهوَ قولُ حاتِمَ: مِنَ العَيشِ أنْ يَلْقَى لَبُوْساً ومَطْعَمَا

أحسن بيت أهرا وبزا

أُصُولُ اللِّبَاسِ القَزُّ عربيٌّ صحيحٌ، ويُجمِعُ على قُزُوزٍ. والخَزُّ عربيٌّ أيضاً. وقال بعضُهُمْ: هُما مُعرَّبانِ. وقالَ الخليلُ: سمعتُ أبا الدُّقَيْشِ يقولُ فِي كلامِهِ: بُزُوزُ العراقِ وقُزُوزُها وخُزُوزُها. والبَزُّ مَتاعُ البيتِ منَ الثِّيابِ خاصَّةً. قالَ الرَّاجزُ: أَحْسَنَ بَيْتٍ أَهَراً وَبَزَّاً الأَهَرُ: مَتاعُ البيتِ من غيرِ الثِّيابِ، يُقالُ: بيتٌ حَسَنُ الأَهَرَةِ والظَّهَرَةِ، إِذَا كانَ حَسَنُ الهيئةِ. ورجلٌ حِسِنُ البِزِّةِ، إِذَا كانَ حَسَنَ الهيئةِ واللِّباسِ. البَزُّ السلاحُ، يدخلُ فيهِ المِغْفَرُ والدِّرْعُ والسَّيفُ، والبَزُّ

أيضاً مصدرُ بَزَّهُ ثوبَهُ، إِذَا سَلَبَهُ إيَّاهُ، وفي المَثَلِ: مَنْ عَزَّ بَزَّ، أي مَن غَلَبَ سَلَبَ. والقُطْنُ، ويُسمَّى البِرْسَ والكُرْسُفَ. ويُقالُ لِقِطْنِ البَرْدِيِّ: الخُرْفُعُ. وذَكَرَ ثعلبٌ، أنَّ حَبَّ القُطْنِ يُقالُ لهُ: الخَيْسَفُوْجُ أيضاً. والخَيْسَفُوْجُ أيضاً سُكَّانُ السفينةِ. ويُقالُ للحَجَرِ الَّذِي يُحلَجُ عليهِ: المَحْلَجُ. والخَشبةُ الَّتِي يُحلَجُ بها: المَحْلَجُ. وحِرفةُ الحلاَّجِ: الحِلاجةُ. وقُطْنٌ حليجٌ ومَحلوجٌ. والكَتَّانُ، بفتحِ الكافِ، عربيٌّ معروفٌ، وهوَ مِن قولِهِمْ: كَتِنَ الوَسَخُ على اليدِ والرِّجْلِ، إِذَا لَصِقَ بها، والكَتَّانُ يُلقَى بعضُهُ على بعضٍ حَتَّى يَكْتِنَ. وقالَ بعضُهُمْ: هوَ فارسيٌّ مُعرَّبٌ. ويُقالُ لَمُشاقَةِ الكََتَّانِ: الهُبْرُ. ويُقالُ لجيِّدِهِ: الشَّرِيْعُ، ويُقالُ لرديئِهِ نَحْوِ الخَيْشِ: الخَنِيْفُ. وفي الحديثِ: تَقَطَّعَتْ عَنَّا الخُنُفُ، وأَحْرَقَ بُطُوْنَنَا التَّمْرُ. فأمَّا تسميتُهُمْ لدقيقِ الكتّانِ القَصَبَ فإنَّهُ مُوَلَّدٌ، وإنْ لمْ يكنْ مُوَلَّداً فمِنْ كلامِ أهلِ الشَّامِ وأهلِ مِصرَ. والوَبَرُ للبعيرِ. والصُّوفُ للضَّأْنِ. والشَّعْرُ للمَعِزِ. وفي القرآنِ: {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ}. والأثاثُ ما يتأثَّثُ بهِ الإنسانُ، أي يتكثَّرُ. وهوَ مِن قولِهِمْ: نَبْتٌ أَثِيْثٌ، وشَعْرٌ أَثِيْثٌ، أي كثيرُ الأصولِ. والمَتاعُ ما يُستمتَعُ بهِ، أي يُنتفَعُ.

ويُقالُ: هَذَا مَتاعٌ لكَ، أي مُنفعةٌ. والعِهْنُ أَلْوانُ الصُّوفِ المَصْبُوغَةُ، وفي القُرْآنِ: {كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ} أَجْنَاسُ الثِّيَابِ الدّيبَاجُ، بِكَسْرِ الدَّالِ، فارِسِيٌّ مُعرَّبٌ، وأصلُهُ دِيُوْبَاف، أي نِساجَةُ الجِنِّ. والجمعُ ديابيجُ، كما تقولُ: ديوانٌ ودواوينُ. والسُّنْدُسُ، رقيقُ الدِّيباجِ. والإسْتَبْرَقُ غَليظُهُ. وقال بعضُهُمْ: سُمِّيَ إِسْتَبْرَقاً لِشِدَّةِ بَريقِهِ، الصحيحُ أنّهما أعجميَّانِ مُعَرَّبانِ. قالَ: وأصلُ إستبرقٍ إسْتَرْوَهَ، أي غليظٌ. وقيلَ: الرَّفْرَفُ الدِّيباجُ الرَّقيقُ الحَسَنُ الصِّنعةِ. ويُقالُ للخزِّ: الرَّدَنُ. والقِهْزُ، بالزاي، ثيابٌ بيضٌ خالَطَها حريرٌ، مُعرَّبٌ أيضاً. والدَّيَابُوْذُ مُعرَّبٌ، معناهُ: نُسِجَ مِن لَحْمَتَيْنِ، وقدْ استُعمِلَ أيضاً قديماً. قالَ الشاعرُ: كَأَنَّهُ بِالديابُوذِيِّ مُؤْتَزِرُ والحريرُ، ويُقالُ لهُ الدِّمُقْسُ والسَّرَقُ والسِّيَرَاءُ. وقيلَ: السِّيَرَاءُ ضَرْبٌ منَ البُرُودِ: بُرْدٌ مُسَيَّرٌ: مُخَطَّطٌ. وقال بعضُهُمْ: الحريرُ فارسيٌّ مُعرَّبٌ. وليسَ كما قالَ، وإنما سُمِّيَ حريراً لأنَّهُ مِن خالِصِ الإِبْرِيْسَمِ. وأصلُ هَذِهِ الكلمةِ الخُلُوصُ، ومنهُ قولُهُمْ: طِيْنٌ حُرٌّ، لمْ يُخالطُهُ رَمْلٌ أو حَمْأةٌ. وقيلَ للحُرِّ خِلافِ العبدِ: حُرٌّ، لأنَّهُ خالصٌ لنفسِهِ. وحرَّرْتُ الكِتابَ: خلَّصْتُهُ منَ التَّسويدِ. والدَّفِئِيُّ جِنسٌ منَ الثّيابِ. قالَ النابغةُ:

يَمْشُونَ فِي الدَّفِئِيِّ والأَبْرَادِ والبُرْدُ، والجمعُ القليلُ أبرادٌ، وإِذَا كَثُرَتْ فهيَ البُرُودُ ويُقالُ: بُردٌ وَشِيٌّ (فَعِيْلٌ) منَ الوَشْيِ، والوَشْيُ النَّقْشُ، والمُوشِيُّ (مُفْعُوْلٌ) منهُ. ويُقالُ: بُرْدٌ حِبَرَةٌ، ومُحَبُّرٌ، وهوَ الحِبَرُ والحَبيرُ، وقدْ حَبَّرهُ أي نَقَشَهُ. والأَتْحَمِيُّ ضربٌ منَ البرودِ. والمُسَهَّمُ: الَّذِي فيهِ نقشٌ مثلُ أفواقِ السِّهامِ. والمُفوَّفُ المُنَقَّطُ، مأخوذٌ منَ الفُوْفِ، وهوَ البَياضُ الَّذِي يكونُ على أظفارِ الأحداثِ. والخَالُ ضربٌ منها. والعَصْبُ بُرُودُ اليَمَنِ، كانتِ المُلوكُ تَلبَسُها. قالَ الشاعرُ: كَكِنْدَةَ تَردِي فِي المَطَارِفِ والعَصْبِ والمِطرَفُ كِساءُ خَزٍّ لهَ أعلامٌ، يُقالُ لهَ: مُطْرَفٌ ومِطْرَفٌ، كما يُقالُ: مُصْحَفٌ ومِصْحَفٌ. والمُلاءُ، الواحدُ مُلاءةٌ، الأُزُرُ البيضُ يُرتَدَى بها، ويُلتحَفُ. ويُقالُ لها الرَّيْطَةُ، والجمعُ رَيْطٌ ورُيُوطٌ ورِيَاطٌ. والمِرْطُ والجمعُ مُرُوْطٌ وأمراطٌ. والسَّحْلُ ثوبٌ أبيضُ، والجمعُ سُحولٌ وسُحُلٌ، مثلُ رَهْنٍ ورُهُنٍ. والصحيحُ أنَّ الرُّهُنَ جمعُ رِهانٍ. فأمَّا الحديثُ: كُفِّنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فِي ثَوْبَيْنِ سَحُولِيَّيْنِ، فسَحُولُ قبيلةٌ منَ اليمنِ تُنسَبُ إليها هَذِهِ الثّيابُ. والشُّقَّةُ معروفةٌ، والجمعُ

فصل آخر

شُقَقٌ وشِقَاقٌ، ويُقالُ لها السِّبُّ والشَّمْلَةُ. قالَ جميلٌ: ألاَ تِيْكُمَا أعْلاَمُ بَثْنَةَ قَدْ بَدَتْ ... كَأَنَّ ذُرَاهَا عُمِّمَتْ بِسُبُوبِ فالأعلامُ الجِبالُ. يعني السَّرَابَ الجاريَ عليها. فصلٌ آخَرُ العِمامةُ، يُقالُ: تَعمَّمْتُ وعَمَّمْتُ غيرِي. وقَالُوا: العَمائِمُ تِيْجانُ العربِ، ويُقالُ للعمامةِ المِشْوَذُ. وقالَ لُغْدَةُ: لا يُصرَفُ منَ المِشْوُذِ فِعْلٌ. وقد غَلِطَ. قالَ الشاعرُ: وشُوِّذَتْ شَمْسُهُمْ إِذَا طَلَعَتْ ... بِالجلْبِ هِفَّاً كأنَّها الكَتَمُ وقد تَلحَّى الرجلُ، إِذَا جعلَها تحتَ ذَقْنِهِ. واقْتَطَعَا، إِذَا لَمْ يَتَلَحَّ بها، بل لَوَاها على رأسِهِ، ولم يُسْدِلْها. وكلُّ دَوْرٍ تُديرُهُ منَ العِمامةِ على رأسِكَ فهُوَ كَوْرٌ، وقد كارَها يَكُورُها. ويُقالُ للعِمامةِ: المِعْجرُ، والجمعُ المعاجِرُ، وقد اعتجرَ الرجلُ. والعَمارَةُ، وقد اعتمرَ

فصل آخر

الرجلُ. والغَفَائِرُ خِرَقُ حَريرٍ تُشَدُّ على العمائِمِ، واحِدُها غِفارةٌ. وتُسمَّى بالفارسيَّةِ شَسْتَكَه. فصلٌ آخرُ الرِّداءُ ممدودٌ، والجمعُ أرديةٌ. والإزارُ، والجمعُ أُزُرٌ. والإزارُ أيضاً بَدَنُ الإنسانِ عندَهُمْ. والمِئزَرُ، والجمعُ مَآزِرُ. وفي الإزَارِ الهُدْبُ. والجمعُ أهدابٌ. ويُقالُ لهُ الهُدَّابُ أيضاً. وقالَ: وشَحْمٍ كَهُدّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ والطَّيْلَسانُ بفتحِ اللامِ وكسرِها، والجمعُ طَيَالِسَةٌ، فارسيٌّ مُعرَّبٌ. والنِّسبةُ إليهِ طَيْلَسِيٌّ، ولا يُقالُ طَيالِسِي، لأنَّ النِّسبةَ إِلَى الجماعةِ غيرُ جائزةٍ، فإذا أردْتَ النِّسبةَ إِلَى المساجِدِ فقُلْ: مَسْجِديٌّ، وإلى الفَرائضِ: فَرَضِيٌّ. فأمَّا قولُهُمْ: مَعَافِرِيٌّ، فإنَّ مَعَافِرَ بَلْدَةٌ، وقولُهُمْ: كِلابيٌّ، فإنَّ كِلاباً اسمُ رجلٍ. ونسبوا إِلَى الأعرابِ، فقَالُوا: أعرابيٌّ، لأنَّ الأعرابَ جَمْعٌ لا واحِدَ لهُ مِن لفظِهِ. ويُقالُ طَيلسانٌ مُطْبَقٌ، إِذَا كانَ طاقَيْنِ، ومُقَوَّرٌ. ويُقالُ لِما يخرُجُ منهُ: قُوَّارةٌ، ويُقالُ للطَّيلَسانِ: السَّدُوسُ، والسَّاجُ، والجمعُ سِيْجانٌ. والقَلَنْسُوَةُ، والجمعُ قَلانِسُ وقَلاَسِيُّ، وتصغيرَها قُلَنْسِيَةٌ وقُلَيْسِيَةٌ. وتَقَلْنَسَ الرجلُ وتَقَلْسَى تَقَلْنُساً وتَقْليساً. والنِّسبةُ إليها قَلاَسِيٌّ، ولا يُقالُ قَلانِسِيٌّ. ويُقالُ لها الكُمَّةُ، والجمعُ كَمَامٌ.

فصل آخر

والبُرنُسُ القَلَنْسُوَةُ الواسعةُ الَّتِي يُغَطى بها العِمامةُ، ويُستتَرُ بها منَ الشَّمسِ والمطرِ. وقد تَبَرْنَسَ الرجلُ تَبَرْنُساً. والقَرَاطِفُ، وهي الَّتِي تَلْبَسُها الخُطَباءُ والقُضاةُ، مُعرَّبةٌ. والبَرْطُلَّةُ ضربٌ منَ القلانسِ معروفٌ. ويُقالُ لذُؤابةِ القُلُنسُوَةِ: التَّتْوُ، بتائينِ فوق كلِّ واحدٍ منهما نقطتانِ. فصلٌ آخرُ القَمِيصُ، والجمعُ قُمُصٌ وقُمْصَانٌ، ويُقالُ لَهُ السِّربالُ. وفي القرآنِ: {سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ}. وقدْ تقمَّصَ الرجلُ، وتسربَلَ. والسِّبِيْجَةُ عندَ بعضِهم القميصُ، فارسيٌّ مُعرَّبٌ، أي سَبِي. وقالَ بعضُهُم: السَّبيجَةُ بُرْدَةٌ من صوفٍ فيها سَوادٌ وبَيَاضٌ. والمِجْوَلُ: قميصٌ تلْبَسُهُ المرأةُ تجولُ فيهِ فِي بيتِها، ونَحوُهُ المِيْدَعُ تلبَسُهُ لتصونَ بهِ فاخرَ ثيابِها، وأصلُهُ من الدَّعَةِ، والجمعُ مَوَادِعُ. ونحوُهُ المِفْضَلُ، والجمعُ مَفاضِلُ. والخَيْعَلُ: ثوبٌ تَخيطُهُ المرأةُ من أحَدِ شِقَّيْهِ، وتتفضَّلُ فيهِ. قالَ الشاعرُ: مَشْيَ الهَلُوْكِ عَلَيْهَا الخَيْعَلُ الفُضُلُ

والمِدْرَعُ: الدُّرَّاعةُ. وإِذَا قِلْتَ مِدْرَعَةٌ فهيَ الثَّوبُ منَ الصُّوفِ. الرَّدِيمَةُ ثَوْبانِ يُخاطُ بعضُهُما إِلَى بعضٍ نحوَ اللِّفَاقِ. والقَرْقَلُ: قميصٌ صغيرٌ لا كُمَّيَ لهُ. والعامّةُ تقولُ قَرْقَرٌ. والإتبُ: ثوبٌ رقيقٌ تبرُزُ فيهِ المرأةُ: تقولُ: أتَتَبَتِ المرأةُ، فهي تأتَتِبُ. والقَباءُ معروفٌ، والجمعُ أقْبِيَةٌ. وهوَ من قولِهِمْ: قََبَوْتُ الشَّيءَ، إِذَا جَمَعْتَهُ، والرجلُ مُتْقَبٌ. ويُقالُ لهُ اليَلْمََقُ، فارسيٌّ مُعرَّبٌ، وأصلُهُ يَمْلَه. والقُرْطَقُ شبيهٌ بالقَبَاءِ، فارسيٌّ مُعرَّبٌ أيضاً، والجمعُ قراطِقُ. والمُقطَّعاتِ: الثيابُ القِصارُ. هَذَا قولُ أكثرُ أهلِ اللغةِ. والقُتَيْبِيُّ قال: المُقَطَّعاتُ الثِّيابُ المقطوعةُ، قصيرةٌ كانت أو طويلةٌ. والمُسْتُقُةُ: جُبَّةٌ مِن فِراءٍ، لها كُمَّانِ طويلانِ، فارسيٌّ مُعرَّبٌ، وأصلُهُ مُشْتَه. والفَرُّوجُ قَباءٌ فيه شَقٌّ مِن خَلفِهِ. والدُّرَّاعةُ معروفةٌ، والجمعُ دراريعُ، ويُقالُ للشَّقِّ الَّذِي فِي ذَيْلِهِ: الفَرْج، والجمعُ فُرُوْجٌ. والقَباءُ: الطَّاقُ الَّذِي لَيْسَ لهُ بِطانَةٌ، والطَّاقُ فارسيٌّ مُعرَّبٌ أيضاً، وأصلُهُ تاءَه، وقالَ بعضُهُمْ: القَباءُ فارسيٌّ مُعرَّبٌ، وليسَ كذلكَ. والجُّبَةُ، والجمعُ جُبَبٌ وجِبابٌ، وقد تَجَبَّبَ الرجلُ. والبِطانةُ، والجمعُ بَطائِنُ، وقد بطَّنْتُ الجُّبَّةَ. وجُبَّةٌ مَحشوَّةٌ. وهوَ الحَشْوُ، وقد حشوتُها، ويُقالُ: جُبَّةٌ رَجِيْعٌ، إِذَا فُتِّقَتْ ثمَّ أُعِيْدَتْ. والغِلالةُ معروفةٌ، والجمعُ غلائلٌ. ويُقالُ لها الشِّعارُ والعِظايَةُ، وقد تعظَّى الرجلُ، واغتلَّ. والمِبْذَلُ: ثوبٌ تلبَسُهُ المرأةُ فِي بيتِها تَبتذلُ فيه. والفَرْوُ، والجمعُ فِراءٌ. ويُقالُ للفروِ الخَلَقِ: النَّيمُ، فارسيٌّ مُعرَّبٌ. وافترى الرجلُ: إِذَا لبِسَ الفَرْوَ. فإذا كانَ الفروُ مُبطَّناً قيلَ لهُ فروةٌ. والسِّلابُ الثِّيابُ السُّودُ تلبَسُها النِّساءُ فِي المأتَمِ، تَسَلَّبْنَ، إِذَا فعلنَ ذلكَ، والجمعُ سُلُبٌ.

فصل في ذكر ما في القميص

قال: في السُّلُبِ السُّوْدِ وفي الأَمْسَاحِ سَلَبٌ وسُلُبٌ أيضاً جميعاً. والصُّدْرَةُ معروفةٌ، والجمعُ صُدَرٌ. والصُّدْرَةُ أيضاً الصَّدْرُ. والصِّدارُ: بَقيرَةٌ تَلْبَسُها المرأةُ فِي المُصيبةِ. والبَقيرةُ: خِرقةٌ يُجعَلُ لها جَيْبٌ، تلبَسُها النِّساءُ والصِّبيانُ. ويُقالُ للصُّدْرةِ بِلا أكمامٍ: العِلْقَةُ. والجلبابُ، والجمعُ جلابيبُ. وفي القرآنِ: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}. فصلٌ فِي ذكرِ ما فِي القميصِ بَدَنُهُ، والجمعُ أبدانٌ، والبَدَنُ الدِّرعُ أيضاً. والبَدَنُ الوَعِلُ المُسِنُّ أيضاً. والكُمُّ معروفٌ، والجمعُ أكمامٌ. وكُمُّ الثَّمَرَةِ غِطاؤها. وفي القرآنِ: {وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا}. وقالَ الرَّاجزُ: بِمِذْرَبٍ أخْرَجَهُ مِن جَوْفِ كُمْ أرادَ نابَ الحيَّةِ. ويُقالُ لكُمِّ القميصِ: اليَدُ والرُّدْنُ، والجمعُ أردانٌ. قالَ

الشاعرُ وهوَ جريرٌ: يا أُطْيَبَ النَّاسِ يَومَ الدَّجْنِ أرْدَانا خَصَّ يومَ الدَّجْنِ لأنَّهُ يومَ الخَلْوةِ مَعَ النِّساءِ. وقد أكمَمْتُ القميصَ، وأردَنْتُهُ، جعلتُ لهُ كُمَّاً ورُدْناً. وقيلَ الرُّدْنُ أصلُ الكُمِّ حيثُ يَتَّسِعُ، وهذا أصحُّ. والذَّيْلُ الطَّرْفُ الَّذِي يَلِي القَدَمَيْنِ. وفي الكُمِّ والذَّيْلِ الكُفَّةُ، وهوَ ما يُثْنَى منها ويُخاطُ. ويُجمَعُ الذَّيْلُ أذيالاً وذُيُولاً وتذيَّلَ الرجلُ، إِذَا جرَّ ذيلَهُ فِي مَشيِهِ، ورَفَلَ ذَيْلَهُ، إِذَا جرَّهُ. ورجلٍ رَفِلٍ: طويلُ الذيلِ، وفَرَسٌ رَفِلٌ: طويلُ الذَّنْبِ. والتَّخَارِيصُ، وإنْ شئتَ الدَّخاريصُ، والواحدةُ دِخرِصةٌ وتِخرِصةٌ، معروفةٌ، وهي فارسيَّةٌ مُعرَبَةٌ. قالَ ابنُ دريدٍ: بَنيقَةُ القميصِ الَّتِي تُسمَّى الدَّخاريصُ، والجمعُ بنائقُ. وقالَ غيرُهُ: البَنيقَةُ الرُّقعةُ الَّتِي تحتَ الكُمِّ. وقالَ أبو عُبيدٍ: البُنيقَةُ اللبِنَةَُ، وأنشدَ: كَمَا ضَمَّ أَزْرَارَ القَمِيْصِ البَنَائِقِ وهذا هوَ الصحيحُ. والجيبُ: ما جيِْبَ من أعلاهُ، أي قُطِعَ. وأصلُ هَذِهِ

فصل آخر

الكلمةُ مِن قولِهِم: جِبْتُ الشَّيءَ. وفي هَذَا لغتانِ، جبْتُ الشَّيءَ وجُبْتُهُ أَجيْبُهُ وأجُوبُهُ. وقولُهُ تعالى: {جَابُوا الصَّخْرَ} من الواوِ، على ما جاءَ فِي التفسيرِ. ولو جعلتَهُ من الياءِ جازَ، إِذَا خَرَقتَهُ وَدَخَلْتَ فيه. وفي القرآنِ: {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ}. والجمعُ جيوبٌ. ويُقالُ: جِبْتُ القميصَ، قَوَّرْتُ جَيبَهُ، وجَيَّبْتُهُ: جعلتُ لهُ جيباً، جِبْتُ وجُبْتُ. والجِربَّانُ: الكِفافُ الَّذِي يُجعَلُ فِي أعلى القميصِ، فارسيٌّ مُعرَبٌ. والأزرارُ، واحدُها زِرٌّ. والعُرَى، واحدتُها عُرْوَةٌ. وقد زَرَرْتُ عليَّ القميصَ أزُرُّهُ معروفٌ. وأزْرَرْتُ القميصَ، وأَعْرَيْتُهُ: جعلْتُ لهُ زِرَّاً وعُرْوَةً. والقَبيلَةُ: الَّتِي يُرقَعُ بها القبُّ، وهيَ اللَّبِنَةُ. وإنْسِيُّ القميصِ دَاخِلُهُ، ووحشيُّهُ خارجُهُ. ومَتْنُهُ ما يلي المَتْنَ منهُ، وهوَ أعلى الظَّهرِ. وصَدْرُهُ ما يَقعُ على الصُّدْرِ. فصلٌ آخرُ السَّرَاوِيْلُ مؤنَّثةٌ مَعرَبةٌ، وتُجمَعُ سَراويلاتُ. وفيها الحُجْزَةُ، وهي مَدخَلُ التِّكَّةِ، والجمعُ حُجَزٌ، وفي الحديثِ: إِنِّي آخِذُ بِحُجَزِكُمْ. والعامَّةُ تَقُولُ: حُزَةٌ، وهوَ خطأُ، إنَّما الحُزَّةُ القِطعةُ منَ البطِّيخِ، وما يجري مجراها. قالَ أبو بكرِ ابنُ دُريدٍ: أحْسِبُ التِّكَّةَ مُوَلَّدُةً، وقد تكلَّمُوا بها. ورِجلا السَّراوِيلِ معروفتانِ. ونيْفَقُها معروفٌ، وهوَ فارسيٌّ مُعرَّبٌ. وذكرَ القُتَبِيُّ أنَّ العربَ تُسمِّي السَّراوِيلَ الرِّجْلَ، وهوَ صحيحٌ. والخُبَّةُ والخُبِيْبَةُ الخِرْقَةُ تُخَرِّقُها مِن عَرْضِ الثَّوبِ تُعصِّبُ بها يَدَكَ. والخُبَّةُ أيضاً تُغطِّي ما قَبَلَ منَ الرَّأسِ وما دَبَرَ، غيرَ وَسْطِهِ. ويُقالُ: أَحْتَأْتُ الثَّوبَ إحْتاءً، إِذَا فَتَلْتَهُ فَتْلَ الأكْسِيَةِ. والعِظامةُ والعُظْمَةُ شبيهةٌ بالوِسادةِ تَشُدُّها المرأةُ على عَجُزِها تُعَظِّمُهُ.

صفة الثوب

صِفَةُ الثَّوْبِ ثوبٌ جديدٌ، والجمعُ جُدُدٌ. ولا يُقالُ: جُدَدٌ، إنَّما الجُدَدُ جمعُ جُدَّةٍ، وهي الطريقةُ فِي الجَّبلِ، يُخالِفُ لونُها لونَهُ. وفي القرانِ: {وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ}. وكذلكَ يُقالُ لِخُطَّتَيْنِ فِي ظهرِ الظَّبْيَةِ والحِمارِ: جُدَّتانِ. ولا تدخُلُ فِي الجَّديدِ هاءٌ، إِلاَّ نادراً شاذَّاً، تقولُ: ثوبٌ جديدٌ، ومِلحفةٌ جديدٌ، ولمْ تدخُلْها الهاءُ، لأنَّها بمعنى المَجدُوْدِ، أي المقطوعِ، حينَ قُطعَ منَ المِنْسَجِ. والجَدُّ القَطْعُ، جَدَدْتُهُ، أي قَطَعتُهُ. وأَنْهَجَ الثَّوبُ، بالنُّونِ، وأسْمَلَ وأمَحَّ، كلُّ ذلكَ إِذَا أخْلَقَّ والسَّمَلُ الثَّوبُ الخَلَقُّ قالَ الشاعرُ: كَطَلْعَةِ الأَشْمَطِ مِنْ بُرْدٍ سَمَلْ وقد يُقالُ: مَحَّ أيضاًّ وثوبٌ صَفِيِّقٌ بيِّنُ الصَّفاقةِّ وثوبٌ شبّيعٌ: صفيقٌ كثيرُ الغَزْلِّ وحَبلٌ شبيعٌ: غليظٌّ ويُقالُ للثوبِ الرقيقِ: الشَّفُّ، والجمعُ شُفوفٌ، ويُقالُ: ثوبٌ لهُ بُذْمٌ، إِذَا كانَ من غزلٍ غليظٍ صُلبٍّ ثمَّ استُعملَ فِي غيرِ ذلكَّ، فيُقالُ: رجلٌ لهُ بُذْمٌ، إِذَا كانَ لهُ عقلٌ ورَزانةٌّ والمِعْوَزُ: الثَّوبُ الخَلَقُ، والجمعُ المعاوِزُ. والمِعْفَاجُ خَشَبةٌ يُغسَلُ بها الثِّيابُّ والخَليفُُ الثَّوبُ يَبلى وَسَطُهُ، فيُخرَجُ البالي منهُ ويُلفَّقُّ وقد خَلَفْتُهُّ وثوبٌ مَلقوطٌ مُرَقَّعٌ، وقد لَقَطْتُهُ لقطاًّ ونَقَلْتُهُ نقلاً مِثلُهُّ فصلٌ آخرٌ والحُلَّةُ لا تكونُ إِلاَّ ثَوبَيْنِّ والشَّاهدُ حديثُ عُمَرَ، رضيَ اللهُ عنهُ أنَّهُ رأى رجلاً عليهِ حُلَّةً قد ائْتَزَرَ بأَحدِهِما وارْتَدى

فصل آخر

بالآخَرِ ومن ذلكَ حديثُ مُعاذِ بنِ عَفراءَ أنَّ عمرَ، رضيَ اللهُ عنهُ، بَعَثَ إليهِ بحِلَّةٍ، فباعَها واشترى بِهَا خمسةَ آرُسٍ منَ الرقيقِ، فأعتقَهُمّْ ثمَّ قالَ: إنَّ رجلاً آثَرَ قِشْرتَيْنِ على عِتقِ هؤلاءِ لَغَبِينُ الرَّأيِ فقالَ: قِشْرَتَيْنِ، يُريدُ ثَوْبَيْنِّ وقالَ أبو عُبَيْدَةَ: الحُلَلُ بُرُوْدُ اليَمَنِ مِن مواضِعَ مُختلفةٍّ والنُّقْبَةُ قِطعةٌ منَ الثَّوبِ قَدْرُ السَّراويلِّ وإِذَا لمْ يكنْ لها حُجْزَةٌ ولا ساقانِ فهوَ نِطاقٌّ. والدُّقْرُورُ والدِّقْرارُ التُّبَّانُ، عن أبي عُبيدٍ. وأخبَرَنِي ابنُ أبي حفصٍ عنْ جعفرٍ، قالَ: الدَّقرارُ القَطُورَجَةُّ وصَنِفَةُ الثَّوبِ الجانبُ الَّذِي ليسَ فيهِ هُدْبٌّ وحواشيهِ: جوانِبُهُ كُلُّها، الواحدةُ حاشيةٌّ والنِّيرُ العَلَمُ، ثوبٌ منيِّرٌ: مُعلَّمٌ، وقدْ أعلمْتُ الثَّوبَ، وطرّزتُهُ، وأطرَفْتُهُ، إِذَا جعلْتَ فِي طَرَفِهِ عَلَماًّ وثوبٌ مُنيَّرٌ أيضاً: نُسِجَ على نِيرَيْنِّ والنِّيرُ شيءٌ من آلاتِ الحاكةِ يُنسَجُ بها. فصلٌ آخرُ لَبِسْتُ الثَّوبَ، بالكسرِ، ألبَسُهُ، بالفتحِ. ولا يُقالُ أَلْبِسُ، إِلاَّ فِي معنىً آخرَ، وهو أن تَخلِطَ الأمرَ ولا تُبَيِّنَهُّ واضْطَبَعْتُ بالثَّوبِ، إِذَا جَمَعْتَ طَرَفَيهِ على منكِبِكَ الأيسرِ، ثمَّ تَخرجُ أحَدَ الطَّرَفينِ مِنْ تحتِ يدِكَ اليمنى، وتُبرِزُ مَنْكِبَكَ الأيمنَ، واشْتِمالُ الصَّمَّاءِ: أنْ تُجَلِّلَ نَفسَكَ بالثَّوبِ، ولا ترفعَ شيئاً مِن جوانبِهِ. والسَّدْلُ: أنْ تسدُلَ ثوبَكَ، وتَجْمَعَهُ بيَدِكَ، وتُخرِجَ يَدَيْكَ منهُ. والاحتباءُ أنْ تُديْرَ طَرَفَيِ الرِّدَاءِ على رُكْبَتَيْكَ وتَجلِسَ. والاحْتِزالُ هوَ الاحْتِزامُ بالثَّوبِ. والاحْتِباكُ والحُبْوَةُ: الاحَتِبَاءُ. والحُبْوَةُ: ما حَبَوْتَ بهِ مِن شيءٍ. والاضْطِغَانُ أن تجعلَهُ تحتَ حِضْنِكَ. والقُبُوعُ: أن يُدخِلَ رأسَهُ فِي قميصِهِ أو ثوبِهِ، يُقالُ: قَبَعَ يَقْبَعُ قُبُوعاً.

فصل آخر

فصلٌ آخرُ النَّجَا مقصورٌ: ما نَجَوتَهُ عنِ الرجلِ مِن لباسٍ، وما سَلَخْتَهُ عنِ الشَّاةِ والبعيرِ، أي ألقَيْتَهُ، وتقولُ: نَضَوْتُ الثَّوبَ عنِّي، وسَرَوْتُهُ، إِذَا نزعتَهُ. ويُقالُ: فَسَأتُ الثَّوبَ، أفْسَؤُهُ فَسْئاً، إِذَا مددْتَهُ فانْفَزَرَ. فصلٌ البُرْقُعُ، والجمعُ بَرَاقِعُ، وقد تَبَرْقَعَتِ المرأةُ. والبُخْنُقُ أيضاً البُرقُعُ. فإذا ضاقَ ثُقْبَا البُرقُعِ فهو وَصْوَاصٌ، وأصلُهُ منَ الوَصْوَصَةِ، وهو النَّظَرُ فِي تغميضٍ. وللبُرقعِ خَيطانِ تَشُدُّها المرأةُ فِي قفاها، يُقالُ لَهُما الشِّبامان. والنِّقابُ وما يخرجُ منهُ المَحْجِرُ. واللِّفامُ على طَرَفِ الأنْفِ. واللِّثَامُ على الفمِ، واللثامُ أيضاً تقبيلُ الرجلِ فمَ المرأةِ. تَنَقَّبَ الرجلُ، وانتقبَ وتلثَّمَ. والخِمارُ والجمعُ خُمُرٌ، وهوَ مِن قولِهِمْ: خَمَّرْتُ الشَّيءَ، إِذَا غَطَّيْتَهُ. ويُقالُ لهُ: النَّصِيْفُ، والجمعُ نُصُفٌ. والقُنْبُعُةُ خِرْقَةٌ تُجْعَلُ كالبُرْنُسِ. والخُنْبُعَةُ مِقْنَعَةٌ صغيرةٌ يلبَسُها الصِّبيانُ. والمِقنَعَةُ والقِناعُ معروفانِ. والقِناعُ الطَّبَقُ أيضاً. ولا يكونُ قِناعاً حَتَّى يُجْعَلُ عليهِ مِنديلٌ. والرِّهاطُ أديمٌ يُقطَعُ كَقَدْرِ ما بينَ الحُجْزَةِ إِلَى الرُّكبةِ، ثمَّ يُشقَّقُ مثلَ الشُّركِ تَلبَسُهُ الجاريةُ، الواحدُ رَهْطٌ. والسَّبْحَةُ، بالحاءِ وفتحِ السينِِ، إزارُ الحائضِ. والسُّبْجَةُ، بالجيمِ وضمِّ السينِ، كِساءٌ أسودُ صَغِيرٌ تَلبَسُهُ الجاريةُ. أسماءُ الأكْسِيَةِ هو كِساءٌ، والجمعُ أكسيَةٌ. فإذا كانَ أبيضَ رقيقاً سُمِّيَ شَمْلَةً، والجمعُ شِمَالٌ. فإذا كانَتْ سوداءَ سُمِّيَتْ نَمِرَةً. والبِجَادُ كِساءٌ مُخَطَّطٌٌ والجمعُ بُجُدٌ. وكذلكَ البُرْجُدُ. قالَ طَرَفَةُ:

فصل آخر

على لاحِبٍ كأنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُدِ والعباءةُ مثلُ ذلكَ. والقطيفةُ كِساءٌ غليظٌ مُخمَلٌ. والخَمْلُ، والواحدُ خَمْلَةٌ. فإذا كانَ صغيراً فهوَ زِئْبِرٌ، وثوبٌ مُزَأبِرٌ. وكذلكَ دِرْهَمٌ مُزَأبُقٌ، ولا يُقالُ مُزَيْبَقٌ، ولا مُزَبَّقٌ. هكَذَا قالَ أبو حاتمٍ. وتُسمَّى القَطيفَةُ القَرْطَفَ، والجمعُ قَراطِفُ. وتقولُ: هَذَا كِساءٌ خَزٌّ ومُطْرَفٌ خَزٌّ، إِذَا كانَ فِي طَرَفِهِ عَلَمٌ. وخَصِيٌّ إِذَا لمْ يكنْ فيهِ عَلَمٌ، وإنْ شئتَ أضَفْتَ فقلتَ: كِساءُ خزٍ، ومُطْرَفُ خَزٍ. وكِساءٌ مِحْلَقٌ: خَشِنٌ كأنَّهُ يَحلِقُ الشَّعْرَ. والمِحْشَأُ كِساءٌ خَشِنٌ أيضاً، والجمعُ المَحَاشِئُ. والمِسْحُ، والجمعُ مُسُوحٌ وأمساحٌ. وقد جاءَ عنِ العربِ: بَلاسٌ، وهوَ فارسيٌّ مُعرَّبٌ، والسَّويَّةُ كِساءٌ يُطرَحُ على ظهرِ البعيرِ، مثلُ الحويَّةِ، تَركَبُهُ النِّساءُ، ومِثلُها الوَليَّةُ، والجمعُ الوَلايَا. فصلٌ آخرُ اللَّهْلَةُ: الثَّوبُ الرَّقيقُ، ومِثلُهُ الشُّمْرُجُ. والمُرَسَّمُ المُخطَّطُ. والعِقْمَةُ الوَشْيُ. والرَّازِقِيُّ: ثيابُ كَتَّانٍ بيضٌ. والوصائلُ ضربٌ مِن ثيابِ اليَمَنِ. والآخِنِيُّ ضربٌ منَ البُرودِ. والمُعضَّدُ المُخَطَّطُ. والقُبْطُرِيُّ ثيابٌ بيضٌ. والقِطْرُ نوعٌ منَ البُرودِ. والمَنامَةُ ثوبٌ مربَّعٌ. والذَّعالِبُ ما تقطَّعَ منَ الثِّيابِ. المُلَدَّمُ والمُرَدَّمُ: المُرَقَّعُ. والذَّلاَذِلُ: أطرافُ الذَّيلِ واحِدُها ذُلْذُلٌ.

ذكر آلات الحاكة وغير ذلك

ذكرُ آلاتِ الحاكَةِ وغيرِ ذلكَ السَّتَى والسَّدَى سَواءٌ، سَدَّيْتُ وسَتَّيْتُ. واللَّحْمَةُ لَحمةُ الثَّوبِ، بالفتحِ، والعامَّةُ تضُمُّها، وألحمْتُ الثَّوبَ. وفي غيرِ هَذَا المعنى: ألْحَمْتُ القومَ إِذَا قَتَلْتَهُمْ، واللَّحيمُ القَتِيلُ وهوَ أحدُ ما جاءَ على (فَعِيْلٍ) من (أفْعَلْتُ). وسَقَيْتُ السَّدَى، أسقِيهِ سَقْياً. واسمُ ما يُسقَى بهِ المِشْطُ والمِرْزُ. وحُكْتُ الثَّوبَ، أحُوكُهُ حَوكَاً. ونَسَجْتُهُ أنْسُجُهُ نَسجاً، والمَوضِعُ الَّذِي يُنسَجُ عليهِ المَنْسَجُ. واسمُ ما يُلَفُّ عليهِ الثَّوبُ المنسوجُ المِنْوالُ. قالَ امرؤُ القيسِ: كأنَّها هِراوَةُ مِنْوَالِ والهِرَاوَةُ العَصا، وهي هاهُنا العَصَا الَّتِي تُدْخَلُ فِي ثَقْبِ المِنوالٌِ ويُقالُ: المنوالُ هوَ الحائِكُ بعَينِهِ. ويُدخَلُ فِي السَّدَى قَصَبَتانِ، ويُجمَعُ بينهُما بِحَبْلٍ يُعلَّقُ فِي طَرَفِهِ حديدةٌ أو حَجَرٌ يُسمَّى ناصِحاً، لأنَّهُ يَجمعُ بينَ القَصبَتينِ، كأنَّهُ يَنصَحُهُما، أي يَخيطُهما، والنِّصاحَةُ الخِياطةُ. والبَكَراتُ معروفةٌ، واحِدتُها بَكْرَةٌ. والبَريدُ خيطٌ فِي طَرَفِهِ حَلْقَةٌ تَجيءُ وتَذهبُ فِي خيطٍ آخرَ يُعلَّقُ بها السَّدَى، وسُمَّيَ بريداً لذِهابِهِ ومَجيئِهِ. ويُقالُ لِكَبَابِ الغَزْلِ المُلوَّنةِ الَّتِي يُنسَجُ منها البُرودُ: الوَشيعُ. قالَ: كَأَنَ بَقَايَاهُ الَّتِي أسْأَرَ الدُّجَى ... تُمَدُّ وَشِيْعَاً فَوْقَ أَرْدِيَةِ الفَجْرِ

وقيلَ: بلْ هيَ القَصَبَةُ أو العُودُ الَّذِي تُجعَلُ عليهِ اللَّحْمَةُ، وينسجُ منهُ، وقيلَ: بَل الوشيعُ ضربٌ مِنَ البرُودِ الموشَّيةِ، وإنَّما سميتْ وشيعاً لأنَّها تنسجُ منَ الوشيعِ. والحفُّ، بفتحِ الحاء وكسرِها، عربيُّ معروفٌ. والصِّيصيَّةُ: الشوكَةُ الَّتِي يمرُّها الحاِئكُ على الثّوبِ. قالَ دريْدُ بْنُ الصِّمَّةِ. نظرتُ إليهِ والرماحُ تنوشهُ ... كوقعِ الصَّياصي فِي النسيجِ الممدَّدِ والأوْرِاعُ: القصباتُ الَّتِي يسدَّى عليْها، الواحدةُ ورعةٌ. والمحالُ: الخشبةُ الَّتِي لها طرفانِ. . . ويُقالُ للدقيقِ الَّذِي يسقى بهِ الثوبُ: البتُّ. ويُقالُ: دمحقتُ الثوبَ، إِذَا سقيتهُ. والدمحوقُ: الدَّقيق الَّذِي يسقى بهِ. والقرينانِ: الخشبتانِ الغليظتانِ فِي أسفلِ الثَّوب، يشدُّ بهما الحبلُ الطويلُ. وقالَ بعضهمْ: الصوفةُ أو القطنةُ الَّتِي تجعلُ فِي رأسِ الوشيعةِ لكيْ تحبسَ اللحمةَ أَلاَّ تخرجَ إِلاَّ بقدرِ البوهةِ. فجعلَ الوشيعةِ الملحمةَ، وهيَ بالفارسيَّة مكو. وقالَ بعضُ العربِ:

أهونُ عليَّ منْ بوهةِ فِي عوزةٍ. والعوزةُ: الخرقةُ الَّتِي تشدُّ على الصَّبيِّ، ثمَّ يدخلُ المهدَ. وقالَ الخليلُ: البوهةُ ما طارتْ به الرياحُ منْ جلالِ الترابِ. يُقالُ: أهونُ منْ صوفةٍ فِي بوهةٍ. والبوهةُ: الرَّجلُ الضعيفُ، وهذا هوَ الصحيحُ. والأوَّل قدْ قيلَ: ويُقالُ للخشبةِ الَّتِي إِذَا أقيمِت انفرجَ السَّدَى: المقومةُ، وللخشبةِ المضرسةِ الَّتِي فِي عرضِ الثَّوبِ ذاتِ الأضراسِ: الضريسُ. هكذَا قالَ بعضهمْ. والحديدتانِ اللَّتانِ فِي جانبَي الثوْبِ الشصَّانِ، الواحدُ شصٌّ. وتسمِّيها العامَّة المتَّيتَ، وإنَّما هوَ المديدُ، (فعيلٌ) بمعنَى (فاعِل)، لأنَّه يمدُّ حاشيتَي الثَّوب. ويُقالُ كَّبةٌ منَ الغزلِ والصُّوف، والجمعُ كبابٌ. ويُقالُ للَّذي يغزلُ بهِ: مغزلٌ ومُغزلٌ، والضَّمُّ أعْلى. قالَ امرؤ القيْسِ: كأنَّ ذُرى رأسِ المجيمر غدوَةُ ... منَ السيلِ والغثَّاء فلكهُ مغزلِ والمبراةُ: العودُ المثقوبُ الوسطِ، يبرى عليهِ المغازلُ والسهامُ، وهيَ فلكةُ المغزلِ، ولا يُقالُ فلكةٌ، وصنَّارة المغزلِ. بالكسرِ ولا تفتحُ، ويُقالُ لها الإطيارةُ، والعربُ تسمِّيها الحجنَةَ. وهي مفتلةٌ، بكسرِ الميمِ (مفعلةٌ) منَ الفتلِ. ويُقالُ للمغزلُ الَّذِي يغزلُ به الرَّاعي الصُّوف: الدَّرَّاراة. والقفَّة، جمعُ قفاف وقففٍ، ويُقالُ لها: السندرةُ والميشعةُ، وهيَ الَّتِي تجعلُ المرأةُ فيها غزْلها وقطنَها. والإرياسةُ الَّتِي تجعلُها المرأةُ فِي إصبعها تلفُّ عليْها القطنَ. سمعتُها منْ أبي عليٍ. قالَ، والعامَّة تقولُ: الأرناسةُ. وليستْ بعربيةٍ صحيحةِ.

فصل آخر

والنصلُ: الغزلُ ملءُ المغزلِ، وسمِّي نصلاً لأنَّه يَنْصُلُ منَ المغزلِ. ويُقالُ: فتلَ الخيطَ شزراً، إِذَا فتلهُ على الشمالِ، وفتلهُ يسراً، إِذَا فتلهُ على اليمينِ. والردنُ: الغزلُ الَّذِي فتلَ إِلَى قدَّامِ، وثوبٌ مردونٌ، إِذَا نسجَ بالغزلِ المردونِ. والمردنُ: المغزلُ الَّذِي يغزلُ بهِ الردنُ. وجاءَ فِي شعرِ الأعشى فِي قولِهِ: كرداءِ الردنْ وقَالُوا: هوَ الخزُّ. والقبيلُ: ما أقبلتْ به المرأةُ منْ غزلها. والدبيرُ: ما أدبرتْ بهِ. ويقولونَ: ما يعلمُ قبيلاً منْ دبيرٍ، يعنونَ بهِ هذا. والسِّبيخةُ، بالخاءِ معجميةً، القطنُ تجعلهُ المرأةُ بينَ اصبعيها، وتغزلُ منهُ. والعميتةُ، والتاءُ فوقها نقتطانِ، الصوفُ الَّذِي يدخلهُ الرجلُ فِي يدهِ، ويغزلُ منهُ. والسليلة: الخوصُ والشعرُ يجمعُ، ثمَّ يسلُّ منهُ، ويغزلُ أو يسفُّ. والمحبضُ: الخشبةُ الَّتِي يحلجُ بها. فصلٌ آخرُ قصرتُ الثَّوبَ قصراً. ودققتهُ بالمدقِّ دقّاً. واسمُ ما يدقَّ عليهِ الثوبُ المنصبةُ، والبيزرةُ الكذينُ. والغرُّ كسرُ الثوبِ، يُقالُ:

اطوهِ على غرِّه. ويُقالُ: حرقَ القصَّارُ الثوبَ، وهوَ الحرقُ. ورفأتُ الثوبَ. مهموزٌ، أرفؤُهُ. وأمَّا رفوتُ فمعناهُ التسكينُ، يُقالُ: رفوتُ الرجلَ، إِذَا سكنتَ منهُ. والناصحُ الرفاءُ. وقيلَ: الخياطُ. والحائصُ الخياطُ. وتقولُ: نظمتُ الإبرةَ، إِذَا أدخلتَ فيها الخيطَ. والإبرةُ، والجمعُ إبرٌ. والثقبُ الَّذِي فيها السمُّ، والجمعُ سمومٌ. وكلُّ ثقبٍ سمِّ. وفي القرآنِ: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} ويُقالُ للإبرةِ: المخيطُ، والمنصحُ، وهو منْ قولكَ: نصحتُ الثوبَ، إِذَا خطتهُ، والنصاحُ: الخيطُ الَّذِي يخاطُ بهِ. وقدْ شللتُ الثَّوبَ، إِذَا خطتهُ خياطةٌ ضعيفةٌ، اشلُّهُ شلاً، والمشلَّة، بكسرِ الميمِ، والجمعُ مشالُّ، معروفةٌ، وهي الَّتِي يشلُّ بها الثَّوبُ. والَّذي تخاطُ بهِ السلالُ مسلَّهٌ. والصَّاعة موضعُ النَّدف، وقد صوَّعت المرأةُ موضعاً للنَّدْف، أيْ هيَّأت. والمندفُ معروفٌ وهوَ المنفحةُ. ويُقالُ لوترها: الكسلُ، ويُقالُ: مشعتُ القطنَ، إِذَا نفشتهُ. والقطعةُ منهُ مشعةٌ. والغدانُ: القضيبُ الَّذِي تعلَّق عليهِ الثّيابُ.

الباب الخامس في ذكر الفراش والوسائد والنمط وما يجري مع ذلك

الباب الخامس في ذكرِ الفراشِ والوسائدِ والنَّمطِ وما يجري معَ ذلكَ هوَ الفراشُ والمثالُ، والجمعُ الفرشُ والمثلُ، وقد فرشتُ الفراشَ، أفرشهُ فرشاً. والفرشُ: ما افترشَ منَ المتاعِ فجلسَ عليهِ. والفرشُ أيضاً صغارُ الإبلِ. ويُقالُ: فراشٌ وثيرٌ، أيْ وطيءٌ. وقدْ وثرَ فراشهُ توثيراً، وكذلكَ وثرَ سرجهُ بالميَثَرةِ، غيرُ مهموزِ، وهيَ منَ الوثارةِ. وأمَّا المئثرةُ، مهموزةٌ، فالحديدةُ الَّتِي يؤثرُ بها علىَ الخفاف وغيرها، وهيَ منَ الأثرِ. وقدْ أخطأ لغدةُ فِي هَذَا الحرف. وقالُ للفراش المهادُ. وكلُّ شيءٍ وطَّأتهُ فقدْ مهدتهُ. والبساطُ معروف، والجمعُ بسطٌ. وأدنى العددِ أبسطهٌ. وقدْ بسطتهُ، فهوَ مبسوطٌ. وأصلُ البسطِ السعةُ وسميتِ الأرضُ بسيطةً لسعتها. والطنفسةُ، بكسرِ الطاءِ، والجمعُ طنافسُ، وهيَ الزَّربِيَّة، والجمعُ زرابيُّ. وقَالُوا: الزَّرابيُّ البسطُ. وفي القرآنِ: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}. ويُقالُ للطنفسةِ: الدرنوكُ، والجمعُ درانيكُ، وقَالُوا: الرفارف البسطُ، الواحدُ رفرفٌ، وقَالُوا: هي الفرشُ، وقَالُوا: هيَ المحابسُ، وهيَ جمعُ محبسٍ. وقَالُوا: الرَّفارف الديباجُ الرَّقيقُ الحسنُ الصنعةِ. وقد ذكرناهُ. كلُّ ذلكَ جاءَ فِي التفسيرِ. والعبقريُّ: الطنافسُ، واحدها عبقريَّةٌ، وقالَ أبو عُبَيْدَةَ:

تقولُ العربُ لكلِّ شيءٍ منْ البسطِ: عبقريٌّ. ويُقالُ: عبقرٌ أرضٌ يعملُ فيها الوشيُ، فنسبَ إليها كلُّ شيءٍ جيِّدٍ. ويُقالُ للممدوحِ منَ الرجالِ: عبقريّ. وفي الحديثِ: فلمْ أرَ عبقرياً يفري فريَّه. والنمارقُ الوسائدُ، الواحدُ نمرقهٌ. وفي القرآنِ {وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ}. والوسادةُ وهي المخدَّةُ، والجمعُ وسائدُ ووسادٌ. والجمعُ وسدٌ. وقدْ توسدتُ، ووسدتُ غيريِ. والمخدَّة، بكسرِ الميمِ، والجمعُ مخادُّ، مشتقَّةٌ من الخدِّ، معروفةٌ. والمصدغةُ مثلها، والجمعُ مصادغُ، مشتقَّةٌ منَ الصدغِ، ولا يكونُ منهما فعلٌ. ويُقالُ للمخدَّة إِذَا كانتْ منْ أدمٍ: محسبةٌ، والجمعُ محاسبُ، وهوَ شيءٌ يطرحُ على ظهرِ الفراشِ، عن أبي بكرِ، والمرفقةُ، والجمعُ مرافقُ، وقد أرتفقَ الرجلُ. وفي القرآنِ: {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً}. والمسورةُ، والجمعُ مساورُ، ولا يكونُ منها فعلٌ، وهوَ منْ قولهمْ: تسورتُ، أيْ ارتفعتُ. وفي القرآنِ: {إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}. والمسندُ: ما استندت إليهِ منْ شيءٍ. والسدالُ: السترُ. والخدرُ: ثوبٌ يمدُّ فِي عرضِ الخباءِ تكونُ فيهِ الجاريةُ. ثمَّ كثرَ فِي كلامهمْ حَتَّى صارَ كلُّ شيءٍ واراكَ خدراً. والمقرمة، والجمعُ مقارمُ، وهوَ الَّذِي يغطَّى بهِ الفراشُ، وأصلهُ منَ السترِ، ويسمَّى السترُ القرامَ. والكلَّة، والجمعُ كللٌ، معروفةٌ. ولا يكونُ منها فعلٌ. والحجلةُ، والجمعُ القليلُ حجلاتٌ، فإذا كثرتْ فهيَ الحجالُ، والأرائكُ، والواحدةُ أريكةٌ، وهيَ الأسرَّةُ فِي الحجالِ. وكذلكَ فسِّرَ فِي التنزيلِ: {مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ}.

والمضرَّبةُ، والجمعُ مضرَّباتٌ، سمِّيتْ بذلكَ لأنها تضرَّبُ بالخيوطِ، وتسمَّى حشيَّةٌ لما فيها منَ الحشوِ، والجمعُ حشايا. والدوَّاجُ، والجمعُ دواويجُ. وقدْ تدوَّج الرجلُ. وذكرَ أبو حاتمٍ الدواجَ. بالتخفيفِ. والمقعدُ: الطنفسةُ الصَّغيرة، والجمعُ مقاعدُ. والنَّمطُ: ما يطرحُ على الهودجِ، والجمعُ أنماطٌ. ويُقالُ للنَّمطِ: الزَّوجُ. والنِّطعُ، بكسرِ النُّونِ وفتحِ الطَّاءِ، كما تقولُ ضلعٌ والعامَّةُ تقولُ: نطعٌ، وهوَ خطأ عندَ الأصمعيَّ. وأجازهُ ابْنِ السِّكِّيتِ. ويُقالُ لهُ: القشعُ والمبناةُ. وسُمِّيَ مبناةً، لأنَّهُمْ كانوا يبنونَ بهِ البيوتَ كما يبنونَها منَ الشَّعرِ والصُّوفِ. واللِّبدُ، والجمعُ لبودٌ، ويُقالُ للجيِّدِ منهُ: المرعزِّي، بكسرِ الميمِ وتشديدِ الزَّاي، فإذا خفَّفتَ قلتَ المرعزاءُ، فمدِّدتَ. والحصيرُ، والجمعُ حصرٌ، وهوَ البساطُ منَ النباتِ. وسُمِّيَ حصيراً لأنَّ بعضهُ حصرَ على بعضٍ، أيْ حبسَ. ويُقالُ للصَّغير منْها الَّذِي تسمِّيهِ العامَّةُ السجَّادةَ الخمرةُ، والجمع خمرٌ. واشتقاقها منْ قولهمْ: خمرتُ الشَّيءَ، إِذَا غطَّيتهُ، وذلكَ أنَّها تقي الوجهَ التُّرابَ. ويُقالُ للطَّويلِ منْها ومنَ البسطِ وما يجْري مجرَاها: النَّخُّ، والجمع نخاخٌ. والَّذي يبسطُ فِي الصَّدرِ الصَّدرُ، والجمعُ صدورٌ. فأمَّا السَّامانُ ففارسيٌّ، ولمْ تعرفهُ العربُ. والسَّامانُ بالفارسَّيةِ الحدُّ، وإنَّما سمَّوا الصَّدرَ ساماناً لأنَّه يبسطُ فِي أوَّلِ حدودِ البيتِ، وهوَ صدرهُ. ويُقالُ للحصيرِ: الطَّليلُ. واللِّحاف، والجمعُ لحفٌ. وقد التحفَ الرَّجلُ، ولحَّفَ غيرهُ. ويُقالُ للَّحاف اللِّفاعُ. وقد التفعَ الرَّجلُ، إِذَا التحفَ. والمتَّكأ: ما يتَّكأُ عليهِ. اتَّكأتُ على الوسادةِ، وتوكَّأتُ على العصا. وجمعُ المتَّكأ متَّكآتٌ، فإذا كسِّرتْ قلت المواكئُ. هكَذَا قالَ

الأخفشُ. والمصلَّى: الَّذِي يصلَّى عليهِ، كائناً ما كانَ. والجمعُ مصلياتٌ، ولا يكونُ منهُ فعلٌ. والباريُّ: البساطُ منْ شققِ القصبِ، فارسيِّ معربٌ، وقد تكلَّمتْ به العربُ قال العجاجُ: كالخصِّ إذْ جلَّلَه الباريُّ.

الباب السادس في ذكر النعل والخف، وما في معناهما وفي ذكر أدوات الحدادين والأساكفة، وذكر الأدم

البابُ السَّادسُ في ذكرِ النَّعلِ والخفِّ، وما فِي معناهُما وفي ذكرِ أدواتِ الحدَّادين والأساكفةِ، وذكرِ الأدمِ الأديم، والجمعُ القليلُ آدمةٌ. وقدْ دبغتُ الأديمَ دبغاً. وعطنتُه: نضحتُ عليهِ الماءَ ليلينَ، وهوَ معطونٌ وعطينٌ. والنَّفسُ ملءُ الكفِّ منَ الدَّباغِ. وصناعةُ الدّبَّاغ الدِّباغةُ. والمرقُ: الجلدُ قبلَ أنْ يدبغَ. والمراقةُ: ما ينتفُ عنِ الجلدِ منَ الصُّوف قبلَ الدَّبغِ. والمنيئةُ: الجلدُ ما دامَ فِي الدَّباغِ. واليرنْدجُ الجلودُ السُّودُ يُعملُ منْها الخفافُ فارسيٌّ معربٌ. والنَّعلُ مؤنَّثةٌ، والجمعُ نعالٌ. وانتعلَ الرَّجلُ، وهوَ منتعلٌ، وناعلٌ. ورجلٌ حافٍ، إِذَا لمْ يكنْ فِي رجلهِ نعلٌ. ويُقالُ للَّتي تسمِّيهِ العامَّة التَّاسومةَ الشَّرثةُ. ونعلٌ سنديَّةٌ خلافُ العَربيَّةِ. ونعلٌ مشعرةٌ، إِذَا كانتْ ذاتَ شعرِ. وملمَّعةٌ: فيها لمعُ سوادٍ وصفرةٍ. وفي النَّعلِ الشراكُ، والجمعُ شركٌ. وقد شَرَكْتُ النَّعْلَ. والشِّسْعُ، والجَمْعُ الشُّسوعُ، وقد شسعْتها. والخربُ: الثُّقبُ الَّذِي يُدخل فيه الشَّسعُ، والجمعُ أخرابٌ. واللَّسانُ والشَّباةُ والأسلةُ والدُّنابةٌ، كلُّ ذلكَ سواءً، وهوَ طرفُها المُحَدَّدُ.

والزِّمامُ السَّيرُ المثنيُّ الَّذِي يعقدُ فيه طرفُ الشِّسعِ. والجمعُ أزمَّةٌ. وهوَ القبالُ أيضاً، والجمعُ قبلِّ. وفي الحديثِ: كانَ لنعلِ رسولِ الله صلىَ اللهُ عليهِ وسلمْ قبالانِ. وقدْ أقبلْتُ النَّعلَ: جعلتُ لها قبالاً. وقالَ بعضهمْ: القبالُ الشسعُ. وأنشدَ لهدبةَ بنِ الخشرمِ، وقدْ ذهبَ به لتضربَ عنقهُ، فانقطعَ شسعهُ، فجعلَ يصلحهُ. فقيلَ لهُ: أعلى هَذِهِ الحالِ تصلحُ نعلك؟ فقالَ: أَشُد قبالَ نعْلي، لا يرَاني ... عدوَّي للحوادثِ مستَكينا ونعلٌ ملسَّنةٌ: مدقَّقةُ اللِّسانِ. والعقربةُ والَّسعدانةُ سواءٌ، وهما عقدُ الشراكِ الَّذِي يقعُ على ظهرِ القدمِ. والذؤابةُ ما أسبلَ منَ الشسعِ على وحشيِّ القدمِ. والصَّدرِ مقدَّمُ النَّعلِ أمامَ الخربِ، والجمعُ صدورٌ. قالَ الأعشى: الواطئينَ على صدورِ نعالَهمْ ... يمشونَ فِي الدفيءِ والأبرادِ يعني أنهمْ فرسانٌ. والفارسُ يطأُ على صدرِ قدمهِ فِي الرِّكابِ. والعقبُ: مؤخَّرُ الشِّراكِ الَّذِي يقعُ على عقبِ القدمِ. والخصرُ

ما انخَصرَ منْ جانبيْها، ونعلٌ مخصَّرةٌ. والجدلانِ: حرفاها مِنْ عن يمينٍ وشمالٍ. والحزامةُ الَّسيرُ الَّذِي يحزمُ بهِ الشِّراكانِ. والعضدانِ الشِّراكانِ اللَّذانِ يقعانِ على ظهرِ القدمِ منْ جانبيْها. والأذنانِ حرفاها اللَّذانِ يعقدُ فيهما الشِّراكُ من مؤخَّرِها. والوتدانِ النَّاتئانِ منَ الأذنينِ، وسماؤهُا ما وليَ القدمَ. وأرضها ما وليَ الأرضَ. والفلعةُ صحيحةُ الأصْلِ، وهوَ منْ قولهمْ: فلعتُ الشَّيءَ إِذَا شققتهُ بنصفينِ، وكلُّ قطعةٍ فلعةٌ. ويُقالُ: حذوتُ النَّعلَ حذواً وحذاءً. والحذاءُ أيضاً النَّعلُ بعينهَا. يُقالُ: ليسَ عليهِ حذاءٌ، أيْ نعلٌ. وفي المثلِ: جازيتهُ حذوَ النَّعلِ بالنَّعلِ أيْ بمثلِ فعلهِ. وذلكَ أنَّ النعلينِ يتشابهانِ طُولاً وعرْضاً وصنْعةً. وأطرقْتُ الَّنعلَ إطراقاً، إِذَا أطرقْتها بأخْرى، فهيَ مطرقةٌ، والاسمُ الطراقُ، وطارقتُها أيضاً، وقالَ المبرِّدُ: أطرقتُ خطأٌ، والصَّوابُ طارقتُ. وليسَ كما قالَ، بلْ كلاهما جيِّدٌ. وجاء فِي الحديثِ: كأنَّ وجوههمُ المجانُّ المطرقةُ. وكذلكَ الخفُّ. وكلُّ شيءٍ كفأتَ بعضهُ على بعضِ فقدْ أطرقْتَهُ. ونعلٌ أسماطٌ: غيرُ مطرقةٍ. هكَذَا قال ابنُ دريدٍ. وقالَ القتبيُّ: نعلٌ أسماطٌ: مخصوفةٌ. والتَّفيلةِ النَّعلُ الخلقُ، أو الخفُّ الخلقُ، ويُقالُ: خصفتُ النَّعلَ خصفاً. واسمُ ما يخصفُ بهِ المخصفُ.

والقرزومُ الخشبةُ الَّتِي يعملُ عليْها الحذَّاءُ، والمثالُ: الَّذِي يقدَّرُ عليهِ النَّعلُ. والميجنةُ: الخشبةُ الَّتِي يعملُ عليها الأدمُ. ويُقالُ: حذاهُ، إِذَا أعطاهُ نعلاً، وأحذاهُ، إِذَا أعطاه نعْلاً أو غيرها. والحذْيَا العطيَّةُ. والجبأةُ الخشبةُ الَّتِي يعملُ عليْها الحذَّاءُ. والمفرصُ حديدةٌ يفرصُ بها الحذَّاءُ آذانَ النعالَ، يُقالُ: أفرصْ نعلكَ، أيْ أخرقْ أذنها. والخفُّ مذكَّرٌ، والجمعُ خفافٌ. والأخفافُ جمعُ خفِّ البعيرِ، تخفَّفَ الرَّجلُ تخفُّفاً، إِذَا لبسَ الخفَّ. وفي الخفِّ الفرطومُ، وهيَ منقارهُ، وفي الحديثِ: أصحابُ الدَّجِّال أخفافهُمْ مفرطمَةٌ، وقيلَ مخَرطمةٌ. وفيهِ العقبُ، وهوَ مؤخَّرٌ القدمِ. والسَّاقُ ما يغطِّي السَّاقَ منْهُ. والفرجُ ما انفرجَ منْ مؤخَّرِ ساقهِ. والفمُ مدخلُ الرِّجلِ منْ أعلاهُ، والأنفُ طرفُ قدمهِ. ويُقالُ لهُ الزنابةُ أيضاً والأخمصُ ما تخامصَ على الأرضِ منَ نعْلِ الخفِّ. والنِّخَاسُ السيرُ الَّذِي يجعلُ بينَ الجلدِ والنعلِ فيخرزانِ، نخسَ خفَّهُ. والكفاُف السيْرُ الَّذِي يكفُّ بهِ أعلاهُ. وهوَ الإطارُ أيضاً. والجمعُ كففٌ وأطرٌ. ويُقالُ للرِّقاعِ الَّتِي يخصفُ بها نعلُ الخفِّ: النّقائلُ، الواحدةُ نقيلَةٌ، وقدْ أنقلتُ الخف إنقالاً، ويُقالُ: متَّ الخفُّ، إِذَا رشحَ ودكاً والموقُ ضربٌ منَ الخفاِف، فارسيٌّ معرَّبٌ. والتَّساخينُ الخفافُ. وفي الحديثِ: أمرنَا أنْ نمسحَ على التَّساخينِ والمشاوذِ والمشاوذُ العمائمُ، واحدها تسخانٌ. وقدْ سمعناهُ وما ندْري ما صحَّتهُ. وأمَّا

السّخاخينُ فواحدُها سخِّينٌ، وهوَ مسخَاةٌ معطَّفةٌ. والمساخينُ المراجلُ، لا أعرفُ لها واحداً، هكَذَا قالَ ابنِ الأنباري. وقالَ لغدةُ: المسخنُ القمقمْ. وقيل: التسخانُ المرُّ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسِّيةِ باتاوه، وهوَ الصَّحيحُ. واللَّفائفُ ما تلفُّ بهِ الرِّجلُ، وتوضعُ فِي الخفِّ، وهيَ التَّساخينُ. والجورَبُ، بفتحِ الجيمِ، معرَّبٌ وقدْ تجوربَ الرَّجلُ. ويُقالُ للجواربِ الغليظِ السَّندَّل. والمسماةُ: الَّذِي تسمِّيهِ العامَّةُ جمجماً. وقدْ استمَى الرَّجلُ، إِذَا لبسَ المسماةَ. والمئثرُ الَّذِي يعلَّمُ بهِ على الخفِّ. والقالبُ، بفتحِ اللامِ، مثلُ خاتمٍ وطابعٍ. والمقدَّةُ الَّتِي يقطَّعُ بها الجلودُ. والإشفى معروفةٌ. ويُقالُ للشفرةِ الإزميلُ. وأمَّا الأزملُ، بفتحِ الهمزِ، فالصَّوتُ، سمعتُ أزاملَ القومِ، أيْ أصواتهمْ. والدَّنعُ أطرافُ الأديمِ وما يطرحهُ الخرَّازُ والخفَّاف منهُ. والمدعسُ حديدةٌ يشرَّكُ بها، وأصلُ الدَّعسِ الطَّعنُ. قالَ أبو بكرٍ: المحطُّ خشبةٌ يصقلُ بها الأديمُ أو ينقشُ، والحطُّ الصَّقلُ عنِ الأصمعيِّ. واليرندجُ الجلودُ السُّودُ يعملُ منها الخفافُ. والأفيقُ ضربٌ مِنَ الجلودِ، والجمعُ أفقٌ، مذكَّرٌ فِي قولِ الأصمعيِّ. وكذلكَ الأدمُ، وقالَ غيرهُ: هما مؤنَّثانِ. وإمَّا الأهبُ، وهوَ جمعُ إهابٍ، فمؤنَّثةٌ عندهمْ جميعاً. والإهابُ الجلدُ.

الباب السابع في ذكر الدور والمنازل، وفي أسماء أدوات البنائين

الباب السابع في ذكرِ الدُّورِ والمنازلِ، وفي أسماءِ أدواتِ البنَّائينَ الدَّارُ المنزلُ مبنيَّةٌ كانتْ، أوْ غيرَ مبنيَّةٍ، وهي مؤنَّثةٌ، وتصغيرها دويرةٌ، وجمعُها فِي أدْنى العددِ أدؤرٌ، والكثيرُ الدُّورُ، ورُبَّمَا قَالُوا دارةٌ فِي موضعِ الدَّارِ. والتَّديُّرُ نزولُ الدُّورِ. وفي الدَّارِ السَّاحةُ والعَرَصةُ والباحةُ والصرحةُ والقاعةُ والقارعةُ، كلُّ ذلكَ متسعُها، وقيلَ وسطُها. ونحوهُ الصَّحنُ، والجمعُ الصُّحونُ. وحرٌّ الدَّارِ وسطُها أيضاً. وعقرُها أصْلها. والحجرةُ، وجمعُها حُجراتٌ. والصُّفَّةُ، والجمعُ صفافٌ وصفَّاتٌ. والبيتُ، والجمعُ بيوتٌ وأبياتٌ. والسَّقفُ، والجمعُ سقوفٌ، وأدنى العددِ أسقفٌ. وبيتٌ مسقَّفٌ، ومؤزَّجٌ، إِذَا كانَ مبنياً بأزجٍ، وجمعُ الأزجِ أزاجٌ. وسماءُ البيتِ سقفهُ. وأعلى كلِّ شيءٍ سماؤُهُ. قالَ الشَّاعرُ يصفُ فرساً: وأحمرَ كالدِّيباجِ، أمَّا سماؤُهُ ... فريَّاً، وأمَّا أرضُهُ فمحولُ وسماوةُ البيتِ أعلاهُ الدَّاخلُ. وصهوتُه أعلاهُ الخارجُ وخالفةُ البيتِ مؤخَّرهُ. وبيتٌ مسنَّمٌ: مقبَّبٌ، ومُسطَّحٌ: مسوَّى

السَّطحِ. والبرزخُ الفرجةُ بينَ الأزجينِ فِي صهوةِ البيتِ. والمقنأةُ والمقنؤةُ الموضعُ الَّذِي لا تطلعُ الشَّمسُ فيهِ. والتَّفاريجُ الدَّرابزينُ، لا يعرفُ لها واحدٌ. قالَ أبو بكرٍ: هوَ مصنوعٌ، لا أصلَ له فِي العربيةِ. والمشرقَةُ الموضعُ الَّذِي تطلعُ فيهِ الشَّمسُ، ولا تهبُّ فيهِ الرِّيحُ. وبيتٌ مغمَّى، وقدْ غمَّيتهُ تغميةً. والغمَى مقصورٌ مفتوحٌ. والغماء مكسورٌ ممدودٌ، والعامَّة تسمِّيه الغمامَ، وهوَ خطأٌ. والغرفةُ، والجمعُ غرفٌ. وأهلُ الحجازِ يُسمُّونَها علِّيَّهً، قالَ: جنَّاتُ عدْنٍ فِي علاليِّ العُلى وكانتِ العربُ تسمِّيها محْراباً. ومنهُ قيلَ: محاريبُ غمدانَ، وجاءَ فِي التَّفسير: {يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ} أنَّها الغرفُ. قَالُوا: المحرابُ أكرمُ موضعٌ فِي البيتِ. ويُقالُ: قدْ قوَّر فلانٌ دارهُ، ودارٌ قوراءُ، إِذَا بيَّضَها، أو حمَّرَها، ولمْ يصقُلُها، ودورٌ قورٌ. وإِذَا صقلَها قيلَ: زلَّقَها. وقصرٌ، والجمعُ قصورٌ. ويُسمَّى المجدلَ، والجمعُ مجادلُ. والفدنُ، والجمعُ أفدانٌ. والأطمُ الحصنُ، والجمعُ آطامٌ. والصِّيصيةُ الحصنُ أيضاً، والجمعُ الصَّياصي. وفي القرآنِ: {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ}. وقصرٌ مشيدٌ، ومشيَّدٌ: مرفوعٌ. وفي القرآنِ: {وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} مجصَّصٌ.

والشِّيدُ الجصُّ، بكسرِ الجيمِ. ويُقالُ لهُ: القصَّةُ، وبيتٌ مقصَّصٌ، أيْ مجصَّصٌ، وقدْ جصَّصتُ الدَّارَ والبيتَ. والكلسُ الصَّهروجُ. قالَ الشاعرِ: شادهُ مرمراً، وخلَّلَهُ كلساً ... فللطَّيرِ فِي ذراهُ وكورُ والسَّياعُ الطِّينُ. قالَ القطاميُّ: فلمَّا أنْ جرى غسنٌ عليْها ... كمَا بطَّنتَ بالفدنِ السَّياعَا والمسْيعةُ المالجةُ. وكلُّ جوبةٍ منفتقةٍ ليسَ فيها بناءٌ عرصةٌ.

ويُقالُ: نزلَنا بعقوتهِ، وبحراهُ، أيْ قريباً منهُ ورواقُ البيتِ ما أطافَ بهِ، بيتٌ مروَّقٌ. والدِّهليزُ فارسيٌّ معرِّبٌ، وقدْ تكلَّموا بهِ. وكذلكَ الأبوابُ. ويُقالُ للسَّدابسِ: الخلفُ. ويُقالُ للدَّارِ: الرَّبعُ. هَذَا ربعُ بني فلانٍ، أيْ منزلهمْ. فأمَّا المربعُ فهوَ المنزلُ فِي الصَّيفِ، كمَا أنَّ المشتَى المنزلُ فِي الشتاءِ. والمصيفُ المنزلُ فِي الرَّبيعِ. والمنتجعُ المنزلُ فِي طلبِ الكلأ أينما كانَ. والمحضرُ المرجعُ إِلَى المياهِ. ومحالُّ القومِ منازلهمْ، الواحدُ محلٌّ. والحلالُ جماعةُ النَّاسِ، وجماعاتُ بيوتهمْ، والواحدُ حلَّةٌ. والأطلالُ ما شخصَ لك منْ آثارِ الدِّيارِ، الواحدُ طللٌ. والرُّسومُ الآثارُ الَّتِي ليسَ لها شخوصٌ، الواحدُ رسمٌ. والمغاني المنازلُ الواحدُ مغنّى. يُقالُ: غنينا بمكانِ كذا، أيْ نزلناهُ، وفي القرآنِ: {كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا}، أيْ لمْ ينْزلوا فيها، وقَالُوا: لمْ يعيشوا فِيها. والدِّمنُ آثارُ النَّاسِ وما سوَّدوا بالرَّمادِ وغير ذلكَ، قالَ أبو حاتمٍ: رُبَّمَا بقيَ الرَّمادُ ألفَ سنةٍ، الواحدُ دمنةٌ. والكرسُ الأبوالُ والأبعارُ يتلبَّدُ بعضُها على بعضٍ، والزَّحاليفُ، وقَالُوا الزَّحاليقُ، الواحدةُ زحلوفةٌ وزحلوقةٌ، وهيَ آثارُ تزلُّجِ الصِّبيانِ مِنْ فوقٍ طينٍ أو رملٍ أو صفاةٍ. وللدَّار المبنيَّةِ السطحُ. ويُقالُ لهُ الطَّايةُ. وقيلَ الطَّايةُ الدُّكَّانُ. والثَّايةُ ظلَّةٌ يتَّخذها الرَّاعي، ويستترُ بها منَ الشَّمسِ والمطرِ. وقريبٌ منْها العالةُ، بالتَّخفيفِ، وصاحبُها معوِّلٌ، والسَّاريةُ الاصطوانةُ. والزَّاويةُ من قولهمْ: أنزوى الشَّيءُ، إِذَا تقبَّضَ وتجمَّعَ. والإجَّارُ السطحُ، والجمعُ أجاجيرُ. والدِّعامةُ معروفةٌ، والجمعُ الدَّعائمُ. والأصطوانةُ منْ قولهمْ: جملٌ أصطوانٌ، إِذَا كانَ مرتفعاً طويلَ العنقِ. والحائطُ، والجمعُ حيطانٌ، كما تقولُ: غائطٌ وغيطانٌ. والحائطُ

البستانُ، يجمعُ حوائطَ. والثَّعلبُ حجرٌ يكونُ فِي أصلِ الحائطِ يسيلُ منهُ ماءُ المطرِ. فأمَّا الميزابُ ففارسيٌ معرَّبٌ، قالَ بعضهمْ: هوَ عربيٌّ منْ وَزَبَ يزبُ، إِذَا سالَ، ولا أعرفُ هذا، وهمزهُ ابْنِ السِّكِّيتِ. والجدارُ، والجمعُ جدرٌ وجدرانٌ. وفي القرآنِ {أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ} والجدرُ أصلُ الجدارِ. وفي الحديثِ اسقِ حَتَّى يبلغَ الماءُ الجدرَ هكذا قالَ ابنُ دريدٍ، وأنكرهُ غيرهُ، قالَ: الجدرُ ها هُنا أصلُ النَّباتِ حيثُ تتشعَّبُ أوراقهُ. ويُقالُ أيضاً لكلِّ ثمرةٍ طلعتْ أولاً: جدرةٌ وجدرةٌ، مسكَّنةٌ ومحرَّكةٌ. والجدرُ أيضاً المَصْدَرُ، تَقُولُ: جَدَرْتُ الجِدَارَ جَدْراً، إَذَا حَوَّطْتهُ. والسَّافُ مِنَ الحَائِطِ السَّطرُ، والجمعُ سؤوفٌ، تقولُ: بنى منْ حائطهِ سافاً أو سافينِ. ويُقالُ للسَّاف المدماكُ. وفي الحديثِ: كانَ إبراهيمُ واسماعيلُ يبنيانِ البيتَ، فيرفعانِ كلَّ يومٍ مدماكاً. وفي الحائطِ الكوَّةُ، والجمعُ كواءٌ، ممدودٌ. وذلكَ إِذَا كانتْ نافذةً، فإذا لمْ تكنْ نافذةً فهيَ مشكاةٌ، وفي القرآنِ: {كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ}. واشتقاقُ الكوَّةِ منْ قولهمْ: تكوَّهتْ عليهِ أمورهُ، إِذَا اتَّسعتْ وتفرَّقتْ، وإنَّما أصلُها كوَّهةٌ، وقَالُوا فِي الجمعِ كواءٌ على لفظِ كوَّةٍ. وأساسُ الحائِط، والجمعُ أسسٌ، وأسُّهُ، والجمعُ أساسٌ، أصلهُ. وقد أسَّستهُ تأسيساً. واللَّبنُ، محرَّكٌ، الواحدةُ لبنةٌ، وقدْ يجوزُ تحريكهُ وتسكينهُ. وقد لبنتُ اللَّبنَ لبناً، ولبَّنتهُ تلبيناً. ويُقالُ للطِّينِ الَّذِي يجمعُ ويصبٌّ عليهِ الماءُ النَّبيثةُ. وأصلُ النبيثةِ الطِّينُ الَّذِي يخرجُ

منَ البئرِ. ويُقالُ للطِّين والجصِّ الَّذِي يصلحُ به التَّأسيسُ: الأيدُ. أيدَ حائطهُ. وقالَ بعضهمُ: السَّعدُ ثلثَا اللَّبنةِ. والسَّعيدُ ربعُها. وقالَ بعضهمْ: السَّعدُ والسَّعيدةُ لبنةُ الثَّوبِ، وهذا أصحُّ عنْدي. والملاطُ الطِّينُ الَّذِي يطيَِّنُ به الحائطُ معروف. وقالَ بعضهمْ: السَّعيدةُ الآجرَّةُ، ويُقالُ للآجرَّة الطُّوبةُ. وقَالُوا: الرحه نصفُ اللَّبنةِ. والمخدعُ معروفٌ، وإنَّما سُمِّيَ بذلكَ لأنَّ الشَّيءَ يخبأُ فيهِ، ويسترُ. واشتقاقهُ من الخديعةِ، وهوَ أنْ تظهرَ لهُ خلافَ ما تُخفي. والخزانةُ فعالةٌ من الخزنِ. والمقصورةُ، والجمعُ والمطبخُ، بفتحِ الميمِ، البيتُ الَّذِي يطبخُ فيهِ. فأمَّا المطبخُ، بكسرِ الميمِ، فالقدرُ بعينِها. وفي المطبخِ التَّنُّورُ، والجمعُ تنانيرُ. وقالَ بعضهمْ: هو فارسيٌّ معربُ. وقالَ آخرونَ: هوَ بكلِّ لغةٍ تنورٌ. وقدْ قيلَ: إنَّ اسمهُ بالعربيَّةِ الفرنُ، قَالُوا: ومنهُ قيلَ الفرنيُّ لهذا الخبزِ المعروِف. ويُقالُ للخشبةِ الَّتِي تفرجُ بَها النَّارُ: المحراثُ والمسواطُ، والجمعُ محاريثُ ومساويطُ. ويُقالُ لجذْع ينقرُ، ويصعدُ فيهِ مثلَ الدَّرج، ويرتقَى فيهِ إِلَى السَّطحِ: نقيرٌ، وعجلةٌ، قرأناهُ فِي غريبِ الحديثِ لابن قتيبةَ. ومن الأبنيةِ الأتونُ، ويُقالُ لهُ الأطيِّمةُ: قالَ الرَّاجزُ: أطيِّمةُ الطُّوبِ التظَى استعارهَا والطُّوبُ الآجرُّ. ويُقالُ للَّذي تسمِّيهِ العامَّةُ الهرديَّ: الحرديُّ. وغرفةٌ محرَّدةٌ: مبنَّيةٌ بحردايَّ. وقالَ أبُو عبيدٍ: البيتُ المحرَّدُ: المسنَّمُ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّة كوخهْ. والبناءُ والبنيانُ واحدٌ. وفي

القرآنِ: {بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}. والمرصوصُ الوثيق كأنَّهُ بنيَ برصاصِ. ويُقالُ: بنيةٌ وبنىً، مقصورٌ، وبنيةٌ وبنىً. قالَ: أولئكَ قومٌ إنْ بَنُوا أحسنُوا البُنى وسَمعتُ أبا أحمدَ يقولُ: بنَا يبنُو، منَ المجدِ، وبنَى يبنْي، من البناءِ. ولا أعرفُ صحَّةَ ذلكَ. والرَّبضُ: الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ براستهْ. وقالَ أبُو بكرٍ: الرُّبضُ أساسُ المدينةِ. والرَّبضُ ما حوْلَها. وربضُ الرَّجُل أهلهُ ومنزلهُ. وقرنةُ البيتِ زاويتهُ، والرَّصيفُ أيْضاً. والبهوُ البيتُ المقدَّمُ أمامَ البيوتِ، والجمعُ أبهاءٌ. ويُقالُ للرِّوشنِ الخارجةِ: الرَّفيفُ. والمرحاضُ المغتسلُ، وهوَ منْ قولهمْ: رحضتُ الثَّوبَ، إِذَا غسلتهُ. والبلاطُ الحجارةُ المفروشةُ، دارٌ مبلَّطةٌ، والسُّورُ، والجمعُ سيرانٌ، مثلُ حوتٍ وحيتانٍ، وأسوارٌ أيضاً. ومنَ الأبنيةِ البرجُ، وهوَ برجُ الحمامِ، ويُقالُ لهُ التمرادُ. والبرجُ عندَ العربِ القصرُ المشرفُ. وفي القرآنِ: {وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ}. وأصلهُ منَ الظُّهورِ. ومنهُ قولهمْ: تبرَّجتِ المرآةُ، إِذَا أظهرتْ محاسِنَها. والجائزُ الخشبةُ الَّتِي يُقالُ لها بالفارسيَّةِ تيرْ، توضعُ

على رؤوسِ الحيطانِ، ويبنى عليْها، وجمعهُ أجوزةٌ وجوزانٌ والعرضُ خشبةٌ توضَع فِي وسَطِ سقفِ البيتِ، وتوضعُ عليْها أطرافُ الخشبِ. والسَّمَّانُ نقشُ السُّقوِف، جاءَ بهِ أبو عمروِ. وفي الدَّار الكنيفُ، سُمِّيَ بذلكَ لسترهِ. وهوَ المخرجُ والمستراحُ والخلاءُ، والجمعُ أخليةٌ ومستراحاتٌ. ويُقالُ للكنيفِ الممدودِ منَ السطحِ إِلَى أسفلِ: الكرياسُ، والجمعُ الكراييسُ. ويُقالُ للموضعِ الَّذِي يضعُ الحمَّالُ حملهُ عليهِ ويستريحُ: مستراحٌ أيْضاً. ومنَ البيوتِ الإصطبلُ، والجمعُ إِصطبلاتٌ. فإذا كسَّرتَ قلتَ: أصابلُ وأصاطبُ، ويصغَّرُ فيُقالُ: أصيبلٌ، بحذِف اللاَّمِ، وأُصيطبٌ، وفي جمعُ التَّكسيرِ، أو الطَّاءِ، هكَذَا قالَ الأخفشُ. وفي الإصطبلِ الآريُّ، وهوَ محبسُ الدَّابَّةِ. وهوَ من الفعلِ (فَاعُوْلٌ)، ومنهمْ منْ يقولُ (فَاعِيْلٌ). ويُقالُ: تأرَّيتُ بالمكانِ، إِذَا تحبَّستَ فيهِ. ويُقالُ: طنَّفَ الرَّجلُ بناءهُ، إِذَا وضعَ عليهِ البرزيَّ. وأصلهُ من الطُّنفِ، وهوَ القطعةُ البارزةُ من الجبلِ المشرفةُ على مَا حولَها. وقالَ أبُو عبيدٍ: الطُّنفُ السَّقيفةُ تشرعُ فوقَ بابِ الدَّارِ. قالَ: وهيَ الكنَّةُ، والجمعُ الكنَّاتُ، وسئلَ الأصمعيُّ عنِ اسمِ البنَاء الَّذِي يسندُ بهِ الحائطُ، ويسمَّى بالفارسيَّةِ سبوتكَ، فقالَ: لمْ تكن العربُ تعرفهُ، ولوْ كانتْ تسميتهُ إليَّ لسمَّيتهُ الإيادَ. وقالَ الجاحظُ: إنَّ اسمهُ بالعربيَّةِ الكلبُ. وقالَ الأصمعيُّ: الحفشُ بيتُ الرَّاعي، وهوَ وعاءٌ نحوُ السَّفطِ أيْضاً. ومنَ الأبنيةِ المسجدُ، معروفٌ. فأمَّا المسجدُ، بفتحِ الجيمِ،

فموضعُ السجودِ منْ مصلاَّكَ. وفي الحديثِ: إذا صلَّيتمْ فليلتزمْ كلُّ رجلٍ منكمْ مسجدهُ بالفتحِ. والمسجدُ أيضاً العضوُ الَّذِي يسجدُ عليهِ، نحوَ الكفِّ والقدمِ والجبهةِ. وفسَّرَ {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} أرادَ الآرابَ الَّتِي نسجدُ عليْها. وهذا تكلفٌ فِي التَّأويلِ. وقالَ ابنُ الأعرابِّي: الزَّيفُ الإفريزُ، قالَ: وهوَ الطُّنفُ. وقالَ أبُو عمرو: الزَّيفُ مثلُ الشُّرفِ، واحدُها زيفةٌ. وزافَ إِذَا ارتفعَ، وزافَ إِذَا بعدَ. والكيفةُ قطعةُ حجرٍ تجعلُ فِي خللِ الصَّخرةِ واللَّبنِ إِذَا بنيَ بهمَا. والسَّاباطُ، والجمعُ ساباطاتٌ، سُمِّيَ بذلكَ لامتدادهِ بينَ الدارينِ. وأصلُ السبوطِ الامتدادُ والطُّولُ. ومنَ الأبنيةِ السِّجنُ، وهوَ الحبسُ. والسَّجنُ، بالفتحِ المصدرُ، وقدْ قرئَ {السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا} ويسمَّى الحبسُ المخَيَّسَ. وأصلهُ منَ التَّذليلِ، يُقالُ: خيَّستهُ، أيْ ذلَّلتهُ. والمطمورةُ بيتٌ يبنَى فِي باطنِ الأرضِ، وكذلكَ السَّربُ. والرِّهصُ هوَ أنْ يجعلَ الطِّينُ بعضهُ على بعضٍ. وما أدِري ما صحَّتهُ، إِلاَّ أنَّهمْ تكلَّموا بِهِ، وقَالُوا: فلانٌ رهَّاصٌ، أيْ يعملَ الرِّهصَ. ومنَ الأبنيةِ الصَّومعةُ، سمِّيتْ بذلكَ لانضمامِ طرِفيها، والمتصمِّعُ المنضمُّ. ومنْها البيعةُ والكنيسةُ. وجعلهُما بعضُ العلماءِ فارسيَّتينِ معرَّبتينِ. وقدْ ذكرتِ البيعُ فِي القرآنِ فِي قوْلهِ تعالى: {لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ

وَبِيَعٌ}. والكلمةُ الأعجميَّةُ إِذَا عرِّبتْ فهيَ عربيَّةٌ، لأنَّ العربَّي إِذَا تكلَّم بها معرَّبةٌ لمْ يقلْ إنَّهُ يتكلَّمُ بالعجميَّةِ. ويُقالُ للبيعةِ الفهرُ. ويُقالُ لمكانٍ يكسحُ فِي طريقٍ أوْ فناءٍ يجلسُ فيهِ الرَّجلُ: الكسيحةُ، وفي حديثِ جريرٍ أنَّه كانَ يجلسُ فِي كسيحةٍ لهُ بعدَ صلاةِ الغداةِ، فلا يتكلَّمُ حَتَّى تطلعَ الشَّمسُ. ويُقالُ: انهدمَ البناءُ، واستهدمَ وانقضَّ. وأمَّا الكثيبُ فانقاضَ. وتداعى البناءُ، إِذَا انهدمَ. واسترمَّتِ الدَّاُر: احتاجتْ إِلَى مرمَّةِ. وقدْ رممتُها. والهدمُ مصدرُ هدمتُ. والهدمُ المهدومُ. والآجرُّ، بتشديدِ الرَّاءِ وتخفيِفها، وهوَ القرمدُ، روميُّ معرَّبٌ. والكلسُ الصَّاروجُ. وقدْ كلستُ البيتَ، وهوَ مكلوسٌ. والجيَّارُ الصَّاروجُ أيضاً: وحوضٌ مجَّيرٌ. والآجرٌّ القائمُ بعضهُ على بعضٍ، والسَّميطُ، وهوَ بالفارسيَّةِ البراستقُ. قالَ أبُو عبيدٍ: بيتٌ معرَّسٌ، بالسِّينِ، عملَ لهُ عرسٌ، وهوَ حائطٌ بينَ حائطي البيتِ، لا يبلغُ بهِ أقصاهُ، ثمَّ يوضعُ الجائزُ فِي طرفِ العرسِ الدَّاخلِ إِلَى أقصى البيتِ. فمَا كانَ تحتَ الجائزِ فهوَ المخدعُ، وما كانَ بينَ الحائطينِ فهوَ السَّهوةُ. وزافرةُ البناءِ ركنُهُ، والجمعُ زوافرٌ. والدكَّانُ عربيٌّ، وهوَ منْ قولهمْ دككتُ الأرضَ، إِذَا سوَّيتها. وفي القرآنِ: {جَعَلَهُ دَكّاً}. ومنَ الأبنيةِ الحمَّامُ. وهوَ منْ قولهمْ: حمَّمتُ الشَّيء تحميماً،

أدوات البنائين

وحممتهُ حمّاً، إِذَا سخَّنتهُ. ومنْ ثمَّ سمِّيتِ الحمَّى، لأنَّها تسخِّنُ البدنَ. والبالوعةُ، والنَّاس يقولونَ البلُّوعة، واشتقاَقها مِنَ البلعِ. والعرقةُ الخشبةُ الَّتِي تعترِض بابَ الحيريِّ، والجمعُ عرقٌ. وبيتٌ أربعاويُّ: بنَي على أربعٍ طرائقَ. والحانوتُ بيتُ الخمَّار، ثمَّ كثرَ حَتَّى صارَ كلُّ بيتٍ يباعُ فيهِ شيءٌ حانوتاً. والماخورُ إنْ كانَ عربيّاً فهوَ منْ قولهمْ: مخَرتُ الأرضَ، إِذَا سقيتَها حَتَّى تطبِّقها. وهوَ الحانةُ أيضاً، والجمعُ حاناتٌ، والخانُ فارسيٌّ معرَّبٌ. والأنبارُ مثلهُ. والرَّفُّ المستعملُ فِي البيوتِ عربيٌّ معروفٌ، والجمعُ رفوفٌ. وهيَ الكنَّةُ، وقيلَ: السَّهوةُ. والسُّدَّةُ بيشُ دكَّانٍ. والطِّربالُ المنظرةُ، زعمُوا، وهوَ أيضاً قطعةٌ منَ الجبلِ تستطيلُ فِي السماءِ. والأدرجَّةُ: الَّتِي تسمِّيها العامَّةُ الدَّرجةَ. وهيَ الدُّرجةُ أيضاً، وهيَ أفصحُ منَ الدَّرجةِ، هكَذَا قالَ أبو بكرٍ. والدربُ عَرَبِيٌّ، والجمعُ دروبٌ. والمربدٌ الموضعُ الَّذِي يجفَّفُ فيهِ التَّمرُ. وهوَ المصطحُ أيضاً، بلغةِ أهلٍ نجدٍ. وأظنُّهُ فارسيّاً معرَّباً، وهوَ منْ قولهمْ مشتةْ، للموضعِ الَّذِي يضربُ فيهِ اللَّبنُ. والدَّكلةُ القطعةُ منَ الطينِ يطيَّنُ بها. ودكلتُ الطِّينَ جمعتهُ. والدَّكلةُ القومُ لا يدينونَ للملكِ، بالتَّحريكِ. ويُقالُ: هادَ البناءَ يهيدهُ، إِذَا هدمهُ، ثمَّ أعادهُ. أدواتُ البنَّائينَ المسجَّةُ والمضمارُ الخشبةُ أو الحديدةُ الَّتِي تسمَّى المالجَ. والمنقلُ: الَّذِي ينقلُ فيهِ الطِّينُ، والجمعُ مناقلُ، وهوَ الَّذِي يسمِّيهِ العامَّةُ القروَ، وهوَ خطأٌ، إنَّما القروُ نخلةٌ تنقرُ، وينبذُ فيِها. والكسكرةُ: الَّذِي ينقلُ عليهُ الطِّينُ بينَ رجلينِ، والملبنُ الَّذِي

يلبنُ بهِ. والكنهبرُ الخشبتانِ العريضتانِ اللَّتانِ ينقلُ عليهما اللِّبن على الدَّابَّةِ. ويُقالُ للخشبةِ الَّتِي يدقٌ بها المدرُ: الكتلةُ. قَالُوا: والسَّابلُ: الَّذِي يُنقلُ عليهِ اللَّبنُ، وهوَ بالفارسيَّةِ بشتبرْ، والجمعُ السَّوابلُ. والصَّحيحُ أنَّ السَّابلَ الَّذِي ينقلُ فيهِ التُّرابُ على البقرةِ، فارسيٌّ معرَّبٌ، وهوَ ساولهْ، واسمهُ بالعربيَّة الطُّخمُ. ويُقالُ للبشتبرْ الشُّعْنَةُ. والحالُ والصَّاقورُ الفأسُ الَّتِي تكسَّرُ بها الحجارةُ. والمشآةُ الزَّبيل الَّذِي يخرجُ فيه التُّرابُ منَ البئرِ. والسلَّمُ، والجمعُ سلاليمُ. والمعولُ، والجمعُ معاولُ، معروفٌ. والإمامُ الحبلُ الَّذِي يمدُّ على البناءِ، وهوَ المطمرُ أيضاً. والعتلةُ البيرمُ. والمرُّ الَّذِي يسمَّى الكوفينَ. والجمعُ مرورٌ.

الباب الثامن في ذكر الأبواب والأغلاق، وأدوات النجارين

الباب الثامن في ذكرِ الأبوابِ والأغلاقِ، وأدواتِ النَّجَّارينَ هوَ البابُ، والجمعُ أبوابٌ، مذكَّرٌ. ويُقالُ لهُ: الرِّتاجُ. وقالَ بعضهمْ: الرِّتاجُ الغلقُ. والحجَّةُ فِي أنَّهُ البابُ قولُ امْرئ القيسِ: لهُ حاركٌ كالدِّعصِ لبَّدهُ النَّدَى ... إلى كاهلٍ مثلِ الرِّتاجِ المضبَّبِ والصَّحيحُ أنَّهُ اسمٌ للغلقِ وللبابِ جميعاً. وقدْ يُقالُ: ارتجتُ البابَ، أيْ أغلقتهُ. وفي البابِ الألواحُ، الواحدُ لوحٌ، والحدائدُ، الواحدةُ حديدةٌ، والمساميرُ، الواحدُ مسمارٌ. والإيادُ الخشبةُ الَّتِي تسندُ خلفهُ، وينفذُ فيها المساميرُ. والضَّبَّةُ، والجمعُ ضبَّاتٌ، وقدْ ضببتُ البابَ. والعضادتانِ الخشبتانِ اللَّتانِ يعاضدانِ البابَ منْ جانبيهِ، أيْ يكتنفانهِ، والجمعُ عضائدُ، واللِّزازانِ خشبتانِ تكونانِ خلفَ البابِ. والأسكفَّةُ الخشبةُ العلْيا، والجمعُ أسكفَّاتٌ، ويُقالُ لها النَّجرانُ أيضاً. والعَتَبَةُ الخَشَبَةُ السُّفْلى. والحُقُّ مَا تَدُورُ فِيهِ رِجْلُ البَابِ، وهُما حقَّانِ، تدورُ فِي الحقِّ

الأسفلِ رجلُ البابِ، وفي الحقِّ الأعْلى يدُ البابِ، وقومٌ يسمُّونَ الحقَّ الأسفلَ الجيرورَ، وليسَ بمعروفٍ. ويُقالُ للعتبةِ الوصيدُ. وقَالُوا: هوَ فناءُ البابِ. وفي القرآنِ: {وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ} والتُّرعَةُ، مضمومُ التَّاءِ، قَالُوا: هيَ البابُ، وقَالُوا: هيَ الرَّوضةُ، وقَالُوا: بلْ هيَ الدَّرجةُ. وفي الحديثِ عنْ رسولِ الله صلىَ الله عليهِ وسلمْ: منبرِي على ترعةٍ منْ ترعِ الجنةِ. والولاجُ مدخلُ البابِ. وأنفُ البابِ معروفٌ، ويُقالُ لهُ: المردُّ. والمشريقُ مدخلُ الشَّمسِ منهُ. والغَلقُ، والجمعُ أغلاقٌ، وقدْ أغلقتُ البابَ، وهوَ مغلقٌ، ولا يُقالُ: غلقتهُ، ولا هوَ مغلوقٌ. وإِذَا كثرتِ الأبوابُ قلتَ: غلَّقتها، بالتَّشديدِ. وكذلكَ فتَّحتُها. وفي القرآنِ: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ}. ولمَّا قالَ الفرذدقُ: ما زلتُ أفتحُ أبواباً وأغلقُها عابوهُ، وقَالُوا: الصَّوابُ فِي التَّكثيرِ التَّغليقُ دونَ الإغلاقِ. وكلٌّ عندَنا صوابٌ، ويُقالُ: أغلقتُ الأبوابَ، وغلَّقتُها. فأمَّا الواحدُ فلا يُقالُ فيهِ إِلاَّ أغلقتُ، ويُقالُ للغلقِ: العرباضُ. والبلبلُ: الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ وندهْ. والقفْقفةُ ما يقعُ فيهِ البلبلُ. والحديدةُ الَّتِي تدورُ فيها يدُ البابِ القطبُ. والبلاطيطُ الخشباتُ الَّتِي تكونُ فِي قفَّةِ الغلقِ، الواحدُ بلطاطٌ.

وقيلَ: البلطاطُ الخشبةُ الَّتِي يجري فيها الغلقُ، وهذا أصحُّ. والقفلُ، قيلَ: فارسيٌّ معرَّبٌ، وأصلهُ كُوفل. وعندَنا أنَّهُ عربيٌّ منْ قولكَ: قفلَ الشَّيءُ، إِذَا يبسَ. ويُقالُ لهُ المحصنُ. وجمعُ القفلِ أقفالٌ. وفي القرآنِ: {أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}. ويُقالُ: أقفلتُ البابَ، وهوَ مقفلٌ، ولا يُقالُ: قفلتُ، ولا هوَ مقفولٌ. وفي القفلِ الفراشةُ، واسمُها المنشبُ. والمفتاحُ، والجمعُ مفاتيحُ، ويُقالُ لهُ المقلادُ، والجمعُ مقاليدُ. وفي القرآنِ: {لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} وقالَ الأعشَى: فتىً لو يُنادي الشَّمسَ ألقتْ قناعَها ... أو القمرَ السَّاري لألْقى المقالدَا والحلقةُ، والجمعُ حلقٌ، وأدنَى العددِ حلقاتٌ. ولا يُقالُ: حلقةٌ، بالتَّحريكِ، إِلاَّ فِي معنىً آخرَ، وهيَ الحلقةُ جماعةُ السلاحِ. قالَ الشَّاعرُ: أقسمُ باللهِ أسلمُ الحلقَةْ ... ولاَ حريقاً وأختُهُ حرقَهْ.

والحلقةُ جمعُ حالقٍ. والحلقةُ، بالتَّحريكِ أيضاً، ميسمٌ معروفٌ لبعضِ العربِ. فأمَّا كلٌّ مستديرٍ فحلقةٌ، بالإسكانِ. فإذا كانتِ الحلقةُ مستطيلةٌ فهي مفزعةٌ، والجمعُ مفازعُ. والزُّرفينُ أظنُّهُ أعجميّاً. وقدْ صرِّف منهُ الفعلُ فقيلَ: زرفنَ صدغهُ، إِذَا عقربهُ. والرّزَّةُ عربيَّة معروفةٌ، واشتقاقُها منْ قولهمْ: رزَّ الجرادُ، يرزُّ رزّاً، إِذَا غرزتْ أذنابَها فِي الأرضِ لتبيضَ. وممَّا يلحقُ بما تقدَّمَ قولهمْ: أجفتُ البابَ، أجيفهُ إجافةً، إِذَا رددتهُ، فتركتَ فيهِ فرجةً. فإذا لمْ تتركْ فيهِ فرجةٌ قلتَ: أسفقتهُ وسفقتهُ، وأصفقتُه، بالصَّادِ أيضاً. وأصحابُ الحديثِ يقولونَ أجفتهُ، إِذَا لمْ تدعْ فيهِ فرجةً، لقولِ النبيِّ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وسلمْ: أجيفُوا الأبوابَ. ورددتهُ، وهوَ مردودٌ. وتقولُ: قعقعتُ الحلقةَ قعقعةً. وتقولُ: هَذِهِ أبوابٌ مصاريعُ، إِذَا كانتَ أزواجاً، وكلُّ واحدٍ مصراعٌ. ومنهُ اشتقاقُ مصراعِ البيتِ منْ الشعرِ، شبَّهوهُ بمصراعِ البابِ. وأبوابٌ أفرادٌ، والواحدُ فردٌ، إِذَا لمْ تكنْ مصاريعِ. والممرقُ إنْ كانَ عربياً فهوَ منْ قولهمْ مرقَ. إِذَا خرجَ. وقدْ مرقَ السَّهمُ منَ الرميَّةِ، إِذَا نفذَها، فهوَ (مفعلٌ) منْ ذلكَ. يُقالُ: صرَّ البابُ صريراً، وصرفَ صريفاً، إِذَا صوَّتَ. والصَّريفُ

أدوات النجارين

صوتُ البابِ والبكرةِ. والخوخةُ: البويبُ الَّذِي فِي وسطِ البابِ، وهوَ الفرخُ. أدواتُ النَّجَّارينَ القدومُ، مخفَّفةُ الدالِ، مؤنَّثةٌ، ولا تشدَّدُ، والجمعُ قدائمُ وقدمٌ. والعامَّةُ تقولُ: قداديمُ، وهوَ خطأٌ. ويقولونَ فِي الواحدُ: قدُّومٌ بالتَّشديدِ، وهوَ خطأٌ، وأنشدَ فِي تأنيثِها قولُ جريرٍ: وسيفَ أبي الفرزدقِ قدْ علمْتُمْ ... قدومٌ غيرُ ثابتةِ النِّصابِ والفأسُ مؤنَّثةٌ، والجمعُ فؤوسٌ، وأدنى العددِ أفؤسٌ. فإذا كانتْ كبيرةً قيلَ لَها: كرزمٌ، والجمعُ كرازمُ. وفي الفأسِ والقدومِ الخرتُ، وهوَ الثُّقبُ الَّذِي يدخُلُ فيهِ النِّصابُ، والجمعُ أخراتٌ. والنِّصابُ خشبتُها، والجمعُ نصبٌ. وغربُ الفأسِ حدُّها. ويُقالُ: فأسٌ ذاتُ خلفينِ، إِذَا كانَ لها حدَّانِ، والوشيظةُ عويدٌ يجعلُ فِي الخرتِ ليضيقَ بهِ. وهوَ النِّخَاسُ أيضاً. وقدْ وشظتُها أشظُها، فهيَ موشوظةٌ. فإذا اتَّسعَ خرتُها قيلَ: قلقتْ، وماجتْ، قلقاً وموْجاً. ويُقالُ للفأسِ الحدأةُ، والجمعُ حدأ، بالفتحِ. فأمَّا هَذَا الطَّائرُ فبالكسرِ حدأةٌ، وحدأ للجميعِ. والمئشارُ: ويُقالُ: المنشارُ، والأوَّلُ أفصحُ. يُقالُ: أشرتُ الخشبةَ، ونشرتُها. قالَ الشاعرُ: لقدْ عيلَ الأيتامَ طعنةُ ناشرةْ ... أناشرَ، لا زالتْ يمينُكَ آشرةُ.

أيْ مأشورة. ويُقالُ للَّذي يسقطُ منْها عندَ النَّشرِ النُّشارةُ. والمثقبُ الَّذِي يثقبُ بهِ، والجمعُ مثاقبُ. والمحكَّةُ الَّتِي يحكُّ بها، والجمعُ محاكُّ. ويُقالُ: نحتَ الخشبةَ ينحتُها نحتاً. واسمُ ما يسقطُ منهُ النحاتةُ. وشذَّبتُ الجذعَ تشذيباً، إِذَا أصلحتهُ، وألقيتَ ما عليهِ منَ الكربِ. واسمُ ما يشذَّبُ بهِ المشذبُ. والمقلعُ: الَّذِي يقلعُ بهِ المساميرُ. وأمَّا الَّذِي تحذفُ بهِ الحجارةُ فهوَ القلاَّعةُ. وقالَ أبُو بكِر ابنُ دريدٍ: هوَ المقلاعُ. والمقلعُ الفأسُ الكبيرةُ. والمسفنُ: الَّذِي يسفنُ بهِ وجهُ الخشبةِ ويزيَّنُ. ومعهمْ آلةٌ يحلَّقونَ بها عَلى الخشبةِ، يسمُّونها تنتنةً، وليسَ بعربيَّةٍ. والمحفرُ: الَّذِي يحفرُ بهِ الخشبةُ، والجمعُ محافرُ. والكرزينُ الفأسُ الَّتِي يعضدُ بها الشَّجرُ. والكُوسُ خشبةٌ مثلَّثةٌ يسوِّي بها النَّجَّارُ تربيعَ الخشبِ، فارسيٌّ معرَّبٌ. وقدْ اشتقَّ منهُ فعلٌ فقيلَ: كاسَ الفرسُ، يكوسُ، إِذَا ضربتْ إحدَى قوائمهِ فوقفَ على ثلاثٍ.

الباب التاسع في ذكر الآنية والأثاث والآلات، وما يستعمل في البيوت

الباب التاسع في ذكرِ الآنيةِ والأثاثِ والآلاتِ، ومَا يستعملُ فِي البيوتِ الأثاثُ متاعُ البيتِ مَا دامَ جديداً، فإذا أخلقَ فهُوَ الخرثيٌّ. قالَ الشَّاعرُ: تقادمَ العهدُ منْ أمَّ الطفيلِ بنَا ... وصارَ جلُّ متاعِ البيتِ خرثيّا والقماشُ رديٌّ متاعِ البيتِ. وهوَ منْ قولكَ: قمشتُ الشَّيءَ، إِذَا جمعتهُ. والكبِى، مقصورٌ، قماشُ البيتِ. والكباءةُ، بالمدِّ، البخورُ. فمنَ القماشِ القدرُ مؤنَّثةٌ، والجمعُ قدورٌ، وأدنَى العَدد أقدرٌ. فإذا كانتْ منَ الحجارةِ فهيَ البرمةُ، والجمعُ برمٌ وبرامٌ. وقدرٌ دميمٌ: مطليَّةٌ بالطِّحالِ، وقدْ دممتُها. وشكيمُ القدرِ عراهَا. وقيلَ: القدرُ منَ الحجارةِ، والبرمةُ منْ الفخَّارِ. والجئاوةُ وعاءُ القدرِ، ممدودٌ، والجمعُ جئَاءٌ، مثالهُ جعاءٌ، وأجويةٌ. والجعالانِ الخرقتانِ اللَّتانِ ينزلُ بهمَا القدرُ، الواحدُ جعالٌ وجعالةٌ، والجمعُ جعلٌ. والمنصبُ ما ينصبُ عليهِ القدْرُ إِذَا كانَ منْ حديدٍ. فإذا كانَ منْ طينٍ أو حجارةٍ فهي الأثفَّيةُ، تشدَّدُ وتخفَّفُ، والجمعُ أثافيُّ، وأثاف، بالتَّشديدِ والتَّخفيفِ، تقولُ: ثفَّيتُ القدْرَ، أثفِّيها تثيفةً، إِذَا نصبتهَا على المثفاةِ. وقدْ يُقالُ: أثَّفتُها تأثيفاً. والمغرفةُ، والجمعُ مغارفُ. والغرفةُ ما يغترفُ بالمغرفةِ. وقرئَ

{إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ}. فالغرفةُ ما يغترفُ. والغرفةُ، بالفتحِ المَّرُةُ الواحدةُ منَ الفعلِ. ويُقالُ للمغرفةِ المقدحةُ. يُقالُ: قدحتُ القدْرَ، إِذَا غرفتَ منْها. ويُقالُ لَها: المذنبُ، والجمعُ مذانبُ. ويُقالُ لها المنشلُ. وقدْ نشلتُ اللَّحمَ، وهوَ نشيلٌ. وتقولُ: غلتِ القدرُ، وأغليتُها أنا. وصوتُ غليانِها الكتيتُ، والنَّغيرُ، كتَّتْ كتيتاً، ونغرتْ نغيراً، فإذا سكَّنتَ غلَيانها بالماءِ قلتَ: أدمتُها أديمُها، وفثأتُها فثْئاً. فإذا غلتْ فرمتْ بالزَّبدِ قيلَ: طفحتْ طفحاً. وقَالُوا: الصَّادُ القدرُ منَ الصُّفْرِ، والجمعُ صيدانٌ. والصَّيدانُ القدرُ منَ الحجارةِ، بالفتحِ. قالَ أبُو ذؤيبٍ: وسودٌ منَ الصِّيدانِ فيها مذانبٌ ... نضارٌ، إِذَا لم نستفدهَا نعارُها والصَّيداءُ حجارةٌ يعملُ منْها البرامُ. وقدرٌ وئيَّةٌ، على وزنِ (فعيلَة)، إِذَا كانتْ كثيرةَ الأخذِ منَ المرقِ. وقدرٌ روحاءٌ، إِذَا كانتْ واسعةٌ. وقدرٌ صلودٌ، إِذَا كانتْ لا تغْلي سريعاً.

والِمسواطُ: الَّذِي يساطُ به القدرُ وغيرُها، أيْ يحرَّكُ. وسطتُ القدرَ وغيرها سوْطاً. وأحمشتُ القدرَ إحماشاً، إِذَا أوقدتَ النَّارَ تحتَها. وملحتُ القدرَ، أملحُها ملْحاً، إِذَا أَلْقَيْتَ فيها مِنَ الملحَ بقدرِ الحاجةِ، وهيَ مملوحةٌ. فإذَا أكثرتَ فيها الملحَ حَتَّى يفسدَها قلتَ أملحتُها إمْلاحاً. والأفحاءُ أبازِيرُ القدْرِ، وهيَ التَّوابلُ، الواحدُ تابلٌ وفحاً، مقصورٌ. وقدْ فحَّيتُ القدْرَ، أفحِّيها تفحيةً. تقولُ: قدرُ نحاسٍ، وصفرِ، وقدورْ نحاسٍ، وصفرِ. وقدرٌ نحاسٌ وصفرٌ. والمرجلُ القدرُ منْ الصُّفرِ، والجمعُ مراجلُ. واشتقاقُها منَ الرِّجلِ، وهيَ القطعةُ منَ الجرادِ لأنَّها تطبخُ فيهِ، ويُقالُ للرَّجلِ إِذَا تغيَّظَ على الرَّجلِ: تركتهُ تغلْي عليهِ مراجلهُ. وتقولُ: طبختُ الشَّيءِ طبخاً. والطِّباخةُ، بالكسرِ، صناعَة الطَّبَّاخِ. والطُّباخةِ، بالضَّمِّ، مَا فارَ منْ رغوةِ القدرِ، وهيَ الطُّفاحةُ والفوارةُ أيْضاً. والمطبخُ القدرُ بعينِها. والمطبخُ الموضعُ الَّذِي يطبخُ فيهِ، مفتوحُ الميمِ. وقدْ ذكرْنا ذلكَ. والرَّبعةُ المسافةُ بينَ أثافيِّ القدرِ. وبينَ قوائمِ الخوانِ. والرَّبعةُ أيضاً طبلةٌ يجعلُ فيها الطِّيبُ. وقدرتُ اللَّحمَ، وهوَ قديرٌ، إِذَا طبختهُ فِي القدرِ. قالَ الشَّاعرُ: فريقانِ منهمْ بينَ شاوٍ وقادرِ وضهَّبتُ اللَّحمَ، فهوَ مضهَّبٌ، وهوَ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ: نيمْ برشتهْ. والقرَّةُ ما يبقى فِي أسفلِ القدرِ منَ المرقِ اليابسِ أوْ المحترقِ، تقرَّرَ الرَّجلُ القرارةَ والقُرَرَةَ، إِذَا قلعَ ذلك فَأكلهُ. والوصادُ، والجمعُ وصائدُ، رأسُ القدرِ. ويُقالُ: أوصدِ القدرَ، أيْ أطبقْ عليْها. المنقَعةُ القدرُ الصَّغيرةُ، تكونُ للصَّبيِّ، والجمعُ مناقعُ. قالَ الشَّاعرُ: وبعضهمُ بالذَّمِّ تغليِ مناقعهْ الطَّستُ، وهيَ مؤنَّثةٌ، فارسيَّةٌ معرَّبةٌ، تصغيرُها طسيسةٌ،

جمعهُا طساسٌ وطسُوس، كما تقولُ: دسْتٌ ودسوسٌ. وقَالُوا: طسٌّ وطسَّةٌ، وهوَ الأصلُ. ويُقالُ: مقوتُ الطَّستَ، إِذَا جلوتَها، أمقُوها مقْواً. والإبريقُ مذكَّرٌ، فارسيٌّ معرَّبٌ. وأصلهُ آبريزْ. ويُقالُ للإبريقِ: التَّامورةُ. وقالَ بعضهمْ: الملطاسُ عروةُ الطَّستِ. والمعروفُ أنَّ الملطاسَ المعولُ الغليظُ الَّذِي يكسِّرُ الحجارةَ، والجمعُ ملاطسُ وملاطيسُ. وللإبريقِ والطَّستِ العروةُ، وهيَ مقبضهُما، وتجمعُ عرىً. فإذا لمْ يكنْ للإبريقِ عروةٌ سُمِّيَ الكوبَ، والجمعُ أكوبٌ. وفي القرآنِ: {بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ}. وقالَ أبُو عمرو الشَّيبانيُّ: الكوبُ إناءٌ مدوَّرٌ فوقَ الكُوز، ودُونَ الجرَّةِ، لا عروةَ لهُ. وبزَالُ الإبريقِ أنبوبٌ، وصنبورٌ. وقَالُوا: وصنبورُ الإداوةِ المبزلُ الَّذِي فيِها. والقمْقُمُ، وهوَ مذكَّرٌ، وتصغيرهُ قميقمٌ، وجمعهُ قماقمُ ويُقالُ لهُ: المحمُّ، والجمعُ محامُّ، قالَ عنترةُ: حشَّ القيانُ بهِ جوانبَ قمقمِ.

ويُقالُ لهُ المسخنُ، والجمعُ مساخنُ. والكانونُ مذكَّرٌ، والجمعُ كوانينُ. ويُقالُ للحفرةِ الَّتِي فِي وسطهِ: إرةٌ، والجمعُ إرونَ وإراتٌ. والكانونُ أيضاً الرَّجلُ الثَّقيلُ. وحمارُ الكانونِ الحديدةُ أو الخشبةُ المعترضةُ فِي أسفِله. ورمَّاناتهُ رؤوسُ قوائمِه العُلى. والكلبَتَانِ ما يقبضُ بهِ علَى الجمرِ. وإذَا ثنَّيتَ قُلتَ: ذواتا كلبتينِ. والجمعُ ذواتُ كلبتينِ. ويُقالُ لهُ: الولولةُ. وقالَ بعضهمْ: الولولانِ الكلبتانِ. وأنْشدَ: يصكُّ وجوههنَّ، ولوْ تصلَّى ... حديدُ الولولينِ بهِ لذَابا وقالَ الخليلُ: الصَّيهورُ يكونُ فِي البيتِ منْ طينٍ أوْ خشبٍ شبهَ منبرٍ يوضعُ عليهِ متاعُ البيتِ. وقدْ يكونُ ذلكَ عندَ الباعةِ فِي الأسواقِ. والمسعرُ الخشبةُ الَّتِي يحرَّكُ بها الجمرُ. والطِّنجيرُ أعجميٌّ، لا أصلَ لهُ فِي العربيَّةِ. وقد استعملَ وصرِّفَ منهُ الفعلُ، فقيلَ: طنجرتُ اللَّحمَ، فهوَ مطنجرٌ، إِذَا طبختهُ فِي الطِّنجيرِ. والسِّطامُ عربيٌّ، والجمعُ سطمٌ، ويُقالُ لهُ: الرَّادُّ. والمنارةُ: الَّتِي يوضعُ عليْها السِّراجُ، (مفعلةٌ) منَ النُّور، والجمعُ منائرُ. وقالَ بعضهمْ: هيَ الحَفيزةُ. والَّذي يوقَى بهِ السِّراجُ الفاوُوسُ. ولا أعرفُ ما صحَّةُ هذينِ الحرفينِ. والَّذي يُوقى بهِ السِّراجُ عندنَا المصدَّةُ. وقيلَ: الحفيزةُ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ سرجراغ. ويسمِّيها المولَّدونَ الثُّريَّا. والهاوونُ مذكَّرٌ أعجميٌّ معرَّبٌ، والجمعُ هواوينُ. ولا يُقالُ هاونٌ. وهوَ المنحَازُ. ويُقالُ لدستجتهِ المدوكُ، والجمعُ مداوكُ. ويُقالُ: نحزتُ الشَّيءَ نحزاً. والمهراسُ، ويُقالُ لدستجتهِ المرداةُ. والمهراسُ أيضاً حجرٌ مستطيلٌ يتوضَّأٌ منهُ. ويُقالُ لهُ: الجرنُ. والهرسُ الدَّقَُّ الشَّديدُ. ومنهُ سمِّيتِ الهريسةُ، لأنَّ حبَّها يدقُّ دقّاً شديداً. ويُقالُ

لما يدقُّ فيه الثُّومُ: المدقاقُ. والمقْلى، وهوَ (مفعَل) منَ القلِو، والجمعُ مقالٍ. قالَ الشَّاعرُ: كأنَّ قلوبهنَّ على المقالِي ويُقالُ للمقلَى: المحضبُ. واشتقاقهُ منَ الحضبِ، وهوَ ما يلقَى فِي النَّارِ. وقرئ (حَضَبُ جَهَنَّمَ) و {حَصَبُ جَهَنَّمَ} وقالَ أبُو حاتمٍ: هوَ المحصبُ، ومنَ الحصبِ، بالصَّادِ غيرَ معجمةٍ، وهوَ ما يلقَى فِي النَّار أيضاً. وتقولُ: قلوتُ اللَّحمَ وهوَ مقلوٌّ. وقدْ جاءَ مقليٌّ. قالَ الشَّاعرُ: سودٌ كحبِّ القلقلِ المقليِّ قيلَ: بناهُ على قليَ. وقدْ جاءَ أيضاً قليتُ اللَّحمَ، وهوَ مقليٌّ على الأصلِ. والسَّطلُ، ويُقالُ لهُ: السَّيطلُ، أعجميَّانِ معرَّبانِ. وقدْ تكلَّمَ بهِما العربُ. قالَ الشَّاعرُ: في سيطلٍ كفئتْ لهُ يتردَّدُ وقالَ بعضهمْ: السَّيطلُ الطَّستُ، وهوَ فِي هذا البيتِ الطَّستُ. والمغسلُ، والجمعُ مغاسلُ، (مفعلٌ) منَ الغسلِ. والكوزُ، والجمعُ أكوازٌ، وكيزانٌ. والجرَّةُ، والجمعُ جرارٌ. ويُقالُ: كوزٌ رشَّاحٌ ومرشاحٌ، إِذَا كانَ كثيرَ الرَّشحِ. وكوزٌ ملآنُ، وجرَّةٌ ملأى، والجمعُ منهُما ملاءٌ. والسَّطلُ الدَّورقُ. والنَّاجودُ والأصيصةُ الباطيةُ. والمخضبُ الأبزنُ، وهوَ إناءٌ يغتسلُ فيهِ. والخزفُ والفخَّارُ معروفانِ. ويُقالُ للجرَّةِ قذافٌ. والمنزفةٌ دليَّةٌ تشدٌّ فِي رأسِ عودٍ يستَقَى بها. والنَّاطلُ: إناءٌ صغيرٌ يعرضُ فيهِ الخمَّارُ على المشترِي. والحبٌّ، والجمعُ حببةٌ وحبابٌ. وقالَ بعضهمْ: هوَ فارسيٌّ معرَّبٌ. وإنَّما هوَ خنبٌ، فأعربَ فجعلَ حبّاً. وفي الحبِّ البزالُ، وهوَ

الثقبُ الَّذِي يثقبُ فيهِ ليستخرجَ ماؤهُ. وهوَ منْ قولكَ: بزلتُ الخمرَ، إِذَا ثقبتَ إناءَها، واستخرجتَها. وسمِّيَ الَّذِي يركَّبُ فيهِ مبزلاً. ويُقالُ لقطارةِ الحبُّ المصالهُ. ومصلَ الشَّيءُ قطرَ. وقالَ أبو عُبَيْدَةَ: اليعاليلُ حبابُ الماءِ، واحدُها يعلولٌ. قالَ: واليعاليلُ أيضاً الغديرُ. وهوَ أيضاً المطرُ بعد المطرِ. هكَذَا قرأناهُ على أبي أحمدَ. ووجدناهُ فِي الأصلِ أيضاً. وفي نسختهِ: هوَ حبابُ الماءِ. وهذا أشبهُ بالصَّوابِ. والرَّاقودُ معرَّبٌ، والجمعُ رواقيدُ. والدَّنُّ عربيٌ معروفٌ، والجمعُ دنانٌ، وقالَ الشَّاعرُ: وصلَّى على دنِّها وارتشَمْ والخابيةِ، لا تهمزُ، وأصلُها منْ خبأتُها، مهموزٌ. ونظيرُها البريَّةُ، لا تهمزُ، منْ برأ الله الخلقَ، مهموزٌ. والذريَّةُ لا تهمزُ، وهوَ منْ ذرَأ الله الخلقَ، مهموزٌ. وفي القرآنِ {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ}. والحنتمُ، والجمعُ الحناتمُ، وهيَ الجرارُ الخضرُ، والقلَّةُ إناءٌ كبير لأهلِ الحجازِ، يجعلُ فيهِ الماءُ. وفي الحديثِ إذَا بلغَ الماءُ قلَّتينِ لمْ يحملِ الخبثَ. والقلَّةُ إناءٌ صغيرٌ للماءِ عندهمْ. وسمِّيتْ قلَّةً لأنَّها

تقلُّ باليَد، أيْ تحمل. يُقالُ: أقللتُ الشَّيءَ، إِذَا حملتهُ. وفي القرآنِ {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً}، أيْ حملتهُ. وقلَّةُ كلِّ شيءٍ أعلاهُ. والصَّاخرةُ، والجمعُ صواخرُ، معروفةٌ. والقاقوزةُ، والجمعُ قواقيزُ. قالَ الشَّاعرُ: أفنَى تلادِي وما جمَّعتُ من نشبٍ ... قرعُ القواقيِز أفواهَ الأباريقِ والفجَّانةُ، والجمعُ فجاِجين، فارسيٌ معرَّبٌ، والإجَّانةُ. ولا يُقالُ إنجانٌ ولا فنجانٌ ولا إنجاصٌ، إنَّما هوَ الإجَّاصُ. والقصْعةُ، والجمعُ قصاعٌ، عربيٌ معروفٌ. قالَ الشَّاعرُ: وماءِ قدورٍ فِي القصاعِ مشيبِ وهذهِ قصعةُ رصاصٍ أوْ خشبٍ. وكذلكَ القصاعُ. وقالَ بعضهمْ: القصعةُ فارسيَّةٌ معرَّبةٌ، وأصلُها كاسهْ. والبطَّةُ إنَّاءٌ كالقارورةِ عربيٌ صحيحٌ. والقنِّينةُ مولَّدةٌ، ولها الفدامُ. وأصلهُ منْ فدامِ البعيرَ، وهوَ ما يجعلَ على فمهِ. والمشخلةُ هيَ المصفاةُ، شخلتُ الشَّرابَ، إِذَا صفَّيتهُ. وروَّقتهُ مثلهُ. واسمُ ما يروَّقُ بهِ الرَّاووقُ. والصَّفحةُ، والجمعُ صحافٌ وصحْفَاتٌ. وفي القرآنِ: {بِصِحَافٍ مِّن

ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ}. والجفنةُ، والجمعُ جفانٌ. وأدْنى العددِ جفناتٌ. والمحرضةُ الأشناندانُ، والجمعُ محارضُ. ويُقالُ للأشنانِ الحرضُ. والتَّورُ إناءٌ تجعلُ فيهِ المحرضةُ، والجمعُ أتوارٌ. والتَّورُ أيضاً القوَّادُ. والمهدُ معروفٌ، والجمعُ مهودٌ. والمهدُ، بالضَّمِّ: الَّذِي يُقالُ بالفارسيَّةُ كاهره. ويُقالُ للمهدِ: المنزُّ لكثرةِ تحرُّكهِ. والنَّزُّ سرعةُ الحركةِ. والمحفّةُ معروفةٌ، منْ قولهمْ: حفَّ بهِ، إِذَا أطافَ بهِ. وفي القرآنِ: {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} أيْ مطيفينَ. والغضارةُ، إنْ كانتْ عربيَّةٌ فهيَ منْ غضارةِ العيشِ، أوْ منْ أرضٍ غضراءَ، وهيَ طينٌ أخضرُ لزجٌ، أوْ منْ قولهمْ: رجلٌ مغضورُ النَّاصيةِ، وهوَ المباركُ. والأسكرُّجةُ معروفةٌ، وتصغيرها أسكيرةٌ، فارسيَّةٌ معرَّبةٌ وأصلُها سكارهْ، أيْ مقرِّبةُ الخلِّ. وهيَ بالعربيَّةِ الفيخةُ والنُّقوةُ. والقارورةُ، والجمعُ قواريرُ. وقالَ بعضهمْ: سمِّيتْ قارورةً، لأنَّ الشَّيءَ يقرُّ فيها. فاعترضهُ معترضٌ، فقالَ: ما أنكرتَ أنَّ البحرَ قارورةٌ لأنَّ الماءَ يقرُّ فيهِ؟ ومثلُ ذلكَ أنَّ رجلاً سألَ آخرَ، فقالَ: لمَ سُمِّيَ الجرجيرُ جرجيراً؟ قالَ: لأنَّهُ يتجرجرُ إِذَا طلعَ منَ الأرْض، أيْ يتحرَّكَ. قالَ: فلمَ لمْ تسمِّ لحيتكَ جرجيراً إِذَا كانتْ تتحركُ؟

قالَ الشَّيخُ أبُو هلالٍ، رحمهُ اللهُ: ولا يلزمُ ذلكَ فِي الاشتقاقِ. أَلاَّ ترى أنَّ الخلوقَ سُمِّيَ خلوقاً، لأنَّه أجزاءٌ منَ الطِّيبِ جمعتْ على تقديرِ. وذلكَ أنَّ أصلَ الخلقِ التَّقديرُ. ولا يجوزُ أنْ يسمَّى كلُّ ما جمعَ أجزاؤهُ على تقديرٍ خلوقاً. وكذلكَ الكرَّاسةُ سمِّيتْ بذلكَ لتكرُّسِ بعضها على بعضٍ. ولا يسمَّى كلِّ ما يكرَّسُ بعضهُ على بعضٍ كرَّاسةً. وسمِّيَ البحرُ بحْراً لسعتهِ. ولا يسمَّى البرُّ بحْراً لأنَّهُ واسعٌ. وهذا سبيلُ جميعِ الاشتقاقاتِ. وفي القرآنِ {قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ} قَالُوا: هيَ قواريرُ فِي لونِ الفضَّةِ. كما تقولُ: هَذَا زجاجٌ منْ نورٍ، إِذَا بالغتَ فِي وصفهِ بالإضاءةِ. ويُقالُ للقلتِ الَّذِي فِي أسفلِ القارورةٍ: الحوجلةُ، والجمعُ حواجلُ. ورُبَّمَا سميتِ القارورةُ نفسها الحوجلةَ، والجمعُ حواجلُ. وسطامُ القارورةِ وصمامُها سواءٌ. ويُقالُ لغلافِها السَّوجلةُ. وهوَ الزُّجاجُ، والواحدةُ زجاجةٌ. ويُقالُ للزُّجاجِ النُّهاءُ. ويسمَّى القدحُ زجاجةً. قالَ حسَّانُ: بزجاجةٍ رقصَتْ بما فِي قعرِها ... رقصَ القلوصِ براكبٍ مستعجلِ

ويُقالُ للقارورةِ: كرَّازٌ والجمعُ كرزانٌ، ولا أدرِي أعربيٌّ هوَ أمْ معرَّبٌ. والجامُ، والجمعُ جاماتٌ. ويُقالُ لهُ: الصَّحنُ، والجمعُ صحونٌ. والجام رحراحٌ: واسعٌ. والصُّلصلُ: المرتفعُ الجدارِ. والإناءُ، والجمعُ آنيةٌ، كمَا تقولُ: كساءٌ وأكسيةٌ. ثمَّ تجمعُ الآنيةُ على أوانٍ. والملعقةُ، والجمعُ ملاعقُ. وهيَ (مفعلةٌ) منْ لعقتُ الشَّيءَ. والقنديلُ، والجمعُ قناديلُ، قالَ امرؤُ القيسِ: قناديلُ رهبانٍ تشبُّ لقفَّالِ ووجهُ تخصيصِ القفَّالِ فِي هَذَا البيتِ، دونَ الذِّاهبينَ أنَّ العربَ كانُوا ينتشرونَ فِي حوائجهمْ بالنَّهارِ، ويرجعونَ إِلَى منازلهمْ عندَ المساءِ. فكانتِ السُّرجُ تهيَّأُ لهمْ فيها وقتَ رجوعهمْ، لينظُروا إليها، فيهتدُوا بها فِي مجيئهمْ، ويستضيئُوا بها عندَ حصولهمْ، ويأنسُوا برؤيتِها إِذَا رأوْها منْ بعيدٍ. ولوْ قالَ: تشبُّ للذَّاهبينَ، لأبطلَ الانتفاعَ بِها، لأنَّ الذَّاهبينَ يولُّونَ أظهرهُم السُّرجَ فِي الذَّهابِ، فلا يكونُ لهم بها منفعةٌ. ويُقالُ لأنبوبةِ القنديلِ: القصبةُ. وسلسلةُ معروفةٌ، واشتقاقُها منَ السَّلسلةِ، وهيَ اتَّصالُ الشَّيءِ بالشَّيءِ. ومنهُ قيلَ للمَاءِ العذبِ: السَّلسلُ، لسهولةِ مرورهِ فِي الحلقِ. ويُقالُ لما يمسكُ السِّلسلةَ مِنْ فوقٍ: العروةُ. ويُقالُ للقنديلِ: الصَّمجةُ، والجمعُ الصَّمجُ. ويُقالُ للسِّراجِ ما دامَ فِي القنديلِ: الهزلقُ. والقدحُ، والجمعُ أقداحٌ، عربيٌّ معروفٌ. ويُقالُ للباطيةِ:

القاقُ. والرِّفدُ القدحُ الكبيرُ. والشَّاصونةُ البرنيَّةُ. والحقُّ عربيٌّ صحيحٌ. والعامَّةُ تسمِّيهِ الحقَّةَ. قالَ الشَّاعرُ: وثدياً مثلَ حقِّ العاجِ رخصاً والعسُّ، والجمعُ عساسٌ. والعلبةُ قدحٌ للأعرابِ مثلُ العسِّ، يتَّخذُ منْ جلدِ جنبِ البعيرِ، والجمعُ علابٌ. والقعبُ قدحٌ صغيرٌ منْ خشبٍ، والجمعُ قعابٌ. فأمَّا قدحُ الشَّرابِ فهوَ قدحٌ مَا دامَ فارغاً. فإذا كانَ فيهِ شرابٌ فهو كأسٌ، والجمعُ كؤوسٌ. وإذا كانَ على الخوانِ طعامٌ فهوَ مائدةٌ. وسمِّيتْ مائدةٌ لأنَّها تميدُ بالآكلينَ، أيْ تميلُ بهمْ. فإذا لمْ يكنْ عليْها طعامٌ فهوَ الخوانُ، فإذا كانَ منْ فضَّةٍ أو صفْر فهوَ فاثورٌ وديسقٌ. ويُقالُ لما ينفضُ منَ المائدةٍ منْ باقي الخبزِ وغيرهِ. القشامُ. والكرسيُّ، والجمعُ كراسيُّ، عربيَّةٌ. وفي القرآنِ: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ}. وقالَ بعضهمْ: الكرسيُّ ها هُنا العلمُ. وهذا تعسُّفٌ فِي التَّأويلِ. وقيلَ: الكرسيُّ الملكُ، وأصلهُ منْ قولهمْ: تكرَّسَ الشَّيءُ، إِذَا صارَ بعضهُ على بعضٍ. ومنهُ اشتقاقُ الكرَّاسةِ، والمخذعةُ السِّكِّينُ الَّذِي يقطعُ بهِ اللَّحمُ. وأصلهُ منْ قولهمْ: خدعتهُ بالسَّيفِ، إِذَا ضربتهُ بهِ. والمدخنةُ المجمرةُ أيضاً. والخطَّافُ والعوذقةُ: الَّتِي يخرجُ بها الدَّلوُ منَ البئرِ، والجمعُ

عواذقُ وخطاطيفُ. والسِّقايةُ عربيَّةٌ. وقدْ جاءَ فِي التَّنزيلِ: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ}. والمعلاقُ، والجمعُ معاليقُ. والمعاليقُ أيضاً ضربٌ منَ النَّخلِ. قالَ الرَّاجزُ: لئنْ نجوتُ، ونجتْ معاليقْ منَ الدَّبى إنِّي إِذَاً لمرزوقْ ومعاليقُ كلِّ شيءٍ ما يعلَّقُ بهِ. ورجلٌ ذُو معلقةٍ، إِذَا كانَ مغيراً يتعلَّقُ بكلِّ شيءٍ أصابهُ. قالَ الرَّاجزُ: أخافُ أنْ يعلقَها ذُو معلقةْ ورجلٌ معلاقٌ، إِذَا كانَ يتعلَّقُ بالحججِ، ويستدركُها. قالَ الشَّاعرُ: إنَّ تحتَ الأحجارِ حزماً وعزْماً ... وخصيماً ألدَّ، ذا معلاقِ والكرَّازُ، إنْ كانَ عربيَّاً، فهوَ منْ قولهمْ: كارزَ فِي المكانِ، إِذَا اختبَأ فيهِ، قالَ الشمَّاخُ:

إلى جنبِ الشَّريعةِ كارزُ والكرَّازُ الكبشُ الَّذِي يحملُ عليهِ الرَّاعي كرزهُ. والكرزُ خرجٌ صغيرٌ فيهِ متاعهُ. والرَّبعةُ معروفةٌ، والجمعُ رباعٌ، ورجلٌ ربعةٌ: بينَ الطَّويلِ والقصيرِ. وفي الرَّبعةِ المرآةُ، وهيَ (مفعلةٌ) من الرُّؤيةِ. ويُقالُ لها: السَّجنجلُ، وهوَ روميٌّ معرَّبٌ: قالَ امرؤ القيسِ: ترائُبها مصقولةٌ كالسَّجنجلِ والمقراضانِ، وهُما المقصَّانِ. ولا يُقالُ لهُما: مقراضٌ ومقصٌّ. والعامَّةُ تقولهُ، وهوَ خطأٌ. والمكحلةُ أحدُ ما جَاء مضمومَ الأوَّل مِمَّا ينقلُ باليدِ، ويعتملُ بهِ، وهوَ المكحلةُ والمسعطُ والمدقُّ والمدهنُ والمنخلُ. ويُقالُ للمسعطِ: اللَّخَاء، لخَوتهُ ولخَيتهُ، إِذَا أسعطتهُ. وقيلَ: اللَّخَا

صدفةٌ يسعطُ بها. والمسفرةُ المكنسةُ، سفرتُ البيتَ كنستهُ. والسُّفارةُ الكناسةُ، وهيَ القمامةُ أيضاً. وقدْ قممتُ البيتَ. والكلُّوبُ والكلاَّبُ سواءٌ. والسفُّودُ معروفٌ، ويسمَّى المفأدَ، (مفعلٌ)، وأصلهُ منَ السخونةِ. ومنهُ قيلَ الفؤادُ. والملمولُ، والجمعُ ملاميلُ. ويُقالُ لهُ الملمالُ. وسمِّيَ ملمولاً لأنَّهُ يحرَّكُ فِي العينِ. وهوَ منْ قولهمْ: تململَ اللَّحمَ على النَّارِ، إِذَا تحرَّكَ. ويُقالُ للملمولِ: المرودُ لأنَّهُ يرودُ فِي العينِ، أيْ يجيءُ ويذهبُ. والمنقاشُ، وهوَ منْ قولهمْ: نقشتُ الشَّوكةَ، إِذَا نزعتَها. ويُقالُ فِي الدُّعاءِ: تعسَ وانتكسَ، وإِذَا شيكَ فلا انتقشَ. وهوَ المنتاخُ، (مفعالٌ) منَ النَّتخِ، وهوَ نزعُ الشَّيءِ منْ موضعهِ. قالَ زهيرٌ: تنتخُ أعينَها العقبانُ والرَّخمُ والمشطُ، والجمعُ أمشاطٌ. ويُقالُ لهُ: المسرحُ والفيلمُ، قالَ الشَّاعرُ: كمَا سرَّحَ اللِّمَّةَ الفيلمُ

هكذا قالَ لغذةُ. وقالَ غيرهُ. الفيلمُ الرَّجلُ العظيمُ اللِّحيةِ. والمخزنةُ معروفةٌ، (مفعلةٌ) منَ الخزنِ. والدُّرجُ عربيٌّ معروفٌ. قالَ جريرٌ: لعمري، لقدْ ألْهى الفرزدقَ قدُّهُ ... ودرجا نوارٍ، والدِّهانُ وذُو الغسلِ ويُقالُ لما يجعلُ فيهِ الملحُ: النَّوفلةُ، بالفاءِ. والسَّوملةُ الطِّرجهالةُ، والمزمَّلةُ معروفةٌ. وهيَ منْ قولكَ: تزمَّلَ الرَّجلُ فِي ثيابهِ، إِذَا اشتملَ بها. وفي القرآنِ: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} أيْ المتزمِّلُ. والطَّبقُ، والجمعُ أطباقٌ، ويُقالُ لهُ القناعُ، إِذَا غطِّيَ بمنديلٍ. ويُقالُ لطبقِ الخيزرانِ: المجنَّةُ، والجنهيُّ الخيزرانُ، جاءَ بهِ أبو عمرَ. ويُقالُ: طبقُ خلافٍ، وطبقُ خيزرانٍ. والزَّلفُ الأجاجينُ، الخضرُ، الواحدةُ زلفةٌ. والغزرُ آنيةٌ تتَّخذُ منْ حَلفاءَ وخوصٍ، عربيَّةٌ صحيحةٌ.

والحالُ: العجلةُ الَّتِي يعلَّمُ عليْها الصَّبيُّ المشيَ. والطَّابقُ، بالفتحِ، ويُقالُ لهُ الطَّيجنُ، لغةٌ شاميَّةٌ، وأظنُّهُ معرَّباً. والسَّفطُ والجمعُ أسفاطٌ، عربيٌّ معروفٌ. قالَ الشَّاعرُ: ألا جعلتمْ رسولَ اللهِ فِي سفطٍ ... منَ إِلاَّ لوَّةِ أصدَا ملبساً ذهبَا والسُّفاطُ متاعُ البيتِ. وكذلكَ البتاتُ. وأشراجُ السفطِ. الواحدَ شرجٌ. وكذلكَ شرج المصحفِ، والشرجُ أيضاً حتارُ الدُّبرِ. وأمَّا قولهّمْ: همَا على شرجٍ واحدٍ، فبكسرِ الرَّاءِ عنْ بعضهمْ. وغيرهُ يسكِّنُها، والتَّسكينُ أعرفُ. والعيبهُ، والجمعُ عيابٌ. وفي كلامِ بعضِ الأعرابِ: صفرتْ عِيابُ الوُدِّ بيْني وبيْنهُ. والخُرجُ، والجمعُ أخراجٌ، عربيٌّ صحيحٌ. ويُقالُ لهُ: الكُرزُ، وقدْ ذكرناهُ. والشَّجبُ خشباتٌ ثلاثٌ تُنصبُ ويعلَّقُ عليْها السِّقاءُ. وأصلُ الشَّجبِ تداخُلُ الشَّيءِ بعضهِ فِي بعْض. ومنهُ اشتِقاقُ المشجبِ. فأمَّا الجشبُ فقشورُ الرُّمَّانِ. والمنخُلُ معروفٌ. يُقالُ: نخلتُ الشَّيءَ، وانْتخَلهُ، إِذَا اخترتهُ، وكذلكَ تنخَّلتهُ. والنُّخالةُ ما يسقطُ مِنَ الشَّيءَ المنخولِ. وأنشدَ فِي المنخلِ: كأنَّ الثُّريَّا حلَّةُ الغورِ منْحلُ وإطارُهُ خشبتُهُ المدوَّرةُ. والغربالُ عربيٌّ صحيحٌ. قالَ الشَّاعرُ: وما تمسَّكُ بالعهدِ الَّذِي عهدتْ ... إلاَّ كمَا تُمسكُ الماَء الغرابيلُ

والقمعُ، بكسرِ القاِف وفتْح الميمِ، والعامَّةُ تقولِ قمعٌ، وهوَ خطأ عنْدَ الأصمعيِّ. وأجازهُ ابنُ السِّكِّيتِ. وكانَ الأصمعيُّ مُولعاً بأجودِ اللُّغاتِ. وكذلكَ قمعُ البُسرةِ. وقمَّعتِ البُسرةُ تقْميعاً، إذا انقلعَ قمعُها. ولمْ نعرفْ للتَّانريزِ اسماً، وهوَ على قياسِ التَّعريبِ. مصبَّةٌ، ثمَّ سمعنْا مسحَّة. والجفنةُ. والجمعُ القليلُ جفناتٌ، والكثيرُ جفانٌ. وجفنةٌ رذومٌ، إِذَا سالَ منْ جوانِبها الدَّسمُ، والجمعُ رذمٌ، ورَذَمٌ، مثْلُ خادمٍ وخدمٍ. ويُقالُ للجفنةِ: الدَّسيعةُ. وأصْل الدَّسيعةِ منْ قولهمْ: دسعَ البعيرُ بجرَّتهِ دسعاً، إِذَا اجترَّها منْ حلقِهِ إِلَى فيهِ. ويُقالُ: فلانِّ ضخمُ الدَّسيعةِ، إِذَا كانَ كثيرَ العطيَّةِ. والقفصُ عربيُّ. وهوَ منْ قولهمْ: قفصتُ الشَّيءَ، إِذَا جمعتَهُ، ومنْ قولهِمُ: قفصْتُ الدَّابّةَ، إِذَا شددْتَ أربعَ قوائمِهِ. وكلُّ شيءٍ اشتبكَ فقدْ تقافصَ. وفي الحيثِ: في قفصِ منَ الملائكةِ، أيْ فِي جماعةٍ مشْتبكةٍ. وقالَ بعضهُمْ: هُوَ فارسيٌّ معرَّبٌ، أصلُهُ كبستْ. والجديلةُ القفصُ. ومنهُ يُقالُ لبائعِ الطُّيورِ: جدَّالٌ. والمركنُ عربيٌّ معروفٌ. والسَّريرُ، والجمعُ أسرَّةٌ وسررٌ. وفي القرآنِ: {عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}. وسريرٌ موضونٌ. أيْ مرمولٌ. ويُقالُ للأسرَّةِ فِي الحجالِ: أرائكُ، الواحدة أريكةٌ. والسَّريرُ أيضاً موضعٌ يستنْقعُ فيهِ

الماءُ. والسَّرِيرُ مُركَّبُ الرَّأسِ فِي العُنُقِ. وعرانينُ السَّريرِ معروفةٌ. والعامَّةُ تقولُ: عرانيسُ. والطَّارقةُ سريرٌ صغيرٌ يسعُ واحداً. ويُقالُ للبرَّادةِ: الطَّهيانُ، محرَّكٌ. وأصلُ البرادةِ الارتفاعُ منْ الأرضِ والجَبلِ. هكَذَا قيلَ، ولا أعرفُ ما صحَّةُ ذلكَ.

الباب العاشر في ذكر الموازين والمكاييل وما يجري مع ذلك

الباب العاشر في ذكرِ الموازينِ والمكاييلِ ومَا يجرِي مَعَ ذلكَ الميزانُ (مفعالٌ) من الوزنِ، وزنتُ الشَّيَ وزناً وزنةً. والزِّنةُ: الَّتِي يوزنُ بها. يُقالُ: هَذِهِ زنةُ عشرةٍ، وزِنَةُ مائةٍ. وفي القرْآنِ: {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ}. والميزانُ ها هُنا العدْلُ. وميزانٌ تريصٌ: مقوَّمٌ. ويُقالُ للخيطِ الَّذِي يرفعُ بهِ الميزانُ العذبةُ. والعمودُ يُقالُ لهُ: المنْجمُ. ويُقالُ للِّسانِ: زبانةْ، بالفارسيّةِ. والحلقةُ الَّتِي تجمعُ فيها الخيوطُ فِي طرفِ المنجمِ الكظامةُ. وقالَ ابنُ دريدٍ: الكظامةُ المسمارُ الَّذِي فِي اللِّسانِ. وقالَ القتيبيُّ: يُقالُ لماَ يكتنفُ اللُّسانَ: الفيارانِ. والسَّعداناتُ العقدُ الَّتِي فِي أسفلِ الميزانِ. والكفّةُ، بكسرِ الكافِ، ولا يفتحُ، معروفةٌ. وكلُّ مُستديرٍ كفَّةٌ. والقسطاسُ الميزانُ، روميُّ مُعرَّبٌ. وقيلَ: هوَ القرسطونُ وقيلَ: القسطاسُ عربيُّ صحيحٌ، وأصلهُ منَ القسطِ وهوَ العدلُ. وقالهُ ابنُ درستويْهِ. والقبَّانُ لا أصلَ له فِي العربيَّةِ، ولا تكلَّموا بها. إِلاَّ أنَّهمْ قَالُوا لبعضِ الدَّوابِّ: حمارُ قبَّانٍ. وجاءَ فِي كلامِ عُمرَ، رضيَ اللهُ عنْهُ:

ثمَّ أكونُ على قفّانه. قَالُوا: هُو منْ قوْلك: أنتَ قبَّانٌ عليهِ، أيْ حافظٌ عليهِ. وقالَ أبْو حاتمٍ: الَّذِي يوزنُ بهِ قفَّانٌ، وهوَ فارسيٌّ معرَّبٌ. ولوُ كانَ القبَّانُ عربيّاً كانَ اشتقاقُهُ منَ القبِّ والقببِ، وهوَ ضربٌ منَ الصَّوتِ. والقبُّ أيضاً ما يكونُ فِي البكرةِ منْ أثرِ الرِّشاءِ. والمالُ عندَ العربِ الماشيةُ. والنَّقدُ عندهُم الدَّراهمُ والدَّنانيرُ وقدْ نقدهُ مائةَ درهمٍ. وسحلَهُ مثلُهُ. والورقُ والرِّقةِ الفضَّة. ويجمعُ رقينَ. وفي مثلٍ: وجدانُ الرِّقينَ يغطِّي أفْن الأفينَ. الأفنُ النُّقصانُ، والأفينُ النَّاقصُ. يقولُ: إنَّ الغنى يُغطى نُقصانَ النَّاقصِ. قالَ الشَّاعرُ: وكمْ منْ قليلِ اللُّبِّ يسحبُ ذيلهُ ... نَفَى عنْهُ وجدانُ الرِّقينِ المخازِيا. والورقُ مؤنَّثةٌ. وفي القرْآنِ: {فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ}. فأنَّثَ، ورجُلٌ ورَّاقٌ كثيرُ الورِقِ. قالَ الرَّاجزُ:

تأكلُ منْ كَسبِ امرئٍ ورّاقٍ. والدِّرهمُ فارسيٌّ معرَّبٌ. وكذلكَ الدِّينارُ. وأصلُهُ دنَّارٌ. فلهذا ما يُقالُ فِي الجمعِ: دنانيرُ. وكذلكَ الدَّانقُ مُعرَّبٌ. ورجلٌ مُدنِّر، بكسرِ النُّونِ، إِذَا كانَ كثيرَ الدَّنانيرِ. وفرسٌ مُدنَّرٌ. بالفتحِ، إِذَا كانَ فيهِ بقعٌ كالدَّنانيرِ. ويُقالُ للدِّرهمِ: قُرقوفٌ، لأنَّهُ يجولُ فِي البلادِ. والقُرقُوفُ السَّريعُ الجوَّالُ. ودرهمٌ وازنٌ. ثقيلُ الوزنِ. ومثقالُ كلِّ شيءٍ وزنُهُ. وثقَّلتُ الشَّيءَ: وزنتُهُ. وقِيلَ: ثَقَّلْتُهُ وَزَّنْتُهُ، إِذَا حرَّكتهُ فِي يدكَ لتعرفَ خفَّتهُ منْ ثقلِهِ. ودرهمٌ قفلُ: وازنٌ. والشَّشْقلةُ أنْ تزنَ الدِّينارَ بإزاءِ الدِّينارِ لتنظرَ أيهمَا أثقلُ. قالهُ ابنُ دريدٍ. ومنَ الأوزانِ النَّشُّ، كانُوا يتعاملونَ بهِ. يقولوُنَ أوقيَّةٌ ونشٌّ. وقدرُهُ وزنُ نواةٍ منْ ذهبِ. هكَذَا قالَ ابنُ دريدٍ. وفيِهِ خلافٌ. والقيراطُ والقرَّاطُ سواءٌ. وهوَ منْ قولهمْ: قرَّطَ عليهِ، إِذَا أعطاهُ قليلاً. ويُقالُ للسَّبيكةِ: الوذيلةُ، وذلكَ إِذَا كانتْ طويلةُ. فإذا كانتْ مدوَّرةٌ فهيَ نقرةٌ. والأوقيَّةُ تخفَّفُ وتثقَّلُ، وتجمعُ على أوراقٍ وأواقيَّ. واشتقاقُها منَ الأوقٍ، وهوَ الثِّقلُ. والمنَا والمنُّ سواءٌ، ويجمعُ على أمناءٍ وأمنَانٍ. ويثنَّى فيُقالُ: منوانِ ومنَّانِ. قالَ: والمنَا أفصحُ اللُّغتينِ. قالَ الشَّاعرُ: وقدْ أعددْتُ للغرماءِ عنْدي ... عَصاً فِي رأسها منَوا حَديدٍ

والإستارُ لا أصلَ لهُ فِي العربيَّةِ. وقدْ جاءَ فِي شعرِ الأعشَى. والرِّطلُ عربيٌّ مَعْرُوفٌ، والفتحِ خطأ. وإنَّما يُقالُ: غُلامٌ رطلٌ، إِذَا كانَ فيهِ لينٌ. ومنْ هَذَا يُقالُ: رطَّلَ فلانٌ شعرهُ، إِذَا ليَّنتهُ وحسَّنهُ. والبهارُ اسمٌ واقعٌ على شيءٍ يوزنُ بهِ، أعجميٌّ معرَّبٌ. وقدِ استعملَ قديماً. ويُقالُ: درهمٌ مزأبَقٌ، وزائفٌ. ولمْ يعرِف الأصمعيُّ: درهمٌ زيفٌ. وغيرهُ عَرَفَهُ. وأنشدَ: صليلُ زيوفٍ ينتقدْنَ بعبقرا فجعلَ الزَُّيوفَ جمعَ زيفٍ. ويمكنُ أنْ يكونَ جمعَ زائفٍ، مثلُ قاعدٍ وقعودٍ. قَالُوا: ولا يُقالُ: درهمٌ مُزبَّقٌ. والسَّتُّوقُ معرَّبٌ. وقدِ استعملَ فِي كلامهِمْ قديماً. وأصلهُ ستوْ، أيْ ثلاثُ طبقاتٍ.

أسماء المكاييل

والبهرجُ أعجميٌّ معرَّبٌ. وأصلُهُ نبهرَهْ. قالَ أبو عُمرَ: البهرجُ المعدولُ بهِ عنْ جهتهِ. فيُقالُ: بهرجَ البريدُ، إِذَا عدلَ عنِ الطَّريقِ. قالَ: والدِّرهمُ البهرجُ المضروبُ فِي غير دارِ السُّلطانِ. والفلسُ، وهوَ منْ قولكَ: رجلٌ مُفلسٌ. كذا قالَ أبو بكرٍ. ويُقالُ لهُ النُّمِّيُّ. والنَّشبُ المالُ. وكذلكَ المنشبَةُ، عنْ أبي زيدٍ. والثَّراءُ المالُ، والرَّجلُ مُثرٍ. أسماءُ المكاييلِ المكيالُ (مُفعالٌ) منَ الكيلِ. والكيلةُ مثلُ القعدةِ والجلسةِ. تقولُ: أوفاني الكيلَ، إِذَا أوفاكَ ما يكيلكَ إيَّاهُ. وتقولُ: كلتُ للرَّجلِ الشَّيءَ: وكلتُ لهُ. وكذلكَ وزنتُهُ، ووزنتُ لهُ. وفي القرآنِ: {وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}. ولا يُقالُ كيلجةٌ، فِي قولِ أبي حاتمٍ. وأجازهَا غيرهُ. والصَّاعُ مكيالٌ معروفٌ. والجمعُ صيعانٌ. وقدْ قرئَ: (صاعَ الملكِ) و {صُوَاعَ الْمَلِكِ}. وأظنُّ اشتقاقهُ منْ قولهمْ: صوَّعتِ المرْأةُ موضعاً لقطنِها، إِذَا أصلحتهُ لتندفَ فيهِ. وقالَ بعضهُمْ: الصُّواعُ جامٌ مصوغٌ منْ ذهبٍ على هيئةٍ المكيالِ. والأولُ أشهرُ. وقدْ قرأَ ابنُ يعمرَ: (صوغَ الملكِ) بالغينِ مُعجمةٌ،

يذهبُ إِلَى أنَّهُ كانَ مصوغاً. فسمَّاه بالمصدرِ. والفرقُ مكيالٌ بالمدينةِ. وفي الحديثِ: مَا يُسكرُ الفرقُ منهُ فالجرعةُ منهُ حرامٌ. والقفيزُ أظنُّهُ أعجمياً معرَّباً. والجمعُ قفزانٌ. وفي كلامِ بعضِ القدماءِ: إنَّ الرِّجالَ لا يكالونَ بالقفزانِ، ولا يوزنونَ بالميزانِ. وإنَّما الرَّجلُ بأصغريْهِ: قلبِهِ ولسانِه. ولجامُ القفيزِ الحديدةُ المعترضةُ فِي أعلاهُ. يُقالُ: قفيزٌ ملجمٌ، وقفيزٌ مُرسلٌ، إِذَا لمْ يكنْ عليهِ لجامٌ. والوسقُ ستُّونَ صاعاً بصاعهِ صلَّى الله عليهِ. والجمعُ وسوقٌ وأوساقٌ. وقدْ وسقتُ البعيرَ، إِذَا حملتَ عليْهِ وسقاً منَ الطَّعامِ. هَذَا عنْ أبي بكرٍ. وقالَ غيرُهُ: الوسقُ خمسةُ أقفزةٍ منْ قفزانِ البصرةِ. وفي الحديثِ: ليسَ فيما دونَ خمسةِ أوسقٍ صدقةٌ. والذَّهبُ مكيالٌ لأهلِ اليمنِ معروفٌ. والجمعُ أذهابٌ. والمختومُ مولَّدةٌ والمدُّ. والجمعُ أمدادٌ. وفي الحديثِ: ما بلغَ مدَّ أحدهِمْ ولا نصيفَهُ، أيْ نصفَهُ. والنِّصفُ والنَّصِيفُ سواءٌ. والنصيفُ مكيالٌ يكالُ بهِ. ذكرهُ أبو بكرْ. ويُقالُ: هَذَا طفافُ الإناءِ والمكُّوكِ وغيرهِما، إِذَا قاربَا أنْ يمتلئَا. والطُّفافةُ مَا قصرَ عنْ ملءِ الإناءِ منْ شرابٍ وغيرهِ.

الباب الحادي عشر في ذكر المحلات والظروف

الباب الحادي عشر في ذكرِ المحلاَّتِ والظُّروفِ المحلاَّتُ: القريةُ والفأسُ والفدَّاحةُ والّدَلوُ والشَّفرةُ والقدرُ والجفنةُ. وإنَّما سمِّيتْ محلاَّتٍ لأنَّ منْ تكونُ معهُ يحلُّ حيثُ يريدُ. وإلاَّ فلا بدَ لهُ منْ أنْ ينزلَ معَ النَّاسِ ليستعيرَ منهمْ. والظُّروفُ: الحميتُ، والجمعُ حمتٌ، وهيَ زقاقُ السَّمنِ. وكذلكَ الانحناءُ، الواحدَ نحيٌ. والوطابُ زقاقُ اللَّبنِ، واحدُها وطبٌ. والذَّوارعُ زقاقُ الخمرِ، لا واحدَ لها منْ لفظهَا. والأسقيةُ للماءِ

واللّبنِ، والواحدُ سقاءٌ. واسمُ الزِّقِّ يجمعُ ذلكَ كلَّهُ. ويُقالُ: زقٌّ سبحلٌ، أيْ واسعٌ طويلٌ. وسقاءٌ بديعٌ، أيْ جديدٌ. والصَّفنُ الماءُ الَّذِي يصبُّ فِي السِّقاءِ البديعِ ليطيبَ. والصُّفنةَ شبيهةٌ بالسُّفرةِ لها عرىٌ يستَقى بها، والجمعُ صفانٌ. والحميتُ يكونُ للعسلِ أيضاً. قالَ أبو زيدٍ، يُقالُ لمسكِ السَّخلةِ ما دامَ يرضعُ: شكوةٌ. فإذا أفطمَ فمسكهُ بدرةٌ. فإذا أجذعَ فمسكُهُ سقاءٌ. أفطمَ، أيْ صارَ فِي حالِ الفطامِ. والاختناثُ: أنْ تُكسرَ أفواهُ الأسقيةِ إِلَى خارجٍ. وجاءَ فِي الحديثِ النَّهيُ عنهُ. والقبعُ كسرُها إلى داخلِ. قبعتُ السَّقاءَ. وسلقَ، إِذَا أدخلَ عروةٌ منَ الجوالقِ فِي عروةٍ. وقطبَ إِذَا أدخلَها، ثمَّ ثناهَا. والجرابُ، والجمعُ جربٌ. والجوالقُ، والجمعُ جوالقُ، وهوَ منْ نوادرِ الجمعِ، فارسيٌّ معرَّبٌ. وهوَ منْ قولهمْ بالهْ. وقدْ جاءَ هَذَا اللَّفظُ فِي الشِّعرِ. قالَ أبُو ذؤيبٍ: كأنَّ عليْها بالةٌ لطميَّةٌ.

كذَا قيلَ. والصَّحيحُ أنَّ فارسيَّتهُ كوال. ويُقالُ للجوالقِ الصّغير: لبيدٌ، وبهِ سُمِّيَ الرَّجلُ لبيداً. والخصفةُ الجلَّةُ. والأحضومُ عروةُ الجوالقِ. والإداوةُ، والجمعُ أداوٍ. ويُقالُ للبزالِ الَّذِي فيها الصُّنبورُ. والمزادةُ، والجَمْعُ مَزَادٌ، وهِيَ الرَّاوِيَةُ. وأَصْلُها الَجَمَلُ الَّذِي تُحْمَلُ عَلَيْهِ المَزَادِةُ، ثمَّ كثرَ حَتَّى سمِّيتِ المزادةُ راويةً. والجمعُ روايا. وعزلاءُ المزادةِ مصبُّ مائهِا منْ جانبيْها. ومنهُ يُقالُ: أرختِ السَّماءُ عزاليَها، يعنَى بهِ شدَّةُ المطرِ. والوعاءُ، والجمعُ أوعيةٌ. أوعيتُ الشَّيءَ، إِذَا جعلتَهُ فِي وعاءٍ. وفي القرآنِ {وَجَمَعَ فَأَوْعَى} ووعيتُ العلمَ وعياً. والجرابُ الَّذِي تجعلُ فيه الدَّراهمُ الظَّبيةُ، والجمعُ ظبياتٌ. والعكَّةُ. والجمعُ عكاكٌ، نحيٌ صغيرٌ يجعلُ فيهِ السَّمنُ والعسلُ. والزُّكرةُ زقٌّ صغيرٌ يجعلُ فيهِ الشَّرابُ. والرَّكوةُ معروفةٌ، والجمعُ ركاءٌ. والقربةُ معروفةٌ، وهيَ الَّتِي يحملُها السَّقَّاءُ. ويُقالُ للَّذي يوضعُ فِي فمِ السِّقاءِ والقربةِ فيحقنُ بهِ ما فيهِ: المحقنُ. والوكاءُ الخيطُ الَّذِي يشدُّ بهِ رأس القربةِ. وفي الحديثِ: العينُ وكاءُ السَّهِ. ويُقالُ فِي المثلِ: يداكَ أوكتَا، وفوكَ

نفخَ. والثُّوَّةُ خرقةٌ تطرحُ تحتَ الوطبِ. والدِّماسُ الكساءُ يطرحُ على الزِّقِّ. والعرقُ الخرزُ الَّذِي فِي وسط القربةِ. وقيلَ عراقُ السُّفرةِ الخرزُ الَّذِي يحيطُ بها. وسمِّيتِ العراقُ عراقاً لأنَّها تستكفُّ أرضَ العربِ. وقالَ الفرَّاء: الخفاءُ وعاءُ القربةِ. ومنَ الظُّروفِ القشوةُ، والجمعُ قشاءٌ. والمخلاةُ مشتقَّةٌ منَ الخلا، مقصورٌ، وهُو النَّباتُ الرَّطبُ، لأنَّهُ يجزُّ ويوضعُ فيها. والزَّبيلُ، والجمعُ زبلٌ. فإذا أدخلتَ النُّونَ كسرتَ أوَّلهُ فقلتَ: زنبيلٌ. والأوَّلُ أعلى. واشتقاقُهُ منَ الزِّبلِ، لأنَّ الزَّبلَ ينقلُ فيهِ. والمكتلُ الزَّبيلُ أيضاً. والمِحْضَنُ، وهُوَ مِنْ قَوْلِكَ: احْتَضَنْتُ الشَّيْءَ، وقَدْ يُقالُ بالصَّادِ أَيْضاً. والحفصُ. وبهِ سُمِّيَ الرَّجلُ حفصاً، وكنيَ أبا حفصٍ. وقيلَ: الحفصُ الزَّبيلُ منَ الأدمِ. والَّذي يخترفُ فيهِ الرُّطبُ المخرفُ. والصُّنُّ الزَّبيلُ الكبيرُ، عربيٌّ صحيحٌ. والجبجبةُ زبيلٌ كبير أيضاً. والعرقةُ، بالرَّاءِ، الزَّبيلُ المُسَفُّ مِنَ الخُوصِ. وقيلَ: العَرَقَةُ الخُوصُ المُسَفُّ الَّذِي يُعْمَلُ مِنْهُ الزُّبُلُ. والغرارةُ، والجمعُ غرائرُ، معروفةٌ. واشتقاقهُ منْ قولهمْ: غرَّ الطَّائرُ فرخَهُ يغرُّه، إِذَا زقَّهُ. والغرغرةُ الحوصلةُ. والسَّبذُ دخيلٌ، وهوَ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيِّةِ الرُّكٌّ. والنَّوطُ

جلَّةٌ صغيرةٌ يكنزُ فيها التَّمرُ. والسَّأبُ والمسأبُ الزِّقُّ العظيمُ يجعلُ فيهِ العسلُ. والولائجُ: أعدالٌ يحملُ فيها العطرُ والبزُّ وغيرُ ذلكَ، الواحدُ وليجةٌ. ويُقالُ للدَّنِّ: الخرسُ، بالفتحِ. والشَّنُّ: كلُّ وعاءٍ منْ أدمٍ إِذَا أخلقَ وجفِّ، والجمعُ شنانٌ.

الباب الثاني عشر في ذكر الرحى

الباب الثاني عشر في ذكرِ الرَّحى الرَّحى مؤنَّثةٌ، مقصورة مفتوحةُ الرَّاء. والعامَّةُ تكسرُها، وهوَ خطاً. والجمعُ أرحاءُّ. ولا يُقالُ أرحيةٌ. ويُقالُ: رحيانِ ورحوانِ. فمنْ قالَ رحيانِ كتبها بالياءِ. ومنْ قالَ رحوانِ كتبها بالألفِ. والحديدةُ الَّتِي تحيطُ بالحجرِ الأعلى إطارٌ، والجمعُ أطرٌ. والبلعةُ الخشبةُ المعترضةُ فِي ثقبِ الرَّحى. ورُبَّمَا كانتْ من حديدٍ. والقطبْ معروفٌ. والهادي الخشبةُ الَّتِي يقبضُ عليْها الطَّاحنُ إِذَا طحنَ بيدهِ. والجمعُ الهوادي. والثَّقالُ الخرقةَ تجعلُ تحتَ الرَّحى يسقطُ عليْها الدَّقيقُ. والملهاةُ الَّتِي يجعلُ فيها الحبُّ. واللُّهوةُ فمُ الرَّحى الَّذِي يقعُ فيهِ الحبُّ. واللُّهوةُ أيضاً قبضةٌ منَ الحبِّ تطرحُ فِي فمِ الرَّحَى. والنُّباغةُ ما تطايرَ منَ الدَّقيقِ. والنَّاعورةُ: الَّتِي يخفقها الماءُ فتدُور بها الرَّحى. والخوافقُ أطرافُها، والواحدةُ خافقةٌ. وبيتُ الرَّحى الطَّاحونةُ. والطِّحنُ الدَّقيقُ. والطَّحنُ مصدرٌ. والقعسرُ الوتدُ الَّذِي يقبضُ عليهِ الطَّاحنُ إِذَا طحنَ برجلِهِ. وفي بعضِ كلامِهمْ: إِذَا أخذتَ بقعسرِها، وألهيتَ فِي حجرِها، أطعمتْكَ منْ خيرِها ألهيتَ: ألقيتَ فيها لهوةً. ويُقالُ لرحَى البزرِ: الملطاطُ، والجمعُ الملاطيطُ. هكَذَا قرأناهُ على أبي أحمدَ. وروَى الأصمعيُّ: الملطاطُ ساحلُ البحرِ. وقالَ غيرهُ: هوَ شاطئُ الفراتِ. والرَّائدُ الخشبةُ الَّتِي تدارُ بها رحىَ اليدِ.

ويُقالُ: رحىً دموكٌ، إِذَا كانتْ سريعةَ الطَّحنِ. ويُقالُ: طحنتُ بالرّحى شزراً، وهوَ على اليمينِ، وبتَّاً على اليسارِ. والجشُّ بينَ رحيينِ. والزَّهكُ بينَ حجرينِ. زهكهُ زَهْكاً، إِذَا جشَّهُ بينَ حجرينِ. والمجشَّةُ: الَّتِي يجشُّ بها. وأصلُ الجشِّ الدَّّقُّ الجريشُ.

الباب الثالث عشر في ذكر النار والسراج، وما يجري مع ذلك

الباب الثالث عشر في ذكرِ النَّارِ والسِّراجِ، وما يجري معَ ذلكَ النَّارُ مؤنَّثةٌ، والجمعُ أنورٌ، فإذا كثرتْ فهيَ النِّيرانُ. ويُقالُ لها السَّكنُ، لأنَّ الإنسانَ يسكنُ إليْها، ويأنسُ عندَ رؤيِتها، والجمعُ أسكانٌ. والصَّلا بالفتحِ مقصورٌ، والصَّلاء بالكسرِ ممدودٌ، وقد اصطلَى يصْطلي. والميِقدُ والميقادُ الموضعُ الَّذِي يوقدُ فيهِ النَّارُ. والتَّنُّورُ معرَّبٌ. وهوَ بالعربيَّةِ الوطيسُِ، فِي قولِ بعضهمْ. وقالَ آخرونَ: هوَ بكلَّ لغةٍ تنُّورٌ. والوطيسُ التَّنُّورُ منْ حديدٍ. وقيلَ: تنُّورٌ يجعلُ تحتَ الأرضِ، وهذا أصحُّ. والمناقةُ الحجرُ يكونُ أسفلَ التَّنُّورِ. والمسعرُ ما يحرَّكُ بهِ التنُّورُ. وتقولُ: ورَى الزَّنْدُ، يَري ورياً، إِذَا أخرجَ النَّارَ. وأوْرَى القادحُ. ويقولونَ فِي هَذَا المثلِ: وريتْ بكَ زنادي بالكسرِ. وقالَ المفضَّلُ: ورَى الزَّندُ، وورِي لغتانِ. وصلدَ الزَّندُ، إِذَا لم يخرجِ النَّارَ. وأصلدَ القادحُ.

والقبسُ الشُّعلةُ من النَّارِ. والقابسُ الَّذِي يقبسُ منَ النَّارِ قبساً. وأقبسني فلانٌ: أعطاني قبساً، وقبسَني أيضاً. والمقبسُ والمقباسُ نحوُ القبسِ. وأجَّجْتَ النَّارُ، وتأجَّجتْ هيَ. وسخيتُها وسخوتُها، إِذَا فرجتَها لتتَّقدَ. وقيل: إِذَا ليَّنتَها، وهذا أصحُّ. ومنهُ السَّخاءُ، وهوَ اللِّينُ عندَ السُّؤالِ. وأرضٌ سخاويَّةٌ ليِّنةٌ. وقرطاسٌ سخاويٌّ، أيْ ليِّنٌ. وسنتِ النَّارُ، تسنُو سنوّاً، إِذَا ارتفعَ لهبُها. وحششتُها أحشُّها، إِذَا رددتَ عليْها ما تساقطَ منْ حطبها. وأصلُهُ أنْ تطرحَ عليْها الحشيشَ فتتَّقدَ. وألهبْتُها إلهاباً. وذكَّيتُ النَّارَ تذكيةً، إِذَا دسستَ فيِها ذكوةً تبقْى فِي الإرةُ. والإِرَةُ الحفرةُ الَّتِي فِي وسطِ الكانونِ. ويُقالُ: أدنُ من الصِّلاءِ. ويكرهُ أنْ يُقالُ: أدنُ منَ النَّارِ. واللَّهبُ للنَّارِ. والوهجُ للجمرِ، وهوَ ضوءُهُ واتِّقادُهُ. والشررةُ معروفةٌ. وإِذَا سقطتْ منَ الزَّندينِ فهوَ السَّقطُ. وطبنتُ النَّارَ، أطبنها طبناً، إِذَا دفنتَ الجمرَ فِي الكانونِ لئلاَّ يخمدَ. واسمُ الجمرِ المدفونِ الطَّابونُ. ومنْ آلاتِ الكانونِ السِّطامُ، والجمعُ سطمٌ. والمحرثُ والمحراثُ، والمسعرُ والمسعارُ، وهوَ الَّذِي يحرَّكُ بهِ النَّارُ. والرَّمادُ، ويُقالُ لهُ الرِّمددُ. والدَّمانَ الرَّمادُ أيضاً. وفي مثلٍ: أنضجَ أخوكَ ثمَّ رمَّدَ أيْ أصلحَ الأمرَ، ثمَّ أفسدَهُ. والفحمُ، بتحريكِ الحاءِ، وبالإسكانِ غيرُ جائزٍ. والخثَّةُ قبضةٌ منْ كسارِ العيدانِ تُقبسُ بها النارُ. ويُقالُ لدقاقِ العيدانِ الَّتِي تجعلُ تحتَ الحطبِ الجزلِ: الشِّياعُ. وقدْ شيَّعَ نارَهُ. ومنهُ قيلَ: شيعةُ الرَّجلِ. وأصلُ الحرَّاقِ منَ الحرقِ. والحرقُ النَّارُ بعينِها. والحرَّاقُ يخفَّفُ ويثقَّلُ. والزَّندانِ عودانِ تقدحُ بهِما النَّارُ. يقالُ للأعلى زندٌ، وللأسفلِ

زندةٌ. فإذا ثنَّيتَ قلتَ زندانِ. والسِّراجُ، والجمعُ سرجٌ. وسرَّجتُ السِّراجَ تسريجاً. ويُقالُ لهُ النِّبراسُ أيضاً، والمصباحُ. وقد صبَّحتُ، إِذَا سرَّجتَ، وأسرجتُ أيضاً. والأوَّلُ أجودُ. وفي السِّراجِ الفتيلةُ، وهيَ الشَّعيلةُ، والذُّبالةُ والذُّبالُ. والَّسليطُ الزَّيتُ. وأمددتُ السِّراجَ بهِ إمداداً. وقالَ بعضهمْ: الصُّباحُ السِّراجُ، والمصباحُ المسرجةُ. ويُقالُ: قرَّطتُ السِّراجُ تقريطاً، وأذلقتُهُ إذلاقاً، وأمخَطتُهُ إمخاطاً، إِذَا ألقيتَ طرفَ الفتيلةِ المحترقِ. واسمُ ما يسقطُ منهُ القرطُ. والّذي يذلقُ بهِ المذلقُ. ويُقالُ للحجرِ الَّذِي تقدحُ بهِ النّارُ: الوثيمةُ. وفي حديثِ بعضِهمْ: فلعلَّ الَّذِي يخرجُ العذقَ منَ الجريمةِ، والنَّارُ منَ الوثيمةِ. قالَ: الجريمةُ النَّواةُ، والعذقُ النَّخلةُ.

الباب الرابع عشر في ذكر الحلي

البابُ الرابعُ عشرَ في ذكرِ الحليِ الحليُ جماعةٌ لا واحدَ لهُ منْ لفظهِ، والجمعُ حليٌّ، كما قَالُوا فِي جمعِ سبيِ سُبي، وفي جمعِ ثدْي ثُدي. وفي القرآنِ: {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ}. وقرئَ (منْ حليهمْ). ولا يُقالُ حليٌّ، بالفتحِ والتَّشديدِ، فِي هَذَا المعنَى. وإنَّما الحليٌّ يبيسُ النَّصيِّ، وهُوَ نبتٌ. ولا يُقالُ لحليةِ السَّيفِ حليٌّ، إنَّما يُقالُ: حليةٌ، والجمعُ حِلى، وحليةٌ وحُلى. ويُقالُ: حليَ الشَّيءُ فِي عينِي وقلْبي، إِذَا حسنَ، واشتقاقُهُ منَ الحليِ الملبوسِ. وليسَ هَذَا فِي شيءٍ منْ قولهِمْ: حلا الشَّيءُ فِي فمي. فمنَ الحليِ السَّوارُ. وأدنَى العددِ أسورةٌ. وفي القرآنِ: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ}. فإذا كثرتْ فهيَ السُّؤُورُ. ويُقالُ لهُ: القلبُ، والجمعُ القلبةُ. والمسكُ سوارٌ منْ عاجِ تلبسُهُ الأعرابُ. وأنشدَ لأبي وجزةَ

السَّعديِّ: حتَّى سلكنَ الشَّوى منُهنَّ فِي مسكٍ ... منْ نسلِ جوَّابةِ الآفاقِ مهداجِ. يصفُ ظباءٌ كرعْنَ فِي ماءٍ، فصارَ الماءُ لأطرافِها مثلَ المسكِ. وجعلَ الماءَ منْ نسلِ الرَّيحِ لأنَّها تجيءُ بالسحابِ وتؤلِّفُهُ. والجوَّابةُ: يعْني الرِّيحَ. والخلخالُ معروفٌ. ويُقالُ لهُ: الحجلُ والخدمةُ. وكتبَ خالدُ بنُ الوليدِ إِلَى مرازبةِ فارسَ: الحمدُ للهِ الَّذِي فضَّ خدمتكُمْ، وفرَّقَ كلمتكُمْ. ويُقالُ للخلخالِ: خلخلٌ أيضاً. قالَ الرَّاجزُ: برَّاقةُ الجيدِ، صموتُ الخلخلِ والخلخالُ فِي موضعٍ آخرَ رملٌ فيهِ خشونةٌ. ويُقالُ لهُ: البرةُ، ويجمعُ برينَ. وإِذَا كانَ الخلخالُ منْ خرزٍ فهوَ رسوةٌ. وقيلَ: الرَّسوةُ الدَّستينجُ. والجمع رسواتٌ.

والقلادةُ، والجمعُ قلائدُ. وقلائدُ القصائدِ ومقلَّداتها: مشهوراتُها. ويُقالُ للقلادةِ الضَّيِّقةِ: المخنقةُ، والجمعُ مخانقُ. ويُقالُ لها التِّقصارُ، والجمعُ تقاصيرُ. وسمِّيتْ تقصاراً لأنَّها قصيرةٌ لاصقةٌ بالعنقِ. كما قَالُوا: تجْفَافٌ وتجافيفُ، وتمثالٌ وتماثيلُ. ويُقالُ للقلادةِ: العقدِ، والجمعُ عقودٌ. وتقولُ: فصَّلتُ العقدَ، وهوَ عقدٌ مفصَّلِّ، إِذَا خالفتَ بينَ ألوانهِ وأنواعهِ. ورصَّعتُهُ مثلُهُ، وهوَ مرصَّعٌ. والشَّذرُ خرزٌ أوْ ذهبٌ يفصَّل بهِ العقدُ، الواحدةُ شذرةٌ، وتجمعُ شذوراً. وعقدٌ مشذَّرٌ. والحبلةُ ضربٌ منَ الحليِ يجعلُ فِي القلائدِ. وقالَ الشَّاعرٌ: وكلُّ خليلٍ عليْهِ الرِّعا ... ثُ والحُبُلاتُ كذوبٌ ملقْ والطَّوقُ، والجمعُ أطواقٌ، معروفٌ. والسُّخابُ قلادةٌ منْ قرنفلٍ أوْ غيرِهِ، والجمعُ سخبٌ. كما قَالُوا: كتابٌ وكتبٌ. والكرمُ قلادةٌ، والجمعُ كرومٌ. الوشاحُ مذكَّرٌ، وأدنى العددْ أوْ شحةٌ، والكثيرُ الوشحُ. وقدْ توشَّحتِ المرأةُ. قالَ الشَّاعرُ: غرثانُ عقدُ وشاحِها، قلقٌ ... شبْعَانُ منْ أردافِها المرطُ والتَّاجُ مذكَّرٌ، والجمعُ تيجانٌ. وتتوَّجَ الرَّجلُ، وتوَّجَ غيرُهُ. وقالُو: العمائِمُ تيجانِ العربِ، وقدْ مرَّ. والإكليلُ، والجمعُ أكاليلُ. وسمَّيَ بذلكَ لإحاطتهِ بالرَّأس. ومنهُ الكلالةُ لتكلُّلِ نسبِهِ بنسبِكَ. والقرطُ مذكَّرٌ. وأدنَى العددِ فيِهِ أقراطٌ، والكثيرُ القرطةُ. ويُقالُ لهُ: الخلدةُ. وجاءَ فِي تفسيرِ قولِهِ تعالَى: {وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ} أيْ

مقرَّطونَ. ولوْ أرادَ الخلودَ لما خصَّ الولدانَ دونَ سائرِ أهلِ الجنَّةِ. وقيلَ: الخلدةُ السِّوارُ. والرَّعثُ القرطُ، والجمعُ رعاثٌ. والمرعَّثُ المقرَّطُ. وقيلَ: الرَّعثُ درَّةٌ معلَّقةٌ بالقرطِ، وهذا أصحٌ. وسمَّيَ القرطُ الأعْلى الشنْفَ، وهوَ مذكَّرٌ. والجمعُ شنوفٌ، وتصغيرُهُ شنيفٌ. وبهِ سُمِّيَ الرَّجلُ شنيفاً. والعقابُ: الخيطُ الَّذِي يجمعُ طرفيْ حلقةِ القرطِ فِي الأذنِ. والمعقادُ خيطٌ ينظمُ بهِ خرزاتٌ، ويعلَّقُ فِي أعناقِ الصِّبيانِ وأعضادِهمْ. والدُّملجُ مذكَّرٌ. والجمعُ دمالجُ، والدُّملوجُ، والجمعُ دماليجُ. ويُقالُ لهُ: المعضدُ، والجمعُ معاضدُ. وأنشدَ: وشالتِ الجوزاءُ منْها باليدِ فعلَ البغيِّ لوَّحتْ بالمعضدِ ويُقالُ لهُ: المعضادُ أيضاً. والخاتمُ مذكَّرٌ، والجمعُ الخواتمُ، وخاتامٌ، بالفتحِ، والجمعُ خواتيمُ. ولا يُقالُ خاتمٌ، بالكسرِ، إِلاَّ قليلاً شاذاً. والخاتمُ، بالكسرِ، الَّذِي يختمُ بهِ على الشَّيءِ. ويُقالُ للخاتمِ: الحِلقُ. وللخاتمِ الفصُّ، بفتحِ الفاءِ. ولا يُقالُ فصُّ إلاَّ شاذاً. والجمعُ فصوصٌ. وتقولُ: أخذتُ الأمرَ منْ فصِّهِ، أيْ منْ وجهِهِ. والفتخَةُ، والجمعُ فتخٌ: خواتيمٌ تجعلُ فِي أصابعِ الأرجلِ، ليستْ لها فصوصٌ. والققَّازُ ضربٌ منَ الحليِ تجعلُهُ المرأةُ فِي يديْها ورجليْها. ومنهُ قيلَ: تقفَّزتِ المرأةُ بالحنَّاءِ، إِذَا نقشتْ يديْها ورجليْها ذلكَ النَّقشَ. والقفَّازُ أَيْضاً بياضٌ فِي أشاعرِ الفرسِ، لا يجاوزُها. وفرسٌ مقفَّزٌ. والسِّمطُ قلادةٌ أوسعُ منَ المخْنقةِ، والجمعُ سموطٌ. والنِّظامُ السِّلكِ تنظمُ بهِ الخرزُ، والجمعُ نظمٌ.

والعمرةُ الشَّذرةُ منَ الخرزِ، يفصَّلُ بهِ نظمُ الذَّهبِ، وبها سمَّيتِ المرأةُ عمرةَ. والخرصةُ حلقةٌ صغيرةٌ تجعلُ فِي الأذنِ. والسَّلسُ خيطٌ ينظمُ فيهِ الخرزُ، والجمعُ سلوسٌ. والجوهرُ فارسيٌّ معربٌ. وأصلُهُ كوهرْ. ويجوزُ أنْ يُقالُ إنَّهُ عربيٌّ، وأصلُهُ منَ الجهرِ، والواُو زائدةٌ. وجوهرُ كلِّ شيءٍ أصلُهُ. فمِنَ الجوهرِ: الياقوتُ، والجمعُ يواقيتُ. والدُّرُّ عظامُ اللؤلؤ، والواحدةُ درَّةٌ. ويُقالُ لها: الفريدةُ، والجمعُ فرائدُ. والجمانُ والمرجانُ صغارُ اللُّؤلؤ، الواحدةُ جمانةٌ ومرجانةٌ، هكَذَا جاءَ فِي تفسيرِ قولِهِ تعالى: {كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ}. والزَّبرجدُ معروفٌ، والزُّمرُّذُ، بالذَّالِ معجمةً، وهُما أعجميَّانِ معرَّبانِ. والبلَّورُ يُقالُ لهُ المهاةُ. والعقيقُ عربيٌ معروفٌ، الواحدةُ عقيقةٌ. والعقيقة أيضاً البرقُ يستطيلُ فِي السَّماءِ: يُقالُ: عقَّ البرقُ، إِذَا صارَ كذلكَ. ومنهُ يُقالُ للسَّيفِ: إنَّهُ لحسنُ العقيقةِ. والخرزةُ، وأدنى العددِ خرزاتٌ، ثمَّ الخرزُ. والجزعُ، بفتحِ الجيمِ لا غيرُ. فأمَّا الجزعُ، بالكسرِ، فمنعطفُ الوادي. والمرسلةُ قلادةٌ طويلةٌ تقعُ على الصَّدرِ. وفقَّرتُ الخرزة، إِذَا ثقبْتَها. ومنهُ اشتقاقُ الفقيرِ، وهيَ ركيةٌ تحفرُ، وتنفذُ إِلَى أخرى ليكثرَ ماؤُها. والجبارَةُ الدُّملوجُ. وكذلكَ الجبيرةُ. ويُقالُ للعاجِ: الحضنُ. وحضنٌ أيضاً جبلٌ معروفٌ. والأرنبُ والنَّخلُ ضربٌ منَ الحليِ. قالَ الرَّاجزُ:

وعلَّقتْ منْ أرنبٍ ونخلِ والخضاضُ الشَّيءُ القليلُ منَ الحليِ. قالَ الشَّاعرُ: لقلْتَ: غزالٌ ما عليهِ خضاضٌ والخرزُ الدَّرْدَبيسُ خرزةٌ تشفُّ كالعنبةِ الحمراءِ، تلبسُها المرأةُ، تتحببُ بها إِلَى زوجِها. والسَّلوةُ خرزةٌ بيضاءُ يشفُّ نظامُها منْ ظاهرٍ، وإِذَا دفنتَها فِي الرَّملِ ثمَّ فحصتَ عنْها رأيتَها سوداءَ. تنقعُ فِي الشَّرابِ، ويسقى الحزينُ أو العاشقُ، يشتفى بذلكَ. والخصمةُ منْ خرزِ الرِّجالِ يلبسونَها إِذَا أرادوا منازعةَ قومٍ أوْ دخولاً إِلَى سلطانٍ. والوجيهَةُ خرزةٌ لها وجهانِ، يمسحُ بها الرَّجلُ وجهَهُ، إِذَا أرادَ الدُّخولَ إِلَى سلطانٍ. والعمرةُ خرزةٌ تلبسُها النِّساءُ، يتحبَّبنَ بها إِلَى أزواجهنَّ. وتكونُ خضراءَ وسوداءَ. والكحلةُ خرزةٌ سوداءُ تعلَّقُ على الصِّبيانِ، وهيَ خرزةُ العينِ،

فيها لونانِ بياضٌ وسوادٌ كالرُّبِّ والسِّمنِ إِذَا اختلطَا. والقرْزحلةُ منْ خرُزِ الضَّرائرِ، تلبسُها المرأةُ فيرضَى بها قيمُها. والهنَّمةُ خرزةٌ تتحبَّبُ بها المرأةُ إِلَى زوجِها.

الباب الخامس عشر في ذكر جواهر الأرض

الباب الخامس عشر في ذكرِ جواهرِ الأرضِ الذَّهبُ يذكَّرُ ويؤنَّثُ. ويُقالُ لهُ: العقيانُ والعسجدُ والنُّضارُ والنَّضرُ. ويُقالُ لعرقِهِ وعرقِ الفضَّةِ: السَّامُ. والفضَّةُ ويُقالُ لها: اللُّجينُ والغربُ. قالَ الشَّاعرُ: تراموْا بهِ غرباً أوْ نُضَارا والصَّلايفُ الفضَّةُ أيضاً. ويُقالُ: شيءٌ مفضَّضُ ومذهبٌ، إِذَا عملَ بالفضَّةِ والذَّهبِ. ولا يتصرَّفُ منَ اللُّجينِ والعسجدِ والنُّضارِ والعقيانِ فعلٌ. ويُقالُ لمكسورِهِ: التِّبرُ. وقيلَ: التَّبرُ خالصهُ، والأوَّلُ أجودُ. ومنهُ قيلَ: تَبَّرتُ الشَّيءَ، إِذَا كسرتُهُ. والتَّبارُ الهلاكُ يرجعُ إِلَى هذا. والحديدُ معروفٌ. ويُقالُ للفولاذِ: السَّاحونُ، وللنِّرماهنِ

المذيلُ. والرَّصاصُ بفتحِ الرَّاءِ. ويُقالُ لهُ الصَّرفانُ. والصُّفرُ، بضمِّ الصَّادِ، ولا يُقالُ صفرٌ بالكسرِ إِلاَّ فِي معنىً آخرَ، وهوَ أنْ يُقالُ: شيءٌ صفرٌ، إِذَا كانَ خالياً، لا شيءَ فيهِ. ويُقالُ: رصاصٌ قلعيٌّ، بفتحِ اللاَّمِ، والإسكانُ قليلٌ، وهوَ فارسيٌّ معرَّبٌ، وأصلُهُ كلهيٌّ. وأمَّا المسُّ فأعجميٌّ. ولا تعرفُهُ العربُ، وهوَ بالعربيَّةِ القطرُ والنُّحاسُ. والنُّحاسُ أيضاً الدُّخانُ. قالَ تعالى: {شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ}. والآنكُ الأسربُّ. والركازُ ما يوجدُ فِي المعدنِ. والكنزُ أيضاً ركازٌ. وهوَ من قولكَ: ركزَ الرِّمحَ وغيرهُ فِي الأرضِ. وفي الحديثِ: في الرِّكاز الخمسُ. ويُقالُ لخبثِ الحديدِ الفلزُّ. ويُقالُ لجواهرِ الأرضِ الفلزُّ. وقيلَ: الفلزُّ النُّحاسُ الَّذِي لا يعملُ فيِهِ الحديدُ. وقالَ ابنُ

الأعرابيِّ: القلزُّ النُّحاسُ بالقاف أيضاً. وممَّا يجري معَ ذلكَ الكنزُ، وهوَ فارسيٌّ معرَّبٌّ، واسمهُ بالعربيَّةِ المفتحُ. قال الله تعالى: {مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ} قال بعْضهم: أيْ كنوزهُ.

الباب السادس عشر في ذكر الأطعمة

الباب السادس عشر في ذكرِ الأطعمةِ الخبزُ المأكولُ. والخبزُ المصدرُ. وأصلهُ منْ قولهمْ: خبزَ البعيرُ بيدِهِ، إِذَا ضربَ بها فِي سيرِهِ. والرَّغيفُ، والرَّغفانُ والرَّغفُ الجميعُ. والقرصُ. والجمعُ أقراصٌ وقرصةٌ، مثلُ ترسٍ وترسةٍ. ولا يُقالُ للواحدِ قرصةٌ. والعامَّةُ تقولُهُ، وهوَ خطأ. والجرادقُ الرُّغفانُ الكبارُ، الواحدةُ جردقةٌ، فارسيَّةٌ معرَّبةٌ، وهيَ كردَهُ. والرُّقَاقُ ما رقِّقَ منَ الخبزِ، الواحدةُ رقاقةٌ. ولا يُقالُ رقاقٌ، إنَّما الرَّقاقُ جمعُ رقيقٍ منَ الثَّيابِ وغيرها. وتقولُ: فلانٌ يخبزُ الرَّقيقَ والغليظَ. فإذا قلتَ: يخبزُ الجرادقَ، قلتَ: والرُّقاقُ، هكَذَا كلامُ العربِ. والصَّلائقُ، الواحدةُ صليقةٌ، رغفانٌ بينَ الجرادقِ والرُّقاقِ فِي الغلظِ. والمليلُ الخبزُ الَّذِي يخبزُ فِي الملَّةِ، وهوَ أنْ توقدَ النَّارُ فِي حفيرةٍ منَ الأرضِ، ويجعلَ العجينُ فيها، فيصيرَ خبزاً. فموضعُ النَّارِ والرَّمادِ الملَّةُ، والخبزُ مليلٌ ومملولٌ. وقالَ بعضهمْ: المحاشُ الرَّغيفُ يقعُ فِي التَّنُّورِ، فيحترقُ. فإنْ كانَ صحيحاً فهوَ منْ قولهمْ: محشتْه النَّارُ، إِذَا أحرقتُهُ. وتقولُ: هَذَا

ومن أدوات الخبازين

خبزٌ حوَّاريٌّ وحوَّارٌ. وأصلهُ منَ البياضِ. يُقالُ: عينٌ حوراءُ، إِذَا كانَ بياضُها نقياً. ويُقالُ للدَّقيقِ الَّذِي يكونُ فيهِ العجينُ اللُّواثةُ، فإذا حمضَ العجينُ قيلَ: قدْ تخَّ. وعجينٌ إنبخانٌ، إِذَا صارَ على وجهِهِ مثلُ النَّبخِ، وهوَ الجدَريُّ، وذلكَ إِذَا حمضَ أيضاً. وإِذَا أرقَّ العجينُ قيلَ: عجينٌ رخفٌ، وقدْ أرخفتُهُ. فإذا جفَّ قيلَ: ترزَ، وعجينٌ تارزٌ، وقدْ أترزتُهُ. والفلاقةُ ما ينْفلقُ منَ الخبزِ فِي التَّنُّورِ، وهوَ القرفُ. وقرفُ كلَّ شيءٍ قشرهُ. وقدْ تحزِّفَ الخبزُ فِي التَّنُّورِ، إِذَا تشقَّقَ. والخميرُ معروفٌ. وكلُّ شيءٍ تركتَهُ حَتَّى يتغيَّرَ طعمُهُ فقدْ خمَّرتهُ. وقدْ خمرتُ الشَّيءَ أيضاً، إِذَا غطَّيتهُ. والعجينُ معروفٌ أيضاً. ومنهُ اشتقاقُ ناقةٍ عاجنٍ، إِذَا ضربتِ الأرضَ بيديْها فِي سيرِها. وشيخٌ عاجنٌ، إِذَا صارَ لا يقومُ إِلاَّ إِذَا اعتمدَ على الأرضِ بيديِهِ منَ الكبرَ. والفطيرُ معروفٌ. وأظنُّ اشتقاقَهُ منْ قولهمْ: انفطرَ الشَّيءُ إِذَا انشقَّ، لأنَّ منْ عادةِ الفطيرِ منَ العجينِ أنْ يتشقَّقَ. أوْ قيلَ لهُ: فطيرٌ، لأنَّهُ بقيَ على حالتِهِ الأولى، منْ قولكَ: فطرتُ الشَّيءَ، إِذَا ابتدأتُهُ. وهذا أجودُ الوجهيِنْ. قالَ أبُو بكرِ ابن دريدٍ: المحلاجُ الَّذِي يوسعُ بهِ الخبزُ. والَّذي بينَ الفطيرِ والخميرِ خبيزٌ. والفرنُّي منسوبٌ إِلَى الفرنِ. والفرنُ التنُّورُ. سمعنَاهُ وما ندريِ ما صحَّتهُ. ومنْ أدواتِ الخبَّازينَ الكريبُ والمرقاقُ والمحورُ، وهوَ الَّذِي يسوَّى بهِ الرَّغيفُ. والكريبُ الكعبُ منَ القصبِ والقنا. والميخزةُ الَّتِي ينقَّطُ بها الرَّغيفُ. والوضمُ الخوانُ الَّذِي يخبزُ عليهِ. وموضعُهُ إِلَى جنبِ التَّنُّورِ

ومن أسماء الطعام

الميضمةُ. وكذلكَ الخوانُ الَّذِي يوضعُ عليهِ اللَّحمُ عندَ الشوَّاءِ والجزَّارِ وضمٌ. والقصرُ ما يكسرُ الجزَّارُ وغيرهُ عليهِ اللَّحمَ بلغةِ أهلِ الحجازِ. وعلى هَذَا فسَّرَ قولُهُ تعالى: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} بالتَّحريكِ. والمنشالُ الَّذِي يخرجُ بهِ الخبزُ من التَّنُّورِ، واللَّحمُ منَ القدرِ. ويُقالُ لخبزِ الملَّةِ: الطُّرموسُ. ومنْ أسماءِ الطَّعامِ الوليمةُ، وهيَ ما يطعمُ فِي الإملاكِ. يُقالُ: أولمَ فلانٌ. والخرسُ والخرسةُ: ما يطعمُ فِي الولادةِ. والوكيرةُ ما يطعمُ في بناءِ الدُّور. وكَّرَ فلانٌ توكيراً. والإعذارُ طعامُ الختانِ. والإعذارُ أيضاً الختانُ. أعذرَ الغلامَ، إِذَا ختنهُ. والنقيعةُ طعامُ القادمِ منَ السَّفرِ. والمأدبةُ الدَّعوةُ. أدبَ الرَّجلُ القومَ، يَأدبهمْ، إِذَا دعاهُمْ إِلَى طعامهِ. وهوَ الآدبُ. قالَ طرفَةُ. نحنُ فِي المشْتاةِ ندعُو الجفلى ... لا تَرى الآدبَ فينا ينتقرْ

والجفَلى والأجفَلى أنْ تدعوَ القومَ كلَّهمْ. والنَّقرى أنْ تخصَّ قوماً دونَ قومٍ. وقد انتقرَ. والخبيرةُ: الدَّعوةُ على عقيقةِ الغلامِ. والوضيمةُ: طعامُ المأتمِ. والخذيعةُ: طعامٌ للعربِ، على وزنِ الهريسةِ، يهرسُ، أي يدقُّ. والغبيثةُ العصيدةُ يجعلُ فيها الأقطُ. والأقطُ لبنٌ يجمَّدُ ويؤكلُ، فإذا خلطَ بغيرهِ منْ تمرٍ وما يشبههُ سُمِّيَ أقطاً أيضاً. وقدْ أقطتُ الأقطَ، وهوَ مأقوطٌ. وسمِّيتِ العصيدةُ عصيدةٌ لأنَّها تعصدُ، أيْ تلوَى، والعصدُ اللَّيُّ. يُقالُ: عصدَ عنقهُ، إِذَا لواهَا. والخلعُ القديدُ. والمجيعُ التَّمرُ والزُّبدُ إِذَا جمعَ بينهُما. وقدْ تمجَّعَ الرَّجلُ، إِذَا أكلَ ذلكَ. والحيسُ تمرٌ يخلطُ بسمنٍ. قالَ الشَّاعرُ:

وإذا تكونُ كريهةٌ أدعَى لها ... وإذا يحاسُ الحيسُ يدعَى جندبُ والإهالةُ الودكُ. والطِّرقُ النِّقيُ. والزُّهمُ الشَّحمُ. والزَّهمُ السَّمينُ. والجميلُ: الشَّحمُ المذابُ. اجتملَ الرَّجلُ، إِذَا أذابَ الشَّحمَ. والصَّليبُ الودكُ. اصطلبَ الرَّجلُ، إِذَا طبخَ العظامَ ليخرجَ ودكها. ومنهُ اشتقاقُ المصلوبِ، لأنَّهُ إِذَا صلبَ سالَ صديدُهُ. ثمَّ صارَ صورةُ المصلوبِ أصلاً فِي صليبِ النَّصارى، والخشبِ المصلوبِ على الدَّلو. وسحارةُ الشَّاةِ ما يقتلعُهُ القصَّابُ منَ الحلقومِ والرئةِ. والحنيذُ اللَّحمُ المشويُّ. وفي القرآنِ: {جَاء بِعِجْلٍ

حَنِيذٍ}. والحساءُ والحسوُّ معروفانِ. والسَّخينةُ: الَّتِي تسمَّها العامَّةُ الكيولةَ. وكانتْ قريشٌ تعابُ بها، لأنَّها كانتْ تأكلُها، وتطعمُها الأضيافَ. والخطيفةُ دقيقٌ يذرُّ على اللَّبنِ، ويطبخُ فيهِ. والخريزةُ شيءٌ يطبخُ منَ النُّخالةِ. والخبيرُ الإدامُ. ويُقالُ: إدامٌ وأدمٌ للجميعِ. والمأدومُ الطَّعامُ الَّذِي فيهِ إدامٌ. وفي كلامِ بعضهمْ: هوَ أكلكمْ للمأدومِ، وإعطاؤكُمْ للمحرومِ. والثَّريدُ معروفٌ. والأخيخةُ دقيقٌ يصبُّ عليهِ ماءٌ وزيتٌ ويؤكلُ. والجشيشةُ معروفةٌ. وتسمَّيها العربُ البربورةَ. والفئرةُ حلبةٌ تطبخُ، فإذا فارَتْ عصرَتْ وصفِّيَتْ، فتتحسَّاها النُّفساءُ. والعرسُ مؤنَّثةٌ معروفةٌ. واللَّويةُ ما ادَّخرتْهُ المرأةُ من طعامِهَا. والجمعُ اللَّوايا. وتقولُ: لوتِ المرأةُ، تَلْوِي ليَّاً ولَوْيَاً. والقفيَّةُ مثلُ اللَّويةِ. واللُّهنةُ ما يهديهِ الرَّجلُ إِذَا قدمَ منْ سفرٍ. يُقالُ: لهِّنُونَا مِمَّا عندكُمْ. وقالَ أبو زيدٍ: اللُّهنةُ ما يعلَّلُ بهِ الضَّيفُ قبلَ الطَّعامِ. والسُّلفةُ طعامُ الرَّجلِ قبلَ الغذَاءِ.

والإسميذُ: الَّذِي يسمَّي السَّميذ، فارسيٌَّ معرَّبٌ. والنَّقيعةُ ما ينحرُ منَ النَّهبِ قبلَ القسمةِ. انتقعَ القومُ فيما بينهمْ نقيعةٌ. ويُقالُ: أكلتُ طعاماً ريقاً، وقفَازاً، إِذَا أكلتَهُ بغيرْ إدامٍ. والثَّربُ الشَّحمُ الَّذِي على الكرشِ. والسَّربلةُ كثرةُ الدَّسمِ. وكذلكَ السَّغبلةُ. ثريدٌ مسغبلٌ، ومسربلٌ. والمفرَّضُ اللَّحمُ المشويُّ على الرَّمادِ. فإذا غيَّبتهُ فِي الجمرِ فهوَ مملولٌ. والمضهَّبُ المشويُّ على الجمرِ فِي قولِ بعضهمْ. قالَ: والملهوجُ الَّذِي فيهِ بعضُ مائِهِ. والبسيسةُ سويقٌ يخلطُ بسمْنٍ حَتَّى يجتمعَ. وصوقعةُ الثَّريدةِ أعلاها. والأنقوعةُ الحفرةُ الَّتِي فيها الودكُ منْها. والكشيطُ ما يسلخُ منْ الشَّاةِ وغيرها. والسَّميطُ ما يسمطُ شعرهُ أوْ صوفُه. ويُقالُ: لحمٌ نيءٌّ بيّنُ النُّيوءِ، مثلُ النيوعِ. وقالَ بعضهُمْ: بيِّنُ النُّؤُّوءِ والنُّهوءِ. والهاءُ مبدلةٌ منَ الهمزةِ. وأَنْهَأتُ اللَّحمَ، وأنأتُهُ، مثلُ أفعلتُهُ، إِذَا لمْ تنضجْهُ، وتركتهُ شبيهاً بالنيءِ. ولحمٌ نهيءٌ. وفي مثلٍ:: ما أبالي ما نهيءَ منْ ضبِّكَ أيْ لا أبالي أصلحَ أمركَ أمْ فسدَ. وهوَ لحمٌ مناءٌ ومنهأٌ، مهموزٌ مقصورٌ مثالُهُ (مفعلٌ). ويُقالُ للنِّيءِ: الأسلغُ.

والعسجرُ الملْح. ويُقالُ: عسجرْ قدركَ. والدُّقَّةُ الملحُ الطَّيِّبُ، لأنَّهُ يدقُّ مع أباريزِهِ. وقيلَ: الدُّقَّةُ التَّوابلُ، نحوَ القزحِ. والقزحُ الكزبرُ، كذا قَالَ أبو بكرٍ. وسمكٌ مليحٌ ومملوحٌ، ولا يُقالُ مالحٌ، وممقورٌ، ولا يُقالُ منقورٌ. وقدْ صفَّفْتُ اللَّحمَ تصفيفاً، إِذَا رقَّقتهُ لشِواءٍ أو لتيبيسٍ. والصَّفيفُ القطعُ العراضُ، الواحدةُ صفيفةٌ. شرَّرتهُ: أيْ شرحتُهُ وبسطتُهُ فِي الشَّمسِ. وكلُّ شيءٍ نشرتُهُ فقدْ شرَّرتُتُه. ووشَّقتُ اللحمَ، أيْ جلعتُهُ وشيقةٌ، وهيَ القديدُ. والبضعةُ منَ اللَّحمِ، والجمعُ بضعٌ. كما تقولُ: بدرةٌ وبدرٌ. والحذيةُ والفلذةُ القطعةُ الطَّويلةُ منَ اللَّحمِ. وتمَّرتُ اللَّحمَ تتميراً، إِذَا قطعَتهُ قطعاً صغاراً أمثالَ التَّمرِ. والرُّعَامى، بالعينِ غيرَ معجمةٍ، زيادةُ الكبدِ، والرُّغامى، معجمةُ، الأنفُ وما حولهُ. والجدلُ والبدُءُ، على لفظِ البدعِ، العظمُ التَّامُّ الَّذِي لمْ يكسرْ منهُ شيءٌ. والعرقُ العظمُ الَّذِي ليسَ عليهِ كبيرُ لحمٍ، وكذلكَ العراقُ. والكسرُ العظمُ الوافرُ، والجمعُ العروقُ والكسورُ. والكردوسُ العظمُ الكبيرُ الكثيرُ اللَّحمِ. وتعرَّقْتُ العظمَ، وعرقتُهُ، إِذَا أكلْتَ ما عليهِ منَ اللَّحمِ. وانتقيتُهُ، إِذَا استخرجتَ ما فيهِ منَ المخِّ، والنَّقيُ المُخٌّ. ومخٌّ ريرٌ ورارٌ، إِذَا كانَ رقيقاً. والمشاشةُ، والجمعُ مشاشٌ، وهوَ العظمُ الهشُّ الَّذِي يمصُّ فيخرجُ دسمهُ. وصلَّ اللَّحمُ: أنتنَ وهوَ نيءٌ. وخمَّ وأخمَّ، إِذَا أنتنَ وهوَ مطبوخٌ. وكذلكَ خنزَ وخزنَ.

والمشوَى تنُّورٌ يشوَى فيهِ. وقدْ غثَّ اللَّحمُ وأغثَُّ: صارَ غثَّاً، وهوَ خلافُ السَّمينِ. وأغثَّ فِي المنطقِ لا غيرُ. والوزيمُ الصُّرَّةُ منَ البقلِ. وقيلَ: هوَ الخوصُ الَّذِي يشدُّ بهِ البقلُ. وهوَ أيضاً المرقُ يبقى فِي أسفلِ القدرِ. وهوَ أيضاً ما تجمعهُ العقابُ فِي وكرها منَ اللَّحمِ. وقيلَ: الآصيةُ الَّتِي تسمَّيها العامَّة لقمةَ الخجلِ، قالَ أبو بكرٍ: دقيقٌ يعجنُ بتمرٍ ولبنٍ. ولا أدري ما صحَّتهُ. والقداةُ رائحةُ القدرِ. وقدْ قديتْ تقدى قدىً، إِذَا فاحتْ رائحتُها. والوطيَّةُ عصيدةُ التَّمرِ. والسَّويقُ معروفٌ. ويُقالُ للمبلولِ منهُ: الوخيفُ. وقدْ أوخفتُهُ. وطعامٌ مسيخٌ لا حقيقةَ لطعمهِ. والتَّفهُ مثلهُ. والتَّافهُ القليلُ. والسَّقيبةُ الحجرُ الَّذِي يخبزُ عليهِ، نحوَ الحجرِ الَّذِي يخبزُ عليهِ خبزُ القطائفِ. والمثاني الرِّيشُ الذَّي يُرْقَمُ بِهِ الرَّغِيفُ. والحلْوَاءُ كلُّ ما يتحلَّى به. قالَ الأصمعيُّ: هيَ مقصورةٌ، والفرَّاءُ: ممدودةٌ. فمنْها المعقدُ، وهوَ الَّذِي تسمَّيهِ العامَّةُ المعقودَ، وهوَ خطأ. يُقالُ: أعقدتُ العسلَ، فهوَ معقدٌ. والعصيدةُ معروفةٌ، وقدْ مرَّ ذكرُها. والمعلَّكةُ سمَّيتْ بذلكَ لتمدُّدها، كما يتمدَّدُ العلكُ الممضوغُ. والسِّرطرَاطُ الفالوذ، سُمِّيَ بذلكَ لسرعةِ مرورهِ فِي الحلْقِ. والاستراطُ البلعُ السَّريعُ.

والزَّلابيةُ مولَّدةٌ. وقدْ جاءَ فِي بعضِ الأرَاجيزِ، قالَ بعضهُمْ: كأنَ فِي داخلِهِ زلابيهْ والقطائفُ، والواحدةُ قطيفةٌ، شبِّهتْ بالقطيفةِ الَّتِي تلبسُ، للعيونِ الَّتِي فيها. والخبيصُ عربيٌَّ معروفٌ. والجمعُ أخبصةٌ. وأصلُ الخبيصِ الخلطُ. خبصتُهُ، إِذَا خلطتهُ. وتقولُ: قطيفةٌ وزلابيةٌ محشوَّةٌ. ولا تقولُ محشيِّةٌ. والعامَّةُ تقولهُ، وهوَ خطأٌ. والمهشَّمُ منْ قولهمْ: هشمتُ الخبزَ، إِذَا فتتَّهُ فِي المرقِ. والنَّاطفُ عربيٌّ، وهوَ منْ قولهمْ: نطفَ الشَّيءُ، إِذَا سالَ. والقبَّيطُ والقبَّاطُ والقبَّيطىَ والقبيطاءُ، وهوَ منْ قولهمْ: قبطتُ الشَّيءَ، إِذَا جمعتَهُ بيدكَ، وهوَ عربيٌّ صحيحٌ. ويُقالُ للعسلِ الثَّولُ. وقالَ بعضهمْ: الثَّولُ النَّحلُ، لا واحدَ لهُ منْ لفظهِ. والشَّهدُ والأريُ. ويُقالُ لهُ الشُّهدُ إِذَا كانَ على ما شُوهدَ فِي موضعهِ وقبلَ أنْ يصفَّى. والعسلُ يذكَّرُ ويؤنَّثُ. ويُقالُ: شرتُ العسلَ أشورهُ، وهوَ مشورٌ. ويُقالُ لهُ أيضاً: الضَّحكُ والمزجُ. والضَّربُ: العسلُ الأبيضُ الغليظُ. واستضربَ العسلُ، إِذَا غلظَ.

والأخارصُ عيدانٌ تكونُ معَ مشتارِ العسلِ يستعينُ بها على بعضِ أمرهِ. ورُبَّمَا قيلَ المخارصُ. ويُقالُ لكوارةِ النَّحلِ: الخليَّةُ، والجمعُ خلايا. والدِّبسُ عربيٌّ معروفٌ. ويُقالُ لدبسِ التمرِ: الصَّقرُ. والقندُ فارسيٌّ معرَّبٌ. وقد استعملَ قديماً فقيلَ: سويقٌ مقنودٌ، ومقنَّدٌ. وممَّا يلحقُ بما تقدَّمَ العبكةُ ملءُ الكفِّ منَ السَّويقِ. واللَّبكةُ اللُّقمةُ منَ الثَّريدِ. والكعبُ ما يبقى منَ السَّمنِ فِي أسفلِ النِّحيِ. وطعامٌ حثٌّ: ليسَ فيهِ إدامٌ، مثلُ القفارِ. والعجيفُ الأكلُ دونَ الشِّبعِ، والشُّربُ دونَ الرِّيِّ. والنجيرةُ: ماءٌ وطحينٌ. والبشمُ منَ الطَّعامِ، والبغرُ منَ الشَّرابِ.

الباب السابع عشر في ذكر الطيب

البابُ السَّابعُ عشرَ في ذكرِ الطِّيبِ يُقالُ: طيِّبٌ بيِّنُ الطِّيبِ، ولا يُقالُ طيبةٌ. وقدْ سُمِّيَ ما يتطيَّبُ بهِ طيباً بالمصدرِ، كما يُقالُ: درهمٌ ضربٌ. والياءُ فِي الطِّيبِ واوٌ قلِبَتْ ياءٌ لكسرةِ ما قلبها. أَلاَّ تراهمْ يقولونَ: طوبى لهُ! ويقولونَ للدَّاخلِ والقادمِ: أوبةً وطوبةً. فمنَ الطَّيبِ: العودُ وهوَ القطرُ. وقالَ بعضهُمْ: القطرُ العودُ المطرَّى. والمندَلُ والمندليُّ والهنديُّ والشَّذا، مقصورٌ، واليلنجوجُ والكباءُ والمجمرُ. والوقصُ، بفتحِ القافِ، كسرُ العودِ. وعودٌ صنفيٌّ، بفتحِ الصَّادِ، ويُقالُ للمجمرِ: المقطرةُ. والبخورُ، بفتحِ الباءِ، ما يتبخَّرُ بهِ. والمسكُ يذكَّرُ ويؤنَّثُ. فالتَّأنيثُ للرِّائحةِ، ورائحةُ المسكِ يُقالُ لها مسكٌ. تقولُ: فاحتْ منهُ المسكُ، أيْ رائحةُ المسكِ. والتَّذكيرُ لهُ نفسهُ. ويُقالُ لهُ: الأنابُ والصِّوارُ، والجمعُ أصورةٌ. وجمعُ الصِّوارِ منَ البقرِ صيرانٌ. وقالَ أعرابيٌّ: الصِّوارُ أنْ تكفَّ حاشيةُ الثَّوبِ على مسكٍ لتطيبَ ريحهُ.

استعمال الطيب ورائحته ولصوقه

والفأرةُ نافجةُ المسكِ. واللَّطيمةُ المسكُ: وهيَ أيضاً العيرُ الَّتِي تحملُ الطَّيبَ والبزَّ. ويُقالُ: فضضْتُ المسكَ، وفضَّضْتُهُ، وذبحْتُهُ. ومسكْتُ الشَّيءَ: جعلْتُ فيهِ المسكَ. والعنبرُ والذَّكيُّ والإبليمُ سواءٌ. وشيءٌ معنبرٌ: جعلَ فيهِ العنبرُ. والنَّدُّ عربيٌّ معروفٌ، سُمِّيَ بذلكَ لأنَّهُ ندَّ عنْ سائرِ الطِّيبِ، كما ندَّ البعيرُ عنْ جماعةِ الإبلِ، إِذَا خرج عنْها. والغَاليةُ مسكٌ وعنبرٌ يعجنانِ بالبان، فأوَّلُ منْ سمَّاها بذلكَ معاويةُ. والكافورُ، وقالو لهُ القفُّورُ. وكافورُ كلِّ ثمرةٍ وعاؤُها. هوَ منْ قولكَ: كفرْتُ الشَّيءَ، إِذَا غطَّيتهُ. والسُّكُ يُقالُ لهُ: الخشيفُ. والرَّامكُ والرَّامكُ. وأصلهُ منَ الرُّمكةِ، وهوَِ لونٌ خالطتْ غبرتهُ سواداً. والزَّعفرانُ تعدُّهُ العربُ منَ الطِّيبِ: ويُقالُ لهُ: الجاديُّ والجسادُ. والرَّيهقانُ والعبيرُ والرِّقانُ والرَّقونُ والأيْدعُ. وقَالُوا: الأيدعُ دمُ الأخوينِ. والفيدُ ورقُ الزَّعفرانِ. والعبيرُ أيضاً أخلاطٌ منَ الطِّيبِ تجمعُ. والزَّبادُ أظنُّهُ دخيلاً، وهوَ دابَّةٌ ببلادِ الهندِ. والزُّهمُ شيءٌ يؤخذُ منْ تحت ذنبهِ، فيطيَّبُ بهِ. استعمالُ الطِّيبِ ورائحتُهُ ولصوقُهُ يُقالُ: تضمَّخَ بالطِّيبِ، إِذَا اطَّلى بهِ. وتلغَّمَ بهِ، إِذَا طلى بهِ جوانبَ فمهِ. فإذا جعلهُ فِي رأسهِ قيلَ: اغتسلَ بهِ، أيْ جعلهُ

معالجة الطيب

كالغسلِ، وهوَ الخطميُّ، وارتدعَ، والرَّدعُ أثرُ الطِّيبِ، واجتسدَ بالطَّيبِ. ويُقالُ: تبخَّرتُ بالطِّيبِ، واكتبيتُ وتكبَّيتُ. واستجمرتُ منَ المجمرِ، وهوَ العودُ. وتقولُ: تغلَّلتُ بالغاليةِ، وتغلَّيتُ. فمنْ قالَ تغلَّلتُ فهوَ منَ الغللِ، وهوَ الماءُ الجاري فِي أصولِ الشَّجر، شبِّهَ بهِ تكانسُ الغاليةِ فِي أصولِ الشَّعرِ. وأمَّا تغلَّفتُ فبعضهمْ يردُّهُ. وبعضهمْ يجيزهُ، يقولُ: جعلَ الغاليةَ للشَّعرِ كالغلاف. والتَّصوُّعُ تحرُّكُ رائحةِ الطِّيبِ، ويُقالُ لها: الرَّيَّا. والخمرةُ، بفتحِ الميمِ. وفوعةُ الطِّيبِ، وفوغتُهُ وفغمتُهُ ونَغْمَتُهُ سواءٌ - يُقالُ: فغمتْهُ رائحةُ الطِّيبِ، أيْ سدَّتْ خياشيمَهُ. والأرجُ، والعرفُ. وفي القرآنِ: {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}، أيْ طيَّبها. والبنَّةُ والذَّفرُ الرَّائحةُ الطَّيبةُ. ومنهُ يُقالُ: مسكٌ أذفرُ. والدَّفرُ، بالدَّالِ والإسكانِ، النَّتنُ. معالجةُ الطِّيبِ يُقالُ: روَّحتُ الطِّيبَ، إِذَا جعلتَ فيهِ ما يفتقُ رائحتَهُ. وسحقْتُ المسكَ، وهوَ مسحوقٌ، وسهَكتهُ، وبششْتُهُ. واسمُ ما يسحقُ عليهِ المداكُ والصَّلابةُ والعبدةُ. فإذا بلَلْتهُ قلتَ أسديتُهُ. ويُقالُ لجؤنةِ الطِّيبِ: القسيمةُ.

فصل آخر

فصلٌ آخرَ الشِّذوُ، بكسرِ الشِّينِ، لونُ المسكِ والعنبرِ. ويُقالُ للمسكِ: الأدكنُ والأصهبُ، لميلِ سوادهِ إِلَى الحمرةِ. ومسكٌ ذو فنعٍ. ويُقالُ: عنبرٌ وردٌ، وفرسٌ وردٌ، إِذَا ضربتْ حمرتهُ إلى الصُّفرةِ. ويُقالُ: مسكٌ داريٌّ، وهوَ المنسوبُ إِلَى دارينَ، بلدةٍ بالهندِ. لصوقُ الطِّيبِ عبقَ الطِّيبُ بهِ، وصاكَ بهِ، ورَدَعَ وعتكَ، وبهِ سمَّيتِ المرأةُ عاتكةَ. والعربُ تعدُّ منَ الطِّيبِ ما ليسَ اليومَ معدوداً منهُ، كالقرنفلِ والزَّنجبيلِ، والزَّرنبِ، وهوَ نبتٌ طيِّبُ الرَّائحةِ. والأظفارُ. والملابُ ضربٌ منَ الطِّيبِ فارسيٌّ معرَّبٌ. والقسطُ عربيٌّ معروفٌ. واللُّبنى الميعةُ. وسمَّيتْ ميعةً لذوبانِها، منَ الشَّيءِ المائعِ. وليسَ لصندلِ الطِّيبِ فِي اللُّغةِ أصلٌ. ولكنْ يقولونَ: بعيرٌ صندلٌ، إِذَا كانَ صلباً. والخلوقُ معروفٌ، وقدْ خلقتُ الشَّيءَ. والبنكُ عربيٌّ صحيحٌ. والعتيدةُ طبلةُ الطِّيبِ. وسمَّيتْ بذلكَ لأنَّها لا تبرحُ الرَّجلُ عندَ الحاجةِ إليها، أوْ لا تبرحُ البيتَ. وشيء عتيدٌ: حاضرٌ. والمحلبُ، بفتحِ الميمِ، معروفٌ، واللَّخلخةُ عربيَّةٌ معروفةٌ. والعسيلُ كالمكنسةِ منَ الشعرِ، يجمعُ بهِ المسكُ وغيرهُ. قالَ الشَّاعرُ: فرشني بخيرٍ لا أكوننْ ومدحتي ... كناحتِ يوماً صخرةٍ بعَسيلٍ وقالَ أبوْ حاتمٍ: يُقالُ للبنكِ: العظامُ.

الباب الثامن عشر في ذكر السماء والنجوم والشمس والقمر والليل والنهار والأوقات، وما يجري مع ذلك

الباب الثامن عشر في ذكرِ السَّماءِ والنُّجومِ والشَّمسِ والقمرِ واللَّيلِ والنَّهارِ والأوقاتِ، وما يجري معَ ذلكَ السَّماءُ ممدودةٌ مؤنَّثةٌ، والجمعُ سماواتٌ. واشتقاقُها منَ السُّموِّ، وهوَ العلوُّ. وسماءُ البيتِ سقفُهُ والنِّسبةُ إِلَى السَّماءِ سماويٌّ. ويُقالُ للسَّماءِ: الجَرباءُ، وجربةُ، غيرُ مصروفةٍ. والسَّماءُ أيضاً المطرُ. قال: إذا سقط السَّماءُ بأرضِ قومٍ ... رعيناهُ وإنْ كانوا غضابَا والجمعُ أسميةٌ وسميٌّ. وأعناقُ السَّماءِ نواحيها. وكذلكَ الآفاقُ، والواحدُ أفقٌ. وبصرُ السَّماءِ أقربُ ما يبصرُ منْها وأغلظهُ. والخافقانِ قطرا الجوِّ. والقطرُ النَّاحيةُ. والفلكُ مدارُ النُّجومِ. وقالَ بعضُ المتكلِّمينَ: ليسَ هناكَ

عبرَ الهواءِ شيءٌ يسمَّى الفلكَ. إنَّما الفلكُ مدارُ الكواكبِ فقطْ. وليسَ هوَ اسماً لرباطٍ يربطُ الكواكبَ عبرَ الهواءِ. واشتقاقُهُ منْ قولهمْ: تفلَّكَ الشَّيءُ، إِذَا تدوَّرَ واشتدَّ. وللفلكِ قطبانِ، قطبٌ فِي الشِّمالِ، وقطبٌ فِي الجنوبِ، يجمعهُما النَّظرُ بأرضِ سرنديبَ وما والاها. والّذي يراهُ أهلُ العراقِ منْهما هوَ الشِّمالُّي. والمجرَّةُ معروفةٌ. والبرجُ معروفٌ. والجمعُ بروحٌ وأبراجٌ. وأصلُهُ منَ الظُّهورِ. ومنْ ثمَّ قيلَ: تبرَّجتِ المرأةُ، إِذَا أظهرتْ محاسِنها. وفي القرآنِ: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}. ومنْهُ سُمِّيَ الحصنُ برجاً. وفي القرآنِ: {وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ}، يعني الحصونَ. والكوكبُ معروفٌ. وكوكبُ الشَّيءِ معظمهُ. يُقالُ: هَذَا كوكبُ النَّبات، أيْ معظمهُ. قال الأعشى: يضاحكُ الشَّمسَ منْها كوكبٌ شرقٌ ... مؤزرٌَّ بعميمِ النَّبتِ مُكتهلُ والنَّجمُ معروفٌ، وأصلهُ منَ الظُّهورِ. يُقالُ: نجمَ النَّبتُ

والقرنُ، إِذَا طلعا. ونجمَ ناجمٌ بمكانِ كذا، أيْ ظهرَ. ونجمَ السَّحابُ: نشأ، وأنجمَ: أقلعَ. وسمِّيَ النَّبتُ أوَّلَ ما يطلُعُ نجماً. وفي القرآنِ: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}. والشَّمسُ، والجمعُ القليلُ أشمسٌ، ثمَّ شموسٌ، وإنَّما تجمعُ على مطالِعها فِي كلِّ يومٍ. ويُقالُ: أشمسَ يومنا. واسمُ الشَّمسِ ذكاءُ، غيرُ مصروفة. قالَ الشَّاعرُ: ألقيتْ ذكاءُ يمينها فِي كافرِ وأصلهُ منْ قولهمْ: ذَكَتِ النَّارُ، إِذَا توقَّدتْ. ويُقالُ للشَّمسِ: شرقةُ، غير مصروفةٍ. وتقولُ: لا أفعلُ ذلك ما ذرَّ شَارِقٌ، يعْني الشَّمسَ. وذرورها انبساطُها فِي البلادِ. وشرقتِ الشَّمسُ، إِذَا طلعتْ، وأشرقتْ، إِذَا أضاءتْ وصفتْ.

وقرنُها أعلاها. وحواجبُها نواحيِها. ويُقالُ لدارتِها: الهالةُ. والسُّعرورُ: ما دخَلَ الكوَّةَ منْ شعاعِها ومنْ ضياءِ الصُّبحِ. ويُقالُ للشَّمسِ: براحِ، مَعْدُولٌ عنِ البرحِ. والقمرُ، وأصلهُ منَ القمرةِ، وهيَ البياضُ، ويجمعُ القمرُ أقماراً. فإذا قيلَ القمرانِ، أريدَ الشَّمسُ والقمرُ. كما تقولُ العمرانِ، أبو بكرٍ وعمرُ، رضيَ الله عنْهما. قالَ الشاعرُ: لنا قمراهَا والنُّجومُ الطَّوالعُ ويُقالُ: جلسنا فِي القمراءِ، ولا يُقالُ: فِي القمرِ. ويُقالُ: كَسفتِ الشَّمسُ، وخَسفتْ، كُسوفاً وخُسوفاً. وكذلكَ القمرُ، وقالَ بعضهمْ: لا يُقالُ فِي القمرِ إِلاَّ خسفَ، وفي الشَّمسِ إِلاَّ كسفَ. وكلاهُما جائزٌ عند أبي بكرٍ. ويُقالُ لدائرةِ القمرِ: الطُّفاوة. ويُقالُ: حجَّرَ القمرُ، إِذَا صارتْ حولَهُ دارةٌ. وسمَّى الله تعالى النَّجمَ طارقاً. والطَّارقُ الَّذِي يجيءُ ليلاً.

أسماء البروج

والمصدرُ الطُّروقُ. وأمَّا الخُنَّسُ فقيلَ: هيَ زحلُ، والمشتري، والمرِّيخُ، والزُّهرةُ بفتحِ الهاءِ. قالَ الشَّاعر: ونََّهَتنْي لطلُوع الزُّهرةْ وأصلُ الزُّهرةِ البياضُ. رجلٌ أزهرُ: أبيضُ. وعطاردُ. وسمَّاها الله خنَّساً لأنَّها تسيرُ فِي البروجِ والمنازلِ كسيرِ الشَّمسِ والقمرِ. ثمَّ تخنسُ، أيْ ترجعُ. بينا ترىَ أحدها فِي آخرِ البرجِ كرَّ راجعاً إِلَى أوَّلهِ، هكَذَا قالَ القتيبيُّ. وعندنا أنَّهُ سمَّاها خنَّساً لأنَّها تسيرُ منَ المغربِ إِلَى المشرقِ. فالفلكُ يجذبُها إِلَى المغربِ، وهيَ تتأخَّرُ إِلَى المشرقِ. والخنوسُ فِي اللغةِ التَّأخُّرُ. ويُقالُ: خنستُ عنِ الرَّجلُ حقَّهُ، إِذَا أخَّرتهُ عنهُ. وخنستُ عنِ الرَّجلِ، إِذَا تأخَّرتَ عنْهُ. والَّذي قلناهُ يصحُّ على ما يصحُّ عليهِ دبيبُ النَّملةِ مصعدةٌ على الدُّولابِ المنصوبِ. وسمَّاها كنَّساً لأنَّها تَكْنِسُ فِي المغيبِ، أيْ تستترُ كما تكنسُ الظِّباءُ. أسماءُ البروجِ الحملُ، والثَّورُ، والجوزاءُ، والسَّرطانُ، والأسدُ، والسُّنبلةُ، والميزانُ، والعقربُ، والقوسُ، والجديُ، والدَّلوُ، والحوتُ. ولا يُقالُ الجدي، بكسرِ الدَّالِ. وإنَّما سمِّيتْ بهذهِ الأشياءِ لشبهها بها.

منازل القمر

منازلُ القمرِ ثمانيةٌ وعشرونَ منزلاً، ينزلُ القمرُ فِي كلِّ ليلةٍ بمنزلٍ منْها. قالَ تعالىَ: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ}. والعربُ تزعمُ أنَّ الأنواءَ لها. ومعنى ذلكَ أنَّ أحداً منْ الأممِ لا يشارِكُهمْ فِي عِلْمِها. وتسمَّيها نجومَ الأخذِ، لأنَّ القمرَ يأخذُ كلَّ ليلةٍ فِي منزلٍ منْها. والأزمنةُ أربعةٌ. الرَّبيعُ وهوَ عندَ النَّاسِ الخريفِ. سمَّتهُ العربُ ربيعاً، لأنَّ أوَّلَ المطرِ يكونُ فيهِ. وسمَّاهُ النَّاسُ خريفاً لأنَّ الثَّمارَ تخترفُ فيهِ. ودخولهُ عندَ حلولِ الشَّمسِ برأسِ الميزانِ. ونجومهُ: والغفرُ، والزُّبانى، والإكليلُ، والقلبُ، والشَّولةُ، والنَّعائمُ، والبلدةُ. كذا قيلَ. والبلدةُ ليستْ بنجمٍ، وإنَّما هوَ موضعٌ خالٍ منَ النَّجومِ، ينزلُ القمرُ بها، فعدَّتْ معَ النَّجومِ الَّتِي هيَ منازلُ القمرِ. ثمَّ الشَّتاءُ. ودخولهُ عندَ حلولِ الشَّمسِ برأسِ الجديِ. ونجومهُ: سعدُ الذَّابحِ، وسعدُ بلعَ، وسعدُ السُّعودِ، وسعدُ الأخبيةِ، وفرغُ الدَّلو المقدَّمُ، وفرغُ الدَّلْوِ المؤخَّرُ، والرِّشاءُ. ثمَّ الصَّيفُ. وهوَ عندَ النَّاسِ الرَّبيعُ. ودخولهُ عندَ حلولِ الشَّمسِ الحملَ. ونجومهُ: الشَّرطانِ، والبطينُ، والثُّريَّا والدَّبرانُ، والفقعةُ، والهنعةُ، والذِّراعُ. والثُّريا تصغير ثروى. وأصلها منَ الكثرةِ. وسمَّيتِ بذلكَ لكثرةِ عددِ نجومِها. ومنهُ الثَّراءُ كثرةِ المالِ. ويُقالُ لها النَّظمُ. ثمَّ القيظُ. وهوَ عندَ النَّاسِ الصَّيفُ. ودخولهُ عندَ حلولُ

الشَّمسِ برأسِ السَّرطانِ. ونجومهُ: النَّثرةُ، والطَّرفُ، والجبهةُ، والزَّبرةُ، والصِّرفةُ، والعوَّاءُ، والسِّماكُ. ومعنى النَّوءِ سقوطُ نجمٍ منْها فِي المغربِ معَ الفجرِ، وطلوعُ آخرَ يقابلُهُ منْ ساعتِهِ فِي المشرقِ. وإنَّما سُمِّيَ نوءاً لأنَّهُ إِذَا سقطَ الغاربُ ناءَ الطَّالعُ، ينوءُ نوءاً. والنَّوءُ النهوضُ بثقلٍ. وفي القرآنِ: {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ}. فجعلَ النَّوءَ السُّقوطَ فِي هَذَا الموضعِ، فكأنَّهُ من الأضدادِ، هكَذَا قَالُوا: وقالَ الأمويُّ: تنوءُ ترتفعُ، وتنوءُ بالعصبةِ: تغلبهمْ، لأنَّهُمْ لوْ ناءوا بها كانوا قدْ حملوُها. فلمَّا ناءتْ هيَ بهمْ، ارتفعتْ بهمْ، لمْ يطيقوها. وتقولُ العربُ: اصطرعَ الرَّجلانِ فناءَ أحدهُما بصاحبهِ، إِذَا غلبهُ. وهذا وجهٌ حسنٌ جداً. وسقوطُ كلِّ نجمٍ منْها فِي ثلاثةَ عشرَ يوماً. وانقضاءُ الثَّمانيةِ والعشرينَ معَ انقضاءِ السَّنةِ. ثمَّ يرجعُ الأمرُ إِلَى النَّجمِ الأوَّلِ فِي استئناف السَّنةِ المقبلةِ. وإذا سقطَ منْها نجمٌ، وطلعَ آخرُ، وكانَ عندهُ مطرٌ أو ريحٌ أوْ حرٌّ أوْ بردٌ نسبوهُ إِلَى السَّاقطِ، إِلَى أنْ يسقطَ الَّذِي بعدهُ. فإنْ سقطَ، ولمْ يكنْ مطرٌ قيلَ: خوى النَّجمُ، وأخوى. والرَّديفُ النجمُ الَّذِي ينوءُ منَ المشرقِ إِذَا انقمسَ رقيبهُ فِي المغربِ. قال الرَّاجزُ:

وصاحبُ المقدارِ والرَّديفُ ... أفنى ألوفاً بعدها ألوفُ وسرارُ الشَّهرِ آخرُ ليلةٍ منهُ، لاسترارِ القمرِ فيها. والبراءُ آخرُ ليلةٍ فِي الشَّهرِ، لتبرُّؤ القمرِ منَ الشَّمسِ. والمحاقُ ثلاثٌ منْ آخرِ الشَّهرِ، لإمحاقِ القمرِ فيها. والفلتةُ أيضاً آخر ليلةٍ منَ الشَّهرِ. والنحيرةُ آخر يومٍ منَ الشَّهرِ، لأنَّهُ ينحرُ الشَّهرَ الدَّاخلَ. والهلالُ ثلاثٌ. ثمَّ هوَ قمرٌ إِلَى آخرِ الشَّهرِ. ويُقالُ: أهلَّ الهلالُ، واستهلَّ، على فعلِ ما لمْ يسمَّ فاعلهُ. وأهلَلْنا نحنُ، إِذَا رأيناهُ. قالَ الشَّاعرُ: إذا ما سلختُ الشَّهرَ أهللتُ غيرهُ ... كفى قاتلاً سلخي الشُّهورَ وإهلالي وليلةُ السَّواءِ ليلةُ ثلاث عشرةَ.

والبدرُ لأربعَ عشرةَ. وسمَّيَ بدراً لامتلائِهِ وكمالِهِ. ويُقالُ: غلامٌ بدرٌ، وجاريةٌ بدرةٌ، إِذَا تمَّتْ وكملتْ. ومنْ هَذَا قيلَ لعشرةِ آلاف درهمِ: بدرةٌ، لأنَّها تمامُ العددِ. وقيلَ: سُمِّيَ بدراً لمبادرتهِ الشَّمسَ بالطُّلوعِ، كأنَّهُ يعجلُها المغيبَ. وكلُّ ثلاثِ ليالٍ منَ الشُّهرِ تسمَّى باسمٍ. فيُقالُ: ثلاثٌ غررٌ. وغرَّةُ كلِّ شيء أوَّلهُ. ويُقالُ: يومً أغرٌّ، يعنى بهِ الشُّهرُ ها هنُا كشهرةِ الأغرِّ منَ الخيلِ. وثلاثٌ نفلٌ. وثلاثٌ تسعٌ، لأنَّ آخرَ يومٍ منْها اليومُ التَّاسعُ. وثلاثٌ عشرٌ، لأنَّ أوَّلَ يومٍ منْها اليومُ العاشرُ. وثلاثٌ بيضٌ، لأنَّها تبيضُ بطلوعِ القمرِ منْ أوَّلها إِلَى آخرِها. وثلاثٌ درعٌ، والقياسُ درعٌ، بإسكانِ الرَّاءِ، سمَّيتْ بذلكَ لاسودادِ أوائلِها، وابيضاضِ سائرِها. ومنْ ذلكَ قولهمْ: شاةٌ درعاءُ، إِذَا اسودَّ رأسها وعنقُها. وابيضَّ سائرها. وثلاثٌ ظلمٌ، لإظلامِها. وثلاثٌ حنادسُ لسوادِها، والحندسُ الظُّلمةُ. ويُقالُ: ليلٌ حِندسٌ. فيسمَّى المظلمُ والظُّلمةُ جميعاً الحندسَ. وثلاثٌ دآدئُ، والواحدةُ دأداءٌ. وثلاثٌ محاقٌ، لإمَّحاقِ القمرِ فيها. وللشَّمسِ مشرقانِ ومغربانِ. مشرقُ الشَّتاءِ، ومشرقُ الصَّيفِ. وكذلكَ للقمرِ. وفي القرآنِ: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ}. والمشارقُ والمغاربُ: مشرقُ الشَّمسِ فِي كلِّ يومٍ

ومغربُها. والفجرُ فجرانِ. يُقالُ للأوَّلِ منْهما: ذنبُ السَّرحانِ، والسَّرحانُ الذِّئْبُ، لأنَّهُ مستطيلٌ صاعدٌ. والثَّاني الَّذِي يستصيرُ وينتشرُ، وهوَ الفجرُ الصَّادقُ، وهوَ عمودُ الصُّبحِ. والصُّبحُ معروفٌ. ويُقالُ لهُ: ابنُ ذكاءَ. وذكاءُ الشَّمسُ، غيرُ مصروفةٍ، أيْ هو ابنُ الشَّمسِ. وأفرادُ النُّجومِ: الدَّراريُّ الَّتِي تطلعُ فِي آفاقِ السَّماءِ. وكوكبٌ دريٌّ لبياضهِ. وكوكبٌ حريدٌ: متنحًّ عنِ النُّجومِ. ويُقالُ لسهيلٍ: الفحلُ، شبَّهَ بفحلِ الشَّولِ، لبعدهِ عنْها. وأفتقَ القومُ، إِذَا لاحَ لهمْ الصُّبحُ. وأفتقتِ الشَّمسُ، إِذَا بدتْ منْ فتوقِ السَّحابِ. والظِّلُّ بالغداةِ، والفَّيءُ بالعشيِّ. ويُقالُ للظِّل: التُّبعُ، لأنَّهُ يتبعُ الشَّمسَ. اللَّيلُ والنَّهارُ. وأصلُ اللَّيلةِ ليليةٌ أوْ ليلاةٌ. ولهذا يجمعُ على اللَّيالي، وتصغَّرُ لييليةٌ. ويُقالُ: ليلةٌ ليلاءُ. وليلٌ أليلُ، إِذَا كانتْ شديدةً في الشَّرِّ، ويومٌ أيومُ، إِذَا كان شديداً. ويُقالُ: أليَلْنا، إِذَا دخلنا فِي اللَّيلِ. والنَّهارُ لا يجمعُ لأنَّهُ جنسٌ. فإن احتجتَ إِلَى جمعِهِ قلتَ نهرٌ. وقرئَ: {فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ}. وأصلهُ منَ السَّعةِ

والفسحةِ. وكذلكَ أصلُ النَّهرِ. واللَّيلُ لا يجمعُ لأنَّهُ جنسٌ. فإن احتجتَ إِلَى جمعهِ. . . وتجمعُ اللَّيلةُ على ما ذكرْنا. وصبيحةُ اليومِ أوَّلهُ. والصُّبحةُ النَّومُ بالغداةْ. فلانٌ ينامُ الصُّبحةَ. والوديقةُ حينَ انتعلَ الظَّلُ. وهيَ الهاجرةُ. وصامَ النَّهارُ، إِذَا صارت الشَّمسُ فِي وسطِ السَّماءِ. وأبنا سميرٍ: اللَّيلُ والنَّهارُ. وقيلُ: السَّمَرُ اللَّيلُ. ثمَّ صارَ الحديثُ باللَّيلِ سمراً. والملوانِ اللَّيلُ والنَّهارُ. والعصرانِ الغداةُ والعشيُّ. ويُقالُ: لا أكلِّملكَ ما سمرَ ابْنَا سميرٍ، ولا أُكلِّمكُ السَّمرَ والقمرَ، أيْ ما أظلمَ اللَّيلُ. وما طلعَ القمرُ. والضُّحى مؤنَّثةٌ. والضَّحاءُ الوقتُ الَّذِي بعدَ الضُّحى. وأضحى فلانٌ يفعلُ كذا. والظُّهرُ. وقدْ أظهرَ الرَّجلُ. والعيدُ. وسمَّيَ عيداً، لأنَّهُ يعودُ فِي كلِّ سنةٍ. ويُقالُ: نحرتِ اللَّيلةُ شهرُ كذا، أيْ هيَ فِي أوَّلهِ. قالَ:

في ليلةٍ نحرتْ شعبانَ أوْ رجبا والسَّحرُ معروفٌ. تقولُ: خرجْنا بسحرٍ، وسحرةٌ وبسحرةٍ. هَذِهِ اللُّغةَُ العاليةُ. وفي القرآنِ: {آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ}. وأسحرَ القومُ، إِذَا دخلُوا فِي السَّحرِ. فإذا أردتَ سحرَ يومكَ قلتَ: خرجتُ بسحرٍ، وسحرَ، لمْ تصرفهُ، لأنَّهُ معرفة. والغداةُ، والجمعُ غدواتٌ، وتقولُ: غدا الرَّجلُ فِي حاجتهِ، يغدُو غدواً. وبكرَ يبكرُ، وبكَّرَ يبكِّرُ، وهيَ البكرةُ، والغدوةُ. فأمَّا قولهُ صلى الله عليهِ وسلَّمَ فِي حديثِ الجمعةِ: منْ غسلَ واغتسلَ وبكَّرَ وابتكرَ واستمعَ ولمْ يلغُ، فمعناه غسَّلَ جوارحَ الوضوءِ، ثمَّ اغتسلَ. وإنَّما شدَّد لأنَّهُ أرادُ غسلاً بعدَ غسلٍ، حَتَّى يتمَّ ثلاثَ مراتٍ. وبكَّرَ، أيْ أتى الصَّلاةَ لأوَّلِ وقتِها. وابتكرَ أدركَ أوَّلَ الخطبةِ، منْ قولهمْ: ابتكرَ الرَّجلُ، إِذَا أكلَ باكورةَ الفاكهةِ، وهيَ أوَّلها. والغلسُ مسترقٌ الظَّلامِ عند إقبالِ الصُّبحِ غلَّسَ الرَّجلُ، إِذَا خرجَ بغلسٍ. وهجَّرَ، إِذَا خرجَ فِي الهاجرةِ. والهاجرةُ والهجيرُ نصفُ النَّهارِ. والعشَّيةِ، والجمعُ عشايا وعشيَّاتٌ. وتقولُ: الغدايا والعشايا. والأصْلُ فِي الغدايَا غدواتٌ. وإنَّما يقولونَ: غدايا، لمكانِ عشايَا، كما

يقولونَ معَ مأجورٍ: مأزروٌ، وأصلُهُ موزورٌ. وإنَّما قيلَ: مأزورٌ، لمكانِ مأجورٍ. وجنحُ اللَّيلِ قطعةٌ منهُ نحوُ النَّصفِ، كأنَّ اللَّيلَ مالَ بِها. والجنوحُ الميلُ. وتقولُ: راحَ الرَّجلُ، يروحُ رواحاً، إِذَا خرجَ عشاءُ. ويُقالُ للعشيِّ: الأصيلُ. والقصرُ والعصرُ إِلَى تطفيلِ الشَّمسِ. ثمَّ الَّطفلُ. والجنوحُ إِذَا جنحتِ الشَّمسُ للمغيبِ. قالَ جريرٌ: روحوا العشيَّةَ روحةً مذكورةًَ ... إنْ متنَ متنَ، وإنْ حيينَ حيينا ويُقالُ: مضى هزيعٌ منَ اللَّيلِ، وهدءٌ منَ اللَّيلِ، وذلكَ منْ أوَّلهِ إِلَى ثلثٍ منْهُ. وجوزُ اللَّيلِ وسطهُ. وجهمتُهُ أوَّلُ مآخيرهِ. والبلجَةُ آخرهُ. والسُّدفةٌ معَ الفجرِ. والتَّنويرُ عندَ الصَّلاةِ. والخيطُ الأبيضُ بياضُ النَّهارِ، والخيطُ الأسودُ سوادُ اللَّيلِ. والشَّفقُ شفقانِ، الأحمرُ والأبيضُ. وسمَّي شفقاً، لأنَّهُ

فصل آخر

حمرةٌ وبياضٌ ليسَ بالمحكمِ. ومنهُ يُقالُ: ثوبٌ شفقٌ، إِذَا كانَ رقيقاً مهلهلاً. فصلٌ آخرُ الصَّبوحُ شربُ الغداةِ. يُقالُ: اصطبحَ الرَّجلُ. وصبحهُ غيرهُ، بالتَّخفيفِ. وهوَ مصطبحٌ، ومصبوحٌ، وصبحانُ أيضاً. والغَبوقُ شربُ العشيِّ. وقد اغتبقَ الرَّجلُ. والجاشريَّةُ حينَ يطلعُ الفجرُ. وهوَ منْ قولكَ: جشرَ الصُّبحُ، إِذَا بدا. والقيلُ شربُ نصفِ النَّهارِ. وقد اقتالَ الرَّجلُ. فصلٌ آخرُ الحقبُ والحقبةُ الدَّهرُ، والجمعُ أحقابٌ وحقبٌ. وقيلَ: الحقبةُ السَّنةُ. والأبدُ، والجمعُ آبادٌ. وكذلكَ المسندُ. يُقالُ: لا أكلَّمكََ يَدَ المسندِ. والبرهةُ منَ الدَّهرِ القطعةُ منْهُ. والقرنُ ثمانونَ سنةٌ. والعامُ، والجمعُ أعوامٌ. ومضى عامٌ أوَّلُ. وكنتُ عاماً أوَّلَ حاجاً، ينوَّنُ العامُ، ولا ينوَّنُ أوَّلُ، فِي قولِ بعضهمْ. وقالَ آخرونَ: ينوَّنانِ. أسماءُ الأيَّامِ فِي الجاهليَّةِ كانُوا يسمُّونَ الأحدَ أوَّلَ، والأثنينِ أهونَ، والثُّلاثاءَ جباراً، والأربعاءَ دباراً، والخميسَ مؤنساً، والجمعةَ عروبةَ، غيرُ مصرفوةٍ، ولا يدخُلها الألفُ واللاَّمُ إِلاَّ فِي ضرورةِ الشِّعرِ، والسَّبتَ شياراً. وأيَّامُ العجوزِ: صنٌّ، وصنَّبرٌ، ووبرٌ، ومطفئُ الجمْرِ، ومكفئُ الظُّعنِ.

ويُقالُ لليومِ بعدَ النَّحرِ: القرُّ، لإنَ النَّاسَ يستقرُّونَ فيهِ بمنىً، ويومُ النَّفرِ اليومُ الَّذِي بعدهُ، لأنَّهُمْ ينفرونَ فيهِ. والأيَّامُ المعلوماتُ عشرُ ذي الحجةِ. والأيَّامُ المعدوداتُ أيَّامُ التَّشريقِ، وسمَّيتْ بذلكَ لأنَ اللَّحمَ يشرَّقُ فيها. والشَّهرُ معروفٌ. وسمِّيَ شهراً لشهرتهِ. أخبرنا أبو أحمدَ، عنْ أبي عُمرَ، عنْ ثعلبٍ، قالَ: كانَ المحرَّمُ عنْدهمْ شهراً حراماً، لا يغيرونَ فيهِ. وكانَ صفرُ شهرَ جدبٍ، تصفرُ فيهِ المياهِ، ويرتحلونَ فيهِ إِلَى الميرةِ. وتلكَ الميرةُ تسمَّى الصَّفريَّةَ. فيمنعهمْ ذلكَ عنِ الغارةِ. وكانَ شهرا ربيعٍ شهريْ خصبٍ، يرعونَ فيهما، ولا يحتاجونَ إِلَى الغارةِ. وجمادىَ وجمادى شهريْ قرٌّ، تجمدُ فيهما المياهُ. وكانَ رجبٌ يعظَّمُ. يُقالُ: رجَّبتُ الرَّجلَ، إِذَا عظَّمتهُ. ورجلٌ رجيبٌ. ولا يرونَ الغارةَ فيهِ. وكانَ شعبانُ شهراً تتشعَّبُ فيهِ القبائلُ، لقصدِ الملوكِ، والتماسِ العطيَّةِ، ورمضانُ شهرَ حرٍّ، ترمضُ فيهِ الإبلُ، فلا يقدرونَ على المسيرِ، وكانَ ذلكَ عندَ تسميةِ الشُّهورِ. ثمَّ تختلفُ أوقاتُها لأنَّها قمريَّةٌ، وذو القِعْدةِ شهراً حراماً، يقعدونَ فِي بيوتهمْ فيهِ، وذو الحجَّةِ شهراً حراماً يتشاغلونَ فيهِ بالحجِّ، وكانَ شوَّالٌ شهرَ الغارةِ. وأنشدَ قولَ أوسٍ: أأبا دُليجةَ، منْ لحيًّ مفردٍ ... فزِعٍ منَ الأعداءِ فِي شوَّالِ

فصل

وسمَّيَ شوَّالاً لأنَّ الإبلَ تحملُ فيهِ، فتشولُ بأذانابها. فصلٌ الكواكبُ الَّتِي تعرفُها العربُ، وتذكرُها فِي أشعارِها، الجديُ الَّذِي تعرفُ بهِ القبلةُ. وهوَ منْ بناتِ نعشٍ الصُّغرى. وبناتُ نعشٍ الصُّغرى بقربِ الكبرى، وعلى تأليِفها، أربعةٌ نعشٌ، وثلاثٌ بناتٌ. فمنَ الأربعةِ الفرقدانِ، وهُما متقدِّمانِ. ومنَ البناتِ الجديُ، وهوَ آخرُها. والسُّها كوكبٌ خفيٌّ فِي بناتِ نعشٍ الكبرى، يمتحنُ النَّاسُ بهِ أبصارهُمْ. وقيلَ فِي المثلِ: أريها السُّها، وتريني القمرَ. والفكَّةُ كواكبُ مستديرةٌ خلفَ السِّماكِ الرَّامحِ. والعامَّة تُسميِّها قصعةَ المساكينِ. وقدَّامَ الفكَّةِ السَّماكُ الرَّامحُ. وسمَّي رامحاً بكوكبٍ يقدمهُ، يقولونَ هوَ رمحةُ. والسِّماكُ الأعزلُ حدُّ ما بينَ الكواكبِ اليمانيةِ والشاميَّةِ. سُمِّيَ أعزلَ كأنَّهُ لا سلاحَ معهُ، كما كانَ معَ الآخَرِ الرُّمحُ. والنَّسرُ الواقعُ ثلاثةُ أنجمٍ كأنَّها أثافٍ. وبإزائهِ النَّسرُ الطَّائرُ، وهوَ ثلاثةُ أنجمٍ مصطفَّةٌ. وإنَّما قيلَ للأوَّلِ واقعٌ، لأنَّهُمْ جعلوا اثنينِ منْها جناحيهِ، ويقولونَ قدْ ضمَّهما إليهِ، كأنَّهُ طائرٌ وقعَ. وقيلَ للآخرِ طائرٌ، لأنَّهُمْ يجعلونَ اثنينِ منْها جناحيهِ، ويقولونَ قدْ بسطهُما، كأنَّهُ طائرٌ يطيرُ. والعامَّةُ تسمَّيها الميزانَ. والخضيبُ كفُّ الثُّريَّا المبسوطةُ. ولها كفُّ أخرى، يُقالُ لها الجذماءُ، وهيَ أسفلَ الشَّرطينِ. والعيُّوقُ فِي طرفِ المجرَّةِ الأيمنِ، يطلعُ معَ الثُّريَّا سواءً. فنسبَ إليْها، فيُقالُ: عيُّوقُ الثُّريَّا.

قالَ حاتمٌ: وقدْ لاحَ عيُّوقُ الثُّريَّا فعرَّدا وعلى أثرهِ كواكبُ ثلاثةٌ بيَّنةٌ يُقالُ لها الأعلامُ. وأسفلهُ نجمٌ يُقالُ لهُ: رجلُ العيُّوقِ. وسهيلٌ كوكبٌ أحمرُ منفردٌ عنِ الكواكبِ، لقربِهِ منَ الأفقِ، تراهُ كأنَّهُ يضطربُ. قالَ الشَّاعرُ: أراقبُ لوحاً منْ سهيلٍ كأنَّهُ ... إذا ما بدَا منْ آخرِ اللَّيلِ يطرفُ وهوَ منَ الكواكبِ اليمانيةِ. ومطلعُهُ عنْ يسارِ مستقبلِ قبلةِ العراقِ. وفي مجرى قدميْ سهيلٍ كواكبُ بيضٌ لا ترى بالعراقِ، يسمَّيها أهْلُ الحجازِ الأعيارَ.

الحر والبرد

والشِّعريانِ إحداهما العبورُ، وهيَ فِي الجوزاءِ. والأخرى الغميصاءُ. ومعَ كلِّ واحدةٍ منْهُما كوكبٌ يُقالُ لهُ المرزمُ، فهُما مرزَمَا الشِّعريَيْنِ. والسُّعودُ عشرةٌ، أربعةٌ منْها ينزلُ القمرُ بها، وقدْ ذكرناهَا. والسِّتَّةُ: سعدُ ناشرةَ، وسعدُ الملكِ، وسعدُ البهامِ وسعدُ الهمامِ، وسعدُ بارعٍ، وسعدُ مطرٍ. وكلُّ سعدٍ منْها كوكبانِ، بينَ كلِّ كوكبينِ قدرُ ذراعٍ فِي رأي العينِ. الحرُّ والبردُ الحرُّ جُمِعَ أحارِرَ. ولا أعرفُ ما صحَّةُ هَذَا الجمعُ. والعكيكُ شدَّةُ الحرِّ. والومدُ ندوَّةٌ وكربٌ يكونُ فِي الهواءِ. يومٌ ومدٌ. والنَّاجرُ أشدُّ ما يكونُ منَ الحرِّ فِي أي شهرٍ كانَ. وهوَ منْ قولهمْ: نجرَ الرَّجلُ، ينجرُ، إِذَا شربَ ولمْ يروَ. والبردُ والقرُّ سواءٌ. والقرُّ الباردُ. والسَّبرةُ شدَّةُ البردِ. غداةٌ سبرةٌ: شديدةُ البردِ. وفي الحديثِ: إسباغُ الوضوءِ فِي السَّبراتِ. وشيبانُ وملحانُ شهرا قماحٍ، وهما اللّذانِ يُقالُ لهُما كانونُ وكانونُ. وسمُّيا بذلكَ لبياضٍ فيِهما منَ الصَّقيعِ. وسمِّيا شهرا قماحٍ،

لأنَّ الإبلَ إِذَا وضعتْ رؤوسَها فيهما للشُّرب آذاها بردُ الماء، فقمحتْ، أيْ رفعتْ رؤوسها. ومنهُ قولهُ تعالىَ: {فَهُم مُّقْمَحُونَ}. والتُّهمُ شدَّةُ الحرِّ. ومنهُ اشتقاقُ تهامةَ. ويومٌ حمتٌ، ومحتٌ: شديدُ الحرِّ. ومتحَ النَّهارُ، وأمتحَ، إِذَا امتدَ. وأمَّا الماتحُ فالمستقي. والماتحُ: الَّذِي يملأ الدَّلو أسفلَ البئرِ، وذلكَ إِذَا قلَّ الماءُ. ويجيءُ هَذَا فيما بعدُ. ويُقالُ: أنصفَ النَّهارُ، إِذَا بلغَ نصفَهُ، وكلُّ شيءٍ بلغَ نصفهُ فقدْ أنصفَ، بالألفِ، وإِذَا بلغَ نصفَ غيرِهِ فقدْ نصفَ. يُقالُ: نصفَ الماءُ القدحَ، ينصفُهُ. وقدحٌ نصفانُ.

الباب التاسع عشر في ذكر الرياح

الباب التاسع عشر في ذكرِ الرِّياحِ الرِّيحُ مؤنَّثةٌ، والجمعُ رياحٌ وأرواحٌ. وجاء فِي بيتٍ ريحٌ كأنَّها جمعُ ريحةٍ. والرَّياحُ أربعٌ: الشَّمالُ، وهي الَّتِي تجيء عنْ يمينكَ إِذَا استقبلْتَ قبلةَ العراقِ. وهيَ فِي الصَّيفِ حارَّةٌ. واسمُها البارحُ، والجمعُ البوارحُ. والجنوبُ تقابلها. والصَّبا منْ مطلعِ الشَّمسِ، وهيَ القبولُ. والدَّبورُ تقابلها. ويُقالُ للصَّبا إيرٌ وهيرٌ، وأيرٌ وهيِّرٌ، علىَ مثالِ (فيعِل). ويُقالُ للشَّمالِ: شمألٌ وشأملٌ. وشملتِ الرِّيحُ: صارتْ شمالاً، ودبرتْ: صارتْ دبوراً، وجنبتْ: صارتْ جنوباً، وصبتْ: صارتْ صباً. كلُّ ذلكَ بغيرِ ألفٍ. ويُقالُ: أشملَ القومُ، وأجنبوا وأصبوْا، ودخلوا فِي الشَّمالِ والجنوبِ والصَّبا. وكلُّ ريحٍ جاءتْ بينَ ريحينِ فهي نكباءُ. والسَّمومُ الرِّيحُ الحارَّةُ إِذَا هبَّتْ نهاراً. فإذا هبَّتْ ليلاً فهيَ الحرورُ. وقدْ تكونُ الحرورُ نهاراً. والهيفُ الرِّيحُ الحارَّةُ أيضاً. والرَّيدانةُ، قَالُوا الزَّوبعةُ. وقيلَ: هيَ الرِّيح اللَّينةُ، وهوَ أصحُّ. وريحٌ سيهوجٌ، وسيهوكٌ: شديدةٌ تسفي التُّرابَ. ويُقالُ للرِّياحِ: الرَّامساتُ والرَّوامسُ، لأنَّها إِذَا هبَّتْ رمستِ الآثارِ،

أيْ دفنتها فلمْ تتبيَّنْ. والرَّمسُ الدَّفنُ. ويُقالُ: دبورٌ نكلٌ، وشمالٌ عريةٌ، وحرجفٌ باردةٌ، وجنوبٌ جخوخٌ، وصباً حنونٌ. والمروحةُ، بالفتحِ، الموضعُ الَّذِي تتخرَّقُ فيهِ الرَّيحُ. والمرْوَحَةُ، بالكسرِ معروفةٌ. والنِّسيمُ أوَّلُ كلِّ ريحٍ. والغسرُ ما تطرحُهُ فِي الغديرِ. تغسَّرَ الغديرُ. والسَّفيرُ ما تجمعُهُ الرِّيحُ إلى أصلِ الشَّجرِ وغيرها. ويومٌ ساكنٌ: لا ريحَ فيهِ. ويومٌ راحٌ، وليلةٌ راحةٌ، إِذَا كانتْ طيِّبةَ الرُّيحِ. وريحٌ خريقٌ: شديدةُ الهبوبِ. وريحٌ زعزعٌ، وزفزفٌ: لها صوتٌ. وريحٌ صرصرٌ، قيلَ: باردةٌ، منَ الصِّرِّ، وقيلَ: لها صوتٌ. ويجوزُ أنْ تجمعَ المعنيينِ. والهبوةُ غبارٌ ساطعٌ فِي الهواءِ، كأنَّهُ دخانٌ. والجمعُ هبواتٌ. وهبَا الرَّمادُ يهبو، إِذَا اختلطَ بالتُّرابِ وهمدَ. وترابٌ هابٍ. والهباءُ دقاقُ التُّرابِ، ساطعهُ ومنثورهُ على وجهِ الأرضِ. والهباءُ المنبثُّ ما نراهُ فِي ضوءِ الشَّمسِ فِي البيتِ.

الباب العشرون في ذكر السحاب والمطر

الباب العشرون في ذكرِ السَّحابِ والمطرِ تقولُ: سحابةٌ وسحابتانِ. والجمعُ سحابٌ، يذكَّرُ ويؤنَّثُ. وفي القرآن: {وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ}. وغمامةٌ وغمامتانِ. والجمعُ غَمامٌ مثلُهُ. وقدْ تجمعُ الغمامةُ غمائمَ، والسَّحابةُ سحائبَ. والغيمُ، والجمعُ غيومٌ. وقدْ غامتِ السَّماءُ، تغيمُ غيماً. ويُقالُ لما رقَّ منَ السَّحابِ: عَماءٌ. والسَّماءُ أيضاً السَّحابُ، وهوَ المطرُ، والجمعُ أسميةٌ. والجمعُ سميٌّ. والمزنُ السَّحابُ، الواحدةُ مزنةٌ. ويُقالُ: سحابةٌ حمَّاءُ، إِذَا كانتْ سوداءَ. والصَّبيرُ منَ السَّحابِ: الأبيضُ المتراكبُ. والسُّدُّ النَّشءُ الأسودُ. والمخيلةُ: الَّتِي تراها خليقةً بالمطرِ، وهوَ الخالُ أيضاً. والعارضُ السَّحابةُ الَّتِي تراها فِي ناحيةٍ منَ السَّماءِ. والجلبُ أبعدُ وأضيقُ منَ العارضِ.

أسماء المطر

ويُقالُ: سحابٌ ركامٌ، إِذَا تراكمَ بعضُهُ على بعضٍ. والرَّبابُ ما تعلَّقَ منَ السَّحابِ عندَ المطرِ، الواحدةُ ربابةٌ. والرَّيقُ أوَّلُ السَّحابِ الماطرِ. والكنَهْورُ السَّحابُ الضِّحامُ البيض. غمامةٌ كنهورةٌ. والقزعُ قطعُ السَّحابِ المتفرِّقةُ فِي السَّماءِ. والجفلُ والجهامُ السَّحابُ الَّذِي هراقَ ماءَهُ. والحبيُّ الغيمُ القريبُ الحسنُ. والضَّبابُ شبهُ الدُّخانِ يظلِّلُ السماءَ. والطَّخاريرُ السَّحابُ الصِّغارُ، الواحدةُ طخرورٌ. والعيايةُ ظلُّ السَّحابةِ. وقيلَ: هيَ السَّحابةُ أيضاً. والمكفهرُّ السَّحابُ الضِّخامُ. والنِّشاصةُ السَّحابةُ الطَّويلةُ البيضاءُ، والجمعُ نشاصٌ. وطرَّةُ الغيمِ أبعدُ ما يرى منْهُ. والزبرجُ السَّحابةُ فيها سوادٌ وبياضٌ. ويُقالُ لقوسِ قزحَ: القسطلانُ. والحمرةُ الَّتِي فِي السَّحابِ وفي قوسِ قزحَ النُّدأةُ. أسماءُ المطرِ القطقطُ أصغرُ المطرِ. والرَّذاذُ فوقَهُ. يُقالُ: قطقطتِ السَّماءُ، وأرذَّتْ. والطَّشُّ فوقَ القطقطِ والرَّذاذِ. والبغشُ فوقَ الطَّشِّ. بغشتٍ السَّماءُ بغشاً. والغبيةُ فوقَ البغشةِ. أغبتِ السَّماءُ، فهيَ مغبيةٌ، إغباءً. والدِّيمةُ المطرُ الدَّائمُ، ليسَ فيهِ رَعْدٌ ولا برقٌ، أقلُّها ثلثُ النَّهارِ، أوْ ثلثُ اللَّيلِ. والتّهتانُ نحوَ الدِّيمةِ. كذلكَ الهضبُ والهطلُ. هضبتِ

السَّماءُ هضباً. وهطلتْ هطلاً وهطلاناً. والدَّجنُ والدُّجنةُ إلباسُ الغيمِ معَ المطرِ. يومٌ دجنٌ، ويومٌ مدجونٌ. والرِّهمةُ، والجمعُ رهمٌ ورهامٌ، وهيَ نحوُ الدِّيمةِ. والدَّسَّةُ المطرةُ الخفيفةُ. ويُقالُ: ديمةٌ وطفاءُ، وهيَ السَّحُّ الحثيثةُ. والقطرُ، والجمعُ قطارٌ، معروفٌ. والذِّهابُ، جمعُ ذهبةٍ، المطرُ كلُّهُ، ضعيفهُ وشديدهُ. والرَّشُّ القَطْرُ القَلِيلُ الخَفِيفُ. أَرَشَّتِ السَّمَاءُ إِرْشَاشَاً. والاسْمُ الرَّشُّ والرَّشاشُ. والوابلُ أغزرُ المطرِ وأعظمهُ. وبلتِ الأرضُ، فهيَ موبولة. والجودُ المطرُ الكثيرُ. وقدْ جادتِ السَّماءُ جوداً. وروضٌ مجودٌ. وقدْ جيدَ الرَّوضُ، يجادُ. والدِّرَّةُ الَّتِي يتبعُ بعضُها بعضاً. والرِّكُّ المطرُ الضَّعيفُ الَّذِي لا ينفعُ إِلاَّ أنْ يكونَ لهُ تبعةٌ. والتَّبعةُ المطرُ بعدَ المطرِ. والطَّلُّ المطرُ الخفيفُ. ويُقالُ: مطرٌ ساحٍ، الَّذِي يسحى ما أتى عليهِ، فيسيلُ بهِ. ويُقالُ للمطرِ الَّذِي لا يدعُ شيئاً إِلاَّ أسالَهُ: جارُّ الضَّبعِ، وذلكَ أنَّهُ يكثرُ سيلُهُ حَتَّى يدخلَ جُحْرَ الضَّبعِ فيخرِجها منْهُ. والودقُ القطرُ. ودقتِ السَّماءُ تدقُ. والعهدُ المطرُ الأوَّلُ، والجمعُ العهادُ. عهدتِ الأرضُ، فهيَ معهودةٌ. والنُّفضةُ المطرُ يصيبُ قطعةً منَ الأرضِ. أرضٌ منفَّضةٌ تنفيضاً. والشُّؤبوبُ المطرُ يصيبُ المكانَ، ويخطئُ الآخر. ومثلهُ

أسماء البرق

النَّجوُ، والجمعُ نجاءٌ. والغيثُ اسمٌ للمطرِ كلِّهِ. أرضٌ مغيثة. ويُقالُ: استهلَّتِ السَّماءُ استهلالاً. والاسمُ الهللُ. وأسبلتْ إسبالاً. والاسمُ السَّبلُ، وهوَ المطرُ بينَ السَّحابِ والأرضِ. وهوَ الضَّريبُ والصَّقيعُ والجليدُ. ولا يكونُ ذلكَ إِلاَّ ليلاً. والثَّلجُ نهاراً وليلاً. تقولُ: أرضٌ ضربةٌ، إِذَا أصابَها الضَّريبُ، فأحرقَ نبتَها. وصقِعَتْ كذلكَ. وأرضٌ مثلوجةٌ: أصابها الثلجُ. وتقولُ: أصحتِ السَّماءُ إصحاءً، والاسمُ الصَّحوُ، إِذَا انحسرَ غيمُها، فهيَ مصحيةٌ. ويُقالُ: يومٌ صحوٌ، على النَّعتِ. وليلةٌ صحوةٌ، والجميعُ صحواتٌ، بسكونِ الحاءِ. ويومٌ مصحٍ، وليلةٌ مصحيةٌ. وقدْ أصحينا. وإنْ كانتِ السَّماءُ متقشِّعةٌ، ولها بردٌ شديدٌ، فليستْ بمصحيةٍ حَتَّى يذهبَ بردُها. ويُقالُ: أقلعَ وأقشعَ السَّحابُ، إِذَا ذهبَ. والبردُ معروفٌ. وسحابٌ بردٌ، وأبردُ: فيهِ بردٌ. ويسمى البرد الغرابَ، لبياضِهِ، مأخوذٌ منَ الإغرابِ. وهوَ أنْ تبيضَّ عينُ الفرسِ وأشفارهُ، فرسٌ مغربٌ. والسَّديمُ الضَّبابُ الرَّقيقُ. أسماءُ البرقِ البرقُ، والجمعُ بروقٌ. برقتِ السَّماءُ برقاً. وأبرقَ القومُ إبراقاً: أصابهُمُ البرقُ. وتكشَّفَ البرقُ، واستطارَ: أضاءَ، ولمعَ لمعاناً ولموعاً. ولمحَ لمحاناً ولموحاً، غير أنَّ ألمحَ لا يكونُ إِلاَّ منْ بعيدٍ. وأوشمَ البرقُ، أوَّلَ ما يبدُو، إيشاماً.

أسماء الرعد

والسِّلسلةُ منَ البرقِ: الدَّقيقُ الطَّويلُ. ويُقالُ: خفَا البرقُ يخفو، إِذَا رأيتُهُ منَ بعيدٍ. وإِذَا رأيتُهُ ضعيفاً قلتَ: أومضَ إيماضاً. وبرقُ الخلَّبِ: الَّذِي لا مطرَ معَهُ. وبرقٌ خلَّبٌ أيضاً. وسنَا البرقِ: ضوءُهُ، يكونُ باللَّيلِ دونَ النَّهارِ. وتألقَ تألُّقاً. وتشقَّقَ تشقُّقاً، وهوَ اتِّساعهُ فِي السَّحابِ. وتلألأ تلألؤاً، وهوَ تتابُعهُ. ومصعَ يمصعُ مصعاً. وهوَ تقاربُهُ. وعرصَ يعرصُ عرصاً، إِذَا دامَ لا يفترُ. وأصلُ هَذِهِ الكلمةِ النَّشاطُ، يُقالُ: مهرٌ عرصٌ، أيْ نشيطٌ. وسمِّيتْ عرصةُ الدَّارِ عرصةً، لأنَّ الصِّبيانَ يتقلبونَ فيها، ويلعبونَ. أسماءُ الرَّعدِ الرَّعدُ، وجمعُهُ رعودٌ. رعدتِ السَّماءُ رعداً. وأرعدَ القومُ إرعاداً: أصابهُمُ الرَّعدُ. والإرزامُ صوتُ الرَّعدِ غيرُ الشَّديدِ. أرزمَ إرزاماً. والتَّهزُّمُ اسمُ الرَّعد، شديدهِ وضعيفهِ. والقعقعةُ تتابعُ صوتِهِ فِي شدَّةٍ. ورجسَ الرَّعدُ رجساً ورجساناً، إِذَا ثقُلَ صوتُهُ. والصَّاعقةُ نارٌ تسقطُ منَ السَّحابِ فِي رعدٍ شديدٍ. أصعقتِ السَّماءُ إصعاقاً. وصَعِقَ الرَّجُلُ: أَصَابَتْهُ الصَّاعِقَةُ، فَغُشِيَ عَلَيْهِ أَوْ مَاتَ. والأَزِيزُ صَوْتَُ الرَّعدِ تسمعُهُ منْ بعيدٍ. أزَّ الرَّعدُ أزيزاً وأزاً ومثلُهُ رزَّ يرزُّ رزاً. وجلجلَ الرَّعدُ جلجلةً، وتهزَّجَ تهزُّجاً، وهوَ أنْ يتقلَّبَ صوتُهُ فِي جنوبِ السَّحابِ. والزَّمزمةُ حسنُ صوتِ الرَّعدِ معَ ثباتِ المطرِ. والإرنانُ أنْ لا ينقطعَ. أرنَّ الرَّعدُ إرناناً.

وممَّا يجري معَ هَذَا البابِ، يُقالُ: وكف البيتُ، يكفُ وكفاً، وهوَ واكفٌ، إِذَا قطرَ فِي المطرِ. والوحلُ معروفٌ. ويُقالُ لنحوٍ منهُ الرَّدغةُ والرَّزغَةُ. وقدْ أردغَ المطرُ، وأرزغُ.

الباب الحادي والعشرون في ذكر الآبار والأرشية والدلاء

الباب الحادي والعِشرونَ في ذكرِ الآبارِ والأرشيةِ والدِّلاءِ يُقالُ: بئرٌ، والجمعُ آبارٌ، ولا يُقالُ آبارٌ، وأجازهُ ابنُ السِّكِّيتِ. وهيَ الرَّكيَّةُ، والجمعُ ركايا وركيٌّ. ويُقالُ لمخرج عيْنها: كوكبٌ وخشفٌ. ويُقالُ لأوّلِ النَّبطِ: قريحةٌ. قَرحتِ الرَّكيَّةُ، تقرحُ قروحاً. وأثلجتْ إثلاجاً حينَ تدنُو منَ النَّبطِ. والنَّبطُ أوَّلُ ما يظهرُ منْ ماءِ البئرِ عندَ الحفرِ. وقدْ أنبطَهُ واستنبطَهُ. وكذلكَ فِي كلِّ شيءٍ استخرجتَهُ. فإذا ألقيتَ فِي البئرِ التُّرابَ قلتَ: دفنتُها دفناً. والسِّدامُ البئرِ المتروكةُ، حَتَّى يأجنَ ماؤها. والجبُّ البئر الكثيرةُ الماءِ، البعيدةُ القعرِ، مذكَّرٌ. وقَالُوا: لا يكونُ جباً حَتَّى يوجدَ محفوراً، لا يدرىَ منْ حفرهُ. وفي القرآنِ: {غَيَابَةِ الْجُبِّ}. والجدُّ: الرَّكيَّةُ الجيَّدةُ الموضعِ منَ الكلأ. والفقيرُ، والجمعُ فقرٌ، ركايا تُحفرُ، وينفذُ بعضها إِلَى بعضِ ليكثرَ ماؤها. وجمَّةُ البئرِ معظمُ مائِها. واستجمَّ الماءُ، إِذَا كثرَ. فإذا كثرتِ الآبارُ فِي الأرضِ سمِّيتْ شبكةً. والطَّويُّ البئرُ المطويَّةُ بالحجارةِ، وهوَ مذكَّرٌ. ومثلهُ القليبُ.

وقالَ الرِّياشيُّ: لا أعرفُ القليبَ إِلاَّ مؤنَّثةً. ومقامُ السَّاقي المثابةُ. والحجرُ النَّادرُ فِي طيِّ البئرِ يقومُ عليهِ الرجلُ يطلَّعُ فِي البئر العقابُ. وهيَ الرَّاعوفةُ. ويُقالُ: بئرٌ شديدُ الجرابِ، لا يحتاجُ إِلَى الطَّيِّ. والشَّطونُ الَّتِي فيها عوجٌ. والمعروشةُ المطويَّةُ بالخشبِ. والمزبورةُ المطويَّةُ بالحجارةِ، زبرَتْ زبراً. وكذلكَ المضروسةُ، ضُرسَتْ ضرْساً. والجفرُ البئرُ المتّسعةَ، البعيدةُ القعرِ. وما بينَ البئرِ إِلَى منتهى السَّانيةِ المنحاةُ. وحبالُ السَّانيةِ وقتبُها القتبُ. والسَّانيةُ الجملُ الَّذِي يسنى عليهِ، وهوَ منْ قولهمْ: سنتِ السَّماءُ، تسنُو سنواً، إِذَا أمطرتْ. والبكرةُ معروفةٌ. والَّذي يجري فيها الخطَّافُ، إِذَا كانَ منْ حديدٍ. فإذا كانَ منْ خشبٍ فهوَ قعوٌ ومحورٌ. وقَالُوا: القعوانِ الحديدتانِ تدورُ بينَهما البكرةُ، الواحدُ قعوٌ. وقيلَ: البكرةُ قعوٌ. ويُقالُ للبكرةِ: المحالةُ أيضاً. والقبُّ الخرقُ الَّذِي فِي وسطِها منْ مجرى الحبلِ. والأسنانُ الشُّرفُ الَّتِي فِي أعلاها. والإزاءُ مهراقُ الدَّلوِ. والعقرُ مقامُ الشَّاربةٍ. والنَّصائبُ حجارةٌ يشرَّفُ بها الحوضُ. والمديُّ جديولٌ يجري فيهِ ما سالَ منْ ماءِ الحوضِ وما يهراقُ منهُ. والغربُ، بالإسكانِ، ما سالَ منَ البئرِ والحوضِ. ويُقالُ للحوضِ: النَّضْحُ والنَّضِيحُ. والمطيطةُ ما بقيَ منَ الحمأةِ والماءِ فِي أسفلِها. واللَّقفُ ما تأكَّلَ منْ أصلِ البئرِ. وبئرٌ لقيفةٌ. والرِّجرجةُ ما يبقى منَ الماء فِي الحوضِ. والجباءُ، بالكسرِ، ما جمعتَ فِي الحوضِ منْ ماءٍ قبلَ ورودِ الشَّاربةِ. وكذلكَ القرى. جبا لها، وقرى لها. والجبا، بالفتحِ، ما حولَ

البئرِ والحوضِ، والجمعُ أجباءٌ، وهوَ العطنُ. والقبلُ أنْ يسقيها حينَ تعودُ، منْ غيرِ أنْ يجمعَ لها. يُقالُ: سقى إبلهُ قبلاً. والزَّلوجُ البئرُ المنزلقةُ الرَّأسِ. والخضرمُ البئرُ الكثيرةُ الماءِ. والعيْلَمُ الغزيرةُ. والمكولُ الَّتِي يخرجُ ماؤها قليلاً قليلاً. ومثلُها البروضُ والبضوضُ والرَّشوحُ. والمكْلَةُ ما يجتمعُ فيها منَ الماءِ. والثَّمدُ، والجمعُ ثمادٌ، ما يبقى ماؤهُ معَ كثرةِ المطرِ. والعدُّ ما كانَ ماؤهُ منَ الأرضِ. هكَذَا قالَ الأصمعيُّ. وقيل: العدُّ الماءُ الَّذِي لا ينقطعُ. والغيلُ ما جرَى على وجهِ الأرضِ، وهوَ السَّبحُ. والغللُ ماءٌ يجري بينَ الشَّجر. وإذا كانتِ البئرُ إِلَى جنبِها بئرٌ تضرُّ بها فهيَ ضغيطٌ ومأطورةٌ. وإذا أخذَ ماؤها غرفةً غرفةً فهيَ القدوحُ. وقدْ قدحتُها. والظَّنونُ الَّتِي يأتي ماؤها مرَّةً، ويذهبُ أخرى. ويُقالُ: ماءٌ لا يغضغضُ، إِذَا لمْ ينقطعْ. والقطيعُ الَّتِي إِذَا قلَّ المطرُ قلَّ ماؤها، وأصابتِ النَّاسَ قطعةً قطعةً، إِذَا سفلَ ماءُ الأنهارِ والبحارِ عنهمْ. والواثنةُ الَّتِي يثبتُ ماؤها معَ قلَّةِ المطرِ. وثنتْ تثنُ وثوناً. والبيونُ الَّتِي يبينُ حبلُها منْ يدِ الماتحِ. وبئرٌ قليذمٌ: كثيرةُ الماءِ، واسعةُ الشَّحوةِ، واسعةُ الرَّأسِ. ونثولٌ، إِذَا دفنتْ، ثمَّ أخرجَ ترابُها. نثلتْ نثلاً. واسمُ التُّرابِ النَّثيلُ. والبديُّ والقريحُ الجديدُ الحديثُ. وإِذَا نقِّيتْ منَ الحمأةِ والطِّينِ فهيَ مجهورةٌ. وقدْ جهرتْ. واللِّقيطةُ: العاديَّةُ الَّتِي وقعوا عليْها بعدُ. والصَّرى ماءٌ يستنقعُ فِي البئرِ زمناً لا يستقى منْهُ.

وبئرٌ نشيطٌ وأنشاطٌ: يخرجُ دلوهُا بجذبةٍ واحدةٍ. والسُّكُّ الضَّيِّقةُ. والزَّوراءُ المعوجَّةُ. وجولُ البئرِ: ناحيتُها. ودامَ الماءُ، وصامَ، إِذَا ثبتَ لا يجري. وقسبَ يقسبُ، إِذَا جرى جرياً حسناً. ويُقالُ: قدْ دوَّى الماءُ، يدوِّي، إِذَا علاهُ مثلُ الجلدةِ منْ طولِ المكثِ. والدَّلوُ مؤنثةٌ. وهي الذَّنوبُ. والذَّنوبُ النَّصيبُ أيضاً. والسَّجلُ، والجمعُ سجالٌ. وإِذَا كانتْ كبيرةً فهيَ الغربُ. والعرقوةُ الخشبةُ المعترضةُ فوْقها. والجمعُ عراقٍ. والوذمُ، والجمعُ أوذامٌ، سيورٌ تشدُّ بها عُرى الدَّلوِ إِلَى أطرافِ العراقي. والعناجُ حبلٌ يشدُّ بأسفلِ الدَّلوِ، ثمَّ يشدُّ إِلَى العراقي، ليكونَ عوناً للأوذامِ. والكربُ. يُقالُ: كربْتُ الدَّلوَ، وأكربتُها، إِذَا شددتَ الحبلَ على العراقي، ثمَّ ثنَّيتهُ. وثلثتهُ. وقيلَ: إِذَا شددتِ طرفي الرِّشاءِ بالعناجِ. والأوَّلُ أصحُّ. والزُّرنوقانِ الخشبتانِ الدِّعامتانِ اللَّتانِ تُنْصَبُ عليِهما البكرةُ. والرِّجامُ حجرٌ يشدُّ بأحدِ طرفي الرِّشاءِ لينخرطَ بهِ الدَّلوُ. قالَ: كأنَّهما إِذَا علوا وجيناً ... ومقطعَ حرَّةٍ بعثا رجاما وقيلَ: هوَ الحجرُ الَّذِي يشدُّ بطرفِ الحبلِ، يخضخضُ بهِ الحمأةُ لتثورَ فتستقى. وهذا إِذَا كانتِ البِئْرُ بعيدةَ القعرِ، لا يمكنُ نزولها. والطِّبابُ جمعُ طبابةٍ، الواحدةُ طبَّةٌ، الجلدةُ الَّتِي تخرزُ على فمِ الدَّلوِ. والخشبةُ المعترضة على الزُّرنوقينِ النَّعامةُ. والقامةُ البكرةُ، عن أبي

أسماء الأرشية

عبيدٍ، وهوَ خطأٌ. إنَّما القامةُ الخشبةُ الَّتِي على رأسِ البئرِ، تعلَّقُ عليْها البكرةُ. أسماءُ الأرشيةِ الرِّشاءُ والشَّطنُ والمقاطُ والمسدُ. والجمعُ مقطٌ وأشطانٌ وأمسادٌ. والثِّنايةُ والمثناةُ. فإذا كانَ الحبلُ منْ ثلاثِ قوىً فهوَ مثلوثٌ، وقدْ ثلثتُهُ. وإِذَا كانَ منْ أربعٍ قيل مربوعٌ، وقدْ ربعتُهُ، وخمسْتُهُ، وسدسْتُهُ كذلكَ. فإذا انجردَ، وذهبَ زئبرهُ، قيلَ: قدْ محصَ يمحصُ محصاً، ومحصَ أيضاً. وحبلٌ مستأربٌ، أيْ شديدٌ. فإِذَا أخلقَ قيلَ جرنَ، وهوَ جارنٌ. فإذا ذهبتْ قوَّتهُ قيلَ منينٌ. ويُقالُ للخشبةِ الَّتِي تجعلُ فِي أسفلِ البئرِ إِذَا خيفَ انهيالُها: الوسبُ، والجمعُ وسوبٌ. والمائحُ الَّذِي يملأُ الدَّلو أسفلِ البئرِ إِذَا قلَّ الماءُ. والماتحُ المستقي على البكرةِ. والنَّزعُ الاستقاءُ باليدِ منْ غيرِ بكرةٍ. والمرسُ الحبلُ. وقدْ أمرستُهُ، إِذَا أنشبتُهُ بينَ البكرةِ والقعوِ. وأمرستُهُ، إِذَا أعدتَهُ إِلَى مجراهُ أيضاً. ومرسَ، إِذَا زالَ عنْ مجراهُ. ويُقالُ: بكرةٌ نخيسٌ، إِذَا اتَّسعَ ثقبُها الدَّائرُ فيهِ المحورُ. قالَ الرَّاجزُ: درنَا ودارتْ بكرةٌ نخيسُ ويُقالُ للخشبةِ الَّتِي يضيَّقُ بها ذلكَ الثَّقبُ: النَّخَاسُ. وقدْ نخستُ البكرةَ نخساً.

الباب الثاني والعشرون في صفات المياه وذكر الأحساء والأنهار والغدران

الباب الثاني والعِشرونَ في صفاتِ المياهِ وذكرِ الأحساءِ والأنهارِ والغدرانِ يُقالُ: ماءٌ عذبٌ، بيَّنُ العذوبةِ، والجمعُ عذابٌ. وماءٌ زلالٌ وسلسالٌ، إِذَا كانَ صافياً عذباً. وماءٌ نقاخٌ: باردٌ عذبٌ. وماءٌ نميرٌ: ناجعٌ فِي الشاربةِ. وماءٌ فراتٌ: عذبٌ. وكذلكَ فسِّرَ فِي التَّنزيلِ. وماءٌ شبمٌ: باردٌ عذبٌ. والقارسُ البَارِدُ منْ كلِّ شرابٍ. والمشبرةُ المفيضُ، وهوَ الَّذي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ: دوبق. والرَّدَّةُ نقرٌ فِي الجبلِ يجمعُ الماءَ. والمدهن المطمئنُّ يمسك الماءَ. وماءٌ أجاجٌ: ملحٌ. وقالَ بعضهمْ: لا يكونُ أجاجاً حَتَّى يكونَ حاراً، وهوَ منْ أجيجِ النَّارِ، أيْ التهابِها. والزُّعاقُ أشدُّ المياهِ ملوحةً. ومثلُهُ العلقمُ. والقعاعُ والصرَّى الماءُ الآجنُ. وقد أجنَ الماءُ أجوناً. وأسنَ، إِذَا تغيَّر. وفي القرآنِ: {مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ} وقدْ رنقَ الماءُ رنقاً، وهوَ رنقٌ ورنقٌ، مثلُ كدرٍ وكدرٍ. والحمأةُ الطِّينُ الأسودُ يكونُ فِي أسفلِ الرَّكيِّ وغيرها. حمئتِ

الرَّكيَّةُ تحمأُ وفي القرآنِ: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}. ويُقالُ لها: الثَّأطُ. والماءُ المطحلبُ، وهوَ الَّذِي يعلوهُ الطُّحلبُ وهوَ الخضرةُ الَّتِي تعلوُ الماءَ. وهوُ العرمضُ أيضاً. والماءُ الطَّرقُ الَّذِي بالتْ فيهِ الإبلُ، وبعرتْ، وتغيَّرتْ ريحهُ وطعمهُ. والوقيعةُ، والجمعُ وقائعُ، موضعٌ يمسكُ الماءَ. وكذلكَ الوجذُ، والجمعُ وجاذٌ. والأضاةُ الغديرُ، والجمعُ أضاً، مَقْصُورٌ. فإذا كسرتَ أوَّلهُ مددتْ فقلتْ: إضاءةٌ. والصَّمدُ أيضاً موضعٌ يمسكُ الماءَ. والقريانُ مجاري المياهِ إِلَى الرِّياضِ، والواحدُ قريٌّ. ومنْ أمثالهمْ: جرىَ الوادي، فطمَّ على القريِّ. والغثاءُ ما يحْمِلهُ السَّيلُ منَ العيدانِ وغيرها. والنَّهيُ، بالكسرِ والفتحِ، الغديرُ، والجمعُ نهاءٌ وأنهاءٌ. وعبرُ النَّهرِ شاطئهُ، وهمَا عبرانِ. والعزبةُ النَّهرُ الشَّديدُ الجريةِ. والحجاةُ النُّفَّاخةُ الَّتِي تعْلو الماءَ، والجمعَ حجاً. والقلفعُ الطِّينُ اليابسُ المتفلِّقُ فِي الغدرانِ، إِذَا نضبَ ماؤها. والنَّهرُ، بالتَّحريكِ، والإسكانُ جائزٌ، صغرَ أوعظمَ. والجدولُ النَّهرُ الصَّغيرُ يشقُّ لسقيِ الحرثِ والنَّخلِ. والقنَا، والجمعُ أقناءٌ،

وهوَ القوزجُ. وقَالُوا: قناةٌ، والجمعُ قُنِيُّ. والخددُ مثلُ الجدولِ، والجمعُ أخدَّةٌ. والكرُّ الحسيُ، والجمعُ كررةٌ وأكرارٌ. وجمعُ الحسيِ أحساءٌ، وهوَ ما يغَطِّيه رملٌ يمنعُ أنْ تنشِّفَهُ الشَّمسُ، وتحتهُ أرضٌ صلبةٌ تمنعهُ أنْ يغورَ فِي الأرضِ، فيبقى. فإذا أزلتَ عنْهُ ذلكَ الرَّملَ ظهرَ. والضَّحضاحُ الماءُ القليلُ، يضطربُ على وجهِ الارضِ. والضَّحلُ الماءُ القليلُ. والعدملُ الماءُ القديمُ. والبرضُ الماءُ القليلُ. برضَ الحسيُ، يبرضُ برضاً، إِذَا أخرجَ ماءً قليلاً. يُقالُ: رشحَ الماءُ، يرشحُ رشحاً، وهوَ أوَّلُ النَّبطِ. وطما الماءُ طموءاً، إِذَا كثُرَ وعلا. والبضضُ الماءُ القليلُ يرشحُ منَ الأرضِ أو السِّقاءِ. بضَّ يبضُّ بضاً. وفي المثلِ يضربُ للبخيلِ لا يبضُّ حجرهُ. والمساكُ المكانُ الَّذِي يمسكُ الماءَ، والجمعُ مسكٌ. والسَّملةُ بقيَّةُ الماءِ، والجمعُ سملٌ. والمخاضةُ الماءُ يجوزُ فيهِ النَّاسُ مشاةً وركباناً. والخريصُ الماءُ المستنقعُ فِي أصولِ النَّخلِ والشَّجرِ. والخليجُ مثلُ الجدولِ. والسَّيحُ ماءٌ يجري منْ نهرٍ أوْ عينٍ، فيتشعَّبُ منهُ جداولُ الحرثِ والنَّخلِ. والفلجُ مثْلهُ. والبحرُ، والجمعُ بحورٌ وبحارٌ. وأصلهُ منَ الشَّق، بحرتُ الشَّيءَ: شققتُهُ. وأصطمَّةُ البحرِ معظمُهُ. والتَّيَّارُ الموجُ. ولجَّةُ البحرِ معظمُ مائهِ. والسَّاحلُ معروفٌ، (فاعلٌ) بمعنى (مفعولٌ). وذلكَ أنَّ الماءَ يسحلُهُ. والجزيرةُ أصلُها منْ قولكَ: جزرتُ الشَّيءَ، إِذَا قطعتهُ. وذنبةُ

الوادي والنَّهرِ آخرُهُ. وكذلكَ ذُنابتُهُ والمذنَبُ، والجمعُ مذانبُ، مجاري الماءِ منَ الغلظِ إِلَى الرِّياضِ. والمأجلُ حوضٌ يحبسُ فيهِ الماءُ، ثمَّ يرسلُ فِي الزَّرعِ. وأصلُ الكلمةِ منَ التَّأخيرِ. ومنهُ سُمِّيَ الأجلُ. والنَّجيف جذعٌ يجوَّفُ، ويرسلُ فيهِ الماءُ. والكظامةُ كلُّ ما سددْتَ بهِ مجرىَ ماءٍ أوْ بابٍ. وقدْ كظمتُهُ.

الباب الثالث والعشرون في ذكر النبات

الباب الثالث والعشرون في ذكرِ النَّباتِ قالَ الأصمعيُّ، يُقالُ: رأيتُ أرضَ بني فلانٍ غبَّ المطرِ واعدةً، إِذَا رجيَ خيرُها وتمامُ نبتِها. وتقولُ: أوشمتِ الأرضُ، إِذَا رأيتَ فيها شَيْئاً منَ النَّباتِ. وتقولُ: أبشرتِ الأرضُ، إِذَا رأيْتَ فيها حُسنَ طلوعِ نبتِها. وبذَّرْتِ الأرضُ تبذيراً إِذَا ظهرَ نباتُها متفرقاً. وودَّستِ الأرضُ توديساً، إِذَا ظهرَ نباتُها. وهيَ مودوسةٌ. وبارضٌ النَّبتِ أوُّلُ ما يبدُو. تبرَّضتِ الأرضُ تبرُّضاً. قالَ ذو الرُّمَّةِ: رعَتْ بارضَ البهمَى جميماً وبسرةً ... وصمعاَء، حَتَّى آنفتْها نصالُها. الجميمُ: ما ارتفعَ منَ البُهمى. فإذا تفقَّأتْ وارتفعتْ زيادةَ

ارتفاعٍ فهيَ الصَّمعاءُ. آنفتْةُ: توجعُ أنفَهُ بسفاهَا. وسفَى البُهمى شوكُها، مثلُ شوكِ السُّنبلِ. ويُقالُ: رأيتُ فِي أرضِ بَني فلانٍ نعاعةٍ ولعاعةً حسنَة، بالنُّونِ واللاَّمِ، وهوَ البقْلُ النَّاعمُ أوَّل ما يبدُو. ويُقالُ: أرضٌ واصيةٌ، إِذَا اتَّصلَ بعضُ نباتِها ببعضٍ، حَتَّى غطَّى الأرضَ، أوْ كادَ. واستحلستِ الأرضُ: تغطَّتْ بالنَّباتِ، أوْ كادتْ. وحارتِ الأرضُ: طالَ نباتُها. واكتهلَ النَّباتُ، إِذَا تمَّ. ونبتٌ عميمٌ: تامٌّ. وقد اعتمَّتِ الأرضُ. فإذا خرجَ زهرهُ قيل: قدْ جنَّ جنوناً. وزهرهُ وزهرتُهُ، ونوَّارهُ ونورُهُ، وزهوُهُ سواءٌ. وقالَ بعضهمْ: الزَّهرُ الأصفرُ، والنَّورُ الأبيضُ، هَذَا هوَ الأشهرُ. وقدْ جاءَ خلافُهُ، فقيل: نورُ الشَّقائقِ. ونبتٌ منوِّرٌ ومزهٍ. وتقولُ: أغنتِ الأرضُ، إِذَا أدركَ نباتُها. وذلكَ أنْ تمرَّ الرِّيحُ فيها غيرَ صافيةِ الصَّوتِ لكثافتِهِ والتفافِهِ. ومنهُ يُقالُ: دارٌ غنَّاءُ، وقريةٌ غنَّاءُ، أيْ كثيرةُ الأهلِ. وشجرةٌ غنَّاءُ: كثيرةُ الأغصانِ. وبرعمُ الزّهرِ: أكمامُهُ، وجمعُهُ براعيمُ. ويُقالُ: قدْ أخذَ النَّبتُ زخاريَّهُ، وزخرفهُ، إِذَا خرج زهرهُ وأنوارُهُ. وفي القرآنِ: {أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا}. فإذا تهيّأ لليبسِ قيلَ: اقطرَّ اقطراراً. فإذا يبسَ قيلَ: تصوَّحَ وانصاحَ. فإذا تمَّ يبسهُ قيلَ: قدْ هاجَ هياجاً. وفي القرآنِ: {يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً}. وهُو حينئذٍ يبيسٌ ويبسٌ. وأرضٌ يبسٌ، بالتَّحريكِ، وقفيفٌ وجفيفٌ. فإذا تكسَّرَ اليبيسُ فهوَ الحطامُ والهشيمُ. فإذا كثُرَ

اليبيسُ، وركبَ بعضهُ بعضاً، فهوَ الثِّنُ. قالَ الرَّاجزُ: إنْ ينْعَنِي النَّاعونَ لا تحنِّي ... يكْفي اللَّبونُ أكلةٌ منْ ثنِّ. وأزربَ البقلُ، إِذَا صارَ فيهِ يبيسٌ، فتلوَّنَ بصفرةٍ وخضرةٍ. والكلأْ النَّباتُ الرَّطبُ. والحبَّةُ: حبُّ البقولِ: وفي الحديثِ: كمَا تنبتُ الحبَّةُ فِي حميلِ السَّيلِ. وأرضٌ موثجةٌ. وكلأ وثيجٌ. بيِّنُ الوثاجةِ، إذا كثرَ وكثرتْ حبَّتُهُ فإذا اسودَّ النَّبتُ فهوَ الدِّندنُ. والدَّرينُ حُطامُ الشَّجرِ. وأحرارُ البقلِ: ما لا يحتاجُ إِلَى الطَّبخِ. والسَّفيرُ ما تسفرُهُ الرِّيحُ منْ حطامِ النَّبتِ، فتجمعُهُ فِي أصولِ الشَّجرِ. واللُّمعةُ منَ الأرضِ: الكثيرةُ الكلأ. والعقدةُ والعروةُ: البقعةُ الكثيرةُ الشَّجرِ.

وأحرارُ البقلِ: مارقَّ ورقُهُ وعتقَ، أيْ كرمَ. وذكورُ البقلِ ما غلظَ منْهُ. فمنَ الأحرارِ الذُّرقُ، وهوَ الحندقوقُ. والنّفلُ، وهوَ قتُّ البرِّ. والخبَّازى معروفةٌ. فإذا شدَّدتَ الباءَ قلتَ خبَّارٌ، بطرحِ الألفِ. وأجازَ ابنُ السِّكِّيتِ الخبَّازى، بالتَّشديدِ والألفِ. ومثلُها الخضَّارى، وهوَ نبتٌ. والغريفُ، بسكونِ الرَّاءِ وكسرِ الغينِ، نبتٌ. والغريفُ، بكسرِ الرَّاءِ وفتحِ الغينِ، الأجمةُ. والقرَّاصُ البابونجُ. والثَّيلُ: الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ مروكْ. والحرشاءُ خردلُ البرِّ. والبروقُ قرنفلهُ. والحترابُ جزرُ البرِّ. والنَّدغُ صعترُهُ. والنِّيمةُ القنَّابرىَ، وهوَ الخمخمُ. وقيلَ: الخمْخمُ حبَّةُ نبتٍ غيرِ القنَّابرىَ. والأيهُقانُ الجرجيرُ البرِّيُّ. والتَّنُّومُ: الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ جنكلا. والإذْخرُ نبتٌ طيَّبُ الرَّائحةِ، يقالُ لهُ بالفارسيَّةِ كوركيا. والحبقُ الفوذنجُ. والحمَّاضُ معروفٌ. والحاجُ شوكٌ معروفٌ، واحدُها حاجةٌ. والحسكُ: الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ سكوهَهْ.، والحرضُ الأشنانُ بالفارسيَّةِ باتومهْ. والشَّقحُ والرِّيباسُ والقصيصُ نبتٌ تخرجُ فِي أصولِهِ الكمأةُ. والجثجاثُ بالفارسيَّة باتومهْ. والقلَّامُ القافليَّ. والعُلامُ الحنَّاءُ. والعشقةُ اللَّبلابةُ. قالَ ابنُ الأعرابيِّ: منْها اشتقاقُ العاشقِ، لأنَّهُ يذوبُ كمَا يذوبُ اللَّبلابُ منْ يسيرِ العطشِ. هكَذَا قالَ. والصَّحيحُ الحلبلابُ. والخلَّةُ منَ النَّبتِ ما كانَ حلواً. والحمضُ ما كانَ فيهِ ملوحةٌ. ويُقالُ: أوضعَ الرَّجلُ بإبلهِ يوضعُ، إِذَا رعَى بها الحمضَ. وأمالَ بِها يميلُ إمالةً، إِذَا رعَى بِها الخُلَّةَ. والعكرشُ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ جيذر.

أسماء الرياحين

أسماءُ الرَّياحينِ الوتيرةُ الوردةُ البيضاءُ. ويُقالُ للحمراءِ: الحوجمةُ. وتشبَّه قرحةُ الفرسِ بالوتيرةِ، قالَ الشَّاعرُ: تُباري قرحةً مثلَ الوتيرةِ لمْ يكنْ مغدَا والضَّيْمُرَانُ شاهسفرمُ، وهوَ الرَّيحانُ. والقيصومُ بالفارسيَّةِ بوبوْ. والهبسُ الخيريُّ. والأقحوانُ يشبهُ القرَّاص، إِلاَّ أنَّ لهُ ورقاً أبيضُ يشبَّهُ الثَّغرُ بهِ، والجمعُ أقاحٍ. والورسُ نبتٌ طيِّبٌ. والشَّقرُ الشَّقائقُ، هكَذَا قيلَ. والصَّحيحُ أنَّهُ نبتٌ أحمرُ النَّورِ، يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ شكلايه. والعبهرُ النَّرجسُ. ويُقالُ لبياضِ النّرجسِ: الأشاهرُ، لا واحِدَ لها. ويُقالُ لصفرةِ النَّرجسِ الذَّواءُ، ممدودٌ. والخزامَى خيريُّ البرِّ. والنَّمَّامُ معروفٌ. ويُقالُ لهُ: العبسُ أيضاً. وقالَ أبو بكرٍ: العبسُ بالفارسيَّةِ شابابكْ. والدَّاحُ بستانُ بافروز. والرَّندُ الآسُ. ويُقالُ لهُ: العمارُ أيضاً. وقيلَ: هوَ نبتٌ آخرُ. ويُقالُ لثمرتِهِ الفطسُ. ويُقالُ للرَّمادَ الآسُ أيضاً. والهوبرُ السَّوسنُ. والظَّيَّانُ ياسمينُ البرِّ. ويسمَّى بالفارسيَّةِ شونيون. والعنقزُ المرزنجوشُ. والعُنقزُ، بالضَّمِّ، متاعُ الحمارِ. والحنوةُ الآذريونُ. واللُّفاحُ معروفٌ. والنِّسرينُ معروفٌ أيضاً. والزَّيهرُ البنفسجُ. وهوَ الزَّيروفُ أيضاً. والزَّعبرُ عنْ لغدةَ. وقالَ أبو بكرٍ فِي كتابِ الاشتقاقِ: هوَ الزِّبعرُ، مكسورُ الزَّاءِ، مفتوحُ الباءِ، مسكَّنُ العينِ، غيرُ معجمةٍ.

أسماء البقول

وقالَ فِي الجمهرةِ: الزَّبعرُ نبتٌ طيِّبُ الرَّائحةِ. وأنشدَ: كالضَّيمرانِ تكفُّهُ بالزَّبعرِ والمرماحوزُ ضربٌ منَ الياسمينِ. وقيلَ: الأرجوانُ النَّبتُ الأحمرُ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ أيلندوتُ. وقالَ أبو عبيدٍ: هوَ النَّشاستجُ. وهذا أصحُّ. والعبيثرانُ معروفٌ. والرَّعثُ الجلَّنارُ. والفلُّ ضربٌ منَ النِّسرينِ. والعنبُ بالفارسيَّةِ كجومنْ. والرَّعلةُ إكليلٌ منْ ريحانٍ وآسٍ، يجعلُ على الرُّؤوسِ. والشِّيحُ: الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ درميهِ. أسماءُ البقولِ النَّباتُ الرَّطبُ كلُّهُ عندَ العربِ بقلٌ. وأهلُ الحضرِ يسمُّونَ أشياءَ تؤكلُ منهُ بقلاً. فمنْ ذلكَ الخسُّ والجرجيرُ والكرَّاثُ معروفاتٌ. والمحوكُ والصَّوبرُ والباذروجُ. والفرفخُ البقلةُ الحمقاءُ. وكذلكَ الرَّجلةُ. وأصلُها رجلة، بفتحِ الرَّاءِ، وكسرِ الجيمِ، لأنَّها مثلُ الشَّعرِ الرَّجلِ للينَها، وانَّها ليستْ بجعدةٍ، فأسكنتِ الجيمُ، ونقلتْ كسرتُها إِلَى الرَّاءِ، كما قيلَ: كبدٌ وكرشٌ. والرَّشادُ معروفٌ، وهوَ الحرفُ. والفيجنُ السَّذابُ. والفجلُ، واشتقاقُهُ منْ قولهمْ: فجلَ الشَّيءُ، إِذَا غلظَ واسترخى. الشَّلجمُ، ويُقالُ لهُ اللِّفتُ. والبسباسُ الكرفسُ. وقالَ الخليلُ رحمهُ اللهُ، يُقالُ للكرفسِ التَّراجيلُ. والحوذانُ الطَّرخونُ، وهوَ ضربٌ منَ الرَّياحينِ لهُ نورٌ أصفرُ أيضاً.

فصل آخر

والثُّومُ والبصلُ معروفانِ. والقنَّبيطُ أظنُّهُ نبطياً. والفطرُ ضربٌ منَ الكمأةِ أبيضُ. وهوَ الفقعُ أيضاً. والشِّبتُّ دخيلٌ. والكبرُ معروفٌ. ويُقالُ لهُ: اللَّصفُ، ولثمرتِهِ: الشَّفلَّحةُ. والقثدُ الخيارُ. والقثَّاءُ، الواحدةُ قثَّاءةٌ. والأرضُ الَّتِي تكونُ فيها القثَّاءُ مقثأةٌ ومقثؤةٌ. وكثمتُ القثَّاءةَ والجزرةَ إِذَا أدخلتهُما فِي فيكَ، ثمَّ كسرتهُما كثماً. والدُّبَّاءُ واليقطينُ والقرعُ سواءٌ. وقالَ أبو بكرٍ: اشتقاقُ القرعِ منَ الرَّأسِ الأقرعِ. والبطِّيخُ، بكسرِ الباءِ، وإنْ شئتَ قلتَ بطيخٌ، بالفتحِ. والمغدُ الباذنجانُ، وهوَ الكهْكمُ والكهْكبُ. والفولُ الباقلَّاءُ. والقفعاءُ الإسفاناخُ. ويُقالُ لهُ: الرَّحى. والكسبُلُ والعصبةُ الكشوثُ. وقيلَ: هوَ عنبُ الثَّعلبِ. والكشوثُ الزُّحموكُ. ويُقالُ لعنبِ الثَّعلبِ: الفنا، مقصورٌ. قالَ زهيرٌ: كأنَّ فتاتَ العهنِ فِي كلِّ منزلٍ ... نزلنَ بهِ حبُّ الفنَا لمْ يحطَّمِ ويُقالُ لصغارِ القثَّاءِ: الضَّغابيسُ، الواحدُ ضغبوسٌ. ويُقالُ للكرَّاثِ: الرَّكلُ، ولبائعِهِ: ركَّالٌ. والرَّكلُ الرَّفسُ أيضاً. ركلهُ رفسهُ. فصلٌ آخرُ الفصْفصةُ، والقضبُ الرَّطبةُ، والقتُّ اليابسُ. فأمَّا الصَّفصافُ

فصل آخر

فالخلافُ. والرَّبَّةُ نبتٌ تدومُ خضرتُهُ. والنَّشرُ أنْ يَيْبسَ البقلُ، ثمَّ يصيبهُ المطرُ، فيخضرَّ بعدَ اليبسِ، فإذا أكلتْهُ الماشيةُ أصابَها داءٌ يسمَّى السُّهامَ. والرَّبلُ، والجمعُ ربولٌ، نبتٌ يخضرُّ إِذَا أحسِّ بالبردِ منْ غيرِ أنْ يمطرَ. والبروقُ نبتٌ يخضرُّ إِذَا أصابهُ أدنَى ندىً. وفي المثلِ: أشكرُ منْ بروقةٍ. والقطوناءُ الإسفيوشُ. ويُقالُ لهُ: الزُّبادُ. وقالتْ أمُّ الهيثمِ: هوَ البخدقُ. ويُقالُ: شطبتُ البطِّيخَ، وهذهِ شطبةٌ منْهُ. والحلبلابُ قدْ مرَّ ذكرُهُ. والوذيجُ الرَّازيانجُ. والحزاءةُ، والجمعُ الحزاءُ، لحيةُ التَّيسِ، وقيلَ: نبتٌ آخرُ. والخزأُ، بالخاءِ معجمةً والقصرِ، نبتٌ آخرُ. والهندبا، يقصرُ ويمدُّ، معروفةٌ. فصلٌ آخرُ يُقالُ: أرضٌ مخلَّةٌ، فيها خلَّةٌ، وأرضٌ محمضةٌ: فيها حمضٌ. ومروضةٌ: كثيرةُ الرِّياضِ. ومعشبةٌ: كثيرةُ العشبِ. وعاشبةٌ: ذاتُ عشبٍ، مثلُ لابنٍ وتامرٍ. ومنصيةٌ: كثيرةُ النصيِّ. ومعضهةٌ منَ العضَاهِ. ومبهمةٌ منَ البهمَى. ومصغرةٌ: نبتُها صغيرٌ. ومرطبةٌ: كثيرةُ الرَّطبِ. وشجيرةٌ: كثيرةُ الشَّجرِ. ومبرضةٌ تعاونَ بارضُهَا. ومعيوهةٌ: كثيرةُ العاهةِ. وفيها تعاشيبُ، لا واحدَ لَها منْ لفظِها، إِذَا كانَ فيها عشبٌ متفرقٌ. وغمقةٌ كثيرةُ النَّدى. والغمقُ النَّدى.

الباب الرابع والعشرون في أدوات الزراعين، والقول في الزرع وأسماء الحبوب

الباب الرابع والعشرون في أدواتِ الزَّرَّاعينَ، والقولِ فِي الزَّرعِ وأسماءِ الحبوبِ الجارَّةُ: الَّتِي تكربُ بها الأرضُ. والسكَّةُ الحديدةُ الَّتِي فِي الجارَّةِ، وبها يكونُ العملُ. وهيَ اللُّومةُ أيضاً. والنَّعلُ الخشبةُ القصيرةُ الَّتِي فِي طرفِ السكَّةِ. وهيَ البركُ أيضاً. والقائدُ الخشبةُ الَّتِي أصلُها فِي النَّعلِ. واليدُ الخشبةُ الَّتِي يقبضُ عليْها صاحبُ الجارَّةِ. والنِّيرُ ما يوضعُ علىَ عنقي الثَّورينِ، فتشدُّ إليهِ الجارَّةُ، فارسيٌ معربٌ. ويُقالُ للجارَّةِ: الكلبُ أيضاً. ويُقالُ للعودينِ اللَّذينِ قدْ ركزا على النَّعلِ: القوسُ، وللعودِ الصَّغيرِ فوقَ هذينِ العودينِ: القلبُ. والحضرُ يسمُّونَ جميعَ ذلكَ الفدانَ، والجمعُ فدنٌ. وقالَ أبو عمروٍ: الفدَّانُ، بالتَّشديدِ، البقرةُ الحارثةُ. قالَ أبو هلالٍ: هيَ لغةٌ شاميَّةٌ. ويُقالُ للخشبةِ الَّتِي يسوَّى بها الأرضُ: المدمَّةُ. وقدْ دمَّتِ الأرضُ، فهي مدْمومةٌ. ودهِّكتْ تدهيكاً. ثمَّ يضربُ عليْها الكلالي، الواحدُ كلَّاءٌ، وهوَ المسنَّاتُ. وما بينَ كلِّ كلاءينِ مشارةٌ ودبرةِ، والجمعُ دبارٌ ومشاراتٌ، لأدنى العددِ. والكثيرةُ المشارُ.

والمرضَّة ما يرضُّ بهِ المدرُ. والتَّجريشُ توريةُ الحبِّ فِي الأرضِ. ثمَّ يسقى. والسَّقيةُ الأولى النَّهلُ، والثَّانِيةُ العللُ. فإذا نجمَ نبتهُ قيلَ: فقأ. فإذا ظهرَ على وجهِ الأرضِ. قيلَ: أصبأ. فإذا صارَ لهُ قصبٌ قيلَ: قدْ قصَّبَ. فإذا ظهرَ قلنبتُهُ، وهيَ الورقُ الَّذِي يخرجُ منهُ السُّنبلُ قيلَ: قدْ تجرَّدَ الزَّرعُ، وقنَّبَ. والقُنَّابُ الورقُ المستديرُ فِي رؤوسِ الزَّرعِ إِذَا أرادَ أنْ يثمرَ. فإذا خرجَ شعاعُ السُّنبلِ، وهوَ شوكهُ، قيلَ: قدْ قنبعَ. فإذا جرىَ الماءُ فِي الزَّرعِ قيلَ: قدْ سقىَ الزَّرعُ. فإذا مضَى لهُ سبعُ ليالٍ قيلَ: قدْ أمخَّ، وهوَ أنْ يهمَّ بالجموسِ. فإذا تهيَّأ أنْ يفركَ قيلَ: قدْ أفركَ. فإذا احتاجَ إِلَى الحصادِ قيلَ: أحصدَ. والجرينُ المداسُ: والدَّوابُّ الَّتِي تدوسُهُ الدَّوائسُ. ويُقالُ للخشبةِ الَّتِي يداسُ بِها، يركبُها الإنسانُ: العجلةُ، والجرجرُ. ويُقالُ للرَّفشِ: المقحفةُ، وللخشبةِ ذاتِ الأصابعِ: المسفارُ. والَّتي لها شُعبتانِ المذرى. كذا قيلَ. والوجهُ أنْ يُقالُ: إنَّ ذاتَ الأصابعِ هيَ المذرى، وهيَ المروَاحُ، والَّتي لها شعبتانِ المسفارُ. فإذا فرغوا منْ دياسهِ عرموُهُ عرماً، وهوَ أنْ يتْركوهُ فِي تبنهِ، وهوَ العرمُ، الواحدةُ عرمةٌ. ثمَّ يذرَّى بالمذرى. فإذا جمعَ الحبُّ، وهوَ منقَّى، فهوَ صبرةٌ، والجمعُ صبرٌ. والقصالةُ أصولُ القصبِ الطِّوالِ مِمَّا لمْ تكسرُهُ الدِّوائسُ. والقصارةُ ما يبقى فِي السُّنبلِ منَ الحبِّ بعدَ ما يدرسُ. وأهلُ الشَّامِ يسمُّونهُ القصريَّ. درستُ الحبَّ، أدرسُهُ درساً. ودستُهُ مشهورةٌ ودرستِ المرأةُ، إِذَا حاضتْ أيضاً. والكعابرُ عقدُ التِّبنِ الَّتِي يحتاجُ إِلَى دقِّها ثانيةً حَتَّى يتخلَّصُ حبُّهُ. ويُقالُ للصُّبرةِ منَ الطَّعامِ السَّندرةُ. والسَّندرةُ أيضاً مكيالٌ كبيرٌ. ومنْ ثمَّ قيلَ: كيلُ السَّندرةِ.

أسماء الحبوب

والمزْرَعَةُ هي الَّتِي تزرعُ كلَّ عامٍ. والمستحالُ الَّتِي تزرعُ عاماً، وتتركُ عاماً. ومنْ أدواتهمْ المسْحاةُ. ويُقالُ لها المعرقَةُ. والعودُ الَّذِي فِي نصابِها العترةُ. والتَّبنُ معروفٌ. ويُقالُ لحطامهِ الحثَى، مقصورٌ. والسَّمادُ معروفٌ. وأصلهُ منَ السُّمدةِ، وهيَ تسهيلُ الأرضِ بالمسحاةِ. والدَّمالُ السَّمادُ. وأصلهُ منْ قولهمْ: دمَلَ بينَ القومِ، إِذَا أصلحَ بينهمْ، وذلكَ أنَّ السَّمادَ يصلحُ الأرضَ. ومنهُ قيلَ: دُمَّلٌ، تفؤُّل بالصَّلاحِ. والجلُّ قصبُ الزَّرعِ إِذَا حصدَ. والرَّاكسُ البقرةُ الَّتِي توقفُ وسطَ البيدرِ، تدورُ حولها البقرُ. وأصلُ الرَّكسِ رجوعُ الشَّيءِ إِلَى مَا كانَ فيهِ. وفي القرآنِ: {أُرْكِسُواْ فِيِهَا}، أيْ نُكِّسوا. أسماءُ الحبوبِ التِّقدةُ، بالتَّاءِ، الكزبرةُ. والنِّقدةُ، بالنُّونِ، الكروياءُ، عنْ أبي عمرَ وأبي بكرٍ. والنِّقردةُ الكروياءُ أيضاً. والسَّنُّوتُ الكمُّونُ. وقالَ أبو عمرَ هوَ الشُّونيزُ. قالَ وهوَ شونيزٌ وشينيزٌ. والسُّمَّاقُ العرتُنُ. والبلسنُ العدسُ. والحمَّصُ، بفتحِ الميمِ. والسِّمسمُ معروفٌ. ويُقالُ لهُ: الجلجلانُ. وقيلَ: الجلجلانُ الكزبرةُ أيضاً. فأمَّا السَّمسمُ، بالفتحِ، فاسمٌ منْ أسماءِ الذَّئبِ. وهوَ اسمُ موضعٍ أيضاً. والثُّفَّاءُ حبُّ الرَّشادِ. والمجُّ الماشُ. والبرُّ أفصحُ منَ الحنطةِ. والحنطةُ جنسٌ لا يجمعُ. فإن اجتمعتْ منِها أنواعٌ مختلفةٌ

جُمعتْ فقيلَ: حنطٌ. وهيَ القمحُ أيضاً. والفولُ الباقليَّ. والشَّعيرُ معروفٌ. والدُّخنُ الأرزنُ. والزُّوانُ: الشَّيلمُ، وهوَ حبٌّ صغارٌ سودٌ، يوجدُ فِي الحنَّطةِ. ومنهُ يُقالُ: كلبٌ زئنيُّ. والمريراءُ حبٌّ يفسدُ الطَّعامَ. والذُّرةُ معروفةٌ. ويُقالُ لُحطامها الدَّفعُ. وقيلَ: الدَّفغُ هيَ الذُّرةُ نفسُها. والإحريضُ حبُّ العُصفرِ. والبطمْ الحبَّةُ الخضراءُ. ويُقالُ لشجرتِهِ الضِّروُ. والإحبلُ: اللُّوبياءُ، وهوَ الدَّجرُ. والصُّلامُ لُبُّ عجمِ النَّبقِ. والأرزُّ بالألفِ. وتركهُ رديءٌ. وقدْ جاءَ رزُّ ورنزٌ. وليسْ بالعالي. وقصبهُ الفوالُ دخيلٌ. والخشخاشُ عربيُّ معروفٌ. والفُلفلُ عربيُّ معروفٌ. ويُقالُ: شعرٌ مفلفلٌ، إِذَا كانَ شديدَ الجعودةِ. والسُّلتُ، قالَ أبو بكرٍ: هوَ حبٌ بينَ الحنطةِ والشَّعيرِ. والجلبانُ حبٌ معروفٌ. والعلسُ ضربٌ منَ الحنطةِ، علْيهِ قشرٌ. والتُّرمسُ حبٌ يكونُ بالشأمِ. والتُّرمسُ أيضاً موضعٌ معروفٌ.

الباب الخامس والعشرون في أسماء الشجر

الباب الخامس والعِشرونَ في أسماءِ الشَّجرِ فمنَ الشَّجرِ العضاهُ، الواحدُ عضَهٌ، بهاءٍ خالصَةٍ. ويُقالُ: عضةٌ، والجمعُ عضواتٌ. وهيَ كلُّ شجرةٍ عظيمةٍ لَها شوكٌ. فمنْ ذلكَ الطَّلحُ والسَّلمُ والسَّيالُ والعرفطُ، بالطَّاءِ، والسَّمرُ والسَّهانُ والكنهبلُ والغرقدُ والسِّدرُ. ومَا كان منَ السِّدرِ برِّياً يُقالُ لهُ الضَّالُ، الواحدةُ ضالةٌ، مخفَّفٌ. ومَا ينبتُ عَلى شطوطِ الأنهارِ فهوَ عبريٌّ. والأنبوشةُ، بضمِّ الهمزةِ، الشَّجرةُ يقتلعُها السَّيلُ بعروقِها. قالَ امرؤُ القيسِ: أنابيشُ عُنصلِ ويُقالُ لكلِّ شجرةٍ طويلةٍ: سرحةٌ. ولكلِّ شجرةٍ عظيمةٍ: دوحةٌ. ومنَ الشَّجرِ الثَّغامُ، يشبَّهُ بهِ الشَّيبُ. يُقالُ: كأنَّ رأسهُ ثغامةٌ. والقتادُ، الواحدةُ قتادةٌ، وبهِ سُمِّيَ الرَّجلُ. والفرفارُ زرينْ درختْ، وقيلَ:

هوَ الخلنجُ: والشِّربَانُ شجرٌ تتَّخذُ منهُ القسيُّ. والبشامُ شجرٌ تتَّخذُ منهُ المساويكُ. والعلجانُ ضربٌ منَ الشَّجرِ، واحدُها علجانةٌ. ويُقالُ: راحَ الشَّجرُ، يراحُ روحاً، وتروَّحَ تروُّحاً، ونضحَ ينضحُ نضحاً، إِذَا تفطَّرَ بالورقِ، وأعبلَ، إِذَا سقطَ ورقهُ. وأعبلَ أيضاً: أورقَ. والخروعُ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ ننذانحِير. وكلُّ شجرةٍ ليِّنةٍ يُقالُ لَها خروعٌ. والفاغيةُ وردُ كلُّ شجرةٍ، إِذَا كانَ طيِّباً. والأراكُ شجرٌ معروفٌ. ويُقالُ لثمرتهِ البريرُ. وذلكَ إِذَا يبسَ. فإذَا كانَ غضّاً فهوَ كباثٌ. فإذَا كانَ بينَ الرَّطبِ واليابسِ فهوَ المردُ. والحوراءُ اسفيدارُ. والسَّاجُ معروفٌ. والشَِّيزَى: الَّذِي تسمِّيهِ العامَّةُ الشِّيزَ، وهيَ لغةٌ فصيحةٌ. والإسحلُ شجرٌ يستنُّ بهِ، أيْ يستاكُ بهِ. والشَّريُ شجرُ الحنظلِ. والمرخُ والعفارُ شجرتانِ يتَّخذُ منهمَا الزِّنادُ. وفي مثلِ: في كلِّ شجرةٍ نارٌ، واستمجدَ المرخُ والعفارُ. وذلكَ أنَّ نارهُما أكثرُ منْ نارِ غيرهِما. وقَالُوا: المرخُ بالفارسيَّةِ شمنْ. والأثلُ معروفٌ. ويُقالُ لِما ينبتُ منهُ فِي الجبالِ نضارٌ. والينبوتُ ضربٌ منَ الشَّوكِ، يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ كويرْ. والألاءُ الدِّفلَى. والآءُ، مثلُ العاءِ، نبتٌ. والطَّرفاءُ، الواحدةُ طرفةٌ. والسَّلسمُ اليابنوسُ. وقيلَ: شجرٌ آخرُ. والميسُ شجرٌ تتَّخذ منهُ الرِّحالُ. والعرعرُ السَّروُ. وكذلكَ الشَّثُّ. والطُّبَّاقُ شجرةٌ منْ شجرِ الجبالِ. والغارُ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ الدَّنبوسُ. والمظُّ رمَّانُ البرِّ، ينوِّرُ ولا يعقدُ. والشُّوعُ شجرُ البَانِ. والسَّوجرُ الخلافُ. والقانُ والنَّشمُ والنَّبعُ والشَّوحطُ أشجارٌ معروفةٌ. والدُّلبُ، ويُقالُ لهُ العيثامُ. والعثمُ شجرُ الزَّيتونِ. والأرزُ شجرُ اللَّوزِ المرِّ. والعنمُ شجرٌ لهُ نورٌ أحمرٌ، يشبَّهُ بهِ أصابعُ النِّساءِ. والعضرسُ فنجُ أنكشْت.

والصَّنوبرُ معروفٌ. والعسكرُ والبقشُ بالفارسيَّةِ خوشَسَا. والغربُ يسمَّى بالفارسيَّةِ فذهْ. والدَّومُ شجرُ المقلِ. ويُقالُ لثمرتهِ: الخشلُ، ولسويقهِ الجنيُّ. ونواهُ الملجُ. قال الزَّجَّاجُ: أبلمٌ، على وزنِ (اُقتُلْ)، لا ينصرفُ معرفةً، وينصرفُ نكرةً. وهوَ خوصُ المقلِ. واحدتُها أبلمةٌ. واللُّبانُ شجرُ الكندرِ. والعروةُ الشَّجرُ الَّذِي يبقَى عَلى الجدْبِ. وبهِ سُمِّيَ الرَّجلُ عروةً. والغفرُ شجرُ الحنَّاءِ. والخمطُ كلُّ شجرةٍ لاَ شوكَ فِيها. ويُقالُ: أرضٌ شجراءُ، إِذَا كانتْ كثيرةَ الشَّجرِ. والقصباءُ موضعُ القصبِ. ويُقالُ لموضِعِ الشَّجرِ أيضاً: الغيضةُ والأيكةُ، ولموضعِ النَّخْلِ: الحديقةُ. وفي القرآنِ: {وَحَدَائِقَ غُلْباً}. والغصنُ. والفننُ أعلَى الغصنِ. والعسلوجُ غصنُ سننهِ. ويُقالُ للغصنِ: الخوطُ، والجمعُ خيطانٌ. وشذَّبتُ الشَّجرَ. والشُّذابةُ مَا يسقطُ منهُ إِذَا شذِّبَ. والنَّاسُ يقولونَ: خشبُ التَّشديخِ. والشَّغانيبُ رؤوسُ الأغصانِ العليَا، والواحدُ شغنوبٌ. ويُقالُ لكلِّ ثمرةٍ طلعتْ أوَّلاً الجدرةُ والجدرةُ، محرَّكةٌ ومسكَّنةٌ. وقدْ مرَّ قبلُ. يُقالُ منهُ: أجدرَ الشَّجرُ، وجدرَ يجدرُ جدراً وجدوراً. فإذَا ضخمَ جدرهُ قيلَ: أبرمَ. ثمَّ يصيرُ كالباقلَّى الرَّطبِ. وهوَ حينئذٍ علَّفَةٌ، وقدْ أعلفَ الطَّلحُ. ومن السَّمرُ حبلةٌ، وقدْ أحبلَ. ومنَ السَّلمِ الفتلةُ، وقدْ أفتلَ. ومنَ العرفطِ السَّنفُ، وقدْ أسنفَ العرفطُ والمرخُ. إِلاَّ أنَّ المرخَ لا حبَّةَ فِي سنفهِ.

صفات النخل

صفاتُ النَّخلِ أوَّلُ ما يقعُ عليهِ الاسمُ منْها فسيلةٌ، والجمعُ فسلٌ وفسلانٌ. وجثيثةٌ ووديَّةٌ، وجثيثٌ ووديٌّ. فإذَا طالتْ فهيَ نخلةٌ، والجمعُ نخلٌ ونخيلٌ. والصُّنبورُ أصلُ النَّخْلةِ. وساقُها الجذعُ، والجمعُ جذوعٌ. وليفُها لحاؤُها. ولحاءُ الشَّجرةِ قشرُها. وقلبُ النَّخلةِ خوصُها الأبيضُ، والجمعُ قلبةٌ. ويُقالُ لمَا يليهِ منَ السَّعفِ: العواهنُ. وسعفُها، محرَّكٌ، مَا يتَّخذُ منهُ المكانسُ. وكربُها أصولُ سعفِها الَّتِي يرتقَى بِها فِي النَّخلةِ. والجمَّارُ والجذبُ شحمُ النَّخلةِ. والطَّلعُ قبلَ أنْ تتفلَّقَ الضَّبَّةُ. ويُقالُ لمقشورِهِ الإغريضُ، والكفرَّى. ويُقالُ لقشرِهِ: الكافورُ. ثمَّ يتفلَّقُ الكافورُ عنِ الشَّماريخِ والأعذاقِ، والواحدُ شمراخٌ وعذقٌ. وهوَ الكباسةُ أيضاً. وهوَ ما يتعلقُ عليهِ البسرُ. والعرجونُ أصلُ ذلكَ. وفي أصلِ العذقِ الإهانُ، وهوَ ما يفْتلُ منهُ الأرشيةُ. فإذَا لقَّحتِ النَّخْلةُ، بتشديدِ القافِ قيلَ: قدْ أبِّرتْ. والآبرُ الملقِّحُ. والمؤتبرُ: الآمرُ بالإبارِ، وهوَ صاحبُ النَّخلِ. وطنبُ النَّخلةِ عروقُها الرَّاسخةُ فِي الأرضِ. وأصولُ السَّعفِ العراضُ الكرانيفُ، الواحدةُ كرنافةٌ. وإذَا صارَ للفسيلةِ جذعٌ قيلَ: قدْ قعدَتْ. وفي أرضهِ منَ القاعدِ. كذَا. فإنْ قاربتْ أنْ تحملَ فهيَ ملمَّةٌ. فإذَا حملتْ صغيرةً قيلَ: قدِ اهتجنَتْ، وهوَ منْ قولكَ: اهتجنَتِ الجاريةُ، إِذَا وطئتْ وهيَ صغيرةٌ. فإذَا حملَتْ سنةً، ولمْ تحمِلْ أخرَى قيلَ: قدْ عاومَتْ وسانهَتْ. فإذَا كثرَ حملُها قيلَ: قدْ حشكَتْ. فإذَا كثرَ حملُها، ثمَّ نفضَتْ قيلَ: قدْ مرقَتْ، تمرقُ مرقاً. وكلُّ نخلةٍ لا يعرفُ اسمُها فهيَ جمعٌ يُقالُ: مَا أكثرَ الجمعَ فِي أرضِ بني فلانِ. ويُقالُ للدَّقلِ. الألوانُ. وفحلُ اللَّونِ الفحَّالُ ليسَ بعتيقٍ. والحاشكُ الَّذِي يكثرُ حملهُ.

والحصلُ البلحُ قبلَ أنْ يشتدَّ، الواحدةُ حصلةٌ. والسَّدَى، الواحدةُ سداةٌ، البلحُ الذَّاوِي. فإذَا فرغَ النَّاسُ منَ اللِّقاحِ قيلَ: قدْ جبُّوا. وهوَ زمنُ الجبابِ. فإذَا ركبَ النَّخلةَ الغبارُ فهوَ الفغَا. وقدْ أفغتِ النَّخلةُ. فإذَا ركبَ النَّخلةَ الغبارُ فهوَ الفغَا. وقدْ أفغتِ النَّخلةُ. فإذَا تغيَّرتِ البسرةُ قيلَ: هَذِهِ شقحةٌ قدْ بدتْ. وقدْ أشقحَ النَّخْلُ. والبسرُ فِي تلكِ الحالِ أقبحُ مَا يكونُ. ولهذَا قيلَ: قبيحٌ شقيحٌ. فإذَا طهرَتِ الحمرةُ والصُّفرةُ قيلَ: قدْ ظهرَ الزَّهوُ. فإذَا بدَا نقطٌ منَ الإرطابِ قيلَ: وكّتتْ، فهيَ موكَّتةٌ. فإذَا أتاهَا التَّوكيتُ منْ قبلِ ذنبِها فهيَ مذنِّبةٌ وتذنوبٌ. فإذَا دخلَها الإرطابُ وهيَ صلبةٌ، ولمْ تنهضِمْ، فهيَ جمسةٌ. فإذا لانتْ فهيَ ثعدةٌ معدةٌ. فإذَا جرَى الإرطابُ فِيها كلِّها فهيَ المنسبتةُ. والكرابةُ والجرامةُ ما يبقَى فِي النَّخلِ بعدَ الصِّرامِ. تكرَّبَ الرَّجلُ، إِذَا طلبَ ذلكَ. والقابُّ منَ التَّمرِ اليابسُ. وقدْ قبَّ. والشَّملُ ما يبقَى فِي النَّخلِ منَ الرُّطبِ أيضاً. والعطيلُ الشِّمراخُ منْ طلعِ الفحَّالِ. فإذَا تلوَّنَ البُسرُ قِيلَ: اشْكَالَّ. وهُوَ خَلَالٌ، وَبَلحٌ مَادَامَ خُضْراً ورَوَّسَ البُسْرُ يُرَوِّسَ، إِذَا أَرْطَبَ منْ قبلَ رأسهِ، وهوَ مروِّسٌ، وليسَ ذلكَ بالجيِّدِ. فإذَا بلغَ الإرطابُ نصفهُ قيلَ: نصَّفَ ينصِّفُ، وهيَ منصِّفةٌ. وجزَّعتْ وهيَ مجزِّعةٌ. واشتقاقُها منْ قولهِمْ: الجزعُ الحبلَ والعصَا إِذَا انقطعَا بنصفينِ. فإذَا صارَ كلُّهُ رُطباً قيلَ: حلقنَ يحلقنُ، وهيَ حلقانةٌ. وفي البسرةِ القمعُ، مكسورةُ القافِ، والميمُ مفتوحةٌ. ويُقالُ لهُ: الثُّفروقُ. وقيلَ: الثُّفروقُ ما يدخلُ منَ القمعِ فِي رأسِ البسرةِ. وفِيها العجمةُ، وهيَ النَّواةُ، والجمعُ عجمٌ، ولا تسكَّنُ الجيمُ فِي ذلكَ. وفي النِّواةِ النَّقيرُ، وهيَ النُّقرةُ الَّتِي فِي ظهرهَا. والفتيلُ الشَّقُّ الَّذِي فِيها، وقيلَ: الفتيلُ مَا فِي شقِّ النَّواةِ. وهذاَ أصحُّ.

والقطميرُ السَّحاءةُ الَّتِي تكونُ عليْها، وهيَ الغرقئةُ. وكذلكَ غرقئةُ البيضةِ، وهيَ الجلدةُ اليضاءُ الرَّقيقةُ الَّتِي تكونُ تحتَ قشرِها. ويُقالُ: نواةٌ ونوىً، مثلُ حصاةٍ وحصىً. والنَّوىَ يكتبُ بالياءِ، لأنَّكَ تقولُ فِي جمعهِ: نوياتٌ. وتقولُ: نويتُ النَّوى، إِذَا ألقيتهُ بعدَ أكلِ تمرهِ. ويُقالُ: أنويتُ النَّوَى أيضاً. قالَ الرَّاجزُ: ويأكلُ التَّمرَ، ولا ينوِي النَّوى ونخلٌ منبِّقٌ: مسطَّرٌ. والفاخرُ منَ البسرِ مَا عظمَ ولا نوَى فيهِ. ومنْ صفاتِ النَّخلِ نخلةٌ رقلةٌ، إِذَا كانتْ طويلةً. والسَّحوقُ: الطَّويلُ منَ النَّخلِ، والجمعُ سحقٌ. وجمعُ الرَّقلةِ رقالُ ورقلٌ. ويُقالُ للنَّخلةِ الطَّويلةِ أيضاً: عيدانةٌ، والجمعُ عيدانٌ. ويُقالُ لهَا: الطَّريقُ أيضاً. والأشاءُ، الواحدةُ أشاءةٌ، وهيَ النَّخلُ الضِّعافُ. وقَالُوا: هيَ الَّتِي لَا تحملُ. وقيلَ: هيَ الَّتِي تنبتُ منَ الثَّرى منْ غيرِ غراسٍ. وهوَ الَّذِي يُقالُ بالفارسيَّةِ: خذرَه. ويُقالُ للنَّخلةِ القصيرةِ: جعلهٌ، والجمعُ جعلٌ. والبعلُ منَ النَّخلِ الَّذِي يشربُ بعروقهِ، ويستغنِي عنِ المطرِ والسَّقيِ. ونخلةٌ عشَّةٌ إِذَا عطشتْ، فقصُرَ سعفُها، واصفرَّ خوصُها. قالَ جريرٌ: ومَا شجراتُ عيصكَ فِي قريشٍ ... بعشَّاتِ الفروعِ ولاَ ضواحِي وصنبرَتِ النَّخلةُ، إِذَا دقَّتْ منْ أسفلِهَا.

فصل

فصلٌ يُقالُ للحبلِ الَّذِي يصعدُ بهِ إِلَى النَّخلةِ: الكرُّ، والحابولُ. ويُقالُ لمَا يمدُّ بهِ السَّفينةُ أيضاً: الكرُّ. والزَّبيلُ الَّذِي يخترفُ فيهِ: المخرفُ. والعتلةُ الَّتِي تقلعُ بِها الفسيلةُ: المجثاثُ. والبرتُ حديدةٌ يقطعُ بِها النَّخلُ والشجرُ. والمنجلُ معروفٌ. والمنجلُ الرُّمحُ أيضاً. نجلهُ طعنهُ. والمنجلُ الَّذِي لَا أسنانَ لهُ، يقطعُ بهِ السعفُ: المخلبُ. قالَ النَّابغةُ: قَدَ أفناهمُ الدَّهرُ بعدَ الوفَاة ... كهذِّ الأشاءةِ بالمخلبِ والرُّجبةُ شيءٌ يسندُ بهِ النخلةُ إِذَا مالَتْ، وهيَ مرجَّبةٌ. والشَّربةُ كالحوضِ يجعلُ حولَ النخلةِ، ويصبُّ فِيها الماءُ لتشربَ منهُ. ومنْ أجنَاسِ التمرِ الجذاميُّ، وهوَ أحمرُ متضفِّرٌ، يعنِي أنَّ فيهِ طرائقَ كالضَّفائرِ. والصَّرفانُ تمرٌ أسودُ ضخامٌ. والمكتَّلُ تمرٌ مدوَّرٌ إِلَى السَّوادِ. والقعقاعُ مثلهُ. والبرنيُّ معروفٌ. والقسبُ معروفٌ أيضاً. والعجوةُ والصَّيحانيُّ يتشابهانِ. والقريثاءُ ممدودٌ. والشِّهريزُ، ولَا يُقالُ شهريزٌ. ويُقالُ لهُ: القطيعاءُ. والصِّيصاءُ الَّذِي لَا نَوى فيهِ، وهوَ عندَ العامَّةِ الشِّيصُ. والسُّميرُ تمرٌ إِلَى الرُّمدةِ. وقريبٌ منهُ الصنعانُ والأدمةُ تمرٌ أسودُ ليسَ بالجيِّدِ. والمكنُ تمرٌ أسودُ مدوَّرٌ. والعمرُ الَّذِي يسَمى سكَّراً. والشَّقمُ البرشومُ. والتَّعضوضُ تمرٌ أسودُ كثيرُ اللِّحاءِ. واللِّحاءُ اللِّحمُ الَّذِي عليهِ. وأصلُ اللِّحاءِ القشرةُ. واللَّصفُ تمرٌ طوالٌ حمرٌ، يضربُ إلىَ الصُّفرةِ. والبلعقُ تمرٌ ضخامٌ حمرٌ.

والهيرونُ تمرٌ جيدٌ كبارٌ. والحشفَ ما يبسَ وذهبتْ حلاوتهُ قبلَ الإدراكِ. والجعرورُ تمرٌ رديءٌ كالحشَفِ. والحبيقُ مثلهُ. وفِي الحديثِ: لا يُعطَى فِي الصَّدقةِ الجعرورُ، ولا أمُّ حُبيقٍ. وهوَ مثلُ الجعرورِ. وتقولُ: تمرٌ دقلٌ، وتمرُ دقلٍ. وتمرٌ شهريزٌ، وتمرُ شهريزٍ. فأمَّا البرنيُّ فلا يجوزُ فيهِ الإضافةُ. وهوَ منسوبٌ كقولكَ: رجلٌ بصريٌّ، وثوبٌ مرويٌّ. والعرفُ البرشومُ أيضاً. وخمَّلتُ البسرَ، إِذَا جعلتَهُ فِي الحرِّ ليلينَ. وهوَ بسرٌ مخمَّلٌ.

الباب السادس والعشرون في صفات العنب وذكر الخمر والفاكهة

الباب السادس والعشرون في صفاتِ العنبِ وذكرِ الخمرِ والفاكهةِ يُقالُ لشجرتهِ: الكرمةُ، والجمعُ كرمٌ وكرومٌ. والجفنةُ الكرمةُ. ويُقالُ: الجفنةُ. بفتحتينِ. ويُقالُ للقضيبِ منْها: الحبلةُ. وقيلَ: الحبلةُ أصلُ الكرمةِ. والقضيبُ: السَّرغُ، معجمةُ الغينِ، والجمعُ سروغٌ. هَذَا عَنْ أبي عمرَ، عَنْ ثعلبٍ. وقالَ أبو بكرٍ: السَّرعُ، غيرُ معجمةٍ، القضيبُ منْ قضبانِ الكرمِ. وفي القضيبِ الأبنةُ. والجمعُ أبنٌ، وهيَ العقدُ الَّتِي تكونُ فيهِ. فإذَا أخرجَ القضيبُ ورقهُ قيلَ: قدْ أطلعَ. فإذَا أظهرَ حملهُ قيلَ: قدْ أحثَرَ وحثرَ فإذَا صارَ حصرماً قيلَ: قدْ حصرمَ. ويُقالُ للحصرمِ: الكحبُ، الواحدةُ كحبةٌ. فإذَا اسودَّ نصفُ حبِّهِ قيلَ: قدْ شطَّرَ تشطيراً. فإذا اسودَّتِ الحبِّةُ إِلاَّ دونَ نصفِهَا قيلَ: قدْ حلقمَ يحلقمُ. فإذَا اسودَّ بعضُ حبِّهِ قيلَ: قدْ أوشمَ إيشاماً. ولَا يُقالُ للعنبِ الأبيضِ أوشمَ. فإذَا فشَا فيهِ الإيشامُ قيلَ: قدْ أطعمَ. فإذَا أدركَ غايةَ الإدراكِ قيلَ: قدْ أينعَ وينعَ، وطابَ. والعنقودُ معروفٌ ما دامَ عليهِ حبُّهُ. فإذَا أكلَ حبُّهُ فهوَ شمراخٌ. ويُقالُ لمعلَّقِ الحبِّ منَ الشِّمراخِ: القمعُ. وتقولُ إِذَا جنيَ: قُطفِ قطافاً، بالكسرِ. فإذَا يبسَ فهوَ الزَّبيبُ،

فصل في أسماء الخمر وصفاتها

والعنجدُ. ويُقالُ أيضاً لعجمِ الزَّبيبِ: العنجدُ، والقضَا، مقصورٌ، بالقافِ والضَّادِ معجمةً. ويُقالُ: عرشتُ الكرمَ، فهوَ معروشٌ، إِذَا عملتَ لهُ أعمدةً تحملهُ. فإذَا كانتْ منْ قصبِ قلتَ: قصَّبتهُ. ويُقالُ: طبَّقتُ الكرمَ، إِذَا لمْ تدعْ منهُ شيئاً إِلاَّ عرَّشتهُ. والقطفُ العنقودُ. وفي القرآنِ: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ}. ويُقالُ لِما تساقطَ منَ العنبِ: الهرورُ. فصلٌ فِي أسماءِ الخمرِ وصفاتِها فإذَا عصرَ فاسمُ ما يسيلُ منهُ قبلَ أنْ يطأهُ الرِّجالُ بأقدامهمْ السُّلافُ. وأصلهُ منَ السَّلفِ. وهوَ المتقدِّمُ منْ كلِّ شيءٍ. ويُقالُ للَّذِي يعصرُ بالأقدامِ: العصيرُ، وللموضعِ: المعصرةُ، والشَّماريخِ الحبِّ إِذَا أخرجَ منهُ: الثُّفالُ، والثَّجيرُ. وقيلَ الثَّجيرُ للتَّمرِ إِذَا عصرتَهُ. والنَّطلُ ما عصرَ بعدَ السُّلافِ. ويُقالُ للمعاصرِ: المناطلُ. ونبيذٌ: ما يقعُ شديدَ الحمرةِ. ثمَّ يتركُ العصيرُ حَتَّى يغْلي. فإذَا غَلا فهوَ خمرٌ. وقَالُوا: سُمِّيتْ خمراً لأنَّها تخامرُ العقلَ، فيختلطُ فِيها. وقَالُوا: سمِّيتْ خمراً لأنَّها تخمَّرُ فِي الإناءِ، أيْ تغطَّى. يُقالُ: خمَّرَ أنفهُ، إِذَا غطَّاهُ. والخمرةُ الحصيرُ الصغيرُ، يسمّى بذلكَ لأنَّهُ يسترُ الأرضَ، ويقي الوجهَ التُّرابَ. والخمرةُ مؤنثةٌ. ويُقالُ لَها: القهوةُ والشَّمولُ والقرقفُ والعقارُ والمدامُ والمُدامةُ والرَّحيقُ والكميتُ والصَّهباءُ والجريالُ والسُّلافةُ والسُّلافُ والسَّبيئةُ والمشعشعةُ والشَّموسُ والخندريسُ والحانيَّةُ والماذيَّةُ والعانيَّةُ والسُّخاميَّةُ والمزَّةُ والإسفنطُ والقنديدُ وأمُّ زنبقٍ والفيهجُ والغربُ والحميَّا والمسطارُ والخمطةُ والخلَّةُ والمعتَّقةُ والخرطومُ والإثمُ والحمقُ.

قالَ يعقوبُ بنُ السِّكِّيتِ فِي قولِهِ تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ}. قالَ: الإثمُ هاهُنا الخمرُ، واحتجَّ بقولِ الشَّاعرِ: شربتُ الإثمَ حَتَّى ضلَّ عقْلي ... كذاكَ الإثمُ يذهبُ بالعقولِ وقالَ آخرُ: نشربُ الإثمَ بالصُّواعِ جهاراً ... وترَى المتكَ بينَنا مستعاراً قَالُوا: المتكُ الأترجُّ، وقَالُوا الزُّماوردُ. وسمِّيت الخمرةُ قهوةً، لأنَّها تقهِي عنِ الطعامِ والشَرابِ. يُقالُ: أقهى عنِ الطَّعامِ، وأقهمَ عنهُ، إِذَا لمْ يشتههِ. وسمِّيتْ شمولاً، لأنَّ لَها عصفةً كعصفةِ الشَّمالِ. وقيلَ: لأنَّها تشملُ القومَ بريِحها. وسمِّيتْ قرقَفاً، لأنَّ شاربَها يقرقفُ إِذَا شربَها، أيْ يتقبَّضُ. قرقفَ منَ البردِ، وقفقفَ. وسمِّيتْ عقاراً، لأنَّها عاقرَتِ الدَّنَّ. وقَالُوا: بلْ لأنَّها تعقرُ شاربَها. منْ قولِ العربِ: كلأُ بني فلانٍ عقارٌ، أيْ يعقرُ الماشيةَ. وسمِّيتْ مداماً، لأنَّها داومَت الظَّرفَ المنبوذةَ فيهِ. ولمْ يذكرْ للرِّحيقِ اشتقاقٌ. وسميتْ كميتاً، لأنَّها تضربُ إِلَى السَّوادِ. وسمِّيتْ جريالاً لحمرتِها. والجريالُ عندهُمْ صبغٌ أحمرُ. والسَّبيئةُ المشتراةُ. وأصلُها مسبوءةٌ. يُقالُ: سبأتُ الخمرَ، إِذَا اشتريتَها.

أسماء أنواع الفاكهة

والمشعشعةُ الَّتِي أرقَّ مزاجُها. والصَّهباءُ المعتصرةُ منْ عنبِ أبيضَ. والخرطومُ أوَّلُ ما ينزلُ منْها، قبلَ أنْ يداسَ عنبُها. والفيهجُ لمْ يعرفْ لهُ اشتقاقٌ. وكذلكَ أمُّ زنبقٍ. والغربُ، وغربُ كلِّ شيءٍ حدُّهُ. والعانيَّةُ منسوبةٌ إِلَى قريةٍ يُقالُ لَها عانةُ. والحانيَّةُ منسوبةٌ إِلَى الحانةِ. والمعتَّقةُ الَّتِي قدْ طالَ مكثُها. والخندريسُ القديمةُ. يُقالُ: حنطةٌ خندريسٌ، أيْ قديمةٌ. وسمِّيتْ شموساً تشبيهاً بالدَّابَّةِ الشَّموُس الجامحَةِ براكبِها، وراحاً لأنَّها تكسبُ شاربَها أريحيَّةً، أيْ خفَّةً للعطاءِ، يُقالُ: رحتُ لكَذا أراحُ، وارتحتُ لهُ أرتاحُ، وماذيَّةً للينِها، يُقالُ: عسلٌ ماذيٌّ، إِذَا كانَ ليِّناً، وسخاميَّةً للينَها أيضاً، منْ قولِهمْ: قطنٌ سخامٌ، أيْ ليِّنٌ. قالَ الرَّاجزُ: كأنَّهُ بالصحصحانِ الأنجلِ قطنٌ سخامٌ بأيادي غُزَّلِ والخمطةُ المتغيِّرةُ الطَّعمِ. والخلَّةُ الحامضةُ. والحميَّا شدَّةُ الخمرِ، وسورتُها. وأمِّا السُّلافُ فقدَ ذكرْنا اشتقاقهُ فيما تقدَّمَ. والعزمُ ثجيرُ الحصرمِ والزَبيبِ إِذَا عصرَ، عنْ أبي عمرَ، عنْ ثعلبٍ. أسماءُ أنواعِ الفاكهةِ التُّفَّاحُ معروفٌ. وكذلكَ اللفَّاحُ. ويُقالُ للخوخِ: الفِرسكُ. والأترجُّ، ولَا يُقالُ ترنجٌ، ويُقالُ لهُ المتكُ. وقالَ بعضهُمْ: المتكُ الزُّمارودُ. وقيلَ هوَ ما تقطعهُ الخاتنةُ أيضاً. ويُقالُ: خنَّفتُ الأترجَّ، إِذَا قطَّعتهُ. والقطعةُ منهُ خنفةٌ، بالتَّحريكِ.

والسَّفرجلُ، الواحدةُ سفرجلةٌ. والكمَّثرى للواحِدِ والجمعِ، وما سمِعْنا كمَّثراة. هكَذا قالَ بعضهمْ. وقالَ أبو حاتمٍ: كمَّثراةٌ. والبلسُ التينُ. وكذلكَ النَّسيلُ. ويُقالُ: النَّسيلُ لبنُ التِّينِ. والخثلُ المقلُ، ويُقالُ لشجرتهِ: الدَّومُ والوقلُ. والعنَّابُ عربيُّ معروفٌ. فأمَّا العُنابُ، مخفَّفٌ، فالرَّجلُ العظيمُ الأنفِ. وهوَ أيضاً ما تقتطعهُ الخاتنةُ. والغبيراءُ نبتٌ تأكلهُ الغنمُ. فأمَّا هَذَا الثَّمرُ الَّذِي يسمَّى الغبيراءَ فدخيلٌ، لَا تعرفهُ العربُ. والبطمُ الحبَّةُ الخضراءُ. والحرشفُ الكنكرُ. والنَّبقُ، بكسرِ الباءِ، وقدْ تسكَّنُ. والفرصادُ ثمرُ التوتِ. والتُّوتُ بتاءينِ، فوقَ كلِّ واحدةٍ منهُما نقطتانِ، عربيُّ صحيحٌ. وقيلَ: هوَ فارسيٌّ معربٌ. وأصلهُ التُّوثُ، فأعربتهُ العربُ، فجعلتهُ بالتَّاءِ، وألحقتهُ ببعضِ أبنيتَها، وهوَ الطُّوطُ، والفوقُ. والجلَّوزُ الفندقُ. والفستقُ معروفٌ، فارسيٌ معربٌ. والزُّعرورُ والبلوطُ معروفانِ. والرُّمَّانُ، ويُقالُ لقشورهِ: الجشبُ. ورمَّانٌ إمليسيٌ معروفٌ. والموزُ عربيُّ معروفٌ. ويُقالُ للفستقِ: الحزوقُ. والمزجُ اللَّوزُ المرُّ، لغةٌ يمانيَّةٌ. وباكورةُ الفاكهةِ أوائلهُا. والمبكرةُ الشَّجرةُ المعجلةُ. ويُقالُ: أبكرَتِ الشَّجرةُ، إِذَا تقدَّمَ حملُها. والمشمشُ أظنُّهُ عربياً. منْ قولِهمْ: مشمشتُ الشَّيءَ فِي الإناءِ، إِذَا نقعتهُ فيهِ. والمشمشةُ السرعةُ أيضاً. والكشمشُ أعجميٌُّ، وقدْ جاءَ فِي الشِّعرِ الفصيحِ. الضَّبرُ الرُّمَّانُ الجبليُّ. ويُقالُ للجوزِ: البُلثُ، الواحدةُ بلثةٌ، جاء به الخليلُ، رحمهُ اللهُ.

الباب السابع والعشرون في أسماء الأرضين والجبال والرمال والصحارى

الباب السابع والعشرون في أسماءِ الأرضينَ والجبالِ والرِّمالِ والصَّحارى فصلٌ فِي أسماءِ الأرضينَ الجلدُ منَ الأرضِ الغليظُ الصُّلبُ منْ غيرِ حجارةٍ. والرَّقاقُ اللَّيِّنُ منْ غيرِ رملٍ. والدَّهاسُ الرَّملُ اللَّيِّنُ. مكانٌ دهسٌ. إِذَا كانَ كذلِكَ. وأدهسَ الرَّجلُ صارَ فِي الدَّهاسِ. والحزيزُ الغليظُ المنقادُ المستدقُّ، والجمعُ أحزَّةٌ وحزَّانٌ. والصُّلبُ منَ الأرضِ أشدُّ ارتفاعاً منَ الحزيزِ، وجمعهُ صلبةٌ. والإيدامةُ مثلُ الجلدِ، والجمعُ أياديمُ. والحذريةُ المكانُ الخشنُ، والجمعُ الحذارِي. والأكمةُ الغليظُ من الأرضِ، يرتفعُ على ما حولهُ منْ غيرِ أنْ تكونَ حجارةً. والبرقةُ والبرقاءُ والأبرقُ سواءٌ، وهوَ المرتفعُ، فيهِ رملٌ وحجارةٌ، أوْ طينٌ وحجارةٌ. والأمعزُ والمعزاءُ المكانُ الغليظُ الكثيرُ الحصَى. والصَّلفاءُ مثلهُ، أوْ قريبٌ منهُ. والحرَّةُ الأرضُ الَّتِي تلبسُها حجارةٌ سودٌ، والجمعُ حرارٌ وحرُّونَ وأنشدَ: لا خَمسَ إِلاَّ جندلُ الإحرِّينْ

ويُقالُ للحرَّةِ: الفتينُ، والجمعُ فتنٌ. واللَّابةُ، والجمعُ لابٌ. ولوبةٌ، والجمعُ لوبٌ. فإذا سالَ منْها أنفٌ، فتقدَّمَ عنْ معظمِها، فهوَ كراعٌ. والبرثُ المكانُ السَّهلُ اللَّينُ، والجمعُ براثٌ. والهضبةُ ما ارتفعَ واستدارَ، والجمعُ هضابٌ. والقنانُ دونَ ذلكَ، الواحدةُ قنَّةٌ. ولاقورُ دونَ ذلكَ، والواحدةُ قارةٌ. والنَّعلُ المكانُ الغليظُ منَ الحرَّةِ. والدَّمثُ المكانُ اللَّينُ. والوعورةُ الغلظُ، مكانٌ وعرٌ. والتَّلعةُ مسيلٌ مرتفعٌ منَ الأرضِ إِلَى بطنِ الوادي. فإذا صغرتْ فهيَ شعبةٌ. فإذَا عظمتْ فهيَ ميثاءُ. والقريُّ مجرى الماءِ إِلَى الرَّوضِ، والجمعُ قريانٌ. والخبراءُ القاعُ ينبتُ السِّدرَ. وكذلكَ الخبرةُ. والجلذاءةُ الغليظُ منَ الأرضِ. والدَّارةُ الجوبةُ الواسعةُ، تحفُّها الجبالُ. والسَّهبُ الأرضُ المستويةُ البعيدَة، والجمعُ سهوبٌ. والمخْفقُ الصَّحراءُ الواسعةُ، يضطربُ فيها السَّرابُ. والقبلُ ما استقبلكَ منْ مشرفِ، والجمعُ أقبالٌ. والمحاني، الواحدةُ محنيةٌ، وهيَ منعطفُ الوادي. والجرولةُ أرضٌ فيها غلظٌ وحجارةٌ، والجمعُ جراولُ. أرضٌ جرلةٌ، وذاتُ جرولةٍ. والغملولُ بطنٌ منَ الأرضِ غامضٌ، فيهِ شجرٌ. والفأوُ المكانُ المطمئنُّ بين الرَّبوتينِ. والرَّبوةُ المرتفعُ عَلى ما حَولهُ غليظاً كانَ أوْ ليِّناً. والمهرقُ قاعٌ مستوٍ، والجمعُ المهارقُ. والسَّبسَبُ والبسبسُ المستَوي البعيدُ، والجمعُ سباسبُ وبسابس. والصُّوَّةُ ما ارتفعَ منَ الأرضِ وغلظَ، والجمعُ صوىً. والظَّربُ جبلٌ غيرُ ضخمٍ والجمعُ ظرابٌ. والجزعُ منعطفُ الوادي. والسَّلقُ المستَوي اللَّيِّنُ، والجمعُ سلقانٌ. والفلقُ المطمئنُّ بينَ الربوتينِ، والجمعُ فلقانٌ. والفردودُ المكانُ الغليظُ. والفدفدُ المرتفعُ المستَوي اللَّيِّنُ. والقفُّ الرَّابيةُ ذاتُ الحجارةِ، والجمعُ قفافٌ. والنَّحيزةُ القطعةُ منَ الأرضِ تستدقُّ وتستطيلُ وتصلبُ، والجمعُ نحائزٌ. والسِّقطُ والمسقطُ منقطعُ الرَّملةِ. والرَّحا الأرضُ تستديرُ وترتفعُ فِي لجفٍ. والشِّراجُ مسايلُ الحرارِ إِلَى السُّهولةِ. والممدرةُ موضعُ المدرِ.

أسماء الفلوات

والحومانةُ المكانُ الغليظُ المنقادُ. والصَّمَّانةُ الشَّديدةُ الغلَظِ، والجمعُ حوامينُ وصمامينُ، ورُبَّمَا قيلَ للجمعِ صمَّانٌ. والصَّمدُ المكانُ المرتفعُ الغليظُ، والجمعُ صمادٌ. ونحوهُ الجمدُ، والجمعُ جمادٌ وأجمادٌ. والدَّكَّاءُ رابيةُ طينٍ، ليستْ بغليظةٍ، والجمعُ دكَّاواتٌ. فأمَّا الدُّكُّ، والجمعُ دككةٌ، فروابٍ مشرفةٌ، فيها شيءٌ منْ غلظٍ. والإيادُ المرتفعُ المفترشُ. والفوائجُ متَّسعٌ بينَ مرتفعيْنِ فِي غلظٍ أوْ رملٍ. والسَّندُ المرتفعُ عنِ الوادي، أوْ عنْ أصلِ جبلٍ. والجلهةُ ما استقبلكَ منْ حرفِ الوادي، والجمعُ جلاهٌ والهضمُ المطمئنُّ منها، والجمعُ هضومٌ. والغمضُ ما يطمئنُّ حَتَّى لا يرَى ما فيهِ، والجمعُ غموضٌ. والمسلُ مسيلُ ماءٍ ظاهرٍ، والجمعُ مسلانٌ. والمسيلُ (مفعلٌ) منْ سالَ يسيلُ. والسيُّلَّانُ مسايلُ الماءِ الضيِّقةُ الغامضةُ، الواحدُ سالٌّ. والغالُّ، والجمعُ الغلَّانُ، أوديةٌ غامضةٌ ذاتُ شجرٍ. والبهرةُ والثُّجرةُ وسطُ الوادي ومعظمهُ. والسُّرَّةُ خيرُ مكانٍ فِي الوادي. والرَّفغُ ناحيتهُ، وهوَ ألأمُ موضعٍ. والنُّدحُ حيثُ يتَّسعُ القومُ، والجمعُ الأنداحُ. والبراحُ المتَّسعُ منَ الأرضِ اللَّيِّنُ. والنَّزلُ المكانُ السَّريعُ السَّيلِ فِي المطرِ، الصُّلبُ، ومثلهُ العزازُ والجلدُ سواءٌ. والنَّقلُ الحجارةُ مثلُ الأفهارِ والأثافيِّ واللَّخفةُ الحجارةُ الرِّقاقُ، والجمعُ لخافٌ. والفلكُ المستديرُ المرتفعُ، الواحدةُ فلكةٌ. والسَّبخةُ الأرضُ الَّتِي لَا يجفُّ ثَراها، ولا ينبتُ مرْعاها. والخثرُ أرضٌ فيها ترابٌ أسودُ، يخلطهُ سبخٌ. والأعذاءُ أرضونَ ليِّنةٌ تكتَفي بماءِ المطرِ، يسمِّيها أهلُ الحضرِ البخوسَ، واحدُها عذيٌ. أسماءُ الفلواتِ الفَلاةُ القفرُ الَّتِي لا ماءَ فيها. واليهماءُ العمياءُ الطّريقِ. والملمَّعةُ الَّتِي تخفقُ بالسَّرابِ. والمرتُ الَّتِي لا تُنبتُ شيئاً. والغطشاءُ الَّتِي لا يبصرُ طريقُها إِلاَّ بصراً ضعيفاً، والغطشُ ضعفُ البصرِ. والصَّرماءُ الَّتِي لا ماءَ فيها.

والقواءُ القفرُ. أقوى القومُ، إِذَا صاروا إِلَى القواءِ. وفي القرآن: {وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ}. والأماليسُ المستويةُ الجردُ، الواحدةُ إمليسٌ. واللَّهالهُ الَّتِي ليسَ بها أعلامٌ، واحدُها لهلهٌ. والفيفُ المستَوي منَ الأرضِ. والمهمَهُ القفرُ المستَوي. والسُّبروتُ الَّتِي لا تنبتُ شيئاً. ومنهُ قيلَ للفقيرِ: سبروتٌ. والصحصحُ والصَّحصحانُ المستَوي منْهَا. وكذلكَ القرداحُ. وقيلَ: القرداحُ المنجردُ منَ النَّباتِ كلِّهِ ومنهُ الماءُ القراحُ، أي الخالصُ. ونخلةٌ قرداحٌ منجردةٌ. والضَّراءُ والخمرُ ما واراكَ منْ شجرِ. والغيبُ مكانٌ يوارِي ما فيهِ. والطِّلعُ المطمئنُّ فِي ربوٍ، إِذَا اطَّلعتهُ رأيتَ ما فيهِ. والقذفُ والمهوئنُّ البَعيدُ ... والسُّفعةُ لجفٌ فِي الأرضِ غليظٌ يخالفُ لونُها لونهُ. قالَ ذُو الرُّمَّةِ غيلانُ: منْ دمنَة نسفتْ عنْهَا الصَّبا سفعاً ... كَما تنشَّرُ بعدَ الطِّيَّةِ الكتبُ والسَّملقُ الأجردُ منَ الأرضِ المستَوي. والقيقاءةُ المكانُ المرتفعُ المنقادُ المحدودبُ، والجمعُ القياقي. والأريضةُ، والمصدرُ الإراضةُ. الأرضُ الكريمةُ الخليقةُ للنَّبتِ. والهوجلُ الفلاةُ لا أعلامَ بِها. والسَّخاويُّ اللَّيِّنةُ الترابِ البعيدةُ. والسَّخاخُ اللَّيِّنةُ الحرَّةُ. والوجينُ العارضُ منَ الغليظِ المرتفعُ.

صفة الجبال وأسماءها

صفةُ الجبالِ وأسماءُها خيفُ الجبلِ ما ارتفعَ عنِ المسيلِ، وانحدرَ عنْ غلظِ الجبلِ، والنَّعفُ ما ارتفعَ عنْ الوادي إِلَى أرضِ مرتفعةٍ ليستْ بغليظةٍ. والحرُّ أصلُ الجبلِ حيث يغلظُ. وأسفلُ كلِّ جبلٍ سفحهُ، لأنَّ سيلهُ ينسفحُ إليهِ أيْ ينسكبُ. وعرعرةُ الجبلِ معظمُهُ وأغلظهُ. والكيحُ والكاحُ عرضُ الوجينِ. واللَّحجُ واللَّجفُ شيءٌ يكونُ فِي أسفلِ الجبلِ والبئرِ كأنَّهُ بيتٌ. والرَّكحُ ناحيةُ الجبلِ المشرفةُ على الهواءِ. واللَّوذُ حضنُ الجبلِ المشرفُ. وقيلَ: هوَ منعطفُ الوادي. والخشامُ الجبلُ العظيمُ الطَّويلُ. والكؤودُ ولكأداءُ العقبةُ الشَّاقَّةُ المصعدِ. والرَّعنُ أنفٌ منَ الجبلِ يتقدَّمُ، فيسيلُ فِي الأرضِ. والشَّماريخُ رؤوسُ الجبالِ العُلى، الواحدُ شمراخٌ. والشِّناخيبُ نَواحي الجبلِ المشرفةُ، والواحدُ شنخوبٌ. والشِّعافُ رؤوسُ الجبالُ، الواحدُ شعفٌ. يُقالُ: شعفةٌ وشعفٌ وشعافٌ. واللِّصبُ الشِّعبُ الصَّغيرُ، والرَّيدُ ناحيةُ الجبلِ المشرفةُ، والشِّقبُ الشَّقُّ فِي الجبلِ، والفندُ الشِّمراخُ العظيمُ منْ شماريخهِ، والحيدُ النَّادرُ منهُ، والمدارِجُ الثَّنايا الغلاظُ يصعدُ فيها وينحدرُ. والمآزمُ مضايقُ يلتَقي ما وَراءَها وقدّامَها. والمخرمُ منقطعُ أنفِ الجبلِ، والخرماءُ الرَّابيةُ تنهبطُ منْ موضعٍ، فذلكَ الموضعُ يسمَّى خرماءَ. والعمودُ الجبلُ المستدقُّ، يصعدُ فِي السَّماء. والرِّضامُ صخورٌ عظامٌ بعضُها على بعضٍ، والرِّجامُ دونَ ذلكَ، الواحدةُ رضمةٌ ورجمةٌ. والظُّررُ الحجرُ المحدَّدُ، والجمعُ ظرَّانٌ، والمروُ الحجارةُ الصغارُ، والمصادُ رأسُ الجبلِ، والجمعُ مصدانٌ. ويُقالُ للجبلِ: الأخشبُ، الجمعُ أخاشبُ. الثَّنيَّةُ الطَّريقُ فِي أعلى الجبلِ. أسماءُ الرِّمالِ الصَّريمةُ ما ينقطعُ منْ معظمِ الرَّملِ، والعقدُ الرَّملُ ينعقدُ بعضهُ عَلى بعضٍ. والنَّقا، والجمعُ أنقاءُ، والحقفُ، والجمعُ أحقافٌ،

مجتمعُ الرَّملِ. واللَّببُ ما استرقَ وانحدرَ منهُ، والعدابُ مسترقُّهُ حيثُ ينقطعُ. والكثيبُ ما انقادَ منهُ واحدودبَ، والعقنقلُ ما تعقَّدَ منهُ، وسقطُ الرَّملِ منقطعهُ. وكذلكَ اللِّوَى، والخلُّ الطَّريقُ النَّافذُ فيهِ، والأوعسُ والوعساءُ الكثيبُ السَّهلُ، والدَّعصُ الكثيبُ الصَّغيرُ، والشَّقيقةُ أرضٌ غليظةٌ بينَ حبليْ رملٍ، والرَّغامُ رملٌ فيهِ خشونةٌ. والقوزُ المستديرُ منهُ، كأنَّهُ هلالٌ، والجمعُ أقوازٌ وقيزانٌ. والعانكُ المتعقِّدُ المشرفُ، حَتَّى لا تكونَ فيهِ طريقٌ. يُقالُ رملةٌ عانكٌ. والدَّهاسُ كلُّ ليِّنٍ لا يبلغُ أنْ يكونَ رملاً، وليسَ بترابٍ ولا طينٍ، والوعثُ كلُّ ليِّنِ الموطَأ، ليسَ بكثيرِ الرَّملِ، والنُّهبورةُ أشرفُ الرَّملِ وأصعبهُ، والجمهورةُ الرَّملةُ العظيمةُ المشرفةُ عَلى ما حولَها. أَمْا التُّرابُ فَيُقالُ لَهُ العَفْرُ والإثْلِبُ والكِثْكِثُ. ويُقالُ: بِفيهِ الكِثْكِثُ. وتَعفَّرَ الرَّجُلُ، إِذا تَلَوَّثَ بِالتُّرابِ، وظَبْيٌ أَعْفَرُ، إِذا كانَ عَلى لَوْنِ التُّرابِ.

الباب الثامن والعشرون في ذكر أصناف السلاح، وأسماء الكتائب والجيوش ومواضع الحرب، وما يقرب من ذلك

الباب الثامن والعشرون في ذكرِ أصنافِ السِّلاحِ، وأسماءِ الكتائبْ والجيوشِ ومواضعِ الحربِ، وما يقربُ منْ ذلك السٍّلاحُ جماعةٌ لا واحدَ لها منْ لفظِها، تذكَّرُ وتونََّثُ، وتجمعُ أسلحةً وسلحاً. والمسلحةُ الموضعُ الَّذِي يكونُ فيهِ أصحابُ السلاحِ. وكرهَ المأمونُ هَذَا الاسمَ، فجعلَها مصلحةً. فمنَ السِّلاحِ السُّيوفُ. ومنَ السُّيوف الصَّفيحةُ، وهوَ السَّيفُ العريضُ، والقضيبُ اللَّطيفُ المعصوبُ، والمشطَّبُ، وهوَ الَّذِي فيهِ طرائقُ، ويُقالُ لَها: الشُّطبُ، والمفقَّر الَّذِي فيهِ حزوزٌ مطمئنَّةٌ عنْ متنهِ، والمخذمُ الَّذِي ينتسفُ القطعةَ، والرَّسوبُ الَّذِي إِذَا وقعَ غمضَ مكانهُ فََدَخَل. والصَّمصامةُ والصَّارمُ الَّذِي لا ينثني. والمأثورُ الَّذِي فِي متنهِ أثرٌ، ويُقالُ: أثرٌ وإثرٌ، وهوَ ماؤهُ وفرنذهُ. والقضمُ المنكسرُ الحدِّ. والكهامُ الكليلُ الَّذِي لا يقطعُ. ومثلهُ الدَّدانُ. والطبعُ الَّذِي أكلهُ الصَّدأُ. ويُقالُ للصدأِِ: الطَّبع. والأنيفُ الَّذِي يكونُ منْ حديدٍ غيرِ ذكرٍ. والمعضدُ القصيرُ، والجرازُ القاطعُ الماضي، والخشيبُ البديءُ الطبعِ. والخشبُ الطبعُ. وذو الكريهةِ الماضي على الضَّرائبِ. والشِّدادِ والداثر القديمُ العهدِ بالصِّقالِ. والمهنَّدُ المنسوبُ إِلَى الهندِ. والمشرفيُّ المنسوبُ إِلَى المشارفِ، وهيَ قرىً. والقساسيّ منسوبٌ إِلَى قساسٍ، وهوَ جبلٌ فيهِ معدنُ الحديد.

ثم ما في السيف

والحسامُ والعضبُ القاطِعُ. والمطبقُ الَّذِي إِذَا أصابَ المفصلَ قطعهُ. المذكرُ مايكونُ شفرتهُ منْ ذكورٍ، ومتنهُ منْ أنيثٍ، وهوَ النَّرماهنُ. والذَّكرةُ حديدٌ تلحمُ بهٍ شفرتاهُ. وتسميهِ أهلُ الحضرٍ الشَّابرقانَ. والمرهفُ الرَّقيقُ الحدَّينِ. والسَّقَّاطُ وراءَ ضريبتهِ: الَّذِي ينفذُها، والسرَّاطُ والخضَّامُ الَّذِي يلتهمُ الضَّربةَ ويُقالُ: نصلٌ أزرقُ، أيْ أبيضُ قدْ جليَ. ونصلٌ أورقُ إِذَا أدخلَ النَّار، ولمْ يجلَ. ثمَّ ما فِي السَّيفِ غرارهُ وذبابهُ حدُّهُ، وشطبهُ طرائقهُ الَّتِي فيهِ، ومتنهُ أغلظُ موضعٍ تقبضهُ منْ وسطهِ، ومقبضهُ وقائمهُ، وهما شيءٌ واحدٌ. وعلاقتهُ السَّيرُ الَّذِي فِي القبيعةِ. والقبيعةُ الفضَّةُ أو الحديدةُ الَّتِي فِي طرفِ القائمِ. والسِّيلانُ ما يدخلُ منَ النَّصلِ فِي القائمِ. قالَ الشَّاعرُ: إذا زالَ عنْ سيلانهِ كلُّ قائمِ والكلبُ المسمارُ الصَّغير الَّذِي فيهِ، وفي القائمِ وظبةُ السَّيفِ حدُّ طرفهِ، والجمعُ ظبىً. وظبيُّه أيضاً حدُّهُ. وقَالُوا: هوَ مسمارُ القائمِ، والذُّؤابةُ القبيعةُ أيضاً. وفي القائمِ السًّفنُ، وهوَ الجلدةُ المحببةُ الَّتِي عليهِ وشفرتَا السَّيفِ حدَّاه، ومضربهُ ما يضربُ بهِ منهُ. فأمَّا الضَّريبةُ فحيثُ تقعُ الضَّربةُ منَ جسدِ المضروبِ. وعيرُ السَّيفِ: الناتئُ فِي وسطهِ. وهوَ منْ قولِهمْ: أعرتُ الجاريةَ، إِذَا أخَّرتَ خفضَا. وقيلَ لكلِّ ناتئٍ: عيرٌ، منْ ذلكَ. وللسَّيفِ الجفنُ والغمدُ، والجمعُ جفونٌ وأغمادٌ. والقرابُ، والجمعُ قربٌ، وهيَ منَ الجلودِ، لا خشبَ فيها. وقدْ أغمدتُ السَّيفَ، وأقربتهُ. وقدْ يُقالُ: غمدتهُ وقربتهُ. والحمالةُ والمحملُ السَّيرُ الَّذِي يحملُ بهِ السَّيفُ. والجمعُ حمائلُ ومحاملُ. وهوَ النَّجادُ أيضاً. والبكراتُ الحلقُ الَّتِي تكونُ فِي الحمالةِ منَ

فضل في ذكر ما يفعل بالسيف

الحديدِ أو الفضَّةِ. والنَّعلُ الحديدةُ أو الفضَّةُ الَّتِي تكونُ فِي أسفلِ الجفنِ والخلَّةُ بطانةُ الجفنِ، والجمعُ خللٌ. وبعضهمْ يجعلُها الجلودَ المنقوشةَ الَّتِي بِها يُغَشّى بها جفونُ السيُّوفِ. وهذا أشهرُ. وسطامُ السَّيف حدُّه. وفي الحدثِ: العربُ سطامُ النَّاسِ، أيْ حدُّهمْ. فضلٌ فِي ذكرِ ما يفعلُ بالسيفِ يُقالُ: سللتُ السَّيف، وهوَ مسلولٌ، وانتضيتهُ، وهوَ منتضىً، واخترطتهُ، وهوَ مخترطٌ، وشمتُ السَّيف، إِذَا أغمدتهُ، وشمتهُ أيضاً، إِذَا سللتهُ، وهوَ منَ الأضدادِ. ويُقالُ: لصبَ السَّيفُ، إِذَا نشبَ فِي جفنهِ ولمْ يخرجْ. وسيفٌ دلوقٌ، إِذَا كانَ سريعَ الخروجِ منَ الغمدِ، إِذَا قلبتَ الغمدَ دلقَ، أي خرجَ. ويُقالُ: صابَى سيفهُ، إِذَا أدخلهُ فِي الجفنِ مقلوباً. ويُقالُ للقرابِ: الجربانُ، يخفَّفُ ويثقَّل. ويُقالُ: سفتُ الرجلَ، أسيفهُ، إِذَا ضربتهُ بالسَّيفِ، فهوَ مسيفٌ، وأنا سائفٌ. والسَّيَّافُ صاحبُ السَّيفُ. أسماءُ الرُّمحِ وصفاتهُ رمحٌ وأرماحٌ ورماحٌ. والأَلَّةُ الحربةُ العريضةُ النَّصلِ، والعنزةُ شبيهةٌ بها إِلاَّ أنَّها دقيقةٌ طويلةُ النَّصل. والمطردُ ليسَ بالطَّويلِ، يقتلُ بهِ الوحشُ. والصَّعدةُ، والجمعُ صعادٌ، ومرَّانةٌ ووشيجةٌ، والجمعُ مرَّان ووشيجٌ. ويُقالُ: رمحٌ خطيٌّ، بفتحِ الخاء، والكسرُ لا يجوزُ. وردْينيٌ منسوبٌ إِلَى ردينةَ، وهي امرأةٌ كانتْ تعملُ الرِّماحَ. ورمحٌ عرَّاصٌ شديدُ الاهتزازِ إِذَا هزَّ، والخطلُ المفرطُ فِي اضطرابهِ. ورمحٌ عتلٌ قويُّ. والمتلُّ نحوهُ، منْ قولِهم: تلَّهُ، إِذَا صرعَهُ. وفي القرآنِ: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ

لِلْجَبِينِ} واللَّدنُ اللَّينُ. والزَّاعبيُّ، إِذَا هزَّ تدافعَ كأنَّ مؤخَّره يجْري فِي مقدَّمهِ، منْ قولِهمْ: مرَّ فلانٌ يزعبُ بحملِه. إِذَا كانَ يتدافعُ بهِ. ويُقالُ: ازجُجْ رمحكَ، ونصِّلهُ، أيْ اجعلْ لهُ زجّاً ونصلاً. قال أوسٌ: مزجاً منصَّلاً وزجَجْتُ الرَّجلَ، إِذَا طعنته بالزُّجِّ. ويُقالُ: أنصلهُ إنصالاً، أي انزعْ نصلهُ. والطَّعنُ الشَّزرُ عنُ يمينكَ وشمالكَ. واليسرُ قبالةَ وجهكَ. والطَّعنةُ السُّلْكَى المستويةُ. والمخلوجةُ ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشَّمالِ. وفي الرُّمحِ متنهُ وزافرتُهُ وعاملهُ وثعلبهُ. فمتنهُ وسطهُ، وزافرتهُ مايلي الزُّجَّ، وعاملهُ نحوُ ذراعٍ منْ أعلاه، والثَّعلبُ ما دخلَ فِي السِّنانِ منهُ. ومدخلُ الثَّعلبِ فِي السِّنانِ الجبَّةُ. وفي السِّنانِ ذلقُهُ وقرنتهُ، وهُما حدُّهُ. ويُقالُ: نصلٌ مذلَّقٌ، ومؤلَّلٌ، إِذَا كانَ دقيقَ الطَّرفِ. وكعابرُ القناةِ عقودُها، إِذَا كانَتْ غلاظاً، الواحدُ كعبورٌ. والكعبورُ أيضاً العجرةُ فِي الرَّأسِ خاصَّةً نحوُ السِّلعةِ. والوتيرةُ حلقةٌ يتعلَّمُ علَيها الطَّعنُ، وهي الدَّريَّةُ. والزَّاجلُ حلقةٌ فِي الزُّجِّ، والجلزُ حلقةٌ مستديرةٌ فِي أصلِ السِّنانِ، والجلزةُ عقبٌ ملفوفٌ على مقبضِ السَّوطِ أيضاً.

أسماء الدروع

أسماءُ الدُّروعِ النَّثرةُ والنَّثلةُ، والدِّرعُ، يذكَِّر ويؤنَّثُ، والسِّربالُ، والبدنُ إِذَا لمْ تكنْ سابغةً، والشَّليلُ مثلُها، والحصداءُ المتقاربةُ الحلقِ، والقضَّاء الخشنةُ المسِّ، والماذيَّة السَّلسةُ اللَّيِّنةُ، والزَّغفُ مثلُها، والمضاعفةُ الَّتِي نسجتْ منْ حلقتينِ حلقتينِ، والجدلاءُ المدارةُ الحلقِ، والحطميَّةُ منسوبةٌ إِلَى شيءٍ لمْ نعرفهُ، والدِّلاصُ اللَّيِّنةُ، والسَّلوقيَّةُ منسوبةٌ إِلَى سلوقَ، وهيَ منَ الرُّومِ، والسُّكُّ الضَّيِّقةُ، والفضفاضةُ الواسعةُ. وفي الدِّرعِ الحزابيُّ، واحدُها حزباءُ، وهيَ مساميرُ الحلقِ، والقتيرُ رؤوسُ المساميرِ، والغلائلُ بطائنُ تلبسُ تحتَها. واللَّأمةُ الدِّرعُ أيضاً، استلأمَ الرجلُ، إِذَا لبسَ اللأمةَ. ويُقالُ: سنَّ عليهِ درعهُ، بالسِّينِ غيرَ معجمةٍ، ونثلَها، ولا يُقالُ نثرهَا، إِذَا صبَّها عليهِ. وأمَّا شنَّ الغارةَ على القومِ فبالشِّينِ معجمةً. وقدْ أحكمَ شكَّها، أيْ سمرَها. وفلانٌ شاكٌ فِي السِّلاحِ، إِذَا كانَ فِي وسطِ السِّلاحِ. وكذلكَ شاكٌ وشائكٌ وشاكُ وشاكِ، من الشِّكَّةِ. والسَّنَّورُ اسمٌ لجماعةِ السِّلاحِ، يدخلُ فيهِ المغفرُ والسَّيفُ والدِّرعُ والتُّرسُ والرُّمحُ والقوسُ. وكذلكَ الأوزارُ. والشِّكَّةُ السِّلاحُ التَّامُّ، والزَّعامةُ السِّلاحُ كلُّهُ، وهيَ الرِّئاسةُ أيضاً. ويُقالُ: سمطَ الفارسُ بدرعهِ وغيرِها، إِذَا ألْقاها عَلى عجزِ فرسهِ. ورفرفُ الدِّرعِ زردٌ يشدُّ بالبيضةِ، فيجعلهُ الرَّجل على ظهرهِ. ثمَّ البيضةُ، والجمعُ القليلُ البَيْضاتُ، ثمَّ البيضُ. ويُقالُ لَها: المغفرُ والزَّنيعةُ والتَّركُ، والجمعُ تروكٌ وأصلهُ منَ التَّركُ، والتَّريكةُ، والجمعُ ترائكُ، وهيَ بيضُ النَّعامِ إِذَا خرجَ منْها فراخُها، فتركتْها وانصرفَتْ عنْها. والقونسُ أعلى البيضةِ. التُّرسُ، وجمعهُ ترسةُ وتراسٌ، والمجنُّ، والجمعُ مجانٌّ، والدًّرقةُ، والجمع درقٌ، معروفةٌ.

أسماء القسي

ويُقالُ للتُّرسِ: الجوبُ، قال الرَّاجزُ. معابلٌ زرقٌ وجوبٌ أبقعُ وأنا رامٍ للهوادِي مهزعُ والمنَايا تغتدِي وترضعُ والتِّجفافُ فارسيٌّ معربٌ، وهوَ تنْ بناهْ، أيْ حارسُ البدنِ، والجمعُ التَّجافيفُ، والجوشنُ، والجمع جواشنُ. أسماءُ القسيِّ الفلقُ: الَّتِي قدْ شقَّتْ خشبتُها شقَّتينِ أوْ ثلاثاً، ثمَّ عملتْ، والقضيبُ الَّتِي عملتْ منْ غصنٍ واحدٍ، والفرعُ الَّتِي عملتْ منْ طرفِ القضيبِ. وجمعُ القوسِ قسيٌّ وقياسٌ. ومنْها الفجَّاءُ والفجواءُ والفارجُ والفرجُ والمنفجَّةُ. وكلُّ هَذَا للقوسِ الَّتِي يبينُ وترُها عنْ كبدِها. وإنَّما يصنعُ ذلكَ للقتالِ والصَّيدِ، لئلَّا يحتبسَ صاحبُها بالتَّفويقِ. وأمَّا الَّتِي للأغراضِ فأنْ يلصقَ وترُها بالكبدِ أجودُ. وكبدُها ما بينَ طرفي العلاقة. ثمَّ الكليةُ، ثمَّ الأبهرُ، ثمَّ الطَّائف، ثمَّ السِّيةُ، وهيَ مَا عطفَ منْ طرفِها. وفي السِّيةِ الكظرُ، وهوَ الفرضُ الَّذِي يكونُ فيهِ الوترُ. والَّنعلُ العقبُ الَّذِي يلبسهُ ظهرُ السِّيةِ، والخللُ الجلودُ الَّتِي تلبسُ طهورَ السيتينِ. وإنسيُّ القوسِ ماوليَ الرَّاميَ، ووحشيُّها ما وليَ الصَّيدَ. وفي السِّيةِ الظفرُ، وهوَ معقدُ الوترِ إِلَى طرفِ القوسِ. والعجسُ والمعجسُ: المقبضُ، والخيتعةُ قطعةُ أدمٍ يلفُّها الرَّامي على إصبعهِ، والموشقُ غلافُ القوسِ، جاءَ بهِ أبو عمروٍ.

ومن صفات القوس

ومنْ صفاتِ القوسِ العاتكةُ الَّتِي طالَ بها العهدُ، فاحمرَّ عودُها. والجشءُ القوسُ الخفيفةُ. ويُقالُ: حالتِ القوسُ، تحولُ حولاًً، إِذَا انقلبتْ وتغيَّرت. وقَوْسٌ طِلَاعُ الكفَّ إذا كانَ مَقْبِضُها يَمْلأُ الكَفَّ. ثمَّ الوترُ هوَ الوترُ، والجمعُ أوتارٌ. وقدْ وترتُ القوسَ، وأوترتُها وفي الوترِ الأربةُ والغفارةُ الرُّقعةُ الَّتِي تَكُونُ تحتَ الوترِ. والأطرةُ الَّتِي تعقدُ على القوسِ، وهيَ الأسرةُ. والإطنابةُ السَّيرُ الَّذِي فِي طرفِ الوترِ. وقيلَ: السَّيرُ الَّذِي يشدُّ على السِّيةِ. والحضبُ صوتُ الوترِ إِذَا أنبضَ بهِ، أيْ صوِّتَ. وأمَّا الحضبُ، بالكسرِ، فالحيَّةُ. ويُقالُ للوترِ: الأحصدُ. ووترٌ عنابلٌ غليظٌ. ويُقالُ للوترِ الشِّرعُ، والجمعُ شرعٌ. والمجزَّعُ الَّذِي تجادُ إغارتهُ. أسماءُ السِّهامِ أوَّل ما يقطعُ السَّهمُ فهوِ قضيبٌ. فإذا أمرَّتْ عليهِ الطَّريدةُ، وهيَ حديدةٌ تبرَى بِها السِّهامُ، فهوَ النَّضيُّ، معجمةُ الضَّادِ، والقدحُ. فإذا راشوهُ بلا نصلٍ فهوَ المنجابُ. والأهزعُ أجودُ سهامِ الرَّامي، وهوَ الَّذِي يؤخِّره الرَّامي، فَلا يرمِي بهِ، فيبقَى فِي كنانتهِ. والمرماةُ اسمٌ فِي الغالبِ يقعُ على سهمِ الهدفِ. والمعبلةُ ضربٌ منَ السِّهامِ. والمرِّيخُ السَّهم الَّذِي يُغلى بهِ، وهوَ سهمٌ طويلٌ لهُ أربعُ آذانٍ. والقطعُ الصَّغيرُ النَّصلِ العريضُ. والسِّروةُ نصلٌ مدملكٌ، ليسَ لهُ عرضٌ. والمغلاةُ السَّهمُ الَّذِي يغْلى بهِ، وهوَ أنْ يُرمى بالسَّهمِ حيثُ مابلغَ، ويُقالُ: بيني وبينَكَ غلوةٌ، أيْ مقدارُ بلوغِ سهمٍ، وجمعُ الغلوةِ غلاءٌ. والمشقمُ سهمٌ عريضُ النَّصلِ. فإذا جعلَ فِي أسفلهِ مكانَ الرِّيشِ كالجوزةِ فهوَ الجبَّأ. فإذا اعوجَّ فهوَ الأعصلُ والمستحيلُ. وقد عصلَ واستحالَ. ثمَّ ما فِي السَّهمِ وفي السَّهمِ الفوقُ، وهوَ موضعُ الوترِ، وزنمَتا الفوقِ حرفاهُ،

ثم السوط

والأطرةُ وهوَ موضعُ العقبةِ الَّتِي عَلى حرفِ الشَّقِّ، والشَّرخانِ حرفَا الفوقِ، والحقوُ موضعُ الرِّيشِ. والقذذَ الرِّيشُ، الواحدةُ قذَّةٌ. فإذَا التَقى بطنُ قذَّةٍ وظهرُ أخرى فالرِّيشُ لؤامٌ. وإِذَا التقَى ظهرانِ وبطنانِ فالرِّيشُ لغابٌ. وقدْ رشتُ السَّهمَ أريشهُ، وهوَ مريشٌ. وقالَ أبو زيْد: قذَّ السَّهمَ، وأقذَّهُ، جعلَ لهُ قذاذاً، وأبى الأصمعيُّ ذلكَ. وسهمٌ أقذُّ: لا ريشَ عليهِ. وفي مثلٍ: ما أصبتُ منهُ أقذَّ ولا مريشاً. والعقبةُ الَّتِي عَلى طرفِ الرِّيشِ مِمَّا يلي صدرَ السَّهمِ الكظامةُ، والعقبةُ الَّتِي تشدُّ الرِّيشَ على السَّهمِ السَّريجةُ. والرُّعظُ مدخلُ النَّصلِ فِي القدحِ، وبادرةُ السَّهمِ طرفُه منْ قبلِ النَّصلِ، وزافرتهُ ما يَلي نصلهُ، والعجزُ ما يَلي ريشهُ، وسفاسقهُ طرائقهُ الَّتِي فيهِ، الواحدةُ سفسقةٌ، والسِّنخُ أصلُ النَّصلِ الداخلُ فِي القدحِ، والعقبُ الَّذِي فوقَ الرُّعظِ الرِّصافُ، الواحدةُ رصفةٌ، والعيرِ المرتفعُ فِي وسطِ النَّصلِ كالجديِّر والغراران عنْ يمينِ العيرِ وشمالهِ، والقرنةُ حدهُ. وسهمٌ حشرٌ خفيفُ الرِّيشِ، ملصقُ القَّذةِ. والحراثُ مجرَى الوترِ فِي الفُوقِ، والجمعُ أحرثةٌ، والجعبةُ، والجمعُ جعابٌ، والقرنُ جعبةٌ مشقوقةُ الوسطِ. وإنَّما يشقُّ لِأنْ يتداخلَها الرِّيحُ، فلا يأتكلُ الرِّيشُ. ثمَّ السَّوطُ سوطٌ وأسواطٌ، فإذَا كثرتْ فهيَ السِّياطُ. واشتقاقهُ منْ قولكَ: سطتُ الشَّيء بالشَّيء، إِذَا خلطتهُ بهِ لأنَّه يخلطُ الدَّمَ باللَّحمِ إِذَا ضربَ بهِ، والعلاقةُ السَّيرُ الَّذِي يعلَّقُ بهِ، والعذبةُ السَّيرُ الَّذِي فِي طرفهِ، والثَّمرةُ طرفهُ الَّذِي يضربُ بهِ، ويُقالُ للسَّوطِ: القطيعُ والأصبحيُّ والعرفاصُ. ويُقالُ للبقيَّةِ تبقى منهُ: الجذمةُ. وقدْ مرنَ السَّوطُ إِذَا ذهبتْ صلابتهُ، والممرُّ، والمحصدُ، صفتانِ للسَّوطِ إِذَا ذهبتْ صلابتهُ، والممرُّ، والمحصدُ، صفتانِ للسَّوطِ والحبلِ. والإمرارُ والإحصادُ شدَّةُ الفتلِ. وشيبُ السَّوطِ عربيٌّ معروفٌ.

أسماء مواضع الحرب

أسماءُ مواضعِ الحربِ المعركةُ حيثُ يعركُ بعضُ القومِ بعضاً، والمأزقُ والمأقطُ. وقدْ مضتْ قبلُ أسماءُ الكتائبِ والجيوشِ. وأمَّا صفاتُ الجيوشِ يُقالُ: جيشٌ أرعنُ، إِذَا كانَ كثيراً، شبِّهُ برعنِ الجبلِ، وهوَ أنفهُ. والجرَّارُ الَّذي لا يَسِيرُ إِلَّا زَحْفَاً مِنْ كَثْرَتِهِ، والمَجَرُ أكْثَرُ ما يَكُونُ والرَّجْراجُ الَّذِي يتمخَّضُ منْ كثرتهِ والجأواءُ السَّوداءُ منْ صدأِ الحديدِ، والخضراءُ نحوُ ذلكَ. والشَّهباءُ البيضاءُ لصفاءِ الحَديدِ فيها. وقَالُوا: الشَّهبُ بياضٌ يعلوهُ أدنَى سوادٍ، وبياضُ الحديدِ كذلكَ ومنْ ثمَّ قيلَ: ناقةٌ شهباءُ، وعنبرٌ أشهبُ. والشَّعواءُ المتفرِّقةُ. والعديُّ الرَّجَّالةُ يغزونَ على أرجلهمْ. والكيولُ المتأخِّرُ عنِ العسكرِ. والعسكرُ فارسيُّ معربٌ. والثَّغرُ موضعُ المخافةِ، وهوَ الفرجُ أيضاً، والعاَّمة تقولُ الثَّغرُ، بالتَّحريكِ، وهوَ خطأٌ. ومنْ أسماءِ الحربِ الوَغى، وأصلهُ كثرةُ الأصواتِ، يُقالُ: سمعتُ وغَى القومِ، ووعاهُمْ، بالعينِ، والهيجاءُ، تمدُّ وتقصرُ، والهياجُ. وتشبَّهُ الحربُ بالنَّارُ، وصاحبُها بموقدِ النَّارِ. فيُقالُ: محشُّ حربٍ، ومسعرُ حربٍ، أيْ موقدُها، والملحمةُ المقتلةُ. يُقالُ: ألحمتُ الرَّجلَ، أيْ قتلتهُ، وهوَ ملحمٌ ولحيمٌ. ورَحى الحَربِ مستدارُ القومِ فيها. وحومةَ الوغَى كذلكَ، حيثُ يحومُ القومُ، أيْ يدورُونَ، منْ قولكَ: حامَ حولَ الماءِ، أيْ دارَ.

الباب التاسع والعشرون في ذكر الخيل وصفات السرج واللجام

الباب التاسع والعشرون في ذكرِ الخيلِ وصفَات السَّرجِ واللِّجامِ الفريشُ الَّتِي تحملُ عليْها بعدَ نتاجِها بسبعٍ، والوديقُ الَّتِي تريدُ الفحلُ، وقدْ ودقَتْ تدقُ، واستروحَتْ وارتاحَتْ مثلهُ، وكرصَتْ إِذَا لمْ تمسكْ ماءَ الفحلِ، والقبوضُ والمقفلُ والمرتجُ الَّتِي تمسكُ ماءَ الفحلِ، والمقصُّ الَّتِي قدْ حملَت وامتنعتْ على الفحلِ، والملمعُ الَّتِي يشرقُ ضرعُها للحملِ. وقدْ ألمعتْ، والنَّتوجُ الَّتِي انتقَلَ حملُها منَ النُّطفةِ إِلَى المضغةِ، والمعقُّ والعقوقُ الَّتِي عظمَ بطنُها للحملِ، وقالَ بعضهمْ: لا يُقالُ معقٌّ. ونحنُ سمعناهُ منْ أبي عمرَ، عنْ ثعلبٍ، والمقربُ الَّتِي قدْ قربَ وضعُها، والمقربُ، بالفتحِ، مَا يقربُ منْ بعلِها، لكرمِها على صاحبِها. وقدْ أملطَتْ وأزلقتْ وأجهضتْ وخدجَتْ، إِذَا أسقطتْ. تنقُّلُ الفرسِ فِي سنِّهِ المهرُ الصَّغيرُ. والخروفُ إِذَا بلغَ ستَّةَ أشهرٍ. والشَّادنُ الَّذِي قدْ قويَ، والفلوُّ الَّذِي قدْ فطمَ، وقدْ فلاهُ إِذَا فطمهُ. والحوليُّ الَّذِي لهُ سنةٌ، ودخلَ فِي الثَّانيةِ، والجذعُ الَّذِي قدْ دخلَ فِي الثَّالثةِ. والثَّنيُّ الَّذِي قدْ وقعتْ ثنيَّتهُ، وقدْ أثنَى، والرَّباعيُّ هوَ الَّذِي قدْ وقعَتْ رباعيتهُ. والقارحُ الَّذِي قدْ ألقى أسنانهُ، وقدْ قرحَ. والماجُّ الَّذِي قدْ كبرَ جدّاً، والعودُ الَّذِي لمْ يبقَ فِي فمهِ سنٌّ. وقدْ عوَّدَ تعويداً، وعادَ يعُودُ عوداً.

خلق الفرس

خلقُ الفرسِ القونسُ مافوقَ النَّاصيةِ، والقذَالُ مؤخَّرُ الرَّأسِ، والفائقُ موضعُ العنقُ فِي الرَّأسِ، والعصفورُ العظمُ النَّاتئُ فِي الجبينَينِ، والقلْتُ الوقبُ الَّذِي أمامَ الصُّدغِ، والنَّواهقُ العظمانِ الشَّاخصانِ فِي وجههِ، والمرسنُ الأنفُ، والجحفلةُ الشَّفةُ. والمعرفةُ موضعُ العرفِ، والعرفُ الشَّعرُ والفيدُ الشَّعرُ الَّذِي على الجحفلةِ، وسمِّيَ ورقُ الزَّعفرانِ فيداً، والعلباءُ عصبةٌ فِي العنقِ، واللَّبانُ الصَّدرُ، والبلدةُ ثغرةُ النَّحرِ، والصُّلبُ الَّذِي فيهِ الفقارُ، والحاركُ رأسُ الكتفِ، والقصرةُ أصلُ العنقِ، والمنسجُ موصلُ العنقِ، والهادِي العنقُ، والكاثبةُ مقدَّمُ المنسجِ، والجؤشُ والجؤشوشِ الصَّدرُ، والصُّردُ بياضٌ فِي الظَّهرِ، والصَّهوةُ مقعدُ الفارسِ، والقطاةُ مقعدُ الرَّديفِ، والمعدَّانِ موقعُ دفَّتي السَّرجِ، والحرقفتانِ منَ الوركِ مَا يتبينُ عندَ الهزالِ، والحجبتانِ والحارقتانِ رأسَا الوركِ والجاعرتانِ موضعُ الرَّقمتينِ، وهمَا اللُُّحميتانِ اللَّتانِ فِي باطنِ الِّذراعينِ والحاذينِ، لا ينبتانِ الشَّعرَ. والعكوةُ أصلُ الَّذنبِ، والهلبُ شعرُ الذَّنبِ، وكذلكَ السَّبيبُ، والعجانُ ما بينَ الدُّبرِ والخصيةِ، والفهدتانِ لحمتانِ فِي صدرهِ، والمحزمُ موضعُ الحزامِ، والمركلُ موضعُ رجلَي الفارسِ، والحصيرُ والقربُ الجنبُ، والشَّاكلةُ الخاصرةُ، والصِّفاقُ جلدُ باطنِ البطنِ، والصُّقلُ والأيطلُ أيضاً الجنبُ، والمنقبُ قدَّامَ السُّرَّةِ، والحالبانِ عرقانِ عندَ الحالبِ. والجردانُ والغرمولُ: القضيبُ، والقنبُ وعاءُ القضيبِ، والثُّعرورَانِ مثلُ الحلمتينِ على القنبِ. والصَّفنُ جلدُ الخصيةِ، والحلقُ بياضٌ فِي وسطِ الغرمولِ، والضَّرَّةُ لحمُ الضَّرع، والإحليلُ ثقبُ الذَّكرِ، والخورانُ مخرجُ الرَّوثِ، والظَّبيةُ الرَّحمُ. والإبرةُ شظيةٌ لاصقةٌ بالذِّراع فِي حدِّ العرقوبِ أيضاً، والداعصةُ العظمُ المدوَّرُ فِي الرُّكبةِ، والشَّظى عظمٌ لاصقٌ بالرُّكبةِ، والمأبضانِ باطنُ الرُّكبتينِ، والعجايةُ عصبةٌ فِي باطنِ اليدينِ، والسَّعداناتُ مثلُ الأظفارِ أسفلَ منْ ذلكَ، والقمعانِ رؤوسُ العجايتينِ، لا ينبتانِ الشَّعرَ.

صفات الفرس

والثننُ الشَّعر الَّذِي على مؤخَّرِ الرُّسغِ، وقيلَ: على الوظيفِ، الواحدةُ ثنَّةٌ، والأمردُ والأمرطُ ما لا شعرَ على وظيفهِ، والجبَّةُ مغرزُ الحافرِ. والحوشبُ موصلُ الوظيفِ، والأشعرُ ما أطافَ بالحافرِ منَ الشَّعرِ، والنَّسرُ عظمٌ فِي باطنِ الحافرِ، والدَّوابرُ مآخرُ الحافرِ، والسُّنبكُ طرفُ مقدَّم الحافرِ، والحوَامي حروفُ السُّنبكِ، والحماتانِ كالعصبتينِ فِي عرضِ السَّاقِ وقيلَ: هيَ لحمُ السَّاقِ، والجمعُ حمَى، والكاذةُ مانتَأ مِن لحمِ الفخذينِ، والفائلُ عرقٌ يستبطنُ الفخذينِ. والحافزُ معروفٌ. وحافرٌ وأبٌ، إِذَا كانَ جيِّدَ القدَرِ، ومقعَّبٌ إِذَا كانَ مثلَ القعبِ. وصحنُ الحافرِ جوفهُ، والجمعُ أصحانٌ وصحونٌ، وأمُّ القردانِ بينَ الثُّنَّةِ والحافرِ، والبعقُ الفتقُ الَّذِي فِي إليةِ الحافرِ، وإليهُ الحافرِ مؤخَّرهُ، والمنقلُ مجتمعُ الحافرِ منْ داخلٍ، وحافرٌ لأمٌ وهوَ بينَ الأرحِّ والمقعَّبِ، والمصرورُ والمضمومُ الصَّغيرُ، والأروحُ الواسعُ، والمقلَّمُ القصيرُ السُّنبكِ، وسنبكٌ سلطٌ إِذَا كانَ طويلاً. والسِّيساءُ عظمُ الصُّلبِ، والأبجلُ عرقٌ، وهوَ الأكحلُ منَ الإنسانِ، والنَّسَا عرقٌ فِي السَّاقِ، والحاذانِ ما استقبلكَ من الفخذينِ. وكلُّ ذي أربعٍ فعرقوباهُ فِي رجليهِ، وركبتاهُ فِي يديهِ. صفاتُ الفرسِ الحرونُ الَّذِي لا ينقادُ، والقؤودُ الَّذِي يطيعُ وينقادُ، والمشباطُ السَّريعُ السِّمنِ، والملواحُ الَّذِي لا يسمنُ، والوقعُ الحفيُّ، وقعَ يوقعُ وقعاً، إِذَا حفيَ، والرَّجيلُ الَّذِي لا يحفى، والصَّلودُ الَّذِي لا يعرقُ، والهضبُّ الكثيرُ العرقِ، والمسنافُ المتقدِّمُ، والعلبطُ الضَّخمُ. شيةُ الفرسِ الأصقعُ الَّذِي قدِ ابيضَّ أعلى رأسهِ، والأغشى الَّذِي قدِ ابيضَّ رأسهُ

ألوان الفرس

كلُّهُ، والأقنفُ الأبيضُ القفا، والأسعفُ الأبيضُ النَّاصيةِ، والأذرى الأبيضُ الأذنِ. والقرحةُ بياضٌ كالدِّرهمِ يكونُ فِي الجبهةِ، والغرِّةُ فوقَ ذلكَ، والعصفورُ أنْ تدقَّ غرَّتهُ ولا تجاوزَ عينيهِ، والشِّمراخُ أنْ يبلغَ أنفهُ، والشَّادخةُ أنْ يبلغَ جبهتهُ. والمبرقعُ منَ الخيلِ ما يأخذُ البياضُ وجهةُ غيرَ عينيهِ. واللَّطيِمُ أنُ يبيضَّ أحدُ خدَّيه، والمغربُ الأبيضُ الأشفارِ، والأخيفُ الَّذِي تكون أَحدى عينيه زرقاءَ، والأخرى كحلاءَ، والأرثمُ الأبيضُ الجحفلةِ العليا، والألمظُ الأبيضُ الجحفلةِ السُّفلى، والأدرعُ الأبيضُ الرَّأسِ والعنقِ، والأرحلُ الأبيضُ الظَّهرُ، والأخصفُ الأبيضُ الجنبينِ أو أحدهمَا، والآزرُ الأبيضُ العجزِ، والتَّخجيلُ أنْ تبيضَّ القوائمُ الأربعُ، والأبلقُ الَّذِي أخذَ فيهِ البياضُ معَ لونٍ غيرهِ، والأنبطُ الأبيضُ البطنِ، وكذلكَ الأجوفُ والمجوَّفُ، والمحبَّبُ أنْ تبيضَّ ركبةُ اليدِ، وعرقوبُ الرِّجلِ، والمسرولُ أنْ يتجاوزَ البياضُ إِلَى العضدينِ أو الفخذينِ، والأعصمُ الَّذِي يكونُ فِي يديهِ بياضٌ، والمخدَّمُ الَّذِي ابيضَّ موضعُ الخلخالِ منهُ، والخدمةُ الخلخالُ، والأقفزُ الَّذِي قدِ ابيضَّتْ يداهْ منَ المرفقينِ دونَ رجليهِ، وهوَ منَ القفَّازِ. والقفَّازُ ضربٌ منْ خضابِ المرأةِ. والأرجلُ الَّذِي ابيضَّتْ إحدى رجليهِ. والعربُ تتشاءمُ بالأرجلِ إِلاَّ أنْ يكونَ فِي موضعٍ من جسدهِ بياضٌ كالقرحةِ والغرَّةِ، والشِّكالُ أنْ تبيضَّ رجلهُ منْ جانبٍ، ويدهُ من الجانبِ الآخرِ، والتّوقيفُ أنْ يلبسَ البياضُ وظيفهُ، والأكسعُ أنْ تبيضَّ الثُّننُ، والأشعلُ أنْ يبيضَّ ذنبهُ. ألوانُ الفرسِ الكميتُ أنْ يحمرَّ لونهُ وتسودَّ عرفهُ وذنبهُ، والأشقرُ أنْ يحمرَّ لونهُ كلُّهُ، والوردُ المشتَّتُ الحمرةِ، والَّديزجُ الأخضرُ، وهو

ما يستحب في الفرس

الأدغمُ منَ الحميرِ، والزَّردُ الأصفرُ، فارسيٌّ، والأحوَى الَّذِي فيهِ خضرةٌ إِلَى السَّوادِ، والسَّمندُ إِلَى السَّوادِ أيضاً. وقيلَ: هوَ مروارِ يذكون، والصِّنابيُّ الَّذِي يخلطُ لونهُ لونٌ آخرُ، وهوَ أنْ يكونَ شعرةٌ منهُ لوناً، وشعرةٌ لوناً آخرَ، والأبرشُ الأرقطُ، والأشيمُ الَّذِي فيهِ شامةٌ، والمدنَّرُ فوقَ الأبرشِ، وهوَ الَّذِي فيهِ بقعٌ مثلُ الدَّنانيرِ، والأشهبُ الأبيضُ، والأبقعُ الَّذِي فيهِ بقعٌ تخالفُ لونهُ، والمولَّعُ المختلفُ الألوانِ. ما يستحبُّ فِي الفرسِ دقةُ الأذنِ وانتصابُها، وسبوطُ شعرِ النَّاصيةِ، وملاسةُ الخدِّ ورقَّتهُ، وسعةُ الجبهةِ، وحدَّة النَّظرِ، وحدَّة المنكبِ، ودقَّة الزَّورِ، وعظمُ البركةِ، وحدَّةُ القلبِ، وحدَّةُ العرقوبِ، وطولُ البطنِ، وقصرُ الظَّهرِ، وسعةُ الجلدِ، وإشرافُ المنسجِ، وعرضُ أوظفةِ الرِّجلينِ، وتحدُّبُ أوظفةِ اليدينِ، وسعةُ المنخرِ وعرضهُ، واتِّساعُ الشِّدقينِ، وطولُ العنقُ، وطولُ الضُّلوعِ، وقصرُ الطِّفطفةِ، وارتفاعُ الكتفِ والحاركِ والكاهلِ، وشدَّةُ مركَّبِ العنقِ، وشدَّةُ الحقوينِ، وعرضُ الصَّدرِ، وعرضُ الكتفِ، وثقلُ لحمِ المتنِ، وضيقُ الزَّورِ والجؤجوِ، وتقاربُ المرفقين، وعظمُ الجفرةِ، وانطواءُ الكشحِ، وإشرافُ القطاةِ، وطولُ الذَّنبِ، وقصرُ العسيبِ، وظمأُ الفصوصِ، وتمكُّنُ الأرساغِ، وغلظهَا، وقصرُها، وشدَّةُ الصَّهيلِ، وأنْ يكونَ عرقهُ بينَ السُّرعةِ والبطءِ، وتشنُّجُ النَّسَا، وامِّلاسُ الكفلِ، وقصرُ السَّاقينِ، وانحناءُ الرجلينِ، وطولُ الثُّننِ ولينُها، وصلابةُ الحافرِ، وأنْ لا يكونَ فِيها بياضٌ، لأنَّ فِي البياضِ ضعفاً، وتمحُّصُ القوائمِ، وقصرُ الشعرِ، وامتلاءُ الزُّفرةِ، وصلابة النُّسورِ، ورقَّةِ الأديمِ، وعظمُ الجردانِ. ما يكرهُ فِي الفرسِ الهضمُ، وهوَ لصوقُ الجنبينِ، فرسٌ أهضمُ، والقنَا، وهوَ إشرافُ الأنفِ واحديدابُ وسطهِ، ويكونُ ذلكَ فِي الهجنِ، فرسٌ أقنَى، والأنثَى قنواءُ، وقد قنيَ. وعظمُ الزَّورِ، وقصرُ القضيبِ، وغلظُ العنقُ، وطولُ الشَّعرِ، واضطرابُ الأذنينِ، وكثرةُ لحمِ المتنِ، وقصرُ الضِّلعِ وطولُ العسيبِ، وغلظُ الذِّفرَى، وغلظُ الجحفلةِ، وكثرةُ

عيوب الفرس

لحمِ الوجهِ، واستدارةُ القوائمِ، واصطرارُ الحافرِ، وهوَ انضمامهُ، والرَّححُ فِي الحافرِ، وهوَ انفتاحهُ، وقلَّةُ الدِّماغِ، وضعفُ الضِّرسِ، واضطرابُ المتنِ، ودنوُّ الصَّدرِ منَ الأرضِ، وطمأنينةُ القطاةِ، وضيقُ الشِّدقِ، وانمساحُ الحماةِ، وطولُ النَّسَا، والفحجُ والبددُ فِي اليدينِ، والإقعادُ فِي الرِّجلينِ. وميلُ الذَّنبِ. عيوبُ الفرسِ الخذَا استرخاءُ الأذنِ. والسَّعفُ بياضٌ يعلوُ النَّاصيةَ، والسَّفا خفَّةُ النَّاصيةِ، والغممُ انسبالُ النَّاصيةِ عَلى العينِ، والإغرابُ ابيضاضُ الأشفارِ، فرسٌ مغربٌ. وأمَّا ماتقدَّمَ فالذَّكرُ فيهِ (أفعلُ)، والأُنثى (فعلاءُ)، والماضِي (فعلَ)، والمستقبلُ (يفعلُ). والقصرُ قصرُ العنقِ، والكتفُ انفراجُ الكتفِ، والدَّننُ دنوُّ الصَّدرِ منَ الأرضِ، والهنعُ تطامنٌ فِي العنقِ، والزَّورُ دخولُ إحدَى الفهدتينِ وخروجُ الأخرَى، والهضمُ اضطمارُ الجنبينِ، والثَّجلُ خروجُ الخاصرةِ ورقَّةٌ فِي الصِّفاقِ، والقعسُ تطامنٌ فِي الصُّلبِ، والبزخُ تطامنُ الصُّلبِ والقطاةِ أيضاً، والعصلُ التواءُ العسيبِ، وكذلكَ العزلُ، والكشفُ. والصَّبغُ بياضُ الذَّنبِ، والشَّعلُ بياضُ الذَّنبِ والعرفِ، والفحجُ تباعدُ ما بينَ الرِّجلينِ، والصَّككُ اصطكاكُ ما بينهُما، والبددُ بعدُ ما بينَ اليدينِ، والحللُ رخاوةُ الرِّجلينِ، والقفدُ انتصابُ الرُّسغِ وإقبالهُ على الحافرِ، والصَّدفُ تدَاني الفخذينِ وتباعدُ الحافرينِ، والتَّوجيهُ نحوُ ذلكَ، والفدعُ التواءُ الرُّسغِ وإقبالهُ على الحافرِ، والقمعُ عظمُ العرقوبِ، والنَّقدُ أكلةٌ فِي الحافرِ. يُقالُ فِي هَذَا كلِّهِ للَّذكرِ (أفعلُ)، وللأنثى (فعلاءُ)، والماضِي (فعلَ)، والمستقبلُ (يفعلُ). إِلاَّ فِي التَّوجيهِ فإنَّهُ يُقالُ: موجَّهٌ وموجَّهةٌ. والشَّرحُ أنْ يكونَ للفرسِ بيضةٌ واحدةٌ، والمصطرُّ الضَّيِّقُ الحافرِ، وقد مرَّ.

العيوب الحادثة

العيوبُ الحادثةُ الانتشارُ انتفاخُ العصبِ منْ تعَب، والعجايةُ والشَّظَى انتشارُ العصبِ أيضاً. وقدْ شظِيَ الفرسُ، يشظَى شظىً، وهوَ شظٍ، والدَّخسُ ورمٌ فِي أطرةِ الحافرِ، والعرنُ شقاقٌ فِي الرُّسغِ، والجردُ انتفاخٌ فِي العصبِ والعرقوبُ، والسَّرطانُ داءٌ يأخذُ فِي الرُّسغِ، والبيضُ ورمٌ فوقَ الحافرِ، والارتهاشُ أنْ تصطكَّ إحدَى رجليهِ بالأخرَى فتدمَى، والمششُ شيءٌ يخرجُ فِي وظيفهِ كأنَّهُ عظمٌ، والرَّهصُ أنْ يطأَ على شيءٍ فيندَى مكانُهُ، وقدْ رهصَ، وهوَ مرهوصٌ، والوقزةُ أنْ يبلغَ ذلكَ النَّدى إِلَى المشاشِ، والملجُ ورمٌ فِي العرقوبِ والنَّفخُ ريحٌ إِذَا مسَّتْ ذهبتْ، وإِذَا تُركتْ عادتْ. جريُ الفرسِ العنقُ الجريُ السَّريعُ، أعنقَ يعنقُ إعناقاً، والتَّوقُّصُ أنْ ينزوَ نزواً ويقرمطَ، والذَّألانُ مرٌّ خفيفٌ، والخببُ أنْ يراوحَ بينَ يديهِ، والتَّقريبُ أنْ يرفعَ يديهِ ويضعهُما معاً، والثَّعلبيَّةُ أنْ يعدوَ عدوَ الثَّعلبِ، والإحضارُ العدوُ الشَّديدُ. أحضرَ يحضرُ إحضاراً. والاسمُ الحضرُ. والإهذابُ شدَّةُ العدوِ. أهذبَ يهذبُ إهذاباً. وقالَ بعضهُم: الجريُ قوقَ الحضرِ. والإلهابُ مثلُ الإهذابِ، والإهماجُ الاجتهادُ فِي العدوِ، والرَّديانُ بينَ العدوِ والمشيِ، ردَى يردِي ردياً وردياناً، والدَّحوُ أنْ يرمَي بيدهِ، ولا ترفعَ سنبكهُ، دحَا يدحُو دحواً، والطَّميمُ بينَ الشِّدَّةِ واللِّينِ، طمَّ يطمُّ طميماً، والقرانُ أنْ تطَأ حوافرُ رجليهِ موضعَ حوافرِ يديهِ والمزعُ مرُّ سريعٌ، قالَ النَّابغةُ: والخيلُ تمزعُ مزعاً فِي أعنَّتِها

ومن عيوب الجري

والارتجالُ أنْ يخلطَ الهملجةَ بخفَّةٍ، والهزجُ شدَّةُ العدوِ، والغلجُ أوَّلُ الجريِ. والغمرُ منَ الخيلِ والسَّكبُ والبحرُ الكثيرُ العدوِ. وكذلكَ الفيضُ، والحتُّ السَّريعُ منْ كلِّ شيءٍ. فرسٌ حتٌّ. والضَّبرُ وقعُ اليدينِ مجموعتينِ. فرسٌ ضبرٌّ، إِذَا كان كذلك. والضَّبعُ أنْ يهويَ بحافرهِ إِلَى عضدهِِ، والخنافُ أنْ يهويَ بحافرهِ إِلَى وحشيِّه، ويُقالُ: مرَّ الفرسُ يجري، ويعدُو. ولا يُقالُ يركضُ. إنَّما يركضهُ فارسهُ. وهوَ أنْ يضربهُ برجليهِ ليجريَ، وفي القرآن: {إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ} أيْ يستحثُّون مركوبهمْ ليعدوَ بهمْ. ويجوزُ أن يكونَ الرَّكضُ ههُنَا تحريكَ أرجلهِمْ فِي العَدْوِ، وأصلُ هَذِهِ الكلمةِ الحركةُ. ومنهُ قوله تعالَى: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}. ومنْ عيوبِ الجريِ التَّرادُّ، وهوَ أنْ ينقصَ بعضَ جريهِ، والتَّفهيرُ الإعياءُ فِي حضرهَ، والإكداءُ الانقطاعُ فِي الحضرِ، والبلحُ قريبٌ منْ ذلكَ. أصواتُ الخيلِ الحمحمةُ الصوتُّ الَّذِي يقصرُ عنِ الصَّهيلِ، وهوَ يشبهُ

قيام الخيل

الشَّحيجَ. حمحمَ الفرسُ يحمحمُ. والصَّئيُّ، تقديرهُ القسيُّ، تدقيقُ الصَّوتِ وضغطهُ من وجعِ أوْ غيرهِ، صأى يَصيئي، والنَّهمُ، والفرسُ ناهمٌ، وهوَ صوتٌ يوعدُ بهِ شبيةٌ بالانتهارِ، والوهوهةُ شبهُ النَّهمِ، يقطعُ نفسهُ فيهِ، والرَّهرهةُ صوتٌ كأنَّهُ يطربُ بهِ، والنَّحيمُ صوتُ صدرِ الفرسِ. نحمَ وهوَ ناحمٌ، والنَّحيطُ صوتٌ يكونٌ منَ الثقلِ. أوْ من الإعياءِ، نحطَ وهوَ ناحطٌ، والضَّبحُ صوتُ صدرهِ إِذَا عدَا، وهوَ قولهُ تعالَى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً}. والصَّهيلُ عَلى وجوهً. فمِنها الصَّلصَلةُ، وهوَ أنْ يحدَّ صهيلهُ، ويدقَّ صوتهُ. والجلجلةُ صفاءُ صوتهِ. والغنَّةُ، وهوَ الَّذِي كأنَّهُ يخرجُ منْ منخريهِ، والهَزيمُ الَّذِي يشتدُّ صوتهُ إِذَا صهلَ، والجهورُ الَّذِي ليس بأجشَّ ولا أغنَّ، يشتدُّ صوتهُ حَتَّى يتباعدَ. والجمعُ جهرٌ. والقبعُ صوتٌ يردُّهُ منْ منخريهِ إلىَ الحلقِ، والفرسُ قابعٌ، والخضيعةُ الصَّوتُ الَّذِي يسمعُ منْ بطنِ الَّدابَّةِ. قيامُ الخيلِ الصُّفونُ، وهوَ أنْ يثنيَ الفرسُ إحدَى رجليهِ، ويطَأ عَلى سنبكهِ، والإخامةُ مثلهُ. الذَّكرُ صافنٌ، والأنثَى صافنةٌ. وهوَ مخيمٌ، وقدْ أخامَ. والصِّيامُ أن يسوِّيَ قوائمهُ فِي قيامِهِ، فرسٌ صائمٌ، والأنثَى صائمةٌ. وقالَ بعضُهم: هوَ طولُ القيامِ، والمراوحةُ، وهوَ أنْ يراوحَ بينَ قوائمِهِ، يعتمدُ عَلى بعضِها، وهوَ مراوحٌ، وهيَ مراوحةٌ، والجمعُ مراويحُ، والتَّوريكُ أنْ يوركَ إحدَى قوائمِهِ دونَ الأخرَى، ويصفَّ بينُ الثَّلاثِ. ثمَّ النَّشاطُ المرحُ والزَّعلُ والسَّعلُ. فرسٌ زعلٌ، وسعلٌ، ومرحٌ، ولا يكونُ ذلكَ إِلاَّ تحتَ فارِسيهَ. ومنَ النَّشاطِ الاكتيارُ. فرسٌ مكتارٌ، والأنثى مكتارةٌ، الَّذي يحضرُ، فيرفعُ ذنبهُ فِي استنانهِ. والأرنُ والعرصُ والهبصُ، وهوَ نقزانهُ

صفات مختلفة

مشدوداً، مهرٌ عرصٌ وهبصٌ وأرنٌ، والأنثى بالهاءِ. صفاتٌ مختلفةٌ يُقالُ للفرسِ إِذَا كانَ لمْ يتبطَّّنِ الإناثَ قطُّ: الضَّيزانُ، وللفرسِ الَّذِي ينزو عَلى طروقتهِ فلا يحسنُ: العياءُ، تقديرهُ الفضاءُ، والواحدُ والجمعُ فيهِ سواءٌ. وكلُّ أنثى طروقةٌ، فإذا سألَ الرَّجلُ الرَّجُلَ أنْ ينزيهُ فرسهُ قالَ: أطرقْني فرسكَ. والمصدرُ الإطراقُ. وإذَا سألهُ أنْ يطرقهُ فحلهُ فِي حالِ جمامهِ قال: أعطِني روبةَ فحلكَ. والفخورُ منَ الحصنِ الطَّويلُ الجردانِ، والجمعُ فخرٌ، والكمشُ القصيرهُ، والجمعُ كماشٌ وأكماشٌ، والثَّبطُ الثَّقيلُ النَّزوِ، والجمعُ ثباطٌ، والخفافُ السَّريعُ النَّزوِ، والجمع خففٌ، والزُّملقُ السَّريعُ الماءِ، والقبيسُ السَّريعُ الإلقاحِ، وإِذَا أخرجَ الفرسُ جردانَهُ قيلَ: ودَى يَدِي ودياً، والنَّزورُ والمليخُ والصَّلودُ البطيءُ الإلقاحِ. فإذَا همَّتِ الأنثَى بالفحلِ قيلَ: استودقَتْ، وهوَ الوداقُ. والفرسُ وديقٌ، والجمعُ ودقٌ. وبسرَهَا الفحلُ إِذَا نزَا علَيها منْ غيرِ وداقٍ، وإذَا امتنعَتْ منَ الفحلِ فهيَ شموسٌ، والجمعُ شمسٌ، والمنفكَّةُ الَّتِي لا تمتنعُ علىَ الفحلِ فِي وداقِها. فإذَا ذهبَ وداقُها، وقطعُوا السِّفادَ فهيَ سفودٌ، والجمعُ سفدٌ. ويُقالُ للغبارِ الَّذِي يسطعُ منْ حوافرِ الخيلِ أوْ منْ أخفافِ الإبلِ: المنينُ. وحلقَ غرمولُ الفرسِ: إِذَا كانَ بهِ شبيهٌ بالبرَصِ. والصُّحارُ عرقُ الخيلِ. وقيلَ: حمَّى الخيلِ. ويُقالُ للعرقِ: المَسِيحُ أيضاً. أسماءُ خيلِ الرِّهانِ السَّابقُ أوَّلُ الخيلِ المُرسلةِ فِي الرِّهانِ، والمصلِّي الَّذِي يتلوهُ، والمجلِّي الثَّالثُ، والتالِي الرابعُ، والمرتاحُ الخامسُ، والعاطفُ السَّادسُ، والحظُّيُ السَّابعُ، والمؤمَّلُ الثَّامن، واللَّطيمُ التَّاسعُ، والسُّكيتُ العاشرُ، ويُقالُ للسُّكيتِ: الفِسكِلُ أيضاً. وفي هَذِهِ الأسماءِ خلافٌ بينَ العلماءُ تركتهُ كراهةَ الإطالةِ.

اللجام

اللِّجامُ اللِّجامُ فارسيُّ معربٌ. وأصلهُ لكامٌ. وجمعهُ لُجُمٌ. وفيهِ حدائدهُ. فمنْها الشَّكيمةُ، وهي الحديدةُ المُعترضةُ فِي الفمِ، والجمعُ شكائمُ، والفأسُ الحديدةُ المُنتصبةُ فيها. وحدُّ الفأسِ الشَّباةُ. وحدُّ كلِّ شيءٍ شباتهُ، والمسحلانِ الحديدتانِ اللَّتانِ تكتنفانِ الشِّدقينِ، والجمعُ المساحلُ، والحكمةُ الحديدةُ الَّتِي تستديرُ حولَ الأنفِ والحنكِ الأسفلِ، والجمعُ حكَماتٌ. ورُبَّمَا كانتِ الحكمةُ منْ غيرِ الحديدِ. ومنْ ذلكَ يُقالُ: أحكمْتُ الأمرَ. ومنهُ الحكمةُ، لأنَّها ترمُّ الرَّجلَ عنْ إتيانِ القبيحِ. ومن سيورِ اللِّجامِ العذارانِ، وهمَا اللَّذانِ تقعانِ على الخدَّينِ، والجمعُ عذرٌ. وموقعهُما منْ خَدِّ الدَّابَّةِ المعذَّرُ. والصُّدغانِ اللَّذانِ يقعانِ عَلى الصُّدغينِ، والأطرافُ الفضَّةُ أو الصُّفرُ الَّذِي فِي أطرافِ السُّيورِ، والعنانُ السَّيرُ الَّذِي يقبضُ عَلَيْهِ الفارسُ، والمقودُ معروفٌ، والعصابُ السَّيرُ الَّذِي يقعُ على جبهةِ الدَّابَّةِ، والأظرابُ العقدُ الَّتِي فِي أطرافِ حديدةِ اللِّجامِ، والمثناةُ السَّيرُ الَّذِي يعلَّقُ بهِ العنانُ، والجمعُ المثانِي، قال الشاعرُ: ففِي السَّيرِ منجاةٌ وفي الأرضِ مهربٌ ... إذَا نحنُ رفَّعَنا لهُنَّ المثانِيَا السَّرجُ قَالُوا: السَّرجُ فارسيُّ معربٌ. وأصلهُ سَرْك. والجمعُ سروجٌ. وفيهِ القربوسُ، بفتحِ الرَّاءِ والقافِ، وإسكانْ الرَّاءِ، وهوَ الشَّاخصُ فِي

المقدِّمةِ. والشَّاخصُ وراءَ الرَّاكبِ منهُ مؤخَّرٌ. والأحناءُ جملةُ خشبِ السَّرجِ، الواحدُ حنوٌ، والخشبتانِ العريضتانِ اللَّتانِ تقعانِ على صفحتَي الدَّابَّةِ الدَّفَّتانِ، والخشبتانِ اللَّتان تشدَّانِ على الدَّفَّتين الجديتانِ، والجمعُ الجدياتُ. وقيلَ: بل الجديةُ اللِّبدُ الَّذِي يشدُّ تحتَ دفَّتي السَّرجِ. والميثرةُ مايوثَّرُ بهِ منْ لبدٍ وغيرهِ، والجمعُ مياثرُ، والصُّفَّةُ ما فوقَ الميثرةِ. والحزامُ السَّيرُ الَّذِي يشدُّ بهِ السَّرجُ على ظهرِ الدَّابَّة، والجمعُ حزمٌ. يُقالُ: حزمتُ الدَّابَّةَ، فهيَ محزومةٌ. وفي الحزامِ الإبزيمُ، والجمعُ أبازيمُ، وهيَ الحقلةُ الَّتِي فِي أحدِ طرفيهِ، وفي الإبزيمِ اللِّسانُ، وهيَ الحديدَة الَّتِي فِي وسطِها وفي طرفِ الحزامِ الآخرِ سيرٌ يُقالُ لهُ: الإطنابةُ. والعامَّةُ تسمِّيهِ الحياصةَ. ومقدَّمُ الدَّفَّتينِ مِمَّا يلي الكتفينِ القادمتَان، واللَّذان خلفَ حنوَي القربوسِ مِمَّا يلي العجزَ الخالفتان. وفيهما يكونُ سموطُ السَّرجِ. والأخدودانِ اللَّذانِ فِي طرفَي الدَّفَّتينِ، يدخلُ فيهما الحنوانِ، اللِّحاجانِ والجمعُ لحجٌ. قالَ ابن حبيب: فِي قادمتَي الدَّفَّتينِ سيرانِ يشدُّ إليْهما اللَّببُ، يُقالُ لهُما: الرِّضاعانِ، وهُما العُروتانِ، وفي خالِفتي السَّرجِ كذلكَ، يشدُّ إليهِما الثَّفرُ. وفي خالفتَي السَّرجِ أيضاً ثمانيَة سيورٍ، أربعةٌ منَ الشِّقِّ الأيمنِ، وأربعةٌ من الشِّقِّ الأيسرِ، يُقالُ لهمَا السُّموطُ، واللَّببُ معروفٌ، وهوَ السَّيرُ الَّذِي عَلى صدرِ الدَّابَّةِ. يُقالُ: ألببتُ الفرسَ. والسَّيرُ الَّذِي تحتَ ذنبها الثَّفرُ. يُقالُ: أثفرتُ الفرسَ إثفاراً، والفرجةُ الَّتِي بينَ الدَّفَّتينِ يُقالُ لها البدادُ، وساقةُ الحزامِ: الَّتِي فيها ثقبٌ يجري فيهِ لسانُ الإبزيمِ، والرِّكابانِ اللَّذانِ يضعُ الرَّاكبُ فيهِما رجليهِ، والرِّحالةُ منْ أدمٍ مدورةٌ مبطَّنةٌ، كأنَّها سفرةٌ، يجعلهُا الرَّاكبُ تحتهُ. قالَ الشَّاعرُ:

إذْ لا أزالُ عَلى رحالةِ سابحِ ... نهدٍ، تعاورُهُ الكماةُ مكلَّمِ وربما كانتْ منْ لبودٍ. وللفرسِ الجلُّ، والجمعُ جلالٌ، والبرقعُ. والصِّقاعُ البرقعُ الصَّغيرُ الَّذِي تحتَ البرقعِ الكبيرِ منَ الفرسِ، وأصلُ الصِّقاعِ الخرقةُ تجعلهُا المرأةُ بينَ شعرِها ومقنعتها. وللفرسِ الشِّكالُ، وهوَ الحبلُ الَّذِي يوضعُ فِي قوائمهِ، والطِّولُ الحبلُ الَّذِي يوضعُ فِي رأسهِ، والمهمازُ حديدةٌ تكونُ فِي خفِّ الفارِس، يهمزُ بها فرسهُ. وقد أوشاهُ بهِ، إِذَا استحثَّهُ بهِ، والمرشحةُ شيءٌ يجعلُ على ظهرِ الفرَسِ تحتَ اللِّبدِ، يقيهِ منَ العَرقِ. والقبلةُ حجرٌ أبيضٌ يقلَّدُ بهِ الفرسُ، والمقبصُ والمقوسُ الحبلُ الَّذِي يمدُّ بينَ يدَي الخيلِ فِي الحلبةِ. ومنهُ يُقالُ: أخذتُ فلاناً عَلى المقبصِ ويُقالُ: خصيتُ الفحلَ، وملستهُ ملساً، إِذَا سللتَ بيضتيهِ، فإنْ شققتَ الصَّفنَ، وهوَ جلدُ الخصيتينِ، فاستخرجتَهُما بعروقِهِمَا فذلكَ المثنُ. يُقالُ: مثنتُهُ مثناً. فإنْ شدختَ العروقَ فهوَ وجاءٌ. وقدْ وجأتُهُ.

الباب الثلاثون في ذكر الإبل والقتب والعكم

الباب الثلاثون في ذكرِ الإبلِ والقتبِ والعِكْمِ الإبلُ جماعةٌ، لا واحدَ لَها منْ لفظِها. وكذلكَ النَّعمُ. والبعيرُ مثلُ الإنسانِ، يقعَ على الَّذكرِ والأنثَى. والنَّاقةُ مثلُ المرأةِ. والجملُ مثلُ الرَّجلِ. والبكرُ مثلُ الفتَى. ويُقالُ: الفتيُّ منَ الإبلِ، والفتَى من النَّاسِ وجمعُ الفتيِّ أفتاءٌ، وجمعُ الفتَى فتيةٌ وفتيانٌ، والقلوصُ مثلُ الجاريةِ، والحوارُ مثلُ الطِّفلِ، والفصيلُ مثلُ الفطيمِ. قالَ الأصمعيُّ: أجودُ وقتِ الحملِ عَلى الإبلِ عندَ العربِ أنْ تجمَّ النَّاقةُ سنةً، ويحملَ علَيها سنةً. فإذا حملَ علَيها فِي كلِّ سنةٍ فذلكَ الكِشافُ. وناقةٌ كشوفٌ. وصاحبُها مكشفٌ. وإذا عارضَ الفحلُ النَّاقةَ منْ غيرِ أنْ يقادَ إليها قيلَ لَقِحَتْ عراضاً، ويعارةً، قالَ الرَّاعي: قلائصَ لاَ يلقحنَ إِلاَّ يعارَةً ... عِراضاً، ولاَ يشرينَ إِلاَّ غواليَا

فإذا ضرَبهَا الفحلُ قيلَ: قدْ قاعَ عليْها قياعاً، وقعَا قعوّاً، فإنْ ضربَهَا على غيرِ ضبعةٍ يُقالُ: قدْ بسرَها بسراً، ويُقالُ للرَّجلِ إِذَا طلبَ الحاجةَ فِي غيرِ موضعِها: لا تبسرْ حاجتَكَ. والضَّبعةُ شهوةُ الضِّرابِ. ضبعَتِ النَّاقةُ ضبعةٌ، إِذَا أرادتِ الفحلَ، وضبعَت تضبعُ ضبعاً، إِذَا هوَتْ بخفِّها إِلَى عضدِها فِي سيرِها، فإذَا أفرطتْ فِي الضَّبعة قيلَ: هدمتْ تهدمُ هدماً، فإذَا ورمَ حياؤهَا منْ شدَّةِ الضَّبعةِ قيلَ: أبلمتْ، وهيَ مبلمٌ، والجمعُ مبالِمُ. فإذا اشتدَّ هيجُ الفحْلِ قيل: قطمَ يقطمُ قطماً، وهاجَ هياجاً، فإذا كانَ الفحلُ سريعَ الإلقاحِ قيلَ: فحلٌ قبيسٌ وقبسٌ، والمصدرُ القباسةُ، وإذَا كانَ بطيءَ الإلقاحِ فهوَ مليخٌ، فإذَا كانَ أخرقَ بالضِّرابِ فهُو عياءٌ، فإذا كانَ رفيقاً بهِ فهوَ طبٌّ، وفحولٌ طبَّةٌ، فإذَا انصرفَ عنِ الإبلِ قيلَ: جفرَ جفوراً، وفدرَ فدوراً. فإذا ضربتِ النَّاقةُ قيلَ: هيَ فِي منيتِها، والمنيةُ الأيَّامُ تنتظرُ بِها بعدَ الضِّرابِ حَتَّى يستبينَ لقاحُها. ومنيةُ البكرِ عشرُ ليالٍ، ومنيةُ الثِّنيِ والثِّلثِ خمسَ عشرةَ ليلةً. فإذَا مضتِ المنيةُ وهيَ حاملٌ زمَّتْ بأنفِها، وشالَتْ بذنبِها، وجمعتْ قطرَيها، وقطَّعتْ بولَها. فهيَ حينئذٍ شائلٌ. فإنْ كانتْ حائلاً انكسرَ ذنبُها، وبالَتْ عَلى ما كانتْ تبولُ عليهِ. فهيَ راجعٌ رجاعاً، نوقٌ رواجعُ. ويُقالُ لَها: مخلفٌ أيضاً. وليسَ شيءٌ منَ البهائمِ يعلمُ لقاحهُ بعدَ عشرٍ أوْ خمسَ عشرةَ غيرُ الإبلِ. فإذا استبانَ حملُ النَّاقةِ قيلَ: قرحَتْ قروحاً، وهيَ قارحٌ، وهنَّ قوارحُ وقرَّحٌ. فإذَا ثبتَ أنَّها حاملٌ فهيَ خَلِفَةٌ، والجماعُ المخاضُ. فلا تزالُ خلفةً حَتَّى تبلغَ عشرةَ أشهرٍ. فهيَ حينئذٍ عشراءٌ. وقدْ

عشَّرتْ. وإبلٌ عشارٌ. وقبلَ ذلكَ يُقالُ لَها إِذَا استبانَ حملُها: قدْ أرأتْ، فهيَ مرءٍ، مثلُ ما يُقالُ للمرأةِ. والجمعُ مراءٍ. فإنْ عرضتْ عَلى الفحلِ لينظرَ أحاملٌ هيَ فذلكَ البورُ. برتُها أبورُها بوراً. وطعنٍ كإيزاغِ المخاضِ تَبُورهُا فإذَا حالَتْ، ولاَ يُقالُ أحالتُ، قيلَ: ناقةٌ حائلٌ، وإبلٌ حوائلُ وحولٌ. فإذَا لقحَتِ الإبلُ، وخشيَ علَيها الجدبُ فِي العام المُقبِلِ، أُدخِلَتِ اليدُ فِي بطنِها، فيخرجُ مَا فيهِ، فذلكَ المَسيُ، والنَّاقةُ ممسيةٌ. وكلُّ استلالٍ مسيٌ. وقدْ مسيتُها. فإذَا ألقتهُ ولَمْ ينبتْ لهُ الشَّعرُ قيلَ: قدْ أملَصتْ، وهيَ مملصٌ. فإذَا كانَ ذلكَ منْ عادتِها فهيَ مملاصٌ. فإذا ألقتهُ وقدْ نبتَ شعرهُ قيلَ: قدْ سبغَتْ وسبطتْ، وهيَ مسبغٌ ومسبطُ، ويُقالُ: ألقتهُ مشعراً. والسَّابياءُ الماءُ الَّذِي يخرجُ معَ الولدِ. والحولاءُ مثلُ المرآةِ، فيها ماءٌ أصفرٌ، يخرجُ معَ الولدِ. فإذا فارقتَ النَّاقةُ ولدَها بذبحٍ أوْ غيرهِ فالنَّاقةُ مفرقٌ، والجمعُ مفارقُ. وقال: وإعطائِي المفارِقَ والحقاقَا

فإذَا تباعدَتْ، فألقتْ ولدَها، وليسَ عندهَا أحدٌ، قيلَ: أنتجتْ. فَلا يجيءُ لَها الفَعلُ فِي شيءٍ منَ النِّتاجِ إِلاَّ فِي هَذَا المَوضعِ. وإلَّا فإنَّما يُقالُ: نتجتْ، ونتجَها أهلُها، وهيَ منتوجةٌ. فإنْ خرجَتْ رجلَا الحوارِ قبلَ رأسهِ فهوَ اليتنُ، فإذا خرجَ رأسهُ مسَّتْ ذفراهُ ليعرفَ أذكرٌ هوَ أمْ أنثَى فذلكَ التَّذميرُ. والمذمِّرُ الذِّفريانِ ومجتمعُ اللِّحيينِ. والسُّخدُ الجلدةُ الَّتِي على رأسِ الحوارِ، فيهِ ماءٌ أصفرُ. وقيلَ: إنَّ السُّخدَ بولُ الفصيلِ فِي بطنِ أمِّهِ. وإذَا خرجَ رحمُ النَّاقةِ عندَ النِّتاجِ فقدْ دحقتْ تدحقُ دحقاً، وهيَ داحقٌ، فإذا كانَ ذلكَ منْ عادتِها فهيَ دحوقٌ. فإذا أصَابَها ذلكَ خلَّتِ الرَّحمُ بأخلَّةِ، وأديرَ خلفَها بخيطٍ. فذلكَ الشّصْرُ، شصرَهَا يشصرُهَا. والَّذي يشصرُ بهِ الشِّصارُ. ويُقالُ لَها أيضاً: قدْ زنِّدتْ، وهيَ مزنَّدةٌ. فإن اشتكتْ رحمَها بعدَ الولادِ فهيَ رحومٌ، والجمعُ رحمٌ. فإذا ألقتهُ قبلَ تمامهِ فقدْ خدجتْ. والولدُ خديجٌ وخداجٌ. فإذَا كانَ ذلكَ منْ عادَتِها فهيَ مخداجٌ، فإذا ألقتهُ وقدْ تمَّتْ أيَّامهُ إِلاَّ أنَّهُ ناقصٌ بعضَ خلقِهِ فهيَ مخدجٌ، والولدُ مخدجٌ. فإذَا جاوزَتِ الوقتَ الَّذِي ضُربتْ فيهِ قيلَ: أدرجتْ، وهي مدرجٌ. ومدراجٌ إِذَا كانَ ذلكَ منْ عادَتِها. فإذَا زادتْ على السَّنةِ أيَّاماً قيلَ: أتتْ عَلى حلِّها. فإذا زادتْ شهراً أوْ نحوهُ قيلَ: نضَّجتْ، وهيَ منضِّجٌ. قالَ: وأدماء منْها كالسِّفينةِ نضَّجتْ ... بهِ الحملَ حَتَّى زادَ شهراً عديدُها فإذا ضربَها المخاضُ فذهبتْ فِي الأرضِ قيلَ: قدْ فرقَتْ فروقاً،

أسنان الإبل

وهيَ فارقٌ، والجمعُ فوارقُ وفرَّقٌ. فإذا خرجَ ما فِي بطنِهَا منْ دمٍ وغيرهِ قيلَ: ألقتْ صآتَها. ويُقالُ ذلكَ فِي النَّساءِ أيضاً. فإذَا شربتْ، فجرَى الماءُ فيها، فورِمَ حياؤُها وضرعُها قيلَ: أردَّتْ فهيَ مردٌّ، قالَ أبو النَّجمِ: تمشِي منَ الرِّدَّةِ مشيَ الحُفَّلِ ونوقٌ مرادُّ، وإِذَا لمْ تردَّ بعدَ شربِها قيلَ: جاءتِ الإبلُ ضوامرَ، وإنْ كانتْ بطونُها ممتلئةً. أسنانُ الإبلِ فإذا وقعَ ولدُ النَّاقةِ، ولمْ يقعْ عليهِ اسمُ ذكرٍ وأنثَى، فهوَ سليلٌ. فإذَا وقعَ عليهِ اسمُ التَّذكيرِ والتَّأنيثِ، فالذَّكرُ سقبٌ، والأنثَى حائلٌ، والجمعُ حولٌ، فإذا قامَ ومشى فهوَ راشحٌ، والأمُّ مرشحٌ، فإذا قويَ قيلَ: قدْ جدلَ، وهوَ جادلٌ، فإذا ثبتَ فِي سنامهِ شيءٌ منْ شحمٍ فهوَ مكعرٌ، وقدْ أكعرَ. وهوَ فِي ذلكَ كلِّهِ حوارٌ. وإذَا كانَ منْ نتاجِ الرَّبيعِ فهوَ ربعٌ. والأمُّ مربعٌ. فإذا كانَ منْ عادتِها أنْ تنتجَ فِي أوَّلِ النِّتاجِ فهيَ مرباعٌ، وإذَا كانَ منْ نتاجِ الصَّيفِ

فهوَ هبعٌ. والأفيلُ الحوارُ إذا كانَ عليهِ سبعةُ أشهرٍ أوْ ثمانيةٌ، فإذا اشتدَّ على أمِّهِ فِي الرِّضاعِ قيلَ: لهجَ يلهجُ لهَجاً. فإذا بلغَ سنةً فهوَ فصيلٌ، لأنَّهُ فصلَ عنْ أمَّه، والجمعُ فصالٌ وفصلانٌ، والأمُّ فاطمٌ، بغيرِ هاءٍ. ثمَّ حملَ على أمِّهِ منَ العامِ المقبلِ، فإذَا لقحَتْ فهيَ خلفةٌ، والجمعٌ مخاضٌ، وسمِّيَ الفصيلُ تلكَ السَّاعةَ ابنَ مخاضٍ. ولا يزالُ كذلكَ حَتَّى تضعَ أمُّهُ، فصارَ لَها لبنٌ منْ غيرهِ، فهوَ ابنُ لبونٍ سنةً. فإذَا استحقَّتْ أمُّهُ حملاً آخرَ فهوَ حقٌّ. فإذَا أتتْ عليهِ سنةٌ بعدَ الحقِّ فهوَ جذعٌ. يُقالُ: أجذعَ يجذعُ إجذاعاً. والجذوعةُ الاسمُ. وهوَ وقتٌ منَ الزَّمانِ ليسَ بوقوعِ سنٍّ. فإذَا تمَّتْ لهُ سنةٌ وألقَى ثنيَّتهُ فهوَ ثنيُّ. وقدْ اثنَى يثني إثناءً، فإذَا ألقَى رباعيَّتهُ فهوَ رباعٍ، والأنثى رباعيَّةٌ، فإذَا ألقَى سديسهُ فهُو سديسٌ وسدسٌ، لغتانِ. ويُقالُ: أسدسَ يسدسُ إسداساً. فهذهِ الأسنانُ كلُّها قبلَ النَّابَ. فإذَا خرجَ نابُهُ فقدْ بزلَ. وأصلُ البزولِ الشَّقُّ. وهوَ أنَّ اللَّحمَ قدِ انشقَّ عنْ نابهِ فظهرَ، يُقالُ: تبزَّلَ جلدُ فلانِ، إِذَا تشقَّقَ، يتبزَّلَ بزولاً. فإذاً أتتْ عليهِ بعدَ البزولِ سنةٌ فهوَ مخلفُ عامٍ. فاذَا أتتْ عليهٍ سنتانِ فهوَ مخلفُ عامينِ. وعلى هَذَا يُقالُ إِلَى أنْ يسمَّى عوداً. والأنثى عودةٌ. وهوَ المسنُّ منَ الإبلِ. وقدْ عوَّدَ البعيرُ. إِذَا صارَ عوداً، يعوِّدُ تعويداً. وعادَ يعودُ عوداً. فإذا جاوزَ ذلكَ فهوَ قحرٌ وقحاريةٌ، فإذا جاوزَ ذلكَ فهوَ ثلبٌ. والنَّاقةُ والجملُ فِي البزولٍ سواءٌ، لا يدخلُ التَّأنيثُ فِي البازلِ وفي السَّديسِ. ويدخلُ فِي الرَّباعيَّةِ والثَّنيَّةِ والجذعةِ. والعودُ الَّتِي قدْ أسنَّتْ وفيهَا بقيَّةٌ. ثمَّ هيَ ضرزمٌ. والنَّاقةُ فِي أوَّلِ البزولِ نابٌ، والجمعُ نيبٌ، والدِّلقمُ الَّتِي تكسَّرتْ أسنانُها، فإذا قصرتْ أسنانُها فهيَ كافٌّ، الذَّكرُ والأنثَى فيهِ سواءٌ. واللِّطلطُ والكُحكُحُ، كلُّ ذلكَ المسنَّةُ منَ النُّوقِ.

ومن صفات الإبل

ومنْ صفاتِِ الإبلِ المفرقُ والعجولِ والسَّلوبُ الَّتِي قدْ فارقَها وَلَدُها بذبحٍ أوْ غيرِهِ. وناقةٌ بكرٌ. ثمَّ ثنيٌ، إِذَا نتجَتْ بطنينِ. ولا يُقالُ: ثلثٌ ولا ربعٌ، إنَّما يُقالُ: أمُّ رابعٍ، والمتليةُ الَّتِي تنتجُ صدرٌ منَ العشارِ، وتتأخَّرُ هيَ. والمتليةُ أيضاً التي يبتعُها أولادهَا. فإذا خدجتِ النَّاقةُ لسبعةِ أشهرٍ أوْ أكثرَ أو أقلِّ منْ ذلكَ، فتعطفُ على ولدِها الَّذِي منَ العامِ الأوَّلِ، فتدرُّ عليهِ، فهيَ صعودٌ، والجمعُ صعائدُ. فإذَا عطفَتْ على غَيرِ ولدِها فهيَ الظَّؤُورُ والرَّؤومُ، وقدْ رئَمتْ ترأمُ رئماناً. وإذَا غُذيَ الولدُ بغيرِ لبنِ أُمِّهِ فهوَ العجيُّ، والجمعُ العجَايا. فإذا لَمْ ترأم الولدَ الَّذِي عطفتْ عليهِ دسَّ فِي حيائِها خرقٌ، ثمَّ خلَّ عليْها، وسدَّ أنفُها. ثمَّ تخرجُ الخرقُ، فيلطَّخُّ بِها الولدُ، ويؤخذُ سدادُ أنفِها، فتجدُ راحةً. وتشمُّ ريحَ السَّلى منَ الولدِ. فتظنُّ أنَّها ولدَتْ، فترأَمهُ، واسمُ ما يدخلُ فِي حيائِها الدُّرجةُ. وإذا تركتِ النَّاقةُ معَ ولدِها، ولمْ تعطفْ إلىَ غيرهِ فهيَ بسطُ، والجمعُ أبساطٌ، والخليَّةُ الَّتِي خَلا بلبنِهَا أهلُ البيتِ. فإذا نفرَتْ عنَ الولدِ حينَ تضعهُ فهيَ مذائرٌ. وتصرُّ النَّاقةُ بعودٍ وخيطٍ. فالعودُ التَّوديةُ، والخيطُ الصِّرارُ. وجمعُ التَّوديةِ التَّوادي. والذِّئارُ بعرٌ يجعلُ بينَ الصِّرارِ والخلفِ إِذَا خافُوا ضيقَ الصِّرارِ. فإذَا عضَّ الصِّرارُ عَلى الخلفِ حَتَّى يضرَّ بهِ قيلَ: ناقةٌ مجدَّدةُ الأخلافِ. وإذا برَكتِ النَّاقةُ على بولٍ أوْ ندىً، فتعقَّدَ لبنُها فِي ضرعِها، فخرجَ بعضُ اللَّبنِ متعقِّداً، كأنَّهُ قطعُ الأوتارِ، وسائرهُ ماءٌ أصفرُ رقيقٌ قيلَ: قدْ أخرطتْ، وهيَ مخرطٌ. فإذا كانَ ذلكَ منْ عادتِها فهيَ مخراطٌ. ولبنُها الخرطُ. فإذا خرجَ معَ اللَّبنِ دمٌ فقدْ أمغرتْ، وأنغرتْ، وهيَ ممغرٌ ومنغرٌ. فإذا كانَ ذلكَ منْ عادتِها فهيَ منغارٌ وممغارٌ. فإذا وصفَتْ بطيبِ النَّفسِ باللَّيلِ قيلَ: ناقةٌ نعوسٌ.

فإذا تركتْ بغيرِ صرارٍ فهيَ باهلٌ، يُقالُ: أبهلَ بنُو فلانٍ إبلهُمْ معَ أولادِها، تشربُ كيفَ شاءتْ. وقدْ أرجلتْ ولدَها معَها إرجالاً، إِذَا خليَتْ معَها. وإذَا درَّتِ النَّاقةُ على غيرِ ولدٍ فهيَ مريُّ، والجمعُ مرايَا. وإنَّما سُمِّيَتْ مرَايا لأنَّها تدرُّ على المريِ، والمريُ والمريةُ مسحُ الضَّرعِ. فإذا اشتدَّتْ درَّتُها قيلَ: قدْ حفلَتْ وحشكَتْ واشتكرَتْ. فإذا امتلأَ الضَّرعُ إِلاَّ شيئاً قيلَ: جاءتْ حالقاً ضرعُها. فإذا شالتْ بذنَبِها للقاحِ فيهَ شائلٌ، والجمعُ شوَّلٌ. فإِذَا أتَى عليْها سبعةُ أشهرٍ أو ثمانيةٌ منْ نتاجِهَا فجفَّ لبنُها فهيَ شائلةٌ، بالهاءِ، والجمعُ شولٌ. كمَا تقولُ: صائمٌ وصومٌ. والمبرقُ الَّتِي تشولُ بذنبِها، وتقطِّعُ بولَها، وتوهُم أنَّها لاقحٌ، وليستْ بلاقحٍ. وكذلكَ البروقُ. وفي مثلٍ لهمْ: لستُ منْ تكذابكَ وتأثامكَ فِي شيءٍ، إنَّكَ لتشولُ شولانَ البروقِ. أيْ تزعمُ أنَّكَ صادقٌ، ولستَ بهِ، كمَا توهمُ البروقُ أنَّها لاقحٌ، وليستْ بلاقحٍ. يُقالُ: رفقتِ النَّاقةُ رفقاً، إِذَا خرجَ شخبُها رقيقاً. والشُّخبُ ما خرجَ منَ اللَّبنِ، والشَّخْبُ العملُ. والمصورُ الَّتِي تصرُّ خلفُها فلا تحلبُ إِلاَّ بالإبهامِ والسَّبَّابةِ. والمصرُ العملْ. فإذا عظمَ الخلفُ، واتَّسعَ الإحليلُ، وغلظَ الشُّخبُ، فهيَ ناقةٌ ثرَّةٌ بيِّنةُ الثُّرُورِ. فإذا أسرعَ انقطاعُ لبنِها فهيَ قطوعٌ. وإذَا دامَ غزرهَا فهيَ مكودٌ، وإبلٌ مكائدُ. فإذَا درَّتِ النَّاقةُ فِي القرِّ والجوعِ فهيَ مجالحٌ، بغيرِ هاءٍ. وقدْ جالحَتْ مجالحَةً. وإذَا كانتْ سريعةَ العطشِ فهيَ هافةٌ، مخفَّفةٌ، ومهيافٌ، وملواحٌ. والعسَسُ أن تضجرَ النَّاقةُ عندَ الحلبِ. وهيَ عسوسٌ. وتقولُ: أكفَأ فلانٌ فلاناً إبلَهُ، إِذَا أعطاهُ أولادَها وأوبارَها وألبانَها سنةً كلَّها. وقدْ جعلَ لهُ كفأةَ إبلهِ.

ومما يذكر من غزر الإبل

ويُقالُ: ما فِي إبلهِ قاضيةٌ، أيْ ما تجوزُ فِي الصَّدقةِ، وفي الدِّيةِ. وناقةٌ قصواءُ: مقطوعةُ الأذنِ. وجملٌ مقصوٌ، ولا يُقالُ أقصَى. وممَّا يُذْكرُ منْ غزرِ الإبلِ ناقةٌ رهشوشٌ: خوَّارةٌ غزيرةٌ. وصفوفٌ تجمعُ بينَ محلبينِ فِي حلبَةٍ. وكذلكَ القرونُ. والرَّفودُ الَّتِي تملأُ الرِّفْدَ، وهوَ القدحُ العظيمُ. والفواقُ بينَ الحلبتينِ. ويُقالُ: اجتمعَ فِي ضرعِها فيقةٌ فاحلبْ. وخُنجورٌ، وخبرٌ. والخبرُ المزادةُ. وصفيٌّ، والجمعُ صفايَا، وهيَ الغزارُ. ولهمومٌ غزيرةٌ. وممَّا يُذْكرُ منَ البَكيِّ ناقةٌ بكيئةٌ وبكيءٌ، وقدْ بكؤتْ بكئاً، إِذَا قلَّ لبَنُها. وناقةٌ صمردٌ: بكيئةٌ. وفخورٌ: عظيمةُ الضَّرعِ قليلةُ اللَّبنِ. ومنْ صفاتٍ أُخرَ ناقةٌ ضروسٌ: سيِّئةُ الخُلقِ عندَ الحلبِ، ونخورٌ إِذَا كانَت لا تدرُّ إِلاَّ إِذَا ضُرِبَ أَنْفُها. وعَصُوبٌ، إِذَا كانَت لا تَدِرُّ إِلَّا إذَا عُصبَ فخذَاها، ويُقالُ أنْفُها. قالَ الحُطيئةُ: ونأبَى إِذَا شُدَّ العِصابُ فَلا ندِرّ

وتلوثٌ إِذَا أصابَ أحدَ أخلافِها شيءٌ فيبسَ، وزبونٌ إِذَا كانتْ ترمحُ عندَ الحلبِ. والزَّبنُ الدَّفعُ، ومنهُ قيلَ: الزَّبانيةُ. وكنوفٌ، إِذَا بركتْ فِي ناحيةِ الإبلِ، ودفونٌ إِذَا كانتْ تبركُ وسطَها، وضغونٌ إِذَا كانَ لَها هوىً فِي غيرِ وجهِها فتعاسرُ، ومدفأةٌ إِذَا كثرَ وبرهَا. ويُقالُ: أعطاهُ مائةً جُرجُوراً، وهيَ العظامُ، والجمعُ جَراجِرُ. وناقةٌ عاضهةٌ: تأكلُ العضاهَ، وآركةٌ: تأكُلُ الأراكَ. وطليحٌ: معييةٌ. وحسيرٌ مثلُها. وقدْ طلحتْ طلحاً، وأطلَحْتُها إطلاحاً، وإبلٌ طلَّحٌ وطلائحُ: معييةٌ. وطلحَى وطلَاحى، إِذَا اشتَكتْ بطونَها منْ أكلِ الطَّلحِ. وقدْ طلحَتْ، وهيَ طلِحةٌ. ومواشكٌ لا تفتُرُ منَ السَّيرِ. وضمضَمٌ: غليظةٌ شديدةٌ. وقذورٌ: لا تبركُ معَ الإبلِ. وكزومٌ: قصيرةُ الخطمِ. ومسياعٌ، إِذَا كانَتْ تصبرُ عَلى الإضاعةِ. ورجلٌ مسياعٌ: مضياعٌ للمَالِ. وقدْ أساعَ مالَهُ. وشارفٌ وشروفٌ: مسنَّةٌ. ويُقالُ: ناقةٌ حلباةٌ ركباةٌ. وحلبانةٌ ركبانةٌ، إِذَا كانتْ تصلحُ للحلبِ والرُّكوبِ. وطرفةٌ: تتبعُ المرعَى، وتستطرفُهُ. وبعيرٌ عروضٌ، إِذَا فاتَهُ الكلأُ رعَى الشَّوكَ. وناقةٌ عروضٌ: لمْ ترضْ أيضاً، وواضعٌ إِذَا قامَتْ فِي البيتِ. وميرادٌ إِذَا عجلَتْ إِلَى الوردِ. وبعيرٌ سنمٌ، وناقةٌ سنمةٌ عظيمةُ السَّنامِ. ومقحادٌ عظيمةُ القحدةِ، وهيَ بيضةُ السَّنامِ. والقمعُ الأسنمةُ الواحدةُ قمعةٌ. والذِّروةُ أعْلى السَّنامِ. وذروةُ كلِّ شيءٍ أعلاهُ. وناقةٌ شطوطٌ عظيمةُ جنبَي السَّنامِ. والشَّطانِ ناحيتَا السَّنامِ. وناقةٌ كوماءُ، وبعيرٌ أكومُ، وهمَا العظِيما السَّنامِ. وناقةٌ تاجرةٌ، ونوقٌ تواجرُ، إِذَا كانتْ سريعَة النَّفَاقِ إِذَا أدخلَت السُّوقَ، وناقةٌ عيرانةٌ: تشبَّهُ بالعيرِ لصلابتِها، وعنْسٌ: شديدةٌ

صُلبَةٌ. وجلسٌ مشرفةٌ. وعليانةٌ مثلُها. وجسرةٌ شطبةٌ طويلةٌ وسرداحٌ كثيرةَ اللَّحمِ. ومسنافٌ تتقدَّمُ الإبلِ. وقدْ أسنفت. والمسنِفاتُ منَ الخيلِ والإبلِ المتقدِّماتُ. وناقةً عبسورٌ وعيسجورٌ شديدةٌ. وبعيرٌ صلخدٌ شديدٌ. وناقةٌ جلعدةٌ، وبعيرٌ جلاعدٌ شديدٌ. وناقةٌ حُرجُوجٌ طويلةٌ على وجهِ الأرضِ، وهرجابٌ كذلكَ. وعيطموسٌ حسناءُ. وفنقٌ فتيةٌ لحيمةٌ. وناقةٌ حرفَّ، إِذَا هزلتْ ويبستْ. وجملٌ ذلولٌ، وناقةٌ تربوتٌ سهلةٌ لا تصعبُ. وعيثومٌ كثيرةُ اللَّحمِ والوبرِ. وناقةٌ مسفرةٌ قويَّةٌ على السَّفرِ. وشغمومٌ، وإبلٌ شغاميمُ، حسنةٌ تامَّةٌ، وبعيرٌ علندَى غلِيظ، وناقةٌ علنداةٌ. وبعيرٌ رحولٌ قويٌّ على الارتِحالِ، الَّذكرُ والأنثَى فيهِ سواءٌ. وزعومٌ إِذَا كانَ يشكُّ أبِها طرقٌ أمْ لاَ. وفي الأمرِ مزاعمٌ، إِذَا كانَ فيهِ شكُّ. وناقةٌ فاسجٌ، وفاثجٌ: فتيَّةٌ حاملٌ. وناقةٌ بهاءٌ، إِذَا أنستْ بالحالبِ. وهوَ منْ قولِهمْ: بهأتُ بالشَّيءٍ، وبسأُتُ بهِ، إِذَا أنستُ بهِ. وناقةٌ قضيبٌ حسنةُ الوجهِ، صافيةُ البشرةِ. وسبطرٌ سمينةٌ. ومشاجرةٌ: تأكلُ الشَّجرَ. ومشياطٌ سريعةُ السِّمنِ. ودكَّاءُ مفترشةُ السَّنامِ. وعلطٌ: ليسَ علَيها خطامٌ، الَّذكرُ والأنثَى فيهِ سواءٌ. ومصباحٌ، والجمعُ مصابيحُ، وهيَ الَّتِي تصبحُ بواركَ فِي مباركِها، لا تثور. وناقةٌ ضجورٌ: ترغو عندَ الحلبِ، ويشقُّ عليْها. وناقةٌ بسوسٌ، إِذَا كانتْ تدرُّ على الإبساسِ. والإبساسِ. صوتُ الرَّاعي، يُسكِّنُها بهِ عندَ الحلبِ. وناقةٌ خلوٌ. والمصدرُ خلاءٌ. وقدْ خلأتْ تخلأ، وهوَ مثلُ الحِرَان فِي الخيلِ. وناقةٌ خلوجٌ: الَّتِي فارقَها ولدُها. وبعيرٌ ثفالٌ: بطيءٌ. وناقةٌ نسوفٌ: تأخذُ الكلأ بمقدَّمِ فيها. وجزورٌ مملِّحٌ، إِذَا كانَ بِها بقيَّةٌ منْ سمنٍ. ومملَّحٌ جعِلَ فيهِ الملحُ. وجزورٌ نهئةٌ، إِذَا كانتْ قدْ انتهَتْ فِي السِّمنِ. وبعيرٌ صهميمٌ شديدُ النَّفسِ ممتنعٌ، وجملٌ وهمٌ، وناقةٌ وهمةٌ، إِذَا كانَ ضخماً ذلولاً. وناقةٌ ذقونٌ إِذَا كانتْ تهزُّ رأسَها فِي السَّيرِ. وناقَة عاشيَة: ترعَى باللَّيلِ. وناقَة شديدُ الأرضِ، أيْ شديدةُ القوائمِ. والأغفالُ منَ الإبلِ الَّتِي لا سماتَ علَيها. والحفضُ البَعيرُ الَّذِي

أدواء الإبل

يحملُ عليهِ متاعُ البيتِ، والمتاعُ نفسُهُ الحفضُ أيضاً. كمَا تقولُ راويةٌ للبعيرِ وللماءِ. ويُقالُ للبعيرِ إِذَا لمْ يشربْ: قدْ قضبَ، وإذَا لمْ يأكُلْ: قد ظلَّ عاذِباً، وعذُوباً. وبعيرٌ دهالجٌ: ذو سنامينِ. وناقةٌ وجناءُ: غليظةٌ. والمشمعلَّةُ الخفيفةُ. والقندلُ والعندلُ العظيمةٌ الرَّأسِ. والرَّاحلةُ البعيرُ الَّذِي يرتحلُ عليهِ، وهيَ (فاعلةٌ) بمعنيَ (مفعولةٍ). وفي القرآن: {لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ} أيْ لَا معصومَ. وتقولُ: رحلتُ البعيرَ، إِذَا جعلْتَ عليهِ رحلاً. أدواءُ الإبلِ الغدَّةُ طاعونُها. فإذَا ظهرتِ فِي مراقِّ البعيرِ قيلَ: درأَ يدرأُ. فإذا ورمَ نحرُهُ من غيرِ غدَّةٍ قيلَ: بهِ نوطٌ. وبعيرٌ نيطَ لهُ، وناقةٌ نيطَ لَها. ولا يُقالُ منهُ: فعلَ، ولا فعلَتْ. ويُقالُ منَ الغدَّةِ: أغدَّ وإغداداً. وجملٌ مغدٌّ، وناقَةٌ مُغِدٌّ، بغيرِ هاءٍ، وإبلٌ مغادُّ. فإذا أخذَت الغُدَّةُ فِي اللِّهزمَة قيلَ: قدْ نكِفَ، وهوَ منكُوف. والاسمُ النُّكافُ. وأصلُ اللِّحي يسمَّى نكفةً. فإذا أصابتِ القلبَ فهوَ القلابُ. وقدْ قلبَ البعيرُ، فهوَ مقلوبُ، وهيَ مقلوبةٌ. فإذا انفقأتِ الغُدَّةُ، وبرأَ قيلَ: بعيرٌ مفرقٌ. وقدْ أفرقَ. والقرحانُ الَّذِي لمْ تصبهُ الغدَّةُ. والرَّجلُ الَّذِي لمْ يصبهُ الجدَرِيُّ قرحانٌ، وامرأةٌ قرحانةٌ. والنُّحازُ سعالُ الإبلِ. نحزَ البعيرُ، فهوَ ناحزٌ. فإذا عطشَ، والتزقتْ رئتُهُ قيلَ: طنَى يطنِي طنىً شديداً. فإذا لوىَ عنقهُ عندَ الموتِ قيلَ: عصدَ عصوداً. وإِذَا ظلعَ ظلعاً خفيفاً قيلَ: شكَّ يشكُّ. وبهِ شكٌ. فإذا أخذتهُ الحمَّى، فسخنَ جلدُهُ، وكثرَ شربهُ، فذلكَ الهيامُ، وهوَ هيمانُ ومهيومٌ، وإبلٌ هيامٌ. وهوَ حشيانٌ، إِذَا أخذهُ الرَّبوُ. وقدْ حشيَ يحشَى حشىً، وهوَ

الحشوُ. فإذا خرجَ فِي خفِّهِ ورمٌ، فهوَ ضبٌ. فإذا غمزَ لحمهُ فهوَ لهيدٌ، الَّذكرُ والأنثى فيهِ سواءٌ، وإبِل لهادٌ. فإذا غمزَ، وهيَ منْ داخلٍ، ولمْ تنشقَّ قيلَ: عمدَ البعيرُ عمداً، وهوَ عَمِد: فإذا كثرَ الدَّبرُ فِي ظهرهِ قيلَ: غلقَ ظهرهُ غلقاً، وهوَ غلقُ الظَّهرِ. فإذا برأَ الدِّبرُ، وبقيتْ آثارهُ قيلَ: بعيرٌ موقَّعُ الظَّهرِ. وناقةٌ عراءُ، وبعير أعرُّ، إِذَا كانَ بِهما دبَر، وقدْ أفسدَ اسنمتهُما. والمصدرُ العررُ. فإذا قطعَ السَّنامُ منْ علَّةٍ فهوَ أجبُّ. والاسمُ الجببُ. فإذا أصابَ غاربَ البعيرِ دبرٌ، فيخرجُ منهُ عظْم، فهوَ أجزلُ، والاسمُ الجزلُ. فإذا كانَ فِي رجلهِ انحناءٌ مفرِط، فهوَ أعقلُ. والاسمُ العقلُ. وإِذَا كانَ فِي يديهِ لينٌ واسترخاءٌ فهوَ أطرقُ، والأنثَى طرقاءُ. وإِذَا كانَ فِي رجليهِ يبسٌ وانتصابٌ فهوَ أقسطُ، والأنثى قسطاءٌ. وإذَا مشَى، فاهتزَّتْ إحدَى فخذيهِ دونَ الأخرَى، فهوَ أخفجُ، والأنثَى خفجاءُ. وبهِ سُمِّيَ الرَّجلُ خفاجةَ. وبعير أرجزُ، وناقةٌ رجزاءُ، وهوَ أنْ يرعدَ فخذهُ أو عجزهُ حينَ يقومُ، ثمَّ يستمرُّ. وناقَة ركباءُ وبعير أركبُ، إِذَا ورمَتْ رُكبَتَاها، والاسمُ الرَّكبُ. وبعير أحردُ، إِذَا كانَ ينفضُ إحدَى يديهِ فِي سيرهِ والاسمُ الحردُ. والضَّاغطُ والعركُ أنْ يموجَ الجلدُ، ويجتمعَ حَتَّى يكادَ يشكُّ الإبطَ. والحازُ أنْ تحزَّ الكِركِرةُ فِي الذِّراعِ. والنَّاكتُ أنْ ينكتَ المرفقُ فِي الجنبِ. فإِذَا مالَ رأسهُ وورمَ وجههُ فهوَ أصيدُ. والاسمُ الصَّادُ والصَّيدُ. فإذا أكلَ البقلَ معَ التُّرابِ قيلَ: مغلَ مغلةً. وإِذَا أكلَتِ الرِّمثَ فاشتكَتْ قيلَ: رمثتْ رمثاً. فإذا أكلتِ العرفجَ، فتعجَّرتْ فِي بطونِها قيلَ: حبجَتْ حبجاً. وإِذَا انتفختْ بطونُها، ولمْ يخرجُ ما فيها قيلَ: حبطتْ حبطاً. والقرعُ بثرٌ يخرجُ بالفصلانِ فتداوَى بأنْ تنضحَ بالماءِ، وتجرَّ على السَّبخةِ. وذلكَ التَّقريعُ. وفصيلٌ مقرَّعٌ. وفي مثلٍ: استنَّتِ الفِصالُ

سير الإبل

حَتَّى القرعَى. فإذا بشِمَ الفصيلُ قيلَ: دقيَ يَدْقى دقىً. فإذا أكثرَ الحوارُ الشُّربَ حَتَّى يتخثَّرَ منَ الرِّيِّ قيلَ: غَوِيَ يغوَى غوىً. والصَّدفُ أنْ تميلَ اليدُ، أو الرِّجلُ إِلَى الوحشيِّ. وإِذَا مالَ إِلَى الإِنْسِيِّ فهوَ القفَدُ. بعيرٌ أصدفٌ، وأقفدُ. فإذا أصابهُ ظلعٌ، فمشَى منحرفاً، فهوَ أنكبُ، وهوَ النَّكبُ. وإذا بقيتْ دبرتهُ تندَى قيلَ: بهِ غاذٌّ. وتُرِكَ جُرحُهُ يغذُّ. وإِذَا هجمتْ دبرتُهُ علىَ جوفهِ فهوَ نطفٌ، والأنثَى نطفةٌ، وقدْ نطفتْ. والمجشورُ الَّذِي بهِ سعالٌ يابسٌ. سيرُ الإبلِ العنقُ الفسيحُ. والمسبطرُّ أوسعُ منهُ. والتَّزيُّدُ فوقَ ذلكَ. تزيَّدتْ فهيَ تتزيَّدُ. والذَّميلُ فوق التَّزيُّد. ذملَ البعيرُ يذملُ ذميلاً وذملاناً. والرَّتكُ تقاربُ الخطوِ ومداركةُ النِّفالِ، رتك رتكاً ورتكاناً. والرَّسيفُ تقاربُ الخطوِ. وأصلهُ فِي المقيَّدِ إِذَا مشَى، ويُقالُ: رسفَ فِي قيدهِ رسفاً ورسفاناً ورسيفاً. والحقدُ مشيٌ فيهِ قرمطَة، حفدَ يحفدُ حفداً. والهملجةُ معروفَة. فإذا زادَ عليْها فهوَ المَرفوعُ، قيلَ: رفعَ يرفعُ، وهوَ رافعٌ. فإذا ارتفعَ عنْ ذلكَ قيلَ: دأدأَ يدأدِئُ دأدأةً. والاسم الدِّئداءُ. قالَ الشَّاعرُ: واعرورَتِ العُلُطَ العُرضيَّ تركضُهُ ... أُمُّ الفوارسِ بالدِّئداءِ والرَّبعهْ

ومن سيرها

فإذا ارتفعَ عنْ ذلكَ فهوَ الالتبَاطُ، مرَّ يلتبطُ. فإذا لمْ يدعْ جهداً قيلَ: قدْ تشفَّرَ تشفُّراً. فإذا رقَّقَ المشيَ قيلَ: مشَى مشياً رقاقاً. فإذا مرَّ مرّاً خفيفاً قيلَ: ملعَ يملعُ ملعاً. والنَّصبُ دوامُ السَّيرِ. يُقالُ: نصبَ القومُ يومهُم، وهوَ أنْ يدومَ سيرهمْ فِي سرعةٍ، وهوَ بينَ العدوِ والسَّيرِ. والزَّفيفُ فوقَ الذَّميل، ودونَ الرَّفيعِ. والرَّفيعُ المَشيُ الوساعُ. وقدْ زفَّ يزفُّ، وفي القرآنِ: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} والوخدُ أنْ يرميَ بقوائمهِ، كأنَّهُ يزجُّ بها. وخدَ وخداً ووخداناً، وخوَّدَ تخويداً، إِذَا ارتفعَ عنِ العنقِ حَتَّى يهتزَّ فِي السَّيرِ. والتَّهوُّسُ مشيُ المثقلِ فِي الأرضِ اللَّيِّنةِ، مرَّ يتهوَّسُ. ومرَّ ينألُ نألاً كذلكَ. والرَّسيمُ فوقَ الذَّميلِ رسمَ يرسمُ رسيماً. ومنْ سيرِهَا النَّعيبُ، نعبتْ تنعبُ نعيباً ونعباً. والعسجُ والوسجُ، وعسجَ ووسجَ، وهوَ سيرٌ صالحٌ. والألُّ مشيٌ متداركٌ سريعٌ. ألَّ يؤلُّ. والامتِلالُ مرٌّ سهلٌ سريعٌ، والتَّغيُّفُ أَنْ يتثنَّى بينَ اللِّينِ والسُّبُوطةِ إِذَا سارَ. والخنافُ أنْ يمشيَ فِي أحدِ شقَّيهِ، وأنْ يرفعَ يديْه فيهويَ بهمَا إلىَ وحشيِّهمَا. ويُقالُ: وضعَ البَعيرُ وضعاً، وهوَ دونَ الشَّديدِ، وأوضعتهُ أنَا إيضاعاً. وفي القرآنِ: {ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ}، استعارهُ للنَّاسِ. ووجفَ البعيرُ وجيفاً، وأوجفتهُ إيجافاً. ونصصتُ البعيرَ، أنصُّهُ نصاً، ولا يكونُ: فعلَ البعيرُ. والتَّبغيلُ منَ السَّيرِ صالحهُ، وهوَ أنْ يسيرَ سيرَ البغلِ، وقدْ بغَّلَ تبغيلاً. والمناقلةُ أنْ يعدوَ فِي الحجارةِ فيضعَ رجليهِ فِي موضعٍ ليسَ فيهِ حجارةٌ. والمواهقةُ المسايرةُ. مرَّا يتواهقانِ، أيْ يتسايرانِ، ويُقالُ: طرَّ

ألوان الإبل

الإبلَ يطرُّهَا، إِذَا مشَى منْ أحدِ جانبَيهْا، ثمَّ منَ الآخرِ ليقوِّمها. ألوانُ الإبلِ بعيرٌ أحمرُ، وناقةٌ حمراءُ. فإذَا كانَ فيها قنوٌّ فهوَ كميتٌ، الذَّكرُ والأنثَى فيهِ سواءٌ. فإذَا كانَ صافيَ الحمرةِ فهوَ مدمىً، وهيَ مدماةٌ. فإذا اشتدَّتِ الكمتةُ حَتَّى يدخُلَها سوادٌ فهيَ الرُّمكةُ. بعيرٌ أرمكُ، وناقةٌ رمكاءُ. فإذا خالطَ الكمتةَ مثلُ صدأِ الحديدِ فهيَ الجؤوةُ، بعيرٌ أجأى، وناقةَ جأواءُ. فإذا خالطَ الحمرةَ صفرةٌ قيلَ: أحمرُ دارميٌّ. والورقةُ سوادٌ يخلطهُ بياضٌ كدخانِ الرِّمثِ، وهو ألأمُ الألوانِ، بعيرٌ أورقُ، وناقةٌ ورقاءُ. فإذا اشتدَّتِ الورقةُ حَتَّى يذهبَ البياضُ الَّذِي فيهِ فهوَ أدهمُ. والاسمُ الدُّهمةُ. فإذا اشتدَّ سوادهُ فهوَ جونٌ، وإبلٌ جونٌ. فإذا اصفَرَّتْ أذناهُ ومحاجرهُ وأرفاغُهُ فهوَ أصفرُ. فإذا صدقَ بياضهُ فهوَ آدمُ، والأنثَى أدماءُ. والأدمةُ فِي النَّاسِ شربةٌ منْ سوادٍ. رجلٌ آدمُ، وامرأةٌ أدماءُ. وإِذَا خالطتهُ حمرةٌ فهوَ أصهبُ، والأنثَى صهباءُ. فإذا خلطَ بياضهُ بشيءٍ قليلٍ منْ صفرةٍ فهوَ أعيسُ بيِّنُ العيسةِ، والأنثَى عيساءُ، والجمعُ عيسٌ. فإذا اغبرِّ غبرةً تضربُ إِلَى الخضرةِ فهوَ أخضرُ. وإذَا خلطَ خضرتهُ صفرةٌ وسوادٌ فهوَ أحوَى. وإذا كانَ شديدَ الحُمرةِ، يخلطهُ سوادٌ ليسَ بناصعِ اللَّونِ فتلكَ الكلفةُ. المواسمُ التَّزنيمُ أنْ تشقَّ أذنُ البعيرِ، ثمَّ تفتلَ، والعلاطُ خطٌّ فِي السَّالفةِ. بعيرٌ معلوطٌ. والخباطُ خطٌّ معترضٌ فِي الفخذِ. والخطَّافُ خطٌّ يخطُّ فِي السَّالفةِ حيثُ كانَ، ثمَّ يعوَّجُ. والمحلَّقُ الَّذِي فِي عنقهِ حلقتانِ أوْ ثلاثٌ والمشطُ ثلاثةُ خطوطٍ تفترقُ رؤوسُها منْ أعلى ثمَّ تجتمعُ. والمحجنُ خطٌّ شبيهٌ بالمحجنِ، واللِّحاظُ خطٌّ خفيٌّ أسفلَ منَ العينِ. واللِّهازُ ميسمٌ فِي اللِّهزمةِ. بعيرٌ ملهوزٌ. والحزَّةُ أنْ يحزَّ بشفرةٍ فِي الفخذِ والعضُد، ثمَّ تفتلَ فتبقَى كالثُّؤلولِ. والقرمةُ مثلُ ذلكَ على

ومن أظماء الإبل

الأنفِ. والقرعُ أن يقرعَ بشفرةٍ على السَّاق. والإقبالةُ والإدبارةُ فِي مقدَّمِ الأذنِ ومؤخَّرِها أنْ تشقَّ وتفتلَ، فتبقى كالزَّنمةِ. ومنْ أظماءِ الإبلِ الظِّمءُ ما بينَ الشَّربتينِ، يُقالُ: زادَ النَّاسُ فِي أظمائهمْ. ومَا بقيَ من فلانٍ إِلاَّ ظمءُ حمارٍ، أيْ قدرُ ما بينَ الشَّربتينِ. وذلكَ أنَّ الحمارَ يشربُ كلَّ يومٍ. فأوَّلُ الأظماءِ وأقصرُها الرَّغرغةُ، وهوَ أنَ يدعَها عَلى الماءِ تشربُ كلَّ ما شاءتْ. والرِّفهُ أنْ تشربَ كلَّ يومٍ. تقولُ: إبلُ فلانٍ تردُ رفهاً. وأصحابُها مرفهونَ. وإِذَا شربتْ كلَّ يومِ نصفَ النَّهارِ فتلكَ الظَّاهرةُ. وهيَ إبلٌ ظواهرُ، والقومُ مظهرونَ. فإذا شربتْ يوماً، وغبَّتْ يوماً، فذلكَ الغبُّ. وهنَّ غابَّةٌ، وأصحابُها مغبُّونَ. وإِذَا وردتْ يوماً، وغبتْ يومينِ، ووردتْ فِي اليومِ الرابعِ، فذلكَ الرِّبعُ. وهيَ رابعةٌ والقومُ مربعونَ. فإذا رعتْ ثلاثة أيَّامٍ، ووردتْ فِي اليومِ الخامسِ فهوَ الخمسُ. وهنَّ خوامسُ، والقومُ مخمسُونَ. وكذلكَ إِلَى العشرِ سواءً. وليسَ بعدَ العشرِ ظمءٌ. إِلاَّ أنَّهُ يُقالُ: وردتْ لعشرٍ وغبّ، ولعشرٍ وثلثٍ، ولعشرٍ وخمسٍ. فإذا بلغتْ عشراً وعشراً فليسَ إِلاَّ الجزءُ. والجزءُ أن تجتزئ بالرُّطبِ عنِ الماءِ. جزأتْ تجزأُ. ويُقالُ للاجتزاءِ: الإبالةُ، أبلتْ تأبلُ أبولاً. وبعيرٌ آبلٌ. فإذَا طلبَتِ الماءَ منْ مسيرةِ يومٍ قيلَ: قربتْ قرباً. فإذا طلبتهُ من مسيرةِ يومينِ فهوَ الطَّلقُ. طَلَقَتْ، وهيَ طوالقُ والقومُ مطلقونَ. والدِّخالُ أنْ يرسلَ قطيعٌ منْها، فيشربَ، ثمَّ يؤتى برسلٍ آخرَ. ومعاطنُها مبارِكُها حولَ الماءِ، وهيَ الأعطانُ أيضاً. والواحدُ عطنٌ. وهيَ عطونٌ. والشَّربةُ الأولى النَّهلُ. والثَّانيةُ العللُ. نهلَتْ تنهَلُ. وعلَّتْ تعلُّ. وإبلٌ حوائمُ: عطاشٌ، تحومُ حولَ الماءِ.

أسماء قطع الإبل وجماعتها

أسماءُ قطعِ الإبلِ وجماعَتِهَا الذَّودُ ما بينَ الثَّلاثِ إِلَى العشرِ وفي مثلٍ: الذَّودُ إِلَى الذَّودِ إبلٌ. والصرمةُ القطعةُ اليسيرةُ. وصاحبُها مصرمٌ. ومنْ ثمَّ قيلَ للفقيرِ: مصرمٌ. والصُّبَّةُ منَ العشرينَ إِلَى الأربعينَ. والعكرةُ إِلَى الخمسينَ. والهجمةُ المائةُ ومَا دانَاها. وهنيدةُ المائةُ، معرفةٌ غيرُ مصروفةٍ. والعرجُ إِذَا بلغَتْ خمسمائةٍ إِلَى الألفِ. والبركُ إبلُ أهلِ الحواءِ كلِّهِ بالغاً ما بلغَ. والسَّربُ إبلُ القومِ، جاءَتْ سربُ بني فلانٍ، أيْ إبلهُمْ. والتِّلادُ منَ الإبلِ الَّتِي تولدُ عندَ القومِ، وكذلكَ التَّليدُ. والطَّريفُ المستحدثُ. والجمعُ طرفٌ وتلدٌ. أصواتُ الإبلِ ماكانَ منَ الخفِّ فصوتهُ البغامُ. وقدْ بغمتْ تبغمُ. فإذا ضجِّتْ فهوَ الرُّغاءُ. وقدْ رغتْ ترغُو. فإذا طربتْ فِي إثرِ ولدِها فقدْ حنَّتْ. فإذا مدَّتِ الحنينَ فقدْ سجرتْ سجراً. فإذا بلغَتْ الهديرَ فأوَّلُهُ الكشيشُ. كشَّ كشيشاً. فإذا ارتفعَ فوقَ ذلكَ قيلَ: كتَّ كتيتاً. فإذا أفصحَ بالهديرِ قيلَ: هدرَ هديراً فإذَا صفَا صوتهُ قيلَ: قرقرَ قرقرةٍ. فإذَا أخفَى صوتهُ قيلَ: قلخَ قلخاً. وفحلٌ قلاخٌ. وبهِ سُمِّيَ الرَّجلُ. أمرُ الفحلِ بعيرٌ ذُو فحلةٍ، إِذَا كانَ يصلحُ للافتحالِ. وبعيرٌ مسدَّمٌ، وهوَ الَّذِي يرغبُ فِي فحلتهِ، فيحبَسُ. ويُقالُ لضرابِ الفحلِ: طرقهُ. وقدْ طرقَ الأنثَى طرقاً. والفحيلُ الَّذِي يصلحُ للضِّراب. وفحلٌ محجومٌ، إِذَا كمَّ فمهُ لئلَّا يعضَّ. والَّذِي يكمُّ بهِ الحجامُ. وفحلٌ مصعبٌ: لمْ يذلَّلْ. وبهِ سُمِّيَ الرَّجلُ مصعباً. وصوَّى الرَّجلُ الفحلَ، يصوِّي تصويةً، إِذَا لمْ يحمِلْ عليهِ،

فصل آخر

ولمْ يعقدْ عليهِ حبلاً، ولمْ يشدَّهُ بحبلٍ، ليكونَ أنشطَ لهُ فِي الضِّرابِ. قالَ الرَّاجزُ: صوَّى لَها كدنةٍ جلذيّاَ فصلٌ آخرُ البدنةُ ما جُعلَ للنَّحرِ فِي الأضحَى أوْ للنَّذْرِ وأشباهِ ذلكَ. فإذا كانتْ للنَّحرِ على كلِّ حالٍ فهيَ جزورٌ والعبيطُ الَّتِي تنحرُ لغيرِ علَّةٍ. والعارضةُ ما تُنحرُ لعلَّةٍ. والهناءُ القطرانُ. هنأتُ الإبلَ. والخرقةُ الَّتِي يهنأُ بِها الثَّملةُ. وتنبَّلَ البعيرُ، إِذَا ماتَ، والنَّبيلةُ الجيفةُ. وقالَ أبو عمرِو الشَّيبانيُّ، يُقالُ: كشحتِ النَّاقةُ بذنبِها، إِذَا أدخلتهُ بينَ فخذيْها. وقدْ يُقالُ فِي غيرِ النَّاقةِ. أسماءُ الرَّحلِ والقَتَبِ ومايَجري معَ ذلك يُقالُ للرَّحلِ بأدائهِ الكورُ، والجمعُ أكوارٌ. وجمعُ رحلٍ رحالٌ. وسمِّيَ الرَّحلُ العلافيَّ، وهوَ منسوبٌ إِلَى علافٍ، رجلٍ منْ أهلِ اليمنِ. وهوَ أوَّلُ منِ اتَّخذَ الرِّحالَ. والقتودُ خشبهُ، لا واحدَ لَها فِي قولِ بعضِهمْ. وقالَ آخرونَ: واحدُها قتدٌ. وقدْ يُقالُ أقتادٌ. والظَّلِفُ الخشباتُ الَّتِي تقعُ على جنبَي البعيرِ منَ الرَّحلِ، والواحدةُ ظلفةٌ. والخشاشُ: الَّذِي يجعلُ فِي أنف البعيرِ. فإذا كانَ منْ حديدٍ أو صفرٍ فهيَ البرةُ، والجمعُ البرَى. والبرةُ أيضاً الخلخالُ، والجمعُ البرينَ.

وخطامُ البعيرِ وزمامهُ معروفانِ، والجمعُ خطُم وأزمَّةٌ. وقَالُوا أيضاً: الخشاشُ ما كانَ فِي العظمِ. والعرانُ ما كانَ فِي اللَّحمِ. والقتبُ للبعيرِ بمنزلةِ الإكافِ للحمَارٍ. وللمحالةِ القتبُ، بكسرٍ القافِ. والبطان حزامُ البعيرِ. والوضينُ حِزامٌ من أدمٍ. وأصلُ الوضينِ التَّثنيةُ. وضنتُ الشَّيءَ، إِذَا ثنيتهُ. وقولُ اللهِ تعالَى: {عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ}. . . مرمولةٌ، أيْ منسوجةُ الأوساطِ. والكلبُ كَلُّوبٌ في مُؤَخَّرِ الرَّحْلِ، تُعَلَّقُ (فِيهِ الإِدَاوَةُ). والعِكْمَانِ الحملانِ. والشِّظاظُ شبيةٌ بالخلالِ تجمعُ بهِ عروتَا العِكمينِ على البَعيرِ. والمربعةُ عصاً قصيرةٌ، يأخذُ الرَّجلانِ بطرفيْها، فيحملانِ بِها العكمَ على البعيرِ. ويسمَّى بالفارسيَّةِ داكَه. قالَ الرَّاجزُ: هاتِ الشِّظاظينِ وهاتِ المِربعهْ وهاتِ وسقَ النَّاقةِ الجلنفعَهْ والوسقُ وزنُ خمسمائةِ رطلٍ، والمربعةُ منْ قولِهمْ: ربَعتُ الصَّخرةَ، إِذَا حملتَها. والنِّسعٌ بالفارِسِيَّةِ أَفْسَارٌ. وقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِذا كانَ مَضْفُوراً فهُوَ نِسْعٌ، وإِذَا كانَ مفتولاً فليسَ بنسعٍ. والرِّواءُ الحبلُ الَّذِي يشدُّ بهِ الحملُ على البعيرِ. ورويتُ عليهِ أروِي ريَّاً. والغرزُ ركابُ الرَّحلِ. وقد اغترزَ الرَّجلُ، إِذَا وضعَ رِجلهُ فِي الغرزِ.

والشوقبانِ خشبتَا الرَّحلِ يعلَّقُ فيهمَا الحبالُ، الواحدُ شوقبٌ. والعكامُ الحبلُ الَّذِي يشدُّ بهِ العكمانِ. والظِّعانُ حبلٌ يشدُّ بهِ الهودجُ. والعِقالُ الحبلُ يشدُّ بهِ البعيرُ، والجمعُ عقلٌ. وقدْ عقلَهُ عقلاً. والسِّنافُ حبلٌ يشدُّ فِي حقبِ البعيرِ إِلَى تصديرهِ، ثمَّ يشدُّ فِي عنقهِ إِذَا ضَمَرَ فقلقَ وضينهُ. والتَّصديرُ حزامُ الرَّحلِ. أسنفتُ البعيرَ، فهوَ مسنفٌ. والرِّساغُ حبلٌ يشدُّ فِي رسغِ البعيرِ والحمارِ، ثمَّ يشدُّ فِي شجرةٍ أوْ وتدٍ. والغرضُ والغرضةُ حزامٌ منْ أدمِ. والمحمَلُ، والجمعُ محاملُ. وأوَّلُ مَنِ اتَّخذَها الحجَّاجُ بنُ يوسفَ. وكانتْ قبلهُ صغاراً تسمَّى الملابنَ، الواحدُ ملبنٌ. والزَّاجلُ خشبةٌ تعطفُ، وهيَ رطبةٌ حَتَّى تصيرَ كالحلقةِ، ثمَّ تجفَّفُ، وتجعلُ فِي طرفِ الحزامِ. والرِّجازةُ كساءٌ تجعلُ فيهِ الحجارةُ، ويعلَّقُ بأحدِ جانبَي الهودج إِذَا مالَ ليعتدلَ. والرِّجازُ أيضاً شعرٌ أو صوفٌ يعلَّقُ عَلى الهودجِ يزيَّنُ بهِ. والجلبُ خشبُ الرَّحلِ بلا كسوةٍ. والهودجُ معروفٌ. ويُقالُ لخشبهِ: الغبيطُ. والحدجُ مركبٌ منْ مراكبِ النِّساءِ، والجمعُ حدوجٌ. وقدْ حدجتُ البعيرَ، إِذَا جعلْتَ عليهٍ الحدجَ. والكدنُ ثوبٌ توطِّئُ بهِ المرأةُ هودجهَا، والجمعُ كدُونٌ. الشَّليلُ المسحُ الَّذِي يجعلُ على عجزِ البعيرِ. والوراكُ: الَّذِي يلبسُ الموركَ، وهوَ مقدَّمُ الرَّحلِ. والبرذعةُ للبعيرِ. ولذواتِ الحافرِ القرطاطُ والقرطَانُ. والفِتانُ غشاءُ الرَّحلِ. والأرباضُ حالهُ. والحلالُ متاعهُ. والغبيطُ المركبُ الَّذِي عَلى قدرِ النِّساءِ. والحوِيَّةُ كساءٌ يحوَّى حولَ السَّنامِ، ثمَّ يركبُ. والسَّويَّةُ كساءٌ يحشَى بثمامٍ أوْ ليفٍ، يركبهُ ذوُو

الحاجةِ والقرَّ للرِّجالِ بينَ الرَّحلِ والسَّرجِ. والكفلُ أنْ يعقدَ طرفُ الكساءِ ويُرقى مقدَّمهُ على الكاهلِ ومؤخَّرهُ على العجزِ. اكتفلتُ البعيرَ. والمشجرُ مركبٌ للنِّساءِ دونَ الهودجِ. والفئامُ وطاءُ المشاجرِ، والجمعُ فؤمٌ. والشِّجارُ خشبُ الهودجِ، وهوَ أيضاً الخشبُ الَّذِي يكونُ خلفَ البابِ وأسفلَ السَّريرِ والعلاوةُ ما يوضعُ بينَ العدلينِ إِذَا حُمِلا على البعيرِ.

الباب الحادي والثلاثون في ذكر البقر والغنم والألبان

الباب الحادي والثلاثون في ذكرِ البقرِ والغنمِ والألبانِ البقرُ جمعُ بقرةٍ. ولفظُ البقرِ مذكَّرٌ. وعلى هَذَا جاءَ فِي التَّنزيلِ: {إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا}. وإنْ أنَّثتَهُ على المعنَى جازَ. والبقرةُ تقعُ على الذَّكرِ والأنثَى، بقرةٌ ذكرٌ، وبقرةٌ أنثَى. كمَا تقولُ: حمامةٌ ذكرٌ، وحمامةٌ أنثَى. والبقيرُ والباقرُ والباقورُ مثلُ البقرِ. والذَّكرُ منَ البقرِ يفردُ بالثَّورِ. ورُبَّمَا قيلَ للأنثَى ثورةٌ. ويُقالُ للبقرِ: الخزومُ، الواحدةُ خزومةٌ. قالَ الرَّاجزُ: أربابُ شاءٍ وخزمٍ ونعمْ ويُقالُ لسنامِ البقرةِ: عرعرةٌ. ويُقالُ لولدٍ البقرةِ: العجلُ، والجمعُ عجلَةٌ وعجَّولٌ، والجمعُ عجاجيلُ ولا يُقالُ لولدِ البقرةِ الوحشيَّةِ العجلُ. إنَّما يُقالُ لهُ. . . . . ويُقالُ لقرنِ الثّورِ: الصيصيةُ. والنَّاشزُ منْ ساقِ الدِّيكِ الصِّيصيةُ أيضاً. والصِّيصيةُ الحصنُ أيضاً. وقدْ ذكرناهُ.

ومن أسنان البقر

ويُقالُ: قدْ فرضتِ البقرةُ، وهيَ فارضٌ، إِذَا أسنَّتْ وهوَ أَحَدُ مَا جاءَ عَلى (فعلٍ) وهوَ (فاعلٌ). ومنْ أسنانِ البقرِ قَالُوا لولدِ البقرةِ حينَ تضعهُ أمُّهُ: عجلٌ. ثمَّ تبيعٌ، وهوَ الجَذعُ. وبعضهمْ يقولُ: تبيعٌ إِلَى ثمانيةِ أشهرٍ أوْ تسعةٍ. ثمَّ جذعٌ إِذَا تمَّتْ سنةٌ. ثمَّ هوَ فِي السَّنةِ الثَّانيةِ ثنيٌّ، والأنثَّى ثنيَّةٌ. ثمَّ هوَ فِي السَّنةِ الثَّالثةِ رباعٌ، والأنثَى رباعيةٌ. وفي السَّنةِ الرابعةِ سدسٌ وسديٍسٌ، والذَّكرُ والأنثَى فيهِ سواءٌ. وفي السَّنةِ الخامسةِ صالغٌ، والأنثَى صالغةٌ. ومنهمْ منْ يجعلهُ فِي الثَّانيةِ جذعاً، وفي الثَّالثةِ ثنيّاً، وفي الرابعةِ رباعياً، وفي الخامسةِ سديساً، وفي السَّادسةِ صالغاً، مثلَ الغنمِ. والخوارُ صوتُ البقرةِ. خارتْ تخورُ خواراً. والخؤارُ، مهموزٌ، صوتُها وصوتُ غيرها أيضاً. والجاموسُ فارسيٌّ معرَّبٌ. وقدْ تكلَّمتْ بهِ العربُ. والصيِّرُ للبقرِ بمنزلةِ الزَّرْبِ للغنمِ. القولُ فِي الغَنَمِ الغَنمُ جمعٌ لاَ واحدَ لهُ منْ لفظهِ. فذواتُ الشَّعرِ منهَا المعزُ، واحداتُها ماعزةٌ. قَالُوا. ماعزٌ ومعزٌ، وماعزٌ ومعزٌ. ويُقالُ فِي جمعِهِما أيضاً: المِعزَى والمعيزَ. والواحدُ منْها أيضاً شاةٌ، وجمعُها شياهٌ بهاءٍ خالصةٍ. وتصغيرُها شويهَةٌ. فإذا كثرَتْ فهيَ الشَّاءُ. والعنزُ مثلُ الشَّاةِ، والجمعُ عنوزٌ وأعنزٌ. وولدُها أوَّلَ سنةٍ جديٌ، والأنثَى عناقٌ. وجمعُ جديٍ أَجدٍ. فإذا كثرَتْ فهيَ الجداءُ. والعامَّةُ تقولُ: الجَدايَا، وهوَ خطأٌ. وجمعُ عناقٍ عنقٌ وعنوقٌ. وفي مثلِ: العنوقُ ثمَّ النُّوقُ، أيْ القليلُ ثمَّ الكثيرُ. ويقعُ عليهما حين تضعُهُما أمُّهمَا السَّخلةُ، والجمعُ سخالٌ وسخلٌ. فإذا بلغَ الجديُ أربعةَ أشهرٍ، وفصلَ عنْ أمِّهِ، فهوَ جفرٌ، والأنثَى جفرةٌ، والجمعُ جفارٌ. وإذَا رعَى وقويَ فهوَ عريضٌ وعتودٌ. وهوَ

فصل آخر

بالفارسيَّةِ توشترْ. والجمعُ عرضانٌ، وعدَّانٌ، تدغمُ التَّاءُ فِي الدَّالِ، والأصلُ عتدانٌ. وأعتدةٌ فِي أدنَى العددِ. ويكونُ فِي السَّنةِ الثَّانيةِ جذعاً، ثمَّ ثنيّاً، ثمَّ رباعياً، ثمَّ سديساً، ثمَّ صالغاً. ويقعُ عليهِ اسمُ التَّيسِ إِذَا سفدَ. والضَّأنُ جمعٌ، الواحدةُ ضائنةٌ، وضائنٌ للذَّكرِ. ويجمعُ ضأنٌ علىَ ضئينٍ أيضاً، ويكونُ جمعَ الجمعِ. وهيَ ذواتُ الصُّوفِ. وولدهَا سخلةٌ أيضاً، وبهمةٌ. والجمعُ بهامٌ. والأنثَى منْ ولدِها رخلٌ، والجمعُ رخالٌ، بضمِّ الرَّاءِ. فإذَا أكلَ واجترَّ فهوَ فريرٌ وفرارٌ، وحملٌ وخروفٌ. والأنثَى خروفةٌ. ويكونُ فِي السَّنةِ الثَّانيةِ جذعاً، والأنثَى جذعةٌ. وفي السَّنةِ الثَّالثةِ ثنيٌّ والأنثَى ثنيَّةٌ. ويقعُ عليهِ عندَ الإثناءِ اسمُ الكبشِ. وعلى الأنثَى اسمُ النَّعجةِ. والجمعُ كباشٌ ونعاجٌ. وفي السَّنةِ الرابعةِ رباعٍ، والأنثَى رباعيةٌ. وفي السَّنةِ الخامسةِ سديسٌ وسدسٌ. وفي السَّنةِ السَّادسةِ صالغٌ، والأنثَى صالغةٌ. وإنْ شئتَ قلتَ بالسِّينِ. فصلٌ آخرُ الشَّبامُ عودٌ يعرضُ فِي فمِ الجديِ، ويشدُّ فِي قفاهُ لئلَّا يرضعَ أمَّهُ. والشِّمالُ كيسٌ يجعلُ فيه ضرعُ الشَّاةِ. والوغفُ، بالغينِ معجمةً، قطعةُ كساءٍ تشدُّ على بطنِ التَّيسِ لئلَّا يشربَ بولهُ. ويُقالُ لهُ الغلافُ أيضاً. تيسٌ موْغوفٌ. والوهصُ أنْ تشدخَ خصيةُ التَّيسِ وغيرهِ بحجرٍ. وهصهُ يهصهُ وهصاً. وهوَ مثلُ الوجاءِ. وجأتُ الفحلَ والخصاءُ أنْ تسلَّ البيضتانِ. والطِّلوةُ الحبلُ الَّذِي يشدُّ بهِ الحملُ والجديُ. وقيلَ الطِّلوةُ لغةُ العامَّة. والعربُ تقولُ الطُّليةُ. وفي المثلِ: أكرهُ مِنَ الطُّليةِ.

صفات الغنم

والأليةُ معروفةٌ. وكبشٌ آلى، ونعجةٌ ألياءُ. والجمعُ أليٌ. ويُقالُ: كبشٌ أليانٌ، ونعجةٌ أليانةٌ. والجمعُ بينهُما ألياناتٌ. ورجالٌ أليانونَ. والرِّبقةُ مثلُ الطُّلية، وهيَ حبلٌ يجعلُ فِي رؤوسِ البهمِ، والجمعُ ربقٌ. والزَّربُ معروفٌ، والجمعُ زروبٌ. والسِّريبةُ الشَّاةُ الَّتِي تُقَدَّمُ ليتبعَها الغنمُ. هكذَا قرأناهُ على أبي أحمدَ. وقرأناهُ عليهِ مرةً أخرَى: الشَّريبةُ الشَّاةُ الَّتِي تقدمُ الغنمَ لتتبعَها إِذَا شربَتْ، وصدرتْ عنِ الماءِ. وهذا أصحُّ. والتِّيمَةُ الشَّاةُ تكونُ فِي بيتِ الرَّجلِ يحلبُها. وقدْ أتأمَ الرَّجلُ، إِذَا ذبحَ التِّيمةَ. ويُقالُ لَها الرَّبيبةُ. والجمعُ ربائبُ. وفي الحديثِ: ليسَ فِي الرَّبائبِ صدقةٌ. صفاتُ الغَنَمِ إذا أرادتِ الشَّاةُ منَ المعزَى الفحلَ قيلَ: استحرمَتْ، وهيَ شاةٌ حرمَى، بيِّنةُ الحرمةِ. وغنمٌ حرامَى. فإذا كانتْ منَ الضَّأنِ قيلَ: نعجةٌ حانٍ. وقدْ حنتْ تحنوُ حناءً. وهوَ الحياءُ منَ الشَّاةِ، سُمِّيَ بذلكَ لأنَّهُ يخرجُ منهُ الحيُّ. فإذَا استبانَ حملُ الشَّاةِ، ووقعَ اللِّبأُ فِي الضَّرغِ قيلَ: قدْ أضرعتْ، وهيَ مضرعٌ. فإذا كانتْ حسنةَ الضَّرعِ فهيَ ضريعٌ. فإذَا دنَا ولادُها فهيَ مقربٌ. ويُقالُ: ولدتِ الشَّاةُ والغنمُ. ولا يُقالُ نتجتْ. إنَّما النِّتاجُ فِي الخيلِ والإبلِ، فإذَا تمخَّضتْ قيلَ: مخضتْ، وهيَ مخوضٌ. فإذا نشبَ ولدُها قيلَ: طرَّقتْ، وهيَ مطرِّقٌ، تطريقاً. فإذا عسرَ ولادُهَا قيلَ: عضَّلتْ، وهيَ معضِّلٌ، تعضيلاً. فإذَاولدَتْ واحِداً فهِيَ مُفْرِدٌ، ومُوحِدٌ. فإِذَا كانَ ذلكَ مِنْ عَادَتِها فهِيَ مِيحَادٌ ومِفْرَادٌ. فإِذَا وَلَدَتْ اثنينِ فصاعداً فهيَ متئِمٌ. ويُقالُ للشَّاةِ إِذَا ولدَتْ، وأتَى لَها عشرةُ أيَّامٍ: شاةٌ ربَّى، وغنمٌ ربابٌ، مضمومٌ الأوَّلِ. فإذَا انقطعَ عَنْهَا الدَّمُ والماءُ الأحمرُ الخارجُ منْها قيلَ:

انقطعَ صاءتُها. فإذا كانَ لبنُ الشَّاةِ كثيراً قيلَ: غزرتْ، تغزرُ غزراً، وهيَ غزيرةٌ. وغنمٌ غزارٌ. فإذَا جاءتْ بولدٍ غزيرٍ قيلَ قدْ أغزرَتْ. وأغزرَ القومُ، إِذَا كانتْ إبلُهُمْ وشاؤُهُمْ غزاراً. والشَّاةُ الغزيرةُ الكريمةُ صفيٌّ، والجمعُ صفايا. وصاحبُها مصفٍ. فإذا كانَ لبَنُها قليلاً قيلَ: بكأتْ بكئأً، وبكؤتْ بكوءاً، وهيَ بكيءٌ، وصمردٌ. فإذَا أتَى على الشَّاةِ أربعةُ أشهرٍ بعدَ ولادِها فأخذَ لبنُها فِي النُّقصان فهيَ لجبةٌ، والجمعُ لجابٌ. والقطوعُ: الَّتِي لا يبقَى لبنُها إِلاَّ شهرينِ أوْ ثلاثةً. والمنوحُ والمكودُ: الَّتِي يدومُ لبَنُها. وشاةٌ ناثرةٌ: الَّتِي تنثرُ منْ أنفِها، كأنَّها عاطسٌ. ويُقالُ منْ ذلكَ: نفطتِ العنزُ، وعفطتِ الضَّائنةُ. ومنْ ثمَّ قيلَ: مالَهُ عافطةٌ ولا نافطةٌ، أيْ لَا ضائنةٌ ولا ماعزةٌ. فإذَا عظمَ الضَّرعُ، واختلفَ خلفاهُ، قيلَ ضرعٌ مقنعٌ. وسواعدُ الضَّرعِ مخارجُ لبنهِ. والموضعُ الَّذِي يخلوُ ثمَّ يمتلئُ المستنقعُ. وموضعُ يدِ الحالبِ الخلفُ. وجلدةُ الضَّرعِ الخيفُ. والحضانُ أنْ يصغرَ أحدُ شقَّي الضَّرعِ. والشَّاةُ حضونُ. والشِّطارُ أنْ يذهبَ أحدُ شطرَي الضَّرعِ. والشَّاةُ شطورٌ. والعجنُ أنْ يرتفعَ الخلفُ. ويكثُرَ لحمُ الضَّرعِ. والشَّاةُ عجناءُ. والكمشةُ القصيرةُ الأخلافِ. والعزوزُ الضَّيقةُ الأحاليل. والثَّرَّةُ الواسعتُها، الكثيرةُ اللَّبنِ. والشُّخبُ ما يخرجُ منَ تحتِ يدِ الحالبِ. والخزبُ أنْ يرمَ لحمُ الضَّرعِ. خزبتِ الشَّاةُ، وهيَ خزبةٌ. فإذا اختلطَ لبنُها بالدَّمِ قيلَ: أنغرتْ وأمغرتْ، فهيَ منغرٌ وممغرٌ. فإذا كانَ ذلكَ عادتَها فهيَ ممغارٌ ومِنْغَارٌ. فإذَا خثرَ لبنُها فِي ضَرعهَا فهيَ مخرطٌ. وقدْ أخرطتْ. وإذَا كانَ ذلكَ عادتَها فهيَ

ومن عيوب المعز

مخْراطٌ. والنَّفوحُ: الَّتِي إِذَا مشتْ خَرَجَ لبنُها منْ خلفها. فإذا اشتدَّ هزالُها فهيَ هرهرٌ. والضائنةُ هرطٌ. فإذا كانتْ معَ ذلكَ حاملاً فهيَ ممجرٌ. وقدْ أمجرَتْ. وكبشٌ صافٌ: وافرُ الصُّوفِ. ونعجةٌ صافةٌ: وافرتهُ. ومنْ عيوبِ المعزِ الارتفاعُ وهوَ أنْ تشربَ لبنَ نفسِها. والبظارةُ الهنيَّةُ النَّاشزةُ منْ حياءِ الشَّاةِ. والقريُ أن تجمعَ الجرَّةَ فِي شدقِها حَتَّى تراهَا كالورمِ، وذلك عيبٌ. وقرى يقري قرياً، كَما تقولُ: رمَى يرمي رمياً. والنَّفاصُ داءٌ لَها. والنَّقرةُ قرحةٌ تأخذُ فِي أجوافِها. والسُّوادُ داءٌ يسودُّ منهُ لحمُها. والنَّحطةُ السُّعالُ يأخذُها حَتَّى تَمُوتَ. والأميهةُ جدريُّها، وهيَ مأموهَةٌ. والسُّلاقُ بثرٌ يخرجُ فِي ألسنتها حَتَّى تمتنعَ منَ العلفِ. والبغرُ والبحرُ أنْ تشربَ الماءَ، ولا تروَى. والحبطُ أنْ تأكلَ حَتَّى تنتفخَ بطونُها، حبطتْ وهيَ حبطة. والثَّولُ جنونُها. تيسٌ أثولُ، وشاةٌ ثولاءُ. والرُّعامُ مخاطُها، شاةٌ رعومٌ. وإِذَا ساءَ خلقُها عندَ الحلبِ قيلَ: شاةٌ عسوسٌ. وهيَ منَ الإبلِ خاصَّةً ضجورٌ. والجدرةُ سلعةٌ تخرجُ بفمِها. شاةٌ جدْرَاءُ. فإذا ضُربَت الشَّاةُ مراراً فلمْ تلقحْ قيلَ: قدْ مارنَتْ، وهيَ ممارنٌ. والحلمةُ دودٌ يكونُ تحتَ جلدِها الأعلى والأسفَلِ، يفسدُ جلدَها. وقدْ حلمَ الجلدُ، يحلمُ حلماً، إِذَا وقعَ فيهِ الحلمُ، وهوَ حلمٌ. والعشمةُ والعشبةُ والدَّردبيسُ الهرمةُ منَ الغنمِ. فإذ ذهبتْ أسنانُها قيلَ: هيَ كافٌّ. وأكثرُ ما يُقالُ للبعيرِ إِذَا أسنَّ، وقيلَ للشَّاةِ إِذَا أسنَّتْ. والنَّصباءُ المنصوبةُ القرنيْن. والتَّيسُ أنصبُ. وإِذَا ذهبَ قرنَاها قبلَ ظهرٍها، وهيَ أحسنُ القرونِ نبتةً، قيلَ: تيسٌ أجناءُ، وشاةٌ جناءُ. فإذا تفرَّقَ ما بينَ القرنينِ تفرُّفاً قبيحاً فهيَ فشقاءُ، وهوَ أفشقُ. والقرناءُ ذاتُ القرنينِ. والجمَّاءُ الَّتِي لا قرنَ لَها والذَّكرُ أقرنُ وأجمُّ. ويُقالُ للقرنٍ: الرَّوقُ. والعقدُ الَّتِي فيهِ الحيودُ، الواحدُ حيدٌ.

أسماء اللبن

وشاةٌ راجنٌ وداجنٌ: الَّتِي تكونُ فِي البيوتِ. وشرطُ الغنمِ شرارُها، الواحدُ والجمعُ فيهِ سواءٌ. والقوطُ القطيعُ منْها. والنَّقدُ شاءٌ صغارُ الأجسادِ، قصارُ الآذانِ، والجمعُ نقادٌ. وهيَ القرارُ، والقهادُ نحوُها، الواحدةُ قهدةٌ. والأبَا، مقصورٌ، داءٌ يأخذُها منْ شربِ ماءٍ فيهِ أبوالُ الأروَى. تيسٌ آبٍ، وعنزٌ آبيةٌ، وأبواءُ. ويُقالُ: قرعَ التَّيسُ الشَّاةَ وسفدَها. والسَّاجسيَّةُ منَ الغنمِ الخلاسيَّةُ، وهيَ بينَ النَّبطَّيةِ والعربيةِ. ويُقالُ: ضرعٌ حالقٌ، إِذَا كادَ يمتلئُ. ويُقالُ لصياحِ الشَّاءِ كلِّها: الثُّغاءُ. ثغَتْ تثغُو. وصياحُ المعزِ خاصَّةً اليعارُ. يعرتْ تيعرُ. والثُّؤاجُ أصواتُها خاصَّةً. والحريسةُ منَ الغنمِ ما تسرقُ ليلاً، وهيَ الحرائسُ. وقدْ احترسهَا. والرَّغوثُ منَ الشَّاءِ المرضعُ. ويُقالُ لكلِّ دابَّةٍ رغوثٌ. والشَّقحطَب الكَبشُ الَّذِي لهُ أربعةُ قرونٍ. والزَّنَمةُ والزَّنْمةُ والزَّلَمَةُ: المتعلِّقةُ تحتَ فكَّي العنزِ والتَّيسِ. ومنهُ اشتقاقُ الزَّنيمِ، وهوَ الدَّعيُّ. ويُقالُ: أعذقتُ التَّيسَ، وعذَقتهُ، إِذَا أعلمْتَ عليهِ فِي ظهرهِ بصوفةٍ منْ غيرِ لونهِ، أوْ حمرةٍ تعرفهُ بِها. والوذجُ البعرُ الَّذِي يتعلَّقُ فِي أصوافِ الضَّأنِ. وهوَ فِي الإبلِ العبسُ. أسماءُ اللَّبنِ اللِّبأُ أوَّلُ اللَّبنِ، مهموزٌ مقصورٌ. وقدْ لبأتُ اللِّبَا، إِذَا اتَّخذتَهُ. والصَّريفُ اللَّبنُ ساعةَ يحلبُ. والصَّريحُ الَّذِي سكنَتْ رغوتُهُ. والمحضُ ما لمْ يخالطهُ ماءٌ. ويُقالُ: أفصحَ اللَّبنُ، إِذَا انجلتْ عنهُ الرَّغوةُ. ويُقالُ: رغَّى يرغِّي ترغيةً، إِذَا علتهُ رغوةٌ. فإذا أخذَ ريحاً فهوَ

الخامطُ. وإذَا ذهبَ عنهُ حلاوةُ اللَّبنِ فهوَ السَّامطُ. وإِذَا تغيَّرَ طعمهُ قليلاً فهوَ الممحَّلُ. فإذا حذَى اللِّسانَ فهوَ القارصُ. فإذا خثَرَ فهوَ الرَّائبُ. فإذا اشتدَّتْ حموضتُهُ فهوَ الحازرُ. والضَّريبُ أنْ يحلبَ بعضهُ على بعضٍ. والإدْلُ أنْ يخثُرُ ويتلبَّدَ بعضهُ على بعضٍ. وهوَ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ شيراز. والضَّربُ الَّذِي حقنَ أيَّاماً فاشتدَّتْ حموضتهُ. قالَ الشَّاعرُ: والأطيبانِ بهَا الطُّرثوثُ والضَّربُ بالضَّادِ معجمةً. ويروَى بالصَّادِ الصَّربُ، وهوَ الصَّمغُ. والضَّربُ أيضاً لبنٌ يحلبُ على لبنٍ حَتَّى يخثرَ. هكَذَا قالَ أبو بكرٍ. والدُّوايةُ شبهُ الجليدةِ تعلوُ اللَّبنَ. أدوَى الرَّجلُ يدوِي، إِذَا تناولَ الدُّوايةَ وأكلَها. والمرضَّةُ والرَّثيئةُ حليبٌ يصبُّ على حامضٍ، وهوَ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ كورماستْ، وقدْ رثأتُهُ، والصيرابُ بَنير والمصلُ عربيُّ صحيحٌ. والماءُ الَّذِي يسيلُ منهُ حينَ يعملُ المصالةُ. والأرفيُّ لبنُ الظَّبيةِ. ويُقالُ للكشْك الزَّهيدةُ. والنَّسيءُ حليبٌ يصبُّ عليهِ ماءٌ. نسأتُهُ أنسؤهُ نسئاً. والنَّخيسةُ لبنُ الضَّأنِ يصبُّ عليهِ لبنُ المعزَى. والضَّيحُ الَّذِي أكثرَ ماؤهُ، وهوَ الضَّياحُ. والمذيقُ الَّذِي فيهِ ماءٌ. امتذقَ الرَّجلُ ومذقَ أصحابهُ، إِذَا سقاهمُ المذيقَ. وامتحضَ إِذَا شربَ المحضَ. والسَّجاج أرقُّ مايكونُ منَ المذقُ. والمثمرُ الَّذِي يشربُ قبلَ أنْ يبلغَ روبهُ. يُقالُ: ظلمَ السِّقاءَ للقومِ، أيْ سقاهمْ اللَّبنَ قبلَ إدراكهِ. والسَّمارُ مثلُ السَّجاجِ.

ومن أسماء الزبد

ومنْ أسماءِ الزُّبدِ الرَّخْفُ الرِّخوُ منهُ. والنَّهيدُ الَّذِي لمْ يتمَّ روبُ لبنهِ. والصَّردُ أنْ ينقطعَ منتفشاً لا يلتئمُ بعضهُ إِلَى بعضٍ صردَ يصردُ صرداً. فإذا مخضَ السِّقاءُ، فخرجَ زبدهُ عيوناً تبرقُ قيلَ: برقَ يبرقُ برقاً. ويُقالُ: سلأتُ الزُّبدَ اسلؤهُ سلئاً. وهوَ السِّلاءُ. فإذا أُقِدَ تحتهُ فصفَا فيُقالُ: قدْ اخلصَ الرَّجلُ السِّلاءَ. فإذا اختلطَ خاثرُ زبدهِ بصافيهِ قيلَ: ارتجنتِ الزُّبدةُ. وخلاصةُ السَّمنِ ما يلقَى فيهِ، حينَ يُسلىَ، منْ تمرٍ أوْ سويقٍ ليصفِّيهُ.

الباب الثاني والثلاثون في ذكر الوحوش

الباب الثاني والثلاثون في ذكرِ الوحوشِ الحمارُ والعيرُ الذَّكرُ. والأنثَى أتانٌ، والجمعُ أتنٌ. وجمعُ العيرِ أعيارٌ. ورُبَّمَا قيلَ للأنثَى حمارةٌ. والجأبُ الغليظُ منَ الحمرُ. ويستوِي فِي ذلكَ الحمرُ الوحشيَّةُ والأهليَّةُ. ويُقالُ: حمارٌ كدرُّ وكنادرٌ، إِذَا كانَ غليظاً. والعلجُ كذلكَ. والقلوُ الخفيفُ. والنَّحوصُ الَّتِي لَمْ تحملْ فِي عامِها، والجمعُ نحائصُ. والجدودُ والغارزُ الَّتِي لا لبنَ لَها، والجمعُ جدائدُ وغوارزُ. والسَّمحجُ الطَّويلةُ على وجهِ الأرضِ. ويُقالُ للحميرِ: بناتُ صعدةَ. ويُقالُ لولدِ الحمارِ الأهليِّ: الجحشُ، والجمعُ جِحاشٌ، ولولدِ الحمارِ الوحشيِّ التَّولبُ، والعفوُ، والجمعُ عفاءٌ. ومنْ أسماءِ بَقَرِ الوَحْشِ اللأَّى مثلُ القنَا. والأنثَى لآةٌ مثلُ قناةٍ. وتسَّمى البقرةُ المهاةَ أيضاً، والجمعُ المهَا. والعيناءُ، والجمعُ عينٌ. يُقالُ للبقرةِ منْ بقرِ الوحشِ: نعجةٌ، والجمعُ نعاجٌ، ويُقالُ للثَّورِ منْها: الغضبُ والأرخُ، والجمعُ الإراخُ. واللَّهقُ واللِّياحُ واليلقُ البيضُ منْها. وثورٌ شببٌ وشبوبٌ ومشبٌّ: مسنٌّ. ومنَ أسماءِ أولادهَا البرغزُ، والجمعُ براغزُ. والجؤذرُ، والجمعُ جآذرُ. ويُقالُ ذلكَ لولدِ البقرِ الأهليِّ أيضاً. ويُقالُ لهُ الذَّرعُ، والجمعُ الذِرعانُ. والبحزجُ، والجمعُ البحازجُ. وحسيلةٌ، والجمعُ حسيلُ. ولا يُقالُ ذلكَ إِلاَّ للأهليِّ. والفرقدُ والجَمْعُ فَرَاقِدُ. والفزُّ ولدُ البقرةِ.

ومن أسماء أقاطيعها

ومنْ أسماءِ أقاطِيعِها الإجلُ، والجمعُ آجالٌ، والصِّوارُ، والجميعُ صيرانٌ. والسِّرْب، وهوَ جماعةٌ منْها ومنْ كلِّ شيءٍ، والعرجُ، والجمعُ عروجٌ. والخنطلةُ الجماعةٌ منْها ومنَ البقرِ والغنمِ والخيلِ، والجمعُ الخناطلُ. أسماءُ الظِّباءِ وصفاتُها يُقالُ للذَّكرِ: الظبْيُ واليعفورُ. والأنثَى ظبيةُ ويعفورةُ. ومنَ الظِّباءِ العفرُ، وهيَ البيضُ اللَّواتي يعْلو بياضَها حمرةٌ. والواحدُ أعفرُ. ومنْها الأدمُ، وهيَ الَّتِي تخالفُ لونُ ظهورِها لونَ بطونِها. الواحدُ آدمُ. هَذَا قولُ الأصمعيِّ. وقالَ غيرهُ: الأدمةُ فِي النَّاسِ شربةٌ منْ سوادٍ، وفي الإبلِ والظِّباءِ بياضٌ. والعوهجُ الطَّويلُ منْها. ويُقالُ للظَّبيةِ إِذَا كانَ لَها ستَّةُ أشهرٍ أوْ سبعةُ أشهرٍ جدايةٌ. وظبيٌ هبيجٌ وهميجٌ: لهُ جدَّتانِ فِي جنبيهِ منْ شعرِ بطنهِ وظهرهِ. والظَّبيُ الأشعبُ البعيدُ ما بينَ القرنينِ، والجمعُ شعبٌ. والرِّيمُ الخالصُ البياضِ منْها. والجمعُ آرامٌ. ويُقالُ لولدِ الظَّبيةِ خشفٌ، وغزالٌ، والأمُّ مغزلٌ، وشادنٌ، والأمُّ مشدنٌ، إِذَا شدَنَ، أيْ قويَ وتحرَّكَ. ورشأ، وجحش، فِي لغةِ هذيلٍ. والفورُ الظِّباءُ، لا واحدَ لَها منْ لَفظِها. والبغامُ صوتُ الظَّبيةِ. والنزيبُ صوتُ الظَّبيِ. وقدْ بغمتْ، ونزبَ. أسماءُ الوعولِ وصفاتُها الذَّكرُ منْها وعلٌ، والجَّمعُ أوعالٌ ووعولٌ والأنثَى أرويَّةٌ، والجمعُ أروَى. وهوَ العنزُ الجبليَّةُ. والأعصمُ منْها الَّذِي فِي يدهِ بياضٌ، والجمعُ العصمُ. والفادرُ: المسن الضخم منها. وولدها غفرٌ، والأمُّ مغفرٌ. ويُقالُ: وعلٌ أدفَى وأرويَّةُ دفواءُ، إِذَا مالَ قرناهَا قبَل ظهرهَا. ووعلٌ ناخسٌ، إِذَا نخسَ قرناهُ دبرهُ. والعاقلُ منْها ما صارَ فِي أعْلى الجبلِ. أيْ هوَ فِي معقلٍ. والمعقلُ الحرزٌ.

ومن أسماء النعام وصفاتها

ومنْ أسماءِ النّعامِ وصفَاتِها نعامةٌ ذكرٌ، ونعامةٌ أنثَى، والجمعُ النَّعامٌ. ويُقالُ للذَّكرِ: الظَّليمُ والهيقُ والهقلُ والنِّقنقُ والحفيددُ، والأنثَى هقلةٌ وهيقةٌ ونقنقةٌ. والأزبدُ، والرَّبداءُ فيها ربدةٌ، أيْ سوادٌ يكسفُ ألوانَها. والصَّعلُ، وأصلهُ منْ صغرِ الرَّأسِ. والخاضبُ الَّذِي يأكلُ الرَّبيعَ، فيحمرُّ أطرافُ ريشهِ. ويُقالُ لفرخِ النَّعامِ: رألٌ، والجمعُ رئالٌ. والحفَّانُ الصِّغارُ منْها. ولا يتكلَّمُ لَها بواحدٍ. وظليمٌ هجنَّعٌ: طويلٌ. والأخرجُ الَّذِي فيهِ بياضٌ وسوادٌ. يُقالُ: فرسٌ أبلقٌ، وكلبٌ أبقعُ، وظليمٌ أخرجُ. ويُقالُ للقطيعِ منْها: خيطٌ، والجمعُ خيطانٌ. فصلٌ السَّانحُ ما جرَى منْ ناحيةِ اليمينِ. والبارحُ منْ قبلِ اليسارِ. والنَّاطحُ ماتلقَّاكَ بوجههِ. والقعيدُ ما استدبركَ. ويتشاءمُ بجميعِ ذلكَ، إِلاَّ بالسَّانحِ، فإنَّهُ يتيمَّنُ بهِ.

الباب الثالث والثلاثون في ذكر السباع وصفاتها

الباب الثالث والثلاثون في ذكرِ السِّباعِ وصفاتِها السَّبعُ يجمعُ السِّباعَ، أسودَها وذئابَها. والأنثَى سبعةٌ. ورجلٌ مسبعٌ، إِذَا وقَع السَّبعُ فِي غنمهِ، ومسبعٌ أيضاً، إِذَا أهملَ حَتَّى يصيرَ كأنَّهُ سبعٌ. والأسدُ الذَّكرُ، والأنثَى لبؤةٌ، تهمزُ ولا تُهمزُ. ويُقالُ لهُ: الضِّرغامُ، والضِّرغامةُ. والهزبرُ، وهوَ الغليظُ. واللَّيثُ، والجمعُ ليوثٌ. وأصلهُ منَ اللَّوثِ، وهوَ القوَّةُ. فينبَغي أنْ يكونَ على هَذَا أصلُ اللَّيثِ اللَّيِّثَ. فقيل: ليثٌ، كمَا قيلَ منَ الهيِّنِ: هينٌ. وكمَا قيلَ: طيفٌ، وهوَ منْ طافَ يطوفُ. لأن أصلهُ طيِّفٌ. والفرافصةُ. والضَّيغمُ، وأصلهُ من الضَّغمِ، وهوَ العضُّ الشَّديدُ. والقضقاضُ الحطَّامُ. والعرباضُ الثَّقيلُ العظيمُ. والهمَّاسُ الشَّديدُ العضِّ. كذا قالَ الأصمعيُّ. ويجوزُ أنْ يكونَ منَ الهمسِ، وهوَ إخفاءُ الحركةِ والصَّوتِ. وهذَا أقربُ وأشهرُ. والهرماسُ الشَّديدُ. ويُقالُ لهُ: أسامةُ، غيرُ مصروفةٍ. وأسدٌ وردٌ، إِذَا كانَ فِي لونهِ حمرةٌ، ويُقالُ لهُ: الخادرُ والمخدرُ، وقدْ خدرَ وأخدرَ، لمقامهَ فِي الأجمةِ، جعلوهَا كالخِدرِ لهُ. ويُقالُ لهُ: الغضنفرُ والرِّئبالُ. والقسورةُ الغليظُ الشَّديدُ منْها. وأسدٌ هصورٌ، والجمعُ هصرٌ، منْ قولِهمْ: هصرتُ الشَّيءَ، إِذَا ثنيتهُ. ويُقالُ لهُ: الخنابسُ والعنبسُ. والفرناسُ الَّذِي يفترسُ كلَّ شيءٍ، أيْ يدقُّهُ، منَ الفرسِ، والنُّونُ زائدةٌ. ويُقالُ لعينِ الأسدِ: الجحمةُ، لتوقُّدِها، وهوَ منَ الجحيمِ.

أسماء الذئاب وصفاتها

وزبرةُ الأسدِ الشَّعرُ النَّابتُ على كتدِه. أسدٌ أزبرُ: عظيمُ الزُّبرةِ. وكذلكَ مزبرانيٌّ. قال أوسٌ: كالمزبرانيِّ عيَّالٌ بآصالِ وأجرسَني السَّبعُ، إِذَا سمعَ جرسِي. والجرسُ صوتُ الحركةِ. أسماء الذِّئابِ وصفاتُها ذئبٌ وسلْق وذؤالةُ، وأوسٌ وأويسٌ وسرحانٌ، والجمعُ سراحينُ وسراحٌ.

أسماء الضباع وصفاتها

ويُقالُ: ذئبٌ أطلسُ، وذئبةٌ طلساءُ. والاسمُ الطُّلسَةُ، وهيَ دبسةٌ فِي غبرةٍ كلونِ الثَّوبِ الأسودِ، الشَّديدِ الوسخِ. وذئبٌ سمسامٌ خفيفٌ. وذئبٌ أمرطُ، وأمعطُ، وهوَ الَّذِي أسنَّ، وتمرَّطَ وبرهُ، أيْ ذهبَ. وذئبٌ أعقدُ وهوَ الَّذِي يعقدُ طرفَ ذنبهِ. وكلُّ ذئبٍ أعقدُ. وذئبٌ عمرَّدٌ: طويلٌ خبيثٌ. ويكنَى الذِّئبُ أبَا جعدةَ. ويُقالُ لهُ القِلَّوْبُ. قالَ الشَّاعرُ: أتيحَ لهُ القِلَّوبُ منْ بطنِ قرقرَى ... وقدْ يجلبُ الشَّرَّ البعيدَ الجوالبُ أسماءُ الضِّباعِ وصفاتُها الضَّبعُ الأنثَى، والضِّبعانُ الذَّكرُ. قالَ الأصمعيُّ: ضبعٌ وضباعٌ وضبعانٌ وضباعينُ. وقالَ غيرهُ: لا يُقالُ ضباعينُ، إنَّما هيَ الضِّباعُ للذُّكرانِ والإناثِ. ويُقالُ لولدِها: الفرعلُ. ويُقالُ للضَّبعِ: عثواءُ، لكثرةِ الشَّعرِ على وجهِها. ويُقالُ لَها: حضاجرُ وجيألٌ. والذَّكرُ منْها الذَّيخُ والأنثى ذيخةٌ. والضَّبعُ اسمٌ مؤنَّثٌ لا يذكَّرُ. وتكنَى أمَّ عامرٍ، وأمَّ هنبرٍ. ويُقالُ هيَ الضَّبعُ العرجاءُ. ولا يُقالُ ضبعةُ العرجاءِ. والعامَّةُ تقولهُ، وهوَ خطأٌ. ويُقالُ للحجرِ الَّذِي يسدُّ بهِ بابُ وجارِ الضَّبعِ، ثمَّ يحفرُ عنْها: الكلَّيتُ، بتاءٍ فوقَها نقطتانِ. أسماءُ الثَّعالبِ ثعلبٌ. والأنثى ثعلبةٌ. ويُقالُ للذَّكرِ: ثُعلبانٌ. ويُقالُ لولدِ الثَّعلبِ: الهجرسُ، والصَّيدنُ. ويُقالُ للأنْثى ثرملةٌ وثعالَةُ. ويُقالُ لولدهِ: التَّتفلُ والتُّتفلُ. أسماءُ الأرانبِ الأرنبُ اسمٌ مؤنَّثٌ. ويُقالُ للذَّكرٍ منْها: الخززُ، والجمعُ خزَّانٌ. والأنْثى عكرشةٌ. والصَّغيرُ منْها خرنقٌ، والجمعُ الخرانقُ. ويُقالُ: وبَّرتِ الأرنبُ، إِذَا وطئَتْ على مآخرِ القوائمِ، ليخفَى أثرُها، وهوَ التَّوبيرُ.

ومن السباع

ومنَ السِّباعِ الفَهدُ، والجمعُ فهودٌ. ويُقالُ فِي المثَلِ: أنومُ منْ فهدٍ ومنَ السِّباعِ الدُّلدُلُ، وهوَ مثلُ الذِّئبِ ويكونُ بالشَّأْمِ أو الجزيرةِ. والدُّلدلُ أيضاً القنفذُ. وقيلَ: الفرقُ بينَ القنفذِ والدُّلدلِ كفرقِ ما بينَ الفأرةِ والجرذِ. ويُقالُ للَّذكرِ منَ القنافذِ: الشَّيهمُ. ويُقالُ لولدهِ: الغزلُ، جاءَ بهِ لغدةُ. والأنقدُ القنفذُ أيضاً. والدُّبُّ، والجمعُ دببةٌ. ويُقالُ لولدهِ الديسمُ. واشتقاقهُ منَ الدُّسمةِ. وابنُ آوى. والأنثَى بنتُ آوَى. والجمعُ منهُما بناتُ آوى. ولا يُقالُ بنُو آوى، إِلاَّ ضرورةً، كما قالَ الجعديُّ: إذَا ما بنُو نعشٍ دنوْا فتصوَّبوا والأصلُ بناتُ نعشٍ ويُقالُ لابنِ آوى: العِلَّوضُ، بالضَّادِ معجمةً، والعلَّوصُ بالصَّادِ اللَّوَى، عنْ أبي عمروٍ. وابنُ عرسٍ. والأنثى بنتُ عرسٍ. والجمعُ منهُما بناتُ عرسٍ. ويُقالُ للذَّكرٍ منْها: السُّرعوبُ.

والسمعُ ولدُ الذِّئبِ منَ الضَّبعِ. وهوَ أخبثُ منْهما. والضَّبُّ والأنثى ضبَّةٌ. ويُقالُ لولَدِهِ الحِسلُ، ولبيضِها: المكنُ. وضبَّةٌ مكونٌ: فِي بطنِها بيضٌ. والنَّمرُ، والجمعُ نمورٌ. ويُقالُ لهُ السَّبندى والسَّبنتى، لجرأتهِ. ويُقالُ لهُ: الفزرُ أيضاً. وقيل: الفزرُ الببرُ. وقيلَ: هوَ الفَزارةُ، والفزرُ ابنهُ. والفزرةُ بنتهُ. وقالَ ابنُ الأعرابيِّ، يُقالُ للببرِ: الهدبَّسُ. والأوشعُ الَّذِي يُقالُ لهُ النَّمور. والكلبُ معروفٌ. والعددُ القليلُ أكلبٌ. ثمَّ الكلابُ. ويُقالُ لِما يصيدُ منْها الضِّروُ، والأنثى ضروةٌ، والجمعُ ضراءٌ. وهوَ الضَّاري منْها. والضِّاري المعتادُ للشَّيءِ. ضرَى يضرَى ضرىً وضراوةً. ويُقالُ لولدِهِ ولولدِ كلِّ سبعٍ: جروٌ، والجمعُ جراءٌ. والخنزيرُ. ويُقالُ لولدهِ: الخنَّوصُ. والعفرُ ذكرُ الخنازيرِ. ويُقالُ للكبير منْها: الرَّتُّ، والجمعُ رتوتٌ. وأصلُ الخنزيرِ منَ الخزرِ. والنُّونُ زائدةٌ. والخزرُ نظرٌ فِي اعْتِراضٍ. والقردُ. والأنثى قردةٌ، وقشَّةٌ. ويُقالُ: أكيسُ منْ قشَّةٍ ويخصُّ الذَّكرُ منْ أولادهِ بالرُّبَّاحِ. والأنثَى القِشَّةُ، ولا يقولونَ للذَّكرِ قشٌّ. ويُقالُ: قد استثفرَ الكلبُ، إِذَا أدخلَ ذنبهُ بينَ فخذيهِ. وأنشدَ: تعدُو الذِّئابُ عَلى منْ لا كلابَ لهُ ... ويتَّقَى مربضُ المُستثفرِ الحامِي

فصل آخر

واستثفرَ الرَّجلُ بإزارهِ عندَ الصِّراعِ، إِذَا لواهُ وجعلهُ بينَ فخذيهِ وشدَّ طرفهُ فِي حجزتهِ. وهوَ منَ الثَّفرِ. وشغرَ الكلبُ، إِذَا رفعَ رجلهُ للبولِ. وربضَ إِذَا ألقى صدرهُ على الأرضِ. والرُّبوضُ للسِّباعِ كلِّها وللغنمِ، مثلُ البروكِ للإبلِ. فصلٌ آخرُ السِّنَّورُ والهرُّ. والأنثى سنَّورةٌ وهرَّةٌ. ويُقالُ لهُ: القطُّ والضَّيونُ والخيطلُ. ولفظُ السِّنَّورِ مؤنَّثٌ. ويُقالُ لولدهِ: الوبرُ. ولصوتهِ المواءُ. ماءَ يموءُ مواءً. والجرذُ، بالذَّالِ معجمةً. والعامَّةُ تقولهُ بالدَّالِ، وهوَ خطأٌ. والجمعُ جرذانٌ. والفأرُ، الواحدةُ فأرةٌ. ويُقالُ لولدهِ: الدِّرصُ، والجمعُ دروصٌ. والزَّبابُ ضربٌ من الفأرِ. الواحدةُ زبابَةٌ. واليربُوع الفأرةُ البرِّيَّةُ. ويُقالُ للفأرةِ: الغفَّةُ. وأصلُ الغفَّةِ القوتُ. وسمِّيتِ الفأرةُ بذلكَ لأنَّها قوتُ السِّنَّورِ.

الباب الرابع والثلاثون في ذكر الهوام والحشرات والسمك وصغار الطير

الباب الرابع والثلاثون في ذكرِ الهوامِّ والحشراتِ والسَّمكِ وصغارِ الطَّيرِ قيلَ لَها الهوامُّ، الواحدةُ هامَّةٌ، لأنَّها تهمُّ أي تدبُّ. والهميمُ الدَّبيبُ. الجَرادُ. الواحدةُ جرادةٌ، ويُقالُ للذَّكرِ منْها: العنظُبُ، وللأنثَى الدَّباساء. ويُقالُ لَها أوَّلَ ما تبدُو: السِروةُ، ثمَّ الدَّبا، الواحدةُ دباةٌ، ثمَّ الكتفانةُ، ثمَّ الخيفانةُ، ثمَّ الغوغاءُ. وهوَ الجرادُ. والمقنبُ: الكساءُ الَّذِي يجمعُ فيهِ الجرادُ. النَّملُ الواحدةُ نملةٌ. ويُقالُ لبيضِ النَّملِ: المازنُ، ولمجتمعِه: قريةُ النَّملِ. والدَّيلمُ قريةُ النَّملِ. والزِّبالةُ ماتأخذهُ النَّملةُ بفِيها. ويُقالُ: ما رزأتُه زبالاً، أيْ قليلاً. والرُّزءُ النُّقصانُ، أيْ ما أخّذتُ منهُ شيئاً. والنَّيسبُ طريقُ النَّملِ. ويُقالُ للنَّملِ الحثوُ. والجثلةُ النَّملةُ الكبيرةُ. والفازِرُ النَّملُ فيهِ حمرةٌ. والسِّمسمةُ النَّملةُ الحمراءُ أيضاً. والدُّعاعةُ نملةٌ سوداءُ ذاتُ جناحينِ. والدِّمَّةُ القملةُ أوْ النَّملةُ الصَّغيرةُ. وأحسبُ اشتقاقَ الدَّميمِ منَ الرِّجالِ منْ هذا، أعني منْ هَذَا الأصلِ. وهوَ القلَّةُ.

والبعوضُ. الواحدةُ بعوضةٌ. ويُقالُ: بعضهُ البعوضُ بعضاً، إِذَا قرصهُ، قال الشَّاعرُ: فنعمَ البيتُ بيتُ أبي دثارٍ ... إذا ما خافَ بعضُ القومِ بعضا وبيتُ أبي دثارٍ: الكلَّةُ. وخافَ بعضُ القومِ بعضاً، أيْ خافَ بعضُ القومِ بعضَ البعوضِ، أي قرصهُ. والذُّبابُ واحدٌ، والجمع ذبَّانٌ. والعامَّةُ تولُ: ذبَّانة للواحدِ، والذُّبابُ للجميعِ، وهوَ خطأٌ. ويُقالُ للأنْثى ذبابةٌ. والقمعةُ ذبابٌ أزرقُ. والجمعُ قمعٌ. وتقمَّعَ الفرسُ والحمارُ. إِذَا حرَّكَ رأسهُ ليطردَ القمعةَ. والنُّعرةُ ضربٌ منْها. والجدجدُ صرَّارُ اللَّيلِ. وأمُّ حبينٍ ضربٌ منَ العظاءِ. وواحدةُ العظاءِ عظايةٌ. واليراعُ ذبابٌ يطيرُ باللَّيلِ. كأنَّهُ نارٌ. الواحدةُ يراعةٌ. واليعسوبُ مثلُ الجرادةِ يطيرُ على شطوطِ الأنهارِ. وقيلَ: هوَ ذكرُ النَّحلِ. والذَّروحُ، والجمعُ ذراريحُ. ويُقالُ لهُ: الذُّراحُ أيضاً. ويُقالُ لفرخهِ الدَّيلمُ. والدَّيلمُ الأعداءُ. والدَّيلمُ أيضاً قريةُ النَّملِ، وقدْ مرَّ. والحريشُ دخَّالُ الأذنِ عنْ أبي حاتمٍ. والنَّحلُ، الواحدةُ نحلةٌ. ويُقالُ لهُ: الدَّبرُ. ويُقالُ لرئيسِها: الخشرمُ. والسُّرفةُ دابَّةٌ تبني لنفسِها بيتاً حسناً منْ قطعِ العيدانِ. ويُقالُ للحاذقِ بصناعته: أصنعُ منْ سرفة. والعثُّ حيوانٌ يقعُ فِي الصُّوفِ فيأكلهُ. والسُّوسُ ما يقعُ فِي الطَّعامُ فيفسدهُ. ساسَ الطًّعامُ، وأساسَ. وعثَّ الثًّوبُ، فهوَ معثوثٌ. وطعامٌ مسبوسٌ أيضاً.

والخنفساءُ والخنفسُ. والقرادُ، والجمعُ قردانٌ. ويُقالُ للقرادِ: العلُّ. والقمَّلُ، يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ: سنْ. والفراشُ، الواحدةُ فراشةٌ، ما يجتمعُ على السِّراجِ. والعنكبوتُ، والجمعُ عناكبُ. ويُقالُ لَها: عكاشةٌ وعكَّاشةٌ، بالتَّخفيفِ والتَّثقيلِ. وبها سُمِّيَ الرَّجلُ عكاشةً. ويُقالُ للنَّاسجِ منْها الخدرنقُ. واللَّيثُ: الَّذِي يثبُ على الذُّبابِ. يُقالُ لهُ: ليثُ عفرِّينَ. والحلمةُ ضربٌ منَ القردانِ يقعُ فِي الأديمِ فيفسدهُ. فيُقالُ: حلمَ الأديمُ. والحرباءُ مثلُ العظاءة، والجمعُ حرابيُّ، وهيَ دابَّةٌ تستقبلُ الشَّمسَ وتدورُ معَها حيثُ دارتْ. وهيَ فارسيَّةٌ معربةٌ، وأصلُها خوربَا، أي حافظُ الشَّمسِ. واليسروعُ دابَّةٌ تكونُ فِي الرَّملِ تشبَّهُ بِها الأصابع، وتجمعُ يساريعَ. وقدْ يُقالُ: أسروعٌ، والجمعُ أساريعُ. والوزغُ سامُّ أبرصَ. ويجمعُ سوامَّ أبرصَ. وسامَّا أبرصَ للاثنينِ. ويُقالُ لهُ: الخنَّارُ. الواحدةُ خنَّارةٌ. والضَّبُ، والأنثَى ضبَّةٌ. وولدهُ الحِسلُ. والأنثَى حسلةٌ. وذكرهُ النَّزكُ. ولهُ ذكرانِ، يُقالُ لهما: النَّزكانِ والكشيةُ شحمةٌ تكونُ فِي جوفِ الضَّبِّ. وضبَّةٌ مكونٌ: فِي بطنِها بيضٌ. ويُقالُ لبيضِها: المُكنُ. والقرنبَى أكبرُ منَ الخنفساءِ. والحلكاءُ دويبَّةٌ تغوصُ فِي الرَّملِ كَما يغوصُ الطَّيرُ فِي الماءِ. وفي كتابِ سيبويهِ اللَّحكاءُ، ممدودةٌ.

والسُّلحفاةُ، بفتحِ اللَّامِ وسكونِ الحاءِ. والجمعُ سلاحفُ. وهيَ فارسَّيةٌ معربةٌ. وأصلُها سولاحْ بَا. وذلك أنَّ لرجلِها ثقبةً منْ جسدِها تدخلُ فِيها. ويُقالُ لَها: الحمسةُ. ويُقالُ للعظيمِ منْها: الرَّقُّ، والجمعُ رقوقٌ. والسَّرطانُ، والجمعُ سراطينُ. فأمَّا السَّرطانُ المنزلُ منْ منازلِ القمرِ فلا تعرفهُ العربُ. والضِّفدعُ. ويُقالُ لهُ: العلجومُ، والجمعُ علاجيمُ. والحوتُ، والجمعُ حيتانٌ، العظيمُ من السَّمكِ. ويُقالُ: نونٌ، ونينانٌ للجميعِ. والجوفيُّ والجوفياءُ أحسبهُما معربينِ. ويُقالُ لِجلدةِ السَّمكِ: السَّفطُ. وسفطتُها، إِذَا قشَّرتَ عنْها الفلوسَ. ويُقالُ للسَّمكةِ الَّتِي يُقالُ لَها الكوسجُ: اللُّخمُ. الجرِّيثُ السَّمكةُ الَّتِي تسمِّيها العامَّةُ الجرِّيَّ. والقبابُ والكنعدُ. وسمعتُ فِي بعضِ الشِّعرِ الكنعدُ، بإسكانِ العينِ وفتحِ النُّونِ. والبياحُ عربيٌّ صحيحٌ. وقالَ أبو الفضلِ جعفرُ بن محمَّدٍ يُقالُ: للمارماهِي الأنقليسُ. وقالَ الشَّيخُ أبو هلالِ، رحمهُ الله: وسمعتهُ فِي بعضِ الأحاديثِ الأنجليسُ. ويُقالُ للسَّمكِ الصِّغارِ الَّتِي تجفَّفُ: الحسَّاسُ. وهوَ نحوُ الأربيان. والأربيانُ والعومةُ ضربٌ منَ السَّمكِ صغارٌ، عربيٌّ معروفٌ. وأحسبُ أنْ يكونُ اشتقاقُها منَ العومِ، وهوَ السِّباحةُ، عامَ يعومُ، إِذَا سبحَ. والدُّعموصُ منْ دوابِّ الماءِ، والجمعُ دعاميصُ. والتِّمساحُ معروفٌ. والحرقوصُ دابَّةٌ أعظمُ منَ البرغوثِ. ورُبَّمَا نبتَ لهُ جناحانِ فطارَ.

والعنترُ الذُّبابُ الأزرقُ. ويُقالُ للبرغوثِ الطَّامرُ، لِطُمُورِهِ، والطُّمورُ الوثبُ. ويُقالُ لهُ: القذُّ، والجمعُ قذَّانٌ. واشتقاقُ البرغوثِ منَ البرغثةِ، وهوَ لونٌ مثلُ الملحةِ. والحيَّةُ، والجمعُ حيَّاتٌ. ويُقالُ لضربٍ منْها: الأيمُ. والأفْعى، والذكرُ الأفعوانُ، وهيَ الَّتِي يُقالُ لَها بالفارسيَّةِ: كرزهَ. والأسودُ، والجمعُ الأساودُ. والصِّلُّ الَّذِي لا تنفعُ منهُ رقيةٌ. والذَّكرُ والأنْثى فيهِ سواءٌ. والشجاعُ قريبٌ منهُ. والجانُّ الدَّقيقُ الطَّويلُ منْها. والثُّعبانُ العظيمُ. والتِّنِّينُ بالفارسيَّةِ أزدَها. وقدْ لدغتهُ الحيَّةُ، ونهشتهُ ونشطتهُ. ويُقالُ لمنْ لدغتهُ الحيَّةُ: السَّليمُ، تطيُّراً، كما قيلَ للمهلكةِ: مفازةٌ. ويُقالُ: أفعَى حاريةٌ، إِذَا كانتْ تصغرُ منَ الكبرِ. وحرَى الشَّيءُ يحري، إِذَا نقصَ. والعقربُ. ويُقالُ لذكرِها: العقربانُ، والعقربُ الصَّغيرةُ شبوةُ، غيرُ مصروفةٍ، ولقرنيْها: الزُّبانيانِ وشولتُها ما تشولُ منْ ذنَبِها. والجرَّارةُ ضربٌ منَ العقاربِ معروفٌ. والظَّربانُ دابَّةٌ كالهرَّةِ منتنةُ الرِّيحِ، والجمعُ ظرابينُ. والحمطوطُ دودةٌ رقشاءُ تكونُُ فِي الكلأِ. والحمنةُ قملةٌ صغيرةٌ. والجمعُ حمنانٌ. ويُقالُ لبيضِ القملِ: الصُّؤابُ، والجمعُ صئبانٌ. وقد صئبَ رأسهُ. ويُقالُ للقملةِ الصَّغيرةِ أيضاً: الفرعةُ. والهرنعةُ القملةُ الكبيرةُ. والطُّحنُ دودةٌ تغيبُ فِي التُّرابِ، وتخرِج رأسَها. والوَرَلُ، والجمعُ أورالٌ وورلانٌ. وهوَ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ: درَان. ولا تلتقِي اللَّامُ والرَّاءُ إِلاَّ فِي أربَع كلماتٍ: ورلٌ، وأرلٌ، وهوَ اسمُ جبلٍ. وجرلٌ، وهوَ ضربٌ منَ الحجارةِ. والغرلةُ، وهيَ القلفةُ. وأمَّا القرلَّى فأعجميٌّ معربٌ. واليربوعُ، والجمعُ يرابيعُ. ويُقالُ لجحرتِها: القاصعاءُ والنَّافقاءُ

والدَّامَّاءُ والرَّاهطاءُ. يُقالُ: قصعَ اليربوعُ، ونفقَ، إِذَا دخلَ فِي القاصعاءِ والنَّافقاءِ، واللَّغيزُ واللَّغِيزى أنْ يحفرَ ها هُنَا وها هُنَا ملتوياً. ومنهُ أخذَ لغزُ الشِّعرِ. والقتعُ، بتاءٍِ فوقَها نقطتانِ، دودٌ يأكلُ الخشبَ. ويُقالُ لأمِّ الحبينِ: الهَيسةُ. قالَ الرَّاجزُ: وهيسةً أرفعُها لفطْري

الباب الخامس والثلاثون في ذكر الطير

الباب الخامس والثلاثون في ذكرِ الطَّيرِ الطَّيرُ جماعةٌ. والواحدُ طائرٌ، ولا يُقالُ للواحدِ طيرٌ. والعامَّةُ تقولهُ. وهيَ لغةٌ رديئةٌ، لا يُجيزُها البصريُّونَ، غيرَ أبي عُبَيْدَةَ. ويُقالُ لجماعةِ الطيرِ: ثكنةٌ، والجمعُ ثكنٌ. فمنَ الطَّيرِ الحمامُ، الوحدةُ حمامةٌ. ويُقالُ: حمامةٌ ذكرٌ، وحمامةٌ أنثى. والهديلُ فرخُ الحمامِ. ويُقالُ لهُ: الجوزلُ أيضاً. والحمامُ عندَ العربِ ذواتُ الأطواقِ. فأمَّا الَّتِي تكونُ فِي البيوتِ فتسمِّيها العربُ اليمامَ الواحدةُ يمامةٌ. ويُقالُ لذكرِ الحمامِ: ساقٌ، وللأنثَى عكرمةٌ. ويُقالُ: زافَ الحمامُ، يزيفُ زيفاً وزيفاناً، إِذَا نشرَ جناحيهِ وذنبهُ على الأرضِ. والطَّاووسُ منْ قولهِم: تطوَّستِ الجاريةُ، إِذَا تزيَّنتْ. هكَذا قالَ أبو بكرٍ. والدَّجاجُ، بالفتحِ، الواحدةُ دجاجةٌ. وأصلهُ منْ قولِهم: دجَّ فلانٌ فِي إثرِ فلانِ، إِذَا دبَّ فِي إثرهِ. ودجاجةٌ مرخِّمٌ، والجمعُ مراخيمُ. وهيَ الَّتِي يُقالُ لَها بالفارسيَّةِ: كركْ. وقدْ أقطعَتِ الدَّجاجةُ، إِذَا انقطعَ بيضُها. والدِّيكُ، والجمعُ ديكةٌ وديوكٌ. ورُبَّمَا سمَّتِ العربُ الدِّيكةَ دجاجاً. قالَ جريرٌ: لمَّا تذكَّرتُ بالدَّيرينِ أرَّقني ... صوتُ الدَّجاجِ، وقرعٌ بالنَّواقيسِ

يعني صوتَ الدِّيكةِ. ويُقالُ للدِّيكِ: العترفانُ، والجمعُ عتارفُ. ويُقالُ لعرفهِ: القنزعةُ، وللحيتهِ: النُّغنغةُ. وبرائلهُ الرِّيشُ الَّذِي فِي عنقهِ، ينشرهُ عندَ الفزعِ والقتالِ. برألَ يبرئلُ. والشَّاخصُ فوقَ ساقهِ الصِّيصيَةُ لأنَّهُ يمتنعُ بهِ. ويُقالُ لقرنِ الثَّورِ: صيصيةٌ، لأنَّهُ يمتنعُ بهِ. والعقابُ مؤنثةٌ. والجمعُ القليلُ أعقبٌ. والكثيرُ عقبانٌ. ويُقالُ لَها: اللِّقوةُ. ومنَ صفاتُها الفتخاءُ اللَّيِّنُ جناحُها. ويُقالُ: كسرتِ العقابُ على الصَّيدِ، إِذَا انقضَّتْ عليهِ، فهيَ كاسرٌ. والغرابُ. والجمعُ القليلُ أغربةٌ. والكثيرُ الغربانُ. ويُقالُ للغرابِ: ابنُ دايةٍ. ويُقالُ لهُ: الأعورُ، تفؤُّلاً. وذلكَ لحدَّةِ بصرهِ. ويُقالُ لجنسٍ منْها الغدافُ. والأبقعُ ما يكونُ فيهِ بياضٌ. وحلكُ الغرابِ شدَّةُ سوادهِ. والحلاكُ الأسودُ. ويُقالُ: هوَ أشدُّ سواداً منْ حلكِ الغرابِ، وحنكِ الغرابِ أيضاً. ويسمُّونَ الغرابَ حاتماً، لأنَّهُ يحتمُ بالفراقِ عندهمْ. وسمِّي الغدافُ غدافاً لسبوغِ ريشهِ. وأصلهُ منْ قولهِم: أغدفً قناعهُ، إِذَا أسبلهُ على وجههِ. ويُقالُ للغرابِ إِذَا مشَى: حجلَ يحجلُ حجلاً. وذاكَ أنَّهُ لا يقدرُ على المشيِ السَّهلِ، فهوَ يمشِي مشيَ المقيَّدِ. والحجلُ القيدُ. والنَّسرُ. وقالَ بعضهمْ: الأنْثى رخمةٌ، والجمعُ رخمٌ. ويُقالُ لَها: أنوقٌ. وفي المثلِ: أعزُّ منْ بيضِ الأنوقٍ. وقيلَ ذلكَ لأنَّها تبيضُ فِي مواضعَ عاليةٍ، لا يصلُ إليْها أحدٌ. وقيلَ: هوَ الذَّكرُ وإنْ نسبَ إليهِ البيضُ فِي هَذَا المثلِ. ويُقالُ لولدهِ: الهيثمُ. ولبدٌ نسرٌ معروفٌ،

يتمثلُ بِهِ فِي القدَمِ والكبرِ. يُقالُ: طالَ الأبدُ على لبدٍ. والصَّقرُ: والجمعُ صقورٌ. ويُقالُ لهُ: الأجدلُ، والجمعُ أجادلُ. والبازِي، باليَاء مخفَّفةً أجودُ، والجمعُ بزاةٌ. وقدْ تشدَّدُ الياءِ، فيُقالُ: بازيٌّ. وهيَ لغةٌ مرغوبٌ عنْها. وقدْ يُقالُ: بازٌ، والجمعُ أبوازٌ. وليستْ بمختارةٍ أيضاً. والحبارَى، والجمعُ حبارياتٌ. ويُقالُ للذَّكرِ منْها: الخربُ، ولولدِها، إِذَا كانَ ذكراً، النَّهارُ. فإذَا كانتْ أنثى اللَّيلُ. والكروانُ، والجمعُ كروانٌ، كَما تقولُ: ورشانٌ، والجمعُ ورشانٌ. ويُقالُ لهُ: الكرَى، والجمعُ كروانٌ أيضاً، مثلُ فتىً وفِتيان. يُقالُ للورشانِ: المكَّاءُ، بالألِف، وقيلَ: المكَّاءُ طائرٌ صغيرٌ، لهُ صوتٌ معجبٌ. وقَالُوا: العندليبُ البلبلُ. وقيلَ: الهزارُدستَان. ويُقالُ للبلبلِ: الكعيتُ. والغَرانيقُ طيرُ الماءِ، الواحدةُ غرنوقٌ وغرنيقٌ. وقَالُوا: ليسَ على (فعليلِ) غيرهُ. والفاختةُ، واشتقاقُها منَ الفختِ، وهوَ ضوءُ القمرِ أوَّلَ ما يبدُو. والتَّدرجُ فارسيٌّ معربٌ. وأصلهُ تذرُو. والقمريُّ، قالَ القتبيُّ: هوَ منسوبٌ إِلَى طيرٍ قمرٍ. والدُّبسيُّ منسوبٌ إِلَى طيرٍ دبسٍ. وذلكَ خطأٌ. لأنَّ النِّسبةَ إِلَى

الجماعةِ غيرُ جائزةٍ عندهُمْ. وإنَّما نسبَ القمريُّ والدُّبسيّ إِلَى القمرةِ والدُّبسةِ، ويجمعُ على قماريَّ ودباسيَّ. ويُقالُ لِلدُّبْسِيِّ: القنطرُ. ويُقالُ لذكرِ القماريِّ ساقُ حرٍّ. ورُبَّمَا قيلَ: ساقٌ. والأخيلُ الشِّقرَّاقُ. ويُقالُ لأولادِ الطِّيرِ كلِّهِ: أفراخٌ. إِلاَّ الدَّجاجَ، فإنَّهُ يُقالُ لأولادِها: الفراريجُ، الواحدُ فرُّوجٌ، معروفٌ. والشُّفنينُ معروفٌ، والجمعُ شفانينُ. والسَّلْوَى جمعٌ لا واحدَ لهُ منْ لفظهِ. وهوَ السُّمانَى. والقرلَّى الطَّائرُ الَّذِي يصطادُ السَّمكَ، أعجميٌّ معربٌ. والرَّهوُ الكركيُّ. وقَالُوا: هوَ طائرٌ يشبهُ الكركيَّ. ويُقالُ للكركيِّ: السَّكبُ. والجمعُ سكوبٌ. والخرَّقُ معروفٌ. وسمِّيَ خرَّقاً لأنَّهُ إِذَا فزعَ خرقَ فلصقَ بالأرضِ. والجمعُ خرارقُ. واللَّغلغُ ذكرُ القنابرِ. والشَّحَجَى ذكرُ العقعقِ. والإوزَّةُ، والجمعُ إوزٌّ، معروفٌ. واللَّقلقُ جنسٌ من طيرِ الماءِ أيضاً، معروفٌ. والحجلةُ الطَّيهوجُ. والجمعُ حجلٌ. والدُّرَّاجُ والقبجُ معروفانِ. واليعقوبُ ذكرُ القبجِ. والغبراءُ أنثاهُ. ويُقالُ لَها: السُّلكةُ. والذَّكرُ السُّلكُ. والعوَّارُ الزرزورُ. والخطَّافُ، والجمعُ خطاطيفُ، معروفٌ. والصَّعوةُ، والجمعُ القليلُ صعواتٌ. والكثيرُ الصَّعوُ. والصِّفردُ طائرٌ أبيضُ الذَّنبِ، يوصفُ بالجبنِ. فيُقالُ فِي المثلِ:

أجبنُ من صفردٍ". والقنبرةُ، والجمعُ قنابرُ. قَالُوا: الفصيحُ القبَّرةُ. والقطاةُ، والجمعُ القليلُ قطواتٌ. والكثيرُ القطَا. ويُقالُ لَها: الغطاطُ أيضاً. ويُقالُ لذكرِ القطَا: الحترابُ، وهوَ الجزرُ البرِّيُّ أيضاً. والجميلُ طائرٌ تسمِّيهِ العامَّةُ الجمالَ. والكرزُ ما أتَى عليهِ حولٌ. فارسيُّ معربٌ. والسَّوذنيقُ والسُّوذانقُ طائرٌ يصادُ بهِ. والزُّمَّجُ طائرٌ كبيرٌ يصادُ به. وقيل: هيَ أنثَى العقبَانِ. والشَّاهينُ والباشقُ معروفانِ. والجمعُ شواهينُ وبواشقُ. ويُقالُ للباشقِ: الحرُّ. والبومُ. الأنثى بومةٌ. ويُقالُ للذَّكرِ منهُ: الصَّدَى والفيَّادُ. والضُّوعُ، والجمعُ ضيعانٌ، طائرٌ معروفٌ. والهدهدُ معروفٌ، والجمعُ الهداهدُ، بفتحِ الهاءِ الأولى. فأمَّا الهُداهدُ، بضمِّ الهاءِ، فالذَّكرُ منَ الحمامِ. ويُقالُ لضربٍ من الفواختِ: صُلصلٌ. والحدأةُ والجمعُ حِدأٌ. والعامَّةُ تقولُ: الحدَا، وهوَ خطأٌ. والصُّردُ، والجمعُ صردانٌ. والوطواطُ الخفَّاشُ: ويُقالُ لهُ: السَّحَا، مقصورٌ. والدُّخَّلُ طائرٌ يُقالُ لهُ: السَّحَا. وابنُ تمرةَ، وهوَ شيءٌ يلهَى بهِ. والتُّنوِّطُ طائرٌ يدلِّي لهُ خيوطاً منْ شجرةٍ يفرِّخ فيها. ويُقالُ: تنوِّطُ، وتنوِّطةٌ للأنْثى.

والتُّبشِّرُ الصُّفاريةُ. والشُّحرورُ أعجميُّ معرَّبٌ. والحمَّرةُ عصفورةٌ، والجمعُ حمرٌ. والقاريةُ، بتخفيفِ الياءِ، والجمعُ قوارٍ. وهوَ الَّذِي تسمِّيهِ العامَّةُ السَّودانيَّ. والعنقاءُ لا مسمَّى لَه. ويذكرُ أنَّهُ طائرٌ، ويوصفُ ويصَّورُ، ولا أصلَ لهُ. والزُّعقوقةُ فرخُ الحجلِ. وريشُ الطَّائرِ معروفٌ، الواحدةُ ريشةٌ. والزِّفُّ الرِّيشُ الَّذِي يبصُّ على الطَّائرِ، ويضربُ لونهُ إِلَى الحمرةِ. ويُقالُ لآخرِ بيضةٍ تبيضُها الدَّجاجةُ: بيضةُ العقرِ. وصفرةُ البيضِ المحُّ. والسِّحاءُ الغرقِيءُ. وقشورُها الأعْلى قيضٌ وخرشاءُ. ورجاعُ الطَّيرِ قطاعُها منْ موضعٍ إِلَى موضعٍ. وللطَّائرِ الجناحانِ، والجمعُ أجنحةٌ، وهُما السِّقطانِ معاً. وفي الجناحِ القوادمُ. وهيَ مقاديمهُ والخوَافي الَّتِي خلفَ القوادمِ منَ الرِّيشِ الصِّغارِ. والزِّمكَّى الموضعُ الَّذِي تنبتُ عليهِ ذنابَى الطَّائرِ. وحوصلَّةُ الطَّائرِ، بتشديدِ اللَّامِ، والجمعُ حواصلُ. ومنقارهُ معروفٌ. وللجوارحِ منَ الطَّيرِ المنسرُ. والجوارحُ الَّتِي تصطادُ. ويُقالُ لأصابعِها: المخاليبُ، الواحدُ مخلبٌ، ولأصابعِ الطَّيرِ الَّتِي لا تصطادُ: البرائنُ، والواحدُ برثنٌ. ويُقالُ للزِّمكَّى: القطنُ أيضاً، ومنْ ريشِ الجناحِ أيضاً مناكبُ وأباهرُ وكلَى. والعجازةُ الدَّابرةُ، وهي الإصبعُ الَّتِي وراءَ أصابعِ الطَّيرِ.

أصوات الطير وغيرها

والغرالةُ الرِّيشةُ البيضاءُ الَّتِي فِي جانبِ ذنبِ الحمامةِ، وهُما غرالتانِ. أصواتُ الطَّيرِ وغيرهَا هدَر الحمامُ هديراً. وهدلَ هديلاً. وقيلَ: الهديلُ للبرِّيِّ، والهديرُ للأهليِّ. وصاءَ الفرخُ، يصيءُ صئيّاً وصئيّاً، بالفتحِ والكسرِ. وزقَا الدِّيكُ، يزقُو زقاءٌ، وصرخَ صراخاً، وصقَع صقيعاً، وصدحَ صديحاً، وقوقأتِ الدَّجاجةُ، وقوقتْ تهمزُ ولا تُهمَزُ. ونعبَ الغرابُ نعيباً، ونعقَ نعيقاً. ولا يُقالُ نغقَ. إِلاَّ قليلاً. إنَّما يُقالُ: نغقَ الرَّاعِي بالغنمِ. فإذا أسنَّ وغلظَ صوتهُ، قيلَ: شحجَ شحيجاً وشحاجاً. والزِّمارُ صوتُ الأنْثى منَ النَّعامِ، والعرارُ صوتُ الذَّكرِ منْها. تقولُ: عرَّ الظَّليمُ، يعرُّ عراراً، وزمرتِ النعامةُ، تزمرُ زماراً. وهوَ طنينُ الذُّبابُ، وقصيصُ الجندبِ، وقصُّهُ سواءٌ، وهوَ صوتُ جناحيهِ. وصرصَر البازِي صرصرةٌ. والكشيشُ صوتُ جلدِ الحيَّةِ. كشَّ كشيشاً، إِذَا احتكَّ بعضهُ ببعضٍ.

الباب السادس والثلاثون في ذكر الصناع وأسمائهم والمحترفين وما يجري مع ذلك

الباب السادس والثلاثون في ذكرِ الصُّنَّاعِ وأسمائهِمْ والمحترفينَ ومَا يجرِي معَ ذلكَ لا حاجةَ بنا أنْ نذكرَ مِن أسمائهِمْ ما يعرفهُ الخاصُّ والعامُّ. ولكنْ نذكرُ الغريبَ. الهبرقيُّ الحدَّادُ. وقيلَ: الصَّائغُ. والبتَّاتُ الَّذِي يبيعُ البتَّ، وهوَ الكساءُ الغليظُ. والقينُ الحدَّادُ. والنِّهاميُّ الحدَّادُ. وهوَ الهالكيُّ. وقَالُوا: هوَ الصَّيقلُ. والنَّاصحُ الخيَّاطُ. وقَالُوا: هوَ الرَّفَّاءُ. والرَّحَّاضُ الَّذِي يغسلُ الأكسيةَ والثِّيابَ. والرَّحضُ الغسلُ. والآسِي الَّذِي يدَاوي الجراحاتِ. والهدَّابُ الَّذِي يفتلُ أهدابَ الأزرِ. والطَّاهِي الطَّبَّاخُ، والجمعُ طهاةٌ. واللَّوَّاءُ الَّذِي يعالجُ اللَّوَى، وهوَ داءٌ يأخذُ الصِّبيانَ. والصَّيدنانيُّ، بالنُّونِ، والصَّيدلانيُّ. ولا يُقالُ صندَلانيُّ، فإنَّهُ خطأٌ. والشِّعَّابُ الَّذِي يشعبُ الآنيةَ. واللَّئاءُ، عَلى وزنِ اللَّعَّاءِ، الَّذِي يبيعُ اللُّؤلُؤَ. واللَّبَّانُ الَّذِي يضربُ اللَّبنَ، والَّذي يبيعُ اللَّبنَ أيضاً. والبيقرُ النَّسَّاجُ.

فصل آخر

والفيتقُ النَّجَّارُ. والهاجريُّ البنَّاءُ. والحارنُ السَّرَّادُ وهوَ الزَّرَّادُ. والفلَّاحُ الزَّرَّاعُ، لأنَّهُ يفلحُ الأرضَ، أيْ يَشُقُّها. وفي المثلِ: الحديدُ بالحَدِيدِ يفلحُ، أيْ يشقُّ. والمعتبرُ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ جاشنكِير. والرَّاشنُ: الطُّفيليُّ. والواغلُ: الَّذِي يتطفَّلُ على الشَّرابِ. والقابيةُ: الَّتِي تجْني العصفرَ. وقدْ قبتْ تقبُو. هكَذَا قالَ أبو عمرِو. والقمَّاسُ: الغَوَّاصُ وقدْ قمسَ يقمسُ قموساً. وقمسَ النَّجمُ، إِذَا غابَ. والعركيُّ: الملَّاحُ، بسكونِ الرَّاءِ وفتحِها. والشَّواطبُ: النِّساءُ يشققنَ الشَّطبَ، وهوَ الجريدُ الرَّطبُ، ويتَّخذنَ منهُ الحصرَ. فصلٌ آخرُ الملْكُ والمَلِكُ، بكسرِ اللَّامِ وإسكانِها، والجمعُ ملوكٌ وأملاكٌ. والسُّلطانُ معروفٌ، يذكَّرُ ويؤنَّثُ. والوزيرُ منْ قولِهمْ: آزرتُ الرَّجلُ، إِذَا أعنتهُ، وأَنا وزيرهُ. كمَا تقولُ: عاشرتهُ، وأنَا عشيرهُ. وأصلُ الواوِ فيهِ ألفٌ. ويجوزُ أنْ يكونَ منَ الوزرِ، وهوَ الملجأُ. والحاجبُ، والمصدرُ الحجابةُ. وكانُوا يسمُّونَ منْ يسترُ الكعبةَ. السَّادنَ، والجمعُ السَّدنةُ. فتركَ، وقيلَ: الحجبَةُ.

والنَّقيبُ، قَالُوا هوَ فوقَ العريفِ. وقيلَ: هوَ العريفُ. والمصدرُ النِّقابةُ. ومصدرُ العريفِ العرافةُ. وفي القرآنِ: {اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً}، قَالُوا: ضميناً وأميناً. والرَّاجلُ والجلوازُ والعونُ سواءٌُ. والجمعُ الجلاوزةُ والأعوانُ. والشُّرطيُّ منْ قولهِمْ: أشرطَ فلانٌ نفسهُ لهذَا الأمرِ، إِذَا أعلمَ نفسهُ لهُ. ومنْ ثمَّ قيلَ: أشراطُ السَّاعةِ، أي علاماتُها. والعاملُ. والمصدرُ منهُ على الأصلِ العمالةُ ليستْ بمستعملةٍ، إنَّما يُقالُ: العمالةُ. والقاماتُ الَّذينَ يقومونَ على الملوكِ. واحدهمْ قامةٌ. ولا يُقالُ قائمةٌ. وهُم الَّذين يقومونَ بأمرِ الحيِّ. قالَ عديُّ بن زيدٍ: وإنِّي لاَ بنُ قاماتِ ... كرامٍ عنهمُ قمتُ والعشَّارُ الَّذِي يأخذُ العشرَ. والكاتبُ. والمصدرُ الكتابةُ معروفةٌ. والأميرُ. والمصدرُ الإمرةُ والإمارةُ. وقدْ أمرَ الرَّجلُ، إِذَا صارَ أميراً. والخليفةُ، والجمعُ خلائفُ. ويُقالُ أيضاً: خليفٌ، والجمعُ خلفاءُ. والمصدرُ الخلافةُ والخلِّيفَى. والأحباءُ وزراءُ الملكِ وخاصَّتهُ. الواحدُ حبأٌ، مهموزٌ ومقصورٌ. والهبنيقُ والهبنوقُ الوصيفُ. والجمعُ الهبانيقُ.

فصل آخر

والصَّعافقةُ الَّذينَ يتجرونَ برؤوسِ أموالِ النَّاسِ نحوُ المضاربينَ. واحدهمْ صعفوقٌ. وبنُو صعفوق. حيٌّ من اليمنِ. وقيلَ: ليسَ فِي العربيَّةِ كلمةٌ على (فعلولٍ) إِلاَّ هذهِ. والقساميُّ الَّذِي يطوِي الثِّيابَ على أوَّلِ طيِّها. والماسخيُّ القوَّاسُ. والجنشيُّ الزَّرَّادُ. فصلٌ آخرُ منْ ذلكَ الخاربُ، والمصدرُ الخرابةُ، سارقُ الإبلِ خاصَّةً. واللِّصُّ، والمصدرُ اللَّصوصيَّةُ، بالفتحِ فأمَّا الطَّرَّارُ، فإنْ كانَ عَربياً فاشتاقهُ منْ أطرارِ الطَّريقِ، وهيَ نواحيهِ. الواحدُ طرٌّ، أيْ يأتيكَ منْ ناحيةٍ، فيسلبكَ ما عِنْدكَ. والحازِي الكاهنُ، والجمعُ الحزاةُ. وقدْ حزَا الرَّجلُ يحزُو، إِذَا تكهَّنَ. والمختفِي النَّبَّاشُ. يُقالُ: أخفيتُ الشَّيءَ، إِذَا سترتهُ، واختفيتهُ، وخفيتهُ، إِذَا أظهرتهُ. وسمِّيَ بذلكَ لأنَّهُ يظهرُ أكفانَ الموتَى. والمبرطسُ الَّذِي يكترِي للنَّاسِ الإبلَ والحميرَ، ويأخذُ جعلاً. والاسمُ البرطسةُ. والوكيلُ منْ قولكَ: كلْني إِلَى كذَا، أيْ دعْني أقمْ بهِ. والجريُّ معروفٌ. والكفيلُ والقبيلُ والضَّمينُ سواءٌ. والمصدرُ الكفالةُ والقبالةُ. وقدْ كفلَ وقبلَ. والحاكمُ، وهوَ الفاتحُ. يُقالُ: افتحْ بينَنا، أي احكمْ، والمصدرُ الفتُاحةُ. والسِّفسيرُ السِّمسارُ.

والحرَّاضُ الَّذِي يحرقُ الحرضَ، وهوَ الأشنانُ، يجعلهُ قلىً. وقالَ أبُو عمرِو الشَّيبانيُّ: الحرَّاضُ الَّذِي يطبخُ الجِصَّ. قالَ والحَرَّاضَةُ المَوْضِعُ الَّذي يُطْبَخُ فِيهِ الجِصُّ. هكذا قالَ. وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الحرَّاضُ صاحبُ الحرضِ. وأبيلُ النّصارَى الَّذِي يَضْرِبُ بالنَّاقوسِ. والأبيلُ أيضاً الرَّاهبُ. ويسمُّونَ المسيحَ: أبيلَ الأبيلينَ. والمكلِّبُ الَّذِي يعلِّمُ الكلابَ ويضرِّيها. والخوتعُ الدَّليلُ، منْ قولِهمْ: ختعَ على القومِ، إِذَا هجمَ. والخِّريتُ الدَّليلُ الحاذقُ، كأنَّهُ يدخلُ فِي الخرتِ منْ دلالتهِ. والرَّبيئةُ الدَّيدَبانُ، والجمعُ ربَايا. وموضعهُ المربأُ. والمقيِّنةُ الماشطةُ. يُقالُ: قانتِ المرأةُ الجاريةَ، إِذَا زيَّنتْها. وقانَ الحدَّادُ الحديدةَ، إِذَا عملَها. وبِه سُمِّيَ قيناً. وقالَ بعضهمْ: كلُّ صانعٍ عندَ العربِ قينٌ وإسكافٌ. والعجاهنُ الطَّبَّاخونَ والقائمونَ على الأكلةِ فِي العرساتِ. الواحدُ عجاهنٌ. والسِّقنطارُ الجهبذُ، روميٌّ معربٌ. والسِّقطارُ الصَّيرفيُّ. والجلنفاطُ: الَّذِي يعملُ السُّفنَ، لغةٌ شاميَّةٌ، ذكرهُ أبُو بكرٍ. وقالَ أيضاً: الجلفاطُ الَّذِي يجلفطُ السُّفنَ، وهوَ أنْ يدخلِ بينَ المساميرِ والألواحِ مشاقةَ الكتَّانِ، ويمسحهُ بالزِّفتِ والقارِ. ذكرهُ بالطَّاءِ. وحكاهُ غيرهُ بالظَّاءِ الَّذِي يعملُ الدِّنانَ. والخَرْسُ الدَّنُّ. والخَرَّاسُ الَّذي يَعْمَلُ الدِّنانَ. والمقلِّسُ الَّذِي يلعبُ بالسَّيفِ بينَ يدَي الأميرِ إِذَا ركبَ. والجمعُ المقلِّسونَ. ورويَ: أنَّ عمرَ دخلَ الشَّامَ وبينَ يديهِ المقلِّسونَ

والسَّقَّاطُ الَّذِي تسمِّيهِ العامَّةُ السَّقطيَّ، وهوَ الَّذِي يبيعُ سقطَ المتاعِ، أيْ رذالهُ. وتستعملهُ العامَّةُ فِي غيرِ موضعهِ. والنَّاموسُ الَّذِي يتعرَّفُ الأخبارَ، وينقِّرُ عنْها، ثمَّ يأْتي بِها. ذكرهُ المفضَّلُ وغيرهُ. قلنَا: ومِنْ ثمَّ قيلَ لجبرئيلَ، عليهِ السَّلامُ: النَّاموسُ.

الباب السابع والثلاثون في أسماء الأدوية والأصباغ

الباب السابع والثلاثون في أسماءِ الأدويةِ والأصباغِ الصَّبرُ، بكسرِ الباءِ، هَذَا الدَّواءُ المرُّ. وقدْ تسكنُ، فيُقالُ: صبرٌ. والسَّنَا نبتٌ معروفٌ. والإهليلجُ بكسرِ أوَّلهِ. والأيدعُ دمُ الأخوينِ. وقَالُوا: هوَ الزَّعفرانُ. ويُقالُ: ملحٌ ذرانيٌّ. واشتقاقهُ منَ الذُّرأةِ، وهيَ البياضُ. يُقالُ: ذئَر رأسُ الرَّجلِ، إِذَا شابَ. والدَّواءُ ممدودٌ. والجمعُ أدويةٌ. والدَّوَى، مقصودٌ، المريضُ. يُقالُ: تركتُ فلاناً دوىَ، أيْ مريضاً. وهوَ من قولكَ: دويَ الرَّجلُ، يدوَى دوىً شديداً. وهوَ دوٍ، ودوىً، إِذَا سمَّيتهُ بالمصدرِ. والهاضومُ: الجوارشنُ. واللُّبانُ: الكندرُ. وأصلهُ شجرُ الكندرِ. ويُقالُ للشَّمعِ: السَّعوُ. جاءَ بهِ الخليلُ. وقَالُوا: المومُ عربيٌّ. والصَّمغُ معروفٌ. ويُقالُ لهُ: الضَّربُ. والكثيراءُ: صمغُ الفتادِ. والأشقُّ معربٌ. والعلكُ معروفٌ. والحلتيتُ بالتَّاءِ فوقَها نقطتانِ.

ومن الأصباغ

واللَّثا ما يسقطُ على الأشجارِ، مثلُ التَّرنجبينِ وغيرهِ. وأمَّا قولهُم: العقاقيرُ، الواحدُ عقَّارٌ، فَلا أعرفُ صحَّتهُ. والكحلُ. ويُقالُ لهُ الإثمدُ، أخذَ منَ الثَّمدِ، وهوَ الماءُ القليلُ. وذلكَ أنَّهُ يؤخذُ قليلاً قليلاً، ويكتحلُ بهِ. والجَلا، مقصورٌ، كحلٌ يجلوُ العينَ. قال الشَّاعرُ: وإكحلكَ بالصَّابِ أوْ بالجَلا والشَّبَّانُ دمُ الأخوينِ. والعلَّامُ الحنَّاءُ. والخربَقُ سمٌّ معروفٌ. والشُّبرمُ معروفٌ. وفي الحديثِ: أنَّهُ رآها تدقُّ الشُّبرمَ. فقالَ: إنَّهُ حارُّ يارٌّ والدِّرياقُ والتِّرياقُ فارسيٌّ معربٌ. ومنَ الأصباغِ العندمُ، وهوَ البقَّمُ. والسَّدوسُ، وهوَ النِّيلُ.

والكتمُ: ضربٌ منَ الخضابِ. وكذلكَ الوسمةُ. والعُصفرُ معروفٌ. وقدْ عصفرتُ الثَّوبَ. ويُقالُ للعصفرِ: الخريعُ، عنْ أبي بكرٍ. والصِّرفُ: صبغٌ يصبغُ بهِ الأديمُ. وأظنُّهُ الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ لَكه. والفوَّةُ: الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ بوتَه: وليسَ بعربيٍّ. والسُّحرقُ الزُّنجفرُ، فارسيٌّ معربٌ. والمغرةُ، بفتحِ الغينِ وتسكِينها، ويُقالُ لَها: المشقُ. وثوبٌ ممشَّقٌ: مصبوغٌ بالمشقِ. والعظلمُ الوسمةُ. والحنَّاءُ. وهوَ الرَّقونُ والرِّقانُ. وقدْ ترقَّنتِ المرأةُ، إِذَا تضمَّختْ بالزَّعفرانِ. والورسُ: الغمرةُ. ومنهُ يُقالُ: غمَّرتِ المرأةُ وجهَهَا. وسمِّيتِ الجلجونُ الغمرةَ. ويُقالُ للورْس: الحصُّ. وقالَ بعضهُم: الورسُ بالفارسيَّةِ اسبرَك. وأنشدَ قولَ العجَّاج: يصفرُّ لليبسِ اصفرارَ الورسِ

وهوَ نبتٌ أحمرُ، طيِّبُ الرِّيح أيضاً. والهردُ العروقُ وفي الحديثِ: يهبطُ عيسى، عليهِ السَّلامُ، فِي ثوبينِ مهرودينِ. والعوهقُ: اللَّازوردُ. ويُقالُ للعروقِ: الجزعُ أيضاً. والصِّنُّ بولُ الوبرِ يخثرُ، فيستعملُ فِي الأدويةِ فيُقالُ: صنُّ الوبرِ. والمرهمُ عربيٌّ صحيحٌ. وأصلهُ منَ اللِّينِ. ومنهُ قيلَ للمطرِ اللَّينِ: رهمٌ. والعنيَّةُ بولُ الإبلِ يجفَّفُ، ويتداوَى بهِ. والحضضُ والحظظُ: دواءٌ معروفٌ. وهوَ عربيٌّ صحيحٌ.

الباب الثامن والثلاثون في ذكر الدواة والأقلام والسكين والمقط والكتاب وما يجري مع ذلك

الباب الثامن والثلاثون في ذكرِ الدَّواةِ والأقلامِ والسِّكِّينِ والمقطِّ والكتابِ ومَا يجْري معَ ذلكَ دواةٌ ودواتانِ. والعددُ القليلُ دوياتٌ. والكثيرُ الدَّوَى والدُّويُّ. ويُقالُ لَها: الحَنيفةُ. ولعلَّ الرَّجلُ سُمِّيَ حنيفةً بذلكَ. والنُّونُ. وقالَ بعضهُم فِي قولِ الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ} أرادَ الدَّواةَ والقلمَ. والصَّحيحُ أنَّهُ أرادَ هَذَا الحرفَ المعروفَ. والمليقُ: النُّقرةُ الَّتِي يجعلُ فِيها المدادُ والصُّوفُ. ويسمَّى الصُّوفُ كرسفاً. وأصلُ الكرسفِ القطنُ. ثمَّ يسمَّى كلُّ ما يجعلُ فِي الدَّواةِ منْ صوفٍ وخرقةٍ كرسفاً. والجمعُ أملقةٌ. ولقتُ الدَّواةَ، أليقُها، فهيَ مليقةٌ، وأنا لائقٌ. وقدْ يُقالُ: ألقتُها، وهيَ ملاقةٌ، إِذَا جعلتَ فِيها المدادَ. والإلاقةُ الإدارةُ. يُقالُ: ألاقُوا بينهُمْ كلاماً، أيْ أداروهُ. وقالَ بعضهُم: حقيقةُ ألاقَ الدَّواةَ: أدارَ المدادَ حَتَّى لصقَ بِها، وعلقَ. ومنهُ قيلَ: لا يليقُ بفلانٍ كَذا، أي لا يعلقُ بهِ، ولا يلصقُ. يُقالُ للمدادِ: النِّقسُ. والجمعُ أنقاسٌ. ومددتُ الدَّواةَ: إِذَا جعلتَ فيها مداداً. ومددتُ منَ الدَّواةِ، إِذَا أخذتَ منْها مدَّةً. وأمدَّني فلانٌ. والقلمُ معروفٌ. إِذَا كانَ مبريّاً سُمِّيَ قلماً. فإذا لمْ يكُن مبرياً فهوَ

يراعةٌ. والجمعُ يراعٌ. وشباةُ القلمِ طرفهُ المبريُّ. تقولُ: بريتُ القلمَ برياً. واسمُ ما يسقطُ منهُ البرايَةُ. ويُقالُ: بطَّنتُ القلمَ تبطيناً، إِذَا رقَّقتَ بريهُ. وأنَّفتهُ تأنيفاً، إِذَا حدَّدتَ طرفهُ المبريَّ. وقططتهُ قطّاً. وكلُّ قطعٍ عرضاً قطُّ. والقدُّ القطعُ طولاً. وفي الحديثِ: إنَّ عليّاً، عليهِ السَّلامُ، كانَ إِذَا عَلا بالسَّيفِ قدَّ، وإِذَا اعترضَ قطَّ والمقطُّ، بكسرِ الميمِ، الَّذِي يقطُّ عليهِ القلمُ. والمقطُّ، بفتحِ الميمِ، الموضعُ الَّذِي يقطُّ منْ رأسِ القلَم. وجلفةُ القلمِ: حيثُ يبْرى منهُ. وشقُّهُ معروفٌ. وإِذَا جعلتَ فِي شقِّهِ ليطةً ليكثرَ أخذُ المدادِ قلتَ: ليَّطتهُ أليِّطهُ تلييطاً. وسنَّا القلمِ: طرفاهُ اللَّذانِ تجْري الشَّقَّةُ بينهُما. ويُقالُ: هَذَا قلمٌ محرَّفُ السِّنَّينِ، ومستَوي السِّنَّينِ. ويُقالُ لمَا بينَ العقدتينِ مِن القصبِ: أنبوبةٌ، والجمعُ أنابيبُ. وحفيَ القلمُ، يحفَى حفىً. وشظيَ يشْظى شظىً. وتشظَّى تشظِّياً، إِذَا صارَ فِي أحدِ سنَّيهِ شظيَّةٌ منهُ وأصلُ الشَّظى التَّفرُّقُ. يُقالُ: شظيَ الفرسُ، إِذَا تفرَّقَ عصبهُ. ولعلَّ أصلَ القلمِ منَ التَّقليمِ، وهوَ القطعُ. ويجوزُ أنْ يُقالُ: إنَّهُ سُمِّيَ بالقدحِ الفائزِ، وهوَ يسمَّى قلماً. وفي القرآنِ: {يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ}، أيْ قداحهُمْ. والكتابُ مأخوذٌ منْ قولكَ: كتبتُ الشَّيءَ، إِذَا جمعتهُ. والكتبُ: الجمعُ. وسمِّيَ كتاباً لجمعكَ الحروفَ فيهِ. والجمعُ كتبٌ.

والدَّفترُ عربيُّ، وليسَ يعرفُ ممَّ اشتقاقهُ. والكرَّاسةُ عربيَّةٌ. وأصلُها منْ قولكَ: تكرَّسَ الشَّيءُ، إِذَا صارَ بعضهُ على بعضٍ. والكرسُ أبوالُ الغنمِ وأبْعَارِها إِذَا صَارَ بَعْضُها على بعضٍ. والورقةُ معروفةٌ. وكلُّ وجهٍ منْها صفحٌ. والقرطاسُ معروفٌ. والجمعُ قراطيسُ. والقرطاسُ أيضاً الهدفُ. والكاغدُ أعجميٌ، لا أصلَ لهُ فِي العربيَّةِ. وقدْ ألزَقتُ الورقةَ إلزاقاً. واسمُ ما يلزقُ بهِ اللِّزاقُ. والحبرُ منْ قولِهم: حبَّرتُ الثَّوبَ، إِذَا نقشتهُ، وذلكَ أنَّ الكتبَ تنقشُ بهِ. وقالَ أبُو بكرٍ: هوَ منْ قولِهمْ حبَّرتْ أسنانهُ، إِذَا اصفرَّتْ. ويمكنُ أنْ يكونَ أصلهُ منَ الحبارِ، وهوَ الأثرُ، لأنَّهُ يؤثِّرُ فِي الكتبِ. والَّذي يجعلُ فيهِ الحبرُ المحبرةَ والمحبرةُ، والرَّكوةُ، والجمعُ ركاءٌ. والمقلمةُ، بكسرِ الميمِ، والجمعُ مقالمُ. ويُقالُ: محوتُ الكتابَ أمحوهُ محواً. وأنا ماحٍ، وهوَ ممحوٌّ. وامَّحَى هوَ. وقدْ طويتُ الكتابَ طيّاً. وأدرجتهُ إدراجاً. وسمِّيَ الدَّرجُ درجاً لأنَّهُ يطوَى بسرعةٍ. وأصلُ الإدراجِ الإسراعُ. وقيلَ: مدرجةُ الطَّريقِ، لأنَّ النَّاسَ يسرعونَ فيهِ، وطواهُ طيّاً. والطِّيَّةُ مثلُ الجلسةِ. ومضَى لطَّيتهِ، وهيَ منْ طيِّ المنازلِ. والقرطاسُ والصَّحيفةُ والسِّفرُ والمهرقُ سواءٌ. والمهرقُ فارسيٌّ معربٌ، استعملَ قديماً. ويجمعُ السِّفرُ أسفاراً. وفي القرآن: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً}. ويُقالُ للصَّحيفةِ: القضيمُ أيضاً. والمحراكُ معروفٌ. وللعيدانِ الَّتِي تحرَّكُ بِها الأشياءُ أسماءٌ.

فمنُها محراكُ الدَّواةِ، ومسعارُ النَّارِ، ومحراثَها، وهوَ المسعرُ والمحرثُ والمخوضُ منَ الشَّرابِ. والمجدحُ للسَّويقِ. والميلُ الَّذِي تحرَّكُ بهِ الجراحاتُ محراثٌ ومسبارٌ، أيْ يسبرُ بهِ قدرُ الجراحةِ. ويُقالُ: زبرَ الكتابَ، إِذَا كتبهُ. ومنهُ اشتقاقُ الزَّبورِ. وزبرتُهُ، إِذَا قرأتهُ. ويُقالُ للموضعِ الَّذِي يعلَّمُ فيهِ الكتابُ: مكتبٌ. والمعلمُ مكْتِبٌ. ويُقالُ: كاتبتُ الرَّجلُ، إِذَا خايرتهُ الخطَّ. وكتبتهُ، إِذَا فضلتهُ. وأكتبتهُ، إِذَا وجدتهُ كاتباً. وكذلكَ أحسبتهُ، إِذَا وجدتهُ حاسباً. ووحيتُ الكتابَ، أحيهِ وحياً، إِذَا كتبتهُ. وكتابٌ موحيٌّ. وأوحيتُ: أعلمتُ وأشرتُ. والسَّطرُ فِي اللُّغةِ الأثرُ المستطيلُ على استواءٍ. ويُقالُ: سطرَ الكتابَ، وسطَّرَ، بالتَّخفيفِ وبالتّشديدِ. ويُقالُ للسَّطرِ: أسطورٌ وإسطارٌ، والجمعُ أساطيرُ. والمقابلةُ. قابلتُ بالكتابِ، مقابلةً وقبالاً، إِذَا جعلتَ ما فِي الواحِد منَ الكتابينِ مثلَ ما فِي الآخرِ منْ جهةِ أصلِ المعنَى ونفيِ الخطأ. إِلاَّ منْ جهةِ القدودِ وألوانِ ما يكتبُ بهِ تختلفُ. وأصلهُ منَ القبالَ. وهوَ زمامُ النَّعلِ، لأنَّهُ مقابلٌ للنَّعلِ. وأمَّا قولهُمْ: أقبلتُ المرهمَ الجرحُ، فمعناهُ ألصقتهُ بهِ. قالَ ابنُ أحمرَ: وأقبلتُ أفواهَ العروقِ المكاوِيَا

ويُقالُ: أقبلتُ الشَّيءَ بالشَّيءِ، إِذَا استقبلتهُ بهِ. قالَ الأعشَى: وأقبلَها الشَّمسَ فِي دنِّها أيْ استقبلَ الشَّمسَ بِها. وعارضتُ بالكتابِ إنَّما هوَ عرضتُ دا على ذا حَتَّى استويَا. ومنْ ثمَّ قيلَ: بلغَ العرضُ. والنَّسخُ على معنيينِ، أحدهمُا نسخُ الشَّيءِ لِما تقدَّمهُ، وذهابهُ بهِ، وحلولهُ مكانهُ. وهوَ قولهُ: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا}. وفي كلِّ الآياتِ خيرٌ، وإنَّما المعنَى: نأتِ بخيرٍ منْها لكمْ، وأخفَّ عليكُم. ومنهُ قولهُم: نسختِ الشَّمسُ الظِّلّ، أيْ أذهبتهُ، وحلَّتْ مكانهُ. والمعنَى الآخرُ أنَّ نسخَ الشَّيءِ هوَ الإتيانُ بمثلهِ، لمْ أغادرْ حرفاً. والخطأُ فِي الكتابِ. يُقالُ: أخطَأ يخطئُ إخطاءً، وهوَ الخطأُ، مهموزٌ مقصورٌ. وخطئَ يخطأُ خطئاً، مثلُ أثمَ يأثمُ إثْماً. والمشقُ سرعةُ الكتابةِ، وسرعةُ الطَّعنِ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ: فظلَّ يمشقُ طعناً فِي جواشنِها

وكثُرَ ذلكَ حَتَّى سُمِّيَ الاستلابُ مشقاً. يُقالُ: مشقَ ثوبهُ، إِذَا استلبهُ. والختمُ. يُقالُ: ختمتُ الكتابَ، أختمهُ ختماً. وهوَ الخاتمُ. والرَّجلُ خاتمٌ، مثلُ ضاربٍ. واسمُ ما يختمُ بهِ الختامُ، والجمعُ ختمٌ. وقَالُوا: الختمُ الحظرُ. وفي القرآنِ: {خِتَامُهُ مِسْكٌ}، أيْ آخرهُ يوجدُ منهُ طعمُ المسك. وليسَ هَذَا منَ الأوَّلِ، إنَّما هوَ منْ قولِهمْ: اختمْ أمركَ بالخيرِ، أي اقطعهُ بهِ. ويُقالُ لطينِ الختمِ: القرقسُ. والفضُّ: الكسرُ بالتَّفرقةِ. يُقالُ: فضضتُ الختمَ، أيْ كسرتهُ، وفرَّقتُ بينهُ وبينَ الكتابِ. وقدْ يجعلُ الفضُّ التَّفرقةَ فقطْ، فِي مثلِ قولهِ تعالى: {حَتَّى يَنفَضُّوا}، أيْ يتفرَّقُوا يُقالُ: سحوتُ القرطاسَ، وسحيتهُ، إِذَا قشرتهُ. ومنهُ سُمِّيَ المسحَاة لأنَّها تقشرُ الأرضَ. والسَّحاةُ، والجمعُ السَّحاءُ، ممدودٌ. وسحَّيتُ الكتابَ. إِذَا وضعتَ عليهِ السَّحاةَ. وخزمتهُ خزماً. وهيَ الخزامةُ، وخزائمُ للجميعِ. ويُقالُ منَ التُّرابِ: تَرِّبِ الكتابَ، ومنَ الطينِ: طِن الكتابَ. وهوَ متربٌ ومطينٌ.

وتقولُ: وقَّعتُ فِي الكتابِ توقيعاً. وأصلهُ فِي اللُّغةِ التأثيرُ الخفيفُ. يُقالُ: بعيرٌ موقَّعُ الدَّفِّ، إِذَا أثَّرتِ الحبالُ فيهِ أثراً خفيفاً. والدَّفُّ الجنبُ. ويُقالُ: طمستُ الكتابَ طمساً، إِذَا عمَّيتَ خطَّهُ، حَتَّى لا يقرأَ. وطسَمْتُ أيضاً. وطمسَ اللهُ نورهُ. والسَِّكِّينُ مذكرٌ، وقدْ تؤنَّثُ: ونصابهُ معروفٌ، والجمعُ نصبٌ. ومقبضهُ. وأنصبتُ السِّكينَ، وأقبضتهُ. وشعيرتهُ: الحاجزُ بينهُ وبينَ نصابهِ. وقدْ أشعرتهُ. وشفرتهُ حدُّهُ. وغربهُ وظبتهُ وغرارهُ حدُّهُ أيضاً. وحدَّ السِّكِّينَ. وهوَ حديدٌ. وأحددتهُ، وهوَ محدٌّ. وقدْ شحذتهُ، وهوَ مشحوذٌ، إِذَا أحددتهُ. وجزأةُ السِّكِّينِ مقبضهُ. وقدْ أجزأتهُ. وسنخهُ ما يدخلُ منهُ فِي النِّصابِ، والجمعُ سنوخٌ. والكتيفةُ الضَّبَّةُ الَّتِي يضبُّ بِها مقبضهُ. وشاربهُ شعيرتهُ. وشباتهُ، وشباةُ كلِّ شيءٍ حدُّهُ، والجمعُ الشَّبَا، مقصورٌ. وصفحتاهُ عرضاهُ. وقفاهُ ظهرهُ. وإِذَا كانَ بظهرهِ فقارٌ فهوَ مفقَّرٌ. وقدْ طبعَ السِّكِّينُ، يطبعُ طبعاً، إِذَا صدئَ. ويُقالُ: أنشأتُ الكتابَ، إِذَا ابتدأتهُ على غيرِ مثالٍ. وأنشأ اللهُ الخلفَ، ينشئهمْ إنشاءً، إِذَا ابتدأهمْ. والشَّكلُ. تقولُ: شكلتُ الكتابَ، أشكلهُ شكلاً، وهو مشكولٌ. وشكلتُ الطَّائرَِ شكولاً. وشكلتِ المرأةُ شكلاً. وشكلتُ الدَّابَّةَ شكالاً. وأشكلَ الأمرُ إشكالاً. والشَّكلُ: العجمُ الطِّوالُ والإعجامُ: الصِّغارُ والمدوَّرةُ. وأعجمتُ الكتابَ، إِذَا نقطتهُ نقطاً طوالاً. ونقطتهُ نقطاً، إِذَا نقطتهُ نقطاً مدوَّرةً.

وأمليتُ الكتابَ، وأمللتُ. وقدْ جاءَ فِي القرآانِ باللُّغتينِ. قال الله تعالَى: {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ}. وقالَ تعالَى: {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ} وأصلُ أملَى منَ الإطالةِ. ومنهُ الملوَان اللَّيلُ والنَّهارُ. وقولهُ تعالَى: {إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً}، أيْ نؤخِّرُ مدَّتهمْ، ونطيلُها. وأسكرُّجةُ الدَّواةِ فارسيَّةٌ معرَّبةٌ، ولا يُقالُ: سكرُّجةٌ، وتصغيرُها أسيكرةٌ. وقدْ ذكرْنا ذلكَ قبلُ. وقولُ النَّاسِ: غلامٌ دواتيٌّ خطأٌُ، لا يجوزُ البتَّةَ. كَما لا يجوزُ فِي النِّسبةِ إِلَى طلحةَ طلحتيٌّ، وإلى البصرةِ بصرتيٌّ. والقياسُ غلامٌ دوويٌّ، كما يُقالُ فِي النِّسبةِ إِلَى الرَّحَا: رحويٌّ. ويجوزُ أنْ يُقالُ لهُ: داوٍ، مثلُ رامحٍ، أيْ ذُو رمحٍ، وذُو دواةٍ. والقياسُ فيمَنْ يعملُ الدَّواةَ: دوَّاءٌ، مثلُ بنَّاءٍ ونجَّارٍ.

الباب التاسع والثلاثون في ذكر الملاهي، وملاعب الصبيان

الباب التاسع والثلاثون في ذكرِ المَلاهِي، وملاعبِ الصِّبيَان المزهرُ العودُ، والجمعُ المزاهرُ. ويُقالُ لهُ: الكرانُ. والقينةُ الَّتِي تغنِّي بالعودِ الكرينةُ. وللعودِ الأوتارُ. وأسماؤهُا: الزِّيرُ والبمُّ والمثلثُ والمثنَى. وفيهِ المَلاوِي، والواحدُ على القيَاسِ ملواةٌ. والمضرابُ العودُ الَّذِي يضربُ بهِ. وأكثرُ هَذِهِ الأسماءِ مولَّدٌ ومعربٌ. ويُقالُ للأوتارِ: القصَّابُ، لأنَّ منْها ما يعملُ منَ القصبِ، والقصبُ المعَا. ويُقالُ لَها: الشِّرعُ، واحدتُها شرعةٌ وأنشدَ: والخفض أمناً وشِرعُ المزهرِ الحنونِ ويُقالُ للدَّساتينِ: العتبُ، واحدُها على القياسِ عتبةٌ، ولمْ أسمعْها. والعرطبةُ الطُّنبورُ. وصاحبُها المعرطبُ.

والكوبةُ الطَّبلُ. والدُّفُّ. بضمِّ الدَّالِ، عربيُّ معروفٌ. والمعزفةُ اشتقاقُها منَ العزفِ، وهوَ الصَّوتُ. واليراعةُ القصبةُ الَّتِي يزمرُ بها الرَّاعي، والعامَّةُ تسمِّيها الشَّبَّابةَ، وهيَ مولَّدةُ. ويقولونَ: قصبَ فلانٌ يقصبُ، إِذَا زمرَ باليراعِ. والنَّايُ فارسيٌّ، وهوَ بالعربيَّةِ المزمارُ. ويُقالُ: غنَّى فلانٌ يغنِّي، وطرَّبَ يُطَرِّبُ، وغرَّدَ يغرِّدُ، إِذَا مدَّ صوتهُ. والدُّخَّلُ شيءٌ يلهَى بهِ: أشجَى رنيناً منْ رنينِ الدُّخَّلِ وقيلَ: هوَ طائرٌ. والصَّنجُ فارسيٌّ معربٌ، وقدْ تكلَّمتْ بهِ العربُ. والهيرعةُ القصبةُ الَّتِي يزمرُ بِها الرَّاعِي. والهيرعةُ الغولُ أيضاً. فأمَّا الكرَّاعةُ فمولَّدةٌ. فأمَّا ملاعبُ الصِّبيانِ فمنْها الزُّحلوقةُ، آثارُ تزلُّقُ الصِّبيانِ منْ فوقِ رملٍ أوْ طينٍ. وهيَ الزُّحلوفةُ أيضاً بالفاءِ. والأرجوحةُ معروفةٌ. وهيَ منْ قولهمْ: ترجَّحتُ، أيْ تمايلتُ. والطِّبنُ: الَّذِي يُقالُ لهُ بالفارسيَّةِ سدركْ قالَ المتلمِّسُ:

كالطِّبنِ ليسَ لبيتهِ حولُ والمفايلةُ أنْ يجمعُوا تراباً، ويخبؤُوا فيهِ خبيئاً، فمنْ أخرجهُ فقدْ غلبَ. والقلةُ. والَّذي يضربُ بهِ المقلاءُ. والضَّاربُ القالي. وهوَ منْ قولهمْ: قلوتهُ أقلوهُ، إذا سقتهُ. وقدْ عتلَ القلةَ عتلاً، إِذَا ضربَها، فذهبتْ. وأصلُ العتلِ السَّوقُ. ومنهُ قولهُ تعالَى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ} وهوَ منْ قولِهمْ: قلوتهُ أقلوهُ، إِذَا سقتهُ. وأصلُها قلوةٌ. هَذَا فيما قالَ بعضهمْ فِي تفسيرِ قولِ عمرِو بنِ كلثومٍ: ترَى منهُ السَّواعدَ كالقُلينا وقالَ ابْنِ السِّكِّيتِ وغيرهُ، يُقالُ: قلوتُ بالقلةِ، إِذَا ضربتَها

بالمقلاءِ، وهوَ العودُ الَّذِي تضربُ بهِ القلةُ. وهذا أصحُّ. وقالَ ابنُ الأنباريِّ: القلةُ خشبةٌ يلعبُ بِها الصِّبيانُ، ويديرونَها، ثمَّ يضربونَها. والمحتمُ الجوزةُ الكبيرةُ الَّتِي ينقدُ بهَا الجوزُ. يُقالُ لَها بالفارسيَّةِ التِّيرُ. والخذروفُ: الخرَّارةُ والكرةُ، ولا يُقالُ أكرَة فِي هَذَا المعنَى، وتجمعُ كرينَ. والأكرةُ الحفيرةُ. ومنهُ اشتقاقُ الأكَّارِ، لأنَّهُ يحفرُ الأرضَ. والصَّولجانُ، بفتحِ اللاَّمِ، والجمعُ صوالجُ، معربٌ. ويُقالُ لهُ بالعربيَّةِ: منحازٌ بالزَّاي. والقلَّاعةُ: الَّتِي يحذفُ بِها الحجارةُ. وقالَ أبُو بكرٍ: هوَ المقلاعُ أيضاً. وخراجِ، مثلُ نزالِ، معروفٌ. وقالَ أبو حاتمٍ: هوَ الخراجُ. والمدحَاةُ شيءٌ يلعبُ بهِ. وخسَا وزكَا، يكتبانِ بالألفِ، ويصرفانِ ولا يصرفَان، لأنَّهُما بمنزلةِ مثنَى وثلاثَ ورباعَ. وخسَا: الفردُ، وزكَا: الزَّوجُ. هكَذَا قالَ الفرَّاءُ. والأنبوثةُ لعبةٌ يلعبُ بِها الصِّبيانُ، يحفرونَ حفيرةٌ، ويدفنونَ فِيها شيئاً، فمنَ استخرجهُ فقدْ غلبَ. والدَّوَّامةُ معروفةٌ. والسَّدوُ أنْ يحفرَ الصِّبيانُ حفيرةً يرمونَ إليْها بالجوزِ. والمخراقُ ثوبٌ يفتلُ، يتلاعبُ بهِ الصِّبيانُ، عربيٌّ معروفٌ.

ولعبَ الصِّبيُّ البوصاءَ، وهوَ أنْ يجعلَ ناراً فِي رأسِ عمودٍ ويديرهُ. ويُقالُ للدَّستبندِ: المهزامُ والمنحازُ. والحاجورةُ أنْ يخطَّ الصَّبيُّ خطَّا مستديراً، ويقفَ الصَّبيُّ فيهِ، ويحيطَ الصِّبيانُ بهِ ليأخذوهُ. ويُقالُ: تجامحَ الصِّبيانُ، إِذَا رموْا كعباً بكعبٍ ليزيلهُ. والحجيَّا منْ قولكَ: حاجيتُ فلاناً. وهيَ لعبةٌ وأغلوطةٌ يتعاطاهَا النَّاسُ بينهُمْ. وهيَ الأحجيَّةُ أيضاً. والماقطُ: الَّذِي يضربُ بالكرةِ على الحائطِ، ثمَّ يأخذُها. قالَ المسيَّبُ بنُ علسٍ: مرحتْ يدَاها للنَّجاءِ كأنَّما ... تكرُو بكفَّيُ ماقطٍ فِي صاعِ تكرُو: تضربُ بالكرةِ. والصَّاعُ: المنخفضُ منَ الأرضِ.

الباب الأربعون في أسماء أشياء مختلفة

الباب الأربعون في أسماءِ أشياءَ مختلفةٍ فمنْها أدواتُ الحجَّامينَ. الفامةُ المحجمةُ. ورُبَّمَا سمِّيتِ المحاجمُ الملازمَ والملاحجَ. والتَّشريجُ جؤنةُ الحجَّامِ. والقرزُ ما يجعلُ فيهِ الدُّهنُ. قالَ الشَّاعرُ: لأنتَ بجؤنةٍ وبمشرطَيْها ... وبالجلمينِ والموسى الهذامِ وقرزٍ فيهِ كرسفةٌ ودهنٌ ... تطوفُ بهِ، وتصرخُ فِي الأنامِ أحقُّ بذاكَ منْ سيفٍ محلّىً ... ومنْ فرسٍ يحمحمُ فِي اللِّجامِ والضَّغيلُ صوتُ مصِّ الحجَّامِ. والموَسى يذكَّرُ ويؤنَّثُ. فمنْ أنَّثهُ قالَ: هيَ (فعْلى)، ومنْ ذكَّرهُ قالَ: هوَ (مفعلٌ)، منْ قولكَ: أوْ سيتُ رأسهُ، إِذَا حلقتهُ. والمشرطُ (مفعلٌ) منَ الشَّرطِ، وهوَ الشَّقُّ. ومنهُ سُمِّيَ الشَّريطُ، لأنَّهُ يشقُّ الخوصُ، ويفتلُ. والجلمُ معروفٌ. جلمتُ الشَّعرَ، إِذَا أخذتهُ بالجلمِ، وكذلكَ الصُّوفُ، وهوَ مجلومٌ. قالَ أبُو حاتمٍ، لا يُقالُ: أخذتهُ بالجلمِ، إنَّما يُقالُ: أخذتهُ بالجلمينِ، وقصصتهُ بالمقصَّينِ، وكذلكَ تقولُ: بالمقراضينِ. واشتقاقُ الحجامةٍ منَ الحجمِ، وهوَ ملمسُ الشَّيءِ تحتَ اليدِ.

فصل آخر

فصلٌ آخرُ يُقالُ: وكرُ الطَّائرِ، ووكنهُ، والجمعُ وكورٌ ووكونٌ. ووكنةٌ ووكنٌ ووكناتٌ. وهوَ ما كانَ فِي جرفٍ أوْ خرابِ بئرٍ. والعشُّ ما كانَ منْ عيدانٍ مجموعةٍ. وأفحوصُ القطاةِ، والجمعُ أفاحيصُ. وأدحيُّ النَّعامِ، والجمعُ أداحيُّ. وكناسُ الثَّورِ والظَّبيِ، والجمعُ كنسٌ. وخيسُ الأسدِ، وعرِّيستهُ. والعرزالُ موضعُ الحيَّةِ. وكلُّ شيءٍ جمعتهُ ووطَّأتهُ لتنامَ عليهِ عرزالٌ أيضاً. أدواتُ الحدَّادينَ والصَّاغةِ العلاةُ السِّندانُ. والمطرقةُ معروفةٌ. وهوَ منْ قولكَ: طرقتُ الحديدَ، إِذَا ضربتهُ ليَلين. وكذلكَ: طرقتُ القطنَ بالمطرقةِ، وهيَ القضيبُ الَّذِي يضربُ بهِ. ومنهُ قيلَ الطَّريقُ، لأنَّ الأقدامَ ليَّنتهُ. فإذَا كانتِ المطرقةُ كبيرةً فهيَ الفطِّيسُ. والمفراصُ الكَاز. والكيرُ المنفَخ. والكورُ موضعُ النَّارِ. والبوطةُ البوتقةُ. والحملاجُ منفاخُ الصَّائغِ. والرِّبذةُ خرقةٌ يمسحُ بهَا الصَّائغُ الحليَ، يجلوهُ بهَا. والممطلُ: الَّذِي يمطلُ بهِ الذَّهبُ والفضَّةُ والحديدُ، وهوَ أنْ يمدَّ. ومنهُ المطلُ فِي الوعدِ. والمبردُ. يُقالُ: بردتُ الشَّيءَ. واسمُ ما يسقطُ منهُ البرادةُ.

فصل آخر

والميقعةُ الحجرُ الَّذِي يحدَّدُ بهِ الحديدُ، وقعتُ الحديدةَ، أقعُها وقعاً، إِذَا حددتَها بالميقعةِ. والمسحلُ المبردُ أيضاً. يُقالُ: سحلتُ الحديدةُ، إِذَا بردتَها. واسمُ ما يسقطُ منْها السُّحالةُ. والمساحِي حجارةٌ رقاقٌ يمهَى الحديدُ بهَا، نحوُ المسنِّ. والمنقرُ، بفتحِ الميمِ، قطعةُ صفرٍ فِيها نقرٌ كثيرةٌ يدورُ فِيها الذَّهبُ. فصلٌ آخرُ القبرُ، والجمعُ قبورٌ. وقبرتُ الميتَ: دفنتهُ. وأقبرتهُ جعلتُ لهُ قبراً. وفي القرآنِ: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ}. واللَّحدُ مَا كانَ فِي جانبٍ. وكذلكَ الملحودُ. والضَّريحُ ما كانَ فِي الوسطِ. ويُقالُ للسَّريرِ الَّذِي يحملُ فيهِ الميتُ: الظَّعنُ والحرجُ والإرانُ. ويُقالُ للقبرِ: الرُّجمةُ. والجننُ والعدَى ما يجعلُ عَلى القبرِ. والنَّاووسُ إنْ كانَ عربياً فهوَ منْ قولهِمْ: نوَّسَ بالمكانِ، إِذَا أقامَ بهِ. ويُقالُ للحجارةِ الَّتِي توضعُ عَلى القبرِ والَّلحدِ: الحمائرُ، واحدتُها حمارةٌ. والحمارانِ أيضاً حجرَان غليظانِ عليهِما حجرٌ رقيقٌ يُقالُ لهُ العلاةُ، يجفَّفُ عليهِ الأقطُ. قالَ الشَّاعرُ: ولا حماراهُ ولا علاتُهُ.

ذكر الميسر

ذكرُ الميسرِ كانتْ للعربِ عشرةُ أقدحٍ. وهيَ الفذُّ والتَّوءمُ والرَّقيبُ والحلسُ والنَّافِسُ والمصفحُ والمعلىَّ. وقيلَ المسبلُ مكانَ المصفحِ، والضَّريبُ مكانَ الرَّقيبِ. وهيَ الازلامُ، واحدُها زلمٌ. وهذهِ ذواتُ الأنصباءِ. فللفذِّ نصيبٌ واحدٌ وللتَّوءمِ نصيبانِ، وللرَّقيبِ ثلاثةٌ، وللحلسِ أربعةٌ، وللنَّافسِ خمسَة، وللمسبلِ ستَّةٌ، وللمعلَّى سبعةٌ. وثلاثةٌ منْها لَا نصيبَ لَها، وهيَ المنيحُ والسَّفيحُ والوغدُ. وقيلَ مكانَ الوغدِ المصدَّرُ. وكانُوا إِذَا أرادُوا القمارَِ، وهوَ الميسرُ، والمقامرونَ الأيسارُ، الواحدُ يسرٌ، اجتمعَ منهمْ سبعةُ نفرٍ، فنحرُوا جزوراً، وجزَّؤُوها عَلى ثمانةٍ وعشرينَ جزءاً. ثمَّ اختارَ كلُّ واحدٍ منهُمْ قدحاً، على قدرِ حالهِ، منَ الأقدحِ الَّتِي تقدَّمَ ذكرُها، ودفعوهَا إِلَى رجلٍ يتراضونَ بهِ، واسمهُ الحرضةُ. فيجمعُها فِي الرِّبابةِ، وهيَ خرقةٌ تجعلُ الأقدحُ فِيها، وتجمعُ أطرافُها، ويعدَّلُ بينَها. ثمَّ تشدُّ عيناهُ، فيأخذُها فِي يسراهُ قابضاً عليْها كأنَّها ضغثُ خلاً. ثمَّ يضربُ رؤوسَها براحةِ يمناهُ. فأيُّهَا طلعَ منَ الرِّبابةِ كانَ فائزاً. وقيلَ: إنَّهُ كانَ يجمعُها فِي الرِّبابةِ، وهيَ قطعةُ أديمٍ، ثمَّ يضربُ بهَا تحتَ ملاءةٍ. فأيُّهَا تقدَّمَ صواحبهُ كانَ فائزاً. فمنْ خرجَ لهُ الفذُّ كانَ له سهمٌ واحدٌ، وغرمَ ثلاثةً. وإنْ خرجَ التَّوءمُ كانَ لهُ سهمانِ، وغرمَ سهمينِ وإنْ خرجَ الرَّقيبُ كانَ لهُ ثلاثةٌ، وغرمَ سهماً. وإِنْ خَرَجَ الحِلْسُ كانَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ، لَمْ يَرْبَحْ، ولَمْ يُوضَعُ. ومَنْ خرجَ لهُ النَّافسُ فلهُ خمسةُ أسهُم، يربحُ واحداً. ومنْ خرجَ لهُ المصفحُ فلهُ ستَّةُ أسهمٍ، يربحُ سهمينِ. ومنْ خرجَ لهُ المعلَّى فلهُ سبعةُ أسهمٍ، يربحُ ثلاثةً.

قالَ الأصمعيُّ: وقدْ أخرجَ الأيسارُ السَّبعةُ الثَّمنَ بينهُمْ بالسَّويَّةِ، فكأنَّهمْ سبعةٌ أخرجَ كلُّ واحدٍ منهمْ ديناراً. فلوْلا القمارُ لأخذَ كلُّ واحدٍ منهُمَ بدينارهِ أربعةَ أجزاءٍ منْ ثمانيةٍ وعشرينَ جزءاً. ومنْ قمارهمْ أنَّهُ كانَ يجتمعُ منهمْ عشرةٌ على جزورٍ، ثمَّ جزَّوهَا عشرةَ أجزاءٍ. ويخرجُ كلُّ واحدٍ منهمْ قدحاً لهُ معروفاً بهِ، منسوباً إليهِ. فيدفعُ ذلكَ إلى المجيلِ، فيجيلُها. فأيُّ القداحِ فازَ بدِيّاً أخذهُ الرَّقيبُ، وهوَ المؤتمنُ عندهُمْ عَلى أمرهِمْ. فيقولُ لصاحبِهِ: قدْ فازَ قدحكَ، فخذْ نصيبكَ، واعتزلْ. فيأخذُ نصيبهُ، ويعتزلُ، فيسلمُ منَ الغرمِ. فإنْ كانَ الفائزُ الفذَّ أخذ صاحبهُ نصيباً. وإنْ كانَ التَّوءمَ أخذَ صاحبهُ نصيبينِ، واعتزلَ. ثمَّ أجيلتِ القداحُ عَلى ما بقيَ منَ الجزورِ. فلا يزالُ كذلكَ حَتَّى تنفدَ الأنصبَاءُ، ويَقبضَها أصحابُها ويبقَى عَلى الباقينَ ثمنُ الجزورِ، يدفعونهُ، ولَا يأخذونَ منَ اللَّحمِ شيئاً. فإذا خرجَ أكثرُ القداحِ كثِّرتِ البقيةُ بالمنيحِ والسَّفيحِ والوغدِ، وهيَ الَّتِي لا أنصباءَ لَها، ليتمكَّنَ المفيضُ منَ الإفاضةِ بهَا، وتعتدلَ فِي يدهِ، وتمتلئَ منْها كفُّهُ. ويلزمُ الرَّجلَ الَّذِي لمْ يفزْ قدحهُ منَ الغرمِ مثلُ مَا يكونُ لهُ منَ الغنمِ لوْ فازَ قدحهُ. والمنيحُ أيضاً قدحٌ عرفَ فوزهُ، فهوَ يمتنحُ، أيْ يستعارُ، ويضربُ بهِ ليمنهِ وبركتهِ عَلى صاحبهِ. والبرمُ الَّذِي لَا يحضرُ معَ الأيسارِ، ولا يدخلُ معهمْ فِي القمارِ. وهوَ مذمومٌ عندهمْ. وأجزاءُ الجزورِ عشرةٌ. الكتفانِ، كلُّ واحدٍ جزءٌ. والزَّورُ جزءٌ. وابنا ملاطٍ، كلُّ واحدٍ منهُما جزءٌ وابنُ المخدشِ، وهوَ الكاهلُ،

فصل آخر

جزءٌ الملحاءُ، وهوَ ما بينَ السَّنامِ إِلَى العجزِ، جزءٌ. والعجزُ جزءٌ. والفخذانِ، كلُّ واحدٍ منهُما جزءٌ. والسَّنامُ على الملحاءِ. وخرزةُ العنقِ والطَّفاطفُ على الفخذينِ. والرَّأْسُ والفَرَاسِنُ للجزَّارِ. فإنْ فضلَ عنْ قسمةِ الِأجزاءِ عظمٌ فهوَ الرَّيمُ. فإنْ أخذَ الرَّيمَ رجلٌ منَ الأيسارِ سبَّ بهِ. فإذَا لمْ يتمَّ الأيسارُ سبعةً، فقالَ رجلٌ منهمُ: عليَّ قدحانِ أوْ ثلاثةٌ، فذلكَ التَّتميمُ. قالَ النَّابغةُ: أنَّي أُتمِّمُ أيسارِي، وأمنحهمْ ... مثنَى الأيادِي، وأكسُو الجفنةَ الأدمَا مثنَى الأيَادِي، يقولُ: يردُّ الأيادِي مرَّةً بعدَ مرَّةٍ. وكانَت العربُ تيسِرُ عندَ كلبِ الزَّمانِ وشدَّةِ القحطِ. وكانُوا يجعلونَ ما يقمرونهُ لأهلِ الحاجةِ والمسكنةِ. وهوَ النَّفعُ الَّذِي ذكرهُ اللهُ تعالى فِي كتابهِ في قولهِ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ}. وأصلُ الميسِرِ موضعُ الذَّبحِ. والياسرُ الذَّابحُ. واليسرُ الذَّبحُ. ثمَّ كثرَ حَتَّى سُمِّيَ القِمارُ علىَ الجزرِ ميسِراً. فصلٌ آخرُ يُقالُ: سفينةٌ وسفائنُ وسفنٌ. واشتقاقهُ منْ قولهِمْ: سفنتُ

الخشبةَ، إِذَا قشرتَها. والسَّفينةُ تسفنُ الماءَ كأنَّها تقشرهُ. فهيَ (فعليةٌ) بمعنَى (فاعلَة). هكذَا قالَ أبُو بكرٍ. والوجهُ أنْ يكونَ (فعيلةٌ) بمعنَى (مفعولَة)، أيْ سفنَ خشبُها. والسَّفَّانُ ملاَّحُ السَّفينةِ. والفلكُ مؤنَّثةٌ، وقدْ تذكَّرُ، يقعُ عَلى الواحدِ والجمعِ. وكوثلُ السَّفينةِ صدرُهَا. والدَّقلُ معروفٌ، عربيُّ، والجمعُ أدقالٌ. والشِّراعُ. ويُقالُ لهُ القلعُ والجلُّ. ويُقالُ لحبالِ الشِّراعِ: كرورٌ. الوحدُ كرٌّ. قالَ: جذبُ الصَّراريِّينَ بالكرورِ والصَّراريُّ: الملَّاحُ، عنْ أبي بكرٍ. وقالَ غيرهُ: واحدُ الصِّراريِّينَ صرَا، ثمَّ جمعَ عَلى صراريّ، ثمَّ جمعَ ذلكَ على صراريِّينَ. والمجذافُ عربيُّ. واشتقاقهُ منَ الجذفِ، وهوَ أنْ يطيرَ الطَّائرُ، فيسرعَ بتحريكِ جناحيهِ، ويقعَ غيرَ بعيدٍ. ويُقالُ للسَّفينةِ الكبيرةِ: القرقورُ. وسكَّانُ السَّفينةِ عربيٌّ معروفٌ. وسمِّيَ بذلكَ لأنَّها تسكنُ بهِ عنِ الاضطرابِ.

ويُقالُ لمساميرِ السَّفينةِ: الدُّسرُ، واحدهَا دسارٌ. وفي القرآنِ: {ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}. والدُّسرُ أيضاً الشَّريطُ الَّذِي تخاطُ بهِ ألواحُ المركبِ. وهيَ للمركبِ بمنزلةِ المساميرِ للسَّفينةِ. وأصلُ الدَّسرِ الدَّفعُ. وإنَّما سُمِّيَ المسمارُ دساراً لأنَّهُ يدفعُ فِي الشَّيءِ، فيدخلُ فيهِ. ويُقالُ للسَّفينةِ الكبيرةِ: خليَّةٌ، والجمعُ خلايَا. والخليَّةُ أيضاً كورُ النَّحلِ، وهوَ الموضعُ الَّذِي يعسِّلُ فيهِ. ويُقالُ لهَا: الختمُ. ويُقالُ لمسمارِ السَّفينةِ أيضاً: العصفورُ، والجمعُ عصافيرُ. والودعُ الَّذِي يلزقُ على السُّفنِ يُقالُ لهُ: الجرجُ، بإسكانِ الرَّاءِ. والقلسُ ليسَ بعربيٍّ صحيحٍ. والجمَّلُ الحبلُ منَ القنَّبِ، عربيٌّ صحيحٌ. وقرئَ: {حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ}. والآسانُ عَلى وزنِ (أفعالِ) قوَى الحبلِ. قالَ الشَّاعرُ: وقدْ كنتُ أهوَى النَّاقميَّةَ حقبةً ... فقدْ جعلتْ آسانُ بينٍ تقطَّعُ والوثلُ: الحبلُ منَ اللِّيفِ. والوثيلُ: اللِّيفُ بعينهِ. والفيلكونُ قطعةُ خشبٍ مدوَّرةٌ، يطلىَ بهَا السُّفنُ، عربيٌّ صحيحٌ. وأصلُها منَ التَّفلُّكِ، وهوَ الاستدارةُ.

فصل آخر

والتَّسريحُ أنْ تحملَ السَّفينةَ منْ نهرِ، فتطرحَها فِي نهرٍ آخرَ. وقدْ سرَّحتُها. والطَّوفُ خشبٌ يجمعُ ويشدُّ، ويركبُ فِي البحرِ. والرَّمثُ مثلهُ، والجمعُ أرماثٌ. والرُّبَّان صاحبُ سكَّانِ المركبِ. فصلٌ آخرُ الحلُّ الشَّيرجُ. والبزرُ بكسرِ الباءِ. والنِّفطُ بكسرِ النُّونِ. والقطرانُ معروفٌ. ويُقالُ لهُ: الكحيلُ. والقارُ والقيرُ معربانِ. والزَّيتُ، ويُقالُ لهُ: السَّليطُ. ويُقالُ لدردريِّ (الزَّيتِ): الكديونُ، والمهلُ. وقَالُوا: المهلُ النُّحاسُ المذابُ. ويُقالُ: تمهَ الدُّهنُ، يتمهُ تمهاً، إِذَا تغيَّرَ. ونسمَ ونمسَ وسنخَ مثلهُ. ويُقالُ: آل القطرانَ، يؤولُ أولاً، إِذَا خثرَ. والخلُّ عربيٌّ صحيحٌ. وفي الحديثِ: نِعمَ الإدامُ الخلُّ. والخلُّ أيضاً الرَّجلُ الضَّعيفُ. والخلُّ الطَّريقُ فِي الرَّملِ. والخلُّ مصدرُ خللتُ الشَّيءَ، إِذَا جمعتَ أطرافهُ بخلالٍ.

فصل آخر

فأمَّا المريءُ فمَا سمعْتُ منْ علمائِنَا فيهِ شيئاً. ولعلَّ أصلُهُ، إنْ كانَ عربيّاً، منْ قولهمْ: مريتُ الضَّرعَ مرياً ليدرَّ. والجبنُ مشدَّدٌ ومخفَّفٌ. ويُقالُ للفوذجِ الَّذِي تتَّخذُ منهُ الكواميخُ: القمنُ، منْ قولكَ: قَمنَ الخبزُ، إِذَا بدأَ يتكرَّجُ. فصلٌ آخرُ الحبالةُ شبكةُ الصَّائدِ. ويُقالُ: أكفتِ الحبالةُ إكفاءً، إِذَا انقلبَتْ. وأفكَّتْ إفكاكاً، إِذَا أفلتَ منْها الصَّيدُ بعدَ ما وقعَ فِيها. واللُّبجةُ حديدةٌ يكونُ فِيها خمسُ كلاليبَ، تنضمُّ وتنفتحُ. يجعلُ فِيها لحمٌ، وتنصبُ للذِّئبِ. فإذَا أكلهُ اجتمعتِ الحدائدُ على خطمهِ، فنشبتْ فِيه. والشَّركُ معروفٌ، والجمعُ أشراكٌ. والسَّبطانةُ قناةٌ جوفاءُ مضروبةٌ بالعقبِ، يرمَى فِيها بالبندقِ. وأصلُ السُّبوطِ الامتدادُ والطُّولُ. ومنهُ قيلَ للولدِ: سبطٌ. والمصالِي شبيهةٌ بالشَّركِ، تنصبُ للطَّيرِ وغيرِها. وفي الحديثِ: إنَّ للشَّيطانِ مصاليَ. والقترةُ بيتٌ يحفرهُ الصَّائدُ فِي الأرضِ يستترُ فيهِ منَ الوحشِ. وهوَ النَّاموسُ أيضاً. والزُّبيةُ حفيرةٌ تحفرُ للأسدِ وتغطَّى، ويجعلُ فوقَها طعمٌ لهُ، فإذَا غشيهُ وقعَ فِيها. والجمعُ الزُّبَى.

أسماء الدواهي

والدُّجيةُ أيضاً القترةُ، والجمعُ الدُّجَى. والدُّجَى أيضاً أولادُ النَّحلِ. والغايةُ القصبةُ الَّتِي تصادُ بهَا العصافيرُ بالدِّبقِ. وهوَ الدِّبقُ، بكسرِ الدَّالِ، والطَّبقُ. والمعذقةُ شبكةٌ صغيرةٌ تُشَدُّ بخشبةٍ، يعذقُ بهَا الصَّيَّادُ السَّمكَ، أي يجمعُ. ومنْ هَذَا اشتقاقُ العوذقةِ. والرِّداعةُ مثلُ البيتِ يتَّخذُ منَ الصَّفيحِ، ويجعلُ فيْها الطُّعمُ، يصادُ بهَا الضَّبعُ والذِّئبُ. والهلالُ حديدةٌ معقَّفةٌ كالهلالِ، يعرقبُ بهَا الصَّيدُ. ويسمَّى بالفارسيَّةِ داسَه. ويُقالُ لَها: الخاطوفُ أيضاً. والوهقُ: الَّذِي يلقَى فِي أعناقِ الدَّوابِّ فتؤخذُ. أسماءُ الدَّواهِي الفِتكرينُ والفُتكرينُ الدَّاهيةُ. وكذلكَ أمُّ نآدٍ، وحبوْ كرَى، والبرحينَ، والبرحينَ. قالَ المفضَّلُ: لمْ تسمَعْ هَذِهِ الكلماتُ منَ العربِ إِلاَّ بفتحِ النُّونِ، وكذلكَ المَقْتَوِينَ. وبنتُ طبقٍ، وأمُّ طبقٍ، وأمُّ الرَّقوبِ، وابنةُ الرَّقمِ، وأمُّ البليلِ، والأمرَّينِ، والَّتي لَا شوَى لَها. والحبلُ، والحابلُ، والحائنةُ، وجبونٌ، والأغويةُ، والذِّربةُ. وأنشدَ. أشكُو إليكَ ذربةً منَ الذِّربْ

فصل آخر

واللَّتيِّا والَّتي. والشِّبدعُ، وأصلهُ العقربُ. والعنقفيرُ، وأمُّ لهيْم، وقيلَ: هيَ المنيَّةُ، لأنَّها تلتهمُ كلَّ شيءٍ. والآبدةُ، والأقورِين، والفليقُ والفلقُ، والمؤيدُ، والخنفقيقُ. ولَها أسماءُ كثيرةٌ ليسَ هَذَا موضعَ ذكرهَا. فصلٌ آخرُ يُقالُ لمنْ بهِ بولٌ: حاقنٌ، ولمنْ بهِ بطنٌ: حاقبٌ، ولمنْ بهِ بولٌ وبطنٌ: حاقمٌ، ولمنْ ضاقَ برجلهِ الخفُّ: حاقفٌ.

§1/1