التكملة والذيل على درة الغواص = التكملة فيما يلحن فيه العامة

الجَوَالِيقي

مقدمة المحقق

التكملة والذيل على درة الغواص للشيخ العلامة أبي منصور موهوب بن أحمد ابن محمد بن الخضر الجواليقي رحمه الله تعالى آمين تحقيق وتعليق عبد الحفيظ فرغلي علي القرني

الجواليقي

الجواليقي هو أبو منصور موهوب بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي البغدادي. ولد عام 466 هـ من أسرة بغدادية - في مدينة بغداد - وفيها شب ونشأ وتتلمذ على علمائها، ومن أبرزهم - في ذلك الوقت - أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي، الإمام المشهور، شارح ديوان الحماسة بثلاثة شروح، وشارح ديوان المتنبي والمفضليات وقصيدة "بانت سعاد" ومقصورة ابن دريد، وقصيدة اللمع في النحو لابن جني، وشارح كتاب نهاية الوصول إلى علم الأصول، كما فسر القرآن الكريم، وغير ذلك من الأعمال الجليلة التي تدل على علم واسع ومعرفة شاملة ونبوغ فريد. فمن حس الحظ الجواليقي أن تتلمذ على التبريزي. وكان الجواليقي عند حسن ظن أستاذه، فآثره الأستاذ وفضله على غيره من التلاميذ لما عرف فيه من طموح وتوق إلى العلم وإقبال عليه بشغف. ودأب الجواليقي على تلقي العلم حتى نبغ فيه، وخلف أستاذ على كرسي فقه اللغة بالمدرسة النظامية بعد موته. وطارت شهرة الجواليقي كما طارت شهرة أستاذه من قبله، وتحلق حوله التلاميذ من كل مكان، يجنون شهي الثمر من علمه وأدبه. وكان الجواليقي أثيرا لدى الخلفاء والأمراء، حتى لقد أصبح إماما للخليفة المقتفي بالله يصلي به الصلوات الخمس، وألف له كتابا في العروض.

وله مع علمه وأدبه شجاعة يقمع بها الخصوم، فمما ذكره ابن خلطان في ذلك أن التلميذ الطبيب وكان ملازما للخليفة أراد أن يفحم الجواليقي ففحمه الجواليقي، ذلك أن الجواليقي حين حضر وقت الصلاة دخل على الخليفة كالعادة وكان معه ابن التلميذ، فقال الجواليقي: السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله تعالى. فقال ابن التلميذ - وكان نصرانيا-: .. ما هكذا يسلم على أمير المؤمنين يا شيخ. فلم يلتفت إليه الجواليقي وقال للمقتفي بالله: يا أمير المؤمنين، سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية، وروى خبرا في صورة السلام، اقتنع به الخليفة، وانكسر له ابن التلميذ. وكانت للجواليقي همة في العلم لت تعرف الكلل، وإذا سئل عن شيء يجهله لا يتوانى عن البحث عنه حتى يعرف. سأله سائل مرة قائلا: سمعت بيتين من الشعر ولم أفهم معناهما، وأريد أن تعرفني معناهما وأنشد: (وصل الحبيب جنان الخلد أسكنها ... وهجره النار يصليني بها النارا) (فالشمس بالقوس أمست وهي نازلة ... إن لم يزرني وبالجوزاء إن زارا) فقال له: هذا شيء من معرفة علم النجوم وسيرها لا من صنعة أهل الأدبي. وبعد انصراف الشاب آلى على نفسه ألا يجلس في حلقته حتى ينظر في علم النجوم ويعرف تسيير الشمس والقمر. ولم يزل الجواليقي جادا في ذلك حتى أتقنه. ومضى الجواليقي في طريق العلم قارئا ومعلما ومؤلفا حتى ترك من بعده ثروة علمية طائلة منها: شرح أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب أسماء الخيل وفرسانها عند العرب، وكتاب المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم، وهو تفسير للكلمات الأعجمية في اللغة العربية. وهذا الكتاب الذي بين أيدينا .. ذيل درة الغواص .. الذي أتم به عمل الحريري في درته .. وقد سمي بكتاب التكملة فيما يلحن فيه العامة. وله تلاميذ نجباء منهم أبو البركات الأنباري العالم الجليل صاحب الكتاب الجليل نزهة الألباء في طبقات الأدباء.

وترك من أولاده العلماء ابنه إسحاق بن موهوب، وأخاه إسماعيل بن موهوب، وكلاهما عالم جليل وأديب خطير ترجم لهما ياقوت الحموي في معجم الأدباء، كما ترجم لهما صاحب كتاب إنباه الرواة بإنباه النحاة. وقد توفي الجواليقي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ببغداد.

مقدمة المصنف

المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، توكلت على الله. قال الشيخ الإمام "أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي" - رحمه الله": هذا تكملة ما تغلط فيه العامة، وهي حروف ألفيت العامة تخطى فيها، فأحببت التنبيه عليها، لأني لم أرها أو أكثرها في الكتب المؤلفة فيما تلحن فيه العامة. فمنها ما يضعه الناس غير موضعه، أو يقصرونه على مخصوص وهو شائع. ومنها ما يقلبونه ويزيلونه عن جهته. ومنها ما ينقص منه ويزاد فيه وتبدل بعض حركاته أو بعض حروفه بغيره. واعتمدت الفصيح من اللغات دون غيره، فإن ورد شيء مما منعته في بعض النوادر فمطروح لقلته زرداءته. فقد أخبرت عن "الفراء" أنه قال: واعلم أن كثيرا مما نهيتك عن الكلام به من شاذ اللغات ومستنكر الكلام لو توسعت بإجازته لرخصت لك أن تقول: رأيت رجلان، ولقلت: أردت عن تقول ذاك، ولكن وضعنا ما يتكلم به أهل الحجاز وفصحاء أهل الأمصار، فلا يلتفت إلى أن قال: يجوز فإنا قد سمعناه،

أولا: مما يضعه الناس في غير موضعه

إلا أنا نجيز للأعراب الذي لا يتخير، ولا نجيز لأهل الحضر والفصاحة أن يقولوا: السلم عليكم، ولا جيت من عندك وأشباهه مما لا تحصيه من القبيح المرفوض وما توفيقي إلا بالله. أولا: مما يضعه الناس في غير موضعه: 1 - متى يقال البارحة ومتى يقال الليلة؟ . فمما تضعه العامة غير موضعه قولهم - فيما بين صلاة الفجر إلى الظهر: فعلت البارحة كذا وكذا، وذلك غلط، والصواب أن تقول فعلت الليلة كذا إلى الظهر، وتقول بعد ذلك: فعلته البارحة إلى آخر اليوم. والصباح عند العرب من نصف الليل الآخر إلى الزوال، ثم المساء إلى آخر نصف الليل، وكذا روي عن "ثعلب" رحمه الله. ومما يشهد بصحة ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من فاته شيء من ورده أو قال جزئه من الليل فقرأه ما بين صلاة الفجر فكأنما قرأه من ليلته". وقال صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في دعائه: فحمى أو طاعون، فلما أصبح قال له إنسان من أهله: يا رسول الله لقد سمعتك الليلة تدعو بدعاء. وعنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قعد بصلاة الغداء يقول: "هل رأى أجد منكم الليلة رؤيا؟ ". وقال "لبلال" عند صلاة الفجر: "يا بلال، خبرني بأزجى عمل عملته منفعة في الإسلام، فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة".

2 - لا يقال بعد الغروب: فعلت اليوم كذا.

2 - لا يقال بعد الغروب: فعلت اليوم كذا. ومن ذلك قولهم في الغروب: فعلت اليوم كذا وكذا، ولك غلط، والصواب أن يقال: فعلته أمس الأحدث، لأن مقدار اليوم طول الشمس إلى غروبها، فإذا غربت الشمس فقد ذهب اليوم ومضى. 3 - مدى صحة وصف الأيام بالبيض. ومن ذلك قولهم: الأيام البيض، فيجعلون البيض وصفا للأيام كلها، والأيام كلها بيض، والصواب أن يقال: أيام الليالي البيض، لأن البيض وصف لها دون الأيام، فيحذف الموصوف وهو الليالي ويقيم الصفة مقامها وهو البيض، ويضيف الأيام إليها. والليالي البيض الثلاثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة، وسميت بيضا لطلوع الشمس من أولها إلى آخرها. أسماء الليالي عند العرب والعرب تسمي كل ثلاث من ليالي الشهر باسم، فتقول: ثلاث غرر، وغرة

4 - الفرق بين الطوارق والجوارح

كل شيء أوله: وثلاث نفل لأنها زيادة على الغرر، وثلاث تسع لأن آخر أيامها التاسع: وثلاث عشر لأن أو أيامها العاشر وثلاث بيض لأنها تبيض بطلوع القمر من أولها إلى آخرها، وثلاث درع لاسوداد أوائلها وابيضاض سائرها، وثلاث ظلم لإظلامها، وثلاث حنادس لسوادها، وثلاث دآدى لأنها بقايا، وثلاث محاق لإمحاق القمر أو الشهر. 4 - الفرق بين الطوارق والجوارح ومن ذلك قولهم في الدعاء: نعوذ بك من طوارق الليل وطوارق النهار، وهو غلط، لأن الطروق الإتيان بالليل خاصة، ولهذا سمي النجم طارقا. قال الله تعالى: {والسماء والطارق} [الطارق: 1]. والصواب أن يقال: نعوذ بالله من طوارق الليل وجوارح النهار؛ لأن "أبا زيد" حكى عن العرب: جرحته نهارا وطرقته ليلا. قال الله تعالى: {وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار} [الأنعام: 60].

5 - الفرق بين العام والسنة.

5 - الفرق بين العام والسنة. ومن ذلك العام والسنة لا يفرق عوام الناس بينهما، ويضعون أحدهما موضع الآخر، فيقلوون لمن سافر في وقت من السنة إلى مثله أي وقت كان: سافر عاما، وذلك غلط. والصواب ما أخبرت به عن "أحمد بن يحيى" - رحمه الله - أنه قال: السنة من أي يوم عددتها فهي سنة، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا، وليس السنة والعام مشتقين من شيء، فإذا عددنا من اليوم إلى مثله فهو سنة، يدخل فيه نصف الشتاء ونصف الصيف، والعام لا يكون إلا صيفا وشتاء، ومن الأول يقع الربع والربع والنصف والنصف، إذ حلف لا يكلمه عاما لا يدخل بعضه في بعض، إنما هو الشتاء والصيف، فالعام أخص من السنة، فعلى هذا نقول: كل عام سنة وليس سنة عاما. 6 - معنى التوتر. ومن ذلك قولهم: تواترت كتبي إليك، يعنون اتصلت من غير انقطاع، فيضعون التواتر في معنى الاتصال، وذلك غلط. وإنما التواتر مجيء الشيء ثم انقطاعه ثم مجيئه، وهو تفاعل من الوتر وهو الفرد يقال: واترت الخبر أتبعت بعضه بعضا وبين الخبرين هنيهة. قال الله تعالى:

7 - القدوم والبرام.

{ثم أرسلنا رسلنا تترا} [المؤمنون: 44]. أصبها وترى من المواترة، فأبدلت التاء من الواو، ومعانه منقطعة متفاوتة لأن بين كل نبيين دهرا طويلا، وقال "أبو هريرة": لا بأس بقضاء رمضان تترى أي متقطعا، فإذا قيل: واتر فلان كتبه فالمعنى تابعها وبين كل كتابين فترة. 7 - القدوم والبرام. ومن ذلك قولهم: هذه قدور برام، يعنون بالبرام الحجارة، وذلك غلط. إنما البرام جمع برمة، وهي القدر من الحجارة، كما تقول: جلة وجلال، وعلبة وعلاب، والصواب أن تقول: برام الجحارة، أو تقول: برام فيعلم أنها من الحجارة، لأن البرمة لا تكون إلا من غير الحجر، وتجمع البرمة على البرام والبُرم والبَرم قال "طرفة": (ألقت إليك بكل أرملة ... شعثا تحمل منقع البرم) وقال آخر:

8 - معنى كلمة ظريف.

(والبايعات بشطي نخلة البرما) 8 - معنى كلمة ظريف. ومن ذلك قولهم: فلان طريف، يعنون به أنه حسن اللباس لبقه، ويخصونه به، وليس كذلك، إنما الظرف في اللسان والجسم. أخبرت عن "الحسن بن علي" عن "الخزاز" عن "أبي عمر" عن "ثعلب" قال: الظريف يكون حسن الوجه وحسن اللسان. الظرف في المنطق والجسم ولا يكون في اللباس. قال "ابن الأعرابي": فلان عفيف الطرف نقي الظرف. قوله: نقي الظرف يعني البدن، وقال "عمر" رضي الله عنه: إذا كان اللص ظريفا لم يقطع. معناه إذا كان بليغا جيد الكلام أحتج عنن نفسه مما يسقط الحد.

9 - علام تطلق كلمة العصارة؟ .

والفعل من هذه الكلمة ظرف يظرف طرفا، فهو ظريف، والجمع ظرفاء، ولا يوصف بذلك السيد ولا الشيخ، إنما يوصف به الفتيان الأزوال والفتيات الزولات. وقال "ابن الأعرابي": الظرف في اللسان والحلاوة في العينين والملاحة في الفم والجمال في الأنف. وقال "محمد بن يزيد": الظريف مشتق من الظرف وهو الوعاء، كأنه جعل الظريف وعاء للأدب ومكارم الأخلاق. 9 - علام تطلق كلمة العصارة؟ . ومن ذلك قولهم للخمر: عصارة، وإنما العصارة ما تحلب من الشيء المعصور، وكل شيء عصر ماؤه فهو عصير، والماء عصارة. قال "امرؤ القيس": (كأن دماء الهاديات بنحره ... عصارة حناء بشيب مرجل) وقال الآخر: (إن العذارى قد خلطن للمتي ... عصارة جناء معا وصبيب) وقال آخر - أنشدنيه "أبن بندار" عن "ابن رزمة" عن "أبي سعيد" عن "ابن دريد" [قال "ابن بري" لأبي القيس بن الأسلت]:

(والعود يعصر ماؤه ... ولكل عيدان عصارة) وقال "جرير": (أنت ابن برزة منسوبٌ إلى لجأٍ ... عند العصارة والعيدان تعتصر) وقال أيضاً يهجو "الفرزدق": (لحا الله ماءً من عروقٍ خبيثةٍ ... سقت سابياء جار فيها مخمرا) (فما كان من فحلين شر عصارة ... والألم من خوض الحمار وكميرا) حوض الحمار لقبٌ كان "الغالب وكميرا اشتقه من الكمرة. وقال أيضاً يهجو "التيم": (يا تيم خالط خبث ماء أبيكم ... يا تيم خبث عصارة الأرحام) ولا يلتفت إلى ما سواه.

10 - معنى كلمة السوقة

10 - معنى كلمة السوقة ومن ذلك السوقة. يذهب عوام الناس إلى أنهم أهل السوق، وذلك خطأ، إنما السوقة عند العرب من ليس بملك، تاجراً كان أو غير تاجر بمنزلة الرعية التي يسوسها الملوك، وسموا سوقةً لأن الملك يسوقهم فينساقون له ويصرفهم على مراده، يقال للواحد: سوقة ولاثنين: سوقة، وربما جمع: سوقاً. قال "زهير": (يطلب شأو امرأين قدما حسناً ... نال الملوك وبذا هذه السوقا) وقال أيضاً: (يا جار لا أرمين منكم بداهيةٍ ... لم يلقها سوقةٌ قبلي ولا ملك) وقالت "حرقة بنت النعمان": (بينا نسوس الناس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقةٌ نتنصف) فأما هل السوقة فالواحدة منهم سوقيٌّ، والجماعة سوقيون. 11 - [مطلب اليقطين] ومن ذلك اليقطين. تذهب العامة إلى أنه القرع خاصةً، وليس كذلك. إنما

12 - القول في ذات

اليقطين كل شجرٍ انبسط على وجه الارض ولا يقوم على ساق، مثل القرع والقثا والبطيخ ونحو ذلك. 12 - القول في ذات ومن ذلك قول المتكلمين في صفة الله تعالى: الذات، قال "ابن برهان": وذلك جهلٌ منهم لا يصلح إطلاقاً هذا في اسم الله تعالى لأن أسماءه - جلت عظمته - لا يصح فيها إلحاق تاء التأنيث، ولهذا امتنع أن يقال فيه: علامة - وإن كان أعلم العالمين. فذات بمعنى صاحبة تأنيث قولك "ذو" كما أن النسب إلى ذو ذووي. أخبرنا بذلك "أبو زكريا" "عنه". 13 - محسات لا محسوسات وكذلك قولهم: المحسوسات أي المعلومات خطأ أيضاً، والصواب أن يقال: المحسات؛ لأنه يقال: أحسست الشيء وحسست به، فأما المحسوسات فمعناها

14 - معنى الخروع

في اللغة المقتولات، يقال: حسه إذا قتله. وكذلك قول العامة: حس في معنى سمع ووجد غلط. تقول: أحسن إذا وجد، فأما حس فقتل، وحس الدابة بالمحسة، وحس النار إذا ردها بالغضا على جبز الملة، وحس اللحم إذا وضعه على الجمر. 14 - معنى الخروع ومن ذلك الخروع تذهب العامة إلى أنه نبتٌ بعينه، ويفتحون خاءه فيخطئون في لفظه ومعناه، وإنما الخروع كل نبت يتثنى، أي نبتٍ كان، ولهذا قيل للمرأة اللينة الجسد: خريع. ومنه حديث "أبي سعيد الخدري" رحمة الله عليه: "لو سمع أحدكم ضغطة القبر لخرع" أي انكسر وضعف. وليس في كلام العرب شيءٌ على فعول بكسر الفاء إلا حرفان: خروع وعتود، وهو اسم واد وموضع. 15 - معنى البقل ومن ذلك البقل. تذهب العامة إلى أن ما يأكله الناس خاصةً دون البهائم من

النبات الناجم الذي لا يحتاج في أكله إلى طبخ، وليس كذلك. إنما البقل العشب، وما ينبت الربيع مما تأكله البهائم والناس. قال الشاعر: (فلا مزنةٌ ودقت ودقها ... ولا أرض أبقل أبقالها) وقال آخر: (قومٌ إذا نبت الربيع لهم ... نبتت عداوتهم مع البقل) وقال "زهير": (رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم ... قطيناً لهم حتى إذا أنبتت البقل) وقال أبو "دؤاد": (مثل عير الفلاة صعلكة البقل ... مشيحٌ بأربع عسرات) يقال منه بقلت الأرض وأبقلت، لغتان فصيحتان، إذا أنبت البقل وابتقلت الإبل وتبقلت إذا أرعته. قال "أبو النجم" يصف الإبل:

16 - معنى الصلف

(تبقلت في أول التبقل ... بين رماحي مالك ونهشل) والفرق بين البقل ودق الشجر أن البقل إذا أرعي لم يبق له ساق، والشجر يبقى له سوق وإن دقت، وكذلك يجعلون الحشيش ضرباً من رطب العشب، وإنما الحشيش يابس العشب كله ولا يقع على شيءٍ من الرطب، ورطب العشب يدعى الرطب بضم الراء والخلا جميعاً والكلأ يجمعهما. 16 - معنى الصلف ومن ذلك الصلف، تذهب العامة إلى أنه التيه، والذي حكاه أهل اللغة في الصلف أنه قلة الخير. يقال: امرأةٌ صلفة: قليلة الخير لا تحظى عند زوجها، وقد صلفت صلفاً إذا لم تحظ عنده، ورجلٌ صلف أي قليل الخير، ومن أمثالهم: "رب صلف تحت الراعدة". 17 - معنى البهنانة ومن ذلك البهنانة، تذهب العامة إلى أنها ذم، ويعنون بها المرأة البلهاء، وليس كذلك، إنما البهنانة صفة تمدح بها المرأة، يقال: امرأةٌ بهنانة إذا كانت ضاحكةً متهللة، وقيل: هي الطيبة الرائحة الحسنة الخلق السمحة لزوجها، وقال "ابن الأعرابي" في قول "الشاعر": (ألا قالت بهان ولم تأبق ... نعمت ولا يليق بك النعيم)

18 - معنى المتفتية

أراد بهانة، وتأبق: تأثم. 18 - معنى المتفتية ومن ذلك المتفتية، تذهب العامة إلى أنها الفاجرة، وليس الأمر كذلك، إنما المتفتية الفتاة المراهقة. يقال: تفتت الجارية إذا راهقت فخدرت ومنعت من اللعب مع الصبيان، وقد فتيت تفتية. يقال: لفلانة بنت قد تفتت أي تشبهت بالفتيان وهي أصغرهن. ويقال للحدثة: فتاة، وللغلام فتى. قال "القتيبي": ليس الفتى بمعنى الشاب والحدث وإنما هو بمعنى الكامل الجزل من الرجال. 19 - راب لا مربوب ومن ذلك قولهم للكثير الأشعال: مربوب، وذلك قلب للكلام، والوجه أن يقال: رابٌّ، فأما المربوب فهو المصلح المربي، قال الشاعر:

20 - الساقي والمسقي

(يعطى دواء قفي السكن مربوب) ويقال: سقاء مربوب إذا متن بالرب، يقال: رب فلان ولده يربه، ورب صنيعته يربها رباً إذا أتمها وأصلحها، فهو رب ورابٌّ، قال الشاعر: (يرب الذي يأتي من العرب إنه ... إذا سئل المعروف زاد وتمما) والرب ينقسم ثلاثة أقسام: مالك، يقال: هو رب الدابة ورب الدار، وكل من ملك شيئاً فهو ربه. وربُّ، سيد مطاع، قال تعالى: {فيسقي ربه خمراً} أي سيده. وربُّ [أي]، يقال: رب الشيء إذا أصلحه .. ولا يقال بالألف واللام لغير الله تعالى. 20 - الساقي والمسقي وكذلك قولهم لساقي الماء: شارب، وهو قلبٌ للكلام، إنما المسقي الشارب وصاحب الماء الساقي، ومثله قولهم لضرب من المشموم: الشمام والشمامة، فيجعلونه للمفعول، وإنما الشمام والشمامة بناء للفاعل للمبالغة ولا يكون للمفعول.

21 - معنى الغلام والجارية

21 - معنى الغلام والجارية ومن ذلك الغلام والجارية، ويذهب عوام الناس إلى أنهما العبد والأمة خاصة، وليس كذلك، إنما الغلام والجارية الصغيران، وقيل: الغلام الطار الشارب، ويقال للجارية: غلامة أيضاً. قال الشاعر: (بهان بها الغلامة والغلام) وقد يقال للكهل: غلام، قالت "ليلى الأخيليلة" تمدح "الحجاج": (غلام إذا هز القناة سقاها) وكان قولهم للطفل غلام على معنى التفاؤل [أي سيصير غلاماً].

22 - معنى الدبر

[وقولهم للكهل: غلام أي الذي كان مرة غلاماً] وهو فعال من الغلمة وهي شدة شهوة النكاح، وقالت امرأة ترقص بناتها: (وما علي أن تكون جارية ... حتى إذا ما بلغت ثمانية) (زوجتها عتبة أو معاوية ... أختان صدقٍ ومهورٌ عالية) وقال آخر: (جاريةٌ أعظمها أجمها ... قد سمنتها بالسويق أمها) وقال الشاعر: (جوارٍ تحلين اللطاط يزينها ... شرايح أحواف من الأدم الصرف) اللطاط: جمع لط وهو قلادة من حنظل، والأحواف جمع حوف وهو شبيه بالمئزر، يتخذ للصبيان، من أدم يشقُّ من أسافله ليمكن المشي فيه. 22 - معنى الدُّبر ومن ذلك الدبر. تذهب العامة إلى الاست خاصة، وليس كذلك، دبر كل شيءٍ خلاف قبله، بضم الدال، ما خلا قولهم: جعل فلان قولك دبر أذنه أي خلف أذنه، فإنه بفتح الدال. قال الله تعالى: {سيهزم الجمع ويولون الدبر}. وقال عز اسمه: {وأدبار السجود}. وقال: {والليل إذا أدبر}.

23 - الحجر لأي حيوان

23 - الحجر لأي حيوان وكذلك يجعلون الجحر اسماً لها خاصة، وإنما الحجر كل ما يحتفره في الأرض من الدواب، ما لم يكن من عظام الخلق، نحو جحر اليربوع والثعلب والأرنب وشبه ذلك. 24 - الفرق بين الذميم والدميم ومن ذلك الذميم بالذال المعجمة، يضعه الناس موضع الدميم بالدال غير المعجمة فيقولون: فلان ذميم أي قميءٌ حقير. والصواب أن يقال: دميم بالدال غير المعجمة، فإن كان سيء الخلق قيل: ذميم. يقال من الأول: رجل دميم وامرأة دميمة من نساء دمايم ودمام، وما كنت يا رجل دميماً، ولقد دممت بعدي تدم دمامةً، واشتقاقه من الدمة وهي النملة والقملة الصغيرة. فالدمامة بالدال مهملة في الخلق، والذمامة بالذال معجمة في الخلق. يقال: ذم الرجل يذم ذماً وهو اللؤم في الإساءة. 25 - الفرق بين الانتفاخ والانتفاج ومن ذلك الانتفاخ بالخاء، ويضعه الناس موضع الانتفاج بالجيم، ولكل واحد منهما موضع يوضع فيه. فأما الانتفاخ بالخاء فعظم الجنبين الحادث من علة أو أكل أو شرب. والانتفاج بالجيم ع ظم الجنبين خلقةً من غير علة. يقال: رجل منتفج الجنبين. وفرسٌ منتفج الجنبين. قال الشاعر:

26 - معنى التحليق

(منتفج الجنب عظيم كلكله) فمدحه بذلك، ولو قاله بالخاء لكان ذما، ويقال: انتفجت الأرنب إذا اقشعرت، وكل شيءٍ احتال فقد تنفج. 26 - معنى التحليق ومن ذلك التحليق. تذهب العامة إلى انه رمي الشيء من علوٍّ إلى أسفل، فيقولون: حلقت الشيء إذا ألقيته، وذلك غلط. وإنما التحليق عند العرب الارتفاع في الهواء، يقال: حلق الطائر في كبد السماء إذا اشتد وارتفع في طيرانه، وحلق النجم إذا ارتفع. قال "ابن الزبير الأسدي". (رب منهل طاوٍ وردت وقد خوى ... نجم وحلق في السماء نجوم) وفي الحديث "فحلق ببصره إلى السماء" رفع البصر إلى السماء كما يحلق الطائر إذا ارتفع في الهواء. ومنه الحالق: الجبل المشرف، وقال "النابغة" في حلق الطائر: (إذا ما التقى الجمعان حلق فوقهم ... عصائب طير تهتدي بعصائب) وإنما سمي تحليقاً لأن الطائر يطلع فيدور في طلوعه كما تستدير الحلقة. 27 - من اليتيم؟ ومن ذلك اليتيم. تذهب العامة إلى أنه الصبي الذي مات أبوه أو أمه، وليس

28 - معنى المثقال

كذلك، وإنما اليتيم من الناس الذي مات أبوه خاصة، ومن البهائم الذي ماتت أمه. فاليتيم في الناس من قبل الأب وفي البهائم من قبل الأم. فإذا بلغ الصبي زال عنه اسم اليتم. يقال منه: يتم ييتم يتُماً ويَتماً، وأيتمه الله. وجمع اليتيم يتامى وأيتام، وكل منفرد عند العرب يتيم ويتيمة. وقيل: أصل اليتم الغفلة، وبه سمي اليتيم يتيماً لأنه يتغافل عن بره، والمرأة تدعى يتيمة ما لم تزوج، فإذا تزوجت زال عنها اسم اليتم، وقيل: المرأة لا يزول عنها اسم اليتم أبداً. وقال "أبو عمرو": اليتم الإبطاء، ومنه أخذ اليتيم لأن البريبطى عنه. 28 - معنى المثقال ومعنى ذلك المثقال، يظنه الناس وزن دينار، وليس كما يظنون. مثقال كل شيء وزنه، وكل وزن يسمى مثقالاً وإن كان وزن ألف. قال الله تعالى: {وإن كان مثقال حبة من خردل}. قال "أبو حاتم": وسألت "الأصمعي" عن صنجة الميزان فقال: فارسي، ولا أدري كيف أقول ولكني أقول: مثقال. فإذا قلت للرجل: ناولني مثقالاً، فأعطاك صنجة ألف أو صنجة حبةٍ كان ممتثلاً. 29 - الفرق بين تنهس وتنحس ومن ذلك قولهم: تنهس النصارى إذا أكلوا اللحم قبيل صومهم، وذلك غلط

30 - المفهوم الصحيح للشمائل

في اللفظ، وقلب للمعنى إلى ضده. أما اللفظ فإنه يقال: تنحس النصارى بالحاء، وأما المعنى فإنهم يقال لهم ذلك إذا تركوا أكل اللحم، ولا يقال لهم ذلك إذا أكلوه. قال "ابن دريد": هو عربي معروف لتركهم أكل الحيوان، قال: ولا أدري ما أصله. ويقال: تنحس إذا تجوع كما يقال: توحش. قال الشيخ: وكأنه مأخوذ منه كأنهم تجوعوا من اللحم. 30 - المفهوم الصحيح للشمائل ومن ذلك قولهم: فلان حسن الشمائل، إذا كان حسن التثني والتعطف في المشي. وإنما الشمائل الخلائق عند العرب، وأحدها شمال. والنحويون يذهبون إلى أن شمالاً يكون واحداً وجميعاً. قال الشاعر: (الم تعلما أن الملامة نفعها ... قليل، وما لومي أخي من شماليا) يريد من خلقي. 31 - ما أذفره وما أزفره ومن ذلك قولهم للشيء إذا كرهوا يرحه: ما أزفره! ، وإنما الكلام أن يقال: ما أذفره! بالذال المعجمة، والذفر حدة ريح الشيء الطيب والشيء الخبيث. قال الشاعر في خبث الريح: (ومأولقٍ أنضجت كية رأسه ... وكرته ذفراً كريح الجورب)

32 - الحليل معناه الزوج

قال "الراعي" وذكر إبلاً قد رعت العشب وزهره، فلما صدرت عن الماء نديت جلودها ففاحت منها رائحة طيبة، فيقال لتلك فأرة الإبل: (لها فأرة ذفراء كل عشية ... كما فتق الكافور بالمسك فاتقه) فأما الزفر فهو الحَمل والزفر الحِمل، وليس من هذا في شيء. والزفر والزفير أن يملأ الرجل صدره غماً ثم يزفر به، وهو من شديد الأنين وقبيحه. 32 - الحليل معناه الزوج ومن ذلك الحليل تضعه العامة موضع الإحليل، ويعنون به الذكر وهو غلط إنما الحليل الزوج، والحليلة المرأة وسميا بذلك إما لأنهما يحلان في موضع واحد، أو لأن كل واحد منهما يحال صاحبه أي ينازله، أو لأن كل واحد منهما يحل إزار صاحبه. وأما الإحليل فهو ثقب الذكر الذي يخرج منه البول وجمعه الأحاليل، والأحاليل أيضاً مخرج اللبن من ظبي الناقة وغيرها. 33 - معنى يتحنث ومن ذلك قول الناس: فلانٌ يتأثم ويتحنث، يذهبون إلى أن معناه: يقع في الإثم والحنث، وليس كما ذهبوا إليه، وإنما معنى يتحنث أي يفعل فعلاً يخرج منه الحنث والاثم، يقال: هو فلان يتنجس إذا فعل فعلاً يخرج به من النجاسة، وكذلك يتأثم ويتحرج إذا فعل فعلاً يخرج من الاثم والحرج.

34 - معنى الخنان

34 - معنى الخنان ومن ذلك الخنان يضعه الناس موضع الحنكة، فيقولون: خننه إذا ضرب حنكه، كما يقولون: حنَّكه وإنما الخنان داء يأخذ الإبل في مناخرها تموت منه، وهو في الإبل مثل الزكام في الناس، والخنان أيضاً داؤٌ يأخذ الناس. قال الشاعر: (وأشفى من تخلجٍ كل جن ... وأكوى الناظرين من الخنان) والخنان أيضاً داء يأخذ الطير في رءوسها: يقال: إنه طائر مخنون. 35 - استعمال كل من أمَّا وإمَّا ومن ذلك أما وإما، لا يفرقون بينهما، وفرق بينهما أن التي تفضل بها الجمل وتجاب بالفاء مفتوحة الهمزة. يقول: أما زيدٌ فعاقل وأما عمروٌ فعالم. والتي تكون للشك أو التخيير مكسورة الهمزة. تقول: لقيت إما زيداً وغما عمراً، وخذ إما هذا وإما ذاك. 36 - معنى العضروط ومن ذلك العضروط. تذهب العامة إلى أنه الذي يحدث إذا جامع، وليس كذلك. إنما الغضروط الذي يخدمك بطعام بطنه، وهم العضاريط والعضارطة. وقال "الأصمعي": هم الأجراء، وأنشد: (أذاك خيرٌ أيها العضارط)

37 - لا فرق بين التابل والأبزار

وقال "طفيل": (وراحلة وصيت عضروط ربها ... بها والذي تحتي ليدفع أنكب) يريد أنه كان على راحلة بجنب فرسه، فلما دنا من القتال ركب الفرس، ووصى التابع بالراحلة. وأنكب: يعني الفرس الذي تحته قد تحرف للعدو لما لحقه من الزمع، فأما الذي يحدث عند الجماع فهو العذيوط. 37 - لا فرق بين التابل والأبزار ومن ذلك التابل والأبزار، يفرق عوام بينهما. والعرب لا تفرق بينهما. التابل والأبزار [والقرح] والقزح والفَحا والفِحا كله بمعنى واحد، يقال: توبلت القدر وفحيتها وقزحتها إذا ألقيت فيها الأبزار. والأبزار بفتح الهمزة وليست بجمع. وهو فارسي معرَّب وبعضهم يكسر بالهمزة. 38 - ما يقال للخارج من الحمام ويقولون للخارج من الحمام: طاب حمامك، وليس لذلك معنى، وإنما الكلام: طاب حميمك وإن شئت قلت: طابت حمَّتك أي طاب عرقك، لأن عروق الصحيح طيب وعرق السقيم خبيث. 39 - الفرق بين ركَّ ورقَّ ويقولون: اقطعه من حيث رق بالقاف، وكلام العرب: اقطعه من حيث رك أي من حيث ضعف.

40 - أزف لا زاف

40 - أزف لا زاف ومن ذلك قولهم: قد زاف الوقت إذا قرب وهو خطأ. والصواب أن يقال قد أزف الوقت. وكل شيء اقترب فقد أزف أزفاً. قال الله تعالى: {أزفت الآزفة}، أي دنت القيامة، فأما زاف فيستعمل في الحماية، يقال: زافت الحمامة إذا نشرت جناحيها وذنبها على الأرض، وزافت المرأة في مشيها كأنها تستدير، وزاف الجمل في مشيه زيفاً وهو سرعة في تمايل. 41 - العروض للمرأة والرجل ومن ذلك العروس. تذهب العامة إلى أنه يقع على المرأة خاصة دونه الرجل. وليس كذلك، يقال: رجل عروس وامرأة عروس، ولا يسميان عروسين إلا أيام البناء. قال الشاعر: (وهذا عروساً باليمامة خالد) ومن أمثالهم "كاد العروس يكون أميراً" ويقال لهما أيضاً: عرسان في كل وقت. قال الراجز: (أنجب عرس جمعاً وعرس)

ثانيا: ومما ينقص منه ويزداد منه وتبدل بعض حركاته وبعض حروفه بغير.

ثانياً: ومما ينقص منه ويزداد منه وتبدل بعض حركاته وبعض حروفه بغير. 1 - قولهم: قرأت الحواميم يقولون: قرأت الحواميم، وذلك خطأ ليس من كلام العرب. والصواب: أن يقال: قرأت آل حم. وفي حديث "عبد الله بن مسعود": "إذا وقت في آل حم وقعت في روضات دمثات" ومر رجلٌ بأبي الدرداء وهو يبني مسجداً، فقال: ابنه لآل حم وقال "الكميت": (وجدنا لكم في آل حم آية ... تأولها منا تقي ومعرب) 2 - قولهم: أمر مهول ويقولون: أمر مهول، وإنما هو هايل. يقال: هالني الشيء يهولني هولاً إذا

3 - استعمال كلمة أف

أفزعك، فهو هايل، والهول المخافة على الأمر لا يدري ما يهجم عليه. 3 - استعمال كلمة أفّ وتقول: أفَّ منه وأفٍّ منه وأفًّا منه وأفٍّ مضافاً وأفة وافا بالأف. ولا تقل افي بالياء فإنه خطأ. ومعنى أف الأنين والتضجر. وأصلها نفخك الشيء سقط عليك من تراب أو رماد، وللمكان تريد إماطة الأذى عنه، فقيلت لكل مستثقل. 4 - هوش لا شوش وتقول: هوشت الشيء إذا خلطته ومنه أخذ اسم "أبي المهوش الشاعر". ولا تقل: شوشه، فقد أجمع أهل اللغة أو التشويش لا أصل له في العربية، وأنه من كلام المولدين، وخطأوا "الليث" فيه. 5 - أبو رياح وليس: بُرياح وهو أبو رياح لهذا يلعب به الصبيان، وتديره الريح ولا تقل: بُرياح.

6 - أبو زناء وليس: بوزنة

6 - أبو زناء وليس: بوزنَّة وكذلك يقولون للقرد: بوزنَّة وإنما هو أبو زنَّاء، وهي كنيته. 7 - زجَّال وليس زجان وتقول لمرسل الحمام: زجال باللام، والزجل إرسال الحمام الهادي من مزجل بعيد، وقد زجل به يزجل، ولا تقل: زجَّار فإنه خطأ. 8 - سبطانة ولا زربطانة ويقال للقناة الجوفاء المضروبة بالعقب يرمي فيها سهام صغار تنفخ نفخاً فلا تكاد تخطي: سبطانة، ولا يقال: زربطانة كما تقول العامة. 9 - وهي السميرية لا السمارية وهي السمرية من السفن بالياء وهي منسوبةٌ إلى رجل يقال له: سمير أظنه كان يعمل بالبصرة، وهو أول من عملها فنسبت إليه، ولا تقل: سمارية فإنه خطأ. 10 - الضبغطى لا الضبغطع والضبغطى شيءٌ يفزع به الصبيان، ولا تقل: الضبغطع. قال الراجز: (وزوجها زوترك زونزا ... سيفزع إن قُزِّع بالضبغطى)

11 - برجان لا برجاص

11 - برجان لا برجاص ويقولون لمن ينسبونه إلى السرقة، هو "برجاص" اللص، وإنما هو "برجان" بالنون وهو "فضيل بن برجان" ويقال "فضل" أحد بني عطارد ومن بني سعد، وقال مولى لبني "امرئ القيس" وكان له صاحبان يقال لهما "سهم" و"بسام" فقتلهم "مالك بن المنذر بن الجارود" وصلب "ابن برجان" بعدما قتله في مقبرة "العتيك" وكان الذي تولى ذلك "شعيب بن الجحاب" وأخذ اللصوص المشهورين بالبصرة فقتلهم، فقال "خلق بن خليفة": (إن كنت لم تسألي سهماً وصاحبه ... عن مالكٍ فسلي فضل بن برجان) (يخبرك عن الذي وفى على شرف ... حتى أناف على دورٍ وبنيان) 12 - جئت من عندك، لا إلى عندك ويقولون: قد جئت إلى عندك، وهو خطأ. يقال: جئت من عنده، ولا يقال: جئت إلى عنده، لأن عند لا يدخل عليها من حروف الجر غير من وحدها. 13 - الجبولا لا الكبولة ويقولون الكبولة، وإنما هي الجبولا بالجيم والمد، واشتقاقها من الجبل. 14 - لبكت لا كبلت ويقولون: كبلت الشيء إذا خلطته، والمعروف: لبكت وبكلت وربكت إذا

15 - افعل كذا إما لا

خلطت. فأما كبلت فمعناه قيدت. يقال: كبلته كبلاً، والكبل: القيد. 15 - افعل كذا إما لا ويقولون: افعل كذا أُمالي. والصواب: إما لا، وأصله إن لا يكن ذلك الأمر فافعل هذا، وما زايدة، وأنشدني "أبو زكريا" رحمه الله: (أمرعت الأرض لو أن ما لا ... لو أن نوقاً لك أو جمالاً) (أوثلة من غنم إما لا) 16 - سيدتي لا ستي ويقولون: فعلت ستي وقالت ستي، والصواب أن يقال: سيدتي؛ لأنه تأنيث السيد. وقرأت بخط "أبي الحسن علي بن محمد الكوفي": حدثني "عبد الله بن عمار الطحني" قال حدثني "الزغل" قال: رأيت "ابن الأعرابي" في منزلنا، فقالت عجوزٌ لنا: ستي تقول كذا وكذا، قال: فقال "ابن الأعرابي": إن كان من السؤدد فسيدتي، وإن كان من العدد فستتي، لا أعرف في اللغة لستي معنى. وقد تأوله "ابن الأنباري" فقال: يريدون يا ست جهاتي، وهو تأول بعيدٌ مخالف للمراد. 17 - حطب جزل لا زجل ويقولون: حطب زجل، وإنما هو جزل، وهو الغليظ من الحطب، وقيل اليابس قال الشاعر: (ولكن بها ذاك اليفاع فأوقدي ... بجزلٍ إذا أوقدت لا بصرام)

18 - صحة جمع مكوك

والضرام والشخت ضده. ثم كثر الجزل في كلامهم حتى صار كل ما كثر جزلاً، فقالوا: أعطاه عطاءٌ جزلاً، وأجزلت للرجل وجزل لي من ماله. 18 - صحة جمع مكوك ويقولون في جمع المكوك: مكاك، وإنما المكاك جمع مكاء، وهو طائر يسقط في الرياض ويمكو أي يصفر، والصواب أن يقال في جمع المكوك: مكاكيك. 19 - صاخرة لا صاغرة [ويقولون لهذا الإناء من الخزف الذي يتطهر فيه: صاغرة بالغين وإنما هو صاخرة]. 20 - أرش لا هرش ويقولون لما يدفع بين السلامة والعيب في السلعة: هرس وقد هرس السلعة. وإنما هو أرشٌ، وقد أرشت الثوب، وسمي أرشاً لأن المبتاع للثوب على أنه صحيح إذا وقفت منه على خرق أو عيب وقت بينه وبين البائع أرش أي خصومة، من قولك: أرشت بينهما إذا أغريت أحدهما بالآخر، فسمي ما نقص العيب الثوب أرشاً إذ كان سبباً للأرش.

21 - مؤيس صوابها يائس

21 - مؤيس صوابها يائس ويقولون: أنا مؤيس من خيرك، والصواب أن يقال: أنا يائس من خيرك. يقال: يئست وأيست. لغتان. 22 - ورن، وورل ويقولون لدويبة أصغر من الضب: الورن بالنون، وإنما هي الورس باللام، وجمعها الورلان، وهي إحدى الأحرف التي اجتمعت فيها الراء واللام. ولم تجتمع الراء واللام في شيء من لغة العرب إلا في أحرف يسيرة، هذا أحدها، وأرل - وهو جبل معروف - وغرله - وهي القلفة - وجرل - وهي الحجارة المجتمعة. 23 - الأسكرجة لا السكرجة ويقولون: السكرجة بفتح الكاف والراء، وإنما هي الأسكرجة بضمها والهمزة وهي أعجمية معربة، ومعناها بالفارسية مقرب الخل. 24 - الهاون صوابها الهاوون ويقولون: الهاون والصواب أن يقال: الهاوون بواوين، على مثال فاعول، لأنه ليس في كلام العرب كلمة على فاعل - وهي اسم موضع - العين منها واو.

25 - الدستك صحتها الدستج

25 - الدستك صحتها الدستج ويقولون: الدستك وإنما هي الدستج، وهما أعجميتان معربان أريضاً. 26 - تثوب ممطر لا منطر ويقولون لضرب من الثياب يتخذ من صوف: منطر، والصواب: ممطر، وهو مفعل من المطر كأنهم أرادوا أنه يلبس فيه. 27 - أمَّلت لا ومّلت: ويقولون: ما وقلت فيك كذا، وإنما الكلام ما أمَّلت 28 - الميضأة لا الميضة ويقولون: الميضة لموضع الطهارة [وإنما هي الميضأة] وهو ما يتوضأ منه. 29 - زمكى لا زكاة ويقولون لأصل ذنب الطائر: زمكاة، والصواب أن يقال: الزمكي والزمجي. 30 - اسم منذر الأسد ويقولون لما ينذر بين الناس يدي الأسد: فروانك، وإنما هو فرانق، وهو سبع يصيح بين يديه كأنه ينذر الناس، ويقال: إنه سبيهٌ بابن آوى، يقال له: فرانق الأسد، ويقال له: الوعوع وهو أعجمي معرَّب.

31 - الحلواء المعقدة لا المعقودة

31 - الحلواء المعقدة لا المعقودة ويقولون لضرب من الحلواء: المعقودة، والصواب أن يقال: المعقدة. 32 - جمع قريبة ويقولون في جمع قرية: قرايا، وإنما جمع قرية: قرى لا غير، وهو جمع نادر، لأنه جمع فعلة من الياء والواو يجيء على فعال، فيكون ممدوداً مثل: ركوة وركاء، وشكوة وشكاء، وقشوة وقشاء، ولم يسمع في شيء من جمع هذا القصر إلا كوة وكوى، وقرية وقرى، وقال بعضهم: هو جمع قرية بكسر القاف لغة يمانية ككسوة وكُسى، وقد رد عليه، وقالوا: القرية بفتح القاف لا غير، والنسبة إلى القرى قرويّ. 33 - جمع أنبوبة ويقولون: الأنبوبة، والأنبايب في جمعها، وهذا لفظ بشع وبناء منكر، وإنما الكلام الأنبوبة والأنابيب كالأعجوبة والأعاجيب. 34 - كلمات جاءت ممدودة وقد تقصر ويقولون لهذا النبات الأصفر المجتث الذي يتعلق بطرف الشوك: الأكشوث، وإنما هو الكشوث والكشوثا، وجاء على فعولاء ممدوداً: الدبوقاء [العذرة] قال "رؤبة": (لولا دبوقاء استه لم يبطخ) أي لم يتلطخ.

35 - العزلاء لا العزلة

وجلولاء وحروراء، وهما بالمد بلدان. وكشوثاء وبرز قطوناء بالمد وقد يقصران. كما قال الشاعر: (هو الكشوث فلا أصل ولا ورق ... ولا نسيم ولا ظل ولا شجر) 35 - العزلاء لا العزلة ويقولون لفم المزادة: العزلة وإنما هي العزلاء. 36 - زرمانقة لا زرنبانقة ويقولون للجنة من الصوف: زرنبانقة، وإنما هي: زرمانقة. وهي عبرانية وقد تكلمت بها العرب وهي في الحديث عن "عبد الله بن مسعود": "أن موسى" عليه السلام لما أتى "فرعون" أتاه وعليه زرمانقة". 37 - العذق لا العثق ويقولون: العثق والصواب: العذق.

38 - الجيم بدل الكاف فيما يأتي

38 - الجيم بدل الكاف فيما يأتي ويقولون للخيوط المعقدة: كداد وكلام العرب: جداد. قال الأعشى [يصف الخمار]. (أضاء مظلته بالسراج ... والليل وعامر جدادها) ويقولون لبثرة تخرج من جفن العين: كدكد، وذلك غلط، والصواب: الجدجد بجيمين. هذه لغة بني تيم. وربيعة تسميه القمع. قال "سويد بن أبي كاهل": (صافي اللون وطرفاً ساجياً ... أكحل العينين ما فيه قمع) وقال الأعشى: (وطرفاً لم يكن قمعاً)

39 - منوار لا منيار

39 - منوار لا منيار ويقولون للذي يستصبح به على أبواب الملوك: منيار بالياء، والصواب أن يقال: منوار، لأنه مأخوذ من النور أو من النار، وكلاهما من الواو، ولو بنيت مفعالاً من النول والقول لقلت: منوال ومقوال بالواو، ولم تقله بالياء. 40 - أحلاس لا حلاس ويقولون: على فلان حِلاس، والكلام أحلاس كأخلاق، وهو جمع حلس، وهو ما بسط تحت حر الثياب. وفي الحديث: "كن لس بيتك"، والحلس للبعير كساء رقيق يكون تحت البرذعة. 41 - شحاذ لا شحات ويقولون للسائل: شحات بالتاء، وإنما هو شحاذ بالذال، وهو السائل الملح في المسألة. من قولك: شحذ الصيقل السيف، إذا ألح عليه بالتحديد، وشفرة مشحوذة. قالت "عائشة بنت عبد المدان: (حدثت بسراً وما صدقت ما زعموا ... من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا) (أنحى على ودجى ابنيَّ مرهفةً ... مشحوذة وكذاك الأمر يقترف)

42 - يتنطع لا يتطلع

والصيقل شاحذ وشحاذ، والمُلحُّ في المسألة مشبه به. 42 - يتنطع لا يتطلع ويقولون: فلان يتطلع علينا باللام، والصواب يتنطع بالنون، والمتنطع: المتعمق في كلامه، ومنه حديث "ابن مسعود" رحمة الله عليه: "وإياكم والتنطع"، واشتقاقه من نطع الفم وهو أعلاه حيث يحنك الصبي. 43 - هو بدل لا بدن ويقولون: فلان بدنٌ من الأبدان، وليس للبدن هاهنا موضع، وإنما هو بدل من الأبدال وهم المبرزون في الصلاح، وسموا أبدالاً لأنه إذا مات منهم واحدٌ أبدل الله مكانه آخر، والواحد بدلٌ وبذل وبديلٌ. 44 - قرفصة لا قرفشة ويقولون: قد قرفشة إذا أخذه، وإنما هو قد قرفصه، ومعناه قد شدَّ يديه إلى رجليه، ثم أخذه بسرعة كما يفعل اللصوص وهم القرافصة. 45 - الكنعد للسمك ويقولون لضرب من السمك: الكنعت بالتاء، وهو الكنعد بالدال. قال "جرير" يهجو "المهلب": (كانوا إذا جعلوا في صيرهم ... ثم استووا مالحاً من كنعدٍ جدثوا)

46 - قولهم للصغار نشو، ولموضع التمر مشطاح

46 - قولهم للصغار نشو، ولموضع التمر مشطاح ويقولونه للصغار: نشو وإنما هم: النشا والنشء بالهمز. ويقولون للموضع الذي يجفف فيه التمر ونحوه من الثمر: مشطاح - بشين معجمة زيادة ألف - وهو خطأ فاحش. والصواب: مسطح بسين غير معجمة على وزن مفعل، ومثله: المربد والجرين، وهما لأهل نجد، ومثله للطعام: البيدر لأهل العراق، والأندر لأهل الشام، وأهل البصرة يسمون المربد: الجوخان، والجوخان فارسيِّ معرَّب. 47 - البوتقة للصاغة صوابها البوطة ويقولون للشيء الذي يذيب فيه الصاغة ونحوهم من الصناع: البوتقة، وقال "الخيل": هي البوطة. 48 - من اللكنات القبيحة ويقولون: نحنا فعلنا ذاك، يريدون: نحن فعلنا ذاك وهي لكنة قبيحة. ويقولون لرءوس الحلي وما تكسر منه: خشر بالراء، وهو خطأ والصواب: خشل باللام، ثال "ذو الرمة": (وساقت يبيس القلقلان كأنما ... هو الخشل أعراف الرياح الزعازع)

49 - بصل العنصل لا العنصر

49 - بصل العنصل لا العنصر ويقولون: بصل العنصر بالراء، وإنما هو بصل العنصل باللام، وهو بصلٌ بري، يعمل منه "خل عنصلان" وهو شديد الحموضة. قال "امرؤ القيس": (كأن السباع فيه غرقاً عشية ... بأرحابه القصوى أنابيش عنصل) ويقولون: جاء فلان يطحل وإنما هو يطحر إذا تنفس نفساً عالياً. 50 - تصويب كلمات معرَّبة ويقولون: المرزنكوش، وهو خطأ، والصواب: المرزجوش. والشهدانك: والصواب: الشهدانج، وجلست هونا والصواب: هاهنا. 51 - خمش لا خرمش ويقولون: خرمش وجهه، وإنما هو خمشه [ويقولون: قرصة وإنما هو قرص]. 52 - جدف لا كدف ويقولون للمتأفف: قد كدَّف وهو يكدف، وإنما يقال [قد] جدَّف الرجل، وهو يجدف تجديفاً بالجيم إذا استقل ما أعطاه الله وكفر النعمة، يقال: لا تجدِّف بأيام الله، وفي الحديث "شر الحديث التجديف" وقال الشاعر - أنشده "أبو عبيد":

53 - في الإشارة إلى الجمع

(ولكني مضيت ولم أجدف ... وكان الصبر عادة أولينا) 53 - في الإشارة إلى الجمع ويقولون: هولى ذاك، وإنما هو هولاء بالمد وإن شئت قصرت. 54 - اسم مدق القصار ويقولون لمدق القصا ر: الكوذين، والكلام: الكذنيق. قال الشاعر: (قامة القصعل الضئيل وكف ... خنصراها كذنيقا قصار) 55 - ما يقال للغبار ويقولون للريح زيقاً، وكلام العرب: الصيق، وهو الغبار، قال الشاعر: (من رأي يومنا ويوم بني التيم ... إذا التف صيقه بدمه) 56 - مفلطح لا مبرطح ويقولون: هذا الشيء مبرطح والكلام مفلطح، يقال درهم مفلطح ونصل مفلطحة، وكذلك قرص مفلطح إذا بسط، ومر "الحسن البصري" على باب "ابن هبيرة" وعليه القراء، فسلم وقال: ما لكم جلوساً قد أحفيتم شواربكم وحلقتم رءوسكم وقصرتم أكمامكم وفلطحتم نعالكم، أما والله لو زهدتم فيما عند الملوك

57 - جمع خيشوم

لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم، فضحتم القرآن فضحكم الله". وقال رجل من بني "الحارث بن كعب" يصف حيَّة: (جُعلت لهازمه عزين ورأسه ... كالقرص فلطح من طحين شعير) 57 - جمع خيشوم ويقولون في جمع خيشوم - وهو الأنف - مخاشيم، والصواب: خياشيم، وخياشيم الجبال أنوفها. 58 - القصل لا القسل ويقولون: القسيل - بالسين - وإنما هو بالصاد، وسمي قصيلاً، [من] القصل وهو القطع، فعيل في معنى مفعول، يقال قصلت الشيء قصلاً إذا قطعته، ويقال: سيف مقصل وقصّال إذا كان قطاعاً. 59 - من أسماء الدواب ويقولون لدابة كثيرة الأرجل: دخان الأذن - بالنون - ويذهبون إلى تشبيهه بالدخان، ولا معنى لذلك، وإنما هو دخّال: فعّال من الدخول، أي أنه يدخل في الأذن كثيراً، وتسمي العرب هذه الدابة: الحريش بالياء على وزن حريص. 60 - من أسماء النبات ويقولون لضرب من النبت: الشابانك وهو بالقاف، ويقولون.

61 - هذه سلعة غالية لا غالة

ويقولون: البتونك، وهو البتونج، وهذان معربان، والفونتج، بالعربية يسمى: الحبق. 61 - هذه سلعة غالية لا غالة ويقولون: سلعة غ الة والصواب غالية، ومنه سمي هذا الضرب من الطيب غالية، فيما حكى "المفضل بن سلمة" أن "معاوية عنها فوصفها له، فقال: هذه غالية، فسميت غالية. وهذه الحكاية ضعيفة، لما روي عن "عائشة" رضي الله عنها غ الية، فسميت غالية. وهذه الحكاية ضعيفة، لما روي عن "عائشة" رضي الله عنها أنها كانت تطيب النبي صلى الله عليه وسلم بالغالية إذا أراد أن يحرم، وعنها أنها قالت: "كنت أغلل لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغالية ثم يحرم" فدل على أن الغالية ك انت معروفة قبل ذلك. 62 - كلمات أبدلت فيها حروف وزيدت أخرى ويقولون للخشبة التي في رأسها حجنة: عرقافة، وقد عرقفت الشيء، وإنما هي عقافة، وقد أعقفت الشيء أعقفه عقفاً، بمعنى عطفته بانعقف أي انعطف. ويقولون: فلان مغرى بكذا والصواب: مغري بكذا. ولا يقال: مغرى. وقد أغري به وعسك به وعشق وسدك به، ولكى به

63 - من أسماء السفرة

ولذم به وألزم به، ولكد به وأغرم به وأولع به إذا لم يفارقه. 63 - من أسماء السفرة ويقولون: نبية، وإنما هي، نفية - بالفاء - وهي سفرة تعمل من الخوص. وعن "زيد بن أسلم": يصنع لنا نفيتين ننشر عليهما الأقط". 64 - عرَّن لا تدرَّم ويقولون: تدرمت على كذا، وهو خطأ، والصواب: تمرن على كذا إذا اعتاده واستمر عليه، وقد مرنت الجلد إذا لينته. 65 - كنية الثعلب ويقولون في كنية الثعلب: أبو الحسين. وإنما هو أبو الحصين. 66 - ما يقال للنحيف ويقولون: فلان قذيف الجسم، والصواب: قضيف الجسم، وجارية قضيفة، وقد قضف قضفاً وقضفاً وقضافةً، وهو النحيف خلقةً، لا من هزال.

67 - طلس، لا لطلس

67 - طلس، لا لطلس ويقولون: لطس الكتاب إذا محاه، وإنما يقال: طلسته إذا محوته لتفسد خطه، فإذا أنعمت محوه قلت: طرسته، ويقال للصحيفة إذا محيت: طلسٌ وطرس، وفي الحديث: "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بطلس الصور التي في الكعبة" أي بطمسها. 68 - الفرق بين الحساسة والخصاصة ويقولون ما بفلان خساسة، يذهبون إلى الخسة، وإنما الكلام: ما به خصاصةٌ أي حاجة، وأصله من الخصاص وهو الفُرَج، وكل خللٍ أو خرق يكون في منخلٍ أو بابٍ أو سحاب أو برقع فهو خصاص، والوالحدة خصاصة. 69 - ضبط الإبط ويقول بعض المتحذلقين: الإبط بكسر الباء، والصواب الإبط بسكون الباء، ولم يأت في الكلام شيء على فعل إلا إبل وإطل وحبر، وهي صفرة الأسنان، وفي الصفات امرأةٌ بلز وهي السمينة، وأتان إبد تلد كل عام وقيل: التي أتى عليها الدهر. 70 - القومس لا القمُّس ويقولون للأمير من الروم: القمس، والصواب القومس. كذا تكلمت به العرب وهي رومية معربة قال الشاعر: [قال ابن بري رحمه الله هو المتلمس]:

71 - المهندس بالسين لا بالزاي

(فعلمت أني قد رميت بنيطلٍ ... أن قيل صار من أهل دوفن قومس) ويقال: إن القومس يكون تحت يده نيفٌ وثلاثون رجلاً. 71 - المهندس بالسين لا بالزاي ويقولون: المهندز بالزاي، وهو المهندس بالسين لا غير، وهو مشتق من الهنداز فصيرت الزاي سيناً، ليس في كلام العرب زاي بعد الدال، والاسم: الهندسة. 72 - قولهم: خشب النشخ ويقولون لما يلقى من الشجر: خشب النشيخ، والجيد أن يقال: خشب التشديخ يقال: شدخت الغصن ونحوه إذا كسرته، ويقال له أيضاً: الشذابة. وقد حكي عن "أبي عمرو" أنه قال: سنخ نخلة إذا نزع سلاه. 73 - ممجج لا ممزوج ويقولون: قد مزج العنب إذا بلغ، والصواب مجج بجيمين، والمجج بلوغ العنب، وفي الحديث: "لا تبع العنب حتى يظهر مججه" وقال "ابن عباس": لا يباع العنب حتى يمجج. 74 - الصدى والصدق ويقولون الصدى في الصدق، وهو عبد للفرس يوقدون فيه النار ليلاً.

75 - من معاني الديوث

75 - من معاني الديُّوث ويقولون للذي لا غيرة له على أهله: القرطبان، وهو مغيرٌ عن وجهه، وإنما هو: الكلتبان. وروى "ثعلب" عن "أبي نصر" عن "الأصمعي" قال: الكلتبان مأخوذ من الكلب، وهي القيادة والتاء والنون زائدتان. قال: وهذه اللفظة هي القديمة عند العرب، وغيرتها العامة الأولى، فقالت: القلطبان. قال: وجاءت عامة سفلى، فغيرت على الأولى فقالت: القرطبان. 76 - من التصحيفات - ويقولون: قد هجز بقلبي كذا وكذا. وهو بالسين. - ويقولون: شممت راحة الشيء، والصواب: رائحته. فأما الراحة فراحة اليد والرفاهية. - ويقولون: لولاك، والجيد: لولا أنت. قال الله تعالى: {لولا أنتم لكنا مؤمنين}. - ويقولون: الحارص والحرص بالصاد، وهما بالسين. -[ويقولون: قرنس الديك إذا فر من ديك آخرن ولا تقل قرنص]. - وقانصة الطائر، وهم يقولونها بالسين. - ويقولون: سيان السكين بفتح السين والياء، والصواب: السيلان بكسر

السين وإسكان الياء، وأنشد "أبو عمرو": (ولن أصالحكم ما دام في فرسٌ ... واشتد قبضاً على السيلان إبهامي) - ويقولون في الدعاء للمريض: مسح الله بك. وكان "النضر" يقول: الصواب مصح الله بك، أي أذهبه. وغيره يجيز مسح، وروى "ابن الكوفي" في قراءته بخطه عن "محمد بن حاتم" المؤدب قال: مرض "النضر بن شميل" فدخل الناس عليه يعودونه، فقال له رجلٌ من القوم: مسح الله ما بك. فقال له "النضر بن شميل" لا تقل: مسح الله، وقل: مصح الله ما بك، ألم تسمع قول "الأعشى" في قصيدته الحائية: (وإذا الحمرة فيها أزبدت ... أفل الإزباد فيها فمصح؟ ) فقال له الرجل: لا بأس، السين قد تعاقب الصاد فتقوم مقامها. فقام النضر: فينبغي أن نقول لمن كان اسمه سليمان: يا صليمان، ونقول: قال رصول الله، ثم قال النضر: لا تكون الصاد مع السين إلا في أربعة مواضع، إذا كانت مع الطاء والخاء والقاف والغين. تقول في الطاء: سطر وصطر. وفي الخاء: صخر وسخر، وفي القاف: صقب وسقب، وفي الغين: صدغ وسدغ. قال الشيخ - رحمه الله: فإذا تقدمت هذه الأربعة لم يجز ذلك. لا يجوز أن تقول: خصر وخسر، ولا قسب وقصب، ولا طرس وطرص، ولا غسل وغصل. - ويقولون: الحْلِي وإنما هو الحَلَى، وجمعه الحُلي كثدي وثُدِي. فأما

الحلي فهيو يبيس النصي وجمعه أحلية. - ويقولون: رجلٌ أشطُّ، وإنما هو ثط. قال الشاعر: (كلحية الشيخ اليماني الثَّط) - ويقولون: ديار براقع للخالية، وإنما البراقع جمع برقع، وهو ما تجعله المرأة على وجهها، والصواب: بلاقع، وفي الحديث، "اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع". وقال "رؤبة": (فأصبحت ديارهم بلاقعاً) - ويقولون للجوالق الصغير: كرزكَّة، وإنما هو الكرز، ومنه المثل:

يا رب شد في الكرز. - ويقولون: التعار، وإنما هو التيعار بالياء على وزن تفعال، مثل تِجفاف، كذا أملاه عليّ "أبو زكريا" عند "أبي العلاء" في باب تفعال. - ويقولون: القشمش بالقاف وهو الكشمش. قال الشاعر: (كأن الثآليل في وجهها ... إذا سفرت بدد الكشمش) - ويقولون في اللغة العبرانية: العمراينة، وإنما يقال بالباء قال الشاعر: (كما اختط عبرانية يمنية ... بتيماء خبرٌ ثم عرَّض أسطرا) والعبرانية معدولة عن السريانية [كما عدلت النبطية عن العربية، كأن العبرانية بدوية السريانية]. - ويقولون للأمر الفظيع: هذه ردّة، والصواب هذه إدة أي داهية. - ويقولون للجاسوس: ذو العويفتين، وإنما يجب أن يقال: ذو العينيتين. - ويقولون: الشاة تشتر، والصواب تجترُّ بالجيم، واسم ما تدفعه من كرشها

إلى ما فيها الجزة. وفي المثل: "ما اختلفت الجرة والدرة" واختلافهما أن الدرة تسفل والجرة تعلو. - ويقولون: حي الشاة، والكلام حياؤها ممدود. - ويقولون في موضع وي التي تكنى بها عن الويل: وشت، وهو خلفٌ من الكلام، ومثله من كلامهم المحال الغث قولم: جئت تا ألقاك، يريدون: حتى ألقاك. وجبه يريدون: جيء به. - وقولهم: مدريك، يريدون: ما يدريك. - وقولهم: المسيد يريدون المسجد. -[وقولهم: نحنا فعلنا يريدون نحن]. - وقولهم: ضربه بالعصي يريدون العصي. - وقولوهم في موضع أيضاً: هم، وفي موصع حسب: بس. وغير ذلك من الكلام الظاهر الفساد الذي يرغب عن ذكره. - ويقولون: هي تستر بالتاء، وإذربيجان، وهي الشأم بوزن رأس مهموز، والبراشتق، والجلنار، والفروند للبربند، وهي الفاختة، وهو

ثالثا: مما يكسر والعامة تفتحه أو تضمه

ظل القمر، وهو الوعل، والنمر، والأعرابي وهي المنطقة، ولا تقل: المنتقة. - ويقولون: إيشٍ فعلت بالتنوين، وأصله أي شيءٍ فعلت؟ ثالثاً: مما يكسر والعامَّة تفتحه أو تضمه ومما يكسر والعامة تفتحه أو تضمه: - هو الشطرنج بكسر الشين على فعلل كجردحل، وليس في كلام العرب شيءٌ على فعلل بفتح الفاء. - وهو المريخ للنجم بكسر الميم ولا تفتح، والتنين بكسر أوله، والخنزير كذلك، والجراحات بالكسر، وكذلك الشفار وهو الذي نهي عنه، والوتد بكسر التاء، وهي القنينة بكسر القاف. - ويقولون: سألتك بالله إلا فعلت، وهي السنون بكسر السين، وفلان تلميذ فلان، وهي الغرارة، والبرو بكسر الباء وفتح اللام، وهو المربد بكسر الميم وفتح الباء، وهي الشقوة، وجرم الشمس، وسلخ الحية، وهي الوقاية، وهو

رابعا: ما تكسره العامة وهو المفتوح

الشحنة بكسر الشين ولا تفتح - وهو اسم للرابطة من الخيل في البلد لضبط أهله من أولياء السلطان، وليس باسم للأمير أو القائد كما تذهب إلى العامة - والنسبة إليه شحني وشحنية، ولا تقل: شحكية ولا شحنهية، وهذه الكلمة عربية صحيحة، واشتقاقها من شحنت البلد بالخيل إذا ملأته، والفلك المشحون أي المملوء. وهي السقاية، والبرطيل للرشوة بكسر الباء، وكذلك كل ما كان على فعليل نحو [سلتين] وزحليل وهو آثار ترجح الصبيان، وشمليل، وهو أخوة زيد - بكسر الهمزة، وهو الزرنيخ بكسر الزاي، وشراع السفينة، وهم في خصب، وهو المأصر بكسر الصاد - وفتحها خطأ - ومعنى المأصر في اللغة الموضع الحابس من قولهم: أصرت فلاناً على الشيء أأصره أصراً إذا حسبته عليه وعطفته. رابعاً: ما تكسره العامة وهو المفتوح ومما يفتح والعامة تكسره: هو الريحان، والأمن، والأكار، وبيرم النجار، وهو الخلخال، وهي السعة والضيقة، وهو الديزج بفتح الدال. والعناق بالفتح، فأما العناق فمصدر عانق، وهو الوداع، والعسول، وهو الحمض بفتح الميم وقد تكسر، وهو الكثير والكبير بالفتح، ولا تكسر، وإنما يكسر إذا كان ثانيه من حروف الحلق نحو شعير ورغيف بهيمة وسعيد، وما أشبه ذلك.

خامسا: ما جاء مفتوحا والعامة تضمه

والقيروان بفتح القاف. وهو السكران والجناح والغضارة والنجدة. وفي عين فلانٍ حور، وهي الأنبار، وهو اللحاق، وكرمان - بفتح الكاف - وهو الخشخاش لهذا الحب المعروف - بالفتح - وهو عربي صحيح. وهو الجنين، وهي القصبة. وتقول للمرأة: تعالي بفتح اللام، وفلان يشتهي كذا بفتح الفاء. وهي المنارة بفتح الميم - وهذا نادر لأنه من الآلة ومثله في الشذوذ المنقل: الخف - بفتح الميم، والمنقبة: حديدة ينقب بها البيطار، وهي المكنسة - بفتح النون ولا تكسر، وهو كسلان ولا تقل: كِسلان. وهي الشجر - بفتح الشين - وهي تكريب، وهي السبي، وهي الكمأة، وهي اللهاة، والأربعون - بفتح الباء ولا تكسر، والمجلس - بفتح الميم - وليس في كلام العرب مِفْعِل - بكسر الميم والعين - إلا منخر ومنتن ومغير. والشنُّ: القربة الخلق اليابسة وكل وعاء أخلق من أدم وحف فهو شن - بالفتح ولا تقل: سنٌّ، فليس بشيء. خامساً: ما جاء مفتوحاً والعامة تضمه ومما جاء مفتوحاً والعامة تضمه:

هو الكولان والمصطكى بفتح الميم. وهي سروج - بفتح السين ولا تضم. وقتله صبراً. وهو السفرجل - بفتح السين ولا تضم. وهي الزرافة - بفتح الزاي - لهذه الدابة التي جمعت فيها خلقٌ شتى، مأخوذة من قولهم للجمع من الناس: زرافة. وهو الوجه - بفتح الواو - والعامة تضمها. وهو الجواذب. وتقول: هو مرمي ومطوي ومقضي ومسي، وكذلك كل ما أشبهه بفتح الميم، وضمها خطأ. وإذا نسبت إلى حي من الأنصار يقال لهم بنو الحبلى قلت: حبلي ولا تقل: حبلي. وفلان التملي إذا نسبته إلى تيم اللات، كما تقول عبدري في النسب إلى عبد الدار وعبشمي في النسب إلى عبد شمس. وهو النفوع والبخور، والزعفران بفتح الفاء. وهي التور للخادم،

سادسا: ما جاء مضموما والعامة تفتحه أو تكسره

والعامة تقول تور بالضم وهو خطأ، والزوش: العبد اللئيم، والعامة تقول: زوش، وهي سوراء لهذه القرية. وهي الجنوب - بفتح الجيم - للريح، ولا تقل: الجنوب، إنما الجنوب جمع جنب. وهي السموم، ولا تقل السموم إلا في جمع سم. وهو "ابو دلف" عي مثال فعل كعمر، ولا تقل: دلف. وهي "المزون" لعمان. وفلان مزوني، ولا تقل: المزوني. وهذه يهود ومجوس بفتح أولهما ولا تضم، وهو البورق لهذا الذي يلقى في العجين، ولا يقال بورق بضمها، لأنه ليس في الكلام فوعل بضم الفاء، وكل ما جاء على فوعل فهو مفتوح الفاء نحو جورب وروشن وكوسج وروثة، وما أشبه ذلك. سادساً: ما جاء مضموماً والعامة تفتحه أو تكسره ومما جاء مضموماً والعامة تفتحه أو تكسره. هو المشان بضم الميم، وحواقة القوم بالضم ولا تفتح، ومعاوية تضم الميم ولا تفتح.

وهو البهار بالضم. وقال الشاعر: (كعير يحملن البهارا) وهو المطبق بضم الميم للسجن لأنه أطبق على من فيه. ولون من الصبغ يقال له: حماحيم بالضم، والنسبة إليه حماحمي بالضم، ولا تقل: حمامي. وتقول: قرأن السبع الطول ولا تقل: الطول. إنما الطول الحبل. قال الشاعر: (سكنته بعد ما طارت نعامته ... بسورة الطور لما فاتني الطول) وهو كلثوم - بضم الكاف - والمصران - بضم الميم ولا تكسر - وهو جمع مصير وليس بواحد كما تذهب إليه العامة. وهو الجوالق - بضم الجيم ولا تفتح في الواحد - وإنما تفتح في الجيم، ومثله: حُلاحل وحَلاحل وقُلاقِل وقَلاقل. والكمنة بالضم وهو ورم في الأجفان وغلظ وقيل: قرح في المآقي، وقيل: جربٌ وجُمرة تبقى في العين من رمدٍ يساء علاجه.

سابعا: ما يشدد والعامة تخففه

وهي الأسطوانة بضم الهمزة والطاء ولا تكسران، ووزنها أُفعوالة، وكان "الأخفش" يقول: هي فعلوانة، وقيقل: أفعلانة. وتقول: أصابه ذُباح وهو تحرز وتشقق بين أصابع الصبيان من التراب بالضم ولا تفتح. سابعاً: ما يشدد والعامة تخففه ومما يشدد والعامة تخففه: ويقولون: مائة ونيف، وإنما هو ونيِّف بالتشديد، ولا يجوز تخفيفه، كما يخفف ميّت لأمرين: أحدهما أنه قل استعماله. والآخر أن هذا لا يقاس. وهي المرقِّية - بفتح الميم وتشديد القاف - لأنها منسوبة إلى المرقِّ، واحد مراقِّ البطن ولا تقل: مراقِية. وهو الشبتُّ - بتشديد التاء - ولا يجوز تخفيفها. وهو الجانُّ لضرب من الحيات. وأنطكيَّة - بتشديد الياء والخطمىّ - بالتشديد - والدوات - بتشديد الباء ولا تخفف - وكذل وديِّبة. وهو هوامُّ الأرض - بتشديد الميم - الواحدة هامَّة، وسميت بذلك من الهميم وهو الدبيب. والسلاّق عيد للنصارى بتشديد اللام ولا تقل: السلاق. ثامناً: ما يخفف والعامة تشدده ومما يخفف والعامة تشدده:

هو الهَنُ ولا يشدد، وهي مَلَطية وسلّمية وقسطنطينية بتخفيف الياء فيهن. وهي دِّيَة بتخفيف الياء، والخرافات بتخفيف الياء. وهي المحارة بتخفيف الحاء ولا تشدد، وقريسيات - بتخفيف الياء. وهو "أبو نُواس" - بضم النون وتخفيف الواو، ولا تقل: نُوَّاس، و"ذو نواس" أيضاً ملك من ملوك حِمْيَر. وهو الحر بالتخفيف وأصله حَرِج وجمعه أحراج. قال "الفرزدق": (إني أقود جملاً ممراحاً ... ذا قبَّةٍ مملوءةٍ. أحراجاً) وهي قُوَارَة القميص - بضم القاف والتخفيف - ولا تقل: قُوَّارة، وكذلك قياس كل ما كان فضلةً كالقُقصاصة والنُّحاتة. وتقول: هذه عقدةٌ مستخية، وفلانٌ مجدور وقد جُدِر بالتخفيف ولا تقل: جدر بالتشديد ولا هو مُجَدَّر - وهذا إجماع منهم. وهي الماية ولا تقل: ميَّة، وفراشة القفل بالتخفيف ولا تقل: فرَّاشة - يقال لكل رقيق من عظم أو حديد: فراشة ومنه فَرَاش الرأس: عظام رفاق الواحد فراشة. قال النابغة:

تاسعا: ما جاء ساكنا والعامة تحركه

(ويتبعها منهم فراش الحواجب) والفراشة: الماء القليل. والسُلامَيَات - بفتح الميم وتخفيف الياء - الواحد سلامى، ولا تقل: السلاميَّات. ووالقُلاع من أدواء الفم بالتخفيف ولا يشدَّد. وعلى هذا البناء جميع الأدواء كالصُّداع والسعال والزكام. تاسعاً: ما جاء ساكناً والعامة تحركه مما جاء ساكناً والعامة تحركه: هي البكرة للتي يستقى عليها بالإسكان، وهو الأثل بسكون الثاء. وهي الحدية، وهي الإبط، والقي والمري، وهو "عامر الشعبي".

عاشرا: ما جاء محركا والعامة تسكنه

عاشراً: ما جاء محركاً والعامة تسكنه ومما جاء محركاً والعامة تسكنه. هو النُّعَرَة لواحدة النُّعَر - وهو الذباب الذي يدخل أنف الحمار - ولا تقل: نُعْرَة. وتقول: قد ردَّها جَذَعة بالفتح ولا تقل: جَذْعَة، ومعناه أنه ردها إلى أول ما ابتدء بها. وهي الضَّبُعُ ولا تقل: الضَّبْع، إنما الضّبع العضد، وهم نخبة القوم، "وكلب بن وبَرَة". حادي عشر: ما تصحف فيه العوام ومما تصحف فيه العوام. ويقولون للرجل إذا نسبوه إلى الجهل والبلادة: عليه لحية التيتل بتاءين، وإنما هو التيثل بتاء وثاء - وهو الوَعِل .. ويقولون - عند الوجع: أخ بالخاء، وليس الخاء من كلام العرب، وإنما هي لغة العجم. ولما اشتد أمر "شبيب" وحصره في القصر، أمر غلاماً شجاعاً، فلبس ثياب "الحجاج" وسلاحه وركب فرسه، وسار في الجند فجمعهم وخرج، فقال

الناس: قد خرج "الحجاج" فأقبل "شبيب" ثم قال: أين "الحجاج"؟ فأومئوا إليه فحمل عليه، حتى خلص إليه فضربه بالعمود، فلما أحس بوقعه قال: أخ - بالخاء - فانصرف "شبيب" وقال: قبحك الله يابن أم "الحجاج" اتتقي الموت بالعبيد؟ وقتل العبد. ويقولون: فلان ممشقع بالشين وهو خطأ، وإنما هو ممسقع بالسين غير معجمة، من قولهم: خطيب مسقع لتبجحه وكثرة كلامه. وتقول: قد تفل عليه يتفل بالتاء، ولا تقل: ثفل. ويقولون لقوس السحاب: قوس قُدح، وهو ت صحيف قبيح، والصواب قوس قزح. واختلف العلماء في تفسيره، فروى "ابن عباس" أنه قال: لا تقولوا قوس قزح فإن قزح شيطان، ولكن قولوا قوس الله. وقيل: القزح الطرايق التي فيه، الوادة قزحة، فمن جعله اسم شيطان لم يصرفه لأنه كعمر، ومن قال: إنه جمع قزحة - وهي خطوط من صفرة وحمرة وخضرة - صرف ويقال: قزح اسم ملك موكَّل به. وقيقل: قُزَح اسم جبل بالمزدلفة رُؤي عليه فنسب إليه. قال "السكري": كان يظهر من وراء الجبل فيرى نصفه كأنه قوس، فسموه قوس قزح.

ثاني عشر: ما جاء بالسين وهم ويقولونه بالشين

وهو الجنين في بطن أمه، ولا تقل: الجني. وتقول: لعب الصبيان حدبدبى وهي لعبة لهم، والعامة تجعل مكان الباء الأولى نوناً ومكان الثانية لاماً وهو خطأ. قال الراجز: (حبدبدى حبدبدى صبيان ... إن بني فزارة بن ذبيان) (قد طرقت ناقتهم بإنسان ... مُشَيَّأٍ أعجب بخلق الرحمن) ثاني عشر: ما جاء بالسين وهم ويقولونه بالشين ومما جاء بالسين وهم يقولونه بالشين: هو سجَّار التنور، وقد سجرته بالسين ولا يقال بالشين. وهو السلجم - بالسين - ولا تقل: شلجم ولا ثلجم. وفي المثل: "تسألني برامتين سلجماً".

ثالث عشر: ما جاء بالذال وهم ويقولونه بالدال

وهي السحبة بالسين. وتقول لأصحاب المتاع: الاستيام بالسين والعامة تقول الاشتيام [فأمَّا الاشتيام فهو رئيس المركب البحري]. وتقول: هو الكردوس والجمع كراديس بالسين المهملة لا غير والعامة يقولونها بالشين، وهو خطأ. وكراديس رءوس العظام، وقيل: كل عظم تام ضخم كردوس. وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم "أنه كان ضخم الكراديس". وتقول للجبل: مَرَسَ - بفتح السين وفتح الراء - ولا تقل: مرش إنما المرش كالخدش. ثالث عشر: ما جاء بالذال وهم ويقولونه بالدال ومما جاء بالذال وهم ويقولونه بالدال. هو الجرذ بالذال المعجمة، ولا يقال الجرد. والذقن بفتح الذال والقاف، ولا يقال: دِقْن، كما يقوله العامة. والناجذ أقصى الأضراس، يقال فلان منجذ إذا أكم الأمور ولا يقال بالدار. والإذاذ لضرب من التمر ولا يقال بالدال.

رابع عشر: ما جاء بالدال ويقولونه بالذال

والزمرذ بالذال، والشرذمة الطائفة من الناس والقطعة من الشيء بالذال ولا تقل: شردمة ولا شردة فإنه خطأ. وبين الرجلين ذحل، أي حقد وعداوة بالذال، والعامة تقول: دحل بالدال. وهو الطبرذذ بالذال ولا يقال بالدال. رابع عشر: ما جاء بالدال ويقولونه بالذال ومما جاء بالدال وهم ويقولونه بالذال. هم الدُّعَّار للخبثاء المتلصصين بالدال مأخوذ من العود الدعر، وهو الذي يؤذي بكثرة دخانه. قال "ابن مقبل": (بانت حواطب ليلى يلتمس لها ... جزل الجذا غير خوَّارٍ ولا دَعِر) فإنه ذهب بهم إلى معنى الفزع جاز أن يقال بالذال. وتقول: كذب العادلون بالله بالدال أي المشركون الذين يعدلون بالله تعالى غيره، ولا تقل: العاذلون. يقال: عدل الكافر بربه عدولاً قال الله عز وجل: {وهم بربهم يعدلون}. وهو جردان الفرس لقضيبه بلا دال ولا تقل: جرذان. خامس عشر: ما جاء ممدوداً والعامة تقصره ومما جاء ممدوداً والعامة تقصره: كِداء وحِراء جبلان بمكة ممدوادن، والقباء ممدود، وهو عربي صحيح.

ويسمى قباء لاجتماع أطرافه، وكل شيء جمعته بأصابعك فقد قبوته قبواً. والملحاء من البعير ما تحت سنامه بالمد. وإيلياء بيت المقدس، ولا تقل: إيليَّا قال الفرزدق: (وبيت بأعلى إيلياء مشرف) واللوبياء بالمد، والصحناء والصحناءة ممدودان، وبرزقطوناء بالمد قد يقصر. والصنعاء للقصب الشامي مفتوح الصاد ممدود ومن (م): والصحناءة وفي الأصل: والصحناة. والنشاء، والكروياء، وعاشوراء، ولم يجيء على فاعولاء في كلام العرب إلا عاشوراء والضاروراء: الضراء، والساروراء: السراء، والدالولاء: الدالة، وخابوراء: موضع. وهي القوباء وكربلاء، وسلاء النخل شوكة، الواحدة سلاة. كل ذلك ممدود.

سادس عشر: الأفعال التي غيرت العامة ماضيها أو مضارعها

وهي الصحراء ولا تقل: الصحراة بالهاء. وقريسياء، وسميراء: موضع، والرهاء: مدينة. سادس عشر: الأفعال التي غيرت العامة ماضيها أو مضارعها ومن الأفعال التي غيرت العامة ماضيها أو مستقبلها: فعلت: عقل الغلام بعقل، ورجع الشيء يرجع، وجهد الرجل يجهد، وردى أي علم يدري، وفرق بين المشتبهين بفرق، ورجف الشيء يرجف، وشخص البصر يشخص، وقبض الشيء يقبضه، وبهرني الأمر يبهرني فهو باهر - إذا غلبك - وسمحت أسمح، وسفل الشيء يسفل، ونزع الميت ينزع، وعناني الشيء يعنيني، وسلم يسلم، ولا تقل: سلم، إنما يقال: سُلِمَ الرجل بمعنى لدغ، وقد ردمت الباب والشيء إذا سددته فهو مردوم، لا تقل: مردم، ولا أردمته، وسبق الفرس يسبق، وبذل الشيء يبذله، ولهث يلهث، وشهق يشهق، وغربت الشمس تغرب، ومرن على العمل يمرن، وخلص الشيء يخلص، وسهوت عن كذا ولا تقل: سهيت، وقرض الفأر يقرض. - قال "ابن دريد": وليس في الكلام يقرض البتة -، ونحل جسمه ينحل، وما شعرت بكذا، وهوى الشيء يهوى، وعرض يعرض، وضبط الشيء بضبطه. ومن فعل تقول: صلب الشيء، وضعف، وسهل، وقرب، وحسن، وقبح، وعتق، وكثر، ورخص السعر، وحمض الخل، وظرف الرجل. كل هذا الباب تخطئ فيه العامة فتتكلم فيه على ما لم يسم فاعله ولا تكاد تلفظ به. فعل - ويقولون أيضاً في ضرس وفي وسع: ضُرس ووسع، وفي سمن، سمن.

وما جاء على أفعل: تقول: أروحت الجيفة، ولا تقل: راحت، وقد أعوزني الشيء ولا تقل: عازني، وأشفقت من كذا، ولا تقل: شفقت، وأباد الله الشيء ولا تقل: باده، وأخزاه ولا تقل: خزاه إلا بمعنى ساسه وقد أحسنت الشيء ولا تقل: حسنتُه، وقد أريته كذا أريه ولا تقل: أريته أوريه، وأمسكن الشيء لا تقل: مسكته، وأصح الله بدنك، ولا تقل: صخ الله بدنك، وأثبت الشيء فهو مثبت ولا تقل: مثبوت، وأفسدته فهو مفسد، وأنقعته فهو منقع، وأصلحته فهو مصلح، وقد أردت ذاك. ولا تقل: ردت. وقد أفاق من علته. فهذا ما تيسر من مغفل خطئهم وبالله التوفيق. تم هذا الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه. غفر الله لمصنفه وولديه ومشايخه وتلاميذه وغفر لنا ولولدينا ومشايخنا ولمالكه وكاتبه ولمن طالع فيه ولكل المسلمين. آمين آمين.

§1/1