التسوية بين حدثنا وأخبرنا

الطحاوي

التسوية بين حدثنا وأخبرنا للطحاوي: أخبرنا الشيخ العالم المسند الأصيل شهاب الدين أبو المعالي أحمد بن الحافظ رفيع الدين أبي محمد إسحاق بن محمد بن المؤيد بن علي الهمذاني الأبرقوهي، قراءة عليه، وأنا أسمع في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وست مئة. قال: أخبرنا الشيخ المعمر أمين الدين أبو المحاسن محمد بن أبي الفوارس فارس، يعرف باين أبي لقمة، قراءة عليه، وأنا أسمع بقراءة أبي في ثالث ذي القعدة سنة عشرين وست مائة بدمشق المحروسة. قال: أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي، قراءة عليه، وأنا أسمع في يوم الاثنين خامس شوال سنة إحدى وأربعين وخمس مائة. أخبرنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الإسفراييني، قراءة عليه، وأنا أسمع في صفر سنة ست وثمانين وأربع مائة. أخبرنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن الحسن الإدريسي المروزي المقري. قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن

الحسن بن عمرو الناقد، قراءة عليه في منزله بفسطاط مصر في سوق الأنماط، فأقر به. أخبرنا أبو الطيب أحمد بن سليمان الحريري، قال: قال أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الطحاوي: اختلف أهل العلم في الرجل يقرأ على العالم، ويقر له العالم به، كيف يقول فيه؟ أخبرنا، أو حدثنا. فقالت طائفة منهم لا فرق بين أخبرنا وبين حدثنا , وله أن يقول أخبرنا وحدثنا. فممن قال ذلك منهم: أبو حنيفة، ومالك بن أنس، وأبو يوسف، ومحمد بن الحسن،

1 - كما حدثنا أحمد بن أبي عمران، حدثنا سليمان بن بكار، حدثنا أبو قطن، قال: قال لي أبو حنيفة: اقرأ علي، وقل حدثني، وقال لي مالك بن أنس: اقرأ علي، وقل حدثني.

2 - وكما حدثنا روح بن الفرج، حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: لما فرغنا من قراءة الموطأ على مالك بن أنس، قام إليه رجل، فقال له: يا أبا عبد الله، كيف نقول في هذا؟ فقال: إن شئت فقل حدثني، وإن شئت فقل أخبرني، وإن شئت، فقل أخبرنا.

قال: وأراه قد قال: وإن شئت فقل سمعت.

3 - وكما حدثنا سليمان بن شعيب، عن أبيه، أن أبا يوسف أملى عليهم هذه المعاني كما ذكرناه. وقالت طائفة منهم يقول في ذلك أخبرنا، ولا يجوز أن يقول في ذلك حدثنا، إلا فيما سمعه من لفظ الذي يحدث به عنه. قال أبو جعفر ولما اختلفوا في ذلك نظرنا فيما اختلفوا فيه منه، فلم نجد بين الحديث وبين الخبر في هذا فرقًا في كتاب الله عز وجل، ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما في كتاب الله عز وجل فقوله عز اسمه: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا {4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا {5} } [الزلزلة: 4-5] ، فذكرها بالحديث عما وقعت عليها أمور بني آدم قبل ذلك

فوجب بهذا: أن الحديث معناه معنى الخبر. وقوله عز ذكره: {قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ} [التوبة: 94] ، وهي الأشياء التي كانت منهم. وقوله عز وجل: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ} [البروج: 17] ، أي ما كان من الجنود. وقوله: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء: 42] ،

أي ولا يكتمونه شيئا. وقوله عز وجل: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: 23] . وقوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1] . وقوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ} [الذاريات: 24] . قال أبو جعفر: فكان المراد في هذه الأشياء المذكورة في هذه الآي التي تلونا: أنه سمي في بعضها خبرا، وسمي في بعضها حديثا. وكذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: 4 - كَمَا حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ

حِسَابٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ الضُّبَعِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا لأَصْحَابِهِ: «أَخْبِرُونِي عَنْ شَجَرَةٍ , مِثْلُهَا مِثْلُ الْمُؤْمِنِ» . قَالَ: فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَذْكُرُونَ شَجَرَ الْبَوَادِي، وَأًلْقِيَ فِي

نَفْسِي، أَوْ فِي رَوْعِي، أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَجَعَلْتُ أُرِيدُ أَنْ أَقُولَهَا، فَأَرَى أَسْنَانَ الْقَوْمِ، فَأَهَابُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَلَمَّا سَكَتُوا،

قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هِيَ النَّخْلَةُ»

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَكَانَ قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ: «أَخْبِرُونِي» فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: حَدِّثُونِي. 5 - وَكَمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ فَاطِمَةَ ابْنَةِ قَيْسٍ، قَالَتْ: بَيْنَمَا النَّاسُ بِالْمَدِينَةِ آمِنِينَ،

لَيْسَ لَهُمْ فَزَعٌ، إِذْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَمْشِي، حَتَّى صَعَدَ الْمِنْبَرِ، فَفَزِعَ النَّاسُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ فِي وُجُوهِهِمْ، قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَمْ أُفْزِعْكُمْ، وَلَكِنْ أَتَانِي أَمْرٌ فَرِحْتُ بِهِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِفَرَحِ نَبِيِّكُمْ، إِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ قَوْمًا مِنْ بَنِي عَمٍّ لَهُ، رَكِبُوا فِي سَفِينَةٍ فِي الْبَحْرِ» . . . . . . ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ الْجَسَّاسَةِ، بِطُولِهِ: قَالَ: فَلَقِيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْنِي بِهَذَا، قَالَ: فَلَقِيتُ مُحَرَّرَ بْنَ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ عَلَى أَبِي أَنَّهُ حَدَّثَنِي بِهَذَا

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ مَا ذَكَرَهُ لَهُ بِالإِخْبَارِ، لا بِالْحَدِيثِ. 6 - وَكَمَا حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي

إِسْرَائِيلَ وَلا حَرَجَ، وَمَنْ يَكْذِبْ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَكُونُ مِنْهُمْ مِنْ ذِكْرِ أُمُورِ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِالْحَدِيثِ، لا بِالإِخْبَارِ.

«لا تخبر بتلاعب الشيطان بك في المنام»

7 - وَكَمَا حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ جَاءَهُ: إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، فَإِنِّي أَتَّبِعُهُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «لا تُخْبِرُ بِتَلاعُبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ»

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَذَكَرَ ذَلِكَ بِالْخَبَرِ، لا بِالْحَدِيثِ. 8 - وَكَمَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ وَحُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبَادَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَرَادَ أَنْ يُخْبِرَهُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ،

" إني أردت أن أخبركم بليلة القدر، فتلاحى رجلان، فاختلجت مني، ولعل ذلك خير لكم، اطلبوها في

فَاخْتَلَجَتْ مِنْهُ، فَقَالَ: " إِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ، فَاخْتَلَجَتْ مِنِّي، وَلَعَلَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ، اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ: فِي التَّاسِعَةِ، وَالسَّابِعَةِ، وَالْخَامِسَةِ " قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَذَكَرَ ذَلِكَ بِالْخَبَرِ، لا بِالْحَدِيثِ. 9 - وَكَمَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ الْهَمْدَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، قَالَ: سَمِعْتُ حُمَيْدًا، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلامٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ ،

«ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟» . قالوا: بلى.

فَقَالَ: «أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّ نَارًا تَحْشُرُهُمْ مِنَ الْمَشْرِقِ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَذَكَرَ ذَلِكَ بِالإِخْبَارِ عَنْ جِبْرِيلَ، لا بِالْحَدِيثِ عَنْهُ. 10 - وَكَمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟» . قَالُوا: بَلَى. قَالَ: «دُورُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو حَارِثَةَ»

«ألا أخبركم بخير دور الأنصار؟ دار بني النجار، ثم دار بني الأشهل، ثم دار بني الحارث بن

11 - وَكَمَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي الأَشْهَلِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ دَارُ بَنِي سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَذَكَرَ الإِخْبَارَ عَنِ الدُّورِ، لا بِالْحَدِيثِ عَنْهَا. 12 - وَكَمَا حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي رِفَاعَةُ بْنُ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ،

«ما تحدثون؟» ، قلنا: نتحدث عنك يا رسول الله، قال: «تحدثوا، وليتبوأ من يكذب علي مقعده من

عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ، فَقَالَ: «مَا تَحَدَّثُونَ؟» ، قُلْنَا: نَتَحَدَّثُ عَنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «تَحَدَّثُوا، وَلْيَتَبَوَّأْ مَنْ يَكْذِبُ عَلَيَّ مَقْعَدَهُ مِنْ جَهَنَّمَ» قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَذَكَرَ ذَلِكَ بِالْحَدِيثِ عَنْهُ، لا بِالْخَبَرِ. 13 - وَكَمَا حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ الْبَجَلِيَّ، يَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ يَحْتَجِمُ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْحَكَمِ أَتَحْتَجِمُ؟ فَقُلْتُ: مَا احْتَجَمْتُ قَطُّ.

الحجم من أنفع ما يتداوى به الناس ".

فَقَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَخْبَرَهُ أَنَّ الْحَجْمَ مِنْ أَنْفَعِ مَا يَتَدَاوَى بِهِ النَّاسُ ". فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جِبْرِيلَ مَا ذَكَرَهُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ بِالْخَبَرِ، لا بِالْحَدِيثِ 14 - وَكَمَا حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ذَرٍّ بِالْرَبْذَةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِن

أُمَّتِي لا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ ، قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ» . قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ» . 15 - وَكَمَا حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، نَحْوَهُ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَق؟ ،

من مات يشهد أن لا إله إلا الله كان له الجنة» . فما زلت أقول: وإن، وإن، حتى قلت له: وإن زنى،

قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ، وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِي الدَّرْدَاءِ» 16 - وَكَمَا حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، أَنَّ أَبَا سُلَيْمَانَ الْجُهَنِيَّ، حَدَّثَهُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقِيتُ الْمَلَكَ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَانَ لَهُ الْجَنَّةُ» . فَمَا زِلْتُ أَقُولُ: وَإِنْ، وَإِنْ، حَتَّى قُلْتُ لَهُ: وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ؟ . قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ»

من شهد منهم أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله دخل الجنة ". قال: قلت: يا رسول الله، وإن

17 - وَكَمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ لأُمَّتِي: أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ مِنْهُمْ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ ، قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ» ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ ، قَالَ: «وَإِنْ زَنَى، وَإِنْ سَرَقَ» .

18 - وَكَمَا حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى الْعَبْسِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرِ بْنِ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلِ الأَحْدَبِ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ لَهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْضُ اللَّيْلِ، تَنَحَّى، فَلَبِثَ طَوِيلا، ثُمَّ أَتَانَا، فَقَالَ: " أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ، مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي

§1/1